المبحث الثالث: في تفسير القرآن بأقوال الصحابة تناولت فيه حجية هذا المصدر ودرجته، ومجال الأخذ به. كما أشرت إلى تفاوت الصحابة في العلم بالقرآن و إمكانية الاستدراك عليهم.
ا
لمبحث الرابع:في تفسير القرآن بأقوال التابعين: تناولت فيه حجية هذا المصدر واختلاف العلماء في ذلك،ومجال الأخذ بقول التابعي،ودرجته وكذا تفاوت التابعين في العلم بالقرآن.
المبحث الخامس: في الإسرائيليات تناولت فيه مفهوم الإسرائيليات وأقسامها والنصوص المحذرة من الاستدلال بها وكذا أدلة جواز الرجوع إلى أهل الكتاب وحاولت تقديم خلاصة في الموضوع.
المبحث السادس: في التفسير بمقتضى اللغة العربية تناولت فيه حجية هذا المصدر
ودرجته في التفسير ومجالاته ومستويات الأخذ به عند المفسرين.
المبحث السابع: في التفسير بالرأي وتناولت فيه تعريف التفسير بالرأي والآثار الواردة فيه وتحرج السلف من التفسير وتوجيهه ثم مواقف العلماء من التفسير بالرأي وحجيته وتطبيق الصحابة له.
الفصل الثالث: وخصصته للركن الثاني من أركان علم أصول التفسير وهو قواعد التفسير وذلك من خلال مباحث خمسة:
المبحث الأول: في تعريف قواعد التفسير لغة واصطلاحا
المبحث الثاني: في أقسام قواعد التفسير.
المبحث الثالث: في الصلة بين القواعد الأصولية وقواعد التفسير.
المبحث الرابع: في نشأة قواعد التفسير تناولت فيه قواعد التفسير عند الصحابة وجهود المفسرين لوضع هذه القواعد ثم المؤلفات في قواعد التفسير.
المبحث الخامس: و هو عبارة عن نماذج لقواعد تفسير متنوعة.
الفصل الرابع: وخصصته للركن الثالث من أركان علم أصول التفسير وهو شروط المفسر وذلك في مبحثين:
المبحث الأول: في الشروط العلمية.
والمبحث الثاني في الشروط الذاتية.
وختمت البحث بخاتمة عرضت فيها لأهم النتائج التي استخلصتها وأشرت فيها أيضا إلى آفاق البحث العلمية.
وفي الختام أشكر الله تعالى وأثني عليه الخير كله على ما من به علي ويسر وأعانني على إتمام هذا الجهد، وسلك بي سبيل العلم، ثم أتقدم بالشكر والتقدير الجزيلين لفضيلة الشيخ الدكتور الشاهد البوشيخي المشرف على هذا العمل، على ما غمرني به من علم وفضل، ولين جانب وحسن توجيه، وبما فتح لي صدره وبيته،وبما صرف لي من ثمين وقته وسعة صدره، فجزاه الله عني خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته.
وأشكر كل من أبدى لي نصحا أو مساعدة برأي أو مشورة،بتوجيه أو بإعانة.فلهم مني جزيل الشكر والثناء والدعاء لهم بأن ينفع بهم ويبارك في أعمارهم.
وهذا جهد المقل فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من خطأ أو زلل فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان. واستغفر الله تعالى منه.وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Sep 2004, 06:11 م]ـ
أولاً: نرحب بالدكتور مولاي عمر بن حماد في ملتقى أهل التفسير ونتمنى ان يتحفنا بمزيد من الموضوعات القيمة.
ثانياً: ما طرحته من اهم المواضيع التي ينبغي العناية بها , واتفق معك فيما طرحت , ويظهر أنك درست نشأة هذا العلم تاريخياً , فهل قمت بحصر الكتب المتقدمة , والتي تصلح ان تكون متناً خاصاً يصلح للتدريس والمدارسة , فإن كنت فعلت فأرجو إفادتنا بذلك , وهذه دعوة مني للأخوة جميعاً ان نقوم بحصرها ومن ثم التوجيه للعناية بها.
وأخيراً اشكر الدكتور على هذا البحث الماتع ونحن في انتظار بقيته.
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[09 Jan 2006, 02:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الجعفري]ــــــــ[09 Jan 2006, 07:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Jan 2006, 04:13 م]ـ
حقيقة مقدمة رائعة لعمل متميز مهم، فنرجو من الدكتور مولاي عمر أن يعجل بنشر رسالته حتى يستفيد الباحثون منها فهي في موضوع في غاية الأهمية
أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير
ويا ليت مشرفي وأعضاء الملتقى الكرام يدلون بدلوهم في هذه المشاركة حتى يثرى هذا الموضوع
وشكر الله للدكتور مولاي عمر على ما خطت يداه فبورك فيها من يد. ونسأل الله القبول لنا وله.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[28 Jan 2006, 08:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Sep 2006, 02:26 م]ـ
أخي الحبيب لقد نصحت وتفضلت بهذا الطرح الممتع وكلنا أمل في إثراء هذا الموضوع من خلال هذه اللفتة العميقة من فضيلة الدكتور مولاي عمر بن حماد، وأعدك أن يكون هذا الموضوع هو موضوع صالوني التخصصي مع أهل التفسير ـ إن شاء الله ـ، وأضم صوتي إلى من قبلي من أهل العلم والفضل وأقول: متى يطبع هذا العمل المتميز لنسارع جميعا إلى الإفادة منه وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 Feb 2007, 10:11 م]ـ
أين الدكتور مولاي عمر فقد انقطع منذ فترة، وهل طبعت رسالته؟
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[03 Mar 2007, 03:21 م]ـ
السلام عليكم
الأستاذ مولاي عمر بن حماد يدرس يكلية الآداب جامعة الحسن الثاني بمدينة المحمدية- شمال الدار البيضاء- المغرب
و سبق لي أن زرته هناك في أمر اليحث العلمي و أخذت نسخة من دكتوراته - علم أصول التفسير محاولة في البناء-
و قد سألته و أفدت منه في موضوع مشروع يحث الدكتوراه الذي أنوي تسجيله. و قد وجدت منه سعة الصدر و نصيجة الخبير
و أضم صوتي إليكم فأدعوه للمشاركة و الإفلدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن]ــــــــ[04 Mar 2007, 10:53 م]ـ
وأبشركم نزل شرح المقدمة في طبعته الثانية لصاحب الفضيلة الشيخ مساعد الطيار
وأتمنى من شيخنا الكريم تهذيب هذا الشرح كي يستفيد منه طالب العلم المبتدىء لأهمية هذه المقدمة النفيسة
وأعتماد تدريسها في كثير من الدورات
ـ[أم أسماء]ــــــــ[01 Mar 2009, 03:26 م]ـ
جزيتم خيرا
فعلا .. كم نحن بحاجة إلى إقامة دورات من قبل أهل التخصص في أصول التفسير، فلا تكفينا الدراسة الأكاديمية ..
للرفع .........
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[02 Mar 2009, 12:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعود لأرفع الطلب مرة أخرى إلى شيخنا مولاي عمر ليتفضل علينا بحلقات من أطروحته النافعة الماتعة لتعم الفائدة كل أعضاء الملتقى.
أو نشكوه إلى شيخنا الشاهد البوشيخي.
فجزاه عنا كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 09:29 ص]ـ
مقدمة قيمة للبحث، وأشكر الدكتور مولاي عمر حماد على هذا العرض الموفق للبحث، ونتطلع إلى طباعة البحث للإفادة منه.
ولم أره أشار ضمن المؤلفات المعاصرة في أصول التفسير إلى كتاب الدكتور (فصول في أصول التفسير) للدكتور مساعد الطيار مع تقدم طباعته (1413هـ) وإشارته إلى كتب صدرت بعده. وهو في نظري من أجود الكتب المعاصرة - على وجازته - التي كتبت في أصول التفسير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 09:39 ص]ـ
يراجع بحث الأستاذ عبدالرحمن الحاج بعنوان
تأسيس أصول التفسير وصلته بمنظور البحث الأصولي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=84845)
ففيه إشارات مهمة في الموضوع.
ـ[بركات رياض]ــــــــ[08 Jan 2010, 09:32 ص]ـ
هذا عمل متميز فى بابه كما يتضح ذلك للمتخصص، وحتى تتم الفائدة منه يرجى أن ينشر كاملا، ليتسنى الاطلاع عليه والإفادة منه، ولكم جزيل الشكر.
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر كل من قدر اهمية موضوع " علم أصول التفسير" وآمن بالحاجة إليه، وللجميع أقول بأني سعيت لنشر البحث الذي اعددته في الموضوع أكثر من مرة لكن ذلك لم يتيسر، وهو الآن عند "دار السلام للطباعة والنشر بالقاهرة "وقد وقعت عقدا لنشر الكتاب أسأل الله ان ييسر صدوره قريبا والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[06 Jun 2010, 08:45 م]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الشهري;84843] مقدمة قيمة للبحث، وأشكر الدكتور مولاي عمر حماد على هذا العرض الموفق للبحث، ونتطلع إلى طباعة البحث للإفادة منه.
شكر الله للدكتور مولاي ولأهل الملتقي
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[14 Jun 2010, 03:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل الذين رغبوا او انتظروا صدور كتابي عن أصول التفسير اخبركم بان الكتاب صدر بحمد الله وحسن توفيقه عن دار السلام للطباعة والنشر تحت عنوان:" علم أصول التفسير محاولة في البناء" ويقع في 240 صفحة
وإليكم رابط الخبر:
http://www.dar-alsalam.com/Pages/PublicationResultDetails.asp?cd=70336&idx=0
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Jun 2010, 04:04 م]ـ
مبارك عليك صدور هذا الكتاب وبشرك الله بالخير كما بشرتنا
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[05 Jul 2010, 05:01 م]ـ
هل يوجد هذا الكتاب في مكتبات المملكة العربية السعودية، أرجو ممن يطلع عليه الإفادة، وشكرا لكم.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 06:03 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=116071#post116071(/)
هل الشمس ثابتة أم متحركة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2004, 11:20 م]ـ
قرأت في بعض التعليقات من بعض الأخوة اعتراض على فتوى ذكرها للشيخ عبد العزيز بن باز
وقال أن الفتوى التي صدرت من الشيخ كما يلي:
من هنا: إنَّ القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قولٌ شنيعٌ ومنكر، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل، ويجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين"
فهل صاحب ذلك الاعتراض وفق للصواب أن الشمس لا تجري وما حكم من يكذب القرآن.
وما ذا نقول في الآيات التالية الدالة على جريان الشمس وليس كما يقول البعض أنها ثابته
قوله تعالى (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (الرعد: 2)
وقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الأنبياء: 33)
وقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (لقمان: 29)
وقوله تعالى (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) (فاطر: 13)
وقوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (يس: 38)
وقوله تعالى (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس: 40)
وقوله تعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر: 5)
ومن المعلوم أن آية واحدة تكفي للأستدلال ولكن أردت أن أذكر هذه الآيات التي أخبرنا الله فيها أن الشمس تجري
وفقني الله وإياكم لكل خير
.... في انتظار مشاركتم
ـ[عبدالله فهد السبيعي]ــــــــ[21 Sep 2004, 06:29 ص]ـ
أخي الحبيب
ما الدليل على أن الأرض ليست دائرة؟
ففتوى الشيخ يرحمه الله أنكر على من قال الشمس ثابتة والأرض دائرة
والأدلة التي نقلتها - حفظك الله - دليل على عدم ثبات الشمس وأنها تجري.
فما الدليل على عدم دوران الأرض؟
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2004, 07:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله
هذا رابطين تتعلق بقتوى الشيخ ابن باز حول دوران الأرض
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2352
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=390
ـ[أبو زينب]ــــــــ[25 Sep 2004, 09:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رحم الله شيخنا ابن باز
و صدق الله و من أصدق من الله حديثا.
أنقل لكم ما وجدته في موقع " موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة "
و قد اخترت الفقرة المهمة من المقال المنقول أصلا من موقع الدكتور زغلول النجار - زاده الله علما و تقى.
يقول المولى عز وجل في كتابه المجيد: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38].
(يُتْبَعُ)
(/)
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الشمس في حالة جريان مستمر حتى تصل إلى مستقرها المقدّر لها، وهذه الحقيقة القرآنية لم يصل إليها العلم الحديث إلا في القرن التاسع عشر الميلادي حيث كشف العالم الفلكي "ريتشارد كارينغتون" أن الشمس والكواكب التي تتبعها تدور كلها في مسارات خاصة بها وفق نظام ومعادلات خاصة وهذا مصداق قوله تعالى: {كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى} [الرعد: 2]، فما هو التفسير العلمي لحركة الشمس؟
إن الشمس نجم عادي يقع في الثلث الخارجي لشعاع قرص المجرّة اللبنية وكما جاء في الموسوعة الأميركية فهي تجري بسرعة 220 مليون كلم في الثانية حول مركز المجرة اللبنية التي تبعد عنه 2.7 × 10 17 كلم ساحبة معها الكواكب السيارة التي تتبعها بحيث تكمل دورة كاملة حول مجرتها كل مائتين وخمسين مليون سنة.
فمنذ ولادتها التي ترجع إلى 4.6 مليار سنة، أكملت الشمس وتوابعها 18 دورة حول المجرة اللبنية التي تجري بدورها نحو تجمع من المجرات، وهذا التجمع يجري نحو تجمع أكبر هو كدس المجرات، وكدس المجرات يجري نحو تجمع هو كدس المجرات العملاق، فكل جرم في الكون يجري ويدور ويسبح ونجد هذه المعاني العلمية في قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].
ولكن أين هو مستقر الشمس الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}؟
إن علماء الفلك يقدّرون بأن الشمس تسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفىء، هذا هو المعنى العلمي الذي أعطاه العلماء لمستقر الشمس، هذا بالإضافة إلى ما تم كشفه في القرن العشرين من أن النجوم كسائر المخلوقات تنمو وتشيخ ثم تموت، فقد ذكر علماء الفلك في وكالة الفضاء الأميركية ( NASA) أن الشمس عندما تستنفذ طاقتها تدخل في فئة النجوم الأقزام ثم تموت وبموتها تضمحل إمكانية الحياة في كوكب الأرض - إلا أن موعد حدوث ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى الذي قال في كتابه المجيد: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ} [الأعراف: 187].
http://www.55a.net/64.htm
و وجدت معلومات أخرى تصف جريان الشمس في كتاب الطبيب الفرنسي موريس بوكاي " القرآن الكريم و التوراة و الإنجيل و العلم " وسوف أنقلها بإذن الله في القريب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.
ـ[النووي]ــــــــ[25 Sep 2004, 10:28 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل (أبو زينب) لاشك أن الشمس تجري والأرض تدور وكل في فلك يسبحون.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[25 Sep 2004, 11:09 م]ـ
أهلا وسهلا حياك الله يا أبا زينب في ملتقى أهل التفسير وشكرا على هذه المشاركة
وأحب أن أبين لك باني طويلب علم صغير ولست دكتور كما ذكرت في إحدى مشاركاتك ولكني أرجو من الله أن يزدني وأياك وجميع المسلمين علما نافعا وعملا صالح
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[25 Sep 2004, 11:51 م]ـ
أخي أبا زينب
ذكرت موريس بوكاي
قصة اسلامه عجيبة وهي على هذا الرابط للفائدة
http://saaid.net/Anshatah/dawah/42.htm
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Sep 2004, 03:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما وعدتكم أنقل لكم بعض ما جاء في كتاب " القرآن الكريم و التوراة و الإنجيل و العلم " وهو من تأليف الطبيب الفرنسي موريس بوكاي. و الكتاب مؤلف منذ ثلاثين سنة و قد تلقى آنئذ صاحبه تهديدات من طرف يهود و نصارى لإثباته صحة الحقائق العلمية التي وردت في القرآن و خطأ و زيف ما جاء في الكتابين الآخرين.
يقول في الصفحة 183 تعليقا على الآية " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر و لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون " (يس 40):
القرآن يذكر بوضوح أمرا جوهريا ألا وهو وجود مدار لكل من الشمس و القمر كما يشير إلى تنقل هذين الجرمين في الفضاء كل بحركة خاصة ....
.... إن تصور وجود مدار للشمس أمر أكثر عسرا (يقصد المؤلف هنا: من مدار القمر لحديث سابق) فنحن معتادون على اعتبار أن نظامنا الشمسي مرتب حولها. و لكي نفهم الآية القرآنية فيجب علينا النظر في موقع الشمس داخل مجرتنا و أن نستعين , بالتالي , بمعارف من العلم الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
تتكون مجرتنا من عدد هائل من النجوم موزعة على اسطوانة أكثر سمكا في المركز منها على المحيط. و تحتل موقعا يبعد عن مركز الاسطوانة. و بما أن المجرة تدور حول نفسها, و كان محورها مركزها, فإن ناتج ذلك هو أن الشمس تدور حول نفس هذا المركز على حسب مدار دائري. و قد حسب علم الفلك الحديث عناصر هذا المدار و قد قدر شابلي shapley في عام 1917 بعد الشمس عن مركز المجرة بـ 10 كيلو فرسخ parsec أي بالكيلومترات ما يعادل تقريبا الرقم 3 و على يمينه سبعة عشر صفرا. و لكي تدور المجرة حول نفسها دورة كاملة و الشمس معها فيلزمها ما يقرب من 250 مليون سنة. و تسير الشمس في هذه الحركة بسرعة تقريبية قدرها 250 كم في الثانية.
تلك هي الحركة المدارية للشمس التي صرح بها القرآن منذ أربعة عشر قرنا تقريبا. إن وجود هذه الحركة و علامتها هي الآن من مكتشفات علم الفلك الحديث.
.............
" والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " (يس 38)
و المكان المحدد هو تفسير الكلمة " مستقر " و ليس هناك أدنى شك في أن فكرة المكان المحدد مرتبطة بهذه الكلمة.
..... تحدثت الآية المذكورة عن الشمس جارية نحو مكان خاص بها " لمستقر لها ". و يحدد علم الفلك الحديث بشكل كامل هذا المكان. بل لقد أعطاه اسم " مستقر الشمس " apex solaire . الواقع أن النظام الشمسي يتحرك في الفضاء نحو نقطة في فلك constellation هرقل مجاورة لنجمة فيجا التي تحددت تماما إحداثيتها. و لقد أمكن تحديد سرعة هذه الحركة وهى تقريبا 19 كم في الثانية.
لقد كان من الواجب ذكر معطيات علم الفلك هذه بمناسبة تفسير آيتي القرآن اللتين نستطيع أن نقول إنهما تتطابقان تماما مع المعطيات العلمية الحديثة.
هذا ما جاء في كتاب بوكاي حول سباحة الشمس و جريانها.
جزاك الله كل خير أخي أبا عبد الرحمن علر رابط صيد الفوائد. و أرجو أن تكون الأمور قد اتضحت لمن كان يشك في جريان الشمس. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.(/)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف9)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[21 Sep 2004, 07:48 ص]ـ
9
أ"صبره عليه السلام"
" في قصة يوسف عليه السلام ألوان من الشدائد في الجب،وفي بيت العزيز، وفي السجن. وألوان من الا ستيئاس من نصرة الناس " () وفيها ألوان من المغريات،وفتن الاغراءات أكبر من المحن الأخرى؛لأن المحن الأخرى يكون المبتلى بها أحيانا مرغما، ودوره فيها إما التسليم، وقول الراضي بذلك، فيكون ممن صبر وأجر على ذلك على حسب نيته، وإما أن يتسخط ولا يلتزم القول المعروف وبالتالي يكون من الذين لايلتزمون الصبر،ولايحبسون أنفسهم في مواطن الشدة والبلاء؛ فيأثم ويجمع بين البلاء النازل به والإثم الذي نتج عن عدم صبره {فمن رضي فله الرضاء ومن سخط فله السخط} ().
أما بالنسبة للمغريات فإنه لايصبر عليها إلا أولو العزم، ولايصبر عليهاإلا أولو الورع الجمّ والإحسان الذي استوى عندهم الخلوة والجلوة، ومراقبة الناس وعدمه؛ فهم يدَعون المغريات مع توقان النفس إليها، واختيارهم الحر لها.
وقد اجتمع ليوسف عليه السلام الصنفان من الصبرفخرج منهما غانما منتصرا. ويأتي رسم الشخصيات في القصة كلون من ألوان التصوير الفني" ()
الذي يصور الشخصية بهيئتها من خلال أقوالها وأفعالها وتصرفاتها في ثنايا سيرتها فتبدو كأنها ماثلة للعيان " والفني مأخوذ من الفن
" والفن من منظور إسلامي هو التعبير الجميل الحي عن الحياة،وإبراز جوانب الإبداع فيها؛ بالكلمة، والصورة؛بحيث يدعم القيم السامية، والفضائل العالية، ويشبع روح المحبة والمودة، وينمي في الناس المشاعر الجميلة." ()
إن يوسف عليه السلام بدأ محنته يوم فارق أباه وخلى به أخوته حيث بدأ أذاهم ينهال عليه بمحرد أن غاب عن عين و الده. ونأى صو ته المستغيث عن أذنيه، وكان كما تقول الروايات () كلما استجار بأحد منهم استقبله بالضرب الشديد حتى كادوا أن يقضوا عليه لولا أن الله هيأ له أخاه الأكبر ينافح عنه ويذكرهم بالاتفاق الذي وقع بينهم بعدم قتله، ثم جردوه من ثيابه وألقوه في الجب إلقاءً ثم يناديه بعضهم بعد أن أصبح بعيدا عن أعينهم لبعد قعر البئر؛ ليتأكدوا هل مات من أثر الإلقاء فيجيبهم ظنا منه أنهم قد رقوا له فإذا بحجر يتبع الصوت أريد به أن يقضي على يوسف عليه السلام. ولكن أخاهم الكبير يعاتبهم على تصرفاتهم التي تكاد أن تعصف بالاتفاق الذي كان بينهم وهذه هي طبيعة اليهود ومن يقتدي بهم ويتخلق بأخلاقهم تلك أول الشدائد التي تسدعي صبرا كالجبال؛ فهذا السن لايصبر صاحبه على فراق الأبوين مجرد فراق فكيف الحال وقد أسكن بئرا عميقا مظلما لاأنيس فيه ولاطعاما ولا ثيابا يقي جسمه من عوادي الحر والقر؛ وبخاصة إذا جن الليل فإن كل ذلك كفيل بأن يجعله يفقد جَنانه لولا لطف الله تعالى به وهذا يصور لنا مقدار الصبر الذي أُعطيه من الله سبحانه وتعالى. فأوحى الله تعالى إليه -وهو في هذه الحال يطمئنه -بأنه سينتصر عليهم فى النهاية وأنه سينبئهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون.
وعندما يتعرض لكيد النسوة ويخشى من فتنتهن يفضل السجن كما حكى الله تعالى عنه ذلك فقال تعالى {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنْ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)} ()
ودخل يوسف عليه السلام السجن بريئا؛ كما أتهم بريئا، وكما اعتدى عليه أخوته بريئا حين فرقوا بينه وبين أبيه وأمه،وقاسى الفراق و الحزن سنين طويلة، ومكث في السجن بضع سنين صابرا محتسبا فارا من الفتنة؛ إنها نفس أبية لأتقبل أن تدّنس بالمعاصي والسيئات ولا تتلوث بما تتلوث به كثير من النفوس الضعيفة التي تقبل الدنيئة في دينها من أجل عرض من الدنيا قليل ومن أجل متعة ذاهبة. تلك النفس التي تستطيع حمل الحق ومواجهة الخصوم دون أن تلين لهم قناة حتى يظهر الحق أويهلك دونه تلك النفوس التي هجرت الراحة والنوم والبذخ في القصور وبين الغانيات وهن يخطبن ودها واختارت الحياة تحت أقبية السجون بعيدا عن الشمس والهواء الطلق والانطلاقة الحرة.تلك هي النفوس التي لايصدها كيد الأعداء وهم يتفنون في صنع الفتن المختلفة في طريق الحق لتدعه، ولتتنحى عن المضي فيه. ماأحوج الخطاب الإعلامي أن يأخذ من سيرة أولئك العظماء مايخاطب به الأمة الحيرى التي ذاقت مرارة الذل من أذل خلق وجدوا على ظهر الأرض لأن النفوس ضعفت عن أن تحمل الحق وتذود عنه. ولا يمكن ان ترقى إلى معالي الأمور.
بل تهبط إلى سفاسفها؛ فيصعب عليها أن تتخطى العقبات وتقهرها، والكلمة قضية وموقف عقدي لن تؤدي نجاحا إعلاميا إلا إذاانطلقت من هذا المنطلق لأنها الجامعة تجمع حينئذ بين القوة والأمانة ()،ولله در الشاعر الذي صور المعنى المراد والنفوس التي تحمله فقال:
كل بذل إذا العقيدة ريعت
دون بذل النفوس نزر زهيد
مسلم ياصعاب لن تقهريني
صارمي قاطع وعزمي حديد
لاأبالى وإن أقيمت بدربي
وطريقي حواجز وسدود
فأنا النار حين يطغى ظلام
وأنا النور حين يطفو الجليد
ولديني أحيا وأبذل روحي
ولمصباحه دمائي وقود ()
إن للصبر قيمته في ميدان الحياة ... ولأهميته فإن عدد الآي التي تحدثت عنه تقرب من التسعين آية ...
10(/)
المؤتمر 29 للمستشرقين الألمان
ـ[موراني]ــــــــ[21 Sep 2004, 10:38 ص]ـ
يعقد المؤتمر التاسع والعشرون للمستشرقين الألمان في مدينة Halle في ألمانيا بين 20 الى 23 هذا الشهر.
ونظرا الى أن الأخبار حول هذا اللقاء العلمي باللغة الألمانية في الغالب أود أن أفيدكم بعناوين بعض المحاضرات المتعلقة بدراسات القرآنية:
- اللحن في القرآن. مسائل لغوية وتفسيرية (ملخص).
- حول تفسير بعض الآيات القرآنية في الكتاب لسيبويه.
- أقدم مدرسة للغة العربية.
- ملاحظات حول نشأة فقه اللغة وعلاقته بتفسير القرآن.
- يسار نوري أزترك و (العودة الى القرآن) في تركيا.
- التفسير الأدبي في مصر.
- قضية الحكم في التفسير لدي سيد القطب.
- تأريخية القرآن. مناقشات معاصرة عند الأكادميين في تركيا.
http://www.dot2004.de/aktuell.php
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2004, 01:46 م]ـ
شكراً لموافاتانا بهذا الخبر. ويا حبذا لو وصلنا لهذه البحوث باللغة العربية أو نتائجها على الأقل.
ـ[موراني]ــــــــ[24 Sep 2004, 08:16 م]ـ
للأسف , كما هي العادة فلا تنشر هذه المحاضرات (التي لا تتجاوز 25 الى 30 دقيقة من الوقت) الا بعد عامين أو ثلاثة أعوام , كما لا ينشر جميعها.
تقديرا
موراني
ـ[الراية]ــــــــ[24 Sep 2004, 10:20 م]ـ
موراني
شكراً لك
بانتظار المزيد
ـ[موراني]ــــــــ[24 Sep 2004, 11:18 م]ـ
الأخ الكريم , الراية وفقك الله ,
للأسف , ليس هناك مزيد , لانني لم أشارك في هذه المؤتمرات مرة واحدة. وتم اغلاق عضويتي (من جانبي) في جمعية المستشرقين الألمان نهائيا منذ عامين.
ولكم الخير والعافية
موراني
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Sep 2004, 06:01 م]ـ
الأستاذ/ موراني
(إن كان في الجواب فائدة)
ما أسباب إغلاق عضويتك - من جانبك- من هذه الجمعية؟
ـ[موراني]ــــــــ[25 Sep 2004, 06:46 م]ـ
أبو بيان وفقه الله ,
لقد أغلق كثير من الأعضاء (بينهم مستشرقون معروفون) عضويتهم في الأوان الأخيرة لعدة أسباب. أما أنا فلم أجد تسلية في التصفح في المجلة التابعة للجمعية التي تصدر مرتين في العام. ابتعدت أغلبية المقالات فيها عن الاستشراق الأصيل وتغيرت صورة الاستشراق عما كان عليه حتى بداية الثمانينات تقريبا.
هذا نظري الشخصي بالايجاز ولا أخفيه على أحد بل أذيعها علانية في الملتقى وعندنا في الكلية كذلك. وهناك من يلبي بهذا الرأي مشكورا ومن يرفضه .... مشكورا أيضا.
تقديرا
موراني
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Sep 2004, 05:29 م]ـ
شكراً كثيراً لك أستاذ/ موراني
أما أنا فأؤيدك, وأشكر لك صراحتك, وحرصك على منهج العلم والعدل في دراستك وتدريسك,
وفقنا الله وإياكم لرضاه.(/)
طلب توثيق بعض التراجم
ـ[ bour15] ــــــــ[21 Sep 2004, 10:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من إخواني الطيبين توثيق هذه التراجم من كتبها المشار إليها لأنها ليست متوفرة لدينا ولأني في أمس الحاجة
إليها في بحث رسالة الماجستير:
*الوافي بالوفيات للصفدي *والمعجم في أصحاب أبي علي الصدفي
-ترجمة /أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو جعفر
-وترجمة / والده علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو الحسن
****أريد جميع معلومات توثيق الكتاب (الكتاب، المؤلف، المحقق، دار النشر، رقم الطبعة، سنة النشر، رقم الصفحة ضروري جداً)
وجزاكم الله أحسن الجزاء
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 Sep 2004, 10:11 م]ـ
أخي الفاضل هذه مشاركة بسيطة مني لعلها تفيدك:
1 - أحمد بن علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو جعفر.
قلت: ترجمه الصفدي في "الوافي بالوفيات" (الجزء 6/الصفحة 192) فقال:
[أحمد بن أبي الحسن بن الباذش بالباء الموحدة وبعد ألف ذال معجمة وشين معجمة، الإمام أبو جعفر الأنصاري الغرناطي.
تفنن في العلم، وكان من الحفاظ الأذكياء، وتوفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة]. انتهى.
2 - والده علي بن أحمد بن خلف بن الباذش الأنصاري الغرناطي أبو الحسن.
قلت: ترجمه الصفدي في "الوافي بالوفيات" (الجزء 20/الصفحة 93) فقال:
[ابن الباذش المغربي: علي بن أحمد بن خلف أبو الحسن بن الباذش بالباء الموحدة وبعد الألف ذال معجمة وشين معجمة الأنصاري الغرناطي النحوي.
كان مقرئاً حاذقًا عارفاً باللغة محدثاً، له معرفة بالأسماء، وفيه دين وخير، سمع الناس منه كثيراً، وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة]. انتهى.
معلومات عن الكتاب:
اسم الكتاب: الوافي بالوفيات.
اسم المؤلف: صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي.
دار النشر: دار إحياء التراث.
اسم المحقق: أحمد الأرناؤوط، وتركي مصطفى.
سنة النشر: 1420هـ.(/)
ما معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - (أخذها بركة)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[21 Sep 2004, 11:47 ص]ـ
روى الإمام مسلم في صحيحه غن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ .. اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ]
ما القصد بان اخذ سورة البقرة بركة؟ وهل يفضل قرائتها بوقت محدد؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 Sep 2004, 11:08 م]ـ
قال المناوي في "فيض القدير" (2/ 64):
[فإن أخذها يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها.
بركة: أي زيادة ونماء (1).
وتركها حسرة: أي تأسف على ما فات من الثواب]. انتهى.
======
(1) قلت: أي زيادة في الأجر والثواب.(/)
هل يجوز الدعاء بايات الدعاء من القران عند الركوع والسجود
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[21 Sep 2004, 12:16 م]ـ
أرجو من الإخوة أن يفيدوني بالإجابة على هذا السؤال
هل يجوز الدعاء بايات الدعاء من القران عند الركوع والسجود؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 Sep 2004, 10:54 م]ـ
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (6/ 441/7921):
السؤال:
علمنا بأنه لا يجوز قراءة القرآن في السجود، ولكن هناك بعض الآيات تشتمل علىالدعاء مثل قوله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران:8] الآية، فما حكم الإتيان بمثل هذه الأدعية الواردة في القرآن في حالة السجود؟
الجواب:
لا بأس بذلك إذا أتى بها على وجه الدعاء لا على وجه التلاوة للقرآن. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن حسن بن محمد القعود - عضو اللجنة
عبد الله بن عبد الرحمن آل غديان - عضو اللجنة
عبد الرزاق بن عفيفي - نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن بن عبد الله بن باز - رئيس اللجنة.(/)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {18}
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[21 Sep 2004, 03:38 م]ـ
(((الشيطان والجهات الاربع)))
يقول الله سبحانه وتعالى محذرا عباده ((يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون))
{الأعراف آية:27}
وقد بين الله تعالى الاعيب الشيطان في كثير من الآيات القرآنية ,وحذَر المؤمنين من الوقوع في حبائله ,لأنَ الشيطان لايبتغي سوى إضلال المؤمنين وإبعادهم عن الصراط المستقيم , والله عزوجل أعطى المؤمنين حرزا حصينا من الشيطان.فقال تعالى: ((وإما ينزغنَك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم))
{فصِلت آية:36}
وقد أمرنا الله عزوجل وبين لنا أن نستعين به سبحانه وتعالى ونتوكل عليه: ((وقل ربِ أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك ربِ أن يحضرون *)) {المؤمنون آية:97 - 98}
ويستمر التحذير الالهي من الشيطان الرجيم فيقول عزوجل ((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنَ الشيطان ينزغ بينهم إنَ الشيطان كان للانسان عدوٌ مبين *)) {الاسراء آية:53}
لذلك نرى لزاما على كل مؤمن أن يتسلَح عقائديَا تسليحا قويَا ,وأن يكون هذا السلاح ليس من نوع الاسلحة المتداولة والمستخدمة في قتل الانسان ,لاخيه الانسان بل سلاحا روحيا ...
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي , انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ((إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقرائتي يلبسها عليَ, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا)) قال ففعلت فأذهبه الله عني .. {رواه مسلم}
نعود إلى توعد الشيطان عباد الله عزوجل ((لأقعدنَ لهم صراطك المستقيم)) {الأعراف آية:16}
أي بالصدِ عنه وزيين الباطل حتَى يهلكوا كما هلك هو أي الشيطان أو يضلوا كما ضلَ هو.
أمَا الصراط المستقيم فهو الطريق الموصل الى الجنة ورضوان الله تعالى.
وأحسن ما قيل في تأويل ((ثم لآتينَهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم))
{الاعراف آية:17}
أي لأصدَنَهم عن الحق وارغبهم في الدنيا (من بين ايديهم) اي من دنياهم (ومن خلفهم) اي من آخرتهم) وعن ايمانهم) يعني حسناتهم (وعن شمائلهم) يعني سيئاتهم ... {القرطبي وابن كثير}
وعلى ضوء هذا التفسير نقول: (من بين ايديهم) من دنياهم التي يعيشون فيها ,وساجعل الامل يلههم حتى يجمعوا الاموال بالباطل والغش , ويسيطروا على اقوات الناس وارزاقهم واغتصاب الارض وبناء القصور بالمال الحرام , ويرغبهم بكنز الاموال حتى يكونوا من المترفين فيزيغوا عن شرع الله ويصبح الههم هواهم وقد جاء هذا الوصف بقوله تعالى: ((إن يدعون من دونه الا إناثا وإن يدعون الا شيطانا مريدا *لعنه الله وقال لاتخذنَ من عبادك نصيبا مفروضا * ولاضلنهم ولامنينهم ولآمرنهم فليبتِكنَ آذان الانعام ولآمرنَهم فليغيرنَ خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا فقد خسر خسرانا مبينا * يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا *اولئك مأواهم جهنَم ولا يجدون عنها محيصا *)) {النساء آية:117 - 121}
وعلى هذا نرى أنَ الشيطان لايكف عن الإضلال في الحياة الدنيا , إنه يريد غواية الانسان ويصدَه عن دين الله , ولقد أضلَ كثيرا من الامم السابقة فقال الله عزوجل: ((تالله لقد ارسلنا إلى أمم من قبلك فزيَن لهم الشيطان أعمالهم))
{النحل آية:63}
وأما ما نراه في معنى (ومن خلفهم) أي عن آخرتهم يوم القيامة , فيجعلهم ينسون الآخرة ويشككهم بها ويكذِبوا الرسل ويكذِبوا باليوم الآخر يقول تعالى: ((ولقد صدَق عليهم إبليس ظنَه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم من يؤمن بآياتنا ممن هو منها في شك وربُك على كل شيء حفيظ *))
{سبأ آية:20 - 21}
هكذا يحاول إبليس اللعين أن يشكك الناس السذَج الغافلين عن اليوم الآخر ويكذِبوا به ((بل كذَبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذَب بالساعة سعيرا)) {الفرقان آية:11}
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمن يكذب بالساعة نارا.لان الايمان باليوم الآخر من العقائد الاساسية , فالذي ينكرها ويكذب بها يعذَب بالنار يوم القيامة: ((وأما الذين كفروا وكذَبوا بآياتنا ولقآء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون))
{الروم آية:16}
ويحاول الشيطان أن يشكك بالبعث يوم القيامة ,لانه يعلم جيدا أن مجرد الشك بهذا اليوم يعد كفرا واضحا حذرت منه الرسل كآفة.فيأتي هذا الملعون الى البعض من النفوس الضعيفة التي تشاطره الغواية , يقول تعالى: ((قالوا أإذا كنا ترابا وعظاما ائِنَا لمبعوثون * لقد وعدنا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا الا اساطير الاولين *))
{المؤمنون آية:82 - 83}
هكذا ينكرون اليوم الآخر ويشككون به , فالشياطين ليسوا من الجن وحسب بل إنَ هناك شياطين الانس ايضا. وكل هؤلاء سيحشرهم الله تعالى يوم القيامة أذلآء إلى جهنَم وبئس المصير. فيقول عزوجل: ((فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا)) {مريم آية:68}
وأما مانراه في تفسير (وعن أيمانهم) أي حسناتهم ... بمعنى ان الشيطان يأتي عن طريق الخير للاستدراج حتى يوقع الانسان في المعصية. لهذا قال الشيطان لآدم وحوآء برغم تحذير الله عزوجل لهما ((وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين)) {الاعراف آية:20}
هكذا جاء ايوينا من طريق الخير وهو يبغي الشر والعصيان وعدم طاعة الله كي يطردوا من الجنة. ((وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين)) {الاعراف آية:21}
أي حلف لهما يمينا إن اكلتم من هذه الشجرة ستكونا ملكين أو تكونا من الخالدين في الجنة بمعنى لا يمسكم الموت أبدا , وقد كذب عليهما.
إن آدم عليه الصلاة والسلام لم يعرف الكذب , كما إنه لم يكن يعتقد أن يحلف أحدا ويقسم بالله كذبا. لذلك صدق الشيطان واكل من الشجرة ونتيجة لذلك أخرجوا جميعا من الجنة وجاء العتاب من الله تعالى: ((وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما إن الشيطان لكما عدوٌمبين *)) {الاعراف آية:22}
إن الاغواء يأتي دائما عن طريق تزيين المعصية على أنَه خير , لذلك جاء الشيطان عن طريق الخير والشياطين كثيرا ما تسلك هذا الباب أي باب الخير وهم يبغون شرا ... ويصف لنا ربنا عزوجل هذه الحالة فيقول: ((وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون *قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين * قالوا بل لم تكونوا مؤمنين * وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين * فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون * فأغويناكم إنا كنا غاوين * فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون *)) {الصافَات آية:27 - 33} من الآيات القرآنية السابق ذكرها في سورة الصَََََافَات يتأكد لنا أي الجهات التي يسهل على الشيطان إضلال العباد منها ((قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين))
بمعنى عن طريق الخير ويبغون بذلك الشر , وهذا من أخطر الطرق على الانسان ,وكثير من الناس ضلَ بهذا الطريق , أي (عن اليمين)
أما قوله ((وعن شمائلهم)) يعني سيئاتهم. إن الشيطان يأتي أيضا عن طريق تزيين الفواحش وشرب الخمور والعصيان وعدم طاعة الله والكفر به , وقد جاء هذا الوصف في القرآن الكريم: ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله ربَ العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين *)) {الحشر آية:16 - 17}
أرايت كيف جاء من جهة الشمال وهي الجهة التي أشار اليها إبليس (وعن شمائلهم) إنه يشجع على فعل المنكرات ويزينها للانسان. يقول تعالى: ((إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون *)) {المائدة آية:91}
الله عزوجل يحذرنا من هذه المحرمات لانها من عمل الشيطان. ورغم هذا التحذير فان الله عزوجل قد تحدى الشيطان ان يفعل مايشاء هو وجنوده وانهم لن يستطيعوا أن يضلوا عباده المخلصين.
يقول تعالى: ((واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا *))
{الاسراء آية:63 - 65}
ليس للشيطان سبيلا الى عباد الله المخلصين الذين اخلصوا دينهم لله عزوجل وفقهوا منهجه القويم , وعلموا طرق الشيطان والاعيبه , لذلك نرى ان الشيطان لا سبيل له اليهم. يقول تعالى بوصف الشيطان في هذا الباب: ((قال فبعزتك لاغوينم اجمعين* الا عبادك منهم المخلصين *)) {ص آية:82 - 83}
وقد استثنى الشيطان من العباد لعدم قدرته على اضلالهم فقال: ((الا عبادك منهم المخلصين)).
وقد أكد الرحمن الرحيم , ان الشيطان ليس له سلطان على الاتقياء المخلصين من عباد الله تعالى فقال: ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)) {الحجر آية:42}
بعد هذه التوضيحات نعود الى الجهات الاربع او المحاور الاربعة التي اشار اليها الشيطان والتي سياتي منها ليضل عباد الله: ((من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم)) بقية جهتان لم يشر اليها الشيطان لانه لا يستطيع النفاذ منهما وهاتان الجهتان هما ((((من فوقهما ومن تحتهما)))).
فلماذا لم يشر الشيطان الى هاتين الجهتين؟؟؟
لان الجهة الفوقية (الالوهية) والجهة التحتانية (العبودية الخالصة) وقد اشار اليهما سبحانه وتعالى على انهما جهتا خير او عذاب يختص بها بامره فيقول عزوجل: ((قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت ارجلكم)) {الانعام آية:65}
هذا العذاب للذين يزيغون عن امره تعالى ويعصونه في الحياة الدنيا ,وهناك آيات من القرآن الكريم تتحدث بهذا المعنى. ((يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون))
{العنكبوت آية:55}
((ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم))
{المائدة آية:66}
__________________________________________________ _
يتبع (((حوار بين اهل النار))) {19}(/)
سؤال في بلاغة القرآن
ـ[ابو شفاء]ــــــــ[21 Sep 2004, 04:25 م]ـ
يقول الحق" ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون" ويقول " ونحن أقرب اليه من حبل الوريد"
هذا هو قرب الله سبحانه منا , فلماذا ينادينا رب العالمين بأداة النداء للبعيد "يا"
" يا ايها النبي" " يا نساء النبي" يا أيها الذين آمنوا " وغيرها
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[22 Sep 2004, 10:42 م]ـ
قال القزويني في "الإيضاح":
[ومما يتصل بهذا أن " يا " حرف وضع في أصله لنداء البعيد ثم استعمل في مناداة القريب ((لتشبيهه بالبعيد باعتبار أمر راجع إليه أو إلى المنادى))، أما الأول فكقولك لمن سها وغفل وإن قرب: يا فلان، وأما الثاني فكقول السائل في جؤاره: يا رب يا الله، وهو أقرب إليه من حبل الوريد، فإنه استقصار منه لنفسه واستبعاد لها من مظان الزلفى وما يقربه إلى رضوان الله تعالى ومنازل المقربين هضماً لنفسه وإقراراً عليها بالتفريط في جنب الله تعالى مع فرط التهالك على استجابة دعوته والإذن لندائه وابتهاله]. انتهى.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2004, 12:03 ص]ـ
أخي أبو شفاء
يقول الله تعالى (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً) (مريم: 52) والمنادى موسى عليه السلام.
فهذه الآية مما يدل على أن الله يتكلم كيف شاء مناداة كان الكلام أو مناجاة. (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء: 23)
أن الله تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان
وقد أورد ابن قيم الجوزية في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية ما يلي:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل عمن قال إن الله تعالى ليس على العرش فقال كلامهم كله يدور على الكفر وروى الطبري الشافعي في كتاب السنة له بإسناده عن حنبل قال قيل لأبي عبد الله ما معنى قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) وقوله تعالى (وهو معكم) قال علمه محيط بالكل وربنا على العرش بلا حد ولا صفة وسع كرسيه السموات والأرض
وقال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال أن الله معنا وتلا قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) قال يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها هلا قرأت عليه (الم تر أن الله يعلم ما في السموات) بالعلم معهم وقال في ـ ق ـ (ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)
وقال المروزي قلت لأبي عبد الله أن رجلا قال أقول كما قال الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره فقال أبو عبد الله هذا كلام الجهمية فقلت له فكيف نقول (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) قال علمه في كل مكان وعلمه معهم قال أول الآية يدل على أنه علمه وقال في موضع آخر وأن الله عز وجل على عرشه فوق السماء السابعة يعلم ما تحت الأرض السفلى وأنه غير مماس لشيء من خلقه هو تبارك وتعالى بائن من خلقه وخلقه بائنون منه
وقال في كتاب الرد على الجهمية الذي رواه عنه الخلال من طريق ابنه عبد الله قال باب بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله تعالى على العرش وقال تعالى (الرحمن على العرش استوى) قلنا لهم ما أنكرتم أن يكون الله تعالى على العرش وقد قال تعالى (الرحمن على العرش استوى)
فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات والأرض وفي كل مكان وتلا (وهو الله في السموات وفي الأرض)
قال أحمد فقلنا قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء أجسامكم وأجوافكم والحشوش والأماكن القذرة ليست فيها من عظمة الرب تعالى شيء وقد أخبرنا الله عز وجل أنه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء) (إليه يصعد الكلم الطيب) (إني متوفيك ورافعك إلي) (بل رفعه الله إليه يخافون ربهم من فوقهم) ذكر هذا الكتاب كله أبو بكر الخلال في كتاب السنة الذي جمع فيه نصوص أحمد وكلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى منواله جمع البيهقي في كتابه الذي سماه جامع النصوص من كلام الشافعي وهما كتابان جليلان لا يستغني عنهما عالم وخطبة كتاب أحمد بن حنبل الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل عليهم الصلاة والسلام بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله تعالى أهل العمى فكم من قتيل لابليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد أهدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مخالفة الكتاب يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين
ثم قال باب بيان ما ضلت فيه الجهمية الزنادقة من متشابه القرآن ثم تكلم على قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) قال قالت الزنادقة فما بال جلودهم التي عصت قد احترقت وأبدلهم الله جلودا غيرها فلا نرى أن الله عز وجل يعذب جلودا بلا ذنب حين يقول جلودا غيرها فشكوا في القرآن وزعموا أنه متناقض فقلنا إن قول الله عز وجل بدلناهم جلودا غيرها ليس يعني جلودا أخرى غير جلودهم وإنما يعني بتبديلها تجديدها لأن جلودهم إذا نضجت جددها الله ثم تكلم على آيات من مشكل القرآن ثم قال وإن مما أنكرت الجهمية الضلال أن الله عز وجل على العرش استوى وقد قال تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقال تعالى (ثم استوى على العرش الرحمن فاسئل به خبيرا) ثم ساق أدلة القرآن ثم قال ووجدنا كل شيء أسفل مذموما قال الله تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) وقال تعالى (وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) ثم قال معنى قوله تعالى (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون) يقول هو إله من في السموات وإله من في الأرض وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون العرش لا يخلو من علمه مكان ولا يكون علم الله تعالى في مكان دون مكان وذلك من قوله (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما)
قال الامام أحمد ومن الاعتبار في ذلك لو أن رجلا كان في يده قدح من قوارير وفيه شيء كان نظر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم في القدح فالله سبحانه وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع ما خلق وقد علم كيف هو وما هو من غير أن يكون في شيء مما خلق قال وخصلة أخرى لو أن رجلا بنى دارا بجميع مرافقها ثم أغلق بابها كان لا يخفى عليه كم بيت في داره وكم سعة كل بيت من غير أن يكون صاحب الدار في جوف الدار فالله سبحانه قد أحاط بجميع ما خلق وقد علم كيف هو وما هو وله المثل الأعلى وليس هو في شيء مما خلق
قال الإمام أحمد ومما تأولت الجهمية من قول الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقالوا إن الله معنا وفينا فقلنا لهم لم قطعتم الخبر من أوله إن الله تعالى يقول (ألم تر إن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) يعني علمه فيهم أينما كانوا (ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) ففتح الخبر بعلمه وختمه بعلمه(/)
هل يستقيم هذا الدليل على الترتيب التوقيفي لسور الكتاب المجيد؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 Sep 2004, 10:29 م]ـ
القرآن أربعة ارباع:
الربع الاول
يبتدئ بسورة البقرة
وينتهي بسورة الأنعام
الربع الثاني
يبتدئ بسورة الأعراف
وينتهي بسورة الكهف (منتصف القرآن)
الربع الثالث
يبتدئ بسورة مريم
وينتهي بسورة فاطر
الربع الأخير
يبتدئ بسورة يس
وينتهي بسورة الناس
...
والآن .... فلنلاحظ:
كل السور المفتتحة للأرباع من ذوات الحروف المقطعة .. وهى على التوالي
الم------المص-------كهيعص------يس.
سورة الأنعام الخاتمة للربع الاول من ذوات الحمد"الحمد لله الذي خلق السموت والارض ... "
سورة الكهف الخاتمة للربع الثاني (النصف) هي ايضا من ذوات الحمد "الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب"
سورة فاطر الخاتمة للربع الثالث هي ايضا من ذوات الحمد "الحمد لله فاطر السموت والارض"
...
السور الخواتم .. مستهلة بحمد الله .. وهذا مناسب مع جعل الشريعة الحمد فى ختام الامور .. "وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين"
السور البادئة مستهلة بالحروف ... وهذا انسب ما يكون للبدايات .. فلنتذكر ان اول ما نزل من القرآن .. هو "اقرا"
والقراءة تكون للحروف ...
....
بقي أمر ... سورة الناس ليست من ذوات الحمد ...
ولكن .. اليس ثمة سورة بعد الناس ... بلى .. انها الفاتحة .. وهي من ذوات الحمد .. وهي خاتمة وفاتحة للقرآن ..
وفي ذلك اشعار الى ان كلام الله تعالى لا ينفد ... ينتهي ليبتدئ .. والله اعلم
...
وبعد ..
فإن كان ما لاحظناه صحيحا .. فهل يدل على ان ترتيب سورالقرآن الكريم توقيفي ...
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[22 Sep 2004, 08:42 ص]ـ
على ماذا اعتمدت في "التربيع"؟؟
على العدد, أم على الكم؟؟
ولماذا؟؟.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[25 Jul 2005, 11:00 ص]ـ
التربيع يعتمد على عدد الآيات ... والله أعلم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 07:39 ص]ـ
ملاحظات جديرة بالتأمل، بارك الله فيكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Aug 2007, 12:12 م]ـ
القرآن أربعة ارباع:
الربع الاول
يبتدئ بسورة البقرة
وينتهي بسورة الأنعام
الربع الثاني
يبتدئ بسورة الأعراف
وينتهي بسورة الكهف (منتصف القرآن)
الربع الثالث
يبتدئ بسورة مريم
وينتهي بسورة فاطر
الربع الأخير
يبتدئ بسورة يس
وينتهي بسورة الناس
...
وبعد ..
فإن كان ما لاحظناه صحيحا .. فهل يدل على ان ترتيب سورالقرآن الكريم توقيفي ...
الأخ الفاضل:
هذا التقسيم غير صحيح أبدا لا باعتبار عدد السور ولا باعتبار عدد الآيات ..
تقول أن:
الربع الأول يبتديء بسورة البقرة وينتهي بسورة الأنعام:
إذا أحصينا هذا الربع المفترض نجد أن:
عدد السور 5 ومجموع أعداد الآيات 947 [العدد 5 ليس ربع سور القرآن والعدد 947 ليس ربع عدد آيات القرآن]
إضافة أنك تجاهلت سورة الفاتحة السورة الأولى وابتدأت بسورة البقرة.
وقلت أن الربع الثاني يبتديء بسورة الأعراف وينتهي بسورة الكهف:
يكشف لنا الإحصاء أن عدد سور هذا الربع المفترض هو 12 سورة ومجموع اعداد الآيات 1296 ..
وتقول أن الربع الثالث يبتديء بسورة مريم وينتهي بسورة فاطر:
يكشف لنا الإحصاء أن عدد سور هذا الربع 17 سورة ومجموع آياته 1455 ..
وتقول أن الربع الرابع يبتديء بسورة يس إلى سورة الناس:
يكشف لنا الإحصاء أن عدد سور الربع الرابع 69 سورة ومجموع الآيات 2531 ...
النتيجة: لا ربع يشبه أخاه لا في عدد السور ولا في عدد الآيات , وكيف يكون العدد 5 باعتبار السور ربعا والعدد 69 ربعا؟
وكيف يكون العدد 947 ربعا والعدد 2531 ربعا؟
الملاحظة الأخيرة:
الصحيح في كل كلامك أن القرآن أربعة أرباع [عدد آيات كل ربع 1559 آية] وفي ذلك دليل على توقيفية السور، ولكن ليس من ذلك ما ذكرت.
لعلك سائل: وهل لديك إجابة؟ نعم لدي ......
وقد أعطيتك مفتاح الحل ...(/)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف عليه السلام 10)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[22 Sep 2004, 07:29 ص]ـ
عفته
وأما عفته عليه السلام فقد صورته الآيات الكريمات في قوله تعالى {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ (29)) إلى قوله تعالى {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)} ([1])
إن تصوير القرآن لعفة يوسف عليه السلام لاتستدعي إلى مستزيد؛فقد كانت الدواعي مشرعة، والأمور مهيئة، ولو لم تكن عفته كالجبال الرواسي- بعد توفيق الله تعالى -لما نجا من ذلك الشباك الذي وضع له.
إن عنصر الشهوة ونزواتها والاستجابة لها والآندفاع إليها ليست بالأمر الهين، ودفعها والتخلص منها ليست بالسهل الميسور، ويعلم المجربون الواقعيون الفرق بين القول والعمل؛ فعندما يتحدث أي شخص من الأشخاص عن الجهاد-مثلا يختلف عن الجهاد الفعلي وبخاصة إذا كان المتكلم موهوبا فإن التفاعل يصل إلى درجةمائة عنده وعند الجمهور المستقبل.
لكن عندما يأتي دور الجهاد الفعلي، والممارسة الميدانية؛ فإن الأمر يختلف وقد لايثبت من هؤلاء إلا القليل القليل؛ الجهاد الفعلى يستدعي نفوسا متفانية؛ يُبنى هذا التفاني على القناعة التي رست على تربية متينة، والطول من لوازمها -غالبا-ومعرفة قيمة الدنيا وقيمة الآخرة مهم في التأثيرعلى حياة الإنسان قال تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)} ([2])
وقال تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)} ([3])
وقال تعالى {وللآخرة خير لك من الأولى} ([4])
هذا في حانب من الجوانب. والعفة حبيبة إلى النفوس التي لم تلطخها المعاصي؛ ولكن الحديث عنها والاستماع إليها شيء؛ والممارسة العملية شيء آخر وهي تحتاج مااحتيج إليه في المثال السابق ([5]) وبهذا يتضح قوة شخصية نبي الله يوسف عليه السلام على تجاوز العقبات التي تعترضه في مسيره إلى الجنة مهما تجاسرت تلك العقبات وتعالت،.وهذا أمر يستدعي عونا من الله تعالى للمرء. وهي رسالة إلى كل فتى؛ بأن يتخذ من يوسف عليه السلام قدوة وإماما،وأن يحفظ شبابه من أن يخوض في المستنقعات الآسنة التي تعرقل مسيرته،وتفسد فطرته، وتجلب له الويلات في مراحل حياته،وبعد مماته." فالشخصية في القصة القرآنية وسيلة لغاية محددة .. إنها شاهد من شواهد الإنسانية في مختلف حالاتها من قوة وضعف وخير وشر أو إيمان وكفر أو كره وبغض أو هداية وضلال أو صفاء وحقد؛ تقدمه القصة من الواقع الصادق الحي؛ ليرى فيه الإنسان كيف يواجه التكاليف، ومدى تحمله للمسؤلية الإنسانية،ونهوضه بها، وحدود طاقاته النفسية،وقوة صموده الأ خلاقي أمام الانحرافات أ والمغريات" ([6])
فهي رسالة إعلامية تحقق البعد التربوي المطلوب والهداية الإرشادية المتوخاة منها " فإذا أنت أمام إنسان تكاد ترى نفسك فيه ليس بوضعك المشخص وإنما بوضعك أحد أفراد هذا الجنس " ([7]) ينطبق عليك ما ينطبق على تلك الشخصية وبإمكانك أن تكون إياها أوصورة تقاربها وتنال مانالت أو قريبا منها إذا أنت وعيت الدور المطلوب وإذا استنار الرأي العام وفهم الرسالة حق الفهم " رعى المثل الإنسانية والقيم الاجتماعية والمعايير والمباديء الأخلاقية السائدة" ([8]) التي جاء بها القرآن والسنة وهو هدف استراتيجي للإعلام الإسلامي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- سورة يوسف.
-[2] سورة الكهف آية 45.
[3] سورة العنكبوت آية 64
[4] سورة الضحى آية 4.
[5] د/ عبد الوهاب كحيل - الأسس العلمية والتطبيقية للإعلام الإسلامي (الرياض -عالم الكتب -الأولى 1406هـ 1985مصر227
-[6] المرجع السابق ص129 بتصرف يسير
-[7] نفس المرجع ص130.
[8]- سعد عبد الرحمن - السلوك الإنساني (القاهرة -مكتبة القاهرة الحديثة -1 1971م) ص485(/)
القواعد الذهبية في حفظ القرآن وتدبره والفتح على الإمام
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[22 Sep 2004, 12:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القواعد الذهبية في حفظ القرآن وتدبره والفتح على الإمام
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} ..
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً} ..
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} .. وبعد،،،
فهذه ثلاث رسائل تتعلق بالقرآن الكريم:
الرسالة الأولى: في قواعد فهم القرآن وتدبره.
والرسالة الثانية: في القواعد التي تعين على حفظ كتاب الله.
والرسالة الثالثة: في آداب الفتح على الإمام وتسديده عند الخطأ.
أسأل الله أن ينفع بها عباده المتقين الذين أنزل القرآن هداية لهم كما قال تعالى: {ألم* ذلك الكتاب لا ريب في هدى للمتقين}.
وكتبه
عبدالرحمن بن عبدالخالق
قواعد في تدبر القرآن الكريم
القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله الله على خاتم رسله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد أنزله الله بلغة العرب لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان تشريفاً للعرب كما قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}
وجعله معجزاً في البيان حتى يكون معجزة دائمة للرسول، قال تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} ..
وقد تكفل الله بحفظه كما قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فلا يستطيع جبار أن يبدله أو يزيد فيه أو ينقص منه كما جاء في الحديث [وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء] (رواه مسلم)
وجعله سبحانه وتعالى ميسراً للحفظ والفهم فقال تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} .. وأمرنا بتدبره فقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} ..
وجمع الله سبحانه وتعالى فيه أحكام كل شيء قال تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}
ولما كان كثير من المسلمين قد أعرضوا عن القرآن فهماً وتدبراً وعملاً، وكان كثير ممن يقرؤه لا يعرف كيف يتدبر القرآن، ويفهمه على النحو الصحيح فإنني أحببت أن أجمع قواعد الفهم لكتاب الله اسأل الله أن ينفع بها.
أولاً: وجوب تعلم لغة العرب:
وجوب تعلم لغة العرب، وفهم معاني كلامهم وطرائقهم في التعبير، وأساليبهم في البيان، فإن القرآن عربي، وقد نزل بهذه اللغة، ووفق أساليب العرب في البيان، واشتمل على معظم إبداع العرب في كلامهم، فاستخدم التشبيه، وضرب الأمثال، والتقديم لأغراض بيانية، وكذلك الحذف والإيجاز والإطناب في مواضعه لأغراض بيانية، وكذلك الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، والعكس لأغراض بيانية، وكذلك التعريف والتنكير لأغراض بيانية من التعظيم والتحقير، وكذلك الاستهزاء كقوله تعالى: {وبشر المنافقين} و {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ..
وكذلك من لا يعرف معاني ألفاظ الكلمات العربية، ومفردات اللغة لا يعرف المقصود الحقيقي بالإيمان، والعلم، واليقين، والظن، والصوم، والصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، والولاء والبراء، وسائر كلام العرب الذي نزل به القرآن.
ومن لا يعرف طرائق العرب في البيان فإنه لا يستطيع أن يفرق بين {إياك نعبد} ونعبدك، و {إياك نستعين} ونستعين بك.
ولا بين {فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم} وبين قوله: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً}.
والخلاصة انه يجب معرفة كلام العرب في معاني مفرداتها، وقواعدهم، وأساليبهم في البيان، وهذا ما تتضمنه اليوم معاجم اللغة، وعلم النحو والصرف، وعلم البلاغة.
فيجب علي المسلم المريد تدبر القرآن أن يكون على قدر من هذه العلوم، وإلا جهل الأساس الذي يفهم به القرآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعرفة أخلاقه وشمائله والإلمام بأقواله وأفعاله وذلك أن الرسول فسر القرآن بقوله، وأقامه بعمله وخلقه صلى الله عليه وسلم.
وقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم هو المثال الكامل للإنسان الكامل الذي يحبه الله ويريد من كل مؤمن أن يُبْنَى علي غِراره كما قال تعالي {لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة} ..
ولما سئلت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خلق الرسول صلي الله عليه وسلم قالت [كان خلقه القرآن] (رواه مسلم).
ولذلك فمحاولة تدبر القرآن بعيداً عن دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ستكون محاولة ناقصة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المثال الواقعي القائم لكتاب الله سبحانه وتعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات والأرض} ..
ثالثاً: أخذ بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن:
معرفة السنن القولية والعملية التي بَيَّنَ الرسول صلى الله عليه وسلم بها الكتاب فإن القرآن قد جعل الله بيانه لرسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} ..
فالطهارة والصلاة والصوم، والزكاة، والحج، وسائر العبادات المأمور بها في القرآن لا يمكن معرفة أحكامها وحدودها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: معرفة أسباب النزول:
معرفة أسباب النزول وذلك أن القرآن نزل منجماً بحسب الوقائع والأحداث، فجاء بعضه إجابة عن سؤال، أو رداً لشبهة قيلت، كما قال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق، وأحسن تفسيراً} وجاء كذلك بياناً وتعليقاً على وقائع ..
فالآيات النازلة في بدر وأحد، وسائر الغزوات التي نزل فيها قرآن لا تفهم فهماً سليماً إلا بمعرفة وقائع هذه الغزوات. وإلا فكيف يفهم قارئ فهماً صحيحاً قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} إلا إذا عرف ما أصيب به المسلمون يوم أحد من القتل والجراحة ..
ووقوف أبي سفيان شامخاً على رأس المسلمين بعد نهاية المعركة يقول: (اعل هبل!!) .. (لنا العزى ولا عزى لكم) .. (أفيكم محمد!! أفيكم أبو بكر!! أفيكم عمر!! أما هؤلاء فقد قتلوا). (رواه أحمد والبخاري)
وكذلك لا تفهم آيات سورة النور في شأن سبب نزول هذه الآيات وهكذا.
خامساً: الإكثار من النظر في كتب التفاسير:
دراسة أقوال السلف من المفسرين لكتاب الله وعلى رأسهم ابن عباس ترجمان القرآن، ومعلمه لعدد من التابعين، وذلك أن ابن عباس حفظه صغيراً، وتتبع أسباب نزوله، وجمع ذلك من كبار الصحابة، وآتاه الله فهماً فيه بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم: [اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل] .. (متفق عليه) فكان ترجماناً لكتاب الله، وكذلك ابن مسعود، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن العاص.
فإن هؤلاء نقلت أقوالهم عن طريق تلاميذ أخذوا عنهم، وهؤلاء أخذوا عن كبار الصحابة كالشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعثمان بن عفان رضي الله عنه، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأبي بن كعب رضي الله عنه، وغيرهم ..
ففهم آيات القرآن وفق تفسير السلف الصالح من الصحابة والتابعين لا محيد عنه، لمن أراد أن يفهم عن الله سبحانه وتعالى فإن هؤلاء عاصروا التنزيل، وكانوا أعلم الناس بكلام العرب، وشاهدوا كيفية تطبيق القرآن.
سادساً: دراسة تفاسير أهل العلم:
الإكثار من النظر والقراءة في تفسير أهل العلم من العلماء، والمفسرين الذين فهموا القرآن وفق الأصول السابقة، وآتاهم الله فهماً في القرآن فإن القرآن لا تزال عجائبه، وإن الفهم فيه يظل أبداً ما دام القرآن في الأرض كما جاء في حديث علي بن أبي طالب عندما سأله سائل فقال له: "هل خصكم رسوا الله بشيء؟ " أي أنتم وأهل بيته. فقال: "لا والذي برأ النسمة وفلق الحبة، ما خصنا رسول الله بشيء إلا ما في هذه الصحيفة، وأخرجها فإذا فيها أسنان الإبل، وفهما في كتاب الله يؤتيه الله من يشاء" (متفق عليه)، ولا يزال هذا الفهم ما بقي القرآن والإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
سابعاً: العكوف عليه والانقطاع إليه للنظر والتأمل والتفكر والتدبر:
العكوف على القرآن، والقيام به آناء الليل وأطراف النهار، والتفكر في آياته، وتدبر معانيه {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا}
فإذا جلس الإنسان وحده وتفكر في آيات الله انفتح له فيها باب عظيم للفهم والعلم واليقين.
ثامناً: إثارة القرآن:
مدارسة القرآن، وذلك أن القرآن كالمسك المختوم إذا أثرته ونَقَّبْتَ فيه فاح عطره، وانتشر شذاه ولذلك كان السلف يوصون قائلين: "أثيروا القرآن" وإثارته هو بالإجتماع عليه وتشقيق السؤال حول آياته، ومدارسته.
وقد جاء في الحديث [ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده] (رواه أحمد والبخاري].
فمدارسة القرآن تصنع العجب في إثارة معانيه واستخراج كنوزه .. وقد رأيت أنا كاتب هذه السطور من هذا عجباً.
تاسعاً: إنزال القرآن على الواقع:
القرآن قول متجدد لا تزال تتحقق آياته كل يوم لأنه ليس وصفاً لحدث مضى وانتهى وإنما هو حكم الله على الناس والأحداث ..
وقضية البشر الأساسية هي الإيمان والكفر، والموقف من الرسالات، وهذه القضية لا يتغير فيها إلا الوجوه فقط، وإلا فالأحداث والوقائع واحدة.
بل والكلمات واحدة {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك}، و {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون!! أتواصوا به} فقصة كل رسول واحدة:
رسول يأتي بالهدى من ربه فيدعو إلى مؤمن وكافر، ويقوم الصراع، ويداول الله الأيام بينه وبين عدوه، ثم تكون العاقبة بهلاك الظالمين وبالنصر والتمكين للمؤمنين ..
وهكذا الشأن مع كل رسول؛ اختلفت أسماؤهم وأزمانهم وأقوامهم، واتحدت دعوتهم، وتطابقت كلمات مناوئيهم، وتشابهت قلوبهم.
وكان الإيمان كذلك واحداً .. اختلفت أسماء المؤمنين لكنهم كانوا في كل عصر على قلوب وأعمال واحدة {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}.
وهكذا يبقى وصف الله للكفار في عصر الرسالة هو وصفه للكفار اليوم، ويعيش عبدالله بن سلول رأس المنافقين ويموت في المدينة ولكن أشباهه في النفاق يظهرون في كل جيل ودعوة.
ويصفهم الله في القرآن: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين}
وكما يمضي بلال وعمار وصهيب فإنه يبقى أشباههم من أهل الإيمان يعذبون طالما بقيت فتنة في الأرض، ويبقى وصف الله لهؤلاء في القرآن ماثلاً وقائماً وواقعاً. {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله}
وهكذا لا يفهم القرآن حياً غضاً طرياً، إلا من أنزله على الواقع المعاصر فعرف كفار زمانه، وفراعنة أقوامه، وأهل النفاق في بلده، وأهل الإيمان الذين هم أهله حقاً وصدقاً ..
ومع هذا فيجب الحذر من إنزال القرآن على غير منازله، فمن أنزل آيات المؤمنين في الكافرين أو العكس، أو جعل المؤمنين الصالحين هم المنافقون الكافرون ضل ولم يهتد ووضع القرآن في غير مواضعه، وهذا باب عظيم ضل فيه من ضل ممن حجب الله نور القرآن عن أبصارهم، وهذا الباب أعني إنزال آيات القرآن منازله الصحيحة، وفقه الواقع على ضوء الكتاب هو ثمرة القواعد السابقة جميعها وهو ثمرة الهداية والتوفيق: {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}.
عاشراً: أخذ القرآن للعلم والعمل:
لا تخالط بشاشة القرآن القلب إلا من أخذه للعلم والعمل، وهذا هو الإيمان وأما من أخذه للعلم فقط دون العمل فإنه يوفق إلى الإيمان بل يكون حجة عليه، ويغلق قلبه دونه عياذاً بالله. فكم ممن قرؤا القرآن ودرسوه وحفظوه، ولم تخالط بشاشة الإيمان به قلوبهم، ولا رفعوا رأساً به، وهؤلاء يكون القرآن حجة عليهم لا لهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: [والقرآن حجة لك أو عليك] (رواه مسلم)
كم من أوعية حفظت القرآن ولم تهتد به عياذاً بالله، وكم من منافقين وكفار علموا آياته وكذبوا بها {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً}.
حادي عشر: التسليم لله عند متشابهة:
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة الحادية عشرة هي وجوب التسليم لله عند متشابه القرآن، والعلم أن القرآن كله من الله سبحانه وتعالى، وأنه نزل يصدق بعضه بعضاً، ولا يخالف بعضه بعضاً، وأنه لا اختلاف بين آياته، ولا اضطراب في أحكامه بل هو كتاب قد {أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}
ووجود المتشابه فيه الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم إنما هو لابتلاء الإيمان، ولتفاضل أهل العلم فيه، وعلى المؤمن إذا رأى المتشابه من آياته أن يقول: {آمنا به كل من عند ربنا} ..
وأهل العلم به يردون ما تشابه منه إلى محكمه، وأما أهل الزيغ والغواية فإنهم كما قال تعالى: {يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء} ..
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتاب أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء همومنا وأحزاننا، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا من ما نسينا، وارزقنا القيام به آناء الليل وأطراف النهار ..
اللهم اجعلنا ممن ورثته القرآن علماً وعملاً اللهم يا معلم القرآن علمناه إياه، اللهم يا منزل الكتاب اجعلنا من أهله اللهم صل على عبدك ورسولك محمد الذي قرأ باسمك، وعلم لك.
والحمد لله رب العالمين في البدء والختام،،
*******************
القواعد الذهبية لحفظ القرآن الكريم
القرآن كتاب الله الخالد المعجز المنزل على عبده ورسوله وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم والذي أذن الله بحفظه من أن يغير أو يبدل، أو يزاد فيه، أو ينقص منه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وهو الكتاب الذي بين أيدينا في مشارق الأرض ومغاربها، الكتاب الذي تلقاه الرسول من جبريل، وجبريل من رب العزة تبارك وتعالى، والذي علمه رسوله الله إلى أصحابه الأطهار، وحمله الدين السفرة البررة الكرام، والذي جمعه الصديق بإشارة الفاروق، ودونه ذو النورين عثمان، وأجمعت الأمة المسلمة عليه.
هذا الكتاب هو دستور المسلمين وشريعتهم وصراطهم المستقيم، وحبل الله المتين، وهدايته الدائمة وموعظته إلى عباده، آية صدق رسوله الباقية إلى آخر الدنيا، وهو سبيل عز المسلمين في كل العصور والدهور، ولما كان القرآن كذلك تعبدنا الله بتلاوته، وجعل خيرنا من تعلمه وعلمه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قرا حرفاً واحداً منه كان له به عشر حسنات. (رواه الترمذي والدارمي وصححه الألباني في الصحيحة 2327).
وان من قرأ وهو يتعتع فيه فله أجران، ومن كان ماهراً به كان من السفرة الكرام البررة من الملائكة يوم القيامة (متفق عليه)، وأن قارئ القرآن الحافظ له يقال له يوم القيامة: {اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها} (رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع 8122)
فلا يزال يرقى في منازل الجنة حتى ينتهي آخر حفظه، وهذه منزلة عظيمة ليست لأحد إلا لحافظ القرآن.
ولما كان هذا فضل حفظ القرآن فإني أحببت أن أضع بين يدي إخواني بعض القواعد العامة التي تساعدهم في حفظ القرآن ولينالوا هذه المنزلة العظيمة أو بعضهاً منها، وما لا يدرك كله فلا بأس بإدراك بعضه أو جله، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
القاعدة الأولى: الإخلاص:
وجوب إخلاص النية، وإصلاح القصد، وجعل حفظ القرآن والعناية به من أجل الله سبحانه وتعالى والفوز بجنته وحصول مرضاته، ونيل تلك الجوائز العظيمة لمن قرأ القرآن وحفظه، قال تعالى: {فاعبد الله مخلصاً له الدين، ألا لله الدين الخالص}. وقال تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين} .. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [قال الله تعالى "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه} (رواه مسلم)
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ القرآن وحفظه رياء أو سمعة، ولا شك أن من قرأ القرآن مريداً الدنيا طالباً به الأجر الدنيوي فهو آثم.
القاعدة الثانية: تصحيح النطق والقراءة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أول خطوة في طريق الحفظ بعد الإخلاص هو وجوب تصحيح النطق بالقرآن، ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن، والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي، فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح العرب لساناً من جبريل شفاهاً، وكان الرسول نفسه يعرض القرآن على جبريل كل سنة مرة واحدة في رمضان، وعرضه في العام الذي توفي فيه عرضتين. (متفق عليه)
وكذلك علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه شفاهاً وسمعه منهم بعد أخذ القرآن مشافهة من قارئ مجيد، وتصحيح القراءة أولاً بأول، وعدم الاعتماد على النفس في قراءة القرآن حتى لو كان الشخص ملماً بالعربية وعليماً بقواعدها، وذلك إن في القرآن آيات كثيرة قد تأتي على خلاف المشهور من قواعد العربية.
القاعدة الثالثة: تحديد نسبة الحفظ كل يوم:
يجب على مريد حفظ القرآن أن يحدد ما يستطيع حفظه في اليوم: عدداً من الآيات مثلاً، أو صفحة أو صفحتين من المصحف أو ثمناً للجزء وهكذا، فيبدأ بعد تحديد مقدار حفظه وتصحيح قراءته بالتكرار والترداد، ويجب أن يكون هذا التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا إلى جانب أن التغني بالقرآن فرض لا يجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه وسلم: [من لم يتغن بالقرآن فليس منا] (رواه البخاري) ..
القاعدة الرابعة: لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً:
لا يجوز للحافظ أن يتنقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا أتم تماماً حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظه تماماً في الذهن، ولا شك إن ما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الحافظ شغله طيلة ساعات النهار والليل، وذلك بقراءته في الصلاة السرية، وإن كان إماماً ففي الجهرية، وكذلك في النوافل، وكذلك في أوقات انتظار الصلوات، وفي ختام الصلاة، وبهذه الطريقة يسهل الحفظ جداً ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولاً بأشغال كثيرة لأنه لن يجلس وقتاً مخصوصاً لحفظ الآيات وإنما يكفي فقط تصحيح القراءة على القارئ، ثم مزاولة الحفظ في أوقات الصلوات، وفي القراءة في النوافل والفرائض وبذلك لا يأتي الليل إلا وتكون الآيات المقرر حفظها قد ثبتت تماماً في الذهن، وإن جاء ما يشغل في هذا اليوم فعلى الحافظ ألا يأخذ مقرراً جديداً بل عليه أن يستمر يومه الثاني مع مقرره القديم حتى يتم حفظه تماماً.
القاعدة الخامسة: حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك:
مما يعين تماماً على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفاً خاصاً لا يغيره مطلقاً وذلك أن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع، وذلك أن صور الآيات ومواضعها في المصحف تنطبع في الذهن مع كثرة القراءة والنظر في المصحف فإذا غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت، ويصعب عليه الحفظ جداً، ولذلك فالواجب أن يحافظ حافظ القرآن على رسم واحد للآيات لا يغيره.
القاعدة السادسة: الفهم طريق الحفظ:
من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض.
ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسيراً للآيات التي يريد حفظها، وأن يعلم وجه ارتباط بعضها ببعض، وأن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك لتسهل عليه استذكار الآيات، ومع ذلك فيجب أيضاً عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أن يكون الترديد للآيات هو الأساس، وذلك حتى ينطلق اللسان بالقراءة وإن شت الذهن أحياناً عن المعنى وأما من اعتمد على الفهم وحده فإنه ينسى كثيراً، وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه، وهذا يحدث كثيراً وخاصة عند القراءة الطويلة.
القاعدة السابعة: لا تجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد تمام سورة ما من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً، وربط أولها بآخرها، وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر، ودون إعناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة، بل يجب أن يكون الحفظ كالماء، ويقرأ الحافظ السور دون تلكؤ حتى لو شت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، كما يقرأ القارئ منا فاتحة الكتاب دون عناء أو استحضار، وذلك من كثرة تردادها، وقراءتها، ومع أن الحفظ لكل سور القرآن لن يكون كالفاتحة إلا نادراً، ولكن القصد هو التمثيل، والتذكير بأن السورة ينبغي أن تكتب في الذهن وحدة مترابطة متماسكة، وألا يجاوزها الحافظ إلى غيرها إلا بعد اتقان حفظها.
القاعدة الثامنة: التسميع الدائم:
يجب على الحافظ ألا يعتمد على حفظه بمفرده، بل يجب أن يعرض حفظه دائماً على حافظ آخر، أو متابع في المصحف، حبذا لو كان هذا مع حافظ متقن، وذلك حتى ينبه الحافظ بما يمكن أن يدخل في القراءة من خطأ، وما يمكن أن يكون مريد الحفظ قد نسيه من القراءة وردده دون وعي، فكثير ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ، ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر في المصحف لأن القراءة كثيراً ما تسبق النظر، فينظر مريد الحفظ المصحف ولا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته، ولذلك فيكون تسميعه القرآن لغيره وسيلة لاستدراك هذه الأخطاء، وتنبيهاً دائماً لذهنه وحفظه.
القاعدة التاسعة: المتابعة الدائمة:
يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من الشعر أو النثر، وذلك أن القرآن سريع الهروب من الذهن، بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها] (متفق عليه)
فلا يكاد حافظ القرآن يتركه قليلاً حتى يهرب منه القرآن وينساه سريعاً، ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت] (متفق عليه) وقال أيضاً: [تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها] (متفق عليه)
وهذا يعني أنه يجب على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءاً من القرآن كل يوم، وأكثره قراءة عشرة أجزاء لقوله صلى الله عليه وسلم: [لا يفقه القرآن في أقل من ثلاث] (رواه أبو داود بهذا اللفظ، وأصله في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو)
وبهذه المتابعة الدائمة، والرعاية المستمرة يستمر الحفظ ويبقى، ومن غيرها يتفلت القرآن.
القاعدة العاشرة: العناية بالمتشابهات:
القرآن متشابه في معانيه وألفاظه وآياته. قال تعالى: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}.
وإذا كان القرآن فيه نحواً من ستة آلاف آية ونيف فإن هناك نحواً من ألفي آية فيها تشابه بوجه ما قد يصل أحياناً حد التطابق أو الاختلاف في حرف واحد، أو كلمة واحدة أو اثنتين أو أكثر.
لذلك يجب على قارئ القرآن المجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات من الآيات، ونعني بالتشابه هنا التشابه اللفظي، وعلى مدى العناية بهذا المتشابه تكون إجادة الحفظ، ويمكن الاستعانة على ذلك بكثرة الاطلاع في الكتب التي اهتمت بهذا النوع من الآيات المتشابهة ومن اشهرها:
1) درة التنزيل وغرة التأويل – بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز – للخطيب الإسكافي.
2) أسرار التكرار في القرآن – لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني.
القاعدة الحادية عشر: اغتنم سني الحفظ الذهبية:
الموفق حتماً من اغتنم سنوات الحفظ الذهبية من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جداً بل هي سنوات الحفظ الذهبية فدون الخامسة يكون الإنسان دون ذلك وبعد الثالثة والعشرون تقريباً يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم والاستيعاب في الصعود، وعلى الإنسان أن يستغل سنوات الحفظ الذهبية في حفظ كتاب الله أو ما استطاع من ذلك. والحفظ في هذا السن يكون سريعاً جداً، والنسيان يكون بطيئاً جداً بعكس ما وراء ذلك حيث يحفظ الإنسان ببطء وصعوبة، وينسى بسرعة كبيرة ولذلك صدق من قال: "الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلينا أن نغتنم سنوات الحفظ الذهبية، إن لم يكن في أنفسنا ففي أبنائنا وبناتنا.
********
قواعد في أحكام وآداب الفتح على الإمام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين ... وبعد،،،
فهذه مجموعة من الأحكام والآداب لمن يريد أن يفتح على إمامه في الصلاة جمعتها ورتبتها لما رأيت الحاجة إليها خاصة وأن كثيراً من الأئمة والمأمومين قد يعرض صلاته للبطلان بمخالفة هذه الأحكام والخروج عن هذه الآداب.
1) الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجوز الفتح على الإمام إذا نسي آية، لما رواه الإمام أحمد رحمه الله وأبو داود رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فترك آية، فقال له رجل: يا رسول الله آيةُ كذا وكذا؟ قال: [فهلا ذكرتنيها؟] (رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني في الصحيحة 802)
* ولما رواه أبو داود أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقرأ فيها فتلبس عليه فلما انصرف قال لأبي: [أصليت معنا]؟ قال: نعم، قال: [فما منعك؟!] (رواه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني في الصحيحة 803)
* وقد روى البيهقي عن أنس رضى الله عنه قوله: [كنا نفتح على الأئمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم] ..
وروى البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: [إذا استطعمك الإمام فأطعمه] يعني الفتح عليه .. وجاء عن عدد من الصحابة والتابعين استحباب الفتح على الإمام.
2) ويجب أن تكون نية من يفتح على الإمام تذكيره إذا نسي، أو تصحيح ما أخطأ فيه، وأما إن نوى القراءة، فإن صلاته تبطل لقوله صلى الله عليه وسلم: [لعلكم تقرأون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم هَذّا يا رسول الله! قال: لا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها] (قال الألباني رواه البخاري في جزء القراءة وأحمد وأبو داود وحسنه الترمذي والدارقطني)
3) ولا يجوز المبادرة بالفتح على الإمام إذا سكت إلا إذا علم أن سكوته من أجل نسيان، وأما إذا سكت عند آية رحمة ليدعو، أو آية عذاب ليدعو فإنه لا يبادر، لحديث حذيفة قال: [صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى. فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها. ثم افتتح آل عمران فقرأها. يقرا مسترسلاً. إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ] (رواه مسلم)
(ومعنى مسترسلاً أي متمهلاً) وكذلك إذا سكت لالتقاط نفسه، أو لاستحضار ذهنه، فإنه لا يبادر بالفتح، ولذلك قال علماء الحنفية: "ينبغي للمأموم ألا يعجل الإمام بالفتح، ويكره له المبادرة بالفتح" (فتح القدير 1/ 283)
وكذلك قد يكون سكوت الإمام من أجل نخامة، أو جفاف حلق، أو انقطاع نفس، فالواجب إمهاله، وعدم مبادرته.
4) ولا يجوز لمن يصحح آية يرى أن الإمام أخطأ فيها أن يبادر بتصحيحها إلا إذا كان على ثقة من حفظه، ومخالفة الإمام للصواب فإن القرآن معظمه متشابه في اللفظ، وقد يأتي التشابه في آية بكاملها كقوله تعالى: {تلك أمة قد خلت، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون}، كقوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} وقد يكون باختلاف في بعض الحروف كقوله تعالى: {ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل}، وقوله تعالى: {ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة} وقد يكون في التقديم والتأخير كقوله تعالى: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} وكقوله تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} .. و ..
وكثيراً ما ينبري للرد والتصحيح من لا يكون على علم دقيق بالحرف الصحيح فيفسد على القارئ قراءته، ويتسبب في التشويش والتعويق.
5) ولا يجوز الرد والتصحيح للإمام إذا كان الإمام مجيداً وعلى علم بالقراءات، فقد يقرأ بقراءة غير ما يحفظه المأموم كأن يقرأ الإمام بقراءة ورش، والمأموم لا يعلم إلا قراءة حفص مثلاً، وكذلك قد يجمع الإمام بين قراءتين أو أكثر في صلاته فإن هذا جائز ما دام أن القراءة متواترة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى هذا أنه لا يجوز لمن يصحح للإمام أن يرد إلا إذا علم يقيناً أن الحرف الذي أخطأ فيه الإمام ليس حرفاً متواتراً، أو علم أن الإمام لا يعرف إلا قراءة واحدة من القراءات المتواترة، وبذلك يكون تجاوزه عنها خطئاً، والدليل على ذلك ما رواه الإمام البخاري بإسناده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، وكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها. فقال لي: أرسله، ثم قال له: إقرأ فقرأ: قال: هكذا أنزلت. ثم قال لي: اقرأ. فقرأت. فقال: هكذا أنزلت، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأقرأوا منه ما تيسر]. (متفق عليه)
وفي هذا الحديث من الفقه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر عمر على سكوته وقد سمع قراءة مخالفة لما تعلمه، ولم يرد على حكيم بن حزام حتى انتهى من صلاته، وأن كل حرف من القرآن كان ثابتاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرئ به، ولا يجوز إنكاره على من قرأ به.
ومعلوم أن عثمان رضي الله عنه جمع الناس على حرف واحد حتى لا يختلفوا في القرآن، وقد أجمع المسلمون على ذلك، وبقي الاختلاف في القراءة فيما يحتمله رسم المصحف العثماني، ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم تواتراً.
6) الذي له الحق في الرد علي الإمام هو الذي يصلي بجواره أو الذي يليه من خلف ظهره، وأما من كان في مكان بعيد عن الإمام فانه لا يجوز له الفتح علي الإمام وأما إذا أيقن المأموم أن صوته لا يصل إلي الإمام فانه يحرم عليه الفتح والرد وقد تبطل صلاته بذلك.
7) لا يجوز أن يتولى الرد والتصحيح، والفتح على الإمام اكثر من واحد في وقت واحد لأن هذا يؤدي إلى اختلاط الأصوات والتشويش على الإمام والمصلين، ويجب أن يترك الأقل حفظاً، وعلماً لمن هو أحفظ منه وأعلم.
8) لا يجوز للمرأة إذا صلت خلف الرجال أن تفتح على الإمام، ولا أن تصحح له، وهذا مما لا خلاف فيه وذلك أنها منعت من التسبيح تنبيهاً للإمام لئلا يخرج صوتها في الصلاة فمن باب أولى الفتح عليه والله اعلم ..
9) لا يجوز للمأموم أن يحمل مصحفا لمتابعة الإمام والتصحيح له وذلك انه في صلاة، وليس في تعليم وتعلم، ثم أن الحركة بحمل المصحف، وفتحه عند القراءة وإغلاقه بعد ذلك ينافي عمل الصلاة .. والله اعلم.
وأما ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عيسى بن طهمان قال حدثني ثابت البناني قال: (كان انس يصلى وغلامه يمسك المصحف خلفه فإذا تعايا في آية فتح عليه) .. فإنه ليس في هذا الأثر أن غلام أنس كان يصلى معه.
وكان أنس بن مالك رضى الله عنه قد كبر سنه، وعمى، ولعله كان يصلى وحده في منزله فكان يفعل ذلك حتى يتابع القراءة وهو في الصلاة وهذا يخالف ما يفعله كثير من الناس اليوم حيث ينشرون مصاحفهم وهم وقوف في الصلاة خلف إمامهم، وهذا أشبه بفعل أهل الكتاب منه بصلاة أهل الإسلام. والله اعلم.
10) يجب أن تكون نية من يفتح على الإمام أو يصوب خطأه أنه يفعل ذلك إخلاصاً لله وتعبداً له وأما إذا كان يفعله رياءاً وسمعة ليرى الناس أنه حافظ، فإنه بهذا يحبط أجره، وقد تبطل صلاته تبعا لذلك.
*****************(/)
ترجمة القراء
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[22 Sep 2004, 12:08 م]ـ
ترجمة الإمام نافع
هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعم الليثي، مولاهم المدني. واختلف في كنيته، فقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وقيل: أبو الحسن، أحد القراء السبعة الأعلام، كان ـ رحمه الله ـ رجلا أسود اللون حالكا، عالما بوجوه القراءات والعربية، متمسكا بالآثار، فصيحا ورعا، إماما للناس في القراءات بالمدينة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، أقرأ أكثر من سبعين سنة.
قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: (قراءة أهل المدينة سنة) قيل: (قراءة نافع؟) قال: (نعم).
كان ثقة صالحا، فيه دعابة، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من التابعين فكان مع علمه بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده.
وأول راويي نافع هو: أبو موسى عيسى قالون وهو بالرومية (جيد) لقبه به نافع لجودة قراءته ابن مينا المدني النحوي الرقي مولى الزهري، قرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيرا، وكان إمام المدينة ونحويها، وكان أصم لا يسمع البوق وإذا قرأ عليه القرآن يسمعه، وقال: (قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه) وقال: قال لي نافع: (كم تقرأ علي؟ اجلس على إسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ القرآن عليك).
وثانيهما أبو سعيد عثمان بن سعيد الذي لقبه نافع (بورش) لشدة بياضه أو لقلة أكله التنبطي المصري، كان رأسا ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في شهر سنة خمس وخمسين ومائة، فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد، وكان حسن الصوت، قال يونس بن عبد الأعلى: (كان ورش جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمل سامعه)
توفي نافع سنة (169 هـ) تسع وستين ومائة على الصحيح، ومولده سنة (70 هـ) سبعين
وتوفي قالون سنة (220 هـ) عشرين ومائتين على الصواب ومولده سنة (120 هـ) مائة وعشرين.
وتوفي ورش بمصر سنة (197 هـ) سبع وتسعين ومائة وولد بها في الوجه القبلي من أرض الصعيد سنة (120 هـ) مائة وعشرين.
وقد نقلا القراءة عن نافع مباشرة من غير واسطة، وقد أقرأ نافع الناس دهرا طويلا نيفا عن سبعين سنة، وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها، وقال أبو عبيد: (وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه وبها تمسكوا بها إلى اليوم) وقال ابن مجاهد: (وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع) قال: (وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده) وقال سعيد بن منصور: (سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة) قيل له: (قراءة نافع؟) قال: (نعم) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن؟ قال: قراءة عاصم.
فقال علي بن الحسن المعدل حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن هلال قال: قال لي الشيباني: قال رجل ممن قرأ على نافع: (إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك) فقلت له: (يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم أتتطيب كلما قعدت تقرىء الناس؟) قال: (ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة) وقال المسيبي: قيل لنافع: (ما أصبح وجهك وأحسن خلقك؟) قال: (فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن) يعني في النوم.
وقال قالون: (كان نافع من أطهر الناس خلقا ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهدا جوادا صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة) وقال الليث بن سعد: (حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع) وقال الأعشى: (كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك) وقال الأصمعي: (قال لي نافع: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا وقال مالك لما سأله عن البسملة قال: (سلوا نافعا فكل علم يسأل عنه أهله ونافع إمام الناس في القراءة)
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل: لما حضرت نافعا الوفاة قال له أبناؤه: (أوصنا) قال: (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)
مات سنة (169) تسع وستين ومائة على الصحيح ومولده في حدود سنة (70) سبعين
قالون
هو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي، ويقال المري مولى بني زهرة، وكنيته أبو موسى، الملقب بقالون: قارىء المدينة ونحويها، يقال: إنه ربيب نافع، وقد اختص به كثيرا، وهو الذي سماه قالون لجودة قراءته، فإن قالون بلغة الرومية جيد، وكان جد جده عبد الله سبي الروم من أيام عمر بن الخطاب، فقدم به في أسره إلى عمر إلى المدينة وباعه فاشتراه بعض الأنصار فهو مولى محمد بن فيروز.
قال الأهوازي ولد سنة (120) عشرين ومائة، وقرأ على نافع سنة (150) خمسين ومائة قال قالون: (قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها في كتابي) وقال النقاش: قيل لقالون: (كم قرأت على نافع؟) قال: (ما لا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة) وقال عثمان بن خرزاذ حدثنا قالون: قال: قال لي نافع: (كم تقرأ علي؟ اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ
عليك)، أخذ القراءة عرضا عن نافع قراءة نافع، وقراءة أبي جعفر، وعرض أيضا على عيسى بن وردان
قال حدثني أبو محمد البغدادي قال: (كان قالون أصم لا يسمع البوق وكان إذا قرأ عليه قارىء فإنه يسمعه) وقال ابن أبي حاتم: (كان أصم يقرىء القراء ويفهم خطأهم ولحنهم بالشفة) قال: (وسمعت علي بن الحسين يقول (كان عيسى بن مينا قالون أصم شديد الصمم وكان يقرأ عليه القرآن وكان ينظر إلى شفتي القارىء ويرد عليه اللحن والخطأ) قال الداني: (توفي قالون سنة (220) عشرين ومائتين والله أعلم
ورش
هو عثمان بن سعيد قيل: سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم، وقيل: سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق: أبو سعيد، وقيل: أبو القاسم، وقيل: أبو عمرو القرشي، مولاهم القبطي المصري، الملقب بورش: شيخ القراء المحققين وإمام أهل الأداء المرتلين، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ولد سنة (110) عشر ومائة بمصر، ورحل إلى نافع بن أبي نعيم.
قال في النهاية: إنه رحل إلى نافع ابن أبي نعيم، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة (155) خمس وخمسين ومائة، له اختيار خالف به نافعا، وكان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة، فقيل: إن نافعا لقبه بالورشان، لأنه كان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه، وكان نافع يقول: (هات يا ورشان! واقرأ يا ورشان! وأين الورشان؟) ثم خفف فقيل: ورش، والورشان: طائر معروف وقيل: إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول L أستاذي سماني به)
وكان ثقة حجة في القراءة، قال ابن الجزري: وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه ثم سرد الحكاية المعروفة في قدومه على نافع وفيها كانوا يهبون لي أسباقهم حتى كنت أقرأ عليه كل يوم سبعا وختمت في سبعة أيام فلم أزل كذلك حتى ختمت عليه أربع ختمات في شهر، وخرجت وقال النحاس: قال لي أبو يعقوب الأزرق: إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش
توفي ورش بمصر سنة (197) سبع وتسعين ومائة وولد بها في الوجه القبلي من أرض الصعيد أخذ عن نافع مباشرة من غير واسطة توفي عن (87) سبع وثمانين سنة
ابن كثير المكي
هو أبو معبد محمد أو عياد أو المطلب عبد الله بن كثير الداري، نسبة إلى دارين موضع بالبحرين أو بني الدار أو إلى تميم الداري تابعي، مولى فارس بن علقمة الكناني، كان إمام الناس بمكة، لم ينازعه فيها منازع، ولذلك نقل عنه أبو عمر والخليل بن أحمد والشافعي. وكان فصيحا بليغا جسيما أبيض اللون طويلا أشهل يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار، وقيل: (من أراد التمام فليقرأ بقراءة ابن كثير)
(يُتْبَعُ)
(/)
لقى من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك وقرأ على أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي وعلى أبي الحجاج مجاهد المكي وعلى درباس مولى ابن عباس وعبد الله بن السائب وقرأ درباس على مولاه ابن عباس وقرأ ابن عباس على أبي وزيد بن ثابت وقرأ زيد وأبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأول راوييه البزي وهو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وإليه ينسب، مولى بني مخزوم المكي، ومعروف بن عبد الله القسط وعلى شبل ابن عباد على ابن كثير
وثانيهما قنبل وهو الشديد الغليظ أول من ألقى نبله ببيت مكة، فألقيا قنبل فخفف أبو عمر ومحمد بن محمد بن خالد بن سعد المكي المخزومي، ولي الشرطة بمكة، قرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط على إسماعيل وشبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير
وتوفي ابن كثير سنة (120) عشرين ومائة ومولده سنة (45) خمس وأربعين بمكة، ونشأ بها ولقي عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس
وروى عنهم وأخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال إنه ليس بمشهور عندنا قال ابن الجزري وليس ذلك ببعيد فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة
وروى عنهم وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه الله النص على قراءته عليه وعرض أيضا على مجاهد بن جبر درباس مولى عبد الله بن عباس وروى القراءة عنه إسماعيل ابن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرير بن حازم والحارث ابن قدامه وحماد بن مسلم وحماد بن زيد وخالد بن القاسم والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة وشبل بن عباد وابنه صدقه ابن عبد الله وطلحة بن عمرو وعبد الله بن زيد بن يزيد وعبد الملك بن جريج وعلي بن الحكم وعيسى بن عمر الثقفي والقاسم بن عبد الواحد وقزم بن سويد وقرة بن خالد ومسلم بن خالد ومطرف بن معقل ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى ووهب بن زمعة ويعلى بن حكيم وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينية والرجال وأبو عمرو بن العلاء
وقد كان ابن كثير أمام الناس في القراءة بمكة فلم ينازعه فيها منازع وكان فصيحا بليغا مفوها أبيض اللحية طويلا جسما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار قال الأصمعي قلت لأبي عمرو ابن العلاء قرأت على ابن كثير قال نعم ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد
وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد قال ابن مجاهد ولم يزل عبد الله هو الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومائة
وقال سفيان بن عيينة حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة فرحمة الله على ابن كثير كاثر القوم معتلا وإليك ترجمة راوييه البزي وقنبل
البزي
هو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وإليه ينسب مولى بني مخزوم المكي ومعروف بن عبد الله القسط والبزي أول راوي ابن كثير وأكبر رواته وقد روى قراءة ابن كثير عن عكرمة بن سليمان بن عبد الله القسط وعن شبل بن عباد عن ابن كثير ولم ينفرد بقراءة ابن كثير بل روى معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب في قراءة ابن كثير لكن البزي كان أشهرهم وأميزهم وأعدلهم ولذلك اشتهر بالرواية عن ابن كثير
قال في النهاية هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة وقال الأهوازي أبو زنة الذي ينسب إليه البزي اسمه بشاري فارس من أهل همزان أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي والبزة معناها الشدة فمعنى أبو بزة أبو شدة وكان البزي أستاذ محقق ضابط متقن ثقة مقرىء مكة ومؤذن المسجد الحرام انتهيت إليه مشيخة الإقراء بمكة ولد سنة سبعين ومائة قرأ على أبيه وعبد الله بن زياد وعكرمة بن سليمان ووهب بن واضع
(يُتْبَعُ)
(/)
وقرأ عليه إسحاق بن الخزاعي والحسن بن الحباب وأحمد بن فرح وأبو عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبيان وأبو العباس أحمد بن محمد المهبي في قول الأهوازي والرهاوي وأبو ربيعة محمد بن إسحاق ومحمد بن هارون وموسى بن هرون ومضر بن محمد الضبي وأبو حامد أحمد بن محمد بن موسى الخزاعي والعباس بن أحمد البرتي وأبو علي الحداد وأبو معمر الجمعي ومحمد بن علي الخطيب وروى عنه القراءة قنبل وحدث عنه أبو بكر أحمد عميد بن أبي عاصم النبيل ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن علي بن زيد الصايغ وأحمد بن محمد بن مقاتل وقد سماه أبو عمر في الروضة محمد بن عبد الله فأسقط اسمه وأثبت اسم أبيه ولعله من النساخ أو سهو قلم منه والله أعلم
وروى حديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله من حديثه في المستدرك عن أبي يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن المقري الإمام بمكة
حدثنا محمد بن علي بن زيد الصايغ حدثنا البزي وقال سمعت عكرمة ابن سليمان يقول قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت والضحى قال كبر عند خاتمة كل سورة فإني قرأت على عبد الله ابن كثير فلما والضحى قال كبر حتى تختم وأخبره ابن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي ابن كعب أمره بذلك وأخبره أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد ولم يخرجه البخاري ولا مسلم
وتوفي البزي سنة خمسين ومائتين عن ثمانين سنة
قنبل
هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد محمد بن سعيد بن جرجه أبو عمر المخزومي مولاهم المكي الملقب بقنبل وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم وأعدلهم وقدم البزي عليه لأنه أعلا سندا منه إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل
ولد سنة خمس وتسعين ومائة وأخذ القراءة عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة وروى القراءة عن البزي وقرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط وهب بن واضح على إسماعيل ابن شبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير روى القراءة عنه عرضا أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو أجل أصحابه ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح وإسحاق بن أحمد الخزاعي سمع منه الحروف ومحمد بن حمدون والعباس بن الفضل صهر الأمير وأحمد بن محمد بن هارون بن بقرة وأحمد بن موسى بن مجاهد ومحمد بن أحمد بن شنبوذ ومحمد بن موسى الزيني وعبد الله بن أحمد البلخي وأحمد بن الصقر بن ثوبان وأحمد بن محمد اليقطيني وعلي بن الحسين بن الرقي وإبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي سمع منه الحروف ولم يعرض عليه ومحمد بن عيسى الجصاص وعبد الله بن ثوبان وجعفر بن محمد السرنديبي وعبد الله بن حمدون كذا سماه الهذلي ولعله محمد وعبد الله بن حبيبي فيما ذكره الهذلي وهو من أقرانه ومحمد ابن عمرو بن عون ونظيف بن عبد الله الكسروي من قول جماعة
وقيل بل قرأ على اليقطيني عنه واختلف من سببه تلقبه قنبلا فقيل اسمه وقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة وقيل لاستعماله دواء يقال له قنبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تعفيفا وقد انتهت إليه رياسة الإقراء بالحجاز ورحل الناس إليه من الأقطار
قال أبو عبد الله القصاع وكان على الشرطه بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم
وقال الذهبي إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت مسيرته ثم إنه طعن في السن وشاخ وقطع الإقراء قبل موته بسبع سنين وقيل بعشر سنين
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة
أبو عمرو البصري
اختلف في اسمه على عدة أقوال فقيل اسمه كنيته وقيل زبان وقيل غير ذلك
نسبه: وهو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحسين بن الحارث بن جلهمة بن حجر بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم بن مر بن أو بن طانجة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان الإمام السيد أبو عمرو التميمي المازني البصري أحد القراء السبعة قال الحافظ أبو العلاء الهزاني هذا الصحيح الذي عليه الحذاق من النساب
(يُتْبَعُ)
(/)
ولد سنة ثمان وستين وقيل سنة سبعين وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة فليس في القراء السبعة أكثر شيوخا منه سمع أنس بن مالك وغيره وقرأ على الحسن بن أبي الحسن البصري وحميد بن قيس الأعرج وأبي العالية رفيع بن مهران الرياحي على الصحيح وسعيد بن جبير وشيبة بن نصاح وعاصم بن أبي النجود وعبد الله بن أبي السحاق الحضرمي وعبد الله بن كثير المكي وعطاء بن أبي رباح وعكرمة بن خالد المخزومي وعكرمة مولى ابن عباس ومجاهد بن جبر
وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن محمد بن عبد الله الليثي المعروف بختن ليث وأحمد بن موسى اللؤلؤي وإسحاق بن يوسف بن يعقوب الأنباري المعروف بالأزرق وحسين بن علي الجعفي وخارجة بن مصعب وخالد بن جبلة البشكري وداود بن اليزيد الأودي وأبو زيد سعيد بن أومس وسلام بن سليمان الطويل وسهل بن يوسف وشجاع ابن أبي قريب الأصمعي وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبد الله بن معاذ وعبيد بن عقيل وعدي بن الفضل بن عامر الأزدي وعلي بن نصر الجهضمي وعصمة بن عروة الفقيمي وعيسى ابن عمر الهمداني ومحبوب ابن الحسن ومحمد بن الحسن أبو جعفر الروامسي فيما ذكر الأهوازي في مفردته ومسعود بن صالح ومعاذ بن مسلم النحوي ومعاذ بن معاذ ونعيم بن مسيرة ونعيم بن يحيى السعيدي وهارون ابن سوس الأعور ويحيى بن المبارك اليزيدي ويعلى بن عبيد ويونس بن حبيب
وروى عنه الحروف محمد بن الحسن بن أبي سارة وسيبويه وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والزهد والأمانة والدين
قال الأصمعي قال لي أبو عمرو لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كتبت ما قدر الأعمش على حملها ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأ لقرأت كذا وكذا وكذا وذكر حروفا
وقال أبو عبيدة كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف ثم تنسك فأحرقها وتفرد للعبادة وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث ليال
وقال أيضا حدثنا أبو عمرو قال أخافنا الحجاج فهرب أبي نحو اليمن وهربت معه فبينما نحن نسير إذ أعرابي ينشد على بعير له
(لا تضيقن بالأمور فقد تفرج % غماؤها بغير احتيال)
(ربما تكره النفوس من الأمر % له فرجة كحل العقال)
فقال أبي ما الخبر فقال مات الحجاج فكنت بقوله فرجة أسرعني بقوله مات الحجاج والفرجة بالفتح من الهم وبالضم من الحائط
وقال الأصمعي سمعت أبا عمرو يقول ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني وقال الأصمعي أنا لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه وكان إذا دخل شهر رمضان لم يتم فيه بيت شعر سمعته يقول
(أشهد أن الله يضل ويهدي % ولله مع هذه الحجة على عباده)
قال في النهاية أخبرنا الحسن بن أحمد بن هلال عن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي أنبأنا عبد الوهاب بن سكينة في آخرين أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ أنبأنا أحمد بن علي المقرىء أنبأنا عمر بن إبراهيم الزهري
حدثنا عبد الله بن الحسن النحاس حدثنا أحمد بن الحسن دبيس حدثني صالح الرازي وأبو صالح الطاطري قالا حدثنا محمد بن عمر القصبي حدثنا عبد الوارث قال حججت سنة من السنين مع أبي عمرو ابن العلاء وكان رفقي فمررنا ببعض المنازل فقال قم بنا فمشيت فأقعدني معه عند ميل وقال لي لا تبرح حتى أجيئك وكان منزل قفر لا ماء
فيه فاحتبس علي ساعة فاغتممت فقمت أقتفيه الأثر فإذا هو في مكان لا ماء فيه فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة فنظر إلي فقال يا عبد الوارث أكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحدا فقلت نعم يا سيد القراء قال عبد الوارث فوالله ما حدثت به أحدا حتى مات وعن الأخفش قال مر الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف فقال من هذا فقالوا أبو عمرو فقال لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون أربابا كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول
وعن سفيان بن عيينة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت علي القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ فقال أقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي قرأ على ابن كثير ومجاهد وسعيد بن جبير على ابن عباس على أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن مجاهد وحدثونا عن وهب ابن جرير قال قال لي شعبة تمسك بقراءة أبي عمرو فإنها ستصير للناس إسنادا وقال أيضا حدثني محمد بن عيسى ابن حيان حدثنا نصر بن علي قال قال لي أبي قال شعبة أنظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادا قال نصر قلت لأبي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو وقلت للأصمعي كيف تقرأ قال على قراءة أبي عمرو قال ابن الجزري وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة في الفرش وقد يخطئون في الأصول ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة فتركوا ذلك لأن شخصا قدم من أهل العراق وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه وأقام سنين كذا بلغني وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو وأنا أعد ذلك من كرامات شعبة
ولقد ولد أبو عمرو بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة قلت قال غير واحد مات على قول الأكثرين سنة أربع وخمسين ومائة
وقيل سنة خمس وخمسين وقيل سنة سبع وخمسين وأبعد من قال سنة ثمان وأربعين ومائة
وقال أبو عمرو الأسدي لما أتى نعي أبي عمرو أتيت أولاده فعزيتهم عنه فإني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهادا والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه رحمة الله على أبي عمرو قارىء البصرة ونحويها
حفص الدوري
هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدس بن صهبان ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور موضع ببغداد بالعراق ومحله بالجانب الشرقي ولد بها فهو الدور الأزدي البغدادي النحوي الضرير نزيل سامرا أمام القراءة في عصره وشيخ القراءة بالناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات قال رحل الدوري في طلب القراءات وقرأ بسائر الحروف السبعة
وتعلم الشواذ وسمع من ذلك شيئا كثيرا قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع وقرأ أيضا عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبي جعفر وسليم عن حمزة ومحمد بن سعدان عن حمزة وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم وحمزة بن القاسم عن أصحابه ويحيى بن المبارك اليزيدي وشجاع بن أبي نصر البلخي وقول الهزلي أنه قرأ على أبي بكر نفسه وهم بل على الكسائي عنه وقرأ عليه
وروى القراءة عنه أحمد بن حرب شيخ المطوعي وأحمد بن فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور وأحمد بن محمد بن حماد بن ماهان فيما ذكره أبو علي الرهاوي وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن مسعود السراج وإسحاق بن إبراهيم العسكري وإسماعيل بن أحمد وإسماعيل ابن يونس بن ياسين وبكر بن أحمد السراويلي وجعفر بن عبد الله بن الصباح وجعفر ابن أسد وجعفر بن محمد بن عبد الله الفارض وجعفر بن محمد الرافعي وجعفر ابن محمد بن الهيثم والحسن بن علي بن بشار بن العلاف والحسن بن الحسين الصواف والحسن بن عبد الوهاب والحسن الحداد والخضر بن الهيثم السطوسي وسعيد بن عبد الرحيم أبو عثمان الضرير وصالح بن يعقوب وعباس بن محمد وعبد الرحمن بن عبدوس وعبد الله بن أحمد الفسطاطي وعبد الله بن أحمد البلخي وعبد الله بن أحمد بن حبيب النحوي وعبد الله ابن بكار وعثمان بن خرزاذ وعلي بن سليم الدوري وعلي بن محمد بن فارس بن عبديل وعلي بن الحسين الفارس وعمر ابن أحمد بن نصر الكاغذي وعمر بن محمد بن برزة الأصبهاني وعمر بن محمد الكاغذي والقاسم بن زكريا المطرز والقاسم بن عبد الوارث والقاسم بن محمد بن سنان فيما ذكره الرهاوي ومحمد ابنه نفسه ومحمد بن أحمد البرمكي ومحمد بن أحمد بن أبي واصل ومحمد بن حمدان التستري ومحمد بن حمدون القطيعي ومحمد بن فرح الغساني ومحمد بن محمد بن النفاخ أبو الحسن الباهلي ومحمد بن هارون المنقى ونوح بن منصور وهارون ابن علي المزوق ومحمد بن عبد الرزاق وأبو عبد الله الحداد قال أبو داود ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وقال أحمد ابن فرح المفسر سألت الدوري ما يقول في القرآن قال كلام الله غيرمخلوق ولد أيام المنصور سنة خمسين ومائة في الدور وهو موضع بقرب بغداد كما تقدم وتوفي في
(يُتْبَعُ)
(/)
شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح أيام المتوكل ويليه أخوه في الأخذ عن أبي عمرو وهو السوسي
السوسي
هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الجاورد بن مسرح الرستبي السويسي الرقي مقرىء ضابط محرر ثقة أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي وهو من أجل أصحابه
روى القراءة عن ابنه أبو المعصوم محمد وموسى بن جرير النحوي وأبو الحارث محمد بن أحمد
الطرسوسي الرقي وأحمد بن محمد الرافقي وأحمد بن حفص المصيص ومحمد بن سعيد الحراني وعلي بن محمد السعدي وأحمد بن يحيى الشمشاطي وعلي بن أحمد بن محمد الثقري ومحمد بن إسماعيل القرشي وعلي بن الحسين الرقي ومحمود بن محمد الأديب الأنطاكي وموسى ابن جمهور وأبو الحسن بن زرعه وإسماعيل ابن يعقوب وعلي بن موسى بن بزيغ وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ وجعفر بن سليمان المشحلائي وأبو عثمان النحوي والحسين بن علي الخياط ولم أجد من كتب عن مولده ولكن عرف مولده بتاريخ وفاته تقريبا فقيل أنه توفي أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب السبعين قال في النشر وفي النوير وقد قارب التسعين فرضي الله عنه ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه هو وأخواته من المقرئين أعلى الجنان والله أعلم
ابن عامر
هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصبي بضم الصاد وكسرها نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان بن عامر وهو هود عليه السلام وقيل يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح وفي يحصب الكسر والضم فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة فعلى هذا يجوز في اليحصبي الحركات الثلاث وقد اختلف في كنيته كثيرا والأشهر أنه أبو عمران إمام أهل الشام في القراءة والذي انتهت إليه مشيخة الأقراء بها كان إماما كبيرا وتابعيا جليلا أم المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده فكان يأتم به وهو أمير المؤمنين وجمع له بين الإمامة والقضاء ومشيخة الاقراء بدمشق ودمشق دار الخلافة ومحط رحال العلماء والتابعين فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول الذين هم أفاضل المسلمين قال الحافظ أبو عمرو أخذ القراءة عرضا عن أبي الدرداء وعن المغيرة بن أبي شهاب صاحب عثمان بن عفان وقيل عرض على عثمان نفسه قال ابن الجزري في الغاية وقد ورد في إسناده تسعة أقوال أصحها أنه قرأ على المغيرة الثاني أنه قرأ على أبي الدرداء وهو غير بعيد فقد أثبته الحافظ أبو عمرو الداني الثالث أنه قرأ على فضالة بن عبيد وهو جيد الرابع أنه سمع قراءة عثمان وهو محتمل الخامس أنه قرأ عليه بعض القرآن ويمكن السادس أنه قرأ على واثلة بن الأسقع ولا يمتنع السابع أنه قرأ على عثمان جميع القرآن وهو بعيد ولا يثبت الثامن أنه قرأ على معاوية ولا يصح التاسع أنه قرأ على معاذ وهو رواه وأما قول من قال أنه لا يدري على من قرأ فإن ذلك قول ساقط أقل من أنه ينتدب للرد عليه وقد استبعد أبو عبد الله الحافظ قراءته على أبي الدرداء ولا أعلم لاستبعاده وجها ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الداني وناهيك به وأما طعن ابن جرير فيه فهو مما عد من سقطات ابن جرير حتى قال السخاوي قال لي شيخنا أبو القاسم الشاطبي إياك وطعن الطبري على ابن عامر وأما قول أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك فلا يلتفت إليه وما نقل عن ابن مجاهد في ذلك فغير صحيح بل قول ابن مجاهد وعلى قراءته أهل الشام والجزيرة أعظم دليل على قوتها وكيف يسوغ أن يتصور قراءة لا أصل لها ويجمع الناس وأهل العلم من الصدر الأول وإلى آخر وقت على قبولها وتلاوتها والصلاة بها وتلقينها مع شدة مؤاخذتهم في السير ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقينا إلى قريب الخمسمائة وأول من لقن لأبي عمرو فيما قيل ابن طاووس هذا وقد كان في زمن عمر بن عبد العزيز الذي ما تسامح له في ضربه على عدم رفع يديه في الصلاة
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو علي الأهوازي كان عبد الله بن عامر إماما عالما ثقة فيما أتاه حافظا لما رواه متقنا لما وعاه عارفا فهما قيما فيما جاء به صادقا فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجلة الراوين لا يتهم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيبا في أمره مشهورا في علمه مرجوعا إلى فهمه لم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر ولي القضاء بدمشق بعد بلال بن أبي الدرداء قلت إنما تولى القضاء بعد أبي إدريس الخولاني وكان إمام الجامع بدمشق وهو الذي كان ناظرا على عمارته حتى فرغ قال يحيى بن الحارث وكان رئيس الجامع لا يرى فيه بدعة إلا غيرها
ولد ابن عامر ستة إحدى وعشرين هجرية وقال خالد بن يزيد سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول ولدت سنة ثمان من الهجرة في البقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين قال في الغاية وهذا أصح من الذي قبله لثبوته عنه نفسه وقد ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد
روى القراءة عنه عرضا يحيى بن الحارث الذماري وهو الذي خلفه في القيام بها وأخوه عبد الرحمن بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك توفي بدمشق يوم عاشورا سنة ثمان عشرة ومائة ورواته هشام وابن ذكوان
هشام
هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة أبو الوليد السلمي وقيل الظفري الدمشقي إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة وكان فصيحا علامة واسع الرواية
ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور قرأ على عراك المري وأيوب بن تميم على يحيى الزماري على عبد الله بن عامر بسنده عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم وعراك بن خالد وسويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم وصدقة بن خالد ومدرك بن أبي سعد وعمر بن عبد الواحد وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة والدراوردي ومسلم بن خالد الزنجي وخلق كثير وروى عن ابن لهيعة بالإجازة
روى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن أنس وإبراهيم بن دحيم وإسحاق ابن أبي حسان وإسماعيل بن الحويري وأبو محمد أحمد بن محمد البيساني وأحمد بن مامويه ومحمد بن محمد الباغندي وأحمد بن المعلى وإبراهيم ابن عباد وأحمد بن محمد البطر والعباس بن الفضل وأحمد بن النضر وإسحاق بن داود وأحمد ابن يحيى الجارود وعبد الله بن محمد الفرهاداني ومحمد بن محمد ليامي ومحمد بن إسحاق الصغاني وإبراهيم بن يوسف وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمر والحسن بن علي العمري وأبو عبد الله ابن الخصيب وهارون بن موسى الأخفش وعبد الصمد ابن عبد الله ابن عبد الصمد وجعفر بن محمد بن الهيثم فيما ذكره الأهوازي وفيه نظر بل لا يصح وروى عنه الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وهما من شيوخه والبخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم وحدث الترمذي عن رجل عنه وبقي بن مخلد وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي وخلق قال يحيى بن معين ثقة وقال النسائي لا بأس به وقال الدارقطني صدوق كبير المحل وكان فصيحا علامة واسع الرواية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة وقال محمد بن حريم سمعته يقول في خطبته قولوا الحق يريكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق وقال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقري لما توفي أيوب بن تميم رجعت الإمامة في القراءة إلى رجلين ابن ذكوان وهشام
(يُتْبَعُ)
(/)
قال وكان هشام مشهورا بالنقل والقصاصة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث وقال أبو زرعة من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال أحمد بن أبي الحواري إذا حدثت في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق أخبرني أحمد ابن إبراهيم المنبجي في آخرين أذنا أنبأنا محمد بن محمد بن نصر أنا جدي أبو القاسم الحافظ قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي عبد الله ابن محمد بن فرج الأندلسي يعني أبا عبد الله الحميدي قال أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن هشام بن عمار قال سألت الله عز وجل سبع حوائج فقضى ستا والواحدة ما أدري ما صنع فيها سألته أن يغفر لي ولوالدي وهي التي لا أدري وسألته أن يرزقني الحج ففعل وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم ففعل وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل مات رحمه الله سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين
ولد يوم عاشوراء سنة مائة وثلاث وسبعون
ابن ذكوان
هو عبد الله بن أحمد بن بشر ويقال بشير ابن ذكوان بن عمرو ابن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب ابن فهر بن مالك ابن النضر أبو عمرو وأبو محمد القرشي الفهري الدمشقي الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة الضابط المقري شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد
أيوب بن تميم
أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق قال أبو عمرو الحافظ وقرأ على الكسائي حين قدم الشام وروى الحروف سماعا عن إسحاق بن المسيبي عن نافع روى القراءة عنه ابنه أحمد وأحمد بن أنس وأحمد بن محمد بن مأمويه وأحمد ابن يوسف التغلبي وأحمد بن محمد ويقال محمد بن أحمد بن محمد البيساني وأحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء وإسحاق ابن داود وإسماعيل بن الحويرسي والحسين بن إسحاق وجعفر بن حمد ابن كرار وسهل بن عبد الله بن الفرخان الزاهد وأبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو الدمشقي المقري
توفي أيوب بن تميم فرجعت الإمامة في القراءة إلى رجلين ابن ذكوان وهشام قال وكان هشام مشهورا بالنقل والفصاحة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث
وتوفي ابن ذكوان يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه
عاصم
هو عاصم بن بهدلة أبي النجود بفتح النون وضم الجيم وقد غلط من ضم النون أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحناط بالمهملة والنون شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء السبعة ويقال أبو النجود اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك وبهدلة اسم أمه وقيل اسم أبي النجود عبد الله وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن
قال أبو بكر بن عياش لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول ما رأيت أحدا أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود وقال يحيى بن آدم حدثنا حسن بن صالح قال ما رأيت أحدا قط كان أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء وقال ابن عباس قال لي عاصم مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفا وقال حماد بن سلمة رأيت حبيب بن الشهيد يعقد الآن في الصلاة ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد ويصنع مثل صنيع ابن حبيب
وروى حماد بن سلمة وأبان العطار عن عاصم أن أبا وائل ما قدم عليه إلا قبل كفه وقال حفص كان عاصم إذا قرىء عليه أخرج يده فعد وكان من التابعين
روى عن أبي رمثة رفاعة يثربي التميمي والحارث بن حسان البكري وكانت لهما صحبة أما حديثه عن أبي رمثة فهو في مسند أحمد بن حنبل وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام
(يُتْبَعُ)
(/)
أخذ القراءة عرضا عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي عمرو الشيباني روى القراءة عنه أبان بن تغلب وأبان بن يزيد العطار وإسماعيل بن مجالد والحسن بن صالح وحفص بن سليمان والحكم بن طهير وحماد بن سلمة في قول وحماد بن يزيد وحماد بن أبي زياد وحماد بن عمرو وسليمان شعيب أبو بكر شعبة بن عياش وشيبان بن معاوية والضحاك ابن ميمونة وعصمة بن عروة وعمرو بن خالد والمفضل بن محمد والمفضل ابن صدقة فيما ذكره الأهوازي ومحمد بن رزيق ونعيم ابن ميسرة ونعيم بن يحيى وخلق لا يحصون وروى عنه حروفا من القرآن أبو عمرو ابن العلاء والخليل بن أحمد والحارث ابن نبهان وحمزة الزيات والحمادات والمغيرة الضبي ومحمد بن عبد الله العزرمي وهارون بن موسى قال أبو بكر ابن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر وقال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر بن حبيش عن ابن مسعود وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال رجل صالح خير ثقة فسألته أي القراءة أحب إليك قال قراءة أهل المدينة فإن لم تكن فقراءة عاصم قال في الغاية ووثقه أبو زرعة وجماعة
وقال أبو حاتم محله الصدق وحديثه مخرج في الكتب الستة وقال أبو بكر بن عياش كان الأعمش وعاصم وأبو حسين سواء كلهم لا يبصرون وجاء رجل يقول عاصما فوقع وقعة شديدة فما كرهه ولا قال له شيئا وقال أبو بكر بن عياش دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية يحققها حتى كأنه يصلي (^ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق) وفي رواية فهمز فعلمت أن القراءة منه سجية توفي آخر سنة سبع وعشرين ومائة وقيل سنة ثمان وعشرين ومائة فلعله في أولها بالكوفة
شعبة
شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر الحناط بالنون الأسدي النهشلي الكوفي الإمام العلم راوي عاصم اختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا أصحها شعبة وقيل غير ذلك
ولد سنة خمس وتسعين عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات وعلى عطاء بن سائب وأسلم المنقري وعرض عليه أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى وعبد الرحمن بن أبي حماد وعروة بن محمد الأسدي ويحيى ابن محمد العليمي وسهل بن شعيب قال الداني ولا يعلم أحد عرض عليه القرآن غير هؤلاء الخمسة وروى عنه الحروف سماعا من غير عرض إسحاق بن عيسى وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبير وبريد بن عبد الواحد وحسين بن عبد الرحمن وحسين بن علي الجعفي وحماد بن أبي زياد وطاهر بن أبي أحمد الزبيري وعبد الله بن عمرو بن أبي أمين وعبد المؤمن بن أبي حماد البصري وعبد الجبار بن محمد العطاري وعبد الحميد بن صالح وعبيد بن نعيم وعلي بن حمزة الكسائي والمعافى بن يزيد والمعلى بن منصور الرازي وميمون بن صالح الدارمي وهارون بن حاتم ويحيى بن آدم ويحيى بن سلمان الجعفي وخلاد بن خالد الصيرفي وعبد الله بن صالح وأحمد بن عبد الجبار والعطاردي وعمر دهرا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته
بسبع سنين وقيل بأكثر وكان إماما كبيرا عالما عاملا حجة من كبار أئمة السنة
قال أبو داود حدثنا حمزة بن سعيد المروزي وكان ثقة قال سألت أبا بكر بن عياش أوقد بلغك ما كان من أمر ابن عليه في القرآن قال ويلك من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه وروى يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله النخعي قال لم يفرش لأبي بكر بن عياش فراش خمسين سنة وكذا قال يحيى بن معين وقال أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن لأن الله تعالى يقول (^ للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)
فمن سماه الله صادقا فليس يكذب هم قالوا يا خليفة رسول الله ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك أنظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة
توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين ومائة رضي الله عنه
حفص
(يُتْبَعُ)
(/)
هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ويعرف بحفيص أخذ القراءة عرضا وتلقينا عن عاصم وكان ربيبه ابن زوجته
ولد سنة تسعين قال الداني وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ونزل بغداد فأقرأ بها وجاور بمكة فأقرأ بها أيضا وقال يحيى ابن معين الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان وقال أبو هشام الرفاعي كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم وقال الذهبي أما القراءة فثقة ثبت ضابط لها بخلاف حاله في الحديث قال ابن المنادي قرأ على عاصم مرارا وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم وأقرأ الناس دهرا وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد روي عن حفص أنه قال قلت لعاصم أبو بكر شعبة يخالفني في القراءة فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب وأقرأته بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال ابن مجاهد بينه وبين أبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفا في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا في حرف الروم (^ الله الذي خلقكم من ضعف) قرأه بالضم وقرأه عاصم بالفتح
وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أناس كثيرين منهم حسين بن محمد المروزي وحمزة بن القاسم الأحول وسليمان بن داود الزهراني وحمدان ابن أبي عثمان الدقاق والعباس بن الفضل الصفار وعبد الرحمن بن محمد ابن واقد ومحمد بن الفضل زرقان وخلف الحداد وعمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح وهبيرة بن محمد التمار وأبو شعيب القواس والفضل بن يحيى بن شاهي بن فراس الأنباري وحسين بن علي الجعفي وأحمد بن جبير الأنطاكي وسليمان الفقيمي توفي سنة ثمانين ومائة على الصحيح
حمزة
هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الجد أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميم العرب الزيات أحد القراء السبعة
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسنة فيحتمل أن يكون رأي بعضهم أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي سليم وجعفر بن محمد الصادق وقيل بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة
مزاياه قال رأيت في منامي كأني عرضت على الله فقال يا حمزة اقرأ ما علمتك فوثبت قائما فقال لي اجلس فإني أحب أهل القرآن فقرأت حتى بلغت سورة طه فقلت وأنا اخترتك فقال بين فلبيت فقرأت رحتى بلغت سورة يس فأردت أن أقول تنزيل العزيز الرحيم فقال تنزيل العزيز كذا قرأته حملة العرش وكذا يقرأ المقربون ثم رعا بسوار من ذهب فسورني به فقال هذا بقراءتك القرآن ثم دعا بمنطقة فمنطقني بها فقال هذا بصومك ثم توجني بتاج فقال هذا بإقرائك الناس القرآن يا حمزة لا تدع تنزيل العزيز فإني أنزلته إنزالا وإليه أشار الشاطبي بقوله بما أزكاه وكان لا يأخذ أجرا على القرآن لأنه تمذهب بحديث التغليظ في أخذ الأجرة عليه حمل إليه رجل من مشاهير الكوفة كان قد ختم عليه القرآن جملة دراهم فردها عليه وقال أنا لا آخذ أجرا على القرآن أرجو بذلك الفردوس
وعرض عليه تلميذ له ماء في يوم حر فأبى وإليهما أشار الشاطبي بقوله من متورع بمتورع وقال عنه الأعمش هذا حبر القرآن وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وإليه أشار بالإمام وكان يتكلف الوحل بالشتاء والشمس بالصيف وإليه أشار بصبور وهو فيه أصحاب الترتيل وقيل ما رؤي قط إلا وهو يقرأ وقيل كان يختم كل شهر خمسا أو تسعا وعشرين ختمة وإليه أشار بمرتل وكان يصلي بعد الإقراء أربع ركعات ويصلي الظهر والعصر بين المغرب والعشاء ويقوم أكثر الليل قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق على أبيه أبي جعفر محمد الباقر على أبيه أبي الحسين علي زين العابدين على أبيه أبي عبد الله الحسين
(يُتْبَعُ)
(/)
على أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش وعلى يحيى ابن وثاب الأسدي على أبي شبل علقمة النخعي على عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي على المنهال بن عمر على سعيد بن جبير على عبد الله بن عباس على أبي بن كعب وعلى حمران بن أعين على أبي الأسود على عثمان وعلي رضي الله
عنهما انتهى
قرأ عليه أي روى القراءة عنه إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن إسحاق ابن راشد وإبراهيم بن طعمة وإبراهيم بن علي الأزرق وإسحاق بن يوسف الأزرق وإسرائيل بن يونس السبيعي وأشعث بن عطاف وبكر بن عبد الرحمن وجعفر بن محمد الخشكني وحجاج بن محمد والحسن بن بنت الشمالي والحسن بن عيسى وحمزة بن القاسم الأحول وخالد بن يزيد الطبيب وخلاد بن خالد الأحول وربيع بن زياد وسعيد بن أبي الجهم ومسلم الأبرش المجدر وأبو الأحوص سلام بن سليم وسليمان بن أيوب وسليمان بن يحيى الضبي وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه وسليم بن منصور وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله وشعيب بن حرب وزكريا بن يحيى ابن اليماني وصباح بن دينار وعائد بن أبي عائد أبو بشر الكوفي وعبد الرحمن ابن أبي حماد وعبد الرحمن بن قلوقا وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي وعبيد الله بن موسى وعلي بن حمزة الكسائي أجل أصحابه وعلي بن صالح بن حيي وأبو عثمان عمرو بن ميمون القناد وغالب بن فائد ومحمد بن حفص الحنفي ومحمد بن زكريا ومحمد بن عبد الرحمن النحوي ومحمد بن أبي عبد الهذلي ومحمد بن عيسى الراشي بن فضيل بن غزوان ومحمد بن الهيثم النخعي ومحمد بن واصل المؤدب ومندل بن علي ومنذر بن الصباح ونعيم بن يحيى السعيدي ويحيى بن زياد الفراء ويحيى بن علي الخزاز ويحيى بن المبارك اليزيدي ويوسف ابن إسباط ومحمد بن مسلم العجلي كما ذكر أبو الحسن الخياط وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة مثبتا رضيا قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله عديم النظير وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة قال عبد الله العجلي قال أبو حنيفة لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وقال أيضا عنه ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر وقال عبيد الله بن موسى كان حمزة يقرىء القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل يقول هذا جد القرآن
وروي عنه أنه كان يقول لمن يفرط في المد والهمزة لا تفعل أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجعودة فهو قطط وما كان فوق القراءة فليس بقراءة قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة
توفي سنة ست وخمسين ومائة على الصواب والله أعلم
خلف
هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب أبو محمد الأسدي ويقال خلف بن هشام وابن أبي طالب بن غراب الإمام العلم أبو محمد البزار بالراء البغدادي أحد القراء العشرة الرواة عن سليم عن حمزة
ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة وكان ثقة كبيرا زاهدا عابدا عالما روي عنه أنه قال أشكل علي باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته وروي عنه أيضا أنه كان يكره أن يقال له البزار ويقول قدمت الكوفة فصرت إلى سليم فقال ما أقدمت قلت أقرأ على أبي بكر بن عياش فدعا ابنه وكتب معه ورقة إلى أبي بكر لم أدر ما كتب فيها فأتيناه فقرأ الورقة وصعد في النظر ثم قال أنت خلف قلت نعم أنت الذي لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك مسكت فقال لي اقعد هات أقرأ قلت عليك قال نعم قلت لا والله لا أقرأ على من يستصغر رجلا من حملة القرآن ثم خرجت فوجه إلى سليم فسأله أن يردني فأبيت ثم مذمت واحتجت فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم هذا وقد أخذ القرآن عرضا عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ويعقوب بن خليفة الأعشى وأبي زيد سعيد بن أوس عن المفضل الضبي وروى الحروف عن إسحاق
(يُتْبَعُ)
(/)
المسيبي وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم وعبيد بن عقيل وروى رواية قتيبة عنه فيما ثبت عندنا من طريق ابن شنبوذ والمطوعي أداء وسماعا وسمع من الكسائي الحروف ولم يقرأ عليه القرآن قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف أنه قرأ على الكسائي والمشهود عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلا وهو صحيح والله أعلم روى عنه قراءة الأعمش عن زائدة ابن قدامة وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن إبراهيم ورافة وأخوه إسحاق بن إبراهيم وإبراهيم بن علي القصار وأحمد بني زيد الحلواني وإدريس بن عبد الكريم الحداد وأحمد بن زهير وأحمد بن محمد البراثي وسلمة بن عاصم وعبد الله بن عاصم شيخ الغضايري وعلي بن الحسين بن سلم ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبود ومحمد بن الجهم ومحمد بن مخلد الأنصاري ومحمد بن عيسى والفضل بن أحمد الزبيدي وعلي بن محمد بن نازك وإبراهيم بن إسحاق ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن سعيد الضرير وأبو بكر أسد المؤدب وعبيد بن عقيل وعبد الوهاب بن عطاء وموسى بن عيسى وأبو الوليد بن عبد الملك بن القاسم وعمر بن فايد فيما ذكره الهذلي قال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفا في اختياره وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة الكوفيين بل ولا عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في حرف واحد وهو قوله تعالى (^ وحرام على قرية) بالأنبياء فقرها خلف كحفص
مات رحمه الله في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد وهو مختف من الجهمية في بغداد
خلاد
هو خلاد بن خالد أبو عيسى وقيل أبو عبد الله الشيباني مولاهم الصيرفي الكوفي إمام في القراء ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن
ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة أو ثلاثين ومائة أيام هشام أو مروان
أخذ القراءة عرضا عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم وروى القراءة عن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر نفسه عن عاصم وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي
وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحواني وإبراهيم بن علي القصار وإبراهيم بن نصر الرازي وحمدون بن منصور وسليمان بن عبد الرحمن الطلحي وعلي بن حسين الطبري وعلي بن محمد بن الفضل وعنبسة بن النضر الأرحمي والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ومحمد بن الفضل ومحمد بن سعيد البزازي ومحمد بن موسى بن أمية ومحمد بن شاذان الجوهري وهو من أضبطهم ومحمد بن عيسى الأصبهاني ومحمد بن يحيى الخنيس ومحمد بن الهيثم قاضي بكر أو هو من أجل أصحابه
توفي سنة عشرين ومائتين
الكسائي
واسمه علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم وهو من أولاد الفرس من سواد العراق كذا قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني وكنيته أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات قال الجعبري قيل له لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان لي حداثة سنة ببيع الكساء وقيل لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة فكان حمزة يقول أعرضوا على صاحب الكساء أي أعرضوا هذا الرأي قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب
مؤلفاته: ألف الإمام الكسائي في شتى العلوم فألف كتاب معاني القرآن وكتاب القراءات وكتاب العدد وكتاب النوادر الكبير وكتاب النوادر الأوسط وكتاب النوادر الأصغر وكتابا في النحو وكتاب العدد واختلافهم فيه وكتاب الهجاء وكتاب مقطوع القرآن وموصوله وكتاب المصادر الحروف وكتاب الهاءات وكتاب أشعاره أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن محمد بن أبي ليلى وعيسى بن عمر الهمداني وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهزلي بل ولا رآه وعن عبد الرحمن بن أبي حماد وعن أبي حيوة شريع بن يزيد في قول وقيل بل شريح أخذ عنه وعن المفضل بن محمد الضبي وعن زائدة ابن قداحة عن الأعمش ومحمد بن الحسن أبي سارة وقتيبة بن مهران ورحل إلى البصرة فأخذ اللغة عن الخليل
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذ القراءة عنه عرضا وسماعا إبراهيم بن زازان وإبراهيم بن الحريشي وأحمد بن جبير وأحمد بن أبي سريع وأحمد بن أبي زهل وأحمد بن منصور البغدادي وأحمد بن واصل وإسماعيل بن مدان وحفص بن عمر الدوري وحمدويه بن ميمون وحميد بن ربيع الخزار وزكريا بن وردان وسريع بن يونس وسورة بن المبارك وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل وعبد الرحمن بن واقد وعبد الرحيم بن حبيب وعبد القدوس بن عبد المجيد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وعبيد الله بن موسى وعدي بن زيادة وعلي بن عاصم وعمر بن حفص المسجدي وعيسى بن سليمان والفضل بن إبراهيم وفورك بن شبوبه وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والليث بن خالد ومحمد بن سفيان ومحمد بن سنان ومحمد بن واصل والمطلب بن عبد الرحمن والمغيرة بن شعيب وأبو نوبة ميمون بن حفص ونصير بن يوسف وأبو إناس هارون بن سورة بن المبارك وهارون بن عيسى وهارون بن يزيد وهاشم بن عبد العزيز ويحيى بن آدم ويحيى بن زياد الخوارزمي
فهؤلاء المكثرون عنه وأما المقلون فهم إسحاق بن إسرائيل وحاجب بن الوليد وحجاج بن يوسف بن قتيبة وخلف بن هشام البزار وزكريا بن يحيى الأنماطي وأبو حيوة شريع بن يزيد وصالح الناقط وعبد الواحد بن ميسرة القرشي وعلي بن خشنام وعمر بن نعيم بن ميسرة وعروة بن محمد الأسدي وعون بن الحكم ومحمد بن زريق ومحمد بن سعدان ومحمد بن عبد الله الحفرمي ومحمد بن عمر الرومي ومحمد بن المغيرة ومحمد بن يزيد الرفاعي ويحيى بن زياد الفراء ويعقوب الدورقي ويعقوب الحضرمي روى عنه الحروف وقال الحافظ أبو عمرو الداني أن عبد الله بن ذكوان سمع الحروف من الكسائي حين قدم دمشق وقال قال النقاشي قال ابن ذكوان أقمت على الكسائي أربعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة قال أبو عبد الله الذهبي لم يتابع النقاش أحد على هذا والنقاش يأتي بالعجائب دائما وأما الحافظ ابن عسكري فلم يذكر شيئا من ذلك ولا ذكر الكسائي في تاريخ دمشق أصلا قال في غاية النهاية أخبرني الحسن بن هلال بقراءاتي عليه أخبركم أبو الحسن علي بن أحمد عن عبد الوهاب بن سكينة وسفيان بن مندة قالا أخبرنا الحسن بن أحمد الحافظ أنبأنا محمد بن الحسين الشيباني أنبأنا محمد بن علي الخياط أنبأنا السوسنجرري أنبأنا عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم أجازة حدثنا أبو غانم عمر بن سهل بن الحسين بن علي النحوي حدثنا شاهين عن الدنداني عن نصير قال دخلت على الكسائي في مرضه الذي مات فيه فأنشأ يقول
(قدر أحلك زا النخيل وقد رأى % وأبي ومالك زو النخيل بدار)
(إلا كداركم بذي بقر اللوى % هيهات داركم من المزوار)
قال نصير فقلت كلا ويمتع الله الجميع بك قال أني قلت ذلك أني كنت أقرىء الناس في مسجد دمشق فأفضيت في المحراب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم داخلا من باب المسجد
فقام إليه رجل فقال بحرف من تقرأ فأومأ إلي قلت فهذا تصريح منه بدخوله دمشق وأقرائه بمسجدها ولو اطلع أبو القاسم بن عساكر الحافظ على هذا لذكره فيمن دخل دمشق فإنه ذكر غيره بأخبار واهية ولا يمنع دخول الكسائي دمشق فإنه كان أولا يطوف البلاد كما ذكر غير واحد وإنما أقام ببغداد في آخر وقت وقد ذكر هذه الحكاية أيضا أبو الحسن طاهر بن غلبون في كتابه التذكرة وروى عنه من الأئمة غير من تقدم الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ما رأيت بعني هاتين أصدق لهم من الكسائي
قال الشافعي رحمه الله من أراد أن يتجر في النحو فهو عيال على الكسائي وقال الفضل بن شاذان لما عرض الكسائي على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة وقال أبو عبيد في كتاب القراءات كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضا وكان من أهل القراءة وهي كانت علمه وصناعته ولم يجالس أحدا كان أضبط ولا أقوم بها منه وقال ابن مجاهد فاختار من قراءة حمزة وقراءة غيره قراءة متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره وكان يأخذ الناس عند ألفاظه بقراءته عليهم وقال أبو بكر الأنباري اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون
(يُتْبَعُ)
(/)
ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادىء
قال ابن الجزري أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي قراءة عليه عن أبي الفتح يوسف بن يعقوب الشيباني أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي أنبأنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ قال أخبرني العتيقي وهو أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا محمد ابن العباس حدثنا جعفر بن محمد الصندلي أنبأنا أبو بكر بن حماد عن خلف قال كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منير فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع يختم ختمتين في شعبان وكنت أجلس أسفل المنبر فقرأ يوما في سورة الكهف (^ أنا أكثر منك) فنصب أكثر فعلمت أنه قد وقع فيه فلما فرغ أقبل الناس عليه يسألون عن العلة في أكثر لم نصبه فثرت في وجوههم أنه أراد في فتحه أقل يعني آية (^ إن ترن أنا أقل منك مالا) فقال الكسائي أكثر بالرفع فمحوه من كتبهم ثم قال لي يا خلف يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن قال قلت لا أما إذ لم تسلم أنت فليس يسلم منه أحد بعدك قرأت القرآن صغيرا وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو وقال حثني أبي عن بعض أصحابه قال قيل لأبي عمر الدوري لم صعبتم الكسائي على الدعابة التي كانت فيه قال لصدق لسانه وقال خلف بن هشام البزار عملت وليمة فدعوت الكسائي واليزيدي فقال اليزيدي للكسائي يا أبا الحسن أمور بلغتنا عنك فننكر بعضها فقال الكسائي أو مثلك يخاطب بهذا وهل مع العالم من العربية الأفضل بصاقي هذا ثم بصق فسكت اليزيدي أخبرني أبو حفص عمر بن الحسن وغيره أذنا عن يوسف بن المجاور أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ أنبأنا أبو الحسن الحمامي قال سمعت عمر بن محمد الإسكاف سمعت عمي يقول سمعت ابن الدورقي يقول اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي فارتج عليه قراءة (^ قل يا أيها الكافرون) فقال اليزيدي قراءة قل يا أيها الكافرون ترتج على قارىء الكوفة قال فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد فلما سلم قال
(احفظ لسانك لا تقول فتبتلى % أن البلاء موكل بالنطق)
وانتهت إليه طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة وقال نصر كان الكسائي إذا قرأ أو تكلم كأن ملكا ينطق على فيه ورؤى في المنام فقيل ما فعل الله بك قال غفر لي بالقران قرأ على حمزة ثلاث أو أربع مرات وعلى عيسى بن عمر عن طلحة بن مصرف على إبراهيم النخعي على علقم بن قيس على ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وقد عاش رحمه الله سبعين سنة
اختلف في تاريخ موته فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاظ سنة تسع وثمانين ومائة صحبه هارون الرشيد وبقرية رنبويه من عمل الري متوجهين إلى خراسان
ومات معه بالمكان المذكور محمد بن محمد بن الحسن القاضي صاحب أبي حنيفة فقال الرشيد دفنا الفقه والنحو بالري وقيل سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين وقيل سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين وقيل سنة ثلاث وتسعين قال الحافظ أبو العلا الهمذاني وبلغني أن الكسائي عاش سبعين سنة ورثاه أبو محمد اليزيدي مع محمد بن الحسن فقال
(تصرمت الدنيا فليس بها خلود % وما قد نرى من بهجة ستبيد)
(لكل امرىء كأس من الموت مترع % وما أن لنا إلا عليه ورود)
(ألم تر شيبا شاملا ينذر البلى % وأن الشباب الغض ليس يعود)
(سنفنى بما أفنى القرون التي خلت % فكن مستعدا فالفناء عتيد)
(أمسيت على قاضي القضاة محمد % وفاضت عيوني والعيون جمود)
(وقلت إذا ما الخطب أشكل من لنا % بإيضاحه يوما وأنت فقيد)
(وأقلقني موت الكسائي بعده % وكادت بي الأرض الفضاء تميد)
(وأذهلني عن كل عيش ولذة % وأرق عيني والعيون هجود)
(هما عالمان أوديا وتصرما % فما لهما في العالمين نديد)
(فحزني متى يخطر على القلب خطر % بذكرهما حتى الممات جديد)
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرني بذلك عمر بن الحسن بن فريد قراءة مني عليه عن علي بن أحمد بن عبد الواحد أخبرنا شيخ الشيوخ عبد الوهاب بن علي في كتابه من بغداد أخبرنا أبو الكارم المبارك ابن الحسن أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر السمرقندي أنبأنا أبو علي الحسن بن إبراهيم حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي حدثنا أبو بكر أحمد بن حسن بن بشار حدثنا أبو عمر حفص بن عمر الدوري قال خرج الرشيد بالكسائي وبمحمد بن الحسن حين خرج إلى طوس فماتا في سنة تسع وثمانين ومائة فقال أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي
يرثيهما وذكر الأبيات المتقدمة
أبو الحارث
هو الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي ثقة معروف حاذق ضابط للقراءة محقق لها قال أبو عمرو الداني كان من جلة أصحاب الكسائي
عرض على الكسائي وهو من جلة أصحابه وروى الحروف عن حمزة بن القسم الأصول وعن اليزيدي
روى القراءة عنه عرضا وسماعا سلمة بن عاصم صاحب الفراء ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير والفضل بن شاذان ويعقوب بن أحمد التركماني وقد غلط الشذائي في نسبه فقال الليث بن خالد المروزي وكذا الأهوازي فقال المروزي الحاجب وزاك رجل آخر قديم محدث من أصحاب مالك يكن أبا بكر توفي سنة مائتين أو نحوها ويقال له البلخي أيضا وهذا مات سنة أربعين ومائتين
وقد تقدم الكلام على أبي عمر الدوري في باب ترجمة أبي عمرو ابن العلاء البصري لأنه روى عنه وعن الكسائي فاكتفينا بذكره هناك عن ذكره هنا ابن هرمز الأعرج وسمع في الحديث عن عمر بن الخطاب ومروان بن الحكم وقال أبو عبد الرحمن النسائي يزيد بن القعقاع ثقة
وقال الإمام مالك بن أنس كان أبو جعفر القارىء رجلا صالحا يفتي الناس بالمدينة وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي على عبادة الله تعالى وروى عنه أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه وقرأ بقراءته قبله وبعده
وقال سليمان بن مسلم شهد أبا جعفر وقد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم فقال شيبة وكان ختنه على ابنة أبي جعفر ألا أريكم حجبا قالوا بلى فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه هذا والله نور القرآن وقال الإمام نافع لما غسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن ورآه سليمان العمري في المنام على الكعبة فقال له أقرىء إخواني السلام وأخبرهم أن الله عز وجل جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين ورآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له بشر أصحابي وكل من قرأ بقرأتي أن الله قد غفر لهم وأجاب فيهم دعوتي ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا وقد روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وعيسى بن وردان وسليمان بن محمد ابن مسلم بن جماز وعبد الرحمن زيد بن أسلم وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم وقال الذهبي فأما قراءة أبي جعفر فدارت على أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون عن عيسى بن وردان عن أبي جعفر وقرأها الزبير بن محمد العمري عن قراءته على قالون بإسناده وأقرأها سليمان بن داود الهاشمي عن سليمان بن يسلم عن ابن حجاز عن أبي جعفر قال ابن الجزري وقد أسند الأستاذ أبو عبد الله القصاع قراءة أبي جعفر من رواية نافع عنه في كتابه المغنى وروينا قراءته عنه في كتاب الكامل لأبي القاسم الهذلي وكذلك أقرأ بها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران وقرأ بها على إسماعيل بن جعفر وصحت عندنا من طريقه والعجب ممن يطعن في هذه القراءة أو يجعلها في الشواذ وهي لم يكن بينها وبين غيرها من السبع فرق كما بيناه في كتابنا المنجد وقال سبط الخياط وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك أروض به نفسي على عبادة الله تعالى فرحمة على أبي جعفر وعلى أئمة القرآن أجمعين مات أبو جعفر بالمدينة سنة ثلاثين ومائة على الأصح والله أعلم
وأشهر رواته اثنان عيسى بن وردان وسليمان بن جماز وإليك ترجمة كل منهما
الدوري
(يُتْبَعُ)
(/)
هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدس بن صهبان ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور موضع ببغداد بالعراق ومحله بالجانب الشرقي ولد بها فهو الدور الأزدي البغدادي النحوي الضرير نزيل سامرا أمام القراءة في عصره وشيخ القراءة بالناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات قال رحل الدوري في طلب القراءات وقرأ بسائر الحروف السبعة
وتعلم الشواذ وسمع من ذلك شيئا كثيرا قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع وقرأ أيضا عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبي جعفر وسليم عن حمزة ومحمد بن سعدان عن حمزة وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم وحمزة بن القاسم عن أصحابه ويحيى بن المبارك اليزيدي وشجاع بن أبي نصر البلخي وقول الهزلي أنه قرأ على أبي بكر نفسه وهم بل على الكسائي عنه وقرأ عليه
وروى القراءة عنه أحمد بن حرب شيخ المطوعي وأحمد بن فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور وأحمد بن محمد بن حماد بن ماهان فيما ذكره أبو علي الرهاوي وأحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن مسعود السراج وإسحاق بن إبراهيم العسكري وإسماعيل بن أحمد وإسماعيل ابن يونس بن ياسين وبكر بن أحمد السراويلي وجعفر بن عبد الله بن الصباح وجعفر ابن أسد وجعفر بن محمد بن عبد الله الفارض وجعفر بن محمد الرافعي وجعفر ابن محمد بن الهيثم والحسن بن علي بن بشار بن العلاف والحسن بن الحسين الصواف والحسن بن عبد الوهاب والحسن الحداد والخضر بن الهيثم السطوسي وسعيد بن عبد الرحيم أبو عثمان الضرير وصالح بن يعقوب وعباس بن محمد وعبد الرحمن بن عبدوس وعبد الله بن أحمد الفسطاطي وعبد الله بن أحمد البلخي وعبد الله بن أحمد بن حبيب النحوي وعبد الله ابن بكار وعثمان بن خرزاذ وعلي بن سليم الدوري وعلي بن محمد بن فارس بن عبديل وعلي بن الحسين الفارس وعمر ابن أحمد بن نصر الكاغذي وعمر بن محمد بن برزة الأصبهاني وعمر بن محمد الكاغذي والقاسم بن زكريا المطرز والقاسم بن عبد الوارث والقاسم بن محمد بن سنان فيما ذكره الرهاوي ومحمد ابنه نفسه ومحمد بن أحمد البرمكي ومحمد بن أحمد بن أبي واصل ومحمد بن حمدان التستري ومحمد بن حمدون القطيعي ومحمد بن فرح الغساني ومحمد بن محمد بن النفاخ أبو الحسن الباهلي ومحمد بن هارون المنقى ونوح بن منصور وهارون ابن علي المزوق ومحمد بن عبد الرزاق وأبو عبد الله الحداد قال أبو داود ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وقال أحمد ابن فرح المفسر سألت الدوري ما يقول في القرآن قال كلام الله غيرمخلوق ولد أيام المنصور سنة خمسين ومائة في الدور وهو موضع بقرب بغداد كما تقدم وتوفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح أيام المتوكل ويليه أخوه في الأخذ عن أبي عمرو وهو السوسي
ـ[أبو الزبير المكي]ــــــــ[20 Sep 2007, 04:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الماتع(/)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف عليه السلام 11)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[23 Sep 2004, 06:56 ص]ـ
11
ب-القدوة
لقدكان لهذه التربية القرآنية صور هاالتي كادت أن تكون مطابقة لما كان؛ فهذاعبدالله بن حذافةالسهمي تعرض لما تعرض له يوسف فاستعصم. وأبو مسلم الخولا ني رمي في النار وكانت له برداً وسلاما فأشبه الأول يوسف عليه السلام وأشبه الثاني إبراهيم عليه السلام بوجه وذلك من فضل الله تعالى ثم بفضل التربية القرآنية المحمدية في مردودها الإعلامي المبارك بل إن مردود التلاوة ومردود معاملة النبي صلى الله عليه وسلم كانت تؤثر على الكفار المناوئين عندما يسمعون أويشاهدون؛ فهذا عروة ابن مسعود الثقفي الذي جاء يفاوض النبي صلى الله عليه وسلم من قبل قريش يوم الحديبية وكان زعيما وقائدمن قادة الراي العام البارزين وقداستخدم في هذه المفاوضات الحرب النفسية لتفتيت عضد المسلمين بتضخيم جيش المشركين والتوهين من قدرة المشركين على المواجهة، ومع هذا فقد رجع من عند النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم معظما له متأثرا بالخطاب الإعلامي الذي ووجه به {أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)} ([2])
ويكاد الصحابة أجمعهم أن يكونوا نماذج للإنسان الذي ركز عليه الوحي بقسميه، وكذلك التابعون بوجه عام ومن تبعهم وإلى أن تقوم الساعة وما يزال لله قائم بالحق يكون حجة على الآخرين وكان لخطابه الإعلامي أبلغ الأثر في شهداء الله في أرضه على عباده " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) [3].
لقد واجه النبي صلى الله تعالى وسلم في من يدعوهم ما واجهه يوسف عليه السلام؛ فراغا روحيا وضياعا دينيا فلم يفت ذلك في عضده، بل كانا جهيرا الصوت يدعوإلى الله تعالى حتى أتاه اليقين ...
--------------------------------------------------------------------------------
[1]
[2]- سورة العد
[3]- سورة الرعد(/)
سؤال في قراءة عاصم!.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[23 Sep 2004, 06:58 م]ـ
من لنا بطرق رواية حفص؟.
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[26 Sep 2004, 01:44 م]ـ
http://www.tadjweed.com/manthooma.htm
http://www.quraat.com/book.asp
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[26 Sep 2004, 11:39 م]ـ
لم تظهرالروابط؟؟
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[27 Sep 2004, 03:06 م]ـ
أعتذر أخي في الله حاولت مرة أخرى ولم يظهر الرابط
ـ[أبو الجود]ــــــــ[13 Oct 2004, 10:30 م]ـ
طرق قراءة عاصم:
الإمام عاصم له راويان:
أولا: شُعبَةَ: فَمِن طَرِيقَي يَحيَى بنَ آدَمِ , وَ العُلَيمِي عَنهُ.
فَابنُ آدَمُ: مِن طَرِيقَي شُعَيبٍ وَ أَبِي حَمدُونٍ عَنهُ فَعَنهُ.
و العُلَيمِي: مِن طَرِيقَي ابنِ خُلَيعٍ وَ الرَّزَّازِ كِلاهُمَا عن أَبِي بَكر الوَاسِطِي أَبِي بَكرٍ عَنهُ فَعَنهُ.
ثانيا: حَفصٌ:
فَمِن طَرِيقَي عُبَيدِ بنِ الصَّبَاحِ , وَ عَمرُو بنِ الصَّبَاحِ عَنهُ.
فَعُبَيدٌ , مِن طَرِيقَي: أَبِي الحَسَنِ الهَاشِمِي وَ أَبِي طَاهِرٍ ابنِ أَبِي هَاشِمٍ عَن الأَشنَانِي عَنهُ فَعَنهُ.
وَ عَمرُو مِن طَرِيقَي: الفِيلِ وَ زَرْعَانٍ عَنهُ فَعَنهُ.
و إن أردت تفصيل أكثر فلك ذلك إن شاء الله
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[16 Oct 2004, 11:21 م]ـ
أخي ابو الجود ...
جزاك الله خيرا ..
حاولت أكثر من مرة أن اشترك في "ملتقى أهل القرآن" ... فلم أفلح, ولم يصلني التفعيل ...
فبم تشير علي؟؟.
ثم, إننا نسمع قراءات للشيخ المنشاوي للحمزة, يسكت فيها عند كلمة "وجيء يومئذ بجهنم" ... فيسكت عند آخر وجيء ....
وما نعلمه أن حمزة يسكت على الساكن قبل الهمز؟؟
ونقرأ أن حفصا يسكت بخلفه كست حمزة ... فكيف؟؟
فهلا أفدتمونا, بيض الله وجوهكم ..
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[17 Oct 2004, 08:21 ص]ـ
قراءة المنشاوي لقراءة حمزة بالسكت فهذه من طرق الطيبة.(/)
أخوكم هشيم الواسطي يسأل عن أحسن طبعات تفسير ابن ابي حاتم
ـ[هشيم الواسطي]ــــــــ[23 Sep 2004, 07:33 م]ـ
السلام عليكم
الاخوة الاكارم في هذا الملتقى المبارك أرجو أفادتي عن أحسن طبعات تفسير ابن ابي حاتم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Sep 2004, 09:25 م]ـ
حقق الكتاب في قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى في عدد كثير من الرسائل العلمية,
وخرج مطبوعاً في (14) مجلداً, عن مكتبة مصطفى الباز, بمكة المكرمة,
بتحقيق أحد منسوبي مكتبة الجامعة العامة!! ,
والموجود منه إلى سورة العنكبوت, والباقي مجموع من الدر المنثور للسيوطي, وقليل من غيره,
والأربعة الأجزاء الأخيرة فهارس زائدة.
ولا أعرف له طبعة أخرى, وأخبرني أحد من باشر تحقيقه في رسالته للدكتوراه أنه في مراحله الطباعية الأخيرة من دار ابن الجوزي في الدمام, وكان هذا قبل سنة أو أكثر, فالله أعلم.(/)
التقصير فى الدعوة
ـ[الجندى]ــــــــ[23 Sep 2004, 08:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قضية الدعوة إلى الله تعالى والرد على الشبهات لا تزال الجهود المبذولة فيها مبعثرة يقوم بها افراد محتسبون لوجه الله تعالى، يتحرك كل منهم بحسب اهتماماته وطاقته ومستواه ومداركه العقلية، ولا نكاد نجد اطار عام منظم يتحرك فيه طلبة العلم والدعاة والعلماء، او على اقل تقدير ان يوجد خطوط عريضة، تستطيع ان توجه المسلمين الى الاهتمام بالامور بحسب اهميتها، فيعطى كل ذى حق حقه ولا يظلم شىء على حساب شىء اخر.
ونجد بعض الاخوة يدورون حول بعض القضايا التى تشغلهم دون ان يفكرو: هل اهتمامهم بهذه الامور صحيحة ام انه يجب ان يصرف الاهتمام الى ما هو اجدى و اهم؟؟
ولقد بُلينا بطائفة من المسلمين بل واحيانا من الدعاة الى الله تعالى الذين هم على الافتراض من خيار المسلمين، همهم تحول الى العناية بفروع المسائل و جزيئاتها، فاسهروا ليلهم و اضنوا نهارهم فى قتل هذه المسائل والجدال حولها، حتى لكانها الدين كله او انها من اهم مسائل الدين، وتم اهمال الرد على الشبهات المثارة على الاسلام على الرغم من اهميتها الشديدة لما تؤدى فى حال اهمالها الى فتن شديدة تحيط ضعاف المسلمين.
وايهما اهم واجل، التناظر والتشاور فى التسبيح باليد اليمنى ام اليسرى ام تثبيت الاخوة والرد على شبهات المتحذلقين؟ قال الله تعالى "الفتنة اشد من القتل" والفتنة هذه الايام على اشدها فهل من داحر لها؟
وانا لا ادعو لترك الجزيئيات - لا - فهذا كله فى حقيقة الأمر دين الكبير والصغير والأصل و الفرع و الجزء فكل ما يتعلق بقضية الإسلام فهو دين، ولكن ليكن عندنا تقدير للامور فننسق بين هذا وذاك حتى تتساوى الكفة ولا تميل واحدة على حساب الاخرى فيحدث عدم توازن.
ورايى هذا ليس بدعاً من القول وبالنظر الى ائمتنا السابقين مثال ابن تيمية وابن القيم وغيرهم تجدهم وفقوا بين الامرين بشكل مدهش وخرج من تحت أيديهم روائع المؤلفات فى مختلف علوم الدين سواء اصول او فروع او حتى رد على شبهات.
و ليس صحيحا عندما ندعو الاخوة للرد على الشبهات نجد من يقول: يا أخى هذه قصور وتوافه ولو رددنا لاعطيناهم أكثر من حقهم. لا يا اخوة فقد تكون هذه التوافه سببا فى فتنة اخ او اخت وساضع لكم الان مثال بسيط على فتنة احد الاخوة بسبب عدم وجود من يدافع عن الاسلام من اهل العلم.
اليكم المثال هذا الاخ كان من اهل السنة ولا يزال ولكنه بدافع الغيرة ذهب للرد على الملحدين فى منتدياتهم وانظروا الى ما يقوله الان هذا الاخ دفاعاً عن احد الضالين:
ارجوكم ثم ارجوكم ثم أرجوكم ان لا تتسرعوا في الحكم عليه.
كنت في السابق اكثر منكم عنفا اتجاه هذا الشخص، كما اني وجهة له اتهامات اكبر من هذه الاتهامات بكثير.
لماذا لم تسألوا انفسكم ولو مرة واحدة هذا السؤال،،،،، هل من الممكن ان يكون هذا الشخص قد ارسله لنا رب العالمين لهداية للناس؟
لربما يكون كلامي مضحك بالنسبة لكم ولكن هذه هي الحقيقة، اقسم بالله انني اشعر في داخلي بأن هذا الشخص هو أحد الراسخون بالعلم اللذين ذكرهم الله سبحانه بكتابه، و ارسله لنا رب العالمين ليهدي به من احبب من عباده ....
اتمنى من الله تكونوا من الذين احبهم الله واختارهم لهدايته كما اختارني انا والحمدالله.
وادعوا من الله ان ينور بصيرة الناس اجمعين قبل فوات الأوان ....
