وهي عبارة مشكلة وقد تكلف لها العلماء جوابا نقله السيوطي في الإتقان فقال: وقد تكلموا في قولها: وهن مما يقرأ من القرآن، فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك. وأجيب بأن المراد قارب الوفاة، أوأن التلاوة نسخت أيضاً ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتوفي وبعض الناس يقرؤها. أ.هـ
لكن أهل الخبرة بالحديث رفضوا هذه الجملة وذكروا أنها من أوهام عبد الله بن أبي بكر بن حزم وفي هذا يقول الطحاوي في مشكل الآثار:
وهذا ممن لا نعلم أحدا رواه كما ذكرنا غير عبد الله بن أبي بكر وهو عندنا وهم منه،- أعني: ما فيه مما حكاه عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو مما يقرأ من القرآن - لأن ذلك لو كان كذلك لكان كسائر القرآن، ولجاز أن يقرأ به في الصلوات وحاش لله أن يكون كذلك، أو يكون قد بقي من القرآن ما ليس في المصاحف التي قامت بها الحجة علينا، وكان من كفر بحرف مما فيها كافرا، ولكان لو بقي من القرآن غير ما فيها لجاز أن يكون ما فيها منسوخا لا يجب العمل به، وما ليس فيها ناسخ يجب العمل به، وفي ذلك ارتفاع وجوب العمل بما في أيدينا، مما هو القرآن عندنا، ونعوذ بالله من هذا القول وممن يقوله.
ولكن حقيقة هذا الحديث عندنا، والله أعلم، ما قد رواه من أهل العلم، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها من مقداره في العلم، وضبطه له فوق مقدار عبد الله بن أبي بكر وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
- كما قد حدثنا محمد بن خزيمة قال: حدثنا حجاج بن منهال قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان مما نزل من القرآن ثم سقط: أن لا يحرم من الرضاع إلا عشر رضاعات، ثم نزل بعد: أو خمس رضاعات». فهذا الحديث أولى من الحديث الذي ذكرناه قبله، وفيه أنه أنزل من القرآن ثم سقط، فدل ذلك أنه مما أخرج من القرآن نسخا له منه، كما أخرج من سواه من القرآن مما قد تقدم ذكرنا له وأعيد إلى السنة، وقد تابع القاسم بن محمد على إسقاط ما في حديث عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وأن ذلك مما يقرأ من القرآن، إمام من أئمة زمنه، وهو يحيى بن سعيد الأنصاري.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[26 Jun 2010, 09:56 م]ـ
مشايخي الكرام
اسمحوا لي المشاركة وذلك بنقل ما قد يكون له صلة بالموضوع أو ببعض نقاطه ...
(ورب حامل فقه لمن هو أفقه منه)
وهذا أول نقل وهو للعلامة ابن القيم رح1 من كتابه زاد المعاد:
حُجّةُ مَنْ عَلّقَ التّحْرِيمَ بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ]
قَالَ أَصْحَابُ الْخَمْسِ: الْحُجّةُ لَنَا مَا تَقَدّمَ فِي أَوّلِ الْفَصْلِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الصّحِيحَةِ الصّرِيحَة وَقَدْ أَخْبَرَتْ عَائِشَة ُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تُوُفّيَ وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.
قَالُوا: وَيَكْفِي فِي هَذَا قَوْلُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم لِسَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلٍ أَرْضِعِي سَالِمًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ تَحْرُمِي عَلَيْهِ قَالُوا: وَعَائِشَةُ أَعْلَمُ الْأُمّةِ بِحُكْمِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ هِيَ وَنِسَاءُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا إذَا أَرَادَتْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا أَحَدٌ أَمَرَتْ إحْدَى بَنَاتِ إخْوَتِهَا أَوْ أَخَوَاتِهَا فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ.
قَالُوا: وَنَفْيُ التّحْرِيمِ بِالرّضْعَةِ وَالرّضْعَتَيْنِ صَرِيحٌ فِي عَدَمِ تَعْلِيقِ التّحْرِيمِ بِقَلِيلِ الرّضَاعِ وَكَثِيرِهِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَحَادِيثَ صَحِيحَةٌ صَرِيحَةٌ بَعْضُهَا خَرَجَ جَوَابًا لِلسّائِلِ وَبَعْضُهَا تَأْسِيسُ حُكْمٍ مُبْتَدَأٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالُوا: وَإِذَا عَلّقْنَا التّحْرِيمَ بِالْخَمْسِ لَمْ نَكُنْ قَدْ خَالَفْنَا شَيْئًا مِنْ النّصُوصِ الّتِي اسْتَدْلَلْتُمْ بِهَا وَإِنّمَا نَكُونُ قَدْ قَيّدْنَا مُطْلَقَهَا بِالْخَمْسِ وَتَقْيِيدُ الْمُطْلَقِ بَيَانٌ لَا نَسْخٌ وَلَا تَخْصِيصٌ. وَأَمّا مَنْ عَلّقَ التّحْرِيمَ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ فَإِنّهُ يُخَالِفُ أَحَادِيثَ نَفْيِ التّحْرِيمِ قَالَ مَنْ لَمْ يُقَيّدْهُ بِالْخَمْسِ حَدِيثُ الْخَمْسِ لَمْ تَنْقُلْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا نَقْلَ الْأَخْبَارِ فَيُحْتَجّ بِهِ وَإِنّمَا نَقَلَتْهُ نَقْلَ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ إنّمَا يَثْبُتُ بِالتّوَاتُرِ وَالْأُمّةُ لَمْ تَنْقُلْ ذَلِكَ قُرْآنًا فَلَا يَكُونُ قُرْآنًا وَإِذَا لَمْ يَكُنْ قُرْآنًا وَلَا خَبَرًا امْتَنَعَ إثْبَاتُ الْحُكْمِ بِهِ. قَالَ أَصْحَابُ الْخَمْسِ الْكَلَامُ فِيمَا نُقِلَ مِنْ الْقُرْآنِ آحَادًا فِي فَصْلَيْنِ أَحَدُهُمَا: كَوْنُهُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالثّانِي: وُجُوبُ الْعَمَلِ بِهِ وَلَا رَيْبَ أَنّهُمَا حُكْمَانِ مُتَغَايِرَانِ فَإِنّ الْأَوّلَ يُوجِبُ انْعِقَادَ الصّلَاةِ بِهِ وَتَحْرِيمَ مَسّهِ عَلَى الْمُحْدِثِ وَقِرَاءَتِهِ عَلَى الْجُنُبِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ فَإِذَا انْتَفَتْ هَذِهِ الْأَحْكَامُ لِعَدَمِ التّوَاتُرِ لَمْ يَلْزَمْ انْتِفَاءُ الْعَمَلِ بِهِ فَإِنّهُ يَكْفِي فِيهِ الظّنّ وَقَدْ احْتَجّ كُلّ وَاحِدٍ مِنْ الْأَئِمّةِ الْأَرْبَعَةِ بِهِ فِي مَوْضِعٍ فَاحْتَجّ بِهِ الشّافِعِيّ وَأَحْمَدُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَاحْتَجّ بِهِ أَبُو حَنِيفَةَ فِي وُجُوبِ التّتَابُعِ فِي صِيَامِ الْكَفّارَةِ بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ " فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ ". وَاحْتَجّ بِهِ مَالِكٌ وَالصّحَابَةُ قَبْلَهُ فِي فَرْضِ الْوَاحِدِ مِنْ وَلَدِ الْأُمّ أَنّهُ السّدُسُ بِقِرَاءَةِ أُبَيّ " وَإِنْ " كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوْ امْرَأَةً وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ مِنْ أُمّ فَلِكُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السّدُس " فَالنّاسُ كُلّهُمْ احْتَجّوا بِهَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَلَا مُسْتَنَدَ لِلْإِجْمَاعِ سِوَاهَا. قَالُوا: وَأَمّا قَوْلُكُمْ إمّا أَنْ يَكُونَ نَقْلُهُ قُرْآنًا أَوْ خَبَرًا قُلْنَا: بَلْ قُرْآنًا صَرِيحًا. قَوْلُكُمْ فَكَانَ يَجِبُ نَقْلُهُ مُتَوَاتِرًا قُلْنَا: حَتّى إذَا نُسِخَ لَفْظُهُ أَوْ بَقِيَ أَمّا الْأَوّلُ فَمَمْنُوعٌ وَالثّانِي مُسَلّمٌ وَغَايَةُ مَا فِي الْأَمْرِ أَنّهُ قُرْآنٌ نُسِخَ لَفْظُهُ وَبَقِيَ حُكْمُهُ فَيَكُونُ لَهُ حُكْمُ قَوْلِهِ " الشّيْخُ وَالشّيْخَةُ إذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا " مِمّا اُكْتُفِيَ بِنَقْلِهِ آحَادًا وَحُكْمُهُ ثَابِتٌ وَهَذَا مِمّا لَا جَوَابَ عَنْهُ. وَفِي الْمَسْأَلَةِ مَذْهَبَانِ آخَرَانِ ضَعِيفَانِ.
زاد المعاد (ج 5ص508)
المكتبة الشاملة.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[26 Jun 2010, 10:41 م]ـ
(قوله ... ونسخ ما يتلى بدون الحكم ... والعكس أو كليهما عن علم ...
هذه مسألة نسخ التلاوة دون الحكم والعكس نسخ الحكم دون التلاوة أو الكل فهي ثلاث صور كلها في الكتاب العزيز وفي كل سورة خلاف والحق مع الجمهور كما في النظم لوقوعه في الثلاثة الأقسام
أما الأول فكحديث عمر الذي رواه الشافعي وغيره لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة فإنا قد قرأناها وروي عن غيره من الصحابة فهذا منسوخ التلاوة دون الحكم
وأما الثاني فآية الصدقة عند النجوى وآية اعتداد الحول فإنه قد نسخ الحكم مع بقاء التلاوة
وأما الثالث فما رواه مسلم عن عائشة كان فيما أنزل عشر رضعات محرمات ثم نسخ بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي فيما يقرأ من القرآن وهذا صريح بأنها قرآن كما أن قول عمر قرأناها صريح في القرآنية وما قيل من أن شرط القرآن التواتر وهذه المثل بها آحادية فلا يتم أنه من نسخ القرآن إذ القرآن هو المتواتر؟ فقد أجيب عنه بأن شرطية التواتر فيما أثبت [بين] الدفتين وأما المنسوخ فلا نسلم ,ذلك بأن المقصود فيما ذكرناه ثبوت النسخ لما كان قرآنا لا ثبوت قرآنيته بذلك ... )
إجابة السائل شرح بغية الآمل - الصنعاني
ص371
المكتبة الشاملة
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[26 Jun 2010, 11:08 م]ـ
أخي الحبيب الخطيب ليتك تأنيت ولم تسارع إلى طرح الموضوع حتى يتحرر
ـ[الخطيب]ــــــــ[27 Jun 2010, 05:48 ص]ـ
أخي الحبيب الخطيب ليتك تأنيت ولم تسارع إلى طرح الموضوع حتى يتحرر
شكر الله لك أخي الحبيب صالح الفايز، نصيحتك مقبولة وأشكرك عليها، لكن كما ترى أن أصل الموضوع طرحته منذ أكثر من ست سنوات، وليس جديدا، وخلال هذه الفترة الطويلة لم أقع على ما يغير قناعتي بما كتبت، وعلى أية حال هي وجهة للباحث مسبوق إليها، وليست من مبتدعاته، وكان أروع من كتب عن وجهة النظر هذه وأفاض فيها، الشيخ محمد الصادق عرجون في كتابه النفيس "محمد رسول الله - منهج ورسالة بحث وتحقيق"
ويسعدني أيما سعادة مداخلة العلماء وإثراء الموضوع بأفكارهم وآرائهم، فليس لنا من هدف إلا الحق الذي يخدم الكتاب.
أحسن الله إليكم(/)
عبارات السلف في الوقف والابتداء
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Apr 2004, 03:28 م]ـ
عبارات السلف في الوقف
إنَّ من يكتب في علم من العلوم الإسلامية يحرص على رفع علمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجد في كلامه ما يدُّل عليه نزل إلى الصحابة، فإن لم يجد نزل إلى التابعين، ثمَّ أتباعهم.
كما أن حديثهم عن العلم قد يكون نصًّا، وقد يكون إشارة.
والحديث هنا سيكون منصبًّا على المنثور من أقوال السلف في علم الوقف والابتداء، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي:
1 ـ قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) (النساء: 83).
عن ابن عباس، قال: ((قوله: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان): فانقطع الكلام «تفسير الطبري، ط: الحلبي (5: 183).
2 ـ قال تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران: 83).
قال السيوطي: ((وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس (أسلم من في السموات) قال: هذه مفصولة. (ومن في الأرض طوعا وكرها))). الدر المنثور (2: 254).
3 ـ قوله تعالى: (َالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ). (الحديد: 19).
عن ابن عباس في قوله: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) قال: هذه مفصولة (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
وعن أبي الضحى: (أولئك هم الصديقون)، ثم استأنف الكلام فقال: (والشهداء عند ربهم).
وعن الضحاك قال: (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون) هذه مفصولة، سماهم الله صديقين بأنهم آمنوا بالله وصدقوا رسوله، ثم قال: (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ). الآثار في تفسير الطبري، ط: الحلبي (27: 230 ـ 231).
4 ـ قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 0 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَام) (الرحمن: 26 ـ 27).
قال السيوطي: ((وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: (كل من عليها فان) فلا تسكت حتى تقرأ: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). قلت: أخرجه ابن أبي حاتم)) الإتقان (1: 222).
5 ـ قوله تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ) (الرعد: 17).
قال ابن جريج: أخبرني عبد الله بن كثير أنه سمع مجاهدا يقول: (((أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها) قال: ما أطاقت ملأها فاحتمل السيل زبدا رابيا، قال: انقضى الكلام، ثم استقبل، فقال: (ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله) قال: المتاع: الحديد والنحاس والرصاص وأشباهه (زبد مثله) قال: خبث ذلك مثل زبد السيل. قال: وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض فأما الزبد فيذهب جفاء، قال: فذلك مثل الحق والباطل)) تفسير الطبري، ط: الحلبي (13: 135).
6 ـ قوله تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (الذاريات: 17).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الطبري: ((حدثت عن الحسين قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون): قال الله: (إن المتقين في جنات وعيون) إلى (محسنين)؛ كانوا قليلا، يقول: المحسنون كانوا قليلا، هذه مفصولة، ثم استأنف فقال: (من الليل ما يهجعون). تفسير الطبري، ط: الحلبي (26: 199).
7 ـ قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ) (محمد: 20 ـ 21).
قال الطبري: ((حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: (فأولى لهم) قال: هذه وعيد، (فأولى لهم)، ثم انقطع الكلام، فقال: (طاعة وقول معروف))). تفسير الطبري، ط: الحلبي (26: 55).
8 ـ قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الأعراف: 189 ـ 190).
عن السدي قال: ((هذا من الموصول والمفصول؛ قوله: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) في شأن آدم وحواء، ثم قال الله تبارك وتعالى: (فتعالى الله عما يشركون)، قال: عما يشرك المشركون، ولم يعنهما)) تفسير الطبري، ط: الحلبي (9: 149).
قال السيوطي: ((وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: (فتعالى الله عما يشركون) هذه فصل بين آية آدم خاصة في آلهة العرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: هذه مفصولة، أطاعاه في الولد. (فتعالى الله عما يشركون) هذه لقوم محمد)).الدر المنثور (3: 626).
9 ـ قوله تعالى: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِين) (النحل: 30).
قال الداني: ((حدثنا محمد بن عبد الله المري، قال حدثنا أبي، قال حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا أبو داود، حدثنا يحيى بن سلام في قوله: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً)؛ أي: أنزل خيرًا، قال: ثمَّ انقطع الكلام، ثم قال الله تعالى:: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا): آمنوا) فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَة): الجنة)).المكتفى (ص: 350 ـ 351).
ملاحظات على عبارات السلف الواردة في الوقوف:
1 ـ أن الوقف عند مفسري السلف تابع للمعنى (أي: التفسير)، كما يظهر من الروايات الواردة عنهم.
والمراد أنهم نبهوا على الوقف لارتباطه بالتفسير، فهم فهموا المعنى، ثمَّ حكوا الوقوف بناءً على ما فهموا، فالتفسير أوَّلاً، والوقف ثانيًا.
ولم يظهر في آثارهم ارتباط هذه العبارات بالقراءة، سوى ما ورد عن الشعبي، لكن يمكن الاستفادة من هذه المرويات في تأصيل هذا العلم، والتنبيه على وروده عن السلف، واعتنائهم به على أنه أثر من آثار التفسير، والله أعلم.
2 ـ أن مفسري السلف لم يتتبعوا الوقوف في القرآن كما تتبعه من جاء بعدهم.
3 ـ أنَّ مصطلحات الوقف المتعددة لم تظهر عند مفسري السلف.
4 ـ أنه يمكن أن يُذكر من عبارات السلف ما يكون عنوانًا لهذا العلم، ومن العناوين المستنبطة من عباراتهم:
القطع والاستئناف. المقطوع والموصول. المقطوع والمفصول. الموصول والمفصول.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Apr 2004, 09:36 م]ـ
فضيلة الدكتور مساعد:
قال صلى الله عليه وآله وسلم لابن مسعود عند الوقف الكافي
حسبك
فكيف يستفاد منها في بحثك؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Apr 2004, 05:46 ص]ـ
د. أنمار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فحياك الله في هذا الملتقى، وأشكر لك مشاركاتك ومتابعاتك.
وما طرحته لك هو من رسالة لي بعنوان (وقوف القرآن وآثرها في التفسير)، وهي تحت الطبع، يسر الله تمامها.
وهذا الحديث قد ذكرته حجة لمن يرى أن الوقف على رؤوس الآي أولى من وصلها إذا تعلق بها ما بعدها من جهة المعنى، ذلك أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لو كان يتتبع المعنى، لما طلب من ابن مسعود أن يقف على هذه الآية، وليس بينه وبين تمام حكاية هذه القضية سوى آيه، فقوله تعالى: ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا) رأس آية، وقوله تعالى: (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثًا) رأس آية، وهو تمام المعنى، إذ البدء بهذه الآية يُشعر بارتباطها بما قبلها، بدلالة لفظ (يومئذ).
ثم جاء بعدها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ... ).والنداء مشعر بالانتقال إلى أمر مستأنف جديد لا علاقة له بما قبله من جهة اللفظ ولا المعنى.
والأمر النبوي هنا أقوى من الوقف، لأنه قطع القراءة.
والأمر في هذه المسألة فيه خلاف معروف، ولكل من قال برأيه وجهة نظر، ولا تثريب في ذلك، والله الموفق.(/)
المختارات الثانيه في الولاء والبراء
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 Apr 2004, 11:02 م]ـ
قال الشيخ عبدالله بن عبداللطيف ال الشيخ رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وجوب الولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين
والمقصود بهذا: ما قد شاع وذاع،من إعراض المنتسبين إلى الإسلام وأمة الإجابة عن دينهم وما خلقوا له ـوقامت عليه الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية ـمن لزوم الإسلام ومعرفته،والبراءة من ضده، والقيام بحقوقه،حتى آل الأمر بأكثر الخلق، إلى عدم النفرة من أهل ملل الكفر،وعدم جهادهم وأنتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم ,
و اطمأنوا إليهم و طلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم وتركوا أوامر القرآن ونواهيه , و هم يدرسونه آناء الليل
و النهار.
و هذا لا شك أنه من أعظم أنواع الردة و الإنحياز إلى الملة غير ملة اإسلام , والد خول في ملة النصرانية عياذاً بالله من ذلك كأنكم في أزمان الفترات أو أناس نشؤوا في محلة لم يبلغهم شيء من نور الرسالة , أنسيتم قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} وقوله تعالى {ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله و النبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء و لكن كثيراً منهم فاسقون} وقال تعالى {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتيعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}
و الدخول في طاعتهم , اتباع لملتهم و انحياز عن ملة الإسلام وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوواً و لعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و الكفار أولياء و اتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً ذلك بأنهم قوم لايعقلون}
وقال تعالى {بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون الكافرين اولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم
العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تعتقدوا معهم
حتى يخوصوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين في جهنم جميعاً}
وقال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من
أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون))
والآ يات القرانية في تحريم موالاة الكفار والدخول في طاعتهم أكثر من أن
تحصر ومن تدبر القران واعتقد انه كلام الله منزل غير مخلوق وأقتبس الهدى والنور منه وتمسك به في امر دينه
عرف ذلك إجمالا وتفصيلا
المرجع كتاب ((الدرر السنية))
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Apr 2004, 11:32 م]ـ
شكر الله لك وارجو وضع إحالة متكاملة بذكر الجزء والصفحة.
ـ[المنهوم]ــــــــ[04 Apr 2004, 05:10 م]ـ
شكر الله لك على هذا التنبيه
وهذه الإحالة الدرر السنية مجلد 8 // 24(/)
هل أحد انتقد على الشيخ الجزائري في تفسيره ((أيسر التفاسير))؟.
ـ[الظافر]ــــــــ[04 Apr 2004, 01:48 ص]ـ
هل أحد انتقد على الشيخ الجزائري في تفسيره ((أيسر التفاسير))؟.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 Apr 2004, 08:19 ص]ـ
هذه أول مشاركة لي أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا المنتدى إلى كل خير وسداد.
بخصوص ما أوردته أخي الفاضل الظافر أذكر أن شيخنا العلامة محمد بن سليمان الجراح عالم بلدنا في الكويت
قد أرسل رسالة إلى الشيخ أبو بكر الجزائري بخصوص الأخطاء التي وقعت في أيسر التفاسير وقد أشار إلى ذلك أخونا الشيخ العالم وليد المنيّس في كتابه الذي ألفه عن حياة الشيخ ابن جراح رحمه الله تعالى ولعل الشيخ وليد عنده علم بهذا وقد ردّ الشيخ الجزائري يشكر فيها الشيخ ابن جراح على فعله وهكذا فليكن العلم رحماً بين أهله والله الموفق.(/)
في ظل آية [2]
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[04 Apr 2004, 05:41 ص]ـ
انظر الحلقة الأولى هنا:في ظل آية [1] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1622)
يقول الله تعالى: " .. إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ"
إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل: سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً. وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم: أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة تؤل إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.
أيها الأخ الكريم إن المتأمل اليوم في حال أمة الإسلام وماأصابها من الضعف والهوان وماسلط عليها من الذل والصغار على أيدي أعدائها بعد أن كانت بالأمس أمة مهيبة الجناح مصونة الذمار ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك كله رؤيا العين للشمس في رابعة النهار. يرى أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل، وما الأمة إلا مجموعة أفراد من ضمنهم أنا وأنت. تجول أخي الحبيب في ديار الإسلام (إلا من رحم الله) واخبرني ماذا بقي من المحرمات لم يرتكب وماذا بقي من الفواحش لم يذاع ويعلن، الربا صروحه في كل مكان قد شيدت وحصنت حرباً على الله ورسوله، والزنا بيوته قد أعلنت وتزينت في كل شارع وناصية، والسفور قد حل محل الستر والخنا قد حل محل الطهر والعفاف. والخمر (أم الخبائث) صارت لها مصانع ومتاجر. المعروف أصبح منكراً والمنكر غدا معروفاً. أرتفع الغناء (صوت الشيطان) ووضع القرآن (كلام الرحمن). حكمٌ بغير ماأنزل الله وقوانين ماأنزل الله بها من سلطان. وقبل ذلك كله تخلينا عن الجهاد وركنا إلى الدنيا وتبايعنا بالعينة وتتبعنا أذناب البقر، أفبعد هذا نرجوا نصر الله وعزته وتمكينه؟ أبعد هذا نتساءل لماذا حل بنا هذا الهوان؟ أفبعد هذا نستغرب ماأصابنا من الذل على أيدي أعدائنا من شرار الخلق من اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وغيرهم؟ نعم والله إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .. إننا لن نخرج ممانحن فيه من الذل والصغار ولن ننال العزة والكرامة إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
أخي الكريم: إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها ‘ إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي، إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا عليه الصلاة والسلام: وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا. عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلنا إلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آية اخرى من كتاب الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول(/)
الاستدراكات والإضافات على كتب التفسير وعلوم القرآن
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Apr 2004, 06:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فأُرَحبُ بإخواني الكرام في هذا الموضوع الذي أرجوا أن يضيف جديداً مُفيداً لأهل العلم وقاصديه في هذا الملتقى الطيب المبارك.
* وفكرة هذا الموضوع تتضح من عنوانه, فهو:
إضافةٌ لِمَا فات ذكره في كتاب من كتب التفسير وعلوم القرآن مِمَّا هو على شرط المُؤَلف, وهي: "الاستدراكات".
أو:
إضافةُ ما هو من موضوع الكتاب ومادته, ولكنه ليس من شرط مؤلفه فيه, وهي: "الإضافات".
* والغرض من هذا الموضوع:
التعود على القراءة الواعية, وتكميل كتب الفن بجمع مسائلها ومادتها المنثورة في غير مواضعها , والتعرف أكثر على كتب التفسير وعلوم القرآن وشرط مُؤَلّفيها فيها, وإعانة أصحاب هذه الكتب- من بقي منهم- على الانتفاع بهذه الزيادات وإضافتها في طبعات لاحقة لهذه الكتب, إلى غيره من الفوائد والعوائد العامة والخاصة.
وسيتضح المراد أكثر بهذه المشاركة الأولى, ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لِما فيه خدمة دينه, ونُصرَة كتابه, والله الموفق.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Apr 2004, 06:22 م]ـ
* كتاب: "الإجماع في التفسير", لـ: محمد بن عبد العزيز الخضيري - حفظه الله -
وأُهديه استدراكاً وإضافةً:
- أمّا الاستدراك فهو ما ذكره ابن عطية (ت:546) رحمه الله, عند قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187] , قال:
(والمراد فيما قال جميع العلماء: بياض النهار, وسواد الليل, وهو نَصُّ قول النبي صلى الله عليه وسلم لعديّ بن حاتم في حديثه المشهور). المحرر الوجيز 1/ 258.
فإن من شرط االمؤلف - حفظه الله - جمع مادة كتابه من ستة كتب في التفسير, منها "المحرر الوجيز" لابن عطية رحمه الله, ولم يذكر هذا الإجماع في موضعه من كتابه.
- وأما الإضافة فهي ما ذكره ابن القيم (ت:751) رحمه الله عند قوله تعالى: {وما هو على الغيب بضنين} [التكوير: 24] , قال:
(وأجمع المفسرون على أن الغيب ههنا القرآن والوحي). التبيان في أقسام القرآن (ص:127) ط/ مؤسسة الرسالة.
فليُضَف كُلٌّ في موضعه, والله الموفق.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Apr 2004, 08:14 م]ـ
* كتاب: "الإجماع في التفسير", لـ: محمد بن عبد العزيز الخضيري - حفظه الله -
- الاستدراك الثاني:
قال الواحدي عند تفسيره لقوله تعالى {قُتِلَ الخَرَّاصون} [الذاريات 10]:
(قالوا جميعاً: لُعِنَ الكذَّابون). الوسيط 4/ 174.
ونقل عنه الشوكاني هذا الإجماع في فتح القدير 5/ 111.
* فليُضَف في محله.
-----------------------------------
- هل لاحظت؟!:
لا أظن أن كتب ومكتبات طلبة العلم الفضلاء الذين يزخر ويفخر بهم هذا الملتقى الجامع تخلوا من مثل هذه الاستدراكات والتعليقات ..
فهل سنرى شيئاً منها ..
..
..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Jun 2004, 07:07 م]ـ
* ولنفس الكتاب: " الإجماع في التفسير "
- قال ابن الجوزي (ت:597) في قوله تعالى: {واليوم الموعود} (البروج 2):
(هو يوم القيامة بإجماعهم). زاد المسير (ص:1531).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Jul 2004, 05:07 م]ـ
وكذلك:
* قال أبو المظفر السمعاني (ت:489) في قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} (النصر 1):
(أجمعوا على أن الفتح هو: فتح مكة). تفسير القرآن 6/ 296.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Aug 2004, 10:59 ص]ـ
ومما يستدرك على كتاب الإجماع في التفسير للدكتور محمد الخضيري ما نقله كل ما ابن جرير وابن عطية من إجماع أهل التأويل على أن قول الله تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} المراد به: يوم القيامة.
وتركه لدراسة هذا الإجماع المنقول في أهم التفاسير التي اعتمد عليها غريب. ولكن: جلّ من لا يسهو.(/)
بشأن كتاب الشيخ محمد كريّم راجح!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Apr 2004, 11:31 م]ـ
سؤالي عن الكتاب الذي وضعه الشيخ محمد كريم راجح على حاشية المصحف الشريف، بإثبات القراءات العشر،وعن مدى دقته،
وإمكانية الاعتماد عليه في ذلك.
وهل من ملاحظات واضحة عليه؟!
ـ[د. أنمار]ــــــــ[05 Apr 2004, 02:51 ص]ـ
للأسف فيه أخطاء كثيرة جدا، ولا أدري كم من هذه الأخطاء تم تصحيحها في الطبعة الأخيرة
و أقصد المصحف الذي من طريق الشاطبية والدرة وعليه اسم السقاف
لكن للمعلومية، هناك مصحف آخر فيه القراءات العشر من طريق الطيبة على ما أظن قام به الشيخ خاروف، وأشرف عليه الشيخ كريم راجح، فلا أدري مدى دقته. وهل هو أدق من سابقه
http://www.furat.com/BooksCovers/10646.gif
وتجده تحت عنوان:
القرآن الكريم وبهامشه التسهيل لقراءات التنزيل، وقد جمع فيه قراءات القراء المشهورين باختصار
وهذا غير الذي على هامشه القراءات الأربعة عشر
http://www.furat.com/BooksCovers/5443.gif
وهذا اسمه الميسر في القراءات الأربعة عشر
وفي اعتقادي أن عمل كهذا ينبغي أن تقوم به لجنة لا تقل عددا ولا خبرة عن اللجان التي تقوم على المصحف العثماني، إن لم أقل بل تحتاج لتدقيق أكبر، وخبرة أوسع.(/)
بحث علمي
ـ[ MOHAMADFAGR] ــــــــ[05 Apr 2004, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا طالب دراسات عليا قسم اللغة العربية في الجمهورية العربية السورية
وكان هدفي ولا يزال خدمة كتاب ربنا سبحانه وتعالى
واليوم أبحث عن عنوان أو فكرة عنوان لبحث علمي أكاديمي لنيل رسالة الماجستير وكنت عازما على دراسة الوظيفة الدلالية للصفة والحال في القرآن الكريم ولكن بعد أن علمت أن أحد طلاب الأزهر قد قام بدراستهما خفت الهمة وضعفت العزيمة وزاد من هذا الضعف أن بعض أساتذتنا أخبروني أن الدراسات القرآنية التي ترتبط باللغة العربية ملأت المكتبات الإسلامية.
أرجو من فضيلتكم توجيهي لبحث ترونه محققا للشروط العلمية ومرتبطا بعلمي المعاني والجمال
وجزاكم الله كل خير
تقبلوا حبي واحترامي
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Apr 2004, 06:27 م]ـ
حياك الله بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير , واقترح لك موضوع: التضمين في القرآن الكريم دراسة نظرية تطبيقية , إذ هذا الموضوع باب واسع من أبواب التدبر للقرآن مع ارتباطه بتخصصك.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Apr 2004, 12:39 ص]ـ
حسب علمي أن موضوع التضمين قد بحث في رسالة ماجستير في جامعة الأردن.
وهناك موضوع بلاغي جيد حسب علمي لم يبحث وهو: الإظهار والإضمار في القرآن الكريم دراسة نظرية، تطبيقية ..
وقد كنت جمعت فيه بعض المادة، فإن أراد أخي المساعدة فأنا مستعد.
ـ[ MOHAMADFAGR] ــــــــ[10 Apr 2004, 05:19 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
وبعد فإني أحمد الله تعالى أن هيأ لنا وسيلة يمكننا من خلالها التعرف على بعض الإخوة من خلالها.
فمن خلال هذه الشبكة أحببت في الله أخوي: الأخ أحمد البريد، والاخ أحمد القصير الذين والله أشعراني بقيمة ديننا العظيم وبمعنى العطاء والبذل في سبيل الله.
اقول للأخ أحمد القصير نعم أود التعرف على هذا البحث الذي كما يظهر من عنوانه بحث جميل يمكن أن نتعامل معه نحويا وبلاغيا وجماليا فأتمنى من أخي الكريم أن يرسل إلي ما يستطيعه من خطوط تساعد في توضيح صورة البحث لدي مع طلب المعذرة منه وأرجو أن لا يقع علي قول الشاعر:
سألنا فأعطيتم وعدنا فعدتم ومن أكثر التسآل يوما سيحرم(/)
ضيف جديد من أمتكم (الموحدة القلب بإذن الله تعالى)
ـ[ tamer] ــــــــ[05 Apr 2004, 08:48 م]ـ
قرأت محاضرت الشيخ محمد صالح آل الشيخ مناهج المفسرين و ذهب إلى مدستين مدرسة الرأي و مدرسة الأثر و أنه لا بأس بمدرسة الرأي إذا كان المفسر مجتهداً و أن من شروط الإجتهاد أن يكون حافظاً للقرآن عالم باللغة و بأقوال الصحابة و التابعين إلى آخر الشروط .........
فهل هذه الشروط التي يجب توافرها في الإمام المجتهد لكي يرجح بين الأقوال أم لكي يستنبط معنىً جديد؟
و قلت لقد ذكر الشيخ صالح في المحاضرة أنه لا يجوز إحداث قفول ثالث إذا اختلف الصحابة إلى قولين و قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في البيان المأمول في علم الأصول لأن ذلك معناه أن الأمة قد ضلت عن معرفة الحق في هذه الآية في عصر من العصور و ألمة معصومة من ذلك
فهل هذه الشروط التي ذكرها الشيخ في الإمام المفسر المجتهد لكي يرجح بين أقوال الصحابة أو بين أقوال التابعين إذا لم يكن هناك أقوال للصحابة؟؟؟
وز هل معنى ذلك أنه عندما أقرأ في تفسير بن كثير مثلاً قولين مثلاً للآية لا يجوز لي أن أعمل بأقربهما للدليل حتى أكون مجتهداً
و اختلاف التضاد بين الصحابة في التفسير قليل و لكن ماذا لو كان؟
أفيدونا أثابكم الله
أخوكم من اللإسكندرية - مصر
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Apr 2004, 05:34 م]ـ
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله ويركاته، أما بعد:
فيمكن تقسيم سؤالك على أقسام:
الأول: ما يتعلق بمصطلح مدرسة الأثر ومدرسة الرأي، وقد سبق طرح ما يتعلق بالمدارس، وقد أوضحت أن هذا المصطلح لا يصلح إطلاقه على المفسرين، ولا يصلح أن يكون هناك مدرسة كذا، ومدرسة كذا.
ومن قال بوجود مدرسة الرأي ومدرسة الأثر بتقابل هاتين المدرستين في مناهجهما، فقد خالف المعلوم من حال المفسرين، إذ الأصل في التفسير ـ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ـ الرأي والاجتهاد، وذلك هو الذي بعث اختلاف مفسري السلف، وصار في بعض الآيات أكثر من قولٍ، ولو كان عندهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان لقالوا به، ولما تركوه.
ثم لما جاء التابعون أضافوا على أقوال الصحابة معانٍ جديدة، وكذا الحال في أتباع التابعين.
ومن لم يرتض الرأي مطلقًا لزمه الوقوف عند أقوال هذه الطبقات الثلاثة، مع إمكانية وجود اعتراض معترض على قبول طبقة التابعين أو أتباعهم.
الثاني: هذه الشروط المذكورة إنما هي لمن أراد أن يستنبط ويجتهد في هذا الباب، أما من يرجح بين الأقوال فلا تلزمه كل هذه الشروط.
