ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Jan 2010, 07:12 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. إذا تحدثنا بالإعجاز العلمي قالوا:" القرآن كتاب هداية وليس كتاب فيزياء وفلك ... "، وإذا قلنا:" ثبت بالعلم التجريبي أن الأرض تدور قالوا:" أين هذا في القرآن؟! ". أليس هذا من أعجب العجب؟!!
2. بل وصل بهم الأمر أن يقطعوا بأن القرآن الكريم قد صرّح بثبات الأرض على الرغم من أن النصوص الكريمة تشير إلى نقيض ذلك. فماذا يعني هذا؟!
3. هذا يعني أن كل ما جاءوا به من فهم لكتاب الله وسنة رسوله لا بد أن يُمحّص من قِبل أهل العلم قبل أن نأخذ به. فتدليلهم بالكتاب والسنة على ثبات الأرض رحمة بالمؤمنين، وليعلم الناس أن لا معصوم إلا النبي.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Jan 2010, 08:17 م]ـ
يا جماعة الخير: هونوا عليكم.
1 - نحن لا ندعي العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإجماع الأمة؛ فالعلماء عندنا يخطؤون ويصيبون؛ ولكن احتمال إصابتهم للحق كثيرة لتقدمهم في العلم ولما خصهم الله تعالى به من الورع والتقوى؛ فهل من المعقول أن يتساوى فهم عالم يصبح على طلب العلم والأكل من كسب اليد، ويمسي على قيام الليل وتدبر كتاب الله تعالى، وآخر يصبح على الأكل من الربا، والأكل بالدين، ويمسي على الفضائيات والقيل والقال؟
لا أتهم أحدا وأعلم أن غالب بل كل طلبة العلم هنا إن شاء الله تعالى من الصالحين الطيبين نحسبهم كذلك؛ ولكن لكثرة من يطعن في فهم السلف اضطررت إلى الأسطر السابقة وأعتذر عما قد يتبادر إلى ذهن من ساءت نيته مقدما.
2 - عندما ننفي العصمة عن علماء الأمة؛ فما بالكم بمفكرين ومنظرين كفارا هل هم معصومون؟ وهل كل تصوراتهم عن الكون صحيحة مائة بالمائة، أما سلفنا وعلماؤنا فهم مخطؤون في فهم كتاب ربهم وهو تخصصهم الذي عاشوا حياتهم من أجله؟
ما يالنا وصل بنا الانحطاط إلى اتهام سلفنا حتى في تخصصاتهم؛ وسلمنا كل ناعق يتكلم حتى في غير تخصصه؛ بل حتى في بعض الاكتشافات التي نسبها لنفسه زورا وبهتانا وكذب على المجتمعات "العلمية" في ذلك؟
ما بالنا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
ما بالنا ننبهر لمجرد حديدتين ربطهما مخنث ثم كبرهما بالعدسة وبث فلمها على شاشة فنصفق ونقول: انظروا لقد وصلوا إلى القمر، انظروا لقد بنوا على المريخ، شاهدوا رحلة سياحية في مجرة أخرى وفي درب غير درب التبانة ...
وعندما يسأل واحد منا تثبتا نقول: انظروا هاهم الرجعيون قد جاؤوكم، هاهم المتحجرون فكريا طلعوا عليكم، لا تجيبوهم فعقولهم كالصلد ونحن عقولنا مستنيرة، لا تكلموهم، ففكرهم منحط، ونحن فكرنا متنور، نحن أهل العصر، وهم يعيشون عصر الظلام.
ما هذا الهراء الخليع؟ ما هذه الجاهلية المقيتة؟
اللهم إليك نبرأ من امة أسلمت زمام عقولها وعلومها لأعدائها حتى فهم كتابك الذي أنزلت عليها سلمت عنان تفسيره لآدم اسميث وريكاردوا ميشل ودور كايم وكارل ماركس، وانيوتن، وجاليليوا، وكانط ...
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Jan 2010, 09:16 م]ـ
أما الأخ: جلغوم، فأقول له كما قلت له سابقا: سلاما.
وأظنها تكفي لإجابته وتزيد ..
اما أنا فأظن أنك قد استأثرت بالجهل كله لنفسك، وهذا خطا منك، فليتك تركت لأحد بعض الفتات، حتى يصلح أن تقول له: سلاما.
سلاما سلاما يا إبراهيم.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[09 Jan 2010, 09:31 م]ـ
أخي الكريم
دعك من الفضاء البعيد والكون الكبير ومجراته .. فإن دونه خرط القتاد.
وتعال بنا إلى الكون الصغير (الإنسان) وآلاته ..
أين تجد في كتاب الله خلاياه وأنسجته وأجهزته هل تجد الجهاز الدوري والهضمي والعصبي والتنفسي ..
وأمر النبيء مع الحارث بن كلدة وهو أطب العرب لا يخفى.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[09 Jan 2010, 09:47 م]ـ
ونسيت الحمض النووي DNA الخارطة أو البصمة الجينية للإنسان.
هل هذه كله إشاعات غربية؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jan 2010, 09:55 م]ـ
عجيب أمر أخينا إبراهيم نسأله سؤالاً إجابته لا تحتمل أكبر من سطر ويرد علينا بخطبه.
يا أخانا إبراهيم سألك أخونا أبو عمر وقال:
فقط أذكر لي نصاً واحداً، وأنصح أن تختار النص الأوضح في دلالته على المسألة. ولا تقول لي قال فلان أو فلان، بل قل لي قال الله تعالى، أو قال الرسول عليه السلام.
فنرجوك قدم لنا جوابا مباشرا مختصرا نصا من كتاب أو سنة حتى نستفيد ونفيد.
وأرجوك لا تخطب لنا خطبة حتى لا يتشتت الموضوع وهذا من حقنا عليك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jan 2010, 10:34 م]ـ
أهدي مشاركة طالبة علم التفسير أعلاه مصحوبة بالتقدير إلى المشرف العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن حفظه الله ووفقه لما فيه الخير
رسالتكم وصلت أخي الحبيب، ولكن: ماذا ترى؟
ما تكتبه الأخت وفاء يحزنني غاية الحزن، لأنه لا يمت إلى العلم بصلةٍ، وفيه من الغرابة ما يجعلني أتوقف عن مناقشته.
وأختنا وفاء تظن أن عدم التعقيب على مشاركاتها من باب الإقرار له، وهو لبعده وغرابته وكثرة أغلاطه تجاوزه الجميع. ولذلك فإنني ألتمس منها مشكورة أن تتوقف وتراجع ما تكتب وتعرضه على أي أحد قبل نشره هنا، فإنه يسيء إليها وإلى الملتقى، ويضحك علينا الناس، والله المستعان. أسأل الله لها التوفيق للصواب وأن يلهمها رشدها.
وأما أخي إبراهيم الحسني حفظه الله فقد بالغ في إنكار مسائل كثيرة بحجة عدم وجود دليل من القرآن أو السنة، وبالغ في المغالطة والاعتراض حتى أوقع نفسه في الحرج الشديد أصلحه الله وهداه، وأستغرب هل هذه حقاً من أصول البحث والمناظرة يا ترى وهو يكثر من الاحتجاج ببعض المقولات فيها.
ويبقى الحوار العلمي المفيد باباً من أبواب العلم نتعلم منه الكثير، وننتفع به بإذن الله، وأرجو ألا يجرنا ذلك إلى التنابز ما استطعنا رعاكم الله وهدانا للحق جميعاً، وما أحسبكم إلا راغبين في الحق، محبين له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[09 Jan 2010, 11:00 م]ـ
الشيخ الدكتور عبد الرحمن
الذي أرى هو ما رأيته أنت حفظك الله
وجزاك الله خيرا على سعة صدرك وصبرك وحكمتك
وأرجو أن تستجيب الأخت وفاء لنصحكم لعل الله أن ينفعها بذلك
وكذلك أخونا إبراهيم وفقه الله تعالى لما فيه الخير
ومرة أخرى شكر الله لكم دكتور عبد الرحمن وبارك في جهدكم وجعله في موازين حسناتكم
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[09 Jan 2010, 11:07 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا الخليل الدكتور عبدالرحمن
انتزعت بكلماتك الكريمة الهادئة ما في نفسي من ظنون ركتبتها من هذا الموضوع.
وجزى الله الإخوة المشاركين خيراً على حلمهم وإفاداتهم وتنوع مسالكم.
والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 07:27 ص]ـ
وأما أخي إبراهيم الحسني حفظه الله فقد بالغ في إنكار مسائل كثيرة بحجة عدم وجود دليل من القرآن أو السنة،.
أخي عبد الرحمن: لم أبالغ في إنكار شيء بحجة عدم وجود دليل ولا بأي حجة أخرى، ولكن حتى يتضح الأمر دون إطلاق للأحكام العشوائية، أسألك إن كنت اطلعت على هذا الموضوع أو غيره من المواضيع ذات الصلة: أي دليل قدمه هؤلاء على دوران الأرض؟
لتسرد لنا - أخي الكريم - الأدلة التي أوردوها حتى نعرف من المكابر.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 07:30 ص]ـ
وبالغ في المغالطة والاعتراض حتى أوقع نفسه في الحرج الشديد أصلحه الله وهداه،.
أخي الفاضل: لم أوقع نفسي في أي حرج لا ضعيف ولا متوسط الضعف ولا شديد فالأمر عندي لا يعدو حوارا مفيدا إن كان الحق معي فذلك من الله تعالى وإن كان معي غيري أبين وأصرح بأنني استفدت منه ولا أجد في ذلك حرجا من أي نوع.
وإن كان الحق معك في أن قبول الحق من الخصم هذه الأيام صار فيه حرج للبعض ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 07:33 ص]ـ
، وأستغرب هل هذه حقاً من أصول البحث والمناظرة يا ترى وهو يكثر من الاحتجاج ببعض المقولات فيها.
.
لم أكثر من الاحتجاج ببعض المقولات في آداب البحث والمناظرة، وإنما ذكرتها مرة واحدة؛ فلعلكم - حفظم الله - تطالعون المواضيع بدقة حتى تحكموا على بصيرة.
ومع ذلك فلك أن تراجع آداب البحث والمناظرة لتتيقن من أن ما ذكرته وأذكره منها مسطر في كتب أهل العلم، ولعلك تعرف - بعد ذلك - من من المشاركين في هذه المواضيع ينقل عن أهل العلم ما لم يقولوه.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:40 ص]ـ
ما كتبته يا شيخ عبدالرحمن أنا أتحمله فكيف يضحك عليكم الناس؟
فإني إن كنت كتبت ونشرت في ملتقى أهل التفسير .. فقد عرضته لمن ينظر فيه ممن أثق بأنهم لو أبدوا رأيهم ما استعاروا رأيا لي من غيرهم
ولكن ما زالوا يقرأون لي ويتابعون فأنا أحترم من يستمع لي.
ولكن من يؤذيكم بكتابة غيركم أساء لنفسه فليس صوابا أن يحاسب س من الناس على فعل ص من الناس، فـ (كل نفس بما كسبت رهينة).
وعدتم بإفادتي بتعليقكم وما رأيتكم كتبتوا تعليقا وتركته.
أرجو المعذرة .. يا شيخ أنا أكتب مباشرة ما أريد نشره في الملتقى، فهل تعذر النقد من عندي أو من عند ناقد ما بين نقده.
أشكركم وبخصوص هذا الموضوع كنت كتبت ما لدي وألغيت اشتراكي بالتبليغ واستغربت استمرار الجدل في الموضع لذلك اطلعت من جديد واكتفيت بما قلت.
لست أكرر عبثا، ولا أجبر أحدا.
شكر الله للجميع
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Jan 2010, 03:05 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
لقد تعمدنا أن لا نبحث معك أدلة دوران الأرض في النصوص الكريمة وأحببنا أن نحصر المسألة في بحث أدلة من زعم أن الأرض ثابتة. وإذا قلنا جدلاً بأنه لا يوجد دليل لأي من الطرفين عندها لا نجد أي مسوغ لمن يرفض العلم المعاصر بزعم مخالفته للشرع.
الأخت الكريمة طالبة علم التفسير،
لا بأس في المصارحة وإن كانت قاسية، لان المصارحة تساهم في جعلك أكثر تفهماً لما يدور:
في البداية عندما قرأنا لك صدمنا الكلام فشككنا في نواياك ثم لم نلبث أن اكتشفنا أن كلامك لا يصدر عن سوء نية ولكن عن خلل في الإدراك (له سبب) فعليك التنبه إلى ذلك حفظك الله.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[10 Jan 2010, 04:26 م]ـ
لعل النوايا ليست محلا للتنقيب
فلو أنك تشرح لي محل خلل الإدراك علميا
وأعتذر إن كانت طريقتي قاسية عليكم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 04:57 م]ـ
لعل النوايا ليست محلا للتنقيب
فلو أنك تشرح لي محل خلل الإدراك علميا
وأعتذر إن كانت طريقتي قاسية عليكم
لقد تبين لي من خلال ردودك أنك تعين ما تقولين في هذا الجانب وهذا يعطيني دليلاً على أنك تتعمدين الخلط والهذيان فيما تكتبينه من مشاركات وهذا يؤكد شكي في توقعيك
وأعتقد أنه قد حان وقت آخر العلاج
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[10 Jan 2010, 06:27 م]ـ
أخي أنا أعي وأعني ما أقوله ولست أهذي
فثمن كلامك وأنت الكسبان أن نفهمك ونرد على كلامك
يا أخي حجازي:
كأنك تريد أن تتكلم بما لا تجد لك فيه كلاما. شخصي ليس لك أن تبدأ علاجه فضلا أن تأتي بآخر العلاج.
إن يكن اعتراضك على كلامي علميا فاكتبه علميا ويكون محور الكلام علميا
وإلا فلا توجه الكلام لي وأشكرك مرة أخرى
وأنت تشك في توقيعي، فهل كنت حكما؟!
هذا توقيعي ولا عبرة بشك يدرج على اليقين. إن أنت إلا وسوس لك الشيطان بشكك.
خذ هذه القاعدة الفقهية إن شئت:
كل شك أدخل على يقين فهو وسوسة.
وكل يقين أدخل على الشك فهو الحق بإذن الله.
واليقين في عرف الأحكام الشرعية ما ثبت وقوعه على الصواب. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:13 م]ـ
إن يكن اعتراضك على كلامي علميا فاكتبه علميا ويكون محور الكلام علميا
وهل كتبتي كلاما علميا حتى أرد عليه؟
لو لا أنك تتكلمني في كتاب الله ولو لا أنك محسوبة على ملتقى أهل التفسير لما تعرضت لما تكتبني من قريب ولا بعيد.
أسأل الله لنا ولك الهداية
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 08:23 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
لقد تعمدنا أن لا نبحث معك أدلة دوران الأرض في النصوص الكريمة وأحببنا أن نحصر المسألة في بحث أدلة من زعم أن الأرض ثابتة. وإذا قلنا جدلاً بأنه لا يوجد دليل لأي من الطرفين عندها لا نجد أي مسوغ لمن يرفض العلم المعاصر بزعم مخالفته للشرع.
.
أخي الكريم: البيراوي.
أما أنا فلم أتعمد البحث في أي جانب، وكان هدفي من البداية يتمثل في نقطتين:
الأولى: بيان أنه لا دليل عند القائلين بدوران الأرض سوى أنهم يرددون ما يقال في وسائل الإعلام، وما يرسل لنا من كتب مطبوعة في الغرب أو يدرسه لنا أساتذة درسوا فيه، وهذا ليس دليلا علميا، فعندما تأتي في مناظرة، وتقول: الأرض تدور، فيقال لك هات دليلك، فتقول: هم قالوا بأنها تدور، وكل الناس يعلم ذلك وهو من المسلمات؛ فهل هذا عندك نقاش علمي؟.
الثانية: من أهم أهدافي هو محاولة تنبيه الإخوة الفضلاء على تصحيح منهج الاستدلال؛ وأعلم أن هناك من هو أولى بهذه المبادرة مني علميا وعمليا، ولكن عند غياب من يتولاها صممت أن أحاول فيها جهدي.
فمنهج الاستدلال العلمي صعب المنال، وخاصة في هذه الملتقيات؛ فيجب أن يتفق المتحاورون على أن الاستدلال - وخاصة في ملتقى أهل التفسير - يجب أن يكون بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل العلوم بلااستثناء.
وإذا لم يعثروا على دليل؛ فالواجب أن يجتهدوا رأيهم في المسألة بما لا يخالف ظاهر النص القرآني أو النبوي.
أما أن يجعلوا تجارب باحثين تتغير ليس في كل يوم بل في كل لحظة دليلا فهذا خارج منهج البحث العلمي.
وخاصة إذا لم يكونوا مطلعين على حقيقة تلك التجارب، وتلك الدراسات وإنما يصدر لها منهم ما ينومهم ويخوفهم من أعدائهم، ويجعلهم أمامهم كأنهم خارقين، وقدراتهم فوق طاقة البشر، ولا يمكن للمسلمين أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه ..
وأراني قد أطلت عليك.
ولكن بما أنك تريد أدلة على أن الأرض ثابتة فقد جمعت بعض كلام أهل العلم في هذه العجالة فأقول لك:
لقد تدبرت – بما سنح لي الوقت - لفظ الأرض في القرآن الكريم؛ فوجدته لم يقرن بلفظ يدل على الدوران أو التحرك؛ بل كل الألفاظ التي قرن بها دالة على الثبات والسكون والقرار.
ومن ذلك: "الذي جعل لكم الأرض فراشا "
وفي آيتين أخريين:"قرارا".
وفي أخرى "مهدا" أو "مهادا" أو: "ماهدون"
وفي آية أخرى: "فرشناها"
وفي أخرى:"مددناها" أو "مد الأرض"
وفي أية أخرى: "خاشعة" إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.
وعندما راجعت كتب أهل التفسير الأقدمين حتى لا يعترض أحد على ابن عثيمين أو ابن باز أو غيرهم من المعاصرين وجدتهم شبه مجمعين على القول بأن الأرض ثابتة.
فقد روى الطبري بإسناده عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"الذي جعل لكم الأرض فراشًا" فهي فراشٌ يُمشى عليها، وهي المهاد والقرار. تفسير الطبري - (1/ 365)
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: "إسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشاً أي مهداً كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات". ابن كثير. / دار الفكر - (1/ 76)
وفي آية: "قرارا" وجدت ابن عاشور قال فيها: (القرار أصله، مصدر قرّ، إذا سكن. وهو هنا من صفات الأرض لأنه في حكم الخبر عن الأرض، فالمعنى يحتمل: أنه جعلها قارة غير مائدة ولا مضطربة فلم تكن مثل كُرة الهواء مضطربة متحركة، ولو لم تكن قارة لكان الناس في عناء من اضطرابها وتزلزلها، وقد يفضي ذلك بأكثرهم إلى الهلاك وهذا في معنى قوله: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم} في سورة [الأنبياء: 31].
ويحتمل أن المعنى جعل الأرض ذات قَرار، أي قَرارٍ لكم، أي جعلها مستقَراً لكم كقوله تعالى: {وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}) .. التحرير والتنوير - (13/ 47)
وفي آية: "مهدا" قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( .. ثم قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا} أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتنصرفون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا) تفسير ابن كثير / دار الفكر - (4/ 150)
ولو كان عندي من الوقت ما يكفي لبحث الموضوع لجمعت لك كلام أهل العلم فيه بشكل أوسع وأشمل.
والخلاصة من كل هذا الموضوع حتى لا يطول أكثر من اللازم؛ ويمضي كل واحد في إطلاق التهم جزافا – مع أنه لا يضر بها في النهاية إلا نفسه – يجب أن يحصر هذا الموضوع في نقطتين فقط:
الأولى: هذا كلام أهل العلم من السلف الصالح في تفسير الآيات التي لها تعلق بالموضوع، وهو واضح لأصغر طالب علم.
الثانية: هذا حكم المكتشفين المحدثين – بالفتح – بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس، وأنه بدورانها ينتج الليل والنهار والفصول ..
وهو واضح لطلاب السنة الأولى الابتدائية، ولا يحتاج إلى ذكاء كبير لكي نردد ما يقولون فيه، فالطفل في سنته الأولى يبدأ يكرر ما يقال أمامه من كلمات ...
النتيجة:
القولان متعارضان من كل وجه ولا يمكن الجمع بينهما فهل نرجح ما ثبت عن السلف الصالح من فهمهم لكتاب الله تعالى أم نرجح ما ثبت عند الباحثين المعاصرين؟.
أريد جوابا واضحا أخي البيراوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:04 م]ـ
الأخ إبراهيم نأخذ من خطبتك المفيد وأرجو أن تعذرني.
تقول:
ولكن بما أنك تريد أدلة على أن الأرض ثابتة فقد جمعت بعض كلام أهل العلم في هذه العجالة فأقول لك:
لقد تدبرت – بما سنح لي الوقت - لفظ الأرض في القرآن الكريم؛ فوجدته لم يقرن بلفظ يدل على الدوران أو التحرك؛ بل كل الألفاظ التي قرن بها دالة على الثبات والسكون والقرار.
ومن ذلك: "الذي جعل لكم الأرض فراشا "
وفي آيتين أخريين:"قرارا".
وفي أخرى "مهدا" أو "مهادا" أو: "ماهدون"
وفي آية أخرى: "فرشناها"
وفي أخرى:"مددناها" أو "مد الأرض"
وفي أية أخرى: "خاشعة" إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.
وأقول:
هل كون الأرض فراشا يمنع من أن تكون متحركة في نفس الوقت؟
هل كون الأرض قرارا يمنع من أن تكون متحركة في نفس الوقت؟
هل كون الأرض ممدودة يمنع من أن تكون كروية ومتحركة في نفس الوقت؟
ثم وصف خاشعة هل هو وصف للكرة الأرضية أم لشيء آخر؟
وعندما راجعت كتب أهل التفسير الأقدمين حتى لا يعترض أحد على ابن عثيمين أو ابن باز أو غيرهم من المعاصرين وجدتهم شبه مجمعين على القول بأن الأرض ثابتة.
فقد روى الطبري بإسناده عن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"الذي جعل لكم الأرض فراشًا" فهي فراشٌ يُمشى عليها، وهي المهاد والقرار. تفسير الطبري - (1/ 365)
أخي إبراهيم:
لا نعترض على ما رواه الطبري رحمه الله تعالى فالأرض فراش يمشى عليها وهي مهاد وقرار.
ولكن هل قال إنها لا تتحرك ولا تدور؟
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: "إسباغه عليهم النعم الظاهرة والباطنة بأن جعل لهم الأرض فراشاً أي مهداً كالفراش مقررة موطأة مثبتة بالرواسي الشامخات". ابن كثير. / دار الفكر - (1/ 76)
وكذلك كلام بن كثير لا اعتراض عليه، ولكن هل نفى دورانها؟
وفي آية: "قرارا" وجدت ابن عاشور قال فيها: (القرار أصله، مصدر قرّ، إذا سكن. وهو هنا من صفات الأرض لأنه في حكم الخبر عن الأرض، فالمعنى يحتمل: أنه جعلها قارة غير مائدة ولا مضطربة فلم تكن مثل كُرة الهواء مضطربة متحركة، ولو لم تكن قارة لكان الناس في عناء من اضطرابها وتزلزلها، وقد يفضي ذلك بأكثرهم إلى الهلاك وهذا في معنى قوله: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم} في سورة [الأنبياء: 31].
وهذا الاحتمال الأول صحيح، بل هو ليس احتمالا وإنما هو الحقيقة فالأرض جعلها الله قارة غير مائدة ولا مضطربة، ولكن هذا لا ينفي أنها متحركة.
ويحتمل أن المعنى جعل الأرض ذات قَرار، أي قَرارٍ لكم، أي جعلها مستقَراً لكم كقوله تعالى: {وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين}) .. التحرير والتنوير - (13/ 47)
وهذا المعنى الثاني صحيح وليس بينه وبين الأول تعارض ومع هذا لا ينفي كون الأرض تتحرك حركة منتظمة.
وفي آية: "مهدا" قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( .. ثم قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا} أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتنصرفون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا) تفسير ابن كثير / دار الفكر - (4/ 150)
وهذا القول لا اعتراض عليه إلا قوله:
"مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا"
فهو يحتاج إلى دليل وإذا صح فهو دليل ضدك لا لك أخانا الكريم إبراهيم.
أما بقية كلامك أخانا إبراهيم فلنتجاوزه ونبقى في محاولة فهم النصوص كما ينبغي لطلبة العلم أن يفعلوه.
وفق الله الجميع لكل خير.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده رسوله محمد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:32 م]ـ
أخي حجازي الهوى: حقا ما قال بعض السلف إن القرآن حمال اوجه.
وحقا إن الجدال لا فائدة فيه.
فأنا لا أفهم من كلام العربي عندما يقول ثابتة إلا فهما واحدا وهو أنها لا تتحرك.
وعندما تتحرر أنت من الخلفية التي عندك من أن الأرض تدور، وتفهم القرآن كما فهمه السلف فإنك لن تفهم من كلمة: "ثابتة" إلا أنه ضد الحركة.
ولكنك تفهمها انطلاقا من الخلفية المستقرة في ذهنك، وهذا شيء نفسي قد لا يفطن له الإنسان.
أما مجاوزة لبقية الكلام؛ فلا أريد مجاوزته؛ بل هو لب الموضوع:
وأعيده مرة أخرى:
الذي أفهم من ثابتة أنها لا تتحرك، وهذا نقل السلف.
والذي أفهمه من قول المعاصرين من الباحثين الغربيين ومن تبعهم من المسلمين أن الأرض تدور، هو ضد "ثابتة" فأيهما نرجح.
هذا لب الموضوع.
وسياسة الالتفاف لا تصلح في النقاش العلمي، وإنما في لعب كرة القدم.
وفقني الله وإياك لكل خير.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[10 Jan 2010, 09:38 م]ـ
أشكر لك سعة صدرك أنك تقرأ مواضيعي
فإن وجدت ما تناقش فيه علميا فاكتبه مشكورا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:00 م]ـ
هذا تفسير جديد للثبات أنه سكون خلاف الحركة ..
هل ينسحب هذا على قوله تعالى (إذا لقيتم فئة فاثبتوا).؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أي لا تتحركوا!!.
هل الخشوع يعني التخشب وعدم الحركة .. ماذا تسمي حركات الصلاة إذن؟
أرجو أن يناقش الأخ في أنه لا يرضى إلا بالنصوص في فهم المشاهدات والحسيات.
هل يقتنع هذا الأخ أن الأحكام: عقلية (برهانية) وحسية (عادية) وشرعية (نقلية)؟.
ولماذا يستشهدون بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء .. إذا احتاج النهار إلى دليل.
أليس لأن الشهود أقوى من السمع.
إذا لم يكن الأخ مقتنعاً بذلك فمناقشة الجزئيات مضيعة للوقت.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:29 م]ـ
أخي الكريم: هون عليك.
أنا مقتنع بكل ما ذكرت، ولكن الليل عندي نهار عندك، والعكس بالعكس.
وما هو الشهود الذي تعني في مداخلتك، أم أنك تلقي العبارات دون معانيها.
أم أنك قمت بجولة في الفضاء لتشاهد الأرض تدور؟ حتى نفهم المشاهدة عندك.
أخي الكريم: هذا نقاش علمي ينبغي أن تكون كل عبارة فيه منتقاة بعناية ومسؤولية.
واعذرني فقد تعمدت عدم إجابتك في مداخلاتك كلها في هذا الموضوع، وذلك لأني لا أحب الجدال العاري من الأدلة، والمستند إلى "مسلمات" ليست "مسلمات" عند الطرفين، فأنت لا تحاور نفسك.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:36 م]ـ
ما دليلك أخي إبراهيم على أن الثبات - كما قلت- يعني السكون وعدم الحركة. هل هي لغة العرب أم لغة أخرى.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:44 م]ـ
أما قضية بحثك اللغوي المفيد الذي تريد من خلاله تفنيد معنى الثبات؛ فلك أن تراجع فيه المراجع اللغوية؛ وعليك الرد عليهم لا علي.
ففي الفروق اللغوية - (1/ 442)
لفرق بين الكائن والثابت: أن الكائن لا يكون إلا موجودا ويكون ثابت ليس بموجود وهو من قولهم فلان ثابت النسب معنى ذلك أنه معروف النسب وإن لم يكن موجودا ويقال شئ ثابت بمعنى أنه مستقر لا يزول، ويستعمل الثبات في الاجسام والاعراض وليس كذلك الكون.
وفي المعجم الوسيط - (1/ 93)
ثبت ثباتا وثبوتا: استقر.
ولك أن تراجع بقية المعاجم اللغوية.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[10 Jan 2010, 11:50 م]ـ
أستحلفك بربك أين فهمت منها أنها تعني السكون؟؟
الثبات هو دوام الشيء (معجم المقاييس 1/ 399).
ما قلته يا أخي تقوّل على أئمتنا ولغتنا .. غفر الله لك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Jan 2010, 12:29 ص]ـ
أخي الكريم: لا تطل علينا هذا الحوار بالكلام خارج الموضوع.
الثبات ضد الحركة، وهو أيضا بالمعنى الذي ذكرت؛ ويدل على غير هذه المعاني أيضا، فوسع خيالك ليدرك معاني لغة العرب، ولا تستعجل في طلب العلم؛ وتقرأ كتابا واحدا في الموضوع ثم تدندن حوله.
لا تستعجل في الأحكام.
هدانا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[11 Jan 2010, 01:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وصلت إلي رسالة إلكترونية منذ فترة، يتحدث صاحبها عن ثبات الأرض وعدم دورانها، وعندما وجدته يتكلم - كما قال - عن أدلة علمية وأورد أيضا أدلة شرعية، أحببت أن أعرضها عليكم، عسى أن تساعدنا للوصول إلى حل.
==== نص الرسالة ====
علوم الطيران في القرآن
عشرون برهان علمي
من خلال علوم الطيران والفيزياء والميكانيك والرياضيات
ومؤيدة في إحدى عشرة آية قرآنية بأن
الأرض جامدة وثابتة
لا تدور حول نفسها ولا تدور حول الشمس
ويتضمن
· أوقات وزوايا الفجر في العالم
· قصة التقويم الميلادي والهجري
شروط تحرِّي هلال الشهر الهجري
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ البقرة 286
براءة اختراع محفوظة في وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
نادر جنيد سوري الجنسية
شهادة طيار خط جوي من أمريكا
(يُتْبَعُ)
(/)
مكتشف نظرية الأرض لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس
مختص في علم الفلك والفضاء والتقويم الهجري والميلادي ومواقيت الصلاة
Mobile: 00963 933813169
Email: Jneid101@Hotmail.Com
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ وقَدْ خَابَ مَنْ حمَلَ ظُلْمًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يخَافُ ظُلْمًا ولا هَضْمًا صدق الله العظيم (طه 111 - 112)
اتسمت حياتي في مجال الطيران بالعثرات والمصاعب والظلم , حيث تم إيقافي وإخراجي عن عملي في مجال الطيران ستة مرات , وذلك بسبب مناقشاتي علمية حيث اتهمت بضعف المستوى العلمي , كان اقرب الناس إلي يعزون أن الخطأ مني ومن تصرفاتي الشخصية , وعدم مسايرتي إلا أني كنت اسمع ممن شهد لهم الطيارين في مجال الطيران بالعلم بان وجهة نظري صحيحة وهم دفعوني للاستمرار في أبحاثي. ولكن كانت قناعتي أن كل ذلك بتقدير ومشيئة الله العزيز الحكيم , والآن تم إيقافي عن العمل للمرة السادسة بعد ظهوري في الجامعات والمحافل العلمية والفضائيات والصحف المحلية والعالمية وكانت حجتهم أني انتحل صفة طيار سوري واني أقوم بنفي نظرية عمرها خمسة آلاف سنه مما أسيء إلى سوريا والى الطيارين السوريين, ولم افلح في براءة نفسي أمام لجنة التحقيق بالوثائق التي تثبت أني أحمل الجنسية السورية وشهادة طيار موقعة من السيد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله وشهادة طيار رقم 294 صادرة عن الطيران المدني السوري و شهادة كابتن طيار ATP صادرة عن الطيران الأمريكي رقم 2373945 ولكن بفضل الله تمت عودتي للطيران
ونظرية الأرض لا تدور حول نفسها و حول الشمس هي الثانية في حياتي فبعد أن تم إيقافي عن الطيران أول مرة بحجة ضعف في المستوى العلمي والفني نتيجة مناقشاتي العلمية عملت في وزارة الزراعة كطيار زراعي واقترحت على المسؤلين في وزارة الزراعة تجربة بأن أملئ خزان الطائرة الزراعية بالماء وأطير ضمن الغيوم وأرشها بالماء وهذا سوف يساعد الغيوم في عملية التحريض والتكاثف وهطول المطر الصناعي حيث كان يستخدم في تلك الأيام فقط نترات الفضة فقط لجعل الغيوم تتكاثف لهطول المطر الصناعي , وتم إيقافي عن الطيران للمرة الثانية بسبب ذلك.
تم إرسال فكرة رش الماء ضمن الغيوم إلى منظمة علوم البحار في أمريكا وكان جوابهم بتاريخ 8 AUG 1984 بأن نظريتي أحدثت ضجة واقترحوا بإضافة الملح إلى الماء لتكون عملية التكاثف أفضل وهذه الطريقة تستعمل حاليا في جميع الدول.
وأما النظرية الثانية بأن الأرض لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس فهي نتيجة دراستي لحساب زوايا الفجر وبداية ونهاية الشهر الهجري.
إن القناعة السائدة عند معظم العلماء المسلمين أن زوايا الفجر وأوقات الصلاة صحيحة ومحسوبة من قبل علماء الفلك المسلمين , مع العلم أن الذي حسبها لنا هم أحبار اليهود في سوريا حسب ديانتهم ووزعت إلى إنحاء العالم عن طريق علماء الدين في دمشق , عندما بدأ التوقيت العربي القديم الذي يعتمد على بداية اليوم الساعة 12 عند آذان المغرب ويحسبون بقية أوقات الصلاة على هذا الوقت وعند اعتماد الوقت الحالي على أن بداية اليوم الساعة 12 ليلا أعاد دكاترة الرياضيات حساب أوقات الصلاة على ذلك الوقت الجديد.
ولن أنسى أبداً مشقة الصيام أثناء إقامتي في أوربا عندما كان يأتي شهر رمضان في الصيف حيث كنا نصوم أكثر من عشرين ساعة يوميا , كذلك كنت اسمع وأشاهد تذمر وحرج المسلمين في دول العالم نتيجة طول مدة الصيام في الدول الأوربية. لذلك أصبح من الضروري البحث عن صحة زوايا الفجر ومدة الصوم الحقيقية , حيث أن الصيام في أوربا يبدأ قبل الفجر الحقيقي بحوالي الساعة ونصف , وكنت أتساءل من المسئول لحل تلك المعضلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال مراجعتي لمراكز الدول الإسلامية ومناقشتي مع علماء الدين فكان جوابهم أن رسول الله صل الله عليه وسلم أمرنا أن نبدأ الصيام عندما يبزغ الفجر ويظهر في الأفق الخيط الأبيض في الأعلى والخيط الأسود في الأسفل وهو الفجر الصادق , وينتهي الصيام ونفطر عند نزول قرص الشمس تحت الأفق ولكن لا ينطبق ذلك إلا أن نكون في صحراء أما في المدن فتقع تحديد الوقت على عاتق أمير المدينة بناء على لجنه من علماء الدين والفلك. وخلافي في حساب أوقات الصلاة هي مع علماء الفلك وليس علماء الدين لذلك بدأت بالتوضيح لعلماء الدين المسلمين بخطأ علماء الفلك في حسابهم لأوقات صلاة الفجر واثبات بداية الشهر الهجري، وذلك بإثبات خطأ علماء الفلك , وأن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس وذلك من خلال 20 برهان علمي و ومؤيدة ب11 آية قرآنية
المؤلف في سطور
نادر بن خالد جنيد مواليد سوريا 1953.
اتسمت حياتي بالعثرات والمصاعب بتقدير العزيز العليم إلا أن فضل الله كان علي عظيما".
· ففي عام 1972 حصلت على الشهادة الثانوية العامة.
· وفي عام 1973 تطوَّعت في الكلية الجوية.
· وفي عام 1975 تخرَّجت برتبة ملازم طيار.
· وفي عام 1976 تمَّ نقلي من الجيش العربي السوري إلى مؤسسة الطيران العربية السورية كطيار مدني بمرسوم جمهوري من السيد الرئيس الخالد حافظ الأسد رحمه الله.
· وفي عام1984 حصلت على شهادة مرحل جوي من أمريكا
· وفي عام1986 حصلت على شهادة كابتن طيار على الطائرات الأمريكية.
الأرض ثابتة لا تدور
ومن خلال عملي في الطيران تبين لي بان الأرض يجب أن تكون ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس بمدار إهليلجي فبدأت بمناقشة النظرية في:
· جامعة دمشق وجامعة البعث في حمص وجامعة تشرين في سوريا
· جامعة الحسن الثاني في المغرب
· الجامعة التكنولوجية ومركز اينشتاين الفلكي في بودستن ألمانيا
· مركز الأرصاد الجوية والمركز الإسلامي في لندن.
· جامعة كمبلنسة واتونوما في مدريد.
· جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان في مصر.
· جامعة الملك سعود في الرياض.
· جامعة استوكهلم والمركز الإسلامي في السويد.
بزوغ الفجر وعلاقته في كل الصلاة والصيام والحج
قال الله تعالى في كتابه العزيز
(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (الأنبياء 92)
وإن من أهمِّ هذه العبادات بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: الصلاة والزكاة والصيام والحج. والذي يحدِّد أوقات الصلاة عند المسلمين هو موقع الشمس بالنسبة للأرض، وجميع أوقات الصلاة عند المسلمين صحيحة باستثناء صلاة الفجر؛ حيث إنها تتمُّ قبل دخول الفجر. فنسأل الله القبول.
وتعريف الفجر من كلام الله عزَّ وجلَّ قوله تعالى:
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ
(البقرة 187)
والخيط الأبيض يمثِّل ضوء النهار، والخيط الأسود يمثِّل الليل. ومن الأحاديث النبوية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق). رواه مسلم برقم 1094 والترمذي برقم 706 واللفظ له
(أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر). (رواه الترمذي برقم 154)
والإسفار يعني انتشار الضوء.
(وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس). (رواه مسلم برقم 612)
ومعظم المراكز الإسلامية التي زرتها قامت بتثبيت زوايا الفجر بين15 و19.50 درجة على مدار العام، كما في الجدول التالي وأدت هذه الحسابات المختلفة إلى خلاف بين علماء المسلمين وذلك بسبب قناعة كل عالم دين بعالم الفلك الذي قام بحساب تلك الزوايا، ثم وضع هذا الخلاف تحت عنوان اختلاف المذاهب.
وإذا نظرنا إلى الجدول التالي المعتمد في الدول الإسلامية حاليا لحساب زوايا الفجر، نجد الاختلاف في زوايا الفجر في العالم التي تتراوح بين 15 درجة و19.5 درجة، دون الأخذ بعين الاعتبار موقع الدول وتعامد الشمس على خطوط العرض.
كذلك أدى اختلاف الدول العربية في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان المبارك إلى اختلاف المسلمين في العالم في تحديد بداية صيامهم ونهايته
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أنه من المتفق عليه عند جميع المسلمين أن وقفة عرفة تقرر في المملكة العربية السعودية؛ لأن شعائر الحج تقام على أراضيها فقط.
لقد ظهرت وكبرت هذه الخلافات بعد انتشار وسائل الإعلان المسموعة والمرئية منذ منتصف القرن التاسع عشر , فقبل ذلك الوقت كان المسلمون الذين يقطنون المدن والقرى المحيطة بها لا يعلمون اختلافهم عن غيرهم من البلاد الأخرى في بدء شهر الصيام وإثبات العيد إلا بعد مضي يوم من ذلك، وكانوا يعزون سبب هذا الاختلاف في بدء الصيام وانتهائه إلى اختلاف مكان ظهور القمر, بفرق المسافة بين المدينة والأخرى والتي قد لا تبعد في بعض الأحيان 20 كيلومترا".
ورغم التقدم في علم الطيران والفضاء , وطيران الإنسان داخل وخارج الغلاف الجوي , والتقدم في علوم الفلك وحساب أوقات الكسوف والخسوف بدقة , فلازال علماء المسلمين في الدول العربية مختلفين في طريقة حساب زوايا الفجر وإثبات رؤية الهلال , خاصة في بداية شهري رمضان وشوال، وقد أدى ذلك إلى خلاف بين المسلمين الذين يعيشون في الدول الأجنبية , حيث يقام في مساجد أوربا وآسيا وإفريقيا وأمريكا في كل عام وفي نفس المدينة ونفس المسجد إحدى وثلاثين صلاة تراويح وصلاتي عيد فطر, وذلك بسبب انتماء كل مسلم لدولته الأم.
وسبب هذا الخلاف بين المسلمين هو علماء الفلك وليس علماء الدين , غير أن علماء الدين نسبوا هذا الاختلاف إلى اختلاف المذاهب الفقهية وفق اجتهادات وأدلة أصحابها.وعلم الفلك مبني على نظريات ومشاهدات وأقوال وليس على ثوابت علمية دقيقة , وله صلة بالتنجيم الذي يقولون عنه كذب المنجمون ولو صدقوا.
وعلم الفلك يختلف كليا" عن علم الطيران والملاحة الجوية وعلم الفضاء.
حيث أننا في علم الطيران لا ندخل حساب دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس أثناء حساب خطة الطيران. وعلم الملاحة الجوية هو التطبيق الفعلي لعلم الأشعة والمثلثات في الرياضيات والميكانيك والفيزياء أو هو البعد الرابع وهو الزمن والذي ينتج من تقسيم المسافة على السرعة حيث أن الزمن هو الأساس في علوم الطيران. وهو يختلف عن علم الفلك والتنجيم والسحر والأبراج والتنبؤ. فيجب علينا أن نعتمد أحدهما ونعتقد به ونلغي الآخر, ويجب أن تكون قناعتنا واضحة أو بعلم الفلك والتنجيم الذي بني على أساس أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس ضمن أبراج التنجيم وعن طريق الأبراج يتنبأ المنجمون بالمستقبل!!
بدأت البحث في حساب مواقيت أذان الفجر منذ بداية طيراني فقد كنت في شهر رمضان أسأل المراقب الجوي أثناء الطيران عن توقيت بدء الصيام للمدينة التي نمر فوق أجوائها عند أذان الفجر , وأنظر إلى السماء بعد دخول وقت الصيام فأجد ظلام السماء مازال متجانسا", ثم يبدأ الفجر بالبزوغ بعد 20 دقيقة من ذلك التوقيت , لكن كان يتعذر علينا تحديد أذان الفجر عندما كنا نطير فوق الدول الغير الإسلامية.
إن العالم بطليموس وهو من العصور الرومانية القديمة كان أول من قال بأن الأرض ثابتة وأنها هي مركز الكون. ثم جاء العالم كوبرنيكوس وهو من العصور الوسطى بنفي نظرية بطليموس، وقال أن الشمس ثابتة وهي مركز الكون وأن الأرض كروية الشكل، تدور حول نفسها خلال 24 ساعة ليتشكل الليل والنهار ,
وتدور حول الشمس خلال 365.25 يوم على مدار إهليلجي لتتشكل الفصول الأربعة.
واستدل على انتقال الأرض حول الشمس , بتغير أبراج الفلك المتواجدة على الطريق الإهليلجي المزعوم , وطبع كتابا" بذلك دون أن يحمل اسمه خشية بطش الكنيسة , لأنه خالف ما درجت عليه.
ثم جاء العالم الإيطالي غاليليو وأكد على صحة نظرية كوبرنيكوس , ثم تراجع عن نظريته لينجو بنفسه من حكم الإعدام.
ثم جاء العالم كبلر ووضع القوانين التي تعرف بقوانين كبلر في حركة الأجسام في الحقول المركزية , وأصبحت من المسلمات العلمية لدى الناس, حتى أن بعض رجال الدين المسلمين اعتبروا أن نظرية دوران الأرض حول نفسها ودورانها حول الشمس موجودة في القرآن الكريم.
ولما كانت ساعات النهار في نصف الكرة الشمالي تزداد صيفا" وتتناقص شتاء" , مما يؤدي إلى تغير موعد أذان الفجر , الأمر الذي جعلني أبدأ بحثي في دراسة الحركة الميكانيكية للأرض حول نفسها وحول الشمس , وميلان محورها بمقدار 23.5 درجة حسب نظرية كوبرنيكوس الحالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اعتبرت أن الأرض كالطائرة التي تطير في الفضاء , وقمت بتطبيق نظريات الطيران والملاحة الجوية على حركتها.
فوجدت عام 2006 بأن الأرض لا تدور حول الشمس بمدار إهليلجي , مما دعاني لعرض نظريتي على الجامعات والمراكز العلمية والمراكز الدينية , فاعتذر معظمهم عن تأييد أو نفي نظريتي هذه , بل إن منهم من نعتني بالكفر وطلب إقامة الحد علي لتغيري نواميس الله في هذا الكون , ومنهم من وصفني بالجنون عندما نقضت نظرية كوبرنيكوس وغاليليو وكبلر , وأين مكاني واسمي من مكانهم واسمهم الكبير والعريق والمشهور. وفي عام 2008 ناقشت النظرية في قسم الفلك والأرصاد الجوية بجامعة القاهرة, فطلبوا مني إثبات عدم دوران الأرض حول نفسها لتكتمل نظريتي, وبالبحث وجدت بعض البراهين بأن الأرض لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس. وبعد إثبات ذلك تبين أن طلبهم كان للتعجيز ولتفشيل نظريتي.
فليس العلماء كوبرنيكوس وغاليليو وكبلر بأنبياء معصومين عن الخطأ وليسوا بأذكى من نادر جنيد, وليس هو أذكى منك عزيزي القارئ والمشاهد والمستمع.
والذي خلق بطليموس و كوبرنيكوس وغاليليو خلقك وخلق نادر جنيد ويخلق أفضل من الجميع. وأنا أعذر الكنيسة في ذلك الوقت عندما أصدرت حكم الإعدام على كل من يخالف عقيدتها؛ لأن ذلك سيكشف كذبهم على الناس ويقطع مصدر رزقهم , كما حدث معي في مركز اينشتاين في برلين عندما طردني مدير المركز خارجا"؛ لأنه بموافقته على نظريتي سوف يتم إغلاق المركز الفلكي , كما فسره لي أحد العلماء في المركز.
إن نقد نظرية كوبرنيكوس وغاليليو بعدم دوران الأرض حول نفسها وعدم دورانها حول الشمس , لإظهار خطأ علماء الفلك في حساب مواقيت صلاة الفجر , وخطئهم في تحديد بداية ونهاية شهر الصيام , ولا يعني هذا الكفر بالله وتغير نواميس الكون , وإنما يعني تغييرا“ للمفاهيم الخاطئة التي علمناها سابقا" , لأن نظرية كوبرنيكوس وغاليليو وقوانين كبلر كانت قبل التقدم في علوم الطيران والملاحة الجوية.
دليل القران
إن نظرية كوبرنيكوس بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس ليست هي من أقوال أنبياء الله صلوات الله عليهم , ولم تذكر في أي كتاب سماوي , بل الذي ذكره الله عزوجل في القرآن الكريم هو أن الذي يسبح ويجري في الفضاء هو الشمس والقمر والليل والنهار وليست الأرض, حيث التبس الأمر على كثير من المسلمين في فهم هذه الآيات. ففي سورة يس وصف الله عز وجل الأرض وطبيعتها ولم يذكر أبدا" أنها تدور أو تجري أو تسبح, فقال عز وجل:
وَآيَةً لَّهُمُ الأَرْضُ الميْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّنْ نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ العُيُونِ *لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَممَّا لا يَعْلَمُونَ (يس33 - 36)
ثم وصف عز وجل حركة الليل والنهار والشمس والقمر ولم يذكر سبحانه وتعالى حركة الأرض معهم أبدا" حيث أفردها بالوصف لوحدها قبلهم بأنها تختلف عنهم وإلا لذكرهم معا " فقال:
(وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ* وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس 37 - 40)
ومن قواعد اللغة العربية فإن كلمة (كل) في قوله تعالى (وكل في فلك يسبحون) تعود على الليل والنهار والشمس والقمر فقط , وليس على الأرض , مما يؤكد أن المقصود بالحركة هم الليل والنهار والشمس والقمر فقط , ولم تقصد الأرض بالحركة معهم. وفي سورة الأنبياء أيضا ذكر الله عز وجل خلق الليل والنهار والشمس والقمر, وأنهم في فلك يسبحون (يتحركون) , ولم يذكر الأرض معهم, قال عز وجل:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ والشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يُسْبَحُونَ (الأنبياء33)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي سورة الرعد وصف الله عز وجل تسخير الشمس والقمر وجريانهم (حركتهم) لأجل معين , ولم يذكر الأرض معهم , فقال عز وجل:
) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَّجْرِي لأِجَلٍ مُّسَمًّى يُّدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (الرعد 2)
ففي سورة لقمان وفي سورة فاطر وصف تعالى دخول الليل في النهار, ودخول النهار في الليل, وتسخير الشمس والقمر بحركتهما وجريانهما ولم يذكر الأرض معهم , فقال:
أَلَمْ تَرَّ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ ِبمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (لقمان 29)
(يُوْلِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الملْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) (فاطر13)
وفي سورة الزمر , ذكر الله تعالى خلق السماوات والأرض , وتعاقب الليل والنهار بالدوران حول الجسم المستدير مما يدل على كروية الأرض , ثم ذكر تسخير الشمس والقمر وحركتهما إلى أجل معين , فذكر خلق السماء والأرض ثم استأنف الكلام لتكوير الليل والنهار أي التفافهما (حركتهما) على الكرة التي هي الأرض الثابتة في السماء , وذكر التسخير وهو التطويع للشمس والقمر لتجريا إلى أجل معلوم , فقال
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمَّى أَلاَ هُوَ العَزِيزُ الغَفَّارُ) (الزمر 5)
لا بل ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم بأن في الأرض رواسي لمنع تحرك الأرض فقال الله عز وجل:
(وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (النحل 15)
وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِي أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وجَعَلْنَا فِيها فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ الأنبياء 31
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مَنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (لقمان 10)
نستدل من جميع الآيات السابقة التي مرت معنا بأن الحركة للشمس والقمر والليل والنهار , وأن الأرض ثابتة وجامدة لا تتحرك بفعل الرواسي وأظن أنها المغناطيسية الأرضية الموجودة في القطبين والتي اكتشفها العالم الألماني هانز والله أعلم.
والرواسي ليست الجبال وإنما ذكر الله عزوجل في القران الكريم والجبال أرساها وهنا مستخدمة كفعل أي أن الجبال ثابتة على الأرض وليست مثبته للأرض
أما قوله تعالى في سورة النمل:
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ * وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ ِبمَا تَفْعَلُونَ) النمل 87 - 88
لقد فهم معظم علماء المسلمين من قوله تعالى في الآية الثانية (وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَّهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) وبشكل خاطئ بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس لمسايرة علماء الغرب وليظهروا الإعجاز العلمي للقرآن ولو بتفسير خاطئ , فارتكبوا بذلك خطأ فادحا في تفسير القرآن, حيث أنهم لم ينتبهوا للآية التي قبلها والتي تشير إلى أن حركة مرور الجبال ستحدث يوم القيامة وليس الآن, مع العلم أن ثبات الأرض أشد إعجازا" وأن نوع القوة الربانية والرواسي التي خلقها الله عز وجل لتحمل الأرض وتجعلها جامدة في مكانها لا تتحرك هي لأشد إعجازا". وأهمل علماء الدين 11 آية توحي وتشير إلى ثبات الأرض وعدم دورانها لا حول نفسها ولا حول الشمس. فإذا كانت الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
تدور حول نفسها وحول الشمس فهذا يعني أن الغلاف الجوي والقمر والأقمار الصناعية كلها تدور مع الأرض حول نفسها بسرعات مختلفة , حيث تكون سرعة دوران الأرض عند خط الاستواء 1667 كيلومتر بالساعة , وتتناقص السرعة كلما اتجهنا إلى القطب حتى تنعدم السرعة فوق القطب , وكذلك ينتقل الغلاف الجوي والقمر والأقمار الصناعية مع الأرض حول الشمس في المدار الإهليلجي بسرعة وسطية تصل إلى 100 000 كيلومتر بالساعة؛ لأن معدل بعد الشمس عن الأرض 150 مليون كيلومتر , ونكون بذلك قد ألغينا بعض قوانين الفيزياء والميكانيك ونظريات الطيران والملاحة الجوية حسب البراهين التالية:
* البرهان الأول:
اعتمدت الفيزياء الحديثة والفيزياء النووية على قوانين كبلر بأن كل الأجسام في الكون تتحرك وأن بينها تجاذب وأن الجسم الكبير يجذب الجسم الصغير؛ وبالتالي فإن الأرض تدور حول الشمس بفعل قوة جاذبية الشمس
والقمر يدور حول الأرض بفعل قوة جاذبية الأرض , وحسب القانون في الرياضيات
إذا كانت قيمة س > ص و ص> ع ===> س > ع
وعلى هذا الأساس فإن جاذبية الشمس أكبر من جاذبية القمر.
... فلو أن الأرض تدور حول الشمس بفعل قوة جاذبية الشمس؛ لظهرت تأثيرات جاذبية الشمس على الأرض مثل المد والجزر؛
حيث أننا نلاحظ حدوث المد والجزر عندما يكون القمر عمودي على الأرض, ولا نلاحظ المد والجزر عندما تكون الشمس عمودية على الأرض, وبالتالي فإن جاذبية القمر على الأرض أقوى من جاذبية الشمس على الأرض.
... كذلك تبعد الشمس عن الأرض حسب قول العلماء وسطيا" حوالي150 مليون كيلومتر (حيث يكون البعد 147 مليون شتاء" ويكون 154 مليون صيفا؛ وبالتالي يكون الفرق بالبعد مابين الصيف والشتاء 7 مليون كيلومتر وهذه الحقيقة تناقض قول علماء الفلك (بأن الشمس لو اقتربت من الأرض مترا" واحدا" لاحترقت الأرض). وحسب قوانين نيوتن في التجاذب فان قانون نيوتن صحيح ضمن جاذبية الأرض وينتهي تطبيق هذا القانون بانتهاء الجاذبية الأرضية ويبدأ قانون كابتن جنيد الذي يشرح حركة الأجسام الحرة والمنطلقة من الأرض إلى الفضاء
إذا تم إطلاق صاروخ حر باتجاه الأعلى بدون توجيه فان الصاروخ سوف يأخذ اتجاه عكس عقارب الساعة بسبب الرياح العليا التي ضمن الغلاف الغازي ثم يبدأ بالدوران مع المدارات التي تدور عكس عقارب الساعة والتي تسمى بالرياح الشمسية في علم الفلك ويستقر دوران الصاروخ في احد المدارات عندما تنتهي القوة الدافعة
وضمن هذه المدار لا توجد جاذبيه أرضيه ولاقوه نابذه بدليل رجل الفضاء والأشياء بداخل مركبة الفضاء يتحركون بحرية ومن المعروف أن الجاذبية الأرضية لا نستطيع عزلها بدون إنشاء قوه معاكسه
بينما نلاحظ بقاء الجاذبية الأرضية ضمن الطائرات التي تطير في الغلاف الغازي وتكون القوى الجاذبة مساوية للقوة النابذة أو الرافعة للطائرة وهذا دليل على خطأ علماء الفلك بأن مركبة والأقمار الصناعية تستقر على مدارها بفعل تساوي القوة النابذة مع القوة الجاذبة.
* البرهان الثاني:
لقد فسر علماء الفلك حركة محاور الأرض والقمر والشمس حسب نظرية كوبرنيكوس بطريقة حسابية خيالية وغريبة جدا" وذلك حسب الشكل التالي:
جعلوا الشمس ثابتة في مكانها وجعلوا مدة طول اليوم 24 ساعة , وقسموا مدة اليوم إلى قسمين:
· القسم الأول: أن الأرض تدور حول نفسها 360 درجة خلال 23 ساعة و 56 دقيقة و4 ثوان.
· والقسم الثاني: أن الأرض تنتقل حول الشمس مسافة 2 450 000 كيلومتر خلال 3 دقائق و 56 ثانية على الطريق الإهليلجي المزعوم للأرض، ويكون معدل سرعتها حول الشمس 2 مليار و 400 مليون كيلومتر بالساعة وهو رقم خيالي جدا"
وإذا تم تقسيم المسافة الانتقالية للأرض على مدار اليوم24 ساعة فسوف يكون معدل سرعة انتقال الأرض حول الشمس100 ألف كيلو متر بالساعة، ويبقى هذا الرقم خيالي بالنسبة للأرض.
وكذلك مع هذا الانتقال تدور الأرض حول نفسها 0.98 من الدرجة , وذلك للمحافظة على عدد أيام السنة الميلادية 365,25 يوم.
ولو لم يجعل علماء الفلك هذا الرقم الخيالي بأن الأرض تنتقل حول الشمس 2 مليون و 450 ألف كيلومتر خلال 3 دقائق و 56 ثانية، ومع انتقالها حول الشمس تدور الأرض أيضا" حول نفسها 0.98 من الدرجة؛ لكان عدد أيام السنة الميلادية 366.25 يوم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك جعلوا القمر يدور مرة واحدة حول الأرض ومرة واحدة حول نفسه كل 29 يوم, و14 ساعة و40 دقيقة , ليكتمل الشهر الهجري. وإذا تم تقسيم المسافة التي تنتقلها الأرض حول الشمس يوميا على مسافة قطر الأرض والبالغ 12756 كيلو متر لوجدنا أن الأرض تنتقل 192 مرة من مكانها
فإذا كانت الأرض تدور حول نفسها 360.98 درجة والقمر يدور12 درجة خلال 24 ساعة, فحسب قوانين الميكانيك فإن شكل وجه القمر بالنسبة للناظر إليه من الأرض سوف يتغير حسب زاوية النظر من الأرض, وهذا مخالف للواقع؛
حيث أننا نشاهد شكلا" واحدا" لوجه القمر, منذ شروقه وحتى غروبه بشكل دائم, ويظهر ذلك واضحا" خاصة ليلة منتصف الشهر الهجري.
وحسب فوانين المكانيك لا يتم ذلك إلا إذا كانت الأرض ثابتة وجامدة في مكانها , والقمر يدور حول الأرض وحول نفسه بسرعة زاوية متساوية.
* البرهان الثالث:
حسب معلومات وكالة ناسا الفضائية اعتبروا أن الأرض والقمر يدوران حول مركز مشترك في الأرض (يسمى Central Bar ) باتجاه عكس عقارب الساعة بسرعة زاوية مختلفة (والسرعة الزاوية هي عدد الدرجات المقطوعة خلال زمن محدد) , حيث تبلغ السرعة الزاوية للأرض حول مركزها 15 درجة بالساعة , بينما تبلغ السرعة الزاوية للقمر حول مركز الأرض 14.50 درجة بالساعة، فإذا كانت الأرض تدور حول نفسها فسوف تكون سرعة دورانها عند خط الاستواء حوالي 1667 كيلومتر بالساعة (لأن محيط الأرض يساوي 40,000 كيلو متر تقطعها في دورة واحدة خلال 24 ساعة)،
وتكون سرعة دوران القمر حول مركز الأرض حوالي 80,000 كيلو متر بالساعة؛ حيث يبعد القمر عن الأرض 350 000 كيلومتر.
وحسب قوانين الملاحة الجوية فإن نقطة الوصول على سطح القمر تتحرك وتدور مع حركة ودوران القمر حول الأرض؛ وبالتالي لن تتمكن أي مركبة فضائية من الهبوط على سطح القمر إذا اقتربت من خلفه؛ لان أقصى سرعة لمركبة الفضاء هي 27,000 كيلومتر بالساعة، وسوف تصطدم مركبة الفضاء بالقمر وتتحطم إذا اقتربت للهبوط عليه من أمام حركته.
وبهذا تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد كذبت على العالم بأنها هبطت على سطح القمر، وأن الصور التي أرسلتها هي من صنع مدينة هوليود السينمائية.
أما إذا كانت الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس فإن الطيران والهبوط على القمر ممكن في قوانين علم الملاحة الجوية، وأن أمريكا قد هبطت فعلاً على سطح القمر. وهذا يدل على أن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس.
* البرهان الرابع:
إذا كانت الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100,000 كيلومتر بالساعة , والقمر يدور حولها بسرعة80,000 كيلومتر بالساعة ,
ونتيجة دوران القمر حول الأرض يتغير موقع القمر والأقمار الصناعية بالنسبة للأرض؛ وهذا يؤدي إلى أن تكون سرعة القمر 100,000 كيلومتر بالساعة عندما يكون خلف الأرض،
وأن تزداد سرعة القمر إلى180,000 كيلومتر بالساعة عندما تكون الأرض بين القمر والشمس.
وأن تنقص سرعته إلى 100,000 كيلومتر بالساعة عندما يكون القمر أمام الأرض.
وأن تنقص سرعته إلى 20,000 كيلومتر بالساعة عندما يكون القمر بين الأرض والشمس.
وأن تزداد سرعته إلى100,000 كيلومتر بالساعة عندما يعود القمر خلف الأرض.
هذه الدراسة تمَّت على أساس أن الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة ثابتة بمعدل 100, 000 كيلومتر بالساعة.
ولكن حسب أقوال علماء الفلك فإن الأرض تنتقل حول الشمس بسرعات متغيرة , وهذا يحتاج من القمر والأقمار الصناعية أن تغير سرعة انتقالها بشكل دائم؛ للمحافظة على موقعها بالنسبة للأرض.
ومن الثابت أن القمر والأقمار الصناعية لا تحتوي على قوة ذاتية تستطيع أن تزيد أو تنقص من سرعتها , وأن الجاذبية الأرضية لا تستطيع السيطرة على جميع الأقمار عند تغيير سرعة انتقال الأرض وهذا يثبت بأن الأرض لا تدور حول الشمس.
* البرهان الخامس:
حسب نظرية كوبرنيكوس إذا كانت الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس , فان الغلاف الجوي يعتبر قطعة من الأرض , وبالتالي فإن الغلاف الجوي والأرض يدوران مع بعضهما حول مركز الأرض وحول الشمس فإذا كانت هناك طائرتان:
· الأولى طائرة عادية ضمن الغلاف الجوي.
· والثانية مركبة فضاء خارج الغلاف الجوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والاثنتان تطيران من لوس أنجلوس إلى دمشق وبنفس سرعة واتجاه دوران الأرض على ذلك الارتفاع الذي تطير عليه كل واحدة (إذا كانت الأرض تدور)
وبعد 12 ساعة: فإن الطائرة التي ضمن الغلاف الجوي تكون قد وصلت إلى دمشق , والطائرة الثانية التي خارج الغلاف الجوي تبقى فوق لوس أنجلوس.
أو إذا كان هناك طائرتان ثابتتان فوق لوس أنجلوس:
الأولى هليوكوبتر ضمن الغلاف الجوي.
والثانية مركبة فضاء خارج الغلاف الجوي مثل القمر الصناعي التلفزيوني فلكي تبقى الطائرتان فوق لوس أنجلوس , يجب على طائرة الهليوكوبتر أن تكون سرعتها صفر , وسرعة مركبة الفضاء مساوية لسرعة دوران الأرض على ذلك الارتفاع (إذا كانت الأرض تدور)، كما يحدث مع القمر الصناعي التلفزيوني , مثل قمر نايل سات وعرب سات , ووفقا" لهذه الحقيقة فإن أقصى سرعة لمركبة الفضاء ,
كما يحدث مع القمر الصناعي التلفزيوني , مثل قمر نايل سات وعرب سات ,
ووفقا" لهذه الحقيقة فإن أقصى سرعة لمركبة الفضاء , التي تخرج من الغلاف الجوي 27 ألف كيلومتر بالساعة , مضافا" إليها سرعة انتقال الأرض حول الشمس لحظة خروجها من الغلاف الجوي حسب قول علماء الفلك.
فإذا كانت سرعة انتقال الأرض حول الشمس على المدار الإهليلجي بأدنى سرعة لحظة خروج المركبة من الغلاف الجوي , وازدادت سرعة انتقال الأرض حول الشمس , فسوف تجد مركبة الفضاء صعوبة كبيرة عند العودة إلى الأرض؛ كمثل الشخص الذي يتحرك ضمن القطار المتحرك فيعتبر قطعة من القطار ,فإذا خرج من القطار فلا يستطيع العودة إليه إلا بسرعة أكبر من سرعة تحرك القطار.
مع العلم أن مركبات الفضاء تخرج وتعود إلى الأرض عبر الغلاف الجوي بسهولة ودون أية صعوبة، بدليل أن الرحلة إلى القمر استغرقت ستة أيام.
وهذا يؤكد عدم دوران الأرض حول الشمس
* البرهان السادس:
أن القمر كروي الشكل وبعد دراسة الحركة الميكانيكية للقمر تبين لي بأن للقمر ثلاث دورات , وليس دورتان كما وصفه علماء الفلك , وأشعة الشمس تغطي نصف القمر بشكل دائم باستثناء وقت الخسوف.
... فالدورة الأولى للقمر تكون حول نفسه , وسرعة دورانه الزاوية حول نفسه تساوي سرعة دورانه الزاوية حول الأرض.
ولهذا السبب فإننا نرى وجه القمر الأمامي بشكل دائم , ولا نرى وجه القمر الخلفي حسب قوانين الميكانيك.
... والدورة الثانية للقمر تكون حول الأرض ,حيث يدور القمر حول الأرض كل 24 ساعة 348 درجة , أو يقطع 348 خط طول؛ أي أن دورة القمر تنقص حول الأرض 12 درجة أو 12 خط طول كل 24 ساعة.
... وأما الدورة الثالثة للقمر فهي دورة منازل القمر , أو الدورة الظاهرية للقمر وهي التي نرى منها مقدار الإضاءة على وجه القمر , وهذا تفسير لقوله تعالى في سورة يس:
(وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ) (يس 39)
فتتم هذه الدورة كل 29 يوم و 14 ساعة و40 دقيقة؛ أي تساوي 29.6 يوم , وهي تساوي شهر هجري.
وتظهر منازل القمر نتيجة انعكاس أشعة الشمس على وجه القمر الأمامي؛ حيث تبدأ الدورة الظاهرية للقمر بعد غروب الشمس وظهور الهلال باتجاه الأعلى , ويكون وجه القمر الأمامي مظلما" ووجهه الخلفي مضاء" في بداية الشهر الهجري.
وبما أن الشمس تدور 360 درجة والقمر يدور 348 درجة حول الأرض خلال 24 ساعة؛ فسوف يؤدي ذلك إلى تراجع القمر عن موقع غروب الشمس مقدار12.15 درجة في اليوم , كما يحدث مع المتسابقين ضمن مضمار الجري.
وتزداد الإضاءة على وجه القمر الأمامي وتتناقص عن وجهه الخلفي , ويصبح وجه القمر الأمامي بدرا" ووجهه الخلفي مظلما" عندما يصبح فرق الزاوية بين الشمس والقمر 180 درجة.
ثم تتناقص الإضاءة عن وجه القمر الأمامي وتزداد على الوجه الخلفي ليختفي الهلال بعد مرور29 يوم و14 ساعة و40 دقيقة.
**** ولو أن الشمس ثابتة و القمر يدور حول الأرض ,
فحسب قوانين المرايا وانعكاس الضوء يجب أن تظهر جميع منازل القمر من الهلال إلى البدر ثم المحاق يوميا"، بسبب انعكاس أشعة الشمس على القمر وليس مرة واحدة في الشهر.
ولا يتمّ ذلك إلاّ أن تكون الأرض ثابتة في مكانها.
والشمس والقمر يدوران حول الأرض مع عقارب الساعة بفرق سرعة زاوية نصف درجة بالساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الواقع فإننا نلاحظ أن موقع القمر يبتعد عن أي موقع على الأرض مقدار 14.5 خط طول بالساعة أو 14.5 درجة بالساعة؛ بدليل أنه ليلة البدر إذا بدأ ظهور القمر الساعة السادسة مساء" من جهة الشرق , فبعد مرور12 ساعة يبدأ غيابه في جهة الغرب , ويكون قد قطع 180 درجة أو 180 خط طول بالنسبة للأرض.
* البرهان السابع:
من خلال علوم الأرض والأرصاد الجوية والطيران يتألف الكون
من الكرة الأرضية من مادة صلبه لا يمكن أن تخترقها الطائرة وتطير ضمنها
ومن غلاف جوي غازي تستطيع المواد الصلبة التحرك ضمن الغلاف الجوي وهو مستقر فوق الأرض بواسطة الجاذبية الأرضية يمتدد حتى 100 كليلو متر
ومن الفضاء وضمنه مدارات يدورون حول الأرض باتجاه عكس عقارب الساعة أو ما يسمى الرياح الشمسية فحسب قانون نيوتن في التجاذب
فان قوة الجذب تتناسب طردا" مع كتلة جداء الجسمين وعكسا مع مربع المسافة بينهما
وعلى هذا الأساس فان جميع الصواريخ التي تطلق بشكل حر ضمن الجاذبية الأرضية فإنها تعود إلى الأرض بانتهاء محصلة قوة الرفع الناشئة عن قوة الدفع
ولو تم إطلاق صاروخ حر باتجاه الأعلى بدون أي زاوية انحراف وخرج من نطاق الجاذبية الأرضية فحسب قانون نيوتن يجب أن يستمر الصاروخ بالصعود إلى الأعلى نظرا" لانعدام قوة الاحتكاك
وفي الواقع إذا تم إطلاق صاروخ حر فانه يأخذ اتجاه عكس دوران الساعة بسبب تأثير الرياح الغربية العليا والتي تتواجد حتى ارتفاع 18كيلومتر ليبدأ تأثير دوران الفلك أو ما يسمى بالرياح الشمسية باتجاه عكس عقارب الساعة
ويتغير اتجاه الصاروخ نتيجة محصلة القوة الدافعة للصاروخ والقوة الفلكية الدائرة حول الأرض ,
ويستقر دوران الصاروخ في احد المدرات الفلكية عند انتهاء قوة الدافعة للصاروخ أو القمر الصناعي أو مركبة الفضاء أو المحطات الفضائية
وتبتعد مركبة الفضاء عن الأرض بزيادة سرعة المركبة وتقترب المركبة إلى الأرض بإنقاص سرعة المركبة وهذا دليل على أن الكرة الأرضية والغلاف الجوي والفضاء نظام واحد مركزهم الأرض بشكل دائم ولو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بمفردها دون الفضاء لتغيير موقع الأرض من الفضاء وهذا دليل على أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تدور حول الشمس.
* البرهان الثامن:
يوجد في كل ثانية أربعة مواقع رئيسية للشمس بالنسبة للأرض أثناء دورانها حول الأرض وهي:
· شروق الشمس
· غروب الشمس
· شمس منتصف النهار (آذان الظهر)
· شمس منتصف الليل
تم تحميل أوقات شمس منتصف النهار على أوراق ميليمترية حسب وقت غرينتش بين مدار السرطان ومدار الجدي
وتبين خلال سنة ميلادية أن حركة الشمس بين مدار السرطان ومدار الجدي بالنسبة لوقت زوال الشمس:
قد رسمت رقم 8 بالانكليزية , وأن مدة اليوم تزداد وتنقص بمقدار 14.5 دقيقة خلال سنة ميلادية عن معدل طوله اليومي والبالغ 24 ساعة.
فلو أن الأرض تنتقل حول الشمس بشكل إهليلجي لحدوث الفصول الأربعة فحسب القوانين الميكانيكية يجب أن ترسم الشمس على الأرض خلال سنة ميلادية شكل إهليلجي بين مدار السرطان ومدار الجدي.
وليس رقم 8 بالانكليزية حيث أن هذه الصورة مأخوذة من نظام السولر.
* البرهان التاسع:
إن الأقمار الصناعية التلفزيونية الثابتة بالنسبة للأرض مثل قمر عرب سات ونايل سات ثابتة البعد عن الأرض؛
ضمن مسارات تتساوى عندها الجاذبية الأرضية والقوة النابذة حسب الفكرة السائدة.
ولو تحرك القمر الصناعي من مكانه بمقدار متر واحد؛ فإن الجاذبية الأرضية غير قادرة على إعادته إلى مكانه،
فكيف إذا كانت الأرض تتحرك حول الشمس بسرعة100 ألف كيلومتر بالساعة؛ فإن القمر والأقمار الصناعية سوف تترك الجاذبية الأرضية.
* البرهان العاشر:
يوجد في السيارات التي تنقل النفط والماء حواجز في خزاناتها تعمل كمخمدات لحركة المياه العنيفة أثناء تغير سرعة السيارة , وذلك للمحافظة على مركز توازنها
لو أن الأرض تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي بفعل جاذبية
الشمس حسب قوانين كبلر , فستكون سرعة انتقالها متغيرة بين تسارع وتباطؤ , وستتأثر مياه المحيطات بين فعل ورد فعل
وسوف تحدث أمواج وحركة مياه عنيفة لمياه المحيطات، وستكون أعنف من (تسونامي) ,
مع العلم أن المحيطات لا تحتوي على مخمدات لتخفيف حركة اهتزاز الماء.
* البرهان الحادي عشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الحقائق العلمية أن الطائرات جسم صلب ,عندما تكون على الأرض تعتبر قطعة من الأرض،
وعند طيرانها في الغلاف الجوي تقوم بإزاحة الهواء من أمامها أثناء حركتها إلى الأمام.
ولو تحركت الأرض مثل الطائرة في الغلاف الجوي؛ لأزاحت الهواء من أمامها وتجاوزت الغلاف الجوي في ثلاث ثوان ونصف، أو لو أن الأرض تدور حول نفسها بسرعة 1667 كيلومتر بالساعة؛ لكانت سرعة الهواء السطحية مساوية لسرعة دوران الأرض حول نفسها 1667 كيلومتر بالساعة , ولكن عكس اتجاه دوران الأرض.
وفي الواقع ففي أغلب الأحيان تكون سرعة الهواء السطحية بين الساكنة و30 كيلو متر بالساعة.
وهذا دليل أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي.
* البرهان الثاني عشر:
إن الغلاف الجوي المحيط بالأرض جسم غازي ومن خصائصه أنه متغير الشكل و قابل للضغط, ولا نستطيع الإمساك به إلا إذا تم حصره.
ولو كان الغلاف الجوي ينتقل مع الأرض؛ لكانت سماكة الغلاف الجوي أمام حركة الأرض حول الشمس على المدار الإهليلجي أقل من سماكته خلف الأرض ,
وفي الواقع فإن سماكة الغلاف الجوي متساوية ومتجانسة.
وهذا دليل أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي.
* البرهان الثالث عشر:
عندما تتجاوز الطائرة سرعة 1200 كيلومتر بالساعة , فإن الطائرة تكون قد اخترقت جدار الصوت وسمِع ِصوت انفجار قوي
فلو كانت الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100 000 كيلومتر بالساعة؛ لسمعت أصوات قوية عند اختراق الأرض لجدار الصوت , ولو أن الأرض تدور حول نفسها فهذا يعني أن مطار الوصول سوف يتغير من مكانه،
* البرهان الرابع عشر:
لو أن الجاذبية الأرضية قادرة على إمساك وتثبيت الغلاف الجوي أثناء دورانها حول نفسها أو دورانها حول الشمس لمنعت حدوث الرياح خاصة رياح الأعاصير من الدرجة الخامسة التي تصل سرعتها إلى 250 كيلومتر بالساعة.
حيث تحدث الكوارث ونشاهد تكسر الأشجار وتطاير الماء والتراب والرمال والسيارات من شدة سرعة الرياح , ولا يمكننا ولا يمكن للجاذبية الأرضية إمساك وتثبيت الرياح إلا إذا تم حصر وإغلاق الغلاف الغازي.
حيث أن الغلاف الجوي هو عبارة عن مجموعة غازات ذات وزن خفيف تحيط بالكرة الأرضية , وليست جسما" صلبا" مثبتا" على الأرض، ويتألف الغلاف الجوي من عدة غازات:
· 78% النتروجين
· 21% الأوكسجين
· 1% ثاني أكسيد الكربون وبخار ماء وغاز الأوزون
وتتحرك هذه الغازات بقوى صغيرة , وهي ليست متصلة مع الأرض ميكانيكياً.
واذا كانت الأرض تدور حول نفسها باتجاه عكس عقارب الساعة فحي القوانين الفيزيائية يجب ان يكون اتجاه الرياح عكس حركة الأرض وسرعة الرياح مساوية لحركة الأرض
وهذا دليل أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي.
* البرهان الخامس عشر:
إن الأجرام السماوية أو النيازك أو المذنبات أو الشهب المتحركة والتي نرها في الفضاء ليلا , هي نتيجة انعكاس ضوء الشمس عليها.
وإن الذنب الذي خلفها هو نتيجة تتابع الضوء بالعين , أو ذرات الغبار التي تعكس ضوء الشمس.
وإذا دخلت الغلاف الجوي للأرض فإن حرارتها سوف ترتفع وتحترق نتيجة الاحتكاك بالهواء.
فإذا كانت الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100 ألف كيلو متر بالساعة؛ لارتفعت درجة حرارة الأرض وتبخر الماء واحترقت الأرض , كما يحدث مع الأجرام السماوية عند دخولها الغلاف الجوي.
وهذا دليل أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي.
* البرهان السادس عشر:
ولو أن الأرض تنتقل حول الشمس بسرعة 100 الف كيلومتر بالساعة؛ لتم مشاهدة مذنب للأرض
من قبل رجال الفضاء الذين طاروا خارج الغلاف الجوي؛ ولصورت الأقمار الصناعية التي طارت لمسافات بعيدة حركة انتقال الأرض حول الشمس.
ورغم أن سرعة دوران الشمس حول الأرض 1/ 27 من سرعة الضوء فإنه لن يظهر مذنب للشمس بسبب بعد المسافة بين الشمس والأرض والبالغة150 مليون كيلومتر والذي يؤدي إلى أن تكون السرعة الزاوية للشمس بالنسبة للأرض 15 درجة بالساعة.وتعريف السرعة الزاوية هو عدد الدرجات التي يقطعها دولاب دائر بالساعة
حيث تم سؤال وكالة ناسا الفضائية عن ذلك وكان جوابهم بالنفي.
وهذا دليل أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
* البرهان السابع عشر:
تتألف الكرة الأرضية من 90 دائرة شمال خط الاستواء و 90 دائرة جنوب خط الاستواء فإذا كانت الأرض تدور حول نفسها , فسيكون سرعة دوران دائرة خط الاستواء 1667 كيلومتر بالساعة لأن دائرة محيط الأرض عند خط الاستواء40 ألف كيلومتر تدورهم خلال24 ساعة.
وستتناقص سرعة دوران دوائر خطوط العرض لتصبح درجه كل 4 د عند مركز القطبين.
ونتيجة دوران الأرض حول نفسها ينشأ قوة نابذة ومعاكسه للجاذبية الأرضية وتتناقص القوة النابذة كلما تناقصت سرعة دوران خطوط العرض.
وبفرض أن الأرض تدور حول نفسها , وكان وزنك80 كيلوغرام نتيجة محصلة قوة جاذبية الأرض والقوه النابذة الناشئة عن دوران الأرض , فان وزنك سوف يزداد تدريجيا كلما اتجهت إلى احد القطبين؛ بسبب تناقص سرعة دوران خطوط العرض المرسوم على الأرض وهميا".
وسوف يصبح وزنك أكثر من 160 كيلوغرام فوق القطبين , وفي الواقع إن وزنك يتغير بين القطب وخط الاستواء بمقدار غرامات فقط.
وهذا دليل أن الأرض لا تدور حول نفسها ولا تنتقل حول الشمس بمدار إهليلجي.
* البرهان الثامن عشر:
من خلال علم الأرصاد الجوية والطيران في الأجواء العالية , فقد تبين أنه كلما ارتفعنا عن الأرض فإن الضغط الجوي وكثافة الهواء تتناقص بالارتفاع
بينما تزداد سرعة الرياح ويصبح اتجاهها غربا".
وتكون سرعة الهواء بين80 و250 كيلومتر بالساعة حسب خريطة الرياح الصادرة عن دائرة الأرصاد الجوية.
ولهذا السبب تزيد مدة الطيران باتجاه الغرب وتنقص مدة الطيران باتجاه الشرق. وليس بسبب دوران الأرض.
وعلى سبيل المثال فإن مدة الطيران من دمشق إلى لوس أنجلوس , تزيد عن مدة الطيران من لوس أنجلوس إلى دمشق. وذلك بسبب الرياح العليا ذات المنشأ الغربي , وليس بسبب دوران الأرض حول نفسها.
ولو أن الأرض تدور حول نفسها بسرعة 1667 كيلومتر بالساعة عكس عقارب الساعة؛ لكانت مدة الطيران من دمشق إلى لوس انجلوس أقل من لوس انجلوس إلى دمشق بسبب تعاكس الحركتين.
وكذلك لو أن الأرض تدور حول نفسها , لكانت سرعة الرياح السطحية والقريبة من الأرض أكثر من الرياح العليا؛ بسبب الاحتكاك مع الأرض.
مثل الدولاب الدائر , فان سرعة الهواء المحيطة به تتناقص كلما ابتعدنا عن محيط الدولاب.
وتتابع كثافة الهواء تناقصها ويبقى 10% من كثافة الهواء من ارتفاع 53 ألف قدم وحتى 164 ألف قدم.
إلا أن مدة الطيران من دمشق إلى لوس أنجلوس تزيد بدل أن تنقص, ولو أن الأرض تدور حول نفسها عكس عقارب الساعة لكانت مدة الطيران من دمشق إلى لوس انجلوس أقل من لوس انجلوس إلى دمشق بسبب تعاكس الحركتين.
وهذا يفسر بأن الأرض لا تدور حول نفسها وإنما يوجد مدارات بعد الغلاف الجوي تدور عكس عقارب الساعة والتي تشكل احتكاكا" مع الهواء تجعله يدور عكس عقارب الساعة.
هذا يفسر أيضا" سبب نشوء الرياح العليا القوية والغربية المنشأ والمرسومة على خريطة الطقس باللون الأسود والتي تسمى: Jet Stream .
* البرهان التاسع عشر:
إذا كانت الأرض تدور حول نفسها باتجاه عكس عقارب الساعة , فيجب أن تكون السرعة الزاوية واتجاه دوران التابع الصناعي الأرضي أو القمر الصناعي التلفزيوني , مثل قمر عرب سات مثل دوران الأرض حول نفسها إذا كانت الأرض تدور عكس عقار الساعة.
وفي الواقع يتم إطلاق الصاروخ الحامل للقمر الصناعي ويوضع في المدار المخصص له , ويكون اتجاه دوران القمر الصناعي مع عقارب الساعة بسرعة تقريبه مساوية لسرعة المدار الذي يدور عكس عقارب الساعة، ومن ثم يحرر القمر الصناعي من الصاروخ وتعمل محركات صغيرة لتجعل محصلة سرعة دوران الفلك ودوران القمر صفرا"، وبذلك يكون القمر الصناعي كأنه مربوط مع الأرض.
كانت الأقمار الصناعية التي أطلقت في البدايات لها عمر افتراضي 10 سنوات ومن ثم يتغير مكانها لتفقد الاتصال مع الأرض أما الآن فان الأقمار الصناعية الحديثة فانها صممت لتعمل بشكل دائم , خيث يتم إطلاقها وتوجيهها وتصحيح مكانها بالنسبة للأرض لكي تبقى ثابتة في مكانها
وهذا يثبت بان الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها باتجاه عكس عقارب الساعة.
* البرهان العشرون:
(يُتْبَعُ)
(/)
تتم عملية هبوط الطائرة على مهبط الطائرات , بأن يوجه الطيار مقدمة الطائرة على منطقة الهبوط ولا يأخذ الطيار في حساباته دوران الأرض خول نفسها ولا حول الشمس.
وعلى هذا المبدأ عندما قررت روسيا إنهاء مهمة محطة الفضاء الروسية مير وإسقاطها في المحيط الهادي فإن المرحلين الجويين الروس العاملين في مركز الفضاء الروسي
لم يدخلوا في حساباتهم دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ولو أنهم أدخلوا في حساباتهم دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس فان نظريتي بان الأرض ثابتة وجامدة لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس خاطئة
وإذا لم يدخل المرحلين الجويين الروس في حساباتهم دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس عند إسقاط محطة مير في المحيط الهادي فان نظريتي بان الأرض لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس صحيحة وأن الأرض جامدة وثابتة في مكانها لا تدور
وهذا يثبت خطأ نظرية دوران الأرض كما تخيل كوبرنيكوس وغاليليو ,
فعند ترحيل الطائرات من قبل المرحل الجوي والكابتن الطيار يتم إعداد خطة الطيران وحساب كمية الوقود اللازمة لإتمام الرحلة حسب المسافة الفعلية وسرعة الطائرة واتجاه وسرعة الرياح فقط ولا يدخلون في حساباتهم دوران الأرض
وٍبهذه البراهين العلمية العشرين أثبت نظرية بأن: الأرض ثابتة وجامدة في مكانها لا تدور حول نفسها ولا حول الشمس.
وإن نفي نظريتي والعودة إلى نظرية كوبرنيكوس وغاليلو، بأن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس يحتاج إلى نفي العشرين برهانا" التي تقدمت بها.
مع العلم أن كل برهان تقدمت به يكفي لإثبات نظريتي.
وإذا لم يستطع علماء الفلك نفي كامل البراهين فهذا دليل على شك في صحة علم الفلك
وكذلك دليل على خطأ علماء الفلك في حساب زوايا الفجر ومواعيد الصلاة , وهو الهدف الرئيسي لهذه الدراسة.
وبذلك أصبح من السهل حساب زوايا الفجر وشروط تحري الهلال لبداية الشهر الهجري حسب النظرية الجديدة , وحسب علم الملاحة الجوية الذي يعتمد على خطوط الطول وخطوط العرض الموجودين على الكرة الأرضية وهميا".
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Jan 2010, 01:28 ص]ـ
يا أخي!
أنا في صلب الموضوع، الذي تتلاعب به، ولا تريد أن تستقر فيه على حال ولا تثبت على قرار ولا تستبين منه داخل من خارج.
والقراء يقرؤونك، وأنت تتهرب من الإتيان بشيء يساند مكابرتك، وهم أذكى مما تتصوّر، وأدرى منك بفهم الكتاب والسنة ودلالاتهما والاستدلال بهما على حقائق السمع والبصر والفؤاد، وهم الحكم في الذي هو أقوم، فإن للحق نوراً وبهاء .. لا استعلاؤك وتقديمك النصائح المجانية لطلب العلم وعدم استعجاله. هلا لنفسك كان ذا ....
ويبدو لي أنك متقوّل جريء على العلم والعلماء، مغالب متفلسف على شواهد الحسّ واليقين، مشوش التفكير والاستدلال، معارض ليقينات الطب والهندسة والفلك والأحياء والنبات.
آداب البحث والمناظرة ليس كتاباً واحداً لعالم واحد .. بل هو مكتبة متنوعة المقاصد والوسائل والمناهج، تبدأ من الشافعي في رسالته مروراً بالغزالي والرازي وابن تيمية وانتهاء بالشنقيطي وحبنكة وغيره.
وقبلها القرآن الكريم والسنة، تعلمنا منهما البحث والحوار والجدال بالتي هي أحسن، وتطلب العلم سيراً في الأرض ونظراً في الكون ..
قال تعالى: (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز .. ) قال يروا ولم يقل يسمعوا.
(أم لهم أعين لا يبصرون بها).
الثبات ليس ضد الحركة - كما زعمت في مغالطتك ومصادرتك- بل هو ضد الاضطراب وضد الخلل والزلزلة، وهو الحركة غير المستقرة.
ألم تقل: "الذي أفهم من ثابتة أنها لا تتحرك، وهذا نقل السلف"!!!!.
هل ابن عاشور رحمه الله الذي مات أمس قريباً من السلف (أهل القرون)!!! (وابن عاشور يؤمن بمقولات العلوم الحديثة: كروية الأرض ودورانها، وأن القرآن سبق ببيانها للناس)!!. فأنت أخذت بعضاً مغلوطاً دون بعض صحيح.
ومساواتك للثبات بالقرار وجيهة، إذا كان القرار بعكس الاضطراب، لا عكس الحركة.
وليس الاكتفاء بمعجم مقاييس اللغة اقتصاراً، كما توهمت، بل هو، لو تعلم، كتاب يغني عن كثير من المعجمات، ولأنه يستجمع أصول الكلمة، ويستخرج منها معانيها الجامعة، كما يعلم أهل اللغة. وأنت المدعي فعليك الدليل وعليه أن تبين مصدر دعواك بالصفحة!.
وإذا كنت تحب الكلام والنقل الكثير فدونك المعجمات من العين إلى التاج .. ابحث فيها هل الثبات والقرار والفراش والمهاد تعني السكون وعدم الحركة قط!!!.
ولم يأل الإخوة المشاركون جهداً ولا صبراً ولا حلماً في تفهيمك ما لم تفهم ..
بارك الله فيهم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:27 ص]ـ
الأخوة الكرام،
1. كلمة ثابتة لم ترد في القرآن الكريم، من هنا لماذا نضيّع الوقت في نقاش كلمة وردت في جملة لمفسر ما دون غيره من المفسرين، ولا ندري قصدها أم لم يقصدها. والثبات قد يكون للحركة، فيصح أن نقول: يسير بسرعة ثابتة، أي يحافظ في سيره على سرعة بعينها. ولكن ما لنا وللثبات الآن.
2. المهم أن جمهرة المفسرين تفهم قرارا: أي تستقرون عليها، كما عبّر الطبري. ويؤيد ذلك قوله تعالى في سورة غافر:"جعل لكم الأرض قرارا": أي جعل الأرض قراراً لكم. وكون الأرض مكاناً للاستقرار ليس محلاً للخلاف.
3. لو قال سبحانه:" جعل الأرض قارّة" لاحتاج الأمر إلى بيان وتوضيح، ولكنه قال سبحانه:"قراراً". وقد يتصور البعض أنه لا يمكن أن تكون الأرض مستقراً للإنسان حتى تكون مستقرة. وهذا التصور علمي وليس بلغوي.
4. أما استشهاد الأخ إبراهيم بكلام ابن عاشور فيرده ابن عاشور بقوله:"ولا يُدرك تمام هذا الصنع العجيب إلا عند العلم بأن هذه الأرض سابحة في الهواء متحركة في كل لحظة وهي مع ذلك قارّة فيما يبدو لسكانها فهذا تدبير أعجب". وهذا معنى قولنا إن المفسر قد يستخدم كلمة في جملة وهو لا يريدها كما يفهما بعض القراء.
5. ما نقله الأخ الكريم بدر متروك إلى أهل الاختصاص من علماء الفلك، ولكن فهم الكاتب لقوله تعالى:"ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم"، فهمه للآية الكريمة غير صحيح عندما قال:"لمنع تحرك الأرض"، وإنما لمنع الاضطراب في الحركة، ومن هنا قال تميد ولم يقل تتحرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Jan 2010, 07:27 ص]ـ
سبق لي أن قرأت هذا الموضوع في منتدى آخر، وقد رد البعض بما ينقض براهينه، وهذه بعض الردود كما هي:
البرهان الأول: «إذا كانت جاذبية الشمس أقوى من جاذبية القمر، لظهرت تأثيرات جاذبية الشمس على الأرض، مثل المد والجزر؛ حيث إننا نلاحظ حدوث المد والجزر عندما يكون القمر عمودياً على الأرض, وليست الشمس».
الرد:
لو يتكرم عالمنا الجليل بذكر قوانين الجاذبية لذهبت دهشته ادراج الرياح
قانون الجاذبية بين جسمين يعتمد طرديا على كتلة كل من الجسمين، وعكسيا مع مربع المسافة ولو اخذنا مسافة الشمس عن الارض نجدها 2 مليون بليون بليون كيلو متر، ومسافة القمر عن الارض هي فقط 384 الف كيلو متر، فإذا ربعنا هذه الارقام مع الاخذ بعين الاعتبار كتلة الشمس وكتلة القمر لوجدنا ان الجاذبية بين الارض والقمر هي اضعاف الجاذبية بين الارض والشمس
البرهان التاسع عشر: «إذا كانت الأرض تدور حول نفسها باتجاه عكس عقارب الساعة, فيجب أن تكون سرعة واتجاه دوران الأقمار التلفزيونية عكس عقارب الساعة .. وفي الواقع، يتمُّ القمر الصناعي باتجاه عقارب الساعة بسرعة تقريبية مساوية لسرعة المدار الذي يدور عكس عقارب الساعة، ومن ثم يحرّر القمر الصناعي من الصاروخ، وتعمل محركات صغيرة لتجعل محصلة سرعة دوران الفلك ودوران القمر صفراً» ...
الرد: كل شئ ممكن نسامحه فيه الا اعلاه، فهو يكذب بتقديمه المعلومات اعلاه
الاقمار الصناعية " المتزامنة" وهي الاقمار التي تتموضع فوق خط الاستواء تدور باتجاه دوران الارض وسرعتها عالية جدا " تدور بنفس السرعة الزاوية لنقطة على الارض تقع على خط الاستواء" بحيث تبدو ثابته فوق خط الطول الذي وضعت فوقه، لا يمكننا هنا وضع معادلات رياضية معقدة توصل اليها علماء الفيزياء بحيث وجدوا ان ارتفاع 36000 كم للقمرالصناعي هو الارتفاع الشرطي لكي يبدو فيه القمر الصناعي ثابت نسبيا فوق نقطة محددة هذا الرقم توصلوا اليه من خلال تساوي قوتي الجذب والطرد المركزي، ولولا ذلك ولو اتبعنا براهين العالم اعلاه لما استطاع مشاهدة الفضائية السورية.
وآخر يرد:
سؤال بسيط كان يجب أن يسأله هذا "العالم" لنفسه؛ اذا كانت الشمس تدور حول الأرض فكيف تدور ايضا حول كل كواكب المجموعة الشمسية؟ أم أن هذه الكواكب هي الأخرى تدور حول الأرض؟؟
البرهان الخامس: «حسب نظرية كوبر نيكوس، فإنَّ الغلاف الجوي يُعدُّ قطعة من الأرض, وبالتالي، فإنَّ الغلاف الجوي والأرض يدوران مع بعضهما حول مركز الأرض وحول الشمس، حيث إنَّ أقصى سرعة لمركبة الفضاء 27,000 كيلومتر في الساعة، ومعدل سرعة دوران الأرض حول الشمس 100 ألف كيلومتر في الساعة, لذلك ستجد مركبة الفضاء صعوبة كبيرة عند العودة إلى الأرض، مع العلم بأنَّ مركبات الفضاء تخرج وتعود إلى الأرض عبر الغلاف الجوي بسهولة، بدليل أنَّ الرحلة إلى القمر استغرقت ستة أيام».
هذا الكلام ليس صحيحا، فالمسبار الأمريكي ستاردست استغرقت رحلته في الفضاء 7 سنين قطع خلالها 4.5 تريليون كم وعاد إلى الأرض سنة 2006 وكذلك كل رحلات مكوكات الفضاء الأمريكية كانت خارج الغلاف الجوي.
البرهان الثامن عشر: «من خلال الطيران في الأجواء العالية, كلما ارتفعنا عن الأرض تزداد سرعة الرياح ويصبح اتجاهها غرباً، ولهذا السبب تزيد مدة الطيران باتجاه الغرب وتنقص مدة الطيران باتجاه الشرق. ولو أنَّ الأرض تدور حول نفسها، لكانت مدة الطيران من دمشق إلى لوس انجلوس أقل من لوس انجلوس إلى دمشق، بسبب تعاكس الحركتين».
لا يحدث هذا لأننا إذا كنا داخل الغلاف الجوي والأرض تدور حول نفسها مع غلافها فكأننا داخل طائرة تتجه من الغرب إلى الشرق، وحتى لو كانت سرعة الطائرة آلاف الكيلومترات فإننا إذا مشينا داخلها عكس اتجاهها (من مقصورة الكابتن إلى مؤخرة الطائرة) فإن المدة الزمنية هي نفسها إذا مشينا بالعكس (من مؤخرة الطائرة إلى مقصورة الكابتن).
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Jan 2010, 09:22 ص]ـ
القرآن صيغ بحكمة لأنه أنزل للإنسان الذي كرمه الله على مخلوقات الأرض بالعقل، وهل كرمنا الله بالعقل لنشغله أم لنضعه في ثلاجة!!
إذا كان الله قد وهبنا عقولا للاستعمال فهذا هو مجال استعمالها، لأن القرآن كتاب حكيم، والحكمة تحتاج لمجهود فكري، فالآيات المحكمات التي تفرض فيها الأحكام هي واضحة مبينة على ظاهرها لا تحتاج لمفسر لكي لا يكون للإنسان عذر يوم القيامة فيدعي أنه لم يفهم أحكام القرآن.
أما الآيات التي ليس لها علاقة بالعقيدة أو الأحكام فإن طريقة بيانها تختلف عن طريقة بيان آيات الأمر والنهي التي لا يحتاج بيانها إلى مجهود عقلي، مثلا: الذبيح لم يذكر القرآن اسمه لأن العلم أو الجهل في هذه المسألة لا يضر بالإيمان لذلك فإن بيانها يحتاج إلى مجهود عقلي لإدراكه، فالله تعالى يريد من الإنسان أن يستعمل الأدوات والوسائل التي أنعم بها عليه، لو كان كتاب الله لا يحتاج منا إلى مجهود عقلي لما قال الله فيه: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.
إذن فالأرض لا يأتي ذكر دورانها صريحا وإنما قد يأت بما يتعلق بالأرض كناية عنها وعليك أن تتدبر كل الآيات لتهتدي بنفسك إلى الصواب، فكيف يرى الإنسان الجبال جامدة لم تتحرك من مكانها بينما هي تمر مر السحاب!!
لو كانت الآية تتكلم عن الجبال عند قيام الساعة فإنها ستسير فتكون سرابا،ولو قدر للمشاهد أن يراها فهو سيراها تسير ولن يراها جامدة.
لا تمر الجبال مر السحاب وفي نفس الوقت هي جامدة في عين المشاهد إلا لأن المشاهد واقف على الأرض التي عليها الجبال فهو لم يدرك مرورها لأن الجبال جزء من الأرض لم ينفصل عن الأرض، ومرورها مر السحاب يعني مرور الأرض مر السحاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Jan 2010, 01:54 م]ـ
الأخ عصام: مثل هذا الكلام الذي صدر منك - مع أني لم أقرأه كاملا - لا أجيبه إلا بكلام موجز وهو: جزاك الله خيرا على حسن خلقك، ونفعني الله بعلمك؛ فأنت قدوة لي ولطلبة العلم في التواضع وفهم لغة العرب، وتدبر كتاب الله تعالى.
الأخ البيراوي: المواضيع العلمية عند مناقشتها لا ترتبط بالألفاظ وإنما بالمعاني ..
والجدال مذموم لا فائدة فيه ..
أنت طلبت أدلة على أن الأرض ثابتة، وأتيتك بما تيسر لي من الألفاظ المقرونة بذكر الأرض، وعند الإنصاف تعرف أنها إذا لم تدل على الثبات؛ فإنها لا تدل بحال على الدوران والحركة.
ونقلت لك كلام أهل العلم فيها؛ وبوسع أي محاور - ولا أقول مجادل - أن يلوي أ رقبة أي نص مهما كانت صراحته؛ حتى لو قال الله تعالى: الأرض ثابتة لا تدور " لجاءنا محاور وقال: ثابتة بمعنى مستمرة، ولا تدور بمعنى أن لا ترجع على نفسها من الدور.
وتلخيص هاتين المداخلتين حتى لا تكون خطبة تطول على أخينا حجازي الهوى هو:
كل الألفاظ المقرونة بالأرض في القرآن الكريم لا تدل قطعا على الدوران؛ وهي أقرب إلى الدلالة على السكون وعدم الحركة، إن لم تكن ظاهرة فيه.
كلام أهل العلم هو كذلك أيضا: ما عدا ابن كثير رحمه الله تعالى فقد صرح بأنها ثابتة تصريحا لا تلميحا.
أما الأدلة التي يقنع بها من يهتمون بالعقل وبعضهم يحكمه في الشرع فأنا لا تهمني لأن العقل عندي قاصر أشد القصور؛ ومحكوم بالشرع؛ وكثيرا ما يحكم في مسائل كثيرة بخلاف الواقع؛ فهو تابع والشرع متبوع.
أقول ما قرأتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم "خاص بحجازي الهوى"
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 02:43 م]ـ
وتلخيص هاتين المداخلتين حتى لا تكون خطبة تطول على أخينا حجازي الهوى هو:
كل الألفاظ المقرونة بالأرض في القرآن الكريم لا تدل قطعا على الدوران؛ وهي أقرب إلى الدلالة على السكون وعدم الحركة، إن لم تكن ظاهرة فيه.
كلام أهل العلم هو كذلك أيضا: ما عدا ابن كثير رحمه الله تعالى فقد صرح بأنها ثابتة تصريحا لا تلميحا.
أما الأدلة التي يقنع بها من يهتمون بالعقل وبعضهم يحكمه في الشرع فأنا لا تهمني لأن العقل عندي قاصر أشد القصور؛ ومحكوم بالشرع؛ وكثيرا ما يحكم في مسائل كثيرة بخلاف الواقع؛ فهو تابع والشرع متبوع.
أقول ما قرأتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم "خاص بحجازي الهوى"
يا أخانا إبراهيم الحسني أحسن الله إليك بما أنك استشهدت بكلام بن كثير وكلام المفسرين السلف عندك هو الحق وما عداه هو الباطل فهل ممكن أن تفسر لنا كلام بن كثير الذي ذكرته أنت في مشاركة سابقه وهو:
"وفي آية: "مهدا" قال ابن كثير رحمه الله تعالى: ( .. ثم قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا} أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتنصرفون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا) تفسير ابن كثير / دار الفكر - (4/ 150) "
ثم سؤال إذا ممكن أن تجيب عليه:
إذا كان العقل تابعا للشرع والشرع إنما يفهم بالعقل فكيف تحل هذا المعضلة؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Jan 2010, 03:30 م]ـ
أخي: حجازي الهوى.
كلام ابن كثير واضح ومفهوم، ولا يحتاج إلى شرح؛ إلا إذا كنت ستقول لي إن ثابتة بمعنى مستمرة كما فهم بعض الإخوة؛ واتهمني عندما لم أفهمها كما فهمها بجهلي بلغة العرب وأني أتكلم بلغة أخرى أرجو أن لا يجعلها العبرية ..
أما مسألة العقل والشرع فقد أشبعت بحثا؛ وليست معضلة ..
فالعقل أو لنقل "القلب" على الصحيح هو الذي يفهم الشرع وغيره - لا كما يعتقد النصارى ومن قلدهم بأنه عضلة لضخ الدم لا غير ..
فالقلب إذن هو الذي يفهم؛ ولكنه قد يخاطبه الشرع بأمر لا يتصوره - والتصور نوع من الإدراك - ويأمره الشرع بالإيمان بذلك مع عدم إدراكه لحقيقته؛ فما هو دور القلب حينذاك: دوره هو التسليم للشرع؛ وعدم الاعتماد على مدركاته وتعقلاته للأمور ..
هذا هو العجز العقلي الذي نعني ..
وهذا هو الذي يجعل أهل العلم يردون ما توصلوا إليه بعقولهم بما ورد في الشرع فضلا عما توصل إليه غيرهم من أعدائهم ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:43 م]ـ
يا أخانا الفاضل بن كثير يقول:
" .. ثم قال تعالى: {الذي جعل لكم الأرض مهدا} أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها وتقومون وتنامون وتنصرفون، مع أنها مخلوقة على تيار الماء، لكنه أرساها بالجبال لئلا تميد هكذا ولا هكذا) تفسير ابن كثير / دار الفكر - (4/ 150) "
السؤال:
هل تقر بن كثير رحمه الله تعالى على قوله إن الأرض مخلوقة على تيار الماء لكن الله أرساها بالجبال؟
أرجو إجابة واضحة ومباشرة حفظك الله ورعاك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:56 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
1. قولك:" كل الألفاظ المقرونة بالأرض في القرآن الكريم لا تدل قطعاً على الدوران": أراك تصر على حرفنا عن الموضوع. نحن لم نقل حتى الآن أن الآيات الكريمة تشير إلى دوران الأرض، بل قلنا ليس هناك من نص يصرّح بثباتها، ولذلك تحال المسألة على علماء الفلك الذين هم اليوم ينتمون إلى كل الأمم والحضارات والأديان.
2. الأخ حجازي طلب منك أن تبدي رأيك في قول ابن كثير الذي نقلته أنت وهو أن الأرض:"مخلوقة على تيار الماء"، فمن أين لابن كثير رحمه الله أن الأرض على تيار ماء. ثم ألا يخالف هذا قول من قال من المفسرين القدماء أن الأرض كروية يحيط بها الهواء.
أقول: أيضاً ابن كثير يفسر متأثراً بمعطيات عصره.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:15 م]ـ
اخي: حجازي الهوى
المنقول عن ابن كثير عبارة عن فكرتين:
الأولى: قوله: أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها ...
فماذا تتجنب هذه الفكرة.
ثانيا: فكرة كون الأرض على الماء ورد فيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واعتمد عليه ابن كثير، وليس عندي الوقت لدراسة صحة الحديث من عدمها وهي خارجة عن محل النقاش الذي هو دوران الأرض؛ فلا تدخلون شعبان في رمضان، موضوعنا هو هل الأرض تدور أم لا؟ وإن شئتم بعد ذلك أن ننتقل إلى ما تحت الأرض فلا إشكال.
ولكني أعلم - من خلال هذا النقاش - أنه حتى لو ثبت الحديث وكان صحيحا فسوف يأتي متأول فيقول: المقصود بالماء في الحديث هو الهواء بدليل أن الماء يتكون - كما قال النصارى - من ذرة من الكربون وذرتين من الأكسجين وبالتالي فالحديث صريح في الاكتشافات الغربية ..
فالجدل لا حدود له؛ ولا يستطيع أحد أن يقنع من يتأول كل شيء مهما كان صريحا.
أما الأخ: البيراوي
قولك: إنكم لم تقولوا بأن الآيات الكريمات تدل على دوران الأرض؛ بل قلتم كلاما قريبا من ذلك؛ بل وعزوته لكبار علماء الشرع، وهو مدون في مداخلاتك.
أما قولك في ابن كثير أنه يفسر متأثرا بمعطيات عصره، فأنت المسؤول عنه أمام الله تعالى.
وأنا أقول: إن ابن كثير ليس معصوما، ولكنه لن يقدم على القول في كتاب الله تعالى بمحض الرأي؛ بل هو مستند إلى حديث في الموضوع.
ومعطيات العصر لا يقول بها في كتاب الله تعالى إلا أمثالنا في هذا العصر، أما السلف فهم في الجملة كانوا معظمين لتفسير القرآن الكريم، ولا يفسرونه إلا بقرآن أو حديث أو لغة.
أقول ما سمعتم .....
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:18 م]ـ
< p> الماء يتكون من ذرة أكسجين وذرتي هيدروجين .. وليس فيه اي كربون ..
للعلم.</ p>
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Jan 2010, 06:03 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
ما يهمنا من هذا النقاش أن يطلع القارئ فيتبين له أن الذين يزعمون أن الأرض ثابتة ليس لهم دليل نصي على ما يقولون. ونحن نعلم أن النصوص أظهر في الدلالة على أنها غير ثابتة. ولكننا فضلنا أولاً حسم مسألة الثبات نصياً. وقد أصبح واضحاً أنك تروغ ولا تريد أن تواجه حقيقة أن بعض كبار علماء هذا العصر تتجلى بشريتهم من خلال قصور فهمهم لمسائل العلم التي هي من غير اختصاصهم. وكيف أنهم يلوون النصوص لتناسب ما جاء به الأسلاف الذين عاشوا عصور التخلف العلمي. ويبدو أننا نشبه بوجه من الوجوه أولئك الذين قالوا:" بل وجدنا آباءنا .... ". فالحمد لله الذي حفظ كتابه كي لا يتحول البشر إلى آلهة. إنها بذور الوثنية التي نلحظها في نفس كل واحد منا.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Jan 2010, 06:51 م]ـ
جزاك الله خيرا يا عصام على التصحيح، وقد اختلف علي الماء وثاني أوكسيد الكربون لقدم العهد بهذا الموضوع، ولضحالة معلوماتي فيه.
أما أخانا البيراوي: فأسألك هل الأفضل: إنا وجدنا آباءنا على أمة .. "وآباؤنا هم السلف الصالح" أو إنا وجدنا أعداءنا على أمة وإنا على آثارهم سائرون لاهثون دون روية أو تثبت بل نصدقهم في كل قالوا ويقولون.
قارن بين الجملتين بتمعن.
ثانيا: أقول لك ولغيرك إن هدف النقاش العلمي ليس وصف زيد أو عمرو بأنه مراوغ وكيل التهم له؛ فهذا إنما يدل على الضعف الفكري، وعلى التقليد في ان واحد؛ فالمقلد هو الذي ليس عنده ما يدافع به عن فكرته إلا السب والشتم؛ فإذا ضعف نقله - وليس عنده إلا النقل عن غيره - ثارت ثائرته وبدأ يتلفظ بما لا ينبغي.
أما المحاور الباحث عن الحق فيسلك الخطوات التالية:
1 - يتجرد المتحاوران - داخل الطرح الحواري - من أفكارهما المسبقة حول موضوع الحوار.
2 - يعرضان الأدلة بدقة وبارتباط تام بالموضوع.
3 - يأمل كل منهما أن يظهر الحق فقط ولا شيء غيره؛ وهما رابحان في كل حال، فإن ظهر الحق في قولي فالحمد لله الذي بين على يدي الحق، وإن ظهر في قول خصمي فالحمد لله أنني استفدت معلومة جديدة مفيدة،
أسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكم للحق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Jan 2010, 08:21 م]ـ
أخي الفاضل إبراهيم رفع الله قدرك تقول:
"اخي: حجازي الهوى
المنقول عن ابن كثير عبارة عن فكرتين:
الأولى: قوله: أي فراشا قرارا ثابتة تسيرون عليها ...
فلماذا تتجنب هذه الفكرة."
أقول: أنا لم أتجنب الفكرة ولا أنكر أن الأرض فراش ثابتة تحت قدمي لكن هذا لا يمنع أنها تدور.
هل ركبت الطائرة؟
إنها تطير بسرعة ألف كيلومتر في الساعة وأنت داخلها تمشي لا تحس بهذه السرعة الهائلة نسبياً وإذا نظرت من النافذة ترى أنها ثابته لا تتحرك وهي ليست كذلك.
ثم تقول أخانا الكريم:
ثانيا: فكرة كون الأرض على الماء ورد فيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واعتمد عليه ابن كثير، وليس عندي الوقت لدراسة صحة الحديث من عدمها وهي خارجة عن محل النقاش الذي هو دوران الأرض؛ فلا تدخلون شعبان في رمضان، موضوعنا هو هل الأرض تدور أم لا؟ وإن شئتم بعد ذلك أن ننتقل إلى ما تحت الأرض فلا إشكال.
ولماذا هي خارجة عن محل النقاش أخانا الكريم؟
النقاش المراد منه التعلم والوصول إلى الحق فأي فائدة تحصل من وراء النقاش فهي مكسب حفظك الله.
ثم تقول يا رعاك الله:
ولكني أعلم - من خلال هذا النقاش - أنه حتى لو ثبت الحديث وكان صحيحا فسوف يأتي متأول فيقول: المقصود بالماء في الحديث هو الهواء بدليل أن الماء يتكون - كما قال النصارى - من ذرة من الكربون وذرتين من الأكسجين وبالتالي فالحديث صريح في الاكتشافات الغربية ..
فالجدل لا حدود له؛ ولا يستطيع أحد أن يقنع من يتأول كل شيء مهما كان صريحا.
وأقول لك:
لماذا هذا الحكم المسبق؟ لماذا تستبق الأمور؟ دعها تجري بطبيعتها.
وليأت متأول يتأول ما يشاء فإنه لا يصح إلا الصحيح.
ثم هل ديننا يأمرنا برفض كل ما يقول النصارى حتى ولو كان حقاً؟
أخانا إبراهيم كن منصفا حفظك الله وضع كل أمر في مكانه الصحيح
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Jan 2010, 11:34 م]ـ
أخي الكريم: حجازي الهوى
النقاش المفيد يجب أن لا يتحول إلى مشادة كلامية، أنت قلت وأنا قلت وهم قالوا ..
هذا ليس مفيدا، ولا فائدة مرجوة منه؛ وكثيرا ما تتحول النقاشات في هذه المواضيع - وللأسف الشديد - إلى هذا النمط من القيل والقال.
أما مسألة أنك لا تنكر أن الأرض ثابتة تحت قدميك، ثم قياسها بالطائرة؛ فهذا خارج الموضوع، أنت طلبت تعليقي على كلام ابن كثير في مداخلتين، وطلبه البيراوي تأكيدا على طلبك؛ فأجبتك؛ ويجب أن نفهم كلام ابن كثير كما هو بمعزل عن الظائرة؛ فالذي يهمنا من كلامه ما يقصده هو لا ما نفهمه نحن. فلتتنيه إلى هذا.
والدقة العلمية في الحوار مطلوبة.
فهل ابن كثير كان يقصد من كلامه ما سطرت أنت من قياس الأرض على الطائرة؟
أما قولك إن ما تحت الأرض غير خارج عن النقاش؛ فهذا هو الجدل بعينه، إن موضوعنا هو هل الأرض تدور أم لا؟
أما حكمي المسبق كما تسميه فليس كذلك؛ بل هو ناتج عن تجربتي في هذا الحوار؛ فكلما أتيتكم بدليل تؤولونه أو تتجاهلون.
حتى إني حاولت أن اتفق معكم على شيء كنتم قلتموه مرات عديدة؛ وهو أن كلام أئمة السلف وعلماء العصر الربانيين كابن عثيمين وابن باز وغيرهم من أن الأرض ثابتة متعارض مع أقوال النظريات الغربية التي تقول بدورانها ..
وسألتكم أيهما نرجح فتهربتم من ذلك السؤال.
أما قولك إن ديننا لم يأمرنا بتكذيب كل ما قال النصارى فصحيح؛ ولكنه لم يأمرنا كذلك بتصديق كل ما قالوا ويقولون، وهذا هو الإشكال.
فأنا وأنتم الآن على طرفي نقيض:
أنا أكذب النصارى في كل تصوراتهم الحالية - أو على الأصح التي علمونا - عن الكون.
وأنتم تصدقونهم في كل ما قالوا عن دوران الأرض، وبعد الشمس، والوصول إلى المريخ والقمر ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:41 ص]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
1. ليتك أتحفتنا بالحديث الذي استند إليه المحدّث ابن كثير رحمه الله. ويبدو أنك لم تنتبه إلى مقصدنا من أن كل أحد يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم. وإذا كنت لا تعرف مدى صحة الحديث أما لاحظت أن أكثر علماء الأمة يجهلون هذه المعلومة العلمية، (أن الأرض مستقرة على الماء). ثم تستكثر مني كلمة (تراوغ).
2. نقول:" ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا"، ثم نجدكم تفتنون الناس بالقول بثبات الأرض وتصرون أن هذا ما جاء في القرآن، وعندما نطالبكم بالدليل النصي تقولون أين النص على دوران الأرض!! ثم تجعلون ماد بمعنى تحرك وفراش بمعنى لا يتحرك ... ويبدو أن ماد وماج ومار وتحرك هي مترادفات!
3. أظن أن الأمر (استوى) وبانت المناهج، وما بعد ذلك مماحكات توغر الصدور وتوقع في الزلل.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Jan 2010, 12:45 ص]ـ
عذرا .. !
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:01 ص]ـ
سؤال:
هل مسألة دوران الأرض حول نفسها، أم ثباتها يترتب عليها عمل؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:36 ص]ـ
سؤال:
هل مسألة دوران الأرض حول نفسها، أم ثباتها يترتب عليها عمل؟؟
يترتب عليها سائر الأمور العبادية المؤقتة بالوقت المنضبط بإهلال الشهور القمرية؛ مثل:
معرفة الجهات وتعيين القبلة.
ومعرفة مواضع إهلال الشهر في السماء لتحري دخول الأشهر.
ويستفيد علم الأرصاد معرفة مواضع القمر في مداره.
ومعرفة أن القمر لا يظهر في ربعين من الأرض متقابلين إلا في بداية العام شهرا كاملا وهو المحرم ونهايته شهرا كاملا وهو ذو الحجة وبقية السنة يحسبونها بالليالي حين يغشي فلك الليل جرم الشمس ويحسبون أوقات الصلوات بالنهار حتى تغرب الشمس ثم يغيب أثرها من الأفق بسبب حركة فلك النهار حول الأرض وولوج الليل فيه.
ويترتب عليه حساب الشهور والسنين وأوقات الزكوات وغيرها من المتعلقات في الذمة.
ويترتب عليه من علوم عمارة الأرض، صناعة الأقمار الصناعية، وتقنيتها من خلال نصوص القرآن الكريم بدراسة معنى سباحة الأجرام في الأفلاك وكيف يمكن تثبيت الأقمار عائمة أو سابحة في الغلاف الجوي الخارجي عن الأرض ...
وغير ذلك من الفوائد في عمارة الأرض بإشهار الشعائر وصيانة الذمم وإقامة شئون الحياة شرعا والله أعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Jan 2010, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأحبّة إلى أين سيوصلكم هذا النقاش العقيم أقصد كلا من الأخ إبراهيم الحسني والأخت الطالبة واعذروني إن قلت لكم إن الصحيح في هذه المسألة وفقا لأدلتكم المطروحة في النقاش ووفقا لحواراتكم: أن الأرض ثابتة والشمس ثابتة كذلك لكن رؤوسكم هي التي تدور.
وأنت أيتها الطالبة الكريمة راجعي كتب التفسير قبل أن تتقولي شيئا لم يقل به أحد، بينه وبين الصحّة ما بين المشرق والمغرب.
وأقول للإخوة القرّاء الكرام، الإسلام أرفع وأكمل من هذا النقاش والجدل العقيم، وهذه الأقوال المذكورة لا تمثّل الإسلام بل تمثّل من ينطقون بها فقط.
والله سبحانه وتعالى من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[12 Jan 2010, 03:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا
فسؤالي كان مقصودا، وكان قصدي ترك الجدل حول رأي أحد المفسرين - يخطئ ويصيب - والالتفاف إلى بيان المترتب على القضية الأصلية، وهو ما يهم حقيقة.
جزى الله خيرا كل من أثرى الموضوع بما يفيد، وأذكركم بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة .... الحديث".
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Jan 2010, 04:30 م]ـ
واعذروني إن قلت لكم إن الصحيح في هذه المسألة وفقا لأدلتكم المطروحة في النقاش ووفقا لحواراتكم: أن الأرض ثابتة والشمس ثابتة كذلك لكن رؤوسكم هي التي تدور.
ما أجمل هذا الكلام، وما أدقه علميا ..
ألا يكفي هذا الدليل الذي اكتشفه الأخ: حسن عبد الجليل إقناعا بأن الأرض تدور ..
لقد اقتنعت، وأقنعت - مبنيا للمجهول - فأنا قانع، ومقتنع .. بما توصل له الأخ حسن بعد تفكير طويل، وبحث مضني ..
بارك الله في جهودك في خدمة الإسلام والمسلمين، وجزاك الله خيرا على إثراء الحوار الهادف المفيد .. !
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 05:33 م]ـ
الأخوة الأفاضل
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد:
صرف الله عني وعنكم كيد الشيطان
إخواني أنتم تعلمون أن الزائرين للملتقى كل يوم يفوق الأعضاء بكثير وربما أن كثيرا منهم ينظر إلى ما يكتب في هذا الملتقى على أنه يعكس علم وأخلاق أساتذة التفسير وطلابه فرجاء أن نترفع عن بعض ما لا يليق.
أخانا الفاضل إبراهيم
والله إني لأظن بك الخير وأحسن بك الظن والله حسيبك
أخانا الفاضل
ملخص المسألة والرسالة التي أود أنا شخصيا أن تصل إلى زائري الملتقى هو:
ليس في القرآن نص صريح على أن الأرض ثابته.
وليس في القرآن نص صريح على أن الأرض تدور.
وكذلك كلام المفسرين من السلف ليس فيه كلام قاطع.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرآن لا يحجر على العقول أن تنظر في الكون وفي الأنفس بل إنه يدعو الناس إلى أن يستخدموا عقولهم ليكتشفوا سنن الله في الكون وفي الأنفس وهذا ما فعله العلماء من السلف وقرروا حقائق علمية بحسب ما لديهم من أدوات النظر في كل عصر من العصور ولم يكن في القرآن نص صريح على ما توصلوا إليه من الحقائق ومثال على ذلك كروية الأرض فليس في القرآن نص على أنها كروية بل إن بعض النصوص قد تشير إلى خلاف ذلك ومع ذلك قال أهل العلم بكروية الأرض بناء على معطيات العلم ووجدوا ما يسند ذلك من القرآن من نصوص غير صريحة في المسألة.
فلماذا قبلت القول بكروية الأرض ورفضت القول بدورانها؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Jan 2010, 07:57 م]ـ
أخي: حجازي الهوى.
والله إني ظننت بك وبهم الخير في الماضي، وأظنكم بكم الخير في الحاضر، وسوف أظنه بكم في المستقبل؛ بل إني على يقين من أن فيكم الخير، وإن زاغ بعضكم عن الحق مرة فذلك من كيد الشيطان، ومن ذا الذي لا يقع في كيده مرة؛ بل مرات ..
لكن هناك فرق بين من يريد الحق ويسلك له طريقه، وبين من يريده؛ ولا يسلك الطرق المؤدية له ..
وفي هذا الموضوع - ولك أن تطالعه من البداية - مجموع ما وجدت فيه من الأدلة للإخوان على دوران الأرض هو:
1 - أنها مسألة مسلمة؛ لا يرتاب فيها إلا مغفل.
2 - أني أنا مراوغ، وهذا دليل صريح على دوران الأرض.
3 - أصرح دليل على دورانها أن رأسي أنا يدور ..
والمداخلات مسجلة ومحفوظة في الملتقى؛ فابحث لعلك تجد دليلا آخر لهم على دوران الأرض.
أما ما لخصته أنت في مداخلتك الأخيرة فهو قيم ومفيد؛ ويمكن أن ألخصه ثانية كالتالي:
1 - لم أطلع بعد على نص صريح في القرآن الكريم يدل على أن الأرض ثابتة؛ والنصوص فيه أقرب دلالة على القول بأنها ثابتة.
2 - لم أجد بعد نصا صريحا ولا ظاهرا في القرآن الكريم يدل على دوران الأرض.
3 - لم أعثر بعد في كلام السلف على ما يدل بشكل صريح على أن الأرض ثابتة إلا ما كان من تصريح ابن كثير بقوله: "ثابتة" وهي في عرف الأقدمين لا يفهم منها إلا ما يفهم من لغة العرب بعيدا عن معنى الثبوت عندنا المبني على خلفية دوران الأرض.
4 - لم أعثر في كلام السلف على ما يمنع دوران الأرض بشكل صريح إلا ما صرح به العلامة ابن عثيمين وابن باز، وما كان مفهوما - لا منطوقا - من كلام السلف الذين نقلت عنهم عدا ابن كثير.
5 - كروية الأرض خارجة عن الموضوع؛ فحتى نتوصل إلى أدلة على دوران الأرض، ننتقل بعد ذلك إلى كرويتها.
وللعلم فإن قولك: "ومع ذلك قال أهل العلم بكروية الأرض" يحتاج إلى مراجعة، ودقته علميا أن تقول: "ومع ذلك قال بعض أهل العلم بكروية الأرض"
وأعود وأكرر إن أسلوب الحوار العلمي التركيز على الأدلة في المسألة والبعد عن الضمائر الشخصية، والسب والشتم فهو لا يقدم ولا يؤخر ولا يدل إلا على الضعف وقلة التحصيل العلمي ..
حفظني الله وإياك وجميع المسلمين وهدانا لما اختلف فيه من الحق.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:21 م]ـ
حفظك الله ورعاك يا إبراهيم
ما كتبته في مشاركتك الأخيره كاف في تقريب القلوب وإن اختلفت الأفهام والأراء
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى من الأقوال والأعمال
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Jan 2010, 08:27 م]ـ
وهذا هو الأصل: حفظ الود والمحبة بعضنا لبعض، وإن اختلفت فهومنا ومداركنا.
وخاصة في مثل هذه الأمور.
وأعتذر لمن فهم من كلامي ما لا يليق فوالله ما صدر مني شيء إلا ردا على من كال لي بمكيالين.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[12 Jan 2010, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحسني راجع النقاشات التي جرت حول الإعجاز العلمي ستجد بعض النقول عن دوران الأرض وما قيل فيها وبعض الفتاوى هناك.
والذي كتبته في المشاركة السابقة ما كان إلا لأنبّهكم إلى أن مسألة البحوث والتطور العلمي والتقنيات العلمية في هذا العصر تسبقنا بعقود طويلة، وما زلتم للآن تتناقشون في دوران الأرض ودوران الشمس؟؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لو أن هذا الحوار ترتبت عليه فائدة يلمسها المسلمون أو الناس في حياتهم اليومية ما شق ذلك على أحد، كأن تخترعوا طائرة أو سيارة تستخدم هذا الطاقة القادمة من السماء وتكشفوا النقاب عن قوانين فيزيائية جديدة ترقى بالبشرية جمعاء ... لكنَّ الذي أراه هو جدل بيزنطي لا فائدة منه.
وإذا راجعت أوائل مشاركات الأخت طالبة التفسير وقارنتها بكتب التفسير وأصوله لوجدت البون الشاسعا في البعد عن أصول الاستدلال.
ألا يدل قول الله سبحانه وتعالى: (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّس:40) على أن الشمس تدور.
فالذي يُدرِكُ هو السائر وليس الثابت إذا فالشمس تدور، وما يُدرَكُ يكون سائرا أيضا، فالقمر يدور، وتعاقب الليل والنهار يدل على الحركة وأجد أن قرن الليل بالنهار يدل على اتحادهما وأرى أن المقصود بهما حال الأرض ليلا أو نهارا،وليست حالة السماء التي إما أن تكون ظلاما أو نورا وفق جهة النور. وهذا يدل على أن الأرض متحرّكة أيضا. وهذا ما تخبر عنه نهاية الآية الكريمة (وكل في فلك يسبحون).
وسواء عليكم أقتنعتم بهذا الأمر أم أنكرتموه، لا يترتب على إنكار هذا الأمر أو تصديقه شيئا؟؟؟؟؟
أخي الحبيب أرقب حال المسلمين في ديار الإسلام وادع لهم بالرحمة والمغفرة والفرج من الكرب الذي يجتال هذه الأمة أينما كانت، فهذا أولى من الجدل البيزنطي العقيم.
لا أراك نسيت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقراءة القرآن الكريم ما أتلفت عليه قلوبهم. فإن لم تأتلف قلوبهم كان الأولى بهم عدم القراءة، فإذا كانت قراءة القرآن الكريم مطلوبة في حال إتلاف القلوب فقط فما بالكم بهذا الجدل الذي لا طائل تحته.
وأنا أغار على هذا الملتقى وعليكم أيها المسلمون من أن يطّلع أحد فيظن في ديننا غير الحق.
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:13 ص]ـ
أخي حسن:
هنا نقاط ينبغي مراعاتها:
1 - ليس العيب في أن نختلف؛ وإنما البلاء في أن يحتكر بعضنا الحق؛ ويظن أنه عنده وحده، وهذا أيضا ليس مشكلة كبيرة، إنما الطامة الكبرى أن لا يكون عنده من دليل يقنع به الآخرين إلا الكلام الطائش؛ أو نقل عن الغير (والغير محل خلاف بيننا فلا يصلح كلامه دليلا علينا)
2 - أما قولك: إن البحوث "العلمية" تسبقنا بعقود، ونحن لا زلنا نناقش دوران الأرض.
هذا الكلام ينبغي أن تراجعه لسببين:
أ - إذا كان يناقش في وحدانية الله تعالى؛ ويبحث ويستدل على أسمائه وصفاته قديما وحديثا؛ فهل كروية الأرض أشد ثبوتا من ذلك، والإيمان بها أعظم من الإيمان به؟
ب - أن ما تسميه بحوثا علمية نحن نسميه ذرا للرماد في عيون المسلمين، ومخططا مخابراتيا لتخويفهم.
نعم نؤمن أن هناك تقدما في بعض جوانب المعرفة الإنسانية لكنه يضخم، ويكبر حتى يصير شبحا مخيفا، ولا أدل على ذلك من استعظام بعض المسلمين لمناقشة دوران الأرض ومركزية الشمس، في حين يناقشون مرتاحين في بعض أصول دينهم التي ينبني عليها.
أما قولك إن هذا النقاش بيزنطي، وأن الأهم منه هو اختراع طائرة أو سيارة ..
فهذا من الانبهار بالتقدم الغربي هناك طائرات اكتشفت استطاعت أن تختصر الوقت، ولكن ما فائدة اختصاره؛ في أي شيء استعمل الوقت الذي اختصرته الطائرة؟
ما فائدة هذا التقدم التقني والصناعي؟ إلى أين تسير البشرية في ضوء هذا الجنون التقني؟
هذه الأسئلة لست من يطرحها؛ بل طرحها باحثون غربيون كبار يؤمن كثير من المسلمين اليوم بمراكزهم العلمية، ويحترمونهم.
أما تفسيرك للآية الكريمة؛ فأرى أن ترجع لكلام أهل العلم في تفسيرك لها؛ وأن تحذر الكلام في كتاب الله تعالى بمجرد الرأي.
ففعل: يسبح، لا يدل لغة على فعل: دار.
والذي تدل عليه الآية لغة - والله تعالى أعلم -: أن الشمس والقمر والليل والنهار كل في فلك يسبحون، ولا ذكر للأرض في هذه الآية، والليل والنهار ناتجان عن حركة الشمس، وكذلك الفصول الأربعة، ولا دخل للجميع في حركة الأرض على الأقل حتى الآن ليس عندنا دليل شرعي أو علمي على ذلك ..
وإلى أن نجد أدلة على حركة الأرض ودورانها يجب التوقف عند الحدود الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرى أخي الكريم أنه لا فائدة من هذا النقاش، ويجب أن ينتهي على ما توصلت إليه مع الأخ حجازي الهوى. وهذه مجرد وجهة نظر رغبة في استثمار الوقت.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 12:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام، السلام عليكم
فيما يلى أقدم ما رأيته حلا للاشكال الذى طال الجدل فيه:
بالنظر الى المسألة موضع النقاش نظرة شمولية تراعى تاريخ العلم على مر العصور وعلاقة الانسان بالكون وطبيعة ادراكه له وطبيعة الخطاب القرآنى المعجز فانه يمكن لنا من مجموع هذا كله حل هذا الاشكال حول الأرض والشمس فى القرآن الكريم وأيهما هو الذى يدور حول الآخر
اذ يجب أن نضع فى اعتبارنا جيدا أن القرآن والسنة الصحيحة لا يمكن أن يأتيا بما يناقض شهادة الحس السليم أو ما يسميه الحكماء (الرأى الباده المشترك) أو الادراك الفطرى الذى يشترك فيه الناس جميعا ويطلقون عليه فى الانجليزية common sens
ولقد كان هذا الرأى الباده المشترك فى العصور القديمة يرى أن الأرض ثابتة، فجاء القرآن بما يمكن أن يساير هذا الرأى الذى ساد قرونا كثيرة، جاء القرآن الكريم بألفاظ تحتمل أن يفهم منها أن الأرض مستقرة وثابتة (وأقول: تحتمل، فانه لم يقطع بثباتها بلفظ صريح)، وهذا هو ما أوقع بعض الأخوة الفضلاء فى اللبس حين ظنوا أن هذا هو الرأى الوحيد الذى له الكلمة الأخيرة
ولكن قد غاب عنهم أمران فى غاية الأهمية:
الأمر الأول: أن وصف القرآن الكريم للأرض بأنها (قرار) أو بأنها (فراش) أو بأنها (مهاد) انما جاء فى معرض تعداد النعم أو الامتنان على البشر الذين يحيون عليها، ولم يأت ليصف حقيقة كونية موضوعية عن الأرض بمعزل عن أهلها، ومن هنا جاء الخطاب القرآنى بالوصف الذى يحدد علاقة البشر بالأرض، أى أنه جاء من منظور بشرى فى المقام الأول حيث البشر يشعرون بالفعل بأن الأرض بالنسبة لهم كالفراش والمهاد والقرار
ونفس الشىء ينطبق على وصف القرآن للشمس بأنها تطلع وتغرب وكأنها هى التى تدور حول الأرض، فهذا هو ما يبدو للناس بالفعل، والقرآن يخاطب الناس مراعيا ادراكهم الحسى المباشر ولا يهدف الى تصحيح معلوماتهم أواعطائهم دروسا فى الفيزياء الفلكية، لأنه لو فعل هذا وصرح بأن ادراكهم هذا ليس الا وهما حسيا لكان هذا صادما لهم ولادراكهم الفطرى المباشر، وهو الادراك الذى أطلق الحكماء عليه (الرأى الباده المشترك) أو common sens
أما الأمر الثانى فهو: أن نفس هذا الرأى الباده المشترك قد تغير فى العصر الحديث الى ما يوافق الحقائق العلمية التى استجدت والتى ثقرر منها بالتجارب القاطعة وبتقنيات الأقمار الصناعية وغيرها أن الأرض كرة تدور، لقد حل هذا الرأى العلمى الحديث محل الرأى الباده القديم ونسخه من كتب الأقدمين العلمية، وان لم ينسخه بالطبع من الحس والادراك المباشر الذى لا يقبل التغير، فلا زالت الشمس تبدو لنا أنها هى التى تدور من حولنا وأن الأرض تبدو ثابتة لا تتحرك حتى مع علمنا اليقين الآن من أن هذه الادراكات ليست الا وهما من جملة أوهام كثيرة فندها العلم الحديث
لقد أصبحنا الآن مستيقنين من أن الأرض تدور، ولأن القرآن يساير كل العصور والأجيال فقد أورد اشارات الى هذا الرأى الأخير القائل بدوران الأرض، ولعل من أقوى تلك الاشارات الآية الكريمة التى تقول: " وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب. . . "
فيتبين من هذا أن القرآن الكريم قد جاء بما يوافق المعطيات العلمية فى كل عصر، وأن تحقيق هذه المعادلة الصعبة (موافقة كل الأفهام فى كل العصور) لا يتسنى ولا يتحقق الا بأسلوب التلميح لا التصريح، ولا يمكن تحقيقه بغير ذلك، وهذا سر جليل يحتاج منا الى تأمل وتفكير، فالقرآن الكريم لا يفهم منه بشكل قاطع وصريح ومباشر بأن الأرض تدور، كما لا يفهم منه كذلك وبشكل قاطع ومباشر وصريح أنها ثابتة لا تتحرك، وانما قد حوى ما يمكن أن يحتمل كلا الفهمين، وما ذلك الا لأنه نزل ليلائم كل العصور ويخاطب كل الأجيال على اختلاف حظوظهم من العلم، وهذا من أسرار اعجازه الباهرة، بل ان هذا عندنا يعد أشد اعجازا مما لو أنه صرح بدوران الأرض بأسلوب مباشر ليوافق حقيقة لن يكتشفها البشر الا فى العصر الحديث فحسب ومتجاهلا العصور العديدة التى سبقته، ولهذا قلنا انه سر جليل بحاجة الى التأمل
هذا هو ببساطة شديدة حل هذا الاشكال الذى طال الجدال فيه، وما توفيقى الا بالله
وفى الختام ندعو الأخوة الفضلاء الى أن يتأملوا هذا الكلام بروح موضوعية متجردة من سطوة الادراك المباشر وسلطان الحس المادى، وقابلة لاستيعاب المستجدات العلمية التى توفرت الأدلة وتواترت على صحتها حتى وان خالفت ادراكهم الحسى المباشر، والله يوفقهم
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 01:09 ص]ـ
اخي: العليمي
هذا كلام وتحليل جميل ومفهوم ..
ولكن تشكل عليه أمور أرجو الجواب عنها بنفس موضوعية هذا المقال ..
1 - لقد خاطب القرآن الكريم عقول الناس الذين تنزل فيهم بأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض، وكان صريحا في الحديث عنها، ومحددا لجزئياتها الدقيقة كيوم القيامة، والصراط، والميزان، والعرش، والملائكة، والجن ..
والذي يدل على أن هذه الأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض، أن كثيرا من علماء الفلك النصارى لم يتسطيعوا حتى الآن فهم ما نسميه الملائكة، وما نسميه الجن؛ بل حتى إن من "علماء المسلمين " من شك في مسألة الجن؛ في حين أنهم يؤمنون إيمانا لا يتزحزح بدوران الأرض.
فماذا صرح القرآن الكريم بالأصعب؛ و"ورى" عن الأسهل إدراكا؟
2 - هل قدم لنا القائلون بدوران الأرض - أعني نحن المتحاورون - دليلا واحدا على دورانها علميا كان أو شرعيا.
فلم يسردوا لنا نصا صريحا في دورانها، وأنت قلت إنه غير موجود في القرآن الكريم أصلا.
ولم يذهبوا بنا إلى الفضاء لنشاهد دورانها؛ بل حتى لم يجمعوا هم انفسهم على دورانها حتى نقلدهم في ذلك، ولا شك أنك على علم بالنظريات الكثيرة التي تشكك في نظرية "كوبرنيكس، وجاليليوا" حول علاقة الأرض بالشمس.
إذن كل ما عندنا عن دوران الأرض هو تقليد لما يبث لنا في البرامج الوثائقية، وما يدرس لمبتعثينا إلى الجامعات الغربية.
ومن عنده دليل غير هذا التقليد فليأتنا به، ويسرده بشكل صريح.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Jan 2010, 01:48 ص]ـ
الأخوة الكرام،
إذن القرآن الكريم لا يصرح بثبات الأرض، وإبراهيم لايصدق معطيات العلم الحديث، وبذلك لم يعد هناك من إشكال.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 05:43 م]ـ
اخي: العليمي
هذا كلام وتحليل جميل ومفهوم ..
ولكن تشكل عليه أمور أرجو الجواب عنها بنفس موضوعية هذا المقال ..
1 - لقد خاطب القرآن الكريم عقول الناس الذين تنزل فيهم بأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض.
الجواب عن هذا يسير للغاية أخى الكريم:
الأمور التى ذكرتها أنت تنتمى كلها وبلا استثناء واحد الى عالم الغيب، فلا يمكن لنا ادراكها بالحس، ومن ثم فلا محل لتصادمها مع الادراك البشرى لأنها غير مدركة أصلا، أما مسألة دوران الأرض فتنتمى الى عالم الشهادة ومن ثم يمكن للادراك البشرى أن يحيط بها اما بالحس المباشر أو بالاستنتاج والحسابات النظرية الدقيقة جدا، فالقياس مع الفارق أخانا الكريم، فلا تقس أمور عالم الغيب على أمور عالم الشهادة، فالبون بينهما شاسع للغاية
أن كثيرا من علماء الفلك النصارى لم يتسطيعوا حتى الآن فهم ما نسميه الملائكة، وما نسميه الجن؛ بل حتى إن من "علماء المسلمين " من شك في مسألة الجن؛ في حين أنهم يؤمنون إيمانا لا يتزحزح بدوران الأرض.
فلماذا صرح القرآن الكريم بالأصعب؛ و"ورى" عن الأسهل إدراكا؟
أقول لك لماذا؟:
أولا: لأن الله عز وجل - وكما أخبر عن نفسه - قال (ما فرطنا فى الكتاب من شىء) ومن هنا كان يجب أن يخبرنا عما خفى عنا من عوالم عظيمة حتى وان تعذر علينا ادراكها واستحال هذا تماما
ثانيا: أنت تعلم جيدا أن الايمان بالملائكة يعد ركنا أساسيا من أركان الايمان، وبالمثل الايمان باليوم الآخر بكل ما فيه مما ذكرت: الصراط والميزان وغيرهما، فكيف يخفى الله تعالى علينا أمثال تلك الأمور بينما هى من متعلقات الايمان الأساسية؟!!
وثالثا: لأن الله عز وجل يريد منا الايمان بالغيب دون بحث أونقاش، فالغيب نقابله بالايمان لا غير، نقابله بالتسليم والانقياد دون جدال ولا فضول، وقد امتدح سبحانه المتقين وجعل من أول صفاتهم أنهم: " الذين يؤمنون بالغيب "
أما أمور عالم الشهادة فالقرآن يحثنا على النظر والتفكر فيها ويدعونا ألا نقف حيالها موقف المتفرجين، فلماذا؟
لأن البحث فى هذه الأمور يقودنا الى الايمان القائم على الدليل والبرهان ونصل منها الى معرفة أكمل وأفضل بالخالق العظيم وبسننه فى الخلق، فاذا ما زادت معرفتنا به سبحانه وبدلائل قدرته وعظمته فى الكون الذى خلقه أصبحنا بالتالى أكثر خشية وأفضل تعبدا له جل وعلا، قال تعالى: " انما يخشى الله من عباده العلماء "
(يتبع)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 06:27 م]ـ
أخي الكريم: العليمي
يبدو أنني لم أستطع طرح السؤال بالشكل المناسب لغة؛ أو أنك لم تفهمه كما ينبغي.
الذي أريده هو حصر المقارنة بين عالم الغيب ودوران الأرض بالنسبة للذين تنزل عليهم القرآن؛ وهما جميعا عالم غيب بالنسبة لهم؛ فلا يستطيعون إدراك الملائكة من حيث الجملة - وإن كان بعضهم شاهدهم في عالم الحس - وليس بإمكانهم رؤية الجن - وإن كان بعضهم اشتركت جميع حواسه في إدراك الجن؛ فكذلك دوران الأرض، وغيره من الأمور الفلكية هي بالنسبة لهم كالجن تماما ولا فرق؛ فليست عندهم الآلات التي تمكنهم من اكتشاف دوران الأرض وغيره، فهي غيب بالنسبة لهم.
ومن هنا تدرك أن جميع أركان القياس في اللغة والأصول مستكملة هنا ..
فلماذا فصل لهم الله تعالى الأمور الغيبية وهي خارجة عن طاقة إدراكهم،؛ ولم يفصل لهم الأمور الفلكية كدوران الأرض وغيره؟ مع أن الجميع حقيقة واقعية على رأيكم.
أما جوابك عن الاستشكالات الأخرى فلم يتضح لي، وأعيد لك نفس الفقرة:
"والذي يدل على أن هذه الأمور أصعب إدراكا من دوران الأرض، أن كثيرا من علماء الفلك النصارى لم يتسطيعوا حتى الآن فهم ما نسميه الملائكة، وما نسميه الجن؛ بل حتى إن من "علماء المسلمين " من شك في مسألة الجن؛ في حين أنهم يؤمنون إيمانا لا يتزحزح بدوران الأرض.
فماذا صرح القرآن الكريم بالأصعب؛ و"ورى" عن الأسهل إدراكا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 06:32 م]ـ
أما الأخ البيراوي:
فأطلب منه أن لا يفتات علي:
فأنا أومن ببعض معطيات العلم "الحديث" ولكني لا أتلقف كل ما قيل ويقال ولا أخوض مع الخائضين؛ بل أفعل ما يطلب مني الشرع من التثبت في الأمور، وخاصة إذا كانت لها علاقة بكتاب الله تعالى.
وإيماني بمعطيات ما تسميه العلم الحديث أشترط لها شرطين:
1 - أن يأتي العلم الحديث ببراهين قاطعة على أي مسألة فلكية أو طبية أو نفسية أو غير ذلك.
2 - أن لا أجد في كتاب الله تعالى ما يعارضها نصا أو ظاهرا.
فإن اختل واحد من الشرطين فإني أول الكافرين بمعطيات العلم الحديث.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 07:57 م]ـ
. . . . . .، قال تعالى: " انما يخشى الله من عباده العلماء "
(يتبع)
أخى ابراهيم
ألم تلحظ أنك لم تدعنى أكمل حديثى؟؟!!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[13 Jan 2010, 08:14 م]ـ
أخي الكريم: العليمي
الذي أريده هو حصر المقارنة بين عالم الغيب ودوران الأرض بالنسبة للذين تنزل عليهم القرآن؛ وهما جميعا عالم غيب بالنسبة لهم؛ فلا يستطيعون إدراك الملائكة من حيث الجملة - وإن كان بعضهم شاهدهم في عالم الحس - وليس بإمكانهم رؤية الجن - وإن كان بعضهم اشتركت جميع حواسه في إدراك الجن؛ فكذلك دوران الأرض، وغيره من الأمور الفلكية هي بالنسبة لهم كالجن تماما ولا فرق؛ فليست عندهم الآلات التي تمكنهم من اكتشاف دوران الأرض وغيره، فهي غيب بالنسبة لهم.
ومن هنا تدرك أن جميع أركان القياس في اللغة والأصول مستكملة هنا ..
فلماذا فصل لهم الله تعالى الأمور الغيبية وهي خارجة عن طاقة إدراكهم،؛ ولم يفصل لهم الأمور الفلكية كدوران الأرض وغيره؟ مع أن الجميع حقيقة واقعية على رأيكم.
؟
سبحان الله العظيم!!
وهل القرآن الكريم نزل لأهل القرون الأولى فحسب؟!!
ألم ينزل الى الناس كافة منذ الصدر الأول والى يوم القيامة؟!
وهل الانسان الذى يخاطبه الله فى القرآن قد اندثر وانقرض ولم يعد له وجود؟!
أم انه جنس الانسان على وجه الاطلاق؟
يبدو أن المسألة أعمق بكثير من مسألة دوران الأرض أو الشمس أو السماء بأسرها
انها مسألة اختلاف كلى وشامل فى المنهج والرؤية وبأوسع معنى
هدانا الله واياكم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[13 Jan 2010, 10:17 م]ـ
أخي الكريم: العليمي
الذي يدخل الحوارات العلمية لا بد أن يوسع صدره للمخالفين؛ ولا يترك أفقه يضيق، ولا يستعجل البحث العلمي؛ فأنت تجد - مثلا - شيخ الإسلام ابن تيمية يؤلف ثلاث مجلدات في حكم مسألة واحدة شبه مجمع عليها.
فلا بد من سعة الصدر العلمي.
ثانيا: لم تفهم حتى الآن قصدي مع محاولتي ذلك مرارا.
أخي الكريم: القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتابعوهم لم يستطيعوا فهم كثير من كتاب ربهم أمر خطير، ومبدأ علمي ضعيف.
والقول بأنهم فهموه على حقيقته يناقض ما تقدم عند التأمل.
ففكر في عواقب القول الذي نناقشه؛ ولا تهتم بالقول وحده بعيدا عن مخلفاته العلمية.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Jan 2010, 05:07 ص]ـ
أخي الكريم: القول بأن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتابعوهم لم يستطيعوا فهم كثير من كتاب ربهم أمر خطير، ومبدأ علمي ضعيف.
والقول بأنهم فهموه على حقيقته يناقض ما تقدم عند التأمل.
ففكر في عواقب القول الذي نناقشه؛ ولا تهتم بالقول وحده بعيدا عن مخلفاته العلمية.
يا أخى. . . قد زدت الطين بلة، وقولتنى ما لم أقله!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
ربما عدت للرد عليك
وربما أعرضت عنك
ويفعل الله ما يريد
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[14 Jan 2010, 01:53 م]ـ
اخي: لم أقولك ما لم تقل.
أولا: يجب أن يكون فهمك للكلام مبنيا على ركنين أساسيا:
أ - الدقة العلمية في فهم معانيه وظلاله؛ فالنقاش في المسائل العلمية يختلف عنه في المسائل الأدبية.
ب - حسن النية في فهم كلام خصمك ..
ثانيا: الذي قلت يفهم من مداخلتك التي قبل الأخيرة؛ وأعلم وأوقن أنك لم تقصده ولا تقصده ولن تقصده إن شاء الله تعالى، ولكنه هو مؤدى قولك؛ فافهم الفرق بين المسألتين.
ثالثا: إعراضك أو ردك شيء راجع لك وأنت حر فيه.
والله الموفق وهو الهادي إلى سوءا السبيل.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Jan 2010, 02:46 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. أريد نصاً واحداً من قرآن أو سنة يقول إن الصحابة رضوان الله عليهم أعلم ممن يأتي بعدهم.
2. هل أحاط الصحابة رضوان الله عليهم بكل ما في كتاب الله من معاني. (أعوذ بالله أن نقول هذا).
3. لم ينقل لنا من فهم الصحابة إلا القليل نسبياً. وقد نقل لنا اختلافهم في الفهم كأي جيل من الأجيال، بل نقلت أفهام عجيبة.
4. ما ضرورة النظر والتدبر إذن، وما ضرورة كتب التفسير القديمة والمعاصرة. أما كان يكفي نقل أقوال الصحابة وكفى؟!
5. القرآن الكريم نزل للبشرية إلى يوم القيامة ولم ينزل لجيل بعينه (صحابة أو تابعين) ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والوسع يشمل الفهم والقدرة العقلية.
6. القول إن هذا القول أو ذاك مذهب ضعيف لا يغني شيئاً أمام واقع مسيرة التفسير.
إذن الإشكال يكمن في منهجية لا تستند إلى نص وإنما تستند إلى فلسفة. والمفارقة العجيبة أنهم ينكرون الفلسفة وعندما يعجزهم النص يتفلسفون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jan 2010, 04:13 م]ـ
أخانا الفاضل أبا عمرو
هذه المسألة من المسائل الدقيقة التي تحتاج إلى تحرير حتى لا يلتبس فيها الحق بالباطل.
ويمكن أن نقول إنه لم يكن شيء من معاني القرآن ليخفى على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة.
لكن نقول إن هناك بعض الدلالات والإشارات تحتملها ألفاظ القرآن قد لا تكون ظهرت لأصحاب النبي صلى الله وربما ظهرت لمن بعدهم.
وربما شهد لهذا مارواه البخاري رحمه الله تعالى قال:
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ مِنْ الْوَحْيِ إِلَّا مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قُلْتُ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ"
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Jan 2010, 07:24 م]ـ
متى ينتهي هذا الحوار يا أيها الأفاضل، لنبدأ المرحلة الثانية -وهي كما أوردتها الأخت الفاضلة طالبة علم التفسير -تصنيع الصواريخ بتقنية إسلامية، وبعقول إسلامية ..
ويترتب عليه من علوم عمارة الأرض، صناعة الأقمار الصناعية، وتقنيتها من خلال نصوص القرآن الكريم بدراسة معنى سباحة الأجرام في الأفلاك وكيف يمكن تثبيت الأقمار عائمة أو سابحة في الغلاف الجوي الخارجي عن الأرض ...
أسأل الله أن يبارك في أعمارنا جميعا لنشهد تلك المرحلة المنتظرة.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[14 Jan 2010, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب الأستاذ عبد الله جلغوم قد يطول لا بل سيطووووووووول الانتظار. نسأل الله أن يبسط في أعمارنا حتى نرى ذلك.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Jan 2010, 07:37 م]ـ
هل من محسن يأخذ المرتاب في العلوم الحديثة إلى أقرب مرصد فلكي عربي إسلامي من غفيره إلى مديره، والمنتشرة في بلاد العرب والمسلمين من أقصاها إلى أقصاها السعودية أو عُمان أو جيبوتي أو موريتانيا!! .. ويريه النجوم والبروج والمجرات والشموس والمريخ وزحل وعطارد والثقوب السوداء .. فما راءٍ كمن سمع .. لأن إنكار الحس أشد شناعة وبلادة من إنكار الشرع.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[14 Jan 2010, 07:44 م]ـ
أخي عصام ألا تتوقع أن يقول لك أحد أن هذه التلسكوبات مشكوك في أمرها، ولا يؤخذ منها شيئا لأنها صنعت بأيدي أناس غير مسلمين لذلك فهم ليسوا أهل ثقة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Jan 2010, 07:56 م]ـ
أخي عصام ألا تتوقع أن يقول لك أحد أن هذه التلسكوبات مشكوك في أمرها، ولا يؤخذ منها شيئا لأنها صنعت بأيدي أناس غير مسلمين لذلك فهم ليسوا أهل ثقة.
شيخي الكريم حفظك الله
الذهاب إلى المرصد الآن صار واجباً للفصل في هذه النقاش الذي لا يراد له أن ينتهي.
وهو من باب تعلم السباحة التي لا تحصل بالكتب بل بالقفز في الماء.
والمرصد على كل حال أقرب من الصين وأيسر من التفكير في قضية البيضة والدجاجة التي نحن فيها منذ حين.
وما أدراك أن تلك التلسكوبات والمقربات والعدسات من صنع باكستاني أو ماليزي أو مصري .. ولا أقول إيراني: ( ..
وهل يثق في الصناعة الإسلامية ويقدمها على الصناعة العربية؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Jan 2010, 08:14 م]ـ
الإخوة الأفاضل
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
طال الكلام لأنا نريد أن يقتنع المخالف بوجهة نظرنا وهذا أمر كان يجب أن نتجنبه من البداية.
والملتقى فيه علماء وأستاذة أفاضل وطلبة علم وكان بالإمكان قيادة الحوار في الوجهة التي يمكن أن يستفيد منها الجميع وذلك بأن تستهدف التعقيبات الجوانب المفيدة في النقاش وتجاهل الجوانب الإنشائية وألا معقولة.
وكما تحدث السلف عن كيفية التعاطي مع الأخبار الإسرائلية يمكن أن نتحدث عن كيفية التعاطي مع المكتشفات العلمية الحديثة بشرط الموضوعية والرجوع إلى أهل الاختصاص في كل فن.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Jan 2010, 10:57 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. أريد نصاً واحداً من قرآن أو سنة يقول إن الصحابة رضوان الله عليهم أعلم ممن يأتي بعدهم.
2. هل أحاط الصحابة رضوان الله عليهم بكل ما في كتاب الله من معاني.
3. لم ينقل لنا من فهم الصحابة إلا القليل نسبياً. وقد نقل لنا اختلافهم في الفهم كأي جيل من الأجيال، بل نقلت أفهام عجيبة.
4. ما ضرورة النظر والتدبر إذن، وما ضرورة كتب التفسير القديمة والمعاصرة. أما كان يكفي نقل أقوال الصحابة وكفى؟!
5. القرآن الكريم نزل للبشرية إلى يوم القيامة ولم ينزل لجيل بعينه (صحابة أو تابعين) ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والوسع يشمل الفهم والقدرة العقلية.
6. القول إن هذا القول أو ذاك مذهب ضعيف لا يغني شيئاً أمام واقع مسيرة التفسير.
إذن الإشكال يكمن في منهجية لا تستند إلى نص وإنما تستند إلى فلسفة. والمفارقة العجيبة أنهم ينكرون الفلسفة وعندما يعجزهم النص يتفلسفون.
بارك الله فى اليد التى سطرت هذا الكلام
وليت الأخ ابراهيم يجيبنا عن الأسئلة الواردة فيه، والتى لونتها له باللون الأحمر
هذا ان كان مقتنعا حقا بما يقول ويستطيع أن يدافع عنه أو يقنع به الآخرين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:03 م]ـ
أخانا الفاضل أبا عمرو
هذه المسألة من المسائل الدقيقة التي تحتاج إلى تحرير حتى لا يلتبس فيها الحق بالباطل.
ويمكن أن نقول إنه لم يكن شيء من معاني القرآن ليخفى على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة.
لكن نقول إن هناك بعض الدلالات والإشارات تحتملها ألفاظ القرآن قد لا تكون ظهرت لأصحاب النبي صلى الله وربما ظهرت لمن بعدهم
أخانا الفاضل حجازى
أخونا الكريم أبو عمرو - بارك الله فيه - لم أجده قد أخطأ فى شىء مما قاله
ومؤدى كلامه هو نفس مؤدى كلامك التالى:
هناك بعض الدلالات والإشارات تحتملها ألفاظ القرآن قد لا تكون ظهرت لأصحاب النبي صلى الله وربما ظهرت لمن بعدهم
فهذا هو ما يمكن فهمه أيضا من كلام أبى عمرو بقضه وقضيضه
وكنت أتوقع منكم أن تتوجهوا بالنقد لمن يستحقه بالفعل، لمن يسيىء الى القرآن ذاته بقصر معانيه وحصرها فى أضيق نطاق وفى حقبة بعينها من الزمان تعد محدودة جدا، فتلك هى المخالفة الكبرى التى تستوجب النقد بحق وأظنك تعرف من أعنيه
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:22 م]ـ
هل من محسن يأخذ المرتاب في العلوم الحديثة إلى أقرب مرصد فلكي عربي إسلامي .. ويريه النجوم والبروج والمجرات والشموس والمريخ وزحل وعطارد والثقوب السوداء .. فما راءٍ كمن سمع .. لأن إنكار الحس أشد شناعة وبلادة من إنكار الشرع.
لم تعد المسألة - أخى الكريم - مسألة أرض ولا شمس ولا نجوم
المسألة قد أصبحت أخطر وأعقد من ذلك بكثير
انها تخص العقل المسلم فى صميمه، العقل المسلم الذى يراد له أن يرجع الى الوراء عشرات القرون، وأن يكف عن الاجتهاد والتفكير وأن يقنع بالفتات الذى خلفه له القدماء على موائدهم ويقتات عليه طوال عمره
فالعقل ذاته الذى كرمنا به الخالق العظيم وفضلنا به على من سوانا لم تعد له قيمة تذكر، وذلك هو مكمن الخطورة فى الموضوع
وهذا هو البعد الحقيقى والخطير فى الأمر كله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:48 م]ـ
الملتقى فيه علماء وأساتذة أفاضل وطلبة علم وكان بالإمكان قيادة الحوار في الوجهة التي يمكن أن يستفيد منها الجميع. . . . يمكن أن نتحدث عن كيفية التعاطي مع المكتشفات العلمية الحديثة بشرط الموضوعية والرجوع إلى أهل الاختصاص في كل فن.
على هذا الرابط أخى الكريم يمكن للمرتاب فى دوران الأرض أن يشاهد بأم عينيه الكرة الأرضية وهى تدور
وليس هذا فحسب، بل ويمكنه أن يشاهد كذلك القمر وهو يعبر من أمامها، فلينظر المرتاب بنفسه، وليس الخبر كالعيان
http://www.youtube.com/watch?v=0asWlW7Dk3Y
ثم ان الأدلة العلمية على دوران الأرض ليست قليلة، بل توجد أدلة عديدة وفى غاية القوة، ومن أهمها:
1 - تراجع الكواكب في حركتها الظاهرية وأكبر مثال على ذلك تراجع كوكب المريخ
2 - اختلاف منظر النجوم القريبة منا في موقعها مقارنة بموقعها قبل ستة أشهر
3 - بلوغ وجه كوكبي عطارد والزهرة درجة التحدب
4 - تطابق القوانين الفيزيائية الطبيعية مع نظام مركزية الشمس
5 - عدم تطابق القوانين الفيزيائية الطبيعية مع نظام مركزية الأرض
هذه أهم الأدلة في ذلك ويندرج بداخل كل واحد منها تفاصيل طويلة
وفقنا الله واياكم الى ما يحب ويرضى
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[14 Jan 2010, 11:57 م]ـ
لم تعد المسألة - أخى الكريم - مسألة أرض ولا شمس ولا نجوم
المسألة قد أصبحت أخطر وأعقد من ذلك بكثير
انها تخص العقل المسلم فى صميمه، العقل المسلم الذى يراد له أن يرجع الى الوراء عشرات القرون، وأن يكف عن الاجتهاد والتفكير وأن يقنع بالفتات الذى خلفه له القدماء على موائدهم ويقتات عليه طوال عمره
فالعقل ذاته الذى كرمنا به الخالق العظيم وفضلنا به على من سوانا لم تعد له قيمة تذكر، وذلك هو مكمن الخطورة فى الموضوع
وهذا هو البعد الحقيقى والخطير فى الأمر كله
والله يا شيخنا لو أسلم هذا العقل لاستسلم القابع في ركن غرفته لسنن الله العظيم تعالى في كونه الفسيح البديع.
ولو أسلم لقال مقالة الأعرابي الأثر يدل على المسير وانقاد وراء من يقفو ذلك الأثر حتى يصل إلى الغاية ..
وأحب أن أسأل مشايخنا الأجلاء ..
هل كان المفسرون من أهل الحق نسخاً مكررة، الثاني يكرر ما قال الأول أم كانت لهم إضافات؟.
هل كان ابن كثير كابن جرير وهل كانا كابن عباس.
وقد أجيب أن الأيام تبشرنا في كل حين بتفسير من المشرق أو المغرب، ولا تطابق بينها إلا في الأصول .. ولكن تزيد وتفيد وتوجز وتطنب ...
أليس هذا دليلا على التجدد والحيوية والنماء؟.
الشريعة توجه الحياة في مسيرتها وتضع عنها الإصر والأغلال التي رأيناها تنكر البديهيات والحسيات واليقينيات والمشاهدات؟. وإقصاء الآخرين لا لشيء إلا لأنهم آخرون!!.
لقد سارت الكنيسة في أوربا تحارب المعلومات القادمة من المختبرات والتلسكوبات والاكتشافات الكونية، التي ما هي إلا سنن الله في الكون: الجاذبية / الكهرباء / الطاقة البخارية / النووية / إلخ.
ماذا حصل للكنيسة لما لم تستسلم للسنن التي انكشف للعيان؟: أثبتت أنها لا تصلح لقيادة دفة الحياة وأن هناك ديناً آخر هو الجدير بهذه القيادة قيادة مسيرة الحياة.
دين التفكر في خلق السماوات والأرض والنظر في آياتهما .. (وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون).
وأنا من هنا أبعث برسالة إلى الكاره للنصارى الرافض لاستيراد كل المعلومات منهم أن يقرأ سورة الروم .. سورة الروم الروم؟ نعم سورة الروم.
سورة تبين أن للروم خصائص جديرة بأن يسمي الله باسمهم سورة من كتابه الخالد إلى يوم القيامة.
الروم الكفار؟ نعم يا سيدي الروم الكفار النصارى الذين عاصمتهم روما ...
ولا تنس قراءة الآيات الكونية في هذه السورة الكريمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Jan 2010, 12:17 ص]ـ
أيها الأحبة
القضية ليست قضية دوران الأرض من عدمها
القضية قضية فهم واستدلال
وأنا أعلم أنه ليس من بيننا من يستطيع أن يفصل في قضية دوران الأرض لأننا ومن خلال الطرح لسنا من أهل التخصص.
وأنا أتفهم وجهة نظر الأخ الفاضل إبراهيم الحسني أن قضية الدوران ليست من المسلمات التي لا يصح أن يناقش فيها أحد وهو محق في ذلك.
ولكن أهل التخصص هم أهل الذكر في المسألة فيجب الرجوع إليهم بنص القرآن.
وإذا كان الأخ إبراهيم لا يثق في أحد من علماء الإسلام المعاصرين المختصين في مثل هذه القضايا فهذا شأنه الخاص ولا نلزمه بما نراه نحن.