اتعلمون ماذا يقول هذا الشخص الضال الذى يدافع عنه هذا الاخ: انه لا وجود للسنة ولا الحديث وانهم من اختراع البشر، وانه لا وجود للملائكة وانما تدل على علم الله ولا وجود للشياطين ولا ابليس، وان ايام الاسبوع ستة وليست سبعة وان الخلق فى ستة ايام لا يزال حتى الان وغيرها من المصائب. هل هذا يا اخوة راسخ فى العلم؟؟؟!!! اقل ما يقال عنه انه راسخ فى الضلال.
تصوروا يا اخوة ان الشخص الاول كان مثلنا من اهل السنة فى يوم من الايام يعتقد مثل ما نعتقد ولكن مع مرور الايام لما لم يجد اهل العلم للرد على شبهات هذا الضال افتتن به وأصبح لا يميز بين اهل العلم والسفهاء، ولا حول ولا قوة الا بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكفى ايضاً ما نراه من اخواننا عندما يردون على المخالفين بدافع الغيرة وهم لا يملكون من العلم الا القليل ولما يقال لهم لا تتكلموا بغير علم قالوا ولكننا لم نجد اهل العلم اصلاً ليردوا، والله المستعان.
وهناك أيضاً حلول مناسبة لمن لا يحب الدخول فى دوامة الجدال مع المخالفين
-فمن الممكن ان يُفتح قسم لشيخ ليقوم بالرد على اسئلة واستفسارات الاخوة ويكون لاهل السنة فقط مثل منتدى الدفاع عن السنة ووجود الشيخ عبد الله ابن جبرين عندهم.
-او من الممكن ان يقوم شيخ او طالب علم متمكن من الرد على مقالات او كتب صغيرة للمخالفين ويتم وضعها فى الموقع الرئيسى او فى قسم مغلق بدون جدال مثل موقع الجامع للرد على النصارى ونشره لمواضيع الشيخ منقذ السقار وبعض الاخوة ومنتدى الدفاع عن السنة وردود الشيخ عبد الرحمن دمشقيه على مقالات الشيعة.
-او يكون الشيخ مسئول عن المنتدى بحيث يتم الرجوع اليه فى الامور الخلافية بحيث لا تتشتت جهود الاخوة.
وهناك من الامور الكثير المهم ان نجد من لديه الحماس والوقت للمشاركة.
وصدقونى يا اخوة هذا سيفيدنا كثيراً وانظروا الى المخالفين فهناك منتدى للشيعة به اربعة شيوخ لهم ومنتدى اخر للاشاعرة به شيخ لهم، فماذا عنا ونحن اهل الحق؟
صدقونى يا اخوة نحن لا نطمع فى الكثير لو اشترك فى كل منتدى متخصص للرد على مذهب او ديانة أربعة او خمسة من طلاب العلم وعلى رأس كل منتدى شيخ لاصبحت منتدياتنا قلاع حصينة لا يدخلها مخالف الا وتبدد اوهامه واحلامه الوردية عن مذهبه او دينه.
أعلم انى اطلت جدا فى الطرح ولكن حاولت قدر المستطاع ان اخرج ما بداخلى بشكل يحث الاخوة على المشاركة، وليس مجرد مقال يمر عليه الاخوة مرور الكرام بدون اى فائدة تعود على الاسلام.
الاخوة الان يحاولون التخصص فى ردودهم على المخالفين ولله الحمد اصبح هناك منتديات اقل ما يقال عنها انها حصون منيعة تدمر شبهات المخالفين ومثال ذلك منتديات الرد على الشيعة والصوفية والاشاعرة ولكن ماذا عن بقية الفرق؟
ماذا عن الاباضية وماذا عن النصارى والقرآنيين وماذا عن الخطر الذى لا نشعر به وهو الالحاد والعلمانية وقد اريتكم مثال لما يحدث بسببهم؟
أخواننا شعروا بهذا الخطر وبدأو فى التخصص للرد على كل فرقة ولكننا لازلنا نفتقد اهل العلم وخاصة العلوم الشرعية، وتصوروا يا اخوانى الاحباء ان منتدى الجامع للرد على النصارى والذى به حوالى اثنتى عشر الف عضو لا يملك الا حوالى خمسة ولا ابالغ ان قلت انهم لا يزيدون عن عشرة اخوة لديهم علم شرعى.
او المنتدى الجديد منتدى التوحيد للرد على الملحدين والذى قام اخ بمراسلة حوالى خمسين شيخاً للاشراف او حتى الرد على مقالات الملحدين التى اصبحت كالسيل وخصوصاً عن الاسلام بدون الدخول فى جدال فلم يستجب الا شيخين منهم الشيخ احمد البريدى جزاهم الله خيراً، هذا بخلاف وضعى انا لاكثر من عشرة اعلانات فى منتديات اهل السنة ولم يستجب لى الا اربعة او خمسة اخوة، مع العلم ان هذا المنتدى هو الاول من نوعه للرد على الملحدين.
أدعوكم يا اخوة ان تشاركونا فى هذه المنتديات فالاخوة هناك بحاجة ماسة الى اهل العلم وكل شخص يشارك فى مجاله.
الرد على القرآنيين
http://www.sd-sunnah.com/vb/forumdisplay.php?f=11
الرد على النصارى
http://www.aljame3.com/forums/index.php?act=idx
الرد على الاباضية
http://www.alabadyah.com/vbulletin2...load/index.php?
الرد على الملحدين
http://altwhed.com/vb/index.php?
أرجو ان اجد تجاوب من الاخوة، او تصحيحى لو انى اخطأت فى القول.
والله المستعان(/)
اقتراح عمل مستدرك على الدر المنثور
ـ[هشيم الواسطي]ــــــــ[24 Sep 2004, 07:00 ص]ـ
السلام عليكم
الاخوة في هذا الملتقى الطيب ما رأيكم في عمل مستدرك على الدر المنثور يكون فيه جمع للآثار والأخبار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة وغيرها في تفسير الكتاب العزيز تكرموا بإعطاء آراءكم
وجزاكم الله خير الجزاء(/)
حقيقة الوجود في اليوم الموعود {19}
ـ[عمار اكرم مصطفى العكيلي]ــــــــ[24 Sep 2004, 03:15 م]ـ
(((حوار بين اهل النار)))
الحوار قاس بين اهل النار ... عتاب ... ملاعنة ... !!! فما لهؤلاء الاحبة في الدنيا يتعاتبون ويتلاعنون في جهنم .. ؟ انظر في جهنم .... ! رغم العذاب والحريق الذي هم فيه فانهم يتلاعنون ... ويتعاتبون .... ! مالهؤلاء الاحبة في الدنيا يتخاصمون هنا في جهنم ويدعو أحدهم على الآخر بالويل والثبور وزيادة العذاب؟ فيا ترى هل نسي الاحباب احبابهم .. ؟ أم نسي الخل خليله؟ ياويلهم جميعا من عذاب الله. يصفهم الله في كتابه العزيز فيقول:
((قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الانس والجن في النار كلما دخلت امة لعنت اختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت اخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا في النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون))
{الاعراف آية38 - 39}
انظر كيف يتلاعنون , وكيف يتمنى كل فريق منهم أن ’يعذِب الفريق الآخر أشدَ العذاب , والفريقان في عذاب واحد وبدرجة واحدة وهم لا يعلمون. يقول تعالى: ((وقال الذين كفروا ربنا ارنا الَذين أضلانا من الجن والانس نجلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين)) {فصِلت آية:29}
أرايت الحقد الذي يحمله بعضهم لبعض .. ويكمل لنا الله الصورة فيقول:
((واذ يتحآجُون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار * قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد *)) {المؤمن آية:47 - 48}
هنا الخدم يطلبون من اسيادهم ان يحملوا عنهم بعض العذاب كانوا ينفذون اوامرهم بالباطل. فيكون الجواب نحن جميعا هنا سواء .. نحن وانتم مشتركون في العذاب لن نغني عنكم شيئا , ولن تغنوا عنا شيئا , فمصيبتنا انا امرناكم في الدنيا , ومصيبتكم انكم اطعتمونا , والان نحن معا امام الله , وقد حكم بين العباد ...
والحكم واحد ..
نحن امرناكم وأنتم أطعتمونا ,إذن لن يغني أحدا عن الآخر نصيبا من العذاب ,إنما نحن مشتركون ,وتتوضح الصورة اكثر في القرآن الكريم فيقول عزوجل: ((وبرزوا لله جميعا فقال الضعفآء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سوآء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص *)) {ابراهيم آية:21}
لقد كذبوا عليهم عندما قالوا لهم ((لو هدانا الله لهديناكم)) لأنَ الله تعالى أنزل القرآن هدى لمن تمسَك به وعمل بمقتضاه , لذلك خيَََََََر الله العباد بين الكفر والايمان فقال تعالى: ((فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر))
{لكهف آية:29}
كما بين لنا الله عزوجل أن من يهتدي فلنفسه ومن يضلَ فعليها ,وقد خيَر الله تعالى الانسان بين الهداية والضلالة فقال: ((من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ضل فانما يضل عليها))
{السراء آية:15}
فالانسان مخير بين الهداية والضلالة , وجزاء المهتدين جنات النعيم خالدين فيها , اما جزاء الضآلِين فجهنم وبئس المصير. ويوم القيامة سيكون عذر الضَآلِين الجهل , اي يعتذرون بجهلهم بكتاب الله يقول الله عزوجل: ((وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين * قال الذين استكبروا للذين استضعفوا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جآءكم بل كنتم مجرمين * وقال الذين اشتضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تامروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندامة لما راوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون *))
{سبأ آية:31 - 33}
هذه الآيات تبين لنا ان الكفار قد اصروا بأن لا يؤمنوا بالقرآن (ولا بالذي بين يديه) أي ماذكر فيه من أخبار الأنبياء والرسل والكتب المنزَلة , ويوم القيلمة وعند الحساب يبدأ الأتهام!!!
الظالمون يتهم بعضهم بعضا , فالأتباع يحمِلوا الأسياد بأنهم ورآء كفرهم بالله عزوجل , وأنهم سبب بعدهم عن الهدى , والسادة يتهمون الأتباع بالأجرام , وهكذا حال الفريقين , وأثناء الجدال الحامي لا يشعر هؤلاء إلا والملائكة تطوق اعناقهم بالسلاسل , وتطوق ايديهم بالقيود , وإنه ليوم لا ينفع فيه الندم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ويستمر المشهد بالجدال والخصام بين الظالمين واليك المشهد القرآني: ((وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ماكنتم تعبدون * من دون الله هل ينصرونكم او ينتصرون * فكبكبوا فيها هم والغاوون * وجنود إبليس أجمعون * قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين * وما أضلَنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين *))
{الشعرآء آية:91 - 102}
الندم يأكلهم وهم يمقتون أنفسهم , بل مقت الله أكبر من مقتهم أنفسهم وهم يقسمون بالله أنهم ضآلُون ويتمنون لو كانوا مؤمنين ...
وهناك مشاهد قرآنية أخرى تصف وضعا جديدا , إذ يتبرأ المتبوعون من الذين اتبعوهم فيقول تعالى: ((ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبَا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرَأ الذين ا’تبِعوا من الذين اتبعوا وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم عليهم حسرات وما هم بخارجين من النار *)) {البقرة آية:166 - 168}
هكذا يتبرأ بعضهم من بعض ... ويضيف القرآن الكريم لنا صورة أخرى تبين الأسف والندم الشديد ودعاء بعضهم على بعض وملاعنتهم فيما بينهم. يقول الله تعالى: ((يوم تقلَب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرآءنا فأضلَونا السبيلا *ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا *)) {الأحزاب آية:66 - 68}
هؤلاء يتمنون لو أنهم أطاعوا الرسول كي لا يكونوا في هذا الوضع المؤلم , ليتهم لم يطيعوا الكبراء والسادة , فطاعتهم في الدنيا بما يخالف شرع الله جعلتهم في ضلال مبين. وفي العذاب الشديد يطلبون الى الله عزوجل ان يذيق الكبراء والسادة ضعفين من العذاب الذي هم فيه مشتركون. وفي جهنم ورغم حريقها وشدة نيرانها وبأس عذابها يتخاصم هؤلاء المجرمين يقول الله عزوجل: ((هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار * قالوا بل انتم لا مرحبا بكم انتم قدمتموه لنا فبئس القرار * قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار * وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار * أتخذناهم سخريا ام زاغت عنهم الابصار * إن ذلك لحق تخاصم اهل النار*)) {ص آية:59 - 64}
يقول الله عزوجل لاهل النار هذا فوج مقتحم معكم في نار جهنم , فيقول هؤلاء لامرحبا بهم , فيجيب المقتحمون الجدد. (وهم اخلاء هؤلاء) بل انتم لامرحبا بكم لانكم السبب في دخولنا هذا الجحيم. تخاصم بين الفريقين وهم اخلاء الدنيا ,فاين اصبحت تلك المحبة في الدنيا اين ذلك الحب الذي كان يربطهم في الدنيا؟ الله تعالى يبين لنا هذا فيقول: ((الأخلآء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ الا المتقين)) {الزخرف آية:67}
هذا واقع من انحرف عن الطريق القويم الذي امر الله عباده ان يسلكوه , ولكن العجب من هؤلاء , إنهم يسألون عن رجال كانوا يعدونهم من الأشرار , قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ((مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار)). يريدون اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: يقول ابو جهل أين بلال؟ أين صهيب؟ أين عمار؟ أولئك في الفردوس واعجبا لابي جهل! أسلم إبنه عكرمة , وابنته جويرية , واسلمت امه واسلم اخوه وكفر هو.
_________________________________ {تفسير القرطبي} ____
يتبع (((خسارة المستهزئين))) {20}(/)
بالله عليكم هل يجوز هذا التفسير؟!
ـ[داود عيسى]ــــــــ[24 Sep 2004, 11:13 م]ـ
قال تعالى:
* قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *النمل44
تفسير ابن كثير (رضي الله عن ابن كثير وغفر الله له)
وَذَلِكَ أَنَّ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أَمَرَ الشَّيَاطِين فَبَنَوْا لَهَا قَصْرًا عَظِيمًا مِنْ قَوَارِير أَيْ مِنْ زُجَاج وَأَجْرَى تَحْته الْمَاء فَاَلَّذِي لَا يَعْرِف أَمْره يَحْسِب أَنَّهُ مَاء وَلَكِنَّ الزُّجَاج يَحُول بَيْن الْمَاشِي وَبَيْنه وَاخْتَلَفُوا فِي السَّبَب الَّذِي دَعَا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى اِتِّخَاذه (((فَقِيلَ))) إِنَّهُ عَزَمَ عَلَى تَزَوُّجهَا وَاصْطِفَائِهَا لِنَفْسِهِ ذُكِرَ لَهُ جَمَالهَا وَحُسْنهَا وَلَكِنْ فِي سَاقَيْهَا هُلْب عَظِيم وَمُؤَخِّر أَقْدَامهَا كَمُؤَخِّرِ الدَّابَّة فَسَاءَهُ ذَلِكَ فَاِتَّخَذَ هَذَا لِيَعْلَمَ صِحَّته أَمْ لَا؟ هَكَذَا قَوْل مُحَمَّد بْن كَعْب الْقَرَظِيّ وَغَيْره فَلَمَّا دَخَلَتْ وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا رَأَى أَحْسَن النَّاس سَاقًا وَأَحْسَنهمْ قَدَمًا لَكِنْ رَأَى عَلَى رِجْلَيْهَا شَعَرًا لِأَنَّهَا مَلِكَة لَيْسَ لَهَا زَوْج فَأَحَبَّ أَنْ يُذْهِب ذَلِكَ عَنْهَا (((فَقِيلَ))) .........
هنا لدي الكثير من الأسإلة ولكن في الوقت الحالي أطرح سؤالاً واحداً
هذا (((النبي))) سليمان عليه أطيب السلام وما أدراك ما سليمان هذا العبد الأواب الشاكر لله الذي ملك الأرض
بأي حق تكتب هذه السطور عن نبي الله سليمان بن داود عليهم أطيب السلام؟؟؟
يمثلون لنا هذا النبي يأتي بإمرأة لكي يرى جمالها وحسنها و في الوقت نفسه من خالف هذا القول أو بطريقة أخرى من خالف ابن كثير ومن قال بهذا القول الباطل الذي لا يصح بحق نبي عظيم ملكه الله الأرض حل غضب العلماء عليه ......
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[25 Sep 2004, 11:16 م]ـ
لقد ذكر ابن كثير نفسه في آخر تفسيره للآية ما يدل على عدم قبول مثل هذه الأقوال التي لا تليق بمقام الرسل عليهم السلام، فلو ذكرت ذلك لكان أولى
قال رحمه الله: (وَالْأَقْرَب فِي مِثْل هَذِهِ السِّيَاقَات أَنَّهَا مُتَلَقَّاة عَنْ أَهْل الْكِتَاب مِمَّا وُجِدَ فِي صُحُفهمْ كَرِوَايَاتِ كَعْب وَوَهْب سَامَحَهُمَا اللَّه تَعَالَى فِيمَا نَقَلَاهُ إِلَى هَذِهِ الْأُمَّة مِنْ أَخْبَار بَنِي إِسْرَائِيل مِنْ الْأَوَابِد وَالْغَرَائِب وَالْعَجَائِب مِمَّا كَانَ وَمَا لَمْ يَكُنْ وَمِمَّا حُرِّفَ وَبُدِّلَ وَنُسِخَ وَقَدْ أَغْنَانَا اللَّه سُبْحَانه عَنْ ذَلِكَ بِمَا هُوَ أَصَحّ مِنْهُ وَأَنْفَع وَأَوْضَح وَأَبْلَغ وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة.) انتهى
ـ[داود عيسى]ــــــــ[26 Sep 2004, 12:12 ص]ـ
أخي أبو عبدالله السلام عليك ورحمة الله وبركاته .....
والله يا أخي لو سكت ولم ترد لكان أولى لك ولو أنك دافعت عن هذا النبي سليمان عليه أطيب السلام لكن أولى من أن تدافع عن من أخطأ بحق هذا النبي ....
أسألك سؤالاً
لو طلب منك أن تكتب هذه الأسطر عن هذا ((النبي)) العظيم وأنت تعلم خطأها وخطرها فهل ستفعل؟؟؟
وما بالك بابن كثير وما أدراك ما ابن كثير (رضي الله عن ابن كثير وغفر الله له) يكتب هذه الأسطر وتنقل من بعده لتصبح مرجعاً يدرسه المعلمون في المدارس والجامعات بل ولتصبح منهجاً يتبع .......
لا أريد أن أشعب الموضوع أعيد السؤال على من أغضبه أن يقال على نبي الله سليمان رضي الله عنه هذه السطور ....
هل يجوز أن تكتب هذه السطور بحق نبي الله سليمان عليه السلام؟؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[26 Sep 2004, 05:36 ص]ـ
أخي داود عيسى، لماذا فتحت هذا الموضوع؟ ما الغرض منه و ما الرسالة التي تبغي توصيلها؟
ـ[داود عيسى]ــــــــ[26 Sep 2004, 11:18 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أخي د. هشام عزمي ....
أما عن أسئلتك كنت أود أن تكون بعد أن نسمع من علمائنا رأيهم بهذا الموضوع ..
نريد أن نسمع كلمة حق بهذا الموضوع ولو أن هذه الكلمة كانت ضد كل من نقل لنا هذا القول الباطل من ابن كثير والقرطبي والطبري جزاهم الله خيرا وكل من يحمل وينقل لنا هذا القول الذي يمس نبي الله سليمان بل وأن هذا القول يمس كلام الله
الذي قال عز وجل في سورة هود
* وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ *هود120
فبالله عليكم أين تثبيت الفؤاد للرسول عليه أطيب السلام في هذا التفسير الذي يتحدث عن جمال وسيقان إمرأة؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد]ــــــــ[18 Oct 2004, 03:10 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
أخي داود عيسى ..
بداية ارى أن في عنوان موضوعك عدممطابقة فيما يظهر لي، ذلك أن ابن كثير لم يرتض هذا التفسير ولعل هذا واضح في كلامه الذي نقله الأخ عبدالله ..
ثانيا: ابن كثير من صيارفة الحديث ومن ائمة التفسير ومن تلاميذ شيخ الاسلام ابن تيمية زقبل ذلك هو من أهل السنة الذين يرون عدم سب صحابي واحد من نهيه صلى الله عليه وسلم، فكيف بالأنبياء الذين نؤمن بهم كلهم ولا نخوض فيهم بسوء والأدلة كثيرة في هذا ..
العلماء يوردون الضعيف احيانا ليتحدثوا عن ضعفه كما هو الحال هنا، ولو مررت بصرك على تفسير الطبري مثلا لوجدت فيه احاديث ضعيفة ربما طبل عند ذلك مطبل مأفون، لكنه لا يعلم بأن تلاميذ الطبري كانوا يعرفون ضعفاء الرجال وثقاتهم ..
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Oct 2004, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز داود عيسى بلغه الله أعلى مناه
أينقل لك أخوك "أبو عبدالله المسلم" تعليق ابن كثير على تلك العبارة _ التي نقلها ابن كثير _ فيكون جزاء إحسانُ أبو عبدالله المسلم الإسائةَ إليه بقولك: ليتكَ سكت ...
!!؟
رويدك أخي الفاضل هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
أنتعلم دقائق التفسير وننس المحكمات من أمثال: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم
؟!!
أخي الكريم حفظك الله ورعاك
إننا عندما نطرح موضوعا ما في هذا المنتدى
فإنما إخواننا هنا
يخدموننا
يبحثون معنا
يتدارسون معنا
يتواصون معنا
فهم من لهم الفضل
معذرة على تلك المقدمة ولكن لا ينبغي لأهل القرآن إلا أخلاق القرآن
=========
أما عن مسألتك فما يدريك أخي فلعلك لا تدافع عن نبي وإنما تدافع عن فهم يختص بك؟!
أدم التأمل في تكرارك لكلام ابن كثير بعدة صيغ ستجده يصب في النهاية في مكان واحد وهو:
(بأي حق يكتب ابن كثير ذلك وابن جرير ووو .. )
فهل ابن كثير _ وغيره _ كتبها أم نقلها؟
وهل الإنشاء مثل الخبر
وهل ناقل كلمات الكفر كافر
!؟
فكيف والحال أن ابن كثير علق عليها
بل وردها
!؟
أخي الكريم إن رمتَ الأفضل في موضوعك فليكن حول حكم:
هل يحرم حكاية ما قاله أهل الكتاب خصوصا وأهل الكفر عموما؟
فإن رأيتَ التحريم فانتقل إلى سؤال آخر وهو
إذا كان محرما فهل التحريم يمتد ليشمل من ينقل تلك النقولات ثم يعلق عليها وفق الشرع؟
دمتَ بحلة الرضا والعافية والستر
وتقبل الله صيامك وقيامك وغيرتك
ـ[السهيلي]ــــــــ[31 Oct 2004, 05:58 م]ـ
الأخ داود عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصحك بقراءة كتاب
الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير
للدكتور الشيخ محمدبن محمد أبو شهبة فإنه يفيدك في الإجابة على مثل هذه الأسئلة وننصح جمع الأخوة في المنتدى بالرجوع إليه فإنه مفيد جدا
ووفق الله الجميع
ـ[مسك]ــــــــ[31 Oct 2004, 08:10 م]ـ
وأفته من الفهم السقيم
وقال صلى الله عليه وسلم (ألم يكن شفاء العي السؤال) صحيح الجامع 4363
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Nov 2004, 07:39 ص]ـ
مسك
أظن أن صاحب المشاركة له الحق في إحتجاجه على آيراد حكايات من أهل الكتاب لا أصل لها
سواء كان المفسر إبن كثير أو القرطبي
لذا لا داعي لقولك ((وأفته من الفهم السقيم))
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[08 Nov 2004, 04:23 م]ـ
الحمد لله الذي كرم أولياءه الصالحين، وخص منهم أنبياء معصومين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى إخوانه النبيين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الميامين، وبعد،
فلعل في المسألة هنا أصلين: الأول في جواز رواية الإسرائيليات، والثاني في تصديقها أو تكذيبها. وأختمه إن شاء الله تعالى بتطبيق لهذين الأصلين على رواية سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هذه.
أولاً، تجوز الرواية عن بني إسرائيل كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) رواه أبو داود وصححه العلامة الألباني رحمه الله. وهذا نص في محل النزاع، لا يحل لأحد أن يتكلم بعده.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف وقد فهم من هذا النص الصحابة الإباحة فلا زالوا يروون عن أهل الكتاب؟! روى عنهم ابن عباس وأبو هريرة وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين. فهل أحد أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صحابته؟! اللهم لا.
فإذا استقر عندك هذا الأصل، جاء السؤال الثاني: إذا روينا عنهم: هل نصدقهم أم نكذبهم؟
والجواب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم) رواه البخاري رحمه الله تعالى.
وكيف نصدقهم وإنا لنردّ حديث الرجل بينه وبين شيخه انقطاع في رجل؟! فلا شك أنا نرد ما انقطع في سنده مئات السنين من باب أولى.
وكيف نكذبهم وإن الشيطان ليصدق، قال صلى الله عليه وآله وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه في القصة المشهورة التي رواها البخاري رحمه الله: (صدقك - أي الشيطان - وهو كذوب).
ويؤيد هذا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أبي داود رحمه الله بسند ضعيف كما حققه العلامة الألباني رحمه الله، حيث قال: (فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه). وهذا أذكره بعد الاستدلال استئناساً.
فتبين بذلك أن حديث أهل الكتاب حكمه التوقف فيه، لا يُصدّق ولا يُكذّب. وما كان هذا حاله، كان تبعاً لما يحتف به من قرائن.
فما وافق كتاب الله تعالى أو صحيح سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، علمنا أنه حق، ويثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً. كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يستدل بموافقتهم ما في القرآن على صدقه. وكما وافقهم على ما ادعوا من أن نجاة موسى كانت يوم عاشوراء.
وما خالفهما علمنا أنه باطل، لامتناع اجتماع النقيضين. كما قد كذبهم الله تعالى في غير موضع في القرآن فيما خالفوا فيه أصول ديننا من التوحيد ونبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وما لم يدل عليه شرعنا بإثبات ولا نفي بقي على ما كان عليه من التوقف، إذ هو الأصل كما دلت عليه السنة. وحقيقة التوقف نوع رد كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النزهة، وذلك لأنه لا يستدل به، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سأله أيكتب من التوراة: (أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟!) يقولها مستنكراً صلى الله عليه وآله وسلم. والحديث حسنة العلامة الألباني رحمه الله.
وبهذا يستقر إن شاء الله هذان الأصلان:
1. جواز الرواية عن بني إسرائيل، من غير كراهة.
2. ما وافق من أخبارهم ما ثبت بشرعنا قبلناه تبعاً، وما خالف رددناه قطعاً، وما لم يدل عليه شرعنا توقفنا فيه. والتوقف نوع رد.
ثم نأتي إلى قصة سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام. والبحث فيها من أوجه:
أولاً: هل يثبت سندها إلى من قال بها من أهل الكتاب؟ فإن لم يثبت، خرجت من البحث هنا أصلاً.
ثانياً: هل فيها ما يوافق شرعنا فنقبلها أو فيها ما يعارضه فنكذبها أو ليس ذا ولا ذاك فنتوقف فيها؟
ثالثاً: ما موقف العلامة ابن كثير رحمه الله تعالى من الأصلين الفائتين في هذه القصة؟
أما الأول فيظهر أنها تثبت إلى أهل الكتاب إذ قد علقها ابن كثير جازماً، وهو من هو في النقد رحمه الله تعالى.
وأما الثاني فيظهر لي - والله أعلى وأعلم - أن ليس في القصة ما يوافق شرعنا ولا ما يخالفه، إذ ليس فيها ما يقدح في عصمة سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، بل ولا ما يدل على وقوعه في معصية.
غاية الأمر أنه عليه السلام دبر ليرى من امرأة عزم على نكاحها ساقها، إن أعجبته تزوجها وإلا تركها. وهذا في شريعتنا جائز لا إثم فيه، فكيف يقال أنه تنقص؟!
مصداق جوازه حديث محمد بن سلمة رضي الله عنه عند ابن ماجهْ رحمه الله بسند صححه العلامة الألباني رحمه الله، قال:
(خطبت امرأة فجعلت أتخبأ لها حتى نظرت إليها في نخل لها) [وهذا تماماً كالفعل المنسوب إلى سليمان عليه السلام في قصتنا هنا، بل أشد لأنه يرى منها أكثر من قدميها وشعرها].
فقيل له: (أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!) [وهذا تماماً كالاستنكار الذي ذكره الأخ عيسى بن داود هنا، بل أشد، لأن ما استنكر في حق الصحابي، كان أولى أن يستنكر في النبي].
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالفعل المنسوب إلى سليمان عليه السلام هنا سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا بأس) به. وبالتالي فليس فيه ما يقدح به في الأنبياء عليهم السلام. وليس استنكار الأنفس لأمر أقره الشرع بمعتبر، إذ لا يعدو هوى خاطئاً.
هذا كله لو أنا سلمنا أن الساق كانت من العورة في شرع سليمان عليه السلام، ولا دليل على ذلك، ولا مانع منه.
ولعله قريب من هذه القصة ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بال في سباطة قوم واقفاً، كما رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني رحمهما الله تعالى. وهذا الفعل مما يستنكر اليوم أشد الاستقباح، بل لعل بعض المجتمعات تعده خارماً للمروءة!! وما هذا منهم إلا جهل بدين نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم. ولا يقدح استقباحهم فعلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه، بل يقدح فيهم أن جهلوا دينهم. وكما قال المتنبي رحمه الله: (ومن يك ذا فم مريض .. مراً يجد فيه الماء الزلالا). والله المستعان، وإياه أسأل أن يفقه المسلمين في دينهم.
وكذا غير هذا من المسائل الكثيرة، كاستكبارهم أن يرى الرجل مخطوبته، وقد أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكاستكبارهم أن يقلل الرجل مهر ابنته، وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكاستكبارهم أن ترث المرأة من العقار، وغير ذلك مما لا يخفى.
فإذا عرفنا أن القصة ليس فيها ما يوافق شرعنا ولا ما يخالفه، كان حكمها التوقف فيها، لا تُصدّق ولا تُكذّب.
ثم الثالث، موقف العلامة ابن كثير من الأصلين في هذه القصة:
أما الأصل الأول، فقد روى عنهم، وهذا مما أجاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلا شيء عليه فيه. وليس هو رحمه الله بخير من الصحابة الذين رووا عنهم.
أما الأصل الثاني فقد بين رحمه الله تعالى بطلان هذه القصة - عنده - وردها. فجزاه الله عن ديننا خير ما جزى عالماً عن أمته.
فليس - بإذن الله - على الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى شيء، بل لعل له في نقله هذا أجر كما سيتضح فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
وأختم الكلام بمسألة هامة جداً، وهي: ما الحكمة من أن يروي العلماء في تفاسيرهم وكتبهم قصص أهل الكتاب، مع كونها غير محتج بها؟!
والجواب على ذلك، أن في ذلك فوائد، منها:
1. أن في قصصهم من تسمية المبهمات وتفصيل المجملات وبسط المختصرات شيء كثير تتوق لمثله النفوس. وهذا يذكرونه استئناساً لا احتجاجاً. ونحو هذا ذكرهم بعض المسائل الطبية أو الفلكية، أو حتى الأحاديث الضعيفة أو المراسيل ونحوها، وإن كانا أقوى بمراحل من الإسرائيليات، لكن الكل لا يحتج به وإنما يستأنس. وهذا كله فيما تتشوق له النفوس، ولا يضر جهله ولا ينفع علمه، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في مقدمة التفسير.
2. أنهم كثيراً يذكرونها بياناً لبطلانها نصيحة للأمة، وذلك كما قال تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب) وغيرمن الآيات كثير، فيها نقل عن أهل الكتاب لإبطال أكاذيبهم.
3. أن في قصصهم بيان معتقداتهم الفاسدة، وذلك يبين للمسلمين ما استحقوا به الكفر واللعن، ويدفعهم لبغضهم في الله، إذ ليس من رأى كمن سمع.
4. في كثير من قصصهم مواعظ وحكم، يستفاد منها كما يستفاد من حكم الشعراء والأدباء وكبار السن ونحوهم، لا على سبيل قبول الرواية وتصديقها، ولا على سبيل الاحتجاج بها ولا الاستئناس، ولكن للعبرة والعظة.
وغير ذلك.
وبهذا تم، والله أعلى وأعلم، وأستغفر الله مما قد يكون زل به القلم [وهنا لا قلم، وإنما لوحة مفاتيح (!)].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Nov 2004, 07:30 م]ـ
الأخ فيصل
لدي نقطة أرجو ان يتسع صدرك لبحثها وهي أن قوله عليه الصلاة والسلام ((وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) معارض لفعله عندما مزق صحف التوراة التي كانت بين يدي سيدنا عمر
وقال حينئذ ((والله لوكان اخي موسى حاضرا لاتبعني) أو كما قال
والقاعدة الشرعية تنص على أن الأولى إعمال النصين من ترك أحدهما
فهل تقبل فهمي أنه لا حرج في رواية حكاياتهم كحكايات لا كدين نفسر بواسطتها نصوص القرآن
اعني أروا عنهم ما شئتم ولكن ليس في مجال الإتباع أو فهم ما لدينا بحسبها
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمختصر أنا مع تنقية كتب التفسير من الإسرائيليات لأنها كتب يتلقاها العامة متبعين متعبدين لا يميزون بين الصحيح والسقيم
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[10 Nov 2004, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل جمال الشرباتي جزاه الله خيراً، لعل عبارتي قصرت عن البيان، فأعيد ما كنت ذكرت بشيء من التوضيح، والله أسأل أن يبصرنا الحق ويشرح له صدورنا، إنه سبحانه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
حكم أخبار أهل الكتاب - أخي - له اعتباران، اعتبار الرواية، واعتبار الحجية.
فأبدأ بحكم رواية أخبار أهل الكتاب التي تسمى الإسرائيليات.
فالنص فيها واضح جداً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج). ونفي الحرج يخرج الحكم عن أن يكون حراماً، ويخرجه عن كونه مكروها الأمر، إذ لا يأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمكروه، فهو مباح مستوي الطرفين في الأصل.
ثم قد يترجح للعالم أن يروي عنهم في حال لمصلحة ما، وقد يترجح له ترك الرواية عنهم في حال أخرى لمفسدة ما، أما مجرد الرواية لذاتها فهي مباحة.
وهذا إن شاء الله الله تعالى واضح لا إشكال فيه.
ثم حكم أخبارهم من حيث الاحتجاج وعدمه، فلا يمتري مسلم أن أخبارهم ليست بحجة مطلقاً، لا في التفسير ولا في الفقه ولا في العقائد ولا في شيء. وكيف يحتج بها وقد فقدت أسهل شروط الصحة، فلا ناقلها عدل ولا سندها متصل ولا يعلم لها مخرج؟!
وفي هذا الاعتبار قال صلى الله عليه وآله وسلم لعمر رضي الله عنه: (أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟! والله لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي). فهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلم هنا عن حكم الرواية، وإنما يتكلم عن حكم الاحتجاج والاتباع، كما هو ظاهر. فكأنه يقول: إذا كان موسى – وهو النبي الذي عليه نزلت التوراة – إذا كان حياً وجب على اتباعي، وحرم عليه اتباع التوراة لزوماً، فأنت يا عمر أولى بذلك الوجوب وهذا التحريم منه.
وبهذا فلا معارضة بين الحديثين، ولا يصح أخذ أحدهما واطراح الآخر.
بل كل حديث ينزل على الحال التي قيل فيها، واحد في حكم الرواية، وآخر في حكم الاحتجاج. والله سبحانه أعلى وأعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
هذه الأولى.
والمسألة الثانية وهي متفرعة على ما استقر – إن شاء الله – من جواز رواية أخبار أهل الكتاب، وهي: هل الأفضل روايتها أو ترك روايتها؟!
فلعل الأمر كما قيل: (وكل خير في اتباع من سلف). وقد رأينا سلفنا الصالح الذين زكاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، رأيناهم يروون أخبار أهل الكتاب لا يرون بذلك بأساً.
وقد مر في المقال السابق شيء من المصالح المستفادة من أخبارهم.
وأكرر هنا أنا لا نرويها احتجاجاً بها، بل استئناساً، كما يذكر أهل العلم شيئاً من قصص الأدباء وحكايات الحكماء وقصائد الشعراء، لا يحتجون بشيء من ذلك ألبتة، وإنما يستأنسون ويقربون الأمور للأفهام، ويلتمسون عظة وحكمة.
وأعجبني ما قلتَ مشكوراً: (فهمي أنه لا حرج في رواية حكاياتهم كحكاياتٍ، لا كدين نفسر بواسطتها نصوص القرآن. اعني ارووا عنهم ما شئتم، ولكن ليس في مجال الاتباع أو فهم ما لدينا بحسبها). وهذا عين الذي أريد، وزبدته:
1. الرواية لا بأس بها.
2. لا يحتج بشيء من أخبارهم في فهم نص ولا في حكم ولا في غيرهما.
3. نذكرها للاستئناس والحكمة ونحوها.
بقي مسألة – وأمرها هين ما إن اتفقنا على ما مر – وهي ذكر الإسرائيليات في كتب التفسير. فلعل الأولى - والله أعلم – في هذا ونحوه اتباع ما سار عليه أهل العلم، لا سيما وقد كان عليه السلف رضوان الله عنهم، ومع ذلك ففيه من الفوائد ما مر ذكره. وذلك هو ذكر الإسرائيليات روايةً لا احتجاجاً.
أما ما اعترضتَ به أخي بارك الله فيك من الذي يخشى على العوام من عدم التمييز، فيمنع من ذكر الإسرائيليات، فلعلي أناقشه.
ذلك أن العوام لا يترك سبيل العلماء لأجلهم، وما يخشى عليهم من زلل يزول بإفهامهم من غير التخلي عن طريق العلماء.
وهكذا نرى اليوم - نحواً من هذا - موت كثير من السنن بدعوى مراعاة العامة، مع أن العامة لو تعلموا وبين لهم ما احتجنا لقتل تلك السنن. والأمر كما قال بعضهم: نرتقي بالعوام إلى الدعوة الصحيحة ولا نهبط بالدعوة إليهم.
ثم لو فتحنا هذا الباب لمنعنا من ذكر ما شابه الإسرائيليات في الاحتجاج من قصص وأدبيات وأشعار وحكايات، فكلها لا يحتج به، ويخشى على العوام أن يحتجوا بها. وإن بعد احتجاجهم بمثل هذه مع كون أكثرها عن العلماء الكبار، فاحتجاجهم بالإسرائيليات أبعد لكونها منقولة عن الكفرة.
هذا، والله أعلى وأعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Nov 2004, 11:16 م]ـ
السلام عليكم
ليس بعد كلام الأخ فيصل كلام إلا الميل
فأنا لا أميل لوضع حكايات أهل الكتاب في مصادرنا مطلقا(/)
إلى زوار معرض الكتاب لا تبخلوا علينا أجيبوا ... أجيبوا ... أجيبوا
ـ[صالح الدرويش]ــــــــ[25 Sep 2004, 07:18 م]ـ
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فأحمد الله تبارك وتعالى أن يسر لنا اللقاء مرة أخرى بعد هذه الإجازة ونسأله جلا وعلا أن يجعل عامنا هذا خيرا من سابقه وأن يرزقنا جميعا علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزنا علما.
أحبتي في الله: لا شك أن معرض الكتاب يعتبر رافدا مهما من روافد العلم والمعرفة وكم هي الدور وكمهي تلك المطابع التي تقذف بالكتب والمؤلفات التي قد لا يتمكن الطالب من التعرف عليها أو الإلمام بها.
لذا أقترح على أحبتنا لمن زاروا المعرض إذا وجدوا فيه ما طرح حديثا من دراسات تتعلق بتخصص القرآن وعلومه، أو بعض الكتب النادرة أو المهمة في هذا المجال أن يذكروا لنا نبذة سريعة عن تلك المؤفات لتعم الفائدة من جهة وليوفروا علينا الوقت والجهد وعناء البحث، فهم يستفيدوا ويفيدوا.
يذكر اسم الكتاب، مؤلفه، الطبعه، الدار البائعة، سعر الكتاب، رقم المكتبة.
وبذلك نستيطع أن نحصر جميع ما في المعرضأو جل ما فيه من مؤلفات تتعلق بالتخصص، دون جهد أو مشقة بحث، رائدنا قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)
و لا يقل أحد أن ذلك الكتاب قديم أو معروف فما يكون معروفا عندك قد يكون غير معروف عند غيرك، فلا نحرم أنفسنا الخير.
فهل من مجيب وهل من مشمر عن هذا المشروع اليسير الذي لا يكلفك شيئا بل لن تعدم دعوة صالحة من أخيك في ظهر الغيب خاصة إذا كان الكتاب الذي ذكرت معلومات عنه قد بُحث عنه طويلا.
وفقنا الله وإياكم لكل خير
ودمتم بأمن أمان وصحة وعافية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Sep 2004, 06:03 ص]ـ
أصدر المجمع الثقافي بالتعاون مع مركز جمعة الماجد كتاب الإغفال، وهو المسائل المصلحة من كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج، تأليف أبي علي الفارسي.
والكتاب أشبه بكتب النُّكت، فهو تعقبات لأبي علي الفارسي على شيخه الزجاج.
وإخراج الكتاب الفني وتحقيقه رائعان، وهو عند مركز المجمع الثقافي في المعرض، وعند دار الصميعي بقيمة (50 ريالاً).
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Sep 2004, 06:25 ص]ـ
جهود علماء الغرب الإسلامي واتجاهاتهم في دراسة الإعجاز القرآني من القرن الخامس حتى القرن الثامن، للدكتور حسن مسعود الطوير
دار قتيبة
ـ[السويلم]ــــــــ[27 Sep 2004, 03:12 م]ـ
وقفت على كتاب: "مفردات القرآن - نظرات جديدة في تفسير ألفاظ قرآنية" للإمام عبد الحميد الفراهي، تحقيق محمد أجمل أيوب الإصلاحي، نشر دار الغرب الإسلامي, 2002. وجدت فيه إضافات قيمة لبعض مفردات القرآن مثل "آلاء" و"حكمة".
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:45 ص]ـ
كنت كتبت أكثر الكتب التي وجدتها في المعرض، ولكن للأسف لم أتمكن من إضافتها للخلل الذي حدث في الملتقى ولم أحفظها للأسف في ملف وانشغلت بإصلاح الملتقى، ولكن لفت نظري كتب قيمة ونادرة لدى مكتبة المشعل في المعرض، مثل تفسير القرطبي طبعة دار الكتب المصرية الأولى والثالثة وسعرها غالٍ ولكنها طبعات أصلية في غاية الجودة، وهي لا تزال لدى المكتبة في مقرها في الرياض، وقد رأيت ثلاث نسخ منها لما تباع بعد في عشرين مجلداً. ولعلي أذكر بقية الكتب لاحقاً، حيث لا يخلو ذكرها من فائدة فالحاجة إلى الكتاب النفيس لا تنقضي بانقضاء المعارض ونحوها.(/)
مع أغلى كتاب (جولات في سورة يوسف13)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[26 Sep 2004, 10:27 ص]ـ
دراسة الشخصيات من خلال السورة
د- هم الدعوة لايفارقه
تؤثرالقناعة في داخل الإنسان، فتصبح اتجاهاته منطلقة من تلك القناعة، وتغدو أقواله وتصرفاته وأفعاله ترجمة لذلك وقد فرقوا بين الإتجاه والرأي بأن " الإتجاه هو المصدر الحقيقي للرأي، والرأي تعبير عن الإتجاه بالقول الموجز، والسلوك مجموعة الوقائع المادية التي تصدر عن الفرد للتعبير عن اتجاهه كالضحك والبكاء وهز الأكتاف " ([1]) وهو خلط فيما يبدو بين القناعة والإتجاه والعقيدة والإتجاه، ولايعنينا - هنا - مناقشة الفروق بينها فالغرض هنا شيء غير هذا وهو أن مايفعله المرء ويقوله ينبني على قناعة في نفسه يترجم عنها في الخارج سواء أكان مابداخله اتجا ه أم عقيدة أم قناعة ([2]) ويصدر عن ذلك الهم الذي يسوق صاحبه إلى ما اعتقده سوقاً، وقد كان يوسف عليه السلام مهموماً بأمر الدعوة إلى الله، ولم ينس أن يستخدم الحكمة وهو يدعوا السجينين وأن يسخّر مارزقه الله من قدرة وعلم وخلُق في خدمة الدعوة إلى الله تعالى، وأن ينسب كل ذلك إلى الله تعالى، وهذه الركيزة في المرسل غاية في الأهمية فإن الذي يغتر بكثرة عطائه في مجال الدعوة إلى الله ولا يرجع الفضل والإعانة إلى الله فإنه يوكل إلى نفسه، ومن وكله الله إلى نفسه هلك ولايبالي الله أي في أي وادٍ هلك قال تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (36) قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)} ([3])
فقد اطمأن السائلان بوقائع عملية من هذا القبيل لزيادة الطمأنة لهما وإن كانا واثقين بقدرته على ماطلبا منه، ويكفي أنهما قد نعتاه بالإحسان عند طلبهما، لكن أراد عليه السلام أن تتهيأ نفساهما لقبول الدعوة، هذاواحد من المرئيات والثاني أنه لم ينسب ذلك الفضل لنفسه لكنه رده إلى الله تعالى، الثالث إشعارهم من خلال حديثه لهم أنه لايستأنس لمن لايؤمن بالله واليوم الآخر، وأنّه من ذرية قوم أنبياء ولعلهما لايخفى عليهما خبر نبوة إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهذا المهيأ الرابع.
وقص عليهم تعبير الرؤيا بعد تلك الدعوة المحفوفة بكثير من المقدمات التي تضمن قبول الرسالة الإعلامية وعرّي من خلال الدعوة خلو الإعتقاد الذي يعتقدونه من أن لله أندادا تعبد من البرهان وأن كل ما عندهم هو أن آباءهم كانوا يعتقدون ذلك؛ فهم يقتدون بهم دون نظر واستدلال.
إن " القصة القرآنية تخاطب العقل والضمير والوجدان لكونها تسجيلاً للواقع الحي " ([4]) فتؤثر على المشاهد أو المستمع أو القارئ تأثيراً بالغاً ويصبح مردودها الإعلامي ذا أثر واضح من حيث الهداية الإرشادية " ويقرر يوسف أن اختصاص الله بالحكم تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة هو وحده الدين القيم {ذلك الدين القيّم} ([5]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو تعبير يفيد القصر، فلا دين فيما سوى هذا الدين الذي يتحقق فيه اختصاص الله بالحكم تحقيقاً لاختصاصه بالعبادة ([6]) {ولكن اكثر الناس لايعلمون} ([7]) " لقد رسم يوسف بهذه الكلمات القليلة الناصعة الحاسمة المنيرة كل معالم هذا الدين وكل مقومات هذه العقيدة، كما هز بها كل قوائم الشرك والطاغوت والجاهلية هزاً شديدا" ([8])
هـ-الفهم الثاقب
عندما يتدبر المتدبر ويوسف يعبر عن هذا الدين القيم ماهو؟ ليجلي ذلك للمستقبلين يعلم مدى الفهم عند يوسف {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم} ([9]) " وحين نفهم معنى العبادة على هذا الفهم - بأن الدين كله لله والأمر والحكم كله له وحده سواءً تعلق هذا الأمر بشعيرة تعبدية أو بتوجيه أخلاقي أو بشريعة فالدينونة لله وحده في هذا كله هي مدلول العبادة التي خص الله - بها نفسه ولم يجعلها لأحد سواه - حين نفهم العبادة على هذا النحو نفهم لماذا جعل يوسف اختصاص الله بالعبادة تعليلاً لاختصاصه بالحكم، فالدينونة – العبادة -
"لاتقوم إلا بالحكم ولايمكن أن تقوم إذا كان الحكم لغير الله " ([10]) إن فهم الرسالة فهماً ثاقباً من أجل شرحها للناس مهم للغاية فإنه" من الحقائق المسلمة اليوم أن الإتصال بالناس ونقل امعاني والأفكار إليهم وتبادلها معهم، وتهيئة الأجواء للحوار والمناقشة حول قضايا الحياة .. عمل من صميم العملية الإعلامية " ([11]) " ذلك أن بث الحقائق والمعلومات والآراء بين الناس هو جوهر الإعلام " ([12]) " وقد تعددت أساليب القرآن الكريم للوصول إلى هذه الغاية فمن قصص إلى ضرب أمثال إلى إثارة التساؤلات العجيبة إلى التقرير إلى أسلوب المقابلة بين حال المؤمن وحال الكافر وما أعد لكلك منهما في الآخرة إلى غير ذلك .. " ([13]) " وإيصال حقائق الإسلام إلى المستقبل لاتأتي إلا في جو من الحرية، ولذلك شرع الجهاد في سبيل الله حتى يزاح الطغاة عن طريق الدعوة لتصل إلى الناس صافية نقية وهم يملكون الإختيار العقدي في حرية مطلقة " ([14]) {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ([15])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- د. أحمد بدر - الرأي العام [القاهرة -مكتبة غريب -بدون] ص53.
[2]- ثمة تعريف للإتجاه بأنه حالة من الإستعداد والتأهب العصبي والنفسي .. وبهذا يكون درجة بين القناعة والرأي الخارجي أو السلوك نفس المرجع السابق ص53.
[3]-سورة يوسف
[4]- د. عمر محمد باحاذق -أسلوب القرآن الكريم [دمشق - بيروت - دار المأمون - الأولى 1414هـ -1994م ص.
[5]- سورة يوسف الآية 40.
[6]- سيد- في ظلال القرآن 4/ 1991 مرجع سابق.
[7]- سورة يوسف الآية 40.
[8]- سيد -مرجع سابق 4/ 1998.
[9] سورة يوسف الآية 40.
[10]- سيد -في ضلال القرآن، مرجع سابق 4/ 1990 - 1991. بتصرف.
[11]- د. إبراهيم إمام - دراسات في الفن الصحفي [القاهرة -الإنجلو -بدون] ص 48،63، 65. -وللمؤلف - الإعلام الإذاعي والتلفزيوني في [القاهرة - دار الفكر العربي -بدون] ص254.
[12]- د. إبراهيم إمام - الإعلام الإسلامي في المرحلة الشفهية [القاهرة - الإنجلو -1980] ص28
- د. أحمد بدر الرأي العام، مرجع سابق ص 295 - 296.
- د. إبراهيم إمام - العلاقات العامة والمجتمع [القاهرة - الإنجلو 1976الثانية] ص217.
- د. حسن الحسن - الإعلام والدولة [بيروت - دار صادر - الأولى - 1965 م] ص 339.
[13]- د. سيد محمد ساداتي الشنقيطي - مفاهيم إعلامية من القرآن الكريم [الرياض - دار عالم الكتب - الأولى - 1406، 1986م] ص 72.
[14]- المرجع السابق الصفحة نفسها بتصرف.
[15]- (6) سورة الكهف الأية 29.(/)
سؤالٌ عن دراسة علم القراءات
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[26 Sep 2004, 05:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
إخواني الكرام سؤالي هو: هل يُشترط لتعلم القراءات حفظ متنٍ معين مثل الشاطبية وغيرها من المتون في هذا العلم علماً بأن حفظ المتن يستغرق وقتاً طويلاً في هذا الوقت أستطيع أن أُجيد القراءات من دون حفظ المتن لأن متن الشاطبية مجرد مفتاح لهذا العلم لا بد له من الشرح , ولكن خلاصة السؤال أنه هل حفظ متن الشاطبية من شروط تعلم علم القراءات وإتقانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Sep 2004, 05:34 م]ـ
أخي الكريم:
الجواب على سؤالك والله أعلم , أنه لا يشترط لتعلم علم القراءات حفظ متن الشاطبيه أوغيره من المتون كالدرة أو الطيبة , ولكن من نعم الله علينا في هذا الوقت أن يسر لنا وجود مثل هذه المتون , فإنها مما تسهل الحفظ والاتقان لهذا العلم المبارك , ولا أظن أحدا من المتقنين لهذا العلم في هذا العصر ولا يحفظ هذه المتون , وهي في الحقيقه أسهل بكثير وأسرع في حفظ واتقان هذا العلم , ولو أراد أحد أن يستغني عن هذه المتون فإن هذا يتطلب منه وقتا وجهدا مضاعفا وقد يصعب عليه جدا إتقان هذا العلم.
وأما ماذكرته من أن هذا المتن يحتاج إلى شرح , فهو فعلا يحتاج إلى شرح ولكن الشروح للشاطبية كثيرة ومتوفرة , ويوجد الكثيرمن العلماء في هذا العصر ممن يشرحها ويوضحها , فالأمر يسير ولله الحمد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى(/)
اليهود في القرآن، التوراة في القرآن، تفضل بالدخول
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 Sep 2004, 05:05 م]ـ
أود أن أسأل الإخوة الكرام، وخصوصا المشرف الشيخ الكريم عبدالرحمن الشهري
ما أبرز الكتب التي تحدثت عن، كيف تناول القرآن الحديث عن اليهود (صفاتهم، عقائدهم، اساليبهم، ... )، وكذلك كيف تحدث القرآن عن التوراة.
أفيدوني ولكم الدعاء،،،،،
ـ[موراني]ــــــــ[27 Sep 2004, 07:34 م]ـ
محب الثقافلة ,
لا أظنك الا وأنت طالب العلم وقرأت القرآن.
أليس من المستحسن أن تعيد النظر في الآيات المعنية التى تحتوي على ما تريد شرحه وتفهمه وتراجع ما جاء حول هذه الآيات في كتب التفسير؟
من هذه الطريقة تكوّن نظريتك الخاصة في هذا الموضوع الهام. هذا قد يكون الخطوة الأولى تجاه البحث المستقل.
موراني
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 Sep 2004, 09:43 م]ـ
جزيت خيرا أخي (أهل القيروان)
كلامك صحيح عن طريقة بحث الموضوع، ولكني أريد الدلالة على بعض المراجع
لضيق الوقت عندي جدا، مع أن مطالعة التفاسير حول ماأريد لم تغب عن بالي،
ولذلك طلبت هذا الطلب، ولعلك أنت أول من يدلني تلك المراجع.
ـ[موراني]ــــــــ[27 Sep 2004, 09:56 م]ـ
عفوا , انني لا أدلك على المراجع بل على الأصول وهي بحر! فلا تستطيع مراجعتها في ضيق الوقت كما تقول.
لقد لاحظت ولم ازل في هذا الملتقى وغيره أن طلبة العلم يفضلون قراءة ما هو (جاهز) ويكررون الكلام ما جاء فيه ويحفظون كلام الغير. لا بأس في ذلك في طبيعة الحال اذا يتمشى ذلك بتكوين الرأي المستقل والبناء.
فلذلك قلت لك فقط: عليك بالأصول.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:04 ص]ـ
من الكتب الجيدة في ذلك:
- معركة الوجود بين القرآن والتلمود، للدكتور عبدالستار فتح الله سعيد. مكتبة الزرقاء - الأردن.
- اليهود في القرآن لعفيف طبارة.
- الشخصية اليهودية من خلال القرآن (تاريخ - وسمات - ومصير) للدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي. دار القلم بدمشق.
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[06 Dec 2005, 01:39 م]ـ
من الكتب القيمة النافعة والمفيدة في ذلك:
- حديث القرآن عن التوراه (1).
- جذور الإرهاب اليهودي في أسفار العهد القديم (2).
- سفر التكوين في ميزان القرآن الكريم _ من آدم إلى إبراهيم _ (3).
- سفر التكوين في ميزان القرآن الكريم _ أولاد إبراهيم عليه السلام _ (4).
من سلسلة "أضواء قرآنية على الفكر الديني اليهودي" لأستاذنا العلّامة الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي _حفظه الله_ وهي دراسات نقدية للفكر الديني اليهودي الذي يقوم على أساس أسفار العهد القديم.
وسيصدر قريباً _بعون الله _ الكتاب الخامس من هذه السلسلة القيمة "سفر الخروج في ميزان القرآن الكريم. . ".
تطلب هذه الكتب من دار العلوم للنشر والتوزيع _ الأردن_عمان_العبدلي.
أسال الله أن يجزي شيخنا العلّامة خير الجزاء، وأن ينفع ويرفع به الإسلام والمسلمين. . اللهم آمين.(/)
حلقة من حلقات تحريف الأعداء للقرآن الكريم!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 02:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقعت على هذا الخبر في أحد منتديات الانترنت، فرأت له تعلقاً بالقرآن الكريم من حيث محاولة تحريفه وتغييره من قبل قوم لا يعقلون، وكأنه لم يسمعوا: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)!
الدوحة - خاص براية الإسلام
إنها حقا آيات شيطانية جديدة، فقد نشرت مجلة الفرقان التي تصدرها أسبوعيا جمعيةاحياء التراث الاسلامي بالكويت موضوعا خطيرا عن صدور كتاب جديد باسم الفرقان الحق وبدأت المجلة التي جعلت من الموضوع عنوانا لغلافها:
" تمخضت دارا النشر الامريكيتان Omega 2001 و wine Press فقذفتا لنا اخيرا، آيات شيطانية اسمياها الفرقان الحق .. وهو ليس سوي الكتاب المقدس للقرن الحادي والعشرين!! أو سمه ان شئت كتاب السلام!! أو مصحف الأديان الثلاثة!!
قدم له عضوا اللجنة المشرفة علي تدوينه وترجمته ونشره المدعوان الصفي و المهدي – كما ورد في مقدمته - وذكرا بأنه للأمة العربية خصوصا والي العالم الاسلامي عموما.
مصحف الفرقان الحق المزعوم يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط ومترجم الي اللغتين العربية والانجليزية .. ويوزع في الكويت علي المتفوقين من ابنائنا الطلبة في المدارس الأجنبية الخاصة .. التي اصبحت مرتعا خصبا للمنصرين، للتأثير علي فلذات أكبادنا وبث ثقافة الاستسلام في أذهان الأجيال القادمة من ابنائنا وبناتنا، حتي يردوهم عن دينهم الاسلامي الحنيف، لا سيما ان الشباب يمثلون طموح الأمة وقادة المستقبل، فها هي اصابع التغيير وجهود التنصير ومخاطر حقبة السلام تتسلل الي عقول ابنائنا وتعبث بمعتقداتهم وقيمهم وأفكارهم. حرب باردة خفية تدور علي ابنائنا في ظل غفلتنا وانشغالنا بأعباء الحياة وتكالب الأعداء علي أمتنا الاسلامية!.
يبتديء المصحف المزعوم بمقدمة مسمومة ترسخ وتؤصل للخلط العقدي وحرية الأديان في مردات تنصيرية، زاعمة ان الفرقان الحق لكل انسان بحاجة الي النور بدون تمييز لعنصره أو لونه او جنسه او امته او دينه.
يتألف من 77 سورة مختلقة وخاتمة .. ومن اسماء تلك السور المفتراة الفاتحة -المحبة - المسيح - الثالوث - المارقين - الصَّلب - الزنا - الماكرين – الرعاة -الإنجيل - الأساطير - الكافرين - التنزيل - التحريف - الجنة - الأضحي – العبس-الشهيد .. إلخ.
ويفتتح بالبسملة الطامة بقولهم: (بسم الأب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد. مثلث التوحيد .. موحد التثليث ما تعدد).
يتجلي فيه خلط واضح لمعني الإله فهو الأب كما زعمت النصاري ومثلث التوحيد وهو الإله الواحد الأحد كما يعتقد المسلمون.
ثم تأتي سورة الفاتحة المزعومة بتلبيس إبليس في مطابقة اسمها لفاتحة القرآن العظيم .. ثم سورة النور .. ثم السلام .. وهكذا.
وفي سورة السلام المفتراة حشو للإفك والباطل وتلفيق واضح، ومن آياتهاوالذين اشتروا الضلالة وأكرهوا عبادنا بالسيف ليكفروا بالحق ويؤمنوا بالباطل أولئك هم أعداء الدين القيم وأعداء عبادنا المؤمنين).
فمن ذا في عصرنا يُكره المؤمنين ليكفروا بالحق غير أعداء الله من اليهود والنصاري؟
ثم يأتي التصريح بالنصرانية ليكشف عن مكنون صدورهم في السورة ذاتها بقولهم افتراء علي الله: (يا أيها الناس لقد كنتم أمواتا فأحييناكم بكلمة الإنجيل الحق. ثم نحييكم بنور الفرقان الحق)
ثم يتجلي التحريف والعبث بآيات القرآن العظيم في كل آيات ذلك الكتاب.
ثم تأتي الفرية في الكذب علي الله بقولهم لقد افتريتم علينا كذبا بأنا حرمنا القتال في الشهر الحرام ثم نسخنا ما حرمنا فحللنا فيه قتالا كبيرا)!!.
وهكذا يحللون لأنفسهم القتال في الأشهر الحرم، ولعلهم يقصدون بذلك حربهم التي شنوها في رمضان وفي الأشهر الحرم أخيرا.
ثم يتوالي الكفران والبهتان في مثل قولهم في سورة التوحيد المزعومة: (وما كان لكم ان تجادلوا عبادنا المؤمنين في إيمانهم وتكفروهم بكفركم فسواء تجلينا واحدا او ثلاثة أو تسعة وتسعين فلا تقولوا ما ليس لكم به من علم وإنا أعلم من ضل عن السبيل).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سورة المسيح التي خطتها ايديهم الآثمة: (وزعمتهم بأن الإنجيل محرف بعضه فنبذتم جُلَّه وراء ظهوركم). وبذلك يستنكرون علي القرآن بيان حقيقة تحريفهم للإنجيل والتوراة. ويتبع ذلك اتهام المسلمين بالنفاق في مثل قولهم: (وقلتم: آمنا بالله وبما أوتي عيسي من ربه، ثم تلوتم منكرين .. ومن يبتغ غير ملتنا دينا فلن يقبل منه .. وهذا قول المنافقين)!!.
يستنكرون علي المسلمين اتباع الإسلام وينكرون قوله تعالي: ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين!.
وفي سورة الصلب قالوا كفرا: (إنما صلبوا عيسي المسيح ابن مريم جسدا بشرا سويا وقتلوه يقينا) .. . يردّون قول الله عز وجل: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.
وفي سورة الثالوث زعموا كفرا: (ونحن الله الرحمن الرحيم ثالوث فرد إله واحد لا شريك لنا في العالمين).
فأي طفل يصدق وحدانية الله عز وجل بعد هذا السياق الثالوثي الساذج؟! وأي معادلة تحتمل الوحدانية والثالوثية ثم الخاتمة بأنه لا شريك له؟!.
وفي السورة ذاتها إنكار سافر لأسماء الله الحسني وصفاته العلي بقولهم: (إن أهل الضلال من عبادنا اشركوا بنا شركا عظيما فجعلونا تسعة وتسعين شريكا بصفات متضاربة وأسماء للإنس والجان يدعونني بها وما أنزلنا بها من سلطان .. وافتروا علينا كذبا بأنا الجبار المنتقم المهلك المتكبر المذل، وحاشا لنا ان نتصف بإفك المفترين ونزهنا عما يصفون).
فأي مصحف هذا الذي ينكر قوله تعالي في القرآن العظيم: (ولله الأسماء الحسني فادعوه بها). وقوله عز من قائل: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) الحشر.
وما لبث الكفار ان ظهرت مكنونات صدورهم وخبايا سرائرهم في سورة الموعظة وخوفهم من الجهاد ورغبتهم في نشر ثقافة الاستسلام والخضوع والضعف والجبن في ديار المسلمين وعقائدهم بقولهم: (وزعمتم بأنا قلنا قاتلوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين علي القتال وما كان القتال سبيلنا وما كنا لنحرض المؤمنين علي القتال إن ذلك إلا تحريض شيطان رجيم لقوم مجرمين). هل أصبح الجهاد إجراما؟! وهل أصبح أمر الله بتحريض المؤمنين قول شيطان رجيم؟! تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا.
وفي سورة الصلاح المكذوبة نفي لمعاداة الكافرين والبراءة من الضالين الملحدين بقولهم افتراء علي الله: يا أيها الذين ضلوا من عبادنا هل ندلكم علي تجارة تنجيكم من عذاب أليم تحابوا ولا تباغضوا وأحبوا ولا تكرهوا أعداءكم، فالمحبة سنتنا وصراطنا المستقيم .. وسكوا سيوفكم سككا ورماحكم مناجل ومن جني ايديكم تأكلون).
يريدون بذلك أن يصبح المسلمون أهل جزية وصغار وأهل زروع ودنيا .. ومصانع السلاح بأيديهم، والقوة ملكهم وحدهم!! فأين هم من قول الله عز وجل في القرآن العظيم: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)؟!.
ويتوالي الجرم الأعظم والتعدي علي الله عز وجل بقولهم رفضا للقرآن العظيم في السورة ذاتها:
(ولا تطيعوا أمر الشيطان ولا تصدقوه إن قال لكم: كلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم).
ويتواصل الرفض لاستخدام القوة في قتال الكفار أعداء الله بقولهم في السورة المزعومة نفسها: (وكم من فئة قليلة مؤمنة غلبت فئة كثيرة كافرة بالمحبة والرحمة والسلام)!!
ثم يتعمدون مساواة الطهر بالخبث والنجاسات!! ومساواة النكاح بالزنا!! في سورة الطهر بقولهم علي الله زورا وكذبا: (وما كان النجس والطمث والمحيض والغائط والتيمم والنكاح والهجر والضرب والطلاق إلا كومة ركس لفظها الشيطان بلسانكم وما كانت من وحينا وما أنزلنا بها من سلطان).
وفي السورة المزعومة ذاتها منتهي التألي علي الله عز وجل، والكفر بما أنزل من ايات بينات بقولهم افتراء عليه (وقلتم إفكا لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا .. وأمرتم باقترافه مثني وثلاث ورباع أو ما ملكت أيمانكم، ولا جناح عليكم إذا طلقتم النساء فإن طلقتموهن فلا يحللن لكم من بعد حتي ينكحن أزواجا غيركم.). فهل بعد هذا من زني وفحش وفجور).تعالي الله عما يقولون علوا كبيرا .. إنهم يصفون تعدد الزوجات بالزني، والطلاق كذلك!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي اختلاق وتجن علي الله تأتي سورة الغرانيق المزعومة وكأنها سورة النجم في قرآننا العظيم مع تحريف سافر بقولهميا أيها الذين كفروا من عبادنا لقد ضل رائدكم وقد غوي .. إن هو إلا وحي إفك يوحي علمه مريد القوي .. فرأي من مكائد الشيطان الكبري. كلما مسه طائف من الشيطان زجره صحبه فأخفي ما أبدي .. وإذا خلا به قال: إني معك، فقد اتخذ الشيطان ولياً من دوننا .. فلا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس إذ ينزل عليه رجزاً!!).ويا له من كفر بواح .. وشرك صراح .. وتعدِّ علي الله ورسوله صلي الله عليه وسلموإنكار للإسلام!.
ثم اتهموا الإسلام بامتهان المرأة كما تزعم جمعيات حقوق الانسان الغربية الكافرة بأن الاسلام جعل المرأة سلعة تباع وتشتري بقولهم علي الله كفرا وزوراوهن حرث لكم تأتون حرثكم أني شئتم، ذلك هو الظلم والفجور فأين العدل والخلق الكريم؟ وبدأنا خلقكم بآدم واحد وحواء واحدة فتوبوا عن شرك الزنا ووحدوا انفسكم بأزواجكم .. فللزوج الذكر الواحد زوجة أنثي واحدة وما زاد عن ذلك فهو من الشيطان الرجيم .. فالمرأة بشرعتكم نصف وارث فللذكر مثل حظ الانثيين وهي نصف شاهد فإن لم يكن رجلان فرجل وامرأتان فللرجال عليهن درجة، وهذا عدل الظالمين .. واذا خشيتم عليهن الفتنة غيرة احتبستوهن بقولكم: قرن في بيوتكن ألا ساء حكم الظالمين قراراً .. فأي سلعة تبتاعون وأي بهيمة تقتنون وتسوسون؟.
قد أغاظهم سماح الاسلام للمسلمين بالزواج مثني وثلاث ورباع، وبتشريع الاسلام للطلاق حلا في نهاية المطاف للمشكلات الزوجية العقيمة، واستنكروا تشريع الاسلام للميراث وتقسيماته بين الذكر والأنثي.
وفي سورة الزنا افتروا علي الله القول: (يا أهل السفاح من عبادنا الضالين: لقد دفعتم بأنفسكم الي الزنا بما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع أو ما ملكت ايمانكم فعارضتم سنتنا في الانجيل الحق بأن من نظر لأنثي بعين الشهوة، فقد زنا بها في قلبه السقيم، ومن أشرك بزوجة أخري فقد زنا وأوقعها في الزنا والفجور.
وفي سورة المنافقين يصفون الله عز وجل بالشيطان - حاشا لله، وتعالي عما يصفون بقولهم: (ومكرتم ومكر الشيطان والشيطان خير الماكرين .. وطبع الشيطان علي قلوبكم وسمعكموأبصاركم فأنتم قوم لا تفقهون).
وفيما زعموا سورة الجزية ينفون القتال والجزية بقولهم افتراء علي الله: (زعمتم بأننا قلنا: قاتلوا الذين لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .. يا أهل الضلال من عبادنا: إنما دين الحق هو دين الإنجيل والفرقان الحق من بعده فمن ابتغي غير ذلك دينا فلن يقبل منه فقد كفر بدين الحق كفرا).
تلك أمانيهم ان نكفر بالقرآن العظيم وبآيات الله عز وجل ونتبع انجيلهم المحرف وفرقانهم المكذوب علي الله ولكن هيهات لهم!.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Oct 2004, 09:21 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هذا الكتاب موجود منذ فترة طويلة و منشور كاملاً على صفحات الانترنت .. و قد تصدى بعض إخواننا للرد عليه و ربما يصدر كتاب في الرد عليه بمصر قريبًا إن شاء الله.
و قد علق عليه شيخنا العلامة أبو إسحاق الحويني - حفظه الله و رعاه - في أحد دروسه.
و قد قام بعض النصارى بـ (تلاوته) في أحد غرفهم بالبال توك و النصارى يتمايلون من الإعجاز هههه و يهللون (أي يقولون: هاللولويا) حتى توقعت أن يقول أحدهم: إن عليه لطلاوة! هههههههههههه
الحمد لله على نعمة الإسلام ....... و العقل.
ـ[موراني]ــــــــ[13 Oct 2004, 11:34 ص]ـ
هذا مثل آخر لتلك الفرق الكثيرة المنتشرة في الغرب خاصة في أمريكا
كان من المستحسن تجاهلهم تماما وعدم ذكرهم لان ذكرهم بمثابة اشهار لهم
وهذا ما يريدون ...... وهم شرار خلق الله(/)
الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر , وليس أحمد شاكر
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Oct 2004, 06:23 ص]ـ
قال الأديب البليغ الأستاذ الدكتور: محمود محمد الطناحي– وهو من تلامذة محمود شاكر-,
في كتابه الرائع- وكل كتبه كذلك-: «في اللغة والأدب- دراساتٌ وبحوث» 1/ 229,
في مَقَالةٍ بعنوان: «المتنبي» , لَخَّصَ فيها كتاب شيخه «المتنبي» تلخيصاً يكاد يُغنيك عن قراءة الأصل, وأشرف فيها على تاريخ لا يعلمه الكثير عن «أبي فهر» رحمه الله.
قال الطناحي رحمة الله عليه:
(وإني وإن كنت أطوي الكلام طَيَّاً, فلا بد لي من الإشارة إلى علم من علوم العربية والإسلام, برع فيه أبو فهر براعة شديدة, وهو مما لا يعرفه كثير من الناس فيه, ذلك هو: «علم الجرح والتعديل» , ذلك العلم العظيم, الذي يتصل بالكلام على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سنداً ومتناً, وهو علمٌ يُمثِّلُ أرقى المناهج في قبول الأخبار وردِّها- وقد وظَّفه أبو فهر توظيفاً جيداً في دراسته عن المتنبي-, وبيان ذلك:
أن أبا فهر نشر- في الخمسينات- من تفسير الإمام الطبري: ستةَ عشرَ جزءاً, وترى في حواشي هذه الأجزاء غرائب من شروح اللغة والشعر وعلوم الإسلام, لكن الجانب البارز في هذه التعليقات هو الكلام على الأحاديث جرحاً وتعديلاً.
ويعتقد الناس أن هذا من عمل أخيه محدث العصر الشيخ: أحمد محمد شاكر؛ لأن أغلفة الأجزاء كُتبَ عليها:
(حققه وعلق حواشيه محمود محمد شاكر- راجعه وخرج أحاديثه أحمد محمد شاكر).
والشيخ أحمد محمد شاكر من العلم بالحديث بمكان راسخ, وفضله غير منكور,
لكن الحقيقة أن تخريج أحاديث الطبري كُلُّه عملٌ خالصٌ لأبي فهر, وإن كان قد رجع إلى أخيه في مواضع قليلة جداً.
وإن أردت أن تعرف صدق هذا, فانظر إلى كتاب الطبري الآخر: «تهذيب الآثار» , وهو عملٌ خالصٌ لأبي فهر, ونُشِر بعد تفسير الطبري بسنوات طوال, وسترى أن المنهج واحد, والقلم واحد.
أقول هذا وأنا أعرف أن أبا فهر يكره هذا ويرفضه؛ رعايةً لحق أخيه, لكني أُخالف عن أمره هنا؛ فأدعُ الذي يكرَه, للذي أُحِبُّ من إظهار الحق, ورعاية حق التاريخ).ا. هـ
وبعد:
فالطناحي مُحَقِّقٌ ثِقةٌ أمين, يعرف ما يخرج من رأسه, وقد عاصر أبا فهر, وَلَقِيَه وأخذ عنه, واصطحبا في علم اللغة تخَصُّصاً ومنهجاً وغايةً, وقد كتب كلامَه هذا في حياة صاحبه, ثم قال رحمه الله في آخر هذه المقالة:
(وبعد, فهذا حديث موجز عن أبي فهر, فاقبل منه ما تقبل, وأَنكِرْ منه ما تُنكِر, لكنِّي أُشهِد الله أنك لو عرفتَ ما عرفتُ, ولو ذُقتَ ما ذقتُ؛ لنَسَبتَني إلى التقصير, وقضيت عليّ بالعجز.
على أني لست أجد لي ولك إلا ما قاله تاج الدين السبكي في ترجمته لأبيه تقي الدين, قال: «وأنا أعرف أن الناظرين في هذه الترجمة على قسمين: قسم عرف الشيخ كمعرفتي, وخالطه كمخالطتي, فهو يحسبني قَصَّرت في حقِّه, وقسم مقابله, فهو يحسبني بالغت فيه, والله المستعان».
أما أنت يا أبا فهر:
فلقد عُرِفتَ وما عُرِفتَ حقيقةً * * * ولقد جُهِلتَ وما جُهِلتَ خمولا
كتب الله لك السلامة والعافية).ا. هـ
رحم الله محمود شاكر ومحمود الطناحي, وغفر لهما, وتقبل منهما, بفضله وكرمه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Oct 2004, 06:41 ص]ـ
شكر الله لك أيها الأخ الفاضل أبا بيان هذا النقل العزيز في بيان عمل آل شاكر ـ رحمهم الله ـ في تفسير الطبري.
والطناحي ـ رحمه الله ـ أدرى بشيخه محمود من غيره، غير أن لأحمد شيئًا من التحقيقات في هذا الكتاب ـ كما أشار إليه الطناحي ـ، وهي ظاهرة جدًّا، حيث يَردُّ القارئ إلى تحقيقه للمسند، كعبارته ـ عند تحقيقه لسند العوفيين ـ: ((وقد رجحنا ضعفه في شرح حديث المسند، وشرح حديث الترمذي)) (1: 264)، وله غير هذا في غير ما موطن.
فأصل العمل ـ فيما يظهر ـ للأستاذ المحقق محمود، ولأخيه مشاركة في تخريج الآثار والأحاديث فحسب، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2004, 12:22 م]ـ
لا يزال أخي أبو بيان يتحفنا بفوائده وشوارده، أسأل الله له التوفيق والسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإتماماً لهذه الفائدة أقول: إن ما ذكره الدكتور المحقق محمود الطناحي رحمه الله له جانب كبير من الصواب، وقد نص العلامة محمود شاكر في مقدمته للجزء الرابع على طبيعة عمله فيما يتعلق بالأحاديث ودوره الذي قام به فقال: (وقد شاركت أخي - أيده الله - في بيان حال بعض رجال أسانيد الآثار دون الأحاديث، والفرق بين ما كتبته وما يكتبه لا يحتاج إلى إشارة وتوضيح، فهو فرق ما بين الذي يكتبه المتمكن الراسخ، وما يكتبه الشادي المشارك فيما لا قدم له فيه، فأغنى ذلك عن النص على ما كتبتُ) أهـ.
فهذا في الأجزاء الأربعة الأولى، ثم كثر عمل محمود شاكر بعد الجزء الرابع في التخريج والحكم على الأحاديث فصار يوقع ذلك باسمه خشية الالتباس بعمل أخيه، حتى قال في تقديمه للجزء العاشر: (وبعد، فقد كنت أشرت في تصدير الجزء الرابع أني شاركت أخي السيد أحمد في بيان حال رجال الآثار، وخرجت ما اتفق منها. ثم كثر ذلك حتى صرت أوقع باسمي في ذيل بعض التعليق الذي أخشى أن يحمل على أخي وعلى علمه.
أما منذ الجزء التاسع، فقد انفردت بالعمل كله، فخرجت عامة أحاديث الجزء التاسع والعاشر، وتركت الإشارة إلى ذلك، ولكني وجدت في نفسي أني خالفت حق العلم، وأمانة النسبة، فإن قارئ التفسير، يعلم من عنوانه أن أخي قد راجعه وخرج أحاديثه، وهو لكثرة مشاغله لم يفعل. فكتبت هذه الكلمة حتى لا ينسب أحدٌ قولاً إلى أخي لم يقله، وعسى أن أقع في خطأ أخي برئ منه، هذا مع الفرق الواضح بين تخريج إمام قد استقل بمذهبه، ومشارك في علم يتعثر ويلتمس من الناس الإقالة) أهـ.
فقد أبان رحمه الله عن عمله غاية البيان فيما يتعلق بالأحاديث والآثار على وجه الخصوص، وأما سائر التعليقات اللغوية وغيرها فهو صاحبها في الكتاب كله.
وأختم بما كتبه أخوه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تصديره للجزء الحادي عشر من تفسير الطبري حيث قال: (وبعد فقد كنت منذ بدأت العمل في هذا التفسير العظيم، تفسير الطبري، مع أخي السيد محمود محمد شاكر باذلاً جهدي في مراجعة بعض أسانيده، خصوصاً الأحاديث المرفوعة، مخرجاً منها ما استطعت تخريجه، ومبيناً منها ما أعجزني الوصول إليه. ثم تفضل أخي السيد محمود بمعاونتي في التخريج، فخرج الكثير من الأحاديث في كثير من الأجزاء. وهو أهل لذلك والحمد لله، بما أوتيه من دقة النظر والدأب على البحث، والثقة فيما ينقل عن الدواوين والمراجع.
وكنت ولا أزال مطمئناً إلى عمله واثقاً به، عن خبرة وبينة، حتى إذا شغلتني شواغل جمة منذ أول الجزء التاسع تفرد هو بالتخريج، كما بينه في مقدمة الجزء العاشر.
وقد رأى أخي ورأيت معه أن اشتراكي في التخريج - في أصول الكتاب قبل الطبع - قد يعوق ظهور الأجزاء متتالية على النحو الذي نريد، وأنا وأخي جد حريصين على ألا يتأخر إخراج الكتاب، ونريد أن نتفادى ذلك ما استطعنا. فرأينا منذ هذا الجزء الحادي عشر أن تكون مراجعتي الأحاديث في أعقاب طبع كراريسه، ثم أفرد ما بدا لي من زيادة في التخريج، وما أراه من رأي في بعض الأحاديث - وخاصة المرفوع منها - في قسم مستقل يطبع في آخر كل جزء ليكون تتمة التخريج، فنجمع بذلك بين المقصدين: إتمام التخريج، وتحقيق الأحاديث ومراجعتها. ثم الحرص على ظهور الكتاب في فترات متتالية دون تأخير، إن شاء الله) أهـ
وقد ألحق أحمد شاكر في نهاية الأجزاء الحادي عشر وما بعده تتمة للتخريج الذي قام به أخوه محمود فأبان عن قدم راسخة في دراسة العلل والأسانيد، وأضاف إضافات متميزة فاتت محمود رحمه الله.
وفي هذا تصديق لما ذكره الدكتور محمود الطناحي في جانب كبير منه، وتوضيح لعمل كل منهما رحمهما الله وغفر لهما، وشكر الله لأخي أبي بيان هذا التنبيه، ولأخي أبي عبدالملك حسن التعقيب والله الموفق.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[14 Oct 2004, 05:27 م]ـ
شيخي الفاضلين:
ما أجمل ما كتبتما,
وبه يكتمل الموضوع, وتحصل الفائدة,
ولعل أهم فائدة فيما كُتِب تمييز عمل كلّ من الشيخين في جانب التخريج؛
ليُنسَبَ العلم والفضل لأهله,
خاصة عند الإفادة في التخريج من عملهما.
والله الموفق.(/)
رسالة علمية .. مقارنة بين كتاب الواحدي والسيوطي في اسباب النزول
ـ[الراية]ــــــــ[13 Oct 2004, 01:00 م]ـ
عنوان الرسالة: لباب النقول في أسباب النزول للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي -دراسة وتحقيق مع مقارنته بكتاب أسباب نزول القرآن الكريم للواحدي (ت468هـ).
اسم الباحث: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الجربوع
المرحلة: دكتوراة
تاريخ المناقشة: 1417هـ
تم طبع الرسالة
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وقسمين وخاتمة.
المقدمة: أهمية الموضوع وأسباب اختياره وخطته، ومنهجه، وشكر.
القسم الدراسي: واشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: في الكتب المصنفة في الأسباب.
الفصل الثاني: دراسة موجزة للمؤلف وترجم فيها له بإيجاز. الفصل الثالث: دراسة الكتاب. الفصل الرابع: المقارنة بين لباب النقول للسيوطي، وأسباب النزول للواحدي وفيه ترجمة موجزة للواحدي، ومنهج كل منهما، والمقارنة بينهما.
القسم التحقيق: وضع الباحث رقمين أو ثلاثة قبلا عنوان السورة:
الأول لرقمها في المصحف،
والثاني لرقمها في الكتاب
والثالث لزيادات السيوطي. وفعل ذلك قبل كل رواية.
الخاتمة: جاء فيها بأهم نتائج البحث:
1ـ لا طريق لمعرفة الأسباب إلا النقل الصحيح، وأن عبارات السلف في التعبير عن الأسباب منها الصريح في السببية وغير الصريح، وأن المؤلفين في الأسباب لم يستوعبوا.
2ـ وقد بلغت الأسباب التي ذكر السيوطي (1320) رواية وزاد على الواحدي (955) رواية.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=681
فهل اطلع أحدكم على هذه الرسالة؟(/)
ماذا عن عناية أهل التفسير بالرأي بالتفسير النبوي في تفاسيرهم
ـ[العرباض]ــــــــ[13 Oct 2004, 04:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة
إخوتي الكرام هل يمكن أن تسعفوني بمشاركاتكم حول عناية أهل التفسير بالرأي بالتفسير النبوي في تفاسيرهم أو أن تدلوني على بعض الدراسات المتخصصة في هذا البابو جزاكم الله خيرا(/)
هل هناك كتاب جمع أدلة القرآن العقلية لإثبات الغيبيات؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[14 Oct 2004, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني:
من المعلوم أن الكافر لن يؤمن بأمور الغيب كأركان الإيمان الستة ونحوها إلا إذا خاطبته بالأدلة العقلية
ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى تلك الأدلة العقلية أثناء النقاشات مع غير المؤمنين، ولكني لاحظت أن كثيرا من الأدلة العقلية التي يوردها كثير من المسلمين إنما هي اجتهادات عقول بشرية، فمهما كانت قوية فهي ليست بشيء إذا قارناها بأدلة من خلق العقول، فهو سبحانه له الحجة البالغة وهو سبحانه يقذف بالحق علام الغيوب ولن يبديء الباطل بعدها ولن يعيد بل سيدمغ فيزهق.
فإن لم يقتنعوا فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون
لذا هل هناك كتاب جمع الأدلة العقلية الموجودة في القرآن وذلك لإقرار الأمور الإيمانية الغيبية كأركان الإيمان الستة ونحوها
؟
ـ[الجندى]ــــــــ[22 Oct 2004, 11:18 م]ـ
هل هناك كتاب جمع الأدلة العقلية الموجودة في القرآن وذلك لإقرار الأمور الإيمانية الغيبية كأركان الإيمان الستة ونحوها؟
ـ[الراية]ــــــــ[23 Oct 2004, 03:05 م]ـ
هناك رسالة ماجستير من جامعة ام القرى، مطبوعة وهي بعنوان الادلة العقلية النقلية على اصول الاعتقاد
تاليف سعود بن عبد العزيز العريفي
نشرتها دار عالم الفوائد، الطبعة الاولى 1419هـ
في مجلد واحد
لعلها تفيدك اخي الكريم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Oct 2004, 07:43 م]ـ
السلام عليكم
قد أكون مخطئا فصوبوني
أنا أقول أن الدليل إما عقلي أو نقلي
الدليل العقلي يستخدم لإثبات وجود خالق للكون والإنسان---ويستخدم لإثبات أن القرآن الكريم من عند الله----ثم تؤخذ المغيبات الأخرى من الدليل النقلي كالقران الكريم من مثل --الآيمان بالملائكة
لقد أرشد القرآن لأساليب إستدلال عقلية من مثل قوله ((لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا))
ولكن لا يحتج على الكافر بالآية لأنه ليس مؤمنا بهاا
ـ[الجندى]ــــــــ[03 Nov 2004, 04:49 م]ـ
وهذه بعض الكتب دلنى عليها أحد الأخوة:
1 - الدلالة العقلية في القرآن ومكانتها في تقرير مسائل العقيدة الإسلامية تأليف د. عبدالكريم نوفان عبيدات نشر دار النفائس 1420هـ وهو رسالة دكتوراة بجامعة أم درمان أشرف عليها أ. د. أحمد جلي
2 - آيات الله في الآفاق أو طريقة القرآن الكريم في العقائد تأليف محمد أحمد العدوي نشر مكتبة ابن تيمية-القاهرة
3 - مهج القرآن في عرض عقيدة الإسلام تأليف جمعة أمين عبدالعزيزنشر دار الدعوة بالإسكندرية
4 - عقيدة التوحيد في القرآن
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 Nov 2004, 05:03 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم (الراية) جزاك الله كل خير على الدلالة على ذلك الكتاب وقد اقتنيته وأراجعه بين فترة وأخرى وفيه خير كثير إن شاء الله
الأخ الكريم الجندي
جزاك الله كل خير على تلك الكتب التي دللتنا عليها
وإن يسر الله سأحاول أن أراجعها
أما بالنسبة لاستشكالك فتفضل الإجابة عليه:
إن كلمة " دليل عقلي " كما أنها تأتي أحيانا موازية لكلمة (دليل سمعي _ نقلي)
فكذلك كلمة "عقلي" تنقسم إلى قسمين في نفسها:
إذ من الممكن أن تأتي في نص شرعي (سمعي _نقلي _ ... الخ) فيصح تسميتها دليلا عقليا
ومن الممكن أن تنقدح في أذهان البشر فيصح أيضا تسميتها دليلا عقليا
ولأجل أن يفرقوا بينهما قالوا ((دليل عقلي ودليل عقلي نقلي))
وبناء على هذا فالأدلة العقلية من الممكن أن يذكرها المخلوق ومن الممكن أن يذكرها الخالق
وسواء بهذا أو ذاك فالخصم يجب أن يسلم للدليل العقلي
ليس لأنه صادر من خالق أو مخلوق ولكن لأنه عقلي قد حرك عقله.
فمثلا قوله سبحانه (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
تجد الكافر يجب أن يسلم له، ليس لأن الله قال به، ولكن لأنه حرك عقله
فصحت تسميته دليلا عقليا بناء على هذا الأساس ... ثم أضيفت إليه كلمة نقليا فصار دليلا عقليا نقليا للتفريق بينه وبين الأدلة العقلية التي تكون من عقول البشر ...
والله أعلم وأحكم وأخبر(/)
قراءة ابن مسعود
ـ[موراني]ــــــــ[14 Oct 2004, 09:36 ص]ـ
قد طلب أحد الأعضاء في هذا الملتقى أن أوفِّر له ما جمع
المستشرق Jeffery من قراءة ابن مسعود .....
فليتفضل وليتصل بي مرة أخرى في حالة حاجته الى هذا الكتاب
موراني
:)
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[01 Oct 2010, 02:33 ص]ـ
أين هي سيدي الكريم؟
أرجو رفعها هنا مع جزيل الشكر(/)
طلب المساعده في تفسير الايات الكونيه في سوره الصافات؟
ـ[%طالبة علم%]ــــــــ[14 Oct 2004, 09:50 ص]ـ
http://amairh.jeeran.com/heartttro11.gif
الاساتذه الكرام
اعضاء هذا المنتدى الرائد
اتمنى منكم مساعدتي ومد يد العون لي
ليستفيد معي كل طلاب العلم في دراستي
فأنا طالبه علم في احدى الجامعات المملكه العربيه السعوديه قسم دراسات اسلاميه
احدى مقرراتنا هذا الفصل ماده التفسير التحليلي وتتناول سوره الصافات
وما دفعني للكتابه هنا هو معرفت تفسير الايات الكونيه في سوره الصافات استنادا الى الاكتشافات الحديثه اي بصوره حديثه وذلك الان معضم التفاسير في المكتبات لا تتناول الموضوع بصوره حديثه
لذلك اتمنى ان تزودوني من علمكم ليستفيد الجميع اذا كان في مقدوركم ذلك او ارشادي الى موقع اوكتاب يساعدني في ايجاد ضالتي
هذا واتقدم بشكري لصاحب هذا الصرح
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2004, 11:57 ص]ـ
مرحباً بك أختي الكريمة في هذا الملتقى العلمي ونسأل الله لك التوفيق.
يا حبذا لو أخذتِ بعين الاعتبار وأنت تكتبين في تفسير الآيات الكونية في سورة الصافات ما سبقت كتابته في الملتقى حول التفسير العلمي للقرآن الكريم على هذه الروابط:
- نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للدكتور مساعد الطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384).
- نظرة في مصطلح (التفسير العلمي) للأستاذ مرهف سقا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129).
- لقاء مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار وفقه الله ( http://www.tafsir.net/zaghlool.php).
وأتوقع أنك بحاجة إلى التقديم لتفسير هذه الآيات في السورة بالتعريج على الضوابط الصحيحة للنظر في الآيات من زاوية التفسير العلمي بحيث لا يكون هناك تحميل لألفاظ الآيات القرآنية ما لا تحتمله من المعاني. وهناك من كتب في الآيات التي في سورة الصافات من الناحية العلمية وستأتي إن شاء الله.
ـ[%طالبة علم%]ــــــــ[16 Oct 2004, 02:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الاستاذ عبد الرحمن الشهري حفظه الله
http://amairh.jeeran.com/heartttro11.gif
جزاك الله خيرا عني وعن كل من يطلب العلم في كتاب الله
واشكر كرمك معنا في هذا الصرح الذي يمثل المناره التي ارشدت سفينتي التائها الى الطريق الصحيح
واسئل الله في هذا الشهر الكريم
ان يبارك لك في اعمالك وان يجزيك بنيتك خير الجزاء
قرأت ماتفضلت بوضعه في هذه الصفحه فلم يكن لي الا حفظه في ملف حتى افيد به من حولي من الغافلين والمهملين لهذا الجانب
وارجوا ان لا اكون قد اثقلت كاهلك بطلبي هذا واضعت وقتك الثمين
هذا ومني عظيم الشكر والامتنان لشخصك واحمده سبحانه ان من على بهذه النعمه وهي الوصول الى هذه الارض لترشدني الى الصواب(/)
مصاحف قديمة (مصورات)
ـ[موراني]ــــــــ[14 Oct 2004, 12:00 م]ـ
أتظر هذا الرابط:
http://faculty.washington.edu/wheelerb/quran/quran_index.html(/)
هل غابت معاني القرآن في أحداث العراق؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2004, 05:09 م]ـ
هل غابت معاني القرآن في أحداث العراق؟
د. عبدالعزيز آل عبداللطيف
عندما قال شيخ الإسلام ابن تيمية عبارته المتينة: (الناس تغيب عنهم معاني القرآن عند الحوادث فإذا ذكروا بها عرفوها) (مجموع الفتاوى27/ 363) فإن كان مدركاً لذلك من خلال وقائع وأحداث، حيث كان فقيهاً في قضايا عصره والحكم عليها، فقد حفلت سيرته بنوازل شائكة متعددة، وأزمات عويصة مشكلة، ومع ذلك فكان –رحمه الله- دقيقاً في توصيفها، ومصيباً في الحكم عليها، وفتواه –مثلاً- في شأن التتار مثال ظاهر على ذلك.
والناظر إلى حال أهل الإسلام تجاه نازلة العراق يرى انحسارا وذهولاً عن معاني القرآن، ومن ذلك قوله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) "المائدة، آية 51" فمظاهرة الكفار على أهل الإسلام ردة وخروج عن الملة، والمقصود بالمظاهرة أن يكون أولئك أنصاراً وظهوراً وأعواناً للكفار ضد المسلمين.
يقول شيخ المفسرين ابن جرير- رحمه الله- في تفسير هذه الآية: (من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متول أحداً إلا وهوبه وبدينه وما هو عليه راضٍ، وإذا رضيه ورضي دينه، فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه). "تفسير الطبري 6/ 160".
وها هو شيخ الإسلام ابن تيمية –مع سعة علمه ورحابة صدره يقرر ذلك بكل صرامة قائلاً: (فمن قفز منهم إلى التتار كان أحق بالقتال من كثير من التتار، فإن التتار فيهم المكره وغير المكره، وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوه متعددة). "مجموع الفتاوى 28/ 534".
مع أن الحكم على التتار –في حد ذاته- مشكل على بعض أهل العلم، لكن الإمام ابن تيمية يقطع بكفرهم، وكفر من لحق بهم وظاهرهم، فما بالك بالقتال مع الأمريكان الصليبيين المقطوع بكفرهم وظلمهم واستبدادهم؟!
ويقول ابن القيم "إنه سبحانه قد حكم ـ ولا أحسن من حكمه ـ أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم"، (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم" (أحكام أهل الذمة 3/ 67).
وقد عني أئمة الدعوة السلفية في الجزيرة العربية بهذه النازلة ابتداءً من الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله- وإلى سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله- حيث قال: (وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم عليهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، كما قال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) "المائدة، آية 51". (فتاوى ابن باز 1/ 274).
ولم يقتصر علماء الدعوة السلفية على مجرد تنظير هذه المسألة، بل نّزلوا هذا الحكم الشرعي على ما يلائم من الوقائع وبكل رسوخ وتحقيق، والناظر إلى رسالتيّ "الدلائل" للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب، و (النجاة والفكاك من مولاة المرتدين وأهل الإشراك) للشيخ حمد بن عتيق، ومناسبة تأليفهما يدرك جلياً صرامة هؤلاء الأعلام تجاه هذه القضية وتنزيل حكم الله على من تلبّس بهذه الردة.
كما أفتى علماء من المالكية أن من حمل السلاح مع العدو الكافر ضد المسلمين ويحاربهم يكون حكمه كحكم الكافر في نفسه وماله، (أنظر كتبا الفتاوى الفقهية في أهم القضايا لحسن اليوبي 229 - 234).
وأخيراً فإن في العراق أهل إسلام وسنة، كما أن فيها مستضعفين مظلومين ملهوفين فحق علينا نصرهم بالدعاء لهم، والدعاء على كفرة أهل الكتاب، والسعي إلى إغاثتهم ودعمهم من أجل دفع هذا العدو الصليبي الصائل عنهم، فلا ينبغي أن يكون كفار مكة خيراً منا حيث اجتمعوا في حلف الفضول على التعاون مع العدل ونصرة المظلوم، وكما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيفُ حقه من القوي وهو غير متعتع) أخرجه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير ج (1853).
منقول من موقع مجلة البيان.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Oct 2004, 02:37 م]ـ
بارك الله فيك فضيلة الشيخ عبد الرحمن على هذه اللفتة المباركة ..
والحقيقة أن الغياب لم يكن فقط عن معاني القرآن، بل وعن سنن الله تعالى في عباده وقد ذكر كثير منها في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعراق وأهله له محل كبير في قلب كل مسلم نسأل الله أن يرفع عنهم الخوف والظلم وأن يحل عليهم الأمن وجمع الكلمة، وأن يوفق قادة المسلمين وشعوبهم لنصرتهم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jul 2006, 06:13 م]ـ
وبارك فيكم يا أبا سلاف.
وفي الحق إن ما نشاهده اليوم في وسائل الإعلام، ونقرؤه في الصحف والمواقع الالكترونية من صور الميل للأعداء، والدعوة للرضى بالاحتلال للأوطان، واتهام المجاهدين للأعداء بالإرهاب والخيانة والعمالة لأمرٌ لا ينقضي منه عجب المؤمن. وقد سمعتُ من يقول على إحدى الفضائيات: إن حركة حماس حركة صهيونية عميلة لليهود، وإن من يحارب الأمريكان في العراق هم عملاء للاحتلال، أما الذين يتآمرون مع اليهود لوأد كل صوت يدعو لنصرة المسلمين المستضعفين في أوطانهم من قبل اليهود والأمريكان فهذا صوتُ وطني يريد للمسلمين الخير، ويحكم العقل في الأمور والحوادث!
ولعمري إن المفاهيم قد انقلبت في أذهان كثير من أهل زماننا، وأصبحت ترى المنكر البين معروفاً ظاهراً، وفي المعروف البين منكراً تجب محاربته، وهذا من أعظم الفتن التي حلت بالمسلمين في هذا الزمان، فقد أفسدت كثير من وسائل الإعلام الرأي العام العالمي والإسلامي خصوصاً، وشوهت الحقائق، وقلبت الموازين، حتى أصبح اليهود الغاصبون محقين في قتل أهل الأرض وأهل الإسلام في فلسطين، ولهم الحق في قتل من يشاءون وسجن من يشاءون دون كلمة عتاب من أحد، أما أهل فلسطين فلا حق لهم، ولا كلمةَ لهم. وقل مثل ذلك في العراق وأفغانستان والصومال وغيرها من بلاد الإسلام.
نعم، لقد غابت معاني القرآن والإسلام والعدالة والعقل في أحداث المسلمين في العراق وفلسطين وغيرها، ولكن وعد الله سبحانه وتعالى بنصر دينه، وأوليائه الصالحين هو أكبر قوة وعون على الصمود والصبر في مغالبة الأعداء، ومجاهدتهم باللسان والسلاح حتى يرد الله كيدهم في نحورهم، ويسقط راياتهم التي علت في بلاد المسلمين، ورحم الله عمر أبو ريشة عندما بكى قبل ستين عاماً حال الأمة، وصاح مستنكراً:
ويكاد الدمع يهمي عابثاً = ببقايا كبرياء الألمِ!
أمتي! كم غصةٍ داميةٍ = خنقت نجوى علاك في فمي
ألاسرائيل تعلو رايةٌ = في حمى المهدِ وظل الحرمِ؟!
كيف أغضيت على الذل ولم = تنفضي عنك غبار التهمِ؟
وهذه أصداء صرخته ما زالت تتردد دون أثر في نفوس المسلمين، وما زالت راية إسرائيل عالية في بلاد الإسلام إن لم تكن هي الأعلى نسأل الله أن يهلكها، وأن يعجل بهزيمتها وطردها. ولولا بقية باقية من المجاهدين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، يتطلبون الموت مظانه، مع كثرة الأعداء، والعملاء، والجواسيس لكانت حال الأمة في شر مما هي عليه، غير أن وعد الله لا يخلف، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
اللهم احفظ عبادك، وانصر جنودك، واكبت أعدائك يا قوي يا عزيز.
الثلاثاء 8/ 6/1427هـ
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Jul 2006, 09:56 م]ـ
نقل جميل، وتعليق أجمل.
بارك الله فيك يا أبا عبد الله
وأسأل الله القوي العزيز أن ينصر عباده المجاهدين، وأن يذل أعداءه اليهود والصليبيبن ومن ناصرهم.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[04 Jul 2006, 10:28 م]ـ
اللهم انصر المجاهدين
نعم غابت معاني القرآن الكريم في احداث العراق عن الكثير وكيف لا تغيب والقرآن بنفسه يغيب عن واقع الأمه وحاضرها أو هكذا يراد له
ولكن بحمد الله لا تزال طائفه من أمه المصطفى عليه الصلاة والسلام متمسكين بالكتاب والسنه لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي وعد الله
قال تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)
للأسف في هذه الأثناء التي يحتاج أخوتنا في فلسطين إلى مد يد العون لهم والمسانده نجد من يشكك في حماس وعقيده حماس!!! ويرفض حتى مجرد الدعاء؟
فعيون الكثير أضحت لا تبصر إلا الزلل ولا تتلمس إلا الخلاف ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[06 Jul 2006, 12:26 ص]ـ
كنت قبل مدة كتبت مقالا أستثير فيه همم العلماء وطلاب العلم في هذا الملتقى أن يكون لهم حضور بالدعوة و التبصير في ما يجد للناس من أحداث وما يدهمهم من النوازل،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعادني موضوع الشيخ عبدالرحمن حفظه الله إلى الحديث مرة أخرى، فأعود فأقترح عند حدوث نازلة كأحداث العراق أن تصاغ ورقة علمية تصدر عن الملتقى يوقع عليها من يشاء من أعضائه يتم من خلالها إبراء الذمة برؤية شرعية عن الحدث المراد بيان الحق فيه، أو صياغة رسالة إلى أطراف المشكلة، ومن وجهة نظري أنه لا بد في هذا الجانب مما يلي:
1 - الاطلاع الكامل والدقيق على ملابسات القضية والمشكلة وأطرافها ووجهات النظر فيها وأسبابها من مصادر وثيقة من أهلها ومن المصطلين بنارها وعدم إصدار أحكام مجردة لما يسمع في وسائل الإعلام التي يختلط فيها الحق بالباطل، ومحاولة مد جسور التواصل مع العلماء والدعاة في تلك المدن واستقراء آرائهم وتوصيفهم لتلكم الأحداث، حتى يمكن الوصول إلى رؤية شاملة للحدث بكل أبعاده يمكن معها الحكم بعد التصور التام، وقد أنعم الله على هذا الملتقى بصفوة من علماء البلدان وقد سمعت عن مشاركة بعض علماء العراق فيه، وأعلم أن هذا يتطلب جهدا كبيرا وربما سماه البعض انحرافا عن مسار الملتقى وهدفه، لكن لا بد منه، فإن كثيرا من البدع ارتكبت باسم القرآن وقصة الاحتجاج بقوله تعالى (إن الحكم إلا لله) ماثلة لأولي الألباب، بل ما من بدعة إلا وتعسف راكبوها حجج القرآن وتأولوا لنصرتها آيات الكتاب،
2 - التفصيل الدقيق للأحكام الشرعية المستنبطة وبيان واجب المكلف تجاهها بكل وضوح، دون تعميم أو تلبيس، لأنها قضايا في غاية الخطورة فقضية البراء من المشركين وتكفير المتلبسين بها ينبغي الحذر من التعميم فيها دون تفصيل فلو قرأ عراقي هذا المقال الذي نقله الشيخ، ثم رأي عراقيا يبيع أو يؤجر نفسه أو سيارته لأمريكي فربما فهم منه أن ذلك من الإعانة واستحل دمه بذلك، مع أن عقود الغبن كالبيع والإجارة جائزة حتى مع الحربي كما ذكر العلماء، والتولي الذي يكون كفرا هو التولي التام قال الشيخ السعدي في قوله تعالى
{وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} لأن التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم. والتولي القليل يدعو إلى الكثير، ثم يتدرج شيئا فشيئا، حتى يكون العبد منهم.
ثم قال في قوله تعالى {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} أي: شك ونفاق، وضعف إيمان، يقولون: إن تولينا إياهم للحاجة، فإننا {نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} فانظر إلى قوله ضعف إيمان. وأظن الشيخ د. عبدالعزيز بن عبداللطيف فصل ذلك جزاه الله خيرا في رسالته نواقض الإسلام ونقل عن الشيخ السعدي ذلك. وابن تيمية رحمه الله أفتى في التتار وهو أمير الجهاد ضدهم وعالم بهم علما تفصيليا قائما على المباشرة وا لمناظرة والمشافهة.
ولذا فإن الإجمال في مواضع تحتاج إلى البيان والتفصيل من أسباب الوقوع في الغلط وزيادة الفتن وتأخر النصر، وعليه فينبغي تسمية الأشياء بأسمائها دون مواربة وذكر الأفعال بالإيضاح ثم تنزيل النصوص عليها دون تعسف.
3 - مراعاة مقاصد الشريعة ومصالحها والسياسة الشرعية وبيان اختلاف الأحكام باختلاف الأحوال من قوة وضعف، فالنبي صلى الله عليه وسلم هادن قريشا بل شاور أهل المدينة في دفع غطفان وبعض الأحزاب بثمار المدينة فأبوا، ودفع الثمار لهم لا يعني توليهم أو محبتهم بل دفع شرهم الأعظم باحتمال ما دونه، فمثل هذا الإجمال قد تسفك معه دماء الأبرياء والمعصومين، وقتل بعض العوام الذين لا يعلمون هذه الأحكام ولم تقم عليهم الحجة بها، هذا مع الحاجة إلى النظر الواقعي في أهل العراق وما هم فيه من تفرق الكلمة وعدم اجتماع الناس وكون بعض المسلمين لهم أحكام الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا، مع ما تعلمون من كلام شيخ الإسلام في عوام الشيعة والخوارج وأن تكفير المعين لا بد فيه من توفر شروط وانتفاء موانع.
4 - لا يعني تخبط الكثير من وسائل الإعلام وخدمتهم للمشروع الصليبي لا يعني ذلك ولا يسوغ قطعا أن يتعجل أهل الحق في الإحكام بل عليهم النظر لما في تلك الوسائل من الحق فيقبل وما فيها من الباطل فيرد، حتى يكونوا كما أراد الله، {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (213) سورة البقرة أسأل الله أن يحسن منا القصد والنية وأن يهدينا لا تباع السنة وصلى الله وسلم على محمد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2006, 10:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
وما ذكره أخي الشيخ عبدالله بلقاسم كلام وجيهٌ، وأرجو أن يوفقنا الله في هذا الموقع لاستثمار وجود هذا العدد الكبير من طلاب العلم من مختلف دول العالم لصياغة مثل هذه الأفكار بإذن الله على علم وبصيرة وهدى، ونشرها ليعم النفع بها. وفق الله الجميع لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Jul 2006, 10:57 م]ـ
أظن أن خير ما يمكن تقديمه من خلال هذا المنتدى الطيب -بحيث لا يخرج عن رسالته وهدفه العام- هو أن يؤصل لهذه المسألة من خلال جمع الآيات التي تحدثت عن علاقة المسلم بغيره في الحرب والسلم، وما ذكره المفسرون فيها، وإبراز جهودهم وآرائهم وتأصيلهم للمسألة، وتفاعلهم مع واقعهم وقضايا أمتهم ومشاركتهم فيها، وأنهم لم يكونوا مجرد مؤلفين. أو عرض المؤلفات أو البحوث المكتوبة حول هذا الموضوع.(/)
ديبلوماسي سويدي يترجم القران الكريم الى اللغة السويدية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2004, 05:15 م]ـ
ديبلوماسي سويدي يترجم القران الكريم الى اللغة السويدية.
يحي أبوزكريا.
صدرت باللغة السويدية الترجمة الكاملة والرائعة للقران الكريم , وقد اضطلع بهذه الترجمة الرائعة الحاج محمد كنيت برنستروم mohamed knut bernström , وقد استغرق هذا العمل الجبّار عشر –10 - سنوات من البحث المتواصل والتعمق في قواميس اللغة لتكون الترجمة كاملة لاشائبة فيها.
و كنيت برنستوم قضى 16 سنة من حياته كسفير للمملكة السويدية في المغرب.
و عن هذه الترجمة قال الديبلوماسي السويدي محمد برنستوم أنه عندما توجه الى مكة في سنة 1988 بدأ يفكر في ماذا يجب عمله من أجل الاسلام بعد أن أسلم,
و كيف يقدم خدمة للاسلام ومن هنا بدأ تفكيره في ترجمة القران الكريم إلى اللغة السويدية , وعندها بدأت رحلة الحاج محمد مع الألفاظ القرآنية حيث اشترى حاسوبا خاصا لهذا الغرض و بدأ يطلّع على عشرات الترجمات للاستفادة منها في عمله , وكانت نتيجة جهوده أن قدمّ ترجمة رائعة للقران الكريم وقد حازت الترجمة على موافقة الأزهر.
غير أن رحلة العشر سنوات التي قضاها الديبلوماسي السويدي في ترجمة القران الكريم لم تكن يسيرة حيث أنه أضطر الى التوقف كثيرا عند الألفاظ القرآنية التي تحمل أكثر من معنى و ذلك لانتقاء المعنى الصحيح و المراد من النص القراني و إيصال كل ذلك إلى القراء باللغة السويدية , وقد تطلب ذلك العودة الى التفاسير القرآنية.
وتكتسي هذه الترجمة أهمية خاصة خصوصا إذا علمنا أنّه يوجد في السويد حوالي350,000 مسلم يتكلم معظمهم اللغة السويدية, كما أن أبناء المهاجرين في السويد لا يتكلمون لغتهم الاصلية فهم بالإجماع يتحدثون اللغة السويدية.
و أعظم كلمة توقف عندها الديبلوماسي السويدي كما قال هي كلمة (سبحانه) , وهي كلمة إعجازية صغيرة في المبنى و كبيرة في المعنى وقد احتار في ايجاد لفظ مناسب لها من اللغة السويدية وبعد عناء طويل أصبحت كلمة سبحانه كالتالي باللغة السويدية – stor är du I din härlighet .
و نفس الترجمة تكشف عن مدى بلاغة القران الكريم باللغة العربية حيث إعجازه لا يتم الا بها.
وتحدث هذا الديبلوماسي عن اقامته في المغرب حيث أشاد بالشعب المغربي و الحفاوة البالغة التي وجدها في المغرب. وعن مشروعه الكبير قال الحاج محمد كنيت برنستروم أنه
قضى أربعين سنة في العمل الديبلوماسي وأن فكرة الترجمة ولدت في مكة عندما كان يؤدي فريضة الحج.
و بعد أن أكمل هذا المشروع و الذي صدر في حلّة قشيبة في العاصمة السويدية أستكهولم , هاهو الديبلوماسي السويدي البالغ من العمر 79 سنة يقول أن مشروعه المقبل سيكون ترجمة السنة النبوية الى اللغة السويدية حيث سيعكف رغم كبر سنه على ترجمة الاحاديث النبوية إيمانا منه أن ما يفعله فيه خدمة للاسلام ومحاولة لتبديد ما علق في أذهان الغربيين من صور خاطئة عن الاسلام.
و إذا كان الحاج محمد كنيت برنستروم وقد بلغ من الكبر عتيّا و هو في أوج العطاء و يواصل رحلة البحث ,فلماذا شبابنا في العالم العربي والاسلامي يتقاعسون عن صناعة نهضتهم , ربما هذا يوضح قليلا سر نهضة الغرب وسر تقهقرنا…(/)
مبارك عليكم الشهر
ـ[صالح الدرويش]ــــــــ[14 Oct 2004, 11:46 م]ـ
الإخوة في الملتقى وقنا الله وإياهم من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فأهنئ الإخوة في الملتقى جميعا سائلا المولى جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من صوامه وقوامه وممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا وأن يسلمنا لرمضان ويسلم رمضان لنا ويتسلمه منا وأن يرزقنا فيه الجد والاجتهاد وأن يجعلنا وإياكم من المقبولين ومن عتقائه من النار أجمعين نحن ووالدينا وذرياتنا وجميع إخوننا المسلمين
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Oct 2004, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعلنا المولى من الرابحين في هذا الشهر الكريم والصائمين بحق ووفق جميع أعضاء هذا الملتقى المبارك لطاعته والتقرب منه سبحانه وجعله شهر نصر وعز وتمكين لأمتنا ومن على جميع أخواننا المسلمين بالأمن والأمان
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Oct 2004, 11:04 م]ـ
آمين
أسأل الله لي ولكم البركة في هذا الشهر.
وأسأله لأمتنا العزة والنصر.
آمين.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[16 Oct 2004, 03:14 ص]ـ
نسأل الله للجميع القبول والتوفيق في هذا الشهر الكريم.
وتهانينا الخاصة لأصحاب الفضيلة المشرفين بارك الله فيهم. ونفع بهم وبعلمهم.
ـ[الجندى]ــــــــ[16 Oct 2004, 12:12 م]ـ
مبارك عليكم شهر رمضان المبارك
وتقبل الله منكم الصيام والقيام
وجعل الله هذا الشهر شهر نصر وخير وبركة لنا ولجميع المسلمين
عسى الله أن يتقبل ويغفر لنا ويفرج عنا
اللهم آمين(/)
قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[15 Oct 2004, 11:19 م]ـ
قراءة القرآن عبادة وكيفيتها توقيفية
قراءة القرآن عبادة والأصل في كل عبادة من الناحية الأدائية أنها توقيفية وقد روي (أن قراءة القرآن سنة يأخذها الآخر عن الأول) وروي (أن القراءة سنة فاقرءوه كما قرأ أولوكم) قال عروة لم يرخص لأحد من الرعي الأول من السلف الصالح أن يقرءوا القرآن كما يشاءوا أو كما تيسر على ألسنتهم حتى ولو كان عربيا فصيحا وهل هناك أفصح من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتركوا لفصاحتهم يقرءون كيف شاءوا ولا لما ألفته ألسنتهم من لهجاتهم العربية.
قراءة القرآن الكريم عبادة والعبادات الشأن فيها التوقيف فصفة العبادات وهيئتها وطرق أدائها وفعلها توقيفي لا تترك للاجتهاد أبدا ولذا قال صلى الله عليه وسلم (اقرءوا كما علمتم) وهذا فعل أمر والأصل في الأمر أنه للوجوب إلا إذا صرفه صارف فمن كان عنده صارف لهذا الأمر فليأتنا به حتى نترخص القراءة حينئذ كما يتيسر لكل واحد منا حتى النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن له أن يتلوه كما يشاء بل عُلِّمَ القراءة تعليما من جبريل وكان يتعلمها عنه مشافهة
والقاعدة عند المحدثين والقراء أن من حفظ حجة على من لم يحفظ. فقراءة القرآن توقيفية تتلقى صفتها وهيئتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إما عنه مباشرة أو بالواسطة أي بواسطة الرواية وأعلى درجات الرواية المشافهة. وقد سخر الله لكتابه جنودا وهم علماء السلف فقد قعدوا القراءة النبوية كما تلقاها منه الرعيل الأول وهذه القواعد تؤخذ مما سطره العلماء الأوائل في القراطيس
وكل الطوائف المتصدرة للإقراء والتعليم في وقتنا المعاصر يدعون أنهم يمتلكون مفاتيح فهم نصوص التجويد ويدعون سداد رأيهم ويسفهون قول من خالفهم حتى لو كان معه دليل قطعي الدلالة.
والحق الذي لا ريبة فيه أن مفاتيح فهم قواعد التجويد تؤخذ مما سطره علماء السلف الأوائل ويجب على شيوخ العصر وأخص منهم من أغلق عقله وفهمه على بعض الكتب المعاصرة التي صنفت في التجويد مما فيها إعمالا للرأي والاجتهاد وأخص أيضا من نصب نفسه مقعدا ومطورا لقواعد التجويد أن يعلموا أن قواعد التجويد مثلها مثل قواعد النحو والصرف لا تقبل التطوير والتجديد بل تؤخذ ممن تقدموا من علماء السلف.
والناظر في بعض كتب التجويد المعاصرة يجد فيها بعض التناقض الشديد والتضاد في كثير من المسائل بينها وبين مصنفات الأئمة المعتبرين ومرجع الترجيح في ذلك لما سطره الأوائل مع ضبط ذلك بالتلقي من الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى(/)
تخطيط بعيد المدى للتخصصات الدقيقة في تخصص الدراسات القرآنية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Oct 2004, 05:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما يبحث باحث عن مسألة دقيقة في التخصص فإنه يعيا في حلَِّها، بل قد لا يجد مراجع يمكنه الوقوف على المسألة فيها. وعندما يلجأ إلى أهل التخصص يستغرب أنه لا يجد جوابًا!
لماذا؟ أليسوا متخصصين في الدراسات القرآنية؟!
بلى، لكن هل تريدهم شمسًا تشرق على الأرض؟!
لا. ولكن ألا يمكن التفكير في حلِّ مثل هذا الأمر بجدية تامَّة؟
كيف يكون ذلك؟
لِنُفَكِّر.
1 ـ إن علم التفسير من أوسع العلوم، وما من علم ولا نحلة إلا ولها فيه تعلُّقٌ بوجه ما؟
ألا يمكن أن نُوجد متخصصين في الدراسات القرآنية لهم إلمامٌ بهذه العلوم والنِّحل التي لا تخلو منها كتب التفسير بعامة؟
إنَّ النظر (بعيد المدى) لهذه المسألة يقضي بأن يوجَّه الدراسون في الدراسات العليا إلى تخصصات دقيقة يُعرفون بها حال الاحتياج إلى مسألة من المسائل الدقيقة، فالتخصص يحتاج إلى النحوي المفسر، واللغوي المفسر، والبلاغي المفسر، والباحث في مشكلات القرآن العارف بكتبه، والباحث في تفاسير الفِرقِ العارف بتفاصيل معتقداتهم وتطوراتهم الفكرية والعقدية، فهذا متخصص في تفاسير الرافضة، وآخر متخصص في تفاسير الزيدية، وغيره متخصص في تفاسير المعتزلة، وأخر غيره متخصص في تفاسير الصوفية ... الخ.
وبهذا لا يضيع دقيق العلم، ولا يكثر المتخصصون العموميون الذين إذا التُجِئ إليهم في هذه المعضلات لا تجد عندهم شيء بسبب عدم التركيز على جانب من هذه الجوانب.
2 ـ ولا يمنع أن يكون في هذه التخصصات الدقيقة أكثر من متخصص يُرجع إليهم، فلم لا نستفيد مما عند غيرنا، مما هو حسن لو طبقناه عندنا، فأنت ترى في شؤون السياسة أن بعضهم متخصص في الجمهوريات الإسلامية ـ مثلا ـ، وهناك من هو أكثر تخصصًا منه، حيث إنه متخصص في جمهورية من هذه الجمهوريات، بل قد تجد من هو أكثر دقة فيكون متخصصًا في بلد من بلدان تلك الجمهورية، وهذا وذاك يُرجع إليهم في حال الحاجة إليهم، وكل بحسب مناسبته لموضوعه، فلم لا يكون ذلك في الدراسات القرآنية؟!
ألا يمكن ذلك؟
3 ـ قد يقول قائل: كيف تريد من شخص أن يُفني عمره في موضوع واحدٍ لا يخرج منه؟
فأقول: لا أريد لمن يتخصص في موضوع من الموضوعات الجمود على موضوعه، وترك غيره، وإنما المراد أن يكون أوسع أهل التخصص في هذا الباب فحسب، بحيث إذاما احتِيج إليه كان قادرًا على المعونة، وذلك خيرٌ من أن لا يكون في جماعة المتخصصين من لا يفيد في موضوع من موضوعات الدراسات القرآنية الدقيقة.
تلك خاطرة قد عبرت من بين بنات الأفكار أبثها لأهل الملتقى لعلهم يديرون فيها نقاشهم، والله الموفق.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Oct 2004, 05:31 م]ـ
فكرة متميزة ومهمة ..
والحقيقة أننا بحاجة لمثل هذه التخصصات وأرى أن يضع فضيلة الدكتور أبرز التخصصات ولو بشكل أولي حتى يمكن للقارئ تصور الموضوع من جهة وحتى نبدأ باللبنة الأولى لهذا المشروع في بيان أهم التخصصات في القرآن وعلومه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Oct 2004, 01:19 م]ـ
أخي فهد الوهبي، حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على مرورك على هذا الموضوع، وعلى تعليقك الموجز، وأتمنى أن يكون هناك مشاركة أكبر في هذا الموضوع لبيان الفوائد والسلبيات، ولبيان كيفية تجزئة الموضوعات، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2005, 12:38 م]ـ
أتفق مع أخي أبي عبدالملك في أهمية هذا الأمر في كافة التخصصات العلمية، وليس في الدراسات القرآنية فحسب، فقد تشعبت العلوم في زماننا هذا وتوسعت، وأصبح التخصص الدقيق سمة العصر، ولن يؤثر في العلوم ويطورها إلا أهل التخصص الدقيق. ومن باب المشاركة في هذا الموضوع الطريف الذي أتحفنا به الدكتور مساعد كعادته - ومشاركاته كُلَّها تُحَف أقول:
- من أهم التخصصات الدقيقة التي يجب على المتخصص في التفسير العناية بها وإجادتها إجادة تامة علم النحو، فالضعف فيه ضعف في التفسير ولا بد، ولا يكفي منه القليل للمفسر.
- علم البلاغة بفروعه ولا سيما المعاني والبيان، وكلام الزمخشري في أهميته، والسكاكي وغيرهما فيه لا يخفى عليكم. وقد أفاض الطاهر بن عاشور رحمه الله في بيان أهمية هذا العلم، وكرر القول فيه، والتحذير من الخوض في التفسير لمن لا يحسنه ولا يتقنه.
- أصول الفقه، وهذا أيضاً من أهم العلوم للمفسر، حيث إن استنباط الأحكام والفوائد من الآيات ينبني على معرفة هذا العلم الدقيق.
وفي رأيي أن هذا الموضوع جدير بكتابة مطولة يتصدى لها أحد الباحثين، ليخرج في نهاية الأمر بتوصية علمية تتبناها الأقسام العلمية في توجيه الباحثين والباحثات إلى جوانب التخصص الدقيقة لسد الحاجة، وحفظ دقيق العلم، حيث إن الباحثين لكثرتهم أصبحوا يرضون بأي موضوع يعرض، وأي مشروع يطرح للتحقيق أو للبحث، مع غض النظر عن توافقه مع رغبة الباحث، أو الحاجة إليه في الواقع العلمي أو العملي، وغفل القسم والباحثون معاً عن النظرة بعيدة المدى التي أشار إليها الدكتور مساعد الطيار في مقاله هذا، ومع تطاول الزمان يضعف العلم والتخصص، ويتكز الجهد في جوانب علمية قد لا تكون ذات جدوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[16 Jan 2006, 07:17 ص]ـ
فكرة جديرة بالعناية من قبل الأقسام العلمية المتخصصة، وفي رأيي لو تم جمع أطراف هذا الاقتراح، وتهذيبها، وتقديمها كاقتراح علمي لمدراء الجامعات، والمعنيين بالأمر لكان لهذا صدى إن شاء الله. فكم من أمر عظيم كانت بدايته فكرةً عابرةً.
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Jan 2006, 02:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الأقوال المشهورة التي كنت أسمعها من شيوخنا: ينبغي على طالب العلم أن يعرف عن كل شيء شيئاً ويعرف عن شيء كل شيء.وكذلك كانوا يحفزون الطلاب على مثل هذه الفكرة في دراسة العلوم.
ولعل من نافلة القول أن هذا الملتقى بالطرح العلمي الجاد الذي ظهر فيه جعلنا نشعر بحاجتنا لبعضنا وحاجتنا لغيرنا، ولعل صدركم يسعني في صراحتي وقولي إن الضيق الذي يعانيه البعض في مدارك العلم يجعل من نجاح هذه الفكرة عائقاً، ولتوضيح ذلك: نجد بعض الأخوة ممن يعيشون في جو علمي ما وعنده فكرة عن المعتزلة ـ مثلاً ـ بأنهم فرقة ضالة، فعندما يسمع بأن فلاناً من الناس يدرس تفاسير المعتزلة ويبرز جهدهم وما لهم وعليهم يسصغر عمله ويحقر من شأنه إن لم يؤثمه في ذلك بل ويدعوا إلى عدم قراءتها، هذا مثال أضربه ويقاس عليه كثير من المسائل، وأرجوا أن لا أكون مبالغاً في عرض المشكلة.
وهذا لا يعني وجود المنفتحين علمياً ممن يستوعبون غيرهم ويراعون حالهم وتتسع صدورهم لجميع الناس.
والعائق الثاني هو المكنة المادية للمتخصص والمحفز النفسي والمعنوي.
والعائق الثالث: الطالب الكفؤ الذي يصبر على هذا التخصص ويخلص في مهمته.
زماننا زمن تشعبت فيه العلوم أيما تشعب، وتسارعت فيه المستجدات، وقل فيه المتابعون، وكثر فيه الأدعياء،وزمن العلماء الموسوعيين كابن جماعة وابن حجر والسيوطي وابن القيم .. قد مضى وصرنا في زمن العلماء المشاركين،ولكل زمان أعذاره، فوجود المتخصصين في أنواع من العلوم ضرورة لا بد أن يعمل عليها المتأهلون ممن مكنهم الله لذلك علمياً ومادياً ومعنوياً، ليس على نطاق البحث في قول أو مسألة، بل على نطاق مقارنة ما يطرح على الساحة العلمية بما طرح من مثيلاتها فيما سبق ومقارنة علاج ما يطرح بما مضى، ولا ينبغي أن يقتصر عمل المتخصص في نوع من العلوم الدقيقة على حفظ المراجع والمعلومات، بل لا بد له من الاستمرار في الكتابة في قواعد العلم الذي يدرسه وأن يضيف إليه ما يرى إضافته ويعدل ما يرى تعديله.
من التخصصات التي ينبغي مراعاتها وبعضها مستجد:
تاريخ القراءات القرآنية واستقرارها.
علم اللسانيات ودوره في الدراسات القرآنية (سلباً وإيجاباً).
تطور الدراسات القرآنية في القرن الخامس عشر الهجري وما جد فيها.
الأدوات النحوية ومعانيها وارتباط ذلك بالتفسيروعلوم البلاغة وهذا يحتاج لمزيد من الاهتمام.
وعلى كل فالفكرة تحتاج لدراية متأنية وتأهيل مدعوم، أسأل الله التوفيق للجميع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2010, 11:54 ص]ـ
للرفع للإضافة على الموضوع
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[05 Jul 2010, 02:01 م]ـ
لا شك أن الدراسات العليا القرآنية ليست بالمستوى المأمول في كثير من الجامعات؛ فإن فيها خللا واضحا في طريقة القبول، والمقررات، وأسلوب التدريس، وأدوات التقيم، ولذلك نجد من يحصل على تقدير ممتاز أو ممتاز مرتفع (أ +) وهو لا يدرك موضوعات أساسية في صلب التخصص، فضلا عن إجادته لأدوات البحث العلمي الأكاديمي.
ولذلك أرى أن يعتنى بالكيف ويوضع معايير معتبرة في القبول، وأن تكثّف المقررات في مرحلة الماجستير ويعتنى بالواجبات والتمارين والبحوث الفصلية، ويكون بحث التخرج تكميلياً.
والأولى أن يكون الإبداع البحثى، والتخصص الدقيق الذي دعا إليه فضيلة الدكتور مساعد في مرحلة الدكتوراه، عندما يتمكن الطالب في تخصصه، ويتقن مهارات البحث، ويعرف أمات المصادر، ويتحسن أسلوب كتابته.
و أما واقع بعض الجامعات في الاكتفاء بمقررات قليلة في مرحلة الماجستير، وتكليف الطالب ببحث طويل في جزئية صغيرة، دون أن ينضج ويلم بأصول التخصص، فهو لا يبني الطالب، و لاينتج أبحاثا متميزة إلا إذا سعى الطالب نفسه إلى تكوين نفسه وتنمية مهاراته، وكان له اتجاه علمي ورغبة ذاتية قبل ذلك.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[05 Jul 2010, 02:41 م]ـ
اقتراح قيم ... وموضوع رائع.
أخشى - فقط - أن تخرج الردود عن المقصود؛ لأنّ الحديث ذو شجون ...
والذي أفهم من حديث فضيلة الدكتور مساعد - وفقه الله -، أن يعتني المتخصص في الدراسات القرآنية بجزء دقيق من التخصص العام، ويبذل فيه معظم جهوده العلمية حتى يعرف به، ويكون مرجعاً في ذلك.
وقد طرح فضيلته هذا الاقتراح في محاضرة قيمة حضرتها في الجامعة الإسلامية، قبل سنتين.
وقد فصّل الفكرة يومئذ بأمثلة تبين ما أشير إليه ...
فمثلاً: لو صبّ أحد المختصين في الدراسات القرآنية جهوده في موضوع: إعجاز القرآن أو في أوجه من أوجهه، وجَمَع ما تفرق منه من كتب وبحوث ودراسات ومقررات، ودرس جميع جوانب الموضوع، فأخرج للمكتبة القرآنية نتاج هذا الفكر والجهد، لكان ذلك مرجعاً في هذا الجانب، ولأصبح هو مفتياً في ما يرد من التساؤلات في هذا الموضوع.
وقل مثل ذلك في: النسخ، أسباب النزول، قواعد التفسير، تفسير القرآن بالقرآن، التفسير النبوي، تفسير السلف، منهج فلان وجهوده في الدراسات القرآنية ... وهكذا ...
أسأل الله أن يلهمنا رشدنا، وأن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[05 Jul 2010, 10:59 م]ـ
أشكر د / مساعد وجميع الإخوة على هذه المشاركات، ولا يخفى أن مثل هذا الموضوع مطروح بين طلاب العلماء ومعروف منذ أمد بعيد، ولكن خارت الهمم وضعفت وخصوصاً في زمن النت والمكاتب الإلكترونية الضارة النافعة في وقت واحد فالله المستعان.
واسمحوا لي أتكلم بصراحة وشفافية: فمن خلال معرفتي بنفسي وكثير كثير من المشايخ وطلاب العلم فقط نحفظ أهم الكتب في الفن المعني ولكن هل قرأنا هذه الكتب التي نسردها مع أسماء مؤلفيها؟
ومع هذا أدعوكم للتفاؤل فلا يزال ولله الحمد جمٌ غفيرٌ من طلاب العلم على اطلاع واسع ودقة في مختلف الفنون، ومع هذا فهم من أخفى ما يكون.
أسأل الله لي ولهم ولكم التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل.
ـ[أحمد صالح أحمد غازي]ــــــــ[06 Jul 2010, 03:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه جعلنا الله منهم، أما بعد:
هذه الدعوة المقترحة منك أستاذنا في هذا الفن أمر نرجو أن يؤخذ بعين الاعتبار، وأن يعمل طلاب العلم على الاستجابة لها، وأن تجد صدى في الجهات المختصة؛ حبا لخدمة الأمة في أحد أهم علوم دينها، فأنت من أهل الاختصاص في هذا الفن، وكثير منا تلاميذك بكتاباتك وكتبك الرائعة، كتب الله أجرك فيها، وضاعف لك، ولكن تلميذك له ملاحظتان، هما:
أولا أن الأمر ليس على ذلك النحو من أن أهل الاختصاص لا يجيبون على ذلك التساؤل إطلاقا، ولكن يقال في مثال هذا: لا تكون إجاباتهم شافية فيه.
ثانيا أن هذه الأمة مباركة، وأنك في مجموعها تستطيع القول: إن جميع هذه التخصصات متوفرة في مجموع الأمة، ولكنهم لا يوحدون جهودهم، ولا يكاد أهل الفن الواحد يتعارفون في القطر الواحد من بلاد الإسلام، فكيف يتعارف أهل التخصص الواحد في جميع أقطارها، بمعنى أننا هنا نحتاج إلى تخطيط وتنسيق لاجتماع وتواصل أهل الفنون من علماء المسلمين، ولو على شكل فكرة المجامع اللغوية، بما يحقق ما دعوت إليه من التواصل.
وأرجو من الله أن يجمعنا بك في مستقر رحمته، فقد والله عشنا في رياض علمك، واصطبغت معارفنا بما وهبك الله من معارف فطرزت بها كتبك، ووالله لقد أحببناك فيه، جعلنا الله ممن خصه بالفقه في الدين وعلمه التأويل.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Jul 2010, 05:47 ص]ـ
جزى الله شيخنا د. مساعد على هذا الاقتراح المهم
واحب ان أضع هنا رابطاً له تعلق بالموضوع حيث ذكرَت فيه بعض الاقترحات التي تخدم هذا الجانب
اللقاء الرابع لمركز تفسير للدراسات القرآنية يوم الإثنين 23 شوال 1430هـ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17628)
ومن الملاحظات أو الاقتراحات التي ذكرت في هذا اللقاء ولها تعلق بالموضوع مايلي:
- تنوع علوم القرآن والتفسير وجمعها لأمور يندر اجتماعها لفرد، وهذا يتطلب جهداً جماعياً لتتكامل النظرة، وتتفهم وجهات النظر، وتتم عبر أمة من المجتهدين كلٌ فيما يحسنه.
- ضرورة الالتفات إلى الدراسات الأجنبية التي اهتمت بالدراسات القرآنية وذلك بتأهيل عدد من الباحثين لدراسة هذه اللغات بتعمق وتمكن وهذا نافع في مجالات عدة (كالترجمة – والرد على المستشرقين – ومعرفة الجهود التي بذلت في خدمة القرآن بغير العربية.
- أهمية إيجاد آليات ووسائل عملية للرد على الشبهات التي وجهت للقرآن الكريم والتصدي لها خصوصا ما يبث على الانترنت.
- الحاجة إلى تعدد وتنوع المراكز العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية في شتى المدن والأقطار.
- أهمية تفكير المتخصصين في الدراسات القرآنية فيما يسمى بـ (مشروع العمر).
ـ[ياسين مبشيش]ــــــــ[08 Jul 2010, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقا الموضوع ذو أهمية وشجون، وكما قيل: لأن تشعل شمعة خير من أن تسب الظلام. جزا الله خيرا الشيخ مساعد الطيار على هذا الاقتراح، وبارك الله فيمن أثراه من الأساتذة والطلاب؛ ويبقى أمر لابد منه وهو إعداد الأساتذة والطلاب الذين يقولون في هذا الموضوع: أنا لها يا قوم؛ قال عز وجل:"فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين". كما أن من الحكمة فيما ههنا الابتعاد عن التلاوم كفعل أصحاب الجنة في سورة القلم، بل لابد من التشمير والانطلاق، والاستعانة بالله تعالى القائل في كتابه: "فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب"، وبارك الله في الجميع.
ـ[خلوصي]ــــــــ[08 Jul 2010, 01:15 م]ـ
على تجهزي للسفر و قلة وقتي لم أستطع إلا أن أواصل تصفحي لهذا الملتقى المبارك ..
و قد ذكرني هذا الموضوع بمقالة أظنها ل د. عبدالعزيز السرحان عن رحلة دعوية كانت في أفريقيا فبعد أن تجولوا و تحدثوا في الهموم الدعوية و المدنية الأفريقية قال له صاحبه:
" لا أظن أنه قد بقي من عمر الحياة الدنيا ما يكفي لتطوير أفريقيا " http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
و أستغل هذه الفرصة لبث همّ لا يكفي فيه القول بالتخصص للرد عليه و تخفيف آلامه .. لأن الحريق العالمي يحتاج فقهاً خاصّاً و تدريباً خاصّاً يستنجد حتى بذوي الاختصاص حتى لا يترك منهم أحداً في شأن تخصصه " الدقيق " فكيف بالأدقّ!؟!
تلك زفرة في مقالة مختصرة لا يكفيها مجلّد! و لكنني أستغل الفرصة للتحريض للتباحث حولها في موضوع مستقل ,
متأسّفاً منكم جميعاً اساتذتي و إخوتي الأفاضل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شذى الدريس]ــــــــ[08 Jul 2010, 10:43 م]ـ
أسأل الله أن ينفع بكم يا شيخ، ويجزيكم كل خير
هناك أشخاص يرغبون بالتغيير في تخصصاتهم بشكل مستمر، (لجمع الفائدة الأكبر، ولغيرها من الأسباب)، وسؤالي هو:إن كان هناك شخص متخصص في مرحلة البكالوريس في قسم معين، وفي المرحة التالية تخصص في (قسم العقيدة)، ثم هو يريد بإذن الله تعالى أن يتخصص (التخصص القادم) في الدراسات القرآنية ..
هل ترون أن ذلك يضعف دراسته (فلا يتقن فنا بعينه)؟
أو أن فيه نوع من إضاعة الوقت، والتشتت (لا قدر الله)؟
وجزاكم الله كل خير.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[08 Jul 2010, 11:11 م]ـ
أنا أظن أن الجامعات والأقسام قد لا تحقق ما تطلبه شيخنا مساعد، وأظن أن من الحلول إنشاء مركز ضخم أو مراكز لخدمة القرآن من كل الجوانب، لكن تأملو معي هذه الحقيقة المرة:
كان لنا جارٌ مهندس أخبرني أنه ذهب إلى ألمانيا وزار مركز أبحاث فيزياء يبلغ عدد موظفيه 75 ألفاً - فيما أذكر وإن كنت قد نسيت فلن يقل العدد عن 25 ألفًا-، وفي الوقت نفسه كنت أعمل في مركز أبحاث في جدة اسمه (مركز خدمة القرآن) وكان عدد الموظفين - بما فينا عامل النظافة -اثنا عشر موظفاً .................... بدون تعليق.(/)
زر هذه المواقع
ـ[أبو الزبير]ــــــــ[17 Oct 2004, 01:11 م]ـ
http://www.abobadr.net/islam/tagweed/
http://www.al-eman.com/Taguid/Taguid.asp
http://www.duke.edu/~maa3/Tajweed/oldTaj.html
http://www.tadjweed.com/
http://www.qquran.com/qu.php?goto=tag
http://www.islamonline.net/Arabic/r...eQuran/01.shtml
http://www.altelawah.com/main.html
http://www.quransite.com/
http://www.elislam.8k.com//
http://www.khasabart.com/HolyQuran/QrTj1.htm
http://www.islamway.com/?Islamway&i...2&series_id=179
http://www.quransite.com/tajweed/tajweed0.htm
ـ[الجندى]ــــــــ[18 Oct 2004, 03:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
هل يكون الوقف والابتداء هذا صحيحاً؟
ـ[صالح جزره]ــــــــ[17 Oct 2004, 01:57 م]ـ
احاينا تقف على ايات وقد تحتاج للوقوف والاعاده من ايه تضطر لتغيير الحركه في اخر الكلمه مثال (قال موسى لقومه استعينو بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده ــــ الايه
فلو بدا القاري من (الارضُ لله) بالضم هل هذا صحيح وما الدليل على البطلان او الخطا علما ان القرا ن لم يكن منقطا تنقيط اعراب ولا اعجام
افيدونا جزاكم الله خير
9
فلو بدأ القاري من (الارض ُ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Oct 2004, 04:12 م]ـ
أخي صالح جزرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا الابتداء الذي حكيته ظاهر البطلان من جهة الوقف والإعراب.
أما الوقف، فإنه لا يصلح الوقف على (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إنَّ)، فهذا ليس موطن وقف، فالكلام غير تامٍّ كما ترى.
وما كان الوقف عليه غير تامٍّ لم يصلح البدء بما بعده لئلا ينقطع المعنى.
أما الإعراب، فلا يجوز تغيير حركات الإعراب من أجل صحة الوقف ظاهرًا، فلفظ (الأرض) منصوب لأنه اسم إنَّ، ومن ثَمَّ لا يجوز تغيير حركته، فهي تدخل في تحريف كلام الله سبحانه.
وكون المصحف لم يكن فيه نقط إعراب ولا إعجام ليس حجةً في هذا، فالذين رسموه يعلمون طريقة قراءته، وليس القراءة بالنظر الخاصِّ ولا بالتشهي، بل هي تُتَلقَّى بالمشافهة، والله أعلم.
ـ[صالح جزره]ــــــــ[17 Oct 2004, 09:22 م]ـ
لاكن اقول اولا
يجوز ان يقف وقفا صحيحا (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله) ثم يبدأ ويقول الارض لله يورثها من يشاء ـ ـ ـ ـ ـ)
ثانيا
من الذي قال انه في الوقوف لابد ان تراعي تنقيط المصحف الذي معنا
ثالثا شيخي الكريم انا اريد الفائدة في موافقة هذا التنقيط مع ان مصاحف السلف لم يكن فيها ذالك وانما وضع لكثرة اللحن الذي طرا من غير العرب وانا لم الحن
رابعا
قولك لا يجوز على كاذا وانا وقفت وقوفا صحيحا وابتدات بلا لحن
والله اعلم وانا والله ياشيخ اريد الفائده لا الجدل
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Oct 2004, 01:28 م]ـ
أخي صالح جزرة، السلام عليكم ورحمة الله وبركانه، أما بعد:
أولاً: أما الوقف على لفظ الجلالة فمن قبيل الوقف الحسن، ولا إشكال في صحة الوقف عليه، لكن الكلام على صحة البدءِ بلفظ (الأرض)، فاللفظ منصوب على أنه اسم إنَّ، ولا يجوز تغيير حركته بأن تجعلها مضمومة، فهذا من التحريف في كلام الله.
ثانيًا: ما مرادك بالتنقيط؟
ثالثًا: الحركات مما تلقي عربيًّا وإعرابًا عن السلف ولا يجوز تغييرها.
ـ[صالح جزره]ــــــــ[18 Oct 2004, 03:01 م]ـ
شيخي الفاضل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
انا اقصد بالنقط النوعين نقط الاعجام وهو الجيم تحتها نقطه والخاء فوقها نقطه
والنوع الثاني نقط الاعراب وهو مثل ما ذكرنا الضم والفتح والكسر والسكون اواخر الاسم
وكلاهما لم يكن في مصاحف السلف الارض بدون نقط ولا حركات في الكتابه الاولى
اذا لما بدات بالرفع على الاستئناف الجمله صحيحه اعرابا
والله اعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Oct 2004, 05:10 م]ـ
غفر الله لك
الإعراب من أصل ألفاظ القرآن، ولا يجوز تغييره، أرجو أن تتأمَّل الأمر.
وأقول لك: لا يجوز الاستئناف بالرفع في هذا الموطن، فلفظ الأرض منصوب سواءٌ جعلنا عليها حركة النصب أو نزعناها، لا يمكن أن تقرأ بغير ذلك، وإلا كان تحريفًا.
أما مسألة دخول النقط والشكل والضبط على رسم المصحف، فإنه لا يغيِّر من أصل القراءة، وإنما يزيد في ضبطها كما قرأها الصحابة رضوان الله عليهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام، عن رب العالمين عز وجل، ونحن لا نقرأ بسبب النقط غير ما قرأ به الصحابة رضوان الله عليهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن تتأمل المسألة جيِّدًا. .
ـ[محمد الحسيني]ــــــــ[25 Oct 2004, 08:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ((صالح جزرة))::
أولا:: كون المصحف لم يكن منقطا هذا لا يعني ان الصحابة و التابعين و العلماء لم
يكونوا يعجمون الكلمات او يهملونها حسب معجم و مهمل ... و خلو المصحف من
الحركات هذا لا يعني انهم لم يكونا يشكلون القران ... و كون عدم وجود علامات الوقف
(يُتْبَعُ)
(/)
و الابتداء هذا لا يعني انهم لم يكونوا يعتنون بالوقف و الابتدا ... الخ.
ثانيا:: سئل علي رضي الله عنه عن قوله تعالى [و رتل القران ترتيلا] فقال: تجويد
الحروف و معرفة الوقوف، و قال ابن عمر رضي الله عنه [لقد عشنا برهة من دهرنا و
ان احدنا ليؤتى الايمان قبل القران و تنزل السورة على النبي الله صلى الله عليه و
سلم فنتعلم حلالها و حرامها و امرها و زجرها و ما ينبغي أن يوقف عنده منها] .. كما
لا يخفى حديث [من يطع الله و رسوله فقد رشد ومن يعصهما] فقال عليه الصلاة و
السلام [بئس الخطيب انت] .. و قد تواتر عند علماء القران من لدن الصحابة الاعتناء به.
ثالثا:: ان الوقف و الابتداء له ضابط من حيث اللغة و المعنى و لو اجزنا لاي شخص ان
يجعل لنفسه و قفا و ابتداء من غير نكير عليه لاختلط الحابل بالنابل ... فيقرأ قارئ قوله
تعالى [لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير] و يقف ثم يبدأ [الله َ فقير و نحن
أغنياء] .. و هذه هي هي.
رابعا:: علماء القراءات و اللغة و التفسير ... الخ لا يجيزون الوقف على المبتدأ دون
الخبر و لا على العامل دون المعمول و لا المضاف دون المضاف اليه ... الخ لان ذلك
يفسد المعنى فيجعله قبيحا بل كفرا.
خامسا:: جدلا اجزنا الابتداء من ((الارضَ لله)) فاين العامل الذي نصب الارض؟؟ و
من الذي نصبه؟؟؟ و انت لا تستطيع ان ترفعه على انه مبتدأ ((الارضُ)) فتدخل في
دائرة المحرفين لكتاب الله تعالى .. اذ ان كل كلمة و كل حرف و كل حركة و صلت الينا
بالتواتر من لدن الصاحبة الى عصرنا، و من بدل او غيَر من هذا شيئأ فقد كفر كما قرره
العلماء، و بهذا حفظ هذا الكتاب العظيم من التحريف و التبديل عبر اربعة عشر قرنا ...
يقول العلماء:
القراءة سنة متبعة، و بعضهم ينسبه الى ابن مسعود رضي الله عنه.
قال الشاطبي:
و ما لقياس في القراءة مدخل * فدونك ما فيه الرضا متكفِّلا
الخلاصة: هذا الابتدا لا هو جيد من حيث اللغة و لا من حيث المعنى، بل افسد
المعنى حيث [انَّ] هنا لتأكيد، فالجملة لو كانت [الارض لله يورثها من يشاء] لكانت
الجملة كاملة والمعنى مستقيم - طبعا مع رفع [الارضُ]-، و لكن الله اراد ان يؤكد
للمترددين من قوم موسى عليه السلام ان الامر بيدالله و لهذا قال بعد ذلك [و
أورثناالقوم الذين كانوا يستضعفون مشارق ... ((و تمت كلمت ربك الحسنى))] اي
صدق الله ان الارض لله ... الى غير ذلك من الجماليات التي يفسده هذا الابتداء.
و الله اعلم
اعتذر عن الاطالة
ـ[محمد الحسيني]ــــــــ[25 Oct 2004, 08:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيب اخير ((انا اقصد بالنقط النوعين نقط الاعجام وهو الجيم تحتها نقطه والخاء فوقها نقطه
والنوع الثاني نقط الاعراب وهو مثل ما ذكرنا الضم والفتح والكسر والسكون اواخر الاسم
وكلاهما لم يكن في مصاحف السلف الارض بدون نقط ولا حركات في الكتابه الاولى
اذا لما بدات بالرفع على الاستئناف الجمله صحيحه اعرابا))
اقول:: نحن لا نقول صحيح من حيث اللغة او المعنى كيف تكلم الله به و كيف قرأه
النبي صلى الله عليه و اله وسلم ,,,الخ
أما لو كانت المسئلة من حيث انها صحيحة لغة او معنا .. فلنقرأ ((قيل يا نوحُ اهبط
بسِلِّم)) اي الدرج .. لغة صحيح .. و لنقرأ ((فضرب بينهم بسِنَّور له ناب)) اي قط له
ناب و هو صحيح لغة .... الخ لانه لو حذفنا الحركات في ((بسلم)) و هي من غير الف
في الرسم اصبح سلم مفرد سلالم، و كذا ((سور له باب)).
و منه ((و اذ ابتلى ابراهيمَ ربُه)) من المبتلِي و من المبتلَى، و كذا ((و كلم اللهُ
موسى تكليما)) من المتكلك ... الخ
و القراءة سنة متبعة
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[15 Jul 2010, 11:56 م]ـ
لاكن اقول اولا
يجوز ان يقف وقفا صحيحا (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله) ثم يبدأ ويقول الارض لله يورثها من يشاء ـ ـ ـ ـ ـ)
ثانيا
من الذي قال انه في الوقوف لابد ان تراعي تنقيط المصحف الذي معنا
ثالثا شيخي الكريم انا اريد الفائدة في موافقة هذا التنقيط مع ان مصاحف السلف لم يكن فيها ذالك وانما وضع لكثرة اللحن الذي طرا من غير العرب وانا لم الحن
رابعا
قولك لا يجوز على كاذا وانا وقفت وقوفا صحيحا وابتدات بلا لحن
والله اعلم وانا والله ياشيخ اريد الفائده لا الجدل
جزيت خيرا أخانا على حرصك على الفائدة .. ولكن إضافة للفائدة أقول:
1 - الكلام هنا في ابتدائك بكلمة الأرض من وجهين:
الأول: من جانب الإعراب: فضمها لا يجوز ولا يصح لأن القارئ لو فعل ذلك لفصل الاسم عن مؤكده وهو - إن - وهذا خطأ. ثم إنها محلها النصب من ناحية أخرى أن الله تعالى يورث الأرض فتكون أيضًا منصوبة.
الثاني: من جانب الوقف: على - الأرض لله - ثم الابتداء بها للتكملة - فإن تعذر على القارئ الوقف على من عباده - حسن وقفه على - لله - ولكن الوجه الذي فيه وجاهة وقوة ..
أن القارئ لو أراد الوقف فليقف على - يورثها- ثم يبدأ - الأرض لله يورثها - لماذا؟
لأن الوقف على يورثها هو المتناسب مع المعنى الإجمالي للآية بالتمكين والخلافة. فلو وقف القارئ على لفظ الجلالة - لله - باختياره لكان أضعف لأن الأرض بالأصل لله تعالى فليس من جديد يضاف هنا للمعنى المراد الوقوف لأجله فانتبه.
2 - أن الرواية في الآية بالنصب: لا بالرفع فلا يصح مخالفة الرواية التي تقرأ بها لأن من شرط القراءة التواتر فيها - وموافقة الرسم - وموافقه أوجه اللغة.
3 - لا يحسن بالقارئ الوقف إذا لم يتم المعنى الصحيح للآية إلا إن تعذر لضيق النفس - وعلى القارئ أن يلتفت إلى كتب التفسير ولو إجمالًا ليعرف معاني الايات ومن ثم يعرف أين يقف.
أما مسألة النقط والإعجام فلا أرى لها وجهًا في سؤالك بالأصل وإن كانت مفيدة وجيدة ... وبوركت. والله أعلم.(/)
علل أحاديث التفسير (8)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[17 Oct 2004, 03:30 م]ـ
(تفسير البسملة)
8] حديث: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمنُ خلقتُ الرَّحم وشققتُ لها اسمًا من اسمي، فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبُتُّه". أو قال: "من بتها أبُتُّه".
أورده الراغب في مفرداته (1: 254) عند كلامه على مادة (رحم).
وأورده الثعالبي في تفسيره (4: 167): من رواية أبي داود بسنده (فذكره).
وذكره أبو بكر الجصاص (370هـ) في أحكام القرآن (2: 336) في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
وأورده ابن كثير (4: 180) في تفسير البسملة.
وأورده في تفسير سورة القتال (4: 180) عند قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ): ((قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدَّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه): وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته"، أو قال: "من بتها أبته".
وقال: تفرد به أحمد من هذا الوجه".
ورواه أحمد (أيضًا): من حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن الرداد ـ أو أبي الرداد ـ عن عبد الرحمن بن عوف، به.
ورواه أبو داود والترمذي من رواية أبي سلمة عن أبيه، والأحاديث في هذا كثيرة جدًا)). أهـ.
قال أ. د. حكمت بشير: ((والرحمن: مشتق من الرحمة، وهو قول الجمهور، والدليل ما أخرجه أحمد، قال: يزيد بن هارون، حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارض: أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه) وهو مريض، فقال له عبد الرحمن (رضي الله عنه) وصلتك رحم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: قال الله (عز وجل): "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه فأبته" أو قال: "من بتها أبته".
وأخرجه (أيضًا): من حديث أبي هريرة بنحوه. صححه أحمد شاكر والألباني.
وأخرجه الحاكم: من طريق يزيد بن هارون، به، وسكت عنه هو والذهبي.
وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم: كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن ردَّاد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف بنحوه.
قال الترمذي: حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)). اهـ.
طرق الحديث
الحديث مشهور عن عبدالرحمن بن عوف، رواه عنه: عبدالله بن قارظ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن، وابن عباس، والحسن بن عبدالرحمن بن عوف، وإبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وابن لعبدالرحمن بن عوف.
(1) ـ فأما حديث عبدالله بن قارظ:
فرواه يحيى بن أبي كثير: واختلف عنه .. بين علله الدارقطني (رحمه الله): إذ سئل عن حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: (يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
فقال: ((يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:
فرواه هشام الدستوائي: عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه شيبان: عن يحيى قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن، وكذلك قال أبان عن يحيى.
واختلف عن الأوزاعي:
فقال شعيب بن إسحاق وابن أبي العشرين: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، قال: حدثني فلان، عن عبد الرحمن بن عوف.
وقال الوليد بن مزيد ويحيى بن حمزة: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن عبد الله بن محمد، قال: مرض عبد الرحمن فعاده قريب له.
قال الفريابي: عن الأوزاعي، عن يحيى جاء رجل إلى عبد الرحمن فأرسله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عكرمة بن عمار: عن يحيى حدثني نسيب لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن.
وقد اختلف أصحاب يحيى عليه فيه وأحسنهم قولا عنه ما قاله شيبان وأبان والله أعلم)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 295/ برقم 576).
قال الضياء في المختارة (3: 96): ((قلت والله أعلم: لو أن الدارقطني (رحمه الله) قال: وأحسنهم قولا هشام كان أولى؛ لأن شيبان وأبان في روايتهما لم يبين لهما إبراهيم من هو المخبر له وفي رواية هشام أنه بين له أن المخبر له أبوه والله أعلم)). اهـ.
قلت: صحة الرواية لا تنبني على التصريح بالراوي من عدمه؛ لأن الظاهر أن صواب الرواية على الإبهام إذ أن هشامًا وأبانًا لم يتفردا بهذا بل بقية الروايات على ذلك، وتفرَّد هشام بالتصريح بالاسم .. وبيان ذلك في ما يأتي من طرق:
أ ـ أما رواية هشام الدستوائي:
فأخرجها أحمد (1: 191/ برقم 1695).
وأخرجها ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (205)، وأبو يعلى برقم (841)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 94 ـ 95/ برقم 897): ثنا أبو خيثمة.
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (263): حدثنا أحمد بن يحيى السوسي.
وأخرجها الشاشي في مسنده برقم (252): حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني.
وأخرجها الضياء في المختارة (3: 95/ برقم 898): من حديث أحمد بن منيع.
أربعتهم (أحمد، وأبو خيثمة، و أحمد بن يحيى السوسي، وعيسى بن أحمد، وأحمد بن منيع): حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف يعوده، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته" أو قال: "بتها أبته". السياق لأبي يعلى.
قال ابن كثير (4: 180): ((تفرَّد به أحمد من هذا الوجه)). اهـ.
مراده تفرد به مطلقًا؛ فلم أجد من تابع هشامًا على ذكر عبدالله بن قارظ .. ويحتمل أن مراده تفرد به عن الأصول (وهو كذلك).
ب ـ وأما رواية شيبان:
فأخرجها البخاري في التاريخ الكبير (1: 312): قال لي سعد بن حفص، قال: ثنا شيبان، عن يحيى، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري: أن رجلاً أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم"
ج ـ وأما رواية عكرمة بن عمار:
فأخرجها الشاشي في مسنده برقم (240): حدثنا صاحب، نا سليمان بن معبد، نا النضر بن محمد الجرشى، نا عكرمة، نا يحيى، نا أبو سلمة، قال: جاء نسيب لعبدالرحمن بن عوف يعوده فى مرضه، فقال له: أفلان! قال: نعم، قال: وصلتك رحم إنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): (فذكره).
د ـ وأما حديث الأوزاعي:
فالاختلاف فيه ظاهر على الأوزاعي كما مر عن الدارقطني .. وبقي عليه وجه من الخلاف لم يذكره وهي رواية الوليد بن مسلم:
أخرجها الخطيب في التاريخ (5: 426): أخبرنا أبو بكر البرقاني، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بغدادي بالإسكندرية.
وأخرجها ابن عساكر في التاريخ (5: 406 ـ 407): أخبرنا أبو محمد السيدي، أنا أبو عثمان البحيري، أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري، أنا محمد بن المسيب بن إسحاق، نا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي الدمشقي.
كلاهما (محمد بن عبد الله بن ميمون، و أحمد بن محمد بن عثمان) حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
هـ ـ وأما رواية أبان: فلم أقف عليها لساعتي هذه.
(2) ـ وأما حديث أبي سلمة: فيرويه الزهري واختلف عليه فيه:
فرواه سفيان بن عيينة: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الردَّاد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف.
ورواه سفيان بن حسين: عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى.
ورواه عنه البعض: عن الزهري، عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه.
ورواه محمد بن أبي عتيق، وعبيد الله بن أبي زياد، ومعاوية بن يحيى الصفدي: عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وخالفهم معمر: فرواه عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه بعضهم عنه على الجادة.
وخالف الجميع شعيب: فرواه عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
وهذا في رواية أبي اليمان عنه .. (وقد خولف في هذا كما سيأتي).
ورواه يونس: عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه (عبدالرحمن بن عوف) .. لم يذكر القصة .. ولا الواسطة.
وقد تابع الزهري عليه: إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو.
وقد استوعب الدارقطني علل حديث أبي سلمة هذا بأوجهه المختلفة إذ سئل عن حديث أبي الردَّاد الليثي عن عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله: "أنا الرحمن خلقت الرحم الحديث ..
فقال: ((يرويه الزهري، عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فرواه محمد بن أبي عتيق، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الردَّاد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وتابعه وهيب بن خالد، عن معمر.
واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر.
واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا رداد أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان: رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف.
واختلف عن ابن عيينة:
فرواه سعيد بن منصور، وأبو بكر بن أبي شيبة، والقعنبي، والحميدي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، عن عبدالرحمن بن عوف ولم يجعلوا فيه رواية عن أبي الرداد.
وفي حديث الحميدي، وسعيد بن منصور: اشتكى أبو الرداد فعاده عبد الرحمن، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم وأبرهم أبو محمد، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقال حامد بن يحيى البلخي: عن ابن عيينة، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، قال: اشتكى الرداد فعاده عبد الرحمن ووهم فيه.
والصواب أبو الرداد.
ورواه عبد الأعلى: عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ورواه محمد بن أبي حفصة، وبحر السقا: عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف.
ورواه محمد بن عمرو: عن أبي سلمة، واختلف عنه:
فقال حماد بن سلمة: عن محمد بن عمرو نحو قول ابن عيينة، عن الزهري.
وغير حماد بن سلمة يرويه: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال إسماعيل بن جعفر: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة ـ مرسلا ـ عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ. انظر علل الدارقطني (4: 263 ـ 265/ برقم 550).
ولا ينقضي عجبي من هذه الحافظة المميزة للإمام الدارقطني وسعة اطلاعه على الطرق واختلاف الروايات كما هو ظاهر من كلامه على هذا الحديث .. حقًا إنه إمام في معرفة العلل والاختلاف!!. فإلى بيان طرق الحديث وَفق ما أسلفت من اختلاف:
أ ـ أما حديث سفيان بن عيينة:
فأخرجه الحميدي في مسنده برقم (65)، ومن طريقه الحاكم في مستدركه (4: 174/ برقم 7269) عن أبي بكر بن إسحاق الإمام، وعلي بن حمشاد العدل، قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي.
وأخرجه الحسين المروزي في زوائده على الزهد برقم (114).
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5: 217/ برقم25387)، وعنه أبو داود (2: 133/ برقم1694).
وأخرجه أحمد (1: 194/ برقم 1686).
وأخرجه أبو داود (2: 133/ برقم1694)، وعثمان الدارمي في الرد على بشر (ص12): (كلاهما) عن مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (4: 315/ برقم 1907): حدثنا ابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (203): حدثنا علي بن الجعد وغيره.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده برقم (840) حدثنا زهير.
وأخرجه البزار في مسنده (3: 206/ برقم 992): حدثنا أحمد بن عبدة.
وأخرجه الدولابي في الكنى (1: 10): عن محمد بن منصور.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (18): حدثنا إسحاق بن إسماعيل (هو الطالقاني).
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (265): حدثنا علي بن حرب الطائي.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (266): حدثنا أحمد بن منصورالرمادي، ثنا سريج بن النعمان.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم
12995): حدثنا أبو محمد بن يوسف، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني.
ستة عشرهم (الحميدي، والحسين المروزي، وأحمد، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن، وعلي بن الجعد، وزهير، وأحمد بن عبدة، ومحمد بن منصور، وإسحاق بن إسماعيل، وعلي بن حرب، وسُريح بن النعمان، والحسن الزعفراني) عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فجاءه عبد الرحمن عائدًا، فقال: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد! فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للحميدي.
ومنهم من لم يذكر القصة.
وفي لفظ الحاكم: " ومن قطعها قطعته". فخالف رواية ((المسند)).
ورواية أبي يعلى بالشك "ومن قطعها قطعته"، أو "بتته".
قال أبو عيسى: ((حديث سفيان عن الزهري حديث صحيح)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((تصحيح الترمذي له فيه نظر؛ فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله يحيى بن معين وغيره. ورواه أبو داود وابن حبان في (صحيحه): من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف. وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ والله أعلم)). اهـ.
ب ـ وأما حديث سفيان بن حسين:
فأخرجه أحمد البرقي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (17) حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان بن كثير.
وأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (262): حدثنا عمر بن شبة، ثنا عمر بن علي المقدمي.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 175/ برقم 7272): أخبرناه أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون.
كلاهما (كثير، وعمر بن علي، ويزيد بن هارون) عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، قال: دخل عبد الرحمن بن عوف على أبي الرداد الليثى، فقال: خيركم وأوصلكم أبو محمد! قال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال ربكم جل وعز: "أنا الله الذي خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فأنا الرحمن وهي الرحم، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته". اللفظ للبرقي.
وله وجه آخر من الخلاف: قال البزار في مسنده (3: 207): ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه. والصواب ما رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة. وقد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك أبو هريرة، وعائشة، وعبد الله بن عمرو بكلام يشبه هذا)). اهـ.
ج ـ وأما حديث محمد بن أبي عتيق:
فأخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (53).