الثاني: جواز إحداث قول ثالث:
وهذه المسألة أصولية، وقد نُقلت إلى أصول التفسير، وهي تحتاج إلى تحرير، ومختصر القول في ذلك:
1 ـ أن القول الجديد إذا كان يطرح أقوال السلف أو يبطلها، فلا شكَّ أن هذا قول باطلٌ، أو طريقة خاطئة إذا لم يكن فيه إبطال لقول السلف.
وهذا ينطبق عليه الاحتجاج العقلي المذكور في أنه يلزم من ذلك أن الأمة قد ضلت عن معرفة الحق في هذه الآية في عصر من العصور والأمة معصومة من ذلك.
2 ـ أن يكون في القول الجديد إضافة معنى، ولا يكون في هذه الإضافة ترك لقول السلف، ولا لإبطال له، فهذا يقبل بضوابط، وهي: (أن لا يكون القول مبطلاً لقول السلف، وأن يكون معنى صحيحًا في ذاته، وأن تحتمله الآية، وأن لا يقصر معنى الآية عليه)، فإذا انطبقت هذه الضوابط في قول متأخر عن أقوال السلف فإنه يكون من الأقوال المحتملة في معنى الآية.
وهذه الضوابط في بيان المعاني، وليست في استنباط الفوائد والأحكام والعِبَرِ.
وإنما يقبل ما توافرت فيه هذه الضوابط لأنه ليس في إسقاطٌ لما قال السلف، وليس فيه دعوى جهل السلف بمعنى الآية حتى جاء هذا الفهم، وإنما القرآن حمَّال وجوه، ولا يلزم أن تكون جميع وجوهه ما ظهر لجيل، ويصير من بعدهم نقلة.
وإلاَّ ما فائدة هذه المصنفات المتكاثرة في التفسير ما دام الحال كذلك؟!
الثالث: من استطاع أن يحرِّر في خلاف من الاختلافات المعنى الأولى بالصواب فله ذلك، ولا يلزمه أن يكون علمًا بكل الشروط التي ذكروها في شروط المفسر، إذ الترجيح لا يحتاج هذه الشروط في كل ترجيح، ومن ثَمَّ، فإنه يجوز لمن ملك آلة الترجيح بين الأقوال أن يرجح، ولو لم يكن من العالمين ببعض هذه العلوم المذكورة في شروط المفسر.
والموضوع يحتاج إلى تفصيل أكثر، لكن هذا ما سمح به الله الآن، وأسأله المعونة إنه هو المستعان.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Apr 2004, 07:25 م]ـ
بسم الله
طلب من الشيخ مساعد
أرجو النظر في هذا الموضوع: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1596
والتعليق بما ترونه مناسباً حول قضية لها تعلق بما ذكرتموه أعلاه حول مسألة: موقف ما يسمى بالتفسير العلمي من أقوال السلف.
ولعلك مشكوراً تبدي رأيك حول ما كتبه المحقق عطية صقر تحت هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=14694
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Apr 2004, 09:33 م]ـ
أبا مجاهد
السلام عليكم
أمهلني يا أخي وسأفعل ما تريد إن شاء الله.
ـ[ tamer] ــــــــ[10 Apr 2004, 12:18 ص]ـ
شيخنا الفاضل ..
جزاكم الله خيراً على إجابتكم.
و أسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم (يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
الإمام ابن النقيب متى توفي؟ وإلى أي مذهب فقهي ينتمي؟
ـ[أم صهيب]ــــــــ[06 Apr 2004, 12:53 ص]ـ
المشايخ والأخوة الأفاضل أود أن أسأل عن الإمام ابن النقيب رحمه الله صاحب كتاب الفوائد المشوق متى توفي وإلى مذهب فقهي ينتمي؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Apr 2004, 01:41 ص]ـ
هو أبو عبد الله جمال الدين محمد بن سليمان البلخي المقدسي الحنفي
توفيسنة 698هـ
ـ[أم صهيب]ــــــــ[08 Apr 2004, 10:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك(/)
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن- سر الابتداء بالنكرة
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[06 Apr 2004, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أسرار الإعجاز البياني في القرآن
سر الابتداء بالنكرة وسر العدول بها من الفتح إلى الضم
قال الله تعالى في حق أهل الجنة: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب* سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} [الرعد:23 - 24] 00 وقال سبحانه في صفة عباده: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} [الفرقان:63] 0
ما سر ابتداء الملائكة- عليهم السلام- تحيتهم لأهل الجنة بقولهم: (سلامٌ)، بالتنكير؟
وما الفرق بين تسليمهم، بالضم، وتسليم عباد الرحمن، بالفتح، في المعنى؟
وفي الإجابة عن ذلك نقول بعون الله وتعليمه:
حدُّ المبتدأ- في اللغة- أن يكون معرفة0 أو: نكرة مفيدة؛ وإلاَّ، فلا فائدة في الإخبار عنه. وتفيد النكرة في مواضع كثيرة؛ كأن تكون منعوتة، أو مستفهمًا عنها، أو منفية. فإن لم تكن كذلك فلا يجوز الإخبار عنها إلا أن يكون الخبر شبه جملة مقدَّم عليها؛ نحو قولنا: في العلم نورٌ، وفوق كل ذي علم عليمٌ.
وفي العربية أبواب رفعت فيها النكرة بالابتداء سوى ما ذكرنا؛ وذلك لمعان مازجت الكلام، وأخرجته عن أن يكون خبرًا محضًا0 ومن ذلك ما دخله معنى الدعاء، من المصادر، والأحداث؛ نحو قولك: سلامٌ عليكم0 فـ (سلام) مرتفع على الابتداء، وارتفاعه من وجهين:
- أحدهما أنك لما كنت داعيًا، وكان الاسم المبتدأ النكرة هو المطلوب بالدعاء، صار كالمفعول، ووقع موقعه؛ فكأنك قلت: أسال الله تعالى سلامًا عليك، ولكنك لم تنصبه؛ كما نصبت (سقيًا)، في قولك:
- سقيًا لكم؛ لأنك تريد أن تشوب الدعاء بخبر عن نفسك؛ وكأنك تريد أن تقول: سلامٌ مني عليكم. فصار السلام في حكم المنعوت بقولك: (مني)، فقويَ الرفع فيه على الابتداء. وهذا هو الوجه الثاني من الوجهين اللذين حسَّنا الابتداء بالنكرة، والتقديم لها.
ألا ترى أن كل من يقول: سلامٌ عليكم؛ إنما يريد أن يشعر المخاطب أنه مسلِّم، ومحيٍّ؟
فالسلام صادرٌ منه؛ لأنه في معنى التحيَّة.
وليس كذلك: سقيّا لكم؛ لأن المتكلم ليس بساقٍ، وإنما هو طالبٌ السقيَ من الله تعالى للمخاطب؛ فهو مفعول0 ولو كان السلام مقتصرًا على معنى الدعاء فقط، لما جاز فيه غير النصب، ولكان قولنا: سلامًا عليكم؛ كقولنا: سقيًا لكم، في دلالة كل منهما على معنى الدعاء.
فإذا تأملت ما ذكرناه، تبين لك أن المراد من قوله تعالى: {سلامٌ عليكم بما صبرتم} هو الدعاء لهم بالسلامة، والعافية، مع السلام عليهم الذي هو عبارة عن التحيَّة .. وأن المراد من قوله تعالى: {قالوا سلامًا} هو الدعاء لهم بالسلامة، فقط.
تأمل بعد ذلك كيف جاء سلام الملائكة منصوبًا، وجاء في مقابله سلام إبراهيم- عليه السلام- عليهم مرفوعًا، في قول الله تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام} [الذاريات:24 - 25].
قال الزمخشري في كشافه: ” سلامًا- مصدر سادٌّ مَسدَّ الفعل، مستغنى به عنه، وأصله: نسلم عليك سلامًا0 وأما سلامٌ فمعدول به إلى الرفع على الابتداء، وخبره محذوف، معناه: عليكم سلامٌ، للدلالة على ثبات السلام؛ كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حبوه به، أخذًا بأدب الله تعالى .. وهذا- أيضًا- من إكرامه لهم“.
وقال الشيخ السهيليُّ:” نصب الأول؛ لأنه لم يقصد الحكاية، ولكنه جعله قولاً حسنًا، وسمَّاه سلامًا؛ لأنه يؤدي معنى السلام، في رفع الوحشة، ووقوع الأنس. وحكي لنا عن إبراهيم- عليه السلام- قوله، فرفع بالابتداء، وحصل من الفرق بين الكلامين- في حكاية هذا ورفعه، ونصب ذلك- إشارة لطيفة، وفائدة شريفة؛ وهو أن السلام من دين الإسلام، والإسلام ملة إبراهيم- عليه السلام- وقد أمرنا بالاتباع، والاقتداء به؛ فحُكيَ لنا قوله، ولم يحك لنا قول أضيافه؛ إذ لا فائدة في تعريف كيفيَّته، وإنما الفائدة في تبيين قول إبراهيم، وكيفيَّة تحيَّته، ليقع الاقتداء به“.
فإذا عرفت ذلك أدركت سر البيان في تسليم الله تعالى على أنبيائه- عليهم السلام- برفع السلام، وتنكيره. ومن ذلك قوله تعالى في التسليم على نوح- عليه السلام-: {سلامٌ على نوح في العالمين} [الصافات:79]. فهذا سلام من الله تعالى على نبيه نوح- عليه السلام- تضمن معنيين: أحدهما: التحيَّة0 والثاني: الدعاء له بالسلامة، وثبوتهما في العالمين جميعًا0 بمعنى: أن لا يخلو أحد منهم منها؛ كأنه قيل: ثبَّت الله تعالى التسليم على نوح- عليه السلام- وأدامه في الملائكة، والثقلين، يسلمون عليه من آخرهم.
تأمل بعد ذلك كله قول الله تعالى في جزاء المؤمنين الصابرين: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلامًا} [الفرقان:75]، لعلك تعرف الفرق بين السلام الذي يراد به التحية، والسلام الذي يراد به مجرد الدعاء بالسلامة.
والسلام عليك أخي القارىء، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ورحمة الله، وبركاته، سلامًا يتجدَّدُ في العالمين تجدُّدَ الليل، والنهار، والحمد لله رب العالمين!
ـــــــــــــــ
انتظر أخي القارىء مقالنا التالي عن سر البيان في تعريف لفظ السلام، وتنكيره0
محمد إسماعيل عتوك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2004, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التفصيل والبيان، فهذه مسألة مهمة يكثر السؤال عنها، ولا يحسن توجيهها إلا القليل. ونحن في انتظار مقالتكم القادمة وفقكم الله وزادكم علماً وبصيرة.(/)
أريد الدراسات التي ألفت بخصوص تفسير ابن عباس رضي الله عنهما
ـ[جليبيب]ــــــــ[06 Apr 2004, 12:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و بعد:
باختصار أنا بصدد إخراج كتاب أبين فيه التفسير المنسوب إلى
ابن عباس رضي الله عنهما أقصد كفر دون كفر
فمن كان لديه معلومات حول الموضوع فلا يبخل علي
و الرسالة تتكلم عن الأثر رواية و دراية
و جزاكم الله خيرا
و في انتظار تفاعلكم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 Apr 2004, 01:58 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي الحبيب،
لقد توجهت لملتقى أهل الحديث و باستخدام خاصية البحث توصلت إلى هذه النتيجة:
الكاتب: الرميح
ما رأيكم في أثر ابن عباس كفر دون كفر
هل هو صحيح كما قال به البعض أم ضعيف كما قال به البعض أيضاً
ومالقول الراجح في هذا الخلاف
بارك الله فيكم
__________________
الكاتب: الرايه
من افضل من قرأت له بكلام مختصر ومفيد
الشيخ / سليمان العلوان
ما قيل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ((كفر دون كفر)) لا يثبت عنه.
فقد رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 521) والحاكم في مستدركه (2/ 313)
من طريق هشام بن حُجَير عن طاووس عن ابن عباس به.
وهشام ضعفه الإمام أحمد ويحي بن معين والعقيلي وجماعة
انظر الضعفاء للعقيلي [4/ 337 – 338] والكامل [7/ 2569] لابن عدي وتهذيب الكمال [30/ 179 – 180] وهدي الساري [447 – 448].
وقال علي بن المديني قرأت على يحي بن سعيد حدثنا ابن جريج عن هشام ابن حجير فقال يحي بن سعيد خليق أن أدعه قلت أضربُ على حديثه؟ قال نعم.
وقال ابن عيينة لم نكن نأخذ عن هشام بن حجير ما لا نجده عند غيره.
وهذا تفرد به هشام وزيادة على ذلك فقد خالف غيره من الثقات
فذكره عبد الله بن طاووس عن أبيه قال سئل ابن عباس عن قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44)}
قال هي كفر وفي لفظ ((هي به كفر)) وآخر ((كفى به كُفْره))
رواه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 191) وابن جرير (6/ 256)
ووكيع في أخبار القضاة (1/ 41) وغيرهم بسند صحيح
وهذا هو الثابت عن ابن عباس رضي الله عنه، فقد أطلق اللفظ ولم يقيّد.
وطريق هشام بن حجير منكر من وجهين:-
الوجه الأول: تفرد هشام به.
الوجه الثاني: مخالفته من هو أوثق منه.
انظر: كتاب الا ان نصر الله قريب للشيخ العلوان صفحة 7
والله تعالى اعلم
---------------------------
الكاتب: عبدالعزيز الجزري
في سنده هشام بن حجير وقد قال أحمد عنه: مكي ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه. وهذه تعني عنده أنه ليس بحجة كما قال الذهبي. واختلف قول ابن معين فيه فمرة ضعفه جدا ومرة قال صالح.
وهناك أثر صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها
حيث قال: (هي به كفر)
----------------------------------------------------------------------------------
ما رأيكم في أثر ابن عباس كفر دون كفر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14816&highlight=%DF%DD%D1+AND+%CF%E6%E4+AND+%DF%DD%D1)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 Apr 2004, 02:07 م]ـ
و كذلك ...
أبحث عن تخريج قول ابن عباس: كفر دون كفر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7607)
كفر دون كفر مما يلعب به المضللون في عصرنا هذا - المحدّث أحمد شاكر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13274&highlight=%DF%DD%D1+AND+%CF%E6%E4+AND+%DF%DD%D1)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2004, 08:43 م]ـ
مرحباً بكم أخي جليبيب في ملتقى أهل التفسير
وشكراً للأخ الكريم د. هشام على عنايته وحرصه، وقد أفادنا بالجواب وفقه الله.
وأما سؤالك عن الدراسات حول تفسير ابن عباس رضي الله عنهما فأذكر منها الآن:
- حبر الأمة عبدالله بن عباس ومدرسته في التفسير بمكة المكرمة للدكتور عبدالله محمد سلقيني.وهو كتاب في 224 صفحة.
- تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي ويقع في مجلدين.
- عدد من الرسائل العلمية في كلية أصول الدين بالرياض بعنوان (المروي عن ابن عباس في التفسير) جمعاً ودراسة لعدد من الباحثين، يمكنك معرفة الباحثين بالبحث في دليل الرسائل العلمية في الصفحة الرئيسية لشبكة التفسير والدراسات القرآنية، وليكن البحث بكلمة (بن عباس).
- وهناك مقالات علمية وبحوث منشورة في المجلات عن تفسير ابن عباس.
وأما السؤال عن الحديث الذي ذكرته، فأرجو أن يتكرم الدكتور يحيى الشهري حفظه الله بالإجابة على سؤالك إن قرأ كلامي هذا فهو المرجع في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جليبيب]ــــــــ[10 Apr 2004, 10:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
و أنا في انتظار المزيد
فسبحان الله طالب العلم لا يشبع
و فقني الله و إياكم(/)
دراسة قرآنية لأحكام الحج
ـ[ tamer] ــــــــ[06 Apr 2004, 06:25 م]ـ
سلام الله عليكم أحبائي المسلمين , فهذا جهد مقلٍ يدلي بدلوه ليغترف من تركة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نوراً و هدى في الدنيا و الآخرة.
أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما جهلنا و انه يجعله خالصاً لوجهه الكريم إنه ولي ذلك القادر عليه.
مختصر أحكام الحج
باب الإحرام بالحج و العمرة و وجوبهما على المستطيع مرة في العمر على الفور و قول الله جل ذكره (و أتموا الحج و العمرة لله) قال بن تيمية رحمه الله أي من أحرم بالحج فعليه الإتمام و عليه العمل عند جمهور العلماء وتعقب من قال أنها دليل على وجوب الحج و العمرة بأن هذا خطأ , أما دليل وجوب الحج قوله تعالى (و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) آل عمران قال بن كثير و عليه العمل عند جمهور العلماء و لما رواه الإمام أحمد رحمه الله قال حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الربيع بن مسلم القرشي عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا" فقال رجل أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم" ثم قال "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه". و رواه مسلم عن زهير بن حرب عن يزيد بن هارون , و أجمع المسلمون على كون الحج ركناً من أركان الإسلام لما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. أما العمرة فأجمعوا على مشرعيتها و اختلفوا في كونها واجبة كالحج أم هي مستحبة فقال علي بن أبي طالب و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر و زيد بن ثابت أم المؤمنين عائشة هي واجبة كالحج و تبعهم الشافعي على الصحيح و أحمد و سعيد بن جبير و عطاء و طاوس و مجاهد و الحسن و إسحاق بن راهويه و سفيان الثوري و الأوزاعي و أبو ثور و المزني و الناصر و أبو عبيد و اختاره البخاري و من المتقدمين العلامة بن باز و احتجوا بثلاثة أحاديث الأول ما رواه أبو داود و الترمذي و صححه عن لقيط بن عامر رضي الله أنه أتى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و قال له إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج و لا العمرة و لا الظعن قال حج عن ابيك و اعتمر , و ما رواه أحمد و بن ماجه من حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بإسناد صحيح أنها قالت يا رسول الله هل على النساء جهاد قال عليهن جهاد لا شوكة فيه الحج و العمرة , و لفظة عليهن إنما تعني الوجوب فمن باب أولى الرجال , و أيضاً لفظ الدراقطني من حديث جبريل عليه السلام فيها دليل على وجوب العمرة فقد روى الدراقطني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال بينما نحن جلوس عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم جاء رجل فقال يا محمد أخبرني عن الإسلام قال أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تحج و تعتمر و تغتسل من الجنابة و تتم الوضوء و تصوم رمضان قال فإن فعلت هذا فأنا مسلم قال نعم قال صدقت إلى آخر الحديث ثم قال الدراقطني و هذا إسناد ثابت صحيح و هو ظاهر في وجوب الحج , واحتجوا بقول الضبي بن معبد لعمر بن الخطاب إني أسلمت حديثاً و وجدت الحج و العمرة مكتوبين علي فأهللت بهما فقال له عمر بن الخطاب هديت لسنة نبيك و هذا الأثر رواه أبو داود و النسائي و صححه الألباني , أيضاً ما رواه البيهقي بإسناد صحيح عن زيد بن ثابت أنه قال الحج و العمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت. أما ما يريه الدرقطني و الحاكم عن زيد بن ثابت مرفوعاً الحج و العمرة فريضتان فقال عنه الحافظ في الدراية لا يصح و المحفوظ أنه موقوفاً , و ما يرويه البيهقي أيضاً من حديث جابر مرفوعاً الحج و العمرة فريضتان فيه بن لهيعه فلا يصح , و كذا ما يرويه الحاكم عن بن عباس رضي الله عنهما أنه قال الحج والعمرة فريضتان على الناس كلهم إلا أهل مكة فإن عمرتهم طوافهم فليخرجوا إلى التنعيم ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
ليدخلوها فهذا لا يصح لأن فيه إسماعيل بن مسلم و هو ضعيف أفاده صاحب الدرايه. و خالف من قال بالوجوب الإمام أبو حنيفة و مالك و تبعهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمهم الله جميعا فقالوا الأظهر أنها سنة مؤكدة فإن الله تعالى قال (و لله على الناس حج البيت) و لم يذكر العمرة و كذا الأحاديث الثابته التي تعدد فرائض الإسلام كحديث عبد الله بن عمر مرفوعا بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان , و ليس فيها ذكر العمرة و يجاب بأن هذه الأحاديث عنت بذكر أركان الإسلام مجملا و لا يتسع المقام لتعديد فرائض الإسلام فالحج ركن و العمرة فريضة و الصلاة ركن و الوضوء فرض و هكذا , و استدلوا أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سئل عن العمرة أواجبة فقال لا و هذا يروى من طريقين الأول طريق الحجاج عن بن المنكدر و الثاني طريق يحيى بن أيوب عن بن المغيرة , أما الطريق الأول فهو عند الترمذي و بن ماجه و الداراقطني و البيهقي و أحمد و أبي يعلى و لفظ الترمذي رحمه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة أواجبة هي قال لا وإن تعتمروا هو أفضل , و الحديث ضعيف لا تقوم به حجة فالحجاج ابن أرطاة صدوق كثير الخطأ والتدليس ولم يحتج به الشيخان في صحيحهما وقال ابن حبان تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن معين اه فالحجاج ضعيف كثير التدليس و قد عنعن و قد ضعف الحديث الدراقطني و البيهقي و تبعهم المباركفوري شارح الترمذي و قال بن عبد البر انفرد به الحجاج بن أرطئه و ما انفرد به فلا حجة فيه أما الطريق الثاني فهو طريق يحيى بن ايوب عن محمد بن المغيرة فهو عند الدارقطني عن جابر رضي الله عنه أنه قال قلت يا رسول الله العمرة واجبة فريضتها كفريضة الحج قال لا وأن تعتمر خير لك , قال صاحب تحفة الأحوذي و عبيد الله بن المغيرة تفرد به عن أبي الزبير. قال بن عبد البر و طرق هذه الأحاديث كلها لا تصح و لا تقوم بمثلها حجة و روي عن أبي صالح الحنفي أن رسول الله عليه و آله و سلم قال الحج و اجب و العمرة تطوع إلا أنه منقطع و قال الشافعي رحمه الله تعالى أما العمرة فلم يثبت فيها شئ أنها تطوع و قد روي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بإسناد و هو ضعيف لا تقوم بمثله حجه , افاده الترمذي. و لا يصح الحج و العمرة من كافر و لا أي عبادة لقوله تعالى (لإن أشركت ليحبطن عملك) و لا يصح من مجنون لذهاب عقله و لأنه ليس من أهل العبادات و يصح الحج من مسلم و لو صغيراً او عبداً و لا يجزء عنهما إجماعاً نقله القاضي عياض و روى في ذلك بن أبي شيبة عن أبي الوليد عن الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس انه قال احفظوا عني و لا تقولوا قال بن عباس أينما عبد حج به اهله ثم اعتق فعليه الحج و أيما صبي حج به أهله صبياً ثم ادرك فعليه حجة الرجل و أيما أعرابياً حج أعرابياً ثم هاجر فعليه حجة المهاجرين , قال عمرو بن علي في تحفة المحتاج و هو ظاهر في رفعه بل قطعي اه و الحديث سنده صحيح , قال القاضي عياض و ذهبت طائفة من أهل البدع إلى منع حج الصغير اه قال النووي راداً على هذه الطائفة هو مردود لا يلتفت إليه لفعل النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه و إجماع الأمة و قال بن عبد البر في التمهيد أيضاً أما القول بمنع حج الصغير فهو لا يشتغل به و لا يعرج عليه لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حج بغليمة بني عبد المطلب و حج السلف بصبيانهم و قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الصبي له حج و لك أجر فسقط كل ما خالف هذا من القول و بالله التوفيق اه. فقد روى البخاري و مسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أن امرأة رفت إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم صبياً فقالت أله ذا حج يا رسول الله قال نعم و لك أجر. و يجزئ الحج عن المسلم البالغ الحر و لو كان ليس بمستطيع , و الحج واجب على المسلم البالغ العاقل الحر المستطيع و اختلف السلف في تفسير الإستطاعة فقال عمر بن الخطاب و بن عباس و سعيد بن جبير و مجاهد و الحسن و أبو حنيفة و الشافعي و أحمد الزاد و الراحلة قال الترمذي و العمل به عند أكثر أهل العلم أما ما يرى عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه سئل عن الإستطاعة فقال الزاد و الراحلة فلا يصح قال
(يُتْبَعُ)
(/)
بن المنذر لا يصح ذلك مسنداً يقصد أنه مرسل و هذا الحديث يروى من طريقين الأول طريق سعيد بن أبي العروبة عن قتادة عن أنس فيكون بذلك مرفوعاً و الثاني عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن و يكون بذلك مرسلاً قال البيهقي و الصحيح أنه مرسلاٌ أما المرفوع فما أراه إلا و هماً و أقره الحافظ فقال الصحيح أنه مرسل و المرفوع لا أراه إلا و هما و هو كلام بن المنذر. و لذلك لم يعتبر مالك الزاد و الراحلة و قال إن استطاع السير و التكسب في طريقه فيلزمه الحج. و اختلفوا في المرأة هل المحرم المطاوع لها شرطاً سادساً أم لا فقال الإمام أبو حنيفة و أحمد لا بد من سفرها بمحرم لما رواه الشيخين من حديث بن عباس رضي الله عنهما انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول لا يخلون رجل بمرأة و تسافر امرأة إلا و معها ذي محرم فقام رجل فقال يار سول الله إني اكتتبت في غزوة كذا و كذا و إن امرأتي خرجت حاجة فقال اذهب فحج مع امرأتك , و قال مالك و الشافعي كما أنه إذا منعها من الصلاة أو الصوم تخالفة و تصوم و تصلي و كذلك إن منعها من الج تخرج إن وجدت الررفقة المأمونة و يجاب بأنه هل هناك أئمن من رفقة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و مع ذلك لم يعترها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في سفر المرأة و قال للرجل اذهب فحج مع امرأتك , و أما من قال باشترط المحرم و من قال بعدم اشتراطه فاتفقوا جميعاً على أن الزوج أو المحرم لا يجوز له منها من حج الفرض و اتفقوا أيضاً أن للزوج منعها من حج النافلة نقله النووي. و من وجب عليه الحج لزمه السعي فوراً في موسم الحج و القول بوجوب الحج على الفور هو قول الإمام أبو حنيفة و أحمد و بعض أصحاب الشافعي و البغداديين من أصحاب مالك , أما جمهور أصحاب الشافعي و العراقين و أكثر أهل المغرب من أصحاب مالك و الأوزاعي و أبو يوسف و محمد بن الحسن على أن الحج على التراخي. أما من قال أنه على الفور فاحتجوا بفعله صلى الله عليه و آله و سلم و قالوا إن الحج فرض عام تسة أو عشرة فحج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فوراً و إن كان قد فرض عام تسعة فلم يمنعه إلا كثرة الوفود هذا العام إلا أن توقيت فرض الحج فيه خلاف فقال جماعة فرض عام ثلاثة و فيها نزلت آية آل عمران و استدلوا أيضاً بأن قصة ضمام بن ثعلبة كانت قبل عام خمسة فيما ذكره الواقدي و يجاب بأن ذكر الحج لم يرد في الروايات الصحيحة و رجح بن القيم في الهدي أن هذه اللفظة مدرجة قال الشوكاني في النيل و قال الحافظ و هذا القول شاذ , و قيل عام ستة و استدلوا بأن قوله تعالى (و أتموا الحج و العمرة لله) كانت عام ستة فدل على تقدم فرض الحج , و يجاب بأن الآية لا تدل على تقد فرض الحج و إنما كان الحج و العمرة على سبيل النافلة لمن استطاع و إلا فمن يقول أنه فرض عام ثلاثة أو خمسة أو ستة فكيف يفرض الحج و لا أحد من السلمين يمكنه الحج و لا العمرة إذ أن فتح مكة كان بعد ذلك و االصحيح هو الذي ذكره شيخ الإسلام و تلميذه بن القيم في الهدي و ذكره غير واحد من السلف أن فرض الحج كان عام تسعة أو عشرة لأن صدر من سورة آل عمران نزل عام تسة و فيه قدوم وفد نجران و دعوتهم إلى التوحيد و المباهلة. ثانياً استدلوا أيضاً بما رواه أحمد و الطبراني في الكبير عن سودة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه و آله و سلم إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج قال أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيت عنه قبل منك قالت نعم قال فالله أرحم حج عن أبيك , قال هيثمي رجاله ثقات و في المعاملات إذا كان المدين يستطيع القضاء فيلزمه القضاء على الفور فإن أخر فيحق للدائن أن يطالب بعقوبته. ثالثاُ تقدم في الأصول أن الأصل في أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بأنه على الفور لأنه صلى الله عليه و آله و سلم لما أمرهم عام الحديبة أن يحلوا فتأخروا فغضب لذلك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و فيه خلاف. رابعاً استدلوا بإجماع المسلمين على كون المحصر عن حجة الإسلام عليه القضاء و لم ينعقد الإجماع على أن المحصر عن التطوع عليه القضاء و الصحيح أيضاً أنه ليس عليه قضاء لأنه لا دليل عليه و سيأتي تفصيله فدل على أن سبب وضوح الدليل و ثبوت الحكم كونه لو يحج حجة الإسلام فكل من تلبس بهذا السبب
(يُتْبَعُ)
(/)
فعليه الحج من قابل فهل جزاء من يجهد في الوصول إلى البيت ثم يحصر أن يلزم بالحج من قابل على الفور فدل ذلك على أنه من باب إيراده للأصل و أن الأصل فيمن لم يحج يلزمه الحج من العام القادم. خامساً استدلوا بأثر عمر بن الخطاب الذي يروى بصيغ مختلفة عند بن أبي شيبة و ابو بكر الإسماعيلي و سعيد بن منصور و البيهقي و كلها صحيحه. أما أثر عمر عند بن أبي شيبة فبلفظ من مات و هو موسر و لم يحج فليمت على أي حال شاء يهودياً أو نصرانياً أما لفظ أبو بكر الإسماعيلي و قد رواه بن كثير و صححه فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهودياً أو نصرانيا. و أما لفظ سعيد بن منصور أنه قال لقد هممت أن ابعث رجالً إلى هذه الأمصار فينظروا إلى كل من كان عنده جدة و لم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين و لفظ البيهقي أنه رضي الله عنه قال ليمت يهودياً او نصرانياً يقولها ثلاثاً رجل مات و لم يحج و جد لذلك سعه و خليت سبيله قال الحافظ في التلخيص عن أثري سعيد و البيهقي أنها طرق صحيحه. أما من قال بأن الحج على التراخي فاستدلوا بأنه يجوز تأخير الصلاة من أول وقتها إلى آخره و كذلك يجوز قضاء أيام من رمضان في شعبان كما كانمت تفعل أم المؤمنين عائشة و أجيب بأن هذا الإستدلال فيه نظر فإن تأخير الصلاة غلى آخر و قتها و قضاء أيام من رمضافي شعبان فإن هذا التأخير يكون بمصاحبة و قت تصح فيه العبادة أما التأخير ها هنا فيكون بمصاحبة و قت لا تصح فيه العبادة فهو ليس يشبهه أفاده أبو الوليد في بداية المجتهد. و هناك من استدل بست أحاديث في وجوب الحج على الفور لم يصح منها شئ أما الأول فحديث من أراد الحج فليتعجل و هذا الحديث لم يروى غلى من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي عن مهران أبي صفوان فيرويه أحمد من طريق عبد الرحمن المحاربي عن الفقيمي و يرويه أبو داود من طريق الأعمش عن الفقيمي و يرويه عبد بن حميد و بن أبي شيبة و الحاكم و البيهقي من طريق أبو الوليد عن الفقيمي و زاد بن أبي شيبة و عبد بن حميد لفظة منكم و سبب الضعف هاهنا هو الجهل بحال مهران أبي صفوان الذي يري عن بن عباس رضي الله عنهما و قد و ثقه بن حبان إلا أنه يعمل بتوثيقه هاهنا لأنه من عادته توثيق المجاهيل سئل أبو زعة الرازي عن أبي صفوان قال لا أعلمه في هذا الحديث و أبو زرعه هذا أحد الأئمة الأعلام و حفاظ الإسلام قال الإمام أحمد ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه و لا أحفظ من أبي زرعه. أما الحديث الثاني فهو حديث من أراد منكم الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة و تعرض الحاجة و هذا الحديث يروى من طريقين أما الأول فهو طريق فرات بن سليمان عن عبد الكريم عن سعيد بن جبير عن بن عباس و أما الطريق الثاني فهو طريق أبو إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن بن عباس أما الطريق الأول فيرويه من هذا الطريق الطبراني في الكبير و فرات بن سليمان قال فيه بن عدي لم أر أحداً صرح بضعفه و أرجو أنه لا بأس به و وهم فيه بن الجوزي فظنه أنه فرات بن سليم الذي يضعفه بن حبان إلا أنه الحافظ ذكر في لسان الميزان فرات بن سليمان ثم يليه فرات بن سليم و ذكر فيه قول بن حبان و ضعف الحافظ فرات بن سليما في لسان الميزان عندما تكلم عن محمد بن علوان فقال و فرات بن سليمان ضعيف , أما الطريق الثاني لهذا الحديث بلفظ من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض و تضل الضالة و تعرض الحاجة فيرويه الإمام أحمد من طريق أبو أحمد محمد بن عبد الله عن أبو إسرائيل و يرويه ايضاً هو و بن ماجه من طريق و كيع عن أبو إسرائيل و يرويه الطبراني في الكبير من طريق أبو الوليد عن أبو إسرائيل و أبو إسرائيل هو إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي ضعفه غير واحد قال النسائي ليس بثقة و قال أبو حاتم لا يحتج به و قال عبد الله بن المبارك لقد من الله على المسلمين بسؤ حفظ أبو إسرائيل و قال مرة ضعيف و قال الشوكاني صدوق ضعيف الحفظ. أما الحديث الثالث فهو حديث من ملك زادأ و راحلة تبلغه إلى بيت الله و لم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً يرويه بهذا اللفظ الترمذي و يرويه البزار بلفظ من ملك زاداً و راحله تبلغه فلم يحج بيت الله يهودياً مات أو نصرانياً و هذا الحديث بلفظيه
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى عند الترمذي و البزار من طريق هلال بن عبد الله و هو مجهول الحال و فيه الحارث و هو ضعيف و كذبه الشعبي. أما الحديث الرابع فهو حديث من مات و لم يحج و لم يمنعه و جع حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر فليمت على أي الملتين شاء إما يهودياً و إما نصرانياً و هذا الحديث يرى مرفوعاً و مرسلاً أما المرفوع فيرويه عبد الله بن عدي عن عبد الرحمن القطامي عن أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال من مات و لم يحج و لم يمنعه و جع حابس أو حاجة ظاهرة أو سسلطان جائر فليمت على أي الملتين شاء إما يهودياً و إما نصرانياً و عبد الرحمن القطامي قال عنه الفلاس كذاب و أبي المهزم يضعف قال الحافظ في التلخيص و هما متروكان أم المرسل فيرويه بن أبي شيبة عن أبو الأحوص عن ليث عن بن سابط عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال من مات و لم يحج و لم يمنعه مرض حابس أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر قليمت على أي حال شاء إما يهودياً او نصرانياً و الحديث مرسل و ليث ضعيف. أما الحديث الخامس فهو حديث من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً و هذا الحديث يروى مرفوعاً من وطريقين و مرسلاً من طريقين قال الزيلعي في نصب الراية و الصحيح أنه مرسل أما المرسل فالطريق الأول يرويه الإمام أحمد عن وكيع عن الثوري عن ليث عن بن سابط عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً و أما الطريق الثاني فيرويه أيضاً الإمام أحمد بسند أعلى من طريق إسماعيل بن عليه عن ليث عن بن سابط عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً. أما المرفوع فيرويه الدارمي و البيهقي و أبو يعلى من طريق شريك عن ليث عن بن سابط عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات و لم يحج فليمت إن شاء يهودياً و إن شاء نصرانياً و شريك ضعيف و ليث بن أبي سليم قال عنه أبو زرعة لا يحتج به و قال الإمام أحمد ضعيف الحديث جداً و تركه القطان و بن معين و قال النووي عنه في تهذيب الأسماء اتفقوا على ضعفه و قال الذهبي في مجمع الزوائد ثقة و لكنه مدلس و تعقبه الحافظ بأنه لا يعلم احد صرح بأنه ثقه أو وصفه بالتدليس و تعقب بأن بن شاهين ذكر في تهذيب أسماء الثقات أن عثمان أي بن أبي شيبة قال عنه ثقة صدوق ليس بحجة. و عبد الرحمن بن سابط من أصحاب بن عباس و لم يرى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذكره الذهبي في الكاشف و قال ذو المراسيل لكثرة إرساله , و يرى مرفوعاً أيضاً من طريق آخر عند عبد الله بن عدي أخبرنا علي حدثنا بكار حدثنا نصر بن مزاحم عن سفيان عن ليث عن بن سابط عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يمنعه من الحج مرض ولا علة ظاهرة فليمت يهودياً أو نصرانياً , أما نصر بن مزاحم فضعفه الدراقطني و قال أبو حاتم متروك و قال أبو خيثمة كذاباً و قال الجوزجاني كان زائغاً عن الحق. أم الحديث السادس فهو عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال من لم يحج و لم يحج عنه لم يقبل له عمل يوم القيامة ذكره الحافظ في الدراية و قال ذكره الواحدي في تفسير الوسيط و إسناده ضعيف. فمن أحرم بالحج أو العمرة فعليه التمام و إن كانا نافلة و أركان الحج أربعه الإحرام و الوقوف بعرفة و طواف الإفاضه إجماعاً و السعي بين الصفا و المروة عند مالك و الشافعي و أحمد و إسحاق و أبو ثور و قال أبو حنيفة رحمه الله واجب , أما أركان العمرة فالإحرام و الطواف و السعي. و الإحرام هو عقد النية إجماعاً و اختلفوا هل يشترط لصحة الإحرام التلفظ بالتلبية أم لا على فريقين الفريق الأول يصحح الإحرام و الفريق الثاني لا يصحح الإحرام بدون تلبية أما الفريق الأول فانقسموا إلى قولان القول الأول أنها سنة و لا يلزم من تركها شئ إلا أنه فاتته الفضيلة العظيمة و بهذا القول يقول الشافعي و أحمد و أحمد قال الحافظ