لقد وصلني بحث على البريد من طيار سوري يزعم ثبات الأرض وقد وضعه أحد الإخوان هنا وقد رأيتموه، ولقد قمت بإرسال هذا البحث إلى الدكتور محمد موسى الشريف صاحب موقع التاريخ وبحكم مهنته كطيار وطلبت رأيه في الموضوع فرد علي حفظه الله بقوله:
السلام عليك اخى
قد جاءني الرجل الى البيت وعرض علي ماعنده وفى الحقيقة ان مايخوض فيه هو اكبر منه وينبغى التوقف فى هذا الامر وارجو ان تسال د زغلول النجار
تفضلوا بزيارة موقعنا الإلكتروني التاريخ على الرابط التالي:
http://www.altareekh.com
انتهى رده.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Jan 2010, 03:57 م]ـ
إخواني الفضلاء:
أولا: بالنسبة للكلام الساخر من البعض؛ فهذا كان ينبغي للمصرح به أن يشتغل في إنتاج فلم كوميدي يكون بطلا فيه؛ ويترك عنه كتاب الله تعالى وتفسيره، والظواهر الكونية وتعليلها، فيبدو أن تخصص البعض في الكوميديا أقوى من تخصصه في مثل هذه الأمور؛ فليتخث في على خشبة المسرح، وليتمايل أمام مخرج سنمائي؛ وليترك عنه العلوم النفيسة التي لا مكان فيها إلا للدليل والاعتراض عليه، والجواب عن الاعتراض، حتى يتوصل المتناظرون فيها إلى حق في المسألة بعيدا عن السباب والشتم البغيض، ومن كانت عنده عقدة نفسية من مجتمع معين أو من تسمية معينة فليعالجها بعيدا عن هذا الملتقى المبارك.
ثانيا: ليكن في علم الجميع أننا رجعنا إلى ما حذرت منه مرارا، ونبهت عليه، وهو أن الحوار العلمي يجب أن يركز على الأدلة لا على المستدل، وبيان ضعفه العلمي، والسخرية منه؛ فهذا شأن الضعفاء؛ لأن المحاور إنما يجيب على الأدلة نفسها، ويبين عوارها؛ وضعف مستنداتها الفكرية.
ثالثا: قول الأخ: حسن عبد الجليل أنه يريد أن يعيش حتى يرى الأمة تصنع الصواريخ، أقول له إني أريد أن أعيش حتى أرى الصواريخ تدمر، ويصنع بدلها خبز يوزع على فقراء الأرض، أريد أن أعيش حتى أرى الصواريخ تدمر وتحول مصانعها إلى مجمع للخطاطين يكتبون الكتب النافعة المفيدة ...
وأريد أن تبقى أمتي تصنع الخير وتنتجه؛ وتنشر المحبة والإخاء، ولا تنشر الدماء والهلاك والفساد ..
رابعا: أما الذين يقدسون العقل ويعبدونه؛ فلا شيء عندهم غير العقل؛ وما فائدة عقل غير مستنير بالوحي، ومتى استفادت أمة من عقولها مستقلة عن الوحي، ألم تكن لعاد عقول، ولثمود، ولغيرهم؟ ماذا استفادوا منها حين حكموها؟
خامسا: مع اختلافي الشديد في كثير من الأمور في هذا الملتقى مع الأخ الفاضل حجازي الهوى؛ فإني أثمن وأقدر، وأاجلس متواضعا أمام منهجه العلمي في الحوار في هذا الموضوع، فكلامه جيد وعلمي، ومتناسق في الطرح، والاستدلال .. فأسأل الله تعالى أن يكثر من امثاله.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Jan 2010, 06:34 م]ـ
انقل بعض أقوال أهل العلم:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
وقال الامام ابو الحسين احمد بن جعفر بن المنادي ـ من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الاثار والتصانيف الكبار في فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب احمد ـ: لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة، وانها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين، غير متحركين: احدهما في ناحية الشمال، والاخر في ناحية الجنوب. قال: ويدل على ذلك ان الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد في حركاتها، ومقادير اجزائها الى ان تتوسط السماء، ثم تنحدر على ذلك الترتيب، كانها ثابتة في كرة تديرها جميعها دوراً واحداً. قال: وكذلك اجمعوا على ان الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة. قال: ويدل عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الارض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب.
قال: فكرة الارض مثبتة في وسط كرة السماء، كالنقطة في الدائرة، يدل على ذلك ان جرم كل كوكب يرى في جميع نواحى السماء على قدر واحد، فيدل ذلك على بعد ما بين السماء والارض من جميع /الجهات بقدر واحد، فاضطرار ان تكون الارض وسط السماء.
وقال ابن باز رحمه الله:
أما ما نشرته عني مجلة " السياسة " نقلا عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك، أو قال إن الأرض كروية، أو تدور، فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل، ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من أنكر هبوط الإنسان على سطح القمر، أو كفر من صدق بذلك، وبينت أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Jan 2010, 08:59 م]ـ
الأخ الكريم: مجدي.
طالع الموضوع من بدايته لتعرف نقطة الخلاف بدقة.
كروية الأرض ليست محل خلاف من حيث أن هناك نصوصا تدل بمفهومها لا منطوقها على كرويتها.
والخلاف في دوران الأرض هو محل النقاش ..
وليس الخلاف في تكفير من قال به؛ فذلك أمر عظيم لا يجرؤ عليه إلا من يستعجل الحكم بتكفير المسلمين نعوذ بالله من الخذلان وطمس البصيرة.
وإنما الخلاف في حقيقة دوران الأرض علميا وشرعيا ..
فمن عنده دليل على دورانها في الكتاب أو السنة أو حتى من الأدلة "الفلكية" فليتحفنا به.
ولكن أرجو أن يكون دليلا لا مجرد نقل واجترار لكلام آخرين غير معضد بالأدلة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[15 Jan 2010, 09:38 م]ـ
وإنما الخلاف في حقيقة دوران الأرض علميا وشرعيا ..
فمن عنده دليل على دورانها في الكتاب أو السنة أو حتى من الأدلة الفلكية فليتحفنا به.
ولكن أرجو أن يكون دليلا لا مجرد نقل واجترار لكلام آخرين غير معضد بالأدلة.
أخ إبراهيم
قلت: ((أو حتى من الأدلة الفلكية)).
هذا تطور في منهج الاستدال لديك (فيما ظهر لي)، أرحب به وأثني عليه.
والتطور أراه أنك طلبت أدلة (علمية) مع الأدلة الشرعية، وطلبت أدلة (فلكية) أيضاً.
فإذا كان هذا تغيراً فلا أظن أحداً سيتخلف عن النقاس العلمي الجدّي والبناء، وسيقف الجميع أمام النتائج أني كانت .. وذلك بعد أن فتحت أبوابه التي كانت مغلقة.
مع الالتزام بالقيود الشرعية المتفق عليها.
دعائي لك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Jan 2010, 10:26 م]ـ
أخي الكريم: عصام ..
بعد أن تطورت أنت عن الكلام الساخر، وصرت تبحث عن نقاش علمي مفيد، أقول لك:
منهج الاستدلال عندي لم يتطور؛ بل هو هو من بداية هذا الموضوع والمواضيع ذات الصلة.
وقد قلت في مداخلة سابقة في هذا الموضوع ما يلي:
وإيماني بمعطيات ما تسميه العلم الحديث أشترط لها شرطين:
1 - أن يأتي العلم الحديث ببراهين قاطعة على أي مسألة فلكية أو طبية أو نفسية أو غير ذلك.
2 - أن لا أجد في كتاب الله تعالى ما يعارضها نصا أو ظاهرا.
فإن اختل واحد من الشرطين فإني أول الكافرين بمعطيات العلم الحديث
هذا هو منهجي في الاستدلال في مداخلاتي في هذا الموضوع؛ فأنا لا أنكر أدلة ما يسمى بالعلم الحديث؛ ولكن بشرط أن تكون أدلة؛ ولك أن تراجع الموضوع؛ فهل قدمتم أدلة على دوران الأرض؟
إن كانت موجود فأرجو ذكرها بصفة مختصرة.
ولنبتعد عن الكلام الذي لا يفيد؛ فهو لا يفيد ..
دعواتي لي ولك ولكل الإخوة "رب زدني علما"
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 Jan 2010, 10:44 م]ـ
الأخ الكريم: مجدي.
طالع الموضوع من بدايته لتعرف نقطة الخلاف بدقة.
كروية الأرض ليست محل خلاف من حيث أن هناك نصوصا تدل بمفهومها لا منطوقها على كرويتها.
والخلاف في دوران الأرض هو محل النقاش ..
وليس الخلاف في تكفير من قال به؛ فذلك أمر عظيم لا يجرؤ عليه إلا من يستعجل الحكم بتكفير المسلمين نعوذ بالله من الخذلان وطمس البصيرة.
وإنما الخلاف في حقيقة دوران الأرض علميا وشرعيا ..
فمن عنده دليل على دورانها في الكتاب أو السنة أو حتى من الأدلة "الفلكية" فليتحفنا به.
ولكن أرجو أن يكون دليلا لا مجرد نقل واجترار لكلام آخرين غير معضد بالأدلة.
بداية انتبه لما لونته بالأحمر ففيه أمر مهم اردت التنبيه له وهو يتعلق بالحركة
الإقتباس الثاني من كلام ابن باز رحمه الله أردت أن الفت الانتباه أن المناقش هنا يدخل في باب الظنيات التي يجوز الإختلاف فيها لا في باب القطعيات التي لا يسوغ الاختلاف عليها.وهو ما يستدل من قوله رحمه الله:
"وبينت أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك" أي عدم الخوض بمجرد معلومات تلقاها دون تمحيص ولا نظرية أتته وصدقها دون علم.
أما الإقتباس الأول من كلام شيخ الإسلام فهو ذكر لك دلالة تبين أن الارض نقطة ثابتة في مكانها وأن كرة السماء تدور حولها بأجرامها وذكر لك الدليل على ما قال.
ولو كان شيئا ثابتا قطعي الدلالة من كتاب وسنة ذكر ذلك لما وسعنا الا بيانه والتصديق به. وكذلك الامر بالنسبة للعلم فليس أحد يستطيع أن يدعي أن ما يملكه عن الدوران الا مجرد نظرية علمية كغيرها من النظريات قد يتكشف بطلانها أو تثبت فتصبح حقيقة علمية.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Jan 2010, 11:15 م]ـ
أما الإقتباس الأول من كلام شيخ الإسلام فهو ذكر لك دلالة تبين أن الارض نقطة ثابتة في مكانها وأن كرة السماء تدور حولها بأجرامها وذكر لك الدليل على ما قال.
ولو كان شيئا ثابتا قطعي الدلالة من كتاب وسنة ذكر ذلك لما وسعنا الا بيانه والتصديق به. وكذلك الامر بالنسبة للعلم فليس أحد يستطيع أن يدعي أن ما يملكه عن الدوران الا مجرد نظرية علمية كغيرها من النظريات قد يتكشف بطلانها أو تثبت فتصبح حقيقة علمية.
هذا الكلام يجب أن يكتب بماء الذهب في دقته العلمية، وتصويره للواقع.
وهذا ما أردت من البداية الوصول له.
جزاك الله خيرا؛ وفتح علينا وعليك، وعلى جيمع المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Jan 2010, 12:10 ص]ـ
أخ إبراهيم
ما معنى الاضطرارفي مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي نقلها الأخ مجدي
فاضطرار ان تكون الارض وسط السماء
هل هو دليل قطعي أم ظني؟ شرعي أم نظري؟.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Jan 2010, 01:18 ص]ـ
الأخوة الكرام،
1. المسألة الأساسية التي أثارت الجدل هو الزعم بأن النص الديني يقول بثبات الأرض. وطالما أننا توصلنا إلى نتيجة إيجابية في هذه المسألة، فلا داعي للخوض في أدلة دوران الأرض في هذا المقام.
2. إذا كان منهج الأخ إبراهيم أن لا يأخذ من معطيات العلم الحديث إلا ما ثبت بدليل قطعي فأظنه سيقف متفرجاً على مسيرة العلم وهي تمضي. ولا أدري ما يفعل عندما ينصحه الطبيب بدواء أو بإجراء عملية جراحية؟! إذا كان لا يتناول الدواء حتى يتحقق بأن الدواء له أثر قطعي بإذن الله تعالى فعليه أن ينتظر وينتظر وينتظر ..... !!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Jan 2010, 07:55 ص]ـ
أخي الكريم: البيراوي.
ما فائدة العجلة؟ لماذا لا ننتظر ونتثبت؟
أما أنا فلا آخذ من "العلم الحديث" ولا غيره إلا ما ثبت بدليل قاطع لا يعترضه اعتراض شرعي أو عقلي ..
وإلا كنت ببغاء أكرر ما يقال وأمضغه بدون روية ..
ولا شك أن تكرار ما يقال في وسائل الإعلام، وتاييد ما ينتج على شكل رسوم متحركة للأطفال، وجعل منه عالما حقيقيا وإن كان هو في الأصل خيالا لا حقيقة له؛ يتقن ذلك كل طفل صغير لا يتمتع بعلم ولا عقل.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Jan 2010, 09:02 ص]ـ
أما أنا فلا آخذ من "العلم الحديث" ولا غيره إلا ما ثبت بدليل قاطع لا يعترضه اعتراض شرعي أو عقلي ..
أخي إبراهيم حفظك الله
الدليل القاطع الثبوت فيما عدا القرآن قليل، ومثله القاطع الدلالة في القرآن وغيره ..
وإذا طردت قاعدتك هذه على النصوص الشرعية فسوف تحذف كثيراً من السنن التي لم تثبت إلا بخبر الواحد.
وكلامك عن اشتراط القطع للقبول بالأخبار هذا إن كنت قصدت قبول الأخبار، لم يقل به أحد من قبل يلتفت إليه، اللهم إلا في باب الاعتقاد.
وهذه المسألة ذات شقين شق ذو أخبار ظنية لا تتعارض، وشق ذو ظهور للعيان.
ولم تجبني عن سؤالي بخصوص معنى كلام ابن تيمية (واضطرار ..... ) الذي نقل الأخ مجدي بوعيشة، والذي ألمحت إلى أنه مما يكتب بماء الذهب.
هل هو دليل قطعي أم ظني؟ شرعي أم نظري؟.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Jan 2010, 03:39 م]ـ
أخي إبراهيم حفظك الله
الدليل القاطع الثبوت فيما عدا القرآن قليل، ومثله القاطع الدلالة في القرآن وغيره ..
وإذا طردت قاعدتك هذه على النصوص الشرعية فسوف تحذف كثيراً من السنن التي لم تثبت إلا بخبر الواحد.
.
أخي عصام رعاك الله.
لا زلت آمل أن تتوخى الدقة في اختيار ألفاظك العلمية ..
خبر الواحد أخي الكريم أرجح أقوال أهل العلم فيه أنه يفيد العلم الضروري؛ وراجع ذلك في مظانه قبل أن تحكم بعكسه.
فقاعدتي مضطردة حتى الآن ..
مع العلم أننا لسنا بصدد نقاش قاعدتي؛ ومحاولة تضعيفها، نحن في موضوع اختار له صاحبه عنوانا واضحا: هل الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور مع ذكر الدليل؟
آمل التقيد بالموضوع، وعرض ما عندك من أدلة، ولو ظنية، حتى لا تهتم بقاعدتي.
وإن أتيت بتلك الأدلة فسوف أخرم لك قاعدتي خصيصا لك ..
فهل لا تتصدق علي بأدلة ظنية تفيد دوران الأرض؟
"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خيرالرازقين"
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Jan 2010, 03:45 م]ـ
أما كلام شيخ الإسلام الذي تريد معناه فهو واضح ..
وقصده رحمه الله تعالى أن يستدل على أن رؤية كل كوكب أو نجم هي رؤية متناسبة في كل مكان من الأرض؛ وبما أنه بنى ذلك على أن السماء تدور بما فيها من الكواكب والأجرام، فدل ذلك على أن الأرض هي مركز الكون وتقع في وسطه ..
هذا ما فهمت من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Jan 2010, 05:02 م]ـ
الأخوة الكرام،
النقاش يتشعّب ......
1. قول من قال إن العقائد والشرائع تثبت بخبر الآحاد هو الأصح دليلاً.
2. أما الزعم بأن خبر الآحاد يفيد القطع فغير صحيح. فإذا كان خبر الواحد يفيد القطع فلماذا يشترط في الشهادة أكثر من عدل في الرجال والنساء. ولماذا يشترط في حد الزنا أربعة عدول.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. أقصد أن الله تعالى يكلفنا بما يغلب على ظننا، فإذا توفر الدليل اليقيني فلا معنى لغلبة الظن في مواجهة اليقين. أي إذا لم نجد الدليل اليقيني فنحن ملزمون بما يغلب في عالم الظن.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Jan 2010, 06:08 م]ـ
أما كلام شيخ الإسلام الذي تريد معناه فهو واضح ..
وقصده رحمه الله تعالى أن يستدل على أن رؤية كل كوكب أو نجم هي رؤية متناسبة في كل مكان من الأرض؛ وبما أنه بنى ذلك على أن السماء تدور بما فيها من الكواكب والأجرام، فدل ذلك على أن الأرض هي مركز الكون وتقع في وسطه ..
هذا ما فهمت من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
أخي إبراهيم
يقولون: ثبّت الخاتم ثم انقش عليه، وأرى أن قاعدة الاستدلال أولاً ثم الأدلة بعد ذلك.
وسؤالي واضح .. وهو منصب على تصنيف نوع دليل شيخ الإسلام في حكمه على أن الأرض مركز الكرة الكونية .. وليس الشرح الذي تفضلت وشرحته.
أعيد: أهو
شرعي أم نظري قطعي أم ظني
حتى أفهم أنا على الأقل أي نوع هذا من الأدلة الذي لا يمكن الاعتراض عليه ويكتب بماء الذهب.
وخاصة أنك لم تجب من قبل عن سؤال مهم في فهم المسألة:
وهو هل العيان أي مشاهدة الشيء بالعين يأخذ قسطه من الاستدلال والاعتبار، هل يعتبر ذلك دليلاً يؤخذ به في القبول أم لا؟ وما درجته اليقينية، هل هو قطع أم ظن؟
وقد كنت ظننت أولاً أنك ممن يشترطون القطع في فهم الأدلة!!؛ فإذا أنت تقبل بخبر الواحد الذي يفيد العلم. وهذا جيد في الحوار.
وفي نظري القاصر أن ذلك الدليل الاضطراري الذي عبّر به شيخ الإسلام رحمه الله وبنى عليه الحكم: هو دليل نظري ظني.
فالإجماع المنقول غايته أن يقول إن الكون كوّن على هيئة كرة لا يحيط بها إلا خالقها سبحانه.
وهذا الإجماع لا غبار عليه لا شرعياً ولا علمياً. وهو من الاتفاق الذي يوصل إلى اتفاقات أخرى في الحوار .. ولكنه لا يؤدي إلى النتيجة الاضطرارية المشار إليها. والله أعلم.
وهذا الحكم المبني على ذلك الإجماع في وجهة نظري مفيد في بحث القضية؛ لأنه يبين أن شيخ الإسلام حكم على المسألة باجتهاد وليس بنص ولا إجماع.
أصحيح ما ذهبت إليه؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Jan 2010, 10:26 م]ـ
أخي الكريم: البيراوي.
أولا: خبر الواحد إذا احتفت به القرائن أفاد القطع إذا كان القطع عندك بمعناه عند أهل العلم وهو ما يعبرون عنه بالعلم اليقيني أو الضروري، وهذا هو أصح أقوال أهل العلم دليلا، ورجحه غير واحد من أهل العلم.
ثانيا: قضية الشهادة التي تعترض بها على هذا ينبغي لك مراجعتها في كتب أهل العلم فالشهادة ليست على حالة واحدة في الشريعة فبعض الأمور يثبت بخبر شاهدين، وبعضها بشاهد واحد عدل وامرأتين عدلتين؛ بل ويثبت بعضها بشهادة امرأة واحدة ..
أما الأخ: عصام فأقول له:
أولا: دليل شيخ الإسلام على أن الأرض مركز الكون .. إلخ هو اجتهاد منه في فهم معطيات نصوص كثيرة من الكتاب والسنة.
ولم أقل لك إن كلامه يفيد العلم اليقيني في هذه المسألة؛ بل قلت إنما كتب الأخ مجدي يكتب بماء الذهب، أعني معنى كلامه مجموعا لا مفرقا.
وأما اجتهاد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وغيره من أهل العلم؛ فلا أقول إن المسلم ملزم به؛ ولكن أقول إن اجتهادهم - غالبا - أولى وأقرب إلى الصواب من اجتهادي أنا وأمثالي؛ وذلك لسببين:
أ - كثرة درسهم ومدارستهم لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ب - ما خصهم الله تعالى به من الورع والتقوى والأكل من الحلال الخالص ... وكل ذلك له دخل قوي في الفهم والاستنباط والاستدلال.
أما قولك إنك كنت تظن أني ممن يقولون بالقطع في فهم الأدلة فإذا أنا أقبل خبر الواحد الذي يفيد العلم.
أقول لك إن جملتك هذه غير مفهومة لي؛ ولا أعرف تعبيرا عند أهل العلم يقارن بين القطع والعلم.
ولعلك تقصد العلم الضروري والعلم النظري.
فإذا كان ذلك هو قصدك فقد قلت لك إن خبر الواحد إذا احتفت به القرائن أفاد العلم الضروري.
أما قولك: إن الإجماع المنقول لا غبار عليه؛ فقد ذكرتك مرارا بعدم الاستعجال في مثل هذه الأحكام المطلقة؛ بل الإجماع المذكور عليه غبار، وعلى غيره من الإجماعات، ولك أن تراجع أقوال أهل العلم على ما يسمى بالإجماع.
اما سؤالك: أصحيح ما ذهبت إليه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا لست مؤهلا علميا لأصحح لأمثالكم؛ فأنا طالب علم متواضع علميا؛ وغاية ما عندي أن أبين وجهة نظر قاصرة في فهمي لبعض الأمور التي تناقش في هذا الملتقى.
حفظك الله تعالى ورعاك وسدد نحو الخير خطانا وخطاك.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[16 Jan 2010, 10:54 م]ـ
....
وأما اجتهاد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وغيره من أهل العلم؛ فلا أقول إن المسلم ملزم به؛ ولكن أقول إن اجتهادهم - غالبا - أولى وأقرب إلى الصواب من اجتهادي أنا وأمثالي؛ وذلك لسببين:
أ - كثرة درسهم ومدارستهم لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ب - ما خصهم الله تعالى به من الورع والتقوى والأكل من الحلال الخالص ... وكل ذلك له دخل قوي في الفهم والاستنباط والاستدلال.
قولك هذا يغلق باب الاجتهاد على العصور اللاحقة لابن تيمية. وهو قول لا دليل عليه.
وعندي أن قوله "صدقك وهو كذوب"، ودلالة عبدالله بن أريقط في الهجرة النبوية = باب من أبواب تلقي العلم وباب من الإنصاف.
والكلام ليس في اجتهاد أمثالنا بل في اجتهاد المجتهدين في هذا الباب كالدكتور النجار وغيره.
أما قولك إنك كنت تظن أني ممن يقولون بالقطع في فهم الأدلة فإذا أنا أقبل خبر الواحد الذي يفيد العلم.
أقول لك إن جملتك هذه غير مفهومة لي؛ ولا أعرف تعبيرا عند أهل العلم يقارن بين القطع والعلم. ولعلك تقصد العلم الضروري والعلم النظري.
فإذا كان ذلك هو قصدك فقد قلت لك إن خبر الواحد إذا احتفت به القرائن أفاد العلم الضروري.
لا مشاحة في الاصطلاح، وإن كان قولك هذا يلغي، عن غير قصد، باب الفرق بين المتواتر والآحاد، وبلغي باب الفرق بين السند والمتن وباب الظني والقطعي الذي تجده في كتب الأصول.
أما قولك: إن الإجماع المنقول لا غبار عليه؛ فقد ذكرتك مرارا بعدم الاستعجال في مثل هذه الأحكام المطلقة؛ بل الإجماع المذكور عليه غبار، وعلى غيره من الإجماعات، ولك أن تراجع أقوال أهل العلم على ما يسمى بالإجماع.
ما هو الغبار الذي على هذا الإجماع بالذات بالذات الذي كنت ستكتبه بماء الذهب.
اما سؤالك: أصحيح ما ذهبت إليه؟ فأنا لست مؤهلا علميا لأصحح لأمثالكم
وهل أنت مؤهل للاعتراض على الأدلة السالفة؟.
حفظك الله تعالى ورعاك وسدد نحو الخير خطانا وخطاك
ولك مثل ذلك وزيادة أخي الكريم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Jan 2010, 12:25 ص]ـ
لقد أشبعتني كلاما جارحا قبل هذا؛ وأعرضت عنك؛ ولا جديد في ذلك ..
فأنا لست مؤهلا للاعتراض على الأدلة السابقة، ولست مؤهلا للرد عليك ..
وأعلن توبتي بشروطها: الندم على ما فات، والنية أن لا أعود، وسوف أقلع من الآن ..
أرجو أن تتقبل توبتي ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Jan 2010, 12:02 ص]ـ
إذا كان منهج الأخ إبراهيم أن لا يأخذ من معطيات العلم الحديث إلا ما ثبت بدليل قطعي فأظنه سيقف متفرجاً على مسيرة العلم وهي تمضي. ولا أدري ما يفعل عندما ينصحه الطبيب بدواء أو بإجراء عملية جراحية؟! إذا كان لا يتناول الدواء حتى يتحقق بأن الدواء له أثر قطعي بإذن الله تعالى فعليه أن ينتظر وينتظر وينتظر ..... !!!
من الجدير بالذكر أن هذه الفكرة التى طرحها الأخ البيراوى قد سبق أن ذكرها عملاق الفكر العربى الأستاذ العقاد ورددها من بعده شيخنا الامام الشعراوى - رحم الله الجميع - حيث قال كلاهما أنه بدون مبدأ الثقة فى علماء كل فن لاستحالت الحياة بين الناس
بل لقد ذكرا تحديدا المثال المضروب هنا عن المريض والطبيب، وأن المريض يتناول الدواء الذى يشير به الطبيب دون نقاش بناءا على مبدأ الثقة المتعارف عليه والذى لولاه لمات المريض قبل أن يستوثق ويتبين صدق الطبيب
وخلاصة القول أن الثقة فى علماء كل اختصاص مطلوبة، بل وواجبة، بل ان هذا هو ما يحثنا عليه القرآن الكريم، يقول تعالى:
(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
فمن تلك الآية الكريمة نستنبط أن لكل تخصص أهله الذين هم أدرى به، وأن الواجب أن نسألهم حتى لو كانوا أهل كتاب كما تشير الآية ذاتها وكما فسرها أهل العلم
ولا أدرى كيف غابت هذه الآية عمن يرفض أخذ العلم من النصارى؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وأذكر فى هذا الصدد كلمة لأخينا الدكتور جمال الدين عبد العزيز - وهو زميل لنا فى هذا الملتقى المبارك - حيث قال فى معنى هذه الآية الكريمة ما يلى:
إن الآية تدل على معنى مخصوص يبدو واضحا جداً من سياقها، وهو أن المشركين لما أنكروا إرسال الله تعالى رسولاً من البشر يأكل الطعام – رد الله عليهم بهذه الآية وأمرهم أن يسألوا أهل التوراة، ويسمى التوراة في القرآن ذكرا ومثال ذلك أيضا قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ) وقد أمر الله المشركين بأن يسألوا أهل التوراة عن الرسل الذي أتوهم هل كانوا من البشر أم الملائكة؟ وقد وردت هذه العبارة مرتين في القرآن في سورتي النحل والأنبياء، والآيتان جاءتا بصيغتين متقاربتين جدا ففي النحل: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) وفي الأنبياء (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) وقد رد الله عليهم في الأنبياء في الآية التي بعد تلك بقوله: (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) أي ما جعلنا هولاء الأنبياء جسدا لا روح فيه؛ إذ هم غير خارجين عن طباع البشر.
ومما سبق نستنبط أن سؤال علماء غير المسلمين فى المسائل العلمية (والتى منها علم الفلك) ليس فيه أدنى حرج على الاطلاق، بل ان هذا قد يصبح واجبا اذا كانوا هم الأكثر منا علما ودراية وخبرة فى علم من العلوم، وبغير مبدأ الثقة الذى أشرنا اليه تستحيل الحياة فيحرم - مثلا - السفر للأستشفاء والعلاج الى بلاد النصارى المتقدمة فى الطب، وهذا ما لم يقل به أحد مطلقا
فيا ترى ماذا يكون رأى الأخوة المعارضين فى هذا الكلام؟
انه سؤال أرجو ألا ينضم هو الآخر الى سلسلة الأسئلة الكثيرة التى لم يجيبونا عنها والتى منها الاسئلة المذكورة على الرابط التالى (وكنا نود لو أنهم أجابوا عنها):
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=94459&postcount=132
هذا، وما أريد الا الاصلاح ما استطعت وبالله التوفيق، وهو الهادى الى سواء السبيل
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Jan 2010, 12:15 ص]ـ
من الملاحظ أن الأخ الفاضل ابراهيم أخذ يلح مرة بعد مرة على طلب الأدلة على مسألة دوران الأرض
فهو مثلا فى المداخلة رقم 140 (وأرجو الانتباه جيدا الى أرقام المداخلات جيدا لسبب سنعرفه بعد قليل) وجدناه يقول:
وإنما الخلاف في حقيقة دوران الأرض علميا وشرعيا ..
فمن عنده دليل على دورانها في الكتاب أو السنة أو حتى من الأدلة "الفلكية" فليتحفنا به
ثم فى المداخلة رقم 142 وجدناه يقول للأخ عصام المجريسى:
فأنا لا أنكر أدلة ما يسمى بالعلم الحديث؛ ولكن بشرط أن تكون أدلة؛ ولك أن تراجع الموضوع؛ فهل قدمتم أدلة على دوران الأرض؟
إن كانت موجود فأرجو ذكرها بصفة مختصرة.
ولنبتعد عن الكلام الذي لا يفيد؛ فهو لا يفيد.
ثم فى المداخلة رقم 149 يقول مخاطبا الأخ عصام أيضا:
آمل التقيد بالموضوع، وعرض ما عندك من أدلة، ولو ظنية، حتى لا تهتم بقاعدتي.
وإن أتيت بتلك الأدلة فسوف أخرم لك قاعدتي خصيصا لك ..
فهل لا تتصدق علي بأدلة ظنية تفيد دوران الأرض؟
"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خيرالرازقين
و كل هذه المداخلات (140 - 142 - 149) تلى فى الترتيب المداخلة رقم 135 بلا ريب، أليس كذلك أيها الأخوة الكرام؟
فلماذا أقول ذلك؟
أقوله لأن المداخلة 135 والتى سبقت كافة مداخلاته المذكورة قد جاءت على ذكر الأدلة التى أخذ يطالب بها فيما بعد ذلك!!
فما الذى يعنيه هذا؟
أليس يعنى أن الأخ الفاضل قد تجاهل عامدا الأدلة التى ذكرتها فى المداخلة 135 والتى طلبها بالحاح شديد، تجاهلها أو تعامى عنها برغم أنى وصفتها بأنها فى غاية القوة بينما كان هو يطالب بأى أدلة حتى لو كانت ظنية!!!
ومرة أخرى أعيد نفس السؤال:
فما الذى يعنيه ذلك؟
والجواب هذه المرة متروك لمن عنده تعليل مقبول لأنى حقا فى حيرة من هذا الأمر!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jan 2010, 09:07 م]ـ
على هذا الرابط أخى الكريم يمكن للمرتاب فى دوران الأرض أن يشاهد بأم عينيه الكرة الأرضية وهى تدور
وليس هذا فحسب، بل ويمكنه أن يشاهد كذلك القمر وهو يعبر من أمامها، فلينظر المرتاب بنفسه، وليس الخبر كالعيان
http://www.youtube.com/watch?v=0asWlW7Dk3Y
ثم ان الأدلة العلمية على دوران الأرض ليست قليلة، بل توجد أدلة عديدة وفى غاية القوة، ومن أهمها:
1 - تراجع الكواكب في حركتها الظاهرية وأكبر مثال على ذلك تراجع كوكب المريخ
2 - اختلاف منظر النجوم القريبة منا في موقعها مقارنة بموقعها قبل ستة أشهر
3 - بلوغ وجه كوكبي عطارد والزهرة درجة التحدب
4 - تطابق القوانين الفيزيائية الطبيعية مع نظام مركزية الشمس
5 - عدم تطابق القوانين الفيزيائية الطبيعية مع نظام مركزية الأرض
هذه أهم الأدلة في ذلك ويندرج بداخل كل واحد منها تفاصيل طويلة
وفقنا الله واياكم الى ما يحب ويرضى
هل هذه هي الأدلة عندك؟!
أم أنها نقل لما قيل لك أو قرأته عن صاحب مقال ثم رددته كما هو دون تمحيص؟
شتان بين ما أقصد بالدليل الظني فضلا عن القطعي، وبين ما تسميه دليلا ..
أخي الكريم: إنه بأبسط برنامج حاسوبي يمكنك أن تصنع كرة أرضية وتجعلها تدور وتكون شمسا وتجعلها كما تريد ..
ولكن هذه ألعاب أطفال ورسوم متحركة لا أدلة ..
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 Jan 2010, 10:02 م]ـ
يقول الدكتور: أحمد بن ظافر القرني، وهو أستاذ ورئيس قسم هندسة الطيران وعلوم الفضاء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
له كتاب موسوم بـ: العلم والإيمان في الفضاء والطيران، يقول فيه:
"أما حقيقة دوران الأرض فليس بالسهل شرح كل أدلته لغير المختصين، ولكن لتيسير الأمر فكرة دوران الأرض حول نفسها، فلو ذكرنا الأدلة العلمية التي تحقق منها علماء العلم الحديث من المسلمين الموحدين لكانت كثيرة ومن الممكن أن لايفهمها ولا يتقن منها غير المتخصصين في هذا المجال، من أمثال بعض العلماء الشرعييين الأفاضل، وهذا لا ينقص في قدرهم."
ويقول الدكتور راشد المبارك أستاذ كيمياء الكم في جامعة الملك سعود في كتابه: " هذا الكون ماذا نعرف عنه؟:
"لم يعد دوران الأرض أمراً محل بحث لدى علماء الفلك والرياضيات والفيزياء، فهو حقيقة بل ضرورة تقتضيها القوانين الرياضية، وهذا الدوران هو الذي يفسر بقاءها ـ وبقاء الأجرام الأخرى ـ في مدارها."
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Jan 2010, 10:31 م]ـ
لقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم لعلماء الشرع من بدء الخلق إلى أن دخل أهل الجنة منازلهم ودخل أهل النار منازلهم، وما بقي طائر يقلب جناحيه في الجو إلا وأخبرهم عنه علما ..
أفيصعب عليهم فهم دوران الأرض ..
وهل علماء الفلك والفيزياء والرياضيات أذكى من علماء الشرع؟؟
ليس الأمر كذلك؛ بل حقيقته أنه لا توجد أدلة كافية مقنعة - حتى لكثير من علماء الفلك أنفسهم - على دوران الأرض، فيلجأ بعضهم إلى جعل الأمر خارجا عن طاقة من عارضه، أو طلب الأدلة عليه ..
وقد نقل لكم بعض الإخوة أدلة كثيرة على أن الأرض ثابتة؛ وكانت مما يسميه البعض العلم الحديث، أدلة فلكية، وأدلة من علم الطيران ...
ونقل الأخ مجدي أدلة شرعية على أنها مركز الكون، وإن كان لا يفهم منها أنها ثابتة بشكل صريح؛ فكذلك لا يفهم منها العكس ..
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Jan 2010, 10:32 م]ـ
هل هذه هي الأدلة عندك؟!.
نعم، هذه هى الأدلة عندى، ولا أدرى لماذا تتعجب؟!
أم أنها نقل لما قيل لك أو قرأته عن صاحب مقال ثم رددته كما هو دون تمحيص؟
لا، لم أرددها دون تمحيص، بل محصتها جيدا واستوثقت منها جيدا، فلماذا الاتهام دون بينة؟!
ثم انك لا تعلم شيئا عن ثقافتى العلمية، ولا تعلم مثلا أنى عضو جمعية علمية فى الاعجاز العلمى للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة منذ نحو سبعة عشر عاما (تحديدا سنة 1993 م)
ولا تعلم كذلك أنى - بحمد الله - قد نلت أعلى درجة علمية (الامتياز وجيد جدا) فى المواد العلمية والتى منها: (مناهج البحث العلمى) و (فلسفة العلم) اثناء دراستى الجامعية
فلماذا يا أخى هذا الظن المتسرع وأنت رجل فاضل يعلم: " ان بعض الظن اثم "؟!
شتان بين ما أقصد بالدليل الظني فضلا عن القطعي، وبين ما تسميه دليلا
فما هو هذا الشتان الذى تعنيه؟
هلا تفضلت علينا بالبيان؟
أخي الكريم: إنه بأبسط برنامج حاسوبي يمكنك أن تصنع كرة أرضية وتجعلها تدور وتكون شمسا وتجعلها كما تريد ..
ولكن هذه ألعاب أطفال ورسوم متحركة لا أدلة
وما الداعى الى هذا الخداع برأيك؟
وهل الغربيون يخدعوننا نحن أم انهم بذلك انما يخدعون أنفسهم قبلنا؟
ثم ان سلمنا معك بأنهم مخادعون فلأى شىء يخدعون أنفسهم؟!
ما الهدف المرتجى من هذه الخدعة العامة؟ ثم ما دليلك أنت عليها؟
انها محض ظنون، وقد رأيناك كثير الظن
عفا الله عنك وغفر لك
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه
اللهم آمين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Jan 2010, 11:57 م]ـ
الأخوة الكرام،
1. لماذا نجعل تصورات الأخ إبراهيم محلاً للجدل. أما كان يكفينا ما وصلنا إليه من نتيجة أن النص الشرعي لا يعارض القول بدوران الأرض.
2. أخ إبراهيم: علماء الشرع عوام في العلوم الطبيعية (هذا بشكل عام) وعلماء الطبيعيات عوام في العلوم الشرعية. فنأخذ الشرع من علماء الشرع، ونأخذ علوم الطبيعة من علمائها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. تقول أخي:" لقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم لعلماء الشرع من بدء الخلق إلى أن دخل أهل الجنة منازلهم ودخل أهل النار منازلهم، وما بقي طائر يقلب جناحيه في الجو إلا وأخبرهم عنه علما "، ونحن نقول: ما صح نقله عن الرسول عليه وسلم مما شرحه وبينه نأخذ به، وما لم يصلنا بطريق صحيح ما لنا وله؟! وإذا كان الأمر كما تقول فلماذا كنتَ تتنكر للإعجاز العلمي في مداخلات سابقة؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:20 ص]ـ
لقد شرح النبي صلى الله عليه وسلم لعلماء الشرع من بدء الخلق إلى أن دخل أهل الجنة منازلهم ودخل أهل النار منازلهم، وما بقي طائر يقلب جناحيه في الجو إلا وأخبرهم عنه علما ..
أفيصعب عليهم فهم دوران الأرض ..
يا أخانا إبراهيم حفظك الله ويسر لك الخير
لا يصعب عليهم فهم دوران الأرض، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرهم بذلك، ولو أخبرهم لآمنوا ولو لم يفهموا.
وقد أخبرهم أنه أسرى به إلى بيت المقدس وعرج به إلى سدرة المنتهى فآمنوا مع أنه لم يشرح كيف عرج به، لم يشرح لهم كيف تعطلت سنن الله في الكون التي اكتشف العلم الحديث ومنها أن الإنسان في الظروف العادية لا يستطيع الوصول إلى ارتفاع معين فوق سطح الأرض فضلاً عن أن يتجاوز السبع الطباق.
وهل علماء الفلك والفيزياء والرياضيات أذكى من علماء الشرع؟؟
ليس الأمر كذلك؛ بل حقيقته أنه لا توجد أدلة كافية مقنعة - حتى لكثير من علماء الفلك أنفسهم - على دوران الأرض، فيلجأ بعضهم إلى جعل الأمر خارجا عن طاقة من عارضه، أو طلب الأدلة عليه ..
يا أخانا الفاضل
ليس القضية قضية ذكاء وعدمه، القضية قضية تخصص.
إذا كنت ترى أن عالم الشرع يفهم كل شيء فهذه مشكلة.
وعليه يمكن أن تذهب إلى عالم الشرع ليبني لك جسرا أو ناطحة سحاب أو يشخص حالتك المرضية.
إن عالم الشرع إذا مرض ذهب للطبيب وانطرح بين يديه وسلم لقوله وعمل بتوصياته.
وإذا أرد أن يبني منزلاً ذهب إلى مهندس ليضع له مخطط البناء ويحدد كميات المواد.
عالم الشرع العاقل لا يمكن أن يزعم لنفسه ما تزعم له أنت.
يا أخانا إبراهيم
لك ألا تسلم بالدعوى ولكن لا يصح أن تنفيها وأنت لا تملك الدليل على بطلانها، كل ما تسطيع أن تفعله هو أن تتثبت، وطريقك إلى التثبت طريقان لا ثالث لهما:
أن تكون لديك الأهليه على الحكم على أدلة المدعي ومن ثم تثبتها أو تنفيها بعلم.
أو تتبع في ذلك من تثق به من أهل العلم والإيمان وأهل التخصص في نفس الوقت.
وفقنا الله وإياك إلى كل خير
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وقرة أعيننا وحبيبنا محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Jan 2010, 12:49 ص]ـ
أخي: حجازي الهوى.
المسألة لا تحتاج إلى تخصص كبير.
أنا لا أريد من العلماء الشرعيين وطلبة العلم أن ينشؤوا مختبرات وتلسكوبات أو مركبة فضائية ..
غاية ما أريده هو فهم الأدلة التي توصلتم لها أنتم وفهمتموها وأوصلتكم إلى الاقتناع بأن الأرض تدور ..
فهل يصعب على العلماء الشرعيين وطلبة العلم الشرعيين غيركم فهم ما فهمتموه؟
فالمسألة لا تعدو حالين لا ثالث لهما:
أ - أن تعترفوا أنكم من المقلدين وأنكم لم تفهموا أدلة دوران الأرض وإنما قلدتم فيها ما يقول لكم "علماء الفلك".
ب - أن تصرحوا بأن فهمكم أوسع دائرة من فهوم بقية طلبة العلم والعلماء الذين لم يؤمنوا بدوران الأرض.
أما الأخ: البيراوي: فأقول له إن موقفي هنا هو نتيجة موقفي من الإعجاز العلمي عكس ما فهم هو.
وسبب موقفي من الإعجاز أني لا أومن بما تسمونه حقائق علمية؛ ولذلك لا أريد أن يجعل كتاب الله تعالى محلا لتلاعب النظريات بتفسيره.
أما قولك إنها تصورات عندي؛ فذلك دليل آخر على شخصنة الحوار العلمي الذي حذرت منه أو هو دليل على دوران الأرض.
أما الأخ العليمي: فلا أريد أن أصرح له بموقفي من الدرجات العلمية "الامتياز والتوصية .. " حتى لا أزيد الطين بلة ..
ولا يهمني مستواك العلمي؛ إنما يهمني هو ما تعرض من أدلة في الموضوع؛ فأنا لا أهتم بالمستدل وإنما أرد على الدليل ولا أعترض على المحاور إنما أجيب عن اعتراضات الخصم أيا كان من فترة تعلم الحروف إلى أن يصل إلى مكانة مالك بن أنس والسفانين وأحمد .. ولا أقول إلى أن يصل إلى الدكتوراه والامتياز ..
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Jan 2010, 01:44 ص]ـ
يا أخانا إبراهيم حفظك الله ويسر لك الخير
لا يصعب عليهم فهم دوران الأرض، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرهم بذلك، ولو أخبرهم لآمنوا ولو لم يفهموا.
، القضية قضية تخصص.
إذا كنت ترى أن عالم الشرع يفهم كل شيء فهذه مشكلة.
يا أخانا إبراهيم
لك ألا تسلم بالدعوى ولكن لا يصح أن تنفيها وأنت لا تملك الدليل على بطلانها، كل ما تسطيع أن تفعله هو أن تتثبت، وطريقك إلى التثبت طريقان لا ثالث لهما:
أن تكون لديك الأهليه على الحكم على أدلة المدعي ومن ثم تثبتها أو تنفيها بعلم.
أو تتبع في ذلك من تثق به من أهل العلم والإيمان وأهل التخصص في نفس الوقت.
.
أعتقد أن هذا هو فصل الخطاب فى الأمر كله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 Jan 2010, 02:10 ص]ـ
طلاقة البيان النبوي تلجم منجهية الأعنز الطائرة.
" ... وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها .. ".
"وما سكت عنه فهو عفو".
فكيف بطلاقة البيان الإلهي:
(لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين).
اللهم لا بيان يجري بيانك ولا دليل أظهر من قولك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Jan 2010, 06:54 م]ـ
أخرج عبد الرزاق عن الثوري عن ابن جريج عن إسحاق بن عويمر عن مجاهد أنه قال وضع اليد في الخاصرة استراحة أهل النار قال وفي حديث آخر أنها مشية إبليس.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[19 Jan 2010, 06:56 م]ـ
أخرج عبد الرزاق عن الثوري عن ابن جريج عن إسحاق بن عويمر عن مجاهد أنه قال وضع اليد في الخاصرة استراحة أهل النار قال وفي حديث آخر أنها مشية إبليس.
؟؟!!(/)
: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 May 2004, 11:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ... ).
وقال تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).
الحياة الدنيا تتكون من مرحلتين: مرحلة الخلق ومرحلة النشأة.
أما مرحلة الخلق فهي مرحلة التكوين التي كنا فيها أجنة في بطون أمهاتنا، كنا أرواحا بلا وعي.
والمرحلة الثانية هي مرحلة النشأة وهي التي تبتدئ منذ ولادة الإنسان
أميا لا يعلم شيئا إلى أن يبلغ أشده ثم يصير شيخا إلى أن يموت.
ثم إن للإنسان حياة أخرى بعد الموت يخلقه الله مرة أخرى.
الحكمة تقتضي أن يضرب الله الأمثال للإنسان في هذه المراحل السابقة.
والمسيح بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ضرب مثلا لبني إسرائيل في الخلق الآخر للإنسان (النشأة الأخرى بعد الموت) وفي ذلك بيان أن الرسالة قد ختمت لبني إسرائيل.
أما نحن فالمسيح بن مريم ضرب لنا مثلا في الخلق الأول (تكوين الإنسان)، فهو روح ضرب مثلا للإنسان وهو جنين في بطن أمه.
ولا بد لذلك الجنين أن يولد، والولادة مصدقة للحمل، قد يرتاب الناس في أمر الرضيع الذي لم يروا أمه حاملا به، أما إذا كانوا قد رأوا أمه حاملا به فإن قيل لهم إن فلانة التي كانت حاملا قد ولدت غلاما فذلك يقين لا يمار ى فيه. وهذا معنى نفهم منه (تصديقا لما بين يديه).
ذلك الإنسان الذي ولد أميا لا يعلم شيئا ضرب الله بمحمد مثلا له.
ما هو المثل الأعلى للرحمة عند الإنسان؟
لا شك أن رحمة الوالدين هي المثل الأعلى للرحمة عند الإنسان، فمن الحكمة أن يضرب الله المثل لرحمته بالمثل الأعلى للرحمة عند الإنسان ألا وهي رحمة الوالدين.
الوالد حين يولد له ولد يفرح به ويسعى لتربيته أحسن تربية وكل همه وهدفه أن يتعلم ابنه أو ابنته أحسن تعليم ليكون ناجحا في حياته وليكون محمدا من الناس.
كذلك رحمة الله بهذا الإنسان الذي ولد أميا قال له ربه: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم)، علمه الكتاب والحكمة ليكون محمدا عند العالمين، وسماه محمدا ليطابق الوصف الإسم.
وإذا كان أول ما يقرأ من الكتاب هو عنوانه فإن (إقرأ باسم ربك ... )
هي أول ما نزل وأول ما قرئ) فحق أن يكون عنوان الكتاب (القرآن).
وإذا كان عنوان الكتاب يعبر عن مضمونه فإن ما يتضمنه القرآن يتلخص في الخمس آيات الأولى التي أنزلت أولا.
إذن فهذه بعض آيات الله في الأنفس، والحكمة هي التي بينتها لنا،
إنه تساؤل طرحه العقل فوجد أن الله قد أجاب على تساؤلاته.
فالحكمة تفترض أن يضرب الله المثل للإنسان في نفسه في أطوار خلقه ونشأته ثم في خلقه خلقا آخر بعد الموت.
أما المثل في خلقه فضرب الله المسيح مثلا للإنسان وهو روح في عالم الأجنة.
وأما المثل في نشأته فضرب الله محمدا مثلا للإنسان يولد أميا لا يعلم شيئا ثم يتعلم.
وأما المثل في الخلق الآخر بعد الموت فسيضربه الله بعودة المسيح إلى الأرض.
بقي مثل آخر إذا استخدم الانسان عقله وفكر جيدا فسيتنبأ هو بنفسه بهذا المثل، وسيجد أن النبي الخاتم قد تنبأ به.
هناك آيات أخرى في الأنفس، وهناك آيات أخرى في الآفاق، ولو ازداد الإنسان حكمة لتنبأ بنفسه أن النبي الخاتم يجب أن يولد حوالي 570 ميلادية.
ولو رجعنا إلى ما قبل المسيح لنبأتنا الحكمة برسول يأتي إلى بني إسرائيل يجب أن يولد من عذراء ومن آياته إحياء الموتى بإذن الله ويؤتى القدرة على خلق أشياء بإذن الله.
ولنبأتنا الحكمة برسول خاتم إلى العالمين، وأن هذا الرسول ينبغي أن يكون اسمه من الحمد، ولنبأتنا الحكمة بمكان ظهوره واسم كتابه وكل التفاصيل.
وبعد ذلك تنبئنا الحكمة بزمن ظهور البينات إلى الناس كافة.
بقي أن أتم موضوع (ولتعلمن نبأه بعد حين)، وموضوع اليوم كان علي أن أضيفه هناك إلا أنني جعلته مستقلا.(/)
اسئلة في القران الكريم ارجو المساعده
ـ[السربال]ــــــــ[17 May 2004, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اتمنى منكم ايه الاخوة التعاون معي بحل هذه الاسئلة التي بقيت معي موقع التحدي مع من الزمني بحلها مستندا الى قول لست معه فيه فهو القائل انه لايوجد عالم او فقيه كامل في الدين
وبعد ان قمنا بمعارضته قام بكتابة هذه الاسئلة وتوزيعها علينا.
اتمنى مساعدتي خلال اليومين هذه
جعلها الله في موازين حسناتكم
س1/ ماهو التعريف الجامع المانع للقران الكريم
2/ايهما اصح ان يقال اقصر السور او اصغر السور؟ ولماذا؟
3/ كم عدد الانبياء المذكورين في القران
4/ اذكر الاية التي تدل على تمدد الكون
5 - ماهي السورة التي فيها 16 نداء للمومنين
6 - اية في كتاب الله ورد فيها لفظ فيه مرتين متتاليتين ماهي
7 - ماهي السوره التي نزلت بمكه والمدينه
8 - لماذا تركت البسملة في سورة التوبه
9 - كم عدد السجدات في القران الكريم
10كم مرة ورد ذكر الصبر في القران الكريم
11 - ماهو الاسم الاخر لسورة محمد
12 - كم مرة ورد ذكر الشيلطين والملائكة في القران الكريم
13 - كم مرة ورد ذكر موسى عليه السلام صريحا في القران الكريم
14 - ماهي السورة التي نزلت على الرسول الكريم وشيعها سبعون الف ملك
15 - منهم الاسباط الذين ذكرهم القران الكريم
16 - ماهي اطول كلمات في القران الكريم
17 - ماهي السورة التي تعدل ربع القران
18 - سورة طويلة ليس بها امر ولا نهي ولا تحليل ولا تحريم
19 - مم كان يتألف جيش سليمان عليه السلام
20 ماهي الاية التي ذكر فيها 23كاف (ك)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 May 2004, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله -الذي لم توافقوه عليه - أرى أنه صواب ولا إشكال فيه، فليس هناك عالم أو فقيه له الكمال المطلق، وهل يشك في ذلك أحد؟ أو يخالف فيه؟
وأما الأسئلة التي أوردتها فهي أسئلة سهلة قريبة لا تدل على علم من أجاب عنها، وليس في أكثرها إشكال.
وأظن مقصد من سألكم هذه الأسئلة هو أن تجيبوا عنها بأنفسكم، فأرى أنه ليس من مقتضيات قبولكم للتحدي أن تبحثوا عن غيركم ليجيب لكم.
ويمكنك الرجوع إلى كتب علوم القرآن ففيها البغية والجواب، وبعض الأسئلة قريبة الجواب.
وفقك الله وزادك علماً.
ـ[السربال]ــــــــ[17 May 2004, 09:29 م]ـ
اشكرك على المرور والرد
لكن وضعه للاسئلة لم يكن محدد لنا بل لمن نعرف مشترطا ان نجيب عليها بيومين
وكان هذا نقاش طويل بدايته تحليل بعض البنوك وتمويلها ......... الى التعامل معها .... فعندما قال احدنا بان الشيخ فلان قل كذا اجاب بقوله وبداء بعدها بوضع اسئلته ..
اتمنى الا اطيل
تقبل تحياتي
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[18 May 2004, 10:26 ص]ـ
الاخ الفاضل: السربال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فان هذه الاسئله التي طرحت عليك ليست مقياسا للعلمية بل الكثير من طلبة العلم لايعرف الاجابة عليها ذلك لأنها أسئلة ثقافيه لايحتاج الناس اليها لافي العبادات ولا في المعاملات وهاك الاجابة على بعضها فان أردت الاجابة عليها كاملة فارجع للكتب التي اعدت للمسابقات الثقافيه فهي مضانها السريعه:
ج1_تعريف القرآن الكريم: هو: كلام الله المعجز المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، المنقول الينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحه، والمختوم بسورة الناس.
ج3_25نبيا وهم: آدم، نوح، ادريس، صالح، ابراهيم، هود، لوط، يونس، اسماعي ل، اسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذوال كفل، داود، زكريا، سليمان، الياس، يحيى، عيسى، محمد، صلى الله عليهم اجمعين.
ج5_السورة التي ورد فيها (16) نداء للمؤمنين هي سورة المائده، والنداءات وردت في الآيات التالية أرقامها: (1)، (2)، (6)، (8)، (11)، (35)، (51)، (54)، (57)، (87)، (90)، (94)، (95)، (101)، (105)، (106).
ج6_اللفظان المتتاليان وردا في سورة الانعام قال تعالى: ((واذا جآءتهم ءاية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته ...... )) وفي سورة التوبه قال تعالى ((لاتقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال ...... ))
ج7_ السورة التي نزلت في مكة والمدينه هي سورة الحج.
ج8_اسباب ترك البسمله في سورة التوبه:
قيل نزلت بالسيف والبسملة أمان، فلا يناسب ذكر البسملة فيها، وقيل بأنه لما جمعوا القرآن شكوا هل هي والانفال واحده أم اثنتان ففصلوا بينهما بسطر لاكتابة فيه.
ج9_ (14) سجده.
ج11_تسمى سورة محمد والقتال.
ج13_ورد ذكر موسى عليه السلام صريحا في القرآن الكريم (136) مره.
ج14_السورة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم وشيعها سبعون ألف ملك هي سورة الانعام كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزلت عليً سورة الانعام جملة واحده يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد)
ج16_أطول الكلمات في القرآن الكريم هما قوله تعالى ((فأسقيننكموه)) وقوله تعالى ((فسيكفيكهم الله)).
ج17_السورة التي تعدل ربع القرآن هي سورة الكافرون.
ج19_جيش سليمان يتكون من الجن، والانس، والطير، قال تعالى ((وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون)).
هذا ما تيسر الاجابة عليه في عجالة من أمري وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
لدي سؤالان أرجو منكم الإجابة
ـ[أبو ماجد]ــــــــ[17 May 2004, 09:45 م]ـ
000099
ما المقصود بالمفصل في سور القرآن الكريم؟ ومن أين تبدأ؟ السؤال الثاني:
قال تعالى (حرمت عليكم الميتة والدم .......... ) الآية
وقال تعالى (إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً ............ ) الآية
هل تحري الدم في النصين السابقين من باب حمل المقيد على المطلق أم حمل المطلق على المقيد؟ مع التوضيح ما المطلق وما المقيد وما المحرم من الدم.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2004, 09:56 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم أبا ماجد بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله لك التوفيق.
أولاً: سور المُفَصَّل، هي السور التي تبدأ من سورة (ق) حتى نهاية القرآن الكريم. وسميت بذلك لقصر آيات سورها في الغالب، أو لقصر سورها، أو لكثرة السور وقصرها.
ثانياً: المطلق في اللغة معناه المرسل، غير المقيد بقيد.
وفي اصطلاح الأصوليين هو ما تناول واحداً لا بعينه باعتبار حقيقة شاملة لجنسه.
ومثاله قوله تعالى في كفارة الظهار: (فتحرير رقبة). فلفظ (رقبة) قد تناول فرداً غير معين من جنس الرقاب.
فمعنى المطلق أن يقتصر على مسمى اللفظة المفردة، دون أي زيادة على مدلولها، كرقبةٍ، وإنسانٍ، وطالبٍ، ورجلٍ، ودمٍ، وكل نكرة في سياق الإثبات فهي من المطلق، فإذت زيد على مدلول اللفظة مدلولاً آخر كوصفٍ، صارت مقيدةً.
وبهذا – أخي الكريم - يتضح الفرق بين العام والمطلق، فالعام يستغرق أفراده، والمطلق يراد به فرد غير معين، فهو لا يستغرق أفراده إلا على سبيل البدل، لا على سبيل الشمول.
وأما المقيد فهو يقابل المطلق في اللغة، ومنه تقييد البعير بالحبل أي شد الحبل في يديه لتقييد حركته.
وفي الاصطلاح هو اللفظ المتناول لموصوف زائد على الحقيقة الشاملة لجنسه. ومعناه أن اللفظ المقيد يدل على فرد من أفراد الحقيقة، ولكن اقترن به أمر زائد يدل على تقييده، وتقليل شيوعه.
كقولك مثلاً: أكرم طالباً مجتهداً. فلا يصدق الإكرام على غير المجتهد، لأنه قيد بالوصف. ومنه قوله تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة). فلا تصدق الرقبة هنا على الرقبة الكافرة؛ لأن الله تعالى قيدها بوصف الإيمان.
وكذلك قوله تعالى: (أو دماً مسفوحاً) ففيه تقييد الدم المُحرَّم على المسلم أكلهُ بالمسفوح.
فإذا ورد في الشرع مطلق ومقيد، وذلك بأن يرد اللفظ مطلقاً كما في قوله: (حرمت عليكم الميتة والدم ...... الآية). ويرد هذا اللفظ بعينه مقيداً في نص آخر فله ثلاث حالات، وقبل ذكرها أشير إلى أنه لا خلاف بين العلماء في أن المطلق يجب العمل به على إطلاقه إلا بدليل يدل على تقييده، وأن المقيد يعمل به بقيده، ولا يخرج المسلم المكلف من العهدة إلا بذلك، لأن العمل بنصوص الكتاب والسنة واجب على ما تقتضيه دلالتها، حتى يقوم دليل على خلاف ذلك. وأعود إلى حالات المطلق مع المقيد الثلاث وهي:
الأولى: أن يتحد الحكم والسبب.
الثانية: أن يختلف السبب ويتحد الحكم.
الثالثة: أن يختلف الحكم ويتحد السبب.
ووجه الحصر في هذه الحالات أنه إذا ورد لفظان: مطلق ومقيد، فإما أن يتحد حكمهما، أو يختلف. فإن اتحد الحكم، فإما أن يتحد سببهما أو يختلف.
الأولى: أن يتحد الحكم والسبب. ومعنى ذلك أن يكون حكمهما واحداً، وسببهما واحداً.
مثال ذلك قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) [المائدة:3]. فكلمة (الدم) هنا مطلق، جاء تقييده بالمسفوح في آية الأنعام: (أو دماً مسفوحاً). والحكم واحد وهو التحريم، والسبب الذي بني عليه الحكم واحد، وهو كونه دماً، فيكون الدم الباقي في اللحم حلالاً، ولا يحرم إلا الدم المسفوح، أي المصبوب الجاري، وغير المسفوح معفو عنه، كالدم الباقي في العروق بعد الذبح، ومنه الكبد، والطحال، وما يتلطخ به اللحم من الدم، وقد حكى القرطبي الإجماع على ذلك.
وهذا فيه الجواب على سؤالك أخي الكريم أبا ماجد، ويبقى الحالة الثانية والثالثة، إن أردت إكمالها فعلتُ.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[19 May 2004, 01:00 ص]ـ
بسم الله اللرحمن الرحيم
المفصل فيه خلاف بين أهل العلم ولهم فيه أقوال عدة يمكنك الرجوع إليها في البرهان والإتقان وما قاله الآخ عبد الرحمن لعله أشهرها
والمراد بالدم المحرم الدم المسفوح (الذي ينهمر من الودجين حين التذكية) بدليل قوله تعالى {أو دما مسفوحاً}
أما ما يعلق باللحم من الدم فلا بأس به وكذلك الكبد والطحال لنص الحديث عليهما
ـ[ابن العربي]ــــــــ[19 May 2004, 05:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
الدم المسفوح:
هو المصبوب السائل وهو ما يخرج من المذبح والمنحر أو من بعض العروق المجروحة.
وقد كانت العرب يأكلون الدم الذي يسيل من أوداج الذبيحة أو من نحر المنحور ويجمعونه في جلد ويجفف ثم يشوى وربما جرحوا قوائم الأبل وأخذوا ما يحتاجون من الدم بدون أن يموت الحيوان.
وتقييد الدم في الآية بالمسفوح للتنبيه على العفوا عن الدم الذي ينز من العروق عند طبخ اللحم فإنه لا يمكن الاحتراز منه.
والله تعالى أعلم(/)
مصحف حرف
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[17 May 2004, 10:51 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد
أود تنبيه الأخوة إلى أن مصحف حرف يحتوي على بعض الأخطاء ينبغي التنبه إليها وقد دلني عليها بعض طلاب العلم فراجتعها ووجدتها صحيحة مثل وصية في أول سورة النساء آية 11 و12 جميعها ضبطة في التحديد للكلمة بالجر مع أن الأولى هي المجرورة والثانية منصوبة
ولهذا جرى التنبيه والله يرعاكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2004, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا معاذ على تنبيهك.
حدثني بذلك أحد الزملاء، غير أنني لم أجد هذا الخلل في النسخة التي معي، وقد وجدتها صحيحة على الشاشة، وعلى الورق المطبوع كذلك، فقد ضبطت ضبطاً صحيحاً في الحالتين. فقلت ربما يكون الخلل في بعض الأقراص دون بعض، أو أن الخلل يعود لأمر خارج البرنامج، وهذا قد يحدث أحياناً، دون معرفة العلة، فأحياناً تكون العلة خفية لا يطلع عليها إلا القليل.(/)
نكته مستوحاة من قوله تعالى ((واليه تحشرون)) من آخر آيات الحج
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[17 May 2004, 11:02 م]ـ
قال تعالى ((واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلااثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم اليه تحشرون)).
المتأمل لآخر هذه الآيه بالنظر الى كونها أتت في آخر آيات الحج مع أوجه الشبه بين مافي مشاعر الحج وموقف الحشر يجد لفتات بارزة في هذا المشهد العظيم يتذكر المسلم فيها عرصات القيامه جعلنا الله وجميع المسلمين من الناجين فيه، وهاك أخي القاريء تلك اللفتات:
الاولى: أن بين لباس المحرم ولباس الميت تقارب كبير، وهذا يذكر المسلم بنهاية الآجال.
الثانيه: وجه الشبه الكبير بين اجتماع الناس في مشاعرالحج واجتماعهم في عرصات القيامه مما يكون فيه كبير الاثر في نفوس المسلمين فيدفعهم للأعمال الصالحة والاستعداد لهذا الموقف المهيب.
الثالثه: الأمر بتقوى الله بعد هذه المشاهد الحيه مما يكون بعد نهاية هذه الدنيا والتي لاتكون السلامة فيها الا لمن اتقى.
هذه اللفتات كانت تجول في خاطري منذ زمن وقبل اأن أدونها في هذا الملتقى المبارك رجعت لعدت تفاسير فلم أجد من تحدث عنها ومن يتطرق لتفسير آخر هذه الآيه يتكلم عن مسأة الحشر فحسب هذا ماشجعني على كتابتها.
هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
الرجاء بمساعدتي من فضلكم
ـ[موراني]ــــــــ[18 May 2004, 07:19 م]ـ
منذ مدة أبحث عن القرآن لتحميل النص على
Microsoft 2000NT
بامكانية استنساخ النص ونقله الى موضع آخر بالسهولة
هل من المساعدة والاحالة على صفحة معنية على انترنيت؟
ولكم شكري الجزيل
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2004, 09:41 م]ـ
الذي أعرفه أن Microsoft 2000 NT هو نظام من شركة Microsoft خاص للشبكات. ويمكن أن يحمل عليه برنامج Microsoft Word بمختلف نسخه.
ويمكن الحصول على القرآن بهذه الصيغة عن طريق
مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية - القرآن الكريم ( http://tafsir.org/books/list.php?cat=99)
أرجو أن تكون هذه بغيتك.
ـ[موراني]ــــــــ[18 May 2004, 10:02 م]ـ
أشكر لكم على هذه المعلومة والمساعدة
لقد وجدت نص القرآن على هذه الصفحة الا أنه بغير اعراب.
حملته الى الحاسوب عندي لكي استنسخ النص عند حاجة.
وفقكم الله
موراني(/)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/ 3 و 1/ 4
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[19 May 2004, 09:50 ص]ـ
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/ 3 و 1/ 4
((الدين النصيحة))
محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب الأربعاء 30/ 3/1425 وذلك في جامع بابقي في جيزان
وأيضا سيكون هناك بعد مغرب الخميس 1/ 4/1425 محاضرة بعنوان
((ان الله طيب لايقبل الا طيبا))
في جامع الدحمان بأحد المسارحة
وستبث المحاضرتين في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ..
للاستفسار ت/073192817 ج/ 0505771363(/)
الأبحاث الصوتية ........... (في تَرْتِيبِ الأَصْوَاتِ الخَفِيَّةِ وتَفْصِيلِهَا)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[19 May 2004, 11:08 ص]ـ
الأبحاث الصوتية ........... (في تَرْتِيبِ الأَصْوَاتِ الخَفِيَّةِ وتَفْصِيلِهَا)
من الأَصْوَاتِ الخفِيَّةِ الرِّز
ُّ
ثُمَّ الرِّكْزُ (وَقَدْ نَطَقَ بِهِ القُرْآنُ)
ثُمَّ الهَتْمَلَة فَوْقَهُمَا (وهِيَ صَوْتُ السِّرار)
ثُمَّ الهَيْنَمَةُ وهيَ شِبْهُ قراءَةٍ غيرِ بَيِّنَةٍ، وُينشَدُ للكميت: (من المتقارب):
ولا أَشْهَدُ الهُجْرَ والْقائِلِيهِ إذا هُمْ بِهَيْنَمَةٍ هَتْمَلُوا
ثُمَّ الدَّنْدَنَة وهي أن يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ بالكلام تَسْمَعُ نَغْمَتَهُ وَلا تَفْهَمُهُ لأنّه يُخْفِيهِ،
وفي الحديث: (فأمَّا دَنْدَنَتُكَ وَدَنْدَنَة مُعاذٍ فلا أحْسِنُها)
ثُمَّ النَّغْمُ وهو جَرْسُ الكَلاَم وحسْنُ الصَّوْت
ِ
ثُمَّ النَّبْأةُ وهِيَ الصَّوْتُ لَيْسَ بالشَّدِيد
ِ
ثُمَّ النَّأْمَةُ (مِنَ النَّئِيمِ، وهَوً الصَّوْتُ الضَّعِيفُ).(/)
أقدم مخطوط لتفسير القرآن لابن جرير الطبري
ـ[موراني]ــــــــ[19 May 2004, 02:44 م]ـ
انّ أقدم مخطوط لتفسير الطبري حسب علمي هو ما تحتفظ به مكتبة القرويين
بفاس , المغرب , فهو من نوادر المخطوطات اذ أنه لم يأت من المشرق , بل نّسخ بخط اندلسي جميل في المغرب الاسلامي.
هذه النسخة النادرة تقع على 98 ورقة فقط على الرقّ (ربما على جلد الغزال) وتبتدئ
بتفسير سورة البقرة , الآية 187 وتنتهي بتفسير سورة البقرة , الآية 216.
هناك قطعة أخرى منه تحتوي على تفسير بعض الآيات في سورة التوبة. لقد أشار محمد عابد الفاسي (محافظ خزانة القرويين سابقا) الى هذه القطع في فهرس مخطوطات خزانة القرويين , ج 1 , ص 32 ج 2 , 429
كما جاء ذكرها بين المخطوطات التي صوّرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم:
فأنظر مجلة معهد المخطوطات العربية , ج 22 , ذو القعدة 1396 (نوفمبر 1976) ص 221 و222 بذكر قطع أخرى من الكتاب في القرويين).
هذا , وفي آخر النسخة رقم 791 القرويين مقابلة مؤرخة يتبين من خلالها عمر هذا المخطوط ونسخه في المغرب الاسلامي , اذ تمت المقابلة في عام 391 ه أي بعد وفاة المؤلف بثمانين عام فقط!
وفي ذلك العصر بالذات , أي في منتصف القرن الرابع الهجري , نجد لدى بعض العلماء الاندلسيين اهتماما ملموسا في دراسة تفسير الطبري مما أدّى ربما الى استنساخ
هذا الكتاب الى جانب دراسته في آن واحد.
لقد اشتهر يوسف بن محمد بن سليمان من أهل شذونة (ت 383) بأنه كتب تفسير القرآن للطبري وكتبا أخرى له أثناء رحلته الى المشرق التي استغرقت عشرة أعولم (انظر ترجكته في تأريخ علماء الاندلس لابن الفرضي وغيره).
أما أحمد بن عبد الله بن أيوب (مولده عام 333) فانه درس على ابن أبي زيد القيرواني وألف مختصرا على تفسير الطبري (الصلة لابن بشكوال , ج , الرقم 31) , كما درس على ابن أبي زيد أيضا مرافقه في رحلته عبد الرحمان بن مروان القنازعي (ت 413) صاحب تفسير الموطأ لمالك بن أنس.
فليس من المستبعد أنّ النسخة المذكورة بخط أندلسي قد تعتبر من النتائج المثمرة التي أسفرت عن هذا النشاط العلمي الواسع لدى العلماء الأندلسيين المذكورين وغيرهم في ذلك العصر , أي في منتصف القرن الرابع الهجري.
والجدير بالذكر أن ابن أبي زيد القيرواني , الشيخ المالكيين في عصره بالقيروان , لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنّ كل من القنازعي وعبد الله بن أيوب القرطبي المذكورين أعلاه درسا هذا التفسير في ذلك العصر كما انضموا الى حلقة ابن أبي زيد بالقيروان.
ويتبين ذلك مما جاء في رسالته في طلب العلم (وهي محفوظة في كتابه الذبّ عن مذهب مالك بن أنس , مخطوط chester beatty , الرقم 4475 , ق 102 ب الى 103 ب) , حيث ينصح لطالب العلم:
وان رغبت في شيء من التفاسير فتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد. أما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنّه حسن , ولا أدري محل الرجل عند اهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتّهمه وأنا لا أحقق عليه , ولاسماعيل كتاب الشواهد , فان وجد لكان حسنا , والمنهوم في الكتب لا يشبع .....
انّ هذه العبارات: فبلغني أنه حسن ..... يدل صراحة على عدم اعتماده على هذا الكتاب غير أن تلميذه القنازعي كان من الاولين الذين قدموا الاندلس بتفسير الطبري في ذلك العصر: انظر فهرسة ابن خير الاشبيلي , ص 58 , طبع سرقسطة 1893
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 May 2004, 07:26 م]ـ
شكراً جزيلاً على هذه الفوائد.
ولي سؤال عن قوله: ( ... ولاسماعيل كتاب الشواهد , فان وجد لكان حسنا , والمنهوم في الكتب لا يشبع).
ماذا يعني بقوله (كتاب الشواهد) في رأيك؟ وهل لهذا النقل من تتمة؟
أكرر شكري الجزيل لك يا أستاذ موراني.
ـ[موراني]ــــــــ[19 May 2004, 07:47 م]ـ
(كتاب الشواهد) هو
شواهد الموطأ لاسماعيل بن اسحاق القاضي
أنظر الاحالة على هذا الكتاب في ترجمة القاضي اسماعيل
مثلا في ترتيب المدارك للقاضي عياض.
للأسف , هذا الكتاب ما زال في حكم المفقود حسب علمي.
ولكم تحياتي
موراني
ـ[موراني]ــــــــ[20 May 2004, 08:15 م]ـ
الاستاذ عبد الرحمان الشهري
ليست لهذا النقل تتمة
كل ما كان مقصودا هو هذه الاشارة البسيطة الي أقدم مخطوط لتفسير الطبري باعتباره تفسيرا بالمأثور.
لكي أضيف أمرا ذا بال الى ما ذكرت أعلاه بالايجاز فهو:
لقد قمت بمقارنة عدة فقرات المخطوط مع النص المطبوع حرفا حرفا فلم أجد
اختلافا بين ما جاء نصا في المخطوط القديم والنص المطبوع الذي يعتمد (بلا شك)
على نسخ أخرى.
لقد قمت بهذه المقابلة لسبب واحد وهو أن هناك فرقة في دوائر زملائي المشتسرقين
الذين يشكون في صحة رواية النصوص عبر القرون ويرون أنّ هذه النصوص تخضع في الغالب لتغيير مفردات النص المنقول عند استنساخ وذلك في رأيهم يحدث بين حين وآخر قصدا ..................
صراحة , انني لم أجد مثلا واحدا أو دليلا يذكر فيما يتعلق سواء بنصوص الفقه في أمهات الكتب القديمة أو بنصوص التفسير , فلذلك لا اجد سبيلا لتأييد هذا الرأي السائد
في بعض الدوائر , بل أعارضه حينا وأرفضه حينا آخر .... وعلانية.
ربما تكون لهذه القصة بالذات تتمة.
أما اختلاف النص بين تفسير يحيي بن سلام وبين النص عند هود بن محكم وسببه واضح وضوح الشمس: الأخير اباضي , هواريّ فمن هنا يلخّص كلام ابن سلام من وجهة نظر عقيدته هو , ويضيف الى نصه ما يتمشى مع عقيدته هو.
أما ابن أبي زمنين وهو يقوم بدور المختصر فقط ويضيف الى النص أحيانا زيادات محمد بن يحيى بن سلام , كما يتبين ذلك من خلال ما كتبت اليوم في (مقتبسات من تفسير ابن سلام).
ولكم تقديري
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 May 2004, 02:17 م]ـ
الأستاذ موراني
نشكر لك اهتماماتك هذه، وليتك تتحف الملتقى ببعض نظراتك وردودك على هؤلاء المستشرقين، ولا أدري هل وصلكم خبر التحقيق الجديد لتفسير الطبري الذي قام به الدكتور عبد الله التركي بالتعاون مع دار هجر؟
ـ[موراني]ــــــــ[21 May 2004, 03:55 م]ـ
الدكتور مساعد الطيار المحترم ,
أشكر لكم على اهتمامكم: وكما قلت لكم قبل أيام سأخبركم بما رددت على هؤلاء
(الشكوكيين) في احدى المجلات الاستشراقية في ألمانيا حول آرائهم في رواية تفسير ابن وهب.
ويسأتي ذلك قريبا , وفقا للمبدأ: من وعد وفى .................. ز
أما التحقيق الجديد لتفسير الطبري فلا علم لي به للأسف لأن الأخبار حول المنشورات الجديدة لا تصل اليّ الا في القليل النادر خاصة من السعودية ودول الخليج. أما دار هجر فأظنها أنها في القاهرة التي اسسها صديقي العزيز عبد الفتاح محمد الحلو رحمه الله والذي زارني في داري وشرفني باقامته فيها وصلى فيها صلواته.
هل اعتمد المحقق على مخطوطات أخرى في عمله؟
أحسن ما صدر في هذا المجال , في رأي , هو تحقيق لأحمد شاكر الا أنه غير كامل للاسف , كما لم يكمل تحقيق مسند ابن حنبل , رحمه الله.
ولكم احترامي
موراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 May 2004, 04:26 م]ـ
التحقيق الجديد اعتمد على نسخة فريدة محفوظة في مكتبة القرويين بفاس تحت أرقام (80/ 37، 40/ 491، 40/ 791) منهما جزءان مؤرخان بتاريخ (371هـ). وقد رمز المحققون لها بالأصل.
وقد وصفوها بقولهم: وتضم هذه النسخة أجزاء متفرقة من الكتاب ناقصة من أولها الجزء الأول، وأجزاء أخرى ليست بالقليلة على مدار النسخة، وهي نسخة نفيسة كتبت على رق غزال بقلم أندلسي في أواخر القرن الرابع تقديرًا، وبها مقابلات ببعض أجزائها ...
ثم ذكروا أجزاء هذه النسخة التي حصلوا عليها.
وقد اعتمدوا في تحقيق تفسير الطبري على ما وجدوه من المخطوطات سواء أكانت كاملة تقريبا أو كانت أجزاء.
ـ[موراني]ــــــــ[21 May 2004, 04:37 م]ـ
أشكر لكم على اجابتكم المفيدة والسريعة!
هذه هي الأجزاء بالقرويين التي صورها المنظمة العربية عام 1975 والتي اشرت اليها في هذا الموضع أعلاه!
ومنها جزءان مؤرخان على عام 371!
أين يمكن اقتناء هذا التحقيق الجديد؟ في القاهرة أم في السعودية؟
تقديرا
موراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 May 2004, 04:43 م]ـ
التفسير موجود في السعودية، وأتوقع أنه موجود في مصر، وقد علقت على هذا التفسير، والتعليق موجود في الملتقى، وهذا موضعه http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=159
ولكم جزيل الشكر على تجاوبكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:01 ص]ـ
الاستاذ عبد الرحمان الشهري
ليست لهذا النقل تتمة
كل ما كان مقصودا هو هذه الاشارة البسيطة الي أقدم مخطوط لتفسير الطبري باعتباره تفسيرا بالمأثور.
لكي أضيف أمرا ذا بال الى ما ذكرت أعلاه بالايجاز فهو:
لقد قمت بمقارنة عدة فقرات المخطوط مع النص المطبوع حرفا حرفا فلم أجد
اختلافا بين ما جاء نصا في المخطوط القديم والنص المطبوع الذي يعتمد (بلا شك)
على نسخ أخرى.
لقد قمت بهذه المقابلة لسبب واحد وهو أن هناك فرقة في دوائر زملائي المشتسرقين
الذين يشكون في صحة رواية النصوص عبر القرون ويرون أنّ هذه النصوص تخضع في الغالب لتغيير مفردات النص المنقول عند استنساخ وذلك في رأيهم يحدث بين حين وآخر قصدا ..................
صراحة , انني لم أجد مثلا واحدا أو دليلا يذكر فيما يتعلق سواء بنصوص الفقه في أمهات الكتب القديمة أو بنصوص التفسير , فلذلك لا اجد سبيلا لتأييد هذا الرأي السائد
في بعض الدوائر , بل أعارضه حينا وأرفضه حينا آخر .... وعلانية.
ربما تكون لهذه القصة بالذات تتمة.
أما اختلاف النص بين تفسير يحيي بن سلام وبين النص عند هود بن محكم وسببه واضح وضوح الشمس: الأخير اباضي , هواريّ فمن هنا يلخّص كلام ابن سلام من وجهة نظر عقيدته هو , ويضيف الى نصه ما يتمشى مع عقيدته هو.
أما ابن أبي زمنين وهو يقوم بدور المختصر فقط ويضيف الى النص أحيانا زيادات محمد بن يحيى بن سلام , كما يتبين ذلك من خلال ما كتبت اليوم في (مقتبسات من تفسير ابن سلام).
ولكم تقديري
موراني
تحليل جميل، وسبحان الله مما يسعد أن كثيرا من النساخ كانوا علماء، وكثير من الكتب أخذت بالرواية، وكثير من الكتب نصوصها منتشرة بالاقتباس في كثير من الكتب ... إلى آخره ..(/)
من هو محمد بن مجاهد
ـ[تهاني1]ــــــــ[19 May 2004, 04:02 م]ـ
أجد بعض مدارس تحفيظ القران تتسمى بهذا الاسم ..
و الذي أعرفه أن المقرئ المشهور " أبو بكر بن مجاهد" صاحب كتاب (القراءات السبع) المتوفى سنة 324هـ؛ كان اسمه (أحمد بن مجاهد).
فهل يقصد بمحمد بن مجاهد المقرئ المشهور، أم أن هناك مقرئ آخر باسم (محمد بن مجاهد).
أرجو الإفادة.
ـ[تهاني1]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:25 م]ـ
8
8
8
8
للرفع
ـ[الميموني]ــــــــ[15 Jun 2004, 01:32 ص]ـ
محمد بن مجاهد؟
لا أعلم في القراء المشهورين و لا في أئمة التفسير من يقال له هذا الاسم
و استشكالك صحيح إذا كنت متأكدة من تسميتهم بهذا الاسم
و أما مجاهد فإمام التفسير التابعي صاحب ابن عباس مشهور و ابن مجاهد إمام القراء في
عصره صاحب كتاب السبعة المشهور(/)
سؤال عن عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله.
ـ[كادح]ــــــــ[19 May 2004, 04:49 م]ـ
في تفسير ابن كثير وغيره .. أكثر النقولات - عن غير الصحابة - من التابعين وأتباع التابعين ..
ولا تكاد تخلو صفحة إلا وفيها نقل عن مجاهد .. طاووس .. علي بن أبي طلحة .. قتادة .. الضحاك بن مزاحم .. عطية العوفي .. محمد بن عطية القرظي .. في آخرين ..
لكن عكرمة .. لم أجد من ساق له نسبا أو كنية .. حتى في ترجمته في البداية والنهاية لم يذكر إلا عكرمة هكذا .. فهل من فائدة حول نسبه؟!! ..
مشكورين ..
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[19 May 2004, 07:09 م]ـ
السلام عليكم أخي ورحمة الله وبركاته،
فهذه الخلاصة من كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في تقريب التهذيب.
عكرمة. أبو عبد الله. مولى ابن عباس. أصله بربري.
ثقة ثبت عالم بالتفسير.
لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا تثبت عنه بدعة.
من الثالثة [أي الطبقة الثالثة، وهي الطبقة الوسطى من التابعين].
مات سنة أربع ومائة. وقيل: بعد ذلك.
ع [أي أخرج له أصحاب الكتب الستة].
انتهى.
ولعل في هذا كفاية إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 May 2004, 10:06 م]ـ
وهذا نقل فيه المزيد عن عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=389437
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jul 2004, 08:43 م]ـ
لم أتمكن من دخول الموقع الذي وضعه أبو مجاهد وفقه الله، فهل يمكن نقل ما فيه إن كان فيه تفاصيل؟
وأما عكرمة مولى ابن عباس رحمه الله فقد عني العلماء قديماً بحاله، وما قيل فيه جرحاً وتعديلاً. وقد صنف في الذب عنه جماعة من العلماء ومنهم:
- الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.
- الإمام محمد بن نصر المروزي.
- وأبو عبدالله بن منده.
- وأبو حاتم بن حبان.
- والإمام أبو عمر يوسف بن عبدالبر الأندلسي وغيرهم.
وقد فقدت هذه المصنفات التي كتبت في الذب عنه، ولكن الإمام الحافظ المنذري رحمه الله، قد جمع جزءاً في عكرمة وما قيل فيه، وقد حقق هذا الجزء ونشره الأستاذ الكريم نظام بن صالح اليعقوبي وفقه الله.
وأما أقوال من ضعف عكرمة فمدارها - كما قال ابن حجر - على ثلاثة أمور:
- رميه بالكذب.
- أنه يرى رأي الخوارج.
- أنه كان يقبل جوائز الأمراء.
فأما البدعة فإن ثبتت عليه فلا تضر حديثه لأنه لم يكن داعية، مع أنها لم تثبت عليه.
وأما قبول الجوائز فلا يقدح فيه أيضاً إلا عند أهل التشديد، وجمهور أهل العلم على الجواز كما صنف في ذلك ابن عبدالبر.
وأما التكذيب فقد بين ابن حجر ردها وحكى أقوال من قيلت عنه، ورجح أنها لا تقدح في روايته.
وكل هذا ذكره ابن حجر في مقدمة فتح الباري 192
والعودة إلى الجزء الذي صنفه ابن المنذر تكشف حال عكرمة، وفيه نقل طويل لكلام الإمام ابن جرير الطبري في عكرمة وتوثيقه، ونقل لكلام الحافظ ابن عبدالبر في الذب عنه.
ولعل أحد الإخوة الكرام يتكرم بكتابة ما قاله ابن جرير فيه وما قاله ابن عبدالبر كذلك لتتضح الصورة إن شاء الله.
وذلك منشور في سلسلة (لقاء العشر الأواخر بالمسجد الحرام) رقم 8 - 21 والجزء المذكور هو رقم 14 من هذا المجلد بعنوان (جزء فيه ذكر حال عكرمة مولى عبدالله بن عباس وما قيل فيه - تخريج الإمام الحافظ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري (581 - 656هـ) رواية أبي القاسم عبيدالله بن الحافظ أبي عبدالله محمد بن عثمان بن علي بن سليمان الزرزاري عنه - اعتنى به نظام محمد صالح اليعقوبي - نشر دار البشائر الإسلامية.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[المنصور]ــــــــ[19 Jul 2004, 02:24 ص]ـ
للمنذري - المحدث المعروف - جزء في الكلام عن عكرمة وبيان حاله طبع قريباً ضمن سلسلة تصدر عن دار البشائر اسمها - فيما أظن -: لقاء العشر الأواخر في الحرم، والله تعالى أعلم.
ـ[موراني]ــــــــ[19 Jul 2004, 07:16 م]ـ
أنظر الترجمة المفصلة لعكرمة (وأصله من بربر المغرب)
عند المزي , ج 20 , ص 264 الى 292.
وما جاء هناك من التراجم الأخرى في بداية الترجمة.
موراني
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[10 Jun 2010, 07:56 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاه، وبعد، فإن الإخوة بالموقع تحدثوا عن عكرمة مولى ابن عباس، بكيفية مختصرة، وحيثُ إن بعض الإخوة طلب إنجاز بحث عن عكرمة رحمه الله، ارتأيتُ أن أبحث عن عكرمة من حيثُ ما قيل فيه جرحاً وتعديلاً، معتمداً في ذلك على أقوال علماء الحديث المعروفين لدى العلماء سلفاً وخلفاً بإمامتهم في علم الجرح والتعديل، فعنونت البحث ب: عكرمة في ميزان الجرح والتعديل.
1 - عكرمة مجرَّحاً.
تعرض عكرمة مولى ابن عباس إلى انتقادات جريحة من لدن أقرانه، وغيرهم من علماء الحديث ن وذلك ما جعل بعض العلماء يحتاطون من الرواية عنه مثل: مالك بن أنس، ومسلم.
ومن تلك الانتقادات: ما روي عن أيوب قال: نبئت عن سعيد بن جبير أنه قال: لو كف عنهم لشدت إليه المطايا ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn1)).
وقال ابن سعد ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn2)): " كان عكرمة كثير الحديث والعلم، بحراً من البحور، وليس يحتج بحديث، ويتكلم الناس فيه".
وقال سعيد بن المسيب لبرد مولاه: "يا برد، لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس" ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn3)).
وقال عبد الله بن الحارث: "دخلت على علي بن عبد الله بن عباس، وعكرمة موثق على باب كنيف، فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إن هذا يكذب على أبي" ([4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn4)).
وقال الصلت بن دينار أبو شعيب: "سألت محمد سيرين عن عكرمة، فقال: ما يسرني أن أكون من أهل الجنة، كذاب" ([5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn5)).
وقال إسحاق بن الطباع: "سألت مالكاً، أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على عبد الله بن عباس؟ قال:
لا، ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لمولاه برد" ([6] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn6)).
وقال ابن أبي ذئب: "رأيت عكرمة وكان غيره ثقة ([7] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn7)).
وقال معن بن عيسى، ومطرف بن عبد الله المدني ن ومحمد بن الضحاك الحزامي: كان مالك لا يرى عكرمة ثقة، ويأمر أن لا يأخذ عنه" ([8] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn8)).
وقال خالد بن أبي عمران: "دخل علينا عكرمة مولى ابن عباس بإفريقية في وقت الموسم فقال: وددت أني اليوم بالموسم، بيدي حربة، أضرب بها يمينا وشمالاً. وفي رواية: فأعترض لها من شهد الموسم. قال خالد: فمن يومئذ رفض به أهل إفريقية" ([9] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn9)).
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: "كان عكرمة يرى رأي الخوارج، وأدعى إلى عبد الله بن عباس أنه كان يرى رأي الخوارج" ([10] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn10)) .
وقال عطاء بن أبي رباح: "كان عكرمة إباضياً" ([11] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn11)).
وقال أبو العرب: "سمعت قدامة بن محمد الشجعي المدني يقول: كان خلفاء بني أمية يرسلون إلى المغرب، يطلبون جلود الخرفان التي لم تولد بعد العسيلة، قال: فربما ذبحت المائة شاة، فلا يوجد في بطنها إلا واحد عسلي، كانوا يتخذون منها الفراء، فكان عكرمة يستعظم ذلك ويقول: هذا كفر، هذا شرك، فأخذ ذلك عن الصفرية، والأباضية، فكفروا الناس بالذنوب" ([12] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn12)).
وفي هذا النص يتضح موقف عكرمة من سياسة خلفاء بني أمية، التي كان يراها غير صالحة، وبعيدة عن ما أمر الله به، ونهى عنه.
وقال يحيى بن معين: "كان مالك يكره عكرمة، فقيل: فقد روي عن رجل عنه، قال: شيء يسير" ([13] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn13)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن المدني: "لم يسم مالك عكرمة في شيء من كتبه، إلا في حديث ثور عن عكرمة، عن ابن عباس في الذي يصيب أهله وهو محرم، قال:» يصوم ويهدي « ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn14)"([14] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn15)).
وقال الربيع بن سليمان عن الشافعي: "ومالك سيء الرأي في عكرمة، قال: لا أرى لأحد أن يقبل حديثه" ([15] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn16)).
2- عكرمة معدّلاً وموثّقاً.
إذا كان عكرمة قد اتهم وطعن في عدالته، وضبطه، وفكره، فإن ذلك مردود، لا يستند إلى حجة تؤيد رأي الطاعنين، ذلك أن الله I هيأ الأسباب لرجال نصبوا أنفسهم للدفاع عنه، لتفنيد كل الطعون الباطلة لتبرئته من كل ما لا يليق به، وبحديثه ضبطاً وحفظاً.
وعكرمة رحمه الله لما علم أنه متهم بالكذب، بدأ يدافع عن نفسه، ويدعو بأن يكون اتهامه بالكذب في وجهه ن لا من خلفه. وذلك ما رواه حماد بن زيد عن أيوب قال: قال عكرمة: أرأيت هؤلاء الذين يكذبونني من خلفي؟ أفلا يكذبونني في وجهي، فإذا كذبوني في وجهي فقد والله كذبوني ([16] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn17)).
ومن الذين تولوا الدفاع عن عكرمة أبو حاتم، حيث روى عنه ابنه ابن أبي حاتم قال سألت أبي عن عكرمة مولى ابن عباس، فقال: "هو ثقة، فقلت: يحتج بحديثه؟ قال: نعم، إذا روي عنه الثقات، والذي أنكر عليه يحيى ابن سعيد الأنصاري ومالك، فلِسبَبِ رأيه.
وزاد ابن أبي حاتم قائلاً: قيل لأبي: فموالي ابن عباس، فقال: كريب، وسميع، وشعبة، وعكرمة، وعكرمة أعلاهم" ([17] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn18)) .
وقال البخاري: "ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة" ([18] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn19)).
وقال عثمان بن سعيد الدرامي ليحيى بن معين: "عكرمة أحب إليك عن ابن عباس، أو عبيد الله بن عبد الله؟ فقال: كلاهما ولم يخير، فقلت: فعكرمة أو سعيد بن جبير؟ فقال: ثقة وثقة، ولم يخير" ([19] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn20)).
وقال عثمان بن حكيم: "جاء عكرمة إلى أبي أمامة بن سهل وأنا جالس، فقال: يا أبا أمامة أسمعت ابن عباس يقول: ما حدثكم به عكرمة فصدقوه، فإنه لم يكذب علي؟ قال نعم" ([20] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn21)).
وقال ابن عدي: "وعكرمة مولى ابن عباس لم أخرِّج ها هنا من حديثه شيئاً، لأن الثقات إذا رووا عنه، فهو مستقيم الحديث، إلا أن يروى عنه ضعيف، فيكون قد أتى من قبل ضعيف لا من قبله، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه؛ وأصحاب الصحاح أدخلوا أحاديثه إذا روي عنه ثقة في صحاحهم وهو أشهر من أن يحتاج أن أخرج حديثاً من حديثه، وهو لا بأس به" ([21] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn22)).
وقال ابن عبد البر: "عكرمة مولى ابن عباس من جلة العلماء، لا يقدح فيه كلام من تكلم فيه، لأنه لا حجة مع أحد تكلم فيه، وقد يحتمل أن يكون مالك جبن عن الرواية عنه، لأنه بلغه أن سعيد بن المسيب كان يرميه بالكذب. ويحتمل أن يكون لما نسب إليه من رأي الخوارج، وكل ذلك باطل عليه إن شاء الله …… وزاد قائلاً: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، عن إسحاق الطباع قال: سألت مالك ابن أنس، قلت: أبلغك أن ابن عمر قال لنافع: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، قال: لا، ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه …. وأضاف: ولا خلاف أعلمه بين نقاد أهل العلم أنه أعلم بكتاب الله من ابن سيرين" ([22] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn23)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو عبد الله المروزي: "قد أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عكرمة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو ثور، ويحيى بن معين. ولقد سألت إسحاق عن الاحتجاج بحديثه، فقال لي: عكرمة عندنا إمام الدنيا، وتعجب من سؤالي إياه، وبأن غير واحد من أهل العلم رووا عنه وعدلوه، وما زال أهل العلم بعدهم يروون عنه" ([23] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn24)).
وقال أبو بكر المروزي: "قلت لأحمد:يحتج بحديث عكرمة؟ قال نعم يحتج به" ([24] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn25)).
وقال يحيى بن معين: "إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة وفي حماد ابن سلمة فاتهمه على الإسلام" ([25] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn26)).
وقال العجلي: "مكي، تابعي ثقة، برئ مما يرميه به الناس من الحرورية" ([26] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn27)).
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة:"كان عكرمة من أثبت الناس فيما يروي، ولم يحدث عمن دونه، أو مثله؛ أكثر حديثه عن الصحابة رضي الله عنهم".
وقال أبو جعفر بن جرير: "ولم يكن أحد يدفع عكرمة عن التقدم في العلم، والفقه، والقرآن وتأويله، وكثرة الروايات للآثار، وأنه كان عالماً بمولاه، وفي تقريض جلة أصحاب ابن عباس إياه، ووصفهم له بالتقدم في العلم، وأمرهم الناس بالأخذ عنه، ما بشهادة بعضهم تثبت عدالة الإنسان، ويستحق جواز الشهادة، ومن ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح، وما تسقط العدالة بالظن، وبقول فلان لمولاه لا تكذب علي، وما أشبهه من القول الذي له وجوه وتصاريف، ومعان غير الذي وجهه إليه أهل الغباوة، ومن لا علم له بتصاريف كلام العرب" ([27] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn28)).
وقال ابن منده: "أما حال عكرمة في نفسه، فقد عدَّله أمة من التابعين، منهم زيادة على السبعين رجلاً من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد منهم لكبير أحد من التابعين، على أن من جرحه من الأئمة لم يمسك عن الرواية عنه، ولم يستغن عن حديثه، وكان حديثه متلقى بالقبول قرنا بعد قرن إلى زمن الأئمة الذين أخرجوا الصحيح، على أن مسلما كان أسوأهم رأيا فيه، وقد أخرج له مع ذلك مقروناً" ([28] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn29)).
وقال ابن عبد البر:"وزعموا أن مالكاً أسقط ذكر عكرمة منه - الموطأ-؛ لأنه كره أن يكون في كتابه كلام سعيد بن المسيب وغيره فيه. ولا أدري صحة هذا؛ لأنَّ مالكاً قد ذكره في كتاب الحج وصرح باسمه، ومال إلى روايته عن ابن عباس، وترك رواية عطاء في تلك المسألة. وعطاء أجل التابعين في علم المناسك، والثقة والأمانة" ([29] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftn30)).
وخلاصة القول: إن عكرمة كان أميناً في روايته، مقدماً في علمه، بارزاً في فهمه لكتاب الله، وإنَّ ما رُمي به لا يؤثر على علمه، والثقة به وبعدالته بشهادة العلماء المتضلعين في علم الجرح والتعديل أمثال: يحيى بن معين، وأحمد والبخاري وغيرهم.
([1]) - طبقات ابن سعد 5/ 288.
([2]) - الطبقات 5/ 288 - 289، الميزان 3/ 94، سير أعلام النبلاء 5/ 33.
([3]) - علل أحمد بن حنبل 1/ 260، المعارف لابن قتيبة، ص: 438، المعرفة والتاريخ 2/ 3.
([4]) - المعارف لابن قتيبة، ص: 456، معجم البلدان 12/ 184، وفيات الأعيان 1/ 265، ميزان الاعتدال 3/ 94، تهذيب التهذيب 5/ 634، شذرات الذهب 1/ 130.
([5]) - الكامل 5/ 266، تهذيب الكمال 13/ 174، سير أعلام النبلاء 2/ 25، ميزان الاعتدال 3/ 94.
([6]) - علل أحمد بن حنبل 1/ 260، معجم البلدان 12/ 189، سير أعلام النبلاء 2/ 23، تهذيب التهذيب 5/ 634.
([7]) - سير أعلام النبلاء 5/ 25، ميزان الاعتدال 3/ 94.
([8]) - تهذيب الكمال 13/ 175، سير أعلام النبلاء 5/ 26.
([9]) - تهذيب الكمال 13/ 172، سير أعلام النبلاء 5/ 22 ميزان الاعتدال 3/ 95، تهذيب التهذيب 5/ 634.
([10]) - تهذيب الكمال 3/ 172، سير أعلام النبلاء 5/ 22، ميزان الاعتدال 3/ 96، تهذيب التهذيب 5/ 634.
([11]) - تهذيب الكمال 31/ 172، ميزان الاعتدال 3/ 96، تهذيب التهذيب 5/ 633.
([12]) - التمهيد 2/ 32 - 33.قال ابن عبد البر: " لهذا كان سحنون يقول: يزعمون أن عكرمة مولى بن عباس أضلَّ المغرب"
([13]) - تهذيب الكمال 13/ 175، سير أعلام النبلاء 5/ 26، تهذيب التهذيب 5/ 635.
( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=7067#_ftnref14)- رواه مالك عن ثور بن زيد الديلي، عن عكرمة به. (انظر تنوير الحوالك، شرح موطأ مالك للسيوطي)
([14]) - تهذيب الكمال 13/ 175، سير أعلام النبلاء 5/ 26.
([15]) - تهذيب الكمال 13/ 175، سير أعلام النبلاء 5/ 26، تهذيب التهذيب 5/ 635.
([16]) – طبقات ابن سعد 5/ 288.
([17]) - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 8 - 9.
([18]) - التاريخ الكبير للبخاري 7/ 49، تر: 49.
([19]) - تاريخ الدارمي، ص: 117، تر: 117، تر: 357.
([20]) – التمهيد 2/ 31، تهذيب التهذيب 5/ 634، مقدمة فتح الباري، ص: 601.
([21]) – الكامل في الضعفاء 5/ 271 - 272.
([22]) - التمهييد 2/ 27 - 28.
([23]) - التمهيد 2/ 33، تهذيب التهذيب 5/ 638، مقدمة فتح الباري، ص: 600.
([24]) – معجم البلدان 12/ 188، سير أعلام النبلاء 5/ 31، تهذيب التهذيب 5/ 632، مقدمة فتح الباري، ص: 600.
([25]) - سير أعلام النبلاء 5/ 31، تهذيب التهذيب 5/ 632.
([26]) - سير أعلام النبلاء 5/ 31 تهذيب التهذيب 5/ 632، مقدمة فتح الباري، ص: 599.
([27]) - مقدمة فتح الباري، ص: 600.
([28]) - مقدمة فتح الباري، ص: 601.
([29]) – التمهيد 2/ 26.
إعداد: الدكتور برعدي الحوات / المغرب.(/)
مسيرة التفسير المنحرف
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 May 2004, 03:43 ص]ـ
نشأت إثر الفتن التي أثارها أعداء الإسلام فِرَقٌ تأثرت بالشبهات الدخيلة، ونتيجة لانتصار كل فرقة، نشأت الاتجاهات المنحرفة لتفسير القرآن الكريم، حين سعت كل فرقة إلى لَيِّ أعناق النصوص وإخضاعها لاتجاهها المنحرف، واختلقوا أحاديث ونسبوها إلى النبي r زيادة في تضليل الناس، وفي سبيل نصرة ميولهم وأفكارهم.
فالمعتزلة يؤولون كل آية لا تتمشى مع مذهبهم كنفي رؤية الله تعالى، والشيعة يحملون الآية على غير محملها، لتوافق آراءهم كفكرة التقية التي يجعلونها أساس التعامل مع سواهم من المسلمين، وأصحاب المذاهب النحوية الذين إذا رأوا آية تقرأ بقراءة ثابتة متواترة، ولكنها لا تتمشى مع مذهبهم النحوي، يؤولونها كما فعل الزمخشري في قراءة قوله تبارك وتعالى] وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ, [قد ردَّ عليه ابن المنير في» الانتصاف «.
من الاتجاهات المنحرفة في التفسير:
1 ـ أصحاب الفرق الضالة من الباطنية:
ومن الاتجاهات المنحرفة لتفسير القرآن الكريم، اتجاه أصحاب الفِرَق الضالة من الباطنية، كالقرامطة والإسماعيلية يؤولون النص الظاهر بالباطن، كما أوَّلوا قول الله تعالى:
] وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ.
وقالوا: الآخرة التي يصير الناس إليها بعد الموت إنما هي انتقال الروح من حيوان إلى حيوان، حتى يكون آخر ما يصيرون إليه من الأبدان السود المحترقة، أو إلى الأبدان الصافية النورانية، وهو ما يُعرف بتناسخ الأرواح (التقمص.
2 ـ من الاتجاه المنحرف في التفسير اتجاه القصاص:
ومن الاتجاه المنحرف ما سلكه القصاصون، الذين كانوا يضعون الأحاديث في التفسير والمواعظ، وأكثرهم من الملاحدة والزنادقة، ويضمنونها بما يريدون دسَّه على الإسلام من المعاني الباطلة والعقائد الفاسدة، منهم عبد الكريم ابن أبي العوجاء الذي قتل وصلب في زمن المهدي، قال ابن عدي: لما أخذ يضرب عنقه قال: وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل الحرام وفيه يقول بشار بن برد:
قل لعبد الكريم بابن أبي العوجاء بعت الإسلام بالكفر فوقا
لا تصلي ولا تصوم،فان صمت فبعض النهار صوما رقيقا
ما تبالي إذا شربت من الخمر عتيقاً أو لا يكون عتيقا
3 ـ ومن الاتجاه المنحرف في التفسير أصحاب المنهج الفلسفي الكلامي:
ومن الاتجاه المنحرف في التفسير، أصحاب المنهج الفلسفي الكلامي، الذين جعلوا العقل أساساً لفهم النصوص القرآنية المتشابهة.
والمتشابه: تلك الآيات القرآنية التي استأثر الله تعالى بعلمها، وجعلها سراً من أسرار كتابه.
كان الصحابة رضي الله عنهم إذا رأوا من يسأل عن المتشابه بالغوا في كفه، تارة بالقول، وتارة بالضرب، وتارة بالإعراض، ولذلك لما قدم المدينة رجل يقال له صبيغ (بوزن عظيم وآخره مهملة) بن عسل، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه قال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ، قال: وأنا عبد الله عمر، فضربه حتى أدمى رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين،قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي.
4 ـ انحراف منهج التفسير العلمي للقرآن الكريم:
الإمام فخر الدين الرازي من العلماء الذين طبق في تفسيره (مفاتيح الغيب) ما جدَّ في البيئة الإسلامية من ثقافة فكرية على آيات القرآن الكريم، وقال: وربما جاء بعض الجهال والحمقى وقال: إنك أكثرت في تفسير كتاب الله تعالى من علم الهيئة والنجوم، وذلك على خلاف المعتاد ... فيقال لهذا المسكين: إنك لو تأملت في كتاب الله تعالى حق التأمل لعرفت فساد ما ذكرته.
أما محمد ابن أبي الفضل المرسي، فقد كان موقفه أن الله تبارك وتعالى جمع علوم الأولين والآخرين في القرآن الكريم، ولم يحط بها علماً حقيقة إلا الله سبحانه وتعالى ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم تعالى به، ثم ورث عنه سادات الصحابة وأعلامهم حتى قال ابن عباس t : لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المنهج الذي انتهجه ابن أبي الفضل المرسي في بيان اشتمال القرآن الكريم على هذه العلوم والفنون، غريب وبعيد عن مقصد القرآن الكريم وهدايته.
ثم جاء جلال الدين السيوطي فتابع من قبله من العلماء القائلين بأن القرآن يشتمل على علوم الأولين والآخرين، فيسوق في كتابه: (معترك الأقران في إعجاز القرآن) الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء التي تدل على أن القرآن مشتمل على كل العلوم.
وكذلك بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي الذي يرى أنه يمكن استخراج كل شيء من القرآن، ولذلك نجده ينقل في كتابه (البرهان في علوم القرآن) أقوال بعض الصحابة في هذا الشأن، كما ينقل قول الإمام الغزالي الذي ذكره في كتابه (إحياء علوم الدين) حيث يعقد فصلاً خاصاً في حاجة المفسر إلى الفهم والتبحر في العلوم، يقول فيه:
» كتاب الله بحره عميق، وفهمه دقيق، لا يصل إلى فهمه إلا من تبحر في العلوم، وعامل الله بتقواه في السر والعلانية، وأجلَّه عند مواقف الشبهات «.
ولما أصاب المسلمين ما أصابهم من جمود فكري في القرون الأواخر، حتى قال الفيلسوف الفرنسي (أرنست رينان في المجمع العلمي الفرنسي:
» إن العلم والدين الإسلامي لا يجتمعان «.
لذا قام بعض العلماء في العصر الحديث للدعوة إلى الانفتاح على العلوم العصرية، للاستفادة منها فيما ينفع المسلمين في دينهم ودنياهم.
منهم الشيخ محمد عبده الذي ترك تفسيراً لجزء» عمَّ «ألفه ككتاب مدرسي، يقول في تفسيره لسورة الفيل: وفي اليوم الثاني فشا في جند الحبش داء الجدري والحصبة.
ثم ذكر رواية عكرمة: أن أول ما رؤيت الحصبة
والجدريببلاد العرب في ذلك العام.
ثم عقب على ذلك بقوله: هذا ما اتفقت عليه الروايات ويصح الاعتقاد به ... إلى أن قال: فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض .... وإن كثيراً من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر، وأن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن (بالميكروب) () لا يخرج عنها ().
وهذا الذي قاله محمد عبده في تفسيره لسورة الفيل،عليه مآخذ منها:
ـ حديث الجدري والحصبة في هذا المقام مقحم، لا ينبغي أن يعول عليه في تفسير سورة بدأها الله بصيغة التعجب والتعظيم لصنعه، قال ابن الأثير: وقال كثير من أهل السير، إن الحصبة والجدري أول ما رؤيا في العرب بعد الفيل، وهذا مما لا ينبغي أن يعرَّج عليه، فإن هذه الأمراض قبل الفيل منذ خلق الله العالم ().
ـ أما قوله: هذا ما اتفقت عليه الروايات، فغريب في باب العلم، وعجيب في باب التفسير، لأن الروايات لم تتفق على هذا، فذكرت روايات: أنها أشبه بالوطاويط، وبعضها ذكر أنها أشبه باليعاسيب وهي ذكور النحل، وذكر بعضها أنها أشبه بالخطاف.
ـ لم يعرف في اللغة العربية واستعمالاتها إطلاق لفظ (الطير) على الحيوان المسمى
(بالميكروب).
ـ قوله: يجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض، تحميل لآيات القرآن الكريم فوق طاقة أسال
ساليب العربية، وفوق طاقة أفهام من نزل القرآن عليهم لتعجيبهم من شأن هذه الحادثة المبدعة إرهاصاً لمقدم بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين ().
وممن نَهَج نَهْج التفسير العلمي للقرآن الكريم أيضاً، الشيخ طنطاوي جوهري ()، الذي كان يؤمن بأن القرآن الكريم لا يفسر إلا بالعلم الحديث، فألف تفسيراً للقرآن الكريم سماه: (الجواهر في تفسير القرآن الكريم) مزج فيه الآيات القرآنية بالعجائب الكونية، وأمَّل من تفسيره هذا أن يشرح الله به قلوباً ويهدي به أمماً وتنقشع به الغشاوة عن أعين عامة المسلمين فيفهموا العلوم الكونية.
يبدأ طنطاوي جوهري في تفسيره بشرح الألفاظ ثم يتوسع في الفنون العصرية والعلوم الكونية، وينقل عن التوراة والإنجيل كثيراً، ويردُّ على بعض النصارى والمستشرقين، ويستشهد بكلام بعض علماء الغرب، وكثيراً ما يضع في تفسيره بعض الصور للنباتات والحيوانات، ومناظر الطبيعة، والتجارب العلمية، والجداول الإحصائية.
فجاء تفسيره مزيجاً من علوم الأمم قديماً وحديثاً، وربما وفق بين الآراء الحديثة والأفكار الدينية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أغرب ما تقرؤه في تفسيره انخداع الشيخ طنطاوي جوهري بدعوى علم تحضير الأرواح، بل يؤمن به ويدافع عنه، ويستنبطه من القرآن الكريم من قوله تبارك وتعالى:] وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [() الآيات.
ويذكر إحياء الله تعالى لقتيل بني إسرائيل لما ضرب بشيء من لحم البقرة التي أمروا بذبحها فيقول:
وأما علم تحضير الأرواح فإن من هذه الآية استخراجه، إن هذه الآيات تتلى والمسلمون يؤمنون بها حتى ظهر علم تحضير الأرواح بأمريكا أولاً، ثم بسائر أوربا ثانياً.
ثم يذكر نبذة طويلة عن مبدأ ظهور هذا العلم، وكيف كان انتشاره بين الأمم، استغرق ذلك منه خمس صفحات.
هذا العلم الذي يدعى (علم تحضير الأرواح) علم كاذب، وأغلب الظن أنها أرواح جن تكذب بادعائها أنها الأرواح المطلوب إحضارها ومكالمتها، وكيف يمكن استحضار هذه الأرواح حقيقة وسلطانها بيد الله تعالى وحده، قال الله تعالى:] وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [().
إن تفسير الجوهري يقال فيه كما قال الشيخ محمد حسين الذهبي: أنه موسوعة ضربت في كل فن من فنون العلم بسهم وافر، مما جعل هذا التفسير يرصف بما وصف به تفسير الفخر الرازي فقيل: فيه كل شيء إلا التفسير، بل هو أحق من تفسير الفخر بهذا الوصف وأولى به ().
وعلى نهج طنطاوي جوهري مشى الباحث (حنفي أحمد) () في كتابه» معجزة القرآن في وصف الكائنات «ويرى المؤلف أن من الواجب الاعتراف بالجهود الطيبة التي بذلها بعض أفاضل العلماء المعاصرين في كشف مكنون الآيات الكونية من أمثال الدكتور محمد أحمد الغمراوي والدكتور عبد العزيز إسماعيل والشيخ طنطاوي جوهري.
وأصدر الأستاذ عبد الرزاق نوفل () عدة مؤلفات تدور حول التفسير العلمي منها (القرآن والعلم الحديث) و (الله والعلم الحديث) و (الإسلام والعلم الحديث) و (بين الدين والعلم)، ويقول:
إن البشرية أوجدت في القرآن الكريم أوجه الإعجاز المختلفة البيانية والتشريعية والخلقية والإنسانية، وفي عصر العلم وجد العلماء في آياته الشريفة معجزة علمية ضخمة يكفي لأن ينشر بها الإسلام في أوساط العلم والعلماء، وفي كل مكان لا يعرف أهله لغة القرآن.
وفي الحقيقة لا يجوز لباحث المسارعة إلى الخوض في التفسير العلمي إلا بعد استيفاء شروطه وضوابطه، وأهم شروطه:
1 ـ أن يكون التفسير العلمي للآيات الكونية مطابقاً لمعنى النظم القرآني.
2 ـ أن لا يخرج عن حد البيان إلى عرض النظريات العلمية المتضاربة.
3 ـ أن يتحقق الباحث من ثبوت القضايا العلمية التي يفسر بها معاني الآيات الكونية.
4 ـ أن لا يحمّل الآيات حملاً على النظريات العلمية.
5 ـ أن يلتزم بالمعاني اللغوية للآيات، لأن القرآن عربي مبين.
6 ـ تجريد البحث عن جميع الاحتمالات المظنونة، فلا تفسير إلا بما هو ثابت.
7 ـ جعل الآيات الكونية أصلاً في البحث لا تبعاً له
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 May 2004, 03:47 ص]ـ
هذا الموضوع مقتبس من كتاب (مسيرة التفسير بيسن الانحراف والاختلاف) للشيخ محمد محمود كالو
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاتف: 633725/ 023 خَلَوِي: 457648/ 093
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
muhmmdkalo@al-islam.come-mail 1 :(/)
وقفات عند كلمة
ـ[سليمان داود]ــــــــ[20 May 2004, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخوتي الكرام في هذا المنتدى الكريم
تحيه طيبه وبعد
لقد كان لي وقفات مع هذه الآيات الكريمات
وأحببت أن تنظروا
بل تبصروا مدى مكانة الكلمة عندما يكون قائلها من يقول كن فيكون
فكل مخلوقات الله ان قالت قولا يبقى مجرد قول
كلام ندرجه بين الخبيث والطيب
ولله المثل الأعلى
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (أبراهيم 24)
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (أبراهيم 26)
أما اذا كانت الكلمه من الله العزيز القدير فلا بدأن تكون
أولا" طيبه كشجرة طيبه
ثانيا" يكون فيها حكمه أو علم أو خبر مؤكد
ثالثا" يكون القول متبوعا" بفعل فهو الذي يقول فيفعل
ويقول كن فيكون
واليوم مشاركتي بكلمة كلما جاءت كان بعدها فعل معجز رباني
هذه الكلمه (قلنا)
فتأملوا معي:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقره 34)
فقد تبع السجود كلمة قلنا لكل المأمورين وهم الملائكه
أما ابليس فأنه ليس من الملائكه والأمر الذي تلقاه مستقل وأختياري
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (البقره 35
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (البقره 36
فقد تبع قلنا دخول الجنه في الآية الأولى
وتبعها الهبوط للأرض في الآية الثانيه
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (البقرة 60)
فليست عصا موسى هي التي فجرت العيون بل كلمة قلنا من الحكيم الخبير وما عصى موسى الا وسيله ليعلم البشر أن يستعينوا بالآله خشبية كانت أم معدنيه
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ
(البقرة65)
وكما قال صار فقد تحولوا الى قردة خاسئين
فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (البقرة 73)
وفي قصة البقره يستطيع أي واحد منا أن يصنع كما صنعوا؟؟؟
ويحضر بقره بنفس المواصفات فهل نستفيد شيئا"
طبعا" لا لأن كلمة قلنا غير موجوده؟؟
حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
(هود 40)
ان نوح عليه السلام لاطاقة له بتجميع زوجين اثنين من كل المخلوقات على الأرض
لكن كلمة قلنا جعلت الهوام والدواب تحظر للسفينة طوعا"
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (68) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (طه69)
في البدايه خاف موسى فهو بشر؟؟؟ لكن كلمة قلنا نزعت الخوف من قلب موسى فألقى عصاه ولقفت ما كانوا يأفكون وكان الأعلى لأن الله قال ففعل وليست العصا كما يظن البعض
ولو كان الأمر بيد موسى وعصاه لما تاهوا 40 سنه ولكان من الأجدى أن تكون دليلا" لهم في سفرهم؟؟
لكنها كلمة هو قائلها لا اله الا هوالخبير العليم
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (الأنبياء69)
فالنار تبقى نار ولها كل مواصفاتها المعروفه لكن كلمة قلنا من الحكيم الخبير جعلت النار تتحول الى برد وسلام على ابراهيم
ولو قال بردا"لتجمد لكنه عطف عليها وسلاما
وحين سؤل أبراهيم عليه السلام عن أجمل أيام عمرك قال عندما كنت في النار؟؟
انتهى
هذا والله أعلم
أخوكم سليمان داود الضاحي
طالب علم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 May 2004, 05:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذه المشاركة.
ويا حبذا لو حررت الصياغة لتدل العبارات على المعنى دون زيادة أو نقص، فربما دخل الخلل في المعنى المقصود لعدم التعبير عنها بعبارة محررة مختارة.
وفقك الله لكل خير.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[23 May 2004, 12:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك دكتور عبد الرحمن على التوجيهات الصائبه
وان شاء الله ستكون بعين الاعتبار في المشاركات القادمة باذن الله
وأشكر جميع من قرأ هذه المشاركة وجعلها في ميزان حسناتنا واياكم
انه السميع المجيب(/)
إشكال في معنى آية سورة المائدة!
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[20 May 2004, 11:50 ص]ـ
يقول الله تعالى ((قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الفاسقين)) وإشكالي في كون الله عز وجل أخبر عن أهل الكتاب أنهم ليسو على شيء حتى يقيموا التوراة والإنجيل ومعلوم أن القرآن نسخ الكتب السابقة والخطاب كان موجها في الآية لمن هم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[20 May 2004, 01:03 م]ـ
الله سبحانه وتعالى ذكر في ما أنزل على أهل الكتاب نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى في سورة الصف ((واذ قال عيسى ابن مريم يابني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ........ )) وهذا يعني أنهم لو امنوا بكتبهم ايمانا صادقا لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم،وهل أصدق من أن يبشرهم به نبيهم الذي يزعمون أنهم يؤمنون به! فلو صدقوا في ايمانهم بالتوراة والانجيل لآمنوا بمحمدصلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند ربه، ولهذا قال تعالى في سورة البقره ((ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عندربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون))
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 May 2004, 05:12 م]ـ
بسم الله ...
المقصود بالتوراة و الإنجيل هنا هي الكتب قبل التبديل و التحريف فلا سبيل لإقامتها إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم المهيمن الذي يشهد لما أنزله الله فيهما و يشهد على ما حرفه الناس فيهما و هذا ما أخبرنا به الله في سورة المائدة في قوله تعالى "مهيمناً عليه" فما وافق القرآن هو صدق أنزله الله و ما خالفه كذب و ما لم يوافقه و لم يخالفه نتوقف فيه فلا نصدقه و لا نكذبه.
أما المقصود بقوله تعالى "وما أنزل إليكم من ربكم" فهو القرآن الكريم فهم ليسوا على شيئ حتى يقيموا التوراة الصحيحة و الإنجيل الصحيح و القرآن المنزل و هذا كله لا يمكن بلوغه إلا بالقرآن المصدق المهيمن.
و هذا نفس ما قاله ابن حزم رحمه الله في الفصل ج1 ص92:
وأما قول الله عز وجل " يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم " فحق لا مرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم إلى إقامتها أبداً لرفع ما أسقطوا منها فليسوا على شيء إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والإنجيل كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجداؤ عدم ويكذبون بما يدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي إقامتهما حقاً فلاح صدق قولنا موافقاً لنص الآية بلا تأويل والحمد لله رب العالمين.
و بالله التوفيق.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[20 May 2004, 11:34 م]ـ
السلام عليكم
نعم
انه توضيح رائع
ـ[خالد الناصر]ــــــــ[21 May 2004, 12:15 ص]ـ
الاخ الفاضل سليمان داود:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن انكارك على أخيك قوله: اشكال في معنى الآيه، ليس له آساس من الصحة، فلامانع أن يكون هناك اشكال في كثير من الآيات القرآنيه، أو الآحاديث النبويه، أو النصوص العلميه، حيث إن الاشكال عندي وعندك لايعني خطأ في النص، وإنماهو إشكال في فهمي وفهمك للنص، ولازال العلماء قديما وحديثا يستعملون هذا المصطلح في كثير مما يشكل، فيقال: لدي اشكال في كذا وكذا، وهكذا، فعمل الاخ صحيح ولاتثريب عليه، وأشكرك على غيرتك على كتاب الله فجزاك الله خيرا.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[21 May 2004, 05:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة وكتب لكم الأجر والمثوبة(/)
مقتبسات من تفسير القرآن ليحيى بن سلام
ـ[موراني]ــــــــ[20 May 2004, 12:54 م]ـ
اليكم في هذه الموضع تفسير سورة التوبة , الآيات 52 الى 58 من تفسير القرآن ليحيى بن سلام البصري
وقد قابلت هذه الأوراق على الرق المحفوظة في المكتبة العتيقة بالقيروان بالنص لدى كل من ابن أبي زمنين (مخطوط القرويين , الرقم 34) من ناحية وبالنص لدى هود بن محكم , ج 2 و ص 138 الى 141.
.................................................. .......................
قوله: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا} (1) , يعني المنافقون , {بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} , قال الحسن: أن نظهر على المشركين فتقتلهم ونغنمهم أو نقتل فندخل الجنة ,
{وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ} , فيهلككم له , {أَوْ بِأَيْدِينَا} أي (2) يستخرج ما في قلوبكم من النفاق حتى تظهروا الشرك فنقتلهم , فيتربصون (3) ,
{إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}.
قال قتادة: {هَلْ تَرَبَّصُونَ}: الا الفتح أو القتل في سبيل الله وهو مثل قول الحسن وهو قول مجاهد أيضا , وذكره عبد الوهاب بن مجاهد: {إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}: القتل في سبيل الله والظهور على أعداء الله (3).
قوله: {قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} مما يفرض عليكم من النفقة في الجهاد (4) {لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ} , فسق الشرك لأنهم ليست لكم حسنة ولا نية (4). (5)
قال: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ} وأظهروا الايمان , {وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى} , يراءون الناس بها ولا يذكرون الله الا قليلا (6).
عاصم بن حكيم عن مجمع بن يحيي عن خالد بن زيد عن ابن عمر قال: لا يقبل الله نفقة في رياء.
حدثني أبو الأشهب عن الحسن قال:
أيما قلّ لأنه لغير الله.
قال: {وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} للانفاق في سبيل الله وما فرض الله عليهم.
قوله: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} , (9) حدثني الحسن بن دينار عن الحسن قال:
{لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال: الزكاة أن تؤخذ منكم كرها (9).
وفي تفسير عمرو عن الحسن: يعني انهم ينفقون أموالهم ويشخصون أبدانهم ويقاتلون أولياءهم لانهم أولياء المشركين مع أعدائهم , يعني المؤمنين لأنهم يسرون لهم العداوة.
(11) وقال الكلبي: يقول: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم} ,
انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة , فيها تقديم وتأخير.
قوله: {وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ} تموت (12) أنفسهم {وَهُمْ كَافِرُونَ} (13).
قوله: {وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ} فيما أظهروا من الايمان , {وَمَا هُم مِّنكُمْ} فيما يسرون من الكفر , {وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} على دمائهم ان أظهروا الشرك (14).
{لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً} يلجأون اليه حصونا (15) {مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ} غيرانا {أَوْ مُدَّخَلاً}
بيوتا (16).
وقال الكلبي: الملجأ الحرز والمغارات الغيران في الجبل والمدخل السرب في الأرض.
قال: {لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ} مفارقة للنبي ولدينه , {وَهُمْ يَجْمَحُونَ} , يسرعون , يعني المنافقون (17).
قال ابن مجاهد عن أبيه: لو يجدون محرزا لهم لولّوا اليه افرّوا اليه منكم.
قاله: {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} (18) , أخبرني عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال: يزورك ويسألك (19).
{فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} , سعيد عن قتادة (20) أن رجلا حديث العهد بأعرابية أتى النبي وهو يقسم ذهبا وفضة , قال الحسن: من المنافقين , قال بعضهم: ناتيْ الجبين , مشرف الحاجبين , غائر العينين ,
فقال قتادة:
(يُتْبَعُ)
(/)
يا محمد ان كان الله أمرك أن تعدل فما عدلت , فقال رسول الله: ويلك فمن يعدل عليك بعدي , ثم قال: احذروا هذا وأشباهه , فانّ في أمتي أشباه هذا , قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم (20) , فاذا (21) خرجوا فأيتموهم , اذا خرجوا فأيتموهم , ثم
اذا خرجوا فأيتموهم ,
قال يحيى: يعني فاقتلوهم.
وقال بعضهم: فانه سيخرج من ضئضي هذا قوم يقرؤون القرآن (21) , لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
.................................................. ........
ملحوظات:
(1 هود بن محكم , ج 2 ص 138 والمختصر: اضافة: أي هل تنتظرون بنا.
(2 أضاف هود تفسيره الخاص في هذا الموضع باحالته على سورة الأحزاب , الآية 60 الي 62.
(3) - (3) سقط في المختصر وذكره هود بغير ذكر عبد الوهاب بن مجاهد.
(4) - (4) سقط في المختصر , وفي موضعه اضافة لمحمد بن يحيي] بن سلام كما يلي:
قال محمد. قوله {قل أنفقوا} , قال بعض النحويين فيه: هذا لفظ أمر ومعناه معنى الشرط , والحهاد: يقول: ان أنفقطم طائعين أو مكرهين لن يتقبل منكم. قال مثل هذا المعنى الشعر , قول كثيّر (طويل):
أسيئي أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية ان تقلّت
فلم يأمرها بالاساءة لكن أعلمها أنها ان أساءت أو أحسنت فهو على عهدها.
(انظر أيضا تفسير الطبري , ج 10 ص 152).
(5) ذكره هود وأضاف: أي فسق النفاق لأنه فسق دون فسق الشرك.
(6) اضافة عند هود باحالته على سورة النساء و الاية 155 وسورة البقرة , الآية 88.
(7) سقط حديث ابن عمر عند هود وفي المختصر معا.
(8) سقط تفسير الحسن عند هود وفي المختصر معا.
(9) سقط تفسير الحسن عند هود وفي المختصر معا.
(10) ذكره هود بهذا الاسناد وقال: لأنهم أحباء. وفي المختصر اضافة: فهو تعذيب في الحياة الدنيا.
(11) سقط في المختصر. وأضاف هود: وهذا من خفي القرآن.
(12) المختصر: أي تذهب.
(13) عند هود أضافة: أي كفر النفاق.
(14) وجاء عند هود: أي يخافون على دمائهم ان هم أظهروا نفاقهم وباينوا به.
(15) المختصر: يعني حصنا يلجأون اليه.
(16) هكذا عند هود أيضا عن الكلبي.
(17) اضافة عند هود: وهم مسرعون الانطلاق اليه يعني المنافقون.
(18) في المختصر زيادة: أي يعيبك ويطعن عليك.
(19) كذا عند هود أيضا بعدم ذكر الاسناد (كالعادة).
(20) لم يذكر هود اسناد يحيي بن سلام.
(21) - (21) سقطت الفقرة عند هود وفي المختصر الا انهما ذكرا الحديث فقط.
ووفقكم الله
موراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 May 2004, 10:59 م]ـ
أشكرك يا أستاذ موراني على استجابتك لوضع هذه القراءة لنصٍ من تفسير يحيى بن سلام البصري، وأسأل الله أن يوفق إلى تحقيق هذا التفسير تحقيقًا كاملاً.
وهذا النص على وجازته يعطي صورة لا بأس بها عن تفسير يحيى.
وقد ذكر الفاضل بن عاشور في التفسير ورجاله بأنه من أصحاب النقد والاختيار في التفسير، قال: (( ... مبني على إيراد الأخبار مسندة، ثم تعقيها بالنقد والاختيار، فبعد أن يورد الأخبار المروية مفتتحًا إسنادها بقوله: (حدثنا) يأتي بحكمه الاختياري مفتتحا بقوله: (قال يحيى)، ويجعل مبنى اختياره على المعنى اللغوي، والتخريج الإعرابي، ويندرج من اختيار المعنى إلى اختيار القراءة التي تتماشى وإياه .... )). (ص: 28)
ولا زال في نفسي شيء من وجود هذه الطريقة عند ابن سلام، ويبدو أنها لم تكن صفة غالبة على تفسيره، وإنما هي في بعض المواطن، ولا يظهر صحة احتمالي من خطئه إلا بوجود تحقيق لمجموع لا بأس به من الكتاب.
ـ[موراني]ــــــــ[22 May 2004, 11:05 ص]ـ
الدكتور مساعد الطيار
نعم , كل ما كتبت هو اقتباس وجيز وبسيط بمقارنة بما في تلك المكتبة بالقيروان.
أنا شخصيا عثرت على عدة أوراق متفرقة من الكتاب رأيت مئات أخرى منه لم
يعتمد عليها أحد الى يومنا هذا: لا طلاب الاستاذ محمد الطالبي ولا الدكتورة هند الشلبي. وذلك حقا شي مؤسف جدا.
من يشد الرحال الى القيروان لكي يجمع هذه الاوراق المتفرقة كلها ويرتبها على ترتيبه ولا يتركز على امور أخرى؟
كل ذلك يحتاج الى اقامة طويلة وربما متكررة هناك وبذل الجهود يوميا لتنفيذ هذه الأعمال الاعدادية وتصوير الأجزا ء تصويرا رقميا قبل تحقيق النصوص المتوفرة تحقيقا علميا.
لم تتح الفرصة لي لقيام بهذه الأعمال بسبب أشغالي الأخرى في المكتبة حيث تركزت على أمهات كتب الفقه المالكي عبر السنوات الماضية.
اذا:
أين الطاقة البشرية والمعونة المالية للوصول الى هذا الهدف المنشود؟
تقديرا
موراني(/)
الأبحاث الصوتية ...... (في أصْوَاتِ الحَرَكَاتِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[20 May 2004, 02:17 م]ـ
الأبحاث الصوتية ...... (في أصْوَاتِ الحَرَكَاتِ)
الهَمْسُ صَوْتُ حَرَكَةِ الإِنْسانِ (وقَدْ نَطَقَ به القُرآن)
وَمثْلُهُ الجَرْس والخَشْفَةُ، وفي الحديثِ أنَّهُ صَلَّى اللهّ عليهِ وسلَّم قالَ لِبِلال:
(إفي لا أَرَاني أدْخلُ الجنَّةَ فأسْمَعُ الخَشْفَةَ إِلا رَأيْتُكَ)
وقَرِيب مِنْهَا الهَمْشَةُ والوَقْشَة
ُ
فأمّا النَّامَّةُ فهيَ ما يَنِمُّ عَلَى الإنْسَانِ مِن حَرَكَتِهِ أو وَطْءِ قَدَمَيْه
ِ
الهَسْهَسَةُ عامٌّ في كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْت خَفِيّ كَهَسَاهِسِ الإبلِ في سَيْرِها
الهَمِيسُ صَوْتُ نَقْلِ أخْفَافِ الإبِلِ في سَيْرِهَا وُينشَدُ (من الرجز):
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنا هَمِيسَا(/)
أصول قراءة خلف العاشر في اختياره، آخر قراء الكوفة.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 May 2004, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام خلف العاشر في اختياره نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الإضاءة في بيان أصول القراءة، يشرحها من طريق الشاطبية والدرة
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال:
واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
===============
أصول قراءة خلف العاشر.
هو أبو محمد خلف بن هشام البزار الذي مر ذكره راويا عن حمزة
وله راويان:
أحدهما، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الوارق المروزي ثم البغدادي
وثانيهما، أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد.
أخذا القراءة عن خلف مباشرة وإسحاق مقدم في الأداء. والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى شيخهما.
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
قرأ خلف بترك البسملة بين السورتين، سوى الناس مع الحمد، ووصل آخر السورة السابقة بأول السورة اللاحقة.
أما بين الناس والحمد، فله كالباقين فيه البسملة قولا واحدا.
واختار له بعض أهل الأداء السكت في الأربع الزهر، والمختار عدم التفرقة بينهن وبين غيرهن.
[باب الأصول الواقعة في سورة أم القرآن]
--
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
--
[باب الإدغام الكبير]
--
[باب هاء الكناية]
قرأ أرجه، في الأعراف والشعراء، وفألقه في النمل بكسر الهاء، وصلتها فيهما.
ويتقه في النور ويرضه لكم في الزمر بصلة الهاء فيهما
وفيه مهانا بقصر الهاء
وما أنسانيهِ في الكهف، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
[باب المد]
وقرأ بتوسط المنفصل والمتصل قولا واحدا
[باب الهمزات]
وقرأ:
? ءآمنتم بالأعراف وطه والشعراء، وأءنكم لتأتون وأءن لنا كلاهما في الأعراف، وأءنكم لتأتون الفاحشة في العنكبوت، بالاستفهام فيهن.
? وأءعجمي المرفوع بفصلت بالتحقيق
? ويضاهون بضم الهاء من غير همز
? والذئب بإبدال الهمزة ألفا
? ويأجوج ومأجوج بإبدال الهمزة ألفا
[باب النقل]
وسل وفسل وسلوا وفسلوا وفسلوهن بنقل حركة الهمزة إلى السين مع إسقاط الهمزة
[باب السكت]
وقرأ من رواية إدريس من طريق المطوعي عنه بالسكت على الساكن غير المدي إذا وقع بعد همز من كلمة أو كلمتين.
نحو:
الأنهار، الآخرة، يسئمون، من آمن، قد أفلح.
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف. ومرقدنا هذا، في يس. ومن راق، في القيامة. وبل ران، في التطفيف)، بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الوقف على الهمز]
--
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم
? ذال إذ في التاء والدال.
? ودال قد في حروفها الثمانية.
? وتاء التأنيث في الجيم والظاء وأحرف الصفير.
? والذال في التاء. في: اتخذتم وأخذتم كيف أتيا، وفنبذتها وعذت.
? والدال في الذال. من: كهيعص ذكر،
? وفي الثاء، من: ومن يرد ثواب في آل عمران
? والباء في الميم. من: ويعذب من يشاء آخر البقرة
? والنون في الواو، من: يس والقرآن، ون والقلم
وأظهر الباء عند الميم من اركب معنا بهود
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال إمالة كبرى
? كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا حيث وقعت في اسم أو فعل. نحو: الهدي وسعى.
وتعرف ذوات الياء من الأسماء بالتثنية ومن الأفعال بإسناد الفعل إلى المتكلم كما مر فمتى ظهرت الواو فتحت
إلا: القوى والعلى والربا والضحى كيف أتيا، وأوكلاهما فإنه يميلهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وإذا زاد الواوي على ثلاثة أحرف، نحو: يرضى وتزكى وزكاها وأنجاه ونجانا ويدعى وتتلى وتجلى واعتدى واستعلى فإنه يصير بسبب تلك الزيادة يصير يائيا ويمال.
? وكذا أمال ألفات التأنيث المقصورة وتكون في فعلى مثلث الفاء نحو: طوبى وبشرى وتقوى وأسرى سيما ذكرى.
? وكذا أمال ما كان على وزن فُعالى وفَعالى، نحو: أسارى ويتامى.
? وكذا أمال كل ألف متطرفة رسمت في المصاحف ياء، نحو: متى وبلى ويا أسفى وعسى وأني الاستفهامية.
ماعدا خمس كلمات. وهي: لدى وإلى وحتى وعلى وما زكى، إذ لم يرد فيهن إلا الفتح للجميع.
? وكذا أمال ألفات فواصل الآي المتطرفة تحقيقا أو تقديرا واوية أو يائية، أصلية أو زائدة في الأسماء والأفعال،
إلا دحاها وتلاها وطحاها وإذا سجى، وإلا المبدلة من التنوين مطلقا كـ همسا وأمتا وما لا يقبل الإمالة بحال.
وذلك في أحدى عشرة سورة طه والنجم وسأل والقيامة والنازعات وعبس والأعلى والشمس والليل والضحى والعلق.
وقد استثنى من هذه الأصول كلمات فقرأهن بالفتح وهن: خطايا كيف وقعت، وقد هدان بالأنعام، ومن عصاني بإبراهيم، وأنسانيه بالكهف وآتاني بمريم والنمل، وأوصاني بمريم ومحياهم بالجاثية وأحيا حيث وقع إذا لم يكن منسوقا أو نسق بثم أو الفاء فقط نحو أحياكم ثم أحياهم فأحيا به. فإن نسق بالواو وذلك في أمات وأحيا بالنجم أماله.
وفتح أيضا هداي بالبقرة وطه ومثواي بيوسف، ومحياي آخر الأنعام ورءيا إذا لم يكن محلى بأل وذلك في يوسف وفتح أيضا كمشكاة في النور ومرضاتي ومرضات كيف جاء وحق تقاته بآل عمران.
? وأمال الراء دون الهمزة وصلا من قوله تعالى فلما تراء الجمعان في الشعراء، وإذا وقف أمال الراء والهمزة معا.
? وأمال أيضا حرفي ونآى بجانبه في الإسراء وفصلت.
? وحرفي رأى حيث وقع قبل متحرك نحو: رأى كوكبا
? وراءه فقط حيث وقع قبل ساكن في الوصل نحو: رأى القمر، فإن وقف عليه أمال حرفيه.
? وأمال أيضا همزة آتيك في النمل، وعين الفعل الماضي الثلاثي في: شاء وجاء وران فقط.
? والألف الواقعة بين راءين أولاهما مفتوحة والثانية مجرورة وهي في: الأبرار، والقرار، وقرار، والأشرار.
? والأحرف الخمسة المجموعة في (حي طهر) في فواتح السور نحو: الر وكهيعص طه حم.
تنبيه
إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن وسقطت الألف من أجله امتنعت الإمالة، فإذا زال ذلك الساكن بالوقف عادت الإمالة على ما تأصل. اهـ
[باب الراءات]
---
[باب اللامات]
---
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ويجوز له الوقف على كل من أيا وما من قوله تعالى: "أيا ما تدعو" في الإسراء على الصحيح.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ:
عهد الظالمين بفتح الياء وصلا. وبيتي، في البقرة والحج ونوح. ووجهي، في آل عمران والأنعام. ويدي إليك، وأمي إلهين، في المائدة. وأجري إلا، في مواضعها التسعة. ويا عبادي الذين في العنكبوت والزمر.
ولي فيها، بـ طه. وما كان لي، بإبراهيم وص. ولي دين، بالكافرين. وما لي لا في النمل ويس. ومعي في مواضعها الأحد عشر بإسكان الياء فيهن.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ:
فما آتان في النمل بحذف الياء في الحالين
وهنا تمت أصوله ولله الحمد
اهـ
ويليه الإمام أبو عمرو البصري إن شاء الله تعالى
ومن له اشتراكات في منتديات أخرى المرجو منه نشر هذه الدروس بين طلبة العلم، إحياء لعلم القراءات الذي هو أجل العلوم على الإطلاق لتعلقه بكلام رب العالمين، وفي المنتدى يجد بقية قراء الكوفة وأصول القراءات بعمومها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في اثنين وثلاثين مجلد
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 May 2004, 06:35 ص]ـ
التعريف بكتاب: تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن في اثنين وثلاثين مجلد
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن
هذا الكتاب من توزيعات دارنا الحصرية، وقد أصدرته (دار طوق النجاة) الزاهرة.
وحيث أنه لا يقدَّم على كتاب الله وعلومه وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء .. فإننا وضعناه في أول القائمة ..
إنه كتاب حافل بمختلف الفنون، جامعٌ لغرر الشروح والمتون؛ إنه تفسيرٌ فريد من نوعه، متين في أسلوبه، قوي في معارفه، جمع فنوناً شتى، واصطفى من تفسيرات السلف أجلَّها وأدقها، وجرى في ميدان الاستطراد، عارضاً أسباب النزول في استيعاب، واستخلص من نصوص التنزيل الحكيم أحكامها، وأظهر ما يتعلق بقراءاتها، وأماط اللثام عن إعرابها، ولا سيما مشكل الإعراب منها، وعرَّج على التصريف، وتحدث عن البلاغة وإعجاز القرآن ... إلى غير ذلك من المباحث المتعلقة بالآيات البينات.
ولئن كان هذا المفسر القدير قد أتحف المكتبة الإسلامية ـ خصوصاً مكتبة التفسير ـ بهذا المرجع الهام، والموسوعة العلمية الشرعية .. فقد صدق أهل العلم حين قالوا: (كم ترك الأول للآخر).
وحسبك أنه قد استغرق مؤلِّفه فيه زهاء ثلاثين سنة، ووقع في ثلاثة وثلاثين مجلداً، فكان هذا التفسير العظيم بحق:
أضخم موسوعة تفسيرية زفها إلينا هذا العصر. وأجمعَ مادة تفسيرية قيَّدت الأوابد، وهيمنت على الشوارد؛ فهي روض أُنُف، ومرجع متقن، وعلوم عدة معروضة في كتاب واحد.
باختصار: إنه تسعة كتب في كتاب واحد:
ستجد فيه المناسبة
وستجد فيه أسباب النزول
وستجد فيه التفسير
وستجد فيه الإعراب
وستجد فيه القراءات
وستجد فيه البلاغة
وستجد فيه التصريف
وستجد فيه مفردات اللغة
وستجد فيه الأحكام
وستجد شرح الآية في موضع واحد .. بل في مجلد واحد لتسعة مواضيع مختلفة، وهي ميزة انفرد بها هذا الكتاب.
http://alminhaj.com/main/books/book.asp?B_ID=104&S_ID=1
======================
ترجمة مؤلف الكتاب العلامة محمد أمين الارمي الاثيوبي
نزيل مكة ومدرس دار الحديث الخيرية في مكة
ا http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1930
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 May 2004, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[25 May 2004, 12:25 ص]ـ
وأياكم يا أخي الفاضل(/)
ترجمة العلامة المفسر محمد أمين لأرمي الهرري
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 May 2004, 06:39 ص]ـ
ترجمة العالم الجهبذ والعلامة النحرير فريد عصره محمد أمين الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة وتقديم
الحمد لله واهب النعم ودافع النقم وأشهد أن لا إله الا الله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم والصلاة والسلام علي عبده الاكرم سيد العرب والعجم وعلي اله وصحبه وكل عالم ومتعلم
أما بعد:
فقد أذن لي مؤلف حدائق الروح والريحان وهو العالم الجهبذ والعلامة النحرير فريد عصره وأوانه متع الله بحياته
ونفع بعلومه، بأن أرتب وأراجع وأحقق سفره العظيم ... وأجازني كذلك في جميع مؤلفاته ومروياته من فنون العلم وصنوف المعرفة في هذا الدين التي نقلها من هذه الامة خير خلف عن خير سلف فلله الحمد والمنة.
وأنه ليشرفني التعريف بهذا الحجة العلم والمقيم بأرض الحرم فأقول هو محمد أمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن أبو ياسين الأرمي جنسا العلوي قبيلة الأثيوبي دولة الهرري منطقة الكري ناحية البويطي قرية السلفي مذهبا السعودي إقامة نزيل مكة المكرمة جوار الحرم الشريف في المسفلة حارة الرشد.
مولده: ولد في الحبشة في منطقة الهرر في قرية بويطه في عصر يوم الجمعة أواخر شهر ذي الحجة، سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين من الهجرة النبوية علي صاحبها افضل الصلوات وأزكي التحيات.
نشأته: تربي بيده والده وهو يتيم عن أمه، ووضعه عند المعلم وهو ابن أربع سنين، وتعلم القرآن وختمه وهو ابن ست سنين، ثم حوله الي مدارس التوحيد والفقه وحفظ من توحيد الأشاعرة ((عقيدة العوام للشيخ أحمد المرزوقي، والصغري، وصغري الصغري والكبري وكبري الكبري للشيخ محمد بن يوسف السنوسي، لان اهل الحبشة كانوا وقتئذ من الاشاعرة وحفظ من مختصرات فقه الشافعية كثيرا، كمختصر بافضل الحضرمي
ومختصر أبي شجاع مع كفاية الاخيار وعمدة السالك لأحمد بن النقيب وزبد أحمد بن رسلان ألفية في فقه الشافعية وقرأ المنهاج لللإمام النووي مع شرحه مغني المحتاج، والمنهج لشيخ الإسلام الاسلام الانصاري مع شرحه فتح الوهاب، وقرأ كثير من مختصرات كتب الشافعية ومبسوطاتها علي مشايخ عديدة من مشايخ بلدانه.
رحلته: ثم رحل إلي شيخه سيبويه زمانه، وفريد أوانه أبي محمد الشيخ موسي بمن محمد الاديلي، وبدأ عنده دراسة الفقه، بدأ بشرح جلال الدين المحلي علي منهاج النووي، ثم بعد ما وصل الي كتاب السلم حوله شيخه المذكور إلي دراسة النحو لما رأي فيه النجابة والاجتهاد في العلم، وقرأ عليه مختصرات النحو، كمتن الاجرومية وشروحها العديدة ومتن الازهرية وملحة الاعراب مع شرحه كشف النقاب لعبد الله الفاكهي وقطر الندي مع شرحه مجيب الندا لعبد الله الفاكهي، وقرأ الالفية ابن مالك مع شروحها العديدة كشرح ابن عقيل، وشرح المكودي وشرح السيوطي، ثم اشتغل بكتب الصرف والبلاغة والعروض والمنطق والمقولات والوضع، واجتهد فيها وحفظ الفية ابن مالك و ((ملحة الاعراب)) و ((لامية افعال)) والسلم في المنطق، والجوهر المكنون في البلاغة، وكان لا ينام كل ليلة حتي يختم القصائد المذكورة حفظا، وكان قليل النوم في صغره إلي كبره، حتي كان لا ينام غالبا بعدما كبر إلا أربع ساعات من أربع وعشرين ساعة لكثرة اجتهاده في مذاكرة العلم، وكان يدرس هذا الفون جنب حلقة شيخه مع دراسته علي الشيخ المذكور، ثم رحل من عنده بعد ما لازمه نحو سبع سنوات الي شيخه خليل زمانه، وحبيب عصره وأوانه الشيخ محمد مديد الاديلي أيضا، وقرأ عنده مطولات كتب النحو كمجيب الندا علي قطر الندي، ومغني اللبيب كلاهما لابن هشام والفواكه الجنية علي المتممة الاجرومية، وغير ذلك من مطولات علم النحو، وكان يدرس أيضا جنب حلقة شيخه، وقرأ عليه أيضا التفسير إلي سورة يس.
ثم رحل من عنده بعدما لازمه ثلاث سنوات، الي شيخه الشيخ الحاوي، المفسر في زمانه، الشيخ إبراهيم بن يس الماجتي و فقرأ عليه التفسير بتمامه والعروض من مختصراته ومطولاته كحاشية الدمنهوري الكبير علي متن الكافعي، وشرح شيخ الاسلاخ الانصاري علي المنظومة الخرجية، وشرح الصبان علي منظومته في العروض وقرأ عليه ايضا مطولات المنطق والبلاغة ولازمه نحو: ثلاث سنوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم رحل من عنده ألي الشيخ الفقيه الشيخ يوسف بن عثمان الورقي و وقرأ عليه مطولات علم الفقه كشرح الجلال المحلي علي المنهاج وفتح الوهاب علي المنهج لشيخ الاسلام مع حاشيته لسليمان البجيرمي، وحاشيته لسليمان الجمل، وحاشيته التوشيح علي متن ابي شجاع، ومغني المحتاج للشيخ الخطيب الي كتاب الفرائض وقرا عليه غير ذلك من كتب الفرائض كحواشي الرحبية والفرات الفائض في فن الفرائض وهو كتاب جيد من مطولاتها، ولازمه نحو: اربع سنوات.
ثم رحل من عنده الي الشيخ إبراهيم المجي وقرا عليه فتح الجواد لابن حجر الهيتي علي متن الارشاد لابن المقريء الجزئين الاولين منه.
ثم رحل من عنده الي شيخ المحدثين الشيخ الحافظ الفقيه الشيخ احمد بن ابراهم الكري، وقرأ عليه البخاري بتمامه وصحيح الامام مسلم وبعض كتب الاصطلاح.
ثم رحل من عنده الي مشايخ عديدة وقرأ عليهم السنن الاربعة والموطأ وغير ذلك من كتب الحديث مما يطول بذكره الكلام، ثم رحل من عندهم ألي شيخ عبد الله نورو القرسي، فقرأ عليه مطولات كتب البلاغة كشروح التلخيص لسعد التفتازاني وغيره، مطولات كتب أصول الفقه كشرح جمع الجوامع لجلال الدين المحلي، وقرا عليه من النحو حاشية الخضري علي ابن عقيل.
وقرأ علي غير هولاء المشايخ كتبا عديدة من فنون منتوعة مما يطول الكلام بذكره من كتب السيرة وكتب الامداح النبوية كبانت سعادة وهمزية البوصيري وبردته والقصيدة الوترية والطراف والطرائف واضاءة الدجنة الفية في الاشاعرة، وغر ذلك مما يطول الكلام بذكره، وكن يدرص مع دراسته جنب حلقة مشايخه ما درس عليهم من اربع عشرة سنة من عمره.
ثم استجاز من مشايخه هؤلاء كلهم التدريس، استقلالا في ما درس عليهم فأجازوا له، فبدأ التدريس استقلالا في جيمع الفنون في أوائل سنة الف وثلاثمائة وثلاث وسبعين، في اليوم الثاني عشر من ربيع الاول 12/ 3/1373 من الهجرة النبوية، فاجمتع عنده خلق كثير من طلاب كل الفنون زهاء ستمائة طالب، او سبعمائة طالب وكان يدرس من صلاة ا لفجر الي صلاة العشاء الاخرة نحو: سبع وعشرين حصة من حصص الفنون المتنوعة، كان يحي ليله دائما بكتابة التاليف وبما قدر الله له من طاعته.
ومؤلفاته كثيرة من كل الفنون حتي أوشكت الي أن لا تحصي، والمطبوع المنتشر منها اثنا عشر كتابا:
1) الباكورة الجنية في إعراب متن الاجرومية.
2) الفتوحات القيومية في علل وضوابط متن الاجرومية.
3) الدرر البهية في إعراب امثلة الاجرومية.
4) جواهر االتعليمات شرح التقريظات ومقدمة علم النحو.
5) هدية أولي العلم والانصاف في أعراب المنادي المضاف.
ومن الصرف:
6) مناهل الرجال علي لامية الافعال.
7) تحنيك الاطفال علي لامية الافعال.
ومن المصطلح:
8 - الباكورة الجنية علي منظومة البيقونية.
9 - هداية الطالب المعدم علي ديباجة صحيح مسلم.
10 - خلاصة القول المفهم علي تراجم رجال صحيح مسلم مجلدان.
*ومن كتب الاسماء والصفات:
11 - هدية الاذكياء علي طيبة الاسماء في توحيد الاسماء والصفات.
12 - سلم المعراج علي خطبة المنهاج للامام النووي.
وغير المطبوع منها الفنون المتنوعة من التفسير:
13 - حدائق الروح والريحان في روابي علوم القران اثنان وثلاثون مجلدا جمع فيه سبعة فنون بل ثمانية، بل تسعة لم يسبق له نظير من التفسير وهو الذي ننشر مقدمته الان وستظهر اجزاءه تباعا إن شاء الله.
ومن النحو:
14 - حاشية علي كشف النقاب علي ملحة الاعراب.
15 - هدية الطلاب في اعراب ملحة الاعراب
16 - الصور العقلية علي تراجم الالفية لابن مالك.
17 - التقريرات علي حاشية الخضري علي الالفية.
18 - حاشية علي الفواكه الجنية علي متممة الاجرومية.
19 - التقريرات علي مجيب الندي علي قطر الندا كلاهما لعبد الله الفاكهي.
ومن البلاغة:
20 - الدر المصون علي الجوهر المكنون لعبدالرحمن الاخضري.
21 - التقريرات علي مختصر سعد الدين علي التلخيص.
ومن المنطق:
22 - الكنز المكتم علي متن السلم للاخضري ايضا.
23 - والتذهيب علي منت ا لتذهيب في المنطق.
ومن العروض:
24 - الفتوحات الربانية علي منظومة الخزرجية في العروض.
25 - التبيان علي منظومة الصبان في العروض.
ومن الحديث:
26 - النهر الجاري علي تراجم البخاري ومشكلاته.
27 - رفع الصدور علي سنن ابي داود علي الربع الاول منه لم يكمل.
ومن الاصول:
(يُتْبَعُ)
(/)
28 - التقريرات علي شرح المحلي علي جمع الجوامع في الاصول.
ومن الفقه:
29 - التقريرات علي شرح المحلي وحاشيتي القليوبي وعميرة عليه علي المنهاج في فقه الشافعية.
30 - حاشية علي فتح الجواد علي متن الارشاد في فقه الشافعية.
31 - أضوأ المسالك علي عمدة الناسك لاحمد بن النقيب.
23 - التقريرات علي التوشيح علي غاية الاختصار.
33 - التقريرات علي فتح الوهاب مع حاشيته التجريد لسليمان البجيرمي.
34 - التقريرات علي قصيدة زبد أحمد بن رسلان.
ومن الامداح النبوية والسيرة المرضية:
35 - نيل المراد علي متن بانت سعاد لكعب بن زهير صحابي الجليل رضي الله عنه.
36 - البيان الصريح علي بردة المديح للبوصيري.
37 - البيان الظريق علي النوان الشريف.
38 - المقاصد السنية علي القصائد البرعية.
39 - التقريرات علي همزية البوصيري.
ومنها في المصطلح:
40 - جوهرة الدرر علي ألفية الاثر لعبدالرحمن السيوطي.
41 - ومنها نزل كرام الضيفان مقدمة تفسير حقائق الروح والريحان هذا الكتاب الذي بين أيدينا الان.
42 - ومنها مجمع الاسانيد ومظفر المقاصد من أسانيد كل الفنون.
43 - فتح الملك العلام في عقائد أهل الاسلام علي ضوء الكتاب والسنة
-هجرته من الحبشة الي هذه المملكة السعيدة كانت في تاريخ ثمان وتسعين بعد ألف وثلاثمائة كما أرخه بقوله:
هاجرت في ثمان وتسعين *********** من بعد ألف وثلاث متين
وكانت سبب هجرته أتفاق الشيوعيين علي قتله، حين أسس في منطقته الجبهة الاسلامية الاورمية، وجاهد بهم وأوقع في الشيوعيين قتلا ذريعا، وحاصروه لقتله وخرج من بين أيديهم بعصمة الله تعالي، وكان بعد ما دخل هذ المملكة وحصل علي النظام مدرسا في دار الحديث الخيرية من بداية سنة ألف وأربعمائة، وكان أيضا مدرسا في المسجد الحرام ليلا نحو: ثمان سنوات، باذن رئاسة شئون الحرمين حتي تقرر تكريس وقته لمزيد من التأليف: فتصدي لشرح صحيح مسلم في خمسة عشر جزءا مجلدا وله أسانيد عديدة من مشايخ كثيرين في جميع الفنون خصوصا في التفسير والامهات الستة فسبحان المنفرد بالكمال والله سبحاته وتعالي اعلم.
(منقول من مقدمة التفسير حقائق الروح والريحان)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[24 Sep 2005, 12:30 م]ـ
الأخ الفاضل أبو حمزة ...
حبذا لو تتحفنا بمزيد تعريف بتفسير الشيخ خصوصا وأنه طبع مؤخرا ...
وسمعت بعض من انتقده بأن فيه تأويلا للصفات، فهل هذا الكلام صحيح؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[26 Sep 2005, 10:11 م]ـ
السلام عليكم
هكذا سمعت
ولم أري تفسيره الا المقدمة
ولكن الذي اعرف انه ينتهج مذهب السلف في عقيدة
وكان علي مذهب الاشاعرة في بلده ثم رجع الي مذهب السلف
ولعل المشرف يفيدكم عن تفسيره ...
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[21 Nov 2006, 12:09 ص]ـ
هل هناك من كتب في التعريف عن تفسيره
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[21 Nov 2006, 08:22 ص]ـ
تفسيره مطبوع منذ سنوات عديدة وكذلك شرح مقدمة صحيح مسلم وهو الجزء الأول من شرحه المسمى الكوكب البهاج - إن لم تخني الذاكرة - والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله]ــــــــ[25 Nov 2006, 11:34 م]ـ
طبع الكتاب في 33 مجلد عن دار المنهاج وهذا رابط دار النشر ( http://alminhaj.com/site/ketab.asp?B_ID=301&S_ID=1) ومعلومات عن الكتاب
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2006, 07:30 ص]ـ
سبق طرح هذا الموضوع هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=920)(/)
كلمة (نصارى).
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 May 2004, 09:20 ص]ـ
كل جمع في اللغة العربية ينتهي آخره بألف مقصورة فهو جمع لصفة فيها علة.
هذه بعض الأمثلة: أسرى، مرضى، سكارى، كسالى، حمقى، حيارى، موتى، هلكى، قتلى ... .
فالأسير جمعها أسرى لأن صفة الأسر علتها (تقييد الحركة).
والمريض جمعها مرضى والعلة في الصحة،
والسكارى علتهم في فقدان التركيز والتوازن.
والكسالى علتهم هي الخمول والتهاون وهكذا كل صفة ينتهي جمعها بألف مقصورة تدل على أن الصفة فيها علة.
كان من الحكمة أن يسمى أتباع المسيح ب (الأنصار) لأنه قال: من أنصاري إلى الله؟ فاستجاب الحواريون لأمره، أما الذين جاؤوا بعد ذلك فقد أزلهم الشيطان من بعد ما جاءتهم البينات فوسوس لهم: ما فعل عيسى كل تلك العجائب إلا لأنه إله أو ابن إله، فتبنى أتباعه هذه الفكرة، وهذه هي العلة التي حولت صفتهم من أنصار إلى نصارى.
ـ[موراني]ــــــــ[21 May 2004, 11:50 ص]ـ
كلمة ((نصارى)) .. النصارى فى القران وفي الحديث و مفردها نصرانى هم اتباع عيسى بن مريم الناصرى الذى كان موطنه مدينة الناصرة فى الجليل شمال فلسطين.
النصارى فى المشرق تمسكوا في لغتهم بالانتماء الى هذا الناصرى الذى من مدينة الناصرة و شاعت من فلسطين هذه اللفظة في القرون الأولى الميلادية في جزيرة العرب على اتباع (المسيح) وظلت لفظة نصارى و نصرانية علما على اتباع هذا الدين عند جميع الناطقين. وتسميتهم مشتقة من اسم هذه المدينة في الجليل: الناصرة وهو اسم المدينة الى يومنا هذا.
أن الحواريون قالوا فعلا حسب نص القران "نحن انصار الله " و لكن لم يقولوا ذلك بالعربية بل بالعبرية. ومن هنا لا تعتبر الكلمة (نصارى) و (نصراني) مشتقة من اللفظ
(نصر) و (أنصار) بل من أتباع الناصري (عيسى , بالعبرية يسوع الناصري) من مدينة الناصرة.
موراني
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 May 2004, 10:32 ص]ـ
سيدي الكريم
أعلم القول الآخر الذي يقول: إنما سموا بالنصارى نسبة إلى قرية الناصرة، لكن ألا ترى أن المنسوبون إلى الناصرة يقال لهم: ناصريون وليس نصارى، كما لا يقال لسكان القاهرة: قهارى.
قد تكون كلمة نصارى نسبة إلى (أنصار) أو إلى (الناصرة) إلا أن النسبة جاءت على غير القياس لعلة فيها حكمة.
ـ[موراني]ــــــــ[22 May 2004, 03:11 م]ـ
السيد الكريم أبو علي
أصل هذه الكلمة يرجع الى اللغة السوريانية وكانت مستعملة عند نصارى
فلسطين ما قبل الاسلام,
الأصل هذا: نصرايا باللغة السريانية , بمعناه انها غير مشتقة من اللغة العربية أصلا
أما (نصارى) فهو الجمع بالعربية للكلمة الداخلة الى العربية من (نصرايا)
أما اسم مدينة (الناصرة) اليوم فهو تعريب للعبارة السوريانية , وهو فاعل ومأنث
كما القاهرة فاعل ومأنث أيضا غير أنها بأصل عربي صريح في اللغة.
واسمحوا لي بأن أنوه الى أن كل من اللغة العبرية القديمة والحديثة معا
لا تزال تقول نوصرى و نوصريم (جمع) و نصرانيم (جمع) و تقول ايضا نصروت اى النصرانية. وأصل هذه العابرات في السوريانية.
احتراما
موراني
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[22 May 2004, 03:46 م]ـ
كلمة نصراني نسبة إلى بلدة (نصران) وهو اسم آخر لمدينة الناصرة والله أعلم.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[23 May 2004, 12:34 ص]ـ
إذا كانت التسمية لعلة, فهل تراها صالحة ام غير صالحة؟؟
هذا سؤال سنبني عليه!!
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[24 May 2004, 10:17 ص]ـ
يبدو لي أن القرآن الكريم سماهم نصارى نسبة لـ (نصران) البلدة ولم يسمهم مسيحيين نسبة للمسيح عليه السلام لبراءته عليه الصلاة والسلام مما أحدثوه من بعده من الشرك بالله عز وجل، تلك فيما يبدو لي الحكمة من تسميتهم بالنصارى دون المسيحيين والله أعلم.
ـ[موراني]ــــــــ[24 May 2004, 01:51 م]ـ
لتكملة ما ذكرت من قبل لي هذه الاضافة الاخيرة في هذا الموضوع:
نصراني مشتق من اسم مدينة الناصرة أو نصران
وهو من اتباع عيسي الناصري
نصارى هو جمع للعبارة نصري وهذا الاخير ليس عربيا اصلا بل هو من اللغة السوريانية (نصرايا) وقد القطت العبارة على نصارى فلسطين قبل الاسلام هكذا وقبل ان يطلق عليهم الاسم (مسيحي)
الى هذا الجانب تجد هذا الجمع أيضا في العبارة:
مهري ..... الجمع: مهارى أو ندمان , ندامى ..... وطبعا لا تجده في القاهري (قهارى) لاسباب لغوية اخرى تماما!
كذلك نجد العبارة انصارى وهو الجمع لنصراني كما جاء في البيت:
لما رأيت نبطا أنصارا (بغير تنوين الراء!)
أي نبط وهم من نصارى العرب
(انظر لسان العرب , والتكملة للصحاح)
ومن ذلك نستخلص أن كلمة (أنصار) في القران لا علاقة لها بالعبارة نصارى أو نصراني من قريب أو بعيد.