وأخرجه الطبراني في الأوسط برقم (4606) حدثنا عبيد الله بن محمد العمري.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7270): فأخبرناه أبو بكر بن إسحاق، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي والحسن بن زياد.
أربعتهم (البخاري، وعبيد الله بن محمد العمري، العباس بن الفضل الأسفاطي، والحسن بن زياد): ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي أبو بكر، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا رداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه): أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها أبته".
قال الطبراني: ((لم يروه عن ابن أبي عتيق إلا سليمان بن بلال، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس)). اهـ.
ومحمد بن أبي عتيق، هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي المدني.
قال الذهلي: (وهو حسن الحديث عن الزهري، كثير الرواية مقارب الحديث لولا أن سليمان بن بلال يحدثه لذهب حديثه). اهـ. انظر التهذيب (9: 246).
(يُتْبَعُ)
(/)
وحديثه هذا مستقيم .. قال الدارقطني (في ترجيحه الآنف): ((والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه)). اهـ.
قلت: أشار الحاكم إلى رواياتهم، فقال: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
ويزاد عبيدالله بن أبي زياد عن الزهري، و إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو كلاهما عن أبي سلمة.
د ـ وأما حديث عبيدالله بن أبي زياد:
فأخرجه المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك برقم (113): قال حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، عنه به (مثله).
وعبيدالله هذا عده الدارقطني من ثقات أصحاب الزهري .. قال أحمد بن علي بن الفتح: قال لنا أبو الحسن الدراقطني: شعيب بن أبي حمزة، وعقيل بن خالد، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي من الثقات. انظر لترجمته تاريخ دمشق (37: 465).
هـ ـ وأما حديث معاوية بن يحيى الصفدي:
فأخرجه الخراطي في المكارم (1: 278/ برقم 262): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الهقل بن زياد، عنه به (فذكره).
و ـ وأما حديث معمر بن راشد:
فأخرجه في (الجامع 11: 171/ برقم 20234): عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن ردادًا الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تبارك وتعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 133/ برقم 1695).
وأخرجه ابن حبان في الثقات (4: 241) ثنا ابن قتيبة.
كلاهما (أبو داود، وابن قتيبة): عن محمد بن المتوكل العسقلاني.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7268) أخبرني محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني.
وأخرجه الضياء في المختارة (3: 92/ برقم 895): أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بأصبهان، أن أبا علي الحسن بن احمد الحداد أخبرهم قراءة عليه وهو حاضر، أنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
كلاهما (محمد بن علي الصنعاني، والطبراني) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما (محمد بن المتوكل وهوابن أبي السري، وإسحاق بن إبراهيم) عن عبدالزاق.
وأخرجه خرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق برقم (204) حدثنا ابن جميل.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (2: 186/ برقم 443): أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان.
كلاهما (ابن جميل، حبان) عن عبدالله (يعني ابن المبارك).
كلاهما (عبدالرزاق، وابن المبارك،) عن معمر، به.
قال أبو عيسى في جامعه (4: 315): ((روى معمر هذا الحديث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف ومعمر كذا يقول! قال محمد: وحديث معمر خطأ)). اهـ.
قلت: لكن الحديث وقع على الصواب في رواية وهيب بن خالد، وفي رواية عن عبدالرزاق، عنه:
1 ـ فأما رواية وهيب ين خالد:
فأخرجها البزار في مسنده (3: 208/ برقم 993): حدثنا محمد بن المثنى، قال: نا المغيرة بن سلمة.
وأخرجها الخرائطي في مكارم الأخلاق (1: 276)، وفي المساوئ برقم (264): حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الوراق، ثنا سهل بن بكار.
كلاهما (المغيرة، وسهل) ثنا وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف (فذكره).
2 ـ وأما رواية عبدالرزاق:
فأخرجها أحمد في مسنده (1: 194/ برقم 1680).
وأخرجها الخرائطي في المكارم (1: 276/ برقم 261).
وأخرجها البيهقي في السنن الكبير (7: 26/ برقم 12994): أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار.
كلاهما (الخرائطي، والصفَّار) ثنا أحمد بن منصور الرمادي.
(ح) وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان بن الحسن ببغداد، ثنا أحمد بن يوسف السلمي.
ثلاثتهم (أحمد، وأحمد بن منصور الرمادي، وأحمد بن يوسف السلمي) عن عبد الرزاق، عن الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا الرداد الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه) (فذكره).
(قرن الخرائطي رواية عبدالرزاق برواية وهيب).
وقد أشار لهذه الأوجه الدارقطني، فقال: ((واختلف عن عبد الرزاق:
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرحمن.
فقيل: عنه، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن رداد الليثي حدثه، عن عبد الرحمن.
وقال الحسن الخلال: عن عبد الرزاق مثل قول وهيب عن معمر)). اهـ.
وترجم ابن حبان في الثقات (4: 241) لرداد الليثي، وقال: ((ما أحسب معمرًا حفظه؛ روى أصحاب الزهرى هذا الخبر: عن أبى سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
قال الحاكم: ((هذا أبو رداد الليثي قد أضاف فيه سفيان بن عيينة ومحمد بن أبي عتيق وشعيب بن أبي حمزة وسفيان بن حسين)). اهـ.
قال الحافظ عبد العظيم في الترغيب (3: 229): ((رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه. من حديث معمر: عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف، وقد أشار الترمذي إلى هذا ثم حكى عن البخاري أنه قال: وحديث معمر خطأ. والله أعلم)). اهـ.
ز ـ وأما حديث شعيب بن أبي حمزة:
فاختلف عليه فرواه عنه ابنه على الجادة:
أخرجه أحمد في مسنده برقم (1681)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 93/ برقم 896).
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له، ثنا محمد بن خالد بن خلي، ثنا بشر بن شعيب، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوف يذكر: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (فذكره).
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (7941) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي، قالا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا محمد بن خالد بن خلي. (مقتصرًا على هذا الوجه ولعل عزوف البيهقي عن رواية الوجه الأول لعلة يأتي بيانها).
كلاهما (أحمد، ومحمد بن خالد بن خلي) ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وأنا خلقت الرحم واشتققت لها من اسمى، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها بتته".
قال البيهقي: ((ورويناه من حديث معمر وابن عيينة عاليا في كتاب السنن في باب قسم الصدقات)). اهـ.
وخالفه أبو اليمان فجعله من رواية أبي مالك الليثي:
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (4: 180/ برقم 3057): حدثنا أبو زرعة.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 174/ برقم 7271): فأخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم.
وعلقه المزي في تهذيبه (7: 214): رواه علي بن محمد بن عيسى الجكَّاني.
ثلاثتهم (أبو زرعة الدمشقي، وعبدالكريم بن الهيثم، وعلي بن محمد) ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا مالك الليثي أخبره، عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله عز وجل: "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
قلت: سياقه عند الحاكم: أخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان ثنا شعيب. (ح) وثنا أبو العباس محمد بن يعقوب واللفظ له ... الحديث. اهـ.
فظهر بهذا إخلال الحاكم بذكر الاختلاف الوارد في رواية أبي اليمان بحملها على رواية الأصم، عن محمد بن خالد بن خلي، عن بشر بن شعيب بن أبي حمزة، حدثني أبي، عن الزهري، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا الرداد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف.
وقد أخرجه الشاشي في مسنده برقم (239): حدثنا عبدالكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرنى شعيب، عن الزهرى، حدثنى أبو سلمة بن عبدالرحمن، أن الليثى أخبره عن عبدالرحمن بن عوف: (فذكره).
وقد تلطف (رحمه الله) في ستر هذا الخلل بمهارة.
والمخالفة ثابتة على أبي اليمان كما يظهر من كلام الدارقطني في ((العلل)) إذ قال: ((واختلف عن شعيب بن أبي حمزة، فقال بشر بن شعيب: عن أبيه، عن الزهري، عن أبي سلمة: أنا أبا رداد أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. كقول ابن أبي عتيق ووهيب.
وخالفه أبو اليمان رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة: أن أبا مالك الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف)). اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: لكن قال عبدالله بن أحمد في العلل برقم (4653): ((قال أبي: رداد الليثي أبو مالك)). اهـ.
وقال صالج بن أحمد: ((سمعت علي بن المديني، يقول: رداد الليثي كنيته أبو مالك)). اهـ. رواه الدولابي في الكنى (1: 10).
فيحتمل أن هذا الخلاف غير مؤثر، فيكون اسمه رداد وله كنيتان: أبو الرداد، وأبو مالك .. وتكون تخطئة البخاري وابن حبان لقول معمر فيها نظر؛ لأنها حفظت عنه التسميتان.
وأنا أميل إلى أن الوهم في ذلك من معمر اشتبه عليه وأن الصواب أبو الرداد بلفظ الكنية .. وتبقى رواية أبي اليمان محتمله، وإن كان اتحاد المخرج يلقي بضلاله على هذه الكنية، إلا أن نقول: إن شعيب حدث به على الوجهين.
قال العجلي: أبو مالك الليثي مدني تابعي ثقة. ترتيب الثقات برقم (2239).
ح ـ وأما حديث يونس ين يزيد:
فأخرجه الخرائطي في المساوئ برقم (267): حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبدالله بن صالح، ثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبيه عبدالرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
ويونس هذا هو ابن يزيد الأيلي أحد الثقات .. وعبدالله بن صالح فيه مقال مشهور. والانقطاع ظاهر في الرواية.
وهنا أنبه بأني قد أفدت من تخريج الدكتور عبدالله دنفو في كتابه القيم ((مرويات الزهري المعلة)) لهذا الحديث ولي عليه زوائد.
قلت: لرواية الزهري متابعتان: من رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي، ومحمد بن عمرو:
1 ـ فأما رواية إسحاق بن أحمد الخزاعي:
فأخرجها الضياء في المختارة (3: 91/ برقم 894): أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوة، وأم حبيبة عائشة بنت معمر بن عبدالواحد بن الفاخر بأصبهان: أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم ـ قراءة عليه ـ أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان، أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان، أنا أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، عن أبي سلمة، قال: اشتكى أبو الرداد فعاده عبدالرحمن بن عوف، فقال أبو الرداد: خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمد! فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله تعالى: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها بتته".
2 ـ وأما حديث محمد بن عمرو:
فاختلف عنه في روايته لهذا الخبر كما مر عن الدارقطني .. وهذا تفصيل ما أجمل في ((علله)) وَفق ما وقفت عليه: رواه عنه خالد بن عبدالله، وعبدة، ويزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وخالفهما حماد بن سلمة، فرواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد ... الحديث.
أ ـ فأما رواية خالد بن عبدالله:
فأخرجها أبو يعلى في مسنده برقم (5953): حدثنا وهب بن بقية، حدثنا، خالد بن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: قال الله: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي، فمن وصلها أصله، ومن قطعها أقطعه فأبتُّه".
ب ـ وأما رواية عبدة:
فأخرجها وكيع في الزهد برقم (998): حدثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة (مثله).
ج ـ وأما رواية يزيد بن هارون:
فأخرجها أحمد في المسند (2: 498/ برقم 10474).
وأخرجها الخرائطي في المساوئ برقم (280): حدثنا سعدان بن يزيد.
كلاهما (أحمد، وسعدان): حدثنا يزيد، قال: وأنا محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمى، من يصلها أصله ومن يقْطَعها أقطَعْه فأبُته". السياق لأحمد.
ولفظ الخرائطي: "قال الله أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته". أو قال: "من قطعها بتتُّه".
شك يزيد بن هارون .. كذا قال! ولا يعصب هذا بيزيد فقد شاركه خالد الواسطي في ذلك .. فالشك من علٍ!.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 173/ برقم 7265): حدثنا أبو بكر أحمد بن يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه): (فذكره).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)).
كذا وقع الإسناد لديه وفيه خلل ظاهر .. ويحتاج لتحرير.
د ـ أما رواية حماد بن سلمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخرجها البرتي في مسند عبدالرحمن بن عوف برقم (15): حدثنا أبو سلمة، قال: حدثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: أن أباه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومك أوصلُ لي منك، فقال عبدالرحمن: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
قلت: رجح هذه الرواية علي بن المديني، فقال في العلل (ص103): ((حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): إن الرحم شِجنة من الرحمن .. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وهو عندي خطأ لا شك فيه؛ لأن الزهري. رواه عن أبي سلمة، عن أبي رداد الليثي، عن عبدالرحمن بن عوف، وهو عندي الصواب)). اهـ.
والاختلاف واضح أن مرده إلى محمد بن عمرو فإنه يهم في حديث أبي سلمة خاصة .. بل وفي حديث غيره (كذلك).
قال ابن أبي خيثمة: سئل ابن معين عنه، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرَّة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه، ثم يحدث به مرة أُخرى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
وقال القطان: محمد بن عمرو رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. انظر التهذيب (3: 662ـ 663).
وأبو الرداد هذا ترجموه تبعًا للخلاف الواقع في اسمه .. فترجمه العسكري في تصحيفات المحدثين (2: 703) فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو رداد، روى عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. روى عن ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن عبدالرحمن بن عوف عاد أبا الرداد، وروى معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة: أن أبا الرداد أخبره عن عبدالرحمن بن عوف، وكذا رواه معاوية بن يحيى الصدفي)). اهـ.
قلت: هذه إشارة إلى خطأ من ذكره بدون أداة الكنية.
وترجمه ابن حجر في التهذيب (3: 234) ـ تبعًا للمزي ـ فقال: ((رداد الليثي، وقال بعضهم: أبو الرداد ـ وهو الأشهر ـ حجازي.
روى عن: عبد الرحمن بن عوف.
وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن.
ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى أبو داود: من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة ـ وهو الصواب ـ أن ردادًا أخبره عن عبد الرحمن بن عوف: أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: قال الله: "أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم". الحديث.
ورواه البخاري في (الأدب المفرد): من حديث محمد بن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي الرداد الليثي. اهـ. كلام المزي.
قال ابن حجر: وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري كذلك، وهو الصواب. ولفظ بن حبان في (ثقات التابعين): (رداد الليثي يروي عن: ابن عوف وذكر الحديث: حدثناه ابن قتيبة، ثنا ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن رداد، عن عبد الرحمن. قال: وما أحسب معمرًا حفظه، روى هذا الخبر أصحاب الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عوف).
قلت: وكذا رواه ابن عيينة: أخرجه الترمذي من حديثه، فقال: عن أبي سلمة اشتكى أبو الرداد الليثي فعاده عبد الرحمن بن عوف، فقال: خيرهم وأوصلهم أبو محمد، فقال عبد الرحمن سمعت (فذكره)، وقال: صحيح.
وذكر رواية معمر، وقال: قال محمد بن إسماعيل: حديث معمر خطأ.
قلت: وكذا قال أبو حاتم الرازي أن المعروف أبو سلمة عن عبد الرحمن وأما أبو الرداد الليثي فإن له في القصة ذكر إلا أن رواية شعيب بن أبي حمزة تقوى رواية معمر ولكن قول معمر رداد خطأ، وللمتن متابع رواه أبو يعلى ـ بسند صحيح ـ: من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف من غير ذكر أبي الرداد فيه)). اهـ بحروفه.
وذكر هذا التفصيل في الإصابة (7: 137) عند ترجمته لأبي الرداد.
(3) وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه البزار في مسنده (2: 205/ برقم 991 حدثنا أحمد بن عبد الله السدوسي، قال: نا روح بن عبادة، قال: نا محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف (هكذا قال ابن أبي حفصة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن عبد الرحمن بن عوف): أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: يقول الله عز وجل: "أنا الرحمن وهي الرحم شققت لها من اسمي".
وفي هذا الكلام إشارة إلى إعلال هذا الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخرجه ابن الأعرابي في معجمه برقم (1495): نا الحسن بن علي بن الأشعث الإفريقي، نا محمد بن يحيى بن سلام، نا أبي، عن بحر السقا، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس: أن أبا الدرداء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (فذكره) بتمامه.
وقد وهم الأخ الفاضل عبدالله دنفو في علل الزهري (3: 1663) في نسبته هذه الرواية لابن عوف واعتمادها متابعة لابن أبي حفصة.
ولا يصح هذا الوجه؛ فإن ابن كنيز متروك الحديث. انظر تهذيب التهذيب (1: 212).
(4) ـ وأما حديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف:
فأخرجه أبو نعيم في المعرفة (1: 128/ برقم 498): حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا فيض بن الوثيق، ثنا كثير بن عبدالله، حدثني الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: "تنادي الرحم من تحت العرش: يارب صل من وصلني، واقطع من قطعني".
وقال قبله (1: 124): ((ومن رواة الحديث الحسن بن عبدالرحمن بن عوف، روى عن أبيه حديثين، لم يذكره الزبير ولا أهل النسب)). اهـ.
(5) ـ وأما حديث إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف:
أشار له البزار في مسنده (3: 207)، فقال: ((وقد روى هذا الحديث سفيان بن حسين، عن الزهري، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه)). اهـ.
ولا أراه يصح من هذا الوجه.
(6) ـ وأما حديث ابن عبدالرحمن بن عوف:
فأخرجه البزار (الزوائد) برقم (1884): حدثنا محمد بن حصين الجزري، ثنا كثير بن عبدالله البكري ـ أو النكري ـ ثنا ابن عبدالرحمن بن عوف، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الرحم ينادي يوم القيامة: أن من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله".
قال البزار: ((لا نعلم روى ابن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه غير هذا)).
قلت: هو من سمى أبو نعيم قبله .. ويظهر اختلاف لفظهما عن حديث الترجمة.
قال الهيثمي: ((فيه جماعة لم أعرفهم)).
شواهد الحديث
قال الترمذي في جامعه (4: 315): ((وفي الباب عن أبي سعيد، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وأبي هريرة، وجبير بن مطعم)).
وقال البزار في مسنده (3: 207): ((قد روي هذا الكلام عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من وجوه: فروى ذلك: أبو هريرة، وعائشة، وعبدالله بن عمرو. بكلام يشبه هذا)). اهـ.
وقال الحاكم: ((روي بأسانيد واضحة عن عبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعائشة وعبد الله بن عمرو)).
وكتب / يحيى البكري في ليلة الجمعة الثالث عشر من جمادى الآخرة لسنة خمس وعشرين وأربع مئة وألف للهجرة الشريفة ..
ثم أعدت النظر فيه لأيام متقطعات كان ختامها فجر الأربعاء الخامس عشر من شعبان للسنة المذكورة (والله أعلم).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2004, 11:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا العلم والتحرير. وأرجو أن تجمع هذه السلسلة في كتاب تصدره شبكة التفسير والدراسات القرآنية بإذن الله بعد أن تبلغ حلقاته ما ترونه مناسباً.
أسأل الله لكم التوفيق.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[05 Aug 2005, 02:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه .. أما بعد: فسيتم (بإذن الله تعالى) متابعة حلقات هذه السلسلة قريبًا، وأسأل الله (جل وعلا) أن ينفع بها كاتبها وقارئها.
ثم اشكر لكم أخي عبدالرحمن الشهري جهودكم في خدمة كتاب الله العزيز .. ولكم الفضل (بعد الله) في حفزي على الكتابة في هذا الملتقى المبارك.
محبكم/ يحيى البكري الشهري.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Aug 2005, 04:39 م]ـ
حياكم الله يا دكتور يحيى مرة أخرى، وقد طال انتظارنا لبقية الحلقات، وكثر السؤال عن سبب التوقف من طلاب العلم المتابعين لهذه الحلقات. فالحمد لله على عودتكم بخير، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[05 Aug 2005, 05:39 م]ـ
بارك الله في د. يحيى, وفي الأخ (الفاضل) عبد الرحمن الشهري.
وهذا الموضوع مهم جدا, أرجو أن يعينكم الله على إتمامه.
زادكم الله بسطة في العلم والجسم.
ـ[الراية]ــــــــ[07 Aug 2005, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم يحيى البكري
وكم أسعد بالاطلاع على مثل هذه البحوث والمسائل لكم من خلال هذا الموقع او من اصداراتكم كحديث المسلسل بالاولية وغيره.
وفقكم الله لكل خير وبارك فيكم ونفع بعلمكم
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[17 Mar 2006, 04:24 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ يحيى على هذا الجهد المبارك، نرجو التوصل وعدم الانقطاع.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 Jun 2006, 11:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ يحيى ونرجوا ان تكمل الموضوع(/)
صفات المؤمنين
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[17 Oct 2004, 05:16 م]ـ
مقدمة
صفات المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي منا علينا بهذا الدين , وسمانا مسلمين , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له , إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خاتم الأنبياء و المرسلين، وسيد البشر أجمعين، وإمام المؤمنين، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اقتفى أثرهم بإيمانٍ إلى يوم الدين أما بعد:
فإن صفةَ الإيمان، صفةٌ ساميه، وعزة شامخة، ومنقبة عظيمه، وسعادة أبدية، لاينالها إلا الشرفاء , ولا يوصف بها إلا الأتقياء، ولا يسعى إلى تحقيقها إلا الموحدون، ولا ينالها إلا الموفقون، ولايحافظ عليها إلا الصابرون، ولا يخسرها إلا المحرومون، ولايحجب عنها إلا المبعدون، قلب من اتصف بها يتطلع دائماً إلى العلياء، ويسبح فكره في الفضاء، لسانه يلهج بالذكر والدعاء، وقلبه معلق بحب فاطر الأرض والسماء، المتصف بالإيمان، قدره عند الله عظيم، وشأنه كبير، فأنزل فيه سورة كاملة في كتابه الكريم تتلى إلى يوم القيامة، هي (سورة المؤمنون) بين فيها أهم صفات المؤمنين، التي بها تنال هذه الدرجة، وبالحرص عليها تكتسب هذه المنزله، وبالثبات عليها تُجنى الثمرة الغالية، وبمعرفتها والعمل بمقتضاها يوصف الإنسان بأفضل صفة، ويناديه الله بأحب محبوب له ((يا أيها الذين آمنوا))،فما أجمله من نداءٍ مسموع، وما أعزه من وصف محبوب، ثم يتبقى العيش في نتيجة ذلك كله، وهو الخلود في الفردوس الأعلى، فهل يقصر في طلب الإيمان عاقل؟! وهل يتباطى في إدراكه مؤمن، ونظراً لما لمعرفة أهل الإيمان من أهمية كبيرة، ولعدم قدرة الكثير من الناس في التمييز بين أهل الإيمان وأهل النفاق، رأيت أن أكتب سلسلة أبين فيها ((صفات المنافقين في القرآن)) لئلا ينخدع فيهم أحد من المسلمين، فشرعت في ذلك ولله وحده الحمد والمنة، ثم مع الاستمرار في بيان صفات المنافقين رأيت أن أكتب في ((صفات المؤمنين في القرآن))، بل رأيت أن بيان صفات المؤمنين من أهم ما يتبين فيه صفات المنافقين، لأن صفة الإيمان صفة عزيزة، صفة ثابتت الأصول، سامية الفروع، لايمكن أن تنزل على منافقٍ أبداً، كما أنه ببيان الشيء يتبين ضده (وبضدها تتبين الأشياء)، هذا وأسأل الله التوفيق والسداد والإعانة إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
الأمثال في القرآن الكريم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[17 Oct 2004, 06:42 م]ـ
المنافقون في كتاب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
ان أمثال القرآن لا يعقلها إلا العالمون.
وأنها شبيه شيء بشيء في حكمه وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الأخر واعتبار أحدهما بالآخر كقوله (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ * َوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) (البقرة: 17 - 19)
فضرب للمنافقين بحسب حالهم مثلين
مثلا ناريا
ومثلا مائيا
لما في الماء والنار من الإضاءة والإشراق والحياة فإن النار مادة النور والماء مادة الحياة وقد جعل الله سبحانه الوحي الذي أنزل من السماء متضمنا لحياة القلوب واستنارتها ولهذا سماه روحا ونورا وجعل قابليه أحياء في النور ومن لم يرفع به رأسا أمواتا في الظلمات.
وأخبر عن حال المنافقين بالنسبة إلى حظهم من الوحي أنهم بمنزلة من استوقد نارا لتضيء له وينتفع بها وهذا لأنهم دخلوا في الإسلام فاستضاءوا به وانتفعوا به وآمنوا به وخالطوا المسلمين ولكن لما لم يكن لصحبتهم مادة من قلوبهم من نور الإسلام طغى عنهم وذهب الله بنورهم ولم يقل نارهم فإن النار فيها الإضاءة والإحراق فذهب الله بما فيها من الإضاءة وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق وتركهم في ظلمات لا يبصرون فهذا حال من بصر ثم عمي وعرف ثم أنكر ودخل في الإسلام ثم فارقه بقلبه لا يرجع إليه ولهذا قال فهم لا يرجعون.
وهذه فوائد مستفادة من الآيتين الأوليين ذكرها الشيخ ابن عثيمين في تفسيره لسورة البقرة
الفوائد:
.1 من فوائد الآيتين: بلاغة القرآن، حيث يضرب للمعقولات أمثالاً محسوسات؛ لأن الشيء المحسوس أقرب إلى الفهم من الشيء المعقول؛ لكن من بلاغة القرآن أن الله تعالى يضرب الأمثال المحسوسة للمعاني المعقولة حتى يدركها الإنسان جيداً، كما قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43] ..
.2 ومنها: ثبوت القياس، وأنه دليل يؤخذ به؛ لأن الله أراد منا أن نقيس حالهم على حال من يستوقد؛ وكل مثل في القرآن فهو دليل على ثبوت القياس ..
.3 ومنها: أن هؤلاء المنافقين ليس في قلوبهم نور؛ لقوله تعالى: {كمثل الذي استوقد ناراً}؛ فهؤلاء المنافقون يستطعمون الهدى، والعلم، والنور؛ فإذا وصل إلى قلوبهم. بمجرد ما يصل إليها. يتضاءل، ويزول؛ لأن هؤلاء المنافقين إخوان للمؤمنين من حيث النسب، وأعمام، وأخوال، وأقارب؛ فربما يجلس إلى المؤمن حقاً، فيتكلم له بإيمان حقيقي، ويدعوه، فينقدح في قلبه هذا الإيمان، ولكن سرعان ما يزول ..
.4 ومن فوائد الآيتين: أن الإيمان نور له تأثير حتى في قلب المنافق؛ لقوله تعالى: {فلما أضاءت ما حوله}: الإيمان أضاء بعض الشيء في قلوبهم؛ ولكن لما لم يكن على أسس لم يستقر؛ ولهذا قال تعالى في سورة المنافقين. وهي أوسع ما تحدَّث الله به عن المنافقين: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم} [المنافقون: 3] ..
.5 ومنها: أنه بعد أن ذهب هذا الضياء حلت الظلمة الشديدة؛ بل الظلمات ..
.6 ومنها: أن الله تعالى جازاهم على حسب ما في قلوبهم: {ذهب الله بنورهم}، كأنه أخذه قهراً ..
فإن قال قائل: أليس في هذا دليل على مذهب الجبرية؟
فالجواب: لا؛ لأن هذا الذي حصل من رب العباد عزّ وجلّ بسببهم؛ وتذكَّر دائماً قول الله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5]. حتى يتبين لك أن كل من وصفه الله بأنه أضله فإنما ذلك بسبب منه
.7 ومن فوائد الآيتين: تخلي الله عن المنافقين؛ لقوله تعالى: [وتركهم]
ويتفرع على ذلك: أن من تخلى الله عنه فهو هالك. ليس عنده نور، ولا هدًى، ولا صلاح؛ لقوله تعالى: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون)
.8 ومن فوائد الآيتين: أن هؤلاء المنافقين أصم الله تعالى آذانهم، فلا يسمعون الحق؛ ولو سمعوا ما انتفعوا؛ ويجوز أن يُنفى الشيء لانتفاء الانتفاع به، كما في قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} (الأنفال: 21)
.9 ومنها: أن هؤلاء المنافقين لا ينطقون بالحق. كالأبكم ..
.10 ومنها: أنهم لا يبصرون الحق. كالأعمى ..
.11 ومنها: أنهم لا يرجعون عن غيِّهم؛ لأنهم يعتقدون أنهم محسنون، وأنهم صاروا أصحاباً للمؤمنين، وأصحاباً للكافرين: هم أصحاب للمؤمنين في الظاهر، وأصحاب للكافرين في الباطن؛ ومن استحسن شيئاً فإنه لا يكاد أن يرجع عنه ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[17 Oct 2004, 07:36 م]ـ
ولذا قالوا: بالمثال يتضح المقال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2004, 10:06 م]ـ
من كتاب الأمثال في القرآن الكريم للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
المثل المائي
تشبيه الكفار بالمطر المصاحب للظلمة والرعد والبرق:
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) (البقرة: 19)
شبههم بأصحاب صيب وهو المطر الذي يصوب أي ينزل من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق.
فلضعف بصائرهم وعقولهم اشتدت عليهم، زواجر القرآن، ووعيده وتهديده، وخطابه الذي يشبه الصواعق.
فحالهم كحال من أصابه مطر فيه ظلمة ورعد وبرق فلضعفه وخوفه جعل أصبعيه في أذنيه خشية من صاعقة تصيبه.
قال ابن القيم وقد شاهدنا نحن وغيرنا كثيرا من تلاميذ الجهمية والمبتدعة إذا سمعوا شيئا من آيات الصفات وأحاديث الصفات المنافية لبدعتهم رأيتهم عنها معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة ويقول ... سدوا عنا هذا الباب واقرأوا شيئا غير هذا وترى قلوبهم مولية وهم يجمحون لثقل معرفة الرب سبحانه تعالى وأسمائه وصفاته على عقولهم وقلوبهم.
وكذلك المشركون على اختلاف شركهم إذا جرد لهم التوحيد وتليت عليهم نصوصه المبطلة لشركهم اشمأزت قلوبهم وثقل عليهم ولو وجدوا السبيل إلى سد آذانهم لفعلوا
وكذلك نجد أعداء أصحاب رسول الله ثقل ذلك عليهم جدا فأنكرته قلوبهم وهذا كله شبه ظاهر ومثل محقق من إخوانهم من المنافقين في المثل الذي ضربه الله لهم بالماء فإنهم لما تشابهت قلوبهم تشابهت أعمالهم
وهذه فوائد مستفادة من هذه الآية ذكرها الشيخ ابن عثيمين في تفسيره لسورة البقرة
الفوائد:
.1 من فوائد الآيتين: تهديد الكفار بأن الله محيط بهم؛ لقوله تعالى: {والله محيط بالكافرين} ..
.2 ومنها: أن البرق الشديد يخطف البصر؛ ولهذا يُنهى الإنسان أن ينظر إلى البرق حال كون السماء تبرق؛ لئلا يُخطف بصره ..
.3 ومنها: أن من طبيعة الإنسان اجتناب ما يهلكه؛ لقوله تعالى (وإذا أظلم عليهم قاموا)
.4 ومنها: إثبات مشيئة الله؛ لقوله تعالى: (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم)
.5 ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عزّ وجلّ أن يمتعه بسمعه، وبصره؛ لقوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}؛ وفي الدعاء المأثور: "متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا" (1) ..
.6 ومنها: أن من أسماء الله أنه قدير على كل شيء ..
.7 ومنها: عموم قدرة الله تعالى على كل شيء؛ فهو جلّ وعلا قادر على إيجاد المعدوم، وإعدام الموجود، وعلى تغيير الصالح إلى فاسد، والفاسد إلى صالح، وغير ذلك ..
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 Oct 2004, 06:57 م]ـ
من كتاب الأمثال في القرآن الكريم للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
وقد ذكر سبحانه المثلين المائي والناري في سورة الرعد ولكن في حق المؤمنين
فقال تعالى (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) (الرعد: 17)
شبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي أنزله لحياة الأرض بالنبات
وشبه القلوب بالأودية فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا
وقلب صغير إنما يسع بحسبه كالوادي الصغير فسالت أودية بقدرها واحتملت قلوب من الهدى والعلم بقدرها
وكما أن السيل إذا خالط الأرض ومر عليها احتملت غثاء وزبدا فكذلك الهدى والعلم إذا خالط القلوب أثار ما فيها من الشهوات والشبهات ليقلعها ويذهبها كما يثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطه فتكرب بها شاربه وهي من تمام نفع الدواء فانه أثارها ليذهب بها فإنه لا يجامعها ولا يساكنها وهكذا يضرب الله الحق والباطل
ثم ذكر المثل
الناري فقال ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله وهو الخبث الذي يخرج عند سبك الذهب والفضة والنحاس والحديد فتخرجه النار وتميزه وتفصله عن الجوهر الذي ينتفع به فيرمى ويطرح ويذهب جفاء
فكذلك الشهوات والشبهات يرميها قلب المؤمن ويطرحها ويجفوها كما يطرح السيل والنار ذلك الزبد والغثاء والخبث ويستقر في قرار الوادي الماء الصافي الذي يسقي منه الناس ويزرعون ويسقون أنعامهم كذلك يستقر في قرار القلب وجذره الإيمان الخالص الصافي الذي ينفع صاحبه وينتفع به غيره ومن لم يفقه هذين المثلين ولم يتدبرهما ويعرف ما يراد منهما فليس من أهلهما والله الموفق
ـ[الراية]ــــــــ[21 Oct 2004, 11:33 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ أبا عبد الرحمن الشهري
وليتكم تعرفوا لنا بكتاب ابن القيم هذا وعن الطبعة الجيدة!
فالذي اعرفه لابن القيم كتاب اقسام القران
وهذا من حسناتكم جزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2004, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر الأخ المتسمي ب أخوكم على مروره ومشاركته والشكر موصلا لك أخي الرية على مرورك ومشاركتك.
وبالنسبة لسؤالكم عن كتاب الأمثال في القرآن الكريم للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله وعن التعريف بطبعته فالطبعة التي لدي لدار المعرفة بيروت لبنان وسنة النشر 1421هـ - 2000م الطبعة الرابعة.
اسم المحقق سعيد محمد نمر الخطيب
وهناك طبعة أخرى وهي كالتالي:
دار النشر مكتبة الصحابة
مدينة النشر طنطا
سنة النشر 1406 - 1986
رقم الطبعة الأولى
اسم المحقق إبراهيم بن محمد
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[23 Oct 2004, 12:48 ص]ـ
لا زلنا مع كتاب الأمثال في القرآن الكريم للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
فصل
ومنها قوله تعالى (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس: 24).
شبه سبحانه الحياة الدنيا في أنها تتزين في عين الناظر فتروقه بزينتها وتعجبه فيميل إليها ويهواها اغترارا منه بها حتى إذا ظن أنه مالك لها قادر عليها سلبها بغتة أحوج ما كان إليها وحيل بينه وبينها.
فشبهها بالأرض التي ينزل الغيث عليها فتعشب ويحسن نباتها ويروق منظرها للناظر فيغتر به ويظن أنه قادر عليها مالك لها فيأتيها أمر الله فتدرك نباتها الآفة بغتة فتصبح كأن لم تكن قبل فيخيب ظنه وتصبح يداه صفرا منهما.
فهكذا حال الدنيا والواثق بها سواء وهذا من أبلغ التشبيه والقياس فلما كانت الدنيا عرضة لهذه الآفات والجنة سليمة منها قال تعالى (وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (يونس: 25) فسماها هنا دار السلام لسلامتها من هذه الآفات التي ذكرها في الدنيا فعم بالدعوة إليها وخص بالهداية من شاء فذلك عدله وهذا فضله.
فوائد الآية
1 - أن الدنيا تعجب الناظر إليها وتغره إذا لم يفطن لذلك.
2 - أنه يجب على العاقل أن لا يركن إلى الدنيا ولا يغتر بها لأنها متاع قليل عما قريب تزول ولذلك شبهها الله بالنبات الذي ينبت بعد المطر و سرعان ما يضمحل ويزول.
وهذه أبيات من نونية ابن القيم عن الدنيا.
لا يلهينك منزل لعبت به******** أيدي البلا من سالف الأزمان
فاقد ترحل عنه كل مسرة******* وتبدلت بالهم والأحزان
سجن يضيق بصاحب الايمان لـ ... ـكن جنّة الماوى لذي الكفران
سكانها أهل الجهالة والبطا*******لة والسفاهة أنجس السكان
وألذهم عيشا فأجلهم بحق الله ***** ثم حقائق القرآن
عمرت بهم هذي الديار وأقفرت**** منخم ربوع العلم والايمان
قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ*****ـفاني على الجنات والرضوان
صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم ... ورضوا بكل مذلة وهوان
كدحا وكدا لا يفتر عنهم********* ما فيه من غم ومن أحزان
إلى أن قال
هربوا من الرق الذي خلقوا له**** فبلو ربق النفس والشيطان
لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم ... فقد ارتضوا بالذل والحرمان
لو سارت الدنيا جناح بعوضة***** لم يسق منها الرب ذو الكفران
لكنها والله أحقر عنده*********من ذا الجناح القاصر الطيران(/)
هل يمكن تضمين هذا الموقع فهرس ألفاظ القران الكريم؟
ـ[الزهراني]ــــــــ[18 Oct 2004, 01:14 ص]ـ
ا خواني الاعزاء القائمين علي هذا الموقع والمشاركين فيه أحييكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فأشكر القائمين علي الموقع وأرجو أن ينفع به الله الجميع.
كما أرجو إفادتى عن مدي إمكانية تضمين الموقع لالفاظ القران الكزيم مع تفسيرها.
وفقكم الله وجزاكم خير الجزاء
أخوكم الزهراني
ـ[أخوكم]ــــــــ[23 Oct 2004, 05:02 م]ـ
عفوا .... وضح مقصودك أكثر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Oct 2004, 06:08 م]ـ
شكر الله لكم أخي الكريم الزهراني على تكرمكم بالانضمام للملتقى، ويسعدنا قراءة ما تتفضل به وفقكم الله.
الذي فهمته من الاقتراح الكريم أنك تعني أن يتم إدخال كلمات القرآن التي قد يشكل معناها على البعض ومع كل كلمة معناها وتفسيرها على وجه الاختصار. بحيث يتم البحث بجذر الكلمة أو لفظها مباشرة كما يبحث في المعاجم اللغوية وغيرها. وهذا اقتراح موفق وفكرة بديعة، وتطبيقها سهل، ولا تحتاج إلى كبير عناء. فإن كان هذا هو المقصود فحسب فقد وصلت فكرتكم وستدرج ضمن التحديثات القادمة للموقع بإذن الله في مرحلته الثالثة إن شاء الله، وإن كان لديكم فضل بيان للفكرة، ومزيد تفصيل للاقتراح فتفضلوا به مشكورين من الجميع، والله يوفقنا جميعاً لخدمة القرآن الكريم بصدق وإخلاص.(/)
مشروع خيرى ضخم شامل لعلوم القرآن الكريم
ـ[إيهاب زكى]ــــــــ[18 Oct 2004, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوانى جميعا، صراحة أنا جديد فى هذا المنتدى ورغبت فقط أن أنشر عليكم مشروع قد بدأت فيه وشاركى والحمد لله الآن العديد ولكن مازلنا نحتاج لكثير من المجهودات لإتمامه على خير إن شاء الله. لعلى أجد منكم من يرغب فى المشاركة معنا.
المشروع بإختصار عبارة برنامج كمبيوتر عبارة عن موسوعة قرآنية شاملة تفيد كل من يرغب فى الإبحار فى علوم القرآن الكريم.
برامج الكمبيوتر الخاصة بالقرآن الكريم كثيرة جدا منها ما هو مجانى ومنها ما هو تجارى وعلى الرغم من ذلك فلقد لاحظت القصور الشديد فى معظم هذه البرامج. فمعظم هذه البرامج تركز على السماح لمستخدم البرنامج باختيار سورة أو مكان معين فى المصحف لتلاوته أو رؤية تفسيره بشكل بسيط وقليل منهم يدعم عمليات متقدمة قليلا مثل البحث فى آيات المصحف أو ما شابه ذلك. ولا يوجد فى كل هذه البرامج امكانيات أرى أنها مهمة مثل التركيز على قواعد التجويد والمقارنة بين القراءات المختلفة للقرآن الكريم. فرأيت أنه من واجبى كمسلم أن أبدأ بعمل برنامج يليق بالمصحف الشريف. فكل الإمكانيات التكنولوجية متوفرة لعمل برامج على أعلى مستوى ولا يجب أن نترك هذه الإمكانيات دون الإستفاده بها الإستفادة القصوى لخدمة القرآن الكريم ومن يريد أن يحفظ القرآن الكريم. لهذا فكرت فى هذا المشروع.
لقد بدأنا والحمد لله فى المراحل الأولى ولكننا نحتاج إلى الكثير والكثير من المتطوعين للعمل معنا على إنجاز هذا المشروع. لعل الله يثيبنا جميعا بعملنا لخدمة الأمة الإسلامية.
أنا للأسف لست متخصصا فى التجويد وأحكامه وعلوم القراءات للقرآن الكريم ولكنى أحاول قراءة كل ما يتيسر لى فى هذا المجال. ولكنى مبرمج كمبيوتر على قدرات عالية فى هذا المجال والحمد لله. لذا فأحتاج إلى المتخصصين منكم فى علوم القرآن الكريم المختلفة كما أحتاج منكم حتى لمن ليس متخصص ولكن لديه الوقت الذى يريد إستثماره فى هذا المشروع فهناك الكثير من الأعمال التى لا تحتاج إلى متخصصين.
أتمنى أن أجد الكثير من المشاركين معنا. والله الموفق.
ـ[عبدالحميد عبدالرحيم]ــــــــ[21 Oct 2004, 07:06 م]ـ
الرجاء ارسال معلومات كاملة وشكرا
عبدالحميد
ـ[إيهاب زكى]ــــــــ[21 Oct 2004, 11:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى عبد الحميد. إخوانى جميعا
تفاصيل المشروع تجدونها فى موقع المشروع وهو
http://quran.ehabzaky.com
شكرا لك أخى لإهتمامك وجزاك الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Oct 2004, 12:09 ص]ـ
اسأل الله لكم التوفيق في هذا المشروع العملاق , ونأمل أن نقدم لكم ما نستطيع. فسيروا على بركة الله تعالى. ويمكن الاستفادة مما في الملتقى حيث هناك الكثير من المواضيع التي طرحت على وجه التحرير.(/)
الرافضة والقرآن
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[19 Oct 2004, 01:38 م]ـ
الرافضة والقرآن:
تزعم الرافضة أن الكتاب الذي بين أيدي المسلمين الآن ناقص، إذ لا يوجد مما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما يقارب الثلث و مع ذلك لم يسلم من التحريف على أيدي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان، حيث يرى الرافضة أن الصحابة رضي الله عنهم قد حذفوا منه سوراً بأكملها وبعض الآيات كذلك، كما قاموا بالتبديل في آيات أخر وذلك لإخفاء أحقية علي رضي الله عنه بالولاية، وساقوا على باطلهم أدلة كثيرة!
ولئلا أتهم بالمبالغة في هذه المسألة فلن أخرج في إثبات فريتهم عما استدلوا به في مصادرهم المعتبرة لديهم، ففي كتاب (السقيفة ص 81) لمؤلفه: سليم بن قيس الهلالي المتوفى سنة 90 هـ، وهو من كبار علماء الرافضة الأ قدمين، إذ يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يستدل به على صحة معتقدهم هذا،ومن ذلك ما رواه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه فيما دار بين علي وبين أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع، وذلك في أمر الخلافة، في حديث طويل والذي فيه: ((فلما رأى غدرهم و قلة وفاءهم له لزم بيته، وأقبل على القرآن يؤلفه، ويجمعه، وكان في الصحف والشظاظ والسيار، والرقاع، فلما جمعه كله وكتبه تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ، بعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع، فبعث إليه علي عليه السلام إني لمشغول، وقد آليت على نفسي يميناً ألا أرتدي رداءً إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه، فسكتوا عنه أياماً فجمعه في ثوب واحد وختمه ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنادى علي بأعلى صوته: أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشغولاً بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمني تأويلها.
ثم قال لهم علي: لئلا تقولوا غداً إنا كنا عن هذا غافلين.
ثم قال لهم علي: لاتقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته، فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه)). وهذا فيه تصريح واضح فيما يعتقدونه بنقصان القرآن الذي بين أيدي المسلمين.
وقال أبو جعفر محمد بن الحسن الصفَار المتوفى سنة 290هـ في كتابه (بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد 4/ 413) في باب عقده تحت عنوان (باب في الأئمة أن عندهم جميع القرآن الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أن ساق أخبارأً في هذا الشأن: روي عن أبي جعفر أنه قال: ((ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله غير الأوصياء)).
هذا شيء مما تناقلته كتب الرافضة مما يستدلون به على صحة قولهم بنقصان القرآن الذي بين أيدي المسلمين الآن، ولست بحاجة إلى ما يثبت بطلان هذه المقالة حيث يغني عن ذلك كله الإيمان الصادق بضرورة تحقق قول الله سبحانه وتعالى ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) () حيث إنهم مهما أجلبوا بخيلهم ورجلهم لإنكار معنى آية أو بعض آية من كتاب الله فهم كالذي يحجب ضوء الشمس بكف يده.
تنبيه: البحث في هذه المسألة لم ينته بعد وأكتفي بهذا القدر لئلا أطيل على القراء، ولنا إن شاء الله لقاء.(/)
اسئله من تاريخ الاسلام
ـ[زينب]ــــــــ[20 Oct 2004, 04:24 م]ـ
السلام عليكم
مبارك علي جميع المشتركين والاساتذه المحترمين هذا الشهر المبارك ادعوا ان الله تعالي يغفر لنا في هذا الشهر ويجعنا من حجاج بيته الحرام
1.من هو من اول من جمع القران
2.من هو اول من لقب بخليفه
3.من هواول من سل سيفا في الاسلام
4.من هي اخر زوجات الرسول
5.من هو الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن
6. من الذي اطلق عليه ترجمان القران وذلك لانه اعلم المسلمين وكان ابن عم الرسول وقال عنه النبي اللهم علمه التاويل
7.من هو الصحابي المعتدي عليه مع عايشه ام المومنين في حادثه افك
8.من هو الصحابي الذي لو اقسم علي الله لابره
9من هو الصحابي الذي اذاكان يراه النبي كان يقول له مرحبا بالطيب المطيب
عفوا علي كثرت الاسئله(/)
الصابئون والصابئين
ـ[ش. م]ــــــــ[21 Oct 2004, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتقارب ثلاث آيات قرآنية في ذكر أصناف من الناس مع اختلاف صغير فيها
والاختلاف القرآني في أي كلمةأو حرف له معان وأسرار
عرفها من عرفها وجلها من جهلها
ومن العلماء من يجتهد في البحث عن تلكم الأسرار فيدون شيئا مما توصل إليه
وفيما يلي شيء ما قيل عن هذه الآيات الثلاث
** ترتيب حسب الكتب المنزلة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الذينَ آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين منْ آمنَ بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عندَ ربهم ـ البقرة 62
إن الذين آمنوا يقصد بهم (الذين آمنوا بكتب الله المتقدمة مثل صحف إبراهيم، والذين آمنوا بما نطقت به التوراة وهم اليهود، والذين آمنوا بما أتى به الإنجيل وهم النصارى، فهذا ترتيب على حسب ما تَرَتّبَ تنزيل الله كتبَه، فصحف إبراهيم عليه السلام قبل التوراة المنزلة على موسى عليه السلام، والتوراة قبل الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام، فرتبهم عز وجل في هذه الآية على ما رتبهم عليه في بعثة الرسالة، ثم أتى بذكر الصابئين وهم الذين لا يثبتون على دين، وينتقلون من ملة إلى ملة، ولا كتاب لهم كما للطائفتين اللتين ذكرهما الله تعالى في قوله: "أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا" فوجب أن يكونوا متأخرين عن أهل الكتاب)
** ترتيب الأزمنة مع نية التأخير، والترتيب بالكتب
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ـ المائدة 69
(على ترتيب الأزمنة لأن الصابئين وإن كانوا متأخرين عن النصارى بأنهم لا كتاب لهم، فإنهم متقدمون عليهم بكونهم قبلهم، لأنهم كانوا قبل عيسى عليه السلام، فرفع (الصابئون) ونوى به التأخير عن مكانه، كأنه قال بعدما أتى بخبر (إن الذين آمنوا والذين هادوا) (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) والصابئون هذا حالهم أيضا، وهذا مذهب سيبويه … وهذه الآية تدل عليه؛ لأنه قدم فيها (الصابئون) والنية بها التأخير على مذهب سيبويه، وإنما قدم في اللفظ وأخر في النية لأن التقديم الحقيقي التقديم بكتبه المنزلة علىأنبيائه عليهم السلام، فلذا فعل ذلك في الآية الأولى، وكان ها هنا تقديم آخر بتقديم الازمان، وجاءت آية أخرى قدم فيها هذا الاسم على ما أخر عنه في الآية التي قبل، ثم أقيمت في لفظه أمارة تدل على تأخره عن مكانه كان ذلك دليلا على أن هذا الترتيب ترتيب بالأزمنة، وأن النية التأخير والترتيب بالكتب المنزلة)
** ترتيب الأزمنة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ـ الحج 17
وأما الترتيب الثالث في سورة الحج فترتيب الأزمنة التي لا نية للتأخير معه، لأنه لم يقصد في هذا المكان أهل الكتب، إذ كان أكثر من ذكر ممن لا كتب لهم وهم: الصابئون والمجوس والذين أشركوا عبدة الأوثان، فهذه ثلاث طوائف، وأهل الكتاب طائفتان، فلما لم يكن القصد في الأغلب الأكثر من المذكورين ترتيبهم بالكتاب رتبوا بالأزمنة، وأخر الذين أشركوا لأنهم وإن تقدمت لهم أزمنة وكانوا في عهد أكثر الأنبياء الذين تقدمت بعثتهم صلوات الله عليهم، فإنهم كانوا أكثر مَنْ مُني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهم، وصَلي بجهادهم، وكأنهم لما كانوا موجودين في عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا أهل زمانه، وهذا الزمان متأخر عن أزمنة الفرق الذين قدم ذكرهم)
انظر: درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الإسكافي،
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 Oct 2004, 06:27 ص]ـ
البقره 2/ 62 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ
==================================
هنا أكد الله الكلام لكل الناس، والناس قسمان:
قسم يتبعون كتب سماوية وهم أهل القرآن (إن الذين آمنوا) وأهل الكتاب (الذين هادوا والنصارى).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقسم ليس لهم كتاب سماوي (الصابئين) ويدخل في هذه الكلمة كل الناس غير أهل القرآن وأهل الكتاب كالبوذيون والبراهمانيون والوثنيون وغيرهم، فالآية مؤكدة لكل الناس: من كان عنده إيمان فطري بالله واليوم الآخروعمل صالحا تحسبا لذلك اليوم فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، مثل هؤلاء هم الذين يهديهم الله للإسلام.
أما الآية:
المائده 5/ 69 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا
====================================
يجب أن ترفع كلمة (الصابئون) ولا يشملهما التوكيد ب (إن) لأن لأن التوكيد هنا يجب أن يخص المخاطب فقط، فسورة المائدة تخاطب المؤمنين وتخاطب أهل الكتاب، وهذم الآية جاءت بعد الآية 68 التي تقول: قل ياأهل الكتاب لستم على شيء ... )، ومن مقتضى البلاغة أن يؤكد الكلام فقط لمن يجب أن يؤكد له،والمخاطب هو الذي يجب أن يؤكد له الكلام، فالمخاطب هم (الذين آمنوا (المسلمون) والذين هادوا (اليهود)) فهؤلاء هم الذين عندهم في القران وفي التوراة هذا الأمر، أما الصابئين فليس الخطاب موجها لهم كي يشملهم التوكيد ب (إن) وإنما جاء الحكم بغير توكيد،وأما النصارى وإن كانوا من أهل الكتاب فقد جاؤوا بعد (الصابئون) ولم يشملهم التوكيد بإن لسبب سأذكره في الختام.
مثلا: حضر إلى المدرسة تلاميذ مجتهدون وتغيب الكسلاء، فخاطب المعلم من حضر من التلاميذ المجتهدين قائلا:
إن المجتهدين والكسولون من ذاكر جيدا فلا خوف عليهم.
هنا لا تعتبر كلمة (الكسولون) خطأ إذا نظرت إلى الجملة نظرة بلاغية فكأن معنى الكلام هو:
إن المجتهدين من ذاكر منهم جيدا فلا خوف عليهم، والكسولون من ذاكر جيدا فلا خوف عليهم.
فالكلام لا يؤكد إلا لمن يجب أن يؤكد له، فالمخاطب يجب أن يؤكد له، والغائب لا يؤكد له.
فالله تعالى أكد للمسلمين واليهود فهم المخاطبين لأن هذه القضية توافق ما معهم، أما الصابئين والنصارى فهم في حكم الغائب الذي لا يستلزم توكيد الكلام له.
إذن فمعنى الآية هو كما يلي:
إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
لكن هذا الأسلوب فيه تكرار لا يليق ببلاغة القرآن فجاءت الآية كما هي في القرآن ليفقهه أهل العلم باللغة.
وكان من الحكمة أن تتأخر كلمة (النصارى) لأنها لو جاءت قبل (الصابؤون) لما استطعنا أن نعلم إن كانت (النصارى) منصوبة بإن أم لا، لأن كلمة (النصارى) هي من الكلمات التي لا تتأثر بحركات الإعراب.
ومن الحكمة أيضا أن تأتي كلمة (النصارى) متأخرة لأن النصارى أبعد الناس أن يتحقق فيهم تلك الشروط (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا) فهم يؤمنون بالله كثالوث ويعتقدون أنهم على الحق، فمن السهل أن تقنع (صابئ) بوحدانية الله أما النصراني فمن الصعب أن يقتنع، فإذا أردنا أن نصنف الصابئين والنصارى فإن:
الصابئين يعتبرون: (لا يعلمون) من السهل أن يقتنع إذا علم.
النصارى يعتبرون: (جاهلون)، ليس معنى الجاهل هو الذي لا يعلم وإنما الجاهل هو الذي يعلم قضية خطأ ويحسب أنه على صواب، فهؤلاء هم الذين يصعب التفاهم معهم.
إذن فالذي لا يعلم أدعى أن يؤمن بإله واحد إذا علم بالدليل بينما الجاهل هو الذي يعتبر في ضلال بعيد، ولذلك جاءت كلمة (الصابئون قبل النصارى).
إذن فالنصارى هم أبعد الناس ضلالا، أخذوا المثل الأعلى في الضلال لأن ضلالهم هو الأبعد، صحيح أن البوذيين والهندوس والوثنيين وغيرهم يعتبرون ضالين، لكن إذا ذكرت كلمة (الضالين) على إطلاقها فالذين قالوا المسيح هو الله هم أبعد ضلالا.
__________________(/)
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهَِ
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 Oct 2004, 10:21 ص]ـ
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)
هذه الآية جاءت بعد سؤال تقريري من الله تعالى حيث قال: أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
هنا ذكر الله إسم كان (عاقبة) وترك لنا مسألة معرفة خبرها (خبر كان)، فخبر كان هو الكيفية التي كانت عليها العاقبة، ومن سياق الكلام علمنا الكيفية التي آلت إليها عاقبة الظالمين وهي (الإهلاك).
إذن ف (عاقبة ... ) إسم كان منصوب وخبرها هو (الإهلاك) الذي استنتجناه من السياق.
ثم يتابع الله كلامه على اعتبار أننا فهمنا الكيفية (خبر كان) الذي هو (الإهلاك) فيخبرنا أن هذا الإهلاك سيكون عاقبة الذي أساءوا السوأى.
إذن ففي الآية 9 من سورة الروم جاءت (عاقبة) إسما ل (كان) وخبرها هو (الإهلاك).
وفي الآية 10 التي تليها جاءت (عاقبة) خبرا ل (كان) حيث أن إسمها صار معلوما وهو (الإهلاك والدمار والويل والثبور و .... ).
مثلا:
الأب يسأل ابنه عن حال زميله الذي رسب في دراسته، فيقول له:
ألم تر كيف كان عَاقِبَةُ زميلك فلان الذي كان مستهترا ويتغيب عن حضور دروسه؟
الأب لا يسأل ابنه هنا ليستفهم منه وإنما ليقرره ويذكره بعاقبة زميله التي يعلمها جيدا وهي (الرسوب والخسران) لكي يحذره بعدها فيقول:
كذلك سيكون عَاقِبَةَ من أهمل دروسه وتكاسل.
عَاقِبَةَ هنا منصوبة لأنها. خبر (سيكون) وإسمها لا داعي لذكره لأنه معلوم وهو (الرسوب والخسران).
كذلك في الآية 10 من سورة الروم فكأن الله تعالى يقول:
ثُمَّ كَانَ (الإهلاك) عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10).
وبمعنى آخر فكأن الله يقول في الآية 9 إن العاقبة كانت إهلاكا، ويقول في 10 التي تليها: ثم (إن نفس هذا الإهلاك) كان عاقبة الذين أساءوا السوأى بتكذيبهم واستهزائهم ... )
والذين كذبوا بِآياتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ يعتبرون بعملهم هذا قد أَسَاءُوا السُّوأَى، فحرف (أَنْ) هنا تعمل عمل (إذ) مثلما أقول: لقد كفر فلان أن سب الدين، أي بسبب سبه للدين.
أعلم أن المفسرين قالوا: إن (السوأى) هي إسم (كان)، والجديد الذي قلته بشأن هذه الآية يعتبر صوابا أيضا.
والله أعلم.(/)
الناس في التفسير عيال على مقاتل - أيّ مقاتل؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Oct 2004, 06:57 ص]ـ
قال ابن حجر: رُويَ عن الشافعي من وجوه:
(الناس في التفسير عيالٌ على مُقاتل) [تهذيب التهذيب 143].
وهذا مشهور عن الشافعي.
وقال الأثرم: سألت أحمد عن مقاتل بن سليمان؟ فقال لي:
(ما أقول؟ ما رأيت أحداً أعلمُ بالتفسير من مقاتل بن سليمان) [طبقات الحنابلة 1/ 67].
لكن:
في جلاء الأفهام (ص:422 - 423) قال ابن القيم رحمه الله:
(وقد قال مُقاتل بن حَيَّان في تفسيره, في قول الله عز وجل {الذين يُقيمون الصلاة} , قال: «إقامتها: المُحافظة عليها, وعلى أوقاتها, والقيام فيها, والركوع والسجود, والتشهد, والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير» , وقد قال الإمام أحمد: الناس في التفسير عِيالٌ على مُقاتل).
وبعد هذا النقل يُقال:
- إمَّا أن ابن القيم رحمه الله سَهَا, فنَسَب العبارة للإمام أحمد, وجعلها في مُقاتل بن حَيَّان.
- وإما أن ما قاله الشافعي في مقاتل بن سليمان, قال مثله الإمام أحمد في مُقاتل بن حَيَّان.
والثاني أطيب وأقرب. والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Oct 2004, 12:43 م]ـ
أخو أبو بيان
الذي يظهر أن المتفق عليه عندهم في علمه بالتفسير هو مقاتل بن سليمان، وإن كان في روايته عندهم نظر، فهي في محلِّ الردِّ وعدم القبول.
وهو أعلم من مقاتل بن حيان في التفسير، ولم لا يكون الإمام أحمد قد واطأ الإمام الشافعي على هذه العبارة، أو أنه يكون أخذها منه، وأحمد قد اخذ عن الشافعي كما هو معروف، والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Oct 2004, 01:54 م]ـ
المشهور في هذا القول هو مقاتل بن سليمان كما ذكر الدكتور مساعد وإليك بعض النقولات في ذلك:
= روى حرملة بن يحيى عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال الناس عيال على هؤلاء الخمسة من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة وكان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير ابن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان هكذا نقله الخطيب في تاريخه.
(وفيات الأعيان: 5/ 409).
= وعنه قال سمعت الشافعي يقول الناس عيال على هؤلاء الأربعة فمن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان.
(تاريخ مدينة دمشق: 60/ 117).
____________
وانظر: تاريخ بغداد: 13/ 346، ومرآة الجنان: 312، وشذرات الذهب: 1/ 227، البداية والنهاية: 10/ 107.(/)
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
ـ[ش. م]ــــــــ[22 Oct 2004, 10:05 م]ـ
نظرات بيانية في وصية لقمان لابنه
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الوصية من قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13 وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14 وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ 15 يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ 16 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ17 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ 18 وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ 19
تلك هي الوصية وقد بدأت بذكر إتيان لقمان الحكمة
"وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" 12
* الحكمة
والحكمة هي وضع الشيء في محله قولا وعملا، أو هي توفيق العلم بالعمل، فلا بد من الأمرين معا: القول والعمل، فمن أحسن القول ولم يحسن العمل فليس بحكيم، ومن أحسن العمل ولم يحسن القول فليس بحكيم.
فالحكمة لها جانبان: جانب يتعلق بالقول، وجانب يتعلق بالعمل.
والحكمة خير كثير كما قال الله تعالى: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
* الله تعالى مؤتي الحكمة
ولذلك نلاحظ أنه تعالى قال: " وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
قال (آتينا) بإسناد الفعل إلى نفسه، ولم يقل: لقد أوتي لقمان الحكمة، بل نسب الإتيان لنفسه. والله تعالى في القرآن الكريم يسند الأمور إلى ذاته العلية في الأمور المهمة وأمور الخير، ولا ينسب الشر والسوء إلى نفسه ألبتة.
قال تعالى: "وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً10" الجن
فعندما ذكر الشر بناه للمجهول، وعندما ذكر الخير ذكر الله تعالى نفسه.
وهذا مطرد في القرآن الكريم، ونجده في نحو: "آتيناهم الكتاب" و "أوتوا الكتاب" فيقول الأولى في مقام الخير، وإن قال الثانية فهو في مقام السوء والذم
وقال تعالى: " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً 83" الاسراء
فعندما ذكر النعمة قال: (أنعمنا) بإسناد النعمة إلى نفسه تعالى. وعندما ذكر الشر قال: "وإذا مسه الشر" ولم يقل: إذا مسسناه بالشر
ولم ترد في القرآن مطلقا: زينا لهم سوء أعمالهم، وقد نجد: زينا لهم أعمالهم، بدون السوء، لأن الله تعالى لا ينسب السوء إلى نفسه، ولما كانت الحكمة خيرا محضا نسبها إلى نفسه
ـ إن قيل: فقد قال في موضع: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" البقرة 269
فالرد أنه عز وجل قد قال قبلها: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"
فنسب إتيان الحكمة إلى نفسه، ثم أعادها عامة بالفعل المبني للمجهول
* مقام الشكر
ـ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ
لها دلالتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولىـ أن الحكمة لما كانت تفضلا ونعمة فعليه أن يشكر النعم، كما تقول: لقد آتاك الله نعمة فاشكره عليها. والله آتاه الحكمة فعليه أن يشكره لأن النعم ينبغي أن تقابل بالشكر لموليها. (آتاك نعمة الحكمة فاشكره عليها)
الثانية ـ أن من الحكمة أن تشكر ربك، فإذا شكرت ربك زادك من نعمه "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ 7) " ابراهيم
ولو قال غير هذا، مثلا (فاشكر لله) لكان فيه ضعف، ولم يؤد هذين المعنيين.
وضعف المعنى يكون لأن الله تعالى آتاه النعمة "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ"
فإن قال بعدها: (فاشكرلله) فهذا أمر موجه لشخص آخر وهو الرسول، فيصير المعنى: آتى الله لقمان الحكمة فاشكر أنت!!
كيف يكون؟
المفروض أن من أوتي الحكمة يشكر
ولذلك قال: "أن اشكر لله" فجاء بأن التفسيرية
ولو قال أي تعبير آخر لم يؤد هذا المعنى
* الشكر والكفر
وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
"يشكر" قال الشكر بلفظ المضارع، والكفران قاله بالفعل الماضي "ومن كفر"
من الناحية النحوية الشرط يجعل الماضي استقبالا، مثال (إذا جاء نصر الله)، فكلاهما استقبال.
ويبقى السؤال: لماذا اختلف زمن الفعلين فكان الشكر بالمضارع والكفر بالمشي على أن الدلالة هي للاستقبال؟
من تتبعنا للتعبير القرآني وجدنا أنه إذا جاء بعد أداة الشرط بالفعل الماضي فذلك الفعل يُفعل مرة واحدة أو قليلا، وما جاء بالفعل المضارع يتكرر فعله
مثال: " وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا92" النساء
وبعدها قال: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا 93" النساء
فعندما ذكر القتل الخطأ جاء بالفعل الماضي لأن هذا خطأ غير متعمد، إذن هو لا يتكرر
وعندما جاء بالقتل العمد جاء بالفعل المضارع (ومن يقتل) لأنه ما دام يتعمد قتل المؤمن فكلما سنحت له الفرصة فعل. فجاء بالفعل المضارع الذي يدل على التكرار
مثال آخر: "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً 19" الاسراء
فذكر الآخرة وجاء بالفعل الماضي لأن الآخرة واحدة وهي تراد.
لكن عندما تحدث عن الدنيا قال: "وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ 145" آل عمران
لأن إرادة الثواب تتكرر دائما
كل عمل تفعله تريد الثواب، فهو إذن يتكرر والشيء المتكرر جاء به بالمضارع يشكر، فالشكر يتكرر لأن النعم لا تنتهي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ 34" إبراهيم
فالشكر يتكرر، كلما أحدث لك نعمة وجب عليك أن تحدث له شكرا
أما الكفر فهو أمر واحد حتى إن لم يتكرر، فإن كفر الإنسان بأمر ما فقد كفر، إن كفر بما يعتقد من الدين بالضرورة فقد كفر، لا ينبغي أن يكرر هذا الأمر لأنه إن أنكر شيئا من الدين بالضرورة واعتقد ذلك فقد كفر وانتهى ولا يحتاج إلى تكرار، أما الشكر فيحتاج إلى تكرار لأن النعم لا تنتهي
وفيه إشارة إلى أن الشكر ينبغي أن يتكرر وأن الكفر ينبغي أن يقطع، فخالف بينهما في التعبير فجاء بأحدهما في الزمن الحاضر الدال على التجدد والاستمرار وجاء بالآخر في الزمن الماضي الذي ينبغي أن ينتهي
* الله غني حميد
فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ 12
جاء بإنما التي تفيد الحصر، أي الشكر لا يفيد إلا صاحبه ولا ينفع الله ولا يفيد إلا صاحبه حصرا
أما الله فلا ينفعه شكر ولا تضره معصية
(يُتْبَعُ)
(/)
(((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)))
لذلك قال فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
جمع بين هاتين الصفتين الجليلتين الحميد أي المحمود على وجه الدوام والثبوت وهو تعالى غني محمود في غناه
ـ قد يكون الشخص غنيا غير محمود
ـ أو محمودا غير غني
ـ أو محمودا وهو ليس غنيا بعد، فإن اغتنى انقلب لأن المال قد يغير الأشخاص وقد يغير النفوس كما أن الفقر قد يغير النفوس
ـ وقد يكون الشخص غنيا وغير محمود لأنه لا ينفع في غناه، ولا يؤدي حق الله عليه ولا يفيد الآخرين، بل قد يجر المصالح لنفسه على غناه
ـ وقد يكون محمودا غير غني، ولو كان غنيا لما كان محمودا، فإن اجتمع الأمران فكان غنيا محمودا فذلك منتهى الكمال
وفي آية أخرى في السورة نفسها قال: " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
نقول: فلان غني أي هو من جملة الأغنياء، وقد يكون ملكا معه أغنياء
فإذا قلت هو الغني فكأن الآخرين ليسوا شيئا بالنسبة إلى غناه وهو صاحب الغنى وحده
فلماذا قال ها هنا فإن الله غني حميد وهناك في السورة نفسها هو الغني الحميد؟
نلاحظ أن في هذه الآية لم يذكر له ملكا ولا شيئا
وهذا حتى في حياتنا اليومية نستعمله نقول أنا غني عنك
كما قال الخليل أبلغ سليمان أني عنه في جو ** وفي غنى غير أني لست ذا مال
فقد تقول: أنا عني عنك، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ذا ثروة ومال
فهنا لم يذكر الله سبحانه لنفسه ملكا
المعنى أن الله غني عن الشكر وعن الكفر لا ينفعه شكر ولا يضره كفر
أما في الآية الأخرى فقد ذكر له ملكا " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
فعندما ذكر له ملك السموات والأرض المتسع، فمن أغنى منه؟ فقال هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ
أهمية الحكمة في الوعظ
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
من هنا بدأت الوصية، فلماذا صدر بقوله: "ولقد آتينا .. " وكان يمكن مثلا
أن يحذفها؟
الحكمة لها جانبان: جانب قولي وجانب عملي، وحكمة لقمان ليست فيما ذكره من أحاديث وأقوال وما قاله لابنه من الوصية، وإنما أيضا في العمل الذي فعله وهو تعهده لابنه وعدم تركه بلا وعظ أو إرشاد، وفي هذا توجيه للآباء أن يتعهدوا أبناءهم ولا يتركوهم لمعلمي سوء ولا للطرقات.
وصدر بالحكمة وهي ذات جانبين قولي وعملي لأمر آخر مهم، فعندما وصى ابنه فهل من الحكمة أن يوصي ابنه بشيء ويخالفه؟
هذا ليس من الحكمة ولو فعله فلن تنفع وصيته، لو خالف الوعظ عمل الواعظ والموجه لم تنفع الوصية بل لا بد أن يطبق ذلك على نفسه، فعندما قال آتينا لقمان الحكمة علمنا من هذا أن كل ما قاله لقمان لابنه فقد طبقه على نفسه أولا حتى يكون كلامه مؤثرا لذلك كان لهذا التصدير دور مهم في التربية والتوجيه.
ففي هذا القول ولقد آتينا لقمان الحكمة عدة دروس مهمة: الأول فيما قاله من الحكمة، الثاني في تعهده لابنه وتربيته وتعليمه وعدم تركه لأهل السوء والجهالة يفعلون في نفسه وعقله ما يشاء، الثالث قبل أن يعظ ابنه طبق ذلك على نفسه فرأى الابن في أبيه كل ما يقوله وينصحه به من خير، لذلك كان لهذا التصدير ملمح تربوي مهم وهو توجيه الوعاظ والمرشدين والناصحين والآباء أن يبدؤوا بأنفسهم فإن ذلك من الحكمة وإلا سقطت جميع أقوالهم
التعهد بالنصح مع حسن اختيار الوقت
"وَهُوَ يَعِظُهُ
نحن نعرف أنه يعظه ويتضح أنه وعظ من خلال الآيات والأوامر وسياق الكلام، فلماذا قال وَهُوَ يَعِظُهُ
فيها دلالتان
ـ من حيث اللغة: الحال والاستئناس للدلالة على الاستمرار
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو يعظه اختار الوقت المناسب للوعظ، ليس كلاما طارئا يفعله هكذا، أو في وقت لا يكون الابن فيه مهيأ للتلقي، ولا يلقيه بغير اهتمام فلا تبلغ الوصية عند ذلك مبلغا لكنه جاء به في وقت مناسب للوعظ فيلقي ونفسه مهيأة لقبول الكلام
فهو إذن اختار الوقت المناسب للوعظ والتوجيه
ـ والأمر الثاني وَهُوَ يَعِظُهُ
فهذا من شأن لقمان أن يعظ ابنه، هو لا يتركه، وليست هذه هي المرة الأولى، هو من شأنه ألا يترك ابنه بل يتعاهده دائما، وهكذا ينبغي أن يكون المربي.
فكل كلمة فيها توجيه تربوي للمربين والواعظين والناصحين والآباء
الرفق في الموعظة
يا بني
كلمة تصغير للتحبيب، أي ابدأ بالكلام اللين اللطيف الهين للابن وليس بالتعنيف والزجر. بل بحنان ورقة لأن الكلمة الطيبة الهينة اللينة تفتح القلوب المقفلة وتلين النفوس العصية، عكس الكلمة الشديدة المنفرة التي تقفل النفوس. لذلك قال ربنا لموسى عن فرعون: "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى 44" طه
وأنت أيها الأب إن أجلست ولدك إلى جانبك ووضعت يدك على رأسه وكتفه، وقلت له يا بني، فتأكد أن هذه الكلمة بل هذه الحركة من المسح تؤثر أضعاف الكلام الذي تقوله، وتؤثر في نفسه أكثر بكثير من كل كلام تقوله وتزيل أي شيء بينك وبينه من حجاب وتفتح قلبه للقبول.
وعندها فهو إن أراد أن يخالفك فهو يخجل أن يخالفك، بهذه الكلمة اللطيفة الشفيقة تزيل ما بينك وبينه من حجاب، ويكون لك كتابا مفتوحا أمامك، وعندها سيقبل كلامك والكلمة الطيبة صدقة
لذلك بدأ بهذه الكلمة مع أنه من الممكن أن يبدأ الأب بالأمر مباشرة ولكن لها أثُرها الذي لا ينكر ولايترك، فأراد ربنا أن يوجهنا إلى الطريقة اللطيفة الصحيحة المنتجة في تربية الأبناء وتوجيههم وإزالة الحجاب بيننا بينهم من دون تعنيف أو قسوة أو شدة، وبذلك تريح نفسه وتزيل كل حجاب بينك وبينه
ونحن في حياتنا اليومية نعلم أن كلمة واحدة قد تؤدي إلى أضعاف ما فيها من السوء، وكلمة أخرى تهون الأمور العظيمة وتجعلها يسيرة
ولقد تعلمت درسا في هذه الحياة قلته لابني مرة وقد اشتد في أمر من الأمور في موقف ما، وأنا أتجاوز الستين بكثير، وكان الموقف شديدا جدا، وقد فعل فعلته في جهة ما وخُبّرت بذلك فجئت به ووضعته إلى جنبي وقلت له: يا فلان تعلمت من الحياة درسا أحب أن تتعلمه وهو أنه بالكلمة الشديدة الناهرة ربما لا أستطيع أن أحصل على حقي ولكن تعلمت أنه بالكلمة الهينة اللينة آخذ أكثر من حقي
أس الوصية
يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لم يبدأ بالعبادة ولم يقل له اعبد الله وإنما بدأ بالنهي عن الشرك، وذلك لما يلي:
أولا التوحيد أس الأمور، ولا تقبل عبادة مع الشرك، فالتوحيد أهم شيء
ثانيا العبادة تلي التوحيد وعدم الشرك فهي أخص منه
التوحيد تعلمه الصغير والكبير، فالمعتقدات تُتعلم في الصغر وما تعلم في الصغر فمن الصعب فيما بعد أن تجتثه من نفسه، ولن يترك ما تعلمه حتى لو كان أستاذا جامعيا في أرقى الجامعات، هذا ما شهدناه وعايناه بأنفسنا
فهذا الأمر يكون للصغير والكبير، تعلمه لابنك وهو صغير، ويحتاجه وهو كيبر، أما العبادة فتكون بعد التكليف
ثالثا ـ أمر آخر أنه أيسر، فالأمر بعدم الشرك (أي بالتوحيد) هو أيسر من التكليف بالعبادة، العبادة ثقيلة ولذلك نرى كثيرا من الناس موحدين ولكنهم يقصرون بالعبادة، فبدأ بما هو أعم وأيسر؛ أعم لأنه يشمل الصغير والكبير، وأيسر في الأداء والتكليف
ثم قال إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
لماذا اختار الظلم؟ لماذا لم يختر: إثم عظيم، ولماذا لم يقل كبير؟
لو تقدم شخصان إلى وظيفة أحدهما يعلم أمر الوظيفة ودقائقها وأمورها وحدودها، ويعبر عن ذلك بأسلوب واضح سهل بين، والثاني تقدم معه ولكنه لا يعلم شيئا ولا يحسنها وهو فيه عبء، وعنده قصور فهم وإدراك، فإن سوينا بينهما أفليس ذلك ظلما؟
ولو تقدم اثنان للدراسات العليا وأحدهما يعرف الأمور بدقة ويجيب على كل شيء، وله أسلوب فصيح بليغ لطيف، وآخر لا يعلم شيئا ولا يفقه شيئا ولم يجب عن سؤال ولا يحسن أن يبين عن نفسه، فإن سويت بينهما أفليس ذلك ظلما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والفرق بين الله وبين المعبود الآخر أكبر بكثير، ليست هناك نسبة بين الخالق والمخلوق، بين مولي النعمة ومن ليس له نعمة، فإن كان ذاك الظلم لا نرضى به في حياتنا اليومية فكيف نرضى فيما هو أعظم منه
فهذا إذن ظلم، وهو ظلم عظيم
والإنسان المشرك يحط من قدر نفسه لأن الآلهة التي يعبدها تكون أحط منه، وقصارى الأمر أن تكون مثله، فهو يعبد من هو أدنى منه، أو بمنزلته، فهذا حط وظلم للنفس بالحط من قدرها، إنه ظلم لأنه يورد نفسه موارد التهلكة ويخلدها في النار وهذا ظلم عظيم
وأمر آخر أن الإنسان بطبيعته يكره الظلم، قد يرتضيه لنفسه لكن لا يرضى أن يقع عليه ظلم، فاختار الأمر الذي تكرهه نفوس البشر (الظلم) وإن كان المرء بنفسه ظالما
وفي هذا القول تعليل، فهو لم يقل له: لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ وسكت، وإنما علل له، وهذا توجيه للآباء أن يعللوا لا أن يقتصروا على الأوامر والنواهي بلا تعليل، لا بد من ذكر السبب حتى يفهم لماذا، لا بد أن يعرف حتى يقتنع
فهو بهذه النهاية إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13
أفادنا أمورا كثيرة في التوجيه والنصح والتعليم والتربية.
عظم حق الوالدين
وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ14
ـ (ووصينا) من قائلها؟
هذه ليست وصية لقمان، هذا كلام الله، لقمان لم ينه وصيته، هذه مداخلة، وستتواصل الوصية فيما بعد.
قبل أن يتم الوصية قال الله وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ، ولم يدع لقمان يتم الوصية، بل تدخل سبحانه بهذا الكلام، وذلك لأسباب:
ـ أولا: أمر الوالدين أمر عظيم، والوصية بهما كذلك، فالله تعالى هو الذي تولى هذا الأمر، ولم يترك لقمان يوصي ابنه به، فلما كان شأن الوالدين عظيما تولى ربنا تعالى أمرهما، لعظم منزلتهما عند الله تعالى.
ثانيا ـ لو ترك لقمان يوصي ابنه يا بني أطع والديك لكان الأمر مختلفا.
لأننا عادة ة في النصح والتوجيه ننظر للشخص الناصح هل له في هذا النصح نفع؟ فإن نصحك شخص ما فأنت تنظر هل في هذا النصح نفع يعود على الناصح؟
فإن كان فيه نفع يعود على الناصح فأنت تتريث وتفكر وتقول: قد يكون نصحني لأمر في نفسه، قد ينفعه، لو لم ينفعه لم ينصحني هذه النصيحة.
لو ترك الله تعالى لقمان يوصي ابنه لكان ممكنا أن يظن الولد أن الوالد ينصحه بهذا لينتفع به، ولكن انتفت المنفعة هنا فالموصي هو الله وليست له فيه مصلحة.
ـ وقال: (ووصينا)، ولم يقل: وأوصينا
والله تعالى يقول (وصّى) بالتشديد إذا كان أمر الوصية شديدا ومهماً، لذلك يستعمل وصى في أمور الدين، وفي الأمور المعنوية
"وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 132" البقرة
"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ 131" النساء
أما (أوصى) فيستعملها الله تعالى في الأمور المادية: "يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ" النساء
لم ترد في القرآن أوصى في أمور الدين إلا في مكان واحد اقترنت بالأمور المادية وهو قول السيد المسيح: "وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً 31" مريم
في غير هذه الآية لم ترد أوصى في أمور الدين، أما في هذا الموضع الوحيد فقد اقترنت الصلاة بالأمور المادية وقد قالها السيد المسيح في المهد وهو غير مكلف أصلا.
قال وصى وأسند الوصية إلى ضمير التعظيم (ووصينا) والله تعالى ينسب الأمور إلى نفسه في الأمور المهمة وأمور الخير
ـ ولم يقل بأبويه بل اختار بوالديه
الوالدان مثنى الوالد والوالدة، وهو تغليب للمذكر كعادة العرب في التغليب إذ يغلبون المذكر كالشمس والقمر يقولون عنهما (القمران)
والأبوان هما الأب والأم ولكنه أيضا بتغليب المذكر ولو غلب الوالدة لقال الوالدتين، فسواء قال بأبويه أو بوالديه فهو تغليب للمذكر، ولكن لماذا اختار الوالدين ولم يقل الأبوين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لو نظرنا إلى الآية لوجدناه يذكر الأم لا الأب: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
فذكر أولا ا لحمل والفطام من الرضاع (وفصاله) ولم يذكر الأب أصلا
ذكر ما يتعلق بالأم (الحمل والفصال) وبينهما الولادة
والوالدان من الولادة، والولادة تقوم بها الأم
إذن: أولا (المناسبة) فعندما ذكر الحمل والفصال ناسب ذكر الولادة.
ثانيا: ذكره بالولادة وهو عاجز ضعيف، ولولا والداه لهلك فذكره به.
ثالثا إشارة إلى انه ينبغي الإحسان إلى الأم أكثر من الأب، ومصاحبة الأم أكثر من الأب، لأن الولادة من شأن الأم وليست من شأن الأب.
لذلك فعندما قال (بوالديه) ذكر ما يتعلق في الأصل بالأم، ولذلك فهذه الناحية تقول: ينبغي الإحسان إلى الوالدة قبل الأب وأكثر من الأب
ولذلك لا تجد في القرآن الكريم البر أو الدعاء أو التوصية إلا بذكر الوالدين
لا الأبوين
أمثلة:
"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً 23" الاسراء
" وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 36" النساء
" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً 151" الأنعام
وكذلك البر والدعاء والإحسان
"رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ 41" ابراهيم
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً28" نوح
"وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً 8" العنكبوت
" وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً 15" الاحقاف
لم يرد استعمال (الأبوين) إلا مرة في المواريث، حيث نصيب الأب أكثر من نصيب الأم، أو التساوي في الأنصبة
لكن في البر والتوصية والدعاء لم يأت إلا بلفظ الوالدين إلماحا إلى أن نصيب الأم ينبغي أني كون أكثر من نصيب الأب
كما ان لفظ (الأبوان) قد يأتي للجدين: "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ 6" يوسف
ويأتي لآدم وحواء: "يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ 27" لأعراف
فاختيار الوالدين له دلالات مهمة
ثم هو هنا لم يأت بالأب أصلا بل قال (حملته أمه وهنا .. ) ولم يرد ذكر للأب أبدا، لذلك كان اختيار الوالدين انسب من كل ناحية
قد تقول إن هذا الأمر تخلف في قصة سيدنا يوسف عندما قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100" يوسف فاختار الأبوين
الجواب: لم يتخلف هذا الأمر، فعندما قال رفع أبويه لم يتخلف وإنما هو على الخط نفسه، وذلك لما يلي:
ـ أولا: في قصة يوسف لم يرد ذكر لأم مطلقا
ورد ذكر الأب فهو الحزين وهو الذي ذهب بصره .. الخ
ولم يرد ذكر للام أصلا في قصة يوسف
ـ ثانيا في هذا الاختيار أيضا تكريم للأم لأنه قال: "وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً100"
فالعادة أن يكرم الابن أبويه، ليس أن يكرم الأبوان الابن
ولكن هنا هم خروا له سجدا
فالتكريم هنا حصل بالعكس من الأبوين للابن
ولذلك جاء بلفظ الأبوين لا الوالدين إكراما للام فلم يقل: ورفع والديه
وفيها إلماح آخر أن العرش ينبغي أن يكون للرجال
فلما قال أبويه هنا ففيه تكريم للأم، ويلمح أن لعرش ينبغي أن يكون للرجال، ويناسب ما ذكر عن الأب إذ القصة كلها مع الأب، فهو الأنسب من كل ناحية
وهنا قد يرد سؤال: إن الأم هي التي تتأثر وتتألم أكثر وتحزن فلماذا لم يرد ذكرها هنا؟ ألم تكن بمنزلة أبيه في اللوعة والحسرة؟
لا .. المسألة أمر آخر، أم يوسف ليست أم بقية الإخوة، هي أم يوسف وأخيه فقط، ولذلك فيكون كلامها حساسا مع إخوته، أما يعقوب عليه السلام فهو أبوهم جميعا، فإذا عاتبهم أو كلمهم فهو أبوهم، أما الأم فليست أمهم، فإذا تكلمت ففي الأمر حساسية، وهذا من حسن تقديرها للأمور فكتمت ما في نفسها وأخفت لوعتها حتى لا تثير هذه الحساسية في نفوسهم
وهذا من حسن التقدير والأدب، فلننظر كيف يختار القرآن التعبيرات في مكانها ويعلمنا كيف نربي ونتكلم مع أبنائنا
http://www.lamasaat.8m.com/Loqman.htm(/)
اتقوا الله يا أهل التفسير,,وانكروا المنكرات: توبيخ رباني للعلماء احذر ان تكون منهم!
ـ[الثوري]ــــــــ[23 Oct 2004, 09:38 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده ...
أما بعد:
فيقول الله تعالى في سورة المائدة:
((وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63)))
قال الشوكاني (1250 هـ) في فتح القدير:
(( ... والربانيون: علماء النصارى، والأحبار علماء اليهود، وقيل الكل من اليهود لأن هذه الآيات فيهم، ثم وبخ علمائهم في تركهم لنهيهم فقال: " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " وهذا فيه زيادة على قوله: " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " لأن العمل لا يبلغ درجة الصنع حتى يتدرب فيه صاحبه، ولهذا تقول العرب: سيف صنيع إذا جود عامله عمله، فالصنع هو العمل الجيد لا مطلق العمل، فوبخ سبحانه الخاصة، وهم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما هو أغلظ وأشد من توبيخ فاعل المعاصي، فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم، ويفرجوا لها عن قلوبهم، فانها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم بأن كفهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها لا يسمن ولايغني من جوع، بل هم أشد حالاً وأعظم وبالاً من العصاة، فرحم الله عالما قام بما أوجبه الله عليه من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو أعظم ما افترضه الله عليه وأوجب ما أوجب عليه النهوض به. اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر الذين لا يخافون فيك لومة لائم، وأعنا على ذلك وقوِّنا عليه، ويسره لنا، وانصرنا على من تعدى حدودك، وظلم عبادك، إنه لاناصر لنا سواك، ولا مستعان غيرك، يا مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين.))
وقبله قال الزمخشري (538 هـ) في الكشاف:
(( ... " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي المناكير، لأن كل عامل لا يسمى صانعا ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه، وكأن المعنى في ذلك أن مواقع المعصية معه الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره، فاذا فرَّط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع، ولعمري إن هذه الآية مما يقذ السامع وينعي على العلماء توانيهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هي أشد آية في القران. وعن الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها.))
و قال ابن الجوزي (597 هـ) عن هذه الآية في زاد المسير:
((وهذه الآية من أشد الآيات على تاركي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن الله تعالى جمع بين فاعل المنكر وتارك الإنكار في الذم. قال ابن عباس: ما في القرآن آية أشد توبيخاً من هذه الآية))
وقال الغزنوي (1296 هـ) في حاشيته على جامع البيان للإيجي تعليقا على تفسير هذه الآية:
((فيه توبيخ العلماء والزهاد على السكوت، قال السلف: ما نعلم آية أشد توبيخا للعلماء والزهاد على السكوت عن النهي عن المعاصي من هذه الآية، والعمل لا يسمى صناعة إلا إذا تمكن صاحبها فيها وينسب إليه، ففيه إشارة إلى أن ترك نهي المنكر عادة خواصهم.)).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2004, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا التنبيه والتحذير، ولا شك أن من علم تكون المؤاخذة في حقه أشد، والتبعة عليه أعظم، والتفريط منه ليس كالتفريط من غيره.
أسأل الله أن يعين العلماء من المفسرين وغيرهم على القيام بهذا الواجب العظيم، ولا سيما في أوقات اختلاط الأمور كما هو حال أمتنا في هذا الزمان، فرج الله كربتها، وأقال عثرتها.(/)
ما الفرق بين (رب شقيا) وبين (ربي شقيا) لفظا ومعنى؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[23 Oct 2004, 04:57 م]ـ
قال الله عز وجل (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4)
وقال سبحانه (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيّاً) (مريم:48)
فما سبب اختلاف الكلمتين في الآيتين من حيث اللفظ؟
وبناء على قول بعض أهل العلم أن ما زيد في مبناه زيد في معناه، فما المعنى الزائد في اللفظين الزائديين؟
والسؤال ينسحب أيضا على الفرق
بين قوله سبحانه (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (لأعراف:178)
وبين قوله سبحانه (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) (الكهف:17)
؟
وجزاكم الله كل خير ...
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[24 Oct 2004, 07:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما عن سؤالك الأول فالإجابة عنه أن الآية الأولى وقع (رب) منادى وفي الثاني (ربي) مضافًا إليه.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[28 Oct 2004, 01:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ساجيبك عن السؤال الثاني و ذلك في نقطتين:
الأولى: لم يتفق القراء العشرة على كتابة المهتدي بالحذف أو الإثبات.
في سورة الأعراف (178) أجمع العشرة على إثبات يائه في الحالين.
في سورة الإسراء (97) قرأ المدنيان (نافع و أبو جعفر) و أبو عمرو بإثبات الياء وصلا , و يعقوب في الحالين و الباقون بحذفها.
في الكهف (17) حكمها حكم ما في سورة الإسراء.
النقطة الثانية: سأنقل لك ما كتبه العلامة ابن عاشور في التحرير و التنوير و ذلك في سورة الإسراء:
وحذفت ياء (المهتدي) في رسم المصحف لأنهم وقفوا عليها بدون ياء على لغة من يقف على الاسم المنقوص غير المنون بحذف الياء، وهي لغة فصيحة غير جارية على القياس ولكنها أوثرت من جهة التخفيف لثقل صيغة اسم الفاعل مع ثقل حرف العلة في آخر الكلمة. ورسمت بدون ياء لأن شأن أواخر الكلم أن ترسم بمراعاة حال الوقف.
وأما في حال النطق في الوصل فقرأها نافع وأبو عمرو بإثبات الياء في الوصل وهو الوجه، ولذلك كتبوا الياء في مصاحفهم باللون الأحمر وجعلوها أدق من بقية الحروف المرسومة في المصحف تفرقة بينها وبين ما رسمه الصحابة كتاب المصحف.
والباقون حذفوا الياء في النطق في الوصل إجراء للوصل مجرى الوقف. وذلك وإن كان نادرا في غير الشعر إلا أن الفصحاء يجرون الفواصل مجرى القوافي. واعتبروا الفاصلة كل جملة تم بها الكلام، كما دل عليه تمثيل سيبويه في كتابة الفاصلة بقوله تعالى (والليل إذا يسر) وقوله (قال ذلك ما كنا نبغ) وقد تقدم شيء من هذا عند قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) في سورة الرعد.
و كان الشيخ قد كتب في تفسير قوله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد و كل شيء عنده بمقدار عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال " الرعد 8 - 9:
... " و حذف الياء من المتعال لمراعاة الفواصل الساكنة لأن الأفصح في المنقوص غير المنوََن إثبات الياء في الوقف إلا إذا وقعت في القافية أو في الفواصل كما في هذه الآية لمراعاة " من وال .. و الآصال "
و قد ذكر سيبويه أن ما يختار إثباته من الياءات و الواوات بحذف في الفواصل و القوافي و الإثبات أقيس و الحذف عربي كثير. "
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
---------------------------------------------------------------
أللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل(/)
برجاء حل هذا الإشكال
ـ[شهاب ثاقب]ــــــــ[24 Oct 2004, 10:12 ص]ـ
sقال ابن كثير فى قوله تعالى:"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" الحديد:16
"عن عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك حَدَّثَنَا صَالِح الْمُرِّيّ عَنْ قَتَادَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّه اِسْتَبْطَأَ قُلُوب الْمُؤْمِنِينَ فَعَاتَبَهُمْ عَلَى رَأْس ثَلَاث عَشْرَة مِنْ نُزُول الْقُرْآن فَقَالَ " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " الْآيَة رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الصَّبَّاح عَنْ حُسَيْن الْمَرْوَزِيّ عَنْ اِبْن الْمُبَارَك بِهِ.
ثُمَّ قَالَ هُوَ وَمُسْلِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال يَعْنِي اللَّيْثِيّ عَنْ عَوْن بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ مَا كَانَ بَيْن إِسْلَامنَا وَبَيْن أَنْ عَاتَبَنَا اللَّه بِهَذِهِ الْآيَة " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَع قُلُوبهمْ لِذِكْرِ اللَّه " الْآيَة إِلَّا أَرْبَع سِنِينَ كَذَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي آخِر الْكِتَاب" أهـ.
فكيف ندفع التعارض الظاهر فى تاريخ نزول الآية بين قولى ابن عباس و ابن مسعود رضى الله عنهما؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Oct 2004, 12:48 م]ـ
أخي الكريم
ما رُوي عن ابن مسعود هو الأصح لأمور:
الأول: صحة سند ابن مسعود.
الثاني: أن ابن مسعود أعلم بالنزول، يقول: (والذي لا إله غيره؛ ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت).
الثالث: أن السورة مكية، والحدث مكي، وابن مسعود شاهد عليه، وحاضر فيه بخلاف ابن عباس الذي لم يدرك هذا الحدث، فيقدَّم قول من كان معاصرًا له، وشاهدًا عليه على قول من لم يعاصر ويكون من شهوده.
والله أعلم.(/)
أرجو الإجابةبسرعة بارك الله فيكم
ـ[السهيلي]ــــــــ[24 Oct 2004, 02:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اختلف أهل السنة والجماعة مع المعتزلة في تفسير المتشابه في القرآن الكريم، ونتج عن ذلك اختلاف كبير في عدد من القضايا الفكرية والإيمانية، وبعض الأحكام الفقهية وسؤالي هو:
ما الأحكام الفقهيية التي اخنلفا فيها؟ وما أدلة كل فريق في رأيه؟
وما هي المسائل المختلف فيها بينهما؟
وما هي أهم الكتب التي تناولت ذلك؟
أرجو من الأخوة الذين لديهم فكرة عن الموضوع أن يجيبوني مشكورين على هذه الأسئلة
وجزى الله الجميع كل خير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Oct 2004, 04:25 م]ـ
أخي الكريم
سؤالك لا يحتمل السرعة، فهو سؤال بحثيٌ يحتاج إلى من له اطلاع على كتب الفقه المعتزلية، وذلك ما لا تجده؛ لأنَّ المعتزلة يتمذهبون في الفروع على أحد مذاهب الإئمة الأربعة، وليس له مذهب فقهيٌّ مستقلٌّ.
لكن أن توجد بعض المسائل الفقهية ـ خصوصًا في قتال البغاة وما أشبهه ـ يتأثر بها المعتزلي بعقيدة، فذلك مما يمكن أن يقع، والله أعلم.
أما المذاهب التي عُرِفَ لها أقوال فقهية مبنية على مذاهبهم المستقلة، فالرافضة والزيدية، وإلإباضية.
ـ[السهيلي]ــــــــ[26 Oct 2004, 01:49 ص]ـ
الأخ المشرف مساعد الطيار
السلام عليكم اوبركاته
اشكرك علي اهتمامك بالموضوع وبارك الله فيك
إن ما ابحث عنه هو هل هناك مسائل اختلف فيها المعتزلة مع أهل السنة والجماعة مثل اختلافهم في حكم مرتكب الكبيرة إذا ما ت ولم يتب ومثل اختلافهم في الرؤية وامثالهما
وبارك الله فيك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Oct 2004, 02:38 م]ـ
اعذرني د. مساعد أن أتطفل على مائدتك بذكر شيئ مما سأل عنه السهيلي وفقه الله فأقول:
المعتزلة بنو معتقدهم على خمسة أصول: كلها مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة وهذه الأصول تحمل مسميات ظاهرها مقبول ومطلوب إلا أنهم أرادوا بها معاني أخرى تلبيساً على الناس وهي:
1 - التوحيد: ويقصدون به نفي الصفات لله تعالى فيثبتون الأسماء بلا مسميات فيقولون سميع بلا سمع وبصير بلا بصر وهكذا وعلى هذا قالوا إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة ولا تقوم به قدرة ولا حياة ولا صفة من الصفات.
2 - العدل: ويقصدون به أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلقها كلها ولذا فأفعال العباد لم يخلقها لا خيرها ولا شرها. ولم يرد إلا ما أمر به شرعاً , لإنهم بزعمهم يقولون كيف يخلق أفعال العباد ويشاءها ثم يعذبهم عليها هذا ظلم فالعدل أن ننفي مشيئته وخلقه لها.
3 - المنزلة بين المنزلتين: وهذه جعلوها للفاسق من أهل الملة فلا يسمونه مؤمناً ولا يسمونه كافراً في الدنيا أما في الآخرة فهو مخلد في النار وهو الأصل الرابع وهو:
4 - إنفاذ الوعيد:وهو أن اصحاب الكبائر مخلدون في النار وهو إنكار الشفاعة فيهم سواءً قبل دخول النار أو بعدها.
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ومرادهم به جواز الخروج على الائمة , وقتالهم في السيف.
هذه أصولهم وكلها مخالفة لما عليه أهل السنة رحمهم الله وهي ظاهرة البطلان وكل ما بني عليها فهو باطل , وأنت تلاحظ أخي الكريم في هذه الأصول كلها أنهم اعتقدوا معاني ثم أرادوا حمل النصوص الشرعية عليها وليس المراد هنا الرد عليهم فله مظانه ككتب شيخ الاسلام ابن تيمية وغيرها فراجعها إن شئت.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Oct 2004, 05:25 ص]ـ
المعتزلة بالإضافة لأصولهم الخمسة
هم لا يثبتون رؤية الله عز وجل يوم القيامة
وعندهم ميل غريب لرد أحاديث لها علاقة بصفات المولى عز وجل(/)
أسئلة عاجلة متفرقة!
ـ[زينب]ــــــــ[25 Oct 2004, 04:48 م]ـ
1:من هو الصحابي اهتز لموته عرش الرحمن
2من هي اخر زوجات الرسول
3:من هو اول من جمع القران
من هو اول من سل سيفا في الاسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2004, 07:01 م]ـ
عفواً على التأخر.
- الصحابي الذي اهتز لموته عرش الرحمن سبحانه وتعالى هو سعد بن معاذ رضي الله عنه.
- آخر زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها. فقد تزوجها بعد فتح خيبر وبنى بها بمكان يقال له سرف. وفي ذلك يقول صاحب قرة الأبصار إن لم أكن واهماً إن شاء الله وهو يعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم:
وعام سبع بعد فتح خيبرا = ميمونة نكحها معتمرا
وبعد عوده بها كان البنا=في سرف وكان ذاك مدفنا
لها وكانت آخر النساء = تزوجاً له بلا امتراء
- أول من جمع القرآن الكريم في مصحف واحد هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وهذا من فضائله العظيمة.
- أول من سل سيفاً في سبيل الله في الإسلام هو الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه. قال سفيان الثوري: أول سيف شهر في الإسلام سيف الزبير بن العوام، قيل له: قد قتل رسول الله بمكة! فخرج بسيفه يسعى وهو غلام، ابن إحدى عشرة سنة، وهو يقول: لا أترك مشركاً إلا قتلته، فلما رأى أن رسول الله على قيد الحياة أغمد سيفه.
والله الموفق(/)
لدي سؤال أرجو إعانتي
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[26 Oct 2004, 05:29 م]ـ
- ماذا تسمى سورة المائدة؟
- ما هي الآية التي نزلت في جوف الكعبة؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Oct 2004, 06:06 م]ـ
تسمى سورة المائدة سورة العقود، وهو الاسم الأشهر بعد اسم سورة المائدة، ولها تسميات غير ذلك.
والآية التي نزلت في جوف الكعبة آية 58 من سورة النساء، وهي قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Oct 2004, 06:57 م]ـ
لا مزيد على ما ذكره أستاذنا الشيخ مساعد، إلا أن السيوطي ذكر في إتقانه أن الآية من السفري، إذ نزلت يوم الفتح.
جزاك الله خيرًا يا دكتور مساعد.
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[26 Oct 2004, 09:35 م]ـ
الشكر كل الشكر لكما أستاذيّ
ولكن يا أستاذ خالد هل تعني أن مسألة نزول الآية في جوف الكعبة ليس مما يصح القول به، وأنها مسألة اجتهادية ليس عليها دليل صحيح؟
أرجو التوضيح.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Oct 2004, 10:41 م]ـ
أخي روح الإسلام:
أعني أن القرآن العزيز منه حَضَريٌّ، يعني نزل في الحَضَر، لا في السفر، وهو غالبه، ومنه السفري، أي نزل في السَّفَر، وأنت تعرِفُ أن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان في فتح مكة مسافرًا.
أخي الكريم: إن أذنت لي: ما معنى (روح الإسلام)؟
ـ[روح الإسلام]ــــــــ[27 Oct 2004, 12:53 ص]ـ
لقد ظننتك قصدت أنها نزلت والرسول مسافر .. أي في الطريق ولم تنزل عليه في جوف الكعبة
أما عن الاسم: فالروح قيل هي ما به حياة النفس .. ولا أقصد أن الإسلام ليس له حياة إلا بي. . معاذ الله
ولكن أردت أني داخل في الإسلام وأنا في وسطه وبمنزلة الروح منه في التوسط لا في المنزلة ..
وإن كان فيها محظور فإني أستغفر الله(/)
هل من مُخبرٍ عن كتاب (التحرير في أخبار ابن جرير) للقفطي؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2004, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الوزير جمال الدين القفطي (ت624هـ) في كتابه (المحمدون من الشعراء) في ترجمة العلامة محمد بن جرير الطبري 263 - 264 أن أخبار ابن جرير كثيرة، وأنه قد أفرد لترجمة ابن جرير وأخباره كتاباً. حيث يقول: (وأخباره كثيرة قد استوفيتها في تصنيفي الذي سميته (التحرير لأخبار ابن جرير) وهو كتاب ممتع في نوعه) أهـ. وكرر كلامه هذا في كتابه (إنباه الرواة) 3/ 90 فقال بعد أن ذكر شيئاً من مصنفاته: (وما منعني من استيفاء خبره إلا ما صنعته في ذلك مفرداً، وسميته (التحرير في أخبار محمد بن جرير) وهو كتاب ممتع).أهـ.
فهل من خبر أيها الفضلاء عن هذا الكتاب الذي صنعه القفطي في ترجمة ابن جرير رحمه الله، ولا سيما أن كتب القفطي لها شهرة وذيوع؟
وهناك كتابان مفردان في ترجمة ابن جرير، وهما سابقان لكتاب القفطي، وأظنه قد استوعبهما في كتابه، وهما:
- كتاب محمد بن عبدالعزيز الطبري في سيرة ابن جرير وأخباره.
- كتاب أبي بكر بن كامل في ترجمة الطبري كذلك.
وقد ذكر هذين الكتابين ياقوت الحموي في ترجمته لابن جرير الطبري، ونقل منهما كثيراً، وترجمة ياقوت الحموي لابن جرير في معجم الأدباء 5/ 242 - 275 أوفى التراجم المتوفرة لابن جرير رحمهم الله جميعاً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2005, 02:50 م]ـ
لتذكير أهل العناية بالمخطوطات وفقهم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jul 2006, 04:34 م]ـ
مع التحية لأخي الكريم الأستاذ منصور مهران وفقه الله.
هل مرَّ عليكم هذا الكتاب، أو سمعتم به مخطوطاً هنا أو هناك؟ فأنت خبير بالكتب والمخطوطات وفقك الله.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Jul 2006, 10:05 م]ـ
كان شيخنا الراحل محمود محمد شاكر - رحمه الله - يتطلب هذا الكتاب حتى آخر عمره ولا يكاد يصدق قول خبراء المخطوطات بأنه مفقود، ويعلل لظنه بأن زمن القفطي وبلدته بمأمنٍ من الجوائح التي أذهبت كثيرا من كتب الأمة، ويظن ظنا أشبه باليقين بأن الكتاب سيظهر إن شاء الله يوماً ما، وكلما افتقد ذكر هذا الكتاب في كتب الأزمان التي بعد زمن القفطي أحس باليأس ولم يبده، ولقي ربه وفي نفسه غصة من ضياع هذا الكتاب؛ فقد كان يتمنى أن ينشره ضمن اهتماماته بمحمد بن جرير الطبري ومؤلفاته، وعلم الله ما رأت عيناي حرصا على كتابٍ كحرص شيخنا - رحمه الله رحمة سابغة -على هذا الكتاب؛ فليس للكتاب ذِكر في غيركتابي القفطي - كما نبه أخي الكريم الدكتور عبد الرحمن الشهري - هذا، وبالله التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Jul 2006, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة، فقد أهمني أمر هذا الكتاب أيضاً كأبي فهر رحمه الله وغفر له. فهذه موافقة تسعدني جزاك الله خيراً، وما يدريك لعله يُعثَرُ عليه إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jun 2010, 06:24 م]ـ
لعل أخي العزيز محمد كمال عبيد وهو خبير بالمخطوطات أن يكون قد وجد له أثراً أو خبراً.
في انتظار إفادته مشكوراً.(/)
اين اجد نسبة هذا القول لعائشه رضي الله عنها؟
ـ[تلميذ]ــــــــ[26 Oct 2004, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ... سمعت احد المشايخ يقول: ان عائشه قالت: لو لم ينزل على امة محمد الا هذه السوره لكفتهم؟ تقصد سورة العصر. اين اجد توثيق هذه المقاله نسبة لعائشه رض الله عنها.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Oct 2004, 09:05 م]ـ
القائل لهذه المقالة هو الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله , وقد نقلها محمد بن عبد الوهاب في كتابه الأصول الثلاثة ولفظها: "لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم "اضغط هنا ( http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=266)
وقد نسبها إلى الشافعي أيضاً ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان.
ولا أعلم أنها مأثورة عن عائشة , فلعلك وهمت في النقل والله أعلم.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Oct 2004, 09:25 م]ـ
وعليكم السلام
أخي تلميذ: كما قال الشيخ د. أحمد، فهي منقولة عن الإمام الشافعي، رضي الله عنه.
ولعلك تنظر في هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=469&highlight=%E1%DF%DD%CA%E5%E3) .
لك تحياتي.(/)
كيف نتدبر
ـ[بو فيصل]ــــــــ[27 Oct 2004, 05:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
هل علينا شهر الرحمه وعلنا نستغله في الصيام والقيام وكل ما يرضي الله عز وجل
أن من لم يختم القرآن في هذا الشهر المبارك في كل عشر ليال مره لربما كان من الهاجرين له
فاستغل ساعات الليل والنهار في تلاوه كلام المنان
كثير منا يسارع بالقراءه وكأن المقصد هو عدد الختمات والأجزاء التي يقرأها في كل يوم
غافلا عن المقصد الرئيسي والهدف الأسمى لكلام الله عز وجل
فالقراءه من دون تدبر وتأمل ... ليست بطريقه صحيحه لختم القرآن
فبتدبر المعاني والأحكام وبالتأمل في معجزات الله عز وجل تحصل الغايه الكبري من التلاوه
وفي هذا الموضوع أعجبني شريط
للشيخ ماجد العريفي
يتحدث عن التدبر للأيات الله
بطريقه تجمع بين الدين والأدب .... شدني هذا الشريط وكان بعنوان
وليدبروا آياته
سمعت شريطه للنهايه
لانه كان في وقت مناسب وكنت بحاجه للتذكير بأشياء كثيره كنت غافلا عنها
فكنت اعد الصفحات لأعلم ما ينتهي الجزء وكم بقى لي حتى اختم ... وأحسب الأيام واقسمها حتى
أتدارك الوقت وأختم ولكن علمت اني كنت على خطأ
لذلك صحح هذا الشريط مفاهيم كثيره لي
وأحببت أن أعلمكم به لتحل الفائده علينا جميعااااا
والله يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
والسلام(/)
لطيفة في كتاب -الزركشي_
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Oct 2004, 07:22 م]ـ
السلام عليكم
أذكر أنني في قراءتي لكتاب الزركشي المتعلق بعلوم القران أنه عقد بابا تحدث فيه عن حرمة تجاوز أمثلة القران
من مثل قول الهمذاني ((دخلت بيتا أوهن من بيت العنكبوت)) فتعقبه الزركشي على أساس قول الله عز وجل ((وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت)) إذ لا يجوز أن يقال بوجود بيت أوهن من بيت العنكبوت
كما لا يجوز أن يقال لشخص ---صوتك أنكر من صوت الحمار---لقوله تعالى
((إن أنكر الأصوات لصوت الحمير))
(00)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 10:52 م]ـ
بيت المسلم و بيت العنكبوت معجزة علمية!! ( http://www.55a.net/saider.htm)
كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً ( http://www.55a.net/106.htm)(/)
ما تفسير ((أَعِيبَهَا))، ((فَخَشِينَا. فَأَرَدْنَا))، ((فَأَرَادَ رَبُّكَ))
ـ[ hus_an] ــــــــ[31 Oct 2004, 05:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
في قصة سيدنا موسى والخضر
" أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ "
" وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
" وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)} "
ألاية الاولى ((أَعِيبَهَا))، ألاية الثانية ((فَخَشِينَا. فَأَرَدْنَا))، ألاية الثالثة ((فَأَرَادَ رَبُّكَ))
سؤالي إخواني في ألاية الثانية هو من هم المعنيون اللذين خشوا أن يرهق الغلام والديه فارادوا أن يبدل لهما ربهما أخر.
كذلك على ماذا تدل الكلمات ((تفسر)) التي وضعتها بين قوسين أعلاه. ليس المقصود بالتفسير النصي.
هل ما فهمته من قرائتي أن:
الخضر لديه من الله عز وجل القدرة ((أو كلف من الله جل جلاله)) في ألاية ألاولى هنا شخص واحد قرر.
أخرين لديهم من الله عز وجل القدرة ((أو كلفوا من الله جل جلاله)) في ألاية الثانية هنا مجموعة من ألاشخاص قرروا.
الشكر الجزبل
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 Oct 2004, 07:01 ص]ـ
السلام عليكم
أنقل لك تفسير النسفي لما طلبت
قال ((ذكر أولا فأردت لأنه إفساد في الظاهر وهو فعله---وثالثا فأراد ربك لأنه إنعام محض وغير مقدور البشر--وثانيا فأردنا لأنه إفساد من حيث الفعل إنعام من حيث التبديل---
وقال الزجاج"معنى فأردنا فأراد الله عز وجل ومثله في القرآن كثير"
وقال النسفي----فمعنى فخشينا فعلمنا إن عاش أن يصير سببا لكفر والديه
ـ[أبو زينب]ــــــــ[31 Oct 2004, 01:41 م]ـ
السلام عليكمم و رحمة الله و بركاته
سأنقل لك ما جاء في " التحرير و التنوير" للفاضل الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله. كما سأنقل ما ذكره في شخص الخضر و ما قيل عنه و ذلك حتى تعم الفائدة.
وإنما لم يقل: فعبتها، ليدل على أن فعله وقع عن قصد وتأمل. وقد تطلق الإرادة على القصد أيضا. وفي اللسان عزو ذلك إلى سيبويه.
وتصرف الخضر في أمر السفينة تصرف برعي المصلحة الخاصة عن إذن من الله بالتصرف في مصالح الضعفاء إذ كان الخضر عالما بحال الملك أو كان الله أعلمه بوجوده حينئذ، فتصرف الخضر قائم مقام تصرف المرء في ماله بإتلاف بعضه لسلامة الباقي. فتصرفه الظاهر إفساد وفي الواقع إصلاح لأنه من ارتكاب أخف الضرين.
وهذا أمر خفي لم يطلع عليه إلا الخضر. فلذلك أنكره موسى.
وأما تصرفه في قتل الغلام فتصرف بوحي من الله جار على قطع فساد خاص علمه الله وأعلم به الخضر بالوحي، فليس من مقام التشريع، وذلك أن الله علم من تركيب عقل الغلام وتفكيره أنه عقل شاذ وفكر منحرف طبع عليه بأسباب معتادة من انحراف طبع وقصور إدراك، وذلك من آثار مفضية إلى تلك النفسية وصاحبها في أنه ينشأ طاغيا كافرا. وأراد الله اللطف بأبويه بحفظ إيمانهما وسلامة العالم من هذا الطاغي لطفا أراده الله خارقا للعادة جاريا على مقتضى سبق علمه، ففي هذا مصلحة للدين بحفظ أتباعه من الكفر، وهو مصلحة خاصة فيها حفظ الدين، ومصلحة عامة لأنه حق لله تعالى فهو كحكم قتل المرتد.
والزكاة: الطهارة، مراعاة لقول موسى " أقتلت نفسا زاكية". والرحم بضم الراء وسكون الحاء: نظير الكثر للكثرة.
والخشية: توقع ذلك لو لم يتدارك بقتله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وضميرا الجماعة في قوله "فخشينا" وقوله "فأردنا" عائدان إلى المتكلم الواحد بإظهار أنه مشارك لغيره في الفعل. وهذا الاستعمال يكون من التواضع لا من التعاظم لأن المقام مقام الإعلام بأن الله أطلعه على ذلك وأمره فناسبه التواضع فقال " فخشينا .. فأردنا"، ولم يقل مثله عند ما قال "فأردت أن أعيبها" لأن سبب الإعابة إدراكه لمن له علم بحال تلك الأصقاع. وقد تقدم عند قوله تعالى " قال معاذ الله أن تأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون" في سورة يوسف.
وقرأ الجمهور "أن يبدلهما" بفتح الموحدة وتشديد الدال من التبديل. وقرأه ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف بسكون الموحدة وتخفيف الدال من الإبدال.
وأما قضية الجدار فالخضر تصرف في شأنها عن إرادة الله اللطف باليتيمين جزاء لأبيهما على صلاحه. إذ علم الله أن إياهما كان يهمه أمر عيشهما بعده. وكان قد أودع تحت الجدار مالا. ولعله سأل الله أن يلهم ولديه عند بلوغ أشدهما أن يبحثا عن مدفن الكنز تحت الجدار بقصد أو بمصادقة. فلو سقط الجدار قبل بلوغهما لتناولت الأيدي مكانه بالحفر ونحوه فعثر عليه عاثر، فذلك أيضا لطف خارق للعادة. وقد أسند الإرادة في قصة الجدار إلى الله تعالى دون القصتين السابقتين لأن العمل فيهما كان من شأنه أن يسعى إليه كل من يقف على سره لأن فيهما دفع فساد عن الناس بخلاف قصة الجدار فتلك كرامة من الله لأبي الغلامين.
وقوله " رحمة من ربك وما فعلته عن أمري" تصريح بما يزيل إنكار موسى عليه تصرفاته هذه بأنها رحمة ومصلحة فلا إنكار فيها بعد معرفة تأويلها.
ثم زاد بأنه فعلها عن وحي من الله لأنه لما قال " وما فعلته عن أمري" علم موسى أن ذلك بأمر من الله تعالى لأن النبي إنما يتصرف عن اجتهاد أو عن وحي، فلما نفى أن يكون فعله ذلك عن أمر نفسه تعين أنه عن أمر الله تعالى. وإنما أوثر نفي كون فعله عن أمر نفسه على أن يقول: وفعلته عن أمر ربي، تكملة لكشف حيرة موسى وإنكاره، لأنه لما أنكر عليه فعلاته الثلاث كان يؤيد إنكاره بما يقتضي أنه تصرف عن خطأ.
وانتصب " رحمة " على المفعول لأجله فينازعه كل من أردت، وأردنا، وأراد ربك.
وجملة "ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا" فذلكة للجمل التي قبلها ابتداء من قوله "أما السفينة فكانت لمساكين"، فالإشارة بذلك إلى المذكور في الكلام السابق وهو تلخيص للمقصود كحوصلة المدرس في آخر درسه.
و"تسطع" مضارع " اسطاع" بمعنى "استطاع ". حذف تاء الاستفعال تخفيفا لقربها من مخرج الطاء. والمخالفة بينه وبين قوله " سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا" للتفنن تجنبا لإعادة لفظ بعينه مع وجود مرادفه. وابتدئ بأشهرهما استعمالا وجيء بالثانية بالفعل المخفف لأن التخفيف أولى به لأنه إذا كرر "تستطع" يحصل من تكريره ثقل.
وأكد الموصول الأول الواقع في قوله "سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا" تأكيدا للتعريض باللوم على عدم الصبر.
واعلم أن قصة موسى والخضر قد اتخذتها طوائف من أهل النحل الإسلامية أصلا بنوا عليه قواعد موهومة.
فأول ما أسوه منها أن الخضر لم يكن نبيا وإنما كان عبدا صالحا، وأن العلم الذي أوتيه ليس وحيا ولكنه إلهام، وأن تصرفه الذي تصرفه في الموجودات أصل لإثبات العلوم الباطنية، وأن الخضر منحه الله البقاء إلى انتهاء مدة الدنيا ليكون مرجعا لتلقي العلوم الباطنية، وأنه يظهر لأهل المراتب العليا من الأولياء فيفيدهم من علمه ما هم أهل لتلقيه.
وبنوا على ذلك أن الإلهام ضرب من ضروب الوحي، وسموه الوحي الإلهامي، وأنه يجيء على لسان ملك الإلهام، وقد فصله الشيخ محيي الدين ابن العربي في الباب الخامس والثمانين من كتابه الفتوحات المكية، وبين الفرق بينه وبين وحي الأنبياء بفروق وعلامات ذكرها منشورة في الأبواب الثالث والسبعين، والثامن والستين بعد المائتين، والرابع والستين بعد ثلاثمائة، وجزم بأن هذا الوحي الإلهامي لا يكون مخالفا للشريعة، وأطال في ذلك، ولا يخلو ما قاله من غموض ورموز. وقد انتصب علماء الكلام وأصول الفقه لإبطال أن يكون ما يسمى بالإلهام حجة. وعرفوه بأنه إيقاع شيء في القلب يثلج له الصدر، وأبطلوا كونه حجة لعدم الثقة بخواطر من ليس معصوما ولتفاوت مراتب الكشف عندهم. وقد تعرض لها النسفي في عقائده، وكل ما قاله النسفي في ذلك حق، ولا يقام التشريع على أصول موهومة لا تنضبط.
والأظهر أن الخضر نبي عليه السلام وأنه كان موحى إليه بما أوحي، لقوله " وما فعلته عن أمري"، وأنه قد انقضى خبره بعد تلك الأحوال التي قصت في هذه السورة، وأنه قد لحقه الموت الذي يلحق البشر في أقصى غاية من الأجل يمكن أن تفرض، وأن يحمل ما يعزى إليه من بعض الصوفية الموسومين بالصدق أنه محوك على نسج الرمز المعتاد لديهم، أو على غشاوة الخيال التي قد تخيم عليهم.
فكونوا على حذر، ممن يقول: أخبرني الخضر.
اهـ.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[02 Nov 2004, 02:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جاء في كتاب " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري ما يلي:
قوله تعالى " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها ... " قاله الخضر في خرق السفينة.
وقال في قتل الغلام " فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه "
وفي إقامة جدار اليتيمين " فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما "
لأن الأول في الظاهر إفساد محض , فاسنده إلى نفسه.
و في الثالث إنعام محض , فأسنده إلى ربه تعالى.
و في الثاني إفساد من حيث القتل و إنعام من حيث التبديل , فأسنده إلى ربه و نفسه , كذا قيل في الأخيرة.
ثم أضاف المؤلف:
و الأوجه فيه ما قيل: إنه عبر عن نفسه فيه بلفظ الجمع تنبيها على أنه من العظام في علوم الحكمة , فلم يقدم على القتل إلا لحكمة عالية.
اهـ.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 Nov 2004, 09:42 م]ـ
أبا زينب
التأويل الذي نقلته أنا عن النسفي والذي نقلته أنت عن الأنصاري خرجا من مشكاة واحدة والله أعلم
وهو تأويل أرضاه(/)
رمضانيات (16)
ـ[د. محمد مشرح]ــــــــ[31 Oct 2004, 11:24 ص]ـ
رمضانيات *
دعاء اليوم:
اللهم نور بالعلم قلبي، واستعمل بطاعتك بدني، وخلص من الفتن سري، واشغل بالاعتبار فكري، وقني شر وساوس الشيطان، وأجرني منه يا رحمن حتى لا يكون له عليّ سلطان
حديث اليوم: قال الله تعالى فى الحديث القدسى:
(عبدى خلقتك لعبادتى فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، إن قل فلا تحزن وإن كثر فلا تفرح ... إن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك وكنت عندى محمودا ... وإن لم ترض بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندى مذموماً ... وعزتى وجلالى لأسلطن عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش فى الفلاة، ولا تصيب منها إلا ما كتبته لك)
حوارات حية
الضيف:
الشيخ منير الركراكي
الموضوع:
استشارات إيمانية
اليوم:
الخميس 28/ 10/2004
الوقت:
مكة 13:30: 14:30
غرينتش 10:00: 11:30
درس التجويد اليومي:
الدرس السادس عشر:
المد الفرعي وحكم كل نوع
وهو إما مد متصل أو منفصل أو عارض للسكون أو مد لين أو مد بدل أو مد لازم مثقل أو مخفف في الكلمة أو في الحرف وإليك توضيح كل ذلك:
1 - المد الواجب المتصل: وهو ما كان سببه الهمزة المتصلة بحرف المد قبلها من نفس الكلمة، مثل جاء، جيئ، سوء. تمد كل منها أربع أو خمس حركات وجوباً.
2 - المد الجائز المنفصل: وهو ما كان سببه الهمزة المنفصلة من حرف المد في كلمة أخرى مثل: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ)) ((إِنِّي أَنَا الله)) ((قُولُوا آمَنَّا)) ويجوز مده من أربع حركات إلى خمس جوازاً.
3 - المد العارض للسكون: وهو أن يأتي بعد حرف المد سكون غير أصلي بل سببه الوقف فقط، مثل: ((وَإِيَاكَ نَسْتَعِينْ)) ((لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيد)) ويمد حركتان أو أكثر إلى ست حركات.
4 - المد اللين: ويلحق بالمد العارض للسكون، وتكون عندما يقع السكون بعد حرف لين الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلهما مثل: ((عَلَيْهِم دَائِرَة السَّوءِ)) ((مِنْ شيءٍ)) ((قُرَيش)) ((البَيْت)) ويمد حركتان ويجوز مده أكثر.
فتاوى رمضان:
هل هناك لفتات إيمانية في رمضان يمكننى الاستعانة بها على طريق الله تعالى؟
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
من القيم التربوية في رمضان، أنه جعل التقوى هدفا يسعى إليه الساعون، فيقبل الفرد على الطاعات ويبتعد عن المعاصي، وهذا يزيد الإيمان ويجعله حيا في القلوب، ويعود الإنسان على الطاعة وترتيب أولوياته، ويجعل من بيته بيتا إيمانيا.
يقول الشيخ أحمد حمود الدبوس إمام وخطيب بالكويت:
القيم التربوية في شهر رمضان، كثيرة جدا، وأطرح عليك شيئا منها:
اللفتة التربوية الأولى: رمضان شهر التقوى؛ فأرجوك أن تعطي المعاني التربوية لما تحمل هذه الكلمة من معان عظيمة في اتباع الأوامر واجتناب النواهي، وتتطرق في اتباع الأوامر والطاعات والصالحات، وغيرها من أعمال البر، والنواهي من خطورة المعصية والكبائر وغيرها.
اللفتة التربوية الثانية: رمضان شهر التغيير من ضعف الإيمان إلى قوة الإيمان، ومن السلبية إلى الإيجابية، ومن الفتور إلى الهمة، وغيرها من الأمور الأخرى.
اللفتة الثالثة: التهديف في رمضان للفردوس الأعلى، من حيث تعرض صور جيل السلف في حرصهم على تحقيق ذلك المنال.
اللفتة الرابعة: العمل والنشاط والهمة، لا الكسل ولا النوم.
اللفتة الخامسة: نقل فضائل رمضان عمليا، والحرص والاجتهاد في تحقيقها.
واللفتة السادسة والأخيرة: اقتناص الفرص، ورمضان من أعظم الفرص لتحصيل الخير، وتربية النفس.
والله أعلم.
* المرجع: الإسلام أون لاين(/)
الناسخ والمنسوخ
ـ[خالد الباب]ــــــــ[31 Oct 2004, 12:40 م]ـ
هل هناك كتاب أو موقع على الإنترنت يتحدث عن الناسخ والمنسوخ من القرآن بالتفصيل أي
سبب نزول الآية المنسوخة
وسبب نزول الآية الناسخة
والأحكام الفقهية
وتفسير الآية
وأسئل الله الهداية والثبات للجميع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Oct 2004, 04:15 م]ـ
أخي خالد هناك كتب كثيرة
منها الناسخ والمنسوخ، للنحاس، ولابن الجوزي، ولابن العربي، ولأبي عبيد القاسم بن سلام، وغيرها كثير.
كما لا تخلو مطولات التفسير من ذكر الناسخ والمنسوخ.(/)
موازنة بين كتاب (شواهد القرآن) وكتاب التفسير البياني.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[03 Nov 2004, 03:24 ص]ـ
مقارنة بين كتاب (شواهد القرآن) وكتاب التفسير البياني.
كتاب (شواهد القرآن) للعلامة أبي تراب الظاهري رحمه الله , من الكتب التي اعتنت ببيان مفردات ألفاظ الكتاب العزيز من الناحية اللغوية , وقد جعل الأصل الذي ينطلق منه في بحثه وتأليفه: سؤالات نافع الأزرق لابن عباس رضي الله عنهما. وهذا مشابه لعمل عائشة بنت الشاطئ في كتابها التفسير البياني. غير أن أخص الفروق بين هذين الكتابين هو أن كتاب شواهد القرآن ينطلق في بحثه من منطلق لغوي بحت فيتعرض للشواهد الشعرية , وتصرفات اللفظ في اللغة , مع عنايته بالجمع والمقارنة بين معلومات الكتب اللغوية.
بخلاف كتاب التفسير البياني الذي يعنى بالدرجة الأولى بمعاني المفردات القرآنية , والفروق اللغوية , مع تلمس المناسبات السياقية في اختيار المعاني.
أتمنى من الأخوة الأعزاء التعليق على هذه الأسطر. وبيان منهج الشيخ أبي تراب رحمه الله في كتابه هذا , أسأل الله ألا يحرمني وإياكم الأجر.
وأخيراً أيها الأحبة لقد بحثت عن كتاب " شواهد القرآن " فلم أجده إلا في بعض المكتبات العامة. فأين أجده بارك الله فيكم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2004, 04:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز.
أما كتاب أبي تراب رحمه الله فكما تفضلتَ ينطلق من منطلق معجمي لغوي، هو أشبه بكتب المعاجم كلسان العرب، وتاج العروس ونحوها. ولذلك لم يتوقف الشيخ أبوتراب عند دراسة صحة مسائل نافع بن الأزرق من عدمها من حيث الإسناد، وإنما درسها لغوياَ، واستقصى كلام المعاجم على جذور المواد في المسائل. وكأنه يسلم بكل ما ورد في المسائل المنسوبة لابن عباس رضي الله عنهما. هذا في الجزء الأول منه فقط، أما الجزء الثاني فقد بدأه بترتيب المواد دون التقيد بمسائل نافع التي فرغ منها في الجزء الأول. ولا أدري هل الجزء الثالث تحت الطباعة أم لا ولو اكتمل عمله هذا لأربى على كل كتب غريب القرآن المتقدمة. رحم الله
وأما الدكتورة بنت الشاطي رحمها الله فقد شابهت أبا تراب في عدم توقفها عند مسألة صحة المسائل من عدمها، غير أنها نظرت للمسائل من طريق أخرى وهي الموازنة بين اللفظة التي وردت في الآية المسؤول عنها والشاهد الشعري، وحاولت أن توظف السياق في استخراج معنى اللفظة في الموقفين. وخرجت بنتيجة مفادها أنه لا يستشهد بالشعر في تفسير القرآن إلا من باب الاستئناس في مواطن كثيرة من القرآن لأن الألفاظ القرآنية قد اكتست معاني جديدة لم تكن معروفة للعرب قبل القرآن. وهي تشير إلى ما يسمى بالألفاظ الإسلامية الذي أرجو أن أطرح موضوعاً مطولاً عنه في الملتقى إن شاء الله. وقد أجادت في بحثها في الجملة رحمه الله.
وقد درست مسائل نافع بن الأزرق دراسة مطولة من جوانبها في بحثي للدكتوراه وأرجو أن ييسر الله نشرها.
وأما كيفية الحصول على كتاب أبي تراب الظاهري فيمكنك ذلك بمراسلة النادي الأدبي بجدة فهو الذي طبع الكتاب وهاتفهم 026834663، أو بريدهم 5919 جدة 21432
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[19 Nov 2004, 10:50 م]ـ
شيخي الفاضل و أخي الحبيب عبد الرحمن الشهري ..... حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد
أسأل الله تعالى أن يتقبل صالح أعمالنا , ويتجاوز عن سيئاتنا , وأن ينعم علينا بالصحة والعافية , والأمن والأمان , وأن يعز دينه , وأن ينصر جنده.
أخي الحبيب: لقد سعدت جداً بقراءة ردك , فأحمد لك أولاً هذا التفاعل في الرد على هذه المشاركة , واعتذر عن تقصيري في التأخر عن متابعة هذا الموضوع.
وأحمد لك ثانياً هذه التعليق البديع الذي تظهر فيه متانة المعلومة مع روعة الاختصار , فجزاك الله عني وعن الأخوة القراء خير الجزاء.
ثم إن أذن لي شيخنا المبارك فعندي سؤالان حول ما تفضلتم به.
ما الفرق بين الاستدلال بالشعر في التفسير والاستئناس به؟
أو بمعنى آخر: ألا يقال إن استشهاد السلف بالشعر في معرض بيانهم لألفاظ القرآن هو من قبيل الاستدلال على صحة ورود هذه المعنى في لغة العرب , فهذا المفسر (من السلف) مثلاً: فسر اللفظ بما يعرفه من اللغة , ثم استدل على (هذا التفسير) بشاهد شعري.
ثانياً: فهمت أن المراد بمصطلح الألفاظ القرآنية ذات المعاني الإسلامية: الألفاظ الشرعية , كالصلاة , والصوم , والحج , فإن كان هذا هو المراد , فهي ألفاظ قليلة إذا ما قورنت بما بقي على الأصل منها. فهل هذا الفهم مستقيم؟
ثم لعلي وجميع الأخوة ممن تابع الموضوع ينتظر بشغف التفصيل الذي وعدت بطرحه في هذه المسألة.
وأخيراً أسأل الله جل وعز أن ييسر لك إخراج هذا البحث , وأن يجعل فيه النفع والفائدة , وأن يكتب لك به الأجر.
وأن يجعلنا الله تعالى جميعاً في هذا الملتقى ممن يتدارسون كتابه , علماً وتعليماً , فتحصل لهم الخيرية الموعودة , والفضائل المذكورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[24 Jul 2007, 02:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أتوجه بالشكر الجزيل لإستاذي الفاضل د/ عبدالرحمن الشهري لقبوله تسجيلي في هذا الموقع الفخر لطلبة العلم،
ونعم زادهم، وأسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وكل من أسهم معه في إخراجه والإشراف عليه.
ونقول لهم كما قال الشاعر:
حقا إذا صيغ الكلام جميعه = شعراً لقصر عن مدى ما تفعلُ
مثمنا كل المشاركات المقدمة من الأعضاء والتي تسهم في إثراء العلم الشرعي فجزء الله الجميع خير الجزاء.
ثم كما هي العادة لم يخل دخول لي في هذا الموقع إلا وخرجت بفائدة، فلكم كنت أبحث عن كتاب أبي تراب، ووقع في يدي الجزء الأول منه فقط، وكنت أجهل هل أنجز الثاني أم لا؟ حتى علمته من شيخنا الشهري جزاه الله خيرا.
ولكم كنت أتمنى على الشيخ الظاهري أن يهتم بتحقيق مسائل نافع من حيث صحة نسبتها، ومقدار الصحيح منها إن أمكن ن و قد علمت بأن الدكتور / إبراهيم السامرائي قد قام بذلك، إلا أني هنا (في المغرب) لم أعثر على هذا التحقيق حتى الأن، وأتوجه إليكم أستاذي الشهري، وكل من يمكنه إفادتي بهذه الاستعلامات:
- كيف يمك - ي الحصول على هذا التحقيق؟
- من (أبو تراب) هل يمكن تقديم شئ من سيرته الذاتية والعلمية؟
- هل للإخوة في نادي جده بريد ألكتروني يمكننا التواصل عبره؟
- أويمكنك إكرامي بإرسال دراستك حول مسائل ابن الأزرق على إيميلي (واعذرني إن كان ثمة إحراج في هذا، ولا إشكال في عدم أستطاعتك).
- كيف يمكنني الحصول على كتاب التفسير اللغوي للشيخ الطيار؟
شاكرا سلفا جميل الاهتمام، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم / ضياء الدين
للتواصل / mohammed_omar 67@hotmil.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2007, 05:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أتوجه بالشكر الجزيل لإستاذي الفاضل د/ عبدالرحمن الشهري لقبوله تسجيلي في هذا الموقع الفخر لطلبة العلم،
ونعم زادهم، وأسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وكل من أسهم معه في إخراجه والإشراف عليه.
ونقول لهم كما قال الشاعر:
حقا إذا صيغ الكلام جميعه = شعراً لقصر عن مدى ما تفعلُ
حياكم الله أخي الكريم ضياء في ملتقى أهل التفسير الذي يسعد بكم وبأمثالكم من الباحثين الجادين.
مثمنا كل المشاركات المقدمة من الأعضاء والتي تسهم في إثراء العلم الشرعي فجزء الله الجميع خير الجزاء.
ثم كما هي العادة لم يخل دخول لي في هذا الموقع إلا وخرجت بفائدة، فلكم كنت أبحث عن كتاب أبي تراب، ووقع في يدي الجزء الأول منه فقط، وكنت أجهل هل أنجز الثاني أم لا؟ حتى علمته من شيخنا الشهري جزاه الله خيرا.
ولكم كنت أتمنى على الشيخ الظاهري أن يهتم بتحقيق مسائل نافع من حيث صحة نسبتها، ومقدار الصحيح منها إن أمكن ن و قد علمت بأن الدكتور / إبراهيم السامرائي قد قام بذلك، إلا أني هنا (في المغرب) لم أعثر على هذا التحقيق حتى الأن.
كما تفضلتم لم يتعرض أبو تراب الظاهري للناحية الحديثية في المسائل، وحسبه ما صنع فهو لغوي في المقام الأول رحمه الله وأسكنه جنات النعيم، وأما إبراهيم السامرائي فلم يصنع في الجانب الحديثي شيئاً أيضاً، وإنما أخرج المسائل عن نسخة مخطوطة فحسب.
وأتوجه إليكم أستاذي الشهري، وكل من يمكنه إفادتي بهذه الاستعلامات:
- كيف يمك - ي الحصول على هذا التحقيق؟
تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي لمسائل ابن الأزرق عندي، وقد نفدت طبعته حقاً من الأسواق منذ زمن بعيد، ولكن تكفيك طبعة الدكتور محمد الدالي للمسائل فقد فاقت طبعة السامرائي.
- من (أبو تراب) هل يمكن تقديم شئ من سيرته الذاتية والعلمية؟
هذا شيئ من سيرته، كتبه الأخ عبدالله بن محمد الشمراني حفظه الله، ونقلته لك من ملتقى أهل الحديث، كتبها بعد وفاة الشيخ رحمه الله.
أبوتراب الظاهري وشيء من سيرته ..
بالصور والوثائق النادرة «ورَّاق الجزيرة» تنفرد بأميز ترجمة لأبي تراب الظاهري
من مشاهدات تلميذه عبدالله الشمراني (1 - 2)
«إنَّا على فراقك لمحزونون»:
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد فجعنا صباح يوم السبت الموافق: 21/ 2/1423هـ بوفاة عميد اللغة العربية في عصره، والرجل الموسوعي، والمعلمة التاريخية، والخزانة المتنقلة، شيخنا: العلامة، المحدث، الأصولي، اللغوي، الأديب: «أبو تراب الظاهري»، عن ثمانين سنة، فرحمه الله، وغفر له.
فكتبت هذه الأوراق وفاءً حقه، وهي أوراق مختصرة من كتابي: «هداية الأحباب بإجازة الشيخ أبي تراب» ترجمت فيه له، ولأبيه المحدث: عبدالحق الهاشمي رحمه الله، وذكرت شيوخهما، ومصنفاتهما. واستندت في ترجمة الشيخ، وأبيه على المشافهة، ودار بيني وبين الشيخ الكثير من الجلسات، التي تخللها الكثير من الأسئلة، فأنا أسأل والشيخ يُجيب، كما وضع بين يدي مؤلفات أبيه الخطية، واطلعني على إجازات العلماء لأبيه، وقرأتها، لكي أخرج بصورة عن الحياة العلمية في ذلك العصر. فأقول مستعيناً بالله:
اسمه: أبو محمد، عبدالجميل بن أبي محمد عبدالحق بن عبدالواحد بن محمد بن الهاشم، وكان له أكثر من اسم منها: عبدالجليل، وعلي، وعمر.
كنيته: لشيخنا بحفظه الله ثلاث كنى: أبومحمد، وأبو الطاهر، وأبو تراب. الأولى باسم ولده الأكبر، والثانية كانت الرسمية، وعلى ذلك ختمه القديم، ولكنها كنية قديمة، واندثرت، ولا أحد يكنيه بها اليوم، ولا يُعرف الشيخ إلا بالثالثة.
لقبه: الهاشمي، العُمري، العدوي، ويعود نسبه الى الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي رضي الله عنه. فهو كما رأيت عُمري، عدوي، أما: الهاشمي فنسبه الى جده الثالث: «الهاشم»، وليس من «بني هاشم».
مولده: ولد الشيخ في «أحمد بور الشرقية» بالهند عام «1923م 1343هـ».
ولادته، ونشأته، وتعليمه، وحصيلته في القراءة، والمطالعة:
كانت ولادته، ونشأته الأولية في مدينة «أحمد بور، بالهند»، وكان مبدأ تعليمه على يد جده: عبدالواحد رحمه الله، ابتداءً من فك الحرف «أ، ب،ت ... » وانتهاءً الى «المثنوي»، للرومي، قرأ خلال هذه الفترة: «كريمة بخش، وبندناما، وناماحق، وبلستان، وبوستان»، وهي كتب فارسية، كانت مقررة في دروس التعليم آنذاك.
ثم تعلم الخط الفارسي على يد جدّه في الجامع العباسي في: أحمد بور، وبعد ذلك جلس الى دروس والده، وبدأ من «الصرف» ثم النحو ثم أصول الحديث، ثم أصول الفقه.
سرد مفصل لنشأته التعليمية
أولاً: كتب الحديث:
بدأ في الحديث من بلوغ المرام، ثم المشكاة، ثم سنن ابن ماجة، ثم سنن أبي داود، ثم سنن الترمذي، ثم سنن النسائي، ثم صحيح مسلم، ثم صحيح البخاري.
كل ذلك قراءة، ودراسة، وتحقيقاً على يد أبيه رحمه الله.
وبعد ذلك سرد على أبيه: المسند، والسنن الكبرى، للبيهقي، والمنتقى، لابن الجارود، المستدرك للحاكم، والسنن للدارقطني، والمسند للطيالسي.
ثم نسخ بيده: المصنف لعبدالرزاق، والمصنف لابن ابي شيبة كاملين، والجزء الأول من كتابي ابن عبدالبر رحمه الله: التمهيد، والاستذكار، ونسخ أجزاء من كتاب «العلل» للدارقطني. وقرأها على أبيه.
كما قرأ: «فتح الباري» للحافظ، وإرشاد الساري، للقسطلاني مطالعة.
وقرأ أيضاً بعض الكتب المطولة، منها في دار الكتب المصرية كتاب «الكواكب الدراري في تبويب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري» لابن عروة الدمشقي، الحنبلي رحمه الله، وهو كتاب عظيم جداً يقع في مائة وعشرين مجلداً.
وقرأ أيضاً كتابي ابن عبدالبر رحمه الله. «التمهيد» و «الاستذكار»، كاملين قبل أن يُطبعا.
ثانياً: كتب التفسير:
أول ما قرأ على أبيه رحمه الله «تفسير الجلالين» ثم تفسير القرآن العظيم، لابن كثير كاملاً، وقرأ عليه ايضاً أجزاء من «جامع البيان» للطبري، والجزء الأول من «مفاتيح الغيب» للرازي، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، وقرأ عليه «تفسير البيضاوي»، دراسة من أوله الى سورة الكهف.
وطالع الباقي مطالعة، إما كاملة، أو أجزاء منها، وتبلغ كتب التفسير التي طالعها، نحو، ثلاثين كتاباً، ك «تفسير النسفي، والبحر المحيط لابن حيان و ... ».
ثالثاً: كتب الفقه:
الفقه الحنفي:
أول ما بدأ به شيخنا رحمه الله الفقه الحنفي، فقرأ الكتب الصغيرة، دراسة على أبيه رحمه الله، كالكتاب المعروف ب «مختصر القدوري» للقدوري و «كنز الدقائق» للنسفي، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق» لابن نجيم، و «الهداية شرح بداية المبتدئ» للمرغيناني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد ذلك طالع المبسوطات، ك: «المبسوط» للسرخسي، و «شرح فتح القدير» لابن الهمام.
الفقه المالكي: قرأ على أبيه دراسة: «مختصر خليل» كاملاً، ثم طالع: «المدونة الكبرى» كاملة، و «المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة» لابن رشد الجد.
كما استفاد استفادة عظيمة من كتاب «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» لابن رشد الحفيد، الذي يعد موسوعة فقهية موازنة.
الفقه الشافعي: قرأ الجزء الأول من كتاب: «الأم»، وكامل «الرسالة» للشافعي، دراسة على أبيه رحمه الله، ثم طالع «المجموع» للنووي رحمه الله.
الفقه الحنبلي: طالع فيه: «المغني» لابن قدامة، والشرح الكبير، لعبدالرحمن بن قدامة، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، كاملة.
علم الفرائض
درس شيخنا الفرائض على الشيخ: واحد بخش رحمه الله، وهو من كبار علماء الفرائض في: «الهند، كما درس، السراجية، على ذهبي العصر العلامة، عبدالرحمن المعلمي رحمه الله.
رابعاً: كتب اللغة: قرأ شيخنا على أبيه كتاب «فقه اللغة» للثعالبي، والصحاح للجوهري، وكان والده يُفضل «الصحاح» على سائر كتب اللغة، ويقول: مرتبته بين كتب اللغة، كمرتبة «صحيح البخاري» بين كتب الحديث.
ثم حثه والده بعد ذلك على حفظ المواد اللغوية، فحفظ «عشرين ألف» مادة تقريباً.
ثم طالع سائر المطولات، ك «لسان العرب» لابن منظور، وقرأه ثلاث مرات، وعلق عليه، وقرأ: «تهذيب اللغة» للأزهري، و «تاج العروس» للزبيدي و «العين» للخليل، و «الجمهرة» لابن دريد، و «مجمل اللغة» لابن فارس، و «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير، و «الفائق» للزمخشري و ... كل ما سبق من كتب اللغة قرأها كاملة.
وحثه أبوه رحمه الله على كتاب «مقايس اللغة» لابن فارس، و «أساس البلاغة» للزمخشري.
وأخيراً: ما ذكرته قليل من كثير، ولكن ذكرت بعضها، مرتبة، ومصنفة، وإلا فالشيخ حفظه الله يقول: «مجموع ما يبلغ من الكتب التي طالعت، أو درست، نحو ثمانية آلاف كتاب، من مختلف العلوم».
اللغات التي يتحدث بها الشيخ رحمه الله
الشيخ رحمه الله يجيد لغات شبه القارة الهندية، وخاصة «الأوردية» ويجيد ايضا «الفارسية»، وقد ذكرت من خلال الكلام على نشأته أنه قرأ على جده كتباً فارسية.
رحلاته: كان لشيخنا الكثير من الرحلات الحافلة بالقصص والطرائف العلمية، واستفاد من خلال رحلاته الكثير من الفوائد، كمقابلة العلماء، والمفكرين، والأدباء. كما نسخ خلال رحلاته الكثير من الكتب الخطية، سواء كان النسخ له، أو بطلب من أبيه، كما استفاد من مطالعة الكتب الخطية، ولا سيما المطولات، ومن ذلك مطالعته لكامل كتابي ابن عبدالبر رحمه الله «التمهيد» و «الاستذكار»، قبل ان يراهما عالم المطبوعات، وطالع كذلك مخطوطة كتاب «الكواكب الدراري».
ومن رحلاته:
السعودية: قدم الى السعودية بطلب من الملك عبدالعزيز رحمه الله، حيث ابرق الى سفارته هناك، وارسل اليه طائرة، وذلك ليكون مدرساً في «الحرم المكي»، وفعلاً قدم الى جدة عام 1367هـ، ومنها الى مكة المكرمة.
مصر: رحل الى مصر وكان معه توصية خطية من أبيه رحمه الله الى محدث مصر في وقته، العلامة أحمد بن محمد شاكر رحمه الله واستضافه في بيته، كما استضافه رئيس جماعة السنة المحمدية: العلامة «محمد حامد فقي رحمه الله في بيته أيضاً.
وفي مصر التقى بالعلماء، وممن لقي هناك المدعو: زاهد الكوثري.
المغرب: رحل إليها، وحل ضيفاً عند شيخه: منتصر الكتاني رحمه الله واستجاز ممن لقيهم، ولقي المحدث: الأصولي: عبدالله بن الصديق الغماري ت «1413هـ» رحمه الله ولم يستجز منه.
ويقول: لقيت الكثير من أصحاب الرواية هناك، ولم استجزهم، لشدة بدعهم، بل وجدت منهم المشعوذين ممن يدّعون الرواية».
شيوخه: لقد أكثر الشيخ من الرحلة والسماع، وتعدد شيوخه من أقطار إسلامية عديدة، وهذا ذكر لبعضهم ممن درس عليهم، أو سمع منهم، أو استجازهم:
والده المحدث: عبدالحق الهاشمي، وهو شيخه الأول، والأخير.
ومن علماء الهند: إبراهيم السِّيالكوني، وعبدالله الروبري، الأمر التسري، وابو تراب محمد عبدالتواب الملتاني، وهو من تلاميذ نذير حسين، وقد قرأ عليه الشيخ ابوتراب «سنن النسائي» كاملة، ثناء الله الأمر تسري، وعبدالحق الملتاني، وكان يدرس كل العلوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن علماء الحرمين: القاضي أبوبكر بن أحمد بن حسين الحبشي، والعلامة القاضي: حسن مشاط المالكي، والمحدث: عبدالرحمن الافريقي، والعلامة: عبدالرحمن المعلمي، والمحدث: عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ: محمد عبدالرزاق حمزة، ومسند العصر: ياسين بن محمد عيسى الفاداني.
ومن علماء مصر: المحدث أحمد بن محمد شاكر، والشيخ: حسنين مخلوف، والعلامة الشيخ محمد حامد فقي.
ومن علماء المغرب: الحافظ: عبدالحي الكتاني، والمسند: منتصر الكتاني.
طلابه: الذين قرءوا على الشيخ واستجازوه كثيرون، منهم من درَّسهم في الحرم المكي، ومنهم من يأتي اليه في خزانته العامرة، وقد ذكرت أبرزهم في ترجمتي له.
إجازة الصاع النبوي
والمدّ النبوي
الشيخ مجاز بهما عن جماعة من شيوخه، وعلى رأسهم والده المحدث عبدالحق الهاشمي، ورأيت في خزانته «المد النبوي» الخاص بوالده رحمه الله، وهو مصنوع من النحاس، وقد نحت عليه من الخارج الإسناد من والده، الى الصحابي الجليل: جابر بن عبدالله رضي الله عنه، الى النبي صلى الله عليه وسلم وكل واحد من رجال الإسناد قاس مده بمد شيخه، الى جابر بن عبدالله رضي الله عنه، الذي قاس مُدّه بمدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت النية بيننا على الإجازة بهذين السندين، بعد إحضار المد والصاع، ولكن حصاد التسويف مر. وإسناد المد النبوي لا يخلو من مقال.
أعماله
عمل مدرساً في «المسجد الحرام» سنين عديدة، وعمل في «مكتبة الحرم»، وشغل رئاسة التصحيح بجريدة «البلاد السعودية، ثم البلاد، والرائد وغيرها».
وأسهم في الصحافة بقلمه نحو خمسين عاماً.
وأخيراً شغل وظيفة مراقب في «وزارة الإعلام» منذ كانت «المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر»، كما قدم عدة برامج إذاعية، من اشهرها، «حديقة اللغة، وسير الصحابة، وبرنامجه اليومي المعروف «شواهد القرآن»، والذي يبحث في تحليل المواد اللغوية في القرآن الكريم.
مذهبه: من لقبه وشهرته يتبين أنه ظاهري، على مذهب ابن حزم رحمه الله.
علماً بأنه على غير جمود ابن حزم، فيخالفه في بعض المسائل الى رأي الجمهور، ومن ذلك حكم الشرب واقفاً، فالشيخ يرى الكراهة، خلافاً لإمامه ابن حزم، ويقول: «ثبت شرب النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً، فيُحمل حديث مسلم على الكراهية التنزيهية».
شعره
الشيخ أبو تراب ممن يقول الشعر ويجيده، وله في ذلك صولات وجولات. وسيأتي ضمن مؤلفاته أن له ديوانين شعريين، هما:
«بث الكث في الغث والرث»، و «لقلقة القمري»
........
خِزانته العلمية
الشيخ مولع بالكتاب، واقتنائه، وبدأ في الشراء منذ وقت مبكرٍ جداً، ولا يزال يسأل عن اخبار الجديد في عالم المطبوعات، ويشتري كل ما يطبع أولاً بأول الى آخر لحظة في حياته رحمه الله.
وآخر احصائية لكتبه تقول: إنّ خزانة أبي تراب الظاهري تبلغ «500،16» ستة عشر ألفا وخمسمائة كتابا.
وهي مجموعة علمية ضخمة، ولا سيما اذا عرفنا أنّها ملك لشخص دون غيره، وهي بحق من أكبر المكتبات الشخصية.
ومن خلال التجول في مكتبته أقول:
مكتبة غنية بفنون المعرفة في: الدين، واللغة، والأدب، والتاريخ، والطب، و ...
كما يوجد فيها مخطوطات مختلفة، منها أصلية، ومنها ما نسخها إما في «مصر» او غيرها، ويوجد بعض هذه المخطوطات على شرائح ميكروفيلم.
وتحتوي مكتبته على الكثير من الكتب القديمة والنادرة.
كما تحتوي على أكثر من نسخة من بعض الامهات بطبعات مختلفة، واكثر كتبه طبعة اولى.
والكثير من الكتب في «خزانته» لا تخلو من تعليقات كثيرة، إما تعقيب، او تذييل، او تأييد على كلام اهل العلم، تدل على سعة اطلاعه.
وقد طالعت بعضها في: «لسان العرب»، و «القاموس المحيط»، و «الاصابة» ..
والشيخ يريد ان تكون «خزانته» بعد موته (وقفاً) على طلاب العلم، هكذا حدثني اكثر من مرة، وكانت امنيته في حياته ان تشتري الدولة لها مقرا في جدة، وتوضع فيه لتكون في متناول طلاب العلم.
وهي بحق خزانة عامرة، وعسى ان يكون في مقالي هذا نداء لمن يلبي أمنيته قريباً ان شاء الله.
إنتاجه العلمي
للشيخ نحو خمسين كتابا، في مختلف الفنون، «الحديث، والسيرة، والتراجم، والنحو، والأدب، والشعر، والنقد» ويلاحظ ان الصبغة الادبية طاغية على تأليفه، كما له تعاليق، ومراجعات على كتب شتى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد طبع من مؤلفاته نحو خمسة وعشرين كتابا، وهذا مسرد موجز عنها، وفي ترجمتي له ذكرت وصفا كاملا لكل كتاب:
1 أدعية «القرآن» و «الصحيحين»، جمع فيه الادعية الواردة في «القرآن الكريم»، و «صحيح البخاري»، و «صحيح مسلم»، طبع بحجم الجيب لسهولة حمله سنة: «1413هـ».
2 آراء المتقدمين في الادب.
3 الاثر المقتفى لهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نشرته «دار القبلة» «جدة» وطبع سنة: «1404هـ».
4 «اصحاب الصفة»، ظهر منه الجزء الاول «112» صفحة، من الحجم الصغير، وشمل على «95» صحابيا، وطبع سنة: «1404هـ».
5 «اضمامة ذهول العقول فيما رثي به الرسول صلى الله عليه وسلم» «7» صفحات، جمع فيه بعض ما قيل في الباب، اضافة لما ورد في كتابه «ذهول العقول» الآتي، وهو مطبوع بآخره.
6 «اعلام أهل الحاضر برجال من الماضي الغابر»، في التراجم، طبع المجلد الاول منه سنة: «1405هـ»، عن دار القبلة.
7 «الاقاويق».
8 «إلقام الكتاب» لم يطبع.
9 «الأوباد والأسمار».
10 «أوهام الكتاب» طبع الجزء الاول سنة: «1403هـ».
11 «بث الكث في الغث والرث» ديوان شعره في مجلدين ضخمين، ولم يطبع.
2 1 «تأنيس من أقبل على القربات».
13 «التحقيقات المعدة بحتمية ضم جيم جدة»، له القسم الثالث منها، طبع سنة: «1385هـ».
14 تخريج: «مسند أبي يعلى الموصلي».
15 تخريج: «منتقى ابن الجارود».
16 «تذكرة المتزود».
17 «تفسير التفاسير».
18 «تفسير ما يخفي من كلمات القرآن»، تحت التأليف، وهو آخر ما كان رحمه الله يكتب فيه، ابتدأه في: «7/ 10/1422هـ» ولم يتمه.
19 «تناقض الفقهاء» لم يطبع.
20 حاشية على: «المنتقى» لابن الجارود لم يطبع.
21 «الحديث والمحدثون» مطبوع.
22 «الحواضر والخواطر».
23 «دلائل النبوة للبيهقي»، علق على الجزء الاول.
24 «ذهول العقول بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم»، نشرته دار القبلة، عام «1404هـ، ويقع في «186» صفحة، من الحجم العادي.
25 «سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم»، نشرته: «تهامة» بجدة، ويقع في «549» صفحة، من الحجم العادي، طبع عام «1404هـ». ووضع الشيخ في آخره، فهرسا بتعقباته على من سبقوه، بلغت «123»، ما بين تعقيب، واستدارك، وتصحيف، ووهم، وتعليق، وخطأ لغوي، وفائدة، وتوجيه، وتنبيه.
وهو كتاب جليل، حافل بالتعليقات، والنقد، فضلا عن كثرة النقول في الموضوع.
قال الشيخ، الاديب: علي الطنطاوي رحمه الله في تقريظه لهذا الكتاب:
«هو خزانة علم، يجب ان يكون في كل بيت» أ. هـ.
26 «سير الصحابة»، ويقع هذا الكتاب في «اثني عشر» مجلدا بخطه، وهو في اصله برنامج كان يقدمه في «الاذاعة»، ثم توقف عنه.
27 «شواهد القرآن»، وهو من أعجب كتبه، وأمتعها، وهو في أصله برنامج يومي يقدمه في الاذاعة، ولم يكمل، وقد بلغ فيه الى المجلد السادس، وطبع منه المجلد الاول سنة: «1404هـ»، والمجلد الثاني سنة: «1409هـ».
28 «صفة الحجة النبوية»، طبع سنة: «1404هـ.
29 «الغزوات الأربع: بني قريظة بني النظير خيبر بني قينقاع» مطبوع.
30 «فتكات الأسد في مقاعد القتال بأحد» «229» صفحة، من الحجم العادي، نشرته «دار القبلة»، طبع سنة: «1405هـ».
31 «فصل أهل البيت وحقوقهم»، لشيخ الاسلام ابن تيمية، قدم له، وعلق عليه، وذلل عليه بأحاديث، ويقع في: «161» صفحة، من الحجم الصغير، نشرته: «دار القبلة»، سنة: «1405هـ».
32 «قوانين التصريف والعوامل النحوية»، طبعته «مطابع سحر»، سنة: «1416هـ».
33 «قيد الصيد»، طبع سنة: «1402هـ».
34 «كبوات اليراع»، طبع الجزء الاول سنة «1402هـ».
35 «كيف حج رسول الله صلى الله عليه وسلم» مطبوع.
36 «لجام الأقلام»، طبع في «تهامة»، عام: «1402هـ».
37 «لقلقة القمري»، ديوان شعر، لم يطبع.
38 «ما لقي رسول البرايا صلى الله عليه وسلم من الأذايا والبلايا»، نشرته «دار القبلة»، بدون تاريخ طبع، ولم يصدر منه سوى الجزء الاول فقط في «108» صفحة، من الحجم العادي.
39 «المستدرك».
40 «المنتخب من الصحيحين» جزء واحد، نشرته «دار القبلة».
41 «منتخب الصحيحين للنبهاني»، علق عليه، والنبهاني هو: يوسف بن اسماعيل النبهاني، وهو مطبوع.
42 «الموزون والمخزون»، نشرته: «تهامة»، سنة: «1402هـ».
43 «النحو والنحاة».
44 «الهوامش والتعليقات».
45 «وفود الاسلام»، طبع سنة: «1404هـ.
كما راجع الكثير من الكتب، منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
«الرواة الذين وثقهم الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال»، لمحمد شحاذة الموصلي، طبع سنة: «1406هـ».
اضافة الى مشاركاته في: «التلفاز»، و «الاذاعة»، و «الاندية الأدبية»، و «المجلات»، و «الصحف»، وهي مشاركات علمية وأدبية، ومن ذلك برنامج قدم في التلفزيون عن «مادة الضحك في اللغة والأدب».
الكتب التي نسخها بيده
استفاد شيخنا رحمه الله أثناء رحلاته في أمور عدة، منها قيامه بنسخ الكثير من الكتب، إما له، أو بطلب من أبيه، ومما نسخه بيده: «المصنف» لعبد الرزاق، و «المصنف» لابن ابي شيبة، كاملين، و «انتقاض الاعتراض» للحافظ، كاملا، وهو رد الحافظ ابن حجر رحمه الله، على العيبي في شرحه للبخاري: «عمدة القاري»، و «المعجم» للطبراني، والجزء الاول من كتابي ابن عبد البر: «التمهيد»، و «الاستذكار»، ونسخ أجزاء من كتاب «العلل» للدار قطني.
ثناء من عرفوه
قال عنه محدث الديار المصرية، الشيخ: احمد بن محمد شاكر رحمه الله:
«هو بارقة في علم الحديث، والرجال، ناقد ذو فهم» أ. هـ.
وقال عنه الشيخ الباقوري:
«العلم ملء إهابه، والأدب يمشي في ركابه».
وقال عنه فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط، امام وخطيب: «المسجد الحرام»، وعضو «هيئة كبار العلماء»، و «مجمع الفقه الاسلامي» رحمه الله:
«هو نادرة هذا الزمان في: اللغة، والحديث، والفقه» أ. هـ.
وقال أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري:
«هو مهر سباق، لا يبارى» أ. هـ.
كما أثنى عليه غيرهم من: العلماء، والأدباء، والمفكرين، أمثال:
عبد الرحمن المعلمي في مقدمة تحقيق «الإكمال» «1/ 50»، ومحمد عبد الرزاق حمزة، ومحمد نصيف، ومحمد سرور صبان، وحمد الجاسر، وعبد القدوس الانصاري، واحمد محمد جمال، وعبد العزيز الرفاعي، و ...
ما تميز به الشيخ
ان كان لشيخنا باع في الحديث، والفقه، والتاريخ، والنحو، و .. الا ان علم «اللغة العربية» هو الذي تميز به من بين معاصريه، وهذا ما اشتهر به، ومؤلفاته ومقالاته وبرامجه الاذاعية تشهد بذلك، ولا أعلم ان احدا مثله في عصرنا في اللغة وعلومها، لا في الشعر والأدب، ولا النحو والصرف، ولا اللغة وفقهها. بل تميز الشيخ بكثرة استخدام شوارد اللغة وغريب الألفاظ، حتى انه ليكتب الرسالة الواحدة، ولا يستطيع أحد قراءتها من غير الرجوع الى معاجم اللغة الموسعة.
كل يؤخذ من قوله ويرد
كان للشيخ رحمه الله بعض المسائل قال فيها بقول ابن حزم رحمه الله، فسبب ذلك فجوة بينه وبين بعض معاصريه، وهذا نابع من انتسابه للمذهب الظاهري، في وقت لا نجد من ينتسب اليه، والشيخ يعلن ذلك، بل اختار لنفسه هذا الاسم: «أبو تراب الظاهري»، ولا يعرف الا به.
ومعروف لدينا نظر العلماء قديما وحديثا الى هذا المذهب، بل قد وسمه بعضهم بالشذوذ، ولم يعدوا خلاف ابن حزم رحمه الله في المسائل الإجماعية خرقا للإجماع، بل مر زمن حرقت فيه مؤلفاته، واكثر العلماء من الرد عليه، والقسوة عليه، اما في حياته، او بعد مماته، والى وقتنا هذا. ولاشك في ان ابن حزم امام مجتهد، من ائمة الدنيا، ومن نوادر ما عرف الزمان في العقل، والعلم، وكان يتوقد حكمة، وذكاء. ولعل من اشد ما اغضب الناس عليه، هو تشدده في القول بالظاهر، وتشدده في الرد على خصومه، ولا سيما: أبي حنيفة، ومالك رضي الله عنهما، بل اشتد النكير عليه، عندما قال عن الإمام: أبي عيسى، محمد بن سورة، الترمذي، صاحب: «السنن»: «مجهول»!.
ويعلم الله بأني لم ارد التنقص من قدر ابن حزم رحمه الله، فهو كما قلت من أئمة الدنيا، ولكن سقت هذا الكلام لأبين نظرة الناس اليه، ومن ثم نعلم سبب انتقاد بعض معاصري أبي تراب لانتسابه لهذا المذهب.
ولكن عند مجالسة الشيخ «أبي تراب»، ومناقشته في بعض المسائل يتبين أنه لا يقول بالظاهرية جملة وتفصيلا، بل يخالف ابن حزم في بعض المسائل. كما انه ذهب الى ما ذهب اليه عن اجتهاد، فإن اصاب فله اجران، وإن أخطأ فله أجر.
ولا أظن ان الخلاف في الفروع، يبرر الوقوع في أعراض المسلمين.
قصة وفاته
(يُتْبَعُ)
(/)
الشيخ مع كبر سنه، إلا أنّه قليل الحركة، بسبب اعتكافه في «خزانته»، وقد تعب في آخر حياته جدا، وتوالت عليه الامراض بسبب الشيخوخة، وفي صباح يوم السبت الموافق 21/ 2/1423هـ طلب من خادمه مساعدته للوضوء، وقد احس ببطء في حركته، وبعد عودته الى فراشه، شعر بأن قدميه توقفتا عن الحركة، بعدها لفظ أنفاسه الاخيرة، قابضا بأصابع كلتا يديه مشيرا بالسبابة، على الهيئة المعروفة عند ذكر الحي الذي لا يموت سبحانه. عندها اتصل الخادم بأخي الاستاذ علي الشمراني، والذي أحضر الطبيب، فأخبرهم بوفاة الشيخ رحمه الله.