(يُتْبَعُ)
(/)
وأغرب النووي فحكى عن مالك أنها سنة ويجب بتركها دم ولا يعرف ذلك عندهم وقال بن التين يريد أنها ليست من أركان الحج وإلا فهي واجبة عنده و القول الثاني من الفريق الذي يصحح إحرامه أنها واجبة و من تركها يلزمه دم و به يقول أبو حنيفة و مالك و بن هريرة من الشافعية و به يقول بن شاس المالكي إلا أنه زاد و يقوم مقامها الفعل كالتوجه على الطريق و المشهور في مذهب الحنفية انه يقوم مقامها أي فعل و القول بوجوبها قول قوي لما رواه الترمذي من حديث خلاد بن السائب الأنصاري عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبريل فقال يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية وقال حديث حسن صحيح , و لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني جبريل صلى الله عليه وسلم برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعار الحج قال الهيثمي و رجاله ثقات , و الفريق الثاني من أهل العلم لا يصححون إحرامه و يقولون التلبية ركن الإحرام كما أن تكبيرة الإحرام ركن في الصلاة و حكاه بن عبد البر الثوري و أبو حنيفة و بن حبيب المالكي و الزبيري الشافعي و حكاه بن المنذر عن بن عمر و طاوس و عكرمة. و المرأة السنة لها ان تسمع نفسها بالتلبية إجماعاً عن بن عبد البر , و تلبية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تروى من أصح إسناد عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنه أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك قال وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك لبيك , لبيك وسعديك والخير بيديك لبيك والرغباء إليك والعمل. و أوجب أهل الظاهر لفظ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و استحبه الجمهور و هو الظاهر فقد روى الإمام مسلم من حديث جابر الطويل أنه قال و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بين أظهرنا و عليه ينزل القرآن و هو يعرف تأويله و ما عمل به من شئ عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك غن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك و أهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شيئاً منه و لزم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تلبيته , و الإحرام من الميقات من واجبات الحج السته خلافاً لمن يجعله ركناً لصحة الإحرام و الإحرام يكون عند التوقيت أو قبله فميقات أهل المدينة ذا الحليفة و ميقات الشام الجحفة و ميقات أهل نجد قرن و ميقات أهل اليمن يلملم إجماعاً لما رواه البخاري و مسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه قال وقت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأهل المدينة ذا الحليفة و لأهل الشام الجحفة و لأهل نجد قرن المنازل و لهل اليمن يلملم هن لهن و لمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج و العمرة فمن كان دونهن فَمَهِلُهُ من أهله و كذاك حتى أهل مكية يُهِلون منها و اتفقوا على أن إحرام العرقي من ذات عرق إحرام من الميقات لما رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سئل عن المهل فقال أحسبه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم مهل أهل المدينة من ذي الحليفة و الطريق الآخر الجحفة و مهل العراق من ذات عرق و مهل أهل نجد من قرن و مهل أهل اليمن من يلملم , قال المباركفوري و حديث جابر مشكوك في رفعه و الظاهر أن توقيت ذات عرق كان بإجتهاد عمر لما رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمر أنه قال لما فتح هذان المصران أتو عمر بن الخطاب فقالوا يا أمير المؤمنين إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حد لأهل نجد قرن و هو جور عنا و إنا إن أردنا قرن شق علينا قال فانظروا حذوها من طريقكم فحد لهم ذات عرق و استحب الشافعي و بن المنذر و بن عبد البر الإحرام من العقيق و هي قبيل ذات عرق لما رواه الترمذي و حسنه من حديث بن عباس رضي الله عنه أنه قال وقت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لأهل المشرق العقيق و لذلك قال بن عبد البر و الإحرام من العقيق أولى و أحوط , و اختلفوا هل الإحرام من هذه المواقيت أفضل أم من قبلها فقال فقال أبو حنيفة و الثوري و الشافعي من قبلها أفضل و قال مالك و أحمد و إسحاق من المواقيت أفضل لأنها سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هذا هو الأولى , أما من تخطى هذه المواقيت
(يُتْبَعُ)
(/)
قصد الحج او العمرة فلم يحرم فاختلفوا فيه فقال جماعة فسد حجه و قال جماعة عليه دم و اختلفوا إذا رجع فقال الشافعي ليس عليه دم و قال مالك عليه دم و كذلك لو ترك ميقاته و أحرم من مكان آخر و قال أبو حنيفة ليس عليه دم إن ترك توقته و أحرم من توقيت آخر , و اختلفوا هل التوقيت الزماني هل هو أيضاً شرط في صحة الإحرام أم لا فروى بن خزيمة في صحيحه بإسناد صحيح قال حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد عن شعبة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس أنه قال لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهره , و هي شوال و ذو القعدة و يحرم بالحج إلى التاسع من ذي الحجة و بهذا القول يقول جابر بن عبد الله و تبعهم عطاء و طاوس و مجاهد و الأوزاعي و أبو ثور و الشافعي على أحد قوليه و احتجوا بقول الله تعالى الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج , فقال إذاً لا يحرم بالحج إلا فيهن و صحح الإحرام في غير أشهر الحج أبو حنيفة و مالك و كرهه و أحمد و كرهه و إسحاق و الثوري و النخعي و الليث بن سعد و احتجوا بقول الله تعالى يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج , فقالوا و مفهوم ذلك أن تكون الأهلة كلها مواقيت للناس و الأهلة كلها مواقيت للحج فقيل هذا غير محتمل بل أن المفهوم أن يكون بعض الأهلة مواقيت للناس و البعض الآخر مواقيت للحج و هي أشهره و أنه لو قيل هذه الجارية لزيد و لعمرو فإنه يستحيل أن تكون كلها لزيد و كلها لعمرو بل أن بعضها لزيد و بعضها لعمرو و أجيب عن ذلك بأن التوقيتات الزمانية تختلف عن الأشياء العينية فإذا قيل شهر رمضان شهر صوم زيد و عمرو فيستحيل أن يكون بعضه صوم لزيد و البعض الآخر لصوم عمرو بل أن كله صوم لزيد و كله صوم لعرو و بالله التوفيق و اتفقوا على أن العام كله يجوز فيه الإحرام بالعمرة و كره أبو حنيفة الإحرام بالعمرة يوم النحر و أيام التشريق و كره مالك أكثر من عمرة في السنة و قال أبو حنيفة و الشافعي لا كراهة في ذلك. واتفق جمهور العلماء على أن الغسل للإهلال سنة وأنه من أفعال المحرم حتى قال ابن نوار إن هذا الغسل للإهلال ثم مالك أوكد من غسل الجمعة وقال أهل الظاهر هو واجب وقال أبو حنيفة والثوري يجزىء منه الوضوء
باب الإحصار و قول الله جل ذكره (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي) إختلف أهل العلم بأي شئٍ يكونُ الإحصار على قولين فالقول الأول أنه لا حصر إلا بعدو لأن قول الله تعالى فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي , إنما نزل عام ستة عام الحديبية عندما منع المشركون رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه عن البيت فدل على أنه لا حصر إلا بعدو و هو قول بن عباس و بن عمر و أنس و به يقول إسحاق و مالك و الشافعي و أحمد و ترتب عليه أنهم قالوا من منع بمرض أو كسر أو نحوهما إنما إحلاله بالطواف و زاد مالك قال و كذاك من أحصر بمكة إنما إحلاله الطواف و أما القول الثاني أن الحصر يكون بالعدو أو المرض أو الكسر أو نحوهما أو ضياع النفقة و به يقول بن مسعود و قال الحافظ و روى بن جرير الطبري أن بن مسعود أفتى رجلاً لدغ بأنه محصرا و به يقول علقمة و بن الزبير و مجاهد و عطاء و النخعي و مقاتل و الثوري و أبو حنيفة و البخاري و اختاره الشوكاني و لأنه المفهوم من قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقد حل فكيف يقال بل لابد أن يتحلل و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول فقد حل , فقد روى أحمد و الترمذي و النسائي و ابو داود و بن ماجه من حديث الحجاج بن عمرو بإسناد حسن قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى , و قيل المقصود من قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقد حل أي حل له أن يتحلل بما يتحلل به المحصر و الصحيح أنه قد حل بمجرد النية , و اتفقوا على أن الإحصار بعدو يكون في الحج و العمرة نقله القرطبي , و من أحصر في الحج أو العمرة و قد بقى له ركنٌ أو أكثر فقد أُحصر أما إن أُحصر بعد تمام أركانه كأن يحصر بعد عرفة و قد طاف و سعى فعليه دم لترك الواجب و قد صح حجه , و اختلف أهل العلم في حكم الهدي للحصر فقال أبو حنيفة و الشافعي و أحمد و أشهب يلزمه الهدي قرآن و سنة لأن الله تعالى يقول فإن أُحصرتم فما استيسر من الهدي , و الأصل أنه إذا ورد أمرٌ في كتابٍ أو سنةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو للوجوب ما لم يصرفه صارف للإستحباب و لا صارف هاهنا و قوله تعالى فما استيسر من الهدي , إنما هو أمرٌ , ثانياً ما رواه البخاري و أحمد و أبو داود من حديث المسور و مروان أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما فرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا , و خالف ذلك مالك فقال لا يلزمه الهدي إلا أن يكون أحضره و تعجب له الشوكاني في النيل , و أجمعوا على أن الهدي يجزئ إذا كان شاة أو سبع بقرة أو بدنة يشترك فيها من عليه دم واجب أو مستحب أما إن لم يجد الهدي فيصوم ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجع لما رواه مالك في موطأه عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار قصة أبي أيوب إذ فاته الحج وذكر عن نافع عن سليمان بن يسار قصة هبار بن الأسود إذ فاته الحج أيضا فأمرهما عمر بن الخطاب كل واحد منهما أن يحل بعمل عمرة ثم يحج من قابل ويهدي فمن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع و هذا قول عمر بن الخطاب في المحصر إن لم يجد يصوم ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجع و لا يعرف له من الصحابة مخالف و به يقول الشافعي و أحمد و خالفهم أبو حنيفة بعد أن أوجب الهدي فقال فإن لم يجد لا شئ عليه و به يقول مالك , و أجمعوا على أن المحصر عن الفرض يلزمه القضاء من قابل و اختلفوا فيمن أُحصر عن الندب فقال فريق من أهل العمل لم يرد شئ صحيح يدل على أن رسول الله أمر أصحابه بالقضاء من العام القادم قال الحافظ و جزم الشافعي أنه تخلف أقوام شهدوا الحديبية عن العمرة من العام القادم لغير عذر و لذلك قال لا يجب القضاء لمن أُحصر عن الندب و به يقول مالك و روايه لأحمد و خالف أبو حنيفة و هو قول لأحمد فأوجب القضاء على من أحصر عن الندب و احتجوا بعموم قوله صلى الله عليه و آله و سلم من كسر أو عرج فقد حل و عليه حجة أخرى , و المعلوم أن هذا الحديث كان في حجة الوداع و كان المسلمون لم يحجوا حج الفرض و لذلك فمن فاته الحج في هذا العام لزمه الحج من قابل لأن الحج على الفور. و من خاف أن يمنعه من البيت عدوٌ أو مرضٌ أو نحوهما فشترط فقال اللهم إن محلي حيث حبستني فإن منع فيحل من مكانه و لا هدي عليه و لا صيام قال القرطبي و به يقول عمر بن الخطاب و بن مسعود و إسحاق و أحمد و أبو ثور اه لما رواه الشيخان من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها لعلك أردت الحج فقالت يا رسول الله و الله ما أجدني إلا وجعة فقال لها حجي و اشترطي فقولي اللهم إن محلي حيث حبستني و كانت تحت المقداد بن الأسود , و خالف في ذلك أبو حنيفة و مالك و الثوري و الهادي فقال لا ينفع الإشتراط و أجابوا عن الحديث بأجوبة فقالوا هي واقعة عين و هذا القول غير معتبر و قالوا هو منسوخ ذكره بن عباس و قال الشوكاني و نسبة القول بنسخه إلى بن عباس لا يصح , فدل على صحة الإشترط و بالله التوفيق.
باب محظورات الإحرام التي تجب فيها فدية التخيير و هي خمسة و تفسير قول الله جل ذكره (و لا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فمن أحرم فيحرم عليه الأخذ من شعره لقوله تعالى و لا تحلقوا رؤسكم , و قياساً عليه يحرم الأخذ من الظفر إجماعاً ذكره بن قدامه في المغني و صاحب شرح المقنع الكبير و يلحقه في الحكم لبس المخيط أو تغطية الرأس أو النقاب للمرأة أو التطيب فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال (قام رجل فقال يا رسول الله ماذا تأمرنا أن نلبس من الثياب في الإحرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس إلا أن يكون أحد ليست له نعلان فليلبس الخفين وليقطع أسفل من الكعبين ولا تلبسوا شيئا مسه زعفران ولا الورس ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين) رواه البخاري , قال الشيخ سعيد عبد العظيم و قطع الخفين نسخ بحديث بن عباس أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال من لم يجد نعلين فليلبس الخفين و من لم يجد إزاراً فليلبس السراويل , رواه الشيخان فالذي لا يجد النعلين فليلبس الخفين بلا قطع و الذي لا يجد الإزار فليلبس السراويل و لا شئ عليه و للشيخ سلف في ذلك فهو قول الشافعي و أحمد و الثوري و أبو ثور و أبو
(يُتْبَعُ)
(/)
داود و خالف ذلك أبو حنيفة و مالك و قالوا كما أنه من حلق رأسه لعذر تلزمه الفدية فمن لبس السروال لعذر تلزمه الفدية , و من تطيب متعمداً أو قصد شم الطيب غير جاهل فيأثم إجماعاً و تلزمه الفديه لحديث بن عمر المتقدم فإن كان ناسياً فلا فديه عليه لحديث عفي لأمتي عن الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه أما المرأة المحرمة فيحرم أن أن تنتقب و لا يجوز لها أن تكشف وجهها بحضرة الرجال على أصح أقوال العلماء فتسدل ثوبها سدلاً على وجهها تستتر به عن الرجال قال صاحب عودة الحجاب لما رواه الحاكم عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر (كنا نغطي و جوهنا من الرجال و كنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام) رواه الحاكم و صححه و وافقه الذهبي و روى أيضاً هو و مالك عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت (كنا نخمر وجوهنا و نحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها) رواه الحاكم و صححه و وافقه الذهبي و الحديثان يدلان على أن تغطية الوجه كان عاماً لجميع النساء في زمن الصحابة و التابعين اه قال الشوكاني في النيل قال بن المنذر أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط و الخفاف و أن لها أن تغطي رأسها لا وجهها فتسدل الثوب سدلاً خفيفاً تستتر به عن نظر الرجال اه و محظورات الإحرام سبعة فمن فعل شئ من هذه المحظورات الأربعة و هي الأخذ من الشعر أو الظفر أو التطيب أو تغطة الرأس للرجل و النقاب للمرأة أو تعمد لبس المخيط فتلزمه الفدية التخييرية (فمن كان منكم مريضاً أو به أذىً من مرأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) فمن تعمد المخالفة لحقه الإثم و أخرج حجه من أن يكون مبرورا , و هذه أربع محظورات من محظورات الإحرام و سيأتي الحديث عن المحظورات الباقية و التي تختلف عنها في الحكم.
باب أنساك الحج الثلاثة و قول الله جل ذكره (فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فيام ثلاثة أيام في الحج و سبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام و اتقوا الله و اعلموا أن الله شديد العقاب) أجمع أهل العلم على مشروعية الأنساك الثلاثة حكاه النووي في شرح مسلم لما رواه البخاري و مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت فمنا من أهل بعمرة و منا من أهل بحج و عمرة و منا من أهل بالحج , و أنساك الحج الثلاثة هي الإفراد و القران و التمتع أما الإفراد فهو أن يلبي بالحج مفردا فإذا وصل مكة طاف طواف القدوم و إن شاء سعى و إن شاء أخر السعي بعد طواف الإفاضة قال في الفتح أجمعوا على أن المفرد لا يلزمه دم اه و إن شاء أتى بعمرة بعد التحلل أما القران فهو أن يلبي بالحج و العمرة معا أو يلبي بالعمرة ثم يدخل على تلبيته الحج قبل الطواف أما أثناء الطواف ففيه خلاف أما التمتع فهو أن يأتي بعمرة أشهر الحج ثم يتحلل ثم يلبي بالحج يوم الترويه و إن شاء أخر و قد خالف السنة و ليس عليه شئ ثم لبى بالحج قال أبو الوليد في بداية المجتهد و اختلفوا هل يكون متمتعا بإيقاع إحرام العمرة في أشهر الحج فقط أم يإيقاع الطواف معه ثم إن كان بإيقاع الطواف معه فهل بإيقاعه كله أم أكثره فأبو ثور يقول لا يكون متمتعا إلا بإيقاع الإحرام في أشهر الحج أما الثوري و الشافعي فيقولان إن الطواف هو أعظم أركانها فوجب أن يكون كله في أشهر الحج و بذلك يكون متمتعا وقال أبو حنيفة إن طاف ثلاثة أشواط في رمضان وأربعة في شوال كان متمتعا وإن طاف أربعة أشواط في رمضان وثلاثة في شوال لم يكن متمتعاً و قال مالك عمرته في الشهر الذي حل فيه اه بتصرف و فسخ الحج إلى عمره للتمتع نوعان أحدهما فسخ الحج إلى عمرة و هو المشهور المصطلح عليه و فيه خلاف فجمهور العلماء في الصدر الأول يكرهون ذلك وذهب ابن عباس إلى جوازه وبه قال أحمد وداود و لا خلاف أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حض عليه و فعله أصحابه إلا أن سبب الاختلاف هل فعل الصحابة محمول على العموم أو على الخصوص إلا أن الأصل اتباع فعل الصحابة حتى يدل دليل من كتاب الله أو سنة ثابتة على أنه خاص و أما النوع الثاني من التمتع فهو ما كان يذهب إليه ابن الزبير من أن التمتع الذي ذكره الله تعالى هو تمتع المحصر بمرض أو عدو وذلك إذا خرج الرجل حاجا فحبسه عدو أو أمر تعذر به عليه الحج حتى تذهب أيام الحج فيأتي البيت فيطوف ويسعى بين
(يُتْبَعُ)
(/)
الصفا والمروة ويحل ثم يتمتع بحله إلى العام المقبل ثم يحج ويهدي و قد سبق الكلام عن الراجح فيمن فاته الحج بمرض و نحوه وعلى هذا القول ليس يكون التمتع المشهور إجماعا , أما أي هذه الأنساك أفضل فالخلاف فيه قديم و مشهور و أقوال الصحابة فيه متعارضة إلا أنه يسهل الجمع بيهنا و من كثرة تعارض هذه الأقوال قال الشوكاني في النيل و قد اختلفت الأنظار و تعارضة الأقوال اه و أسباب الخلاف في تحديد أفضل هذه الأنساك كثيرة إلا أن أشهرها أنه يروى أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفرداً و قارناً و متمتعاً. أما الإفراد ففضله خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أبا بكر الصديق وعمر وعثمان وجابر وعائشة نقله بن عبد البر و اختاره مالك و أبو ثور و و عبد العزيز بن أبي سلمة و الأوزاعي و عبد الله بن الحسن هو أحد قولي الشافعي , و حجتهم في ذلك ما يروى عن بن عمر و بن عباس و جابر و عائشة رضي الله عنهم أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا أفاده الشوكاني في النيل و ما رواه بن حزم في حجة الوداع قال حدثنا عبد الله بن ربيع حدثنا عمر بن عبد المك حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة فلما كان بذي الحليفة قال من شاء أن يهل بحج فليهل ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل وأما أنا فأهل بالحج فإن معي الهدي قال أبو عمر في التمهيد وهذا نص في موضع الخلاف وهو حجة من قال بالإفراد وفضله و ردوا على الأحاديث التي وردت أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حج قارناً أو متمتعاً بما قاله مالك فقد حكى محمد بن الحسن عن مالك أنه قال إذا جاء عن النبي عليه السلام حديثان مختلفان وبلغنا أن أبا بكر وعمر عملا بأحد الحديثين وتركا الآخر كان في ذلك دلالة على أن الحق فيما عملا به واحتج أيضاً من فضل الإفراد أن الإفراد الأفضل أن التمتع والقران رخصة ولذلك وجب فيهما الدم , و القول بأن القران أفضل هو قول عمر و بن عمر و بن عباس و جابر و علي و أم المؤمنين عائشة و اختاره أبو حنيفة والثوري و المزني من أصحاب الشافعي و إسحاق أفاده بن عبد البر في التمهيد و حجتهم في ذلك أن الله تعالى إختاره لنبيه صلى الله عليه و آله و سلم من بين الأنساك الثلاثة فدل على أنه الأفضل فقد ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج قراناً عن جماعة من الصحابة منهم عمر بن و ابن عمر وابن عباس و جابر وعلي و أنس و سعد بن أبي و قاص وعمران بن حصين وأبو قتادة وسراقة بن مالك وابن أبي أوفى وأبو سعيد و عائشة وأم سلمة وحفصة أفاده الشوكاني فقد روى البخاري رحمه الله عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه أنه قال عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بوادي العقيق أتاني الليلة آت من ربي فقال أهل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة و ما أخرجه البخاري أيضاً من حديث مروان بن الحكم قال شهدت عثمان وعليا وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما فلما رأى ذلك علي أهل بهما لبيك بعمرة وحجة وقال ما كنت لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد و ما أخرجه مسلم من حديث أنس رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يلبي بالحج والعمرة جميعا قال بكر فحدثت بذلك بن عمر فقال لبي بالحج وحده فلقيت أنسا فحدثته بقول بن عمر فقال أنس ما تعدوننا إلا صبيانا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبيك عمرة وحجا و ما أخرجه اليضاًَ البخاري و مسلم عن مالك عن نافع عن بن عمر عن حفصة رضي الله عنهم زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت ثم يا رسول الله ما شأن الناس حلوا بعمرة ولم تحلل أنت من عمرتك قال إني لبدت رأسي وقلدت هديي فلا أحل حتى أنحر وقال أحمد لا أشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قارنا إلا أنه فضل التمتع و أجاب الفقهاء على ما يروى أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا بأنه لا يلزم من إهلاله بالحج أن لا يكون أدخل عليه العمرة و أجابوا على من استدل بقول صلى الله عليه وآله وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت لجعلتها عمرة بأنه إنما قال ذلك تطييبا لخواطر أصحابه ولأنهم كانوا يرون في الجاهليه أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور , و
(يُتْبَعُ)
(/)
فضل التمتع عبد الله بن عمر وابن عباس وابن الزبير واختلف عن عائشة في التمتع والإفراد و اختاره من الفقهاء أحمد و هو أحد قولي الشافعي و حجة البعض أنه ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم تمتع عن عائشة وابن عمر وعلي وعثمان وابن عباس وسعد بن أبي وقاص أفاده الشوكاني في النيل و ورد أنه صلى الله عليه و آله و سلم تمتع عن ابن الزبير و عمران بن حصين فقد روى أبو عيسى قال حدثنا قتيبة عن مالك بن أنس عن بن شهاب عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ثم أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس وهما يذكران إلى الحج فقال الضحاك بن قيس لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله فقال سعد بئس ما قلت يا بن أخي فقال الضحاك بن قيس فإن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك فقال سعد قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه و قال هذا حديث صحيح و ما أخرجه البخاري و مسلم عن الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن عمر رضي الله عنهما قال تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة إلى الحج أما الإمام أحمد فاحتج بقوله صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولجعلتها عمرة و أجابوا على من زعم أن القران أفضل و إنما قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ذلك تطييبا لخواطرهم أنه تغرير لا يليق نسبة مثله إلى الشارع و أن الحديث صحيح و ثابت و لا نكارة في متنه كما يلمح الشوكاني إن القران كان بأمر من الله فكيف يقول صلى الله عليه وآله وسلم لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم اسق الهدي ولجعلتها عمرة اه فإن هذه الحديث يرويه البخاري و الأفضل لمن لم يسق الهدي التمتع و الأفضل لمن ساق الهدي القران و إنما أمره به الله تبارك و تعالى لأنه الأفضل له صلى الله عليه و آله و سلم لأنه كان قد ساق الهدي و الأفضل فيهما التمتع لتمنيه و هذا مذهب أحمد و هو قوي أما ما يرى عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى عن المتعة فقال القرطبي في تفسيره قال جماعة من العلماء إنما كرهه عمر لأنه أحب أن يزار البيت في العام مرتين مرة في الحج ومرة في العمرة ورأى الإفراد أفضل فكان يأمر به ويميل إليه , و كما ترى اضطربت الأقوال فتارة يرد عن عمر و أم المؤمنين عائشة و جابر أن كلاً منهم يفضل الإفراد ثم يرد أن كلاً منهم يفضل القران و يرد أن بن عمر يفضل و بن عباس كلاهما يفضل القران ثم يرد أن كلاهما يفضل التمتع , أما الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فورد عن أم المؤمنين عائشة و بن عمر و بن عباس أنه صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا و ورد عنهم أنه حج قارناً و ورد عنهم أنه حج متمتعاً أما جابر فيرد عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حج مفردا و يرد عنه أنه حج قارنا و ورد عن علي و سعد بن أبي و قاص و عمران بن حصين أنه حج قارنا و ورد عنهم أيضاً أنه حج متمتعاً و هذا التعارض الظاهر بين الروايات عن كيفية حج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سرعان ما يتبين أنه سرباً و ليس تعارض بعد تدقيق النظر و بعد سماع كلام جهابذة العلماء كشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى حيث قال ما حاصله إن التمتع عند الصحابة يتناول القران فتحمل عليه رواية من روى أنه حج تمتعا وكل من روى الإفراد قد روى أنه حج صلى الله عليه وآله وسلم تمتعا وقرانا فيتعين الحمل على القران وأنه أفرد أعمال الحج ثم فرغ منها و أتى بعمرة أما روايات القران لا تحتمل التأويل بخلاف روايات الإفراد والتمتع فإنها تحتمله كما تقدم من مرجحات القران أن رواته أكثر كما تقدم ومنها إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بأنه فعل ذلك و منها أن الله عز وجل أمره صلى الله عليه و آله و سلم بذلك. و قوله تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أي واتقوا الله بإستجابة ما أمركم به و الإنتهاء عما نها عنه و أيضاً بإفتداء أنفسكم بالفدية لمن وجبت عليه (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) أي لمن لم يطع الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
باب الإحرام في أشهر الحج أولى قال تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ) قال مالك شوال و ذي القعدة و ذي الحجة كلها محل للحج عموم قوله سبحانه وتعالى (الحج أشهر معلومات) فوجب أن يطلق على جميع أيام ذي الحجة كما يطلق على جميع أيام شوال وذي القعدة وقال الشافعي الشهران وتسع من ذي الحجة و قال لأن أشهر الحج هي التي ينعقد فيها الإحرام بالحج لقوله تعالى (فمن فرض فيهن الحج) و الحج لا يفرض بعد التاسع و قال بن عمر و بن عباس و بن الزبير و عشر ليالي من ذي الحجة و قال أبو حنيفة و أحمد إلى اليوم العاشر لقوله تعالى في سورة التوبة (يوم الحج الأكبر) قال بن كثير هو يوم النحر , و لقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في حديث بن عمر في يوم النحر (هذا يوم الحج الأكبر) رواه البخاري. و الذي يترجح عندي و العلم عند الله أنه و ثلاثة عشر من ذي الحجة لقول الله تعالى لمن لم يجد الهدي (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ) و رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت (لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي) و لا يمكن أن يرخص رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في صيام الثلاثة أيام إلا في أيام الحج فدل ذلك على أنهن من أيام الحج و لكن لا يفرض فيهن الحج. و قوله تعالى (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ) فيه دلالة على أن الإحرام بالحج قد يقع في أشهر الحج أو قبلها و به قال أبو حنيفة و مالك و كرهه وأحمد بن حنبل و كرهه وإسحاق بن راهويه وبه يقول إبراهيم النخعي والثوري والليث بن سعد و لعموم قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) فالأهلة كلها مواقيت للإحرام بالحج إلا أن المستحب منها للإحرام بالحج أهلة الحج لهذه الآية و لفعل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لما رواه ابن خزيمة في صحيحه عن ابن عباس أنه قال: (فإن من سنة الحج أن يحرم بالحج في أشهر الحج) و إسناده صحيح و جواز الإحرام بالحج في غير أشهره هو خلافاً لإبن عباس وجابر و عطاء وطاوس ومجاهد و الأوزاعي والشافعي على أحد قوليه وأبو ثور.
باب محظورات الإحرام التي تجب فيها فدية الترتيب و التي لا تجب فيها فدية قال تعالى (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) الرفث الجماع أو الكلام عنه بحضرة النساء و الوطء يحرم أثناء الإحرام إجماعاً سواء أكان قبل التحلل الأول أو بعده لقوله تعالى فلا رفث أما من ارتكبه في الحج فعلى حالتين الأولى أن يكون قبل التحلل الأول و فيها إحتمالان الأول أنه إذا باشر أنزل فإن كان قبل عرفة فقد فسد حجه إجماعاً و يقع الفساد أيضاً بعد عرفة قبل التحلل الأول و به قال مالك و الشافعي و أحمد خلافاً لأبي حنيفة و الثوري و على من فسد حجه القضاء و الكفارة , و الفدية هي فدية الترتيب لما روي عن بن عمر أن رجلا سأله فقال إني وقعت بامرأتي ونحن محرمان فقال: (أفسدت حجك انطلق أنت وأهلك مع الناس فاقضوا ما يقضون وحل إذا حلوا فإذا كان في العام المقبل فاحجج أنت وامرأتك واهديا هديا فإنلم تجدا فصوما ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم) صححه الألباني , وكذلك قال ابن عباس قال بن قدامه في المغني ولم نعلم لهم في عصرهم مخالفا اه قال مالك و الشافعي و أحمد على مفسد الحج بدنه و قال أبو حنيفة إن كان قبل الوقوف فلعيه شاة و إن كان بعده فعيه بدنه و التحلل الأول هو إتيان نسكين من الرمي و الحلق و الطواف لما رواه الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (أنها طيبت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لإحرامه حين أحرم و لحله قبل أن يطوف بالبيت) و التحلل الأكبر الإتيان بالنسك الثالث و الإحتمال الثاني أنه إذا باشر أنزل فعليه فدية التخيير نص عليه أحمد , أما الحالة الثانية من الجماع أثناء الإحرام أن يكون بعد التحلل الأول و هذا لا خلاف في حرمته و وقع الخلاف هل يفسد الحج كالجماع قبل التحلل الأول أم لا فقال بن عباس و عطاء و عكرمة و الشعبي و ربيعة و مالك و الشافعي في أحد قوليه و أحمد لا يفسُد حجْه و تلزمه الكفارة فلا يلزمه قضاء و احتجوا بما أخرجه الداراقطني و البيهقي في السنن الكبرى عن بن عباس
(يُتْبَعُ)
(/)
رضي الله عنهما أن رجلا أصاب من أهله قبل أن يطوف بالبيت يوم النحر فقال ينحران جزورا بينهما وليس عليهما الحج من قابل قال الألباني صحيح و ذهب بن عمر و الحسن إلى أنه يفسد الحج أيضاً و أنه يجب عليه القضاء قال في المغني و به قال النخعي و الزهري و حماد اه , أما الكفارة فقال بن قدامة في المغني ما ملخصه قول الخرقي و أحمد أن الواجب عله شاة وقول ابن عباس وعطاء والشعبي والشافعي وأصحاب الرأي و عكرمة وربيعة ومالك وإسحاق عليه بدنة اه , و كل ذلك عن الوطء أثناء الإحرام بالحج و الوطء أثناء الإحرام بالعمرة مثله يفسد العمرة و من أفسد عمرته فعليه شاة أو صوم ثلاثة أيام أو إطعام ست مساكين. و بهذا يكون إنتهى الكلام عن الجماع أثناء الإحرام و الذي تجب فيه فدية الترتيب كترك الواجب و هو المحظور الخامس أما المحظور السادس و الذي لا تجب فيه فيدية و هو عقد النكاح و لا يصح منه خلافاً لعطاء و عكرمة لحديث عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال (لا ينكح المحرم و لا يُنكح) رواه الترمذي و قال الألباني صحيح. و قوله تعالى لا فسوق , الفسوق هو العصيان و الجدال المخاصمة و المنازعة لكونها تثير الشر و ذلك غير مستوعب في الحج وقت الذل لله تعالى فإن كانت المعاصي محرمة فهي أشد حرمة في ذلك الوقت و إن كانت الطاعات واجبة او مستحبة فهي آكده أكثر في ذلك الموسم موسم الطاعة إلى الله تعالى و لذلك قال (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) ندباً إلى الإكثار من الطاعات , أما المحظور السابع و الأخير من محظورات الإحرام فهو الصيد بالإضافة إلى أنه يحرم صيد مكة إجماعاً أما بالنسبة للمحرم فيحرم عليه الصيد البري الوحشي المأكول في أي مكان لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) المائدة 95. فمن قتله متعمداً أثم و عليه فدية تخييرية و هي الجزاء أو يشتري بقيمته طعاماً و يطعم كل مسكين نصف صاع أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوم أما جزاء الصيد ففي النعامة بدنة (عمر و عثمان) و في الحمار الوحشي و البقرة الوحشية بقرة (عطاء و بن عباس و الشافعي) و في الضبع شاة (حكم به رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رواه أبو داود و بن ماجه قال الترمذي و سالت عنه البخاري فصححه) و في الغزال شاة (عمر و علي) و في الوبر و الضب جدي له نصف سنة (عمر و ابنه) و في اليربوع جفرة لها أربعة أشهر (عمر و بن مسعود) و في الأرانب عناق دون الجفرة (عمر و بن عباس) و في الحمام شاة (عمر و عثمان)
باب التزود في الحج بما يعين على أداء العبادة و بالأعمال الصالحة و قوله تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) روى البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما قال ثم كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل الله تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى , و الثابت عند كل مسلم أن الله تعالى هو الرؤف الرحيم و لذلك عندما أمر بأخذ الزاد في سفر الدنيا نبه العباد ألا ينسوا زاد الآخرة و أن يتذكروا أنه الأهم و هو التقوى "فإن خير الزاد التقوى" وكان ذلك دائماً الإرشاد من الله تعالى إلى عباده في غير موضع ذكر الزاد الحسي و التذكير بالزاد المعنوي الذي ينفع في الآخرة كما قال تعالى (وريشا ولباس التقوى ذلك خير) لما ذكر اللباس الحسي نبه مرشدا إلى اللباس المعنوي وهو الخشوع والطاعة والتقوى وذكر أنه خير من هذا وأنفع. وقوله "واتقون يا أولى الألباب" يقول: واتقوا عقابي ونكالي وعذابي لمن خالفني ولم يأتمر بأمري يا ذوي العقول والأفهام.