ولكم تحياتي
موراني(/)
هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 May 2004, 11:45 ص]ـ
هل يجوز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني وما رأيكم في هذا الرابط الذي فيه
http://www.bilal-prayer.com/Quran/quran.html
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد كتب هذا المصحف وضبط على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد تم اعتماد مصحف المدينة النبوية الذي طبعه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بإشراف وزارة الحج والأوقاف بالمملكة العربية السعودية.
وقد تمت المراعاة في كتابة المصحف القواعد التي تدل على الأمور التالية:
1 - عدمُ كتابة السكون على الحرف الساكن، مع تشديد الحرف الذي يليه، يدل على إدغام الحرف الأول في الحرف الثاني إدغاماً كاملاً نحو:
(وَقَالَت طَّائِفَةٌ) (ومَن يُكْرِههُّنَّ)
2 - عدم كتابة السكون على الحرف الساكن، بدون تشديد الحرف التالي يدل على:
- إدغام الأول في الثاني إدغاماً ناقصاً نحو: (من يقول، مِن وَال، بسَطتَ).
- أو إخفائه عنده ونحو: (من ثمره، من تحتها)
- أو إقلاب النون الساكنة ميماً عند الباء نحو: (منبثا، من بعد)
3 - إثبات الحروف المتروكةِ كتابةً والمقروءة لفظاً نحو (يلوون)، (يحيي)، (نُنْجي)، وذلك لعدم توفر هذه الحروف الصغيرة على أجهزة الحاسب حالياً.
4 - إبدال الحروف الزائدة بالحروف المعتمدة في الرسم الإملائي نحو: (الصلاة، الزكاة، الربا).
5 - إثبات السين إذا وضعت فوق الصاد في الرسم العثماني نحو (يبسط بسطة).
6 - إثبات الصاد إن وضعت السين تحتها في الرسم العثماني نحو (المصيطرون)
7 - إبدال الحروف الصغيرة في الرسم العثماني بحروف كبيرة إلا في الكلمات
المشهورة نحو (الرحمن، هذا، ذلك، كذلك، هؤلاء، ملك، فتيبقى رسم هذه الكلمات كما هو مذكور ضمن هذين القوسين)، وذلك لعدم توفرها على أجهزة الحاسب حالياً.
8 - كتابة الهمزات اعتماداً على الرسم الإملائي العصري للهمزات، مثل "قرآن" بدل الرسم العثماني "قرءان"، و "مستهزئون، يستهزئون، قل استهزئوا ... " بدل "مستهزءون، يستهزءون، قل استهزءوا"، "مئة" بدل "مائة"، وهكذا.
9 - إلغاء علامة المد المنفصل والمتصل الموجودة في الرسم العثماني، وذلك لتمكين البحث بواسطة الحاسب.
ففي حالة المد المنفصل مثلا، البحث عن "يا" يلزم أن يعثر على "يا أيها" ولا يمكن ذلك باستعمال الرسم العثماني إلا بالبحث عن "يآ".
وفي حالة المد المتصل مثلا، البحث عن "يشاء" و "جاء" ممكن بحسب الرسم العصري، أما بحسب الرسم العثماني فيلزم البحث عن "يشآء" و "جآء"
10 - اتباع الرسم الإملائي العصري للكلمات التالية:
"إسحاق" بدل الرسم العثماني "إسحق"
"داوود" بدل الرسم العثماني "داود"
وجميع هذه المصطلحات العصرية قد اعتمدت في عدة مصاحف معتمدة في العالم الإسلامي، وقد انتقيناها لسببين جوهريين:
أولا: لاستحالة استعمال الكثير من الحروف المثبتة في الرسم العثماني، خصوصا الحروف الصغيرة كالألف والسين والواو لعدم وجودها إطلاقا على الأجهزة الإلكترونية.
ثانيا: لتيسير البحث في هذا المصحف تم استعمال هجاء واحد دون الاضطرار إلى استعمال الرسم العثماني لإجراء البحث ضمن المصحف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.
ـ[ام انس]ــــــــ[21 May 2004, 01:18 م]ـ
اكثر العلماء يذهبون الى كتابة المصحف بالرسم العثماني
واذا كان كذلك , فان كتابته بالرسم الاملائي ولو كان للتيسير , لاوجه لصحته
الا ترى يااخي الفاضل ان الاعتماد على هذا الرسم (العثماني) , واخذه بالتلقي من المشايخ , والاعتياد على القراءة في المصحف , افضل؟
ـ[ولد نجد]ــــــــ[21 May 2004, 01:58 م]ـ
أخي أبو صفوت
في رأيي الخاص إن كتابة القرآن الكريم بالصيغة التي وصلت إلينا هي صيغة اجتهادية من الصحابة رضوان الله عليهم وليست توقيفية على حسب علمي الخاص وخصوصا أن العرب لم تكن أمة قراءة وكتابة وق
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب ايضا في ذلك الوقت بدون تنقيط ثم تم تنقيطه فيما بعد والمشهور في المسألة أخي الفاضل الإتباع فيها على الرسم العثماني لأنه هو المتعارف عليه على مر الزمن فقط لا أقل و لا أكثر
والله أعلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 May 2004, 02:56 م]ـ
جزاكما الله خيرا أم انس وولد نجد
لكن من شروط صحة القراءة ومن أركانها أن تكون موافقة للرسم العثماني ولو فتحنا الباب لمثل هذا لحدثت مفاسد كثيرة وقد ذكر الشيخ الخليجي - رحمه الله - في كتابه (حل المشكلات) بعض الفوائد من بقاء الرسم على ما هو عليه فقال:
" بقاء المصحف على رسمه الاصلي يدل على فوائد كثيرة وأسرار شتى منها:
1. الدلالة على الأصل في الشكل والحرف ككتابة الحركات حروفا اعتبارا بأصلها في نحو إيتايء ذي القربى، سأوريكم، وككتابة الصلاة والزكاة والحياة بالواو بدل الألف
2. النص على بعض اللغات الفصيحة ككتابة هاء التأنيث بتاء مجرورة على لغة طيء وكحذف ياء المضارع لغير جازم من يوم يأت لا تكلم نفس على لغة هذيل
3. إفادة المعاني المختلفة بالقطع والوصل في بعض لكلمات نحو أم من يكون عليهم وكيلا، و أمن يمشي سويا. فإن المقطوعة تفيد معنى بل دون الموصولة
4. أخذ القراءات المختلفة من الفظ المرسوم برسم واحد نحو: وما يخدعون إلا أنفسه، و تمت كلمت ربك صدقا وعدل لا مبدل لكلماته فلو كتبت الأولى يخادعون لفاتت قراءة يخدعون ولو كتبت الثانية (كلمت) بألف على قراءة الجمع لفاتت قراءة الإفراد فحذفت الألف ورسمت التاء مجرورة لإفادة ما ذكر "
إلى آخر كلامه وهو نفيس في بابه
ثم ذكر بعض المضار المترتبة على عدم المحافظة على الرسم لعلي أذكرها فيما بعد
لكن سؤالي هو: أنه مع تسليمي بإقرار بعض العلماء على كتابة بعض الآيات في غير المصحف بغير الرسم فهل معنى ذلك أن يكتب بعضهم مصحفا باللغة العصرية كما يقولون ثم يقولون إنما صنعناه تسهيلا للباحثين أظن هذا من العبث يوم يكتب مصحف كامل بهذه الطريقة فهل أجاز هذا أحد من العلماء؟ أرجو الإجابة
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 May 2004, 08:02 م]ـ
هذه جرأة، وشذوذ عن جمهور علماء الأمة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2004, 10:19 ص]ـ
الحديث عن مشروعية كتابة المصحف بالرسم الإملائي الحديث سبق أن طرحت في الملتقى في عدة مشاركات يمكن العودة إليها عن طريق الفهرس، وتصفح الملتقى.
وقد كتب بعض الأدباء والكتاب مقالات تدعو لكتابة المصحف بالرسم الإملائي المعاصر، ظناً منهم أن هذا من التيسير على المسلمين، وقد كتب بعض العلماء ردوداً على هذه المقالات ذهبوا فيها إلى التأكيد على ضرورة الالتزام بالرسم العثماني في كتابة المصحف، وساقوا الأدلة والحكم في ذلك.
ولا أعلم أنه كتب مصحف كامل بالرسم الإملائي، وتداوله المسلمون، ولم تتجاوز هذه الدعوة - حسب علمي - مرحلة الفكرة، وكل المصاحف المطبوعة المتداولة مكتوبة بالرسم العثماني المتفق عليه ولله الحمد.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 May 2004, 05:01 م]ـ
بل طبع هذا المصحف طبعة فاخرة مذهبة الأطراف قبل 20 سنة بتركيا وغيرها وتم تداوله في العالم الإسلامي لسنوات قبل أن يتم حظره، وقد كان يباع في المكتبات عندنا في السعودية، ورأيت بعيني نسخة منه.
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[22 May 2004, 11:17 م]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبيه وعبده وبعد
1/يرى جمع من أهل العلم أن الرسم العثماني هو الأصل وأن الرسم الإملائي-إن صحت التسمية برسم- حادث بعده في عهود متأخرة عنه.
2/ قيل للإمام مالك -رحمه الله - هل يكتب القرءان وفق ما أحدثه الناس من قواعد الكتابة، قال: لا إلا على الكتابة الأولى.
3/ هناك قراءات تخدم بالرسم العثماني ذات بحوث طويلة منها على سبيل المثال لا الحصر كلمة ((إبراهيم)) ورسمها في بعض المواضع ((إبراهم)) وغير ذلك وهذ مجرد اجتهاد ممن لا يصح منه الاجتهاد بل هو متطفل على موضوعكم والله المستعان
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 May 2004, 02:40 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو معاذ الكناني
2/ قيل للإمام مالك -رحمه الله - هل يكتب القرءان وفق ما أحدثه الناس من قواعد الكتابة، قال: لا إلا على الكتابة الأولى.
لا حول ولا قوة إلا بالله
لماذا يا أخي تبترون عبارة الإمام مالك ولا تكملونها؟ أليس لأنها حجة عليكم؟
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[24 May 2004, 11:00 م]ـ
الأخ الفاضل ابن الأمين
لم أبتر أي نص كما زعمت وإحسان الظن لا يكلفك شيئا فلو أحسنت الخطاب وتابعت التوجيه لكان أكمل منك وأدعى لقبول قولك وعلى ما نقلت عن محدث العصر الألباني رحمه الله من كلام اعترض من أهل العلم، ثم يحسن بك أن تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ولا تشير إلى ذلك بـ ص كما ذكر أهل العلم والله يرعاك ويثبتنا وإياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بكر أبو الروس]ــــــــ[10 Jun 2004, 08:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسم القرآن المعجز
أحبتي في الله:
من المعلوم أن رسم المصحف توقيفي لا يجوز تغييره بحال من الأحوال، كما لا تجوز كتابته بالطرق الإملائية ولا بغير العربية، كما أن رسم المصحف على هذه الكيفية إنما كان لعلل وأسرار كثيرة .....
وقد وقف بعض العلماء على حكم وأسرار كثيرة لبعض الكلمات وكتابتها برسم وهيئة معينة ... كما لا يزال منها لمَّا يُعلم بعد ..
وإليكم بعض الأمثلة ليتبين من خلالها مدى الدقة في كتابة القرآن ....
أولا: تأمل معي هاتين الكلمتين: (لأعذبنه – لأاذبحنه) في الآية رقم (21) من سورة النمل
{لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأاَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} وافتح معي السورة في المصحف وانظر إليهما جيدا ... فستجد أن كلمة: (لأذبحنه خالية من حرف (الألف) بعد: (لأ)، أما لأذبحنه فستجد (ألفا) بعد: (لأ) فما الحكمة من ذلك؟
الحكمة والله أعلم: للدلالة على أن المؤخر أشد من المقدم فالذبح أشد من العذاب.
ثانيا: زيادة الياء في قول الله تعالى: ({وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
وأطلب منك أن تفتح المصحف لتراها.
والحكمة من زيادتها: للفرق بين (الأيد) بمعنى القوة، والأيدي التي هي جمع يد، ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي ...
قال ابن عباس (رضي الله عنهما) بأييد: أي بقوة وقدرة ...
هذا وقد اختلف العلماء: هل الياء الزائدة هي الأولى أم الثانية، والذي عليه العمل في المصاحف الآن: أن الثانية هي الزائدة ولذلك وضع الصفر المستدير عليها كما هي قواعد الضبط.
ثالثا: (سبب ورود كلمة إبراهيم في سورة البقرة بدون الياء بعكس باقي القرآن)
فلقد وردت كلمة (إبراهيم) في سورة البقرة 6 مرات بدون الياء، بينما وردت 63 مرة في بقية المصحف بالياء
فما سر ذلك؟
الحكمة والله أعلم ..
1 - أن الرسم العثماني روعي فيه مطابقة اللفظ لكل القراءات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سورة البقرة قريء إبراهيم وقريء إبراهام قرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وهي قراءة متواترة ولم يقرأ هذا اللفظ بهذه الطريقة إلا في سورة البقرة فقط.
2 - وقيل في توجيه هذه القراءة أن سورة البقرة معظم حديثها لبني إسرائيل وبنوا إسرائيل ينطقونها هكذا إبراهام.
هذا والله أعلم
بكر أبو الروس
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Jun 2004, 08:18 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: بكر أبو الروس
وفي سورة البقرة قريء إبراهيم وقريء إبراهام قرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وهي قراءة متواترة ولم يقرأ هذا اللفظ بهذه الطريقة إلا في سورة البقرة فقط.
2 - وقيل في توجيه هذه القراءة أن سورة البقرة معظم حديثها لبني إسرائيل وبنوا إسرائيل ينطقونها هكذا إبراهام.
هذا والله أعلم
بكر أبو الروس
هذا الكلام فيه خلل
نعم قرأ ابن ذكوان بالوجهين في سورة البقرة
لكن هشام قرأ إبراهام في 33 موضعا في البقرة وغيرها
والمواضع الـ 33 تشمل جميع ما في سورة البقرة وهي 15 موضع و 3 في النساء وآخر الأنعام و2 آخر براءة وفي سورة إبراهيم و2 في النحل و 3 في مريم وآخر العنكبوت وفي النجم وفي الشورى والذاريات والحديد وأول الممتحنة
وانظر الشاطبية بيت رقم 480 وما بعدها فقد حصر المواضع الـ 33
ولا يقال أنه خالف الرسم فيما سوى سورة البقرة لأن حرف الياء في الرسم الأول غير منقوط وممكن وضع نقطتين تحته أو ألف فوقه فهو يحتمل القراءتين
لكن قال العباس بن الوليد أن ما في مصحف الشام مثل ما في سورة البقرة في بقية الـ 33 موضع
هكذا في شرح أبي شامة وتجده كاملا في مكتبة التفسير
http://tafsir.org/books/open.php?cat=87&book=894
وممكن أن يقال لعل الحكمة في رسمها بدون ياء إشارة للقراءة الأخرى
وهو مثل قولهم في رسم بعض الأحرف الممالة في مواضع بالياء (أو الألف المقصورة) ومواضع بالألف، فقد قال العلماء أن في هذا إشارة إلى جواز تلك القراءة بالإمالة حتى في غير المروسم بالياء. وهو تأصيل للقراءة لا حصرها في تلك المواضع.
والله أعلم.
ـ[بكر أبو الروس]ــــــــ[13 Jun 2004, 07:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أي خلل فيما ورد في مشاركتي أنا لم أقل: إن ابن ذكوان فقط هو الذي قرأ بالوجهين في جميع القرآن، وإنما ذكرت أنه الذي قرأ بالوجهين في البقرة فقط، ولم يقرأ بهما في بقية السور واقرأ مرة أخرى ما ورد (وفي سورة البقرة قريء إبراهيم وقريء إبراهام قرأها ابن عامر بخلف عن ابن ذكوان وهي قراءة متواترة ولم يَقرأ هذا اللفظ بهذه الطريقة إلا في سورة البقرة فقط)
فأي خلل تقصد؟؟؟
كما أنني لم أنف عن غير ابن ذكوان أن يكون قد قرأ بالوجهين!!!
ثم ماورد في مشاركتك ما نصه: (وممكن أن يقال لعل الحكمة في رسمها بدون ياء إشارة للقراءة الأخرى
وهو مثل قولهم في رسم بعض الأحرف الممالة في مواضع بالياء (أو الألف المقصورة) ومواضع بالألف، فقد قال العلماء أن في هذا إشارة إلى جواز تلك القراءة بالإمالة حتى في غير المروسم بالياء. وهو تأصيل للقراءة لا حصرها في تلك المواضع)
لي فيه سؤال وهو: هل تأصيل القراءة هنا أن تقرأ بالإمالة أم بالياء؟
ثم يتبقى أن أسأل لماذا وُضعت هكذا فقط في سورة البقرة وبقية السور بالياء؟.
وجاء الجواب كما ذكرتُ:
(وقيل في توجيه هذه القراءة أن سورة البقرة معظم حديثها لبني إسرائيل وبنوا إسرائيل ينطقونها هكذا إبراهام.
فهل نحصر الحكمة فقط في الإشارة إلى القراءة الأخرى؟؟؟!!!
فهل بعد ذلك تقول: هذا الكلام فيه خلل!!!
بكر أبو الروس
بكر أبو الروس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 Jun 2004, 01:22 ص]ـ
الإمام مالك أجاز كتابة المصحف بغير الخط العثماني لتسهيل التعليم، ولا نعلم له مخالفا من المتقدمين(/)
وقفة مع آية
ـ[المفسر]ــــــــ[21 May 2004, 05:07 م]ـ
وقفه مع أية
قال الله تعالى:] يايها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنت تجرى من تحتها الأنهر يوم لا يخزى الله النبي والذين ءامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمنهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير [.سوره التحريم: (8).
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة، بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي تعطى المنافقين، ويسألون الله، أن يتم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم بما معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم وجوار الرب الكريم، وكل هذا، من آثار التوبة النصوح. والمراد بها: التوبة العامة الشاملة لجميع الذنوب، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجه الله، والقرب منه ويستمر عليها في جميع أحواله.
المرجع تفسير ابن سعدي جـ 2/ 895
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 May 2004, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لابن القيم رحمه الله كلام طيب حول التوبة النصوح وبيان حقيقتها في كتابه مدارج السالكين، فقد ذكر بعض عبارات السلف في بيان معناها ثم قال:
(قلت: النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
الأول: تعميم جميع الذنوب واستغراقها بها بحيث لا تدع ذنبا إلا تناولته.
والثاني: إجماع العزم والصدق بكليته عليها بحيث لا يبقى عنده تردد ولا تلوم ولا انتظار بل يجمع عليها كل إرادته وعزيمته مبادرا بها.
الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته والرغبة فيما لديه والرهبة مما عنده، لا كمن يتوب لحفظ جاهه وحرمته ومنصبه ورياسته ولحفظ حاله أو لحفظ قوته وماله أو استدعاء حمد الناس أو الهرب من ذمهم، أو لئلا يتسلط عليه السفهاء أو لقضاء نهمته من الدنيا أو لإفلاسه وعجزه ونحو ذلك من العلل التي تقدح في صحتها وخلوصها لله عز وجل.
فالأول: يتعلق بما يتوب منه. والثالث: يتعلق بمن يتوب إليه. والأوسط: يتعلق بذات التائب ونفسه.
فنصح التوبة:الصدق فيها،والإخلاص، وتعميم الذنوب بها.
ولا ريب أن هذه التوبة تستلزم الاستغفار وتتضمنه وتمحو جميع الذنوب وهي أكمل ما يكون من التوبة والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.)(/)
هل قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) في الدنيا أم في الآخرة؟ أرجو التعليق
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 May 2004, 11:30 م]ـ
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)
أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية:
الشنقيطي: ({وَتَرَى ?لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ?لسَّحَابِ صُنْعَ ?للَّهِ ?لَّذِى? أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}. قد قدّمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمّنها أن يقول بعض العلماء في الآية قولاً، ويكون في الآية قرينة تدلّ على بطلان ذلك القول، وذكرنا في ترجمته أيضًا أن من أنواع البيان التي تضمّنها الاستدلال على المعنى، بكونه هو الغالب في القرءان؛ لأن غلبته فيه، تدلّ على عدم خروجه من معنى الآية، ومثلنا لجميع ذلك أمثلة متعدّدة في هذا الكتاب المبارك، والأمران المذكوران من أنواع البيان قد اشتملت عليهما معًا آية «النمل» هذه.
وإيضاح ذلك أن بعض الناس قد زعم أن قوله تعالى?: {وَتَرَى ?لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ?لسَّحَابِ}، يدلّ على أن الجبال الآن في دار الدنيا يحسبها رائيها جامدة، أي: واقفة ساكنة غير متحركة، وهي تمرّ مر السحاب، ونحوه قول النابغة يصف جيشًا: بأرعن مثل الطود تحسب أنهم وقوف لحاج والركاب تهملج
والنوعان المذكوران من أنواع البيان، يبينان عدم صحة هذا القول.
أمّا الأول منهما: وهو وجود القرينة الدالَّة على عدم صحته، فهو أن قوله تعالى?: {وَتَرَى ?لْجِبَالَ} معطوف على قوله: {فَفَزِعَ}، وذلك المعطوف عليه مرتّب بالفاء على قوله تعالى?: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى ?لصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِى ?لسَّمَـ?وَاتِ}، أي: ويوم ينفخ في الصور، فيفزع من في السم?وات وترى الجبال، فدلّت هذه القرينة القرءانية الواضحة على أن مرّ الجبال مرّ السحاب كائن يوم ينفخ في الصور، لا الآن.
وأمّا الثاني: وهو كون هذا المعنى هو الغالب في القرءان فواضح؛ لأن جميع الآيات التي فيها حركة الجبال كلّها في يوم القيامة؛ كقوله تعالى?: {يَوْمَ تَمُورُ ?لسَّمَاء مَوْراً * وَتَسِيرُ ?لْجِبَالُ سَيْراً}، وقوله تعالى?: {وَيَوْمَ نُسَيّرُ ?لْجِبَالَ وَتَرَى ?لاْرْضَ بَارِزَةً}، وقوله تعالى?: {وَسُيّرَتِ ?لْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}، وقوله تعالى?: {وَإِذَا ?لْجِبَالُ سُيّرَتْ}.)
وقد نقل الشيخ حسين الحربي بعض كلام الشنقيطي السابق مقراً له في كتابه: قواعد الترجيح عن المفسرين 1/ 182 - 183.
وهناك من المفسرين من ذهب إلى أن المراد بالآية حركة الجبال في الدنيا؛ حيث يحسبها من رءاها جامدة: أي واقفة ساكنة لا تتحرك، والحقيقة أنها تمر مر السحاب.
وقد قرأت في أحد المراجع ما نصه:
(قولهُ تعالى: (وَ تَرى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللهِ الذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (2).
إنّ بعض المفسّرين يخصّ الآية بيوم القيامة، لأنّها وردت في سياق آياتها، فقد ورد قبلَها: (وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ وَ كُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ).
ويلاحظ عليه: أنّ الآية المتقدمة على هذه الآية، تبحث عن الحياة الدنيوية، يقول سبحانه: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَ النَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَات لِقَوْم يُؤْمِنُونَ). فَتَوَسُّطُ الآيةِ الراجعةِ إلى يوم القيامة، لا يمنع صلة الآية بالحياة الدنيوية، إذا كان هناك صلة وتناسب بين الآيات، هذا مع أَنّ القرائن الموجودة في نفس الآية تؤيّد خلافه،
أَمّا أَوّلاً: فإنّه سبحانه يقول: (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً)، مع أنّ يوم القيامة، يوم ظهور الحقائق وكشف البواطن، وليس هناك ظَنٌّ وحسبان، بل كلُّ ما هناك إذعان ويقين، يقول سبحانه: (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَة مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).
وثانياً: فإنّ الآية تبحث عن الجبال الموجودة، مع أنّ يوم القيامة يوم تبدلّ النظام وتغيّره، يقول سبحانه: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَ السَّموَاتُ).
ويقول سبحانه: (وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً * فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً).
ويقول سبحانه: (وَ إِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ).
ويقول سبحانه: (وَ تَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ).
فالكل يدل على زوال النظام بما فيه الجبال، فكيف تكون الآية ناظرة إلى يوم القيامة؟
وثالثاً: إنّ قوله سبحانه في ذيل الآية (صُنْعَ اللهِ الذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء)، دليل على أنّه لا صلة للآية بالقيامة، إذ الصنع يناسب حياتنا الدنيوية، وأمّا يوم القيامة، فهو يوم إبادة نظام الحياة فالجبال تتلاشى وتتمزق، فلا يناسبه التركيز على إتقان الصنع.
ورابعاً: فإنّ قوله في ذيل الآية: (إنّه خبيرٌ بِما تَفْعَلونَ)، صريح في أنّ الآية راجعةٌ إلى الحياة الدنيوية، ولو كانت ناظرة إلى يوم القيامة، لكان المناسب أن يقول: «خبير بما فعلتم».
فهذه القرائن تؤيّد كون الآية راجعة إلى حياتنا الدنيوية.)
المرجع: http://www.imamsadeq.org/book/sub3/al-allahyit-3j/allahuit446.html
وقد نقل القاسمي في تفسيره حججاً قوية لهذا القول، فأرجو من الإخوة الكرام قراءتها والتعليق بما يرونه حول هذه المسألة.
ولعل الشيخ حسين الحربي يتحفنا برأيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 May 2004, 05:59 ص]ـ
صنع الله الذي أتقن كل شيء.
ترجح القول الثاني.
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 May 2004, 10:14 ص]ـ
هذا تلطف من الله بالعقول المعاصرة لنزول القرآن مراعاة لوسع إدراكهم، ونحن نعلم أن الناس (قبل 4 قرون) لم تتسع عقولهم لإدراك دوران الأأرض فحكموا على جاليلو بالإعدام واتهموه بالكفر.
وأريد أن أضيف ملاحظة أخرى لعل فيها فائدة ألا وهي:
جاء في الآية فعل (تمر) مضارع فعل (مر)، وفعل مر إذا استعمل في الماضي فإنه يدل حدوثة (مرة) واحدة، أما إذا استعمل في المضارع فهو يعني تكرره، نقول: فلان يمر من هنا. ونستعمل
مادة (مر) فنقول (مرات) ونقول (مرارا وتكرارا) ومن كلمة (استمرار) و (مستمر).وكل هذه اشتقاقات من فعل (مر).
واستعمال كلمة (تمر) تناسب (الدائر) حول مركز لأنه يكرر مروره حول النقاط التي مر بها مثل عقرب الساعة في دورانه يمر حول الأرقام باستمرار.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[22 May 2004, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيخنا أبا مجاهد العبيدي حفظه الله، يعلم الله أني منذ وقعت عيني على الكلام الذي نقلته ويقول بأن الآية تختص بالدنيا دون الآخرة، وجدت في نفسي منه شيئاً، وكنت كلما قرأت عجبت من ضعفه وركاكة استدلاله، وتكلفه وتعسفه. حتى ما كدت أني أقرأ لمفسر! وما إن انتهيت من القراءة حتى دهشت من العنوان الذي منه الاقتباس، فرجعت إليه فكان الذي فسر لي كل ما وجدت، إنه تفسير رافضي. ولا عجب!
ولست هنا أرجح قولاً على قول، وإنما أنبه على هذا التفسير أنه لرجل رافضي اسمه: (حسن محمد مكي العاملي).
وجزاكم الله خيراً على طرحكم هذا الموضوع.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2004, 11:35 م]ـ
أنا أعلم أنه رافضي، وليس ذلك بمانع من قبول بعض ما قاله إن صواباً.
ولا أخفيك أني أطلع على بعض تفاسير الرافضة، وبعضها فيه تحرير ونفاسة، وهذا كما نقرأ في تفاسير المبتدعة فنأخذ ما كان حقاً، ونطرح ما خالف الحق.
ولعلك أخي فيصل تقرأ ما أورده القاسمي في تفسيره محاسن التأويل، ولو كان وقتي يسمح لنقلته هنا، ولعل أحد الإخوة سريعي الطباعة ينقله لنا لنتمكن من الحكم عليه ومناقشته.
وأشكرك أخي فيصل على مرورك وتعقيبك، وكذلك الإخوة قبلك، ولعل بقية الأعضاء يدلون بدلوهم حتى نصل إلى الحق المبتغى.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 May 2004, 03:15 م]ـ
"صُنْعَ ?للَّهِ ?لَّذِى? أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ"
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 May 2004, 05:36 م]ـ
الأخوان فيصل وأبو مجاهد
هذا الرافضي إنما نقل أصل هذا البحث حرفيا من كلام الشيخ الشعراوي دون أن يصرح باسمه فقال "ومن المفسرين" ولعله لعدم نقله نصا مكتوبا إنما سماعا، كما هو معروف عن خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى.
وقد سمعته بأذني من الشيخ الشعراوي قبل أكثر من 20 عاما، ثم قرأته في بعض الكتب التي تجمع فوائده المتعلقة بالإعجازات القرآنية.
وبإمكانك سماع خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله من هذا الرابط الذي جمع معظمها
http://stream.islamonline.net/sharawi/
فأدخل السورة ثم رقم الأية، ثم انقر على الآية، ستظهر لك عناوين جانبية تحت، يجب أن تنقر على ما يظهر منها وستستمع للشعرواي رحمه الله، وقد صرح بمعظم ما هو منقول أعلاه.
وجرب هذين الرابطين مباشرة بنسخ السطر ثم نقله إلى خانة العنوان في صفحة الـ إكسبلورر
pnm://stream.islam-online.net/quran/shar/shar4/688_5.rm
pnm://stream.islam-online.net/quran/shar/shar4/688_6.rm
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[23 May 2004, 10:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ في الحقيقة ـ فإن قوله تعالى: (صنع الله الذي أتقن كل شيء)، مرحج قوي في جعل الآية مساقة لما هو كائن في الدنيا، فإن التذكير بنعم الله تعالى، وبديع صنعه في هذا الكون، مما يبعث على الإيمان به، وهو المناسب لذكر الصنع وما يدل عليه من إتقان وعلم تام، ولهذا ختمت الآية بقوله تعالى إنه خبير بما تفعلون،
فالمقام والسياق في الدلالة على هذا المعنى، أي معنى العلم التام، والقدر البالغة، التي من آثارها هذا الصنع المتقن المحكم، ولو جعلت الآية مساقة في ذكر زوال الدنيا المؤذن بقيام الساعة فإنه ـ فيما أحسب ـ لا ينسجم مع ذكر الصنع والإتقان والخبرة، ووجه ذلك:
أولا: أن إزالة الشيء القائم لا يسمى صنعا، بل هو في الحقيقة نقض للصنع وإزالة له.
الثاني: إن وصف الصنع بالمتقن، ووصف الصانع بالخبرة، لا يكون إلا في مقام البناء والإيجاد، الذي هو من آثار هذين الوصفين، ولذا فلا يصح مثلا أن تصف من يقوض البناء القام بأنه متقن وأنه خبير بل تصفه ـ مثلا ـ بالقوة.
بقي أن أقول: إن الإشكال حقيقة هو في سياق الآيات وسباقها، فهو جار في الحديث عن اليوم الأخر، وهذا ما جعل أهل العلم من المفسرين يجرونها على ما يكون في يوم القيامة. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 May 2004, 11:02 م]ـ
بل السياق فيه تنوع من قبل ومن بعد، ولا يمكن الجزم بأن تفاصيل الآيات جميعا تدور في فلك اليوم الآخر.
وتأمل السابق واللاحق في الرابط
http://www.holyquran.net/quran/chapters/27.html
قال تعالى:
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
(هذه في الدنيا)
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
(هذه في الآخرة)
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
(هذه في الدنيا)
مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
(هذه في الآخرة وأولها عمل في الدنيا)
وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
(هذه في الآخرة)
إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
(هذه في الدنيا)
وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
(هذه في الدنيا)
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
(هذه في الدنيا، وفيها إشارة للآيات التي سيريها الله لعباده، ولم تكن معروفة من قبل وهذه تشمل الدنيا والآخرة، وحمل آية دوران الأرض عليها في غاية الإبداع)
والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2004, 11:23 م]ـ
الآراء السابقة تسير في اتجاه القول بأن ذلك في الدنيا، وهذا ما كنت أميل إليه ..
ويبقى الإشكال في توجيه قول أكثر المفسرين، وخاصة المتقدمين .....
فهل من منتصر لهم أو موجه لقولهم؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 May 2004, 03:39 ص]ـ
يقال عن تفاسير القدامى ما يقال في تفاسيرهم لآيات الإعجاز العلمي
مثل قوله تعالى:
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء
وقوله:
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ
وأوافق على:
كاتب الرسالة الأصلية: أبو علي
هذا تلطف من الله بالعقول المعاصرة لنزول القرآن مراعاة لوسع إدراكهم، ونحن نعلم أن الناس (قبل 4 قرون) لم تتسع عقولهم لإدراك دوران الأأرض
ـ[ابن العربي]ــــــــ[24 May 2004, 03:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
القاعدة تقول:"حمل معاني كلام الله على الغالب من أسلوب القرآن ومعهود استعماله أولى من الخروج به عن ذلك "
وعلى هذه القاعدة فالآية الكريمة المقصود بها والله تعالى أعلم يوم القيامة وذلك لأن جميع الآيات التي فيها حركة الجبال كلها يوم القيامة، فتحمل هذه الآية على ما جاء في القرآن من آيات
ولعل كتاب الشيخ حسين الحربي قواعد الترجيح ج 1 ص 183 فيه تفصيل ذلك
والله تعالى أعلم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[25 May 2004, 05:26 ص]ـ
بالنسبة لمسألة التلطف بعقول المستمعين في ذلك الزمان أستغرب ورودها من الأخ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قومه بأمر من السماء فيه حديث عن الغيب والملائكة والبعث والقيامة والصراط والميزان والجنة والنار وأمور هي أعظم وأبعد عن أذهان الناس في ذاك الزمان من قضية دوران الشمس أو الأرض ومع ذلك هم مؤمنون مصدقون صادقون فما بالهم لايستوعبون هذه القضية أعتقد أن هذه المسألة تحتاج إلى تأمل وإعادة نظر.
وما ذكره بعض الأحبة من قضية تنوع الخطاب فهذا الأمر مبني على قناعة مسبقة بالقول ليس هو دليل صريح واضح جازم في المقصود بالآية
ومسألة صنع الله وأنه في الآخرة فالمسألة مسألة استدلال و إشارة على اتقان الصنع وأن الله يفعل ما يشاء وليس مسألة اثبات الصنع في ذلك الوقت
عموما أنا لم أتجرأ بذكر هذا الكلام إلا لأسمع توجيهكم وملاحظاتكم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[25 May 2004, 11:17 ص]ـ
هذا الرابط فيه تسجيل صوتي لفضيلة الشيخ المفسر محمد ابن عثيمين رحمه الله يتحدث فيه عن هذه الآية بكلام جميل. وإن يسر الله فسأفرغ كلامه عن هذه الآية إن رأيتم أنه مناسب ويحتاج لذلك
الشريط رقم 30 ( http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Web_Links&l_op=viewlink&cid=188&min=20&orderby=titleA&show=10)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[25 May 2004, 11:19 ص]ـ
الأخ أبو عاتكة
لا تصح المقارنة بين الغيب وبين الشهادة، فالجنة والنار وغير ذلك مما ذكرت هي أمور غيبية موعود بها وهي متعلقة بالإيمان بالغيب، وأساس الإيمان هو العلم، فالتصديق بالغيب يبنى على إدراك بالشهادة. فآيات الله وسائل هدى يدركها الناس بالمشاهدة بالبصر أو يدركونها بالبصائر فيتولد عنها يقين ينتج عنه إيمان.
وكيف يصدقك إنسان إذا أتيته بدليل يتناقض مع إدراكه!!
أليس الاقتناع هو ركيزة الإيمان؟ أليس بالعلم والإدراك يقتنع الإنسان؟
فالناس في زمن الرسالة وإلى عهد قريب كان إدراكهم المشهود هو أن الشمس هي التي تدور حول الأرض فتشرق وتغرب، فلو قلت لهم إن الأرض هي التي تدور هل هذا يوافق إدراكهم؟ ليس في وسعهم أن يدركوا دوران الأرض إلا بسلطان العلم ولم يكن الإنسان حينئذ قد بلغ من العلم ما بلغه إنسان اليوم.
مثلا: اإذا كنت أستاذا ولك ابن ففكرت أن تشتري له كل الكتب التي يحتاجها للتعليم من أول سنة ابتدائي إلى الثانوية العامة، ابنك هذا عمره 7 سنوات، هل في وسعه أن تبدأ بتعليمه نظرية إنشتاين في النسبية، ونظرية أرخميدس وقانون فيتاغورس؟ كلا، ليس في وسع إدراكه أن يحسن فهم ذلك وهو في هذا السن.
كذلك فإن القرآن بلاغ للناس كافة إلى أن تقوم الساعة، وما زال الناس يعلمهم الله ما لم يعلموا، وكلما أدركوا حقيقة علمية يجدون تأويل ذلك في الكتاب.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jul 2004, 09:48 م]ـ
تتمة:
هذا نص ما أورده القاسمي في محاسن التأويل عند تفسيره للآية:
(تنبيه:
ما ذكرناه في تفسير هذه الآية هو ما ذهب إليه كثير. قالوا: المراد بهذه الآية تسيير الجبال الذي يحصل يوم القيامة، حينما يبيد الله تعالى العوالم، كما قال ? وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ? (النبأ:20) وكما قال ? وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ? (المرسلات:10) وقال ? وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ? (القارعة:5).
وقال بعض علماء الفلك: لا يمكن أن يكون المراد بهذه الآية ما قالوه، لعدة وجوه:
الأول: أن قوله تعالى: ? وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ? (النمل: من الآية88) لا يناسب مقام التهويل والتخويف إذا أريد بها ما يحصل يوم القيامة. وكذلك قوله ? صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ? (النمل: من الآية88) لا يناسب مقام الإهلاك والإبادة. على أن محل هذه الآية على المستقبل، مع أنها صريحة في إرادة الحال، شيء لا موجب له. وهو خلاف الظاهر منها.
الثاني: أن سير الجبال يوم القيامة، يحصل عند خراب العالم وإهلاك جميع الخلائق وهذا شيء لا يراه أحد من البشر كما قال ? وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ? (الزمر: من الآية68) أي من الملائكة. فما معنى قوله إذن: ? وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ? (النمل: من الآية88)؟
الثالث: أن تسيير الجبال الذي يحصل يوم القيامة، إذا رآه أحد شعر به، لأنه مادام وضعها يتغير بالنسبة للإنسان، فيحسّ بحركتها. وهذا ينافي قوله تعالى: (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) أي ثابتة: أما في الدنيا فلا نشعر بحركتها، لأننا نتحرك معها ولا يتغير وضعنا بالنسبة لها. وهذا بخلاف ما يحصل يوم القيامة. فإن الجبال تنفصل عن الأرض وتنسف نسفاً. وهذا شيء يراه كل واقف عندها.
الرابع: ورود هذه الآية في سياق الكلام على يوم القيامة، لورود آية ? أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً ? (النمل: من الآية86) المذكورة قبلها في نفس السياق، والمراد بهما ذكر شيء من دلائل قدرة الله تعالى، المشاهدة آثارها في هذا العالم الآن من حركة الأرض وحدوث الليل والنهار، ليكون ذلك دليلاً على قدرته على البعث والنشور يوم القيامة فإن القادر على ضبط حركات هذه الأجرام العظيمة، لا يصعب عليه أن يعيد الإنسان، وأن يضبط حركاته وأعماله ويحصيها عليه. ولذلك ختم هذه الآية بقوله ? إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ? فذكر هذه الأشياء في هذا السياق، هو كذكر الدليل مع المدلول، أو الحجة مع الدعوى. وهي سنة القرآن الكريم. فإنك تجد الدلائل
(يُتْبَعُ)
(/)
منبثة بين دعاويه دائماً. حتى لا يحتاج الإنسان لدليل آخر خارج عنها. وذلك شيء مشاهد في القرآن من أوله إلى آخره. ا هـ كلامه.
وقال العلامة المرجانيّ في مقدمة كتابه (وفيّة الأسلاف، وتحيّة الأخلاف) في بحث علم الهيئة، ما مثاله:
ويدل على حركة الأرض قوله تعالى ? وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ? الآية. فإنه خطاب لجناب الرسول صلى الله عليه وسلم وإيذان الأمر له بالأصالة مع شتراك غيره في هذه الرؤية. وحسبان جمود الجبال وثباتها على مكانها مع كونها متحركة في الواقع بحركة الأرض، ودوام مرورها مرّ السحاب في سرعة السير والحركة. قال: وقوله (صُنْعَ اللَّهِ) من المصادر المؤكدة لنفسها. وهو مضمون الجملة السابقة. يعني أن هذا المرور هو صنع الله. كقوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ) (صبغة الله) ثم (الصنع) هو عمل الإنسان، بعد تدرّب فيه وتروّ وتحري إجادة. ولا يسمى كل عمل صناعة، ولا كل عامل صانعاً، حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه. وقوله ? الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء ? كالبرهان على اتقانه، والدليل على إحكام خلقته، وتسوية مروره على ما ينبغي. لأن إتقان كل شيء، يتناول إتقانه، فهو تثنية للمراد وتكرير له، كقوله تعالى ? وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ? (آل عمران: 97) قال: وقد اشتملت هذه الآية على وجوه من التأكيد، وأنحاء من المبالغة. فمن ذلك تعبيره (بالصنع) الذي هو الفعل الجميل المتقن المشتمل على الحكمة. وإضافته إليه تعالى، تعظيماً له وتحقيقاً لإتقانه وحسن أعماله. ثم توصيفه سبحانه بإتقان كل شيء، ومن جملته هذا المرور. ثم إيراده بالجملة الإسمية الدالة على دوام هذه الحالة واستمرارها مدى الدهور. ثم التقييد بالحال، لتدل على أنها لا تنفك عنها دائماً. فإن قوله تعالى ? وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ? حامل من المفعول به، وهو الجبال. ومعمول لفعله الذي هو رؤيتها على تلك الحال.
فهذه الآية صريحة في دلالتها على حركة الأرض ومرور الجبال معها في هذا النشأة. وليس يمكن حملها على أن ذلك يقع في النشأة الآخرة، أو عند قيام الساعة وفساد الأرض وخروجه عن متعاهد النظام. وأن حسبانها جامدة لعدم تبين حركة كبار الإجرام إذا كانت في سمت واحد. فإن ذلك لا يلائم المقصود من التهويل على ذلك التقدير. على أن ذلك نقض وإهدام، وليس من صنع وإحكام. قال: والعجب من حذاق العلماء المفسرين، عدم تعرضهم لهذا المعنى، مع ظهوره واشتمال الكتب الحكمية على قول بعض القدماء. مع أنه أولى وأحق من تنزيل محتملات كتاب الله على القصص الواهية الإسرائيلية، ما شحنوا بها كتبهم. وليس هذا بخارج عن قدرة الله تعالى، ولا بعيد عن حكمته، ولا القول به بمصادم للشريعة والعقيدة الحقة، بعد أن تعتقد أن كل شيء حادث بقدرة الله تعالى وإرادته وخلقه بالاختيار، كائناً من كان، وهو العليّ الكبير، وعلى ما يشاء قدير.
واعلم أن هذه الآية وما قبلها من قوله تعالى ? أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ ? الآية اعتراض في تضاعيف ما ساقه من الآيات الدالة على أحوال الحشر وأهوال
القيامة، كاعتراض توصية الإنسان بوالديه في تضاعيف قصة لقمان. ومثل ذلك ليس بعزيز في القرآن.
وفائدته هنا، التنبيه على سرعة تقضي الآجال ومضىّ الآماد. والتهويل من هجوم ساعة الموت وقرب ورود وقت المعاد. فغن انقضاء الأزمان، وتقضي الأوان، إنما هو بالحركة اليومية المارّة على هذه السرعة المنطبقة على أحوال الإنسان. وهذا المرور. وإن لم يكن مبصراً محسوساً، نكن ما ينبعث منه تبدل الأحوال، بما يطرأ من تعاقب الليل والنهار وغيره، بمنزلة المحسوس المبصر ? فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ? (الحشر: 2) فيكون هذا معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، مخصوصة به، إذ لم يخبر به غيره من الأنبياء.
فليس بممكن حمل الآية على تسيير الجبال الواقع عند قيام الساعة ووفاء النشأة الآخرة. إذ ليس هو من (الصنع) في شيء. بل هو إفساد أحوال الكائنات، وإخلال نظام العالم، وإهلاك بني آدم. ا هـ. كلام المرجانيّ.) انتهى ما ذكره القاسمي.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:34 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يرفع لإعادة النظر، وطلب المزيد من الآراء والتعليقات
ـ[المشارك7]ــــــــ[05 Feb 2005, 12:07 ص]ـ
هاهنا قولان والنظر في الترجيح بينها
والقول الاول يرجحه:
1 - كون هذا المعنى هو الغالب في القرءان.
2 - دلالة السياق فان من تامل السياق وجده يتحدث عن يوم القيامة قال تعالى:
((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ
حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ
مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))
والقول بان ((أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) في الدنيا
و ((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)) في الاخرة
و ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) في الدنيا
و ((مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)) في الاخرة
هذا القول لا يناسب البلاغة والفصاحة.
3 - قرينة العطف بالواو كما ذكر الشيخ الشنقيطي.
4 - انه القول الماثور عن السلف.
وهي ادلة كما ترى قوية.
واما القول الاخر فيعتمد دلالة كلمة صنع و اتقن كل شيء.
وعلى العموم فان دلالة السياق اقوى من دلالة لفظة او لفظتين الاترى انك تسمع لكلام الرجل كله فتفهمه فاذا حكيت لشخص جزءا من كلامه قد لا يفهمه وقد يفهمه على غير وجهه.
هذا مع ان هذا القول يعتمد دلالة التذييل بمعنى لم ذيلت الاية بذلك؟ وما ذكروه من معنى هو على الاحتمال بمعنى لا يجزمون جزما يقينا ان هذا هو مراد الله
وقابلهم القول الاخر بمعنى محتمل قال الالوسي:
((وقال بعض المحققين: مؤكد لمضمون ما قبله على أنه عبارة عما ذكر من النفخ في الصور وما ترتب عليه جميعاً قصد به التنبيه على عظم شأن تلك الأفاعيل وتهويل أمرها والإيذان بأنها ليست بطريق إخلال نظام العالم وإفساد أحوال الكائنات بالكلية من غير أن يكون فيه حكمة بل هي من قبيل بدائع صنع الله تعالى المبنية على أساس الحكمة المستتبعة للغايات الجميلة التي لأجلها رتبت مقدمات الخلق ومبادىء الإبداع على الوجه المتين والنهج الرصين كما يعرب عنه قوله تعالى: {?لَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء} أي أتقن خلقه وسواه على ما تقتضيه الحكمة اهـ، وحسنه ظاهر.))
وقال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى في الشريط الذي احال علي الاخ ابوعاتكة
"وفي اضافة الصنع الى الله هنا تعظيم لهذا الامر وانه من الامور العظيمة التي هي من صنع الله تبارك وتعالى.
ومن جملة اتقانه انه حينما كانت الارض محتاجة الى هذه الجبال صارتالجبال راسية ورواسي ترسو بها الارض وهي ايضا في نفسها ثابتة ويوم القيامة تزول الحاجة اليها بل تقتضي الضرورة زوالها فتزال هذه الجبال العظيمة وبهذا نعلم ان الله تبارك و تعالى صنع الجبال حين احتاج الناس اليهاباقية و لما زالت الضرورة اليها ازالها الله تبارك وتعالى
وبهذا نعرف الحكمة في قوله الذي اتقن كل شيء فصار وجود الجبال اتقان وزوالهايو م القيامة اتقان ايضا "
من الدقيقة 9.50 الى الدقيقة 11016
ومما يضعف القول الاخر امور:
1 - انه لم لم يقله احد من السالفين وهذا من اقوى الادلة على رجحان القول الاول
وكل خير في اتباع من سلف ...
2 - ان فيه تشتيت فعلى القول الثاني جاء الكلام عن الاخرة ثم عن الدنيا وفي الاية التي تليها عن الاخرة وفي التي تليها عن الدنيا وفي التي تليها عن الاخرة وهذا كما ترى.
3 - انه على هذا القول فان سرعة الجبال لانها تدر مع الارض فيقال ماالحكمة في تخصيص الجبال بالذكر؟
ثم اذا كان الكلام عن الدنيا اليس الاولى بمقتضى النظر ان يذكر الكل اي بذكر اتقان الارض كلها وذلك بذكر ان الارض تمر السحاب لا ان يذكر الجزء الذي هو الجبال فالمقام مقام ذكر لاتقان الله صنعه.
والعلم عند الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Feb 2005, 02:23 م]ـ
كنت قد قرأت كلاما لمصطفى محمود في القرآن محاوله لفهم عصري كلاما يتعلق بالموضوع ويقول:
" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب "
وتشبيه الجبل بسحابة هو تشبيه يقترح على الذهن تكوينا ذريا فضفاضا مخلخلا وهو ما عليه الجبل بالفعل، فما الأشكال الجامدة إلا وهم وكل شئ يتألف من ذرات في حالة حركة ... والأرض كلها بجبالها في حالة حركة.
ومما يقوله المفسرون القدامى من أن هذه الآية تصف ما يحدث يوم القيامة .... هو تفسير غير صحيح لأن يوم القيامة هو يوم اليقين والعيان والقاطع ولا يقال في مثل هذا اليوم " ترى الجبال تحسبها " ..... فلا موجب لشك في ذلك اليوم
" ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا " ................ هذه هي القيامة بحق، لا مجال هنا لأن تنظر العين فتحسب الشئ قائما وهو ينسف ... فالآية إذن وصف لحال الجبال في الدنيا ولا يمكن أن تكون غير ذلك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Feb 2005, 07:46 م]ـ
سلسبيل 2
هل عندك ميل لكلامه؟؟
أنا لا أترك كلام عظماء المفسرين لخواطر--
-هل تعرف أن الأباضية يسوقون كلامه عن الشفاعة لتأييده لهم --ربما دون أن يدري أيدهم
؟؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Feb 2005, 09:00 م]ـ
الأخ الفاضل /جمال حسني الشرباتي
" كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام " والإنسان قد يصيب مرة ويخطئ مرات وليس معنى أنه أخطأ في مسألة أو مسائل أن جميع قوله خطأ
فنحن لا نأخذ أي قول لأن فلانا من الناس قال به بل نعرضه على الشرع فإن وافق وإلا ضربنا به عرض الحائط .... والمسألة كما تعلم أخي الكريم فيها خلاف بين القولين
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Feb 2005, 09:21 م]ـ
ومع ذلك لا دليل على تفسيره
فسياق الآية هو عن يوم القيامة ((وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ))
وقول مصطفى محمود ((وتشبيه الجبل بسحابة هو تشبيه يقترح على الذهن تكوينا ذريا فضفاضا مخلخلا وهو ما عليه الجبل بالفعل، فما الأشكال الجامدة إلا وهم وكل شئ يتألف من ذرات في حالة حركة ... والأرض كلها بجبالها في حالة حركة.)
ضعيف جدا---فالذرات لا تتحرك كحركة السحاب إنما حركة تذبذبية منضبطة حول موقع سكونها--وحركة السحاب حركة حرة بحسب الريح---ثم الصفة الذرية تشمل غير الجبال فلا وجه سليم لتمييزها
وتعليله لرفض التفسير المتعلق بيوم القيامة بقوله (0هذه هي القيامة بحق، لا مجال هنا لأن تنظر العين فتحسب الشئ قائما وهو ينسف))
غير مسلم---إذ من الممكن أن ير المرء يوم القيامة الجبل قائما فينسف فيختفي فكانه كالسحابة تكون لحظة فوقك فتختفي فها هنا تشبيه راق لحالة النسف واختفاء الجبل عندها
إن التعشق للنواحي العلمية البحتة الذي يجعل البعض يؤول الآيات بحسبها منهج لا أميل إليه
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Feb 2005, 06:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أرجو أن لا يزعجكم تطفلي عليكم، أحببتُ أن أشارك طلبا للفائدة.
لقد قرأتٌ في بعض كتب "الإعجاز العلمي في القرآن" ... ما يفسر هذه الآية تفسيرا علميا ومنطقيا.
يقول - صاحب هذا الرأي - مستدلا بهذه الآية على مسألة "دوران الأرض":
"
قال تعالى: [وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون].</ B>
" و هذا و الذي نفسي بيده من أعظم الأيات الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم في أن هذا الكتاب إنما هو كلام الله ليس كلام بشر، و ذلك أنه من المعلوم اليوم أن الأرض تدور حول محورها دورة كاملة كل 24 ساعة و هذا و الله أعلم هو الذي أشار إليه الباري سبحانه و تعالى في الآية و ذلك أن الناظر إلى الجبل القريب منه يراه ساكناً جامداً لا يتحرك أما الحقيقة التي يستطيع أن يستيقنها رجل الفضاء فهي أن هذه الجبال و إن كانت فيما يرى الناظر ساكنة جامدة فإنها كما يرى هو من علٍ تمر مر السحاب فتبارك الله الذي أحاط بكل شيء علما ألا إنه حكيم عليم "
لكن ممكن أن يرد على صاحب هذا الرأي بقوله تعالى: " يوم تمور السماء مورا.
وتسير الجبال سيرا " .... والمعلوم أن هذه الآيات - من سورة الطور- تتحدث عن يوم القيامة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:00 م]ـ
عمار
لست متطفلا وإنما أنت من أهل هذا المنتدى الطيب وحقك أن تدلي بدلوك فتشجع
أما بالنسبة للرأي العلمي الذي أوردته---على فرض أن الآيات خاصة بأمر الدنيا--فإن دوران الأرض هو دوران ثابت بنظام مخصوص---وحركة السحاب حركة عشوائية بحسب حركة الريح--فالقول بأن الآية تشير إلى دوران الإرض إذن غير موفق لأن حركة السحاب ليست كحركة الأرض
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Feb 2005, 07:17 م]ـ
الأخ الكريم "جمال" حياك الله ..... لا أخفيكم أنني لا أميل إلى الرأي الذي يفسر الآية على أنه أمر يحدث في الدنيا .... ولست من المدافعين عن - التفسير - الذي أوردتُه في تعقيبي السابق لكن أقول:
إن الهواء أو الريح سبب تحرك السحاب ... فليس من المعقول - لا علميا ولا منطقيا - أن السحاب يتحرك من تلقاء نفسه، وعلى هذا الفهم كان القياس ... فقالوا إن الجبال لا تمر
ولا تتحرك إلا بسبب تحرك الأرض أي "دورانها" ....
لكنني أعتقد - والله أعلم - أن الآية تتحدث عن يوم القيامة بحكم دلالة السياق ... ومما يؤكد اعتقادي هذا - كما أوردتٌ في تعقيبي الأول - قوله تعالى:
"" يوم تمور السماء مورا. وتسير الجبال سيرا "
وشكرا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Feb 2005, 11:51 م]ـ
يقول شيخنا العثيمين رحمه الله تعالى عن القول بأن هذا في الدنيا: (لا شك أنه غلط).
وإذا نشطت نقلت كلامه بحروفه ـ بإذن الله ـ من شرحه على كتاب الإيمان من صحيح مسلم ـ والذي سيخرج قريباً بإذن الله (أعني كتاب الإيمان) وقد منّ الله تعالى عليّ بالقيام على تنسيقه،وتهيئته للنشر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Feb 2005, 11:37 م]ـ
هذه عودة مني لأفي بما وعدت به من نقل كلام شيخنا رحمه الله على الآية.
وقد كان كلامه عند شرحه لـ (بَاب قَوْلِهِ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ)
آخر باب من أبواب كتاب الإيمان من صحيح مسلم رحمه:
والحديث الذي جرى الاستطراد فيه إلى أن ذكر شيخنا هذه الآية هو عند قول الإمام مسلم رحمه الله:
(حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الأعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ قَالَ يَقُولُ أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ وَمَا بَعْثُ النَّارِ قَالَ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ قَالَ فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ قَالَ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا وَمِنْكُمْ رَجُلٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ح و حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ كِلاهُمَا عَنْ الأعْمَشِ بِهَذَا الإسْنَادِ غَيْرَ أَنَّهُمَا قَالا مَا أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الأسْوَدِ أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الأبْيَضِ وَلَمْ يَذْكُرَا أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الْحِمَارِ.)
قال رحمه الله: وفي الحديث فوائد .... ثم ذكر أربعاً،والخامسة ـ هي بيت القصيد ـ وهذا نص كلامه:
5 - وفيه ـ أيضاً ـ أن الناس في ذلك اليوم، تراهم: أي: فتظنهم سكارى، وما هم بسكارى؛ لأنه من شدة الهول يكون الإنسان يتصرف كالمرعوب، كالسكران، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
ومن هنا يتبين بطلان من رجح أن معنى قول الله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب) أن ذلك في الدنيا، وليس في الآخرة، واستدل به على دواران الأرض.
وقد علل أن قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) بأنه لو كان يوم القيامة، لكان خطأً؛ لأن الناس يوم القيامة لا يتوهمون الأشياء، بل يرونها على حقيقتها، فلا يرون الجبال يحسبونها جامدة.
فنقول: هذا غلط، ها هو الله يقول: (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، فيتوهمون أن هؤلاء ـ الذين ليس بسكارى ـ يتوهمون أنهم سكارى، والإنسان إنسان، في الدنيا وفي الآخرة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 11:56 م]ـ
هل يمكن أن يكون وقت وقوع ذلك في منزلة بين الدنيا والآخرة، وهي مرحلة وقوع مقدمات يوم القيامة؟
وأذكر أن بين المفسرين خلافاً في وقت وقوع الزلزلة التي ذكره الله عز وجل في صدر سورة الحج.
ويؤيد هذا أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} (النمل:87)
قال ابن كثير في تفسيره لها: (يخبر تعالى عن هول يوم نفخة الفزع في الصور، وهو كما جاء في الحديث قرن ينفخ فيه. وفي حديث الصور: إن إسرافيل هو الذي ينفخ فيه بأمر الله تعالى، فينفخ فيه أولاً نفخة الفزع ويطولها وذلك في آخر عمر الدنيا حين تقوم الساعة على شرار الناس من الأحياء فيفزع من في السماوات ومن في الأرض {إِلاَّ مَن شَآءَ ?للَّهُ} وهم الشهداء، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.}
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[18 Feb 2005, 07:14 ص]ـ
الاساتذة الافاضل الا يصح الجمع بين القولين هنا و القول ان هذا يصح في الدنيا و الاخرة؟
في تفسير قوله تعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين تجد البعض يشير الى ان المراد بهذا الهرم و كبر السن و البعض الاخر يرجح ان اسفل سافلين هي النار
ألا يمكن ايضا القول ان المراد المعنيين معا سواء في امثال هذه الايات او غيرها ما دام التفسيران غير متناقضين و من الممكن الجمع بينهما و لا يحوي احدهما تكلف او لي لاعناق النصوص؟
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[28 Jul 2005, 02:22 م]ـ
ليت أحد العلماء في هذا الموقع يبين لنا ما هو الصحيح حتى نخرج من الحيرة في تفسير الآية ...
ـ[الازهري المصري]ــــــــ[31 Jul 2005, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
وقد نقل قول أنها في الدنيا الأخ: زغلول النجار
إذ قال أن هذه الآية من آيات الإعجاز في القرآن وقال بأن هذا إنما في الدنيا
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Mar 2006, 10:33 ص]ـ
لفظ الآية - {وترى الجبال تحسبها جامدةً} - يحتمل كون ذلك في الحياة الدنيا، كما يحتمل كونه في يوم القيامة على ما ذهب إليه الأئمة المفسرون،
و إن كان الأقرب لسياق الآية كونه في الحياة الدنيا، إذ لا ترى الجبال جامدة يوم القيامة، بل تدك و تزول و تكون كالعهن المنفوش،
و ما هذا حاله لا يوصف بالجمود،
و يرجح كون ذلك في دنيانا: قوله تعالى في رؤية الإنسان للجبال: {تحسبها جامدة} - أي يظنها - مع بيانه تعالى أنها في واقع الأمر- وقت هذه الرؤية - {تمر مر السحاب}،
و رؤية الإنسان حال الجبال - يوم القيامة - ستكون تحققا، ولن تكون تحسبا،
- و إنما قال المفسرون بكون ذلك يوم القيامة وحده، لتعسر و تعذر القول بكونه واقعا في الحياة الدنيا وفق المعارف الدنيوية وقتذاك،
- بيد أن من المفسرين المتقدمين من فسر الآية بغير يوم القيامة:
1 - ففي تفسيره " الجامع لاحكام القران"، قال الإمام القرطبي (ت 671 هـ):
• (قوله تعالى: {وَتَرَى ?لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ?لسَّحَابِ} قال ابن عباس: أي قائمة وهي تسير سيراً حثيثاً. قال القتبي: وذلك أن الجبال تُجمع وتُسيَّر، فهي في رؤية العين كالقائمة وهي تسير؛ وكذلك كل شيء عظيم وجمع كثير يقصر عنه النظر، لكثرته وبعد ما بين أطرافه، وهو في حسبان الناظر كالواقف وهو يسير. قال النابغة في وصف جيش:
بِأَرْعَنَ مثل الطَّودِ تَحسبُ أنَّهمْ وقُوفٌ لِحَاجٍ والرِّكَابُ تُهملِجُ
قال القشيريّ: وهذا يوم القيامة؛ أي هي لكثرتها كأنها جامدة؛ أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهي تسير؛ أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء، فقال الله تعالى؛
{وَسُيِّرَتِ ?لْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}
[النبأ: 20] ويقال: إن الله تعالى وصف الجبال بصفات مختلفة ترجع كلها إلى تفريغ الأرض منها؛ وإبراز ما كانت تواريه؛ فأول الصفات الاندكاك وذلك قبل الزلزلة؛ ثم تصير كالعهن المنفوش؛ وذلك إذا صارت السماء كالمُهْل، وقد جمع الله بينهما فقال:
{يَوْمَ تَكُونُ ?لسَّمَآءُ كَ?لْمُهْلِ * وَتَكُونُ ?لْجِبَالُ كَ?لْعِهْنِ}
[المعارج: 8 ـ 9]. والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تنقطع بعد أن كانت كالعهن. والحالة الرابعة أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدّمة قارّة في مواضعها والأرض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز، فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها. والحالة الخامسة أن الرياح ترفعها على وجه الأرض فتظهرها شعاعاً في الهواء كأنها غبار، فمن نظر إليها من بعدٍ حسبها لتكاثفها أجساداً جامدة، وهي بالحقيقة مارّة إلا أن مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة. والحالة السادسة أن تكون سراباً فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئاً منها كالسراب. قال مقاتل: تقع على الأرض فتسوَّى بها.
ثم قيل هذا مثل. قال الماوردي: وفيما ضُرِب له ثلاثة أقوال: أحدها أنه مَثَلٌ ضربه الله تعالى للدنيا يظن الناظر إليها أنها واقفة كالجبال، وهي آخذة بحظها من الزوال كالسحاب؛ قاله سهل بن عبد الله. الثاني: أنه مثلٌ ضربه الله للإيمان تحسبه ثابتاً في القلب وعمله صاعد إلى السماء. الثالث: أنه مثل ضربه الله للنفس عند خروج الروح والروح تسير إلى العرش. {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} أي هذا من فعل الله، و (ما) هو فعل منه فهو متقَن. و {تَرَى} من رؤية العين ولو كانت من رؤية القلب لتعدت إلى مفعولين).
2 - و هذا الذي حكاه القرطبي عن الإمام الماوردي (ت 450 هـ) مذكور في تفسيره المسمى " النكت والعيون":
قال:
(قوله {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} أي واقفة.
{وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} أي لا يرى سيرها لبعد أطرافها كما لا يرى سير السحاب إذا انبسط لبعد أطرافه،
وهذا مثل، وفيم ضرب له ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه مثل ضربه الله تعالى للدنيا يظن الناظر إليها أنها واقفة كالجبال وهي آخذة بحظها من الزوال كالسحاب، قاله سهل بن عبد الله.
الثاني: أنه مثل ضربه الله للإيمان، تحسبه ثابتاً في القلب وعمله صاعد إلى السماء.
الثالث: أنه مثل للنفس عند خروج الروح والروح تسير إلى القدس.
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيىْءٍ} أي فعل الله الذي أتقن كل شيء. وفيه أربعة أوجه:
أحدها: أحكم كل شيء، قاله ابن عباس.
الثاني: أحصى، قاله مجاهد.
الثالث: أحسن، قاله السدي). انتهى كلامه.
- و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[08 Mar 2006, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر للمشرفين والأعضاء عن غيابي عن الملتقى.
شيخنا الفاضل
الآية: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)
إذا كان قدجاء قبلها آية تتحدث عن أحداث يوم القيامة فليس ذلك دليلا على أنها هي كذلك تتحدث عما سيحدث عند قيام الساعة، فقد تكلم الله تعالى قبل ذلك في الآية 83 , 84 , 85 عن أحداث يوم القيامة ثم بعد ذلك تكلم في الآية 86 عن آيات الله التي نعيشها في الدنياألا وهي الليل والنهار، وعاد مرة أخرى ليتكلم عن أحداث الساعة في الآية 87، وبعدها جاءت هذه الآية 88.
فهل الآية 88 تتعلق بأحداث قيام الساعة أم أنها تتحدث عن أحداث نعيشها في حياتنا ولا نشعر بها؟
لنعش مع الآية كما لو أنها تتحدث عن أحداث القيامة ثم نري ماذا نستنتج.
لوافترضنا أن الآية تتكلم عن قيام الساعة فإن خلاصة مفهوم الآية أن الله تعالى يقص على نبيه عليه الصلاة والسلام مشهدا لوقائع أحداث قيام الساعة كما لو أن النبي هو المشاهد لما سيحصل.
ماذا سيرى المشاهد؟
سيرى الجبال فيحسبها جامدة بينما هي في الحقيقة تمر مر السحاب.
إذا كان الله قد شبه مرور الجبال بمرور السحاب فذلك يعني أن الجبال لن تبقى جامدة في مكانها وإنما ستنتق من جذورها ويسيرها في جو السماء كما تمر السحاب.
إذا كان المشهد بهذا الوضوح فكيف يحسب المشاهد أن الجبال مازالت
جامدة لم تتحرك من مكانها!!
ألسنا نرى عين اليقين السحب وهي تجري في السماء فكيف يختلف الأمر في شيء مشابه فنحسبه جامدا!!
إذن لا يمكن أن يكون هذا المشهد لأحداث يوم القيامة إلا إذا فقد الإنسان بصره وهو ما لن يحصل لأن الله تعالى أثبت حاسة البصر في قوله (وترى الجبال ... ).
لم يبق إلا أن تكون الآية تتكلم عن الواقع الذي نعيشه في الدنيا حيث تدور بنا الأرض بجبالها ونحن لا نشعر بذلك ونحسبها جامدة بينما هي تمر مر السحاب.
ما وجه الشبه في مرور الجبال ومرور السحاب؟
الجواب: نفس الاتجاه.
الأرض تدور من الغرب إلى الشرق، والسحاب كذلك يسلك نفس الاتجاه من الغرب إلى الشرق.
هل من قرينة أخرى تبين لنا صحة ما توصلنا إليه؟
الجواب: نعم، هذه الآية تفسر كيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا، فهي تتمة لما قاله الله في الآية 86 التي يقول فيها:
ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون.86 النمل.
الآية 88 أرتنا كيفية تعاقب والنهار وأن الله تعالى من رحمته أن أحكم سرعة دوران الأرض بحسبان متقن بحيث لم يجعل الأرض بطيئة الدوران فيتحول الليل من سكن لنا إلى ليل طويل ممل ومرهق ...
لو ألقيت نظرة على الآيات: 86، 87، 88، 89 من سورة النمل لوجدت أن الآية 88 مكملة للآية 86، والآية 89 مكملة للآية 87.
ولا ننسى أن الله تعالى ختم سورة النمل بقوله (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)، والآية 86 أولها: (ألم يروا)، فهذه من الآيات التي يرينها الله.
والسلام عليكم.
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 May 2006, 10:43 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى: أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الآية 86 من سورة النمل.
عظمة حكمة الله تتجلى في التفكر في الكيفية التي أعطت النتيجة، فإبراهيم عليه السلام لما أراه الله كيفية إحياء الموتى تجلت له عظمة حكمة الله: (واعلم أن الله عزيز حكيم). والله تعالى إذ يلوم هؤلاء فهو يلومهم على رؤيتهم للكيفية المحكمة بإتقان التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا، فإذا لم تكن كيفية تعاقب الليل والنهار هي ما كان يعتقده كل الناس في عهد نزول القرآن في أن الشمس هي التي تدور حول الأرض فإنه يلزم أن يريهم الله تلك الكيفية ليحق عليهم اللوم والتقريع.
هذا ما تقتضيه الحكمة، فالملومون ب (ألم يروا) يجب أن (يروا) ويلزم أن يري الله المؤمنين تلك الكيفية لأنهم شهداء على الناس،
(يُتْبَعُ)
(/)
القاعدة المنطقية تقول: الإنكار على غائب ب (ألم ير) أو (ألم يعلم) لا يخاطب به إلا شاهد (رأى و علم)، مثلا:
يخاطب الرجل زوجه مستنكرا على ابنه (الغائب) عدم مذاكرته لدروسه وقد اقترب موعد الامتحانات: ألم يعلم ابنك أن الامتحانات قد اقتربت ... !!.
لم يخاطب الأب الأم مستنكرا ومتعجبا إلا لأن الأم تعلم باقتراب الامتحانات، لو لم تكن تعلم لألقى إليها الكلام خبرا.
كذلك هنا في سورة النمل ينكر الله على الكافرين عدم الالتفات إلى عظمة حكمة الله في رؤيتهم لكيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا،
وحيث أن المخاطب بالقرآن هم المؤمنون فإنهم يجب أن يكونوا هم أيضا قد رأوا كيف جعل الله الليل سكنا والنهار مبصرا.
وبما أن الناس وقت نزول القرآن لم يكونوا قد رأوا كيفية تعاقب الليل والنهار، فإن الآية: (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ... ) تتكلم عن المستقبل، وسيري الله الذين كفروا آياته في الآفاق المتعلقة بتعاقب الليل والنهار، وسيري الله المؤمنين أيضا تلك الآيات، لذلك قال الله بعد 7 آيات من هذه وبها ختم السورة: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) الآية 93 النمل.
إذن فلا بد أن الله قد أرانا آياته في جعل الليل سكنا والنهار مبصرا في نفس السورة التي ختمها بقوله: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ... )، وينبغي أن تكون بعد الآية 86 (ألم يروا ... )
كيف أراناالله تلك الآية (الكيفية) بطريقة حكيمة لا تتصادم مع إدراك العقول المعاصرة لنزول القرآن؟
بين الله لنا ذلك بأسلوب لطيف هو أسلوب اللف والنشر بحيث أتى بآية تتكلم عن الحياة الدنيا وعطف عليها آية تتكلم عن الحياة الآخرة ثم أتى بعد ذلك بآيتين ترجع كل آية إلى الآية المتقدمة (الأولى ترجع إلى الأولى، والثانية ترجع إلى الثانية) كما يلي:
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87).
ثم جاء بآيتين ترجع كل واحدة منها على آية متقدمة، فقال:
وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ89.
فالآية 88 ترجع إلى الآية 86، والآية 89 ترجع إلى الآية 87، كما يلي::
1) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) = (1) وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88).
2 وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) = 2) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ89.
إذن فالآية التي تبين لنا كيفية جعل الليل سكنا والنهار مبصرا هي الآية 88 حيث يقول تعالى: وتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ... )
يشبه الله تعالى مرور الجبال بمرور السحاب، والسحاب يرى للمشاهد وهو يتحرك في جو السماء، لو كانت الجبال ستنتق من جذورها وتسير في السماء مثل السحاب فكيف يحسب المشاهد أن الجبال جامدة (لم تتحرك من مكانها)!!
إذن فالتشبيه في هذه الحالة لم يتحقق لأنه تشبيه حركة الجبال (التي لا تدرك للمشاهد) بحركة السحاب (المدركة للمشاهد) وليس تشبيه مرور الجبال بمرور السحاب.
إذا أردنا معرفة وجه الشبه بين مرور السحاب ومرور الجبال فإن للمرور اتجاه، ووحدة الاتجاه هي التي تحقق التشبيه،
(يُتْبَعُ)
(/)
فوجه الشبه بين مرور الجبال ومرور السحاب ينبغي أن يكون متمثلا في وحدة الاتجاه، فإذا كان السحاب في عمومه يمر من الغرب إلى الشرق فإن تشبيه مرور الجبال لا يتحقق إلا إذا كانت الجبال تسلك نفس الاتجاه: تمر من الغرب إلى الشرق.
ولا يحسب المشاهد الجبال جامدة (ثابتة في مكانها) إلا إذا كانت الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق.
واختيار فعل (تمر) يفيد الاستمرار والتكرار، وهذا هو حال الأرض دائمة (مستمرة) الدوران. أما عن الجبال يوم تقوم الساعة فإن الله تعالى لم يقل (تمر الجبال مرورا) وإنما قال: تسير الجبال سيرا.
إذن فالآية 88 من سورة النمل تتكلم عن دوران الأرض حول نفسها، فهي الكيفية التي جعل الله بها الليل سكنا والنهار مبصرا، لقدأراهم الله تلك الآية وأراها لنا في القرآن، وهي آية في الآفاق تتجلى فيها عظمة حكمة الله وإتقانه لصنعته، فالشيء المتقن بإحكام لا يمكن إلا أن يكون من تدبير عزيز حكيم، ومهما كانت صنعة الإنسان متقنة إلا أنها لا تصل إلى درجة الكمال، فالساعة التي اخترعها الإنسان لضبط الوقت لا بد أن تخطئ بعد سنة أو بعد عشرات السنين بزيادة أو بتأخير، أما ساعة الله فإنها منذ ملايين السنين لا يأتيها الخطأ: نسبة الخطأ تساوي صفرا، فالأرض تدور حول نفسها دورة كاملة كل 23 ساعة و56 دقيقة و4 ثوان، فلو تباطأ دورانها بمقدار ثانية واحدة في اليوم (أي بنسبة 0.001 %) لأصبح طول اليوم بعد 10 سنين 25 ساعة، وبعد 100 سنة يصبح طول اليوم 34 ساعة تقريبا، وبعد1000 سنة يصير طول اليوم 124 ساعة.
إذن فهو إدراك لصنعة الله المتقنة حق أن ينبه الله عليه بقوله: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).
وإذا كنت قد ضربت الساعة البشرية التي صنعها الإنسان مثلا لضبط سرعة دوران الأرض بإتقان فلأن ذلك هو المثل الأعلى لحساب الزمن عند الإنسان، والله تعالى ضرب للناس في القرآن من كل شيء مثلا،
وحياتنا الدنيا فعلا هي عبارة عن ساعة مركزها الشمس، وقوة التجاذب بين الشمس من جهة وبين الأرض والقمر من جهة أخرى مثل عقربي الساعة المثبتين في المركز (الشمس)، وكما أن أحد عقارب الساعة لحساب الساعات والآخر لحساب الدقائق، كذلك فإن دوران الأرض حول الشمس لحساب السنين، ودوران القمر حول الأرض لحساب الشهور. وكما أن للساعة عقرب لحساب الثواني كذلك تدور الأرض حول نفسها لحساب الأيام.
السنة هي دورة واحدة للأرض حول الشمس تقطعها في 12 شهرا، كما يدور عقرب الساعة دورة كاملة مرورا بأرقام الساعات من 1 إلى 12 في ساعة اليد أو ساعة الحائط.
إذن فنظام حياتنا الدنيا على الأرض أشبه ما يكون بالساعة، إنها ساعة تجري لأجل مسمى، فنحن كالعمال الذين يكدحون إلى أن تدق الساعة معلنة انتهاء الدوام.
إذن فمن الحكمة أن يعبر عن انتهاء الحياة الدنيا ب (إتيان الساعة)، ثم يوم تبدأ الحياة الآخرة سيخلق الله ساعة أخرى أبدية ليست الشمس مركزا لها.
ماذا عن قول الله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).؟
هل جريان الشمس لمستقر لها يعني أنها تسير في الفضاء إلى أن تستقر في مكان هو منتهاها ومستقرها؟
الشمس بحكم أنها كرة فإن دورانها حول نفسها يعتبر جريا، فعجلة السيارة تجري فتسير السيارة، ويمكن أن تجري العجلة في مكانها إذا رفعت السيارة بآلة ثم أدرت المحرك، والمروحة الكهربائية تجري (تدور) إذا وصلت بالكهرباء، كذلك كل شيء دائري أو كروي ينتج نفس الحركة (الجري) سواء دحرجته على الأرض أو دار في مكانه.
ماذا عن المستقر؟
المستقر هو المنتهى، وقد يراد به المكان أو يراد به الزمان،.
يطلق المستقر ويراد به زمن معلوم، مثلا: تبرمج مروحة كهربائية فتؤقتها لتشتغل مدة 60 دقيقة ثم تتوقف أوتوماتيكيا، في هذه الحالة يقال عن المروحة الكهربائية: إنها تجري لمستقر لها، أي تجري لأجل مسمى.
لنأخذ أمثلة لكلمة (مستقر) من القرآن الكريم.
قال تعالى: لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).
المستقر هنا أريد به الزمان، أي أن لكل نبإ أجل مسمى = زمن معلوم يتحقق فيه واقعا.
إذن فالمستقر في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) هو مستقر زمني معلوم فسرته آية أخرى بأنه أجل مسمى وذلك في قوله تعالى: وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ.
وهكذا نستخلص أن: تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا = يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى.
وأود أن أختم المقال بملاحظة هامة جديرة بالتدبر وهي ما ختم الله بها سورة النمل بقوله: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
لو كان تفسير السلف الذين عاصروا التنزيل للآية 88 من سورة النمل هو التأويل وأن الجبال التي تمر مر السحاب سيكون ذلك عند قيام الساعة لقال الله (كذلك يريكم الله آياته) بدلا من (سيريكم)، لكن الله أتى بفعل (سيريكم) لنستدل به أن تأويل هذه الآية 88 وكل آيات سورة النمل التي ضربها الله أمثالا لأحداث المستقبل سيظل تأويلها غيبا إلى أجل مسمى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Jan 2007, 11:12 م]ـ
أميل إلى القول الثاني وفاقاً لجمع من العلماء على رأسهم العلامة ابن عاشور فقد أعجبني تفسيره.
قال الطاهر ابن عاشور – رحمه الله تعالى – في التحرير والتنوير:
(( ... فإن الناس كانوا يحسبون أن الشمس تدور حول الأرض فينشأ من دورانها نظام الليل والنهار، ويحسبون الأرض ساكنة. واهتدى بعض علماء اليونان إلى أن الأرض هي التي تدور حول الشمس في كل يوم وليلة دورة تتكون منها ظلمة نصف الكرة الأرضي تقريباً وضياء النصف الآخر وذلك ما يعبر عنه بالليل والنهار، ولكنها كانت نظرية مرموقة بالنقد وإنما كان الدال عليها قاعدة أن الجرم الأصغر أولى بالتحرك حول الجرم الأكبر المرتبط بسيره وهي علة إقناعية لأن الحركة مختلفة المدارات فلا مانع من أن يكون المتحرك الأصغر حول الأكبر في رأي العين وضبط الحساب وما تحققت هذه النظرية إلا في القرن السابع عشر بواسطة الرياضي (غاليلي) الإيطالي.
والقرآن يدمج في ضمن دلائله الجمة وعقب دليل تكوين النور والظملة دليلاً رمز إليه رمزاً، فلم يتناوله المفسرون أو تسمع لهم ركزاً.
وإنما ناط دلالة تحرك الأرض بتحرك الجبال منها لأن الجبال هي الأجزاء الناتئة من الكرة الأرضية فظهور تحرك ظلالها متناقصة قبل الزوال إلى منتهى نقصها، ثم آخذة في الزيادة بعد الزوال. ومشاهدة تحرك تلك الظلال تحركاً يحاكي دبيب النمل أشد وضوحاً للراصد، وكذلك ظهور تحرك قممها أمام قرص الشمس في الصباح والماء أظهر مع كون الشمس ثابتة في مقرها بحسب أرصاد البروج والأنواء.
ولهذا الاعتبار غير أسلوب الاستدلال الذي في قوله تعالى: {ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه}
[النمل: 86] فجعل هنا بطريق الخطاب {وترى الجبال}. والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم تعليماً له لمعنى يدرك هو كنهه ولذلك خص الخطاب به ولم يعمم كما عمم قوله: {ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه}
[النمل: 86] في هذا الخطاب، وادخاراً لعلماء أمته الذين يأتون في وقت ظهور هذه الحقيقة الدقيقة. فالنبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على هذا السر العجيب في نظام الأرض كما أطلع إبراهيم عليه السلام على كيفية إحياء الموتى، اختص الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعلم ذلك في وقته وائتمنه على علمه بهذا السر العجيب في قرآنه ولم يأمره بتبليغه إذ لا يتعلق بعلمه للناس مصلحة حنيئذ حتى إذا كشف العلم عنه من نقابه وجد أهل القرآن ذلك حقاً في كتابه فاستلوا سيف الحجة به وكان في قرابة.
وهذا التأويل للآية هو الذي يساعد قوله {وترى الجبال} المقتضي أن الرائي يراها في هيئة الساكنة، وقوله {تحسبها جامدة} إذ هذا التأويل بمعنى الجامدة هو الذي يناسب حالة الجبال إذ لا تكون الجبال ذائبة.
وقوله {وهي تمرّ} الذي هو بمعنى السير {مرّ السحاب} أي مرا واضحاً لكنه لا يبين من أول وهلة. وقوله بعد ذلك كله {صنع الله الذي أتقن كل شيء} المقتضي أنه اعتبار بحالة نظامها المألوف لا بحالة انخرام النظام لأن خرم النظام لا يناسب وصفه بالصنع المتقن ولكنه يوصف بالأمر العظيم أو نحو ذلك من أحوال الآخرة التي لا تدخل تحت التصور. و {مر السحاب} مصدر مبين لنوع مرور الجبال، أي مروراً تنتقل به من جهة إلى جهة مع أن الرائي يخالها ثابتة في مكانها كما يخال ناظر السحاب الذي يعم الأفق أنه مستقر وهو ينتقل من صوب إلى صوب ويمطر من مكان إلى آخر فلا يشعر به الناظر إلا وقد غاب عنه. وبهذا تعلم أن المر غير السير الذي في قوله تعالى: {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة} [الكهف: 47] فإن ذلك في وقت اختلال نظام العالم الأرضي.
وانتصب قوله {صنع الله} على المصدرية مؤكداً لمضمون جملة {تمر مر السحاب} بتقدير: صنع الله ذلك صنعاً. وهذا تمجيد لهذا النظام العجيب إذ تتحرك الأجسام العظيمة مسافات شاسعة والناس يحسبونها قارة ثابتة وهي تتحرك بهم ولا يشعرون.Yالجامدة: الساكنة، قاله ابن عباس. وفي «الكشاف»: الجامدة من جمد في مكانه إذا لم يبرح، يعني أنه جمود مجازي، كثر استعمال هذا المجاز حتى ساوى الحقيقة والصنع. قال الراغب: إجادة الفعل فكل صنع فعل وليس كل فعل صنعاً قال تعالى: {ويصنع الفلك} [هود: 38]، {وعلمناه صنعة لبوس لكم} [الأنبياء: 80] يقال للحاذق المجيد: صنع، وللحاذقة المجيدة: صنّاع. اهـ. وقصر في تفسير الصنع الجوهري وصاحب «اللسان» وصاحب «القاموس» واستدركه في «تاج العروس».
قلت: وأما قولهم: بئس ما صنعت، فهو على معنى التخطئة لمن ظن أنه فعل فعلاً.
حسناً ولم يتفطن لقبحه. فالصنع إذا أطلق انصرف للعمل الجيد النافع وإذا أريد غير ذلك وجب تقييده على أنه قليل أو تهكم أو مشاكلة.
واعلم أن الصنع يطلق على العمل المتقن في الخير أو الشر قال تعالى
{تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر}
[طه: 69]، ووصف الله بـ {الذي أتقن كل شيء} تعميم قصد به التذييل، أي ما هذا الصنع العجيب إلا مماثلاً لأمثاله من الصنائع الإلهية الدقيقة الصنع. وهذا يقتضي أن تسيير الجبال نظام متقن، وأنه من نوع التكوين والخلق واستدامة النظام وليس من نوع الخرم والتفكيك.
وجملة {إنه خبير بما تفعلون} تذييل أو اعتراض في آخر الكلام للتذكير والوعظ والتحذير، عقب قوله {الذي أتقن كل شيء} لأن إتقان الصنع أثر من آثار سعة العلم فالذي بعلمه أتقن كل شيء هو خبير بما يفعل الخلق فليحذروا أن يخالفوا عن أمره.
ثم جيء لتفصيل هذا بقوله: {من جاء بالحسنة}
[النمل: 89] الآية فكان من التخلص والعود إلى ما يحصل يوم ينفخ في الصور، ومن جعلوا أمر الجبال من أحداث يوم الحشر جعلوا جملة {إنه خبير بما تفعلون} استئنافاً بيانياً لجواب سائل: فماذا يكون بعد النفخ والفزع والحضور بين يدي الله وتسيير الجبال، فأجيب جواباً إجمالياً بأن الله عليم بأفعال الناس ثم فصل بقوله: {من جاء بالحسنة فله خير منها .. }
[النمل: 89] الآية.))
انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Jan 2007, 02:39 ص]ـ
إضافة على ما نقله د عمر المقبل عن العلامة ابن عثيمين فقد رأيت الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ يذكر هذا القول ـ أعني القول بأن ما ذكر في الآية يكون في الدنيا ـ ويشدد في الرد عليه في مواضع من تفسيره، ولعلي أضع بعض المواضع بعد أن أرجع لتفسيره لكنني أذكر أنه تكلم عنه في تفسير سورة الكهف وغيرها.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[20 Jan 2007, 02:45 ص]ـ
نعم وجدت الموضع الذي ذكره ابن عثيمين في سورة الكهف آية 47 (ويوم نسير الجبال) الآية. ص 80ـ81 حيث رد على من قال بأن هذه الآية تعني دوران الأرض. ولعلي أتمكن من نقل كلامه فيما بعد.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jan 2007, 08:02 ص]ـ
ينظر كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=19392&postcount=14)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[23 Jan 2007, 12:26 م]ـ
الأخوة الفضلاء
قرأت المداخلات وتداخلها، فرأيت أن أشارك برأي أسأل الله تعالى أن يلهمني فيه الصواب.
وهو معتمد على النظر للسياق، والنظر للسياق يجب أن يشمل النظر لسياق السورة وما اشتملت عليه، وسياق القصة التي وردت فيها الآية وترابط آياتها، وسياق الآية نفسها والتعبير فيها.
وبالتأمل في هذه المراتب المهمة نجد أنها تقربنا إلى الصواب بإذن الله تعالى - والله أعلم
فسياق السورة فيه تسلية وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم وتنويه بما أوتيه من معجزة باهرة وهي القرآن، ولذلك قال في أولها (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) وقال في وسطها (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)، وقال في آخرها (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فلنفسه .. ) ونجد أن الله تعالى عرض لنبيه تعالى قصص نبيين من أنبيائه وذكر ماأيدهم به من المعجزات الباهرة الدالة على قدرته على تغيير الأحوال عن طبيعتها، فموسى أويد بالعصا وانقلابه ثعباناَ، وإدخال يده في جيبه وخروجها بيضاء من غير سوء، وسليمان أويد بمعجزة تسخير الدواب له وفهم منطقها، والجن وأعمالها، وقدرة الله في الإتيان بعرش بلقيس ولهذا قال سليمان (هذا من فضل ربي)، وجميع هذه الآيات آيات باهرة فيها إظهار قدرة لله تعالى. فكان تأييد النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن حجة باهرة لقومه، وأوتي حجة أخرى دالة على قدرة الله تعالى وهي معجزة الآيات العظيمة في الكون ولهذا قال تعالى (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه .... ) (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ... ) وقال في آخر السورة (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها))، وما أعظم مناسبة ذكر هذه الآيات العجيبه في مقابل ذكر الآيات التي أوتيها سليمان. ولو تأملنا في جميع الآيات للأنبياء فإننا نجد أنها تركز على جانب قدرة الله في تغير الأحوال عن طبيعتها الظاهرة للبشر كما ذكرت، وكل ذلك من تأييد الله للأنبياء وتثبيتهم في دعوتهم، ولعل جعل الجبال وتحركها آية لمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى مخاطباَ رسوله ابتداءَ (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) وإن كانت الآية عامة لمن بعده للإتيان بفعل المضارعة (ترى)؛ دال على كمال معجزة القرآن في تضمنه معجزات علمية باهرة سيريها الله الناس من بعد محمد ولهذا قال في آخر السورة (سيريكم آياته فتعرفونها)
وإذا نظرنا إلى سياق القصة أو المقطع الذي وردت فيه الآية فإننا نجد الآيات تتحدث عن مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وتأييده بالآيات في مقابل تكذيب المشركين وعنادهم من قوله (قل الحمد لله وسلم على عباده ... آلله خير أما يشركون) إلى آخر السورة بعد ذكر قصص الأنبياء تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال في آخرها (فتوكل على الله إنك على الحق المبين) ثم هددهم بوقوع العذاب يوم القيامة، ثم رجع لى خطابهم مظهراَ َ قدرته تعالى ببعثهم الذي كذبوه من قبل في قولهم (أءذا كنا تراباَ وآباؤنا أئنا لمخرجون) ولهذا قال (حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماَ)، ثم ذكرهم بقدرته ممتناَ عليهم بآياته الكونية من أمور الدنيا بقوله (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه) ثم قال بعد آية النفخ مخاطبة نبيه صلى الله عليه وسلم ابتداءَ بقوله (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ... ) وتخللت الآيتين آيةُ النفخ وهي قوله ((ويوم ينفخ في الصور .. ) لتدل على معنى مقصود - والله أعلم - في الآية بعدها وهي آية الجبال، والمعنى هو أنه تعالى إذا كان قادراَ على هذا الصنع العجيب فهو قادر على بعثهم، ومن هنا نستطيع القول - والله أعلم - أن الآية دالة على تغير أحوال الجبال في أهوال القيامة، ولهذا قال بعدها (من جاء بالحسنة فله خير منها، وهم من فرع يومئذ آمنون .. )، ثم تحول الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة .. ) في ختام للسورة متضمن موعظة المشركين ولهذا نص على قوله (هذه البلدة التي حرمها) .. والله أعلم
ومن هنا نخلص إلى أن الآية واردة في سياق قصة تأييد النبي صلى الله وسلم ومحاجة المشركين المكذبين، وهي في أحوال الجبال وقدرة الله تعالى وكمال صنعه،والمقصود هو إظهار قدرته عليهم وقدرته على البعث والجزاء بعده ولهذا ختم الآية بقوله (إنه خبير بما تفعلون) ولم يقل فعلتم.
وأما سياق الآية فألفاظها تدل على أن المقصود - والله أعلم - إظهار كمال صنع الخالق للجبال في الدنيا ولهذا عبّر بقوله (وترى) بفعل المضارع وخطاب النبي وهو صلى الله عليه وسلم ابتداءَ، وهو لن ير تغير الجبال في الآخرة، (تحسبها) والناس في الآخرة لايحسبون الجبال بل يرونها عياناَ تسير عن مكانها، (تمر) والمرور يدل على تكرار بخلاف السير وهذا يدل على دوران الأرض. (صنع الله الذي أتقن) وهذا أظهر في حال الدنيا. وختم الآية كما ذكرت موافق لذلك.
وعليه فيمكن القول بأن الآية تدل على القولين المذكورين، الثاني نصاَ والأول تعريضاَ وإشارة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:48 م]ـ
ثم وقفت على جواب فيه تفصيل أكثر لشيخنا العثيمين ـ رحمه الله تعالى رحمة واسعة ـ حيث يقول ـ جواباً على السؤال التالي:
ما معنى قوله تعالى (وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) وهل يستدل بهذه الآية على صحة القول بدوران الأرض؟
فأجاب رحمه الله تعالى: بالنسبة لسؤال المرأة عن قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) فهذه الآية في يوم القيامة لأن الله ذكرها بعد ذكر النفخ في الصور وقال (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) فالآية هذه في يوم القيامة بدليل ما قبلها وما بعدها وليست في الدنيا وقوله تحسبها جامدة أي ساكنة لا تتحرك ولكنها تمر مر السحاب لأنها تكون هباءً منثوراً يتطاير وأما الاستدلال بها على صحة دوران الأرض فليس كذلك هذا الاستدلال غير صحيح لما ذكرنا من أنها تكون يوم القيامة ومسألة دوران الأرض وعدم دورانها الخوض فيها في الواقع من فضول العلم لأنها ليست مسألة يتعين على العباد العلم بها ويتوقف صحة إيمانهم على ذلك ولو كانت هكذا لكان بيانها في القرآن والسنة بياناً ظاهراً لا خفاء فيه وحيث إن الأمر هكذا فإنه لا ينبغي أن يتعب الإنسان نفسه في الخوض بذلك ولكن الشأن كل الشأن فيما يذكر من أن الأرض تدور وأن الشمس ثابتة وأن اختلاف الليل والنهار يكون بسبب دوران الأرض حول الشمس فإن هذا القول باطل يبطله ظاهر القرآن فإن ظاهر القرآن والسنة يدل على أن الذي يدور حول الأرض أو يدور على الأرض هي الشمس فإن الله يقول في القرآن الكريم (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فقال تجري فأضاف الجريان إليها وقال (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) فهنا أربعة أفعال كلها أضافها الله إلى الشمس إذا طلعت تزاور وإذا غربت تقرضهم هذه الأفعال الأربعة المضافة إلى الشمس ما الذي يقتضي صرفها عن ظاهرها وأن نقول إذا طلعت في رأي العين وتتزاور في رأي العين وإذا غربت في رأي العين وتقرضهم في رأي العين ما الذي يوجب لنا أن نحرف الآية عن ظاهرها إلى هذا المعنى سوى نظريات أو تقديرات قد لا تبلغ أن تكون نظرية لمجرد أوهام والله تعالى يقول (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ) والإنسان ما أوتي من العلم إلا قليلاً وإذا كان يجهل حقيقة روحه التي بين جنبيه كما قال الله تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) فكيف يحاول أن يعرف هذا الكون الذي هو أعظم من خلقه كما قال الله تعالى (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) فنحن نقول إن نظرية كون اختلاف الليل والنهار من أجل دوران الأرض على الشمس هذه النظرية باطلة لمخالفتها لظاهر القرآن الذي تكلم به الخالق سبحانه وتعالى وهو أعلم بخلقه وأعلم بما خلق فكيف نحرف كلام ربنا عن ظاهره من أجل مجرد نظريات اختلف فيها أيضاً أهل النظر فإنه لم يزل القول بأن الأرض ساكنة وأن الشمس تدور عليها لم يزل سائداً إلى هذه العصور المتأخرة ثم إننا نقول إن الله تعالى ذكر أنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل والتكوير بمعنى التدوير وإذا كان كذلك فمن أين يأتي الليل والنهار إلا من الشمس وإذا كان لا يأتي الليل والنهار إلا من الشمس دل هذا على أن الذي يلتف حول الأرض هو الشمس لأنه يكون كذلك بالتكوير ثم إن النبي صلى الله
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه وسلم ثبت عنه أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس (أتدري أين تذهب قال الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) إلى آخر الحديث وهذا دليل على أنها هي التي تتحرك نحو الأرض لقوله (أتدري أين تذهب) وفي الحديث المذكور قال (فإن أذن لها وإلا قيل ارجعي من حيث جئت فتخرج من مغربها) وهذا دليل على أنها هي التي تدور على الأرض وهذا الأمر هو الواجب على المؤمن اعتقاده عملاً بظاهر كلام ربه العليم بكل شيء دون النظر إلى هذه النظريات التالفة والتي سيدور الزمان عليها ويقبرها كما قبر نظريات أخرى بالية هذا ما نعتقده في هذه المسألة أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولاً ينبغي أن يعرض عنها لأنها من فضول العلم ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينها بياناً ظاهراً لكن الخطر كله أن نقول إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض هذا هو الخطأ العظيم لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم فعلينا في هذه الأمور العظيمة علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.
ـــــــــــــــــــــــ
من فتاوى نور على الدرب (النسخة الحاسوبية،الصادرة عن مؤسسة ابن عثيمين الخيرية)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Nov 2007, 03:49 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً، ففي هذا الموضوع فوائد كثيرة نفع الله بكم، ونفعنا جميعاً بعلم كتابه الكريم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Nov 2007, 09:29 م]ـ
جزم ـ بل قال: لا أشك ـ فضيلة الدكتور عبدالعزيز الحربي في كتابه (وجه النهار) أن هذه الآية في الدنيا!!
ـ[حمد]ــــــــ[19 Sep 2008, 07:57 م]ـ
http://www.3rbe.com/vb/showthread.php?p=1059882
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Apr 2009, 01:06 ص]ـ
حوار ممتع، استفدت منه. فجزاكم الله خيرا.
وأتساءل: ألا يمكن للآية أن تحتمل المعنيين في نفس الوقت؟ لماذا الإصرار على أنها إما أن تخص يوم القيامة أو الدنيا؟ فهل يوجد مانع من تعدد المعنى في مثل هذه الآيات؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Apr 2009, 11:20 ص]ـ
حوار ممتع، استفدت منه. فجزاكم الله خيرا.
وأتساءل: ألا يمكن للآية أن تحتمل المعنيين في نفس الوقت؟ لماذا الإصرار على أنها إما أن تخص يوم القيامة أو الدنيا؟ فهل يوجد مانع من تعدد المعنى في مثل هذه الآيات؟
سبق أن بيّن الدكتور محمد الربيعة احتمال الآية للقولين بقوله:
الأخوة الفضلاء
قرأت المداخلات وتداخلها، فرأيت أن أشارك برأي أسأل الله تعالى أن يلهمني فيه الصواب.
وهو معتمد على النظر للسياق، والنظر للسياق يجب أن يشمل النظر لسياق السورة وما اشتملت عليه، وسياق القصة التي وردت فيها الآية وترابط آياتها، وسياق الآية نفسها والتعبير فيها.
وبالتأمل في هذه المراتب المهمة نجد أنها تقربنا إلى الصواب بإذن الله تعالى - والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
فسياق السورة فيه تسلية وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم وتنويه بما أوتيه من معجزة باهرة وهي القرآن، ولذلك قال في أولها (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) وقال في وسطها (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)، وقال في آخرها (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فلنفسه .. ) ونجد أن الله تعالى عرض لنبيه تعالى قصص نبيين من أنبيائه وذكر ماأيدهم به من المعجزات الباهرة الدالة على قدرته على تغيير الأحوال عن طبيعتها، فموسى أويد بالعصا وانقلابه ثعباناَ، وإدخال يده في جيبه وخروجها بيضاء من غير سوء، وسليمان أويد بمعجزة تسخير الدواب له وفهم منطقها، والجن وأعمالها، وقدرة الله في الإتيان بعرش بلقيس ولهذا قال سليمان (هذا من فضل ربي)، وجميع هذه الآيات آيات باهرة فيها إظهار قدرة لله تعالى. فكان تأييد النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن حجة باهرة لقومه، وأوتي حجة أخرى دالة على قدرة الله تعالى وهي معجزة الآيات العظيمة في الكون ولهذا قال تعالى (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه .... ) (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ... ) وقال في آخر السورة (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها))، وما أعظم مناسبة ذكر هذه الآيات العجيبه في مقابل ذكر الآيات التي أوتيها سليمان. ولو تأملنا في جميع الآيات للأنبياء فإننا نجد أنها تركز على جانب قدرة الله في تغير الأحوال عن طبيعتها الظاهرة للبشر كما ذكرت، وكل ذلك من تأييد الله للأنبياء وتثبيتهم في دعوتهم، ولعل جعل الجبال وتحركها آية لمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى مخاطباَ رسوله ابتداءَ (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) وإن كانت الآية عامة لمن بعده للإتيان بفعل المضارعة (ترى)؛ دال على كمال معجزة القرآن في تضمنه معجزات علمية باهرة سيريها الله الناس من بعد محمد ولهذا قال في آخر السورة (سيريكم آياته فتعرفونها)
وإذا نظرنا إلى سياق القصة أو المقطع الذي وردت فيه الآية فإننا نجد الآيات تتحدث عن مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم وتأييده بالآيات في مقابل تكذيب المشركين وعنادهم من قوله (قل الحمد لله وسلم على عباده ... آلله خير أما يشركون) إلى آخر السورة بعد ذكر قصص الأنبياء تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال في آخرها (فتوكل على الله إنك على الحق المبين) ثم هددهم بوقوع العذاب يوم القيامة، ثم رجع لى خطابهم مظهراَ َ قدرته تعالى ببعثهم الذي كذبوه من قبل في قولهم (أءذا كنا تراباَ وآباؤنا أئنا لمخرجون) ولهذا قال (حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماَ)، ثم ذكرهم بقدرته ممتناَ عليهم بآياته الكونية من أمور الدنيا بقوله (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه) ثم قال بعد آية النفخ مخاطبة نبيه صلى الله عليه وسلم ابتداءَ بقوله (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ... ) وتخللت الآيتين آيةُ النفخ وهي قوله ((ويوم ينفخ في الصور .. ) لتدل على معنى مقصود - والله أعلم - في الآية بعدها وهي آية الجبال، والمعنى هو أنه تعالى إذا كان قادراَ على هذا الصنع العجيب فهو قادر على بعثهم، ومن هنا نستطيع القول - والله أعلم - أن الآية دالة على تغير أحوال الجبال في أهوال القيامة، ولهذا قال بعدها (من جاء بالحسنة فله خير منها، وهم من فرع يومئذ آمنون .. )، ثم تحول الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة .. ) في ختام للسورة متضمن موعظة المشركين ولهذا نص على قوله (هذه البلدة التي حرمها) .. والله أعلم
ومن هنا نخلص إلى أن الآية واردة في سياق قصة تأييد النبي صلى الله وسلم ومحاجة المشركين المكذبين، وهي في أحوال الجبال وقدرة الله تعالى وكمال صنعه،والمقصود هو إظهار قدرته عليهم وقدرته على البعث والجزاء بعده ولهذا ختم الآية بقوله (إنه خبير بما تفعلون) ولم يقل فعلتم.
وأما سياق الآية فألفاظها تدل على أن المقصود - والله أعلم - إظهار كمال صنع الخالق للجبال في الدنيا ولهذا عبّر بقوله (وترى) بفعل المضارع وخطاب النبي وهو صلى الله عليه وسلم ابتداءَ، وهو لن ير تغير الجبال في الآخرة، (تحسبها) والناس في الآخرة لايحسبون الجبال بل يرونها عياناَ تسير عن مكانها، (تمر) والمرور يدل على تكرار بخلاف السير وهذا يدل على دوران الأرض. (صنع الله الذي أتقن) وهذا أظهر في حال الدنيا. وختم الآية كما ذكرت موافق لذلك.
وعليه فيمكن القول بأن الآية تدل على القولين المذكورين، الثاني نصاَ والأول تعريضاَ وإشارة.
والله أعلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Apr 2009, 03:53 م]ـ
نعم. ولذلك تساءلت: "هل يوجد مانع من تعدد المعنى في مثل هذه الآيات؟ "، خصوصا إذا تعذر الترجيح بشكل جازم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 12:53 م]ـ
ليس من حقي أن أحجر على أحد ولكن أقول رحم الله رجلا عرف قدر نفسه
هل بعد كلام الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - وهو من هو في علمه وتميزه من قول، وهل بعد ما قال ابن عثيمين - رحمه الله - من كلام، نعم التدبر مهم جدا لكلام الله تعالى لكن يبقى الفضل لأهل الفضل وكل منكم ينقل ما قاله السابقون، أو يجتهد فهل وجد من نفسه أهلية الاجتهاد
أخشى أن يطول القول في هذا وكل يريد أن يظهر قوله من غير دليل قاطع وعندي أن تعلق الآية بالآخرة هو الحق والصواب والله أعلم
ومن باب المشاركة فقط من يقول الآخرة ليس فيها إلا اليقين فقط وقوله (تحسبها) لا يناسب تعليق الآية بالآخرة ماذا يقول في قوله تعالى (وترى الناس سكرى وماهم بسكرى)؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Apr 2009, 01:53 م]ـ
ليس من حقي أن أحجر على أحد ولكن أقول رحم الله رجلا عرف قدر نفسه
هل بعد كلام الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - وهو من هو في علمه وتميزه من قول، وهل بعد ما قال ابن عثيمين - رحمه الله - من كلام، نعم التدبر مهم جدا لكلام الله تعالى لكن يبقى الفضل لأهل الفضل وكل منكم ينقل ما قاله السابقون، أو يجتهد فهل وجد من نفسه أهلية الاجتهاد
أخشى أن يطول القول في هذا وكل يريد أن يظهر قوله من غير دليل قاطع وعندي أن تعلق الآية بالآخرة هو الحق والصواب والله أعلم
ومن باب المشاركة فقط من يقول الآخرة ليس فيها إلا اليقين فقط وقوله (تحسبها) لا يناسب تعليق الآية بالآخرة ماذا يقول في قوله تعالى (وترى الناس سكرى وماهم بسكرى)؟
الدكتور الفاضل
قولك ليس من حقي الحجر ... هذا صحيح
وقولك رحم الله .............. هذا صحيح
وأما قولك: وهل بعد .......... وهل بعد ........ فهذا ليس منطق علمي
ثم لماذا تجيز لنفسك ما لا تجيزه للآخرين؟
وقلت: وعندي أن تعلق الآية بالآخرة هو الحق والصواب والله أعلم.
فما هو دليلك القاطع وأنت ترى الاعتراضات على هذا القول واضحة جلية؟
أما عن آية سورة الحج فالجواب:
أقول هذا الاستدلال فيه نظر حيث إن الله أثبت أن الناس يتصرفون تصرف السكارى، فهو لم ينف حقيقة ما هم عليه، ولكنه نفى السبب المظنون وراء هذه الحقيقة وهو السكر وأثبت السبب الحقيقي وهو الهول والشدة والرعب.
أما المنفي في موضوع الجبال هو ما استقر في حس الإنسان من عدم حركة الجبال وهو يراها كذلك وسيبقى يراها كذلك، ما لم تظهر له الأدوات التي يتمكن معها من معرفة الحقيقة وهى أن هذه الجبال تتحرك حركة غير ذاتيه بل هي تابعة لحركة الأرض.
ولو تفضلت بالنظر فيما كتبته حول الآية تحت هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=15559
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:00 م]ـ
أخي محب القرآن الكريم: وفقك الله وسددك لكل خير
كل يرى الحق معه حتى أنت في ردك، ولا أريد أن أنصح وأخالفكم ألى ما نصحت منه ولكن أقول: أتمني أن يصل المتحاورون إلى قول فصل في الموضوع وأن نجد ثمرة لما تقول عنه: (المنهج العلمي)
الأمر الآخر: قولك: فما هو دليلك القاطع وأنت ترى الاعتراضات على هذا القول واضحة جلية؟
أقول لو رأيتها واضحة جلية كما قلت لما تكلمت، ولو رأها غيري - وهم أعلم - كذلك لانتهى الأمر
نسأل الله أن يصلح منا الظاهر والباطن والله المستعان
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[11 Apr 2009, 05:32 م]ـ
أخي محب القرآن الكريم: وفقك الله وسددك لكل خير
كل يرى الحق معه حتى أنت في ردك، ولا أريد أن أنصح وأخالفكم ألى ما نصحت منه ولكن أقول: أتمني أن يصل المتحاورون إلى قول فصل في الموضوع وأن نجد ثمرة لما تقول عنه: (المنهج العلمي)
الأمر الآخر: قولك: فما هو دليلك القاطع وأنت ترى الاعتراضات على هذا القول واضحة جلية؟
أقول لو رأيتها واضحة جلية كما قلت لما تكلمت، ولو رأها غيري - وهم أعلم - كذلك لانتهى الأمر
نسأل الله أن يصلح منا الظاهر والباطن والله المستعان
أخانا الفاضل فاضل حفظك الله ورعاك
أنت قلت في مشاركتك السابقة:
وكل يريد أن يظهر قوله من غير دليل قاطع وعندي أن تعلق الآية بالآخرة هو الحق والصواب والله أعلم
؟
فهل أنت من هؤلاء؟ أم عندك دليل قاطع؟
أما كونك لا ترى الاعتراضات فهذا أمر عجيب. ألا ترى ما كُتب؟
انظر فيما كتبت وكتب غيري وبين لنا أنه لا وجه لما قلناه أو ما أعترضنا به على حمل الآية على اليوم الآخر، فإن رأينا حقاً قبلناه ودعونا لك بالتوفيق.
أما ثمرة المنهج العلمي فهو أن لا يسلم طالب العلم عقله للآخرين دون برهان، ولو أن الشيخين الشنقيطي رحمه الله تعالى و بن عثمين رحمه الله قالا: وهل بعد قولا فلان وفلان لما كان هناك من حاجة إلى كثير مما كتبا واجتهدا فيه من المسائل.
وفق الله الجميع لكل خير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[30 Jul 2009, 03:44 م]ـ
شكر الله لكم إخواني الكرام ..
ولكني أرى تعسفا في القول، وجنوح للرأي يظهر جليا من بعض الأخوة الذين جزموا بأن الآية يراد بها الدنيا لا يوم القيامة، كما اشار الأخ الشهري إلي مذهبهم ..
ولنستريح جميعا من هذا الجدل الذي صحب الحوار الجاد للمسألة ..
أولا: أن نفصل بين التفسير وبين الرؤى العلمية في مذهب أصحاب الاعجاز العلمي.
ثانيا: أن ننصر التفسير السلفي الذي ينبني على السياق ووردو الآيات - في أكثريتها العامة في القرآن - على المعنى المراد.
ثالثا: أن نتلمس معاني المفردات وتوجيهها توافقا مع الآية التي قبلها وليس ليا لمعناها للتوافق والرأي الآخر.
رابعا: أن الذين قالوا هذا في الدنيا رجحوه تماشيا واثبات ما قيل في الآية من اعجاز علمي ليس الا ..
وبيان ذلك في الآتي:
أنهم اغتروا بلفظة (جامدة) فقالوا أن معناها ثابتة في الأرض!! وبالتالي نفوا حصول هذا في الآخرة ..
ومن السهل جدا أن يقال لهم جامدة وهي في الهواء تسير ككتلة متطايرة .. وهذا قاله الأقدمين كما عند القرطبي في تفسيره قال (13/ 242):
قال القشيرى:
وهذا يوم القيامة، أي هي لكثرتها كأنها جامدة أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهى تسير، أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شئ، فقال الله تعالى: " وسيرت الجبال فكانت سرابا "
ويقال: إن الله تعالى وصف الجبال بصفات مختلفة ترجع كلها إلى تفريغ الارض منها، وإبراز ما كانت تواريه،
فأول الصفات الاندكاك وذلك قبل الزلزلة،
[الثانية] ثم تصير كالعهن المنفوش، وذلك إذا صارت السماء كالمهل، وقد جمع الله بينهما فقال: " يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ".
والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تنقطع بعد أن كانت كالعهن.
والحالة الرابعة أن تنسف لانها مع الاحوال المتقدمة قارة في مواضعها والارض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز، فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها.
والحالة الخامسة أن الرياح ترفعها على وجه الارض فتظهرها شعاعا في الهواء كأنها غبار، فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجسادا جامدة، وهى بالحقيقة مارة إلا أن مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة.
والحالة السادسة أن تكون سرابا فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا منها كالسراب.
انتهى من القطربي
ومن تتبع هذا الكلام وعلم أحوال الجبال يوم القيامة فسر الآية به .. ليقطع الخلاف الدائر.
وتعلقهم بقوله (صنع الله) ليس لهم فيه متعلق إذ الصنع المراد توجه النظر اليه هو الذي لا يقدر عليه بشر، وأحوال القيامة وما فيها من أهوال وتغير كبير في النظام الكوني لا يكون الا من أعظم الصنعة ..
بل القرآن كثيرا ما يثبت القدرة على الآخرة والقيامة باثبات الصنعة واحكامها ..
وكذا تعلقهم بقوله (تحسبها) ورد الأخ الفاضل عليهم بقوله (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) وهو استدلال صحيح، ومن رد عليه مخطئا استدلاله بالآية لم يصب .. لأن من مراد الآية أن ما تراه العين ساعتئذ غير معهود للخلق لما هم فيه من حيرة وذهول، وبالتالي فالآيتان فيهما نفس المعنى المراد ..
ومن تأمل سياق الآيتين المتتاليتين (ويوم ينفخ في الصور) (وترى الجبال) يجدهما متتاليتان مترابطتان لا تنفك إحداهما عن الأخرى ..
وليس معنى أن هناك آيات عن الدنيا في هذه المجموعة أن هذه الآية ليست في الآخرة ..
فالترابط بينهما قوي ..
ويوم ينفخ في الصور .. وترى الجبال .. أي في هذا اليوم ..
فمن فصل بين الآيتين فقد فصل بدون وجه حق .. والاعتراضات على أن الآية يوم القيامة اعتراضات عقلية يردها السياق والترابط بين الآيتين ..
وهذا إذا فهمت ألفاظ الآية فهما صحيحا فلا يتخيل معنى (جامدة) أي أنها ثابتة على الأرض بنظرنا لها في الدنيا .. وما نقلناه من القرطبي يبين أحوال الجبال يوم القيامة وأنها تسير سير السحاب وتكون كالعهن المنفوش (أي ككتلة من الصوف) وأنها تنسف نسفا وتتطاير في الهواء الخ
وأمر آخر يبطل القول بأن الآية يراد بها الدنيا:
وهو مرور الجبال حقيقة مر السحاب في الدنيا ..
فهل الجبال تمر بسرعة الرياح التي تحمل السحاب؟
وهل تنتقل الجبال بهذا المرور؟
قد يكون ما جاء في النظريات العلمية من أن ذرات الجبال تتحرك داخليا، صحيحا ..
ولكن إلى أي مدى يظهر لنا تحركها؟ وهل يوازي أو يقرب من تحرك السحاب الذي يطوف من قارة إلى أخرى أو من بلد الى آخر في اليوم الواحد؟
فالأصل أن تفسر الآية بارتباطها مع الآية التي قبلها كوحدة ظاهرة التلاحم والترابط ..
وكذا لا يشوش عليها بنظرية علمية قابلة للقبول والرفض ..
الأمر الأخير: أن اثبات دوران الأرض من هذه الآية غير مراد، وهو صريح وواضح في آيات كثيرة أخرى غير هذه
، فلماذا نلوي معنى هذه الآية ليتوافق والمراد؟
ومن تأمل الخطاب القرآني ساعة نزوله، فهل فهم الصحابة والسلف من هذه الآية أن الناظر الى الجبال - وهو يراها جامدة يقينا - أنها تتحرك وتمر مر السحاب؟
لو كان هذا الفهم مراد من الآية لقال به الصحابة والتابعين ومن تبعهم، إذ لا يخفى المعنى مع ظهوره على من يسمعه ساعتئذ ..
فاذا لم يفهم هذا الجيل هذا المعنى المدعى وصرحوا بخلافه، فهو باطل في نفسه، لأنه من الوضوح بمكان ..
والحمل على المعنيين، قد يكون صحيحا ولكن على أن تفسر الآية بتفسيرها الصحيح الظاهر ثم يقال مثلا:
ويؤخذ من الآية جواز تحرك الجبال في الدنيا أيضا لعدم وجود المانع وإن كان تفسيرها بيوم القيامة هو الصحيح، وكذا يؤخذ منها دوران الأرض لثبوت هذا علميا بالتجربة والبرهان والمشاهدة .. الخ
أما أن الآية تفسر بحصول ذلك في الدنيا والآخرة!! فهذا من الخلط الواضح ..
فالتفسير للآية شيء، وجواز أخذ الفوائد منها شيء آخر ..
والله أعلى وأعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[24 Sep 2009, 12:06 ص]ـ
وأما سياق الآية فألفاظها تدل على أن المقصود - والله أعلم - إظهار كمال صنع الخالق للجبال في الدنيا ولهذا عبّر بقوله (وترى) بفعل المضارع وخطاب النبي وهو صلى الله عليه وسلم ابتداءَ، وهو لن ير تغير الجبال في الآخرة، (تحسبها) والناس في الآخرة لايحسبون الجبال بل يرونها عياناَ تسير عن مكانها، (تمر) والمرور يدل على تكرار بخلاف السير وهذا يدل على دوران الأرض. (صنع الله الذي أتقن) وهذا أظهر في حال الدنيا. وختم الآية كما ذكرت موافق لذلك.
وعليه فيمكن القول بأن الآية تدل على القولين المذكورين، الثاني نصاَ والأول تعريضاَ وإشارة.
والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد قراءة متأنية لهذا الموضوع، وبعد موازنة دقيقة لكافة الآراء الواردة فيه أقول:
تبين لى - بالدليل والبرهان - أن ما جاء فى الاقتباس أعلاه هو الأقرب للصواب والله أعلم
ذلك لأن الآية الكريمة قد جاءت بفعلين مضارعين يدلان على التجدد والاستمرار وهما (ترى) و (تمر)، ومن البديهى أن التجدد والاستمرار هما الأوفق بحال الحياة الدنيا والأنسب لأحداثها، فى حين يتعذر وقوعهما فى أحداث قيام الساعة، هذا من جهة
ومن جهة أخرى نجد أن المخاطب فى الآية وفى المقام الأول هو النبى صلى الله عليه وسلم، وهو - كما ذكر من اقتبسنا قوله - لن يعاصر أحداث قيام الساعة، فى حين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يرى الجبال فى حياته
ومن جهة ثالثة نجد قوله تعالى " صنع الله الذى أتقن كل شىء " هو الأوفق كذلك بحال الحياة الدنيا ولا يناسب أحوال قيام الساعة
والحق أن من ينكر الاعجاز العلمى لهذه الآية الكريمة ودلالتها على دوران الأرض وسبق القرآن الى تقرير هذه الحقيقة العلمية الثابتة يقينا، أقول أن من ينكر ذلك عليه أن يراجع نفسه، ولا أزيد على هذا
وبرغم هذا كله أقول: ان التفسير الآخر للآية هو تفسير مشروع وليس خاطئا، ولكن يخطىء حقا من يقتصر عليه وحده رافضا الاشارة الاعجازية للآية الكريمة
وقولى انه تفسير مشروع يأتى من منطلق النظر للقرآن الكريم على أنه حمال أوجه، بما يجعله مناسبا لكل العصور، فلا يوجد ما يمنع فهمه قديما على وجه ما، ثم فهمه اليوم على وجه آخر، شريطة ألا يكون بين هذين الوجهين تعارضا جذريا يحول بين قبولهما معا، وأعتقد أن هذا هو ما انتهى اليه كذلك الاقتباس المذكور أعلاه
ويبقى علينا فى النهاية أن نقول على الدوام: والله جل وعلا هو أعلى وأعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[24 Sep 2009, 06:42 م]ـ
العبرة في ألفاظ القرآن الكريم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
فقوله تعالى (وترى) (تحسبها) (وهي تمر) مخاطب فيها كل إنسان، وقد جاءت جميعها بأفعال مضارعة، ومعلوم أن الفعل المضارع يدل على الاستمرار، فالمرجح إذا أن الآية الكريمة تتحدث عن الحياة الدنيا.
أما الاستشهاد بالآية الكريمة (وترى الناس سكارى) فهذا ليس في محله لأنها تتحدث عن الحياة الدنيا حين تقع الواقعة، قال تعالى:
(يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:2)، وما ألزم الشيخ نفسه به لا يلزم به أحدا
فقوله لو كان .. يوم القيامة لكان خطأ. فليس من الصحيح أن نحكم بصحّة أو خطأ على أمر غير مُسَلَّم به، ثم ننفي هذا الأمر لنستدل على قولنا الأول.
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[25 Sep 2009, 03:52 م]ـ
وما ألزم الشيخ نفسه به لا يلزم به أحدا
فقوله لو كان .. يوم القيامة لكان خطأ. فليس من الصحيح أن نحكم بصحّة أو خطأ على أمر غير مُسَلَّم به، ثم ننفي هذا الأمر لنستدل على قولنا الأول.
عفوا أخى الحبيب: لم يتبين لى من هو الشيخ الذى تعنيه، فقد فاتكم عمل اقتباس لنص كلامه
فالمرجو تعيين شخصه، وذكر الاقتباس حتى لا اضطر الى معاودة قراءة الموضوع من أوله، وجزاكم الله خيرا
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[25 Sep 2009, 06:34 م]ـ
أقصد الشيخ الشنقيطي في ما نقل عنه في أول الموضوع
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[26 Sep 2009, 02:27 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أقصد الشيخ الشنقيطي في ما نقل عنه في أول الموضوع
لم أجده فى كلام الشيخ الشنقيطى رحمه الله تعالى بأول الموضوع كما ذكرتم - وجل من لا يسهو - وانما بعد معاودتى لقراءة الموضوع من أوله وجدته فى كلام الشيخ العثيمين رحمه الله الذى أورده الدكتور عمر المقبل فى المداخلة رقم 27
ويطيب لى أن أضيف الى ما سبق ذكره دليلا جديدا يؤيد أن الآية انما تصف حال الجبال فى الحياة الدنيا وليس يوم تقوم الساعة
هذا الدليل يكمن فى قوله تعالى عن الجبال (تحسبها جامدة) الذى هو متحقق بالفعل حين ننظر اليها فى الحياة الدنيا
أما حين تقوم الساعة فلا جمود ولا استقرار لشىء فى الدنيا بأسرها، بل كل أحوالها ستعم فيها الفوضى والحركة والاضطراب الشديد: فالسماء تمور والبحار تتفجر والأرض تتزلزل والجبال نفسها ينسفها ربى نسفا
انها حالة ثورة عامة وعارمة، ولا ثبات أو استقرار لشىء حتى وان كان فى رأى العين، فكل ما تقع عليه العين يومها سيبدو مضطربا كأشد ما يكون الاضطراب، واقرأوا ان شئتم قوله تعالى:
فاذا النجوم طمست، واذا السماء فرجت، واذا الجبال نسفت
وقوله تعالى:
اذا الشمس كورت، واذا النجوم انكدرت، واذا الجبال سيرت
وقوله تعالى:
واذا الوحوش حشرت، واذا البحار سجرت
وقوله تعالى:
اذا السماء انفطرت، واذا الكواكب انتثرت، واذا البحار فجرت، واذا القبور بعثرت
وكذلك:
اذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحقت، واذا الأرض مدت، وألقت ما فيها وتخلت
وكذلك:
اذا زلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها
وكذلك:
يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، وتكون الجبال كالعهن المنفوش
وهكذا نجد كل الجمادات فى حالة حركة عارمة لا ثبات فيها ولا جمود
ثم ان الآية الأخيرة مما سلف ذكره من آيات تكفى وحدها لتأكيد ما نقول، لأنها تعنى أن الجبال ستكون كالصوف المنفوش فى تفرق الأجزاء والتطاير فى الجو هنا وهناك، فأين هذا كله من حالة الجمود التى تبدو للناظر اليها كما تفيد الآية الكريمة، فلم يبق الا أن يكون هذا فى الحياة الدنيا كما أسلفنا
ودوما نقول: والله عز وجل هو أعلى وأعلم
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 05:45 ص]ـ
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88)
أقوال المفسرين في تفسير هذه الآية:
الشنقيطي: ... وإيضاح ذلك أن بعض الناس قد زعم أن قوله تعالى?: {وَتَرَى ?لْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِىَ تَمُرُّ مَرَّ ?لسَّحَابِ}، يدلّ على أن الجبال الآن في دار الدنيا يحسبها رائيها جامدة، أي: واقفة ساكنة غير متحركة، وهي تمرّ مر السحاب، ...
والنوعان المذكوران من أنواع البيان، يبينان عدم صحة هذا القول.
أمّا الأول منهما: وهو وجود القرينة الدالَّة على عدم صحته، فهو أن قوله تعالى?: {وَتَرَى ?لْجِبَالَ} معطوف على قوله: {فَفَزِعَ}، وذلك المعطوف عليه مرتّب بالفاء على قوله تعالى?: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى ?لصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِى ?لسَّمَـ?وَاتِ}، أي: ويوم ينفخ في الصور، فيفزع من في السم?وات وترى الجبال، فدلّت هذه القرينة القرءانية الواضحة على أن مرّ الجبال مرّ السحاب كائن يوم ينفخ في الصور، لا الآن.
وأمّا الثاني: وهو كون هذا المعنى هو الغالب في القرءان فواضح؛ لأن جميع الآيات التي فيها حركة الجبال كلّها في يوم القيامة؛ كقوله تعالى?: {يَوْمَ تَمُورُ ?لسَّمَاء مَوْراً * وَتَسِيرُ ?لْجِبَالُ سَيْراً}، وقوله تعالى?: {وَيَوْمَ نُسَيّرُ ?لْجِبَالَ وَتَرَى ?لاْرْضَ بَارِزَةً}، وقوله تعالى?: {وَسُيّرَتِ ?لْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً}، وقوله تعالى?: {وَإِذَا ?لْجِبَالُ سُيّرَتْ}.)
[ color=#0000FF] وقد نقل الشيخ حسين الحربي بعض كلام الشنقيطي السابق مقراً له في كتابه: قواعد الترجيح عن المفسرين 1/ 182 - 183 ... .
هذا كلام الشنقيطي، الذي نقل عنه
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Sep 2009, 06:05 ص]ـ
هذه عودة مني لأفي بما وعدت به من نقل كلام شيخنا رحمه الله على الآية.
قال رحمه الله: وفي الحديث فوائد .... ثم ذكر أربعاً،والخامسة ـ هي بيت القصيد ـ وهذا نص كلامه:
5 - وفيه ـ أيضاً ـ أن الناس في ذلك اليوم، تراهم: أي: فتظنهم سكارى، وما هم بسكارى؛ لأنه من شدة الهول يكون الإنسان يتصرف كالمرعوب، كالسكران، وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد.
ومن هنا يتبين بطلان من رجح أن معنى قول الله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب) أن ذلك في الدنيا، وليس في الآخرة، واستدل به على دواران الأرض.
وقد علل أن قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) بأنه لو كان يوم القيامة، لكان خطأً؛ لأن الناس يوم القيامة لا يتوهمون الأشياء، بل يرونها على حقيقتها، فلا يرون الجبال يحسبونها جامدة.
فنقول: هذا غلط، ها هو الله يقول: (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، فيتوهمون أن هؤلاء ـ الذين ليس بسكارى ـ يتوهمون أنهم سكارى، والإنسان إنسان، في الدنيا وفي الآخرة.
وهذا كلام الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
أشكرك أخي الكريم للتنبيه وإلتصحيح وجل من لا يسهو
وقد يكون ذلك من مشاكل تواجهني عند مشاركتي في هذا المنتدى، فتتوقف لوحة المفاتيح عن الإستجابة لثواني، مما قد يظهر خطأ في الطباعة إن لم تراجع الموضوعات، أو تحذف الشاشة كاملة، أو ينقطع الاتصال فيضيع ما أكتبه والذي يأخذ وقتا فلا أعلم أمثل هذه الأمور تواجهني وحدي أم تواجه أعضاء المنتدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بلفاع]ــــــــ[01 Oct 2009, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
هذا مجمل ما قاله فظيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله في معنى هذه الآية
تظنها ثابتة، وتحكم عليها بعدم الحركة؛ لذلك نسميها الرواسي والأوتاد {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل: 88] أي: ليس الأمر كما تظن؛ لأنها تتحرك وتمر كما يمرّ السحاب، لكنك لا تشعر بهذه الحركة ولا تلاحظها لأنك تتحرك معها بنفس حركتها.
وهَبْ أننا في هذا المجلس، أنتم أمامي وأنا أمامكم، وكان هذا المسجد على رحاية أو عجلة تدور بنا، أيتغير وضعنا وموقعنا بالنسبة لبعضنا؟
إذن: لا تستطيع أن تلاحظ هذه الحركة إلا إذا كنتَ أنت خارج الشيء المتحرك، ألاَ ترى أنك تركب القطار مثلاً ترى أن أعمدة التليفون هي التي تجري وأنت ثابت.
ولأن هذه الظاهرة عجيبة سيقف عندها الخَلْق يزيل الله عنهم هذا العجب، فيقول {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] يعني: لا تتعجب، فالمسألة من صُنع الله وهندسته وبديع خَلْقه، واختار هنا من صفاته تعالى: {الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] يعني: كل خَلْق عنده بحساب دقيق مُتقَن.
البعض فهم الآية على أن مرَّ السحاب سيكون في الآخرة، واستدل بقوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة: 5].
وقد جانبه الصواب لأن معنى {كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة: 5] أنها ستتفتت وتتناثر، لا أنها تمر، وتسير هذه واحدة، والأخرى أن الكلام هنا مبنيٌّ على الظن {تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} [النمل: 88] وليس في القيامة ظن؛ لأنها إذا قامتْ أحداثها مُتيقنةٌ.
ثم إن السحاب لا يتحرك بذاته، وليس له موتور يُحركِّه، إنما يُحرِّكه الهواء، كذلك الجبال حركتها ليست ذاتيةٌ فيها، فلم نَرَ جبلاَ تحرَّك من مكانه، فحركة الجبال تابعة لحركة الأرض؛ لأنها أوتاد عليها، فحركة الوتد تابعة للموتود فيه.
لذلك لما تكلم الحق ـ سبحانه وتعالى ـ عن الجبال قال: {وَأَلْقَىا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} [النحل: 15].
ولو خُلِقتْ الأرض على هيئة السُّكون ما احتاجتْ لما يُثبِّتها، فلا بُدَّ أنها مخلوقة على هيئة الحركة.
في الماضي وقبل تطور العلم كانوا يعتقدون في المنجِّمين وعلماء الفلك الكفرة أنهم يعلمون الغيب، أما الآن وقد توصَّل العلماء إلى قوانين حركة الأرض وحركة الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية واستطاعوا حساب ذلك كله بدقة مكّنتهم من معرفة ظاهرة الخسوف والكسوف مثلاً ونوع كل منهما ووقته وفعلاً تحدث الظاهرة في نفس الوقت الذي حددوه لا تتخلف.
واستطاعوا بحساب هذه الحركة أنْ يصعدوا إلى سطح القمر، وأن يُطلِقوا مركبات الفضاء ويُسيِّروها بدقة حتى إنَّ إحداها تلتحم بالأخرى في الفضاء الخارجي.
كل هذه الظواهر لو لم تكن مبنية على حقائق مُتيقَّنة لأدتْ إلى نتائج خاطئة وتخلفتْ.
ومن الأدلة التي تثبت صحة ما نميل إليه في معنى حركة الجبال، أن قوله تعالى {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: 88] امتنان من الله تعالى بصنعته، والله لا يمتنُّ بصنعته يوم القيامة، إنما الامتنان علينا الآن ونحن في الدنيا.
مقتبس من تفسير الشيخ الشعراوي و هذا ما أراهو أرجحه والله أعلم
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ [النمل: 88]
فإذا كانت حركت الجبال أو سيرها لا نحس بها فأين الفزع إذن .. ؟ إذا كان المقصود بها في اليوم الآخر.
أحسنتم و جزاكم الله
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Oct 2009, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
هذا مجمل ما قاله فظيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله في معنى هذه الآية
. . . . .
البعض فهم الآية على أن مرَّ السحاب سيكون في الآخرة، واستدل بقوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة: 5].
وقد جانبه الصواب لأن معنى {كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} [القارعة: 5] أنها ستتفتت وتتناثر، لا أنها تمر، وتسير هذه واحدة، والأخرى أن الكلام هنا مبنيٌّ على الظن {تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} [النمل: 88] وليس في القيامة ظن؛ لأنها إذا قامتْ أحداثها مُتيقنةٌ.
ثم إن السحاب لا يتحرك بذاته، وليس له موتور يُحركِّه، إنما يُحرِّكه الهواء، كذلك الجبال حركتها ليست ذاتيةٌ فيها، فلم نَرَ جبلاَ تحرَّك من مكانه، فحركة الجبال تابعة لحركة الأرض؛ لأنها أوتاد عليها، فحركة الوتد تابعة للموتود فيه. . . . .
رحم الله شيخنا الشعراوى رحمة واسعة، وجعل الفردوس الأعلى مستقره ومثواه
شكرا لك أخى بلفاع على هذا النقل، جزاكم الله خيرا(/)
قاعدة لا تجدها في غير هذا الكتاب!! فما تعليقكم؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2004, 07:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال عبدالله بن الصديق الغماري في كتابه: بدع التفاسير – في سياق كلام له:
(ولهذه المناسبة ننبه إلى قاعدة هامة،غفل عنها المفسرون قاطبة فيما أعلم، إذ لم أجد منهم من فطن لها، أو نبه إليها.
وبسبب غفلتهم عنها وقع كثير منهم في تفسيرات مخطئة، مثل التفسيرين المذكورين؛ لجنوحهم إلى المجاز أو الاستعارة أو الكناية في معظم الآيات التي يفسرونها، غير مفرقين بين موضوعاتها، مع أن الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي لا تتكلم العربية، مثل قوم نوح وإبراهيم وبني إسرائيل، وحكاية ما حصل بين رسلهم وبينهم من مجادلات، وما توجه إليه من خطابات تكليفية وغيرها لا يجوز حملها على المجاز .. ، بل يجب حملها على الحقيقة؛ لأنها مجزوم بإرادتها رغم اختلاف اللغات، ورغم تباين التقاليد والعادات .....
والمعروف على وجه العموم: أن اللغة العربية انفردت من بين اللغات بما فيها من كثرة التجوز والاتساع، حتى ادعى ابن جني أن أغلب اللغة مجاز، وذلك لسيلان أذهان العرب وسلامة فطرتهم، وسرعة لمحتهم للمعاني التي يصوغونها في قالب تشبيه أو مجاز أو كناية.
وهم أنفسهم ما توصلوا إلى هذا الرقي اللغوي حتى تهذبت طباعهم، ورق إحساسهم، واكتسبوا برحلاتهم إلى الشام واليمن والبحرين وأطراف الجزيرة العربية معارف وحضارات نقلوها إلى لغتهم، وأضافوها إلى كلامهم.
وتعريبهم لكلمات فارسية ورومية وحبشية ونبطية شاهد صدق على ذلك؛ ولهذا لا تجد في لغة العرب القدماء - وهم العرب العاربة، وهي البائدة – ما تجده في لغة العرب المستعربة من الثروة اللسانية التي بلغت ذروتها زمن البعثة المحمدية، بحيث يكاد يجزم الباحث في لغاتهم أن العرب جنسان مختلفان.
وإذا كان الفرق بين متقدمي العرب ومتأخريهم بهذه المنزلة من البعد، فالفرق بينهم وبين من لا يتكلم بلغتهم أشد بعداً، وأبعد منزلة.
إذن؛ فمن الخطأ البين حمل ما يحكيه القرآن من كلام الاسرائيليين وغيرهم على مذاهب العرب في التجوز والاتساع، لما قررناه وأوضحناه.
فشد يدك على هذه القاعدة التي لا تجدها في غير هذا الكتاب.) انتهى باختصار ص72 - 73.
ظني أن هذا الكلام فيه نظر. فما تعليق المشايخ الكرام؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2004, 11:26 م]ـ
ويبقى السؤال قائماً ....
هل من تعليق حول هذه القاعدة التي ادعى صاحبها بأنك لن تظفر بها في غير كتابه؟
وهل هي فعلاً تستحق هذه الحفاوة؟
أم ماذا؟ ......
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[24 May 2004, 10:54 ص]ـ
ربما كانت القاعدة التي نقلت عن المصنف تفرد بها دون غيره، لكن تفرده لايعني خطأ من سواه ممن لم يأت على ذكرها أو لم يعتمدها في تفسيره، فالاحتمال الآخر هو عدم صحة القاعدة نفسها موضوع البحث.
الإشكالية التي تثيرها القاعدة المنقولة عن المصنف أن ما يحكيه القرآن الكريم عن الأمم الأخرى التي لا تتكلم العربية منقول بلغة القرآن وهي اللغة العربية، في الوقت الذي تفترض القاعدة حرفية النقل وهذا لا يتأتى إلا بنقل النص بلغته الأصلية، وهذا ما لم يحصل في سرد القرآن الكريم لقصص الأمم السابقة، هذه الإشكالية ترد على ترجمة نصوص القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى، ولما كانت الترجمة الحرفية غير ممكنة أجاز العلماء ترجمة معاني القرآن الكريم.(/)
قال تعالى ((يحسبون كل صيحة عليهم))
ـ[خالد الناصر]ــــــــ[22 May 2004, 11:31 ص]ـ
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره على هذا الجزء من الآيه:
يحسب هؤلاء المنافقون لخبثهم وسوء طويتهم وقلة يقينهم، كل صيحة عليهم.
فأين المؤمن من هؤلاء؟؟!
أين طيبته من خبثهم؟؟!
أين حسنه من سوئهم؟؟!
أين يقينه من لجلجتهم؟؟!
فمن أجل ذلك هم مترددون ..... متذبذبون ..... لايستقر لهم قدم .... ولا يستريح لهم بال .... ولا تهدأ لهم نفس .... فهم كلما وقع لهم أمر أوكائنة أو خوف يعتقدون أنه نازل بهم. (1)
أو أنهم قد أ’توا لما في قلوبهم من الرعب. (2)
أما المؤمن الصادق ... فهو علوي النظره ... رباني الفكره ... يقينه شديد ... وقلبه سليم سديد.
((يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)) فهذه بشارة كامله ... لمن نجا من تلكم التحذيرات الشامله.
فإذا ابتعد المسلم الحق عن هذه الصفة النفاقية، وأعطي الأمور حقها كان له قلب صادق التصور. نقي العطاء، صفي التلقي.
وأما إذا تسللت إلى قلبه مزعة من هذه الصفة، أو مضغة من هذا الخلق، فإنه حينئذ يصير شكاكا و في الظنون خراجا ولاجا!
((يحسبون كل صيحة عليهم))
____________________________
1 - انظر ابن كثير عند تفسيره لهذه الايه.
2 - انظر ابن الجوزي في زاد المسير عند تفسيره لهذه الايه.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[26 May 2004, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمشاركتك جميلة يا شيخ خالد ويا حبذا لو واصلت بتأملاتك الجيدة في آي القرآن ففيها علم غزير وفوائد جمة وجزاك الله خيرا ونفع بكم وبعلمكم.(/)
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْواتِ الشّدِيدَةِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[22 May 2004, 02:31 م]ـ
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْواتِ الشّدِيدَةِ)
الصِّيَاحُ صَوْتُ كلِّ شَيْءٍ إذا اشْتَد
َّ
الصُّرَاخُ والصَّرْخَةُ الصَّيْحَةُ الشَّديدَةً عِنْدَ الفَزَعَةِ أو المُصِيبَةِ، وَقَرِيب
مِنْهُمَا الزَّعْقَةُ والصَّلْقَة
ُ
الصَّخَبُ الصَّوْتُ الشَّدِيدُ عِنْدَ الخُصُومَةِ والمُناظَرَة
ِ
العَجُّ رَفْعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِيَةِ، وَكَذَلِكَ الإهْلال
ُ
التَّهليلُ رَفْعُ الصَّوْتِ بِلا إلَه إلا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهّ صلى الله عليه وسلم
الاسْتِهْلاَلُ صِيَاحُ المَوْلُودِ عِنْدَ الوِلادَة
الزَّجَلُ رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ الطَّرَب
ِ
النَّقْعُ الصُّرَاخُ المُرْتَفِع
ُ
الهَيْعَةُ الصَّوْتُ عِنْدَ الفَزًعِ، وفي الحديث: (خَيْرُ النَّاسِ رَجُلٌ مُمْسِك بِعِنَانِ
فَرَسِهِ كُلّما سَمِعَ هَيْعَةً طَارَ إليْها)
الوَاعِيَةُ الصُّرَاخُ عَلَى المَيِّت
النَّعيرُ صُياحُ الغَالِبِ بِالمَغْلُوب
ِ
النَّعِيقُ صوْتُ الرَّاعِي بالغَنَم
ِ
الهَدِيدُ والهَدَّةُ صَوْت شَدِيد تَسْمَعُهُ مِن سُقُوطِ رُكْنٍ أو حائطٍ أو نَاحِيَةِ جَبَل
الفَدِيدُ صَوْتُ الفَدَّادِ، وَهُوَ الأكّارُ بالثَّوْرِ أو الحِمَارِ، وفي الحديث: (إن
َّ
الجَفَاءَ والقَسْوةَ في الفَدَّادِينَ)
الصَّدِيدُ مِنَ الأصْوِاتِ الشَّدِيدُ كالضَّجِيج، وفي القرآن: {إذا قَوْمُكَ مِنْهُ
يَصِدُّونَ} أيْ يَضِجُّون
الجَرَاهِيَةُ صَوْتُ النَّاسِ في كَلاَمِهِمْ وَعَلاَنِيَتِهِمْ دُونَ سِرِّهِم
ْ
وَكَذَلِكَ الهَيْضَلَةُ، عَنْ أبي زَيْدٍ.(/)
صفات المنافقين
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[22 May 2004, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمه:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فهذه سلسلة متتابعة أبين فيها شيئا من صفات المنافقين وذلك لكثرتهم بين صفوف المسلمين، وخفاء الكثير من صفاتهم، ذلك لما يتصفون به من براعة في التمويه على المجتمعات المسلمه لقصد النيل من دينها وعقيدتها و أمنها، ولاشك أن كثرتهم مع تقصير كثير من طلبة العلم، علماء، ودعاة، وخطباء، في التحذير منهم يشكل خطرا عظيما على الأمة الإسلامية، لاسيما مع كثرتهم و وجود من يناصرهم من أعداء الاسلام والمسلمين، قال ابن بطة في الإبانة (1/ 114) عن كثرتهم: وقد جاءت الآثار تعبر عن كثرة المنافقين بين صفوف المؤمنين وحركتهم النشطة سعيا وفسادا، فشبههم ابن عمر بأنهم ذئاب بالليل، وذئاب بالنهار، وأخبر الحسن بأنه لولا المنافقين لاستوحشتم في الطرقات. أي خالية من المارة فيتخوف السائر فيها.
وأخبر مالك بن دينار بأنه لو نبت للمنافقين أذناب ما وجد المؤمنون أرضا يمشون عليها، وفي ذلك تعبير كما قلنا عن كثرتهم الكاثرة بين صفوف المؤمنين، وعن حركتهم الدائبة بين هذه الصفوف.
ومع حرصهم الشديد على الاختفاء إلا أن المتمعن في تحركاتهم وأساليبهم وخطاباتهم وإن ألبسوها بلباس أدبي وما يصدر عنهم من قرارات لابد أن تفرز منهم رائحة يشم منها النفاق، قال تعالى ((ولتعرفنهم في لحن القول)).
ثم أما بعد:
فهذه مقدمة يسيرة لسلسلة صفات المنافقين،والتي ستأتي تباعا بإذن الله تعالى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 May 2004, 11:39 م]ـ
موضوع مهم وفقك الله , في زمن الطابور الخامس وأظن أن الطوابير كثيرة في هذا الزمن , وأقترح أن تبدأ بالصفات التي ذكرها القرآن حيث قد تحدث عنهم القرآن كثيرأً كماتعلم ,ثم تعرج بما ورد في السنة.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[23 May 2004, 08:42 ص]ـ
أشكرك على توجيهك، وابشرك أن أصل الموضوع هو بعنوان (صفات المنافقين في القرآن) ولكن لأهمية فضح هؤلاء، وبيان الصفات التي قد تبدو خفية على البعض آثرت أن احاول استغراق كافة الصفات التي يتم بها كشف اللثام عن هذه الزمرة البغيضة عند الله وعند رسوله والمؤمنين، كما أنني سأبين عندما آتي على الصفة الأخيره أنها هي آخر ما استجمعه ذهني، وما وصلت إليه يدي في البحث، ولكي يكتمل العقد في إبانة ما يمكن إبانته من صفات أهل الزيغ والضلال من المنافيق، آمل منك يا شيخنا الفاضل ومن غيرك ممن يطلع على هذا الموضوع إضافة ما لم اضفه من الصفات بعد فراغي من ذكرها، وجزاك الله خيرا وسدد خطاك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[24 May 2004, 09:32 م]ـ
تعريف النفاق:
لم يكن النفاق معروفا بهذا الاسم قبل الإسلام، ولم يظهر النفاق قبل الهجرة إلى المدينة, ذلك لقوة المشركين في ذلك الوقت, وعدم حاجتهم لإظهارهم خلاف ما يبطنون, بل كانوا يصرحون بما يختلج في نفوسهم من كره للإسلام و المسلمين، و كانوا يعلنون عداءهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين, وكانوا يتقربون لقومهم بهذا, فلما هاجر المسلمون للمدينة وقوية شوكتهم وخاصة بعد معركة بدر والتي كان المشركون يظنون أن هذه المعركة هي نهاية المسلمين كما قال تعالى عن المشركين قولهم لما قدموا لتلك الغزوة ((إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرً هؤلاء دينهم)) (1) ,حتى قال أبو جهل في تلك الغزوة استخفافا بالمسلمين وغرورا بقوتهم: والله لا يعبد الله بعد اليوم (2)!!!!
ومن حينها احتاج المشركون للنفاق.
إذن فالنفاق هو: إظهار الإيمان باللسان وكتمان الكفر بالقلب. (3) وقال ابن جريج: المنافق يخالف قوله فعله, وسره علانيته, ومدخله مخرجه, ومشهده مغيبه. (4) وقال ابن رجب: النفاق في اللغة هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير, وإبطان خلافه. (5) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الزنديق في عرف هؤلاء الفقهاء, هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره, سواء أبطن دينا من الأديان: كدين اليهود و النصارى أو غيرهم. أو كان معطلا جاحدا للصانع, و المعاد, والأعمال الصالحة.
ومن الناس من يقول: الزنديق هو الجاحد المعطل. وهذا يسمى الزنديق في اصطلاح كثير من أهل الكلام والعامة, ونقلة مقال الناس, ولكن الزنديق الذي تكلم الفقهاء في حكمه: هو الأول, لأن مقصودهم هو التمييز بين الكافر وغير الكافر, والمرتد وغير المرتد, ومن أظهر ذلك أو أسره. (6)
___________________________________
1 - سورة الأنفال 49.
2 - انظر تفسير ابن كثير لآية الأنفال.
3 - التعريفات للجرجاني 245
4 - انظر تفسير ابن كثير لقوله تعالى (ومن الناس من يقول أمنا بالله ..... ) البقرة.
5 - جامع العلوم والحكم لابن رجب 2/ 480
6 - مجموع الفتاوى 7/ 472
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[24 May 2004, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولعلك تخصص كلامك في هذا المنتدأ عن صفاتهم في القران الكريم لأنه ملتقى التفسير والقران لم يترك لهم صفة إلا ذكرها
وهناك كتب تخصصة في ذلك
مجرد اقتراح
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[26 May 2004, 08:54 م]ـ
صفات المنافقين
الصفة الأولى: مرض القلب
قال الله تعالى: ((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)) قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد ,وهم المنافقون. (2) قال ابن جرير الطبري: وأصل المرض: السقم, ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان، فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضاً, وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم ,الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد. (3) و قال ابن القيم: مرض المنافقين: مرض شك وريب ...... ثم الشك والجهل والحيرة والضلال و إرادة الغي وشهوة الفجور في القلب: تعود إلى هذه الأمور الأربعة فيتعاطى العبد أسباب المرض حتى يمرض فيعاقبه الله بزيادة المرض لإثارة أسبابه له. (4) وقال سيد قطب: في طبيعتهم آفة. في قلوبه علة. وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم. ويجعلهم يستحقون من الله أن يزيد هم مما هم فيه. (5) قلت: وهذه الأمراض قد أجهزت على عقولهم , ومرجت أفكارهم ,فأصبحوا لايرون إلا السيء ,ولا يعرفون إلا القبيح, الشريف عندهم وضيع , والمعروف عندهم منكرا , والصالح عندهم طالحا ,حاربوا الفضيلة ,وعاشوا الرذيلة.نسأل الله العافية والسلامة من النفاق وأهله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_____________________
1 - سورة البقرة (10)
2 - تفسير ابن كثير
3 - تفسير الطبري
4 - شفاء العليل 99,نقلاً عن بدائع التفسير
5 - الظلال
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[31 May 2004, 10:34 م]ـ
الصفة الثانية: الخوف والرعب من انكشاف ما هم عليه:
قال تعالى: ((يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرجٌ ما تحذرون))، يعلم المنافقون خبث طويتهم وسؤ مقاصدهم ولهذا فهم يحذرون من انكشاف سرهم ,وتبين أمرهم ,فهم يحذرون أشد الحذر من أن يطلع المؤمنون على نواياهم , وما يخططونه للنيل من الإسلام والمسلمين , ولكن يأبى الله إلا أن يفضحهم , ويبين عوارهم وذلك من خلال فلتات ألسنتهم , وزفرات ما تكنه قلوبهم , فتنبعث منهم رائحة كريهة صداها الكيد للدين وأهله , وما تخفي صدورهم أكبر, فهم لايقلون خبثاً عن أسلافهم في عهد النبوة حيث نزلت هذه السورة لفضح أولئك القوم من المنافقين فذكرتهم بأوصافهم ولم تذكرهم بالأسماء لتحصل فائدة التعميم بفضح هذا التيار على مر العصور.
قال ابن سعدي رحمه الله: كانت هذه السورة الكريمة تسمى (الفاضة) لأنها بينت أسرار المنافقين، وهتكت أستارهم ,فما زال الله يقول: ومنهم ومنهم، ويذكر أوصافهم، إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين:
إحداهما:أن الله ستير يحب الستر على عباده.
و الثانية: أن الذم على من اتصف بذلك الوصف من المنافقين، الذين توجه إليهم الخطاب وغيرهم إلى يوم القيامه، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب حتى خافوا غاية الخوف. (1).
_______________________
1 - تفسير ابن سعدي رحمه الله تعالى.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[02 Jul 2004, 08:32 م]ـ
الصفة الثالثه: الجلوس مع المستهزئن بآيات الله
الجلوس في مجالس المستهزئين بآيات الله، ومؤانستهم، ومسامرتهم، لاشك أنه رضاً صريحاً أو ضمنياً بنشاز كلماتهم التي ما أرادوا بها إلا السخرية، والاستهزاء بآيات الله، وهذه من صفات المنافقين، قال الله تعالى ((وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا)) النساء 140، وماكان جلوسهم مع من يستهزيء بآيات الله ويسخر بها إلا لمرض في قلوبهم، ونفاق فاضت به صدورهم.
قال الطبري رحمه الله في تفسيره: وقد نزل عليكم أنكم إن جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزيء بها وأنتم تسمعون، فأنتم مثله، يعني: فأنتم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال، مثلهم في فعلهم، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، كما عصوه باستهزائهم بآيات الله، فقد أتيتم من معصية الله نحو الذي أتوه منها، فأنتم إذاً مثلهم في ركوبكم معصية الله، وإتيانكم ما نهاكم الله عنه.
وفي هذه الآيه الدلالة الواضحه على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسقة، عند خوضهم في باطلهم.
ولا يقل عن مجالستهم: الاستمتاع و الاعجاب بما يطرحونه عبر الشاشات، والمذياع، والصحف و المجلات، فينطبق عليهم ما ينطبق على من يجالسهم وجهاً لوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[25 Jul 2004, 10:15 م]ـ
الصفة الرابعه:الاستهزاء بالمؤمنين
الإيمان منقبة ساميه، وشرف لايدانيه شرف، ومن افضل ما ينادي به الله المؤمن، بيد أن أولئك الذين في قلوبهم مرض لايستشعرون مكانة من كان قلبه مطمئن بالايمان، وعلو مرتبته عند الله، فينقلبون الى شياطينهم في خلواتهم، يخطبون ودهم بأن قولهم للذين آمنوا ما كان الا استهزاءً وسخرية بهم، وإنما التبعية والتقليد والمودة ليست الا لكم ايها المتبوعون، وهذا حال المنافق اذ لايقيم للإيمان وزناً، ولا لأهله شأناً،قال تعالى:)) وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شيطاينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون)) 1 فهم يلقون المؤمنين بوجه، والمنافقين بوجه آخر، غير أن الوجه الحقيقي لهم هو ما يلقون به شياطينهم، أما ذلك الوجه المستعار للقاء المؤمنين فماهو الانفاق مظلم يصدر من تحت عباءته كره شنيع للكتاب والسنة والمؤمنين، ولو نزلنا هذه الصفة على أهل زماننا اليوم لتكشف طوابير من المنافقين الذين يظهرون الايمان والنصح والمودة وهم ابعد ما يكونون من ذلك.
ـ[المحرر]ــــــــ[26 Jul 2004, 03:39 ص]ـ
للفائدة الشيخ (سليمان بن عجلان العجلان) هو محقق شرح الواسطية، وشارح رسالة آداب المشي إلى الصلاة التي قدم لها اثنان من المشايخ.
محبكم،
أبو زرعة التميمي
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[23 Aug 2004, 01:39 م]ـ
الصفة الخامسة:
الظن السيىء بالله تعالى:
إن مما يدمي القلب ويبعث على الأسى والألم أن تجد ممن أفاء الله عليهم بنعمة الخلق والرزق والصحة وموفور العافية من يظن بالله ظن السوء، حيث إن هذا خطب جسيم، وخطر عظيم،وأمر جلل، تتصدع منه الجبال الراسيات، وتنفر منه العقول السليمة، بل وتكاد ألا تصدقه لو لم يكن الخبر عنه جاء من رب العالمين في قوله تعالى ((ويعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا)) () إذ أخبر الله عز وجل في هذه الآية عن أولئك النفر من المنافقين الذين ظنوا بالله ظن السوء، فقالوا: لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم وقومه على قريش، ولن يعلي الله كلمته على الكافرين، وغرهم ما يتميز به قريش على المسلمين من عدد وعده! ولكن الله خيب ظن الذين نافقوا وأيد المسلمين بأعظم نصر إلى يوم القيامة، قال الله عنه في كتابه العزيز ((إنا فتحنا لك فتحا مبينا)) () وما أشبه الليلة بالبارحة حيث يقول منافقو زماننا لن ينصر الله المسلمين على الكافرين أبدا! ونظروا في تقديرهم ذلك إلى العوامل المادية، ونسوا أو تناسوا وعد الله لمن قلوبهم مليئة بالإيمان في قوله تعالى: ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) () ولاعجب في ذلك فالنفاق في قلوب أصحابه لايتغير بتغير الزمان فهم خلف أسوأ لسلف سيىء، وامتداد لذلك الفكر المنحط، قال سيد قطب في الظلال:وقد جمع النص بين المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات، في صفة ظن السوء بالله، وعدم الثقة بنصرته للمؤمنين، وفي أنهم جميعا ((عليهم دائرة السوء)) فهم محصورون فيها، وهي تدور عليهم وتقع بهم، وفي غضب الله عليهم ولعنته لهم، وفيما أعده لهم من سوء المصير، ذلك أن النفاق صفة مرذولة لاتقل عن الشرك سوءاً، بل إنها أحط، ولأن أذى المنافقين والمنافقات للجماعة المسلمة لا يقل عن أذى المشركين والمشركات، وإن اختلف هذا الأذى وذاك في مظهره ونوعه.
وقد جعل الله صفة المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات هي ظن السوء بالله، فالقلب المؤمن حسن الظن بربه، يتوقع منه الخير دائماً، يتوقع منه الخير في السراء والضراء، ويؤمن بأن الله يريد به الخير في الحالين، وسر ذلك أن قلبه موصول بالله،وفيض الخير من الله لاينقطع أبداً، فمتى اتصل القلب به لمس هذه الحقيقة الأصيلة، وأحسها احساس مباشرة وتذوق، فأما المنافقون والمشركون فهم مقطوعو الصلة بالله، ومن ثم لايحسون تلك الحقيقة ولا يجدونها، فيسوء ظنهم بالله، وتتعلق قلوبهم بظواهر الأمور، ويبنون عليها أحكامهم، ويتوقعون الشر والسوء لأنفسهم وللمؤمنين، كلما كانت ظواهر الأمور توحي بهذا، على غير ثقة بقدر الله وقدرته، وتدبيره الخفي اللطيف.
وقد جمع الله في الآية أعداء الإسلام والمسلمين من شتى الأنواع، وبين حالهم عنده، وما أعده لهم في النهاية، ثم عقب على هذا بما يفيد قدرته وحكمته: ((ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عزيزاً حكيما))
فلا يعييه من أمرهم شيء، ولا يخفى عليه من أمرهم شيء، وله جنود السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم.
________________
1 - سورة الفتح الآة 6
2 - سورة الفتح الآية 1
3 - سورة محمد الآية 7
ـ[أخوكم]ــــــــ[31 Aug 2004, 06:50 ص]ـ
أحسنت أحسنت
لا تتوقف عن هذا الخير
بارك الله فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[13 Oct 2004, 06:26 م]ـ
الصفة السادسه:
التكاسل عن الصلاة:
المنافق قد يؤدي الكثير من الأعمال الصالحة والعبادات الجماعية، بيد أنه لايستشعر حلاوة ذلك , حيث إن حلاوة الطاعة والأنس بها لايتذوقها قلب خرب قد مُليءَ بالحقد على الإسلام وأهله، ولا أشد خراباً من قلبٍ امتلىءَ بالنفاق، ولذا فهو يؤدي أعمال الطاعات بحركة مجردة من الإخلاص، الذي هو الأصل في مقاصد العبودية، وما كان ذلك من المنافق إلا ليوهم من حوله أنه على منهج مستقيم، وذلك خوفاً من افتضاح أمره، وانكشاف حاله، فإذا كان مطمئناً فإنه لايؤدي ما كان يؤديه حال خوفه إذ انه يتثاقل عن صلاة العشاء و الفجر لأنهما يؤديان في العتمة والغلس فلا يشعر بغيابهم أحد، وأما الأوقات الأخرى فإنه يتكاسل عن القيام إليها كما حكى الله تبارك وتعالى عنهم في قوله: ((إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى .... )) () قال ابن كثير رحمه الله: (هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها وهي الصلاة. إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها، لأنهم لا نية لهم فيها، ولا إيمان لهم بها ولاخشية، ولايعقلون معناها).
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: يصلون مراءات وهم متكاسلون، متثاقلون، لايرجون ثواباً ولايعتقدون على تركها عقاباً. وفي صحيح الحديث: (إن أثقل صلاة على المنافقين العتمة والصبح). فإن العتمة تأتي وقد أتعبهم عمل النهار فيثقل عليهم القيام إليها، وصلاة الصبح تأتي والنوم أحب إليهم من مفروح به، ولولا السيف ما قاموا. اهـ
أما منافقوا زماننا فقد أمنوا العقوبة فأساؤا الأدب , وتركوا الصلاة نهاراً جهاراً , بل ويعلنون في بعض منتدياتهم وبكل وقاحة وصفاقة وجه: بأن مسألة إقامة الصلاة هي مسألة شخصية , وليس لأحد الحق في أن يتدخل في أمرها! ونسي هؤلاء أو تناسوا حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الصلاة: (لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أُحرِّق على رجالٍ يتخلفون عن الجمعة بيوتهم). وإن المتأمل لهذا الحديث يجد فيه اموراً تدل على شناعة ترك الصلاة , ومنها:
الأول: التحريق إذ هو أمر ليس بالهين ولايهم به الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لأمرٍ عظيم، ولا أعظم ولا أشنع من ترك الصلاة.
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: أحرِّق، بصيغة المبالغة، وهذا فيه دليل على التشديد بإنزال العقوبة على تارك الصلاة.
الثالثة: أنه صلى الله عليه وسلم لم يبحث هل أقاموا الصلاة في بيوتهم أم لا، مما يفيد أن مجرد ترك الجماعة يوجب العقوبة على فاعله , والله المستعان.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[14 Apr 2005, 02:33 م]ـ
الصفة السابعة:
صد الناس عن الإنفاق في سبيل الله:
مخططات تجفيف المنابع في كافة سبل الخير والبر والإحسان والدعوة إلى الله هي ديدن المنافقين منذ زمن عبد الله بن أُبي بن سلول و إلى يومنا هذا، بل هي من أبرز صفات المنافقين حيث يضيقون ذرعاً بما يرونه مما تنفقه تلك الأيادي البيضاء الصادقة والتي تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر فرحةً مسرورةً، راغبةً في نوال البر من الله عز وجل، متذكرةً قول الباري جل جلاله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مالٌ من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده)، ما دام ذلك ينفق على الفقراءِ والمساكين وأهل العوز والحاجة، وفي مجال الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، فاغتاضوا لما يرونه من التسابق على أبواب البر والإحسان فحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات لسد منافذ تلك التبرعات، و وصموا أهل الخير بالتهم الباطلة والتي هم بُرءاؤا منها كبراءَة الذئب من دم يوسف، ونمقوا عباراتهم بخطاب الناصح الأمين فصدقهم ضعاف النفوس، وعملوا على وصاياهم في سد طرق الإنفاق في سبيل الله، وهم بذلك يقتفون أثر أسلافهم من المنافقين حيث لم تستطع نفوسهم أن تصمد أمام ما يرونه من ذلك الإنفاق السخي على أهل الفقر والفاقة ممن هم حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبانوا عما يختلج في نفوسهم وبكل صراحة ووقاحة فقالوا فيما حكى الله عنهم: ((هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .... )).
قال سيد قطب في الضلال: وهي قولةٌ يتجلى فيها خبث الطبع،ولؤم النحيزة. وخطة التجويع التي يبدو أن خصوم الحق والإيمان يتواصون بها على اختلاف الزمان والمكان. (ثم قال) ذلك أنهم لخسة مشاعرهم يحسبون لقمة العيش هي كل شيءٍ في الحياة، كما هي في حسهم فيحاربون بها المؤمنين.
إنها خطةُ قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضوا عن نصرةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلموه للمشركين!
وهي خطة المنافقين كما تحكيها هذه الآية لينفض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه تحت وطأت الضيق والجوع!
وهي خطة الشيوعيين في حرمان المتدينين في بلادهم من بطاقات التموين، ليموتوا جوعاً أو يكفروا بالله، ويتركوا الصلاة!
وهي خطة غيرهم ممن يحاربون الدعوة إلى الله بالحصر والتجويع ومحاولة سد أسباب العمل والارتزاق.