وقد صلي عليه فجر يوم الاحد، ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
وهكذا سقطت السارية العتيقة، والتي كبرت وارتفعت حتى أدركت أكثر من عصر.
نعم .. سقطت سارية عاشت في غير وقتها.
و «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول الا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا أبا تراب لمحزونون»، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحي الذي لا يموت.
ملامح من سيرته
كان رحمه الله محباً للمجالسات، والمذاكرات العلمية، وهذا أهم ما يميزه.
كثير القراءة، ومتابع لأخبار الكتب، وكان كثيرا ما يتصل بي في «الرياض» ليسألني عن الجديد، فاشتريه له.
اذا غضب، فانه سرعان ما ينسى ويتسامح.
يحب سماع الفوائد العلمية، ولو ممن هم اصغر منه سنا، وأقل منه علما.
محب لطلاب العلم.
كريم جدا، ولا يرد لأحد طلبا.
محب للمزاح، والضحك، وقد سمعت منه قصصا طريفة، وغريبة، من اخبار المحدثين، او من نوادر الفقهاء، او من بلاهات المخرفين، وعندي من ذلك طرائف وغرائب.
كان يحب البسطون العكاز ويعدد في أشكاله، وألوانه، وجمع منه عددا.
كان له ثلاثة من الرفقة في آخر حياته، لا يملهم، ولا يملونه، وهم: أخي الاستاذ علي بن محمد الشمراني، موظف رسمي، والسيد: أحمد بن عمر البيتي، رجل أعمال، والكابتن الطيار: عمر بن محمد البيتي، في الخطوط السعودية، وكان الاول، يساعده بانجاز أعماله ومراجعاته، اما الثاني فكان يرافقه في سفراته العلاجية، مرافقا ومترجما.
ومن رفقائه القدماء والدنا الأستاذ: عبد الله بن عمر خياط، الكاتب المشهور، وصاحب «مطابع سحر» وكان كثير الثناء على معالي الاستاذ: مصطفى ادريس الذي وقف معه في بعض ازماته الدنيوية.
الجدير بالذكر أنّ «أبا تراب» ابن المحدث السلفي، الكبير: عبد الحق الهاشمي، المكي «1302 1394هـ»، صاحب المصنفات العديدة في: التفسير، والحديث، والفقه، ورأيت جلها بخطه، في مكتبة ابنه، منها: ثبت بمروياته كبير، وصغير، واقامة الدليل على أنّ اختلاف الأئمة في التحريم والتحليل لا يوجب التضليل، والتعليق الربيح على أبواب الجامع الصحيح، وتفسير القرآن والسنة، والحجر البقي لكسر الجوهر النقي، وخروج المكي الى الحرم، ورجال الموطأ والصحيحين، وشرح صحيح البخاري، وفتح العلي الخبير في شرح المسند الحنبلي الكبير، وفهارس مسند الامام احمد، وقمر الاقمار بما في البخاري من الأحاديث والآثار، ولب الألباب في تحرير التراجم والأبواب «على أبواب صحيح البخاري»، والمسند على الصحيحين، ومصنف الصحيحين، ووضع اليد بعد الركوع.
عبد الله بن محمد الشمراني
- هل للإخوة في نادي جده بريد ألكتروني يمكننا التواصل عبره؟
نعم لهم بريد لعلي أكتبه لك فأنا بعيد عن كتبي الآن، ولكن التجاوب قليل.
- أويمكنك إكرامي بإرسال دراستك حول مسائل ابن الأزرق على إيميلي (واعذرني إن كان ثمة إحراج في هذا، ولا إشكال في عدم أستطاعتك).
حباً وكرامة أخي العزيز، سأرسلها لك على بريدك بشرط أن توافيني بملحوظاتك وتقويمك للدراسة، وإن شئت بعثت لك بالرسالة كاملة للغرض نفسه، ومثلك يستفاد منه، والرسالة على وشك الصدور قريباً بإذن الله.
- كيف يمكنني الحصول على كتاب التفسير اللغوي للشيخ الطيار؟
شاكرا سلفا جميل الاهتمام، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم / ضياء الدين
للتواصل / mohammed_omar 67@hotmil.com[/QUOTE]
وأما كتاب التفسير اللغوي للدكتور العزيز مساعد الطيار فهذا هو مصوراً.
التفسير اللغوي للقرآن الكريم للدكتور مساعد الطيار ( http://s166728140.onlinehome.us/books/02/0185.rar)
والله الموفق سبحانه وتعالى،،
في 10/ 7/1428هـ
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[25 Jul 2007, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
أستاذي وشيخي الكريم الشهري، حقا لقد أخجلتني، بكريم خلقك، وكمال أدبك، وحسن اهتمامك، وجميل تواضعك، ثم لقد كفيت وشفيت - استاذي العزيز - ولي الشرف في التواصل معك، وكل اساتذتنا الكرام في هذا الملتقى الطيب، وان كلي لهفة للا طلاع على رسالتكم القيمة، التي لاشك ستكون من اهم مراجعي، واستغفر الله فلست سوى طويلب علم يبحث عن الفائدة من اساتذته الأجلاء أمثالكم، وما طلبته مني يؤكد حسن ظنكم، فجزاكم الله خيرا، وإني لا أملك إلا أن اقول لك كما قال أحمد بن الحسين في بعض قصائده:
أين يممت أيهذا الهمام نحن نبت الربى وأنت الغمام
وأسال الله لنا ولكم العافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
هل يوجد أنبياء من أهل البادية؟
ـ[الإمام القرطبي]ــــــــ[04 Nov 2004, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الأفاضل، يقول المولى جل شأنه من سورة " يوسف ":
(وجاء بكم من البدو) آية رقم 100
السؤال:
هل كان نبي الله يعقوب من البادية؟ وهل يبعث الله أنبيائه من أهل البادية؟.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Nov 2004, 05:09 م]ـ
قال المفسرون في معنى قوله تعالى " وجاء بكم من البدو ":
أن منزل يعقوب عليه السلام كان بأطراف الشام في بادية فلسطين وكان رب إبل وغنم , ومن المفسرين من يقول:إن الله لم يبعث نبياً من البادية ولذا فإنه يجيب عن الآية بما يلي:
منهم من قال إن يعقوب كان في حاضرة في أول أمره ثم تحول إلى بادية وسكنها.
ومنهم من يقول إن المكان الذي فيه يعقوب موضوع يقال له بدا فالبادية اسم مكان وضعف هذا القول الشوكاني رحمه الله.
والآية تشير إلى إلى أنه أتى من البادية سواءً كان عليه السلام في أول أمره في البادية أو تحول إليها.
ـ[الإمام القرطبي]ــــــــ[04 Nov 2004, 08:00 م]ـ
نفع الله بك أخي الكريم " أحمد البريدي "،
ومن عنده زيادة في الموضوع فاليزدنا.
ودمتم جميعاً على الخير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Nov 2004, 12:32 ص]ـ
هذه الآية أيه الاأخ الكريم تشير إلى تاريخ غامض من تاريخ الأنبياء عليهم السلام، خصوصًا أنه يتعلق ببني إسرائيل، ولهم في فلسطين ادَّعاءات ودعاوى باطلة.
والآية صريحة في كون منزل يعقوب عليه السلام وبنيه هو البادية، ولا يمكن ان يُفهم غير ذلك من قوله (وجاء بكم من البدو) إلا بتكلُّفات تأويلية لا يسندها العلم الصحيح.
ومنشأ يعقوب عليه السلام في البادية لا يعني انه كان بدويَّ الأصل، فمن المعلوم ضرورة أنَّ جدَّه أبا الأنبياء عليه السلام كان في الحاضرة: في العراق، ثمَّ انتقل عنها بعد محنته مع قومه والنمروذ، وسكن أطرف بلاد الشام في البادية، ولم يكن منقطعًا عن الحاضرة بحيث يصيبه هو وأبناؤه ما يصيب من تبدَّى وجفا، لذا كانت له رحلة إلى مصر، وهي حاضرة، وكان لوط عليه السلام معه وقت خروجه من العراق، وأرسل إلى مدن سدوم وعمورة واخواتها المذكورة في تاريخ بني إسرائيل، ولم يكونوا بادية، بل كانوا في أرض الأردن، وفي هذه البلاد يختلط البادية بالحاضرة اختلاطًا واضحًا، فالمسافات متقاربة، والمرور بقوم إلى قوم كان واردًا، لذا قال أبناء يعقوب لما اتفقوا على وضع أخيهم يوسف عليه السلام في الجب (يلتقطه بعض السيارة) مما يدل على أنهم كانوا في مكان يعبر منه السيَّارون في الأرض، الذين يعبرونها من قطر إلى قطر، فلم يكن يعقوب وأبواه وأبناؤهم في معزل من الناس بحيث يكونون بعيدين بُعْدَ أهل الجفا من البادية.
وهذه الفترة التي مكثها يعقوب عليه السلام وبنوه في بادية الشام كانت فترة قليلة بالنسبة لأعمار الناس، فهي لم تتعدَّ جيلين منذ إبراهيم، ثمَّ انتقلوا إلى الحاضرة الكبيرة آنذاك: مصر الملكية؛ كما قال الله تعالى (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان ... ) الآية.
وكانت مصر في تلك الفترة اليوسفية يملكها ملوك الرعاة (الهكسوس)، وهم عرب خرجوا من الجزيرة العربية في تاريخٍ يُطلب تفصيله من تاريخ ملوك مصر وفراعنتها.
والذي أحب أن اضيفه هنا فيما يتعلق بالتاريخ الإسرائيلي (نسبة إلى يعقوب وأبنائه) أنهم لم يستوطنوا فلسطين، ولم يكن لهم فيها كبير شأن، وأنَّ الوعد الإلهي لإبراهيم الذي قال الله عنه (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) لم يتحقق إلا بعد قرون من موت إبراهيم، ولم يقع إلا في عهد يوشع خليفة النبي موسى عليه السلام.
كما أن دُعاء إبراهيم ببعثة نبيٍّ من العرب لم تتحقق إلا بعد قرون متطاولة جدًّا، والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Nov 2004, 05:17 م]ـ
الأخ الكريم القرطبي ..
بعث الله الأنبياء من صفوة البشر وخيرتهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند الحديث عن مسألة كهذه ينبغي أن يرجع لأدلة الشرع، فهل ثبت ما يدل على بعث نبي من البادية، وأرى أن تعلق المسألة بالنصوص، لا بالحكمة من عدم البعث من البادية، بمعنى أن لا نجعل جفاء أهل البادية علة لعدم إرسال الله الرسل منهم، فالجفاء وصف ذميم بلا شك، ولكنه ليس بمطرد في كل من بدا، والآية أشارت إلى أن يعقوب وأبناءه كانوا في البدو ـ في فترة ما ـ فلا يعني ذلك أنه عليه السلام قد جفا ...
ثم بعد ذلك ليس وصف البداوة ـ الذي يلزم منه الجفاء ـ وصف وراثي فقد يكون الجد حضرياً والحفيد بدوياً فلا يمنع ذلك جفاء من بدا، بل قد يكون الأب بدوياً ثم يتمدن أبناؤه، فليس الجفاء صفة موروثة بل هي متعلقة بأسباب منها البداوة ...
وعلى ذلك فها هي الآية تشير إلى نبي كريم بدا جزءاً من حياته (وجاء بكم من البدو) ولا أصرح منها، وأنت تعلم رحمة يعقوب عليه السلام وبعده كل البعد عن جفاء أهل البادية ..
فينبغي أن نعلم ذلك قبل الإثبات أو النفي لكونه عليه السلام بدوياً وهل هو بدوي الأصل أو أنه عاش تلك الحياة فترة ثم رجع لحياة القرى والمدن ..
وأما النصوص فقد قال الله تعالى في سورة يوسف التي ذكر فيها الآية السابقة: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم من أهل القرى) [109].
قال ابن كثير: "المراد بالقرى المدن، لا أنهم من أهل البوادي الذين هم من أجفى الناس طباعاً وأخلاقاً".
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) قال: "ما نعلم أن الله أرسل رسولا قط إلا من أهل القرى لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود". (الدر المنثور:4/ 595).
وقد قرر كثير من العلماء هذا المعنى عند هذه الآية انظر إلى المحرر الوجيز لابن عطية حيث قال عن أهل البادية: " قال القاضي أبو محمد فإنهم قليل نبلهم ولم ينشىء الله فيهم رسولا قط. وقال الحسن: لم يبعث الله رسولا قط من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن ".
وقال القرطبي: " ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم ".
وقال السعدي في سورة البقرة: " فائدة كما يجب على المكلف معرفته بربه فيجب عليه معرفته برسله ما يجب لهم يمتنع عليهم ويجوز في حقهم ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في آيات متعددة منها أنهم رجال لا نساء من أهل القرى لا من أهل البوادي وأنهم مصطفون مختارون جمع الله لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء الاختيار ... " (1/ 110).
وبعد تقرير ذلك أجاب العلماء عن تعارض ذلك مع قوله تعالى: (وجاء بكم من البدو) فأجاب ابن عطية بجوابين:
أحدهما أن ذلك البدو لم يكن في أهل عمود بل هو بتقر في منازل وربوع.
والثاني أنه إنما جعله بدوا بالإضافة إلى مصر كما هي بنات الحواضر بدو بالإضافة إلى الحواضر.
وذكر الآلوسي جواباً ثالث فقال: وزعم بعضهم أن يعقوب عليه السلام انما تحول الى البادية بعد النبوة لأن الله تعالى لم يبعث نبيا من البادية.
إضافة لما ذكره الشيخ أحمد البريدي وضعفه الشوكاني.
والمسألة تحتاج لمزيد بحث ونظر في السنة.
والله أعلم ...
ـ[خالد السعدون]ــــــــ[03 Apr 2008, 05:37 م]ـ
بارك الله فيكم ...
وهل ثبت من الصحابة من بدا؟!!!
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Apr 2008, 06:57 م]ـ
ألا يمكن أن تفهم الآية على أن يوسف عليه السلام كان يذكر نعم الله عليه وعلى أهله، بأن نقلهم من مقر إقامتهم الحالي (وهو البادية) إلى مكان أفضل منه (وهو مصر)، بدون أن يكون لذلك علاقة ذات قيمة علمية بأصل استقرار يعقوب عليه السلام وأبيه وأبنائه؟
أما القول (هل ثبت ما يدل على بعث نبي من البادية) فيقابله سؤال آخر (هل ثبت ما يدل على أن الله لم يبعث سوى أنبياء في الحضر؟)، وهذا الأمر يستلزم معرفة سيرة جميع أنبياء الله، وهم بالآلاف، ويبدو أنهم توزعوا على كامل بقاع الأرض.
وأما معنى من (أهل القرى) في قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى)
ألا يمكن أن يكون مقصود (أهل القرى): التجمعات البشرية المعتبرة، أيا كان موقعها الجغرافي، وطبيعة حياتها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أخشى أن يكون قول بعض المفسرين بأن الله لم يبعث أحدا من البادية، ادعاء بلا دليل صريح.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[03 Apr 2008, 10:10 م]ـ
// وإن من أمة إلا خلا فيها نذير //
// وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ //
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Apr 2008, 02:11 م]ـ
بارك الله فيكم ...
وهل ثبت من الصحابة من بدا؟!!!
أرى أن يتركز البحث في الأنبياء فقط، إذ السؤال في أصل الموضوع عنهم.
ومع هذا فسأجيب عن السؤال حتى لا يتشتت البحث:
نعم في الصحابة من بدا بعدما كان من أهل القرى،ومنهم: سلمة بن الأكوع رضي الله عنه،وقد أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بذلك،ففي الصحيحين أن سلمة رضي الله عنه دخل على الحجاج فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت؟ قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لي في البدو.
قال ابن بطال في شرحه على البخاري 19/ 49:
(التعرب: معناه أن يرجع أعرابيًا بعد الهجرة، وكانوا يستعيذون بالله أن يعودوا كالأعراب بعد هجرتهم؛ لأن الأعراب لم يتعبدوا بالهجرة التى يحرم بها على المهاجر الرجوع إلى وطنه، كما فرض على أهل مكة البقاء مع النبى - صلى الله عليه وسلم - ونصرته، ولذلك قال الحجاج: «يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك، تعربت؟» أى: رجعت عن الهجرة التى فعلتها لوجه الله تعالى بخروجك من المدينة، فأخبره أن رسول الله أذن له فى سكنى البادية، فلم يكن خروجه من المدينة فرارًا منها ولا رجوعًا فى الهجرة، وهذا لا يحل لأحدٍ فعله، ولذلك دعا النبى - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ألا يموتوا فى غير المدينة التى هاجروا إليها لله تعالى، فقال: «اللهم أمض لأصحابى هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة. يرثى له رسول الله أن مات بمكة» فتوجع رسول الله حين مات بمكة فى الأرض التى هاجر منها. وذكر البخارى أن سعد بن خولة شهد بدرًا، ثم انصرف إلى مكة ومات بها، وأنه من المهاجرين).
ـ[النورس]ــــــــ[05 Apr 2008, 01:57 ص]ـ
نفع الله بكم بحوث مفيدة
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[05 Apr 2008, 01:49 م]ـ
من المسائل التي قد تخفى أن بني القبيلة الواحدة يكون منهم حاضرة وبادية، وهذا كان شأن عدد من قبائل العرب
قال سلمة بن الخرشب الأنماري:
إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا = بني عامر فاستظهروا بالمرائر
فإن بني ذبيان حيث عهدتمُ = بجزع البتيل بين بادٍ وحاضر
فالبادي هو المقيم في البدو، وهو وصف يبقى ببقائه، ويزول بزواله، كما أن الحاضر إذا تعرب وأقام في البدو أطلق عليه هذا الاسم، هذا من جهة اللغة.
وإذا تأملنا التأريخ وجدنا أكبر ظاهرة للتعرب وتحول عدد كبير من أبناء القرى إلى البادية وخصوصاً الأماكن الوعرة منها كالحرات والجبال كانت في بداية القرن الرابع الهجري عند تسلط القرامطة على أهل الجزيرة وسفكهم الدماء وإفسادهم في الأرض، وقد سبق ذلك بقرن نزوح عدد من أهل القرى إلى البوادي فراراً من الظلم أو طلباً للخصب.
أذكر على سبيل المثال منهم البكريين وهم أولاد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ذكر الزبير بن بكار في كتابه نسب قريش: أنهم يسكنون البدو بموضع يقال له حاذة والأتم ((وللفائدة؛ وصفها الآن: إذا أقبلت على الطائف قادماً من نجد تتجه يمينا من مفرق عشيرة وتسير قرابة 150 كلم تجدها بجوار قرية تسمى المحاني))
وذكر أن منهم من نزح إلى مصر
ثم تتابع التحول على أشده في بداية القرن الرابع إبان تسلط القرامطة الذي استمر قرنين من الزمان.
وبقي كثير من أبناء تلك القبائل على تعربهم إلى عهد قريب.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Apr 2008, 02:00 م]ـ
إلا قبيلة بني تميم فليس فيها بادية في الجزيرة العربية،وهذا من النوادر،ولا أعلم قبيلة تشاركها هذه الصفة.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان ابين ان الاشكال عند السائل يمكن ان يزول اذا رجع الى المعنى اللغوي لكلمة البادية: وهي بمعنى الظهور اي بدا ظهر ... وارى ان هذا اسلم الى التفسير بدل السؤال ... لان العبرة هي الابلاغ واقامة الحجة على المكلفين ز(/)
من يأتي لمسألتي بمظان الجواب .. ؟!
ـ[إكرام]ــــــــ[04 Nov 2004, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته وبعد ..
هنا مسألة، وهي أنّ الفاء تفريعية - حسب علمي - إذا ارتبطت بـ (أمّا) ..
وفي قوله تعالى في سورة النساء: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) .. 175.
اقتصر في الآية على ذكر المؤمنين، دون أن يذكر الطرف الآخر وهم الكفرة الضالين، فما السبب يا ترى مع أنّ غالب منهج القرآن الكريم هو التفريع؟
أرجو ممن يجيب أن يذكر لنا مرجعه مشكوراً مأجوراً .. وإن اقتصد فليخبرنا بمظان الجواب وله منا الشكر والدعاء والثناء ..
هذا والسلام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Nov 2004, 04:30 م]ـ
قال الطاهر بن عاشور (6: 62، 63):
(واما في قوله (فأما الذين آمنوا بالله) يجوز أن يكون للتفصيل: تفصيلاً لما دل عليه (يا أيها الناس) من اختلاف الفرق والنزاعات؛ بين قابل للبرهان والنور، ومكابر جاحد.
ويكون معادل هذا الشق محذوفًا للتهويل؛ أي: واما الذين كفروا فلا تسل عنهم.
ويجوز أن تكون (أما) لمجرد الشرط دون تفصيل، وهو شرط لعموم الأحوال؛ لأن (أما) في الشرط بمعنى (مهما يكن من شيء)، وفي هذه الحالة لا تفيد التفصيل، ولا تطلب معادلاً).
ـ[إكرام]ــــــــ[07 Nov 2004, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..
.
كالغيثِ تأتون .. !(/)
سؤال في التجويد
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[05 Nov 2004, 01:54 م]ـ
من المعلوم أن سبب الإدغام هو التماثل أو التقارب أو التجانس على خلاف بين القراء فيما يدغم من المتجانسين وسؤالي: لماذا لم تدغم الميم الساكنة مع الفاء مع اتحاد المخرج لهما؟ هل لأجل الرواية أو لسبب آخر؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Nov 2004, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وجميع أعضاء هذا المنتدى المبارك من العايدين
وجوابا على السؤال:
فأقول نعم هي الرواية
1 - فما اتصل وصح سنده بالإظهار
قال السخاوي: وعلى ذلك جميع أهل الأمصار وهو اختيار عامة القراء.
وقال الحسن بن قاسم المرادي: لا خلاف بين القراء في إظهارها إلا من شذ
2 - وهناك وجه بالإدغام وهو مذهب الكوفيين وورد عن بعض القراء حتى نسبه بعضهم للكسائي ورده الداني في التحديد وعابه.
3 - والوجه الثالث بالإخفاء وهو مذهب البصريين وبه أخذ ابن جرير والمعدل ونص عليه سيبويه
================
ويراجع في ذلك جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي 2/ 537
والتحديد للداني ص 167
المفيد شرح قصيدة السخاوي ص 133
وأبحاث في التجويد للدكتور غانم قدوري الحمد ص 137 فقد توسع في جمع النصوص وتلخيصها
=============
أما بالنسبة لتعليل عدم الإدغام ففي ضمن كلامهم أن التعليل هو تغليب التباعد لأخذ الفم حظه من الفاء وكما تعلم أنها لا تأخذ إلى شفة واحدة مع الثنايا العليا
.... فالفا مع اطراف الثنايا المشرفة
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2004, 06:06 م]ـ
حياكم الله يا دكتور أنمار وجزاك خيراَ.
العيد أصبح عيدين: عيد الفطر، وعيد رجوعكم لنا بالسلامة وفقكم الله.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Nov 2004, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيك وجميع الإخوة الأفاضل.
ومبارك عليكم العيد وتقبل الله طاعتكم وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعل عيدنا هذا عيد خير ونصر وتمكين للمسلمين(/)
ارجو تفسير هذه الاية بالتفسير الكامل
ـ[ hanisamaha] ــــــــ[05 Nov 2004, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني ارجو منكم تفسير هذه الاية تفسير كامل
قال تعالى "الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين"
سورة المؤمنون الاية رقم 6
وجزاكم الله خيرا
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 Nov 2004, 05:11 م]ـ
تفضل أخي الكريم من تفسير ابن جرير الطبري:
(إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ
يَقُول: إِلَّا مِنْ أَزْوَاجهمْ اللَّاتِي أَحَلَّهُنَّ اللَّه لِلرِّجَالِ بِالنِّكَاحِ.
أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
يَعْنِي بِذَلِكَ: إِمَاءَهُمْ. وَ " مَا " الَّتِي فِي قَوْله: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ} فِي مَحَلّ خَفْض عَطْفًا عَلَى الْأَزْوَاج. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 19244 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثني أَبِي , قَالَ: ثني عَمِّي , قَالَ: ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجهمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ} يَقُول: رَضِيَ اللَّه لَهُمْ إِتْيَانهمْ أَزْوَاجهمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ.
فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ
يَقُول: فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَحْفَظ فَرْجه عَنْ زَوْجه وَمِلْك يَمِينه , وَحَفِظَهُ عَنْ غَيْره مِنَ الْخَلْق , فَإِنَّهُ غَيْر مُوَبَّخ عَلَى ذَلِكَ وَلَا مَذْمُوم وَلَا هُوَ بِفِعْلِهِ ذَلِكَ رَاكِب ذَنْبًا يُلَام عَلَيْهِ.)
انتهى كلامه رحمه الله
ـ[سعيد الشهري]ــــــــ[05 Nov 2004, 06:26 م]ـ
المقصود والله أعلم أن ليس غير قبل الزوجة مكان للعشرة الجنسية حلالاً -ونهى عن الحيضة والدبر- وكذلك الإماء وهن ملك اليمين وكما هو معلوم الآن نادراً وجود هذا، ولا تعتبر الشغالة أو الخادمة ملك يمين لذلك وجب التنبيه، فإذا أتى المسلم زوجته، أو أمته - الجارية المشتراة بالمال (في عالم الرق) - فلا حرج عليه ولا لوم أما من أبتغى وراء ذلك أي غير ذلك من الأمور والمعاشرات الحرام وقد أحل الله له أن يتزوج إلى أربع، فأولئك هم العادون أي المعتدون على حدود الله المستجلبون غضبه وعقابه بظلمهم لأنفسهم.
ـ[ hanisamaha] ــــــــ[06 Nov 2004, 08:17 ص]ـ
بارك الله فيكم اخواني لكنكم لم تصلوا الى التفسير الذي اريده او لم تفهموا قصدي فقوله تعالى
او ما ملكت ايمانهم
يعني هل يجوز معاشرتهم مع العلم انهم ليسوا من الزوجات اذا كانت مملوكة للشخص 100%
ارجو اعطائي تفسيرا منطقيا
وجزاكم الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Nov 2004, 11:51 م]ـ
ملك اليمين
هن نساء يملكن يمينهن الرجل ويحل له معاشرتهن معاشرة جنسية كاملة وليسوا زوجات وأحكام ملك اليمين مبيوطة في كتب الفقه لا خجل منها لانها حلت مشكلة كانت موجودة في القرون السابقة
أما الأن فلا وجود لوضع عسكري بين الأمم يسمح بملك اليمين فلا حاجة لإشغال أنفسنا في بحث هذا الموضوع(/)
(ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) .. ما تصريف (سارب) ومعناها؟! ..
ـ[كادح]ــــــــ[06 Nov 2004, 03:17 ص]ـ
قال ابن كثير:
وقوله: {ومن هو مستخف بالليل} أي مختف في قعر بيته في ظلام الليل، {وسارب بالنهار} أي ظاهر ماش في بياض النهار وضيائه، فإن كلاهما في علم اللّه على السواء ..
السؤال هو عن كلمة (سارب) من ناحية صرفية .. هل هي سرب يسرب فهو سارب أم هي اسم جامد؟! ..
فقط ليتضح المعنى أكثر ..
وهل هناك شواهد للفظة سارب لنفس المعنى؟ 1 ...
وشكرا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2004, 08:38 م]ـ
سَرَب يَسْرُب سُرُوباً بمعنى: خَرَجَ.
وسَرَبَ في الأَرضِ يَسْرُبُ سُرُوباً: ذَهَبَ.
وفي القرآن كما تفضلت: (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)، أَي: ظاهرٌ بالنهارِ في سِرْبِه.
ويقال: خَلِّ سِرْبَه أَي طَرِيقَه , فالمعنى: الظاهرُ في الطُّرُقاتِ , والمُسْتَخْفِي في الظُّلُماتِ , والجاهرُ بنُطْقِه , والمُضْمِرُ في نفسِه , عِلْمُ اللّهِ فيهم سواءٌ.
ورُوي عن الأَخفش الأوسط أَنه قال: مُسْتَخْفٍ بالليل أَي ظاهرٌ , و الساربُ المُتواري.
وقال أَبو العباس ثعلب: المستخفي المُسْتَتِر ; قال: والساربُ الظاهرُ والخَفيُّ , عنده واحدٌ.
وقال قُطْرب: سارِبٌ بالنهار مُسْتَتِرٌ. يقال انْسَرَبَ الوحشيُّ إِذا دخل في كِناسِه.
قال الأَزهري وهومن أفضل من شرح اللفظة: تقول العرب: سَرَبَتِ الإِبلُ تَسْرُبُ , وسَرَبَ الفحل سُروباً أَي مَضَتْ في الأَرضِ ظاهرة حيثُ شاءَتْ. والسارِبُ: الذاهبُ على وجهِه في الأَرض.
ومن شواهد ذلك كما طلبت أخي الكريم كادح قول قَيْس بن الخَطيم:
أَنَّى سرَبْتِ , وكنتِ غيرَ سَرُوبِ = وتَقَرُّبُ الأَحلامِ غيرُ قَرِيبِ
قال ابن بري , رواه ابن دريد: سَرَبْتِ , بباءٍ موحدة , لقوله: وكنتِ غيرَ سَروب.
ومن رواه: سَرَيْت , بالياء باثنتين , فمعناه كيف سَرَيْت ليلاً , وأَنتِ لا تَسرُبِينَ نَهاراً.
ومن أنحاء الللفظة قولهم سَرَبَ الفحْلُ يَسْرُبُ سُروباً , فهو ساربٌ إِذا توجَّه للمَرْعَى.
قال الأَخْنَسُ بن شهاب التَّغْلبي:
وكلُّ أُناسٍ قارُبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ = ونحنُ خَلَعْنا قَيْدَه , فهو سارِبُ
قال ابن بري: قال الأَصْمعي: هذا مَثَلٌ يريدُ أَن الناسَ أَقاموا في موضِعٍ واحدٍ , لا يَجْتَرِئون على النُّقْلة إِلى غيره , وقارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم أَي حَبَسُوا فَحْلَهم عن أَن يتقدَّم فتَتْبَعه إِبلُهم , خوفاً أَن يُغَارَ عليها ; ونحن أَعِزَّاءُ نَقْتَري الأَرضَ , نَذْهَبُ فيها حيث شِئْنا , فنحن قد خَلَعْنا قيدَ فَحْلِنا ليَذْهَب حيث شاء , فحيثُما نَزَع إِلى غَيْثٍ تَبِعْناه.
وقد أطال أصحاب المعاجم في شرح هذه اللفظة فراجعها على الانترنت على هذا الرابط وفقك الله لكل خير.
http://lexicons.ajeeb.com/Results.asp
ـ[أبو زينب]ــــــــ[07 Nov 2004, 11:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أردت أن أضيف فقرة بسيطة على ما تفضل به أخينا عبد الرحمن - جزاه الله كل خير - و هي من تفسير الشيخ ابن عاشور. يقول:
و السارب اسم فاعل من سرب إذا ذهب في السرب - بفتح السين و سكون الراء - وهو الطريق. و هذا من الأفعال المشتقة من الأسماء الجامدة.
و ذكر الاستخفاء مع الليل لكونه أشد خفاء , و ذكر السروب مع النهار لكونه أشد ظهورا. و المعنى: أن هذين الصنفين سواء لدى علم الله تعالى.
و الله تعالى أعلم.
ـ[كادح]ــــــــ[07 Nov 2004, 11:48 م]ـ
أخي عبد الرحمن الشهري ..
جزاك الله خيرا ..
وقد نقلت قول الأزهري الذي يدل على أن سارب من فعل مشتق أصله سرَبَ ..
وذكر مثالا وهو: سربت الإبل أي مضت في الأرض ..
ولكن يبدو أن ما نقله أخونا أبو زينب - جزاه الله خيرا - عن ابن عاشور أنه مشتق من اسم جامد هو الأقرب ..
والسبب الذي يظهر لي: هو ندرة استعماله في حياتنا اليومية .. وحتى في الشواهد عدا القليل ..
فلم نسمع: سرب زيد إلى مدرسته ..
ولا: لماذا لم تسرب إلى المسجد؟!! ..
وما أردت إلا الاستفادة ..
وشكرا لكما ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Nov 2004, 11:59 م]ـ
أبا زينب
أعذرني لجهلي
من هو الشيخ إبن عاشور الذي تنقل عنه؟؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[08 Nov 2004, 02:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي جمال لا لوم عليك فإننا لم نؤت من العلم إلا قليلا.
الشيخ العلامة - كما يوصف و ذلك لغزارة علمه - محمد الطاهر بن عاشور من أكبر علماء الزيتونة التونسية في العصر الحديث. و قد شغل رئيسا للجامعة الزيتونية و مفتيا بعد الاستقلال وهو الذي رفض إقرار بورقيبة على إفطار الناس في رمضان بحجة أن الصوم يقلل من الإنتاج ...
و من أهم مؤلفاته تفسير القرآن " التحرير و التنوير" و الذي كتبه في مدة تجاوزت الثلاثين سنة.و قد سماه في الأصل " تحرير المعنى السديد و تنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد " و اختصره إلى " التحرير و التنوير من التفسير " وهو من نشر دار سحنون (تونسية) و جدير بأن يكتسب.
وإن أردت تحميل التفسير فهذا رابطه من موقع المشكاة الإسلامية:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/althreer_t.zip
و ستجد فيه تعريفا به و بمؤلفاته.
وفقنا الله جميعا لمزيد العلم و العمل. وجعلنا من عتقاء النار في رمضان.
و تحياتي و شكري لك الخاص لنشاطك الملحوظ في هذا المنتدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Nov 2004, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
لقد وجدت الرجل في تفسيره من الضالعين له رضى من الله على هذا الجهد الراقي
أما بالنسبة للكتاب الموجود على الأنترنت فليس مبوبا بطريقة تسهل الرجوع إلى الآية فحبذا لو ساعدتم بذلك
ولقد أحببت أن أسألك عن توجهه العام في تفسيره
أو بالاحرى عن مذهبه الفقهي والعقدي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Nov 2004, 03:47 م]ـ
أشد ما يعجبني في التفسير هو التركيز على قضايا البلاغة الخارجة عن معهود العرب
وهذا نموذج لإبن عاشور
(() وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريؤن مما أعمل وأنا بريء مما تعملون (
لما كان العلم بتكذيبهم حاصلا مما تقدم من الآيات تعين أن التكذيب المفروض هنا بواسطة أداة الشرط هو التكذيب في المستقبل، أي الاستمرار على التكذيب. وذلك أن كل ما تبين به صدق القرآن هو مثبت لصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أتى به، أي إن أصروا على التكذيب بعد ما قارعتهم به من الحجة فاعلم أنهم لا تنجع فيهم الحجج وأعلن لهم بالبراءة منهم كما تبرؤوا منك.
ومعنى) لي عملي ولكم عملكم (
المتاركة. وهو مما أجري مجرى المثل، ولذلك بني على الاختصار ووفرة المعنى، فأفيد فيه معنى الحصر بتقديم المعمول وبالتعبير بالإضافة ب) عملي (و) عملكم (، ولم يعبر بنحو لي ما أعمل ولكم ما تعملون، كما عبر به بعد.
والبريء: الخلي عن التلبس بشيء وعن مخالطته. وهو فعيل من برأ المضاعف على غير قياس. وفعل برأ مشتق من بريء بكسر الراء من كذا، إذا خلت عنه تبعته والمؤاخذة به.
وهذا التركيب لا يراد به صريحه وإنما يراد به الكناية عن المباعدة. وقد جاء هذا المكنى به مصرحا به في قوله تعالى) فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون (، ولذلك فجملة) أنتم بريئون مما أعمل (إلى آخرها بيان لجملة) لي عملي ولكم عملكم (ولذلك فصلت.
وإنما عدل عن الإتيان بالعمل مصدرا كما أتي به في قوله) لي عملي ولكم عملكم (إلى الإتيان به فعلا صلة ل) ما (الموصولة للدلالة على البراءة من كل عمل يحدث في الحال والاستقبال، وأما العمل الماضي فلكونه قد انقضى لا يتعلق الغرض بذكر البراءة منه. ولو عبر بالعمل لربما توهم أن المراد عمل خاص لأن المصدر المضاف لا يعم، ولتجنب إعادة اللفظ بعينه في الكلام الواحد لأن جملة البيان من تمام المبين، ولأن هذا اللفظ أنسب بسلاسة النظم، لأن في) ما (في قوله) مما أعمل (من المد ما يجعله أسعد بمد النفس في آخر الآية والتهيئة للوقف على قوله) مما تعملون (، ولما في) تعملون (من المد أيضا، ولأنه يراعي الفاصلة.
وهذا من دقائق فصاحة القرآن الخارجة عن الفصاحة المتعارفة بين الفصحاء.(/)
"وثيابك فطهر"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Nov 2004, 11:56 م]ـ
أود من الأخ المشرف
والمتخصص في علم التفسير
أن يجيب على سؤالي التالي
هل تحتمل آية ((وثيابك فطهر)) 4 المدثر
أن تفسر --أي طهر نفسك من الشرك؟؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Nov 2004, 01:14 ص]ـ
الثياب يراد بها إما الثياب الحقيقية وهو المعروف والمعنى القريب فيكون التطهير حسي , وإما يراد بها النفس وهو التطهر من الذنوب والمعاصي , وهو المعنى البعيد , وبكلا القولين قال المفسرون , ولا مانع من حمل الآية على كلا الأمرين إذ لا تعارض بينهما. والله أعلم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Nov 2004, 09:09 م]ـ
اعذرني
أنت قلت أن تفسير (((وثيابك فطهر))
أي طهر أعمالك من المعاصي تفسير بعيد
أفلا يكون القول طهر نفسك من الشرك بعيد جدا
أي إحتماله ضئيل
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Nov 2004, 10:09 م]ـ
المراد بقولي بعيد معناه أي ليس هو المراد باللفظ ابتداءً , وإنما يؤخذ من السياق والقرائن.
وأحب أن أنبه إلى أمر مهم وهو: أنه لا يؤخذ من الأمر بالتطهرأنه متلبس بضد ذلك , هذا أمر وأما إن كنت تريد أن تصل إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يقع منه الشرك فنعم إذ هو معصوم من ذلك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Nov 2004, 11:54 م]ـ
هذا ما كنت أريده وشكرا
ـ[د. عماد]ــــــــ[09 Nov 2004, 01:33 ص]ـ
إضافة إلى ما ذكره الأخ أحمد البريدي حفظه الله أقول:
الطهارة نوعان: طهارة جسم، وطهارة نفس. وحمل عليهما عامة الآيات. وطهارة الثياب- في استعمال العرب- كناية عن طهارة القلب والخلق والعمل .. إنها طهارة الذات، التي تحتويها الثياب، وكل ما يلم بها أو يمسها .. والطهارة هي الحالة المناسبة للتلقي من الملأ الأعلى. كما أنها ألصق شيء بطبيعة هذه الرسالة.
وهي بعد هذا وذلك ضرورية لملابسة الإنذار والتبليغ، ومزاولة الدعوة في وسط التيارات المختلفة، والأهواء المتنازعة، وما يصاحب ذلك ويلابسه من أدران الشرك وشوائبه. وذلك يحتاج من الداعية إلى الطهارة الكاملة كي يملك استنقاذ الملوثين دون أن يتلوث، وملابسة المدنسين من غير أن يتدنس.
وعلى هذا ورد قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) (آل عمران:55). أي: مخرجك من جملتهم، ومنزهك أن تفعل فعلهم.
وقوله تعالى: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.
ولهذا كان من الأولى حمل الآية الكريمة: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) على طهارة النفس من دنس الشرك والفساد، ومما يستقذر من الأفعال، ويستهجن من العادات؛ ولأن الغالب على من طهَّر باطنه ونقاه، عنيَ بتطهير الظاهر وتنقيته، وأبى إلا اجتناب الخبث، وإيثار الطهر في كل شيء.
والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان طاهرًا في ظاهره وباطنه من قبل النبوة. فقد عافت نفسه بفطرتها السليمة ذلك الانحراف في المعتقدات، وذلك الدنس في الأخلاق والعادات؛ ولكن هذا التوجيه الرباني له: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) بعد توجيهه بتكبير ربه وحده: (وَرَبِّكَ فَكَبِّرْ)، كان الغرض منه تهيئته عليه الصلاة والسلام؛ لأن يقوم بأعباء الرسالة، وتبعاتها الجسام، دون هوادة، وأن يتحرَّز من ذلك الدنس الذي لوَّث نفوس القوم، وعاداتهم ومعتقداتهم.
ويدل على ما ذكرنا قوله تعالى عقب الآية السابقة: (وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ). فهي دعوة من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يهجر الأوثان، التي كنَّى عنها بالرجز، مع أنه صلى الله عليه وسلم كان هاجرًا للأوثان قبل أن يبعث نبيًًّا .. والله تعالى أعلم بمراده!
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Nov 2004, 05:00 ص]ـ
دكتور عماد
السلام عليكم
أليس قولك من النوع المغالي في البعد عن التفسير بمقتضيات اللغة وقريب جدا من التفسير الباطني أو الإشاري
أنا متأسف لكن هذا مثال لما قلت أنت ولم أجد غيرك قاله ((وقوله تعالى: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عماد]ــــــــ[09 Nov 2004, 08:45 م]ـ
أخي الكريم جمال!
لا داعي لتأسفك، ولا مبرر له؛ لأنك لو اطلعت على ما قيل في تفسير الآية في كتب اللغة والتفسير، لما قلت الذي قلته .. وليتك تعلم أن ما ذكرته من تفسير إنما هو مأخوذ من قول الراغب الأصفهاني، ومن قول ابن كثير، والزمخشري، والسيد قطب، وكلهم من كبار علماء اللغة والتفسير.
ومما جاء في لسان العرب قول ابن منظور: والتطهر: التنزه والكف عن الإثم. ورجل طاهر الثياب. أي: منزه. ومنه قول الله عز وجل في ذكر قوم لوط وقولهم في مؤمني قوم لوط: (إنهم أناس يتطهرون). أي: يتنزهون عن إتيان الذكور. وقيل: يتنزهون عن أدبار الرجال والنساء. قاله قوم لوط تهكمًا. والتطهر: التنزه عما لا يحل. وهم قوم يتطهرون. أي: يتنزهون من الأدناس .. وفي الحديث: (السواك مطهرة للفم). ورجل طهر الخلق وطاهره، والأنثى طاهرة، وإنه لطاهر الثياب. أي: ليس بذي دنس في الأخلاق. ويقال: فلان طاهر الثياب: إذا لم يكن دنس الأخلاق. قال امرؤ القيس:
ثياب بني عوف طهارى نقية
وقوله تعالى: (وثيابك فطهر) معناه: وقلبك فطهر. وعليه قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ـــ ليس الكريم على القنا بمحرم
أي: قلبه. وقيل: معنى (وثيابك فطهر). أي: نفسك. وقيل: معناه لا تكن غادرًا فتدنس ثيابك؛ فإن الغادر دنس الثياب. قال ابن سيده: ويقال للغادر: دنس الثياب- وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما- وقيل: معناه: وثيابك فقصر؛ فإن تقصير الثياب طهر؛ لأن الثوب إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن تصيبه نجاسة، وقصره يبعده من النجاسة. والتوبة التي تكون بإقامة الحد كالرجم وغيره طهور للمذنب. وقيل: معنى قوله: وثيابك فطهر: يقول عملك فأصلح. وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله عز وجل: (وثيابك فطهر) يقول: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على فجور وكفر، وأنشد قول غيلان:
إني بحمد الله لا ثوب غادر ــــ لبست ولا من خزية أتقنع
ـــــــــــــــــــــــــ
وفي تفسير البيضاوي: (لا يمسه إلا المطهرون): لا يطلع على اللوح إلا المطهرون من الكدورات الجسمانية، وهم الملائكة. أو لا يمس القرآن إلا المطهرون من الأحداث، فيكون نفيًا بمعنى النهي. أو لا يطلبه إلا المطهرون من الكفر.
فعلى المعنى الأول والثاني تكون (لا) ناهية؛ كما في قوله تعالى: (لا يحطمنكم سليمان وجنوده) .. وعلى المعنى الثالث تكون (لا) نافية.
وفي تفسير القرطبي: قال قتادة وغيره: (لا يمسه إلا المطهرون) من الأحداث والأنجاس. وقال الكلبي: من الشرك. وقال الربيع بن أنس: من الذنوب والخطايا. وقيل: معنى (لا يمسه): لا يقرؤه إلا المطهرون. إلا الموحدون. قاله محمد بن فضيل. وقال عكرمة: كان ابن عباس ينهى أن يُمَكَّن أحد من اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه وبركته إلا المطهرون. أي: المؤمنون بالقرآن. وقال ابن العربي: وهو اختيار البخاري. وقال الحسين بن الفضل: لا يعرف تفسيره وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 Nov 2004, 10:04 م]ـ
دكتور عماد
ماذكرته أنت فيه خير كبير
وأنا يا دكتور عماد مطلع والحمد لله على تفاسير كثيرة----ولكن هذه العبارة بالذات لم أطلع عليها ((وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.))
وأنت يا أخي تشعرني في سياق كلامك أنها لك
فهلا أسندتها لقائلها؟؟
فأنا والله لم أجد بين من فسر الآية تفسيرا قريبا منها
والله أعلم
ـ[د. عماد]ــــــــ[09 Nov 2004, 11:24 م]ـ
إخي جمال
ارجع إلى ما قاله الراغب الأصفهاني في تفسير الآية، وضم إليه ما نقلته لك عن القرطبي والبيضاوي، لعلك تجد الجواب. فأنا لم آت بشيء من عندي .. أتمنى لك كل خير، وأسأل الله تعالى لنا جميعًا الهداية والتوفيق إلى ما يحب ويرضى. ولك الشكر.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[10 Nov 2004, 04:52 ص]ـ
أخي دكتور عماد
في جميع مانقله القرطبي أو ماقال به هو لم أجد قولا أبعد من القول الذي نسبته إلى الأصفهاني
هذا القول ((((وقوله تعالى لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79). إي: لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.))
فلقد فسرها على أنها إخبار ولا غضاضة في ذلك فالبعض قال أنها إخبار وأن الملائكة هم المطهرون على أساس أن الضمير راحع إلى اللوح المحفوظ
وهو يرجع في تفسيره الضمير إلى المصحف لا إلى اللوح المحفوظ لقوله ((طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد ودنس الشرك.)) ولا مشكلة عندي في ذلك
أما تفسير المس---بأنه بلوغ حقائق المعرفة فهو تفسير أستغربه ولا أميل إليه بعقلي القاصر
فهل أنت ترجحه؟؟
واعذرني أخي فأنت ذو فضل ومثلي لا يناقش مثلك
والسلام
((هل يدلني أحد على تفسير الأصفهاني على الشبكة فأكون له من الشاكرين))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عماد]ــــــــ[10 Nov 2004, 06:47 م]ـ
أخي جمال
الراغب الصفهاني له كتاب (المفردات في غريب القرآن)، وهو أشهر من علم؛ بل هو علم يعرفه كل من يتعاطى علم التفسير. ولهذا لم أذكر الكتاب، واكتفيت بذكر صاحبه.
وقول الراغب في تفسير الآية هو الآتي: (أي: إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلا من طهر نفسه، وتنقى من درن الفساد). هذا نص ما قاله بالحرف.
وما الفرق بين قول الراغب هذا، وبين ما نقله الفرطبي عن االحسين بن الفضل من قوله: (لا يعرف تفسيره، وتأويله إلا من طهره الله من الشرك والنفاق). وما نقله عن الكلبي من قوله: (لا يمسه إلا المطهرون من الشرك)؟
فهلا بينت لنا الفرق بين هذه الأقوال الثلاثة، جزاك الله خيرًا؟
أما لفظ المس فقد اختلف في معنى (لا يمسه) هل هو حقيقة في المس بالجارحة، أو هو معنى؟ كما اختلف في (المطهرون) من هم؟ وهذه بعض الأقوال التي ذكرها القرطبي مع الأقوال السابقة:
قال محمد بن فضيل وعبدة: معنى (لا يمسه): لا يقرؤه إلا الموحدون. وقال عكرمة: كان ابن عباس ينهى أن يمكن أحد من اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
وقال الفراء: لا يجد طعمه ونفعه وبركته إلا المطهرون. أي: المؤمنون بالقرآن. قال ابن العربي: وهو اختيار البخاري.
وقال أبو بكر الوراق: لا يوفق للعمل به إلا السعداء.
وبعد فهذا بعض ما ذكر في تفسير الآية الكريمة .. ولك الحق كله في أن تختار منه ما تشاء، و فقك الله.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Nov 2004, 01:10 م]ـ
أشكرك دكتور عماد
لقد أجدت في إجابتك
وأثبت لي أن هناك من صرف المس عن معناه الحقيقي
وأنا شخصيا أميل إلى أن المس هو المس(/)
(ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) "يختانون"؟ ..
ـ[كادح]ــــــــ[11 Nov 2004, 04:35 ص]ـ
قال تعالى: (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم)
قال أبو جعفر بن جرير: يعني: يخونون أنفسهم، يجعلونها خونة بخيانتهم ما خانوا من أموال من خانوه ماله وهم
بنو أبيرق .. ا. هـ.
وقال تعالى في البقرة: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)
قال القرطبي: يقال: خان واختان بمعنى من الخيانة، أي تخونون أنفسكم بالمباشرة في ليالي الصوم .. ا. هـ.
كنت أحسب"تختانون" من فعل اختتن .. وقد اتضح المعنى فلله الحمد والمنة ..
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 Nov 2004, 04:53 ص]ـ
:)
ـ[موراني]ــــــــ[11 Nov 2004, 10:34 م]ـ
نعم , بالابتسامة
فأتساءل: من اين يأتي هذا الاختلاط بين (خان , اختان أصله من: خان) واختتن وأصله من (ختن)
ألا ترى أن (فعل) كثيرا ما يعني (افتعل). مثلا: نحر وانتحر , كتب واكتتب .... الخ
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Nov 2004, 11:23 م]ـ
ثم إبتسامة أخرى
فإن المختتن (بفتح التاء) يلزمه مختتن (بكسر التاء) أو خاتن
ولا يمكن أن يختتن نفسه بنفسه
وقد أكون مخطئا إذا كان الختان للأنثى فقط من حيث اللغة
ويظل أن العملية الجراحية تلك لا يقوم بها الإنسان بنفسه
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[11 Nov 2004, 11:29 م]ـ
قال الطاهر بن عاشور:
ويختانون (بمعنى يخونون، وهو افتعال دال على التكلف والمحاولة لقصد المبالغة في الخيانة. ومعنى خيانتهم أنفسهم أنهم بارتكابهم ما يضر بهم كانوا بمنزلة من يخون غيره كقوله) علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم (. ولك أن تجعل) أنفسهم (هنا بمعنى بني أنفسهم، أي بني قومهم، كقوله) تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم (، وقوله) فسلموا على أنفسكم (، أي الذين يختانون ناسا من أهلهم وقومهم. والعرب تقول: هو تميمي من أنفسهم، أي ليس بمولى ولا لصيق.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 Nov 2004, 12:23 ص]ـ
إنما ابتسمت لأني اقع في مثل هذه الاخطاء أحيانًا و قد ذكرني الأخ الفاضل كادح بحالي .. و ليس منا من هو معصوم من الخطأ او السهو أو الذهول، و انا لي مواقف كثيرة بسبب الذهول او الوهم تبعث على الضحك - لا مجرد الابتسام - في بداية عملي كطبيب بالريف المصري ربما جاءت مناسبة لأحكي لك طرفًا منها.
و لك مني ابتسامة يا د. موراني:)
ـ[كادح]ــــــــ[12 Nov 2004, 04:19 ص]ـ
مرحبا بالاخوة الأفاضل ..
كم هو اجتماع جميل .. على القرآن .. وفي ليلة من ليالي رمضان ..
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
وأضيف لكلام الدكتور الفاضل هشام قصة عن الإمام النووي ..
يقول الإمام النووي عن نفسه أنه كان في صباه تعلم أن "إيلاج الحشفة" يوجب الغسل ..
ولم يكن يعلم ما المراد بـ"إيلاج الحشفة" فتوهم معناها أنها قرقرة البطن ..
فكان كلما قرقرت بطنه قام واغتسل!! ..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 Nov 2004, 05:18 ص]ـ
أجاد العضو أبو حنيفة في كلامه
((فائدة:
قال الطاهر بن عاشور:
ويختانون (بمعنى يخونون، وهو افتعال دال على التكلف والمحاولة لقصد المبالغة في الخيانة. ومعنى خيانتهم أنفسهم أنهم بارتكابهم ما يضر بهم كانوا بمنزلة من يخون غيره كقوله) علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم (. ولك أن تجعل) أنفسهم (هنا بمعنى بني أنفسهم، أي بني قومهم، كقوله) تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم (، وقوله) فسلموا على أنفسكم (، أي الذين يختانون ناسا من أهلهم وقومهم. والعرب تقول: هو تميمي من أنفسهم، أي ليس بمولى ولا لصيق.))
وأحب أن أستفسر منه مستفهما إن كان تعليقي اللغوي في محله أم لا؟؟
___________________________________
ـ[موراني]ــــــــ[12 Nov 2004, 11:12 ص]ـ
ولكم ملاحظتي الأخيرة في هذا الرابط
بابتسامة أخرى:
بمناسبة عيد الفطر لكم جميعا الخير والعافية
(وبهذه المناسبة أعطيت للطلبة المسلمين عطلة يوم الاثنين في معهدنا)
موراني
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[12 Nov 2004, 05:45 م]ـ
أخي:جمال حسني الشرباتي
تقبل الله منا منك .....
كنت أنتظر منك تعليقا على الكلام الذي أوردته -كلام ابن عاشور- فاذا انت تنسخ النص وتطلب مني التعليق ........
(((وأحب أن أستفسر منه مستفهما إن كان تعليقي اللغوي في محله أم لا؟؟)))
لماذا خصصتني بالسؤال؟؟؟؟؟؟؟(/)
عبارة للألباني أعجبتني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Nov 2004, 01:22 م]ـ
السلام عليكم
قال الألباني رحمه الله في مقال له بعنوان ((كيف نفسر القرآن))
((
ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.))
وهي عبارة تشير إلى تلازم القرآن والسنة معا حين مباشرة التفسير
أي أن لا يقوم المفسر باستعراض الآيات ذات العلاقة في الآية قيد التفسير فقط --إنما عليه أن يستعرض الأحاديث ذات العلاقة أيضا في آن واحد
أي لا يرتب فيدرس الآيات أولا ثم يدرس الأحاديث
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 Nov 2004, 12:15 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة و أدخله فسيح جناته
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 Nov 2004, 05:20 ص]ـ
دكتور هشام
ما رأيك؟؟
إننا نتوافق على مائدة القرآن
أليس كذلك؟؟؟(/)
خصائص حفظ القرآن الكريم
ـ[خالد فايز]ــــــــ[11 Nov 2004, 08:24 م]ـ
خصائص القرآن الكريم
إن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وهذه أعظم مزايا وخصائص القرآن الكريم، فحسبه أنه كلام الله.
وقد وصفه الله عز وجل بقوله: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لا يَأتِيهِ البَاطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِن حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41، 42].
وكما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"فضل القرآن على سائر الكلام، كفضل الله تعالى على خلقه" ().
إذًا فكون القرآن كلام الله، فهذا يغني عن تعداد خصائص القرآن وفضائله ومزاياه، لكن أجدني مضطرًّا إلى أن أشير إلى ثلاث خصائص لهذا القرآن؛ لابد من ذكرها في مطلع هذه الرسالة:-
الخاصية الاولى:- نعمة القرآن:-
لقد قيَّض الله تعالى للقرآن منذ نزل من يحفظه من الصحابة ومن بعدهم في الصدور وفي السطور، وبلغت عناية المسلمين بالقرآن الكريم، وتدوينه، وكتابته، وحفظه، وضبطه شيئًا يفوق الوصف، حتى إن جميع حروف القرآن وكلماته مضبوطة محفوظة بقراءاتها المختلفة لا يزاد فيها ولا ينقص.
وقد ذكر بعض المفسرين -كالقرطبي وغيره- قصة طريفة تتعلق بحفظ القرآن الكريم.
وذلك أنه كان للمأمون -وهو أمير إذ ذاك- مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل حسن الثوب، حسن الوجه، طيب الرائحة، فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، فلما تقوَّض المجلس دعاه المأمون، فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم، قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع، ووعده، فقال: ديني، ودين آبائي، وانصرف.
فلمَّا كان بعد سنة جاء مسلمًا، فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فلما تقوَّض المجلس دعاه المأمون، وقال: ألست صاحبنا بالأمس؟ قال له: بلى، قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك، فأحببتُ أن أمتحن هذه الأديان، وأنت تراني حسن الخط.
فعمدتُ إلى التوراة، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الكنيسة، فاشتريت مني.
وعمدتُ إلى الإنجيل، فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة، فاشتريت مني.
وعمدتُ إلى القرآن، فعملت ثلاث نسخ، وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان، رموا بها فلم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ؛ فكان هذا سبب إسلامي ().
الخاصية الثانية: الشمول والكمال:
فإن هذا الكتاب -كما قال الله عز وجل فيه-: (تَفصِيلَ كُلِّ شَيءٍ) [يوسف:111].
فما من أمر يحتاجه الناس في دينهم أو دنياهم إلا في القرآن بيانه، سواء بالنص عليه، أو بدخوله تحت قاعدة كلية عامة بينها الله تعالى في كتابه الكريم، أو بالإحالة على مصدر آخر؛ كالإحالة على السنة النبوية، أو القياس الصحيح، أو إجماع أهل العلم، أو ما أشبه ذلك.
فما من قضية يحتاجها الناس في اجتماعهم، أو أخلاقهم، أو عقائدهم، أو اقتصادهم، أو سياستهم، أو أمورهم الفردية أو الاجتماعية، الدنيوية أو الأخروية، إلا وفي القرآن بيانها إجمالاً أو تفصيلاً.
فجاء القرآن بأصول المسائل؛ فأصول العقائد؛ وأصول الأحكام في القرآن الكريم، فالقرآن شامل كامل مهيمن على جميع شئون الحياة.
الخاصية الثالثة: الحق المطلق:
إن القرآن الكريم هو الحق المطلق الذي لا ريب فيه، قال تعالى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِلمُتَّقِينَ) [البقرة:2].
فالقرآن حق كله، وصدق كله، فهو -فيما أخبر به عن الماضي أو الحاضر أو المستقبل- صدق، ويستحيل استحالة مطلقة قطعية لا تردد فيها أن يتعارض خبر القرآن مع الواقع، أو مع التاريخ الماضي، أو مع ما يكتشفه العلم في المستقبل.
فنجزم ونقطع بلا تردد -من منطلق إيماننا بالله العظيم- أن كل ما أخبر به القرآن عن الأمم السابقة، من أخبار الأنبياء، وأخبار الأمم والدول، والقصص والأخبار في الواقع، وفي الكون، والفلك، والنجوم، والأرض، والسماء، والأرحام، والنفس البشرية ... أنه صدق وحق قطعي لا تردد فيه.
ولذلك يستحيل أن يثبت العلم حقيقة تتناقض مع ما جاء في القرآن، ومن ادَّعى أن هناك حقيقة علمية تناقض القرآن، فهو إما أنه لم يفهم القرآن حق فهمه، فظن أنه يناقض العلم، أو لم يفهم العلم حق فهمه، فظن أنه يناقض القرآن.
أما أن توجد حقيقة علمية تناقض نصًّا قطعيًّا صريحًا، فهذا لا يمكن أن يكون بحال من الأحوال؛ لأن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأكوان، وأوجد الإنسان، فلا يمكن أن يخبر عن الإنسان أو عن الأكوان إلا فيما هو الحق والواقع. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
وكذلك ما أخبر به الله عز وجل في القرآن من الأخبار المستقبلة في آخر الدنيا، أو في يوم القيامة، فإنه لابد أن يكون حقًّا لا شك فيه.
فأخبار الله تعالى في القرآن صدق لا ريب فيها، وأحكامه في القرآن عدل لا ظلم فيها؛ ولذلك يقول الله عز وجل: (وَتَمَّت كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلاً) [الأنعام:115]، صدقًا في الأخبار: ماضيها، وحاضرها، ومستقبلها، وعدلاً في الأحكام: خاصها وعامها، فرعها وأصلها، فهو الحق المطلق الذي لا شك فيه.
نعمة القرآن:
والقرآن هو الميزان والفيصل فيما يشتجر فيه الناس ويختلفون فيه من أمور الدين، وبذلك تُعرف نعمة الله تعالى بحفظ هذا القرآن إلى هذا الزمان، وأنه نعمة كبرى على المسلمين؛ بل على البشرية كلها.
وشكر هذه النعمة أن يكون القرآن هو المهيمن على حياتنا: أفرادًا، وأسرًا، ومجتمعات، ودولاً، وأممًا، بحيث يكون القرآن هو المحكَّم في كل أمورنا.
وإذا لم نفعل نكون كفرنا هذه النعمة، وعقوبة كفران هذه النعمة عقوبة أليمة، وهي أن يُرفع هذا القرآن من بين أيدينا، فلا يبقى في الأرض منه آية.
روى ابن ماجة وغيره بسند صحيح من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة، وليُسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية" ()، فيُنزع القرآن من المصاحف ومن صدور الرجال؛ لأنه لا يُعمل به، فتعطلت منافعه، فرفعه الله تعالى تكريمًا لكلامه العظيم أن يوضع عند من لا يستعينون به، ولا يستحقونه.(/)
مسألة الأفول
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[11 Nov 2004, 11:08 م]ـ
مسألة ألأفول
احببت ان اقدم للاخوة مسالة الافول في نقاش سيدنا ابراهيم عليه السلام مع ابناء قومه
قال تعالى (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزَرَ أتَتَّخِذُ أَصْنَامَاً آلهةً إِنِّيْ أرَاكَ وَقَوْمَك في ضلالٍ مُبِيْنٍ (74) وكذلك نريْ إبْراهيمَ مَلَكُوتَ السماوات والأرضِ ولِيَكُونَ منَ المُوقنينَ (75) فلمَّا جَنَّ عليه الليلُ رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أَفَلَ قال لا أُحِبُّ الآفِلِيْنَ (76) فلما رأى القَمَرَ بازِغَاً قال هذا ربِّي فلمَّا أفَلَ قال لَئِنْ لم يَهْدِنِيْ ربِّيْ لأَكُونَنَّ من القَوْمِ الضَّالين (77) فلما رأى الشمس بازغةً قال هذا ربي هذا أكْبَرُ فلمَّا أفَلتْ قال يا قوم إني بريءٌ مِمَّا تُشْرِكون (78) إني وَجَّهْتُ وجْهِيَ للذي فطَرَ السَّماوات والأرضَ حنيفاً وما أنا من المشركين (79))
سورة الانعام ---------------------------------------------------------------------------------------
ان قول ابراهيم عليه السلام لما جن الليل عن الكوكب وعن القمر كذلك وعن الشمس أيضا هذا ربي لم يكن على سبيل الاعتقاد بل على سبيل المجاراة لهم في موقفهم والتظاهر بسلامة معتقدهم ثم الأستنتاج بخطأ هذا المعتقد بسبب قضية الأفول
فقوله (اني لا احب الأفلين) اي لا اعتقد بربوبيتهم لانه اذا اعتقد بربوبيتهم احبهم----فالأفول علة لعدم الحب اي لعدم االاعتقاد بالربوبيه---اذ كل من كان افلا اي متحولا من حال الى حال كان حادثا ولا يمكن ان يكون ربا
لذا لا يجوز بأي حال من الاحوال ان يقال ان ابراهيم اعتقد ان الله هو الكوكب
القائل بما لخصت هو الإمام الرازي
فهل من قول أخر يلق قناعة لدى أي منكم؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2004, 07:17 م]ـ
بارك الله فيكم أخي جمال
سبقت الإشارة إلى الموضوع في مشاركة سابقة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2569
وقد فصل الدكتور سامي السويلم وفقه الله الموضوع في بحث نفيس تجده هنا
http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=916
بارك الله فيكم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Nov 2004, 12:22 ص]ـ
سبقتني بالأجر يا شيخنا عبد الرحمن الشهري؛ كنت على وشك وضع نفس الرابط:)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[13 Nov 2004, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كان مما قلت أخي الكريم: (إذ كل من كان آفلاً أي متحولاً من حال إلى حال، كان حادثاً، ولا يمكن أن يكون رباً) وعزوته للرازي. ونحو هذا قال السيوطي في الجلالين: (لأن الرب لا يجوز عليه التغير والانتقال لأنهما من شأن الحوادث).
وهذا الكلام أخي الكريم جارٍ منهما رحمهما الله على طريقة الأشاعرة، وهي طريقة مخالفة للكتاب والسنة وما عليه اعتقاد سلف الأمة.
وبيان ذلك في ثلاثة نقاط:
أولاً: تفسير الأفول بأنه التحول من حال إلى أخرى غير صحيح، بل الأفول هو الغروب، وتفسيره بالتحول تفسير للخاص بالعام، وهو خطأ.
فالرب سبحانه وتعالى يمتنع عليه الأفول، ولا يلزم من امتناع الأفول امتناع التغير، لأن امتناع الخاص، لا يلزم منه امتناع العام.
وبعبارة أوضح، لو قلت لك أنه لا رجل في البيت، فهل يفهم منه أنه لا إنسان مطلقاً، ولو كان صبياً أو امرأة؟! لا، لم؟ لأن انتفاء الخاص لا يعني انتفاء العام.
ثانياً: هل الله تعالى يتغير من حال إلى أخرى؟ أما عقيدة الأشاعرة وغيرهم من أهل البدع، فلا، لا يمكن. ولا اعتبار بقولهم لمخالفته الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة.
أما الكتاب فالله تعالى قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش)، ودل حرف (ثم) على أنه سبحانه استوى بعد أن لم يكن مستوياً.
وقال تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) فدل كون السماع ماضياً على أن هذه الآية تكلم الله تعالى بها بعد حدوث الجدال منها، ضرورة أن الماضي سابق لزمن التكلم. وكذلك السمع من الله تعالى لكلامها حدث بعد نطقها به كما هو ظاهر.
وقال تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) فإتيان الله تعالى يحدث بعد أن لم يكن حادثاً، إذ المنتظر لا يكون إلا مستقبلاً.
وغير ذلك في القرآن كثير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتواتر: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل) الحديث. وواضح فيه أن نزول الله تعالى حادث في الثلث الآخر دون الأول والأوسط، ودون الفجر.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشفاعة المشهور: (فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين. فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط) فكل من القول والقبض حادثان بعد أن لم يكونا. والحديث متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم حاكياً أهوال يوم القيامة في حديث المقام المحمود: (فيقول لهم آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله) وهذا نص على تغير عما سبق ثم يعقبه تغير آخر.
وغير ذلك في الأحاديث كثير.
ثم إن سلف الأمة أثبتوا لله تعالى المحبة والبغض والخلق والكلام وغيرها من الصفات الفعلية، وأعني بالفعلية أنها متعلقة بمشيئة الله تعالى، فيتصف بها في وقت دون وقت.
والله سبحانه أعلى وأعلم.
ثالثاً زعم المتكلمين أن الحدوث يدل على الخلق، ثم الصفة المخلوقة عندهم لا تحل إلا في مخلوق مثلها؛ زعم باطل. وهذا باطل نشأ عنه باطل مثله.
ذلك أن الحدوث يفارق الخلق، بمعنى أن الحادث ليس هو المخلوق. فكلام الله تعالى حادث كما قال تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث) وليس هو بمخلوق اتفاقاً بين الأشاعرة وأهل السنة، على خلاف في ماهية الكلام.
فالحادث هو ما يوجد بعد أن لم يكن موجوداً بأي طريق وجد، بينما الخلق هو ما وجد بعد أن لم يكن موجوداً عن طريق الخلق والصناعة خاصةً. فالمخلوق أخص مطلقاً من المحدث. وبينهما من الفروق ما لا يخفى.
ويدل على هذا قول الله تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) فالمراد هنا مخلوق، وكلمة (كن) التي تقال له حادثة غير مخلوقة، وهما متباينان أشد التباين. ولو كانت كلمة (كن) مخلوقة للزم لإيجادها أن يقال لها: (كن) وللزم لإيجاد (كن) الثانية هذه أن يقال لها (كن) وهكذا يتسلسل الأمر، والتسلسل هنا ممنوع، إذ لازمه أن لا يكون شيء ألبتة.
فإذا تبين لك الفرق بينهما وأن المخلوق أخص من الحادث، علمت فساد زعمهم لزوم وجود الخلق عند وجود الحدوث. وذلك لأنه لا يلزم من وجود العام وجود الخاص. وتوضيحه: لو قلت لك: يوجد في الغرفة إنسان، فهل تفهم من ذلك لزوم وجود رجل؟ أم يمكن أن يكون الموجود صبياً أو امرأة؟ يمكن أن يكون صبي أو امرأة. وهذه عكس الأولى.
وبهذا يتلخص الكلام في هذه النقاط الثلاثة:
1. الأفول هو الغروب. ولا يلزم من انتفاء الغروب والزوال عن الله انتفاء التغير.
2. الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله تعالى، فتحدث بعد أن لم تكن، ثابتة لله تعالى، قطعاً.
3. لا يلزم من كون الصفة حادثة أنها مخلوقة، لأنه لا يلزم من وجود الأعم وجود الأخص.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 02:03 ص]ـ
الأخ القلاف
أنا لا أظن أن المنتدى مقصود منه المناقشات العقدية
عندي ميل أن يكون المنتدى بيتا للجميع
فلا نبدع ولا نفسق ولا نضلل
وفي كلامك تعريض في الأشاعرة لا مبرر له وليس هنا مكانه
فلنقتصر على التفسير رحمك الله
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[13 Nov 2004, 02:28 ص]ـ
أخي الفاضل أنا لم أقصد أن أتعرض للأشاعرة لذاتهم، لكن كان تنبيها على خطإ عقدي لا يخفى معارضته للكتاب والسنة والإجماع. ودلالة الآية على الوجه الذي تكلمتُ فيه لا تخرج كثيراً عن التفسير أخي. ثم لا يخفى عليك أخي الفاضل أن تفسير الرازي الذي نقلته يتعرض لأهل السنة كذلك، ألا ترى أنه جعل من قال بحدوث صفات الله تعالى قائلاً بأن الله تعالى مخلوق! وهذا فيه نقد منه لأهل السنة.
وعلى كل فالحق أحق أن يتبع أخي الفاضل. والله أسأل أن يجمع كلمة المسلمين على كتابه سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وفهم الصحابة الكرام، لا يتنازعهم رأي ولا مذهب ولا عصبية. اللهم آمين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 01:34 م]ـ
الأخ القلاف
كان القول منك ((وهذا الكلام أخي الكريم جارٍ منهما رحمهما الله على طريقة الأشاعرة، وهي طريقة مخالفة للكتاب والسنة وما عليه اعتقاد سلف الأمة.))
من قبيل التعريض بالأشاعرة وكان الاولى عدم ذكره وخصوصا أن هذا الموقع مختص بالتفسير وكثير من المفسرين اشاعرة
كذلك قولك ((أما عقيدة الأشاعرة وغيرهم من أهل البدع،))
والحق كما قلت احق أن يتبع والاصل مناقشة القول مناقشة علمية بعيدا عن ألفاظ الإقصاء ونفي الاخر من رحمة الله
كان يكفي منك أن تناقش ان الأفول هو الغروب فنوجه نظرنا نحو هذه النقطة فقط دون التعرض لجزء كبير جدا من الأمة
ما رأيك؟؟؟
ـ[محمد حسن الفيلالي]ــــــــ[15 Nov 2004, 02:20 ص]ـ
كلام الأخ جمال صحيح ... فان مصطلحك " اهل السنة " فيه خلاف مع غيرك .... ويدل على هذا ادعاءك ان الامام الرازي ليس من اهل السنة ...
فاذا كان الرازي والنسفي والقرطبي والبيضاوي وابو حيان والعز بن عبدالسلام والنووي والعسقلاني والبيهقي وغيرهم الآف من الائمة الاعلام ليسوا من أهل السنة ... فلا أدري من هم أهل السنة ...
والذي أراه أن يناقش الموضوع من غير هذه المصطلحات المدعاة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[15 Nov 2004, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أما وقد ذكرت الذي يوجب البيان أخي، فإني إن شاء الله تعالى أبين، ويعلم الله أني ما أحببت أن يطول نقاش في مثل هذا، لوضوحه أولاً، ولبعده عن سير مواضيع هذا المنتدى المبارك ثانياً.
فأهل السنة أخي لفظ شريف، يستطيع كل أحد أن يدعيه في نفسه، والشأن كما قال الأول:
كل يدعي وصلاً بليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاكا
إذا اشتبكت دموع في جفون .. تبين من بكى ممن تباكى
وكما قال غيره:
والدعاوى إن لم تقم عليها .. بينات أصحابها أدعياء (أو كما قال).
فمصطلح (أهل السنة) مركب من مفردين: الأول (أهل) والثاني (السنة). ومعنى المركب يعرف بمعرفة جزأيه وبمعرفة النسبة بينهما، وهذا بيانه والله الموفق:
الإضافة بينهما إضافة معنوية بتقدير (اللام) أي (أهل للسنة) واللام فيها للاختصاص، والله أعلم. فأهل السنة، هم الذين اختصوا بالسنة، ولا أعني بالاختصاص المعنى العرفي (الذي هو الاشتغال والتبحر) إنما اللغوي (الذي هو التعلق).
بقي أن نعرف معنى كل مفرد.
فكلمة (أهل) تأتي بمعنين:
الأول: الملازمة والقرب، كما قال تعالى: (إنا مهلكوا أهل هذه القرية) أي سكانها لأنهم الملازمون لها. وتقول: (فلان من أهلك) لقرابته منك.
والثاني: الكفء والمستحق، كما قال تعالى: (وكانوا أحق بها وأهلها) وكما تقول: (فلان أهل لهذا المنصب) أي كفء له.
وكلمة (السنة) هنا يراد بها الطريقة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في العقائد والأعمال ومناهج تلقي الشرع والأحكام. ولهذا نراهم يتسمون بأهل الحديث وأهل الأثر، وغيرها من المعاني التي تؤدي ذات المعنى.
وبهذا يتضح المعنى، أهل السنة هم الملازمون لها في الاستدلال، الذين لا يقدمون بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً ثم العارفون لها المطلعون عليها. فالشطر الأول (التمسك بالسنة) مقتضى المعنى الأول، والثاني (المعرفة بالسنة) مقتضى الثاني. والله أعلم.
ثم نأتي الآن إلى التطبيق: هل الأشاعرة هم أهل السنة؟
أولاً: هم يقدمون العقل على النقل كما صرح به أئمتهم كالرازي وغيره. بل يردون من السنة أكثرها وهو الآحاد. بل حتى المتواتر عندهم لا يفيد اليقين لأنه دليل لفظي، كما صرح به الرازي.
ثانياً: عقائدهم ومناهج تلقيهم للنصوص وطرائق استنباطهم لها لا تتفق مع طريقة الصحابة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم. وبهذا صرح من تاب منهم كأبي الحسن الأشعري وأبي المعالي الجويني والرازي وغيرهما رحم الله الجميع.
ثالثاً: هم يستمدون عقائدهم من علم الكلام، وليس من السنة! فكيف يكونون أهل السنة؟!
ثم نأتي إلى من سميت وغيرهم من أهل العلم هل هم أشاعرة؟
أما الرازي والغزالي ونحوهما فلا شك في كونهم أشاعرة (وجاء أنهم تابوا قبل الممات ورجعوا عن الأشعرية إلى طريقة أهل السنة).
أما الأئمة الحفاظ البيهقي والنووي وابن حجر ونحوهم من أهل الحديث رضي الله عنهم، فليسوا بأشاعرة، وإنما سقطوا في زلات وقع فيها الأشاعرة، وذلك بسبب ظروف المجتمع الذي نشؤوا فيه. ومعلوم أن ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه، لما يكون له من العذر، والحمد لله.
والفرق الكبير بين النوع الأول من المتكلمين والنوع الثاني من الفقهاء والمحدثين أن الأوائل فسدت فروعهم بفساد أصولهم، حيث جعلوا مصدر العقيدة علوم الكلام والفلسفة، بينما القسم الثاني أصوله سليمة لكن أخطأ في تنزيل الأصل العام على الفرع الخاص، فمصدر عقائدهم ودينهم الكتاب والسنة. وهذا واضح جداً في مؤلفاتهم رحمهم الله تعالى.
ثم إن أئمة أهل السنة أخي هم السلف رضوان الله عليهم من لدن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة ثم أئمة التابعين كابن سيرين وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ثم من بعدهم كالزهري والأوزاعي ثم مالك وابن عيينة ثم الشافعي وأحمد وإسحاق وأبو حاتم ثم أبو داود والبخاري ثم الدارمي وابن جرير، هؤلاء هم الأئمة الذين صفا دينهم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأفنوا أعمارهم في الأثر، ليس الأئمة من خلطوا الوحيين بالفلسفة وكلام المناطقة ثم أفنوا أعمارهم في قيل وقال. والله المستعان.
هؤلاء أخي هم أهل السنة إسنادهم متصل، لم يبتدع طريقتهم رجل، ولم ينتسبوا إلى رجل. ولترى آلأشاعرة أهل سنة انظر كتب السنة التي دونها السلف، انظر السنة لابن أبي حاتم والسنة لابن أبي عاصم وكتاب الإيمان للبخاري وكتاب السنة لإمام أهل السنة الإمام أحمد وصريح السنة لابن جرير الطبري وتفسير الطبري ورد الدارمي على بشر المريسي وغيرها. انظر ذلك ثم قارن أقوالهم بأقوال الأشاعرة.
وأذكر أخيراً بأن مصطلح (أهل السنة) قد يطلق توسعاً ويراد به كل من خالف الرافضة في عدالة الصحابة، فيدخل بهذا الاعتبار الأشاعرة والماتريدية وغيرهم. لكن المعنى الأول هو الذي تكلم به السلف، وهو المعنى الأدق. والحمد لله على الإسلام وعلى السنة.
هذا، وإني باسط الموضوع إن شاء الله تعالى في حين ميسرة، والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.(/)
سؤال حول كتاب إعراب القرآن للزجاج
ـ[مسك]ــــــــ[12 Nov 2004, 06:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل عام والجميع بخير ..
سؤالي حول كتاب إعراب القرآ، للزجاج ..
ابحث عن تعريف علمي بالكتاب ..
وماذا حول نسبة الكتاب للزجاج!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2004, 06:36 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم مسك وجزاكم عنا خيراَ
كتاب إعراب القرآن المنسوب للزجاج، الذي حققه الأستاذ إبراهيم الأبياري رحمه الله قد كتب حوله كثير من الكتابات خلاصتها:
- العنوان الصحيح للكتاب هو (الجواهر). ولكن سقطت الورقة الأولى من المخطوط الوحيد مع جزء من المقدمة التي توضح المؤلف وعنوان الكتاب فجاء أحد المتبرعين وكتب (إعراب القرآن للزجاج) بغير علم! فلما جاء المحقق أخرجه هكذا ولكنه نفى نفياً أن يكون مؤلفه هو الزجاج، وربما يكون مكي بن أبي طالب.
- الذي حقق اسم الكتاب، وخطأ نسبته للزجاج هو العلامة أحمد راتب النفاخ في مقالين نفيسين نشرهما في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1973 في المجلد 48 الجزء 4.
- مؤلف الكتاب الصحيح هو جامع العلوم النحوي أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي رحمه الله المتوفى سنة 543هـ.
- تحدث الدكتور عبدالقادر السعدي في الجزء الأول صفحة 27 - 48 من تحقيقه لكتاب: (كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات) للباقولي الذي نشرته دار عمار بالأردن بما لا مزيد عليه من الأدلة على خطأ نسبة الكتاب إلى الزجاج ونسبته للباقولي مشيراً إلى صنيع النفاخ رحمه الله ومثنياً عليه.
- جمع كل ذلك الدكتور محمد الدالي وجعله مقدمة لتحقيق كتاب (الجواهر) للباقولي ووعد بإصداره. تجد ذلك في تقديمه لتحقيق كتاب كشف المشكلات للباقولي أيضاً الذي حققه هو وطبعه في مجمع دمشق اللغوي صفحة 40 - 41 من المقدمة.
إذاَ الكتاب عنوانه (الجواهر) وهو للباقولي وليس للزجاج.
ـ[مسك]ــــــــ[12 Nov 2004, 10:10 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عبدالرحمن ...
الكتاب موجود عندي على ملف ورد جاهز للتحميل ..
فإلى من أنسب الكتاب حتى أقوم بنشرة!
وبأي أسم يكون العنوان ...
وماهي النبذة المقترحة للكتاب ...
اذا سمح لكم الوقت.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 May 2005, 05:51 ص]ـ
وصلني على بريدي من الأستاذ الكريم عبد العزيز بن إبراهيم الدباسي وفقه الله ورعاه هذه الإضافة القيمة للموضوع.
خُدم القرآن الكريم بالكثير من البحوث والدراسات القديمة والحديثة، ومن أهم تلك البحوث وأكثرها ما ألفه القدماء من كتب في إعراب مفرداته، ولعل الناظر للكتب التي تزخر بها المكتبة ليلفت انتباهه كثرة ما طبع في إعراب القرآن من تلك الكتب (إعراب القرآن) للنحاس، و (مشكل إعراب القرآن) لمكي بن أبي طالب، و (البيان في إعراب القرآن) للأنباري، و (التبيان في إعراب القرآن) للعكبري.
ويندرج تحت تلك القائمة الطويلة الكتاب الذي طبع باسم (إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج) بتحقيق الأستاذ إبراهيم الأبياري، وعن هذا الكتاب قرأت في موقع (أهل التفسير) مقالة يستفسر فيها كاتبها عن مؤلف هذا الكتاب، وهل ذلك الكتاب هو للزجاج حقيقة؟
وبما أن هذه المسألة كانت أحد المباحث التي بحثتها في رسالتي المقدمة لنيل درجة الماجسير لقسم النحو والصرف في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والتي كانت بعنوان:
آراء أبي الحسن الباقولي النحوية: جمعًا ودراسة
فقد آثرت أن أدلي بدلوي في هذا الحديث؛ ليُقطع الشكُ باليقين، فأقول:
من المؤكد أن هذا الكتاب ليس للزجاج؛ لأن فيه ذكرًا لأعلام متأخرين عن الزجاج كالفارسي وابن جني والجرجاني، ولهذا ذكر محقق الكتاب الأستاذ إبراهيم الأبياري عبارة (المنسوب للزجاج)، وعقد مبحثًا آخِر الكتاب أكد فيه أن الكتاب ليس للزجاج، ورجح أنه لمكي بن أبي طالب القيسي ([1])، غير أنه لم يوفق في هذا التخمين، وظل مؤلف الكتاب مجهولًا إلى أن سطر الأستاذ محمد راتب النفاخ _ رحمه الله _ في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مقالًا ذكر فيه أن الكتاب ليس للزجاج ولا لمكي القيسي، وإنما هو لعلي بن الحسين الباقولي الأصفهاني، وأنه بعنوان (الجواهر) ([2])، وذكر أدلة قوية على ذلك، وأيد الأستاذَ النفاخَ مجموعةٌ من الأساتذة المختصين، كالدكتور محمد الدالي ([3]) والدكتور إبراهيم أبو عباة ([4]) والدكتور صالح العايد ([5]) والدكتور عبد الرحمن العمار ([6])، والدكتور نبوي عشماوي ([7])، وكل من هؤلاء الأستاتذة استدل بأدلة دامغة لا تقبل المراء، ولعل من أبرزها ما ذكره الدكتور العايد من أنه وقف على نسخة مخطوطة من الكتاب نفسه كتب عليها اسم المؤلف علي بن الحسين الباقولي.
وبما أن بحثي كان في هذه الشخصية فقد ظهرت لي أدلة أخرى تعضد وتؤكد ما توصل إليه أولئك الأساتذة الفضلاء ([8])، ولولا خشية الإطالة لذكرت بعضًا من تلك الأدلة.
وخلاصة المقال أن كتاب (إعراب القرآن) لعلي بن الحسين الباقولي الأصفاني، وهذه النسبة قطعية لا يتطرق إليها الشك.
كتبه عبد العزيز بن إبراهيم الدباسي - المحاضر بقسم النحو والصرف بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود.
---------------------
([1]) إعراب القرآن: 3/ 1095.
([2]) ينظر: مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق المجلد الثامن والأربعين، الجزء الرابع: 841.
([3]) محقق كتاب كشف المشكلات للباقولي ينظر: 1/ 41 من قسم الدراسة من الرسالة.
([4]) محقق كتاب شرح اللمع للباقولي، ينظر: 1/ 63 من قسم الدراسة من الرسالة.
([5]) ينظر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود، العدد الثاني، محرم 1410 الجزء الأول: 191.
([6]) محقق كتاب كشف المشكلات ينظر: 1/ 47 من قسم الدراسة من الرسالة.
([7]) محقق كتاب كشف المشكلات، ينظر: مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد الثاني والأربعين، الجز الأول: 191.
([8]) آراء أبي الحسن الباقولي النحوية جمعًا ودراسة: 29.
*****
شكر الله لكم يا أبا إبراهيم هذه الإضافة، ويسعدنا انضمامكم للملتقى للمشاركة مع إخوانكم وفقكم الله فيما يتعلق بلغة القرآن وفقهها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:22 ص]ـ
((وأيد الأستاذَ النفاخَ مجموعةٌ من الأساتذة المختصين، كالدكتور محمد الدالي ([3]) والدكتور إبراهيم أبو عباة ([4]) والدكتور صالح العايد ([5]) والدكتور عبد الرحمن العمار ([6])، والدكتور نبوي عشماوي ([7])، وكل من هؤلاء الأستاتذة استدل بأدلة دامغة لا تقبل المراء، ولعل من أبرزها ما ذكره الدكتور العايد من أنه وقف على نسخة مخطوطة من الكتاب نفسه كتب عليها اسم المؤلف علي بن الحسين الباقولي ... )).
في الحقيقة ياأخي الكريم
هؤلاء لم يؤيدوا رأي أستاذي العلامة ـ علامة الديار الشامية ـ
أحمد راتب النفاخ ـ رحمه الله، وبرد مضجعه ـ
بل اتكؤوا على ماقام به من جهد، حيث عبّد لهم الطريق
في وقت قلّت فيه المصادر والمراجع
وهل تعلم يا أخي الكريم أن أستاذي أنفق أشهرا طويلة
في تحبير وتسطير هذه البحوث؛ فنهل وعّل منها الشاربون
شرابا سائغا ميسرا لذيذا سهلا
أما المخطوطة التي ذكرتها؛ فإنني رأيتها بأمّ عيني في
مكتبة أستاذي؛ ولعلها مازالت فيها
هؤلاء وجدوا كنزا مكتشفا، ثم اتكؤوا كل الاتكاء على ماقام به
من جهد علامة الديار الشامية
وإن أيّ مطالع لمقالات أستاذي يكتشف هذا الزيف، وهذا التلاعب
والله ما أحببت أن أمرّ على هذا الخبر
دون تبيين الحقيقة
وليعلم من لايعرف الأستاذ النفاخ ـ رحمه الله ـ
أنه من أعاجيب الدنيا، عندما لم يكن هناك حاسوب ولا (أنترنيت)
كان ثقفا لقفا عالما معلما كريما سمحا
أشبه مايكون سمتا بالعلماء الأفذاذ القدماء
وشكرا لكم(/)
بينات من الهدى والفرقان
ـ[أبو علي]ــــــــ[12 Nov 2004, 12:37 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
لله الأسماء الحسنى، وكل صفات الجمال وصفات الجلال علمها الله للإنسان بأن جعل لها مثلا في الإنسان نفسه، فلكي نعلم معنى الرحيم فإنه يقتضي أن يوجد في الإنسان هذه الصفة وكذلك الكريم والسميع والعليم ...
وهكذا كل الصفات.
وإذا أردنا أن نفهم صفة من صفات الله فإننا نأخذ أعلاها وأحسنها مثلا عند الإنسان، فمثلا: إن أعلى مثل للرحمة عند البشر هي رحمة الوالدين، فهي التي تصلح أن يضرب بها المثل لرحمة الله، ليس على سبيل التشبيه وإنما على سبيل التعظيم، فرحمة الله أعظم من رحمة الوالدين.
نتناول اليوم صفة (الخلق) فالله تعالى هو الخالق، وهذه الصفة أوجدها في الإنسان، والله تعالى هو أحسن الخالقين، فإن كان الإنسان يخلق فإنه يخلق من مادة موجودة، والله يخلق من عدم، والله يخلق ويهب الحياة لمخلوقه، أما غير الله فإنهم إن خلقوا فإنهم يخلقون أشياء جامدة لا روح فيها.
فكيف نفهم قضية خلق الله للإنسان وأي مثل أعلى ندرك به آيات الله المتعلقة باسمه (الخالق)؟
في مثل هذه المسألة فإن القاعدة الحكيمة والطريقة المثلى لقضية الخلق عند الإنسان هي التي يجب أن تتخذ مثلا أعلى لندرك بها آيات الله في الخلق.
ما هي كيفية الخلق عند الإنسان؟
قاعدة الخلق عند الإنسان هي: وجود الغاية أولا، ثم خلق النظرية،
ثم تطبيق النظرية واقعيا.
فالذي صنع السيارة وجدت الغاية عنده أولا وهي: نية إيجاد آلة للركوب، فخلق النظرية بأن قام بالتخطيط وعمل الرسم الهندسي للسيارة وبعد ذلك طبق الرسم الهندسي فجاءت السيارة كما أرادها ورسمها هندسيا.
والذي بنى قصرا، وجدت الغاية أولا ثم شرع في الوسيلة حيث قام برسم المخطط المعماري وعمل مجسما صغيرا للقصر ثم شرع في البناء ليكون القصر بعد إتمام بناءه مطابقا للرسومات وللمجسم.
إذن فهذه هي قاعدة الخلق عند البشر:
1) وجود الغاية.
2) خلق النظرية.
3) تطبيق النظرية.
فهل ندرك بهذا آيات الله في الخلق؟
نعم.
أما الغاية فهي قوله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة).
وأما النظرية فهو: خلق آدم من تراب، ثم نفخ الروح فيه، ثم تعليمه. ثم تكليفه واختباره.
وأما تطبيق النظرية: فإن جميع المراحل التي مر بها آدم عليه السلام (من خلقه إلى اختباره) يجب أن تطبق في كل نفس بشرية، وتطبق أيضا عبر آفاق الزمن الذي تعيشه البشرية على الأرض. أي أن آدم هو النمودج الذي يجب أن تطبق قصته في حياة كل فرد والحياة الدنيا التي قدرها الله لتاريخ البشر على الأرض يجب أن تكون على نمودج قصة آدم.
وبالفعل كل نفس بشرية تمر بنفس مراحل آدم، فالإنسان خلق من نطفة أصلها وتسلسلها من آدم الذي هو من تراب، ثم بعد أن يصير جنينا تنفخ فيه الروح كما نفخت في آدم، ثم بعد ذلك يخرج إلى الوجود أميا فيتعلم كما تعلم آدم (وعلم آدم الأسماء كلها)، وبعد أن يبلغ الإنسان سن الرشد ويكتمل إدراكه فإنه يصبح مكلفا ويجري عليه القلم ليدخل مرحلة الاختبار كما دخلها آدم وحواء، والشيطان يزين للإنسان حب التملك والبقاء كما زينه لآدم وحواء في جنة الاختبار.
وهذه المراحل نفسها يجب أن تتحق في آفاق تاريخ الحياة البشرية.
أما خلق آدم من تراب فتاريخ البشرية ابتدأ بآدم الذي أهبط إلى الأرض، وأما المرحلة الثانية التي هي (ثم نفخ فيه من روحه) فتحققت في عيسى عليه الصلاة والسلام، وأما تكريم الله لأدم وسجود الملائكة له حينما نفخ فيه الروح، فقد كرم الله (الروح) عيسى وأيده بروح القدس وكان وجيها عند الله في الدنيا والآخره ورفعه الله إليه (وفي ذلك رفعة وتشريف) وآتاه البينات.
إذن فالتاريخ البشري من آدم إلى عيسى هو المرحلتين التي مر بها النمودج الأول آدم = خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون (بنفخه الروح فيه).
المرحلة التالية التي يجب أن تتحقق في التاريخ البشري هي (وعلم آدم الأسماء كلها) فبعد أن نفخ الله الروح في آدم صار إنسانا حيا إلا أنه أمي لا يعلم شيئا، فعلم الله آدم إلى أن استوى إدراكه وبين له الله الخير والشر، والرشد من الغي.
ولقد عرف التاريخ البشري هذه المرحلة التي مازلنا نعيشها إلى زمننا هذا، فآدم الذي صار إنسانا أميا بعدما دبت فيه الحياة بنفخ الروح فيه محتاج إلى التعليم، فكان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ضرب مثلا لمرحلة آدم (وعلم آدم الأسماء كلها) التي جاءت بعد مرحلة (ونفخ فيه من روحه) التي ضرب عيسى صلى الله عليه وسلم مثلا لها. وكان أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى: إقرأ باسم ربك الذي خلق .... علم الإنسان مالم يعلم).
ومازالت البشرية منذ البعثة النبوية إلى زمننا هذا تعيش مرحلة آدم (مرحلة العلم) = علم الإنسان مالم يعلم)، فإذا بلغت الإنسانية سن الرشد فإن الله سيبين لهم آياته فيدركوا أن الدين الحق هو الإسلام، ومتى تم ذلك وتبين للناس الرشد من الغي فإن المرحلة التالية هي مرحلة الاختبار، فكما اختبر آدم بعد أن علمه الله وأغواه الشيطان فقال له: هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى، كذلك سيأتي الدجال ليقول للناس: أنا ربكم فاتبعوني لتكون لكم الحياة الأبدة والملك الذي لا يبلى.
هذا ما أدركناه من آيات في قضية الخلق، ولقد اهتدينا لها انطلاقا من القاعدة المثلى لقضية الخلق عند البشر، ولأن الله ما أثبت لعباده صفة (الخلق) ووصفهم ب (الخالقين) إلا لأن قاعدة مسألة الخلق سليمة وهو الذي ألهمهم إياها.
قال تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ألم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 Feb 2005, 10:21 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
سبق أن عرفنا في موضوع سابق عن بعض آيات الله في الآفاق وفي الأنفس، وأتكلم اليوم عن آية أخرى في الأنفس.
قبل أن أدخل في الموضوع تعالوا نتوقف عند قوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم).
ما المقصود بالآفاق؟
الآفاق جمع أفق ويقصد به كل ما تراه العين، وقد يتسائل أحد فيقول: لماذا يذكر الله الآفاق قبل الأنفس مع أن الأنفس أولى بالذكر أولا لأن المعني بالرؤية هي الأنفس.
فأقول ' مثلا: حينما يستيقظ الإنسان من النوم هل أول ما يقع عليه بصره هو جسمه أو وجهه؟
كلا، يفتح عينيه فيرى الأشياء ثم بعد ذلك يذهب ليقف أمام المرآة ليرى وجهه فيها.
إذن فالأولى أن يذكر الله الآفاق أولا ثم يذكر بعدها الأنفس، ووضع الأبصار الطبيعي يتجه أفقيا، فالإنسان لم يخلقه الله ليمشي مكبا على وجهه ينظر إلى أسفل، إذن فمجال الرؤية مجال أفقي.
ولقد آتى الله رسله آيات في الآفاق وفي أنفسهم. لنأخذ مثلا موسى عليه السلام، أراه الله آية في الآفق أولا وهي:
1) إلقاء العصا فصارت ثعبانا. (آية في الآفق).
2) إدخال اليد في الجيب لتخرج بيضاء (آية في النفس).
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 Feb 2005, 10:41 ص]ـ
الآية الأخرى التي سنراها في أنفسنا هي ضرب المثل للأمة بالإنسان.
وذلك منطقي وصواب من وجهة نظر الحكمة، فالحديث الشريف يقول:
(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر).
ها نحن نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب المثل للأمة بالفرد.
فما هو وجه الشبه بين الإنسان (الفرد) وبين الأمة؟
الإنسان يولد أميا ليجد ربه قد هيأ له (رحمة) ترعاه وتعتني به وترشده إلى الخير، تلك الرحمة التي هيأها الله للإنسان هي رحمة الوالدين. وإلى جانب الرحمة جعل الله له وسائل الإدراك ليتلقى بها (العلم).
إذن فالله وسع كل نفس (رحمة وعلما)، والرحمة سابقة للعلم، والإنسان يدرك بالفطرة أن أبويه على الحق ويهديانه سبيل الرشاد،
وحين يبلغ أشده ويستوي يدرك هو بنفسه كم كان والداه رحيمين به وكم كانا على الحق في تربيتهما له. وهكذا بعد أن كان التصديق بصواب تربية الوالدين (غيبا) أدرك ذلك (شهادة) لما بلغ الرشد.
نأتي الآن إلى الأمة:
ولدت أمة الإسلام أمية كما يولد الإنسان أميا، وكما فطر الله الإنسان على (الرحمة والعلم) كذلك أنزل الله للأمة (الرحمة) = الهدى وأنزل معها العلم (إقرأ باسم ربك الذي خلق .... علم الإنسان ما لم يعلم). وحينما أضرب المثل لرحمة الله بالإنسان بالهدى الذي أنزله الله للأمة فهو مثل حكيم، فلو عدت إلى المصحف لوجدت كلمة (الرحمة) ذكرت 79 مرة وكلمة (الهدى) ذكرت 79 مرة أيضا.
وكما يبلغ الإنسان سن الرشد فينتقل من الغيب إلى الشهادة، كذلك فإن الأمة ستبلغ أشدها فيؤتيها الله حكما وعلما فيأتيها التأويل والبيان فييرتقي الإيمان من الغيب إلى الشهادة.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 Feb 2005, 10:38 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
خلق الله الزمن وجعل لكل شيء وحدة قياس نسبية، وحدة قياس الزمن بالنسبة للإنسان هي (الحول)، والحول هو أن يتم الزمن دورته ليعود إلى حيث بدأ، فالحول عند الإنسان هو السنة= 365 يوما وربع يوم.
لنأخذ شيئا آخر لنرى ما هي وحدة قياس زمنه.
لنأخذ النور كمثل:
كيف نعرف وحدة قياس الزمن بالنسبة للنور؟ فالنور ليس جسما بذاته وإنما يتولد من انعكاس الضوء على جسم آخر، وما يعكسه هذا الآخير هو الذي نسميه نورا.
إذن فإذا أردنا أن نعرف الوحدة الزمنية لقياس النور فعلينا أن نأخذه من مصدره الذي هو (القمر)، قال تعالى: هو الذي جعل القمر نورا).
فما هو الحول بالنسبة لنور القمر؟
الحول بالنسبة للنور هو (اليوم)، فالنور يبلغ الكمال على القمر في الليلة الخامسة عشر (15).
والإنسان يبلغ الحلم في السنة الخامسة عشر (15).
وبما أن الأمة ضربها الله مثلا للإنسان فإنه ينبغي أن تبلغ الأمة أشدها في زمن يواطئ نسبيا عدته عند الإنسان.
وحيث أن الله وصف الهدى بالنور (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) فإن الهدى يجب أن تنطبق عليه كل صفات الموصوف به (النور)،
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى النسبة الزمنية ينبغي أن تكون عدتها متساوية نسبيا.
فما هي وحدة القياس التي يقيس بها الله أعمار الأمم؟
إنها (القرن).
إقرأ إن شئت كلمة (قرن) و (قرون) في القرآن تجدها كناية عن (أمة) و (أمم).
قال تعالى:
أو لم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض).
وكم أهلكنا من قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا).
ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا).
وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح).
إذن بما أن الإنسان يبلغ رشده في عامه الخامس عشر (15)، والنور يبلغ الكمال على القمر في الليلة الخامسة عشر (15)،فإن الأمة تبلغ
أشدها في قرنها الخامس عشر (15) حيث يتم الله نوره (الهدى) على الأمة فيؤتيها حكما وعلما تعلم به تأويل الكتاب فيستيقن الناس جميعا أنه الحق.
هذا ما اهتدينا إليه فإن كانت حكمة فلا بد أن نجد تصديقا لها في الكتاب الحكيم.
كيف نجد في الكتاب ما يثب صحة ما قلته؟
بما أننا نتكلم عن ضرب الله المثل للأمة بالإنسان فمن هو الإنسان الذي تقتضي الحكمة أن يضرب الله به مثلا لأمة الإسلام؟
إذا كان الله قد ضرب المثل للإنسان بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن أحق إنسان بضرب المثل للأمة هو إبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم، فملة الإسلام منسوبة إليه (ملة إبراهيم)، وهو الذي سمانا بالمسلمين،
وهو الذي قال الله عنه: (إن إبراهيم كان أمة).
إذن فإن كان رجل يضرب مثلا للأمة فإبراهيم أولى وأحق أن يكون ذلك الرجل.
وبالرجوع إلى كتاب الله نجد أن إسم إبراهيم ورد في القرآن في سورة البقرة 15 مرة كتب بالرسم التالي: (إبر'هم) بدون ياء، وبعد ذلك
جاء ذكر إبراهيم في باقي سور القرآن بالرسم التالي: (إبراهيم) بزيادة الياء.
وآخر مرة ذكر إسم إبراهيم في سورة البقرة (بدون ياء = إبر'هم) كانت تلك هي المرة الخامسة عشرة (15) في قوله تعالى: وإذ قال إبر'هم رب أرني كيف تحيي الموتى .... إلى أن ختمت الآية بقوله تعالى: واعلم أن الله عزيز حكيم).
وإحياء الموتى هي أعظم الآيات الحسية التي تدرك بالأبصار، وآيات الإسلام هي أعظم الآيات الحكيمة التي تدرك بالبصائر.
إبراهيم عليه السلام طلب أن يريه الله كيفية إحياء الموتى ليس لأنه عنده شك، هو يعلم علم اليقين أن الله يفعل ذلك وإنما أراد رؤية الكيفية لتتحقق (حق اليقين) بعد أن كانت (علم يقين)، فحقق الله له ذلك وعلم حق اليقين أن الله عزيز حكيم.
كذلك نحن أمة الإسلام نؤمن ونعلم أنه تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم، والله تعالى يرينا (كيف) أن الكتاب تنزيل من الله العزيز الحكيم. وإنها لرؤية ملكوت الله كما أراها الله لإبراهيم عليه السلام ليكون من الموقنين (حق اليقين).
وإذا بلغ الإنسان سن الرشد في عامه 15 فإنه ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة كذلك كانت الآية 260 من سورة البقرة
هي المرة الخامسة عشرة والأخيرة التي يذكر فيها إسم إبراهيم (بدون ياء = إبر'هم)، بعد ذلك أصبح إسم إبراهيم في باقي سور القرآن: إبراهيم (بياء بعد الهاء).
سنرى إن شاء الله آيات أخرى، وذلك ببركة قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء.
يتبع إن شاء الله متى سمح الوقت بذلك.
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Mar 2005, 05:52 ص]ـ
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
علمنا أن الله سبحانه وتعالى ضرب الأنبياء أمثالا، فماذا عن قصص القرآن؟
ما هي القصة التي تستحق أن تضرب مثلا للكتاب العزيز وتأويله؟
باستطلاع كل قصص القرآن نجد أن أحسن قصة تستحق أن يضربها الله مثلا بما أوحاه الله إلى رسوله عليه الصلاة والسلام هي قصة يوسف.
فقبل أن يقص الله علينا القصة نبهنا بقوله:الر تلك آيات الكتاب المبين، والكتاب المبين هو القرآن الذي جعله الله عربيا، وبما أن الله نبهنا بأداة الإشارة (تلك) فعلينا ألا نستقبل ما يأتي من كلام لله بعد ذلك على أنها قصة إخبارية فقط وإنما علينا أن نتابعها بعقل متدبر (لعلكم تعقلون).
قال بعد ذلك: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين).
هذا هو المثل المضروب (أحسن القصص)، بماذا ضربه الله؟
الجواب: (بما أوحينا إليك هذا القرآن).
قصة يوسف هي أحسن ما يمكن ضربه من الأمثال لقضية الوحي القرآني وتأويله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحق أن يضرب الله المثل الأحسن بالأحسن، فالقرآن هو أحسن الحديث يجب أن يضرب له المثل بأحسن القصص.
والقصة يقدر حسنها بمدى تأثيرها العاطفي على السامع، وأنت حين تستمع إلى قصة يوسف عليه السلام مع إخوته وأبيه تدمع عيناك.
ما هي الحكمة التي في سورة يوسف والتي ضربها الله مثلا للقرآن؟
إنها (التأويل).
ابتدأت قصته برؤيا فسر أبوه جزءا منها على أنها تعني أن الله سيعلمه من تأويل الأحاديث وسكت عن المعنى الآخر للرؤيا إلى أن يتحقق
واقعا.
والمراد بتأويل الأحاديث هو تعبير الرؤى، والرؤيا وحي من الله يضرب فيها للرائي أمثالا من الحكمة لا يفقه تعبيرها إلا من علمه الله التأويل.
ثم بعدما بلغ يوسف أشده آتاه الله حكما وعلما وبفضل ذلك بدأ يعبر للناس الرؤى فتتحقق كما عبرها (تصديقا لقول أبيه (ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك).
وبفضل ما أنعم الله عليه من علم مكن الله ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.
وحقق له الله الجزء المتبقي من تعبير رؤياه في صباه بسجود أبويه وإخوته له فقال: ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا).
هذه هي الخلاصة التي ضربها الله مثلا للقرآن.
ضربت الرؤيا مثلا للوحي القرآني، فالرؤيا وحي حكيم من الله، وكذلك القرآن كتاب حكيم.
وكما ابتدأت قصة يوسف برؤيا لم يأت تأويلها واقعا في حينها وإنما بعد أن بلغ يوسف أشده وآتاه الله حكما وعلما عندئذ فتح الله عليه وابتدأ يرى آيات الله في الآفاق برؤيته لرؤى الناس تحقق كما يؤولها، وأراه الله الآيات في نفسه حيث تحققت رؤياه بسجود أبويه وإخوته له.
كذلك أمة الإسلام آتاها الله الكتاب الحكيم وحينما تبلغ أشدها يؤتيها الله حكما وعلما فتعلم تأويله ويتبين الكتاب للناس ويروا آيات الله في الآفاق وفي أنفسهم فيعلموا حق اليقين أنه الحق من ربهم.
ويمكن الله لأمة القرآن في الأرض كما مكن ليوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[16 Apr 2006, 10:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: يأأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) الصف 11.
لقد ضرب الله المثل لقضية الهدى بالتجارة، فكل عمل مقابل أجر هو تجارة، والعمل هناهو: تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. والأجر هو: الجزاء على ذلك بالجنة ورضوان من الله.
وحق أن يضرب الله المثل للهدى بالتجارة وذلك لأن استبقاء حياة الإنسان يعتمد على الرزق، فهو مجبر على مزاولة أية تجارة لكسب الرزق.
إذن فما من إنسان إلا وله عمل مقابل أجر لتحصيل رزقه، وكل مهنة يمارسهاالإنسان تعتبر تجارة، فالطب تجارة، والهندسة تجارة، والخراطة تجارة ... وهكذا كل مهنة يحصل بها الإنسان على أجر هي تجارة.
وبما أن الله تعالى ضرب التجارة مثلا للهدى فإننا نرى المعنى محققا في طريقة ترتيب سور القرآن الكريم.
قبل الحديث عن القرآن تعالوا لنرى ماهي المراحل التي يمر بها أي إنسان لمزاولة مهنته.
كل ذي مهنة يمر بالمراحل التالية:
1) (النية) الإرادة والإختيار: اختار أن يصبح طبيبا أو أن يصبح مهندسا، والاختيار يتم بإرادة عن حب لما اختاره مع تمني تحقيقه.
2) (الوسيلة) التأهيل: وهو السعي إلى تعلم المهنة.
3) (بلوغ الغاية) والتكليف: وهو يأتي بعد إتمام التأهيل وذلك بنيل شهادة تأهيله ليصبح أهلا للتكليف بممارسة مهنته.
مثلا:
المهندس قبل أن يصبح مهندسا كانت أمنيته أن يصبح مهندسا، فسعى إلى ذلك بدخوله كلية الهندسة، فتعلم كل علوم الهندسة ونال شهادة التأهيل التي بها أصبح قادرا على التكليف بممارسة مهنته.
تعالوا نرى تطبيق هذه القضية في القرآن.
1) فاتحة الكتاب تعبر عن اختيار وتمني الهدى مثلما يختار أي إنسان أية تجارة (مهنة) ويتمنى تحقيقها.
2) سورة البقرة تعبر عن مرحلة التأهيل. والتأهيل يتم بتعلم علوم كل ما تتطلبه المهنة، كذلك فإن سورة البقرة تعتبر سورة الهدى، فيها علم كل شيء يتعلق بالإيمان والتقوى الذي يؤهل طالبه لأن يصبح مؤمنا، بينت أركان الإسلام وكل الفرائض، وبينت ما يجب اجتنابه، وفيها قصة خلق آدم النموذج الأول للإنسان ...
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فسورة البقرة تعبر عن فترة التأهيل، وبعد إتمام التأهيل ينال الإنسان شهادة بذلك ليكلف بمهمته.
أما الشهادة فهي قوله تعالى: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير).
وأما التكليف بعد نيل شهادة التأهيل فهو قوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ... إلى آخر السورة.
بقي علينا أن نلتفت إلى شيء آخر يتطلبه كمال الحكمة ألا هو الاستشهاد بمثل واقعي لطمأنة من يقع عليه الأمر.
مثلا:
إذا نصحت صديقا لي بأن يسلك طريقا للنجاح في مهمة ما فإنه يحتاج إلى دليل مقنع تطمئن به نفسه، والدليل المقنع هو الاستشهاد بشخص سلك نفس الطريق فنجح.
والله تعالى يدلنا على تجارة تنجينا من عذاب أليم. فمن هو الإنسان الذي يستحق أن يضرب الله به المثل للتاجر الناجح في هذه التجارة؟
التجارة التي يدلناالله عليها هي اتباع الهدى، فمن هو المهدي الذي وفى فاستحق أن يقتدي به المؤمنون بمن فيهم الأنبياء والرسل الذين جاؤوا من بعده؟
إنه هو ذلك النبي الذي أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام باتباع ملته: ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا). وكذلك الأمر لكل المؤمنين: قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا).
إذن فإبراهيم عليه الصلاة والسلام هو المهدي الذي يجب أن يضرب به المثل في القرآن لهدى الإنسان ولهدى الأمة.
فإذا كان الإنسان يستغرق زمنا قدره 15 سنة ليتأهل للتكليف فإن اسم إبراهيم ورد في سورة البقرة 15 مرة. وبما أن مرحلة طفولة الإنسان 15 سنة ينتقل بعدها إلى مرحلة الرجولة فإن اسم إبراهيم ورد فقط في سورة البقرة بالرسم الآتي: (إبراهم) بدون ياء.
وأي صاحب مهنة لا يحمل اسم مهنته إلا بعد تأهله: الذي يدرس الطب يقال له (طالب طب)، وبعد تأهله يصبح (طبيب)، كذلك أصبح اسم (إبراهم) بعد سورة البقرة (إبراهيم) بزيادة ياء بعد الهاء.
وإبراهيم عليه السلام وصفه الله بأنه أمة (إن إبراهيم كان أمة)، فهو أحق أن يضرب مثلا لأمة الإسلام، وإذا كانت وحدة قياس عمر الإنسان هي السنة فإن وحدة قياس عمر الأمة هي القرن، فإذا كانت الوسيلة (التأهيل) تستغرق 15 سنة عند الإنسان لتتحقق الغاية (التكليف) فإن الوسيلة بالنسبة للأمة تستغرق 15 قرنا لتتحقق الغاية ويظهر الله الهدى ودين الحق على الدين كله.
الهدى هو القرآن، وأول ما أنزل منه هو قوله تعالى: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم.
والغاية هي النصر بإظهار الهدى ودين الحق، وآخر ما نزل من القرآن هي سورة النصر: إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا).
ومن تمام الحكمة أن تكون سورة النصر (آخر سورة أنزلت) هي السورة الخامسة عشر ترتيبا في المصحف عند بدء العد من (أول ما أنزل) من سورة العلق إلى سورة النصر.
كما أن سورة النمل التي تبشر المؤمنين بالهدى والبشرى لا تعني المؤمنين المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا معاصرين لتنزيل الهدى، وليس معنى قول الله تبارك وتعالى في نفس السورة: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) أنه سيريكم يا أيها المؤمنين أصحاب رسول الله، وإنما سيريهم آياته فيعرفونها بعد 15 قرن، ونلاحظ أن سورة فصلت التي فصل الله فيها تلك الآيات بأنها في الآفاق وفي الأنفس في قوله: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) هي السورة الخامسة العشر ترتيبا في المصحف إذا بدأت العد من سورة النمل، إذن فما بين (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ... (النمل) إلى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ... (فصلت) 15 سورة: أولها سورة النمل والسورة الخامسة عشر هي سورة فصلت.
وسبحان الله الذي يقول: فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ).
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[16 Apr 2006, 12:29 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ما شاء الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 Oct 2006, 10:37 ص]ـ
السلام عليكم، وكل عام وأنتم بخير.
أخي عبد القادر، سررت بحضورك.
أتابع معكم الموضوع.
الحمد لله العزيز الحكيم
نتكلم اليوم عن الإيمان بالغيب والإيمان بالشهادة.
كيف نقيم مستوى إدراك المؤمن بالغيب ومستوى إدراك المؤمن بالشهادة؟
مثلا:
تلميذ يعلم نتيجة معادلة رياضية ولا يعلم طريقة الحل التي أعطت تلك النتيجة. هو اعتبر النتيجة صحيحة لأن أستاذه هو الذي قال ذلك.
وتلميذ أخر يعلم النتيجة وتوصل إلى معرفة طريقة الحل التي أعطت تلك النتيجة فأصبح موقنا بالدليل أنه على الحق.
فأي التلميذين أحق أن يوصف بأنه على الهدى وعلى يقين؟
لا شك أن التلميذين على هدى، لكن التلميذ الثاني هو الأحق أن يوصف بأنه على الهدى إذا قورن بالتلميذ الأول، لأن إدراكه للنتيجة كان (بالشهادة) بوجود الدليل اليقيني: (
علمه كيفية الحل) بعكس التلميذ الأول الذي كان إدراكه للنتيجة (بالغيب) غياب الدليل اليقيني.
كذلك القرآن لا يطلق صفة اليقين إلا بحقها الذي هو الإدراك بالشهادة (الرؤية بالأبصار والبصائر).
قال تعالى: وكذلك (نري) إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من (الموقنين).
فهل كان إبراهيم عليه السلام على غير اليقين قبل أن يريه الله ملكوت السموات والأرض؟
بلى، كان مؤمنا بالغيب، بفطرته وتفكره أدرك أن للكون ربا، ثم بعد ذلك (أراه) الله ملكوت السموات والأرض فأصبح من الموقنين حق اليقين.
ولما بشر الله المؤمنين بالهدى في سورة النمل وأثبت لهم اليقين في قوله (وهم بالآخرة هم يوقنون) فكان من الحكمة أن يذكر لنا حقيقة يقينهم، فقال الله في آخر آية من سورة النمل: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ (سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا) وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
إذن فالمؤمن بالشهادة (رؤية الآيات) هو الأحق أن يوصف ب (الموقن).
كانت هذه مقدمة تفيدنا في تفسير الآية 3 و 4 و 5 من سورة البقرة.
بين الله لنا أن الكتاب هدى للمتقين، وهم صنفان:
1) الصنف الأول: الذين يؤمنون (بالغيب) ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).
2) الصنف الثاني: والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون).
ما الفرق الإيماني بين هؤلاء وأولائك؟
هل يتميز الصنف الثاني من المؤمنين عن الصنف الأول بأنهم يؤمنون بما أنزل على الرسول وما أنزل من قبله وأن الصنف الأول لا يشتركون معهم في هذا الإيمان!!؟
كلا فالكل يؤمن بما أنزل على الرسول وما أنزل من قبله، وإنما يتميز إيمان هؤلاء بأن إيمانهم إيمان (شهادة) بدليل قوله تعالى
(وهم بالآخرة يوقنون). أما الصنف الأول من المؤمنين فإن إيمانهم إيمان بالغيب فقط.
كلا الصنفين من المؤمنين أثبت الله لهم الهدى بقوله تعالى بعد ذلك: أولائك على هدى من ربهم، حقا إنهم كلهم على هدى من ربهم، فمن الأولى أن يوصفوا ب (أولائك على هدى من ربهم)؟
إنهم أولائك (الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون)، فإيمانهم إيمان (بالشهادة)، وكل مؤمن بالشهادة فهو مؤمن بالغيب من باب أولى. هؤلاء هم المهديون حقا.
أما الذين ثبت لهم الإيمان بالغيب فقط فهم مهديون (بدون أل التعريف) مقارنة مع بالمؤمنين (بالشهادة).
إذن يوجد احتباك في الآيتين الثالثة والرابعة من سورة البقرة
حذف من الآية الرابعة (بالشهادة) وهي مقابلة ل (بالغيب) في الأولى كما أن القرينة (يوقنون) تغني عن ذكر (الشهادة).
كيف يكون الإيمان بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وماأنزل من قبله إيمان شهادة؟!!
يستحيل أن يكون الإيمان بالشهادة معناه (رؤيا الأبصار) لأن الرسالات
جاءت في الماضي، فإن كان إيمان بالشهادة يتحقق بعد نزول القرآن فإنما هو إدراك بالبصائر وليس بالأبصار.(/)
وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ (أَصْلاَبِكُمْ) أريد الاجابة؟؟
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[12 Nov 2004, 06:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي عدة استفسارات أريد الاجابة عليها
1/ قال تعالى:" وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ" لماذا خصّ بـ"أصلابكم" سورة النساء (23)
ومامعنى " ماقد سلف" في كل الاية؟؟
2/في قوله:" {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} 99) سورة المؤمنون ماسبب تفخيم الراء في (ارجعون) مع أن ماقبلها مكسور؟
3 مانوع المد في لفظ الجلالة في قوله تعالى:"
(خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[12 Nov 2004, 09:14 م]ـ
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنت والأمة جميعاً بخير.
أما قوله تعالى: (الذين من أصلابكم) فقيد يخرج به من كان دعياً وليس من الصلب. فمن ادعى أبوة طفل، ثم كبر الطفل وتزوج وطلق، جاز لمن ادعاه أن يتزوج طليقته. وذلك كما تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها بعدما طلقها زيد بن حارثة رضي الله عنه، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تبناه. قال تعالى: (لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم).
وأما قوله تعالى: (إلا ما قد سلف) أي ما وقع منكم قبل تشريع هذا الحكم، فهو معفو عنه غير مؤاخذين به. والله أعلى وأعلم.
والتفخيم في قوله تعالى: (رب ارجعون) سببه أن الراء ساكنة مسبوقة بكسر عارض. أما الراء التي ترقق فهي المسبوقة بالكسرة الأصلية.
ونوع المد في لفظ الجلالة في قوله تعالى: (من خشية الله) إن وقفت عليه عارض للسكون، وإن لم تقف عليه ووصلته بما بعده فطبيعي. وعلى الأول يجوز فيه القصر والتوسط والطول، وعلى الثاني فحركتان فقط.
هذا، والله أعلى وأعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 01:27 م]ـ
الأخ القلاف
ربما يحسن أن نذكر للاخ السائل حليلة إبن الرضاع خوفا من توهم عدم دخولها تحت التحريم
قال القرطبي ((الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ
تَخْصِيص لِيُخْرِج عَنْهُ كُلّ مَنْ كَانَتْ الْعَرَب تَتَبَنَّاهُ مِمَّنْ لَيْسَ لِلصُّلْبِ. وَلَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِمْرَأَة زَيْد بْن حَارِثَة قَالَ الْمُشْرِكُونَ: تَزَوَّجَ اِمْرَأَة اِبْنِهِ! وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام تَبَنَّاهُ ; عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ فِي " الْأَحْزَاب ". وَحَرُمَتْ حَلِيلَة الِابْن مِنْ الرَّضَاع وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلصُّلْبِ - بِالْإِجْمَاعِ الْمُسْتَنِد إِلَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: (يَحْرُم مِنْ الرَّضَاع مَا يَحْرُم مِنْ النَّسَب).))(/)
ما المقصودب""أخاهم صالحا""
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 Nov 2004, 03:08 م]ـ
قال القرطبي
في قوله تعالى
((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ))
إِلَى ثَمُود أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه " وَهُوَ ثَمُود بْن عَاد بْن إِرَم بْن سَام بْن نُوح. وَهُوَ أَخُو جديس , وَكَانُوا فِي سَعَة مِنْ مَعَايِشهمْ ; فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه وَعَبَدُوا غَيْره , وَأَفْسَدُوا فِي الْأَرْض. فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِمْ صَالِحًا نَبِيًّا , وَهُوَ صَالِح بْن عُبَيْد بْن آسَف بْن كَاشِح بْن عُبَيْد بْن حَاذِر بْن ثَمُود. وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا. وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى حَتَّى شَمِطَ وَلَا يَتَّبِعهُ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيل مُسْتَضْعَفُونَ.
ولم أجد عنده تفسير الأخوة المذكورة في الآية
فهل عند غيره هذا التفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2004, 07:34 ص]ـ
المقصود أخوة النسب والقرابة.
وقد أشار القرطبي إليها في قوله: (وَكَانَ صَالِح مِنْ أَوْسَطهمْ نَسَبًا وَأَفْضَلهمْ حَسَبًا).
وفقكم الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Nov 2004, 11:43 ص]ـ
ونَصَّ عليها في سورة هود 61.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[14 Nov 2004, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل حسني، الأخوة هنا هي أخوة النسب، كما تقول: (فلان أخو بني تميم) أي نسباً. ومن لوازم هذه الأخوة الحرص، فيحرص المرء على دعوة أقربائه أكثر من حرصه على دعوة غيرهم، كما قال تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراً).
ولعل الحكمة من جعل الأنبياء في أقوامهم أنهم يعرفون لسانهم وعاداتهم ويعرفون ما يناسبهم وما لا يناسبهم، فيكون ذلك أقدر لهم على البلاغ. كما أن الأقوام يعرفون ما كانوا عليه قبل البعثة من الصدق والاستقامة، فيكون ذلك أرجى للاستجابة. والله أعلى وأعلم.
فذكر الأخوة هنا - والله أعلم بمراده - فيه بيان شدة كفر هؤلاء القوم، حيث لم يرعوا لهذه الأخوة حقاً، بل حملهم غيظهم من الدعوة الحقة على تسفيه هذا النبي وإيذائه على ما بينهم من روابط النسب.
ولعل هذا يشبه قوله تعالى: (قل ما أسألكم عليه إلا المودة في القربى) فهنا يذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما بينهم من القرابة، وما يلزم منها من لين ومودة - عندهم - فيكفوا عنه أذاهم. والله أعلى وأعلم.
أما الأخوة الحقيقية، فهي أخوة الدين، وهي التي من لوازمها الولاء والمحبة والنصرة والتراحم، فهذه تكون من المسلم إلا للمسلمين.
أما الكفار فليسوا بإخوان لنا باعتبار هذه الأخوة الحقيقية، فلا ولاء لهم ولا محبة ولا نصرة ولا رحمة، ولو كانوا آباء أو إخواناً أو أبناء، كما قال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم). ولنا في صحابة نبينا خير مثال حيث قاتل الابن أباه والأب ابنه، كل ذلك لله تعالى.
فإذا اتضح ذلك، علمنا أخي أن الكافر قد يكون أخاً للمسلم في النسب، لكن لا يحمله ذلك على التعصب له، إذ نسبنا للإسلام أشرف وأغلى من كل نسب. والكافر الذي لا يربطنا به نسب، فليس بأخ، ولا يصح أن يقال له: أخ، ولو كان مواطناً لنا أو زميل عمل أو غير ذلك.
وأذكر مسألة هنا لتتمة الفائدة، وذلك لشدة ارتباطها بهذا الموضوع، وهي مسألة الولاء والبراء. فقد افترق الناس فيها على ثلاث فرق:
طرف ميع الدين وفرط، فقال بجواز محبة المسلم للكافر، وأن الكفار إخوان لنا! وأن ليس جهاد في الإسلام إلا جهاد الدفع! والله المستعان.
وطرف غلا في الدين وأفرط، فقال: يجب بغضهم، وإيذاؤهم، وأفتى بحل أموالهم! فتراه فظاً غليظاً! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والوسط الذي عليه كبار علمائنا أن المسألة فيها جهتان: فمن الناحية القلبية، فيجب علينا أن نبغض كل الكفار، وأن نبرأ إلى الله تعالى منهم. ومن ناحية المعاملة والسلوك نفصل: فمن كان حربياً قاتلناه واستحللنا ماله، ومن لم يكن كذلك آتيناه حقه، بل وأحسنا إليه تأليفاً لقلبه. والمعاهد والمستأمن والذمي ليسوا بحربيين.
ولا يخفى عليك أخي أهمية لزوم أقوال أهل العلم الكبار في مثل هذه الأزمنة، وخاصة في هذه المزلات والملمات، ولا يحسن أن يتكلم فيها كل أحد ويدلي بدلوه.
فالطرف الأول أعمل قوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم) وما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عيادة جاره اليهودي وقبول هدية امرأة يهودية وهدية حاكم الأقباط، وغير ذلك.
والطرف الثاني أعمل قوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده) وما فعل أبو بصير من قطع الطريق على قوافل قريش وغير ذلك.
وكل منهما أهدر أدلة المقابل له، أما أهل السنة فكانوا أسعد الأمة بجمع الأدلة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
هذا، والله سبحانه أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 Nov 2004, 03:39 م]ـ
الحقيقة يا أخ فيصل أن إضافاتك على العين والراس
ولكني لم أسأل عن كل ما أضفت
ومثلي يعرف ما قلته في إضافتك ---بل من لا يعرف أن الأخوة الحقيقية هي أخوة الدين
قال تعالى ((إنما المؤمنون إخوة))
ومثلك يعرف أن في اللغة مجاز وكنايات مع ان البعض يحلو له إنكار حصوله في القرآن الكريم
وأنا سالت سؤالا ---هل الأخوة هنا أخوة بيولوجية؟؟
أم أن هناك مجاز في الآية وان المقصود غير الظاهر
تماما كالسؤال عن آية ((إنه ليس من أهلك)) في معرض الحديث عن إبن سيدنا نوح
أي هل هو حقيقة ليس من أهله أم هناك مجاز في الآية؟؟
وكالسؤال عن آية ((يا أخت هارون)) وواضح فيها أن الظاهر غير مراد لأن مريم ليست أختا بيولوجية لهارون فلا إشكال
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[15 Nov 2004, 09:39 م]ـ
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،
أما نفي المجاز في القرآن واللغة فقد قال به محققون من كبار أهل العلم، وراجع إن شئت رسالة المجاز لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد رد فيها على سيف الدين الآمدي وما كتب في مبحث المجاز في إحكام الأحكام، وهو رد نفيس، فيه درر غالية تفيد الموافق له والمخالف.
أما عن الأخوة فالذي تعلمته هو ما ذكرت لك سابقاً، أنها أخوة نسب، أي هو من قومهم، كما تقول: (فلان أخو القرشيين) أي أنه منهم. وهذا حقيقة لا مجاز كما هو ظاهر.
أما قوله تعالى: (يا أخت هارون) فأذكر أن أهل التفسير يذكرون أن لها أخاً اسمه هارون، وليس هو هارون أخا موسى عليهم السلام أجمعين. فهو حقيقة كذلك.
وقوله تعالى: (إنه ليس من أهلك) فهو نفي للحقيقة لا لمطلق الأهلية. بمعنى أنه ليس ممن يصح أن تحب وتوالي وتدافع عنه كما يستحق القريب من قريبه. ومثل هذا قول العرب للابن العاق لأبيه، ليس بولد فلان، لا يريدون نفي النسب، إنما يريدون نفي حقيقة البنوة التي تستلزم الاحترام والطاعة ونحوهما. وهذا المثال وغيره ذكرها الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في رسالة الإيمان، فأصل قاعدة نفيسة نافعة، مضمونها: أن النفي قد يكون لتحقق الشيء، لا لمطلق ماهيته ووجوده.
ومن الأمثلة التي ضربها أنه لو صنع لك نجار باباً فجاء رديئاً غير مناسب، تقول: ما صنعت شيئاً، لا تريد نفي الصنع ذاته، لكن تريد نفي الإتقان والجودة. هكذا أذكره، والله أعلم.
وهذا نافع جداً في كثير من النصوص في الفقه والتفسير والعقيدة وغيرها. كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (والله لا يؤمن .. من لا يأمن جاره بوائقه) وقوله: (لا صلاة في حضرة طعام) وغيرها.
ثم هل هذا حقيقة أم مجاز؟ أما على قول من نفى المجاز من الأئمة فليس بمجاز كما هو ظاهر، وعلى قول من يثبت المجاز فيحتمل والله أعلم.
أما عن ما كتبت مما ليس فيه جواب على سؤالك، فإنما أردت التذكير بمسائل يحتاج إليها القارئ. والله يجزي ويثيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[15 Nov 2004, 09:50 م]ـ
جواب الأخ فيصل القلاف جواب مفصل، ومرتب يدل على علم وأدب.
وردك يا أخ جمال فيه تعالم غير مبرر، والذي يستفيد من الجواب ليس السائل فحسب، بل هو وغيره من القراء.
ثم لي ملاحظة أخي جمال على مشاركاتك التي رأيتها كثرت كثرة غيرمفيدة في الغالب ولا محررة. فاقتصد وحرر مسائلك فهذا الموقع يرتاده طلاب علم يهمهم الجودة لا الكثرة وأعتذر للمشرفين لكنني أعتبر الموقع للجميع.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[16 Nov 2004, 03:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل فهد الناصر نصر الله به دينه، أشكرك على مبالغ إطرائك. وأخونا جمال لم يقصد تعالماً إن شاء الله تعالى، لكنه أدلى بما فتح الله عليه، ولولا حبه التعلم ما طرح الموضوع للنقاش، ولقنع بما خال في رأسه من رأي. وكذلك كثرة مواضيعه، هذا كله يدل على طلبه للتعلم، وقد يكون السؤال هيناً في نظر امرئ لما امتن الله به عليه من علم، بينما يعظم في نظر غيره لما أراد الله به خيراً ليتعلم.
والله أسأل أن يؤلف بين قلوبنا، إنه سبحانه جواد كريم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 Nov 2004, 05:27 م]ـ
أشكر الأخ فيصل على حسن ظنه بي
والذي أظن أنه بدأت تربطني به أواصر مودة على الرغم من خلافاتنا في فرعيات بسيطة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2004, 05:55 م]ـ
الأخ جمال حسني الشرباتي
أخوهم، لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم. ويجوز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم، كما ذكر الأخوة أعلاه وفقهم الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:33 م]ـ
الأخ أبا عبد الرحمن
إن لم يكن قولك هذا مجازا فماذا يكون
((أخوهم، لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم. ويجوز أن يكون أخاهم لأنه من قومهم، كما ذكر الأخوة أعلاه وفقهم الله.))(/)
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[14 Nov 2004, 01:11 م]ـ
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( http://www.55a.net/)(/)
هل قمت بزيارة هذا الموقع الدعوي
ـ[مريد الخير]ــــــــ[15 Nov 2004, 12:44 م]ـ
أدعو الجميع إلى زيارة لهذا الموقع النافع إن شاء الله
ياله من دين
www.denana.com
ونشكركم على زيارتكم(/)
ما المقصود من الايه
ـ[زينب]ــــــــ[15 Nov 2004, 05:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون
انفال 26
انا ماافهم ارتباط المعني بين فسم الول من الايه لهي استجابت دعوه الرسول وقسم الثاني من الايه لهي حول بين المرء قلبه
ماهي معني الحول بين المرء وقلبه هل هي يعني ان الانسان اذا اراد ان يفعل شي الله جل جلاله يكون حايل بين نفسه وبين من اراده
لكن اذا اختارنا هذا المعني نكون معتقدين بالجبر
بالذات ماالمعني المفيده لهذه الايه وماهو الارتباط بين القسمين واردت معني الدقيق لقسم الثاني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 Nov 2004, 06:51 م]ـ
أضع أمامك التفسير الذي في القرطبي للآية 24 من سورة الأنفال
قال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا
قَوْله تَعَالَى: " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ " هَذَا الْخِطَاب لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُصَدِّقِينَ بِلَا خِلَاف. وَالِاسْتِجَابَة: الْإِجَابَة. وَ " يُحْيِيكُمْ " أَصْله يُحْيِيُكُمْ , حُذِفَتْ الضَّمَّة مِنْ الْيَاء لِثِقَلِهَا. وَلَا يَجُوز الْإِدْغَام. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَعْنَى " اِسْتَجِيبُوا " أَجِيبُوا ; وَلَكِنْ عُرْف الْكَلَام أَنْ يَتَعَدَّى اِسْتَجَابَ بِلَامٍ , وَيَتَعَدَّى أَجَابَ دُون لَام. قَالَ اللَّه تَعَالَى: " يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّه " [الْأَحْقَاف: 31]. وَقَدْ يَتَعَدَّى اِسْتَجَابَ بِغَيْرِ لَام ; وَالشَّاهِد لَهُ قَوْل الشَّاعِر: وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يُجِيبُ إِلَى النَّدَى فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ تَقُول: أَجَابَهُ وَأَجَابَ عَنْ سُؤَاله. وَالْمَصْدَر الْإِجَابَة. وَالِاسْم الْجَابَة ; بِمَنْزِلَةِ الطَّاقَة وَالطَّاعَة. تَقُول: أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ جَابَة. هَكَذَا يَتَكَلَّم بِهَذَا الْحَرْف. وَالْمُجَاوَبَة وَالتَّجَاوُب: التَّحَاوُر. وَتَقُول: إِنَّهُ لَحَسَن الْجِيبَةِ (بِالْكَسْرِ) أَيْ الْجَوَاب. " لِمَا يُحْيِيكُمْ " مُتَعَلِّق بِقَوْلِهِ: " اِسْتَجِيبُوا ". الْمَعْنَى: اِسْتَجِيبُوا لِمَا يُحْيِيكُمْ إِذَا دَعَاكُمْ. وَقِيلَ: اللَّام بِمَعْنَى إِلَى , أَيْ إِلَى مَا يُحْيِيكُمْ , أَيْ يُحْيِي دِينَكُمْ وَيُعَلِّمكُمْ. وَقِيلَ: أَيْ إِلَى مَا يُحْيِي بِهِ قُلُوبَكُمْ فَتُوَحِّدُوهُ , وَهَذَا إِحْيَاء مُسْتَعَار ; لِأَنَّهُ مِنْ مَوْت الْكُفْر وَالْجَهْل. وَقَالَ مُجَاهِد وَالْجُمْهُور: الْمَعْنَى اِسْتَجِيبُوا لِلطَّاعَةِ وَمَا تَضَمَّنَهُ الْقُرْآن مِنْ أَوَامِر وَنَوَاهِي ; فَفِيهِ الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة , وَالنِّعْمَة السَّرْمَدِيَّة , وَقِيلَ: الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " لِمَا يُحْيِيكُمْ " الْجِهَاد , فَإِنَّهُ سَبَب الْحَيَاة فِي الظَّاهِر , لِأَنَّ الْعَدُوَّ إِذَا لَمْ يُغْزَ غَزَا ; وَفِي غَزْوه الْمَوْت , وَالْمَوْت فِي الْجِهَاد الْحَيَاة الْأَبَدِيَّة ; قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيل اللَّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء " [آل عِمْرَان: 169] وَالصَّحِيح الْعُمُوم كَمَا قَالَ الْجُمْهُور.
رَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد بْن الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد فَدَعَانِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ , ثُمَّ أَتَيْته فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّه , إِنِّي كُنْت أُصَلِّي. فَقَالَ: " أَلَمْ يَقُلْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " اِسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْفَاتِحَة. وَقَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه: هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْفِعْلَ الْفَرْض أَوْ الْقَوْل الْفَرْض إِذَا أُتِيَ بِهِ فِي الصَّلَاة لَا تَبْطُل ; لِأَمْرِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِجَابَةِ وَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْت: وَفِيهِ حُجَّة لِقَوْلِ الْأَوْزَاعِيّ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا يُصَلِّي فَأَبْصَرَ غُلَامًا يُرِيد أَنْ يَسْقُط فِي , بِئْر فَصَاحَ بِهِ وَانْصَرَفَ إِلَيْهِ وَانْتَهَرَهُ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ بَأْس. وَاَللَّه أَعْلَم.
يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
قِيلَ: إِنَّهُ يَقْتَضِي النَّصّ مِنْهُ عَلَى خَلْقه تَعَالَى الْكُفْر وَالْإِيمَان فَيَحُول بَيْن الْمَرْء الْكَافِر وَبَيْن الْإِيمَان الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ , فَلَا يَكْتَسِبهُ إِذَا لَمْ يُقَدِّرهُ عَلَيْهِ بَلْ أَقْدَره عَلَى ضِدّه وَهُوَ الْكُفْر. وَهَكَذَا الْمُؤْمِن يَحُول بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفْر. فَبَانَ بِهَذَا النَّصّ أَنَّهُ تَعَالَى خَالِق لِجَمِيعِ اِكْتِسَاب الْعِبَاد خَيْرهَا وَشَرّهَا. وَهَذَا مَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا , وَمُقَلِّب الْقُلُوب ". وَكَانَ فِعْل اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ عَدْلًا فِيمَنْ أَضَلَّهُ وَخَذَلَهُ ; إِذْ لَمْ يَمْنَعهُمْ حَقًّا وَجَبَ عَلَيْهِ فَتَزُول صِفَة الْعَدْل , وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ لَا مَا وَجَبَ لَهُمْ. قَالَ السُّدِّيّ: يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبه فَلَا يَسْتَطِيع أَنْ يُؤْمِن إِلَّا بِإِذْنِهِ , وَلَا يَكْفُر أَيْضًا إِلَّا بِإِذْنِهِ ; أَيْ بِمَشِيئَتِهِ. وَالْقَلْب مَوْضِع الْفِكْر. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَة " بَيَانه. وَهُوَ بِيَدِ اللَّه , مَتَى شَاءَ حَالَ بَيْنَ الْعَبْد وَبَيْنَهُ بِمَرَضٍ أَوْ آفَة كَيْلَا يَعْقِلَ. أَيْ بَادِرُوا إِلَى الِاسْتِجَابَة قَبْل أَلَّا تَتَمَكَّنُوا مِنْهَا بِزَوَالِ الْعَقْل. وَقَالَ مُجَاهِد: الْمَعْنَى يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَعَقْله حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَصْنَع. وَفِي التَّنْزِيل: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب " [ق: 37] أَيْ عَقْل. وَقِيلَ: يَحُول بَيْنه وَبَيْنَهُ بِالْمَوْتِ , فَلَا يُمْكِنهُ اِسْتِدْرَاك مَا فَاتَ. وَقِيلَ: خَافَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ بَدْر كَثْرَة الْعَدُوّ فَأَعْلَمَهُمْ اللَّه أَنَّهُ يَحُول بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبه بِأَنْ يُبَدِّلهُمْ بَعْدَ الْخَوْف أَمْنًا , وَيُبَدِّل عَدُوَّهُمْ مِنْ الْأَمْن خَوْفًا. وَقِيلَ: الْمَعْنَى يُقَلِّب الْأُمُور مِنْ حَال إِلَى حَال ; وَهَذَا جَامِع. وَاخْتِيَار الطَّبَرِيّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِخْبَارًا مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِأَنَّهُ أَمْلَك لِقُلُوبِ الْعِبَاد مِنْهُمْ , وَأَنَّهُ يَحُول بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهَا إِذَا شَاءَ ; حَتَّى لَا يُدْرِك الْإِنْسَان شَيْئًا إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ
عَطْف. قَالَ الْفَرَّاء: وَلَوْ اِسْتَأْنَفْت فَكَسَرْت , " وَإِنَّهُ " كَانَ صَوَابًا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 Nov 2004, 08:08 م]ـ
بعد أن تقومي بقراءة التفسير من المفضل ان تعيدي صياغة أسئلتك إذ لربما أجيب بعضها
ـ[زينب]ــــــــ[16 Nov 2004, 03:58 م]ـ
بسم الحق
اشكر الاستاذ المحترم لكن شي المهم ان ما العلاقه بين القسمين من الايه اول يقول الله جل جلاله ان استجيبوا الله والرسول اذا دعاكم بعدا يقول الله يحول بين المرئ وقلبه
اولا كل ما كتب لي الاستاذ المحترم من الاقاويل ليس شي جديد اذا نحن نريد ان نتدبر في الايات لازم نري ان فكرنا ما هو انا اردت رايكم انتم اذا نريد ان نري المفسرين ما قالوا كل واحد منهم يعطي راي احد منهم يقول ان المعني تكون كذا والثاني يقول كذا اذا كما نقلت من المفسرين ان معنا الحول تكون حول بين المرئ الكافر والعبد الصالح بصوره ان الانسان اذا ارار ان يكفر الله يقف امامه نكون معتقدون بالجبر لكن نحن نقول اذا الرسول دعا احد الانسان يكون مختار بان يقبل الدعوه او لا او اذا نقبل كلام المفسرين المتاخرين ما العلاقه بين القسم الاجابه الدعوه وحول بين المرء وقلبه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 Nov 2004, 05:22 م]ـ
السلام عليكم
الذي يظهر أن الأخت تحتاج لمن يربط لها بين بداية الآية ونهايتها
(يُتْبَعُ)
(/)
أي بين ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ))
وبين ((وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وقلبه))
وأنا أرى أن الأخت مصيبة في طلبها
فهل من مجتهد يحاول الربط بين قسمي الآية؟؟؟
ـ[ولد الديرة]ــــــــ[16 Nov 2004, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضلة / زينب
قال تعالى (يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون)
النبي محمد عليه السلام .. لا يكون (نبياً) إلا إذا جاء برسالة (خاصة) من الله لأمة بعينها .. والنبي محمد عليه السلام جاء برسالة خاصة من الله لخصوص أمته وبذلك كان عليه السلام (نبياً).
كل الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى أمم بعينها كانوا يحملوا من الله (الكتاب والحكمة) .. والكتاب هو المعلومات والحكمة من القدرات الفكرية .. وكل تشريع من أي نبي يمثل لأمة ذلك النبي (المنهاج والشرعة) ... والنبي محمد عليه السلام جاء إلى قومه برسالة (خاصة) بهم من الله تمثل لهم (المنهاج والشرعة) وتعليمات هذا المنهاج هي مناط الإتباع من النبي محمد عليه السلام ومن أمتة.
قال تعالى (ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شيء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما)
الآية .. تؤكد أن النبي محمد عليه السلام أنزل الله عليه (الكتاب والحكمة) وهذا يؤكد خصوصية الرسالة في أمة محمد (ص) ... ووحي الكتاب النبوي شيء ووحي القرآن الكريم شيء آخر.
قال تعالى (واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين).
الآية .. تؤكد أن كل الأنبياء الذين بعثوا في أقوامهم أو أممهم الخاصة أتاهم الله (كتاب وحكمة) .. وهذا ما نطلق عليه الكتب النبوية (الملة) .. والكتاب النبوي في الأمة ليس هو رسالة الله للعالمين (القرآن الكريم) الذي بين أيدينا .. وهو الرسالة المعنية في الآية المتعلقة بالسؤال ( ... جاءكم رسول مصدق لما معكم .... ) ..
لما معكم .. لما جاء به الأنبياء من الله لخاصة أممهم كـ (تشريع خاص بأممهم).
رسول مصدق .. المقصود هنا بالمصادقة هو الرسالة والتي هي (القرآن الكريم) كطرف .. والتشريع في المنهاج والشرعة الذي جاء به النبيين في سائر الأمم كطرف ثاني ... والمصادقة وثقها القرآن الكريم ..
من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة (الملة) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام. وكانت تمثل فترة معلومة. ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع ... هو المنتصف الزمني لعمر إستخلاف الإنسان المقرر منه تعالى في الأرض .. وما قبل حجة الوداع .. هو عهد الكتب النبوية أو المنهاج والشرعة الخاصة بالأمم. ومن تاريخ حجة الوداع .. والذي هو نهاية عهد الرسالات الخاصة في الأمم وبداية عهد رسالة الله الواحدة في الناس كافة ..
الإنتقال من مرحلة الإمتثال لتعليمات المنهاج والشرعة أو الملة الخاصة بالأمة إلى تعليمات أخرى لدين جديد يمثل رسالة الله (للناس كافة) .. من الأمور الصعبة في كل المجتمعات .. وأمة محمد (ص) تحديداً من أصعب الأمم التي تقتنع بالحق خارج خاصتها ... لذلك نجد أن إنتقال أمة محمد (ص) من تعليمات الملة والتسليم برسالة دين الإسلام مر بضروف (بينة) حتى إقتنعوا بالتخلي عن الإنضباط تحت تعليمات المنهاج والشرعة الخاص بهم و التسليم بتعليمات وضوابط رسالة الله لكل الناس في دين الإسلام (القرآن الكريم) .. وهناك الكثير من التفصيل بجوانب متعددة ولعل الآية الواردة في الطرح كانت تمثل لجزء من هذا الجانب .. سيما وأن القرآن الكريم هو المرجعية العلمية والثقافية والتاريخية لدين الإسلام .. سنجد أنه وثق (تاريخياً) أحداث أمة محمد (ص) في فترتي الملة والدين .. كذلك الضغوط التي مورست على أمة محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
(ص) بالتخلي عن إتباع تعليمات الكتاب النبوي .. السابق في الأمة قبل الإسلام .. والتسليم بضوابط دين الإسلام .. ومن تلك الجوانب المتعددة .. كان الجانب الإلهي المباشر .. قال تعالى (يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرءوقلبه وانه اليه تحشرون) .. ونحن نلحظ أن الآية موجهة لأمة محمد عليه السلام الذين كانوا يتبعوا تعليمات الكتاب النبوي (الملة) .. لذلك جاء الخطاب القرآني في الآية بـ (يا أيها الذين آمنوا أستجيبوا لله وللرسول ... الآية) .. وطلب الإستجابة (لله ورسوله) .. يطلب الله من أمة محمد (ص) الإستجابة للتسليم بتعليمات الإسلام والقرآن الكريم .. وهو ما إرتبط بـ كلمة (رسوله) .. وقوله ( .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) .. وهذا تأكيد على أن العرب أكثر ميلاً وتمسكاً بـ (الخاص بهم) .. والإنتقال من منهاج الملة الخاص بالأمة إلى دين الإسلام العام لكل الناس وليس خاصاً بأمة بعينها .. وصعوبة الإنتقال من المنهج الخاص إلى المنهج العام .. قد نجده في كل الأمم .. ولكن العرب هم الأكثر صعوبة من غيرهم ..
نصيحة علمية .. أي لفظة لكلمة (كتاب) في القرآن الكريم مرتبطة بكلمة رسول .. فالكتاب المقصود هنا بلا شك هو القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .. وأي لفظة لكلمة (كتاب) في القرآن الكريم ومرتبطة بكلمة (نبي) فالكتاب المقصود هو أحد الكتب النبوية التي أنزلت على أنبيائه في خصوص أمتهم .. وليس القرآن الكريم الذي بين أيدينا ..
أي لفظة لكلمة (كتاب) تتبع الفعل (نزل أو تنزل) .. فالكتاب المقصود هنا بلا شك هو القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .. وأي لفظة لكلمة (كتاب) في القرآن الكريم تتبع الفعل (أنزل أو أنزلنا) فالمقصود به هو أحد الكتب النبوية التي أنزلت على أنبيائه في خاصة أمتهم ... قد يكون هناك تشويش في إدراك بعض الآيات التي قد تستدعي مني الإشارة إليها ... مثل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن .... الآية) .. واللبس هنا أن ما أقوله (كقاعدة تفريق للكتاب) لا تتوافق هنا مع معاني فرضتها الآية .. أقلها أن الفعل (أنزل) يعود لأحد الكتب النبوية وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم .. والآية تؤكد أن المعني بالفعل (أنزل) هو القرآن .. وليس كتاب آخر .. وللتوضيح .. (أنزل) .. الواردة في الآية تعود لكتاب نبوي وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا .. ولفظة (القرآن) الواردة في الآية تحديداً تعود للكتب النبوية ولا تعود للقرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم.
مثال آخر .. قال تعالى: .. (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) .. والعقل هنا يقول .. أن الفعل (أنزلناه) يعود لكتاب نبوي بعينه وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا .. وبما أن لغة الكتاب حددت في الآية بالعربية .. فهو الكتاب النبوي في أمة محمد (ص) تحديداً .. وأمة المؤمنين بعث الله فيهم نبيان هما إبراهيم ومحمد عليهما السلام .. ولكن الله أقر لأمة المؤمنين (كتاب محمد) هو المعتمد ككتاب نبوي خاص بأمة المؤمنين بعد أن حكم الله بهيمنة معلوماته على كتاب إبراهيم عليه السلام .. فالكتاب الوارد ذكره في الآية جاء موصوفاً .. بأنه الكتاب النبوي الذي أنزله الله على نبيه (قرآناً عربياً) .. والكتاب الذي أنزل على عبده محمد (ص) في خصوص أمته يتطابق وصفه والوارد في الآية (قرآناً عربياً) .. وليس المقصود القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم ...
بالتنظيم ستتجلى لنا قراءة أخرى لآيات القرآن الكريم .. تختلف عن أي قراءة سابقة قبل (التنظيم) .. وتتميز القراءة المنظمة للقرآن الكريم بأن معلومات القراءة المنظمة المختلفة عن سابقتها تتميز بأنها أكثر قناعة للعقل والمنطق وتتوافق مع معاني أخرى أقرها القرآن في مواقع أخرى ومع معاني أحاديث شريفة معلومة .. لم تكن تتوافق مع آيات القرآن الكريم .. في القراءة السابقة أو الغير منظمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
معلومة مهمة:. (أصول الكتب النبوية) موجودة بين دفتي القرآن الكريم الذي بين أيدينا .. ونستطيع أن نجزم يقيناً أنها (تحديداً) كل السور التي إبتدأت بأحرف مقطعة (فواتح السور) .. فأي سورة من السور التي تبدأ بأحرف مقطعة تعود لكتاب نبوي بعينة .. والموجود في القرآن الكريم من تلك الكتب هو ما يمثل (الأصول) لتلك الكتب ..
من هنا ندرك أن كتاب محمد (ص) في خاصة أمته لابد أن تكون أصوله موثقة في سور معينة من القرآن الكريم الذي بين أيدينا .. وهو كذلك.
(8 سور كاملة) ...
1 - سورة الفاتحة
2 - سورة غافر
3 - سورة فصلت
4 - سورة الشورى
5 - سورة الزخرف
6 - سورة الدخان
7 - سورة الجاثية
8 - سورة الأحقاف
قال تعالى: .. (ولقد ءاتينك سبعا من المثانى والقرءان العظيم)
(الفاتحة 7 آيات) = القرآن العظيم
(بسم الله الرحمن الرحيم *1 الحمد لله رب العالمين *2 الرحمن الرحيم *3 مالك يوم الدين *4 إياك نعبد وإياك نستعين *5 إهدنا الصراط المستقيم *6 صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *7)
سبعاً من المثاني .. الآيات الأول في سور الحواويم
سورة غافر ...... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة فصلت ..... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الشورى ... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الزخرف ... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الدخان ..... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الجاثية ..... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الأحقاف .... (حم) ..... آية رقم (1)
(حم) .. أول سبع آيات من سور الحواويم = سبع من المثاني (7 * 2)
قال تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغاً فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله. والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلى أولوا الألباب)
الكتاب المقصود في الآية هو الكتاب النبوي الخاص بأمة محمد (ص) والذي أنزل على نبيهم محمد عليه السلام ... وكما قلنا فكل (أصول) الكتب النبوية محفوظ في سور معلومة في القرآن الكريم. والآية هنا تكشف معلومات تفيد في تحديد أصول كتاب محمد (ص) من القرآن الكريم
الآيات المحكمات = كامل سورة الفاتحة (سبع آيات)
(بسم الله الرحمن الرحيم *1 الحمد لله رب العالمين *2 الرحمن الرحيم *3 مالك يوم الدين *4 إياك نعبد وإياك نستعين *5 إهدنا الصراط المستقيم *6 صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *7)
الأخر المتشابهات = الآيات الأول من سور الحواويم.
سورة غافر ...... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة فصلت ..... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الشورى ... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الزخرف ... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الدخان ..... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الجاثية ..... (حم) ..... آية رقم (1)
سورة الأحقاف .... (حم) ..... آية رقم (1)
إشارة أخرى إلى أصول كتاب محمد النبوي في خاصة أمته الموجودة في القرآن الكريم ..
قال تعالى: ... الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد
مثال آخر
قال تعالى: .. (وَمَا كَانَ القُرآنُ أَن يُفْترَى مِن دُونِ اللهِ وَلَكنِ تَصدِيقَ الَّذِي بَينَ يَديهِ وَتَفصيلَ الكِتابِ لاَ رَيبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العَالمِينَ)
هنا وردت لفظة (القرآن) صفة للكتاب النبوي الذي أنزل على عبده محمد (ص) في خاصة أمته (أمة محمد) رغم أنه لم يرد في الآية لفظة (كتاب) .. أو لفظة فعل بصيغة (نزل أو أنزل) .. تبقى كلمة (القرآن) الواردة في الآية تعود للكتاب النبوي الخاص بالنبي محمد (ص) وليس للقرآن الكريم الذي بين أيدينا .. وللتوضيح ..
كتاب محمد النبوي في خاصة أمته (يصادق) على الذي بين يديه .. والذي بين يدي كتاب محمد النبوي .. هو الكتاب السابق في نفس الأمة (أمة المؤمنين) والكتاب الذي بين يدي كتاب محمد (ص) هو كتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام.
نشوف الآية التالية ... تتضح الصورة أكثر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى (وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)
هنا تأكيد أن الكتاب الذي اطلق عليه مسمى (القرآن) في الآية الأولى يعود للكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه محمد (ص) .. وهو الذي يصادق على كتاب إبراهيم عليه السلام ...... وفي الآية الثانية جاء مسمى الكتاب الذي أنزل على نبيه محمد (ص) .. بـ (الكتاب) .. وهو الذي يصادق على كتاب إبراهيم عليه السلام ..
مصادقة كتاب محمد (ص) الذي أنزل عليه في خاصة أمة محمد ... مع الكتاب النبوي السابق في نفس الأمة (كتاب إبراهيم) عليه السلام ..
المصادقة تكون من خلال أصول تلك الكتب النبوية ... وأصول كتاب محمد (ص) هي كما وضحت أعلاه ... وأصول كتاب إبراهيم عليه السلام في نفس الأمة .. محددة أصوله في سورة (إبراهيم) في القرآن الكريم ...
حاولي أن تحاكي المصادقة بين الكتابان .. وقبل ذلك يجب إدراك أن كتب الأنبياء في الأمم لم تصل إليهم بـ (اللغة العربية) .. ولكن توثيقها في القرآن الكريم بصيغة لغوية واحده هو (اللغة العربية) لا يجرح من هذه الأصول بلغتها العربية حتى لو وصلت تعاليم تلك الكتب بلغات أخرى .. وشيء آخر شديد الأهمية .. ألا وهو أن أصول الكتب النبوية في القرآن الكريم .. (السور التي تبدأ بأحرف مقطعة) أو ما نقول عنه فواتح السور ... هي المحور الرئيسي .. لإعجاز القرآن الكريم .. والإعجاز هنا لا علاقة له باللغة العربية أو بلغة أخرى ... والإعجاز الذي أعنيه يستطيع إدراكه كل إنسان طبيعي الإدراك ومهما كانت جنسيته ولغته .. من خفايا هذا الإعجاز .. أنه يحدد (العمر الزمني) بين الكتب النبوية والتاريخ (الفعلي) لكل كتاب نبوي ...
الطرح بحاجة إلى (تركيز) ..
والإعجاز صيغ أو أشير إليه بـ (الذكر) ... ولفظة الذكر من النعوت التي تكررت كثيراً في القرآن الكريم .. وبالتنظيم نجد أن الذكر هو (التاريخ) وعلاقة فواتح السور بتحديد التاريخ هو ركيزة إعجاز القرآن الكريم ... قال تعالى (وأنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) ... كتاب خاص بأمة محمد (ص) في هذا الكتاب توثيق لتاريخ هذه الأمة (أمة محمد) ... قال تعالى:. (كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا) ... وهنا تأكيد على أن تحديد تاريخ (زكريا) مربوط بالأحرف التالية .. ك هـ ي ع ص ...... (نتابع آيات أخرى عن الذكر)
قال تعالى: (بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون) .. أنتهت الآية بكلمة – يتفكرون – وهذا مهم .. و (أنزلنا إليك الذكر) تأكيد على الكتاب النبوي الذي (أنزل) على محمد (ص) في خاصة أمته ((فيه)) الآلية الرئيسية التي تحدد تواريخ كتب الأنبياء وتحديد الزمن الفعلي بين كل كتب الأنبياء .. لذلك لا غرابة أن ورد في آيات أخرى ما يفيد أن الكتاب الذي أنزل على نبيه محمد (ص) أخذ مسمى (الذكر) .. وهذا صحيح ..
قال تعالى (ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز) ... هنا إشارة صريحة إلى كتاب محمد النبوي الذي أنزل على نبيه محمد (ص) وجاء مسماه هنا بالذكر
قال تعالى (ص والقران ذي الذكر) .. وكما ذكرت فلفظة القرآن تعود لكامل كتاب الله الذي بين أيدينا .. ويمكن أن تعود على كتاب محمد النبوي تحديداً .. فكلمة (القرآن) تعني (إستقراء الإعجاز ثنائي اليقين) .. والقرآن في الإعجاز الذي تحققه أصول كتب الأنبياء او السور المبتدأه بأحرف مقطعة .. جزء من كل .. فالإعجاز الإستقرائي والذي تعود إلية التسمية أو اللفظة (قرآن) له أوجه أخرى .. وما أعنيه هنا .. هو الإستقراء بين مواقع النجوم في السماء الدنيا .. ومواقع النجوم الواقعة بين الآيات في القرآن الكريم أو ما نسميه (التنجيم) .. وتأكيد آخر أن إعجاز (القرآن) والذي هو كتاب الله لكل الناس .. لا علاقة له بـ (اللغة العربية) ... وحين يقول تعالى (فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم * إنه قرآن كريم) .. وهنا الوضوح شديد في قاعدة إستقراء الإعجاز والتي ربطت الإعجاز بموقعين مختلفين .. الأول (مواقع النجوم في السماء) .. الثاني (مواقع التنجيم بين الآيات في القرآن الكريم العلاقة) .. والتطابق هنا يحقق ظاهرة الإعجاز لمتلقي كتاب الله .. والأمر لا علاقة له باللغة العربية .. فالإعجاز هنا يعتمد على (الرسم وموقعه)
قال تعالى:. (وما ارسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا (أهل الذكر) إن كنتم لا تعلمون) .. المقصود هنا بأهل الذكر .. هم أهل التاريخ أو المتخصصين في علم وتوثيق التاريخ ...
قال تعالى: .. (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) .. المعني بالحفظ في الآية .. هو تاريخ كتب الأنبياء جميعاً .. وليس المعني هنا هو الحفظ لكامل القرآن الكريم من التبديل والتحريف .. وكامل القرآن الكريم غير قابل للتبديل والتحريف. ولكن ليس بالإستدلال بهذه الآية .. التي أشارة إلى خاصية الحفظ التاريخي الموثق لكل كتب الأنبياء ... وهذا مهم.
.. هناك الكثير .. مما يجب تغطيته .. آمل أن أكون قد وفقت في نقلك إلى صورة أفضل .. أو أضفت ما قد يفيد في تغطية سؤال الطرح ..
شكراً للجميع.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 Nov 2004, 09:09 م]ـ
السلام عليكم أخي ولد الديرة
الحقيقة لم أستطع ان أحدد لك منهجا تسير بحسبه في دراسة آيات الكتاب
كما أنك أسهبت في مواضيع شتى أخالفك في الكثير منها ولا دخل لسؤال السائلة بها
ومثال بسيط هو ((من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة (الملة) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام. وكانت تمثل فترة معلومة. ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع)) هو رأي غريب لم أسمعه سابقا وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب
وما يهمني هو ردك الخاص بسؤال الفاضلة إذ قلت ((وقوله ( .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) .. وهذا تأكيد على أن العرب أكثر ميلاً وتمسكاً بـ (الخاص بهم) .. والإنتقال من منهاج الملة الخاص بالأمة إلى دين الإسلام العام لكل الناس وليس خاصاً بأمة بعينها .. وصعوبة الإنتقال من المنهج الخاص إلى المنهج العام .. قد نجده في كل الأمم .. ولكن العرب هم الأكثر صعوبة من غيرهم .. )) وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا
والله أعلم
ـ[ولد الديرة]ــــــــ[17 Nov 2004, 02:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفاضل / جمال حسني ..
تقول: الحقيقة لم أستطع ان أحدد لك منهجا تسير بحسبه في دراسة آيات الكتاب
(كما أنك أسهبت في مواضيع شتى أخالفك في الكثير منها ولا دخل لسؤال السائلة بها)
ومثال بسيط هو (من المهم معرفة أن النبي محمد عليه السلام جاء لأمته برسالة من الله خاصة بأمته وبرسالة أخرى لكافة الناس .. فالرسالة الخاصة بالأمة (الملة) كانت تمثل المنهاج والشرعة الخاصة بأمة محمد عليه السلام. وكانت تمثل فترة معلومة. ونحددها بكل تعليمات النبي محمد لأمته للفترة التي قضاها معهم حتى تاريخ حجة الوداع ... وتاريخ حجة الوداع)) هو رأي غريب لم أسمعه سابقا وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب
بداية .. أختلافك اللفظي (دون توضيح) لما يخص مشاركاتي .. لا يعني لي شيئاً .. حتى تتفضل (معلوماتياً) .. بإيضاح وجهة نظرك التي تقول أنك تختلف مع الكثير من مشاركاتي التي وصفتها بـ (مواضيع شتى) مع أنها لا تتجاوز الثمانية مساهمات وليست كلها مواضيع رئيسية ..
جاء التعقيب من شخصكم الفاضل على هيئة جزئين .. الجزء الأول .. كانت إضافتك فيه هي التالي.