(يُتْبَعُ)
(/)
باب جواز التجارة أثناج الحج و قول الله تعالى (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) عن بن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها فأنزل الله ليس عليكم جناح , رواه البخاري. و نفي الجناح إذا كان الكسب حلالاً و منسوب إلى فضل الله تعالى (فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ) أما إذا نسب إلى حذق العبد و الوقوف مع السبب و نسيان المسبب فإن هذا هو الحرج بعينه.
باب يوم الحج الأكبر و ما قبله من خير يوم طلعت عليه الشمس قال تعالى (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ)
ما قبل عرفة:
يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة فأما من كان مفرداً فقد أحرم من ميقاته و أما القارن فمازال محرم و أما من تمتع بالتحلل بعد العمرة فعليه أن يحرم قبل الزوال و يستحب له الغسل و أن يطيب جسده و أن يتحرى ألا يصيب الإحرام بطيب فإن أصابه فيغسله من الطيب فوراً و إن تركه عمداً فيأثم و فدية الترتيب كما سبق. و يندفع كل من كان حاجاً هذا العام سواء أكان قارناً أم مفرداً أم متمتعاً إلى منى فيصلي بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء يقصر الرباعية كما هو الحال طوال الحج إلا أنه قبل عرفة و هو بمنى لا يجمع و كذلك أهل مكة يقصرون لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يأمرهم بالإتمام كما أمرهم عام الفتح ثم يبيت الحجاج بمنى يوم التروية أما إن لم يبيت في منة و أحرم من مكة ثم خرج منها إلى عرفة مباشرة بعد فجر عرفة مثلاً فهذا كرهه مالك و أحمد لمخالفته هدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و لكن ليس عليه شئ.
يوم عرفة:
فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار من منى إلى نمرة فنزل بها حتى الزوال إن تيسر له وإلا فلا حرج؛ لأن النزول بنمرة سنة. فإذا زالت الشمس استمع إلى الخطبة و صلى الظهر والعصر على ركعتين يجمع بينهما جمع تقديم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ليطول وقت الوقوف والدعاء. ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، ويدعو بما أحب رافعاً يديه مستقبلاً القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل، وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الجبل وقال: "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف " رواه مسلم من حديث جابر , وكان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصاً فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته ليقوى جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسناً، ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء، فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة و يظل على دعائه حتى الغروب و هو سنة خلافاً لمن يعده من واجبات الإحرام لمن وقف نهاراً كعطاء والثوري والشافعي و أحمد وأبو ثور و الحنفية و صحح حجه جماعة الفقهاء أما مالك فقال إن دفع قبل الغروب لا يصح حجه فجعله ركناً لمن وقف نهاراً قال الإمام الحجة بن عبد البر المالكي لا نعلم أحد من علماء الأمصار قال بقول مالك و قال مالك و الشافعي و أحمد إن عاد قبل الغروب فوقف حتى الغروب فليس عليه دم و قال الكوفيين و أبو ثور بل عليه دم , و الصحيح أنه يجوز الوقوف بعرفة ليلاً أو نهاراً و لو لحظات بغير إيجاب الوقوف بليل لمن وقف نهاراً لحديث بن لام الطائي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله إني جئت من جبل طي أكللت راحلتي وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من شهد صلاتنا هذه حتى يدفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه) قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح. و وجه الدلالة في عدم الإيجاب قوله صلى الله عليه و آله و سلم ليلاً أو نهاراً وقالوا عنه المقصود بها و نهاراً و الرد أن العلماء أجمعوا على أن الوقوف بعرفة ليلاً وحده يجزئ.
الإفاضة من عرفات:
(يُتْبَعُ)
(/)
تكون بعد غروب الشمس إلى المزدلفة و يصلي بها المغرب و العشاء إلا أن يخاف أن يصل بعد خروج الوقت فإنه يصلي المغرب في وقته لما في صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم (أتى المزدلفة حين الأذان بالعتمة أو قريباً من ذلك، فأمر برجلا ً فأذن وأقام ثم صلى المغرب وصلى بعدها ركعتين، ثم دعا بعشائه فتعشى، ثم أمر رجلا ً فأذن وأقام ثم صلى العشاء ركعتين) لكن إن كان محتاجاً إلى الجمع لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وإن لم يدخل وقت العشاء، وإن كان يخشى ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل ثم يبيت بمزدلفة و يصلي بها الفجر و لم يرد أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أحيا ليلة جمع بقيام و لذلك فهو المستحب خلافاً لأيام العام فيبيت بها حتى الفجر ليتقوى على مناسك يوم الحج الأكبر و المبيت بمزدلفة ليلة الجمع هو ثاني واجب في الحج بعد الإحرام من الميقات و هو قول عطاء و الزهري و الشافعي و الثوى و احمد و إسحاق و أصحاب الرأي على خلاف علقمة و النخعي و الشعبي و حماد فقالوا من ترك المبيت فقد فاته الحج فجعلو المبيت بالمزدلفة من أركان الحج و قال مالك لا شئ عليه فجعله مستحب و الأول أرجح لحديث عائشة أنها قالت (أستأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة تدفع قبله وقبل حطمة الناس وكانت امرأة ثبطة يقول القاسم والثبطة الثقيلة قال فأذن لها فخرجت قبل دفعه وحبسنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعه ولأن أكون أستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه أحب إلى من مفروح به) متفق عليه و تمني أم المؤمنين ذلك لكي ترمي الجمار قبل أن يأتي الناس و لما رواه البخاري أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (يقدم ضعفة أهله فيقفون ثم المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله ما بدا لهم ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ومنهم من يقدم بعد ذلك فإذا قدموا رمووا الجمرة وكان بن عمر رضي الله عنهما يقول أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم) فالضعفى يجوز لهم عدم المبيت إجماعاً ذكره صاحب المغني فدلت هذه الأحاديث على وجوب المبيت أما كونه ركناً بحيث أنه من تركه فقد فسد حجه فيحتاج إلى دليل ,
باب من استيقظ محرماً يوم الحج الأكبر فذكر الله تعالى عند المشعر الحرام و قول الله جل ذكره (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *) بعد صلاة الفجر من يوم النحر يقصد الناس المشعر الحرام فيوحدون الله ويكبرنه ويدعوا بما أحبوا و ذلك حتى تسفر الشمس جداً، و من لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وقفت هاهنا وجمع كلها موقف" ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديه قال القرطبي و أجمعوا على أنه من وقف بجمع و لم يذكر الله تعالى أن حجه تام اه أما الوقوف فق إختلفوا فيه فقال مجاهد و قتادة و الزهري و أبو حنيفة و إسحاق و الثوري و أحمد و أبي ثور هو من فروض الحج و قال بن خزيمة هو ركن و قال عطاء و الأوزاعي سنة و هو الراجح قال القرطبي إذا كان الذكر و هو المعني في الآية الكريمة ليس بفرض إجماعاً و هو الأصل فأولى أن يكون الوقوف ليس بفرض.
جمرة العقبة و ما بعدها:
إذا أسفرت الشمس قبل أن تطلع يفيض الحاج إلى منى ويسرع في وادي محسر، فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة الكبرى وهي الأخيرة مما يلي مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، كل واحدة بقدر نواة التمر تقريباً، يكبر مع كل حصاة رمي الجمار مرتبا: حكى صاحب البحر الإجماع على و جوبه و ذلك لحديث جابر عند مسلم (رأيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم يرمي الجمرة على راحلته يوم النحر) و حديث عبد الرحمن التيمي (أمرنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن نرمي الجمار بمثل حصى الخذف في حجة الوداع) رواه الطبراني في الكبير بسند صحيح. وأجمعوا على أن
(يُتْبَعُ)
(/)
جمرة العقبة يوم النحر أن الوقت المستحب لها هو من بعد طلوع الشمس إلى زوالها و أن من أخرها إلى قبل المغيب جاز ذلك نقله بن عبد البر و أبو الوليد , أما الرمي قبل الفجر فمنعه أبو حنيفة و مالك وسفيان وأحمد و قالوا يعيد لحديث بن عباس رضي الله عنهما قدم النبي صلى الله عليه و آله و سلم ضعفة أهله و قال (لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس) رواه الترمذي و صححه , و خالف عطاء و طاوس و الشعبي و الشافعي و قالوا لا بأس به وإن كان المستحب هو بعد طلوع الشمس لما رواه أبو داود من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت فأفاضت و هو صحيح إلا أنه خاص بأم سلمة لإرسال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لها لأنه كان يومها. أما الرمي بعد المغيب فاختلفوا فيه فقال مالك عليه دم وقال أبو حنيفة إن رمى من الليل فلا شيء عليه وإن أخرها إلى الغد فعليه دم وقال أبو يوسف ومحمد والشافعي لا شيء عليه إن أخرها إلى الليل أو إلى الغد وحجتهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لرعاة الإبل في مثل ذلك أعني أن يرموا ليلا وفي حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له السائل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم رميت بعد ما أمسيت قال له لا حرج وعمدة مالك أن ذلك الوقت المتفق عليه الذي رمى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السنة ومن خالف سنة من سنن الحج فعليه دم على ما ورد عن ابن عباس وأخذ به الجمهور وقال مالك ومعنى الرخصة للرعاة إنما ذلك إذا مضى يوم النحر ورموا جمرة العقبة. و السنة أن يكون الذبح بعد رمي الجمرة ثم الحلق أو التقصير و هو ثالث واجب من واجبات الحج لقوله تعالى (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح , و انعقد الإجماع على أن الحلق أفضل من التقصير في الحج لما رواه الشيخين من أنه صلى الله عليه و آله و سلم دعا للمحلقين ثلاثاً و للمقصرين مرة. و قال أبو حنيفة و مالك و أحمد الحلق أو التقصير واجب و قال الشافعي بل ركن و المرأة حقها التقصير دون الحلق، ثم ينزل لمكة فيطوف ويسعى للحج. والسنة أن يتطيب إذا أراد النزول إلى مكة للطواف بعد الرمي والحلق؛ قول عائشة رضي الله عنها: "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت" متفق عليه.
باب قول الله تعالى (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) و هذا أمر لقريش و من دان دينها أن يذهب إلى عرفات مع الناس ثم يفيض منها إلى المزدلفة و لا يفيض من مزدلفة كما كانوا بفعلون في الجاهلية فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) و هو متفق عليه.
باب قضاء مناسك الحج و قوله تعالى (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ) أي فإذا أتتممت أركان الحج و من كان قارناً فأتى بالطواف و السعي قبل عرفات فقد أتم أركان الحج و إن أخر الطواف و السعي فيكون حتى الآن قد أتى بركنين النبية و الوقوف بعرفة و بقى له ركنين و هما طواف الإفاضة إجماعاً لقول الله تعالى (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) الحج , و السعي و فيه خلاف فهو ركن عند مالك و الشافعي و أحمد و إسحاق و أبو ثور و قال أبو حنيفة هو واجب نقله النووي في شرح مسلم. و كما ذكرنا فمن كان مفرد أو قارناً فسعى مع طواف القدوم فليس عليه سعي و إن أخره فعليه السعي بعد الطواف مع المتمتع لقول الله تعالى (إن الصفا و المروة من شعائر الله فمن حج البيت أو إعتمر فلا جناح
(يُتْبَعُ)
(/)
عليه أن يطوف بهما) و نفي الجناح إنما خاص بمن تحرج من السعي لأن عروة لما سمع قول الله تعالى (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) قال هذا دليل على أن ترك الطواف جائز ثم رأى الشريعة مطبقة على أن الطواف لا رخصة في تركه فطلب الجمع بين هذين المتعارضين فقالت له أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه و كانت فقيه في دين الله تعالى ليس قوله تعالى (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) ليس دليلا على ترك الطواف إنما يكون دليلا على تركه لو كان فلا جناح عليه ألا يطوف بهما فلم يأت هذا اللفظ لإباحة ترك الطواف ولا فيه دليل عليه وإنما جاء لإفادة إباحة الطواف لمن كان يتحرج منه في الجاهلية أو لمن كان يطوف به في الجاهلية قصدا للأصنام التي كانت فيه فأعلمهم الله سبحانه أن الطواف ليس بمحظور إذا لم يقصد الطائف قصدا باطلا قال القرطبي فإن قيل فقد روى عطاء عن ابن عباس أنه قرأ قوله تعالى (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما) وهي قراءة ابن مسعود ويروى أنها في مصحف أبي كذلك ويروى عن أنس مثل هذا والجواب أن ذلك خلاف ما في المصحف ولا يترك ما قد ثبت في المصحف الى قراءة لا يدري أصحت أم لا وكان عطاء يكثر الإرسال عن ابن عباس اه و اعلم أن تأخير القارن للطواف و السعي فيه خلاف فقال جماعة علىالقارن طواف و سعي واحد كعبد الله بن عمر و جابر و به قال مالك والشافعي وأحمد وأبو ثور. وقال الثوري والأوزاعي وأبو حنيفة وابن أبي ليلى على القارن طوافان وسعيان ورووا هذا عن علي وابن مسعود.
باب أيام منى ثم توديع البيت الحرام و قول الله تعالى (فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ 200 وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 201 أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ 202 وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 203) و بعد الطواف و السعي يكون قد تحلل تحلل أكبر و يرجع إلى منى فيبيت بها و هو رابع واجب من واجبات الحج ليلتي اليوم الحادي عشر والثاني عشر إن تعجل و إن تأخر فالثالث عشر و المبيت بمنى أيام التشريق واجب و هو قول عمر بن الخطاب و بن عباس و عروة و إبراهيم و مجاهد و عطاء و مالك و الشافعي و رواية لأحمدو اختاره بن المنذر. و قال الحسن و أبو حنيفة ليس بواجب , و قال مالك إن تركه عليه دم على كل ليلة و قال الشافعي و روايه لأحمد بل إن ترك الثلاثة دم و من أوجب المبيت بمنى احتج بفعله صلى الله عليه و آله و سلم و بما رواه الشيخين عن بن عباس قال استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن يبيت بمكة ليالي منى من اجل سقايته فأذن له، و رمي الجمرات الثلاث مرتباً هو خامس واجب من واجبات الحج إجماعاً حكى صاحب البحر و الرمي يبدأ فيه الرمي بعد الزوال خلاف يوم النحر لما رواه مسلم من حديث جابر قال (رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى وأما بعد فإذا زالت الشمس) قال مالك و الشافعي و أحمد ولا يجزئ قبل الزوال خلافاً لعطاء و طاوس و استثنى أبو حنيفة و إسحاق اليوم الثالث و جوزوا الرمي فيه قبل الزوال و كل ذلك مرجوح لحديث جابر , والأفضل أن يذهب للرمي ماشياً وإن ركب فلا بأس، فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى، ويكبر مع كل حصاة، ثم يتقدم قليلاً ويدعو دعاء طويلاً بما أحب، فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء دعا بما يسهل عليه ولو قليلاً ليحصل السنة. ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبلاً القبلة رافعاً يديه ويدعو دعاء طويلاً إن تيسر عليه وإلا وقف بقدر ما يتيسر، ولا ينبغي أن يترك الوقوف للدعاء لأنه سنة، وكثير من الناس يهمله إما جهلاً أو تهاوناً، وكلما أضيعت السنة كلما كان فعلها ونشرها بين الناس أؤكد لئلا تترك وتموت. ثم يرمي جمرة العقبة الصغرى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها. فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر، فإن شاء تعجل ونزل من منى، وإن شاء تأخر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق، والتأخر أفضل، ولا يجب إلا أن تغرب الشمس من اليوم الثاني عشر وهو بمنى فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال، ولكن لو غربت عليه الشمس بمنى في اليوم الثاني عشر بغير اختياره مثل أن يكون قد ارتحل وركب لكن تأخر بسبب زحام السيارات ونحوه؛ فإنه لا يلزمه التأخر؛ لأن تأخره إلى الغروب بغير اختياره. فإذا أراد الخروج من مكة إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع و هو سادس واجب من واجبات الحج و الأخير لما رواه الشيخان عن بن عباس (أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض) أي أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت طواف الوداع إلا الحائض والنفساء فليس عليهما وداع، ولا ينبغي أن يقفا عند باب المسجد الحرام للوداع لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم و طواف الوداع إنما هو آخر العهد بالبيت إذا أراد أن يرتحل للسفر، إلا أنه إن بقي بعد الوداع لانتظار رفقة أو تحميل رحله أو شراء حاجة في طريقه فلا حرج ولا يعيد الطواف إلا أن ينوي تأجيل سفره مثل أن يريد السفر في أول النهار فيطوف للوداع، ثم يؤجل السفر إلى آخر النهار مثلاً، فإنه يلزمه إعادة الطواف ليكون آخر عهده بالبيت.
تم بحمد الله.(/)
أفيدونا
ـ[القناص]ــــــــ[07 Apr 2004, 07:00 ص]ـ
أخبرونا بارك الله فيكم عن موقع المهد العالي للقضاء على النت بالسعودية
وهل هناك قائمة بأسماء الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراةفي هذا الموقع
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Apr 2004, 09:47 ص]ـ
يوجد في شبكة التفسير دليل للرسائل الجامعية , مع إمكانية البحث بعدة طرق:اضغط هنا ( http://www.tafsir.net/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2004, 01:50 م]ـ
هذا هو الجزء الخاص بالمعهد العالي للقضاء في موقع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
جامعة الإمام - المعهد العالي للقضاء ( http://www.imamu.edu.sa/collegeinst/high-institute/index.htm)
والرسائل العلمية في المعهد متخصصة في الدراسات الفقهية.(/)
بين ابن جرير وابن كثير3
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[07 Apr 2004, 10:03 ص]ـ
في قوله تعالى:"اهبطوا مصرا فإن لكم ماسألتم .. " البقرة (61): وردت في مصراُ قراءتان: مصراً وَ مصرَ. ولقد عقب ابن كثير على الحافظ ابن جرير لما قال:" وقع في قراءة أبي ابن كعب وابن مسعود " اهبطوا مصرا " من غير إجراء - يعني من غير صرف - ثم روي عن أبي العالية، والربيع بن أنس أنهما فسرا ذلك بمصر فرعون ... وقال ابن جرير ويحتمل أن يكون المراد مصر فرعون على قراءة الإجراء أيضا ُ، ويكون ذلك من باب الاتباع لكتابة المصحف، كما في قوله تعالى:"قواريرا ُ. قواريراُ"ثم توقف في المراد ما هو؟ أمصر فرعون أم مصر من الأمصار؟ [قال ابن كثير بعد هذا] وهذا الذي قاله فيه نظر، والحق أن المراد مصر من الأمصار،كما روي عن ابن عباس وغيره، والمعنى على ذلك؛لأن موسى علبه السلام يقول لهم: هذا الذي سألتم ليس بأمر عزيز، بل هو كثير في أي بلد دخلتموه وجدتموه، فليس يساوي مع دناءته وكثرته في الأمصار أن يسأل الله فيه؛ ولهذا قال:" أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم " أي ماطلبتم، ولما كان سؤالهم هذا من باب البطر والأشر ولا ضرورة فيه، لم يجابوا إليه، والله أعلم." انظر (1/ 281).(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[09 Apr 2004, 04:34 ص]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الكاف العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الكاف العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف اللسانية
التعريف بمخرج صوت الكاف العربية اللسانية
صوت الكاف العربية اللسانية يتولد عندما يقرع أقصى اللسان ما يحاذيه من مكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا , فعندما يصطدم أقصى اللسان بمكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا يتولد صوت الكاف اللسانية وهي تقع أسفل مخرج صوت القاف قليلا , وتسمى الكاف عند علماء اللغة والتجويد بالحرف اللهوي نسبة لقربه من اللهاة التي تقع بين اللوزتين ويسميها علماء الأصوات صوت لساني حنكي نسبة لمكان أقصى اللسان ومحاذيه من الحنك الأعلى وهذا الحرف الناس فيه على ضربين ضرب أهمل حبس الصوت معه بالكلية والضرب الآخر أهمل همسه بالكلية وحذر العلامة بن الجزري في مقدمته الجزرية من الوقوع في الضرب الأول فقال (وراع شدة بكاف .... ) أهـ فلا بد من بيان شدة الكاف والضرب الثاني يتواجدون في باكستان والهند فعند وقفهم على الكاف يأتون بالشدة ولا يتبعون ذلك بالهمس وللأسف يتعصبون لذلك جدا ويجادلون ويكثرون الجدال في ذلك , وللجواب عليهم أقول: أن التاء كما هي شديدة بحبس الصوت معها وهي ساكنة فكذلك من صفاتها أنها مهموسة بجريان النفس معها ويلاحظ على كلامي فيه تناقض فيكف ينحبس الصوت ويجري النفس في زمن واحد وللجواب على ذلك أقول الشدة والهمس ليسا في زمن واحد بل الشدة أولا ثم يليها الهمس ثانيا وهكذا كانت العرب في وقت نزول القرآن تلفظ بالكاف.
التعريف بصفات صوت الكاف العربية اللسانية
ينشأ صوت الكاف العربية اللسانية من المخرج الثاني من مخارج اللسان وهو من أقصاه أسفل مخرج صوت القاف قليلا , وهو حرف مهموس بجريان هواء النفس معه , وحرف شديد بحبس الصوت معه , وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان به إلى قاع الفم , وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند النُّطْقِ به , وحرف مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه. وهو حرف جميع صفاته ضعيفة ما عدا صفة الشدة.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الكاف اللسانية
صوت الكاف العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم من عدة وجوه:
1. إدغامها إذا تكررت والواجب أن يبين القارئ الكاف الأولى والثانية لئلا يقرب اللفظ من الإدغام لتكلف وصعوبة اللسان عند التلفظ بالمكرر نحو) مَنَاسِكَكُمْ) (البقرة: من الآية200)) بِشِرْكِكُمْ) (فاطر: من الآية14)) مَا سَلَكَكُمْ) (المدثر: من الآية42) وكذلك وجب على القارئ أن يحذر الدمج بين الكافين لو تكرر صوتها من كلمتين نحو (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) (طه:33) (وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) (طه:34) (إِنَّكَ كُنْتَ) (طه: من الآية35) (إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) (يوسف: من الآية29) (إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ) (الانشقاق: من الآية6) وشبهه.
2. بعض المتساهلين يفخم الكاف تباعا لتفخيم الحرف الذي بعدها وخاصة لو كان ذلك من الحروف المستعلية نحو) كَطَيِّ السِّجِلِّ) (الانبياء: من الآية104)) كَالطَّوْدِ) (الشعراء: من الآية63) فبين صوت الكاف صافيا واحذر أن يشوبها صوت القاف لأن اللسان يميل إلى قلب الكاف إلى قاف لما بين الطاء والقاف من الاستعلاء و التفخيم.
3. ومن الأخطاء في التلفظ بها المبالغة في ترقيقها حتى يصير صوتها كالممال إمالة صغرى وينتشر ذلك بين المغاربة وضواحيها نحو) الْكَافِرِينَ) (البقرة: من الآية34)) كَانُوا) (الأنعام: من الآية159) وشبهه.
4. ذكر علامة القراءات بن الجزري رحمه الله تعالى في كتابه النشر (أن بعض القبط والأعاجم يجري الصوت معها .. أهـ) فاجتنب ذلك الفعل أخي القارئ وامنع الصوت أن يجري معها بل أثبته في محله وعليك بالتلقي من شيوخ الأداء المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وحسبك ذلك الأمثلة) َ مَعَكَ) (هود: من الآية1121)) وَأُولَئِكَ) (البقرة: من الآية5).
(يُتْبَعُ)
(/)
5. ومن الأخطاء الدارجة بين العامة تحويل صوت الكاف إلى قاف فيما لو لوقع بعد الكاف حرف القاف المستعلية والسبب في هذا التغيير الصوتي للكاف أن القاف قريبة المخرج من الكاف فهاهنا يجب البيان لئلا يدغم الأول في الثاني أو يصير الأول قافا نحو) عَرْشُكِ قَالَتْ) (النمل: من الآية42)) وَتَرَكُوكَ قَائِماً) (الجمعة: من الآية11)) وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (الفرقان: من الآية10)) مِنْ عِنْدِكَ قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه) (النساء: من الآية78).
6. في بعض العاميات المعاصرة يبدلون صوت الكاف العربية بصوت الجيم فبدل من أن يقولوا) أَكْبَرُ) (آل عمران: من الآية118)) أَكْبَرُ) (البقرة: من الآية217)) هَذَا أَكْبَرُ) (الأنعام: من الآية78) فيقولون (أجبر) بجيم عامية وذاك لحن فاحش يغير لفظ التلاوة ولا تجوز القراءة به والأمر نفسه نسمعه من بعض المؤذنين وأنصح إخواني الأحباب بنصيحة موجزة (قراءة القرآن كيفيتها الصوتية توقيفية يأخذها الآخر عن الأول من غير زيادة ولا نقصان) فالخير كله في الاتباع.
7. والبعض الآخر من المتساهلين ينطقون بالكاف وهي ساكنة بصوت فيه قلقلة مشوبة بصوت الكسر ولم يثبت علماء اللغة والتجويد أن الكاف من حروف القلقلة بل حروف القلقلة (قطب جد) لا غير وهناك من أدخل الهمزة على حروف القلقلة والجمهور على خلاف ذلك الأمثلة) الْأَكْبَرِ) (التوبة: من الآية3)) الْأَكْبَرِ) (السجدة: من الآية21)) مُسْتَكْبِرُونَ) (المنافقون: من الآية5)) مُسْتَكْبِراً) (الجاثية: من الآية8) وشبهه.
8. نسمع من بعض القراء المشاهير عند إتيانهم لصفة الشدة للكاف يقفون عليها بشبه سكتة لطيفة خفيفة ثم يتبعون ذلك بالهمس وأقول لهم لا سكت هنا البتة والواجب الإتيان بصفة الشدة أولا من غير سكت أو فصل بين الشدة وهمس الكاف الأمثلة) فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُكْراً) (الكهف: من الآية87)) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ) (الغاشية:24).
9. وهناك من يترك همس الكاف بالكلية وصلا ووقفا وينتشر هذا الأمر بين إخواننا من باكستان والهند ويجادلون في ذلك مجادلة عنيفة والحق الذي لا مراء فيه أن الكاف كما أثبت علماء اللغة والتجويد لها الشدة فكذلك أثبتوا لها الهمس نحو) عَرْشُكِ) (النمل: من الآية42)) مَعَكَ) (النمل: من الآية47)) لَكَ) (الفتح: من الآية1).
10. على القارئ أن يحذر من تطويل حركة الكاف المتحركة بأي حركة كانت فإن تطويل زمن حركة الكاف يولد حرف من جنس حركة ما قبله فمثلا لو قرأ القارئ قوله تعالى) بِشِرْكِكُمْ) (فاطر: من الآية14) بتطويل كسرة الكاف لتولد من إشباع هذه الكسرة ياء وذلك لحن فاحش ويسمى بالإدخال لأن القارئ أدخل حرفا في التلاوة لم يكن موجودا فاحذر من ذلك أخي الحبيب وحذر منه غيرك مع مطالبة نفسك بفعل ما يحبه الله ويرضاه.
11. وهناك خطأ لا يسلم منه العوام إلا من رحم ربك حيث أنهم يهملون هيئة الشفتين عند التلفظ بالكاف المضمومة وسبب ذلك الإهمال الناشئ من التعليم أو الحفظ المنفرد لكتاب الله والأصل في القراءة أنها سنة متبعة فعلى القارئ مثلا أن ينطق لفظ) لَكُمْ) (الجن: من الآية21) أن يفتح ويباعد بين الفكين عند التلفظ باللام ثم يتبع ذلك ضم ومط الشفتين للأمام عند التلفظ بالكاف ليتحقق صوت الضم وإذا لم يضم القارئ شفتيه عند الكاف فقد انتقص من صوت الضم فضمته للكاف ناقصة ثم تبع ذلك إطباق الشفتين عند التلفظ بالميم من غير غنة وهذه ملاحظة عامة مع جميع الحروف المضمومة.
12. وآخرون يضمون الشفتين عند الكاف الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها وعلى القارئ أن يعلم أن ضم الشفتين عند الحروف الساكنة فيه إشارة لإشمام هذا الحرف فاحذر من ذلك وتدرب على يد شيخ مسند في كيفية أن تنطق الحروف المتباينة وغيرها الأمثلة) مُكْرِمٍ) (الحج: من الآية18) ففي هذا المثال على القارئ أن يضم الشفتين بالميم فإذا وصل إلى الكاف الساكنة أعاد الشفتين إلى وضعهما الطبيعي فيما لو نطقنا بالكاف ساكنة مفردة ثم يتبع ذلك براء مكسورة بعدها ميم مظهرة.
ملحوظة: لمعرفة الخطأ من الصواب في هذا البحث هناك أمثلة تحتاج لنقل صوتي ليتميز كلا منهما
و انتظر قريبا: على نفس الموقع (بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية)
لنفس الباحث وكذلك جميع الأحرف وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي(/)
إن هو إلا ذكر للعالمين
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Apr 2004, 10:00 ص]ـ
إنما مثل قصة البشر في الدنيا كمدرسة تلاميذها هم الناس ومعلموها هم الرسل والمناهج هي التشريع الذي أتت به الرسالات.
المعلم يأخذ المنهج ويدرسه لتلاميذه ليمتحنهم فينجح من ينجح ويرسب من يرسب.
والمعلم عليه أن يشرح لتلاميذه الدرس جيدا حتى يفهم كل التلاميذ الدرس، فإن لم يفهموا الدرس فإن العيب في المعلم الذي لم يكن حكيما في اختيار الأسلوب المناسب والحكيم لإيصال الفهم إلى أذهان التلاميذ.
فإذا كان المنهج من الله للبشر هو هذا القرآن الذي جاء ذكرا للعالمين فإن الله تعالى سيبينه للناس فيعلموا نبأه في الدنيا لأنه كتاب عزيز حكيم.
المثل السابق ذكره فسر لنا قوله تعالى: إن هو إلا ذكر للعالمين، ولتعلمن نبأه بعد حين. بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
(ولتعلمن نبأه بعد حين) أكدها باللام لأن الحكمة تلزم الإقناع).
وجاءت الآية الأولى من سورة الزمر مناسبة لما اختتمت به سورة ص لأن عدم الإقناع يعتبر نقصا في الحكمة والله تعالى له الكمال المطلق في الحكمة = عزيز حكيم، سيعلم الناس كافة نبأ القرآن لأنه كتاب أنزله العزيز الحكيم.
كذلك لأن قوله تعالى (ولتعلمن نبأه بعد حين) يعتبر وعدا والذي يقدر على تنفيذ وعده هو الذي (يتحكم) في كل الظروف التي تمكنه من تحقيق الوعد، فالذي يغير رأيه لا يعتبر حكيما، وسبحان الله وتعالى عن كل نقص فهو العزيز الحكيم.
مراحل الهدى إلى البشر التي سميت ب ال (حين) في آخرة آية من سورة ص تبتدئ من (بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) إلى (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
آيات الله في الآفاق وفي الأنفس التي فيها من اليقين ما يجعل كل الناس توقن أن محمدا رسول الله موجودة منذ جاء الإسلام، وسيريها للناس حتى يتبين لهم أنه الحق.
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Apr 2004, 09:24 ص]ـ
أيها الإخوة
حينما أضرب أمثلة لفهم تفسير الآيات فلأن الله يضرب لنا الأمثال، فكتاب الله مثل أعلى للحكمة ومفتاح فهمه هي الحكمة، قال تعالى:
ويعلمكم الكتاب والحكمة .. ).
لنعد إلى قول الله: ولتعلمن نبأه بعد حين).
أضرب مثلا بهذا الجهاز (الكومبيوتر)، لو أن لي ولدان: أحدهما متعلم يستطيع أن يشغل الكوميوتر والثاني غير متعلم لا يفهم شيئا، فإني أسلم الكومبيوتر للأول أما الثاني فأبعثه ليتعلم أولا ثم بعد أن يتم تعليمه يمكنه عندئذ أن يشتغل على الكوميوتر في البيت.
كذلك كان رسل الله قبل الإسلام يأتون بالبينات الحسية التي تدرك بالبصر، لا يحتاج الإنسان أن يكون متعلما ليدرك آية من آيات الله كإحياء الموتى أو غيرها، فهذه الآيات لا يرتاب فيها أي إنسان.
ثم أراد الله أن يرسل رسولا بآيات (عقلية) من جنس الحكمة فاختار قوما عندهم إدراك فطري للحكمة وأورثهم الكتاب، أما الأمم الأخرى
الذين زلوا من بعد ما جاءتهم البينات فإن الله فتح لهم مجالا من العلم
المادي الذي به يدركون أن الله عزيز حكيم، ومتى بلغوا المستوى الذي يؤهلهم لإدراك آيات الله عندئذ يبينها لهم، قال تعالى: فإن زللتم
من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم) وكان من الطبيعي أن يكون النصارى هم أكثر حظا لنيل العلم المادي فهم الذين جاءتهم أعظم البينات ثم زلوا من بعدها، فمثلهم كمثل التلميذ الكسول، والتلميذ الكسول أولى باهتمام المعلم وشرحه أكثر من غيره
ولذلك هم الأكثر تفوقا في العلم المادي.
وآية الإسلام فيها من اليقين ما هو أعظم من اليقين الذي في آيات عيسى عليه السلام (لو يعلمها الناس) لأن الله ما نسخ آية المسيح بآية الإسلام إلا لأن آية الإسلام خير منها أو على الأقل مثلها.
فهل كل سكان الأرض علموا نبأ آية الإسلام هذه؟
كلا، بدليل أن الدجال لو جاء وادعى أنه المسيح لتبعه أكثر الناس طواعية بدون أن يمنع عنهم الطعام والشراب.
إذن سيأتي نصر الله بإظهار آياته للناس وذلك هو (ولتعلمن نبأه بعد حين) فيصحح عقيدة النصارى (لأن الإسلام جاء لتصحيح عقيدة العرب الذين قالوا ولد الله بناتا (الملائكة) وليصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله ولدا (المسيح). فإذا كانت عقيدة العرب قد صححت ولم يعد يوجد من يقول الملائكة بنات الله فإن عقيدة النصارى لا بد أن تصحح لأن الله عزيز حكيم.