وهكذا يتوافى على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان، من قديم الزمان، إلى هذا الزمان .. ناسين الحقيقة البسيطة التي يذكرهم القرآن بها قبل ختام هذه الآية:
((ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون)) أهـ بتصرف يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[17 Sep 2006, 03:37 م]ـ
أين أنتَ يا أخي أكمل بحثك المهم جدا
ـ[بنت السنة الطاهرة]ــــــــ[17 Sep 2006, 08:51 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا الطرح ...(/)
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 May 2004, 06:42 م]ـ
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد، وآله، أما بعد:
فكتاب العلامة الإمام المجتهد الشوكاني المسمى البدر الطالع اسم على مسمى، ويكفيه أن مؤلفه الشوكاني، وهذا الكتاب مع أنه في التراجم إلا أنه قد حوى فوائد، ونكتا في العلم مختلفة، لأن مؤلفه مجتهد متيقظ يسوق من تراجم هؤلاء العلماء، وأخبارهم، وما حدث لهم ... مما يحثه على التعليق، والاستطراد، والتعقيب ... الخ
ومما لفت انتباهي إنصافه العجيب حتى مع مخالفيه، ومن جرت بينه وبينه خطوب ... فهو بحق مدرسة لذلك.
وكذلك إعراضه كثيرا عن ذكر ما وقع فيه المترجم، من بدع، ومخالفات في العقيدة ... فلينتبه لذلك.
والكتاب غني بمادة تأريخية عمّا حدث في نجد، وما جاورها في جزيرة العرب من حروب، وخطوب أيام انتشار الدعوة السلفية على يد أتباع العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب وهذا مبثوب في عدد من التراجم.
تنبيه: سأنقل الكلام من برنامج التراث، وهو كثير الأخطاء، وسأصحح ما تيسر، وأضيف بعض علامات الترقيم أحيانا، وليس دائم استغلالا للوقت.
تنبيه آخر: سأنقل ما استحسن نقله، وأضع عنونا لذلك، وسأقتصر على موضع الشاهد، وما يعين على فهمه، وقد يبقى شيء من أراده فليرجع إليه.)
وسأبدأ ببعض الفوائد المتعلقة بالقرآن وعلومه إكراما للشيخ عبد الرحمن الشهري الذي حث على نقل هذه الفوائد.
كلامه على بعض التفاسير
تفسير البقاعي1/ 20: ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول والمنقول وكثيرا ما يشكل على شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفاسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفى وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب ..
[وقد ذكرته هناك لكن يزاد هنا] ما جاء في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم 2/ 248: وذكر البقاعي أن صاحب الترجمة هو الذي أرشده إلى ما وضعه في التفسير من المناسبات بين الآيات والسور، وأنه قال له: الأمر الكلي المفيد بعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو: أنك تنظر الغرض الذي سيقت إليه السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ماسيتبعه من إشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء العليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها فهذا هو: الأمر الكلي على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا فعلت ذلك تبين لك إن شاء الله وجه النظم مفصلا بين كل آية آية في كل سورة سورة والله الهادي.
تفسير ابن كثير1/ 153: وله تصانيف مفيدة منها التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والاخبار والآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.
في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير 2/ 91: وله كتاب جمعه في التفسير النبوي.
في ترجمة ابن النقاش 2/ 211: .. وكتابا في التفسير مطولا جدا، والتزم أن لا ينقل حرفا عن تفسير أحد ممن تقدمه، قال الصفدي: وكانت طريقته في التفسير غريبة ما رأيت له في ذلك نظيرا.
في ترجمة محمد العامري المعروف بابن الغزي2/ 252: قال: العالم الكبير المحقق صاحب التفسير الغريب جعله نظما في مائتي ألف بيت وزيادة، واختصره أيضا نظما، وقدمه إلى السلطان سليمان بن سليم صاحب الروم فقابله بالإجلال والقبول وطلب علماء الروم، وعرض عليهم ذلك التفسير، وقال: ما رأيكم؟ فقالوا: نجتمع، ونبذل النصيحة فإن وجدنا فيه زيادة، أو نقصانا، أو تبديلا في القرآن العظيم في حروفه أو شكله رفعنا ذلك إليكم، واستحق ما يقتضيه الشرع، وإن وجدناه على سنن الاستقامة؛ استحق مؤلفه الجائزة والكرامة لأنه قد فعل في زمنك ما لم يفعله غيره. فقال لهم السلطان: أنتم مُقَلَّدُون في هذا الشأن. فتأملوه حرفا حرفا فلم يجدوا فيه تحريفا، ولا تغييرا، ولا تكلفا، ولا تعسفا فقضوا من ذلك العجب، وأخبروا السلطان فأعظم جائزته.
تفسير أبي السعود 1/ 261: وله تصانيف منها التفسير المشهور عند الناس بأبي السعود في مجلدين ضخمين سماه إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم وهو من أجل التفاسير وأحسنها وأكثرها تحقيقا وتدقيقا.
في ترجمة 2/ 269 محمد بن مصلح المعروف بشيخ زاده وهو مؤلف حاشية تفسير البيضاوي في ستة مجلدات بعبارات واضحة جلية ينتفع بها المبتدئ.
في ترجمة المطهر بن علي الضمدي 2/ 310: مؤلف التفسير المسمى بالفرات، وهو تفسير مفيد جدا مع اختصاره يدل على قوة ملكة صاحب الترجمة في العلوم، ورسوخ قدمه في فنون عدة.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 May 2004, 07:10 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: عبدالرحمن السديس
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
في ترجمة محمد العامري المعروف بابن الغزي2/ 252: قال: العالم الكبير المحقق صاحب التفسير الغريب جعله نظما في مائتي ألف بيت وزيادة، واختصره أيضا نظما، وقدمه إلى السلطان سليمان بن سليم صاحب الروم فقابله بالإجلال والقبول وطلب علماء الروم، وعرض عليهم ذلك التفسير، وقال: ما رأيكم؟ فقالوا: نجتمع، ونبذل النصيحة فإن وجدنا فيه زيادة، أو نقصانا، أو تبديلا في القرآن العظيم في حروفه أو شكله رفعنا ذلك إليكم، واستحق ما يقتضيه الشرع، وإن وجدناه على سنن الاستقامة؛ استحق مؤلفه الجائزة والكرامة لأنه قد فعل في زمنك ما لم يفعله غيره. فقال لهم السلطان: أنتم مُقَلَّدُون في هذا الشأن. فتأملوه حرفا حرفا فلم يجدوا فيه تحريفا، ولا تغييرا، ولا تكلفا، ولا تعسفا فقضوا من ذلك العجب، وأخبروا السلطان فأعظم جائزته.
.
سبحان الله
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 May 2004, 06:11 م]ـ
كلامه عن علماء اليمن، وعن التقليد، والاجتهاد:
في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير مؤلف كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم في الرد على الزيدية 2/ 83: ولا ريب أن علماء الطوائف لا يكثرون العناية بأهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية مالا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دواوين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام ولا يرفعون إلى التقليد رأسا لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله مع كثرة اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة وعدم إخلالهم بما عدا ذلك من العلوم العقلية ولو لم يكن لهم من المزية إلا التقيد بنصوص الكتاب والسنة وطرح التقليد فإن هذه خصيصة خص الله بها أهل هذه الديار في هذه الأزمنة الأخيرة ولا توجد في غيرهم إلا نادرا، ولا ريب أن في سائر الديار المصرية والشامية من العلماء الكبار من لا يبلغ غالب أهل ديارنا هذه إلى رتبته ولكنهم لا يفارقون التقليد الذي هو دأب من لا يعقل حجج الله ورسوله، ومن لم يفارق التقليد لم يكن لعلمه كثير فائدة، وإن وجد منهم من يعمل بالأدلة، ويدع التعويل على التقليد فهو القليل النادر كابن تيمية وأمثاله.
وإني لأكثر التعجب من جماعة من أكابر العلماء المتأخرين الموجودين في القرن الرابع، وما بعده كيف يقفون على تقليد عالم من العلماء، ويقدمونه على كتاب الله وسنة رسوله، مع كونهم قد عرفوا من علم اللسان ما يكفى في فهم الكتاب والسنة بعضه، فإن الرجل إذا عرف من لغة العرب ما يكون به فاهما لما يسمعه منها صار كأحد الصحابة الذين كانوا في زمنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم، ومن صار كذلك وجب عليه التمسك بما جاء به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم، وترك التعويل على محض الآراء، فكيف بمن وقف على دقائق اللغة وجلايلها أفرادا وتركيبا وإعرابا وبناء، وصار في الدقائق النحوية والصرفية والأسرار البيانية والحقائق الأصولية بمقام لا يخفى عليه من لسان العرب خافية، ولا يشذ عنه منها شاذة ولا فاذة، وصار عارفا بما صح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم في تفسير كتاب الله، وما صح عن علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمنه وأتعب نفسه في سماع دوادين السنة التي صنفتها أئمة هذا الشأن في قديم الأزمان، وفيما بعده فمن كان بهذه المثابة كيف يسوغ له أن يعدل عن آية صريحة أو حديث صحيح إلى رأى رآه أحد المجتهدين حتى كأنه أحد العوام الأعتام الذين لا يعرفون من رسوم الشريعة رسما فيالله العجب إذا كانت نهاية العالم كبدايته، وآخر أمره كأوله فقل لي أي فائدة لتضييع الأوقات في المعارف العلمية؟ فإن قول إمامه الذي يقلده هو كان يفهمه قبل أن يشتغل بشيء من العلوم سواه، كما
(يُتْبَعُ)
(/)
نشاهده في المقتصرين على علم الفقه، فإنهم يفهمونه بل يصيرون فيه من التحقيق إلى غاية لا يخفى عليهم منه شيء ويدرسون فيه ويفتون به، وهم لا يعرفون سواه، بل لا يميزون بين الفاعل والمفعول! والذي أدين الله به أنه لا رخصة لمن علم من لغة العرب ما يفهم به كتاب الله، بعد أن يقيم لسانه بشيء من علم النحو والصرف، وشطر من مهمات كليات أصول الفقه في ترك العمل بما يفهمه من آيات الكتاب العزيز ثم إذا انضم إلى ذلك الإطلاع على كتب السنة المطهرة التي جمعها الأئمة المعتبرون وعمل بها المتقدمون والمتأخرون كالصحيحين، وما يلتحق بهما مما التزم فيه مصنفوه الصحة أو جمعوا فيه بين الصحيح وغيره مع البيان لما هو صحيح ولما هو حسن ولما هو ضعيف وجب العمل بما كان كذلك من السنة، ولا يحل التمسك بما يخالفه من الرأي سواء كان قائله واحدا، أو جماعة أو الجمهور، فلم يأت في هذه الشريعة الغراء ما يدل على وجوب التمسك بالآراء المتجردة عن معارضة الكتاب أو السنة، فكيف بما كان منها كذلك؟ بل الذي جاءنا في كتاب الله على لسان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) إلى غير ذلك، وصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: "كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فالحاصل أن من بلغ في العلم إلى رتبة يفهم بها تراكيب كتاب الله، ويرجح بها بين ما ورد مختلفا من تفسير السلف الصالح ويهتدي به إلى كتب السنة التي يعرف بها ما هو صحيح وما ليس بصحيح فهو مجتهد لا يحل له أن يقلد غيره كائنا من كان في مسألة من مسائل الدين بل يستروى النصوص من أهل الرواية، ويتمرن في علم الدراية بأهل الدراية، ويقتصر من كل فن على مقدار الحاجة.
والمقدار الكافي من تلك الفنون هو: ما يتصل به إلى الفهم والتمييز، ولا شك أن التبحر في المعارف، وتطويل الباع في أنواعها هو خير كله لا سيما الاستكثار من علم السنة، وحفظ المتون، ومعرفة أحوال رجال الإسناد، والكشف عن كلام الأئمة في هذا الشأن، فإن ذلك مما يوجب تفاوت المراتب بين المجتهدين لا أنه يتوقف الاجتهاد عليه.
فإن قلتَ: ربما يقف على هذا الكلام من هو متهيء لطلب العلم فلا يدري بما ذاك يشتغل، ولا يعرف ما هو الذي إذا اقتصر عليه في كل فن بلغ إلى رتبة الاجتهاد، والذي يجب عليه عنده العمل بالكتاب والسنة؟
قلتُ: لا يخفى عليك أن القرائح مختلفة والفطن متفاوتة، والأفهام متباينة، فمن الناس من يرتفع بالقليل إلى رتبة علية، ومن الناس من لا يرتفع من حضيض التقصير بالكثير، وهذا معلوم بالوجدان. ولكني ههنا أذكر ما يكتفي به من كان متوسطا بين الغايتين؛ فأقول: يكفيه من علم مفردات اللغة مثل القاموس، وليس المراد إحاطته به حفظا، بل المراد الممارسة لمثل هذا الكتاب، أو ما يشابهه على وجه يهتدي به إلى وجدان ما يطلبه منه عند الحاجة.
ويكفيه في النحو مثل الكافية لابن الحاجب، والألفية وشرح مختصر من شروحها.
وفي الصرف مثل الشافية، وشرح من شروحها المختصرة مع أن فيها مالا تدعو إليه حاجة.
وفي أصول الفقه مثل جمع الجوامع، والتنقيح لابن صدر الشريعة، والمنار للنسفي، أو مختصر المنتهى لابن الحاجب، أو غاية السول لابن الإمام، وشرح من شروح هذه المختصرات المذكورة، مع أن فيها جميعها ما لا تدعو إليه حاجة، بل غالبها كذلك، ولا سيما تلك التدقيقات التي في شروحها، وحواشيها فإنها عن علم الكتاب والسنة بمعزل، ولكنه جاء في المتأخرين من اشتغل بعلوم أخرى خارجة عن العلوم الشرعية ثم استعملها في العلوم الشرعية، فجاء من بعده فظن أنها من علوم الشريعة، فبعدت عليه المسافة، وطالت عليه الطرق فربما بات دون المنزل، ولم يبلغ إلى مقصده، فإن وصل بذهن كليل، وفهم عليل؛ لأنه قد استفرغ قوته في مقدماته، وهذا مشاهد معلوم فإن غالب طلبة علوم الاجتهاد تنقضي أعمارهم في تحقيق الآلات، وتدقيقها ومنهم من لا يفتح كتابا من كتب السنة، ولا سفرا من أسفار التفسير، فَحَالُ هذا كحالِ من حصل الكاغد [يعني الورق]، والحبر، وبرى أقلامه، ولاك دواته، ولم يكتب حرفا! فلم يفعل المقصود؛ إذ لا ريب أن
(يُتْبَعُ)
(/)
المقصود من هذه الآلات هو الكتابة، كذلك حالُ من قبله، ومن عرف ما ذكرناه سابقا [يعني من اللغة والنحو ... ] لم يحتج إلى قراءة كتب التفسير على الشيوخ؛ لأنه قد حصل ما يفهم به الكتاب العزيز، وإذا أشكل عليه شيء من مفردات القرآن رجع إلى ما قدمنا من أنه يكفيه من علم اللغة، وإذا أشكل عليه إعراب فعنده من علم النحو ما يكفيه، وكذلك إذا كان الإشكال يرجع إلى علم الصرف، وإذا وجد اختلافا في تفاسير السلف التي يقف عليها مطالعة فالقرآن عربي، والمرجع لغة العرب فما كان أقرب إليها فهو أحق مما كان أبعد، وما كان من تفاسير الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو مع كونه شيئا يسيرا موجود في كتب السنة، ثم هذا المقدار الذي قدمنا يكفي في معرفة معاني متون الحديث، وأما ما يكفيه في معرفة كون الحديث صحيحا أو غير صحيح فقد قدمنا الإشارة إلى ذلك ونزيده إيضاحا فنقول: إذا قال إمام من أئمة الحديث المشهورين بالحفظ والعدالة، وحسن المعرفة أنه لم يذكر في كتابه إلا ما كان صحيحا، وكان ممن مارس هذا الشأن ممارسة كلية كصاحبي الصحيحين و بعدهما صحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة ونحوهما؛ فهذا القول مسوغ للعمل بما وجد في تلك الكتب، وموجب لتقديمه على التقليد، وليس هذا من التقليد لأنه عمل برواية الثقة، والتقليد عمل برأيه، وهذا الفرق أوضح من الشمس، وإن التبس على كثير من الناس، وأما ما يدندن حوله أرباب علم المعاني والبيان من اشتراط ذلك، وعدم الوقوف على حقيقة معاني الكتاب والسنة بدونه، فأقول: ليس الأمر كما قالوا؛ لأن ما تمس الحاجة إليه في معرفة الأحكام الشرعية قد أغنى عنه ما قدمنا ذكره من اللغة والنحو، والصرف، والأصول والزائد عليه، وإن كان من دقائق العربية، وأسرارها و مما له مزيد تأثير في معرفة بلاغة الكتاب العزيز، لكن ذلك أمر وراء ما نحن بصدده، وربما يقول قائل: بأن هذه المقالة مقالة من لم يعرف ذلك الفن حق معرفته. وليس الأمر كما يقول، فإني قد شغلت برهة من العمر في هذا الفن فمنه ما قعدت فيه بين أيدي الشيوخ كشرح التلخيص المختصر، وحواشيه، وشرحه المطول، وحواشيه، وشرحه الأطول، ومنه ما طالعته مطالعة متعقب، وهو ماعدا ما قدمته، وقد كنت أظن في مبادىء طلب هذا الفن ما يظنه هذا القائل، ثم قلتُ ما قلتُ عن خبرة وممارسة وتجريب و الزمخشري وأمثاله وإن رغبوا في هذا الفن فذلك من حيث كون له مدخلا في معرفة البلاغة كما قدمنا.
وهذا الجواب الذي ذكرته ههنا هو الجواب عن المعترض في سائر ما أهملته مما يظن أنه معتبر في الاجتهاد، ومع ذلك كله فلسنا إلا بصدد بيان القدر الذي يجب عنده العمل بالكتاب والسنة و إلا فنحن ممن يرغب الطلبة في الاستكثار من المعارف العلمية على اختلاف أنواعها، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، ومن رام الوقوف على ما يحتاج إليه طالب العلم من العلوم على التفصيل، والتحقيق فليرجع إلى الكتاب الذي جمعته في هذا وسميته "أدب الطلب ومنتهى الأرب" فهو كتاب لا يستغني عنه طالب الحق، على أني أقول بعد هذا: إن من كان عاطلا عن العلومِ الواجبُ عليه أن يسأل من يثق بدينه وعلمه، عن نصوص الكتاب والسنة في الأمور التي تجب عليه من عبادة أو معاملة وسائر ما يحدث له فيقول لمن يسأله: علمني أصح ما ثبت في ذلك من الأدلة حتى أعمل به. وليس هذا من التقليد في شيء، لأنه لم يسأله عن رأيه، بل عن روايته، ولكنه لما كان لجهله لا يفطن ألفاظ الكتاب والسنة، وجب عليه أن يسأل من يفطن ذلك، فهو عامل بالكتاب والسنة بواسطة المسؤل.
ومن أحرز ما قدمنا من العلوم عمل بها بلا واسطة في التفهيم، وهذا يقال له مجتهد والعامي المعتمد على السؤال ليس بمقلد، ولا مجتهد بل عامل بدليل بواسطة مجتهد يفهمه معانيه، وقد كان غالب السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين هم خير القرون من هذه الطبقة، ولا ريب أن العلماء بالنسبة إلى غير العلماء أقل قليل، فمن قال: إنه لا واسطة بين المقلد والمجتهد. قلنا له: قد كان غالب السلف الصالح ليسوا بمقلدين ولا مجتهدين، أما كونهم ليسوا بمقلدين فلأنه لم يسمع عن أحد من مقصري الصحابة أنه قلد عالما من علماء الصحابة المشاهير بل كان جميع المقصرين منهم يستروون علمائهم نصوص الأدلة، ويعملون بها
(يُتْبَعُ)
(/)
، وكذلك من بعدهم من التابعين، وتابعيهم. ومَن قال: إن جميع الصحابة مجتهدون، وجميع التابعين وتابعيهم؛ فقد أعظم الفرية، وجاء بما لا يقبله عارف. وهذه المذاهب والتقليدات التي معناها قبول قول الغير دون حجة لم تحدث إلا بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وخير الأمور السالفات على الهدى **** وشر الأمور المحدثات البدائع
وإذا لم يسع غير العالم في عصور الخلف، ما وسعه في عصور السلف؛ فلا وسع الله عليه.
المذهب الظاهري ليس وهو مذهب داود، وأتباعه فقط!
في ترجمة أبي حيان 2/ 290: قال ابن حجر كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. انتهى.
ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر آخر العمل عند من منح الإنصاف، ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها، وليس وهو مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط، بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن، وداود واحد منهم، وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف، وأهمل من أنواع القياس مالا ينبغي لمنصف إهماله، وبالجملة فمذهب الظاهر، وهو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات، وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة، وأنت إذا أمعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه، بل إذا رزقت الإنصاف، وعرفت العلوم الاجتهادية كما ينبغي، ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهريا أي عاملا بظاهر الشرع منسوبا إليه، لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هي مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات التسليم، وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله:
وما أنا إلا ظاهري وإنني ... على ما بدا حتى يقوم دليل.
لا خير في علمِ مَنْ لا يعرف علم الحديث:
وقال 2/ 262: وقال المقري في عقوده: كان يسلك طريقا من الورع فيسمح في أشياء يحمله عليها بعده عن معرفة السنن والآثار، وانحرافه عن الحديث، وأهله بحيث كان ينهى عن النظر في كلام النووي، ويقول: هو ظاهري، ويحض على كتب الغزالي انتهى.
ومن هذه الحيثية قال في ابن تيمية ما قال [تكفيره و .. ]، وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث، وإن بلغ في التحقيق إلى ما ينال.
رأيه في كتاب البدر التمام
وقال 1/ 230 في ترجمة الحسين المغربي: وهو مصنف "البدر التمام شرح بلوغ المرام " وهو شرح حافل نقل ما في التلخيص من الكلام على متون الأحاديث وأسانيدها ثم إذا كان الحديث في البخاري نقل شرحه من فتح الباري وإذا كان في صحيح مسلم نقل شرحه من شرح النووي، وتارة ينقل من شرح السنن لابن رسلان، ولكنه لا ينسب هذه النقول إلى أهلها غالبا مع كونه يسوقها باللفظ، وينقل الخلافات من البحر الزخار للإمام المهدي أحمد بن يحيى، وفي بعض الأحوال من نهاية ابن رشد، ويترك التعرض للترجيح في غالب الحالات، وهو ثمرة الاجتهاد، وعلى كل حال فهو شرح مفيد.
رأيه في كتاب فصول البدائع في أصول الشرائع
وفي ترجمة محمد الفنادي 2/ 266: وهو مصنف فصول البدائع في أصول الشرائع جمع فيه المنار والبزدوي ومحصول الإمام الرازي ومختصر ابن الحاحب وغير ذلك وأقام في عمله ثلاثين سنة، وهو من أجل الكتب الأصولية، وأنفعها وأكثرها فوائد.
وقال عنه أيضا: وله منظومة في عشرين فنا أتى في كل فن بمسألة، وغير أسماء تلك الفنون بطرق الألغاز امتحانا لفضلاء دهره، ولم يقدروا على تعيين فنونها فضلا عن حل مسائلها مع أنه قال: إنه عمل ذلك في يوم! وقد حلها ابنه محمد، وكتب منظومة يتضمن الجواب على منظومة والده.
(يُتْبَعُ)
(/)
من مواقفه: ومن تصلبه في الدين وتثبته في القضاء أنه رد شهادة سلطان الروم في قضية فسأله السلطان عن سبب ذلك؟ فقال: إنك تارك للجماعة. فبنى السلطان قدام قصره جامعا، وعين لنفسه فيه موضعا، ولم يترك الجماعة بعد ذلك. فلله در هذا العالم الصادع بالحق مع ما هو فيه من التقلب في نعمة سلطانه التي سمعت بعض وصفها، ورب عالم لا يقدر على الكلمة الواحدة في الحق لمن له عليه أدنى نعمة مخافة من زوالها، بل رب عالم يمنعه رجاء العطية، ونيل الرتبة السنية عن التكلم بالحق، ولم يكن بيده إلا مجرد الأماني الأشعبية، ورحم الله هذا السلطان الذي سمع الحق فاتبع، ولم تصده سورة الملك وما هو فيه من سلطان الذي كاد يطبق الأرض عن قبول ذلك وهذا السلطان المرحوم هو السلطان بايزيد بن مراد.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 May 2004, 04:29 م]ـ
نظم زاد المعاد، وشرحه
وقال في ترجمة الحسن بن إسحاق 1/ 194: وصنف تصانيف منها منظومة الهدي النبوي لابن القيم ثم شرحها شرحا نفيسا.
تأثير التلميذ بشيخه، وتبني أقواله
وقال في ترجمة السخاوي 2/ 187: وقد غلبت عليه محبة شيخه الحافظ ابن حجر فصار لا يخرج عن غالب أقواله، كما غلبت على ابن القيم محبة شيخه ابن تيمية، وعلى الهيثمي محبة شيخه العراقي.
لم يأخذ القراءات عن شيخ!
في ترجمة السيوطي 1/ 330: من العلوم التي عنده ... : ودونها القراءات ولم آخذها عن شيخ.
لا نامت أعين الكسالى
في ترجمة 1/ 265 سليمان بن إبراهيم العكي الزبيدي التعزي
وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وارتحلوا إليه من الأفاق، وتتلمذ له مالا يحيط به الحصر حدث عن نفسه أنه: قرأ البخاري أكثر من خمسين مرة.
لا تقل كبرت، ولا أقدر على طلب العلم
في ترجمة أحمد بن علي الصنعاني 1/ 82: اشتغل بطلب العلم بعد أن قارب الخمسين من عمره، ثم قرأ عليّ في النحو والصرف، والمنطق والمعاني والبيان، والحديث، والتفسير وأدرك إدراكا كاملا، لاسيما في العلوم الآلية.
من يقوى على مناظرة ابن تيمية
في ترجمة أحمد بن نجم الدين ابن الرفعة 1/ 115: واشتهر بالفقه إلى أن صار يضرب به المثل وكان إذا أطلق الفقيه انصرف إليه بغير مشارك ... وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية، وسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك؟ فقال: رأيت شيخا يتقاطر فقه الشافعية من لحيته هكذا ذكر ابن حجر في الدرر.
وندب صاحب الترجمة لمناظرة ابن تيمية لا يفعله إلا من لا يفهم، ولا يدرى بمقادير العلماء فابن تيمية هو ذلك الإمام المتبحر في جميع المعارف على اختلاف أنواعها، وأين يقع صاحب الترجمة منه، وماذا عساه يفعل في مناظرته؟! اللهم إلا أن تكون المناظرة بينهما في فقه الشافعية؛ فصاحب الترجمة أهل للمناظرة، وأما فيما عدا ذلك فلا يقابل ابن تيمية بمثله إلا من لا يفهم، ولعل النادب له بعض أولئك الأمراء الذين كانوا يشتغلون بما لا يعنيهم من أمر العلماء كسلار، وبيبرس، و أضرابهما، ولا ريب أن صاحب الترجمة غير مدفوع عن تقدمه في فقه الشافعية، ولكن لا مدخل للمناظرة فيه بين مجتهد ومقلد.
حادثة عجيبة!
[بعد أن ذكر اثنين من المعمرين تجاوزت أعمارهم مائة وعشرون عاما .. قال:] ومما يحسن ذكره هنا أن رجلا يقال له: حسين عامر الداغية من بلاد الحدا بلغ في العمر إلى نحو تسعين سنة، ثم ظهر برأسه قرنان كقرون المعز فوق أذنيه، وانعطفا على أذنيه، وشاعت الأخبار بذلك إلى أن بلغت إلينا إلى مدينة صنعاء، وكان المخبرون ثقات من أهل العلم، ثم لما بلغ الخبر خليفة العصر ـ حفظه الله ـ أرسل رسولا يأتي به، وكان ذلك باطلاعي، فرجعت جوابات من شيخ ذلك المحل، وهو رجل يقال له: سعد مفتاح أن صاحب القرون موجود لديهم بيقين، ولكنه قطعهما لما تأذى بهما، ورأيت الجوابات، ثم تواترت القضية تواترا لم يبق فيه شك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2004, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه النقول النفيسة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 May 2004, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
سبب تسميته بالكافيجي
في ترجمة محمد بن سليمان 2/ 171:
وأكثر من قراءة الكافية لابن الحاجب، وإقرائها حتى نسب إليها بزيادة جيم كما هي قاعدة الترك في النسب.
وفيها مما يستحسن ما:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السيوطي: إنه لازمه أربع عشرة سنة،وما جاءه مرة إلا وسمع من التحقيقات، والعجائب ما لم يسمع قبل ذلك. قال: قال لي يوما: ما إعراب زيد قائم؟ فقلتُ: قد صرنا مقام الصغار نسأل عن هذا! فقال له: في زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا، فقلتُ: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها فأخرج لي تذكرتها، فكتبتها منه.
من يجمع هذه العلوم؟
في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم المشدالي 2/ 247:
وحفظ بها القرآن وتلا بالسبع .. ، وحفظ شيئا كثيرا من المختصرات، بل والمطولات
[ثم ساق العلوم التي تعلمها وذكر العلماء الذين أخذ عنهم والعلوم هي]:
العربية، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني، والبيان، والتفسير، والحديث، والأصول، والفقه، والمنطق، والميقات، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، والمرايا، والمناظر، والأوفاق، والطب والإسطرلاب!، والصفائح، والجيوب، و الإرتماطيقى!، و الموسيقى!، والطلمسات!.
فهذه سبعة وعشرون فنا، ومع القراءات تكون ثمانية وعشرون فنا.
ومما يستحسن ذكره أيضا قوله:
ودرس الناس في عدة فنون فبهر العقول، وأدهش الألباب على أسلوب غريب بعبارة جزلة، وطلاقة كأنها السيل بحيث يكون جهد الفاضل البحاث أن يفهم ما يلقيه! حتى قال له الطلبة: تنزل لنا في العبارة فإنا لا نفهم جميع ما تقول. فقال: لا تنزلوني إليكم ودعوني أرقيكم إليّ فبعد كذا وكذا ـ مدة حدها ـ تصيرون إلى فهم كلامي، فكان الأمر كما قال.
ومما يستحسن أيضا قوله:
وكان جماعة من أعيان تلامذته يطالعون الدرس، ويجتهدون في ذلك غاية الاجتهاد، حتى يظن بعضهم أنه يفوق عليه، فإذا وقع الدرس أظهر لهم من المباحث ما لم يخطر لهم ببال! مع امتحانهم له مرارا فيجدونه في خلوته نائما غير مكترث بمطالعة، ولا غيرها. اهـ
أقول: أين من يقدر على مثل ذلك، ولو مع طول التحضير، والمطالعة؟
ولعلي أختم بما:
قال البقاعي حضرت درسه بالجامع الأزهر في فقه المالكية، فظهر لي أنني ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم، ولا سمع كلام العرب، ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود.
وقال ابن الهمام: هذا الرجل لا ينتفع بكلامه، ولا ينبغي أن يحضر درسه إلا حذاق العلماء.
من يستحق لفظ العلامة
في ترجمة محمود بن مسعود قطب الدين الشيرازي الشافعي 2/ 299
ولقبه عند الفضلاء "الشارح العلامة " .. وقد استمر على تعظيمه من بعدهم حتى صار العلامة إذا أطلق لا يفهم غيره، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالب نظرهم مقصور على مثل علمه، فقالوا: لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلا عليه. ولا عتب عليهم فهم لا يعلمون بالعلوم الشرعية، حتى يعرفوا مقدار أهلها، وقد عاصر صاحب الترجمة من أئمة العلم من لا يرتقى هو إلى شيء بالنسبة إليهم، وكذلك جاء بعد عصره أكابر كما مر بك في هذا الكتاب، وكما سيأتي، وأكثرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلا عن كونه مستحقا، وأين يقع من مثل من جمع منهم بين علمي المعقول والمنقول، وبهر بعلومه الأفهام والعقول؟!
كلمة عن المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب
في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد 1/ 262:
وصل إليه [محمد بن سعود] الشيخُ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكر على المعتقدين في الأموات، فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريبا ـ إلى أن قال ـ ومازال الوافدون من سعود يفدون إلينا إلى صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور، وإلى حضرة ولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة، والقباب المرتفعة، ويكتب إليّ أيضا مع ما يصل من الكتب إلى الإماميين، ثم وقع الهدم للقباب، والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي 2/ 7: وصل من صاحب نجد المذكور [سعود] مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة، والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء، وصعدة ذاكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين، وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة، وقد هدم عليهم جميع ما بنوه، وأبطل جميع ما دونوه؛ لأنهم مقصرون متعصبون، فصار ما فعلوه خزيا عليهم، وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه.
كلامه على بعض قضاة المالكية:
قال الشوكاني 1/ 21: وقد امتحن الله أهل تلك الديار بقضاة من المالكية يتجرون على سفك الدماء بما لا يحل به أدنى تعزير فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم جهالة وضلالة وجرأة على الله ومخالفة لشريعة رسول الله وتلاعبا بدينه بمجرد نصوص فقهية واستنباطات فروعية ليس عليها أثارة من علم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقال 1/ 40: قال السخاوي: وقع بينه وبين حميد الدين النعماني المنسوب إلى أبي حنيفة والمحكي أنه من ذريته مباحث تسطا فيها عليه وتشاتما بحيث تعدى هذا إلى آبائه ووصل علم ذلك إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وسجنه بالبرج ثم ادعى عليه عند قاضى الحنفية ابن الديري وأقيمت البينة بالشتم وبكون المشتوم من ذرية الإمام أبى حنيفة وعزر بحضرة السلطان نحو ثمانين ضربة وأمر بنفيه وأخرج عن تدريس الفقه بالبرقوقيه فاستقر فيه الجلال المحلى اهـ. قلتُ: وقد لطف الله بالمترجم له بمرافعته إلى حاكم حنفي فلو روفع إلى مالكي لحكم بضرب عنقه وقبح الله هذه المجازفات والاستحلال للدماء والأعراض بمجرد أشياء لم يوجب الله فيها إراقة دم ولا هتك عرض فان ضرب هذا العالم الكبير نحو ثمانين جلدة ونفيه وتمزيق عرضه والوضع من شأنه بمجرد كونه شاتم من شاتمه ظلم بين وعسف ظاهر ولا سيما إذا كان لا يدرى بانتساب من ذكر إلى ذلك الإمام ..
وقال:1/ 67: ولقد أحسن المترجم (ابن تيمية) له رحمه الله بالتصميم على عدم الإجابة عند ذلك القاضي الجريء ( .... ) ولو وقعت منه الإجابة لم يبعد الحكم بإراقة دم هذا الإمام الذي سمح الزمان به، وهو بمثله بخيل ولا سيما هذا القاضي من المالكية الذي يقال له ابن مخلوف فإنه من ( ..... ) المتجرئين على سفك دماء المسلمين بمجرد أكاذيب وكلمات ليس المراد بها ما يحملونها عليه وناهيك بقوله أن هذا الإمام قد استحق القتل وثبت لديه كفره ولا يساوى ( .... ) بل لا يصلح لأن يكون ( .... ) وما زال هذا القاضي ( .... ) يتطلب الفرص التي يتوصل بها إلى إراقة دم هذا الإمام فحجبه الله عنه وحال بينه وبينه والحمد لله رب العالمين.
(ما بين القوسين كلام غير جيد لم أستحب نقله، وهذا نادرا ما يخرج منه)
2/ 194: وقتله على الصفة المذكورة هو من تلك المجازفات التي صار يرتكبها قضاة المالكية ويريقون بها الدماء المسلمين بلا قرآن ولا برهان.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 May 2004, 06:38 م]ـ
وفي 2/ 39 - 37: (بعد أن ذكر قصيدة له في جواب من سأله عن المتصوفة ورأيه ... وذكر أنه ألف كتابا في ذلك .. ) وقد أوضحت في تلك الرسالة حال كل واحد من هؤلاء وأوردت نصوص كتبهم وبينت أقوال العلماء في شأنهم، وكان تحرير هذا الجواب في عنفوان الشباب، وأنا الآن أتوقف في حال هؤلاء، وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم، وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام، وهب أن المراد بما في كتبهم وما نقل عنهم من الكلمات المستنكرة المعنى الظاهر، والمدلول العربي وأنه قاض على قائله بالكفر البواح والضلال الصراح، فمن أين لنا أن قائله لم يتب عنه؟ ونحن لو كنا في عصره، بل في مصره، بل في منزله الذي يعالج فيه سكرات الموت لم يكن لنا إلى القطع بعدم التوبة سبيل، لأنها تقع من العبد بمجرد عقد القلب ما لم يغرغر بالموت، فكيف وبيننا وبينهم من السنين عدة مئين؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يصح الاعتراض على هذا بالكفار، فيقال: هذا التجويز ممكن في الكفار على اختلاف أنواعهم، لأنا نقول فرق بين من أصله الإسلام، ومن أصله الكفر فإن الحمل على الأصل مع اللبس هو الواجب لاسيما، والخروج من الكفر إلى الإسلام لا يكون إلا بأقوال، وأفعال لا بمجرد عقد القلب، والتوجه بالنية المشتملين على الندم، والعزم على عدم المعاودة، فإن ذلك يكفي في التوبة، ولا يكفي في مصير الكافر مسلما. اهـ.
أقول: لو أضاف القائل إلى كلامه: إن لم يتب من قوله .. ، أو ينسب الكلام للقول، فيقول: من قال كذا، وكذا ... فحكمه كذا .. أو نحوه مما هو معلوم؛ فلعلها تبرأ ذمته إن شاء الله، فما زال أئمة الدين يبينون أحوال أمثال هؤلاء نصحا لدين الله، ولعباده ..
ـ إلى أن قال ـ: وفي هذه الإشارة كفاية لمن له هداية وفى ذنوبنا التي قد أثقلت ظهورنا لقلوبنا أعظم شغلة، وطوبى لمن شغلته عيوبه، ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه (أقول: أحيانا يدخل في نصيحة المؤمنين وتحذيرهم من هذه المذاهب الرديئة، وهذا مما يعنيه) فالراحلة التي قد حملت مالا تكاد تنوء به إذا وضع عليها زيادة عليه انقطع ظهرها، وقعدت على الطريق قبل وصول المنزل، وبلا شك أن التوثب على ثلب أعراض المشكوك في إسلامهم فضلا عن المقطوع بإسلامهم جراءة غير محمودة، فربما كذب الظن، وبطل الحديث، وتقشعت سحائب الشكوك، وتجلت ظلمات الظنون، وطاحت الدقائق وحقت الحقائق، وأن يوما يفر المرء من أبيه ويشح بما معه من الحسنات على أحبابه، وذويه لحقيق بأن يحافظ فيه على الحسنات، ولا يدعها يوم القيامة نهبا بين قوم قد صاروا تحت أطباق الثرى قبل أن يخرج إلى هذا العالم بدهور، وهو غير محمود على ذلك، ولا مأجور، فهذا مالا يفعله بنفسه العاقل، وأشد من ذلك أن ينثر جراب طاعاته، وينثل كنانة حسناته على أعدائه غير مشكور بل مقهور، وهكذا يفعل عند الحضور للحساب بين يدي الجبار بالمغتابين، والنمامين، والهمازين، واللمازين، فإنه قد علم بالضرورة الدينية أن مظلمة العرض؛ كمظلمة المال، والدم، ومجرد التفاوت في مقدار المظلمة لا يوجب عدم إنصاف ذلك الشيء المتفاوت، أو بعضه بكونه مظلمة، فكل واحدة من هذه الثلاث مظلمة لآدمي، وكل مظلمة لآدمي لا تسقط إلا بعفوه وما لم يعف عنه باق على فاعله يوافي عرصات القيامة، فقل لي كيف يرجو من ظلم ميتا بثلب عرضه أن يعفو عنه؟ ومن ذاك الذي يعفو في هذا الموقف، وهو أحوج ما كان إلى ما يقيه عن النار، وإذا التبس عليك هذا فانظر ما تجده من الطباع البشرية في هذه الدار، فإنه لو ألقي الواحد من هذا النوع الإنساني إلى نار من نيار هذه الدنيا، وأمكنه أن يتقيها بأبيه أو بأمه أو بابنه أو بحبيبه؛ لفعل! فكيف بنار الآخرة التي ليست نار هذه الدنيا بالنسبة إليها شيئا، ومن هذه الحيثية قال بعض من نظر بعين الحقيقة: لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت أبي وأمي لأنهما أحق بحسناتي التي تؤخذ منى قسرا وما أحسن هذا الكلام.
ولا ريب أن أشد أنواع الغيبة، وأضرها، وأشرها وأكثرها بلاء، وعقابا ما بلغ منها إلى حد التكفير، واللعن فإنه قد صح أن تكفير المؤمن كفر، ولعنه راجع على فاعله، وسبابه فسق، وهذه عقوبة من جهة الله سبحانه. وأما من وقع له التكفير، واللعن، والسب، فمظلمة باقية على ظهر المكفر واللاعن والسباب، فانظر كيف صار المكفر كافرا، واللاعن ملعونا، والسباب فاسقا ولم يكن ذلك حد عقوبته، بل غريمه ينتظر بعرصات المحشر ليأخذ من حسناته، أو يضع عليه من سيئاته بمقدار تلك المظلمة، ومع ذلك فلا بد من شيء غير ذلك، وهو العقوبة على مخالفة النهي لأن الله قد نهى في كتابه، وعلى لسان رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الغيبة بجميع أقسامها، ومخالف النهي فاعل محرم، وفاعل المحرم معاقب عليه، وهذا عارض من القول جرى به القلم، ثم أحجم عن الكلام سائلا من الله حسن الختام.
ومما فاتني أن أنبه عليه كثرة الأشعار، والمطارحات الأدبية في الكتاب خصوصا مطارحة المؤلف مع معاصريه، وكذا مطارحات علماء اليمن فالكتاب مليء ولعلي أختم المراد بهذا النقل ففيه عدة فوائد مستحسنة:
في ترجمة السيد صلاح بن أحمد المؤيدي 1/ 293 قال:
كان من عجائب الدهر وغرائبه فان مجموع عمره تسع وعشرون سنة، وقد فاز من كل فن بنصيب وافر وصار له في الأدب قصائد طنانة يعجز أهل الأعمار الطويلة عن اللحاق به فيها، وصنف في هذا العمر القصير التصانيف المفيدة، والفوائد الفريدة العديدة، فمن مصنفاته شرح شواهد النحو، واختصر شرح العباسي لشواهد التلخيص، وشرح الفصول شرحا حافلا، وشرح الهداية ففرغ من الخطبة، وقد اجتمع من الشرح مجلد، وله مع ذلك ديوان شعر كله غرر، ودرر، وفيه معاني مبتكره فمنه
وصغيرة حاولت فض ختامها ... من بعد فرط تحنن وتلطف
وقلبتها نحوي فقالتْ عند ذا ... قلبي يحدثني بأنك متلفي
وهذا تضمين يطرب له الجماد، وترق لحسنه الصم الصلاد، ومع هذه الفضائل التي نالها في هذا الأمد القريب، فهو مجاهد ـ فذكر شيئا من جهاده ثم قال: ـ وغزا إلى جهات متعددة، وكان منصورا في جميع حروبه، وكان مجلسه معمورا بالعلماء، والأدباء، وأهل الفضائل.
قال القاضي أحمد بن صالح في مطلع البدور: رأيته في بعض الأيام خارجا إلى بعض المنتزهات بصعدة، فسمعت الرهج، وحركة الخيل، فوقفت لأنظر فخرج في نحو خمسة وثلاثين فارسا إلى منتزة، وهم يتراجعون في الطريق بالأدبيات، ومنهم من ينشد صاحبه الشعر، ويستنشده، وكان هذا دأبه، وإذا سافر أول ما تضرب خيمة الكتب، وإذا ضربت دخل إليها، ونشر الكتب، والخدم يصلحون الخيم الأخرى، ولا يزال ليله جميعه ينظر في العلم، ويحرر ويقرر مع سلامة ذوقه، وكان مع هذه الجلالة يلاطف أصحابه، وكتابه بالأدبيات والأشعار السحريات ...
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب الجليل، وقد تركتُ فيه الكثير الكثير. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[04 Jun 2005, 05:44 م]ـ
في ترجمة لطف الباري بن أحمد الصنعاني ص 579 ط: العمري:
وكان صاحب الترجمة: ...
متفردا في أمور منها:
الورع الشحيح، والاشتغال بخاصة النفس، والإقبال على العبادة والاستكثار من الطاعة، وحسن الخلق، والتواضع، والبشاش، والانجماع عن الناس إلا فيما لا بد منه، وحفظ اللسان عن الهفوات، والكبوات لاسيما بما فيه تبعة كالغيبة، والنميمة فإنه لا يحفظ عنه في ذلك شيء بل لا ينطق لسانه إلا بذكر الله، والتذكير،
أو بإملاء تفسير كتاب الله، وأحاديث رسول الله،
وليس له التفات إلى شيء من أحوال بنى الدنيا،
ولم يكن له شغلة بسوى أعمال الآخرة.
ولِوَعِظِه في القلوب وقعٌ، ولكلامه في النفوس تأثير مع فصاحة زائدة، وحسن سمت، ورجاحة عقل، وجمال هيئة، ونور شيبة، وملاحة شكل، وكمال خلقة.
والحاصل:
أنه من محاسن الدهر (!)، ولم يخلف بعده مثله في مجموعه، وله أتم عناية، وأكمل رغبة بالعمل بما جاءت به السنة، والمشي على نمط السلف الصالح، وعدم التقليد بالرأي،
وله في حسن التعليم مسلك حسن لا يقدر عليه غيره، وقد تخرج به جماعة من أكابر العلماء ...
وكان يبذل نفسه في قضاء حوائج من يستعين به، ويبالغ في ذلك، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا سلكها، وفاق فيها.
ووالد صاحب الترجمة: كان من أكابر العلماء أخذ عن جماعة من أهل العلم .. : وكان يحيى الليل بدرس كتاب الله، وإذا غلبه النوم نام متكئا قليلا ثم يعود للتلاوة.اهـ
أين نحن من بعض هذا؟!
ـ[أبو حسن]ــــــــ[15 Aug 2006, 06:15 ص]ـ
جزيت خيرا على هذه الفوائد(/)
سؤال عن طالوت؟؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[22 May 2004, 11:33 م]ـ
يقول الله تعالى ((فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ...... )) الآية هل طالوت أخبر عن هذا النهر عن طريق نبي قومه الذي كان معه أم أن طالوت هو نفسه نبي؟ قد يقال أنه لا فائدة ترجى من معرفة ذلك لكنه ورد على خاطري عند قراءة هذه الآيات فأحببت أن أستفيد من علمكم وأتمنى أن تتحملوا أسألتي التي ربما ستكون كثيرة تحتاج منكم إلى صبر وطول بال!
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[23 May 2004, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي أبا عاتكة، لعلي أرى أن سؤالك منه نفع كبير، لأنه إن ثبت أن طالوت هو الذي أمر قومه هذا الأمر، فسيترتب عليه سؤال آخر: طالوت ملك وليس بنبي، فكيف يوحى إليه بحكم شرعي؟ لأن الوحي بالأمر الشرعي لا يكون إلا لنبي.
فإن قيل أنه هو الآمر - وهو المتبادر - فهذا إشكال ظاهر.
لكن يمكن - والله أعلم - أن يقال هو لم يوح إليه بذلك من الله تعالى، لكن هو قد صنع هذا الاختبار من تلقاء نفسه اختباراُ لجنده، ونسب الأمر لله تعالى فقال: (إن الله مبتليكم بنهر) لأن الله تعالى أمرهم بطاعة الأمير، فكانت طاعته ابتلاء لهم من الله تعالى، كغيرها من الأوامر.
وهذه المسألة مهمة، لأنه لو قلنا بجواز الوحي بأمر شرعي إلى غير نبي، لهلل الصوفية ولكبروا، ليستدلوا علينا بما يوحي الشياطين إلى رؤوسهم، ويسمونه كشفاً أو إشراقاً أو مناماً أو غيرها.
والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2004, 12:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن عطية: (وظاهر قول طالوت إن الله مبتليكم هو أن ذلك بوحي إلى النبي وإخبار من النبي لطالوت ويحتمل أن يكون هذا مما ألهم الله طالوت إليه فجرب به جنده وجعل الإلهام ابتلاء من الله لهم.)
وقال القرطبي: (استدل من قال إن طالوت كان نبيا بقوله إن الله مبتليكم وأن الله أوحى إليه بذلك وألهمه وجعل الإلهام ابتلاء من الله لهم ومن قال لم يكن نبيا قال أخبره نبيهم شمويل بالوحي حين أخبر طالوت قومه بهذا وإنما وقع هذا الابتلاء ليتميز الصادق من الكاذب.)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[23 May 2004, 01:20 م]ـ
توجيه جيد أخي فيصل لمسألة كون الآمر طالوت نفسه وهو ملك وليس بنبي ولكن ألا يشكل على هذا كونه ترتب على معصية هذا الأمير انقسامهم إلى مؤمنين وغير مؤمنين إذ قال الله تعالى ((فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه ... )) فدل على أن الذين لم يجاوزوه لم يكونوا مؤمنين وهذا الأمر لا يتأتى بمعصية الأمير إنما هو متعلق بحكم من الله تعالى. فما رأيك؟
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[23 May 2004, 02:15 م]ـ
السلام عليكم أخي أبا عاتكة،
أما الإشكال الذي طرحته بارك الله فيك، فهو حاصل سواء قلنا أن الأمر كان من الله مباشرة، أو بأن الله أمرهم بالائتمار لأمر طالوت. لأنهم على الأول خالفوا أمر الله، وهذه معصية، والمعصية لا تستلزم الكفر. وعلى الثاني كذلك.
لكن يمكن دفعه بأن الإيمان المقصود هنا هو الإيمان الكامل الكمال الواجب، كما في نفي الإيمان في قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بيننهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً). فالنفي هنا ليس نفياً لمطلق الإيمان (أي أصل الإيمان) ولكنه نفي للإيمان المطلق (أي كمال الإيمان الواجب).
ونحو ذلك في القرآن والسنة كثير. ومن السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
وهذا هو الأصل في نفي المسميات الشرعية في الكتاب والسنة، أنه لنفي الكمال الواجب. كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع النداء فلم يجبه، فلا صلاة له إلا من عذر) فهنا نفى عنه مسمى الصلاة، والمنفي بذلك إنما هو الكمال الواجب، لا أصل الصلاة، فيكون الحكم به الإثم مع صحة الصلاة، لا بطلان الصلاة. ونحو ذلك.
ونحو هذا ذكره شيخ الإسلام في كتاب الإيمان الكبير على ما أذكر، والله أعلم.
هذا وأذكر أخي أن ما طرحتُه من جواب سابق هو - كما ذكرت - أنه يمكن ولا يمتنع، ولا أجزم به. والله أعلم بمراده.
ولعل شيخنا الفاضل أبا مجاهد بارك الله فيه، قد كفى ووفى بالنقل عن مفسرين كبار، وفي كلامهم نحو الذي ذكرتُ، وفي نقله جزاه الله خيراً الغنية إن شاء الله.(/)
ساعدوني في دراسة التفسير
ـ[هشام]ــــــــ[23 May 2004, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
فقد جذبني هذا المنتدى وانا في خظم البحث عن جامعة تدرس التفسير في دول الخليج
فانا طبيب واتمنى ان ادرس التفسير في احدى الجامعات الجليجية بالانتساب واتمنى منكم افادتي بالجامعات المناسبه ويفضل ان تكون في الامارات او البحرين او قطر
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[23 May 2004, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أخي الكريم علم التفسير أشرف العلوم على الإطلاق وذلك أن الشيء يشرف بمتعلقه والتفسير متعلق بكتاب الله الذي هو أشرف شيء وعليه يا أخي أهنؤك على هذه الهمة في طلب علم التفسير خاصة وأنت طبيب، والذي أعلمه أنك لست بحاجة إلى الإلتخاق بجامعة ما إلا إذا كنت ترغب في مواصلة الدراسات العليا في العلوم الشرعية فإن كتب التفسير موجودة والعلماء كثر لحل ما قد يشك وما الجامعات إلا مؤسسات تعليمية تعطي مفايح العلوم ليس إلا ومادة التفسير المقررة في الجامعات لا تبلغ جزءين فقط في كل مراحل الجامعة هذا في الجامعات الإسلامية كجامعة الإمام والجامعة الإسلامية فما بالك بغيرها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2004, 01:56 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير. ونسأل الله لك التوفيق.
بالنسبة لدراستك التفسير بمفرده فلا أعلم جامعة تقدمه كمقرر منفرد، وهناك الجامعة الأمريكية المفتوحة التي يرأسها الشيخ الجليل الدكتور جعفر شيخ إدريس، ومناهجها في غاية النفاسة والقوة. وتجدها على هذا الرابط
الجامعة الأمريكية المفتوحة ( http://www.open-university.edu/).
فهي تقدم بالإضافة إلى الدرجات العلمية (بكالوريوس - ماجستير - دكتوراه) مقررات منفردة كالتفسير والفقه والتحو وغيرها.
ولعل الإخوة الكرام في الإمارات وقطر والبحرين يتكرمون بإفادتك حول هذه الرغبة.
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[26 May 2004, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي كما قال الأخ أبو حذيفة لست بحاجة الى الالتحاق بالجامعات
الذي أنصحك به هو أن تقرأ أولا مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في أصول التفسير
وأما التفاسير فابدأ بكتاب الشيخ السعدي تيسير الكريم الرحمن لأنه سهل جدا ومختصر وعلى صغر حجمه فيه من الفوائد النفيسة والقواعد والتأصيل والتمرين على الفهم الصحيح لكتاب الله ما لا تكاد تجد في مثله. ومع ذلك هو سهل جدا للطالب المبتدئ. تستطيع أن تدرسه في ستة أشهر. وإن أردت أن تسمع دروسا في التفسير فعليك بموقع الشيخ ابن عثيمين
binothaimeen.com
ثم إن أردت التوسع بعد ذلك ستحتاج إلى معرفة مصطلح الحديث لكي تستفيد من قراءة الكتب المطولة في التفسير مثل تفسير ابن كثير و تفسير ابن جرير الطبري وهما أفصل التفاسير على الاطلاق.
ـ[طالب معرفة]ــــــــ[26 May 2004, 09:11 م]ـ
أعتقد أنك - أيها الطبيب الصالح- قادر على قراءة وكتابة اللغة العربية بطريقة سليمة، وأعتقد أن ما ذكره لك الإخوة من قبلي مفيد للغاية، ولا يتنافى مع ما أقترحه عليك: اجعل لنفسك مع القرآن علاقة خاصة، اقرأه وتدبر آياته قبل الارتماء في أحضان أي مفسر، وحاول أن تقرأ كلماته في سياقها من المقطع والموضوع الواردة فيه، وتدبرآياته في سياقها من السورة الواردة فيها، وحاول أن تعبر من عالم الكلمات المشيرة إلى العالم المشار إليه، و أن تربط بين العالمين بقلبك وعقلك من جهة، وبجوارحك ومحيطك من جهة ثانية، وعندما تنغلق عليك أبواب المعرفة فارجع إلى أهل الذكر ليخبروك عما لم تستطع إدراكه، بعد أن تكون قد بذلت ما في وسعك ولم تبلغ .. "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" وإذا أخبروك فإن أرضاك فخذه، وإن لم يرضك فعد إلى آيات ربك وتدبر، فلعله يفتح عليك بما ليس عند العارفين.
وأوصيك بقراءة كتاب أظن أنه يقربك في وقت وجيز من التدبر المباشر للقرآن الكريم، وهو:" التصوير الفني في القرآن الكريم" لسيد قطب رحمه الله. وكتاب آخر له، طبق فيه نظريته، وهو "مشاهد القيامة في القرآن الكريم"، وهناك كتب أخرى تتحدث عن كيفية التعامل مع القرآن الكريم قد تكون أكثر نفعا للمتخصصين أذكر لك منها: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لباقر الصدر. وختاما فإني أشجعك على التأمل المباشر لكتاب الله عز وجل، والله يعلمك ما لم تكن تعلم، ويفتح عليك من حيث لا تحتسب، قال تعالى: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر".
أيها الطبيب الصالح، إذا قرأت رسالتي هذه وفهمتها وأنا الذي لا أكاد أبين، فإن كتاب الله كتاب مبين في قمة البيان وميسر للذكر أعظم تيسير، فهل من مدكر مقبل إلى مأدبته سبحانه، ولن يجد المقبل على ربه إلا النعمة والبركة والخير. والسلام.
ـ[ش. م]ــــــــ[28 May 2004, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني الانضمام إليكم بعد فترة طويلة من التردد
وقد شددني هذا الموضوع إلى أن أتجرأ مع بدء مشاركتي في رحاب القرآن ها هنا بأن أسأل:
هل يمكن أن يتفضل السادة الأفاضل بالاشتراك في تجهيز دروس للمبتدئين في علم التفسير في بيان أنواعه وأصوله وقواعد أساسية فيه
ثم تخصيص دروس أسبوعية من كتاب أو كتب معينة يتم التباحث حولها بين الأعضاء خاصة من يتوق قلبه إلى أن يتشرف بقراءة هذا العلم ولا أقول التخصص فيه فهو أمر عظيم ليس في مقدور الجميع
جزاكم الله كل خير(/)
بشارة من الحافظ ابن كثير للأمة المحمدية مستنبطة من القرآن والسنة النبوية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2004, 01:13 ص]ـ
قال ابن كثير رحمه الله في رسالة له مرفقة بعنوان: الاجتهاد في طلب الجهاد
((وهذه بشارة) أبشر بها جميع المؤمنين لشيء استنبطته من الكتاب العزيز المبين، وسنة سيد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين:-
((أما الكتاب)) فقوله تعالى: ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا))
فذكر تبارك وتعالى أنه سلط على بني إسرائيل بذنوبهم عدوا من سواهم فقتل من المقاتلة خلقاً كثيراً وسبى من الذرية جماً غفيراً. وهذا المسلط عليهم - فيما ذكره أكثر المفسرين (بختنصر) صاحب العراق، وقيل نائبه. هذه في المرة الأولى كما قال تعالى ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)).
ثم ذكر تعالى أن في المرة الثانية أراد الأعداء أن يفعلوا معهم كما فعلوه أول مرة، فذكر تعالى أنه رحمهم ولم يسلط عليهم عدوهم، بل أجارهم من ذلك وأدالهم على أعدائهم (فنحن أيضا ً أيتها الأمة المحمدية) قد ابتلينا في بيت المقدس باستحواذ الأعداء عليه في حدود (الخمسمائة سنة) وأنه استمر في أيديهم (تسعين سنة) حتى أنقذه الله من أيديهم على يد الملك الناصر (صلاح الدين يوسف) كما تقدم فليس لهم إليه بعد ذلك سبيل إن شاء الله تعالى، وبه الثقة وعليه التكلان، لأن هذه الأمة أحق بكل خير وعز ونصر من جميع الأمم المتقدمة لشرفها بشرف نبيها على سائر النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذه الأمة اكثر عددا وعددا وأعز جنداً وأعظم مملكة وأوسع بلاداً ممن تقدمهم بكثير.
(وأما السنة) فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث النواس بن سمعان وغيره رضي الله عنهم في نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان من السماء على المنارة الشرقية بدمشق وهي محاصرة بجيوش الدجال وقت صلاة الفجر وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين ((تقدم يا روح الله)) فيقول ((لا، إنما أقيمت الصلاة لك)) فيصلي وراء إمام المسلمين، تكرمة الله هذه الأمة، ثم يكون عيسى عليه السلام في هذه الأمة بمنزلة الإمام الأعظم، كما ثبت في الصحيحين: ((لينزلن فيكم عيسى بن مريم إماماً عادلاً وحكماً مقسطاً، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام)) بمعنى أنه لا يقبل من غير مسلم جزية، ولا يقبل منه إلا الإسلام أو السيف، وهذا إخبار رسول الله صلى الله عليه عما يفعله عيسى عليه السلام وتشريع وتسويغ.
(ثم ينهض) عيسى عليه السلام بمن معه من المسلمين نحو الدجال فيفر منه، فيتبعه حتى يدركه (بباب لد) فيقتله بحربته كما بسطنا ذلك في كتاب) الفتن والملاحم).
(والمقصود) أنه قال في حديث النواس بن سمعان: ((فيوحي الله إلى عيسى بن مريم أني قد أخرجت عباداً لا يَدَان ِلأحد بقتالهم فحصن عبادي في جبل الخََمَر ِ – يعني جبل بيت المقدس – فيرغب عيسى وأصحابه إلى الله فيهم فيصبحون فرسى كموت رجل واحد)) الحديث.
(فهذا دليل) على بقاء بيت المقدس في أيدي المسلمين إلى ذلك الحين ليكون موثلاً ومعقلاً لهم عند خروج يأجوج ومأجوج ولله الحمد والمنة.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Jan 2009, 08:01 ص]ـ
يرفع لمزيد من التأمل والمدارسة في مثل هذه الأيام التي يعيش إخواننا في فلسطين أياما عصيبة ....
عجل الله لهم بالفرج والنصر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Jan 2009, 09:01 ص]ـ
بارك الله فيك أبا مجاهد ..
وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه البشائر، فإن في نفوس الكثيرين من اليأس شيء عظيم!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jan 2009, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد(/)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.لقاء على الهواء
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[23 May 2004, 07:35 ص]ـ
اللقاء الرابع ضمن لقاءات الشيخ في اذاعة القرآن ضمن برنامج معكم على الهواء والذي هو بعنوان:
((كيف يبني طالب العلم مكتبته؟؟؟))
بعد عصر الأحد 4/ 4/1425 من (4إلى 6) مساءا
وسيدير هذا اللقاء الأستاذ / فهد بن عبدالعزيز السنيدي وفقه الله.
وسينقل هذا اللقاء في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي نقله على الهواء مباشرة على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية.
للاستفسار: ت/012355522 ف / 012355533
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
__________________(/)
أثر السجود
ـ[سليمان داود]ــــــــ[23 May 2004, 10:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وأتمنى من الله السميع المجيب أن تكون بخير من الله وصحة وزادنا و إياك خيرا وعلما وصحة
أستاذنا الفاضل يقول تعالى في سورة الفتح آيه 29
بعد أعوذبالله من الشيطان الرجيم
مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
الذي استوقفني هنا قوله تعالى من أثر السجود؟؟؟
ولم يقل من السجود
والذي نلاحظه أن سيماء الخير وعلامة الجبهة لا تكون لكل المصلين من المسلمين بل للبعض؟؟؟؟
فهل يعني هذا كما خطر ببالي أن السجود يختلف من شخص لآخر؟؟؟
فمثلا" شخص يسجد لله ويتخيل أنه يسجد أمام الله تحت عرشه؟؟؟
وشخص يسجد مجرد سجود كفرض لايعرف لذة السجود بين يدي الله ولا يتخيل ما يتخيله شخص آخر
وأنت تعلم شيخنا هذا الحديث الصحيح عن أبي هريره
حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم بارزا يوما للناس فأتاه جبريل فقال ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث قال ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ..... الخ الحديث
السؤال:
هل أثر السجود أن تطبق تعريف الاحسان حتى تصبح ممن تكلمت عنهم الآيه الكريمه
فتكون سيماءك تختلف عن الآخرين
هكذا تبادر لذهني فهل تؤيدني بذلك أم أنا بعيد عن الصواب
والسؤال الثاني (الذين معه) ماذا تعني الذين عاصروه من الصحابه أم كل المسلمين فقد قرأت في تفسير الطبري والسعدي أنهم أصحابه من المهاجرين والأنصار
وحرف الجر (مع) أعتقد يفيد اللزوم لكن اللزوم الشخصي أم لزوم العقيدة والدين فاذا صح كلام الطبري وغيره فهذا يعني أن الآيه ليست موجهه لنا وهذا ما أستبعده
مارأيك شيخنا
وسلفا جزاك الله خير الجزاء وكثر من أمثالك
سليمان داود
وقد تفضل الأستاذ الفاضل محمد اسماعيل عتوك بالرد التالي:
وللفائدة المرجوه
وددت أن يكون السؤال والجواب مشاركة مفيدة
وجوابا شافيا لمن لديه أي تسؤل حول هذه الآيه الكريمه
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
أولاً- ما ذكرته في سؤالك الأول ليس بعيدًا عن الضواب0 بل هو الصواب إن شاء
الله0 وزيادة في البيان أقول:" السيما مقصورة، والأصل فيها المدُّ: السيماء0
وهي العلامة التي تظهر في جباه المؤمنين، أو على وجههم من أثر السجود ليلاً
ونهارًا0
ووجه إضافة الأثر إلى السجود أنه جاءت هذه السيما (العلامة) من التأثير الذي
يؤثُّره السجود0 ولهذا لم يقل: سيماهم في وجوههم من السجود0
ثانيًا- قيل: هذه السيما تظهر يوم القيامة بدليل قوله تعالى: {نورهم يسعى بين
أيديهم} 0 وقيل: تظهر في الدنيا0
وقد كثرت الأقوال في المراد منها0 وأظهر هذه الأقوال: أن المراد منها ما يظهره
الله تعالى في وجوه الساجدين ليلاً من الحسن نهارًا0 وهذا الحسن أظهر ما يكون
يوم القيامة0
عن أبي بن كعب قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في {سيماهم00}: النور
يوم القيامة) 0 فإن صح هذا الحديث، فلا يبعد أن يكون النور علامة في وجوه
المؤمنين في الدنيا، وفي الآخرة0 ولكنه لما كان في الآخرة أظهر، وأتم منه في
الدنيا- كما ذكرت- خصه النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر0
ثالثًا- {والذين معه} روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- من شهد معه الحديبية0
وقال الجمهور: هم كل أصحابه00 والأولى حمله على عموم المؤمنين إلى يوم
القيامة00 والله تعالى أعلم بمراده0 والحمد لله رب العالمين(/)
ماء زمزم في كتاب الله؟
ـ[موراني]ــــــــ[23 May 2004, 10:42 ص]ـ
جاء في الواضحة لعبد الملك بن حبيب الاندلسي , في كتاب الحج منها ,
الخبر التالي:
وحدثني الحزامي عن يحيى بن سليم عن عبد الله بن خثيم قال: جئنا وهب بن منبه نعوده وهو بمكة , فاستسقى بعضنا ماء زمزم فشفى من ماء زمزم , فقال بعضهم: لو استعذبت يا ابا عبد الله , فقال: ما لي من شراب ولا وضوء ولا غسل من حين أدخل مكة غيرها ,
واني لأجدها في كتاب الله برة شراب الابرار واني لأجدها في كتاب الله المضنونة ضنّ بها لكم ,
ثم قال: والذي نفسي بيده لا يردها عبد مسلم فيشرب منها حتى يستضلع الا أورثته شفاء وأخرجت عنه داء.
أنظر أيضا في هذا المعنى: أخبار مكة للازرقي , ج 2 و ص 39 (المطبعة الماجدية. مكة المكرمة. 1352 هجرية.
السؤال الى العلماء بالقرآن:
ما هو المعنى لهذه الاحالة على كتاب الله؟
لو تكرمتم بتوضيح هذا الخبر وشرحه
احتراما
موراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 May 2004, 03:09 م]ـ
الأستاذ موراني وفقه الله:
الذي يظهر من عبارة وهب بن منبه في قوله ((في كتاب الله)) أنه اسم جنس لكتب الله، وهو لا يقصد القرآن هنا، بل الذي يظهرأنه في كتاب من كتب الله السابقة، وهذه العبارة قد وردت عنه وعن كعب الأحبار، ومرادهم بها التوراة، ولعلي أعثر على نصوصهم في ذلك فأذكرها لك لاحقًا.
ـ[موراني]ــــــــ[23 May 2004, 04:03 م]ـ
مساعد الطيار المحترم
أشكر لكم على هذه الملحوظة
أنا شخصيا لم أزل أظن أن هذا الخبر ربما من باب (الاسرائيليات)
غير انني لم أجد له مماثلا في الكتب: لا في قصص الأنبياء ولا في التفسير ولا غيرهما.
بخالص التقدير
موراني(/)
الأبجاث الصوتية ......... (في الأَصْوَاتِ الّتي لا تُفْهَمُ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[23 May 2004, 12:26 م]ـ
الأبجاث الصوتية ......... (في الأَصْوَاتِ الّتي لا تُفْهَمُ)
اللَّغَطُ أصْوَاتٌ مبْهَمةٌ لا تُفْهَم
ُ
التَّغَمْغُمُ الصَّوْتُ بالكَلام الّذي لا يَبِين
ُ
وكذلك التَجَمْجُم
ُ
اللّجَبُ صَوْتُ العَسْكَر
ِ
الوَغَى صَوْت الجَيْش في الحَرْب
ِ
الضَّوْضَاءُ اجْتِمَاعُ أصْوَاتِ النَّاسِ والدَّوَاب
ِّ
وكذلك الجَلَبَةُ.(/)
دلالة الجملة العربيَّة بين الثبوت والتجدد
ـ[أبو مبارك]ــــــــ[23 May 2004, 04:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأعزاء أتقدم إليكم بموضوعي هذا وكل أمل في قراءته ونقده وتقديم المساعدة لي لتكملة ومواصلة الموضوع، ودعمي بأي خطأ أو زلل في هذا الموضوع، وجزاكم الله خير الجزاء:
دلالة الجملة العربيَّة
للجملة العربيَّة دلالات مختلفة، ويمكن تقسيم هذه الدَّلالات حسب اعتبارات الثُّبوت و التَّجدُّد، والقطع والاحتمال، والمعنى، والخصوص والعموم، والتََّمام و النَّقص 000.
فتكون الجملة إمَّا ثبوتيَّة أو تجدُّديَّة باعتبار الثُّبوت والتَّجدُّد 0 وإمَّا قطعيَّة أو احتماليَّة باعتبار القطع والاحتمال 0 وإمَّا ظاهرة أو باطنة باعتبار المعنى الظَّاهر والباطن 0 وإمَّا خاصَّة أو عامَّة باعتبار الخصوص والعموم 0 وإمَّا تامَّة أو ناقصة باعتبار النَّقص والتَّمام، وسوف أتكلَّم عن الدَّلالات، فأقول وبالله التَّوفيق:
دلالة الجملة العربيَّة على الثُّبوت أو التَّجدُّد
تتراوح دلالة الجملة العربية باعتبار الثُّبوت، و التّجدّد بين جملة تفيد الثُّبوت، و أخرى تفيد التَّجدُّد، وفي الغالب الجملة الفعليَّة موضوعة لإفادة التَّجدُّد والحدوث، في زمنٍ معين مع الاختصار، وكذلك الفعل يدلُّ على الحدوثِ التَّجدُّد 0 والجملة الاسميَّة تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء، و كذلك الاسم 0
فنلاحظ مثلاً في قوله - سبحانه وتعالى -:?بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـ?نِ الرَّحِيمِ?، فـ? بِسْم ? جار ومجرور متعلِّقان بمحذوف، والباء هنا للاستعانة أو للإلصاق، وتقدير المحذوف: أبتدئ، فالجار والمجرور في محلِّ نصب مفعول به مقدَّم، أو ابتدائي، فالجار والمجرور متعلِّقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، وكلاهما جيِّد 0
فنرى أنَّ الأولى في متعلَّق ? بِسْمِ اللَّهِ ? أن يكون فعلاً مضارعاً، فالتَّقدير: " أَبْتَدِئُ بِسْمِ اللَّهِ "؛ لأنَّه الأصل في العمل، والتَّمسُّك بالأصل أولى، وأيضاً الفعل المضارع يفيد التَّجدُّد الاستمراري، وإنَّما حذف لكثرة دوران المتعلّق به على الألسنة 0
أمَّا إذا قدَّرنا المتعلق به اسماً، فالتَّقدير: " ابْتِدَائِي بِسْمِ اللَّهِ "، فإنَّه سيفيد الدَّيمومة والثُّبوت؛ لأنَّ الجملة اسميَّة، كأنَّما الابتداء باسم الله حتم دائم في كلِّ ما نمارسه من عمل، ونُردِّده من قول 0
وللطَّاهر ابن عاشور كلام جيَّد في متعلِّق الجار والمجرور، حيث رجَّح أن يكون المتعلِّق فعل لا اسم؛ ليفيد التَّجدُّد الاستمراري، فهو يتجدَّد مع بدأ العمل ويستمر معه، قال - رحمه الله -: ((وذكر صاحب «الكشَّاف» أنَّ أهل الجاهليَّة كانوا يقولون في ابتداء أعمالهم: «باسم اللاَّتِ باسم العُزَّى»، فالمجرور ظرف لغو معمول للفعل المحذوف ومتعلق به، وليس ظرفاً مستقراً مثل الظُّروف التي تقع أخباراً، وَدليل المتعلِّق ينبىء عنه العمل الذي شُرع فيه، فتعيَّن أن يكون فعلاً خاصاً من النَّوع الدَّال على معنى العمل المشروع فيه دون المتعلِّق العام مثل: ” أبتَدِىء “؛ لأنَّ القرينة الدَّالة على المتعلّق هي الفعل المشروع فيه المبدوء بالبسملة، فتعيَّن أن يكون المقدَّر اللَّفظ الدَّال على ذلك الفعل، ولا يجري في هذا الخلاف الواقع بين النُّحاة في كون متعلِّق الظُّروف هل يقدَّر اسماً، نحو: ” كائنٌ أو مُستقرٌ “، أم فعلاً، نحو: ” كانَ أو استقرَّ “؛ لأنَّ ذلك الخلاف في الظُّروف الواقعة أخباراً، أو أحوالاً بناء على تعارض مقتضى تقدير الاسم، وهو كونه الأصل في الأخبار والحاليَّة، ومقتضى تقدير الفعل، وهو كونه الأصل في العمل؛ لأنَّ ما هنا ظرف لغو، والأصل فيه أن يعدّى الأفعال ويتعلَّق بها؛ ولأنَّ مقصد المبتدىء بالبسملة أن يكون جميع عمله ذلك مقارناً لبركة اسم الله تعالى، فلذلك ناسب أن يقدّر متعلّق الجار لفظاً دالاً على الفعل المشروع فيه. وهو أنسب لتعميم التَّيمُّن لإجزاء الفعل، فالابتداء من هذه الجهة أقلّ عموماً، فتقدير الفعل العام يخصِّص، وتقدير الفعل الخاص يعمِّم، وهذا يشبه أن يلغز به. وهذا التَّقدير من المقدّرات التي دلَّت عليها القرائن، كقول الدَّاعي للمُعَرِّس: «بالرَّفاء والبنين»، وقول المسافر
(يُتْبَعُ)
(/)
عند حلوله وترحَّاله: «باسم الله والبركات»، وقول نساء العرب عندما يَزفُفْنَ العروس: «ياليُمْننِ والبركة وعلَى الطَّائر الميمون»، ولذلك كان تقدير الفعل ه?هنا واضحاً. وقد أسعف هذا الحذف بفائدة، وهي صلوحيَّة البسملة ليَبتَدِىءَ بها كلُّ شارع في فعل، فلا يلجأ إلى مخالفة لفظ القرآن عند اقتباسه، والحذف من قبيل الإيجاز؛ لأنَّه حذف ما قد يصرَّح به في الكلام، بخلاف متعلّقات الظُّروف المستقرَّة نحو: ((عندك خير))، فإنَّهم لا يظهرون المتعلّق فلا يقولون: ((خير كائن عندك)))) 0
ونلاحظ مثلاً تكرار ? إِنَّ ? أربع مرَّات في إخبار مريم عن وليدها حيث قال تعالى مخبراً عنها: ? إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَ?نَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنثَى? وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَـ?نِ الرَّجِيمِ ? ففي قولها: ? رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا ?، و ? رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنثَى ?، و ? وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ? ففي هذه الجمل الخبريَّة الثَّلاث نرى أنَّ خبرها فعلاً ماضيًّا، ولكِّن في المرَّة الرَّابعة نراه عدلت عن الماضي إلى المضارع، فقالت: ? وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ ? لغرضٍ بلاغي، وهو ديمومة الاستعاذة، وتجدُّدها دون انقطاع، بخلاف الأخبار السَّابقة، فإنَّها انقطعت 0
قوله - سبحانه وتعالى -: ? أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?، فنرى المخالفة في أسلوب الجملتين، والعدول عن " لا هم يخافون " الأنسب، بـ? وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ? إلى ? لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ?؛ لاختلاف شأن الخوف، والحزن بشيوع وصف الأخير بعدم الثَّبات دون الأوَّل، ولذا ناسب أن يعبِّر بالاسم في الخوف ? لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ? الأوَّل، وبالفعل المفيد للحدوث والتَّجدُّد في ? وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?.
وقد قال الجرجانيّ - رحمه الله -: ((موضوع الاسم: على أن يثبت به المعنى للشِّيء من غير أن يقتضي تجدُّده شيئاً بعد شيء، وأمَّا الفعل فموضوعه على أنَّه يقتضي تجدُّد المعنى المثبت به شيئاً بعد شيء، فإذا قلت: «زيدٌ منطلقٌ»، فقد أثبت الانطلاق فعلاً له من غير أن تجعله يتجدَّد، ويحدث منه شيئاً فشيئاً، بل يكون المعنى فيه كالمعنى في قولك: ((زيدٌ طويلٌ، وعمروٌ قصيرٌ))، فكما لا تقصد هاهنا إلى أن تجعل الطُّول، أو القصر يتجدَّد، ويحدث، بل توجبهما، وتثبتهما فقط، وتقضي بوجودهما على الإطلاق، كذلك لا تتعرض في قولك: ((زيدٌ منطلقٌ))، لأكثر من إثباته لزيد 0
وأمَّا الفعل: فإنَّه يقصد فيه إلى ذلك، فإذا قلت: ((زيدٌ هَا هُوَ ذَا يَنْطَلِقُ))، فقد زعمت أنَّ الانطلاق يقع منه جزءاً فجزءاً، وجعلته يزاوله ويزجيه، وإن شئت أن تحسَّ الفرق بينهما من حيث يلطف فتأمَّل هذا البيت:
لا يألف الدِّرهمُ المضروبُ خرقَتَنَا لكن يَمُرُّ عَلِيها وهَو مُنْطَلِق
هذا هو الحسن اللاَّئق بالمعنى، ولو قلته بالفعل (لكنْ يمرُّ عليهَا وهوَ ينطلقُ)، لم يحسن، وإذا أردت أن تعتبره بحيث لا يخفى أنَّ أحدهما لا يصلح في موضع صاحبه، فانظر إلى قوله تعالى: ? وَكَلْبُهُمْ بَـ?سِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِ?لوَصِيدِ ?، فإن أحداً لا يشكُّ في امتناع الفعل هاهنا، وأنَّ قولنا: «كلبُهُمْ يَبسُطُ ذراعَيْهِ» لا يؤدي الغرض، وليس ذلك إلاَّ لأنَّ الفعل يقتضي مزاولة، وتجدُّد الصِّفة في الوقت، ويقتضي الاسم ثبوت الصِّفة، وحصولها من غير أن يكون هناك مزاولة، و تزجية فعل، ومعنى يحدث شيئاً فشيئاً، ولا فرق بين: ((وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ))، وبين أن يقول: ((وَكَلُبُهُمْ وَاحِدٌ)) مثلاً في أنَّك لا تثبت مزاولة، ولا تجعل الكلب يفعل شيئاً، بل تثبته بصفة هو عليها، فالغرض إذاً تأدية هيئة الكلب، ومتى اعتبرت الحال في الصِّفات المشبَّهة وجدت الفرق ظاهراً بيِّناً، ولم يعترضك الشَّكُّ في أنَّ أحدهما
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يصلح في موضع صاحبه، فإذا قلت: ((زيدٌ طويلٌ، وعمروٌ قصيرٌ))، لم يصلح مكانه ((يطولُ ويقصرُ))، وإنَّما تقول: ((يطولُ ويقصرُ)) إذا كان الحديث عن شيء يزيد، وينمو كالشَّجر، والنَّبات، والصَّبي، ونحو ذلك ممَّا يتجدَّد فيه الطُّول، أو يحدث فيه القصر، فأمَّا وأنت تحدِّث عن هيئة ثابتة، وعن شيء قد استقر طوله، ولم يكن ثَمَّ تزايد وتجدُّد، فلا يصلح فيه إلاَّ الاسم)) 0
ثمَّ قال - رحمه الله -: ((كما وجدت الاسم يقع حيث لا يصلح الفعل مكانه، كذلك تجد الفعل يقع، ثمَّ لا يصلح الاسم مكانه، ولا يؤدي ما كان يؤديه، فمن البيّن في ذلك قول الأعشى:
لَعَمْرِي، لَقَدْ لاَحَت عُيُونٌ كَثِيرَةٌ = إِلَى ضَوءِ نَارٍ فِي يَفَاعٍ تَحَرَّقُ
تَشُبُّ لِمَقْرُورِيْنِ يَصْطَلِيَانِهَا= وَبَاتَ عَلَى النَّارِ النَّدى وَالْمحلّق
معلوم أنَّه لو قيل: ((إلى ضوءِ نارٍ محرقة)) لنبا عنه الطَّبع، و أنكرته النَّفس، ثُمَّ لا يكون ذاك النُّبو، وذاك الإنكار من أجل القافية، وأنَّها تفسد به من جهة أنَّه لا يشبه الغرض، ولا يليق بالحال، وكذلك قوله:
أَوَ كَلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفِهَم يتوسَّمُ
وذاك لأنَّ المعنى في بيت الأعشى على أنَّ هناك موقداً يتجدَّد منه الإلهاب، والإشعال حالاً فحالاً، وإذا قيل محرقة، كان المعنى أنَّ هناك ناراً قد ثبتت لها، وفيها هذه الصِّفة، وجرى مجرى أن يقال: «إلى ضوءِ نارٍ عظيمةٍ»، في أنَّه لا يفيد فعلاً يفعل، وكذلك الحال في قوله: «بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفِهَم يتوسَّمُ»، وذلك لأنَّ المعنى على توسُّم، وتأمُّل، ونظر يتجدَّد من العريف هناك حالاً فحالاً، وتصفح منه للوجوه واحداً بعد واحد، ولو قيل: «بعثوا إليَّ عريفهم متوسِّماً»، لم يفد ذلك حقَّ الإفادة، ومن ذلك قوله تعالى: ? هَلْ مِنْ خَـ?لِقٍ غَيْرُ ?للَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ?لسَّمَآءِ ?، لو قيل: «هلْ مِن خالقٍ غير اللهُ رازقٌ لكم» لكان المعنى غير ما أريد 0 ولا ينبغي أن يغرَّك أنَّا إذ تكلَّمنا في مسائل المبتدأ، والخبر قدَّرنا الفعل في هذا النَّحو تقدير الاسم كما نقول في: ((زيدٌ يقومُ)) إنَّه في موضع ((زيدٌ قائمٌ))، فإن ذلك لا يقتضي أن يستوي المعنى فيها استواء لا يكون من بعده افتراق، فإنَّهما لو استويا هذا الاستواء لم يكن أحدهما فعلاً والآخر اسماً، بل كان ينبغي أن يكونا جميعاً فعلين، أو يكونا اسمين)) 0
وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار التًّجدُّدِي شيئاً فشيئاً بحسب المقام، وبمعونة القرائن لا بحسب الوضع، وذلك نظير الاستمرار الثُّبوتي في الجملة الاسميَّة، نحو قوله تعالى: ? لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ?لأمْرِ لَعَنِتُّمْ ?، أي لو استمرَّ على طاعتكم وقتاً فوقتاً لحصل لكم عنت ومشقَّة 0 بشرط أن يكون الفعل مضارعاً، نحو قول المتنبي:
تُدَبِّرُ شَرْقَ الأَرْضِ وَ الغَرْبَ كَفُّهُ * وَلَيْسَ لَهَا وَقْتاً عَنِ الجُودِ شَاغِلُ
فقرينة المدح تدلُّ على أنَّ تدبير الممالك ديدنه، وشأنه المستمرُّ الذي لا يحيد عنه، و يتجدَّد آناً فآناً 0
وكذلك الجملة الاسميَّة قد تخرج عن أصل وضعها، و تفيد الدَّوام والاستمرار بحسب القرائن، كأن يكون الحديث في مقام المدح، أو في معرض الذَّم كقوله – سبحانه وتعالى -: ? وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ ?، فسياق الكلام في معرض المدح دالٌّ على إرادة الاستمرار مع الثُّبوت 0
وكذا قوله - سبحانه وتعالى -: ? إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ?، فالجملة الأولى: ? إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ? سيقت في معرض مدح الأبرار، فخرجت بهذه القرينة عن أصل وضعها، وهو الثُّبوت، وأفادت الدَّوام والاستمرار، فأفادت أنَّ الأبرار في نعيم دائم مستمرٍّ 0 وكذا الجملة الثَّانية: ? وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ? سيقت في معرض ذمِّ الفجَّارِ، فخرجت بهذه القرينة عن أصل وضعها، وهو الثُّبوت، وأفادت الدَّوام والاستمرار، فأفادت أنَّ الفجَّار في جحيمٍ دائمٍ مستمرٍ 0
والجملة الاسميَّة لا تفيد الثُّبوت بأصل وضعها، و لا الاستمرار بالقرآن إلاَّ إذا كان خبرها مفرداً، نحو قوله - سبحانه وتعالى -: ? وَ?للَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ?، فمخرج خبر مفرد للفظ الجلالة، أوخبرها جملة اسميَّة، نحو قوله - سبحانه وتعالى -: ? أُولَـ?ئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ?تٌ مِّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـ?ئِكَ هُمُ ?لْمُهْتَدُونَ ?، فجملة عليهم صلوات جملة اسميَّة في محلِّ رفع خبر أولئك 0 أمَّا إذا كان خبرها جملة فعليَّة فإنَّها تفيد التَّجدُّد، نحو جملة: ? وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ? من قوله - سبحانه وتعالى -: ? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ?؛ لأنَّ ((الفعل يدلُّ على التَّجدُّد، وعدم الثُّبوت)) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2006, 06:16 ص]ـ
يرفع للمدارسة(/)
بدء درس شهري في التفسير للدكتور سعود الفنيسان وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 May 2004, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيبدأ بمشيئة الله درس التفسير للأستاذ الدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان - وفقه الله - وذلك أول ثلاثاء من كل شهر بجامع الشعيبي بالسلي - الرياض ابتداء من 6/ 4/1425هـ وحتى 5/ 9/1425هـ الساعة 7.05 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.
وسيتم نقل هذا الدرس عبر موقع الإسلام اليوم عبر هذا الرابط
درس التفسير - موقع الإسلام اليوم ( http://radio.islamtoday.net/finysaan.htm).(/)
الوقف على لفظ الجلالة في قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله) هو الصحيح لوجوه سبعة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 May 2004, 01:34 ص]ـ
جاء في كتاب ذم التأويل لابن قدامة المقدسي:
(فقوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) [آل عمران:7]. فذم مبتغي تأويل المتشابه، وقرنه بمبتغي الفتنة في الذم ثم أخبر أنه لا يعلم تأويله غير الله تعالى، فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله: (إلا الله) ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله لوجوه:
أحدها: أن الله ذم مبتغي التأويل، ولو كان معلوما للراسخين لكان مبتغيه ممدوحا غير مذموم.
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فهم الذين عنى الله فاحذروهم). يعني كل من اتبع المتشابه فهو من الذين في قلوبهم زيغ، فلو علمه الراسخون لكانوا باتباعه مذمومين زائغين، والآية تدل على مدحهم، والتفريق بينهم وبين الذين في قلوبهم زيغ، وهذا تناقض.
الثالث: أن الآية تدل على أن الناس قسمان، لأنه قال: {فأما الذين في قلوبهم زيغ}، وأما لتفصيل الجمل، فهي دالة على تفصيل فصلين أحدهما: الزائغون المتبعون للمتشابه، والثاني: الراسخون في العلم. ويجب أن يكون كل قسم مخالفا للآخر فيما وصف به، فيلزم حينئذ أن يكون الراسخون مخالفين للزائغين في ترك اتباع المتشابه مفوضين إلى الله تعالى بقولهم: آمنا به كل من عند ربنا، تاركين لابتغاء تأويله. وعلى قولنا يستقيم هذا المعنى، ومن عطف الراسخين في العلم أخل بهذا المعنى، ولم يجعل الراسخين قسما آخر، ولا مخالفين للقسم المذموم فيما وصفوا به فلا يصح.
الرابع: أنه لو أراد العطف لقال: ويقولون (بالواو) لأن التقدير: والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون.
الخامس: أن قولهم {آمنا به كل من عند ربنا} كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه لعلمهم بأنه من عند ربهم، كما أن المحكم المعلوم معناه من عنده.
السادس: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا رأوا من يتبع المتشابه، ويسأل عنه، استدلوا على أنه من أهل الزيغ. ولذلك عد عمر صبيغا من الزائغين، حتى استحل ضربه وحبسه، وأمر الناس بمجانبته، ثم أقرأ صبيغ بعد بصدق عمر في فراسته فتاب وأقلع وانتفع، وعصم بذلك من الخروج مع الخوارج، ولو كان معلوما للراسخين لم يجز ذلك.
السابع: أنه لو كان معلوما للراسخين لوجب أن لا يعلمه غيرهم، لأن الله تعالى نفى علمه عن غيرهم، فلا يجوز حينئذ أن يتناول إلا من ثبت أنه من الراسخين، ويحرم التأويل على العامة كلهم والمتعلمين الذين لم ينتهوا إلى درجة الرسوخ، والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد، فقد خالف النص على كل تقدير.
فثبت بما ذكرناه من الوجوه: أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى، وأن متبعه من أهل الزيغ، وأنه محرم على كل أحد.) انتهى
أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حول هذا الكلام وخاصة شيخنا مساعد الطيار، فقد سبق أن سمعت منه كلامأ حول هذا الوقف.
ـ[المنهوم]ــــــــ[25 May 2004, 02:57 م]ـ
هذه نقولات احببت اثراء الموضوع بها
وقد نقل الشنقيطي كلام ابن قدامة في الأضواء
والصواب عندنا في ذلك أنهم مرفوعون بجملة خبرهم بعدهم وهو يقولون لما قد بينا قبل من أنهم لا يعلمون تأويل المتشابه الذي ذكره الله عز وجل في هذه الآية وهو فيما بلغني مع ذلك في قراءة أبي ويقول الراسخون في العلم كما ذكرناه عن بن عباس أنه كان يقرؤه ((الطبري 3/ 182)
************
وقوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله) اختلف القراء في الوقف ها هنا فقيل على الجلالة كما تقدم عن بن عباس رضي الله عنه أنه قال التفسير على أربعة أنحاء فتفسير لا يعذر أحد في فهمه وتفسير تعرفه العرب من لغاتها وتفسير يعلمه الراسخون في العلم وتفسير لا يعلمه إلا الله ويروى هذا القول عن عائشة وعروة وأبي الشعثاء وأبي نهيك وغيرهم ((ابن كثير 1/ 347)
************
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن بن عباس أنه كان يقرأ وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون في العلم آمنا به فهذا يدل على أن الواو للاستئناف لأن هذه الرواية وأن لم تثبت بها القراءة لكن أقل درجاتها أن تكون خبرا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن فيقدم كلامه في ذلك على من دونه ويؤيد ذلك أن الآية دلت على ذم متبعي المتشابه لوصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة وصرح بوفق ذلك حديث الباب ودلت الآية على مدح الذين فوضوا العلم إلي الله وسلموا إليه كما مدح الله المؤمنين بالغيب ((فتح الباري 8/ 210))
************
واختلف العلماء في الراسخين في العلم هل يعلمون تأويل المتشابه وتكون الواو في والراسخون عاطفه أم لا ويكون الوقف على وما يعلم تأويله الا الله ثم يبتدئ قوله تعالى والراسخون في العلم يقولون آمنا به وكل واحد من القولين محتمل واختاره طوائف والاصح الاول وان الراسخين يعلمونه لانه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته وقد اتفق اصحابنا وغيرهم من المحققين على انه يستحيل ان يتكلم الله تعالى بما لا يفيد والله اعلم ((النووي على مسلم 16/ 218))
************
فائدة والقول بأن الوقف تام على قوله) إلا الله (وأن قوله) والراسخون (ابتداء كلام هو قول جمهور العلماء للأدلة القرءانية التي ذكرنا
وممن قال بذلك عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وابن مسعود وأبي بن كعب نقله عنهم القرطبي غيره ونقله ابن جرير عن يونس عن أشهب عن مالك بن أنس وهو مذهب الكسائي والأخفش والفراء وأبي عبيد
وقال أبو نهيك الأسدي إنكم تصلون هذه الآية وإنها مقطوعة وما انتهى علم الراسخين إلا إلى قولهم آمنا) به كل من عند ربنا (والقول بأن الواو عاطفة مروي
أيضا عن ابن عباس وبه قال مجاهد والربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن محمد وغيرهم وممن انتصر لهذا القول وأطال فيه ابن فورك ((اضواء البيان 1/ 194))
والله اعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 May 2004, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم محمد القحطاني حفظه الله ورعاه، ووفقه وسدد خطاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأعتذر إليك لعدم تمكني من إجابة طلبك السابق في الحديث عن قوله تعالى: (أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما) فأنا بين انشغال ونسيان.
أما هذا النقل الذي نقلته عن ابن قدامة رحمه الله تعالى فها أنذا أعلق بما يمنُّ الله به، فأقول:
أولاً: يظهر من عنوان الكتاب توجيه الآية إلى المذهب الذي يناسب هذا الكتاب، وهو ذمُّ التأويل.
ولا شكَّ أن الآية على الوجه الذي ذهب إليه ابن قدامة وعلل له صحيح من حيث هو، لكنه لا يدل على غلط غيره، وهو القول الآخر المشهور عن السلف، كما سيأتي ذكره.
ثانيًا: قوله: ((فإن الوقف الصحيح عند أكثر أهل العلم على قوله: (إلا الله))).
أقول: إن عبارة الصحيح تدل على أن غيره هو الضعيف، والأمر ليس كذلك، فعدم الوقف على لفظ الجلالة مبني على وجه صحيح من التفسير، وهو أن يكون المراد بالتأويل: التفسير، وهو مذهبٌ لابن عباس ومجاهد وابن قتيبة وغيرهم من السلف، وهو قول صحيح لا يناقض القول الذي ذهب ابن قدامة لاختلاف محامل التفسير بين القولين.
وأصحاب هذا القول لا يقولون بأن المتشابه الكلي الذي يتبعه أهل الزيغ يعرفه الراسخون، بل هم كأولئك في هذا المذهب.
وإنما يأتي كلام ابن قدامة فيما لو كان هؤلاء يفسرون التأويل في الآية بما ذهب إليه، ثم يزعمون أنهم يعرفونه، فهنا يُطلب القول الصحيح في معنى الآية؛ لوجود التضاد.
أما الحال التي عليها تفسير السلف من جعل التأويل على معنيين متغايرين تُحمل عليهما الآية على سبيل التغاير دون الاجتماع، وهذا كثير جدًّا في تفسير السلف.
وإذا كان القول الثاني صحيحًا ومعتبرًا، فلا معنى للتصحيح هنا، وإنما السبيل تقديم القول الأولى والأقرب للصواب، وهذا لا يكون فيه ترك للقول الثاني أو تضعيف له من حيث هو قول صحيح، وإنما يكون ذلك بتقديم القول الآخر عليه، وليس تقديمه دالاً على عدم صحة الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا صحت هذه المقدمة ظهر أنَّ الوجوه الأخرى التي سيذكرها مبنية على تصور اختلاف متضادٍ في الآية، والأمر ليس كذلك، كما شرحت لك.
فقوله: ((ولا يصح قول من زعم أن الراسخين يعلمون تأويله))، فهذا لم يقل به أحد من السلف على وجه التأويل الذي ذهب إليه ابن قدامة رحمه الله.
لكن إذا كان التأويل بمعنى التفسير، فهذا لا يمكن أن تنفى معرفته عن الراسخين، بل له علاقة بأصول الاعتقاد، وهو كون الله خاطبنا بما لا نعلم معناه، وهذا له ما بعده مما أدخله الفلاسفة كابن سينا وغيره من أهل التخييل والتوهم الذين يزعمون أن النبي خاطب العامة بما يدركونه من المحسوسات، والأمر أن لا جنة ولا نار.
هذا هو منتهى من يزعم أن في القرآن ما خوطبنا به، وأنه لا أحد يعلم معناه، وبسط الوصول إلى هذه النتيجة يطول، وهو موجود في كلام شيخ الإسلام.
ثالثًا: يظهر جليًا من نص الإمام ابن قدامة أن يناقش قومًا يرون جواز التأويل ـ فيما لا يجوز فيه التأويل ـ ويزعمون أنهم من الراسخين، وأنهم يعرفونه بدلالة هذه الآية، بدلالة قوله في نهاية هذا النقل (والخصم في هذا يجوز التأويل لكل أحد، فقد خالف النص على كل تقدير).
وعلى هذا جمهور أهل البدع من المؤوِّلة الذين تأوَّلوا كلام الله ورسوله على غير ما يراد به، فصاروا أهل تحريف، وهم يدَّعون التأويل، وهذا ظاهر من كتبهم العقدية؛ كرسالة الإرشاد والشامل للجويني، وأساس التقديس للرازي، وغيرها ممن سار على التأويل الفاسد الذي هو لمصطلح التحريف أقرب.
وأصحاب هذا المذهب قد ناقشهم شيخ الإسلام في بعض كتبه؛ كتعليقته على سورة الإخلاص، ورسالته في المحكم والمتشابه، وكتابه العظيم درء تعارض العقل والنقل، وغيرها، كما ناقشها أيضًا تلميذه ابن القسم في كتابه الصواعق المرسلة.
والمقصود أن الشيخ ابن قدامة رحمه الله صبَّ كلامه في هذه الآية على التأويل الفاسد الذي يُدَّعى به الوصول إلى ما ستره الله من علمه.
رابعًا: إن تفكيك موضوع المحكم والمتشابه وارتباط التأويل به يكفي معرفة أنواع التأويل الفاسد من غيره، ويعرف به معنى الآية على وجهها، فأقول:
لقد كتبت في هذا الموضوع كتابةً مفصلة في كتابي (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر) وتكلمت عن هذه الآية وما فيها من التفسير والوقف، وهاأنذا أختصر شيئًا من ذلك هنا:
1 ـ المتشابه نوعان:
الأول: المتشابه الكلي، وهو الذي لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه، أو تعرض لتأويل، فقد دخل في الزيغ الذي نبه الله عنه في هذه الآية، ومنهم من يدعي معرفة الغيوب عن طريق الأحرف المقطعة، أو من يدعيه عن طريق ما يسمى بالإعجاز العددي، أو من يدخل في تعريف كيفيات صفات الله تعالى.
وهذا الصنف ـ فيما يظهر ـ هم الذين اتجه إليهم كلام الإمام ابن قدامة، والله أعلم.
وعلى هذا النوع من المتشابه يكون الوقف على لفظ الجلالة، ويكون الراسخون ممن لا يعلمون تأويله، وهم ممدوحون بتفويض العلم الله خلافًا لأهل الزيغ المذمومين الذين يتبعون هذا النوع من المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
الثاني: المتشابه النسبي، وهو الذي يخفى على قوم دون آخرين، فالناس ليسوا مرتبة واحدة في الفهم، وهذا مما لا يحتاج إلى تقرير، فقراءتهم للقرآن، وفهمهم له يختلف لأسباب متعددة، من أهمها التكوين العلمي للأفراد.
وهذا النوع يدخل في معلوم البشر، وهو مرتبط بإدراك المعاني، وهو الذي يُبنى عليه قاعدة: ليس في القرآن ما يخفى معناه على الناس، بحيث لا يعرفه أحد منهم.
ومن هذا النوع أسئلة صبيغ للصحابة، فهو كان يسأل سؤال متعنِّت مجادلٍ، ولم يكن سؤاله سؤال استعلام، لذا لم يُجبه الصحابة، مع أنه قد سأل غيرهم بعض أسئلته وأجيبوا، وذلك ظاهر باستقراء أسئلة صبيغ وتفسير السلف لها.
ولم يرد في أسئلة صبيغ ـ فيما أعلم ـ انه سأل عن متشابه كليٍّ لا يعلمه إلا الله، بل أسئلته من الذي يعلمه الراسخون في العلم، لكنهم لم يجيبوه لمعرفتهم لحاله، ولفقه خاصٍ لهم في هذه المرحلة التي كانوا يعيشونها، والله أعلم.
ومن ظواهر الزيغ في اتِّباع المتشابه النسبي ما وقع للخوارج والمرجئة والجبرية وبعض الصفاتية الذين يأخذون بجزءٍ من موضوع الآيات، ويأوِّلون الجزء الآخر، فالجبرية أخذوا بالآيات التي ظاهرها الجبر، وأوَّلوا الآيات التي ظاهرها الاختيار والكسب، والقدرية كانوا عكسهم في الأخذ بآيات ظاهرها الكسب والاختيار وتأويل آيات ظاهرها الجبر، وهكذا غيرها من البدع التي ظهرت في الإسلام، إنما هي من باب التأويل جاءت، وفي المتشابه النسبي ـ كثيرًا ـ وقعت.
وقد فصَّل العلماء وجه جملة (يقولون آمنا به ... ) ووجه تعلقها بما قبلها على هذا الوجه التفسيري، ومن ثمَّ فلا يدخلها اعتراض ابن قدامه الذي ذكره، والتفويض الذي يقول به الراسخون في هذا النوع مناسب للحال التي تقع من أولئك الذين في قلوبهم زيغ فيتركون المحكمات الواضحات، ويأتون إلى المشتبهات الخفيات، فهؤلاء يؤمنون بمحكمه، ويكلون علم متشابه إلى الله، وليس في ذلك أنهم لا يعلمونه أو يعرفونه، بل هو من باب نسب العلم الذي علموه إلى الله الذي هداهم لمعرفته، وأضل غيرهم، وبهذا تظهر مناسبة قولهم على هذا الوجه التفسيري.
وإذا ظهر لك هذا النوع وبان، فإن من قال بأن الراسخين يعلمون التأويل، إنما ذهب إلى هذا النوع من المتشابه، ولا خلاف في أن الراسخين يعلمونه، وبهذا الكلام يتبين أمور:
1 ـ صورة اتباع المتشابه النسبي ابتغاء تأويله وابتغاء الفتنة.
2 ـ أن المتشابه النسبي يعلمه العلماء.
3 ـ أن التأويل على هذا الوجه بمعنى التفسير، والله أعلم.
4 ـ أن المتشابه النسبي يقابله المحكم، وهو الذي لم يقع فيه خلاف، أو لا يُتصوَّر فيه الخلاف، وهذا أحد أنواع المحكم الواردة في القرآن.
هذه بعض تلميحات في هذا الموضوع، أسأل الله أن يجعله خالصًا صوابًا، والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[28 May 2004, 02:18 ص]ـ
والراجح أن الخلاف في الأصل ليس بلفظي لأن المتشابه مختلف في المراد به وعلى هذا الخلاف ينبني الخلاف في الوقف كما تقدم.
و قول أكثر العلماء- وهو أن الوقف على لفظ الجلالة .. - أصح، وهذا القول يؤيده ظاهر النظم القرآني، و الأدلة التي تقدمت عند ذكره قوية، ولو لم يكن فيها إلا القراءات الثابتة عن الصحابة لكان فيها دلالة قوية على ترجيحه، فكيف وقد انضاف إلى ذلك غيرها مما تقدم، هذا مع أنه لم يثبت عن الصحابة غيره.
ورواية مجاهد عن ابن عباس معارضة برواية طاووس وهي أصح كما قاله السيوطي () بل حكى الإمام أبو المظفر السمعاني () أن الصحيح رواية طاووس وتقدم قول ابن الأنباري في ذلك وتضعيفه لرواية ذلك عن مجاهد نفسه. وبينت أنه مسبوق إلى الطعن في رواية ابن أبي نجيح التفسير عن مجاهد، ولكن الراجح أنها صحيحة لأن ابن أبي نجيح ثقة و إن كان سمعه من القاسم بن أبي بزة، فالقاسم ثقة أيضا ()، فقد علمنا الواسطة بينه وبين مجاهد في التفسير، فيكون قد دلسه عن القاسم بن أبي بزة، فإن ابن أبي نجيح معدود في المدلسين كما تقدم، لكننا في هذا الموضع نرجح رواية طاووس إذ لم يكتنفها ما اكتنف رواية مجاهد من طريق ابن أبي نجيح. وقال الإمام السمعاني أيضا في كتابه قواطع الأدلة: (ونقل بعضهم ذلك عن مجاهد ولا أعلم تحققه) اهـ. بل زاد على ذلك بأن جعل قول بعض العلماء في اختيار هذا الوقف كبوة من كبوات الجواد ()؟. كذا قال رحمه الله تعالى، ولا يبلغ الأمر ذلك، ويزاد على هذه الأدلة، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية عائشة رضي الله عنها قالت:
(تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7) ? قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم) اهـ ()
فهذا الحديث دال على ذم متبعي المتشابه كالآية
****
() القاسم بن أبي بزة واسمه نافع ويقال يسار ويقال نافغ بن يسار المكي أبو عبد الله ويقال أبو عاصم القارئ مولى عبد الله بن السائب المخزومي قيل إن أصله من همذان روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعنه ابن جريج وشعبة وجمع. وثقه ابن معين والعجلي والنسائي. وروى له الجماعة: ت: 114 هـ وقيل 115 هـ وقيل: 125 هـ. قال المزي: (والأول أصح) ا هـ. (الجرح والتعديل 7 / الترجمة 697 و تهذيب الكمال: 23/ 338 والكاشف: 4503 وفي التقريب: ثقة: (2/ 116)
() قواطع الأدلة في الأصول للسمعاني 1/ 265
() صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب التفسير: سورة آل عمران، باب منه آيات محكمات رقم 3547 ج 8/ 209 وصحيح مسلم مع شرح النووي كتاب العلم: باب النهي عن اتباع متشابه القرآن والتحذير من متبعيه رقم 6717 ج 16/ 433 –434 والمسند 6/ 48 و256
****
ومعلوم أن القائلين من أهل السنة والجماعة بالقول الآخر، لا يقصدون بعلم الراسخين للمتشابه أنهم يعلمون ما استأثر الله بعلمه كوقت قيام الساعة ونحو ذلك. ولكن يبقى أمور من المتشابه عند بعض العلماء كالحروف المقطعة، وبعض الآيات المتعارضة في الظاهر التي يختلفون في الجمع بينها ولا يوجد مرجح ينقطع به النزاع، ونحو ذلك.
و هذه الآية من الآيات التي ينبغي على كل طالب علم أن يمعن النظر في أقوال السلف ثم الأئمة المحققين في بيان معناها، فإن المبتدعة قد أكثروا من الاستدلال بها.
والكلام عليها لا بد فيه من بيان معنى المحكم والمتشابه، ومعنى التأويل فلا يصلح أن نهمل ذكره هنا لمسيس الحاجة إليه
****
والقول بأن الرسخين في العلم لا يعلمون تأويل المتشابه هو الصحيح، وهو مروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وعائشة وعبد الله بن عباس في رواية طاوس عنه () وهو الصحيح عنه () وبه قال أكثر السلف، منهم عمر بن عبد العزيز والحسن وعروة وقتادة والضحاك () قال ابن النحاس: (رويناه عن نيف وعشرين من الصحابة والتابعين والقراء والفقهاء وأهل اللغة) (). وقد اختاره مالك () والفراء () أبو عبيد وابن الأنباري () والزجاج والطبري
والخطابي () والداني () والسمعاني () والبغوي () وفخر الدين الرازي () وأبو حيان () والسيوطي () والشوكاني () و شهاب الدين الآلوسي () و اختاره أيضا القاضي أبو يعلى رحمه الله تعالى وقال: (إنه أشبه بأصولنا
) اهـ. () وقال ابن النجار: (إنه الأصح المختار) () وقال المرداوي:
(وهو المختار وهو قول السلف) () وقال الخطابي: (هو مذهب أكثر العلماء) () وهو الراجح لوجوه منها ما ذكر ومنها ما لم يذكر
هذا اقتبسته من رسالة موجودة لي في هذا المنتدى العامر المبارك
ويطول الكلام على ذكر الأدلة مع الرد على الشبه المثارة من الفريقين ولا شك دل السياق وما ثبت من قراءات الصحابة على رجحان الوقف على لفظ الجلالة و لو قيل فيه إنه الصحيح فليس بمستبعد و قد قال ذلك السمعاني و غيره و عبارة السمعاني أشد من ذلك و لكن الإنصاف يقتضي عدم قبولها بإطلاق و التفصيل في المسألة اختيار جماعة منهم ابن عطية المفسر ثم شيخ الإسلام ابن تيميية في بعض ما قاله و من أراد الرجوع للبحث فهو موجود في مكتبة الملتقى وقد عثرت على زيادات و تتمات كنت أغفلتها و في كلام
الشيخ: د / مساعد تنبيهات مفيدة فجزاه الله خيرا و لم أتمعن في جميعها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 05:05 م]ـ
يرفع للفائدة ولمزيد من النظر والمدارسة من قبل الأعضاء الكرام
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 05:35 م]ـ
مشاركة مني أنقل لكم ما كتبته في رسالتي حول هذا الموضوع إتماما للفائدة فأقول:
اختلف السلف رحمهم الله تعالى في المتشابه المذكور في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} (آل عمران: من الآية7) هل هو مما يمكنُ الإطلاعُ على عِلْمِهِ أو لا يعلمهُ إلا الله؟ على قولين:
القول الأول: أنه مما يمكنُ علمه، ونُقل عن مجاهد وإحدى الروايات عن ابن عبّاس.
القول الثاني: أنّ المتشابه لا يعلمه إلاّ الله، وعليه الأكثر من السلف.
وسببُ الخلافِ:الاختلافُ في معنى (الواو) في قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فمنهم مَن قال: إنها عاطفةٌ، كأصحاب القول الأول، ولذا فالمتشابه مما يُعْلَمْ، ويجعلون الوقفَ عند قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.
ومنهم مَن قال: إنها للاستئنافِ، ولذا فالمتشابه مما لا يعلمه إلاّ الله، ويجعلون الوقفَ على لفظِ الجَلاَلَةِ {وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}. ()
وهذا الخلاف المذكور إذا تأمّلْتَه وجدتَهُ ليسَ بخلافٍ في الحقيقة، ويمكنُ الجمعُ بين القولينِ وذلكَ بمعرفةِ أنواعِ التشابهِ في القرآنِ والفرقَ بينهما، ويتبيّنُ هذا بما قرّرهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله حيث قال:" التشابه نوعان:
تشابهٌ نسبيٌّ، وتشابهٌ مُطْلَق.
والفرق بينهما: أن المطلقَ يخفى على كلِّ أحد، والنسبيُّ يخفى على أحدٍ دونَ أحد وبناءً على هذا التقسيم ينبني الوقفُ على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.
فالوقفُ على {إِلاَّ اللَّهُ} يكونُ المرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ المطلقَ، وعلى الوصْلِ {إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} يكونُ المرادُ بالمتشابهِ: المتشابهَ النسبيَّ، وللسلفِ في ذلكَ قولانِ:
القول الأول: بالوقفِ على {إِلاَّ اللَّهُ} وعليه ِأكثرُ السلفِ، وعلى هذا فالمرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ المُطْلَق الذي لا يعلمهُ إلاّ الله، وذلكَ: مثل كيفيةِ وحقائقِ صفاتِ الله، وحقائقِ ما أخبرَ الله به مِن نعيم الجنّة وعذاب النارِ " ... إلى أنْ قال:"
القول الثاني: بالوَصْلِ فيقرأ: {إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، وعلى هذا فالمرادُ بالمتشابهِ المتشابهَ النسبيَّ،وهذا يعلمهُ الراسخونَ في العلمِ؛ ويكون عند غيرهم مُتشابهًا ". ()
وفي موضع آخر قال:" التشابه الواقع في القرآن نوعان:
أحدهما: حقيقيٌّ وهو ما لا يمكنُ أنْ يَعْلَمَهُ البَشَرُ؛ كحقائقِ صفاتِ الله ?، فإننا وإنْ كُنَّا نعلمُ معاني هذهِ الصفاتِ، لكنّنا لا نُدرِك حقائقها، وكيفيتها لقوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (طه: من الآية110) وقوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام:103) " ... إلى أنْ قال:"وهذا النوعُ لا يُسْأَلُ عن استكشافه لِتَعَذُّرِ الوصولِ إليه.
النوع الثاني: نسبيٌّ وهو ما يكونُ مشتبهاً على بعضِ الناسِ دونَ بعضٍ، فيكونُ معلوماً للراسخينَ في العلمِ دونَ غيرهمْ، وهذا النوعُ يُسْأَلُ عن استكشافهِ وبيانه؛ لإِمكانِ الوصولِ إليه؛ إذْ لا يوجدْ في القرآنِ شيءٌ لا يتبينُ معناهُ لأحدٍ مِن الناسِ، قال الله تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:138)، وقال: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيءٍ} (النحل: من الآية89)، وقال: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ? ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة:18 - 19)، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} (النساء:174).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأمثلةُ هذا النوع كثيرة منها قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: من الآية11) حيث اشتبهَ على أهلِ التعطيلِ، ففهموا مِنه انتفاءَ الصفاتِ عن الله تعالى، وادَّعوا أنّ ثُبوتها يستلزمُ المماثلةَ، وأعرضوا عن الآياتِ الكثيرةِ الدَّالَّةِ على ثبوتِ الصفاتِ لهُ، وأنَّ إثباتَ أصلِ المعنى لا يستلزمُ المماثلةَ.
ومنها قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} (النساء:93) حيثُ اشتبهَ على الوعِيديَّةِ، ففهموا مِنه أنَّ قاتلَ المؤْمِن عَمْدًا مُخَلَّدٌ في النارِ، وطَرَدُوا ذلكَ في جميعِ أصحابِ الكبائرِ،وأعرضوا عن الآياتِ الدَّالَّةِ على أنّ كُلَّ ذنبٍ دونَ الشركِ فهو تحتَ مشيئةِ الله تعالى.
ومنها قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (الحج:70) حيثُ اشتبهَ على الجبْرِيَّةِ، ففهموا مِنه أنّ العبدَ مَجْبُورٌ على عمله، وادَّعَوا أنه ليسَ له إرادةٌ ولا قدرةٌ عليهِ، وأعرضوا عن الآياتِ الدَّالَّةِ على أنّ للعبدِ إرادةً وقدرةً، وأنّ فعلَ العبدِ نوعانِ: اختياريٌّ، وغير اختياريٍّ.
والراسخونَ في العلمِ أصحابُ العقولِ يعرفونَ كيفَ يُخَرِّجُونَ هذهِ الآياتِ المتشابهةِ إلى معنى يتلاءمُ مع الآياتِ الأخرى، فيبقى القرآنُ كُلُّهُ محكماً لا اشتباه فيه ". ()
وبهذا التقريرِ تتجلّى لكَ هذه المسألةُ؛ ولابنِ عطيّةَ رحمه الله كلامٌ نفيسٌ أنْقُلُهُ بِنَصِّهِ، حيثُ قالَ بعد عرضه لخلافِ السلفِ في قوله {وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}:" وهذهِ المسألةُ إذا تُؤمِّلَتْ قَرُبَ الخلاف فيها من الاتفاق.
وذلك أنّ الله تعالى قسّمَ آي ِالكتابِ على قسمين – محكمًا ومتشابهًا – فالمحكم هو المتّضحُ المعنى لكلِّ مَن يفهم كلامَ العربِ لا يحتاجُ فيه إلى نظر ولا يتعلّق به شيءٌ يُلْبِس، ويستوي في علمه الراسخُ وغيره، والمتشابه يتنوّع؛ فمنه ما لا يُعْلَم البتّةَ، كأمر الروح، وآحاد المغيّبات التي قد اعلم الله بوقوعها إلى سائر ذلكَ، ومنه ما يُحمل على وجوهٍ في اللغةِ ومناحٍ في كلام العرب، فَيُتَأوّل تأويله المستقيم، ويُزال ما فيه مما عسى أن يتعلّق به مِن تأويلٍ غير مستقيم كقوله في عيسى ? {وَرُوحٌ مِنْهُ} (النساء: من الآية171) إلى غير ذلكَ، ولا يسمّى راسخًا إلاّ بأن يعلم مِن هذا النوع كثيراً بحسب ما قدّر له؛ وإلاّ فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمّى راسخًا وقوله تعالى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} (آل عمران: من الآية7) الضميرُ عائدٌ على جميع متشابه القرآن وهو نوعان كما ذكرنا، فقوله: {إِلاَّ اللَّهُ} (آل عمران: من الآية7) مُقتَضٍ ببديهية العقل أنّه يعلمه على الكمال والاستيفاء، يعلم نوعيه جميعًا فإنْ جعلنا قوله {وَالرَّاسِخُونَ} (آل عمران: من الآية7) عطفاً على اسمِ الله تعالى، فالمعنى إدخالُهم في علمِ التأويلِ لا على علمِ الكمالِ، بل عِلْمُهم إنّما هو في النوعِ الثاني مِن المتشابه، وبديهة العقل تقتضي بهذا، والكلام مستقيمٌ على فصاحة العرب كما تقول: ما قام لنُِصرَتي إلاّ فلانٌ وفلان، وأحدهما قد نَصَرَكَ بأنْ حاربَ معكَ،والآخرُ إنّما أعانكَ بكلامٍ فقط، إلى كثير ٍمِن الْمُثُلْ، فالمعنى: {وَمَا يَعْلَمُ} تأويلَ المتشابه إلاّ الله والراسخونَ كُلٌّ بقدرهِ، وما يصلح له، والراسخونَ بحال () قول في جميعه آمنّا به، وإذا تحصّل لهم في الذي لا يُعلم ولا يتصوّر عليه تمييزه مِن غيره فذلك قدر مِن العلم بتأويله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنْ جعلنا قوله {وَالرَّاسِخُونَ} رفعًا بالابتداءِ مقطوعًا ممّا قبله،فتسميتهم راسخينَ يقتضي بأنّهم يعلمونَ أكثرَ مِن المحكمِ الذي يستوي في علمهِ جميعُ مَن يفهمُ كلامَ العربِ، وفي أيِّ شيءٍ هو رسوخهم، إذا لم يَعْلَمُوا إلاّ ما يعلمُ الجميعُ، وما الرسوخُ إلاّ المعرفةُ بتصاريفِ الكلامِ ومواردِ الأحكامِ، ومواقعِ المواعظِ وذلكَ كلّهُ بقريحةٍ مُعَدّةٍ، فالمعنى {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ} على الاستيفاءِ إلاّ الله،والقومُ الذين يعلمون منه ما يمكن أنْ يُعلم يقولون في جميعه {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (آل عمران: من الآية7) وهذا القَدْرُ هو الذي تعاطى [به] () ابنُ عبّاس رضي الله عنهما، وهو ترجمانُ القرآنِ، ولا يُتَأَوَّلُ عليه أنّه عَلِمَ وقتَ الساعةِ وأمرَ الروحِ وما شاكله، فإعرابُ {الرَّاسِخُونَ} يحتملُ الوجهينِ، ولذا قالَ ابنُ عبّاس بهما، والمعنى فيهما يتقاربُ بهذا النظرِ الذي سطّرناهُ ". ()
ولذا فإنّ تقسيم التشابه إلى مطلقٍ ونسبيٍّ تجتمعُ به الأقوال المذكورة في المسألةِ، ويجيبُ عن الإشكالِ في اختلاف السلف رحمهم الله في هذه الآية.
وتقسيمُ المتشابهِ إلى نوعيِن نَصَّ عليه أهلُ العلمِ كما تقدّمَ عن ابنِ عطيةَ رحمه الله ونقلَ السيوطيُّ عن الخطابيِّ قوله:" المتشابهُ على ضَرْبينِ: أحدهما: ما إذا رُدَّ إلى المحكمِ واعتبر به عُرف معناه، والآخر: ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته، وهو الذي يتَّبِعُه أهلُ الزيغِ فيطلبونَ تأويله، ولا يبلغونَ كُنْهَه، فيرتابون فيه فَيُفْتَنُون ". ()
وقال ابن تيمية:" فينبغي أنْ يُعرفَ الإحكام والتشابه الذي يَعُمُّهُ، والإحكام والتشابه الذي يَخُصُّ بعضه ". ()
وقال ابن القيّم:" التشابه والإحكام نوعان: تشابهٌ وإحكامٌ يعمُّ الكتابَ كُلَّهُ، وتشابهٌ وإحكامٌ يَخُصُّ بعضهُ دونَ بعضٍ ". ()
وقال الراغبُ الأصفهانيّ:" وحقيقةُ ذلك أنّ الآياتِ عند اعتبار بعضها ببعضٍ ثلاثةُ أضربٍ: محكمٌ على الإطلاق، ومتشابهٌ على الإطلاق، ومحكمٌ مِن وجهٍ متشابهٌ مِن وجهٍ " () ... إلى أنْ قال:" ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب:
ضربٌ لا سبيلَ للوقوفِ عليه، كوقتِ الساعةِ، وخروج دابّة الأرض وكيفيةُ الدابّة ونحو ذلك. وضربٌ للإنسانِ سبيلٌ إلى معرفته كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضربٌ متردّدٌ بين الأمرين يجوز أنْ يَخْتَصَّ بمعرفة حقيقته بعض الراسخينَ في العلم ويخفى على مَن دونهم " ... إلى أنْ قال:"وإذا عرفتَ هذه الجملةَ عُلِمَ أنّ الوقفَ على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} (آل عمران: من الآية7) وَوَصْلَهُ بقوله {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (آل عمران: من الآية7) جائزٌ وأنّ لكلِّ واحدٍ منهما وجهًا حسبما دلَّ عليه التفصيلُ المتقدّم ا. هـ
قلت: وهناك مِن أهل العلم مَن سلكَ طريقًا آخر في الجمع بين أقوال السلف في هذه الآية وذلك بِرَدِّ المسألةِ إلى الاختلاف في كلمة: التأويل، فمنهم مَن جعل التأويلَ بمعنى التفسير، وجعل الوقفَ على قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (آل عمران: من الآية7)، ومِنهم مَن جعلَ التأويلَ بمعنى العاقبةِ والغاية المجهولة وجعل الوقفَ على لفظ الجَلاَلَةِ في قوله {إِلاَّ اللَّهُ} (آل عمران: من الآية7) كما قرّرَ ذلكَ ابنُ تيميةَ رحمه الله وقال:" ولا منافاةَ بين القولين عند التحقيق " مجموع فتاوى ابن تيمية (3/ 55) وانظر: تفسير ابن كثير (2/ 9)(/)
سؤال عن شرح قصيدة أبى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز القارئ؟
ـ[خادم القرآن الكريم]ــــــــ[25 May 2004, 01:45 ص]ـ
ارجو المساعدة فى الحصول على مجموعة التجويد شرح قصيدة ابى مزاحم الخاقانى للدكتور عبد العزيز قارى
فمن يعرف كيف السبيل اليها على الانترنت وجزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 May 2004, 10:30 ص]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير.
وأما ما سألت عنه فأظنك تعني تحقيق الدكتور عبدالعزيز القارئ لقصيدة أبي مزاحم الخاقاني المتوفى سنة 325هـ في التجويد. وهي قصيدة رائية تبلغ أبياتها (51) بيتاً. بدأها بقوله:
أقول مقالاً معجباً لأولي الحجر = ولا فخر إن الفخر يدعو إلى الكِبرِ
أعلم في القول التلاوة عائذاً = بمولاي من شر المباهاة والفخر
وأسأله عوني على ما نويته = وحفظي في ديني إلى منتهى عمري
وأسأله عني التجاوز في غد=فما زال ذا عفو جميل وذا غفر
أيا قارئ القرآن أحسن أداءه = يضاعف لك الله الجزيل من الأجر
فما كل من يتلو الكتاب يقيمه = وما كل من في الناس يقرئهم مقري
والشيخ عبدالعزيز القارئ له عليها تعليقات وحواشٍ توضح بعض العبارات، وقد طبعت عام 1402هـ تحت الاسم الذي أشرتم إليه وهو (مجموعة التجويد (1) قصيدتان في تجويد القرآن لأبي مزاحم الخاقاني، ولعلم الدين السخاوي).ولا أعلم أنها متوفرة على الانترنت، ولعنا نبحث عنها، ويتكرم الإخوة بمساعدتكم في ذلك إن شاء الله.(/)
استفسار مهم عن عنوان د. أحمد شرشال وفقه الله؟
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[25 May 2004, 09:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات الأخوة الأكارم، أنا أقوم بالإقراء في مركز الإمام الشاطبي في اليمن صنعاء،
أرجو منكم إعطائي عنوان د. أحمد شرشال لرغبتي في مراسلته، ولم أستطع الاهتداء إلى عنوانه
وتقبلوا فائق التحية
أرجو منكم الاهتمام بالأمر،
والسلام عليكم.
أخوكم:
بشير بن حسن الحميري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 May 2004, 10:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بكم أخي الكريم بشير الحميري بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير.
وأما الدكتور أحمد شرشال الجزائري فهو يعمل حالياً - حسب علمي - في كلية الشريعة بجامعة الكويت. وقد سبق أن طرح الشيخ الكريم إبراهيم الميلي (أبو تيمية) موضوعاً أشار فيه إلى مؤلفات الشيخ في الملتقى تحت عنوان:
الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=423).
ولعله يتكرم بإجابتك على هذا السؤال لقربه من الشيخ أحمد شرشال في الكويت ومعرفته به.
ومرحباً بكم معنا مرة أخرى.(/)
التحدي الأول
ـ[سليمان داود]ــــــــ[25 May 2004, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المعجزة الأولى
أو لتحدي الأول من الله سبحانه لكل كفار مكة في بداية الدعوه: إنها سورة المسد
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)
ربما يتساءل البعض أين المعجزة؟
ويرد ف قائلا" إنها سورة تصف أول من شتم رسول الله عندما جمع الناس وأعلمهم بأنه نبي مرسل إليهم
فقال له أبو لهب تبا" لك ألهذا جمعتنا؟؟
وكان الرد من الله سبحانه وتعالى حتى يكفيه عناء الرد على عمه؟؟؟
وحتى لا يقال أن محمدا بدأ رسالته بقطيعة رحم وشتم عم فكان الرد من رب الجميع مؤمنين وكفار من الله سبحانه وتعالى ونصرة لنبيه وخير خلقه.
ويظن الكثير ولا أقول الجميع أن السورة فقط لهذا الغرض وخاصة إذا تصفحناأسباب النزول التي تفصل فيهاهذه الواقعة، واللقاء الأول أو النداء الأول للنبي عليه أفضل الصلاة والتسليم
ويسأل سائل أين الإعجاز هنا؟؟
إن الإعجاز هنا بتحدي أبا لهب وتحدي كل قريش أن تقنع أبا لهب أن يعلن إسلامه حتى لو كان نفاقا"؟؟؟
لأنه لو أعلن (إسلامه أو زوجته أم جميل) ولو كذبا لقالت قريش والعرب آنذاك: كيف ينزل قرآن بمسلم يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصفه ويتوعده هو وامرأته
لقد كان التحدي الأول والاعجاز الأول
ومن خفايا لطائف هذه السورة كأنها تبشر من ينطق بالشهادتين أنه سيكون من أهل الجنة
إنها سورة عظيمة ومعجزة ربانيه
ألا توافقوني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 May 2004, 11:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه التأملات.
وقد أعجبني موضوع له صلة بهذا دلني عليه أخي أبو مجاهد العبيدي وفقه الله، فأحببت نقله هنا، للفائدة وهذا نصه:
إسلام أكبر داعي للنصرانية فى كندا!
د. جاري ميلر
هذا أكبر داعى للنصرانية يعلن إسلامه ويتحول إلى أكبر داعية للإسلام فى كندا، كان من المبشرين الناشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس Bible ....
هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير .... لذلك يحب المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور ....
في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين النصراني .... كان يتوقع أن يجد القرآن كتاب قديم مكتوب منذ 14 قرن يتكلم عن الصحراء وما إلى ذلك ..... لكنه ذهل مما وجده فيه ..... بل واكتشف أن هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم .......
كان يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده ...... لكنه لم يجد شيئا من ذلك ...... بل الذي جعله في حيرة من أمره انه وجد أن هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد مثيل له في كتب النصارى ولا في أناجيلهم!!
ولم يجد سورة باسم عائشة أو فاطمة رضي الله عنهم.
وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط فزادت حيرة الرجل.
أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذا عليه .... ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء:
{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
يقول الدكتور ميلر عن هذه الآية: " من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى أن تثبت صحتها Falsification test...
والعجيب أن القرآن الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا."
يقول أيضا عن هذه الآية: لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد.
أيضا من الآيات التي وقف الدكتور ميلر عندها طويلا هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء:
(يُتْبَعُ)
(/)
{أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شي حي أفلا يؤمنون}
يقول: "إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973 وكان عن نظرية الانفجار الكبير وهي تنص أن الكون الموجود هو نتيجة انفجار ضخم حدث منه الكون بما فيه من سماوات وكواكب. فالرتق هو الشي المتماسك في حين أن الفتق هو الشيء المتفكك فسبحان الله."
يقول الدكتور ميلر: " الآن نأتي الى الشيء المذهل في أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والادعاء بأن الشياطين هي التي تعينه والله تعالى يقول:
{وما تنزلت به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون، إنهم عن السمع لمعزولون} [الشعراء: الآية 210 - 212]
{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} [النحل: 98]
أرأيتم؟؟ هل هذه طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب؟؟
يؤلف كتاب ثم يقول قبل أن تقرأ هذا الكتاب يجب عليك أن تتعوذ مني؟؟
إن هذه الآيات من الأمور الإعجازية في هذا الكتاب المعجز! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة.
ومن القصص التي أبهرت الدكتور ميلر ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي لهب .....
يقول الدكتور ميلر:
"هذا الرجل أبو لهب كان يكره الإسلام كرها شديدا لدرجة أنه كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم, إذا رأى الرسول يتكلم الي إناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم يسألهم ماذا قال لكم محمد؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل فهو نهار والمقصد أنه يخالف أي شيء يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويشكك الناس فيه.
وقبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن أسمها سورة المسد , هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب إلى النار , أي بمعنى آخر أن أبو لهب لن يدخل الإسلام.
وخلال عشر سنوات كاملة كل ما كان على أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول "محمد يقول أني لن أسلم و سوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الاسلام وأصبح مسلما!! , الآن مارأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا؟ هل الوحي الذي يأتيه وحي إلهي؟ "
لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماما رغم أن كل أفعاله كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر.يعني القصة كأنها تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت تكرهني وتريد أن تنهيني , حسنا لديك الفرصة أن تنقض كلامي!
لكنه لم يفعل خلال عشر سنوات كاملة!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام!!
عشر سنوات كانت لديه الفرصة أن يهدم الاسلام بدقيقة واحدة! ولكن لأن الكلام هذا ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي ممن يعلم الغيب ويعلم أن أبا لهب لن يسلم.
كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحيا من الله؟؟
كيف يكون واثقا خلال عشر سنوات كاملة أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحيا من الله؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا معنى واحد هذا وحي من الله.
{تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد}
يقول الدكتور ميلر عن آية أبهرته لاعجازها الغيبي:
من المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لايمكن أن يتنبأ بها الإنسان وهي خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو Falsification tests أو مبدأ إيجاد الأخطاء حتى تتبين صحة الشيء المراد اختباره وهنا سوف نرى ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى.
القرآن يقول أن اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر فأشد الناس عداوة للملسلمين هم اليهود.
ويكمل الدكتور ميلر:
أن هذا يعتبر تحدي عظيم ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الاسلام بأمر بسيط ألا وهو أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها:
ها نحن نعاملكم معاملة طيبة والقرآن يقول أننا أشد الناس عداوة لكم , إذن القرآن خطأ! , ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة!! ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي يعلم الغيب وليس إنسان.
يكمل الدكتور ميلر:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل رأيتم أن الآية التي تتكلم عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدي للعقول!!
{لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون، وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين، وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين} [المائدة: 82 - 84]
وعموما هذة الآية تنطبق على الد كتور ميلر حيث أنه من النصارى الذي عندما علم الحق آمن و دخل الإسلام وأصبح داعية له ...
وفقه الله
يكمل الدكتور ميلر عن أسلوب فريد في القرآن أذهله لإعجازه:
بدون أدنى شك يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي مكان آخر , وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة ويقول لك: لم تكن تعلمها من قبل.
مثل:
{ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون} [سورة آل عمران: آية 44]
{تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين} [سورة هود: آية 49]
{ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون} [سورة يوسف: آية 102]
يكمل الدكتور ميلر:
لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب , كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التي تخبرك من أين أتت هذه المعلومات , على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف) عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الأبناء وأسماءهم فلان وفلان .. الخ.
ولكن هذا الكتاب (الإنجيل المحرف) دائما يخبرك إذا كنت تريد المزيد من المعلومات يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلاني أوالكتاب الفلاني لأن هذه المعلومات أتت منه.
يكمل الدكتور جاري ميلر:
بعكس القرآن الذي يمد القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة!! بل ويطلب منك أن تتأكد منها إن كنت مترددا في صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر!!. والمذهل في الأمر هو أهل مكة في ذلك الوقت -أي وقت نزول هذه الآيات - ومرة بعد مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه ,, بالرغم من ذلك لم يقولوا: هذا ليس جديدا بل نحن نعرفه , أبدا لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا: نحن نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات , ايضا لم يحدث مثل هذا , ولكن الذي حدث أن أحدا لم يجرؤ على تكذيبه أو الرد عليه لأنها فعلا معلومات جديدة كليا!!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل"
جزاك الله خيرا يا دكتور ميلر على هذا التدبر الجميل لكتاب الله في زمن قل فيه التدبر.
المصدر موقع إسلامنا ( http://www.islamna.org/ta2bon03.htm)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[25 May 2004, 02:55 م]ـ
آه لو تسمعه يتحدث يا شيخ عبد الرحمن. . فهو خطيب مفوه ندر أن يجود الزمان بمثله لا يغلبه أحد في الحجة و الإقناع.
د. جاري ميلر من أبطال الدعوة في كندا بل و أمريكا أيضاً.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[25 May 2004, 08:50 م]ـ
أشكرك دكتور عبد الرحمن
وانني مندهش ومعجب من هذا المسلم والداعيه الكبير ميلر
ومانقلته من أقواله
وقد جعلت من مشاركتي البسيطه بهذه الاضافة موضوعا" أجمل
لكن السؤال دكتور لماذا لاندع الموضوع الجديد لمدة أسبوع على الأقل لتعم الفائدة أكثر
وهو مجرد اقتراح
وبعدها يتم تنزيله من الشريط
مار أيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2004, 01:56 ص]ـ
جزاكما الله خيراً على التعقيب.
أخي سليمان: بقاء الموضوع في شريط آخر عشر مشاركات أمر آلي بحت. والمشاركات كثيرة ومتجددة، فيقل بقاءها في الشريط لهذا السبب.
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[26 May 2004, 09:06 ص]ـ
اسمحوا لي هنا أن أسجل رؤية أخرى تتلخص فيما يلي:
- إني فعلا أرى إعجازا إلهيا في سورة المسد حيث مات أبولهب ولم يدخل الإسلام، لكني لا أرى فيه تحديا لأبي لهب بأنه لن يكون بمقدوره أن يسلم، فالإعجاز يكمن فيما أخبرنا به القرآن ضمنا من أن أبا لهب لن يسلم، وهذا ما حدث فعلا فقد مات كافرا معاندا، ولا أرى والله أعلم أي وجه للتحدي - صراحة أو ضمنا - بأن أبا لهب في حياته لن يكون بمقدوره أن يدخل في الإسلام
- لا أرى أي دلالة على أن كل من يشهد أن لا إله إلا الله (الآن) سيدخل الجنة، لأن الخاتمة لا يعلمها إلا الله، وكلنا مضطرون لأن نسأل الله سبحانه دائما معافاته وحسن الختام
- كذلك لا نستطيع تحدي اليهود بأنهم لن يستطيعوا موادة المسلمين، فكم من يهودي ود المؤمنين وفاضت عيناه بالدمع ودخل في الإسلام، وكم من نصراني عكس ذلك تماما حارب الله ورسوله وحاد المؤمنين وعاداهم.
- كل ما يمكن أن يمكن أن نفهمه - والله أعلم - من قوله تعالى:"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .... " أن هذا شأن اليهود عموما وهذا لايتناقض مع مايمكن أن يشذ في بعض الحالات ولو كثرت
هذا ما يبدو لي والموضوع مطروح للتداول فالعلم ينمو بالمذاكرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[26 May 2004, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم أخي العزيز
الحمدلله أنك أجبت بنفسك عن سؤالك
فالموضوع يتكلم عن العموم وليس عن حالات فرديه
عندما قال رب العالمين
:"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ...
هنا تكلم عن عموم اليهود والمشركين وليس عن حالات فرديه
فكلام الداعيه ميلر هو من القرآن وليس من بنات أفكاره كما يظن البعض
جزاه الله عنا وعن الاسلام كل خير وكثر من أمثاله
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[26 May 2004, 12:16 م]ـ
السلام عليكم أخي العزيز
فعلا لقد أجبت عن نفسي
لكن لم ألق الإجابة عن بقية تساؤلي
هل سورة المسد وآية:"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ...
هل هما لتحدي أبي لهب بأنه ليس بمقدوره الإيمان؟ وأن اليهود بعمومهم ليس بمقدورهم أن يوادوا المؤمنين؟
وفي الوقت نفسه نرى عموم النصارى يحادون الله ورسوله والمؤمنين ويعادونهم - الآن وعبر التاريخ بحروبهم الصليبية؟؟
كل ذلك يعطي مؤشرا بأن الاتجاه في فهم الآيات بهذا الشكل لا يسلم به
ثم لم يكن الداعيه ميلر ليدعي بأن استنباطاته ومافهمه من الآيات قطعية الدلالة أو أنها منصوص عليها في القرآن كما يظن البعض
وفقنا الله وإياكم والداعية ميلر لما فيه الخير
ابلاغ المشرف |
ـ[سليمان داود]ــــــــ[31 May 2004, 11:10 م]ـ
أشكر تعقيبك أخي معاذ
والموضوع ليس كما تظن
بل ان الله الذي يحيط بكل شئ علما يعلم أن أبا لهب لن يؤمن
ويعلم أن اليهود والذين أشركوا (النصارى) هم أشد عداوة للمسلمين
هو يعلم ذلك لأنه عالم الغيب والشهادة
ولا يعني أنه منعهم من الايمان
فالله سبحانه وتعالى خلق الانس والجن ليعبدوه وأعطاهم حرية الاختيار بين الحق والباطل
ولو شاء الله لآمن من في الأرض جميعا
إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (الشعراء4)(/)
الأوليات فى نبأ ابن آدم
ـ[دكتور محمد عبداللطيف]ــــــــ[25 May 2004, 11:39 ص]ـ
ذكر المفسرون أوليات كثيرة مرتبطة بنبأ ابنى آدم، وهذه الأوليات تحتاج إلى تحقيق ليتبين المقبول منها من المردود، فما هى القاعدة التى يمكن الاستناد إليها فى ذلك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 May 2004, 02:00 م]ـ
الدكتور محمد حفظه الله
ليتك ذكرت هذه الأوليات إن كانت متيسرة، ولك جزيل الشكر.(/)
الأبحاث الصوتية ... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[25 May 2004, 04:14 م]ـ
الأبحاث الصوتية ... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
الهُتَافُ الصَّوْتُ بالدُّعَاء
ِ
التَّهْيِيتُ الصَّوْتُ بالإنْسَان كأَنْ تَقُولَ له: يَا هَيَاهُ، وُينشَدُ قَوْلُ الرّاجِزِ:
قَدْ رَابَني أَنَّ الكَرِيَّ أسْكَتَا لَوْ كَانَ مَعْنِيّاً بِنَا لَهَيَّتَا
الجَخجَخَةُ الصُّياحُ بالنّداء
ِ
وفي الحَدِيثِ: (إذا أرَدْتَ العِزَّ فَجَخْجِخْ في جُشَم)
الجَأْجَأَةُ الصَّوْتُ بالإبِلِ لدُعَائِهَا إلى الشُّرْبِ وكَذَلِكَ الإهَابَة
ُ
الهَأْهَأَةُ الدَعاءُ بِهَا إلى العَلَف
ِ
الإبْسَاسُ الدُّعاءُ بِهَا إلى الحَلْب
ِ
السَّأسَأةُ دُعاءُ الحِمَار
ِ
الإِشْلاءُ دُعاءُ الكَلْب
الدَّجْدَجَةُ دُعَاءُ الدَّجَاجَةِ.(/)
حكم قراءة البسملة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 May 2004, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اتفق العلماء على أن البسملة آية من آيات القرآن الكريم واختلفوا في حكمها بعد ذلك هل هي آية من كل سورة وردت في أولها؟ أم هي آية من سورة النمل فقط؟ أم هي آية في أول سورة الفاتحة؟
قال عاصم وقالون الكسائي وابن كثير: بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا سورة براءة , وقال حمزة: بعد قراءتها بين السورتين: وسئل نافع عن قراءة البسملة في أول سورة الفاتحة فأمر بها وقال: أشهد أنها آية من السبع المثاني وأن الله أنزلها.
واستدل القائلون بقراءة البسملة بين كل سورتين ما عدا براءة بما روي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم انقضاء السورة حتى تنزل (بسم الله الرحمن الرحيم)
كما استدلوا على ما ذهبوا إليه بثبوتها في المصحف بين جميع السور ما عدا سورة براءة.
واستدل القائل بعد قراءة البسملة بين السورتين بما يأتي:
أولا: يقول ابن مسعود رضي الله عنه كنا نكتب باسمك اللهم فلما نزلت (بسم الله مجريها) (هود 41)
كتبنا: (بسم الله) فلما نزل قوله تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياًّ مَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى) (الإسراء 110)
كتبنا: (بسم الله الرحمن الرحيم) فلما نزلت آية النمل (إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم) (النمل 30). كتبناها
فهذا دليل على أنها لم تنزل في أول كل سورة من السور.
ثانيا: واستدل القائل ثانياً بعدم قراءة البسملة بأن كل سورتين كآيتين في عدم البسملة وقد جاز الوصل بين آيتين فكذلك السورتان ويكفي بسملة الفاتحة.
أما ورش وأبوعمرو وابن عامر فقد قالوا: إن القارئ مخير بين السكت والوصل.
أما الوصل: فقد استدلوا على جوازه بما استدل به القائلون بالسكت بين السورتين.
وأما السكت: فإن آخر السورة الأولى وأول السورة الثانية آيتان وسورتان وفيه إشعار بالإنفصال لكنهم رجحوا واستحسنوا السكت في أربع سور وهن ما أوله لا , وذلك ما جاء في قوله تعالى: في آخر سورة المدثر (هو أهل التقوى وأهل المغفرة)
ذكر بعدها مباشرة قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) (القيامة 1)
وكرهوا ذكر لا بعد ذكر الجنة في مثل قوله تعالى: في آخر سورة الفجر (فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
ذكر بعدها مباشرة (لا أقسم بهذا البلد) (البلد 1)
وكرهوا الوصل بين قوله تعالى (يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله) (الانفطار 19) , وبين قوله (ويل للمطففين) (المطففين 1)
كما كرهوا الوصل بيم قوله (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (العصر 3) وبين قوله (ويل لكل همزة لمزة) (الهمزة 1)
والكراهة إنما هي للتلاصق لا للبس وأما السكت فلحصول الفصل الدافع للتوهم.
واتفق جميع العلماء على عدم البسملة وصلاً وابتداء بين سورتي الأنفال وبراءة لأن البسملة أمان وبراءة ليس فيها أما لنزولها بالسيف أو لأن قصة إحدى السورتين شبيهة بقصة الأخرى وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البيان فظن وحدتهما.
وهذا القول مردود , لأن السرول صلى الله عليه وسلم لا يجوز له أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة , كما قال علماء أصول الفقه , وخاصة فيما يتعلق بالقرآن الكريم.
والصحيح ما ذكر السيوطي في كتابه الإتقان أن التسمية لم تكن فيها , لأن جبريل لم ينزل بها.
وقد اتفق القراء على الإتيان بالبسملة في أول سورة ما عدا سورة براءة أما أجزاء السور في غير براءة فالقارئ مخير فيها بين الإتيان والترك.
وقال: وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير براءة , لأم أكثر العلماء نص على أنها آية فإذا أخل بها القاريء كان تاركاً لبعض الختمة عند الأكثرين وإذا قرأ من أثناء السورة استحب له ذلك أيضاً.
وبعد أن ذكرنا آراء علماء القراءات في حكم البسملة , نذكر الآن رأي الفقهاء في حكم البسملة هل هي آية من سورة النمل فقط؟ أن آية من الفاتحة؟ أم آية من القرآن الكريم؟
ونذكر آراء الفقهاء وأدلتهم وما يترتب على هذا الخلاف من أثار فقهية مستعينين بالله تعالى في بيا هذا الخلاف:
آراء الفقهاء في حكم البسملة
(يُتْبَعُ)
(/)
رأي أي حنيفة: يرى الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه أن البسملة آية تامة من القرآن الكريم أنزلت للفصل بين السور وليست آية من الفاتحة.
رأي مالك: ويرى الإمام مالك رضي الله عنه أن البسملة ليسة آية من الفاتحة ولا من شيء من سور القرآن.
رأي الشافعية والحنابلة: ويرى الشافعية والحنابلة رضي الله عنهما أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة.
دليل الحنفية: واستدا الحنفية على ما ذهبوا إليه بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فضل السورة , وأنها قد انتهت حتى ينزل عليه (بسم الله الرحمن الرحيم) واستدلوا بالأحاديث الواردة التي تدل على عدم قراءة البسملة في الصلاة الجهرية قبل قراءة الفاتحة وحكموا بأن البسملة آية من سورة النمل وهي آية من القرآن الكريم وليست آية من الفاتحة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وكثيراً من أصحابه رضي الله عنهم كانوا لا يجهرون بالبسملة أثناء صلاتهم.
كما قالوا: إن كتابة البسملة في المصحف يدل على أنها من القرآن ولكن هذا لا يدل على أنها آية من كل سورة واستدلوا على قرآنيتها بتنزيلها.
وقالوا: إن مجرد تنزيل البسملة يستلزم قرآنيتها.
وقال الجصاص في كتابه أحكام وهو حنفي المذهب: وقد اختلف العلماء في البسملة أهي آية من الفاتحة أم لا؟ فعدها قراء الكوفة آية منها ولم يعدها قراء البصريين.
وقال: وحكي شيخنا أبوالحسن الكرخي عدم الجهر بها وهذا يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة ومذهب أصحابنا أنها ليست بآية من أوائل السور لترك الجهر بها ولأنها إذا لم تكن من فاتحة الكتاب فكذلك حكمها في غيرها.
ثم يقول: ومما يدل على أنها ليست من أوائل السور ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سورة في القرآن ثلاثون آية شفهت لصاحبها حتى غفر له (تبارك الذي بيده الملك) , وقال الترمذي هذا حديث حسن.
ولو كانت البسملة آية من سورة الملك لكانت ‘حدى وثلاثين آية وهذا يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنه عد السورة ثلاثين آية فقط يدل على أن البسملة ليسة آية من الفاتحة أو من أوائل السور , إجماع القراء والفقهاء على أن سورة الكوثر ثلاث آيات ولو كانت البسملة آية منها لكان عدد آياتها أربع آيات لا ثلاث.
وعلى هذا القول تكون البسملة عند الحنفية ليست من الفاتحة ولا من أوائل السور وإنما جيء بها للفصل بين السور فقط وهي آية من القرآن الكريم فقط.
دليل المالكية: واستدل المالكية على ما ذهبوا إليه بأن البسملة ليست آية من الفاتحة ولا من القرآن وإنما جيء بها للتبرك فقط بالأدلة الآية: استدلوا بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون (بالحمد لله رب العالمين)
وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قمتُ وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كانن لا يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) إذا افتتح الصلاة.
وفي هذا الحديث دليل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة أو من القرآن الكريم لأنها لو كانت من الفاتحة أو القرآن لسمعها الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن ثبت أن أبابكر وعمر وعثمان كانوا لا يقرءون البسملة فإن هذا يدل على عدم ثبوتها آية من الفاتح أو القرآن كما استدلوا أيضاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل , فإن قال العبد (الحمد لله رب العالمين) قال الله تعالي: حمدني عبدي. وإذا قال العبد (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى علي عبدي. وإذا قال العبد (مالك يوم الدين) قال الله تعالى: مجدني عبدي. فإذا قال (إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال (إهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغصوب عليهم ولا الضالين) قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
ووجه الدلالة من هذا: أن قوله عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي , يريد بالصلاة هنا: الفاتحة وسماها صلاة لأن الصلاة لا تصح إلا بالفاتحة فلو كانت البسملة آية من الفاتحة لذكرت في هذا الحديث القدسي الشريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
واستدل المالكية أيضا بقولهم: لو كانت البسملة آية من الفاتحة لكان هناك تكرار في (الرحمن الرحيم) في وصفين: واصبحت السورة هذكا (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم) وذلك مخل ببلاغة النظم الكريم.
كما استدلوا أيضا بقولهم: إن كتابة البسملة في أوائل السور وإنما هو للتبرك: ولامتثال الأمر بطلبها والبدء بها في أوائل الأمور وهي وإن تواترت كتابتها في أوائل السور فلم يتواتر كونها قرآناً فيها.
ويقول ابن العربي: ويكفيك أنها ليست من القرآن إختلاف الناس الناس فيها والقرآن لا يختلف فيه والأخبار الصحاح التي اتفق عليها العلماء ولم يَرِد عليها طعن تدل على أن البسملة لسيت آية من الفاتحة ولا غيرها إلا في النمل وحدها.
ثم يقول: إن مذهبنا يترجح في ذلك بوجه عظيم وهو المهقول وذلك أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة انقضت عليه العصور , ومرت عليه الأزمنة والدهور , من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زمان الإمام مالك رضي الله عنه ولم يقرأ فيه أحد قد (بسم الله الرحمن الرحيم) إتباعاً للسنة.
بيد أن أصحابنا استحبوا قراءتها في النفل , وعليه تحمل الآثار الواردة في قراءتها.
دليل الشافعية والحنابلة: استدل الشافعية والحنابلة على أن البسملة آية من الفاتحة بما يأتي: عن قتادة رضي الله عنه قال: سئل أنس كيف كانت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام فقال: كانت مدا ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.
وهذا الحديث يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمد قراءته في البسملة وقد استدل بهذا الحديث القابلون بقراءة البسملة في الصلاة , لأن كون قراءته على الصفة التي وصفها أنس تستلزم سماع أنس لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ذكره أنس يدل على مطلق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارجها.
واستدلوا أيضا بما روته السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) (الحمد لله رب العالمين) وعد السبملة آية من الفاتحة.
كما أن الصحابة رضوان الله عليه أجمعين أثبتوا البسملة فيما جمعوا من القرآن وكتبوها في الصمحف من غير أن ينكر عليهم أحد صنيعهم فدل ذلك على أن البسملة آية من الفاتحة.
المناقشة
يتضح لنا مما ذكرناه من أدلة الفقهاء أن كل واحد منهم حاول أم يؤكد رأيه بما ذكره من أدلة فيرى أبوحنيفة فيما ذهب إليه أن البسملة آية من القرآن الكريم وقال الشافعية والحنابلة أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة أنا الإمام مالك رضي الله عنه فقد قال: إن البسملة ليسة آية من الفاتحة أو من القرآن ما عدا ما جاء في سورة النمل.
ونرى من أدلة الفقهاء التي ذكرنا بعضاً منها أن رأي المالكية قد جانب الصواب وقولهم يحتاج إلى نظر إذ ليس بلازم أن يقال في كل آية أنها قرآن ويتواتر ذلك بل يكفي أن يقرأها الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر الكتبة بكتابتها في المصحف ويتواتر ذلك عنه.
وقد أجمعت الأمة الإسلامية على أن جميع ما في المصحف الشريف , من القرآن الكريم وصار ذلك إجماعاً منهم على أن البسملة آيم من القرآن ونرى المالكية قد استدلوا بحديث أنس بن مالك الذي ذكر فيه أنه صلى خلف الرسول صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وكانوا جمعياً يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين ونلاحظ أن أبابكر كان من بين الصحابة الذين لا يقرؤن البسملة وكذا عثمان.
وقد جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه وكانت البسملة فيه ثم نسخ المصحف في عهد سيدنا عثمان وكتبت البسملة في أول الفاتحة وأول كل سورة ولم ينكر عثمان كتابت البسملة في المصحف الشريف.
أما الأحاديث الواردة بعدم سماع الصحابة لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأحاديث الواردة المؤكدة لسماع الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم أثناء البسملة.
فإننا نرى أن مَن أثبت السبملة لسماعه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء القراءة فهذا محمول على قرب هذا الصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء القراءة فهذا محمول عبى قرب هذا الصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أما من لم يسمع منه البسملة فقد كان ذلك لبعده عنه أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها سرا أو كان يقؤها بصوت مرتفع.
والصحابة لم يسمعوها لأنهم كانوا مشغولين , بالنية والتكبير.
ما يترتب على هذا الخلاف من أثار فقهية
لقد رأينا أن الفقهاء اختلفوا في حكم البسملة هلة هي آية من الفاتحة؟ أو من كل سور؟ أو ليست من القرآن؟
وقد ذكرنا أدلة كل فريق من هؤلاء ورأينا أن الباعث على اختلافهم هو تعارض الآثاؤ الواردة في هذا والذي يترتب على هذا الخلاف أن من جعل البسملة آية من القرآن ولم يجعلها من الفاتحة على وجه الخصوص لم يوجب قراءتها في الصلاة , وإنما تقرأ على سبيل الإستحباب فقط وهذا مذهب الحنفية.
أما من يرى أن البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة من سور القرآن الكريم فإنه أوجب قراءة البسملة في الصلاة عند قراءة الفاتحة وهذا هو مذهب الشافعي وأحمد
وعلىذلك فإن الصلاة لا تبطل بسبب ترك البسملة إلا عند الشافعي وأحمد رضي الله عنهما.
أما مالك وأبوحنيفة فلا تبطل الصلاة عندهما بسب ترك البسملة.
الترجيح
والأرجح في هذه المسألة هو القول بقرآينة البسملة وأنها من القرآن الكريم بقطع النظر عن كونها آية من الفاتحة أو آية من كل سورة وأن القول بعدم قرآنية البسملة قول باطل.
كما أن القول بعد تواتر البسملة ممنوع لأن بعض القراء أثبتها ضمن القراءات المتواترة ولا يجوز إنكارها.
كما أن الاختلاف لا يستلزم عدم التواتر.
وعلى هذا تكون قراءة البسملة في أثناء الصلاة إنما هي على سبيل الندب لا على سبيل الوجوب قطعاً للنزاع.
من كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي. تأليف الدكتور صبري عبدالرّءوف محمد عبدالقوي ص179 - 190
أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد البرادعى]ــــــــ[14 Feb 2009, 01:09 ص]ـ
-------------------
سؤال هام خاص بالموضوع
هناك بعض الناس من ينكرون علينا ان نسر بالبسملة فى الصلاة عملا بهدى النبى صلى الله عليه وسلم , الثابت عنه انه كان يسر احيانا ويجهر احيانا وكان غالب فعله الاسرار , فقيولون ان الامر لا يرجع الى علم الحديث ولكنه يرجع علم القراءات.
افيدونا فى ذلك ........
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[14 Feb 2009, 02:34 ص]ـ
الترجيح
والأرجح في هذه المسألة هو القول بقرآينة البسملة وأنها من القرآن الكريم بقطع النظر عن كونها آية من الفاتحة أو آية من كل سورة وأن القول بعدم قرآنية البسملة قول باطل.
كما أن القول بعد تواتر البسملة ممنوع لأن بعض القراء أثبتها ضمن القراءات المتواترة ولا يجوز إنكارها.
كما أن الاختلاف لا يستلزم عدم التواتر.
وعلى هذا تكون قراءة البسملة في أثناء الصلاة إنما هي على سبيل الندب لا على سبيل الوجوب قطعاً للنزاع.
من كتاب أثر القراءات في الفقه الإسلامي. تأليف الدكتور صبري عبدالرّءوف محمد عبدالقوي ص179 - 190
أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي
السلام عليكم
هناك من القراء من لا يثبتون البسملة وهم ليسوا بالقلة يدل علي عدم قرآنيتها.
وكذا عدم جهر الخلفاء الأربعة بها في الصلاة دالة علي ذلك، ولو كانت آية مثل الآيات الأخري لجهروا بها. وقولكم ((فإننا نرى أن مَن أثبت السبملة لسماعه الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء القراءة فهذا محمول على قرب هذا الصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء القراءة فهذا محمول عبى قرب هذا الصحابي من الرسول صلى الله عليه وسلم أما من لم يسمع منه البسملة فقد كان ذلك لبعده عنه أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها سرا أو كان يقؤها بصوت مرتفع.
والصحابة لم يسمعوها لأنهم كانوا مشغولين , بالنية والتكبير.)))
وهل هؤلاء الخلفاء لم يكونوا قريبين من الرسول صلي الله عليه وسلم ولو مرة؟
وقولكم ((والصحابة لم يسمعوها لأنهم كانوا مشغولين , بالنية والتكبير)) ألم تكن للرسول صلي الله عليه وسلم أنشغال بالنية والتكبير؟ ألم يكونوا يسرعون بالتكبير خلفه صلي الله عليه وسلم ويعدون أن التخلف عند التكبير من المصائب؟
فهذا التعليل ـ من وجهة نظري ـ لا يستقيم
وكذا حذفها من أول براءة كاف علي عدم قرآنيتها.
لأن علة عدم ثبوت البسملة الأولي: أنها نزلت بالسيف ..
والثانية ما ذكرتموه في قولكم (واتفق جميع العلماء على عدم البسملة وصلاً وابتداء بين سورتي الأنفال وبراءة لأن البسملة أمان وبراءة ليس فيها أما لنزولها بالسيف أو لأن قصة إحدى السورتين شبيهة بقصة الأخرى وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البيان فظن وحدتهما.
وهذا القول مردود , لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز له أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة , كما قال علماء أصول الفقه , وخاصة فيما يتعلق بالقرآن الكريم.))
فعلا كلا الأمرين ليست آية. وإنما هي للتبرك كما ثبت ذلك عند كثير من القراء. والله أعلم
والسلام عليكم(/)
عندما طلب موسى عليه السلام رؤية ربه
ـ[سليمان داود]ــــــــ[25 May 2004, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تقرأ قصص الأنبياء تجد فيها العبر العظيمه، والتعاليم القويمه والنصيحة السليمه لكن عقولنا أحيانا تصاب بالعقم لأننا لم نؤتى من العلم الا قليلا فيدور حوار بينك وبين نفسك لماذا هذا ولماذا ذاك ولست أدري أهو خيرا" وتدبر أم تكلف وفتنه اللهم أجرنا من أن نفتن في ديننا
والذي مر معنا كما تعلموا من خلال قصص الأنبياء وأخص بالذكر هنا قصة موسى عليه السلام أنه تعرض للخوف أكثر من مره فبعد أن قتل رجلا أصابه الخوف كما هو وارد في الآية التاليه
فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ (القصص18)
والمرة الثانيه التي خاف فيها موسى يوم رمى السحرة بحبالهم وعصيهم وانظروا (طه 67)
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى
* اذا" كان موسى كأي انسان يتعرض للخوف والذي لفت انتباهي الآية التاليه
(طه68) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى
بعد هذه الكلمة من الله (قلنا لاتخف) نزع الخوف من قلب موسى بكلمة قلنا من الله سبحانه وتعالى
ولهذا السبب تجرأ موسى عليه السلام وطلب الرؤيه
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف 143)
وهنا سبحانه وتعالى لم يؤاخذه على طلبه لأنه هو الذي نزع منه الخوف وتجلى ربه للجبل حتى أن الله سبحانه لم يلمه على الطلب ولو بسؤال كما سأل ابراهيم عندما قال له أولم تؤمن
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقره 260)
وللأمانه فقد بحثت بالمراجع التي أمتلكها فلم أجد ما يهديني الى هذه المسأله
ولأن الزاد قليل من العلم فقد توجهت بسؤال الى الأستاذ محمد اسماعيل عتوك بهذا الخصوص جزاه الله خيرا
ولتعم الفائدة أحببت أن أضيف الحوار الذي دار بيننا وسأقدم لكم السؤال والجواب لزيادة الايضاح للمسأله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
أستاذ نا الكبير حفظك الله لنا ذخرا" ومرجعا فقد قرأت لك وسمعت عنك الكثير وهناك أمر يؤرقني في كتاب الله الكريم المحكم وتساؤل لم أجد له جواب بحثت في أغلب التفاسير التي أمتلكها لكن للأسف لم أجد الجواب الشافي لذلك أتمنى أن تساعدني كي لا أجتهد وأنا لست من المؤهلين لهذا الاجتهاد
فأنا مجرد طالب علم يعشق هندسة البيان المحكم في كتاب الله الكريم
قال تعالى:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
الذي ألاحظه هنا أن ابراهيم عليه السلام وهو من هو بالنسبة الى الله (خليل الرحمن) عندما طلب من الله رؤية احياء الموتى أجابه الله بتساؤل: أولم تؤمن؟؟؟؟؟؟
والله يعلم السر وأخفى، لكن سؤال الله كان بمثابة لوم لطيف من الله اللطيف الخبير
والسؤال ليس هنا السؤال بعد هذه الآيه
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ
السؤال على الشكل التالي:
لماذا لم يؤاخذه الله على الطلب ولم يلمه أو يؤنبه بالرغم أنه أعظم من طلب ابراهيم عليه السلام
والعامه يقولون موسى مدلل؟؟
واليهود شعب الله المختار؟
ولاتؤاخذني أنني نقلت مايقوله من لايعلمون
اذا" هل موسى عليه السلام أكبر قيمة عند الله من ابراهيم، وأنا أعلم العكس وأعتقد أنك توافقني الرأي
أذا" لماذا أجابه الله بدون أي مقدمات وتجلى سبحانه للجبل فجعله دكا وطلب من موسى رحمة منه أن ينظر للجبل فسعق موسى من رؤية الجبل بعد التجلي
والسؤال الثاني:
ماهذه الجرأه التي جعلت موسى يطلب طلبا" لم يطلبه أحدا" من السابقين وتبعه جرأة بني اسرائيل عندما طلبوا أن يروا الله جهرة
وأنا أشكرك لسعة صدرك ولا تلمني أن كان سؤالي فيه جرأة أو قلة أدب علميه
فأنا مجرد طالب علم بسيط
وسأنتظر ردك بفارغ الصبر
وجزاكم الله خير الجزاء وزادك علما وصحة
سليمان داود الضاحي
وقد أجابني الأستاذ الفاضل بالجواب التالي _____
وعليكم السلام يا أخ سليمان الضاحي ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
إن ما تسأل عنه لا ضير فيه أبدًا، وهو سؤال مشروع، وأرجو من الله تعالى أن
يوفقني في الإجابة عنه0
أولاً- أما عن قول الله تعالى: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أرني كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
فهو استفهام يراد منه التقرير، والإنكار0
أما التقرير فهو فالمراد منه حمل إبراهيم- عليه السلام- على الإقرار بقدرة الله تعالى على الإحياء0 ودليله قوله في الجواب: (بلى) 00 وأما الإنكار فالمراد منه نفي احتمال وقوع الشك في إيمان إبراهيم- عليه السلام- لما في سؤاله (أرني كيف تحيي الموتى) من إثارة وقوع ذلك الاحتمال في ذهن السامع0 ودليله قول إبراهيم- عليه السلام-: {ولكن ليطمئن قلبي} 0
وبيان ذلك أن سؤال إبراهيم- عليه السلام- بهذه الصيغة (أرني؟) يحتمل أمرين:
أحدهما: السؤال عن كيفية الإحياء0 وهذا هو الظاهر.