((هو رأي غريب لم أسمعه سابقا وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب))
أقول ..
ما غريب إلا الشيطان .... المعلومة الوحيدة التي جاءت في تعقيبك بالكامل هو التالي ( ... وما أعرفه وما يعرفه غيري أن الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب)) ... وطالما أن المداخلة لم تتفعل معلوماتياً .. إلا في هذه الجزئية .. فتجاوباً لشخصكم الفاضل. وتشجيعاً وحافزاً لمداخلات قادمة .. عليه .. فإني أقر لك بصحة المعلومة التي أوردتها .. وإني هنا أعلن موافقتي على المعلومة التي جاء بها الفاضل / جمال حسني ... وبموافقتي على ما جاء في المداخلة .. فإني في حكم المتراجع عن أي أرآء سابقة تخالف ما سلمت بصحته هنا .. ونعم .. الحق .. أحق أن يحق .. الرسالة هي رسالة واحدة للناس كافة ومنهم العرب .. وعلى ذلك أوقع ......... هاه إنشاء الله مستانس ,,
نشوف الجزء الثاني ..
تقول. .. (وما يهمني هو ردك الخاص بسؤال الفاضلة إذ قلت ((وقوله ( .. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) .. وهذا تأكيد على أن العرب أكثر ميلاً وتمسكاً بـ (الخاص بهم) .. والإنتقال من منهاج الملة الخاص بالأمة إلى دين الإسلام العام لكل الناس وليس خاصاً بأمة بعينها .. وصعوبة الإنتقال من المنهج الخاص إلى المنهج العام .. قد نجده في كل الأمم .. ولكن العرب هم الأكثر صعوبة من غيرهم .. )) وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
. الجزء الثاني لم ينتقد معلومه ولم يعرض معلومة .. غير كذا إن فيه لخبطة لا يمكن لأحد أن يمشيها وفق أي منطق .. وأي مداخلة من الأعضاء لتعقيب خاص بي على موضوع لأحد الأعضاء .. فإني في حكم المرحب وبأكثر مما تتصور وبأي مداخلات تخص مواضيع لي سواء أكانت تعقيب على أحد أو غير ذلك .. نفند ونشوف المداخلة.
وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا ..
وقولك هذا غير مستفاد من الآية
.. طيب قول إنت المستفاد من الآية .. تصير مداخلة معلوماتية ونرد عليها أو نوافقك على المستفاد من الآية ..
لا منطوقا
.. هذه ما عنيته باللخبطة .. الجميع بما فيهم أنت وأنا .. لا نستطيع أن نقدم تفسير أو شرح يبين لنا ما قصة (لا منطوقاً) .. عجزت أفهم ..
ولا مفهوما ... هنا .. رأيك الصريح لما يخص طرحي أنه غير مفهوم وهذا لا يعيبك ولا ينتقص من حقك في الإعتراض أو الإختلاف مع ما أطرح ولكن حقوقك تبقى مرتبطة بفهمك وإدراكك لما طرحت .. أما أن تقر بأن ما طرحت غير مفهوم عندك .. فهذا الأمر لا يمثل رغبتي وليس بيدي ...
غير مفهوم .... طيب إيش حكاية (لا منطوقا) .. هل كانت بناء على أمر (فهمته) ومخبي علينا .. أم كانت بناء على أمر (ما فهمته) ..
وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا ..
.. أيها الفاضل .. ما تجي (وأنا مع عجزي الواضح) مع (لا أجد لك مسوغاً) .. وهنا تأكيد أن (ولا مفهوماً) هو المعني بتحديد وجهة العجز في (الفهم) .. وحالة وصول (الفهم) عند الإنسان حدود العجز .. وكمان الواضح ... لأي موضوع .. فلا يمكن له الحكم على أي رأي لم يدركه ... والعقل يقول ... لابد أن أدرك وأفهم ... وبعدين أختلف أو أعترض أو أوافق والموضوع ليس مربوطاً بالهوى والرغبة .. بل بالفهم والإدراك .. وبالفهم والإدراك .. وبتحقيق ذلك سأجد لك مسوغاً .. أن تقول ما تشاء.
.. أعد قراءت ما طرحت بتأني .. وأي معلومة تجد أنها تضيف لثقافتك فلا تبخل على نفسك .. والإفادة من أي معلومة. ولو كانت من حرفين في موضوع طوله مترين .. فيه مصلحة .. ومعلومة الحرفين تضيف لك .. وترك ما هو خارج الحرفين في موضوع .. طول مترين .. لا يضرك بشيء ... وعلى العموم أنا مرحب بأي إختلاف أو إعتراض منك .. والجدية .. وترتيب الإختلاف أو الإعتراض .. يعود لك ....
شكراً .. لمرورك وتعقيبك.
.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Nov 2004, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم
المنطوق والمفهوم إصطلاحان فقهيان
مثال ((ولا تقل لهما أف)) لها منطوق وهو المعنى المتبادر السريع---ولها مفهوم هو أي لا تضربهما أيضا----والمفهوم نوعان موافقة ومخالفة---وبعض الفقهاء لا يعتبر مفهوم المخالفة حجة
لذلك قولي ((وقولك هذا غير مستفاد من الآية لا منطوقا ولا مفهوما وأنا مع عجزي الواضح لا أجد لك مسوغا.))
لا يعني أنني لم أفهمك كما توصلت أنت من جوابي فقلت لي ((.ولا مفهوما ... هنا .. رأيك الصريح لما يخص طرحي أنه غير مفهوم وهذا لا يعيبك ولا ينتقص من حقك في الإعتراض أو الإختلاف مع ما أطرح ولكن حقوقك تبقى مرتبطة بفهمك وإدراكك لما طرحت))
إنما يعني أن تفسيرك للأية لا يدل عليها مفهومها ولا منطوقها
عقب على ماقلت ثم نكمل
ـ[زينب]ــــــــ[17 Nov 2004, 08:17 ص]ـ
اشكرك علي التوضيحات الكامله
ـ[زينب]ــــــــ[17 Nov 2004, 09:11 ص]ـ
اشكرك علي التوضيحات الكامله
اما بيانك من الذكر لقلت هو كل الكتب الانبياء اذا كلامك صحيح لما نري الان ان الانجيل والتورات ليست بصورتها الصحيحه الانجيل انقسم الي كتب لوقا.يوحنا ... اذا قول الله تعاله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ننظر الي سبب نزول هذا الايه نقرا ء التاريخ نري ان لدي النصاري كتاب واحد من النبي عيسي بن مريم وهناك قال الله تعالي ياتي نبي من بعدي اسمه احمد لما للان النصاري بالرغم ما عندهم معلومات من نبينا ما دخلوا للاسلا م نري التاريخ الحواريون لكان عددهم مذكور باختلاف او 5 و7 او ...
غيروا الانجيل ولنفعهم حتي كان هدفهم المال كانوا يشترون ايات الله ويبيعونه بسعر كثير حتي وصل الي حد انقسموا ال فرق متعدده
طبعا انت تعرف قول الله تعالي يستلزم الصدق بالضروره اذا نحن له لحافظون مختص الكتب الانبياء جميع لما نري قاموا بالتحريف
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن القران بالرغم من كانوا كتاب النبي مختلفين لكن ا لصحابه ما قاموا بالتحريف بل جمعوه اذا قال نحن له لحافظون
ه ضمير الام مفرده ولا لنا دلبل ان نقول ان مختص للجمع هنا يبين ان محافظه الله من القران الكريم كانت باحسن الوجه
لكن بيانت الاخري صح ممكن ان نقول كا سمي الله تعالي كتاب محمد الذكر الفرقان الكتاب ... سمي التورات الانجيل الزبور بهذه العناوين
اما انا افتكر انت تاخذ المعني من يحييكم من الايه كما قلت ان وحي الكتاب النبوي شي غير القران وتستند بايه لا يفهم منها ما قلته
انت مكان تقول رسول مصدق لما معكم وفي مكان تقول وحي النبوه شي غير. لا اقول ان كلامك متانقض لا بل انا اقول كما تعلم معني الرسول والتبي مختلفان محمد نبيتا كان نبي لان كان له كتاب كان ايضا رسول لان كان يوصل من الله اليه وحي
وحي الله كان القران وكان الشريعه كان الحكمه لان النبي كان مسوول علي ما ينزل اليه من الله
ان لازم ان يبلغ للناس باكمل الوجه لا ينقص ولا يزيد من نفسه شي
اذا الوحي غير الكتاب لما لانري شي غير القران كما نعلم ان النبي مسوول ان ما ينزل اليه
النبي كان كل ما ينزل ايه يتلوها للناس وكانوا الناس يحفظونها وبعدها الكتاب يكتبوها خلال الايات كان النبي يفسر الايات ويقول التاويل منها لان لازم ناس الذين كانوا في زمن النبي يفهمون ما يقوا الله لذا الله في كلامه نري ان في بعض الايات يدخل في كليات والنبي مامور بالجزييات
نري ان الوحي شي واحد اذا النبي كان له الحكمه تكون من الله لا من نفسه لهذا الله اعطا النبي الحكمه لان النبي كان من بيننا شخص الذي ينزل اليه القران وكلام الله يستلزم ان يكون له القوه الروحيه والحكمه لان اول هو بفهم بعدا ينقله طبعا النبي كان كذلك
الوحي اخي المحترم كان شي واحد دليلك ومفهوم التي انت تفهمه من الايه التي تستند بها لا يكون صحيح الرسول كان مصدق الكتاب الذي كان بين اليهودو والنصاري لان اذا كان يقول شي غيره ما قبلوه لكن اكمل من الانجيل والكتب الانبياء لان الناس الذين كانوا في زمن النبي مختلفين عن الزمن الانبياء والنبي كان خاتم الانباء الرساله الخاصه هي القران بس لان كانت هذه الرساله تصدق ما بين ايدي اليهود والنصاري اذا كما تقول الرساله لكل نبي تختلف ورساله النبي لزمنه كانت تختلف ان زمن عيسي لزمنه لما الله تعالي قال مصدق لما معكم الرساله كانت الشريعت كانت الحكمه كانت ايات الله شريعت الانبياء كله واحده لان نزلت من شي واحد وهو الله صح ان الناس مختلفين لكن امر واحد يختلف بصوره جزييه شريعت التي نزلت لنوح ما تختلف من نبينا شي واحد وكل نبي كان يجئ كان يصدق كلام النبي من قبله الشريعه واحده وكما قلت الناس مختلفيتن العرب في زمن االنبي كانوا
ينكرون بعض الايات وبعضهم كانوا يقبلونها
اذا كلامك من الله يحول بين ... يكون انتخاب منهج الخاص من جانب الناس لكان بصعوبه لهذا الله كان يحول بينهم انا اقول ما كان منهج خاص او عام كان منهج واحد لكن العرب بعضهم اشد كفرا وبعضهم يومنون بالله كلامك من قسمي الايه لا يقنع
لكن كان جميل وهذا شي طبيعي ان الناس وافكارهم مختلفه وكل واحد له مفهوم الخاص من الايه وهذا شي جميل ان نحن لا نكتفي بس للمفسرين بل نحن ايضا نتدبر بالايات يمكن انت ايضا لا تقبل كلامي لكن انا ايضا لي دلايل من التاريخ كما انت استدلت بها كلامك لي محترم ايضا نظرياتك لكن لازم ان الكلام يقنع
انا للان ما فهمت ما العلاقه بين القسمين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Nov 2004, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم
لم أجد من ربط بين قسمي الأية إلا صاحب الكشاف وسوف أكتب ما فهمته من الربط بلغتي أنا
يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم وهو الالتزام بما جاء به من عند ربه واعلموا أن عليكم الإستجابة قبل أن يحول الله بين المرء وقلبه بالموت
وهاكم قوله بدقة
((إِذَا دَعَاكُمْ} وحد الضمير كما وحده فيما قبله، لأن استجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كاستجابته، وإنما يذكر أحدهما مع الآخر للتوكيد، والمراد بالاستجابة. الطاعة والامتثال. وبالدعوة: البعث والتحريض. وروى أبو هريرة:
(419) " أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على باب أبيّ بن كعب فناداه وهو في الصلاة فعجل في صلاته ثم جاء فقال: ما منعك عن إجابتي؟ قال: كنت أصلي. قال: ألم تخبر فيما أوحي إليّ {اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} قال: لا جرم لا تدعوني إلا أجبتك " وفيه قولان، أحدهما: إن هذا مما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني أن دعاءه كان لأمر لم يحتمل التأخير، وإذا وقع مثله للمصلي فله أن يقطع صلاته {لِمَا يُحْيِيكُمْ} من علوم الديانات والشرائع، لأن العلم حياة، كما أنّ الجهل موت. ولبعضهم: لاَ تُعْجِبَنَّ الْجَهُولَ حُلَّتُه فَذَاكَ مَيْتٌ وَثَوْبُهُ كَفَنُ
وقيل لمجاهدة الكفار، لأنهم لو رفضوها لغلبوهم وقتلوهم، كقوله:
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حياة}
[البقرة: 179] وقيل للشهادة، لقوله:
{بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبّهِمْ}
[آل عمران: 169]. {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْء وَقَلْبِهِ} يعني أنه يميته فتفوته الفرصة التي هو واجدها وهي التمكن من إخلاص القلب ومعالجة أدوائه وعلله ورده سليماً كما يريده الله، فاغتنموا هذه الفرصة، وأخلصوا قلوبكم لطاعة الله ورسوله {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} فيثيبكم على حسب سلامة القلوب وإخلاص الطاعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عماد]ــــــــ[17 Nov 2004, 03:42 م]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الأنفال: 24)
1 - قوله تعالى: (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ)
أمر للذين آمنوا بأن يستجيبوا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أمر يقتضي الوجوب .. ولكنه ليس أمرًا مطلقًا؛ بل هو أمر مقيد بقوله تعالى:
(إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) حياة طيبة.
وما يحييهم حياة طيبة هو كل حق وصواب يدعَون إليه، ويدخل فيه الدعوة إلى الإيمان، والقرآن، والجهاد، وكل أعمال البر والطاعة.
2 - قوله تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ)
اختلفوا في تفسيره بحسب اختلافهم في الجبر والقدر.
أ - فأما القائلون بالجبر فقالوا: المراد منه أن الله تعالى يحول بين المرء الكافر، وبين قلبه .. وبين المرء المؤمن، وقلبه .. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء!
فإذا أراد الكافر أن يؤمن، والله تعالى لا يريد إيمانه، يحول بينه، وبين قلبه .. وإذا أراد المؤمن أن يكفر، والله تعالى لا يريده أن يكفر، يحول بينه، وبين قلبه.
يقول تعالى: (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ) (إبراهيم: 27).
ب - وأما القائلون بالقدر فقالوا في تفسير الآية وجوهًا؛ منها: أن المراد: بادروا في الاستجابة إلى الله ورسوله، لما دعاكم، قبل أن يأتيكم الموت، ويحول بينكم، وبين الاستجابة، فتكونوا من الخاسرين .. ولهذا قال تعالى يعد ذلك:
(وأنه إليه تحشرون).
وقريب من معنى الآية قوله تعالى في الدعوة إلبى الإنفاق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (البقرة: 254)
فمن استجاب لله ولرسوله، فاز ونجا .. ومن لم يستجب خسر وهلك .. وهذا هو الذي يحول الله تعالى بينه وبين قلبه .. إنها رياح الدعوة إلى الله تعالى قد هبَّت، فمن اغتنمها بالاستجابة كان من الفائزين، ومن لم يغتنمها، كان من الخاسرين ... وإلى مثل هذا ذهب أحد الشعراء حين قال:
إذا هبت رياحك فاغتنمها .... فعقبى كل خافقة سكون
وأما ما تمسك به أهل الجبر من مثل قوله تعالى: (وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ) فلا حجة لهم فيه؛ لأن مشيئة الله تعالى، وإن كانت مطلقة، فإنها تابعة لحكمته سبحانه. فالله تعالى لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة .. (ولا يظلم ربك أحدًا).
وخير الكلام ما قل ودل .. والحمد لله على منه وتعليمه.
د. عماد
وقل رب زدني علمًا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Nov 2004, 05:49 م]ـ
دكتور عماد
مع أحترامي البالغ فقد نقلت حضرتك قولي
أهل الجبر وأهل القدر
فهل القول الثالث لأهل السنة الأشعرية معتبر عندكم--والذي ذكره القرطبي قائلا ((قِيلَ: إِنَّهُ يَقْتَضِي النَّصّ مِنْهُ عَلَى خَلْقه تَعَالَى الْكُفْر وَالْإِيمَان فَيَحُول بَيْن الْمَرْء الْكَافِر وَبَيْن الْإِيمَان الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ , فَلَا يَكْتَسِبهُ إِذَا لَمْ يُقَدِّرهُ عَلَيْهِ بَلْ أَقْدَره عَلَى ضِدّه وَهُوَ الْكُفْر. وَهَكَذَا الْمُؤْمِن يَحُول بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكُفْر. فَبَانَ بِهَذَا النَّصّ أَنَّهُ تَعَالَى خَالِق لِجَمِيعِ اِكْتِسَاب الْعِبَاد خَيْرهَا وَشَرّهَا. وَهَذَا مَعْنَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا , وَمُقَلِّب الْقُلُوب ". وَكَانَ فِعْل اللَّه تَعَالَى ذَلِكَ عَدْلًا فِيمَنْ أَضَلَّهُ وَخَذَلَهُ ; إِذْ لَمْ يَمْنَعهُمْ حَقًّا وَجَبَ عَلَيْهِ فَتَزُول صِفَة الْعَدْل , وَإِنَّمَا مَنَعَهُمْ مَا كَانَ لَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِهِ عَلَيْهِمْ لَا مَا وَجَبَ لَهُمْ))
(يُتْبَعُ)
(/)
أم أنك تعتبر ما نسبته للجبرية وهو ((فأما القائلون بالجبر فقالوا: المراد منه أن الله تعالى يحول بين المرء الكافر، وبين قلبه .. وبين المرء المؤمن، وقلبه .. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء!))
هو نفسه قول أهل السنة الاشعرية؟؟
وهل قول أهل القدر أي المعتزلة والذي نقلته أنا عن الزمخشري يلق تأييدا عندك؟؟
وضح الأمر لو تكرمت؟؟
ـ[أبو زينب]ــــــــ[17 Nov 2004, 08:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ربما لن آتي بجديد و لكن - ليعذرني بعض الإخوة - سوف أنقل لكم هذا التفسير - رغم طوله - لأن صاحبه قد أتى على عدة أمور أثارتها الأخت زينب أو تناولها المشاركون في المداخلات المتوالية.
إليكم إذا ما جاء في تفسير "التحرير و التنوير " لابن عاشور.
(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
إعادة لمضمون قوله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله) الذي هو بمنزلة النتيجة من الدليل أو مقصد الخطبة من مقدمتها كما تقدم هنالك.
فافتتاح السورة كان بالأمر بالطاعة والتقوى، ثم بيان أن حق المؤمنين الكمل أن يخافوا الله ويطيعوه ويمتثلوا أمره وإن كانوا كارهين، وضرب لهم مثلا بكراهتهم الخروج إلى بدر، ثم بكراهتهم لقاء النفير وأوقفهم على ما اجتنبوه من بركات الامتثال وكيف أيدهم الله بنصره ونصب لهم عليه أمارة الوعد بإمداد الملائكة لتطمئن قلوبهم بالنصر وما لطف بهم من الأحوال، وجعل ذلك كله إقناعا لهم بوجوب الثبات في وجه المشركين عند الزحف ثم عاد إلى الأمر بالطاعة وحذرهم من أحوال الذين يقولون سمعنا وهم لا يسمعون، وأعقب ذلك بالأمر بالاستجابة للرسول إذا دعاهم إلى شيء فان في دعوته إياهم إحياء لنفوسهم وأعلمهم أن الله يكسب قلوبهم بتلك الاستجابة قوى قدسية.
واختير في تعريفهم، عند النداء، وصف الإيمان ليومي إلى التعليل كما تقدم في الآيات من قبل، أي أن الإيمان هو الذي يقتضي أن يثقوا بعناية الله بهم فيمتثلوا أمره إذا دعاهم.
والاستجابة: الإجابة، فالسين والتاء فيها للتأكيد، وقد غلب استعمال الاستجابة في إجابة طلب معين أو في الاعم، فأما الإجابة فهي إجابة لنداء وغلب أن يعدى باللام إذا اقترن بالسين والتاء، وتقدم ذلك عن قوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم " في آل عمران.
وإعادة حرف بعد واو العطف في قوله) وللرسول (للإشارة إلى استقلال المجرور بالتعلق بفعل الاستجابة، تنبيها على أن استجابة الرسول صلى الله عليه وسلم أعم من استجابة الله لأن الاستجابة لله لا تكون إلا بمعنى المجاز وهو الطاعة بخلاف الاستجابة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنها بالمعنى الأعم الشامل للحقيقة وهو استجابة ندائه، وللمجاز وهو الطاعة فأريد أمرهم بالاستجابة للرسول بالمعنيين كلما صدرت منه دعوة تقتضي أحدهما.
ألا ترى أنه لم يعد ذكر اللام في الموقع الذي كانت فيه الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو الطاعة، وذلك قوله تعالى " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح " فإنها الطاعة للأمر باللحاق بجيش قريش في حمراء الأسد بعد الانصراف من أحد فهي استجابة لدعوة معينة.
وإفراد ضمير " دعاكم" لأن الدعاء من فعل الرسول مباشرة، كما أفرد الضمير في قوله " ولا تولوا عنه " وقد تقدم آنفا.
وليس قوله " إذا دعاكم لما يحييكم" قيدا للأمر باستجابة ولكنه تنبيه على أن دعاءه إياهم لا يكون إلا إلى ما فيه خير لهم وإحياء لأنفسهم.
واللام في " لما يحييكم " لام التعليل أي دعاكم لأجل ما هو سبب حياتكم الروحية.
والأحياء تكوين الحياة في الجسد، والحياة قوة بها يكون الإدراك والتحرك بالاختيار ويستعار الأحياء تبعا الاستعارة الحياة للصفة أو القوة التبيبها كمال موصوفها فيما يراد منه مثل حياة الأرض بالإنبات وحياة العقل بالعلم وسداد الرأي، وضدها الموت في المعاني الحقيقية والمجازية، قال تعالى " أموات غير أحياء - أومن كان ميتا فأحييناه" وقد تقدم في سورة الأنعام.
والإحياء والإماتة تكوين الحياة والموت. وتستعار الحياة والإحياء لبقاء الحياة واستبقائها بدفع العوادي عنها) ولكم في القصاص حياة" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
(يُتْبَعُ)
(/)
والإحياء هذا مستعار لما يشبه إحياء الميت، وهو إعطاء الإنسان ما به كمال الإنسان، فيعم كل ما به ذلك الكمال من إنارة العقول بالاعتقاد الصحيح والخلق الكريم، والدلالة على الأعمال الصالحة وإصلاح الفرد والمجتمع، وما يتقوم به ذلك من الخلال الشريفة العظيمة، فالشجاعة حياة للنفس، والاستقلال حياة، والحرية حياة، واستقامة أحوال العيش حياة.
ولما كان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخلوا عن إفادة شيء من معاني هذه الحياة أمر الله الأمة بالاستجابة له، فالآية تقتضي الأمر بالامتثال لما يدعو إليه الرسول سواء دعا حقيقة بطلب القدوم، أم طلب عملا من الأعمال، فلذلك لم يكن قيد لما يحييكم مقصودا لتقييد الدعوة ببعض الأحوال بل هو قيد كاشف، فان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدعوهم إلا وفي حضورهم لديه حياة لهم، ويكشف عن هذا المعنى في قيد " لما يحييكم" ما رواه أهل الصحيح عن أبي سعيد بن المعلى، قال كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ثم أتيته فقلت يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ألم يقل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم" ثم قال: إلا أعلمك صورة الحديث في فضل فاتحة الكتاب، فوقفه على قوله " إذا دعاكم" يدل على أن "لما يحييكم" قيد كاشف وفي جامع الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال: يا أبي وهو يصلي فالتفت أبي ولم يجبه وصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله فقال: السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك فقال: يا رسول الله إني كنت في الصلاة فقال: أفلم تجد فيما أوحي إلي أن استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم قال بلى ولا أعود إن شاء الله الحديث بمثل حديث أبي سعيد بن المعلى قال ابن عطية: وهو مروي أيضا من طريق مالك بن انس (يريد حديث أبي بن كعب وهو عند مالك حضر منه عند الترمذي) قال ابن عطية وروي أنه وقع نحوه مع حذيفة بن اليمان في غزوة الخندق، فتكون عدة قضايا متماثلة ولا شك أن القصد منها التنبيه على هذه الخصوصية لدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.
(واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون [24])
مقتضى ارتباط نظم الكلام يوجب أن يكون مضمون هذه الجملة مرتبطا بمضمون الجملة التي قبلها فيكون عطفها عليها عطف التكملة على ما تكمله، والجملتان مجعولتان آية واحدة في المصحف.
وافتتحت الجملة باعلموا للاهتمام بما تتضمنه وحث المخاطبين على التأمل فيما بعده، وذلك من أساليب الكلام البليغ أن يفتتح بعض الجمل المشتملة على خبر أو طلب فهم بأعلم أو تعلم لفتا لذهن المخاطب.
وفيه تعريض غالبا بغفلة المخاطب عن أمر مهم فمن المعروف أن المخبر أو الطالب ما يريد إلا علم المخاطب فالتصريح بالفعل الدال على طلب العلم مقصود للاهتمام، قال تعالى " اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم" وقال (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) الآية وقال في الآية بعد هذه ' واعلموا أن الله شديد العقاب" وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي مسعود الأنصاري وقد رآه يضرب عبدا له اعلم أبا مسعود اعلم أبا مسعود: أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام وقد يفتتحون بتعلم أو تعلمن قال زهير.
قلت تعلم أن للصيد غرة وإلا تضيعها فإنك قاتله
وقال زياد بن سيار
تعلم شفاء النفس قهر عدوها فبالغ بلطف في التحيل والمكر
وقال بشر بن أبي خازم
وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق
و" أن" بعد هذا الفعل مفتوحة الهمزة حيثما وقعت، والمصدر المؤول يسد مسد مفعولي علم مع إفادة أن التأكيد.
والحول، ويقال الحؤل: منع شيء اتصالا بين شيئين أو أشياء قال تعالى (وحال بينهما الموج).
وإسناد الحول إلى الله مجاز عقلي لأن الله منزه عن المكان، والمعنى يحول شأن من شؤون صفاته، وهو تعلق صفة العلم بالاطلاع على ما يضمره المرء أو تعلق صفة القدرة بتنفيذ ما عزم عليه المرء أو بصرفه عن فعله، وليس المراد بالقلب هنا البضعة الصنوبرية المستقرة في باطن الصدر، وهي الآلة التي تدفع الدم إلى عروق الجسم، بل المراد عقل المرء وعزمه، وهو إطلاق شائع في العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما كان مضمون هذه الجملة تكملة لمضمون الجملة التي قبلها يجوز أن يكون المعنى: واعلموا أن علم الله يخلص بين المرء وعقله خلوص الحائل بين شيئين فانه يكون شديد الاتصال بكليهما.
والمراد بالمرء عمله وتصرفاته الجسمانية.
فالمعنى أن الله يعلم عزم المرء ونيته قبل أن تنفعل بعزمه جوارحه، فشبه علم الله بذلك بالحائل بين شيئين في كونه أشد اتصالا بالمحول عنه من أقرب الأشياء إليه على نحو قوله تعالى " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".
وجيء بصيغة المضارع" يحول" للدلالة على أن ذلك يتجدد ويستمر، وهذا في معنى قوله تعالى" ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" قاله قتادة.
والمقصود من هذا تحذير المؤمنين من كل خاطر يخطر في النفوس: من التراخي في الاستجابة إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتنصل منها، أو التستر في مخالفته، وهو معنى قوله " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه".
وبهذا يظهر وقع قوله" وأنه إليه تحشرون" عقبه فكان ما قبله تحذيرا وكان هو تهديدا. وفي الكشاف، وابن عطية: قيل إن المراد الحث على المبادرة بالامتثال وعدم إرجاء ذلك إلى وقت آخر خشية أن تعترض المرء موانع من تنفيذ عزمه على الطاعة أي فيكون الكلام على حذف مضاف تقديره: أن أجل الله يحول بين المرء وقلبه، أي بين عمله وعزمه قال تعالى " وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت" الآية.
وهنالك أقوال أخرى للمفسرين يحتملها اللفظ ولا يساعد عليها ارتباط الكلام والذي حملنا على تفسير الآية بهذا دون ما عداه أن ليس في جملة) أن الله يحول بين المرء وقلبه (إلا تعلق شأن من شؤون الله بالمرء وقلبه أي جثمانه وعقله دون شيء آخر خارج عنهما، مثل دعوة الإيمان ودعوة الكفر، وأن كلمة "بين" تقتضي شيئين فما يكون تحول إلا إلى أحدهما لا إلى أمر آخر خارج عنهما كالطبائع، فان ذلك تحويل وليس حؤلا.
وجملة" وأنه إليه تحشرون" عطف على" أن الله يحول بين المرء وقلبه" والضمير الواقع اسم أن ضمير اسم الجلالة، وليس ضمير الشأن لعدم مناسبته، ولإجراء أسلوب الكلام على أسلوب قوله" أن الله يحول" الخ.
وتقديم متعلق " تحشرون" عليه لإفادة الاختصاص أي: إليه إلى غيره تحشرون وهذا الاختصاص للكناية عن انعدام ملجإ أو مخبإ تلتجئون إليه من الحشر إلى الله فكني عن انتفاء المكان بانتفاء محشور إليه غير الله بأبدع أسلوب، وليس الاختصاص لرد اعتقاد، لأن المخاطبين بذلك هم المؤمنون، فلا مقتضى لقصر الحشر على الكون إلى الله بالنسبة إليهم.
[ line]
لا أشك أن في كلام الشيخ ابن عاشور إعادة لبعض ما جاء في ما نقله الاخوين جمال و عماد - أثابهم الله و أجزل لهم العطاء - و لكن لم أشأ أن أقتطع مثل ذلك الكلام حتى لا أخل بتفسيره و حتى يكون كلامه مسترسلا و متناسقا.
و الله اعلم.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.
ـ[زينب]ــــــــ[18 Nov 2004, 10:42 ص]ـ
اشكر ابو زينب للمشاركه لكن اسئل منك ابو زينب
كلنا ندري النسان قبل ان يفعل شي اللهجل جلاله يعلم ماذا يريد العبد ان يفعل كلام جمال حسني وعماد ايضا علي عين والراس لكن
كلام الجميع ينختم الي شي واحد الي الجبر وانا اعلم بان انتم ليس كدلك زمخشري وابو عاشور ايضا لهم تفسير لكن ما يفهم منه لا له علاقه بالقسم الاول
ـ[أبو زينب]ــــــــ[18 Nov 2004, 10:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ألف الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي - حفظه الله - كتابا سماه " الإنسان مسير أم مخير؟ " وهو " دراسة علمية شاملة لمسألة التسيير و التخيير و القضاء و القدر وما يتعلق بها من ذيول و مشكلات " .. قد أتى في كتابه على الآية منن سورة الأنفال.
سوف أنقل لكم بعض الفقرات التي بين فيها معنى الشق الثاني من الآية و هو قوله تعالى " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه "
ففي حديثه عن معنى آية المدثر " و ما يذكرون إلا أن يشاء الله " يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية توقف فعل الإنسان على أن يشاء الله له ذلك الفعل.أي مهما عزم الإنسان على فعل أو تصرف ما فلن يتأتى منه ذلك إلا بعد أن يشاء الله أن يقدره و يوفقه لتنفيذ ذلك الفعل. و هذه حقيقة ثابتة لا ريب فيها , سبق أن أوضحناها و ذكرنا الأدلة عليها عند حديثنا عن خلق الله لفعل الإنسان و بيََنََا أن هذه الحقيقة لا تخل بالحرية الثابتة للإنسان .....
غير أنك قد تسأل قائلا: فما الحاجة إلى التذكير بشيء أبرم البيان الإلهي القرار بشأنه عندما أكد منح الله الحرية و المشيئة للإنسان؟ إن هذا القرار الذي أبرمه البيان الإلهي و أكده يوضح أن الإنسان عندما يوجه مشيئته و عزمه إلى شيء فلا بد أن يشاء الله له الفعل المتفق مع مشيئته و عزمه. و من ثم فلا بد أن يخلق في كيانه الفعل الذي اتجه إليه عزمه و قصده. فما الحاجة إلى أن يقول بعد هذا القرار الذي أكده له: إنك لن تستطيع ممارسة التذكرة و وضعها من حياتك العملية موضع التنفيذ إلا إن شئتُ لك ممارسة ذلك و تنفيذه؟
و الجواب أن هذا الكلام هنا سيق مساق التهديد لأولئك الذين ظلوا معرضين عن التذكرة التي تعرفهم و تنبههم و تحذرهم .. فهو يقول لهم: بوسعكم إن شئتم أن تلتفتوا إلى هذه التذكرة و تحفلوا بها و لكن فلتعلموا أن هذا الوسع قد يُحجب عنكم إذا شاء الله ذلك و تطاول أمد استكباركم و إعراضكم .. ترغبون عندئذ في الالتفات إلى هذه التذكرة و العمل بها و لكنكم لا تقدرون على ذلك و لا تجدون سبيلا إليه و هذا من قبيل قول الله تعالى " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه " و من قبيل قوله:" سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق و إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها و إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا و إن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا " و من قبيل قوله:" الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري و كانوا لا يستتطيعون سمعا "
فها هنا تصريح بأن هؤلاء الناس قد حيل بينهم و بين الاستفادة من عقولهم و أسماعهم و قواهم على الرغم من أنهم يتمتعون بذلك كله .. و ذلك بمقتضى عقاب عاجل حاق بهم من الله عز و جل جزاء على إمعانهم في العناد و الاستكبار. وهي سنة ربانية يأخذ الله بها بعضا من عباده ...
و صفوة القول أن المشيئة التي يتمتع بها الإنسان في اختيار تصرفاته و أعماله متوقفة على مشيئة الله أن يكرمه و يمتعه بها. و لما شاء الله أن يمتع عباده بهذه النعمة كانت هي المزية الكبرى التي امتازواا بها عن سائر الحيوانات الأخرى. و غني عن البيان أن الله إن شاء سلب عن عباده هذه المكرمة كما يسلبها فعلا عن أناس حاق بهم غضب الله عز و جل ....
..... أما الإنسان الذي ركل فطرة البحث عن الحق و الرغبة في الركون إليه بقدمه و استسلم لأمواج التربية الجانحة و الضلالات الفكرية الباطلة ثم آثر الانقياد لكبرياء نفسه على الاستجابة لقرار عقله ثم أصر إصراره على أن يستمر على هذا النهج معرضا عن التذكرة و الحوار مستكبرا عليهما آنا و ساخرا بهما و بأصحابهما آنا آخر. فهل من الظلم له أن يطبع الله على قلبه بعد طول تنبيه و تحذير و إنذار كما قد قرر في الآيات التي سبق إيرادها مما يتضمن هذا القانون الرباني؟
وعن هؤلاء العتاة و المستكبرين يقول الله تعالى وهو يصف جانبا من استكبارهم على الحق و سخريتهم به: " و منهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم: ماذا قال آنفا * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم و اتبعوا أهواءهم " سورة محمد 16
(* تعليق من الكاتب: أي قالوا ذلك استهزاء و يأتي بعد هذه الآية مباشرة قوله تعالى " و الذين اهتدوا زادهم هدى و آتاهم تقواهم " فانظر إلى دقة المقابلة لتدرك دقة القانون الإلهي)
أجل أعود فأسأل: هل منن الظلم أن يعاقب الله هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم بهذا العتو و الاستكبار فيطبع على قلوبهم و يستلب منها قابلية الهداية نتيجة لما حكموا به على أنفسهم من الظلم لها و الإساءة إليها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان الإنسان خلال مرحلة طويلة من حياته قادرا على أن يتحرر من كبره و عصبيته و عناده و أن يختار لنفسه الانقياد لقرار عقله إذ لم يكن العقاب الرباني العاجل قد حل بعد , و لكنه أصر .. ثم أصر .. ثم أصر .. فلما ثابر على هذه الحال و أصر إصراره نزل به عقاب الله و حكمه فقطع روافد الهداية عن عقله و طبع على قلبه و غلفه بالران فلا العقل يعي و لا القلب يرق و يتأثر. و كأن الله يقول له: ما حاجتك إلى هاتين النعمتين و أنت لا تستعملهما إلا لحظوظ نفسك و إشباع كبريائك. فها أنا بقضاء عادل مني أحول بينك وبينهما فلن ترقى بهما بعد اليوم إلى سدة الهداية و الرشد و هذا معنى قوله عز وجل " واعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه " أي عندما يشاء عز وجل وو إنما تسير مشيئته طبق هذا القانون الذي ألزم به ذاته.
وأليك هذه الحادثة التي تبرز جانبا عمليا واضحا من هذه السنة الإلهية التي لا يلحقها خلف.
أستاذ جامعي ذو ثقافة واسعة كان دأبه التباهي بانحلاله و ابتعاده عن ضوابط الدين و قيمه. ولم يكن يقابل تذكرة الناصحين و المذكرين له إلا بالتعالي و السخريةة .. توفي قريب لصديق له فدخل داره معزيا مع زميل له. وما كاد يجلس مع الجالسين في قاعة العزاء و تطرق سمعه آيات من كتاب الله تعالى يتلوها القارئ حتى همس في أذن زميله قائلا: قم .. قم .. فإن هذا الكلام الذي أسمعه يكاد يغير لي فكري .. و هب فقام منصرفا لا يلوي على شيء.
أليس هذا من الغرابة بمكان؟ هل هناك من يعادي عقله فيفر من نصائحه و أحكامه؟
أجل هناك من يعادي عقله في مجال الهداية و اتباع سبيل الرشد و هم أولئك الذين حاق بهم مقت الله و أنزل بهم عقابه العاجل فضرب بينهم و بين عقولهم بحاجز و أفقد سلطانها على نفوسهم فكانوا مظهرا دقيقا لقوله عز و جل: " إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا وو إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذن أبدا " الكهف 57. " و لقوله عز و جل " و لاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا " الهف 28. و لقوله تعالى " و عرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عنن ذكري و كانوا لايستطيعون سمعا " الكهف 100 - 101.
اهـ
أكتفي بهذا القدر على أمل أن يكون الأمر قد انجلى إلى أختنا زينب - وفقها الله -
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
ـ[الهام]ــــــــ[21 Nov 2004, 04:45 م]ـ
کانت التوضحات وافيه وکامله
الان ما العلاقه بين هذا التفسير الذي قلت وقسم الاول لهو استجيبوا ...
ـ[أبو زينب]ــــــــ[22 Nov 2004, 09:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يقول الحق سبحانه " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم. و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه. "
أكثر الفقهاء على أن ظاهر الأمر للوجوب فالأمر هنا للوجوب حتى يكون له معنى و فائدة , صونا للنص عن التعطيل و لأن قوله بعدئذ: " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه. " جار مجرى التهديد و الوعيد وهو لا يليق إلا بالإيجاب.
فيجب بناء عليه امتثال ما أمر به الرسول صلى الله عليه و سلم بجد و عزم و نشاط من أمور الدين عبادة و عقيدة و معاملة.
ومن أعرض عما أمر النبي به من الإيمان و القرآن و الهدى و الجهاد فهو ميت لا حياة طيبة أو روحية فيه. كما قال تعالى: " أو من كان ميتا فأحييناه و جعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " (الأنعام 122)
و معنى قوله " و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه وأنه إليه تحشرون. " بادروا إلى الاستجابة قبل ألا تتمكنوا منها بزوال العقل و القلب: موضع الفكر. قال مجاهد في الآية " يحول " أي حتى يتركه لا يعقل. و المعنى: يحول بين المرء و عقله حتى لا يدري ما يصنع.
فالمقصود من الآية الحث على الطاعة قبل وجود الموانع من مرض و موت مثلا. و الدليل على ذلك ما ختمت به الآية " و أنه إليه تحشرون " أي أسرعوا في العمل و أعدوا العدة ليوم الحشر فإنكم إلى الله مرجعكم و مصيركم فيجازيكم بأعمالكم.
أرجو أن أكون قد وُفقتُ في بيان العلاقة بين الجملتين في الآية.(/)
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
ـ[الصحابى]ــــــــ[16 Nov 2004, 03:40 م]ـ
هل يعرف ترتيب نزول سور القرآن , ماهى السورة التى نزلت قبل سورة يس؟ و ماهى أخر سورة مكية و أول و اخر سورة مدنية نزلت؟(/)
أفيدونى فى ترتيب نزول سور القرآن؟
ـ[الصحابى]ــــــــ[16 Nov 2004, 05:53 م]ـ
هل ترتيب نزول سور القرآن معروف, فانا اريد معرفة السورة التى نزلت قبل سورة يس؟ اخر سورة مكية و اول و اخر سورة مدنية؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Oct 2006, 02:08 م]ـ
السورة التي نزلت قبل سورة يس هي: سورة الجن
آخر سورة مكية: سورة المطففين
أول سورة مدنية: سورة البقرة
آخر سورة مدنية: سورة النصر
ـ[ابو العزايم عبد الحميد]ــــــــ[01 Nov 2006, 02:17 م]ـ
اخي الحبيب اليك قصيدة ترتيب النزول المسماة تقريب المامول في ترتيب النزول للجعبري:
: مكيها ست ثمانون اعتلت نظمت على رفق النزول لمن تلا
اقرأ ونون مزمل مدثر والحمد تبت كورت الأعلى علا
ليل وفجر والضحى شرح وعصر العاديات وكوثر ألهاكم تلا
أرأيت قل بالفيل مع فلق كذا ناس وقل هونجمها عبس جلا
قدر وشمس والبروج وتينها لئيلاف قارعة قيامة أقبلا
ويل لكل المرسلات وق مع بلد وطارقها مع اقتربت كلا
ص وأعراف وجن ثم يس وفرقان وفاطر اعتلا
كاف وطه ثلة الشعر ونمل قص الأسر يونس هود ولا
ا مع غافر فصلت مع زخرف ودخان جاثية وأحقاف تلا
ا ذرووغاشية وكهف ثم شو رى والخليل والأنبياء نحل حلا
ومضاجع نور وطور والفلا ح الملك واعية وسال وعم لا
غرق مع وانفطرت وكدح ثم رو م العنكبوت وطففت فتكملا
ا وبطيبة عشرون ثم ثمان الطولى وعمران وأنفال جلا
الأحزاب مائدة امتحان والنسا مع زلزلت ثم الحديد تأملا
ا ومحمد والرعد والرحمن الإنس ان الطلاق ولم يكن حشر مل
ا نصر ونوح ثم حج والمنا فق مع مجادلة وحجرات ول
ا تحريمها مع جمعة وتغابن صف وفتح توبة ختمت أولاً
أما الذي قد جاءنا سفريه عرفي أكملت لكم قد كمل
ا لكن إذا قمتم فحبشي بدا واسأل من أرسلنا الشامي قبل
ا إن الذي فرض انتمى جحيفيها وهوالذي كف الحديبي انجلا
ـ[عائشة]ــــــــ[13 Nov 2006, 10:20 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه التحفة
ولكن هل هذا الترتيب حسب نزول السور ام حسب ترتيبها فى المصحف
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[14 Nov 2006, 12:47 م]ـ
موضوع ترتيب النزول واسع ودقيق وفيه إشكالات عديدة وقد سبق لي أعداد كتاب فيه وبحث محكم قبل للنشر في مجلة المنارة التي تصدرها جامعة آل البيت في الأردن، وفي هذه العجالة أذكر بعض الأمور منها: أن تحديد ترتيب نزول السور يحتاج إلى دقة متناهية في تحديده، ومراجعة الروايات وأحداث السيرة والتفسير، ومراعاة أن السور لم تكن تنزل متتابعة بمعنى أنه في فترات نزول سورة البقرة التي امتدت نحو عشر سنوات نزلت سور أخرى عديدة فقد تنزل السورة متتابعة وقد تنزل مفرقة وقد ينزل في أثناء ذلك سورة أو سور أو آيات متعددة، ولذا فإن قصيدة الإمام الجعبري وما ورد من روايات عديدة في ترتيب النزول يحتاج إلى مراجعة وتأمل. ولمعرفة ترتيب النزول أدوات عديدة منها الروايات ومنها سياق الآيات ومنها الاستعانة بعلوم القرآن الأخرى. والله الموفق
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 Nov 2006, 07:17 م]ـ
أخي (د. أحمد شكري)
هل تتكرم بذكر خلاصة ترتيب السور كما انتهى إليها بحثكم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[14 Nov 2006, 11:01 م]ـ
موضوع ترتيب النزول واسع ودقيق وفيه إشكالات عديدة
ولذا فإن قصيدة الإمام الجعبري وما ورد من روايات عديدة في ترتيب النزول يحتاج إلى مراجعة وتأمل
وأنا أحد الشهود الذين يصدقون ماذكرته د. أحمد شكري. واطلالة على كتب الحديث والتفسيرو وكتب علوم القرآن كـ المعنونة بترتيب النزول وأسباب النزول الخ تؤيد ماذكرته أخي الكريم. بل يكفي أن نعلم أن هناك اختلاف في آخر آية نزلت من القرآن, والاختلاف كان بين الصحابة وليس من بعدهم, أي أنه ثبت عن جابر أنه يقول: ان الكلالة اخر اية بينما قال اخر وفي سياق اخر ان الاية الفلانية كانت اخر اية, وقد صحت الاسانيد حتى عنهم, وتجد هذا في كتب الصحيح, وقد نقلها ائمتنا بأمانة, فما بالك بالمتأخرين!!!!
بل انظر هنا في رد الأخ الفاضل منصور بن مهران:
آخر سورة مكية: سورة المطففين
فقد يكون الحق معه وقد يكون مع من يقول أن المطففين المقصودين هنا هم أهل المدينة, ربما اليهود, عندما قدم النبي اليها, وتصبح هكذا من اوائل السور المدنية وليس آخر السور القرآنية, وانا حتى الآن أمشي مع هذا!! وقيل أن هناك سورة نزلت بين مكة والمدينة, يقصدون اثناء هجرة النبي وأبي بكر, وربما قالوا انها المطففين, وهذا لايقبل الا بحجة بينة وحجة داحضة---ولايقصدون سوة الفتح, فهي نزلت في الحديبية بين مكة والمدينة ولكن بعد الهجرة بسنوات, حسب بعض الاثار الواردة.
أتمنى أن تطرح ماأعددته من بحث في هذا الموضوع هنا, مع سالف الشكر والتقدير
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Jul 2010, 01:36 م]ـ
أخي (د. أحمد شكري)
هل تتكرم بذكر خلاصة ترتيب السور كما انتهى إليها بحثكم؟
وجزاكم الله خيرا
الطلب نفسه .... مشكورين.(/)
الاستعاذه (تفسير الطبري)
ـ[طويلب علم]ــــــــ[16 Nov 2004, 09:59 م]ـ
القول في الاستعاذة
وفيها اثنتا عشرة مسألة:
الأولى: أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة فقال تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم أي إذا أردت أن تقرأ؛ فأوقع الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر: وإني لآتيكم لذكري الذي مضى من الود واستئناف ما كان في غد
أراد ما يكون في غد؛ وقيل: في الكلام تقديم وتأخير، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت؛ كما قال تعالى: ثم دنى فتدلى المعنى فتدلى ثم دنا؛ ومثله: اقتربت الساعة وانشق القمر وهو كثير.
الثانية: هذا الأمر على الندب في قول الجمهور في كل قراءة في غير الصلاة. واختلفوا فيه في الصلاة. حكى النقاش عن عطاء: أن الاستعاذة واجبة، وكان ابن سيرين والنخعي وقوم يتعوذون في الصلاة كل ركعة، ويمتثلون أمر الله في الاستعاذة على العموم، وأبو حنيفة والشافعي يتعوذان في الركعة الأولى من الصلاة ويريان قراءة الصلاة كلها كقراءة واحدة؛ ومالك لا يرى التعوذ في الصلاة المفروضة ويراه في قيام رمضان.
الثالثة: أجمع العلماء على أن التعوذ ليس من القرآن ولا آية منه، وهو قول القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا اللفظ هو الذي عليه الجمهور من العلماء في التعوذ لأنه لفظ كتاب الله تعالى. وروي عن ابن مسعود أنه قال: قلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أم عبد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأني جبريل عن اللوح المحفوظ عن القلم.
الرابعة: روى أبو داود وابن ماجة في سننهما عن جبير بن مطعم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة فقال عمرو: لا أدري أي صلاة هي؟ فقال: "الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا - ثلاثا - الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا - ثلاثا - وسبحان الله بكرة وأصيلا - ثلاثا - أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه. قال عمرو: همزه المؤتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر. وقال ابن ماجة: المؤتة يعني الجنون. والنفث: نفخ الرجل من فيه من غير أن يخرج ريقه. والكبر: التيه. وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك - ثم يقول: لا إله إلا الله - ثلاثا ثم يقول: - الله أكبر كبيرا - ثلاثا - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه" ثم يقرأ وروى سليمان بن سالم عن ابن القاسم رحمه الله أن الاستعاذة: أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم بسم الله الرحمن الرحيم. قال ابن عطية: "وأما المقرئون فأكثروا في هذا من تبديل الصفة في اسم الله تعالى وفي الجهة الأخرى، كقول بعضهم: أعوذ بالله المجيد، من الشيطان المريد؛ ونحو هذا مما لا أقول فيه: نعمت البدعة، ولا أقول: إنه لا يجوز".
الخامسة: قال المهدوي: أجمع القراء على إظهار الاستعاذة في أول قراءة سورة "الحمد" إلا حمزة فإنه أسرها. وروى السدي عن أهل المدينة أنهم كانوا يفتتحون القراءة بالبسملة. وذكر أبو الليث السمرقندي عن بعض المفسرين أن التعوذ فرض، فإذا نسيه القارئ وذكره في بعض الحزب قطع وتعوذ، ثم ابتدأ من أوله. وبعضهم يقول: يستعيذ ثم يرجع إلى موضعه الذي وقف فيه؛ وبالأول قال أسانيد الحجاز والعراق؛ وبالثاني قال أسانيد الشام ومصر.
السادسة: حكى الزهراوي قال: نزلت الآية في الصلاة وندبنا إلى الاستعاذة في غير الصلاة وليس بفرض. قال غيره: كانت فرضا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، ثم تأسينا به.
السابعة: روي عن أبي هريرة أن الاستعاذة بعد القراءة؛ وقاله داود. قال أبو بكر بن العربي: انتهى العي بقوم إلى أن قالوا: إذا فرغ القارئ من قراءة القرآن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. وقد روى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في صلاته قبل القراءة؛ وهدا نص. فإن قيل: فما الفائدة في الاستعاذة من الشيطان الرجيم وقت القراءة؟ قلنا: فائدتها امتثال الأمر؛ وليس للشرعيات فائدة إلا القيام بحق الوفاء لها في امتثالها أمرا أو اجتنابها نهيا؛ وقد قيل: فائدتها امتثال الأمر بالاستعاذة من وسوسة الشيطان
(يُتْبَعُ)
(/)
عند القراءة؛ كما قال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته. قال ابن العربي: ومن أغرب ما وجدناه قول مالك في المجموعة في تفسير هذه الآية: فإدا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قال: ذلك بعد قراءة أم القرآن لمن قرأ في الصلاة، وهذا قول لم يرد به أثر، ولا يعضده نظر؛ فإن كان هذا كما قال بعض الناس: إن الاستعاذة بعد القراءة، كان تخصيص ذلك بقراءة أم القرآن في الصلاة دعوى عريضة، ولا تشبه أصل مالك ولا فهمه؛ فالله أعلم بسر هذه الرواية.
الثامنة: في فضل التعوذ. روى مسلم عن سليمان بن صرد قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل تدري ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا؟ قال: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال له الرجل: أمجنونا تراني! أخرجه البخاري أيضا. وروى مسلم أيضا عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال: ففعلت فأذهبه الله عني. وروى أبو داود عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل عليه الليل قال: يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك [وشر ما فيك] [و] شر ما خلق فيك ومن شر ما يدب عليك [وأعوذ بالله] من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن [ساكن] البلد ووالد وما ولد وروت خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من نزل منزلا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل. أخرجه الموطأ ومسلم والترمذي وقال: حديث حسن غريب صحيح. وما يتعوذ منه كثير ثابت في الأخبار، والله المستعان.
التاسعة: معنى الاستعاذة في كلام العرب: الاستجارة والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه؛ يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي؛ أي ملجئي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال: عوذ بالله منك؛ أي أعوذ بالله منك؛ قال الراجز قالت وفيها حيدة وذعر عوذ بربي منكم وحجر
والعرب تقول عند الأمر تنكره: حجرا له، بالضم، أي دفعا، وهو استعاذة من الأمر. والعوذة والمعاذة والتعويذ كله بمعنى. وأصل أعوذ: أعوذ نقلت الضمة إلى العين لاستثقالها على الواو فسكنت.
العاشرة: الشيطان واحد الشياطين؛ على التكسير والنون أصلية؛ لأنه من شطن إذا بعد عن الخير. وشطنت داره أي بعدت؛ قال الشاعر [النابغة الذبياني]: نأت بسعاد عنك نوى شطون فبانت والفؤاد بها رهين
وبئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده. ووصف أعرابي فرسا لا يحفى فقال: كأنه شيطان في أشطان. وسمي الشيطان شيطانا لبعده عن الحق وتمرده؛ وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان؛ قال جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنت شيطانا
وقيل: إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، فالنون زائدة. وشاط إذا احترق وشيطت اللحم إذا دخنته ولم تنضجه. واشتاط الرجل إذا احتد غضبا. وناقة مشياط التي يطير فيها السمن. واشتاط إذا هلك؛ قال الأعشى: قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل
أي يهلك. ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين، فهذا بين أنه تفيعل من شطن، ولو كان من شاط لقالوا: تشيط، ويرد عليهم أيضا بيت أمية بن أبي الصلت: أيما شاطن عصاه عكاه ورماه في السجن والأغلال
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه.
الحادية عشرة: الرجيم أي المبعد من الخير المهان. وأصل الرجم: الرمي بالحجارة، وقد رجمته أرجمه، فهو رجيم ومرجوم. والرجم: القتل واللعن والطرد والشتم، وقد قيل هذا كله في قوله تعالى: لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين. وقول أبي إبراهيم: لئن لم تنته لأرجمنك. وسيأتي إن شاء الله تعالى.
الثانية عشرة: روى الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، قلت: ومن هذا الذي تلعنه يا رسول الله؟ قال هذا الشيطان الرجيم فقلت: يا عدو الله، والله لأقتلنك والله لأقتلنك ولأريحن الأمة منك؛ قال: ما هذا جزائي منك؛ قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلا شركت أباه في رحم أمه.
http://www.arab7.com/up/file/1100631062932.jpg(/)
تفسير قول الله تعالى (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 Nov 2004, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ..
بارك الله فيكم هل يصح في تفسير هذه الآية حملها على غير الكفر؟ أنه أشكل علي كلام ابن سعدي رحمه الله في تفسيره بأن لا يُتصور الاحاطة إلا في ذنب كالكفر وبين ما انتشر بين بعض الوعاظ وفقهم الله في تحذيرهم من كبائر الذنوب بهذه الآية ..
أرجو أن يكون جوابك أخي الكريم مدعما ً بنقول ومراجع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Nov 2004, 06:59 ص]ـ
السلام عليكم
أنقل لك ما يلي
((قال الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور (1/ 209):
"أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (بلى من كسب) قال: الشرك.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وقتادة: مثله.
وأخرج ابن ابي حاتم عن أبي هريرة في قوله (وأحاطت به خطيئته) قال: أحاط به شركه.
وأخرج ابن اسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلى من كسب سيئة أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له أبدا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: (وأحاطت به خطيئته) قال: هي الكبيرة الموجبة لأهلها النار.
وأخرج وكيع وابن جرير عن الحسن أنه سئل عن قوله: وأحاطت به خطيئته ما الخطيئة قال اقرؤوا القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وأحاطت به خطيئته قال: الذنوب تحيط بالقلوب فكلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب حتى يكون هكذا وقبض كفه ثم قال والخطيئة كل ذنب وعد الله عليه النار.
وأخرج ابن ابي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الربيع بن خيثم في قوله وأحاطت به خطيئته قال هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
وأخرج وكيع وابن جرير عن الأعمش في قوله (وأحاطت به خطيئته) قال: مات بذنبه."اهـ
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره (1/ 384) في المراد من السيئة:
"عن ابن عباس قال وأما السيئة التي ذكر الله في هذا المكان فإنها الشرك بالله.
كما حدثنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني عاصم عن أبي وائل بلى من كسب سيئة قال الشرك بالله.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلى من كسب سيئة شركا.
حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.
حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة قوله بلى من كسب سيئة قال أما السيئة فالشرك.
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة مثله.
حدثني موسى قال ثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي بلى من كسب سيئة أما السيئة فهي الذنوب التي وعد عليها النار.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال قلت لعطاء بلى من كسب سيئة قال الشرك.
قال ابن جريج قال قال مجاهد سيئة شركا.
حدثت عن عمار بن الحسن قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله بلى من كسب سيئة يعني الشرك."اهـ
=========================================
ثم أورد الطبري الأقوال التي وردت في قوله تعالى (وأحاطت به خطيئته) فقال (1/ 286 - 287):
حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن يمان عن سفيان عن الأعمش عن أبي روق عن الضحاك: وأحاطت به خطيئته قال مات بذنبه.
حدثنا أبو كريب قال ثنا جرير بن نوح قال ثنا الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم وأحاطت به خطيئته قال مات عليها.
حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال أخبرني ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس وأحاطت به خطيئته قال يحيط كفره بما له من حسنة.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال حدثني عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأحاطت به خطيئته قال ما أوجب الله فيه النار.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة وأحاطت به خطيئته قال أما الخطيئة فالكبيرة الموجبة.
حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق عن قتادة وأحاطت به خطيئته قال الخطيئة الكبائر.
حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا وكيع ويحيى بن آدم عن سلام بن مسكين قال سأل رجل الحسن عن قوله وأحاطت به خطيئته فقال ما تدري ما الخطيئة يا بني اتل القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة.
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار.
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي رزين وأحاطت به خطيئته قال مات بخطيئته.
حدثني المثنى قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الأعمش قال ثنا مسعود أبو رزين عن الربيع بن خثيم في قوله وأحاطت به خطيئته قال هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال قال وكيع سمعت الأعمش يقول في قوله وأحاطت به خطيئته مات بذنوبه.
حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأحاطت به خطيئته الكبيرة الموجبة.
حدثني موسى قال ثنا عمرو بن حماد قال ثنا أسباط عن السدي أحاطت به خطيئته فمات ولم يتب.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال حدثني حسان عن ابن جريج قال قلت لعطاء وأحاطت به خطيئته قال الشرك ثم تلا ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار))
لاحظ أخي الكريم أنهم يجمعون على تفسير السيئة بالشرك--ما عدا السدي الذي قال قولا يحتمل الشرك ويحتمل الكبيرة
بعد تعقيبك نتناقش
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 Nov 2004, 06:48 م]ـ
بارك الله فيك.
من خلال القراءة وجدت أكثر من عالم لا يصرح بأنها للشرك فقط غير السدي رحمه الله فمثلاً
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار.
حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأحاطت به خطيئته الكبيرة الموجبة.
فهناك كبائر توجب النار لكنها ليست مكفرة مثل الربا وغيرها بمعنى يُهذب صاحبها في النار ثم يُخرج منها إلى الجنة إن كان مات على التوحيد.
بارك الله فيكم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 Nov 2004, 07:15 م]ـ
طلال لاحظ دقة كلامهم
السيئة هي الشرك (("أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (بلى من كسب) قال: الشرك)) ما عدا السدي الذي قال بالإحتمالين
أما الخطيئة فقد فسرها البعض بالكبيرة من الذنب
وإذا سألتني رأيي فأنا راض بقول إبن عباس رضي الله عنهما ((وأخرج ابن اسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلى من كسب سيئة أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 Nov 2004, 07:47 م]ـ
بارك الله فيك(/)
الكتب المؤلفة في مقاصد السور؟!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Nov 2004, 11:59 م]ـ
اهتم بعض علماء التفسير بالإشارة إلى مقاصد السور،لكن الذي أعلمه ـ حسب اطلاعي القاصر ـ أن ذلك يأتي عرضاً،لا قصداً، بمعنى أنني لا أعلم مفسراً اعتنى في تفسيره بالحديث عن المقصد من كل سورة يأتي على تفسيرها، فلذا ـ لأهمية ذلك في تدبر القرآن ـ لدي سؤال أطرحه على أهل الاختصاص يتعلق بالكتب التي تكلمت عن مقاصد السور،هل كتب أفردت في هذا أم لا؟ وما هي؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Nov 2004, 04:30 م]ـ
قبسات الصابوني
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 Nov 2004, 04:40 م]ـ
بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
للفيروزأبادي
(وإن لم يكن مفردا لذلك)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Nov 2004, 06:19 م]ـ
يغلب على ظني أن مثل أسرار التنزيل للسيوطي، كفيل بتغطية هذا الجانب، ولم أره مطبوعا بعد
وذكره السيوطي في النوع الثاني والستون في إتقانه
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2004, 06:39 ص]ـ
أخي الكريم عمر، وإخوتي الكرام الذين شاركوا في الرد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن هذا الموضوع (مقاصد السور) من الموضوعات التي يَرِدُها العقل، فيستنبط منها ما شاء الله، ويفتح الله لمن شاء فيه ما شاء.
وهو مرتبط بدرجة كبيرة ببعض الموضوعات الأخرى المتعلقة بالسورة، مثل:
1 ـ اسم السورة، أو أسماؤها إن كان لها أكثر من اسم ثابت، ويُحرص على الاسم الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ـ بلا شكَّ ـ ما سمَّى السورة إلا لحكمة،وقد تكون هذه الحكمة في التسمية مرتبطة بمقصد السورة.
2 ـ موضوعات السورة، وقد حرص بعض المعاصرين على بيانها مثل الطاهر بن عاشور في تفسيره.
3 ـ مكان نزول السورة، إذ السور المكية ـ بجملتها ـ تعنى بما لا تُعنى به السور المدنية.
4 ـ ما طرحه بعض المعاصرين مما يسمَّى بالوحدة الموضوعية للسورة.
ويمكن طرح بعض الملاحظات على هذا الموضوع:
1 ـ أن بعض العلماء قد كانت لهم إشارات إلى هذا الموضوع؛ كشيخ الإسلام ابن تيمية، والشاطبي في موافقاته.
2 ـ أن هذا الموضوع قابل للأخذ والردِّ في تحديد مقصد السورة، فقد يرى باحث أن مقصد السور ة كذا، ويرى الآخر أن مقصدها بخلافه، إذ لا يوجد نصُّ تشريعي يدل على هذا أو ذاك، فصار من محالِّ الاجتهاد.
3 ـ أنه مما يدخله التكلف كما دخل علم المناسبات.
4 ـ كما أنَّ السور الطوال لها مقاصد متعدده في الجملة، وإن كان قد يغلب عليها مقصد معين.
وأخيرًا، فقد كتب البقاعي كتابًا بعنوان: (مصاعد النظر إلى الإشراف على مقاصد السور)، وهو من مطبوعات دار المعارف بالرياض.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Nov 2004, 01:26 م]ـ
شكر الله لكم ..
سؤال للشيخ مساعد:
قلتم بارك الله فيكم:
[إن هذا الموضوع (مقاصد السور) من الموضوعات التي (يردها العقل) ... الخ]،
فهل كلمة (يردها) مقصودة أم هي سبق قلم،وصوابها: يوردها؟!
أرجو الإيضاح، فإن كان الأمر على ما كتبتم، فأرجو التوضيح أكثر لأن هذه الكلمة فيها إشكال عندي من حيث المعنى، إذ كيف يردها العقل؟!.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Nov 2004, 02:36 م]ـ
ولِمَ لا تكون: يَرِدُها يا أبا عبد الله؟:)
مع الاعتذار لشيخنا د. مساعد.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2004, 03:55 م]ـ
الأمر كما قلت يأخي خالد، وأعتذر عن عدم ضبطها بالشكل.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Nov 2004, 07:53 م]ـ
اتضح المقصود بارك الله فيكما ...
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Nov 2004, 08:06 م]ـ
سْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
أَيُّهَا الشُّيُوخُ الكِرَام:
أتفقُ تماماً مع إشارات الشيخ مساعد، يتبقَّى من ذلك:
1 - مقاصد القرآن، و فيه مؤلفات مستقلة و فصولٌ داخل المصنَّفَات.
2 - الاختلاف في الفهم و القراءة سواءً للنص القرآني أو الموضوع القرآني داخل السور،
و ذلك يختلفُ باخْتِلافِ المنهجية لدى القارئ، أو الخلفية الشرعية لديه.
هذا ما أحببت التنويه عليه، و الإشارة إليه.
شيخَنَا / د. مساعد:
و الأمر كما قرَّرت من تصريف الشيخ " الشبل " و لكن ((مرةً أُخرى لا يسبقك القلم
فيكتبُ ما لا تريد، فلَعَلَّك لم تضبط اللفظة عن " عدم " و ليس عن " عمد " لأنَّها لم تضبط في الأصل - عند كتابتي للمداخلة لا قبل، و إن وجدتها فيما بعد -))
آآآآسف أبا عبد الملك
محبكم
عبد الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Nov 2004, 04:06 م]ـ
أخي عبد الله أشكرك على مداخلتك، وقد عدلت (عمد) إلى (عدم). وأنت أشرت إلى موضوع نفيس للغاية كان بودي لو طُرِح أيضًا، وهو (مقاصد القرآن)، وليتك تفتح له موضوعًا مستقلاً، وتذكر فيه ما تجد من نقول عن العلماء، ونشاركك ـ نحن أهل الملتقى ـ في هذا، فالموضوع بكرٌ لم يبحث بحثًا مستفيضًا، وهو صالح للبحث العلمي، وهو أنفس من كثير من الموضوعات التي تُطرح في التفسير الموضوعي. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[20 Nov 2004, 12:49 ص]ـ
بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
أَيُّهَا الشُّيُوخُ الكِرَام
أَيُّهَا القرَّاء الأَعِزَّاء
د / مساعد
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
لا أُخْفِيْكم أنَّ الكتَابة فِيْ مثْل الموضوع " مقاصِد القرآن، وَ مقَاصِد السور " ماتِعَةٌ و رائِعَةٌ
وَ قَد كَتَبْتُ قليْلاً من كثيرٍ في هذا المجال، عسى أن تخفَّ المشاغل و بحوث الدراسة فأُعِيْدُ النَّظَر فيْهَا
آملُ أن يكون ذلك قَرِيْباً
أَبُثُّهَا فأسْتَفِيْدَ مِن أَمْثَالِكم - لا حُرِمْتُ منْكُم -
مُحِبُّكم
عبد الله
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:08 م]ـ
بمناسبة ذكر موضوع مقاصد القرآن، فإن من المهم لمن يريد الكتابة في هذا الموضوع أن يقرأ الكتب التي ألفت فيه ـ وهذا مما لا يغيب على فطنة أخينا الشيخ عبدالله ـ،وعلى رأسها:
كتاب "الموافقات" للشاطبي،وما كُتب عن آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الموضوع،وفيها رسالة دكتوراه عنوانها: مقاصد الشريعة عند ابن تيمية،لبدوي (هذا اسمه وليس وصفه،لأني لا أتذكر اسمه كاملاً!!)،وكذلك ما كتبه العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين،وغيرهم من العلماء الأعلام.
وسبب ذلك ظاهر: حتى يتصور الباحث ـ وهو يقرأ في هذا الموضوع المهم ـ طريقة علماء المقاصد في التصنيف والتنظير وغير ذلك من الفوائد التي لا تخفى، ومن ثم ينبي بحوثه ـ من حيث التأصيل ـ على ذلك.
نتمنى أن نتمتع بما سطرته في هذا الموضع يا شيخ عبد الله في أقرب فرصة!!
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[21 Nov 2004, 01:15 ص]ـ
من قاعدة بيانات مركز الملك فيصل:
يوسف أحمد محمد بدوي.
بيانات النشر: عمان (الاردن): دار النفائس، 1421/ 2000
___________________
مقاصد الشريعة أساس لحقوق الإنسان
المؤلف: محمد الزحيلي
بيانات النشر: الدوحه: وزاره الاوقاف والشؤون الاسلاميه، 1423هـ / 2002م
___________________
المقاصد العامه للشريعه الاسلاميه
المؤلف: بن زغيبة عزالدين
إشراف د. محمد ابوالاجفان
بيانات النشر: الغردقة: دار الصفوة، 1417هـ - 1996م
___________________
المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
المؤلف: يوسف حامد العالم
بيانات النشر: القاهرة: دار الحديث،
___________________
مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة الشرعية
المؤلف: محمد سعد بن أحمد بن مسعود اليوبي
بيانات النشر: الرياض: دار الهجرة، 1418/ 1998
___________________
مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف: زيد بن محمد الرماني
المصدر: النور - الكويت
العدد: /124//شوال//1415//مارس//1995/
الصفحات: 66 - 68
___________________
مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف: علال الفاسي
بيانات النشر: بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1993
___________________
مقاصد الشريعة الإسلامية
المؤلف: عبدالخالق الهاشمي
المصدر: لواء الاسلام
العدد: /12//شعبان//1368//مايو//1949/
___________________
مقاصد الشريعة الإسلامية ومفهوم الكسب والإنفاق , 2 ,
المؤلف: حسين مصطفى غانم
المصدر: الاقتصاد الإسلامي - الإمارات العربية
العدد: /30//جمادى الاولى//1404//فبراير//1984/
الصفحات: 38 - 47
وأما في مقاصد السورفمنها:
العنوان: مقاصد سورة البقرة
المؤلف: محمد سيد طنطاوي
المصدر: الأزهر
العدد: /2 //صفر//1417//يونيه//يوليو//1996/
الصفحات: 163 - 174
___________________
العنوان: مقاصد سورة الغاشية
المؤلف: صلاح أحمد الطنوبي
المصدر: لواء الإسلام
العدد: /6//صفر//1399//يناير//1979/
الصفحات: 64 - 67
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Apr 2005, 01:08 م]ـ
الكتب الخاصة بمقاصد السور قليلة من اهمها فيما اطلعت عليه كتاب مصاعد النظر في الاشراف على مقاصد السور للبقاعي وهو جزء من تفسيره افرده في ثلاثة اجزاء وهو مطبوع في احدى دور النشر السعودية والثاني كتاب النظم الفني في القران لعبد المتعال الجبري وهو اي الكتاب مطبوع في مصر
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[04 Apr 2005, 11:19 م]ـ
جزى الله الاخوة على اثرائهم الموضوع بمداخلاتهم واحالاتهم .... بيد ان لي ملاحظة تتعلق بمصطلح"مقاصد" ......
فهذا المصطلح فى مجال اصول الفقه ..... له دلالة خاصة ..... فهو تعبير عن الكليات المعتبرة فى الاسلام .... والتي لها تجليات فى مفردات الشريعة ... وهذه الكليات معدودة فى خمس ...... وترتيبها من العالى الى النازل هكذا: الدين-النفس-العقل-النسل-المال. على خلاف فى تقدم بعضها على بعض .. وعلى خلاف فى العدد ايضا فبعض الاصوليين يضيفون العرض.
أما مقاصد القرآن .. فله دلالة عامة ... والمراد به ... تنظيم السورة ... وتوجيه آياتها .. لتلتقي فى مصب واحد ... وبعبارة اخرى .. مقاصد السورة ... تعني استجماع ... الدلالات الجزئية للمقاطع والآيات .... لتكوين معنى عام مشترك ...... وبعبارة اخصر ... البحث عن المقاصد هو افتراض وحدة كامنة فى السورة ... يخفيها التعدد الظاهري ....
ومن أحسن التطبيقات التى اطلعت عليها ..... تحليل الشيخ الدكتور عبد الله دراز ... لسورة البقرة ... فى كتابه "النبأ العظيم" .... وهوكتاب جدير بالقراءة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 Apr 2005, 01:13 م]ـ
من أهم ما اطلعت عليه بعد مؤلف البقاعي، مؤلف عظيم للدكتور عبد الله شحاتة رحمه الله تعالى بعنوان "أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم" - طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998. والمؤلف يقع في أربع مجلدات.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[30 Apr 2005, 11:45 م]ـ
هذا كتيب مختصر بعنوان:
مقاصد السور وأثر ذلك في فهم التفسير ( http://www.al-ommah.com/qurantxt/olom/makased-alsewar.zip)
للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Oct 2005, 02:29 م]ـ
أما طريقة الفيروز أبادي قي كتابه "البصائر" فهي عرض للموضوعات الجزئية للسورة،وليس للمقاصد.
وفرق ـ فيما يظهر لي ـ بين سرد موضوعات السورة،وبين بيان مقاصدها،فالمقصد أو "المقاصد" تنتظم عدة موضوعات،بخلاف الموضوعات.
مثال: (سورة المدثر).
فبالنظر في كلام الفيروز أبادي نجد أنه ذكر لهذه عدة موضوعات على طريقته المعتادة.
بينما هي عند التأمل،والفحص نجد أنها تتحدث عن (الدعوة).
لقد بقيت ـ بفضل لفت نظر بعض أحبتي لذلك ـ أتأمل كثيراً في هذه السورة،فوجدت أنه يمكن أن يقال عنها: إنها سورة الدعوة (الأمر بها، بيان صفات بعض المعاندين لها عند سماع الدعوة،أو كيفية تعاملهم مع إمام الدعوة الأول صلى الله عليه وسلم،،وبيان مآلهم،وبيان مآل أهل الدعوة،والإشارة إلى أن الحق والباطل ـ في وضوحهما لمن هداه الله ـ كوضوح الصبح إذا أسفر،ووضوح الليل إذا أدبر،وأالإشارة إلى أن أهل الدعوة أقرب الناس إلى أن يورثوا التقوى وينالوا مغفرة الله تعالى).
ففرق بين أن تسرد الموضوعات ـ على طريقة الفيروز رحمه الله ـ وبين التركيز على مقصد كبير،أو مقصدين،فهذا له أثر كبير في فهم السورة.
مثال آخر:
(سورة مريم)
من السهل أن يقال: بدأت بذكر زكريا،ورغبته في الولد الذكر، ثم البشارة به،ثم ذكرت قصة مريم وما لاقت في سبيل تلك الهبة الإلهية .... الخ.
ولكن عند التأمل أن نجد أن هذه السورة العظيمة تدور على مقصد عظيم،وهو (الرحمة) إذ لا توجد سورة في القرآن ذكرت فيها الرحمة أكثر من هذه السورة،وأقصد بمجموع المفردة نفسها (الرحمة)، أو اسم (الرحمن) جل جلاله، وهذا ظاهر جداً.
وللإمام الكبير شيخ الإسلام ابن تيمية كلمات متفرقة في هذا الموضوع،يقوم أحد طلبة العلم بجمعها،وقد أتى فيها بعجائب رحمه الله.
والله تعالى أعلم.
ـ[سوسن]ــــــــ[01 Oct 2005, 03:48 م]ـ
أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن
د. عبدالله شحاته
مطابع الهيئة المصريه العامة للكتاب
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 06:48 م]ـ
بسم الله
إن دراسة مقاصد القرآن الكريم ومقاصد سوره يفيد كثيراً في ربط معاني القرآن، ويظهر ضرورة الاهتمام أكثر في شأن تفسير القرآن بالقرآن، وكذلك ينبغي أن نفرق بين مقاصد القرآن الجامع لكل السور ومقاصد كل سورة سورة وبرأيي أن مقاصد كل سورة يبرز في الاعتناء بالمحاور الأساسية التي في كل سورة وكذلك بوحدة الموضوع كما ذكر الدكتور مساعد جزاه الله خيرا، ومن الكتب التي اعتنت في هذا الشأن عند بداية كل سورة كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب، وأوافق أخي أبا عبد المعز في لزوم التفريق بين مقاصد الشريعة ومقاصد القرآن الكريم،وأحب أن أشير إلى مؤلف آخر في مقاصد القرآن للعز بن عبد السلام رحمه الله وهو مطبوع ولا أذكر دار النشر بسبب بعدي عن مكتبتي،ومن الكتب الحديثة التي تدخل في موضوع مقاصد السور كتاب: تفهيم القرآن العظيم لمحمد فاروق الزين ط دار الفكر دمشق،والله أعلم
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Oct 2005, 07:44 م]ـ
أخي لؤي بالنسبة للكتاب الذي وضعته رابطه لا يفتح فهل لك أن تجعله في ملف وورد وتعرضه جزاك الله خيرا
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[02 Oct 2005, 08:55 ص]ـ
ومنها قبس من نور القرآن الكريم: دراسة تحليلية موسعة بأهداف و مقاصد السور الكريمة، لمحمد علي الصابوني.
وممن يعنون بذلك في تفاسيرهم عناية خاصة حتى لا تكاد تجد سورة لم يتحدث عن مقاصدها أحد علماء هذا الشأن وهو الطاهر بن عاشور في تفسيره الشهير التحرير والتنوير، فلا يذكر سورة حتى يبين أغراضها، وكذلك صاحب مقاصد السور في تفسيره نظم الدرر فقل -وأقولها احتياطاً لاذكرا- أن تكون أول كلمة عند تفسيره سورة بعد ذكر أسمائها غير (مقصدها).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 Oct 2005, 08:32 م]ـ
الأخ العزيز مرهف - حفظك الله وأحسن إليك ..
يمكنك سماع محاضرة صوتية للشيخ الفاضل - حفظه الله - على هذا الرابط:
مقاصد السور وأثر ذلك على فهم التفسير ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=919)
وإليك الموضوع على ملف وورد - كما طلبت ..
ودمت لنا سالماً
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Oct 2005, 02:21 م]ـ
جزاك الله خيراً ووفقك الله وزادك علماً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2006, 11:40 ص]ـ
ليأذن لي المشايخ الفضلاء بهذا التعقيب والتلخيص لما تقدم، فهذا الموضوع من الموضوعات المهمة لطالب العلم، ولحافظ القرآن، وللمفسر، وللفقيه والأصولي، وغيرهم:
أولاً: من الكتب التي صنفت في موضوع مقاصد السور:
1 - مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور للإمام البقاعي، ط. مكتبة المعارف بالرياض.
2 - أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن، للدكتور عبدالله شحاته رحمه الله، نشر الهيئة المصريه العامة للكتاب.
وأما كتاب العز بن عبدالسلام رحمه الله الذي اشار إليه الشيخ مرهف فعنوانه (نبذ من مقاصد الكتاب العزيز) وقد حققه وعلق عليه أيمن عبدالرزاق الشوا، ونشره المحقق عام 1416هـ. وهذا الكتاب ليس كتاباً مستقلاً للعز بن عبدالسلام، وإنما هو جزء ختم به المؤلف كتابه (الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز)، وهو كتاب بلاغي قلَّ التنبه لهذا الباب ضمن طياته، رأى المحقق فائدة إفراده بالنشر ففعل. وقد نقل أكثر مسائل هذا الكتاب العلماءُ الذين جاءوا بعد العز بن عبدالسلام كابن القيم في (بدائع الفوائد) وناقش كثيراً من مسائله، وكالزركشي في (البرهان في علوم القرآن)، والسيوطي في كتابه (معترك الأقران في إعجاز القرآن)، و (الإتقان في علوم القرآن). فمادته موجودة في هذه الكتب وغيرها. وأكثر كلام العز بن عبدالسلام في قواعد التفسير، ومقاصد السور، ورأيه في المناسبات بين السور، والاستشهاد بالشعر في تفسير القرآن موجود في كتابه هذا، وهو كتاب نفيس جدير بالدراسة والعناية لمكانة مؤلفه وتقدمه رحمه الله (ت660هـ).
ثانياً: أن عبارات العلماء في تحديد مقاصد السور مختلفة، فينبغي تحريرها، فأوائلهم لم يكونوا يُعنون بهذا الأمر في تفاسيرهم، وتجد عند الزجاج والرازي وابن تيمية وغيرهم عبارات تدل على ما تضمنته السورة من موضوعات، ولكنها لا تنص على لفظة (مقصد) السورة برمتها، وهي عبارات متفاوتة في دلالتها على مقصد السورة. ومن هذه العبارات:
- قول الزجاج عند حديثه عن سورة الأنعام: (أكثرها احتجاجٌ على مشركي العرب، على من كذب بالبعث والنشور) [معاني القرآن وإعرابه2/ 227].
- قول الرازي عن سورة الأنعام: (مشتملة على دلائل التوحيد، والعدل، والنبوة، والمعاد، وإبطال مذاهب المبطلين والملحدين) [تفسير الرازي6/ 117]
- قول ابن تيمية عن سورة التوبة: (أكثرها في وصف المنافقين وذمهم) [الفتاوى7/ 466]
ومن أول من نص على مصطلح (مقصد) أبو الزبير الغرناطي رحمه الله في (ملاك التأويل) و (البرهان في تناسب سور القرآن). يقول في أثناء حديثه عن سورة القمر: (سورة القمر بأسرها مقصودها تذكير كفار العرب من قريش وغيرهم بما نزل بمن تقدمهم من مكذبي الأمم) [ملاك التأويل2/ 1054، البرهان 230]. ثم استخدم هذا المصطلح العلماء بعده كالسيوطي وغيره، وجاء بعد ذلك الفيروز أبادي فأكثر من استخدامه في (بصائر ذوي التمييز) الذي أشار إليه الإخوة في أجوبتهم السابقة، غير أنه يعني بمقصد السورة ما تضمنته من موضوعات، دون تحديد للمقصد الحقيقي للسورة. وهذه المسألة الثالثة.
ثالثاً: وجوب التفريق بين مضمون السورة ومقصدها.
فالمضمون هو مجرد تعداد للموضوعات التي وردت في السورة، وهذا ما صنعه الفيروز أبادي في بصائره وغيره من المفسرين، في حين إن مقصد السورة هو الغرض والغاية التي يراد إيصالها للقارئ من السورة. والعلاقة وثيقة بين الأمرين، فلن تصل للغرض والغاية إلا بمعرفة موضوعات السورة إلا أن بينهما فرقاً يجب التنبه له، والعناية به.
رابعاً: البقاعي وكتابه مصاعد النظر.
يعد البقاعي المتوفى سنة 885هـ هو المُنظِّر الحقيقي لمصطلح (مقاصد السور) في كتابه (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور)، فقد وصل إلى مقصد السورة بأسس منهجية اتبعها، وبينها، والقارئ لكتابه يخرج بملكة علمية في موضوع مقاصد السور، كما يتعرف على الأسس التي سار عليها البقاعي في استخراجه لمقصد السورة، دون أن يكون أسيراً لاجتهاد المؤلف دون معرفة لطريقة الوصول للمقصد. والبقاعي يبين في مقدمته للكتاب أن (كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها، ويستدل عليه فيها، فترتب المقدمات الدالة عليه على أتقن وجه، وأبدع نهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج إلى دليل استدل عليه، وهكذا في دليل الدليل، وهلم جرا. فإذا وصل الأمر إلى غايته ختم بما منه كان ابتدأ، ثم انعطف الكلام إليه، وعاد النظر عليه، على نهجٍ آخر بديع، ومرقى غير الأول منيع) [مصاعد النظر 1/ 155]
وقد أعاد وأفاض في بيان المقصد العام للسور، والمقاصد الفرعية لها، ودلالة أسماء السور على مقاصدها، وتداخل هذه المعطيات للوصول إلى المراد بأسلوب جدير بالدراسة والبحث، ولا أظنه يبقى مثل هذا الموضوع - منهج البقاعي في دراسة مقاصد السور من خلال كتابه مصاعد النظر - دون بحث ودراسة حتى الآن، غير أن قلة اطلاعي حالت دون معرفة ذلك.
وقد كان أبو حيان الغرناطي رحمه الله أشار إلى هذا المعنى في تفسيره، وابن الزبير الغرناطي، وغيرهما رحمهم الله، غير أن البقاعي كان رائداً في هذا العلم رحمه الله وغفر له. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[29 Jul 2006, 11:53 م]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه
أما بعد: فالشكر موصول إلى أهل هذا الملتقى الطيب المبارك، وأخص منهم بالذكرالمشايخ الفضلاء: الدكتورعبد الرحمن الشهري، والدكتورمساعد الطيار، أبومجاهد العبيدي، وناصر الماجد .. وغيرهم
شغفي بهذا الموضوع وممارستي له من خلال مجموعة من الدروس التي ألقيها في مسجدي دعاني لأن أكتب هذه الكلمات اليسيرة رغم ضيق الأوقات، والله يشهد أني قد انتفعت كثيرا مما جادت به قرائح العلماء الأفاضل غير أنهم أغفلوا الثمرة التي تجنى من ورائه،والطريق التي ينبغي أن نسلكها من أجل الوصول إلى المقصود الحقيقي من السورة إلا جولة الدكتور مساعد أولمسات الشيخ عبد الرحمن التي ختم بها هذا الموضوع، وأرجو أن يكون أول المستدركين، والمصححين، والمضيفين لما سأذكره. ورحم الله من قال:
ومصلح الشكل لدى حكايه **** غير حديث المصطفى والآيه
من غير إذن منه أوقرينه **** قد فاته الأدب والسكينه
فالباب مفتوح له ولغيره،وبالله التوفيق. أبدأ فأقول:
لقد لخص الإمام البقاعي نظريته في التناسب، بعبارات سهلة وميسرة على النحو التالي:
معرفة مدلول اسم السورة يؤدي إلى => معرفة مقصود السورة وهذا بدوره =>إلى معرفةالتناسب بين آياتها.
وإليكم العبارات الدالة على ذلك:
يقول رحمه الله: " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها ... فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً " (1)
وقال:" وتتوقف الإجادة فيه- أي علم المناسبة- على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها " (2)
ويقول البقاعي أيضا:" ... ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها " (3)
النتائج: إذا أردنا أن نكشف عن وجوه المناسبات بين آي سورة لابد أن نتبع –في نظري –الطريقة التالية.
1 - البحث عن أسماء السورة الواردة في القرآن الكريم أوفي السنة النبوية أوعلى لسان السلف الصالح.
يقول البقاعي:"وقد ظهر لي: أن اسم كل سورة مترجم عن مقصودها لأن اسم كل شيء تظهرالمناسبات بينه وبين مسماه عنوانه الدال إجمالاعلى تفصيل مافيه" (4)
ويقول في كتابه مصاعد النظر: " إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها، ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها وجميع أجزائها " (5)
2 - محاولة تفسيرهذه الأسماء والربط بينها وبين الجو العام للسورة. يقول الطاهربن عاشورمتحدثا عن تسمية سورة البقرة: " وكذلك قول خالد بن معدان إنها فسطاط القرآن والفسطاط ما يحيط بالمكان لإحاطتها بأحكام كثيرة." (6)
3 - جمع الآثار الواردة في فضائل السورة.
4 - الاستعانة ببعض سورالقرآن في الكشف عن بعض مقاصد السورة،
يقول الإمام الشاطبي: " وأول شاهد على هذا أصل الشريعة نفسها؛ فإنها جاءت مصححة لما أُفسد من ملة إبراهيم عليه السلام، ثم نزلت فيها سورة الأنعام مبيّنة لقواعد العقائد وأصول الدين من أول إثبات الربوبية إلى إثبات الإمامة. ثم لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان أول ما نزل سورة البقرة التي قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات والعادات والمعاملات والجنايات وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فكان غيرها من السور المدنية المتأخرة عنها مبنياً عليها، كما كان غير سورة الأنعام من السور المكية مبنياً عليها، وإذا نظرت إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب وجدتها كذلك حذو القُذة بالقذة، فلا يغيبن عنك هذا المعنى فإنه من أسرارعلوم التفسير" (7)
5 - تحديد مقصود السورة:
يقول البقاعي:" ... ومقصود كل سورة هاد إلى تناسبها " (8)
وقال رحمه الله:" فعلم مناسبات القرآن: علم تعرف منه علل ترتيب أجزائه، وهو سرالبلاغة لأدائه إلى تحقيق مطابقة المقال لمقتضى الحال. وتتوقف الإجادة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها " (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: " فإن كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها ويستدل عليه فيها؛ فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلاً استدل عليه. وهكذا في دليل الدليل وهلم جراً " (10)
6 - التعرف على روح شخصية السورة.
يقول سيد قطب: " ومن ثم يلحظ من يعيش في ظلال القرآن أن لكل سورة من سوره شخصية مميزة! شخصية لها روح يعيش معها القلب كما لو كان يعيش مع روح حي مميز الملامح والسمات والأنفاس " (11)
7 - تحديد موضوع السورة أو موضوعاتها:
يقول سيد قطب:" ولها موضوع رئيسي أو عدة موضوعات رئيسية مشدودة إلى محور خاص " (12)
8 - المعايشة للجو الذي يظلل موضوع أو موضوعات السورة:
يقول سيد قطب:" و-لكل سورة- جو خاص يظلل موضوعاتها كلها ويجعل سياقها يتناول هذه الموضوعات من جوانب معينة , تحقق التناسق بينها وفق هذا الجو " (13)
9 - الإيقاع الصوتي للسورة القرآنية:
وذلك بالنظر في جملها من حيث الطول والقصر، وفي ألفاظها من حيث القوة والمتانة أو السهولة واللطافة، وفي مدودها من حيث الطول والقصر يقول سيد قطب:"ولها-أي السورة- إيقاع موسيقي خاص إذا تغير في ثنايا السياق فإنما يتغير لمناسبة موضوعية خاصة " ثم خلص إلى أن:"هذا طابع عام في سور القرآن جميعا. ولا يشذ عن هذه القاعدة طوال السور" (14)
10 - تحديد المحور الخاص الذي تدور في فلكه السورة بكاملها أو ما يسميه عبد الحميد الفراهي " عمود السورة "، وتحديد هذا المحورهو من أصعب الخطوات التي يواجهها الباحث، وقد أفصح عن ذلك عبد الحميد الفراهي حين قال:"اعلم أن تعيين عمود السورة هو إقليدٌ لمعرفة نظامها .. ولكنه أصعب المعارف، ويحتاج إلى شدة التأمل والتمحيص، وترداد النظر في مطالب السورة المتماثلة والمتجاورة، حتى يلوح العمود كفلق الصبح، فتضيء به السورة كلُّها، ويتبين نظامُها، وتأخذ كل آية محلها الخاص، ويتعين من التأويلات المحتملة أرجحها " (15)
11 - إلقاء الضوء على الملابسات التي نزلت أثنائها السورة القرآنية، وهنا يأتي دورالسيرة النبوية فالمتطلع لمعرفة مقاصد سورة الفتح عليه أن يعرف دقائق ما حدث في صلح الحديبية، وما بعدها
12 - تتبع المراحل التي نزلت خلالها السورة القرآنية، وذلك بتتبع أسباب نزول آياتها
13 - محاولة تقسيم السورة إلى مقدمة أو مقدمات وهو ما يطلق عليه اسم الديباجة، وإلى موضوع أو موضوعات تتناولها السورة بنظام لايتداخل فيه جزء مع جزء آخر، وإلى خاتمة تقابل ديباجة السورة. وهذا الرأي لعبد الله دراز (16) وقد سبقه الإمام الشاطبي إلى فكرة تقسيم السورة ولكن بشكل أدق فهو يرى أن كلام الباري يساق فمنه ماهو كالمقدمات والتمهيدات، ومنه ماهو كالمؤكد والمتمم، ومنه ماهو المقصود في الإنزال، ومنه ماهو كالخواتم العائدة على ما قبلها بالتأكيد والتثبيت (17).
14 - النظرة الكلية للسورة بحيث لا يشغلك جزء من أجزائها أو مقطع من مقاطعها – وقد يكون هذا الجزء مقدمة أو تمهيد للمقصد المطلوب -عن المقصد العام، وقد نبه الشاطبي رحمه الله على هذا حين قال: " فلا محيص للمتفهم عن رد آخر الكلام على أوله، وأوله على آخره وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فهم المكلف، فإن فرّق النظرفي أجزائه فلا يتوصل به إلى مراده، فلا يصح الاقتصار في النظرعلى بعض أجزاء الكلام دون بعض إلا في موطن واحد؛ وهو النظر في فهم الظاهر بحسب اللسان العربي وما يقتضيه " (18)
15 - رد مقاطع السورة إلى مطالعها يقول ابن القيم في كتابه القيم " بدائع الفوائد " متحدثا عن سورة "الكافرون": وهو أن مقصود السورة براءته من دينهم ومعبودهم هذا هو لبها ومغزاها وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكملا لبراءته ومحققا لها فلما كان المقصود براءته من دينهم بدأ به في أول السورة ثم جاء قوله لكم دينكم مطابقا لهذا المعنى أي لا أشارككم في دينكم ولا أوافقكم عليه بل هو دين تختصون أنتم به لا أشرككم فيه أبدا فطابق آخر السورة أولها فتأمله " (19)
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - مراعاة مقتضى الحال فمواطن الخوف من الهلاك وحلول العذاب ليست كمواطن الأمن والاستقرارفنداءات نوح عليه السلام لابنه في مشهد الطوفان المهول وإذا بـ" فحال بينهما الموج " تختلف عن الأب الذي يجلس مع ولده جلسة إيمانية مطمئنة - كما توضحه سورة لقمان- وقد أُتِيَ هذا الأب حكمة وعلما، وأُتِيَ هذا الولد حسن اصغاء واستماع
17 - مراعاة الألفاظ االتي تتكرر في السورة فكثيرا ما تكون هادية إلى موضوع السورة، والذي بدوره يعين على التعرف على مقصودها يقول البقاعي رحمه الله:" وسورة مريم مقصودها شمول الرحمة ففُتحت بذكر الرحمة وخُتمت بأن كل من كان على نهج الخضوع لله يجعل له وُدّا ثم كُرِّر الوصف بالرحمن فيها تكريراً يلائم مقصودها " (20)
18 - مداومة النظر في علوم اللغة العربية
19 - تلاوة السورة مرة بعد مرة وفي أزمنة مختلفة وفي أماكن مختلفة. مع تخصيص كل تلاوة لضابط من هذه الضوابط.
20 - أن يهيء الباحث نفسه للتلاوة مراعيا جميع الآداب الشرعية، وفي مقدمتها فتح قلبه للتلقي؛ فإن هذا القرآن بقدر ما تُفتحُ له القلوب يَفتح لها من كنوزه
وتحديد مقصود السورة يختلف فيه العلماء بحسب استحضارهم لهذه الوسائل وبحسب ما يفتح الله لهم من كنوز هذا القرآن خذ مثلا سورة البقرة، فالإمام الشاطبي يرى أنها سيقت لتقرير الأحكام (21)، وفي موضع آخرقال: إنها: " قررت قواعد التقوى المبنية على سورة الأنعام؛ فبيّنت العبادات، والعادات، والمعاملات، والجنايات، وحفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال " (22)
غيرأن البقاعي يرى أن سورة البقرة هي سورة هذا الكتاب وقد صرح بذلك في مواطن عدة من تفسير السورة فهو يقول: " ذكر سبحانه كفرهم بهذا الكتاب الذي مقصود السورة وصفه بالهدى " (23) " وفي ذلك رجوع إلى وصف الكتاب الذي هو مقصود السورة " (24) " لأن هذه سورة الكتاب المدعو به الخلق " (25)
" ولما كان مقصود هذه السورة الإحاطة الكتابية كان ذلك إفصاحها ومعظم آياتها " (26)
يقول الامام الطاهر بن عاشور بعد أن أظهر عجزه في البحث عن أغراض سورة البقرة بقوله:" هذه السورة مترامية أطرافها، وأساليبها ذات أفنان. قد جمعت من وشائج أغراض السور ما كان مصداقا لتلقيبها فسطاط القرآن. فلا تستطيع إحصاء محتوياتها بحسبان، وعلى الناظر أن يترقب تفاصيل منها فيما يأتي لنا من تفسيرها " ثم حاول بعد ذلك بقوله:" ولكن هذا لا يحجم بنا عن التعرض إلى لائحات منها ... ومعظم أغراضها ينقسم إلى قسمين: قسم يثبت سمو هذا الدين على ما سبقه وعلو هديه وأصول تطهيره النفوس، وقسم يبين شرائع هذا الدين لأتباعه وإصلاح مجتمعهم." (27)
ويرى سيد قطب أن السورة: " تضم عدة موضوعات. ولكن المحور الذي يجمعها كلها محور واحد مزدوج يترابط الخطان الرئيسيان فيه ترابطا شديدا. . فهي من ناحية تدور حول موقف بني إسرائيل من الدعوة الإسلامية في المدينة , واستقبالهم لها , ومواجهتهم لرسولها صلى الله عليه وسلم وللجماعة المسلمة الناشئة على أساسها. . . وسائر ما يتعلق بهذا الموقف بما فيه تلك العلاقة القوية بين اليهود والمنافقين من جهة , وبين اليهود والمشركين من جهة أخرى. . وهي من الناحية الأخرى تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها ; وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض " (28).
ويرى الفراهي أن: " سورة البقرة هي سورة الإيمان المطلوب؛ ولذلك جمعت دلائله " (29)
من الرازي كتاب الله فافهم **** ومنه النور خذ فالليل أظلم
ولكن لي كلام فيه فانظر **** أنحيا بالفؤاد و ما تضرم
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السورللإمام البقاعي (1/ 149 - 150) تحقيق: الدكتور عبد السميع محمد أحمد حسنين، نشرته دارالمعارف بالرياض سنة 1408هـ/1987م
(2) المرجع نفسه (1/ 142).
(3) نظم الدرر في تناسب الآي والسور لبرهان الدين البقاعي (1/ 18 - 19)، ط: لبنان
(4) المرجع نفسه (1/ 142).
(5) مصاعد النظر (1/ 149 - 150)
(6) التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور (1/ 118)
(7) الموافقات للإمام الشاطبي ص: 713 دار الكتاب الحديث ط1 - لبنان
(8) نظم الدرر (1/ 18 - 19)
(9) مصاعد النظر (1/ 142).
(10) المرجع نفسه (1/ 149 - 150)
(11) (12) (13) (14) في ظلال القرآن لسيد قطب (1/ 18) دار الشروق – القاهرة-
(15) دلائل النظام للشيخ عبد الحميد الفراهي ص: 77، طبع الكتاب طبعته الأولى، بعناية السيد بدر الدين الإصلاحي مدير الدائرة الحميدية (1388هـ- 1968م)
(16) النبأ العظيم: نظرات جديدة في القرآن للدكتورعبدالله دراز، دارالقلم الكويت الطبعةالسابعة) 1993م (
(17) الموافقات ص:717 - 718
(18) المرجع نفسه ص:717
(19) بدائع الفوائد للإمام ابن القيم (1/ 146)
(20) مصاعد النظر (1/ 150).
(21) الموافقات ص:717 - 718
(22) المرجع نفسه ص:713
(23) (24) (25) (26) نظم الدرر في مواضع متعددة من تفسيرسورة البقرة ونلاحظ أن البقاعي لايلتزم بمنهج محدد في ذكر مقصود السورة؛ فيذكره أحيانا في مقدمة السورة كما فعل في آل عمران وأحيانا في وسطها كما في سورة الزخرف، وأحيانا أخرى في وسطها وآخرها كما في سورة البقرة
(27) التحرير والتنوير (1/ 118 - 119)
(28) في ظلال القرآن (1/ 16)
(29) دلائل النظام ص: 93
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Nov 2006, 02:39 م]ـ
وهناك رسالة ماجستير مطبوعة بعنوان: أسماء السور وفضائلها، للباحثة منيرة الدوسري تعرضت لمقاصد كل سورة من القرآن معتمدة على ماتقدم من الكتب.
كذلك هناك كتاب جديد في طور الطباعة عنوانه: أغراض السور في تفسير التحرير والتنوير، جمعه واعتنى به الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Nov 2006, 04:47 م]ـ
حسب قراءتي وفهمي لما كتبه الطاهر بن عاشور في تفسيره،فإن طريقته هي سرد الموضوعات كطريقة الفيروزابادي في كتابه "البصائر"، وإن كان يشير إلى المقاصد أحياناً.
ـ[المتفائل]ــــــــ[31 Aug 2007, 05:21 م]ـ
وللداعية عمرو خالد كتاب: "خواطر قرآنية .. نظرة في أهداف سور القرآن"
وله فيه لفتات جيدة أتمنى ممن له عناية بمقاصد السور أن يبين لنا رأيه في الكتاب.(/)
وي .... ويك ..... ويكأن ..... ويكأنه
ـ[أبو زينب]ــــــــ[17 Nov 2004, 09:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
" وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده و يقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " القصص 82.
كلمة " ويكأن " ما أصلها؟ و ما معناها؟ و كيف نقف عليها عند التلاوة؟
قرأت تفسيرها في " التحرير و التنوير" فأردت أن أفيد الإخوة - إن شاء الله -
وكلمة " ويكأن " عند الأخفش وقطرب مركبة من ثلاثة كلمات: " وي " وكاف الخطاب و "أن". فأما " وي " فهي اسم فعل بمعنى: أعجب، وأما الكاف فهي لتوجيه الخطاب تنبيها عليه مثل الكاف اللاحقة لأسماء الإشارة، وأما " أن" فهي "أن" المفتوحة الهمزة أخت " إن" المكسورة الهمزة فما بعدها في تأويل مصدر هو المتعجب منه فيقدر لها حرف جر ماتزم حذفه لكثرة استعماله وكان حذفه مع "أن" جائزا فصار في هذا التركيب واجبا وهذا الحرف هو اللام أو " من" فالتقدير: أعجب يا هذا من بسط الله الرزق لمن يشاء.
وكل كلمة من هذه الكلمات الثلاث تستعمل بدون الأخرى فيقال: وي بمعنى أعجب، ويقال " ويك" بمعناه أيضا قال عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
ويقال: ويكأن، كما في هذه الآية وقول سعيد بن زيد أو نبيه بن الحجاج السهمي:
ويكأن من يكن له نشب يح بب ومن يفتقر يعش عيش ضر
فخفف "أن" وكتبوها متصلة لأنها جرت على الألسن كذلك في كثير الكلام فلم يتحققوا اصل تركيبها وكان القياس أن تكتب "ويك" مفصولة عن " أن" وقد وجدوها مكتوبة مفصولة في بيت سعيد بن زيد. وذهب الخليل ويونس وسيبويه والجوهري والزمخشري إلى أنها مركبة من كلمتين " وي " و" كأن" التي للتشبيه.
والمعنى: التعجب من الأمر وأنه يشبه أن يكون كذا والتشبيه مستعمل في الظن واليقين. والمعنى: أما تعجب كأن الله يبسط الرزق.
وذهب أبو عمرو بن العلاء والكسائي والليث وثعلب ونسبه في الكشاف إلى الكوفيين " وأبو عمرو بصري" أنها مركبة من أربع كلمات كلمة " ويل" وكاف الخطاب وفعل " أعلم" و" أن". وأصله: ويلك اعلم أنه كذا، فحذف لام الويل وحذف فعل " اعلم فصار " ويكأنه". وكتابتها متصلة على هذا الوجه متعينة لأنها صارت رمزا لمجموع كلماته فكانت مثل النحت.
ولاختلاف هذه التقادير اختلفوا في الوقف فالجمهور يقفون على) ويكأنه (بتمامه والبعض يقف على " وي" والبعض يقف على" ويك".
اهـ.
و جاء في كتاب " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ الأنصاري:
" وي " قال سيبويه كغيره: إنها صلة وهي كلمة تدل على الندم و قال الأخفش: أصلها " ويك " و " أن " بعده منصوب بإضمار اعلم أي اعلم أن الله ..
فعلى الأول يوقف على " وي " و به قرأ الكسائي, و على الثاني يوقف على " ويك " و به قرأ أبو عمرو , و الجمهور يقفون على " ويكأن " تبعا للرسم و يجوزون الوقف عليه بهاء السكت.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Nov 2004, 05:10 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وبرَكَاتُهُ .. تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
أخي الكريم /
أبو زينب
مما تجدر الإشارة إليه في هذه الفائدة و الطريفة ما ذكره الرازي (م 13 ج 25 ص 17 - 18) - إن قلنا ببلوغ تفسيره الآيةَ -
أن هذه الكلمة {ويكأن} متصلة الرسم بإجماع المصاحف، مع صحة المعاني لغةً في تقسيم المفردة القرآنية إلى ثلاث أجزاء، فالرسم لا يقاس عليه.
و العلم عند الله تعالى
أخوك
عبد الله(/)
خير من الدنيا وما فيها.
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[18 Nov 2004, 09:42 ص]ـ
بسم الله والحمدلله ,,
كل عام وأهل التفسيربخير ,, هناك آيه قال عنها ابن عباس رضى الله عنهما هي خير من الدينا وما فيها ..
ما هي هذه الآيه؟؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Nov 2004, 11:08 ص]ـ
وأنت بخير وعافية.
لعلها قول الحق، جل وعز: (إنَّ الله لا يظلم مثقالَ ذَرَّةٍ وإن تَكُ حسنةً يضاعفْها ويؤتِ مِن لدنْه أجرًا عظيمًا) النساء40.
ـ[موراني]ــــــــ[18 Nov 2004, 11:30 ص]ـ
جاء في تفسير سورة النساء , الآية 40 عن فتادة:
لأن تفضل حسناتي ما يزن ذرة أحبّ اليّ من الدنيا وما فيها.
وعنه أيضا: كان بعض أهل العلم يقول: لأن تفضل حسناتي على سيئاتي ما يزن ذرة أحب اليّّ من أن تكون لي الدنيا جميعا.
تقديرا
موراني(/)
رد على تفسير آية الفرقان 68 - -69
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 Nov 2004, 06:56 م]ـ
السلام عليكم
الحقيقة أنني بحاجة إلى رد محكم على مفتي الأباضية الشيخ الخليلي في تفسير الآيات 68 من سورة الفرقان والتي يدعم فيها مذهبه بخلود اصحاب الكبائر غير التائبين في النار
فهل من قادر على ذلك
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Nov 2004, 01:30 ص]ـ
ومن يفعل (ذلك) ....
(ذلك) إسم إشارة، تشير إلى ماذا؟
تشير إلى تلك النواهي الثلاث:
1) (لا) يدعون مع الله إلها آخر.
2) (لا) يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق.
3) (لا) يزنون.
إذن فالذي لا ينتهي عن هذه الأشياء الثلاث يخلد في النار.
لو لم ترد في الآية (لا يدعون مع الله إلها آخر) لكان كلام الشيخ الخليلي صوابا.
ولا شك أن الآية تدرجت في النهي نزولا من الأعظم إلى ما دون ذلك.
فالنهي جاء أولا للشرك وهو أعظم ظلما، ثم جا النهي الثاني عن القتل وهو ذنب عظيم إلا أنه دون الشرك، ثم جاء النهي عن الزنى فهو ذنب عظيم إلا أن القتل أعظم منه.
فكيف نسي الشيخ الخليلي أن الشرك (يدعون مع الله إلها آخر) هو أيضا مشار إليه بقوله تعالى: ومن يفعل ذلك يلق آثاما، يضاعف له العذاب ويخلد فيه مهانا).
إلا من تاب (من الشرك) وآمن وعمل صالحا ......
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 02:09 ص]ـ
المزيد بارك الله فيكم
إنه دفاع عن أهل السنة
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Nov 2004, 08:24 ص]ـ
معذرة
فقد حسبت الشيخ الخليلي يساوي في عقوبة الخلود الجهنمي بين المشرك وبين مرتكب الكبيرة من أمة الإسلام الذي تاب منها وأدخل في جهنم لكثرة سيئاته على حسناته.
لعل الشيخ الخليلي يقصد الذي لم يتب من الكبائر، فالذي مات وهو نادم على ما فعل من الكبائر وتاب إلى الله فإنه إن عذبه الله فإنه لن يخلد في النار.
أما قاتل النفس أو الزاني الذي مات وهو مستحسن ما فعل ولم يندم على ذلك يعتبر مات كافرا ولا يثبت له وصف الإيمان، فلا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يقتل القاتل متعمدا بدون الحق وهو مؤمن، واقرأ إن شئت قوله تعالى: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ...
وقال تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم (خالدا) فيها
وغضب عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما.
و (من) تفيد الإطلاق.
والخلود في النار للذي أشرك وللذي كفر.
إذا كان الشيخ الخليلي يقصد القاتل بغير الحق الذي مات وهو راض عما فعل والزاني الذي مات وهو راض عما فعل فإن كلامه صحيح.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 12:35 م]ـ
السيد الأخ أبو علي
موقف الشيخ الخليلي والأباضية بشكل عام أن من مات مصرا على الكبيرة كالزاني بدون توبة فسيخلد في النار لا لانه كفر بذلك
فالتكفير الذي تفضلت به ليس هو محور نقاش هنا
ولا يكفر المسلم بالمعصية وان تكررت منه ومات عليها فتنبه
وكأني ظننتك عونا وإذا بك من حيث لا تدري تعين الخليلي فتنبه
فهل من شخص ثاقب النظر يفكر في آية الفرقان تفكيرا إبداعيا
وأحب أن أنوه أن الفقير كاتب هذه السطور قرأ كتاب الخليلي (الحق الدامغ)
وقرأ كتابا في الرد عليه
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 Nov 2004, 10:47 ص]ـ
أخي جمال: كلنا نسعى لمعرفة الحق ونتعاون على ذلك.
القول بعدم خلود مرتكبي الكبار سبقنا إليه من كان قبلنا فقالوا:
لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، ففند الله كلامهم وأنزل قوله تعالى: قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون, بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها (خالدون)).
قول الله هذا هو القول الفصل ليس لليهود فقط وإنما هو لكل ملة تقول بذلك.
الله تعالى يسأل اليهود سؤالا إنكاريا: أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون.
إذن فالله لم يعهد إلى اليهود في التوراة بأنه سيعذب عصاتهم أياما معدودة، لو كان عهد بذلك فلن يخلف عهده.
هذا السؤال نوجهه إلى أنفسنا، هل عهد الله إلينا في القرآن أن عذابه لمرتكبي الكبائر سيكون لمدة محدودة؟
كلا، لم نتخذ عند الله عهدا وإنما نجد خلودا لمن يقتل مؤمنا متعمدا،
وينفي الله صفة الإيمان عن القاتل المتعمد بغير الحق بقوله: وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطئا ..
ولا أدري أي إصرار على الكبيرة الذي يقصده الخليلي.
فالإصرار قد يكون على معصية واستحسانها فيراها عملا حسنا صوابا ويعتبرها مكسبا، فهذا اتخذ إلهه هواه إذ رجح الهوى على حكم الله فكأنه لم يتخذ الله إلها في هذه القضية، فمثله كمثل إبليس لم يتخذ الله إلها في مسألة الأمر بالسجود لآدم وإنما اتخذ إلهه هواه إذ اعتبر نفسه على حق في رفض السجود لآدم.
وهناك إصرار آخر على الكبيرة يراها الإنسان ذنبا يقر صاحبها أنها عملا سيئا إلا أنه يضعف أمام هوى النفس، فهو يعترف أن حكم الله هو الصواب إلا أن نفسه تضعف أمام الإغراءات. مثل هذا هم الذين قد لا يخلدون في النار لأنه قال: لا إله إلا الله، (كما في حديث الشفاعة).
أما صاحب الإصرار الأول فإنه قد يقول لا إله إلا الله بلسانه إلا أنه لم يقلها بفعله، فالشيطان يعلنها بلسانه أن الله رب العالمين =
(إني أخاف الله رب العالمين) ولكن فعله غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Nov 2004, 07:24 م]ـ
يا ابا علي
أخشى انك لا تقول براي أهل السنة وذلك حسب فهمهم للآية
((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))
وموقف أهل السنة واضح
(((لا خلود في النار لأهل الكبائر ويخرجهم آيمانهم من الغذاب بعد حين))
وموقف الأباضية واضح
((فاعل الكبيرة الذي مات ولم يتب يخلد في النار)) وأنت مع أي راي؟؟؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 Nov 2004, 10:38 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: جمال حسني الشرباتي
يا ابا علي
وموقف أهل السنة واضح
(((لا خلود في النار لأهل الكبائر ويخرجهم آيمانهم من الغذاب بعد حين))
وموقف الأباضية واضح
((فاعل الكبيرة الذي مات ولم يتب يخلد في النار)) وأنت مع أي راي؟؟؟
=====================
لعلك لم تتمعن جيدا في ما كتبت.
أنا قلت: الإصرار نوعان.
1) إصرار (إدمان على المعصية عن ضعف في الشخصية أمام الشهوات مع الإيمان أن ما يفعله يعتبر ذنبا).
2) إصرار المكابرة واعتبار أن ما يفعله هو عين الصواب، وهذا يعتبر كفرا مشرك (أشرك مع الله = إتخذ إلهه هواه).، مثلا:
رجل لا يصلي، هو يعترف أن الصلاة واجبة إلا أنه يتكاسل عنها.
ورجل آخر لا يصلي، فيقول: الإيمان في القلب لا حاجة إلى صلاة فأنا لا أظلم أحدا ولا أغش أحدا ...
فمن من هؤلاء الكافر حقا؟
كذلك الأمر بالنسبة للمصر الأول (الذي ضعف أمام الهوى) والمصر الثاني (الذي كابر واستحسن عمله فرآه مكسبا).
والآية التي أجاب الله بها بني إسرائيل تسري على المنتسبين إلى الإسلام أيضا (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها (خالدون)).
فالخطيئة حينما تحيط بالإنسان وتحاصره من كل جهة فمعنى ذلك أنه أصر عليها وأدمنها واعتبرها هي الصواب).
والله تعالى حكم عدل يعاقب المسيء على قدر إسائته، فهناك من سيخرجهم من النار برحمته وهناك من يحق عليهم الخلود، ولا يظلم الله أحدا.
وفي النهاية هذه من الأمور المتعلقة بعدالة الله العزيز الحكيم التي لا ينبغي لنا أن نتسائل فيها (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)، فالمسيح عليه السلام لم يجادل عن قومه أمام الله وإنما قال: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 11:08 ص]ـ
اخي الكريم
بل كلامك واضح جدا
نحن لا نتحدث عمن كفر باستحسانه المعصية أو بإنكاره القطعي من الأحكام فلا خلاف هنا
إنما الخلاف في فاعل الكبيرة أو الممتنع عن الفروض وهو موقن أنه عاص
فنحن أهل السنة نقول قد ينال الشفاعة فلا يدخل
أو لا ينالها فيدخل لفترة إذا كانت حسناته أقل من سيئاته
وهم اي الأباضية يقولون أن صاحب الكبيرة الذي لم يتب يدخل النار ولا يخرج
ويحتجون بالآية ((وأحاطت به خطيئته))
ولقد لفت نظري قولك ((والآية التي أجاب الله بها بني إسرائيل تسري على المنتسبين إلى الإسلام أيضا (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولائك أصحاب النار هم فيها (خالدون)).
فالخطيئة حينما تحيط بالإنسان وتحاصره من كل جهة فمعنى ذلك أنه أصر عليها وأدمنها واعتبرها هي الصواب).
فانت تؤيد فيها تفسير الاباضية على ان الخطيئة هي الذنب الذي احاط بالمرء فلم ينفك عنه
وتريد ان تلقي هذا الخاطىء في النار فلا يخرج---مدعيا أن إدمانه يعني أنه لا يعتبرها خطيئة---مع أن مئات الحالات لخاطئين يمارسون الخطا ويدعون الله ليل نهار أن يهبهم قوة التخلص من هذا الخطا---فهم إذن لا يصوبون الخطأ
والآية لا تنطبق إلا على الكافرين لا على المسلمين---ومن استحسن الرذيلة قولا فهو كافر لا شك في ذلك(/)
المجاز في القران
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[19 Nov 2004, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم،،
هل يصح القول بوجود المجاز في القران .. هل من الممكن احالتي الى مصادر ناقشت هذه المسالة و بينت اراء العلماء حولها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 04:35 ص]ـ
قد يفيدك هذا البحث
http://www.balagh.com/mosoa/quran/re10cdph.htm
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 04:36 ص]ـ
وهذا أيضا
http://www.balagh.com/mosoa/quran/re10cdp3.htm
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[19 Nov 2004, 06:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل المسألة خلافية كما هو مشهور، فمن أهل العلم من أثبته - وهم جمهور المتأخرين - ومنهم من نفاه مطلقاً في القرآن وغيره - وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه والعلامة ابن عثيمين وغيرهم من المحققين - ومنهم من عد الخلاف لفظياً كالإمام ابن قدامة رحمه الله، ومنهم من منع المجاز في القرآن دون غيره، ونسبه العلامة ابن عثيمين إلى العلامة محمد الأمين الشنقيطي، ونسب إليه القول بنفي المجاز مطلقاً في مواضع أخرى. والله أعلم.
ومن أحسن ما كتب في المسألة تحقيقاً وفائدة رسالة الحقيقة والمجاز لشيخ الإسلام ابن تيمية، يرد فيها على الآمدي، وكذلك رد ابن القيم على القائلين بالمجاز في مختصر الصواعق، وكذلك رسالة العلامة محمد الأمين الشنقيطي (منع جواز المجاز في الكتاب المنزل للإعجاز).
وأظن المسألة والله أعلم كما قال ابن قدامة رحمه الله لفظية، لا تأثير لها في المعنى.
أما من حيث تحقيق وجود المجاز بالمعنى الذي يذكره الأصوليون (أنه استعمال اللفظ في غير ما وضع له أولاً لعلاقة بينهما، وقرينة تمنع من المعنى الحقيقي) فالأقرب والله أعلم نفي المجاز مطلقاً. وهذا القول كذلك أولى لسد ذريعة تعطيل الله تعالى من صفاته، حيث توسع المتكلمون في صرف ظواهر نصوص الصفات بغير قرائن معتبرة توسعاً مبتدعاً مرفوضاً.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 09:43 ص]ـ
قلت يا صديقي القلاف
((المسألة خلافية كما هو مشهور، فمن أهل العلم من أثبته - وهم جمهور المتأخرين - ومنهم من نفاه مطلقاً في القرآن وغيره - وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه والعلامة ابن عثيمين وغيرهم من المحققين - ومنهم من عد الخلاف لفظياً كالإمام ابن قدامة رحمه الله، ومنهم من منع المجاز في القرآن دون غيره، ونسبه العلامة ابن عثيمين إلى العلامة محمد الأمين الشنقيطي، ونسب إليه القول بنفي المجاز مطلقاً في مواضع أخرى. والله أعلم.))
وأنت إن كنت تقصد علماء السلفية منذعهد إبن تيمية وحتى عصرنا الحالي فكلامك صحيح.
فلا تتجاهل صديقي وجود مئات من العلماء الأشاعرة من غير توجهكم الذين قالوا بالمجاز وكتاب الجرجاني ليس عنا ببعيد
ولقد أوردت أنا مقالين لأحد الأفاضل لا يمكن التغاضي عما فيهما
فلماذا يكون إقصاء الآخر سياسة؟؟ ولماذا لا نعترف بوجوده ووجود رأيه
أليس الإمام العز بن عبد السلام إمام من أئمة ألأشعرية وله وزنه وقيمته وجهاده وله رأيه وتقسيمه لأنواع المجاز القرآني ---فلم تجاهله
قال الصغير صاحب المقال المرفق ((نعم هناك ادعاء مجاز جديد ذكره عز الدين بن عبد السلام (ت: 660 ه) وسماه "مجاز اللزوم"، ونحن نذكر أنواعه عنده ونعقب على كل نوع.
أما أنواع "مجاز اللزوم" فهي عنده:
1_ التعبير بالإذن عن المشيئة، لأن الغالب أن الإذن في الشيء لا يقع إلا بمشيئة الإذن واختياره، والملازمة الغالبة مصححة للمجاز، ومن ذلك قوله تعالى: (وَمَا كانَ لِنفسٍ أن تَمُوتَ إلاّ بإذن اللهِ).
أي بمشيئة الله، ويجوز في هذا أن يراد بالاذن أمر التكوين، والمعنى "وما كان لنفس أن تموت إلا بقول الله موتي".
وهذا من المجاز العقلي، وعلاقته السببية كما هو واضح، أو أنه من المجاز المرسل باعتبار الإذن تعبيراً عن المشيئة وعلاقته السببية أيضا.
2_ التعبير بالإذن عن التيسير والتسهيل في مثل قوله تعالى: (واللهُ يدعوا إلى الجنّةِ والمغفرةِ بإذنهِ).
أي بتسهيله وتيسيره. وهذا من المجاز اللغوي المرسل، وعلاقته السببية، أي بسبب من مشيئة الله تعالى وتيسيره وتسهيله.
3_ تسمية ابن السبيل في قوله تعالى: (وابنَ السّبيل) لملازمته الطريق. وهذا من المجاز العقلي، ووجهه وعلاقته من باب تسمية الحال باسم المحل، وذلك لكونه موجود في السبيل.
4.----------وأكتفي بهذه الأمثلة
5
وهذا الموقع موقع تفسير وما عليك إلا أخذ أية من الآيات التي نقول أن قيها مجاز كآية ((والليل إذا سجى)) ولنر أقوال المفسرين حولها إن كانوا يقولون بأن الليل يهدأحقيقة أم مجازا
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[20 Nov 2004, 08:47 ص]ـ
أشكر الاخوة على ردودهم .. و الطريف ان ما دفعني الى البحث في هذا الموضوع هو حوار بيني و بين احد الاخوة حول الاشاعرة و انتقلنا من تاويل الصفات الى المجاز حيث أخذ الاخ يشنع على القائلين بوجود المجاز مستخدما عبارة ابن تيمية المجاز كذب فبذلك لا يليق بالله تعالى .. و وصلنا هنا ايضا الى خلاف سلفي اشعري اخر
هل صحيح ان جمهور العلماء قبل شيخ الاسلام ابن تيمية كانوا من المقرين بوجود المجاز في القران؟
ابحث عن امثلة لهؤلاء العلماء .. و ان تيسر نقل شيء من اقوالهم او ذكر بعض المصادر فهذا افضل ..
على الرغم من انه يبدو لي ان سببا رئيسيا للخلاف هو الاختلاف حول المقصود بـ" المجاز"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الفاضل يجيبك عن سؤالك بعينه ابن تيمية رحمه الله في رسالة الحقيقة والمجاز، وملخص ما قال: أنك إن قصدت بالجمهور الذي كتبوا كتباً خاصة بعلم الأصول من المتكلمين المعطلين للصفات [الأشاعرة والمعتزلة ونحوهما]، فنعم، ومقتضى كلامه أنه لا عبرة بتكاثرهم على هذا القول، وبين سبب ذلك. وإن كان مرادك جمهور العلماء بالأصول الذين هم المجتهدون وأئمة السلف وأئمة اللغويين، فجمهورهم لم يقل بالمجاز، ولا تكلم به، وإنما حدث أول ما حدث من قبل المعتزلة الآخذين علومهم عن اليونان!
فالرسالة أخي قيمة جداً، وإن كان في مباحثها دقة تحتاج جهداً وتركيزاً، لكن فيها خير كثير جداً في الأصول واللغة الفقه والتفسير والعقائد وغيرها، فاقتنها وادع الله لي خيراً.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 06:25 م]ـ
أخي الكريم
جماهير العلماء واللغويين يقولون بالمجاز
وهل تغطى الشمس بغربال؟؟
وأقتصر على نقل قول عالم عظيم جدا هو الزركشي في كتابه ((البرهان في علوم القرأن))
وهذا مقال معتمد عليه فاقرأ ففيه ما لا يمكن إنكاره
========================================
((((المجاز عند الزركشي
لو لم يكن لبدر الدين ا لزركشي غير كتاب (البرهان في علوم القرآن) لكفاه، كيما يحتل المكانة التي شغلها وسط منظومة علماء المسلمين، فالكتاب رغم تأخره نسبيا، يعد من أمهات علوم القرآن التي لا يستغني عنها باحث في هذا المجال. ونحن في هذه الوقفة نزمع الوقوف العاجل عند أحد أهم المباحث التي انطوى عليها ذلكم الكتاب الجليل، وهو مبحث مجاز القرآن.
وليس يخفى أن لمبحث المجاز القرآني أهمية ركينة في التراث العلمي الإسلامي، من شواهدها أن هذا المبحث قد أدى بوضوح وفاعلية إلى تشكل أفكار رئيسة قام عليها عدد من الفرق والتنوجهات الفكرية في سواء منظومة الفكر الديني الإسلامي ن وحصريا فيما عرف ضمن أبواب العقائد بباب توحيد الأسماء والصفات، حسب التصنيف المتأخر عند كتّاب العقائد ن وبخاصة وسط فرقة أهل السنة. تلك الأسماء والصفات الإلاهية التي وردت في النصوص المقدسة الإسلامية؛ فأثارت خلافات عقدية بالغة الأهمية والخطورة، واسعة المدى، عميقة الأثر. وذاك ما نراه بجلاء في كتابات الأشاعرة والمعتزلة، ثم فرقة أهل الحديث والسلفية بفروعها، التي تشكلت بوضوح في ما كتبه ابن تيمية (728) هـ وابن القيم (751) هـ، وصولا إلى ابن عبد الوهاب أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.
وقد استتبع كل ذلك نشوء خلافات وعداوات بين الأفرقة الإسلامية التي طرقت موضوع المجاز القرآني والأسماء والصفات. ولا جرم أن كان المغذّي الأساس لتلك الخلافات ما عُرف وتأكد من سيادة ورسوخ الروح التنطعية، والعصبية غير العلمية عند كثير من فقهاء المسلمين –رحمهم الله-.
وكان لهم غُنية عن كل ذلك لو أنهم نظروا إلى القضية بمنظار لغة العرب التي تعد المجاز ظاهرة لغوية متحققة راسخة فيها، في حال النص المقدس أيضا هو نص لغوي لم يحد عن سنن العربية، وطرائق تعبيرها، وهذا ما أكده الله تعالى في مواطن كثيرة منها قوله: {إنا انزلناه قرآنا عربيا} سورة يوسف،
وقوله {…بلسان عربي مبين} الشعراء.ولهذا نجد من الغني عن الذكر التذكير بأن كلام النبي عليه السلام قد حوى من المجاز ما لا يحصى كثرة؛ تبعا لانتهاجه سنن التعبير اللغوي المألوف عند العرب الذين فشا المجاز في كلامهم فشوّا ذريعا واسها، قال تتعالى {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} سورة إبراهيم. وهنا عليّ الإشارة إلى أن الخلاف في شأن المجازات القرآنية لم يظهر إلا بعد دخول الأعاجم ساحة الإسلام. وبعد زعزعة هيبة ومكانة اللغة العربية، مقارنة بالوضع الذي كانت عليه وقت حياة النبي وصحبه الأقحاح ومن قبلهم من الأعراب الخلّص.
ولقد كان للزركشي دورجلي في إثارة بعض قضايا المجاز بوصفه ظاهرة لغوية قرآنية لابست النص المقدس، وينكشف لنا ذلكم الدور فيما كتبه ضمن كتابه (البرهان في علوم ا لقرآن).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ظاهرة المجاز لها ساحة بعيدة الأطراف ن غزيرة الفروع، فضلا عن قيمتها البلاغية والجمالية في إطارها اللغوي. تلك القيمة ا لتي جعلت بعض أهل اللغة يجنحون إلى القول بأن المجاز أبلغ من الحقيقة (1)
ونحن في هاته الوقفة العجلى سنعمد إلى إشارات موجزة نحو أم القضايا ا لمجازية التي تعرض الزركشي لها ودرسها في كتابه البرهان وهي التالية:
أولا/ كون المجاز واقعا في النص القرآني (2). هاته مسألة غير شائكة بل غير مشهورة على النحو الذي اشتهرت باقي مسائل علوم القرآن.ولقد وضح الخلاف فيها بعد ابن تيمية الذي مال إلى القول بأن المجاز غير واقع في القرآن المجيد، ولم يكن ابن تيمية هو رائد هذا المذهب، حيث سبقه إلى ذلكم غير واحد منهم أبو إسحاق الإسفراييني (418هـ) و (أبو العباس ابن القاص335هـ) و (ابن خويز منداد4
ثانيا/ اشتراك اللفظ بين حقييقتين، أو حقيقة ومجاز.5
ثالثا/ كون الحذف نوع من أنوع المجاز، ووقوع الخلاف في ذلك.6
ليس من اتفاق على عدِّ الحذف من أضرب المجاز. ومن الاعتراضات أن المجاز استعمالٌ للّفظ في غير موضعه والحذف ليس كذلك. وقد أكد ابن عطية اعتداد الحذف من المجاز، وذلك بوضوح، فقال:
(وحذف المضاف هو عين المجاز، أو معظمه. وهذا مذهب سيبويه وغيره، وليس كل حذف مجاز) والسؤال الهام هنا: هل كل حذف مجاز؟ 7
ومن أهل العلم من وضع معيارا عنده يتحدد كون الحذف من المجاز أم لا. وهذا مانراه عند (عز الدين ا لزنجاني) في قوله (الحذف مجاز إذا تغير الحكم بسببه، وإلا فلا. مثلا زيد منطلق وعمرو، ليس مجازا رغم حذف الخبر) 8.
ويصرح الزركشي برأيه في هذه القضية فيقول ((إن أريد بالمجاز استعمال اللفظ في غير موضعه، فالحذف ليس كذلك؛ لعدم استعماله. وإن أريد بالمجاز إسناد الفعل إلى غيره-وهو المجاز العقلي- فالحذف كذلك)) 9
إذا الزركشي هنا يحصر الحذف في مطابقته المجاز العقلي؛ فلا يحكم له بالمجازية المطلقة، لكن أ يكون في الحذف إسناد للفعل إلى غيره حتى يقول الزركشي إن الحذف كذلك؟ أليس الحذف عدم استعمال والمجاز استعمال؟ فكيف يكونان شيئا واحدا؟
إن النقطة الأساسية المشتركة بين المجاز والحذف هي التي ذكرها الزركشي في في قوله: ((الحذف خلاف الأصل)) 10 - ووجه الاشتراك أن المجازأيضا خلاف للأصل.
ولعل هذا الاشتراك في مخالفة الأصل هو ما أغرى الكثيرين بالقول بأن الحذف مجاز بإطلاق. كما أن من وجوه الاشتراك بينهما ما يمكن تسميته باللذة الذهنية، وهي التي صرح بوجودها الزركشي في سياق ذكره فوائد الحذف إن حيث قال: ((إن من فوائده زيادة لذة بسبب استنباط الذهن للمحذوف، وكلما كان الشعور بالمحذوف أعسر، كان الالتذاذ به أشد وأحسن)).
يوكد الزركشي على نقطة أخرى، الخلاف فيها أقل مما سلف سوقه، وهي كون التشبيه والاستعارة من وجوه المجاز. وهذا من القضايا اللغوية التي لا تحتمل خلافا إذ الأمر فيها واضح جلي، لا يسمح بإنكار دخول الاستعارة والتشبيه ضمن أضرب المجاز، بل هما من أشهر وأوسع التطبيقات المجازية في لغة العرب.
خالد إبراهيم المحجوبي
http://www.almualem.net/maga/mazaj565.html
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 06:31 م]ـ
وهذا أخي الكريم جزء من كتاب السيوطي حول مجاز القرآن من كتابه الإتقان في علوم القرآن
(((السيوطي في كتابه ((الإتقان في علوم القرآن))
كتب عن المجاز ما يلي
----------------------------------------------------------------------
((النوع الثاني والخمسون في حقيقته ومجازه
----------------------------------
لا خلاف في وقوع الحقائق في القرآن وهي كل لفظ نقي على موضوعه ولا تقديم فيه ولا تأخير وهذا أكثر الكلام.
وأما المجاز فالجمهور أيضًا على وقوعه فيه وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية وشبهتهم أن المجاز أخوالكذب والقرآن منزه عنه وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير وذلك محال على الله تعالى وهذه شبهة باطلة ولوسقط المجاز من القرآن سقط منه شطر الحسن فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة ولووجب خلوالقرآن من المجاز وجب خلوه من الحذف والتوكيد وتثنيه القصص وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أفرده بالتصنيف الإمام عز الدين ابن عبد السلام ولخصته مع زيادات كثيرة في كتاب سميته مجاز الفرسان إلى مجاز القرآن وهوقسمان.
الأول: المجاز في التركيب ويسمى مجاز الإسناد.
والمجاز العقلي وعلاقته الملابسة وذلك أن يسند الفعل أوشبهه إلى غير ما هوله أصالة لملابسته له كقوله تعالى {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا} نسبت الزيادة وهي فعل الله إلى الآيات لكونها سببًا لها {يذبح أبناءهم} يا هامان ابن لي نسب الذبح وهوفعل الأعوان إلى فرعون والبناء وهوفعل العملة إلى هامان لكونهما آمرين به وكذا قوله {وأحلوا قومهم دار البوار} نسب الإحلال إليهم لتسببهم في كفرهم بأمرهم إياهم به.
ومنه قوله تعالى {يومًا يجعل الولدان شيبًا} نسب الفعل إلى الظرف لوقوعه فيه عيشة راضية أي مرضية {فإذا عزم الأمر} أي عزم عليه بدليل فإذا عزمت.
=======================
وهذا القسم أربعة أنواع. أحدها: ما طرفاه حقيقيان كالآية المصدر بها وكقوله {وأخرجت الأرض أثقالها} ثانيها: مجازيان نحو {فما ربحت تجارتهم} أي ما ربحوا فيها وإطلاق الربح والتجارة هنا مجاز.
ثالثها ورابعها: ما أحد طرفيه حقيقي دون الآخر أما الأول والثاني.
كقوله {أم أنزلنا عليهم سلطانًا} أي برهانًا {كلا إنها لظى نزاعة للشوى} تدعو فإن الدعاء من النار مجاز.
وقوله {حتى تضع الحرب أوزارها} {تؤتي أكلها كل حين} {فأمه هاوية} فاسم الأم الهاوية مجاز: أي كما أن الأم كافلة لولدها وملجأ له كذلك النار للكافرين كافلة ومأوى ومرجع.
القسم الثاني: المجاز في المفرد ويسمى المجاز اللغوي وهواستعمال اللفظ من غير ما وضع له أولًا وأنواعه كثيرة.
================================
أحدها: الحذف وسيأتي مبسوطًا في نوع المجاز فهوبه أجدر خصوصًا إذا قلنا إنه ليس من أنواع المجاز.
=================================
الثاني: الزيادة وسبق تحرير القول فيها في نوع الإعراب.
==================================
الثالث: إطلاق اسم الكل على الجزء نحو يجعلون أصابعهم في آذانهم أي أناملهم ونكتة التعبير عنها بالأصابع الإشارة إلى إدخالها على غير المعتاد مبالغة من الفرار فكأنهم جعلوا الأصابع {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} أي وجوههم لأنه لم ير جملتهم {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} أطلق الشهر وهواسم الثلاثين ليلة وأراد جزءًا منه كذا أجاب به الإمام فخر الدين عن استشكال أن الجزاء يكون بعد تمام الشرط والشرط أن يشهد الشهر وهواسم لكله حقيقة فكأنه أمر بالصوم بعد مضي الشهر وليس كذلك.
وقد فسره علي وابن عباس وابن عمر على أن المعنى: من شهد أول الشهر فليصم جميعه وإن سافر في أثنائه.
أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما وهوايضًا من هذا النوع ويصلح أن يكون من نوع الحذف.
==============================
الرابع: عكسه نحو ويبقى وجه ربك أي ذاته فولوا وجوهكم شطره أي ذواتكم إذ الاستقبال يجب بالصبر {وجوه يومئذ ناعمة} ووجوه يومئذ خاشعة.
عاملة ناصبة عبر بالوجوه عن جميع الأجساد لأن التنعم والنصب حاصل لكلها ذلك بما قدمت يداك بما كسبت أيديكم أي قدمت وكسبت ونسب ذلك إلى الأيدي لأن أكثر الأعمال تزاول بها قم الليل وقرآن الفجر واركعوا مع الراكعين ومن الليل فاسجد له أطلق كلًا من القيام والقراءة والركوع والسجود على الصلاة وهوبعضها {هديا بالغ الكعبة} أي الحرم كلعه بدليل أنه لا يذبح فيها.
تنبيه ألحق بهذين النوعين شيئان.
أحدهما: وصف البعض بصفة الكل كقوله {ناصية كاذبة خاطئة} فالخطأ صفة الكل وصف به الناصية وعكسه كقوله {إنا منكم وجلون} والوجل صفة القلب {ولملئت منهم رعبًا} والرعب إنما يكون في القلب.
والثاني: إطلاق لفظ بعض مراد به الكل ذكره أبوعبيدة وخرج عليه قوله {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} أي كله {وإن يك صادقًا يصبكم بعض الذي يعدكم} وتعقب بأنه لا يجب على النبي بيان كل ما اختلف فيه بدليل الساعة والروح نحوها وبأن موسى كان وعدهم بعذاب في الدنيا وفي الآخرة فقال: يصبكم هذا العذاب في الدنيا وهوبعض الوعيد من غير نفي عذاب الآخرة ذكره ثعلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الزركشي: ويحتمل ايضًا أن يقال إن الوعيد مما لا يستنكر ترك جميعه فكيف بعضه ويؤيد ما قاله ثعلب قوله {فإما نرينك بعض الذي نعدهم أونتوفينك فإلينا مرجعهم.
===================================
الخامس: إطلاق اسم الخاص على الصام نحو {إنا رسول رب العالمين} أي رسله.
=================================
السادس: عكسه نحو {ويستغفرون لمن في الأرض} أي المؤمنين بدليل قوله {ويستغفرون للذين آمنوا} السابع: إطلاق اسم الملزوم على اللازم. الثامن: عكسه نحو {هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة} أي هل يفعل أطلق الاستطاعة على الفعل لأنها لازمة له.
=================================
التاسع: إطلاق المسبب على السبب نحو {ينزل لكم من السماء رزقًا}.
{قد أنزلنا عليكم لباسًا} أي مطرًا يتسبب عنه الرزق واللباس لا يجدون نكاحًا أي مئونة من مهر ونفقة ومما لا بد للمتزوج منه.
================================
العاشر: عكسه نحو {ما كانوا يستطيعون السمع} أي القبول والعمل به لأنه مسبب عن السمع.
تنبيه من ذلك نسبة الفعل إلى سبب السبب كقوله {فأخرجهما مما كانا فيه} كما أخرج أبويكم من الجنة فإن المخرج في الحقيقة هو الله تعالى وسبب ذلك أكل الشجرة وسبب الأكل وسوسة الشيطان.
===============================
الحادي عشر: تسمية الشيء باسم ما كان عليه نحو {وآتوا اليتامى أموالهم} أي الذين كانوا يتامى إذ لا يتم بعد البلوغ فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن أي الذين كانوا أزواجهن من يأت ربه مجرمًا سماه مجرمًا باعتبار ما كان في الدنيا من الإجرام.
===============================
الثاني عشر: تسميته باسم ما يؤول إليه نحو {إني أراني أعصر خمرًا} أي عنبًا يؤوإلى الخمرية {ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا} أي صائر إلى الكفر والفجور {حتى تنكح زوجًا غيره} سماه زوجًا لأن العقد يؤول إلى زوجية لأنها لا تنكح إلا في حال كونه زوجًا {فبشرناه بغلام حليم} نبشرك بغلام عليم وصفه في حال لا بشارة بما يؤول إليه من العلم والحلم.
===============================
الثالث عشر: إطلاق اسم الحال على المحل نحو ففي رحمة الله هم فيها خالدون أي في الجنة لأنها محل الرحمة {بل مكر الليل} أي في الليل {إذ يريكهم الله في منامك} أي عيناك على قول الحسن.
=================================
الرابع عشر: عكسه نحو {فليدع ناديه} أي أهل ناديه: أي مجلسه ومنه التعبير باليد عن القدرة نحو بيده الملك وبالقلب عن العقل نحو {لهم قلوب لا يفقهون بها} أي عقول وبالأفواه عن الألسن نحو ويقولون بأفواههم وبالقرية عن ساكنيها نحو واسأل القرية وقد اجتمع هذا النوع وما قبله في قوله تعالى {خذوا زينتكم عند كل مسجد} فإن أخذ الزينة غير ممكن لأنها مصدر فالمراد محلها فأطلق عليه اسم الحال وأخذها للمسجد نفسه لا يجب فالمراد به الصلاة فأطلق عليه اسم المحل على الحال.
=============================
الخامس عشر: تسمية الشيء باسم آلته نحو {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} أي ثناء حسنًا لأن اللسان آلته {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} أي بلغة قومه.
================================
السادس عشر: تسمية الشيء باسم ضده نحو {فبشرهم بعذاب أليم} والبشارة حقيقة في الخبر السار ومنه تسمية الداعي إلى الشيء باسم الصارف عنه ذكره السكاكي وخرج عليه قوله تعالى ما منعك أن لا تسجد يعني: ما دعاك إلى أن لا تسجد وسلم بذلك من دعوى زيادة ل.
================================
السابع عشر: إضافة الفعل إلى ما سصح منه تشبيهًا نحو {جدارًا يريد أن ينقض} وصفه بالإرادة وهي من صفات الحي تشبيهًا لميله للوقوع بإرادته.
===============================
الثامن عشر: إطلاق الفعل والمراد مشارفته ومقاربته وإرادته نحو {فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن} أي قاربن بلوغ الأجل: أي انقضاء العدة لأن الإمساك لا يكون بعده وهوفي قوله {فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن} حقيقة {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} أي فإذا قرب مجيئه وبه يندفع السؤال المشهور فيها أن عند مجيء الأجل لا يتصور تقديم ولا تأخير {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم} الآية: أي لوقاربوا أن يتركوا خافوا لأن الخطاب للأوصياء وإنما يتوجه عليهم قبل الترك لأنهم بعده أموات إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا أي أردتم القيام فإذا قرأت القرآن فاستعذ أي أردت القراءة لتكون الاستعاذة قبلها {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا} أي أردنا إهلاكها وإلا لم يصح العطف بالفاء وجعل منه بعضهم قوله {من يهد الله فهو المهتدي} أي من يرد الله هدايته وهوحسن جدًا لئلا يتحد الشرط والجزاء.
====================
وهذا ليس كل ما ذكر السيوطي وله تتمة أنشرها إن طلبتها
____________
jamal
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 06:37 م]ـ
لاحظ أخي عبارة السيوطي
((وأما المجاز فالجمهور أيضًا على وقوعه فيه وأنكره جماعة منهم الظاهرية وابن القاص من الشافعية وابن خويز منداد من المالكية))
فكيف يقال أن الجمهور لا يقولون بوقوعه---مع أن السيوطي على جلال قدره قال بأن الجمهور قالوا بوقوعه---إلا إذا كان الجمهور الشيخ إبن تيمية وتلميذه ومن جاء بعدهما في هذا العصر من جماعة السلفية
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 06:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم الغضب أخي؟! قد بينت لك أن الجمهور إن أريد بهم من خص الأصول بتصنيف من متكلمي الأشاعرة والمعتزلة، فنعم جمهور هؤلاء يقول بالمجاز. وإن أردنا المجتهدين من أئمة السلف - الذين هم أعلم الناس بالأصول وبالكتاب والسنة - وأئمة النحاة فلم يتكلم أحد منهم بالمجاز. وإنما نشأ المجاز في القرون الخالفة على يد المعتزلة لما ترجموا كتب اليونان.
ثم يا أخي قد أكثرت من النقل من غير تحقق، فكلام السيوطي رحمه الله غير دقيق أبداً في الكلام في هذه المسألة. فقد ذكر لمن قال بنفي المجاز دليلين واهيين، وأوهم أن ذلك منتهى ما عندهم، وذلك غير صحيح. بل هم يستدلون بأدلة كثيرة، تجدها في الرسالة المذكورة سابقاً.
ثم يا أخي من نقلت عنهم يوهم بعضهم أن من قال بنفي المجاز كشيخ الإسلام يخرجون بالقرآن الكريم عن طرائق اللسان العربي، والصواب أنهم ينفون المجاز في اللغة مطلقاً في القرآن والشعر وغير ذلك.
وقد أحلتك سابقاً إلى رسالة شيخ الإسلام رحمه الله، فراجعها. ولولا ضيق الوقت وأني مسافر بعد غد، لنقلت لك منها درراً تفيد في هذه المسألة، فالله المستعان.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 09:56 م]ـ
التأليف في البلاغة والبديع لم يحصل في عصر الأئمة ولا السلف هذا صحيح
فلم يتكلموا في جناس ولا طباق ولا كناية ولا مجاز ولا إستعارة ولا تشبيه---إنما كانت هذه الروائع في كتاب الله مفهومة واضحة لهم ولا حاجة لتأليف فيها أو تنظيم لعلومها
وما عرف عنهم التأليف حتى في أصول الفقه الذي أول من كتب فيه الشافعي رضي الله عنه
ولقد نتجت المؤلفات في علوم القرآن وفي إعجاز القرآن من بعدهم
وجميع علماء السنة كتبوا في تفسيراتهم وكتبهم ذاكرين المجاز ومعترفين بوقوعه إلا القليل القليل منهم
وجاء إبن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ومن تبعهم في هذا العصر من علماء السلفية
الذين قالوا بعدم وقوع المجاز في القرآن---مع أن أستقراء الآيات لا يدعم موقفهم
وما النقولات التي نقلتها أنا عن السيوطي عنا ببعيد
والله أعلم
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل جمال، عدم تصنيف السلف في الأصول ونحوها يختلف عن عدم تكلمهم بالمجاز. إذ عدم تصنيفهم للأصول كان لتمكنهم منه، ثم أخذ الأصول من كلامهم. أما المجاز، فليس في كلامهم ما يدل عليه، ولا في طرائق تفسيرهم للقرآن، فدل على أنهم غير قائلين به على المعنى الذي يذكره الأصوليون.
ووددت أنك ترجع أخي لرسالة شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، ففيها أدلة الفريقين والقائل بكل قول من العلماء، والترجيح، وذكر الآيات التي يدعي بعض الناس أن فيها مجازاً والجواب عنها، فهو بحق كتاب قيم يستحق قراءتك.
والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:42 م]ـ
أخ قلاف
هل أرجعتني لرسالة إبن تيمية على الشبكة
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل لا أعلم أنها موجودة على الشبكة، والله أعلم.
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[21 Nov 2004, 06:19 ص]ـ
أخي فيصل .. فهمت من كلامك أن شيخ الاسلام و من هم على رايه ينفي المجاز في اللغة مطلقا
هل من الممكن ان تفصل حول هذه النقطة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 04:10 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
موضوع المجازموضوع طويل الذيل، ولا أقول قليل النيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب فيه العلماء قبل ابن تيمية وبعده رحمهم الله جميعاً. والأمر فيه سهل، ولكن هناك في كل أمر من يبالغ فيخرج عن المقصود. وقد كتب فيه الدكتور عبدالعظيم المطعني كتاباً جيداً بعنوان (المجاز بين المانعين والمجيزين) وكان رسالته للماجستير، ويمكن الاطلاع عليه فهو كبير الحجم، وقد ناقش الأدلة بما استطاع من الموضوعية والعدل.
والمقصود بمثل هذه المشاركات الإشارة للمطولات، ولا أعتقد أننا سنحسم الخلاف هنا، لكن بحسبنا الإشارة كما تفضل الشيخ فيصل القلاف والأستاذ جمال.
وقد كتب أخي الكريم الشيخ ناصر الماجد جواباً لسؤال حول هذا الموضوع في موقع الإسلام اليوم أحببت نقله هنا لعله يثري الحوار.
السؤال: ما حكم تأول المجاز عند تفسير القرآن فنقول مثلا عند تفسير قوله تعالى: ((إن الأبرار لفي نعيم)) إن استعمال النعيم في الآية مجاز؛ لأن النعيم لايحلَّ فيه الإنسان لأنه معنى من المعاني، وإنما أطلق فيه الحال وأريد المحل، وهل يعتبر المجاز في القرآن من باب القول على الله بغير علم؟
الجواب:
مسألة تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز من المسائل التي نقل الخلاف فيها قديماً، وجماهير أهل العلم من المفسرين، والأصوليين، وأهل اللغة على إثباته، ولايفرقون بين مورده في اللغة، ومورده في القرآن الكريم، وفيهم أئمة لهم قدم صدق في تقرير عقيدة السلف والذود عنها.
والذين ذهبوا إلى نفي المجاز -خصوصاً من أهل السنة- حملهم على ذلك مارأوه من تسلط المبتدعة بدعوى المجاز على نصوص الوحيين، فعطلوها عن دلالاتها في مسائل الغيبيات، وصفات الخالق -عز وجل- خصوصاً.
وفي الحق، فإن القول بالمجاز لاخطر وراءه، ذلك أن الأصل في الكلام أن يحمل على حقيقته إلا بقرينة بإجماع أهل العلم، ولا قرينة تصحّح قول المعطل، وإنما أُتوا من توهّم كيفيات معينة لتلك النصوص، ثم سلّطوا التأويل عليها لدفع توهمهم الفاسد. على أن تلك الأخبار المتعلقة بالله –تعالى- لاتقبل دعوى المجاز من جهة اللغة وتراكيب الكلم، وهذا مبسوط تقريره في كلام أهل السنة -والحمد لله-.
والمقصود أنه لاضير من القول بالمجاز، ولايعدّ من القول على الله بغير علم، إذ القرآن الكريم نزل بلغة العرب، فجرى على طرائقهم في التعبير، وأساليبهم في تركيب الكلم، وإنما يكون قولاً على الله بغير علم إذا تعلق بأمور غيبية لاتدرك، ولم تشاهد تُعطل عن ظواهرها، ويُلحد فيها.
بقي أن يقال: إن الأسلوب المجازي ضرورة لبقاء أي لغة وحياتها، إذ الألفاظ وإن كثرت فهي محدودة لا تستوعب كل ما يطرأ من المعاني في حياة الناس، ومن تأمل هذا الأمر زال عنه ـ بإذن الله ـ كل تردد في هذه المسألة، والله ولي التوفيق.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=62)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 05:52 م]ـ
وقول الماجد قول ماجد
((والمقصود أنه لاضير من القول بالمجاز، ولايعدّ من القول على الله بغير علم، إذ القرآن الكريم نزل بلغة العرب، فجرى على طرائقهم في التعبير، وأساليبهم في تركيب الكلم،))
لولا تحفظ بسيط وهو---إن القرأن الكريم ذو إسلوب متفرد في تركيب الكلم غير معهود عند العرب ولا معتاد لديهم وإن كان فيه من البديع مافيه إلا أنه ليس من طراز ولا طرائق كلامهم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:10 م]ـ
إضافة إلى ما ذكره الأخوة عن المجاز وما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
هذه طائفة من أقوال بعض أهل العلم عن المجاز في القرآن.
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.
أن طريقة المتأخرين هي استخراج معاني النصوص وصرفها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكر التأويلات فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وراء ظهورهم فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف والكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف. .............. و صرف اللفظ عن حقيقته وما وضع له إلى ما لم يوضع له ولا دل عليه بأنواع من المجازات والتكلفات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان والهدى .............. ........... يراجع في الصواعق المرسلة
وقال ابن باز رحمه الله
في مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الرابع
(يُتْبَعُ)
(/)
هل في القرآن مجاز
سائل من القصيم بعث إلي رسالة يقول فيها: كثيرا ما أقرأ في كتب التفاسير وغيرها بأن هذا الحرف زائد كما في قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فيقولون بأن (الكاف) في " كمثله " زائدة، وقد قال لي أحد المدرسين بأنه ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز، فإذا كان الأمر كذلك فما القول في قوله تعالى: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ وقوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
الجواب: الصحيح الذي عليه المحققون أنه ليس في القرآن مجاز على الحد الذي يعرفه أصحاب فن البلاغة وكل ما فيه فهو حقيقة في محله ومعنى قول بعض المفسرين أن هذا الحرف زائد يعني من جهة قواعد الإعراب وليس زائدا من جهة المعنى، بل له معناه المعروف عند المتخاطبين باللغة العربية. لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم كقوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ يفيد المبالغة في نفي المثل، وهو أبلغ من قوله: (ليس مثله شيء) وهكذا قوله سبحانه: وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير،
وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها، وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة تصرفها في الكلام، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذلك من مجاز اللغة أي مما يجوز فيها ولا يمتنع، فهو مصدر ميمي كـ " المقام " و " المقال " وهكذا قوله سبحانه: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ يعني حبه، وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها، وهو من باب الإيجاز والاختصار لظهور المعنى. والله ولي التوفيق.
الدعوة العدد 1016 الاثنين 6 ربيع الأول سنة 1406 هـ.
وقال ابن عثيمين رحمه الله
وأكبر دليل على امتناع المجاز في القرآن: أن من علامات المجاز صحة نفيه، وتبادر غيره لولا القرينة؛ وليس في القرآن ما يصح نفيه؛ وإذا وجدت القرينة صار الكلام بها حقيقة في المراد به.
وقال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
وقد أوضحنا في رسالتنا المسماة: منع جواز المجاز، في المنزل للتعبد والإعجاز.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:24 م]ـ
لنمازح آل الشهري قليلا
فإذا كنتما والد وولده
فلماذا يعق الولد والده بقبوله المجاز بينما والده لا يقبل به؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي جمال، والأخ محمد الشهري (أبو عبدالرحمن) ممن نتعلم منهم وفقه الله. وأخشى أن يكون صنيعي على حد قول الشاعر:
رام نفعاً فضر من غير قصد = ومن البر ما يكون عقوقا!
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2004, 07:39 ص]ـ
الأخ جمال الشربيني وفقه
لتعلم أنني لا أعرف الشيخ عبد الرحمن إلا عن طريق الشبكة أسأل الله أن يجمعني وإياه في الفردوس ولو يحصل أن التقي به في غير الشبكة لقاء وجها لوجه فلي الشرف أن أقابله.
وأما لخلاف في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف فلا يفسد للود قضية.
الشيخ عبد لرحمن وفقك الله وبارك الله فيك على تواضعك وإنما أنا طويلب أتعلم منكم حفظكم الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 08:06 ص]ـ
ولكن يا عميد آل الشهري
مع كل الإحترام البالغ
أليس غريبا قولكم بنفي المجاز في القرآن الكريم مع أنه أظهر من شمس في نهار صيف؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 Nov 2004, 11:18 م]ـ
ادعاء ان المجاز اوضح من الشمس .. دعوى عريضة جدا .. والحديث عن المجاز فرع عن تصوره .. وانا اتحدى كل مثبت للمجاز ان يأتي بتعريف معقول للمجاز ..
التعريف المشهور عند اهل البلاغة ... المجاز هواللفظ المستعمل في غير ما وضع لها ... الاسد ان استعمل فى الحيوان المعروف حقيقة وان استعمل فى الانسان الشجاع كان مجازا .. لماذا؟ لان هذه اللفظة لم توضع للانسان ولكن للحيوان .. هذا التعريف وهو افضل ما عند البلاغيين ... غير معقول .. لماذا؟ لان تحديد المجاز .. لا يمكن الا بعد .. معرفة الوضع .. وهذا مستحيل لا يكون الا بكهانة كما قال ابن القيم رحمه الله ..
اتحدى كل مثبت للمجاز ان ياتي بدليل على ان الاسد فى الاول وضع للحيوان .. ثم استعمل بعدذلك فى الشجاع من الناس .. ماذا لو عكسنا وقلنا ان الاسد وضع بداية للانسان ثم استعمل بعد ذلك فى الحيوان ... ليست الدعوى الاولى اولى من الثانية ...
وارجو من المشرفين فى الاخير لو يفرد هذا الموضوع لنقاش اوسع وامثل والسلام عليكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:31 ص]ـ
أبا المعز
ليست حلبة ملاكمة هنا
وإذا كان لفظ الاسد لم يوضع أساسا للحيوان الحقيقي فلأي مسمى وضع؟؟
وما رأيك بالرقبة؟؟
هل قوله تعالى ((فتحرير رقبة))
يعني الحقبقة؟؟
وهل تتحرر الرقبة دون الإنسان؟؟
وهل الجدار له إرادة فيقول عنه القرآن ((يريد))؟؟
وهل مريم أخت هارون في قوله ((يا أخت هارون))؟؟
لدينا مئات الشواهد التي في إنكار المجازفيها يؤول بذلك التعبير في اللغة إلى خبيصة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Dec 2004, 05:30 ص]ـ
عرف المجاز ... اولا ... الكلام عن الشيء فرع عن تصوره ....
ولك بعد ذلك ان اجيبك عن كل اسئلتك ..
ملحوظة .. يا صديقي العزيز .. لا ابحث عن حلبة ملاكمة .. بل ابحث عن حلبة مكالمة ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 02:10 م]ـ
أبا عبد المعز
لقد أخطأت سابقا في إسمك فمعذرة
وموضوع حلبة الملاكمة لا تكون بين متناقشين حتى يقول كل منهما للأخر أتحداك
أما موضوع المجاز----فانتم تنفونه وعليكم أنتم أن تعرضوا بضاعتكم فإذا كانت ثمينة زحزحتم الآخرين عن رأيهم---وإن كانت زهيدة تركوها ولم يهتموا
وواضح انك فهمت كلامي---فأنتم لا تعرضون بضاعة ولا تعرضون ثمنا لبضاعة
أما دعوى عدم معرفة ماوضع اللفظ له إبتداء فهذه نصوص الشعر والشواهد الأدبية وها هم فحول اللغة في معاجمهم قد حددوا أصل كل لفظة
فاذا أردتم تمييع اللغة وقلب الحقائق وجعل الالفاظ تدل على عكس مدلولاتها فلكم ذلك ولكن لا يوجد من يقبل قولكم بنفي ما هو ثابت
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:42 م]ـ
الأخ جمال حسني الشرباتي وفقه الله
المجاز الذي تقول أنه أظهر من شمس في نهار صيف لم يظهر للقرون المفضلة وسبق أن أورد الأخوة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أنه استحدث من قبل المتكلمين ........ وكذلك سبق أن ذكرت كلام ابن القيم أن طريقة المتأخرين هي استخراج معاني النصوص وصرفها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكر التأويلات فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وراء ظهورهم فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف والكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف.
وقولكم وما رأيك بالرقبة؟؟
فقد سبق بيان ذلك والتمثيل بقوله تعالى (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) فإن المراد بذلك سكان القرية وأصحاب العير، وعادة العرب تطلق القرية على أهلها والعير على أصحابها، وذلك من سعة اللغة العربية وكثرة تصرفها في الكلام، وليس من باب المجاز المعروف في اصطلاح أهل البلاغة ولكن ذلك من مجاز اللغة أي مما يجوز فيها ولا يمتنع، ................ وهكذا قوله سبحانه: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ يعني حبه، وأطلق ذلك لأن هذا اللفظ يفيد المعنى عند أهل اللغة المتخاطبين بها، وهو من باب الإيجاز والاختصار لظهور المعنى.
وأنصحك أخي بالرجوع إلى تلك المراجع المشار إليها لتطلع على المجاز أكثر.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Dec 2004, 05:51 م]ـ
انا انفي ثبوت المجاز فى اللغة .. وانت مثبت .. وكل طالب علم يعرف ان في قواعد المناظرة .. الدليل على المثبت لا على النافي .. المجاز عندي عدم ... وعندك المجاز شيء ثابت ..
مازلت اطالبك بتعريف للمجاز ... ولا ينفعك القفز على المطلوب ...
وشرطي فى استمرار الحوار هو ان تحدد المجاز الذي تدعيه ... لننظر فيه .. فإن اثبته بدليل قبلناه ...
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 07:02 م]ـ
أنا لا أدري دليلا على ثبوت المجاز إلا الاستقراء
أعني تتبع آيات الكتاب أية أية
تماما كالقول بحصول النسخ في آيات معدودات
أما بالنسبة للتعريف فأنا ملتزم بأن ((المجاز قسيم الحقيقة))
وقول الإمام عبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغة ملزم لي إذ قال
((«مفعل من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه، وإذا عدل باللفظ عما نوجبه أصل اللغة، وصف بأنه مجاز على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي، أو جاز هو مكان الذي وضع به أولا» ص265
فهل نبدا على بركة الله في تتبع آيات الكتاب؟؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 Dec 2004, 07:59 م]ـ
قولك ((المجاز قسيم الحقيقة)) يعني فقط ان اللغة تنقسم الى حقيقة والى مجاز .. فكل طرف قسيم للآخر ... المجاز قسم للغة .. وقسيم للحقيقة .... فلا زال المجاز مجهولا ..
الشيخ عبد القاهر- رحمه الله -عرف لفظ المجاز .. ولم يعرف -فيما نقلته عنه -مفهوم المجاز .. لقد اشار الى الاشتقاق لا الى التصور .. او اذا احببت عرف الاسم لا المسمى ..
لو رجعت الى كتابه اسرار البلاغة .. لوجدت تعريفا للاستعارة-والاستعارة عند القوم قسم من المجاز-يقول:
اعلم ان الاستعارة فى الجملة ان يكون لفظ الاصل فى الوضع اللغوي معروفا تدل الشواهد على انه اختص به حين وضع ثم يستعمله الشاعر او غير الشاعر في غير ذلك الاصل وينقله اليه نقلا غير لازم فيكون هناك كالعارية انتهى كلامه ...
لك ان تقبل هذا التعريف .. ولك ان تبدله ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 08:42 م]ـ
لماذا الإنتقال إلى الإستعارة وهي قسم من المجاز كما تفضلت
وما العيب في قول الجرجاني ((وإذا عدل باللفظ عما نوجبه أصل اللغة، وصف بأنه مجاز على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي، أو جاز هو مكان الذي وضع به أولا))
معنى كلامه أن المجاز هو تعديل باللفظ عما أوجبته اصول اللغة لما وضع له أصلا
واللغة اكثرها مجازا ---ولا تجد جملة إلا وفيها لفظ معدول به عن أصله
وكافة فنون البلاغة مجاز على خلاف في الحذف
وانا أرى أن نبدا بالإستقراء ففي ذلك إفادة ما بعدها إفادة
واسمح لي أن أبدا بآية ((والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس))
فهل يتنفس الصبح حقيقة؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Dec 2004, 03:39 ص]ـ
لا جدوى من استقراء الجزئيات .. ونحن لم نتفق بعد على الكليات ..
وسأنطلق من مثالك .. لنعود الى البحث الكلي ...
لا ريب انك تذهب الى ان "تنفس"موضوع للانسان ... وهو فى الاية مسند الى غير الانسان .. وهذا مجاز .. وبالضبط .. هنا استعارة كنائية .. حسب تصنيف القوم .. اذ شبه الصبح بالانسان .. او بالحيوان .. وحذف المشبه به وبقي فى الكلام ما يدل عليه وهو لفظ "تنفس" .. هكذا يقولون ويعيدون ...