فإذا صحح الخطأ وتبين للناس أن آية الإسلام هي الأعظم وأن الله عزيز حكيم فليرتقبوا الامتحان، فالمعلم لا يختبر تلاميذه إلا بعدما
يتأكد أنهم فهموا شرح الدرس.
هل تنبئنا الحكمة بالمادة التي يمتحن بها الله البشر بعد بيان الهدى؟
الحكمة تقول: إذا أخطأ التلميذ في مسألة فإن المعلم يصححها له ويشرح له طريقة الحل ثم يعيد امتحانه في نفس المسألة التي صححت ليرى هل حقا فهم ما بينه له أم لا.
وبما أن عقيدة النصارى في المسيح هي التي ستصحح فإن الامتحان سيكون في هذه العقيدة التي صححت. سيأتي كذاب مدعيا أنه المسيح بن مريم وسيكون معه ما يخدع به أبصار الناس فيظنون أنه يحيي الموتى .....
كذلك سيكون امتحان الناس بهذه الخدع الدجالية (إحياء الموتى) ليعلم بالحجة هل ما زال الناس يعتقدون أنها أعظم آية أم آية الإسلام هي الأعظم.
وسيكون الامتحان كذلك لاختبار مدى إدراك الناس أن الله عزيز حكيم.
فمن أدرك أن الله عزيز حكيم فإنه لن يلتفت إلى خدع الدجال لأنها مناقضة للحكمة وتصرف غير حكيم، فمعجزة إحياء الموتى هي آية لمن ينكر البعث ومجيء رجل بآيات كهذه لا تتناسب مع ما
أدركه الناس أن الله عزيز حكيم لأنهم لم ينكروا البعث حتى يبعث الله لهم رسولا بهذه الآيات التي تزيل إنكارهم. والله منزه عن التصرف الغير حكيم.
وكان من الحكمة أن أن يعود المسيح عليه السلام إلى الأرض لتكون كلمة الله هي العليا، لأنه هو نفسه كلمة الله المفترى عليها من طرف الدجال.
يتبع ولو بعد حين(/)
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[10 Apr 2004, 02:09 ص]ـ
التحذير من قراءة القرآن بهذه الأحرف الإنجليزية
بسم الله منزل القرآن , والصلاة والسلام على من نزل على قلبه القرآن , أما بعد: فللكلام على هذا البحث يتلخص في الأبحاث الآتية:
1. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( o ) بالإنجليزية
2. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( a ) بالإنجليزية
3. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( k ) بالإنجليزية
4. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( j ) بالإنجليزية
5. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( v ) بالإنجليزية
6. التحذير من التلاوة بصوت الـ ( p ) بالإنجليزية
نزل بلسان عربي مبين قال تعالى) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195) والعبرة عند علماء القراءات في كيفية نطق العرب بالحروف العربية في وقت نزول القرآن لأن هذه الفترة نزل القرآن فيها حسب لهجات القبائل العربية تيسيرا على الأمة ولكن بعد فاة النبي صلى الله عليه وسلم اختلط العرب بغيرهم ومن هنا بدأ اللسان العربي في العجمة والتغيير ففزع أبو الأسود الدؤلي وبدأ يدون كل ما يصون به كتاب الله من دخول الأصوات الأعجمية عليه عند التلفظ به ومن هذه الفترة ظهر التدوين لعلوم العربية من نحو وصرف وغيرها وأهم ذلك مخارج الحروف والصفات العربية لأن بها يعرف كيف كانت العرب تنطق بالأحرف وقت نزول القرآن.
و يوجد حاليا في كثير من الأقطار الإسلامية بعض المسلمين درسوا وتعلموا اللغات في البلاد الأعجمية الأجنبية وعند عودتهم لديارهم تحدثوا في بعض ألفاظهم الدارجة ببعض الألفاظ الإنجليزية وليتهم اكتفوا بذلك بل تجد البعض منهم يلفظ بعض ألفاظ القرآن متأثرا باللهجة الإنجليزية والأمر نفسه يقع من بعض المدرسين للغات الأجنبية من الفرنسية والإنجليزية ويوجد في بعض العاميات المعاصر في بلاد العرب من تأثر باللهجة الإنجليزية بسب طول فترة الاستعمار كما حدث في مصر وبلاد المغرب العربي وغيرهم فاجتهدت لكي أبين للناس الحذر من تلاوة القرآن بلهجة أعجمية دارجة عند البلاد ولا تنفك عنهم وعدد هذه الأحرف التي ينطق بها العوام هي ( o – a – k – j – v – p ) ستة أحرف والتصويت بهذه الأحرف يوجد لها مماثل قريب من صوتها في العربية وإليك بيانها بالتفصيل:
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( o ) بالإنجليزية
صوت الهمزة الحلقية يتولد عندما يصطدم أقصى الحلق بما يحاذيه من الحلق , فندما يخرج هواء الصوت متدفقا من بين الحنجرة ليقرع أقصى الحلق فيغلق المخرج تماما فيما لو تلفظنا بالهمزة ساكنة ولا يجرى معها صوت البتة بسبب أنها من الأحرف الشديدة التي ينحبس معها الصوت حال سكونها ولذا تخلصت العرب من هذا ثقل الهمزة بجميع أنواع التغيير , كالتسهيل والإبدال والحذف والإسقاط , والهمز فيما لو تلفظ بها القارئ مضمومة الواجب في ذلك عدة أمور منها أن يضم القارئ الشفتين للأمام ليتحقق كمال التصويت بلفظها والأمر الآخر ألا يوسع فتحة الشفتين عند التلفظ بالهمزة المضمومة وإلا تحول الصوت لصوت الـ ( O ) في الإنجليزية وللخلاص من هذا المحذور على القارئ آلا يوسع فتحة الشفتين عند التلفظ بالهمزة المضمومة ويكون ميزانه في ذلك أن يطيل الصوت بالهمزة المضمومة فإن تولد من هذا التطويل صوت واو عربية فصيحة فضمته للهمز صحيحة وإن أطال الصوت فتولد صوت الـ ( O ) في الإنجليزية فضمة غير صحيحة بل مشوبة بصوت الفتحة الأمثلة) أُنْزِلَ) (البقرة: من الآية4)) أُولَئِكَ) (البقرة: من الآية82)) أَأُنْزِلَ) (صّ: من الآية8)
وهنا خطأ شاع وانتشر بقوة بين عوام الناس بخلط صوت الواو الجوفية بصوت الألف فيتولد من ذلك الخلط صوت حرف الـ ( O ) في الإنجليزية وصوت الـ ( O ) هذا ليس من لغة العرب في شئ بل هو خليط من واو عربية وألف , وقراءة القرآن بهذا الحرف الأعجمي لحن ولا يجوز إدخال الألفاظ والأحرف الإنجليزية في الصوت القرآني , والسبب الذي أدى إلى هذا الصوت الأعجمي أن القارئ وسع فتحة شفتيه بالواو أكثر من اللازم , الأمثلة الْخَاطِئُونَ) (الحاقة: من الآية37)) أُوذِينَا) (لأعراف: من الآية129).
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( a ) بالإنجليزية
(يُتْبَعُ)
(/)
على القارئ أن يحذر من إمالة الهمزة المكسورة وخاصة لو وقع بعدها هاء ساكنة فينقلب صوت الهمزة الممالة والهاء الساكنة التي بعدها إلى صوت الـ ( A ) في الإنجليزية وهذا الحرف الإنجليزي مركب من صوت همزة مكسورة ممالة وبعدها هاء ساكنة , ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تنطق بهمزة مكسورة صحيحة أم لا عليك بتطويل كسرة الهمزة فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فكسرتك صحيحة وإن طولت الصوت بالكسرة فتولد صوت ياء مخلوطة الصوت فكسرتك غير صحيحة ويقع هذا الأمر بكثرة عند قراءة الفاتحة عند قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6) والأفضل في هذا وذاك التلقي من أهل الأسانيد المتصلة بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لتسلم من التلفظ بصوت أعجمي في كتاب الله رزقني الله وإياك دقائق الإخلاص.
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( k ) بالإنجليزية
صوت ال ( k ) الإنجليزية قريب جدا من صوت الكاف العربية والبعض من المتساهلين الغافلين يتلون القرآن بهذا الصوت وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولكي يزال عندك أخي القارئ الحبيب اللبس فسوف أوضح ما الفرق بين الكاف العربية والـ ( k ) في الإنجليزية فصوت الكاف العربية اللسانية يتولد عندما يقرع أقصى اللسان ما يحاذيه من مكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا , فعندما يصطدم أقصى اللسان بمكان التقاء الحنك الأعلى اللحمي والعظمي معا يتولد صوت الكاف اللسانية وهي تقع أسفل مخرج صوت القاف قليلا , وتسمى الكاف عند علماء اللغة والتجويد بالحرف اللهوي نسبة لقربه من اللهاة التي تقع بين اللوزتين ويسميها علماء الأصوات صوت لساني حنكي نسبة لمكان أقصى اللسان ومحاذيه من الحنك الأعلى أما صوت الـ ( k ) في الإنجليزية فمركب من كاف عربية مكسورة مخلوط بإمالة صغرى ولكي تعرف أخي القارئ هل أنت تنطق بكاف عربية مكسورة كسرة صحيحة أم لا عليك بتطويل كسرة الكاف فإن تولد منها ياء عربية فصيحة فكسرتك صحيحة وإن طولت الصوت بكسرة الكاف فتولد صوت الـ ( k ) في الإنجليزية فكسرتك غير صحيحة فاحذر من ذلك وحذر منه غيرك مع حث نفسك على فعل ما يحبه الله ويرضاه الأمثلة) كِتَابٌ) (البقرة: من الآية89)) كِتَابَ اللَّهِ) (النساء: من الآية24)) كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ) (لأنفال: من الآية68)) فِي كِتَابٍ) (طه: من الآية52)) الْكِتَابِ) (الجاثية: من الآية2)) أُورِثُوا الْكِتَابَ) (الشورى: من الآية14) وشبهه.
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( j ) بالإنجليزية
صوت ال ( j ) في الإنجليزية قريب من صوت الجيم العربية اللسانية الفصيحة وكم سمعت وحذر البعض من تلاوة القرآن بهذا الصوت ولكن قليل ما هم من يستجيب وللتفرقة بين صوت ال ( j ) في الإنجليزية لابد من تعريف مخرج صوت الجيم العربية اللسانية لكي يزال اللبس بين لاثنين فالجيم العربية اللسانية تخرج من المخرج الثالث من مخارج اللسان وهو وسط اللسان مع ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي ولكن بإلصاق تام محكم يمنع الصوت من الجريان عند التلفظ بها فيما لو كانت ساكنة ولابد فيها من غلق المخرج معها لئلا يجري معها جزء الصوت ولو جرى معها الصوت لتحولت إلى ال ( j ) في الإنجليزية وقراءة القرآن بهذا الصوت لا تجوز البتة نحو) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً) (الواقعة:4)) وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً) (الكهف: من الآية33)) وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ) (يّس: من الآية34)) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) (القمر: من الآية12) وشبهه.
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( v ) بالإنجليزية
صوت ال ( V ) في الإنجليزية قريب من صوت الفاء العربية وصوت الفاء العربية الشفوية يتولد باصطدام أمرين: باصطدام أطراف الثنايا العليا ببطن الشفة السفلى , والمراد ببطن الشفة السفلى , هو الجزء الذي لا يرى عندما يطبق الإنسان فمه بشكل طبيعي , فالجزء الذي يرى من الشفتين وهما منطبقتان يسمى ظاهر الشفة , والجزء الذي لا يرى يسمى باطن الشفة , واللسان قابع في مكانه لا عمل له عند النطق بالفاء , وهذا الحرف يجار عليه في وقتنا المعاصر بتغيير صوتيه بصوت الـ ( V ) في الإنجليزية ,وذلك الحرف الإنجليزي مركب صوته من فاء عربية مخلوطة بصوت الألف فيما لو كان مفتوحا , ومخلوط بصوت الواو فيما لو كان مضموما , ومشم بصوت الياء فيما لو كان مكسورا, وقراءة القرآن بصوت هذا الحرف الأعجمي لا تجوز لما في ذلك من تبدل حرف من مخرج أصلى بآخر مخرجه فرعي أعجمي , وعلي من أراد الإتقان في كتاب الله , التلقي من أفواه المشايخ المسندين في كيفية التلفظ بالفاء العربية الفصيحة وغيرها من الأحرف نحو) فِي الْأَرْضِ) (البقرة: من الآية168)) فِي الْأَرْض) (النساء: من الآية101)) فَلَكُمْ رُؤُوسُ) (البقرة: من الآية279)) فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران: من الآية179)) فَلَكُمُ الرُّبُعُ) (النساء: من الآية12)) يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّه) (الرعد: من الآية20)) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (الإنسان: من الآية7) وشبهه.
التحذير من التلاوة بصوت الـ ( p ) بالإنجليزية
صوت ال ( p ) في الإنجليزية قريب من صوت الباء الشفوية وصوت الباء الشفوية يخرج من بين الشفتين , فعندما تقرع الشفة العليا الشفة السفلى يتولد صوت الباء , والباء حرف مجهور بحبس النفس معه , والعرب كانت لا تهمسه في لهجتها الدارجة أبدا , ولو جرى النفس معها لتحولت الباء العربية الفصيحة إلى صوت الـ ( p ) في الإنجليزية وقراءة القرآن بهذا الصوت الأعجمي لا تحل أبدا , ولا عمل للسان مع مخرج صوت الباء الشفوية نحو) بِهِ زَرْعاً) (السجدة: من الآية27)) يُؤْمِنُونَ بِه) (العنكبوت: من الآية47)) صُمٌّ بُكْمٌ) (البقرة: من الآية18)) قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً) (الاحقاف: من الآية9)) بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ) (الممتحنة: من الآية4)) بُورِكَ مَنْ) (النمل: من الآية8) وشبهه.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي(/)
المختارة الثالثة في الولاء والبراء
ـ[المنهوم]ــــــــ[10 Apr 2004, 01:38 م]ـ
من خصائص المجتمع المسلم أنه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء، الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين.
وهاتان الخاصيَّتان للمجتمع المسلم هما من أهم الروابط التي تجعل من ذلك المجتمع مجتمعا مترابطاً متماسكاً، تسوده روابط المحبة والنصرة، التي تعمل مجتمعة على تحقيق رسالة الإسلام في الأرض، تلك الرسالة التي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
والمتأمل في القرآن الكريم يقف على آيات كثيرة تؤيد هذا المعنى وتؤكده، فنحن نقرأ في الولاء، قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71) ونقرأ أيضاً قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة:55)،ونقرأ في البراء قوله: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (آل عمران:28)، ونقرأ كذلك قوله: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون} َ (المجادلة:22). إلى غير ذلك من الآيات الآمرة بالولاء للمؤمنين والبراء من الكافرين.
ويمكن تلخيص صور ولاء المسلم لأخيه المسلم في صورتين:
الأولى: ولاء الود والمحبة، وهذا يعني أن يحمل المسلم لأخيه المسلم كل حب وتقدير، فلا يكيد له ولا يعتدي عليه. بل يمنعه من كل ما يمنع منه نفسه، ويدفع عنه كل سوء يراد له، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم،مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم.
الثانية: ولاء النصرة والتأييد، وذلك في حال ما إذا وقع على المسلم ظلم أو حيف، فإن فريضة الولاء تقتضي من المسلم أن يقف إلى جانب أخيه المسلم، يدفع عنه الظلم، ويزيل عنه الطغيان، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا يا رسول الله: هذا ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما؟ قال: تأخذ فوق يديه) أي تمنعه من الظلم. رواه البخاري، فبهذا الولاء يورث الله عز وجل المجتمع المسلم حماية ذاتية، تحول دون نشوب العدوات بين أفراده، وتدفعهم جميعا للدفاع عن حرماتهم، وعوراتهم.
هذا من جهة علاقة الأمة بعضها ببعض. أما من جهة علاقة الأمة أو المجتمع المسلم بغيره من المجتمعات الكافرة، فقد أوجب الله عز وجل على الأمة واجب البراء من الكفر وأهله، وذلك صيانة لوحدة الأمة الثقافية والسياسية والاجتماعية، وجعل سبحانه موالاة الكفار خروجا عن الملة وإعراضاً عن سبيل المؤمنين، قال تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (آل عمران:28) فكأنه بموالاته للكافرين يكون قد قطع كل الأواصر والعلائق بينه وبين الله، فليس من الله في شيء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحريم الإسلام لكل أشكال التبعية للكافرين , لا يعني حرمة الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، كلا، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها، ولكن المقصود والمطلوب أن تبقى للمسلم استقلاليته التامة، فلا يخضع لأحد، ولا يكون ولاؤه إلا لله ولرسوله وللمؤمنين.
ومن أخطر صور الموالاة التي يحرمها الإسلام ويقضي على صاحبها بالردة والكفر ما يلي:
1 - ولاء الود والمحبة للكافرين:
فقد نفى الله عز وجل وجود الإيمان عن كل من وادَّ الكافرين على كفرهم قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (المجادلة:22)، إلا أن هذه المفاصلة والمفارقة لا تمنع من البر بالكافرين والإحسان إليهم -ما لم يكونوا محاربين - قال تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة:8).
2 - ولاء النصرة والتأييد للكافرين على المسلمين:
ذلك أن الإسلام لا يقبل أن يقف المسلم في خندق واحد مع الكافر ضد إخوانه المسلمين يقتلهم، ويشردهم، إرضاء للكافر وانصياعا لرغباته، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً} (النساء:144) وقال أيضاً: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (المائدة:81).
فهاتان الفريضتان - الولاء والبراء - تجعلان من المجتمع المسلم مجتمعا مترابطا متعاضدا يؤدي رسالة الله ويسعى في تحقيقها، وهو في الوقت نفسه مجتمع مستقل عن الكفار كاره لهم، لا يخضع لهم بتبعية، ولا يدين لهم بسلطان، من غير أن يمنعه ذلك من الإحسان إليهم والبر بهم - ما داموا غير محاربين لنا -.
فبهاتين الفريضتين تتعاضد الروابط الإيمانية بين المسلمين، وتتحدد الروابط بين المؤمنين والكافرين، فما أحوج الأمة اليوم إلى تفعيل هاتين الفريضتين، والعمل بهما حتى تتحقق لنا سيادتنا واخوتنا، فلا ندين بالولاء إلا لله ولرسوله وللمؤمنين، ولا نعادي إلا من حادَّ الله ورسوله وتنكب سبيل المؤمنين، نسأل الله العظيم أن يعز دينه وأن يعلي كلمته، والله على كل شيء قدير. والحمد لله رب
المرجع // الشبكة الإسلامية(/)
سؤال عن لفظ (سعوا) في سورة الحج بألف وفي سورة سبأ بدونها، ما العلة؟
ـ[ابو البراء السلامي]ــــــــ[10 Apr 2004, 06:33 م]ـ
قال تعالى: و الذين سعوا في اياتنا ............. الاية هذه من سورة الحج و مثلها في سورة سبأ لكن اختلف الرسم
(سعو) بدون الف فما السبب في الحذف هنا و اثبات الخط هناك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Apr 2004, 07:45 م]ـ
أخي الكريم أبو البراء
إن هذه المسألة تندرج تحت مسألة أكبر منها، وما هي إلا مثال لتلك المسألة الكبرى، وهي أن اختلاف الرسم في المصحف الواحد أو في المصاحف العثمانية المتعددة يرجع إلى اختلاف التنوع في الرسم،وهذا الاختلاف قد يكون وراءه علة ظاهرة مرتبطة بالقراءة، وقد لا يكون وراءه علة ظاهرة، فيكون من باب اختلاف التنوع فقط.
وهذه المسألة مبنية على أنَّ في الرسم الذي أجمع عليه الصحابة ما لا تظهر له علته، ومنه ما كُتب على رسم واحد وقرئ بأكثر من وجه، فإذا أخذنا الرسم من هذا الباب (أي: اختلاف تنوع الرسم) بان كثيرٌ مما وقع فيه المشكل فيما يتعلق برسم المصحف.
والمسألة تحتاج إلى بحث واستقصاء واستقراء، وإني أطرح إليك ما تميل إليه النفس الآن من ظوتهر الاختلاف في الرسم.
وأقول: إن الاختلاف الواقع في سؤال من باب اختلاف التنوع في الرسم فحسب، ولا يلزم أن توجد علة خاصة لحذف الألف التي وقع حذفها في أمثلة أخرى، والله أعلم.
ولعل الله ييسر بيان هذه المسألة بمزيد من الأمثلة والتوضيح، فأسألكم لي الدعاء لبيان ذلك، والله الموفق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Apr 2004, 12:53 ص]ـ
ما في سورة الحج
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/22/49/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/22/52/1.png
ما في سورة سبأ
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/34/3/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/34/5/1.png
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Apr 2004, 01:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل، مسألة خط المصحف مما اختلف فيه أهل العلم فبعضهم يرى أن في بعضه اجتهاد من الصحابة وفريق يراه كله مرفوعا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا حديث زيد رضي الله عنه أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن كان يعرض عليه فإن كان فيه سقط أقامه، وفي المجمع أن رجاله ثقات. ثم كان هو الذي تولى الكتابة وكان لا يقبل شيئا حتى يشهد عدلان أنه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وما كان فعل الصحابة رضي الله عنهم إلا استنساخ ما كتب بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم والأدلة قوية في هذا الرأي. وما قيل عن التابوت والتابوه فهي رواية مرسلة.
وعلى أي حال:
فمن فوائد علم الخط أن ثواب قراءة الآيات تكون على ما كتب ورسم من الأحرف لا ما نطق
أما النطق فله ثوابه كالإتيان بالمدود على وجهها، والترسل وإتقان الترتيل ونحو ذلك مما له بحثه.
ومرجع هذا القول هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف
وأنت ترى أن نطقك بها 9 أحرف لكن الثواب كان على ما رسم وهي ثلاثة أحرف، كما أن الكلمة كلها لم تعد حرفا وإن لم يظهر معناها للسامع. فالعبرة بعدد الأحرف المرسومة كما هو ظاهر الحديث.
ومع أنك قد لا تجد إجماعا بين العلماء على كل تفاصيل ما سبق لكنك ستجد حتما فريقا من المعتبرين قال بأبعاضها.
وبالنسبة لهذا الموضع فقد اتفق علماء الخط أن المصاحف فيه كتبت بالشكل الذي علمتموه
قال العلامة الضباع:
واتفق الشيخان (أي الداني وسليمان بن نجاح ودخل أيضا الشاطبي) على زيادة الألف بعد واو الجمع المتطرفة المتصلة بالفعل أو باسم الفاعل نحو: آمنو. ولا تفسدوا وفاسعوا وكاشفوا ومرسلوا. وخرج عن ذلك ستة أفعال وهي باءو. وجاءو حيث وقعا. وفاءو بالبقرة. وعتو بالفرقان. وسعو بسبأ وتبوءو بالحشر فرسمت بدون ألف وذكرا الخلاف في لتربوا في الروم.
اهـ من مرسوم الخط وهو كتاب قيم موجود في مكتبة التفسير هنا.
===============
وبعد هذه المقدمة نرجع للآيات
وسترى أن الآية في سورة الحج قد سُبقت بنداء من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينذر فيه الناس ويدعوهم للسعي والعمل طمعا في الثواب، ثم تلاها إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أحكم آياته
فهنا -والله أعلم- ناسب ما ذكر أن تكتب الآية بزيادة حرف فيها فهي محكمة، وناسب كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحث الناس على السعي والعمل رجاء الثواب الجزيل من الله.
فهذه الآية زاد فيها 10 حسنات عن نظيرتها التي في سبأ.
أما ما في سبأ والتي هي أقل مما في الحج ناقصا منها حرف وفيه إشارة إلى القلة.
فقد ناسبت ما قبلها وفيها أن الله سبحانه وتعالى يعلم مثقال الذرة وهو الجزء المتناهي في الصغر، وما هو أصغر من الذرة أو أكبر منها
ثم جاء بعدها أن أولي العلم يعلمون أنه الحق، فتبين أنه لن تدرك هذه اللطائف إلا إن أيقنت أنه الحق من عند الله وما جاءنا من نور العلم القرآني الذي لا ينقطع مدده إلى قيام الساعة وأنه يهدي إلى صراط مستقيم
==================
وختاما أقول أن ما ذكرته هو مجرد خواطر تجري في الذهن العاجز ممن ليس هو أهلا للنظر، ولا يقاس بأهل التمكن ممن ألف وفسر، معترفا بالعجز والتقصير، غير جازم بأنه مراد الله
لكن حملني على أن أدلو بدلوي هو أني لا أشك أن لكل حرف سطر في كتاب الله معنى وحكمة جليلة في نطقه ورسمه وشكله، تناسب قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
وكم ناشدت أولي العلم ممن هم أهل أن يتصدوا لهذا الباب، لشحة ما كتب فيه وشبه انعدام المصادر التي وجدت في الأزمنة السابقة مما يغلب على الظن تعرضهم لمثل هذه الأبحاث الجليل.
والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Apr 2004, 01:47 م]ـ
بارك الله فيك د. أنمار، وأنا أوافقك أن موضوع الرسم في حاجة إلى مزيد بحث، والله يوفقنا جميعًا لذلك.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Apr 2004, 02:36 م]ـ
جواب د. أنمار مبني على أن المراد بالحرف في حديث من قرأ حرفاً من كتاب الله هو الحرف الهجائي , وهو أحد الأقوال في المسألة , وهو رأي ابن قدامة ,إلا أنه خلاف ما عليه التحقيق وهو أن المراد به اسم ُالحَرْف أيْ الكلمة لا الحَرْف الهجائيّ , وهو اختيارُ شيخِ الإسلام ابنُ تيميةَ وابنُ مفلح وابنُ كثير وابنُ الجزريّ رحمهم الله
قال ابنُ تيميةَ رحمه الله:" ولَفْظُ الحرفِ يُرَادُ بهِ الاسمُ والفعلُ وحروفُ المعاني واسمُ حروفِ الهجاءِ، ولهذا سَأَلَ الخليلُ أصحابَه: كيفَ تنطقونَ بالزَّايِ مِن زَيْدٍ؟ فقالوا: زَاي. فقال: نطقتمْ بالاسمِ،وإنّما الحرفُ " ز ".فبيّنَ الخليلُ أنّ هذه التي تُسمَّى حروف الهجاء هي أسماءٌ وكثيرًا ما يُوجد في كلام المتقدمينَ هذا " حَرْفٌ مِن الغريب " يُعَبِّرُونَ بذلك عن الاسم التّامِّ، فَقَوْلُه صلى الله عليه وسلم: [فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ] مَثَّلَهُ بِقَوْلِه: [ولكنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حَرْفٌ، ومِيمٌ حَرْفٌ وعلى نَهْجِ ذلكَ: وذلكَ حَرْفٌ، والكتابُ حَرْفٌ ونحو ذلكَ.
وقد قيلَ: إنّ " ذلكَ " أَحْرُفٌ و " الكتاب " أحْرُفٌ، وروي ذلكَ مُفسَّرًا في بعض الطُّرق ".المرجع:مجموع فتاوى ابن تيمية (12/ 107)
وقالَ ابنُ مفلح:" واختارَ الشيخُ تقيُّ الدين – أيْ ابن تيمية – أنّ المرادَ بالحروفِ الكلمةَ سواء كانت اسمًا أو فعلاً أو حَرْفًا أو اصطلاحًا، واحتجَّ بالخبر المذكور، فلولا أن المرادَ بالحَرْفِ الكلمةَ لا حَرْفَ الهجاءِ: لكانَ في " أَلِفْ لامْ مِيمْ " تِسْعُونَ حَسَنة، والخبرُ إنّما جعلَ فيه ثلاثين حَسَنة،وهذا وإنْ كانَ خِلافَ المفهومِ والمعروفِ مِن إطلاقِ الحَرْفِ، فقد استعمله الشَّارِعُ هُنا والله أعلم ".المرجع:الآداب الشرعية (2/ 312)
وقالَ ابنُ الجزريِّ:" وقد سألتُ شيخنا شيخَ الإسلام ابنَ كثير رحمه الله تعالى: ما المرادُ بالحَرْفِ في الحديثِ؟ فقال: الكلمةُ؛ لحديثِ ابن مسعودٍ رضي الله عنه مَنْ قَرَأَ القرآنَ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ ... ] () الحديث. وهذا الذي ذَكَرَهُ هو الصحيحُ؛ إذْ لو كانَ المرادُ بالحَرْفِ حَرْفَ الهجاءِ لكانَ أَلِفٌ بِثَلاثَةِ أَحْرُفٍ ولاَمٌ بِثَلاثَةٍ ومِيمٌ بِثَلاثَةٍ، وقد يَعْسُرُ على فَهْمِ بعض الناس فينبغي أنْ يُتفطَّنَ لَهُ فكثيرٌ مِن الناسِ لا يعرفه. المرجع:النشر في القراءات العشر (2/ 453 – 454).
ولذا ألا ترون أن تحرير مسألة الرسم هل هي توقيفية أم اصطلاحية هي مفتاح لمثل هذه الاختلافات , فإن كان توقيفاً فليس للعقول مدخل فيه فما ظهر لنا منه قلنا به لا على سبيل القطع ,وإلا وكلنا أمره إلى الله , وإن كان اصطلاحياً , فجوابه في دراسة هذا الاصطلاح والقواعد التي بني عليها وهنا في مثالنا تدرس قاعدة الزيادة والحذف اسأل الله أن يوفقنا جميعاً للفهم في كتابه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Apr 2004, 06:01 م]ـ
شكر الله لك يا أخي أحمد، ولعل الإخوة يفتحون باب البحث في رسم المصحف والله الموفق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 Apr 2004, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=6397
هذا نقاش سابق عن مسألة الحرف، وأنا موافق فيه لما استنتجه الشيخ أبو خالد(/)
علل أحاديث التفسير (3)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[11 Apr 2004, 12:18 ص]ـ
[3] حديث: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر، قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ولا إله إلا الله" ثلاثًا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
طرق الحديث:
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (5: 1640) من حديث ابن مسعود.
وأورده ابن كثير في تفسيره (1/ 14) من رواية أبي سعيد الخدري، وجبير بن مطعم عن أبيه، وابن مسعود، وأبي أمامة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/ 632) من رواية ابن مسعود.
وورد في مراسيل أبي سلمة، والحسن البصري.
وأورده الأستاذ حكمة بشير في التفسير الصحيح (1: 68 ـ 96) من رواية أبي سعيد الخدري.
قال: "وأخرجه أبو داود وابن ماجه: من طريق عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطم، عن أبيه نحوه.
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، وحسنه مقبل الوادعي في تحقيقه لتفسير ابن كثير". اهـ.
والحديث في ألفاظه اختلاف وزيادات .. والشاهد منه لفظ لاستعاذة .. وهو معلول من طرقه جميعًا .. وبيان ذلك كما يلي:
? أما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه أحمد في مسنده (3: 50/ برقم 11491): حدثنا محمد بن الحسن بن أتش.
وأخرجه الدارمي في مسنده (1: 310/ برقم 1239).
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 34/ برقم 2179): من طريق محمد بن شاذن.
كلاهما (الدارمي، ومحمد بن شاذان): عن زكريا بن عدي.
وأخرجه أبو داود في سننه (1: 206/ برقم 775)، ومن طريقه البيهقي في الكبير (2: 35/ برقم2185): حدثنا عبد السلام بن مطهر.
وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1: 197): حدثنا إبراهيم بن أبي داود، عنه.
وأخرجه الترمذي في جامعه (2: 9/ برقم 242)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهيه (1: 417/ برقم 707): حدثنا محمد بن موسى البصري.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1: 238/ برقم 467): ناه محمد بن موسى الحرشي.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (8: 411/ برقم 1108): حدثنا إسحاق.
وأخرجه الدارقطني في سننه (1: 298/ برقم 4): حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن يونس بن ياسين، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل.
زاد إسحاق: "وكان يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم). أراد شيخه (علي بن علي الرفاعي).
وأخرجه تمام في الفوائد (1: 54/ برقم 117): من طريق سيار بن حاتم.
ستتهم (محمد بن الحسن بن أتش، و زكريا بن عدي، وعبد السلام بن مطهر، و محمد بن موسى البصري الحرشي، و إسحاق بن أبي إسرائيل، وسيار بن حاتم): عن جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي اليشكري، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري (فذكره) .. ولفظ الترجمة المصدر به لأحمد.
ولفظ أبي داود: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاثًا، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
وقال ابن خزيمة في لفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثًا، ثم قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: "الله أكبر" ثلاثا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
قال أبو بكر (يعني ابن خزيمة): وهذا الخبر لم يُسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استُعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حُكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك ... إلى قوله: "ولا إله غيرك"، ثم يهلل ثلاث مرات، ثم يكبر ثلاثا. اهـ.
قلت: هذا وجه نكارة في هذا الخبر .. وابن خزيمة بصير بعلل أحاديث الأحكام.
وزاد البيهقي في لفظه [قال جعفر: "همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر"] من رواية محمد بن شاذان عن زكريا.
وبين الدارمي في روايته: أنه أخذ هذا التفسير عن مطر، فقال: "قال جعفر: [وفسره مطر: همزه المؤتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر"].
وفي لفظ تمام: إذا قام من الليل [رفع يديه فكبر].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومدار هذا الحديث على جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي.
* وجعفر بن سليمان، هو الضبعيُّ أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم.
قال أبو طالب عن أحمد: لا بأس به، قيل له: إن سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه، فقال: إنما كان يتشيع، وكان يحدث بأحاديث في فضل علي، وأهل البصرة يُغلون في علي، قلت: عامة حديثه رقاق؟ قال: نعم، كان قد جمعها، وقد روى عنه عبد الرحمن وغيره، إلا أني لم أسمع من يحيى عنه شيئًا فلا أدري سمع منه أم لا.
قلت: قال عباس عنه: ثقة كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه.
وقال في موضع آخر: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وكان يستضعفه.
وقال ابن أبي خيثمة وغيره: عن بن معين ثقة.
وقال أحمد بن سنان: رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينبسط لحديث جعفر بن سليمان، قال أحمد بن سنان: استثقل حديثه.
وقال ابن المديني: هو ثقة عندنا، وقال أيضًا: أكثر عن ثابت، وبقية أحاديثه مناكير.
وقال ابن سعد: كان ثقة وبه ضعف، وكان يتشيع.
وقال البخاري: يقال كان أميًا .. وذكره في (الضعفاء)، وقال: يخالف في بعض حديثه.
وقال ابن حبان: كان جعفر من الثقات في الروايات، غير أنه ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها الاحتجاج بخبره جائز.
وقال الأزدي: كان فيه تحامل على بعض السلف، وكان لا يكذب في الحديث، ويؤخذ عنه الزهد والرقائق، وأما الحديث فعامة حديثه عن ثابت وغيره، فيها نظر ومنكر.
وقال ابن شاهين في (المختلف فيهم): إنما تكلِّم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه إلا بن عمار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف.
وقال البزار: لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث ولا في خطأ فيه، إنما ذُكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم.
قال بن سعد مات سنة (78هـ) في رجب. انظر التهذيب (2: 81 ـ 82).
* وعلي بن علي الرفاعي .. ترجمه ابن حبان في المجروحين (2/ 112)، فقال: علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي، كنيته أبو إسماعيل، من أهل البصرة.
يروي عن: الحسن، وأبي المتوكل. روى عنه: وكيع، وأبو نعيم، كان ممن يخطئ كثيرًا على قلة روايته، وينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
ثم قال: روى عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: (فذكره). فدل على أنه استنكره من روايته.
قال عبد الله بن أحمد: حديث أبي سعيد حديث علي بن علي لم يجد أبي إسناده.
قال عبد الله: لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل". التنقيح لا بن الجوزي برقم (484).
وقال أبو داود: " وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا، الوهم من جعفر".
وقال أبو عيسى الترمذي: " وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث".