والثاني: أن يراد به إظهار عجز المسئول.
ومثاله: أن يدعي مدَّع أنه قادر على حمل ثقل من الأثقال، وأنت جازم بعجزه، فتقول له: أرني كيف تحمل هذا؟
فلما كانت هذه الصيغة قد يعرض لها هذا الاحتمال من الفهم، الذي أحاط علم الله تعالى بأن إبراهيم- عليه السلام- مبرَّأ منه، جيءَ بالواو بعد الهمزة، لنفي هذا الاحتمال، ولتنبيه إبراهيم- عليه السلام- إلى ذلك0، وإنكارًا على السامع من وقوع ذلك الاحتمال في ذهنه، فيشك في إيمان إبراهبم0 وما قول إبراهيم- عليه السلام- في الجواب بعد قوله (بلى): {ولكن ليطمئن قلبي} إلا ليدفع بذلك عن نفسه الوقوع في ذلك الاحتمال، وأنه ما كان يقصد من سؤاله إلا السؤال عن كيفية الإحياء ... ولا يشترط في الإيمان الإحاطة بصورتها.
ونظير هذا: أن يقول القائل: كيف يحكم زيد في الناس؟ فهو لا يشك أنه يحكم فيهم، ولكنه يسأل عن كيفية حكمه، لا عن ثبوته0 وهذا لا غبار عليه، لجوازه! ومع ذلك فقد خفي على جمهور المفسرين، حتى الكبار منهم.
ثانيًا- أما قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي َنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ
انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الآية سيقت مساق الامتنان على موسى عليه السلام، باصطفاء الله تعالى له، وتخصيصه إياه بتكليمه0 وهذا ما بينه الله تعالى له في الآية التالية حيث يقول: {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين}.
وتخبرنا الآية الكريمة السابقة أن موسى عليه السلام، لما سمع كلام الله تعالى، أحب أن ينظر إليه- وهذا شأن كل محب مع من يحب- فسأل ربه ذلك بقوله: {رب أرني أنظر إليك}، فأعلمه سبحانه وتعالى بأنه لن يقدر على رؤيته؛ لأن رؤيته جل ثناؤه في الدنيا لا يطيقها أحد من خلقه، بخلاف الآخرة فإن رؤيته تعالى فيها جائزة- خلافًا للمعتزلة- بنص قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ... ولهذا أمره الله تعالى أن ينظر إلى الجبل؛ ليتحقق من ذلك، فحصل ما حصل، كما أخبرت عنه بقية الآية الكريمة.
ويفهم مما تقدم أن رؤية الله تعالى- للمؤمنين فقط- في الدنيا جائزة عقلاً، كما هي جائزة شرعًا في الآخرة0 ولكنها في الدنيا ممتنعة للسبب الذي ذكره الله تعالى، بدليل أن الجبل لم يطق النظر إلى الله تعالى، لما تجلى له، فكيف يطيقها
الإنسان؟ وكأن الله تعالى قال لموسى: لا تطلب النظر إليَّ، ولكن عليك بطلب آخر؛ وهو أن تنظر إلى الجبل.
ومن أقوى الأدلة على أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة عقلاً قول موسى عليه السلام: {رب أرني أنظر إليك}؛ لأن موسى عليه السلام لا يخفى عليه الجائز، والمستحيل في حق الله تعالى.
فإذا ثبت أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة عقلاً، وممتنعة شرعًا، وأن موسى عليه السلام لم يطلب مستحيلاً، فلمَ يؤاخذه الله تعالى على طلب الرؤية، أو يلمه، أو يؤنبه؟
وبهذا ينكشف الإشكال، ويتجلى الأمر لمن أراد الهداية0 وهذا من فضل الله تعالى ومنِّه وتعليمه0 أسأله تعالى أن يكون جوابًا شافيًا0 والحمد لله على منه وفضله.
وفي الختام أود أن أقول لك يا أخ سليمان: إنني لست بشيخ بالمعنى الذي تفهمه أنت، ولست من علماء التفسير0 فما أنا إلا رجل بسيط، وهبني الله تعالى القليل من علمه، وهداني إلى بيان أسرار بعض كلامه، وقد أخطىء، وقد أصيب0 ولهذا لا تأخذ جوابي هذا على أنه الجواب الذي لا جواب غيره00 ولك الشكر على حسن ظنك بي.
والسلام عليك وعلى كل أخ همه طلب العلم والمعرفة بكتاب الله تعالى
...
ـ[سليمان داود]ــــــــ[27 May 2004, 11:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا العزيز لايزال في النفس شئ من (قلنا)
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى طه 68
أعتقد أن هذا القول جعل موسى لا يخاف
فانعدم الخوف من قلب موسى بكلمة من الله الذي يقول فيفعل
ويقول كن فيكون
ولهذا لم يعاتبه الله عندما طلب الرؤيه أو النظر الى الله سبحانه
لكن الله أدبه فجعل الجبل دكا" وصعق موسى ثم أحياه الله واستغفر موسى وتاب وقال أنا أول المؤمنين
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِين
وقد أجابني الأستاذ محمد اسماعيل عتوك بالجواب التالي
َ
الأخ
سليمان! السلام عليك ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
لا
يكون شيء إلا بإرادة الله تعالى ومشيئته، ولا يفعل أحد فعلاً إلا بإذنه
سبحانه0 وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان0
وأما
عن سؤال موسى ربه النظر إلى وجهه الكريم فقد أجبتك عنه جوابًا شافيًا بعون
الله
وتعليمه0 وقد ذكرت لك أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة عقلاً0 ولكنها
ممتنعة
شرعًا، خلافًا لرؤيته سبحانه في الآخرة0
وقد
ثبت أيضًا بقوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا} أن رؤيته سبحانه
وتعالى
في الدنيا جائزة عقلاً؛ لأن الجبل، لما رأى الله تعالى، اندكَّت أجزاؤه0
ولكونها
جائزة عقلاً سألها موسى عليه السلام0 ولكونها ممتنعة شرعًا قال الله
تعالى
له: {لن تراني}، فجاء بفعل الرؤية منفيًا بـ (لن) 0 ولو جاء به منفيًا
بـ (
لا)، لدل على أن رؤيته سبحانه لا تجوز شرعًا، لا في الدنيا، ولا في
الآخرة0
وهذه دقيقة ينبغي أن يتنبه إليها كل من يدرس اللغة العربية، ويتعاطى
علم
التفسير0
ولكون
رؤية الله تعالى في الدنيا لا
تجوز شرعًا، وسألها موسى- عليه السلام-
بدون
إذن من الله تعالى، كان ما كان، وحصل ما حصل0
وأما
قوله: {سبحانك تبت إليك} فمعناه: تبت إليك من سؤال الرؤية بغير إذنك0
وأما
قوله: {وأنا أول المؤمنين} فمعناه: أنا أول المؤمنين بأنك لا ترى في
الدنيا0
أو: أنا أول المؤمنين بأنه لا يجوز السؤال منك إلا بإذنك0
{رب
أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه
وأدخلني}
برحمتك في عبادك الصالحين
{لا
إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
والحمد
لله رب العالمين!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[27 May 2004, 03:43 م]ـ
أحبُّك حبين: حب الهوى وحبًا لأنك أهلُ لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمَّن سوكا
وأما الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتى أراكا
فهل كانت رابعة العدوية ترى ربها جل وعلا، كما تقول في هذه الأبيات الرائعة؟ فإن كانت تراه سبحانه فما حقيقة هذه الرؤية، وما كيفيتها؟
___________________________________
(وقفوهم إنهم مسؤولون)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[30 May 2004, 10:38 م]ـ
أشكرك أخي عبد القادر يثرب على الاضافة الراءعة لهذين البيتين لرابعة العدويه
وكنت أظنها شطحات الشعراء؟؟؟؟
الى أن تذكرت تعريف الأحسان كما تذكر عندما سأل سيدنا جبريل عليه السلام
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور
عندما جاوبه سيدي رسول الله
الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه
فان لم تراه فأنه يراك
اذا هي رؤية قلبيه وليست بصريه
وكما قال الاستاذ عتوك الرؤية البصرية ممنوعة في الدنيا
لأن البشر لا يحتملوا ذلك
وفعلا" نحن البشر الضعفاء عندما نرى شيئا جميلا" أو امرأة فاتنه؟؟ يصيبنا ماتعلم من خفقان القلب
وتذكر معي رؤية النسوة لسيدنا يوسف عليه السلام ماذا حصل بعدها
ألم يقطعوا أيديهم؟؟؟؟
وهو من صنع الرحمن
فكيف لو رأينا الرحمن؟؟؟؟
ماذا سيصيبنا
اذا كان الجبل صار رمادا"
ما بالك بلحم ودم ومشاعر؟؟؟؟
انه لطف من الله (أن لانراه)
اللهم ارزقنا رؤيتك في الآخرة فهي أكبر نعمه وأعظم من الجنة؟؟؟؟ وما فيها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 May 2004, 05:59 م]ـ
بارك الله فيكم أخي سليمان على هذه الحوارات العلمية التي تطرحها، وتحرص على البحث عن الأجوبة الصحيحة، وجزى الله الأستاذ أبا الهيثم (محمد عتوك) خيراً على إجابته المفصلة. ويا حبذا لو حرصت أخي الكريم سليمان على حسن تنسيق مشاركتك من حيث تنسيق الخط وترتيب الفقرات ليسهل علينا متابعتها. كما أرجو منك قدر الطاقة العناية بأسلوب الكتابة ليكون مناسباً لما تطرحه من أفكار قيمة وفقك الله، وزادك فقهاً وعلماً.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[31 May 2004, 07:36 م]ـ
الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري المحترم
كم تسعدني كلماتك
وقراءتك لمشاركاتي
وتشجيعك لي
اللهم اجعله في ميزان حسناتك
وأعدك أن أنفذ كل توجيهاتك حرفيا باذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله
تلميذكم
سليمان داود
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 Feb 2007, 07:52 م]ـ
وتخبرنا الآية الكريمة السابقة أن موسى عليه السلام، لما سمع كلام الله تعالى، أحب أن ينظر إليه- وهذا شأن كل محب مع من يحب- فسأل ربه ذلك بقوله: {رب أرني أنظر إليك}، فأعلمه سبحانه وتعالى بأنه لن يقدر على رؤيته؛ لأن رؤيته جل ثناؤه في الدنيا لا يطيقها أحد من خلقه، بخلاف الآخرة فإن رؤيته تعالى فيها جائزة- خلافًا للمعتزلة- بنص قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} ... ولهذا أمره الله تعالى أن ينظر إلى الجبل؛ ليتحقق من ذلك، فحصل ما حصل، كما أخبرت عنه بقية الآية الكريمة.
...
بارك الله فيكم
فائدة جليلة(/)
سؤال عن صحة رواية في أسباب النزول؟ أرجو أن يجيب عليها المحدثون
ـ[تهاني1]ــــــــ[26 May 2004, 04:40 م]ـ
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ .. } قيل في سبب نزول هذه الآية أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيّاً، كما كلّمه موسى؟
فنزلت،
وقال صلى الله عليه و سلم: " لم ينظر موسى إلى الله تعالى ".
من هو راوي الحديث؟ و هل الحديث صحيح؟؟؟؟
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 May 2004, 02:59 ص]ـ
هذا الحديث لم أجده في أحد كتب الحديث
وذكره الشوكاني في فتح القدير فقال.
قال المفسرون: سبب نزول هذه الآية: أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ألا تكلم الله، وتنظر إليه إن كنت نبياً كما كلمه موسى، فنزلت {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا} أي: وكالوحي الذي أوحينا إلى الأنبياء قبلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا، المراد به: القرآن. انتهى من كلامه
فلم يعزه إلى أحد الكتب الحديثية ولم يذكره ابن كثير في تفسيره والمتبادر إلى ذهني أنه لو جاء هذا الحديث مسندا لذكره هو. فأخاف أن هذا الحديث لا أصل له.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 May 2004, 06:12 ص]ـ
وذكره القرطبي في تفسيره وقال:
ذكره النقاش والواحدي والثعلبي
ج: 16 ص: 53
أما السيوطي في الدر المنثور فلم يذكره
ـ[تهاني1]ــــــــ[29 May 2004, 09:19 ص]ـ
أنا أرغب بدراسة سند الحديث لكني لم أجد أي معلومات.
كتب التفسير تذكر القصة بدون إسنادها.
حتى رواي الحديث لا تذكره.
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[29 May 2004, 12:38 م]ـ
السلام عليكم
لا أظن أنك ستجد لها إسنادا و كتب أسباب النزول مملوءة بالأحاديث الضعيفة والتي لا أصل لها. وراجع إلى كتاب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي (الصحيح المسند من أسباب النزول) إن أردت كتابا جيدا تجمع ما صح في هذا الباب
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[31 May 2004, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث أورده -دون سند- الواحدي في " أسباب النزول" (ص 375) عند قوله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله .. ).
وأورده الزمخشري في " الكشاف" (4/ 234) وبيَّض له الزيعلي في " تخريج أحاديث الكشاف " (3/ 245)
وقال الحافظ ابن حجر:" لم أجده ". تخريج أحاديث الكشاف بهامشه (4/ 234)(/)
عندي إشكال أتمنى من الأخوة المساعدة
ـ[أبوحذيفة1]ــــــــ[26 May 2004, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا أن مشترك جديد معكم وإن كنت متابعا للمنتدى منذ فترة ليست بالقصيرة من خلال المطالعة فقط.
إشكالي هو كالتالي:
تتبعت موضوع ((هل فسر النبي عليه الصلاة والسلام كل القرءان أم لا؟))
وخلصت من كلام الأخوة ونقولاتهم أن في المسألتي قولان.
الأول أنه فسر القرءان كله ويدخل في هذا تفسيره العملي بالسنة والتطبيق وغيرها وليس شرطا أن يفسره لفظيا.
والثاني أنه فسر ما يحتاج للتفسير فقط فإن الصحابة كانوا عربا أقحاحا يفهمون معاني القرءان بسليقتهم.
الإشكال:
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر كل القرءان أو فسر ما يحتاج إليه الصحابة. فكيف نوجه كلام بن عباس أن هناك من التفسير ما لا يعلمه إلا الله.
فهل في هذا دليل أن هناك آيات لم يفسرها النبي والحاجة تدعو لها فلذلك قال بن عباس هناك تفسير لا يعلمه إلا الله.
أشكر لكم تجلية الغبش عن ذهن أخيك سائلا الله تعالى أن يكتب لكم بكل حرفا ما تقر به أعينكم من الحسنات.
أخوكم أبوحذيفة/طالب ماجستير
ـ[طالب معرفة]ــــــــ[27 May 2004, 12:47 ص]ـ
كثيرا ما يظن عموم الناس ومنهم كثير من الباحثين أيضا في مجال التفسير أن التفسير النبوي هو تلك الأخبار والروايات المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي لها علاقة من قريب أو بعيد بالايات القرآنية. والتي تشرح بعض الألفاظ أو تبين بعض المعاني، أو تبرز فضل سوره أو قصة آية.
وكثيرا ما ربطوا بين هذه التفسيرات وبين قوله تعالى:" ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"، أو قوله سبحانه: "ونزلنا إليك الدكر لتبين للناس ما نزل إليهم من ربهم ولعلهم يتفكرون"، فتكون مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي التفسير والبيان، والذي معناه: الشرح والتوضيح وبيان المعاني، وكشف الخفايا، وحل الإشكالات وغيرها من مهام المفسرين للقرآن الكريم.
غير أنه بالرجوع إلى النصوص القرآنية المستدل بها، وقراءتها في سياقاتها يتبين الخطأ الذي وقعوا فيه، فقوله تعالى: "ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"، إذا قرئ في سياقه القرآني، فإنه لا يتعلق بالتفسير اللغوي للكلمات وشرح العبارات وبيان المعاني، وإنما بإبراز الحقائق ودمغ الشبهات والأباطيل، فالمثل الذي يأتي به المشركون ليس كلمات، والتفسيرالذي يقدمه الرسول صلى الله عليه وسلم ليس شرحا لهذه الكلمات، فالمثل إنما هو للدفاع عن عقيدة باطلة منحرفة تتمثل في إنكار البعث، وهذا المثل هو عظم يتحدى به المشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسأله عن كيفية إحيائه بعد أن أصبح رميما، والتفسير الذي قدمه النبي صلى الله عليه وسلم هو مجموعة من الحقائق التي أبرزها صلى الله عليه وسلم في وجهه وفي وجه كل منكر للبعث، قال تعالى: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون أو ليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم، بلى إنه هو الخلاق العليم إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون. فهذا البيان النبوي لا يتعلق بمفهوم التفسير الذي درج عليه الباحثون والمتعلق باللفظ والمعنى، وإنما هو بيان يتعلق بالمعرفة والاعتقاد، والعرب الذين نزل القرآن فيهم لم تكن عندهم مشكلة لغوية، ولا محمد صلى الله عليه وسلم كان أستاذ لغة، وإنما كانت مشكلتهم مع الايمان والكفر والحق والباطل، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحمل رسالة تخرج الناس من الظلمة إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن الباطل إلى الحق، فهو يبين لهم ما يختلفون فيه من الحق، وما اتبعوا فيه أهواءهم، وما كتموا من الحق، وما ألبسوا فيه الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون وغيرها من البيانات التي تحدث عنها القرآن بتفصيل عظيم، وكلها لا علاقة لها بالتفسير الذي درج عليه المفسرون فيما بعد.
وبناء على هذا المعنى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين القرآن كله، وبيانه له هو تبليغه وعدم كتمانه أولا، وقراءته على الناس على مكث، وتعليمهم إياه ومجاهدتهم به، والرد على شبهاتهم وفضح ما يكتمون من الكتاب وما ألبسوا فيه الحق بالباطل وغيرها من المهمات النبوية التي قام بها عليه الصلاة والسلام.
أما ما ورد في الروايات والأحاديث فليس هو المقصود بالبيان القرآني الذي نتحدث عنه، وإنما هو بعض ما وصل إلينا من أخبار عن القرآن ونزوله وشرح بعض مفرداته بمفهوم التفسير كما هو عند علماء التفسير.
أما التأويل فله معنى آخر يفهم في سياقه، وهو الوقوع والمآل وليس الشرح والتفسيربالمعنى الموجود عند المفسرين، ومنه قوله تعالى: ويوم" يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل " وقوله:"هدا تاويل رؤياي قد جعله ربي حقا" بمعنى: ويوم يقع ما كدبوا به، والإية الثانية بمعنى: لقد وقع الأمر كما جاء في الرؤيا، وباقي النصوص إنما هي في هذا المعنى، ومنها قوله: وما يعلم تأويله إلى الله، بمعنى: ولا يدرك كيفية وقوع ما أخبر به سبحانه إلا هو، وهوبيان لهول ذلك اليوم الذي لا يعلمه إلا هو سبحانه، ولا علاقة لكل ذلك بالتفسير والبيان كما هو عند المفسرين والعلماء، وهو ما يفند التوجيه المنسوب إلى ابن عباس والذي اختاره مجموعة من العلماء، والذي يذهب إلى أن جزءا مهما من القرآن لا يعلم معناه إلا الله. وهو مناف للبيان الرباني حيث لا يمكن أن يخاطبنا الله سبحانه وتعالى ويكلفنا بما لا نفهمه.
والسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 May 2004, 02:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا نص كلامي من موضوع آ خر لعلك ستجد الجواب لسؤالك فيها:
وقال شيخ الإسلام في مقدمته في أصول التفسير:
فصل يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا وهذا وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن: كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا؛ ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة. انتهى من كلامه
وهذا الأثر مذكور في تفسير الطبري وغيره وأيضا روى الإمام الطبري مثله بإسناد حسن عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
وروى الإمام أحمد (246 و 350) وابن ماجه (2276) وغيرهم عن عمر رضي الله عنه أنه قال:
إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة
هذا الحديث صححه الشيخ الألباني في تعليقه على سنن ابن ماجه
فدل هذا الحديث على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبين لهم ما يحتاجون إليه من معاني الآيات ومعرفة الأحكام. كيف لا وهو القائل:
إنه ليس شيء يقربكم من الجنة إلا وأمرتكم به وليس شيء يقربكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه
والحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني برقم (2866) وبين فيه طرقه وتصحيحه إياه
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 May 2004, 02:34 ص]ـ
وكلام ابن عباس في أنه قسم من التأويل غير معلوم فهذا كصفات الله معانيها معروفة في لغة العرب ولكن الكيف غير معلوم. ومن معنى التأويل إدراك حقيقة الشيء فلا نستطيع أحد أن يدرك حقيقة وكيفية استواء الله لأنه لا يشبه خلقه فلا سبيل لنا إلى تعيين الكيف. كما قال الإمام مالك إذا سأله رجل عن قوله {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى؟ فأجاب مالك: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا) أو كما قال ثم أمر به فأخرج
وقال بعض المفسرين أن الحروف المقطعة من المتشابهات التي لا يعرف معناها إلا الله وفيل أنها حروف مجردة عن المعاني. وقيل غير ذلك ارجع إلى تفسير ابن كثير لبسط الأقوال في ذلك
ـ[أبوحذيفة1]ــــــــ[27 May 2004, 06:23 م]ـ
أشكر لكم أخوتي الكرام تجيلة ما بي من الغبش إلا أن الأخ أبا بكر الأمريكي قد أورد علي إشكالا آخرا في الحديث الذي ذكره ((وروى الإمام أحمد (246 و 350) وابن ماجه (2276) وغيرهم عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة))
فتفسير آية مثل أية الربا مهم لأنه يمس حياة الناس وهو تعامل معروف عندهم في الجاهلية وقد جاء الإسلام بالنهي عنه.
فما توجيه كلام عمر بارك الله فيكم؟ سائلا الله تعالى أن لا أكون قد أثقلت عليكم
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[27 May 2004, 07:42 م]ـ
وعليكم السلام
الجواب على هذا سهل جدا. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل حكم الربا قبل نزول الآية. انظر بلوغ المرام للحافظ ابن حجر سترى مجموعة أحاديث في هذه المسألة(/)
(حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها). (حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها).
ـ[أبو علي]ــــــــ[27 May 2004, 09:45 ص]ـ
ما الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى: حتى إذا جاؤوها (وفتحت) أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين.
وأما أصحاب النار فلم تأت الواو (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
نأخذ من حياتنا الدنيا مثلا تتبين لنا منه الحكمة.
لو ذهبت إلى قصر رئيس أو ملك أطلب مقابلته فإنني سأجد حراس الأمن سيطلبون مني إبراز الهوية وبطاقة الدعوة وسيفتشونني خوفا أن أكون مسلحا وبعد ذلك يفتحون لي الأبواب.
وبعد انتهاء زيارتي فإنني لا أتعرض لنفس الإجراءات التي تعرضت لها أثناء الدخول وإنما تفتح لي الأبواب أوتوماتيكيا.
كذلك في الآخرة فإن الجنة ليست (وكالة بدون بواب) يدخلها أي إنسان. بل هي دار جزاء، فلا بد لخزنتها أن يتأكدوا من هوية الشخص وهل ورد إسمه في لائحة الفائزين وشهادة إثبات الملكية، وبعد كل تلك الإجراءات تفتح الأبواب.
هذا مثل فهمنا منه الحكمة في مجيء الواو في قوله تعالى عن الجنة (حتى إذا جاؤؤها وفتحت أبوابها).
أما جهنم فهي ليست دار نعيم حتى يتعرض داخلوها لنفس إجراءات أهل الجنة وإنما هي نار وعذاب تفتح أبوابها أتوماتيكيا للأشقياء، ولذلك لم تأت الواو في قوله تعالى عن جهنم (حتى إذا جاؤؤها فتحت أبوابها).
ـ[المنهوم]ــــــــ[27 May 2004, 03:26 م]ـ
السلام عليكم وبعد / يا أخي ابو علي الظاهر لي ان في هذا المثل الذي ضربته لنا بعد ا عن سبب مجئ الواو ةعدم مجيئها.
والجنة دار إكرام ونعيم وقد اعدت للمتقين قبل قدومهم اليها ويستقبلون عند قدومهم بفتح الأبواب والتكريم
بخلاف النار نعوذ بالله منها فهي دار عذاب وإهانة وإذلال وتفتح في وجوههم لزيادة العذاب والنكال ولا يستقبلون بفتح الأبواب
وقارن بين كلام العلماء وبين ما قلته حفظك الله
وقوله تعالى (حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) لم يذكر الجواب ها هنا وتقديره حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الابواب لهم إكراما وتعظيما وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان هذا سعدوا وطابوا وسروا وفرحوا بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم وإذا حذف الجواب ها هنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل ومن زعم أن الواو في قوله تبارك وتعالى (وفتحت أبوابها) واو الثمانية واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع ((ابن كثير 4/ 67))
وقد قيل إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة بدليل قوله جنات عدن مفتحة لهم الأبواب وحذف الواو في قصة أهل النار لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم ذكره المهدوي وحكى معناه النحاس قبله قال النحاس فأما الحكمة في إثبات الواو في الثاني وحذفها من الأول فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد وهو أنه لما قال الله عز وجل في أهل النار حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها دل بهذا على أنها كانت مغلقة ولما قال في أهل الجنة حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها دل بهذا على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها والله أعلم ((القرطبي 15/ 285))
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 May 2004, 02:48 م]ـ
ما سبق أحد الأقوال في المسألة
والقول الثاني أن الواو الزائدة هي واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية وهي لغة عند العرب واحتج القائلون بهذا بآيات من القرآن راجع التفاسير وستجد الخلاف في هذا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[08 Mar 2005, 09:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في ملاك التأويل: " أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج الفعل بعدها إلى الجواب .. فوقع جوابها في الآية الأولى منطوقاً به وهو قوله: "فتحت أبوابها" .. وأما الآية الثانية فجوابها محذوف مقدر وقوله "وفتحت أبوابها" كلام معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده، ولو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تفتح إلا عند مجيئهم، كالحال في أهل النار، وليس كذلك، والله أعلم. ألا ترى قوله تعالى في سورة ص: "وإن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب" فانتصاب مفتحة إنما هو على الحال، والحال قيد فيما قبلها .. فقد تبين أن قوله تعالى "فتحت أبوابها" معطوف على قوله "جاؤوها" وليس جواباً، ومما يبيّن ما ذكرناه في معنى الآية ويشهد له إخباره صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه أول من يفتح وأول من يقرع باب الجنة، فقد أوضح هذا أن الداخلين تالون له وبعده فيجدونها مفتوحة الأبواب .. فإن قيل فما جواب إذا؟ قلت: الجواب، والله أعلم، مقدر بعد، يفسره المعنى، كأن قد قيل: حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين أنسوا وأمنوا أو ما يرجع إلى هذا المعنى ويحرزه .. " (انظر: ملاك التأويل للغرناطي، ج2، ص992 - 997)
وإلى هذا المعنى ذهب أيضاً الخطيب الإسكافي في درة التنزيل (ص280) ..
وقد وضح الدكتور فاضل السامرائي - حفظه الله - ناحية بيانية أخرى فقال: إن جواب الشرط في حال جهنم "إذا جاؤوها" مذكور وهو: "فتحت أبوابها"، أما في حال الجنة فلا يوجد جواب للشرط لأنه يضيق ذكر النعمة التي سيجدها المؤمنون في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في الجنة، والجواب يكون في الجنة نفسها. فسبحانه جلّ جلاله .. (من برنامج لمسات بيانية، تلفزيون الشارقة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زينب]ــــــــ[10 Mar 2005, 09:02 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن الواو جاء في كتاب " فتح الرحمن شرح ما يلتبس من القرآن " للشيخ زكرياء الأنصاري:
هي زائدة أو هي واو الثمانية لأن أبواب الجنة ثمانية أو واو الحال أي جاؤوها و قد فتحت أبوابها قبل مجيئهم بخلاف أبواب النار فإنها إنما فتحت عند مجيئهم و السر في ذلك أن يتعجلوا الفرح و السرور إذا رأوا الأبواب مفتحة ..
وأهل النار يأتوها و أبوابها مغلقة ليكون أشد لحرِِِها.
أو أن الوقوف على الباب المغلق نوع ذل و هوان , فصِينَ أهل الجنة عنه.
أو أن الكريم يعجل المثوبة و يؤخر العقوبة أو اعتبر في ذلك عادة دار الدنيا. لأن عادة من في منازلها من الخدم إذا بًشروا بقدوم أهل المنازل فًتح أبوابها قبل مجيئهم استبشارا و تطلعا إليهم. وعادة أهل الحبوس إذا شًدد في أمرها ألا تًفتح أبوابها إلا عند الدخول إليها أو الخروج.
أما في التحرير و التنوير فقد رد الشيخ ابن عاشور على من ربط الواو بالرقم ثمانية:
والواو في جملة {وفتحت أبوابها} واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة.
وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في «تفسيره» فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} [الكهف: 22]، فقالوا في {وفُتحَت أبوابها} جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى: {التائبون العابدون} إلى قوله: {والناهون عن المنكر} [التوبة: 112] فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه، وقد زينه ابن هشام في «مغني اللبيب».
و الله أعلم.
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Mar 2005, 12:22 ص]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: (وأنا أول من يقرع باب الجنة) رواه مسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آتى باب الجنة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ قال: فأقول: محمد. قال: يقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك)، رواه مسلم.
ها نحن نقرأ في هذين الحديثين: (وأنا أول من يقرع باب الجنة) وكذلك الحديث الثاني: (فأستفتح)، فهل يقال (أستفتح) لباب مفتوح!؟ وهل يقال (يقرع باب الجنة) لباب مفتوح!؟.
إذن فالآية في سورة الزمر تتكلم عن الناس بعد أن قضي بينهم بالحق، وهذا هو أول دخول لهم إلى الجنة، ومن الطبيعي أن تسأل خزنة الجنة قبل أن تفتح، وبعد ذلك ترحب (سلام عليكم).
وقوله تعالى (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب)، لاحظ (لهم)، أي أن الأبواب تفتح فقط لأصحابها.
مثلا:
إذا ذهبت لسوبر ماركت لتتسوق فستجد أبوابه مفتوحة، هل هي فتحت لك خصيصا أم هي مفتوحة لأي زبون؟
الجنة ليست كذلك وإنما تفتح أبوابها فقط لأصحابها، أما الضيوف أو الزوار فلا يفتح لهم إلا بإذن صاحبها.(/)
سؤال الى أبومجاهدالعبيدي
ـ[رشدي الغدير]ــــــــ[27 May 2004, 10:17 ص]ـ
سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه من القلب لك يا اخي أبومجاهدالعبيدي وفقكم الله وسدد بالحق خطاكم .....
اتمنى ان يتسع صدرك لي يا اخي ففي ردك على الاخ / فيصل القلاف في موضوع > هل قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) في الدنيا أم في الآخرة؟ أرجو التعليق .... لما اشار الى ان المفسر الذي تم ذكر بعض تفاسيره واوردتها انت انه هو رافضي قلت انك تطلع على تفاسيرهم وليس ذلك بمانع من قبول بعض ما قالوه إن صواباً.وفي تفاسير الرافضة تحرير ونفاسة كما اسلفت ....
وحسب علمي أن الرافضة يقولون بتحريف القرآن، وأنه تعرض للحذف والتبديل، إلا أنهم يتناولون آياته بالتفسير المنحرف المخالف لمعاني الآيات ومدلولات ألفاظها، وهم يزعمون أن هذه التفسيرات الضالة من أقوال أهل البيت، وينسبون معظمها إلى جعفر الصادق، وفيما يلي بعض الأمثلة والشواهد: - قول الله تعالى (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ... ) قالوا: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم.
قول الله تعالى (الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة) قالوا: فاطمة (فيها مصباح) قالوا: الحسن (المصباح في زجاجة) قالوا: الحسين .... الخ!!. - قول الله تعالى: (ولا تكونوا أول كافر به) قالوا: يعني علياً. - قول الله تعالى (الجبت والطاغوت) قالوا: أبو بكر وعمر.
قول الله تعالى (وما كنت متخذ المضلين عضداً) يقولون: المراد: عمر بن الخطاب. - قول الله تعالى (اجعل بينكم وبينهم ردماً) قالوا: هو التقية. - والأئمة عندهم هم (نعمة الله) في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار).
وهم العلامات في قوله تعالى (وعلامات و بالنجم هم يهتدون)، وولايتهم هي الطريقة المذكورة في قوله تعالى (وألّوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم .. )، وهم النحل في قوله تعالى (وأوحى ربك إلى النحل) وعليّ هو سبيل الله في قوله تعالى: (ويصدون عن سبيل الله) وهو الحسرة في قوله (وإنه لحسرة على الكافرين) وهو (الهدى) وهو (الصراط المستقيم) وهو (حق اليقين)!!
قال شيخهم المجلسي في (البحار24/ 100): (والأئمة هم الماء المعين، والبئر المعطلة، والقصر المشيد، وتأويل السحاب و المطر والفواكه وسائر المنافع الظاهرة بعلمهم وبركاتهم) ثم أورد طائفة من نصوصهم في ذلك.
هل يمكنك يا اخي أبومجاهدالعبيدي ان توضح لي كيف يقبل تفسيرهم وعلى ماذا نستند في هذا القبول وهل سلفنا الصالح قبلوا منهم تفاسيرهم .... او اجازو القبول ..
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم رشدي الغدير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2004, 06:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخ الكريم رشدي الغدير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد
فجواباً لسؤالك أقول:
أولاً: جزاك الله خيراً على أدبك وحسن سؤالك، وعلى حرصك على الخير.
ثانياً: كتب الشيعة مثل غيرها من كتب المبتدعة، فيها الباطل والحق، وفيها الغث والسمين، وهي متفاوتتة في ذلك.
ثالثاً: لا يزال أهل العلم يقرأون في كثير من الكتب مع أن مؤلفيها: إما كفرة أو مبتدعون، فيقبلون ما فيها من الصواب وينتفعون بما فيها من العلم النافع، ويتركون ما سواه، ويردون في أحيان كثيرة على أباطيلهم.فينبغي لطالب العلم أن يَقبل الحكمة ممن قالها مهما كان فإن الشيطان علّم أبا هريرة آية الكرسي فقبلها وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (صدقك وهو كذوب).
رابعاً: ما ذكرته في سؤالك من أمثلة لأقوال باطلة منقولة عن الشيعة لا يعني أن تفاسيرهم كلها كذلك، بل فيها تفاسير جيدو في الجملة مع اشتمالها على كثير من ضلالاتهم، إلا أنها معروفة عند طالب العلم.
خامساً: طالب العلم يقرأ في كتب المخالفين من باب الاطلاع والاستفادة مما فيها من العلم، ولا يتخذ منها مصدراً لتلقي عقيدته وعبادته.
وقد بين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان الموقف من الحضارة الغربية، فقال في سياق كلام له عن دليل السبر والتقسيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
( .. وذلك أن الاستقراء التام القطعي دل على أن الحضارة الغربية المذكورة تشتمل على نافع وضار: أما النافع منها ـ فهو من الناحية المادية وتقدمها في جميع الميادين المادية أوضح من أن أبينه. وما تضمنته من المنافع للإنسان أعظم مما كان يدخل تحت التصور، فقد خدمت الإنسان خدمات هائلة من حيث إنه جسد حيواني. وأما الضار منها ـ فهو إهمالها بالكلية للناحية التي هي رأس كل خير، ولا خير البتة في الدنيا بدونها، وهي التربية الروحية للإنسان وتهذيب أخلاقه. وذلك لا يكون إلا بنور الوحي السَّماوي الذي يوضح للإنسان طريق السعادة، ويرسم له الخطط الحكمية في كل ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته.
فالحضارة العربية غنية بأنواع المنافع من الناحية الأولى، مفلسة إفلاساً كلياً من الناحية الثانية.
ومعلوم أن طغيان المادة على الروح يهدد العالم أجمع بخطر داهمٍ، وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن. وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السمو?ات والأرض، لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبداً.
والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حصراً عقلياً لا شك فيه:
الأول: ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها.
الثاني: أخذها كلها ضارها ونافعها.
الثالث: أخذ ضارها وترك نافعها.
الرابع: أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلة بلا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك.
أما الثلاثة الباطلة: فالأول منها تركها كلها، ووجه بطلانه واضح، لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلى الضعف الدائم، والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله جل وعلا: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ?سْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأَذى حتَّى يراق على جوانبهِ اطدم
القسم الثاني من الأقسام الباطلة ـ أخذها، لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع الروحية والمثل العليا للإنسانية ـ أوضح من أن أبينه. ويكفي في ذلك ما فيها من التمرد على نظام السماء، وعدم طاعة خالق هذا الكون جل وعلا {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ?للَّهِ تَفْتَرُونَ}. {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ?لدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ?للَّهُ}.
والقسم الثَّالث من الأقسام الباطلة ـ هو أخذ الضار وترك النافع، ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز.
فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح، وهو أخذ النافع وترك الضار.
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس، أخبره بها سلمان فأخذ بها. ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار. وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة (وهي وطء المرضع) تضعف ولدها وتضره، ومن ذلك قول الشاعر: فوارس لم يغالوا في رضاع فتتبوا في أكفهم السيوف
فأخبرته صلى الله عليه وسلم فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ صلى الله عليه وسلم منهم تلك الخطة الطبية، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.
وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأُريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق، مع أنه كافر.
فاتضح من هذا الدليل [دليل السبر والتقسيم] أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية ـ هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة.)
وهذا الكلام فيه شبه بالموقف مما في كتب المخالفين، سواء كانوا من الشيعة أو من غيرهم.
ومن الكتب المشهورة التي قل أن تخلو منه مكتبة طالب علم: تفسير الكشاف للزمخشري.
ففي هذا التفسير من أقوال المعتزلة الباطلة الكثير، ومع ذلك لا يزال العلماء وطلبة العلم يقرأونه ويستحسنون ما فيه من النواحي البيانية، والجوانب التفسيرية التي لا تتعلق بمسائل العقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا مثال يدل على ما في تفسير الزمخشري من الكفر والضلال، أنقله مع الرد عليه من كلام الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة الزخرف: (قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف:81)
قال رحمه الله: (وما قاله الزمخشري في تفسير هذه الآية الكريمة يستغربه كل من رآه لقبحه وشناعته، ولم أعلم أحداً من الكفار في ما قص الله في كتابه عنهم يتجرأ على مثله أو قريب منه.
وهذا مع عدم فهمه لما يقول وتناقض كلامه.
وسنذكر هنا كلامه القبيح للتنبيه على شناعة غلطه، الديني واللغوي.
قال في الكشاف ما نصه: {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـ?نِ وَلَدٌ} وصح ذلك وثبت ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها، فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته والانقياد له، كما يعظم الرجل ولد الملك لتعظيم أبيه.
وهذا كلام وارد على سبيل الفرض والتمثيل لغرض، وهو المبالغة في نفي الولد والإطناب فيه، وألا يترك للناطق به شبهة إلا مضمحلة، مع الترجمة عن نفسه بإثبات القدم في باب التوحيد، وذلك أنه علق العبادة بكينونة الولد وهي محال في نفسها، فكان المعلق بها محالاً مثلها فهو في صورة إثبات الكينونة، والعبادة وفي معنى نفيهما على أبلغ الوجوه وأقواها.
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذاباً سرمداً فأنا أول من يقول: هو شيطان وليس بإله.
فمعنى هذا الكلام وما وضع له أسلوبه ونظمه نفي أن يكون الله تعالى خالقاً للكفر.
وتنزيهه عن ذلك وتقديسه ولكن على طريق المبالغة فيه من الوجه الذي ذكرنا، مع الدلالة على سماحة المذهب، وضلالة الذاهب إليه، والشهادة القاطعة بإحالته والإفصاح عن نفسه بالبراءة منه وغاية النفار والاشمئزاز من ارتكابه.
ونحو هذه الطريقة قول سعيد بن جبير رحمه الله للحجاج حين قال له: «أما والله لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى، لو عرفت أن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك».
وقد تمحل الناس؟ أخرجوه به من هذا الأسلوب الشريف المليء بالنكت والفوائد المستقل بإثبات التوحيد على أبلغ وجوهه، فقيل: إن كان للرحمن. ولد في زعمكم فأنا أول العابدين الموحدين لله المكذبين قولكم لإضافة الولد. إليه ا هـ الغرض من كلام الزمخشري.
وفي كلام هذا من الجهل بالله وشدة الجراءة عليه، والتخبط والتناقض في المعاني اللغوية ما الله عالم به.
ولا أظن أن ذلك يخفى على عاقل تأمله.
وسنبين لك ما يتضح به ذلك فإنه أولاً قال: إن كان للرحمن ولد وضح ذلك ببرهان صحيح توردونه وحجة واضحة تدلون بها فأنا أول من يعظم ذلك الولد وأسبقكم إلى طاعته، والانقياد له كما يعظم الرجل، ولد الملك لتعظيم أبيه.
فكلامه هذا لا يخفى بطلانه على عاقل، لأنه على فرض صحة نسبة الولد إليه، وقيام البرهان الصحيح والحجة الواضحة على أنه له ولد، فلا شك أن ذلك يقتضي، أن ذلك الولد لا يستحق العبادة، بحال، ولو كان في ذلك تعظيم لأبيه، لأن أباه مثله في عدم استحقاق العبادة والكفر بعبادة كل والد وكل مولود شرط في إيمان كل موحد، فمن أي وجه يكون هذا الكلام صحيحاً.
أما في اللغة العربية فلا يكون صحيحاً ألبتة.
وما أظنه يصح في لغة من لغات العجم فالربط بين هذا الشرط وهذا الجزاء لا يصح بوجه.
فمعنى الآية عليه لا يصح بوجه، لأن المعلق على المحال لا بد أن يكون محالاً مثله.
والزمخشري في كلامه كلما أراد أن يأتي بمثال في الآية خارج عنها اضطر إلى أن لا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً.
فضربه للآية المثل بقصة ابن جبير مع الحجاج، دليل واضح على ما ذكرنا وعلى تناقضه وتخبطه.
فإنه قال فيها إن الحجاج قال لسعيد بن جبير: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى.
قال سعيد للحجاج: لو علمت إن ذلك إليك ما عبدت إلهاً غيرك.
فهو يدل على أنه علق المحال على المحال، ولو كان غير متناقض للمعنى الذي مثل له به الزمخشري لقال: لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله.
فقوله: لو علمت أن ذلك إليك في معنى {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـ?نِ وَلَدٌ}، فنسبة الولد والشريك إليه معناهما في الاستحالة وادعاء النقص واحد.
فلو كان سعيد يفهم الآية كفهمك الباطل لقال: لو علمت أن ذلك إليك لكنت أول العابدين لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنه لم يقل هذا، لأنه ليس له معنى صحيح يجوز المصير إليه.
وكذلك تمثيل الزمخشري للآية الكريمة في كلامه القبيح البشع الشنيع الذي يتقاصر عن التلفظ به كل كافر.
فقد اضطر فيه أيضاً إلى ألا يعلق على المحال في زعمه إلا محالاً شنيعاً فإنه قال فيه:
ونظيره أن يقول العدلي للمجبر: إن كان الله تعالى خالقاً للكفر في القلوب ومعذباً عليه عذباً سرمداً فأنا أول من يقول هو شيطان وليس بإله.
فانظر قول هذا الضال في ضربه المثل في معنى هذه الآية الكريمة بقول الضال الذي يسميه العدلي: إن كان الله خالقاً للكفر في القلوب إلخ.
فخلق الله للكفر في القلوب وتعذيبه الكفار على كفرهم، مستحيل عنده كاستحالة نسبة الولد لله، وهذا المستحيل في زعمه الباطل، إنما علق عليه أفظع أنواع المستحيل وهو زعمه الخبيث أن الله إن كان خالقاً للكفر في القلوب، ومعذباً عليه فهو شيطان لا إله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
فانظر رحمك الله فظاعة جهل هذا الإنسان بالله، وشدة تناقضه في المعنى العربي للآية.
لأنه جعل قوله: إن كان الله خالقاً للكفر ومعذباً عليه بمعنى «إن كان للرحمن ولد» في أن الشرط فيهما مستحيل، وجعل قوله في الله أنه شيطان لا إل?ه، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
كقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أول العابدين.
فاللازم لكلامه أن يقول: لو كان خالقاً للكفر فأنا أول العابدين له، ولا يخفى أن الادعاء على الله أنه شيطان مناقض لقوله: فأنا أول العابدين.
وقد أعرضت عن الإطالة في بيان بطلان كلامه، وشدة ضلاله، وتناقضه لشناعته ووضوح بطلانه، فهي عبارات مزخرفة، وشقشقة لا طائل تحتها، وهي تحمل في طياتها الكفر والجهل بالمعنى العربي للآية، والتناقض الواضح وكم من كلام مليء بزخرف القول، وهو عقيم لا فائدة فيه، ولا طائل تحته كما قيل:
وإني وإني ثم إني وإنني إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعا
فظل يعمل أياماً رويته وشبه الماء بعد الجهد بالماء
واعلم أن الكلام على القدر، وخلق أفعال العباد، قدمنا منه جملاً كافية في هذه السورة الكريمة، في الكلام على قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ?لرَّحْمَـ?نُ مَا عَبَدْنَـ?هُمْ}، ولا يخفى تصريح القرآن بأن الله خالق كل شيء، كما قال تعالى: {?للَّهُ خَـ?لِقُ كُلِّ شَىْءٍ}، وقال تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}. وقال: {هَلْ مِنْ خَـ?لِقٍ غَيْرُ ?للَّهِ}، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَـ?هُ بِقَدَرٍ}.
فالإيمان بالقدر خيره وشره الذي هو من عقائد المسلمين جعله الزمخشري يقتضي أن لله شيطان، سبحان الله وتعالى عما يقوله الزمخشري علواً كبيراً.
وجزى الزمخشري بما هو أهله.) انتهى كلام الشنقيطي.
وأخيراً: ليس هذا دعوة للاشتغال بقراءة كتب الشيعة وغيرهم من المبتدعة، وإنما المراد التنبيه على أن الاستفادة مما فيها من مسائل العلم المتنوعة لا بأس به إذا كان القارئ قد تسلح بالعلم الصحيح الذي يعصمه بإذن الله من الاغترار ببدعتهم، أو التأثر بباطلهم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 May 2004, 07:38 م]ـ
مع التذكير أن كلام الرافضي نقله عن بعض المفسرين ولم يسمهم، ولا يخرج عن كونهم القاسمي والشعراوي وغيرهم من علماء السنة.
ـ[ابن العربي]ــــــــ[27 May 2004, 08:12 م]ـ
بسم الله
قال أهل العلم يجوز الأخذ عن أهل البدع إذا كان بعض الحق الذي عندهم لا يوجد عند غيرهم من أهل السنة أما إذا كان الذي عندهم يوجد مثله في كتب أهل السنة فيستغنى بها عن كتب المبتدعة.
والله تعالى أعلم
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 May 2004, 09:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يا إخواننا الأفاضل أنا عندما كتبت عن نقل شيخنا الفاضل أبي مجاهد من كتب الشيعة ما استنكرت مجرد النقل، وإنما ركاكة الاستدلال وضعف الاحتجاج.
أما عن النقل عن أهل البدع فيكفينا فيه أصل من سنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (صدقك وهو كذوب). ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) والرافضة لا يبعد حالهم عنهم في كثرة الكذب والخطل.
ولا يخفى على أحد كثرة ما نقل علماؤنا عن كتب أهل الأهواء قديماً وحديثاً.
لكن يظل أنْ يقال: الأولى (وليس المتحتم) أن لا ننقل عنهم، لئلا نرفع ذكرهم ولغنى مذهبنا ووفرة علمائنا.
ولا ينبغي الوقوف عند هذا الموضوع كثيراً فيما أرى، والله أعلم.
ـ[رشدي الغدير]ــــــــ[30 May 2004, 04:12 م]ـ
سعادة / الاخ أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتقدم لسعادتكم بالشكر والعرفان بعد الله سبحانه وتعالى الذي سخر رجال مثلك ومثل الاخوه الكرام لخدمة هذا الدين
اشكر الاخوان
د. أنمار
ابن العربي
فيصل القلاف
على تعقيبهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
رجال وآيات ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 May 2004, 01:31 م]ـ
رجال وآيات ..
هذه بعض المواقف التي نقلها لنا الأئمة والمؤرخون وقعت لبعض السلف عندما سمعوا آيةً من كتاب الله،أو آيات .. فحصل منهم تأثر وتأثير ..
أبدأ بهذا الموقف
قال أبو نعيم في الحلية 4/ 82 - 83:
حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا محمد بن عبدوس الحراني ثنا يزيد بن قبيس ثنا علي بن الحسن الحلبي قال:
حدثني عمرو ابن ميمون بن مهران قال:
خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة، فمررت بجدول، فلم يستطع الشيخ يتخطاه، فاضطجعت له، فمر على ظهري، ثم قمت فأخذت بيده، ثم دفعنا الى منزل الحسن، فطرقت الباب، فخرجت الينا جارية سداسية، فقالت: من هذا؟
قلت: هذا ميمون بن مهران، اراد لقاء الحسن!
فقالت: كاتب عمر بن عبدالعزيز؟
قلت لها: نعم!
قالت: يا شقي ما بقاؤك الى هذا الزمان السوء؟!
قال: فبكى الشيخ، فسمع الحسن بكاءه، فخرج اليه، فاعتنقا، ثم دخلا.
فقال ميمون: يا أبا سعيد! قد أنست من قلبي غلظة، فاستلن لي منه!
فقرأالحسن:
بسم الله الرحمن الرحيم: (أفرأيت ان متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)
قال: فسقط الشيخ، فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة، فأقام طويلا، ثم أفاق، فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ، قوموا تفرقوا، فأخذت بيد أبي، فخرجت به، ثم قلت:
يا أبتاه! هذا الحسن قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا!
قال: فوكزني في صدري وكزة، ثم قال: يا بني! لقد قرأعلينا آية، لو فهمتها بقلبك لا بقي لها فيك كلوم.
،وسيتلوه مواقف أخرى بإذن الله حسب ما أقف عليه .. وسأكون مسروراً بما يقف عليه الإخوة من مثل هذه المواقف التي تحرك القلوب، خاصة في غمرة البحث العلمي الذي قد يلقي بظلاله على القلب ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2004, 02:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لك يا شيخ عمر على ما تتحفنا به من الموضوعات المتجددة.
وذكرني موضوعك هذا بقصة للأحنف بن قيس رحمه الله فيها عظة وعبرة، ذكرها الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه قيام الليل، تدل على شدة تدبر السلف لكتاب الله.
وسوف أنقل كلام المروزي كاملاً بما فيه هذه القصة لما فيه من الفوائد والدرر عن سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى وألحقنا بهم بحبنا لهم.
قال رحمه الله في باب:
(17 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَزِيدِ بْنِ الْأَخْنَسِ، وَلَفْظُهُ: " لَا تَنَافُسَ بَيْنَكُمْ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ "، فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ، وَفِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَوْلُهُ: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا قَالَ الْحَسَنُ: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا. قَالَ: بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا يَقُولُ: حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا، ذَلَّتْ وَاللَّهِ الْأَبْدَانُ وَالْأَبْصَارُ حَتَّى حَسِبَهُمُ الْجَاهِلُ مَرْضَى، وَاللَّهِ مَا بِالْقَوْمِ مَرَضٌ، وَأَنَّهُمْ لَأَصِحَّاءُ الْقُلُوبِ وَلَكِنْ دَخَلَهُمْ مِنَ الْخَوْفِ مَا لَمْ يَدْخُلْ غَيْرَهُمْ، وَمَنَعَ مِنْهُمُ الدُّنْيَا عِلْمُهُمْ بِالْآخِرَةِ. هَذِهِ أَخْلَاقُهُمُ الَّتِي انْتَشَرُوا بِهَا فِي النَّاسِ وَهُمُ الَّذِينَ يَبِتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا. أَسْهَرُوا وَاللَّهِ الْأَعْيُنَ وَهَضَمُوا فِي الْآخِرَةِ كُلَّ شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا تَعَاظَمَ فِي أَنْفُسِهِمْ شَيْءٌ طَلَبُوا بِهِ الْجَنَّةَ، وَقَالُوا حِينَ دَخَلُوا الْجَنَّةَ:
(يُتْبَعُ)
(/)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ، ثُمَّ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَابَدُوا فِي الدُّنْيَا أَحْزَانًا شَدِيدَةً وَخَوْفًا شَدِيدًا، وَاللَّهِ مَا أَحْزَنَهُمْ مِنْ أَحْزَانِ النَّاسِ شَيْءٌ، أَبْكَاهُمُ الْخَوْفُ مِنَ النَّارِ، وَأَنَّ اللَّهَ لَنْ يَجْمَعَ عَلَى الْمُؤْمِنِ خَوْفَ الدُّنْيَا وَخَوْفَ الْآخِرَةِ، فَعَجِّلُوا الْخَوْفَ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ. وَكَانَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ عِفَّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَكُنْ عَابِدًا، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ غَنِيًّا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ مِنَ النَّاسِ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَصَاحِبِ النَّاسَ بِالَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُصَاحِبُوكَ بِهِ تَكُنْ عَدْلًا. وَإِيَّاكَ وَالضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ. إِنَّهُ قَدْ كَانَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَقْوَامٌ يَجْمَعُونَ كَثِيرًا وَيَبْنُونَ شَدِيدًا وَيَأْمَلُونَ بَعِيدًا، فَأَيْنَ هُمْ؟ أَصْبَحَ جَمْعُهُمْ بُورًا، وَأَصْبَحَ أَمَلُهُمْ غُرُورًا، وَأَصْبَحَتْ مَسَاكِنُهُمْ قُبُورًا. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مُرْتَهَنٌ بِعِلْمِكَ وَآتٍ عَلَى أَجَلِكَ وَمَعْرُوضٌ عَلَى رَبِّكَ، فَخُذْ مِمَّا فِي يَدَيْكَ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ عِنْدَ الْمَوْتِ يَأْتِيكَ الْخَيْرُ. يَا ابْنَ آدَمَ، طَإِ الْأَرْضَ بِقَدَمَيْكَ فَإِنَّهَا عَنْ قَلِيلٍ قَبْرُكَ. يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمْرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ. يَا ابْنَ آدَمَ، خَالِطِ النَّاسَ وَزَائِلْهُمْ خَالِطْهُمْ بِبَدَنِكَ وَزَائِلْهُمْ بِقَلْبِكَ وَعِلْمِكَ. يَا ابْنَ آدَمَ، تُحِبُّ أَنْ تُذْكَرَ بِحَسَنَاتِكَ وَتَكْرَهُ أَنْ تُذْكَرَ بِسَيِّئَاتِكَ وَتُبْغِضُ عَلَى الظَّنِّ وَتَغْتَمُّ عَلَى الْيَقِينِ. وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا جَاءَتْهُمْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ مِنَ اللَّهِ صَدَّقُوا بِهَا وَأَفْضَى يَقِينُهَا إِلَى قُلُوبِهِمْ خَشَعَتْ لِلَّهِ قُلُوبُهُمْ وَأَبْدَانُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ، كُنْتُ وَاللَّهِ إِذَا رَأَيْتُهُمْ رَأَيْتُ قَوْمًا كَأَنَّهُمْ رَأْيُ عَيْنٍ. وَاللَّهِ مَا كَانُوا بِأَهْلِ جَدَلٍ وَلَا بَاطِلٍ وَلَكِنَّهُمْ جَاءَهُمْ أَمْرٌ عَنِ اللَّهِ فَصَدِّقُوا بِهِ فَنَعَتَهُمُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ أَحْسَنَ نَعْتٍ قَالَ: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا. قَالَ الْحَسَنُ: وَالْهَوْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ اللِّينُ وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا قَالَ: حُلَمَاءُ لَا يَجْهَلُونُ وَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ حَلُمُوا يُصَاحِبُونَ عِبَادَ اللَّهِ نَهَارَهُمْ بِمَا يَسْمَعُونَ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ لَيْلَهُمْ خَيْرَ لَيْلٍ فَقَالَ: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَنْتَصِبُونَ لِلَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ وَيَفْتَرِشُونَ وُجُوهَهُمْ سُجَّدًا لِرَبِّهِمْ تَجْرِي دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِمْ. قَالَ الْحَسَنُ لِأَمْرٍ مَا سَهِرُوا لَيْلَهُمْ وَلِأَمْرٍ مَا خَشَعُوا نَهَارَهُمْ. قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ يُصِيبُ ابْنَ آدَمَ ثُمَّ يَزُولُ عَنْهُ فَلَيْسَ بِغَرَامٍ إِنَّمَا الْغَرَامُ اللَّازِمُ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ. قَالَ: صَدَقَ الْقَوْمُ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَعَمِلُوا وَأَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ فَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْأَمَانِيَّ رَحِمَكُمُ اللَّهُ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُعْطِ عَبْدًا بِأُمْنِيَّتِهَ خَيْرًا فِي دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ. وَكَانَ يَقُولُ: يَا لَهَا مِنْ مَوْعِظَةٍ لَوْ وَافَقَتْ مِنَ الْقُلُوبِ حَيَاةً. قَالَ: لَقَدْ صَحِبْتُ أَقْوَامًا يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ فِي سَوَادِ هَذَا اللَّيْلِ سُجَّدًا وَقِيَامًا يَقُومُونَ هَذَا اللَّيْلَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى أَطْرَافِهِمْ تَسِيلُ دُمُوعُهُمْ عَلَى خُدُودِهِمْ، فَمَرَّةً رُكَّعًا وَمَرَّةً سُجَّدًا يُنَاجُونَ رَبَّهُمْ فِي فِكَاكِ رِقَابِهِمْ، لَمْ يَمِلُّوا طُولَ السَّهَرِ لِمَا خَالَطَ قُلُوبَهُمْ مِنْ حُسْنِ الرَّجَاءِ فِي يَوْمِ الْمَرْجِعِ، فَأَصْبَحَ الْقَوْمُ بِمَا أَصَابُوا مِنَ النَّصَبِ لِلَّهِ فِي أَبْدَانِهِمْ فَرِحِينَ، وَبِمَا يَأْمَلُونَ مِنْ حُسْنِ ثَوَابِهِ مُسْتَبْشِرِينَ، فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَافَسَهُمْ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأَعْمَالِ وَلَمْ يَرْضَ لِنَفْسِهِ مِنْ نَفْسِهِ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَمْرِهِ وَالْيَسِيرِ مِنْ فِعْلِهِ فَإِنَّ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا مُنْقَطِعَةٌ وَالْأَعْمَالَ عَلَى أَهْلِهَا مَرْدُودَةٌ. ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ.
وَعَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا يَوْمًا فَعَرَضَتْ لَهُ هَذِهِ الْآيَةُ: لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ. فَانْتَبَهَ فَقَالَ: عَلَيَّ بِالْمُصْحَفِ، لِأَلْتَمِسَ ذِكْرِي الْيَوْمَ حَتَّى أَعْلَمَ مَعَ مَنْ أَنَا وَمَنْ أُشْبِهُ، فَنَشَرَ الْمُصْحَفَ فَمَرَّ بِقَوْمٍ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ، وَمَرَّ بِقَوْمٍ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. وَمَرَّ بِقَوْمٍ: يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا. وَمَرَّ بِقَوْمٍ: يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. وَمَرَّ بِقَوْمٍ: يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَرَّ بِقَوْمٍ: يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ، وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. قَالَ: فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لَسْتُ أَعْرِفُ نَفْسِي هَهُنَا ثُمَّ أَخَذَ فِي السَّبِيلِ الْآخَرِ. فَمَرَّ بِقَوْمٍ: إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتَنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ. وَمَرَّ بِقَوْمٍ: إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَمَرَّ بِقَوْمٍ يُقَالُ لَهُمْ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرٍ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ. قَالَ فَوَقَفَ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَمَا زَالَ يُقَلِّبُ الْوَرَقَ وَيَلْتَمِسُ حَتَّى وَقَعَ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: لَمَّا رَأَى الْعَابِدُونَ اللَّيْلَ قَدْ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَنَظَرُوا إِلَى أَهْلِ الْغَفْلَةِ قَدْ سَكَنُوا إِلَى فُرُشِهِمْ وَرَجَعُوا إِلَى مَلَاذِهِمْ مِنَ النَّوْمِ، قَامُوا إِلَى اللَّهِ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ بِمَا قَدْ وَهَبَ لَهُمْ مِنْ حُسْنِ عَادَةِ السَّهَرِ وَطُولِ التَّهَجُّدِ، فَاسْتَقْبَلُوا اللَّيْلَ بِأَبْدَانِهِمْ وَبَاشَرُوا الْأَرْضَ بِصِفَاحِ وُجُوهِهِمْ فَانْتَقَى عَنْهُمُ اللَّيْلُ وَمَا انْقَضَتْ لَذَّتُهُمْ مِنَ التِّلَاوَةِ وَلَا مَلَّتْ أَبْدَانُهُمْ مِنْ طُولِ الْعِبَادَةِ، فَأَصْبَحَ الْفَرِيقَانِ وَلَّى عَنْهُمُ اللَّيْلُ بِرِبْحٍ وَغَبْنٍ، أَصْبَحَ هَؤُلَاءِ قَدْ مَلُّوا النَّوْمَ وَالرَّاحَةَ وَأَصْبَحَ هَؤُلَاءِ مُتَطَلِّعِينَ إِلَى مَجِيءِ اللَّيْلِ لِلْعَادَةِ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ. فَاعْمَلُوا أَنْفُسَكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي هَذَا اللَّيْلِ وَسَوَادِهِ فَإِنَّ الْمَغْبُونَ مَنْ غُبِنَ خَيْرَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَالْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهُمَا، إِنَّمَا جُعِلَا سَبِيلًا لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى طَاعَةِ رَبِّهِمْ وَوَبَالًا عَلَى الْآخَرِينَ لِلْغَفْلَةِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَأَحْيُوا أَنْفُسَكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ. فَإِنَّمَا تَحْيَى الْقُلُوبُ بِذِكْرِ اللَّهِ. كَمْ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ فِي هَذَا اللَّيْلِ قَدِ اغْتَبَطَ بِقِيَامِهِ فِي ظُلْمَةِ حُفْرَتِهِ. وَكَمْ مِنْ نَائِمٍ فِي هَذَا اللَّيْلِ قَدْ نَدِمَ عَلَى طُولِ نَوْمِهِ عِنْدَمَا يَرَى مِنْ كَرَامَةِ اللَّهِ لِلْعَابِدِينَ غَدًا فَاغْتَنِمُوا مَمَرَّ السَّاعَاتِ وَاللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[27 May 2004, 03:41 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلكم تتحفونا بمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قصته مع ابن مسعود رضي الله عنه لما قال له اقرأ علي ... الخ
ومواقف الصحابة الكرام كما في قصص ابي بكر وقصة عمر رضي الله عنهما مع قوله تعالى ((فإذا نقر في الناقور)) فأغشي عليه
وغيرها كثير فلو بدأ بها
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Jun 2004, 05:47 ص]ـ
إذا راعينا الترتيب ـ بناء على ما ذكره الإخوة ـ فيكون الموقف الآتي هو:
الموقف الرابع:
روى أبو نعيم في "الحلية" 1/ 305 من طريق الإمام أحمد بن حنبل قال: ثنا وكيع، ثنا هشام الدستوائي، عن القاسم بن أبي بزة قال:
حدثني من سمع ابن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ: ((ويل للمطففين ... )) حتى بلغ: ((يوم يقوم الناس لرب العالمين))
قال: فبكى ...
حتى خر ..
فما قرأ ما بعده ... !!
فرضي عن أولئك القوم .. صحت قلوبهم، ودقت فهوهم، وزكت نفوسهم، وصفت علومهم .. فأورثتهم خشية لله، وحذرا من ذلك اليوم العظيم ... يوم يقوم الناس لرب العالمين ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Feb 2006, 12:32 ص]ـ
ومن المواقف ـ وهو الموقف الخامس حسب تتابع هذه السلسلة ـ
أن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ جلس ليلةً ـ كعادته ـ بعد صلاة المغرب في المسجد النبوي؛ ليفسر القرآن،فبدأ بقراءة الاية التي يريد تفسيرها،وهي قوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس؛ ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) ..
فكلما أراد الشيخ أن يفسرها غلبه البكاء،
فأعاد الكرة مرةً أخرى .. فغلبه البكاء ..
فثالثة .. فرابعة ... وهكذا حتى أذن لصلاة العشاء،ولم يفسر الاية بلفظةٍ واحدة ..
ولكنه فسرها بدموعه،التي ـ أجزم ـ أنها نقشت في قلوب الحضور،وحفرت في أفئدتهم ما لا يحفره بيانه العالي،وأسلوبه الرفيع،وهو يفسر كلام الله تعالى.
فرحمة الله على هذا العالم،المتشرب للقرآن .. الذي تنبئك مقدمة كتابه "الأضواء" عن حبه العظيم،واغتباطه الكبير بنعمة القرآن.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[19 Feb 2006, 09:02 م]ـ
ينظر للفائدة:
عرض كتاب "قتلى القرآن" لأبي إسحاق الثعلبي (ت:427هـ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4356&highlight=%DA%D1%D6+%DF%CA%C7%C8)(/)
الأبحاث الصوتية ..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[27 May 2004, 02:35 م]ـ
الأبحاث الصوتية ..... (في حِكَايَاتِ أصْوَاتِ النَّاسِ في أقوالِهِمْ وأحْوَالِهِمْ)
القَهْقَهَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الضَّاحِكِ: قَهْ قَه
ْ
الصَّهْصَهَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الرَّجُلِ لِلقَوْم: صَهْ صَهْ وهي كَلِمةُ زَجْرٍ لِلسُّكُوت
ِ
الدَّعْدَعَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الرَّجُلِ للعاثِرِ: دَعْ دَع، أي انْتَعِش
ْ
البَخْبَخَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ المُسْتَجِيدِ: بَخْ بَخ
ْ
التَّأْخِيخُ حِكَايَة قَوْلِ المُسْتَطِيبِ: أخْ أخ
ْ
الزَّهْزَهَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ الْمُرْتَضِي: زَهْ زَه
ْ
النَّحْنَحَةُ والتَّنَحْنُحُ حِكَايَةُ قَوْلِ المُسْتأَذِن: نحْ نَحْ، عِنْدَ الاسْتِئْذَانِ وغَيْرِه
ِ
العَطْعَطَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ المُجَّانِ إذا قالوا عِنْدَ الغَلَبَةِ: عِيطِ عِيط
ِ
التَّمَطُّقُ حِكَايَةُ صَوْتِ المُتَذَوِّقِ إذا صَوَّتَ باللِّسَانِ وَالغَارِ الأعْلَى
الطَّعْطَعَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ اللاَّطِعِ إذا ألْصَقَ لِسَانَهُ بالحَنَكِ ثُمَّ لَطَعَ مِنْ شَيْءٍ
طَيِّبِ أكَلَه
ُ
الوَحْوَحَةُ حِكَايَةُ صَوْتٍ بِهِ بَحَح
البَرْبَرَةُ حِكَايَةُ أصْوَاتِ الهِنْدِ عِنْدَ الحَرب
ِ
الكَهكَهَةُ حِكَايَةُ تَنَفُّسِ المَقْرُورِ في يَدِه
ِ
الهَجْهَجَةُ حِكَايَةُ زَجْرِ السَّبُعِ والإبِل
ِ
الهَرْهَرَةُ حِكَايَةُ زَجْرِ الغَنَم
ِ
البَسْبَسَةُ حِكَايَةُ زَجْرِ الهِرَّة
ِ
الوَلْوَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ المَرْأةِ وا ويلاه
ُ
النَّبْنَبَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الهَاذِي عِنْدَ البِضَاعِ.(/)
الأبحاث الصوتية .... (في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[28 May 2004, 01:09 ص]ـ
الأبحاث الصوتية .... (في حِكَايَةِ أقْوَال مُتَدَاوَلَةٍ عَلَى الألْسِنَةِ)
البَسْمَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: بِسْمِ اللّه
السَّبْحَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: سُبْحَانَ الله
الهَيْلَلةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: لا إلَه إلا اللّه
الحَوْقَلَةُ حِكَايَةُ: لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِاللّه
الحَمْدَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: الحَمْدُ للّه
الحَيْعَلَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ المُؤذِّنِ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاح
ِ
الطَّلْبَقَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: أطَالَ اللهّ بَقَاءَك
َ
الدَّمْعَزَةُ حِكَايَةُ قَوْلِ: أدَامَ الله عِزَك
َ
الجَعْلَفَة حِكَايَةُ قَوْلِ: جُعِلْتُ فِدَاءَكَ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2004, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الكريم: فرغلي عرباوي وفقك الله وزادك علماً وفقهاً
جزاك الله خيراً على ما تقدمه من أبحاث في مجال تخصصك
وهي محل عناية وتقدير، وواصل العطاء مشكوراً مأجوراً.
ولعلك شيخنا الكريم تحرص على ذكر المراجع التي تستمد منها فوائدك وبحوثك من كتب أو غيرها من باب التسهيل لمن أراد الرجوع إليها في الكتب المصنفة.(/)
أفيدونا اثابكم الله
ـ[ egy_winner] ــــــــ[28 May 2004, 01:19 ص]ـ
كانت لى مناظره مع احد النصارى .. وقرا النصرانى قوله تعالى من سورة ((فإن كنت فى شك مما أنزلنا اليك فاسال الذين يقراون الكتاب من قبلك. انه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) واحتج القس بهذه الايه قائلا: على المسلمين ان يسالوا اهل الكتاب ... وقد رددت عليه باقوال العلماء من كتب التفاسير ... ثم كان لى راى قلته على المايك فى جمع غفير واخشى ان اكون قدأخطات .. سوف اورد راييى وارجوا من الاخوه العلماء مراجعتى وتصويب ما قد اكون قد اخطات فيه: لقد قلت للقس
الايه تقول (فاسال الذين يقرأ ون الكتاب) ولم يقل رب العزه (فاسال اهل الكتاب) ,والفرق كبير فالذين يقراون الكتاب فى القران فريقان من اهل الكتاب. الفريق الاول امن واسلم مثل كعب الاحبار (ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا) والفريق الثانى هم اهل الكتاب الذين ظلوا على كفرهم (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثه) والله عز وجل اورد فى نهاية الايه الاجابه التى سيسمعها الرسول او المسلم ان تبادر الى ذهنه ان يسال (انه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) ومثل هذه الاجابه لن تاتى الا من الفريق الاول الذى امن وصار من اهل الاسلام ومن ثم فالسؤال لا يكون الا للمسلمين الذين كانوا من اهل الكتاب ...... هذه كانت اضافه من عندى اضفتها بعد ان اوردت راى العلماء من كتب التفاسير (الجلالينوابن جرير الطبرى والقرطبى وابن كثير) ...
هل تجوز هذه الاضافه؟ ام اننى اخطات .... ارجوا الافاده اكرمكم الله مع العلم انا مجرد مسلم قارىء ولست متخصصا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2004, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جوابك الذي ذكرت مأثور عن بعض المفسرين فعن الضحاك أنه قال:الذين يقرءون الكتاب يعني بهم من آمن من أهل الكتاب وكان من أهل التقوى.
وقد نقله ابن جزي عن السهيلي رحمه الله، فقد جاء في تفسير ابن جزي الغرناطي: (قال السهيلي هم عبد الله بن سلام ومخيرق ومن أسلم من الأحبار) ثم تعقبه بقوله: (وهذا بعيد لأن الآية مكية وإنما أسلم هؤلاء بالمدينة فحمل الآية على الإطلاق أولى.)
ولو قيل: المراد المؤمنون من أهل الكتاب كما قال الضحاك من غير تعيين لكان الأولى، ولم يرد عليه ما أورده ابن جزي.
ولعل الأقرب في معنى الآية والله أعلم هو ما أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك)؛ قال: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك)؛ قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أشك ولا أسأل. [وهو حديث مرسل].
وهذا الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره؛ وهذا ما قرره جماعة من المفسرين كابن عطية والرازي والشنقيطي رحمهم الله وغيرهم. قال ابن عطية: (والصواب في معنى الآية أنها مخاطبة للنبي e والمراد بها سواه من كل من يمكن أن يشك أو يعارض)
قال ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الأنعام: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (الأنعام: من الآية114): ((فلا تكونن من الممترين) كقوله (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) وهذا شرط والشرط لا يقتضي وقوعه ولهذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا أشك ولا أسأل.)
ومما يقرب من جوابك الذي ذكرت ما قاله السعدي رحمه الله في تفسيره: (أي اسأل أهل الكتاب المنصفين والعلماء الراسخين فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به وموافقته لما معهم.
فإن قيل: إن كثيرا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى بل ربما كان أكثرهم ومعظمهم كذبوا رسول الله وعاندوه وردوا عليه دعوته والله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بهم وجعل شهادتهم حجة لما جاء به وبرهانا على صدقه فكيف يكون ذلك؟
فالجواب عن هذا من عدة أوجه:
منها: أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة أو أهل مذهب أو بلد ونحوهم فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم وأما من عداهم فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربانيين ك ـ عبد الله بن سلام وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه ومن بعدهم.
ومنها: أن شهادة أهل الكتاب للرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على كتابهم التوراة الذي ينتسبون إليه فإذا كان موجودا في التوراة ما يوافق القرآن ويصدقه ويشهد له بالصحة فلو اتفقوا من أولهم لآخرهم على إنكار ذلك لم يقدح بما جاء به الرسول.
ومنها: أن الله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاءه وظهر ذلك وأعلنه على رؤوس الاشهاد، ومن المعلوم أن كثيرا منهم من أحرص الناس على إبطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فلو كان عندهم ما يرد ما ذكره الله لأبدوه وأظهروه وبينوه فلما لم يكن شيء من ذلك كان عدم رد المعادي وإقرار المستجيب من أدل الأدلة على صحة هذا القرآن وصدقه.
ومنها: أنه ليس أكثر أهل الكتاب رد دعوة الرسول بل أكثرهم استجاب لها وانقاذ طوعا واختيارا فإن الرسول بعث وأكثر أهل الأرض المتدينين أهل الكتاب فلم يمكث دينه مدة غير كثيرة حتى إنقاذ للإسلام أكثر أهل الشام ومصر والعراق وما جاورها من البلدان التي هي مقر دين أهل الكتاب فلم يبق إلا أهل الرياسات الذين آثروا رياساتهم على الحق ومن تبعهم من العوام الجهلة ومن تدين بدينهم اسما لا معنى كالإفرنج الذين حقيقة أمرهم أنهم دهرية منحلون عن جميع أديان الرسل وإنما انتسبوا للدين المسيحي ترويجا لملكهم وتمويها لباطلهم كما يعرف ذلك من عرف أحوالهم البينة الظاهرة.) انتهى كلام السعدي رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ egy_winner] ــــــــ[28 May 2004, 02:51 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين .... والله لقد اثلجتم صدرى وان ان دل ذلك على شىء فانما يدل على سمو هذا الاسلام العظيم ... حياكم الله واكرمكم الله ونسال الله لكم الثواب العظيم
egy_winner
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 May 2004, 03:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
أكتب هذه الكلمات للترحيب بالأخ الكريم د. إيجي وينر أحد وحوش البال توك آكلي النصارى - كما أسميهم - و أحيه بعد مناظرته الرائعة التي أفحم فيها القمص زكريا بطرس - بطل النصارى العرب على البال توك! - و التي رقد المسكين في إثرها مريضاً حتى الآن!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 May 2004, 06:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، وأرحب بالأخ الكريم إيجي وينر.
أخي الدكتور هشام: ما شاء الله، أنت متابع جيد للمنتديات والحوارات، فكيف يتسع وقتك لكل هذا، أسأل الله لك التوفيق ومزيداً من العلم والبصيرة، ولجميع الإخوة.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[01 Jun 2004, 08:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على حسن ظنك بأخيك:) و انا لا أجد صعوبة في متابعة المنتديات و المناظرات بارك الله في الأخوة الذين يتواصون بنشر أخبار هذه الأحداث و ليس هذا بأصعب من متابعتكم البحوث و الدراسات في مجال عملكم أو حتى هوايتكم.
جمعنا الله جميعاً في دار البقاء مع حبيبنا رسول الله.
ـ[ egy_winner] ــــــــ[01 Jun 2004, 07:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله .. حياك الله اخى دكتور هشام عزمى واخى الدكتور عبد الرحمن .... هذا الاسلام العظيم يحمل بين طواياه وفى محتواه عوامل انتصاره اما كتابهم فه و كتاب صنعته يد البشر .. حياكم الله وجعلكم حصنا من حصون هذا الاسلام العظيم ....
اخوكم ايجى ونر(/)
التكرار في القصص
ـ[ش. م]ــــــــ[28 May 2004, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخيرا .. بعد وقت طويل استجمعت أطراف شجاعتي الذاهبة وجئت إليكم أحث الخطا نحو هذا الملتقى المبارك بعد أن عنيت بزيارته بين حين وآخر وإن لم أقدر أن أقرأ الدرر التي تتجدد فيه باستمرار، لكني وضعت رابطا لملتقاكم في موقعي والحمد لله على فضله أن أعانني على أن أكون بينكم وأطلب منكم قراءة ما كتبت وتوجيهي بملحوظاتكم وإرشاداتكم الصائبة معبيان أوجه النقص أو الخطأ
هذا موضوع عن التكرار في القصص القرآني، لم أبد فيه رأيي فلست أنا من تضع نفسها وضعا ليس لها، ولكني اهتممت بقراءة بعض ما قاله العلماء عن قضية التكرار، ثم لخصت ذلك فيما سترونه الآن، وسميته
رحلة في الأسفار تتبعا لقضية التكرار
مقدمة:
ما زالت سهام أعداء هذا الدين مشرعة نحو النور الذي يعمي أبصارهم ويثير غيظ قلوبهم، وما زالت شبهاتهم تتناثر هنا وهناك، على الرغم من كثرة الردود عليها وإبطالها بالأدلة البراهين، ولعل اتساع أرجاء هذه الشبكة كان عونا لهم و مرتعا خصبا لافتراءاتهم
وكثيرا ما يثار سؤال عن التكرار في القرآن الكريم وهدفه، وقد يأخذونه مطعنا على بعض ض عاف النفوس ليمدوا في أنفسهم حبائل الشكوك، ويغرسوا في عقولهم ضلالات الأوهام، ولا تخلو القضية من أصابع المستشرقين العاملة في نشر تلك الشبهات للنيل من كتاب الله عبر هذه القضية، وخاصة في القصص القرآني
الموضوع:
أبتدئ بتوفيق من الله: إن جماعة من المستشرقين وغيرهم قد اشتط بهم الغلو وطغت عليهم روح التحيز والحيف فجاؤوا بشبهات كثيرة، ولكن من يتأمل فيها يرى أن كثيرا منها لاأساس له، وبعضها ينم عن الجهل إن افترضنا حسن النية، ولا نظنهم من الجهال، أو هو يكشف عن روح حقد تتعمد الإضلال بإيراد شبهات يعلمون أنها باطلة، وأنها قد تجد رواجا لضعف النفوس وضعف العلم الحقيقي، خاصة فيما يتعلق باللغة، حيث فسدت السلائق، واضمحلت الذائقة اللغوية، واختفى التمرس بأساليب العرب في كلامهم، وطرائق تصريف الحديث، فاستغل المغرضون ذلك ليحوكوا شبهات واهية كبيت العنكبوت لا تصمد بإذن الله أمام الحق المبين، وكل ما علينا أن نتسلح باليقين الذي يعصمنا من الشك والريب، وبالعلم الذي ينفعنا بإذن الله في رد ادعاءات المغرضين، ثم نتسلح بالتفكر والتدبر الذين أمرنا الله عز وجل بهما على بينة من أساس علمي، والله عز وجل يقول في فضل أهل العلم في مثل هذه المواقف:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ــ آل عمران:7
أما قضية التكرار فالتأمل فيها أدى إلى قولين:
الأول: أن التكرار ليس ذما أو قدحا إلا إن كان مما يمكن الاستغناء عنه، وكان الذي نكرره خاليا من أي معنى جديد يضاف إلى الأول، فهو حينئذ يكون لغوا لا فائدة منه، وهذا ليس منه في القرآن شيء
أما ما عدا ذلك فهو علىالعكس، إنه أمر مطلوب مرغوب، وإن فُقِد في الكلام كان ذما أحيانا، والتكرير من الأساليب المعروفة عند العرب، ويكثر وروده في كلامهم وفي أشعارهم خاصة، وتصفحوا دواوين الشعراء كالمهلهل بن ربيعة وعمرو بن كلثوم وستجدون مصداق ذلك
بل إن التكرير واحد من الأغراض البلاغية، ودونكم الكتب البلاغية التي تتحدث عن علم المعاني، وستجدون عنوانا عريضا هو واحد من أسس هذا العلم البلاغي واسمه الإطناب، فإن بحثتم في فروعه وجدتم أفانين من القول تتشابه مع التكرار، وواحد منها يحمل هذا الاسم نفسه: (التكرير) والبقية تعتمد على زيادة في الكلام أو تكرير له أو تفصيل كذكر العام بعد الخاص وعكسه، وكالاحتراس والتتميم
(يُتْبَعُ)
(/)
والتكرير له أغراض بلاغية كثيرة كالتأكيد والاستلذاذ بالكلام، وتعظيم الأمر وتهويله، وزيادة التنبيه، وطول الكلام الذي قد يسبب نسيانه، وتعدد المتعلق، كأن نكرر عبارة ما ولكن نحدث في كل مرة كلاما جديدا، ونرى مثل هذا في سورة الرحمن التي تكررت فيها آية: فبأي آلاء ربكما تكذبان واحدا وثلاثين مرة، لأنه في كل مرة يذكر نعمة من النعم، ويريد لفت النظر إلى أهمية كل واحدة على حدة
فهذا التكرار وجه من وجوه البلاغة القرآنية، فإن من خصائص البلاغة إبراز المعنى الواحد في صور مختلفة، والقصة المتكررة ترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ في قالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها بل تتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها في المواضع الأخرى
وإن من تنوع طرق عرض الموضوعات في القرآن أنه يعرض القصة ملخصة حينا ثم يفصلها من البداية، وحينا يبين العاقبة والمغزى من مضمونها ثم يبدأ التفصيل، ونراه حينا يبدأ بها مباشرة بلا مقدمات، وحينا يقدمها كمشاهد حية نابضة تحدث أمامنا، وهو يتميز ببراعة الانتقال من موقف لآخر وتجاوز ما لا حاجة إليه وترك الذهن يستوحي منها الأحداث التي جرت بينما نتابع مع الآيات الأحداث المهمة وتفصيلاتها
ومن أغراض التكرير تجزئة الأفكار المراد بيانها حول موضوع واحد لتتكامل النصوص فيما بينها مؤدية غرض التأكيد لأصل الفكرة مع إضافات جديدة
ومن أغراض القرآن الدعوة إلى الله والتربية، وهما مما لا ينتهي المرء منهما بكلمة يلقيها، ولكنهما بحاجة إلى التذكير الدائم كما قال عز وجل: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، فقد تستدعي الحكمة التربوية تكرير التذكير بالتقوى، أو الترغيب والترهيب أو غير ذلك حسب المقتضيات الدعوية والتربوية
يقول الأستاذ صلاح عبد التواب: كانت أهمية التكرار أنه يعاود النفوس الغافلة المرة بعد المرة يزيل عنها غفلتها، كما يعاود النفوس المؤمنة المطمئنة بما يثبت فيها دعائم اليقين… فالتكرار إذن ظاهرة بلاغية لا يفطن إليها إلا كل من له بصر بفنون القول، وهو في القرآن أروع وأجمل من أن تتطاول إليه ألسنة المتقولين
هذا هو الرأي الأول للعلماء في موضوع التكرار في القرآن، وخلاصته أن ذلك من أساليب العربية التي جاء القرآن بها، التي تحقق بهذا التكرار أهدافا معينة تثري المعنى، وهذا أدعى لبيان إعجاز القرآن الذي يأتي لهم بالمعنى الواحد مقدما في عدة صور، ويتحداهم أن يأتوا بمثله، أو بشيء من مثله، ثم يعجزون عن الإتيان بأي صورة من الصور التي يظهر فيها الكلام
الثاني: وهو رأي ينفي التكرار تماما، لأنه يرى أن التكرار هو تكرار اللفظ نفسه في السياق نفسه للمعنى نفسه بغير فائدة، أما ما يأتي في سياق آخر ومناسبة أخرى غير التي جاء فيها أولا فإنه لا يعد تكرارا، وهذا ما يمكن أن نسميه بالتكامل أو يسميه بعض العلماء التنويع
هذا الأستاذ محمد قطب يقول: الظاهرة الحقيقية ليست هي التكرار، وإنما هي التنويع… لا يوجد نصان متماثلان في القرآن كله، إنما يوجد تشابه فقط دون تماثل، تشابه كذلك الذي قد يوجد بين الإخوة والأقارب، لكنه ليس تكرارا بحال من الأحوال، إنه مثل ثمار الجنة: " كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها"… وإن التنويع ذاته لجمال فوق أنه يذهب عن النفس الملال
ويقول الشيخ عبدالرحمن الميداني: على متدبر كلام الله أن يبحث في كل نص يبدو له أنه من النصوص المكررة في القرآن ليكتشف غرض التكرير إذا كان النص مكررا حرفيا، وليكتشف فوارق المعاني إذا كان النص المكرر مختلفا ولو بعض الشيء، ولو بكلمة أو حرف في كلمة، فكثير من النصوص التي يتوهم فيها التكرار هي ليست في الحقيقة مكررة، ولكنها متكاملة يؤدي بعضها من المعاني المرادة ما لا يؤديه البعض الآخر
فقصص القرآن ـ كمثال للتكرار أو التنويع ـ تأتي في كل مرة في سياق مختلف عن غيره، وله هدف خاص يسوق القصة من أجله لتظهر منها الأجزاء التي تناسب هذا الهدف المحدد، وكل سياق تأتي فيه القصة لا تتشابه ألفاظها وأجزاؤها مع القصة الثانية في السياق الثاني، بل لا يد من تقديم لكلمة وتأخير لأخرى، أو ذكر لشيء في موقف وعدم ذكره في المرة الثانية، وهكذا حسب مقتضيات المعنى والسياق، ووفق أغراض بلاغية أصيلة
(يُتْبَعُ)
(/)
والشهيد سيد قطب رحمه الله يقول في كتابه الشهير في ظلال القرآن: يرد القصص في القرآن في مواضع ومناسبات، وهذه المناسبات التي يساق القصص من أجلها هي التي تحدد مساق القصة والحلقة التي تعرض منها، والصورة التي تأتي عليها، والطريقة التي تؤدى بها تنسيقا للجو … وأنه حيثما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار
والأستاذ فاضل السامرائي يقول: فأنت ترى أن القصة في القرآن كأنها تتكرر في أكثر من موطن، والحقيقة أنها لا تتكرر، ولكن يعرض في كل موطن جانب منها بحسب ما يقتضيه السياق، وبحسب ما يراد من موطن العبرة والاستشهاد
والشيخ محمد سعيد البوطي يقول: وقد يحدث أن يتكرر عرض القصة نفسها، أو عرض الجانب الواحد منها بحسب الظاهر؛ ولكن تلك القصة أو ذلك الجانب منها ينطوي على عبر وعظات متعددة، فيقتضي الغرض الديني أن يعاد ذكرها عندما تأتي مناسبة كل عبرة من عبرها، فتلبس القصة في كل مرة من الأسلوب والإخراج التصويري ما يناسب المعنى الذي سيقت بصدده حتى لكأنك منها أمام قصة جديدة لم تتكرر على مسامعك، ولم تعرض أحداثها على خاطرك من قبل
وهذا مثال لشرح الشيخ البوطي وهو قصة موسى عليه السلام فإنها تحوي عبرا كثيرا وأهدافا متعددة، فإن كان غرض السياق تطمين قلب المصطفى وأصحابه جاء جانب النبي المنتصر على فرعون وجنوده بتأييد الله، ولبيان استعلاء الناس واستكبارهم في الأرض يأتي جانب المواجهة بين موسى وفرعون، وما جرى بينهم من محاورات .. وهكذا
وإن قصة موسى عليه السلام بحاجة لوقفة خاصة لعلنا نتمكن منها قريبا بإذن الله
والخلاصة أنه مع اختلاف العلماء في إطلاق اسم التكرار على ذلك الأسلوب القرآني أو عدمه فإن النظر في أقوالهم يوضح لنا أنهم لا يختلفون في أن كل موقف يختص بحالة أخرى غير التي جاء بها الأول، وله موقف خاص، وجو خاص، وأهداف خاصة، ويعطينا معاني جديدة إما تكون واضحة من إضافات نراها في الكلام، أو من خلال ما نستنتجه من فروق بين نصوص متشابهة، وذلك كله يصب في محيط إعجاز القرآن
المراجع:
دراسات قرآنية: محمد قطب ــ التصوير الفني في القرآن: سيد قطب ــ إعجاز القرآن الكريم: فضل عباس وسناء فضل ــ التعبير القرآني: فاضل السامرائي ــ قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل: عبدالرحمن الميداني ــ النقد الأدبي ونظرية الإعجاز: صلاح الدين محمد عبدالتواب ــ مباحث في علوم القرآن: مناع القطان ــ البلاغة العربية (علم المعاني): وليد قصاب
نشر في: مجلة الفتح
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2004, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله يا أختي الكريمة بين إخوانك، ونفع الله بك
زرت موقعك الخاص، فكانت المفاجأة أني الزائر رقم واحد كما في عداد عدد الزائرين
وقد أعجبني تصميمكِ له، أعانكِ الله على مواصلة الإعداد.
ـ[ش. م]ــــــــ[28 May 2004, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أيها المشرف الفاضل
عداد زوار موقعي فيه خلل ما لم أستطع إصلاحه إلى الآن. أرجوك الدعاء لأنجز منه ما يستحق، علما بأن قسم أنوار البيان فيه وصلة لموقع تجريبي أنشأته منذ رمضان الأخير و أنوي ضمه إلى الأصل بإذن الله بعد أن استشرت من نسبته إليه.
http://www.alanwaar.net/an-bayaan.htm
وأثق أنك لن تقصر في توجيهاتك ومساعدتك ونقدك لما تقرأ هنا أو في الموقع
أختكم في الله: ش. م
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 May 2004, 02:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
مقال رائع أختاه، و يا ليتك لا تبخلي علينا بنشره في المواقع المتخصصة في الرد على النصارى و كذلك ترجمته إلى الإنجليزية.:)
ـ[ش. م]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:23 ص]ـ
الأستاذ الفاضل الدكتور هشام
الموضوع بين يديك
يمكنك أن تترجمه إن رأيته مفيدا
وأن تنشره إن رأيت حاجة إليه في أي مكان
السادة الأفاضل أعضاء المنتدى
لقد عرضت المقال عليكم رغبة في توجيهكم
لا شك أن فيه خللا وعيبا ونقصا
فهلا سددتم نقصه وجبرتم كسره؟
مثلا: هل ما جاء فيه من حصر لرأيين في قضية التكرار صحيح؟
من من العلماء كان ينبغي أن أبحث عن آرائهم في المسألة لكني لمأفعل؟
وهناك الكثير مما يمكن قوله إلا إن رأيتموني أصغر حجما من أن تتفضلوا علي بلحظات من وقتكم وعلمكم فلكم الحق في هذا
ولكن كيف يكبر الصغير إن لم يجد نصحا وتوجيها؟
تحياتي للجميع،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jun 2004, 12:46 ص]ـ
الأخت الكريمة ش. م وفقه الله
شكر الله لك هذا البحث، ونفع بك. ومنذ قرأته أول مرة، أعجبت بجمعك وترتيبك للأقوال، وتقسيمك صحيح من حيث العموم؛ لأن هذين القولين هما القولان المشهوران للعلماء في هذه المسألة، وتتبع جميع الأراء فيه مشقة، ولا سيما في مثل هذا البحث المختصر، ومحل التفصيل المؤلفات التي عنيت بمثل هذه المسألة بعينها.
وليس هناك من إضافة سوى أن للدكتور عبدالعظيم المطعني كلاماً جيداً في هذه المسألة في كتابه (خصائص التعبير القرآني) تستحق المراجعة إن اتسع وقتكم لذلك.
وأيضاً رأيت باحثاً كتب في هذه القضية رسالة للدكتوراه طبعت في مجلدين، وقد دعا فيها إلى عدم استعمال مصطلح التكرار كما ذكرت في بحثك، والاستعاضة عن هذا باستعمال مصطلح (تصريف القول في القرآن الكريم) أخذاً من قوله تعالى: (وكذلك نصرف الآيات) وغيرها من أمثالها. ولرأيه وجه من باب التأدب - كما يرى - مع القرآن الكريم، لأن مصطلح التكرار - برأيه - يتضمن نوعاً من التنقص.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونحن مثلك لم نصل بعد إلى مرتبة تؤهلنا للحكم على مثلك وفقك الله، وإنما الأمر من باب المذاكرة بين طلاب العلم، الذين أدعي أنني منهم، وهم لا يقرون لي بذاك! ولكننا نتشبه على حد قول السهروردي:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم * إن التشبه بالكرام فلاحُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ش. م]ــــــــ[21 Jun 2004, 11:40 م]ـ
الأستاذ المشرف الأستاذ عبدالرحمن
شكر لا ينقله قلم أو لسان على تفضلك بالرد علي
وهو شرف لي ولبحثي الصغير أن تعلق عليه جزاك الله خيرا وزادك من فضله
وأنت أهل للحكم علي وكلكم كذلك فما أنا إلا أصغر طالب في أفناء دوحتكم
ملحوظات قيمة تلقيتها منك أثابك الله عليها، وقد سمعت عن الدكتور عبدالعظيم المطعني وأحببت قراءة كتبه إلا أنني لم أحصل عليها، ولكن بعد نصيحتك فسأجتهد في طلبها بإذن الرحمن
وتغيير اللفظ من التكرار إلى تصريف القول لأن التكرار يحمل معنى التنقص فإن هذا قائم على أحد الرأيين ولكن الرأي الثاني لا يراه بهذا المعنى بل هو عندهم من أوجه البلاغة
ولكنها ملحوظة جديرة بالاهتمام وتذكر بتسمية حروف الزيادة بحرف صلة
أكرر شكري القاصر ودعائي الذي أسأل الله أن يتقبله
فهو فضل منكم ومن كل من يحب أن يشارك بإبداء رأي أو نقد بناء
وفقنا الله لمحبته ورضاه(/)
من سورة الناس
ـ[ش. م]ــــــــ[28 May 2004, 02:11 ص]ـ
سورة الناس .. تفسير بياني
هي آخر سور القرآن بترتيب المصحف
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6}
* المعوذتان هما سورتان في القرآن الكريم، جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية، الواقعة على الإنسان من الخارج والتي تصدر منه من الداخل.
* فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشرور الظاهرة والخفية الواقعة على الإنسان من الخارج ولا يمكن له دفعها، ولا سبيل لذلك إلا بالصبر، وهذه الأمور إذا وقع فيها الإنسان وصبر سجل ذلك في صحيفة حسناته لأن الله تعالى يجزي الصابرين.
والشر في سورة الفلق مما لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه فهو غير محاسب عليه
* أما سورة الناس فهي سورة الاستعاذة من شرور الإنسان الداخلية (النابعة من نفسه) وهي التي قد تقع على صاحبها (القارئ)، وقد تقع على غيره، وهي التي يستطيع الإنسان أن يدفعها ويتجنب ظلم النفس والآخرين
وهذه الشرور إذا وقع فيها الإنسان سجلت في صحيفة سيئاته.
والشر المقصود في هذه السورة هو مما يدخل تحت التكليف ويحاسب عليه المرء لأنه يدخل ضمن ما نُهي عنه
** فالسورتان جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية .. ما يدخل تحت التكليف (ما جاء في الناس)، وما لا يدخل في التكليف (ما جاء في الفلق) .. ما لا يستطيع دفعه (الفلق) وما يستطيع دفعه (الناس .. ما يدخل سجل الحسنات (الفلق) وما يدخل سجل السيئات (الناس)
وقال عدد من المفسرين والمحققين: سورة الفلق استعاذة بالله من شرور المصائب، وسورة الناس استعاذة بالله من شرور المعايب.
جاء في التفسير القيم لابن القيم
فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما”
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس
قل أعوذ برب الناس
ـ أعوذ بالله لغة:هي بمعنى ألتجئ وأعتصم بالله.
ـ قل: أمر الله تعالى الرسول أن يقول
الأمر بالقول له أهمية كبيرة هنا ولو حذف الفعل لاختل المعنى المقصود
(قل) للإفصاح عن ضعفه والتجائه إلى ربه، فهي من باب الإعلان عن حاجة الإنسان إلى ربه جلّ وعلا، وهو يفصح عن حاجته هذه بنفسه وينطقها بلسانه
وفيها قتل للغرور، لأن الكِبر والغرور يمنعان المرء أحيانا من طلب الإعانة وهو في حاجة شديدة إليها، فتطلب منه لآية أن يعلن التجاءه إلى ربه، فلا يكتفي بالشعور بالحاجة بل يعلنها، سواء الرسول أو غيره من البشر
قالوا أتشكو إليه ما ليس يخفى عليه ** فقلت ربي يرضى ذل العزيز لديه
ففي هذا الإعلان قتل بل علاج للكِبر الذي في نفس الإنسان والذي قد يودي به إلى الطغيان
(إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى) لذلك لا بد من قولها باللسان ولا يجوز النطق بالاستعاذة دون الأمر (قل)
ثم إن هذا القول من أسباب الطاعة فإن المرء إن استعان بأحد فلا يمكن أن يعصيه
وإذا صاحب الاستعاذة شعور في النفس بالحاجة إلى غياث المستغيثين ليأوي إلى ركن شديد فهذا الشعور بالحاجة إلى مولاه يُلين القلوب القاسية.
قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس
ـ الاستعاذة في السورة هي بـ: رب الناس، بملك الناس، وبإله الناس من شر الوسواس الخناس
فالمستعاذ منه هو شر واحد والاستعاذة منه جاءت بالربّ والملك والإله من وسوسة الشيطان المُهلكة.
أما في سورة الفلق فقد كانت الاستعاذة بشيء واحد من شرور متعددة.
وفي هذا إشارة عظيمة إلى خطورة الوسوسة على الإنسان وعلى غيره لأنه إن استجاب لهذها لوساوس فقد يردي نفسه في الدنيا والآخرة
أما الأمر الذي ليس من كسبه (ما جاء في سورة الفلق) فقد استعاذ منه بأمر واحد وهذه لفتة بيانية عظيمة من هاتين السورتين الكريمتين إلى خطورة البشر وخطورة الوسوسة
ـ وجاء الترتيب في سورة الناس هكذا: الرب، الملك، الإله.
فالإنسان إذا وقع في حاجة يستعين أولاً بخبرته وعلمه أو بمن لديه هذه الخبرة والتجربة ليرشده
وهذا شأن المربي فهو المرشد والمعلم والموجه، ولذا بدأت الآيات به (رب الناس).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن لم ينجح فيما يريد لجأ إلى السلطة وصاحبها وهو الملك (ملك الناس)
فإن لم تُجد السلطة نفعاً التجأ إلى الله تعالى (إله الناس) " وأفوض أمري إلى الله
والترتيب في الآيات في السورة هو على سياق هذا الترتيب الطبيعي، وكحاجة الإنسان للتعامل في الحياة. وهو واضح في مراحل حياة الإنسان ومعاشهم، فالأجنة هي البداية ثم يخرج الناس للحياة ليواجهوا المربي الذي يقدم لهم ما يحتاجونه من تربية ورعاية، فإذا كبروا احتاجوا إلى المجتمع وما ينظم علاقتهم به، ثم يأتي سن التكليف حيث يحاسبه الإله
والمجتمعات عموما بين الربوبية والملك، فكل مجتمع يحتاج صغاره إلى المربي ثم إلى السلطة، أما الألوهية فتتأخر وقد تخفى على بعض الناس وتحيطها الشكوك والأوهام .. والإلحاد .. وتحتاج إلى تذكير
ـ وقد تدرّجت الآيات من الكثرة إلى القلّة
فالربّ هو المرشد الموجّه وقد يكون في المجتمع الواحد العديد من المرشدين والمربّين
لكن لكل دولة أو مجتمع ملك واحد
والدنيا فيها ملوك كثر ولكن إلهها وإلههم واحد
فانتقل من الكثرة للقلة من حيث دلالة الكلمة بالعدد (الرب كثير، الملك أقلّ وأما الإله فهو واحد).
ـ وردت كلمة الناس 3 مرات في السورة وكل منها تعني مجموعة من الناس مختلفة عن غيرها نوضحها فيما يلي:
كلمة الناس تطلق على مجموعة قليلة من الناس أو واحد من الناس أو كل الناس.
والربّ هو مُرشد مجموعة من الناس قد تكون قليلة أو كثيرة
أما الملك فناسه أكثر من ناس المربي
وأما الإله فهو إله كل الناس وناسه الأكثر حتماً.
ولو قالت الآيات: أعوذ برب الناس وملكهم وإلههم لعاد المعنى كله إلى المجموعة الأولى من الناس .. ناس الرب .. دون أن يشمل غيرهم
لذلك لا يغني الضمير هنا، بل لا بد من تكرار المضاف إليه مذكورا صريحا، لأن لكل معنى مختلف
فالتدرج في الصفات بدأ من الكثرة إلى القلة، أما في المضاف إليه (الناس) فبالعكس من القلة إلى الكثرة، فناس المربي أقل، وناس الملك أكثر، وناس الإله هم الأكثر
ـ ولا يجوز أن يأتي بحرف العطف فيقول برب الناس وملك الناس وإله الناس
فجاءت (قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس) حتى لا يُظنّ أنهم ذوات مختلفة، بل هي ذات واحدة، فهو سبحانه المربي وهو الملك وهو الإله الواحد. وحتى لا يُظن أن المقصود أكثر من واحد، بل هو واحد سبحانه، فمن أراد الرب يقصد رب الناس ومن أراد الملِك يقصد ملك الناس ومن أراد الإله فلا إله إلا الله
من شر الوسواس الخنّاس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنّة والناس
من شر الوسواس الخنّاس:
ـ جاءت الآية باستخدام (من شر الوسواس) وليس (من الوسواس) كما في الاستعاذة من الشيطان: "فاستعذ بالله من الشيطانِ الرجيم"، لأنه هنا لم يحدد الشيطان، بل قال: من الجِنّة والناس، فجعل الوسواس قسمين: من الجِنّة أو من الناس
فالجِنّة فيهم صالحون وفيهم قاسطون " وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون" كما قال تعالى على لسان الجن في سورة الجن، لذا لا يصحّ الاستعاذة من الجِنّة عموماً
وكذلك الناس نحن نستعيذ من الظالمين والأشرار من الناس وليس من الناس كلهم جميعاً ولذا جاءت الآية بتحديد الاستعاذة من الشر (من شر الوسواس الخنّاس)، وأما الشيطان فشرّ كله لذلك جاءت الآية بالاستعاذة منها، أما البشر فلا، ورد في الأثر: (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)
ـالوسواس: كلمة وسواس على صيغة (فعلال)، وهي صيغة تفيد التكرار لأنه لا ينفك عن الوسوسة
ويسمى في اللغة (تكرار المقطع لتكرار الحَدَث) حيث تكرر فيها المقطع (وس) كما في كلمة كبكب (تكرار كب) وحصحص (تكرار حص) للدلالة على تكرار الحدث.
وصيغة (فعلال) تفيد المبالغة أيضاً
إذن كلمة وسواس تفيد المبالغة والتكرار.
ـ وقد جاء التعبير في الآية بكلمة الوسواس وليس الموسوس، لأن الموسوس لا تفيد المبالغة، ولأنها تقال للشخص الذي تعتريه الوسوسة دون أن تفيد المبالغة
ـ وجاءت الاستعاذة بـ (شر الوسواس) وليس شر الوسوسة فقط للدلالة على أن الاستعاذة إنما تكون من كل شرور الوسواس سواء كانت وسوسة أو لم تكن.
ـ الخنّاس: صفة من (الخنوس) وهو الاختفاء، وهي أيضا صيغة مبالغة، وتدل على أن الخنوس صار نوعا من حرفة يداوم عليها
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما يكون للمرء عدو فإنه يحرص على أن يعرف مقدار عدائه ومدى قوته والأساليب التي تمكنه من التغلب عليه أو النجاة منه، وقد أخبرنا الله تعالى عن عدونا أن قصارى ما نستطيع فعله هو أن نخنس وسوسته، لأن الشيطان باق إلى يوم الدين ولا يمكننا قتله أو التخلص منه بطريقة أخرى غير الاستعاذة بالله منه فيخنس الشيطان، أو أن نغفل وننسى فنقع في الوسوسة.
كما جاء في الحديث: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم إن ذكر الله خنس، وإن نسي وسوس)
ـ الذي يوسوس في صدور الناس
ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب.
ـ من الجِنّة والناس:
ـ لوسواس قسمان، فقد يكون من الجِنّة وقد يكون من الناس
والناس هم المعتدى عليهم، ولذا جاء في الآية (رب الناس) ولم يقل رب الجِنّة والناس
لأن الناس لما وقع عليهم الأذى استعاذوا أو أمروا أن يستعيذوا بربهم ليخلصهم من شر ما أصابهم
ـ وقدم الجنة على الناس لأنهم هم الأصل في الوسوسة، والناس تَبَع، وهم المعتدون على الناس، ووسوسة الإنسي قد تكون من وسوسة الجني
والجِنّة هم الأصل في الوسوسة، ولا تقع الوسوسة في صدورهم بل في صدور الإنس.
ـ وقد وردت في القرآن آية أخرى بتقديم شياطين الإنس على الجنّ وذلك لأن السياق كان عن كفَرة الإنس الذين يشاركون الجن الوسوسة لذا تقدّم ذكرهم على الجنّ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) سورة الأنعام آية 112.
** الدكتور فاضل السامرائي: برنامج قول معروف، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل بتاريخ 1 ـ 6 ـ 2001 م
http://lamasaat.8m.com/annaas.htm(/)
دورة منهجية لتحفيظ القرآن
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[28 May 2004, 01:44 م]ـ
إعلان-تعلن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بحائل عن دورة منهجيه لحفظ القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الإخوة والأخوات الاعزاء وفقهم الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة حائل -
ان تعلن عن إقامة الدورة المنهجيه لحفظ القرآن الكريم وإتقانه
حوافز الدورة
1 - إتقان حفظ القرآن الكريم وتجويده على أيدي مدرسين متخصصين.
2 - جوائز تشجيعية أثناء سير الدورة للمتميزين والمثاليين.
3 - يتخلل الدورة رحلات تربوية وترفيهية متعددة داخل المنطقة وخارجها.
4 - يمنح الطالب شهادة في حفظ القرآن الكريم وإتقانه في نهاية الدورة بعد اجتياز الامتحان.
5 - يمنح الطالب في نهاية الدورة مكافأة مالية قيمة في حفل التخريج.
6 - يكون الطالب مرشحا للتدريس في إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
شروط الدورة
1 - أن لايكون الطالب قد سبق له حفظ القرآن الكريم كاملا في حلقات التحفيظ أو في دورات سابقة.
2 - أن يكون الطالب جيد التلاوة وأن يجتاز المقابلة الشخصية.
3 - ألا يقل عمر الطالب عن سبعة عشر عاما أو يكون حاصلا على شهادة الأول ثانوي.
4 - ألا يقل معدل الطالب في آخر شهادة دراسية حصل عليها عن (80%) مع احضار صورة منها.
تنبيهات
1 - العدد محدود والأولوية عند المفاضلة للاسبق.
2 - مواعيد التسجيل ابتداء من يوم الأحد 4/ 4/1425هـ
وحتى يوم الاربعاء 14/ 4/1425هـ
وذلك في مقر الجمعية صباحا جميع ايام الاسبوع عدا يومي الخميس والجمعة.
مساء في الايام التالية (الأحد - الاثنين - الثلاثاء).
فعلى الراغبين في الالتحاق سرعة التسجيل.
علما بأن الدورة: سنة واحده ابتداء من 1/ 5/1425هـ
للاستفسار اتصل على هاتف / (5332208 __ 054283313 __ 054977881)
والله الموفق،،،،،
أخوكم
عبد الله
ـــــــــــــــــــــــــــ(/)
نبؤة من آية
ـ[سليمان داود]ــــــــ[28 May 2004, 08:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أقدم لكم اليوم هذه المشاركة التي أتمنى أن تنال القبول عند عقول متدبرة
هي عقول رواد ومشرفي هذا المنتدى المبارك
هذا المنتدى الذي يعتبر فتحا" جديدا" لو قورن بغيره من المنتديات
وجزاه الله خيرا" من كان له يدا" في انطلاق هذا المنتدى
وبعد:
أقدم اليوم آيه من كتاب الله الكريم هي ختام المسك في سورة الشعراء
وقد قرأت تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير والسعدي
حول هذة الآية الكريمه
إلا أن في النفس لا زال شئ آخر
وطبعا كي لا أطيل الموضوع لم أورد هنا ماتحدث عنه المفسرين
ولأن هذه التفاسير بين أيدينا في أي وقت فلا حاجة للصقها مع الموضوع؟؟؟؟
يقول تعالى
\وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)
إن الله سبحانه وتعالى يقسم الشعراء إلى قسمين أو نوعين؟؟
الشعراء الذين يتبعهم الغاوون أو مانستطيع أن نسميهم في عصرنا بالشعراء الفاسقون
ولا أريد أن أطيل الحديث عن هؤلاء لأنهم كثر وأعجز عن تصنيفهم وتصنيف شعرهم وأنواع فسقهم
وقد لخص الله سبحانه وتعالى وهو رب البلغاء صفاتهم
أما النوع الثاني الذي جاء التفصيل عنهم بعد (إلا)
في الآية الأخيرة من سورة الشعراء هم من أود التحدث عنهم
وقد بين الله سبحانه وتعالى صفات هؤلاء الشعراء
فالصفة الأولى – الإيمان (إلا الذين آمنوا)
الصفة الثانية-- عمل الصالحات
الثالثة – ذكر الله بكثرة وهذا لا يعني ذكرهم لله كثيرا" بشعرهم فقط
بل الذكر الذي نقوله دائما كمؤمنين
أما الصفة الرابعة – فهي الصفة الاعجازية لهؤلاء الشعراء المؤمنون العاملين الصالحات الذاكرين الله كثيرا
هذه الصفة الاعجازيه هي نصرهم بعد ظلم يقع عليهم؟؟؟؟
فهي بشرى لهم بالنصر ونبؤه بأنهم سوف يقع عليهم ظلما"ما
ولو تدبرنا الآيات قليلا" وعدنا إلى سيرة أي شاعر يتصف بهذة الصفات لوجدنا أنه تعرض إلى ظلم ما؟؟
وليس بالضرورة أن يكون هذا الظلم من حاكم أو من مجتمع
فربما يظلم من خاصته المقربين منه؟؟
المهم أنه سيظلم وأنه سوف ينتصر بإذن الله
· *
والآية لم تنزل فقط من أجل حسان بن ثابت رضي الله عنه ورفاقه الذين كانوا بمثابة وزارة إعلام للرسول صلى الله عليه وسلم
وأستذكر قول رسول الله لحسان (قل أيدتك روح القدس)
كم هي مؤازرة من سيدي رسول الله لهذا الشاعر المؤمن الذاكر الله كثيرا العامل للصالحات بيده وقلبه ولسانه
وكم هو تلازم السيف والقلم كما يتلازم القول بالفعل
لكن الذي لفت انتباهي الشعراء المؤمنون القلة في عصرنا
وأعظم ظلم يتعرضوا له أنهم لا يسمح لهم بالظهور على وسائل الإعلام
فوسائل الإعلام للنوع الثاني؟؟؟ كأنها ملك لهم
أما هؤلاء المؤمنون حتى قصائدهم لا يجرؤا أن يمهروها بأسمائهم؟؟
بل بأسماء مستعاره على الأغلب
هل تعلموا لماذا؟؟
لأنهم مظلومون دائما"
ولو كتبوا أسماءهم لطارت رؤوسهم؟؟
أو تعرضوا للشراء؟؟؟؟
ويا ويلهم لو رفضوا الصفقة
من المؤكد أنا لا أدعي إضافة على تفسير السابقين أو اللاحقين
لأنني وبكل بساطه لست أهلا" للتفسير
إنما هي رؤيه خاصة للآية الأخيرة من سورة الشعراء
فهل توافقوني الرؤيه أم هي تخيلات شاعر
والسلام عليكم ورحمة الله(/)
من أسرار البيان في سورة (الكافرون)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[28 May 2004, 08:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة (الكافرون): {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون:1 - 6]
هذه السورة على- قصرها- قد جمعت من بديع الفوائد، وأسرار البيان، ما يعجز عن الإتيان بمثله أرباب الفصاحة والبيان.
وأول ما نذكره من هذه الفوائد والأسرار سر النداء بـ {يا أيها}. فقد روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال:" يا: نداء النفس. وأيُّ: نداء القلب. وها: نداء الروح ". ويقول النحاة:" يا: نداء الغائب البعيد. وأيُّ: نداء الحاضر القريب. وها: للتنبيه ".
والفائدة الثانية: هي في قوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون}، فوصفهم بـ (الكافرين)، ولم يصفهم بـ (الجاهلين) - كما وصفهم في قوله تعالى: {قل أغير الله تدعوني أعبد أيها الجاهلون} - وذلك؛ لأن سورة (الكافرون) نزلت بتمامها فيهم، فلا بدَّ أن تكون المبالغة فيها أشد .. ثم إنه لا يوجد لفظ أبشع، ولا أشنع من لفظ (الكفر). وذلك؛ لأنه صفة ذمٍّ عند جميع الخلق سواء كان مطلقًا، أم مقيَّدًا. أما لفظ (الجهل) فإنه عند التقييد، قد لا يذم؛ كقوله عليه الصلاة والسلام في علم الأنساب:" علمٌ لا ينفع، وجهل لا يضر ".
والفائدة الثالثة: هي في قوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}. فعبَّر بـ (ما) دون (من)؛ لأن المراد التعبير عن معبوده عليه الصلاة والسلام- على الإطلاق دون تخصيص؛ لأن امتناعهم عن عبادة الله تعالى ليس لذاته، بل كانوا يظنون أنهم كانوا يعبدون الله؛ ولكنهم كانوا جاهلين به. ولهذا ناسب إيقاع (ما) عليه دون (من)، لما في الأولى من دلالة على الإبهام، والوقوع على الجنس العام. هذا ما أجاب به الشيخ السهلي رحمه الله، ثم ذكر جوابًا آخر؛ وهو:
" أنهم كانوا يشتهون مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسدًا له، وأنفة من اتباعه. فهم لا يعبدون معبوده، لا كراهية لذات المعبود، ولكن كراهية لاتباعه صلى الله عليه وسلم، وشهوة منهم لمخالفته في العبادة كائنًا ما كان معبوده، وإن لم يكن معبوده إلا الحق سبحانه وتعالى. فعلى هذا لا يصح في النظم البديع، والمعنى الرفيع إلا (ما)، لإبهامها، ومطابقتها الغرض الذي تضمنته الآية ".
وأقرب من هذا وذاك- كما قال ابن قيِّم الجوزيَّة-:" هو أن المقصود- هنا- ذكر المعبود الموصوف بكونه أهلاً للعبادة، مستحقًا لها، فأتى ب (ما) الدالة على هذا المعنى. كأنه قيل: ولا أنتم عابدون معبودي الموصوف بأنه المعبود الحق. ولو أتى بلفظ (من)، لكانت إنما تدل على الذات فقط، ويكون ذكر الصلة تعريفًا، لا إنه جهة العبادة. ففرق بين أن يكون كونه تعالى أهلاً لأن يعبد تعريف محض، أو وصف مقتض لعبادته. فتأمله، فإنه بديعٌ جدًّا ".
والفائدة الرابعة: هي فائدة تكرار الأفعال في هذه السورة الكريمة. وقد قيل في ذلك أوجهًا؛ أحسنها:
أن قوله صلى الله عليه وسلم: {لا أعبد ما تعبدون} نفيٌ للحال، ويقابله: قوله تعالى: {ولا أنتم عابدون ما أعبد}. أي: ولا أنتم تعبدون الآن ما أعبده أنا.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: {ولا أنا عابدٌ ما عبدتم} فمعناه: ولا أعبد أنا في المستقبل، ما عبدتم أنتم في الماضي.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} فمعناه: ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبده الآن، وفي المستقبل.
وعلى هذا فلا تكرار أصلاً في السورة، خلافًا لمن زعم أن هذا تكرار، الغرض منه التأكيد .. وبهذا الذي ذكرناه تكون الآيات الكريمة قد استوفت أقسام النفي عن عبادته صلى الله عليه وسلم، وعبادة الكافرين، في الماضي، والحاضر، والمستقبل، بأوجز لفظ، وأخصره، وأبينه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن في تكرير الأفعال بلفظ الحال والمستقبل حين أخبر صلى الله عليه وسلم عن نفسه، وبلفظ الماضي حين أخبر عنهم، سرٌّ بديع؛ وهو الإشارة والإيماء إلى عصمة الله تعالى له عن الزيغ، والانحراف عن عبادة معبوده، والاستبدال به غيره .. وأن معبوده عليه الصلاة والسلام واحد في الحال، وفي المآل على الدوام، لا يرضى به بدلاً، ولا يبغي عنه حولاً، بخلاف الكافرين، فإنهم يعبدون أهواءهم، ويتتبعون شهواتهم في الدين، وأغراضهم .. فهم بصدد أن يعبدوا اليوم معبودًا، وغدًا غيره.
والفائدة الخامسة: هي أنه لم يأت النفي في حق الكافرين إلا باسم الفاعل: {ولا أنتم عابدون}. وفي جهته صلى الله عليه وسلم جاء النفي بالفعل المضارع: {لا أعبد} تارة، وباسم الفاعل: {ولا أنا عابدٌ} تارة أخرى. وذلك- والله أعلم- لنكتة بديعة؛ وهي أن المقصود الأعظم من ذلك براءته صلى الله عليه وسلم، من معبوديهم بكل وجه، وفي كل وقت. ولهذا أتى في هذا النفي بصيغة الفعل الدالة على الحدوث، والتجدد، ثم أتى بصيغة اسم الفاعل الدالة على الوصف، والثبوت؛ فأفاد في النفي الأول أن تلك العبادة لا تقع منه أبدًا، وأفاد في النفي الثاني أن تلك العبادة ليست من وصفه، ولا من شأنه. فكأنه قال عليه الصلاة والسلام: عبادة غير الله تعالى لا تكون فعلاً لي، ولا وصفًا، فأتى بنفيين لمنفيين مقصودين بالنفي.
وأما في حق الكافرين فإنما أتى باسم الفاعل الدال على الوصف والثبوت دون الفعل، فأفاد ذلك أن الوصف الثابت اللازم العائد لله تعالى منتف عن الكافرين؛ لأن هذا الوصف ليس ثابتًا لهم؛ وإنما هو ثابت لمن خصَّ الله تعالى وحده بالعبادة، ولم يشرك معه فيها أحدًا.
فتأمل هذه النكتة البديعة، كيف تجد في طيَّها أنه لا يوصف بأنه عابد لله تعالى، وأنه عبده المستقيم على عبادته إلا من انقطع إليه بكلِّيته، وتبتَّل إليه تبتيلاً، لم يلتفت إلى غيره، ولم يشرك به أحدًا في عبادته. وإنه، وإن عبده، وأشرك به غيره، فليس بعابد لله تعالى، ولا عبدًا له .. قال ابن قيِّم الجوزيَّة معقبًا على ذلك:" وهذا من أسرار هذه السورة العظيمة الجليلة، التي هي إحدى سورتيْ الإخلاص، والتي تعدل ربع القرآن، كما جاء في بعض السنن. وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه إلا من منحه الله فهمًا من عنده .. فلله الحمد والمنة ".
والفائدة السادسة: هي أن النفي في هذه السورة أتى بأداة النفي (لا)، دون (لن). وذلك؛ لأن النفي بـ (لا) أبلغ منه بـ (لن) وآكَدُ. وأن (لا) أدل على دوام النفي، وطوله من (لن)، وأنها للطول، والمدِّ في لفظها طال النفي بها، وامتدَّ .. وهذا خلاف لما قرَّره النحاة والمفسرون، حين زعموا أن (لن) - عند علماء اللغة- آكَدُ في النفي من (لا)، وأبلغ. وهو زعم باطل من مزاعم المعتزلة، ردَّه الواحدي- كما ذكر الفخر الرازي- بقوله:"
والفائدة السابعة: هي اشتمال هذه السورة العظيمة على النفي المحض. وهذا هو خاصيَّتها؛ فإنها سورة براءةٍ من الشرك- كما جاء في وصفها .. فالمقصود الأعظم منها هو البراءة المطلوبة بين الموحدين، والمشركين. ولهذا أتى بالنفي في الجانبين تحقيقًا للبراءة المطلوبة، مع أنها متضمنَّة للإثبات صريحًا. فقوله تعالى على لسن نبيه صلى الله عليه وسلم: {لا أعبد ما تعبدون} براءة محضة. وقوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} إثبات أن له عليه الصلاة والسلام معبودًا، يعبده، وأنهم بريئون من عبادته، فتضمنت بذلك النفي، والإثبات، وطابقت قول إمام الحنفاء سيدنا إبراهيم عليه السلام: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون * إلا الذي فطرني فإنه سيهدين} [الزخرف:26 - 27]، وطابقت قول الفئة الموحِّدين: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله} [الكهف:16]. فانتظمت بذلك حقيقة (لا إله إلا الله). ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن هذه السورة العظيمة بسورة (قل هو الله أحد)، في سنة الفجر، وسنة المغرب. فإن هاتين السورتين (سورتي الإخلاص) قد اشتملتا على نوعَيْ التوحيد، الذي لا نجاة للعبد، ولا فلاح له إلا بهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول- توحيد العلم والاعتقاد المتضمِّن تنزيه الله تعالى عما لا يليق به من الشرك والكفر، والولد والوالد، وأنه إله أحد صمد، لم يلد فيكون له فرع، ولم يولد فيكون له أصل، ولم يكن له كفوًا أحد، فيكون له نظير. ومع هذا فقد اجتمعت له جل جلاله صفات الكمال كلها؛ فتضمنَّت السورة إثبات ما يليق بجلاله من صفات الكمال، ونفي ما لا يليق بجلاله من الشريك أصلاً وفرعًا، وشبيهًا ومثيلاً. فهذا توحيد العلم والاعتقاد.
والثاني- توحيد القصد والإرادة؛ وهو أن لا يُعبدَ إلا إياه، فلا يُشرك به في عبادته سواه، بل يكون وحده هو المعبود. وسورة (قل يا أيها الكافرون) مشتملة على هذا النوع من نوعي التوحيد، فتضمنت بذلك السورتان نوعي التوحيد، وأخلصتا له.
والفائدة الثامنة: هي في قوله تعالى: {قل يا أيها الكافرون}. يقول النحويون: إن الألف واللام في قوله {الكافرون} بمعنى (الذي). وعليه يكون المعنى: قل: يا أيها الذين كفروا. وعلى هذا جاء قوله تعالى: {يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون} [التحريم:7]، بإزالة فعل القول .. فلمَ قال هنا: {يا أيها الذين كفروا}، وقال في الأولى: {قل يا أيها الكافرون}؟
والجواب عن ذلك: أن آية التحريم إنما تقال لهم يوم القيامة؛ وهو يوم لا يكون فيه الرسول رسولاً إليهم، فأزال الوساطة؛ وهي {قل}. ثم إنهم في ذلك اليوم يكونون مطيعين، لا كافرين؛ فلذلك ذكرهم بقوله: {الذين كفروا}. وأما في الأولى فكانوا موصوفين بالكفر، وكان الرسول رسولاً إليهم؛ فلهذا خاطبهم بقوله: {قل يا أبها الكافرون}. وفي ذلك إشارة إلى أن من كان الكفر وصفًا ثابتًا له، لازمًا لا يفارقه، فهو حقيق أن يتبرَّأ الله تعالى منه، ويكون هو أيضًا بريئًا من الله تعالى.
والفائدة التاسعة: هي في قوله تعالى: {لكم دينكم ولي دين}. والسؤال هو: هل أفاد هذا معنى زائدًا على ما تقدَّم؟ والجواب: أن النفي في الآيات السابقة أفاد براءته صلى الله عليه وسلم من معبوديهم، وأنه لا يتصور منه، ولا ينبغي له أن يعبدهم، وهم أيضًا لا يكونون عابدين لمعبوده. كما أفاد إثبات ما تضمنه النفي من جهتهم من الشرك، والكفر الذي هو حظهم، ونصيبهم؛ فجرى ذلك مجرى من اقتسم هو، وغيره أرضًا، فقال له: لا تدخل في حدِّي، ولا أدخل في حدِّك، لك أرضك، ولي أرضي .. فتضمَّنت الآية أن هذه البراءة اقتضت أن المؤمنين، والكافرين اقتسموا حظهم فيما بينهم، فأصاب المؤمنين التوحيد والإيمان. فهو نصيبهم الذي اختصوا به، لا يشركهم الكافرون فيه. وأصاب الكافرين الشرك بالله تعالى والكفر به. فهو نصيبهم الذي اختصوا به، لا يشركهم المؤمنون فيه.
ثم إن في تقديم حظ الكافرين ونصيبهم- هنا- على حظ المؤمنين ونصيبهم، وتقديم ما يختص به المؤمنون على ما يختص به الكافرون في أول السورة، من أسرار البيان، وبديع الخطاب ما لا يدركه إلا فرسان البلاغة وأربابها. وبيان ذلك: أن السورة، لما اقتضت البراءة، واقتسام دينَيْ التوحيد، والشرك بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين الكافرين، ورضي كلٌّ بقسمه، وكان المحق هو صاحب القسمة، وعلم أنهم راضون بقسمهم الدون، وأنه استولى على القسم الأشرف، والحظ الأعظم، أراد أن يشعرهم بسوء اختيارهم، فقدم قسمهم على قسمه، تهكمًا بهم، ونداء على سوء اختيارهم، فكان ذلك- كما يقول ابن قيِّم الجوزيَّة- بمنزلة من اقتسم هو، وغيره سُمًَّا، وشفاءً، فرضي مقاسمه بالسمِّ؛ فإنه يقول له: لا تشاركني في قسمي، ولا أشاركك في قسمك. لك قسمك، ولي قسمي! ولهذا كان تقديم قوله: {لكم دينكم} على قوله: {ولي دين} - هنا- أبلغ وأحسن. وكأنه يقول: هذا هو قسمكم، الذي آثرتموه بالتقديم، وزعمتم أنه أشرف القسمين، وأحقهما بالتقديم!!
وذكر ابن قيِّم الجوزيَّة وجهًا آخر؛ وهو: أن مقصود السورة براءة النبي صلى الله عليه وسلم من دينهم، ومعبودهم- هذا هو لبها ومغزاها- وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكمِّلاً لبراءته، ومحققًا لها. فلما كان المقصود براءته من دينهم، بدأ به في أول السورة، ثم جاء قوله: {لكم دينكم} مطابقًا لهذا المعنى. أي: لا أشارككم في دينكم، ولا أوافقكم عليه. بل هو دين تختصون به أنتم، فطابق آخر السورة أولها.
فتأمل هذه الأسرار البديعة المعجزة، واللطائف الدقيقة، التي تشهد بأن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد، وأنه الأعلى في الفصاحة، والبلاغة، والبيان!
محمد إسماعيل عتوك [/ B][/QUOTE]
ـ[سليمان داود]ــــــــ[30 May 2004, 10:15 م]ـ
ليس تعقيبا بل شكرا" خاصا على هذه اللمسة الرائعه
وخاصة أنها لسورة يخاطب فيها سيدي رسول الله أئمة الكفر حينها
وتعطينا درسا" بالأقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحوارهم لو تعرضنا لذلك في زماننا
فالحوار انما ينم على أدب الحديث عندما يكون المتحدث العزيز الكريم
أو رسوله الكريم
ذو الخلق العظيم
وأدعوكم أن تتأملوا معي الفائدة الثامنه التي ذكرها الأستاذ عتوك جزاه الله خيرا"
والذي لفت انتباهي ما يلي:
لقد خاطب الله سيدي رسول الله 13 مره بقوله يا أيها النبي
وخاطبنا نحن المؤمنون 89مره بهذه العبارة الرائعة (يا أيها الذين آمنوا)
وخاطب الناس 30 مره بنفس العباره (يا أيها الناس)
والذي نعلمه أن هذه العباره هي عبارة تكريم؟؟؟
وربما يتساءل المرء لماذا قال تعالى (يا أيها الكافون)
والمرة الثانيه (يا أيها الذين كفروا)
هل هو تكريم للكفار
أم لأن الذي يبدأ الحديث هو الكريم العظيم
أو ذو الخلق العظيم (سيدي رسول الله)
فتأملوا معي رقي الأسلوب حتى مع الكفار
والله لو عرفوا قيمتها من العزيز الجليل لخروا للأذقان وهم سا جدين
وجزاك الله خيرا" أستاذنا العزيز محمد اسماعيل على هذه اللمسة البيانية الرائعه
وشكر خاص للأخ عبد القادر يثرب وأتمنى يا أخ عبد القادر أن تزيدنا مما عندك للأستاذ عتوك
وزادك وايانا علما وخيرا(/)
نرجو ا التعليق و الاضافه والتصويب من العلماء
ـ[ egy_winner] ــــــــ[28 May 2004, 08:46 م]ـ
بعض مرضى النصارى يفتئتون على النص القرآني ويقتطعونه من سياقه ليقنعوا تابعيهم أن الكتاب الذي تعبد فيه المسلمون هو التوراة والإنجيل وصولا إلى هدف خبيث وهو أن القران ما هو إلا ترديد لما معهم من الكتب
وكلمة كتاب في القران قد تأتى: 1 - لتصف اللوح المحفوظ 2 - لتصف الكتب السماوية جمعا 3 - لتصف القران فقط 4 - لتصف التوراة فقط 5 - لتصف التوراة والإنجيل جمعا
ولم يطلق القران لفظ الكتاب على الإنجيل مطلقا
1 - الكتاب وصف للوح المحفوظ
التوبة: 36 (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ َ)
الروم: 56 (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ ... )
2 - الكتاب والكتب اسم لكل الكتب السماوية
البقرة 285 (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه .... ِ)
البقرة213 (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ)
الحديد26 (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)
التحريم 12 (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ .. )
الحديد 25 (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)
الشورى:15 (وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ)
3 - ويطلق لفظ الكتاب على القران
البقره:176ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي
النساء 136 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ)
آل عمران: 1 - 2 (اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ)
آل عمران:7 (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ)
آل عمران:155 (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
الانعام92 (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)
العنكبوت 45 (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ)
فاطر31 (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)
النمل1 (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ)
4 - ويطلق لفظ كتاب على التوراة
البقرة: 87 (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ)
الأنعام:91 (قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى)
الأنعام:154 (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ َ)
هود:17 (وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً)
القصص: 43 (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ)
الأحقاف:12 (وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا)
البقرة: 53 (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
5_ويطلق لفظ كتاب على التوراة والإنجيل جمعا
(يَا أَيُّهَآ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم .... ) النساء 47
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
ولم يطلق القران لفظ الكتاب على الإنجيل مطلقا
(يُتْبَعُ)
(/)
البقرة:87 (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ... )
البقرة:253 ( ..... وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ..... )
الزخرف:63 (وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)
الصف:6 (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)
وكتاب (القران) ليس كتاب (التوراة) في القران العظيم
آل عمران: 3 (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ)
المائدة:48 (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ .... )
معنى كتاب في بعض الآيات القرآنية
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) البقرة 121.
جاء في التفاسير (الجلالين والطبري والقرطبي وابن كثير):
نزلت في جماعة قدموا من الحبشة واسلموا. قال قتادة: (الذين آتيناهم الكتاب) هم أصحاب النبى والكتاب هو القران. وقال بن زيد هم من اسلم من بنى إسرائيل والكتاب هو التوراة
(يتلونه حق تلاوته) عن ابن عمر عن النبي (ص) قال: يتبعونه حق اتباعه؛وقال بذلك أيضا عكرمة وابن عباس وابن مسعود. والمعنى: قرءوا كتابهم بحق فوجدوا محمدا سيد الكون مكتوبا عندهم فاتبعوا كتابهم حق اتباعه ودخلوا في الإسلام.(/)
الأبحاث الصوتية ... (في حِكَايَةِ أصْوَاتِ المَكْرُوبِينَ والمَكْدُودِينَ والمَرْضَى)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[29 May 2004, 02:10 ص]ـ
الأبحاث الصوتية ... (في حِكَايَةِ أصْوَاتِ المَكْرُوبِينَ والمَكْدُودِينَ والمَرْضَى)
الأَحِيحُ والأحَاحُ صَوتٌ يُخْرِجُهُ تَوَجُّعٌ أوْ غَم
ُّ
النَّحِيطُ صَوْتُ القَصَّارِ إذا ضَرَبَ الثّوْبَ بِالحَجَرِ ليكونَ أرْوَحَ لَه
ُ
الهَمْهَمَةُ صَوْت يُخْرِجُهُ تَرَدُّدُ الزَّفِيرِ في الصّدْرِ مِنَ الهَمِّ والحُزْن
ِ
الزَّحِيرُ إخْرَاجُ النّفَسِ بِأَنِينٍ عِنْدَ عَمَل أو شِدَّة
ٍ
وَكَذَلِكَ التَزَحُّرُ والطَّحِير
ُ
والنّهِيمُ كَمِثْلِ النَّحِيمِ شِبْهُ أنِينِ يُخرِجُهُ العَامِلُ المكْدُودُ فَيَسْتَرِيحُ إليهِ. قالَ
الراجِزُ:
ما لَكَ لا تَنْحِمُ يَا رَوَاحَهْ إنّ النَّحِيمَ لِلسُّقَاةِ رَاحَهْ
المرجع: فقه اللغة للثعالبي(/)
من أسرار البيان في (المعوذتين) للشيخ ابن قيم الجوزية
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[29 May 2004, 03:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير المعوذتين:
أولا- ما ورد في المعوذتين من الأحاديث: روى مسلم في صحيحه من حديث بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله:" ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط: أعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس "0 وفي لفظ آخر من رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن عقبة أن رسول الله قال له:" ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قلت: بلى! قال: قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس " 0
وفي الترمذي حدثنا قتيبة بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله أن أقرأ بالمعوذتين في دبر كل صلاة0 إسناده فيه ضعف، وهو صحيح0 لغيره قال: هذا حديث غريب0
وفي الترمذي والنسائي وسنن أبي داود عن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة، نطلب النبي؛ ليصلي بنا، فأدركناه فقال:" قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 فلم أقل شيئا0 ثم قال: قل0 قلت يا رسول الله! ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء صحيح "0 قال الترمذي حديث حسن صحيح0
وفي الترمذي أيضا من حديث الجريري، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان0 فلما نزلتا أخذهما، وترك ما سواهما "0 قال: حسن0
ثانيًا- والمقصود: الكلام على هاتين السورتين، وبيان عظيم منفعتهما وشدة الحاجة، بل الضرورة إليهما، وأنه لا يستغني عنهما أحد قط، وأن لهما تأثيرا خاصا في دفع السحر والعين وسائر الشرور، وأن حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس0
فنقول- والله المستعان: قد اشتملت السورتان على ثلاثة أصول: وهي أصول الاستعاذة0 أحدها: نفس الاستعاذة0 والثانية: المستعاذ به0 والثالثة: المستعاذ منه0 فبمعرفة ذلك تعرف شدة الحاجة والضرورة إلى هاتين السورتين0 فلنعقد لهما ثلاثة فصول: الفصل الأول- في الاستعاذة0 والثاني- في المستعاذ به0 والثالث- في المستعاذ منه0
الفصل الأول- الاستعاذة وبيان معناها:
اعلم أن لفظ عاذ، وما تصرف منه يدل على التحرز والتحصن والنجاة0 وحقيقة معناه: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه0 ولهذا يسمى المستعاذ به: معاذا، كما يسمى: ملجأ ووزرا0 وفي الحديث:" أن ابنة الجون، لما أدخلت على النبي، فوضع يده عليها قالت: أعوذ بالله منك0 فقال لها: قد عذت بمعاذ! الحقي بأهلك "0 رواه البخاري0
فمعنى أعوذ: ألتجيء، وأعتصم، وأتحرز0 وفي أصله قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الستر0 والثاني: أنه مأخوذ من لزوم المجاورة0 فأما من قال إنه من الستر، قال: العرب تقول للبيت الذي في أصل الشجرة التي قد استتر بها: عوذ بضم العين وتشديد الواو وفتحها0 فكأنه لما عاذ بالشجرة واستتر بأصلها وظلها، سموه: عوذا0 فكذلك العائذ قد استتر من عدوه بمن استعاذ به منه واستجن به منه0 ومن قال هو لزوم المجاورة، قال: العرب تقول للحم إذا لصق بالعظم فلم يتخلص منه: عوذ؛ لأنه اعتصم به واستمسك به0 فكذلك العائذ قد استمسك بالمستعاذ به واعتصم به ولزمه0
والقولان حق، والاستعاذة تنتظمهما معا، فإن المستعيذ مستتر بمعاذه متمسك به معتصم به قد استمسك قلبه به ولزمه كما يلزم الولد أباه إذا أشهر عليه عدوه سيفا وقصده به فهرب منه فعرض له أبوه في طريق هربه فإنه يلقي نفسه عليه ويستمسك به أعظم استمساك0 فكذلك العائذ قد هرب من عدوه الذي يبغي هلاكه إلى ربه ومالكه وفر إليه وألقى نفسه بين يديه واعتصم به واستجار به والتجأ إليه0
(يُتْبَعُ)
(/)
وأصل هذا الفعل: أعوذ بتسكين العين وضم الواو، ثم أعل بنقل حركة الواو إلى العين وتسكين الواو: فقالوا: أعوذ، على أصل هذا الباب0 ثم طردوا إعلاله فقالوا في اسم الفاعل: عائذ0 وأصله: عاوذ 0 فوقعت الواو بعد ألف فاعل فقلبوها همزة، كما قالوا: قائم وخائف0 وقالوا في المصدر: عياذا بالله0 وأصله: عواذا، كلواذ، فقلبوا الواو ياء لكسرة ما قبلها ولم تحصنها حركتها؛ لأنها قد ضعفت بإعلالها في الفعل0 وقالوا: مستعيذ0 وأصله: مستعوذ، كمستخرج0 فنقلوا كسرة الواو إلى العين قبلها ثم قلبت الواو قبلها كسرة فقلبت ياء على أصل الباب0
فإن قلت: فلم دخلت السين والتاء في الأمر من هذا الفعل، كقوله: فاستعذ بالله، ولم تدخل في الماضي والمضارع، بل الأكثر أن يقال: أعوذ بالله، وعذت بالله، دون أستعيذ واستعذت؟
قلت السين والتاء دالة على الطلب0 فقوله: أستعيذ بالله0 أي: أطلب العياذ به، كما إذا قلت: أستخير الله0 أي: أطلب خيرته0 وأستغفره0 أي: أطلب مغفرته0 وأستقيله0 أي: أطلب إقالته0 فدخلت في الفعل إيذانا لطلب هذا المعنى من المعاذ0 فإذا قال المأمور: أعوذ بالله، فقد امتثل ما طلب منه؛ لأنه طلب منه الالتجاء والاعتصام0 وفرق بين نفس الالتجاء والاعتصام، وبين طلب ذلك0 فلما كان المستعيذ هاربا ملتجئا معتصما بالله، أتى بالفعل الدال على ذلك دون الفعل الدال على طلب ذلك فتأمله!
وهذا بخلاف ما إذا قيل: أستغفر الله0 فإنه طلب منه أن يطلب المغفرة من الله0 فإذا قال أستغفر الله: كان ممتثلا؛ لأن المعنى: أطلب من الله تعالى أن يغفر لي0 وحيث أراد هذا المعنى في الاستعاذة، فلا ضير أن يأتي بالسين فيقول: أستعيذ بالله تعالى0 أي: أطلب منه أن يعيذني0 ولكن هذا معنى غير نفس الاعتصام والالتجاء والهرب إليه0 فالأول: يخبر عن حاله وعياذه بربه، وخبره يتضمن سؤاله وطلبه أن يعيذه0 والثاني: طالب سائل من ربه أن يعيذه0 كأنه يقول: أطلب منك أن تعيذني0 فحال الأول أكمل مجيء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر0 ولهذا جاء عن النبي في امتثال هذا الأمر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم0 وأعوذ بكلمات الله التامات0 وأعوذ بعزة الله وقدرته، دون أستعيذ0 بل الذي علمه الله إياه أن يقول: أعوذ برب الفلق0 أعوذ برب الناس، دون أستعيذ0 فتأمل هذه الحكمة البديعة!