الاعتراض ... هو ..
ما الدليل على ان" تنفس" .. موضوع للحيوان .. لكي يكون التنفس للصبح مجازا .. ؟؟؟؟؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 07:02 ص]ـ
بذلك ندور
وهذا غير مفيد للنقاش
قولك ((ما الدليل على ان" تنفس" .. موضوع للحيوان .. لكي يكون التنفس للصبح مجازا .. ؟؟؟؟؟؟؟))
ربما تأتينا بعده بقول وما الدليل على أن الأكل موضوع للحيوان وليس للحجارة؟؟؟
هذا ليس نقاشا إنما دوار في البدهيات!!
فإذا كنت ستسير معى بنفس الطريقة فلا حاجة لأستمرار النقاش
لأني حقا لا أدري دليلا على أن الكتابة وضعت اصلا للإنسان وليست للحجارة
ابلاغ المشرف |
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Dec 2004, 05:55 م]ـ
لا تغضب يا اخي وسع صدرك قليلا ...
اعلم ان القول بالوضع .. يحيل على مجهول بل على مجاهيل والقول كما قال الامام احمد من احالك على مجهول فما انصفك ...
من وضع اسم الاسد للحيوان؟
متى وضع ذلك؟
اين تم الوضع؟
كيف تم الوضع؟
هل الوضع اللغوي توقيفي ام اتفاقي؟
ولا اري اهمية لافتراض الوضع اصلا .. لانها ستقود الى بحوث ميتافزيائية .. غير متيقنة النتائج ...
لذلك نبدل الوضع الافتراضي بحقيقة واقعية لا تنكر ..
الا وهي الاستعمال ....
ركز معي قليلا .. لا اعرف ولا انت تعرف ولا احد من اللغويين يعرف .. الا الاستعمال ..
فالوضع غيبي ... ركز معي .. لكي لا ندور ....
انا لا اعرف وضع لفظ الاسد للحيوان .... لكني اعرف ان الاسد يستعمل للحيوان .... ركز اقول يستعمل للحيوان ... وقد يستعمل فى الانسان ... فيدل فى الاولى على الحيوان ويدل فى الثانية على الشجاعة والجراءة ..
فلا مجاز ولا هم يحزنون .... لا انت ولا غيرك ينكر الاستعمالين .... ولكنكم تفترضون وضعا سابقا لا سبيل الى التحقق منه .... فتدعون اصالة الاول وثانوية الثاني ولا دليل لكم ..
باختصار اللغة عندي استعمالات لا اوضاع .. وعندما فتحت عيبي .. لم اجد من يضع اسم السماء للسماء .. بل وجدت الناس يستعملون لفظ السماء للسماء .. والفرق كبير .. بين الامرين ... ووجدت الشعراء يستعملون السماء للدلالة على الغيث .. فلا مجاز فى الاول ولا فى الثاني ..(/)
(وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)! محمد المليفي
ـ[سلسبيل]ــــــــ[19 Nov 2004, 08:38 م]ـ
هذه مقالة قديمة للكاتب الكويتي محمد المليفي وقد رأيت أنها تناسب ما نمر به الآن لذا وضعتها وأتمنى أن تعجبكم
سأكتب اليوم بمداد العزة قوله تعالى (وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها)!
توطئة ملؤها العزة بالله .. ! قال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
? قال تعالى: (وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها) نعم يفرحوا بها .. هذا هو الوصف الالهي الدقيق الذي يجسد فيه معجزة القرآن الخالدة في صلاحه لكل مكان وزمان! ورغم ان هذه الآية العظيمة قد نزلت على محمد عليه الصلاة وآله وصحبه قبل اكثر من الف واربعمائة سنة الا ان حروفها ومعانيها تتجدد وتتجسد في كل زمان ومكان وتنطبق على اهل الله وخاصته واوليائه .. وعلى اتباع الباطل وأهله .. !
ان اتباع الباطل لا يفرحون عندما تحل الهزيمة بالمؤمنين فقط .. ولكنهم يحزنون ويتألمون ويعضون على اناملهم من الغيظ بمجرد ان تكون دائرة النصر والتمكين في صفوف المؤمنين .. نعم هذا هو حال الفريق الآخر .. وهما فريقان لا ثالث لهما البتة (فريق في الجنة وفريق في السعير) وان الله عندما يخاطب فريقه واهله فانه يطلعهم على شيء من الغيب وعلى مستقبلهم في مواجهة الفريق الآخر وهو ان اي هزيمة للمؤمنين سوف يكون في مقابلها عند فريق الدنيا وبياعي الآخرة الزغردة والرقص والفرحة ولسوف ترتفع اصوات المزامير! والعجيب انه سبحانه وتعالى عندما يخبر اولياءه وجنده بذلك الفرح المؤقت فانه يقول لهم بعد ذلك: في هذه اللحظات عليكم ان تصبروا .. وان تتقوني اكثر ولا عليكم فلن يضركم من كيدهم ومن اجتماعهم عليكم شيئا .. يا الله كم هي آيات خالدة! قال تعالى: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعلمون محيط) .. الله اكبر اقسم بأن هذه الآيات هي البلسم الشافي لكل من اصاب فؤاده جرح .. وظن بالله الظنونا .. !
يا الله اقسم لكم بأن هذا القرآن لا يدرك اسراره من هو قاعد جسده وراكن قلبه! ولا يعلم مدلولاته وخباياه الا انسان يؤمن بالله مثلما آمن الرسول وصحابته ومن خلاله تكون مواجهته مع وجه الجاهلية القبيح الذي يتشكل بألف شكل .. !
? يا الله .. ! هل يعتقد المؤمنون أنهم اكرم واعلى مقاما عند الله تعالى من نبيه وصحابته الكرام؟!! هل يظن عقلاء المؤمنين ان النبي عليه الصلاة وآله قد اقام دولة الاسلام باليسر والسهل بلا نصب ولا وصب؟! اليس هو الذي هزم في غزوة احد وشج وجهه الكريم وكسرت رباعيته الشريفة؟ اليس هو الذي فرض عليه وعلى صحابته حصار دام سنوات حتى اكلوا أوراق الشجر! اليس هو الذي دفن بيديه اغلى احبابه من اهل بيته وصحابته الاطهار؟ يا الله هل يحق لنا ان نعتقد بعد هذا كله ان دولة الاسلام الحقيقية التي تلاشت معالمها سوف تقام بأقل من هذا؟! لا والله ولكنها السنة الكونية التي فرضها الله على اهله وخاصته واوليائه من قبل ومن بعد .. ! تعالوا معي لأقرأ لكم كيف ان حبيب الله وخليله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم قد وصل الى مرحلة من المواجهة مع اعداء الله حتى قال: «يا الله .. يا الله متى نصرك»؟!! يقول تعالى وهو يجسد مشهدا تصويريا حيا للحالة التي وصل اليها النبي وصحابته الابرار في قوله تعالى في سورة البقرة: (أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) سبحانك يا ذا الملكوت! يا من جعلت جندك يتزلزلون ويكونون على وشك الفناء والموت .. ثم يكون بعدها نصرك القريب الذي تشفى فيه صدور قوم مؤمنين وتغيظ صدور قوم كافرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
? كم هي صورة رهيبة عندما يتخيل ويظن المؤمن المتبع لنهج رسوله والمقتفي لنهج صحابته الكرام بأن الله قد تخلى عنه وتركه جسدا ضعيفا بين انياب اعدائه يتناوشونه ولا يبقون منه سوى ذكراه بين الناس! كم هو اختبار اكثر من صعب يمتحن الله فيه المجاهدين والعصبة المؤمنة والبقية الباقية على وجه هذه الارض .. ولكنها السنة الكونية من جديد يا معاشر القراء .. وأقسم لكم ان معجزة الله الخالدة تجسد معانيها وصورها في كل لحظة من الزمن وفي كل زمان ومكان .. ! ولعل الذي يستكثره هذا الكلام لم يقرأ أو لعله نسي قوله تعالى وهو يجسد الواقع الجديد في سورة يوسف: (حتى اذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين).
يا الله .. ! إنها صورة رهيبة، مخيفة، مهولة، وعجيبة ترسم مبلغ الشدة والكرب والضيق في حياة جند الله واتباعه. وهم يواجهون الكفر واتباع الباطل .. وهكذا تتأزم حالهم .. وتتأزم .. وتتفتت وتتشرذم .. وتمر الايام وهم يدعون ولا يستجاب لهم الا قليلا، ثم تكرم عليهم الاوقات كالسيف والباطل في قوته وكثرة اهله .. والمؤمنون في عدتهم القليلة وقوتهم الضئيلة ما زالوا ينتظرون الوعد فلا يتحقق لهم .. فتهجس في خواطرهم .. هم الهواجس .. ويتساءلون في قلوبهم على استحياء (أترانا قد كذبنا)؟؟ يا الله أين نصرك لنا؟؟ ألم نقاتل من اجل اعلاء دينه ودولته؟ لماذا حالنا صار اليوم شذر مذر؟! لماذا اصابنا هذا الريح العاصف؟! الله اكبر يا ناس!! ان الذي يتساءل مثل هذه الاسئلة هم الانبياء؟!! تخيلوا الأنبياء؟؟ ليرد عليهم ربنا ويقول: (أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم؟! مستهم البأساء!! والضراء!! وزلزلوا!! حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله)؟! ثم يأتي الجواب الشافي في مقام آخر (جاءهم نصرنا فنجي من تشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) .. يا الله هذا هو حال الانبياء واتباعهم في كل زمان؟!
? ولكن لماذا هذه الرجة الكبرى في حق اتباع الله واهله؟! لماذا هذه الهزة العنيفة؟! الاجابة لأن دولة الله ليست رخيصة فتأتي رخيصة وسهلة! ولو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم داعيا بدعوة لا تكلفه شيئا اللهم سوى القليل .. ويتوج نفسه بعدها آية للناس لتقوم بعدها دولة الحق المزعومة .. ولكن حاشا الله ذلك ودعوة الحق التي يريدها الله لا يجوز ان تكون عبثا ولا لعبا فانما هو دينه سبحانه ودولته التي يريدها ان تقوم فيعبد فيها حق عبادته .. وينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء .. والادعياء لا سيما من اهل الضلال والانحراف عن منهج الرسول وصحابته الاطهار لا يتحملون تكاليف الدعوة اليها .. بل هم مخذولون من الله اصلا .. ومن اجل هذا يضع الله اهله وخاصته على محك الشدائد التي لا يصمد لها الا الواثقون الصادقون .. الذين لا يتخلون عن دعوة الله الى آخر رجل فيهم .. فاما النصر او الشهادة .. فان انتصروا فقد عجل الله بقيام دولته .. وان استشهدوا وماتوا فالله كفيل بدينه .. وان المستقبل لهذا الدين كما وعد الله في كتابه .. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: «لا يزال من امتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم من كذبهم ولا من خذلهم او خالفهم حتى يأتي امر الله وهم ظاهرون على الناس» .. رواه البخاري ومسلم واحمد والترمذي ..
? وختاما. اي قرح او اذى يصيب المؤمنين .. فانما هو دليل خير يقول تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين).(/)
استغفار العاملين.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Nov 2004, 09:12 م]ـ
السلام عليكم
أحد مقالات أخينا الحبيب الشيخ عمر المقبل، وفقه الله.
استغفار العاملين ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=40&artid=4493)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Nov 2004, 11:09 م]ـ
أشكر لك أبا عبد الله تلطفك وتكرمك بنقل هذه المقالة (ملتقى أهل التفسير) الذين أحبهم وأحب فنهم كثيراً.
ووالله إن فرحي بهذا التواصل بين طلاب العلم،ومحبة الخير لبعضهم البعض لهو أكبر بكثييييييير من فرحي بما أرجوه من أجر وثواب على نشر هذه المقالة .. اللهم فاغفر لأخي خالد،واجمعني به في دار كرامتك.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 02:09 م]ـ
آمين، جزا الله خيرًا.
لكني قد أخالفك، يا أبا عبد الله، فالفرح بالأجر والثواب - في ظني - أولى من الفرح بغيره، إليس الأجرُ والثوابُ من فضل الله ورحمته؟ وقد قال الله، جَلّ وعزّ:
http://www.elazhar.com/quran/image/10_058.gif
لك وُدّي القلبي.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 10:41 م]ـ
أشكرك على تعقيبك اللطيف أبا عبد الله .. ومرادي أن هذا التواصل والترابط بين طلاب العلم ـ لما له من الثمرات العظيمة ـ فإني أفرح به أكثر من فرحي بجهد ذاتي،وإن كان نفعه متعدياً ـ من حيث الأصل ـ لأننا إذا نظرنا في النفع المتعدي للأمرين فهو ظاهر،فبقيت ميزة الترابط والتواصل والتقارب،وحسن الظن،وحب نشر الخير للآخرين تتميز من هذا الجانب ...
ولعل هذا يتضح أكثر فيما إذا تصورت جمعاً من طلاب العلم في بلد واحدة،لا تواصل بينهم ولا تقارب،بل وعلامات التنافر فيهم ظاهرة، وكلٌ منهم مشغول بالتعليم،والبحث،و ... و .... الخ، فقارن بين الأمرين.
نعم .. كلٌ منا يحب أن يكتب الله له الأجور العظيمة على ما وفقه الله له من صالح الأعمال،ومن أعظمها نفع الناس بنشر شيء من العلم الذي علمه الله إياه،ولا يزهد في هذا إلا محروم ـ لا حرمنا الله وإياك فضله ورحمته ـ لكنني أردت من كلمتي ـ التي تحتاج إلى تحرير أكثر ـ هذا المعنى، وأرجو أن يكون صواباً.
مرة أخرى، أشكرك لك أبا عبدالله تفاعلك وتواصلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 04:42 م]ـ
بارك الله فيكما.
مقال ماتع يا أبا عبدالله غفر الله لك، ونفعنا وإياك بالعلم. ومقصدك ظاهر وإن ندت العبارة. وشكر الله لك يا شيخ خالد ما تتحفنا به من نوادرك، وأعجب من عدم إتحافنا بقصيدة صالح العمري الرائعة عن الفلوجة بعدُ، وقد وقعت عليها الآن في أحد المواقع، مع علمي بأنك من أول قرائها! فلا تدعنا من تفقدك فنحن في حاجة ماسة إلى ما يبلل ذوقنا الجاف!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Sep 2010, 05:34 ص]ـ
يرفع لمناسبة الوقت .. اللهم تقبل من الجميع واغفر لهم.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[10 Sep 2010, 07:48 ص]ـ
الرابط .. قد أكلته الأَرَضه!!
أرجو تجديد الصحيفة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Sep 2010, 11:40 ص]ـ
هو ذا:
http://almoslim.net/node/82444(/)
إشكال في فهم معنى الآية
ـ[أبو عبد الله الكويتي]ــــــــ[19 Nov 2004, 10:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يقول الله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)
السؤال: إن الأمر بالسجود موجه إلى الملائكة وإبليس لم يكن من الملائكة بل هو من الجن فكيف يأبى إبليس السجود ولم يكن مأمور به أصلا؟!! نحن نعلم أنه رفع إلى صفوف الملائكة لكثرة عبادته لله تعالى وطاعته ولكنه ليس من جنسهم.
نتمنى أن نجد إجابة ما دمنا في ملتقى مخصص للتذاكر والتدارس لكتاب الله عز وجل
أشكركم جميعا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 12:31 ص]ـ
الأخ الكريم
قال القرطبي في الأية الكريمة (((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه))
((نَصْب عَلَى الِاسْتِثْنَاء الْمُتَّصِل ; لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمَلَائِكَة عَلَى قَوْل الْجُمْهُور: اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَابْن جُرَيْج وَابْن الْمُسَيِّب وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ , وَهُوَ اِخْتِيَار الشَّيْخ أَبِي الْحَسَن , وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيّ , وَهُوَ ظَاهِر الْآيَة. قَالَ اِبْن عَبَّاس: وَكَانَ اِسْمه عَزَازِيل وَكَانَ مِنْ أَشْرَاف الْمَلَائِكَة وَكَانَ مِنْ الْأَجْنِحَة الْأَرْبَعَة ثُمَّ أُبْلِسَ بَعْد.))
فهو كان من الملائكة على رأي عظام المفسرين فلا إشكال إذن والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2004, 07:08 ص]ـ
أخي الكريم، سواء أكان إبليس من الملائكة أم كان من جنس آخر، فهو مأمور بالسجود بنصِّ الكتاب، يقول الله تعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين. قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) (الأعراف: 11 ـ 12).
فهذه الآية فيها النص الصريح على أن إبليس مأمور بالسجود بدلالة قوله تعالى: (إذ أمرتك)، ولو كان الأمركما فهمتَ لكان أولى من يحتج بهذا إبليس، وهو لم يفعل، بل علل عدم سجوده بكونه أفضل من آدم ـ بزعمه ـ ولم يقل: إنما أمرت الملائكة ولم تأمرني.
والسؤال الذي يَرِدُ: إذا كان إبليس مأمورًا بالسجود كما نصَّت الآية، فكيف يدرك دخوله في الخطاب، ولم يرد توجيه النص إليه مباشرة؟
والجواب: إن توجيه الأمر بالسجود جاء على تغليب الأكثر، وهم الملائكة، فهو فرد في مقابل كثيرين، فلم يقل: اسجدوا أيها الملائكة ومعكم إبليس، وإنما اكتفى بأسلوب التغليب الذي فهم منه إبليس أنه مأمورٌ بالسجود معهم، والله أعلم.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:32 ص]ـ
أخي جمال: عندي بعض الأسئلة كيف يجاب عنها؟ جزيت خيرًا:
الملائكة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون) فكيف عصى إبليس ربه؟
أليس قوله، سبحانه: (كان من الجن) نصًا صريحًا في بيان جنسه؟
قوله، تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء): هل للملائكة ذرية؟
قول إبليس: (أنا خير منه خلقتني من نار) هل الملائكة مخلوقون من نار؟
لك تحياتي القلبية.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[20 Nov 2004, 04:36 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يبدو لي - و الله أعلم - أن الأسئلة التي أثارها أخونا خالد تثير الشك في ما ذهب إليه القرطبي - رحمه الله -.
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية:
و الأمر هنا جاء للملائكة لأنهم اشرف المخلوقات حيث لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون. و حين يأمر الله تعالى الملائكة الذين هذه صفاتهم بالسجود لآدم فهذا يعني الخضوع و أن هذه هو الخليفة الذي آمُرُكم أن تكونوا في خدمته.
لذلك سماهم: المدبرات أمرا و قال تعالى عنهم: " له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر الله " (الرعد 11) فكأن مهمة هؤلاء الملائكة أن يكونوا مع البشر و في خدمتهم.
فإذا كان الحق سبحانه قد جنََد هؤلاء الملائكة و هم أشرف المخلوقات لخدمة الإنسان و أمرهم بالسجود له إعلانا للخضوع للإنسان فمن باب أولى أن يخضع له الكون كله بسمائه و أرضه و أن يجعله في خدمته. إنما ذكر أشرف المخلوقات لينسحب الحكم على مَن دونهم.
وقلنا إن العلماء اختلفوا كثيرا على ماهية إبليس: أهو من الجن أم من الملائكة؟ و قد قطعت هذه الآية هذا الخلاف و حسمته فقال تعالى " إلا إبليس كان من الجن " و طالما جاء القرآن بالنص الصريح الذي يوضح جنسيته فليس لأحد أن يقول إنه من الملائكة.
و ما دام كان من الجن و هم من جنس مختار في أن يفعل أو لا يفعل فقد اختار ألا يفعل " ففسق عن أمر ربه " أي رجع إلى أصله و خرج عن الأمر ..
[ line]
أما الدكتور وهبة الزحيلي فيقول في " التفسير المنير":
و سبب إباء إبليس السجود لآدم اغتراره بأصله فإنه خلق من مارج من نار و أصل خلق الملائكة من نور و خلق آدم من تراب كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا " خلقت الملائكة من نور و خُلق إبليس من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم " و بان من الآية السابقة أن إبليس من الجن كما بان من آية أخرى أنه خلق من نار و خلق آدم من طين كما قال " قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين "
قال الحسن البصري: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط و إنه لأصلُ الجن كما آدم عليه السلام أصل البشر.
" كان من الجن " أي إن سبب عصيانه أنه كان من عنصر الجن فلم يعمل مثل ما عملوا لذا قال:" ففسق عن أمر ربه " أي فخرج عن طاعة الله فإن الفسق هو الخروج. يقال فسقت الرطبة: إذا خرجت من أكمامها أو قشرها. و دل هذا على أن فسقه بسبب كونه من الجن أي الشياطين , و شأن الجن التمرد و العصيان لخبث ذواتهم.
و الخلاصة:
أنن قوله تعالى " كان من الجن " كلام مستأنف جار مجرى التعليل بعد استثناء إبليس من الساجدين وقوله " ففسق " الفاء للتسبيب أيضا. جعل كونه من الجن سببا في فسقه لأنه لو كان ملَكا لم يفسق عن أمر ربه لأن الملائكة معصومون على عكس الجن و الإنس.
و الله أعلم
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 07:19 م]ـ
خالد
المشكلة عندك هي كيف يكون من الملائكة وقد عصى والملائكة لا تعصي أمر الله
قولك ((الملائكة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون) فكيف عصى إبليس ربه؟))
فناتج قولك أنه ليس من الملائكة لأن الملائكة لا يعصون.
وأنا ليس لي موقف محدد ومع ذلك فلا أحب مخالفة الجمهور القائلين أنه من الملائكة.
فهل من الممكن أن يكون قبل هذا الامر بالسجود للملائكة القدرة على الإختيار والقرار؟؟؟؟
ثم سلبت فصاروا لا يعصون الله!!!
أما النص على أنه كان من الجن فهل ما يمنع ان يكون الجن ومنهم إبليس نوع خاص من الملائكة؟؟
أما قولك ((قوله، تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء): هل للملائكة ذرية؟))
فهل ما يمنع أن يكون إبليس كنوع خاص من الملائكة له ذرية؟؟
أما قولك ((قول إبليس: (أنا خير منه خلقتني من نار) هل الملائكة مخلوقون من نار؟))
وأجيب نفس الإجابة السابقة----هل هناك ما يمنع أن يكون إبليس كنوع خاص من الملائكة مخلوقا من نار وبقية الملائكة مخلوقة من نور؟؟ ---مع أنني اكتب الآن من ذاكرتي ولا يحضرني نص يبين طبيعة خلقهم.
وأعود وأكرر أننا ما زلنا نفكر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 09:42 م]ـ
ولقد تعبت من متابعة القولين
قول الجمهور أنه من الملائكة فيكون الإستثناء متصلا
وقول من قال أنه ليس من الملائكة فيكون الإستثناء منفصلا ((مثل--أمرت أولادي بالخروج من البيت إلا الضيوف))
وأنا مع القول أنه من جنس الملائكة--وخصوصا أن لفظ الجن أصلا هو من الإستتار----والملائكة مستترون
قال الطبري ((. " ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة ".))
والله اعلم
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عجباً لك أخي جمال أيَّ عجب، ما ظننت أنك تقول مثل هذا وقد عهدت فيك الحرص على السؤال والعلم.
ألا تحب أن تخالف جمهور الخطائين وتتجرأ على مخالفة ظاهر القرآن المبين؟!
أخي بارك الله فيك الجمهور لا دليل لهم على ما قالوا إلا استثناء إبليس من الملائكة، وهذا استثناء منقطع ليس ما بعد (إلا) داخلاً في الذي قبلها. وهذا الجواب لا إشكال فيه ولا تكلف، ألا تسمع قوله تعالى: (لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً) ونظائره كثيرة.
هذا مع أن دعوى أن ذلك قول الجمهور غير مسلمة، والله أعلم.
ثم يا أخي قوله تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) الفعل هنا مضارع يفيد التجدد والاستمرار، أي أن سجيتهم عدم العصيان والتزام الطاعة، فلا يقبل ما فسرت به.
ذلك لأن المضارع يتضمن في معناه مصدراً، والمصدر هذا نكرة في سياق النفي، فتدل على العموم، فالمعنى لا يعصون الله معصية أيّ معصية. [وهذه الفائدة ذكرها العلامة الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد].
وقوله تعالى: (أنا خير منه خلقتني من نار) نص على كونه ليس من الملائكة كذلك، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) رواه أحمد ومسلم في صحيحه. والملائكة في الحديث اسم جنس محلى بأل يفيد العموم، والتخصيص يحتاج دليلاً.
ثم مع هذا كله عندنا نص قوله تعالى: (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه)!
فهل نقول أنها قبيلة من الملائكة اسمها الجن! كيف والسياق أنه عصى لكونه من الجن، ولو كان من قبيلة من الملائكة ما صح تعليل عصيانه بكونه منهم، بل الجن هم المعروفون بالعصيان والطيش، فناسب تعليل العصيان بكونه منهم. والله أعلم بمراده.
فإن قيل: لعله كذا، ويحتمل كذا، ويمكن أن يكون كذا، وتأولنا، قلنا: لم كل هذا؟! وما الدليل الصارف عن الظاهر، بل عن النص؟!
أخي الكريم أذكرك ختاماً بأنه ليس أعظم عند المسلم من الله ورسوله، ونسبة الخطإ إلى الجمهور - على وجود الخطإ في الذي عليه الجمهور في غير مسألة - أهون من نسبة الإلغاز والخفاء إلى كتاب الله تعالى الذي وصفه بقوله: (نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) أي واضح.
والله أعلى وأعلم، وأجل وأعظم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 10:53 م]ـ
أخ قلاف
والله ما أحببتها منك ((ألا تحب أن تخالف جمهور الخطائين))
وهنا الجمهور هم من الصحابة والتابعين
فليس مقبولا أن نصفهم بما وصفت
ولنذكر بعضا منهم ((اِبْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَابْن جُرَيْج وَابْن الْمُسَيِّب وَقَتَادَة)) فهم ممن قالوا أن إبليس كان من الملائكة
فهل تقبل بوصف طائفة من السلف بالخطائين-----أي دائمي الخطأ
أظن أن تقواك العالية تدفعك إلى سحب العبارة
ثم نكمل
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي وأستاذي الفاضل جمال، مالي لا أصفهم رضوان الله عليهم بما وصفهم به أعرف الناس بمقاماتهم وفضائلهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (كل ابن آدم خطاء) رواه الترمذي والحاكم وحسنه العلامة الألباني رحمه الله، وكل أقوى صيغ العموم كما يقال.
وليس في اسم الخطاء عيب أخي ولا مذمة، وإنما هو باب من الخير فتحه الله لعباده ليتوبوا، ثم يجود عليهم من فضله فيغفر لهم، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم) أخرجه مسلم.
وكيف يكون عيباً وقد وصف به النبي صلى الله عليه وآله وسلم المجتهدين من أمته - وفيهم الصحابة والتابعون والأئمة - فقال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر) فعبر صلى الله عليه وآله وسلم بـ (إذا) وهي تشعر بأن ما بعدها سيقع، ووصف مجانب الصواب بأنه (أخطأ).
والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 11:10 م]ـ
أخ قلاف
لقد أوتيت أنت لسانا يخلب العقول والقلوب ولو كانت لغتك الانجليزية كالعربية في قوتها لرشحتك وزيرا للدعوة الخارجية في ظل دولة الخلافة الإسلامية
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[21 Nov 2004, 09:01 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على مبالغ إطرائك.
ويعلم الله لوددت أن أكون فراشاً لا وزيراً، على أن يكون ذلك في دولة الخلافة التي تجمع الأمة تحت لواء واحد. فالله المستعان.
ـ[أبو عبد الله الكويتي]ــــــــ[25 Nov 2004, 02:15 ص]ـ
الحمد لله
أشكر جميع الأخوة على هذه المناقشة العلمية الطيبة، والمذاكرة المفيدة التي أثرت الموضوع، وأنارت لنا مسالك العلماء ..
كما أشكرهم على التزامهم آداب الحوار، وأسس النقاش العلمي الموضوعي ...
لقد أعجبني روح الأخوة التي ظهرت من خلال التعليقات والردود.
بارك الله فيكم
أخوكم / أبو عبد الله(/)
اكتشاف قطرة للعين مستوحاه من سورة يوسف!!!!
ـ[الجندى]ــــــــ[20 Nov 2004, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إليكم مقال يقول فيه احد الاطباء اكتشافه قطرة للعين مستوحاه من سورة يوسف، وأظن انى كنت قد سمعت نقد لهذا الموضوع من اهل العلم ولكنى لم استطع الوصول اليه، ولهذا انقل اليكم المقال كاملاً وأنتظر ردكم، وكذلك كيف يتم الرد على من يستشهد بهذا الامر على انه من الاعجاز العلمى للقرآن.
اختراع قطرة من صورة يوسف
تمكن العالم المسلم الاستاذ الدكتور عبد الباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بجمهورية مصر العربية من الحصول على براءتي اختراع دوليتين الأولى من براءة الاختراع الأوربية عام 1991م، والثانية براءة الاختراع الأمريكية عام 1993م، وذلك بعد أن قام بتصنيع قطرة عيون لمعالجة المياه البيضاء استلهاماً من نصوص سورة يوسف عليه السلام وفي حوار أجراه معه الأستاذ أحمد الصاوي نشر في المجلة العربية، تحدث الأستاذ الدكتور عبد الباسط عن قصة هذاالاختراع.
بداية البحث:
من القرآن الكريم كانت البداية، ذلك أنني كنت في فجر أحد الأيام أقرأ في كتاب الله عز وجل في سورة يوسف فاستوقفتني تلك القصة العجيبة، وأخذت أتدبر في الآيات الكريمات التي تحكي قصة تآمر إخوة يوسف عليه السلام، وما آل إليه أمر أبيه بعد أن فقده، وذهاب بصره وإصابته بالمياه البيضاء، ثم كيف أن رحمة الله تداركته بقميص الشفاء الذي ألقاه البشير على وجهه فارتد بصيرا.
وأخذت أسال نفسي، ترى ما الذي يمكن أن يوجد في قميص يوسف حتى يحدث ذلك الشفاء وعودة الإبصار إلى ما كان عليه، ومع إيماني بأن القصة تحكى معجزة أجراها الله على يد نبي من أنبياء الله هو سيدنا يوسف عليه السلام إلا أني أدركت أن هناك بجانب المغزى الروحي الذي تفيده القصة مغزى آخر ماديًا يمكن أن يوصلنا إليه البحث تدليلاً على صدق القرآن الذي نقل إلينا تلك القصة كما وقعت أحداثها في وقتها، وأخذت أبحث حتى هداني الله إلى ذلك البحث.
ما هي المياه البيضاء:
البياض الذي يصيب العين أو المياه البيضاء والتي تسمى " الكاتركت " عبارة عن عتامة تحدث لعدسة العين تمنع دخول الضوء جزئيًا أو كليًا، وذلك حسب درجة العتامة، وعندما تبلغ هذه العتامة حدها الأقصى تضعف الرؤية من رؤية حركة اليد على مسافة قريبة من العين إلى أن تصل إلى الحد الذي لا يميز الإنسان فيه شيئًا مما يراه.
ولتقريب الصورة من القارئ نقول إن زلال البيض شفاف يسمح بمرور الضوء أو يمكن رؤية الأشياء من خلاله، وعند تسخينه فإنه يتجلط ويتحول إلى التوزيع العشوائي ويصبح معتمًا لا يمكن رؤية الأشياء من خلاله، وهذه هي العتامة.
الأسباب التي تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء:
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى ظهور المياه البيضاء أو العتامة:
* قد يتعرض الإنسان " لخبطة " أو ضربة مباشرة على عدسة العين الموجودة خلف القرنية، الأمر الذي يسبب تغيرًا في طبيعة البروتين أي في ترتيبه وتناسقه وهو ما يسبب تغيرًا في درجة انطواء البروتين في نقطة " الخبطة " أو الضربة، وتكون هذه نواة لاستمرار التغير وزيادة درجات الانطواء والعشوائية.
* قد يولد بها الطفل وهو صغير ولا يُعرف لها سبب واضح.
*طبيعة العمل، فالإنسان الذي يتعرض لاختلاف درجات الحرارة مثل عمال الأفران فرغم أن العين شحمة تقاوم التغير في درجات الحرارة إلا أن استمرار التعرض لدرجات حرارة عالية قد يسبب هذا التغير التدريجي.
*كذلك تعرض الإنسان لأنواع مختلفة من الإشعاع أو الضوء المبهر، وكذلك عمال اللحام الذين لا يستخدمون واقيًا للأطياف المنبعثة من اللحام.
* العتامة الناتجة من كبر السن، حيث إن بروتين كبسولة العين لا يتغير منذ الولادة، لذلك يأتي وقت في أواخر العمر تحدث فيه نواة التغير وتستمر حتى تصل إلى حالة العتامة الكاملة.
* وجود بعض الأمراض مثل مرض السكر الذي يزيد من تركيز السوائل حول عدسة العين ويمتص ماء العدسة، وذلك يسبب ظهور " الكاتركت " سريعًا.
علاقة الحزن بظهور المياه البيضاء:
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك علاقة بين الحزن وبين الإصابة بالمياه البيضاء، حيث إن الحزن يسبب زيادة هرمون " الأدرينالين " وهذا يعتبر مضادًا " للأنسولين " وبالتالي فإن الحزن الشديد ـ أو الفرح الشديد ـ يسبب زيادة مستمرة في هرمون الأدرينالين الذي يسبب بدوره زيادة سكر الدم، وهو أحد مسببات العتامة، هذا بالإضافة إلى تزامن الحزن مع البكاء.
العلاج بالقرآن:
كما سبق وأن أشرت إلى أن عدسة العين مكونة من كبسولة بها بروتين يكون موزعًا ومرتبًا ومنسقًا في صورة صغيرة وأن تغير طبيعة هذا البروتين، أي تغير درجة الترتيب والتنسيق يؤدي إلى توزيع عشوائي الأمر الذي يسبب العتامة، لذلك كان التفكير في الوصول إلى مواد تسبب انفرادًا للبروتين غير المتناسق بتفاعل فيزيائي وليس كيميائي حتى يعود إلى حالة الانطواء الطبيعية المتناسقة، ولما كان هذا الأمر لا يوجد به بحوث سابقة في الدوريات العلمية، لذلك كان يمثل صعوبة في كيفية البداية أو الاهتداء إلى أول الطريق، ولقد وجدنا أول بصيص أمل في سورة يوسف عليه السلام، فقد جاء عن سيدنا يعقوب عليه السلام في سورة يوسف قول الله تعالى: (وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) (يوسف/84).
وكان ما فعله سيدنا يوسف بوحي من ربه أن طلب من إخوته أن يذهبوا لأبيهم بقميص الشفاء: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين) (يوسف/93).
(ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون * قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم * فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرًا، قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله مالا تعلمون) (يوسف/94ـ96).
......... من هنا كانت البداية والاهتداء.
ماذا يمكن أن يوجد في قميص سيدنا يوسف عليه السلام من شفاء؟
وبعد التفكير لم تجد سوى العرق، وكان البحث في مكونات عرق الإنسان حيث أخذنا العدسات المستخرجة من العيون بالعمليات الجراحية التقليدية، وتم نقعها في العرق فوجدنا أنه تحدث حالة من الشفافية التدريجية لهذه العدسات المعتمة ثم كان السؤال التالي: هل كل مكونات العرق فعالة في هذا الحالة، أم إحدى هذه المكونات؟ وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية، وهي مركب من مركبات البولينا " الجواندين " والتي أمكن تحضيرها كيميائيًا، وقد سجلت النتائج التي أجريت على 250 متطوعًا زوال هذا البياض ورجوع الإبصار في أكثر من 90%، أما الحالات التي لم تستجب فوجد بالفحص الإكلينكي أن بروتين العدسة حدث له شفافية، لكن توجد أسباب أخرى مثل أمراض الشبكية هي التي تسببت في عدم رجوع قوة الإبصار إلى حالتها الطبيعية.
معالجة بياض القرنية:
هناك أيضًا بياض قرنية العين، قد يكون ضعف الإبصار نتيجة حدوث بياض في هذه القرنية، وهو ما ينتج من تجلط أو تغير طبيعة بروتين القرنية، وثبت أيضًا بالتجريب أن وضع هذه القطرة مرتين يوميًا لمدة أسبوعين يزيل هذا البياض ويحسن من الإبصار كما يلاحظ الناظر إلى الشخص الذي يعاني من بياض بالقرنية وجود هذا البياض في المنطقة السوداء أو العسلية أو الخضراء، وعند وضع القطرة تعود الأمور إلى ما كانت عليه بعد أسبوعين.
المزيد من البحوث:
القرآن الكريم لا تفنى عجائبه وفي اعتقادي أن العكوف على القراءة الواعية لنصوص القرآن والسنة سوف تفتح آفاقًا جديدة في شتى المجالات كلها لخدمة الإنسان في كل مكان.
دواء قرآني:
وقد اشترطنا على الشركة التي ستقوم بتصنيعه أن تشير عند طرحه في الأسواق إلى أنه دواء قرآني حتى يعلم العالم كله صدق هذا الكتاب وفاعليته في إسعاد الناس في الدنيا والآخرة.
شعور المسلم:
شعوري هو شعور المسلم الذي يؤدي زكاة العلم، فكما أن هناك زكاة المال فهناك زكاة يجب أن نؤديها على العلم الذي وهبنا الله وهي أن نستغله في خير الناس ومساعدتهم، أشعر أيضًا ومن واقع التجربة العملية بعظمة وشموخ القرآن، وأنه كما قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (الإسراء/)
ولهذا علينا أن نعود إلى هذا الكتاب العظيم فيه ستكون سعادتنا ويكون تقدمنا ونستعيد دورنا في هداية الناس أجمعين
انتهى
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[20 Nov 2004, 05:52 م]ـ
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،
أذكر أني ناقشت بعض الإخوة في هذه المسألة وكانت النتيجة أن هذا الكلام فيه تكلف وتحميل للقرآن أكثر مما يحتمل، بل الآية لا تدل على شيء من ذلك، وأبين سبب ذلك في موضوع لاحق إن شاء الله تعالى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Nov 2004, 01:41 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
فما ذكره الدكتور وفقه الله اجتهاد مبني على كون قميص يوسف عليه السلام مشتمل على عرقه عليه السلام، ومن ثم ربط أن ذلك العرق سبب شفاء يعقوب عليه السلام بإذن الله تعالى .. وما صحة هذه المعلومات؟
ومع كون القرآن كتاب مُعجزٌ إلا أن نسبة أمرٍ مستنبط له لا بد أن يكون بدلالة صحيحة وهو ما يفتقده هذا الاستنباط العلمي ولو صح في مجال الطب ..
ولنا أن نسأل عن صحة وجود العرق في قميص يوسف عليه السلام وهل هو بالقدر الكافي للعلاج حتى يكون سبب العلاج وهل يتصور أن يكون القميص يقطر عرقاً!!
إن الأمر كما يظهر من القصة إعجاز إلهي كريم، ولا صلة لهذا الموضوع به ..
وأمر آخر وهو أن هذه المادة التي اكتشفت هل يستقل العرق بها أم هي موجودة في غيره ..
نعم قد يهدي الله تعالى من يشاء من عباده لاستنباط صحيح في فنٍّ من الفنون بعد نظره في كتاب الله تعالى لصحة قصده، فيكون هذا النظر سبباً للاكتشاف ولا علاقة لما نُظِرَ فيه من الآيات بما تم اكتشافه.
والله تعالى أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 Nov 2004, 12:33 ص]ـ
كان السؤال التالي: هل كل مكونات العرق فعالة في هذا الحالة، أم إحدى هذه المكونات؟ وبالفصل أمكن التوصل إلى إحدى المكونات الأساسية، وهي مركب من مركبات البولينا " الجواندين " والتي أمكن تحضيرها كيميائيًا
مركب الجوانيدين Guanidine لا يقتصر وجوده على العرق فقط بل هو موجود في كل الخلايا الحية بلا استثناء لأنه يدخل في تركيب الشريط الوراثي و هو إن كان موجودًا في العرق بنسبة متوسطة فهو موجود بنسبة عالية في البول و بنسبة أعلى و أعلى في السائل المنوي .. فلماذا العرق بالذات؟ و لماذا التكلف في فهم واقعة سيدنا يعقوب؟
انا لا أشكك في فاعلية الاكتشاف - فربما تكون النتائج كما قال الدكتور - و لكن في ربطها بالعرق تكلف ظاهر. و هناك تفسيرات طبية اكثر منطقية و أقل تكلفا لهذه الواقعة و لولا خشية ألا يفهمني أحد لشرحت طرفا منها .. و الله المستعان.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Nov 2004, 06:06 ص]ـ
أخي الدكتور هشام عزمي
لا أرى بأسًا في أن تشرح طرفًا منها، وإن كانت في تخصص لا نفهمه، بل أرى أن هذا مجالك الذي تعيننا فيه على ردِّ مثل هذه التكلفات الظاهرة في ربط بعض القضايا المتعلقة بالعلم التجريبي أو التطبيقي بالقرآن، وأصحاب هذه الإعجازات لا يستأذنون في طرح دقائق تخصصهم وتفاصيل قضاياها ليثبتوا لنا أن القرآن قد دل عليها، ومن باب أولى أن يتكلم صاحب التخصص في ردِّ مثل هذه التحميلات الممتحلة، وإن كان عدد منا لن يفهم، فهناك من سيفهم بلا ريب. أقول هذا مع أني لا أحب أن تخرج موضوعات الملتقى عن مسارها القرآني، لكن ما لابدَّ منه، فإنه لابدَّ منه، فاستعن بالله، والله يوفقنا لفهم كتابه فهمًا صحيحًا بعيدًا عن شطحات الشاطحين.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 Nov 2004, 08:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر و اعن يا كريم
طلباتك اوامر يا شيخنا الفاضل أبا عبد الملك و ساحاول تبسيط الأمر بقد المستطاع و عدم التوغل فيما لا فائدة منه و الله المستعان.
عدسة العين عبارة عن عضو كالكيس محدب من الامام و الخلف ذو غلاف رقيق شفاف يحوي مادة بروتينية شفافة و وظيفتها - أي العدسة - تركيز الأشعة القادمة من الخارج على شبكية العين التي بها المستقبلات الحساسة للضوء و نهايات الاعصاب المسئولة عن الابصار.
و شفافية مادة العدسة هي التي تسمح بدخول الضوء و يعمل سطحاها المحدبان نفس عمل العدسة الزجاجية في تركيز الشعاع القادم من الخارج.
ما يحدث عند الاصابة بمرض المياه البيضاء أو الكتراكت Cataract هو وقوع ترسيبات بروتينية في مادة العدسة مما يؤدي إلى تعكرها تدريجيا حتى درجة الاعتام التام.
و أسباب وقوع هذه الترسيببات عديدة. و منها عوامل نفسية لا يمكن انكارها رغم أن بعض أساتذتنا يميلون إلى تهميشها و التقليل من دورها.
أيضا توجد عضلات دقيقة تتحكم في مقدار تحدب العدسة حتى يتم التحكم في تركيز الاشعة القادمة من الخارج لأن مقدار التحدب اللازم لقراءة كتاب على بعد 40 سنتيمترا يختلف عن مقدار التحدب اللازم لإبصار شخص يقف على بعد عشرات الأمتار.
المهم أن هذه العضلات الدقيقة يصيبها الوهن بمرور الاعوام حتى أنها تبلغ درجة متقدمة جدا من الوهن في كبار السن الذين تجاوزوا السبعين و الثمانين من أعمارهم لدرجة ان صدمة متوسطة أو حتى تقلص عنيف لعضلات الوجه قد يتسبب في تمزقها و سقوط العدسة من مكانها إلى تجويف دقيق بالعين.
و قد اخبرنا يعض أساتذتنا - و العهدة على الراوي - أن هناك من البدو من يعالج المياه البيضاء بهذه الوسيلة: أي يتسبب للشيخ المصاب بها بصدمة خفيفة ينتج عنها سقوط العدسة المعتمة و إفساح المجال لمرور الضوء و سقوطه على الشبكية.
و عند سقوط العدسة لا تكون الرؤية واضحة كما كانت من قبل في وجود عدسة العين الشفافة و لكن الشيخ يكون قادرا على الابصار على أية حال.
و هذاهو ما قال به بعض أساتذتنا المهتمين بهذه المسائل: انه عندما ألقى أبناء يعقوب قميص يوسف على وجهه أدرك الشيخ الطاعن في السن أن هذا هو قميص ابنه الذي فقده من عشرات السنين فتفجر على وجهه انفعال عنيف و تقلصت عضلات وجهه لدرجة تسببت في تمزق العضلات الدقيقة الواهية و سقوط عدستي العينين في نفس الوقت مما مكنه من الابصار او حتى سقوط عدسة واحدة؛ فعين واحدة تكفي للإبصار.
هذه محاولة للتفسير في ضوء معارفنا الطبية الحديثة لا اجزم بخطئها أو صحتها و الله أعلى و أعلم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 Nov 2004, 12:21 ص]ـ
التفسير الذي قدمه الاخ د. هشام عزمي .. والذي نسبه الى الاساتذة المهتمين ... لا يستقيم ... مع سياق الايات .. فهو شرح آلي ... مبني على النادر .. والنادر لا حكم له .. قلت لا يستقيم مع السياق لان يوسف عليه السلام .. كان يعرف ان اباه سيرجع اليه بصره بمجرد القاء القميص على وجهه .. وهذا امر ادخل فى باب معجزات الانبياء .. واعتقد ان تكييف المعجزات مع الاليات الطبيعية .. تناقض .. لان المعجزة اصلا خرق للاسباب الطبيعية ...
ان القاء القميص سبب فى رد البصر .. كما ان هز الجذع سبب لسقوط الرطب .. وضرب البحر بالعصا سبب في انشقاقه .... واتذكر هنا ان بعض من يريد تقليص المساحة الغيبية .. اتى بتفسير "طبيعي" مضحك .. لشق البحر لموسى عليه السلام ... قال انه فى الوقت الذي ضرب موسى البحر بالعصا وقع بركان او حركة تكتونية او شيء من هذا القبيل فتسبب ذلك فى ظاهرة الشق ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 Nov 2004, 01:07 ص]ـ
أنا لا أفهم مقصودك يا أخي بالتفسير الآلي و لكني لا أرى أن التفسير الذي قدمته - بغض النظر عن صحته أو خطئه - ينفي كون الامر معجزة.
و لكن النقطة الأهم ليست في مناقشة هذا التفسير و إنما في مقارنته بالتفسير المتكلف المطروح في المشاركة الأولى و انا قلت في مشاركتي الأولى أن التفسير المطروح متكلف و أنا إن رغبنا في طرح تفسير اكثر منطقية و أقل تكلفنا من الناحية الطبية لطرحنا ... و هذا هو سبب هذا الطرح الذي قدمته.
و معنى الكلام باختصار هو أن الدكتور صاحب الاكتشاف قد فسر الواقعة بأنها كذا و كذا و نحن نرد عليه بأنه من الممكن أن تكون كذا و كذا فلم فسرت سبب رجوع البصر بأنه كذا و كذا و هو جائز جدا أن يكون كذا و كذا؟
هل فهمت؟:):)
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[01 Apr 2010, 09:39 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
فما ذكره الدكتور وفقه الله اجتهاد مبني على كون قميص يوسف عليه السلام مشتمل على عرقه عليه السلام، ومن ثم ربط أن ذلك العرق سبب شفاء يعقوب عليه السلام بإذن الله تعالى .. وما صحة هذه المعلومات؟
ومع كون القرآن كتاب مُعجزٌ إلا أن نسبة أمرٍ مستنبط له لا بد أن يكون بدلالة صحيحة وهو ما يفتقده هذا الاستنباط العلمي ولو صح في مجال الطب ..
ولنا أن نسأل عن صحة وجود العرق في قميص يوسف عليه السلام وهل هو بالقدر الكافي للعلاج حتى يكون سبب العلاج وهل يتصور أن يكون القميص يقطر عرقاً!!
إن الأمر كما يظهر من القصة إعجاز إلهي كريم، ولا صلة لهذا الموضوع به ..
وأمر آخر وهو أن هذه المادة التي اكتشفت هل يستقل العرق بها أم هي موجودة في غيره ..
نعم قد يهدي الله تعالى من يشاء من عباده لاستنباط صحيح في فنٍّ من الفنون بعد نظره في كتاب الله تعالى لصحة قصده، فيكون هذا النظر سبباً للاكتشاف ولا علاقة لما نُظِرَ فيه من الآيات بما تم اكتشافه.
والله تعالى أعلم ..
ويحتاج أيضا إلى إثبات أن ما أصاب يعقوب عليه السلام هو مرض (المياه البيضاء) وذلك أنه وإن كان الحزن له علاقة بهذا المرض فلايلزم منه أن يكون هو ذات المرض , والله أعلم 0(/)
س:فضائل السور ووقت نزولها؟
ـ[مجتهد]ــــــــ[20 Nov 2004, 11:55 م]ـ
السلام عليكم
اخواني الافاضل لدي استفساران
ماهي الكتب التي يمكن ان اجد فيها اوقات نزول السور؟
وماهي الكتب الت تتحدث عن فضائل السور؟
وجزاكم الله خير(/)
تفسير القرطبي
ـ[الحوراء]ــــــــ[21 Nov 2004, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
ارجو مساعدتي في تفسير آيات الطهارة في القرآن الكريم للقرطبي
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 Nov 2004, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم
عليك بتحديد الآية المقصودة ثم تتلقين المساعدة
ـ[الحوراء]ــــــــ[22 Nov 2004, 11:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
اريد تفسير الآيه من تفاسير مختلفه مثل القرطبي والسيوطي والالوسي
وجزاكم الله خيراً وسدد خطاكم
ـ[موراني]ــــــــ[22 Nov 2004, 11:45 م]ـ
عليك بفتح هذا الر ابط والبحث عن تفسير الآيات المعنية.
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:21 ص]ـ
يا أهل القيروان
لماذا لا تكون المساعدة كاملة؟؟
وأكثر من كاملة---إذا أرادت تلخيص قالقول في الآية فنحن على إستعداد
=============
الحوراء إليك تفسير القرطبي
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا
" جَعَلْنَا " بِمَعْنَى صَيَّرْنَا لِتَعَدِّيهِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ , وَقَدْ تَقَدَّمَ. " الْبَيْت " يَعْنِي الْكَعْبَة. " مَثَابَة " أَيْ مَرْجِعًا , يُقَال: ثَابَ يَثُوب مَثَابًا وَمَثَابَة وَثُؤُوبًا وَثَوَبَانًا. فَالْمَثَابَة مَصْدَر وُصِفَ بِهِ وَيُرَاد بِهِ الْمَوْضِع الَّذِي يُثَاب إِلَيْهِ , أَيْ يُرْجَع إِلَيْهِ. قَالَ وَرَقَة بْن نَوْفَل فِي الْكَعْبَة: مَثَابًا لِأَفْنَاءِ الْقَبَائِل كُلّهَا تَخُبّ إِلَيْهَا الْيَعْمَلَات الذَّوَامِل وَقَرَأَ الْأَعْمَش: " مَثَابَات " عَلَى الْجَمْع. وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون مِنْ الثَّوَاب , أَيْ يُثَابُونَ هُنَاكَ. وَقَالَ مُجَاهِد: لَا يَقْضِي أَحَد مِنْهُ وَطَرًا , قَالَ الشَّاعِر: جُعِلَ الْبَيْت مَثَابًا لَهُمْ لَيْسَ مِنْهُ الدَّهْر يَقْضُونَ الْوَطَر وَالْأَصْل مَثُوبَة , قُلِبَتْ حَرَكَة الْوَاو عَلَى الثَّاء فَقُلِبَتْ الْوَاو أَلِفًا اِتِّبَاعًا لِثَابَ يَثُوب , وَانْتَصَبَ عَلَى الْمَفْعُول الثَّانِي , وَدَخَلَتْ الْهَاء لِلْمُبَالَغَةِ لِكَثْرَةِ مَنْ يَثُوب أَيْ يَرْجِع ; لِأَنَّهُ قَلَّ مَا يُفَارِق أَحَد الْبَيْت إِلَّا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ لَمْ يَقْضِ مِنْهُ وَطَرًا , فَهِيَ كَنَسَّابَةِ وَعَلَّامَة , قَالَهُ الْأَخْفَش. وَقَالَ غَيْره: هِيَ هَاء تَأْنِيث الْمَصْدَر وَلَيْسَتْ لِلْمُبَالَغَةِ. فَإِنْ قِيلَ: لَيْسَ كُلّ مَنْ جَاءَهُ يَعُود إِلَيْهِ , قِيلَ: لَيْسَ يَخْتَصّ بِمَنْ وَرَدَ عَلَيْهِ , وَإِنَّمَا الْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ الْجُمْلَة , وَلَا يَعْدَم قَاصِدًا مِنْ النَّاس , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
" وَأَمْنًا " اِسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو حَنِيفَة وَجَمَاعَة مِنْ فُقَهَاء الْأَمْصَار عَلَى تَرْك إِقَامَة الْحَدّ فِي الْحَرَم عَلَى الْمُحْصَن وَالسَّارِق إِذَا لَجَأَ إِلَيْهِ , وَعَضَّدُوا ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " [آل عِمْرَان: 97] كَأَنَّهُ قَالَ: آمِنُوا مَنْ دَخَلَ الْبَيْت. وَالصَّحِيح إِقَامَة الْحُدُود فِي الْحَرَم , وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَنْسُوخ ; لِأَنَّ الِاتِّفَاق حَاصِل أَنَّهُ لَا يُقْتَل فِي الْبَيْت , وَيُقْتَل خَارِج الْبَيْت. وَإِنَّمَا الْخِلَاف هَلْ يُقْتَل فِي الْحَرَم أَمْ لَا؟ وَالْحَرَم لَا يَقَع عَلَيْهِ اِسْم الْبَيْت حَقِيقَة. وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَوْ قَتَلَ فِي الْحَرَم قُتِلَ بِهِ , وَلَوْ أَتَى حَدًّا أُقِيدَ مِنْهُ فِيهِ , وَلَوْ حَارَبَ فِيهِ حُورِبَ وَقُتِلَ مَكَانه. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: مَنْ لَجَأَ إِلَى الْحَرَم لَا يُقْتَل فِيهِ وَلَا يُتَابَع , وَلَا يَزَال يُضَيَّق عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوت أَوْ يَخْرُج. فَنَحْنُ نَقْتُلهُ بِالسَّيْفِ , وَهُوَ يَقْتُلهُ بِالْجُوعِ وَالصَّدّ , فَأَيّ قَتْل أَشَدّ مِنْ هَذَا. وَفِي قَوْله: " وَأَمْنًا " تَأْكِيد لِلْأَمْرِ بِاسْتِقْبَالِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكَعْبَة , أَيْ لَيْسَ فِي بَيْت الْمَقْدِس هَذِهِ الْفَضِيلَة , وَلَا يَحُجّ إِلَيْهِ النَّاس , وَمَنْ اِسْتَعَاذَ بِالْحَرَمِ أَمِنَ مِنْ أَنْ يُغَار عَلَيْهِ. وَسَيَأْتِي بَيَان هَذَا فِي " الْمَائِدَة " إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
" وَاِتَّخِذُوا " قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامِر بِفَتْحِ الْخَاء عَلَى جِهَة الْخَبَر عَمَّنْ اِتَّخَذَهُ مِنْ مُتَّبِعِي إِبْرَاهِيم , وَهُوَ مَعْطُوف عَلَى " جَعَلْنَا " أَيْ جَعَلْنَا الْبَيْت مَثَابَة وَاِتَّخِذُوهُ مُصَلًّى. وَقِيلَ هُوَ مَعْطُوف عَلَى تَقْدِير إِذْ , كَأَنَّهُ قَالَ: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت مَثَابَة وَإِذْ اِتَّخَذُوا , فَعَلَى الْأَوَّل الْكَلَام جُمْلَة وَاحِدَة , وَعَلَى الثَّانِي جُمْلَتَانِ. وَقَرَأَ جُمْهُور الْقُرَّاء " وَاِتَّخِذُوا " بِكَسْرِ الْخَاء عَلَى جِهَة الْأَمْر , قَطَعُوهُ مِنْ الْأَوَّل وَجَعَلُوهُ مَعْطُوفًا جُمْلَة عَلَى جُمْلَة. قَالَ الْمَهْدَوِيّ: يَجُوز أَنْ يَكُون مَعْطُوفًا عَلَى " اُذْكُرُوا نِعْمَتِي " كَأَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لِلْيَهُودِ , أَوْ عَلَى مَعْنَى إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ اُذْكُرُوا إِذْ جَعَلْنَا. أَوْ عَلَى مَعْنَى قَوْله: " مَثَابَة " لِأَنَّ مَعْنَاهُ ثُوبُوا.
رَوَى اِبْن عُمَر قَالَ: قَالَ عُمَر: وَافَقْت رَبِّي فِي ثَلَاث: فِي مَقَام إِبْرَاهِيم , وَفِي الْحِجَاب , وَفِي أُسَارَى بَدْر. خَرَّجَهُ مُسْلِم وَغَيْره. وَخَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ عُمَر: وَافَقْت اللَّه فِي ثَلَاث , أَوْ وَافَقَنِي رَبِّي فِي ثَلَاث. .. الْحَدِيث , وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده فَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ قَالَ عُمَر: وَافَقْت رَبِّي فِي أَرْبَع , قُلْت يَا رَسُول اللَّه: لَوْ صَلَّيْت خَلْف الْمَقَام؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: " وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْرَاهِيم مُصَلًّى " وَقُلْت: يَا رَسُول اللَّه , لَوْ ضَرَبْت عَلَى نِسَائِك الْحِجَاب فَإِنَّهُ يَدْخُل عَلَيْهِنَّ الْبَرّ وَالْفَاجِر؟ فَأَنْزَلَ اللَّه: " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاء حِجَاب " [الْأَحْزَاب: 53] , وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان مِنْ سُلَالَة مِنْ طِين " [الْمُؤْمِنُونَ: 12] , فَلَمَّا نَزَلَتْ قُلْت أَنَا: تَبَارَكَ اللَّه أَحْسَن الْخَالِقِينَ , فَنَزَلَتْ: " فَتَبَارَكَ اللَّه أَحْسَن الْخَالِقِينَ " [الْمُؤْمِنُونَ: 14] , وَدَخَلْت عَلَى أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْت: لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيُبَدِّلَنهُ اللَّه بِأَزْوَاجٍ خَيْر مِنْكُنَّ , فَنَزَلَتْ الْآيَة: " عَسَى رَبّه إِنْ طَلَّقَكُنَّ " [التَّحْرِيم: 5].
قُلْت: لَيْسَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة ذِكْر لِلْأُسَارَى , فَتَكُون مُوَافَقَة عُمَر فِي خَمْس.
" مِنْ مَقَام " الْمَقَام فِي اللُّغَة: مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ. قَالَ النَّحَّاس: " مَقَام " مِنْ قَامَ يَقُوم , وَيَكُون مَصْدَرًا وَاسْمًا لِلْمَوْضِعِ. وَمُقَام مِنْ أَقَامَ , فَأَمَّا قَوْل زُهَيْر: وَفِيهِمْ مَقَامَات حِسَان وُجُوههمْ وَأَنْدِيَة يَنْتَابهَا الْقَوْل وَالْفِعْل فَمَعْنَاهُ: فِيهِمْ أَهْل مَقَامَات. وَاخْتُلِفَ فِي تَعْيِين الْمَقَام عَلَى أَقْوَال , أَصَحّهَا - أَنَّهُ الْحِجْر الَّذِي تَعْرِفهُ النَّاس الْيَوْم الَّذِي يُصَلُّونَ عِنْده رَكْعَتَيْ طَوَاف الْقُدُوم. وَهَذَا قَوْل جَابِر بْن عَبْد اللَّه وَابْن عَبَّاس وَقَتَادَة وَغَيْرهمْ. وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث جَابِر الطَّوِيل أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الْبَيْت اِسْتَلَمَ الرُّكْن فَرَمَلَ ثَلَاثًا , وَمَشَى أَرْبَعًا , ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى مَقَام إِبْرَاهِيم فَقَرَأَ: " وَاِتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْرَاهِيم مُصَلًّى " فَصَلَّى
(يُتْبَعُ)
(/)
رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فِيهِمَا ب " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " [الْإِخْلَاص] و " قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ " [الْكَافِرُونَ]. وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ رَكْعَتَيْ الطَّوَاف وَغَيْرهمَا مِنْ الصَّلَوَات لِأَهْلِ مَكَّة أَفْضَل وَيَدُلّ مِنْ وَجْه عَلَى أَنَّ الطَّوَاف لِلْغُرَبَاءِ أَفْضَل , عَلَى مَا يَأْتِي. وَفِي الْبُخَارِيّ: أَنَّهُ الْحَجَر الَّذِي اِرْتَفَعَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم حِين ضَعُفَ عَنْ رَفْع الْحِجَارَة الَّتِي كَانَ إِسْمَاعِيل يُنَاوِلهَا إِيَّاهُ فِي بِنَاء الْبَيْت , وَغَرِقَتْ قَدَمَاهُ فِيهِ. قَالَ أَنَس: رَأَيْت فِي الْمَقَام أَثَر أَصَابِعه وَعَقِبه وَأَخْمَص قَدَمَيْهِ , غَيْر أَنَّهُ أَذْهَبَهُ مَسْح النَّاس بِأَيْدِيهِمْ , حَكَاهُ الْقُشَيْرِيّ. وَقَالَ السُّدِّيّ: الْمَقَام الْحَجَر الَّذِي وَضَعَتْهُ زَوْجَة إِسْمَاعِيل تَحْت قَدَم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين غَسَلَتْ رَأْسه. وَعَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَعَطَاء: الْحَجّ كُلّه. وَعَنْ عَطَاء: عَرَفَة وَمُزْدَلِفَة وَالْجِمَار , وَقَالَهُ الشَّعْبِيّ. النَّخَعِيّ: الْحَرَم كُلّه مَقَام إِبْرَاهِيم , وَقَالَهُ مُجَاهِد.
قُلْت: وَالصَّحِيح فِي الْمَقَام الْقَوْل الْأَوَّل , حَسَب مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح. وَخَرَّجَ أَبُو نُعَيْم مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن سُوقَة عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر عَنْ جَابِر قَالَ: نَظَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُل بَيْن الرُّكْن وَالْمَقَام , أَوْ الْبَاب وَالْمَقَام وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُول: اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِفُلَانٍ , فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا هَذَا)؟ فَقَالَ: رَجُل اِسْتَوْدَعَنِي أَنْ أَدْعُو لَهُ فِي هَذَا الْمَقَام , فَقَالَ: (اِرْجِعْ فَقَدْ غُفِرَ لِصَاحِبِك). قَالَ أَبُو نُعَيْم: حَدَّثَنَاهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْقَاضِي قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَاصِم بْن يَحْيَى الْكَاتِب قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقَاسِم الْقَطَّان الْكُوفِيّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن عِمْرَان الْجَعْفَرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن سُوقَة , فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْم: كَذَا رَوَاهُ عَبْد الرَّحْمَن عَنْ الْحَارِث عَنْ مُحَمَّد عَنْ جَابِر , وَإِنَّمَا يُعْرَف مِنْ حَدِيث الْحَارِث عَنْ مُحَمَّد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس. وَمَعْنَى " مُصَلًّى ". مُدَّعًى يُدْعَى فِيهِ , قَالَهُ مُجَاهِد. وَقِيلَ: مَوْضِع صَلَاة يُصَلَّى عِنْده , قَالَهُ قَتَادَة. وَقِيلَ: قِبْلَة يَقِف الْإِمَام عِنْدهَا , قَالَهُ الْحَسَن.
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
" وَعَهِدْنَا " قِيلَ: مَعْنَاهُ أَمَرْنَا. وَقِيلَ: أَوْحَيْنَا. " أَنْ طَهِّرَا " " أَنْ " فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى تَقْدِير حَذْف الْخَافِض. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: إِنَّهَا بِمَعْنَى أَيْ مُفَسِّرَة , فَلَا مَوْضِع لَهَا مِنْ الْإِعْرَاب. وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: تَكُون بِمَعْنَى الْقَوْل. و " طَهِّرَا " قِيلَ مَعْنَاهُ: مِنْ الْأَوْثَان , عَنْ مُجَاهِد وَالزُّهْرِيّ. وَقَالَ عُبَيْد بْن عُمَيْر وَسَعِيد بْن جُبَيْر: مِنْ الْآفَات وَالرِّيَب. وَقِيلَ: مِنْ الْكُفَّار. وَقَالَ السُّدِّيّ: اِبْنِيَاهُ وَأَسِّسَاهُ عَلَى طَهَارَة وَنِيَّة طَهَارَة , فَيَجِيء مِثْل قَوْله: " أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى " [التَّوْبَة: 108]. وَقَالَ يَمَان: بَخِّرَاهُ وَخَلِّقَاهُ. " بَيْتِي " أَضَافَ الْبَيْت إِلَى نَفْسه إِضَافَة تَشْرِيف وَتَكْرِيم , وَهِيَ إِضَافَة مَخْلُوق إِلَى خَالِق , وَمَمْلُوك إِلَى مَالِك. وَقَرَأَ الْحَسَن وَابْن أَبِي إِسْحَاق وَأَهْل الْمَدِينَة وَهِشَام وَحَفْص: " بَيْتِيَ " بِفَتْحِ الْيَاء , وَالْآخَرُونَ بِإِسْكَانِهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
" لِلطَّائِفِينَ " ظَاهِره الَّذِينَ يَطُوفُونَ بِهِ , وَهُوَ قَوْل عَطَاء. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر: مَعْنَاهُ لِلْغُرَبَاءِ الطَّارِئِينَ عَلَى مَكَّة , وَفِيهِ بُعْد.
" وَالْعَاكِفِينَ " الْمُقِيمِينَ مِنْ بَلَدِيّ وَغَرِيب , عَنْ عَطَاء. وَكَذَلِكَ قَوْله: " لِلطَّائِفِينَ ". وَالْعُكُوف فِي اللُّغَة: اللُّزُوم وَالْإِقْبَال عَلَى الشَّيْء , كَمَا قَالَ الشَّاعِر: عَكْف النَّبِيط يَلْعَبُونَ الْفَنْزَجَا وَقَالَ مُجَاهِد: الْعَاكِفُونَ الْمُجَاوِرُونَ. اِبْن عَبَّاس: الْمُصَلُّونَ. وَقِيلَ: الْجَالِسُونَ بِغَيْرِ طَوَاف وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب.
" وَالرُّكَّع السُّجُود " أَيْ الْمُصَلُّونَ عِنْد الْكَعْبَة. وَخُصَّ الرُّكُوع وَالسُّجُود بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أَقْرَب أَحْوَال الْمُصَلِّي إِلَى اللَّه تَعَالَى. وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى الرُّكُوع وَالسُّجُود لُغَة وَالْحَمْد لِلَّهِ.
لَمَّا قَالَ اللَّه تَعَالَى " أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي " دَخَلَ فِيهِ بِالْمَعْنَى جَمِيع بُيُوته تَعَالَى , فَيَكُون حُكْمهَا حُكْمه فِي التَّطْهِير وَالنَّظَافَة. وَإِنَّمَا خُصَّ الْكَعْبَة بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَيْرهَا , أَوْ لِكَوْنِهَا أَعْظَم حُرْمَة , وَالْأَوَّل أَظْهَر , وَاَللَّه أَعْلَم. وَفِي التَّنْزِيل " فِي بُيُوت أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرْفَع " [النُّور: 36] وَهُنَاكَ يَأْتِي حُكْم الْمَسَاجِد إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. وَرُوِيَ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ صَوْت رَجُل فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: مَا هَذَا! أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ!؟ وَقَالَ حُذَيْفَة قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّه أَوْحَى إِلَيَّ يَا أَخَا الْمُنْذِرِينَ يَا أَخَا الْمُرْسَلِينَ أَنْذِرْ قَوْمك أَلَّا يَدْخُلُوا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِي إِلَّا بِقُلُوبٍ سَلِيمَة وَأَلْسِنَة صَادِقَة وَأَيْدٍ نَقِيَّة وَفُرُوج طَاهِرَة وَأَلَّا يَدْخُلُوا بَيْتًا مِنْ بُيُوتِي مَا دَامَ لِأَحَدٍ عِنْدهمْ مَظْلِمَة فَإِنِّي أَلْعَنهُ مَا دَامَ قَائِمًا بَيْن يَدَيَّ حَتَّى يَرُدّ تِلْكَ الظُّلَامَة إِلَى أَهْلهَا فَأَكُون سَمْعه الَّذِي يَسْمَع بِهِ وَبَصَره الَّذِي يُبْصِر بِهِ وَيَكُون مِنْ أَوْلِيَائِي وَأَصْفِيَائِي وَيَكُون جَارِي مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ).
اِسْتَدَلَّ الشَّافِعِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَالثَّوْرِيّ وَجَمَاعَة مِنْ السَّلَف بِهَذِهِ الْآيَة عَلَى جَوَاز الصَّلَاة الْفَرْض وَالنَّفْل دَاخِل الْبَيْت. قَالَ الشَّافِعِيّ رَحِمَهُ اللَّه: إِنْ صَلَّى فِي جَوْفهَا مُسْتَقْبِلًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانهَا فَصَلَاته جَائِزَة , وَإِنْ صَلَّى نَحْو الْبَاب وَالْبَاب مَفْتُوح فَصَلَاته بَاطِلَة , وَكَذَلِكَ مَنْ صَلَّى عَلَى ظَهْرهَا ; لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَقْبِل مِنْهَا شَيْئًا. وَقَالَ مَالِك: لَا يُصَلَّى فِيهِ الْفَرْض وَلَا السُّنَن , وَيُصَلَّى فِيهِ التَّطَوُّع , غَيْر أَنَّهُ إِنْ صَلَّى فِيهِ الْفَرْض أَعَادَ فِي الْوَقْت. وَقَالَ أَصْبَغ: يُعِيد أَبَدًا.
قُلْت: وَهُوَ الصَّحِيح , لِمَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَة بْن زَيْد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ الْبَيْت دَعَا فِي نَوَاحِيه كُلّهَا وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ , فَلَمَّا خَرَجَ رَكَعَ فِي قُبُل الْكَعْبَة رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ: (هَذِهِ الْقِبْلَة) وَهَذَا نَصّ. فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عُمَر قَالَ: دَخَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأُسَامَة بْن زَيْد وَبِلَال وَعُثْمَان بْن طَلْحَة الْحَجَبِيّ الْبَيْت فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ الْبَاب. فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْت أَوَّل مَنْ وَلَجَ فَلَقِيت بِلَالًا فَسَأَلْته: هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ , نَعَمْ بَيْن الْعَمُودَيْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْيَمَانِيَيْنِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم , وَفِيهِ قَالَ: جَعَلَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَسَاره وَعَمُودًا عَنْ يَمِينه وَثَلَاثَة أَعْمِدَة وَرَاءَهُ , وَكَانَ الْبَيْت يَوْمئِذٍ عَلَى سِتَّة أَعْمِدَة. قُلْنَا: هَذَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون صَلَّى بِمَعْنَى دَعَا , كَمَا قَالَ أُسَامَة , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون صَلَّى الصَّلَاة الْعُرْفِيَّة , وَإِذَا اِحْتَمَلَ هَذَا وَهَذَا سَقَطَ الِاحْتِجَاج بِهِ. فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ رَوَى اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْره عَنْ أُسَامَة قَالَ: رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُوَرًا فِي الْكَعْبَة فَكُنْت آتِيه بِمَاءٍ فِي الدَّلْو يَضْرِب بِهِ تِلْكَ الصُّوَر. وَخَرَّجَهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مِهْرَان قَالَ حَدَّثَنَا عُمَيْر مَوْلَى اِبْن عَبَّاس عَنْ أُسَامَة بْن زَيْد قَالَ: دَخَلْت عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكَعْبَة وَرَأَى صُوَرًا قَالَ: فَدَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاء فَأَتَيْته بِهِ فَجَعَلَ يَمْحُوهَا وَيَقُول: (قَاتَلَ اللَّه قَوْمًا يُصَوِّرُونَ مَا لَا يَخْلُقُونَ). فَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي حَالَة مُضِيّ أُسَامَة فِي طَلَب الْمَاء فَشَاهَدَ بِلَال مَا لَمْ يُشَاهِدهُ أُسَامَة , فَكَانَ مَنْ أَثْبَتَ أَوْلَى مِمَّنْ نَفَى , وَقَدْ قَالَ أُسَامَة نَفْسه: فَأَخَذَ النَّاس بِقَوْلِ بِلَال وَتَرَكُوا قَوْلِي. وَقَدْ رَوَى مُجَاهِد عَنْ عَبْد اللَّه بْن صَفْوَان قَالَ: قُلْت لِعُمَر بْن الْخَطَّاب: كَيْف صَنَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين دَخَلَ الْكَعْبَة؟ قَالَ: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. قُلْنَا: هَذَا مَحْمُول عَلَى النَّافِلَة , وَلَا نَعْلَم خِلَافًا بَيْن الْعُلَمَاء فِي صِحَّة النَّافِلَة فِي الْكَعْبَة , وَأَمَّا الْفَرْض فَلَا ; لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى عَيَّنَ الْجِهَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى: " فَوَلُّوا وُجُوهكُمْ شَطْره " [الْبَقَرَة: 144] عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه , وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ: (هَذِهِ الْقِبْلَة) فَعَيَّنَهَا كَمَا عَيَّنَهَا اللَّه تَعَالَى. وَلَوْ كَانَ الْفَرْض يَصِحّ دَاخِلهَا لَمَا قَالَ: (هَذِهِ الْقِبْلَة). وَبِهَذَا يَصِحّ الْجَمْع بَيْن الْأَحَادِيث , وَهُوَ أَوْلَى مِنْ إِسْقَاط بَعْضهَا , فَلَا تَعَارُض , وَالْحَمْد لِلَّهِ.
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي الصَّلَاة عَلَى ظَهْرهَا , فَقَالَ الشَّافِعِيّ مَا ذَكَرْنَاهُ. وَقَالَ مَالِك: مَنْ صَلَّى عَلَى ظَهْر الْكَعْبَة أَعَادَ فِي الْوَقْت. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْض أَصْحَاب مَالِك: يُعِيد أَبَدًا. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: مَنْ صَلَّى عَلَى ظَهْر الْكَعْبَة فَلَا شَيْء عَلَيْهِ.
وَاخْتَلَفُوا أَيْضًا أَيّمَا أَفْضَل الصَّلَاة عِنْد الْبَيْت أَوْ الطَّوَاف بِهِ؟ فَقَالَ مَالِك: الطَّوَاف لِأَهْلِ الْأَمْصَار أَفْضَل , وَالصَّلَاة لِأَهْلِ مَكَّة أَفْضَل وَذُكِرَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعَطَاء وَمُجَاهِد. وَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّ الصَّلَاة أَفْضَل. وَفِي الْخَبَر: (لَوْلَا رِجَال خُشَّع وَشُيُوخ رُكَّع وَأَطْفَال رُضَّع وَبَهَائِم رُتَّع لَصَبَبْنَا عَلَيْكُمْ الْعَذَاب صَبًّا). وَذَكَرَ أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثَابِت الْخَطِيب فِي كِتَاب (السَّابِق وَاللَّاحِق) عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْلَا فِيكُمْ رِجَال خُشَّع وَبَهَائِم رُتَّع وَصِبْيَان رُضَّع لَصُبَّ الْعَذَاب عَلَى الْمُذْنِبِينَ صَبًّا). لَمْ يَذْكُر فِيهِ " وَشُيُوخ رُكَّع ". وَفِي حَدِيث أَبِي ذَرّ (الصَّلَاة خَيْر مَوْضُوع فَاسْتَكْثِرْ أَوْ اِسْتَقِلَّ). خَرَّجَهُ الْآجُرِيّ. وَالْأَخْبَار فِي فَضْل الصَّلَاة وَالسُّجُود كَثِيرَة تَشْهَد لِقَوْلِ الْجُمْهُور , وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:24 ص]ـ
إليك السيوطي
((وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
"وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْت" الْكَعْبَة "مَثَابَة لِلنَّاسِ" مَرْجِعًا يَثُوبُونَ إلَيْهِ مِنْ كُلّ جَانِب "وَأَمْنًا" مَأْمَنًا لَهُمْ مِنْ الظُّلْم وَالْإِغَارَات الْوَاقِعَة فِي غَيْره كَانَ الرَّجُل يَلْقَى قَاتِل أَبِيهِ فِيهِ فَلَا يُهَيِّجهُ "وَاِتَّخِذُوا" أَيّهَا النَّاس وَفِي قِرَاءَة بِفَتْحِ الْخَاء خَبَر "مِنْ مَقَام إبْرَاهِيم" هُوَ الْحَجَر الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ عِنْد بِنَاء الْبَيْت "مُصَلًّى" مَكَان صَلَاة بِأَنْ تُصَلُّوا خَلْفه رَكْعَتَيْ الطَّوَاف "وَعَهِدْنَا إلَى إبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل" أَمَرْنَاهُمَا "أَنْ" أَيْ بِأَنْ "طَهِّرَا بَيْتِي" مِنْ الْأَوْثَان "لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ" الْمُقِيمِينَ فِيهِ "وَالرُّكَّع السُّجُود" جَمْع رَاكِع وَسَاجِد الْمُصَلِّينَ))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:27 ص]ـ
إليك الألوسي
(({وَإِذْ جَعَلْنَا ?لْبَيْتَ} عطف على
{وَإِذِ ?بْتَلَى?}
[البقرة: 124] والبيت من الأعلام الغالبة للكعبة كالنجم للثريا {مَثَابَةً لّلنَّاسِ} أي مجمعاً لهم قاله الخليل وقتادة ـ أو معاذاً وملجأ ـ قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أو مرجعاً يثوب إليه أعيان الزوار أو أمثالهم ـ قاله مجاهد وجبير ـ أو مرجعاً يحق أن يرجع ويلجأ إليه قاله بعض المحققين ـ أو موضع ثواب يثابون بحجه واعتماره ـ قال عطاء ـ وحكاه الماوردي عن بعض أهل اللغة والتاء فيه وتركه لغتان كما في مقام ومقامة وهي لتأنيث البقعة ـ وهو قول الفراء. والزجاج ـ وقال الأخفش: إن ـ التاء فيه للمبالغة كما في نسابة وعلامة، وأصله مثوبة على وزن مفعلة مصدر ميمي، أو ظرف مكان، واللام في الناس للجنس وهو الظاهر وجوز حمله على العهد أو الاستغراق العرفي، وقرأ الأعمش، وطلحة (مثابات) على الجمع لأنه مثابة كل واحد من الناس لا يختص به أحد منهم {سَوَاء ?لْعَـ?كِفُ فِيهِ وَ?لْبَادِ} [الحج: 52] فهو وإن كان واحداً بالذات إلا أنه متعدد باعتبار الإضافات، وقيل: إن الجمع بتنزيل تعدد الرجوع منزلة تعدد المحل أو باعتبار أن كل جزء منه مثابة، واختار بعضهم ذلك زعماً منه أن الأول يقتضي أن يصح التعبير عن غلام جماعة بالمملوكين ولم يعرف، وفيه أنه قياس مع الفارق إذ له إضافة المملوكية إلى كلهم لا إلى كل واحد منهم {وَأَمْناً} عطف على {مَثَابَةً} وهو مصدر وصف به للمبالغة، والمراد موضع أمن إما لسكانه من الخطف؛ أو لحجاجه من العذاب حيث إن الحج يزيل ويمحو ما قبله غير حقوق العباد والحقوق المالية كالكفارة على الصحيح، أو للجاني الملتجيء إليه من القتل ـ وهو مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ـ إذ عنده لا يستوفى قصاص النفس في الحرم لكن يضيق على الجاني ولا يكلم ولا يطعم ولا يعامل حتى يخرج فيقتل، وعند الشافعي رضي الله تعالى عنه من وجب عليه الحد والتجأ إليه يأمر الإمام بالتضييق عليه بما يؤدي إلى خروجه فإذا خرج أقيم عليه الحد في الحل فإن لم يخرج جاز قتله فيه، وعند الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه لا يستوفى من الملتجىء قصاص مطلقاً ولو قصاص الأطراف حتى يخرج ومن الناس من جعل ـ (أمنا) ـ مفعولاً ثانياً لمحذوف على معنى الأمر أي ـ واجعلوه أمنا ـ كما جعلناه مثابة وهو بعيد عن ظاهر النظم، ولم يذكر للناس هنا كما ذكر من قبل، اكتفاء به أو إشارة إلى العموم أي أنه أمن لكل شيء كائناً ما كان حتى الطير والوحش إلا الخمس الفواسق فإنها خصت من ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل فيه أمن الناس دخولاً أولياً
{وَ?تَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْر?هِيمَ مُصَلًّى} عطف على جعلنا أو حال من فاعله على إرادة القول أي وقلنا أو قائلين لهم اتخذوا والمأمور به الناس كما هو الظاهر أو إبراهيم عليه السلام وأولاده كما قيل، أو عطف على اذكر المقدر عاملاً لـ {إِذْ}، أو معطوف على مضمر تقديره ثوبوا إليه {وَ?تَّخَذُواْ} وهو معترض باعتبار نيابته عن ذلك بين (جعلنا) و (عهدنا) ولم يعتبر الاعتراض من دون عطف مع أنه لا يحتاج إليه ليكون الارتباط مع الجملة السابقة أظهر، والخطاب على هذين الوجهين لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم رأس المخاطبين.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:28 ص]ـ
تكملة الألوسي
((و {مِنْ} إما للتبعيض أو بمعنى ـ في ـ أو زائدة ـ على مذهب الأخفش ـ والأظهر الأول، وقال القفال: هي مثل اتخذت من فلان صديقاً وأعطاني الله تعالى من فلان أخاً صالحاً، دخلت لبيان المتخذ الموهوب وتمييزه، و ـ المقام ـ مفعل من القيام يراد به المكان أي مكان قيامه وهو الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم عليه السلام حين ضعف من رفع الحجارة التي كان ولده إسماعيل يناوله إياها في بناء البيت، وفيه أثر قدميه قاله ابن عباس، وجابر، وقتادة، وغيرهم، وأخرجه البخاري ـ وهو قول جمهور المفسرين ـ وروي عن الحسن أنه الحجر الذي وضعته زوجة إسماعيل عليه السلام تحت إحدى رجليه وهو راكب فغسلت أحد شقي رأسه ثم رفعته من تحتها وقد غاصت فيه ووضعته تحت رجله الأخرى فغسلت شقه الآخر وغاصت رجله الأخرى فيه أيضاً، أو الموضع
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج ورفع بناء البيت، وهو موضعه اليوم ـ فالمقام ـ في أحد المعنيين حقيقة لغوية وفي الآخر مجاز متعارف ويجوز حمل اللفظ على كل منهما ـ كذا قالوا ـ إلا أنه استشكل تعيين الموضع بما هو الموضع بما هو الموضع اليوم لما في «فتح الباري» من أنه كان المقام أي الحجر من عهد إبراهيم عليه السلام لزيق البيت إلى أن أخره عمر رضي الله تعالى عنه إلى المكان الذي هو فيه الآن أخرجه عبد الرزاق بسند قوي، وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي حوله، فإن هذا يدل على تغاير الموضعين سواء كان المحول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عمر رضي الله تعالى عنه، وأيضاً كيف يمكن رفع البناء حين القيام عليه حال كونه في موضعه اليوم؟ ? وهو بعيد من الحجر الأسود بسبعة وعشرين ذراعاً، وأيضاً المشهور أن دعوة الناس إلى الحج كانت فوق أبي قبيس فإنه صعده بعد الفراغ من عمارة البيت ونادى أيها الناس حجوا بيت ربكم فإن لم يكن الحجر معه حينئذ أشكل القول بأنه قام عليه ودعا وإن كان معه وكان الوقوف عليه فوق الجبل ـ كما يشير إليه كلام روضة الأحباب، وبه يحصل الجمع ـ أشكل التعيين بماهو اليوم وغاية التوجيه أن يقال لا شك أنه عليه السلام كان يحول الحجر حين البناء من موضع إلى موضع ويقوم عليه فلم يكن له موضع معين، وكذا حين الدعوة لم يكن عند البيت بل فوق أبي قبيس فلا بد من صرف عباراتهم عن ظاهرها بأن يقال الموضع الذي كان الحجر في أثناء زمان قيامه عليه واشتغاله بالدعوة، أو رفع البناء لا حالة القيام عليه، ووقع في بعض الكتب أن هذا المقام الذي فيه الحجر الآن كان بيت إبراهيم عليه السلام، وكان ينقل هذا الحجر بعد الفراغ من العمل إليه، وأن الحجر/ بعد إبراهيم كان موضوعاً في جوف الكعبة، ولعل هذا هو الوجه في تخصيص هذا الموضع بالتحويل، وما وقع في «الفتح» من أنه كان المقام من عهد إبراهيم لزيق البيت معناه بعد إتمام العمارة فلا ينافي أن يكون في أثنائها في الموضع الذي فيه اليوم ـ كذا ذكره بعض المحققين فليفهم ـ وسبب النزول ما أخرجه أبو نعيم من حديث ابن عمر:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر رضي الله تعالى عنه فقال: يا عمر هذا مقام إبراهيم فقال عمر: أفلا نتخذه مصلى فقال: لم أومر بذلك فلم تغب الشمس حتى نزلت هذه الآية " والأمر فيها للاستحباب إذ المتبادر من ـ المصلى ـ موضع الصلاة مطلقاً، وقيل: المراد به الأمر بركعتي الطواف لما أخرجه مسلم عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين، وقرأ الآية " فالأمر للوجوب على بعض الأقوال، ولا يخفى ضعفه لأن فيه التقييد بصلاة مخصوصة من غير دليل وقراءته عليه الصلاة والسلام الآية حين أداء الركعتين لا يقتضي تخصيصه بهما، وذهب النخعي ومجاهد إلى أن المراد من مقام إبراهيم الحرم كله، وابن عباس وعطاء إلى أنه مواقف الحج كلها، والشعبي إلى أنه عرفة ومزدلفة والجمار، ومعنى ـ اتخاذها مصلى ـ أن يدعى فيها ويتقرب إلى الله تعالى عندها، والذي عليه الجمهور، هو ما قدمناه أولاً، وهو الموافق لظاهر اللفظ ولعرف الناس اليوم وظواهر الأخبار تؤيده، وقرأ نافع وابن عامر {وَ?تَّخَذُواْ} بفتح الخاء على أنه فعل ماض، وهو يحنئذ معطوف على {جَعَلْنَا} أي ـ واتخذ الناس ـ من مكان إبراهيم الذي عرف به وأسكن ذريته عنده ـ وهو الكعبة قبلة يصلون إليها.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:29 ص]ـ
تكملة الألوسي
((فالمقام مجاز عن ذلك المحل وكذا ـ المصلى ـ بمعنى القبلة مجاز عن المحل الذي يتوجه إليه في الصلابة بعلاقة القرب والمجاورة
{وَعَهِدْنَا إِلَى? إِبْر?هِيمَ وَإِسْمَـ?عِيلَ} أي وصينا أو أمرنا أو أوحينا أو قلنا، والذي عليه المحققون أن العهد إذا تعدى بـ (إلى) يكون بمعنى التوصية، ويتجوز به عن الأمر، وإسمعيل علم أعجمي قيل: معناه بالعربية مطيع الله، وحكي أن إبراهيم عليه السلام كان يدعو أن يرزقه الله تعالى ولداً، ويقول: ـ اسمع إيل ـ أي استجب دعائي يا الله فلما رزقه الله تعالى ذلك سماه بتلك الجملة، وأراه في غاية البعد وللعرب فيه لغتان اللام والنون
(يُتْبَعُ)
(/)
{أَن طَهّرَا بَيْتِىَ} أي بأن طهرا على أن {ءانٍ} مصدرية وصلت بفعل الأمر بياناً للموصى المأمور به، وسيبويه وأبو علي جوزا كون صلة الحروف المصدرية أمراً أو نهياً والجمهور منعوا ذلك مستدلين بأنه إذا سبك منه مصدر فات معنى الأمر، وبأنه يجب في الموصول الإسمي كون صلته خبرية. والموصول الحرفي مثله، وقدروا هنا ـ قلنا ـ ليكون مدخول الحرف المصدري خبراً، ويردّ عليهم أولاً أن كونه مع الفعل بتأويل المصدر لا يستدعي اتحاد معناهما ضرورة عدم دلالة المصدر على الزمان مع دلالة الفعل عليه وثانياً: أن وجوب كون الصلة خبرية في الموصول الأسمى إنما هو للتوصل إلى وصف المعارف بالجمل وهي لا توصف بها إلا إذا كانت خبرية، وأما الموصول الحرفي فليس كذلك، وثالثاً: أن تقدير ـ قلنا ـ يفضي إلى أن يكون المأمور به القول، وليس كذلك، وجوز أن تكون {ءانٍ} هذه مفسرة لتقدم ما يتضمن معنى القول دون حروفه، وهو العهد، ويحتاج حينئذ إلى تقدير المفعول إذ يشترط مع تقدم ما ذكر كون مدخولها مفسراً لمفعول مقدر أو ملفوظ أي قلنا لهما شيئاً هو: أن طهرا والمراد من التطهير التنظيف من كل ما لا يليق فيدخل فيه الأوثان والأنجاس وجميع الخبائث وما يمنع منه شرعاً كالحائض؛ وخص مجاهد، وابن عطاء، ومقاتل، وابن جبير التطهير بإزالة الأوثان، وذكروا أن البيت كان عامراً على عهد نوح عليه السلام وأنه كان فيه أصنام على أشكال صالحيهم، وأنه طال/ العهد فعبدت من دون الله تعالى فأمر الله تعالى بتطهيره منها، وقيل: المراد بَخرَاهُ ونظفاه وخلقاه وارفعا عنه الفرث والدم الذي كان يطرح فيه، وقيل: أخلصاه لمن ذكر بحيث لا يغشاه غيرهم فالتطهير عبارة عن لازمه، ونقل عن السدي أن المراد به البناء والتأسيس على الطهارة والتوحيد وهو بعيد، وتوجيه الأمر هنا إلى إبراهيم وإسمعيل لا ينافي ما في سورة الحج من تخصيصه بإبراهيم عليه السلام فإن ذلك واقع قبل بناء البيت كما يفصح عنه قوله تعالى:
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:31 ص]ـ
تكملة الألوسي
((الحج:6 2] وكان إسمعيل حينئذ بمعزل من مثابة الخطاب، وظاهر أن هذا بعد بلوغه مبلغ الأمر والنهي، وتمام البناء بمباشرته كما ينبىء عنه إيراده إثر حكاية جعله مثابة وإضافة البيت إلى ضمير الجلالة للتشريف كـ
{نَاقَةُ ?للَّهِ}
[الأعراف:3 7] لا أنه مكان له تعالى عن ذلك علواً كبيراً
{لِلطَّائِفِينَ} أي لأجلهم فاللام تعليلية وإن فسر التطهير بلازمه كانت صلة له، و ـ الطائف ـ اسم فاعل من طاف به إذا دار حوله، والظاهر أن المراد كل من يطوف من حاضر أو باد ـ وإليه ذهب عطاء وغيره ـ وقال ابن جبير: المراد الغرباء الوافدون مكة حجاجاً وزواراً. {وَ?لْعَـ?كِفِينَ} وهم أهل البلد الحرام المقيمون عند ابن جبير، وقال عطاء: هم الجالسون من غير طواف من بلدي وغريب، وقال مجاهد: المجاورون له من الغرباء، وقيل: هم المعتكفون فيه {وَ?لرُّكَّعِ ?لسُّجُودِ} وهم المصلون جمع راكع وساجد، وخص الركوع والسجود بالذكر من جميع أحوال المصلي لأنهما أقرب أحواله إليه تعالى وهما الركنان الأعظمان وكثيراً ما يكنى عن الصلاة بهما ولذا ترك العطف بينهما ولم يعبر بالمصلين مع اختصاره إيذاناً بأن المعتبر صلاة ذات ركوع وسجود لا صلاة اليهود. وقدم الركوع لتقدمه في الزمان وجمعا جمع تكسير لتغير هيأة المفرد مع مقابلتهما ما قبلهما من جمعي السلامة وفي ذلك تنويع في الفصاحة، وخالف بين وزني تكسيرهما للتنويع مع المخالفة في الهيآت وكان آخرهما على فعول لأجل كونه فاصلة والفواصل قبل وبعد آخرها حرف قبله حرف مدّ ولين.
ـ[موراني]ــــــــ[24 Nov 2004, 06:18 م]ـ
يا جمال حسني , وفقك الله ,
أليست المساعدة كاملة باحالة على الرابط؟ ربما يجد الآخرون تسلية في قراءة صفحات أخرى أيضا هناك. هذا شيء.
والآخر انني لا أستطيع نسخ الصفحات المعنية ونقلها الى الملتقى لأسباب فنية عندى.
ودمت بخير
موراني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 Nov 2004, 07:17 م]ـ
اخ موراني
لم أكن أعلم بالصعوبات الفنية لديكم
على فكرة
الأنترنت عندنا يعمل ليل نهار وبسرعة عالية جدا جدا
أنا آسف
ـ[الحوراء]ــــــــ[25 Nov 2004, 11:12 م]ـ
جزا الله خيرا كل من ساعدني او فكر في مساعدتي واثابكم على مجهودكم خير الجزاء(/)
أفضل كتاب في متشابه القرءان للحفاظ؟
ـ[شرقان]ــــــــ[21 Nov 2004, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
ما هو أفضل كتاب في متشابه أيات القرءان للحفاظ؟ الأفضل في المتشابه مع اسم دار النشر
مع العلم أني سأشتريه مطبوعا حيث أن معرض الكتاب يبدأ غدا لدينا في الكويت
مشكورين غير مأمورين وبارك الله فيكم أخوتنا الكرام
ـ[شرقان]ــــــــ[21 Nov 2004, 02:53 م]ـ
بسم الله
مع العلم أني وجدت هذا الموضوع الممتاز لكنه لم يفضل أحدا على آخر
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=327&highlight=%C7%E1%E3%CA%D4%C7%C8%E5
فهل من قول فصل في كتابين حيث سأشتري اثنين بدلا من واحد إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 03:44 م]ـ
نظرت في التاريخ فإذا بالمعرض لا يزال قائماً في الكويت وسينتهي بعد ثلاثة ايام، فقلت لعلك تستفيد من الجواب أخي شرقان.
الكتب المصنفة في المتشابه كثيرة، ولعل أول من صنف فيه الإمام الكسائي رحمه الله المتوفى عام 189هـ. وكتابه متشابه القرآن مطبوع بتحقيق صبحي التميمي عام 1402هـ بليبيا.
وهناك متن منظوم للحافظ السخاوي رحمه الله (ت643هـ) اسمه (هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبيين متشابه الكتاب) وقد حقق مرات من أمثلها: تحقيق عبدالقادر الحسني وأصدره مركز جمعة الماجد بدبي عام 1414هـ. ثم حققه مرة أخرى مع بعض العناية الدكتور عبدالله الحكمي، ولعلك تجد هذه الطبعة لدى المكتبات السعودية في المعرض كالرشد مثلاً.
وهناك كتاب عنوان (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ) للباحث محمد طلحة بلال أحمد منيار، وهو مجلد من أفضل ما كتب في هذا الموضوع بحسب اطلاعي.
وهناك كتب كثيرة رأيتها لمعاصرين في هذا الموضوع، للشيخ محمد عبدالعزيز المسند، والدكتور محمد الصغير وغيرهم، وفيها كلها خير ونفع، وهذا الموضوع تظهر فيه بعض الإبداعات للمؤلفين، فكل له طريقة في حصر المتشابه فلا تستهن بكتاب منها، فما تجشم مؤلفوها عناء التأليف إلا لأنهم رأوا أنهم أتوا بما ينفع إن شاء الله.
وفقك الله ونفعك بها وجميع الإخوة الكرام.
ـ[شرقان]ــــــــ[29 Nov 2004, 04:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل / عبدالرحمن الشهري
أشكر لك تجشمك الكتابة بعد أن نسيت الموضوع إذ أُهمل عدة أيام فقدت بعدها الأمل
لقد كان كتاب المتشابه هو همي الأول حين زرت المعرض لكن لك أن تتصور أني صادق حين أقول لك أني لم أجد إلا كتابين فقد بعد ثلاث ساعات بحث أحدهما للكرماني ولكني حين تصفحته وجدته سيئ الطباعة فصرفت عنه النظر ووجدت كتابا آخر وهو إغاثة اللهفان إلى ضبط متشابهات القرءان للأستاذ عبدالله عبدالحميد الوراقي من إصدار دار القمة في مصر وهو كتاب مميز نفيس يقع في 240 صفحة واعتمد فيه صاحبة طريقة جديدة لمعرفة المتشابهات بإن يربطها باسم السورة وسأعطيك مثالا بسيطا ففي قوله تعالى (وترى الفلك فيه مواخر) فأنت تعلم أن هذه الآية من متشابهات القرءان لكن فيه تقدمت مرة واحدة في سورة فاطر فهو يقول أنك تستطيع أن تربط بين تقدم فيه وبين اسم السورة وهي فاطر فالفاء حرف مشترك لأجله قدمت الفاء وهلم جرا على أغلب المتشابهات ولكنه في بعض الأحيان يبدو متكلفا وتكون طريقة استحضار الاستنباط أصعب من حفظ المتشابه نفسه ورغم هذا فالكتاب رائق ممتاز مع أني تمنيت فصلا لقصص الأنبياء فهي وإن لم تتشابه لفظا فقد تشابها معنى وتحتاج للبسط في مكان واحد والله أعلم
عموما فالمعرض هذه السنة سيئ جدا فلا تجد إلا الكتب الموجودة في المكتبات كما أن عدد دور النشر المشاركة من السعودية قليل جدا لا يتعدى العشر على أكثر تقدير حيث أني كنت أبحث عن كتاب إعانة الحفاظ من إصدار الهيئة العالمية لتحفيظ القرءان بجدة، علما بأني وجدت كتبا عديدة في المتشابه في المكتبات خارج المعرض لكني أعتقد أن إغاثة اللهفان أفضلها أو بالأصح أسهلها
أشكرك جزيل الشكر وجزاك الله خير وسأبحث عن كتاب آخر للمتشابه حتى أعي الموضوع من جوانب أخرى كما تفضلت وأتمنى أني قد أفدت في بسط كتاب إغاثة اللهفان
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 04:53 م]ـ
الحمد لله أنك قرأت الرد الآن فقد خشيت أن تهجرنا بسبب تركنا الجواب، فمعذرة لك، وقد أردنا إفادتك فأفدتنا وفقك الله. وما ذكرته عن أفكار الكتاب الذي ابتعته (إغاثة اللهفان) طريفة، ولذلك - كما قلت لك - لا تستهن بكتاب منها، فإنك ربما لوجمعت الأفكار الرائعة من جميع كتب المتشابه لخرجت بكتاب كامل، وهكذا العلم يتغازر بكثرة بحثه ودرسه ومناقشته، وهذا سر عجيب من أسرار العلم نفسه، وسر أعجب من أسرار عظمة القرآن الكريم.
أسأل الله لك التوفيق، ونحن رهن إشارتك إن تعذر عليك شراء الكتاب الذي تريد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[17 Jul 2006, 03:30 م]ـ
إن الرجوع إلى كتب التفسير ومحاولة استخلاص مافيها- في رأيي انه - يفيد الشيء الكثير مثل المحرر الوجيز والكشاف (مع تجنب ما فيه من مآخذ) وغيرها من كتب التفسير والرجوع إليها كمصدر أساسي ثم هذه الكتب في المتشابه، وهناك كتاب لعله يفيد في مثل هذا وهو
درة التنزيل وغرة التأويل: محمد بن عبد الله الإسكافي، دار المعرفة، بيروت.
مثاله في قوله تعالى ? كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?
? كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ?
" والجواب عندي أنه أخبر في الأولى عما عاقبهم به من العذاب الذي لم يملك الناس إيقاعه، ولم يمكن بعضهم من أن يفعل ببعض مثله، وهو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند نزع أرواحهم، وإخبارهم إياهم بمصيرهم إلى عذاب يحرقهم، وفي الثانية أخبر عما أنزله بهم من العذاب الذي مكن الناس من فعل مثله، وهو الإهلاك والإغراق، لأن ذلك مما أقدر الله العباد عليه، فالنوعان هما: العذاب الأول من أحكام الآخرة بعد ظهور أشراط الساعة، والعذاب الثاني من أحكام عذاب الدنيا،والذين يبين ذلك أنه قال في الأولى ? كفروا بئايات الله ? فأخبر عن أعظم ما ارتكبوه وهو الكفر، وذكر آيات الله وهو الاسم الذي يفيد استحقاق العبادة التي هي مضادة للكفر كما قال في سورة آل عمران ? كذبوا بئاياتتنا فأخذهم الله بذنوبهم ? أي: اخذهم من أنعم عليهم ليشكروا لما عصوا وكفروا بذنوبهم التي ارتكبوها، ثم قال: ? والله شديد العقاب ? والمراد به عقاب الآخرة كما قال تعالى: ? ولعذاب الآخرة اش وأبقى ? ويشهد لذلك قوله في الثانية: ? كذبوا بئايات ربهم ? فذكر هذا الاسم دون غيره؛ لأن فيه معنى أنه نعمهم وثبتهم ورباهم وقام بمصالحهم، حتى بلغوا حد التكليف المبلغ الذي قدروا فيه على أداء حق الإنعام، فلما غيروا ما أنعم الله به عليه من جهته، وصرفوه إلى معصيته وتقووا بنعمته على مخالفته، سلبهم ذلك في الدنيا بأن عجل هلاكهم فأغرقهم، والعقاب المؤخر ذكره في هذه الآية الأخيرة مما يفعله أهل الدنيا بعضهم ببعض، فذكره عقيب إنعامه عليهم وتغييرهم له بوضع الكفر موضع الشكر، فغير الله سابغ الأنعام بيد الانتقام. وكما غيروا غير عليهم فالعقاب الأول أولى أن يكون المراد به عقاب الآخرة؛ لأن ليه الإخبار بالاحتراق ن والثاني هو العذاب بالإغراق"
درة التنزيل وغرة الأويل، ص47/ 48.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Oct 2007, 01:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب قيم في ضبط متشابهات القرآن الكريم ينتفع به الحافظ لكتاب الله أيما انتفاع فجزى الله مؤلفه خير الجزاء. والكتاب في طبعته الثالثة بتقديم صديقنا في الملتقى الشيخ خالد أبو الجود فلعله يزيدنا علماً حول الكتاب والمؤلف بارك الله فيهم.
دليل الحفاظ في متشابه الألفاظ ( http://tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=226)
ـ[العامر]ــــــــ[20 Oct 2007, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيراً
فعلاً هو افضل كتاب قرأته في ضبط المتشابهات بطريقة سهلة وبدون تكلف ... ولم يغفل آيات التشابه في قصص الانبياء مع اقوامهم ...
ـ[إيمان]ــــــــ[25 Oct 2007, 12:57 ص]ـ
سدد الله خطاك وجزاك الله خيراً ................(/)
إلى العارفين بالخط المغربي: ما اسم هذا القاموس؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمر عليّ في تحقيق مخطوط كلمة لم أستطع تبينها، وقد بحثت عن هذا القاموس فلم أقف على ما يزيل إبهامه ويكشف كنهه. أرجو المساعدة في قراءة الكلمة، و الإفادة عن هذا القاموس.إليكم صورة الكلمة:
قال في قاموس ...
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/fath.jpg
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[22 Nov 2004, 01:10 ص]ـ
بسم الله
هم يكتبون الفاء بنقطة تحت الحرف والقاف بنقطة فوقة، والظاهر الكلمة ناقصة
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 01:27 ص]ـ
أخي عبد الحي: أشكرك، لكن الكلمة تمر كثيرًا، ليست في موضع واحد فقط، فليست ناقصة.
http://members.lycos.co.uk/skaka1/up/up/fath1.jpg
ـ[موراني]ــــــــ[22 Nov 2004, 03:10 م]ـ
قاموس الفقراء
حسب تقديري
موراني
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[22 Nov 2004, 04:15 م]ـ
الأخ الكريم القيروان
لقد قدّرتُ قبلُ هذا، لكن هل ثَمّ قاموسٌ بهذا الاسم؟
بحثتُ عن هذا الاسم في أنواع المعجمات، في كتاب الشرقاوي وغيره، وفي الشبكة، وسألت بعض أهل اللغة، فلم أظفر بشيء.
سأحاول تصوير عدة نماذج من الكلمة من مواضع، لعلها تتضح.
شكرًا لك على ردك.
ـ[موراني]ــــــــ[22 Nov 2004, 11:04 م]ـ
في طبيعة الحال , هذا اسم (قاموس الفقراء) غريب جدا. سأسأل بعض الأصحاب في المغرب الأقصى
تقديرا
موراني
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 Nov 2004, 11:54 م]ـ
الأمركما خمن الاخوان .....
قال فى قاموس الفقراء ...
والفقراء عند المغاربة اسم للصوفية .. فلعل المصنف يقصد فى اصطلاح او عرف الصوفية ..
قال بعد ذلك اصله هو الكلب فهل يقصد القلب؟؟؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2004, 06:03 ص]ـ
الأخ الكريم خالد
ألا يمكن أن يوحي لك موضوع المخطوط بكونه (قاموس الفقرا)، أم إن المخطوط في موضوع آخر لا علاقة له بالتصوف؟
فهذا الرسم ـ من أول وهله ـ يظهر منه أن الكلمة ما ذكره أصحابنا في الملتقى، فهلاَّ تكرمتم بموضوع المخطوط إن أمكن.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[23 Nov 2004, 09:32 ص]ـ
أشكركم جميعًا، فقد أرسل لي أحد الأساتذة الكرام - مشكورًا - رسالة أوضحت المراد، فقد وجد الكتاب ضمن مخطوطات جامعة الملك فيصل ( http://www.kfulibrary.edu.sa/manuscript.doc) بالسعودية باسم: قاموس الفقرا على لامية الأفعال، لمحمد بن عمر بن بحرتي الحضرمي.
ولعله بَحْرَق، وبحرق الحضرمي (ت 930 هـ) له شرحان على لامية الأفعال، كبير وصغير، والذين ترجموا له لم يذكروا هذا القاموس، ولم يذكره، أيضًا، من اعتنى باللامية أو أحد شروحها، على حد علمي.
ولم يتضح لي معنى (الفقرا) ولا ضبطه بالشكل في عنوان الكتاب.
الأخ أبا عبد المعز: المراد: أصله هَرّ الكَلْبُ.
يقال: هَرَّ يَهِرُّ، وهَريرُ الكلب: صوته دون نُباحه، من قلة صَبْره على البَرْد.
د. مساعد: الموضوع لا علاقة له بالتصوف، إنما هو أحد شروح لامية الأفعال المطوّلة.
ـ[نجوى عبد الرحمن]ــــــــ[23 Nov 2004, 05:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا عضوة جديدة في هذا المنتدى وأنا من المغرب فقط للإيضاح: كلمة فقرا في المغرب هم المريدين عن أهل التصوف وأصل الكلمة فقراء (إلى الله تعالى) لكن بالعامية المغربية يسمون الفقرا
وأعانكم الله تعالى
أختكم في الله نجوى
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Nov 2004, 01:09 ص]ـ
جزاكِ الله خيرًا أختي الكريمة.
يبدو أن مدلول الكلمة بعيد عما ذُكر.
سيتضح - إن شاء الله - بعدُ.(/)
أنظروا إلى هذا الكلام الخبيث
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 Nov 2004, 07:58 م]ـ
قال طه حسين
((ولست أفهم كيف يمكن أن يتسرب الشك إلى عالم جاد في عربية القرآن واستقامة ألفاظه وأساليبه ونظمه على ما عرف العرب أيام النبي من لفظ ونظم وأسلوب))
في الأدب الجاهلي ص 147
إنه ببساطة ينكر إعجاز القرأن من حيث أنه طراز متفرد من حيث النظم واللفظ والأسلوب والفصاحة لم يكن معهودا للعرب
أليس قوله هذا هو الضلال بعينه؟؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 11:16 ص]ـ
لم يعقب أحد مع ما في كلام طه حسين من خبث!!!(/)
صدور كتاب الشيخ الدوسري
ـ[السلامي]ــــــــ[23 Nov 2004, 12:02 ص]ـ
لقد صدر كتاب صفوة التفاسير للشيخ عبد الرحمن الدوسري في سيعة مجلدات والله ولي التوفيق
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Nov 2004, 01:20 ص]ـ
الأخ السلامي. . . . . سلمه الله
هل من تفصيل عن هذه الطبعة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
دار المغني للنشر تصدر تفسير (صفوة الآثار والمفاهيم) للدوسري رحمه الله ( http://tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1101727286&archive=&start_from=&ucat=2&maqal=full).(/)
إشكال قرأته في منتدى
ـ[سليم]ــــــــ[23 Nov 2004, 01:21 ص]ـ
قرأت هذا الأشكال في أحد المنتديات الحوارية بين مسيحي ومسلم
حيث يزعم ذلك النصراني أن القرآن لم يحفظ،بل إن اختلاف القراءات هو أكبر من مجرد اختلاف في تهجية كلمات بل هو اختلاف في وجود كلمات من مصاحف وغيابها في أخرى،
وأعطى أمثلة منها:
في قراءة حفص:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد
لذا أرجو من المشايخ أن يجيبونا على هذا الاشكال وجزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Nov 2004, 07:07 ص]ـ
أخي الكريم سليم
لا زلت أعجب منا ـ نحن المسلمين ـ فنحن دائمًا في خطِّ الدفاع لا الهجوم، مع أن بين يدينا أكمل الكتب وأتمَّها، والمحفوظ بحفظ الله له، بخلاف الكتب السابقة التي دخلها التحريف والتبديل والنقص.
ولقد دخلت في حوار يُديره نصراني، فرأيت كيف يدير الحوار، وكيف يلقي الشبه في كتابنا، وإذا استشهدت له بشي مشابه لما جاء به في كتبهم انبرى بالقول: إننا ناقش القضية من خلال القرآن، ومالناش دعوى بالكتاب المقدس.
عجيب أمر هؤلاء، مع أنهم لا يملكون من الأدلة دليلاً واحدًا على صدق ما بأيدهم، ولا على اتصال سنده، ويرون ما فيه من الاختلاف والتخليط = ترى عندهم من القدرة على جرِّ بعض المسلمين إلى الحوار عن القرآن وما يلقونه عليهم من الشبهات حوله فحسب.
وموضوع اختلاف القراءات كان مرتعًا خصبًا للمستشرقين والتوراتيين والملحدين للنيل من القرآن، لكن أنَّى لهم ذلك.
كناطح صخرة يومًا ليوهنا **** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وإنني أدعو مثل هذا ـ إن كان على اطلاع على أناجيل النصارىـ أن يتخذ مثل أسلوبهم هذا، ويسألهم عن الاختلافات الجوهرية التي في كتبهم، بل يكفي أن يسأل عن إسناد كتبهم هذه، ليرى ما سيجد من الجواب.
ولتعلم ان هؤلاء يراوغون، ويستخدمون أسلوب التأويل والمجاز للتخلص من الإحراج في تفسير كثير من عبارات كتابهم في العهدين الجديد والقديم، ولقد سمعت من هذه التخريجات ما يضحك له الطفل الرضيع فضلاً على من له عقل يفكر به.
وأقول: إن مناقشة جزئية من هذه الجزئيات المتعلقة بالقرآن لا تصلح على انفرادها، فالمسألة ترجع إلى نقاش الثقة بصحة نقل القرآن، وكيفية أدائه وتحمله، والنظر في اختلاف القراءات، وكونها لا تتناقض، بل هي متنوعة، تتعدد فيها المعاني ولا تتناقض، بخلاف ما في أسفارهم من المتناقضات.
والموضوع رحب واسع، وهو يحتاج إلى أمور عدَّة
أولاً: تأصيل أصول في معرفة كيفية نقاش هؤلاء، وذلك أول ما يحتاجه من يريد أن يدخل معهم في النقاش.
ثانيًا: معرفة الحق الذي عند المسلم، بحيث لا يلتبس عليه بسبب شبهة من الشُّبه.
ثالثًا: معرفة الباطل الذي عند الخصم، لكي يوجِّه إليه المسلم المطاعن فيما عنده من الباطل.
رابعًا: معرفة طرائق الجدل العقلية التي يستطيع بها أن يُفحم الخصم.
وأقول: إنني من خلال مطالعتي وسماعي لبعض هذه الشبه والجدل الذي يقيمه النصارى لا أجد فيها سوى التشويش والتشويه، ولم أر جدلاً علميًّا صرفًا، يريد به صاحبه أن يصل إلى الحق إلا قليلاً، لذا لا أرى أن يضيع المرء وقته في نقاش هؤلاء إلا من أراد أن ينبري لهم انبراءً تامًّا، ويجعل ذلك سبيله، فيكون كافيًا لغيره من المسلمين.
أما أن يخوض جماعة من المسلمين ممن لا علم عندهم، بل ولا تعقُّل في بعض الأحيان فذلك مما يُفرح الخصم، ويرتاح له، فابتعد إن لم تكن قادرًا على نقاشهم، واعلم أنك لست ملزمًا يمثل هذا، فالسلامة لا يعدلها شيء، والله الموفق.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 08:29 ص]ـ
أخي الطيار
لقد قرأت رسالة لإبن حزم في رده على مطاعن النصارى في آيات فلا مانع من إجابة الأخ السائل على ما سأل
((في قراءة حفص:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وفي قراءة ورش حذفت كلمة بكاملها
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد))
وأنا لا علم لي بالقراءات---إلا أن حذف ((هو)) في قراءة ورش لم يخل بالمعنى مطلقا
وظل النص محفوظا
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل نتلق إجابة على هذه الإشكالية بالذات؟؟؟
ـ[سليم]ــــــــ[23 Nov 2004, 10:52 ص]ـ
جزى الله الأخيون الكريمين مساعد الطيار وجمال الشرباتي
وليسمح الأخ الفاضل الطيار بأن أختلف معه في أسلوب طرقه للموضوع
أنا لست متخصصا في علوم القرآن، ولكن من باب اسألوا أهل الذكر، طرحت الموضوع عليكم ... والذي منعني من وضع رابط ذلك المنتدى هو أن فيه إساءات كبيرة للأسلام، ولا أريد أن أحمل وزر إذاعته، ولكن إذا إذا أردتم أن أضع رابط ذلك المنتدى وضعته لتتكفلوا أنتم بالحوار مع أولئك.
وأعود إلى صلب الموضوع
إن جواب الأخ الفاضل الطيار لا يصلح في زمننا هذا الذي اشتدت فيه الهجمة على الأسلام، والأنترنت هو مجال خصب لتلاقي الأفكار سقيمها وصحيحها، ومثل هذه الشبه لم يعد يصلح جوابا عليها،الأمساك عن الجواب وتوجيه السائل إلى نقد ما عند الخصم.
نعم أتفق معك إن ما عند النصارى في عهدهم الجديد من أسفار لم يبلغ واحد منها مبلغ ما وصله - لا أقول القرآن- بل حتى مسند من مسانيدنا من ضبط وتحقق من الرواية.
لكن هل يصلح دفاعا عن هذه الشبه أن نقول
إن اكتشفتم في نصوصنا شيء ... ففي نصوصكم المقدسة أكثر من ذلك!!!!!!!
هذا لا يصلح كرد.
وأنا متفق معكم في كون:
قراءة حفص:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد
وحذف "هو" في قراءة ورش:
الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد
لم يخل بالمعنى أبدا،بل المعنى محفوظ.
ولكن هذا ما يتعارض مع ما نجده في المصاحف عندما تكرر اللجنة قولها:
ملاحظات اللجنة العلميه لمراجعة طباعة المصحف على رواية ورش كتبت:
((هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانيه السته السابق ذكرها))
وفي المصحف على رواية حفص نجد اللجنة تقول أيضا:
((هذا وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانيه السته السابق ذكرها))
وأنا إذ أطرح هذا القول أتمنى إن لم أجد عندكم إجابة شافية أن تقوم الأدارة بحذف الموضوع.
وجزاكم الله خيرا
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 10:53 ص]ـ
عندي إستفسار
هل القراءة التي أوردتها ((الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله الغني الحميد)) والتي خلت من ((هو)) هي فعلا قراءة ورش؟؟
أنا أعرف أن الاختلاف في القراءات القرآنية إنما كان فيما يحتمله خط المصحف ورسمه، سواء أكان الاختلاف في اللفظ دون المعنى، كقراءة قوله تعالى: {جَُِذوة} بضم الجيم وكسرها وفتحها، أم كان الاختلاف في اللفظ والمعنى، كقراءة قوله تعالى: {ننشرها} و {ننشزها} وقوله تعالى: {يسيركم} و {ينشركم} وهي قراءات متواترة محتملة لرسم المصحف إذ لم يكن هناك تنقيط يوم جمعه عثمان رضي الله عنه على حرف قريش
فأذا كان في إحدى القراءات لفظ---لا يمكن أن تخلو منه أخرى لكي تتناسق القراءتان مع الرسم العثماني
ـ[سليم]ــــــــ[23 Nov 2004, 11:09 ص]ـ
أجل أنا متأكد من كون مصحف رواية ورش ليس فيه لفظ " هو"، وقد تحققت من ذلك بنفسي من نسخة ورقية.
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 Nov 2004, 11:11 ص]ـ
نعم يا أخ جمال هذه قراءة ورش نقرأ بها في المغرب، وأعطيك مثل آخر في قراءة ورش: فلا يخاف عقباها. سورة الشمس الآية 15
وفي قراءة حفص: ولا يخاف عقباها. سورة الشمس الآية 15
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 Nov 2004, 11:11 ص]ـ
إذن
أرفع يداي مستسلما منتظرا رأي المتخصصين
ـ[أبو زينب]ــــــــ[24 Nov 2004, 02:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كما تعلمون فهناك عشر قراءات مشهورة و متواترة للقرآن و كل قارئ له راويان فمثلا ورش و قالون يرويان عن نافع (قارئ المدينة) فالرسم في مصحف ورش و قالون متطابق.
و مع الاختلاف في التنقيط أو الحركات هناك بعض الاختلافات في الرسم.
ولكن الأكيد أن كل هذه القراءات صحيحة و متواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم.
و للعلم فهناك - حسب علمي - ثلاث اختلافات في الرسم و هي:
1 - في سورة الحديد " الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و من يتول فإن الله هو الغني الحميد "
قرأ نافع (و بالتالي ورش و قالون) و ابن عامر و أبو جعفر بدون ضمير فصل " فإن الله الغني الحميد ". و كذلك هو مرسوم في مصحف المدينة و مصحف الشام.
و قرأ لباقون بضمير فصل بعد اسم الجلالة " فإن الله هو الغني الحميد " و كذلك هو مرسوم في مصاحف مكة و البصرة و الكوفة فهما روايتان متواترتان ..
و الجملة مفيدة للقصر بدون ضمير فصل لأن تعريف المسند إليه و المسند من طرق القصر , فالقراءة بضمير الفصل تفيد تأكيد القصر.
2 - في سورة غافر (و تسمى المؤمن ... ) " وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أ و أن يظهر في الأرض الفساد ".
قرأ نافع و ابن عامر و أبو جعفر و ابن كثير و أبو عمرو " و أن" بواو العطف.
و قرأ غيرهم " أو أن" بـ أو التي للترديد.
3 - في سورة الشمس و هو الذي ذكره الأخ أبو علي في قوله تعالى " و لا يخاف عقباها ".
قرأ نافع و ابن عامر و أبو جعفر " فلا يخلف عقباها " بفاء العطف تفريعا على " فدمدم عليهم ربهم ... " وهو مكتوب في مصاحف المدينة و مصحف الشام .. و معنى التفريع بالفاء على هذه القراءة تفريع العلم بانتفاء خوف الله منهم مع قوتهم ليرتدع بهذا العلم أمثالهم من المشركين.
و قرأ الباقون من العشرة " و لا يخاف عقباها" بواو العطف أو الحال وهي كذلك في مصاحف أهل مكة و أهل البصرة و الكوفة , وهي رواية قرائها
و قال ابن القاسم و ابن وهب: أخرج لنا مالك مصحفا لجدِِه و زعم أنه كتبه في أيام عثمان بن عفان حين كتب المصاحف و فيه " و لا يخاف " بالواو. و هذا يقتضي أن بعض مصاحف المدينة بالواو و لكنهم لم يقرأوا بذلك لمخالفته روايتهم.
هذا ما وجدته في " التحرير و التنوير ". و لست أدري كيف يمكن إقناع هذا النصراني بصحة كل هذه الروايات المتواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم و التي قرأ بها كلها دون أدنى شك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Nov 2004, 04:03 م]ـ
أخي الكريم سليم
أرجو أن لا أكون قد أخللتُ بالبيان، فأنا لا أدعو إلى ترك مجادلة هؤلاء البتة، لكني اهتبلت فرصة سؤالك لأرشد بعض إخواني ممن لا علم لهم، ويدخلون في جدل عقيم مع هؤلاء، ولعل آخر كلامي كان واضحًا في أن ينبري نفر من المسلمين لمقارعة هؤلاء، وقد قلت ( ... إلا من أراد أن ينبري لهم انبراءً تامًّا، ويجعل ذلك سبيله، فيكون كافيًا لغيره من المسلمين)، وأشكر لك ولجميع المشاركين هذه الغيرة، ولعل الله ييسر من يفك هذا الاستفسار , ولكم من الله الجزاء الأوفى.
ـ[سليم]ــــــــ[24 Nov 2004, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الردود أخي أبو زينب وأخي مساعد الطيار
بالمناسبة إن ما تفضل به الأخ الكريم مساعد الطيار كلام يدل على حصافة ووعي، فبالفعل إن بعض الحوارات والمناظرات يدخلها بعض الأخوة دون سبق علم وتكوين مما يجعلهم يسيؤون بضعف علمهم للأسلام.
قبل أن أنقل لكم إحدى المقالات المهمة في مبحث القراءات
ألخص الفكرة السابقة لعل أحد الأخوة يفيدنا برد أو يحيلنا على بحث أو دراسة تزيل ذلك الأشكال.
الفكرة هي أن في خاتمة النسخ القرآنية نجد تأكيدا على أن النسخة مطبوعة على رواية ورش / أو حفص ومطابقة حرفيا للنسخة العثمانية.
السؤال الذي أطرحه هلى النسخ العثمانية الستة أو السبعة كانت متشابهة وعلى قراءة واحدة.
إذا كانت كذلك فكيف نفسر الاختلاف الطفيف الذي نلاحظه بين رواية ورش ورواية حفص؟
أرجو ممن له علم بالقراءات أن يفيدنا وجزاه الله خيرا.
وإليكم هذه المقالة المفيدة وإن لم تكن قد أجابت على نحو مباشر على الأشكال المطروح:
-----------------------------
للشيخ أحمد سعد الخطيب
اختلاف القراءات
أسبابه، وأنواعه، وفوائده، ودرء الشبهات عنه.
القراءات جمع قراءة، والقراءة فى اللغة مصدر قرأ0
وفى الاصطلاح: مذهب من مذاهب النطق فى القرآن، يذهب إليه إمام من الأئمة مخالفاً به غيره، سواء أكانت هذه المخالفة فى نطق الحروف، أو فى نطق هيئاتها.
وعلم القراءات:
هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً، مع عزو كل وجه لناقله. فموضوع علم القراءات إذن، كلمات القرآن الكريم من حيث أحوال النطق بها، وكيفية أدائها. ()
نشأة القراءات:
الزمن الذى نشأت فيه القراءات القرآنية، هو نفسه زمن نزول القرآن الكريم، ضرورة أن هذه القراءات، قرآن نزل من عند الله فلم تكن من اجتهاد أحد، بل هى وحى أوحاه الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد نقلها عنه أصحابه الكرام - رضى الله عنهم - حتى وصلت إلى الأئمة القراء، فوضعوا أصولها، وقعدوا قواعدها، فى ضوء ما وصل إليهم، منقولاً عن النبى -صلى الله عليه وسلم - وعلى ذلك، فالمعول عليه فى القراءات، إنما هو التلقى بطريق التواتر، جمع عن جمع يؤمن عدم تواطؤهم على الكذب، وصولاً إلى النبى صلى الله عليه وسلم. أو التلقى عن طريق نقل الثقة عن الثقة وصولاً كذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ويضاف إلى هذا القيد قيدان آخران سيذكران فى محلهما عند الحديث عن شروط القراءة الصحيحة، أو ضوابط قبول القراءة.
وانطلاقاً من ذلك وبناءً عليه، فإن إضافة هذه القراءات إلى أفراد معينين، هم القراء الذين قرأوا بها، ليس لأنهم هم الذين أنشأوها أو اجتهدوا فى تأليفها، بل هم حلقة فى سلسلة من الرجال الثقات الذين رووا هذه الروايات ونقلوها عن أسلافهم، انتهاءً بالنبى صلى الله عليه وسلم، الذى تلقى هذه القراءات وحياً عن ربه - جل وعلا. وإنما نسبت القراءات إلى القراء لأنهم هم الذين اعتنوا بها وضبطوها ووضعوا لها القواعد والأصول.
ما سبب اختلاف القراءات؟
لقد عرفنا فيما مضى أن هذه القراءات منقولة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك أن الوحى قد نزل بها من عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإجابة عن السؤال المطروح، لمسها الصحابة وقت نزول القرآن واقعاً لا نظرية، وذلك أن الصحابة - رضى الله عنهم - كانوا من قبائل عديدة، وأماكن مختلفة، وكما هو معروف أنه كما تختلف العادات والطباع باختلاف البيئات، فهكذا اللغة أيضاً، إذ تنفرد كل بيئة ببعض الألفاظ التى قد لا تتوارد على لهجات بيئات أخرى، مع أن هذه البيئات جميعها تنضوى داخل إطار لغة واحدة، وهكذا كان الأمر، الصحابة عرب خلص بيد أن اختلاف قبائلهم ومواطنهم أدى إلى انفراد كل قبيلة ببعض الألفاظ التى قد لا تعرفها القبائل الأخرى مع أن الجميع عرب، والقرآن الكريم جاء يخاطب الجميع، لذلك راعى القرآن الكريم هذا الأمر، فجاءت قراءاته المتعددة موائمة لمجموع من يتلقون القرآن، فالتيسير على الأمة، والتهوين عليها هو السبب فى تعدد القراءات.
والأحاديث المتواترة الواردة حول نزول القرآن على سبعة أحرف تدل على ذلك:
جاء فى الصحيحين - عن ابن عباس رضى الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أقرأنى جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدنى حتى انتهى إلى سبعة أحرف" ()، وزاد مسلم: " قال ابن شهاب: بلغنى أن تلك السبعة فى الأمر الذى يكون واحداً لا يختلف فى حلال ولا حرام" ()
وأخرج مسلم بسنده عن أبى بن كعب، أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان عند أَضَاة بنى غفار () قال: " فأتاه جبريل - عليه السلام - فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم جاء الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتى لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف. فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا" ()
والأحاديث الواردة فى هذا المقام كثيرة، لكنى أكتفى بما ذكرت، والمزيد فى مظانه، ويؤخذ من ذلك ما يلى:
1. إن الأحرف السبعة جميعها قرآن نزل من عند الله، لا مجال للاجتهاد فيها.
2. أن السبب فى هذه التوسعة هو التهوين على الأمة، والتيسير عليها فى قراءة القرآن الكريم.
المراد بالأحرف السبعة:
أقوال عديدة ساقها العلماء حول مفهوم الأحرف السبعة، التى تواترت الأحاديث فى إثبات أن القرآن نزل عليها، الأمر الذى جعل بعض العلماء يفر من ميدان النزال، ويقول: إن الحديث مشكل.
أقول: الأقوال الواردة فى هذا المقام أكثرها لا تستحق لضعفها أن نعول عليها فى مقامنا هذا، ويكفينا هنا أن نشير إلى ما يستحق الذكر، ويستأهل أن ينظر إليه بعين الاعتبار، وذلك متوافر فى رأيين:
أحدهما: هو ما ذكره أبو الفضل الرازى وقاربه فيه كل من ابن قتيبة وابن الجزرى.
وحاصله أن الأحرف السبعة هى سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى:
1 - اختلاف الأسماء من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث.
2 - اختلاف تصريف الأفعال من ماضى ومضارع وأمر.
3 - اختلاف وجوه الإعراب.
4 - الاختلاف بالنقص والزيادة.
5 - الاختلاف بالتقديم والتأخير.
6 - الاختلاف بالإبدال.
7 - اختلاف اللغات - أى اللهجات - كالفتح والإمالة، والتفخيم، والترقيق، والإظهار والإدغام.
وقد تعصب لهذا الرأى صاحب المناهل وساق الأمثلة لكل وجه من الوجوه المذكورة، ورجحه على غيره مقرراً أنه الرأى الذى تؤيده الأحاديث الواردة فى المقام، وأنه الرأى المعتمد على الاستقراء التام دون غيره ……… ()، وقد دافع عنه أيما دفاع بالرد على كل اعتراض وجه إليه، وإن بدا عليه التكلف فى بعض هذه الردود، ومن ذلك رده على الاعتراض الثالث الذى وجه إليه.
وحاصل الاعتراض أن الرخصة فى التيسير على الأمة بناءً على هذا الرأى غير واضحة، فأين اليسر فى قراءة الفعل المبنى للمجهول أو للمعلوم؟ هنا ظهر التكلف على الشيخ فى الرد () - من وجهة نظرى-.
وثانيهما: وهو ما ذهب إليه سفيان بن عيينة، وابن جرير، وابن وهب، والقرطبى، ونسبه ابن عبدالبر لأكثر العلماء ()
(يُتْبَعُ)
(/)
وحاصله: أن المراد بالأحرف السبعة هى سبع لغات فى كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعانى وتقاربها، مثل: هلم، واقبل، وتعال، إلى، وقصدى، ونحوى، وقربى. فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة، يعبر بها عن معنى واحد، هو طلب الإقبال، وليس معنى ذلك أن كل معنى فى القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات، بل المراد أن منتهى ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة.
وأصحاب هذا الرأى أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه فى الأحاديث متوفر فى هذا الرأى. ورد أصحاب هذا الرأى كذلك على الاعتراضات الموجهة إلى رأيهم ردوداً مقبولة.
ولا أستطيع أن أطيل أكثر من هذا فى هذه المسالة حتى لا نخرج عن موضوعنا المقصود بالبحث. () لكن ما أريد أن أقوله بعد هذا العرض: إنه بناءً على هذا الرأى الأول تكون القراءات التى رواها القراء بوجوه متعددة راجعة إلى الأحرف السبعة. وبناءً على الرأى الثانى تكون راجعة إلى حرف واحد وهو حرف قريش، الذى نسخت عليه المصاحف العثمانية.
النسبة بين الأحرف السبعة والقراءات السبع ()
نسبة القراءات السبع إلى الأحرف السبعة هى نسبة الخاص إلى العام، فالأحرف السبعة تشمل جميع القراءات بما فيها السبع.
ومن يعتقد أن القراءات السبع هى الأحرف السبعة، فقد أبان عن جهله، وكشف النقاب عن قلة إدراكه؛ لأن هؤلاء القراء السبعة وهم: ابن عامر، وابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، ونافع، وأبو الحسن الكسائى.
أقول: هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا حين ذكر النبى - صلى الله عليه وسلم - الأحرف السبعة، فهل معنى ذلك أن حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - "أنزل القرآن على سبعة أحرف" كان عارياً من الفائدة، وبعيداً عن الواقع، إلى أن ظهر هؤلاء القراء، وماذا فهم الصحابة إذن من الحديث؟
ما ابعد هذا القول عن الواقع، بل ما أجهل قائليه!!
أقسام القراءات
وبيان ما يقبل منها ومالا يقبل
نقل السيوطى عن ابن الجرزى أن أنواع القراءات ستة:
الأول: المتواتر: وهو ما نقله جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب، عن مثلهم إلى منتهاه، حتى يبلغوا به النبى - صلى الله عليه وسلم -، ومثاله ما اتفقت الطرق على نقله عن السبعة - أو غيرهم - وهذا هو الغالب فى القراءات.
الثانى: المشهور: وهو ما صح سنده بأن رواه العدل الضابط عن مثله، وهكذا ووافق العربية ولو بوجه، ووافق رسم المصحف العثمانى، واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ، إلا أنه لم يبلغ درجة المتواتر. ومثاله ما اختلفت الطرق فى نقله عن السبعة، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض، وقد ذكر كثيراً من هذا النوع الدانى فى التيسير والشاطبى فى الشاطبية، وغيرهما. وهذان النوعان، هما اللذان يقرأ بهما، مع وجوب اعتقادهما ولا يجوز إنكار شئ منهما.
الثالث: ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور، وهذا النوع لا يقرأ به ولا يجب اعتقاده، ومثاله قراءة ((متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان)) وقراءة ((لقد جاءكم رسول من أنفَسِكم)) بفتح الفاء.
الرابع: الشاذ، وهو ما لم يصح سنده، قراءة ابن السَّميفع ((فاليوم ننحيك ببدنك)) بالحاء المهملة ((لتكون لمن خَلَفك آية)) بفتح اللام من كلمة ((خَلَفك)).
الخامس: الموضوع، وهو ما نسب إلى قائله من غير أصل، مثل القراءات التى جمعها محمد بن جعفر الخزاعى، ونسبها إلى أبى حنيفة.
السادس: ما يشبه المدرج من أنواع الحديث، وهو ما زيد فى القراءات على وجه التفسير، كقراءة سعد بن أبى وقاص ((وله أخ أو أخت من أم)) بزيادة لفظ ((من أم)).
قال ابن الجزرى: وربما كانوا يدخلون التفسير فى القراءات إيضاحاً وبياناً؛ لأنهم محققون لما تلقوه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قرآناً، فهم آمنون من الالتباس، وربما كان بعضهم يكتبه معه أ. هـ ()
ومن خلال هذا النقل خلصنا إلى أن النوعين الأولين هما اللذان يقرأ بهما وأما غيرهما، فلا. والنوع الأول، وهو المتواتر مقطوع بقرآنيته بلا نزاع. وأما النوع الثانى وهو المشهور الذى اتفقت فيه الضوابط الثلاثة المذكورة، وهى صحة السند، وموافقة اللغة العربية ولو بوجه، وموافقة الرسم العثمانى ولو احتمالاً، أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا النوع لم يوافق عليه بعض العلماء، بل اشترطوا التواتر دون صحة السند - أى لم يكتفوا بصحة السند- جاء فى الإتقان تعليقاً على ذلك.
وهذا مما لا يخفى ما فيه، فإن التواتر إذا ثبت، لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من العربية والرسم، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وجب قبوله والقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أو لا. ا. هـ ()
ومن ثم قال بعض العلماء تعليقاً على هذا الرأى فى محاولة لتقريب وجهة النظر حول قبول هذه القراءة، أو عدم قبولها، قال: إن هذا القسم - يعنى الذى استجمع الأركان الثلاثة المذكورة - يتنوع إلى نوعين:
الأول: ضرب أو نوع، استفاض نقله وتلقته الأمة بالقبول، وهو يلحق بالمتواتر من حيث قبوله والعمل بمقتضاه؛ لأنه وإن كان من قبيل الآحاد إلا أنه احتفت به قرائن جعلته يفيد العلم لا الظن.
قال صاحب المناهل: إن ركن الصحة فى ضابط القرآن المشهور، لا يراد بالصحة فيه مطلق صحة، بل المراد صحة ممتازة، تصل بالقراءة إلى حد الاستفاضة والشهرة، وتلقى الأمة لها بالقبول حتى يكون هذا الركن بقرينة الركنين الآخرين فى قوة التواتر الذى لابد منه فى تحقق القرآنية. ()
والنوع الثانى: وهو ما لم تتلقه الأمة بالقبول ولم يستفض، وهذا فيه خلاف بين العلماء، من حيث قبوله، والقراءة به، أو عدم ذلك والأكثرون على قبوله. ()
أوجه الاختلاف بين القراءات الثابتة
سبق أن قررنا أن القراءات مرجعها النقل الثابت عن النبى -صلى الله عليه وسلم - ولذلك، لم يكن الاختلاف بينها على سبيل التضاد فى المعانى، بل القراءة إما مؤكدة لغيرها، أو موضحة، أو مضيفة إليها معنى جديداً، فتكون كل قراءة بالنسبة للأخرى، بمنزلة الآية مع الآية، وكما أن الاختلاف بين هذه القراءات لم يكن على سبيل التضاد فى المعانى، فإنه كذلك لم يكن على سبيل التباين فى الألفاظ، وقد حصر بعضهم أوجه الاختلاف بين القراءات فى الوجوه الآتية:
الأول: الاختلاف فى شكل آخر الكلمات، أو بنيتها، مما يجعلها جميعاً فى دائرة العربية الفصحى، بل أفصح هذه اللغة، المتسقة فى ألفاظها، وتآخى عباراتها، ورنة موسيقاها، والتواؤم بين ألفاظها ومعانيها.
الثاني: الاختلاف فى المد فى الحروف، من حيث الطول والقصر، وكون المد لازماً أو غير لازم، وكل ذلك مع التآخى فى النطق فى القراءة الواحدة، فكل قراءة متناسقة فى ألفاظها من حيث البنية للكلمة، ومن حيث طول المد أو قصره.
الثالث: الاختلاف من حيث الإمالة، أو عدمها فى الحروف، كالوقوف بالإمالة فى التاء المربوطة، أو عدم الإمالة فيها.
الرابع: الاختلاف من حيث النقط ومن حيث شكل البنية فى مثل قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)) () حيث قرئ متواتراً كذلك ((فتثبتوا)) ومع ذلك فالقراءتان متلاقتيان فى المعنى، فالأولى طالبت بالتبين المطلق، والأخرى بينت طريق التبين، وهو التثبت بتحرى الإثبات.
الخامس: زيادة بعض الحروف فى قراءة، ونقصها فى أخرى، مثل قراءة ابن عامر - وهو أحد القراء السبعة- ((قالوا اتخذ الله ولدا)) بدون واو قبل ((قالوا)) بينما قرأ غيره بالواو هكذا ((وقالوا اتخذ الله ولدا)) () ومثل ذلك قراءة ابن كثير - وهو أحد القراء السبعة كذلك - ((تجرى من تحتها الأنهار)) بزيادة ((من)) بينما قرأ غيره ((تجرى تحتها الأنهار)) ()
فإن قيل: ما الثابت من القراءتين فى المصحف العثمانى؟
قلت: إن المصاحف العثمانية - وعددها ستة أو سبعة - أثبت فيها كل ما يحتمله الرسم بطريقة واحدة ()، وأما ما لا يحتمله الرسم كالزيادة والنقصان فى حالتنا هذه، فإنه كان يثبت فى بعض المصاحف بقراءة، وفى بعضها بقراءة أخرى.
وقد قال القرطبى فى ذلك: وما وجد بين هؤلاء القراء السبعة من الاختلاف فى حروف يزيدها بعضهم، وينقصها بعضهم، فذلك لأن كلاً منهم اعتمد على ما بلغه فى مصحفه ورواه، إذ كان عثمان كتب تلك المواضع فى بعض النسخ، ولم يكتبها فى بعض، إشعاراً بأن كل ذلك صحيح، وأن القراءة بكل منها جائزة. ا. هـ ()
فوائد اختلاف القراءات
(يُتْبَعُ)
(/)
مسألة اختلاف القراءات وتعددها، كانت ولا زالت محل اهتمام العلماء، ومن اهتمامهم بها بحثهم عن الحكم والفوائد المترتبة عليها، وهى عديدة نذكر الآن بعضاً منها، فأقول - وبالله التوفيق-: إن من الحكم المترتبة على اختلاف القراءات ما يلى:-
1) التيسير على الأمة الإسلامية، ونخص منها الأمة العربية التى شوفهت بالقرآن، فقد نزل القرآن الكريم باللسان العربى، والعرب يومئذٍ قبائل كثيرة، مختلفة اللهجات، فراعى القرآن الكريم ذلك، فيما تختلف فيه لهجات هذه القبائل، فأنزل فيه - أى بين قراءاته - ما يواكب هذه القبائل -على تعددها - دفعاً للمشقة عنهم، وبذلاً لليسر والتهوين عليهم.
2) الجمع بين حكمين مختلفين مثل قوله تعالى: ((فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)) ()، حيث قرئ ((يطهرن)) بتخفيف الطاء وتشديدها، ومجوع القراءتين يفيد أن الحائض، لا يجوز أن يقربها زوجها إلا إذا طهرت بأمرين: أ- انقطاع الدم، ب- الاغتسال.
3) الدلالة على حكمين شرعيين فى حالين مختلفين، ومثال ذلك قوله تعالى: ((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)) () حيث قرئ ((وأرجلكم)) بالنصب عطفاً على ((وجوهكم)) وهى تقتضى غسل الأرجل، لعطفها على مغسول وهى الوجوه. وقرئ ((وأرجِلكم)) بالجر عطفاً على ((رءوسكم)) وهذه القراءة تقتضى مسح الأرجل، لعطفها على ممسوح وهو الرءوس. وفى ذلك إقرار لحكم المسح على الخفين.
4) دفع توهم ما ليس مراداً: ومثال ذلك قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله)) () حيث قرئ ((فامضوا إلى ذكر الله))، وفى ذلك دفع لتوهم وجوب السرعة فى المشى إلى صلاة الجمعة المفهوم من القراءة الأولى، حيث بينت القراءة الثانية أن المراد مجرد الذهاب. ()
5) إظهار كمال الإعجاز بغاية الإيجاز، حيث إن كل قراءة مع الأخرى بمنزلة الآية مع الآية، وذلك من دلائل الإعجاز فى القرآن الكريم، حيث دلت كل قراءة على ما تدل عليه آية مستقلة.
6) اتصال سند هذه القراءات علامة على اتصال الأمة بالسند الإلهى، فإن قراءة اللفظ الواحد بقراءات مختلفة، مع اتحاد خطه وخلوه من النقط والشكل، إنما يتوقف على السماع والتلقى والرواية، بل بعد نقط المصحف وشكله؛ لأن الألفاظ إنما نقطت وشكلت فى المصحف على وجه واحد فقط، وباقى الأوجه متوقف على السند والرواية إلى يومنا هذا. وفى ذلك منقبة عظيمة لهذه الأمة المحمدية بسبب إسنادها كتاب ربها، واتصال هذا السند بالسند الإلهى، فكان ذلك تخصيصاً بالفضل لهذه الأمة. ()
7) فى تعدد القراءات تعظيم لأجر الأمة فى حفظها والعناية بجمعها ونقلها بأمانة إلى غيرهم، ونقلها بضبطها مع كمال العناية بهذا الضبط إلى الحد الذى حاز الإعجاب ()
درء الشبهات المثارة حول اختلاف القراءات
لا يزال المغرضون يتحينون الفرص للغض من قدر القرآن الكريم، بمحاولة إثبات التناقض فى القرآن من خلال بعض ما يثبته أو ينفيه، يحاولون ذلك مع آيات القرآن الكريم بعضها مع بعض، أو يدّعون وجود التناقض بين القرآن والسنة، وكل ذلك مردود عليهم بفضل الله كما أشرت إلى ذلك فى مقدمة هذا الكتاب، ولسوف ترى فيه إن شاء الله شيئاً من ذلك فى المبحث الأخير منه.
وفى مقام اختلاف القراءات الذى نحن بصدده أو ادعى الحاقدون وتبعهم الجاهلون من اتباع هذا الدين، وهم أخطر على هذا الدين كما قيل:
لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يباغ الجاهل من نفسه
أقول: ادعى هؤلاء وأولئك أن اختلاف القراءات يثبت كذب القرآن ويقرر وجود التناقض فيه.
قلنا: وكيف وصلتم إلى هذا القرار واجترأتم على أن تقولوا هذا الكلام الذى ((تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً)) () من هول ما يحمل؟
قالوا: أليس قد جاء فى القرآن - قوله تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) () قلنا: بلى.
قالوا: ألستم تقولون إن القراءات توقيفية نازلة من عند الله عن طريق الوحى؟ قلنا: بلى.
قالوا: أليست هذه القراءات متعددة؟ قلنا: بلى.
قالوا: أليس فى تعددها واختلافها ما يتعارض والآية القرآنية التى نفت الاختلاف عن القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا: كلا. قالوا: كيف تدفعون هذا التعارض وتثبتون نقيض الدعوى؟ قلنا: هو سهل ميسور وتقرير الجواب كالتالى:
إن الاختلاف الذى ينفيه القرآن هو الاختلاف فى ذات القرآن بما تحمله آياته من معان، إذ لا اضطراب فيها ولا تعارض ولا تناقض، وكل ما أوهم ذلك قد أجاب عنه العلماء بما لا يدع مجالاً لعرضه مرة أخرى، وقد قلت فى مقدمة هذا الكتاب: لا يرد على ذلك الناسخ والمنسوخ، فالتعارض بينها مدفوع بإثبات الحكم الناسخ ونفى وإلغاء الحكم المنسوخ. فتحصل من خلال ذلك أن التناقض والتدافع بين معانى القرآن الكريم غير موجود، وهذا هو الذى تقرره الآية الكريمة.
وأما اختلاف القراءات، وكون القرآن الكريم قد نزل على سبعة أحرف فهو تنوع من ألفاظ القرآن وتوسعة فى النطق به وتعدد فى وجوه الأداء، دون أن يثبت ذلك اختلافاً فى القرآن، ليس هذا فقط بل إن لتعدد القراءات فوائد جمة، قد ذكرت فى محلها، هذه الفوائد لا تنفى عن القراءات فقط كونها سلبية، بل تثبت لها جوانب إيجابية عديدة.
يقول الشيخ الزقانى:
إن نزول القرآن على سبعة أحرف - وتعدد وجوه قراءاته - لا يلزم منه تناقض ولا تخاذل ولا تعارض ولا تضاد ولا تدافع بين مدلولات القرآن ومعانيه، وتعليمه ومراميه، بعضها مع بعض، بل القرآن كله سلسلة واحدة، متصلة الحلقات، محكمة السور والآيات، متآخذة المبادئ والغايات، مهما تعددت طرق قراءاته، ومهما تنوعت فنون أدائه. ()
ويتمم الجواب عن هذه الشبهة والرد عليها جواب الإمام الغزالى وقد سئل عن معنى قوله تعالى: ((ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)) فأجاب بما صورته:
الاختلاف لفظ مشترك بين معان، وليس المراد نفى اختلاف والناس فيه، بل نفى الاختلاف عن ذات القرآن. يقال هذا كلام مختلف فيه، أى: لا يشبه أوله آخره فى الفصاحة، إذ هو مختلف، أى: بعضه يدعو إلى الدين، وبعضه يدعو إلى الدنيا، أو هو مختلف النظم فبعضه على وزن الشعر، وبعضه منزحف، وبعضه على أسلوب مخصوص فى الجزالة، وبعضه على أسلوب يخالفه.
وكلام الله منزه عن هذه الاختلافات، فإنه على منهاج واحد فى النظم مناسب أوله آخره، وعلى مرتبة واحدة فى غاية الفصاحة، فليس يشتمل على الغث والسمين، ومسوق لمعنى واحد، وهو دعوة الخلق إلى الله تعالى، وصرفهم عن الدنيا إلى الدين. أ. هـ ()
وقريب من هذا ما نقل عن ابن مسعود رضى الله عنه:
" لا تنازعوا فى القرآن فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا ينفد لكثرة الرد، وإنه شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه، ولو كان شئ من الحرفين -أى القراءتين - ينهى عن شئ يأمر به الآخر، كان ذلك الاختلاف، ولكنه جامع ذلك كله لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض، ولا شئ من شرائع الإسلام.
ولقد رأيتنا نتنازع عند رسول - صلى الله عليه وسلم -، فيأمرنا فنقرأ فيخبرنا أن كلنا محسن… .. " ()
وملخص هذا الجواب أن الاختلاف المنفى فى الآية هو الاختلاف بمعنى تباين النظم، وتناقض الحقائق، وتعارض الأخبار، وتضارب المعانى. وأما اختلاف القراءات فهو التنوع فى الأداء والتوسع فى النطق فى إطار ما نزل من عند الله.
الشبهة الثانية:
قالوا كذلك:
إن الاختلاف فى القراءات يوقع فى شك وريب من القرآن، إذا لاحظنا فى بعض الروايات معنى تخيير الشخص أن يأتى من عنده باللفظ وما يرادفه أو باللفظ ومالا يضاده فى المعنى، وذلك كحديث أبى بكرة حيث فيه: "كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب، نحو قولك: تعال، وأقبل، وهلم، واذهب، وأسرع، وعجل" جاء بهذا اللفظ من رواية أحمد بإسناد جيد 00 وجاء عن ابن مسعود - رضى الله عنه - أنه أقرأ رجلاً: ((إن شجرة الزقوم طعام الأثيم)) () فقال الرجل: طعام اليثيم، فردها عليه فلم يستقم بها لسانه. فقال: أتستطيع أن تقول: طعام الفاجر؟ قال: نعم. قال: فافعل.
الجواب عن هذه الشبهة
إننا لا نسلم لهم أولاً: دعوى أن الشخص كان مخيراً بأن يأتى من عند نفسه بألفاظ يختارها تعبيراً عن الآية، فجميع القراءات نازلة من عند الله بالوحى، والحديث المذكور لا يدل على ما ذهبوا إليه وسيأتى تأويله فى مبحث الوقف والابتداء، وإذا لم نسلم لهم هذا فلن نسلم كذلك أن هذه القراءات كانت سبباً فى وقوع الشك والريب من القرآن؛ لأن القراءات ما دامت نازلة من عند الله فلا يمكن أن تكون سبباً فى الريب من القرآن الذى هو من عند الله كذلك.
وأما بالنسبة للروايات المذكورة فغاية ما تدل عليه كما يقول الشيخ الزرقانى: أن الله تعالى وسع على عباده خصوصاً فى مبدأ عهدهم بالوحى أن يقرأوا القرآن بما تلين به ألسنتهم، وكان من جملة هذه التوسعة القراءة بمترادفات من اللفظ الواحد للمعنى الواحد مع ملاحظة أن الجميع نازل من عند الله تعالى، ثم نسخ الله ما شاء أن ينسخ بعد ذلك 000 وقد أجمعت الأمة على أنه لا مدخل لبشر فى نظم القرآن لا من ناحية ألفاظه، ولا من ناحية أسلوبه ولا قانون أدائه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[24 Nov 2004, 05:02 م]ـ
برأيي المتواضع في هذا الشأن ذي أهمية كبرى حول الفهم الصحيح للنص القرآني
ربما أخالف الدكتور مساعد الطيار , فليكن ...
لأنني أدعوكم الى ترك مجادلة هؤلاء الناس وهم فرق النصارى بشتى وجوههم واتجاهاتهم التي ينبغي للعاقل أن يشك فيها لأول وهلة.
فلا أعتقد انهم يستطيعون قراءة سطر واحد من الجرائد العربية اليومية بغض النظر عن قراءة المصحف. اذن , فليس لهم من هذا الأمر شيء يذكر.
فمن هنا لا يجوز مجادلتهم , في نظري , لأنهم في الغالب جهلاء , وتابعو فرق معينة (الانجيلية وما اليها من الفرق الأخرى) بمدارسهم الخاصة خارج المستوى الأكديمي.
تقديرا
موراني
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[24 Nov 2004, 07:27 م]ـ
بخصوص ما أورده ذلك المعترض على كتاب الله المجيد، فليعلم أولا أنه لا شيء.
كما أنه هو نفسه لا شيء عندنا، إذ أن الله تعالى أنعم علينا بأن هدانا إليه، و اختارنا من بين خلقه، كما قال جل في علاه [و ربك يخلق ما يشاء و يختار].
أرسل إلينا خير رسله، و أنزل علينا خير كتبه - فضلا منه ورحمة -، فاللهم لك الحمد ...
و إني - تزييفا لتلك الشبهة و مسابقة للشيطان من أن يزين لتلك الشبهة في قلوب بعض إخواننا - أقول:
معلوم بالأحاديث التي بلغت حد الاستفاضة أن القرآن نزل على سبعة أحرف.
كما أنه معلوم لدى المشتغلين بعلوم القرآن أن القول بأن المصحف الإمام ضم حرفا من تلك الأحرف هو قول أكثر الأئمة و السلف.
كذلك، فإن القراءات التي قرأ بها النبي صلى الله عليه و سلم، و أقرأ بها كثيرة ...
و لأجل هذا؛ فإن عثمان رضي الله عنه لما أمر بنسخ المصاحف و إرسالها إلى الأمصار و هي ست مصاحف و قيل سبع و قيل ثمان، و قيل غير ذلك، جعل رسمها واحدا، بحيث يحصل بذلك الرسم استيعاب جميع أوجه القراءة الثابة عن النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا وحده إعجازٌ، أيما إعجاز، و هو يدل على عظمة الرسم العثماني، و أن أي محاولة لتغييره بالرسم الإملائي الحديث فهي ضرب من العبث و الطيش.
.....
لكن بقيت كلمات قرأ بها النبي و أصحابه لم يمكن إيجاد رسم متفق لها جميعا، مثاله (و وصى) و في قراءة (و أوصى).
و كذا (فلا يخاف) و في قراءة (و لا يخاف) ...
فما الحل؟
هل هو:
1 - بأن يجعلوا إحداها في مصحف، و الأخرى في مصحف آخر؟
و معناه: توزيع تلك الكلمات على المصاحف المرسلة إلى الأمصار.
أم:
2 - بأن يكتبوا الكلمتين جميعا في جميع المصاحف، برسمين مختلفين؟
الأول: هو ما فعله الصحابة، وزعوا تلك الكلمات المعدودة، فكتبوا مثلا (ووصى) بواوين من غير ألف كما في مصحف أهل مكة و مصحف أهل العراق.
و كتبوا (و أوصى) بواوين بينهما ألف كما هو حال مصحف أهل المدينة و مصحف أهل الشام.
و هكذا القياس في الباقي.
و لم يأخذوا بالرأي الثاني؛ خشية أن يتوهم متوهم أن اللفظ المكرر في المصحف كذلك هو في القرآن - أعني مكررا -.
ولو جعلوا واحدا من الرسمين في الأصل و الآخر في الحاشية لتوهم أن الثاني الذي بالحاشية تصحيح للأول الذي بالأصل، أو العكس.
وإذا كان الريب و الشك و الاختلاف لا مجال له في القرآن، فإن الصحابة لجودة قرائحهم و ثاقب فهومهم اختاروا الذي ذكرنا لك.
فما أعقلهم، و ما أفهمهم، و ما أشد عنايتهم بهذا القرآن!
فاللهم ارض عنهم و ارحمهم.
و إني أنبه ها هنا إلى مسألة مهمة، ألا و هي:
أن ما يجري ذكره في شروط صحة القراءة، من كونها موافقة للرسم العثماني أو المصحف الإمام = أن المراد بالرسم العثماني لإحدى تلك المصاحف.
و أن المصحف الإمام في كلامهم هو جنسه الشامل لما اتخذه عثمان لنفسه في المدينة و لما أرسلة لمكة و الشام و العراق و غيرها كما ذكره غير واحد من أئمة القراءة.
و الله أعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[25 Nov 2004, 01:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل،،
ألخص الفكرة السابقة لعل أحد الأخوة يفيدنا برد أو يحيلنا على بحث أو دراسة تزيل ذلك الأشكال.
الفكرة هي أن في خاتمة النسخ القرآنية نجد تأكيدا على أن النسخة مطبوعة على رواية ورش / أو حفص ومطابقة حرفيا للنسخة العثمانية.
السؤال الذي أطرحه هلى النسخ العثمانية الستة أو السبعة كانت متشابهة وعلى قراءة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كانت كذلك فكيف نفسر الاختلاف الطفيف الذي نلاحظه بين رواية ورش ورواية حفص؟
لم تكن المصاحف العثمانية الى الأمصار متطابقة بل اثبت في بعضها حروف لم تثبت في المصاحف الأخرى ليدلل على أن الكل صحيح و قد ذكر هذا العديد من اهل العلم لا اذكر منهم حاليا إلا القرطبي في مقدمة تفسيره فهو يقول: ((و ما وجد بين هؤلاء القراء السبعة من الاختلاف في حروف يزيدها بعضهم و ينقصها بعضهم فذلك لأن كلا منهم اعتمد على ما بلغه في مصحفه و رواه، إذ قد كان عثمان كتب تلك المواضع في بعض النسخ و لم يكتبها في بعض إشعارا بأن كل ذلك صحيح، و أن القراءة بكل منها جائزة)) (أبو عبد الله محمد القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 1/ 64 - 65)
و لكن. . .
القضية الأهم في نظري ان يستوعب الأخوة الاحباء الذين يناظرون النصارى و يحاورونهم أن النصرانية كديانة قد تهاوت تماما و استسلمت لضربات الملحدين و ان الذين يسمون أنفسهم مسيحيين هم علمانيين باطنا و ما اللقب إلا عنوان بلا موضوع.
و انظروا للكنائس لتروا كم الاقبال عليها و قد قرات في تقرير لأحد المستشرقين - ربما هو دانيال بايبس - أن عدد المسلمين المترددين على المساجد في بريطانيا يفوق عدد النصارى المترددين على الكنائس.
هذا في بريطانيا معقل البروتستانتية!!
و الغالبية الكاسحة من النصارى المثقفين يعلمون أن كتابهم المقدس ليس إلا أساطير لا يعول عليها و انه قد ناله من التحريف و الاضافة و الزيادة ما لا يمكن دفعه و لكنهم عندما يرون تمسك المسلمين بكتابهم و تشبثهم به يتفجرون حقدا و غيظا و يحاولون تشكيكهم فيه بشتى الوسائل.
و الله لقد اخبرني الكثير من المهتدين للإسلام أن اكثر النصارى يعرفون الحق و لكنهم يعاندون و أنه قد أقيمت عليهم الحجة - على الأقل في دار الإسلام.
و لتعلموا يا احبة ان النصرانية الان في موقف الدفاع و لم يعد همها إلا المحافظة على البقية الباقية من مرتادي الكنائس او كما قال أحد اخواننا: صاروا يقاتلون لكيلا يخلو مقعد في الكنيسة .. و هم في دفاعهم المحموم يحاولون النيل من القرآن العزيز و ما هم ببالغي ذلك و لو استحال ماء النيل دما قان!
الخطر الآن هو في الشبهات التي تشكك المسلمين في دينهم و هدف الشبهات دوما هم العوام الذين لا يعلمون عن دينهم شيئًا و للأسف هم كثيرون .. و لا خوف - و الحمد لله - من تنصر أي مسلم و لكن الخوف كله في تشكيك الناس في الإسلام و استهانتهم به في إثر ذلك و الله المستعان .. لهذا السبب يجب أن يكون الغرض من الرد على أي شبهة هو التوضيح للمسلمين أولا لأن المبدأ الذي نسير عليه دوما أن إزالة شبهة من عقل مسلم أهم من إقناع مائة نصراني.
و الحمد لله على نعمة الإسلام .. و كفى بها نعمة!
ـ[موراني]ــــــــ[25 Nov 2004, 01:42 ص]ـ
الدكتور هشام عزمي المحترم
كان في بداية هذا الرابط سؤال حول الخلافات في النص لدى كل من ورش وحفص
وحول القراءات السبعة وحول الحروف السبعة. كل ذلك في نظري من باب العلم.
أما المقارنة بما لدى الآخر , مهما كان عقيدته , وبما لدى الكنائس من المشاكل بسبب قلة زيارة الكنائس , فلا أرى في هذه الملاحظات من جانبكم السعيد خيرا.
للتوضيح: انني لا أتبع كنيسة ما مهما كانت ولا أدافع عنها ولا أنتمي اليها , غير أنني لا ألبّي باختلاط المعاني العلمية والفكرية على الجانب بالمعايير العقائدية على الجانب الآخر.
ولكم الخير والعافية
موراني
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[25 Nov 2004, 02:21 ص]ـ
معذرة يا دكتور موراني،، أنا كنت اقصد بكلامي ما أشار إليه الدكتور مساعد الطيار في قوله. . .
ولقد دخلت في حوار يُديره نصراني، فرأيت كيف يدير الحوار، وكيف يلقي الشبه في كتابنا، وإذا استشهدت له بشي مشابه لما جاء به في كتبهم انبرى بالقول: إننا ناقش القضية من خلال القرآن، ومالناش دعوى بالكتاب المقدس.
عجيب أمر هؤلاء، مع أنهم لا يملكون من الأدلة دليلاً واحدًا على صدق ما بأيدهم، ولا على اتصال سنده، ويرون ما فيه من الاختلاف والتخليط = ترى عندهم من القدرة على جرِّ بعض المسلمين إلى الحوار عن القرآن وما يلقونه عليهم من الشبهات حوله فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
و غرضي أن أوضح ان امتناع النصراني عن مقارنة كتابه بالقرآن إنما هو لعلمه بعجزه عن الدفاع عنه و ليقينه بعدم جدوى ذلك امام مسلم يؤمن بأن كتاب الله لا يجوز فيه تغيير حرف فما بالك بفقرات كاملة بل و اصحاحات بأكملها!!
و أنا اسعى دوما لتحري الدقة في أقوالي و إن كنت في النهاية بشر يخطئ و يصيب. فإن كان لديك ما يخالف كلامي الذي ذكرته فانا ادعوك لمناقشتي فيه في المكان الذي تريده و لسيادتك مني فائق الاحترام.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[26 Nov 2004, 02:54 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو تيمية
.....
لكن بقيت كلمات قرأ بها النبي و أصحابه لم يمكن إيجاد رسم متفق لها جميعا، مثاله (و وصى) و في قراءة (و أوصى).
و كذا (فلا يخاف) و في قراءة (و لا يخاف) ...
فما الحل؟
هل هو:
1 - بأن يجعلوا إحداها في مصحف، و الأخرى في مصحف آخر؟
و معناه: توزيع تلك الكلمات على المصاحف المرسلة إلى الأمصار.
أم:
2 - بأن يكتبوا الكلمتين جميعا في جميع المصاحف، برسمين مختلفين؟
الأول: هو ما فعله الصحابة، وزعوا تلك الكلمات المعدودة، فكتبوا مثلا (ووصى) بواوين من غير ألف كما في مصحف أهل مكة و مصحف أهل العراق.
و كتبوا (و أوصى) بواوين بينهما ألف كما هو حال مصحف أهل المدينة و مصحف أهل الشام.
و هكذا القياس في الباقي.
و لم يأخذوا بالرأي الثاني؛ خشية أن يتوهم متوهم أن اللفظ المكرر في المصحف كذلك هو في القرآن - أعني مكررا -.
ولو جعلوا واحدا من الرسمين في الأصل و الآخر في الحاشية لتوهم أن الثاني الذي بالحاشية تصحيح للأول الذي بالأصل، أو العكس.