فهذا إذًا معلول .. وسيأتي الصواب في رواية الرفاعي في مراسيل الحسن بعد يسير .. فيثبت الوهم في هذا على جعفر. والله أعلم.
? وأما حديث نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه:
فيرويه عمرو بن مرة، واختلف عليه فيه: فرواه شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وخالفهم في ذلك مسعر وغيره.
وقد ذكر بعض الأئمة هذا الاختلاف:
قال البخاري في الكبير (6: 488): (قال آدم: حدثنا شعبة، سمع عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) كبر للصلاة.
وقال يحيى بن موسى: حدثنا ابن إدريس، سمع حصينًا، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
وقال عمرو بن محمد: حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا، عن حصين مثله.
وقال أبو الوليد: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو، سمع عمار بن عاصم العنزي، سمع نافعًا، عن أبيه (رضي الله عنه): رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي الضُّحى، وهذا لا يصح): ".
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن خزيمة: " اختلفوا في إسناد خبر جبير بن مطعم، رواه شعبة: عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه: ناه بندار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة.
(ح) وحدثنا محمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، حدثنا شعبة.
رواه حصين بن عبد الرحمن: عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
(ح) حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج، نا بن إدريس.
(ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل (جميعًا): عن حصين بن عبد الرحمن.
قال أبو بكر: وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يُدرى من هما، ولا يُعلم الصحيح ما روى حصين أو شعبة ". اهـ.
وقال ابن الجارود: "وقال مسعر: عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
واختلف عن حصين عن عمرو بن مرة، فمنهم من قال: عن عمار بن عاصم، ومنهم من قال عمارة، وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو، عن عباد بن عاصم". اهـ.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي إلا جبير بن مطعم ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق، وقد اختلفوا في اسم العنزي الذي رواه عن نافع بن جبير، فقال: شعبة عن عمرو عن عاصم العنزي.
قال ابن فضيل: عن حصين عن عمرو عن عباد بن عاصم.
وقال زائدة: عن حصين عن عمرو عن عمار بن عاصم.
والرجل ليس بمعروف وإنما ذكرناه لأنه لا يروي هذا الكلام غيره عن نافع بن جبير عن أبيه ولا عن غيره يروى أيضا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ".
وقال ابن حبان في الثقات (7: 258): " قال شعبة: عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي.
وقال مسعر: عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير.
وقال عباد بن العوام: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عمار بن عاصم، عن نافع بن جبير.
وهو عند ابن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه بطوله ونفخه الكبر وهمزه الموتة ونفثه الشعر". اهـ.
وجمع أقوالهم العراقي في أماليه (ص67)، فقال: "هذا حديث حسن مشهور ... أورد البخاري في (تاريخه) في ترجمة عاصم بن عمير العنزي طرق هذا الحديث وذكر الإختلاف فيه على عمرو بن مرة في اسم الرجل العنزي، فقال شعبة: عاصم العنزي.
وقال حصين: عباد بن عاصم.
وقال أبو عوانة: عن حصين: عمار بن عاصم، قال ولا يصح.
وذكره أيضًا في ترجمة عبد الرحمن بن عاصم سمع ما في ترجمته بنحوه.
وكذا ذكر أبو بكر البزار الإختلاف المذكور في اسمه، قال: والرجل ليس بمعروف.
وقال أبو بكر بن المنذر: عباد بن عاصم، وعاصم العنزي مجهولان لا يدري من هما.
وذكره الدارقطني في (العلل) أبسط من ذلك، وأن بعضهم أسقط الرجل من الإسناد.
قال: والصواب قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأما ابن حبان فذكر عاصمًا العنزي في (الثقات) وروى له هذا الحديث في صحيحه.
ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله من رواية محمد بن جيبر بن مطعم عن أبيه.
وما ذكر في آخر الحديث في تفسير نفخه ونفثه وهمزه هو مدرج فيه وهو من قول عمرو بن مرة كما هو مصرح به في (مسند البزار): من رواية شعبة وحصين وفي (سنن البيهقي): من رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة. والله أعلم". اهـ.
وقد وقفت على أقوالهم جميعًا سوى الدارقطني .. فلم أجده في مسند جبير بن مطعم!. (وهو مخطوط)
وإلى بيان هذا الاختلاف وبسط القول فيه مع زيادات في بيان علله والراجح في ذلك.
يدور الاختلاف فيه على رواية شعبة وحصين بن عبدارحمن.
1 ـ أما حديث شعبة: فأخرجه الطيالسي (ص128/ برقم947)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (2/ 134/ برقم 1568)، والبيهقي في السنن الكبير (2: 35/ برقم 2183).
وأخرجه أحمد (4: 85/ برقم 16830)، وابن ماجه (1: 265/ برقم 807)، وابن خزيمة (1: 238/ برقم 468) لا على سبيل الاحتجاج.
وأخرجه ابن حبان (5: 78/ برقم 1779)، و (6: 336/ برقم 2601): أخبرنا عمر بن محمد الهمداني. (طول في لفظه الثاني) محتجًا به.
ثلاثتهم (ابن ماجه، وابن خزيمة، وعمر بن محمد): عن محمد بن بشار.
وأخرجه البزار في مسنده (8: 365/ برقم 3445): أخبرنا محمد بن المثني وعمرو بن علي.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 641/ برقم949): حدثنا ابن المثنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أربعتهم (أحمد، ومحمد بن بشار، وابن المثنى، وعمرو بن علي) عن محمد بن جعفر.
وأخرجه أبو داود (1: 203/ برقم 764): حدثنا عمرو بن مرزوق.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (456/ برقم 435): حدثنا علي بن الجعد.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم950): حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب.
وأخرجه ابن خزيمة (1: 238/ برقم 468)، وابن الجارود في المنتقى (ص55/ برقم 180): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 360/ برقم 858): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، ثنا علي بن إبراهيم الواسطي.
كلاهما (محمد بن يحيى، وعلي الواسطي) عن وهب بن جرير.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (13: 339/ برقم7398)، وعنه ابن حبان (5: 80/ برقم 1780): حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6: 488)، والحاكم في المستدرك (1: 360/ برقم 858): من حديث آدم بن أبي إياس.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 77/ برقم 522)، والبيهقي في سننه الكبير (2: 35/ برقم2184): من طريق أبي الوليد الطيالسي.
وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (2: 35/ برقم2184): من طريق الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبه.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن سلمان، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا شبابة.
تسعتهم (الطيالسي، ومحمد بن جعفر، وعمرو بن مرزوق، وعلي بن الجعد، وزيد بن الحباب، ووهب بن جرير، و عبد الرحمن بن مهدي، وآدم بن أياس، وأبو الوليد، ويزيد بن هارون، وشبابة) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
قال الحاكم: " وفي حديث وهب بن جرير: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه ".
قلت: ووقع بيان هذا المبهم (أيضًا) في رواية يزيد بن هارون، وزيد.
وما وقع في الكبير: (عاصم، عن رجل من عنزة) تصحيف، صوابه: (عاصم رجل من عنزة).
ولفظ رواية محمد بن جعفر: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين دخل الصلاة، قال:"الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، سبحان الله بكرةً وأصيلاً، سبحان الله بكرةً وأصيلاً، سبحان الله بكرةً وأصيلاً.
اللهم إنِّي أعوذ بك من الشيطان، من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال عمرو: وهمزه الموتة، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر. هذا لفظ ابن بشار عنه.
ولفظ البعض قال: "من الشيطان الرجيم".
ولفظ يزيد بمعناه ولم ينسب التفسير إلى عمرو، ولكن قال: قيل: وما همزه؟ قال: الموتة التي تأخذ بن آدم، قيل: وما نفخه؟ قال: الكبر، قيل: وما نفثه؟ قال: الشعر.
ولفظ عمرو بن مرزوق: " أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي صلاة ـ قال عمرو: لا أدري أي صلاة هي ـ ولم ينسب الزيادة إلى عمرو (كذلك).
وقال شبابة: قال شعبة: قال لي مسعر: إن عمرًا روى هذا التفسير عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
قلت: ذكر طرفًا من هذا الاختلاف البيهقي في السنن الكبير (2: 35).
* وعاصم العنزي لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في (الثقات).
وقد جعله البخاري في التاريخ الكبير (6: 488) في ترجمة عاصم بن عمير العنزي. قال: عن أنس، روى عنه محمد بن أبي إسماعيل .. ثم ساق الخلاف المذكور آنفًا.
وقد ذكره الذهبي في (الميزان)، فقال: " عاصم بن عمير العنزي (د ق) .. وهو عاصم بن أبي عمرة.
روى عن: أنس بن مالك، ونافع بن جبير بن مطعم.
روى عنه: عمرو بن مرة، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي.
له عند أبي داود وابن ماجة حديث جبير بن مطعم.
أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي، فقال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا" الحديث. وأورد له البخاري في (تاريخه) طرق هذا الحديث، وذكر الاختلاف فيه على عمرو بن مرة، فقال: شعبة عن عمرو بن عاصم العنزي. وقال عبد الله بن إدريس وعبثر: عن حصين يعني ابن عبد الرحمن، عن عمرو، عن عباد بن عاصم. وقال أبو عوانة: عن حصين عن عمرو سمع عمار بن عاصم قال ولا يصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر الدارقطني في (العلل) نحوه وزاد: أن ابن فضيل وسويد بن عبد العزيز روياه عن حصين، عن عمرو، عن نافع بن جبير، لم يذكرا بين عمرو وبين نافع أحدًا، قال: وكذلك رواه زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو، عن نافع بن جبير، قال: والصواب من ذلك قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وقال أبو بكر بن المنذر: حديث جبير بن مطعم رواه عباد بن عاصم وعاصم العنزي وهما مجهولان لا يُدرى من هما.
قلت: ظن ابن المنذر أنهما اثنان وإنما هو رجل واحد اختلف في اسمه كما ذكر البخاري.
وقد ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى له هذا الحديث في صحيحه". اهـ.
2 ـ وأما حديث حصين بن عبدالرحمن: فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1: 209/ برقم 2396)، (1: 215/ برقم 2460)، (6: 19/ برقم 29142).
وأخرجه أحمد وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في المسند (4: 82/ برقم 16806): ثنا عبد الله بن محمد.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6: 88): وقال يحيى بن موسى.
وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1: 238/ برقم 469): حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 641/ برقم 948): حدثنا محمد بن العلاء.
وأخرجه الطبراني في الكبير (2: 135/ برقم 1570). حدثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني.
ستتهم (ابن أبي شيبة، وعبدالله بن أحمد، ويحيى بن موسى، والأشج، ومحمد بن العلاء، ويحيى الحماني) عن ابن إدريس.
وأخرجه البخاري في التا يخ الكبير (6: 88): وقال عمرو بن محمد، حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا.
وقال أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة.
وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1: 238/ برقم 469): حدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل.
وأخرجه البزار (8: 366/ برقم 3446): أخبرناه علي بن المنذر، قال: أخبرنا محمد بن فضيل.
خمستهم (ابن إدريس، وأبو عوانة، و هارون بن إسحاق، وابن فضيل، وعمر): عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
ولفظ ابن إدريس: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وافته الصلاة، فقال: " الله أكبر كثيرًا" ثلاث مرات، "والحمد لله كثيرًا" ثلاثًا، "وسبحان الله بكرة وأصيلاً" ثلاثًا، وقال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وهمزه، ونفثه، ونفخه".
قال: فكان يقول: همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر. ولم يذكر ابن أبي شيبة هذه الزيادة.
وفي رواية أحمد: قال حصين: " همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
قلت: ما وقع عند البخاري في (التاريخ) رواية أبي عوانة، والطبراني في (الكبير) رواية الحماني: "عمار بن عاصم"، من الخلاف في اسم الراوي .. ذكر هذا البخاري في التاريخ (6: 488)، وابن أبي حاتم في الجرح (6: 84). وقال البخاري: "وهذا لا يصح".
* وعباد بن عاصم هذا لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في الثقات (7: 159) على سبيل التعدد وإنما هو رجل واحد، كما يدل غليه الخلاف المذكور عن البخاري وغيره.
وله أوجه أخر من الخلاف، إذ رواه مسعر، عن عمرو بن مرة، واختلف عليه.
ورواه عبدالعز بن عبيدالله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بدون ذكر الواسطة، فخالف الجميع في هذا.
3 ـ فأما حديث مسعر: فأخرجه أحمد في مسنده (4: 80/ برقم 16785): ثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، قال: حدثني عمرو بن مرة، عن رجل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
وأخرجه أحمد في مسنده (4: 80/ برقم 16786).
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم951): حدثنا أبو كريب.
كلاهما: عن وكيع، قال: ثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (2: 134/ برقم 1569): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع ومحمد بن بشر (قرنهما) به.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13: 467): أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني، حدثني ناعم بن السري بن عاصم، حدثني هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا وكيع ومحمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن عمرو بن مرة ـ على رحل سفيان ـ عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
وقوله هنا: (على رحل سفيان) لست أدري ما وجهها؟!! .. ولعله تصحيف، وإن حملناها على ظاهرها فتكون متصلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم952): حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن بشر، عن عمرو بن مرة، به.
* وعمرو بن مرة هذا عليه المدار، وهو الجملي المرادي الجهني أبو عبد الرحمن.
قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، كان يرى الإرجاء. وقال عبد الرحمن بن مهدي: أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو يُخطئ منهم عمرو بن مرة. مات سنة عشر ومئة. انظر مشاهير علماء الأمصار برقم (764).
فسماعه من نافع بن جبير ممكن خاصة أنه قدم الكوفة زمن الحجاج كما في الأوسط للبخاري (1: 198). ولكن القاعدة في مثل هذا أنه منقطع؛ إذ ذكر بينه وبين نافع واسطة، فنحمل رواية الخطيب عليها.
وأخرجه البيهقي (2: 35/ برقم2184): من طريق الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبه، عن عمرو، عن رجل من عنزه، يقال له: عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ولفظ أحمد: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول في التطوع: "الله أكبر كبيرًا" ثلاث مرار، "والحمد لله كثيرًا" ثلاث مرار، "وسبحان الله بكرة وأصيلاً" ثلاث مرار، "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
[قلت: يا رسول الله ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال: "أما همزه فالموتة التي تأخذ بن آدم وأما نفخه الكبر ونفثه الشعر"].
فرفع مسعر الزيادة عن عمرو وهو حجة ثقة ثبت، وقد توبع على ذلك.
ويشهد لهذه رواية شبابة عن شعبة: أن مسعر سمع هذا من عمرو.
ويحمل رفعه لهذه الزيادة على نشاطه (والله أعلم).
4 ـ وأما حديث عبدالعزيز بن عبيدالله: فأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2: 281/ برقم 1343): حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قام بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن خلفه فافتتح الصلاة فسمعته يقول (فذكره).
وزاد [ثم قرأ فلما أنصرف، قال: تدرون ما همزه؟ قلنا: لا. قال: الجنون من المس، ونفثه الكبر، ونفخه الشعر].
وهذا إسناد لا يصح ..
* فإن عبدالعزيز بن عبيدالله هذا، هو الحمصي، قال ابن معين: ضعيف لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش.
وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث.
وضعفه غيرهما. انظر تهذيب الكمال (18: 171 ـ 172).
والحديث في مجمله غريب لم يثبته الأئمة، ولم يستعملوه، فمن احتمل هذا الاختلاف صححه .. ؟!! وفي صحته من هذا الطريق نظر. . وهو ثابت من حديث عمرو بن مرة، لكن العلة في اختلاف ألفاظه وفي قبول تفرد راويه لو سلمنا بترجيح رواية شعبة جريًا مع الدارقطني .. وإن جرينا على رأي البزار وابن خزيمة فمردود.
ثم اعلم أخي الكريم أن ابن خزيمة خرجه في (صحيحه) لبيان ضعفه، أما ابن حبان فخرجه على سبيل الاحتجاج .. ولم يشر لعلته في الصحيح .. لكنه أشار لذلك في (الثقات) ولم يرجح.
أما الحاكم فخرجه من حديث شعبة وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وهو متساهل .. قلما ينظر في العلل!.
أما الألباني فلم يحرر الحكم عليه .. ففي حكمه عليه نظر.
? وأما حديث ابن مسعود:
فاختلف عليه فيه فروي عنه مرفوعًا وموقوفًا:
قال البيهقي في الكبرى (2: 35/ برقم2185) ورويناه عن عبدالله بن مسعود مرفوعا وموقوفا.
قلت: رفعه أبو عبدالرحمن السلمي، وأوقفه أبو الأحوص.
رواه عن أبي عبدالرحمن: عطاء بن السائب، واختلف عليه (كذلك).
فرفعه محمد بن فضيل، وعمار بن رزيق، وورقاء.
وأوقفه حماد بن سلمة.
1 ـ فأما حديث محمد بن فضيل: فأخرجه في الدعاء له (1: 157/ برقم 118)، وعنه ابن أبي شيبة (6: 17/ برقم 29123): حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفخه، ونفثه، قال: فهمزه الموت، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
وأخرجه أحمد وابنه في المسند (1: 404/ برقم 3830): عن ابن أبي شيبة به (وقد نزل فيه أحمد).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه من طريق ابن فضيل: ابن ماجه في سننه (1: 266/ برقم 808)، وأبو يعلى في مسنده (9: 10/ برقم 5077)، والطبري في تهذيب الآثار (2: 646/ برقم 955)، وابن خزيمة في صحيحه (1: 240/ برقم 472)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5: 1640/ برقم 8424)، والطبراني في الدعاء (1: 409/ برقم 1381)، والحاكم في المستدرك (1: 325/ برقم 749)، والبيهقي في السنن الكبير (2: 36/ برقم 2186)، والصغير (1: 245/ برقم 376).
ورواته عن ابن فضيل: (أبو بكر بن أبي شيبة، و يوسف بن عيسى المروزي، و علي بن حرب، و محمد بن عبد الله بن نمير، و يحيى بن عبد الحميد الحماني، أبو سعيد الاشج).
وألفاظهم متفقة سوى رواية أبي بكر بن أبي شيبة في بعض طرقها ففيها زيادة [إذا دخل في الصلاة، يقول ... ].
وفي رواية الحماني عند الطبراني: " فهمزه الذي يأخذ صاحب المس ".
وهو تفسير " الموت " و "الموتة " الواردة في بعض طرق الحديث مجملة.
2 ـ وأما حديث عمار بن رزيق: فأخرجه أحمد في مسنده (1: 403/ برقم 3828).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (9: 258/ برقم 5380): حدثنا أبو خيثمة.
كلاهما (أحمد، وأبو خيثمة): حدثنا أبو الجواب الضبي، حدثنا عمار بن رزيق، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (فذكره).
غير أنه قال في لفظ أبي يعلى: " ونفثه السحر".
ورواية ابن فُضيل أشهر.
3 ـ وأما حديث ورقاء فأخرجه البيهقي في الشعب (2: 366/ برقم 2066): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الشيباني، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، ثنا أحمد بن أبي طيبة، ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا أن نقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
قال عطاء: همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبرياء.
فجعل التفسير من قول عطاء.
4 ـ وأما حديث حماد بن سلمة: فأخرجه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
* وعطاء بن السائب فيه كلام من جهة اختلاطه وهو ظاهر في هذا الحديث لاختلاف الرواة عليه.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة رجل صالح.
وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما سفيان وشعبة، وسمع منه حديثا جرير وخالد وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها. قال: وقال وهيب: لما قدم عطاء البصرة قال: كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا ولم يسمع من عبيدة شيئا، وهذا اختلاط شديد.
وقال أبو داود: وقال شعبة حدثنا عطاء بن السائب وكان نسيًّا.
وقال بن معين: عطاء بن السائب اختلط وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه، وقد سمع منه أبو عوانة في الصحيح الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه.
وقال أحمد بن أبي نجيح عن ابن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب، وجميع من سمع من عطاء سمع منه في الاختلاط إلا شعبة والثوري.
وقال ابن عدي: من سمع منه بعد الاختلاط في أحاديثه بعض النكرة.
وقال العجلي: كان شيخا ثقة قديمًا، روى عن بن أبي أوفى، ومن سمع منه قديمًا فهو صحيح الحديث منهم الثوري، فأما من سمع منه بآخره فهو مضطرب الحديث، منهم هشيم وخالد الواسطي إلا أن عطاء بآخره كان يتلقن إذا لقنوه في الحديث؛ لأنه كان غير صالح الكتاب، وأبوه تابعي ثقة.
وقال أبو حاتم: كان محله الصدق قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخره تغير حفظه، في حفظه تخاليط كثيرة، وقديم السماع من عطاء سفيان وشعبة، وفي حديث البصريين عنه تخاليط كثيرة؛ لأنه قدم عليهم في آخر عمره، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين ورفعها إلى الصحابة.
وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير ورواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة.
وقال الحميدي عن ابن عيينة: كنت سمعت من عطاء بن السائب قديمًا، ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد استثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضًا، قاله ابن معين، وأبو داود، والطحاوي، وحمزة الكناني.
قال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان من قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم، وهم: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.
وقال حمزة الكناني في (أماليه): حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
قال ابن سعد وغيره مات سنة 137 ". انظر التهذيب (7: 184)، الكواكب النيرات (319 ـ 333).
وإذا نظرنا في روايته على ضوء ما ذُكر من اختلاطه، ظهر لنا تخليطه، وقد وقع النص من أبي حاتم على تخليطه في حديث ابن فضيل عنه .. وهو ما يفسر الاختلاف الوارد في روايته، فتكون رواية حماد بن سلمة أرجح خاصة أن سندها صحيح.
وتتأيد برواية أبي الأحوص التي أخرجها عبدالرزاق في مصنفه (2: 84/ برقم 2581)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الاحوص، عن عبد الله، قال: "همزه المؤتة يعني الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر".
وهذه رواية صحيحة.
* أبو إسحاق هو السبيعي، ثقة مشهور احتج به الشيخان ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي وأبو حاتم الرازي.
وفيه كلام من جهة اختلاطه، إلا أن الثوري من قدماء أصحابه المشهورين، بل هو أثبت الناس فيه. انظر التهذيب (8: 63)، والكواكب النيرات (ص341 ـ 356).
* وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، مشهور بكنيته، من ثقات الكوفيين. خرج له مسلم والأربعة. التقريب برقم (5218).
نعود للرواية الأولى إذ أنه معلولة من جهة سماع أبي عبدالرحمن السلمي من ابن مسعود.
روى يحيى بن معين عن حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، قال: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي. انظر تاريخ الدوري (4: 67/ برقم3180)، تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107)، جامع التحصيل (ص208)، التجريح (2: 816).
قلت: روى هذا الخبر أحمد عن حجاج يعني ابن محمد الأعور قال قال شعبة: لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولكنه قد سمع من علي رضي الله عنهما. تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107).
ويظهر أنه هو الذي أسقط ذكر عبدالله، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص108): عن أحمد بن محمد الأثرم سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل وذكر قول شعبة لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولا من ابن مسعود، فلم ينكر عبدالله، وقال: دع عبدالله فإني تركته، أراه وهم.
قلت: ويصح لأبي عبدالرحمن سماع؟ فقال: نحو قوله الأول، أراه وهم قوله: لم يسمع عبدالله. اهـ.
قلت: لم يصرح أحمد بسماعه، ومسألة صحة ذكر عبدالله في قول شعبة، تنصرف لخطأ الرواية.
وأبو عبدالرحمن عن ابن مسعود، لم يخرجه البخاري ومسلم .. ففي سماعه نظر.
وقد وقفت على رواية لهمام، عن عطاء بن السائب، عنه: أنه صلى خلف علي رضي الله عنه وابن مسعود فكلاهما يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله.
أخرجها الطحاوي في المعاني (1: 270 ـ 271).
ولكن همام ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط .. نص على هذا ابن حجر في النكت الظراف (7: 50).
والمسألة تحتاج لتحرير أكثر .. بجمع المرويات والنظر فيها.
? وأما حديث أبي أمامة:
فأخرجه أحمد (5: 253/ برقم 22231)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (68: 120): ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة، أنا يعلى بن عطاء أنه سمع شيخًا من أهل دمشق أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، وشركه".
وله وجه آخر عند أحمد (5: 253/ برقم 22233): ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن رجل حدثه: أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاث مرات، ثم قال: "لا إله إلا الله ثلاث مرات، وسبحان الله وبحمده ثلاث مرات، ثم قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
كذا قال:" نفثة " بدلاً من "شركه".
* وهذا الدمشقي مجهول لم يسم في شيء من طرق الحديث، ولا عرفه ابن عساكر .. وقد ترجمه في تاريخ دمشق (68: 120/ برقم 9091).
? وأما حديث أبي سلمة:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخرجه أحمد (6: 156/ برقم 25266): ثنا قراد أبو نوح، أنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبى كثير، قال أبو سلمة: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، يقول: "اللهم أنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، قالوا: يا رسول الله وما همزه ونفخه ونفثه؟ قال: "أما همزه فهذه الموتة التي تأخذ بنى آدم، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
? وأما حديث الحسن البصري:
فأخرجه عبدالرزاق في المصنف (2: 82/ برقم 2572)، (2: 84/ برقم 2580): عن هشام بن حسان.
وله عنده وجه آخر في (2: 82/ برقم 2573): عن معمر، عن من سمع الحسن.
وأخرجه مسدد (مسنده) كما في المطالب العالية (4/ 30/ برقم 457): حدثنا يحيى عن عوف.
وأخرجه أبو داود في المراسيل (ص88/ برقم32): حدثنا أبو كامل: أن خالد بن الحارث حدثهم، حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (ص456/ برقم 434): حدثنا علي بن الجعد، حدثنا علي بن علي الرفاعي.
خمستهم عن الحسن (كذا مرسلاً).
ولفظ هشام عند عبدالرزاق: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه".
قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا!! قال: "أما همزه فالجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
واختصره في الموضع الثاني بلفظ " أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه"، قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا، لمن هذا!! قال: "أما همزه فهو الجنون، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
ولفظ معمر عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، قال: "الله أكبر كبيرًا" مرتين، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا "، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من نفثه، ونفخه، وهمزه".
وجاء في لفظ مسدد عنه قال: بلغني أن رسول الله كان يقول: "إذا افتتح الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قيل: ما همزه؟ قال: "همزه المؤتة التي تأخذ بني آدم ونفثه الشعر ونفخه الكبر".
ولفظ الرفاعي عنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل قال: " لا إله إلا الله " ثلاثًا، "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة، ونفخه، ونفثه".
قال: فسئل عنها؟ قال: "همزه موتة الجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
ولفظ أبي بكرعنه قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد، قال ـ قبل أن يكبرـ: "لا إله إلا الله لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: ثم يقول: "الله اكبر"، ورفع عمران بيديه يحكي.
غريب الحديث:
قوله: (همزه، ونفثه، ونفخه) .. جاء تفسيرها في الحديث.
قال أبو عبيد في غريبه (3: 77 ـ 78): " فالموتة: الجنون، وإنما سماه همزًا؛ لأنه جعله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته.
وأما الشعر: فإنه إنما سماه نفثا؛ لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه، مثل الرقية ونحوها، وليس معناه إلا الشعر الذي كان المشركون يقولونه في النبي (عليه السلام) وأصحابه؛ لأنه قد رويت عنه رخصة في الشعر من غير الشعر الذي قيل فيه وفي أصحابه.
وأما الكبر: فإنما سمي نفخًا؛ لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه فيعظمها عنده ويحقر الناس في عينه، حتى يدخله لذلك الكبر والتجبر والزهو ".
قال الشوكاني في نيل الأوطار (2: 214): " وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين إلى ذلك.
وقيل: المراد شياطين الإنس وهم الشعراء الذين يختلقون كلاما لا حقيقة له.
والنفث في اللغة: قذف الريق وهو أقل من التفل.
والنفخ في اللغة (أيضًا): نفخ الريح في الشيء، وإنما فسر بالكبر لأن المتكبر يتعاظم لاسيما إذا مدح.
والهمز في اللغة (أيضًا): العصر يقال همزت الشيء في كفي أي عصرته، وهمز الإنسان اغتابه" اهـ.
وكتبه/ يحيى البكري الشهري .. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الأحد الحادي والعشرين من صفر لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2004, 01:26 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المباحث العلمية النفيسة، وزادك علماً وهدى وبصيرة.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2004, 04:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأفاضل الكرام
الدكتور يحيى
تابعت السلسلة من أولها و كانت بحق رائعة العنوان و البنيان
بحوث قيمة و علوم محكمة
شكر الله لك وزادك الله فهماً و علما، و لا حرمنا الله في هذا الملتقى من إطلالاتك الرائدة
محبك
عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[02 May 2004, 10:46 م]ـ
شكر الله لك أخي عبدالرحمن .. وهذا الجهد لكم فيه أجر فلولا حرصكم وإلزامكم لي بالمشاركة لما نشطت لهذا .. فأسأل الله ـ عز وجل ـ أن لا يحرمنا وأياكم الأجر والمثوبة.
أما أنت أخي عبدالله .. "فأحبك الذي أحببتني فيه" .. وأشكر لك متابعتك لهذه الأبحاث .. وجمعنا الله بكم (جميعًا) في خير وعافية.(/)
يا أهل التفسير
ـ[النايف]ــــــــ[11 Apr 2004, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أهل التفسير
قال الله تعالى ((وما كان ربك نسيا)) و قال الله تعالى ((نسوا الله فنسيهم))
كيف نجمع بين الأيتين وجزاكم الله خيرا
ـ[روضة]ــــــــ[15 Sep 2006, 08:18 م]ـ
يسهُل الجمع بين الآيتين الكريمتين بعد معرفة الأصل اللغوي لكلمة (النسيان) والذي هو (الترك)، وقد يكون الترك متعمداً، وقد يكون غير متعمد، وهو الغفلة.
أما قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذ?لِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [مريم:64]، فهو نفي للترك المتعمد لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، والمعنى: أي ما كان ربك تاركاً لك يا محمد، وإن أخر عنك الوحي، وهو كقوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى?}
[الضحى: 3] وهذا الخطاب حكاية لقول جبريل عليه السلام لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام حين تأخر عنه الوحي، فشقّ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر الإمام الألوسي أن النسيان في هذه الآية: (وما كان ربك نسياً) قد يأتي على ظاهره، وهو الغفلة، فالله عز وجل لإحاطة علمه وملكه لا يطرأ عليه الغفلة والنسيان، حتى يغفل عن الإيحاء إليك، ثم رجّح رحمه الله المعنى الأول، وهو الترك لمناسبته لسبب النزول، ولأن المعنى الثاني لا يُحتاج إلى نفيه عن الله تعالى، فالنسيان بمعنى الغفلة محال على الله.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن النسيان الذي هو بمعنى الغفلة يعود أيضاً إلى الترك، لكنه ترك غير متعمد.
وفي هذا يقول الفيروز أبادي في (بصائر ذوي التمييز): النِّسيان: تَرْكُ الإِنسان ضَبْطَ ما اسْتُودِعَ، إِمّا لضَعْف قَلْبه، وإِمّا عن غَفْلةٍ، وإِمّا عن قَصْد حتى يرتفع عن القَلْبِ ذِكْرُه. أ. هـ.
النسيان بمعنى الترك المتعمد ليس محالاً على الله وهو المعنى غير الظاهر من النسيان، ولكن الترك غير المتعمد وهو الغفلة محال عليه سبحانه وهو المعنى الظاهر من النسيان، ونفي النسيان عن الله في الآية السابقة، قد يحمل على المعنيين: إما نفي الترك المتعمد لرسوله صلى الله عليه وسلم، وإما نفي الغفلة.
أما النسيان المنسوب إليه تعالى الوارد في قوله: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}، فهو ترك متعمد للذين نسوه، والمعنى أن الكافرين تركوا طاعة أوامر الله، والتزام شرعه، فتركهم الله من رحمته، أو تركهم في النار، والتعبير بالنسيان من باب المشاكلة.
ولا يجوز أن يحمل النسيان في هذه الآية على أنه غير متعمد، سواء نسيان الكافرين أو نسيان الله لهم، لما سبق من أنه محال في حق الله، ولأن النسيان عن غير قصد لا يحاسب عليه الإنسان، قال الإمام الرازي: "واعلم أن هذا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان على الحقيقة لما استحقوا عليه ذماً، لأن النسيان ليس في وسع البشر، وأيضاً فهو في حق الله تعالى محال، فلا بد من التأويل، وهو من وجهين: الأول: معناه أنهم تركوا أمره حتى صار بمنزلة المنسي، فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته، وجاء هذا على أوجه الكلام كقوله:
{وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا}
[الشورى: 40] الثاني: النسيان ضد الذكر، فلما تركوا ذكر الله بالعبادة والثناء على الله، ترك الله ذكرهم بالرحمة والإحسان، وإنما حسن جعل النسيان كناية عن ترك الذكر لأن من نسي شيئاً لم يذكره، فجعل اسم الملزوم كناية عن اللازم. أ. هـ.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
والنتيجة أن نفي النسيان عن الله لا يتعارض مع إثباته له سبحانه، فكلٌ له سياق ووجه يُحمل عليه، والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Sep 2006, 08:53 م]ـ
سؤال: هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟.
الجواب:
الحمد لله
" للنسيان معنيان:
أحدهما: الذهول عن شيء معلوم مثل قوله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) البقرة /286. ومثل قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) طه/115. على أحد القولين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني). وقوله صلى الله عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها). وهذا المعنى للنسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعي، والعقلي.
أما السمعي: فقوله تعالى عن موسى: (قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى) طه /52.
وأما العقلي: فإن النسيان نقص، والله تعالى منزه عن النقص، موصوف بالكمال، كما قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النحل /60. وعلى هذا فلا يجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال.
والمعنى الثاني للنسيان: الترك عن علم وعمد، مثل قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء) الأنعام /44. ومثل قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) طه /115. على القول الثاني في تفسيرها. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في أقسام أهل الخيل: (ورجل ربطها تغنياً وتعففاً، ولم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر). وهذا المعنى من النسيان ثابت لله تعالى عز وجل قال الله تعالى: (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ) السجدة /14. وقال تعالى في المنافقين: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) التوبة/67. وفي صحيح مسلم في كتاب الزهد والرقائق عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فذكر الحديث، وفيه " أن الله تعالى يلقى العبد فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني ".
وتركه سبحانه للشيء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته، قال الله تعالى: (وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ) البقرة /17. وقال تعالى: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) الكهف /99. وقال: (وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً) العنكبوت/35. والنصوص في ثبوت الترك وغيره من أفعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة معلومة، وهي دالة على كمال قدرته وسلطانه. وقيام هذه الأفعال به سبحانه لا يماثل قيامها بالمخلوقين، وإن شاركه في أصل المعنى، كما هو معلوم عند أهل السنة " اهـ.
"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/ 172 - 174).(/)
فائدة نفيسة من ابن القيم لمن يتعاطى علم اللغة ويهتم به
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Apr 2004, 09:39 ص]ـ
ما يذكره المجتهد العالم باللغة من موضوع اللفظ لغة شيء، وما يُعيِّن له محملاً خاصاً في بعض موارده من جملة محامله شيء.
(فالأول): حُكْم قولِه فيه حُكمُ قول أئمة اللغة فيقيد بشرطه.
(والثاني): حُكْم قولِه فيه حُكمُ ما يفتى به فيطلب له الدليل.
مثاله: قوله الباء في (وامسحوا برؤوسكم) للتبعيض، فهذا حملٌ منه للباء على التبعيض في هذا المورد،وليس هو كقوله: ابن السبيل هو المسافر الذي انقطع عن أهله ووطنه ونظائر ذلك.