فإن قلت فكيف جاء امتثال هذا الأمر بلفظ الأمر والمأمور به: فقال: (قل أعوذ برب الفلق- 1) و (قل أعوذ برب الناس-1)، ومعلوم أنه إذا قيل: قل الحمد لله، وقل سبحان الله، فإن امتثاله أن يقول: الحمد لله، وسبحان الله0 ولا يقول: قل: سبحان الله؟
قلت: هذا هو السؤال الذي أورده أبي بن كعب على النبي بعينه، وأجابه عنه رسول الله فقال البخاري في صحيحه: حدثنا قتيبة، ثنا سفيان عن عاصم وعبده عن زر قال: سألت أبي بن كعب عن المعوذتين، فقال: سألت رسول الله، فقال: قيل لي، فقلت0 فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم0 رواه البخاري0 ثم قال: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، ثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش، وحدثنا عاصم عن زر قال: سألت أبي بن كعب قلت: أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود، يقول: كذا وكذا، فقال: إني سألت رسول الله، فقال: قيل لي: فقلت: قل، فنحن نقول كما قال رسول الله0
قلت: مفعول القول محذوف وتقديره: قيل لي: قل0 أو قيل لي: هذا اللفظ، فقلت كما قيل لي0 وتحت هذا السر أن النبي ليس له في القرآن إلا بلاغه، لا أنه هو أنشأه من قبل نفسه0 بل هو المبلغ له عن الله0 وقد قال الله له: قل أعوذ برب الفلق، فكان يقتضي البلاغ التام أن يقول: قل أعوذ برب الفلق، كما قال الله0 وهذا هو المعنى الذي أشار النبي إليه بقوله: قيل لي، فقلت0 أي: إني لست مبتدئا0 بل أنا مبلغ أقول، كما يقال لي، وأبلغ كلام ربي، كما أنزله إلي0 فصلوات الله وسلامه عليه، لقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وقال كما قيل له، فكفانا وشفانا من المعتزلة والجهمية وإخوانهم ممن يقول هذا القرآن العربي، وهذا النظم كلامه، ابتدأ هو به0 ففي هذا الحديث أبْيَن الردِّ لهذا القول، وأنه بلغ القول الذي أمر بتبليغه على وجهه ولفظه، حتى أنه لما قيل له: قل؛ لأنه مبلغ محض0 وما على الرسول إلا البلاغ0
الفصل الثاني المستعاذ به هو الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
المستعاذ به وهو الله وحده رب الفلق، ورب الناس، ملك الناس، إله الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به، ولا يستعاذ بأحد من خلقه0 بل هو الذي يعيذ المستعيذين، ويعصمهم، ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره0 وقد أخبر الله تعالى في كتابه عمن استعاذ بخلقه أن استعاذته زادته طغيانا، ورهقا، فقال حكاية عن مؤمني الجن: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) الجن 6 0 جاء في التفسير أنه كان الرجل من العرب في الجاهلية إذا سافر فأمسى في أرض قفر قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه، فيبيت في أمن وجوار منهم حتى يصبح0 أي: فزاد الإنس الجن باستعاذتهم بسادتهم رهقا0 أي: طغيانا وإثما وشرا0 يقولون: سدنا الإنس والجن0 والرهق في كلام العرب: الإثم وغشيان المحارم0 فزادوهم بهذه الاستعاذة غشيانا، لما كان محظورا من الكبر والتعاظم، فظنوا أنهم سادوا الإنس والجن0
الفصل الثالث- الشرور المستعاذ منها:
في أنواع الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين0 الشر الذي يصيب العبد، لا يخلو من قسمين: إما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه0 ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشدهما اتصالا بصاحبه0 وإما ذنوب وقعت منه يعاقب عليها فيكون وقوع ذلك بفعله وقصده وسعيه0 ويكون هذا الشر هو الذنوب وموجباتها، وهو أعظم الشرين، وأدومهما، وأشدهما اتصالا بصاحبه0
وإما شر واقع به من غيره0 وذلك الغير إما مكلف، أو غير مكلف0 والمكلف إما نظيره وهو الإنسان0 أو ليس نظيره وهو الجني0 وغير المكلف مثل الهوام وذوات الحمى وغيرها0 فتضمنت هاتان السورتان الاستعاذة من هذه الشرور كلها بأوجز لفظ وأجمعه وأدله على المراد وأعمه استعاذة بحيث لم يبق شر من الشرور إلا دخل تحت الشر المستعاذ منه فيهما0
فإن سورة الفلق تضمنت الاستعاذة من أمور أربعة: أحدها: شر المخلوقات التي لها شر عموما0 الثاني: شر الفاسق إذا وقب0 الثالث: شر النفاثات في العقد0 الرابع: شر الحاسد إذا حسد0 فنتكلم على هذه الشرور الأربعة ومواقعها واتصالها بالعبد والتحرز منها قبل وقوعها، وبماذا تدفع بعد وقوعها0
فصل الشرور المستعاذ منها في المعوذتين:
الشر الأول في قوله: (من شر ما خلق 2) فإذا عرفت هذا فلنتكلم على الشرور المستعاذ منها في هاتين السورتين الشر الأول العام في قوله من شر ما خلق0
و (ما) - ههنا- موصولة، ليس إلا0 و (الشر) مسند في الآية إلى المخلوق المفعول، لا إلى خلق الرب تعالى الذي هو فعله وتكوينه، فإنه لا شر فيه بوجه ما0 فإن الشر لا يدخل في شيء من صفاته، ولا في أفعاله، كما لا يلحق ذاته تبارك وتعالى؛ فإن ذاته لها الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه0 وأوصافه كذلك لها الكمال المطلق والجلال التام0 ولا عيب فيها، ولا نقص بوجه ما0 وكذلك أفعاله كلها خيرات محضة، لا شر فيها أصلا0 ولو فعل الشر سبحانه، لاشتق له منه اسم، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى، ولعاد إليه منه حكم0 تعالى وتقدس عن ذلك0 وما يفعله من العدل بعباده، وعقوبة من يستحق العقوبة منهم هو خير محض؛ إذ هو محض العدل والحكمة؛ وإنما يكون شرا بالنسبة إليهم0 فالشر وقع في تعلقه بهم، وقيامه بهم، لا في فعله القائم به تعالى0 ونحن لا ننكر أن الشر يكون في مفعولا ته المنفصلة؛ فإنه خالق الخير والشر0 ولكن هنا أمران ينبغي أن يكونا منك على باب: أحدهما: أن ما هو شر، أو متضمن للشر، فإنه لا يكون إلا مفعولا منفصلا، لا يكون وصفا له، ولا فعلا من أفعاله0 والثاني: أن كونه شرا هو أمر نسبي إضافي، فهو خير من جهة تعلق فعل الرب وتكوينه به، وشر من جهة نسبته إلى من هو شر في حقه0 فله وجهان هو من أحدهما خير؛ وهو الوجه الذي نسب منه إلى الخالق سبحانه وتعالى خلقا وتكوينا ومشيئة، لما فيه من الحكمة البالغة التي استأثر بعلمها، وأطلع من شاء من خلقه على ما شاء منها0 وأكثر الناس تضيق عقولهم عن مباديء معرفتها، فضلا عن حقيقتها، فيكفيهم الإيمان المجمل بأن الله سبحانه هو الغني الحميد، وفاعل الشر، لا يفعله لحاجته المنافية لغناه، أو لنقصه وعيبه المنافي لحمده، فيستحيل صدور الشر من الغني الحميد فعلا، وإن كان هو الخالق للخير والشر0 فقد عرفت أن كونه شرا هو أمر إضافي، وهو في نفسه خير من جهة نسبته
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى خالقه ومبدعه0 فلا تغفل عن هذا الموضع فإنه يفتح لك بابا عظيما من معرفة الرب ومحبته، ويزيل عنك شبهات حارت فيها عقول أكثر الفضلاء0
وفي الحديث الآخر:" أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزها بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرا وبرا ومن شر ما نزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن- صحيح0
الشر الثاني- فصل شر الغاسق إذا وقب: الشر الثاني (شر الغاسق إذا وقب) 0 فهذا خاص بعد عام وقد قال أكثر المفسرين: إنه الليل0 قال: عبد الله بن عباس:" الليل إذا أقبل بظلمته من الشرق، ودخل في كل شيء، وأظلم "0 والغسق الظلمة0 يقال: غسق الليل، وأغسق إذا أظلم0 ومنه قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل الإسراء 78) 0 وكذلك قال الحسن ومجاهد0 والغاسق إذا وقب: الليل إذا أقبل ودخل0 والوقوب: الدخول0 وهو دخول الليل بغروب الشمس0 وقال مقاتل:" يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار "0 وفي تسمية الليل غاسقا قول آخر إنه من البرد0 والليل أبرد من النهار0 والغسق: البرد0 وعليه حمل عبد الله بن عباس قوله تعالى: (هذا فليذوقوه حميم وغساق ص 75) 0 وقوله: (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا النبأ 24 25) 0 قال: هو الزمهرير يحرقهم ببرده، كما تحرقهم النار بحرها0 وكذلك قال مجاهد ومقاتل: هو الذي انتهى برده0 ولا تنافي بين القولين؛ فإن الليل بارد مظلم0 فمن ذكر برده فقط أو ظلمته فقط، اقتصر على أحد وصفيه0 والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة؛ فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل0 ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور من شر الغاسق الذي هو الظلمة، فناسب الوصف المستعاذ به للمعنى المطلوب بالاستعاذة، كما سنزيده تقريرا عن قريب إن شاء الله0
فصل سبب الاستعاذة من شر الليل: والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل، وشر القمر إذا وقب، هو أن الليل إذا أقبل فهو محل سلطان الأرواح الشريرة الخبيثة وفيه تنتشر الشياطين0 وفي الصحيح: أن النبي أخبر أن الشمس إذا غربت انتشرت الشياطين0 ولهذا قال: فاكفوا صبيانكم واحبسوا مواشيكم حتى تذهب فحمة العشاء0 رواه البخاري ومسلم0 وفي حديث آخر: فإن الله يبث من خلقه ما يشاء والليل هو محل الظلام وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط بالنهار فإن النهار نور والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة وعلى أهل الظلمة0
وروي أن سائلا سأل مسيلمة: كيف يأتيك الذي يأتيك؟ فقال في ظلماء حندس0 وسأل النبي: كيف يأتيك؟ فقال في مثل ضوء النهار0 فاستدل بهذا على نبوته، وإن الذي يأتيه ملك من عند الله، وأن الذي يأتي مسيلمة شيطان0 ولهذا كان سلطان السحر، وعظم تأثيره؛ إنما هو بالليل دون النهار0 فالسحر الليلي عندهم هو السحر القوي التأثير0 ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محال الشياطين، وبيوتهم مأواهم0 والشياطين تجول فيها وتتحكم كما يتحكم ساكن البيت فيه0 وكلما كان القلب أظلم، كان للشيطان أطوع، وهو فيه أثبت وأمكن0
فصل السر في الاستعاذة برب الفلق: ومن- هاهنا- تعلم السر في الاستعاذة برب الفلق في هذا الموضع0 فإن الفلق الصبح الذي هو مبدأ ظهور النور، وهو الذي يطرد جيش الظلام وعسكر المفسدين0 في الليل يأوي كل خبيث وكل مفسد وكل لص وكل قاطع طريق إلى سرب أو كن أو غار وتأوي الهوام إلى أحجرتها والشياطين التي انتشرت بالليل إلى أمكنتها ومحالها، فأمر الله تعالى عباده أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمة ويزيلها ويقهر عسكرها وجيشها0 ولهذا ذكر سبحانه في كل كتاب أنه يخرج عباده من الظلمات إلى النور ويدع الكفار في ظلمات كفرهم0
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل تفسير الفلق: واعلم أن الخلق كله فلق0 وذلك أن فلقا فعل بمعنى مفعول كقبض وسلب وقنص، بمعنى مقبوض ومسلوب ومقنوص0 والله عز وجل فالق الإصباح وفالق الحب والنوى وفالق الأرض عن النبات والجبال عن العيون والسحاب عن المطر والأرحام عن الأجنة والظلام عن الإصباح0 ويسمى الصبح المتصدع عن الظلمة فلقا وفرقا0 يقال: هو أبيض من فرق الصبح وفلقه0 وكما أن في خلقه فلقا وفرقا فكذلك أمره كله فرقان يفرق بين الحق والباطل فيفرق ظلام الباطل بالحق كما يفرق ظلام الليل بالإصباح ولهذا سمى كتابه الفرقان، ونصره فرقانا؛ لتضمنه الفرق بين أوليائه وأعدائه0 ومنه فلقة البحر لموسى وسماه فلقا، فظهرت حكمة الاستعاذة برب الفلق في هذه المواضع وظهر بهذا إعجاز القرآن وعظمته وجلالته، وأن العباد لا يقدرون قدره، وأنه (تنزيل من حكيم حميد فصلت 42) 0
الشر الثالث- شر النفاثات في العقد: الشر الثالث شر النفاثات في العقد0 وهذا الشر هو شر السحر0 فإن النفاثات في العقد هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر0 والنفث هو النفخ مع ريق وهو دون التفل0 وهو مرتبة بينهما0 والنفث فعل الساحر0 فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة، نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق، فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر والأذى مقترن بالريق الممازج لذلك0 وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور، فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني القدري، لا الأمر الشرعي0
فإن قيل: فالسحر يكون من الذكور والإناث، فلم خص الاستعاذة من الإناث دون الذكور؟ قيل في جوابه: إن هذا خرج على السبب الواقع، وهو أن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي0 هذا جواب أبي عبيدة وغيره0 وليس هذا بسديد؛ فإن الذي سحر النبي هو لبيد بن الأعصم كما جاء في الصحيح0 والجواب المحقق إن النفاثات هنا هن الأرواح والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات؛ لأن تأثير السحر، إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة، والأرواح الشريرة0 وسلطانه، إنما يظهر منها0 فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث، دون التذكير والله أعلم0
فصل العاين والحاسد: والعاين والحاسد يشتركان في شيء، ويفترقان في شيء0 فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه، وتتوجه نحو من يريد أذاه0 فالعاين تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته0 والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضا0 ويفترقان في أن العاين قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال، وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه، وربما أصابت عينه نفسه0 فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين0
والمقصود أن العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد0 ولهذا- والله أعلم- إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم0 فكل عائن حاسد ولا بد، وليس كل حاسد عائنا0 فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين0 وهذا من شمول القرآن الكريم، وإعجازه وبلاغته0 وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود، وتمني زوالها0
الساحر والحاسد: فالحاسد عدو النعم0 وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها، ليس هو شيئا اكتسبه من غيرها، بل هو من خبثها وشرها، بخلاف السحر0 فإنه؛ إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية0 فلهذا- والله أعلم- قرن في السورة بين شر الحاسد، وشر الساحر؛ لأن الاستعاذة من شر هذين تعم كل شر يأتي من شياطين الإنس والجن0 فالحسد من شياطين الإنس والجن، والسحر من النوعين0 وبقي قسم ينفرد به شياطين الجن، وهو الوسوسة في القلب0 فذكره في السورة الأخرى، كما سيأتي الكلام عليها، إن شاء الله تعالى0
فالحاسد والساحر يؤذيان المحسود والمسحور بلا عمل منه0 بل هو أذى من أمر خارج عنه0 ففرق بينهما في الذكر في سورة الفلق0 والوسواس؛ إنما يؤذي العبد من داخله بواسطة مساكنته له، وقبوله منه0 ولهذا يعاقب العبد على الشر الذي يؤذيه به الشيطان من الوساوس التي تقترن بها الأفعال والعزم الجازم؛ لأن ذلك بسعيه وإرادته بخلاف شر الحاسد والساحر0 فإنه لا يعاقب عليه؛ إذ لا يضاف إلى كسبه، ولا إرادته0 فلهذا أفرد شر الشيطان في سورة، وقرن بين شر الساحر، والحاسد في سورة0
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثيرا ما يجتمع في القرآن الحسد والسحر للمناسبة0 ولهذا اليهود أسحر الناس وأحسدهم0 فإنهم لشدة خبثهم فيهم من السحر والحسد ما ليس في غيرهم0 وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بهذا، وهذا فقال: (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئسما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون البقرة 102) 0
والشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبها0 ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان؛ لأن الحاسد شبيه بإبليس وهو في الحقيقة من أتباعه؛ لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم، كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله وأبى أن يسجد له حسدا0 فالحاسد من جند إبليس0 وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه0 وربما يعبده من دون الله تعالى حتى يقضي له حاجته، وربما يسجد له0
والمقصود أن الساحر والحاسد كل منهما قصده الشر؛ لكن الحاسد بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود، والشيطان يقترن به ويعينه ويزين له حسده ويأمره بموجبه، والساحر بعلمه وكسبه وشركه واستعانته بالشياطين0
فصل الحسد يشمل الحاسد من الجن والإنس0 وقول (من شر حاسد إذا حسد) يعم الحاسد من الجن والإنس0 فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله تعالى من فضله، كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته، كما قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فاطر 6) 0 ولكن الوسواس أخص بشياطين الجن، والحسد أخص بشياطين الإنس0 والوسواس يعمهما، كما سيأتي بيانهما0 والحسد يعمهما أيضا، فكلا الشيطانين حاسد موسوس، فالاستعاذة من شر الحاسد تتناولهما جميعا0 فقد اشتملت السورة على الاستعاذة من كل شر في العالم، وتضمنت شرورا أربعة يستعاذ منها: شرا عاما؛ وهو شر ما خلق0 وشر الغاسق إذا وقب0 فهذا نوعان0 ثم ذكر شر الساحر والحاسد؛ وهما نوعان أيضا؛ لأنهما من شر النفس الشريرة، وأحدهما يستعين بالشيطان ويعبده وهو الساحر0 وقلما يتأتى السحر بدون نوع عبادة للشيطان وتقرب إليه0 إما بذبح باسمه، أو بذبح يقصد به هو؛ فيكون ذبحا لغير الله، وبغير ذلك من أنواع الشرك والفسوق0 والساحر وإن لم يسم هذا عبادة للشيطان، فهو عبادة له، وإن سماه بما سماه به0 فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه0 فمن سجد لمخلوق، وقال: ليس هذا بسجود له0 هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة، كما أقبلها بالنعم0 أو هذا إكرام، لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله، فليسمه بما شاء0
سورة الناس: وأما سورة الناس فقد تضمنت أيضا استعاذة، ومستعاذا به، ومستعاذا منه0 فالاستعاذة تقدمت0 وأما المستعاذ به فهو الله تعالى رب الناس، ملك الناس، إله الناس0 فذكر ربو بيته للناس، وملكه إياهم، وإلاهيته لهم0 ولا بد من مناسبة في ذكر ذلك في الاستعاذة من الشيطان الرجيم كما تقدم0 فنذكر أولا معنى هذه الإضافات الثلاث ثم وجه مناسبتها لهذه الاستعاذة0
الإضافة الأولى: إضافة الربوبية المتضمنة لخلقهم وتدبيرهم وتربيتهم وإصلاحهم وجلب مصالحهم وما يحتاجون إليه ودفع الشر عنهم وحفظهم مما يفسدهم هذا معنى ربو بيته لهم0 وذلك يتضمن قدرته التامة ورحمته الواسعة وإحسانه وعلمه بتفاصيل أحوالهم وإجابة دعوا تهم وكشف كرباتهم0
الإضافة الثانية: إضافة الملك0 فهو ملكهم المتصرف فيهم وهم عبيده ومماليكه وهو المتصرف لهم المدبر لهم كما يشاء النافذ القدرة فيهم الذي له السلطان التام عليهم فهو ملكهم الحق الذي إليه مفزعهم عند الشدائد والنوائب وهو مستغاثهم ومعاذهم وملجؤهم فلا صلاح لهم ولا قيام إلا به وبتدبيره فليس لهم ملك غيره يهربون إليه إذا دهمهم العدو ويستصرخون به إذا نزل العدو بساحتهم0
(يُتْبَعُ)
(/)
الإضافة الثالثة: إضافة الإلهية0 فهو إلههم الحق ومعبودهم الذي لا إله لهم سواه ولا معبود لهم غيره فكما أنه وحده هو ربهم ومليكهم لم يشركه في ربوبيته ولا في ملكه أحد فكذلك هو وحده إلاههم ومعبودهم فلا ينبغي أن يجعلوا معه شريكا في إلهيته كما لا شريك معه في ربوبيته وملكه0 وهذه طريقة القرآن الكريم يحتج عليهم بإقرارهم بهذا التوحيد على ما أنكروه من توحيد الإلهية والعبادة0 وإذا كان وحده هو ربنا ومالكنا وإلهنا، فلا مفزع لنا في الشدائد سواه ولا ملجأ لنا منه إلا إليه ولا معبود لنا غيره فلا ينبغي أن يدعي ولا يخاف ولا يرجى ولا يحب سواه ولا يذل لغيره ولا يخضع لسواه ولا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه وتخافه وتدعوه وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ومولي شأنك وهو ربك فلا رب سواه أو تكون مملوكه وعبده الحق فهو ملك الناس حقا وكلهم عبيده ومماليكه، أو يكون معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك وروحك وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم وملكهم وإلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره ولا يستنصروا بسواه ولا يلجئوا إلى غير حماه0 فهو كافيهم وحسبهم وناصرهم ووليهم ومتولي أمورهم جميعا بربوبيته وملكه وإلاهيته لهم0 فكيف لا يلتجيء العبد عند النوازل ونزول عدوه به إلى ربه ومالكه وإلهه؟
فظهرت مناسبة هذه الإضافات الثلاث للاستعاذة من أعدى الأعداء، وأعظمهم عداوة، وأشدهم ضررا، وأبلغهم كيدا0 ثم إنه سبحانه كرر الاسم الظاهر، ولم يوقع المضمر موقعه فيقول: رب الناس، وملكهم، وإلههم تحقيقا لهذا المعنى، وتقوية له0 فأعاد ذكرهم عند كل اسم من أسمائه، ولم يعطف بالواو، لما فيهم من الإيذان بالمغايرة0 والمقصود الاستعاذة بمجموع هذه الصفات حتى كأنها صفة واحدة0
وقدم الربوبية لعمومها وشمولها لكل مربوب، وأخر الإلهية لخصوصها؛ لأنه سبحانه إنما هو إله من عبده ووحده واتخذه دون غيره إلها0 فمن لم يعبده ويوحده فليس بإلهه، وإن كان في الحقيقة لا إله له سواه؛ ولكن ترك إلهه الحق، واتخذ إلها غيره0 ووسط صفة الملك بين الربوبية والإلهية لأن الملك هو المتصرف بقوله وأمره، فهو المطاع، إذا أمر0 وملكه لهم تابع لخلقه إياهم، فملكه من كمال ربوبيته0 وكونه إلاههم الحق من كمال ملكه، فربوبيته تستلزم ملكه وتقتضيه، وملكه يستلزم إلهيته ويقتضيها0 فهو الرب الحق، الملك الحق، الإله الحق0 خلقهم بربوبيته، وقهرهم بملكه، واستعبدهم بإلاهيته0 فتأمل هذه الجلالة، وهذه العظمة التي تضمنته هذه الألفاظ الثلاثة على أبدع نظام وأحسن سياق: رب الناس، ملك الناس، إله الناس0 وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان، وتضمنت معاني أسمائه الحسنى0
أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى فإن الرب هو القادر الخالق الباريء المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي المانع الضار النافع المقدم المؤخر الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء ويسعد من يشاء ويشقي ويعز من يشاء ويذل من يشاء إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى0
وأما الملك فهو الآمر الناهي المعز المذل الذي يصرف أمور عباده كما يحب ويقلبهم كما يشاء وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز الجبار الحكم العدل الخافض الرافع المعز المذل العظيم الجليل الكبير الحسيب المجيد الوالي المتعالي مالك الملك المقسط الجامع إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك0
وأما الإله فهو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فيدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى0 ولهذا كان القول الصحيح أن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم، وأن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى0 فقد تضمنت هذه الأسماء الثلاثة جميع معاني أسمائه الحسنى، فكان المستعيذ بها جديرا بأن يعاذ ويحفظ ويمنع من الوسواس الخناس، ولا يسلط عليه0
وأسرار كلام الله أجل وأعظم من أن تدركها عقول البشر وإنما غاية أولي العلم الاستدلال بما ظهر منها على ما خفي، وإن باديه إلى الخافي يسير0
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل الاستعاذة من الشر: وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي كلها وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد وهو شر من خارج وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه وهو شر من داخل0 فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه0 والشر الثاني في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي0 فهذا شر المعائب، والأول شر المصائب0 والشر كله يرجع إلى العيوب، والمصائب، ولا ثالث لهما0 فسورة الفلق تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات وسورة الناس تتضمن الاستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة0
فصل الوسواس: إذا عرف هذا الوسواس: فعلال من وسوس0 وأصل الوسوسة: الحركة0 أو الصوت الخفي الذي لا يحس فيحترز منه0 فالوسواس: الإلقاء الخفي في النفس إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه0 وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد0 ومن هذا وسوسة الحلي وهو حركته الخفية في الأذن0 والظاهر والله تعالى أعلم أنها سميت وسوسة لقربها، وشدة مجاورتها لمحل الوسوسة من شياطين الإنس، وهو الأذن فقيل: وسوسة الحلي؛ لأنه صوت مجاور للأذن، كوسوسة الكلام الذي يلقيه الشيطان في أذن من يوسوس له0 ولما كانت الوسوسة كلاما يكرره الموسوس، ويؤكد عند من يلقيه إليه، كرروا لفظها بإزاء تكرير معناها، فقالوا: وسوس وسوسة0 فراعوا تكرير اللفظ؛ ليفهم منه تكرير مسماه0 ونظير هذا ما تقدم من متابعتهم حركة اللفظ بإزاء متابعة حركة معناه كالدوران والغليان والنزوان وبابه0 ونظير ذلك زلزل ودكدك وقلقل وكبكب الشيء؛ لأن الزلزلة حركة متكررة، وكذلك الدكدكة والقلقلة، وكذلك كبكب الشيء، إذا كبه في مكان بعيد، فهو يكب فيه كبا بعد كب، كقوله تعالى: (فكبكبوا فيها هم والغاوون الشعراء 94) 0 ومثله رضرضة، إذا كرر رضه مرة بعد مرة0 ومثله ذرذره، إذا ذره شيئا بعد شيء0 ومثله صرصر الباب، إذا تكرر صريره0 ومثله مطمط الكلام، إذا مطه شيئا بعد شيء0 ومثله كفكف الشيء، إذا كرر كفه وهو كثير0 وقد علم بهذا أن من جعل هذا الرباعي بمعنى الثلاثي المضاعف، لم يصب؛ لأن الثلاثي لا يدل على تكرار، بخلاف الرباعي المكرر0 فإذا قلت: ذر الشيء، وصر الباب، وكف الثوب، ورض الحب، لم يدل على تكرار الفعل، بخلاف ذرذر وصرصر ورضرض ونحوه0 فتأمله فإنه مطابق للقاعدة العربية في الحذو بالألفاظ حذو المعاني وقد تقدم التنبيه على ذلك فلا وجه لإعادته0 وكذلك قولهم عج العجل إذا صوت فإن تابع صوته قالوا عجعج وكذلك ثج الماء إذا صب فإن تكرر ذلك قيل ثجثج0 والمقصود أن الموسوس لما كان يكرر وسوسته ويتابعها قبل وسوس0
فصل الخناس وبيان اشتقاقه: وأما الخناس فهو فعال من خنس يخنس، إذا توارى واختفى0 ومنه قول أبي هريرة:" لقيني النبي في بعض طرق المدينة وأنا جنب، فانخنست منه "0
وحقيقة اللفظ اختفاء بعد ظهور، فليست لمجرد الاختفاء0 ولهذا وصفت بها الكواكب في قوله تعالى: (فلا أقسم بالخنس التكوير 15) 0 قال قتادة هي النجوم تبدو بالليل، وتخنس بالنهار، فتختفي ولا ترى0 وكذلك قال علي رضي الله عنه: هي الكواكب تخنس بالنهار، فلا ترى0 وقالت طائفة: الخنس هي الراجعة التي ترجع كل ليلة إلى جهة المشرق؛ وهي السبعة السيارة0 قالوا: وأصل الخنوس: الرجوع إلى وراء0 والخناس مأخوذ من هذين المعنيين، فهو من الاختفاء والرجوع والتأخر0 فإن العبد إذا غفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان وانبسط عليه وبذر فيه أنواع الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها0 فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به، انخنس وانقبض كما ينخنس الشيء؛ ليتوارى0 وذلك الإنخناس والانقباض هو أيضا تجمع ورجوع وتأخر عن القلب إلى خارج0 فهو تأخر ورجوع معه اختفاء، وخنس0 وانخنس يدل على الأمرين معا0 قال قتادة: الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس0 ويقال: رأسه كرأس الحية، وهو واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه، ويحدثه، فإذا ذكر الله تعالى، خنس0 وإذا لم يذكره، عاد ووضع رأسه يوسوس إليه ويمنيه0
(يُتْبَعُ)
(/)
وجيء من هذا الفعل بوزن فعال الذي للمبالغة دون الخانس والمنخنس إيذانا بشدة هروبه ورجوعه وعظم نفوره عند ذكر الله، وأن ذلك دأبه ودينه، لا أنه يعرض له ذلك عند ذكر الله أحيانا0 بل إذا ذكر الله، هرب وانخنس وتأخر0 فإن ذكر الله هو مقمعته التي يقمع بها كما يقمع المفسد والشرير بالمقامع التي تردعه من سياط وحديد وعصي ونحوها0 فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه كالسياط والمقامع التي تؤذي من يضرب بها0 ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلا ضئيلا مضنى مما يعذبه ويقمعه به من ذكر الله وطاعته0
وفي أثر عن بعض السلف أن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي الرجل بعيره في السفر؛ لأنه كلما اعترضه، صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة0 فشيطانه معه في عذاب شديد ليس بمنزلة شيطان الفاجر الذي هو معه في راحة ودعة0 ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا0 فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله تعالى وتوحيده واستغفاره وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار0 فلا بد لكل أحد أن يعذب شيطانه، أو يعذبه شيطانه0
وتأمل كيف جاء بناء الوسواس مكررا لتكريره الوسوسة الواحدة مرارا حتى يعزم عليها العبد، وجاء بناء الخناس على وزن الفعال الذي يتكرر منه نوع الفعل؛ لأنه كلما ذكر الله انخنس، ثم إذا غفل العبد عاوده بالوسوسة! فجاء بناء اللفظين مطابقا لمعنييهما0
فصل الصفة الثالثة للشيطان: وقوله الذي يوسوس في صدور الناس صفة ثالثة للشيطان0 فذكر وسوسته أولا، ثم ذكر محلها ثانيا، وأنها في صدور الناس0 وقد جعل الله للشيطان دخولا في جوف العبد، ونفوذا إلى قلبه وصدره0 فهو يجري منه مجرى الدم، وقد وكل بالعبد فلا يفارقه إلى الممات0
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت: كان رسول الله معتكفا، فأتيته أزوره ليلا، فحدثته، ثم قمت، فانقلبت، فقام معي؛ ليقلبني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي أسرعا، فقال النبي على رسلكما إنها صفية بنت حيي0 فقالا: سبحان الله يا رسول الله! فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا0 أو قال: شيئا0 رواه البخاري0
وفي الصحيح أيضا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، وله ضراط0 فإذا قضي، أقبل فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه فيقول اذكر كذا اذكر كذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا فإذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربعا سجد سجدتي السهو0 رواه البخاري ومسلم0
ومن وسوسته ما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ ومن خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ فمن وجد ذلك، فليستعذ بالله ولينته0 رواه البخاري ومسلم0
وفي الصحيح أن أصحاب رسول الله قالوا: يا رسول الله! إن أحدنا ليجد في نفسه ما لإن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به0 قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة0 صحيح0
ومن وسوسته أيضا أن يشغل القلب بحديثه، حتى ينسيه ما يريد أن يفعله0 ولهذا يضاف النسيان إليه إضافته إلى سببه0 قال تعالى حكاية عن صاحب موسى أنه قال: (إني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره الكهف 63) 0
وتأمل حكمة القرآن الكريم وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف بأنه الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذة شره جميعه0 فإن قوله: (من شر الوسواس 4) يعم كل شره، ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا؛ وهي الوسوسة التي هي مباديء الإرادة0 فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية فيوسوس إليه ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويمنيه ويشهيه فيصير شهوة ويزينها له ويحسنها ويخيلها له في خيال تميل نفسه إليه فيصير إرادة ثم لا يزال يمثل ويخيل ويمني ويشهي وينسى علمه بضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها فيحول بينه وبين مطالعته فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط وينسى ما وراء ذلك فتصير الإرادة عزيمة جازمة فيشتد الحرص عليها من القلب فيبعث الجنود في الطلب فيبعث الشيطان معهم مدادا لهم وعونا فإن فتروا حركهم وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى: (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم
(يُتْبَعُ)
(/)
أزا مريم 83) 0 أي: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا، كلما فتروا، أو ونوا أزعجتهم الشياطين وأزتهم وأثارتهم، فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب وتنظم شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة0 قد رضي لنفسه بالقيادة لفجرة بني آدم وهو الذي استكبر وأبى أن يسجد لأبيهم بتلك النخوة والكبر ولا يرضيه أن يصير قوادا لكل من عصى الله كما قال بعضهم: عجبت من إبليس في تيهه وقبح ما أظهر من نخوته0 تاه على آدم في سجدة، وصار قوادا لذريته شرور الشيطان0
فأصل كل معصية وبلاء إنما هو الوسوسة فلهذا وصفه بها؛ لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه، وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا0 فمن شره أنه لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله تعالى عليه فله فيه حظ بالسرقة والخطف0 وكذلك يبيت في البيت إذا لم يذكر فيه اسم الله تعالى فيأكل طعام الإنس بغير إذنهم ويبيت في بيوتهم بغير أمرهم فيدخل سارقا ويخرج مغيرا ويدل على عوراتهم فيأمر العبد بالمعصية ثم يلقي في قلوب الناس يقظة ومناما إنه فعل كذا وكذا0 ومن هذا أن العبد يفعل الذنب لا يطلع عليه أحد من الناس، فيصبح والناس يتحدثون به0 وما ذاك إلا لأن الشيطان زينه له وألقاه في قلبه، ثم وسوس إلى الناس بما فعل، وألقاه فأوقعه في الذنب ثم فضحه به0 فالرب تعالى يستره، والشيطان يجهد في كشف ستره وفضيحته0 فيغتر العبد ويقول: هذا ذنب لم يره إلا الله تعالى0 ولم يشعر بأن عدوه ساع في إذاعته وفضيحته0 وقل من يتفطن من الناس لهذه الدقيقة0 ومن شره أنه إذا نام العبد عقد على رأسه عقدا تمنعه من اليقظة، كما في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ويعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدة يضرب على كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقده فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان0 رواه البخاري ومسلم0 ومن شره أن يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح كما ثبت عن النبي أنه ذكر عنده رجل نام ليله حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه0 رواه البخاري0 ومن شره أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه بجهده أن يسلكه فإن خالفه وسلكه ثبطه فيه وعوقه وشوش عليه بالمعارضات والقواطع فإن عمله وفرغ منه قيض له ما يبطل أثره ويرده على حافرته0
ويكفي من شره أنه أقسم بالله ليقعدن لبني آدم صراطه المستقيم، وأقسم ليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم0 ولقد بلغ شره أن أعمل المكيدة وبالغ في الحيلة حتى أخرج آدم من الجنة0 ثم لم يكفه ذلك حتى استقطع من أولاده شرطة النار من كل ألف وتسعة وتسعين0 ثم لم يكفه ذلك حتى أعمل الحيلة في إبطال دعوة الله من الأرض وقصد أن تكون الدعوة له وأن يعبد من دون الله0 فهو ساع بأقصى جهده على إطفاء نور الله وإبطال دعوته وإقامة دعوة الكفر والشرك ومحو التوحيد وأعلامه من الأرض0 ويكفي من شره أنه تصدى لإبراهيم خليل الرحمن حتى رماه قومه بالمنجنيق في النار فرد الله تعالى كيده عليه وجعل النار على خليله بردا وسلاما0 وتصدى للمسيح حتى أراد اليهود قتله وصلبه فرد الله كيده وصان المسيح ورفعه إليه0 وتصدى لزكريا ويحيى حتى قتلا واستثار فرعون حتى زين له الفساد العظيم في الأرض ودعوى أنه ربهم الأعلى0 وتصدى للنبي وظاهر الكفار على قتله بجهده والله تعالى يكبته ويرده خاسئا0 وتفلت على النبي بشهاب من نار يريد أن يرميه به وهو في الصلاة فجعل النبي يقول ألعنك بلعنة الله0 وأعان اليهود على سحرهم للنبي0 فإذا كان هذا شأنه وهمته في الشر فكيف الخلاص منه إلا بمعونة الله وتأييده وإعاذته0 ولا يمكن حصر أجناس شره فضلا عن آحادها إذ كل شر في العالم فهو السبب فيه0
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى: (يوسوس في صدور الناس)، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154) 0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر، ووسوسته واصلة إلى القلب0 ولهذا قال تعالى: (فوسوس إليه الشيطان طه 120)، ولم يقل: فيه؛ لأن المعنى أنه ألقى إليه ذلك وأوصله فيه، فدخل في قلبه0
فصل الجار والمجرور من الجنة والناس: وقوله تعالى: (من الجنة والناس) 0 اختلف المفسرون في هذا الجار والمجرور: بم يتعلق؟ فقال الفراء وجماعة: هو بيان للناس الموسوس في صدورهم0 والمعنى: يوسوس في صدور الناس الذين هم من الجن والإنس0 أي: الموسوس في صدورهم قسمان: إنس وجن0 فالوسواس يوسوس للجني كما يوسوس للإنسي0 وعلى هذا القول فيكون من الجنة والناس نصب على الحال؛ لأنه مجرور بعد معرفة على قول البصريين0 وعلى قول الكوفيين نصب بالخروج من المعرفة0 هذه عبارتهم0 ومعناها: أنه لما لم يصلح أن يكون نعتا للمعرفة، انقطع عنها0 فكان موضعه نصبا0 والبصريون يقدرونه حالا0 أي: كائنين من الجنة والناس0 وهذا القول ضعيف جدا لوجوه:
أحدها: أنه لم يقم دليل على أن الجني يوسوس في صدور الجن، ويدخل فيه كما يدخل في الإنسي، ويجري منه مجراه من الإنسي0 فأي دليل يدل على هذا حتى يصح حمل الآية عليه؟
والثاني: أنه فاسد من جهة اللفظ أيضا0 فإنه قال: (الذي يوسوس في صدور الناس) 0 فكيف يبين الناس بالناس؟ فإن معنى الكلام على قوله: يوسوس في صدور الناس الذين هم، أو كائنين من الجنة والناس0 أفيجوز أن يقال: في صدور الناس الذين هم من الناس، وغيرهم؟ هذا ما لا يجوز، ولا هو استعمال فصيح0
الثالث: أن يكون قد قسم الناس إلى قسمين: جنة وناس، وهذا غير صحيح0 فإن الشيء لا يكون قسيم نفسه0
الرابع: أن الجنة لا يطلق عليهم اسم الناس بوجه، لا أصلا، ولا اشتقاقا، ولا استعمالا0 ولفظها يأبى ذلك0 فإن الجن إنما سموا جنا من الاجتنان، وهو الاستتار0 فهم مستترون عن أعين البشر، فسموا جنا لذلك، من قولهم: جنه الليل، وأجنه، إذا ستره0 ومنه: الجنين، لاستتاره في بطن أمه0 قال تعالى: (وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم النجم 31) 0 ومنه: المجن، لاستتار المحارب به من سلاح خصمه0 ومنه: الجنة لاستتار داخلها بالأشجار0 ومنه: الجنة بالضم، لما يقي الإنسان من السهام والسلاح0 ومنه: المجنون، لاستتار عقله0
وأما الناس فبينه، وبين الإنس مناسبة في اللفظ والمعنى0 وبينهما اشتقاق أوسط، وهو عقد تقاليب الكلمة إلى معنى واحد0 والإنس والإنسان مشتق من الإيناس، وهو: الرؤية والإحساس0 ومنه: قوله: (آنس من جانب الطور نارا القصص 29) 0 أي: رآها0 ومنه: (فإن آنستم منهم رشدا النساء 6) 0 أي: أحسستموه، ورأيتموه0 فالإنسان سمي إنسانا؛ لأنه يونس0 أي: يرى بالعين0
والناس فيه قولان: أحدهما: أنه مقلوب من أنس، وهو بعيد0 والأصل عدم القلب0 والثاني: هو الصحيح0 أنه من النوس، وهو الحركة المتتابعة0 فسمي الناس ناسا، للحركة الظاهرة، والباطنة، كما سمي الرجل: حارث، وهمام0 أصدق الأسماء- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم0 صحيح- لأن كل أحد له هم، وإرادة0 وهي مبدأ وحرث وعمل هو منتهى0 فكل أحد حارث وهمام0 والحرث والهم حركتا الظاهر والباطن، وهو حقيقة النوس0 وأصل ناس: نوس0 تحركت الواو قبلها فصارت ألفا0
هذان هما القولان المشهوران في اشتقاق الناس0 وأما قول بعضهم: إنه من النسيان0 وسمي الإنسان إنسانا، لنسيانه، وكذلك الناس سموا ناسا، لنسيانهم، فليس هذا القول بشيء0 وأين النسيان الذي مادته: (ن س ي) إلى الناس الذي مادته: (ن و س)؟ وكذلك أين هو من الإنس الذي مادته: (أ ن س)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إنسان فهو فعلان من (أ ن س) 0 والألف والنون في آخره زائدان، لا يجوز فيه غير هذا البتة؛ إذ ليس في كلامهم: أنس حتى لا يكون إنسانا إفعالا منه0 ولا يجوز أن يكون الألف والنون في أوله زائدتين؛ إذ ليس في كلامهم: انفعل0 فيتبين أنه: فعلان من الأنس0 ولو كان مشتقا من نسي، لكان نسيانا، لا إنسانا0
فإن قلت: فهلا جعلته إفعلالا، وأصله: إنسيان، كليلة إصحيان، ثم حذفت الياء تخفيفا، فصار إنسانا؟ قلت: يأبى ذلك عدم إفعلال في كلامهم0 وحذف الياء بغير سبب، ودعوى ما لا نظير له، وذلك كله فاسد0 على أن الناس قد قيل: إن أصله: الأناس0 فحذفت الهمزة، فقيل الناس0 واستدل بقول الشاعر: إن المنايا يطلعن على الأناس الغافلين0
ولا ريب أن أناسا فعالا0 ولا يجوز فيه غير ذلك البتة0 فإن كان أصل ناس أناسا، فهو أقوى الأدلة على أنه من أنس، ويكون الناس كالإنسان سواء، في الاشتقاق، ويكون وزن ناس على هذا القول: عال؛ لأن المحذوف فاؤه0 وعلي القول الأول يكون وزنه: فعل: لأنه من النوس0 وعلى القول الضعيف يكون وزنه: فلع؛ لأنه من نسي، فقلبت لامه إلى موضع العين، فصار ناسا0 ووزنه: فلعا0
والمقصود أن الناس اسم لبني آدم، فلا يدخل الجن في مسماهم0 فلا يصح أن يكون: (من الجنة والناس) بيانا لقوله: (في صدور الناس) 0 وهذا واضح لا خفاء فيه0
فإن قيل: لا محذور في ذلك0 فقد أطلق على الجن اسم الرجال، كما في قوله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن 6) 0 فإذا أطلق عليهم اسم الرجال، لم يمتنع أن يطلق عليهم اسم الناس0
قلت: هذا هو الذي غر من قال إن الناس اسم للجن والإنس في هذه الآية0 وجواب ذلك: أن اسم الرجال؛ إنما وقع عليهم وقوعا مقيدا في مقابلة ذكر الرجال من الإنس0 ولا يلزم من هذا أن يقع اسم الناس والرجال عليهم مطلقا0 وأنت إذا قلت: إنسان من حجارة، أو رجل من خشب، ونحو ذلك، لم يلزم من ذلك وقوع اسم الرجل والإنسان عند الإطلاق على الحجر والخشب0 وأيضا فلا يلزم من إطلاق اسم الرجل على الجني أن يطلق عليه اسم الناس0 وذلك؛ لأن الناس، والجنة متقابلان0 وكذلك: والإنس، والجن0 فالله تعالى يقابل بين اللفظين، كقوله: (يا معشر الجن والإنس الرحمن 33) 0 وهو كثير في القرآن0 وكذلك قوله: (من الجنة والناس 6) يقتضي: أنهما متقابلان، فلا يدخل أحدهما في الآخر، بخلاف الرجال، والجن، فإنهما لم يستعملا متقابلين0 فلا يقال: الجن والرجال، كما يقال: الجن والإنس0 وحينئذ فالآية أبين حجة عليهم في أن الجن، لا يدخلون في لفظ الناس؛ لأنه قابل بين الجنة، والناس، فعلم أن أحدهما لا يدخل في الآخر0
فالصواب القول الثاني0 وهو أن قوله: (من الجنة والناس) بيان للذي يوسوس، وأنهما نوعان: إنس، وجن0 فالجني يوسوس في صدور الإنس، والإنسي أيضا يوسوس إلى الإنسي0 فالموسوس نوعان: إنس، وجن0 فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب0 وهذا مشترك بين الجن، والإنس، وإن كان إلقاء الإنسي ووسوسته؛ إنما هي بواسطة الأذن0 والجني لا يحتاج إلى تلك الواسطة؛ لأنه يدخل في ابن آدم، ويجري منه مجرى الدم0 على أن الجني قد يتمثل له، ويوسوس إليه في أذنه، كالإنسي- كما في البخاري عن عروة عن عائشة عن النبي أنه قال:" إن الملائكة تحدث في العنان0 والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض، فتسمع الشياطين الكلمة، فتقرها في أذن الكاهن، كما تقر القارورة، فيزيدون معها مائة كذبة من عند أنفسهم "0 رواه البخاري والترمذي0 فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن0 ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني0 قال تعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا الأنعام 112) 0
فالشيطان يوحي إلى الإنسي باطله ويوحيه الإنسي إلى إنسي مثله0 فشياطين الإنس والجن يشتركان في الوحي الشيطاني، ويشتركان في الوسوسة0 وعلى هذا فتزول تلك الإشكالات والتعسفات التي ارتكبها أصحاب القول الأول0 وتدل الآية على الاستعاذة من شر نوعي الشياطين: شياطين الإنس، والجن0 وعلى القول الأول؛ إنما تكون الاستعاذة من شر شياطين الجن فقط0 فتأمله فإنه بديع جدا!!
فهذا ما من الله به من الكلام على بعض أسرار هاتين السورتين0 وله الحمد والمنة، وعسى الله أن يساعد بتفسير على هذا النمط، فما ذلك على الله بعزيز0 والحمد لله رب العالمين!
من كتاب (بدائع الفوائد)
للشيخ: ابن قيِّم الجوزيَّة- رحمه الله تعالى بتصرف!
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[30 May 2004, 12:22 م]ـ
((فصل الصدور والقلوب: وتأمل السر في قوله تعالى: (يوسوس في صدور الناس)، ولم يقل: في قلوبهم0 والصدر هو ساحة القلب وبيته0 فمنه تدخل الواردات إليه، فتجتمع في الصدر، ثم تلج في القلب0 فهو بمنزلة الدهليز له0 ومن القلب تخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود0 ومن فهم هذا، فهم قوله تعالى: (وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم آل عمران 154) 0 فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته فيلقي ما يريد إلقاءه في القلب فهو موسوس في الصدر،))
اخي الفاضل لم أفهم الفرق بين ذكر القلب والصدر من كلام ابن القيم رحمه الله فهلا أفدتمونا بارك الله فيكم ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[30 May 2004, 02:00 م]ـ
لعلك تجد جواب سؤالك في قول الدكتور فاضل السامرائي من لمسات بيانية في سورة الناس، وهو:
(ذُكر في الآية مكان الوسوسة وهو الصدور، ولم يقل القلوب لأن الصدور أوسع، وهي كالمداخل للقلب، فمنها تدخل الواردات إلى القلب، والشيطان يملأ الصدر بالوسوسة ومنه تدخل إلى القلب دون أن تترك خلفها ممرا نظيفا يمكن أن تدخله نفحات الإيمان، بل يملأ الساحة بالوساوس قدر استطاعته مغلقا الطريق إلى القلب).
أو يجيبك عليه من عنده شيء من علم البيان، فأنا لست منهم، وإنما أنا أنقل ما قاله ابن القيم0 وبارك الله فيك0
ـ[د. عماد]ــــــــ[01 Jun 2004, 05:41 م]ـ
شكر الله لأخينا عبد القادر جهده الواضح في نقل هذه الأسرار البديعة، ورحم شيخنا الجليل ابن قيم الجوزية على ما أظهر لنا من أسرار البيان في المعوذتين. وليت الذين يرتفعون على أكتافه وأكتاف غيره من العلماء الأجلاء أن يحفظوا غيبهم، وألا يغمطوا لهم حقهم.
وقد أجاب الجمهور على تساؤل الأخ (أبو عاتكة) بقولهم: الصدر محل القرآن والعلم. ودليلهم على ذلك قوله تعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم). وكذلك الصدر هو محل القلب.
وقال محمد بن علي الترمذي: القلب محل العقل والمعرفة. وهو الذي يقصده الشيطان. فالشيطان يجيء إلى الصدر الذي هو حصن القلب، فإذا وجد مسلكًا نزل فيه هو وجنده، وبث فيه الهموم والغموم، فيضيق القلب حينئذ، ولا يجد للطاعة لذة، ولا للإسلام حلاوة.
ولهذا خص الله تعالى الصدر بالذكر دون القلب، وإن كان المراد في الحقيقة القلب0
د. عماد
ــــــــــــــــ
وفوق كل ذي علم عليم(/)
الأبحاث الصوتية ... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[29 May 2004, 03:01 م]ـ
الأبحاث الصوتية ... (في الأصْوَاتِ بالدُّعَاءِ والنِّداءِ)
الهُتَافُ الصَّوْتُ بالدُّعَاء
ِ
التَّهْيِيتُ الصَّوْتُ بالإنْسَان كأَنْ تَقُولَ له: يَا هَيَاهُ، وُينشَدُ قَوْلُ الرّاجِزِ:
قَدْ رَابَني أَنَّ الكَرِيَّ أسْكَتَا لَوْ كَانَ مَعْنِيّاً بِنَا لَهَيَّتَا
الجَخجَخَةُ الصُّياحُ بالنّداء
ِ
وفي الحَدِيثِ: (إذا أرَدْتَ العِزَّ فَجَخْجِخْ في جُشَم)
الجَأْجَأَةُ الصَّوْتُ بالإبِلِ لدُعَائِهَا إلى الشُّرْبِ وكَذَلِكَ الإهَابَة
ُ
الهَأْهَأَةُ الدَعاءُ بِهَا إلى العَلَف
ِ
الإبْسَاسُ الدُّعاءُ بِهَا إلى الحَلْب
ِ
السَّأسَأةُ دُعاءُ الحِمَار
ِ
الإِشْلاءُ دُعاءُ الكَلْب
الدَّجْدَجَةُ دُعَاءُ الدَّجَاجَةِ.
فقه اللغة للثعالبي رحمه الله(/)
عالم اشترى كتابا بحوالي 9000 ريال، فعكف على قراءته، واقتصر على الفرائض حتى ختمه
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 May 2004, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام نبينا محمد، وآله، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي هذه القصة التي أسوقها لك، أريد أن نعالج معاً موضوعاً مهماً يمس أغلى ما نملك، وهو الوقت، وكيف نستفيد منه، ونحاول تخيف الزخم الهائل من الصوارف والشواغل .. وليكن بعد هذه الحكاية ..
قرأتُ في كتاب الطالع السعيد الجامع أسماء علماء نجباء الصعيد لمؤلفه المؤرخ الفقيه كمال الدين أبي الفضل جعفر الأُدْفُوي الشافعي في ترجمته للإمام العلامة المجتهد ابن دقيق العيد.
قال الأُدْفُوي ص580: وأخبرني شيخنا الفقيه سراج الدين الدَّنْدري أنه لما ظهر الشرح الكبير للرافعي [فتح العزيز شرح الوجيز] اشتراه [ابنُ دقيق العيد (1)] بألف درهم (2)، وصار يصلي الفرائض فقط، واشتغل بالمطالعة إلى أن أنهاه مطالعة، وذكر عنده هو [الرافعي]، والغزالي في الفقه فقال: الرافعي في السماء. اهـ.
ومما يشبه هذا الجهد والحرص لكنه في المذاكرة، وليس في المطالعة ما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله، قال عبد الله بن أحمد: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثيرَ المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرائض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
وروى الخلال في أخلاق أحمد: أن إسحاق قال: كنا عند عبد الرزاق أنا، وأحمد بن حنبل قال: فمضينا معه إلى المصلى يوم عيد، قال: فلم يكبر عبد الرزاق، ولا أنا، ولا أحمد بن حنبل! قال: فقال لنا: رأيت معمرا، والثوري في هذا اليوم كبّرا؛ فكبرتُ، ورأيتكما لا تكبران فلم أكبر، أو قال: ورأيتكما لا تكبران؛ فهبت!
قال عبد الرزاق: فلمَ لَمْ تكبرا؟ قال فقلنا: نحن نرى التكبير، ولكن شغلنا بأي شيء نبتدئ من الكتب.اهـ من الآداب الشرعية 2/ 165 - 166.
وأخبار العلماء في مثل هذا كثيرة ..
أقول: رحمهم الله، أين نحن اليوم من مثل هذا؟!
وكيفَ يَفعلُ مثلَ هذا اليوم مَنْ ثلث يومه في وظيفة تهلك الحفظ، والفهم!، وسدسه، أو أكثر في النوم! وقل كم يذهب من الوقت في الأكل، وعند إشارات المرور، والزحام في الطرقات، ثم حاجات الأهل، وصلة الوالدين، والأقربين ... ونحوها!
وناهيك عن التردد على المكتبات لمتابعة الجديد، وعن الاجتماعات مع الإخوان التي لا تنتهي، والمناسبات، ثم ما يقال في الترويح عن النفس ... وكأنها قد أنجزت شيئا!
وهكذا يمضي العمر، وتنصرم الأيام، ولم نحصل شيئا! فما الحل إذن؟
أقول: مع أني غيرُ سالمٍ مما ذكرتُ ..
أولا: من أهم الأمور هنا الالتجاء إلى الله، أن يوفقك، ويبارك في وقتك.
ثانيا: شد المئزر ومحاولة الاستفادة من كل وقت، حتى وأنت في السيارة تستطيع سماع الدروس المسجلة ... ، وهكذا في العمل اصحب معك كتابا، وانظر فيه كلما سنحت فرصة .. وقلل من حضور المناسبات، ولا تحضرْ إلا ما يتعين عليك حضوره، أو تخشى من مفسدة عند عدم الحضور .. ، واجعل معك كتابا في السيارة طالعه عند إشارات المرور، أو استغل وقتك بأي شيء فيه نفع، وتكون قد أنجزته وسلم لك مكانه. وهكذا ...
ومِلاك هذه الأمور كلها الشعور بقيمة الزمن، وأنه هو العمر، فتضييعه أعظم من تضييع الذهب والفضة ..
ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب .. لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم، والسير.
وكذا التواصي بين الإخوة .. والاستفادة من الوقت في المفيد حال الاجتماع.
ومن أكثر الأمور تضييعا للوقت كثرة الفضول بتتبع الأخبار، والتفاصيل غير المفيدة ..
وكذا التمادي في الانترنت في دخول المواقع غير المفيدة .. ، ومتابعة ما يكتب فيها من سقط الكلام، والقيل والقال .. فإنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهل نحن منتهون؟
ولعلي أختم بهذه الحكاية الطريفة من ابن الجوزي رحمه الله قال في صيد الخاطر ص209
(يُتْبَعُ)
(/)
أهل الفراغ بلاء، أعوذ بالله من صحبة الباطلين لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة، ويسمون ذلك التردد خدمة، ويطلبون الجلوس، ويجرون فيه أحاديث الناس، وما لا يعني، و يتخلله غيبة. وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس، وربما طلبه المَزُور وتشوق إليه، واستوحش من الوحدة، وخصوصاً في أيام التهاني، والأعياد فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض، ولا يقتصرون على الهناء، والسلام، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان. فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء، والواجب انتهابه بفعل الخير كرهت ذلك وبقيت مهم بين أمرين:
إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم ضاع الزمان.
فصرت أدافع اللقاء جهدي، فإذا غلب قصرت في الكلام لا تعجل الفراق.
ثم أعددت أعمالا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغاً.
فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد [الورق]، وبري الأقلام، وحزم الدفاتر فإن هذه الأشياء لا بد منها، ولا تحتاج إلى فكر، وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي.
نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لاغتنامه.
ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة، ومنكر.
ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج، ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين، والغلاء والرخص إلى غير ذلك.
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك " وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم ".
...... وأرجو المشاركة من الإخوة ... حفظهم الله.
------------------------
(1) لا تظن أنه كان غنيا بل ربما مر عليه الوقت، وليس عنده درهم، وهو في منصب قاضي القضاة! وقد رفع مرة للقاضي بسبب مال عليه .. فقال: هذا بسبب حبي للكتب.
(2) وزن درهم الفضة يتراوح بين 2.3 و 2.03، وأخبرني أحد الإخوة أن سعر الجرام قبل عشرة أيام أربعة ريالات تقريبا، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2004, 10:04 م]ـ
وهذه قصة حول شراء الكتب، وإن لم تكن شبيهة بقصة أخي عبدالرحمن وفقه الله، غير أنها ليست بعيدة عنها.
كنت أبحث في شاهد شعري مختلف فيه بين النحويين وهو قول الفرزدق:
وكُلُّ رَفيقي كُلِّ رَحْلٍ وإِنْ هُمَا=تَعَاطَى القَنَا قَومَاهُمَا أَخَوانِ
فوجدت ابن هشام يقول فيه: (وهذا البيت من المشكلات لفظاً ومعنى وإعراباً). مغني اللبيب 1/ 196، ثم وجدته في هذا تابعاً لأبي علي الفارسي، حيث أشار في كتابه البغداديات 443، 447 إلى ما ذكره ابن هشام آنفاً.
ثم حرر الكلام على هذا الشاهد العلامة عبدالقادر البغدادي في خزانة الأدب 7/ 572 فقال: (وهذا البيت – مع وضوح معناه – قد حرفه أبو علي الفارسي في المسائل البغداديات، بتنوين قوم، وزعم أنه مفرد منصوب، فاختل عليه معنى البيت وإعرابه، فاحتاج إلى أن صححه بتعسفات وتمحلات كان غنياً عنها، ومقامه أعلى وأجل من أن ينسب إليه مثل هذا التحريف، ولكن هو كما قيل:
كفى المرءَ نُبْلاً أَنْ تُعَدَّ مَعَايبُه
وقد تبعه على هذا التحريف والتخريج ابن هشام في مغني اللبيب، ولخص كلامه من غير أن يعزوه إليه ... ).
ومحل الشاهد من القصة كلها هو ما سأذكره الآن، حيث ذكر الدماميني رحمه الله رأي ابن هشام هذا، فقال: (أطال المصنف في تقرير ما يزيل الإشكال الذي ادعاه، وكله مبني على حرف واحد، وهو ثبوت تنوين (قوماً) من جهة الرواية، ولعلها ليست كذلك، وإنما هي (قَومَاهُمَا) تثنية قوم، والمثنى مضاف إلى ضمير الرفيقين، ولا إشكال حينئذٍ لا لفظاً ولا إعراباً ولا معنى، إذ المعنى على هذا التقدير: إن كل رفيقين في السفر أخوان، وإن تعادى قوماهما، وتعاطوا المطاعنة بالقنا.
وقد رأيت في نسخة من ديوان الفرزدق هذا البيت مضبوط الميم من قوماهما بفتحة واحدة، وملكت هذه النسخةَ في جِلدين، وضَبْطُ هذا البيتِ هو الذي كان بَاعِثَاً عَلى شِرَائِهَا). انظر: تحفة الغريب المخطوط 75 أ، وتعليق الفرائد للدماميني 1/ 284 - 285
فانظر كيف كان ضبط هذه اللفظة باعثاً لشراء هذه النسخة من ديوان الفرزدق مع وجود نسخة أخرى لدى الدماميني من قبل، وهذا دليل على العناية بالعلم، وبذل المال من أجله، ولهذه القصة أخوات.
ـ[عبدالله التميمي]ــــــــ[27 Aug 2004, 07:54 م]ـ
الله المستعان .. نسأل الله ان يبارك في أعمارنا وأوقاتنا ..
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[21 Mar 2005, 07:43 م]ـ
ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب .. لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم، والسير ..
مما يصلح أن يذيل به ما ذكره الإمام الخطابي في كتاب العزلة ص35:
حدثني الحسين بن إسماعيل الفقيه قال: بلغني أن محمد بن الحسن ـ رحمة الله عليه ـ لما أخذ في تصنيف "الجامع الكبير" خلا في سرداب وأمر أهله أن يراعوا وقت غدائه، ووضوئه فيقدموا إليه حاجته منهما، وأن يؤخذ من شعره إذا طال، وأن ينظف ثوبه إذا اتسخ وأن لا يوردوا عليه شيئا يشتغل به خاطره، وأَقام على ماله وكيلا، وفوّض إليه أمره، ثم اقبل على تصنيف الكتاب، ولم يشعر إلا برجل ينزل إليه بشيء حتى وقف بين يديه، فأنكره، فقال له: من أنت؟
قال: أنا صاحب الدار!
قال: وكيف ذاك؟
قال: لأني قد ابتعت هذه الدار من فلان ـ يعني وكيله ـ!!، وكان وكله إياه عن تفويض، فاحتاج إلى الانتقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Mar 2005, 11:26 ص]ـ
في الذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب 1/ 441
محمد بن عبد الباقي الأنصاري البغدادي القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، والمعروف بقاضي المارستان.
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين.
وتفقه في صباه على القاضي أبي يعلى، وقرأ الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، وبرع في ذلك، وله فيه تصانيف. . وتفنن في علوم كثيرة.
قال ابن السمعاني: عارف بالعلوم متفنن، حسن الكلام، حُلو المنطق، مليح المحاورة ما رأيت أجمع للفنون منه نظر في كل علمٍ، وسمعته يقول:
تبت من كل علم تعلمته إلا الحديث، وعلمه.
قال: وكان سريع النسخ حسن القراءة للحديث سمعته يقول: ما ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنة ونصفًا، وكان خمسة أشهر الغلّ في عنقي، والسلاسل على يدي، ورجلي. وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن اللّه، حتى نفعل ونصنع في حقك، فامتنعتُ وما قلت.
قال: وَوَقْتُ أن حبست كان ثَمَّ معلم يعلم الصبيان الخط بالرومية، فتعلمت في الحبس الخط الرومي.
وسمعته يقول: حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وما من علم في عالم الله إلا وقد نظرتُ فيه، وحصّلت منه كله، أو بعضه.
وقال ابن شافع: سمعتُ ابن الخشاب يقول: سمعتُ قاضي المارستان يقول: قد نظرتُ في كل علم حصلت منه بعضه، أو كله، إلا هذا النحو فإني قليل البضاعة فيه. اهـ بتصرف واختصار.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2005, 10:49 م]ـ
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 3/ 258:
قال ابن ثابت: وحدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي قال: لما رجع أبو عبدالله ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير يوما منها في سوق، ولا رئي مفطرا إلا في يوم الأضحى، والفطر، وكان أمارا بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره، أو كما قال.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2005, 10:55 م]ـ
في ترجمة على بن يوسف بن شمس الدين الفناري الرومي
.. وكان مهتما بالاشتغال بالعلم، وكان له مكان على جبل فوق مدينة بروسه، وكان يمكث فيه الفصول الثلاثة من السنة، ويسكن في المدينة الفصل الرابع، وربما ينزل هناك ثلج مرات كثيرة، ولا يمنعه ذلك عن المكث فيه كل ذلك لمصلحة الاشتغال بالعلم، وكان لا ينام على فراش، وإذا غلب عليه النوم يستند على الجدار، والكتب بين يديه، فإذا استيقظ ينظر الكتب .. .
الشقائق النعمانية ص111، و البدر الطالع ص505، والسياق للأول
ـ[عبدالحميد حسن بالفاس]ــــــــ[25 Aug 2005, 03:56 ص]ـ
اخي عبدالرحمن بارك الله فيك لي تساول هل يوجد هذا الكتاب في السوق الموسوم بالطالع السعيد ام انه مخطوط ام ماذا كتب الله اجرك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[26 Aug 2005, 01:03 ص]ـ
الطالع السعيد
مطبوع بتحقيق: سعد محمد حسن.
طبعته: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Aug 2006, 10:34 م]ـ
في كتاب السخاوي «المنهل العذب»
قال في " البدر [السافر للأدفوي] " أيضاً: وكان كثير العبادة، حكي لي البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر ": وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه، انتهى.
ـ[ناصر]ــــــــ[27 Aug 2006, 11:32 م]ـ
أحسن الله إليكم الأستاذ عبدالرحمن السديس على تلكم الدرر.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Aug 2006, 12:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
في كتاب السخاوي «المنهل العذب»
قال في " البدر [السافر للأدفوي] " أيضاً: وكان [النووي] كثير العبادة، حكي لي البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر ": وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه، انتهى.
في ترجمة لطف الباري بن أحمد الصنعاني ص 579 ط: العمري:
وكان صاحب الترجمة: ... متفردا في أمور منها:
الورع الشحيح، والاشتغال بخاصة النفس، والإقبال على العبادة والاستكثار من الطاعة، وحسن الخلق، والتواضع، والبشاش، والانجماع عن الناس إلا فيما لا بد منه، وحفظ اللسان عن الهفوات، والكبوات لاسيما بما فيه تبعة كالغيبة، والنميمة فإنه لا يحفظ عنه في ذلك شيء بل لا ينطق لسانه إلا بذكر الله، والتذكير، أو بإملاء تفسير كتاب الله، وأحاديث رسول الله، وليس له التفات إلى شيء من أحوال بنى الدنيا، ولم يكن له شغلة بسوى أعمال الآخرة.
ولِوَعِظِه في القلوب وقعٌ، ولكلامه في النفوس تأثير مع فصاحة زائدة، وحسن سمت، ورجاحة عقل، وجمال هيئة، ونور شيبة، وملاحة شكل، وكمال خلقة.
والحاصل:
أنه من محاسن الدهر (!)، ولم يخلف بعده مثله في مجموعه، وله أتم عناية، وأكمل رغبة بالعمل بما جاءت به السنة، والمشي على نمط السلف الصالح، وعدم التقليد بالرأي،
وله في حسن التعليم مسلك حسن لا يقدر عليه غيره، وقد تخرج به جماعة من أكابر العلماء ...
وكان يبذل نفسه في قضاء حوائج من يستعين به، ويبالغ في ذلك، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا سلكها، وفاق فيها.
ووالد صاحب الترجمة: كان من أكابر العلماء أخذ عن جماعة من أهل العلم .. : وكان يحيى الليل بدرس كتاب الله، وإذا غلبه النوم نام متكئا قليلا ثم يعود للتلاوة.اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[28 Aug 2006, 10:58 م]ـ
ومن المعاصرين
منذ ما يزيد عن 23 سنة
كان أخ يبحث عن مراجع محددة وجمعها له صاحب دار نشر وحدد له موعدًا لحضوره لاستلامها ولا بد أن يكون في الصباح الساعة التاسعة والنصف تقريبًا لأن صاحب دار النشر بعد ذلك لن يكون في منزله وسيدور على المطابع، وليس للأخ إلا هذا الموعد.
والأخ ويبعد عن القاهرة ما يزيد عن 100 كيلو.
وعند لبس الأخ تبين أن حذاءه ليس موجوداً وأنه سرقه بعض العمال الذين يعملون في منزل والده للبناء، فما العمل المحلات مغلقة ولا بد من السفر، وهو شخصيًا لم يكن معه إلا مصاريف السفر، إذا لا بد من السفر بنعل الحمام (ما نسميه في مصر الشبشب)، فلبس واستأذن من والده (ووالده ذو سعة) فوالده رأى الشبشب فقال له: أجهز لتسافر، فقال ما أنا مسافر كده. وأين الحذاء فقال: يبدو أن اعمال سرقوه. فقال له: إذن انتظر حتى تفتح المحلات لتشتري حذاء فقال: يا أبتي سأجلس في السيارة ولن يأخذ أحد باله في ذلك، وفي مصر سأجد المحلات مفتوحة فأشتري الحذاء فأمام إلحاح الابن سامحه الأب في السفر للحاق بالموعد وأعطاء 15 جنيهاً لشراء حذاء من المحلات عند فتحها.
وسافر الأخ ووصل إلى بيته فأرشدوه إلى المخزن وقابل صاحب دار النشر، وأخذ الكتب منه فوجده يقول له: هل عندك الموطأ الطبعة الأصلية طبعة عيسى الحلبي لقد عثرت على 3 نسخ بعت الأولى لفلان وفلان يريد الثالثة هل تريد يا أخي النسخة الباقية.
فقال: وكم سعرها فقال بـ 15 جنيهًا وكان هذا هو سعر الحذاء، فلم يتردد الأخ رغم أنه يتصور ما سيقوله والده له عند عودته في المساء بدون حذاء.
وزار صاحب قصتنا أخاً بالقاهرة فلما وجده بالشبشب تعجب ماذا أرى فقص عليه القصة فقال له: عندي نعلاً ورجلك أكبر من رجلي إلا أن نعلي سكب عليه جاز (كيروسين) فاتسع ولا ألبسه. ونظفه الأخ المزار، وعاد الأخ فجرًا لوالده بعد صلاة فجر اليوم الثاني ويدخل على أبيه بالحذاء يلمع، فنظر والده إلى رجله فقال: أهذا الحذاء الجديد (الوالد ينظر ويشك) هو حذاء ولكنه لا يبدو جديدًا فقال له ابنه: نعم هو جديد بالنسبة لي فقال له: ماذا فضحتنا أأشتريته من سوق المستعمل. فقال: لا وقص القصة فقال له: منهومان لا يشبعان ...........
عفوًا أطلت
وأذكره كطرفة
ـ[الغني بالله]ــــــــ[02 Sep 2006, 01:49 م]ـ
قال ابن خَلكان في وفيات الأعيان - (ج 5 / ص 312) مترجما لكمال الدين ابن يونس:
وكان يدري فن الحكمة: المنطق والطبيعي والإلهي، وكذلك الطب، ويعرف فنون الرياضة من اقليدس والهيئة والمخروطات والمتوسطات والمجسطي المجسطي لفظة يونانية معناها بالعربي الترتيب، ذكر ذلك الوكري في كتابه وأنواع الحساب: المفتوح منه والجبر والمقابلة والأرثماطيقي وطريق الخطأين، والموسيقى والمساحة، معرفة لا يشاركه فيها غيره إلا في ظواهر هذه العلوم دون دقائقها والوقوف على حقائقها، وبالجملة فلقد كان كما قال الشاعر:
وكان من العلوم بحيث يقضى ... له في كل فن بالجميع
واستخرج في علم الأوفاق طرقاً لم يهتد إليها أحد؛ وكان يبحث في العربية والتصريف بحثاً تاماً مستوفًى، حتى إنه كان يقرىء كتاب سيبويه والإيضاح والتكملة لأبي علي الفارسي، والمفصل للزمخشري، وكان له في التفسير والحديث وأسماء الرجال وما يتعلق به يدٌ جيدة؛ وكان يحفظ من التواريخ وأيام العرب ووقائعهم، والأشعار والمحاضرات، شيئاً كثيراً. وكان أهل الذمة يقرءون عليه التوراة والإنجيل، ويشرح لهما هذين الكتابين شرحاً يعترفون أنهم لا يجدون من يوضحهما لهم مثله. وكان في كل فن من هذه الفنون كأنه لا يعرف سواه لقوته فيه. وبالجملة فإن مجموع ما كان يعلمه من الفنون لم يسمع عن أحد ممن تقدمه أنه قد جمعه. أهـ.
قلت: ومثل ذلك لا يحصل إلا لمن اجتهد وتعب.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[29 Feb 2008, 07:47 م]ـ
بوركت أخانا الفاضل عبد الرحمن.
زادك الله فهما وعلما وعملا، ورزقنا جميعا بركة الأوقات والأعمار والأعمال.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[29 Feb 2008, 07:56 م]ـ
بوركت أخانا الفاضل عبد الرحمن.
زادك الله فهما وعلما وعملا، ورزقنا جميعا بركة الأوقات والأعمار والأعمال.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:26 م]ـ
ومن طرائف ماجاء في هذه البابة، مارواه
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان،
في كتابه الرائع المتميز:
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان؛
بتحقيق الدكتور إحسان عباس / الناشر: دار صادر؛
(3/ 316ــ 317):
((وحكى الخطيب أبو زكرياء يحيى بن علي التبريزي اللغوي أن أبا الحسن علي ابن أحمد بن علي بن سلك الفالي الأديب كانت له نسخة بكتاب "الجمهرة" لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها فباعها واشتراها الشريف المرتضى أبو القاسم المذكور بستين ديناراً، وتصفحها فوجد بها أبياتاً بخط بائعها أبي الحسن الفالي وهي:
أنست بها عشرين حولاً وبعتها = لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها = ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعفٍ وافتقارٍ وصبيةٍ = صغارٍ عليهم تستهل شؤوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرةٍ = مقالة مكوي الفؤاد حزين:
"وقد تخرج الحاجات يا أم مالك = (1) كرائم من ربٍ بهن ضنين"
وهذا الفالي منسوب إلى فالة - بالفاء - وهي بلدة بخوزستان قريبة من إيذج، أقام بالبصرة لمدة طويلة، وسمع بها من أبي عمرو ابن عبد الواحد الهاشمي وأبي الحسن ابن النجاد وشيوخ ذلك الوقت، وقدم بغداد واستوطنها وحدث بها.
وأما جده سلك فهو بفتح السين المهملة وتشديد اللام وفتحها وبعدها كاف، هكذا وجدته مقيداً، ورأيت في موضع آخر بكسر السين وسكون اللام، والله أعلم بالصواب.
وكانت وفاة أبي الحسن الفالي المذكور في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة ليلة الجمعة ثامن الشهر المذكور، ودفن في مقبرة جامع المنصور،
وكان أديباً شاعراً. روى عنه الخطيب أبو بكر صاحب "تاريخ بغداد" (2)،
وأبو الحسين ابن الطيوري وغيرهما، رحمهم الله أجمعين.
====================
(1) زاد بعده في المطبوعة:
"فأرجع النسخة إليه وترك له الدنانير، رحمه الله تعالى"
ولم يرد هذا في أصل المؤلف أو في سائر المخطوطات.
(2) تاريخ بغداد 12: 334.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 Mar 2008, 08:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد الجميلة
واستغلال الوقت فيما هو مفيد مبعثه من القلب، فمن صدق في استغلال وقته وجد طرقاً كثيرة تناسب وضعه.
وسأذكر لكم قصة عن طالب من طلاب العلم المعاصرين وهو لا يزال حياً يرزق، فلعل في طريقته أسوة تؤتسى، ولو بوجه آخر من وجوه الحرص على الوقت والانتفاع به.
كان من شدة نهمه في الطلب يدرس متناً من المتون على شيخ ويرجع إلى بيته فيقابل شرح شيخه بشروح مطبوعة للمتن الذي يدرسه، ويلخص ذلك، فإن بدا له ما يشكل سأل شيخه، وهكذا حتى يتم دراسة المتن دراسة جيدة.
فإذا فرغ من دراسة المتن (وهذا موضع الشاهد) اشترى عدة شروح مسجلة لذلك المتن ليستمع إليها.
وله طريقة في الاستماع للشروح غريبة
كان يضع مسجلاً صغيراً في جيب ثوبه الجانبي، ويثقبه من الداخل ليمرر سلك السماعة من داخل الثوب ويخرجه من فتحة العنق لتصل السماعة إلى أذنه ويلف شماغه على رأسه، فلا يتفطن له أحد.
يقول فكنت إذا خرجت إلى البقالة أو إلى المسجد أو إلى الجامعة أو رجعت أستمع لشرح من هذه الشروح.
وكذلك إذا كنت في مكان انتظار،
يقول: حسبت الوقت الذي أمضيه في السير بين مواقف السيارات في الجامعة إلى القاعة فإذا هو قريب من ربع الساعة، وإذا بدأ الدرس في القاعة ضاع أول عشر دقائق منه غالباً في التحضير والاستعداد.
حتى أحصى ساعات كثيرة استفادها من الأوقات المتقطعة في يومه.
فكان يسمع ما يقارب سبعة أشرطة في اليوم بعضها مدته ساعة، وبعضها مدته ساعة ونصف.
ومن قصصه الطريفة
يقول كنت في زيارة لإمام مسجدنا فوجدت لديه أشرطة لم أسمعها ومنها تفسير سورة يس للشيخ محمد العثيمين رحمه الله في خمسة أشرطة، فاستعرتها منه، وكانت زيارتي له بعد صلاة العشاء، فلم يؤذن الفجر حتى سمعتها كلها
فاستحييت أن أعيدها له، فحبستها يومين عندي ثم أعدتها إليه؛ فقال لي مندهشاً: استمعت إليها كلها؟!
قال: قلت: نعم، وهو يظن أني مكثت في سماعها يومين، وقد سمعت بعدها عدة أشرطة.
والمقصود من سياق هذه القصة أن من صدقت عزيمته في الانتفاع بوقته لم يجد ما يحول بينه وبين ذلك، وسيجد بإذن الله من الطرق والوسائل ما يناسب حاله.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 May 2008, 09:48 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وشكر لكم تعليقاتكم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 May 2008, 10:31 م]ـ
ماشاء الله، أهلا بالشيخ عبدالرحمن بعد هذا الانقطاع الطويل، عدت والعود أحمد
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 May 2008, 09:20 ص]ـ
احمد الله و أشكره أن رزقني شرف الكتابة و التواصل عبر هذا الملتقى المبارك مع شيخنا الغالي سيدي و مولاي عبد الرحمن السديس ... المعز المشرف المكرم و المعظم بفضل الله و منه و كرمه و لطفه ... و المحبوب المبجل عندنا في المغرب، عند الكبير و الصغير ... و الله أسأل أن يكتب لي الصلاة خلف هذا الرجل الرباني في رحاب المسجد الحرام .... آمين آمين يارب العالمين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 May 2008, 09:46 ص]ـ
في بداية هوايتي لتربية النحل و دراسة تشريحه و أمراضه، في السنوات الخمس الأولى من حياتي كموظف تقني فلاحي إداري، و في بداية السبعينات، اشتريت مجهرا ضوئيا مستعملا بمبلغ يفوق أربعة أضعاف راتبي الشهري ... و اشتريت معه زجاجة مجهر في طول الأصبع، بها مقياس " ميكرومتري "، لقياس الأحياء المجهرية و حبوب اللقاح، بمبلغ يساوي راتبي الشهري ... و كنت أخفي عن أهلي ثمن مشتراياتي تلك حتى لا يظن بعقلي الظنون ... و كنت عندما أحتاج لقطرات من مواد خاصة بمعالجة حبوب اللقاح قبل دراستها عبر المجهر، أضطر لشراء لتر من المادة لأن الشركة الوحيدة المحتكرة للمادة لا تبيع منها إلا اللتر ...
و كانت تجارة رابحة و الحمد لله ... و ما زالت ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 May 2008, 04:16 م]ـ
و الله أسأل أن يكتب لي الصلاة خلف هذا الرجل الرباني في رحاب المسجد الحرام .... آمين آمين يارب العالمين ...
الكاتب ليس إمام الحرم
هو أحد طلاب العلم في الرياض، ممن أثرى المواقع الشرعية بالعديد من المقالات والدروس النافعة
بارك الله في الجميع
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 May 2008, 06:07 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى ...
يبقى دعائي هو دعائي ... و رجائي في الله أن يستجاب ... و الله عليم بذات الصدور ..
. {و هو على جمعهم إذا يشاء قدير} .. .
آمين آمين يارب العالمين ...(/)
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[30 May 2004, 03:37 م]ـ
الأبحاث الصوتية .... (في تَفْصِيلِ الأصْوَاتِ مِنَ الأعْضَاءِ)
الشَّخِيرُ مِنَ الفَم
ِ
النَّخِيرُ مِنَ المِنْخَرَين
ِ
النَّخْفُ مِنْهُمَا عِنْدَ الامْتِخَاط
ِ
القَفْقَفَةُ مِنَ الحَنكَيْنِ عِنْدَ اضْطِرَابِهِمَا واصْطِكَاكِ الأسْنَان
ِ
التَّفْقِيعُ والفَرْقَعَةُ مِنَ الأصَابِعِ عِنْدَ غَمْزِ المَفَاصِل
ِ
الكَرِيرُ مِنَ الصَّدْرِ (وُيقَالُ هو صَوْتُ المجهُودِ والمختَنِقِ)
الزَّمْجَرَةُ مِنَ الجَوْف
ِ
القَرْقَرَةُ مِنَ الأَمْعاء
ِ
الإخْفَاقُ والخَقْخَقَةُ مِنَ الفرْجِ عِنْدَ النِّكَاح
ِ
الإفَاخَةُ مِنَ الدُّبُر عِنْدَ خُرُوجِ الرِّيحِ، وفي الحَدِيثِ: (كُلُّ بَائِلَةٍ تَفيخُ).
المرجع: كتاب فقه اللغة للثعالبي(/)
هل يكره المرتد على دخول الاسلام،" لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[30 May 2004, 06:02 م]ـ
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وصلى الله وسلم على النبي الامين ورحمة الله للعالمين وعلى اله وصحبه الغر الميامين وبعد:
يقول الله تعالى:" لااكره في الدين قد تبين الرشد من الغي"
الكل يعلم انه لااكراه في الدين، والاسلام قام تاليف قلوب الناس ودعوتهم اليه لكن مما اشكل علي انه لو ارتد مسلم عن الدين الاسلامي -عياذا بالله من ذلك- فهل يكره على دخوله للاسلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[31 May 2004, 10:34 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
فإن المسلم إذا ارتد عن دينه فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل , لقوله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)
(1) وهذا مع كونه زاجرا لغيره فإنه يفيد أيضا الإجبار على العودة لدينه، فإن دعي للعودة لدينه ثم أبى، فيصار للقتل.
لاخلا ف عند أهل العلم في قتله، وإنما الخلاف في استتابته قبل القتل.
ثم اختلفوا في المرأة إذا ارتدت هل تقتل أم تحبس حتى الموت؟ فقال طائفة، منهم: أحمد واسحاق والأوزاعي والشافعي:تقتل كما يقتل الرجل.
وقال آخرون:منهم: سفيان،وأصحاب الرأي: لا تقتل وإنما تحبس حتى الموت.
والصحيح من قولي العلماء أنها تقتل كالرجل لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه)،وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:وحكم فيمن بدل دينه بالقتل ولم يخص رجلاً من امرأة. (2)
___________________________
1 - أخرجه البخاري،في كتاب استتابة المرتدين و المعاندين وقتالهم، برقم، 6922
2 - زاد المعاد،5/ 45، هذا ما تيسر على عجل ومن أراد الزياده في هذه المسألة، أو معرفة الآحاديث التي احتج بها من رأى عدم قتل المرأة فليراجع فتح الباري.
ـ[موراني]ــــــــ[02 Jun 2004, 12:54 م]ـ
يتناول فقيه أهل المدينة عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (ت عام 164 في بغداد) هذه المسألة في كتابه الذى وصلت منه الينا عدة أوراق في رواية سحنون بن سعيد (مخطوط بالقيروان). فلا خلاف في أن المرتد عن الاسلام يقتل.
أما استتابة المرتد ففيها اختلاف بين الفقهاء القدماء.
وكل ما أود الاشارة اليه هو الفقرات المعنية في كتاب الماجشون المذكور الذي حسب تقديري لم يزل معروفا الى الآن.
ولذلك اليكم بما رأى الماجشون في هذه المسألة مستخرجا من كتابه:
وأما من كفر بعد اسلامه فانه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من كفر بعد اسلامه فاقتلوه , كان زيد بن أسلم يرفع ذلك الى النبي ونافع مولى عبد الله بن عمر (1).
وبلغنا أن عثمان بن عفان قال يومئذ وهو محصور وسمع انسانا وهو يقول: لا تتركوه حتى نقتله.
فقال عثمان: بماذا أقنل و فوالله ما كفرت بعد اسلامي , ولا زنيت بعد احصاني , ولا قتلت نفسا مسلمة فاقتل بها , فهذه الخصال يقتل من فعلهن , ولم أفعل منهن شيئا.
وبلغنا عن معاذ بن جبل (2) حين كان باليمن ومعه يومئذ أبو موسى الأشعري فزعموا أن معاذ بن جبل وقف على أبي موسى وعنده رجل , فقال معاذ: ما هذا؟ قال: كفر بعد اسلامه , فقال معاذ له. لا أنزل عن دابتي حتى تقتله.
ولا أذكر في شيء من هذا استتابة (3). وكان هذا القول هو الذي يوافق الناس عندنا. ولا أعلم الا أنه كان رأي من أدركنا من مشيختنا من العبر انه لا يستتاب.
انّ الزاني اذا أحصن رجم في دين الله وحكمه وسنة نبيه , وهو أيسرهما ذنبا (4)
والكفر أعظم منه والكافر بعد اسلامه أعظم ضرا في اسلامه.
لو قبلت توبته من الزاني بعد احصانه ولو قبلت توبة هذا يتجرم بما أظهر من الاساءة وهو يوغل في الشر طاعنا في الدين عدوا في السر للمسلمين بتهمته على ذلك ..................
ومن العبرة في ذلك قول الله:
وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (سورة الاسراء , الآية 15)
وقوله:
ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت الينا رسولا (سورة طه , الآية 134)
فأبى الله أن يعذبهم حتى يعلمهم ما يدعوهم اليه لأن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
فانما الحجة بالرسل اعلام الرسل من أرسلوا فمن اتبع الرسل وآمن ثم كفر بعد ذلك فليس على الرسل أن يدعوه مرة أخرى لانهم لا يعلمونه الا ما قد علم , فهو يترك الاسلام بعد معرفته أقل عذرا من تركه أياه قبل معرفته وان كان لا عذر له.
.................................................. .......
(1) انظر الاستذكار , ج 22 الرقم 32137
(2) أنظر الاستذكار , ج 22 الرقم 32163 والتمهيد لابن عبد البر , 5 , ص 319
(3) أنظر الاستذكار , ج 22 الرقم 32168 , والبيان والتحصيل , ج 16 , ص 379 عن مالك بن أنس: ما أرى بهذا بأسا وليس على هذا أمر جماعة الناس.
وهناك احالة على ما رأى الماجشون في عدم الاستتابة.
(4) أنظر البيان والتحصيل , ج 16 , ص 429 باحالة على الماجشون أيضا بهذا المعنى.
تقديرا
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[03 Jun 2004, 12:45 م]ـ
ربما قد لاحظ جميع القراء الخطأ في وصف هذا الكتاب للماجشون:
والصحيح: انه ليس معروفا (بدلا من: لم يزل) الى الآن.
احتراما
موراني
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[03 Jun 2004, 03:09 م]ـ
ما يزال الإشكال الذي طرحه الأخ أبو حنيفة قائما
المرتد يقتل لا خلاف في ذلك
ولكن كيف نوفق بين هذا الحكم وقوله تعالى:" لااكره في الدين قد تبين الرشد من الغي"
شبهة جديرة بالنظر والرد عليها
أرجو الإفادة والمتابعة
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[03 Jun 2004, 07:04 م]ـ
أولا الآية مختلف في كونها منسوخة وممن يرى أنها منسوخة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله. والقول الآخر عدم النسخ وعلى هذا القول لا إشكال أيضا لأن الآية في قبول الدين الإسلامي ابتداء أما وقد دخل الإسلام وعرف الحق فهذا قد أساء إلى الإسلام وصد عن دين الله فالذي يراه دخل الإسلام ثم خرج منه يقرر أن ما كان ذلك يحصل لولا أنه وجد الإسلام لا يصلح كدين وأنه جربه فوجد الحق خلافه فبهذا الحكميقطع الطريق على كل متلاعب بدين الله وعلى كل مفسد يريد أن يشكك في دين الله. والله تعالى أعلم
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[03 Jun 2004, 09:03 م]ـ
يا أخانا العزيز: لاتعارض أبداً بين الحكم بقتل المرتد عن الإسلام، والنهي عن الإكراه في الدين كما في آية البقرة، ذلك لأن المراد بعدم الإكراه في دخوله الإسلام هو من لم يسلم بعد، أما من شهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، فإنه لايقر على تراجعه ألبته وإنما يستتاب فإن تاب وإلا قتل،أما من لم يدخل في الإسلام بعد فالشأن فيه هي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنه، فإن أراد الله به خيراً شرح صدره للإسلام، وإن كان غير ذلك جعل الله صدره ضيقاً حرجاً، لايسمع الحق ولايقبله.
و أنصحك بمراجعة تفسير أبن كثير.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[03 Jun 2004, 09:47 م]ـ
اولا: اشكر الاخوة على اهتمامهم واشتراكهم في التقاش.
ثانيا: انا اضم صوتي للاخ معاذ الرفاعي.
ثالثا: اقول للاخوة الشيخ العجلان وابو عاتكة واهل القيروان ان قتل المرتد لاخلاف فيه بعد استتابته وهذا معلوم
والاخ ابو عاتكة ذكر القول الثاني وهو عدم النسخ وان الاكراه لايكون في قبول الاسلام ابتداء، اقول لو ان مسلما ارتد -عياذا بالله- واصبح بلا دين فقيل له ارجع الى دينك فقال: لااكراه في الدين، ومن المعلوم ان دخول الاسلام والخروج منه ليس سهلا بل لابد من احكام تتعلق به ...
اقول لابد من البحث في المسألة .. وجزاكم الله خيرا
ـ[موراني]ــــــــ[03 Jun 2004, 10:35 م]ـ
ان السؤال المطروح أصلا من جانب (أبو حنيفة) لبالغ الأهمية غير انني شخصيا لا أريد
المشاركة في الحوار على هذه الصيغة لكي لا يصبح شرح هذا الموضوع وتفسيره في هذا الملتقى نوعا من الحوار بين الحضارات.
فلذلك أرجو فقط أن تتصفحوا في الكتاب:
أهل الملل والردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض من كتاب الجامع للخلال.
تحقيق د. ابراهيم بن حمد بن سلطان.
الرياض 1416 (1996) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع.
على سبيل المثال: ص 85 و 86 و ص 106 وبعدها.
تقديرا
موراني
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Jun 2004, 11:30 ص]ـ
لا خلاف إن شاء الله؛ فالآية الكريمة تتحدث عن غير المسلمين ابتداء. . أما قتل المرتد فهو موضوع آخر أو ربما كان الحديث (من بدل دينه فاقتلوه) بمثابة تخصيص للأية العامة و هذا إذا كان مفهومها يشمل غير المسلم و المرتد عن الإسلام.
و أنا اظن أن الأخوة قد أدلو بدلوهم و لم يتبق ما يضاف - إلا على سبيل الشرح و التفصيل - و الله أعلم.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[04 Jun 2004, 06:48 م]ـ
الحمد لله:
الفرق في هذه المسألة كبير جداً حيث إن الإسلام لايمكن أن يتعامل مع الكافر الأصلي كما يتعامل مع المرتد الذي دخل الإسلام وعرفه، ولهذا فالأحكام كثيرة هي التي تختلف بين الكافر الأصلي والمرتد، فأرجو أن لايخلط بينهما، فلايمكن أن نلزم بعقوبات الإسلام من لم يدخل في الإسلام أصلاً، أما المرتد فنلزمه بعقوبة دينه الذي كان يعتنقه، ويكفينا, قوله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)، وأما الآية فسواءٌ كانت منسوخة أم باقيه، لاشك أن المراد بها هو الكافر الأصلي.
والله تعالى أعلم.
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[05 Jun 2004, 12:43 م]ـ
يبدو لي والله أعلم أن الإشكالية تنحصر في كيفية عرض هذا الحكم بقالب عصري يكون مقبولا في وقتنا الحاضر، وهي مشكلة المسلمين في صياغة الفقه الإسلامي صياغة حديثة،
وفي مسألة المرتد أعتقد أنه لا إشكال في الحديث عنها مع الآخرين في إطار الحديث عن الخروج عن الدستور فهو خط أحمر لايمكن تجاوزه في قوانين أي دولة حديثة الأمر الذي تقره جميع القوانين في عصرنا الحاضر انسجاما مع حكم المرتد في الفقه الإسلامي
فكرة نبدو لي جديرة بالتأمل
الأمر الآخر أطلب من الأخ أبو عاتكة توثيق القول بنسخ آية "لا إكراه في الدين " عند من قال به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[05 Jun 2004, 01:29 م]ـ
قال ابن وهب عن ابن زيد في قوله (لا اكراه في الدين) الى قوله: (العروة الوثقى) قال: هذا منسوخ
تفسير الطبري , ج 3 , ص 16 و 17
غير أن الطبري يضيف الى ذلك: .... ولا معنى لقول من زعم أن الآية منسوخة الحكم بالاذن بالمحاربة.
قال ابن خزيمة الفارسي في كتاب المؤجز في الناسخ والمنسوخ:
اعلم أنّ الله نعالى أنزل آية السيف وهي قوله عز وجل في سورة التوبة (فاذا انسلخ الأشهر الحرم ................ )
فنسخ بهذه الآية مائة وثلاثة عشر موضعا في القرآن وهي
في سورة البقرة , الآية 83و 139و 190و 191 و217
و256 ......................
أنظر كتاب الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي جعفر النحاس (مؤسسة الكتب الثقافية , 1996) ص 267.
أنظر الناسخ والمنسوخ لابي عبيد القاسم بن سلام (مكتبة الرشد , 1997) , ص 271:
حدثنا نعيم بن حماد عن بقية بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن سليمان بن موسى في قوله (لا اكراه في الدين) , قال: نسخها (جاهد الكفار والمنافقين).
موراني
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[06 Jun 2004, 10:01 م]ـ
السلام عليكم ..
هذا جزء منشور من الرد على بيان المثقفين ..
وفيه تفصيل خاص بهذا الموضوع
ومن الممكن جعل المقال أصلاً، ويتم نقده من الإخوة -مع تجاوز العبارات الحادة فيه أو في الرد عليه-.
يقول الكاتب في أثناء كلامه:
"رابعاً: بيان المثقفين وتحريف النصوص:
النص الأول:
قوله تعالى (لا إكراه في الدين):
ورد في (بيان المثقفين) في ثلاثة مواضع:
1 - (لا يجوز إكراه أحد في دينه، قال الله تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة:256)، بل إن الإسلام نفسه لا يصح مع الإكراه).
2 - (وقيم خاصة بشعب معين آثرها واختارها فنحن لا نكرهه على تركها، ذلك أن ديننا علمنا أن لا إكراه في الدين).
3 - (وتبني الدولة للدين الإسلامي ليس معناه التدخل في خصوصيات الأقليات وإجبارها على التخلي عن دينها وإكراهها على الدخول في الإسلام فقد استقر في وعي المسلم وعُلِمَ من صريح آيات القرآن أن لا إكراه في الدين).
قلت: والكلام على هذا من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا الكلام جعلوه مقابل ما ذكره كفار أمريكا من (الحرية العقدية)، فالحرية العقدية جعلت عند الكفار الأساس الرابع من أسسهم الخمسة، وعدم الإكراه في الدين جعلت الأساس الثالث في (بيان المثقفين) من أسسهم الثمانية، ومن الحرية العقدية عند الكفار (حرية تغيير الدين) وهو (الردة)، حيث في المادة الثامنة عشر من ميثاقهم لحقوق الإنسان: (لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة).
الوجه الثاني: أن الإكراه على الدين قد يراد به الإكراه على (الاعتقاد)، وقد يراد به الإكراه على (الالتزام بالحكم):
فقد دلت الآية نفسها على أن المراد بعدم الإكراه هنا هو (الإكراه على الاعتقاد)، وذلك بقرينة قوله تعالى بعد هذا (قد تبين الرشد من الغي)، وذلك إنما يدل على إرادة الاعتقاد، ويبقى الإكراه على الالتزام بحكم الإسلام قائماً لم يخصه دليل، لقوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ونحوها من آيات القتال والجهاد.
قال ابن حزم رحمه الله تعالى على هذه الآية:
" والدين في القرآن واللغة: يكون الشريعة، ويكون الحكم، ويكون الجزاء:
1 - فالجزاء في الآخرة: إلى الله تعالى لا إلينا.
2 - والشريعة: قد صح أن نقرهم على ما يعتقدون إذا كانوا أهل كتاب.
3 - فبقي الحكم: فوجب أن يكون كله حكم الله كما أمر".
وقال القرطبي رحمه الله:
"قوله تعالى (لا إكراه في الدين): الدين في هذه الآية: المعتقد والملة؛ بقرينة قوله (قد تبين الرشد من الغي) ".
فعلى هذا: فقولهم (إننا لا نكره شعباً على التخلي عن قيمه الخاصة)، و (لا نتدخل في خصوصيات الأقليات) غير صحيح، بل يلزمون بالامتثال لشريعة الإسلام فيما يتعلق بأحكام أهل الذمة كما مر.
على أن نفي الإكراه على الاعتقاد أيضاً لا يصح، وهذا هو:
الوجه الثالث: وهو أن إطلاقهم عدم الإكراه في الدين باطل، وذلك أن مسألة الإكراه في الدين على قسمين:
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الأول: الإكراه على الدخول في الإسلام:
القسم الثاني: الإكراه على التزام حكم الإسلام:
أما القسم الأول: وهو الإكراه على الدخول في الإسلام:
فينقسم إلى ثلاثة أقسام:
قسم يكره فيه بالاتفاق، وقسم يكره فيه عند الجمهور، وقسم لا يكره فيه بالاتفاق:
أما الأول: فهو نوعان:
1 - المرتد عن الإسلام:
فإنه يقتل بالإجماع إذا ارتد، ووقع الخلاف في الاستتابة قبل القتل، وفيمن تقبل منه التوبة، إلا أن الإجماع وقع على عدم تركه.
ومن أشهر أعمال الصحابة رضي الله عنهم بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم حروب المرتدين، وهي الحروب التي عناها قوله تعالى - كما ذكر كثير من المفسرين - (ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون)، فلم يذكر غير هذين الخيارين.
2 - المشرك العربي:
قال أبو عبيد رحمه الله:
" تتابعت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده في العرب من أهل الشرك أن من كان منهم ليس من أهل الكتاب فإنه لا يقبل منه إلا الإسلام أو القتل".
وقال ابن جرير الطبري رحمه الله:
" أجمعوا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى أخذ الجزية من عبدة الأوثان من العرب، ولم يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ".
وقال ابن حزم رحمه الله:
" لم يختلف مسلمان في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبل من الوثنيين من العرب إلا الإسلام أو السيف إلى أن مات عليه السلام فهو إكراه في الدين".
فهذا النوعان يكره فيهما بالاتفاق، ويدل عليه أدلة كثيرة منها:
قوله تعالى (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم).
وقوله تعالى (ستدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديد تقاتلونهم أو يسلمون) كما سبق.
والحديث المتفق عليه مرفوعاً (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... الحديث).
وما في البخاري أيضاً مرفوعاً (من بدل دينه فاقتلوه)، وغيرها من النصوص.
وأما الثاني: فهو الكافر من غير أهل الكتاب والمجوس:
فقد ذهب الشافعية والحنابلة والظاهرية وبعض المالكية إلى أن كل كافر ليس كتابياً أو مجوسياً فإنه يقاتل حتى يسلم، فلا يقر على دينه ولو بالجزية مطلقاً.
ودليلهم في ذلك قوله تعالى (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)، وآيات الجهاد والقتال في سبيل الله المطلقة.
وحديث ابن عمر المشهور مرفوعاً (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)، ونحوها من النصوص.
وقالوا: إن آية الجزية إنما خصت أهل الكتاب في قوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
فيبقى غير أهل الكتاب على الأصل في عدم قبول غير الإسلام منهم.
وأما الثالث: فهو الكافر من أهل الكتاب والمجوسي:
فقد وقع الاتفاق في الجملة على أنه يقر على دينه بالجزية، وهو الالتزام بأحكام الإسلام وهو المراد بـ:
القسم الثاني: وهو الإكراه على التزام حكم الإسلام:
فيكره جميع الكفار – ممن تقبل منهم الجزية – على التزام أحكام الإسلام المعروفة عند أهل العلم بـ (أحكام أهل الذمة).
ويدل عليه قوله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).
(يُتْبَعُ)
(/)
وما ثبت في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: (اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال - أو خلال - فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم).
ويبقى هاهنا تنبيه:
وهو أن هذا الإقرار بالجزية تحت حكم الإسلام إنما هو حكم مؤقت إلى نزول المسيح عليه السلام، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا له من الدنيا وما فيها) وفي رواية (يقاتل الناس على الإسلام).
وعلى ذلك فيكون الإكراه على الدخول في الإسلام ذلك الوقت على جميع الكفار، فلا يقبل منهم إلا الإسلام، أو السيف.
الوجه الرابع: مما سبق يظهر أن هذه الآية ليست على ظاهرها بإجماع المسلمين سواء قيل بنسخها أو لا، ولم يستدل بها أحد من علماء الإسلام على ترك الإكراه على الدين بإطلاق، ولم يستدل بها أحد على ترك الإلزام بأحكام أهل الذمة لمن أقر منهم في بلاد الإسلام بالجزية، وقد ذكر في معنى الآية نحواً من ستة أقوال، و ليس فيها قول واحد أخذ بظاهرها في جميع الكفار، وقد قال ابن جرير رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الأقوال في الآية:
"وأولى هذه الأقوال بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآية في خاص من الناس، وقال: عنى بقوله تعالى ذكره (لا إكراه في الدين) أهل الكتابين والمجوس وكل من جاء إقراره على دينه المخالف دين الحق وأخذ الجزية منه، وأنكروا أن يكون شيء منها منسوخا، وإنما قلنا: هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب؛ لما قد دللنا عليه في كتابنا (كتاب اللطيف من البيان عن أصول الأحكام): من أن الناسخ غير كائن ناسخاً إلا ما نفى حكم المنسوخ فلم يجز اجتماعهما، فأما ما كان ظاهره العموم من الأمر والنهي وباطنه الخصوص فهو من الناسخ والمنسوخ بمعزل، وإذ كان ذلك كذلك، وكان غير مستحيل أن يقال لا إكراه لأحد ممن أخذت منه الجزية في الدين، ولم يكن في الآية دليل على أن تأويلها بخلاف ذلك، وكان المسلمون جميعا قد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه أكره على الإسلام قوماً فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام، وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب، وكالمرتد عن دينه دين الحق إلى الكفر، ومن أشبههم، وأنه ترك إكراه آخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه وإقراره على دينه الباطل، وذلك كأهل الكتابين ومن أشبههم، كان بينّاً بذلك أن معنى قوله (لا إكراه في الدين) إنما هو لا إكراه في الدين لأحد ممن حل قبول الجزية منه بأدائه الجزية ورضاه بحكم الإسلام".
وقال ابن حزم رحمه الله عن هذه الآية:
"لم يختلف أحد من الأمة كلها في أن هذه الآية ليست على ظاهرها؛ لأن الأمة مجمعة على إكراه المرتد عن دينه ".
الوجه الخامس: قولهم في البيان (إن الإسلام نفسه لا يصح مع الإكراه) لا يصح على إطلاقه كما سبق:
فإسلام المرتد والوثني من العرب يصح منه بالإجماع، والكافر غير الكتابي والمجوسي يصح منه عند الجمهور.
قال ابن رجب رحمه الله:
" وأما الإكراه بحق: فهو غير مانع من لزوم ما أكره عليه، فلو أكره الحربي على الإسلام فأسلم، صح إسلامه ".
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه السادس: قولهم (وقيم خاصة بشعب معين آثرها واختارها فنحن لا نكرهه على تركها، ذلك أن ديننا علمنا أن لا إكراه في الدين)، وقولهم (وتبني الدولة للدين الإسلامي ليس معناه التدخل في خصوصيات الأقليات)، لا يصح أيضاً:
وذلك أن الكفار الذين يقرون على دينهم في بلاد الإسلام يلزمون بأحكام (أهل الذمة) وهي أحكام معروفة في كتب الفقه وأجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من أهل العلم في الجملة – كما سيأتي إن شاء الله في الدليل الأخير من المبحث الثاني – ومن أحكام أهل الذمة التدخل في خصوصيات الأقليات، والإجبار على ترك بعض القيم، فمن الشروط العمرية المشهورة عليهم: (ولا نبيع الخمور، وأن نجز مقادم رءوسنا، وأن نلزم زينا حيثما كان، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا، ولا نظهر صليبا، ولا كتبا من كتب ديننا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم، ولا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيفا، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين) وغيرها مما سيأتي إن شاء الله تعالى.
الوجه السابع: قولهم (الأقليات) يدخل فيه كل مخالف للأكثرية على مصطلح الأمريكان، فيدخل في الأقلية عندهم: الروافض والإسماعيلية والنصيرية والدروز والبهائية والقاديانية وغيرهم من المشركين والزنادقة، وهؤلاء لا يقرون أبداً على دينهم ولو بالجزية بالإجماع.
الوجه الثامن: قولهم (فقد استقر في وعي المسلم وعُلِمَ من صريح آيات القرآن أن لا إكراه في الدين).
قلت: وهي آية واحدة فحسب، وليست على ظاهرها بإجماع المسلمين كما سبق، فأين الآيات الصريحة الأخرى؟!.
الوجه التاسع: وهو أن هذه الآية يكثر العصرانيون الاستدلال بها ليبينوا للكفار أنهم مع (الحرية الاعتقادية)، ويجعلونها أساساً من أسس الدين! كما قال شيخهم:
" فلم يشرع القتال ليجبر الإنسان أو يكرهه على الدخول في الدين أو تغيير دينه، والفتوحات لم تكن لإكراه الناس للدخول في الدين، لو دخل إنسان في دين الإسلام مكرهاً لاعتبر إسلامه باطلاً، لأن الإسلام يعتبر الإيمان قضية اختيارية اقتناعية، ويقول بصراحة (لا إكراه في الدين، قد تبّين الرشد من الغي) "
انتهى المقصود
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Jun 2004, 08:51 ص]ـ
هناك أمر آخر أيها الإخوة قد يقال ويحتاج إلى تأمل وهو أن مسألة قتل المرتد ليست إكراها له على الرجوع إلى الإسلام وإنما عقوبة له على خروجه منه فكما هو مقرر من ضرر ردة المرتد على الإسلام والمسلمين قوبل بهذه العقوبة وليست هي من باب الإكراه في الدين.
وبالنسبة للأديان الأخرى فقد قرأت سابقا لا يحضرني الموضع الآن أنه موجود في كتاب النصارىما مقتضاه أن عيسى عليه السلام عزم على الذهاب إلى الذين رجعوا عن دينهم فيقتلهم فليس الأمر إذا خاص بالإسلام فليس هو بدعا من الأمر. والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Jun 2004, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم
اسمحوا لي أن أضيف ملاحظة أخرى عن الآية
(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ... )
هذا صحيح بالنسبة لنا كمسلمين، أما الأمم الأخرى فهي لا ترى تلك الحقائق واضحة وضوح الشمس، فالبينة موجودة لو رآها أهل الكتاب وكل المشركين لانفكوا عما هم عليه من ضلال، فهل القسيسون والرهبان والأحبار وغيرهم أيقنوا أن الإسلام هو الحق فجحدوه ظلما ثم اختاروا طريق جهنم وهم يعلمون؟
كلا، لا شك أن الإنسان يحب الخير لنفسه لو أدرك البينة لانفك عن ضلاله إلا الظالمين الذين غرهم سلطان المال أو سلطان النفوذ,
فلا تظنن أن الآية (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ... ) مطلقة الآن لكل الناس، هي لحد الآن تخاطب المسلمين الذين أدركوا بينات الإسلام، أما الأمم الأخرى فهي لم يتبين لها الرشد من الغي وبالتالي فإن النصراني إذا أسلم وأكره زوجته أو ولده على الإسلام فالإكراه محمود هنا لأن المكره (بفتح الراء) لم يتبين له الرشد من الغي.
لكن الله عزيز حكيم والحكمة تقتضي الإقناع فإذا كان الإسلام للناس كافة فعلى الله إقناع كل الناس بإظهار البينة لهم (ثم إن علينا بيانه) وعندئذ تصبح الآية ((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ... ) مطلقة لكل الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن إذا كنا نؤمن أن الله عزيز حكيم فلنعلم أن من كمال الحكمة إقناع المرسل إليهم بالبينة التي تستيقنها أنفس الناس جميعا.
فما هي تلك البينة؟
يجب أن تكون هذه البينة آيات فيها من اليقين ما هو أعظم من آيات عيسى عليه السلام لأن الله ما نسخ آية عيسى إلا لأن آية الإسلام أعظم يقينا أو على الأقل مثلها في اليقين.
فالآية تقاس عظمتها بنسبة اليقين الذي تتضمنه، فإذا قرأت قوله تعالى (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي .... ) فاعلم أن هذا الحكم جاء بعد ظهور آية عظمى فيها اليقين التام تبين به الرشد من الغي، وهكذا ندرك أن آية الكرسي هي أعظم آية بدليل قوله تعالى بعدها (لا إكراه في الدين .... ).
وبطبيعة الحال فإن بعد اليقين يأتي الامتحان، فإذا شرح الأستاذ الدرس لتلاميذه وعلم أن الكل قد فهم الدرس فإنه يختبرهم ليعلم بالحجة الصادق منهم والكسول، كذلك تأتي الفتنة كاختبار لصدق إيمان الناس.
ولقد ضرب الله المثل لنا بعد ذلك لأهل الأرض الذين تأتيهم البينة، فهم ثلاثة أزواج:
قسم يجحدها ظلما بعد اليقين بها وهؤلاء بلا شك هم ذووا المال والنفوذ، فالهوى الذي يغري الإنسان مصدره المال والنفوذ، فهؤلاء ضرب الله لهم المثل بالنمرود الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الملك.
وقسم من الناس في ضلال عندما يتبين لهم الحق يؤمنوا به، فهؤلاء ضرب الله لهم المثل بذلك الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها .... )
وقسم من الناس مؤمن قبل أن تأتي البينة وعندما بين الله اليقين للناس زادتهم تلك البينة يقينا وأصبح إدراكهم لحكمة الله حق يقين بعد أن كان علم يقين، فهؤلاء هم المسلمون الذين ضرب الله لهم المثل
بإبراهيم عليه السلام وطلبه من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى.
لاحظ أن الأمثال الثلاثة التي ضربها الله لفئات الناس جاءت فيها ثلاث حالات لإحياء الموتى، فإحياء الموتى جاء مثلا وتشبيها لليقين الذي تتضمنه آية الإسلام العظمى، فإحياء الموتى هو المثل الأعلى عند الناس لليقين باليوم الآخر، والله تعالى يضرب المثل الأعلى لبيان حكمته.
إذن فحتى لو لم أكن قد سمعت الأحاديث التي تؤكد أنها أعظم آية في القرآن لاهتديت أنها هي تلك الآية التي جاء بعدها لا إكراه في الدين.
ـ[أبو علي]ــــــــ[08 Jun 2004, 09:06 ص]ـ
لاحظ أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها جاءت بين الأمر بالإنفاق وبين بيان الجزاء على ذلك.
أما الإنفاق فهو قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون).
وأما الجزاء على الإنفاق فهو: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
وأما اليقين الذي تتضمنه آية الكرسي فهو في قوله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء).
إذن فهو علم من الله يفتحه على الناس فيستيقنوا أن الدين الحق هو الإسلام وأن الله هو العزيز الحكيم، وإسم الله (العزيز الحكيم) هو الإسم الذي دعا به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أن يبعث في ذريتهما رسولا منهم.
أعتذر لكاتب الموضوع فقد تجاوزته إلى الحديث عن أمور أخرى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:04 ص]ـ
مقالة مهمة:
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2002/02/article2c.shtml
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:27 ص]ـ
مقال توضيحي
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2002/02/article2a.shtml
ـ[سيف الدين]ــــــــ[15 Apr 2006, 11:13 م]ـ
ان الحكم الذي اصدره الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن من بدل دينه كانت له ظروفه وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة كتب وثيقة بين اهل المدينة بمن فيهم اليهود ..
ولما نزل القرآن الكريم محذّرا الرسول صلى الله عليه وسلم من ان هناك من يدبّر اثارة فتنة من اليهود: {وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (72) سورة آل عمران , اصدر الرسول صلى الله عليه وسلم فتوى بقتل من بدّل دينه من اليهود, حيث ان ذلك يعتبر خرقا للوثيقة التي توافق عليها المسلمون واليهود ..
وما يؤكّد هذا المذهب ان الرسول صلى الله عليه وسلم وافق في وثيقة صلح الحديبية أن لا يطالب بمن يعود من المسلمين الى مكة مرتدا حتى يقيم عليه الحدّ ..
واما بالنسبة للاستتابة فانها مفتوحة الى موت المرتد على مذهب النخعي, الا ان تكون هناك فتنة فعندها للامام ان يقرّر كما قرّر الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم(/)
اقرأ 000 وتأمل؟
ـ[سليمان داود]ــــــــ[30 May 2004, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأعزاء أقدم اليوم هذه المشاركة لآية يتحدى الله فيها أيضا كل البشر، اذ قال العزيز الجليل:
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) (النساء 82)
انها آية يتحدى الله بها كل البشرية أن تجد اختلافا في القرآن أو تضارب بين آية وأخرى وهذا الأمر مفروغ منه ولا حاجة للحديث عنه؛ لأنه منذ أكثر من 1400 عام أوسنه حاول كل أئمة الكفر والألحاد أن يجدوا هفوة أو خطأ أو تضارب بين الآيات ولم ولن يفلحوا. لكن الذي استنتجته من هذه الآيه شئ آخر، فلو عكسنا المعنى؟؟
كأنني بالله يقول لنا نحن البشر الضعفاء بعلمنا مايلي: ان أي كتاب قاله بشر ستجد فيه اختلافاً كثيرا، هذا الاستنتاج الذي أقرأه في هذه الآية الكريمة ستبدل الكثير من آرائنا وتشددنا للكثير مما قاله وكتبه الأقدمون أو المعاصرون؟؟
وكأنها دعوة لنا بأن نعمل عقولنا وتدبرنا وبصرنا وبصيرتنا في كل ما نقرأ، فلا نتشدد لشخص بعينه ونعتبر ما كتبه كأنه قرآن منزل أو قول نبي معصوم، فديننا دين العقل والتدبر والتفكر والتأمل، وكل من قال أن علينا أن نكتفي بكل الآثار الموجودة ولا نناقش لهم أمرا، فكأننا نطبق على أنفسنا قوله تعالى: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) (الزخرف 22)
فلا نحجر عقولنا لقول قاله أحد السابقين أو اللاحقين؟؟ مع اجلالنا واحترامنا لعلمهم وتقدمهم علينا بعلمهم أو ماطرحوه من أفكار، لكنها دعوة بتحريك العقول والتدبر والتأمل.
أتمنى أن أكون مصيبا في طرحي، وان كنت جانبت الصواب فاعذروني وصوبوا وجهة نظري
اللهم لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[معاذ الرفاعي]ــــــــ[31 May 2004, 08:12 ص]ـ
معنى جميل جدا
وتدبر في الآية موفق
وإفادة قيمة لو يعيها الخاصة قبل العامة
جزاك الله خيرا وزادك توفيقا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 May 2004, 05:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان على هذه اللفتة الدقيقة، ولا شك أن عمل البشر مهما حاول الكمال يبقى النقص والتقصير ملازماً له، وللقاضي الفاضل كلمة مشهورة في هذا، وهو أنه مهما ردد المؤلف نظره في الكتاب فسيظهر له رأي في التغيير والتعديل والإضافة والتقديم والتأخير. وهذه الآية تدل على أن عمل المخلوق يجد فيه المتأمل اختلافاً كثيراً، ولا بد من التماس العذر ما وسعنا ذلك لأعمال البشر، وعدم طلب الكمال في أعمال الناس فهذا كما ذكرت الآية عزيز الوجود. وأرجو أن لا يهدر حق العلماء المخلصين بحجة التدبر والتأمل.
وفقكم الله لكل خير، وزادكم بصيرة بكتابه الكريم.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[01 Jun 2004, 12:45 م]ـ
لك جزيل الشكر أستاذنا الفاضل
على تعقيبك الأروع
وبالطبع يبقى علماؤنا منارة نهتدي بما وهبهم الله من نور العلم
وفضلهم باق وجزاهم الله خيرا بما قدموا لنا من حصيلة علمهم وسهرهم ومعاناتهم أيضا
فكما تعلم استاذنا أن شيخ الاسلام ابن تيميه قد كتب البداية والنهايه وهو في السجن؟؟؟
لقد زرعوا فأكلنا؟؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله
تلميذكم
سليمان داود
ـ[د. عماد]ــــــــ[01 Jun 2004, 05:51 م]ـ
(الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله)
(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)
وشكر الله للأخ سليمان هذه اللفتة الدقيقة، ولأستاذنا الشيخ عبد الرحمن حسن تعقيبه، وصوا ب رأيه.
د. عماد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
و فوق كل ذي علم عليم
ـ[سليمان داود]ــــــــ[02 Jun 2004, 01:40 م]ـ
لايسعني الا أن أشكرك أستاذي الكريم الدكتور عماد
وكلماتك تشجعني وتشحذ همتي
تلميذكم
سليمان داود(/)
تفسير سورة يوسف دروس وعبر/الشخ ناصر
ـ[المدونة]ــــــــ[30 May 2004, 09:50 م]ـ
تفسير سورة يوسف دروس وعبر
مقدمة:
1 - سيكون التفسير موضوعي وليس تحليلي
2 - أن هذه الدروس المستفادة حصيلة عشرة سنوات.
+ سبب اختيار هذه السورة:
ذكر المفسرون أنها نزلت وهي مكية جواب لكثير من الإشكاليات في ذلك الوقت ونحن الآن في محنة وبلاء وشدة تشابه ذلك الوقت.وقد نزلت في وقت حرج وهو عام الحزن.
+ قوله تعالى: (الر. تلك آيات الكتاب …… .. لقوم يعقلون)
موضوع العقل:العقل هو الذي يعقل به الإنسان الأشياء وبه يميز.ويحتاجه الإنسان في كثير من أمور الدنيا. ويمنع صاحبه مما لا يليق به لذلك سمي حبل الدابة عقال
#قاعدة (العاطفة تعاد إلى العقل والعقل يعاد إلى الشرع) مثال قصة سعد رضي الله عنه عندما قال انتظر حتى آتي بأربعة شهود قال صلى الله عليه وسلم أتعجبون من غيرة سعد … .. ) الحديث فذا ليس ثناء على سعد وإنما اثبت خطأ سعد.فهنا أرجع الشارع العاطفة إلى العقل ثم الشرع.
+قوله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص ........ ) الآيات
1 - في قوله أحسن القصص قولان أ- ليست قصة يوسف وإنما هي من أحسن قصص القرآن. ب-أنها هي قصة يوسف لأنها أكمل قصة في القرآن وأشمل. أيضا فيها عجائب من البلاء والفوائد أيضا لأنه كل من ذكر فيها من الأشخاص كانت نهايتهم سعيدة فهي محل فأل.
2 - أسلوب القصة في التربية: بين إفراط وتفريط فمنهم لا يرد في موعظته أو أسلوبه قصة قط ومنهم يروي كل قصة مهما كانت ولو كذب.
+قوله تعالى: (قال يا أبتي إني رأيت أحدى عشر كوكبا ........ ) الآيات
1 - قوة الارتباط بين الابن وأبيه حيث ربي الابن على الرجوع إلى أبيه في كل شئ.وهذا من أهم أمور التربية ولابد أن ينمى في نفوس الأطفال.
2 - حسن توجيه يعقوب عليه السلام (يا بني لا تقصص ...... ) جمع بين النهي والتعليل والتوجيه وهذا غاية التربية مع الابن فليس أمر ونهي فقط. كذلك حادثة النبي صلى الله عليه وسلم مع الحسن رضي الله عنه عندما أخذ منه تمره الصدقة قال له كخ كخ لم يكتفي بالنهي فقط بل زاد أما علمت أنا لا نأخذ الصدقة كأنه يخاطب رجل.
3 - نقل يعقوب أبنه نقله تربوية منهجية من المحنة إلى المنحة (وكذلك يجتبيك ربك) فأتى بكذلك التي تدل على أنه لا يحصل ذلك ألا بالابتلاء. هذا أسلوب لابد أن يتعامل به الإنسان مع الآخرين عندما يصادفهم ابتلاء.
4 - أن رؤيا الصغار تقع وقد يكون لها شأن عظيم للأمة.
5 - ربط الأبناء بآبائهم الصالحين (ويعلمك ربك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب .... ) الآيات
6 - أن الأجداد يقال لهم أباء ,كذلك الأعمام.
7 - إعادة الفضل لأهله (وكذلك يجتبيك ربك ... ) الآيات. وهذا ظاهر في قصة يوسف.عكس ما قال قارون (إنما أوتيته على علم عندي .. ) قبله إبليس (قال أنا خير منه .. )
8 - تربية أنفسنا وأبناءنا بالرجوع إلى من هو أعلم منا.وهذا يحتاج إلى تربية.
9 - (عليم حكيم) عند كثير من الناس انفصام بين علمنا النظري والتطبيق العملي. أيضا معالجة القدر الكوني بالقدر الشرعي فيعقوب عرف أن يوسف سيكون له ابتلاء من قبل أخوته لكن عالج ذلك بالقدر الشرعي قال (لا تقصص رؤياك على أخوتك .... ).
10 - الأخذ بالأسباب وهذا متعلق بما سبق وقد ورد الأخذ بالأسباب في قصة يوسف كثير. من ذلك (اذكرني عند ربك .. ) فهنا كان يمارس يوسف التوكل مع الأخذ بالأسباب.كذلك يعقوب عليه السلام (يا بني لا تدخلوامن ... ) وقوله (يا بني أذهبوا فتحسسوا .... ) إذا الأخذ بالأسباب عقيدة.
*فالناس في الأخذ بالأسباب:
أ-أن الأسباب لا تؤثر فمن مات في حادث سيارة فالسيارة لم تؤثر إنما الله أماته فهذا باطل
ب- أن السبب هو المؤثر بنفسه فمثلا من أكل دواء شفي به فهذا باطل.
ج-أن الله هو جعل هذا السبب مؤثر ولو شاء أثر ولو شاء لأذهب هذا الأثر مثل ما أذهب حرارة النار فهذا هو الحق.
+ قاعدة: (من أتخذ سبب لم يجعله الله سببا فهو شرك)
+ الخلاصة:ترك الأسباب قدح في العقل , والاعتماد على الأسباب قدح في التوحيد، والصحيح أخذ الأسباب والاعتماد على الله
+ موضوع الرؤى:
1 - أهمية الموضوع:
أ- تعلق النفوس به لأنه فيه شئ من الغيب.
ب- اعتماد بعض الناس عليه في أشياء تشريعية
ج- أصبحت الرؤى ميدان للبدع والمعاصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
د- ضل بالرؤى كثير من الناس كما كان في أمر المهدي
ه- كثرة الرؤى في الأحداث.
2 - الأدلة على الرؤى:
ثابتة بالكتاب والسنة:
أ- الكتاب وردت ست مرات في القرآن: ثلاثة في قصة يوسف ورابعا في عزوة بدر وخامسا رؤيا إبراهيم وسادسا دخول المسجد الحرام.
ب- الأحاديث: أكثر من أن تحصى ولم ينكر أحد من أهل السنة ولم ينكر ذلك إلا الفلاسفة.
3 - المنهج في التعامل مع الرؤى.
الرؤى ثلاثة أنواع: أ- رؤيا صالحة. ب- رؤيا من حديث النفس. ج- رؤيا من الشيطان.
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم التعامل مع كل واحدة منها، فالرؤيا الصالحة بشرى وحديث النفس يعرض عنها الإنسان وهذا هو الأكثر بين الناس أما رؤيا الشيطان وهو يحزن المؤمن ويقوم وهو مثقل فيستعيذ بالله من شرها وشر الشيطان ويبصق عن يساره ثلاثاً وينقلب على جنبه الأخر ويقوم يصلي.
4 - الجزم بالتعبير.
لا يجزم بالتعبير وإنما هي بشرى لـ: أ- لأنه قد يكون الرائي كاذب. ب- وقد لا يكون الرأي دقيق في نقل الرؤيا. ج- ولا تدري هل هي رؤيا صالحة أو حديث نفس أو من الشيطان. د- قد لايكون المعبر من أهل التعبير لأنها صارت تجارة. هـ - أن المعبر قد يصيب أو يخطئ كما أخطأ أبو بكر في تفسير رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم. و- أيضا قد يكون هناك خطأ في تنزيل الرؤيا في موضعها فتكون مثلا لأهل فلسطين فتنزل على أهل العراق. أو خطأ في تنزيل وقتها وهو الأكثر لأن الناس يحبون العجلة.
5 - حكم الكذب في الرؤيا.
قال صلى الله عليه وسلم: (من تحلم ما لم يحلم كلف أن يعقد بين شعيرتين)
6 - على من تعرض الرؤيا.
تعرض على من عرف صدقه وعلمه وتقواه.
7 - ما هو أصل علم التعبير.
هو علم إلهام لقوله تعالى: (وكذلك نعلمك من تأويل الأحاديث .. )
8 - عدم التعجل في التأويل والتعبير قال مالك رحمه الله: (أيلعب بالنبوة .. )
9 - الرؤيا أما بشارة أو نذاره وكليهما جاء في تفسير يوسف لصاحبي السجن فأحدهما كانت بشارة والأخرى كانت نذاره ليتوب.
10 - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حق،لكن لابد أن يكون بصفاته.
11 - عدم اشتغال الجالس بها.
12 - الستر على الرأي في أهله.
13 - عدم انشغال طلبة العلم بالتفسير بالرؤيا عن العلم.
14 - التلازم بين الرؤيا والرأي لذلك لابد أن يكون سماع الرؤيا من الشخص صاحب الرؤيا إن أمكن.
15 - جميع الرؤى في القرآن فيها تلازم بين الرؤيا والتعبير وفيها تقارب.
+ قوله تعالى: (قالوا أرسله معنا ..... ) يستفاد من ذلك:
1 - أسلوبهم في محاورة أبيهم يتضح أنهم يريدون شئ وقد لاحظ أبيهم ذلك.
2 - قوله تعالى: (وما آنت بمؤمن لنا .. ) كثير من المفسرين قالوا أنهم جابوا القميص دون تمزيق وهذه غير صحيحه لأنه يبعد أن يكون تخطيط وتدبير جماعي تفوت عليهم ذلك.
3 - جواز اللعب المباح الخالي من المحرمات.
4 - قوله تعالى: (بل سولت ...... ) يعلم من تعبير الرؤيا أنهم كاذبون.ثم قال فصبر جميل وهو الذي لا شكوى فيه , فما أحوج المربين لهذا الدرس فيعقوب عليه السلام مع علمه بالفعل لم يطردهم أو يضربهم فهذا حكمه من يعقوب عليه السلام فهو لم يستغرق في اللحظة الحاضرة فهو فقد يوسف ولا يريد أن يفقد آخر غيره فهو يرى الطرد عجز وليس قوه.
5 - قوله تعالى: (وجاءت سيارة .... ) من رحمة الله أن أرسل السيارة فالفرج يأتي بعد الشدة , أيضا يوسف ينام في البئر وهو مطمئن ساكن (وأوحينا إليه .... ).وغيره ينام في القصور وهو في ضنك وحزن وهم
6 - قوله تعالى: (وشروه بثمن ..... ) إن السارق يتصرف في البضاعة بسرعة ولو كان بأبخس الأثمان
7 - قوله تعالى: (وقال الذي اشتراه ... ) الآباءو المربون يحتاجون إلى فراسة العزيز حيث أمل في يوسف فقال أكرمي مثواه. كذلك امرأة فرعون في موسى عليه السلام كذلك الراهب في الغلام , فتفرس الآباء بأبنائه وتوجيهم التوجيه الصحيح يكون نفع للأمة.
8 - قوله تعالى: (والله غالب على أمره ... ) فالله هو الغالب مهما بلغ المخلوق من القوة لا يستطيع شئ أمام الله سبحانه وهو الخالق.
+ قوله تعالى: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ....... ) يستفاد من الآيات:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ما أحوجنا إلى التمكين خاصة في هذا الوقت لكن بعد استيفاء شروطه. قوله تعالى: (وكذلك .. ) نوع من التمكين هو التمكين في بيت العزيز وهذا بداية لتمكين الأعم عندما أصبح ملك. إذا عرفنا هذا التمكين عرفنا أنه لا يمكن للكفار التمكين إلا تمكين مؤقت لفساد المسلمين.
2 - قوله تعالى: (ولنعلمه من تأويل الأحاديث ... ) هذا يشمل الرؤيا وتأويل كل شئ في تصرف الأحداث والحكمة فيها ودراستها , لأن الأحداث لابد أن الإنسان يتصرف فيها بحكمه. قال تعالى (وإذا جاءهم أمر من الخوف أو من الأمن .... ) فليس كل العلماء يستطيع الاستنباط من الأحداث.
3 - قوله تعالى (ولما بلغ أشده ..... ) فليس كل من أوتي علم أوتي حكمه.
4 - قوله تعالى: (ولكن أكثر الناس لا يعلمون .... ) أن العبرة ليس في العدد وأن مقياس القلة والكثرة لا ينبني عليه حكم فقد يكون الحق مع القلة
5 - قوله تعالى: (وكذلك نجزي .... ) (لا نضيع أجر المحسنين) أ- شهد الله ليوسف بالإحسان ب- قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في أرضه) فيوسف ارتبط معه الإحسان في حياته منذ الصغر وهو عند العزيز وهو في السجن وهو ملك وعندما جاء أخوته وعندما عرفه أخوته , فإحسان يوسف هو الذي جعله له التمكين. ومن صور إحسان يوسف:
ü الامتناع عن إتيان امرأة العزيز عل نفسه وعلى المرأة وعلى العزيز
ü اختيار السجن على التخلص من كيد النساء.
ü وهو داخل السجن (إنا نراك من المحسنين). على المسلم إذا ابتلي أن يكون أعظم إحسانا في البلاء سواء كان لسجناء أو الحراس.
ü إحسانه مره أخرى إلى امرأة العزيز بعفة لسانه (ما بال النسوة التي قطعن ... ) فلم يذكر امرأة العزيز على حده.
ü إحسانه إلى الناس باختيار منصب خزائن الأرض مع علمه بصعوبة المنصب وإتيان سبع شداد.
ü إحسانه لأخوته عندما اتهموه بالسرقة.
ü إحسانه الأخير في قوله تعالى (ربي قد أتيتني م الملك .... )
· لهذا الإحسان مكن يوسف في الأرض.
+ قوله تعالى: (وراودته التي هو في بيتها ... )
يستفاد من ذلك:
1 - موضوع المرأة من اخطر الموضوعات من أعداء الإسلام - الاختلاط , قيادة المرأة ,عمل المرأة – لأن الأعداء عرفوا أن المرأة مفتاح للخير والشر إذا صلحت المرأة صلح البيت.
2 - أن الأدباء يكتبون عن المرأة منذ القدم بلهجة الغرام.أما في قصة يوسف جاءت دقيقة التوجيه ولا تخرج عن الفضيلة.لتكون نموذجا لكل من يكتب أدبا أو قصة.
3 - خطورة الخلوة والحديث إلى المرأة.
4 - ذكر بعض المفسرين إسرائيليات غير مناسبة في هذا الموضع ويرد عليها:
أ- أن الله سمى هذه أحسن القصص.
ب- أنها قالت وغلقت الأبواب فمن أين جاءت هذه الروايات.
5 - جميع الإيرادات موجودة فالأسباب متوفرة والموانع ممتنعة مع ذلك قمة العفة لأنه عنده مانع أهم منها وهو (برهان ربه) فيوسف أحسن هنا لثلاثة لنفسه , وللعزيز , وللمرأة.
6 - قال تعالى (إنه ربي أحسن مثواي) قيل فيه: أ- أن المقصود به ربه جل وعز. ب- أن المقصود به العزيز وهذا رأي شيخ الإسلام.
7 - قال تعالى (إنه لا يفلح الظالمون) سمى يوسف هذا العمل ظلم مع أن المرأة هي الداعية فهي راضية مع ذلك ذكر أنه ظلم وهذا رد على ما يفعل في الغرب يقولون إذا كانت المرأة راضية فهو مسموح.
8 - قوله تعالى: (ولقد همت به وهما بها .. ) أطال بها المفسرون قال بعضهم أنه فيه تقدير وتأخير (ولقد همت به فلما رأى برهان ربه هما بتركها). وأقوى الأقوال هو رأي شيخ الإسلام بن تيمية أن الهم بها على وجه وهو هم القلب فهي همت هما حقيقيا بالفعل وهو هم هم القلب.وقال العلماء وهو صفة مدح لأنه امتنع مع وجود أسباب المعصية فالأحاديث جاءت أن الإنسان لا يحاسب على هم القلب وإنما على الفعل فيوسف هنا لم يذنب بدليل أنه لم يرد بعد ذلك استغفار له لأنه لم يذنب نبي في القرآن إلا وجاء بعده استغفار.
+ قوله تعالى: (ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً ...... ) يستفاد من الآيات:
1 - هل كيد الشيطان أضعف من كيد النساء هذا غير صحيح لأن كيد النساء أثر من كيد الشيطان. فكيد الشيطان رده الله إلى الوسوسة بعكس كيد الإنسان لكنه من أثر كيد الشيطان
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قوله تعالى: (وقالت نسوة في المدينة ... ) كل شيء جاوز الاثنين فهو شائع ,فإذا كان عندك قضية خاصة فلا تطلع عليها أحد فإذا ضاق صدرك بها فغيرك من باب أولى ,وإذا كان عندك سر فلا تحدث به إلا لمن يحتاج إليه أو تحتاج أنت إليه.
3 - قول النسوة (إنها لفي ضلال مبين) ليس من باب الشفقة عليها وإنما من باب الشماتة ونشر الخبر فهذه النسوة شمتن بها فوقعن بمثل ما وقعت به وهذا أمر خطير
4 - قوله تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) فمكر أخوة يوسف عاد عليهم وهذا مصير كل مكر وهو عمل قلبي أن يكون الظاهر شيء يراد به الإصلاح والباطن شيء آخر.
5 - المعصية إذا فشت يكون سهل ارتكابها لذلك كان حد الزنا لا يثبت إلا بأربع شهود لأن الشيوع لا يكون إلا بعد الثلاثة , والستر ليس على الشخص فقط وإنما أيضا الستر على المعصية لأنها إذا فشت سهل ارتكابها, فانظر إلى امرأة العزيز لما راودته في المرة الأولى غلقت الأبواب أما لما فش الأمر قالت إن لم يفعل ما أمره , فالستر مطلوب والستر علاج لأن صاحبه يكون عنده هيبة أما إذا فش أمره زاد فيه ولم يبالي به.
6 - قوله تعالى: (فستعصم ... ) الذي قال ذلك هي امرأة العزيز تقصد يوسف فإذا جاءك هم فاتجه إلى الله فهو العاصم قال تعالى (ففروا إلى الله .. )
7 - امرأة العزيز قالت (ليسجنن وليكون) فأكدت السجن بالنون لأنها تملكه لكن الصغار ليس بيدها فلم تؤكده.
8 - قوله تعالى: (قال ربي السجن أحب ... ) لم يطلب يوسف هنا السجن كما ذكر بعض المفسرين وإنما هو خير بين أمرين كليهما فاسد لكن السجن أخف فساده من فعل الفاحشة لذلك قال أحب إلي.
9 - قوله تعالى (وألا تصرف عني ... وهو السميع البصير) معناه أنه سبحانه كما سمع قول يوسف وكشف عنه فهو يسمع كل من يدعوه ويلتجأ إليه.
قوله تعالى: (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننا ..... )
1 - سجنوه بعد ما رأوا أنه بريء, فائدة هنا أن الذي لا يستند إلى الحق فإن حكمه إلى الهوى فهو لا يضبطه ضابط كما في قصة إبراهيم عليه السلام (ثم رجعوا إلى أنفسهم إنكم ... ) كذلك في قصة يوسف عليه السلام بعد ما ظهرت برأته سجنوه.
2 - قوله تعالى: (حتى حين) قال العلماء الحين الوقت الغير محدد بزمن فكل سجن بغير تهمة أو حقيقة أو عدم ثبوت شيء عليه عند القاضي فسجنه يكون إلى حين يخرج متى ما أرادوا.
3 - لماذا سجنوه ذكر العلماء: أ-صدور الأمر من النساء ب- أرادوا أن ينقطع الخبر وهذا غير صحيح ج-أن السبب هو الهوى.
4 - للسجن وقفه فهو أبرز ما في قصة يوسف وهو أمر قديم كم هدد فرعون موسى بالسجن والسجن يكون بالحق ويكون بالباطل ومن فوائد السجن:
أ- ابن تيمية مات في سجنه وأحمد ابن حنبل شهرة حياته كانت في السجن فالسجن بلاء ومحنة لا يتمناه أحد ويوسف اختاره لأنه أهون من الأمر الآخر والسجن ذكر العلماء أنه إكراه قال موسى عليه السلام لما هدده فرعون بالسجن (أولو جئتك بشيء مبين).
ب- أن السجن يكون لأمر شريف أو أمر حقير فإذا كان السجن لشرف فهو رفعة وعلاوة وينقلب منحه ومكانه. وقد يكون السجن لا لشريف ولا لحقير كسجن المدين أو أي قضية خاصة.
ج- أشد ما يعانيه المسجون ليس السجن لكن أن يسجن لأمر حقير لا يقتنع هو به لأنه يجمع بين سجن الروح والبدن.
د- يمكن أن يحول المسجون السجن إلى منحة وذلك أن يكون مكان للعبادة وطلب العلم والخلوة والمحاسبة ومعرفة الناس في الشدائد, وكثير من حفظ القرآن في السجن.
+ سيرة يوسف في السجن.
1 - الدعوة إلى الله خاصة التوحيد وهذا واضح في صاحبي السجن خاصة التوحيد والتحاكم إلى الله.
2 - الإحسان إلى السجناء ويتضح ذلك في قوله ليوسف أنا نراك من المحسنين.بل الإحسان إلى السجانين وذلك عندما جاءه رسول الملك ... – فلابد للإنسان أن يعامل الناس بأخلاقه لا بأخلاقهم –
3 - صدق يوسف والتجائه إلى الله.
4 - الصبر العجيب وهو نوعان اختياري واضطراري وقد مارسهما يوسف في السجن , عندما أدخل السجن فهذا صبر اضطراري وعندما جاءه رسول الملك بالخروج هذا صبر اختياري.
5 - الأخذ بالأسباب (اذكرني عند ربك)
6 - ثبات يوسف حتى تثبت براءته.
7 - عدم الاستغراق في اللحظة الحاضرة فأول ما يستغرق السجين في اللحظة الحاضرة هو الخروج من السجن لكن لم يستغرق يوسف في هذه اللحظة.
(يُتْبَعُ)
(/)
+ قوله تعالى (لا يأتيكم طعام ..... ) بعض المفسرين قال أنه قبل ما يأتيكم الطعام أخبركم عن هذا الطعام وهذا قول ضعيف والصحيح أنه قال سأخبركم بالتأويل الرؤيا قبل أن يأتيكم الطعام لكن الآن أخبركم بموضوع آخر أهم, وهذا فطنه من يوسف لجلب انتباههم لما يقول لذلك دعاهم ونفوسهم متلهفة لسماع لما يترتب على سماع ما بعده. وهنا لفته ليس كونك داعيا كافي في سماع الناس لكن لابد من المؤثر واختيار الوقت والكلمة المناسبة في المكان المناسب.
8 - الداعية إلى الله لا يستطيع أحد رده عن الدعوة مهما كان هذا الصدود إذا أغلق عليه باب فتح له أبواب.
9 - قوله تعالى (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) (يوسف:38) التأثر العائلي في الصلاح والفساد قال في بداية السورة قال تعالى: (َكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف:6)
10 - قوله تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39
بدأ يوسف بأهم شي في الوجود وهو التوحيد.
11 - (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية40) جعل يوسف الحكم عبادة قال في الآية بعدها (في دين الملك) فسمى الحكم دين.
12 - قوله تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42)
أ- قال العلماء أن ظن في القرآن تدل على اليقين وقال بعضهم أن يوسف قال ظن لأن المعبر لا يقطع بالتعبير.
ب- قال بعض المفسرين أن يوسف عوقب لأنه ذكر الملك ونسي الله والصحيح أن الذي نسي هو السجين وهذا من الأخذ بالأسباب وقوة كمال التوحيد فالمفرط هو الذي يندم ثم يوسف الذي دعا السجين إلى التوحيد ينسى ذلك , أيضا إذا كان نسي على قولكم فهو لاشي عليه لأن الناسي لا شئ عليه.
13 - فائدة أن السجين إذا خرج من السجن لا ينسى إخوته في السجن وفعل وصاياهم.
+قوله تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ) (يوسف:43)
قد تكون في محنة وترى جميع الأبواب مغلقة لكن يجعل الله لك مخرج من حيث لا تحتسب لكن بشرط التقوى (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) مثل قصة خروج يوسف من السجن قال العلماء: من فضل الله أن الرائي هو الملك والرؤيا تخص الناس وهذا عجيب ولا تعجب من أمر الله (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (هود:73).
1 - قوله تعالى: (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ) (يوسف:44)
لماذا قالوا هذا الكلام قال المفسرون هذه مشكلة الملأ حول الملك يضلونهم وهي مشكلة كل من يقرب أهل السوء فهولاء ضلوا الملك رغم أن الرؤيا أصبحت سبب في نجاة البلد من مجاعة.
2 - من الفوائد أن تعبير يوسف لم يكن أبتداء وإنما عندما عجزوا عن التعبير.
3 - أيضا الرؤيا فتوى لقوله (أفتنا ... )
4 - تعبير يوسف فيه حكم:
أ- سبب في خروجه من السجن
ب- أنه سبب في قربه من الملك.
ج- أنه سبب في براءته.
د- أنه وسيلة من أكبر الوسائل في معرفة الناس به.
ه- سبب في توليه مصر.
و- سبب في قدوم أخوته وأبويه.
+ قوله تعالى: (فأرسلون) الدقة والنظام لم يذهب مباشرة أيضا الأدب في مخاطبة الملوك فخاطبه بصيغة الجمع.
(يُتْبَعُ)
(/)
+ قوله تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ........ ) (يوسف:46)
1 - الصديق كثير الصدق (وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا) قال العلماء هي درجة بعد النبوة لذلك وصف بها أبو بكر.
2 - من نجاح الداعية هو صدقه ولو في أدق شيء فعلى طلاب العلم الاهتمام بذلك والحذر من الكذب أو كثرة التورية.
3 - الأدب في خطاب الساقي في مخاطبته ليوسف.
4 - كرم خلق يوسف حيث لم يعاتب الساقي على نسيانه بل أجابه بسرعة ولم يطلب الخروج أو مقابلة الملك في التعبير أو اشتراط الخروج
5 - أيضا من كرم يوسف أنه قرن التعبير بفوائد لم ترد في الرؤيا لكنهم يستفيدون منها.
قوله تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ) (يوسف:50)
1 - لم يستغرق يوسف في اللحظة الحاضرة رغم طول سجنه وهنا صبر اختياري.
2 - استغلال الفرصة في قوله (عن النسوة .. )
3 - قوله صلى الله عليه وسلم: (لو لبثت في السجن مثل يوسف لأجبت الداعي) لا يفهم من أن يوسف أصبر من النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أنه صلى الله عليه وسلم في الشعب وهو أعظم سجن في التاريخ حيث سجن هو وأهله سنوات ولم يتضجر ولم يرجع ولم يلين. فيحل الحديث على أ- من كرم النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه ورفع مكانة يوسف عليه السلام. ب- إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته أن إذا أتيحت له فرصة أن لا يفوتها.
4 - هل يجوز أن يقول المسجون لا أخرج حتى تظهر براءتي الصحيح لا.و يوسف سجن بتهمه تخص عرضه أما الداعية سجن لأنه داعية فمن أي شي تريد براءة.فرق بين من يقول لا أتنازل ومن يقول أريد أن اقدم براءتي.
5 - دقة عبارات يوسف في مواضع (ارجع إلى ربك .. ) ولم يقل ارجع إلى امرأة العزيز. أيضا لم يقل التي راودتني. وهذا من كمال خلقه حتى في عباراته.أيضا هنا دقة عبارة النسوة (حاشا لله) ولم ينبذنا امرأة العزيز.
6 - قالت امرأة العزيز (قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) (يوسف: من الآية51)
هذا اعتراف بالحقيقة وقد جاء الاعتراف في عدة مواضع كما في اعتراف إخوت يوسف.والاعتراف بالحقيقة من أصعب شيء لكن الحق أحق أن يتبع.
7 - قوله تعالى: (ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) (يوسف:52) وهذه سنة إلهية إلى يوم القيامة فعمل المنافقين لا يمكن أن يتم ومهما بينوا للناس أنه صلاح. فكل من يستخدم منهج غير المنهج الصحيح عن محمد صلى الله عليه وسلم نقول لهم (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس: من الآية81)
8 - قوله تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53) قال يعقوب لابناءه (بل سولت لكم أنفسكم أمرا) والتسول ورد بالقران في مواضع قال الله عن السامري (بل سولت لي نفس ... ) كلمة سولت أي زينت ومهدت وكلمة أمارة صفة لنفس أي تأمر وتكرر التسول للمعصية.
+ ملاحظة: إذا حصل خطأ في مظهرك نبهك الناس لكن النفس لا يعلمها ألا الله ,وتسويل النفس لحظات إذا ثبت فيه المسلم زالت وألا كان لذة ساعة وحسرة دهر.
9 - قوله تعالى: (حصحص الحق) إذا كان قولك ثابت وحق لا تتأثر ولو اتهمت ستحصل براءتك بل قد تأتي براءتك على لسان من أتهمك.
10 - مشهد أخير من هذه القصة قوله تعالى: (أتوني به استخلصه ... ) هذه المرة قال أستخلصه لنفس أما المرة الأولى لم يقل ذلك وما بينهما إلا أيام لو استعجل يوسف لما نال هذه المنزلة , وهنا انتقل يوسف من الابتلاء بالضراء إلى الابتلاء بالسراء لكن ما هي المؤهلات التي أهلت يوسف لهذه المنزلة ,-التقوى , الصبر , الإحسان , الخلق , الصدق , الدعوة –
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - ما سر إعجاب الملك به (إنك اليوم لدينا مكين .... ) أ- الدقة في تعبير الرؤيا ب- حسن الخلق ج- ثباته على مبدؤه د- حرصه على سلامة عرضه هـ- رجاحة العقل وعدم تعجله. و- عندما كلمه (فلما كلمه ... ) والإنسان يحكم عليه من الكلام فالملك هنا لم يصدر بالحكم حتى كلمه.
12 - قوله تعالى: (اجعلني على خزائن الأرض ..... ) هل تجوز طلب الولاية , هل يوسف طلب الولاية رأي شيخ الإسلام يقول توصلت أن يوسف لم يطلب الولاية يوسف جاء للملك وقال له الملك (إنك اليوم لدينا .. ) قال الملك سنفعل بك وعرض عليه عروض فكان جواب يوسف لا أريد كل ذلك ولكن أريد شيء آخر يكون فيه خدمة المسلمين فقوله (اجعلني ... ) ليس طلب ابتداء ولكن معناه أنك إذا كنت لابد من تكليفي بعمل اجعلني على خزائن الأرض قال به جمهور من المفسرين.
· لكن نرجع للمسألة هل يجوز طلب الولاية الصحيح أن الحكم باقي ليس منسوخ لكن متى يكون الأمر ممنوع إذا كان لحظ النفس أو تخشى على نفسه أو يعرف من هو أكفأ منه أما نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمره عن طلب الإمارة لأن كفاءة عبد الرحمن كثير في الصحابة فالأولى أن لا تسأل أما إذا لم يكن فيه أحد وجاءت فرصة فطلبه مشروع كما في قصة يوسف.
· لماذا اختار يوسف هذه الولاية خاصة.
أ- أنها أرفع ولاية بعد الملك بل قيل هو الأمر الناهي.
ب- أنها تناسب مؤهلاته (إني حفيظ عليم).
ت- أن ولاية المال هي التي تتعلق بالناس في معاشهم وحياتهم فهو يريد أن يرتبط بالناس.
ث- لاحظ يوسف أن أكثر ما يكون اللعب في المال والمسألة محتاجة سياسة وعدل.
*هل يجوز أن يقبل مسلم ولاية عند كافر. اختلف العلماء
1 - بعضهم قالوا لا يجوز مطلقا. أما قصة يوسف فإنها شرع من قبلنا وقيل أن يوسف أعطي ولاية كاملة وهو الأمر الناهي.
2 - يجوز إذا كان يحصل مصلحة للمسلمين.
3 - أنه يجوز عامة عند الكفار بشروط: أ- أن لا تكون المشاركة إقرار للكافر ب- أن تكون المصلحة تغلب المفسدة ج- أن لا يرتكب ناقض من نواقض الإسلام في عمله.
* هل يجوز مدح النفس؟
التزكية المنهي عنها هي التي فيها مفاخرة أو قول في الباطل أو لا حاجة إليها.أما إذا كان لها مصلحة فهي جائزة قال صلى الله عليه (ومن يعدل إن لم أعدل)
*قوله تعالى: (لا نضيع أجر المحسنين) هذه سنة عند الله قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
* الابتلاء بالسراء:
الإمام أحمد ابتلي بالسراء والضراء فبعد أن ابتلي بالضراء جاءت السراء فثبت. يوسف عليه السلام بعد انتهاء ابتلاء الضراء ثبت بها ثبات الحق فجاء بعدها الابتلاء بالسراء.والابتلاء بالسراء أشد من الابتلاء بالضراء لأن السراء قليل من يثبت فيها وكثير من الناس لا يرى السراء ابتلاء. فيوسف يخرج من السجن مباشرة يكون له منصب العزيز فهذا ابتلاء عظيم أيضا الصبر في السراء يكون اختياري أما الضراء اضطراري.
1 - لماذا يوسف لم يطلب بعد أن خرج من السجن أن يرى أبوه؟
لأن يوسف ملتزم بأمر الله عز وجل فلا يفعل إلا ما أوحي إليه قوله تعالى: (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ....... ) (يوسف: من الآية76).
2 - مشروعية الضيافة حيث أضاف يوسف أخوته. لكن لماذا لم يعرفه أخوته لأمرين:
أ-مدة السنوات والصغير يتغير بسرعة. ب-الطارق الذهني لا يتصور أن الذي رموه في البئر وبيع يصير ملك
3 - كيف عرف أن لهم أخ عن طريق المحادثة والسؤال.
+ قوله تعالى: (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) (يوسف:59) هنا جمع بين صفتين عظيمتين في القيادة القلوب وقيادة الإحسان , فنحتاج إلى هذه في تربية أبناءنا في البيت
· المهابة أحسن شيء في التربية فلا خوف محض ولا محبة محضة وهذه صفة الرسول
4 - قوله تعالى: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (يوسف:78) يوسف لم يلين الكلام معهم هنا للمصلحة العامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - قوله تعالى: (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (يوسف:62)
يوسف وضع مع الكيل بضاعتهم وقولهم منع منا الكيل أي في المستقبل وفعل هذا يوسف كرما منه لأخوته وليرجعوا إليه بسرعة لأن يوسف استقرى من بضاعتهم المزجاة أنهم قليوا المال وأيضا وسيلة ليضغطوا على أبيهم لأن يوسف يدرك أن أباهم لن يرسله معهم وهذا من باب الحيلة والحيلة نوعان مشروع وممنوع فتجوز الحيلة بضوابط الشرع.
6) في تولي يوسف يشرف على العمل بنفسه فيوسف عنده اشراف مباشر فهو يباشر بنفسه ويتحدث مع الناس.
7) قوله تعالى: (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (يوسف:63)
كلموا أبيهم مباشرة قبل أن يفتحوا متاعهم فهم متهيبون لهذا الأمر ويعرفون أن المؤمن لا يخدع مرتين. لكن لما جاءوا بالأدلة والحقائق وجد يعقوب نفسه أن لابد أن يوافق مع ذلك أخذ منهم الوثائق والبراهين – وهنا فرق بين أخذ يوسف وأخيه فأخذ هم يوسف كان بكل سهولة أما لما أرادوا أخذ أخيه في هذه المرة كان لا بد من المواثيق وذلك لأنه عرف تاريخهم فالإنسان هو الذي يكتب تاريخه.
8) قوله تعالى: (إلا أن يحاط بكم .. ) أهمية الاستثناء وحاجتنا إليه.
9) قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (يوسف:67) قال العلماء إذا أرسل أحد أبناءه وكان فيه خطر الأحسن أن لا يرسلهم جميعا بل يفرقهم – وهذا باب عظيم بالأخذ بالحيطة.
10) قوله تعالى: (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) (يوسف:70) أما هناك فقال (قال لفتيانه اجعلوا ... ) لأهمية الكتمان هنا أيضا قال (أيتها العير إنكم لسارقون .. ) وقال (معاذ الله أن نأخذ .. ) ولم يقل سرق لمعرفة براءتهم.
11) قوله تعالى: (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) (يوسف:73)
الذي يعلم أنه بريء تجد دفاعه عن حقه قوي لذا قالوا لأبيهم (يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) (يوسف: من الآية81) أما مع يوسف قالوا (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) (يوسف:17) فكلامهم هذا غير موثق.
12) قوله تعالى: (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) (يوسف:77)
لم يقلها يوسف علانية وهذا هو الحكمة والعقل قال صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرع لكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب)
13) قوله تعالى: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ .... ) (يوسف:78) كلمات قوية واستعطاف مع ذلك لم يخضع يوسف للعاطفة لأجل المصلحة العامة.
14) قوله تعالى: (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) (يوسف:80) صار موقفهم هنا ضعيف بسبب جرمهم السابق رغم كثرة أدلتهم هنا مع ذلك لم يصدقهم أبوهم بسبب أن السيرة السابقة لا تنمحي بالسهولة.
(يُتْبَعُ)
(/)
15) قوله تعالى: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:83) قال يعقوب بدعائه (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) فضم يوسف وأخيه ولأخ الأكبر رغم أنه يراه مشترك معهم في الجرم مع ذلك ضمه بالدعاء وهذا من أحسن التربية
16) قوله تعالى: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ..... ) (يوسف:84) هنا فرق بين حالهم (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف:85) وحاله (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (يوسف:86)
17) قوله تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) (يوسف:88)) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ) (يوسف:89)
1 - أثر الأسلوب الجميل الذي أستخدمه أخوة يوسف (مسنا وأهلنا الضر).
2 - يوسف لم يقل (أنا يوسف) وإنما قال (هل علمتم ما فعلتم بيوسف .... ) فكل أمر عظيم سواء كان خير أو شر لابد أن يمهد له لأن النفوس ضعيفة. بل حتى في إصال الخبر لأبيه مهد له بإرسال القميص لأنه شم الرائحة قبل أن يصل إليه.
3 - (هل علمتم ... ) ماذا فعلوا بأخيه؟ في أول السورة قالوا (ليوسف وأخوه ... ) فدل على أنهم ضايقوا أخوه أيضا كذلك من الإذاء التفريق بينه وبين يوسف.
4 - (إذ انتم جاهلون) خلق عظيم ليوسف حيث إنه ذكر لهم الذنب ثم ذكر لهم العذر.وهذا من أعظم مكارم الأخلاق
5 - (قالوا تاالله لقد أثرك الله علينا ... ) الاعتراف بالخطأ أمر صعب رغم أنه شجاعة.
6 - (قال لا تثريب عليكم اليوم .... ) حتى الكلمة القاسية لم يقلها يوسف بل زاد على ذلك أن دعا لهم ((يغفر الله لكم .. )
7 - (أنه من يتقي ويصبر فأن الله لا يضيع .. ) بالتقوى والصبر تنال الإمامة بالدين قال تعالى (وجعلناهم أئمة يهدونا بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يتقون).
8 - (اذهبوا بقميصي هذا ..... ) أتخذ قرار مجيء أبوه فدل أن هذا الأمر كان يشغله لكن ينتظر أمر ربه أن يأذن له
9 - فائدة: إن أول خبر كان سيئ للأب كان عن طريق القميص ثم جاء يوسف بأول خبر حسن عن طريق القميص وهذا أمر معروف عند علماء النفس (أن الأمر السيئ يزال بمثله أو أعظم منه).
10 - رجوع يوسف بعد مدة طويلة. هنا قاعدة (الأمر الذي لم يحصل به يقين لا يقطع به) فأخوة يوسف كانوا يقولون لأبيهم (تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرض أو تكون من الهالكين) فقطعوا بالأمر وصار خلاف ما قطعوا به
11 - ذكر العلماء أن الشخص إذا أرسل رسالة يغلب عليه أنه لا يصدق استحسن أن يرسل معه قرينه. كما في قصة أبو هريرة في حديث (من قال لاإله إلا الله دخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم خذ نعلي ومن رأيته فأخبره) فهي قرينة
12 - (فأتوا بأهاليكم أجمعين) أكد بأجمعين حتى لا يتركوا أحد من أل يعقوب هذا من كمال الكرم.
13 - (فارتد بصيرا) هنا علاج العمى أو غيره بالصعق وهو نوعين الكهربائي والمعنوي.
14 - (يا أبانا أستغفر لنا .... ) أ- طلبوا منه الاستغفار فإذا دعا لهم دليل على أنه سمح لهم ب- قالوا (ذنوبنا) فاعترفوا بجميع ذنوبهم.
+ سؤال: طلب الدعاء من الغير.الشيخ ابن تيمية لا يرى ذلك وقال الشيخ ناصر يجوز كما في قصة أويس القرني وطلب عمر من العباس استسقاء في أمر عام فكذلك الأمر الخاص.
15 - (سوف استغفر لكم .... ) أ- الأصل العفو والسماح على الفور إلا إذا كان هناك مصلحة محققة كما في قصة يعقوب ب- قال بعض العلماء إن شرهة يعقوب عليهم كانت كبيرة فكأنه لم يعفوا على الفور
16 - (رفع أبويه على العرش ....... ) هل يجوز السجود للبشر.قالوا أنه كان جائز قبل شرعنا ثم حرم وقالوا هذا كان سجود تحية ثم لما جاء شرعنا أبدلها بالسلام إكراما لهذه الأمة أنهم لا يخضعوا لأحد ألا لله
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - (فلما دخلوا على يوسف .......... وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) الأمن في القرآن كثير هو دليل على أهميته في الحياة وتبليغ الدعوة.هناك ارتباطين الخوف والجوع وبين الأمن والغناء كما في سورة قريش وقوله تعالى (ربي اجعل هذا البلد آمن ورزق أهله من الثمرات ................ )
18 - (قال يا أبتي هذا تأويل رؤياي ........... ) هنا دقة عبارة يوسف عليه السلام في أمرين:
أ- قال (بيني وبين أخوتي) رغم أنه لم ينزعه هو الشيطان وإنما احترام مشاعر اخوته.
ب- (قال ربي قد أتيتني من الملك ........ ) تمني الموت هل يجوز؟ الصحيح أن يوسف تمنى حسن الخاتمة ولم يتمنى الموت.
الخاتمة
1 - (ذلك من أنباء الغيب ..... ) هذه الآية أقوى دليل على بطلان الإسرائيليات في قصة يوسف لأن الله جعلها من علم الغيب.
2 - (إذ اجمعوا أمرهم وهم يمكرون .. ) هذه الوصية عامة سواء كانوا اخوة يوسف وامرأة العزيز.
3 - هذه القصة من الإعجاز القرآني حيث هذا النبي صلى الله عليه وسلم الأمي يذكر هذه القصة كاملة.
4 - (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) بعض الأشخاص يريد إصلاح الناس كلهم أو إصلاحهم بالقوة هذا خطأ لأن الذي يهمك هو البلاغ والهداية بيد الله.
5 - (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله ............... ) هذه هي البصيرة لكن الذين يريدون الإصلاح بوسائل غير مشروعة هذا خطأ.
6 - فائدة: في أربع مواقع في القرآن يخبر الرسول أنه يموت قبل أن يرى الانتصار \ يونس الرعد .......
7 - عمل يوسف عليه السلام كان على بصيرة فكان عاقبته ونهايته حسنه وعمل اخوته كان على غير بصيرة فكانت عاقبته حسرة وندامة.
8 - (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم كذبوا جاءهم نصرنا ... ) في قصة يوسف كل حدث ليوسف يقال أنه نهاية يوسف ثم بعد ذلك يكون الفرج.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
25/ 1 / 1425هـ
فوائد ودروس من سورة يوسف
من درس الشيخ /ناصر العمر(/)
بين ابن جرير وابن كثير 7
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[30 May 2004, 11:07 م]ـ
في قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} البقرة (114).اختلف المفسرون فيمن المراد بهذه الآية على قولين:
أحدها: أنهم النصارى لما أعانوا بختنصر على اليهود في تخريب بيت المقدس، ومال إليه ابن جرير رحمه الله، وهو مروي عن ابن عباس وقتادة.
ثانيها: أنهم كفار قريش لما منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية من دخول مكة.وهو الذي رجحه ابن كثير حيث قال: [ثم اختار ابن جرير القول الأول، واحتج بأن قريشا لم تسع في خراب الكعبة. وأما الروم فسعوا في تخريب بيت المقدس.
قلت: الذي يظهر والله أعلم القول الثاني كما قاله ابن زيد، وروي عن ابن عباس، لأن النصارى إذ منعت اليهود الصلاة في بيت المقدس، كان دينهم أقوم من دين اليهود، وكانوا أقرب منهم، ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولا إذ ذاك؛لأنهم لعنوا من قبل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، وأيضا فإنه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى، شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام، وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة ن فأي خراب أعظم مما فعلوا؟ أخرجوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم، كما قال تعالى: {ومالهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وماكانوا أولياءه .. } وقال تعالى: {ماكان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ... } وقال تعالى: {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام ... } ... فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها، فأي خراب لها أعظم من ذلك؟ وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورها فقط، إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها، ورفعها عن الدنس والشرك].انظر (1/ 369).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 May 2004, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد
قارن ما ذكرته هنا بما سبق أن قام الشيخ مساعد الطيار ببحثه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1180&highlight=%E3%E4%DA+%E3%D3%C7%CC%CF+%C7%E1%E1%E5)(/)
بين ابن جرير وابن كثير 8
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[31 May 2004, 01:56 م]ـ
في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} البقرة (119)، وردت في قوله (تسأل) قراءتان: الأولى قراءة عاصم المعروفة بضم التاء بناء للفعل على المجهول.
الثانية بفتح التاء على النهي (لا تَسألْ)، والمعنى أي: لا تسأل عن حالهم. ثم ساق ابن كثير أثرا عن عبد الرزاق بسنده عن محمد بن كعب القرظي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليت شعري ما فعل أبواي، ليت شعري ما فعل أبواي؟ فنزلت الآية، فما ذكرهما حتى توفاه الله عز وجل. ورواه ابن جرير من طريق آخر عن محمد بن كعب، ولكنه رد هذا القول، كما قال ابن كثير: [وقد رد ابن جرير هذا القول المروي عن محمد بن كعب وغيره في ذلك لاستحالة الشك من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر أبويه. واختار القراءة الأولى، وهذا الذي سلكه هاهنا فيه نظر لاحتمال أن هذا كان في حال استغفاره لأبويه قبل أن يعلم أمرهما، فلما علم ذلك تبرأ منهما وأخبر عنهما أنهما في النار كما ثبت في الصحيحين ولهذا أشباه كثيرة ونظائر، ولا يلزم ما ذكر ابن جرير. والله أعلم.] انظر (1/ 379).(/)
سبق النساء بكتاب أعجوبة لا مثيل له في القراءات العشر
ـ[د. أنمار]ــــــــ[31 May 2004, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فقد سبق النساء بكتاب لا مثيل له في القراءات العشر،
فالسيدة سمر العشّا ألفت كتاب نزل مؤخرا في الأسواق، لا مثيل له في القراءات العشر، اسمه البسط في القراءات العشر. من 6 أجزاء
الأول منه مقدمة حققت فيه الأسانيد وترجمت لرجاله ولخصت تاريخ القراءات ثم اعتمدت لبيان أصول القراء العشرة على كتاب الإضاءة (وهو الذي صببت عليه اهتمامي في نقله للشبكة على عدة حلقات غطيت فيه 3 أرباع الكتاب حتى الآن، يسر الله إتمامه.)
والكتاب يمكن المبتدئ في طلب العلم، من دراسة وتحضير القراءات العشر بمنتهى السهولة واليسر.
جميع القرآن من أوله لآخره كلمة كلمة مع ذكر جميع القراءات تحت كل سطر بطريقة شيقة جدا لا تعقيد فيها ولا لبس.
ولن أطيل عليكم، لكن أقتطف لكم بعض ما قاله فحول القراءات في هذا العصر عن هذا الكتاب.
فمما قاله قال الشيخ محي الدين الكردي:
وقد اطلعت على هذا الكتاب من أول بدايته ثم عرض علي بعد نهاية تأليفه فرأيت أنها قد بذلت فيه الجهد الكبير حتى خرج هذا الكتاب بهذا الأسلوب الجديد النافع المفيد، وخاصة لمن يريد أن يتلقى القراءات العشر فإنه يسهل عليه استجماع وجوه الروايات فيسهل عليه قراءتها على الشيخ المقرئ فلا يشذ عنه من ذلك شيء أيضا.
فهذا الكتاب الجليل بهذا التبسط يفيد القارئ والمقرئ معا من حيث الاستحضار واختصار والوقت واستحضار أدلة الخلافات اللفظية من متني الشاطبية والدرة.
ومما قاله الشيخ كريم راجح:
وقد قامت المؤلفة الأخت الفاضلة سمر بنت ضياء العشّا بذلك الجهد على ما فيه من مشقة .. فكان أسلوبها فيه جديدا سهلا شيقا لا يمل المتخصص، ولا ينبو عن المبتدئ.
وقد قدمت بجهدها هذا دليلا من دلائل النهضة الفكرية الواسعة للمرأة المسلمة اليوم ولا سيما في ديار الشام المباركة ..
هذه النهضة التي تعيد إلى الوعي ما كان عليه نساء الصحابة والتابعين ..
ومما قاله شيخنا الدكتور الشيخ أيمن سويد:
والحق أقول لقد أتت الأستاذة الفاضلة في هذا الكتاب بما لم تُسبق إليه فيما نعلم مع تطاول العصور والأزمنة، إذ قدمت للمختصين من أهل القرآن كتابا ذا فائدتين:
الأولى: لمن يريد أن يقرأ بالإفراد لقارئ من القراء العشرة، أو لراو من الرواة العشرين فكأن الكتاب حوى عشرين مصحفا في مصحف واحد
الثانية: لمن يريد أن يجمع القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة في ختمة واحدة وذلك بطريق الجمع بالآية ..
وقد أحبت المؤلفة الفاضلة أن تكفي المطلع على كتابها مؤونة البحث والتنقيب عن شواهد القراءات وتوجيهها … معتمدة في ذلك على عدد من الكتب المعتمدة في هذا الشأن.
ومما قاله الشيخ عبد الرزاق الحلبي:
وقد اطلعت على عمل الأخت المؤمنة سمر العشا المسمى البسط في القراءات العشر فوجدته كتابا فريدا في فنه من حيث الترتيب والتنظيم والتلوين وهو نافع لطلاب هذا العلم العظيم من المبتدئين والمتخصصين. ..
ومما قاله الشيخ الدكتور نور الدين العتر:
وهذا الكتاب البسط في القراءات العشر جاء نِعم التأليف في هذا العصر يكسو علم القراءات ثوبا جديدا طيب النشر يخاطب الراغبين بهذا العلم بأسلوب مبسط وطريقة عرض ميسرة وقد حرصت الأخت الفاضلة سمر العشّا على صحة ما تُقدِم فلم تأل جهدا في التوثيق بالعزو إلى المراجع لأئمة القراءة ممن تقدم، ثم مراجعة من عرف بهذا العصر في هذا العلم بالتقدم ..
وأرى لزاما في هذه المناسبة التنويه بأن هذا العمل الضخم جزء من إسهام المرأة المسلمة في تنمية الحضارة ..
اهـ
والكتاب نزل في الأسواق في الشام، والرياض ولم يعم أنحاء العالم الإسلامي بعد.
وقد كتب في داخلة غلافه:
للاستفسار أو لطلب الكتاب:
جوال (سوريا) 094402838
094580157
email: alkeraat10@hotmail.com
مكتبة دار البشائر دمشق
هاتف 2316668 تحويلة 9
مكتبة السلام دمشق
هاتف 2112277
وهو يستحق أن توصي صديقا في الشام لشرائه وبعثه إليك. إذ لم أر له مثيلا، وأصدقكم القول أنه شيء كنت أتمنى أن أجد ولو نصفه أو ثلثه في بداية دراستي للقراءات العشر.
ونصيحة أخرى: لا تستكثر ثمنه، فهو يساوي أكثر بكثير.
ملاحظة:
الفقير لا يعرف المؤلفة، ولا نسبة له من أرباح الكتاب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Jun 2004, 02:03 ص]ـ
أخي الكريم د. أنمار حفطه الله
غير مشكوك فيك البتة فلا تعتذر بكونك لا أرباح تجنيها من الكتاب.
وانت تعرف أن " الدال على الخير كفاعله "، وذلك ما تجنيه.
ولي استفسار مستفسر، فأنا قد أُهدي إليَّ الكتاب من بعض الأحباب، وأعجبني أيما إعجاب، كيف وقد وثَّقه علماء متخصصون في هذا الشأن، لكن رأيت أحد الإخوة القراء يزعم أن الكتاب لا يفيد على طريقة جمع القراءات بالطريقة المصرية التي تقطع الآية جزءًا جزءًا، وتذكر من يندرج في هذا المقطع من القراء، حتى ينتهي ما للقراء في هذا المقطع، ثم يستأنفون المقطع الذي يليه من الآية.
فهل هذا هو الهدف الوحيد للكتاب (أي: جمع القراءات) للقراءة بها؟
أليس للكتاب فوائد أخرى؟ ـ وذلك ما أراه ـ
أرجو يا أخي الكريم أن تتحفنا برأيك في قضية طريقة جمع القراءات، ومدى الاستفادة من هذا الكتاب فيها، ولك جزيل الشكر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Jun 2004, 08:00 ص]ـ
الحكم على الكتاب بهذا الشكل فيه هضم لقيمة الكتاب.
ومسألة الجمع بالآية، ليست إلا نقطة واحدة في الكتاب رمزت لها المؤلفة بالأرقام داخل الدوائرالخضراء الصغيرة في خضم العمل الضخم الذي هو معظم الكتاب.
ولو أراد أحد أن يقرأ بأي طريقة أخرى فما عليه إلا أن يتجاهل وجود تلك الدوائر الصغيرة،
ثم سيرى أمامه جميع القراءات العشر بمعظم أصولها وفرشها ثم يسير على الطريقة التي يتلقاها من شيخه
وفي الأسطر تحت الآية سيجد كلمات كل قارئ يخالف حفصا.
ثم في الشرح سيجد الشواهد من الشاطبية والدرة.
هذا جانب:
والجانب الآخر، من أراد أن يقرأ بإفراد أي رواية ما عليه إلا أن يتتبع سطر القارئ أو الراوي ويركز عليه ويمشي مع القراءة، وأيضا سيجد الشواهد جاهزة أمامه، ويدرك مدى هذا التسهيل حفاظ الشاطبية والدرة.
أما من لا يحفظ الشاطبية فبإمكانه أن يقرأ ختمة كاملة لأي راوي بنفس الطريقة، ولا يفوته من الأصول إلا مقدار المدود، وهو مجدول في المقدمة، أما باقي الأصول فكل ما يخالف حفصا مثبت في الكتاب، ثم بالنسبة للفرش فجميعه مدون في غاية اليسر.
وعموما، فعدم قناعة أحد القراء به - في نظري - ناتج بسبب أن بعضهم قد تعود على الطريقة القديمة في استحضار المتون والقراءة، وما رآه يخالف ما اعتاده.
أما من سيسر بهذا العمل فهم:
1 - طلبة العلم الذين يحضرون المقاطع للتسميع على الشيخ
2 - الشيخ الذي في استحضاره بعض الضعف
3 - القارئ العادي الذي يتقن حفص وتلقى بعض الأصول ويرغب في الاطلاع الكامل على رواية أخرى غير حفص بدون تعقيد
4 - القارئ الذي تلقى القراءات العشر، وهو بعيد عهد عنها ونفسه تتوق للمراجعة دون عناء، ويرغب في ختمة لهذا وذاك من القراء بين الحين والآخر. وما أكثر هذا الصنف من الناس.
وأرجو أن ينظر المنصفون لهذا العمل بعيدا عن الغيرة، فكم من راغب في خدمة القرآن كان يتمنى أن يفعل شيئا ييسر به على الطلبة تلقي القراءات العشر، بأسلوب يناسب ما حبانا الله به من وسائل إيضاحية جديدة وإمكانيات في الطباعة ما كانت ممكنة للسابقين.
والله تعالى أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Jun 2004, 03:36 م]ـ
والكتاب وإن كان لا جديد في محتواه- كما هو متوقع- لكن مكمن التجديد في صياغته وسهولته. ولم أقف أنا شخصيا على كتاب يماثله، مع شدة الحاجة لكتاب يتتبع الشواهد، ويستمر في درجة عالية من التفصيل على طول القرآن، وكل من ألف -فيما وقفت عليه-، يكتفون بذلك في بداية القرآن، فماذا عمن يريد التعلم من نصف القرآن، أو من جزء عم؟
=========
وقد يرى البعض أني مبالغ بعض الشيء فيما قلت، ولعله كذلك، فأرجو أن لا يأخذ أحد كلامي بحذافيره قبل أن يحكم هو بنفسه، فكل له رأيه. والآراء لا شك تتباين في الحكم على الشيء.
وفي انتظار آراء بقية الإخوة ممن سنحت له الفرصة الاطلاع على الكتاب
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Jun 2004, 04:28 م]ـ
أحسنت يا أخي، وبارك الله فيك.
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[01 Jun 2004, 05:17 م]ـ
- هل وضح فيه كيفية وقف حمزة وهشام على الهمز أم لا؟
- كم سعر هذا الكتاب في السعودية؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jun 2004, 02:02 ص]ـ
الكتاب موجود في مكتبة إمام الدعوة للكتاب المستعمل بالرياض / مخرج عشرة، طريق الأمير عبد الله.
تلفون المكتبة: 4707612
وسعره ينيف على الخمسمائة ريال فيما أذكر.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[01 Jul 2006, 04:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[02 Jul 2006, 02:40 م]ـ
اقتنيت هذا الكتاب منذ عامين وتابعت القراءة فيه إلى نصفه خلال هذين العامين متعقبا أقوال العلماء في توجيه القراءات مما أوردته الأستاذة (سمر العشا) نقلا عن مراجعها، فوجدت النقل دقيقا وأمينا، وأفدت من هذا العمل في مراجعاتي كثيرا، ودعوت الله أن يوفقها، وأن ينفع بكتابها (البسط) كل قارئ للقرآن الكريم متدبرلمعانيه، والكتاب كان ميسورا في مكتبة الرشد بالرياض، وكان معروضا في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة في يناير الماضي بقيمة 1000 جنيه مصري.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Jul 2006, 05:22 م]ـ
أود منك فضيلة الدكتور أنمار التكرم بذكر الفرق بين كتاب الأخت: سمر، وكتب الشيخ: محمد سالم محيسن في جمع القراءات العشر، والتي ذكر فيها القراءات وتوجيهها وذكر الشواهد عليها من الشاطبية والدرة.
أما ما دعا بعض المؤلفين إلى التوقف عند جزء معين من القرآن عند تأليفه لمثل هذه الكتب، فهو ظنه أن الطالب يكون قد تعلم طريقة الجمع إذا وصل لهذا الجزء من القرآن (كما فعل الشيخ العلمي في كتابه) ويرشدون من أراد المواصلة أن يرجع لكتاب الشيخ عبد الفتاح القاضي (البدور الزاهرة) حيث ذكر فيها كل ما يحتاجه الطالب الجامع أو المُفرد في القراءة لكامل القرآن أصولا وفرشا، مع الضبط والتحقيق والتحرير، وهو مرجع معروف متداول بين طلاب الفن.
مع أن كثيرا من القراء يوصي طلابه ويستحب لهم ان يكوِّنوا الملَكَة في القراءة عن طريق جهدهم هم، دون الاعتماد على الكتب الجاهزة التي توفر الجهد والوقت، وذلك بحفظ المتن وفهمه، حتى يستطيع الطالب بنفسه مع كثرة المراس والمراجعة أن يعرف القراءة باستحضار شاهدها من حفظه في أي زمان ومكان ولا يكون مجرد (كتبي) أو (مصحفي) يضيع منه العلم بضياع الكتاب أو النسخة.
أرجو منكم ومن المشايخ والإخوة الفضلاء التكرم بإبداء آرائهم .. وجزاكم ربي خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Jul 2006, 09:14 م]ـ
أخي عمار حدد أي كتاب للشيخ محيسن ويأتيك الجواب إن شاء الله
ـ[منصور مهران]ــــــــ[02 Jul 2006, 10:58 م]ـ
إخواني الأعزاء لا مجال للموازنة بين كتاب (البسط) وكتب الدكتور محمد سالم محيسن: الهادي وهو شرحٌ على طيبة النشر - القراءات وأثرها في علوم العربية -المستنير في تخريج القراءات المتواترة من حيث اللغة الإعراب التفسير، وكذلك سائر مؤلفاته؛ لأن العمل في البسط مختلف جدا عن أعمال سالم محيسن المذكورة رغم أن المجال واحد ومحصور في فنون القراءات. وإذا لم يكن من الموازنة بدٌّ فلتكن بين كتاب (البسط) وكتاب (معجم القراءات) صنعة الدكتور عبد اللطيف الخطيب، وقد صدر المعجم سنة 2000 م أي قبل صدور (البسط) بنحو أربعة أعوام، وكان صدوره عن دار سعد الدين بدمشق، وأجزاؤه أحد عشر جزءا، ويذكر الخطيب أنه مكث في صنعة المعجم خمسا وعشرين سنة في عمل دائب، ومراجعه تدل على تبصر بمادته ممَّ ينالها؟ وكيف يحسن الاستفادة منها؟ لذلك أجدني جادّا في قراءة هذين العملين ومن العجيب أن صاحبي الكتابين من الجمهورية العربية السورية؛ فهما فخر لبلدهما وفخر لأمة القرآن قاطبة، وأحب أن أفتتح الموازنة بين الكتابين بأني لم أستطع المفاضلة بينهما لأني أفدت من كل منهما بصيرة جذبتني إلى فوائد القراءات الجمة وكلها تتعلق باللغة والنحو - وهذا مجال تخصصي الأول - ورحم الله أخي وصديقي الدكتور محمود محمد الطناحي فقد كان يحثني دائما على قراءة كتب القراءات ويقول إنها نبع عظيم لدارس العربية، وأنا اليوم أقول: رحمه الله، لكم صدق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 Jul 2006, 05:32 ص]ـ
أخي منصور استغربت منك دعوتك للمقارنة بين البسط والمعجم وأنت على بينة بما يحتوي كل منهما.
فالبسط كما تعلم محصور في القراءات العشر الصغرى فقط، ويثير اهتمام من يريد إتقانها وما يدور في فلكها.
أما المعجم فهو كاسمه معجم للقراءات حوى العشر الصغرى وما فوقها وما بعدها مما صح ولم يصح، ومادة كتابه مستقاة من كتب القراءات على نطاق ضيق فيه قصور شديد، وكتب التفسير على نطاق أوسع، وحوى -بحكم أساس فكرته- على الغث والسمين دون تفريق بين ما صح وما شذ، ولا يمكن الإفادة منه إلا كمرجع لمتخصص أو باحث.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Jul 2006, 12:05 م]ـ
أخي الدكتور أنمار، بعد التحية،
أشكر لك حسن توجيهك ودقة نظرتك التي أفدت منها فائدة كبيرة للتمييز بين عملين يجب الوقوف على خصائص كل منهما؛ ولا تتعجب من دعوتي للموازنة إذا لم يكن منها بد، فقد سمعت عجبا من القول خلال جلسات علمية أشهدها في مساء الأربعاوات، وكل شاهديها ممن يتابعون هذا الملتقى فأحببت أن أنقل موضوع آخر جلسة إلى طاولة البحث ليطلع كل منا على أفكار العلماء لعلنا نصحح أي فكرة كان يشوبها الخلل، فشكرا لك أن فتحت الباب بهذا التوجيه وآمل من ذوي الخبرة أن يُدلوا بدلائهم لنستقي منهم خيرا، وبالله التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jul 2006, 02:00 م]ـ
شكر الله لجميع من شارك في هذا الموضوع وأخص أخوي الدكتور أنمار والأستاذ الجليل منصور مهران وفقهما الله.
وكتاب (البسط) للأستاذة سمر العشا كتاب قيم، كانت فكرته تراودني منذ درست القراءات عام 1411هـ، فلما صدر قبل عامين تقريباً ابتعته من مكتبة إمام الدعوة بالرياض - وهي الوكيل الحصري لنشره في السعودية حسب ما أعلم من مدير الدار - فانتفعت به، وفرحت به كثيراً فجزى الله مؤلفته خيراً على هذا الجهد العلمي المتميز.
وقد صدر قبل سنوات كتاب (القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة).
http://www.tafsir.net/images/graatashr.jpg
بإشراف ومراجعة وتدقيق شيخ القراء في الديار الشامية الشيخ محمد كريم راجح وفقه الله، ومشاركة الشيخ المقرئ محمد فهد خاروف، بطلبٍ من الشريف السيد علوي بن محمد بن أحمد بلفقيه،وفكرته فكرة كتاب (البسط) فقد وضعت رواية حفص في المتن، وبقية فروقات بقية الروايات على الهوامش. وقد صدر هذا الكتاب عام 1412هـ.
وهذا الكتاب هو الذي يسوغ موازنته بكتاب (البسط) إن كان لا بد من الموازنة، فيبقى للقائمين على هذا الكتاب فضل السبق في تنفيذ هذه الفكرة وخروجها إلى عالم المطبوعات، وقد كنت استفدت كثيراً من هذا الكتاب حين خروجه، وعلقت عليه كثيراً في مواضع كثيرة، معتمداً على كتاب (الأوجه المقدمة في الأداء عند القراء) للدكتور علي النحاس حفظه الله.
ثم صدر بعد ذلك كتاب (الميسر في القراءات الأربعة عشرة [هكذا])، تأليف محمد فهد خاروف الجامع للقراءات العشرة [هكذا] من الشاطبية والدرة والطيبة، ومراجعة الشيخ محمد كريم راجح.
http://www.tafsir.net/images/almueaser.jpg
وقد نشرته دار ابن كثير ودار الكلم الطيب. وصدرته طبعته الأولى عام 1416هـ. وفكرته فكرة الكتاب السابق غير أنه أضاف إليه القراءات التي فوق العشر، وأضاف بعض الملاحق والمقدمات النافعة.