وإذا كان الريب و الشك و الاختلاف لا مجال له في القرآن، فإن الصحابة لجودة قرائحهم و ثاقب فهومهم اختاروا الذي ذكرنا لك.
فما أعقلهم، و ما أفهمهم، و ما أشد عنايتهم بهذا القرآن!
فاللهم ارض عنهم و ارحمهم.
و إني أنبه ها هنا إلى مسألة مهمة، ألا و هي:
أن ما يجري ذكره في شروط صحة القراءة، من كونها موافقة للرسم العثماني أو المصحف الإمام = أن المراد بالرسم العثماني لإحدى تلك المصاحف.
و أن المصحف الإمام في كلامهم هو جنسه الشامل لما اتخذه عثمان لنفسه في المدينة و لما أرسلة لمكة و الشام و العراق و غيرها كما ذكره غير واحد من أئمة القراءة.
و الله أعلم.
كلام متين
ويشبه ما سمعت الشيخ أيمن سويد يردده ويزيد عليه بتغليب ظنه أن سيدنا زيد بن ثابت كان ما كتبه في الأصل أيام الصديق بجمع القراءتين في المصحف الأول ثم لما سنحت الفرصة بتفريق ذلك على المصاحف فعل ما تقدم أعلاه.
وبقيت نقطة وهي أن الشيخ سامر النص حفظه الله القارئ على العشر الكبرى تتبع تلك المواضع فوجدها لا تزيد على حرفين ومعظمها حرف
كما في المثال أعلاه وهي مواطن محدودة عندي صورة من القائمة التي كتبها بخطه.
ولا يوجد موضع واحد فيه ثلاثة أحرف البته.
وكله متواتر، وهو يؤيد معنى الأحرف السبعة بحذف كلمة وإثباتها
وهو ما ذكره أبو الفضل الرازى وقاربه فيه كل من ابن قتيبة وابن الجزرى.
وحاصله أن الأحرف السبعة هى سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى:
1 - اختلاف الأسماء من إفراد، وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث.
2 - اختلاف تصريف الأفعال من ماضى ومضارع وأمر.
3 - اختلاف وجوه الإعراب.
4 - الاختلاف بالنقص والزيادة.
5 - الاختلاف بالتقديم والتأخير.
6 - الاختلاف بالإبدال.
7 - اختلاف اللغات - أى اللهجات - كالفتح والإمالة، والتفخيم، والترقيق، والإظهار والإدغام
(كما سبق)
وهو الوجه الرابع وبه تكتمل السبعة
ومنه جزء خرج من التواتر ولم يوافق العرضة الأخيرة ترى بعضه في القراءات الشاذة وفي كتب التفسير
وأدخله بعض العلماء في المنسوخ
والله أعلم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Nov 2004, 11:23 ص]ـ
د. موراني وفقه الله لكل خير
خطر لي وأنا أقرأ إيضاحك:
(غير أنني لا ألبّي باختلاط المعاني العلمية والفكرية على الجانب بالمعايير العقائدية على الجانب الآخر) فَهماً آخر, وهو:
أن المعايير العقائدية من المعاني العلمية والفكرية, وليست على الجانب الآخر,
إلا إن كان قصدك أنه لا ينبغي الحكم على القضايا العلمية والفكرية من منطلق عقدي فقط, فهذا قد يصح في جانب العلوم التطبيقية والطبيعية, ولا يصح -إطلاقاً- في العلوم الإنسانية ونحوها؛ لأن الحديث فيها يُؤسس على خلال قاعدة واحدة مُشتركة وهي:
تصور الباحث للنفس والكون والحياة.
ومن هنا تبدأ الدراسات في هذه العلوم بالتوجه وجهات مختلفة متباينة تبعاً لهذه التصورات.
على أن القول بعدم تأثر العلوم التطبيقية والطبيعية -القائمة على المحسوس- بالتوجهات العقدية أصبح محل نظر كبير في الدراسات الحديثة لتلك العلوم, وضعفت الثقة بمسألة الموضوعية في البحوث والدراسات في هذه العلوم وفي غيرها من باب أولى, وصار الإطار الفكري للباحث فيها مُحاصِراً لنتائجه الموضوعية المُبتغاة.
ولعلك تُطالعُ -مشكوراً- بعض الموضوعات القيّمة في موقع الدكتور: جعفر شيخ إدريس: http://www.jaafaridris.com/
وعلى الخصوص كتاب: الفيزياء ووجود الخالق:
http://www.jaafaridris.com/Arabic/abooks/physics.htm
مع أخلص الأمنيات.(/)
مشروع مجالس القرآن .. مشروع النهضة (أدعو الجميع للمشاركة)
ـ[ Ahmad Alaa] ــــــــ[24 Nov 2004, 01:59 م]ـ
مقدمة:
بسم الله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد ..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده رواه الترمذي.
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا. و روىابن أبي داود أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا.
و عن أبي هريرة عن النبي قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألوك قال وماذا يسألوني قال يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيرونني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأواناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي في الله .. أخي في الله
يهدف هذا الموضوع إلى البدء في مشروع إحياء أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عن طريق مجالس القرآن، برجاء الاطلاع فيما يلي على أهداف المشروع و الخطوات العملية لتنفيذه بناء على خبرات عملية، و أرجو أن نتواصل و نتواصى من خلال المنتدى لتبادل الخبرات و النصائح، و لنتعاهد على البدء في نهضة المسلمين بتدارس دستورنا من الآن. فهل من مشمر؟
أهداف المشروع:
(1) الخروج من إثم هجر القرآن
قال تعالى: <وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) > – سورة الفرقان
و هجر القرآن يكون بهجر تلاوته، أو هجر تدبره، أو هجر مدارسته و تعليمه، أو هجر العمل به.
(2) المساهمة في تغيير واقع الأمة
قال تعالى: <إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ> – سورة الرعد (12)
فالله يخاطب الأمة و لا يخاطب أفرادا، و حركة التغيير المنشودة يقودها الله عز و جل عندما تحدث حركة مجتمعية و ليست حركة فردية، فإذا تحرك المجتمع كله نحو مدارسة كتاب الله عز و جل و تعليمه و العمل به، ظهرت مساندة الله للأمة.
(3) مقاومة موجات التغريب و محاولات مسخ هوية الأمة
تلك الموجات التي نراها تقتحم البيوت من خلال الفضائيات و الإنترنت و الصحف و المجلات و التي تخاطب الشهوات و تحرك الغرائز. تأتي مجالس القرآن لتمنح روادها مناعة، و تملأ القلوب إيمانا و العقول فهما و الأسرة ترابطا. فهذه الموجات تهدف إلى إيجاد نسخ مكررة بين الشباب، تكون فيها الشهوات هي محور الاهتمام فيتآكل انتماؤها للأسرة و للوطن و الدين فيسهل احتلالها و السيطرة عليها بلا حروب.
(4) تنظيم و توظيف الطاقات
قيام أفراد الجلسة القرآنية بالتفكير و تنفيذ بعض المشروعات الدعوية الهادفة في نطاق العائلة أو الحي، و توظيف طاقات أفرادها في أعمال نافعة مثل كفالة الأيتام أو مساعدة أصحاب الحاجات مثل مشروع صندوق العائلة لإعانة المحتاجين.
(5) أجر عظيم
عن أبي هريرة رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: <من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً> رَوَاهُ مُسْلِمٌ
(يُتْبَعُ)
(/)
فالذي يدعو إلى هذا المشروع و يقنع عائلته أو جيرانه أو زملاءه به سيكون له مثل مجموع الحسنات التي يحصلوا عليها من مثل هذه الجلسات المباركة.
(6) ميراث الأجيال
عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: <فوالله لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم> مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
و لا يخفى على لبيب أن في استمرار مثل هذه الجلسات فرصة طيبة لهداية من يحضرها، و كل من تتحقق له الهداية بسبب هذه الجلسات سيكون كل خير يتسبب فيه و كل هداية يتسبب فيها في ميزان حسنات من دعا إلى هذه الجلسات، و بذلك يظل كتاب حسناته مفتوحا إلى يوم القيامة حتى بعد مماته. فنشر العلم من أسباب الصدقة الجارية، لا سيما إذا تحولت هذه الجلسات القرآنية إلى ميراث تتوارثه الأجيال. و تالله هذا هو خير ما نترك لأبنائنا و أحفادنا.
خبرة شخصية:
تم تجربة هذه الجلسات في عائلتنا لمدة ثلاث سنوات و قد كانت النتائج مبهرة، فلقد كانت نسبة التزام من حضروا هذه الجلسات 100%، و أقلع بعض من كان يمارس التدخين عن هذه العادة السيئة و التزمت البنات بالحجاب و هذا من فضل الله.
الخطوات العملية لتنفيذ المشروع:
(1) يقوم الداعي لمجلس القرآن بترغيب مجموعة من محبي الخير في العائلة في عقد مجلس للقرآن مرة أسبوعيا و يذكر لهم المميزات و الأهداف. و يستحسن أن تكون هذه الدعوة بطريقة الاتصال الفردي أولا حتى يتكون رأي عام مشجع للفكرة عملا بالنصيحة القرآنية: <قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا> - سورة سبأ (46)
(2) تحديد الموعد و المكان المناسب لعقد هذا المجلس و قد يحسن أن ينتقل أفراد العائلة في كل مرة إلى بيت من البيوت.
(3) برنامج المجلس: نقترح عدة صور:
أ – إذا كان الداعي إلى المجلس أو أحد أفراد العائلة يجيد تفسير القرآن، فيختار مجموعة من الآيات في كل مرة يقرأها على الحضور ثم يفسرها لهم، مع تلقي أسئلتهم و الإجابة عليها. و يمكن أن يدرب الحاضرين على تدبر القرآن بأن يذكر تفسير المفردات و يطلب منهم إلقاء خواطرهم حول الآيات كلما أمكن.
ب – إذا لم يوجد بين أعضاء المجلس عالم بالتفسير، فيمكن عرض تفسير مجموعة من الآيات لأحد علماء المسلمين عن طريق الكاسيت أو Computer CD ، ثم إجراء مناقشة حول بعض المعاني، و حبذا لو كان هناك تكليفات عملية ليتحقق الغرض من المدارسة في تغيير السلوك و تدريب الحضور على السلوك التنفيذي العملي. و يمكن أيضا استضافة أحد الدعاة ليثري المجلس كلما أمكن ذلك.
جـ – أن يتم توزيع أجزاء من القرآن على الحاضرين، ليقرأ كل منهم جزء من القرآن منفردا. ثم يتحدث كل منهم عن معنى من المعاني استوقفه فيما قرأ ليذكر الآخرين به. و إذا أراد الجميع أن يعرفوا تفسير آية فيمكن أن يستعان بأحد كتب التفسير في ذلك.
د – صور أخرى: متروكة لاقتراحاتكم!
(4) مراعاة أن ثمار هذه المجالس تتوقف على استمرارها، و عليه يجب أن نتفقد كل من يتخلف عنها، و تكرار المحاولة مع من يعرض عنها ابتداء.
(5) مراعاة عدم إحراج من لا يجيد قراءة القرآن لا سيما إذا كان كبير السن، و لذلك قد يفضل أن تكون القراءة بشكل منفرد (مثال الاقتراح الثالث).
(6) البعد عن الجدال و التحلي بأدب الحوار لأن من أهداف هذه المجالس تحقيق الترابط العائلي.
(7) دعوة الناس (الأصدقاء و المعارف) لتبني هذا المشروع و تكوين مجالس جديدة. فمن البديهي أن هناك شريحة من المخلصين المحبين لدينهم الغيورين عليه لا يملكون إمكانات الدخول على الإنترنت. فلابد من استيعاب أهداف المشروع و خطوات تنفيذه حتى نستطيع إقناع الآخرين به. قال تعالى: <وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (104) > – سورة آل عمران.
و هكذا تحصل على شهادة من القرآن بأنك من المفلحين.
خاتمة:
اغتنم الفرصة الآن، و كن من السابقين الأولين، يكن لك الأجر و الفضل العظيم.
في انتظار آراؤكم و تعليقاتكم و نتائج تجاربكم، و جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم الفقير إلى الله تعالى(/)
في "سورةالمائدة" 18 حكماً لا يوجد في غيرها من السور!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Nov 2004, 08:31 م]ـ
نقل السيوطي في الدر المنثور ـ في أوائل تفسير سورة المائدة ـ عن أبي ميسرة الكوفي (عمرو بن شرحبيل) أنه قال: إن في "سورةالمائدة" ثمان عشرة فريضة ـ أي حكماً شرعياً ـ لا يوجد في غيرها من السور!
فحاول ـ أخي ـ أن تشحذ ذاكرتك لتستخرج هذه الأحكام الثمان عشرة قبل أن تراجع الدر المنثور!
وبعد مرور وقت كاف، سأقوم بنقل نص أبي ميسرة بإذن الله ا.
وظهر لي من تتبع سريع أن هناك أحكاماً أخرى يمكن أن توصل العدد المذكور إلى العشرين أو أكثر،وسأذكرها لنتذاكر فيها مع أحبتنا في هذا الملتقى المبارك.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Nov 2004, 07:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
. سورة المائدة تسمى أيضا سورة العقود و سورة المُنْقِذة و سورة الأخيار.
اشتملت هذه السورة على ثلاث قصص: قصة بني إسرائيل. قصة ابني آدم و قصة المائدة.
كما اشتملت على أحكام تشريعية كثيرة:
1 - أحكام العقود " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود "
2 - تحليل بهيمة الأنعام بالأكل عن طريق الذبح الشرعي و استثناء حالة الإحرام فيما يصاد وإباحته لغير المحرم و خارج الحرم " أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد و أنتم حرم "
3 - تحريم الميتة وما في حكمها -إلا ما ذكي - و الدم و لحم الخنزير " حرمت عليكم الميتة و الدم ... "
4 - تحريم القمار " و أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق "
5 - إباحة الطيبات و الصيد بالجوارح "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات و ما علمتم من الجوارح ... "
6 - إباحة طعام أهل الكتاب " وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم و طعامكم حل لهم "
7 - نكاح الكتابيات " و المحصنات من المؤمنات و المحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ... "
8 - إحباط عمل من كان جاحدا أحكام الله و شرائعه " و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله "
9 - الطهارة من من وضوء و غسل " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم .. "
10 - مشروعية التيمم " .. فلم تجدوا ماء فتيمموا ... "
11 - وجوب أداء الشهادة على وجهها " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط "
12 - تشريع القصاص في حق القاتل " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس ... "
13 - حد الحرابة " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا ... "
14 - حد السرقة " و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما ... "
15 - تشريع القصاص " و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين ... "
16 - وجوب الحكم بما أنزل الله "و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لاتتبع أهواءهم ... "
17 - حكم الأذان للصلاة " و إذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا و لعبا "
18 - كفارة اليمين " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم و لكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته ... "
19 - تحريم الخمر و الميسر " .. إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان .. "
20 - صيد الإحرام و جزاءه " .. لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم .. "
21 - شريعة الجاهلية بتحريم البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحام " ما جعل الله من بحيرة و لا سائبة و لا وصيلة و لا حام "
22 - الوصية عند الموت " .. شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية ... "
هذا ما بدا لي من أحكام بعد قراءة السورة.
و الله أعلم
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Dec 2004, 11:59 م]ـ
أشكر للأخ الكريم أبا زينب مداخلته القيمة:
ووفاء بالوعد،فها أنا ذا أنقل النص من الدر المنثور ـ في أوائل سورة المائدة ـ 3/ 4 ط. دار الفكر:
" وأخرج الفريابي، وأبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبو الشيخ عن أبي ميسرة قال:
في المائدة ثمان عشرة فريضة، ليس في سورة من القرآن غيرها، وليس فيها منسوخ:
1 ـ المنخنقة.
2 ـ والموقوذة.
3 ـ والمتردية.
4 ـ والنطيحة.
4 ـ وماأكل السبع
5 ـ ألا ما ذكتيم.
6 ـ وما ذبح على النصب.
7 ـ وان تستقيموا بالازلام.
8 ـ والجوارح مكلبين.
9 ـ وطعام الذين أوتوا الكتاب.
10 ـ والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب.
11 ـ وتمام الطهور.
12 ـ واذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 ـ والسارق والسارقة.
14 ـ وما جعل الله من بحيرة ..
15 ـ ولا سائبة.
16 ـ ولا وصيلة.
17 ـ ولا حام.
... هذا ما أفاده أثر أبي ميسرة ..
فبقيت الثامنة عشرة ..
وبإضافة ما ذكره الأخ أبو زينب يكون العدد أكثر من ذلك،وقبل أن أذكر ذلك أود أن أذكر ملاحظتي على بعض الأحكام التي ذكرها،فبعضها لم تختص به سورة المائدة،وهي الأحكام الآتية ـ مراعياً ترقيم الكاتب وفقه الله:
- أحكام العقود " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود "،فهذه لا يظهر اختصاص المائدة بها؛لأن الأمر بالوفاء بالعهود جاء في أكثر من آية،منها آية: الإسراء (وأوفوا بالعهد ... ) والعقود من جملة العهود والمواثيق.
3 - تحريم الميتة .. أشهر من أن يذكر،ففي البقرة،والأنعام و، والنحل.
5 - إباحة الطيبات: هذه الجملة،جاءت في سورة الأعراف،وهي مكية!
8 - إحباط عمل من كان جاحدا أحكام الله و شرائعه " و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله "
وسؤالي: لماذا عدل الكاتب عن لفظة (كفر) إلى جحد؟!
عموماً: حبوط العمل بالردة ثابت في البقرة ( .. فيمت وهو كافر،فأولئك حبطت أعمالهم .. )،وفي وفي النحل: ( ... من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره .. ).
10 - مشروعية التيمم " .. فلم تجدوا ماء فتيمموا ... "
وهذا خطأ،فآية النساء صريحة في مشروعية التيمم (فلم تجدوا ماءً فتيمموا ... ) نفس لفظ المائدة إلا في كلمة (منه) فهي زائدة في سورة المائدة.
11 - وجوب أداء الشهادة على وجهها " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط "
وهذا أيضاً ثابت في سورة النساء في أواخرها (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم .. "
12 - تشريع القصاص في حق القاتل " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس ... "
أخي: أين أنت عن آية البقرة: فمن عفي له شيء من أخيه .. الآية؟!
15 - تشريع القصاص " و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس و العين بالعين ... "
وهذا تقدم كما في سورة البقرة في التعقيب في رقم (13).
16 - وجوب الحكم بما أنزل الله "و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لاتتبع أهواءهم ... "
وهذا جاء في آيات في سورة النور،وإن لم تكن بصراحة آيات المائدة،كقوله تعالى: (إنما كان قول المءمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم،أن يقولوا سمعنا وأطعنا .... ) الخ ..
هذا ما ظهر لي على عجل .. والله ولي التوفيق!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jan 2005, 08:09 ص]ـ
أخي عمر المقبل وفقه الله لكل خير، بارك الله فيك على هذه الفوائد، وهذه الطريقة في استثارة الأذهان لتدبر أحكام القرآن، ونعما الطريقة هي في إلقاء المسائل، وتنشيط الطلاب من أمثالي. وقد استجبت لرغبتك حين وضعت السؤال، ولكن لم تحضرني كثير من الأحكام التي ذكرتما.
أخي الكريم أبا زينب وفقه الله، بارك الله فيك على حسن جوابك، وحرصك على المشاركة والنفع، ولا غرابة في ذلك فالقيروان منجبة للعلماء منذ بناها عقبة بن نافع رضي الله عنه مبشراً بالدين الحنيف عام 50 للهجرة، أي قبل ألف وثلاثمائة وخمسة وسبعين عاماً! فبارك الله فيك، ونفعنا وإياك بالعلم
طلب:
رأيتك يا أبا زينب تعتني بكتاب ابن عاشور في التفسير (التحرير والتنوير)، فما رأيك لو وقفت معه في تفسيره في المواضع التي له فيها رأي مميز، أو إضافة مشهورة - عندك ممن خبر الكتاب - لا عندي ممن لا يعرف إلا عنوانه، فيكون في هذا ثراء للملتقى من جهة، ووضع ليد القارئ المستعجل على مواضع التميز، فيطيل الوقوف عندها، والطواف حولها.
أرجو أن يجد هذا الاقتراح طريقاً إلى قلبك وفقك الله ووفق الجميع للعلم النافع، والهدى.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[02 Feb 2005, 11:00 م]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن
جزاك الله كل خير على إشارتك الموجزة و اللطيفة عن القيروان.
و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يجدد لها و لبغداد و غيرهما من بلاد الإسلام أمجادهما.
أما عن طلبك فنعم الطالب و المطلوب.
و بعد اعتمادي على الله ثم على توجيهاتكم و توجيهات الإخوة الفضلاء في المنتدى فإني سوف أسعى نحو فكرة المنتقى المنير في ما امتاز به التحرير و التنوير عن غيره من التفاسير.
و الله أسأل العون و المدد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Feb 2005, 11:40 م]ـ
يا تونس الخضراء معذرة! = إِنِّي شجيتكِ دون أن أدري
هذا ابنُ عاشورٍ به سعُدَت =أيامُ عَيشي في بَني بَكْرِ
والملتقى المعمورُ تربطه =بالقيروان قداسةُ الفكرِ
ركنانِ في صرح الهدى اقتربا = قربى الرسول إلى أبي بكرِ
وفقك الله، وأمدك بعونه وتوفيقه. وما يدريك فلعله يكون في عملك هذا فتح لباب من العلم لم يكن ليفتح لولاه. ورحم الله ابن عاشور ما كان أحرصه على التعليم، وإيصال الحق للناس، واقرأ إن شئت كتابه المتميز: (أليس الصبح بقريب) تجد مصداق ذلك، وكتبه كلها تصب في هذا الاتجاه.رحمه الله، ولو علم بمشروعك هذا يادكتور محمد (أبو زينب) لفرح بذلك، وسره أيما سرور!
اللهم ارزقنا النية الصادقة في طلب العلم وتعليمه، وجميع إخواني ممن يقرأ هذا وممن لا يقرأه، يا أكرم الأكرمين.(/)
زيتونة لا شرقية ولا غربية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Nov 2004, 05:20 م]ـ
قال تعالى ((زيتونة لا شرقية ولا غربية))
بدون الرجوع للتفاسير---فليجرب كل منكم قدرته على فهم آيات الكتاب
فما هو معنى الآية
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2004, 06:12 م]ـ
والمراد بالشجرة هاهنا شجرة الزيتون، وبركتها من وجوه، فانها تجمع الأدم والدهن والوقود، فيوقد بحطب الزيتون، ويغسل برماده الإبريسم، ويستخرج دهنه أسهل استخراج، ويورق غصنه من أوله إلى آخره. وإنما خصت بالذكر هاهنا دون غيرها، لان دهنها أصفى وأضوأ.
قوله تعالى: {لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أنها بين الشجر فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس، قاله أبي ابن كعب ورواه سعيد بن جبير عن ابن عباس.
والثاني: أنها في الصحراء، لا يظلها جبل ولا كهف، ولا يواريها شيء، فهو أجود لزيتها، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والزجاج.
والثالث: أنها من شجر الجنة لا من شجرة الدنيا، قاله الحسن.
علما أنني رجعت إلى مراجع.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Nov 2004, 06:20 م]ـ
أبو عبد الرحمن الشهري
1 - أحببت أن أخبرك أن نقاشك في موضوع التوجع في حقه تعالى في منتدى أهل الحديث استحسنته
2 - أشكرك على ماقلت حول الزيتونة وعلى أمانتك لقولك أنك رجعت إلى مراجع
3 - مقصودي هو أن أعرف مدى قدرة رواد منتدانا وهم من الأفاضل على فهم الآية من حيث ((لا شرقية ولا غربية)) ---وأنا تعمدت أن لا أقرأ---إنما هي رغبة مني في قياس فهمي مع فهم غيري دون مراجع
ـ[موراني]ــــــــ[25 Nov 2004, 06:36 م]ـ
لكي أزيد على الأقوال الثالثة قولين:
روى ابن وهب في تفسيره , ج 1 , ص 128:
وسئل يزيد بن أبي حبيب عن هذه الآية ( ..................... ) , فقال: كان محمد بن كعب القرظي يقول: هي القبلة.
وفي ج 2 , ص 65 الى 66 عن الليث بن سعد حدثني من سمع محمد بن كعب القرظي ( ....................... ) قال: لو أن زيتونة كانت في وسط الزيتون لا تصيبها الشمس عند مطلعها حين تطلع ولا عند غروبها حين تغرب فأصفى زيتها زيتونها ذلك لأشفى على أن يضيء.
موراني
(علما انني راجعت النص المحقق عندي في الحاسوب .......... غير أن طريقة طرح السؤال تذكرني على مواصلة المسابقات الرمضانية:)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Nov 2004, 06:48 م]ـ
دعوني أقرب لكم هدفي من السؤال
هل الزيتونة ليست في جهة الشرق وليست أيضا في جهة الغرب؟؟
هل الزيتونة غربية وشرقية في نفس الوقت فيمتنع وصفها بالغربية كما يمتنع وصفها بالشرقية؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 06:01 ص]ـ
لقد استخرجت الجواب من فقه اللغة للثعالبي إذ قال ((هي شرقية وغربية))
وكأنه يقصد أن نفي كونها شرقية ونفي كونها غربية في آن واحد يجعلها تتحلى بالصفتين معا"شرقية وغربية"
فما رايكم؟؟
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[27 Nov 2004, 10:01 ص]ـ
الأخ جمال
ولم لا نقبل المعنى كما يتبادر إلى الذهن من النص مباشرة، وأنها فعلا لا شرقية ولا غربية بل هي زيتونة فريدة وأنها بخلاف ما يمكن أن يخطر على بال البشر في الشرق أو في الغرب.
هذا ما انقدح في ذهني دون الرجوع إلى مراجع كما اشترطت في بداية طرحك
أبو لبابة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 03:00 م]ـ
يا أبا لبابة
فعلا أنا كنت اريد أن يحاول كل منا فهم الآية دون رجوع للتفاسير
ولما طال الأمد أحببت أن أذكر قول لغوي فيها هو ((الثعالبي))
وما زال الوقت متاحا لمناقشة ما قلت
ورأيى القاصر أن الآية لا تهدف إلى بيان تفرد الزيتونة وأنها لا تخطر على بال بشر في الشرق او في الغرب
والزيتونة لو كانت مزروعة في الغرب لوصفت بذلك
ولو كانت مزروعة في الشرق لوصفت بذلك
لأنها لا شرقية تضربها الشمس من ناحية الشرق فقط فيطيب ثمرها
ولا غربية تضربها الشمس من جهة الغرب فقط فيطيب ثمرها
إنما هي شرقية وغربية تضربها الشمس من المشرق ومن المغرب فيطيب ثمرها بشكل مضاعف
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 Nov 2004, 04:33 م]ـ
الزيتونة جاءت في سياق مثل .... ولا ينبغي عزلها عن سياقها ..
الامر يتعلق بنور الله ... القرآن العظيم ... غير مألوف ولا معهود ... له أنارة ذاتية .. دون وسائل خارجية .. ولم لم تمسسه نار ... لذلك جاءت الزيتونة .. غير مالوفة ولا معهودة لا شرقية ولا غربية .. لأن المعروف ان الاشياء فى مواقعها .. لا بد ان تكون .. فى جهة الشرق والغرب .. ثم ... ان جهتي الشرق والغرب نسبية .. فالشرق لبعض الراصدين غرب فى حق بعضهم ... ثم ان مفهومي الشرقية والغربية .. قد يعنى .. توقيت النور بحسب الملابسات .. ظهور واختفاء .. وهذا لا يناسب نور الله الدائم والمطلق ... والله يغفر لنا ان زللنا وقلنا فى كتابه ما لا علم لنا ....
ـ[أخوكم]ــــــــ[29 Mar 2005, 06:57 ص]ـ
الأخ الكريم جمال بارك الله في علمه ..
عندما نقول بأن معنى لا شرقية ولا غربية هي شرقية غربية فكأننا جعلنا الشجرة شجرتان
بينما القول بتوسيطها يجزم من خلاله بأنها شجرة واحدة
وبالمثال يتضح المقال فتأمل صورة هذا المصباح:
http://www.tafsir.org/vb/images/icons/icon3.gif
هل نقول عنه هو في منتصف الموضوع؟ أم نقول عنه هو يمين يسار وكأن المصباح مصباحان!!؟
==============
أما مسألة فهم الآيات دون الرجوع للتفسير فهو شيء جميل حتى يقيس الإنسان قدرة فهمه، ولكن مع ضرورة الرجوع لأقوال الأئمة مباشرة بعد تلك المحاولات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Mar 2005, 07:17 م]ـ
بارك الله فيك(/)
حول اهتمام المحدثين بالتفسير النبوي
ـ[العرباض]ــــــــ[25 Nov 2004, 05:36 م]ـ
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مَن من الإخوة الكرام يدلني على دراسة كلية أو جزئية حول اهتمام المحدثين بالتفسير النبوي
و جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Nov 2004, 06:35 م]ـ
هناك رسالتان علميتان في جامعة أم القرى بعنوان: التفسير النبوي , جمع فيهما المؤلف ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من التفسير مسنداً , وعهدي بهذه الرسالة قديم جداً.
كما جمع السيوطي في آخر كتابه الإتقان جملة من هذه الأحاديث.
ـ[العرباض]ــــــــ[27 Nov 2004, 02:40 م]ـ
ليس هذا قصدي، و إنما قصدت دراسة منهجية حول اهتمام المحدثين في كتبهم بالتفسير النبوي كالبخاري و الترمذي و الحاكم و النسائي أو من أفردوا التفسير المأثور بالتأليف كابن أبي حاتم(/)
"عيشة راضية"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 Nov 2004, 06:58 م]ـ
قال تعالى ((فهو في عيشة راضية))
وقال تعالى ((خلق من ماء دافق))
وقال تعالى ((لا عاصم اليوم من أمر الله))
وقال تعالى ((حرما آمنا))
ماهي النكتة البلاغية النحوية في---عاصم---آمنا---دافق--راضية
أنا بصراحة قرات النكتة البلاغية اللغوية وأعرفها ولكن لجعل طريقة العرض مشوقة وحيوية ارغب أن أسمع الجواب من غيري----مع المزيد من الأمثلة
ـ[أبو زينب]ــــــــ[26 Nov 2004, 09:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سوف أحاول الإجابة رغم أني لست ضليعا في النحو و لا في البلاغة.
هذه الكلمات أسماء فعل: راضي - دافق - عاصم - آمن , من الأفعال: رضي - دفق - عصم - أمن.
و اسم الفاعل هو اسم مشتق يصاغ من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على من قام بالفعل. فكيف نوفق بين هذا التعريف و معانيها في الآيات.
فالنقطة البلاغية و المشتركة بينها والتي تشير إليها - أخي جمال - ربما تدخل في ما يسمى إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من المبالغة.
و قد عدت إلى "التحرير و التنوير " كما عهدتني - أخي جمال - فوجدته يقول:
- " في عيشة راضية " وصف عيشة براضية مجاز عقلي لملابسة العيشة حالة صاحبها وهو العائش ملابسة الصفة لموصوفها.
و الراضي هو صاحب العيشة لا العيشة لأن " راضية" اسم فاعل رضيت إذا حصل لها الرضى وهو الفرح و الغبطة. و العيشة ليست راضية و لكنها لحسنها رضي صاحبها. فوصفها براضية من إسناد الوصف إلى غير ما هو له وهو من البالغة لأنه يدل على شدة الرضى بسببها حتى سرى إليها.
و لذلك الاعتبار أرجع السكاكي ما يسمى بالمجاز العقلي إلى الاستعارة المكنية كما ذُكر في علم البيان (أعترف أني لم أفهم هذه الجملة).
- أما عن " دافق " فيقول الشيخ ابن عاشور:
و صيغة " دافق " اسم فاعل من دفق القاصر وهو قول فريق من اللغويين وقال الجمهور: لا يستعمل دفق قاصرا و جعلوا دافقا بمعنى اسم المفعول و جعلوا ذلك من النادر.
و عن الفراء: أهل الحجاز يجعلون المفعول فاعلا إذا كان في طريقة النعت. و سيبويه جعله من صيغ النسب كقولهم: لابِن و تامِر ففُسر دافق: بذي دفق.
- " لا عاصم من أمر الله إلا من رحم " لم أجد في التفسير توضيحا آخر و لكني لا أريد الخوض في كلام الله بدون علم.
- " حرما آمنا " لم أعثرعلى تعليق من الشيخ ابن عاشور و لكن كما سبق فالآمن هو اسم فاعل و المأمون اسم مفعول فالأصل أن يكون البلد مأمونا و الناس فيه آمنين. ولكن من المبالغة في الأمن جرت الصفة على المكان فأصبح الحرم آمنا.
و الله أعلم.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 Nov 2004, 10:49 م]ـ
رحم الله ابن عاشور رحمة واسعة
وجزاه في كل ما قال على كل حرف حسنة
فلقد أجاد وأي إجادة
وبالفعل جميع ماورد الأصل فبها أن تكون إسم مفعول--دافق--مدفوق
راضية---مرضية
آمنا---مأمونا
عاصم--معصوم
ولقد كنت قد استخرجت كل ذلك من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي
وبارك الله فيك يا أبا زينب
ـ[أبو زينب]ــــــــ[28 Nov 2004, 01:17 م]ـ
في كتابه " بدائع الفوائد " وجدت أن ابن القيم ذهب منحى آخر فهو يقول في الجزء 3:
قوله تعالى " لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم" فإنه تعالى لما ذكر العاصم استدعى معصوما مفهوما من السياق فكأنه قيل لا معصوم اليوم من أمره إلا من رحمه فإنه لما قال لا عاصم اليوم من أمر الله بقي الذهن طالبا للمعصوم فكأنه قيل فمن الذي يعصم فأجيب بأنه لا يعصم إلا من رحمه الله و دل هذا اللفظ باختصاره و جلالته و فصاحته على نفي كل عاصم سواه و على نفي كل معصوم سوى من رحمه الله. فدل الاستثناء على أمرين على المعصوم من هو و على العاصم وهو ذو الرحمة.
وهذا من أبلغ الكلام و أفصحه و أوجزه و لا يلتفت إلى ما قيل في الآية بعد ذلك و قد قالوا فيها ثلاثة أقوال أخر:
- أحدها: أن عاصما بمعنى معصوم كماء دافق و عيشة راضية و المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله و هذا فاسد لأن كل واحد من اسم الفاعل و اسم المفعول موضوع لمعناه الخاص به فلا يشاركه فيه الآخر و ليس الماء الدافق بمعنى المدفوق بل هو فاعل على بابه كما يقال ماء جار فدافق كجار فما الموجب للتكلف البارد.
و أما عيشة راضية فهي عند سيبويه على النسب كتامر و لابن أي ذات رضى و عند غيره كنهار صائم و ليل قائم على المبالغة.
- و القول الثاني: أن من رحم فاعل لا مفعول. و المعنى لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الراحم فهو استثناء فاعل من فاعل و هذا وإن كان أقل تكلفا فهو أيضا ضعيف جدا و جزالة الكلام و بلاغته تأباه بأول نظر.
- و القول الثالث: أن في الكلام مضافا محذوفا قام المضاف إليه مقامه و التقدير: لا معصوم عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحمه الله و هذا من أنكر الأقوال و أشدها منافاة للفصاحة و البلاغة و لو صرح به لكان مستغثا.
اهـ.
أما أنا فإني باق على رأي ابن عاشور. و الله أعلم.
اللهم فقهنا في الدين و علمنا التأويل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 05:29 ص]ـ
أبا زينب
أنا لا أرى أن إبن القيم على جلال قدره قد أصاب في قوله
((دل هذا اللفظ باختصاره و جلالته و فصاحته على نفي كل عاصم سواه و على نفي كل معصوم سوى من رحمه الله. فدل الاستثناء على أمرين على المعصوم من هو و على العاصم وهو ذو الرحمة))
لسببين1 - لا حاجة في سياق موجه لنبي من أنبياء الله أن يذكر ببدهية أن لا عاصم من أمر الله
فإذا جاء أمر الله ليس هناك من قوة تقف في وجه هذا الأمر
2 - إن في سياق الآية وما قبلها ما يدل على صحة القول بأن لامعصوم من أمر الله وذلك لأن إبنه ظن أن صعوده إلى رأس جبل سيعصمه من الماء فصح أن يقول له لست معصوما من أمر الله بصعودك للجبل
أما قوله ((: أن عاصما بمعنى معصوم كماء دافق و عيشة راضية و المعنى لا معصوم إلا من رحمه الله و هذا فاسد لأن كل واحد من اسم الفاعل و اسم المفعول موضوع لمعناه الخاص به فلا يشاركه فيه الآخر و ليس الماء الدافق بمعنى المدفوق بل هو فاعل على بابه كما يقال ماء جار فدافق كجار فما الموجب للتكلف البارد.))
فلست أرى صواب تهجمه على من قال بأن لا عاصم بمعنى لا معصوم وذلك في قوله ((فما الموجب للتكلف البارد.)) وقوله ((و هذا فاسد))
وعظام المفسرين قالوا عن الماء الدافق بأنه مدفوق--وبالفعل فهو مدفوق فمن يستطيع أن يقول أن ماء الرجل غير مدفوق ---ولكنه استخدام بليغ عبر فيه القرآن عن آلية إندفاع ماء الرجل الباهرة وكأنه إندفاع فاعل مقرر لا إندفاع مفعول
ولا بد لنا أن نشير إلى أن إبن القيم رحمه الله من أنصار القول بعدم وجود مجاز وكنايات في النصوص القرآنية مع أن ذلك مما لا يقره عليه عظام المفسرين
إلا أننا للإنصاف نورد تفسير القرطبي للاية
((
أَيْ لَا مَانِع ; فَإِنَّهُ يَوْم حَقَّ فِيهِ الْعَذَاب عَلَى الْكُفَّار. وَانْتَصَبَ " عَاصِم " عَلَى التَّبْرِئَة. وَيَجُوز " لَا عَاصِم الْيَوْم " تَكُون لَا بِمَعْنَى لَيْسَ.
إِلَّا مَنْ رَحِمَ
فِي مَوْضِع نَصْب اِسْتِثْنَاء لَيْسَ مِنْ الْأَوَّل ; أَيْ لَكِنْ مَنْ رَحِمَهُ اللَّه فَهُوَ يَعْصِمهُ , قَالَهُ الزَّجَّاج. وَيَجُوز أَنْ يَكُون فِي مَوْضِع رَفْع , عَلَى أَنَّ عَاصِمًا بِمَعْنَى مَعْصُوم ; مِثْل: " مَاء دَافِق " [الطَّارِق: 6] أَيْ مَدْفُوق ; فَالِاسْتِثْنَاء. عَلَى هَذَا مُتَّصِل ; قَالَ الشَّاعِر: بَطِيء الْقِيَام رَخِيم الْكَلَا م أَمْسَى فُؤَادِي بِهِ فَاتِنَا أَيْ مَفْتُونًا. وَقَالَ آخَر: دَعْ الْمَكَارِم لَا تَنْهَض لِبُغْيَتِهَا وَاقْعُدْ فَإِنَّك أَنْتَ الطَّاعِم الْكَاسِي أَيْ الْمَطْعُوم الْمَكْسُوّ. قَالَ النَّحَّاس: وَمِنْ أَحْسَن مَا قِيلَ فِيهِ أَنْ تَكُون " مَنْ " فِي مَوْضِع رَفْع ; بِمَعْنَى لَا يَعْصِم الْيَوْم مِنْ أَمْر اللَّه إِلَّا الرَّاحِم ; أَيْ إِلَّا اللَّه. وَهَذَا اِخْتِيَار الطَّبَرِيّ. وَيُحَسِّن هَذَا أَنَّك لَمْ تَجْعَل عَاصِمًا بِمَعْنَى مَعْصُوم فَتُخْرِجهُ مِنْ بَابه , وَلَا " إِلَّا " بِمَعْنَى " لَكِنْ "
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 10:43 ص]ـ
موجه لنبي " خطأ
الصواب---- ((على لسان نبي))(/)
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Nov 2004, 12:39 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
فإن المرور على كتب الطبقات مفيد جداً إذ يطلع القارئ على عجائب العلماء وغرائبهم وهممهم في طلب العلم، وقد قرأت كتاب طبقات المفسرين للسيوطي في جلسة ليلية فوجدت فيه فرائد وفوائد إليكموها بعد التقديم بنبذة مختصرة عن الكتاب:
= اسم الكتاب:
طبقات المفسرين.
= المؤلف:
الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت: 911 هـ).
= مقدمة الكتاب:
ذكر السيوطي رحمه الله في بداية الكتاب مقدمة اشتملت على ما يلي:
1 - حمد الله والثناء عليه ...
2 - ذكر أنه لم يجد من اعتنى بطبقات المفسرين فقال: (وبعد فهذا المجموع فيه طبقات للمفسرين، إذ لم أجد من اعتنى بإفرادهم كما اعتني بإفراد المحدّثين والفقهاء والنحاة وغيرهم).
3 - ذكر أنواع المفسرين وهي أربعة:
الأول: المفسرون من السلف والصحابة والتابعين واتباع التابعين.
الثاني: المفسرون من المحدّثين، وهم الذين صنفوا التفاسير مسندة. قال: (وهذان النوعان تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء).
الثالث: بقية المفسرين من علماء أهل السنة الذين ضموا إلى التفسير التأويل ...
الرابع: من صنف تفسيراً من المبتدعة، كالمعتزلة والشيعة وأضرابهم.
قال: (والذي يستحق أن يسمى من هؤلاء القسم الأول ثم الثاني على أن الأكثر في هذا القسم نَقَلَة، وأما الثالث فمؤولة ولهذا يسمون كتبهم غالباً بالتأويل، ولم أستوف أهل القسم الرابع وإنما ذكرت منهم المشاهير كالزمخشري والرماني والجبائي وأشباههم. وبالله أستعين إنه خير معين).
= عدد التراجم المذكورة في الكتاب: (136) ترجمة مرتبة على حروف المعجم.
= من نفائس التراجم: (سأذكر رقم الترجمة في الكتاب عقب اسم العالم)
1 - عالمٌ يتحول للمالكية حمية:
جاء في ترجمة ابن فارس المتوفى سنة 395 هـ (6): وكان شافعياً فصار مالكياً، قال: دخلتني الحمية لهذا البلد يعني الري، كيف لا يكون فيه رجل على مذهب هذا الرجل المقبول القول على جميع لأسنة.
2 - عالم يقيم شهراً في تفسير آية:
قال في ترجمة أبي عثمان الصابوني المتوفى سنة 449 هـ (22): يضرب به المثل في كثرة العبادة والعلم والذكاء والزهد والحفظ، أقام شهراً في تفسير آية.
3 - كتاب تفسير متقدم بلغة أصبهان:
قال في ترجمة إسماعيل بن محمد بن الفضل أبو القاسم التيمي الطلحي الأصبهاني المتوفى سنة 535هـ (23) في ذكر تصانيفه: وكتاب التفسير باللسان الأصبهاني عدة مجلدات.
4 - ليس في التفاسير مثله ولا تفسير ابن جرير:
جاء في ترجمة بقي بن مخلد المتوفى سنة 276 هـ (25) الإمام المشهور: وليس لأحد مثل مسنده ولا تفسيره، قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير ولا غيره.
5 - تفسير اسمه (المقنع):
في ترجمة الحسن بن علي بن خلف الألمعي الكاشغري المتوفى بعد سنة 484 هـ (31) قال: له كثر من مائة تصنيف أكثرها في التصوف ومنها (المقنع) في تفسير القرآن.
6 - يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة:
ذكر في ترجمة الحسين بن فضل البجلي المتوفى سنة 282هـ (33): وكان من العلماء الكبار العابدين، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة.
7 - البغوي لا يلقي الدرس إلا على طهارة:
قال في ترجمة الحسين بن مسعود أبي محمد البغوي المتوفى سنة 516 هـ (35): وقد بورك له في تصانيفه ورزق فيها القبول لحسن نيته، وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان قانعاً ورعاً يأكل الخبز وحده، ثم عُذِل في ذلك فصار يأكله بزيت.
8 - البغوي لم يحج:
جاء في الترجمة السابقة: مات في سنة ست عشرة وخمسمائة وقد جاوز الثمانين ولم يحج.
9 - يحفظ ألف بيت في الاستشهاد على معاني القرآن:
جاء في ترجمة عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب أبو محمد المتوفى سنة 383هـ (43): وكان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن.
10 - مثال عجيب في تعدد المصادر:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال في ترجمة عبد الله بن محمد بن علي شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي المتوفى سنة 481هـ (45): وفسر القرآن زماناً، وكان يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.
11 - مفسر اعتقل لسانه إلا عن الذكر:
قال في ترجمة عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبي نصر القشيري النيسابوري المتوفى سنة 514هـ (55): ومن العجائب أنه اعتُقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر، فكان يتكلم بآي القرآن.
12 - تفسير معتزلي في 300 مجلد منها 7 مجلدات في الفاتحة ومجلد في تفسير آية واحدة:
قال في ترجمة عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار أبي يوسف القزويني شيخ المعتزلة المتوفى سنة 488هـ (57): قال السمعاني: كان أحد المعمرين والفضلاء المقدمين جمع التفسير الكبير الذي لم ير في التفاسير أكبر منه ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بكلام المعتزلة وبث فيه معتقده، وهو في ثلاثمائة مجلد، منها سبع مجلدات في الفاتحة.
أقام بمصر سنين، ثم رحل إلى بغداد، وكان داعية إلى الاعتزال ويقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري.
قال ابن النجار: كان طويل اللسان ولم يكن محققاً إلا في التفسير، فإنه لهج بالتفاسير حتى جمع كتاباً بلغ خمسمائة مجلد، حشا فيه العجائب، حتى رأيت منه مجلداً في آية واحدة وهي قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) الآية.
13 - تفسير يجمع بين ابن عطية والزمخشري:
قال في ترجمة عبد الكبير بن محمد بن عيسى أبي محمد الغافقي المرسي المتوفى سنة 617هـ (61): صنف تفسيراً جمع فيه بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري.
14 - مائة وعشرين وجهاً في (بسم الله الرحمن الرحيم):
قال في ترجمة عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي أبي القاسم النحوي العروضي المعتزلي المتوفى سنة 387هـ (65): وصنف كتباً منها تفسير القرآن، ذكر في بسم الله الرحمن الرحيم مائة وعشرين وجهاً.
15 - مات ساجداً:
في ترجمة علي بن المسلم بن محمد أبي الفتح السلمي الدمشقي جمال الإسلام المتوفى سنة 533 هـ (79): مات ساجداً في صلاة الفجر في ذي القعدة.
16 - السيوطي يرجو اختصار الطبري:
قال في ترجمة الطبري (93): قلت: قد منّ الله علي بإدامة مطالعته والاستفادة منه وأرجو أن أصرف العناية إلى اختصاره وتهذيبه ليسهل على كل أحد تناوله إن شاء الله تعالى.
17 - تفسير في مائة مجلد:
قال في ترجمة محمد بن سليمان بن الحسن المعروف بابن النقيب المتوفى سنة 698 هـ (97): وتفسيره مشهور في نحو مائة مجلد رأيت قطعة منه.
18 - تفسير في أكثر من ألف جزء:
قال في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن أحمد العلامة أبي عبد الله البخاري المتوفى سنة 546هـ:قيل إنه صنف كتاباً أكثر من ألف جزء.
19 - ابن بَطة الحنبلي وابن بُطة الشيعي:
قال في ترجمة أبي جعفر السروري المازندراني رشيد الدين المتوفى سنة 588هـ (110): قال ابن أبي طي: ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بُطة الشيعي وبين ابن بَطة الحنبلي حتى قدم الرشيد فقال: ابن بطة الحنبلي بالفتح، والشيعي بالضم.
20 - يحفظ 50000 بيت شعري شواهد للقرآن:
قال في ترجمة محمد بن إبراهيم أبي الفرج الشنبوذي (112): وكان عالماً بالتفسير ووجوه القراءات، حفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن.
21 - مائة وعشرين مجلد في التفسير:
قال في ترجمة محمد بن علي بن أحمد أبي بكر الأدفوي المصري المتوفى سنة 388 هـ (113): وله كتاب تفسير القرآن في مائة وعشرين مجلدة.
22 - ملقب بالآدمي لحفظه ...
في ترجمة محمد بن أبي القاسم بن بابجوك المتوفى سنة 562هـ (121): النحوي الملقب بالآدمي لحفظه كتاب الآدمي في النحو.
هذه بعض الفرائد والفوائد من هذا الكتاب أسأل الله تعالى أن ينفع بها والله تعالى أعلم ...
ـ[كادح]ــــــــ[26 Nov 2004, 11:11 م]ـ
جزاك الله خيرا يا فهد ..
تعجبني المقالات المنوعة ..
فقط وقفة مع النقطة الرابعة وهي قول ابن حزم عن تفسير بقي بن مخلد: قال ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير ولا غيره ..
هل هناك من وافق ابن حزم في قوله؟!! ..
أو قدم أي تفسير على تفسير ابن جرير؟!! ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Nov 2004, 08:40 م]ـ
شكر الله لك حسن صنيعك واختيارك , حقاً لقد استمتعت مع هذه المختارات الجميلة , في زمن طال انتظار فجره المشرق , أرجو أن لا تنسنا مرة أخرى من هذه الليالي , جعل الله أوقاتك عامرة بطاعته.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 Nov 2004, 02:28 ص]ـ
و أين هو تفسير بقي بن مخلد؟؟ إنه من تراثنا الضائع و الله المستعان!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 11:19 م]ـ
شكر الله للشيخ فهد الوهبي هذه السياحة الممتعة مع هذا السفر النفيس. ولا شك أن كتب التراجم والطبقات مليئة بمثل هذه النفائس، وبعض المترجمين - بكسر الجيم - يفضل بعضاً في ذلك، فالذهبي ممن يحسن التعليق على مواقف المترجمين في سير أعلام النبلاء أكثر منه في كتابه معرفة القراء الكبار. ولابن الجزري وقفات نفيسة في تراجمه للقراء في غاية النهاية جديرة منك يا شيخنا الكريم بليلة أخرى أوليلتين، وقد رأيت الأستاذ إبرايهم بن محمد الجرمي فطن لما فطنتَ إليه، فجمع فوائد ولطائف القراء من كتاب غاية النهاية في كتيب صغير.
أسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ينفعنا بالعلم وأهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Dec 2004, 08:28 م]ـ
وكان من العلماء الكبار العابدين، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة.
هل يعقل هذا ..
الركعة الواحدة .. تحتاج الى ثلاث دقائق على الاقل ... والا كنت الصلاة اخف من نقر الديك ..
600*3) =1800دقيقة
يحتاج الى يوم فيه 30 ساعة ..
هذا اذا كان لا ياكل ولا ينام ولا ..
ـ[الراية]ــــــــ[08 Dec 2004, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا وأكثر من أمثالك
ونفع بماكتبت
واحسنت ذكر الامثلة المتنوعه، لتناسب الجميع.
بارك الله فيك
ـ[مسك]ــــــــ[01 Feb 2005, 10:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jun 2006, 03:35 م]ـ
الشكر للجميع .. والرد لتعميم الفائدة
ـ[المحبرة]ــــــــ[03 Feb 2008, 09:07 ص]ـ
أحسنتم الجمع, لا حرمكم الله الأجر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Feb 2008, 02:12 ص]ـ
أحسنتم الجمع, لا حرمكم الله الأجر
آمين وإياكم ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Feb 2008, 04:10 ص]ـ
وكان من العلماء الكبار العابدين، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة.
هل يعقل هذا ..
الركعة الواحدة .. تحتاج الى ثلاث دقائق على الاقل ... والا كنت الصلاة اخف من نقر الديك ..
600*3) =1800دقيقة
يحتاج الى يوم فيه 30 ساعة ..
هذا اذا كان لا ياكل ولا ينام ولا ..
سبقتني إلى هذه الملاحظة، وكفيتني مؤونة الحساب:)
وكم في كتب التراجم والسير من مبالغات من هذا القبيل، خصوصا عن الحديث عن أهل الزهد والتصوف. ولست أدري أي صلاة هذه، سوى أن يكون هدفها منافسة الديكة في نقرهم. ولا نعلم ممن جاءت المبالغة: من صاحب السيرة، أو من المترجم (بالكسر)، أو ممن نقل عنهم الخبر.
وعموما: جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد الممتعة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Feb 2008, 04:42 ص]ـ
الحمد لله
لاأظن بعض هذه الامور مبالغات
فقد ذكر العلماء الموثوقن ان من الصحابة من كان يختم القرآن في ركعة
ومنهم من كان يختم القرآن مرتين في اليوم
والذي أظنه أن الزمان محقت بركته و تقارب كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم ...
فإذا كان الزمان تقارب حتى صار اليوم كالساعة و الجمعة كاليوم و الشهر كالجمعة ... فلا شك أن بعض ما كان يفعله
الناس في زمن مضى في مدة معينة لم يعد بالامكان فعله في هذه الازمان في نفس المدة.
ورغم ذلك فإني أعترف أن في هذه الكتب مبالغات يطرحها العلقل بديهة الا اني أحببت التنبيه الى أن بعض الامور
ليست كذلك ..
والله أعلم
وأرجو تنبيهي على الخطا إن كنت أخطأت ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Feb 2008, 04:44 ص]ـ
الحمد لله
ليس كل ما لا يمكن فعله في زمننا هذا مما ورد في الكتب مبالغات فقد صحت الاخبار بتقارب الزمان.
مثال ذلك قراءة السلف للقرآن في ركعة واحدة
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[06 Feb 2008, 03:19 م]ـ
وكان من العلماء الكبار العابدين، يركع كل يوم وليلة ستمائة ركعة.
هل يعقل هذا ..
الركعة الواحدة .. تحتاج الى ثلاث دقائق على الاقل ... والا كنت الصلاة اخف من نقر الديك ..
600*3) =1800دقيقة
يحتاج الى يوم فيه 30 ساعة ..
هذا اذا كان لا ياكل ولا ينام ولا ..
نعم أخي يمكن ذلك فالخبر فيه 600 ركعة وليست 600 تسليمة
وعلى هذا تسقط نصف المدة التي قدرتها فتكون 15 ساعة وهذا أمر ليس بمستغرب فإني أعرف أحد الصالحين في زماننا هذا يصلي كل يوم 5 - 6 ساعات فكيف بالزمن الأول
على أنه يمكن حساب التسليمة الواحدة في أقل من ذلك بشيء يسير
نسأل الله أن يعلي هممنا ويقوي عزائمنا في الحق ويفتح لنا باب العلم النافع والعمل الصالح
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Feb 2008, 04:46 م]ـ
الحمد لله
لاأظن بعض هذه الامور مبالغات. فقد ذكر العلماء الموثوقون ان من الصحابة من كان يختم القرآن في ركعة. ومنهم من كان يختم القرآن مرتين في اليوم
والذي أظنه أن الزمان محقت بركته و تقارب كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم ...
أحترم هذه النقول إن كانت موثوقة، غير أنني أعتقد وجود المبالغة فيه. ولا يمكن بحال أن يختم القرآن مرتين في يوم، إلا إذا كان الخبر واردا عن أحد الصحابة في الفترة المكية، أو بدايات المرحلة المدنية لأن مجمل الوحي المنزل في تلك الفترة كان قليلا بحيث يمكن قراءته كاملا في يوم، أو مريتين في يوم، أو كاملا في ركعة.
أما أن يحكى هذا العمل مع اكتمال الوحي، فلا يقبله العقل.
أرجو ألا يعقب علي أحد بأنني أقدم العقل على النقل:)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Feb 2008, 08:31 م]ـ
جزى الشيخ فهداً على هذه الفوائد ..
بالنسبة لضبط (بطة) فإن الإطلاق الذي ذكره الرشيد يمكن أن يصح في رجلين بعينيهما، أما من حيث الأصل، فإن هذا الاسم ـ أعني (بطة) ـ مشهور في الأصفهانيين.
وقد سبق لي تحرير هذا الاسم عند ترجمة الإمام أبي عبدالله ابن منده،فإن أحد أجداده اسمه (بطه)،وقلت هناك عن هذا الاسم (بطة):
بالضم،وهذا مشهور في الأصبهانيين،كما في الإكمال 1/ 331،والأنساب 1/ 369،واللباب 1/ 161،وذكره في توضيح المشتبه 1/ 556،ثم تعقبه بقوله: "هو بفتح الطاء المهملة مشدداً"،والأكثر ممن اعتنوا بضبطه ذكروه بالضم،منهم: ابن ماكولا،وابن نقطة في "التكملة" 1/ 301 - 304،وهو ظاهر صنيع السمعاني في "الأنساب"،وابن الأثير في "اللباب"،وهو ما رجحه الباحث المحقق د. عبدالرحمن العثيمين في تحقيقه لطبقات أبي يعلى 2/ 390 (حاشية).
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Feb 2008, 08:43 م]ـ
11 - مفسر اعتقل لسانه إلا عن الذكر:
قال في ترجمة عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبي نصر القشيري النيسابوري المتوفى سنة 514هـ (55): ومن العجائب أنه اعتُقل لسانه في آخر عمره عن الكلام إلا عن الذكر، فكان يتكلم بآي القرآن.
وعندي شاهد على هذا،وهو الشيخ محمد بن علي السكاكر رحمه الله ـ رئيس محاكم القصيم سابقا،وهو من حفاظ القرآن،أصابته في آخر حياته جلطة تمنعه من نطق أسماء أولاده (ومنهم: إبراهيم،ومحمد) إلا بصعوبة بالغة،لكن إذا قرأ القرآن انطلق لسانه،فيمر على اسم (إبراهيم،ومحمد) بسهولة عجيبة،فسبحان الله العظيم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد.
ـ[القندهاري]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:09 ص]ـ
فوائد جميلة أمتعتنا بها بارك الله فيك
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Feb 2008, 03:17 ص]ـ
بارك الله في الجميع على هذه الإفادات ..
ـ[محمد الشربجي]ــــــــ[16 Feb 2008, 07:59 ص]ـ
من المعروف أن العدد لا مفهوم له، ولذلك يحمل مثل هذا الكلام على المبالغة في العبادة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:24 م]ـ
وعندي شاهد على هذا،وهو الشيخ محمد بن علي السكاكر رحمه الله ـ رئيس محاكم القصيم سابقا،وهو من حفاظ القرآن، .... .
التصحيح: رئيس هيئات القصيم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[16 Feb 2008, 03:58 م]ـ
لبيان الموقف من هذه الاخبار عن السلف يراجع كتاب التنازع والتوازن في حياة المسلم للدكتور الشيخ محمد موسي الشريف
الشريف وهو من اصدار ات دار الاندلس الخضراء(/)
(وأنه هو أغنى وأقنى) ..
ـ[كادح]ــــــــ[26 Nov 2004, 11:18 م]ـ
قال تعالى في "النجم": (وأنه هو أغنى وأقنى)
في تفسير: (وأقنى) عدة أقوال ..
منها رضّى .. أعطى .. أخدم ..
والأخير ذكره الطبري وابن كثير والقرطبي ..
لكن المشكلة أن التفسير الأخير: أخدم يحتاج لدي إلى تفسير! ..
فما المقصود بأخدم؟! ..
وشكرا ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 05:55 ص]ـ
بسيطة يا كادح
وهي مذكورة في التفسير ولا عناء فيها
"أخدم" أي جعل الله له إمكانية مادية لشراء خدم وقنية
قال القرطبي ((قَالَ اِبْن زَيْد: أَغْنَى مَنْ شَاءَ وَأَفْقَرَ مَنْ شَاءَ ; ثُمَّ قَرَأَ " يَبْسُط الرِّزْق لِمَنْ يَشَاء مِنْ عِبَاده وَيَقْدِر لَهُ " [سَبَأ: 39] وَقَرَأَ " يَقْبِض وَيَبْسُط " [الْبَقَرَة: 245] وَاخْتَارَهُ الطَّبَرِيّ. وَعَنْ اِبْن زَيْد أَيْضًا وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالْحَسَن: " أَغْنَى " مَوَّلَ " وَأَقْنَى " أَخْدَمَ. وَقِيلَ: " أَقْنَى " جَعَلَ لَكُمْ قِنْيَة تَقْتَنُونَهَا , وَهُوَ مَعْنَى أَخْدَمَ أَيْضًا. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَرْضَى بِمَا أَعْطَى أَيْ أَغْنَاهُ ثُمَّ رَضَّاهُ بِمَا أَعْطَاهُ ; قَالَهُ اِبْن عَبَّاس. وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ: قَنِيَ الرَّجُل يَقْنَى قِنًى ; مِثْل غَنِيَ يَغْنَى غِنًى , وَأَقْنَاهُ اللَّه أَيْ أَعْطَاهُ اللَّه مَا يُقْتَنَى مِنْ الْقِنْيَة وَالنَّشَب. وَأَقْنَاهُ اللَّه أَيْضًا أَيْ رَضَّاهُ. وَالْقِنَى الرِّضَا , عَنْ أَبِي زَيْد ; قَالَ وَتَقُول الْعَرَب: مَنْ أُعْطِيَ مِائَة مِنْ الْمَعْز فَقَدْ أُعْطِيَ الْقِنَى , وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَة مِنْ الضَّأْن فَقَدْ أُعْطِيَ الْغِنَى , وَمَنْ أُعْطِيَ مِائَة مِنْ الْإِبِل فَقَدْ أُعْطِيَ الْمُنَى. وَيُقَال: أَغْنَاهُ اللَّه وَأَقْنَاهُ أَيْ أَعْطَاهُ مَا يَسْكُن إِلَيْهِ. وَقِيلَ: " أَغْنَى وَأَقْنَى " أَيْ أَغْنَى نَفْسه وَأَفْقَرَ خَلْقه إِلَيْهِ ; قَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ. وَقَالَ سُفْيَان: أَغْنَى بِالْقَنَاعَةِ وَأَقْنَى بِالرِّضَا. وَقَالَ الْأَخْفَش: أَقْنَى أَفْقَرَ. قَالَ اِبْن كَيْسَان: أَوْلَدَ. وَهَذَا رَاجِع لِمَا تَقَدَّمَ.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[27 Nov 2004, 08:29 ص]ـ
الأخ كادح:
يقال: أخدَمَهُ، وخَدّمَهُ: جَعَلَ له خادمًا.
أخدم يُخدِم إخدامًا: وهبه خادمًا. يقال: أخدمه شابًا نشيطًا.
والمعنى، كما ذكر الأخ جمال: هيّأ له من يخدُِمه، ومما يَخدم أصلُ المال الذي يُحتاجُ إليه.
ـ[كادح]ــــــــ[28 Nov 2004, 12:10 ص]ـ
الأخ جمال حسني الشرباتي ..
شكرا لك النقل ..
جزاك الله خيرا ..
الأخ خالد الشبل ..
زدت تفكيك الكلمة .. فزاد المعنى وضوحا ..
بارك الله بك ..
ونسألك الله الكريم أن يغنينا ويقنينا .. فإنه أغنى وأقنى ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[13 Feb 2005, 03:28 م]ـ
هذه بقية المشاركات من النسخة القديمة للمنتدى:
http://www.tafsirmail.com/vb/showthread.php?t=2883
================================================
أخوكم
جزاكم الله خيرا
وبالمناسبة ماذا لو قلنا في تفسير الآية الكلام التالي:
وأنه هو أغنى ((و)) أقنى
فالله أغنى الإنسان عن الممتلكات
((و))
الله أحوج الإنسان للممتلكات
وهذا التقابل لمعنيي الكلمتيين مناسب لوجود (الواو)
فما رأيكم؟
====================
جمال حسني الشرباتي
يظل يا " أخونا " نقص هو
ما الذي يجعلك تفسر (أقنى) بأحوج----هل آتيتنا بدليل من لسان العرب؟؟
====================
أخوكم
أخي الكريم جمال بارك الله فيه
المسألة ليس لها دخل بالقاموس لأني لم أفسر كلمة أقنى بـ أحتاج تفسيرا ذاتيا لأصل الكلمة
وإنما لما لزمته من معانٍ والتي من ضمنها الحاجة وخاصة في هذا المقام ودونك شرح ذلك:
إن وجود (الواو) بين أغنى وأقنى، قد يفيد المقابلة هنا بين المعنيين.
فكما أن الله (أغنى) بعض الخلق (بـ) أشياء لـ (تغنيهم) (عن) أشياء أخرى مما جعلهم في غير (ذي حاجة) للأشياء الأخرى
فكذلك الله جعل فريقا (يحتاجون) لتلك الأشياء الأخرى وهم الذين (أقناهم) الله بعضَ الأقنية
فهم مقتنون لها لحاجتهم إليها
ويبقى العلم لله العليم(/)
الفرق بين النبي والرسول
ـ[عياض]ــــــــ[27 Nov 2004, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الرسول والنبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
فهذا بحث بسيط أبين فيه الفرق بين الرسول والنبي , طالبا رأي فضيلتكم فيه.
أولاً: ما كتبه الشيخ الدكتور/ عمر سليمان الأشقر في كتابه الرسل والرسالات صفحة 15,14:
«والشائع عند العلماء أن الرسول أعم من النبي، فالرسول هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ، وعلى هذا فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول.
وهذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور:
الأول: أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .. )، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي البلاغ.
الثاني: أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى , والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس , ثم يموت هذا العلم بموته.
الثالث: قول الرسول صلى الله عليه وسلم «عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط , والنبي ومعه الرجل والرجلان , والنبي وليس معه أحد .. ».
فدل هذا أن الأنبياء مأمورون بالبلاغ وأنهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم.
والتعريف المختار أن «الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله».أنتهى
ثانياً: الرأي الشخصي في التعريف الذي أختاره الشيخ:
أن هذا التعريف أيضا بعيد لأن نوح عليه السلام أول رسول أرسل إلى الأرض كما في الحديث الذي ذكره البخاري في صحيحه وفيه أن الناس يذهبون لنوح عليه السلام « ... فيقولون: يا نوح،أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ... ».
فكيف يكون آدم عليه السلام نبي وما من رسول قبله أم إنه رسول، وهذا معاكس لما ذكر في الحديث السابق.
ثالثاًُ: التعريف المختار على ضوء ما ذكر:
(أن الرسول من أرسل إلى قوم كفروا و استحقوا العذاب لينذرهم ويدعوهم – كنوح وهود وإبراهيم وموسى – عليهم السلام , أما النبي فهو من أرسل بين قوم مؤمنين يعلمهم ما كتب عليهم – كآدم و داود وسليمان ويوشع وزكريا – عليهم السلام).
هذا وأن الرسول يعمل كعمل الأنبياء لمن آمن من قومه.
وعلى هذا يكون كل رسول نبي، وليس كل نبي رسول، ويدل على ذلك حديث أبي ذر «قال: قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائه ألف وأربعة وعشرون ألفا , الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً» رواه أحمد في مسنده (1) والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم (من ذلك).
والله أعلم
وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أرجوا منكم ذكر ملاحظاتكم وآرائكم قبل أن أعرضه على أحد أصحاب الفضيله المشايخ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 05:25 ص]ـ
السلام عليكم
##حتى يكون تعريفك مانعا جامعا----وحتى يتناسق موضوعك مع كون هذا الموقع خاص بالتفسير
فما رايك أن تنقل لنا تفسيرات عظام المفسرين للآية
((وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .. ))
## (أن الرسول من أرسل إلى قوم كفروا و استحقوا العذاب لينذرهم ويدعوهم – كنوح وهود وإبراهيم وموسى – عليهم السلام , أما النبي فهو من أرسل بين قوم مؤمنين يعلمهم ما كتب عليهم – كآدم و داود وسليمان ويوشع وزكريا – عليهم السلام).
أما بانسبة لتعريفك اعلاه فماذا سيكون توجيهك لعيسى عليه السلام الذي أرسل لبني إسرائيل ولم يكونوا قد كفروا بعد
أظن أن مثال سيدنا عيسى سيدفعك إلى إعادة التفكير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Nov 2004, 08:28 م]ـ
تعدَّدتِ الآراءُ في تعريف النبيِّ والرسول على أقوالٍ كثيرة (1).
وأقْرَبَ الأقوالِ في الفرْقِ بينَ النبيّ والرسول هو ما قرَّرهُ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيثُ قال:" فالنبيُّ هو الذي يُنبِّئُه الله، وهو يُنَبِّئُ بما نَبَّأَهُ الله فإنْ أُرسل مع ذلك إلى مَن خالف أمْرَ الله ليبلِّغه رسالةً مِن الله إليه فهو رسول وأمّا إذا كان إنّما يعمل بالشريعة قبله، ولَمْ يُرْسل هو إلى أحدٍ يبلِّغه عن الله رسالة، فهو نبيٌّ وليس بِرَسُول " ... إلى أنْ قالَ:" فقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} دليلٌ على أنّ النبيَّ مُرْسَل، ولا يُسمّى رسولاً عند
(يُتْبَعُ)
(/)
الإطْلاق لأنّه لَمْ يُرْسَل إلى قَوْمٍ بما لا يعرفونه بلْ كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقٌّ كَالْعَالِم ". (2)
وقال الشنقيطيُّ رحمه الله:" وآيةُ الحجّ هذه (3) تُبيِّنُ أنّ ما اشْتهر على ألْسِنة أهل العلم مِن أنّ النبيَّ هو مَن أُوحِيَ إليه وَحْيٌ، ولَمْ يُؤمر بتبليغه، وأنّ الرسولَ هو النبيُّ الذي أُوحِيَ إليه، وأُمِرَ بتبليغِ ما أُوحِيَ إليه غيرُ صحيحٍ لأنّ قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} يدلُّ على أنّ كلاً منهما مُرْسَل، وأنّهما مع ذلك بينهما تغايُر، واستظهر بعضهم أنّ النبيَّ الذي هو رسول أُنزل إليه كتاب وشرْعٌ مستقلّ مع المعجزة التي ثبتت بها نبوّته، وأنّ النبيَّ المرْسَل الذي هو غير الرسول، هو مَن لَمْ يُنزَّل عليه كتاب وإنّما أُوحِيَ إليه أنْ يدعو الناسَ إلى شريعة رسولٍ قبله كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يُرْسَلون ويُؤمَرون بالعمل بما في التوراة ". (4)
وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال:" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام ". (5)
[ line]
( 1 ) انظر: تفسير القرطبيّ (12/ 54)، مجموع فتاوى ابن تيمية (10/ 290)، تفسير البيضاوي (2/ 92).
(2) النبوّات صـ (184، 185).
(3) يعني قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} (الحج: من الآية52).
(4) تفسير الشنقيطي (5/ 735).
(5) تفسير البيضاوي (2/ 92).
وللاستزادة راجع السلسلة الصحيحة للألباني المجلد السادس القسم الأول صـ (364).
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2004, 10:59 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أحمد البريدي
وخُلاصة ما تقدّم أنّ شيخَ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والشنقيطيّ يَرَيَانِ الفرْقَ بينهما ليْسَ في البلاغِ وعَدَمِه؛ لأنّه ما مِن إنسان إلاّ وهو مأمورٌ بإبلاغ الناس أمرَ دينهم كلٌّ بِحَسَبِه وإنّما الفرْقُ هو بالرسالة فمنْ كان تابعًا لِمَنْ قبله فهو نبيٌّ ومن أتى بشريعة مستقلّة فهو رسول، وهذا هو رأيُ البيضاويِّ أيضًا في تفسيره حيث قال:" الرسول مَن بعثه الله بشريعة مجدّدة يدعو الناس إليها والنبيُّ يَعُمُّه، ومَن بعثه لتقرير شرْعٍ سابق، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا بين موسى وعيسى عليهم السلام ". (5).
يرد على ذلك اشكال فآدم نبي وليس قبله رسول.
ـ[عياض]ــــــــ[29 Nov 2004, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا على أثراء البحث
* قال ابن تيمية فى النبوات ج1 ص184 ... وما بعدها:
فالانبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره وهم ينبئون المؤمنين بما أنبأهم الله به من الخبر والامر والنهي فإن أرسلوا الى كفار يدعونهم الى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ولا بد أن يكذب الرسل قوم قال تعالى:" كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون ٌ" (52) الذاريات ... وقال تعالى:" مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) فصلت ... فان الرسل ترسل الى مخالفين فيكذبهم بعضهم وقال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف وقال تعالى:" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) غافر ... فقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي" دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولا عند الاطلاق لانه لم يرسل الى قوم بما لا يعرفونه بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" العلماء ورثة الانبياء".أ. هـ
قال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله: http://www.alhawali.com/
فمن هنا نعلم الفرق، وهو أن الرَّسُول والنبي يُبلغان لكن الرَّسُول يأتي بشرع جديد إِلَى قوم كافرين به ويكون بينهم وبينه التكذيب والرد، حتى ينصره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عليهم، وأما النبي فإنه مجدد لشريعة الرَّسُول الذي قبله، ويصحح ما علق بها. أ. هـ
وهذا كله يساند قولي في بعض الوجوه إلا في قضية أن النبي يكون على شريعة من قبله وقد بينت في بداية البحث من خلال ظرب مثال نبي الله آدم أنه لا يشترط أن يكون النبي على شريعة من قبله.
أما في قضية نبي الله عيسى فإن القضيه تحتاج إلى تدقيق نظر وليس إعادة نظر.
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:46 ص]ـ
ظهر لي والله أعلم فرق بين الرسول والنبي لم أجد من نص عليه من السابقين وأرجو التعليق عليه والفرق هو أن الرسول من أُرسِلَ إليه أمين الوحي جبريل عليه السلام أما النبي فهو من كلمه الله وحيا وهذا الفرق مستنبط من قوله جل وعلا (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا)
فمثال من كلمه الله وحيا داوود وسليمان وغيرهما
ومثال من كلمه الله من وراء حجاب ءادم وموسى ومحمد
ومثال من أرسل إليه رسول نوح وهود وغيرهما
والله أعلم بالصواب
أرجو التعقيب من الأخوة الأفاضل
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[10 Jul 2010, 09:56 ص]ـ
هذه من المسائل الخلافية وقد أردتُ أن أشارك مشايخي بهذا الملتقى وطلبة العلم بما أملاه علينا شيخنا الفاضل محمد الإغاثة الشنقيطي – حفظه الله - من قوله نظماً، في هذه المسألة:
وِإِنَّمَا الرَّسُولُ إِنْسَانٌ ذَكَرْ
أَوْحَى إِلَيْهِ مَنْ لَمْ تُكَيِّفْهُ الْفِكَرْ
فَقَالَ: بَلِّغْ مَنْ أُرْسِلْتَ فِيْهِمُ
أَمْراً دُعُوا إِلَيْهِ يكْتَفِيْهِمُ
وَحَيْثُمَا الوَحْيُ عَلَيْهِ قَصُرَا
فَهْوَ النَّبِيِّ قَالَهُ مَنْ حَرَّرَا
وهذه الأبيات لم أنقلها من كتاب، وإنَّما كتبتها من لسان شيخنا مباشرة أثناء دروس البلاغة عنده - حفظه الله -
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jul 2010, 10:58 ص]ـ
ظهر لي والله أعلم فرق بين الرسول والنبي لم أجد من نص عليه من السابقين وأرجو التعليق عليه والفرق هو أن الرسول من أُرسِلَ إليه أمين الوحي جبريل عليه السلام أما النبي فهو من كلمه الله وحيا وهذا الفرق مستنبط من قوله جل وعلا (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا)
فمثال من كلمه الله وحيا داوود وسليمان وغيرهما
ومثال من كلمه الله من وراء حجاب ءادم وموسى ومحمد
ومثال من أرسل إليه رسول نوح وهود وغيرهما
والله أعلم بالصواب
أرجو التعقيب من الأخوة الأفاضل
حياك الله أخانا الكريم محمد
في نظري أن هذا التقسيم الذي ذكرته لا يصح لعدم الدليل عليه
والله قد أخبر أنه قد أو حى إلى النبين والمرسلين جميعا كما في قوله تعالى
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) النساء
وقال عن موسى الكليم عليه السلام
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) الأعراف
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) الشعراء
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[10 Jul 2010, 12:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الرسول والنبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد
فهذا بحث بسيط أبين فيه الفرق بين الرسول والنبي , طالبا رأي فضيلتكم فيه.
أولاً: ما كتبه الشيخ الدكتور/ عمر سليمان الأشقر في كتابه الرسل والرسالات صفحة 15,14:
«والشائع عند العلماء أن الرسول أعم من النبي، فالرسول هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ، وعلى هذا فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول.
وهذا الذي ذكروه هنا بعيد لأمور:
الأول: أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .. )، فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ فالإرسال يقتضي من النبي البلاغ.
الثاني: أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله تعالى , والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس , ثم يموت هذا العلم بموته.
الثالث: قول الرسول صلى الله عليه وسلم «عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط , والنبي ومعه الرجل والرجلان , والنبي وليس معه أحد .. ».
فدل هذا أن الأنبياء مأمورون بالبلاغ وأنهم يتفاوتون في مدى الاستجابة لهم.
والتعريف المختار أن «الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله».أنتهى
ثانياً: الرأي الشخصي في التعريف الذي أختاره الشيخ:
أن هذا التعريف أيضا بعيد لأن نوح عليه السلام أول رسول أرسل إلى الأرض كما في الحديث الذي ذكره البخاري في صحيحه وفيه أن الناس يذهبون لنوح عليه السلام « ... فيقولون: يا نوح،أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ... ».
فكيف يكون آدم عليه السلام نبي وما من رسول قبله أم إنه رسول، وهذا معاكس لما ذكر في الحديث السابق.
ثالثاًُ: التعريف المختار على ضوء ما ذكر:
(أن الرسول من أرسل إلى قوم كفروا و استحقوا العذاب لينذرهم ويدعوهم – كنوح وهود وإبراهيم وموسى – عليهم السلام , أما النبي فهو من أرسل بين قوم مؤمنين يعلمهم ما كتب عليهم – كآدم و داود وسليمان ويوشع وزكريا – عليهم السلام).
هذا وأن الرسول يعمل كعمل الأنبياء لمن آمن من قومه.
وعلى هذا يكون كل رسول نبي، وليس كل نبي رسول، ويدل على ذلك حديث أبي ذر «قال: قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائه ألف وأربعة وعشرون ألفا , الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً» رواه أحمد في مسنده (1) والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم (من ذلك).
والله أعلم
وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أرجوا منكم ذكر ملاحظاتكم وآرائكم قبل أن أعرضه على أحد أصحاب الفضيله المشايخ
أولا: ليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة
فيوسف صل1 كان على ملة إبراهيم وكان رسولا:
قال - تعالى - عن مؤمن آل فرعون: (((وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا))).
ثانيا: قد تأتي الأحاديث النبوية بلفظ (النبي) ويقصد بها الرسل والأنبياء جميعا
مثل قولهصل1 (نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد وأمهاتنا شتى).
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:14 م]ـ
حياك الله أخانا الكريم محمد
في نظري أن هذا التقسيم الذي ذكرته لا يصح لعدم الدليل عليه
والله قد أخبر أنه قد أو حى إلى النبين والمرسلين جميعا كما في قوله تعالى
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) النساء
وقال عن موسى الكليم عليه السلام
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) الأعراف
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) الشعراء
أشكرك أخي أبو سعيد الغامدي على ما ذكرت وأتفق معك أنه لا يوجد دليل صريح في هذه المسألة ولكن هذا الرد لايكفي وذلك لأن جميع الأقوال المذكورة في المسألة لا دليل عليها لذا أحتاج إلى ذكر شيء ينقض التقسيم الذي أوردته في المشاركة السابقة
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[10 Jul 2010, 01:26 م]ـ
حياك الله أخانا الكريم محمد
في نظري أن هذا التقسيم الذي ذكرته لا يصح لعدم الدليل عليه
والله قد أخبر أنه قد أو حى إلى النبين والمرسلين جميعا كما في قوله تعالى
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) النساء
وقال عن موسى الكليم عليه السلام
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) الأعراف
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) الشعراء
أشكرك أخي أبو سعيد الغامدي على ما ذكرت وأتفق معك أنه لا يوجد دليل صريح في هذه المسألة ولكن هذا الرد لايكفي وذلك لأن جميع الأقوال المذكورة في المسألة لا دليل عليها لذا أحتاج إلى ذكر شيء ينقض التقسيم الذي أوردته في المشاركة السابقة(/)
هل يقيل هذا التفسير؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 07:34 ص]ـ
هذا الشخص يدعى صلاح الدين عرفة
وهو من سكان القدس واعرفه شخصيا
وهو يقدم آراء في التفسير غير مسبوقة
وأنتم أهل العلم والإختصاص
فهلا حاكمتم أفكاره؟؟
http://www.alassrar.com/sub.asp?page1=study1&field=studies&id=70
ـ[أبو علي]ــــــــ[27 Nov 2004, 11:12 ص]ـ
يا أخي جمال
الشيخ أبو عرفة رجل فاضل وهي يجتهد كما نجتهد ابتغاء مرضاة الله، وكل من اجتهد فأصاب له أجران وإن أخطأ له أجر واحد، وكلنا نصيب ونخطئ.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 02:49 م]ـ
أنا لم أقل عنه شيئا قبيحا
إنما رغبت بأن تتاح مناقشة لما يقول عند أهل الإختصاص
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 Nov 2004, 03:39 م]ـ
أخي جمال الشرباتي،، إن كنت تعرفه حقًا، فهل من الممكن أن تطلعنا على مؤهلاته العلمية و الشرعية؟ فكما يقول علماء الجرح و التعديل: بلديّ الرجل أعلم به.
اما بالنسبة للتفسيرات الموجودة في موقعه فكل ما يمكني قوله هو أنه إما على هدى خير من هدى أمة محمد أو على ضلال مبين.
و الله أعلم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 Nov 2004, 04:59 م]ـ
الاخ د. هشام عزمي .. ما قلته هو فصل الخطاب ان شاء الله .. والرجل لا يتورع عن تخطئة الامة كلها فيتحدث عن اخطاء دامت اربعة عشر قرنا في زعمه .. لست ادري ان كان يدخل الصحابة في جملة المخطئين .. ام لا .. بل يلزمه ذلك لان التفاسير الموجودة ... بعضها مسندة الى الصحابة ..
المخطىء للامة لا بد ان يكون مخطئا .. يكفي هذا الجواب الاجمالي .. للباحث السريع .. الذي ولا يملك الوقت لغربلة كل ما قال الرجل فى تفاسيره الجديدة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 Nov 2004, 07:47 م]ـ
السلام عليكم
ليس المقصود دراسة شخصية الرجل
إنما المقصود دراسة ما قدم من أفكار
وأنا درسته في المدرسة قبل 22 عاما وما أعرفه عنه هو أنه يلقي درسا أسبوعيا في كل جمعة في المسجد الأقصى ويتحولق حول زاويته جمع من الناس
والافضل من كل هذا أن يكون هناك رد علمي لا شخصي(/)
استفسار عن تفسير ابن جزي الكلبي
ـ[أبو همام]ــــــــ[27 Nov 2004, 04:36 م]ـ
أفيدوني عن كتاب التسهيل لابن جزي الكلبي؟ طبعاته، والدراسات حوله، وهل حقق منه شيء؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Nov 2004, 06:49 م]ـ
أخي الكريم
هذا الكتاب لم يُطبع طباعة حسنة حتى الآن، وتحقيقاته الموجودة فيها أخطاء.
والتفسير من التفاسير المختصِرة للأقوال، والمرجِّحة بينها، وإن لم يلتزم ذكر مستند الترجيح في أغلب ترجيحاته.
ومقدمة الكتاب من المقدمات التفسيرية النفيسة.
وقد ذكر فيها موضوعات مهمة لطالب علم التفسير، وإن لم يذكر تطبيقاتها في تفسيره، فقد ذكر أنواع اختلاف التنوع، وأسباب الاختلاف، وقواعد الترجيح، فضلاً عن غيرها من الموضوعات الأخرى التي تزخر بها مقدمة تفسيره.
كما أنه استفاد كثيرًا من تفسير ابن عطية، وله تعليقات على بعض منازل العبادة التي ذكرها بعض المتصوفة؛ كالتقوى، والصبر، والتوكل وغيرها، لذا قد يذكر بعض كلامهم وأحوالهم في هذه المقامات.
وقد قام بدراسة منهجه (الزبيري) في مجلدين، وهي من أفضل الدراسات لمنهج مفسر من المفسرين.
والكتاب بحاجة إلى تحقيق علمي يتناسب مع فضل هذا المؤلَّفِ الذي قضى مؤلِّفه شهيدًا في البحر رحمه الله رحمة واسعة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2004, 03:49 م]ـ
شكرالله لكم يا أبا عبدالملك جوابكم الموفق، ولا عدمناك أخاً براً شفيقا.
أما التسهيل لعلوم التنزيل فقد سبق الحديث حوله في الملتقى على هذا الرابط:
تفسير ابن جزي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1325).
وذكر أحد الإخوة أن الباحث سامي بن مساعد الجهني المدرس بمعهد الحرم المكي الشَّريف كتب رسالته للماجستير في جامعة أم القرى , بعنون: (تخريج الأحاديث والآثار في كتاب التسهيل لعلوم التنزيل) وحصل فيها على تقدير ممتاز , مع التوصية بالطباعة.
وهو يقوم الآن على خدمة الكتاب على ثمان نسخ خطِّية , وسيرى النور قريباً – إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[14 Nov 2007, 11:59 ص]ـ
قضى مؤلِّفه شهيدًا في البحر رحمه الله رحمة واسعة.
حفظكم الله ... من ذكر هذه المعلومة ممن ترجم له؟؟؟ ... لم أقف عليها في مصادر ترجمته ...
أثابكم الله ...
ـ[النجدية]ــــــــ[14 Nov 2007, 03:37 م]ـ
< p> بسم الله ... </ p> <p> أعتذر إن خرجت عن مسار الموضوع بهذا السؤال، ولكنني سمعت أكثر من طريقة في لفظ اسم هذا العالم الجليل (ابن جزي الكلبي)؛ فاحترت أيها الصواب!! </ p> <p> فهلا تكرمتم علي ببيان الضبط السليم لاسمه؟ </ p> <p> جزاكم الله خيرا!! </ p>
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Nov 2007, 03:52 م]ـ
يا أختاه!!!
ضبطه الزيدي في تاج العروس، بهذا الشكل:
(ابن جُزَيّ الكَلْبِيّ ... )
وعليك بهذا الرابط:
(تحقيق اسم ابن جزي الكلبي وشيء من سيرته)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1335
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Nov 2007, 04:55 م]ـ
الذي قراته في بعض ترجمته عند بعض المؤرخين انه فقد وهو يحرض الناس على الجهاد في معركة بين المسلمين والفرنجه لله دره ورحمة الله تعالى عليه وهكذا يكون العلماء
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[14 Nov 2007, 05:53 م]ـ
تفسير ابن جزي:"التسهيل لعلوم التنزيل
قدم له ابن جزي – بعد خطبة الكتاب- بمقدمتين، تحدث في المقدمة الأولى عن علوم القرآن الكريم، وذلك في اثني عشر بابا، ثم المقدمة الثانية وتحدث فيها عن معاني مفردات القرآن، ومعاني الألفاظ الدائرة فيه، ومعنى كل لفظ في كل موطن.
ثم تكلم على الاستعاذة وذكر فيها عشر فوائد، ثم على البسملة و ذكر فيها عشر فوائد أيضا. ثم بدأ في تفسير سورة الفاتحة ويسميها "أم القرآن" ويذكر فيها عشرين فائدة.
والكتاب في أربعة أجزاء، حوت تفسير القرآن الكريم كله، ويعتبر عظيم الفوائد.
وأول طبعة للتسهيل هي طبعة المكتبة التجارية الكبرى بمصر 1355 هـ، وعلى غلافها: "عني بمقابلتها على عدة نسخ مخطوطة بالمكتبة الملكية، وصححها نخبة من العلماء وهي في مجلدين وصورته دار الفكر عن طبعة المكتبة التجارية. دون تغيير، وصور له كذلك دار الكتاب العربي في بيروت عن طبعة المكتبة التجارية، وخرج في مجلد ضخم، ثم طبع في القاهرة سنة 1973 بتحقيق محمد عبد المنعم اليونسي وإبراهيم عطوة عوض ونشرته دار الكتب الحديثة، غير أن هذه الطبعة بدورها لم تخل من أخطاء. كما صورته دار الكتب العلمية في بيروت، وطبعته في مجلدين، وصححه وخرج آياته محمد سالم هاشم، وهي لا تختلف عن الطبعة الأصلية في شيء والكتاب في طبعاته التي وقفت عليها مليء بالأخطاء والتحريفات، مما يستوجب تحقيقه على أصوله المخطوطة.
وقد أنهى الباحث الأستاذ محمد عينو بحثا وافيا عن الكتاب تحت إشرافي لنيل الدكتوراه من كلية الغة العربية بمراكش وستتم مناقشته قريبا إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[14 Nov 2007, 06:28 م]ـ
(وبعد أن أنشد الأبيات قال: أرجو أن يعطيني ما سألته في هذه الأبيات، فأعطاه الله ما تمنى وأكرمه بالشهادة
ففي سنة 741هـ قتل في موقعة طريف مع النصارى، حيث فقد وهو يحرض المؤمنين ويشحذ هممهم على القتال بعد أن أبلى بلاءً حسناً، وقد بارك الله في عمره حيث عاش 48 سنة فقط عمرها بالعمل الصالح- كما تقدم -، فنرجو الله أن يتقبل شهادته وأن يبارك في أعمارنا كما بارك له في عمره.
ملحوظة: أغلب الترجمة منقول من مقدمة محقق كتاب: " تقريب الوصول إلى علم الأصول " لابن جُزي، تحقيق: د. محمد المختار بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي) ..
انظر هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1335
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Nov 2007, 08:46 م]ـ
والواقع في الجزء الثاني وبعض الثالث من معاني المفردات في كتاب السيوطي المسمى معترك الاقران في اعجاز القران كله اخذه السيوطي من هذا الكتاب دون ان يشير الى صاحبه ولو بكلمة واحدة ومن يوازن ما بين الكتابين يجد صدق ما اقول
رحم الله ابن جزي وعفا عن السيوطي
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Nov 2007, 11:47 ص]ـ
جاء في أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض للمقّريّ:
(ثم قال هذا المعروف بابن جزي: مولده:
يوم الخميس التاسع لربيع الثاني من عام ثلاثة وتسعين وست مائة.
وفاته:
فقد وهو يحرض الناس ويشحذ بصائرهم ويثبتهم يوم الكائنة بطريف ضحوة يوم الاثنين السابع لجمادى الأولى عام واحد وأربعين وسبع مائة. تقبل الله شهادته. انتهى.
و لنختم ترجمته بقوله رحمه الله تعالى وعفا عنا وعنه بمنه:
يا رب إنَّ ذنوبي اليوم قد عظمت = فما أطيق لها حصرا ولا عددا
و ليس لي بعذاب النار من قبل = و لا أطيق لها صبرا ولا جلدا
فانظر إلهي إلى ضعفي ومسكنتي = و لا تذيقنني حر الجحيم غدا) ..
وأورد مثل هذا الخبر الزركليّ في أعلامه، نقلا عن المقريزي.(/)
سؤال حول القواعد التي يحتاج إليها المفسر
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[27 Nov 2004, 09:31 م]ـ
هل من شرح واضح ومبسط لها علما أني قرأتها في كتاب (الإتقان في علوم القرآن) ولم أفهمها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Nov 2004, 12:25 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الحي محمد ..
اسمح لي أن أقول بأن قواعد التفسير مع وجود بعض الكتابات المميزة فيها ككتاب الدكتور خالد السبت وهو (قواعد التفسير)، إلا أنها لم يتحرر ما هو داخل من القواعد اللغوية والأصولية في قواعد التفسير وما هو الخارج منها، فالناظر في عنوان هذه القواعد يجد أنها قواعد التفسير ولا بد أن يكون لهذه الإضافة معنى كما أن لإضافة القواعد للفقه له معنى فما كان من القواعد معيناً على معرفة الفقه فهو قواعد فقهية، وكذلك ينبغي أن يكون في قواعد التفسير، ولا يمنع من اشتراك عدد من العلوم في بعض القواعد إلا أن المهم أن تكون القاعدة مؤثرة في ذلك الفن بعينه ..
والكلام يحتاج إلى مقام أطول وقلم أرسخ والله الموفق ..
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[28 Nov 2004, 04:43 م]ـ
بارك الله لك أخي بوقتك وولدك
ولكن أين أجد هذا القلم الراسخ(/)
"فما يكذبك بعد بالدين"
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 Nov 2004, 09:17 م]ـ
=========================================
السلام عليكم
====================================
كنت قد استخرجت قول المرحوم إبن تيمية في آية ((فما يكذبك بعد بالدين)) 7 التين
=======================
قال
(((قلت) وعلى أن المخاطب محمد ص = في المعنى قولان أحدهما قول قتادة قال فما يكذبك بعد بالدين أي استيقن فقد جاءك البيان من الله وهكذا رواه عنه ابن أبي حاتم باسناد ثابت
وكذلك ذكره المهدوي فما يكذبك بعد بالدين أي استيقن مع ما جاءك من الله أنه أحكم الحاكمين فالخطاب للنبي ص = وقال معناه عن قتادة قال وقيل المعنى فما يكذبك أيها الشاك يعني الكفار في قدرة الله أي شيء يحملك على ذلك بعد ما تبين لك من قدرته قال وقال الفراء فمن يكذبك بالثواب والعقاب وهو اختيار الطبري
(قلت) هذا القول المنقول عن قتادة هو الذي أوجب نفور مجاهد عن أن يكون الخطاب للنبي ص = كما روى الناس ومنهم ابن أبي حاتم عن الثوري عن منصور قال قلت لمجاهد فما يكذبك بعد بالدين عنى به النبي ص = قال معاذ الله عني به الانسان
وقد أحسن مجاهد في تنزيه النبي ص = أن يقال له فما يكذبك أي استيقن ولا تكذب فإنه لو قيل له لا تكذب لكان هذا من جنس أمره بالايمان والتقوى ونهيه عما نهى الله عنه وأما إذا قيل فما يكذبك بعد بالدين فهو لم يكذب بالدين بل هو الذي أخبر بالدين وصدق به لهو الذي جاء بالصدق وصدق به (الزمر 39 33) فكيف يقال له ما يكذبك بعد بالدين فهذا القول فاسد لفظا ومعنى
واللفظ الذي رأيته مقولا بالاسناد عن قتادة ليس صريحا فيه بل يحتمل أن يكون أراد به خطاب الانسان فإنه قال فما يكذبك بعد بالدين قال استيقن فقد جاءك البيان وكل انسان مخاطب بهذا فإن كان قتادة أراد هذا فالمعنى صحيح
لكن هم حكوا عنه أن هذا خطاب للرسول ص = وعلى هذا فهذا المعنى باطل فلا يقال للرسول فأي شيء يجعلك مكذبا بالدين وان ارتأت به النفس لأن هذا فيه دلائل تدل على فساده ولهذا استعاذ منه مجاهد
والصواب ما قاله الفراء والأخفش وغيرهما وهو الذي اختاره أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري وغيره من العلماء كما تقدم وكذلك ذكره أبو الفرج بن الجوزي عن الفراء فقال انه خطاب للنبي ص = والمعنى فمن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين له أنا خلقنا الانسان على ما وصفنا قاله الفراء))
-----------------------------
وكان عندي رغبة في مناقشة القولين
قول قتادة ((استيقن فقد جاءك البيان من الله))
قول الآخرين ((فمن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب))
فرجعت إلى تفسير الرازي لعلمي بتوسعه في آيراد الاقوال ومناقشتها
فوجدت ما يلي
((((الأولى: من المخاطب بقوله: {] فَمَا يُكَذّبُكَ]}؟ الجواب فيه قولان: أحدهما: أنه خطاب للإنسان على طريقة الالتفات، والمراد من قوله: [] {فَمَا يُكَذّبُكَ]} أن كل من أخبر عن الواقع بأنه لا يقع فهو كاذب، والمعنى فما الذي يلجئك إلى هذا الكذب والثاني: وهو اختيار الفراء أنه خطاب مع محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى فمن يكذبك يا أيها الرسول بعد ظهور هذه الدلائل بالدين.
السؤال الثاني: ما وجه التعجب؟ الجواب: أن خلق الإنسان من النطفة وتقويمه بشراً سوياً وتدريجه في مراتب الزيادة إلى أن يكمل ويستوي، تم تنكيسه إلى أن يبلغ أرذل العمر دليل واضح على قدرة الخالق على الحشر والنشر، فمن شاهد هذه الحالة ثم بقي مصراً على إنكار الحشر فلا شيء أعجب منه.)) ================
هل ما نقلته من تفسير الرازي هو اسلوب الرازي؟؟
اشك في ذلك--ولقد كنت قد قرات سابقا أن الرازي لم يكمل تفسيره---ولم اقبل ما قرأت حينها---إلا أنني صرت اميل إليه
فما رأيكم؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2005, 10:15 م]ـ
هل أكمل الرازي تفسيره ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1584&highlight=%E3%CD%D3+%DA%C8%CF%C7%E1%CD%E3%ED%CF)
وبالمناسبة؛ لقد حصل أخي أبو عبدالله عبدالرحمن الشهري على نسخة من بحث الدكتور محسن عبدالحميد، وسيطلعنا على خلاصته - إن شاء الله - كما أخبري بذلك.(/)
ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ, عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده, وإيصالهم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 Nov 2004, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الامام السعيد رحمه الله في معرض تفسيره آية (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها) في سورة البقرة:
ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ, عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده, وإيصالهم إلى مصالحهم, من حيث لا يشعرون بلطفه.
فبارك الله فيكم من يتحفنا بتأملات في هذا الباب، فبضاعتي في العلم قليلة؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 Nov 2004, 04:15 ص]ـ
وقع تصحيف هو الامام السعدي - رحمه الله -
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 06:12 ص]ـ
السلام عليكم
إليك مقالا منقولا
---------------
- تعريف النسخ
1 - لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل، يشهد له قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101].
2 - اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.
فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
ب- شروط النسخ.
1 - أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.
2 - أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.
3 - ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:
{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [البقرة:109] فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.
جـ- حكمه وقوع النسخ:
1 - يحتل النسخ مكانة هامة في تاريخ الأديان، حيث أن النسخ هو السبيل لنقل الإنسان إلى الحالة الأكمل عبر ما يعرف بالتدرج في التشريع، وقد كان الخاتم لكل الشرائع السابقة والمتمم له ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا التشريع بلغت الإنسانية الغاية في كمال التشريع.
وتفصيل هذا: أن النوع الإنساني تقلب كما يتقلب الطفل في أدوار مختلفة، ولكل دور من هذه الأدوار حال تناسبه غير الحال التي تناسب دوراً غيره، فالبشر أول عهدهم بالوجود كانوا كالوليد أول عهده بالوجود سذاجة، وبساطة، وضعفاً، وجهالة، ثم اخذوا يتحولون من هذا العهد رويداً رويداً، ومروا في هذا التحول أو مرت عليهم أعراض متبانية، من ضآلة العقل، وعماية الجهل، وطيش الشباب، وغشم القوة على التفاوت في هذا بينهم، اقتضى وجود شرائع مختلفة لهم تبعاً لهذا التفاوت.
حتى إذا بلغ العالم أوان نضجه واستوائه، وربطت مدنيته بين أقطاره وشعوبه، جاء هذا الدين الحنيف ختاماً للأديان ومتمماً للشرائع، وجامعاً لعناصر الحيوية ومصالح الإنسانية و مرونة القواعد، جمعاً وفَّقَ بين مطالب الروح والجسد، وآخى بين العلم والدين، ونظم علاقة الإنسان بالله وبالعالم كله من أفراد، وأسر، وجماعات، وأمم، وشعوب، وحيوان، ونبات، وجماد، مما جعله بحق ديناً عاماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
2 - ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66] فهذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.
3 - مراعات مصالح العباد.
4 - ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.
د- أقسام النسخ في القرآن الكريم
1 - نسخ التلاوة والحكم معاً.
رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.
2 - نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم "، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.
وهذان القسمان: (1 - نسخ الحكم والتلاوة) و (2 - نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.
3 - نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة.
مثاله:
1 - قيام الليل:
المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا} [المزمل: 1 - 3].
الناسخ: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} [المزمل:20].
النسخ: وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر، أي لم يَعُدْ واجباً.
2 - محاسبة النفس.
المنسوخ: قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}
[البقرة: 284].
الناسخ: قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [البقرة:286].
النسخ: وجهه أن المحاسبة على خطرات الأنفس بالآية الأولى رُفعت بالآية التالية.
3 - حق التقوى.
المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].
الناسخ: قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
النسخ: رفع حق التقوى بالتقوى المستطاعة.
- ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة؟
1 - إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2 - إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.
هـ- النسخ إلى بدل وإلى غير بدل
1 - النسخ إلى بدل مماثل، كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة:144].
2 - النسخ إلى بدل أثقل، كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن، والجلد لغير المحصن. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
3 - النسخ إلى غير بدل، كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
4 - النسخ إلى بدل أخف: مر معنا في الأمثلة السابقة (قيام الليل).
و- أنواع النسخ
النوع الأول: نسخ القرآن بالقرآن، وهو متفق على جوازه ووقوعه.
النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.
1 - نسخ القرآن بالنسبة الآحادية، والجمهور على عدم جوازه.
2 - نسخ القرآن بالسنة المتواترة.
أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد، واستدلوا بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا لا وصية لوارث " ولا ناسخ إلا السنة. وغيره من الأدلة.
ب- منعه الإمام الشافعي ورواية أخرى لأحمد، واستدلوا بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] قالوا: السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله.
النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن: أجازه الجمهور، ومثلوا له بنسخ التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد الحرام. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
http://www.islampedia.com/MIE2/MainInter/default.htm
===============================
نقلته لك ليكون أرضية للنقاش
إقرأ ثم ناقش
ولأن الموقع موقع تفسير يفضل مناقشة تفاسير آية ((وما ننسخ من آية أو ننسها))
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:21 ص]ـ
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير).
هذه الآية لا تعني نسخ آيات الأحكام وإنما نسخ الآيات (المعجزات) بقرينة عجز الآية (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) وبقرينة ما أتى بعدها: أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ...
فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا.
لو كانت الآية تعني نسخ آيات الأحكام لختمت الآية بما يناسب ذلك بأن تختم ب: ألم تعلم أن الله عليم حكيم.
الآية تعني نسخ معجزات الرسل، فمعجزة عيسى عليه السلام معجزة حسية نسخت بمعجزة الإسلام العقلية (الحكمة)، وما كان الله ليأتي بالمعجزة العقلية إلا إذا كان قد جاء قبلها ذروة المعجزات الحسية، وهو ما كان من معجزة عيسى عليه السلام (إحياء الموتى بإذن الله)، فتلك كانت قمة المعجزات الحسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 Nov 2004, 12:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي الشرباتي لكن من كاتب هذا المقال؟ لأني ضغطت على الرابط فلم يظهر لي المقال
أرجو التوضيح وفقك الله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 03:40 م]ـ
واناأيضا لا اعرف فليس مكتوبا في الرابط
لكن الأهم من هذا مناقشة بعض ما فيه بعد أن تقرأه بتأن
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[30 Nov 2004, 04:00 م]ـ
الأخ طلال
قد يكون كاتب الموضوع من موقع طريق القرآن ( http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=325).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Nov 2004, 05:11 م]ـ
النسخُ في القرآنِ الكريم مِن الموضوعاتِ المهمّةِ التي لا بُدَّ مِن مَعرفتها والعنايةِ بها لِكُلِّ مَن أرادَ دراسة القرآنِ ومَعرفةَ أحكامه ومعانيه، ولِذا فقد ضَمَّنَهُ المؤلِّفُون في علوم القرآنِ ضِمْنَ كُتُبِهِم، وأفْرَدَهُ بالتأليف كَثِيرُونَ.
ومِمّا ينبغي التنبيه عليه أنّ النسخَ عند المتقدّمينَ – مِن الصحابةِ والتابعينَ– أَعَمُّ مِن النسخِ المُصْطَلَحِ عليه عند المتأخِّرينَ – مِن الأصوليين والفقهاء والمحدّثين -، ذلكَ أنّ النسخَ عند السلفِ معناهُ: البيان، فيشملُ تخصيصَ العامّ، وتقييد المطْلَق، وتبيين المجْمَل، وكذا يشملُ النسخَ بالمعنى الاصطلاحيِّ عند المتأخِّرينَ كما تقدّم تعريفه، وقد قرَّر هذا جَمْعٌ مِن المحقِّقينَ مِنهم شيخُ الإسلام ابن تيميةَ وابنُ القيِّم والشاطبيُّ. (1)
قال ابن القيِّم رحمه الله:" مُراد عامّةِ السلفِ بالناسخِ والمنسوخِ رَفْعُ الحُكْمِ بجُمْلَتِهِ تارةً وهو اصطلاحُ المتأخِّرينَ،ورَفْعُ دلالةِ العامّ والمطْلَق والظاهِر وغيرها تارةً،إمّا بتخصيصٍ أو تقييدٍ أو حَمْلِ مُطْلَقٍ على مُقَيَّدٍ وتفسيره وتبيينه حتّى إنّهم يُسمُّونَ الاستثناءَ والشرطَ والصِّفَةَ نَسْخًا لتَضَمُّنِ ذلكَ رفعَ دلالةِ الظاهِر وبيان المراد، فالنسخُ عندهم وفي لسانهم هو بيانُ المراد بغير ذلكَ اللفظِ، بل بأمرٍ خارجٍ عنه، ومَن تأمّلَ كلامهم رأى مِن ذلكَ فيه ما لا يُحصَى، وزالَ عنه به إشكالاتٌ أَوْجَبَهَا حَمْلُ كلامِهم على الاصطلاحِ الحادثِ عند المتأخِّرين ". (2)
وللنسخ حكم كثيرة نص عليها أهل العلم رحمهم الله منها:
أنّ الشريعةَ تابعةٌ للمصالح؛ لأنّ النسخَ لا يكونُ إلا لمصلحةٍ؛ فإنّ الله لا يُبَدِّلُ حُكْمًا بِحُكْمٍ إلا لمصلحة.
قد يقولُ قائلٌ: ما الفائدةُ إذاً مِن النسخِ إذا كانتْ مِثْلَهَا، والله تعالى حكيمٌ لا يفعلُ شيئاً إلا لحكمةٍ؟
فالجوابُ: أنّ الفائدةَ اختبارُ المكلَّفِ بالامتثالِ؛ لأنّه إذا امتثلَ الأمرَ أولاً وآخراً، دَلَّ على كمالِ عُبُودِيَّتِه؛ وإذا لَمْ يمتثلْ دَلَّ على أنّه يَعْبُدُ هواهُ،ولا يَعْبُدُ مَوْلاهُ.
ومن الحكم أيضا
1 - مراعاةُ مصالحِ العباد وتشريع ما هو أنفعُ لهم في دينهم ودنياهم.
2 - التطوُّر في التشريع حتّى يبلغَ الكمال.
3 - اختبار المكلَّفينَ باستعدادهم لقبول التحوّل مِن حُكْمٍ على آخر ورضاهم بذلك.
4 - اختبار المكلَّفينَ بقيامهم بوظيفةِ الشُّكرِ إذا كانَ النسخُ إلى أَخَفّ، ووظيفةِ الصَّبْرِ إذا كانَ النسخُ إلى أثْقَلَ ". (3)
[ line]
( 1 ) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (13/ 29)، إعلام الموقّعين لابن القيم (1/ 29)، الموافقات للشاطبي (3/ 65)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة صـ (254).
(2) إعلام الموقّعين (1/ 29).
(3) قد تعرّضَ جَمْعٌ مِن أهل العلم للحكمةِ مِن النسخِ سواء في أقسامه، أو إجمالاً فَمِنْ كُتُبِ علوم القرآن: البرهان في علوم القرآن (2/ 44، 46، 47)، الإتقان في علوم القرآن (2/ 713، 717، 722)، مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 195)، مباحث في علوم القرآن صـ (240)، ومِنْ كُتُبِ أصول الفقه: الرسالة للشافعي صـ (106)، الواضح في أصول الفقه (1/ 243، 255)، إرشاد الفحول (3/ 619)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة صـ (261).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:53 م]ـ
الاخ البريدي
ما رايك العلمي في قول نفاة النسخ أن آية ((وما ننسخ من آية أو ننسها))
المقصود منها الآية الكونية
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتتبعون معنا إستقراء كل الآيات التي نقول أنها منسوخة محاولين إثبات عدم وقوع النسخ
ما رأيك؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[30 Nov 2004, 11:52 م]ـ
بارك الله فيكم أخي خالد والشرباتي.
بارك الله فيكم لنحرص قدر المستطاع أن لا نحيل إلى مقال بلا كاتبه،
اسأل الله أن يفقهني وإياكم في الدين ويعلمنا التأويل
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 Dec 2004, 09:30 ص]ـ
الإسلام منهج هدى للناس كمثل المنهج الدراسي، فالمنهج الدراسي فيه قواعد للمبتدئين وقواعد للمتقدمين، فللمبتدئين تمارين تناسب مستواهم الابتدائي فإذا تقدموا في دراستهم فإن القواعد والتمارين تتغير لتناسب التطور الجديد، والمدرسة مفتوحة للتلاميذ، كل يوم ينتسب إليها تلاميذ جدد، فهل يوضع التلاميذ الجدد مع طلبة الثانوية العامة أم يوضعوا في أول ابتدائي؟
كذلك دين الإسلام الذي منهجه القرآن لكل الناس، كل حكم فيه يتلى إلى يوم القيامة إلا ويوجد من يسري عليه حكمه.
لنأخذ مثلا قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
هذه الآية فيها حكم للمبتدئ الجديد، مثلا:
رجل إيرلندي مدمن كحول (يجري الكحول في دمه: يرتعش جسده من الإدمان) أو مدمن مخدر الهيروين هداه الله إلى الإسلام.
هل يقال له: أجل إسلامك إلى أن تعتزل الخمر نهائيا أم يقال له آمن بالإسلام وعالج نفسك من الإدمان؟
مدمن الخمر أو السموم البيضاء لا يستطيع الإقلاع عنها دفعة واحدة وإنما يعالج بتقليل الكمية يوم عن يوم في المستشفى أو في البيت، فهذا الرجل الجديد في الإسلام شأنه شأن من نزلت فيهم هذه الآية، يأخذ بحكمها فبدلا من تعاطيه الخمر طول النهار أصبح عليه ألا يشرب إلى درجة السكر وفي غير أوقات الصلاة.
وبعد شفاءه من إدمان هذا الهباب فإنه يصبح محكوما بقوله تعالى:
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
هذا هو القرآن فيه أحكام تناسب المنتسب الجديد وأخرى للمتقدم.
أما النسخ النهائي الذي لن يأتي إلى يوم القيامة فهو الذي يتعلق بآيات الرسل: لن يأتي رسول آخر بمعجزة إحياء الموتى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2004, 03:08 م]ـ
الأخ جمال حسني الشرباتي
كلامهم يحتمل أحد أمرين: إما نفي وقوع النسخ مطلقاً , أو نفي دلالة الآية على النسخ.
فإن كان الأول فأشهر من قال به من المسلمين ابو مسلم الأصفهاني فإنّه زَعَمَ أنّ النسخَ مستحيلٌ؛ وأجابَ عَمَّا ثبتَ نَسْخُهُ بأنّ هذا مِن بابِ التخصيصِ؛ وليسَ مِن بابِ النسخِ؛ وذلكَ لأنّ الأحكامَ النازلةَ ليسَ لها أَمَدٌ تنتهي إليه؛ بلْ أَمَدُهَا إلى يومِ القيامةِ؛ فإذا نُسِخت فمعناهُ أنّنا خَصَّصْنَا الزمنَ الذي بعدَ النسخِ. أيْ أخرجناهُ مِن الحُكْمِ.
1 - وهذا الخلاف كما ترى في التسمية فقط , وعلى هذا فيكونُ الخلافُ بينَ أبي مسلمٍ وعامّةِ الأمّةِ خِلافًا لَفْظِيًّا؛ لأنّهم مُتّفِقُونَ على جوازِ هذا الأمرِ؛ إلاَّ أنّه يُسمِّيهِ تَخْصِيصًا؛ وغيرهُ يُسمُّونَهُ نَسْخًا؛ والصوابُ تَسْمِيَتُهُ نَسْخًا؛ لأنّه صَرِيحُ القرآنِ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} , وهذا هو رَأْيُ الشوكانيِّ رحمه الله (1)، وعلى فَرضِ أنّ الخلافَ حقيقيٌّ فَكَلامُهُ مَرْدودٌ مِن وجوهٍ:
أ – أنّ إنكارَ وُقُوعِه مع ثبوتِ ذلكَ بالأدلّةِ المتظافرةِ مُكابرةٌ.
ب – أنّ إنكارهُ أَتَى بعد إجماعِ الأمّةِ على ثبوته واتّفاقِهم على ذلكَ؛ كما أنّ مِن أهل العلم مَن لم يعتدَّ بخلافهِ وجعلهُ شاذًّا, كما سيأتي؛، وهو رأْيُ الشوكانيّ. (2)
ومن منكري النسخ اليهود – لعنهم الله – يُنْكِرُونَ النسخَ، ويقولونَ إنّ النسخَ يستلزمُ البَدَاءَةَ على الله – أيْ أنّه بَدَا لَهُ العلمُ ثم نَسَخَ.
فيقالُ ردًّا عليهم: أنتم الآنَ كذَّبْتُم التوراةَ، قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ} (آل عمران: من الآية93) فلمّا نزلت التوراةُ حُرِّمَ فيها ما حُرِّمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وتوسَّعَ بعض العلماء في إيرادِ شُبهِهم وردِّهَا (3). وليسَ بذكرِ الخلاف معهم طائل، وما أجْمَلَ كلامَ الشوكانيِّ رحمه الله حيثُ قال:" وأمّا الجوازَ فَلَمْ يُحْكَ الخلافُ فيه إلاَّ عن اليهودِ،وليسَ لنا إلى نَصْبِ الخلافِ بيننا وبينهم حاجةٌ، ولا هذه بأوَّلِ مسألةٍ خالفوا فيها أحكامَ الإسلامِ حتّى يُذْكَرَ خلافهم في هذه المسألةِ، ولكن هذا مِن غرائبِ أهل الأصول ". (4)
و النسخَ جائزٌ عقلاً وثابتٌ شَرْعًا، فقد دَلَّت الأدلّةُ المتظافرةُ على جوازه عقلاً وثبوته شرْعًا (5).
بل نقلَ ابنُ الجوزيِّ رحمه الله إجماعَ أهل العلمِ على ذلكَ؛ فقالَ:" انعقدَ إجماعُ أهلِ العلم على هذا؛ إلاّ أنّه قد شَذَّ مَن لا يُلتفت إليه " (6)، وكذا ابنُ كثيرٍ نقلَ اتّفاقَ المسلمينَ على جوازه (7)، بل حَكَى الشوكانيُّ اتّفاقَ أهلِ الشرائعِ عليه. (8)
وأما الأحتمال الثاني: وهو أن يكون المراد نفي دلالة الآية على نسخ الأحكام الشرعية كما ذهب إليه الأخ أبو علي واستند على أمرين:
الأول: قرينة عجز الآية (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) ,إذ لو كانت الآية تعني نسخ آيات الأحكام لختمت الآية بما يناسب ذلك بأن تختم ب: ألم تعلم أن الله عليم حكيم.
الثاني: قرينة ما أتى بعدها: أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ...
فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا. فالآية تعني نسخ معجزات الرسل لا نسخ الأحكام الشرعية وجواب ذلك ما يلي:
أولا ً: هذه الآية وما بعدها من الآيات توطئة لنسخ استقبال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة , وبيت المقدس هي قبلة اليهود , ولذا تجد الآيات التي بعدها تحدثت عن أهل الكتاب , ويدل على هذا ما ذكره المفسرون من سبب نزول الآية , وتحويل القبلة حكم شرعي لا معجزة.
ثانياً: أهل اللسان من مفسري السلف وغيرهم , فهموا منه نسخ الأحكام الشرعية , كما هو بين لمن رجع إلى أقوالهم في تفسير هذه الآية.
ثالثاً: خاتمة الآية مناسبة لمضمونها من إرادة نسخ الأحكام الشرعية , يدل على ذلك ما ذكره المفسرون عند تفسير هذه الآية
قال ابن القيم: أخبر سبحانه أن عموم قدرته وملكه وتصرفه في مملكته وخلقه لا يمنعه أن ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء كما أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية مايشاء ويثبت فهكذا أحكامه الدينية الأمرية ينسخ منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء.
وقال ابن كثير عن هذه الآية والتي بعدها: يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء فله الخلق والأمر وهو المتصرف فكما خلقهم كما يشاء ويسعد من يشاء ويشقي من ويصح من يشاء ويمرض من يشاء ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء , ويبيح ما يشاء , ويحظر ما يشاء , وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه ... الخ.
وأما الجواب عن الدليل الثاني وهو قوله: فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا.
فهو أن بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام مسائل كثيرة منها ما هو معجزة ومنها ما هو حكم شرعي يدل على ذلك ما ذكره المفسرون حول هذه الآية فليراجعها من شاء , فحصرها بسؤال واحد تحكم.
وفي الختام أنبه على أمرٍ مهم وهو أنه ليس كل ما يذكره المفسرون من النسخ مسلم فإن منهم من بالغ بالقولِ بالنسخِ حتّى جعلَ آيةَ السَّيْفِ وهي قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ} (التوبة: من الآية5) ناسِخَةً لمائةٍ وأربعٍ وعشرينَ.
والحق أن النسخ قليلٌ جداً قال السيوطيُّ في حديثه عن النسخِ:" وهو في الحقيقةِ قليلٌ جدًّا، وإنْ أَكْثَرَ الناسُ مِن تِعْدَادِ الآياتِ فيه ". (9) ثمّ قام بتحريرِ ما ثبتَ فيها النسخُ فأوصلها إلى عشرين آيةٍ.
أمّا الزرقانيُّ فقد تعرّضَ لثنتينِ وعشرينَ آية قَبِلَ النسخَ في اثنتي عشرة آية مِنها. (10)
أمّا د. مصطفى زيد وهو أَكْثَرُ مِن تعرّضَ لقضايا النسخِ وناقشها؛ فقد قرَّرَ أنّ الآياتِ التي صَحّتْ فيها دعوى النسخِ لا تَزِيدُ عن سِتِّ آياتٍ. (11)
أمّا الدهلويُّ رحمه الله؛ فقد بيّنَ أنّ النسخَ لا يَصِحُّ إلاّ في خَمْسِ آياتٍ (12)، وهو
أقلُّ عددٍ قِيلَ بِنَسْخِه فيما أعلم.
[ line]
( 1 ) انظر: إرشاد الفحول (3/ 618).
(2) المرجع السابق
(3) انظر: تقريب الوصول صـ (313)، تفسير ابن كثير (1/ 264)، مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 198) وما بعدها.
(4) إرشاد الفحول (3/ 618). وانظر: تفسير ابن كثير (1/ 264).
(5) انظر الأدلّة مبسوطةً ومستوفاةً في: مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 187) وما بعدها.
(6) انظر: نواسخ القرآن صـ (13).
(7) انظر: تفسير ابن كثير (1/ 265).
(8) انظر: إرشاد الفحول (3/ 618).
(9) الإتقان في علوم القرآن (2/ 706) وما بعدها.
(10) انظر: مناهل العرفان (2/ 255) وما بعدها.
(11) انظر: مقدمة كتابه: النسخ في القرآن.
(12) انظر: الفوز الكبير في أصول التفسير صـ (60).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 03:33 م]ـ
الأخ البريدي
لقد قلت فأجدت----واحب أن أضيف على بيانك أن الآية ((وما ننسخ من آية أو ننسها))
لا تعني نسخ الآية الكونية أو المعجزة فأقول
----الآية الكونية إن حصلت لا يمكن أن تنسخ---فهي حصلت فكيف يعقل أن تنسخ
فإذا حصل لنبي معجزة تحريك الجبال وانتهت فكيف يتصور العقل نسخها؟؟؟
===============================
أما نسخ التلاوة كما قيل ((والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة))
فإن نفسي تعاف القول بحدوثه فهو يفتح ابواب أقوال مزعجة في جانب حفظ القرأن الكريم
فما رأيك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:00 م]ـ
ما ذكرته لفتة طيبة إذ النسخ اصطلاحا إنما يكون في الأحكامُ الشرعيةُ، أمّا القضايا الكونية التي حصلت و الأحكامُ الخَبَريَّةُ فإنّها لا يُمكن أنْ يَدْخُلها النسخُ؛ لأنّنا لو جَوَّزْنَا نسخَ أحد الخَبَرَيْنِ بالآخرِ لَزِمَ مِنه تكذيبُ أحد الخَبَرَيْنِ بالآخرِ، وهذا مُحَالٌ في كلامِ الله، وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله:" الناسخُ والمنسوخُ إنّما يكونانِ في الأوامر والنواهي، وأمّا الخبرُ عن الله ? أو عن رسوله ? فلا يجوز النسخُ فيه البَتَّةَ بِحَال ". (1)
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية:" الخبرُ عمّا كانَ وما يكونُ لا يدخلهُ نَسْخٌ ". (2)
وقال ابن القيِّم:" أحكامُ التوحيدِ التي اتّفقتْ عليه دعوةُ الرُّسُلِ يستحيلُ دخول النسخِ فيه ". (3)
وقال السيوطيُّ:" لا يقعُ النسخُ إلاّ في الأمرِ والنَّهْيِ؛ ولو بلفظِ الخبر، أمّا الخبرُ الذي ليس بمعنى الطلبِ فلا يدخلهُ النسخُ، ومِنه الوعدُ والوعيد، وإذا عرفتَ ذلك عرفت فسادَ صُنْعِ مَن أدخلَ في كُتُبِ النسخِ كثيرًا مِن آياتِ الأخبارِ والوعد والوعيد ". (4)
[ line]
( 1 ) التمهيد (3/ 215).
(2) مجموع فتاوى ابن تيمية (4/ 326).
(3) بدائع الفوائد (1/ 128).
(4) الإتقان في علوم القرآن (2/ 702).
وللاستزادة انظر: البرهان في علوم القرآن (2/ 39)، الموافقات للشاطبي (3/ 63، 66، 68، 69)، تقريب الوصول صـ (314)، إرشاد الفحول (3/ 621).
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:24 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
كليات القرآن
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Nov 2004, 04:45 م]ـ
كُلِّياتُ القرآنِ تُطْلق ويُرادُ بها: الألْفاظُ والأساليبُ الواردة في القرآنِ على معنىً مُطَّرِد. (1)
وهذهِ الإطْلاقاتُ الكُلِّية يُطْلقها بعضُ المفسِّرينَ وعُمْدتهم في ذلكَ هو اسْتِقْرَاءُ القرآنِ الكريم بحيثُ يقفُ المفسِّرُ على عادةِ القرآنِ وطريقته في هذا اللفظِ أو الأسلوبِ، قالَ الشنقيطيُّ رحمه الله:"وقد تقرّرَ في الأصولِ، أنّ الاستقراءَ التامَّ حُجَّةٌ بلا خِلاف". (2)
ولِلمفسِّرينَ في إيرادِ الكُلِّيات طريقتان:
الطريقة الأولى: الإطْلاق؛ كقولِ ابن عباس رضي الله عنهما وابنِ زيد:" كُلُّ شيءٍ في القرآن رِجْزٌ فهو عذاب ". (3)
الطريقة الثانية: الإطْلاق مع الاستثناء، وتُسمّى " الأفْراد "، وهو نوعٌ مِن الكُلِّياتِ؛ لأنّ الاستثناءَ مِعْيار العمومِ كما هو مُقرَّرٌ عند أهل العلم. (4)
مثاله:
قال ابن فارس:" ما في القرآنِ مِنْ ذِكْر البعْلِ فهو الزَّوْجُ، كقوله تعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنّ} (البقرة: من الآية228) إلا حرْفًا واحدًا في الصافّات: {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} (الصافات:
من الآية125)، فإنّهُ أرادَ صَنَمًا " نَقلَهُ الزركشيُّ. (5)
وقد اعتنى بهِ الصحابة والتابعون كما تقدّم مثالُه عن ابن عباس رضي الله عنهما وعبد الرحمن بن زيد بن أسْلم، وكذا منْ جاء بعدهم من المفسِّرين، وأوّلُ من ذُكِرَ أنّهُ جمعها في كتاب: الإمام اللغويّ أحمد بن فارس، في كتابه: الأفْراد، وقد ضَمَّنَهُ الزركشيُّ في كتابه: البرهان في علوم القرآن (6)، والسيوطيُّ في كتابه: الإتقان في علوم القرآن. (7).
وللرّاغب الأصفهانيّ اهتمامٌ بها في كتابه: المفْردات،جَمَعها في الفهْرس مُحقِّقُ كتابِ المفْردات. (8)
وينبغي التنبّهُ إلى أنّه ليسَ كُلُّ ما يذْكُره المفسِّرون مِن الكُلِّياتِ مُسَلَّمٌ؛إذْ رُبّما يكون الاستقراء غيرَ تامٍّ، ومِن أمْثلةِ ذلك:
تقدّم عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما وابن زيدٍ" أنّ كلَّ شيءٍ في القرآن رِجْزٌ فهو عذاب "، وهذا الاستقراءُ غيرُ تامٍّ قالَ ابنُ فارس:" كلُّ حرْفٍ في القرآن منْ " رِجْز " فهو العذاب،كقوله تعالى في قصّة بني إسرائيل: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} (الأعراف: من الآية134) إلا في سورة المدّثّر: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (المدثر:5) فإنّه يعني به الصَّنَمَ فَاجْتَنِبُوا عبادتَه ". (9)
ومِمّنْ فسَّر الآية بالصَّنَمِ ابنُ عباس رضي الله عنهما وابنُ زيد. (10)
قُلْتُ: وحَصْرُ ابنُ فارسٍ أيضًا غيرُ تامٍّ، إذْ يَخْرُج منهُ أيضًا قوله تعالى: {وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} (الأنفال: من الآية 11)، والمرادُ برجز الشيطانِ هو ما يوسوس به ويدعو إليهِ مِن الكُفْرِ والبهتانِ والفسَاد. (11)
ومن الأمثلة أيضاً:
قالَ السيوطيُّ:" أخْرجَ ابن أبي حاتم عن ابنِ عباسٍ:كُلُّ شيءٍ في القرآنِ " أوْ " فهو مُخَيَّر". (12)
قلت هذه القاعدةُ الكُلَِّية يُعَكِّرُ عليها بعض الأمور:
الأمر الأول: ما أخْرجهُ البيهقيّ في سُنَنه عن ابن جُريْج قال:" كُلُّ شيءٍ في القرآن فيه " أوْ " فَلِلتَّخْيير، إلا قوله: {أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} (المائدة: من الآية33) ليس بمُخَيّر فيهما ". (13)
قُلْتُ: وهذا على أحدِ الأقوالِ في تفسير الآية،والقولُ الثاني أنّ " أوْ " فيها للتَّخْيير،
قالَ ابنُ كثير رحمه الله:" ومُسْتند هذا القولِ أنّ ظاهرَ " أوْ " للتَّخْيير كما في نظائرِ ذلكَ مِن القرآنِ " (14)، وهو قولُ المالكيّة وطائفةٌ مِن أهل العلْم. (15)
قُلْتُ: تَبيَّنَ أنَّ اسْتثناء ابن جُريْج غيرُ مُتَّفقٍ عليه؛ ولِذا فلا يصحُّ الاعتراضُ به على هذه الكُلِّية.
الأمْر الثاني: قال الله تعالى: {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} (الانسان: من الآية24)
ليسَ المقْصودُ بهذه الآية تخْييرُه في طاعةِ أحدِهمَا وإنّما المرادُ لا تُطعْ واحدًا منهما، فـ " أوْ " في النَّهي نَقِيضَةُ " أوْ " في الإباحةِ. (16)
الأمْر الثالث: مِنَ المعلوم أنّ لـ " أوْ " معاني متعدّدة غير التَّخْيير واردٌ بعْضها في القرآن؛ انْظُرْهَا مع أمْثلتها عندَ ابن هشام، والسيوطيّ. (17)
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْتُ: ولو قُيِّدتْ هذه القاعدةُ في بابِ الكفَّارات لَكَانَ لها وجْه (18)؛ إلا أنّه يُمْكنُ تخْريجُ كلامِ ابن عباس رضي الله عنهما ومَنْ قال بِقَوْلِه بما يلي:
أنّ مَقْصُودهم أنّ التخْييرَ هو الأصْلُ في معنى " أوْ" وأمّا بقيّة المعاني فتُسْتفادُ من سياقِ الكلام ويدلُّ على هذا أنّ ابن هشام بعْدَ ذِكْره لِمعاني " أوْ " قال:" التحْقيقُ أنّ " أوْ " مَوْضُوعةٌ لأحَدِ الشَيْئَيْن أوْ الأشياء،وهو الذي يقوله المتَقَدِّمُونَ، وقد تَخْرُجُ إلى مَعْنى "بلْ " وإلى مَعْنى " الوَاوِ "، وأمّا بقيّةُ المعاني فمُسْتَفادةٌ مِنْ غيرِها ". (19) والله أعْلم.
وقالَ الكَفَوِيُّ:" الأصْلُ في كلمة " أوْ " أنْ تُسْتَعْمَلَ في أحد الأمْرين ". (20)
وفي الختام ارجو ممن وقف على كلية لم يتم فيها الحصر أن يتحفنا بها مع ذكر مستنده , لأنه كما تبين أن الحصر التام هو عمدة الكليات.
[ line]
( 1 ) انظر: فصول في التفسير صـ (122)، تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه صـ (120).
(2) تفسير الشنقيطي (2/ 4).
(3) انظر: تفسير الطبري (1/ 305، 306).
(4) انظر: عمدة القاري (21/ 237).
(5) انظر: البرهان في علوم القرآن (1/ 137).
(6) انظر: المرجع السابق (1/ 136).
(7) انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 453).
(8) هو: صفْوان داودي، انظر: كتاب مفردات ألفاظ القرآن صـ (948)، وبلغَ عددُها (47) قاعدةً كُلِّية.
(9) انظر: البرهان في علوم القرآن (1/ 138).
(10) انظر: تفسير ابن جرير (14/ 147).
(11) انظر: مفردات ألْفاظ القرآن صـ (342).
(12) الإتقان في علوم القرآن (1/ 498)، وانظر: تفسير القرطبيّ (6/ 100).
(13) أخْرجه البيهقيّ في السنن الكبرى كتاب: الحجّ / باب:هلْ لمن أصاب الصيد أنْ يفديه بغير النَّعَم (5/ 185).
(14) تفسير ابن كثير (2/ 559).
(15) انظر: تفسير ابن كثير (2/ 559)، تفسير القرطبيّ (6/ 99).
(16) انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 1498)، مُغْني اللبيب (1/ 62).
(17) انظر: مُغْني اللبيب (1/ 61)، الإتقان في علوم القرآن (1/ 495).
(18) انظر: تفسير ابن كثير (2/ 559)، تفسير الشنقيطي (2/ 77).
(19) مُغْني اللبيب (1/ 67).
(20) الكُلِّيات صـ (125).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 08:40 م]ـ
أنا أريد أن أستفسر عن ((في سبيل الله))
فكلما وردت كعبارة في القرآن الكريم قصد فيها الجهاد
أليس كذلك؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:22 م]ـ
ليس هذا على إطلاقه إذ يخرج منه قول الله تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله " فالمراد بقوله " في سبيل الله " الزكاة كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري وغيره , ولذا قيل: كل مال أديت زكاته فليس بكنز
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:23 م]ـ
ذكر الأخ جمال تعقيبا بقوله:
السلام عليكم
قال إبن عاشور في الاية التي ذكرتها ((و {سبيل الله} هو الجهاد الإسلامي وهو المراد هنا.))
مع أني أوافقك أن هذه الأية مقصود منها الزكاة
فهلا فصلت؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:24 م]ـ
سبب قول ابن عاشور يتضح بنقل كلامه حول هذه الآية حيث قال:
والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم (جملة معطوفة على جملة) يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا (والمناسبة بين الجملتين: أن كلتيهما تنبيه على مساوي أقوام يضعهم الناس في مقامات الرفعة والسؤدد وليسوا أهلا لذلك، فمضمون الجملة الأولى بيان مساوي أقوام رفع الناس أقدارهم لعلمهم ودينهم، وكانوا منطوين على خبائث خفية، ومضمون الجملة الثانية بيان مساوي أقوام رفعهم الناس لأجل أموالهم، فبين الله أن تلك الأموال إذا لم تنفق في سبيل الله لا تغني عنهم شيئا من العذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما وجه مناسبة نزول هذه الآية في هذه السورة: فذلك أن هذه السورة نزلت إثر غزوة تبوك، وكانت غزوة تبوك في وقت عسرة، وكانت الحاجة إلى العدة والظهر كثيرة، كما أشارت إليه آية) ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون (وقد ورد في السيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، وقد أنفق عثمان بن عفان ألف دينار ذهبا على جيش غزوة تبوك وحمل كثير من أهل الغنى فالذين انكمشوا عن النفقة هم الذين عنتهم الآية ب) والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله (ولا شك أنهم من المنافقين.
والكنز بفتح الكاف مصدر كنز إذا ادخر مالا، ويطلق على المال من الذهب والفضة الذي يخزن، من إطلاق المصدر على المفعول كالخلق بمعنى المخلوق.
و) سبيل الله (هو الجهاد الإسلامي وهو المراد هنا.
فالموصول مراد به قوم معهودون يعرفون أنهم المراد من الوعيد، ويعرفهم المسلمون فلذلك لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أنب قوما بأعيانهم.
ومعنى) ولا ينفقونها في سبيل الله (انتفاء الإنفاق الواجب، وهو الصدقات الواجبة والنفقات الواجبة: إما وجوبا مستمرا كالزكاة، وإما وجوبا عارضا كالنفقة في الحج الواجب، والنفقة في نوائب المسلمين مما يدعو الناس إليه ولاة العدل.
والضمير المؤنث في قوله) ينفقونها (عائد إلى الذهب والفضة.
والوعيد منوط بالكنز وعدم الإنفاق، فليس الكنز وحده بمتوعد عليه، وليست الآية في معرض أحكام ادخار المال، وفي معرض إيجاب الإنفاق، ولا هي في تعيين سبل البر والمعروف التي يجب الإخراج لأجلها من المال، ولا داعي إلى تأويل الكنز بالمال الذي لم تؤد زكاته حين وجوبها، ولا إلى تأويل الإنفاق بأداء الزكاة الواجبة، ولا إلى تأويل) سبيل الله (بالصدقات الواجبة، لأنه ليس المراد باسم الموصول العموم بل أريد به العهد، فلا حاجة إلى إدعاء أنها نسختها آية وجوب الزكاة، فإن وجوب الزكاة سابق على وقت نزول هذه الآية.
ووقع في الموطأ أن عبد الله بن عمر سئل عن الكنز، أي المذموم المتوعد عليه في آية) والذين يكنزون الذهب والفضة (الآية ما هو فقال: هو المال الذي لا تؤدى منه الزكاة. وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده مال لم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه ثم يأخذ بلهزمتيه يعني شدقيه ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك فتأويله أن ذلك بعض ماله وبعض كنزه، أي فهو بعض الكنز المذموم في الكتاب والسنة وليس كل كنز مذموما.
وشذ أبو ذر فحمل الآية على عموم الكانزين في جميع أحوال الكنز، وعلى عموم الإنفاق، وحمل سبيل الله على وجوه البر، فقال بتحريم كنز المال، وكأنه تأول) ولا ينفقونها (على معنى ما يسمى عطف التفسير، أي على معنى العطف لمجرد القرن بين اللفظين، فكان أبو ذر بالشام ينهى الناس على الكنز ويقول: بشر الكانزين بمكاو من نار تكوى بها جباهم وجنوبهم وظهورهم، فقال له معاوية، وهو أمير الشام، في خلافة عثمان: إنما نزلت الآية في أهل الكتاب، فقال أبو ذر: نزلت فيهم وفينا، واشتد قول أبي ذر على الناس ورأوه قولا لم يقله أحد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فشكاه معاوية إلى عثمان، فاستجلبه من الشام وخشى أبو ذر الفتنة في المدينة فاعتزلها وسكن الربذة وثبت على رأيه وقوله. اهـ
فأنت تلاحظ أن ابن عاشور ربط الآية بما أورده من سبب نزولها , وجعل الموصول " اللذين" للعهد , لا للعموم , ويريد بذلك الرد على ما قاله المفسرون حول الآية مما أورده من الأقوال وهذا اختياره , هي مسألة أصولية أختلف فيها العلماء هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب , والجمهور على الأول , وأن العبرة بعموم اللفظ.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:25 م]ـ
قال الأخ ابو عبد المعز:الاخ احمد البريدي ...
قيل إن كل" عسى" فى القرآن .. متحققة الوقوع ... إذا كانت مسندة الى الله تعالى .....
واستثنوا-عفوا انا الان اعتمد على الذاكرة-قوله تعالى في سورة التحريم عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن ...
قالوا فإن الله لم يبدله .. غيرهن .. من النساء ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل هذا الاستثناء غير صحيح .. فعسى فى الاية تعلقت بشرط .. فتبديل الازواج مشروط بالطلاق .. فلا يتحقق الاول الا .. بتحقق الثاني ..
ومن هنا اطردت القاعدة ... لكن الفيصل فى المسألة هو الاستقراء .. كما تفضلت ..
والسلام عليكم ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:25 م]ـ
أخي الفاضل:أبو عبد المعز أعزك الله بطاعته
هذه الكلية ذكرها ابن عباس رضي الله عنه حيث قال:كل " عَسَى " في القرآنِ فهي وَاجِبة. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1766)، والبيهقيّ في سننه الكبرى في كتاب: السير / باب: ما جاء في عذر المستضعفين (9/ 13) برقم (17531).
وقال بها أيضًا: الضَّحَّاكُ، والحسنُ، وأبو مالكٍ، والسُّدِّيُّ، وأبو عبيدة، والشافعي، وهو قول أكثر المفسِّرينَ. انظر: تفسير ابن أبي حاتم (6/ 1874)، مجاز القرآن لأبي عبيدة (1/ 134)، الإتقان في علوم القرآن (1/ 522) , بدائع الفوائد (3/ 178).
والمراد من الله , وهكذا قال الشافعي رحمه الله , وغيره.
ومعنى ذلك: أي واقعة حَتْمًا ذلك أنّ الرجاء في حقِّ الله تعالى غير وارد؛ إذْ إنّه المتصرّف المدبّر، والرجاء إنّما يكون ممّن لا يملك الشيء فيرجوه مِنْ غيره.
قال الزركشيُّ:"والعرب قد تُخْرج الكلام المتيقّن في صورة المشكوك؛لأغراض. البرهان في علوم القرآن (4/ 182).
وقد استثنى بعضُ المفسّرين كابن الأنباري وغيره مِنْ هذه القاعدة آيتين هما: قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} (الإسراء: من الآية8) يعني:بني النضير فما رحمهم الله،بلْ قاتَلهم رَسُول الله، وأوْقع عليهم العقوبة.
والثانية: قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنّ} (التحريم: من الآية5) فلَمْ يقع التبديل.
قالَ السيوطيّ:" وأبطل بعضهم الاستثناء، وعمّم القاعدة؛ لأنّ الرحمة كانت مشْروطة بألاّ يعودوا، كما قالَ: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} (الإسراء: من الآية8) وقد عادوا، فوجبَ عليهم العذاب، والتبديلُ مشْروطٌ بأنْ يُطلِّقَ ولَمْ يُطلِّقْ، فلا يجب ". انظر: الإتقان في علوم القرآن (1/ 522)، , البرهان في علوم القرآن (4/ 183).
ولِذا فهذه القاعدة كلِّيةٌ لَمْ يُسْتثن منها شيءٌ على الصحيح. والله أعلم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jan 2008, 07:28 م]ـ
من أحسن الكتب التي دُرست فيها الكليات اللفظية دراسة نظرية تطبيقية، كتاب (كليات الألفاظ في التفسير) للأستاذ: بريك القرني - وفقه الله -.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 10:57 م]ـ
هذه بعض كليات تفسير القرآن الكريم، جمعتها من خلال استقرائي البسيط لكتاب الله تعالى مع بعض كتب التفاسير:
* كل ما في القرآن من ذكر البشر فالمراد: الخلق، إلا في قوله تعالى: (((لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ))) [المدثر: 29]؛ فإن المراد: البشرة؛ وهي ظاهر الجلد.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 10:58 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر الخمر فالمراد: خمر الدنيا، إلا في قوله تعالى: (((وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ))) [محمد: 15]، فالمراد: خمر الجنة.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:01 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر الرجال فالمراد: الذكور البالغون من بني آدم عليه السلام، إلا في قوله تعالى: (((فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا))) [البقرة: 239]، وقوله تعالى: (((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا))) [الحج: 27]؛ فالمراد: ماشين على أرجلهم.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:03 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر الفاكهة (مفرداً) فالمراد: فاكهة الجنة، إلا في قوله تعالى: (((فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ))) [الرحمن: 11]، وقوله تعالى: (((وَفَاكِهَةً وَأَبًّا))) [عبس: 31]؛ فالمراد: فاكهة الدنيا.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:04 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر الفواكه (جمعاً) فالمراد: فواكه الجنة، إلا في قوله تعالى: (((لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ))) [المؤمنون: 19]؛ فالمراد: فواكه الدنيا.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:07 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر الفحشاء فالمراد: القبيح من القول والفعل على العموم، إلا في قوله تعالى: (((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ))) [يوسف: 24]؛ فالمراد: الزنا خاصةً.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:11 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر (لعل) فالمراد: للتعليل، إلا التي في سورة الشعراء: (((وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ))) [الشعراء: 129]؛ فهي بمعنى: كأنكم تخلدون.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:12 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر العاجلة فالمراد: الدنيا.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:13 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر الكأس فالمراد: الخمر.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:15 م]ـ
* كل ما ورد في القرآن من المجرمين فالمراد: الكفار.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 Dec 2010, 11:19 م]ـ
* كل ما في القرآن من ذكر " اليتيم " فالمراد: من مات أحد أبويه دون سن البلوغ عامةً دون تخصيص، إلا في قوله تعالى: (((أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى))) [الضحى: 6]، فالمراد: النبي صل1.
والله تعالى أعلم.(/)
استفسار!! عن تفسير بن مردويه رحمه الله
ـ[محب السلف]ــــــــ[30 Nov 2004, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أساتذتي الكرام وإخواني الأفاضل - علماء وطلبة علم التفسير - حفظهم الله جميعا ونفع بهم الإسلام والمسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
آمل التكرم والاحتساب في إفادتي بكل ما يتعلق ((بتفسير الإمام بن مردويه)) رحمه الله،
1 - هل هو موجود أو مفقود؟؟؟
2 - وإن كان موجودا فهل هو مطبوع؟؟؟
2 - وإن كان مفقودا!!! فما هي التفاسير المطبوعة التي تناولته وتضمنته مستوعبا؟؟؟
4 - ما هي أفضل الطبعات الموجودة للتفاسير التي تناولت واستوعبت تفسير بن مردويه؟؟؟
5 - هل يوجد دراسة جامعية في تفسير بن مردويه؟؟؟
6 - هل يوجد مُستخرج لتفسير بن مردويه أو جمع لمروياته رحمه الله من التفاسير المطبوعة؟؟؟
7 - هل مرويات بن مردويه في التفسير استوعبت جميع الآيات؟؟؟ أي تفسير كل القرآن؟؟؟
وأخيرا وربما ليس بآخر!!! ما هو التقيم العلمي العام لهذا التفسير؟؟؟؟
وتقبلوا تحيات وتقدير أخيكم ومحبكم في الله
محب السلف
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:23 م]ـ
يظهر أيها الأخ الكريم أن مرويات ابن مردوية في التفسير قد بُحثت في الجامعة الإسلامية، وهذا أحد الأعمال التي تمت بشأنه، ولعلك تتصل بالجامعة إن كان لك فيه غرض لم يقوموا به، وهذا نموذج أحد الرسائل العلمية، كما هو في ثبت رسائلهم الجامعية:
مرويات ابن مردويه في التفسير "من أول سورة الأنعام إلى آخر سورة النحل" ـ جمعاً ودراسةً ـ.
الباحث: أحمد نجيب بن عبد الله صالح
الجنسية: ماليزي
المشرف: د/ حكمت بشير ياسين
المرحلة: الماجستير
تاريخ المناقشة: 1414/ 08/28 هـ
التقدير: ممتاز
عدد المجلدات: 1
عدد الصفحات: 916
ملخص تعريفي للرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وقسمين، وخاتمة.
المقدمة: اشتملت على نبذة عن التفسير بالمأثور وأهميته.
أما القسم الأول: ففيه فصلان: ترجمة المؤلف (حياته الشخصية، والعلمية). دراسة المرويات، وقد اشتمل على: عنوان تفسير ابن مردويه، منهج ابن مرديه في تفسيره، موارد ابن مردويه في التفسير، العلماء الذين حصلوا على إجازة رواية تفسير ابن مردويه، القيمة العلمية لتفسير ابن مردويه، بعض المآخذ على التفسير.
القسم الثاني: مرويات ابن مردويه في التفسير ويشمل السور الآتية: سورة الأنعام، الأعراف، الأنفال، التوبة، يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر، النحل.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها: قوة شخصية هذا الإمام وبراعته في العلوم المختلفة وخصوصاً الحديث والتفسير. ضخامة تفسيره لكثرة الروايات الواردة فيه، وقد بلغت الروايات من أول القرآن إلى آخره نحو خمسة آلاف رواية وفي هذه الرسالة بلغ عدد الروايات (1198) رواية من غير تكرار.
رجوع
ـ[محب السلف]ــــــــ[02 Dec 2004, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي وأستاذي فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
وزادك الله حرصا على طاعته وخدمة دينه.(/)
استفسار مهم عن المصاحف وكتابتها
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 Nov 2004, 08:05 م]ـ
السلام عليكم.
أرجو إفادتي عن المصاحف السبعة التي كتبت في عهد عثمان وأرسلت للأمصار أين هي؟ وهل نستطيع القول بأن هذا مصحف كوفي ونعني بذلك أنه المصحف
العثماني الذي أرسل للكوفة؟
والمصاحف المصرية اليوم هي امتداد لأي مصحف من تلك المصاحف السبعة؟
وكذلك مصحف مجمع الملك فهد في المدينة؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2004, 04:20 م]ـ
هذا الجواب يمكن أن يفيد فيه بعض علمائنا العارفين برسم المصحف؛ كالشيخ عبد العزيز قاري، والشيخ أحمد شرشال، ولعل من لهم بهما أو بغيرهما ممن له علم بالرسم أن يوافي الملتقى بجواب شافٍ لهذا السؤال.
ومن باب المشاركة رجعت إلى (التعريف بالمصحف الشريف) المطبوع في نهاية المصاحف التي طُبعت في مجمع الملك فهد (مصحف حفص، وورش، والدوري)، وقد ذكروا هذه العبارة الآتية:
في مصحف حفص: (وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المنتسخة منها.
وروعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف
هذا، وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها)
وفي مصحف الدوري: (وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المنتسخة منها.
وروعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبًا، على ماحققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشَّريشي الشهير بالخراز في منظومته ((موارد الظمآن))، وما قرره الشيخ إبراهيم بن احمد المارغني التونسي في ((دليل الحيران على موارد الظمآن))، وقد يؤخذ بما نقله غيرهما).
وفي مصحف ورش: (وأُخذ هجاؤه مما رواه علماء الرسم عن المصحف التي بعث بها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة والمدينة والبصرة والكوفة والشام، والمصحف الذي جعله لأهل المدينة، والمصحف الذي اختص به نفسه، وعن المصاحف المنتسخة منها.
وروعي في ذلك ما نقله الشيخان أبو عمرو الداني وأبو داود سليمان بن نجاح، مع ترجيح الثاني عند الاختلاف غالبًا، على ماحققه الشيخ محمد بن محمد الأموي الشَّريشي الشهير بالخراز في منظومته ((موارد الظمآن))، وما قرره الشيخ إبراهيم بن احمد المارغني التونسي في ((دليل الحيران على موارد الظمآن))، وقد يؤخذ بما نقله غيرهما؛ كالبلنسي صاحب كتاب (المنصف)، وكالشيخ الطالب عبد الله بن محمد الأمين بن فال الجكني في كتابه (المحتوى الجامع في رسم الصحابة وضبط التابع)، وغير هذين من العلماء المحققين
هذا، وكل حرف من حروف هذا المصحف موافق لنظيره في المصاحف العثمانية الستة السابق ذكرها).
ولعل علماءنا يوافونا بمزيد من التفصيل، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[02 Oct 2010, 05:53 ص]ـ
أما سؤال الأخ -وفقه الله- عن عدد المصاحف المرسلة إلى الأمصار،
فقد اختلف فيها على أقوال هي:
1 - مكة والمدينة والكوفة والبصرة، وهذه الأربعة متفق عليها بين الجميع، مع التنبة إلى أن نسخة المدينة، يفرَّق فيها بين النسخة الخاصة بعثمان، والنسخة العامة لأهل المدينة، فإن هناك خلافا بين رواية أبي عبيد عن مصحف المدينة، وبين رواية نافع عنه، أشار إليه الشاطبي في العقيلة، والصحيح: أن أبا عبيد يروي عن مصحف عثمان الخاص، ونافع المقرئ يروي عن المصحف العام.
2 - الأربعة السابقة، والشام، فيكونون خمسة مصاحف، وهذا اختيار الأئمة حال ذكر خلاف المصاحف، فإنهم يدخلون الشامي، والذين لم يدخلوه قلة، والصحيح أنه قد أرسل إليه عثمان مصحفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الخمسة السابقة، واليمن والبحرين، ذكره أبو حاتم السجستاني، واشتهر هذا القول عنه، وهو خلال مرجح بالسلب، فلعل الصحيح عدم الإرسال لهذين المصرين.
وأما القول: إنه أرسل مصحفا لأهل (مصر) فهو شاذ، بل قد صرَّح الأندرابي في كتابه (الإيضاح) أن مصاحف مصر منسوخة عن المصحف الشامي.
وأما سؤاله عن نسبة المصحف برسم معين إلى مصر معين، فمع أن عثمان أرسل إلى كل مصر بمصحف، فإن أعيان هذه المصاحف مفقودة، لفعل الزمن، ولكثرة الاستخدام، بل إنه لا يوجد من المصاحف المكتوبة في القرن الأول: مصحفا كاملا، كل الموجود من تلك الحقبة بعض الرقوق الموزعة هنا وهناك، وهناك كمية كبيرة منها في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء في اليمن.
فالعلماء حين يذكرون الخلاف في رسم المصاحف التي أرسلها عثمان رضي الله إلى الأمصار هو عن نقل من رآها وشاهدها، أو رآى وشاهد المصاحف المنتسخة منها، لأنها حجج أيضا كما صرح بذلك الداني في (المقنع)، وكما هو فعل الأئمة في النقل عن المصاحف القديمة -في أمصارها المخلتفة- من مثل فعل الإمام أبي الحسن علي بن محمد السخاوي في شرحه للعقيلة، فإنه يعود كثيرا لمصاحف الأمصار المختلفة.
وأما سؤاله عن المصاحف المصرية اليوم، وعن مصحف المدينة النبوية،
فجوابه أنهما في الحقيقة مجموعين من كتب الرسم وكتب الرسم التي اعتمدت عليها اللجنة أولا في مصر ثم في مجمع الملك فهد هما كتابان: (المقنع) لأبي عمرو الداني، و (مختصرالتبيين) لأبي داوود سليمان بن نجاح، تلميذ الإمام الداني.
وهم في المصاحف المطبوعة أولا كانوا يقولون: (مع ترجيح الثاني عند الاختلاف) يعني أن اختيار الداني في رسم كلمة معينة؛ قد يخالف اختيار أبي داوود؛ فإذا حصل هذا الاختلاف رجحوا ما يختاره أبو داوود،
ولم يكن عملهم مطابقا لذلك، لأنهم كانوا في بعض الأحيان يرجحون ما يختاره الداني، ولذلك زادوا في (مصحف المدينة النبوية) كلمة (غالبا) وهو الصحيح.
وأما مسألة استيعاب هذين الكتابين لجميع كلمات القرآن، فغير خاف أنهم لم يشترطا جمع كلمات القرآن، ولم يفعلها ذلك، وانظر كلام الإمام ابن الجزري في النشر حال كلامه عن قراءة قوله عز وجل في سورة التوبة: (((أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام)))، فإن هاتين الكلمتين وهما (سقاية) و (عمارة) لم يتكلم الشيخان عن رسمها، بل هناك أكثر بكثير من هاتي الكلمتين،
وعليه فلا نستطيع أن نقول مثلا إن المصاحف التي طبعت في (مصر) أو في (المملكة) أو غيرها من الأقطار الإسلامية تتبع المصحف الكوفي أو غيره، لأنهم قد يخالفون في بعض الكلمات لأن صريح القراءة يوافق رسما غير رسم المصر الذي تنسب إليه القراءة،
وخذا هذا المثال فإن قوله سبحانه: (((وما علمته أيديهم أفلا يشكرون))) في سورة يس، كتبت في مصاحف أهل الكوفة: (((وما عملت أيديهم))) يعني بغير هاء الضمير، وحفص كوفي، ولكنه يقرأ الكلمة بالهاء، فلو رسمت الكلمة بغير هاء لخالفت قراءة حفص، فإثبتت الهاء لأنها مثبتة في المصاحف البصرية والشامية والمكية والمدنية، ولم يقولوا ما دام أن (حفص) كوفي فإننا سنرسم المصحف على ما يقوله أهل الكوفة، بل رسموه على ما يوافق لفظ القراءة، وورد أنه كذلك في مصاحف الأمصار الأخرى.
وهذا على القول إن كتب الرسم أحاطت بجميع كلمات القرآن، والصحيح أن كتب الرسم لم تحط بجميع الكلمات، وله تعليل يطول عليه هذا الموضع.
ولذلك لا يزال العلماء -من قديم وإلى الآن- يقولون: إن مصادر الرسم العثماني هي: 1 - المصاحف القديمة، 2 - وكتب الرسم، حتى يتكامل الأمر.
وجواب فضيلة الشيخ د. الطيار يعطي لمحة عن فعل اللجان المشرفة في طباعة المصحف، جزاه الله خيرا.
وأستغفر الله من الزلل والخطأ،
وأرجو المعذرة إن وجد خطأ في الكتابة، ولأني لم أعزو الأقوال؛ لأني كتبته مباشرة في الرد على الموضوع، وغير متيسر لي الآن العزو إلى المصادر.
والله حسبي ونعم الوكيل.
والحمد لله رب العالمين.
د. بشير بن حسن الحميري
التخصص الدقيق: (عد الآي ورسم المصاحف).(/)
شبهة عن تسمير النبي - صلى الله عليه وسلم - لأعين بعض المشركين
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 Nov 2004, 08:30 م]ـ
أبوال الابل
أحبتي في الله الانترنت ملئ بالمواضيع المتناقضة والغريبة في آن وهو كما تعلمون عالم من المعرفة الحقة والباطلة في آن فأرجو الارشاد
اثناء بحثي عن موضوع معين صادفت هذا الحديث وأرجو إفادتي بصحته وما تفسيركم له ان كان صحيحا , وجزاكم الله كل خير واليكم نص ما كتب:
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الطبّ من جزئه السابع ص13 في باب الدّواء بألبان الإبل وفي باب الدّواء بأبوال الإبل. قال: حدثنا ثابت عن أنس أنّ ناساً كان بهم سقم قالوا: يا رسول الله آونا وأطعمنا فأمرهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن يلحقوا براعيه يعني الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلحقوا براعيه فشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت أبدانهم فقتلوا الرّاعي وساقوا الإبل فبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فبعث في طلبهم فجيء بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم فرأيت الرّجل منهم يكدم الأرض بلسانه حتى يموت».
هل يصدّق مسلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ينهى عن المثلة يقوم هو بنفسه فيمثّل بهؤلاء القوم فيقطع أيديهم وأرجلهم ويسمر أعينهم لأنهم قتلوا راعيه ولو قال الراوي بأنّ هؤلاء القوم مثّلوا بالرّاعي لكان للنّبي (صلى الله عليه وآله) عذر في المعاقبة بالمثل ولكن ذلك غير واردٍ وكيف يقتلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويمثل بهم هذه المثلة بدون بحث وتحرّ منهم حتّى يتبين من القاتل منهم فيقتله به. ولعلّ البعض يقول بأنهم شاركوا جميعاً في قتله، أفلم يكن في وسع الرّسول (صلى الله عليه وآله) أن يعفو ويصفح عنهم لأنهم مسلمون بدليل قولهم: يا رسول الله، ألم يسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله تعالى له: «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصّابرين» [سورة النحل: الآية 126].
وإذا كانت هذه الآية نازلة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما احترق قلبه على عمّه سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب الذي بقروا بطنه وأكلوا كبده وقطعوا مذاكيره اغتاظ رسول الله عندما رأى عمّه على تلك الحال وقال لئن مكّنني الله منهم لأمثلنّ بسبعين فنزلت عليه الآية فقال «صبرت يا ربّ» وعفى عن وحشي قاتل عمّه وهند التي مثلت بجسده الطّاهر وأكلت كبده. وهذا هو خلق النّبي (صلى الله عليه وآله).
وممّا يدلّك على فظاعة الرواية وأن الرّاوي نفسه استفظعها فأردف يقول: قال قتادة فحدّثني محمد بن سيرين أنّ ذلك كان قبل أن تنزل الحدود ليبرّر فعل النّبي (صلّى الله عليه وآله) بذلك فحاشى رسول الله أن يحكم من عند نفسه قبل أن يبيّن له ربّه وإذا كان في المسائل الصغيرة لا يحكم حتى ينزل عليه الوحي فما بالك في الدّماء والحدود؟
وأنه لمن اليسير جداً على من يتأمل في ذلك ليعرف إنها روايات موضوعة من جهة الأموّيين وأتباعهم ليرضوا بها الحكّام الذين لا يتورّعون عن قتل الأبرياء على الظنّ والتهمة ويمثلون بهم أشنع التمثيل والدّليل على ذلك ما جاء في ذيل الرواية نفسها التي أخرجها البخاري يقول: قال سلام فبلغني أنّ الحجّاج قال لأنس حدّني بأشدّ عقوبة عاقبها النبي صلّى الله عليه وسلّم فحدّثه بهذا. فبلغ الحسن فقال وددت أنّه لم يحدّثه بهذا» (1).
ويشمّ من الرواية رائحة الوضع لإرضاء الحجاج الثّقفي الذي عاث في الأرض فساداً وقتل من شيعة أهل البيت آلاف الأبرياء ومثّل بهم فكان يقطع الأيدي والأرجل ويسمل الأعين ويخرج الألسن من القفا ويصلب الأحياء حتى يحترقوا بالشمس، ومثل هذا الرواية تبرّر أعماله فهو إنّما يقتدي برسول الله ولكم في رسول الله أسوة حسنة ـ فلا حول ولا قوّة إلا بالله.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:04 م]ـ
الأخ إسلام
ما هذه بطريقة مناسبة لمناقشة أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام
إنها طريقة قائمة على تحكيم العقل في قبول ورفض الأحاديث دون مسوغ من نقد سند او نقد متن لتعارضه مع نص قطعي
والحديث صحيح---وكانوا ينتقدوننا حوله كثيرا--على أساس أن الشرب من أبوال الإبل نجاسة وذلك في غرف المناقشات مع النصارى
وما كنا نخجل منه أبدا
أخي
تأمل قول إبن حجر العسقلاني في شرحه للحديث فتتنازل عن معظم ماقلت---تأمل وفكر ثم لا غضاضة بالإقرار بالتسرع
قوله: (قال قتادة) هو موصول بالإسناد المذكور، وقوله " فحدثني محمد بن سيرين الخ " يعكر عليه ما أخرجه مسلم من طريق سليمان التيمي عن أنس قال " إنما سملهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم سملوا أعين الرعاة "
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 Dec 2004, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ولكني أريد أن أنبهك لشيء وهو أنني لست أنا السائل وإنما سألني أحد الناس عبير البريد وأرسلت البريد كما هو دون أن أوضح أنني لست أنا السائل.
جزاك الله خيرا وأنا أنتظر المزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 09:09 م]ـ
أعيد قول إبن حجر العسقلاني
((قوله: (قال قتادة) هو موصول بالإسناد المذكور، وقوله " فحدثني محمد بن سيرين الخ " يعكر عليه ما أخرجه مسلم من طريق سليمان التيمي عن أنس قال " إنما سملهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم سملوا أعين الرعاة "
معناه أن قول قتادة ((قال قتادة فحدّثني محمد بن سيرين أنّ ذلك كان قبل أن تنزل الحدود))
منقوض بما أخرجه مسلم من طريق سليمان التيمي عن أنس قال " إنما سملهم النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم سملوا أعين الرعاة "
فهذا يعني أن الرسول إقتص منهم جزاء بما فعلوا من سملهم عيون الرعاة
وبذلك إنطبقت الآية ((وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصّابرين» [سورة النحل: الآية 126].))
أما بالنسبة لبني أمية وللحجاج فأن تاريخ هذه الحقبة كتب في العهد العباسي وما بعده ولا نسلم حصول المبالغات بشان بني امية وولاتهم
كما أننا لا نقبل الخبر التاريخي إلا أذا روي بطريقة رواية السنة النبوية
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[29 Jan 2005, 03:42 م]ـ
هنا الرد يا أخي:
http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=484
ـ[موراني]ــــــــ[29 Jan 2005, 05:04 م]ـ
الى المشاركين في هذا الموضوع:
انني لا أرى في هذا الخبر شيئا يجب على الرجل أن يشك فيه: روي الخبر في سنن النسائي وفي سنن الترمذي وابن ماجة وأبي داود و وفي صحيحي البخاري ومسلم وسبقهم جميعا فيه ابن وهب في كتاب المحاربة من الموطأ له.
وبسبب هؤلاء السراق أنزلت الآية 33 من سورة المائدة (انما جزاء الذين يحاربون الله ...... )
نزلت فيهم آية المحاربة.
هذا أمر.
الأمر الآخر هو الحديث: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة.
ويقول ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ من الحديث:
وهذا الحديث ناسخ لكل مثلة كانت في الاسلام (!) ولا يجوز أن يمثل بمسلم وانما مثل النبي صلى الله عليه وسلم بالعرنيين لأنهم ارتدوا عن الاسلام. (ص 255)
اذا , فلا نحتاج الى تعديل شيء أو الى شرح جديد لشيء مما رواه القدماء من الخبر التاريخي في هذا الموضوع.