فهذا نقل محض اللغة،والأول استنباط وحَمْلٌ، ومن لم يفرق بين الأمرين غلط في نظره، وغالط في مناظرته والله أعلم *
المصدر: بدائع الفوائد، الجزء: 4/ 208.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Oct 2008, 03:31 م]ـ
فائدة طيبة.(/)
ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2004, 09:33 م]ـ
مفكرة الإسلام: انتهى الروسي المسلم 'ألمير كولييف' من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية.
وحسب وكالة 'إيتار تاس' فقد أشرفت دار 'الأمة' للنشر والتوزيع بموسكو على طباعة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية.
ودعا رئيس جامعة موسكو الإسلامية الدكتور 'مراد خزرت' المسلمين إلى حضور ندوة حول الترجمة تعقد في منتصف أبريل الجاري في منطقة 'بارك كولتوري' بموسكو.
وكانت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم للغة الروسية هي ترجمة الدكتورة 'سمية عفيفي' أستاذة اللغة الروسية بقسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس بالقاهرة، حيث بدأت الترجمة عام 1995 وانتهت منها عام 2000 بإشراف لجنة من الأزهر الشريف.
وقد لاقت تلك الترجمة قبولاً ملحوظًا لدى الشعوب الإسلامية الناطقة بالروسية والتي كانت متعطشة إلى معرفة معاني القرآن الكريم.
المصدر مفكرة الإسلام ( http://www.islammemo.cc/news/one_news13.asp?IDnews=29407)(/)
تعدد عقوبات الأمم الماضية .. وعلاقة العقوبة بالذنب
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[11 Apr 2004, 11:42 م]ـ
ما سر تعدد عقوبات الأمم التي عصت؟ .. وهل لنوع العقوبة علاقة بالذنب؟
سؤال لأهل الاختصاص (بارك الله فيهم) .. مع ذكر المصدر إن وجد. أكن من الشاكرين.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Apr 2004, 12:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض النقولات التي لها تعلق بسؤال الشيخ يحيى - أحيا الله قلبه بالإيمان، ونور بصيرته بعلم السنة والقرآن -:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"وكان عذاب كل أمة بحسب ذنوبهم و جرائمهم، فعذب قوم عاد بالريح الشديدة العاتية التي لا يقوم لها شيء، وعذب قوم لوط بأنواع من العذاب لم يعذب بها أمة غيرهم، فجمع لهم بين الهلاك والرجم بالحجارة من السماء وطمس الأبصار وقلب ديارهم عليهم بأن جعل عاليها سافلها، والخسف بهم إلى أسفل سافلين، وعذب قوم شعيب بالنار التي أحرقتهم وأحرقت تلك الأموال التي اكتسبوها بالظلم والعدوان، وأما ثمود فأهلكهم بالصيحة فماتوا في الحال ... ومن اعتبر أحوال العالم قديماً وحديثاً وما يعاقب به من يسعى في الأرض بالفساد وسفك الدماء بغير حق، وأقام الفتن واستهان بحرمات الله علم أن النجاة في الدنيا والآخرة للذين آمنوا وكانوا يتقون" [مجموع الفتاوى 16/ 249].
وقال ابن القيم رحمه الله:
"وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغيث من السماء والقحط والجذب، وجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين وتعدي القوي على الضعيف سبباً لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم والآم وغموم تحضرها نفوسهم، لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزاً، لتحق عليهم الكلمة وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسّير بصيرته بين الأقطار العالم فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته" [زاد المعاد 4/ 363].
وقال السعدي: "فكل من هؤلاء الأمم المكذبة أخذنا بذنبه على قدره وبعقوبة مناسبة له" [تيسير الكريم 4/ 60].
مستفاد من هذا الارتباط الاعتبار بمصارع الأمم الماضية ( http://saaid.net/Doat/mongiz/10.htm)
ـ[أخوكم]ــــــــ[12 Apr 2004, 06:07 م]ـ
وذكر الشنقيطي _ رحمه الله _ عند تفسيره لسورة الحاقة عن علاقة العقوبة بذنب كل قوم وسبب اختلافها وأجاد في ذلك فارجعوا إليه فهو مفيد في بابه ...
بل إني تتبعت كثيرا من العقوبات القدرية والشرعية سواء في الدنيا والآخرة فوجدتها مناسبة للذنب التي تم اقترافه فمن سرق قطعت يده ومن قتل قُتل .... الخ
حتى تبادر إلى ذهني أن من شاء أن يقضي بالحق بين الناس فليعمل بقوله سبحانه: جزاء وفاقا
فيجازي من أساء عقوبة مناسبة لذنبه
فما أعلم الله وأخبره وأحكمه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2004, 11:09 م]ـ
هناك كتاب جمع هذه المسألة من القرآن والسنة والتاريخ وحاول الاستقصاء. عنوانه: (الجزاء من جنس العمل) للدكتور سيد العفاني. وأظنه في ثلاثة مجلدات.
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[13 Apr 2004, 12:06 ص]ـ
أحسنتم وأجدتم .. فجزاكم الله خيرًا.
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[26 May 2005, 02:31 ص]ـ
نص كلام الشيخ عطية محمد سالم في تتمته لأضواء البيان الذي أشار إليه الأخ "أخوكم":
(ونوع في أخذهم ذلك: فأغرق فرعون وقوم نوح، وأخذ ثمود بالصيحة، وعاداً بريح، وقوم لوط بقلب قراهم، كما أخذ جيش أبرهة بطير أبابيل، فهل في ذلك مناسبة بين كل أمة وعقوبتها، أم أنه للتنويع في العقوبة لبيان قدرته تعالى وتنكيله بالعصاة لرسل الله؟
الواقع أن أي نوع من العقوبة فيه آية على القدرة، وفيه تنكيل بمن وقع بهم، ولكن تخصيص كل أمة بما وقع عليها يثير تساؤلاً، ولعل مما يشير إليه القرآن إشارة خفيفة هو الآتي:
أما فرعون فقد كان يقول: {أَلَيْسَ لِى مُلْكُ مِصْرَ وَهَـ?ذِهِ ?لاٌّنْهَـ?رُ تَجْرِى مِن تَحْتِى?}، فلما كان يتطاول بها جعل الله هلاكه فيها أي في جنسها.
وأما قوم نوح فلما يئس منهم بعد ألف سنة إلا خمسين عاماً، وأصبحوا لا يلدوا إلا فاجراً كفاراً، فلزم تطهير الأرض منهم، ولا يصلح لذلك إلا الطوفان.
وأما ثمود فأخذوا بالصيحة الطاغية، لأنهم نادوا صاحبهم فتعاطى فعقر، فلما كان نداؤهم صاحبهم سبباً في عقر الناقة كان هلاكهم بالصيحة الطاغية.
وأما عاد فلطغيانهم بقوتهم، كما قال تعالى فيهم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍإِرَمَ ذَاتِ ?لْعِمَادِ?لَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ?لْبِلَـ?دِ}، وسواء عماد بيوتهم وقصورهم، فهو كناية عن طول أجسامهم ووفرة أموالهم وتوافر القوة عندهم، فأخذوا بالريح وهو أرق وألطف ما يكون، مما لم يكونوا يتوقعون منه أية مضرة ولا شدة.
وكذلك جيش أبرهة لما جاء مدل بعدده وعدته، وجاء معه بالفيل أقوى الحيوانات، سلط الله عليه أضعف المخلوقات والطيور {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَتَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ}.
أما قوم لوط فلكونهم قلبوا الأوضاع بإتيان الذكور دون الإناث، فكان الجزاء من جنس العمل، قلب الله عليهم قراهم. والعلم عند الله تعالى.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق]ــــــــ[26 May 2005, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم
سؤالي هو, اذا كان بالفعل ان هلاك الامم السابقه تناسب مع معصيتهم, هذا يعني ان هلاك اهل هذا الزمان سوف تجتمع فيهم كل اشكال الهلاك, لإن فيهم السحره, ومن يقوم بعمل قوم لوط, وفيهم من ينكر وجود الله.
فهل هذا الكلام وارد ام لا.??
ـ[الراية]ــــــــ[27 May 2005, 06:26 م]ـ
لعل مما يفيدك
كتاب
أسباب هلاك الامم السالفة كما وردت في القران الكريم - رسالة ماجستير
تاليف: سعيد بن محمد بابا سيلا
وهي من منشورات مجلة الحكمة - رقم 3
الطبعة الاولى 1420هـ في مجلد واحد يقع في 500صفحة تقريباً
مختصر تعريف بالرسالة
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وبابين، وخاتمة.
الباب الأوّل: الهلاك والأمم، وفيه فصلان: الأمم الهالكة، الهلاك وأصنافه.
الباب الثاني: الأسباب، وتحته تسعة فصول، وتمهيد، فيه: تعريف السباب، الأسباب المجملة.
والفصول هي: الشرك، الاستكبار، التكذيب، الاستهزاء بالرسل وأتباعهم، إيذاء الرسل وأتباعهم، كفران النعم، انتهاك حرمات الله، عمل قوم لوط، نقص المكيال والميزان،
وتحت كل فصل من هذه الفصول الَّتي هي أسباب الهلاك، تحتها مباحث تبين خطورة هذه الأسباب.
والأمم الَّتي هلكت بسببها.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها:
أن الذين عاقبهم الله بعذاب الاستئصال أربع عشرة أمة ابتداء من قوم نوح (عليه السلام)، أن القرآن كان يذكر سبب هلاك الأمم الَّتي أهلكها، وبين أن هذا الربط بين سبب الهلاك مع الهلاك من أكبر الدواعي للعبرة والاتعاظ، وأن الهلاك لم يكن فقط في المخالفات العقدية بل حصل بسبب بعض المعاملات والأفعال المنكرة، كعمل قوم لوط، ونقص المكيال والميزان، وبين أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنهما دعامتان أساسيتان لنجاة المجتمع.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/details.asp?ID=577(/)
تساؤلات ...
ـ[أميرة بيتها]ــــــــ[12 Apr 2004, 12:30 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله
أرجو إجابتي على هذه الأسئلة مع جزيل الشكر لكم.
أولا:في سورة الفاتحة
أيهما أبلغ في المعنى "ملك يوم الدين " أو "مالك يوم الدين"؟ في رأيي الخاص أن المالك أبلغ لآن المالك له سلطة أكثر من الملك لأن المللك قد لا يكون له تأثير أصحاب الملك ويكون المالك في حقيقة الأمر هو الملك غير المتوجز فما رأيكم؟.
ثُانيا:في سورة البقرة
(1) قال تعالى "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس ... "الأية .. لقد أمر الله الملائكة بالسجود وقال إلا إبليس لماذا استثنى إبليس مع أنه ليس من الملائكة فهل يجب ان يكون المستثنى من نفس نوع أو جنس المستثنى منه؟.
(2) "فاقتلوا أنفسكم .. "الأية هل المقصود هوى النفس وشهواتها أي النفس الأمارة بالسوء؟.
(3) "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة .. " لماذا نكرت كلمة حياة؟.
(4) "ولله المشرق والمغرب " كلمتا المشرق والمغرب جاءتا في القرآن مفردة ومثنى وجمع ,فما الفرق في كل مرة؟ هل لهذا بلاغة معينة؟
(5) "إن الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى ... "هل المقصود هم اهل الكتاب أم أنه أيضا في عهد الرسول من كانوا يفعلون ذلك ولماذا جاءت بصيغة المضارع؟.
(6) "ويسخرون من الذين أمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة"لماذا قال أتقوا ولم يقل أمنوا؟ ولماذا ختمت بقوله تعالى "والله يرزق من يشاء بغير حساب "؟.
(7) تكررفي السورة"يسألونك ماذا ينفقون ""ويسألونك ماذا ينفقون"لماذا؟ هل لأن الجواب في المرة الأولى كان للميسورين وفي الثانية كان للفقراء؟ أم لأولوية وأهمية الأنفاق ثم العفو والعلاقات الأجتماعية؟.
آسفة جدا للإطالة ولكن لكثرة الأسئلة فقد رأيت أن أقسمها على مجموعات؟ فأذا كان لديكم أي ملاحظة على عدد الأسئلة أو على نوعية الأسئلة فأخبروني.
جزاكم الله عنا كل خيروالسلام عليكم ورحمته وبركاته.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Apr 2004, 11:39 ص]ـ
هذا جواب بعض ما سألت عنه:
أولاً:"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس ... "الأية
إنْ قالَ قائلٌ:في الآيةِ إشْكال وهو أنّ الله تعالى لمّا ذكر أمْرَ الملائكةِ بالسجود وذكر أنّهم سَجَدُوا إلا إبليسَ؛ كانَ ظاهِرُها أنّ إبليسَ منْهم؛ والأمْرُ ليسَ كذلك؟
والجوابُ: أنّ إبليسَ كانَ مُشارِكًا لهم في أعمالهم ظاهرًا، فكانَ توجيهُ الأمْرِ شاملاً له بحسبِ الظاهر؛ وقد يُقَالُ: إنّ الاستثناءَ منْقطعٌ؛ والاستثناءُ المنْقطعُ لا يكونُ فيه المُسْتَثْنَى مِنْ جِنْسِ المُسْتَثْنَى مِنْهُ
قُلْتُ: هذا الإشْكالُ يَرِدُ على أنّ إبليسَ ليسَ مِن الملائكةِ كما هو رأْيُ الزجّاج، وظاهرُ قول ابن كثيرٍ رحمهما الله مستدلِّين بقوله تعالى في الآية الأخرى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} (الكهف: من الآية50)، أمّا على القوْلِ الثاني في الآيةِ وهو جَعْلُ الاستثناءِ مُتَّصِلاً فيكون إبليسُ مِنْ جُمْلةِ الملائكةِ وقالَ به جمهور المُفسِّرين واختارهُ الطبريُّ وابن عطية والقرطبيُّ، وذكروا أنّهُ ظاهرُ الآيةِ؛ وأجابوا عنْ آية الكهف بأنّ الملائكةَ قد تُسمّى جِنًّا لاستتارها؛ كما في قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} (الصافات: من الآية158)، وَحِينَئِذٍ فلا إشْكالَ في الآيةِ.
قلْتُ: وقولُ النبي e [ خُلِقَت الملائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَت الجانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَار، وخُلِقَ آدَمُ مما وُصِفَ لَكُم] () معْ ما حَكاهُ الله تعالى عن إبليسَ بقوله: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (صّ:76) يُرِجِّحُ أنّه ليسَ مِن الملائكةِ فتبقى الآيةُ مُشْكِلَة، وجوابه ما تقدَّم، والله أعلْم.
يتبع ان شاء الله
ـ[رفاه زيتوني]ــــــــ[13 Apr 2004, 03:52 م]ـ
أما بعد00 فهذا جواب عن سؤالك الأول: أيهما أبلغ في المعنى (ملك يوم الدين) أو (مالك يوم الدين)؟ في رأيي الخاص أن المالك أبلغ لآن المالك له سلطة أكثر من الملك لأن الملك قد لا يكون له تأثير أصحاب الملك ويكون المالك في حقيقة الأمر هو الملك غير المتوج0 فما رأيكم ?) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً- اختلف المفسرون في أيهما أبلغ في المعنى، الملك، أم المالك، على قولين: أحدهما: أن الملك أعم، وأبلغ من المالك؛ ?ذ كل ملك مالكًا، وليس كل مالك ?لكًا0 والثاني: أن المالك أبلغ من الملك؛ لأنه يكون مالكًا للناس، وغيرهم00 وقيل: إن مالكًا أبلغ في مدح الخالق من ملك0 وملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك00 إلى غير ذلك من الآراء0
ثانيًا- والتحقيق في هذه المسألة- والله أعلم: أن كلا منهما صفة للرب سبحانه وتعالى0 والفرق بينهما: أن الملك صفة لذاته جل جلاله، وأن المالك صفة لأفعاله0
ثالثًا- الملك هو الاختيار في القراءة؛ لأنه قراءة أهل الحرمين، ولقوله تعالى: {لمن الملك اليوم} ? وأجاب عن ذلك بقوله: {لله الواحد القهار} [غافر:16] 0
وهذا جواب عن سؤالك: (قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس00) الآية00 لقد أمر الله الملائكة بالسجود وقال: إلا إبليس0 لماذا استثنى إبليس مع أنه ليس من الملائكة فهل يجب أن يكون المستثنى من نفس نوع أو جنس المستثنى منه؟ 0
أولاً- كون إبليس- عليه اللعنة- من الملائكة، أو من غيرهم، ?سألة مختلف فيها00وقد أجاب عنها الأخ الفاضل أحمد البريدي0
ثانيًا- المشهور أن الاستثناء متصل، إن كان إبليس من الملائكة، ومنقطع، إن لم يكن منهم00 وقد شاع عند النحاة، والأصوليون أن المنقطع هو المستثنى من غير جنسه، والمتصل هو المستثنى من جنسه0 والتحقيق في هذه المسألة: أن المستثنى قد يأتي منقطعًا، وهو من جنسه، خلافًا للقاعدة السابقة؛ نحو قوله تعال: {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة} [النساء:92] 0 فقوله تعالى: {أن تكون تجارة} استثناء منقطع، وهو من جنس المستثنى منه0 وإنما كان منقطعًا؛ لأن التجارة لا تؤكل بالباطل، بل تؤكل بالحق00 فيتحصل من ذلك: أن المستثنى المتصل نوع واحد0 والمنقطع نوعان0 وليس هنا مكان تفصيل القول في ذلك0
ثالثًا- ذهب بعض العلماء إلى أن جميع المخلوقات- علويها، وسفليها، سعيدها، وشقيها- مخلوق من الحقيقة المحمدية صلى الله عليه وسلم، إلا أن الملائكة العلويين خلقوا منه عليه الصلاة والسلام من حيث الجمال، وإبليس من حيث الجلال0 ويؤول هذا في الآخرة إلى أن إبليس مظهر جلال الله سبحانه وتعالى0 ولهذا كان منه ما كان، ولم يجزع، ولم يندم، ولم يطلب المغفرة، لعلمه أن الله تعالى يفعل ما يريده، وأن ما يريده سبحانه هو الذي تقتضيه الحقائق، فلا سبيل إلى تغييرها وتبديلها0 وعلى هذا الاعتبار يكون إبليس من الملائكة، ويكون الاستثناء متصلاً0
وهذا جواب عن سؤالك: (فاقتلوا أنفسكم00 الآية0 هل المقصود هوى النفس وشهواتها أي النفس الأمارة بالسوء؟) 0
جمهور المفسرين على أن القتل هو القتل المعروف من إزهاق الروح0 والظاهر أن بني إسرائيل أمروا بأن يباشر كلٌّ قتل نفسه0 وفي بعض الآثار أنهم أمروا أن يقتل بعضهم بعضًا00 وقد فعلوا ذلك بدليل قوله تعالى: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقًا منكم من ديارهم00} [البقرة:85] 0 وفي كيفية القتل أخبار، يضيق المقام هنا عن ذكرها0 وقد ذكر بعضهم أن جملة القتلى بلغت سبعين ألفًا، وبتمامها نزلت التوبة، وأسقطت الشفار من أيديهم0
وهذا جواب عن سؤالك: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة00) لماذا نكرت كلمة حياة؟) 0
قرأ أبيٌّ- رضي الله عنه-: (ولتجدنهم أحرص الناس على الحياة) ? بالتعريف0 والفرق بينهما: أن المراد بالحياة، بالتعريف: الحياة المكتوبة {لكل أجل كتاب} 0 أما حياة، بالتنكير فالمراد منها حياة مخصوصة؛ وهي المتطاولة، والممتدة0 فاليهود لا يريدون الموت، ولا يتمنونه، بدليل قوله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدًا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين} 0
وهذا جواب عن سؤالك: (ولله المشرق والمغرب) كلمتا المشرق والمغرب جاءتا في القرآن مفردة ومثنى وجمع, فما الفرق في كل مرة؟ هل لهذا بلاغة معينة؟
أولاً- المراد بالمشرق، والمغرب في هذه الآية الكريمة: مشرق الشمس، ?مغربها، إشارة إلى أن البلاد ما بين المشرق والمغرب، ملك لله تعالى، لا ينازعه أحد في ملكه جل شأنه0
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيًا- أما المراد بالمشرقين، والمغربين في قوله تعالى: {رب المشرقين ورب المغربين}: مشرقا الصيف والشتاء، ومغرباهما0
ثالثًا- وأما المراد بالمشارق والمغارب في قوله تعالى: {رب المشارق والمغارب} مشارق الشمس، ومغاربها بعدد أيام السنة0 فإنها في كل يوم تشرق من مشرق، وتغرب في مغرب00 والله تعالى أعلم0
وهذا جواب عن سؤالك: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) 0 هل المقصود هم أهل الكتاب أم أنه أيضا في عهد الرسول من كانوا يفعلون ذلك ولماذا جاءت بصيغة المضارع؟
أولاً- الظاهر أن الآية نزلت في أحبار اليهود0 ولكن الحكم عام، كما دلت عليه الأخبار؛ لأن كونها نزلت في اليهود، لا يقتضي الخصوص0 فإن العبرة لعموم اللفظ، لا لخصوص السبب0 يدل على ذلك أن الموصول (الذي) يفيد ?لاستغراق، والعموم، ويدخل فيه من ذكر دخولاً أوليًّا00 ومن الأخبار الواردة في ذلك ما روي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- من قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علم، فكتمه، جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار00 وقد روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال: لولا آية من كتاب الله تعالى ما حدثت أحدًا بشيء أبدًا0 ثم تلا هذه الآية0
ثانيًا- أما التعبير عن ذلك الكتمان بالمضارع (يكتمون) فلأن المضارع يدل على تجدد الفعل باستمرار0 ولما كان الكتمان يتجدد منهم باستمرار في كل زمان ومكان، جاء التعبير عنه بصيغة المضارع0
وهذا جواب عن سؤالك: (ويسخرون من الذين أمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) 0 لماذا قال اتقوا ولم يقل آمنوا؟ ولماذا ختمت بقوله تعالى: (والله يرزق من يشاء بغير حساب)؟
أولاً- الذين آمنوا هم الذين اتقوا0 ولكن آثر سبحانه التعبير بالثاني مدحًا لهم بالتقوى، وليرينا أنه لا يسعد عنده إلا المؤمن المتقي، وليكون ذلك بعثًا للمؤمنين على التقوى، إذا سمعوا ذلك؛ إذ ليس كل مؤمن بتقيٍّ0
ثانيًا- المراد بالذين آمنوا فقراء المؤمنين؛ كابن مسعود، وعمار، وصهيب، وغيرهم من فقراء المؤمنين، الذين كان الكفرة يسخرون منهم0 وكأن الله تعالى أراد أن يقول لهؤلاء الكفرة: إن الذي رزقكم قادر على أن يرزق هؤلاء الفقراء0 ثم لو كانت هذه التوسعة عليكم بالرزق كرامة، لكان أولياؤه أحق بها منكم0 ولكن الله تعالى أراد أن يستدرجكم بالنعمة؛ كما استدرج غيركم من الكفار0
وهذا جواب عن سؤالك: تكرر في السورة: (يسألونك ماذا ينفقون) (ويسألونك ماذا ينفقون) 0 لماذا؟ هل لأن الجواب في المرة الأولى كان للميسورين وفي الثانية كان للفقراء؟ أم لأولوية وأهمية الإنفاق ثم العفو والعلاقات الاجتماعية؟
عن ابن عباس- رضي الله عنهما-: أنه جار عمرو بن الجموح؛ وهو شيخ هرم، وله مال عظيم، فقال: ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين نضعها؟ فنزل قوله تعالى: {يسألونك ماذا ينفقون00} ? الآية الأولى0
وظاهر السؤال ?قتضي أن يكون الجواب مطابقًا له؛ كما في الآية الثانية: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} 00 ولكن الله تعالى أجاب عن السؤال الأول بقوله: {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين00} الآية، فبين في الجواب مصرف النفقة0 أي: الموضع ?لذي يجب أن توضع فيه0 وسبب ذلك:
أن قوله تعالى: {قل ما أنفقتم من خير} قد تضمَّن بيان ما ينفقونه؛ وهو كل خير، ثم بنى الكلام على ما هو أهم، وهو بيان المصرف؛ لأن النفقة لا يعتدُّ بها إلا أن توضع في موضعها0 قال أحد الشعراء:
إن الصنيعة لا تكون صنيعة ++++ حتى يُصاب بها طريق المصنع
ولما لم يكن في هذا الجواب تصريحٌ بالمسئول عنه، أعيد السؤال؛ ليُجابَ عنه صريحًا، فقال سبحانه: {قل العفو) ? وهو الفاضل من النفقة الواجبة على العيال، أو نحو ذلك00 فتعيَّن بذلك اقتران هذا السؤال بالواو؛ ليرتبط بالسؤال الأول0 وهذا من الأسرار البديعة في البيان القرآني0
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين0
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2004, 05:06 م]ـ
قتل الأنفس الذي أُمربه بنو إسرائيل كان عقابًا لمن عبد العجل منهم، فأمر الذين لم يعبدوه أن يقتلوا عبدة العجل، فيكون قتل بعضهم لبعض قتلاً لأنفسهم من حيث كونهم جماعة واحدة يؤثر فيها نقص الواحد منهم.ويظهر أن هذا الأمر كان في شريعة موسى عليه السلام، ثم نُسِخ.
أما تفسير قتل النفس هوى النفس الأمارة بالسوء وشهواتها، فهذا بعيد جدًا عن مراد الآية التي تدلُّ على عقابٍ، وليس على أمر بتزكية النفوس بترك الشهوات.
....
أما تنكير حياة في قوله (ولتجدنهم أحرصالناس على حياة)، فقال السمين الحلبي: ((والتنكير في حياة تنبيه على أنه أراد حياة مخصوصة، وهي الحياة المتطاولة، ولذلك كانت القراءة بها أوقع من قراءة أُبي (على الحياة) بالتعريف.
وقيل: إن ذلك على حذف مضاف تقديره: على طول حياة.
والظاهر أنه لا يحتاج إلى تقدير صفة ولا مضاف، بل يكون المعنى: أنهم أحرص الناس على مطلق حياة ... )) الدر المصون (2: 11).
وقال الطاهر بن عاشور: ((ونكَّر الحياة قصدًا للتنويع؛ أي: كيفما كانت تلك الحياة)) التحرير والتنوير (1: 617).
....
أما المشرق والمغرب فإفراده يشير إلى مطلق جهة الشرق وجهة الغرب.
وتثنيته إشارة إلى مشرقي الشتاء والصيف ومغربي الشتاء والصيف.
وأما جمع المشارق والمغارب فإشارة إلى مشارق الشمس في جميع أيام السنة وإلى مغاربها في جميع السنة، والله أعلم.
أما ما يتعلق بورد كل واحد منها في موطن فلا بد له من حكمة يحتاج الأمرفيها إلى البحث، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Apr 2004, 07:33 م]ـ
ارجو من الأخت توضيح هذه الجملة في جوابها السابق حيث لم يتضح لي المراد مع ذكر مصدره:
ثالثًا- ذهب بعض العلماء إلى أن جميع المخلوقات- علويها، وسفليها، سعيدها، وشقيها- مخلوق من الحقيقة المحمدية صلى الله عليه وسلم، إلا أن الملائكة العلويين خلقوا منه عليه الصلاة والسلام من حيث الجمال، وإبليس من حيث الجلال0 ويؤول هذا في الآخرة إلى أن إبليس مظهر جلال الله سبحانه وتعالى0 ولهذا كان منه ما كان، ولم يجزع، ولم يندم، ولم يطلب المغفرة، لعلمه أن الله تعالى يفعل ما يريده، وأن ما يريده سبحانه هو الذي تقتضيه الحقائق، فلا سبيل إلى تغييرها وتبديلها0 وعلى هذا الاعتبار يكون إبليس من الملائكة، ويكون الاستثناء متصلاً0
ـ[رفاه زيتوني]ــــــــ[13 Apr 2004, 10:27 م]ـ
العبارة بتمامها مع مصدرها:
قال الألو سي في روح المعاني:" وافهم كلام القوم- نفعنا الله تعالى بهم- أن جميع المخلوقات علويها وسفليها، سعيدها وشقيها مخلوق من الحقيقة المحمدية صلى الله عليه وسلم؛ كما يشير إليه قول النابلسي قدس سره، دافعًا ما يَردُ على الظاهر:
طه النبي تكونت من نوره كل الخليقة000
وفي الآثار ما يؤيد ذلك00 إلا أن الملائكة العلويين خلقوا من منه عليه الصلاة والسلام من حيث الجمال، وإبليس من حيث الجلال00 ويؤول هذا بالآخرة إلى أن إبليس مظهر جلال الله سبحانه وتعالى0 ولهذا كان منه ما كان000 إلى أن قال:
واستشعر ذلك من ندائه بإبليس، ولم يكن اسمه من قبل0 بل كان اسمه عزازيل، أو الحرث، وكنيته أبا مرَّة "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: روح المعاني للألوسي:1/ 228 0
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Apr 2004, 10:41 م]ـ
هذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم "
وحب النبي باتباعه , لا بذكر هذه المقولات الباطلة فكيف تتكون الخليقة من نور من لم يخلق بعد , اسال الله السلامة والعافية.
ـ[رفاه زيتوني]ــــــــ[14 Apr 2004, 02:14 ص]ـ
أولاً- ليس هذا بإطراء، ولا مديح، ولا تأليه لمحمد صلى الله عليه وسلم، كما فعلت النصارى مع المسيح عيسى بن مريم عليه السلام؛ وإنما هو إظهار لمكانته، وقدره صلى الله عليه وسلم عند ربه جل وعلا، وعند الخلق أجمعين00 ولهذا كان وصف ذلك بالغلو باطلاً
ثانيًا- من الصفات التي يجدر بالباحثين، والدارسين، والناقدين أن يتحلوا بها هي ألا يكونوا متسرعين، ومنفعلين في ردودهم، من دون علم، أو دراية00 ولهذا كان ينبغي الرجوع إلى المصدر المذكور قبل أن يوجه مثل هذا النقد اللاذع0
ثالثًا- لم نستشهد بهذه المقولة، التي ذكرها الألوسي على مسالة خطيرة من مسائل العقيدة، حتى تستقبل هذا الاستقبال المحموم؛ وإنما ذكرناها بغرض الاستئناث، مسألة اختلف فيه العلماء، وهي هل إبليس من الملائكة، أم من غيرهم؟
رابعًا- الآن فقط أستطيع أن أدرك سر قول الألوسي، الذي ابتدأ به هذه المقولة؛ وهو قوله: (فافهم كلام القوم) 0 وكأني به يعلم أن أكثر الناس من الذين يأخذون الكلام على ظاهره00 وإنه لمن العقل والحكمة أن نبحث عن هذه الآثار، التي أشار إليها الألوسي في تعقيبه على كلام النابلسي، ونتطلع عليها قبل أن نصدر الحكم على الشيء بالصدق، أو الكذب، أو الغلو؛ وهي قوله: (وفي الآثار ما يؤيِّد ذلك) 0 فهل تتبعنا هذه الآثار، واطلعنا عليها قبل أن نبدأ بشن الهجوم؟ أليس هذا ما ينبغي أن نفعله نحن الذين ندعي أننا من أهل التفسير؟ ليتنا فعلنا، ولكن هيهاتَ هيهات!!
وأخيرًا- نصيحتي إلى كل الأعضاء في هذا المنتدى الكريم أن يأخذوا من القول النافع المفيد، وأن يدعوا الزبد، حرصًا على سلامة المنتدى، وتوصيل المعرفة إلى الناس0
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 Apr 2004, 02:26 ص]ـ
بسم الله ... و الحمد لله ...
لقد قرأت بحثاً مختصراً ناقش فيه الروايات المتعلقة بهذه الخرافة و أثبت عدم صحتها من جهة السند كما أن هناك روايات أخرى ثابتة تناقض هذه الروايات الواهية.
و الله أعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 Apr 2004, 04:16 ص]ـ
أول ما خلق الله النور المحمدي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6670)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Apr 2004, 06:01 ص]ـ
لعل في المرجع الذي ذكره د. عزمي كفاية في رد مثل هذه المقولة.
وينبغي على الأخت ان لا تضيق ذرعاً في قبول الحق خاصة وأن النقد موجه للقول لا للقائل بل ولا للناقل , رغبة في قبوله. ولم أستعجل بنقده بل طلبت توضيحاً رغبة في التصحيح , وارجو منك الاستفادة مما ذكر ومواصلة العطاء في هذا الملتقى المبارك.
ـ[أميرة بيتها]ــــــــ[15 Apr 2004, 10:20 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على خير الأنام سيدي وحبيبي رسول الله
وبعد
أشكر جزيل الشكر من ساهم في إنارتي وتعليمي بعض مما كان مستعصي علي،
إذا كان لا يزال لدى بعضكم أضافات على إجابات الاخرين فأرجو أن يتكرم بكتابة ما عنده ولو كان بسيطا،
ولابأس إن كان يتعارض مع البعض الأخر في بعض الأمور بل أتمنى أن نتناقش بأسلوب علمي وحضاري للوصول إلى تقريب وجهات النظر أن أمكن وإلا فأن الأختلاف في وجهات النظر يجب أن لا يفسد للود قضية كما يقولون.
ومرة أخرى أسمحو لي أن أشكركم فهذه المساعدة تعني لي الكثير وكنت أنتظرهذه الفرصة منذ زمن و جزاكم الله عني بكل حرف تكتبونه خيرا.
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.(/)
أريد جواباً!!
ـ[صالح الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2004, 11:42 ص]ـ
هل البسملة أية من سورة الفاتحة؟ أرجو الرد سريعاً
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[12 Apr 2004, 01:13 م]ـ
للعلماء في هذه المسألة قولان و المشهور من مذهب الإمام أحمد أنها ليست من الفاتحة واختارها الشيخ محمد العثيمين للحديث القدسي الذي فيه " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ... " و لم يذكر البسملة فدل على أنها ليست منها ... وراجع في ذلك كتب الفقه في كتاب الصلاة.
ـ[المنهوم]ــــــــ[12 Apr 2004, 01:32 م]ـ
الصحيح كما قال اخي المعتز
وايضا هي ليست آية من القران إلا في سورة النمل فهي جزء من آية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Apr 2004, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه المسألة من المسائل التي فيها خلاف كبير بين القراء والفقهاء، وليس من السهولة بمكان أن تصدر فيها أحكام سريعة كما ذكر الأخوان في إجابتيهما السابقة.
وقول أخي المنهوم: (وايضا هي ليست آية من القران إلا في سورة النمل فهي آية) ليس صواباً بإطلاق، بل هي آية قرآنية عند من أثبتها من القراء. ولكن هل هي من السورة أم هي آية مستقلة؟ في المسألة خلاف.
والمسألة فيها تفصيل، ويمكن الاستفادة من هذا الارتباط:حكم قراءة البسملة ( http://saaid.net/bahoth/4.htm)
ـ[ mohammad] ــــــــ[12 Apr 2004, 04:44 م]ـ
Assalaam aleikom
If you look in the Quran, you will notice that the only Sura with Bassmala as a part is Al Fatihah.
Bessm Allah al rahman al raheem (1) Alhamdlellah rabb al alameen (2) al rahman al raheem (3) ... and so on
Wa Allah AAlam
assalaam aleikom(/)
أي التفاسير أطمئن إليها؟
ـ[بن عتيق]ــــــــ[12 Apr 2004, 12:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام لدي استفسار عن تفاسير القرآن الكريم المتداولة في اسواقنا في المملكة العربية السعودية، فأنا لا
أعرف عنها الشيء الكثير، فمعلوماتي عنها لا أثق فيها، فأخاف أن اقع في تفاسير ممن شابها تحريف الأشاعرة
أو غيرهم من أهل البدع، لذا فانا بحاجة ماسة لنصيحتكم في هذا الشأن. فاسأعرض عليكم أسماء عدد من التفاسير
وجدتها تباع في المكتبات، آمل منكم تبصيري وارشادي .. فأنا احب ان أضم كل التفاسير إلى مكتبتي الخاصة
، وهي ما يلي:
1. تفسير ابن كثير: قيل أنه يحتوي على اسرائيليات، هل هذا صحيح؟
2. تفسير البغوي.