وأما (معجم القراءات) للدكتور عبداللطيف الخطيب وفقه الله، فكما تفضل أخي الدكتور أنمار، وقد انتفعت بهذا المعجم كثيراً في بحوثي، وقد استقصى المؤلف مصادر كل قراءة بقدر طاقته ومراجعه التي بين يديه، ولضخامة الأمر فقد فاته أشياء كثيرة من المصادر من كتب القراءات، وعدم ترتيبه للمصادر بحسب وفيات المؤلفين أو حسب الفنون. مع العلم أن الدكتور عبداللطيف الخطيب متخصص في النحو، ولذلك فقد غلبت الناحية النحوية على المعجم، وله عناية بالجانب النحوي في القراءات ولا سيما توجيه القراءات، وجهوده في حقل التأليف مشكور مذكور وفقه الله وبارك فيه، ولعلكم اطلعتم على إخراجه لمغني اللبيب لابن هشام، ولذلك فإنه لا مجال للموازنة بينه وبين كتاب (البسط) لما تقدم في كلام الإخوة الفضلاء بارك الله في علمهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[روضة ميدو]ــــــــ[07 Jul 2006, 04:32 م]ـ
والله نحن في أشد الحاجة للكتابين
كتب البسط للدكتورة سمر وكتاب الميسرلمؤلفه الشيخ محمد فهد
نرجو منكم الإفادة في أسرع وقت
وجزاكم الله خيرا
ـ[أم قتادة]ــــــــ[23 Oct 2008, 10:31 م]ـ
حضرة الأساتذة الأفاضل ...
مما فهمته من المشاركات الأخيرة في هذا الموضوع، أن كتاب " خاروف " في القراءات العشر الصغرى شبيه بكتاب " البسط"، ولكن:
1 - هل يا ترى من كان يقتني كتاب " خاروف " يكفيه؟
2 - وما الميزة الفارقة بينه وبين " البسط" عدا ميزة السبق والجمع على الآية؟ (فكتاب " خاروف" مجلد واحد أما البسط فـ 6 مجلدات)؟؟!!
جزيتم خيرا وأرجو الإفادة
ـ[خلوصي]ــــــــ[31 Oct 2008, 04:00 م]ـ
أنا لا شأن لي بينكم في علومكم القيّمة أيها الأفاضل الكرام حتى أدخل بينكم ... !
و لكن العنوان لفت انتباهي .... ثم لمّا قرأت اسم الأستاذة فوجدته يذكّرني بالقبيسيات المجاهدات اللاتي يربين بهدوء و إخلاص نادرين .... طفرت من عيني الغافلتين دمعات التقصير و الاحساس بالذنب!!
ثمّ تذكرت الهجوم الفج المسوق بسوء الفهم و سابق النظرة و الحكم عليهن و على كثير من الجماعات المجاهدة كالتبليغ في هذه الأمة المنكوبة فانقلبت دموعي دموع الأسى المرير!!
و لكن أبشروا فإن الزبد يذهب جفاء و يمكث ما ينفع الناس.
و أحب إعلامكم كذلك بأن أختها الأستاذة سميرة الزايد كانت قد ألفت كتابا مماثلا في الموسوعية و المرجعية المغنية عن أي كتاب آخر ... و كان ذلك في السيرة و عنوانه:
الجامع في السيرة النبوية ... صلى الله على صاحبها و سلم ..
و له مختصر الجامع .... و لمن أراد ترقيق قلبه فليقرأ مقدمته!!
و بارك الله فيكم يا أساتذتي الفضلاء الكرماء.
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[24 Oct 2009, 08:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم جزيتم خيراً على ما تقومون به من مشاركات فيها ومن خلالها تعرفونا بكل ماهو جديد من الإصدارات الخاصة بعلم القراءات وغيره من العلوم
لذا أحببت أن أشارككم في هذا الأمر فمن الكتب التي لا تقل أهمية عن كتاب البسط الذي ربما يجد طالب علم القراءات مشقة في شرائه بسبب ارتفاع ثمنه
الكتب الآتيه:
تقريب الشاطبية
تقريب الدرة
تقريب الطيبة
وهذه الكتب مجموعها لمؤلف واحد وهو الدكتور / إيهاب فكري الذي يقوم بالتدريس في المسجد النبوي جزى الله الشيخ ونفع بعلمه
وقد اقتنيت هذه الكتب ورأيت أن أسلوب الشيخ فيها من السهل الممتنع
فوصيتي لكل راغب في علم القراءات ألا تخلو مكتبته من هذه المراجع وليس هذا ترويجاً لهذه الكتب بل هذا من قبيل النصيحة خاصة أني قد إطلعت عليها ورأيت فيها عميم النفع هذا أيضاً بعد الإفادة من كتب د/ محيسن الذي الف في هذا الفن العديد من المؤلفات التي أسأل الله أن يجعلها في موازيين حسناته فقد تعلمت منها الكثير والكثير وخاصة (كتاب البدور الزاهرة) تقبل الله من الجميع وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يرزقنا علماً ينفعنا وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا وأن يجعله شفيعاً لنا يوم أن نلقاه
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Oct 2009, 09:13 م]ـ
هذا أيضاً بعد الإفادة من كتب د/ محيسن الذي الف في هذا الفن العديد من المؤلفات التي أسأل الله أن يجعلها في موازيين حسناته فقد تعلمت منها الكثير والكثير وخاصة (كتاب البدور الزاهرة)
بارك الله فيك.
تصويب:
البدور الزاهرة ليس للدكتور محيسن و إنما هو للشيخ عبدالفتاح القاضى رحمهما الله تعالى.(/)
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[31 May 2004, 06:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , أما بعد:
فلقد عكف الكثير من الباحثين على الكتابة عن الإمام محمد بن جرير الطبري , وهذه الدراسة إما أن تكون رسالة علمية, أو تكون من جهد باحث معين يعمل على ترجمة مختصرة أو مطولة للإمام , أو كتاب يتكلم في إحدى العلوم التي تزعمها ابن جرير , ومع هذا لم يعطى الإمام حقه فكما تقدم ففي كتابه جامع البيان تستطيع أن تنهل من جميع العلوم الشرعية من تفسير , وحديث , وفقه إلى غيرها من العلوم كما تقدم معنا.
وقد وقفت على بعض هذه وبعضها وجدت عنوانها على الشبكة العنكبوتية من مواقع عدة , وأخرى من بعض مواقع الجامعات على الشبكة , وأخرى مما أفادني به بعض الأخوة – حفظهم الله - , وقد قسمت الكتب إلى قسمين , القسم الأول يتعلق بالرسائل الجامعية , والقسم الثاني بالكتب التي لم تكن رسائل جامعية بل من جهد باحث , ورتبت الكتب على حسب الحروف الهجائية , وفيما يلي عناوين هذه الكتب:
(أ) الرسائل العلمية:
1 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ.
2 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير.
3 - استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ.
4 - منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ.
5 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية (202) من سورة البقرة. جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ.
6 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ
7 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ
8 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ
9 - القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ.
10 - مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408.
11 - مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قسم التاريخ 1410هـ.
12 - استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
13 - الطبري قارئاً وأصوله في اختيار القراءات. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية 1982. الباحث: محمد قباوة.
14 - فقه الإمام ابن جرير الطبري في العبادات. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الدراسات العليا فرع الفقه وأصوله 1405/ 1985. الدكتور: عبدالعزيز بن سعد الحلاف.
15 - الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري (الجزء الثاني والثالث والرابع والخامس عشر من القرآن الكريم). جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1980. الباحث: إبراهيم خليل بركة.
16 - الدخيل في تفسير ابن جرير الطبري (الجزء السادس والعشرين حتى الثلاثين). رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1990. الدكتور: أبوبكر علي الصديق.
17 - الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري (الجزء الخامس والسادس من القرآن الكريم). جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1405/ 1985. الباحث: تال هادي منتقى طه السنغالي.
18 - روايات الفتنة الكبرى ورواتها في تاريخ الطبري. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية – معهد الحضارة الإسلامية 1995/ 1996. الدكتور: إبراهيم بن مهيه.
19 - مقارنة بين منهج يحيي بن سلام وابن جرير الطبري في التفسير. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الخروبة – المعهد العالي لأصول الدين 1418/ 1997. للباحثة: سميرة بن عنتر.
20 - دراسات في أنواع التفسير القرآني من البعثة النبوية إلى ابن جرير الطبري (التفسيرات النصية) رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة القرويين – دار الحديث الحسنية 1987/ 1988. الباحث: محمد عبادي.
21 - تفسير الصحابة في جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري. رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – شعبة الدراسات الإسلامية 1409/ 1989. الباحثة: عائشة الهيلالي.
22 - تحقيق جانب مشكلة الربط بين الآيات والسور في تفسير الطبري. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة البنجاب – الكلية الشرقية 1996. الدكتور: سرحان جوهر سرحان.
23 - المباحث البلاغية في تفسير الطبري (علم المعاني). رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجلمعة الأزهر – كلية اللغة العربية – قسم البلاغة والنقد 1985. الدكتور: محمود الزين بن أحمد.
24 - آراء كبار التابعين في معاني القرآن الكريم من أول سورة النساء إلى آخر سورة يوسف في تفسير الطبري مع المقارنة والترجيح. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية – الدراسات العليا – قسم التفسير وعلوم القرآن 1998. الدكتورة: حسنية زين محمود رمضان.
25 - الطبري قارئاً من خلال سورتي الفاتحة والبقرة. بحث مقدم لنيل شهادة الإجازة. الباحث: سليطان محمد التهامي الراجي الهاشمي 1986.
26 - جهود الطبري في دراسة الشواهد الشعرية في جامع البيان عن تأويل القرآن (دراسة لغوية أدبية في تفسير القرآن الكريم). رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – فاس 1994. الباحث: محمد المالكي.
27 - تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من رايات الطبري والمحدثين. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة محمد الأول – كلية الآداب والعلوم الإنسانية 1989. الدكتور: محمد أمخزون. نشر دار طبية و مكتبة الكوثر بالرياض.
28 - محمد بن جرير الطبري ومنهجه في التفسير. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين – قسم التفسير وعلومه 1976. الدكتور: محمود محمد شبكة.
29 - التفسير بالمأثور ومنهج الطبري فيه. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين 1971. الباحث: عبدالرحيم أحمد سراج.
(يُتْبَعُ)
(/)
30 - آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الطبري. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بالجامعة الأردنية – كلية الدراسات العليا. الباحث: محمد خير محمد سالم. طبع دار البيارق بعمان 1999.
31 - الختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئه الإمام الطبري من تهمه إنكار القراءات. جامعه أم القرى، معهد البحوث العلمية و إحياء التراث. الباحث: عبدالفتاح إسماعيل شلبي.
(ب) من جهود المؤلفين و الباحثين:
32 - النحرير في أخبار محمد جرير , تأليف جمال الدين القفطي , وهو من المصنفات القديمة عن سيرة الإمام ابن جرير – رحمه الله -.
33 - دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تأويل آي القران , محمد المالك 1417/ 1996. نشر وزارة الأوقاف والشؤون السلمية بالرباط.
34 - الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري 224ـ310هـ , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل.
35 - إمام المفسرين والمحدثين والمؤرخين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: سيرته ـ عقيدته ـ ومؤلفاته , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل 1417هـ.
36 - رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق ـ بيروت: دار ابن حزم، 1420هـ.
37 - رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري الذين ترجم لهم أحمد ومحمود شاكر. الشيخ علوي عبدالقادر السقاف. دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة - السعودية 1991.
38 - فهارس رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري. الشيخ علوي عبدالقادر السقاف. دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة – السعودية 1991.
39 - الإمام الطبري في ذكري مرور أحد عشر قرنا على وفاته (310هـ ـ1410هـ) , المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو 1992م.
40 - الإمام الطبري. للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح آل شاكر. نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1975.
41 - الطبري وحديث الأحرف السبعة. للباحثة سعاد سيد أحمد علي. نشر جامعة الملك سعود – مركز الدراسات الجامعية للبنات بالرياض 1994.
42 - الإمام الطبري , شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري. للدكتور محمد الزحيلي. دار دمشق 1420هـ , ضمن سلسلة أعلام المسلمين 33.
43 - الطبري بقلم الدكتور أحمد محمد الحوفي. رقم الكتاب (13) من موسوعة أعلام العرب. نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر بالقاهرة 1963.
44 - ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير. للدكتور محمد بكر إسماعيل. نشر دار المنار 1991.
45 - الطبري ومباحثه اللغوية من خلال تفسيره لسورة النساء. لنور الدين صمُّود. طبع الشركة التونسية للتوزيع.
46 - دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري. للدكتور عبد الرحمن عميره. طبع دار عالم الكتب ببيروت 1992.
47 - موسوعة فقه الإمام الطبري. ضمن سلسلة فقه السلف نشر دار النفائس – بيروت 1994. محمد رواس قلعة جي.
48 - السيرة النبوية في ضوء روايات الطبري. أحمد عبدالرحيم السايح. نشر مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة 1988.
49 - الطبري السيرة والتاريخ. عبدالرحمن حسين الغزاوي. نشر دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1988 ضمن سلسلة نوابغ الفكر العربي.
50 - دفاعاً عن القراءات المتواترة في مواجهة الطبري المفسر. لبيب سعيد. نشر دار المعارف بالقاهرة 1978.
51 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وكتابه تاريخ الأمم والملوك. الدكتور حسين عاصي. طبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1413/ 1992. ضمن سلسلة أعلام مؤرخي العرب والإسلام.
52 - دارسة مقارنة للزمخشري والطبري في إعتمادهما على أقوال الصحابة (نموذج سورة البقرة). لم احصل على اسم المؤلف.
53 - معجم الشعراء في تاريخ الطبري. عزمي سكر. طبع المكتبة العصرية للطباعة والنشر بصيدا 1999.
54 - تسهيل الوصول إلي معرفة أسباب النزول الجامع بين روايات الطبري والنيسابوري. خالد عبدالرحمن العك. نشر دار المعرفة بيروت 1998.
55 - الطبري ومنهجه في التفسير. محمود ابن الشريف. عكاظ للنشر والتوزيع بجدة 1984.
56 - مخالفات هامة في مختصر تفسير ابن جرير الطبري. الشيخ محمد بن جميل زينو و الشيخ محمد علي الصابوني. مكتبة دار البخاري ببريدة – السعودية 1986.
57 - الأحكام الفقهية للإمام الطبري. تحقيق محمد حسن محمد حسن أبوعبدالله. مكتبة دار الكتب العلمية بيروت – لبنان 2000.
58 - ظاهرة نقد القراءات ومنهج الطبري فيها. نشر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 1989.
59 - الطبري والعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية. نشر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 1989.
وهذا ما استطعت الوقوف عليه من كتب تكلمت عن الإمام الطبري , وأود التذكير بأن هناك مؤلفين تكلموا عن الإمام في فصول منفردة ضمن كتبهم وآخرين بكمية كبيرة ولكني ذكرت هنا ما خص به الإمام – رحمه الله - , وإلى غيرها من الأبحاث التي تكلمت عن الإمام , فأسأل الله أن أكون قد أفدت الباحثين من خلال هذا البحث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 May 2004, 08:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا الخطاب على هذا الموضوع النافع.
ويضاف للدراسات عن الطبري:
60 - الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور زكي فهمي أحمد شوقي الألوسي - دار الشؤون الثقافية العامة، الطبعة الأولى بغداد 2002
61 - الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور صالح الفراج، رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية بالرياض عام 1407هـ.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Jun 2004, 04:34 م]ـ
أخي الكريم أبا الخطاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكرك على هذا المجهود الطيب، وأرجو أن تتابع العمل الذي أنشأت من أجله هذا المقال.
وألاحظ انك نصصت على المتقدمين، لكن لم تذكر مصادر ترجمة ابن جرير في كتب التواريخ والرجال، فلو أُضيفت هنا، لتمَّ بها العمل وتكامل، ولكانت موسوعة لمن يريد الكتابة عن هذا الإمام العظيم.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[04 Jun 2004, 03:58 م]ـ
62 - مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري. (رسالة دكتوراه -دراسة نقدية مقارنة). د. خالد بن محمد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى قسم التاريخ الإسلامي ط. دار الأندلس الخضراء
إضافة من الأخ أبو غازي.
وفيك بارك أخي الكريم عبدالرحمن وجزاك الله خيرا على هذه الإضافة
, وعليكم السلام ورحمة الله أخي الفاضل مساعد الطيار , وإن شاء الله سأقوم بما طلبت , ولكن بعد انتهائي من الامتحانات , والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Jun 2004, 04:53 م]ـ
الأخ: أبو خطاب جهد مبارك نفع الله بك آمل منك إضافته في مقال سابق بعنوان ابن جرير في ملتقى أهل التفسير , من باب جمع المعلومات في مكان واحد.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[06 Jun 2004, 08:49 م]ـ
63 - فقه الإمام الطبري من خلال تفسيره في الأحوال الشخصية , الباحث أحمد الزايدي , ماجستير , جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية
64 - المرويات والأداء في النسخ من خلال تفسير ابن جرير الطبري , الباحث محمد بن علي الغامدي , ماجستير , جامعة أم القرى
65 - الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية , الباحثة الدكتورة آمال محمد ربيع , دكتوراه , جامعة الأزهر
66 - دلالة السياق وأثرها في توجيه المعنى في تفسير الطبري , الباحث محمد بنعدة , ماجستير , جامعة محمد الخامس
67 - ظاهرة الحذف من خلال تفسير الطبري , الباحث شمس الضحى مراكشي , ماجستير , جامعة محمد الخامس
68 - أصول التفسير وقواعده في جامع البيان للإمام الطبري , الباحث عائشة الهيلالي , دكتوراه , جامعة محمد الخامس
69 - التوجيه البلاغي لآيات العقيدة بين الطبري والزمخشري , الباحث سليمان عبدالعزيز الربعي , ماجستير , جامعة الإمام
70 - الشواهد النحوية من غير القرآن الكريم في تفسير الطبري جمعاً ودراسة , الباحث بندر حمدان الشمري , ماجستير , جامعة الإمام
71 - الآثار الواردة عن السلف في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل من تفسير الطبري جمعاً وترتيباً ودراسة , الباحث عبدالعزيز بن عمر الغامدي , دكتوراه عام 1421 , جامعة الإمام
72 - الآثار الواردة في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري جمعاً وترتيباً ودراسة , الباحث إبراهيم بن عبدالله الحماد , دكتوراه عام 1421 , جامعة الإمام
73 - تفسيرابن جرير الطبري من بداية التفسير إلى آخر سورة البقرة دراسة وتحقيق , الباحث عبدالعزيز حفاصي , دكتوراه , جامعة محمد الأول
74 - تفسير ابن جرير الطبري من أول المائدة إلى آخر التوبة تحقيق ودراسة , الباحث حسن عرابة , ماجستير , جامعة محمد الخامس
75 - محمد بن جرير الطبري ومنهجه في الفقه الإسلامي , الباحث عبدالمجيد بن عبدالله دية , ماجستير , الجامعة الأردنية
76 - الطبري ومذهبه الفقهي , الباحث عبدالرحمن بركة , دكتوراه , جامعة الخرطوم
إضافة من العضو (ابن عبدالرحمن) في ملتقى أهل القرآن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من أراد أن يعرف قدر الإمام الطبري في علوم الفقه والحديث فعليه بكتابه تهذيب الآثار فهو يجمع فيه أحاديث كل صحابي على المسانيد ثم يرتب المسانيد على الأبواب الفقهية ويأتي بالكلام في تصحيح وتضعيف الأحاديث وفي بعض رواتها ويرجح بين الآراء الفقهية ويشرح الغريب فهو كتاب رائع جداً لكن مع الأسف توفي الإمال الطبري رحمه الله قبل أن يتممه.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[17 Jun 2004, 05:26 م]ـ
77 - المجاز القرآني في تفسير الطبري
الباحث عطية مطر
دكتوراه (1987م)
جامعة القاهرة
78 - أسباب النزول الواردة في كتاب جامع البيان للإمام ابن جرير الطبري جمعاً وتخريجاً ودراسة
الباحث حسن محمد البلوط
دكتوراه1416هـ
جامعة أم القرى
79 - الإمام ابنجرير الطبري ودفاعه عن عقيدة السلف
الباحث أحمد العوايشة
دكتوراه 1404هـ
جامعة أم القرى
80 - الطبري مفسراً
الباحث محمد بسيوني فودة
دكتوراه 1974م
جامعة الأزهر
81 - الطبري المفسر وأسلوبه في التفسير تحقيق ودراسة
الباحث حمدي صافلو
دكتوراه 1971م
جامعة أنقرة
إضافة (ابن عبدالرحمن) في ملتقى أهل القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 May 2005, 01:40 م]ـ
82 - منهج الإمام الطبري في القراءات , عبد الرحمن الجمل , رسالة ماجسير في التفسير , كلية أصول الدين , الجامعة الأردنية
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 Jun 2005, 08:00 ص]ـ
83 - أصول الفقه عند الإمام الطبري , جامعة أم القرى
84 - الآثار الواردة عن السلف في اليوم الآخر في تفسير الطبري د. سعو بن عبدالعزيز العقيل
85 - الآثار الواردة عن السلف في الايمان في تفسير الطبري د.عبدالله بن سليمان العمر
86 - الآثار الواردة عن السلف في اليهود في تفسير الطبري د. يوسف بن حمود الحوشان
87 - الآثار الواردة عن السلف في النصارى في تفسير الطبري د.عقل بن عبدالكريم العقل
88 - الآثار الواردة عن السلف في النفاق والمنافقين في تفسير الطبري د.نايف بن محمد أبا لخيل
89 - الآثار الواردة عن السلف في القدر في تفسير الطبري لاحد الاخوات (لايحضرني اسمها)
90 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري - من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الإسراء - جمعا ودراسة , د. احمد نجيب بن عبدالله من ماليزيا , الجماعة الإسلامية.
91 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري - من سورة الكهف إلى آخر القرآن - جمعا ودراسة د مأمون عبدالرحمن من السودان , الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
92 - معجم شيوخ الامام الطبري للشيخ أكرم زيادة في ثلاث مجلدات كبيرة.
93 - وله المعجم الصغير لرجال الطبري على غرا ر تقريب التهذيب للشيخ أكرم زيادة.
94 - وهناك جداول للحكم على رجال الطبري (مخطوط) , لم يذكر المؤلف.
95 - المنتقى من فوائد تفسير الطبري في مجلد صغير , لم يذكر المؤلف.
96 - منهج الأمام الطبري في التفسير , للشيخ أكرم زيادة.
97 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من الآية 75 الكهف إلى 55 النحل – ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية – كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: ليلى حسن الرفاعي.
98 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من الآية 56 النمل إلى 37 من سورة يس – ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: منى إسماعيل عبودي.
99 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من 38 يس إلى 37 الجاثية , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: ماريا أبكر آدم ساجد.
100 - مرويات قتادة في تفسير الطبري من من أول سورة هود إلى آخر سورة إبراهيم , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: آمال سعد علي عبدالله.
101 - مرويات أسباب النزول عند الطبري ج 18 – 23 , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: البلة الشيخ بشير الشيخ.
102 - مرويات أسباب النزول عن ابن جرير الطبري في الربع الأخير من القرآن الكريم , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحث إبراهيم محمد أحمد يعقوب.
103 - موقوفات ابن عباس في تفسير الطبري , ماجستير , جامعة أفريقيا العالمية , كلية الشريعة , للباحثة: فاطمة محمد عبدالله.
104 - الإمام ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير , دكتوراه , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 1999 , للباحث: بابكر البلولة محمد (1)
105 - فهارس كتاب جامع البيان والتاريخ والمنتخب للإمام الطبري , إعداد حسن محمود أبو هنية , دار الراية للنشر والتوزيع , واعتمد في الفهرسة على طبعة دار الفكر (15) مجلد.
106 - الإمام الطبري فقهياً ومؤرخاً ومفسراً وعالماً بالقراءات , لمحمد أبو علي و مريم بري , شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
* هذه إضافات لبعض الأعضاء في ملتقى أهل الحديث
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[25 Jun 2005, 04:33 م]ـ
107 - الإمام الطَّبري ومنهجه العلمي في التفسير ـــ د. فتحي الدريني
وهو بحث نشر في مجلة التراث العربي الأعداد 13،14،15،16،19
البحث موجود عندي لكن لم أتمكن من رفعه على الشبكة ...
108 - محنة الإمام الطبري اختلافُ الفقهاء ـــ د. عمر موسى باشا
http://www.awu-dam.org/trath/68/turath68-002.htm
109 - اللغات الأخرى في القرآن الكريم وموقف الطبري منها (1) ـــ سعد محمد الكردي
http://www.awu-dam.org/trath/76/turath76-003.htm
لم أتمكن من إيجاد الجزء الثاني من هذا البحث ...
ـ[أم عاصم]ــــــــ[03 Jul 2005, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العناوين المذكورة في الأرقام: 39 و58 و59 و106 يجمعها كتاب: الإمام الطبري فقيها ومؤرخا ومفسرا وعالما بالقراءات (جزءان)، ضمن سلسلة الدراسات الإسلامية (الإيسيسكو-دار التقريب). وقد تضمن بحوثا مختارة من الندوة التي أقامتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في القاهرة (1989م) حول الإمام الطبري احتفاء بذكرى مرور أحد عشر قرنا على وفاته.
ويضاف إلى البحثين رقم: 58 و59 الأبحاث التالية:
- حياة الطبري وفقهه واجتهاده د. إبراهيم محمد سلقيني.
- الطبري فقيها ومجتهدا وإماما د. محمد الزحيلي.
- الجانب الفقهي في تفسير الطبري د. محمد الدسوقي.
- فقه محمد بن جرير الطبري د. محمد رواس قلعه جي.
- من اختيارات محمد بن جرير الطبري الفقهية.
- عقيدة الإمام الطبري من خلال كتبه د. حمدان بن محمد الحمدان.
- مكانة تاريخ الطبري في التدوين التاريخي عند المسلمين حتى نهاية القرن الثالث الهجري ذ. الحسن الباز.
- أثر الطبري على المؤرخين المغاربة -دراسة تطبيقية- مقارنة مع ابن عذارى المراكشي د. عبد الواحد ذنون طه.
- الطبري المؤرخ ومنهجيته في التاريخ -مقارنة بمنهجية ابن خلدون د. الشيخ الأمين محمد عوض الله.
- الطبري المفسر د. عمر الأسعد.
- الطبري المفسر الناقد مع موازنة بمفسرين معاصرين له د. كاصد ياسر حسين الزيدي.
- الطبري المفسر -مذهبه في التفسير- مقارنة بين تفسيره وأعمال الآخرين د. محمد عبد السلام أبو النيل.
- التفسير والشعر الجاهلي ذة. ليلى توفيق العمري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن]ــــــــ[03 Nov 2005, 01:46 م]ـ
س: أريد ممن لدية علم أن يعطيني تعريفا بشيخ شيخ إمام المفسرين ابن جرير الطبري؟
ـ[موراني]ــــــــ[03 Nov 2005, 03:05 م]ـ
ذكر ابن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي (ت 386) تفسير الطبري في رسالته في طلب العلم , وهي محفوظة في مكتبة chester beatty , كما يلي:
وان رغبت في شيء من التفاسير فالتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد , وأما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنه حسن , ولا أدري محل الرجل عند أهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتهمه وأنا لا أحقق عليه ....
وجدير بالذكر أن ابن أبي زيد لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنه كان معروفا في المغرب الاسلامي في عصره: اذ على النسخة في مكتبة القرويين بفاس مقابلة المؤرخة على عام 391.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Nov 2005, 07:22 ص]ـ
صدر عن دار الكيان بالرياض كتاب (أصول الدين عند الإمام الطبري) تأليف طه محمد نجار رمضان، وأصل الكتاب رسالة ماجستير مقدمة إلى قسم الفلسفة الإسلامية لكيلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وقد طبع الكتاب هذا العام (1426 ـ).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 Nov 2005, 08:48 م]ـ
ذكر ابن أبي زيد القيرواني الفقيه المالكي (ت 386) تفسير الطبري في رسالته في طلب العلم , وهي محفوظة في مكتبة chester beatty , كما يلي:
وان رغبت في شيء من التفاسير فالتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد , وأما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنه حسن , ولا أدري محل الرجل عند أهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتهمه وأنا لا أحقق عليه ....
وجدير بالذكر أن ابن أبي زيد لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنه كان معروفا في المغرب الاسلامي في عصره: اذ على النسخة في مكتبة القرويين بفاس مقابلة المؤرخة على عام 391.
هل معنى ذلك أن ابن أبي زيد لم يصله تفسير إسماعيل القاضي؟
ـ[موراني]ــــــــ[07 Nov 2005, 09:53 م]ـ
ليس هذا معنى الكلام في رسالته الى طالب العلم
بل معناه (ان كان يوجد) الكتاب في العراق عندما يتجول الطالب في البلاد.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Jan 2009, 08:36 م]ـ
124 - القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , وهي رسالةٌ علميةٌ للباحث: محمد عارف عثمان موسى.(/)
الساعي إلى سبيل الرشاد
ـ[فتحي بن عبد الله الموصلي]ــــــــ[01 Jun 2004, 10:24 ص]ـ
الساعي إلى سبيل الرشاد
تأملات قرآنية من سورة عبس
بقلم فتحي بن عبد الله الموصلي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى)) [عبس:1 - 10].
أجمع المفسرون على أن سبب نزول هذه الآيات الكريمات: أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه.
وجاءه رجل من الأغنياء، وكان صلى الله عليه وسلم حريصاً على هداية الخلق فمال صلى الله عليه وسلم، وأصغى إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاءً لهداية ذلك الغني، وطمعاً في تزكيته؛ فعاتبه الله تعالى بهذا العتاب اللطيف.
وروى الترمذي (3/ 126 – صحيح) عن عائشة – رضي الله عنها – قالت:
" أنزل ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول:
" أترى بما أقول بأسا؟ " فيقول: لا، ففي هذا أنزل.
وقد دل المأثور في سبب النزول على: أن الساعي هاهنا كان قاصداً سبيل الرشاد الذي هو ضد الغي؛ وهو: اسم جامع لكل ما يرشد إلى المصالح الدينية والدنيوية، وهو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة.
· ((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الأَعْمَى)):
1 - عبس؛ أي: في وجهة، وتولى في بدنه؛ لأجل مجيء الأعمى له.
وأن جاءه الأعمى في موضع نصب؛ لأنه مفعول لأجله؛ المعنى: لأن جاءه الأعمى، وهذا بيان لعلة التولي؛ كما ذكر أهل التفسير (1).
قلت: وهذه العلة ليست لذات المجيء، وإنما لحال النبي صلى الله عليه وسلم في الانشغال بهداية المعرض عند مجيء الأعمى، والله أعلم.
2 - قال الصاوي (4/ 291): إنما أتى بضمائر الغيبة ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) تلطفاً به صلى الله عليه وسلم وإجلالاً له؛ لما في المشافهة بتاء الخطاب ما لا يخفى من الشدة والصعوبة.
3 - والتعرض لصفة عماه: إما لتمهيد عذره في الإقدام على قطع كلامه صلى الله عليه وسلم، وتشاغله بالقوم، وإما لزيادة الإنكار؛ كأنه قيل: تولى لكونه أعمى، ... وكان يجب أن يزيده لعماه، تعطفاً وترؤفاً وتقريباً وترحيباً (2).
4 - والآية ذكرته بلقب يكرهه الناس، مع أن الله تعالى قال: ((وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ))، وهذا التعارض الظاهر يُدفع من وجوه:
- إن هذا الوصف جاء من باب التعريف في غرض سليم دون تنقص.
- للإشعار بعذره في الإقدام على قطع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وللإيذان بالرفق به، ومراعاة حاله (3).
- وذكر بهذا الوصف من باب التعريض بغيره من أولئك الصناديد وسادة القوم، وكأنه يقول لهم: ((فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)): فهذا كفيف البصر، ولكنه وقاد البصيرة، أبصر الحق وآمن به، وجاء مع عماه طالباً للمزيد (4).
5 - والعبوسة أمر لا يتفق في الظاهر مع قوله تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))، وقوله: ((وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)).
والذي يظهر – والله تعالى أعلم -، أنه لا يتأتى معه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يتكلم بما يسيء إلى هذا الصحابي في نفسه بشيء يسمعه، كل ما كان منه صلى الله عليه وسلم إنما هو تقطيب الجبين، وهي حركة مرئية لا مسموعة، والحال: أن هذا أعمى لا يرى تلك الحركة، فكأنه لم يلق إساءة منه صلى الله عليه وسلم؛ فعوتب من باب التسامي بأخلاقه صلى الله عليه وسلم إلى ما لا نهاية له، إلى حد اللحظ بالعين، والتقطيب بالجبين، ولو لمن لا يراه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: " ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين " وذلك في صلح الحديبية (5).
· ((وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)):
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى – في "المجموع" (16/ 164): " فأمره أن يقبل على من جاءه يطلب أن يتزكى وأن يتذكر ".
وقال الشوكاني – رحمه الله تعالى – في "فتح القدير" (5/ 382): " لعله يزكى: مستأنفة لبيان أن له شأناً ينافي الإعراض عنه، أي: لعله يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب ما يتعلمه منك ".
" والمعنى: انظر فقد يكون تزكِّيه مرجو؛ أي: إذا أقبلت عليه بالإرشاد؛ زاد الإيمان رسوخاً في نفسه، وفعلَ خيراتٍ كثيرة مما ترشده إليه؛ فزاد تزكيه " (6).
أي: للتنبيه على أن الإعراض عنه عند كونه مرجو التزكي مما لا يجوز، فكيف إذا مقطوعاً بالتزكي؟! وفيه إشارة إلى أن من تصدى لتزكيتهم من الكفار لا يجرى منهم التزكي والتذكر أصلاً.
7 - تقديم التزكية على التذكر، من باب تقديم التخلية على التحلية، والتزكي: هو الإيمان والعمل الصالح الذي تصير به نفس الإنسان زكية؛ قال تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)) فالتزكية وإن كان أصلها: النماء، والبركة، وزيادة الخير، فإنما تحصل بإزالة الشر؛ فلهذا صار التزكي يجمع بينَ هذا وهذا.
وإن كانت التزكية هي معنى زائد على قدر التطهر من الذنوب فقط، بل تتزكى النفس بكل ما تتحصل به المنافع، وتندفع به المضار.
ومحل التزكية القلب؛ ولهذا صار الإيمان والقرآن غذاء القلب المتزكي؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيميه في "المجموع" (10/ 95 - 96):
" وفيه – أي القرآن – من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب والقصص التي فيها عبرة ما يوجب صلاح القلب؛ فيرغب القلب فيما ينفعه، ويرغب عما يضره؛ فيبقى القلب محباً للرشاد مبغضاً للغي، بعد أن كان مريداً للغي مبغضاً للرشاد.
فالقرآن مزيل للأمراض الموجبة للارادات الفاسدة حتى يصلح القلب؛ فأصلح إرادته، ويعود إلى فطرته التي فطر عليها، كما يعود البدن إلى الحال الطبيعي ويتغذى القلب من الإيمان والقرآن بما يزكيه ويؤيده، كما يتغذى البدن بما ينميه ويقومه .. ".
8 - أما ذكر التزكي مع التذكر فهو لوجوه:
أحدها: أن التزكي يحصل بامتثال أمر الرسول، وإن كان صاحبه لا يتذكر علوماً عنه؛ كما قال: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ))، ثم قال: ((وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)): فالتلاوة عليهم والتزكية عام لجميع المؤمنين، وتعليم الكتاب والحكمة خاص ببعضهم، وكذلك التزكية عام لكل من آمن بالرسول، وأما التذكر فهو مختص لمن له علوم يذكرها؛ فعرف بتذكره ما لم يعلمه غيره من تلقاء نفسه.
الوجه الثاني: أن قوله: ((أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)) يدخل فيه النفع قليله وكثيره، والتزكي أخص من ذلك.
الثالث: أن التذكر سبب التزكي، فإنه إذا تذكر خاف ورجا؛ فتزكى، فذكر الحكم وذكر سببه، ذكر العمل وذكر العلم، وكل منهما مستلزم للآخر؛ فإنه لا يتزكى حتى يتذكر ما يسمع من الرسول كما قال تعالى: ((سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى))؛ فلابد لكل مؤمن من خشية وتذكر، وهو إذا تذكر فإنه ينتفع وقد تتم المنفعة؛ فيتزكى (7).
9 - والتزكية تحصل على إثر السماع المجمل؛ أي: هي مُترتبة على سماع التلاوة؛ كما اله تعالى: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ)).
وفي هذا المعنى يقول أبو السعود في تفسيره (3/ 162): " التزكية: عبارة عن تكميل النفس بحسب قوتها العملية، وتهذيبها المتفرع على تكميلها بحسب القوة النظرية، الحاصل بالتعليم المترتب على التلاوة ".
10 - وكان عند ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – علم سابق عند مجيئه، وهو أن طريق الرشاد المتضمن للتزكية والتذكر مسلَّم إلى الرسل؛ فلا يتحصل إلا بالتعلم والسعي لذلك.
وفي هذا المعنى يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "المدارج" (2/ 314 - 315):
"فإن تزكية النفوس مسلّم إلى الرسل وإنما بعثهم الله لهذه التزكية، وولاهم إياها وجعلها على أيديهم دعوة، وتعليماً وبياناً وإرشاداً، لا خلقاً ولا إلهاماً، فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم".
11 - والتذكر: تفعّل من الذكر، وهو ضد النسيان، وهو حضور صورة المذكور العلمية في القلب واختير له بناء التفعل، لحصوله بعد مهلة وتدرج؛ كالتبصّر والتفهّم والتعلّم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجملة: "أو يذكر": عطف على يزكى؛ أي: ما يدريك أن يتحصل أحد الأمرين وكلاهما مهم؛ أي: يتحصل الذكرى في نفسه بالإرشاد، لما لم يكن يعلمه، أو تذكر، لما كان في غفلة عنه (8).
والتذكر قرين الإنابة؛ قال – تعالى – ((تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ))؛ فالتبصرة آلة البصر، والتذكرة آلة التذكر، وقرن بينهما وجعلهما لأهل الإنابة؛ لأن العبد إذا أناب إلى الله أبصر مواقع الآيات والعبر؛ فاستدل بها على ما هي آيات له فزال عنه الإعراض بالإنابة والعمى بالتبصر، والغفلة بالتذكر (9).
فائدة:
فمتى قويت إنابة العبد وتذكره: لم تشتد حاجته إلى العظة – وهي الترغيب والترهيب – ولكن تكون الحاجة منه شديدة إلى معرفة الأمر والنهي.
والعظة يراد بمها أمران: الأمر والنهي المقرونان بالرغبة والرهبة، ونفس الرغبة والرهبة، فالمنيب المتذكر شديد الحاجة إلى الأمر والنهي، والمعرض الغافل شديد الحاجة إلى الترغيب والترهيب، والمعارض المتكبر شديد الحاجة إلى المجادلة، كما قال تعالى: ((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)).
فالمخاطب في الآية هو المنيب المتذكر الذي جاء يسعى لتحصيل النفع الشرعي والديني، فهو من أهل الحكمة؛ فيجب أن يقدم على غيره في خطاب التذكر؛ لتحصيل العلم المفصل المتضمن لأنواع الأوامر والنواهي؛ فتأمل.
12 - ولما كان التذكر يحصل لمن له علوم يذكرها؛ فإن الساعي إلى الرشاد الموصوف بالخشية كان بحاجة إلى الدليل الهادي المفصل، فهو يحتاج إلى الظفر بهذا الدليل أولاً، ويحتاج إلى أن يهتدي به وينتفع ثانياً، ويحتاج إلى أن ينزّل على قلبه الأسباب الهادية، ويصرف عنه الأسباب المعوقة ثالثاً، فإذا حصل للعبد غفلة وذهول استذكر هذه العلوم، فضلاً عن العلوم والإرادات الفطرية، فزال عنه الإعراض، وتذكر بهذه العلوم والإرادات مطالب القرآن الكبرى (10).
ويقول شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (7/ 425):
" وقد يكون العلم والإرادة حاصلين بالفعل، أو بالقوة القريبة من الفعل، مع نوع من الذهول والغفلة، فإذا حصل أدنى تذكر رجعت النفس إلى ما فيها من العلم والإرادة، أو توجهت نحو المطلوب؛ فيحصل لها معرفته ومحبته ".
وأيضاً، فذكر الإنسان يحصل بما عرفه من العلوم قبل هذا، فيحصل بمجرد عقله، وخشيته تكون بما سمعه من الوعيد، فبالأول يكون ممن له قلب يفعل به، والثاني يكون ممن له أذن يسمع بها، وقد تحصل الذكرى الموجبة للخير بهذا وبهذا كما قال تعالى: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)) (11).
أيُّ رجل حي القلب، مستعد، تليت عليه الآيات؛ فأصغى بسمعه، وألقى السمع، وأحضر قلبه، ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهد القلب ملق السمع، فهذا القسم هو الذي ينتفع بالآيات المتلوة والمشهودة (12).
يظهر من ذلك أن "أو" في الآية (أو يذكر) لم يرد على المعنى الواو؛ لأن المطلوب في الآية: التزكية، والتذكر، والغالب تحصيلهما معاً؛ لكون كل منهما مستلزم للآخر وسبب له، لكن مع ذلك فقد يحصل أحدهما دون الآخر أحياناً بحسب حال العبد – والله تعالى – أعلم.
· ((إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)):
13 - هذه الآية؛ كقوله تعالى: ((فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ * وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)).
وإنْ: شرطية، ليست نافية، وحكى الماوردي أنها بمعنى: " ما المصدرية "، أي: ذكر ما نفعت، أو ما دامت تنفع، ومعناها قريب من معنى الشرطية.
ومعنى هذا يشبه قوله تعالى: ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ)).
وسبب ذلك:
أن التعليم والتذكير له فاعل، وله قابل، وإن لم يتعلم ولم يتذكر؛ فقد وجد أحد طرفيه، وهو الفاعل دون المحل القابل.
فحيث خص بالتذكير والإنذار ونحوه المؤمنين؛ فهم مخصوصون بالتام النافع الذي سعدوا به، وحيث عمم؛ فالجميع مشتركون في الإنذار الذي قامت به الحجة على الخلق، سواء قبلوا أم لم يقبلوا.
فائدة:
فكل تذكير ذكر به النبي صلى الله عليه وسلم المشركين حصل به نفع في الجملة، وإن كان النفع التام هو للمؤمنين، الذين قبلوه واعتبروا به، وجاهدوا المشركين الذي قامت عليهم الحجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيكون مأموراً أن يذكر المنتفعين بالذكرى، تذكيراً يخصهم بها، غير التبليغ العام الذي تقوم به الحجة (13).
· ((أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى)):
14 - أي: استغنى بماله وقوَّته عن سماع القرآن والهداية والموعظة؛ فأنت له تصدى، أي: تتعرض بالإقبال عليه، وتصغي له، رجاء أن يسلم ويهتدي!
15 - ويدخل فيه هذا المعنى: أنه استغنى عن الله؛ فترك عبوديته جانباً، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها، الذي لا نجاة لها، ولا فلاح إلا بأن يكون محبوبها ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه (14).
وهذا هو الاستغناء المذموم الناتج عن جهلين:
أحدهما: جهل العبد بربه.
والثاني: جهله بمعرفة نفسه، فهذا الاستغناء: إما أن يكون في رؤية غنى نفسه لجهله بها؛ وهذا موجبه طغيان العبد؛ كما قال – تعالى – ((كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى))، أي: جعل الطغيان ناشئاً عن رؤيته غنى نفسه.
وأما أن يكون في استغنائه عن ربه بترك طاعته وعبوديته؛ وهذا موجبه الهلاك، وعدم تيسيره لليسرى، كما قال – تعالى –: ((وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى)).
والآية في سورة عبس: جمعت بين الأمرين الناتجين عن الجهل بالله تعالى والجهل بالنفس، فالاستغناء عن الله؛ سبب هلاك العبد وتيسيره لكل عسرى، ورؤيته غنى نفسه؛ سبب طغيانه، وكلاهما مناف للفقر والعبودية (15).
· ((وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى)):
16 - وفيها قطع الطمع وبتر الرجاء عن هداية وتزكية كل الخلق؛ لأن هذا حرص زائد على القدر مُفوّت لمصالح جمة، قال الرازي في تفسير الآية: "أي: لا يبلغن بك الحرص على إسلامهم، إلى أن تعرض عمن أسلم للاشتغال بدعوتهم ".
17 - وفيه إشارة إلى أن من تصدى لتزكيتهم من الكفار لا يرجى منهم التزكي والتذكر أصلاً.
· ((وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى)):
18 - أي: وصل إليك حال كون مسرعاً في المجيء إليك طالباً منك أن ترشده، وتعظه بمواعظ الله (16).
فالآية: أثبتت له سعياً وقصداً في تحصيل المطلوب، وهذا السعي؛ يبعث على المقصود والمطلوب قصداً وطلباً، وعلى الخلق دعوة ونصحاً وحرصاً؛ كما قال تعالى: ((وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)).
19 - وذِكرُ السعي زائداً على قدر المجيء، فيه إشعار بمدحه من جهة أن السعي فيه معنى الإسراع والإقبال، وهذا شرط في تحقق الإنابة.
فالإنابة تتضمن أربعة أمور: محبة الله، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه.
والمنيب إلى الله: المسرع إلى مرضاته، والراجع إليه كل وقت المتقدم إلى محابه؛ فهذا الذي جاء يسعى، جاء منيباً مقبلاً على تحصيل المطلوب، ولما كان حاله كذلك؛ فإن رجاء تذكره حاصل لا محالة؛ لأن الإنابة قرينة التذكر وسبب في تحصيل الخشية، فقال تعالى: ((وَهُوَ يَخْشَى)).
20 - والخشية: خوف مقرون بمعرفة؛ أي: معرفة جامعة بالله رباً ومعبوداً وبأسمائه وصفاته، وبشرعه: أمره ونهيه، وبوعده ووعيده.
والخشية تكون لمن عنده علم، قال تعالى: ((يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أتقاكم لله، وأشدكم له خشية"، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار جهلاً".
21 - والخشية هنا مطلقة؛ أي: يخشى الله تعالى، ويخشى عذابه، والجملة حال من فاعل ((يَسْعَى))، كما أنه حال من فاعل ((جَاءكَ)).
أي: فحاله عند المجيء الإقبال والإسراع مع الخشية والخوف، وهذا ثناء عليه من جهة علمه؛ لأن صاحب الخشية يلتجئ إلى الاعتصام بالعلم، وثناء عليه من جهة عمل قلبه؛ لأن الإنابة من أخص أعمال القلوب.
فاجتمعت له صحة القوة العلمية وصدق القوة العملية الإرادية.
22 - فقُرن في هذا السياق بين الخشية والإنابة، والثانية قرينة التذكر، فيكون الأمر أيضاً من باب قرن الخشية بالتذكر، كما قال تعالى: ((سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى))، وكذلك قرن الإنابة بالتذكر كما قال تعالى: ((وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلا مَن يُنِيبُ))، فاجتمعت لهذا الساعي إلى سبيل الرشاد: التذكر والإنابة، والخشية فضلاً عن التزكية؛ فتأمل.
· ((فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى)):
أي: فأنت تتشاغل بغيره وتعرض عن الساعي إلى سبيل الرشاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
23 - وتقديم ضميره صلى الله عليه وسلم – أي: ((فَأَنتَ)) – على الفعلين على أن مثلك خصوصاً لا ينبغي أن يتصدى للمستغني، ويتشاغل عن الفقير الطالب لحق (17).
تنبيه:
فرق ظاهر بين اشتغال النبي صلى الله عليه وسلم بهداية المعرض عن هداية المقبل؛ وبين تشاغله بفضول المباح عن واجب التبليغ، فالأول اشتغال مخل بالكمال؛ لعدم مراعاة الأولوية فيه، والثاني تشاغل مخل بالأصل؛ فكان فعل النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل الأول (18) فتأمل.
فوائد دعوية:
الأولى: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله تعالى – في "تيسير الكريم" (7/ 568):
وهذه فائدة كبيرة هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه، مفتقراً لذلك، مقبلاً، هو الأليق الواجب؛ وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني، الذي لا يسأل، ولا يستغني لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه؛ فإنه لا ينبغي لك؛ فإنه ليس عليك أن لا يزكى فلو لم يتزكَّ فلست بمحاسب على ما عمله من اشر.
فدل هذا على القاعدة المشهور، أنه: "لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة".
وأن ينبغي لطالب العلم المفتقر إليه، الحريص عليه، أزيد من غيره" أ. هـ
الثانية: إذا كان المدعو صاحب حكمة – أي: أنه من أهل الحق قائم به –؛ فهذا يقدم على غيره في التزكية والتذكر؛ لأنه جدير بالرعاية، ومصلحته راجحة على مصلحة غيره.
الثالثة: قال ابن حزم – رحمه الله تعالى – في "الفصل": "وأما قوله: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) – الآيات –، فإنه كان – عليه السلام – قد جلس إليه عظيم من عظماء قريش، ورجا إسلامه، وعلم – عليه السلام – أنه لو أسلم لأسلم بإسلامه ناس كثير وأظهر الدين، وعلم أن هذا الأعمى الذي يسأله عن أشياء من أمور الدين لا يفوته وهو حاضر معه؛ فاشتغل عنه – عليه السلام – بما يخاف فوته، وهذا غاية النظر في الدين والاجتهاد في نصرة القرآن – في ظاهر الأمر – ونهاية التقرب إلى الله الذي لو فعله اليوم منا فاعل لأجر فعاتبه الله – عز وجل – على ذلك، إذ كان الأولى عند الله تعالى أن يُقبل على ذلك الأعمى الفاضل البر التقي، وهذا نفس ما قلناه ".
الرابعة: قال ابن عاشور: "بل شأنُ مقوّم الأخلاق أن يكون بمثابة الطبيب بالنسبة إلى الطبائع والأمزجة؛ فلا يجعل لجميع الأمزجة علاجاً واحداً، بل الأمر يختلف؛ فهو مخاطب بالحفاظ على مصالح المجموع ومصالح الآحاد؛ بحيث لا يدحض مصالح الآحاد لأجل مصالح المجموع؛ إلا إذا تعذر الجمع بين الصالح العام والصالح الخاص (19) " أ. هـ
أهم ما أرشدت إليه الآيات:
1 - إن الساعي ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – كان قاصداً سبيل الرشاد، وهي الهداية للإيمان والأعمال الصالحة.
2 - إن علة التولي ليست لذات مجيء الأعمى، إنما لمجيئه عند انشغال النبي صلى الله عليه وسلم بهداية المعارض.
3 - إن عتاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عتاب تلطف ولين، وليس عتاب شدة وصعوبة.
4 - أن الساعي ذُكر بلقب يكرهه الناس، مع أن منتهى معان الآيات تفيد مدحه والثناء عليه.
5 - كان ابن أم مكتوم كفيف البصر، لكنه وقّاد البصيرة؛ أبصر الحق وآمن به وجاء مع عماه يسعى طالباً المزيد.
6 - لا يجوز الإعراض عمن يرجى تزكيته، فكيف والحال لمن كان مقطوعاً بتزكيته؟!
7 - تقديم التزكية على التذكر من باب تقديم التخلية على التحلية.
8 - التزكية متضمنة لتحصيل الخير ودفع الشر، أي: هي معنى زائد على قدر التطهر من الذنوب فقط.
9 - الإيمان والقرآن غذاء القلب المتزكي، والتزكي عام لكل من آمن بالرسول، أما التذكر فهو مختص لمن له علوم يذكرها.
10 - طريق الرشاد المتضمن التزكية والتذمر مسلّم للرسل، فلا يتحصل إلا من طريقهم تعليماً وبياناً ودعوة وإرشاداً.
11 - إن العبد إذا أناب إلى الله تعالى أبصر مواقع الآيات والعبر؛ فزال عنه الإعراض والعمى والغفلة.
12 - بحسب قوة الإنابة والتذكر تشتد حاجة العبد إلى معرفة الأمر والنهي.
13 - المنيب المتذكر هو من أهل الحكمة؛ فيجب أن يقدم على غيره في خطاب التزكي والتذكر.
14 - الساعي إلى سبيل الرشاد – وبعد أن يظفر بالدليل الهادي المفصل – يحتاج إلى أن يهتدي به وينتفع منه، وهذا لا يحصل إلا بإزالة الأسباب المعوقة لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
15 - إذا حصل نوع من الذهول والغفلة احتاجت النفس على تذكر علوم الفطرة المكملة بالشرعة المنزلة؛ لتحصيل مطالب الرسالة الضرورية من التوحيد والأمر والنهي والوعد والوعيد.
16 - إذا خُصَّ المؤمنون بالتذكير فهم مخصوصون بالتذكير التام النافع، وحيث يعمم فالجميع مشتركون فيه على أساس التبليغ العام الذي قامت به الحجة.
17 - الاستغناء المذموم يكون من جهة جهل العبد بربه، أو جهله بنفسه، وكلاهما موجبه الهلاك والطغيان.
18 - جاء ابن أم مكتوم – رضي الله عنه – إلى النبي صلى الله عليه وسلم ساعياً سعي إنابة وإقبال وقصد وخشية.
19 - صاحب الخشية يلتجئ إلى الاعتصام بالعلم الشرعي النافع.
20 - اجتمعت لهذا الصحابي أسباب تكميل القوتين: العلمية، والعملية الإرادية.
21 - تشاغل النبي صلى الله عليه وسلم من جنس التشاغل بتعليم المعارض عن تعليم المقبل، وهو تشاغل يقدح في الكمال لا بالأصل.
22 - لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة.
23 - ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.
هذا ما تيسر جمعه بخصوص هذه الآيات، والله تعالى وحده الهادي إلى سبيل الرشاد.
1) "تفسير القرطبي" (19/ 11)، وانظر: "تفسير أبي السعود" (3/ 162).
2) قاله أبو السعود في "تفسيره"، ونقله القاسمي في "محاسن التأويل" (17/ 53).
3) "نظمُ الدُّرر" للبقاعي (8/ 324).
4) انظر: "أضواء البيان" (9/ 74 - 94).
5) انظر: "أضواء البيان" (9/ 48) بتصرف.
6) "التحرير والتنوير" لابن عاشور (15/ 16).
7) انظر: كلام شيخ الإسلام في "المجموع" (16/ 185 - 186).
8) "التحرير والتنوير" لابن عاشور (15/ 16).
9) "مدراج السالكين" لابن القيم (1/ 441).
10) انظر: حول الظفر بالدليل الهادي، كلام شيخ الإسلام في "المجموع" (4/ 36).
11) "المجموع" (16/ 180 - 181).
12) "مدراج السالكين" لابن القيم (1/ 242).
13) "المجموع" بتصرف، انظره (16/ 153 - 164).
14) "تيسير الكريم الرحمن" (7/ 638).
15) انظر مباحث الفقر في "طريق الهجرتين" لابن القيم ص34 وما بعدها.
16) الشوكاني في "فتح القدير" (5/ 383).
17) "تفسير أبي السعود" (3/ 162).
18) في حين ذهب بعض أهل التفسير إلى أن مناط العتاب إنما هو عتاب على العبوس والتولي، لا على ما حفّ بذلك من المبادرة بدعوةٍ أو تأخير إرشاد؛ انظر "تفسير ابن عاشور" (15/ 113).
19) "التحرير والتنوير" (15/ص109 - 110).
ـ[د. عماد]ــــــــ[01 Jun 2004, 06:47 م]ـ
شكر الله تعالى لك يا أخ فتحي الموصلي هذه التأملات الدقيقة، والفوائد البديعة، وجزاك خير الجزاء.
ولكن لي سؤال لو تكرمت، وأجبتني عنه مشكورًا، وهو:
ما المراد من قولك، أو قول من نقلت عنه: تقديم التزكية على التذكر، من باب تقديم التخلية على التحلية، في قوله تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)؟(/)
مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[01 Jun 2004, 03:50 م]ـ
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية
1425 هـ 2004 م
بحث تفصيلي في
مخرج صوت الضاد العربية اللسانية الفصيحة
1. التعريف بمخرج صوت الضاد العربية اللسانية
2. هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهر أم لا؟
3. حديث أنا أفصح من نطق بالضاد) هل يصح؟
4. التعريف بصفات صوت الضاد العربية اللسانية
5. التعريف بصفة استطالة صوت الضاد اللسانية
6. مقالة العلماء المتقدمين بشجرية مخرج الضاد
7. هل الضاد العربية متصفة بالتفشي كالشين أم لا؟
8. علماء الصوتيات وتعريفهم لصفة صوت الضاد
9. الرد على من أبدل صوت الضاد بصوت الظاء
10. جمع الكلمات الضادية لتتميز من غيرها الظائية
11. الفرق بين صوت الضاد والظاء في الرسم
12. حكم من أبدل صوت الضاد بغيرها في الفاتحة
13. فقه اللغة في الكلمات الضادية اللسانية العربية
14. أبيات علم الدين السخاوي في الضاد وشرحها
15. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الضاد اللسانية
انتظر قريبا هذا البحث التفصيلي لصوت الضاد
للباحث أ / فرغلي عرباوي(/)
ما هو افضل كتاب لاعراب القران
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[02 Jun 2004, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ما هو افضل كتاب في اعراب القران الكريم
رأيت كتاب لابي النحاس
فهل هناك كتب افضل من هاذ؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jun 2004, 01:51 ص]ـ
كتاب أبي جعفر النحاس كتاب نفيس كغيره من كتبه.
ومن أنفس ما رأيت علمًا وتنظيمًا، إضافة إلى تحقيقه كتاب الدر المصون في علوم الكتاب المكنون للسمين الحلبي تحقيق الدكتور أحمد الخراط.
وكتب الأعاريب كثيرة، ولكلٍ ميزته، ولعل أحدًا من رواد الملتقى ممن يُعنى بإعراب القرآن يتحفنا بما تتميز به كتب الأعاريب فيما بينها.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[07 Jun 2004, 09:35 م]ـ
جزاك الله خير يا اخي الفاضل
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[08 Jun 2004, 05:45 ص]ـ
كتاي الجدول في أعراب القرآن وصرفه وبيانه لمحمود صافي , والله أعلم(/)
هل تود أن تكون مستجاب الدعاء؟؟
ـ[سليمان داود]ــــــــ[02 Jun 2004, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخوتي الأعزاء في هذا الملتقى المبارك
أقدم لكم اليوم موضعين من كتاب الله الكريم مرتبطين ببعضهما ترابط عجيب
الموضع الأول هو آية البقرة 186
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أما الموضع الثاني فهو في سورة الفرقان من الآية 63 حتى آخر السورة
والموضوع هو مخ العبادة
الدعاء
ففي آية البقرة يخبرنا الرحمن الرحيم أنه قريب من عباده
ومجيب لدعائهم
ولست هنا بصدد الحديث عن قيمة الدعاء بالنسبة للعبادة
ولا عن كيفية الاستجابة
فقد فصل فقهاؤنا خير تفصيل حول هذا الموضوع مستمدين من الكتاب والسنة المشرفة الأدعية المأثورة وأوقات الاجابة
وقالوا إن كل دعاء مستجاب؟؟؟
فإما يجاب الدعاء مباشرة أو بعد حين من الوقت
أو يبعد الله عنك شرا" كان سيحل بك فلا يمنع القضاء الا الدعاء؟؟
أو يحتفظ به الرحمن ليوم الحساب لتكون فائدته أعظم
لكن الذي لفت نظري هنا كلمة (عباد)
وكأنها تختلف عن كلمة عبيد؟؟؟
فهي أعز وأجل عند الله وإذا أردت أن ترتفع درجتك
من فئة العبيد إلى فئة العباد لفظيا فقط؟؟
لأننا في النهاية كلنا عبيد لله سبحانه وتعالى
فانه لابد أولا أن تطبق الشروط اللازمة لذلك
هذه الشروط هي ماتتحدث عنه آيات الفرقان التي ذكرتها
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)
إذا هذه هي الشروط الواجب توفرها في العبد المؤمن حتى يكون من (عباد الرحمن) وبالتالي ينطبق عليه قوله تعالى
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
وعندها يكون كريما عند ربه وقريبا منه ربه ومجيبا له ربه
ولشرح هذه الشروط ماعليكم سوى الفهم الابتدائي للقراءة
أو مراجعة درر التفسير لهذه الآيات الكريمات
ولكي لا أطيل عليكم لم أذكر هنا تفاسير هذه الآيات لوجود التفاسير بين أيدينا جميعا
بالرغم أن قراءتها لاتحتاج لذكر تفاصيل المفسرين
فهي آيات سلسة يستطيع فهمها أي انسان عادي
وفي هذه الآيات يعلمنا فيها ربنا كيف نكون مقربين؟؟
مستجابي الدعاء؟؟
والذي شجعني أن أربط الموضعين مع بعضهما ليس فقط كلمة (عباد) لوحدها الموجودة قي الآيتين
لكن أنظروا معي للآية الأخيره من سورة الفرقان التي يحثنا الله فيها على الدعاء؟؟ فتكون الآيه جاءت بمكانها
بالرغم أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن شروط وصفات عباد الرحمن
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)
لقد كان يتحدث في الآيات التي قبلها عن صفات عباد الرحمن؟؟
فلو سألنا أنفسنا لماذا جاءت هذه الآيه بعد الآيات السابقات؟؟؟
لكان الجواب بالعودة إلى آية البقرة؟؟ 186 المذكورة في بداية الموضوع عندها سنرى الترابط الوثيق بين الموضعين من القرآن العظيم
ونصيحة أخيرة لي ولكم
من أحب يكون مقربا من الله مستجاب دعاؤه ماعليه إلا أن يطبق هذه الشروط على نفسه
واعلموا أنه لايعبأ بنا ربنا لولا دعائنا
مهما قدمنا من صالح الأعمال الأخرى على ضرورتها؟؟؟
اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
واجعلنا من عبادك المخلصين
واجعلنا ممن يقول ويفعل؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله
سليمان داود الضاحي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عماد]ــــــــ[04 Jun 2004, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي سليمان، ووفقك فيما تطرحه من موضوعات في هذا الملتقى الطيب، وجزاك خير الجزاء، وزادك من فضله وعلمه0 فأنت في الحقيقة ممن يستحق كل خير،
(ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
د. عماد
ــــــــــــــــــــــــــــ
وفوق كل ذي علم عليم
ـ[سليمان داود]ــــــــ[04 Jun 2004, 09:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الدكتور عماد
كلماتك أعتبرها وسام على صدري
وجعلتني أكثر حماسا" ونشاطا"
جزاك الله خير الجزاء على تشجيعك لي
تلميذكم
سليمان الضاحي(/)
مسألة للنقاش
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[02 Jun 2004, 01:44 م]ـ
مسألة: حكم العقد على أخت المطلقة طلاقاً بائناً حال العدة، وكذا الخامسة أثناء عدة الرابعة طلاقاً بائناً
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فلا خلاف في حرمة الجمع بين الأختين، وكذا الخامسة، وسواء كان ذلك حال وجود المرأة في عصمة زوجها، أم في طلاق رجعي، فالحكم واحد والأدلة على ذلك كثيرة ظاهرة في الكتاب والسنة، وإنما الخلاف فيمن تزوج بأخت المعتدة من طلاق بائن، أو زواجه بخامسة، الرابعة منهن في العدة بطلاق بائن أيضا، ويرجع هذا الخلاف إلى وجود الأدلة على حرمة الجمع بين الأختين والتي منها قوله تعالى ((حرمت عليكم أمهاتكم ..... )) إلى قوله تعالى ((وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف ... ))، وحديث أم حبيبة رضي الله عنها،والمخرج في الصحيحين، حينما قالت: (يا رسول الله أنكح أختي بنت أبي سفيان، قال: ((وتحبين))؟ قلت: نعم. لست لك بمخلية، وأحب من شاركني في خير أختي.فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك لايحل لي)) () وكذا الأدلة على حرمة الخامسة والتي منها قول الله تعالى في سورة النساء ((وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ..... ))، فصار في هذه المسألة قولان:
القول الأول: تعميم الحكم في هذه الأدلة على المطلقة طلاقاً بائناً و جعلها كالرجعية لايجوز لطليقها أن يتزوج أختها أو رابعة بعدها حتى تنتهي من العدة، وممن قال بهذا: علي رضي الله عنه، وزيد بن ثابت رضي الله عنه، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، والنخعي، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل، وأصحاب الرأي.
القول الثاني: قصر هذه الأدلة على الرجعية، ومن في العصمة،ومن أصحاب هذا القول: سعيد بن المسيب، والحسن، وعروة بن الزبير، وأبن أبي ليلى، والشافعي، وأبو ثور، وأبو عبيد، ورواية أخرى لعطاء وزيد، وقال ابن المنذر في هذا الرأي: ولا أحسبه إلا قول مالك وبه نقول.
الترجيح: المطلقة طلاقاً بائناً تختلف اختلافاً كلياً عن الرجعية، فالبائن:
1 - لاترث زوجها ولا يرثها في حال مات أحدهما قبل انتهاء العدة.
2 - لاحداد عليها فيما لو مات مطلقها أثناء العدة.
3 - لايحق لزوجها مراجعتها، وسواء قبلت أم لم تقبل، لا في عقد جديد،ولا بما مضى.
4 - لايحل لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام مطلقها.
5 - يحرم على مطلقها الخلوة بها.
6 - لايجوز أن تسافر مع مطلقها من غير محرم.
7 - ليس عليها لمطلقها حق القوامة.
8 - لايجب عليها طاعة مطلقها.
9 - يقام عليها مع مطلقها الحد فيما لو تواطأ على الزنا.
10 - يحرم عليها الخضوع بالقول لمطلقها.
11 - اختلف في مسألة السكنى والنفقة لغير الحامل , والذي يظهر الصواب في النفقة للحامل وعدمه مع السكنى لكليهما.
وبالجملة فالمرأة أصبحت أجنبية على مطلقها، مثلها مثل غيرها.
وعلى هذا يتبين قوة القول بجواز عقد المطلق على اخت طليقته أثناء العدة، وكذا العقد على خامسة قبل انقضاء عدة الرابعة البائن ().
قد يقوا قائل: وماذا تعمل بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة القائمة على تحريم الجمع بين الأختين؟!
فيجاب على هذا الإيراد بأن جميع روابط الزوجية انقطعت بمجرد بينونتها منه.
فإن قال: أليست تمكث مدة العدة كاملة لايحل لها أن تتزوج؟
قلت: مكثها هذه المدة استبراءً للرحم وتعبداً لله سبحانه وتعالى، ولا تمكث من أجل مطلقها عله أن يراجع نفسه في أمرها، ولذا جاز التعريض لها ولم يجز للرجعية، قال تعالى ((لاجناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم .... )) ().
فإن قال: ينتظر كما تنتظر.
قلت: ولما انتظاره وليس عليه عدة، ولافائدة مرجوة للطرف الآخر من هذا الانتظار.
فإن قال: ينتظر أسوة بانتظارها، حيث أنها لاترجو شيئاً من هذا الانتظار.
قلت: ليس كل حكم يكون على الزوجة يقابله حكما على الزوج.
وبعد: فهذه مسألة أضعها بين يدي الأخوة في هذا الملتقى المبارك للنقاش فيها لعلي أجد عند غيري علماً فيها ليس عندي، وقد حاولت استقصاء ما يمكن المداخلة عن طريقة أختصاراً للوقت وحفاظا على جهود الأخوة من طلبة العلم، مع أنني ضربة صفحاً عن بعض المناقشات التي لاتأثير لها في جريان الحكم على ما لمسته راجحاً في هذه المسالة، ومتى تبين لي خلاف ماترجح عندي فأنا إليه صائر والحق أحق أن يتبع.
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــ
1 - البخاري في كتاب النكاح، باب: وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف برقم 5107، ومسلم في كتاب الرضاع، باب تحريم الربيبة وأخت المرأة برقم 1449
2 - انظر المرجع التالية: الإفصاح 2/ 125،أحكام القرآن للجصاص 2/ 166 - 167، بدائع الصنائع 2/ 541، روضة الطالبين 5/ 459 - 460، التحقيق في مسائل الخلاف 9/ 40،الجامع لأحكام القرآن 5/ 78، الفقه الإسلامي وأدلته 7/ 164
3 - سورة البقرة،235
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 Jun 2004, 03:44 م]ـ
هذه المسألة اختلف فيها العلماء والخلاف مشهور
وقد ذكر شيخ الإسلام هذه المسألة في الفتاوى (32/ 73) وبين خلاف العلماء فيها ولم يرجح احد القولين
وما ذكرته من الفروق بين الرجعية والبائن هي صحيحة ولكن تبقى المسألة محل للنظر لأن البائن لها بعض الحقوق مثل:النفقة على الزوج المطلق، وهي معتدة له، ولا يجوز ان تتزوج قبل نهاية العدة، والأدلة عامة، والجمهور على التحريم، وحتى الرواية عن مالك ليست على الجزم بأنه قوله
وقد انكر سعيد بن المسيب على احد الملوك لما تزوج خامسة وقد طلق زوجته الرابعة طلاقا بائنا
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[16 Jun 2004, 08:57 م]ـ
الاخ المنهوم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأشكرك على تعقيبك، وكنت أتمنى لو أتيت بجديد وذلك لأستفيد أنا ومن يطلع على هذا الموضوع من رواد هذا الملتقى المبارك، وآمل من كل من لديه تعليق على هذا الموضوع أن يكون بعد بحث ومزيد نظر لكي يكون له أثر في أحد الرأيين، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبه أجمعين.
ـ[خالد الناصر]ــــــــ[20 Aug 2004, 08:05 م]ـ
أشكرك على هذه المسألة حيث استفتدت منها كثيرا، وأتمنى من الاخوه ممن لديه فضل علم المشاركة فيه وذلك لتكتمل الفائده ويحصل تلاقح المعلومات فيها لسيما وأنها قد تكون غريبة على بعض القراء من حديثي طلب العلم.
___________________________________
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[30 Jul 2005, 08:27 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعد وبعد: ففي يوم السبت الموافق 24/ 6/1426 كنت أقلب في صفحات فتاوى سماحة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله وقع بصري على هذه الفتوى وبما أنها توافق ما كتبته سابقاً أحببت أن اضيفها كاملةً لتكتمل الفائده، وإليكم السؤال وجواب الشيخ عليه:
السؤال: إذا طلق الرجل زوجته طلاقاً رجعياً أو بائناً، فهل يباح له خطبة أختها أو خامسةً من دون عقد؟
الجواب: الطلاق إذا كان رجعياً، فإنه بالإجماع لايجوز نكاح أختها أو نكاح خامسةٍ ما دامت في العدة، وإذا كان النكاح باطلاً محرماً بالإجماع، فالخطبةُ كذلك حرام، لأن الخطبة سعي في هذا النكاح المحرم، بل أعظم مساعيه، ووسائل المحرمات كلها محرمه، فكل أنثى لايحل نكاحها لايحل خطبتها إلا ما استثنى الله تعالى، وهي المتوفى عنها زوجها، ومثلها البائن، فإن الله أباح التعريض فقط، وأما التصريح فلا، ويوجد في بعض فتاوى المشايخ المطبوعة طبع الشيوخ جواز خطبة أخت مطلقته، وهذا وهم ظاهر لا مستند له، ومخالف للأدلة الشرعية ولكلام الفقهاء، فكل المحرمات في النكاح، سواء كان تحريمها مؤبدا أو إلى أمد لاتحل خطبتها،وتتبع سائ المحرمات تجدها كذلك، وأما إذا كان الطلاق بائناً، بأن كان على عوض، أو في نكاح فاسد، أو كان آخر ثلاث تطلقات، فالخلاف في هذا مشهور المذهب عند المتأخرين أنه لايجوز نكاح أختها أو خامسة ما دامت في العده، فعلى هذا تحرم خطبتها، والرواية الثانية عن أحمد وهو مذهب كثير من أهل العلم، واختاره شيخ الإسلام جواز نكاح خامسة في عدة البائن على عوض أو نكاح فاسد، أو آخر ثلاث تليقات، وهو الصحيح لعموم الأدلة، ولعدم أمر الشارع بذلك، وليس حكمهم حكم الزوجات بخلاف الرجعيه، ومثل ذلك نكاح أختها، فإذا جاز النكاح، فالخطبة من باب أولى، ولكن كثير من الناس يظنون أن اختيار شيخ الإسلام في المبتوتة ثلاثاً بلفظ واحد أنه يجوز له نكاح خامسة في عدتها، وهذا غلط فاحش، فإن شيخ الإسلام يرى أن المبتوتة ثلاثاً بكلمة واحدة، أو كلمات قبل الرجعة أنها واحدة له الرجوع بها، فعلى قوله وعلى المذهب المطلقة ثلاثاً باللفظ الواحد لايجوز في عدتها نكاح خامسة ولا أختها، والخطبة تابعة لجواز النكاح أو لعدمه على نكاحه،
انظر المجموعة الكاملة لمؤلفات بن سعدي رحمه الله: الفتاوى ص 352/ 353(/)
سؤال أرجو الإجابة عليه
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[02 Jun 2004, 02:17 م]ـ
ما هو الفرق بين كلمتي: (سنابل) و (سنبلات) في قوله تعالى في سورة البقرة:
(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) آية/261
وفي قوله تعالى في سورة يوسف: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) آية/43؟
خالد- طالب علم
ـــــــــــ
وقل رب زدني علما
ـ[المنهوم]ــــــــ[02 Jun 2004, 06:58 م]ـ
الجواب:
أن آية البقرة مبنية على ما اعد الله للمنفق في سبيله وما يضاعف له من أجر إنفاقه إن ذلك ينتهي إلى سبعمائة ضعف. وقد يزاد له في الأجر والمضاعفه
فبناء هذه الآية على التكثير وهو من ابنة الجموع للتكثير
وأما آية يوسف:
فإنما بناؤها على إخبار الملك عن رؤياه سبع سنبلات فلا طريق للكثرة والقلة لأنه إخبار برؤيا
وهوقليل لأن ما دون العشرة قليل
كتاب (ملاك التأويل) الغرناطي 1/ 275 بتصرف يسير
ـ[خالد- طالب علم]ــــــــ[03 Jun 2004, 12:26 ص]ـ
شكرًا لك على هذه الإجابة، ولكن أطمع بمزيد من التوضيح لو سمحت
هل المقصود بالسنابل السبع في آية البقرة: أنها سبع سنابل كثيرة، وبالسنبلات السبع الخضر أنها سبع سنبلات قليلة؟ أم المقصود أن الأولى هي سبع سنابل كبيرة، وأنها في الثانية سبع سنبلات صغيرات؟
وإن لم يكن هذا ولا ذاك، فكيف جاز في تمييز العدد (7) أن يكون مرة كثيرًا، ومرة أخرى قليلا؟
ولك الشكر الجزيل0
خالد- طالب علم
ـــــــــــــــــــــــــــ
وقل رب زدني علما
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 Jun 2004, 03:29 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ / خالد
ولعلك تتمعن يا أخي في مضاعفت السبع السنابل التي في اجر المنفق فهي حبة ينتج عنها سبع سنابل والسبع في كل واحدة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء
وأما السنبلات فليس فيها مضاعفه بل هي سبع كما اخبر الملك في رؤياه
ـ[د. عماد]ــــــــ[04 Jun 2004, 05:04 م]ـ
السلام عليكما وعلى كل الإخوة الطيبين في هذا الملتقى العلمي المبارك ورحمة الله.
1 - أريد أن أصحح شيئًا هنا وهو ما جاء في اللمسة البيانية (5) من أن الدكتور فاضل السامرائي حفظه الله قال: (معدودة جمع كثرة) 0 والحقيقة أنه لم يقل ذلك وإنما قال: (معدودة يدل على الكثرة) 0 والخطأ من الذي نقل عنه ذلك0
2 - ما ذكرته أخي المنهوم من جواب على سؤال الأخ خالد كان قد أجاب بمثله فضيلة الدكتور فاضل السامرائي على سؤال وجه إليه0 وهذا هو السؤال وجوابه:
66 - ما الفرق بين كلمتي (سنبلات) و (سنابل) في القرآن الكريم وكلاهما جمع؟
سنابل جمع كثرة وقد استخدمت هذه الكلمة في سورة البقرة (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {261} 0 والحديث في السورة عن مضاعفة ثواب المنفق في سبيل الله لذا ناسب السياق أن يُؤتى بجمع الكثرة (سنابل) 0
أما كلمة سنبلات كما وردت في سورة يوسف (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {43} 0 فهي تدلّ على جمع قَلّة والسياق في سورة يوسف في المنام وما رآه الملك فناسب أن يُؤتى بجمع القلة (سنبلات).
2 - وفي هذه المسألة قال الزمخشري في الكشاف عند تفسير قوله تعالى (سبع سنابل): " فإن قلت: هلا قيل: (سبع سنبلات) على حقه من التمييز لجمع القلة، كما قال: (سبع سنبلات)؟
قلت: هذا لما قدَّمت عند قوله: (ثلاثة قروء) من وقوع أمثلة الجمع متعاورة مواقعها "
2 - ونقل أبو حيان في البحر كلام الزمخشري السابق، ثم علق عليه بقوله:" جعل هذا من باب الاتساع، ووقوع أحد الجمعين موقع الآخر على سبيل المجاز؛ إذ كان حقه أن يميز بأقل الجمع؛ لأن السبع من أقل العدد0
وهذا الذي قاله الزمخشري ليس على إطلاقه0 فتقول: جمع السلامة بالواو والنون، أو بالألف والتاء، لا يميز به من ثلاثة إلى عشرة إلا إذا لم يكن لذلك المفرد جمع غير هذا الجمع، أو جاور ما أهمل فيه هذا الجمع، وإن كان المجاور لم يهمل فيه هذا الجمع0
فمثال ذلك: قوله تعالى: (سبع سموات) 0 فلم يجمع (سماء) سوى هذا الجمع0 وقوله تعالى: (سبع بقرات) و (تسع آيات) وخمس صلوات؛ لأن البقرة والآية والصلاة، ليس لها سوى هذا الجمع، ولم تجمع على غيره0
ومثال الثاني: قوله تعالى: (سبع سنبلات خضر) 0 لمَّا عطف على: (سبع بقرات)، وجاوره، حسن فيه جمعه بالألف والتاء0 ولو كان لم يعطف، ولم يجاور لكان: (سبع سنابل خضر) - كما في هذه الآية (آية البقرة) 0
ولذلك إذا عرِّيَ عن المجاور، جاء على (جمع التكسير) في الأكثر، والأولى، وإن كان يجمع بالألف والتاء0 مثال ذلك قوله تعالى: (سبع طرائق) و (سبع ليال) 0 ولم يقل: سبع طريقات، وسبع ليلات، وإن كان جائزًا في جمع (طريقة) و (ليلة) 0
وقوله تعالى: (عشرة مساكين)، وإن كان جائزًا في جمعه أن يكون جمع سلامة، فتقول: مسكينون ومسكينين "0
وانتهى أبو حيان إلى القول:" وتحصل من هذا الذي قررناه أن قوله: (سبع سنابل) جاء على ما تقرر في العربية من كونه جمعًا متناهيًا، وأن قوله: (سبع سنبلات) إنما جاز، لأجل مشاكلة: (سبع بقرات) ومجاورته0 فليس استعذار الزمخشري بصحيح "
**********
تفسير البحر المحيط لأبي حيان بتصرف
د0 عماد
ــــــــــــــــــــ
وفوق كل ذي علم عليم(/)
هل من عالم بالتفسير يطلب عليه هذا العلم في الرياض او القصيم او قريبا منها؟
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[02 Jun 2004, 02:50 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[رشدي الغدير]ــــــــ[03 Jun 2004, 08:55 ص]ـ
زيد العنزي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى منك ان تبين لنا يا اخ زيد ماذا تقصد وما هو سؤالك بارك الله فيك.
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[05 Jun 2004, 12:24 ص]ـ
اقصد بارك الله فيك اني ابحث عن عالم في التفسير حتى اطلب التفسير عليه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2004, 02:23 م]ـ
أولاً: أحيي فيك هذه الهمة واسأل الله لك مزيداً من التوفيق.
وبالنسبة لطلبك فإني لا أعلم شخصياً عالماً تفرغ لتدريس التفسير , وقد اشرت إلى هذا في مقالة لي في شبكة التفسير بعنوان: من يحمل هم التفسير. لكن هناك دروس منتشرة في التفسير وأصوله بحمد الله لطلاب العلم لعلك تسأل عنها مكاتب الدعوة في المكان القريب منك , ليتسنى لك حضورها.
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 Jun 2004, 03:39 م]ـ
إلى الإخوة الشيوخ:
لا أكتمك سرا أن لي وجهة نظر في زماننا هذا في إطلاق كلمة المفسر من منظور اصطلاحي
فإني مع أسفي الشديد وأرجو أن أكون مخطئا لا أعلم في زماننا هذا من يصح أن يطلق عليه اسم مفسر متى ما أعملنا شروط المفسرين
وحتى أكون واقعيا ولا أتهم بالتسرع مع أن هذه الفكرة ليست ةليدة الساعة وليس هذا الرأي مبنيا على عدم مخالطة بالعلماء أو عدم قراءة لكتبهم ولكن هذا هو واقعنا فيما أرى
وفي نظري أن إطلاق فقيه أو لغوي أو عالم عقيدة مع صعوبته أخف بمراحل من إطلاق لفظ مفسر على شيخ في زماننا
كيف نقول لشخص مفسر وهو لايستحضر معاني القرآن بعامة وليس معرفة الخلاف فيه بل تعطيه آية ليفسرها فيغدو ويروح ثم لا يأتي بجديد حتى يرجع إلى معناها عند المفسرين مع أن المفترض لمن كان مفسرا أن يلم بأقل القليل بمعاني الآيات
من المفترض في المفسر أن يكون عالما بالقراءات بل هي من أهم العلوم بالنسبة له ومع هذا كم من المفسرين المشتغلين بالتفسير يجيدون علم القراءات فضلا عن الإجازة فيه، ومن عجيب ما مر علي شيخ يشار إليه في علم التفسير عرض عليه تفسير لآية فرده وقال ليس هذا بصحيح فقيل له إنه قول فلان وفلان من السلف وترجيح لبعض المحققين فقال كل يؤخذ من قوله ويرد ولو كان يعلم هذا الشيخ أن هذا التفسير بناء على قراء سبعية لحمزة لما أعيته المسألة
فضلا عن علم الفواصل وأهميته للمفسر
وأما أحكام الفقه فلا حول ولا قوة إلا بالله فهذا مما يحيى المواجع في نفسي كيف يكون مفسرا من لا يحفظ مذهبا من المذاهب وأحسن فيه وعرف أقوال إمامه وكيف سيفسر آيات المواريث وآيات الحدود والنفقات وأحكام الطلاق من لا يحسنها
وأما علوم اللغة والبلاغة والبديع وأشعار العرب فليت شعري ما أقول فيها؟ ماذا أقول لمفسر أكثر محفوظات من أشعار العرب لا يتجاوز المائة بيت؟!
كيف نطلق لفظ مفسر وهذا الشيخ ما أكمل من كتب التفسير إلا كتابين أو ثلاثة أو أربعة أين هم أولئك العلماء الذين
قرؤوا مئات التفاسير قبل أن يتسودوا بله ويؤلفوا
ليس المفسر من يجمع كتب التفسير ثم ينقل كل يحسن هذا غالبا إنما المفسر من إذا تكلم في كل آية كما الكتب بين عينيه
قد يقول قائل: شروطك هذه لو أعملناها في كل العلوم لما بقي فن له عالمه؟؟!!!
أقول إن هذا فيه قدر كبير من الصحة ولكن فن التفسير أرى أنه أقل فن اهتم به أهله فضلا عن من ليسوا من أهله
أرجو أن لا تهجموا على أخيكم بعد هذا الكلام وأعلم أن فيكم من سيقوا إنك مبالغ ولكن هي والله مواجع في الفؤاد وأرى التقصير من المتصدرين في طلب العلم والاستزادة منه
وعلى كل فقولوا ما شئتم فالأذن سامعة والقلب منشرح ما دام الكلام بعلم وحلم
أخوكم: المقرئ
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[06 Jun 2004, 06:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
انا كنت اقصد شيخا اذهب اليه واطلب منه درسا خاصا نبدا فيه بداية منهجية واستفيد من علمه وتوجيهاته في هذا العلم حتى تتضح معالمه ويسهل سلوكه على بصيرة
والا فاعلم ان هناك دروس في التفسير اغلبها في ظني تعليقات عامة واظن ان سماع الأشرطة قد استفيد منه اكثر
الا ما قال لي بعض الاخوة من درس للشيخ الطيار فلو بين احد الأخوة كيفية الدرس ومتى يبدا واين توقف وفي اي كتاب
والسلام عليكم(/)
سؤال من باحث بريطاني: ماذا تعرف عن مخطوط القرآن العثماني بمسجد الحسين؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 Jun 2004, 05:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
أحد الباحثين البريطانيين المسلمين، د. سيف الله (أبو أسد)، من جامعة كامبريدج، طلب مني أن أسأل الأخوة الذين لديهم أي معلومات عن مخطوط القرآن الكريم بمسجد الحسين بالقاهرة أو يعرفون أي كتب تحدثت عن هذا المخطوط أن يوافوه بالمعلومات عن تاريخ هذا المخطوط الذي تم تحديده من خلال العمر الكربوني و شكل الخط و نوع مادة المخطوط ... إلخ .. و كذلك اسماء أي كتب تحدثت عنه (مع ذكر دار النشر بالطبع) ليسهل له شراء الكتب المقترحة.
و هو أيضاً لديه سؤال عن كتاب د. صلاح الدين المنجد "تاريخ الخط العربي"، هل في هذا الكتاب ما يفيد موضوعه عن مخطوط الحسين؟؟ و عن عمل د. سعاد ماهر في تحديد العمر الكربوني لهذا المخطوط؟
أرجو ألا أكون أثقلت على الأخوة و لكم جزيل الشكر مقدماً:)
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/hussein.html
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 Jun 2004, 09:42 م]ـ
سألت القارئ د. أيمن سويد حفظه الله عنه، فقال: هو قديم لكن على الأغلب ليس هو أحد المصاحف العثمانية، بسبب دوران زوايا الأحرف، والخط الكوفي في عصر سيدنا عثمان كانت زوايا الأحرف فيه أكثر حدة.
لكنه يرجح أنه يعود إلى أواخر القرن الأول أو الثاني.
ـ[موراني]ــــــــ[02 Jun 2004, 10:15 م]ـ
أنظر هذا الرابط بالصور
http://www.islamic-awareness.org/Quran/Text/Mss/hussein.html
موراني
ـ[موراني]ــــــــ[02 Jun 2004, 10:24 م]ـ
انني أعتذر من أعماق قلبي .................
الرابط موجود أعلاه ..............
أنا آسف
لكم تقديري
موراني
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[28 Apr 2008, 06:27 م]ـ
د. هشام
بارك الله بك. هل لك معرفة بالدكتور سيف الله؟ موقعه جميل جدا لكني أقترح ترجمته للعربية لأن غالب العرب لا يعرف كيف الرد على المستشرقين
كما أنصحه بنشر أبحاث الدكتور أعظمي فهي بالإنكليزية وبالشكل الأكادمي الذي يرد على المستشرقين
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[28 Apr 2008, 06:50 م]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8463
وتفضل الدكتور أنمار بذكر إجابة السؤال نقلا عن الدكتور أيمن السويد:
سألت القارئ د. أيمن سويد حفظه الله عنه، فقال: هو قديم لكن على الأغلب ليس هو أحد المصاحف العثمانية، بسبب دوران زوايا الأحرف، والخط الكوفي في عصر سيدنا عثمان كانت زوايا الأحرف فيه أكثر حدة.
لكنه يرجح أنه يعود إلى أواخر القرن الأول أو الثاني.(/)
مصدقا بكلمة من الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 Jun 2004, 09:38 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
ولادة طفل من غير أب لم تحدث قبل عيسى عليه السلام، فهي ميلاد معجز على غيرما عرفه البشر، فخبر مثل هذا إذا ألقي على السامع فإنه يقابل بالتكذيب وقد يوصف الخبر على أنه إشاعة، فكان من الحكمة أن تسبق ولادة المسيح آية تعبر عن حالة قريبة الشبه بحالة ميلاد عيسى عليه السلام حتى إذا ولد المسيح لن يقابل السامع الخبر باستغراب.
فمن الحكمة أن تتحقق هذه الآية في قريب للمسيح وفي نفس البيت الذي نشأت فيه أمه مريم عليها السلام، وأشبه حالة لحالة ولادة المسيح هي أن تلد العاقر وبعد سن اليأس وتكون بلغت من العمر عتيا
وزوجها كذلك يجب أن يكون بلغ من العمر عتيا، فهذه هي أنسب وأحكم حالة ولادة لحالة ولادة عيسى عليه السلام.
فإذا تحققت هذه الآية قبل ميلاد المسيح فإن من يسمع خبر ولادة المسيح بعد ذلك ستجعله الآية الأولى يصدق ولادة المسيح من عذراء دون أب، فالسامع إن أحال خبر حالة ولادة المسيح إلى عقله فسيستنتج أن بركة الله قد حلت في هذا البيت وأن الله قد اصطفى أهله لإبراز قدرته.
إذن فولادة يحيى عليه السلام آية تجعل من يسمع آية ولادة عيسى يصدقها، وهذا يفسر لنا قوله تعالى عن يحيى: (مصدقا بكلمة من الله).
وتعالوا نتفكر في المثل الذي ضربه الله في بيت زكريا.
زكريا كفل مريم عليهما السلام، فإذا أراد الله أن ينعم على أهل ذلك البيت فمن الحكمة أن ينعم أولا على من هو أحوج لتلك النعمة، وزكريا أحوج إلى الولد أكثرمن مريم لأنه شيخ كبير، فليس من الحكمة أن يهب الله الولد لمن لم يخطر على باله الولد قبل المحتاج للولد.
فكيف يسأل زكريا ربه الولد وهو شيخ كبير وامرأته كذلك وعاقر؟
زكريا يعلم أن الله على كل شيء قدير ويعلم أن سنن الله لا تتبدل،
ومن ضمن هذه السنن التي لا تتبدل مسألة عدم إنجاب الولد إذا بلغ الوالدان الشيخوخة وعدم ولادة العاقر.
لكن الله تعالى قد يخرق الناموس لمن شاء من عباده لحكمة يريدها الله. فزكريا عليه السلام رأى آية أيقن منها أن الله أذن له أن يسأله أن يرزقه ولدا.
ما هي الآية التي رآها زكريا؟
لقد دخل على مريم عليها السلام فوجد عندها رزقا، لقد رآى فاكهة الصيف عند مريم في فصل الشتاء، فإذا كانت شجرة التين تنتج التين في فصل الصيف وها هي قد أنتجت تينا بعد أن فات أوان الإنتاج، فإن الله قادر أن يجعل الإنسان ينجب بعد أن فات أوان الإنجاب، فوجد زكريا أنه هو ذلك الإنسان الذي فات أوان إنجابه الولد،
فدعا ربه فاستجاب له.
يتبع
ـ[أبو علي]ــــــــ[03 Jun 2004, 09:40 ص]ـ
علمنا أن قوله تعالى عن يحيى: (مصدقا بكلمة من الله) لا تعني فقط أن يحيى عليه السلام كان يعظ الناس و يدعوهم لتصديق المسيح عليه السلام وإنما الحدث نفسه (ميلاد يحيى) مصدق بكلمة من الله
(المسيح عليه السلام)، ولكي يكون كذلك فإن الحكمة تتطلب أن يكون فيهما تشابه وأن يضرب الله يحيى مثلا لتفسير المثل الذي ضرب به المسيح.
فأما التشابه: فهما ولدا ميلادا لم يسبقهما فيه أحد من العالمين.
وصف عيسى في القرآن ب (غلاما زكيا)، ووصف يحيى ب (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا)، إذن لقد زكاهما الله فعصمهما من الذنوب،
ومن يعصم من الذنوب فإنه يعيش حياة أمن وسلام، فالذي يقترف الذنوب لا يعيش حياة سلام بل يعيش في قلق وعذاب الضمير فلا ينام قرير العين،، فهل الذي يعيش في عذاب ذهني يقال عنه إنه يعيش حياة سلام وأمن؟ كلا. أما الذي لم يقترف ذنبا فضميره مرتاح ينام قرير العين يحيى حياة سلام وأمن مع نفسه ومع مجتمعه والأهم من ذلك مع الله، فإذا جاءه الموت وهو لم يذنب قط ذنبا يندم عليه فإنه سيموت بضمير مرتاح راض عن نفسه أما الذي أذنب فإن المعصية ستفزعه عند الموت ويندم أشد الندم على ما اقترفت يداه فيواجه الموت وهو في رعب وعذاب نفسي، فمثل هذا لا يقال عنه (سلام عليه يوم يموت).
والمؤمن الذي لم يذنب قط يوم يبعث فإنه سيكون في سلام وطمأنينة مع نفسه لا يجد معصية تقلق باله وتفزعه من لقاء الله فهذا يصح أن يقال عنه (السلام عليه يوم يبعث حيا) أما الكافر فسيقول يا ليتني كنت ترابا.
إذن فقوله تعالى (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)
يعتبر نتيجة طبيعية لمن قال الله فيه ((وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا)، أي أن نتيجة (التزكية والتقوى) هي الأمن والسلام).
أية حالة تستحق أن تسمى حياة؟ هل هي حالة الخوف والرعب أم هي حالة الأمن والسلام؟
لا شك أن الذي يعيش في سلام هو الأحق أن يقال عنه أنه (يحيى) حياة طيبة كلها سلام وأمن، وابن زكريا عليه السلام أحق أن يسمى (يحيى) فهو ذرية طيبة يحيى حياة سلام في الدنيا والآخرة.
وسمي ب (يحيى) لأن الله أحيى خاصية الإنجاب في والديه.
وهل لإسم (يحيى) علاقة بالمثل الذي ضربه الله في المسيح؟
نعم، فالله ضرب المسيح مثلا للإيمان بالحياة الأخرى، و (يحيى) إسم وفعل ضرب مثلا وطبق تصديقا ب (الحياة الأخرى).
والمسيح عليه السلام (روح)، وبالروح (يحيى) المخلوق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 Aug 2004, 10:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعود لأتابع الموضوع.
فهمنا مما سبق أن الله ضرب بعيسى (الروح) و (يحيى) عليهما السلام المثل لارتباط (الروح) ب (الحياة)، فالروح يستدل على وجودها بالحياة، فمادام الإنسان فيه حياة فالروح مازالت فيه,
إذن فخير مثل يستدل به على وجود (الروح) عيسى هو وجود حياة (يحيى).
ننتقل بعد ذلك إلى بيان قوله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
سأعود قريبا إن شاء الله تعالى.(/)
الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[03 Jun 2004, 10:29 م]ـ
الأبحاث الصوتية ... (في الأَصْوَاتِ المُشْتَرَكَةِ)
النَّشيشُ صَوْتُ غَليانِ القِدْرِ والشَرابِ
الرَّنِينُ صَوْتُ الثَّكْلَى والقَوْس
ِ
القَصِيفُ صَوْتُ الرَّعْدِ والبَحْرِ وهَدِيرُ الفَحْل
ِ
النَقِيقُ صَوْتُ الدَّجَاجِ والضِّفْدَع
ِ
الجَرْجَرَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الفَحْلِ وَحِكَايَةُ صَوْتِ جَرْعِ المَاء
َ
القَعْقَعَةُ صَوْت السِّلاَح والجِلْدِ اليَابسِ والقِرْطَاس
ِ
الغَرْغَرَةُ صَوْتُ غَلَيَانِ القِدْرِ وَتَرَدُّدُ النَّفَسِ في صَدْرِ الْمُحْتَضَر
ِ
العَجِيجُ صَوْتُ الرَّعْدِ والحَجِيجِ والنِّسَاءَ والشَّاء
َ
الزَّفِيرُ صَوْتُ النَارِ والحِمارِ والمَكْرُوبِ إذا امْتَلأ صَدْرُهُ غَمّاً فزَفرَ بِه
ِ
الخَشْخَشَةُ والشَّخْشَخَةُ صَوْتُ حَركَةِ القِرْطَاسِ والثَّوْبِ الجَدِيدِ والدِّرْع
ِ
الصّهْصَلِقُ الصَّوْتُ الشّدِيدُ للمَرْأةِ والرَعْدِ والفَرَس
ِ
الجَلْجَلَةُ صَوْتُ السَّبُعِ والرَّعْدِ وحَرَكَةُ الجَلاَجِل
ِ
الحَفِيفُ صَوْتُ حَرَكَةِ الأغْصَانِ وجَناحِ الطَّائِرِ وحرَكَةُ الحَيَّة
ِ
الصَّلِيل والصَّلْصَلَةُ صَوْتُ الحَدِيدِ واللِّجَام والسَّيْفِ والدَّرَاهِمِ والمَسَامِير
ِ
الطَّنِينُ صَوْتُ الذُّباب والبَعُوضِ والطُّنْبُور
ِ
الأَطِيطُ صوتُ النَّاقَةِ والجَمَلِ والرَّجُلِ إذا أثْقَلَهُ ما عَلَيْه
ِ
الصَّرِيرُ صَوْتُ القَلمِ والسَّرِيرِ والطِّسْتِ والبَابِ والنَّعْل
ِ
الصّرْصَرَةُ صَوْتُ البَازِي والبَطِّ والأَخْطَب
ِ
الدَّوِيُّ صَوْتُ النَّحْلِ والأذُنِ والمَطَرِ والرَعْد
ِ
الإنْقَاضُ صَوْتُ الدَجَاجَةِ والفُروجِ والرَّحْل والمِحْجَمَةِ (إذا شَدَّها الحجَّامُ
بمَصِّهِ)
التَّغْريدُ صَوْتُ المُغَفي والحَادِي والطَّائِرِ (وكلُّ صَائِتٍ طرِب الصَّوتِ فهو
غَرِد)
الزَّمْزَمَةُ والزَّهْزَمَةُ صَوْتُ الرَّعْدِ ولَهَبِ النَّارِ وحِكَايَة صَوْتِ المَجَوسِيِّ إذا
تَكَلَّفَ الكَلامَ وهو مُطْبِقٌ فَمَه
ُ
الصَّئِيُّ صَوْتُ الفِيلِ والخِنْزِيرِ والفأرِ واليَرْبُوعِ والعَقْرَبِ.
فقه اللغة للثعالبي(/)
سؤال أبحث عن إجابته بارك الله فيكم
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[04 Jun 2004, 08:56 م]ـ
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا إلا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل
وقد أورد الإمام البغوي و الطبري في تفسيرهما قصة أصحاب الأخدود ومن بين الروايات المذكورة
فَجَاءَتْ اِمْرَأَة مَعَهَا صَبِيّ لَهَا , قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتْ تَقْتَحِم وَجَدَتْ حَرّ النَّار , فَنَكَصَتْ , قَالَ: فَقَالَ لَهَا صَبِيّهَا يَا أُمَّاهُ , اِمْضِي فَإِنَّك عَلَى الْحَقّ , فَاقْتَحَمَتْ فِي النَّار "
فكيف نجمع بين الحديث و القصة المذكورة في التفسير
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 Jun 2004, 09:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
هل مذكور في قصة أصحاب الأخدود أن الصبي كان في المهد؟؟
و هل القصة صحيحة من ناحية الرواية؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jun 2004, 10:44 م]ـ
ذكر الحافظ بن حجر في فتح الباري هذا الإشكال وأجاب عنه بعدة أجوبة.
ومنها ما ذكره القرطبي بقوله: (ولا معارضة بين هذا وبين قوله عليه السلام (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة) بالحصر؛ فإنه أخبر بما كان في علمه مما أوحى إليه في تلك الحال ثم بعد هذا أعلمه الله تعالى بما شاء من ذلك فأخبر به.)
وقد ذكر الألوسي أن الذين تكلموا في المهد أحد عشر وجمعهم في أبيات منظومة يرجع إليها في تفسيره عند ذكره للخلاف في شاهد يوسف (وشهد شاهد من أهلها).
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[05 Jun 2004, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ(/)
أسماء الرجال في القرآن (أسماء تليق بأصحابها)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[05 Jun 2004, 12:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أقدم اليوم موضوعا أعتبره بالنسبة لي فتحا من السميع العليم
وأتمنى أن ينال اعجابكم ليس بي؟؟؟
بل يزداد اعجابكم عجبا" بالقرآن العظيم
ودقة كلماته أو الأسماء التي ذكرت بالقرآن العظيم
وموضوعي اليوم ليس عن كل الأسماء الوارده في القرآن لأن هذا الأمر يحتاج الى مئات الحلقات البحثيه لأن القرآن ملئ بالأسماء كأسماء الله الحسنى وأسماء الملائكه وأسماء سور القرآن 0000 الخ
فقط سأتحدث عن أسماء الرجال في القرآن؟؟؟
وقبل أن أبدأ البحث لابد من مقدمة
كم مره وقفنا في طابور ونودي علينا بالأسماء
فلان الفلاني؟؟ ولاشعوريا" يذهب بصرنا الى فلان هذا
لماذا؟؟؟
هل هو حب التعرف
أم شئ آخر؟؟
أخوتي الأعزاء ان أول مايتبادر لذهني وذهنك عندما نسمع
السيد جمال أو السيدة جميله؟؟
أنهم جميلين حقا"؟؟؟
فتطير أبصارنا الى تلك الجميله فربما يكون الأسم مطابقا على المسمى فنقول سبحان الخالق فنكسب النظرة الأولىالمسموحة لنا
ونكسب تسبيحة لاشعوريه لخير الخالقين
لكننا نصاب بخيبة الأمل عندما نراها قبيحة المنظر
والأسم لايليق على المسمى؟؟؟
من هنا أبدأ؟؟؟
هذه الأسماء يا أخوتي آباؤنا أطلقها علينا جزاهم الله خيرا
واختاروا لنا أسماء يحبونها أو يتمنوا أن تكون ظلا" لنا؟؟؟
فهذا الرجل يدعى شجاع؟؟
لكنه للأسف يخاف من الصرصار
وذاك أسمه وسيم لكنه للأسف ليس وسيما
وهذا أسمه كريم وتراه يحسب حساب كل فلس ينفقه
وهكذا00000 الخ
وسمعت يوما قولا رائعا" هو ما جعلني أتأمل
(لكل أسم من صاحبه نصيب؟؟)
عندها قلت في نفسي أن خير من يطلق الأسماء وتكون مطابقة لأصحابها هو صانع هذه الأسماء؟؟ الخالق
00
وتذكرت في القرآن أن مولانا قد أطلق أسم يحيى على ابن زكريا؟؟
فقلت لابد أن يكون الأسم مطابقا للمسمى؟؟
وفعلا 000 فقد مات يحيى شهيدا"
ومن قال عنه رب العالمين يحيى لابد أن تدوم حياته؟؟
لذلك أنطبق عليه قوله عز وجل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا" بل أحياء؟؟؟ عند ربهم يرزقون
واستطرد فكري ليس بهذا الأسم فقط؟؟
بل بكل أسم ذكر في القرآن العظيم
أوليس هذا الكتاب لا يأتيه الباطل؟؟
والأمر الثاني الذي شجعني على ذلك
أن القرأن مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق آدم
وتأملت أسم آدم فهو مشتق من أديم الأرض
وتأملت اسم أحمد أو محمد فهو مشتق من الحمد
وتأملت أسم أبو لهب؟؟؟ الوارد في القرآن وتساءلت
لماذا رب العالمين لم يقل أسمه صراحة كما هو (عبد العزى)
فوجدت أن هذا لا يجوز؟؟
لأنه سيكون اعترافا" من الله بأن العزى تعبد؟؟ بمجرد أن يقول عبد العزى
لذلك استبدلها بما يليق به (أبو لهب)
كونه كان وجهه أحمرا مثل اللهب
وكونه سيصلى نارا" ذات لهب؟؟؟؟ فهو أبا لهب
ولو قمنا بجولة حول الأسماء المذكورة في القرآن لوجدناها فعلا (أسم على مسمى)
فمثلا" فرعون؟؟؟ هو مشتق من الفرعنه والكبر والعياذ بالله
والتسلط على الناس؟؟؟
لكن الذي جعلني لا أتوسع في البحث حاليا هي الأسماء التي لا أعرف معناها؟؟؟
فمثلا المسيح لأنه كان يمسح على الأعمى والأبرص فيشفى
لكنني لم أعرف معنى اسمه (عيسى) لأن معناه يجب الرجوع اليه الى اللغة السرياليه أو اللغات الأخرى كأسم ابراهيم أو اسماعيل أو موسى000الخ
لكنني على ثقة مئه بالمئه أنها بعد الترجمة ستكون مطابقة لأصحابها؟؟؟
أما الأسماء العربيه فأمرها واضح
فلو نظرنا الى (زيدا")
فعلا انه زيدا" فقد زاده الله شرفا" بعد أن سحب منه شرفا" أقل؟؟
فعندما ألغي نسبه (زيد ابن محمد)
زاده الله شرفا" رفيعا" وذكر أسمه في آية تتلى
ألسنا نقرأ أسمه في صلاتنا وقيامنا؟؟؟؟ أيهما أزود؟؟؟؟ أن تكون ابن محمد صلى الله عليه وسلم أم يذكر أسمك في القرآن؟؟
وأدعوا من عنده علم بترجمة الأسماء الغير عربيه
الوارده في القرآن أن يضيفها على الموضوع وجزاكم الله خيرا" لما فيه خدمة لقرآننا العظيم
أو يراسلني على هذا الايميل
Soliman658@hotmail.com
وجزاكم الله خيرا
سليمان داود الضاحي
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 Jun 2004, 03:41 م]ـ
بسم الله. . .
اسم إسماعيل أصله عبراني و يعني "الله يسمع". . . قرأتها في أحد الكتب منذ زمن و الله أعلم.
ـ[المنهوم]ــــــــ[05 Jun 2004, 05:57 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك ظنك هذا واستنباطك لمعاني الأسماء وأن لها معنى على من سميت به
هذا يصح وينطبق على الأسماء التي سماها الله بنفسه كعيسى ويحي وغيرها ممن سماه الله بنفسه
وأما الأسماء التي وردت في القران كزيد ومريم وغيرها كثير من الأسماء التي سمي بها اصحابه من قبل اهليهم
فلا يلزم ان يكون له معناً على صاحبه كما قلت وكما تعرف
ولذلك جرى التنبيه
ـ[سليمان داود]ــــــــ[05 Jun 2004, 06:16 م]ـ
شكرا لتعقيبك أخي العزيز
ولكن كما تعلم أن الملوك أسماؤهم تكون جميله؟؟؟
لماذا ذكر الله فرعون ولم يذكره بأسمه الحقيقي؟؟؟
ولماذا قال أبا لهب؟؟؟؟ ولم يذكر اسمه الحقيقي؟؟؟
مادام نزل في القرآن يجب أن يكون له صفة تطابق صاحب الأسم؟؟؟
حتى لو أطلق هذا الأسم آباءهم
والله أعلم؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[05 Jun 2004, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
شكر الله لأخي سليمان فهمه المحمود ...
وانه لتعظيم لكلام الله أن تظن به الكمال و الحكمة، وتبحث عن أسراره ومراد الله منه ما استطعت الى ذلك سبيلا.
وكفاك هذا الحديث يشد أزرك، ويدفعك الى ما يرضي الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر) رواه الترمذي
وكفاك حصانة وضمانة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (اذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، واذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر)
ولقد سبق لي وللشيخ أبي أحمد ان حاولنا فتح هذا الباب، ودراسة الأسماء في القرآن ... ولكن تعطل البحثأو عطل !!
واليوم أشد على يدك، و سأضيف تباعا ما عندي ... واسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد ...
ولي تعليق بسيط قبل البدء:
أظن مما عطل هذا البحث قرونا عدة هو:
1 - الظن الخاطئ بأعجمية الكثير من الأسماء، وهذا خطأ نبهنا اليه مرارا، و للشيخ مساعدالطيار بحثه الجميل في ذلك، وقد نشر حلقاته في الملتقى، ولنا عنده رجاء المواصلة، واكمال بحثه ...
2 - الظن الخاطئ بمصادفة الأسماء، وأنه اتفق للمسمى اسمه، فتابع الله أهل المسمى بتسميته!! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ... وهذا الذي وقع به أخونا المنهوم في مشاركته - جزاه الله خيرا-
3 - عدم الربط بين الأسم ووظيفة المسمى (وأنا أخص الأسماء الواردة في القرآن) ... وهو مما يسهل الوصول الى معنى الأسم ...
4 - النقل الذي يحجر على العقل ...
واني لأجزم أن وراء الأسماء في القرآن أسرار وعلم يفتحه الله على من يشاء وقتما يشاء، سبحانه!!
والى المزيد ان شاء الله ...
ـ[سليمان داود]ــــــــ[06 Jun 2004, 10:04 ص]ـ
أخي خالد عبد الرحمن السلام عليكم ورحمة الله
لست أدري كيف أستطيع أن أشكرك على هذه الكلمات
لكنك بالفعل جعلتني أزداد حبا في البحث والتفقه في الدين
فقد أعطيتني دفعة للأمام
جزاك الله خيرا
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب، سليمان ...
أستأذنك بالبدء عن اسم نبي الله ابراهيم عليه السلام، و أحببت أن أفرد له موضوعا مستقلا ...
وآمل من الجميع أن نجعل لكل اسم موضوعا مستقلا حتى نتدارس كل اسم على حدة، بلا تشتيت للفكر، أو ضياع لأفكار هنا وهناك ....
وليقبلنا الله جميعا في سجل الدارسين المتدبرين لكتابه العزيز ...
ـ[سليمان داود]ــــــــ[12 Jun 2004, 03:00 م]ـ
نعم أخي خالد عبد الرحمن
نحن أولى بأبونا ابراهيم من غيرنا
والذي يجب أن نعلمه أن كل كلمة أو أسم ورد في القرآن
لابد أن يكون عربيا
حتى أسماء الآلهة التي كان يعبدها الكفار نجدها عربية
وأستشهد بما يلي من آيات بينات
بحيث يقررالقرآن الكريم في آيات عديدة أنَّه عربي وبلسان عربي مبين: " إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ" {يوسف:2}
" وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " {النحل: 102}
"وَكَذَلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْمًا عَربِيًّا" {الرعد:37}
" وَكَذَلِكَ أنْزلْناهُ قُرآنًا عَربِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونُ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا" {طه: 113}
" وَإنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ {} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ {} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ {} بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ" {الشعراء: 192 - 195}
" وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هَذا القُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {} قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ " {الزمر:27 - 28}
" حَم {} تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {} كِتابٌ فُصِّلتْ آيَاتُهُ قُرْآنًاعَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " {فصلت: 1 - 3}
" وَكَذلِك أوْحيْنا إلَيْكَ قُرْآنا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لارَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ " {الشورى: 7}
" حَم {} والْكِتابِ المُبينِ {} إنَّا جعلْناهُ قُرْآنًا عَربِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ {} {الزخرف: 1 - 3}
" وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ " {الأحقاف:12}
في كل هذه الآيات دلالة بينة على أن عربية القرآن الكريم إنما هي عربيةمنهج،ولذا كثر في هذه الآيات قوله: لعلكم تعقلون، لعلهم يتقون، لعلهم يتذكرون"،ولذا قال الحق عز وعلا:
" وَلَوْ جَعَلْناهُ قرآنًا أعْجميًّا لقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُه أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ 000" {فصلت: 44}
وليس ابراهيم فقط بل انظر الى نوح عليه السلام وهو الاب الثاني للبشرية بعد آدم
نوح اسمه واضح ولا يحتاج لتعريب؟؟؟
لكن الذي أدهشني هو لسان قومه أيضا هو اللسان العربي؟؟؟
فانظر الى أسماء الآلهة التي كانوا يعبدونها؟؟؟
وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً". كلها أسماء عربية
وبالمناسبة ولو أن المكان ليس هنافقط أحببت أن أضيف أنه لم يذكر في القرآن أسماء آلهة الكفر الا على زمن سيدنا نوح وزمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا الأمر له دلالات كثيرة
سنوردها في مشاركة قادمة ان شاء الله(/)
دوره في التفسير
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[05 Jun 2004, 03:16 م]ـ
بسم الله, والحمد لله ..
قال الله تعالى: (فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) , على ضوء هذه الاية الكريمه فإني أسأل واستشير , من وهبهم الله علم التفسير ... فأقول وبالله التوفيق:
سوف تقام دورة (1/ 5 الى 10/ 6) بمعدل أربعين يوما في تفسير كتاب الله في الحرم المكي والمتن المقصود دراسته في هذه الدوره هو مجموع من مجموعة تفاسير (ابن كثير والقرطبي والشنقيطي .. وغيرها) وجاءت هذه المجموعه المباركه في 3000 ورقه وسوف يكون المعدل اليومي للدوره 100 ورقه وخلال أربعين يوما يكون الطالب قد أتم تفسير كتاب الله كاملا ... وقد أعجبت بهذه الدروه .. فما رأيكم يأهل الذكر هل تنصحونني بالإلتحاق فيها؟؟ وجهوني أفادكم الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2004, 08:15 م]ـ
وعليكم السلام: الصورة غير واضحة في هذا المشروع من جهة المتن , ومن يقوم بالتدريس وطريقة الدرس وغير ذلك آمل التفصيل لنستفيد جميعاً , مع قناعتي أن كل مشروع علمي لا بد وأن يستفاد منه.
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:34 ص]ـ
بسم الله ..
أما المتن هو عباره عن منتقى من مجموعة تفاسير كما أسلفت في مذكرات خاصه للطلاب المنضمين للدوره ..
وعلى طالب الدوره أن يقرأ يوميا 100 ورقه ويكون خلال الاسبوع امتحان لما سبق قراءته .. إذن ليس هناك مدرس لأن كل طالب يقرأ لوحده ويكون الامتحان من المدرس لمعرفة مدى ضبط الطالب وعلى نحو ذلك طيلة أيام الدوره.
والله الموفق
ـ[الراية]ــــــــ[07 Jun 2004, 06:43 م]ـ
فيها خير كثير ان شاء الله تعالى، من قراءة في تفسير القرآن الكريم المجموع من نفائس الكتب، والالتقاء باصحاب الهمم العالية الذين يشاركون في مثل هذه الدورات، وفي مكان فاضل بيت الله الحرام ...
فكم وكم لك في هذا من نِعَم ... وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها(/)
آياتُ الأحكامِ
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2004, 08:04 م]ـ
آياتُ الأحكامِ تُطلق ويُراد بها الآيات التي تُبيِّن الأحكام الفقهية وتدلُّ عليها نصًّا؛ أو استنباطًا، ولهذا ظهرت تفاسير عُرفت فيما بعد بكُتُبِ: أحكام القرآن، وكانَ المؤلِّفون فيها على قسمين: فمنهم مَن أفردها فلم يتعرّض لغيرها كابن العربي في كتابه: أحكام القرآن، ومنهم مَن أَوْلاَها عناية خاصّة كالقرطبيّ في كتابه: الجامع لأحكام القرآن , هذا هو المشهور والمعروف عند الإطْلاق، بَيْدَ أنّ هناك مِن العلماء مَنْ عمَّمَ فجعل أحكام القرآن ليست خاصّة في الجانب الفقهي بل أراد بها مع الأحكام الفقهية الأحكامَ الاعتقادية والسلوكيّة والأخلاقيّة كما هو صنيع الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه: أحكامٌ مِن القرآن الكريم؛ حيث قال:" وأحكامُ القرآنِ العظيم هي ما تتضمّنه الآياتُ الكريمة مِن الفوائد الدينية والدنيوية والفردية والاجتماعية ". (1)
ولو قلنا بالرأي الأول فينبغي التنبيه على أن ما يذكره بعض المصنّفين مِن حصْرٍ لآياتِ الأحكام في خمسمائة آيةٍ كما هو رأي ابن قدامة (2) لا يُسلَّم، قال الطوفيُّ رحمه الله:" والصحيح أنّ هذا التقدير- أي الحصْر السابق - غير معتبر، وأنّ مقدار أدلّة الأحكام في ذلك غير مُنحصِر، فإنّ أحكام الشرع كما تُستنبط مِن الأوامر والنواهي،كذلك تستنبط مِن الأقاصيص والمواعظ ونحوها، فقلَّ أنْ يوجدَ في القرآن الكريم آيةٌ إلاّ ويُستنبط مِنها شيءٌ مِن الأحكام ". (3)
قُلت: ويدلُّ على ما ذكره الطوفيُّ صنيعُ أهلِ العلم فمثلاً استنبطوا مِن قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد:1) جَواز تَكْنِيَةِ الكافر، رغم أنّها ليست معدودة في آيات الأحكام.
وإنني بعد هذه المقدمة آمل من الأخوة الأعضاء العناية بهذا الجانب , وإتحافنا بما يفتح الله عليهم؛ ليحصل التكامل والتنوع في موضوعات هذا الملتقى المبارك.
[ line] حواشي سفلية
(1) أحكام من القرآن الكريم صـ (5).
(2) انظر: روضة الناظر صـ (319).
(3) شرح مختصر الروضة (3/ 577).
ـ[موراني]ــــــــ[05 Jun 2004, 09:10 م]ـ
الى أحمد بن محمد البريدي حفظه الله
شكرا لكم على هذا الاقتراح في الملتقى
فبعد قراءة ما جاء من الأفكار الطيبة في هذا الموضوع تذكرت أنني قد نشرت قبل أعوام بعض الفقرات (في دراسة شاملة على مدرسة المالكية) من أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي , شيخ المالكية في بغداد في عصره ,
وهو كتاب لم يزل الى الآن غير مطبوع الاّ أنّ الدكتور عامر حسن صبري (جامعة العين) قام بتحقيق ما تبقى من هذا الكتاب النفيس بعد ما زودته بالقطع الموجودة في رصيد مكتبة القيروان , كما ذكرت ذلك بمناسبة أخرى في هذا الملتقى.
انني لا أود أن أكون سابقا على نشر الكتاب بتحقيق د. عامر حسن صبري من طريق نشر فقرات من تفسير سورة النساء , الآية 34 (الرجال قوامون على النساء) في هذا الملتقى , علما بأن هناك الآن جهودا لاصدار الكتاب قريبا.
فلذلك ألتمس منكم الاجابة على سؤالي اذ كان نشر هذه الفقرات مناسبا أم يكون من الخير أن ننتظر نشر الكتاب.
أما منهج اسماعيل بن اسحاق القاضي فهو تفسير الأحكام القرآنية بالمأثور حسب المذهب المالكي وذلك يأتي منه بمنتهى الدقة والتوضيح المفصّل للأحاديث والآثار.
تقديرا
موراني
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Jun 2004, 05:41 ص]ـ
الأستاذ الكريم: موراني
ارجو أن تتحفنا بذلك فلا تعارض بين نشر مقاطع منه هنا , وخروجه محققاً فيما بعد , كما أتمنى طلباً آخر وهو نشر دراستكم الشاملة على (عن) مدرسة المالكية , أو على الأقل مختصراً لها , متمنياً لك التوفيق.
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[06 Jun 2004, 07:56 ص]ـ
وأنا أضم صوتي لصوت الشيخ أحمد البريدي وفقه الله في أن نشر بعض المقتطفات لايتعارض مع نشر الكتاب فيما بعد، ولا يقلل من أهمية نشره، واختصار بعض الفقرات أو المقاطع ونشرها في الملتقى له فوائد جمة سيلمسها القاريء عندما يطلع عليها، لاسيما ما قد يأخذة الكتاب من الوقت ليرى النور، فاستعن بالله.
ـ[موراني]ــــــــ[06 Jun 2004, 10:47 ص]ـ
الاستاذ أحمد البريدي ,
شكرا لكم على استجابتكم لنشر الفقرات المذكورة من احكام القرآن.
أنا في خدمتكم في ذلك لعل البعض سيستفيد من هذه المقتطفات.
كل ما نشرت من مجموعة هذه المخطوطات لا يزيد على صفحتين في المطبوع غير أنه كتب على الحاسوب Apple الذي لا أستخدمه في الشبكة اطلاقا. فلهذا السبب لا بد من كتابة النص مرة أخرى على Windows .
أما نشر دراساتي حول المذهب المالكي بالقيروان فهي كتاب يزيد على 400 ص بدون الفهارس. وبهذا الصدد أنا أبحث عن مترجم يتقن اللغة الالمانية الى جانب علمه بموضوع الكتاب , غير أنني لم أجد أحدا للأسف الى الآن حتى مع التنازل عن جميع حقوقي لنشر الكتاب باللغة العربية.
والى لقاء قريب
لكم الخير والعافية
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:10 م]ـ
شكراً لكم جميعاً.
الأستاذ موراني: يمكننا المساعدة في دلالتكم على من يقوم بترجمة الكتاب من المتقنين للغة الألمانية إن شئتم وهم لديكم في ألمانيا.(/)
سؤال عن قائل: لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي
ـ[د. محمد إبراهيم المشهداني]ــــــــ[05 Jun 2004, 09:44 م]ـ
من القائل المقصود بكلام شيخ الإسلام أبن تيمية:ولهذا قال من قال من أئمة القراء لولا ان ابن مجاهد سبقني الى حمزة لجعلت يعقوب الحضرمي امام جامع البصرة وامام قراء البصرة في زمانه في راس المائتين.مجموع الفتاوى 13/ 390
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Jun 2004, 01:01 ص]ـ
أخي الكريم
بحث في بعض الكتب التي ترجمة ليعقوب، كما بحث في رسالة ماجستير للأخ أحمد المطيري (كتاب السبعة لابن مجاهد عرضًا ودراسة) ولم أجد شيئًا يخص هذه العبارة.
ومن باب الفائدة عثرت على شيء يتعلق بالتسبيع، ومن هو الأحق بأن يكون السابع، وإليك هذان النقلان:
الأول: قال مكي بن أبي طالب في كتاب الإبانة (27 ـ 28): (( ... فكيف يجوز أن يظن ظان أن ه8ؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واخحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم، هذا خطأ عظيم.
أكان ذلك بنص من النبي صلى الله عليه وسلم أم كيف ذلك؟
وكيف يكون ذلك والكسائي إنما أُلحق بالسبعة بالأمس في أيام المأمون.
وغيرُه كان السابع، وهو يعقوب الحضرمي، فأثبت ابن مجاهد في سنة ثلاثمائة أو نحوها الكسائيَّ في موضع يعقوب ... )).
الثاني: في المرشد الوجيز لأبي شامة (ص: 162)، قال: (( ... قال: ولولا أن أبا بكر شيخنا جعله سابعًا لأئمة القراء ـ يعني: ابن عامر ـ فاقتدينا بفعله؛ لنه لم يزل موفقا، فاتبعنا أثره، واهتدينا بهديه؛ لما كان إسناد قراءته مرضيًا = لكان أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش أولَى بذلك منه؛ إذ كانت قراءته منقولة عن الأئمة المرضيين، وموافقة للمصحف المأثور باتباع ما فيه، ولكننا لا نعدل عما مضى عليه أئمتنا، ولا نتجاوز ما رسمه اولونا؛ إذ كان ذلك بنا أولى، وكنا إلى التمسك بفعلهم أحرى)).
والقائل لهذا النص هو أبو طاهر بن أبي هاشم تلميذ ابن مجاهد.
والله الموفق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[07 Jun 2004, 02:57 ص]ـ
العبارة نقلها عنه الإمام ابن الجزري في النشر كما هي وزاد عليها ما يلي:
ولهذا قال بعض من قال من أئمة القراء لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه وفي رأس المائتين، ثم قال أعني ابن تيمية: ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبعون من السلف والآئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراآت المعينة في جميع أمصار المسلمين بل من ثبتت عنده قراءة الأعمش شيخ حمزة أو قراءة يعقوب الحضرمي ونحوهما كما ثبتت عنده قراءة حمزة والكسائي فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين من أهل الإجماع والخلاف، بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة حمزة كسفيان بن عينية وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح المدنيين، وقراءة البصريين كشيوخ يعقوب وغيرهم على قراءة حمزة والكسائي، وللعلماء الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء، ولهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشر والأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون في ذلك الكتب ويقرأونه في الصلاة وخارج الصلاة وذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكره أحد منهم.
اهـ بنصه
وأظنك ستجد العبارة في منجد المقرئين لابن الجزري إن لم تخني الذاكرة، وليس بين يدي الآن
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jun 2004, 05:29 ص]ـ
نظرت في منجد المقرئين فوجدته نقل نفس العبارة أعلاه بدون إيضاح للقائل ص 110
وذكر في طبقة ابن مجاهد إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي قرأ برواية يعقوب وأقرأ بها، وألف كتابا في القراءات الثمان
فمثله ينظر في كتابه إن تيسر
وترجمته في معرفة القراء 1/ 368
والغاية 2/ 119
وكذا ينظر في كتب القراءات الثمان ممن أضاف يعقوب ثامنا.
وفي ص 218 ذكر ابن الجزري كلاما نفيسا للإمام العلامة عبد الرحمن بن الحسن بن بندار أبو الفضل العجلي الرازي ت 454 هـ في كتابه الذي ألفه في معاني حديث الأحرف السبعة ومنه نسخة خطية بمكتبة الأحمدية بحلب وهي الآن بمكتبة الأسد.
فذكر له كلاما نفيسا وفيه كيف أنهم أجمعوا على القراء الخمسة، ثم كيف أنهم بعد ذلك صاروا يقدمون في التأليف ما فوق الخمسة ما شاؤوا حسب ما تيسر لهم
إلى أن جاء ابن مجاهد وكيف أنه تربص مدة يترجح فيها بين تقديم علي بن حمزة وبين يعقوب إلى أن ترجح له تقديم علي وحمزة في تسبيعه المشهور
ثم العلماء بعده لدفع هذه الشبهة لم يرجعوا إلى الخمسة بل زادوا ما تجده في الثمانية فصاعدا
ثم قال:" وهذا الذي ذكرته عمن زاد من الأئمة على السبعة مع العلة التي ذكرتها الموجبة لذلك على التخمين قلته لا عن سماع سمعته لكني لم أقتف أثرهم تثمينا في التصنيف أو تعشيرا أو تفريدا إلا لإزالة ما ذكرته من الشبهة."
ثم لما ساق بقية كلامه قال ابن الجزري: "اهـ كلام الإمام الرازي وهو كما ترى في غاية الإنصاف والمتانة."
ملحوظة:
للإمام أبي عمرو الداني كتاب مفردة يعقوب رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Jun 2004, 01:14 م]ـ
الدكتور الفاضل أنمار
بورك فيك على هذه الفوائد النفيسة، وكأنك تفتح بابًا لبحث علمي دقيق عن هذه المسألة، وكم أتمنى ممن له عناية بالقراءات من المشاركين في هذا الملتقى أو غيرهم أن يبحثوا مثل هذه المسائل الجزئية.
وكم في تراجم القراء في (غاية النهاية، لابن الجزري) من نفائس ودرر تتعلق بتاريخ القراءات والإقراء، فلو جُمعت وأفردت مع تعليقات مناسبة لكان فيها فائدة عظيمة، والله الموفق.(/)
في ظل آية [4] فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا ..
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[06 Jun 2004, 07:07 ص]ـ
قد يظن بعض الإخوة أن الله سيسامحه إذا عصى، وذلك نظراً لالتزامه بالإسلام وانخراطه في سلك العاملين له، فتهون من أجل ذلك المعصية في نظره، ولاسيما بعد مرور وقت طويل على التزامه، وفَقْده الكثير من حماسته وحميته وغيرته الدينية، نظراً لعوامل كثيرة تمر به لا داعي لبسطها الآن .. فإذا استهان بالصغائر أو تسامح في الشبهات فإنه يجد العقوبة من الله عز وجل سريعة جداً، فيدهش لذلك! حتى أنه قد يرتكب الذنب الآن فلا تمر عدة ساعات إلا وقد عوقب بذلك الذنب عقوبة شديدة، فيحتار حينئذٍ؛ ويقول لنفسه: قد كنت أفعل مئات من أمثال هذا الذنب أو أشد منه قبل التزامي ثم لا أجد عقوبة .. أما الآن فالعقوبة سريعة ومباشرة وقوية! ولو فقه هذا الأخ دينه حقاً لعلم أن الله يغار على حرماته، ويغار أكثر إذا انتهكها أولياؤه المقربون إليه والذين هم أحق الناس بالبعد عن العاصي؛ فالذين يحملون رسالة الإسلام أولى الناس بتقوى الله والانصراف عن الصغائر والمشتبهات فضلاً عما فوقها، فهم الذين ينهون عنها فكيف يقترفونها؟ أضف إلى ذلك: الفتنة التي تحدث لعوام المسلمين إذا عرفوا ذلك ـ وهم عارفون لا محالة ـ .. وضياع مرتبة القدوة والأسوة التي يجب أن يتحلى بها هؤلاء الإخوة. ومن أجل ذلك وغيره قال تعالى: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم} ([1]) .. فحساب هؤلاء حساب شديد أشد من غيرهم وأصعب ممن سواهم .. فعلى كل أخ أن يعلم علم اليقين أنه ليس بين الله وبين أحد من بني آدم ـ مهما كان شأنه ـ قرابة ولا رحم، بل هو قائم بالقسط حاكم بالعدل ..
وعلى كل أخ في الجماعة المسلمة أن يذكر نفسه بقوله تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به} ([2]) .. وهذه الآية بالذات اعتبرها بعض الصحابة أشد آية في القرآن ([3]). وأنا اعتبرها أنها أكثر آية تخوف المؤمن، وتجعل فرائصه ترتعد ..
فالآية خاطبت الصحابة، وهم من هم! فكيف بأمثالنا ممن خلطوا صالحاً وآخر سيئاً؟ إنها ناقوس الخطر يدق لينبه كل فرد في الجماعة المسلمة، فميزان العدل لا يحابي أحداً مهما كان. وهذا “بلعام بن باعوراء” وكان يعلم اسم الله الأعظم ـ كما قيل ـ فلما عصى ربه أصبح مثله كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ([4]) ..
فالذنوب والمعاصي هي سبب كل بلاء؛ (فما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة)، وكان شيخ يدور في المجالس يقول: (من سرهُ أن تدوم له العافية فليتق الله) .. وقد ورد في الحديث الشريف: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ([5]) .. وقد قال بعض السلف: (تسامحت بلقمة فتناولتها، فأنا اليوم من أربعين سنةً إلى خلفٍ) .. وانقطع نَعْل “أبي عثمان النيسابوري” في مُضِيِّه إلى الجمعة، فتعوق لإصلاحه ساعة، ثم قال: (ما انقطع إلا لأني ما اغتسلت غسل الجمعة).
وقال ابن الجوزي: (ومن عجائب الجزاء في الدنيا: أنه لما امتدت أيدي الظلم من إخوة “يوسف” وشروه بثمن بخس؛ امتدت أكفهم بين يديه بالطلب يقولون “وتصدق علينا” ([6])) ([7]).
وقد تكون العقوبة معنوية، فرب شخص أطلق بصره فيما حرمه الله عليه، فحرمه الله نور بصيرته.
أو أطلق لسانه فحرمه الله صفاء قلبه. أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم قلبه وحرم قيام الليل وصلاة المناجاة.
ومنها: أن المعصية تدل على أختها؛ فالمعصية بعد المعصية: عقاب على المعصية.
وقد يرى العاصي سلامة بدنه وماله وأهله، فيظن أن لا عقوبة؛ وغفلتُه عما عوقب به: عقوبة .. ويكفيه أن حلاوة اللذات قد استحالت علقماً وحنظلاً، ولم يبق معه إلا مرارة الأسف والهم والغمِّ والندم ..
وقد روي أن بعض أحبار بني أسرائيل رأى ربه، فقال: (يا رب! كم أعصيك ولا تعاقبني؟) فقال له: (كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟) .. وقد يكون من نتيجة المعصية: أن يجعل الله له بغضاً في القلوب، وصدوداً عن دعوته بغير سبب ظاهر .. فقد قال “أبو الدرداء”: (إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد لخص الإمام “ابن القيم” في كتاب الفوائد آثار المعاصي تلخيصاً جميلاً، حيث قال ـ معدداً آثار المعاصي: (قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونَفْرة الخَلق، والوحشة بين العبد وربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب، ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال .. تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولد الزرع عن الماء والإحراق عن النار.وأضداد هذه تتولد عن الطاعة) ([8]) ..
وقد قيل لبعض السلف: (أيجد لذة الطاعة من عصى؟) قال: (ولا مَنْ هَمَّ).
وقال “ابن الجوزي” ـ رحمه الله ـ: (من تأمل ذل إخوة يوسف عليه السلام يوم قالوا: {تصدق علينا} .. عرف شؤم الزلل، وذلك رغم توبتهم، لأنه ليس من رقع وخاط كمن ثوبه صحيح. فرب عظم هيَّنٍ لم ينجبر، فإن جبر فعلى وَهَنٍ) ([9]) .. فاحذروا شررة تُستَصْغر، فربما أحرقَتْ بلداً! فيا من عَثَر مراراً .. هلاَّ أبْصرتَ ما الذي عَثَّرَكَ ..
---------
([1]) سورة البقرة الآية (209).
([2]) سورة النساء الآية (123).
([3]) روى ابن أبي حاتم بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إني لأعلم أشد آية في القرآن، فقال: (ما هي يا عائشة؟) قلت: (من يعمل سوءاً يجز به) فقال: (ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها)، ورواه ابن جرير من حديث هشيم به، ورواه أبو داود من حديث أبي عامر صالح بن رستم الخراز به. كذا في تفسير ابن كثير (1/ 558).
([4]) راجع تفسير قوله تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها} الآية رقم (175) من سورة الأعراف.
([5]) رواه ابن ماجه (402)، وأحمد (5/ 277) عن ثوبان رضي الله عنه، قال في الزوائد: إسنادهُ حسن.
([6]) سورة يوسف الآية (88).
([7]) صيد الخاطر لابن الجوزي: ص 73.
([8]) كتاب الفوائد لابن القيم: ص 43 ط. مكتبة الحياة -بيروت.
([9]) صيد الخاطر لابن الجوزي: ص 124.
المرجع: http://www.khayma.com/aburayed/eykm.htm
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Jun 2004, 06:35 ص]ـ
الأخ أبا عبدالله المسلم
جزاك الله خيراً على هذا التذكير الذي نحن بحاجة شديدة إليه، وخاصة أن القلوب قد قست، والعيون قد قحطت والله المستعان.
وقد ذكرني تذكيرك هذا بمقال جيد بعنوان: احتضار داعية
أنقله هنا لأهميته من باب النصح والتذكير:
بدأت الذاكرة تنسى أذكار الصباح والمساء ... لبعد العهد بترديدها.
السنن الرواتب مهملة لم يبق منها إلا سنة الفجر .. غالب الأيام لا كلها!
لا ورد من القرآن يتلى، ولا ليل يُقام، ولا نهار يُصام.
حلق العلم لم يعد لها نصيب في الجدول اليومي أو حتى الأسبوعي!
الصدقة يوقفها عشرة شياطين وشك واحتياط وتثبت، فإن خرجت من الجيب خرجت هزيلة على تسويف أن أختها ستكبرها بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع!
العمل يستغرق سحابة النهار، وشفق الغروب، وربما بعضاً من نجوم الليل!
يمر اليوم واليومان والأسبوع ولم يُستغرق الوقت في قراءة جادة!
أصبح الجهاد أخباراً تتابع , لا قلباً يحترق وجسداً يتوق للمشاركة وأملاً ينتظر النصر والهجرة!
ينقضي المجلس وينصرف الجمع وقد ضحكوا ملء الأفواه، وأكلوا ملء البطون، وربما أكلوا لحم فلان وفلان ميتاً، وتقاصُّوا أخبار السلع والسيارات وغرائب الطرائف، ولم يتذاكروا آية أو حديثاً أو فائدة، والحضور: "ملتزمون" ومنهم "دعاة"، فإن كان ولا بد فالجرح والتعديل مطية المجالس هذه الأيام!
زهد في السنن، وتوسع في المباح، وتهاون في المحظور: .. صلاة الضحى والوتر .. ، دعاء الخروج والدخول للمنزل والمسجد وركوب الدابة .. ، السواك عند الوضوء والصلاة .. ، ترف المطعم والملبس والمركب .. ، ملاطفة الكفار "لتأليف قلوبهم" على حين لا يجب الحديث معهم عن الإسلام ابتداءً لعدم تنفيرهم، ولكن علينا بالدعوة عن طريق "القدوة" حتى يحين الموعد المناسب الذي لا يحين لسنوات .. حتى يفارق الجار جاره، والطالب زميله، والعامل صاحبه!
قضاء الساعات الطوال في التنقل بين صفحات الإنترنت والحوار، حتى أصبح الأمر شرَّاً من قراءة فتات الصحف والثرثرة في المجالس ومتابعة فضول الأخبار والبرامج وما في حكمهما على شاشة التلفاز "الكبير"!
بطاقة ائتمان لا ضرورة لها، ... و ... و ... !
أفمن هذا حاله، يصلح أن يُطلق عليه وصف "داعية"؟!
أم هل يمكن أن يؤثر في نفسه وأسرته فضلاً عن مجتمعه؟!
إنها أعراض الاحتضار، فليراجع كل منا حاله، فإن لم نسرع بالدواء فما بعد الاحتضار أعصى على الدواء، وكل امرؤ طبيب نفسه، والله المستعان وعليه التكلان!
كتبه: إسلام المرابط
مجلة العصر - العدد الثالث
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث7]ــــــــ[22 May 2005, 06:10 ص]ـ
وقد يرى العاصي سلامة بدنه وماله وأهله، فيظن أن لا عقوبة؛ وغفلتُه عما عوقب به: عقوبة .. ويكفيه أن حلاوة اللذات قد استحالت علقماً وحنظلاً، ولم يبق معه إلا مرارة الأسف والهم والغمِّ والندم ..
يالها من موعظة بليغة، وعسى أن تصادف قلوباً سليمة
جزى الله كاتبها خيراً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Aug 2006, 06:36 ص]ـ
للرفع والتذكير؛ فقد صارت أحوالنا تشكى إلى الله تعالى، وأصبحت قلوبنا تحتاج إلى ما يزيل الران عنها، وعيوننا تشتكي من القحط والجفاف.
نسأل الله الكريم أن يصلح أحوالنا، وأن يمنّ علينا بقلوب سليمة. آمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Sep 2009, 02:23 م]ـ
جاء في تفسير السعدي لهذه الآية ما نصه: وفيه من الوعيد الشديد، والتخويف، ما يوجب ترك الزلل، فإن العزيز القاهر الحكيم، إذا عصاه العاصي، قهره بقوته، وعذبه بمقتضى حكمته فإن من حكمته، تعذيب العصاة والجناة. اهـ
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Sep 2009, 03:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جزاى الله الإخوة عل ما تفضلوا به من التذكير بهذه الكلمات الطيبة والتي تعنى بما يجب أن يكون عليه المسلم من المراقبة والخشية والحذر من المعاصي.
ولكن الذي أود التنبيه إليه أن هذه الخطاب المفتتح بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (البقرة: 208)
إنما هو موجه إلى فئة خاصة أرادت أن تأخذ من ظاهر الإسلام ما تحفظ به مكانتها في الوسط المسلم أما الباطن فهو مخالف لحقيقة الإسلام ويدل عليه ما يظهر عليهم من سلوكيات مشينة مخالفة لما يظهرونه من زعم بطهارة قلوبهم وصفاء سريرتهم، وهم من عناهم الله تعالى بقوله في سباق الآيات:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ *وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (البقرة:204 - 206)
ويؤكد هذا المعنى تذييل الآية بقوله تعالى:
(وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
ويؤكده أيضا التحذير من مغبة هذا الفعل وهذه الصفات لهذه النفوس المنافقة المريضة الوارد في الآية التالية:
(فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة: 209)
والدليل أن الخطاب وإن كان موجه للمؤمنين إنما هو في الحقيقة تعريض بحال أولئك الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم مع وضوح آياته وظهورها قوله تعالى بعد ذلك:
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ * سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (البقرة:210 - 211)
وبهذا يتبين أن هناك فرق بين المسلم الذي استقر الإيمان في قلبه وقد تزل به القدم ويقع في بعض الذنوب والمعاصي إما لغفلة أو شهوة طاغية أو شبهة، وبين من قد تلبس بالإسلام نطقاً وإدعاء ثم تراه سادرا في غيه لايتورع عن معصية ولا يقيم وزنا لأمر أو نهي.
ولهذا لما أثقل قول الله تعالى:
(لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً) (النساء: 123) على الصحابة رضوان الله عليهم بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمر، قال بن كثير رحمه الله تعالى:
"وقد روي أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على كثير من الصحابة. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي زهير قال: أخبرت أن أبا بكر قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) فكل سوء عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ " قال: بلى. قال: " فهو ما تجزون به ""
وروى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال: لما نزلت: (من يعمل سوءا يجز به) شق ذلك على المسلمين، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سددوا وقاربوا، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها، والنكبة ينكبها ".
وفق الله الجميع لما فيه الخير ووقانا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Sep 2009, 05:46 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
جزاى الله الإخوة عل ما تفضلوا به من التذكير بهذه الكلمات الطيبة والتي تعنى بما يجب أن يكون عليه المسلم من المراقبة والخشية والحذر من المعاصي.
ولكن الذي أود التنبيه إليه أن هذه الخطاب المفتتح بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (البقرة: 208)
إنما هو موجه إلى فئة خاصة أرادت أن تأخذ من ظاهر الإسلام ما تحفظ به مكانتها في الوسط المسلم أما الباطن فهو مخالف لحقيقة الإسلام ويدل عليه ما يظهر عليهم من سلوكيات مشينة مخالفة لما يظهرونه من زعم بطهارة قلوبهم وصفاء سريرتهم، وهم من عناهم الله تعالى بقوله في سباق الآيات:
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ *وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (البقرة:204 - 206)
ويؤكد هذا المعنى تذييل الآية بقوله تعالى:
(وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)
ويؤكده أيضا التحذير من مغبة هذا الفعل وهذه الصفات لهذه النفوس المنافقة المريضة الوارد في الآية التالية:
(فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (البقرة: 209)
والدليل أن الخطاب وإن كان موجه للمؤمنين إنما هو في الحقيقة تعريض بحال أولئك الذين لم يستقر الإيمان في قلوبهم مع وضوح آياته وظهورها قوله تعالى بعد ذلك:
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ * سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (البقرة:210 - 211)
وبهذا يتبين أن هناك فرق بين المسلم الذي استقر الإيمان في قلبه وقد تزل به القدم ويقع في بعض الذنوب والمعاصي إما لغفلة أو شهوة طاغية أو شبهة، وبين من قد تلبس بالإسلام نطقاً وإدعاء ثم تراه سادرا في غيه لايتورع عن معصية ولا يقيم وزنا لأمر أو نهي.
ولهذا لما أثقل قول الله تعالى:
(لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً) (النساء: 123) على الصحابة رضوان الله عليهم بين لهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمر، قال بن كثير رحمه الله تعالى:
"وقد روي أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على كثير من الصحابة. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي زهير قال: أخبرت أن أبا بكر قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) فكل سوء عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ " قال: بلى. قال: " فهو ما تجزون به ""
وروى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال: لما نزلت: (من يعمل سوءا يجز به) شق ذلك على المسلمين، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سددوا وقاربوا، فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها، والنكبة ينكبها ".
وفق الله الجميع لما فيه الخير ووقانا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 208 - 210]
الظاهر أن الآيتين على عمومها، وهذا ما قرره أئمة التفسير:
جاء في تفسير الطبري: (قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله جل ثناؤه أمر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها، وقد يدخل في"الذين آمنوا" المصدِّقون بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما حاء به، والمصدقون بمن قبله من الأنبياء والرسل، وما جاءوا به، وقد دعا الله عز وجل كلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده، والمحافظة على فرائضه التي فرضها، ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك، فالآية عامة لكل من شمله اسم"الإيمان"، فلا وجه لخصوص بعض بها دون بعض.) اهـ.
وفي التحرير والتنوير لابن عاشور: (والخطاب بـ"يأيها الذين آمنوا" خطاب للمسلمين على عادة القرآن في إطلاق هذا العنوان، ولأن شأن الموصول أن يكون بمنزلة المعرف بلام العهد.).اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Sep 2009, 02:55 ص]ـ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 208 - 210]
الظاهر أن الآيتين على عمومها، وهذا ما قرره أئمة التفسير:
جاء في تفسير الطبري: (قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إن الله جل ثناؤه أمر الذين آمنوا بالدخول في العمل بشرائع الإسلام كلها، وقد يدخل في"الذين آمنوا" المصدِّقون بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبما حاء به، والمصدقون بمن قبله من الأنبياء والرسل، وما جاءوا به، وقد دعا الله عز وجل كلا الفريقين إلى العمل بشرائع الإسلام وحدوده، والمحافظة على فرائضه التي فرضها، ونهاهم عن تضييع شيء من ذلك، فالآية عامة لكل من شمله اسم"الإيمان"، فلا وجه لخصوص بعض بها دون بعض.) اهـ.
وفي التحرير والتنوير لابن عاشور: (والخطاب بـ"يأيها الذين آمنوا" خطاب للمسلمين على عادة القرآن في إطلاق هذا العنوان، ولأن شأن الموصول أن يكون بمنزلة المعرف بلام العهد.).اهـ.
لا شك أن القول بالعموم قول وجيه، والمؤمن الحق ملتزم لشرائع الإسلام، ولكن المتأمل في طبيعة الخطاب ومضمونه يرى دلالة واضحة أن هناك قضية خطيرة أراد أن يعالجها هذا النوع من الخطاب، وهي أن المؤمن الحق ليس أمامه إلا العمل بشرائع الإسلام كافة دون انتقاء، وإلا كان إيمانه من باب الدعاوى الكاذبة.
وسباق الآيات وسياقها يدل على أن المراد تعرية حال فئة معينة من الناس إما أن الإيمان لم يستقر في نفوسها،أو أنها ادعته نفاقا.
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:47 ص]ـ
بارك الله عليكم
المشاركة قيمة بحق، من حيث انتقاء الموضوع، والخيرات التي سيقت في طرحه
والتدبر عموما أمر قيم وجنة (بالضم والفتح معا فهو نعيم ووقاء من المعاصي والشرور)
وأرجو تعديل الأية الكريمة في أول مشاركة" ليس بأمانيكم .. "
وأشكر الأحبة الذين نشطوا الموضوع، فهو موضوع الساعة وكل ساعة، فكل ساعة يعوزنا مراقبة وتدبر ورجاء كذلك
كنت أسطر أن تدبر القرءان هو روح من روح هذا الدين، وحين يفقدها أهله يمسون كالأموات بلا روح، ويصبح الكتاب بين أيديهم وليس في قلوبهم
وتدبر القرءان هو قدر من روح الحقيقة، ومن حقيقة الكون والإنسان
والأهم من صفات الله تعالى التي نحتاجها حين نفكر في الوجود، أو نتواجد على الأرض قبل أن نرحل، أو نتواجد في عالم الحس والشعور محلقين، فتحمينا من التهويم والتسرب في كل خط شارد، ومن البلادة والعمى القلبي، كما تحمينا من الصلف
العقلي، وتقدم لنا قوة روحية وطاقة هائلة، ليس فقط للإيمان بها، فكل إيمان يغذي صاحبه إلى حد ما، لكن لأنها حق, وتعطي بحق، ولأن الله تعالى حق وهو الحق .. سبحانه
وقدره حق، وفعله في الكون حق
وتدبر القرءان من مفاتيح الشريعة ولن يصل مسافر لفقه تام، ولا عقيدة كاملة شاملة نقية، ولا تربية سنية فيها عمى عن نظرة الناس ومكاسب النفس، وفيها صدق تام ورقة غير مفتعلة سوى المسافر الذي يتدبر القرءان بحق
وكذلك يعطيك التدبر القواعد العقلية البدهية، والأسس الصائبة التي تعيد إليك توازنك وتريك الصورة كاملة دوما، وعميقة بكل أبعادها فتزن عقلك وتثبت نفسك وتقيك التزلزل والتردد والحيرة، ولا أعني فقط السنن الربانية في الكون والنواميس بل الأصول السوية للتفكير
....
بيع القلب يبدأ تدريجيا ثم يختفي القلب تماما
ويتحول الأمر إلى وهم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 Sep 2009, 01:02 ص]ـ
أحسن الله إليك.
بحمد الله بلغت اليوم في تفسير ابن عطية تفسير هذه الآية، فقد جعلت برنامجي في شهر رمضان ختم القرآن تدبراً مع قراءة المجلد الأول من تفسير ابن عطية قراءة تأمل لا قراءة جرد. لما وصلت إلى هذه الآية العظيمة الشأن خطر ببالي تفسير راودني منذ زمن، ولم استقص إن كان قد ورد عن أحد من السلف ولكن هو كالتالي:
أن الله لما حث المؤمنين على الدخول في السلم كافة فإنه حثهم على أمر ليس سهلاً، إذ "كافة" إما أن تكون حال من الفاعل أو حال من الجار والمجرور في محل نصب المفعول، أي ليدخل كافتكم في السلم أو ليدخل المؤمنون في كافة الدين ولا يتركوا منه شيئاً، وعلى القول الأخير هذا ليس بسهل وإنما يحتاج لمجاهدة وصبر، ولذلك خفف عنا الله عندما قال ((فاتقوا الله ما استطعتم))، ولما كان الأمر بهذه الدرجة، وهي درجة الكمال لمن دخل في كافة الدين ولم يخرج عن أي شيء منه، لم يُستبعد احتمال وقوع الزلل من عباده، والزلل غير الإصرار فهو أيسر ولا يكاد يسلم منه أحد، أقول لما كان الأمر كذلك أخبر الله عباده أن "الزلل" من آثار عزته وحكمته، ولو كان أراد التهديد لقال "شديد العقاب" ونحو ذلك، ولكنه ختمها بصفتي العزة والحكمة، والآية اختصار متقن لكلام ابن القيم في "دار الهجرتين" عندما ذكر أن من المؤمنين من يُقدّر الله عليه الوقوع في الذنب - رغم التحرز - ليرى العبد ضعفه ويشاهد آثار حكمة الله فيه، فيتعلم درساً في الاعتراف بالتقصير وقلة الحول والقوة، ثم ذكر ابن القيم أن من شهد هذا المشهد - مشهد الوقوع في الذنب - فإنه ينتفع به بخلاف من وقع فيه ولم يشاهده، وعليه عند ذلك أن يثوب سريعاً إلى مولاه ويتوب وينيب إليه. والله أعلم.(/)
أرجو مشاركة الجميع للفائدة .. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:19 م]ـ
أرجو مشاركة الجميع للفائدة .. هل صفة التكرار ذكرها العلماء للإتيان بها أو للنهي عنه
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Jun 2004, 02:16 م]ـ
أخي الكريم فرغلي
يبدو لي أن موضوع صفات الحروف يحتاجُ بحثًا تأصيليًّا في المراد بوصف الحرف بصفة ما.
فحينما تُطلقُ عليه صفة (الهمس) مثلاً، فهذا يعني أن الحرف يخرج معه الهواء، مع انني لاحظت أن بعض القراء الباكستانيين لا يأتون بهذه الصفة، وقد تأثر بهم من قرأ عليهم، وسبب ذلك عُجمة النطق عندهم.
وضد الهمس الجهر، وهو انحباس النفس عند النطق بالحرف، وهذا ظاهر في حروفهما.
لكن حينما تقول: الشدة: إنحباس الصوت، والرخاوة: جريان الصوت، فهل المراد لأه أن يجري، أم المراد أنه قابل للجريان؟
فيما يظهر ـ والله اعلم ـ أنهم يبحثون عن قابلية الحرف لمثل هذا الوصف، ولا يلزم منه الاتيان بهذا الوصف على تمامه، وإلا لكان الصفير الذي هو من صفات (الصاد، والسين، والزاي) مطلوبًا بقد أكبر حتى يُسمع الصَّفرُ الذي يُعدُّ عيبًا في القرآة، والله أعلم.
وإني أقصد من ذلك النظر في المراد بوصف الحرف بصفة ما؟ وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[07 Jun 2004, 12:21 ص]ـ
التكرير:
وهو لغة: إعادة الشيء مرة بعد مرة.
واصطلاحا: ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف.
في الجزرية:
في اللام والراء وبتكرير جعل وللتفشي الشين ضادا استطل
وهو صفة لازمة للراء، ومعنى وصف هذا الحرف بالتكرير كونه قابلا له، فيجب التحرز عنه؛ لأن الغرض من هذه الصفة تركها، فيجب إخفاء التكرير وخاصة إذا كانت الراء مشددة وليس معنى إخفاء التكرير إعدامه؛
لأن ذلك يسبب حصرا في الصوت؛ فتخرج الراء كالطاء، وهو خطأ بل معناه أن يلصق اللافظ بهذا الحرف ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما مرة واحدة بحيث لا يرتعد؛ لأنه متى ارتعد حدث من كل مرة راء.
فهذه الصفة تعرف لتجتنب لا ليؤتى بها.(/)
الأبحاث الصوتية .. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:21 م]ـ
الأبحاث الصوتية .. (في أصْوَاتِ المَاءِ ومَا يُنَاسِبُهُ)
الخَرِيرُ صَوْتُ المَاءِ الجَارِي
القَسِيبُ صَوْتُهُ تَحْتَ وَرَقٍ أوْ قُماش
الفَقِيقُ صَوْتُهُ إذا دَخَلَ في مَضِيقٍ
ا لبَقْبَقَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الجرَّةِ والكُوزِ في المَاءِ
القَرْقَرَةُ حِكَايَةُ صَوْتِ الأنِيَةِ إذا اسْتُخْرِجَ مِنها الشَّرَابُ
الشَّخْبُ صَوْتً اللَّبَنِ عِنْدَ الحَلْبِ، عَنْ أبي عَمْروٍ
ا لشَخِيخُ صَوْتُ البَوْلِ، عَنِ اللَّيثِ
النَشيشُ صَوْتُ غَلَيَانِ الشَّرَابِ.
المرجع فقه اللغة للثعالبي(/)
من أحكام القرآن لاسماعيل بن اسحاق القاضي
ـ[موراني]ــــــــ[06 Jun 2004, 12:45 م]ـ
قال الله تبارك وتعالى:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
الى
(فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً).
حدثنا محمد بن المنهال قال: حدثنا يزيد بن زريع قال:
حدثنا يونس عن الحسن أن رجلا لطم امرأته أو جرحها فأتوا النبي صلى الله عليه فقال النبي صلى الله عليه:
القصاص , فأنزل الله جل وعز:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)
حتى بلغ:
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً).
قال النبي صلى الله عليه. أردنا أمرا وأراد الله غيره.
حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة قال:
صك رجل امرأته فأتت النبي عليه السلام فأراد أن يقيدها منه , فأنزل الله جل وعز:
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء).
وحدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا ابن ثور عن معمر: وقال الزهري: لو أن رجلا جرح امرأته أو شجها لم يكن عليه في ذلك قود , وكان فيه العقل الا أن يعدو عليها فيقتلها فيقتل بها.
قال القاضي:أحسب الزهري ذهب في الشجة وما أشبهها اذا كانت على طريق الأدب من الرجل لامرأته فيحظر فيتجاوز ما ينبغي أنه يكون فيه العقل , ولا يقاد منه اذا ظهر انه لم يرد التعدي عليها وانما أراد التأديب.
وقد قال الله تبارك وتعالى:
(وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)
حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الحسن وقتادة قوله:
(فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ)
قال: اذا خاف نشوزها وعظها فان قبلت والا هجر مضجعها , فان قبلت والا ضربها ضربا غير مبرح , ثم قال:
(فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)
حدثنا ابن أبي أويس عن ابن أبي الزناد عن أبيه في كتاب السبعة أنهم كانوا يقولون: كل رجل جرح امرأته جرحا في غير وجه التأديب فعليه القود.
حدثنا حجاج بن المنهال وعارم بن الفضل واللفظ لحجاج قال:
حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه فقالت:
ان زوجي لطم وجهي , قال: بينكما القصاص.
فأنزل الله جل وعز: (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ).
زاد حجاج في الحديث:
فأمسك النبي صلى الله عليه حتى أنزل الله جل وعز: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء) الآية.
قال جرير: سمعت الحسن قرأها:من قبل أن نقضي اليك وحيه.
حدثنا اسماعيل بن أبي أويس قال: حدثنا أبي عن عبد الله بن أبي عبد الله النضري وعن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه: أما بعد أيها الناس , فانّ لكم على نسائكم حقا ولهم عليكم حقا ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. وعليهن ألا يأتين بفاحشة فان فعلن فانّ الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح. فان انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف. واستصوا بالنساء فانهن عندكم عوام لا يملكن من أنفسهن شيئا وانما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله.
قال القاضي:
وظاهر الحديث يدل على أن الذي قيل فيه: ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه: الزناء , والله أعلم.
وقوله: وعليهن ألا يأتين بفاحشة فان فعلن فانّ الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع , يدل على انها خلة أخرى , وعلى أنّ الفاحشة في هذا الموضع النشوز لأنّ الذي أمر به فيهن مثل ما ذكر في كتاب الله عز وجل:
(وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ).
مما يدل على هذا المعنى أيضا أن الحديث روي عن ابن عباس , وقد روي عن ابن عباس من غير وجه تفسير قول الله تبارك وتعالى: (وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) ,
فقال بعضهم عنه: انّ الفاحشة النشوز وسوء الخلق.
فقال بعضهم: أن يفحشن عليهم , ومعنى ذلك قريب بعضه من بعض.
حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة:
(إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) , قال: لو كان كما يقولون: الزناء , اخرجت ورجمت. وكان ابن عباس يقول. الا أ، يفحشن , وهو النشوز.
حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا زياد بن الربيع قال: حدثنا صالح وهو الدهان أنّ جابر بن زيد قال: كان ابن عباس يقول:
(لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ)
قال: الفاحشة المبينة النشوز وسوء الخلق.
حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن عاصم الأحول عن عكرمة قال: كان ابن عباس يقرأ بقراءة أبيّ وكان في مصحف أبيّ:
ألا أن يفحشن عليكم.
.................................................. ..........................
ان اقدم نسخة من هذا الكتاب في رصيد مكتبة القيروان وفيه سماع مؤرخ على جمادى الآخرة 282.
وقد ذكر ابن أبي زيد القيروان هذا الكتاب في رسالته في طلب العلم (مخطوط Chester Beatty ) كما يلي:
وان كانت لك رغبة في الرد على المخالفين من أهل العراق والشافعي فكتاب ابن الجهم ان وجدته والا اكتفيت بكتاب الأبهري ان كسبته وكتاب الأحكام لاسماعيل القاضي وألا اكتفيت باختصارها للقاضي ابن العلاء .....................
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Jun 2004, 01:43 م]ـ
الأستاذ موراني
شكرًا لك على هذه المشاركة القيِّمة، وأسأل الله لي ولك التوفيق لما يحب ويرضى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Jun 2004, 01:50 م]ـ
الأستاذ موراني:
اشكر لك استجابتك , وقد تعرضت في مشاركة لي سابقة عن آية في سورة النساء وهي قوله تعالى "واللذان يأتيانها منكم " على هذا الرابط: هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1864)
فهل تتفضل بقرائته وإفادتي
هل يوجد في كتاب القاضي ما يؤيد نزولها قبل الآية التي قبلها , ارجو إفادتي وشكراً.
ـ[موراني]ــــــــ[06 Jun 2004, 03:02 م]ـ
الاستاذ أحمد البريدي
بعد ما راجعت جميع القطع التي لدي من أحكام القرآن على القرص لا استطيع افادتكم بشيء يذكر لأن الجزء المبتور الذي فيه تفسير سورة النساء يحتوي على الآيات التالية فقط:
سورة النساء 29 و31 و32 و34 و35 و43.
أما الأوراق المتبقية الأخرى فيحتوي التفسير على سور أخرى من الكتاب
ولكم أطيب تحياتي وأعطرها
موراني
ـ[موراني]ــــــــ[06 Jun 2004, 08:59 م]ـ
لقد سعدت كثيرا بما تلقيت من القراء الأعزاء , مشرفا وعضوا , من كلمات التقدير
لما قدمت لكم من كتاب أحكام القرآن.
لكي لا أقصر شيئا من أهمية الكتاب ومن جهود مؤلفه ومنهجيته أود الاشارة الى أن تفسير هذه الآية من سورة النساء لا ينتهي في الأصل بالفقرة الأخيرة المذكورة أعلاه , بل يزيد علي ما جاء ذكره أعلاه صفحة ونصف الصفحة في المخطوط بنفس الأسلوب وعلى نفس الصيغة المنهجية.
ودمتم بالخير جميعا
موراني
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 Jun 2004, 09:32 م]ـ
الأستاذ أهل القيروان
بالنسبة لأحكام القرآن للقاضي: هل يوجد من جمع أحاديثه المسندة في كتاب واحد؟
حيث أني رأيت بعض المفسرين ينقل عنه، فإن كان كذلك فأرجو إرشاد أخيكم به
ودمتم موفقين
المقرئ
ـ[موراني]ــــــــ[09 Jun 2004, 11:15 م]ـ
نعم هناك مفسرون يروون عن القاضي غير انني لم أسمع بجمع أحاديثه المسندة في كتاب ما لمؤلف ما.
وشكرا على ملاحظتكم وتنبيهكم
موراني
ـ[الميموني]ــــــــ[15 Jun 2004, 01:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فكتاب أحكام القرآن لإسماعيل القاضي من أجل الكتب
و صاحبه إمام فقيه قاضي عارف بمذهب مالك وغيره و عناية الأئمة بكتابه كثيرة كبيرة و قد كان يشدني كثرة ما ينقله حافظ المغرب ابن عبد البر من كلامه
و سؤالي:
كم عدد ما بقي من أوراقه حبذا لو وصفتم لنا النسخة و بعض ما تشتمل عليه
بشكل أكبر
ـ[موراني]ــــــــ[15 Jun 2004, 03:03 م]ـ
كل ما لدينا في رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان أوراق متفرقة من ثلالث كراريس مستقلة على الأقل (حسب اختلاف الخط فيها). وهذه الأجزاء كلها مبتورة في أولها وفي آخرها معا.
هناك 24 صفحة وهي ربما من مقدمة الكتاب. أما باقي الكراريس فيحتوي على ما يقرب 75 صفحة أخرى فيها تفسير بعض الآيات التي فيها أحكام. ويتم التفسير عادة بالمأثور وباحالة على فقهاء المذهب , منهم مالك وابن القاسم العتقي. وكما وجدت فيشير المؤلف مرة واحدة الى الشافعي أيضا.
أظن أن الصديق العزيز عامر حسن صبري الذي سلمت اليه جميع ما عندي من هذا الكتاب قد رتب الأوراق المتبقية ترتيبا حسنا وحققها. وسيصدر الكتاب قريبا حسب علمي.
نعم , كان القاضي رئيسا للمالكيين في بغداد وألف كتبا كثيرة للمذهب المالكي غير أنه ليس لدينا كثير منها ما عدا أحكام القرآن هذا والجزء الخامس من مسند حديث مالك بن أنس برواية قيروانية يعتمد فيه المؤلف على عدة روايات للموطأ. (قد صدر الكتاب عن دار الغرب الاسلامي كما تعلمون).