موراني
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[29 Jan 2005, 05:22 م]ـ
شكرًا يا دكتور موراني على التعقيب و على هذه المعلومات المفيدة .. و من الواضح أن كاتب هذا المقال رافضي: يبدو ذلك واضحًا من كلامه عن وضع الأمويين للحديث (!!) و عن قتل آلاف الأبرياء من شيعة أهل البيت.
ـ[موراني]ــــــــ[29 Jan 2005, 07:07 م]ـ
دز هشام عزمي , وفقك الله ,
لو استلمنا للأمر أن كاتب المشاركة رافضي (يعني شيعي) لما أجبنا على سؤاله الذي طرحه مشكورا:
هل يصدّق مسلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي ينهى عن المثلة يقوم هو بنفسه فيمثّل بهؤلاء القوم فيقطع أيديهم وأرجلهم ويسمر أعينهم لأنهم قتلوا راعيه ..... الخ
اذ هناك مجتهدون في أهل السنة والجماعة تشغّل بالهم هذه الأخبار بالذات ويجتهدون في شرحه اجتهادا ويسعون الى تفسيره كل سعي مشكورين أيضا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23984&highlight=%C7%E1%DA%D1%E4%ED%ED%E4
الاّ أنّ الأخبار والروايات عند الأخباريين وأصحاب الصحاح والسنن وأصحاب التفاسير واضحة مع اختلاف بعض الألفاظ فيها.
في التأريخ تطور , وتأريخ النبوة ليس خاليا من التطور وأسباب النزول ثابتة في حين ومختلف عليها في حين آخر كما يرى ذلك كل ذي عقل شيعيا كان أو سنيا.
موراني(/)
كثرة كتب التفسير هذه الأيام!! ..
ـ[كادح]ــــــــ[30 Nov 2004, 09:10 م]ـ
بسم الله ..
ترددت في طرح هذا الموضوع ..
وقد طرحته .. وأرجو أن يكون نفعه أكبر من إثمه ..
في وقتنا المعاصر .. كثرت كتب التفسير .. خصوصا المختصرات ..
هناك "أيسر التفاسير" للجزائري و "تيسير الكريم المنان" للسعدي و "زبدة التفسير" للأشقر و"التسهيل لتأويل التنزيل" للعدوي و"التفسير الوجيز" لوهبة الزحيلي .. وتجد في أرفف المكتبات في كل حين دكتور أو أستاذ ألف تفسيرا مختصرا جديدا ووضع له اسما جميلا .. ولعل القارئ اطلع على أزيد من ذلك ..
في العصور المتقدمة هناك تفاسير: كالجلالين والتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي ومختصر الطبري لابن صمادح ..
تبدو في نفس الحجم وكتبت لنفس المقصد ..
لم لا يقرر أحدها ليكون منهجا في المدارس والمعاهد؟! ..
أليس هناك تضخيم للمكتبة الإسلامية بكتب غيرها كان أجدى وأنفع وأبرك؟! ..
أما قيل أن كلام السلف قليل كثير البركة ..
الكتب التي ذكرتها في البداية متفاوتة ولا شك ..
وهي مأخوذة من أعمدة كتب التفسير التي هي في متناول الجميع ..
فيها زيادات وتصرفات حسنة .. وفيها أيضا نقلا من تفاسير سابقة دون أي تصرف .. ما يجعلها عادية في وضعها ..
هنا رسالة لمن تحدثه نفسه بوضع تفسير جديد ليست مني وإنما من الحافظ ابن العربي المالكي ..
قال ابن العربي في مقدمة "العارضة": "ولا ينبغي لحصيف أن يتصدى إلى تصنيف أن يعدل عن عرضين: إما أن يخترع معنى أو يبتدع وصفا ومتنا، حسب ما قررناه في قانون التأويل، وربطناه في التحصيل من الجمل والتفصيل، وما سوى هذين الوجهين فهو تسويد الورق والتحلي بحلية السرق"
ثم قال: "فأما إبداع المعنى فهو أمر معون في هذا الزمان فإن العلماء قد استوفوا الكلم ونصبوا على كل مشكل العلم ولم يبق إلا خفايا في زوايا لا يتولجها إلا من تبصر معاطفها واستظهر لواطفها".
لا أدعو لقفل باب الاجتهاد .. والاستباط .. فلعل أحدا يأتي ويفتح الله عليه ويكرمه بمعاني وأسرار لم تظهر لمن قبله .. وكم ترك الأول للآخر ..
ولكن تأليفا بطريقة "القص واللصق" ..... ؟!! ..
كذلك فإنني لا أوافق العقلانيين كالعقلاني جمال البنا - وهو ابن حسن البنا رحمه الله - الذي طالب بإلغاء كل كتب التفسير!! أو كالأهبل محمد أركون الذي يزعم أن حكايات القرآن لا يمكن أن تفهم إلا بعد التحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي!!! ..
ولكن أليس أولى من تسويد الورق وتكديس الأرفف طباعة وتحقيق الجيد والأجود .. ؟! ..
خاتمة:
جاء في "الرسالة المستطرفة": ذكر العلماء أن الإمام ابن أبي ذئب - معاصر الإمام مالك وبلديه - قد صنف موطأ أكبر من موطأ مالك، حتى قيل لمالك: ما الفائدة في تصنيفك؟ فقال: ما كان لله بقي.
والله تعالى أعلم ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2004, 02:26 م]ـ
الأخ الكريم كادح وفقه الله لكل خير ..
ما ذكرته بارك الله فيك دالٌّ على حمية لكتاب الله تعالى وللمكتبة الإسلامية أسأل الله لك السداد ..
لكنني أحب أن أضيف ما يلي:
1 - من حق كل عالم أن يؤلف ما يرى فيه مصلحة لنفسه في آخرته أو للناس في دينهم، ولا يمكن لأحد أن يحجر على أحد في التأليف ممن يصلح لذلك.
2 - ليس الجمع والاختصار معيباً في التأليف بل هو أحد طرق التأليف منذ العهود الأولى للكتب الإسلامية. وقد حفظت كتب المختصرات علوماً كثيرة ومعارف عن أصول مفقودة.
3 - لا يصح في جانب الاستدراك والاعتراض استخدام عبارات ليس فيها نقد علمي بل المنبغي الترفع عن ذلك.
4 - أعتقد أن المؤلفين يكمل بعضهم بعضاً فمن مختصر إلى جامع إلى مستدرك إلى مبتدع علمٍ وفن جديد وهكذا كل بما فتح الله عليه، وموقفنا أن نأخذ المفيد ونطرح غير المفيد.
ـ[كادح]ــــــــ[01 Dec 2004, 05:26 م]ـ
ذكر الدكتور عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي أنه بعد وفاة والده طُلب منه أن يتم كتاب أبيه ..
وكان أبوه قد وصل في التفسير إلى سورة "الحشر" ..
يقول الدكتور عبد الله: فجمعت عددا من كتب التفسير لأبدأ في إكمال "أضواء البيان" .. فلم أستطع أن أكمله بنفس طريقة الوالد .. عند ذلك علمت أنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .. وتوقفت ..
نعم لا يحجر على التأليف ..
كذلك .. لا يؤلف في التفسير أي أحد ..
خصوصا إن كان تفسيره نقولات ليس فيها تميز في العرض والطرح ..
والله أعلى وأعلم ..
ـ[كادح]ــــــــ[08 Dec 2004, 06:30 م]ـ
الفاضل فهد الوهبي ..
نعم اتفق أن المسارعة إلى التأليف تدل على وجود حمية للإسلام والمكتبة الإسلامية ..
وهذا من عناصر الموضوع التي لم تكتمل ..
لكني ..
كنت أريد حاجة واحدة فقط من الموضوع .. وأرجو من الإخوة جميعا أن لا يحملوه ما لا يحتمل ..
وقد ذكرتها وأعدت فيها وأبدأت ..
مثلا كتاب أبي المظفر السمعاني .. وهو تفسير أثنى عليه غير واحد من أهل العلم .. وحجمه ليس بالمطول .. مما يجعله قريبا من القارئ العادي .. وقد طبع طباعة حسنة جميلة ..
فمن استطاع أن يؤلف أحسن منه وإلا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها كما قال الدكتور عبد الله ..
وباب التأليف مفتوح ..
ولكن روي في الحديث: إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ..
وكان غير واحد من السلف يحجم عن وضع كتاب في التفسير ..
وهناك اليوم من إذا عنّت له الفكرة بادر بتطبيقها فورا ..
وأستغفر الله ..(/)
أين أجد حاشية الشهاب على البيضاوي وما اسم الدار التي قامت بطباعتها؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 Nov 2004, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد حاشية الشهاب على البيضاوي وما اسم الدار التي قامت بطباعتها؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2004, 03:59 م]ـ
الكتاب من مطبوعات دار الكتب العلمية، وهو موجود في مكتبة عباس الباز بمكة، وغيرها، وهو في تسع مجلدات.(/)
هل صنف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في التفسير؟ (ما رأي الذهبي)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2004, 12:20 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فقد حرص العلماء على مؤلفات أئمة الإسلام وتناقلوها خلفاً عن سلف، وكلما كان مؤلف الكتاب ذا شأن في الإسلام اعتنى العلماء بكتبه وحرصوا عليها ..
إلا أن من الغريب أن يُنقل عن مثل الإمام أحمد رحمه الله تأليفه للتفسير مع عدم اشتهاره ونقله ولذلك استغرب الذهبي ذلك ورأى أن الإمام لم يؤلف في التفسير:
جاء في ترجمة الإمام أحمد في سير أعلام النبلاء:
"قال ابن الجوزي كان الامام لا يرى وضع الكتب وينهي عن كتبة كلامه ومسائله ولو رأى ذلك لكانت له تصانيف كثيرة وصنف المسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس اماماً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً"
قال الذهبي بعد هذا النقل:
" فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر ثم لو ألف تفسيراً لما كان يكون أزيد من عشرة آلاف أثر ولاقتضى أن يكون في خمس مجلدات فهذا تفسير ابن جرير الذي جمع فيه فأوعى لا يبلغ عشرين ألفاً وما ذكر تفسير أحمد أحد سوى أبي الحسين بن المنادي فقال في تاريخه لم
يكن أحد أروى في الدنيا عن أبيه من عبد الله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً والتفسير وهو مئة وعشرون ألفاً سمع ثلثيه والباقي وجادة ".
وقال في ترجمة عبد الله بن الإمام أحمد: " قلت ما زلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ومن عبدالله بن أحمد لكن ما رأينا أحداً أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ولاعتني بذلك طلبة العلم ولحصلوا ذلك ولنقل إلينا ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه ولكان يكون نحواً من عشرة آلاف حديث بالجهد بل أقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاءاً ويأمره أن ضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان وهذا التفسير ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظماً في سائر الأعصار وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب وهم جرا إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير وتزاحم على تحصيله العلماء وسارت به الركبان ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت".
وبعد هذا النقل هل الصحيح أن الإمام أحمد قد ألف في النفسير أو جمع له في عهده، علماً بأنه قد جمعت مرويات الإمام أحمد الآن في الجامعة الإسلامية بإشراف الدكتور حكمت بشير ياسين ..
والله أعلم ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Dec 2004, 06:29 ص]ـ
قال أبو إسحاق الزجاج ـ تلميذ عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ في كتابه (معاني القرآن وإعرابه 4: 8): ((روينا عن أحمد بن حنبل رحمه الله في كتابه كتاب التفسير، وهو ما أجازه لي ابنه عبد الله عنه)).
وقال (4: 166): (( ... وجميع ما ذكرنا في هذه القصة مما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، وكذلك أكثر ما روينا في هذا الكتاب من التفسير، فهو من كتاب التفسير عن أحمد بن حنبل)).
ومن وصله الكتاب من تلاميذ عبد الله عن أبيه حجَّة على من انقطع عنه خبر هذا الكتاب، والله أعلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Feb 2005, 10:50 م]ـ
وذكره ابن تيمية في منهاج السنة 7/ 97 ونسبه لأحمد, باسم كتاب: "التفسير".
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 08:33 ص]ـ
وهو مذكور كما لا يخفى عليكم في مقدمة ابن تيمية في التفسير: (وأما النوع الثاني من مستندي الاختلاف، وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل، فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين ـ حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان؛ فإن التفاسير التي يذكر فيها كلام هؤلاء صرفًا لا يكاد يوجد فيها شىء من هاتين الجهتين، مثل تفسير عبد الرزاق، ووَكِيع، وعبد بن حُمَيد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم. ومثل تفسير الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وبَقِيّ بن مُخَلَّد، وأبي بكر ابن المنذر، وسفيان بن عيينة، وسُنَيْد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد اللّه بن ماجه، وابن مردويه:) ص69 - 70 بتحقيق عدنان زرزور
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2005, 08:37 ص]ـ
جاء في مقدمة الدكتور حكمت بن بشير ياسين لموسوعته: الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
(ومن هذه التفاسير الموسوعية أيضاً:
1 – تفسير الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ت 241هـ.
وتفسيره ضخم حافل بمائة وعشرين ألف رواية، صرح بهذا الرقم أبو الحسين بن المنادي في تاريخه فيما رواه عنه القاضي أبو الحسين أبو يعلى حيث ذكر عبد الله وصالح ابني الإِمام أحمد فقال: "كان صالح قليل الكتاب عن أبيه، فأما عبد الله فلم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه أكثر منه لأنه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة .. ". [66] ونقله أيضاً الخطيب البغدادي [67] والذهبي [68]، وأبو موسى المديني في خصائص المسند [69]، وصرح بهذا الرقم ابن الجوزي [70].
وقد ذكر هذا التفسير ابن النديم [71]، وشيخ الإسلام ابن تيميه [72]، والداوودي [73]، ومحمد السعدي الحنبلي ت900 هـ[74] وحصل الروداني المغربي على إجازة روايته فذكره في ثبته ثم ساق إسناده إلى الإِمام أحمد ابن جعفر القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه [75].
ولكن الإمام الذهبي أنكر وجود هذا التفسير فبعد أن ذكر قول ابن المنادي قال: "لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ... " [76].
ويبدو أن الإمام الذهبي لم يحظ بجزء أو كراسة من تفسير الإمام أحمد علما بأن جزءا من تفسير أحمد كان موجودا في زمنه حيث نقله بنصه وفصه الإِمام ابن قيم الجوزية- وهو معاصر للذهبي وتوفي ابن القيم ت751 هـ أي بعد وفاة الذهبي بثلاث سنوات- فقال ابن قيم في بدائع الفوائد: ومن خط القاضي من جزء فيه تفسير آيات من القرآن عن الإِمام أحمد. ثم ساقه بأكمله في تسع صفحات [77]، إضافة إلى ذلك أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه [78].
والحق أن تفسير الإمام أحمد لم يشتهر كشهرة مسنده الذي ذاع صيته في الآفاق وكثر قصاده إلى العراق.)
http://www.iu.edu.sa/Magazine/101-102/1.htm
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Mar 2007, 02:40 م]ـ
قال ابن بدران:
(واعلم أننا نظرنا في أدلة الشرع وأصول الفقه وسبرنا أحوال الأعلام المجتهدين فرأينا هذا الرجل يعني الإمام أحمد أوفرهم حظا من تلك العلوم فإنه كان من الحافظين لكتاب الله عز و جل وقرأه على أساطين أهل زمانه وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي قوله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن فخما ففخموه وكان لا يدغم شيئا في القرآن إلا اتخذتم وبابه كأبي عمر ويمد مدا متوسطا وكان رضي الله عنه من المصنفين في فنون علوم القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر في القرآن وجوابات القرآن والمسند وهو ثلاثون ألف حديث وكان يقول لابنه عبد الله احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماما والتاريخ وحديث شعبة والمناسك الكبير والصغير وأشياء أخر).
المدخل لابن بدران: [1/ 104]
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Mar 2007, 03:21 م]ـ
للعبد الضعيف ملاحظتان على هذا النص:
1 - أي القراءات التي كان الإمام أحمد رحمه الله يقرأ بها؟ أم أن له "اختياراً " خاصاً به؟ فإذا كان ذلك- له اختيار-كذلك فاختياره لم يصل إليناً مقروءاً به،حيث إنه من كتاب "الكامل " للهذلي رحمه الله،وقال عنه ابن الجزري رحمه الله:"ذكر له في الكامل اختياراً في القراءة إلا أنه ذكره من طريق عبد الله بن مالك عن عبد الله بن أحمد،وعبد الله هذا لا نعرفه فإن يكن أحمد بن جعفر بن مالك فإنه معروف بالرواية عنه لا بالقراءة 0انتهة (الغاية:1/ 112) 0
2 - قول ابن بدران رحمه الله: وكان لا يميل شيئا في القرآن ويروي قوله صلى الله عليه و سلم أنزل القرآن فخما ففخموه وكان لايدغم شيئا في القرآن إلا اتخذتم وبابه كأبي عمر ويمد مدا متوسطا "يقال فيه:شيوخ الإمامم أحمد الذين ذكرهم ابن الجزري هم:يحي بن آدم؛وهو من طرق شعبة عن عاصم،2 - عبيد بن عقيل وهو أخذ القراءة عن أبي عمرو 3 - عبد الرحمن بن قلوقاوهو أخذ عن حمزة:وهؤلاء كلهم وردت عنهم "الإمالة "ولو في حرف واحد أو أحرف قليلة 0
الخلاصة:
أن هذا النص من وجهة نظر "علم القراءات " مضطرب جداً0
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Mar 2007, 03:30 م]ـ
قلت ولم يذكره الإمام السيوطي ضمن مراجع الدر المنثور مع حرصه الشديد على مثله كما في المقدمة التي نشرها الدكتور حيدر والتي أمتعنا بها الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري كما في الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7514.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[03 Mar 2007, 11:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع عن تفسير الإمام أحمد رحمه الله، بل لقد ذكرت بعض فهارس المخطوطات ذلك التفسير وأحالت على مكان وجوده، وقد حاولت التحقق من ذلك حيث سافرت إلى ألمانيا وبحثت عن المكتبة المذكور فيها التفسير فلم أعثر لها على وجود فتيقنت أن ما ذكر غلط، ثم زاد يقيني بعد أن رأيت تعليق الذهبي رحمه الله على ما أورده عن ابن الجوزي حيث قال: فتفسيره المذكور شيء لا وجود له ولو وجد لاجتهد الفضلاء في تحصيله ولاشتهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 Mar 2007, 05:01 م]ـ
ثبوت تفسير الإمام أحمد:من فوائد الشيخ مساعد الطيار حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=548324#post548324
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 Mar 2007, 05:16 م]ـ
فائدة
(أن الحافظ ابن حجر أفاد من تفسير أحمد وصرح بنقله منه)
ابن حجر لم يطلع على كتاب التفسير للامام أحمد - رحمه الله
فإن قلت
: ما معنى ما جاء في كتاب تخريج الرافعي لابن حجر
فالجواب
في المشاركات 10 , 11 , 12
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=323997#post323997
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Mar 2010, 01:30 ص]ـ
وجدت أثناء بحثي في كتاب المغني لابن قدامة ـ رحمه الله ـ ذكراً لتفسير الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ حيث يقول:
- " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (أَوْ) فَهُوَ مُخَيَّرٌ فِيهِ، وَمَا كَانَ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) فَالأَوَّلَ الأَوَّلَ. ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي (التَّفْسِيرِ) " [المغني: 13/ 506 طبعة الدكتور التركي]. والنص نفسه موجود في كتاب المجموع: (18/ 117 من الشاملة).
- وقال: "وَلَنَا، أَنَّ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ).كَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، فِي (التَّفْسِيرِ) عَنْ جَمَاعَةٍ [المغني: 13/ 529 طبعة الدكتور التركي]. والنص نفسه موجود في المجموع: (18/ 122 من الشاملة).
والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Oct 2010, 08:54 م]ـ
قال مجير الدين عبد الرحمن بن محمد العليمي الحنبلي (ت: 928هـ) في ترجمة الإمام أحمد: "وصنَّفَ التفسير وهو مائة ألف وعشرون ألف حديث، وصنَّفَ التاريخ والناسخ والمنسوخ والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى وجوابات القرآن ... ". [الدر المنضد في ذكر أصحاب الإمام أحمد: 49].
ويظهر من هذا النقل أن تفسير الإمام أحمد رحمه الله عبارة عن أحاديث مسندة، على طريقة القدماء في تأليف التفسير المروي بالأسانيد، والله أعلم ...
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[10 Oct 2010, 10:39 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الكريم فهد
والأخوة الكرام
قد حدثني أحد مشايخي من المحدثين المشهورين الفضلاء أنه كان في اليمن قبل قرابة 40 سنة يبحث عن المخطوطات والكتب النادرة فتوصل لمكتبة خاصة يملكها بعض الفضلاء ورثها كابرا عن كابر فأدخله غرفة مليئة بالمخطوطات.
وأنه ناوله مجلدا قرأ على غلافه الجزء كذا من تفسير احمد بن حنبل ..
ولم يسمح له من التثبت اكثر من ان قرأ عناوين بعض تلك الكتب ..
فلا يستبعد ان يوجد منه اجزاء ...
او قطع وما شابه ..
هذا للفائدة وقد حدثني الشيخ أنه رأى كتبا أخرى نفيسة كذلك في تلك المكتبة، والله أعلم.(/)
هل يلزم مخالفة الناسخ للمنسوخ؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 Dec 2004, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الأخوة ذكر شيخ الاسلام الامام ابن تيمية - رحمه الله - في الجواب الصحيح كلاماً في أن آية السيف ليست ناسخة لآية التي تدعو إلى مجادلة الكفار ودعوتهم إلى الاسلام؟ لأن آية السيف ليست مخالفة لآية المجادلة بل يمكن الجمع بينهما؟ فالسؤال وفقكم الله هل هذا على الدوام بأن الناسخ يخالف المنسوخ؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 07:43 ص]ـ
إسمح لي
إن مدلول كلام الشيخ إبن تيمية أن لا ناسخ ولا منسوخ بين الآيتين المذكورتين لإمكانية الجمع بينهما
والتوجه العام لدى العلماء هو استبعاد القول بالنسخ كلما امكن ذلك
ولننظر معا إلى الآيتين
((قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66]))
واضح أن موضوع الآيتين واحد ولكن فيهما حكمين لا يمكن الجمع بينهما فقال العلماء بالنسخ
وقد يأتينا مفسر فيقول--أن النسبة وهي واحد مؤمن مقابل عشرة تكون في بداية الدعوة والجهاد
وأن النسبة واحد إلى إثنين تكون بعد قطع الدعوة شوطا مناسبا---فهي محاولة منه للتخلص من القول بالنسخ--وإن كان قوله مستبعدا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Dec 2004, 05:09 م]ـ
الأخ طلال وفقه الله ..
النسخ هو أحد طرق دفع التعارض بين النصوص وهو في اصطلاح المتأخرين:
(رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم بخطاب متراخ عنه).
أو هو:
(رفع الحكم الشرعي بخطاب متراخ).
ومن شروط القول بالنسخ:
أن يمتنع اجتماع الناسخ والمنسوخ بأن يكونا متنافيين قد تواردا على محل واحد، يقتضي المنسوخ ثبوته والناسخ رفعه أو العكس.(/)
هل فسر الرازي الفاتحة؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 03:00 ص]ـ
أبا زينب
نظرا لأنك أنت الذي عرفتني على تفسير إبن عاشور
فقد تستطيع ان تحل لي هذا الإشكال
وهو-- قال في تفسير البسملة
(((أبو حامد الغزالي في «المستصفى» فقال: «نُفي كون البسملة من القرآن أيضاً إن ثبت بالتواتر لزم أن لا يبقى الخلاف (وإن ثبت بالآحاد يصير القرآن ظنياً، قال: ولا يقال: إن كون شيء ليس من القرآن عدم والعدم لا يحتاج إلى الإثبات لأنه الأصل بخلاف القول بأنها من القرآن، لأنّا نجيب بأن هذا وإن كان عدماً إلا أن كون التسمية مكتوبة بخط القرآن يوهن كونها ليست من القرآن فه?هنا لا يمكننا الحكم بأنها ليست من القرآن إلا بالدليل ويأتي الكلام في أن الدليل ما هو، فثبت أن الكلام الذي أورده القاضي لازم عليه))
((وقول الفخر الرازي في تفسيره مشابه لقول الغزالي))))
ولقد راجعت تفسير الرازي فلم أجد هذا الكلام عن البسملة
فهل لديك حل لهذا الإشكال؟؟
____________
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 03:40 ص]ـ
ربما أن عنوان المشاركة قد سبب إشكالا
فأنا أعرف أن الرازي لم يتم تفسيره
ولقد وجدت أن تفسيره للفاتحة في تفسيره المطبوع مختلف عن اسلوبه
ولما نقل إبن عاشور قولا للرازي لم أجده فيه
قلت في نفسي لعله نقل القول عن ناقل من الرازي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jan 2005, 10:44 م]ـ
أخي جمال وفقك الله
قول ابن عاشور نصه هكذا: (وتبعه على ذلك الفخر الرازي في «تفسيره») وليس كما ذكرت.
وقد ذكر الرازي قول الغزالي، ولفظه: (واعلم أن الشيخ الغزالي عارض القاضي فقال: نفي كون التسمية من القرآن إن ثبت بالتواتر لزم أن لا يبقى الخلاف، وإن ثبت بالآحاد فحينئذٍ يصير القرآن ظنياً، ثم أورد على نفسه سؤالاً وهو أنه لو قال قائل: «ليس من القرآن عدم» فلا حاجة في إثبات هذا العدم إلى النقل؛ لأن الأصل هو العدم، وأما قولنا: (أنه قرآن) فهو ثبوت فلا بدّ فيه من النقل، ثم أجاب عنه بأن قال: هذا وإن كان عدماً إلا أن كون التسمية مكتوبة بخط القرآن يوهم كونها من القرآن، فههنا لا يمكننا الحكم بأنها ليست من القرآن إلا بدليل منفصل، وحينئذٍ يعود التقسيم المذكور من أن الطريق إما أن يكون تواتراً أو آحاداً، فثبت أن الكلام الذي أورده القاضي لازم عليه، فهذا آخر ما قيل في هذا الباب.) ثم قال:
(والذي عندي فيه أن النقل المتواتر ثابت بأن بسم الله الرحمن الرحيم كلام أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه مثبت في المصحف بخط القرآن ... ) إلى أن قال:
(المسألة السادسة: في بيان أن التسمية هل هي من القرآن وأنها آية من الفاتحة، قال قراء / المدينة والبصرة وفقهاء الكوفة إنها ليست من الفاتحة/ وقال قراء مكة والكوفة وأكثر فقهاء الحجاز إنها آية من الفاتحة، وهو قول ابن المبارك والثوري، ويدل عليه وجوه: ـ) ثم ذكرها، ومنها قوله:
(الحجة السادسة: التسمية مكتوبة بخط القرآن، وكل ما ليس من القرآن فإنه غير مكتوب بخط القرآن، ألا ترى أنهم منعوا من كتابة أسامي السور في المصحف، ومنعوا من العلامات على الأعشار والأخماس، والغرض من ذلك كله أن يمنعوا من أن يختلط بالقرآن ما ليس منه فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كتبوها بخط القرآن، ولما أجمعوا على كتبها بخط القرآن، ولما أجمعوا على كتبها بخط القرآن علمنا أنها من القرآن.)
انظر تفسير الرازي 1/ 161 - 163
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Feb 2005, 04:25 ص]ـ
الأخ البريدي
في الأمثال عندنا في القدس يقال ((أحطك في رأسي)) كناية عن التركيز الشديد على شخص لهدف (إبتسم)
لنعد إلى الفاتحة
قول الرازي الذي استخرجته من موقع التفسير الأردني هو
((تفسير البسملة:
وأما قوله جل جلاله: {بِسْمِ اللَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} ففيه نوعان من البحث: النوع الأول: قد اشتهر عند العلماء أن لله تعالى ألفاً وواحداً من الأسماء المقدسة المطهرة، وهي موجودة في الكتاب والسنّة، ولا شك أن البحث عن كل واحد من تلك الأسماء مسألة شريفة عالية، وأيضاً فالعلم بالاسم لا يحصل إلا إذا كان مسبوقاً بالعلم بالمسمى، وفي البحث عن ثبوت تلك المسميات، وعن الدلائل الدالة على ثبوتها، وعن أجوبة الشبهات التي تذكر فيها نفيها مسائل كثيرة، ومجموعها يزيد على الألوف، النوع الثاني: من مباحث هذه الآية: أن الباء في قوله {بِسْمِ اللَّهِ} باء الإلصاق، وهي متعلقة بفعل، والتقدير: باسم الله أشرع في أداء الطاعات، وهذا المعنى لا يصير ملخصاً معلوماً إلا بعد الوقوف على أقسام الطاعات، وهي العقائد الحقة والأعمال الصافية مع الدلائل والبينات، ومع الأجوبة عن الشبهات، وهذا المجموع ربما زاد على عشرة آلاف مسألة.
ومن اللطائف أن قوله {أَعُوذُ بِ?للَّهِ} إشارة إلى نفي ما لا ينبغي من العقائد والأعمال، وقوله {بِسْمِ اللَّهِ} إشارة إلى ما ينبغي من الاعتقادات والعمليات، فقوله {بِسْمِ اللَّهِ} لا يصير معلوماً إلا بعد الوقوف على جميع العقائد الحقة، والأعمال الصافية، وهذا هو الترتيب الذي يشهد بصحته العقل الصحيح، والحق الصريح.
نعم الله تعالى التي لا تحصى:))
وليس فيه ما تفضلت به---لذلك أنا شككت بأن من أكمل تفسيره ليس هو وأن الفاتحة من بين ما أكمله غيره
ولما كنت قد قرأت إشارات متعددة لإبن عاشور شككت بالموقع وأن الموقع أخطأ فطرحت موضوعي متسائلا لا متبنيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Feb 2005, 06:15 ص]ـ
ليس هناك هدف غير الهدف المعروف، وهو مدارسة العلم، ومذاكرته، والإجابة على أسئلة الأعضاء الكرام ...
ولما كانت أسئلتك تحتاج للرجوع إلى الكتب فإني أقوم بذلك، فأجد بعض الأمور التي تحتاج إلى تنبيه لا بد منه حتى تتم الإجابة، فأقوم بذلك لهذا الهدف؛ ليس إلا ....
وإذا كانت هذه التبيهات لا تروق لك، فما عليك إلا أن تخبرني بذلك لأترك الإجابة على أسئلتك لغيري، وهم كثير، وفيهم البركة ولله الحمد ...
وأخيراً، أشكرك على تعليقاتك، وتوجيهاتك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2005, 09:07 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا مجاهد ونفع بك، بل أجب ونحن نتعلم، ولا يكن في صدرك حرج، ولا أظن الأستاذ جمال يغضبه هذا فنحن في مجلس علم وأدب.
وإن كنت أرجو من الأستاذ جمال التريث قليلاً فيما يطرح، فإنه - وفقه الله - مدرس ناجح يحسن إثارة الأسئلة، ولكنه لا يحب الأجوبة أحياناً.
وما أظن السقط الذي يقع من الأستاذ جمال متعمداً، وما هو إلا بسبب رَوَغان الفارة من يده فتسقط كلمة من أول النص أو من آخره، ويا حبذا لو اعتمد على الكتب المطبوعة دون الانترنت فإنها لا تؤمن، وهذا ما يصنعه الأخ أبو مجاهد وفقه الله فيتأكد ويطمئن، مع سعة اطلاعه، وغزارة منبعه، ولكنه المنهج الصحيح لا يضل بصاحبه، ولا يخدعه عن نفسه.
وفقكما الله وبارك فيكما.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Feb 2005, 03:06 م]ـ
مازحت الدكتور العبيدي فتلقيت توبيخامن الدكتور الشهري
ولذلك سأعيد نفس ما سألني إياه الدكتور العبيدي موجها كلامي لطاقم المشرفين"
إذا كان لديكم ضيق مني ومن مداخلاتي ومشاركاتي فلا مانع من أن ألملم نفسي وأتوقف؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 07:31 ص]ـ
أبداً يا أستاذ جمال، نحن نسعد بكل مشاركة هادفة، ونفرح بكل عضو يرغب في الفائدة، ويحرص عليها
المهم أن يكون هدفنا جميعاً هو الوصول إلى الحق والتمسك به ...
وليس هناك ما يدعو إلى أن يجد أحد منا في نفسه على أخيه شيئاً من الضيق أو الحرج ...
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}(/)
لم يكد يراها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 03:10 ص]ـ
أحببت أن أشارككم في هذه الطريفة البلاغية التي إستخرجتها من كتاب دلائل الإعجاز للجرجاني
وقمت بصياغتها بلغتي
---------------------
قوله تعالى ((إذا أخرج يده لم يكد يراها)
يعني أنه لم يراها ولم يكد أن يراها
أي لم يراها ولم يقارب رؤيتها
اما قوله تعالى ((فذبحوها وما كادوا يفعلون))
أي أنهم ذبحوها بعد جهد في إقناعهم وبعد أن كان مستبعدا منهم أن يقوموا بالذبح
لذلك مجيء نفي كاد بعد فعل قد فعل (بضم الفاء) معناه أن الفعل فعل بعد الجهد
أما مجيء الفعل المضارع بعد لم يكد فهذا يعني المقاربة وعدم حصول الفعل
____________
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 08:24 ص]ـ
أنا على عجالة من أمري
قمت باستقصاء كافة الآيات التي فيها كاد بمعنى قارب أو لم يكد---باستثناء الكيد وتصاريفها
وإليكموها
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 08:26 ص]ـ
وآية أخرى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 08:29 ص]ـ
واية أخرى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 08:30 ص]ـ
واية أخرى
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 08:31 ص]ـ
واخر آية
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 02:18 م]ـ
لقد كررت آية مرتين خطأ
إليكم الآية الأخيرة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 02:21 م]ـ
الآن
في الآيات السابقة
لننظر مدى إنطباق قول الجرجاني عليها
أنتظر مشاركاتكم وإبداعاتكم ويفضل التفكير قبل الإطلاع على التفسير ليحكم المرء منكم على إمكانية فهم القرآن عنده
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 06:34 ص]ـ
واضح أنه في آية البقرة 20 ((يكاد البرق يخطف أبصارهم)
أن البرق قارب على خطف أبصارهم ولم تخطف----ولا علاقة للآية بقول الجرجاني
يلزم أن نلاحظ أنه في الإستعمال العادي نقول " كاد أن" وهذا ما لم أجده في القرآن
------------------------------
أما آية ((قال إبن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني)) الأعراف 7
فلا تنطبق عليها قاعدة الجرجاني لأن هنا لم تأت كاد منفية--فيكون معنى الآية قاربوا على قتلي
-----------------------
أما آية التوبة ((من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم)) التوبة 9
وهذه الآية ربما تأخذ من الاخوة نقاشا أكبر من أخواتها---لأن المعنى أن القلوب زاغت
إذ أن التوبة التي في صدر الآية تكون على أمر قد حصل---فالقلوب زاغت أي مالت عن النصرة فتاب الله عنهم وثبتهم
ونكمل بعد التعليقات منكم
ـ[ Dokkana] ــــــــ[07 Dec 2004, 12:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله معلم الأنام الكلام الحمد لله مشرف العرب بالنبي الأمي صلوات ربي وسلامه علية أما بعد.
كاد اختلف النحاة فيها:
فقال بعضهم إن نفيها إثبات وإثباتها نفي.
وقال آخرون إنها على بابها ومعناها المقاربة فنفيها نفي وإثباتها إثبات.
وثاني هو لصحيح و هو اختيار الإمام ابن مالك في شرح التسهيل (إن لم تخني الذاكرة) وشيخ الإسلام ابن تيمية
وبن عثيمين و غيرهم من العلماء.
ويؤيد هذا الكلام قوله تعالى (يتجرعه ولا يكاد يسيغه) فلا أحد يستسغ المر من الطعام فظلاً عن ما هو أمر(/)
النقاشُ الحَسَنُ في ملتقى أهل التفسير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Dec 2004, 08:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام
أعتذر إليكم في طرح هذا الموضوع، غير أني لاحظت بعض المناقشات لموضوعات اشتهر الخلاف فيها، وهو معروف ظاهرٌ، ولا جدوى من إعادة النقاش فيها على هذا الوجه الموجز في هذا الملتقى.
والنقاش من أجل النقاش ليس مطلبًا لهذا الملتقى، حتى إن بعض المشاركين كأنه يدعو إلى حلبة صراع، وذلك ليس هدفًا للملتقى، بل المراد الإفادة لا الإثارة التي لا فائدة فيها سوى التشويش وبلبلة الأفكار.
ولقد ظهر في بعض النقاشات إرادة الانتصار للنفس، وذلك أمر غير حميد في مناقشات طلاب العلم الذين يصبون لمعرفة الحقِّ واتباع الدليل الصحيح.
وأرجو من الإخوة الحرص على التؤدة والهدوء في مناقشاتهم، وعدم التجريح أو التعنيف على الآخرين ـ الذي لم أره ولله الحمد هنا، لكن من باب الذكرى أقوله ـ بسبب قولهم بقول لا يراه هو.
وهذا الملتقى ـ ولله الحمد ـ ليس من هدفه أن يُكتب فيه أي شيء، بل الهدف الأسمى أن تُكتب فيه البحوث النافعة لطلاب العلم وللأمة، لذا يحسن بنا ـ نحن رواد الملتقى ـ أن نتخيَّر في طرحنا، وأن نقصد نفع الناس.
وأعلم أنه لو كان المراد مجرد المشاركة والإثارة لكان من رواد هذا الملتقى من هو قادر على أن يكون له في كل يوم مشاركة أو مشاركات، ونحن المسؤولون عن هذا الملتقى لا يُفرحنا ذلك، بل نحن نسعى للأفضل، ولو كان قليلاً، وليست العبرة عندنا بعدد الكتبة المشاركين، ولا عدد الداخلين فحسب، بل العبرة بنوعية المكتوب، وجودته العلمية، وإفادته لطلاب العلم وللأمة.
وأرجو أن لا يفهم أحد منكم أني أقصده بعينه، بل هي ذكرى لي ولكم جميعًا، فإن كنا نحب الخير ونشر العلم، فليكن هذا منهاجنا ونبراسنا، ولندع النيات لخالق البريات، ولنأخذ بالموعظة والذكرى دون التمحيص عن من هو المراد، فليس ذلك مما يجدي أو يفيد.
واعتذر إليكم ـ أيها الأصحاب ـ مرة أخرى، وأرجو أن لا أكون أخطات في إيصال رسالتي إليكم، وألا أكون أسأت في عبارتي معكم، وظنِّي فيكم أنكم ستعذرونني فيما لو بدا شيء من ذلك في عباراتي، وأسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح، والفوز برضى علام الغيوب، والفرح برؤيته يوم المزيد، إن سميع مجيب.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Dec 2004, 09:48 م]ـ
قولٌ حسن في الدعوة إلى القول الحسن في ملتقى شعاره منذ بدأ القول الحسن امتثالاً لقول الله تعالى " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ".
إن مسيرة هذا الملتقى بالنهج الذي رسم له منذ انطلاقه مسئولية الجميع , فلنحرص بارك الله فيكم على ذلك ونحن في هيئة الإشراف هذا دأبنا فلم نسلط سيف الحذف على المشاركين والمشاركات كما تفعله بعض المنتديات , وذالك يعود بحمد الله تعالى إلى النوعية المتميزة لأعضاء هذا الملتقى , نعتذر لكم جميعاً أيها الأخوة على هذا التنبيه ,وإنما دعانا إلى ذلك الحرص على الملتقى مع تقبلنا بصدر رحب ما تتفضلون به من ملحوظات أو اقتراحات.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[08 Dec 2004, 01:22 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ مساعد وأحسن الله إليكم، وإن استحتسنم تثبيت مشاركتكم فشيء طيب.
وهذه إضافة من باب الذكرى، بما أن الموضوع تذاكر في الله، -فقد كان يتذاكر الصحابة على اختلاف مستوياتهم الايمانية - أقول وفقكم الله: والله لو راعى طالب العلم في كل مسألة وكلمة يضيفها أن الله سبحانه وتعالى يراه ومطلع على نيته تلك الساعة ما خطت يدي طالب العالم مسألة إلا في مرضاة الله في الغالب، ومن أراد بركة العلم وأن يرزقه الله الحكمة فليوطأ أكنافه لأخوته وليتواضع في كتابته ومن راجع سير العلماءالصالحين وجد ذلك سيماهم، فحري بمن كانت همته ترنو إلا الامامة في الدين ألا يكل لنفسه طرفة عين، وكم من ذكي نبيه وكله الله لنفسه وخذله لما علم من سوء نيته.
اسأل الله أن يرزقنا الحكمة والفقه في الدين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2005, 09:28 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالملك، ونِعْمَ ما دعوتم إليه، ولا نقول إِلا سَمِعنا وأطعنا.
ـ[الراية]ــــــــ[02 Feb 2005, 01:34 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيكم يا شيخ مساعد، وما ذكرتموه أمر طيب يستحق التنبيه عليه، (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين)
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[08 Feb 2005, 08:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوار ...
الحوار ..... ذلك الفن المنسي!!!!
ليس العيب في أن نختلف فيما بيننا ..
ولكن العيب هو أن نتبادل طعنات الخناجر من خلف شاشات أجهزتنا ....
فيُدمي الأخُ أخاه أو يجرح أخته ....
فاجعل وجودك - عزيزي القارئ - في المنتديات فرصة لك للتمرن على رياضة النقاش وممارسة هواية الحوار .....
بأسلوب شريفٍ راقٍ.
أسلوب لا يتم خلاله تعاطي المنشطات الممنوعة
أو استعمال الآلات الجارحة المؤذية
أو الضرب تحت الحزام ...
دعنا نتعلم الكلام الهادئ بدون صراخ ...
ففي وسط الصراخ لن يسمع بعضنا بعضاً ...
وادخل عزيزي القارئ إلى حلبة الصراع الفكري وأنت متسلح بقلمك الراقي
وأدبك الرفيع وحجتك القوية البينة ….
لندخل جميعا تلك الحلبة ...
ونحن نتطلع إلى لافتة كبيرة مكتوب عليها بخط عريض واضح الآية الكريمة ...
(وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل: من الآية125) .....
لنحي جميعاً ذلك الفن العربي الراقي ....
إنه فن الحوار ...
والحوار الهادف في نظري ..
(هو القدرة على الإنصات أكثر منه ... من القدرة على الكلام)
- يبدأ الحوار دائما من القاع ... وينتهي في القمه ... وقد ينكسر في منتصف الطريق وتنكسر معه قلوب المتحاورين وتتطاير شظاياها وتعود إلى القاع ...
لذلك يجب على المتحاورين أن يضعوا قلوبهم خارج منطقة الحوار قبل أن يبدأ، لأن الحوار بحاجه الى العقل أكثر منه إلى العاطفه.
- مبدأ تكافىء الفرص بين المتحاورين، بمعني أن تتاح الوسائل نفسها للجميع. وهذه الآلية طبعاً بيد مدير الحوار (المشرفين في المنتديات) الذي يجب أن يلتزم بالحيادية التامة ولا يتدخل إلا للضرورة.
- أهمية اختيار الموضوع المطروح للنقاش ... بحيث يكون الموضوع جاد وذو قيمة علمية ويستحق النقاش ....
- يجب أن تتم قراءة الموضوع قراءة متأنية من قبل المتحاورين ويفهم فهماً عميقاً قبل إبداء أي رأي في الموضوع من قبل أيّ من المتحاورين، ويكون الرأي مبنياً على أسس صحيحه ومنطقية ومقبولة وفي جوهر الموضوع، والابتعاد قدر الإمكان عن الغموض والضبابية حتى يصل الرأي مباشرةً للأطراف الأخرى.
- يجب على المتحاورين تحديد نقاط الإتفاق ونقاط الإختلاف خلال الحوار حتى يتم استبعاد نقاط الإتفاق والتركيز على نقاط الإختلاف حتى يتسنى للمتحاورين طرقها بشكل آخر، ورؤيتها من جوانب مختلفة ....
- يجب أن يلتزم المتحاورون بالهدوء والابتعاد قدر الإمكان عن التشنج والتركيز على النقاط التي تقرب وجهات النظر وتردم هوة الخلاف. وأن لا يتم الاستهداف الشخصي لصاحب الموضوع دون مبرر مقبول.
وأخيراً ... على الجميع أن يتذكروا أن:
((الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية))
وأرجو للجميع الفائدة
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[08 Feb 2005, 04:21 م]ـ
أشكر فضيلة الشيخ د. مساعد الطيار على طرح هذا الموضوع للنقاش. ومن باب المشاركة أحب أن أشير إلى أن ملتقى أهل التفسير ذو طابع متميز على مستوى المنتديات العلمية التي اطلعتُ عليها، من حيث حسن الأدب في الموضوعات والنقاشات التي تطرح فيه، وهذا عائد لحسن إدارتكم للملتقى بالدرجة الأولى، ولنوعية المشاركين في هذا الملتقى العلمي الرائد. وإن كان التحكم في نوعية المشاركين فيه شيء من الصعوبة بلا شك، لكن يبقى الطابع العام للملتقى هو الوقار، وحسن الطرح، وجودة الموضوعات التي تناقش. ويبدو لي أن القائمين على الملتقى لديهم الكثير ليقدموه لتميزهم العلمي من جهة، وارتباطهم من حيث العمل بالكليات والأقسام العلمية، وهي في الغالب المجتمعات المؤثرة في التخصص، ففيها الدراسات العليا، والبحوث العلمية، والاحتكاك بالمتخصصين، وتدريس الطلاب الجامعيين، وكل هذه العوامل تعين على تقديم المزيد من العطاء العلمي للمتخصصين والراغبين في متابعة الجديد في الدراسات القرآنية.
ومما أراه ينقص ملتقى أهل التفسير على الرغم من كل هذه المميزات، هو عدم نشره من حث الدعاية الإعلانية على نطاق واسع كما ينبغي لمثله، فهو يناقش قضايا تتعلق بالقرآن الكريم، وهو أمر يحتاجه جميع المسلمين، ومن منا لا تشكل عليه بعض الآيات؟ أو يحتاج إلى جواب سؤال يتعلق بالقرآن؟ في المدارس كثيراً ما يحصل نقاشات بيننا نحن المدرسين حول إعراب آية، أو تفسيرها. فأصبحنا الآن نطرح مثل هذه الأسئلة على أعضاء ملتقى أهل التفسير، وكثير من الزملاء أعضاء في هذا الملتقى، ويستفيدون منه، ويطبعون من الموضوعات القيمة التي يستفيدون منها وهكذا.
الذي أريد أن أقوله هو أن النقاش الحسن الذي يدعو إليه الدكتور مساعد مشكوراً يتمثل في هذا الملتقى أحسن منه في أي منتدى آخر بحسب علمي، وللمحافظة على هذا المستوى يجب التنبيه على ذلك من حين لآخر فنحن ننسى.
كما أتوقع أن بعض المشاركات فيها ضعف، وخاصة ممن يقوم بالقص واللصق من الكتب وينقل معلومات مقطوعة عن سياقها لمجرد المشاركة، وهذا لا يليق بمستوى الموقع. فأقترح عليكم أيها المشرفون أن تقوموا بين الحين والآخر بالنظر في الصالح منها فيبقى، وأما البقية فيمكن الاستغناء عنها.
أعتذر للإطالة، ولكن لحبي لهذا الموقع وللقائمين عليه أحببت أن أبدي رأي والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[14 Apr 2005, 06:11 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ مساعد , وياليت هذا الموضوع يطرح على المنتديات الأخرى فقد أصبحت مع الأسف مكان للتنفيس عن النفس وتقاذف الشتائم , وأكرر شكري لك ياشيخ وكل من شارك هنا.
ـ[الإنصاف]ــــــــ[19 Apr 2005, 05:13 م]ـ
شكرا يا شيخنا الفاضل على هذه الرسالة المؤثرة، وأسأل الله الكريم أن يبارك في جهودكم العلمية المباركة
ـ[أخوكم]ــــــــ[31 May 2005, 06:28 م]ـ
ومهما حصل ومهما يحصل فلعلها حالات فردية استثنائية قليلة
مما يجعل الطابع العام للمنتدى مميزا عن بقية المنتديات
فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء
عسى الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى
ـ[محمد الماجد]ــــــــ[10 Jun 2005, 03:50 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الجيد شيخ مساعد
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[24 Jun 2005, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الدكتور/ مساعد على تلك النصيحة الثمينة. ولا شك أن الذكرى تنفع المؤمنين. وكما أنصح نفسي وإخواني بالنقد الواعي إذا انتقدوا ويجتنبوا عن الطعن في الشخص. وجزاكم الله خيراً.
ـ[الجعفري]ــــــــ[04 Aug 2005, 05:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا على ما أبديته من نصح وتذكير ونحن كلنا نوافقك على ما ذكرت , أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المنتدى وأعضاءه للخير
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[20 Mar 2006, 05:03 م]ـ
قد أصبت أخي الكريم في نصحك هذا
وإن مثلك من الكرام نحسبهم والله حسيبهم من تلك الأمة
التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
بارك الله فيك
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[20 Mar 2006, 10:19 م]ـ
أضف إلى ذلك أن بعض المشاركات الضعيفة تقصي مشاركات جيدة ومفيدة وتحل مكانها في الصفحة الأولى، ومن المعلوم أن غالب الزوار ينظرون في الصفحة الأولى، وبعض الإخوة يضيف عدة مشاركات في وقت واحد أو أوقات متقاربه، والأولى أن يجمعها تحت عنوان واحد وإن كانت في موضوعات شتى ما دام أنها قصيرة، ثم إن بعض الموضوعات حقها أن تكون رداً أو تعليقا على موضوع سابق،وليس موضوعاً جديداً، وشكراً لكم.
ـ[مرهف]ــــــــ[22 Mar 2006, 01:46 م]ـ
رأيت في بعض الذين يردون على من يناقشونهم أنهم يعتبرون أفكارهم أو معلوماتهم مسلمات غير قابلة للنقاش ويربطون ما يكتبون بذواتهم، ومنهم من تشده الحمية للأشخاص لا للعلم والإخلاص في إظهار الحقيقة، مع أن العبرة بالحجة العلمية لا باعتبارات شخصية أو عمرية فكم من تلميذ ناظر شيخه وتغلب عليه ومناظرات الإمام الشافعي مع شيخه محمد بن الحسن مشهورة لأن العبرة بالحجة والدليل والمراد من المناظرات والحوارات العلمية نصرة الحق والبحث عنه.
وفقنا الله لما يحب ويرضى وجعل في هذا الملتقى الخير المديد لكل طالب للعلم والهدى
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[25 Mar 2006, 12:32 ص]ـ
لقد أحسنت يا فضيلة الدكتور أسأل الله أن يختم لنا وإياك بخاتمة السعادة، وحقيقة نفتخر بها في ملتاقانا هذا وهي شبه انعدام المناقشات الموجعة في عباراتها، وليس هذا بغريب فأكثر رواد هذا الملتقى هم من أهل القرآن الذين تأدبوا به وبان سمتهم وحرصهم فيما يطرحون من موضوعات.
ـ[کوثر]ــــــــ[29 Mar 2006, 05:04 م]ـ
أشكرك فضيلة الشيخ د. الطيار علي طرح هذه النصيحة الثمينة
و أيضا أشكر جميع المشرفين علي هذا المنتدي الرائع
الذي جدا كما سُمي و هو مكان لإلتقاء أفكار أهل التفسير و مكان
أنا بنفسي أتلمذ فيه من أساتذتي الكرام نحو د. الطيار
و شكرا جزيلا
___________________________
لا تنظر لمن قال وانظر إلي ما قال
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[09 Apr 2006, 11:11 م]ـ
أحسن الله إليكم يا شيخ مساعد ... فقد أجدتم وأفدتم وكفيتم ووفيتم ...
وفعلا قرأت بعض المشاركات التي يظهر فيها شي من النقاش غير المرغوب فيه والانتصار للرأي والتلكؤ في قبول الحق ...
آمل أن نقبل الحق ونشكر صاحبه ونعمل به ولا نتعصب لآرائنا ويكون قائدنا هو الدليل كما كان السلف الصالح يفعلون ...
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 Apr 2006, 12:40 ص]ـ
ظاهرة بدأت تنمو وأخشى أن تستفحل .....
يمكن للراصد أن يلمح -في صفوف المتحاورين-تشكل مجموعات مصغرة يتعصب بعضها لبعض وبعضها ضد بعض .... أتمنى لو تسود الروح العلمية بدل الروح العشائرية ويسلم منتدى أهل التفسير وينأى بعيدا عما وقعت فيه منتديات أخرى زهدنا فيها لهذا السبب.
ـ[محمدفاضل]ــــــــ[22 Apr 2006, 01:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم كلام يكتب بماء الذهب ونعم القائل والمقول
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[27 May 2006, 12:07 م]ـ
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا ** عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما ** إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها ** تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد ** لك مهربا وتلاقت الصفان
فاجعل كتاب الله درعا سابغا ** والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة ** واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى ** فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند ** لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص ** متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه ** كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه ** حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد** لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به ** فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا ** ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا ** فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة ** فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم ** إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح ** فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة ** حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا** وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما ** عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا ** فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه ** لا يستقل بحمله الكتفان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 May 2006, 08:18 ص]ـ
كتب بعض المشاركين في هذا النقاش:
(ليس العيب في أن نختلف فيما بيننا .. الاختلاف في وجهات النظر لايفسد للود قضية)
و هذا كلام غريب جدًّا في إطلاقه كان ينبغي للمشارك تقييده لأن هذه الألفاظ يطلقها فئام من الناس شعارًا لجمع المسلمين كلهم كشعارات طائفة التقريب بين السنة و الشيعة!
فالملتقى المفترض فيه كما هو ظاهر الحال - و لله الحمد - أنه على مذهب أهل السنة و الجماعة أهل الحديث لا الأشاعرة و المعتزلة و الإباضية و الروافض
و عليه فلا ينبغي
1 - ان ينضم إليه من ليس منهم
2 - أن لا يسمح المشرفون ببقاء شيء مخالف لهذا المذهب
و الاختلاف الذي يذكره المشارك إن كان في حدود الاختلافات السائغة فنعم
أما الاختلافات غير السائغة و التي تفترق عليها الأمة
فمخالفة الحق عيب، بل أكبر عيب، و مفسدة للود أيما مفسدة
فأين الحب في الله و البغض فيه و أين الولاء و البراء إذن؟!
و قد ساءني أيما إساءة أن أرى بعض المشاركين في بعض مشاركاته قد بالغ في مدح الزمخشري على الإطلاق دون أي إشارة تحذيرية!
و لا يقولن: قد بات الزمخشري مفضوح الحال عند أهل السنة، و لذلك لم أحذر منه!
فمن أطلق المدح لزمه التقييد و التحذير!
و مِن مِثل هذه التميزات للزمخشري نحذر لمهارة الرجل في نشر اعتزالياته بطريقة لا يفطن معها الكثير لضلالته كما قال غير واحد ممن خبر الرجل كابن تيمية و ابن المنير
نعم هي مسئولية المشرف في الحذف و التعقيب
و لكن ليس المشرف وحده، بل كل من مر على مثل هذه المشاركات
و ربما تقاعست عن الرد على تلك المشاركة بسبب تأخر اطلاعي عليها، و قد رأيت سكوت المشرف، و خشيت الجدال!
ـ[الجكني]ــــــــ[29 May 2006, 11:40 ص]ـ
الحمد لله الذى لم يجعلك مشرفاً أو أحد المشرفين على هذا الملتقى،الذى نرجو له كل خير وتقدم فى سبيل الدعوة إلى الله بالدعوة إلى (النقاش بالتى هى أحسن)،والتى لايمكن تحقيقها من وراء حجاب،بل لابد من عرض أوجه الخلاف مهما كانت مالم يقدح جانب الأدب والحياء،فكيف ندعو إلى النقاش بالتى هي أحسن مالم يكن المدعو مخالفأ لنا،أما من يتفق معنا فطلب ذلك منه أعتبره كلاماً بلا مفاد، ولا تنس يا أخى أن المشرفين على الملتقى سموه (ملتقى أهل التفسير) ولم يقيدوه بقيد لعلمهم بأن أهل هذا العلم ليسوا فرقة واحدة وإن كان دينهم واحداً، فإذا كنا أهل السنة (نسأل الله الموت عليها) لاتتسع صدورنا لمجرد (النقاش الحسن) مع من يخالفنا فالأحرى بنا ترك ذلك لمن هو له أهل،ووالله لاأقصد شخصى الضعيف،ومعاذ الله أن أزكى نفسي أو غيرى على الله تعالى 0
ـ[الجكني]ــــــــ[29 May 2006, 11:49 ص]ـ
وأما تلميحك ودعوتك الخفية للمشرف على أن يحذف من بعض المشاركات فهذا يجب أن يتنزه عنه المشرف،إذ لايحق له فعل ذلك إلا إذا كانت المشاركة مما يمس ويقدح فى أصل من الدين معلوم بالضرورة،لأن المشاركة فى هذا الملتقى عندما يحررها صاحبها فهى حق له،إما تعرض كاملة وإما لاتعرض أصلا،فالله تعالى لم يجعلنا حفظة على عبيده،فالمحاسب هو الله تعالى، وعند الله تجتمع الخصوم0
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 May 2006, 11:41 م]ـ
أخي عبد الله بن عبد الرحمن:
الرفق الرفق بإخوانك , ولقد كفانا الشيخ الجكني حفظه الله , الجواب عن مداخلتك , ومرحباً بك.
ـ[مها]ــــــــ[27 Feb 2008, 05:56 ص]ـ
للرفع.
خاصة للأعضاء الجدد أمثالي.
سدد الله الخطى، وأدام ظل هذا الملتقى.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[27 Feb 2008, 08:27 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ مساعد وأحسن الله إليكم،
وغفر لكم ولوالديكم
وكانت النصيحة في الماضي تقدر كثيراً عند العرب؛
حتى إنهم قالوا المثل المعروف: "النصيحة بجمل"!!!
وكل الشكر لك أخي الكريم ..
بارك الله فيك ..
وأفاد بك المسلمين،
وجعلك دائما من أهل الخير
الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر ..
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 Feb 2008, 05:48 م]ـ
جزى الله خيرا كاتب الموضوع، وباعثه، ووفقنا جميعا للقول النافع والعمل الصالح.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Jun 2008, 07:09 م]ـ
جزى الله خيرا (مها) على تذكيرها بهذا الرابط في موضوع آخر. فلولا إحالتها لربما فاتتني هذه الدرر المكتوبة من سنوات.
وجزى الله خيرا د. مساعد وبقية المشاركين على فوائدهم.
ـ[عبدالله الغامدي]ــــــــ[31 Jan 2009, 11:59 م]ـ
جزاك الله خير ياشيخ مساعد .. وكما قال شيخنا الشيخ عبدالرحمن بن معاضة نعم مادعوتم اليه ..
اللهم احفظ مشايخنا ..
ـ[محب البشير]ــــــــ[19 May 2010, 01:26 ص]ـ
كلام كالذهب و تذكير مهم و نصيحة غالية
شكر الله لك أستاذنا مساعد
درر من الفوائد منذ ست سنوات
سبحان الله غفلنا عنها
اللهم أعنا على قول الحسن و فعل الحسن
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[20 May 2010, 02:34 ص]ـ
المؤمن دائما يتميز في كل شيء أشكر ك دكتوري الفاضل على هذا التذكير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 May 2010, 05:53 ص]ـ
حقاً كلام من ذهب .. و يعبر عن منتدى من ذهب ..
و لو جربتم مثل تجربتي لعرفتم مثل معرفتي!
هذا الملتقى نعمة فلنحمد الله على نعمائه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 May 2010, 02:24 م]ـ
الحمد لله الذى لم يجعلك مشرفاً أو أحد المشرفين على هذا الملتقى،الذى نرجو له كل خير وتقدم فى سبيل الدعوة إلى الله بالدعوة إلى (النقاش بالتى هى أحسن)،والتى لايمكن تحقيقها من وراء حجاب،بل لابد من عرض أوجه الخلاف مهما كانت مالم يقدح جانب الأدب والحياء،فكيف ندعو إلى النقاش بالتى هي أحسن مالم يكن المدعو مخالفأ لنا،أما من يتفق معنا فطلب ذلك منه أعتبره كلاماً بلا مفاد، ولا تنس يا أخى أن المشرفين على الملتقى سموه (ملتقى أهل التفسير) ولم يقيدوه بقيد لعلمهم بأن أهل هذا العلم ليسوا فرقة واحدة وإن كان دينهم واحداً، فإذا كنا أهل السنة (نسأل الله الموت عليها) لاتتسع صدورنا لمجرد (النقاش الحسن) مع من يخالفنا فالأحرى بنا ترك ذلك لمن هو له أهل،ووالله لاأقصد شخصى الضعيف،ومعاذ الله أن أزكى نفسي أو غيرى على الله تعالى 0
أقول: بل ما قاله هو الحق إن شاء الله تعالى، فملتقى أهل التفسير يجب أن يكون لأهل التفسير، ومن هم أهل التفسير إذا كان تفسيرهم لا يفيدهم إلا بدعة، ولا يشربون من عسل القرآن الكريم إلا ما يطعنون به في خاصرة الإسلام، أي تفسير هذا؟
الخلاف على نوعين كما هو معلوم: خلاف ممدوح يجب أن يتسع الصدر له، ويتسع له الملتقى.
وخلاف مذموم: وهو ما كان مع المعاند وخاصة إذا كان يدعي أنه من أهل التفسير ويصر على مخالفة أئمة التفسير من الصحابة والتابعين على غرار "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ... "
فما قاله الأخ عبد الله عبد الرحمن هو الحق في هذه المسألة، وجواب الأخ الجكني فيه قسوة زائدة على الأخ عبد الله؛ فلماذا يدعو الجكني إلى التي هي أحسن، ولا يسلكها مع الأخ عبد الله الذي يتبادر من ظاهر كلامه أنه من أهل السنة المدافعين عنها، أليس(/)
الاستعاذة معان وفوائد واحكام
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 Dec 2004, 02:53 م]ـ
هل يسمح لي مشايخي الكرام إرسال رسالة بهذا العنوان لكي يرشدوني وينصحوني، وهذا من باب العرض على العلماء، ارجو القبول من أجل إرسال الرسالة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 Dec 2004, 03:43 م]ـ
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
معان، وفوائد، وأحكام
تأليف
إسلام منصور عبد الحميد
المقدمة
الحمد لله ـ والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وبعد.
هذه هي رسالة في معان وفوائد وأحكام الاستعاذة، وهي جزء من مشروع كتاب في التفسير سميته
(فتح الوهاب بمعان وفوائد وأحكام كلام رب العباد).
وسأبذل جهدي بإذن الله – سبحانه وتعالى - أن تتابع هذه الرسائل الواحدة ردف الأخرى حتى يكتمل الكتاب بأخر سورة في القرآن، سورة الناس.
ومنهجي في هذا الكتاب يفهم من خلال عنوانه، فسأعرض فيه الآية، ثم معاني المفردات، ثم المعني الإجمالي، ثم الفوائد والعبر، ثم الأحكام الشرعية المتعلقة بالآية.
وقد يقول قارئ هذه الرسالة بعد قراءتها: أنك لم تتعرض لمباحث كثيرة في الاستعاذة، كأوقات الاستعاذة وأنواعها، أو أنني لم أذكر بعض الأحكام العقدية كالاستعاذة من الجن.
فأقول:- أن المقصود بالاستعاذة التي في أول القراءة هي قولك " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وهذا ليس له علاقة بأنواع الاستعاذة وأوقاتها، ومما يدل على ذلك أنني ما وجدت أحداً ذكر هذه المباحث في كتب التفسير مما وقفت عليه في هذا الموطن، وإنما ذكروه في مكانه، كما في سورة الأحقاف، والجن وغيرها من المواطن.
وأخيراً:
فأسأل الرحمن – سبحانه وتعالى – أن ينفعني بهذا العمل، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وأسأل الرحمن أن يجعله
خالصا له وأن يقبله
وأسأل كل مشايخي وإخواني، إذا رأوا تصويباً في أيِّ عمل أعمله ألا يتباطئوا في نصحي وإرشادي، فلن يجدوا بإذن الله سبحانه وتعالى إلا قبول النصح، وتصويب الخطأ، والاتفاق في وجهات النظر، طالما توفر الإخلاص عند كل من الطرفين، والحرص على مشاعر كل طرف للطرف الآخر، وعدم التعصب بالرأي، وعدم اتهام النيات، إلى آخر الآداب التي ذكرتها في كتاب النصيحة.
إذا وجدت عيبا فسد الخللا قلَّ من لا عيب فيه وعلا
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
أولا: معاني المفردات
? تأويل قوله: (أَعُوذُ).
(عوذ) [العين والواو والذال أصلٌ صحيح يدلُّ على .... الالتجاء إلى الشَّيء، ثم يُحمَل عليه كلُّ شيء لصق بشيءٍ أو لازَمَه.]
[فقوله: «أعوذ» مشتق من العَوْذ، وله معنيان]:
• أحدهما: [الالتجاء والاستجارة]، و [التحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه]
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى:
1 - [يقال: عذت بفلان واستعذت به؛ أي لجأت إليه، وهو عياذي؛ أي ملجئي].
2 - وفي حديث حذيفة: [تُعْرَضُ الفتنُ على القلوب عَرْضَ الحصير عُوداً، عُوداً] بالدال، قال ابن الأَثير: وروي [بالذال المعجمة] كأَنه استعاذ من الفتن.
• والثاني: [الالتصاق].
ومن الأمثلة العربية التي تشهد لهذا المعنى:
1 - [يقال: «أطيب اللحم عوذه» وهو ما التصق منه بالعظم]، [قال ثعلب: قلت لأَعرابي: ما أَطيب اللحم؟ قال: عُوَّذُه].
2 - ويقولون لكلِّ أنثى إذا وضعت: عائذ. وتكون كذا سبعةَ أيّام، وإنّما سمِّيت لما ذكرناه من ملازمة ولِدها إيّاها، أو ملازمتها إيّاه.
3 - وناقة عائذ: عاذ بها ولدها.
4 - ومُعَوَّذُ الفرس: موضع القلادة.
? تأويل قوله: مِنَ الشَّيْطَانِ
الشيطان واحد الشياطين
وله ثلاثة معان:
• أولها وهو أصحها: البعيد.
مُشْتَقّ مِنْ شَطَنَ إِذَا بَعُدَ فَهُوَ بَعِيدٌ بِطَبْعِهِ عَنْ طِبَاع الْبَشَر وَبَعِيد بِفِسْقِهِ عَنْ كُلّ خَيْر.
ومما يدل على ذلك من كلام العرب
1 - شَطَنَتْ دَاري من دارك - يريد بذلك: بَعُدت.
2 - ومن ذلك قول نابغة بني ذبيان:
نأتْ بِسُعَادَ عَنْك نَوًى شَطُونُ فبانَت, والفؤادُ بها رَهِينُ
3 - وبئر شطون. أي: بعيدة القعر.
4 - والشطن: الحبل؛ سمي به لبعد طرفيه وامتداده.
• الثاني: المتمرد، وهو قريب من الأول، بل إن البعض يقرن بينهما
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الطبري: والشيطان، في كلام العرب: كل متمرِّد من الجن والإنس والدوابِّ وكل شيء، وإنما سُمي المتمرِّد من كل شيء شيطانًا، لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاقَ سائر جنسه وأفعاله، وبُعدِه من الخير.
ومما يستدل به على هذا المعنى:
1 - قول الله تَعَالَى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (الأنعام: من الآية112)، فجعل من الإنس شياطينَ، مثلُ الذي جعل من الجنّ.
2 - وَفِي مُسْنَد الْإِمَام أَحْمَد عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَا أَبَا ذَرّ تَعَوَّذْ بِاَللَّهِ مِنْ شَيَاطِين الْإِنْس وَالْجِنّ " فَقُلْت أَوَلِلْإِنْسِ شَيَاطِين؟ قَالَ " نَعَمْ].
3 - وعن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [أنه رَكِبَ بِرْذَوْنًا فَجَعَلَ يَتَبَخْتَر بِهِ فَجَعَلَ يَضْرِبهُ فَلَا يَزْدَاد إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَان مَا نَزَلْت عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْت نَفْسِي] إِسْنَاده صَحِيح.
[فقولك "من الشيطان" أي: من كل عات متمرد من الجن والإنس، يصرفني عن طاعة ربي، وتلاوة كتابه].
• الثالث: من الاحتراق
مُشْتَقّ مِنْ شَاطَ لِأَنَّهُ مَخْلُوق مِنْ نَار.
أو مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك، وشاط إذا احترق، وشيطت اللحم إذا دخنت ولم تنضج، واشتاط الرجل إذا احتد غضبا، واشتاط إذا هلك؛ قال الأعشى:
قد نخضب العير من مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل.
الرد على من قال أنه من الاحتراق:
1 - قولُ أميّة ابن أبي الصّلت:
أَيُّما شاطِن عَصَاه عَكاهُ ثُم يُلْقَى في السِّجْن والأكْبَالِ
ولو كان فَعلان، من شاطَ يشيط، لقال أيُّما شائط، ولكنه قال: أيما شاطنٍ، لأنه من "شَطَن يَشْطُنُ، فهو شاطن".
2 - وَقَالَ سِيبَوَيْهِ الْعَرَب: تَقُول تَشَيْطَنَ فُلَان إِذَا فَعَلَ فِعْل الشَّيَاطِين وَلَوْ كَانَ مِنْ شَاطَ لَقَالُوا تَشَيَّطَ.
فَالشَّيْطَان مُشْتَقّ مِنْ الْبُعْد عَلَى الصَّحِيح وَلِهَذَا يُسَمُّونَ كُلّ مَنْ تَمَرَّدَ مِنْ جِنِّيّ وَإِنْسِيّ وَحَيَوَان شَيْطَانًا.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُول أن الكل صَحِيح فِي الْمَعْنَى.
? تأويل قوله: (الرَّجِيمِ).
الرجيم: فَعيل بمعنى مفعول، كقول القائل: كَفٌّ خضيبٌ، ولحيةٌ دهين، ورجل لَعينٌ، يريد بذلك: مخضوبة ومدهونة وملعون.
وله ثلاثة معان
• الأول: الرمي، وهو أصحها، فـ[أصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل. ومن الرجم بالقول قول أبي إبراهيم لإبراهيم صلوات الله عليه وسلامه: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ) (مريم: 46)]، ومن الرجم بالفعل قول قوم نوح قوله تعالى: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء: من الآية116)
• الثاني: الملعون والمشتوم: [وكل مشتوم بقولٍ رديء أو سبٍّ فهو مَرْجُوم].
• الثالث: الطرد: فـ[الرجيم: أي: المطرود من رحمة الله]، و [عَنْ الْخَيْر كُلّه]، [لأن الله جل ثناؤه طرَده من سَمواته، ورجمه بالشُّهب الثَّواقِب] .. [كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ) (الملك: من الآية5) وَقَالَ تَعَالَى (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ) * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَأِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ) (الصافات:6 - 9) وَقَالَ تَعَالَى (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ) (الحجر:16 - 17)، إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات]. وقريب منه ما ذكره القرطبي في المعنى الرابع [وَالْأَوَّل أَشْهَر وَأَصَحّ].
ثانيا:معنى قول القائل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(يُتْبَعُ)
(/)
[قَالَ اللَّه تَعَالَى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الأعراف:199 - 200).
وَقَالَ تَعَالَى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (المؤمنون: 96 - 98)
وَقَالَ تَعَالَى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت:34 - 36).
فَهَذِهِ ثَلَاث آيَات لَيْسَ لَهُنَّ رَابِعَة فِي مَعْنَاهَا وَهُوَ:
أَنَّ اللَّه تَعَالَى يَأْمُر بِمُصَانَعَةِ الْعَدُوّ الْإِنْسِيّ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ عَنْهُ إلى طَبْعه الطَّيِّب الْأَصْل إِلَى الْمُوَالَاة وَالْمُصَافَاة.
وَيَأْمُر بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ الْعَدُوّ الشَّيْطَانِيّ لَا مَحَالَة إِذْ لَا يَقْبَل مُصَانَعَة وَلَا إِحْسَانًا وَلَا يَبْتَغِي غَيْر هَلَاك اِبْن آدَم لِشِدَّةِ الْعَدَاوَة بَيْنه وَبَيْن أَبِيهِ آدَم مِنْ قَبْل كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) (الأعراف: من الآية27)، وَقَالَ تَعَالَى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6)، وَقَالَ (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف: من الآية50)، وَقَدْ أَقْسَمَ لِلْوَالِدِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام أَنَّهُ لَهُ لَمِنْ النَّاصِحِينَ وَكَذَبَ فَكَيْف مُعَامَلَته لَنَا وَقَدْ قَالَ (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (صّ:82 - 83)].
فـ[مَعْنَى أَعُوذ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَيْ أَسْتَجِير بِجَنَابِ اللَّه - دون غيره من سائر خلقه - مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم أَنْ يَضُرّنِي فِي دِينِي أَوْ دُنْيَايَ أَوْ يَصُدّنِي عَنْ فِعْل مَا أُمِرْت بِهِ أَوْ يَحُثّنِي عَلَى فِعْل مَا نُهِيت عَنْهُ فَإِنَّ الشَّيْطَان لَا يَكُفّهُ عَنْ الْإِنْسَان إِلَّا اللَّه وَلِهَذَا أَمَرَ تَعَالَى بِمُصَانَعَةِ شَيْطَان الْإِنْس وَمُدَارَاته بِإِسْدَاءِ الْجَمِيل إِلَيْهِ لِيَرُدّهُ طَبْعه عَمَّا هُوَ فِيهِ مِنْ الْأَذَى وَأَمَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ بِهِ مِنْ شَيْطَان الْجِنّ لِأَنَّهُ لَا يَقْبَل رِشْوَة وَلَا يُؤَثِّر فِيهِ جَمِيل لِأَنَّهُ شِرِّير بِالطَّبْعِ وَلَا يَكُفّهُ عَنْك إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ].
الفرق بينها وبين اللياذة
وَالْعِيَاذَةُ تَكُون لِدَفْعِ الشَّرّ وَاللِّيَاذ يَكُون لِطَلَبِ جَلْب الْخَيْر كَمَا قَالَهُ الْمُتَنَبِّي:
يَا مَنْ أَلُوذ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلهُ وَمَنْ أَعُوذ بِهِ مِمَّنْ أُحَاذِرهُ
لَا يَجْبُر النَّاس عَظْمًا أَنْتَ كَاسِره وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِره.
ثالثا: الفوائد والعبر من الاستعاذة
1 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تمهيد للجو الذي يتلى فيه كتاب الله وتطهير له من الوسوسة واتجاه بالمشاعر إلى الله خالصة لا يشغلها شاغل من عالم الرجس والشر الذي يمثله الشيطان.
2 - الرد على مذهب الجبرية والقدرية، فلو كان الإنسان مجبورا ما أمر بالاستعاذة، ولو كان هو الذي يخلق أفعاله لأعاذ نفسه بدون مستعيذ، لكن الإنسان له إرادة ومشيئة لا تنفذ إلا بإرادة الله ومشيئته سبحانه
وتعالى.
3 - وجود والشياطين وأن لهم حقيقة، فلولا أن للشياطين حقيقة ما أمر الله بالستعاذة منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - تسلط الجن على الإنس، وأنهم ممكنون من ذلك ولكن (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة: من الآية102)
5 - توثيق الصلة بالله: فالذين يتوجهون إلى الله وحده ويخلصون قلوبهم لله لا يملك الشيطان أن يسيطر عليهم مهما وسوس لهم فإن صلتهم بالله تعصمهم أن ينساقوا معه وينقادوا إليه وقد يخطئون لكنهم لا يستسلمون فيطردون الشيطان عنهم ويثوبون إلى ربهم من قريب.
6 - حاجتنا التامة إلى الله، فلولا الاحتياج غليه لما كان في الاستعاذة فائدة.
7 - الإقرار بالفقر التام للعبد، والغنى التام لله سبحانه وتعالى، فقولك: (بالله) إشارة إلى الغني التام للحق، وقول العبد (أعوذ) إقرار على نفسه بالفقر والحاجة.
8 - الإقرار بقدرة الحق سبحانه وتعالى على جلب النفع وتحصيل الخير ودفع الضر، فقولك: (بالله) إقرار بأن الحق قادر على تحصيل كل الخيرات ودفع كل الآفات.
9 - أن غير الله غير موصوف بهذه الصفة فلا دافع للحاجات إلا هو، ولا معطي للخيرات إلا هو، فعند مشاهدة هذه الحالة يفر العبد من نفسه ومن كل شيء سوى الحق فيشاهد في هذا الفرار سر قوله: {فَفِرُّواْ إِلَى ?للَّهِ} [الذاريات: 50].
10 - أن قوله: (أعوذ بالله) اعتراف بعجز النفس وبقدرة الرب.
11 - لا وسيلة إلى القرب من الله إلا بالعجز والانكسار.
12 - أن الإقدام على الطاعات لا يتيسر إلا بعد الفرار من الشيطان، وذلك هو الاستعاذة بالله.
13 - أن أجل الأمور التي يلقي الشيطان وسوسته فيها قراءة القرآن، والصلاة، لأن من قرأ القرآن ونوى به عبادة الرحمن وتفكر في وعده ووعيده وآياته وبيناته ازدادت رغبته في الطاعات ورهبته من المحرمات، ومن خشع في صلاته فقد أفلح في الدنيا والآخرة، فلهذا السبب صارت قراءة القرآن، والصلاة من أعظم الطاعات، فلا جرم كان سعى الشيطان في الصد عنهما أبلغ، وكان احتياج العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد.
14 - الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى: {إِنَّ ?لشَّيْطَـ?نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَ?تَّخِذُوهُ عَدُوّاً}.
15 - الرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته.
16 - قال تعالى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ?لْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] فالقلب إذا تعلق بغير الله، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من استعمال الطهور، فلما قال: {أَعُوذُ بِ?للَّهِ} حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: {بِسْمِ اللَّهِ}.
17 - لك عدوان أحدهما ظاهر والآخر باطن، وأنت مأمور بمحاربتهما قال تعالى في العدو الظاهر: {قَـ?تِلُواْ ?لَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِ?للَّهِ} [التوبة: 29] وقال في العدو الباطن: {إِنَّ ?لشَّيْطَـ?نَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَ?تَّخِذُوهُ عَدُوّاً} [فاطر: 6] فكأنه تعالى قال: إذا حاربت عدوك الظاهر كان مددك المَلك، كما قال تعالى: {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءالافٍ مّنَ ?لْمَلَئِكَةِ مُسَوّمِينَ} [آل عمران: 125] وإذا حاربت عدوك الباطن كان مددك الملِك كما قال تعالى: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلِيهم سُلْطَـ?نٍ}.
18 - محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛ لأن العدو الظاهر إن وجد فرصة ففي متاع الدنيا، والعدو الباطن إن وجد فرصة ففي الدين واليقين، وأيضاً فالعدو الظاهر إن غلبنا كنا مأجورين، والعدو الباطن إن غلبنا كنا مفتونين، وأيضاً فمن قتله العدو الظاهر كان شهيداً، ومن قتله العدو الباطن كان طريداً، فكان الاحتراز عن شر العدو الباطن أولى، وذلك لا يكون إلا بأن يقول الرجل بقلبه ولسانه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
19 - كأنه تعالى يقول يا عبدي، ما أنصفتني، أتدري لأي شيء تَكَدَّرَ ما بيني وبين الشيطان؟ إنه كان يعبدني مثل عبادة الملائكة، وكان في الظاهر مقراً بألوهيتي، وإنما تكدر ما بيني وبينه لأني أمرته بالسجود لأبيك آدم فامتنع، فلما تكبر نفيته عن خدمتي، فعادى أباك، وامتنع من خدمتي، ثم إنه يعاديك منذ زمن وأنت تحبه، وهو يخالفك في كل الخيرات وأنت توافقه في كل المرادات، فأترك هذه الطريقة المذمومة وأظهر عداوته فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
(يُتْبَعُ)
(/)
20 - إن نظرت إلى قصة الشيطان مع أبيك آدم، فإنه أقسم بأنه له من الناصحين، ثم كان عاقبة ذلك الأمر أنه سعى في إخراجه من الجنة، وأما في حقك فإنه أقسم بأنه يضلك ويغويك فقال: {فبعزتك لأَغويتهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} [ص: 82، 83] فإذا كانت هذه معاملته مع من أقسم أنه ناصحه فكيف تكون معاملته مع من أقسم أنه يضله ويغويه.
21 - إنما قال: (أعوذ بالله) ولم يذكر اسماً آخر، بل ذكر قوله (الله) لأن هذا الاسم أبلغ في كونه زاجراً عن المعاصي من سائر الأسماء والصفات لأن الإله هو المستحق للعبادة، ولا يكون كذلك إلا إذا كان قادراً عليماً حكيماً فقوله: (أعوذ بالله) جار مجرى أن يقول أعوذ بالقادر العليم الحكيم، وهذه الصفات هي النهاية في الزجر، وذلك لأن السارق يعلم قدرة السلطان وقد يسرق ماله، لأن السارق عالم بأن ذلك السلطان وإن كان قادراً إلا أنه غير عالم، فالقدرة وحدها غير كافية في الزجر، بل لا بدّ معها من العلم، وأيضاً فالقدرة والعلم لا يكفيان في حصول الزجر، لأن الملك إذا رأى منكراً إلا أنه لا ينهى عن المنكر لم يكن حضوره مانعاً منه، أما إذا حصلت القدرة وحصل العلم وحصلت الحكمة المانعة من القبائح فههنا يحصل الزجر الكامل؛ فإذا قال العبد (أعوذ بالله) فكأنه قال: أعوذ بالقادر العليم الحكيم الذي لا يرضى بشيء من المنكرات فلا جرم يحصل الزجر التام.
22 - لما قال العبد (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) دل ذلك على أنه لا يرضى بأن يجاور الشيطان، وإنما لم يرض بذلك لأن الشيطان عاصٍ، وعصيانه لا يضر هذا المسلم في الحقيقة، فإذا كان العبد لا يرضى بجوار العاصي فبأن لا يرضى بجوار عين المعصية أولى.
23 - الشيطان اسم، والرجيم صفة، ثم إنه تعالى لم يقتصر على الاسم بل ذكر الصفة فكأنه تعالى يقول إن هذا الشيطان بقي في الخدمة ألوفاً من السنين فهل سمعت أنه ضرنا أو فعل ما يسوءنا؟ ثم إنا مع ذلك رجمناه حتى طردناه، وأما أنت فلو جلس هذا الشيطان معك لحظة واحدة لألقاك في النار الخالدة فكيف لا تشتغل بطرده ولعنه فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
24 - لقائل أن يقول: لم لم يقل: «أعوذ بالملائكة» مع أن أدون ملك من الملائكة يكفي في دفع الشيطان؟ فما السبب في أن جعل ذكر هذا الكلب في مقابلة ذكر الله تعالى؟ وجوابه كأنه تعالى يقول: عبدي إنه يراك وأنت لا تراه، بدليل قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27] وإنما نفذ كيده فيكم لأنه يراكم وأنتم لا ترونه، فتمسكوا بمن يرى الشيطان ولا يراه الشيطان، وهو الله سبحانه وتعالى فقولوا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
25 - أدخل الألف واللام في الشيطان ليكون تعريفاً للجنس؛ لأن الشياطين كثيرة مرئية وغير مرئية، بل المرئي ربما كان أشد.
26 - الشيطان مأخوذ من «شطن» إذا بعد فحكم عليه بكونه بعيداً، وأما المطيع فقريب قال الله تعالى: {وَ?سْجُدْ وَ?قْتَرِب} [العلق: 19] والله قريب منك قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ} [البقرة: 186] وأما الرجيم فهو المرجوم بمعنى كونه مرمياً بسهم اللعن والشقاوة وأما أنت فموصول بحبل السعادة قال الله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ?لتَّقْوَى?} [الفتح:26] فدل هذا على أنه جعل الشيطان بعيداً مرجوماً، وجعلك قريباً موصولاً، ثم إنه تعالى أخبر أنه لا يجعل الشيطان الذي هو بعيد قريباً لأنه تعالى قال: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ?للَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر: 43] فاعرف أنه لما جعلك قريباً فإنه لا يطردك ولا يبعدك عن فضله ورحمته.
27 - كأنه تعالى يقول: إنه شيطان رجيم، وأنا رحمن رحيم، فابعد عن الشيطان الرجيم لتصل إلى الرحمن الرحيم.
28 - الشيطان عدوك، وأنت عنه غافل غائب، قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاتَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27]. فعلى هذا لك عدو غائب ولك حبيب غالب، لقوله تعالى: {وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ} [يوسف: 21] فإذا قصدك العدو الغائب فافزع إلى الحبيب الغالب، والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.
(يُتْبَعُ)
(/)
29 - فرق بين أن يقال: «أعوذ بالله» وبين أن يقال: (بالله أعوذ) فإن الأول لا يفيد الحصر، والثاني: يفيده، فلم ورد الأمر بالأول دون الثاني مع أن الثاني أكمل وأيضاً جاء قوله: «الحمد لله» وجاء قوله: «لله الحمد» وأما هنا فقد جاء «أعوذ بالله» وما جاء قوله «بالله أعوذ» فما الفرق؟.
قوله: (أعوذ بالله) لفظه الخبر ومعناه الدعاء، والتقدير: اللهم أعذني، ألا ترى أنه قال: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} كقوله: «أستغفر الله» أي اللهم أغفر لي، والدليل عليه أن قوله: {أعوذ بالله} إخبار عن فعل العبد، وهذا القدر لا فائدة فيه إنما الفائدة في أن يعيذه الله، فما السبب في أنه قال: «أعوذ بالله» ولم يقل أعذني؟ والجواب أن بين الرب وبين العبد عهداً كما قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ?للَّهِ إِذَا عَـ?هَدتُّمْ} [النحل:91] وقال: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة:40] فكأن العبد يقول أنا مع لؤم الإنسانية ونقص البشرية وفيت بعهد عبوديتي حيث قلت: «أعوذ بالله» فأنت مع نهاية الكرم وغاية الفضل والرحمة أولى بأن تفي بعهد الربوبية فتقول: إني أعيذك من الشيطان الرجيم.
رابعا: الأحكام الفقهية المتعلقة بالاستعاذة
وهي ثلاثة عشر مسألة
المسألة الأولى: مشروعية الاستعاذة عند قراءة القرآن داخل الصلاة وخارجها.
لقول الله تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) قال الشوكاني:
فلَا شَكَّ أَنَّ الْآيَةَ تَدُلُّ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَهِيَ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ خَارِجَ الصَّلَاةِ أَوْ دَاخِلَهَا.
المسألة الثانية: حكم الاستعاذة (هل هي واجبة أم مستحبة؟)
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
القول الأول، وهو الراجح إن شاء الله.
[أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ – وغيرها- سُنَّةٌ]، و [لَيْسَتْ بِفَرْضٍ].
[وهو ما ذَهَبَ إليه جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ]، وَبِذَلِكَ [قال أَبُو حَنِيفَةَ]، وَ [الشَّافِعِيُّ].
قال الشافعي:
[وَلَا آمُرُ بِهِا فِي شَيْءٍ مِنْ الصَّلَاةِ .... وَإِنْ تَرَكَها نَاسِيًا، أَوْ جَاهِلًا، أَوْ عَامِدًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةٌ وَلَا سُجُودُ سَهْوٍ، وَأَكْرَهُ لَهُ تَرْكَها عَامِدًا، وَأُحِبُّ إذَا تَرَكَها فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ أَنْ يَقُولَها فِي غَيْرِهَا] اهـ.
والدليل على ذلك:
أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يُعَلِّمْهَا الْأَعْرَابِيَّ حِينَ عَلَّمَهُ الصَّلَاةَ , وَلَوْ كَانَتْ فَرْضًا لَمْ يُخْلِهِ مِنْ تَعْلِيمِهَا.
قال الشافعي:
وَإِنَّمَا مَنَعَنِي أَنْ آمُرَهُ أَنْ يُعِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَ رَجُلًا مَا يَكْفِيهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: [كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ] (قَالَ) وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِتَعَوُّذٍ وَلَا افْتِتَاحٍ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ افْتِتَاحَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - اخْتِيَارٌ وَأَنَّ التَّعَوُّذَ مِمَّا لَا يُفْسِدُ الصَّلَاةَ إنْ تَرَكَهُ.
القول الثاني:
أنَّ الِاسْتِعَاذَةُ تَجِبُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا.
وبذلك قال ابن حزم:
وَفَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُصَلٍّ أَنْ يَقُولَ إذَا قَرَأَ " أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " لَا بُدَّ لَهُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ ذَلِكَ اهـ.
دليلهم.
الدليل الأول: أَخْذًا بِظَاهِرِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98) وهي عامة.
الرد
أن هذا العام مخصوص بحديث الأعرابي كما تقدم، من كلام الشافعي.
الدليل الثاني: مواظبته - صلى الله عليه وسلم - على الاستعاذة في الصلاة بعد الاستفتاح وهو ثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين.
الرد
أنَّ كل هذه الآثار دليل على مشروعيتها، والمشروع يكون مستحبا ويكون واجبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاستدلال به على الوجوب [مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ السَّلَفِ، فَقَدْ كَانُوا مُجْمِعِينَ عَلَى أَنَّهُ سُنَّةٌ].
القول الثالث، ومن قال به:
قَالَ الإمام مَالِكٌ: لَا يَتَعَوَّذُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْفَرِيضَةِ , وَلَا التَّطَوُّعِ إلَّا فِي صَلَاةِ الْقِيَامِ فِي رَمَضَانَ , فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ بِالتَّعَوُّذِ فَقَطْ ثُمَّ لَا يَعُودَ.
الرد عليه:
قَالَ ابن حزم: وَهَذِهِ قَوْلَةٌ لَا دَلِيلَ عَلَى صِحَّتِهَا , لَا مِنْ قُرْآنٍ , وَلَا مِنْ سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ وَلَا سَقِيمَةٍ ; وَلَا أَثَرٍ أَلْبَتَّةَ ; وَلَا مِنْ دَلِيلِ إجْمَاعٍ , وَلَا مِنْ قَوْلِ صَاحِبٍ , وَلَا مِنْ قِيَاسٍ ; وَلَا مِنْ رَأْيٍ لَهُ وَجْهٌ اهـ.
المسألة الثالثة: صيغ الاستعاذة وصفة التعوذ.
للاستعاذة أربع صيغ:
أولاها وأفضلها: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالشَّافِعِيِّ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل: من الآية98) وهو اخْتِيَارُ أَبِي عَمْرٍو، وَعَاصِمٍ وَابْنِ كَثِيرٍ رحمهم الله.
قال الشافعي: وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
ثانيا: أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وهي رواية عن أَحْمَدَ، وهي قراءة حَفْصٌ مِنْ طَرِيقِ هُبَيْرَةَ، لِـ[خَبَرِ أَبِي سَعِيد] وَلِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى
(فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت: من الآية36) وَهَذَا مُتَضَمِّنٌ لَزِيَادَةٍ.
ثالثا: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
وهي رواية أيضا عن أحمد، وَاخْتِيَارُ نَافِعٍ، وَابْنِ عَامِرٍ، وَالْكِسَائِيِّ، لقوله تعالى (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (فصلت: من الآية36)
رابعا: أَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
وهو وَاخْتِيَارُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، ومُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، لظاهر قوله (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) (النحل: من الآية98)
قال ابن قدامه: وَهَذَا كُلُّهُ وَاسِعٌ , وَكَيْفَمَا اسْتَعَاذَ فَهُوَ حَسَنٌ اهـ.
قال الشافعي: وَأُحِبُّ أَنْ يَقُولَ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَأَيُّ كَلَامٍ اسْتَعَاذَ بِهِ أَجْزَأَهُ اهـ.
المسألة الرابعة: هل يستعذ قبل القراءة أم بعدها؟ (زمن الاستعاذة)
لِلْقُرَّاءِ وَالْفُقَهَاءِ فِي مَحَلِّ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ الْقِرَاءَةِ ثَلَاثَةُ أقوال:
أصحها: أَنَّهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ , وَذَكَرَ ابْنُ الْجَزَرِيِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ , وَنَفَى صِحَّةَ الْقَوْلِ بِخِلَافِهِ.
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِـ
بمَا رَوَاهُ أَئِمَّةُ الْقُرَّاءِ مُسْنَدًا عَنْ نَافِعٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ [أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ]. وقد دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ التَّقْدِيمَ هُوَ السُّنَّةُ.
فقد ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ السَّلَفِ ... الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ.
واَلَّذِينَ نَقَلُوا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ عليه الصلاة والسلام ذَكَرُوا تَعَوُّذَهُ بَعْدَ الِافْتِتَاحِ قَبْلَ الْقِرَاءَة ِ.
والِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِنَفْيِ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ , قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج:52) فَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ بِتَقْدِيمِ الِاسْتِعَاذَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما [قَوْلُ مَنْ قَالَ: الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ شَاذٌّ] وهذا القول مَنْسُوبٌ إلَى مَالِكٍ.
واستدلوا بِظَاهِرِ الْآيَةِ {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ}. فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , وَالْفَاءُ هُنَا لِلتَّعْقِيبِ.
قال ابن العربي: انْتَهَى الْعِيُّ بِقَوْمٍ إلَى أَنْ قَالُوا: إنَّ الْقَارِئَ إذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ حِينَئِذٍ يَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ....
وَمِنْ أَغْرَبِ مَا وَجَدْنَاهُ قَوْلُ مَالِكٍ فِي الْمَجْمُوعَةِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} الْآيَةَ قَالَ: ذَلِكَ بَعْدَ قِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ لِمَنْ قَرَأَ فِي الصَّلَاةِ , وَهَذَا قَوْلٌ لَمْ يَرِدْ بِهِ أَثَرٌ , وَلَا يُعَضِّدُهُ نَظَرٌ ..... وَلَوْ كَانَ هَذَا كَمَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إنَّ الِاسْتِعَاذَةَ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ لَكَانَ تَخْصِيصُ ذَلِكَ بِقِرَاءَةِ أُمِّ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ دَعْوَى عَرِيضَةً لَا تُشْبِهُ أُصُولَ مَالِكٍ , وَلَا فَهْمَهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِسِرِّ هَذِهِ الرِّوَايَةِ.
قَالَ الجصاص: قَوْلُهُ: {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ} يَقْتَضِي ظَاهِرُهُ أَنْ تَكُونَ الِاسْتِعَاذَةُ بَعْدَ الْقِرَاءَةِ , كَقَوْلِهِ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا} اهـ.
لِأَنَّ الْفَاءَ لِلتَّعْقِيبِ، وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْفَاءَ ... لِلْحَالِ كَمَا يُقَالُ:
إذَا دَخَلْتَ عَلَى السُّلْطَانِ فَتَأَهَّبْ. أَيْ: إذَا أَرَدْتَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ فَتَأَهَّبْ.
وَقَدْ جَرَتْ الْعَادَةُ بِإِطْلَاقِ مِثْلِهِ، وَالْمُرَادُ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}.
وَقَوْلِهِ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ تَسْأَلَهَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ بَعْدَ سُؤَالٍ مُتَقَدِّمٍ.
وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}.
كَمَا قَالَ: {إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلَاةِ} مَعْنَاهُ , إذَا أَرَدْتُمْ الْقِيَامَ إلَى الصَّلَاةِ , وَكَقَوْلِهِ: إذَا أَكَلْت فَسَمِّ اللَّهَ ; مَعْنَاهُ: إذَا أَرَدْت الْأَكْلَ.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ} مَعْنَاهُ: إذَا قَرَأْت فَقَدِّمْ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ , وَحَقِيقَةُ مَعْنَاهُ: إذَا أَرَدْت الْقِرَاءَةَ فَاسْتَعِذْ.
وَكَقَوْلِ الْقَائِلِ: إذَا قُلْت فَاصْدُقْ وَإِذَا أَحْرَمْت فَاغْتَسِلْ يَعْنِي قَبْلَ الْإِحْرَامِ , وَالْمَعْنَى فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إذَا أَرَدْت ذَلِكَ كَذَلِكَ.
قَوْلُهُ: {فَإِذَا قَرَأْت الْقُرْآنَ} مَعْنَاهُ: إذَا أَرَدْت قِرَاءَتَهُ.
وهناك قول ثالث وهو:
أن الِاسْتِعَاذَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ وَبَعْدَهَا , ذَكَرَهُ الْإِمَامُ الرَّازِيَّ، وَنَفَى ابْنُ الْجَزَرِيِّ الصِّحَّةَ عَمَّنْ نُقِلَ عَنْهُ أَيْضًا.
المسألة الخامسة: التعوذ بعد الاستفتاح وليس قبله
قد جاءت النصوص مصرحة بأن التعوذ بعد دعاء الاستفتاح
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم [أَنَّهُ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ (هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ)].
وَقَالَ الْأَسْوَدُ: رَأَيْت عُمَرَ حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَقُولُ: سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك , وَتَبَارَكَ اسْمُك , وَتَعَالَى جَدُّك , وَلَا إلَه غَيْرُك , ثُمَّ يَتَعَوَّذُ.
المسألة السادسة: هل يتعوذ في الركعة الأولى فقط، أم يتعوذ في كل ركعة؟
اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:
القول الأول وهو الأرجح:
(يُتْبَعُ)
(/)
[أن التَّعَوُّذُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ خَاصَّةً]، [وأَنَّهَا تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى].
وهو رواية عن أحمد، وهو قول ابن حزم، وهو ما رجحه ابن القيم، وابن حجر والشوكاني، كما سيأتي.
وهو ما رجحه الزيلعي في نصب الراية.
وعَلَى هَذا، فإذَا تَرَكَ الِاسْتِعَاذَةَ فِي الْأُولَى لِنِسْيَانٍ أَوْ غَيْرِهِ , أَتَى بِهَا فِي الثَّانِيَةِ.
والدليل على ذلك:
ما رواه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - قَالَ: [كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا نَهَضَ مِنْ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَلَمْ يَسْكُتْ]. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ.
ولأَنَّ الصَّلَاةَ جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَالْقِرَاءَةُ فِيهَا كُلِّهَا كَالْقِرَاءَةِ الْوَاحِدَةِ.
قال الشوكاني: وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ السَّكْتَةِ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ , وَكَذَلِكَ عَدَمِ مَشْرُوعِيَّةِ التَّعَوُّذِ فِيهَا وَحُكْمُ مَا بَعْدَهَا مِنْ الرَّكَعَاتِ حُكْمُهَا , فَتَكُونُ السَّكْتَةُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ مُخْتَصَّةً بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَكَذَلِكَ التَّعَوُّذُ قَبْلَهَا، وَقَدْ رَجَّحَ صَاحِبُ الْهَدْيِ الِاقْتِصَارَ عَلَى التَّعَوُّذِ فِي الْأَوَّلِ لِهَذَا الْحَدِيثِ اهـ
القول الثاني: يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.
وهذا هو قول، أبي حنيفة، والشَّافِعِيِّ، والرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ عن أحمد.
دليلهم
الدليل الأول: قول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}. فَيَقْتَضِي ذَلِكَ تَكْرِيرَ الِاسْتِعَاذَةِ عِنْدَ تَكْرِيرِ الْقِرَاءَةِ.
الرد عليه
قال ابن حجر في التلخيص:
اُشْتُهِرَ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم التَّعَوُّذُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَلَمْ يَشْتَهِرْ فِي سَائِرِ الرَّكَعَاتِ، أَمَّا اشْتِهَارُهُ فِي الْأُولَى فَمُسْتَفَادٌ مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمُتَقَدِّمَةِ، وَأَمَّا عَدَمُ شُهْرَةِ تَعَوُّذِهِ فِي بَاقِي الرَّكَعَاتِ فَإِنَّمَا لَمْ يُذْكَرْ فِي الْأَحَادِيثِ الْمَذْكُورَةِ، لِأَنَّهَا سِيقَتْ فِي دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ.
وَعُمُومُ قَوْلِهِ: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ} يَقْتَضِي الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ فِي ابْتِدَاءِ الْقِرَاءَةِ.
قال الشوكاني: الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي التَّعَوُّذِ لَيْسَ فِيهَا إلَّا أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى اهـ.
الدليل الثاني: وَلِأَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ لِلْقِرَاءَةِ , فَتُكَرَّرُ بِتَكَرُّرِهَا , كَمَا لَوْ كَانَتْ فِي صَلَاتَيْنِ.
الرد عليه
قال السرخسي:
وَهَذَا فَاسِدٌ فَإِنَّ الصَّلَاةَ وَاحِدَةٌ فَكَمَا لَا يُؤْتِي لَهَا إلَّا بِتَحْرِيمَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَذَا التَّعَوُّذُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ.
المسألة السابعة: هل يتعوذ للسورة التي بعد الفاتحة؟
قال ابن حزم:
وَلَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ وَالْمُنْفَرِدِ أَنْ يَتَعَوَّذَا لِلسُّورَةِ الَّتِي مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ ; لِأَنَّهُمَا قَدْ تَعَوَّذَا إذْ قَرَآ. وَمَنْ اتَّصَلَتْ قِرَاءَتُهُ فَقَدْ تَعَوَّذَ كَمَا أُمِرَ , وَلَوْ لَزِمَهُ تَكْرَارُ التَّعَوُّذِ لَمَا كَانَ لِذَلِكَ غَايَةٌ إلَّا بِدَعْوَى كَاذِبَةٍ , فَإِنْ قَطَعَ الْقِرَاءَةَ قَطْعَ تَرْكٍ أَوْ أَرَادَ أَنْ يَبْتَدِئَ قِرَاءَةً فِي رَكْعَةٍ أُخْرَى تَعَوَّذَ - كَمَا أُمِرَ - وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ اهـ.
المسألة الثامنة: هل يسر بالاستعاذة أم يجهر؟
قال السرخسي:
يَتَعَوَّذُ الْمُصَلِّي فِي نَفْسِهِ إمَامًا كَانَ أَوْ مُنْفَرِدًا ; لِأَنَّ الْجَهْرَ بِالتَّعَوُّذِ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ يَجْهَرُ بِهِ لَنُقِلَ نَقْلًا مُسْتَفِيضًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاَلَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ - رضي الله تعالى عنه - أَنَّهُ جَهَرَ بِالتَّعَوُّذِ تَأْوِيلُهُ أَنَّهُ كَانَ وَقَعَ اتِّفَاقًا لَا قَصْدًا أَوْ قَصَدَ تَعْلِيمَ السَّامِعِينَ أَنَّ الْمُصَلِّيَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَعَوَّذَ كَمَا نُقِلَ عَنْهُ الْجَهْرُ بِثَنَاءِ الِافْتِتَاحِ اهـ.
قال ابن قدامة:
وَيُسِرُّ الِاسْتِعَاذَةَ , وَلَا يَجْهَرُ بِهَا , لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا اهـ.
قال ابن تيمية:
فِي رَجُلٍ يَؤُمُّ النَّاسَ , وَبَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ يَجْهَرُ بِالتَّعَوُّذِ , ثُمَّ يُسَمِّي وَيَقْرَأُ , وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ؟
الْجَوَابُ: إذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَحْيَانًا لِلتَّعْلِيمِ وَنَحْوِهِ , فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ , كَمَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَجْهَرُ بِدُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ مُدَّةً , وَكَمَا كَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَجْهَرَانِ بِالِاسْتِعَاذَةِ أَحْيَانًا.
وَأَمَّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْجَهْرِ بِذَلِكَ فَبِدْعَةٌ , مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَجْهَرُونَ بِذَلِكَ دَائِمًا , بَلْ لَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ جَهَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ اهـ.
المسألة التاسعة: هل يتعوذ المأموم؟
قال ابن قدامة:
إنْ كَانَ فِي حَقِّهِ قِرَاءَةٌ مَسْنُونَةٌ , وَهُوَ فِي الصَّلَوَاتِ الَّتِي يُسِرُّ فِيهَا الْإِمَامُ , أَوْ الَّتِي فِيهَا سَكَتَاتٌ يُمْكِنُ فِيهَا الْقِرَاءَةُ , اسْتَفْتَحَ الْمَأْمُومُ وَاسْتَعَاذَ , وَإِنْ لَمْ يَسْكُتْ أَصْلًا , فَلَا يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْتَعِيذُ , وَإِنْ سَكَتَ قَدْرًا يَتَّسِعُ لِلِافْتِتَاحِ فَحَسْبُ , اسْتَفْتَحَ وَلَمْ يَسْتَعِذْ.
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ: قُلْت لِأَحْمَدَ: سُئِلَ سُفْيَانُ أَيَسْتَعِيذُ الْإِنْسَانُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: إنَّمَا يَسْتَعِيذُ مَنْ يَقْرَأُ. قَالَ أَحْمَدُ: صَدَقَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: إنْ كَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.
وَذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ فِيهِ رِوَايَاتٌ أُخْرَى , أَنَّهُ يَسْتَفْتِحُ وَيَسْتَعِيذُ فِي حَالِ جَهْرِ الْإِمَامِ ; لِأَنَّ سَمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ قَامَ مَقَامَ قِرَاءَتِهِ , بِخِلَافِ الِاسْتِفْتَاحِ وَالِاسْتِعَاذَةِ. وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَاه اهـ.
المسألة العاشرة: هل يستعيذ المسبوق؟
قال ابن قدامة:
وَالْمَسْبُوقُ إذَا أَدْرَكَ الْإِمَامَ فِيمَا بَعْدَ الرَّكْعَةِ الْأُولَى لَمْ يَسْتَفْتِحْ , وَأَمَّا الِاسْتِعَاذَةُ , فَإِنْ قُلْنَا: تَخْتَصُّ بِالرَّكْعَةِ الْأُولَى. لَمْ يَسْتَعِذْ .... نَصَّ عَلَى هَذَا أَحْمَدُ.
وَإِنْ قُلْنَا: يَسْتَعِيذُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ. اسْتَعَاذَ ; لِأَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةِ كُلِّ رَكْعَةٍ , فَإِذَا أَرَادَ الْمَأْمُومُ الْقِرَاءَةَ اسْتَعَاذَ ; لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} اهـ.
المسألة الحادية عشر: إِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ.
قال ابن قدامة:
وَإِنْ شَرَعَ فِي الْقِرَاءَةِ قَبْلَ الِاسْتِعَاذَةِ , لَمْ يَأْتِ بِهَا فِي تِلْكَ الرَّكْعَةِ ; لِأَنَّهَا سُنَّةٌ فَاتَ مَحِلُّهَا اهـ.
المسألة الثانية عشر: هل يتعوذ إذا قطع القراءة؟
قال ابن مفلح:
إِنْ قَطَعَهَا قَطْعُ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ عَلَى أَنَّهُ لَا يَعُودُ إلَيْهَا أَعَادَ التَّعَوُّذَ إذَا رَجَعَ إلَيْهَا , وَإِنْ قَطَعَهَا بِعُذْرٍ عَازِمًا عَلَى إتْمَامِهَا إذَا زَالَ عُذْرُهُ كَفَاهُ التَّعَوُّذُ الْأَوَّلُ , وَإِنْ تَرَكَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ فَيَتَوَجَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِهَا ثُمَّ يَقْرَأُ ; لِأَنَّ وَقْتَهَا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ لِلِاسْتِحْبَابِ فَلَا يَسْقُطُ بِتَرْكِهَا إذَنْ ; وَلِأَنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , أَمَّا لَوْ تَرَكَهَا حَتَّى فَرَغَ سَقَطَتْ لِعَدَمِ الْقِرَاءَةِ اهـ.
وفي الموسوعة الفقهية:
إذَا قَطَعَ الْقَارِئُ الْقِرَاءَةَ لِعُذْرٍ , مِنْ سُؤَالٍ أَوْ كَلَامٍ يَتَعَلَّقُ بِالْقِرَاءَةِ , لَمْ يُعِدْ التَّعَوُّذَ لِأَنَّهَا قِرَاءَةٌ وَاحِدَةٌ. وَفِي
(مَطَالِبِ أُولِي النُّهَى): الْعَزْمُ عَلَى الْإِتْمَامِ بَعْدَ زَوَالِ الْعُذْرِ شَرْطٌ لِعَدَمِ الِاسْتِعَاذَةِ، أَمَّا إذَا كَانَ الْكَلَامُ أَجْنَبِيًّا , أَوْ كَانَ الْقَطْعُ قَطْعَ تَرْكٍ وَإِهْمَالٍ فَإِنَّهُ يُعِيدُ التَّعَوُّذَ , قَالَ النَّوَوِيُّ: يُعْتَبَرُ السُّكُوتُ وَالْكَلَامُ الطَّوِيلُ سَبَبًا لِلْإِعَادَةِ اهـ.
المسألة الثالثة عشر:
خطأ قول القائل: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لأن الله لم يقل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) إنما قال الآية، وأمر بالاستعاذة.والله تعالى أعلم.
خاتمة
هذا آخر ما فتح الوهاب به من الكلام على الاستعاذة، وأسأل الله أن يفتح علينا بفهم كتابة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فرغ من كتابته الفقير إلى عفو ربه ومغفرته وفضله
إسلام منصور عبد الحميد
عند السحر قبل صلاة الفجر ليلة الجمعة
19 / شوال / 1425 هـ.
3/ 12 / 2004 مـ
مصر / القاهرة
EMAIL: ima778@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 05:45 م]ـ
إسلام
ملاحظات قارىء هل تقبلها؟؟؟
1 - قولك ((- قال تعالى: {لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ?لْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] فالقلب إذا تعلق بغير الله، واللسان إذا جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث، فلا بدّ من استعمال الطهور، فلما قال: {أَعُوذُ بِ?للَّهِ} حصل الطهور، فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال: {بِسْمِ اللَّهِ}.
أظن أنه لا محل له في موضوعك---وإن كان رايك مخالفا فوضح
2 - خطأ طباعي ((- وجود والشياطين وأن لهم حقيقة، فلولا أن للشياطين حقيقة ما أمر الله بالستعاذة منهم.
3 - قولك ((18 - محاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر؛)) أظن أن الأولى أن تغيره خوفا من تمييع فكرة الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام
4 - قلت ((23 - الشيطان اسم، والرجيم صفة،)) هل يمكن أن تقول أن الشيطان صفة لأبليس أيضا ولشهرتها صارت إسما---كإسم عائلة " السقا " مثلا
5 - قولك ((خطأ قول القائل: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لأن الله لم يقل (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) إنما قال الآية، وأمر بالاستعاذة.والله تعالى أعلم.)) فأن مقصود القائلين بذلك هو (((بعد قولي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)))
ولا يقصد أن الله قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال بعدها الآية التي تبعتها
هذه ملاحظات وإن رغبت أكملت
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[07 Dec 2004, 06:38 م]ـ
نعم أخي الحبيب أكمل بارك الله فيك، وتقبل الله منك، وسأنتظر بدون أي تعليق حتى تنتهي أو يتنهي الأخوه المعلقون الناصحون، وأشهد الله -سبحانه وتعالى - أني أحبك وكل من تقدم لي بالنصح فالدين النصيحة وهي واجبة على من استنصحك، فجزاك الله خيرا.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 10:18 م]ـ
ملاحظة أخرى قيمة
هل تنوي يا اخ إسلام أن تجعل تفسيرك ملتزما فقط بالفقه الحنبلي؟؟
إذ أراك تكثر النقل من إبن قدامة على جلال قدره
وبذلك تكون كالقاضي إبن العربي الذي وضع أحكام القرآن بحسب الفقه المالكي
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[18 Feb 2005, 04:57 م]ـ
لا زلت بانتظار تعليقاتكم وتوجيهاتكم، وخآصة الشيخ الطيار(/)
ما ينقدح فى الذهن هل هو من قبيل من قال برأيه فى القرآن؟؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 Dec 2004, 03:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
هذا اشكال منهجي .. يتعلق بمراتب تدبر القرآن ... فقد يحدث ان يجد المتدبر لكلام الله .. معنى فى نفسه .. انقدح له .. من كلمة .. او جملة فى القرآن .. وهذا المعنى .. لم يجده فى كتب المأثور من التفسير .. فهل يعتبر هذا الامر .. من قبيل التفسير المبتدع .. والرأي المذموم .. او من قبيل الفهم الذي تحدث عنه على رضى الله عنه ..
هذا سؤال لجميع الاخوة .. وحبذا لو شارك.الشيخ مساعد الطيار .. لما له من اقتراب من هذه الامور ...
والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Dec 2004, 06:58 م]ـ
أخي الكريم أبا المعز
إجيبك إجابة موجزة، فأقول:
إن ما ينقدح في الذهن لا يمكن ردُّه، لذا فإنه ليس داخلاً في القول على الله بغير علم.
بل إن بعض العلماء ـ ومنهم الشيخ محمد بن عثيمين ـ يدعو إلى تدبر المعاني والاستنباط من القرآن، ثمَّ عرض ما يتوصل إليه المتدبر على أقوال العلماء؛ لئلا يقول خطأً، وليكون هذا تدريبًا له على تفهُّم كلام الله والاستنباط منهم، وتلك طريقة حسنة.
وإنما يدخل في القول على الله إذاما اعتقد الإنسان هذا القول الذي انقدح في ذهنه، وصار يتبناه.
ولللحديث بقية
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[25 Jul 2005, 11:34 ص]ـ
بانتظار بقية الحديث من الشيخ الطيار وفقه الله
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[25 Jul 2005, 12:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اي تفسير حتى يحوز اول درجات القبول لا بد له من شروط هي اولا ان لا يتعارض مع السياق القراني للاية المفسرة الثاني ان لا يخالف اللغة الثالث ان لا يخالف الماثور واعني بالماثور ما حرره الشيخ فضل عباس ومثله عند الحبيب الدكتور الطيار وهو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للاية
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[25 Jul 2005, 03:01 م]ـ
شكرا للأخوين الفاضلين على رفعهما السؤال الى الواجهة .......
ولعل الشيخ مساعدا -حفظه الله- يتكرم ببقية الحديث.
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[25 Jul 2005, 03:55 م]ـ
حبذا لويضاف إلى ذلك شرط رابع وهو ألا يعارض أصلا من أصول الشريعة المتفق عليها؛
لكن هل لنا أن نشترط اندراج هذا المعنى المنقدح في الذهن تحت أصل من أصول الشريعة المتفق عليها؟
الله أعلم
أمر يحتاج لمزيد من التأمل والنظر من أهل النظر جزاكم الله خيرا
أبولبابة(/)
هذا الصنيع للامام الحاكم في المستدرك يدل على ماذا؟؟
ـ[رصد]ــــــــ[07 Dec 2004, 04:54 م]ـ
السلام عليكم
اذا روى الامام الحاكم حديثا في مستدركه ولكنه سكت ولم يصحح الحديث فعلى ماذا يدل على هذا الصنيع؟؟؟
هل سكوته دليل على تصحيحه ام توقفه في الحديث ثم بالتالي تضعيفه له؟؟؟
ارجوا الفائدة بذكر المصدر وبارك الله فيكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Dec 2004, 05:02 م]ـ
لعلك تطلع على هذا الرابط ,ففيه عين سؤالك , أو ربما أنت صاحب السؤال نفسه للتشابه بينهما: اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24539)
ونرجو ممن عنده إضافة أن يتحفنا بها خاصة الدكتور يحيى الشهري.(/)
جمالية حذف المفعول
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 07:24 م]ـ
السلام عليكم
عندما يراد التركيز على فعل الفاعل يحذف المفعول فيزدان النص جمالا
قال تعالى (((ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل))
فلقد حذف المفعول في
1 - يسقون (أغنامهم)
2 - تذودان (أغنامهما)
3 - لا نسقي (غنمنا)
4 - فسقى لهما ((غنمهما))
من لديه نصوص أخرى فيها حذف للمفعول فليشارك
المصدر--دلائل الإعجاز للجرجاني156
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 08:05 ص]ـ
ذكر السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن ما نصه:
(قاعدة في حذف المفعول اختصارًا واقتصارًا.
قال ابن هشام: جرت عادة النحويين أن يقولوا بحذف المفعول اختصارًا واقتصارًا.
ويريدون بالاختصار الحذف لدليل، ويريدون بالاقتصار الحذف لغير دليل، ويمثلونه بنحو كلوا واشربوا، أي: أوقعوا هذين الفعلين.
والتحقيق أن يقال: يعني كما قال أهل البيان: تارة يتعلق الغرض بالإعلام بمجرد وقوع الفعل من غير تعيين من أوقعه ومن أوقع عليه فيجاء بمصدره مسندًا إلى فعل كون عام، فيقال حصل حريق أونهب.
وتارة يتعلق بالإعلام بمجرد إيقاع الفعل للفاعل فيقتصر عليهما ولا يذكر المفعول ولا ينوي إذ المنوي كالثابت ولا يسمى محذوفًا لأن الفعل ينزل لهذا القصد منزلة مالا مفعول له ومنه {ربي الذي يحيي ويميت} {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} {كلوا واشربوا ولا تسرفوا} {وإذا رأيت ثم} إذ المعنى: ربي الذي يفعل الإحياء والإماتة وهل يستوي من يتصف بالعلم ومن ينتفي عنه العلم وأوقعوا الأكل والشرب وذروا الإسراف، و إذا حصلت منك رؤية
ومنه {ولما ورد ماء مدين ... } الآية ألا ترى أن عليه الصلاة والسلام رحمهما إذ كانتا على صفة الذياد وقومهما على السقي، لا لكون مذودهما غنمًا وسقيهم إبلًا. وكذلك المقصود من لا نسقي: السقي لا المسقيّ. ومن لم يتأمل قدّر: يسقون إبلهم، وتذودان غنمهما، ولا نسقي غنمًا.
وتارة يقصد إسناد الفعل إلى فاعله، وتعليقه بمفعوله فيذكَران، نحو {لا تأكلوا الربا} {ولا تقربوا الزنا} وهذا النوع الذي إذا لم يذكر محذوفه قيل محذوف.
وقد يكون اللفظ ما يستدعيه فيحصل الجزم بوجوب تقديره نحو {أهذا الذي بعث الله رسولًا} {وكل وعد الله الحسنى}.
وقد يشتبه الحال في الحذف وعدمه نحو {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} قد يتوهم أن معناه نادوا فلا حذف أوسموا فالحذف واقع.) انتهى 2/ 821 - 822 بتحقيق مصطفى البغا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Feb 2005, 04:37 م]ـ
إتماماً للموضوع والفائدة فإن العلماء أصلوا قاعدة فقالوا: حذف المفعول مشعرٌ بالعموم النسبي , وقد تعرضت لهذا الموضوع في رسالتي أنقله بنصه:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: حَذْفُ المعمولِ يُؤْذِنُ بِعُمومِ العاملِ (1)
وفي مَوضعٍ آخر قال:" حَذْفُ المفعولِ يُفيد العُمومَ ". (2)
عند تفسيره لقوله تعالى: {وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَة} (آل عمران: من الآية15)
قال:" مُطهَّرةٌ مِن كُلِّ رِجْسٍ حِسِّيٍّ أو مَعنويٍّ، فالحِسِّيُّ مثل البولِ، والغائطِ، والحيضِ، والعَرَقِ المُنْتِنِ، والمخَاطِ، وما أشبهَ ذلكَ، والمعنويُّ مثل الغِلِّ، والحِقْدِ، والفُجورِ، وكراهيةِ الزوجِ، وما أشبهَ ذلكَ، فالله أطْلَقَ وقال: {مُطَهَّرَة} ولم يَقُلْ: مِن كذا وكذا،مِن أجلِ إفادةِ العمومِ؛ لأنّ مِن القواعدِ المعروفةِ أنّ حَذْفُ المعمولِ يُؤْذِنُ بِعُمومِ العاملِ، ولهذا أمثلةٌ كثيرةٌ، مثلاً قوله تعالى للرسولِ ?: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ? وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ? وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} (الضحى:6 - 8) قال: {فَآوَى} ولم يَقُل: فآواكَ، وقال: {فَهَدَى} ولم يَقُل: فَهدَاكَ، وقال: {فَأَغْنَى} ولم يَقُل: فأغْنَاكَ، بل حَذَفَ المعمولَ لِيُؤْذِنَ على عُمومِ العاملِ، فالرسولُ ? وَجَدَهُ رَبُّهُ يتيمًا فآواهُ، ولكن ما آواه وحدهُ بل آواه وآوى به حتّى جعلهُ فئة لكلِّ مُؤمنٍ، ضالاً فهداهُ وهَدَى بهِ، عائلاً فأغناهُ وأغنى بهِ، مِن أينَ للعربِ هذه الغنائمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
العظيمةِ التي ما فكّروا أنْ يَغنموها، كيف يَغْنَمُ العربُ رعاةُ الشياه والإبلِ أرضَ فارسَ والرومِ إلاّ باتِّباعِ النبيِّ ? وَدِينِهِ: المهِمُّ أنّ هذه قاعدة معروفة مُقرَّرة وهو أنّ حَذَفَ المعمولَ يُؤْذِنُ بِعُمومِ العاملِ". (3)
وعند تفسيره لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (البقرة: من الآية216)
ذكر مِن فوائدها:" عُموم علم الله ?؛ لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ}؛ فحذفُ
المفعولِ يُفيد العمومَ، كما قال تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ? وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ? وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} (الضحى:6 - 8): كُلها مَحذوفةُ المفاعيلِ: آواكَ، وآوَى بِكَ أيضاً؛ وأغناكَ، وأََغْنَى بِكَ؛ وهَدَاكَ، وهَدَى بِكَ ". (4)
هذا ما قرَّرهُ الشيخُ رحمه الله في هذه القاعدةِ، والأَوْلَى أنْ نُقيِّدَ ذلكَ بالعمومِ النسبيِّ، فنقولُ:حذفُ المفعولِ يُفيد العمومَ النسبيَّ، ومعنى العمومِ النسبيِّ أي: المعنى المناسب له، كما نَصَّ على ذلكَ شيخُهُ السعديُّ رحمه الله فقال:" القاعدة الرابعة عشرة: حَذْفُ المتعلّقِ المعمولِ فيه: يُفيد تعميمَ المعنى المناسبِ له ". (5)
ثم قال السعديُّ مُبيِّنًا أهمّية هذه القاعدةِ:" وهذه قاعدةٌ مفيدةٌ جدًّا، متى اعتبرها الإنسانُ في الآياتِ القرآنية أكسبتهُ فوائدَ جليلة.
وذلكَ أنّ الفعلَ وما هو معناه متى قُيِّدَ بشيءٍ تَقَيَّدَ بهِ، فإذا أطْلَقَهُ الله تعالى، وحَذَفَ المتعلّقَ كانَ القَصْدُ مِن ذلك َالتعميمُ. ويكونُُ الحذفُ هُنا أحسنَ وأفْيَدَ كثيرًا مِن التصريحِ بالمتعلّقاتِ وأجمعَ للمعاني النافعةِ " ثم ذكر أمثلةً لذلكَ. (6)
وقال الشوكانيُّ رحمه الله:"ذكرَ علماءُ البيانِ أنّ حذفَ المتعلّقِ يُشْعِرُ بالتعميمِ، نحوَ: زيدٌ يُعطِي ويَمْنَع، ونحو قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ} (يونس: من الآية25) فينبغي أنْ يكونَ ذلكَ مِن أقسامِ العمومِ، وإنْ لم يَذكُره أهلُ الأصولِ ". (7)
[ line]
( 1 ) تفسير سورة آل عمران صـ (87).
(2) تفسير سورة البقرة (3/ 50)، تفسير سورة المائدة صـ (145)، شرح القواعد الحسان صـ (49) القاعدة الرابعة عشرة.
(3) تفسير سورة آل عمران صـ (87).
(4) تفسير سورة البقرة (3/ 50).
(5) القواعد الحسان صـ (39). وانظر: شرح القواعد الحسان لابن عثيمين صـ (49).
(6) القواعد الحسان صـ (39).
(7) إرشاد الفحول (2/ 439).(/)
آية النهي عن الاستغفار للمشركين الأصح تأخر نزولها بعد الهجرة
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[07 Dec 2004, 08:47 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
المشهور عند كثير من المفسرين أن آية النهي عن الاستغفار للمشركين نزلت في أبي طالب بمكة قبل الهجرة، والذي يظهر صوابه أن نزول الآية متأخر جداً عن وفاة أبي طالب، والأظهر نزولها بعد وفاة عبد الله بن أبي بن سلول، في السنة التاسعة بعد الهجرة، وأما الآية التي نزلت في أبي طالب مباشرة فهي قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56]
قال الحافظ ابن حجر: «الذي يظهر أن الآية المتعلقة بالاستغفار (1) نزلت بعد أبي طالب بمدة، وهي عامة في حقه وفي حق غيره، ويوضح ذلك لفظ: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعدَ ذَلِكَ (2) {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}، وَأَنْزَلَ فِي أَبِي طَالِبٍ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}». (3)، ولأحمد (4)، من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة في قصة أبي طالب - قال: «فأنزل الله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}. (5)».
وقال: «وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمِّهِ لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها، فنزلت هذه الآية (6)، والأصل عدم تكرر النزول، وقد أخرج الحاكم، وابن أبي حاتم (7)، من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً إلى المقابر فاتبعناه، فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلاً، ثم بكى فبكينا لبكائه، فقال: إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي، واستأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي؛ فأنزل علي: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}».وأخرج أحمد (8) من حديث ابن بريدة، عن أبيه نحوه، وفيه: «نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب». ولم يذكر نزول الآية، وفي رواية الطبري (9) من هذا الوجه: «لما قدم مكة أتى رسم قبر». ومن طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية: «لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس، رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها؛ فنزلت» (10). وللطبراني (11) من طريق عبد الله بن كيسان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما نحو حديث ابن مسعود، وفيه: «لما هبط من ثنية عسفان (12)». وفيه نزول الآية في ذلك. فهذه طرق يعضد بعضها بعضاً، وفيها دلالة على تأخير نزول الآية عن وفاة أبي طالب، ويؤيده أيضاً أنه قال يوم أحد بعد أن شج وجهه: «رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (13)».
قال: «ويحتمل أن يكون نزول الآية تأخر، وإن كان سببها تقدم، ويكون لنزولها سببان: متقدم وهو أمر أبي طالب، ومتأخر وهو أمر آمنة، ويؤيد تأخير النزول استغفاره صلى الله عليه وسلم للمنافقين حتى نزل النهي عن ذلك؛ فإن ذلك يقتضي تأخير النزول وإن تقدم السبب، ويشير إلى ذلك أيضاً قوله في الحديث: «وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}». (14)؛ لأنه يشعر بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وفي غيره، والثانية نزلت فيه وحده، ويؤيد تعدد السبب ما أخرج أحمد، عن علي رضي الله عنه قال: «سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ فَقُلْتُ: أَيَسْتَغْفِرُ الرَّجُلُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَال: َ أَوَلَمْ يَسْتَغْفِرْ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}». (15)».اهـ (16)
قلت: ومما يؤكد تأخر نزول قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} عن قصة أبي طالب:
1 - قوله في الآية: (والذين آمنوا) وهذا يدل على أن الاستغفار وقع من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعض المؤمنين، وقصة أبي طالب لم يكن الاستغفار فيها إلا من قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - أن هذه الآية وردت في سورة التوبة، وسورة التوبة مدنية، ومن أواخر ما نزل.
3 - أن الله تعالى لم يُعاتب النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته على عبد الله بن أبي، وإنما أنزل النهي فقط، ولو كان قد سبق النهي عن الاستغفار لمن مات على الكفر؛ لعاتب الله تعالى نبيه على ذلك.
=============
هوامش التوثيق
=============
(1) هي قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.
(2) لفظة «بعد ذلك» لم أقف عليها في روايات الحديث.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، حديث (4772)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (24).
(4) مسند الإمام أحمد (2/ 434)، وأخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (25).
(5) فتح الباري (7/ 235).بتصرف يسير.
(6) أخرج الطبراني في الكبير (11/ 374) عن ابن عباس رضي الله عنه: «أن رسول الله r لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر، فلما هبط من ثنية عسفان، أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم، فذهب فنزل على قبر أمه؛ فناجى ربه طويلاً .... الحديث». وسيأتي قريباً، مع بيان درجته.
(7) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 366)، وابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1893)، كلاهما من طريق أيوب بن هانئ، عن مسروق بن الأجدع، عن عبد الله بن مسعود، به. قال الذهبي في التلخيص: «أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين».
(8) مسند الإمام أحمد (5/ 355). وإسناده صحيح.
(9) تفسير ابن جرير الطبري (6/ 489).
(10) المصدر السابق.
(11) المعجم الكبير (11/ 374). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 117): «فيه أبو الدرداء: عبد العزيز بن المنيب، عن إسحق بن عبد الله، عن أبيه، عن عكرمة. ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أرَ من ذكرهم».
(12) عُسْفَان - بضم أوله وسكون ثانيه ثم فاء وآخره نون -: قرية جامعة، بها منبر ونخيل ومزارع، على ستة وثلاثين ميلاً من مكة، وهي حد تهامة. انظر: معجم البلدان (4/ 121 - 122).
(13) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب أحاديث الأنبياء، حديث (3477)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجهاد والسير، حديث (1792).
(14) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، حديث (4772)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (24).
(15) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 99)، حديث (771)، والترمذي في سننه، في كتاب التفسير، حديث (3101)، وحسنه الألباني، في صحيح سنن الترمذي، حديث (3101).
(16) فتح الباري (8/ 367 - 368).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[07 Dec 2004, 10:30 م]ـ
ألأخ الشيخ القصير
لم أتبين رأيك بدقة ---هل أنت تؤيد رأي من قال أن الآية نزلت في موضوع إستغفار الرسول عليه الصلاة والسلام لوالديه أم لا؟؟
ونقطة أخرى أستوضحك فيها---أليس أبوا الرسول عليه الصلاة والسلام من أهل الفترة فلا يوصفان بالشرك؟؟؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Dec 2004, 02:19 م]ـ
الذي يظهر لي والله أعلم تأخر نزول الآية إلى السنة التاسعة بعد الهجرة، دون تعيين لسبب النزول.
وأما مسألة أهل الفترة وحكم والدي النبي صلى الله عليه وسلم فهذه مسألة أخرى ولعلك تستفيد من الرابط التالي ففيه مناقشة لهذه المسألة:
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17364&highlight=%D5%CD%C9+%CD%CF%ED%CB+%C7%CD%ED%C7%C1+% E6%C7%E1%CF%ED+%C7%E1%D1%D3%E6%E1+%D5%E1%EC+%C7%E1 %E1%E5+%DA%E1%ED%E5+%E6%D3%E1%E3)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Dec 2004, 08:27 م]ـ
يا شيخ أحمد لو سقت الدليل المشكل لتبين للأخوة وجه إيرادك لهذه المسألة ذلك أن الإمام مسلم روى قصة وفاة أبي طالب وحضور النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فلم مات على الكفر قال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله لأستغفرن لك مالم أنه عنك قال الراوي:فأنزل الله عز وجل: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ... " وأنزل
الله في أبي طالب: إنك لا تهدي من أحببت ... ".
والذي يظهر لي أن القول بتأخر نزولها مع تعدد هذه الأسباب ووقوعها في أزمنة متباعدة , لا يسلم من الأعتراض
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصيغة في الحديث واحدة في السببية , فلم اعتبرت الثانية دون الأولى ,ولذا فالقول بتكرار النزول لا مانع منه في هذه الحالة , وتكون هذه الآية مكية في سورة مدنية, والله أعلم
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[09 Dec 2004, 12:09 ص]ـ
يلزم على القول بتقدم نزول الآية إشكال وهو ما روي في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْه ِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ، فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ. قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ] [التوبة: 84].
وجه الإشكال:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 190): «قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ] [التوبة:113] هذه الآية نزلت في قصة أبي طالب حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك». وكانت وفاة أبي طالب بمكة قبل الهجرة اتفاقاً، وقصة عبد الله بن أبي هذه في السنة التاسعة من الهجرة، فكيف يجوز مع ذلك الاستغفار للمنافقين مع الجزم بكفرهم في نفس الآية؟».اهـ
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[25 Feb 2005, 12:44 ص]ـ
يرفع للفائدة ومزيد من النقاش(/)
وحدة القياس في القرآن الكريم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[08 Dec 2004, 09:19 ص]ـ
عندما يريد المرء منا حساب المسافات الصغيرة فإنه يأتي بالمتر ويقيس، فالمسافة بين هذه الزاوية وتلك في هذه الغرفة خمسة أمتار مثلاً، وإذا أراد أن يعلم المسافة التي قطعتها السيارة فيحسب بعدد اللفات التي يصنعها دولاب السيارة ومن هذه اللفات يستخرج المسافة التي قطعت بالكيلومتر أو ما شابه. وإذا أراد أن يعلم بُعد قاع المحيط عن سطح الماء أطلق موجة صوتية من سطح الماء إلى القاع ومن ثم تنعكس هذه الموجة إلى الجهاز وتعلمه الوقت الذي استغرقته ومنه ومن سرعة الصوت يستخرج المسافة.
ولكن عندما يريد معرفة بُعد النجوم عن الأرض أو المجرات عن بعضها فإنه يستعمل مقياساً آخر، هذا المقياس يسمى بالسنة الضوئية. السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في خلال سنة واحدة. ومن المعروف أن سرعة الضوء هي 300,000 كيلومتراً في الثانية تقريباً
نفهم من هذا الكلام أنه إذا ما أردنا أن نقيس المسافات الهائلة فإننا نستخدم الزمن كوحدة قياس بدلاً من المتر أو الكيلومتر أو ما شابه من وحدات قياس. فإذا أردنا أن نخبر أحداً عن المسافة بين مجرتنا وأقرب مجرة لها فإننا نقول أنها تبعد عنا مسافة 180,000 سنة ضوئية. وتبعد المجرة اللولبية M83 عن مجرتنا مسافة 10 ملايين سنة ضوئية، وهكذا.
بعد أن تعرفنا على وحدة قياس المسافات الضخمة نقف عند القرآن الكريم. لنتعرف على الدقة القرآنية التي يصف فيها الله عز وجل موقف الإنسان من أعماله السيئة. يقول الله سبحانه وتعالى:] يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذَّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالعِبَاد ِ [(آل عمران - 30)
فوحدة القياس التي استخدمها الله سبحانه، تعرف بالأمد.
قال الراغب في مفردات القرآن: الأمد والأبد يتقاربان، ولكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي ليس لها حد محدود، ولا يتقيد ... والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق ...
أَمَداً بَعِيداً أي مكاناً بعيداً، واختلف المفسرون في ما إذا كانت الفاصلة بين النفس العاصية وما عملته من سوء هي مسافة مكانية أو أنها مسافة زمانية. سواءً أكانت هذه الفاصلة زمانية أم مكانية فإن القرآن عبر عن هذه المسافة بكلمة الأمد البعيد. فالأمد إنما هي كلمة تدل على الزمن وإن كان المقصود في الآية الكريمة الفاصل المكاني.
إن الذي يمر عند مكان رمي الأوساخ والقمامة فإنه يريد الابتعاد عنها لرائحتها الكريهة والمنتنة، وحتى نفهم خطورة هذه الذنوب عبر الله عن هذه الفاصلة بالأمد البعيد، ولو كانت المسافة التي يتمناها الإنسان بعيداً عن ذنوبه معرّفة بكلمة (الأمد) فقط لكفى (لأن الأمد كلمة تدل على الفاصلة الزمانية البعيدة وإن كانت محدودة) ولكن أضاف الله سبحانه كلمة (بعيداً) ليعلمنا عن مدى كرهنا واستيائنا من ذنوبنا يوم القيامة.
حتى الملائكة الكرام يبتعدون عنا ويستاؤون من ذنوبنا فعن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: ((إذا كَذَبَ العَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ المَلَكُ مَيْلاً مِنْ نَتْنِ ما جاءَ به)) رواه الترمذي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الشيخ: محمد محمود كالو
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاتف: 633725/ 023 خَلَوِي: 457648/ 093
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
muhmmdkalo@al-islam.come-mail 1 :(/)
القرآن الكريم هندسة مقدسة
ـ[محمد كالو]ــــــــ[08 Dec 2004, 09:30 ص]ـ
القرآن هو صوت الله الخالد، الذي يريد لنا الخير والرحمة، والقرآن (كلام الله) هندسة مقدسة، فيه مواصفات الجمال والدقة، وقمة الأدب والبلاغة والفن البديع، وقمة الحساب والجبر والهندسة، وليس للقرآن تفسير واحد يصلح لكل زمان ومكان، بل لكل عصر تفسيره، وهو ليس أيضاً حكراً على محترفي العمل في المؤسسات الدينية، بل هو مبثوث في مسامات الحياة كلها.
والكلمة القرآنية لها هالة ضوئية فوسفورية تشبه الدعاية الضوئية المكتوبة، تنتقل بانتقالك من كلمة إلى أخرى حتى في الآيات التي تتناول الليل والظلمات، وكأن فوسفورية الكلمة القرآنية مصابيح تؤنسك وسط الظلمات، ولعل هذا هو أحد الأسباب المريحة لقارئ القرآن في منتصف الليل وفي دياجير الظلام حتى الفجر قال الله تعالى:] أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا [(الإسراء: 78).
ونستطيع القول بأن القرآن كلٌّ متكامل تلتقي بدايته مع نهايته في آن واحد فأول سورة
(الفاتحة) وآخر سورة (الناس) بينهما تواصل تسلسلي أساسي، وهذا هو النسق الدائري للقرآن الكريم، لأن الدائرة أصل النشأة الكونية.
والدائرة: منحن مغلق يبتدئ بنقطة معينة ويعود للنقطة ذاتها، ومن الملاحظ أن للدائرة 360 درجة والسنة الزمنية 360 يوماً من هنا كانت الدائرة أساس الزمن.
إن ترتيب كلمات القرآن الكريم هو وضع رياضي، فالكلمة القرآنية (رقم رياضي) فلو حرفت أو حذفت أو غيرت أو بدلت لاختلَّت المعادلة / الآية.
فالأرقام قبل ألف عام والآن بعد ألف عام آخر، تبقى أرقاماً تصلح لكل زمان ومكان ومع الناس جميعهم، فالرقم واحد يبقى واحداً، ويصبح ثلاثة إذا أضيف إليه اثنان وهكذا ..
إن التمعُّن في آيات سورة الفاتحة يساعدنا على التفاعل النفسي الرائع والبهيج مع الله سبحانه وتعالى، فهي أكثر سور القرآن الكريم تداولاً وشهرة في حياة المسلمين، لأنها تقرأ في كل صلاة وفي الأوقات الخمس، وتقرأ في الأفراح والأحزان، وأول سورة موضوعة في أول القرآن، ورغم التكرار اليومي في قراءتها فإن قارئها لا يمل ولا يشعر بالتثاقل، بل يجد فيها الراحة والبركة والألفة، فهي الدائرة التي لا تتوقف، وإن اكتملت تراها تدور فيعيش المؤمن معها، يفتتح بها نهاره عند صلاة الفجر، ويفتتح بها ليله عند صلاة العشاء، فهي صورة وسورة، فاتحة للنهار والليل على حد سواء.
دائرية الصلوات الخمس:
صلاة الصبح (الفجر) بين صلاتَيْ العشاء في اليوم السابق والظهر.
وصلاة الظهر بين صلاتَيْ الصبح والعصر.
وصلاة العصر بين صلاتَيْ الظهر والمغرب.
وصلاة المغرب بين صلاتَيْ العصر والعشاء.
وصلاة العشاء بين صلاتَيْ المغرب والصبح في اليوم التالي .. وهكذا ..
ومن هنا كان الاختلاف حول الصلاة الوسطى قال الله تعالى:] حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين [(البقرة: 238).
من ناحية أخرى قالوا الصلاة الوسطى هي:
صلاة الظهر؛ لأنها وسط النهار على الصحيح لأنها أول صلاة صليت في الإسلام.
وقيل: صلاة العصر؛ لأن قبلها صلاتَيْ نهار وبعدها صلاتَيْ ليل. قال النحاس: وأجود من هذا الاحتجاج أن يكون إنما قيل لها وسطى لأنها بين صلاتين إحداهما أول ما فرض والأخرى الثانية مما فرض.
وقيل: صلاة المغرب؛ والحجة لهم أنها متوسطة في عدد الركعات ليست بأقلها ولا أكثرها ولا تقصر في السفر.
وقيل: صلاة العشاء الآخرة؛ لأنها بين صلاتين لا تقصران، هما الصبح والمغرب.
وقيل: صلاة الصبح؛ لأن قبلها صلاتَيْ ليل يجهر فيهما وبعدها صلاتَيْ نهار يسر فيهما.
فكل صلاة تعد وسطى من حيث التسلسل والصفة الدائرية، وهذا يتناسب مع دائرية الشمس والقمر والأرض، وحتى الإنسان أصله دائري، فبويضة الأم قبل تخلُّقها دائرية التكوين، وهذا ما يجعل المؤمن يجد راحته في الصلاة، لأنها جبلّة التكوين، ومن هنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمؤذنه بلال بن رباح رضي الله عنه: (يا بلال: أقم الصلاة أرحنا بها) رواه أبو داوود.
وكذلك أركان الإسلام الخمسة تتقابل مع أجزاء اليوم والصلوات الخمس:
فالشهادة: تقابل الصبح (الفجر).
(يُتْبَعُ)
(/)
والصلاة: تقابل الظهر.
والصيام: تقابل العصر.
والزكاة: تقابل المغرب.
والحج: تقابل العشاء.
والحركة التي يقوم بها المسلم وهي الطواف حول الكعبة تكون دائرية في الحج والعمرة.
إن الرياضيات والهندسة لغة جميع الملل والنحل، ونسبة الخطأ فيها معدومة، لانتفاء المزاجية والغرضية الفكرية و والسياسية وغير ذلك.
والإشارات التي تستعمل في الجبر والهندسة والحساب أعني: (الجمع +) و (الطرح -) و (القسمة ÷) و (الضرب ×) كلها يوجد ما يرادفها ويقابلها:
فالجمع +: يرادف الحج والعمرة والجهاد، فالحج اجتماع من كل فج عميق، والعمرة تجمع مع الحج قال الله تعالى:] وأتموا الحج والعمرة لله [(البقرة: 196)، والجهاد: هو الفوز والنصر والحصول على جمع المال والغنائم.
والضرب ×: يرادف الصلاة والصيام، لما فيهما من مضاعفة الأجر والثواب، أما الصلاة ففي حديث الإسراء في الصحيحين: (هي خمس وهن خمسون لا يبدل القول لدي) المراد أنها خمس في العدد وخمسون في الأجر والثواب، وأما الصيام فقد روى ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي: (من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه).
والقسمة ÷: ترادف الزكاة والصدقة، لما فيها من تزكية للمرء ولرأس المال وقسمته إلى جهات مصارف الزكاة الثمانية قال الله تعالى:] إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم [(التوبة: 60).
والطرح -: يرادف الإسلام والإيمان لما فيهما من طرح للشك وترك للنفاق.
إن القرآن الكريم بحر لا قرار له، قال الله تعالى:] وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون [(النحل: 14) يأخذ منه كل غطاس ما يبحث عنه (حسب مستوى وإمكانية الغطس) فمنهم من يشرب الماء المالح، ومنهم من يأخذ السمك الطازج، ومنهم من ينتقي الأصداف والمحار، ومنهم من يلقط اللؤلؤ والمرجان، ومنهم من يقضي ساعات من وقته يتأمل فيها جمال البحر، ومنهم من يسبح ويغرق تحت الأمواج المتلاطمة، والكل يقولون: نحن والبحر، والبحر لا يضيره شيء.
فإن قيل: إذا كان هذا هو جمال القرآن وهذه دقته فما هو السبب في عدم تطبيق القرآن في حياتنا المعاصرة المعقدة؟؟
أقول: إن العلة الأساسية تكمن في القائمين على عرض وتمثيل القرآن، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قرآناً يمشي بين الناس، روى الإمام أحمد عن الحسن قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن، أَما تقرأ:] وإنك لعلى خلق عظيم [؟
أما في هذا العصر، فقد حوَّلوا القرآن إلى كتاب مدرسي رتيب، يردَّدُ نغماته في الإذاعات، حوَّلوه إلى نظرية فقط، والنظرية نصف الدائرة، والنصف الثاني في التطبيق، أي أصبح القرآن نصفيْن، نصفاً مرئياً يمثل (الهلال) ونحن نرى اليوم هلالاً فقط، ولكننا بحاجة ماسة لرؤية القمر (بدراً) منيراً كاملاً، فمن يجمع بين النصفيْن لتكتمل الدائرة؟؟!!
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Dec 2004, 12:42 م]ـ
شيخ محمد
عندي إشكالات
1 - قولك (القرآن هو صوت الله الخالد)
2 - قولك ((والقرآن (كلام الله) هندسة مقدسة، فيه مواصفات الجمال والدقة، وقمة الأدب والبلاغة والفن البديع، وقمة الحساب والجبر والهندسة))
3 - قولك ((إن ترتيب كلمات القرآن الكريم هو وضع رياضي، فالكلمة القرآنية (رقم رياضي) فلو حرفت أو حذفت أو غيرت أو بدلت لاختلَّت المعادلة / الآية))
4 - قولك ((وأول سورة موضوعة في أول القرآن))
5 - قولك ((وحتى الإنسان أصله دائري، فبويضة الأم قبل تخلُّقها دائرية التكوين،))(/)
سؤال حول البلاغه في القران ...... من يجيب
ـ[فلسطيني]ــــــــ[08 Dec 2004, 05:29 م]ـ
ان القران الكريم يوجد فبه الكثير من الاعجاز البلاغي والكثير من الصور البيانيه فاني اريد طرح سؤال حول هذا الموضوع:
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز كلمه بريء وكلمه براء .....
السؤال ماهو الفرق بينهما حسب القران الكريم؟
وما الغرض من هذا الاستعمال؟
الى الاخوه الكرام من يعرف الاجابه فاليسرع في الاجابه مع التوضيح وذلك لاني على عجل معرفه هذا السؤال
وبارك الله فيكمم .................
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Dec 2004, 07:02 م]ـ
يجب أن توضح سؤالك
أما معنى البراءة--فهي إزالة شيء ما عن نفسك وقطع أي رابط بينك وبينه
بريء -----براءة----هناك تصريفات كثيرة في القرآن الكريم لجذرها
إلا أن " براء" بهذا الشكل لم أجدها في القرآن
والحقيقة أن الموضوع ليس بلاغيا بقدر ما كان المقصود في الآيات المعنى الظاهر المباشر
مثال
((أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)) اية 54 هود
قال فيها القرطبي
أَيْ مِنْ عِبَادَة الْأَصْنَام الَّتِي تَعْبُدُونَهَا.
فهو لم يتطرق لتفسير لفظة "بريء"لظهورها التام
ومثال آخر
(بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) سورة التوبة1
قال القرطبي فيها
((بَرَاءَة " تَقُول: بَرِئْت مِنْ الشَّيْء أَبْرَأ بَرَاءَة فَأَنَا مِنْهُ بَرِيء إِذَا أَزَلْته عَنْ نَفْسك وَقَطَعْت سَبَب مَا بَيْنك وَبَيْنه))
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Dec 2004, 07:52 م]ـ
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز كلمه بريء في سورة التوبة في قوله تعالى " أن الله بريء من المشركين " , وذكر لفظ بُراء في سورة الممتحنة " إنا بُراء منكم ومما تعبدون .. " , ولفظ بَراء في سورة الزخرف في قوله " إنني بَراء مما تعبدون ".
وأصل البُرء والبراءة والتبري: التقصي مما يكره مجاورته.
والفرق بين اللفظين الأولين ظاهر حيث إن بُراء جمع بريء.
وأما لفظة بَراء فهي بمعنى بريء , ويستوي فيه الواحد والجمع قاله السمين الحلبي في عمدة الحفاظ.
وقال غيره: البراء مصدر نُعت به للمبالغة وهو يستعمل للواحد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Dec 2004, 08:38 م]ـ
متأسف
لكني لا أدري لماذا عندما وضعت كلمة بريء واجريت عملية البحث في موقع
http://quran.al-islam.com/Search/hits.asp?l=Arb&SearchText=%C8%D1%ED%C1&Image.x=13&Image.y=14
لم ألحظ لفظة (براء)
فأفيدوني(/)
أحكام التلاوة
ـ[محمد البكري]ــــــــ[08 Dec 2004, 06:40 م]ـ
فضل تعلم القرآن
س - مع فصيلة الشيخ رزق خليل حبة نرحب بفضيلتكم ونستهل لقاءنا المبارك ببيان فضل تعلم القرآن وتعليمه وحكم تعلم تجويد القرآن الكريم.
ج - بسم الله الرحمن الرحيم. أحمد الله رب العالمين، وأصلى وأسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين، الرحمة المهداة للخلق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وذريته وأصحابه ومن دعا بدعوتهم إلى يوم الدين وبعد.
فإن القرآن الكريم هو الذي إذا لازمه الإنسان واتخذ منه خليلاً وسميرا، يتلوه حق تلاوته ويتفهم سوره وآياته، ويتفقه جمله وكلماته، أفاض عليه من الروحانية والهداية ما يجعله كبير العقل صادق الرأي نافذ البصيرة صافى النفس، يأتي كل خير ويتجنب كل شر، وصدق المولى جل وعلا إذ يقول:" إن هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً " ولقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على تعلم القرآن وتعليمه، كما ورد عن عثمان بن عفان رضى الله عنه فيما رواه البخاري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقد روى في الأثر عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه، فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك، كما يزار البيت العتيق)
حكم التلاوة
ولنبدأ بمشيئة الله تعالى فى تعلم أحكام التلاوة. . وقد يسأل سائل: ما هو حكم التلاوة بالنسبة للأداء القرآني؟ نقول له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حينما ينزل عليه الوحي يتعجل القراءة، ويتعجل القراءة قبل أن ينسى ما أوحى إليه، فطمأنه ربه بقوله: " سنقرئك فلا تنسى "،وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع إلى جبريل ويتعلم منه كيف يتلى القرآن الكريم،كما قال جل وعلا: " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ".ومن هذا يجب أن نتعلم تلاوة القرآن كما يقرؤه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن نبدأ بتعلم أحكام التلاوة نحب أن نبين حكم التلاوة لمن يريد أن يقرأ القرآن الكريم.حكم تعلمه بالنسبة لعامة المسلمين هو فرض كفاية، إذا فعله البعض وإذا تعلمه البعض سقط عن الآخرين، أما بالنسبة لمن يريد أن يقرأ القرآن صحيحاً كما أنزل فهو بالنسبة له ـ أي حكم التجويد ـ فرض عين عليه، لابد أن يتعلمه، هذا وسنبدأ بمشيئة الله تعالى في بيان أحكام التلاوة حكماً حكماً.
أحكام النون الساكنة والتنوين
س - أول الأحكام (أحكام النون الساكنة والتنوين) فما هي؟. نود أن نبين ما هو التنوين؟
ج - التنوين هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً وتفارقه وقفاً وخطاً، وهو عبارة عن فتحتين أو كسرتين أو ضمتين. أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة، هي: الإظهار ـ والإدغام بنوعيه ـ والإقلاب ـ والإخفاء الحقيقي. أربعة أحكام، ولكل من هذه الأحكام حروف من حروف الهجاء نبين كلاً منها بالنسبة لكل حكم من الأحكام , فالأول:
الإظهار:
تظهر النون الساكنة أو التنوين قبل ستة أحرف، جمعها بعضهم في قوله: (همز فهاء ثم عين حاء مهملتان ثم غين خاء)
حكم الإظهار:
الأول نريد أن نطبق ببيان الأحرف الستة إذا وقع قبلها النون الساكنة أو التنوين، ويأتي الإظهار من كلمة ومن كلمتين:1 - فمن كلمة مثل: (ينأون) الهمز بعد النون الساكنة، تظهر النون الساكنة هكذا: (ينأون)،
2 - ومن كلمتين كالنون الساكنة قبل الهمز من كلمتين من قوله: (من آمن)
1 - والنون الساكنة قبل الهاء من كلمة مثل: (منهم) أو (منها) - (منها خلقناكم)،
2 - وأما النون الساكنة التي بعدها هاء من كلمتين فمثل: (من هاد)،
1 - كذلك النون الساكنة التي بعدها العين من كلمة مثل: (أنعمت)،
2 - ومن كلمتين مثل: (من علق)
1 - أما النون الساكنة التي بعدها الغين من كلمة فمثل: (فسينغضون) (فسينغضون)،
2 - ومن كلمتين مثل: (من غل). والتنوين مثل (عبداً إذا) (جرفٍ هار) (واسع عليم) (عزيز حكيم) (لطيف خبير) هكذا يكون الإظهار.
والإظهار في اللغة: هو البيان.وفى الاصطلاح: هو النطق بالحرف مظهراً، أي لا يكون مدغماً ولا مخفىً ولا مقلوباً.
الإدغام وأقسامه
(يُتْبَعُ)
(/)
س - وماذا عن الإدغام وحروفه؟
ج - الإدغام هو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً من جنس الثاني.
وهو قسمان:
إدغام بغنة وإدغام بغير غنة.
فالإدغام بغنة: هو أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من الحروف الأربعة التي جمعت في كلمة (ينمو) الياء والنون والميم والواو، وأمثلته هكذا:
1 - (فمن يعمل) نون ساكنة وبعدها ياء
2 - (من نور) نون ساكنة وبعدها نون
3 - (من ماء) نون ساكنة وبعدها ميم
4 - (من وال) نون ساكنة وبعدها واو
والتنوين مثل:
1 - (خيراً يره)
2 - (يومئذٍ ناعمةٍ)
3 - (قولٌ معروفٌ)
4 - (هدىً ورحمةٌ). هذا هو الإدغام بغنة.
أما الإدغام بغير غنة: فهو أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء، وفى هذا الحال يشدد الحرف الذي بعد النون الساكنة أو التنوين، مثال ذلك: بعد الراء (من ربه)، ومثال بعد اللام: الذي بعده اللام (هدىً للمتقين)، وهكذا وقد جمعت حروف الإدغام بنوعيه في كلمة (يرملون) مع ملاحظة أن الإدغام يقع من كلمتين كما ضربنا الأمثلة. فإذا وقع بعد النون الساكنة واو أو ياء في كلمة واحدة وجب الإظهار وذلك في مثل:
1 - (الدنيا)
2 - (بنيان)
3 - (صنوان)
4 - (قنوان)، ويسمى هذا إظهاراً مطلقاً
الإقلاب
س - وماذا عن الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين؟
ج - الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإقلاب. وهو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً في النطق دون الكتابة، ثم إخفاؤها إخفاءً شفوياً، كما ننطق هكذا: (أنبئهم) (منٍ بعد) (سميعٌ بصيرٌ) (زوجٍ بهيجٍ)، وعلامة هذا في المصحف أنك تجد مكان النون الساكنة أو مكان التنوين ميماً صغيرة مدلاة إلى أسفل للدلالة على إقلاب النون الساكنة أو التنوين ميماً مخفاة، مع بقاء الغنة بمقدار حركتين كما نطقنا مرة أخرى هكذا: (زوجٍ بهيجٍ) (أنبئهم) وهكذا
الإخفاء
س - ما هو الحكم الرابع والأخير من أحكام النون الساكنة والتنوين؟
ج - الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإخفاء الحقيقي. والإخفاء في اللغة: هو الستر, وفى الاصطلاح: هو النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عارياً عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف المخفى، وهو كما ننطق بالنون الساكنة أو التنوين بحالة متوسطة بين الإظهار والإدغام مع بقاء الغنة فيهما كما ننطق هكذا:
1 - (أنصتوا)
2 - (منذر)
3 - (من ثقلت)
4 - (ينكثون)
5 - (من قبل)
6 - (كنتم)
1 - (غفوٌر شكورٌ)
2 - (قولاً سديداً)
3 - (سبحاً طويلاً)
4 - (خالداً فيها) وأيضاً
5 - (جناتٌ تجرى)
مع ملاحظة أنه في حالة النطق بالإخفاء تكون الغنة تابعة للحرف الذي بعدها، بمعنى أن النون الساكنة إذا دخلت على حرف استعلاء فلابد من نطق الإخفاء مفخماً كما نطقنا هكذا: (من قبل) دخلت على القاف، أما إذا دخلت النون الساكنة أو التنوين على حرف استفال فترقق الغنة هكذا: (من كان) ومعروف أن حروف الاستعلاء سبعة أحرف جمعت في قول بعضهم: (خص ضغط قظ) أي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء، وهكذا كما نطقنا.
حكم النون والميم المشددتين
النون والميم المشددتان تجب الغنة في كل منهما بمقدار حركتين سواء كان تشديد كل منهما أصلياً أم كان بسبب الإدغام فيهما، وقد أفرد العلماء للنون والميم المشددتين باباً خاصاً في كتبهم يسمى بأحكام النون و الميم المشددتين، تجب الغنة بمقدار حركتين في كل ميم مشددة أو في كل نون مشددة، والغنة مقدارها بقدر خفض الأصبع أو بسطه، في حال وسط بين الإسراع والتأني، ويدركها صاحب الذوق السليم زيادة أو نقصاناً، وننطق لكل من النون المشددة والميم المشددة، فالنطق بالنون المشددة هكذا كما ننطق:
1 - (من الجنة والناس)
2 - (ألا إنهم)
أما النطق بالميم المشددة فكما ننطق هكذا:
1 - (فأما من أعطى)
2 - (فأما)
3 - (لما)
4 - (ثم إنكم)، وهكذا: والغنة صوت رخيم يخرج من الأنف ومن أعلى الأنف، كما يقول صاحب التحفة: (وغنة مخرجها الخيشوم).
س - وماذا عن أحكام الميم الساكنة؟
ج - الميم الساكنة لها ثلاث أحوال:
(يُتْبَعُ)
(/)
الحال الأولى: أن يقع بعدها حرف الباء فحكمها حينئذ وجوب الإخفاء مع بقاء الغنة بمقدار حركتين، أى إخفاء الميم قبل الباء مع الغنة كما ننطق بها هكذا: (يعتصم بالله)، (فاحكم بينهم).
الحكم الثانى للميم الساكنة: أن يقع بعدها ميم ثانية في كلمة أخرى فتدغم الميم الساكنة في الميم المتحركة مثل: (وهم مؤمنون) وأيضاً: (وراءهم ملك) هذا هو الحكم الثاني بالنسبة للميم الساكنة.
الحكم الثالث بالنسبة للميم الساكنة: أنها تظهر قبل بقية حروف الهجاء عدا حروف الميم والباء، ويسمى إظهارها إظهاراً شفوياً نسبة لخروج الميم من الشفتين، كما ننطق بها هكذا: (ذلكم خير) (لهم دار السلام)، وهكذا في جميع الأمثلة، وخلاصة الميم الساكنة: أنها تظهر قبل جميع حروف الهجاء عدا حرفي الميم والباء،ولنحذر إذا وقعت الميم الساكنة بعدها واو أو فاء فعلينا أن نحافظ على إسكان الميم، وذلك بالنسبة لأن الميم الساكنة بالنسبة للواو من باب المتجانسين، وبالنسبة للفاء من باب المتقاربين، ولذلك يقول صاحب التحفة:
واحذر لدى واو وفا أن تختفي
لقربها ولاتحاد فاعرف
وإسكان الميم قبل الواو مثل: (عليهم ولا الضالين) وإسكانها وبعدها الفاء هكذا: (هم فيها) وهكذا في جميع النظائر.
س - هذا عن أحكام الميم الساكنة، فماذا عن أحكام اللام الساكنة؟
ج - اللام الساكنة إما أن تكون لام (أل) أو تكون لام فعل:
1 - لام (أل) مثل: (الإنسان، الكريم، القمر)
2 - أما لام الفعل مثل: (قل، قلنا)
وحكم اللام الساكنة بالنسبة للام التعريف بينها صاحب التحفة بقوله:
للام أل حالان قبل الأحرف
أولاهما إظهارها فلتعرف
قبل أربع مع عشرة خذ علمه
من ابغ حجك وخف عقيمه
ثانيهما إدغامهما في أربع وعشرة أيضاً ورمزها فع
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
ومعنى هذا أن لام (أل) تظهر قبل أربعة عشر حرفاُ من حروف الهجاء جمعت في قول بعضهم: (ابغ حجك وخف عقيمه)، أي الهمز والباء والغين من (ابغ) والحاء والجيم والكاف من (حجك) والواو والخاء والفاء من (وخف)، والعين والقاف والياء والميم والهاء من (عقيمه) , تظهر لام التعريف قبل هذه الحروف. ثم بين أن أربعة عشر حرفاً تدغم لام التعريف فيها، وهى الحروف التي وقعت في كل كلمة من هذا البيت (الحرف الأول) وهى طب أي الطاء، ثم: الثاء، صل: الصاد، رحماً: الراء، تفز: التاء، ضف: الضاد، ذا: الذال، نعم:النون، دع: الدال، سوء:السين، ظن: الظاء، زر: الزاي، شريفاً: الشين، للكرم: اللام، فإذا أردنا أن نضرب الأمثلة للام (أل) المظهرة قبل حروفها فليكن هكذا: كلمة (الأرض) اللام الساكنة قبل الهمز. (البيت) قبل الباء، (الغفور) قبل الغين، (الحليم) قبل الحاء، (الجبار) قبل الجيم، (الكريم) قبل الكاف، (الودود) اللام الساكنة قبل الواو، (الخبير) قبل الخاء، (الفتاح) اللام الساكنة قبل الفاء، (العليم) اللام الساكنة قبل العين، (القيوم) اللام الساكنة قبل القاف، (اليوم) اللام الساكنة قبل الياء، (الملك) اللام الساكنة قبل الميم، (الهدى) اللام الساكنة قبل الهاء. هذه 14 حرفاً التي ضربنا لها الأمثلة هي التي جمعت في قول بعضهم كما ذكرنا: (ابغ حجك وخف عقيمه)، أما اللام التي تدغم من لام التعريف فعند 14حرفاً أيضاً التي رمز إليها في أوائل كلم هذا البيت كما نطقنا:
طب ثم صل رحماً تفز ضف ذا نعم
دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
وهى الطاء والثاء والصاد والراء كما ذكرنا إلى آخره.
فالطاء مثل: (الطيبات)، والثاء مثل: (الثواب) الثاء بعد اللام، (الصادقين): الصاد بعد اللام، (الرحمن) الراء بعد اللام، (التواب): التاء بعد اللام، (الضالين) الضاد بعد اللام الساكنة، (الذكر): الذال بعد لام أل، (الناس)، نون بعد أل، (الداعي) دال بعد اللام الساكنة من أل، (السميع)، سين بعد اللام الساكنة، (الظانين): ظاء بعد اللام الساكنة أي لام التعريف، (الزبور): زاي بعد اللام الساكنة، (الشافعين)، شين بعد اللام الساكنة، (الليل)، لام بعد اللام، وهذه الحروف هي التي أشار إليها في أوائل كلم هذا البيت مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)