والكل مكتوب على الرق كما كان هذا هو العادة بالقيروان فذلك العصر , لم يستعمل أهل القيروان الورق في تلك أيام على الاطلاق أو في القليل النادر فقط. أعلم بمخطوط على ورق , وهو انتاج قيرواني مصنوع من بقايا القماش والخرق , وهو ورق غليظ وقوي ما يسمى أيضا بكاغذ. وهذا الجزء الكامل (!) يحتوي على كتاب الدعوى والبينات من كتب أشهب بن عبد العزيز , وقوبلت هذه النسخة بنسخة يحيى بن عمر الكناني عام 273 (!)
تقديرا
موراني(/)
الحلقة الرابعة من (المهمات في علوم القرآن) لفضيلة الشيخ / خالد السبت ـ حفظه الله ـ
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[07 Jun 2004, 08:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد:
الموضوع الثالث من هذه المهمات: هو:
أسباب النزول
فما المراد بسبب النزول؟
نقول: هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه سواء كان حادثة أو سؤال.
وقولنا: (أيام وقوعه) يخرج نحو قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (الفيل:1) فهي تتحدث عن قصة؛ لكن هل يقال سبب نزول سورة الفيل هو قدوم أبرهة؟ الجواب: لا.
وكذلك الآيات التي تحدثت عن فلق البحر لموسى صلى الله عليه وسلم هل نقول: سبب النزول: فلق الله البحر لموسى؟ الجواب: لا.
فقولنا: (أيام وقوعه) يعني أن تكون القضية جديدة عايشها الصحابة فيتحدث القرآن عنها، وليست قضية غابرة قديمة قصها القرآن علينا فإن هذا من قصص القرآن ومن أخبار القرآن.
ومعلوم أن القرآن منه ما ينزل ابتداء وهو الغالب، ومنه ما ينزل بسبب واقعة أو سؤال، كأن يوجه للنبي صلى الله عليه وسلم سؤال فتنزل آية أو آيات معينة في الجواب عنه، وإذا عرفت هذا حصل لك التوسط بين من بالغ وأراد أن يبحث لكل آية عن سبب نزول، حتى صار يتكلف في أشياء لم يرد فيها رواية أصلاً ويقول: سبب نزول هذه الآية كذا، وبين من لم يلتفت إلى هذا أصلاً؛ كأبي عبيدة معمر بن المثنى المعتزلي صاحب مجاز القرآن، فإنه يأتي فيفسر قوله تعالى: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) (لأنفال:11) فيقول: يربط على القلوب فتثبت الأقدام في المعركة فلا تفر. فهذا الكلام غير صحيح؛ فكان من المفترض أن ينظر في سبب النزول قبل أن يفسر هذا التفسير اللغوي، لأن سبب النزول يدل على أن الصحابة كانوا على أرض دهسة تسوخ فيها الأقدام، فأنزل الله عز وجل عليها المطر، فتلبدت فثبتت الأقدام عليها، فمن عرف سبب النزول، والواقعة و الملابسات؛ عرف معنى الآية، وسيأتي ذلك في فوائد معرفة أسباب النزول.
ولهذا نقول إن معرفة هذا الباب ـ أسباب النزول ـ أمر ضروري لمن أراد أن يفهم القرآن، فهو من الشروط الأساسية لذلك، مع أننا نقول بأن أسباب النزول ليست على وتيرة واحدة من الأهمية من حيث انكشاف المعنى الذي يترتب على معرفتها، فأحياناً حتى لو لم نعرف السبب يكون المعنى واضحاً، وأحيانا لا نفهم الآية إلا بسبب النزول، فهو على خمس مراتب من حيث الأهمية كما سيأتي ذكرها بإذن الله.
الفوائد من معرفة سبب النزول:
1/ معرفة الحكمة التي من أجلها شُرِع هذا الحكم، فمثلا قوله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المجادلة:12) قد يتساءل الإنسان فيقول ما الحكمة من هذه الصدقة؟! فإذا عرف سبب النزول؛ وهو أنهم أكثروا على النبي صلى الله عليه وسلم من النجوى، فكثر ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وشق عليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحي أن يردهم فنزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) (المجادلة: من الآية12) فهذا فيه نفع للفقراء، وفيه تزكية للإنسان حين يتصدق، وفيه أيضاً الأصل من شرع الحكم والحكمة منه؛ وهو التخفيف على الرسول عليه الصلاة والسلام، فلما شرع هذا الحكم توقفوا عن النجوى، فاستراح النبي عليه الصلاة والسلام.
2/ ذكر بعضهم فائدة أخرى، ولا حاجة بنا إليها على قول الجمهور وهي: تخصيص الحكم به عند من يرى العبرة بخصوص السبب، والواقع أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وبالتالي لا حاجة بنا إلى هذه الفائدة، إنما يحتاج إليها من يقول بأن العبرة بخصوص السبب.
(يُتْبَعُ)
(/)
3/ أن اللفظ قد يكون عاماً، وقد يأتي دليل مخصص يخرج بعض الأفراد، فتبقى صورة السبب قطعيةَ الدخولِ في العام، ولا يجوز إخراجها منه بالاجتهاد.
4/ الوقوف على المعنى وإزالة الإشكال؛ لأنه في كثير من الأحيان لا يمكن الوقوف على المعنى إلا بمعرفة سبب النزول، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، ومن أمثلة ذلك:
قول الله عز وجل: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:93) فقدامة بن مظعون رضي الله عنه شرب الخمر، وكان مِمَن شهد بدراً، فجيء به في عهد عمر رضي الله عنه من البحرين، فقيل له: لماذا شربت الخمر؟ فقال: الله يقول: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ... ) (المائدة:93) وقال: أنا آمنت، وهاجرت، وشهدت بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فبين له عمر أن هذا ليس هو المقصود من الآية، وبين له سبب نزولها، وهو أن بعض الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ خرجوا إلى أحد وقد شربوا من الخمر ما شربوا، ومنهم حمزة رضي الله عنه وذلك قبل تحريم الخمر، فقتلوا والخمر في أجوافهم، فلما حرمت الخمر؛ استشكل الصحابة ذلك فقالوا: كيف بإخواننا الذين قتلوا وهي في أجوافهم؟ فأنزل الله عز وجل: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (المائدة:93) أي: قبل تحريم الخمر، وبهذا يتبين كيف يكون سبب النزول في غاية الأهمية.
مثال آخر: الله عز وجل يقول: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115) لو جاء إنسان وأخذها على ظاهرها، لقال: إن الصلاة لا يشترط لها الاتجاه إلى القبلة، وما يذكره الفقهاء من اشتراط ذلك فإن الآية تدل على خلافه، فمعرفة سبب النزول تزيل هذا الإشكال، وذلك أن قوماً اجتهدوا في السفر فصلى كل رجل حسب اجتهاده، ووضعوا خطوطاً في ليلة غائمة، فلما أصبحوا وجدوا أن بعضهم صلى إلى غير القبلة فأنزل الله: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115)
وأيضاً: صح أن اليهود لما حولت القبلة من بيت المقدس احتجوا، وقال المؤمنون كيف بصلاتنا السابقة إلى بيت المقدس؟ فقال الله عز وجل: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115) وليس معناه أن تتجه حيث شئت.
وهكذا عروة بن الزبير حينما جاء إلى عائشة رضي الله عنها يقول: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158) يعني أن السعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة على التخيير، لقوله: (فلا جناح عليه) أي: لا حرج عليه، فلا يجب السعي عليه، هكذا فهم، فردت عليه عائشة رضي الله عنها، وبينت سبب النزول وهو: أن الأنصار رضي الله عنهم ـ الأوس والخزرج ـ كانوا يتحرجون من السعي بين الصفا والمروة لأنه كان عليها صنمان (إساف ونائلة) فكانوا يطوفون في الجاهلين تقرباً إليهما، فلما أسلموا تحرجوا من السعي؛ شخية أن يكون ذلك من أعمال الجاهلية؛ فقال الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) (البقرة:158) لا حرج عليه أن يسعى بين الصفا والمروة، فزال الإشكال بمعرفة سبب النزول .. وهكذا في أمثلة أخرى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
5/ دفع توهم الحصر: فمثلاً في قول الله عز وجل: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ) (الأنعام: من الآية145) فذكر ثلاثة أشياء ولم يذكر باقي الأشياء المحرمة، كالأشياء الضارة، ولحوم الحمر الأهلية، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، مع أن الآية ظاهرها الحصر؟ فمن عرف السبب الذي نزلت الآية فيه انحل عنه الإشكال، وذلك أن المشركين في مكة كانوا يحللون أشياء ويحرمون أشياء كما قال تعالى: (وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:138) وقوله: (وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا) (الأنعام: من الآية139) فرد الله عليهم أبلغ الرد، كأنه قال لهم الحلال ما حرمتم والحرام ما أحللتم، على سبيل المبالغة في الرد (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ) (الأنعام: من الآية145) لا هذه السفسطة التي تحللون بها وتحرمون من عند أنفسكم.
6/ معرفة المبهم أو اسم من نزلت فيه الآية؛ وهذا قليل الفائدة والجدوى إلا في بعض الحالات القليلة، ومن هذه الحالات القليلة أن مروان بن الحكم حينما كان يخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عهد معاوية إلى ابنه يزيد بالخلافة، وقال سنة أبي بكر وعمر فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: سنة هرقل وقيصر تجعلونها لأبنائكم. فقال مروان للحرس: خذوه، فدخل في بيت عائشة وهي أخته، فقال مروان على المنبر: هذا الذي أنزل الله فيه: (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ) (الاحقاف: من الآية17) فقالت عائشة من وراء الحجاب: "والله ما نزلت فينا وما نزل فينا شيء من القرآن غير عذري ـ يعني في قصة الإفك في براءتها رضي الله عنها ـ ولو شئت أن أسمي من نزلت فيه لسميته، فمعرفة من نزلت فيه الآية هنا مفيد لدفع تلك التهمة.
مراتب أسباب النزول من حيث الأهمية:
بقي أن أقول بأن معرفة هذه الفوائد ليس على وزان واحد من حيث الأهمية، فبعض هذه المعرفة أهم من بعض، وإليك بيان ذلك:
القسم الأول: أن يتوقف المعنى على معرفة سبب النزول, ولا تفهم الآية حتى تعرف السبب، وفي هذه الحال يكون معرفة سبب النزول في غاية الأهمية لأن التفسير يتوقف عليه، وهذا له أمثلة متعددة منها:-
أن الله عز وجل قال: (وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) (النور: من الآية33) والبغاء معروف: مصدر باغت الجارية بغاء فهي بغي، يعني: إذا زنت بأجرة، فهذه الآية لو بقينا مع ظاهرها (وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً) (النور: من الآية33) فمفهوم المخالفة أنها إذا لم ترد التحصن فلا مانع من إكراهها، وإنما الممنوع من إكراهها ـ في ظاهر الآية ـ هي الجارية الشريفة, وهل هذا هو المعنى؟!
الجواب: لا .. وإذا عرفت سبب النزول اتضح لك وجه هذا الشرط في الآية (إن أردن تحصناً) وهو أن عبد الله بن أبي بن سلول رئيس المنافقين كان له جاريتان، فأسلمتا، فكان يكرههن على البغاء، ويضربهن من أجل أن يتكسب بهذا العمل الشنيع ـ قبحه الله ـ فالله عز وجل أنزل هذه الآية بهذا السبب، ليعالج واقعة حاصلة من بعض الناس وإن كان المعنى أعم من ذلك، فالمرأة لا يجوز لها أن تفعل هذا الفعل، ولا يجوز لوليها أو لسيدها أن يسمح لها بذلك سواء كانت تريد التحصن أو لا تريده، وإنما قال (إن أردن تحصناً) لأن هذا يتناسب مع الواقعة التي نزل القرآن ليعالجها فسبب النزول يبين المعنى هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
خذ مثالاً آخر: الله عز وجل يقول في سورة البقرة (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (البقرة: من الآية189) فهذا التوجيه الرباني، قد لا يفهم الإنسان المراد منه إلا إذا عرف سبب النزول وهو: أن بعض أحياء العرب كان الواحد منهم إذا أحرم بالحج أو العمرة، يرى ديانة أن من محظورات الإحرام أنه لا يدخل بيتاً من بابه، وما كانوا يستظلون أصلا بسقف، فإن عرضت له حاجة، فإنه يتسور من وراء الجدار حتى يأخذ حاجته، فالله عز وجل يقول: هذا ليس هو البر الذي يتقرب به إلى الله عز وجل؛ من كونكم تتسورون البيوت من ظهورها ولا تدخلون مع الأبواب تقرباً إلى الله عز وجل، فالله لا يتقرب إليه بهذا وإنما البر التقوى (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) (البقرة: من الآية189) فالذي يقرأ الآية قد لا يفهم المعنى إلا إذا عرف سبب النزول، وهكذا ما ذكرنا سابقاً في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) (البقرة: من الآية158) حيث قد يفهم من ظاهر الآية عدم وجوب السعي كما فهم عروة بن الزبير فبينت له عائشة ـ رضي الله عنها ـ سبب نزول الآية، فهذا هو القسم الأول وهو ما يتوقف عليه فهم الآية.
القسم الثاني: وهو ما لا أثر له في فهم المعنى كما لو وقعت حادثة فسبَّبَ ذلك تشريعات قررها الله عز وجل في كتابه واضحة بينة، والوقوف على سبب النزول سبب النزول لا يؤثر في الحكم شيئا، ولا يزيدك وضوحاً على ما في كتاب الله عز وجل، فلو لم نعرف سبب النزول لم يقع لنا أي إشكال، وإنما يكون ذلك من باب زيادة العلم فقط، مثاله: نزول آية اللعان في قصة هلال بن أمية، وعويمر العجلاني، وهي: قوله: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ .. . الآيات من سورة النور:6) فلو وقفنا مع ظاهر الآيات فقط، ولو نعرف سبب النزول فهل يقع إشكال في المعنى؟
الجواب: لا، فسبب النزول إذا عرفته يكون من باب زيادة العلم، لكن المعنى لا يتوقف عليه ولا يحصل لك إشكال في المعنى بسبب جهلك بمعرفة سبب النزول فهذا النوع معرفته ليست ضرورية.
ومن أمثلته أن كعب بن عجرة ـ رضي الله عنه ـ لما كان القمل يتساقط على وجهه من كثرته وكان محرماً مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما به، نزلت فيه هذه الآيات (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ) (البقرة: من الآية196) يقول كعب بن عجرة رضي الله عنه: هي لي خاصة ولكم عامة
فلو لم نعرف قصة كعب بن عجرة رضي الله عنه، فسنفسر الآية: بأنها تصدق على كل من كان به أذىً من رأسه، ولو لم نعرف سبب النزول، فهذا النوع إذاً ليس من الضروري أن يعرفه المفسر أو طالب العلم لكنه يفيد في الجملة: بيان رحمة الله عز وجل، وتوسعته على المكلفين وما شابه ذلك، وأمثلة ذلك كثيرة منها: ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ... الآية) (آل عمران: من الآية77) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرأ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" .. فأنزل الله تصديق ذلك: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً) (آل عمران: من الآية77)، فدخل الأشعث بن قيس رضي الله عنه وابن مسعود قد حدث أصحابه بهذا الحديث فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن؟! فقالوا: كذا وكذا. قال: فيَّ أنزلت. كان لي بئر في أرض ابن عم لي .. إلى آخر ما ذكر .. فابن مسعود رضي الله عنه حملها على العموم (إن الذين يشترون .. ) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من حلف
(يُتْبَعُ)
(/)
على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم) فالحديث مطابق للآية، وكون الأشعث بن قيس رضي الله عنه وقعت له قصة مع ابن عمه فحلف ذاك فنزلت الآية .. الخ .. ، هذا لا يؤثر في معرفة المعنى ولا يغير من الحكم شيئاً لا بتخصيص ولا بتقييد ولا برفع إشكال بوجه من الوجوه.
القسم ثالث: وهو ما يذكره السلف ويعبرون عنه بقولهم: نزلت هذه الآية في كذا، ولا يقصدون به سبب النزول في الغالب، بل يعنون أنها: نزلت في هذا المعنى وأن هذا مما يدخل في عموم الآية وإن لم تكن نزلت فيه، وسيأتي الكلام عليه عند الكلام على صيغة سبب النزول.
مثاله: أن ابن عمر رضي الله عنه مر بالسوق ـ سوق المدينة ـ فأذن المؤذن فرأى الناس يغلقون حوانيتهم فقال: في هؤلاء نزلت (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ) (النور: من الآية37) ومعلوم أن الآية نازلة قبل ذلك بزمن طويل، ولم تنزل في هؤلاء، فالمقصود أنهم مما يدخل في عمومها. فالسلف كثيراً ما يعبرون بهذا التعبير، يقولون: نزلت هذه الآية في كذا .. ولا يقصدون سبب النزول، ومثل هذا أيضاً لا يتوقف عليه فهم المعنى ولا يرتفع به الإشكال.
ومن أمثلته أيضاً: ما أخرجه البخاري في صحيحه في الرواية التي ذكر فيها نزاع الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه مع الرجل الأنصاري في شراج الحرة -مسيل الماء- فكان يأتي الماء (السيل المطر) من هذا المسيل إلى مزرعة الزبير بن العوام أولاً، ومزرعة الأنصاري خلفه، فالأنصاري يريد أن الماء يمر على مزرعة الزبير ثم لا يحبسه حابس، فينطلق مباشرة إلى مزرعته، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرشد الزبير إلى أن يسقي ثم يرسل الماء إلى جاره فقال له:" اسق -لا ضرر ولا ضرار- ثم أرسل الماء إلى جارك" فغضب الأنصاري وقال: أنْ كان ابن عمتك يا رسول الله. يعني (أنك حابيته) مع أن النبي صلى الله عليه وسلم رفق بالأنصاري، و إلا فمن حق الزبير أن يحبس الماء حتى يكتفي تماماً، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال للزبير: (اسق يا زبير حتى يبلغ الماء الجدر) أي: أن هذا من حقك، لكن ما ذكره للزبير أولاً كان رفقاً بالأنصاري فلما أساء الأدب، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحق الثابت للزبير، فماذا حصل؟ يقول: فما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) نزلت في ذلك يعني هذا مما يدخل في معناها وليس هذا هو سبب النزول.
القسم الرابع: وهو مما يحتاج إليه وإن كان المعنى لا يتوقف عليه تماماً فهو دون الأول، لكن يبقى بعض الغموض وبعض الإشكال، فإذا عرف سبب النزول انجلى هذا الإشكال، فهذا مما نحتاج إلى معرفته.
مثاله:- قول الله عز وجل: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (البقرة: من الآية223) فقد يفهم منها البعض معنى لم يرده الله عز وجل، ويحتج بها على فعل لا يجوز، والمقصود واضح، فالله عز وجل يقول: (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) لكن إذا عرفت سبب النزول، انتفى ذلك الفهم؛ وذلك أن اليهود كانوا يقولون: إذا أتى امرأته مدبرة _ في موضع الولد _ جاء الولد أحول، فكذبهم الله عز وجل فقال: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (البقرة: من الآية223) يعني كل ذلك في محل الحرث، وأما غيره فلا يجوز؛ فهذا يزول به الإشكال لكن لا يتوقف عليه فهم المعنى.
كيف نعرف سبب النزول:
إذا نظرت في بعض كتب التفسير تجد مبالغة في هذا الباب، فبعض المفسرين يذكرون أشياء في أسباب النزول من غير اعتماد على روايات أصلاً، فيقولون سبب نزول الآية كذا وكذا، ولا يُدرى من أين جاءوا بها، وقد رأيت ابن عاشور في أول تفسيره ينعي على بعض المفسرين هذا الصنيع. .فما هي الطريقة الصحيحة لمعرفة أسباب النزول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: أنه لا يمكن أن نعرف سبب النزول إلا بشيء واحد فقط وهو النقل عمن شاهدوا التنزيل وهم الصحابة، فهم الذين يبينون لنا ذلك، فإذا نقل لنا من بعدهم رواية ـ مثل التابعين ـ فهل يكون ذلك مقبولاً؟! الجواب: أن هذا يكون من قبيل المرسل، وهو نوع من أنواع الضعيف؛ لأن الواسطة غير معلومة فقد يكون روى عن صحابي وقد يكون روى عن تابعي آخر.
هل سبب النزول له حكم الرفع؟
الجواب أن يقال:
ينظر إلى الصيغة فإن كانت صريحة حكمنا له بالرفع ـ وسيأتي بيان المراد بالصيغة الصريحة بعد قليل ـ إن شاء الله ـ، وما جاء بصيغة غير صريحة فليس له حكم الرفع؛ على خلاف في هذا النوع، فبعضهم يجعله في قسم المرفوع أيضاً، وبعضهم لا يجعله.
صيغة سبب النزول:-
الصيغ التي ترد فيها أسباب النزول على قسمين:
الأول: قسم صريح وهو أن يذكر الراوي _ الصحابي مثلاً _ قصة أو واقعة أو سؤالاً أو حادثة أو نحو ذلك ثم يقول: فأنزل الله كذا وكذا، أو يقول: فنزلت هذه الآية، أو يقول سبب نزول الآية كذا وكذا، فهذا يكون من قبيل الصريح وله حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لا يحتمل أن يكون من قبيل التفسير من الصحابي حتى نحكم له بالوقف.
الثاني: غير الصريح وهو: ما يعبرون عنه بقولهم: نزلت هذه الآية في كذا، يعنى أن هذا مما يدخل في عمومها ومعناها؛ فهذا النوع ليس له حكم الرفع.
مثال ذلك: ما أخرجه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في قوله تعالى: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة: من الآية195) قال: نزلت في النفقة. " فهذا غير صريح، فقوله:" نزلت في النفقة " يعني أن مما يدخل في معناها النفقة.
مثال آخر: ما أخرجه البخاري أيضاً من حديث نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه كان إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه. يقول: فأخذت عليه يوماً فقرأ سورة البقرة حتى انتهى إلى مكان؛ قال: تدري فيم أنزلت؟ قلت: لا، قال: أنزلت في كذا وكذا، ثم مضى. يعني أنه مما يدخل في معناها.
وهنا تنبيه لابد منه: وهو أن بعض الروايات التي نقول إنها وردت بصيغة صريحة؛ قد نجدها إذا استقرأنا الروايات أحياناً في بعض المواضع غير صريحة، بل أحيناً قد تأتي في أول الرواية بصيغة صريحة، وفي آخرها بصيغة غير صريحة أو العكس، فيقال: إن التقسيم السابق بناء على الغالب، أي: أن الغالب أنه إذا قال الراوي سبب نزول هذه الآية كذا، أو ذكر الحادثة ثم قال: فنزلت هذه الآية فإنه قصد بذلك سبب النزول، وليس مقصوده التفسير، لكن هذا باعتبار الغالب وقد يكون الأمر على خلافه، ونحن نعرف أن كل قاعدة لها شواذ، فالقواعد أغلبية، هذا غاية ما يقال في هذا الأمر.
ومن الأمثلة على ما ورد في رواية بصيغة صريحة، وجاء في موضع آخر بصيغة غير صريحة؛ أثر ابن عمر السابق الذي قال فيه: نزلت في كذا وكذا، وهو يقصد قوله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) (البقرة: من الآية223) فهذا الأثر جاء عنه في موضع آخر بصيغة صريحة.
وقد يأتي الأمران في نفس الرواية، ومثاله: ما أخرجه البخاري في صحيحه عن البراء رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) (البقرة: من الآية 189) قال: نزلت هذه الآية فينا، فهذا غير صريح، لو بقينا معه لقلنا هذا من قبيل التفسير، وليس من قبيل سبب النزول، ثم قال: كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤا لم يدخلوا من قِبَل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار فدخل من قِبَل بابه فكأنه عُيِّر بذلك فنزلت: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا) (البقرة: من الآية189) فقوله: " فنزلت " بعد الواقعة هو من قبيل الصريح، فهنا في نفس الرواية نجد في أولها صيغة غير صريحة وفي آخرها صيغة صريحة.
ومن أمثلة الصريح فقط: ما أخرجه البخاري من حديث البراء رضي الله عنه قال: لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله: (عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ) (البقرة: من الآية187) " فقوله: فأنزل الله. هذا من قبيل الصريح.
أقسام نزول القرآن من جهة الاقتران بين النازل وحكمه أو عدمه:
(يقصد بالحكم هنا ما تتحدث عنه الآية، سواء كان حكما تكليفياً أو غير ذلك)
(يُتْبَعُ)
(/)
القسم الأول: ما نزل مع تشريع الحكم، وهذا كثير، مثل: تحريم الخمر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) لما نزلت هذه الآية نزل معها مباشرة تحريم الخمر، فالآية كانت تحمل هذا الحكم الشرعي.
ومثله أيضاً: فرض الصيام: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية185) وقوله تبارك وتعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (البقرة: من الآية183) فكان فرض الصوم عند نزول هذه الآيات.
القسم الثاني: ما نزل قبل تقرير الحكم: وهذا له أمثلة ـ وإن كان بعض هذه الأمثلة يحتاج إلى مناقشة، ونحن في الأمثلة نوسع المجال من أجل أن يتضح المعنى فقط؛ فهي على كل حال على قول بعض العلماء، فمن ذلك: قول الله عز وجل: (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد: 1، 2) فللآية أكثر من معنى عند المفسرين لكن المعنى المشهور (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد:1) يعني: مكة، (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ) (البلد:2) أي: مكة.
وقوله (حِل) الحِل ضد الحرمة، أي: أنك حلال. فهذه الآية من سورة البلد، نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم مستضعف في مكة، فالآية تشير إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر حياته في عام الفتح: " أحلت لي ساعة من نهار" مع أن سورة البلد مكية، فالآية نازلة قبل الحكم المشار إليه.
وكذلك نزل بمكة قوله تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45) فعمر رضي الله عنه يقول: فقلت: أي جمع؟ فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش، نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتاً بالسيف، ويقول: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (القمر:45) فكانت ليوم بدر.
ومن أمثلته الأخرى: قول الله عز وجل: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:14، 15) فهذه السورة مكية قطعاً، وقوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (الأعلى:14) المعنى الأقرب، تزكى: يعني زكى نفسه بالإيمان والتقوى وطاعة الله عز وجل ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:15) أي: وذكر اسم ربه وصلى الصلوات المفروضة، وغير المفروضة فهذا الذي أفلح.
لكن هناك معنى آخر ذكره بعض أهل العلم، وكأن شيخ الإسلام بنى عليه بعض الاستنباطات في بعض المواضع، وإن كان هذا المعنى ــ فيما أظن ــ مرجوحاً لكن للفائدة أذكره، فقوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) (الأعلى:14) أي: أخرج زكاة الفطر،) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:15) إشارة إلى التكبير وهو خارج للصلاة، (فصلى) صلاة العيد، مع أن ذلك لم يشرع في مكة، فقالوا: هذه الآية تشير إليه، مع أنه لم يشرع إلا في المدينة، وهذا قال به كثير من السلف، ولولا كثرة من قال به ما ذكرته، وإن كان المعنى الراجح هو الأول، لكن هذا يوضح القضية التي ذكرتها.
وأوضح من هذا كله، قول الله عز وجل في سورة المزمل (وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (المزمل: من الآية20) فهذه الآية نزلت في أول ما نزل، فأين الذين يقاتلون في سبيل الله، بل متى فرض الجهاد؟ لاشك أنه في المدينة. فهذه الآية تشير إلى أمر وقع بعد مدة طويلة.
القسم الثالث: ما نزل بعد تقرير الحكم:
ومن أمثلته: ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه وليسوا على ماء -إلى أن قالت - فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم (فتيمموا) الآية التي في المائدة، إلى آخر الحديث، فهذه الآية ذكر فيها الوضوء ـ (إذا قمتم إلى الصلاة) ـ ونزلت متأخرة في سورة المائدة، وسورة المائدة من أواخر السور نزولاً، فهل كانوا يصلون دون وضوء طوال تلك المدة في مكة وفي المدينة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: لا .. بل الوضوء فرض قبل ذلك بكثير، ولكنه لم يرد في القرآن فجاءت الآية التي تبين الوضوء وتشير إليه متأخرة بعد ذلك.
يقول ابن عبد البر رحمه الله: معلوم عند أهل المغازي أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل منذ افترضت الصلاة عليه إلا بوضوء ولا يدفع ذلك إلا جاهل أو معاند، فأنزلها الله عز وجل ليكون حكمها متلواً مع كونه مفروضاً. والمقصود أن الآية نزلت بعد تقرير الحكم بمدة طويلة.
مثال أخر: الله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9) فهذه السورة مدنية، وصلاة الجمعة فرضت بمكة، ولم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، لكنه أمر مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه فأقامها للناس في المدينة، ثم صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر، لكنه لم يستطع في مكة أن يصلي الجمعة؛ لأنه كان مستضعفاً فآية الجمعة نزلت في سورة مدنية؛ مع أن حكم الجمعة قد شرع وفرض قبل ذلك في مكة.
ما تكرر نزوله:
من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أ] ضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه، وإن اعترض من اعترض على بعض الأمثلة الأخرى، فيقال: إن الآية قد تنزل مرة ثانية تأكيداً لمضمونها، أو ليبين لهم أن الحكم الذي أشكل عليهم، أو الذي هم بصدد اتخاذ موقف فيه في هذه القضية هو نفس حكم ما سبق في القضية الفلانية، أو مما نزل في الآية الفلانية، وهذا له أمثلة كثيرة جداً أذكر منها مثالين:
الأول: أن الله عز وجل يقول: (الم*غُلِبَتِ الرُّومُ) (الروم 1:2) فقد صح عند الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت: (الم) إلى قوله: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (الروم: من الآية4) ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس.
وهناك رواية أخرى أشهر من هذه الرواية وهي من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، في قصة الرهان المشهورة التي وقعت بين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبين بعض المشركين؛ لما تغلبت الفرس على الروم والنبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة، ففرح المشركون بذلك لأن الفرس من الوثنين، والروم من أهل الكتاب، فتفاءلوا بهذا وقالوا: نحن سنغلبكم كما غلب إخواننا من المشركين أهل الكتاب، فأنزل الله عز وجل: (الم*غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ) (الروم: 1 – 4) فقالوا: تقول: في بضع سنين؟ فتراهنوا مع أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا ننظر تصدقون أم لا تصدقون؟ فتراهن معهم أبو بكر في القصة المشهورة فحصلت هذه الغلبة في يوم بدر. فأنزل الله عز وجل الآيات مرة ثانية: (الم*غُلِبَتِ الرُّومُ) (الروم1:2) نزلت مرتين، مرة لما افتخر المشركون في مكة، ومرة لما تحقق الوعد بانتصار الروم على الفرس.
المثال الآخر: في قوله تبارك وتعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85) أخرج الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث في المدينة ـ في مزرعة ـ وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود،فقال بعضهم: سلوه، وقال بعضهم: لا تسألوه فإنه يسمعكم ما تكرهون، فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن الروح، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه إلى السماء، يقول ابن مسعود: فعرفت أنه يوحى إليه، حتى صعد الوحي ثم قالِ: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (الاسراء: من الآية85) فهذا كان في المدينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك رواية أخرى صحيحة عند الترمذي؛ من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قالت قريش لليهود – هذا في مكة ـ أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل،فقالوا: سلوه عن الروح،فسألوه عن الروح فأنزل الله تعالى: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (الاسراء: من الآية85) فهذه نزلت في مكة وتلك في المدينة؛فيقال: إن الآية نزلت مرتين .. بسببين؛ مرة سأله المشركون بمكة فنزلت الآية .. ومرة سأله بعض اليهود في المدينة فنزلت الآية.
تعدد الآيات النازلة مع اتحاد السبب:
السبب قد يكون واحداً، وتنزل أكثر من آية، و ليس المراد أكثر من آية سردا في موضع واحد من القرآن، بل المقصود آيات متفرقة بسبب واقعة واحدة:
مثاله: ما أخرجه الترمذي، من حديث أم سلمه رضي الله عنها قالت: (يغزوا الرجال ولا تغزوا النساء وإنما لنا نصف الميراث .. فأنزل الله: (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) (النساء: من الآية32) يقول الترمذي: قال مجاهد: فأنزل فيها (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ) (الأحزاب: من الآية35وأيضا أخرج الترمذي عنها قالت: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة؟ فأنزل الله تبارك وتعالى:) أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) .. الآية من سورة آل عمران: (من الآية195).
وعند الحاكم عنها قالت: قلت يا رسول الله .. الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فأنزل الله: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ) (الأحزاب: من الآية35) في الأحزاب، وأنزل: (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ) (في آل عمران: من الآية195).
تعدد سبب النزول مع كون النازل واحداً:
ومثاله: ما ورد في أحد الروايات الصحيحة في سبب نزول صدر سورة التحريم:) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) (التحريم: من الآية1) من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بعد صلاة العصر، وكان يمر على زينب فتسقيه عسلا فغارت منه بعض أزواجه .. فاتفق بعض هؤلاء الأزواج .. أنه إذا دخل على واحدة؛ أن تقول له: إني أجد منك ريح مغافير ـ وهو طعام له رائحة معينه غير مستساغة ـ والنبي صلى الله عليه وسلم كان يشق عليه أن يوجد منه الريح التي يتأذى منها الناس. .فقال: إنما هو عسل شربته عند زينب فقالت: لعل نحله جرست العرفط – نبت له رائحة ـ، فلما ذهب إلى الثانية قالت: إني أجد منك ريح مغافير، فقال هو عسل شربته، قالت لعل نحله جرست العرفط. فحرمه النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه. فأنزل الله عز وجل:) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ) (التحريم: من الآية1)
وصح أيضا في بعض الروايات وهي أشهر: أن ذلك بسبب جارية النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما جاءت عائشة رضي الله عنها واحتجت على النبي صلى الله عليه وسلم، لما ـى جاريته، وقالت: في يومي وفي بيتي؛ فحرمها النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه فأنزل الله عز وجل هذه الآية.
ومن أمثلته المشهورة المعروفة: ما ذكرته سابقاً في قصة عويمر العجلاني لما قذف امرأته، وكذلك هلال بن أميه لما جاء وقذف امرأته أيضاً،فكل واحد منهما جاء إلى النبي صلى عليه وسلم على حده .. وإذا نظرنا إلى الروايات الواردة في هذا؛ نجد أن الراوي يقول بعد كل واحدة منها فأنزل الله فيه .. ويذكر آية اللعان (والذين يرمون أزواجهم) فيقال: هذه وقائع متقاربة نزلت الآية بعدها جميعا فكل ذلك سبب لنزولها.
العمل عند تعدد الروايات في سبب النزول وتنوعها:
1/ ننظر أول ما ننظر إلى الثبوت.، فالروايات الضعيفة نستبعدها، ثم ننظر بعد ذلك إلى الصيغة، وقد سبق أن أسباب النزول منها ما يكون بصيغه صريحة، ومنها ما ليس بصريح؛ فما كان بصيغة غير صريحة فهذا يستبعد لأنه من قبيل التفسير؛ فيبقى عندنا الصحيح الصريح، وعندئذٍ ننظر: هل الحوادث هذه متقاربة؟ فإن كانت متقاربةً؛ حكمنا بأن الآية نزلت بعد هذه الحوادث جميعاً؛ كما ذكرنا في قصة اللعان قبل قليل، وإذا كانت الحوادث متباعدة حكمنا بتكرار النزول.
ولعلي أذكر بعض الأمثلة والتطبيقات على هذا:
أولاً: ما اجتمع فيه الضعيف والصحيح وكله صريح في الصيغة:
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: قول الله عز وجل (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (الضحى 1 ـ 3) أخرج الشيخان من حديث جندب بن سفيان رضي الله تعالى عنه قال:" اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أراه قربك منذ ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل: (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) (الضحى1:2) فهذه الرواية .. صحيحة وهي في نفس الوقت صريحة.
ثم هناك روايات أخرى غير هذه .. فعند الطبراني بإسناد ضعيف في سبب نزولها أن الوحي أبطأ، وأن جبريل وعد النبي صلى الله عليه وسلم فتأخر عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر الجارية أن أن تخم ـ تكنس ـ الدار فأدخلت المكنسة تحت السرير فوجدت جروا قد مات ـ والجرو هو الكلب الصغير ـ فأخرجته وألقته، فجاء جبريل فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب التأخر، فأخبره أن السبب هو هذا الجرو، وقال إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب" فحديث: " أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة" صحيح ثابت، لكن في قصة سبب النزول لما أخبره أنه لم يدخل بسبب هذا الجرو .. هذه الرواية ضعيفة .. فالحاصل أن الصيغة صريحة ولكن الرواية غير صحيحه .. فهذه تستبعد.
وهناك رواية ثالثة عند ابن جرير الطبري من طريق ضعيف عن ابن عباس رضي الله عنهما: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياماً فتغير بذلك فقالوا: ودعه ربه وقلاه فأنزل الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (الضحى:3)
وهناك رواية أخرى: " فتر الوحي حتى شق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وأحزنه فقال: لقد خشيت أن يكون صاحبي قلاني- يعني جبريل جفاني- فجاء جبريل بسورة (والضحى .. ) وهذه رواية ضعيفة أيضاً.
وفي رواية أخرى: " فتر الوحي فقالو لو كان من عند الله لتتابع ولكن الله قلاه فأنزل الله: (والضحى) و (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1) (الشرح:1) إلى آخر السورة، وهي رواية ضعيفة.
فهذه الروايات كثيرة لكن سبب النزول الحقيقي هو الرواية الأولى، فنقتصر على هذا السبب الوحيد فقط، ولا نسرد الباقي على أنه من أسباب نزول السورة بل لا نلتفت إليه.
ثانياً: ما اجتمع فيه الصحيح والضعيف، وفي الصحيح الصريح وغيره:
مثاله: قول الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115) و الروايات الواردة في سبب النزول هي:
1 - أخرج ابن جرير بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أول ما نسخ من القرآن القبلة، وذلك أن رسول صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود، أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهراً، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم عليه السلام ....... إلى أن حوّلت القبلة .. فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) (البقرة: من الآية115) وقال: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115) فهذه رواية عن ابن عباس عند ابن جرير بإسناد جيد وهي صريحة لقوله: (فأنزل الله) إذاً: هي بسبب تحويل القبلة ردا على اليهود.
2 - ما أخرجه الترمذي، وابن ماجه من حديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله على الجهة التي اجتهد فيها يعتقد أن القبلة منها .. ثم وضعوا خطوطاً في الليل .. فلمّا أصبحوا ذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115) هذه رواية صحيحة و هي صريحة أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - ما أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى على راحلته تطوعا حيثما توجهت به ــ وهو قادم من مكة إلى المدينة ــ ثم قرأ ابن عمر هذه الآية: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) (البقرة: من الآية115) قال ابن عمر في هذا أنزلت هذه الآية ". فهذه رواية صحيحة لكنها غير صريحة لأن ابن عمر يريدأن هذا مما يدخل في معناها: أي أنه في صلاة التطوع في السفر لا يلزم استقبال القبلة؛ فيصلي الإنسان حيث ما توجهت به راحلته، و هو معنى صحيح دل عليه عموم الآية لكنه ليس بصريح في أنه سبب النزول من جهة الصيغة، فهذه الرواية نستبعدها ولا تعتبر من أسباب نزول الآية.
4 - ما أخرجه ابن جرير عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه فصلوا عليه – قالوا: نصلي على رجل ليس بمسلم. قال فنزلت: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ .. الخ الآية من آل عمران: من الآية199) قال قتادة: قالوا إنه كان لا يصلي إلى القبلة فأنزل الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) (البقرة: من الآية115). فهذه الرواية صريحة لقوله:" فنزلت "، لكنها لا تصح؛ لأن قتادة يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وهذا من قبيل المرسل، وهو ضعيف فهذه الرواية نردها للضعف.
5 - ما أخرجه ابن جرير في التفسير عن مجاهد .. لما نزلت (ادعوني استجب لكم) قالوا: إلى أين؟ فنزلت (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) (البقرة: من الآية115) فهذه صريحة أيضاً، لكنها لا تصح؛ لأنها مرسلة فإن مجاهداً من التابعين فهذه الرواية نستبعدها أيضاً.
فهذه خمسة أسباب وردت لنزول هذه الآية في تحويل القبلة؛ الصحيح الصريح منها: أنها بسبب قول اليهود، و أيضاً في من اجتهد وأخطأ القبلة، فننظر هل هذه الحوادث حصلت في وقت متقارب؟ فإذا كانت حصلت في وقت متقارب، نقول نزلت الآية بعدهما، فإذا لم نعلم أنها حصلت في وقت متقارب فنقول: لعل النزول قد تكرر، فنزلت مرة بسبب الواقعة، ومرة بسبب واقعة أخرى فصارت الآية نزلت مرتين، ولا إشكال.
ومن الأمثلة على ما صحت فيه الروايات وكانت صريحة مع تقارب النزول:
المثال السابق في قوله تعالى: (والذين يرمون أزواجهم) حيث إن الروايات صحيحة وصريحة في قصة عويمر العجلاني وهلال بن أمية، والنزول متقارب، فتكون الآية نزلت بعدها جميعا، وكذلك تحريم النبي صلى الله عليه وسلم الجارية والعسل.
ومثال: ما صحت فيه الروايات وكانت صريحة ولكن النزول متباعد:
قوله تعالى: (الم * غلبت الروم) نزلت مرة في مكة وأخرى في المدينة كما مر بك سابقاً.
لكن بعض العلماء إذا لم يعلموا بتقارب النزول يذهبون إلى الترجيح، ولا يحكمون بأن الآية نزلت مرتين، ولا أدري لماذا يلجؤون إلى هذا؟! مع أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وما نزل منه من الأحرف المتعلقة بالسور المكية نزل بالمدينة، فمعنى ذلك أن جبريل نزل بها مرة ثانية، وبالتالي فلا غضاضة في هذا كما بينا سابقاً.
أما كيف يرجحون؟
فمثلاً: في المثال السابق لما سأل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح، في حديث ابن مسعود، وهو في الصحيحين، وحديث ابن عباس لما سأله المشركون عند الترمذي، ففي هذه الحالة يرجّحون رواية الصحيحين.
وبعضهم يلجأ إلى طريقة أخرى في الترجيح، فيقولون: نرجح بأن ابن مسعود كان حاضر القصة، فإنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم، و أما ابن عباس فإنه لم يحضر؛ فهو يرويه عن صاحبي آخر أو سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم مرة ثانية لكن ابن مسعود كان مع النبي صلى الله عليه وسلم. وبهذا ينتهي الكلام على موضوع أسباب النزول، والله تعالى أعلم،،،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[07 Jun 2004, 02:13 م]ـ
الإخوة الكرام .. وفقهم الله ..
نظراً لأن الآيات كتبت في الملف المرفق بالرسم العثماني، فقد تتعذر قراءتها على من ليس عنده هذا الخط، لذا فقد وضعت هنا ملفاً كتبت فيه الآيات بالرسم الإملائي، والله الموفق ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jun 2004, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيراً صاحب هذا الموضوع وناقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولي بعض الاستفسارات التي أود من الشيخ وفقه الله أن يعلق عليها - ولو أثقلنا عليه.
أولاً - قوله: (من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أيضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه)
هل يمكن أن يذكر من نص على أن القرآن نزل في مكة على حرف واحد فقط؟ وما الأدلة الظاهرة التي تدل على هذه النتيجة؟
وما تعليقكم على قول من قال: إن الأدلة تدل على أن أحاديث الأحرف السبعة كانت بعد فتح مكة؟. [ينظر كتاب الاختلاف بين القراءات لأحمد البيلي ص39 - 42].
ثانياً - في مسألة تعدد السبب والنازل واحد، أليس الأولى أن ينظر أولاً إلى إمكانية الجمع بينها؛ فيقال إن الآية إذا كانت تحتمل أكثر من سبب فتقبل الأسباب كلها من غير أن يرد بعضها. ولعل من أمثلة ذلك قول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ? (النساء:19)
فقد ذكر المفسرون أسباباً عدة لنزولها، وقال ابن كثير بعد ذكره لها: ((قلت: فالآية تعم ما كان يفعله أهل الجاهلية وما ذكره مجاهد ومن وافقه وكل ما كان فيه نوع من ذلك والله أعلم).
وهل يمكن أن يقال في مثل هذه الحال: القاعدة أن الأسباب إذا تعددت ولا تعارض بينها فتقبل جميعها لاحتمال نزول الآية لأكثر من سبب.
والإجابة على هذه الاستفسارت، أو التعليق عليها متاح للمشايخ الكرام.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 Jun 2004, 09:09 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبومجاهدالعبيدي
[ B] قوله: (من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أيضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه)
هل يمكن أن يذكر من نص على أن القرآن نزل في مكة على حرف واحد فقط؟ وما الأدلة الظاهرة التي تدل على هذه النتيجة؟
روى مسلم و النسائي عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاه بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف قال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين قال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الثالثة فقال إن الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال ان الله عز وجل يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
و أضاءة بني غفار يقول عنها ابن حجر في الفتح ج9 ص28: "و هو موضع بالمدينة المنورة ينسب إلى بني غفار - بكسر المعجمة و تخفيف الفاء - لأنهم نزلوا عنده".
و هذا يدل على أن نزول الأحرف السبعة كان في العهد المدني عند دخول العديد من القبائل - ذوات لهجات مختلفة - في الإسلام. و أنه كان قبل ذلك على حرف واحد و الله أعلم.
ـ[أبو عمر القحطاني]ــــــــ[05 May 2005, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم:
هل أكملت باقي حلقات هذه السلسلة؟ أم هذا آخر ما كتب؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 May 2005, 08:45 ص]ـ
ارجو من الدكتور الكريم خالد السبت مراجعة ما ذكره الدكتور عبد الوهاب عزام في تفسير اول آيات سورة الروم وقد نقل عنه تفسيره هذا الدكتور محمد رجب البيومي في كتابه التفسير القراني
(يُتْبَعُ)
(/)
انا ارى انه من الاهمية بمكان قراءة ذلك الراي الجديد والمهم ايضا
وما ذكر في الاحرف السبعة من النص الموضوع على الموقع متعجل جدا وخصوصا في الحكم على عدم وجود المخالفين
واقبلوا التحيات
ـ[أبو حسن]ــــــــ[10 Nov 2005, 12:55 م]ـ
متى تكتمل هذه الحلقات
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2007, 10:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيراً صاحب هذا الموضوع وناقله.
ولي بعض الاستفسارات التي أود من الشيخ وفقه الله أن يعلق عليها - ولو أثقلنا عليه.
أولاً - قوله: (من الأدلة الظاهرة التي لا يكابر فيها أحد؛ أن القرآن كان ينزل على حرف واحد في مكة، وهو حرف قريش، واستمر على ذلك عشر سنين، ثم نزلت باقي الأحرف الستة في المدينة، وهذه الأحرف الستة، موجودة في ضمن الآيات المكية أيضاً، فمعنى ذلك أن جبريل عليه السلام صار ينزل مرة ثانية بالآية التي تقرأ بأكثر من وجه أو جاءت بحروف متنوعة، وهذا قطعاً لا يستطيع أحد أن يعترض عليه)
هل يمكن أن يذكر من نص على أن القرآن نزل في مكة على حرف واحد فقط؟ وما الأدلة الظاهرة التي تدل على هذه النتيجة؟
وما تعليقكم على قول من قال: إن الأدلة تدل على أن أحاديث الأحرف السبعة كانت بعد فتح مكة؟. [ينظر كتاب الاختلاف بين القراءات لأحمد البيلي ص39 - 42].
ثانياً - في مسألة تعدد السبب والنازل واحد، أليس الأولى أن ينظر أولاً إلى إمكانية الجمع بينها؛ فيقال إن الآية إذا كانت تحتمل أكثر من سبب فتقبل الأسباب كلها من غير أن يرد بعضها. ولعل من أمثلة ذلك قول الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ? (النساء:19)
فقد ذكر المفسرون أسباباً عدة لنزولها، وقال ابن كثير بعد ذكره لها: ((قلت: فالآية تعم ما كان يفعله أهل الجاهلية وما ذكره مجاهد ومن وافقه وكل ما كان فيه نوع من ذلك والله أعلم).
وهل يمكن أن يقال في مثل هذه الحال: القاعدة أن الأسباب إذا تعددت ولا تعارض بينها فتقبل جميعها لاحتمال نزول الآية لأكثر من سبب.
والإجابة على هذه الاستفسارت، أو التعليق عليها متاح للمشايخ الكرام.
للرفع، ولطلب المناقشة حول بعض مسائل هذا الموضوع.
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Nov 2007, 09:00 م]ـ
هل انتهت هذه الحلقات؟
ـ[طارق عبد الرازق]ــــــــ[23 Nov 2007, 10:00 م]ـ
جزاك الله عنا خيراً أخى أبا معاذ عن هذا الموضوع الشيق الهام ... وجزى الله المؤلف خير الجزاء وجعلها فى ميزان حسناتكم يوم القيامة ... وهل للحلقات من تكملة أم أنها انتهت؟
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[06 Dec 2007, 01:06 م]ـ
نعم هذه الحلقات لها تكملة، وقد تأخرت بسبب المراجعة، وانشغال الشيخ بكثير من الأعمال، وقد طلبت من فضيلة الشيخ أن نستكملها، فأرسل لي ما تمت مراجعته بالأمس القريب، وسأبدأ في تصويب ماراجعه الشيخ لتنزل في الموقع تباعاً بإذن الله، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل(/)
(5) (نظرات في المعرب) العبرانيون وإبراهيم العبراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Jun 2004, 05:58 م]ـ
إن التوغل في التاريخ القديم صعب للغاية، غير أنَّ هناك إشارات ودلالات يهتدي بها من يريد إثبات قضية ما.
واليوم أطرح لكم شيئًا يتعلق بعروبة إبراهيم عليه السلام، وأبين لكم نقد النظرية العبرية المزعومة، فأقول:
لقد عاش إبراهيم حياته الأولى في العراق، وحصل له ما حصل مع قومه عبدة النجوم والأصنام على السواء، ثمَّ هاجر عليه السلام من العراق ومع زوجه سارَّة (لاحظ عروبة هذا الاسم)، وابن أخيه لوط (لاحظ عروبة هذا الاسم).
فمن هم قوم إبراهيم عليه السلام؟
سكن قوم إبراهيم في (أور: مدينة بالقربة من البصرة الآن) في جنوب العراق، وهي منطقة عربية منذ القدم، قامت إليها هجرات عربية من الجزيرة العربية على مراحل مختلفة الزمن.
وقد ظهر أنبياء في جزيرة العرب قبل إبراهيم، منهم نوح، وصالح، وهود، وشعيب، ثمَّ جاءت رسالة إبراهيم بعد ذلك.
فالعرب سابقون لإبراهيم قطعًا ـ فيما لو فُرِضَ أنه ليس بعربي ـ لا يخالف في ذلك إلاَّ مجادل لا يريد الوصول إلى الحق.
ويكاد يجمع مؤرخو الحضارات القديمة اليوم أنَّ الشعوب التي سكنت منطقة العراق والشام ومصر وشمال القارة الإفريقية وساحل البحر الأحمر من جهة أفريقية، يكادون يجمعون على أنهم شعوب عربية خرجت من جزيرة العرب. (ينظر على سبيل المثال: دراسات تاريخية لنجمد معروف الدواليبي)
لكنَّ بعضهم ـ مع الأسف ـ يستخدم مصطلح (السامية) للدلالة على تلك الشعوب، ويجعل العرب قسمًا منهم، وهذا منه مكابرة وبعدٌ عن الحقِّ.
ومصطلح السامية قد ظهر زيفه وبطلانه بما لا يحتاج إلى كبير إعمال ذهن، وعلي أطرح نقده في مقال لاحق (ينظر: نقد النظرية السامية، ج1، أسطورة النظرية السامية: توفيق سليمان، دار دمشق للطباعة والنشر، ط 1، 1982م).
أما الكلدانيون الذين تُنسب إليهم هذه المدينة، فكانت لغتهم الأكادية (ينظر: معجم الحضارات السامية، مادة كلدانيون).
والأكادية هي أحد اللغات العروبية القديمة التي خرجت من جزيرة العرب مع هؤلاء الكلدانيين الذين استقروا في جنوب العراق اليوم (ينظر في اللغة الأكادية العربية كتاب: ملامح فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية، للدكتورمحمد بهجت القيسي).
تنبيه: هكذا جاءت قراءة الغربيين لهذه المادة (كلدان) بالكاف، ولا يبعد أن تكون مأخوذة من مادة (خَلَدَ)، وليس (كلد)، وأنت على خُبرٍ بأن الغربيين لا ينطقون لفظ الخاء، بل يبدلونه بحرف الكاف.
وإذا كان من مادة خلد، فهو واضح العربية بلا ريب، ويكونون هم الخالديون، بنو خالد، الخالدي، والله أعلم.
ومادة (كلد) عربية أيضًا، وهي تدل على صلابة في الشيء، ومن اسم الحارث بن كَلَدَة الطبيب العربي المشهور (ينظر في هذه المادة: مقاييس اللغة لابن فارس).
كما أن مادة الأكاديين قد تكون قراءتها الصحيحة (عكاديين) من مادة (عكد)، ويرجع ابن فارس أصل هذه المادة إلى التجمع والتراكم. (ينظر مقاييس اللغة، مادة: عكد).
وأنت على خُبرٍ أيضًا بأنَّ قراء الغرب للغتنا لا ينطقون العين، بل يُبدلونها ألفًا.
أما (أكد) في لغة العرب، فالهمزة منقلبة من الواو، كما ذكر ابن فارس في مقاييس اللغة، مادة (أكد).
تنبيه: قد يخطر ببالك استفسار؛ هذا نصُّه:
لِمَ جعلت اللغة العربية المدونة أصلاً في فهم تلك اللغات العروبية القديمة؟
وهذا سؤال مهم جدًّا، ولعلي آتي على شيء منه في مقالة مستقلَّة أبين فيها بعض ظواهر اللغة العربية كالاشتقاق، والقلب والبدل وغيرها من الظواهر، وأنها طريق إلى فهم معاني تلك الكلمات التي في اللغات العروبية القديمة، التي قد يكون مات فيها أصل الكلمة أو معناها، وانظر على سبيل المثال تفسير (وفومها) عند الفراء في معانيه، وعنه الطبري في تفسيره، والأزهري في تهذيب اللغة.
أعود إلى موضوع المقالة، وهو عروبة إبراهيم وعبرانيته، فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ إنَّ اسم إبراهيم قد اختلفت في أصله الآراء، وكثرت في النظر في اشتقاقه، فمنهم من جعله (أب رحيم)، ومنهم من جعله (آب رام؛ أي: أبو العلا)، ومنهم من جعله من مادة (بره)، أي صاحب البرهان ... الخ من تحليل لهذا الاسم. (ينظر في هذا: العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن، لرؤوف أبو سعدة، ومعرب القرآن عربي أصيل للدكتور جاسر أبو صفية، ومقالة بعنوان: تأصيل عروبة إبراهيم، لأحمد نصيف الجنابي، مجلة الضاد، بغداد، ج2: 1409 ـ 1989).
ولكني إلى اليوم لم أصل إلى ما تطمئن إليه نفسي من أصل اشتقاق هذا الاسم العربي، أما من له صلة قرابة بإبراهيم (آزر، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، سارة، هاجر، لوط) فإني سآتي ـ إن شاء الله ـ على بيان عروبتهم.
2 ـ هل كان إبراهيم عبرانيًّا؟
لقد خرج إبراهيم بمن معه من لعراق، ثمَّ اتَّجه إلى الشام، فأين كان مسكنه؟
الذي يظهر من سيرته أنه سكن بادية الشام، وأنه كان صاحب بقر؛ لأنه جاء بعجل حنيذ لأضيافه، ولأنه كان ساكنًا في بادية الشام، وكان عابرًا إليها من العراق سُمِّي (إبرام العبراني).
فأصل الكلمة عربيٌ صحيح، مأخوذ من مادة (عبر) التي تدلُّ على الانتقال من مكان إلى مكان كما هو حال إبراهيم عليه السلام الذي عبر من (أور الكلدانيين) إلى بادية الشام.
ويظهر أنَّ العبراني ـ آنذاك ـ كانت له إطلاقات، منها:
1 ـ أنها تُطلق على الذي يعبر إلى شيء كما هو أصل دلالة اللفظة، وكذا كان حال إبراهيم حيث عبر إلى بادية الشام.
2 ـ أنه ساكن البادية، وكذا كان حال إبراهيم عليه السلام، حيث استقرَّ ببادية الشام، وكان يتنقَّل إلى ما جاورها من المدن طلبًا للتجارة، كما ذهب إلى مصر في رحلته المعروفة.
والذي يدلُّ على ذلك ما ورد في سورة يوسف لما جاء بأبويه إلى مصر، قال تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف:100)، فإبراهيم وذريته (إسحاق وابن يعقوب وأبناء يعقوب) كانوا في البادية كما هو نصُّ الآية (وجاء بكم من البدو).
ولا يلزم من كونهم كانوا في البادية عيب أو نقيصة، بل تلك كانت مشيئة الله لهم، والله يفعل ما يشاء لا معقِّب لحكمه.
وكما أنَّ بداوتهم ليس فيها نقيصة، فليس على إبراهيم أبي الأنبياء من نقيصة من كونه لم يؤمن به في وقته كثيرٌ، بل لم يُذكر أنه آمن به ـ وهو من هو في الفضل من بين الأنبياء ـ سوى زوجه وهاجر وأبنائه منهما ولوط.
ومن هذا تعرف أنَّ الوصف بالعبرانية لا يعني قومية معينة، ولا لغة مستقلة محددة مطلقًا، بل هو وصف لحال إبراهيم من بين الشعوب التي نزل بجوارها.
3 ـ إذا كان هذا الوصف هو لحال إبراهيم عليه السلام، فإنه يُعلم أنَّ هذا الوصف قد بقي في أحفاده من نسل إسحاق من بعده، فهم عبروا أيضًا إلى مصر، وهم بهذا يُسمون بالعبرانيين لأجل هذه الدلالة الوصفية فحسب.
4 ـ وإذا رجعنا إلى لغة إبراهيم عليه السلام، فإننا لن نجدها لغة مستقلَّة مغايرة مغايرةً تامةً لغة سكان الشام آنذاك، ومما يستأنس به في هذا أنَّ الله سبحانه وتعالى أرسل لوطًا إلى قرى سدوم وعمورة وغيرها، ولو لم يكن يعرف لسانهم لما صَلُحَ لأن يبعث لهم، والله تعالى يقول: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (إبراهيم:4)، فدلَّ هذا على أنَّ لسان لوط ولسان من أُرسِل إليهم واحدٌ، وهو اللسان الذي يتكلم به أصحاب هذه المنطقة في عراقهم وشامهم ومصرهم وجزيرتهم العربية كما هو الحال اليوم في توحًّدِ اللغة.
5 ـ وُلِدَ لإبراهيم ولدان: إسماعيل، وقد سكن مع أمه هاجر المصرية (لاحظ عربية اسمها) في مكة، وسيأتي إن شاء الله حديثًا عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمَّ وُلِدَ له ابن إسحاق الذي بقي عنده في بادية الشام، ووُلِدَ لإسحاق يعقوب، ووُلِدَ ليعقوب بنوه الاثنا عشر، ومكث هؤلاء في البلدية كما هو نصُّ الآية السالفة، وكانت لغتهم بلا ريب هي لغة أبيهم يعقوب، وجدهم إسحاق، وجد أبيهم إبراهيم، ولم تكن لهم لغة خاصة مستقلة البتة.
ثمَّ نزلوا إلى مصر، وسكنوا فيها فعاشروا الناس وخالطوهم إلى عهد موسى عليه السلام (بين يوسف وموسى نحو أربعمائة سنة ونيف كما في أسفارهم)، فهل يا تُرى بقوا على لغة آبائهم التي دخلوا بها ولم يتأثَّروا بلغة المصريين؟!
إنَّ الذي يظهر لي أنَّ العبرية وصف لهم من جهة القومية لا اللغة بقي ملتصقًا بهم، ومعناه كما ذكرتُ لك سابقًا، أما اللغة التي يتحدثون بها فإنما هي بمثابة لهجة من اللهجات العروبية آنذاك، ولا تخرج عن ذلك القطر العربي الكبير.
فالعبرانيون بمعنى: الذين يعبرون، أو بمعنى البدو الرُّحَّل هو المعنى المراد بهم، لكن هؤلاء أوتوا القدرة على تبديل وتحريف الأشياء، كيف لا، وقد حرَّفوا كلام الله وشرعه، فانطلى على كثيرين أن لهم لغة مستقلَّة، وأنَّ لها حروفًا خاصًّة، ورسمًا خاصًا، وليس الأمر كذلك، فهم من بيئة عربية لم يخرجوا منها، وإنما الأمر يرجع إلى تقادم عهدهم عن اللغة العربية المعيارية التي نزل بها القرآن.
وقد تقول: إنَّه ورد في البخاري في وصف ورقة بن نوفل: (وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب).
فأقول لك: نعم هو كتاب عبراني، وله رسمه الخاصُّ لكنه لم يكن خاصًّا بهم فقط، بل هم استفادوه من غيرهم، وهو لا يخرج عن اللغات العروبية ولا الرسم المتعارف عليه عندهم. وهذا مبحث يحتاج إلى مزيد بسط ليس هذا محلُّه، وهو يتعلق باللغات التي جاء النصُّ عليها في كتبهم، كما يتعلق بالوقت الذي دُوِّنت فيه هذه الكتب، ونوع اللغة (اللهجة العروبية) التي كانوا يتحدثونها آنذاك، ونوع الرسم الذي رُسِمت به، وذلك ما لم يكن خاصًّا بهم كما سيظهر إن شاء الله في بحث هذه الجزئية بحثًا مستقلاًّ.
وللحديث بقية.
ـ[سليمان داود]ــــــــ[08 Jun 2004, 03:14 م]ـ
أشكرك دكتور مساعد على هذه اللفتة الرائعه
لأن ابراهيم أبينا ونحن أولى به من غيرنا
والذي أود أن أضيفه هنا ولا أدري ان كان صحيحا أو من بنات أفكاري؟؟
أنه في منطقتي البالغ عدد سكانها حوالي مليون شخص نلفظ بلهجتنا اسماعيل بالنون بدل اللام
وعند قراءتي للموضوع تذكرت هذا الأمر
فأحببت أن أقسمه قسمين
1 - اسم مع فتحه فوق الميم أو الألف المقدره
2 - عين
فكأنني أقرأ أسمه مناسب لعين زمزم؟؟؟؟ التي حفرها بقدميه بمساعدة سيدنا جبريل كما تقول الآثار
أسم - عين
على فكره - أنا لم أقرأ هذا الكلام من أي مرجع؟؟؟؟
هو من تأملاتي الشخصية
ولا أدعي الصواب حتى نسمع آراء أخوتي في المنتدى
فاعتبروها وجهة نظر --لا أكثر
ـ[المنهوم]ــــــــ[09 Jun 2004, 05:29 م]ـ
زدنا يا شيخنا من بحوثك القيمة
زادك الله علما وفهما
ـ[الراية]ــــــــ[17 Jun 2004, 11:51 ص]ـ
كم استمتع دائماً بقراءة ما تخطه يمينك شيخ مساعد ...
بارك الله فيكم وفيما تكتبون
وهل لديكم كتب تحت الطبع؟
فنحن نتابع اصداراتكم بشغف
وفق الله الجميع
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[19 Jun 2004, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بكم جميعا
أما القول عندي وبناء على بحوث خاصة لم أنشرها:
أن اللغة العربية وهي اللغة الأم لكل لغات العالم، وأنها هي اللغة التي أنزلها الله على آدم عليه السلام.
وأن هذه اللغة كانت في أعلى الدرجات من حيث احتوائها على المترادفات والمتناظرات وأن الله أوحى إلى آدم طرق الاشتقاق والتصريف وذلك بنفس الطريقة التي أوحى إليه اللغة.
وأن آدم عليه السلام عاش دهرا طويلا كافيا ليتعلم أولاده تلك الطرق من التصريف والاشتقاق.
ثم أبناءه وأحفاده بعد تفرقهم اكتفوا بألفاظ وأهملوا ألفاظا، ولقد ساهم في اختلاف اللغات عدة أسباب:
- كل جماعة اكتفوا بكلمات، وأهملوا كلمات تختلف، عما اختار جماعة في مكان آخر.
- أن كل جماعة استعملوا طريقة في الاشتقاق والتصريف تبعا لدرجة استيعابهم.
- إن بعض المجتمعات حرفت ألفاظها تبعا لعيوب خلقية في اللفظ.
إن بعض الشرائح تعمدت إحداث ألفاظ يخفون معانيها عن المجتمع بحذف حرف أو إضافة إلى كل كلمة.
- إن المجتمعات المتطورة كانت تستحدث من الألفاظ ما يتناسب مع علومهم وأدواتهم.
- كان الشيطان في إيحاءاته إلى الناس يرغبهم في التغريب وينفرهم من تراث الآباء ليبعدهم عن تراث التوحيد.
وهناك شيء آخر:
- العبرية هي لفظة مستخرجة من العربية بأسلوب القلب.
- المضمون اللفظي للعبرية والسريانية يحوي الكثير من اللفظ العربي.
- أن تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة تقسيم غير صحيح.
- أن ذرية إسماعيل هم الأولى بالانتساب إلى العربية حسب مقتضيات ألفاظ القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Apr 2009, 04:44 ص]ـ
وقد ظهر أنبياء في جزيرة العرب قبل إبراهيم، منهم نوح، وصالح، وهود، وشعيب، ثمَّ جاءت رسالة إبراهيم بعد ذلك.
فالعرب سابقون لإبراهيم قطعًا ـ فيما لو فُرِضَ أنه ليس بعربي ـ لا يخالف في ذلك إلاَّ مجادل لا يريد الوصول إلى الحق.
ويكاد يجمع مؤرخو الحضارات القديمة اليوم أنَّ الشعوب التي سكنت منطقة العراق والشام ومصر وشمال القارة الإفريقية وساحل البحر الأحمر من جهة أفريقية، يكادون يجمعون على أنهم شعوب عربية خرجت من جزيرة العرب. (ينظر على سبيل المثال: دراسات تاريخية لنجمد معروف الدواليبي)
لكنَّ بعضهم ـ مع الأسف ـ يستخدم مصطلح (السامية) للدلالة على تلك الشعوب، ويجعل العرب قسمًا منهم، وهذا منه مكابرة وبعدٌ عن الحقِّ.
ومصطلح السامية قد ظهر زيفه وبطلانه بما لا يحتاج إلى كبير إعمال ذهن، وعلي أطرح نقده في مقال لاحق (ينظر: نقد النظرية السامية، ج1، أسطورة النظرية السامية: توفيق سليمان، دار دمشق للطباعة والنشر، ط 1، 1982م).
الأصول العربية للتوراة العبرية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=77810#post77810)(/)
إشكال في آية
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[08 Jun 2004, 06:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
- قال الله تعالى (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
الإشكال: الواو في (ولا حبة) إن كانت عاطفة فعلى أي شيء عطفت (حبة)؟ وإن كانت معطوفة على (ورقة) فهل يستقيم الإعراب مع (رطب) و (يابس)؟ ثم كيف يكون معنى الآية؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Jun 2004, 11:45 ص]ـ
يقول الشوكاني رحمه الله: (({ولا رطب ولا يابس} بالخفض عطفا على حبة: وهي معطوفة على ورقة.وقرأ ابن السميفع والحسن وغيرهما بالرفع عطفأ على موضع من ورقة.وقد شمل وصف الرطوبة واليبوسة جميع الموجودات))
يقول الزمخشري رحمه الله في كشافه: {ولا حبة ولا رطب ولا يابس} عطف على ورقة وداخل في حكمها كأنه قيل: وما يسقط من شيء من هذه الأشياء إلا يعلمه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Jun 2004, 01:23 م]ـ
قال السمين الحلبي في الدر المصون (4: 661):
((قوله: (ولا حبه) عطف على لفظة (ورقة)، ولو قُرئ بالرفع لكان على الموضع.
و (في ظلمات) صفة لحبة.
وقوله (ولا رطب ولا يابس) معطوفان أيضًا على لفظ (ورقة).
وقرأهما ابن السميفع وابن أبي إسحاق بالرفع على المحل. وهذا هو الظاهر.
ويجوز أن يكونا مبتدأين والخبر قوله: (إلا في كتاب مبين).
ونقل الزمخشري أن الرفع في الثلاثة؛ أعني قوله: (ولا حبة ولا رطب ولا يابس)، وذكر وجهي الرفع المتقدمين، ونظَّر الوجه الثاني بقولك: لا رجل منهم ولا امرأة إلا في الدار))
ـ[د. عماد]ــــــــ[08 Jun 2004, 04:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية الكريمة: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
هي إحدى ثلاث آيات وردت في القرآن الكريم، الثانية منها هي قوله تعالى:
? عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين? (سبأ/3).
والثالثة هي قوله تعالى:
? وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين? (يونس:61).
فقوله تعالى في الآية الأولى: (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين).
كقوله تعالى في الآية الثانية والثالثة: (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين?.
إلا أن القراءة جاءت في الأولى: (ولا رطبٍ ولا يابسٍ)، بالخفض، وجاءت في الثانية والثالثة: (ولا أصغرَُ ولا أكبرَُ) بالنصب عوضًأ عن الكسر، لامتناعهما من الصرف، وبالرفع0
و للزمخشري قول في تخريج هاتين القراءتين، يخالف قوله في تخريج الآية الأولى؛ إذ يقول: (ولا أصغرَُ ولا أكبرَُ – القراءة بالنصب، والرفع0 والوجه: النصب على نفي الجنس0 والرفع على الابتداء؛ ليكون كلامًا برأسه) 0
ثم قال: (وفي العطف على محل- من مثقال ذرة- أو على لفظ- مثقال ذرة- فتحًا في موضع الجر لامتناع الصرف، إشكال؛ لأن قولك: لا يعزب عنه شيء إلا في كتاب مشكل) 0
وقد أخذ بهذا القول الدكتور فاضل السامرائي، وقال في تعليل ذلك: (أصغرَ، أصغرُ:
في حالة الاستغراق جاءت (ولا اصغرَ) بالبناء على الفتح، وهذه الـ (لا) تسمى النافية للجنس0
(لا رجلَ حاضرٌ) تنفي جنس الرجال0
(لا رجلٌ) تحتمل نفي الجنس، ونفي الوحدة، ومثلها مثل (ما)
يقول النحاة ابتداء من الخليل: عندما تقول (لا رجلَ) كأنه جواب لسؤال: هل من رجل؟
تضمر من الاستغراقية
فإن سألت: (هل من رجل؟) فجوابه: (لا رجلَ)
وإن سألت: (هل رجلٌ؟) فجوابه: (لا رجلٌ)
فالنافية للجنس هي أصلا تتضمن معنى (من) الاستغراقية
فقال (أصغرَ) في يونس0
وهذا مناسب لوجود (من)، ويناسب الاستغراق لمواطن الاستغراق في بداية الآية (وما تتلو ... )
أما التي ليست للاستغراق جاء فيها (ولا أصغرُ)
فجعل (أصغرُ) في غير موضع الاستغراق) 0
والسؤال هنا: كيف يكون قوله تعالى: (لا يعزب عنه شيء إلا في كتاب) في الآيتين الأخيرتين مشكل- كما يقول الزمخشري- ولا يكون مشكلاً في الآية الأولى؟
فما رأي الإخوة!
د0 عماد
ــــــــــ
وفوق كل ذي علن عليم(/)
ترجمة إبراهيم العبيدي مجمع أسانيد مصر والشام
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jun 2004, 09:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شغلني في اليومين السابقين ما رأيته من قلة معرفة بفحول القراء، خاصة من عليهم مدار الأسانيد اليوم فنقبت وبحثت، وها أنا أضع بين أيديكم ما عليه وقفت. مترجما للإمام العبيدي وعليه مدار أسانيد أهل مصر والشام والذي هو أعلى إسناد لقراءة القرآن الكريم من طريق العشر الصغرى لأهل الشام والكبرى لأهل مصر. آملا أن أرى من الإخوة زيادة معلومة، وإلا فدعوة صالحة. أنتظرها عند مقابلة الديان، حشرنا المولى وإياكم مع آهل القرآن، تحت لواء سيد ولد عدنان
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما تعاقب الملوان
=====================
الإمام إبراهيم العبيدي
العُبيدي بضم العين وفتحها
وهو إبراهيم بن بدوي العُبيدي بن أحمد الحسني المقرئ المالكي الأزهري الأحمدي الأشعري
ورجح الدكتور الدوسري أن اسمه هو إبراهيم بن عامر بن علي العبيدي لا إبراهيم بن بدوي بن أحمد (هامش ص 108 من كتابه الإمام المتولي في رسالة الماجستير له)
ويظهر أنه وهم من الدكتور الدوسري فإبراهيم بن عامر العبيدي رجل آخر متوفى سنة 1091 هـ (وانظر مزيد تفصيل في آخر الهامش)
وعودا إلى القارئ إبراهيم العبيدي أقول وبالله التوفيق
هو سيد شريف حسني من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فهو بهذا جمع شرف الاتصال النسبي والمعنوي بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فهو شيخ القراء بالديار المصرية في زمانه.
ومن ذرية السيد الشريف عبد السلام بن مشيش المغربي موطنا والمتقدم في الأجيال السابقة ومن العلماء العارفين بالله في القرن السابع الهجري*
حياته:
والشيخ العبيدي من أهل مصر مولدا وموطنا، ومن علماء القرن الثاني عشر.
وكان حيا عام 1237 هـ حين لقيه الشيخ عبد الرحمن بن حسن صاحب مجموعة الرسائل النجدية (ت 1285هـ عن عمر يناهز الـ 90) بعد أن نقله إبراهيم باشا فيمن نقل من آل الشيخ إلى مصر بعد استيلائه على الدرعية وفي مصر رتبت لهم رواتب وأكرموا حتى تقلدوا رئاسة رواق الحنابلة في الأزهر (وانظر مجموعة الرسائل والأعلام للزركلي).
وللعبيدي تنتهي غالب أسانيد قراء مصر والشام المتأخرين، وجميع الأسانيد التي تتميز بالعلو، في هذا العصر من طريقه. أما أسانيد ليبيا والسودان والباكستان وتركيا، فمنهم من رحل لمصر والشام لأخذ العلو ومنهم من لديه أسانيد من غير طريق العبيدي.
واشتهر المترجم رحمه الله تعالى بمحرر الطيبة
من شيوخه الذين أخذ عنهم القراءات:
الشيخ محمد بن حسن بن محمد المنير السمنودي
والشيخ علي بن حسن البدري
والشيخ عبد الرحمن الأجهوري
والشيخ مصطفى العزيزي
تلاميذه:
كان الشيخ مقصودا من طلبة العلم ومحط أنظار من حوله، ولا غرو فهو سليل بيت النبوة وشيخ القراء في زمنه، واشتهر بمحرر الطيبة كما سيأتي.
أخذ عنه القراءات العشر الشيخ أحمد بن رمضان المرزوقي الحسني شيخ قراء مصر ثم مكة، وهو مستند أهل الشام في القراءة
والشيخ أحمد المعروف بسلمونة وهو مستند أهل مصر في القراءات العشر الكبرى
والشيخ علي الحداد**
وقرأ عليه عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب سنة 1233 و بعدها.
وذكره ضمن شيوخه من أهل مصر ممن قرأ عليهم القرآن.
مؤلفاته:
التحارير المنتخبة على متن الطيبة وهو مخطوط يعمل الشيخ أبو الجود على تحقيقه، يسر الله له إتمامه
وعنوانه ينم عن علو كعبه في العلم، فهو لم يكتف بمجرد النقل للقراءات العشر الكبرى وهو عمل جليل، بل عمل على التأليف في تحريراتها ولا يجرؤ على ذلك إلا الراسخون في العلم.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى آمين
=============
*
(يُتْبَعُ)
(/)
(وابن مشيش هو صاحب الصيغة المشهورة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. استشهد سنة 622 هـ بأيدي مدعي النبوة ابن أبي الطواجين الكتامي بسبب ما أوتي ابن مشيش من شرف التقوى والاستقامة المؤيد بشرف النسب الصميم والعنصر الكريم والتفاف الناس حوله مطيعين متبعين شريعة الله عز وجل فقتله غلية بعد خروجه من خلوته وصلاته عند جبل العلم من جبال غمارة ليخلو الجو له لينشر باطله بين الناس فأنزل الله على قاتليه ضباب شتتهم فسقطوا من شاهق الجبل وتمزقت أشلاؤهم
ونسبه هو: عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن علي بن حرمة بن عيسى بن سلام بتشديد اللام بن مزوار بفتح الميم وبالراء المهملة أخيرا ابن حيدرة واسمه علي بن محمد بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نقلا من كتاب الإستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى ج: 1 ص: 263)
المراجع:
إمتاع الفضلاء بتراجم القراء تأليف: إلياس بن محمد بن أحمد حسين سليمان البرماوي ج 2 ص 72 طبعة دار الندوة العالمية الطبعة الأولى 1421هـ
مقدمة للبسط في القراءات العشر ص 122 وهناك خطأ مطبعي ظهر فيه المرجع أعلاه كمؤلف للعبيدي!!.
** كتاب تكملة العشر بما زاده النشر مخطوط ص 9 (إمتاع)
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 2/ 23
وإجازة المتولي للبنا بالقراءات العشر ص 3 مخطوط (المتولي)
وفهرس المكتبة الأزهرية 1/ 65 (متولي)
وإجازة الشيخ السمنودي للشيخ أيمن سويد ص 5 مخطوط (متولي)
ص 108 الإمام المتولي للدكتور الدوسري
================
ورجح الدكتور الدوسري في هامش المصدر أعلاه أن اسمه هو إبراهيم بن عامر بن علي العبيدي لا إبراهيم بن بدوي
ويظهر أنه وهم من الدكتور الدوسري فإبراهيم بن عامر العبيدي رجل آخر متوفى سنة 1091 هـ
قال إبراهيم باشا في هدية العارفين:
العبيدي: إبراهيم بن عامر بن علي العبيدي المصري المالكي توفي سنة 1091 إحدى وتسعين وألف. له أدلة التسليم في فضل البحيرة على سائر الأقاليم. الجر المنضد في الاسم الشريف أحمد. رياض العارفين في مراسلات الأستاذ محمد زين العابدين. عمدة التحقيق في بشائر آل الصديق.
ومؤلفاته تدل على أنه غيره ومثل ذلك في معجم المؤلفين رقم 236 بالرغم أنه مالكي مصري واشترك مع القارئ في اسمه ولقبه.
فهل وقف الدكتور على هذا الاسم هكذا في كل الإجازات أم كيف تم الترجيح؟ ====================
ولو كان بيننا من الطلبة الأزهريين أحد لكان لزاما عليه أداء لحق هذا العالم أن يذهب إلى مستندات مشيخة القراء هناك ويستخرج لنا أسماء من تولى المشيخة وتواريخهم لو وجدت.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 Mar 2009, 01:13 ص]ـ
المعلومات عن الشيخ العبيدى ضنينة جدا و ليت سيرة حياته و جهوده فى علم القراءات تحظى بدراسة كما حصل مع (الإمام المتولى و جهوده فى علم القراءات مثلا) للشيخ إبراهيم الدوسرى!(/)
حمل ... نونية السخاوي في التجويد
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[08 Jun 2004, 04:52 م]ـ
حمل ... نونية السخاوي في التجويد من هذا الرابط
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&postid=5173#post5173
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 Jun 2004, 07:33 م]ـ
فضيلة الشيخ: فرغلي
جزاك الله خيرا وبارك في وقتك كم أحسنت إلي في نقل النونية
وقد كان عندي متن السخاوي في المتشابه ولكنني فقدته وبحثت عنه في المكتبات فلم أجده!
هل أجد عندك خبره أو من المشايخ الفضلاء
أخوك: المقرئ
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 Jun 2004, 08:06 م]ـ
إليكها:
http://tafsir.org/books/open.php?cat=86&book=852
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 Jun 2004, 02:38 م]ـ
إلى فضيلة الشيخ: د / أنمار
بارك الله فيك على هذه الفائدة وجزاك الله خيرا
ثم إني لحظت في المتن بعض ما يحتاج منكم إلى مراجعة وسأكتب لكم بعض ما أشكل علي ولعلكم تصححون ما يظهر لكم وإن كان عنكم طبعة أخرى فليتكم تصححون ما وقع وإنما خصصتكم لأنكم أهل الاختصاص والفائدة عندكم مرجوة:
3 - فيه هدى للمهتدي ونور .... وحكمة تشفي بها الصدور [المهتدي بد المتقين]
12 - و قد نظمت في اشتباه الكلم ... أرجوزة كاللؤلؤ المنتظم [المنتظم بدل المنظم]
26 - و أقرأ (فأنزلنا) بآي البقره ... على الذين ظلموا محبره [البقرة ب ها، محبره بدل مخبرة]
29 - و جاء (إبليس أبى و استكبر) ... فيها و في صاد (أبى) ماذكر [واستكبر بدل واستكبرا وكذا ذكرا]
30 - و مع وما أنزل قل إلينا ... و آل عمران بها علينا [وما بدل ما]
إن رأيتم أن نواصل حتى نهايتها فلا مانع
أخوكم: المقرئ(/)
اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان
ـ[ابو يزيد]ــــــــ[09 Jun 2004, 12:33 ص]ـ
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، فأوضح به السبيل، وأنار به الطريق، وأحيا به قلوب غلفا، وأنار به أعينا عميا، وفتح به آذانا صما، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
والصلاة والسلام على رسول الهدى والرحمة الذي بين مجملاته وأوضح آياته، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فإن كتاب (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) مرجع ضخم يعدّ مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها، وهو أدل آثار العلامة القرآني الفذ: محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي - رحمه الله – على استيعابه الموسوعي الذي لا يكاد يعرف له مثيل في غير القمم الشامخة من أساطير العلم الذين نقرأ عنهم ونطالع آثارهم.
ولم يقتصر هذا الكتاب على التفسير فحسب، بل ضم بحوثا عديدة وتحقيقات سديدة في شتى أنواع العلوم الشرعية، واللغوية والبلاغية.
فترى الشيخ – رحمه الله – قد تطرق إلى العقيدة، والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، واللغة العربية والآداب الشرعية، والأخلاق، والبحوث الجامعة، فكان بحق ((أضواء البيان)).
وقد أجدا وأفاد – رحمه الله – في بيان أحكام القرآن، ففتح كنوز الكتاب العزيز، وأطلع نفائسه ونشر درره، فخرج كتابه مرجعا نفيسا في تفسير آيات الأحكام.
وعند قراءتك لأضواء البيان تلاحظ الشيخ – رحمه الله – يستنبط الأحكام الفقهية من الآيات القرآنية ثم يبين اختلاف العلماء – رحمهم الله – ويوضح أدلتهم ويناقشها نقاشا دقيقا مسهبا ثم يرجح الأقوى دليلا دون تعصب لمذهب معين.
وقد بين ذلك - رحمه الله - عند بيانه للمقصود من تأليف الأضواء، حيث قال في المقدمة: " ... والثاني: بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل من غير تعصب لمذهب معين ولا قول قائل معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلا كلامه صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرا .... " انظر مقدمة الأضواء ج1/ 3 - 4
ولا يكاد الشيخ – رحمه الله – يمر بسورة من سور القرآن الكريم إلا ويذكر من آياتها جملة من الأحكام الفقهية المتفرقة، فعند قوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) يذكر الإمامة وأحكامها، وهند قوله تعالى: (الطلاق مرتان) يذكر جملة من أحكام الطلاق، وعند قوله تعالى: (وأذن في الناس بالحج) يذكر الحج وأحكامه في تفصيل منقطع النظير، وهكذا في بقية آيات الأحكام.
وعند مناقشة الشيخ – رحمه الله – للمسائل الفقهية تجده يضمنها رأيه أو يوضح اختياره لما ترجح عنده من أقوال الفقهاء بقوله: " والأظهر عندنا، أو: وهذا هو الظاهر الذي لا ينبغي العدول عنه، أو التحقيق في هذه المسألة، أو الذي يظهر عندنا، أو أظهر أقوال أهل العلم عندي، أو الذي يظهر لنا أنه الصواب، أو أظهر القولين عندي، أو الظاهر، أو الذي يقتضي الدليل رجحانه، أو الحق .... إلى غير ذلك من المصطلحات التي تبين اختيار الشيخ – رحمه الله.
وقد رأيت أن أجمع اختيارات الشيخ رحمه الله وأفرد لها كتابا مستقلا فيسر الله ذلك، فله الحمد والمنة، حيث قمت بقراءة الأحكام الفقهية التي تطرق لها الشيخ في أضواء البيان واستخلصت آراءه وما ترجح لديه من أقوال العلماء ثم نظمتها ورتبتها على أبواب الفقه، ووسمتها بـ (اختيارات الشيخ الشنقيطي الفقهية في أضواء البيان).
وقد أشار علي كثير من طلبة العلم الفضلاء بطباعتها وإخراجها في كتاب إلا أنني أحجمت عن ذلك لحاجة في نفسي.
وإنه لمن دواعي سروري وغبطتي أن يسر الله تعالى لنا موقعا على الشبكة العنكبوتية يقوم عليها إخوة فضلاء يهتمون بكتاب الله تعالى وتفسيره ويستخرجون أسراره ومكنوناته، فإن أذن لنا الأخوة الفضلاء في نشر هذه الإختيارات في هذا الموقع المبارك على حلقات وتخصيصها لموقع ملتقى أهل التفسير فلهم ذلك.
والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وحسنات الشيخ العالم الحبر الإمام: محمد الأمين المختار الشنقيطي.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الثلاثاء 20/ربيع الثاني 1425هـ[/ size][/font]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jun 2004, 01:29 ص]ـ
أخي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فيتشرف الملتقى بدراسة جادة مثل هذه الدراسة التي تخص كتاب الإمام العلامة ذي الفنون محمد الأمين الجكني الشنقيطي طيب الله ثراه، وجعل الجنة مأواه، ولا بأس بنشرها هنا ما دامت مستخرجة من كتاب يتعلق بتفسير كلام الله، والله الموفق.
فبادر أخي بطرح ما لديك، والملتقى منك وإليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحرر]ــــــــ[15 Jun 2004, 06:30 ص]ـ
هذه بعض المواضيع في ملتقى أهل الحديث، لعلها تفيد في الموضوع:
هذا هو الأهم: المصادر الفقهية للشيخ محمد المختار الشنقيطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8982&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
آيات أشكلت على بعض المفسرين (2) للشنقيطي في أضواء البيان حول معنى (لاينكح) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3614&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
الحكم بغير ما أنزل الله من تفسير الشنقيطي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12646&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
تنبيه حول كلام الشنقيطي في الجر بالمجاورة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16329&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
ما هي المسائل التي أشبعها العلامة (الشنقيطي) -رحمه الله- بحثًا في «أضواء البيان»؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20292&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%ED)
ـ[المستشار الفني]ــــــــ[20 Jun 2004, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[23 Jun 2004, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خير على هذا الجهد المبارك انشاء الله.
واظن احد الاخوه قام بهذا العمل او قريبا منه وجمعها في مذكره موجوده في احدي مكاتب التصوير في مكه.
فلو استفدت منها لكي تتظافر الجهود.
وعجل علينا بها كتب الله لك الاجر.(/)
و كان ابراهيم عليه السلام عربيا ..
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[09 Jun 2004, 07:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود اليوم أن أتحدث عن اسم نبي الله إبراهيم عليه السلام (أبو الأنبياء، و المسلمين جميعا من بعدهم، كيف لا، وهو صاحب الملة الحنيفية الموحدة؟!)
ومن ذات المنطلق الذي تحدثنا عنه كثيرا – سابقا-؛ وهو أن لا أعجمي في كتاب الله. و أن للأسماء دلالتها، فالله هو الذي سماها (وهو الحكيم سبحانه)، ولا بد للمسمى من وظيفة توافق اسمه في كتاب الله!
ومعاجم اللغة، تقول أن (أبره) بمعنى أظهر حجته، وغلب بها ...
حتى أنهم لا يقبلون قولنا (برهن على صحة قولك)، والأفصح: أبره على صحة قولك ..
فأبره الرجل؛ إذا أظهر حجته ... و الابراه هو إظهار الحجة ...
و عليه فإبراهيم هو: صاحب الحجة الظاهرة!
والآن لنعد إلى كتاب الله نستقرئه، لنرى صواب قولنا أو خطئه!
فنجد قول الله سبحانه: (تلك حجتنا آتيناها إبراهيم)
ثم إذا ما نظرنا إلى سيرته عليه السلام (أقصد السيرة الموثقة بكتاب الله)، رأينا جداله في الحق، و محاججته لأهل الشرك ...
فكان بحق صاحب الحجة الظاهرة ... والله أعلم.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[15 Jun 2004, 07:13 م]ـ
مرة أخرى مع نبي الله ابراهيم عليه السلام ....
قلنا أن نبي الله ابراهيم عليه السلام هو صاحب الحجة الظاهرة كما سماه الله من قبل.
ونعلم أن ابراهيم عليه السلام هو صاحب الملة، (ملة أبيكم ابراهيم)
وليس يخفى أن صاحب الملة المأمور باظهارها و بثها بين الناس، لا بد له من الحجة لاظهار بطلان غيرها، وتفنيد ما سواها من ملل الشرك والكفر ...
و قلنا أن المتتبع لسيرة نبي الله ابراهيم في الكتاب يلمح تكرار هذه المحاججة ..
و مما يلاحظ أن الانسان اذا ما أراد أن يعبد غير الله، فليس أمامه الا واحد من ثلاثة خيارات:
1 - اما ان يعبد شيئا مما حوله من الطبيعة، ظانا به القدرة والعظمة ...
2 - أو أن يصنع بيده ما يلبسه لباس الألوهية بناء على تصور خاص في ذهنه لما يمثله هذا المصنوع، ثم يعبده!
3 - أو أن يعظم نفسه، ويرى فيها الها قادرا مستقلا، (ومن هذا النوع اللادينيين، فلولا اغترارهم بأنفسهم ما ظنوا استغناءهم عن اله للكون، وعبدوا هواهم)!
والمتتبع لكتاب الله، يرى أن ابراهيم عليه السلام حاجج هذه الأصناف الثلاثة، فمرة تساءل عن الشمس والقمر وفند الاعتقاد بها مستندا على أفولها و أن الكبير له ما يكبره .... ومرة حاجج الناس في ايمانهم بأصنام لا تدفع الضر عن نفسها، ولا تشتكي، ولا ترد جوابا لمن ناصرها فضلا عمن استنصر بها ... و ثالثة يتحدى المتعاظم المتمرد بتغيير ظاهرة أو احداث تغيير في واقع، وأنى له ذلك!
هذا والله أعلم ....
ـ[سليمان داود]ــــــــ[15 Jun 2004, 10:10 م]ـ
[ size=4] اضافة رائعة أخي خالد
فتح الله علينا وعليك
وجزاك الله خيرا(/)
وجد تفسيرها في المنام
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Jun 2004, 10:33 ص]ـ
* قال عبد الله بن وهب:
كتب إليَّ إبراهيم بن سويد، قال: سمعت زيد بن أسلم يقول:
(التمستُ تفسيرهذه الآية {الذين يمشون على الأرض هَوناً} فلم أجِدْها عند أحد، فاُتِيتُ في النوم، فقيل لي:
هم الذين لا يُريدون يفسدون في الآرض).
رواه ابن وهب في تفسيره من الجامع 2/ 93، وابن جرير في تفسيره 19/ 44، وإسناده صحيح.
* تأمَّل، واكتب تعليقاً *
ـ[المنهوم]ــــــــ[09 Jun 2004, 11:01 ص]ـ
التعليق /
يا أخي هل تحتاج هذه الآية إلى ان يبحث عن من يفسرها له ثم لا يجد ذلك
وفي النهاية يجد تفسيرها في المنام فهذا والله من تلاعب الشيطان بهوالاء الذين يعتمدون على المنامات
فألاية تفسيرها واضح ولله الحمد
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[09 Jun 2004, 02:50 م]ـ
C:\Documents and Settings\AmeerX\ سطح المكتب\وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض .. مصطفى اسماعيل. اضغط هنا. wav
قال القرطبي في تفسيره:
[لَمَّا ذَكَرَ جَهَالَات الْمُشْرِكِينَ وَطَعْنَهُمْ فِي الْقُرْآن وَالنُّبُوَّة ذَكَرَ عِبَاده الْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا وَذَكَرَ صِفَاتهمْ , وَأَضَافَهُمْ إِلَى عُبُودِيَّته تَشْرِيفًا لَهُمْ , كَمَا قَالَ: " سُبْحَان الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ " [الْإِسْرَاء: 1]. وَقَدْ تَقَدَّمَ فَمَنْ أَطَاعَ اللَّه وَعَبَدَهُ وَشَغَلَ سَمِعَهُ وَبَصَره وَلِسَانه وَقَلْبه بِمَا أَمَرَهُ فَهُوَ الَّذِي يَسْتَحِقّ اِسْم الْعُبُودِيَّة , وَمَنْ كَانَ بِعَكْسِ هَذَا شَمَلَهُ قَوْله تَعَالَى: " أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ " [الْأَعْرَاف: 179] يَعْنِي فِي عَدَم الِاعْتِبَار ; كَمَا تَقَدَّمَ فِي " الْأَعْرَاف ". وَكَأَنَّهُ قَالَ: وَعِبَاد الرَّحْمَن هُمْ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض , فَحُذِفَ هُمْ ; كَقَوْلِك: زَيْد الْأَمِير , أَيْ زَيْد هُوَ الْأَمِير. فَ " الَّذِينَ " خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف ; قَالَهُ الْأَخْفَش. وَقِيلَ: الْخَبَر قَوْله فِي آخِر السُّورَة: " أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَة بِمَا صَبَرُوا " [الْفُرْقَان: 75] وَمَا بَيْن الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر أَوْصَاف لَهُمْ وَمَا تَعَلَّقَ بِهَا ; قَالَهُ الزَّجَّاج. قَالَ: وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْخَبَر " الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض ". وَ " يَمْشُونَ " عِبَارَة عَنْ عَيْشهمْ وَمُدَّة حَيَاتهمْ وَتَصَرُّفَاتهمْ , فَذَكَرَ مِنْ ذَلِكَ الْعِظَم , لَا سِيَّمَا وَفِي ذَلِكَ الِانْتِقَال فِي الْأَرْض ; وَهُوَ مُعَاشَرَة النَّاس وَخُلْطَتهمْ. قَوْله تَعَالَى: " هَوْنًا " الْهَوْن مَصْدَر الْهَيِّن وَهُوَ مِنْ السَّكِينَة وَالْوَقَار. وَفِي التَّفْسِير: يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض حُلَمَاء مُتَوَاضِعِينَ , يَمْشُونَ فِي اِقْتِصَاد. وَالْقَصْد وَالتُّؤَدَة وَحُسْن السَّمْت مِنْ أَخْلَاق النُّبُوَّة. وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيّهَا النَّاس عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ فَإِنَّ الْبِرّ لَيْسَ فِي الْإِيضَاع) وَرُوِيَ فِي صِفَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا زَالَ زَالَ تَقَلُّعًا , وَيَخْطُو تَكَفُّؤًا , وَيَمْشِي هَوْنًا , ذَرِيع الْمِشْيَة إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطّ مِنْ صَبَب. التَّقَلُّع , رَفْع الرِّجْل بِقُوَّةٍ وَالتَّكَفُّؤ: الْمَيْل إِلَى سُنَن الْمَشْي وَقَصْده. وَالْهَوْن الرِّفْق وَالْوَقَار. وَالذَّرِيع الْوَاسِع الْخُطَا ; أَيْ أَنَّ مَشْيه كَانَ يَرْفَع فِيهِ رِجْله بِسُرْعَةٍ وَيَمُدّ خَطْوه ; خِلَاف مِشْيَة الْمُخْتَال , وَيَقْصِد سَمْته ; وَكُلّ ذَلِكَ بِرِفْقٍ وَتَثَبُّت دُون عَجَلَة. كَمَا قَالَ: كَأَنَّمَا يَنْحَطّ مِنْ صَبَب , قَالَهُ الْقَاضِي عِيَاض. وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يُسْرِع جِبِلَّة لَا تَكَلُّفًا. قَالَ الزُّهْرِيّ: سُرْعَة الْمَشْي تُذْهِب بَهَاء الْوَجْه. قَالَ اِبْن عَطِيَّة: يُرِيد الْإِسْرَاع الْحَثِيث لِأَنَّهُ يُخِلّ بِالْوَقَارِ ; وَالْخَيْر فِي التَّوَسُّط. وَقَالَ زَيْد بْن أَسْلَم: كُنْت أَسْأَل عَنْ تَفْسِير قَوْله
(يُتْبَعُ)
(/)
تَعَالَى: " الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض هَوْنًا " فَمَا وَجَدْت مِنْ ذَلِكَ شِفَاء , فَرَأَيْت فِي الْمَنَام مَنْ جَاءَنِي فَقَالَ لِي: هُمْ الَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يُفْسِدُوا فِي الْأَرْض. قَالَ الْقُشَيْرِيّ ; وَقِيلَ لَا يَمْشُونَ لِإِفْسَادِ وَمَعْصِيَة , بَلْ فِي طَاعَة اللَّه وَالْأُمُور الْمُبَاحَة مِنْ غَيْر هَوَك. وَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى: " وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا إِنَّ اللَّه لَا يُحِبّ كُلّ مُخْتَال فَخُور " [لُقْمَان: 18]. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: بِالطَّاعَةِ وَالْمَعْرُوف وَالتَّوَاضُع. الْحَسَن: حُلَمَاء إِنْ جُهِلَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَجْهَلُوا. وَقِيلَ: لَا يَتَكَبَّرُونَ عَلَى النَّاس. قُلْت: وَهَذِهِ كُلّهَا مَعَانٍ مُتَقَارِبَة , وَيَجْمَعهَا الْعِلْم بِاَللَّهِ وَالْخَوْف مِنْهُ , وَالْمَعْرِفَة بِأَحْكَامِهِ وَالْخَشْيَة مِنْ عَذَابه وَعِقَابه ; جَعَلْنَا اللَّه مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ وَمِنْهُ. وَذَهَبَتْ فِرْقَة إِلَى أَنَّ " هَوْنًا " مُرْتَبِط بِقَوْلِهِ: " يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْض " , أَنَّ الْمَشْي هُوَ هَوْن. قَالَ اِبْن عَطِيَّة: وَيُشْبِه أَنْ يُتَأَوَّل هَذَا عَلَى أَنْ تَكُون أَخْلَاق ذَلِكَ الْمَاشِي هَوْنًا مُنَاسَبَة لِمَشْيِهِ , فَيَرْجِع الْقَوْل إِلَى نَحْو مَا بَيَّنَّاهُ. وَأَمَّا أَنْ يَكُون الْمُرَاد صِفَة الْمَشْي وَحْده فَبَاطِل ; لِأَنَّهُ رُبَّ مَاشٍ هَوْنًا رُوَيْدًا وَهُوَ ذِئْب أَطْلَس. وَقَدْ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَكَفَّأ فِي مَشْيه كَأَنَّمَا يَنْحَطّ فِي صَبَب. وَهُوَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام الصَّدْر فِي هَذِهِ الْأُمَّة. وَقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (مَنْ مَشَى مِنْكُمْ فِي طَمَع فَلْيَمْشِ رُوَيْدًا) إِنَّمَا أَرَادَ فِي عَقْد نَفْسه , وَلَمْ يُرِدْ الْمَشْي وَحْده. أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُبْطِلِينَ الْمُتَحَلِّينَ بِالدِّينِ تَمَسَّكُوا بِصُورَةِ الْمَشْي فَقَطْ ; حَتَّى قَالَ فِيهِمْ الشَّاعِر ذَمًّا لَهُمْ: كُلّهمْ يَمْشِي رُوَيْدَا كُلّهمْ يَطْلُب صَيْدَا قُلْت: وَفِي عَكْسه أَنْشَدَ اِبْن الْعَرَبِيّ لِنَفْسِهِ. تَوَاضَعْت فِي الْعَلْيَاء وَالْأَصْل كَابِر وَحُزْت قِصَاب السَّبْق بِالْهَوْنِ فِي الْأَمْر سُكُون فَلَا خُبْث السَّرِيرَة أَصْله وَجُلّ سُكُون النَّاس مِنْ عِظَم الْكِبْر
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[12 Jun 2004, 07:12 ص]ـ
أشكر الإخوة الذين تفضلوا بقراءة هذا الموقف والتعليق عليه، وحقيقةً يزداد يقيني بحاجتنا إلى منهج علمي في التعامل مع مواقف السلف وأخبارهم وأقوالهم، وليست الحاجة- في نظري- تأصيلية بقدر ما هي تحصيلية، فواجب الأدب مع أعلام السلف وعلمائهم، وتقديرهم قدرهم، وفهم أقوالهم على ما أرادوا، لا على ما نفهم، .. كل ذلك ممَّا لا يخفى على من مارس العلم وعاناه.
* وهذا أمر جليل يحتاج إلى كتابة مستقلة، كما يحتاج إلى تنبيه دائم من طلبة العلم لمن يتجاوز هذا الأصل العلمي الشرعي، وزجره عنه.
- - - - - - - - -
الأخ المنهوم وفقه الله:
كتبت ثلاث جُمل, ولها ثلاث وقفات:
1 - قلت: (هل تحتاج هذه الآية إلى ان يبحث عن من يفسرها له ثم لا يجد ذلك)،
وأقول:
من الخطأ أن ننظر إلى مواقف السلف وأقوالهم بهذا الطريقة؛ لأمور منها: أننا نتحدث عن علماء وأئمة، ثم أننا إنما أخذنا العلم عنهم، وعبارتك هذه بعيدة عن منهج البحث القائم على العلم والعدل؛ فإن القاضي في مثل هذا المقام ليس هو رأيك أو نظرك الخاص الذي هو نسبي خالص، وإنما ما بُني على علم وعدل.
- ثم أخي الفاضل، ما المانع أن تحتاج هذه الآية إلى من يفسرها؟ بل إني أراها بحاجة إلى بيان يزيل عن سامعها فهماً خاطئاً ليس هو مقصود الآية.
وسأعيد قراءة الموقف، وسأعبر عنه بقريب من عبارتك؛ ولكن بالنظر إلى نصف الكأس المملوء، فأقول:
كم تحتاج هذه الآية إلى من يفسرها، ويزيل الفهم الخاطئ لها، وكم بذل السلف من جهد وسؤال في تحصيل ذلك العلم وتحمله، وتبليغه للناس؟.
- ثم أخي الحبيب، كيف عرفت أنه لم يكن يعرف معنى الآية؟، أليس من الممكن أن يكون يعرف لها معنىً، وإنما أراد التثبت منه بسؤال أهل العلم عنه، كما هي عادتهم رحمهم الله؟، ومثل ذلك كثير في سيرهم، وأولى بهم.
- ثم هل تعرف زيد بن أسلم؟
2 - وقلت: (وفي النهاية يجد تفسيرها في المنام فهذا والله من تلاعب الشيطان بهوالاء الذين يعتمدون على المنامات)،
وأقول:
أحسنت في نقدك لمن يتلاعب بهم الشيطان في المنام، فيعتمدون على ذلك،
ولكنك في هذا المقام بحاجة إلى تحقيق أن رُؤياه هذه من تلاعب الشيطان، بل الأولى بها في نظري أن تكون من الرحمن، فإنه معنىً صحيح في نفسه، ولا يأباه سياق النص، وذَكَره معتمداً عليه ومصوباً له أئمة التفسير من ابن جرير ومن بعده الكثير.
- فهل تلاعب الشيطان بزيد بن أسلم فأعطاه هذا المعنى الصحيح؟
وهل خفيت هذه الناحية على علماء التفسير من لدن إمامهم ابن جرير إلى ابن عطية والقرطبي وغيرهم؟ فتنبهت لها دونهم؟
ثم إني أقول بعد ذلك: إن زيد بن أسلم لم يعتمد على هذه الرؤيا في تفسيره على أنها مصدر تفسيرها فقط، ولولا أن المعنى صحيح عنده لما ذكره وهو الإمام المفسر.
3 - وقلت: (فالاية تفسيرها واضح ولله الحمد)،
وأقول:
الحمد لله على ذلك، ولولا زيد بن أسلم وأمثاله من أئمة التفسير لخاض فيها الناس بالحق وبالباطل،
والحمد لله على رؤيا زيد رحمه الله، فإنها رؤيا صالحة، وقد جاءت السنة بحمد الله على ما هذا سبيله من الرؤى.
وليس في قولي هذا تهويل لأمر الؤى ولا رفعاً لها فوق محلها الشرعي في الاعتقاد والاستشهاد والاستبشار.
وشكر الله لك أخيراً على مشاركتك وحرصك على الفائدة، وفقك الله ورعاك.
- - - - - - - - - -
وشكر الله لأخي أبا حنيفة على إفادته بهذا النقل الطيب.
- - - - - - - - - -
* وتعليقي على هذا الموقف -وليس بآخر تعليق لكم إن شاء الله-:
** من عاش التفسير في يقظته خوطِبَ به في منامه **
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[12 Jun 2004, 11:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو بيان
على هذا التوجيه
ونريد تعليقك على هذه الرؤيا لأنه قد توقف التعليق عليها وقد مضى عليها فترة فترت فيها
ـ[موراني]ــــــــ[12 Jun 2004, 12:46 م]ـ
يقول الاخ (المنهوم):
فألاية تفسيرها واضح ولله الحمد
وأقول: لو كان هكذا لم يجمع ابن جرير الطبري التفاسير المختلفة في هذا الموضع:
بل يقول:
أنهم يمشون على الأرض بالسكينة والوقار
ويقول أيضا: بالطاعة والعفاف والتواضع
ويقول ايضا: لا يتكبرون على الناس ولا يتجبرون ولا يفسدون في الأرض
ويقول أيضا:
لا يجهلون على من جهل عليهم
وذلك بروايته وبأسانيده
ويضيف ابن كثير في تفسيره الى ذلك تفسيرا آخر.
ويقول أبو الوليد ابن رشد في البيان والتحصيل ان المراد بالصورة الصفة لأن آدم موصوف ......... لأن صفة الله عز وجل قديمة غير مخلوقة وصفات آدم مخلوقة ومحدثة .... ألخ.
ومن ذلك أيضا كما جاء في شرح أبي الوليد ابن رشد هذه الآية التي نحن بصدد هاهنا. (ج 18 , ص 510)
أما الاحالة على المنام فليس فيها تلاعب ما من قريب أو بعيد: وهنا أنضم بقولي الى ما قال (أبو بيان) وأذكر بعض الفقرات من الطبقات الكبرى لابن سعد:
قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة بلغه عن عمر بن عبد العزيز أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله فقال لي يا عمر إن وليت من أمر الناس شيئا فخذ بسيرة هذين
عامر بن ربيعة يصلي من الليل وذلك حين نشب الناس في الطعن على عثمان فصلى من الليل ثم نام فأتي في المنام فقيل له قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام فصلى
وما جاء عند القرطبي في تفسيره على سبيل المثال:
الرؤيا مصدر رأي في المنام, رؤيا على وزن فعلى كالسقيا والبشرى؛ وألفه للتأنيث ولذلك لم ينصرف. وقد اختلف العلماء في حقيقة الرؤيا؛ فقيل: هي إدراك في أجزاء لم تحلها آفة, كالنوم المستغرق وغيره؛ ولهذا أكثر ما تكون الرؤيا في آخر الليل لقلة غلبة النوم؛ فيخلق الله تعالى للرائي علما ناشئا, ويخلق له الذي يراه على ما يراه ليصح الإدراك, قال ابن العربي: ولا يرى في المنام إلا ما يصح إدراكه في اليقظة, ولذلك لا يرى في المنام شخصا قائما قاعدا بحال, وإنما يرى الجائزات المعتادات.
.................................
وهكذا , والمنام في العادة مصدر الصالحات في هذه الروايات وليس فيه شيء
من تلاعب الشيطان , بل هو وسيلة من الوسائل لادراك الحق.
بتحياتي
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2004, 11:29 م]ـ
أخي أبا بيان حياك الله.
هل يصلح هذا التعليق؟
إذا تغلغلَ فكرُ المرءِ في طَرَفٍ *مِنْ عِلْمِهِ غَرقتْ فيه خواطرُهُ
أرجو ذلك.
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[13 Jun 2004, 06:50 ص]ـ
إذا طغت فكرة ما على عقل المرء وصارت محور تفكيره تغلغلت حتى تملأ عقله فتطفح في منامه
وقد حكى ذلك غير المسلمين فمكتشف الصيغة الكيميائية للبنزين الحلقي قال إنه نام يوما بعد إجهاد
في البحث فرأى حية وقد وضعت ذيلها في فمها فصحا من نومه وقد اهتدى إلى فتح في الكيمياء الحيوية
هذا مثال على هذه المسألة ولو أنها ليست في مجال التفسير
وسؤالي: أليس في الآية كناية يراد بها المعنى البعيد لا القريب
كما في قولنا: فلان يمسح على رؤوس اليتامى
فالمراد بقولنا هذا:العطف والإحسان والصدقة على اليتامى لا مجرد المسح على الرأس فذلك سهل على كل أحد
س/ أكذلك المشي هونا ليس هو المراد بل عدم الإفساد في الأرض؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[13 Jun 2004, 08:50 ص]ـ
- الأخ الفاضل المنهوم:
أعتذر عن التأخر, وقد علقت بما رأيت, وشكر الله لك قبول الجواب.
- - - - - - - - - -
- الأخ الفاضل موراني:
بارك الله فيك على حضورك ومشاركتك,
ويعجبني كثيرأ النفس المغربي في مشاركاتك- أعني به نفائس المغرب مما لا يكاد يُعرف إلا بحسرة على بعده أو فقده.
- - - - - - - - - -
- أخي الفاضل د/ عبد الرحمن:
تعليقك صالح في كل ما قرأت,
وهو هنا أصلح وأحسن.
- - - - - - - - - -
- أخي العزيز أبو بشرى:
نفرح دائماً بإطلالك, ونتمنى أن يتواصل,
وجواباً على سؤالك أقول:
(لا نُحاصر معنى الآية)
وأعنى بذلك أن فيها من الشمول ما يجمع الحس والمعنى, وكلما أمكن توسيع معنى الآية بما هو من معناها كان أفضل.
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[14 Jun 2004, 06:33 ص]ـ
أخي العزيز أبا بيان
لم أحاصر معنى الآية قصدا
وقد سهوتُ عن كلمة تبعد الإشكال في السؤال
وأعيد السؤال مصححا هنا
س/ أكذلك المشي هونا ليس هو المراد فقط بل عدم الإفساد في الأرض؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Jun 2004, 06:42 م]ـ
نعم هو كذلك
بالإضافة إلى باقي المعاني الصحيحة التي ذكرها المفسرون كابن جرير وغيره.(/)
بشارتان طيبتان
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[09 Jun 2004, 04:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلام والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين , أما بعد:
البشارة الأولى: هو أن الجمعية العليمة السعودية للقرآن الكريم وعلومه تعتزم العمل على جمع أسانيد وإجازات أعضائها وذلك لحفظها في ملف خاص وإيجاد ترجمة لرجال أسانيد القراء وتشجيع الراغبين في حفظ القرآن الكريم لحصولهم على إجازات القرّاء.
بريدنا الإلكتروني ( info@alquran.org.sa) أو فاكس الجمعية (2590442).
و
تأمل من جميع الأعضاء اللذين لديهم رسائل جامعية (رسائل الدكتوراه أو الماجستير فقط) موافاتنا بعناوين رسائلهم مع نبذة عن الرسالة وملخص لها وأهم نتائجها والكلية والقسم الذي سجلت فيه وأسماء أعضاء لجنة المناقشة, وذلك لرغبة الجمعية بطباعة بعض رسائل الأعضاء بعد عرضها على اللجنة المكلفة بذلك, كما أنها ستضاف إلى سيرة العضو الذاتية.
ــــــــــــــ
البشارة الثانية: أنه سيتم إطلاق موقع على الانترنت اسمه (مشروع التفاسير الكبير) والمشرف على الموقع هو العلامة العراقي أ. د بشار عواد معروف
وللمزيد راجع هذا الرابط
http://www.alrai.batelco.jo/11-03-2004/culture/03-2004/Article-20040310-36a85ef0-c000-00a8-0117-a4c6f1bad52f/story.html
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2004, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيراً على هاتين البشارتين.
في محاضرته عن «تفسير القرآن الكريم ومدارسه»: العلامة بشار معروف: سمو الأمير غازي بن محمد شرفني بالإشراف العلمي على مشروع التفاسير الكبير
عمان - الرأي - قدم العلامة العراقي أ. د بشار عواد معروف محاضرة موضوعها «تفسير القرآن الكريم ومدارسه» وذلك يوم الثلاثاء في قاعة المحاضرات في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية «مؤسسة آل البيت».
وقد دارت المحاضرة على محورين اساسيين في تتبع التفسير ومدارسه هما: المنهج والتوجهات، وهو ما وضع الاطار العام لموضوع المحاضرة في سياقه التاريخي والفكري، بعيداً عن السرد الظاهري والصوري للمراحل التي مر بها تفسير القرآن. فاستخراج الأحكام والحكم والبيان والمعاني التي اشتمل عليها القرآن الكريم بوصفها احد تعريفات «التفسير» كان ينطلق منها المفسرون عند تفسير الآيات على نحو ما نجد عند الزركشي، والسيوطي والغرناطي.
ويعزو المحاضر أسباب اختلاف المعنى الاصطلاحي لدى المفسرين الى (أن واحدا من المعرفين يعرّف التفسير استناداً الى المضامين التي يراها مناسبة لتفسير الآيات) كما نجد ذلك عند الزركشي والسيوطي والغرناطي.
وهذا التباين في التوجهات التفسيرية بين المحدثين والنحويين والفقهاء والمتصوفة واصحاب العقائد المختلفة، يعود الى (تفاوت المدارك البشرية والأفهام الانسانية بين مفسر وآخر).
وأوضح المحاضر دور المدرسة النبوية في تفسير القرآن الكريم للصحابة، والتي انطلقت من الابانة عن المشكل من اللغة وتمييز الحقيقة من المجازر وتبيان المطلق من المقيد والعام من الخاص وفقا للأسئلة التي كانت ترد على الرسول الكريم من جمهور الصحابة. ومن هنا كان لمدرسة الرسول الكريم عليه السلام ميزات انفردت بها.
واكتفى المحاضر بالاشارة الى ان التفسير (لم يكن يسير على نسق واحد من حيث الترتيب، وإنما كان أجوبة لما كان يغلق فهمه على السائل، ولذلك فان القرآن لم يفسر جميعه بل فسّر بعض منه) اضافة الى الاكتفاء بالمعنى الاجمالي الذي لم يدوّن في ذلك الوقت بل جرت العادة أن يكتب بعض علماء الصحابة بعض التفسير في مصاحفهم، مما ادى - بحسب المحاضر - الى ارتباك خطير فيما بعد، حيث اعتبر بعض المعنيين بالقراءات القرآنية ان تلك التفاسير زيادة وأنها قراءة قرأ بها اولئك الصحابة وأشكل الأمر على عدد كبير من العلماء التوفيق بين هذه الزيادات الموجودة في عدد من المصاحف الموثوقة وبين قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقد ضرب الباحث عدداً من الأمثلة لهذه الظاهرة استند فيها الى ما قال انه آثار صحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكد د. معروف أن أقدم ما وصل الينا من ذكر التفسير المدون هو تفسير سعيد بن جبير (من التابعين). وان الدراسة المتأنية للمصادر التي اعتمدها الطبري في تفسيره (تؤكد ان النصف الاول من المئة الثانية كانت تزخر بالعديد من التفاسير الكاملة للقرآن الكريم) وأن ما اشيع بين الدارسين من ان الاسانيد التي استعملها الطبري هي اسانيد لروايات شفوية، فيه الكثير من سوء الفهم لحركة التأليف في التفسير عند المسلمين فتحليل هذه الاسانيد يشير الى ان الطبري استعمل مصادر مدونة.
وهنا يربط المحاضر حركة تدوين التفسير بالاطار العام للحركة الفكرية في العالم العربي الاسلامي التي تمت في وقت مبكر.
اما متى استقل التفسير وصارت له كتبه الخاصة، فان ذلك مرهون بالمناهج التي اتبعها المفسرون، وهي مناهج حصرها المحاضر في اربعة مناهج شملت التفسير بالمأثور اي تفسير القرآن الكريم وما نقل عن الرسول عليه السلام من بيان، وما نقل عن الصحابة، ومثل على هذا المنهج بتفسير مقاتل بن سليمان البلخي (ت 150 هـ)، بوصفه اول التفاسير التي عنيت بهذا المنهج. وناقش القضايا المتصلة به، وفق رؤية نقدية لا تستسلم ولا تركن الى السائد عند دارسي العلوم القرآنية.
اما المنهج الثاني الذي تناوله المحاضر، فهو التفسير بالرأي الذي رسم اسسه عبدالله بن مسعود رأس المدرسة العراقية في التفسير ويقابله زيد بن اسلم المدني في المدينة المنورة. وثالث هذه المناهج هو التفسير البياني الذي دعا الى وجوده اختلاط العرب بالاعاجم، ومثل بتفسير الكشاف للزمخشري من القدماء، واعجاز القرآن للخولي من المعاصرين.
وفيما يخص التفسير العلمي، فقد أوضح المحاضر الى ريادة ابي حامد الغزالي لهذا المنهج من خلال كتابه احياء علوم الدين، وألمح بصورة مختصرة الى الاسكندراني من القدماء، والرافعي وعبدالعزيز اسماعيل من المحدثين.
ولم يغفل د. بشار معروف الاشارة الى التفسير الموضوعي او النوعي، وهو النوع الذي يتناول ظاهرة واحدة في القرآن بالدرس والتحليل من مثل كتب التفسير التي عنيت بالمجاز او الناسخ والمنسوخ.
وقد حرص المحاضر على الاشارة الى أثر الفرق الدينية الاسلامية من معتزلة وخوارج وشيعة ومرجئة وغيرها من الفرق في اثراء المكتبة القرآنية بالتفاسير التي حملت آراء هذه الفرق واعتقاداتها ومذهبياتها وهي الملاحظ التي مكنته من الاشارة والاشادة بجهود سمو الأمير غازي بن محمد وفكرته الرائدة في الاستفادة من التقنية الحديثة لخدمة كتاب الله تعالى والتي تمثلت باقامة موقع على الانترنت باسم «مشروع التفاسير الكبير» والذي سيمكن القراء والباحثين من الاطلاع على عشرات التفاسير في آن واحد، ويقف على الآراء والأفكار المتنوعة والمختلفة، ويطلع بالتالي على مناهج تفسيرية متعددة المناظير والرؤى.
وقال المحاضر د. بشار معروف (يقف الباحث في هذا الموقع على اهم التفاسير المعتمدة، ومحركات البحث من فهارس وغيرها بما يزيد على مئة مصدر ومرجع وعلى ترجمة معاني القرآن الكريم الى 16 لغة عالمية. ويقدم هذا العمل مجانا توفيرا للوقت وتيسيرا على الباحثين).
واضاف المحاضر: بلغ الى الآن عدد التفاسير المدخلة على الانترنت 32 تفسيرا (10) منها مدققة ومصنفة ومدققة تدقيقا اوليا. ومن محركات البحث عن المعاجم الميسرة للوصول الى الآيات بواسطة الجذور اللغوية والفهارس المقربة للموضوع الواحد، وحصر مواقع تفسير الآية الواحدة في تفاسير عدة، وقد أدخلت خمسة من هذه الفهارس والمعاجم.
ومما هو جدير بالذكر ان أ. د. بشار معروف هو المشرف العلمي على هذا المشروع.
منقول.(/)
أهل القيروان حول خلق القرآن
ـ[موراني]ــــــــ[09 Jun 2004, 11:07 م]ـ
ان العنوان لهذه الرسالة الوجيزة (أهل القيروان ... ألخ) لا يعني به اسمي المستعار في هذا الملتقى , لكي لا يظن أحد ولا يخيل عليه من قريب أو بعيد انني بصدد الحوار حول خلق القرآن على لسان المعتزلة!
كان هذا الموضوع بالغ الأهمية في دوائر أهل السنة بالقيروان كما يتبين ذلك من خلال
بعض القطع المتفرقة والأوراق المتبقية في المكتبة العتيقة بالقيروان (التي تسمى أيضا بالمكتبة الأثرية).
كان بكر بن حماد , أبو عبد الرحمان الزناتي (ت 296) من محدثي أهل القيروان غير أنه ليس لدينا الا بعض الأخبار عنه في كتب تراجم الافريقيين مثل معالم الايمان , ج 2 , ص 281 ورياض النفوس , ج 2 , 20 الى 26. وانظر حوله أيضا شجرة النور الزكية , الرقم 91 , والورقات لحسن حسني عبد الوهاب , ج 1 , ص 255 الى 257.
رحل الى المشرق ودرس على محدثي أهل الكوفة وأهل البصرة. وعاد بعد رحلته الى افريقيا ونزل القيروان وتركها هاربا الى بلاده تاهرت بعد ما سعي به الى الأمير ابراهيم بن أحمد الأغلبي. وذلك ربما لرفضه لما رأت الفرقة المعتزلة من خلق القرآن ومن انفاء الرؤية في ذلك العصر.
مما لا شك فيه أن المؤرخ المشهور أبا العرب التميمي (ت 333 في المعركة ضد الشيعة في الوادي المالح , على الطريق بين مدينة سوسة والمهدية) قد درس في حلقة بكر بن حماد هذا قبل خروجه الى بلاده وكتب عنه في حلقاته بالقيروان , اذ لدينا بعض الاوراق على الرق بخط أبي العرب التميمي يذكر فيها شيخه بكر بن حماد بأسانيده عدة مرات: (وحدثني بكر بن حماد قال .... ) كذلك يذكره أبو العرب في كتاب المحن له في أخبار المحنة في خلافة مأمون.
أما هذه الأوراق المتبقية من كتاب أو رسالة ما (ليس لدينا عنوان لهذه المجموعة من الأخبار حول المحنة) بخط أبي العرب التميمي فيروي بكر بن حماد فيها خبرا عن المحنة عن شيخه كما يلي:
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال:
حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يوسف الزمّي قال:
قدمنا من مكة فقال لي رفيقي: هل لك في عبد الله بن ادريس نأتيه فنسلم عليه.
قال: فأتنياه وسلمنا عليه فقال له رفيقي: يا أبا محمد , انّا قبلنا تاسا يقولون: القرآن مخلوق.
قال: من اليهود؟ قلت: لا.
قال: فمن النصارى؟
قلت: لا.
قال: من المجوس؟
قلت: لا.
قال: فممّن؟
قلت: من الموحّدين.
قال: كذبوا , ليس هؤلاء من الموحّدين , هؤلاء زنادقة. من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق. ومن زعم ا، الله مخلوق فقد كفر.
قال أحمد: وزادني رجل عن الزمي قال: وقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم , وقال: الله مخلوق , والرحمن مخلوق والرحيم مخلوق , هؤلاء زنادقة.
.................................................. ................
انّ هذا الخبر يأتي من العراق وانتهى الى القيروان من طريق بكر بن حماد المذكور أعلاه.
أما الدورقي و فهو من شيوخ ابن حنبل , توفي ببغداد عام 246.
أما الزمي , وهو من خراسان , نزل بغداد حيث توفي عام 229 , وهو الذي التقى بعبد الله بن ادريس (ت 192) في الحجاز. وهذا الأخير طلب العلم بالمدينة وبمكة وكانت له علاقات بمالك بن أنس.
.................................................. ............
نظرا الى أن عبد الله بن ادريس توفي عام 192 فالحديث بينه وبين يحيى بن يوسف الزمي جرى قبل هذا التأريخ أي ما سبق على المحنة في خلافة مأمون بأكثر من 20 سنة.
وفي هذه الأوراق نجد اشارة واضحة الى أنّ أصحاب انفاء الرؤية اعتبروا مرتدين عن الاسلام الى جانب صفتهم (زنادقة) , وذلك بالرواية القيروانية التالية عن محمد بن وضاح الأندلسي:
وحدثني عمر بن يوسف وسعيد بن شعبان قالا.
حدثنا ابن وضاح قال: وحدثنا سعيد بن منصور قال: سمعت ابن الماجشون يقول:
من زعم أنّ الله لا يرى يوم القيامة استتيب.
أما بكر بن حماد فانه يروي في هذه الأوراق برواية بقي بن مخلد (وهو أيضا من العلماء الاندلسيين مثل ابن وضاح القرطبي) خلاف قول ابن الماجشون , وقال:
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أصحابنا في الثغر لا يستتيبون من قال: القرآن مخلوق.
قال ابن حنبل: أنا أستتيبهم. قال بقيّ أبو عبد الرحمان في تفسير ابن حنبل (لا يستتيبون من قال ذلك) , يقول: زنادقة , يقتلون ولا يستتابون.
..............................................
لقد اعتصم أهل القيروان بتعاليم أهل السنة والجماعة ورفض رأي المعتزلة وتعاليمها
وأظهر هذا الاعتصام بالسنة ورفضه لخلق القرآن حتى على شواهد القبور بالقيروان
حيث نشاهد الى يومنا هذا:
.......... بعد الشهادة:
ان القرآن كلام الله وليس بمخلوق (من صفر عام 292)
وأيضا: بعد الشهادة:
أن الله عز وجل يرى يوم القيامة (من شعبان عام 392)
موراني(/)
الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[10 Jun 2004, 04:13 م]ـ
الرد على الأستاذ أحمد عامر قوله بالفرجة في الإخفاء الشفوي والقلب
قال الأستاذ أحمد عامر في بعض الأشرطة الصوتية عند حديثه عن القلب ( .... عندما ينطق القارئ قوله تعالى) مِنْ بَعْدِ) (البقرة: من الآية27) تقلب النون الساكنة إلى ميم مع إخفائها وغنتها إذا لن أقل من بعد بإظهار النون واستعمال اللسان لإظهار النون وكذلك لا تقل من بعد بميم خالصة ولكن قلها نصف ميم مع انفراج في الشفايف لا تطبق شفتيك على بعض واعتمد على الخيشوم الذي هو الأنف في إخراج الغنة .... العلماء يسمونه إخفاء مع الإقلاب مع الغنة .... والغنة بمقدار حركتين لا تزيد ولا تنقص ... ) أهـ
إذا خلاصة كلام الأستاذ أحمد عامر في القلب يتلخص في الآتي
1. ألا ينطق القارئ ميم القلب بميم خالصة
2. ألا تنطبق الشفتين على بعضها عند النطق بالقلب
والأولي أن نتبع كلام المتقدمين في هذه المسألة فقد صرحوا بالنصوص الصريحة بإطباق الشفتين وفضيلة علامة العصر ابن الجزري الثاني الشيخ أيمن سويد رد على كل من أشكل عليه تسميته قلب أو لإخفاء مع إطباق الشفتين قال حفظه الله ( ... كل عدول عن الإظهار إلى غيره لا بد أن يكون عدول إلى الأسهل لأن الأصل عند إلتقاء الأحرف أن تظهر الحروف , وقلب الميم الساكنة عند الباء إلى الميم قلب فطري يفعله الإنسان فطرة لذلك لو سألنا عاميا في الشارع لم يدرس التجويد ولم يشم رائحته ثم أشممناه عطر (العنبر) لقال هذا عطر العمبر فيطبق شفتيه ولا يقول عنبر ولا يظهر النون عند الباء بل يقلبهما ميما قلبا فطريا والعامة تقول موجز الأمباء) ولا يقولون الأنباء حتى في اللغة الإنجليزية والفرنسية لا يوجد n بعدها b بل يوجد m –b لكن شاع منذ ثلاثين سنة على يد شيخنا الشيخ عامر عثمان رحمه الله شيخ عموم القراء المصرية وهو شيخي وأستاذي وقرأت عليه القراءات العشر إلى آخر سورة البقرة شاع إبقاء بين الشفتين فرحة وهو كان متحمسا لهذا الموضوع استشكالا منه لكلمة إخفاء .. لكن مشايخ الأرض قاطبة في مصر والشام وشرق البلاد الإسلامية وغربها كلهم يطبقون بل إنه حدثني الشيخ صلاح الدين كبارة رحمه الله شيخ قراء طرابلس في لبنان أنه قرأ على الشيخ عامر عثمان القراءات السبع بإطباق الشفتين على الميم المقلوبة وعلى الميم المخفاة ثم عاد إلى بلدته طرابلس لبنان وبعد سنوات عاد إلى مصر ليقرأ على الشيخ عامر القراءات الثلاثة فوق السبع فأمره بعدم الإطباق للشفتين ..
إذا طرأ عليه التعديل في آخر عمره , وكان إن شيخي عبد العزيز عيون السود كان يقرأ ويقرئ بالإطباق، وهكذا روى عن مشايخه في مصر، ثم سافر إلى مصر وعاد بالقراءة مع انفراج الشفتين رواية عن الشيخ عامر سيد عثمان رحمه الله تعالى،. وإن كنتم قرأتم على أستاذ أو شيخ فبين لكم أن هذه المسألة قد وهم فيها الشيخ أو توهم فيها الصواب وليست كذلك علينا أن نعود إلى الصواب قال تعالى (الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَع) (يونس: من الآية35) قال ابن الجزري رحمه الله قرأت على بعض الشيوخ بترقيق الألف مطلقا ثم تبين لي بعد ذلك فساده فرجعت عنه. وذكر بأن الألف تتبع الحرف الذي قبلها تفخيما وترقيقا أما الرد على استشكال الشيخ عامر كيف نقول أم بإطباق الشفتين ونسميه إخفاء؟ والجواب
أن الأصل أن يقرع مخرج اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا العمل يشبه الإدغام فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة فلو نطقنا بباء مشددة لكان إدغاما ولو قلنا ترميهم بحجارة) بإظهار الميم فهذا يسم إظهارا فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي نطبق الشفتين على ميم ونفتحهما على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء وتعريف الإخفاء منطبق عليه (وهو النطق بحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول نفسه) ... اهـ.
نصوص العلماء ما أكثرها بتصريحهم بأنها ميم خالصة وهذا كلام بعضهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الشيخ أحمد بن محمد البنا في كتابه إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ج1 ص 146 قوله (والثالث: القلب وهو في الباء الموحدة فقط نحو) أَنْبِئْهُمْ) (البقرة: من الآية33)) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8)) عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (لأنفال: من الآية43) فاتفقوا على قلب النون الساكنة والتنوين ميما خالصة وإخفائها بغنة عند الباء من غير إدغام وحينئذ فلا فرق في اللفظ بين) أَنْ بُورِك) (النمل: من الآية8) و) أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) (سبأ: من الآية8) .. اهـ وهذا كلام صاحب الإتحاف لم يصرح بترك الفرجة عند التلفظ بالميم الساكنة أبدا , فسؤالي كيف غاب البيان عن المتقدمين وجاء أهل العصر ببيان ترك الفرجة أرجو الإجابة مع الدليل لمن عنده دليل مقنع من أقوال المتقدمين؟.
وقال الشيخ الضباع شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله تعالى عند شرح لحكم قلب النون الساكنة والتنوين ص 16 من الإضاءة في أصول القراءة: وهو أبدالهما عند ملاقاتهما الباء ميما خالصة تعويضا صحيحا .. اهـ. وهناك لم يشر العلامة الضباع إلى ترك الفرجة بل قال ميما خالصة. وقال الشيخ الضباع في نهاية حديثه عن الإقلاب:) وليحترز القارئ عند النطق به من كز الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ، لئلا يتولد من كزهما غنة من الخيشوم ممطة، فليسكن الميم بتلطف من غير ثقل ولا تعسف) منحة ذي الجلال بتحقيق اشرف عبد المقصود:54 وقد نقل الشيخ المرصفي هذا النص حرفيا في هداية القاري: ص169، طبعة بن لادن , وكان الشيخ عبد العزيز عيون السود رحمه الله وهو من تلامذة الضباع كان يقرئ بالإطباق –حسب ما تلقى عن شيخه-إلى أن وصله اجتهاد الشيخ عامر، فاجتهد هو اجتهادا آخر في الستينات الميلادية وهو النطق بالنون المخفاة والميم المخفاة بغنة خالصة مع عدم إعمال عضو النطق –لسانا أو شفة- بتاتا، اعتمادا على ظاهر كلام ابن الجزري ومكي في الرعاية. فكلام الضباع يدل على الإطباق من عدة وجوه، وإن وجد أدنى لبس فإنه يزال بتلقي الشيخ عيون السود عنه، وإقرائه بالإطباق قبل ظهور الفرجة. وأود التنبيه هنا إلى أن القائلين بالفرجة يختلفون في مقدارها فبعضهم يقول بأنها بمقدار ورقة، أو رأس قلم، أو حتى يرى بياض الأسنان، أو إطباق الشفتين من طرفيهما وفتحهما من الأمام، أو فتحهما بمقدار حركة ثم إطباقهما بمقدار حركة وهناك تسجيل كامل على هذا النحو الأخير!! ونقول: لا فرق بين كل تلك الأقوال حيث لم يثبت منها شيء علميا ولا تلقيا مسندا متصلا. بل إن في تضارب هذه الأقوال دليل على الإطباق، من حيث أن الفرجة حيث وجدت- وجد الاختلاف في مقدارها، وما كان للعلماء أن يدعوا مثل هذا الاختلاف دهورا طويلة دون بيان.(/)
إن بعض الظن إثم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[11 Jun 2004, 05:11 ص]ـ
أشكل علي أيها الفضلاء في قوله تعالى { ... إن بعض الظن إثم .... } كون الظن متعلق بشيء ذهني أو قلبي - حسب تصوري للظن - ومن المعلوم أن المسلم ليس مؤاخذ مالم يعمل أو يتحدث
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[19 Jun 2004, 09:04 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[سليمان داود]ــــــــ[19 Jun 2004, 01:40 م]ـ
إن بعض الظن إثم
نعم يا أخي فليس كل الظن إثم بل بعضه؟؟؟؟
وهذا ماتعنيه الآية الكريمة؟؟؟
وسأورد لك بعض الظن الذي ورد في القرآن وليس عليه إثم
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)
سورة القيامة
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا (12) سورة الجن
وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ (48) فصلت
قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ. (24) ص
وهناك الكثير من الآيات أيضا
وكذلك هناك أمثله لسوء الظن وأيضا كثيرة منها مثلا
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) القصص
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (6) الفتح
بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) الفتح
إذا الشواهد كثيرة على كلتا الحالتين
ومعنى بعض لا تعني كل؟؟؟؟ والظن الذي يعاقب عليه الله هو ظن السوء بالله؟؟
أما أن تفكر بذنب ---تهم به—ولاتقوم به فلا يؤاخذنا الله عليه
وهو يختلف عن الظن الذي ورد في الآية الكريمة إن بعض الظن إثم
أما الوسوسة وما تحدث فيها النفس فقد تحدث عنها الباري بقوله في سورة البقرة:
لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة284)
عند نزول هذه الآية خاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله
لايكلف الله نفسا إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ماكتسبت
فنسخت الآية السابقة
هذا والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2004, 05:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في شرح النووي على صحيح مسلم: (قوله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن ; فإن الظن أكذب الحديث)
المراد النهي عن ظن السوء. قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس ; فإن ذلك لا يملك. ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه , ويستقر في قلبه , دون ما يعرض في القلب , ولا يستقر ; فإن هذا لا يكلف به كما سبق في حديث " تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد " وسبق تأويله على الخواطر التي لا تستقر - ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنه وتكلم به , فإن لم يتكلم لم يأثم. قال: وقال بعضهم: يحتمل أن المراد الحكم في الشرع بظن مجرد من غير بناء على أصل ولا نظر واستدلال , وهذا ضعيف أو باطل , والصواب الأول.)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في موضع آخر من نفس المرجع: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به) وفي الحديث الآخر: (إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوا عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة , وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا) وفي الحديث الآخر: (في الحسنة إلى سبعمائة ضعف) وفي الآخر: (في السيئة إنما تركها من جراي) فقال الإمام المازري رحمه الله: مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية بقلبه , ووطن نفسه عليها , أثم في اعتقاده وعزمه , ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية , وإنما مر ذلك بفكره من غير استقرار , ويسمى هذا هما ويفرق بين الهم والعزم.
هذا مذهب القاضي أبي بكر , وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين وأخذوا بظاهر الحديث. قال القاضي عياض - رحمه الله -: عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبو بكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب , لكنهم قالوا: إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة. لكن نفس الإصرار والعزم معصية فتكتب معصية فإذا عملها كتبت معصية ثانية , فإن تركها خشية لله تعالى كتبت حسنة كما في الحديث: " إنما تركها من جراي " فصار تركه لها لخوف الله تعالى ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك وعصيانه هواه حسنة. فأما الهم الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها , ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم.
وذكر بعض المتكلمين خلافا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى , بل لخوف الناس. هل تكتب حسنة؟ قال: لا لأنه إنما حمله على تركها الحياء. وهذا ضعيف لا وجه له. هذا آخر كلام القاضي وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه , وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ومن ذلك قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم} الآية وقوله تعالى: {اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} والآيات في هذا كثيرة. وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد واحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم وغير ذلك من أعمال القلوب وعزمها والله أعلم.)
وقال ابن حجر في الفتح:
(قوله: (إياكم والظن)
قال الخطابي وغيره ليس المراد ترك العمل بالظن الذي تناط به الأحكام غالبا , بل المراد ترك تحقيق الظن الذي يضر بالمظنون به , وكذا ما يقع في القلب بغير دليل , وذلك أن أوائل الظنون إنما هي خواطر لا يمكن دفعها , وما لا يقدر عليه لا يكلف به , ويؤيده حديث " تجاوز الله للأمة عما حدثت به أنفسها " وقد تقدم شرحه.
وقال القرطبي: المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها كمن يتهم رجلا بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها , ولذلك عطف عليه قوله " ولا تجسسوا " وذلك أن الشخص يقع له خاطر التهمة فيريد أن يتحقق فيتجسس ويبحث ويستمع , فنهى عن ذلك , وهذا الحديث يوافق قوله تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن , إن بعض الظن إثم , ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا) فدل سياق الآية على الأمر بصون عرض المسلم غاية الصيانة لتقدم النهي عن الخوض فيه بالظن , فإن قال الظان أبحث لأتحقق , قيل له (ولا تجسسوا) فإن قال تحققت من غير تجسس قيل له (ولا يغتب بعضكم بعضا)
وقال عياض: استدل بالحديث قوم على منع العمل في الأحكام بالاجتهاد والرأي , وحمله المحققون على ظن مجرد عن الدليل ليس مبنيا على أصل ولا تحقيق نظر.
وقال النووي: ليس المراد في الحديث بالظن ما يتعلق بالاجتهاد الذي يتعلق بالأحكام أصلا , بل الاستدلال به لذلك ضعيف أو باطل. وتعقب بأن ضعفه ظاهر وأما بطلانه فلا , فإن اللفظ صالح لذلك , ولا سيما إن حمل على ما ذكره القاضي عياض وقد قربه في " المفهم " وقال: الظن الشرعي الذي هو تغليب أحد الجانبين أو هو بمعنى اليقين ليس مرادا من الحديث ولا من الآية. فلا يلتفت لمن استدل بذلك على إنكار الظن الشرعي.
.....
وأما وصف الظن بكونه أكذب الحديث , مع أن تعمد الكذب الذي لا يستند إلى ظن أصلا أشد من الأمر الذي يستند إلى الظن , فللإشارة إلى أن الظن المنهي عنه هو الذي لا يستند إلى شيء يجوز الاعتماد عليه فيعتمد عليه ويجعل أصلا ويجزم به , فيكون الجازم به كاذبا ; وإنما صار أشد من الكاذب ; لأن الكذب في أصله مستقبح مستغنى عن ذمه , بخلاف هذا فإن صاحبه بزعمه مستند إلى شيء فوصف بكونه أشد الكذب مبالغة في ذمه والتنفير منه , وإشارة إلى أن الاغترار به أكثر من الكذب المحض لخفائه غالبا ووضوح الكذب المحض.
قوله: (فإن الظن أكذب الحديث)
قد استشكل تسمية الظن حديثا , وأجيب بأن المراد عدم مطابقة الواقع سواء كان قولا أو فعلا , ويحتمل أن يكون المراد ما ينشأ عن الظن فوصف الظن به مجازا.) انتهى كلام ابن حجر باختصار.
ولعل في هذه النقول ما يزيل الإشكال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[24 Jun 2004, 02:19 م]ـ
نعم زال الإشكال. جزاكم الله خيرا(/)
حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[11 Jun 2004, 09:35 ص]ـ
حمل ... إحالات الشاطبية للأستاذة أم نور الدين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2004, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم وجزى الباحثة خيراً على هذا الجهد الموفق.(/)
حول المقدارالذي فسره النبي صلى الله عليه و سلم من القرآن
ـ[العرباض]ــــــــ[12 Jun 2004, 03:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته إخوتي الكرام قراء هذا الموضوع أسعفوني بالدراسات المفصلة حول موضوع عدد الأحاديث المفسرة للقرآن الكريم و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2004, 05:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم العرباض بين إخوانكم في ملتقى أهل التفسير.
مما يحضرني من الدراسات السابقة في هذا:
- التفسير الصحيح (الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور) للأستاذ الدكتور حمت بشير ياسين في أربعة أجزاء.
- التلازم بين الكتاب والسنة لصالح بن سليمان البقعاوي.
- الجواهر واللآلي المصنوعة في تفسير القرآن العظيم للشيخ عبدالله التليدي.
والأخ الكريم الشيخ خالد الباتلي يكتب رسالته للدكتوراه بعنوان (الأحاديث المرفوعة في التفسير - دراسة حديثية) فلعله يتكرم بإفادتكم إن شاء الله.
وقد سبق مناقشة الموضوع في مشاركات سابقة تحسن مراجعتها ومنها:
- إشكال - يا أهل التخصص - في (مقدمة شيخ الإسلام)؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=175).
- التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=215).
- هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=317).
بارك الله فيكم وفي علمكم أخي العرباض.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[15 Jun 2004, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فالتفسير النبوي مصطلح واسع، فهناك أحاديث واردة في: أسباب النزول وفي التفسير الموضوعي وفي الاستشهاد بالآيات وفي التفسير اللفظي.
والأحاديث الواردة بهذا النظر تبلغ الآلاف.
ومحل بحثي - الذي مازال في بداياته - في الأخير منها وهو التفسير اللفظي أو النصي، مثل ماورد من تفسيره صلى الله عليه وسلم المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى، والعدل بالفدية، وويل بواد في جهنم، والصلاة الوسطى بصلاة العصر، ونحو ذلك.
وقد بلغ المجموع الكلي لما وقفت عليه: (362) حديثاً، منها (52) حديثاً في الصحيحين أو أحدهما.
وأسأل الله العون والتوفيق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Jun 2004, 01:52 ص]ـ
الشيخ الفاضل خالد حفظه الله
هلاَّ تكرمتم ببيان مصطلحاتكم التي ذكرتموها (التفسير النبوي) و (التفسير الموضوعي)، وهل بحثكم هذا بحث أكاديمي، أم ماذا؟
ولكم جزيل الشكر.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[15 Jun 2004, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مسألة القدر الذي فسره النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن، هل كله أم بعضه؟
لعل الصواب والله أعلم أن المسألة لفظية بحتة، ولا ينبني عليها عمل ألبتة.
لكن نلاحظ في ذلك أن لا يكون القول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر كل القرآن ذريعة إلى القول بوجود المجمل في القرآن، أعني المجمل الذي لا يعلم أحد تفسير معناه ولا مبين له في الشرع.
إذ هذا قول طائفة من أهل البدع المتكلمة الذين يجيزون التكليف بما لا يطاق، قولاً منهم بنفي الحكمة عن أفعال الله. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
ونلاحظ كذلك أن من قال بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن لا يريد أنه بين كل دقائقه وأسراره، فلا مجال إلى الاجتهاد في تفسيره، قولاً منهم بسد أبواب الاجتهاد، اتهاماً للأمة بانقراض مجتهديها.
بل نقول أن هذا القرآن العظيم مازال الله يفتح فيه للعلماء في كل عصر من وجوه الإعجاز والعظمة والأسرار واللطائف الشيء الكثير، مما لم يذكره الأولون، لا جهلاً منهم، لكن تنصيصاً من الآخر لقلة العلم في أهل زمانه، فالله المستعان.
وهذه الأمور لا شك خارجة عن مسمى التفسير الذي هو مجرد بيان المعنى.
هذا بيان الذي أظنه صواباً. أما بيان وجهه فكما يأتي إن شاء الله تعالى.
أما الذين قالوا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر كل القرآن فاستدلوا بالآيات الواضحات التي يفهمها العربي بالسليقة من غير بيان. وذلك كقوله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه) وقوله تعالى: (قل هو الله أحد) وكقوله تعالى: (قل أعوذ برب الناس) ونحو ذلك. وهذا كثير جداً في كتاب الله تعالى.
وفي هذا القسم يقول ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما: (وقسم تعرفه العرب بلسانها).
وأظهر من ذلك كله أنهم استقرؤوا ما جاء من أحاديث في التفسير فلم يجدوها أتت على كل آيات القرآن. بل ولو جمعوا لذلك الأحاديث غير المباشرة في التفسير والأفعال وأقوال الصحابة ونحو ذلك.
فحاصل هذا أن من القرآن ما هو أظهر من أن يحتاج إلى بيان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك لم يبينه صلى الله عليه وآله وسلم.
أما الفريق الآخر القائل بأن اللنبي صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن، فيرد عليهم مستدلاً بقوله تعالى: (ثم إنا علينا بيانه) وقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).
ويدفعون استدلال الفريق الأول بأن تفسير تلك الآيات مجرد قراءتها، وبهذا يسلم لهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن.
وبهذا يتبين أن كل الخلاف في الآيات الواضحات التي فهمها الصحابة من مجرد قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها، من غير أن يتبعها بتفسير.
فمن سمى هذا القسم غير مفسر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر كل القرآن.
ومن قال بأنه فسرها بقراءته لها وإقرارهم على فهمهم من غير أن يتأولها إلى غير ظاهرها، قال بأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد فسر كل القرآن.
فالخلاف في مسمى فقط، ولا مشاحة في الاصطلاح.
هذا ما ظهر لي والله أعلى وأعلم.
وننتظر التقويم من مشائخنا الفضلاء أهل التخصص، جزاهم الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امل]ــــــــ[17 Jun 2004, 05:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبعد فأقول والله اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله ولكن فسر ما اجمل منه من قصص السابقين وكذلك بعض الالفاظ التي حملت معنى غير واضح للمؤمنين وهذا لان المسلمين في ذلك الوقت كانوا أقرب للغة القرآن ويعرفون معانيه ودلالات ألفاظه فكانت مهمة النبي هو هدايتهم وتوصيل القرآن إليهم وكانو إذا التبس عليهم المعنى سألوه عليه الصلاة والسلام فأجابهم وبقي القرآن مع تعاقب العصور والبعد عن اللغة العربية الفصحى يصعب معناه على كثير من الأذهان وإلى جانب هذا فإن القرآن مجالا واسعا للبحث حيث تتكشف لبعض العلماء الأجلاء معاني وامور لم يعرفها من سبقهم عندما يفسرون آياته وكانت تلك حكمة من عدم تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن الكريم وسبحان الله العليم الحكيم(/)
حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[12 Jun 2004, 06:30 م]ـ
حمل الشرح الصوتي لكتاب التحديد في الإتقان لأبي عمرو الداني
http://www.alquran.org.sa/islamicsound/sounds.php?shareet=7
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[12 Jun 2004, 07:30 م]ـ
الشريط الأول الوجهان دراسة لقواعد التجويد ومن الشريط الثاني للخامس شرح كتاب التحديد وهذه المادة الصوتية فيها من الفائدة ما الله به عليم.(/)
علل أحاديث التفسير (6)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[12 Jun 2004, 07:37 م]ـ
(فضل البسملة)
[6] حديث: أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: عثر بالنبي (صلى الله عليه وسلم) حماره، فقلت: تعس الشيطان! فقال النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب".
الحديث أورده من المفسرين: الثعالبي في تفسيره (1: 20): (باب في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم).
وابن عطية في المحرر الوجيز (1: 60) عند (القول في تفسير بسم الله الرحمن).
والقرطبي في الجامع (1: 92) في المسألة الثانية من مسائل البسملة.
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 19) فقال: وقال الأمام أحمد في (مسنده): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، قال: عثر بالنبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): لا تقل تعس الشيطان! فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب". هكذا وقع في رواية الإمام أحمد. وقد روى النسائي في (اليوم والليلة)، وابن مردويه في (تفسيره): من حديث خالد الحذاء، عن أبي تميمة ـ وهو الهجيمي ـ عن أبي المليح بن أسامة بن عمير، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): (فذكره)، وقال: "لا تقل هكذا! فإنه يتعاظم حتى يكون كالبيت، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يكون كالذبابة".
وأعاده في (4: 576) عند تفسيره لسورة الناس، وقال: "تفرد به أحمد، إسناده جيد قوي".
وأورده الأستاذ حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 71 ـ 72): " قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عمن كان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: كنت رديفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان! فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، فإذا قلت: بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب".
وقال: أخرجه الإمام أحمد من طرق أخرى: عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، وذكره ابن كثير، وقال: تفرد به أحمد وهو إسناد جيد.
وأخرجه النسائي والحاكم: من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم): نحوه.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه محقق عمل اليوم والليلة، وصححه أيضًا الشيخ الألباني". اهـ.
(طرق الحديث)
ورد من رواية أبي تميمة الهجيمي، عن صحابي من الأرداف لم يسمه، ووقع مبينًا في بعض الروايات، وهو معلول من ذاك الوجه، وحديثه يرويه عاصم الأحول، وخالد الحذاء.
(1) ـ فأما حديث عاصم الأحول (وهو أشهر): فرواه عنه سفيان، وشعبة بن الحجاج، وعبدالله بن المبارك، ومعمر بن راشد.
أ ـ فأما حديث سفيان (وهو الثوري) فاختلف عنه:
فأخرجه أحمد في المسند (5: 365/ برقم 23141)، ومن طريقه الضياء في المختارة وأخرجه في (4: 198/ برقم 1414): ثنا يزيد، أنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو من حدثه عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ: انه كان ردفه فعثرت به دابته، فقال: تعس الشيطان، فقال: "لا تفعل؛ فإنه يتعاظم إذا قلت ذلك حتى يصير مثل الجبل، ويقول: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
وأخرجه يحيى بن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص76 ـ 68): أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريدة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان.
(ح) وأنا الإمام عمي ـ رحمه الله ـ أنا أبي ـ رحمه الله ـ أنا خيثمة بن سليمان، ثنا السري بن يحيى، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن عاصم.
كذا كان في رواية الإمام جدي ـ رحمه الله تعالى ـ وفي رواية الطبراني: عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو عمن حدثه، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: رواه أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن عاصم، عمن سمع رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (4: 302/ برقم 5184): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا الباغندي، ثنا خلاد، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
والاختلاف المذكور بالشك في الرواية: فرواه يزيد بن هارون، والفريابي بالشك (أعني بزيادة رجل).
ب ـ وأما حديث شعبة بن الحجاج (فاختلف عنه كذلك):
فأخرجه أحمد في المسند (5: 59/ برقم 20611) ثنا محمد بن جعفر.
وأخرجه في (5: 71/ برقم 20709) ثنا عفان.
كلاهما (محمد بن جعفر، وعفان) عنه، ولفظ محمد بن جعفر: ثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة يحدث، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
قال شعبة: قال عاصم: عن أبي تميمة، عن رجل، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وقال عفان: ثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو عن رجل، عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأخرجه يحيى بن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص68): من طريق خيثمة، وحدثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة الهجيمي، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأخرجه البيهقي في الشعب (4: 301/ برقم 5183): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو عن رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه كان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
فظهر بهذا أن الاضطراب في الرواية من جهة عاصم .. كما نص عليه شعبة في روايته .. ولعل الصواب ما أثبته شعبة في رواية عفان عنه .. أعني (عن أبي تميمة، عن رجل، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه الضياء في المختارة (4: 197/ برقم 1413): من طريق أبي يعلى الموصلي، نا عبد الله بن محمد بن أسماء، نا عبد الله، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
د ـ وأما حديث معمر بن راشد:
فأخرجه في الجامع (11: 424/ برقم 20899)، ومن طريقه أحمد في المسند (5: 59/ برقم 20610)، والبيهقي في الشعب (4: 301/ برقم 5185): عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن من كان رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: كنت ردفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، وإذا قلت: بسم الله، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من الذباب".
وقال البيهقي في لفظه: " وقال صرعته بعزتي".
وليس في رواية هذين الشك.
(2) ـ وأما حديث خالد الحذاء: فرواه عن أبي تميمة .. وقد اختلف عليه في روايته (كذلك):
فرواه محمد بن حمران، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن أبيه.
وخالفه عبدالله بن المبارك، وخالد الواسطي: عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وخالفهما يزيد بن زريع: فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وخالف الجميع عبدالوهاب الثقفي،: فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح (مرسلاً).
أ ـ فأما حديث محمد بن حمران القيسي:
فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (2: 306/ برقم 1068)، ومن طريقه ابن منده في معرفة أسامي الأرداف (ص65 ـ 66).
وأخرجه أبو يعلى في المعجم (ص83/ برقم 71)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (25: 95):
وأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10389): أخبرني عثمان بن عبد الله.
وأخرجه الطبراني في الكبير (1: 194/ برقم 516)، ومن طريقه ابن منده في معرفة أسامي الأرداف (ص65 ـ 66)، والضياء في المختارة (4: 196/ برقم 1412): حدثنا عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 558/ برقم 2010): حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان بن أحمد.
ثمانيتهم (ابن أبي عاصم، وأبو يعلى، وعثمان بن عبدالله، عبدان بن أحمد، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن هاشم البغوي): عن أحمد بن عبدة الضبي.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (4: 325/ برقم 7793): حدثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور.
كلاهما (أحمد بن عبدة الضبي، وسعيد بن منصور) عن محمد بن حمران القيسي، قال: ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب". لفظ أبي يعلى.
قال أبو عبد الرحمن: "الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك وهذا عندي خطأ".
وقال الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (583): " غريب من حديث حديث أبي المليح عامر، وقيل: عمير بن أسامة بن عمير، وغريب من حديث أبي تميمة الهُجيمي، عنه.
تفرد به خالد الحذاء، وعنه محمد بن حمران، بهذا الإسناد". اهـ.
ب ـ وأما حديث خالد الواسطي:
فأخرجه أبو داود في سننه (أبو داود 4: 296/ برقم 4982): حدثنا وهب بن بقية، عن خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن خالد ـ يعني الحذاء ـ عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رجل قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10388): أخبرنا محمد بن حاتم، أخبرنا سويد، أخبرنا عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صنعته، ولكن قل: باسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب".
وقد رجح أبا عبدالرحمن رواية ابن المبارك .. التي ليس فيها التصريح باسم الرديف .. وهذا ما نص عليه ابن منده عن جده، فقال: " أخرجه الإمام جدي رحمه الله في كتاب (المعرفة) في باب (ذكر من روى عن رجل ولم يسمه) وكذلك من صنف كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ".
فكأنهم بهذا يرون أن هذا الصحابي لا يُعرف .. وليس هو والد أبي المليح المذكور في رواية أبي تميمة الهجيمي ..
* والمدار فيها على محمد بن حمران القيسي .. ومحله الصدق كما قال أبو زرعة الرازي. فخطأ مثله وارد. وهذا ما صرح به ابن حبان في ثقاته إذ قال: يخطئ. انظر الجرح (7: 239)، الثقات (9: 40).
أما النسائي فضعفه بقوله: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: له إفرادات وغرائب يحتمل، وما أرى به بأسًا. انظر الميزان.
د ـ وأما حديث يزيد بن زريع:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 324/ برقم 7792 حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه عثرت به دابته فقال: تعس الشيطان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قيل: بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب".
قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لم يسمه يزيد بن زريع عن خالد سماه غيره أسامة بن مالك والد أبي المليح بن أسامة".
هـ ـ وأما حديث عبدالوهاب الثقفي:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 143/ برقم 10390): أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، قال: كان رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) على دابته فعثرت به ذاته فقال الرجل تعس الشيطان (نحوه). مرسل.
وأشار الضياء المقدسي في المختارة في (4: 198/ برقم 1414) إلى هذه العلة، فقال: " وقيل روي عن خالد عن أبي تميمة عن أبي المليح عن النبي (صلى الله عليه وسلم): مرسلا".
والحديث أورده المنذري في الترغيب (4: 42)، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والحاكم إلا أنه قال: (وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب) وقال صحيح الإسناد ".
وقال الهيثمي في المجمع (10: 132): رواه أحمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح ... رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة.
والأشبه في هذا كله ترجيح رواية من قال: أبو تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
* وأبو تميمة المذكور: هو طريف بن مجالد الهجيمي .. وثقه ابن معين الجرح (4: 492) خرج له (خ 4).
* وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهذلى من أهل البصرة .. وكان عامل الحجاج على الأبلة مات سنة ثمان وتسعين .. الثقات لابن حبان (5: 190)، وذكره في (المشاهير).
وقد أعياني معرفة أوجه علل هذا الحديث!! فلعلي أن أكون قد وفقت لعرضها .. ولعل لي إليها عودة وتأمل.
(غريب الحديث)
قوله (تعس الشيطان): التعس: الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، أو إذا خاطبت قلت: تعست كمنع، وإذا حكيت قلت: تعس كسمع وتعسه الله وأتعسه، ورجل تاعس وتعس. انظر القاموس (1: 688).
وقوله (تعاظم): أي صار عظيمًا وكبيرًا.
وقوله (ويقول بقوتي): أي حدث ذلك الأمر بقوتي.
وقوله (تصاغر): أي صار صغيرًا وحقيرًا.
وكتب / يحيى البكري .. في 18/ 4/ 1425هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الظافر]ــــــــ[15 Jun 2004, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا يحيى، وزادك الله من فضله.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[07 Aug 2004, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. ولك بمثله.(/)
هل يختلف تفسير هذه الآية باختلاف العقيدة؟؟؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Jun 2004, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
في مناظرة لأخ سلفي مع آخر أشعري تطرق الحديث للآية الكريمة {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين} و قال الأخ السلفي لمحاوره الأشعري. . .
قولك: "لاشك أن الآيات سياقها يدل على أن الخليل عليه السلام كان يقيم الحجة على عباد الكواكب أليس كذلك؟ ".
أقول: كلا، بل كان في مرحلة البحث والتأمل، فلما رأى أفول الكوكب منعه ذلك من اعتقاد ربوبيته. أرجو منك يا أخ أحمد ألا تنهال عليّ بكلام عاطفي حول استبعاد كون إبراهيم عليه السلام قد خطر بباله أن الكوكب ربه، فقد نبهتك من قبل على أن تصوّرنا لهذه الآية مختلف تماماً عن تصوركم جملة وتفصيلاً.
فهل حقاً يختلف تفسير هذه الآية حسب المذهب العقائدي؟؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 Jun 2004, 08:02 ص]ـ
لو يتكرم الأخوة المشرفون بنقل السؤال للقسم العلمي يكون أفضل إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[14 Jun 2004, 08:45 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام هو إنسان قبل أن يكون نبيا، وكل إنسان يريد معرفة حقيقة الوجود فإنه يبحث ويتأمل فيهتدي بإذن الله.
وليس في الآية ما يثبت أن الخليل عليه السلام كان يقيم الحجة على قومه وإنما نفهم من سياق الآية أنه كان يبحث ويتأمل ليصل إلى اليقين بدليل قوله تعالى: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).
التأمل والبحث عن اليقين ظاهرة محمودة في الإنسان، وحتى خير البشر صلى الله عليه وسلم مر بهذه التجربة قبل البعثة، وقال له الله تعالى: ووجدك ضالا فهدى، ليس الضلال هنا انحراف عن الصراط وإنما لأنه شغل فكره للبحث عن الحقيقة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jun 2004, 12:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن القيم في مدارج السالكين عن الآية المسؤول عنها:
(قد قيل: إنها على تقدير الاستفهام. أي أهذا ربي؟، وليس بشيء.
وقيل: إنها على وجه إقامة الحجة على قومه. فتصور بصورة الموافق، ليكون أدعى إلى القبول. ثم توسل بصورة الموافقة إلى إعلامهم بأنه لا يجوز أن يكون المعبود ناقصا آفلا. فإن المعبود الحق: لا يجوز أن يغيب عن عابديه وخلقه، ويأفل عنهم. فإن ذلك مناف لربوبيته لهم. أو أنه انتقل من مراتب الاستدلال على المعبود حتى أوصله الدليل إلى الذي فطر السموات والأرض. فوجه إليه وجهه حنيفاً موحداً، مقبلا عليه، معرضاً عما سواه. والله سبحانه أعلم.)
فالصحيح اللائق بإمام الحنفاء أنه إنما قاله على وجه المناظرة والتنزل للخصم لاستدراجه ومن ثم بيان سفه قوله وزعمه، فمعلوم أن قومه كانوا يعبدون الكواكب فيكون المعنى هذا ربي فهلم ننظر هل يستحق الربوبية؟ وهل يقوم لنا دليل على ذلك؟ كما ذكر ذلك غير واحد من المفسرين .. أوكما قال بعضهم أنه قال: هذا ربي على قولكم فانظروا كيف يأفل، لأنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر مع الأصنام، ونظير هذا قوله تعالى (أين شركائي) وهو جل وعلا واحد لاشريك له؛ والمعنى أين شركائي على قولكم؟
أما أن يؤول ذلك ويفسر على أن إبراهيم تدرج في عبادة غير الله أوفي اعتقاد الربوبية لغير الله وهو إمام الحنفاء!! فمحال؛ كيف وقد آتاه الله رشده من قبل؟ وأراه ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين؛وقال جل وعلا عنه (إذ جاء ربه بقلب سليم) أي لم يشرك به قط كما ذكر القرطبي وغيره .. وقد ذكر الله ذلك صراحة عن إبراهيم عليه السلام فوصفه تعالى في عدة آيات بقوله: (وما كان من المشركين) يقول الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان: (ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي، فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يوما ما، وأما كونه جازما موقنا بعدم ربوبية غير الله، فقد دل عليه ترتيب قوله تعالى (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي) إلى آخره "بالفاء" على قوله (وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) فدل على أنه قال ذلك موقنا مناظرا ومحاجا لهم، كما دل عليه قوله تعالى: (وحاجه قومه) الآية، وقوله (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) الآية والعلم عند الله تعالى) أهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)