3. تفسير المراغي.
4. الجواهر واللالئ المصنوعة في تفسير القرآن الكريم. مؤلفه الشيخ عبدالله عبدالقادر التليدي.
5. التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي.
6. تفسير المنار. محمد رشيد رضا.
7. تفسير الثعالبي.
8. تفسير أبي السعود أو ارشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
9. تفسير البحر المحيط لأثير الدين محمد بن يوسف ابن حيان الشهير بابن حيان الأندلسي الغرناطي.
10. تفسير القاسمي المسمى محاسن التأويل لمحمد جمال الدين القاسمي.
11. زهرة التفاسير لمحمد أبو زهرة.
12. الدر المنثور
وإذا كان هناك تفاسير أخرى لم أذكرها فدلوني عليها.بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[المنهوم]ــــــــ[12 Apr 2004, 01:40 م]ـ
تفضل هذا الرابط فإنه قد نوقش الموضوع سابقا
تفضل http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26(/)
استشارة حول كتاب (متن التفسير) لمساعد الطيار
ـ[صالح الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2004, 03:26 م]ـ
مارأيكم في حفظ كتاب متن التفسير للشيخ مساعد الطيار؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Apr 2004, 12:44 م]ـ
ما هو موضوع هذا المتن وهل من تعريف به
ـ[صالح الغامدي]ــــــــ[13 Apr 2004, 03:19 م]ـ
هذا المتن مثله مثل أي متن في العلوم الأخرى وهو وضع لكي يسهل حفظه وفهمه والمتن في جزء عم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2004, 06:17 ص]ـ
أخي الكريم صالح وفقه الله
إن استطعت أن تحفظه فتوكل على الله فهو متن ثمين أسأل الله لك التوفيق.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Apr 2004, 06:56 ص]ـ
ما اسم المتن وهل يمكنكم وضعه على الملتقى خاصة أننا لا نستطيع الحصول عليه لبعدنا عن المملكة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[26 Jul 2004, 06:42 م]ـ
للرفع(/)
الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ (1 - 2)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[12 Apr 2004, 10:28 م]ـ
الدِّرَاسَاتُ القُرْآنِيَّةُ المُعَاصِرَةُ بَيْنَ الحَاجَةِ وَ التَّرَفِ
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم
زُوّار شَبَكة التَّفسِيْر ...
روَّاد مُلْتَقَى أَهلِ التَّفْسِيْر ...
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ
تَحِيَّةً طَيِّبَةً ... وَ بَعْدُ
فمِّمَا يَسُرُّنِي كَثِيْراً أَنْ أَرَى فِيْ هَذَا المُلْتَقَى الرَّائِدِ مُتَّسَعاً مِنْ الأُفُقِ يَحْمِلُ لَنَا تَبَاشِيْرَ وِلاَدَةَ جِيْلٍ قُرْآنيٍ مُتَعَلِّمٍ وَ مُعَاصِرٍ، وَ إِنَّمَا أَحْمِلُ هَذِهِ النَّظْرَةَ لِكَوْنِيْ مِنْ أَوَائِلِ المُنْتَسِبِيْنَ وَ المُشَارِكِيْنَ فِيْ هَذَا المُلتَقَى الرَّائِعِ، وَ بَيْنَ فَيْنَةٍ وَ أُخْرَى أُطِلَّ مِنْ إِحْدَى النَّوَافِذِ فَأَرَى كَمّاً وَ كيْفاً مِن المَعْلُومَاتِ، أَلْمَحُ مِنْ خِلاَلِهَا سُطُوْرَ الأَدَبِ وَ رُوْحَ المَحَبَّةِ، كَمَا أَرَى مِن اللازِمِ بَياَنُهُ عَلَيَّ أَنْ أُشِيْدَ بِالاحْتِرَامِ المُتَبَادَلِ فِيْ الرُّدُوْدِ العِلْمِيَّةِ فِيْ سَائِرِ مَا يُطْرَحُ فِيْ سَابِقِهِ.
إنني و إذ أشكر الجميع عَلَى صِدْقِهِم و إِخْلاصِهِم و بَذْلِهِم فليسمحوا لي بخَاطرٍ يَجْمُلُ بالقَلَمِ أن يَكْتُبَهُ، و للرَّسْمِ أنْ يتَوَشَحَهُ، مُسْتذْكراً مُقَارَبَة الحَوْلِيَّةِ فِي التَّأسِيس، و لن أقُومَ بدور الوَصيَّ عَلَيهِ و لا المُقَوِّم لِسَاعِدَيْه؛ بِقَدْرِ مَا هِيَ كَلِمَاتٌ تسْتَنِيْر بالوحيين لتلامسَ قُلُوبَ وَ وَاقِعَ النَّاس وَ مُهِمَّةَ المُصْلِحِيْن في هَذَا العَصْرِ ..
إنَّنِي أتسَائلُ – كَغَيْرِي – أَيْنَ الدِّرَاسَاتِ القُرآنِيَّة مْن بَيَان مُرَادِ اللهِ وَ كَلامِ اللهِ و شَرِيْعَةِ اللهِ و إيْصَالِهَا إلى واقِعِ النَّاسِ، و إرواءِ غَلِيْلِهِمْ، و شِفَاءِ عَلِيْلِهِم؟
و في ذلِك فإنِّي أجِيْبُ – كأحَدِكُم، إجابَةَ حَاضِرِ البَدِيْهَةِ - بكثيْرٍ من الدِّراسات التي تزْخَرُ بِهَا المكتَبَاتُ العامَّة و المَرَاكِزُ العِلْمِيَّةُ. و مَعَ ذَلِكَ فإنَّنِي أتَحفَّظ فيما يخصُّ الكتب التِّجَارِيَّة؛ و أثَنِّي بالغِبْطَةِ إِزَاءَ الرسَائِلِ العِلْمِيَّةِ وَ البُحُوْثِ المُحَكَّمَةِ و التي تتناول واقِعَ النَّاسِ وَ حَيَاةَ النَّاسِ وَ حَاجَاتِ النَّاسِ.
إننا بحَاجَةٍ – أَهْلَ القُرْآنِ – إِلَى أَنْ نقرِّب كلامَ الله إلى الشَّارِديْنَ، و أَنْ نحَبِّبَ كلامَ الله إلَى المُعْرِضِينَ، وَ أنْ نبثَّ الطمأنِيْنَة فِي نُفُوْس المسْتَقِيْمِيْنَ، و ليسَ في ذلكَ سوَى أن نَكْونَ للهِ، وَ أن تخطَّ أقْلامُنَا لله، وَ أن نَحْمِلَ – بأمَانَةٍ – كَلامَ الله.
ليسَ بِدْعاً من القَوْلِ أن سائر عُلومِ القُرآنِ وبحوْثِهَا وَ تَرَاجِمِهَا وَ مؤَلَّفَاتِهَا إِنَّمَا تخدِم – فِيْ النِّهَايَةِ - كلامَ الله و مُرَادَ اللهِ، و لكن يَبْقَى كَلامُنَا و غَايَتُنَا فِي الأَثَرِ الذِيْ تحْمِلهُ نَبَضَاتُنَا، و الغَايَةِ التِي تتَذَلَّلُ لَهَا آمَالُنَا.
إنَّ التَّخصُّصَ مَطْلَبٌ و الدِّرَاسَة التَّخَصُّصِيَّةَ أَكثَر فَائدةً وَ إلْحَاحاً، و لكنَّ شَرفَ الانتمَاء وَ مَا ننتسبُ إلَيهِ يَجْعَلُنَا فِيْ حاجَةٍ إلَى تَوجِيْهٍ و توجُّهٍ أَشْمَلَ في استِيْعَابِ سَائِر العُلومِ من خِلالِ المَنْهَج وَ الحيَاة المتكَاملَة التي رَسَمَها الله لَنَا وَ صوَّرها القرآن الكريمُ في أبْهَى صوْرةٍ.
إنَّ سَائِرَ ما نكتُبُه – في الغالِبِ - هُو في الحقِيْقَةِ سِرُّ ما نَعْتَقِدُهُ، وَ إذْ يَدُورُ بنا الحديث - في هذا الملتقى - فإن المرءَ لا يُسْألُ وَ لا يحَاسَبُ – أَدَباً – عَنْ سؤالٍ أو استفسَارٍ أو مدَاخَلَةٍ أو تعقيبٍ؛ فهو هُنَا بين أيدي الصَّفوةِ من أهْلِ هَذَا الفَنِّ، بَلْ وَ هَذِهِ فُرْصَةُ النَّاشِئِ وَ المُتَعلِّمِ وَ النَّاقِدِ ليُدْرِكَ شَأْوَ الضَّلِيْعِ فِيْهِ، و يسْتَبِيْنَ طَرَائِقَ المُخْتَصِّيْنَ، و مِنْ هَذا المُنْطَلَق فلا يَضِيْرُ تناول الشَّارِدِ و الوَارِدِ فِيْ هَذا الفن مَادَامَ أنَّ نَشْأَةَ
(يُتْبَعُ)
(/)
المنْتَدَى لأجله، وَ لَعَلَّ هَذا يُحَدِّدُ المَسْأَلَةَ أَكْثَر إِذْ يَبرُزُ لنَا الكَمُّ الهَائِل مِن المواضِيعِ و الدِّراسَاتِ التي طُرحَتْ في الغَالِبِ فِي أَروِقَة هَذا المُلْتَقَى، وَ استفَادَ مِنْهَا الكَثِيْرُون و لعَلِّي مِنْ أَوَائِل المستفِيْدِين، وَ يَبْقَى الأَهَمُّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ: ما الذي اسْتَفَادَهُ العُمُومِ وَ الكَثِيْرِ مِن المطَّلِعيْن وَ الفِئَامُ مِن النَّاسِ مِنْ خِلالِ ما يُطرَحُ وُ يُتَنَاول وَ يُقَيَّدُ؟!!
و تحْدِيْدِيْ لتِلْكَ المَسْأَلَة يجْعَلُنِي مِنْ خِلاَلِهَا أَنْفُذُ إلى تَوسيْع الدَائرة في الدِّراسَاتِ القُرآنِيَّة المُعَاصِرَةِ وَ التي تملأُ الرفُوفَ وَ المَكْتَبَاتِ الخاصَّةِ أو العَامَّة – عَلَى حِدٍّ سَوَاءٍ – دُوْنَ أنْ يكُوْنَ لهَا أَثَرٌ فِيْ النَّاس هِدَايةً وَ دِلالَةً، وَ مِن غيْرِ الإنْصَافِ أَنْ أتجَاهَل أَطْيَافاً مِنْ عنَاويْن التَّفْسِيْرِ المَوْضُوْعِي في الجَامِعَاتِ أو المَكْتَبَاتِ أَوْ المَرَاكِزِ و المَنْتَدَيَاتِ، و لكنها قليلةٌ بالنَّسْبَةِ إِلَى الكَثْرَةِ الكاثِرَةِ فِي البحُوثِ التَّخَصُّصِيَّة، والتي في غالِبِهَا تَخْدِمُ وَ تُفِيْدُ فئةً مُعَيَّنةً و ثُبَاتٍ مُتَفَرِّقَةً؛ وَ لا تَثْرِيْبِ عَلَى أولئِكَ البَاحِثِيْنَ و المختَصِّيْنَ في دَقِيْقِ مسَائِلهِم وَ جَلِيْلِهَا فَكِلانَا لهَدَفٍ وَاحِدٍ وَ فِيْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ.
" أَفَلا يَنْبَغِي لَنَا أنْ نقَوِّم أَنْفُسَنَا قَبْلَ أنْ يَتَوَّلانَا الآخَرُونَ، وَ أَنْ نُصَارِحَ أَنْفُسَنَا قَبْلَ أَنْ ينْتَقِدَنا الآخَرُونَ " كَتَبْتُ هذه الكلِمَةُ إذْ إنَّ مَعْنَاهَا يُقَالُ - في الجُمْلَةِ - لكُلِّ كَاتِبٍ وَ كُلِّ بَاحِثٍ، وَ لَكِنْ فِي الدِّرَاسَاتِ القُرْآنِيَّة تَتَأخَرُ هَذِهِ الكَلِمةُ، و يبقَى الهَمُّ الذِيْ يُشْغِلُ بَالَ الكَثِيْرِيْنَ: " مَوَازِيْنُ القَبُوْلِ أَكَادِيْمِيَّاً و تِجَارِيّاً "، وَ عَذْرُهُم في الغَالب: " شُرُوطُ الجُمُودِ فِي الأقْسَامِ العِلْمِيَّة فِيْ المَرْجِعِيَّاتِ " و " قِلَّةُ الطَّلَبِ مِن النَّاشرِيْنَ و القُرَّاءِ ".
وَ عِنْدَ التَأمُّلِ فِيْمَا سَبَقَ يَنْبَغِيْ عَلَيْنَا أَلاَّ نَنْسَى مَا أَهَّلَنَا اللهُ تَعَالَى لَهُ فِيْ خِدْمَةِ كِتَابِهِ وَ التَّشَرُّفِ فِيْ الانْتِسَابِ إلَيْهِ، وَ إِنَّ خِدْمَةَ كِتَابِ اللهِ – أَيّاً كَانَتْ – لَهُوَ شَرَفٌ لا يُمْكِنُ وَ لا يَجُوْزُ بِحَالٍ أَنْ نُنْقِصَ قَدْرَهَا أَوْ نَنَالَ فَضْلَهَا بِْشَيئٍ؛ إِذَنْ فمَا الذِيْ نَطْلُبُهُ وَ نَرْجُوْه؟
وَلعَلِّي أَخْتَصِرُ المسَافَاتِ - إذْ إِنَّ الشَواغِلَ عِدَّة، وَ سَيَكُوْنُ بمَشِيْئَةِ اللهِ حَلقَاتٌ تاليةٌ – فأقول: -
1 - أنَّ مَا نَكْتُبُهُ إنمَا هو مسجَّلٌ في صحيْفَةِ أعمالنَا، فلا يَغِبْ عَنَّا هذا الأَمْرُ.
2 - أنَّ واقعَ النَّاسِ و حَاجَاتِ النَّاسِ و هُمُومَ الخَلقِ واحِدةٌ من لدن آدم إلى قيام الناس، فعواطفُ الناس و مشَاعِرُهُم، و أخْلاقُهم وطباعُهُم وَاحِدةٌ، تَتَأثر بالبيئة حولها، ومن ثمَّ كانت المداولة بين الرسل و الأنبياء و أقوامهم و من تبلغه دعوتهم، وأن تعدُّدَ الزمن و تباعد الفترات لا يغير من المبادئ و الأسس التي يسلكها الأنبياء و المصلحون، فمهما اختلف الناس و المتَلَّقُوْنَ فإن الغاية واحدة و القبول بطرفيه واحد.
3 - أننا في هذا الزمن بحاجة ماسَّةٍ إلى معرِفَة الأصول العامة التي يتّفِق عليها البشر للوصول مِنْ ثَمَّ إلى دعوة الخَلْقِ و إيصَال الرسالة السماوية - التي نحملها و نتشرَّفُ بالانتساب إليها – إلى الناس كافَّةً، و استغلال هذا الجانب – المتفق عليه – للدخول فيما نريد دينٍ و عقيدة.
4 - أن الحاجَّة تُلِّحُ بكثيرٍ من الدِّراساتِ المعاصرةِ و ربطها بالواقعِ؛ حتى يستفيدَ منها جميعُ الأفرادِ و تتبناها المجتمعاتُ الصغيرةُ و الكبيرةُ.
وَ بَعْدُ ...
... أخي الكَرِيْم .. فإن ما كتبتُهُ يَدُوْرُ و يَشْغَلُ بالَ الكَثِيْرِينَ من المهْتَّمِيْنَ بهَذَا الفنِّ، بل وَ سَائِر المُحبِّينَ ممن يتَأمَّلُون و يتعشَّمُون في منتدَانا الخَيْرَ و البَرَكة ..
و ما رقَمَه القَلمُ منْ صحَّةٍ و صوَابٍ فمنْ اللهِ و منَّته، و ما قصَّر فيه الاسم و الرسْم من لغطٍ أو غلطٍ فمِنْ الشيْطانِ، وَ مِن نفسْي المقصِّرةِ، و أنسبُ الكمال لله تعالى وَحْدَهُ و العصمةَ لرسولِ الله عليه أفضَلُ الصَّلاةِ و أتمُّ التَّسْلِيْمِ.
أسألُ الله تعَالى أن يمنَّ علينَا برضْوَانِه، و أن يشْمَلنَا بإحسَانِهِ، و أنْ يَعمَّنا جميعاً ببرَكة القَصْدِ و التَّرْكِ، و يفيْضَ علينَا صِحَّة القَولِ و العَمَلِ، إنه سميْعٌ قريْبٌ مجيبُ الدعاء.
وصلَّى اللهُ وَ سَلَّمَ علَى نَبِيِّنَا محمَّدٍ وعَلَى آلِه وصَحْبِهِ وَ سلَّمَ تَسْلِيْماً كثيراً
و كتَبَهُ محبُّكُمْ: عَبْدُ اللهِ بنُ صَالِح الخُضَيْرِي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2004, 07:03 ص]ـ
شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ ما تفضلتم به، وأحسن إليكم لقاء هذه النصيحة الثمينة.
ولا شك أن ما تفضلتم به يمثل هماً مشتركاً عند من يحملون هم الإسلام عامة، ونرجو بإذن الله أن يتمكن أعضاء هذا الملتقى مع مضي الوقت من كتابة دراسات وبحوث تفي بشيء من الغرض، وفيما كتب من البحوث سداد من عوز لو كانت طبعت أو بعضها.
كم كنت أتمنى أن أتمكن أو أحد الأعضاء الكرام من قياس تجربة ملتقى أهل التفسير في عامه الأول قياساً منصفاً، لنتمكن من سد الخلل، وتدارك الفوات، وقد هممتُ أن أفعل ولكن حال الجريضُ دون القريض!
أسأل الله لكم أيها الأخ الكريم التوفيق والسداد.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 May 2008, 02:00 ص]ـ
مقال ثمين رفع الله قدر كاتبه، رفعته للفائدة والتذكير والتفكيرفي سبيل تفعيل مضمونه بطرق عملية
ـ[حياة القلب]ــــــــ[25 May 2008, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
التفسير حسب ترتيب النزول
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[12 Apr 2004, 11:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في بعض المصاحف بيان ترتيب نزول السور 0
قرأت مرة القرآن حسب هذا الترتيب لملاحظة كيف تلقى الصحابة القرآن قبل اكتمال نزوله؛
ولربطه بتاريخ السيرة0
سؤالي:
هل هناك تفسير حسب ترتيب النزول؟
ماحكمه؟
مافوائده؟
ما المآخذ عليه؟
قال ابن مسعود رضي الله عنه " والله مامن آية إلا وأعلم متى نزلت وأين نزلت وفيم نزلت "
أو كما قال
فهل وصلنا هذا العلم؟
أم ضاع؟
وما الحكمة من ضياعه؟
أوترك السلف له؟
وجزى الله أهل الملتقى خيرا!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2004, 12:09 ص]ـ
أخي الكريم أبا بشرى وفقه الله لكل خير.
مرحباً بكم مع إخوانك في ملتقى أهل التفسير وأشكرك على مشاركاتك معنا، وعلى قصيدتكم التي هممت بالمداخلة حولها، فرأيت الأخ أبا بيان قد وعد بالتعليق فتوقفتُ.
وأما سؤالك أخي الكريم عن تفسير القرآن بحسب نزوله.
فهناك عدة تفاسير على ترتيب النزول، والذي أعرفه منها حديث التصنيف، كتفسير الملا حويش العاني، وتفسير الشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ولم يكمله رحمه الله.
وهناك تفسير (التفسير الحديث) لمحمد عزة دروزة، وهو تفسير بحسب ترتيب النزول بحسب اجتهاده.
وقد طبع قديماً في مصر ثم طبعته دار الغرب مؤخراً في عشرة مجلدات.
وقد بحث منهج المفسر دروزة رحمه الله في رسالة علمية بعنوان: (محمد عزة دروزة وتفسير القرآن الكريم) للدكتور فريد مصطفى سلمان.
وقد ناقش فيها:
- الحكم الشرعي لهذا العمل، وهو التفسير بحسب النزول في كتاب واحد. وأورد فتوى أبي اليسر عابدين والشيخ عبدالفتاح أبي غدة رحمهم الله بجواز هذه الطريقة والتفريق بين الترتيب في المصحف من أجل التلاوة. والترتيب في التفسير. وناقش الباحث فريد سلمان ذلك بتفصيل يضيق الوقت عن نقله أو تلخيصه الآن.
- منهج المفسر ومصادره وغير ذلك مما درج الباحثون على تناوله في مثل هذه الدراسات.
وأختم بنقل جواب دروزة على جدوى هذه الطريقة في التفسير:
(إن هذه الطريقة تفيد القارئ في تتبع سور التنزيل القرآني مرحلة فمرحلة، والاستشعار بجو هذه السور، حيث يكون هذا الترتيب أدعى تفهم القرآن وحكمة التنزيل، كما إنه يتسق مع المنهج الذي أعتقده الأفضل لفهم القرآن وخدمته).
والحديث في هذا يحتاج إلى بسط نرجو أن يقوم به أحد الأعضاء الفضلاء وفقهم الله.
وأختم بالإشارة إلى أن المستشرق الفرنسي ريجي بلاشير (1900 - 1973) قد قام بترجمة القرآن الكريم للفرنسية عام 1950، ورتب الترجمة بحسب ترتيب النزول. ثم أعادها بعد سبع سنوات ورتبها بحسب ترتيب المصحف المعروف لأنه ثبت له عدم صواب طريقته الأولى.
ـ[أخوكم]ــــــــ[31 Aug 2004, 06:34 ص]ـ
كدتُ أن أطرح موضوعا منفصلا أسأل فيه عن (أصح ترتيب لسور القرآن بدءا من أولها نزولا وانتهاء بآخرها)
ثم بدا لي أن أبحث في المنتدى أولا، فوجدت هذا الموضوع فلعله المكان الأنسب لسؤالي ...
فهل أجد لديكم إجابة
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:18 ص]ـ
في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول خلاف بين العلماء تجده في كتب علوم القرآن، وقد اجتهد عدد من العلماء في تحرير هذه المسألة ومنهم الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله حيث حاول تتبع هذه المسألة لكي يبني عليها تفسيره وقد وفق في ذلك إلى حد بعيد، ولكن الإشكال يبقى قائماً حيث إن السور الطوال نزلت متفرقة وتراخى زمان نزولها واستمر طويلاً كسورة البقرة، ونزل أثناء نزولها سور كاملة، فكيف يكون التريب إذن؟ وكذلك بعض السور نزل معظمها في مكان وزمان ثم بعد ذلك بوقت نزلت بعض الآيات التي ألحقت بها.
وعلى كل حال فقد اجتهدوا في بيان الصواب في هذه المسألة، وإن لم يصيبوه تماماً فقد قاربوه إن شاء الله.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 Sep 2008, 10:12 م]ـ
في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول خلاف بين العلماء تجده في كتب علوم القرآن، وقد اجتهد عدد من العلماء في تحرير هذه المسألة ومنهم الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله ......
السلام عليكم
الأستاذ عبدالرحمن الشهري حفظك الله
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يمكن أن تدلنا على أى من الكتب المتواجدة على شبكة المعلومات وقامت بالتحقيق فى مسائل الخلاف فى ترتيب التنزيل , والتى يمكن تحميلها؟
و ياليته يكون كتاب أو بحث حقق ذلك الشأن بأسلوب و منهج علمى قويم
و إذا لا يوجد مثل ذلك .. فهل توجد تلك التفاسير- المبنية على أساس ترتيب النزول مثل تفسير عبد الرحمن الميدانى رحمه الله - على الشبكة؟
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[23 Sep 2008, 12:32 ص]ـ
بصدد هذا الموضوع نجد أنفسنا أمام سؤالين غاية في الأهمية، ما هو المقصود بالتفسير حسب النزول؟ وما هي أهمية هذا التفسير؟
بالنسبة للسؤال الأول، يتضح أنه السرد التاريخي للآيات وتفسيرها لكن هذا يجرنا إلى سؤال آخر، وهو هل تتم فائدة هذا السرد بتحقق وحدة موضوعية أو شرعية بين الآيات في سردها التاريخي، أم أنها تقف في وضع عزلة يستغلق عندها الفهم الكامل الشامل لمتعلقاتها الشرعية والعقدية؟ إن كان الجواب بأن السرد التاريخي للآيات وتفسيرها على هذا النحو يضمن تمام الفائدة، فهذا طعن في الترتيب الحالي للمصحف، إذ يمكن الاستغناء عنه بهذا الترتيب الزمني، ومن ثم تتحقق الإجابة بانعدام الفائدة من السرد التاريخي واعتماد ذلك أساسا للتفسير، وأصدق دليل على ذلك ما توصل إليه المستشرق الفرنسي المذكور عاليه من قيامه في بادي الأمر بترجمة القرآن معتمدا على أسباب النزول "السرد التاريخي لنزول الآيات" ثم عدوله عن ذلك لتبين خطأ منهجه. ومعنى هذا أنه وجد الآيات معزولة تماما في سياقاتها، وثمة فواصل وعلاقات مفقودة يفتقر إليها هذا الترتيب. وهنا تتضح حكمة الحق جل وعلا في ترتيب القرآن على هذا النحو، فهو ترتيب مقصود لغاية مقصودة. ولو صح أن التفسير التاريخي لنزول الآيات له فائدة في تمام المعنى العام من مقصود الشارع الحكيم، لقام به الرسول صلى الله عليه وسلم ووجه الصحابة رضوان الله عليهم إليه، بل نستطيع أن نقول لأمر كتاب الوحي بتسجيل البيان التاريخي لنزول كل آية "الوقت واليوم والشهر والسنة". لكن كما هو واضح من سيرته صلى الله عليه وسلم، كان غاية في الحرص على ذكر اسم السورة التي تُضم إليها الآية ورقم الآية في السورة المعنية وكان صلوات ربي وتسليماته عليه يوجه الصحابة رضوان الله عليهم إلى هذه التفاصيل ويستوثق من قيامهم بها بكل دقة وحزم، حتى أنهم في جمع القرآن على عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه وعلى عهد ذي النورين رضي الله عنه تتبعوا هذا الترتيب الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تسجل كتب السنة أو السيرة أن أحدا ن الصحابة أشار إلى أهمية السرد الزمني لنزول الآيات وأثر ذلك على تفسير القرآن وفهمه.
ومن هنا تتضح الإجابة على السؤال الثاني، وهو ما أهمية التفسير الزمني للآيات؟ في الحقيقة ليس لهذا النوع من التفسير أهمية كبيرة اللهم إلا العلم بأسباب النزول، وحتى في هذه الجهة قد أغنت السنة وأخبار كبار المفسرين من الصحابة مثل ابن عباس وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم بذكر أسباب نزول الآية إن وجد. ومن القواعد التفسيرية الشرعية التي نشأنا عليها في على التفسير قولهم "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" وبهذه القاعدة ينطبق حكم الآية شرعا وعقيدة على الأمة باختلاف أزمانها وبقاعها، أما أن نحصر التفسير داخل قوقعة السرد الزمني للآيات فهو بمنزلة حصر القرآن، بل أجزاء معينة منه في فترة زمنية محددة لا يتعداها، إذ ليس كل آي القرآن لها سبب نزول. وهذا الأمر مرفوض شرعا وعقيدة.
والله الهدي إلى سبيل الرشاد
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[29 Sep 2008, 06:13 ص]ـ
إن كان الجواب بأن السرد التاريخي للآيات وتفسيرها على هذا النحو يضمن تمام الفائدة، فهذا طعن في الترتيب الحالي للمصحف، إذ يمكن الاستغناء عنه بهذا الترتيب الزمني، ومن ثم تتحقق الإجابة بانعدام الفائدة من السرد التاريخي واعتماد ذلك أساسا للتفسير،
والله الهدي إلى سبيل الرشاد
لا يا أخى وفقك الله و إيانا للحق و الرشاد
لا يطعن أحد الطريقتين فى الترتيب فى صحة الأخرى , فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو ,, مما لا يسمح لأحد بأن يطعن فى تلك الطريقة ...
أيضاً الطريقة الأخرى وهى ترتيب النزول لها فوائدها ووجاهتها و قد ذُكِرَ طرفاً منها
كما أن فائدتها فى معرفة الناسخ و المنسوخ, و معرفة السيرة الصحيحة , و ربطها بأسباب النزول كلها فوائد علمية عظيمة لا تخفى على أحد ولا أود أن أقول أن العلم سيخسر كثيراً إذا لم يحصلها
و ما كان أعظمها و أجملها لولا الإختلاف فى ترتيب النزول , و أظن أنه يجب البحث فى الروايات من أحاديث أو آثار ترتيب الآيات و السور و ترتيب كل مجموعة من الآيات نزلت فى سياق واحد متصل , و معرفة درجات تلك المرويات وفق ((منهج القدامى فى الحكم على الرواية و فى العلل و تتبع الطرق و الأسانيد و مقارنتها)) , فإن كل فروع العلم تخدم بعضها
و بهذا نستطيع بالبحث معرفة أصح ما قيل بشأن ترتيب سور و آيات كتابنا العزيز
أما إذا تبين لنا إختلاف الصحابة فى ذلك فيما صح عنهم من آثار فعلينا - بعد ذلك - أن نبحث بأسلوب مختلف , و هو المفاضلة بالقرائن بين أقاويلهم حتى نعرف أكثرها دقة و أقربها للعلم الصحيح و لحال علم الصحابى عند النبي (ص)
الأمر ليس بالهين و لا قليل الفائدة فإذا لم نستخدم هذا العلم ((ترتيب النزول)) فى التفسير فعلى الأقل هو علم مستقل بذاته وله فوائد عظام , لذا أرجو من العلماء أخذ ما ذكرتُ فى الإعتبار
و خير ما يقال أن طريقتى ترتيب القرآن لكل منهما فوائد: فواحدة تراعى المناسبات و وحدة المعنى , و الأخرى مفيدة للغاية لعلوم قرآنية أخرى لا تقل أهمية عن التفسير
واعذرونى إن جانبنى الصواب فى شئ مما قلته
وفقنا الله و إياكم للحق و الرشاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[29 Sep 2008, 07:34 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ عبدالرحمن الشهري حفظك الله
هل يمكن أن تدلنا على أى من الكتب المتواجدة على شبكة المعلومات وقامت بالتحقيق فى مسائل الخلاف فى ترتيب التنزيل , والتى يمكن تحميلها؟
و ياليته يكون كتاب أو بحث حقق ذلك الشأن بأسلوب و منهج علمى قويم
و إذا لا يوجد مثل ذلك .. فهل توجد تلك التفاسير- المبنية على أساس ترتيب النزول مثل تفسير عبد الرحمن الميدانى رحمه الله - على الشبكة؟
أكرر طلبى أجيبونى بارك الله فيكم
هل من راجى للثواب يدلنا على هذا الأمر للأهمية وله عظيم الشكر و العرفان
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[03 Oct 2008, 03:23 ص]ـ
الباحث عن الحق يقول "فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو" ولو دقق النظر فيما يقول لعلم أنه بهذا يوافق المستشرقين أن ترتيب المصحف من تلقاء النبي صلى الله عليه وسلم وليس توقيفيا، والجزء الثاني من قوله- بالخط المائل- كلام مائل عن الحق فلم يكن للصحابة رضوان الله عليم دخل مباشر أو غير مباشر في ترتيب القرآن على النحو الموجود عليه الآن. إن ما يقوله هذا الباحث عن الحق ادعاء بين التهافت ثابت البطلان. بل إن أسلوب كتابته استشراقي بحت فما من مسلم يورد عبارته هذه على النسق المجترئ وما فيها كذلك من تأفف من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيلا مثلما فعل الباحث عن الحق بقوله "الرسول (ص) "، وكذلك عدم ثنائه على الصحابة رض الله عنهم ومعاملتهم كمن يعرفهم من أترابه أو جيرانه- وهم أرفع قدرا وأعلى منزلة وأسمى مكانة رضوان ربي عليهم أجمعين- وبخاصة في منتدى مهيب مثل هذا يختص بعلوم القرآن الكريم.
أما ما يذكره من فوائد لهذا الترتيب التاريخي المزعوم من معرفة الناسخ والمنسوخ والسيرة الصحيحة وخسارة العلم إذا لم يحصلهما، فلا يلزم ذلك السرد التاريخي في لزوم ترتيب تاريخي واعتماده في تتابع تفسير الآيات، فأي فائدة ننالها من وضع الآيات متوالية حسب نزولها والقيام بتفسيرها على هذا النحو؟ هل ياترى تفيد تكاملا في المعنى على النطاق الشرعي والعقدي؟ إنها بدعة لم يقل بها أحد من الأولين من السلف الصالح وأئمة التابعين رضي الله عنهم أجمعين، كما لم يرد لها ذكر من قريب أو بعيد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أن عبارته "السيرة الصحيحة" في كتب السيرة وكتب السنن، وهذا منهج استحدثه القرآنيون الآن بالاعتماد على القرآن وحده وترك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي محاولة أقل ما يقال عنها أنها بائسة مبتورة موءودة.
أي خسارة يا باحثا عن الحق في أمر لم يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل تظن أن بإمكان أحد مهما كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة في ترتيب القرآن؟ أليس هذا طعنا في ترتيب القرآن التوقيفي وسعيا من وراء حجاب إلى إثارة الشك في نفوس المسلمين نحو الوحي القرآني لفظا ومضمونا وترتيبا وتواترا وتفسيرا؟
ومن الأسلوب الاستشراقي الذي يتبعه هذا الباحث عن الحق من باب دس السم في العسل، إشارته إلى اختلاف ترتيب النزول وما ورد فيه من أخبار ووجوب البحث في هذه الأخبار وترجيحها، وهذا يؤكد أنه لا علم له من قريب أو بعيد بما قامت به علوم الحديث وعلم الرجال في تناول أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والحكم عليها متنا وسندا، ومنها ما يتعلق بالتفسير حتى أن كل رواة الحديث أفردوا أبوابا في مصنفاتهم للتفسير يذكرون فيه سبب النزول والناسخ والمنسوخ وما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من تفسير للآية وكذا ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة التابعين بطريق التواتر وعلى ألسنة الثقات. كما صنف كثر من أئمة العلم في علوم القرآن تفصيلا أمثال السيوطي والزركشي وابن حزم والشافعي رحمهم الله أجمعين فيما يتعلق بالآي من ناسخ ومنسوخ وسببا لنزول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أين لك بالحكم على هذه الفكرة المبتسرة "تفسير القرآن حسب ترتيب النزول" بأنها علم مستقل؟ من أين لك بهذا الإطلاق؟ هل أورده أحد من المفسرين من الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين؟ ما هي إلا محاولة في العصر الحديث ثبت عدم جدواها ومن ثم تلاشت قبل ظهورها مثل زبد البحر يذهب جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.
إن جل ما ذكره العلماء في أسباب النزول ووقت النزول أنه من لوازم المفسر والمجتهد لأنه عون له على معرفة القرائن التي نزلت فيها الآية ومن ثم تفسيرها على النحو الصحيح وتطبيق الأحكام المتعلقة بها، بيد أن القاعدة الأصولية التفسيرية تبقى قائمة ألا وهي "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب." وما سبب النزول إلا عونا في استخدام قواعد أصول الفقه في تتبع الأحكام وأحوال صدورها- ما يسمى بالعلة- ومن ثم تطبيق الحكم بالقياس على الأحوال التي تتقاسم نفس العلة الواردة في الحكم الأول.
كما أن مواقيت وأسباب نزول الآيات ذخرت بها كتب السن والتفاسير، وقد حقق العلماء روايتها سندا ومتنا، وما ورد فيه اختلاف بين المفسرين إنما تعدد وقائع وتنوع يتضح أثرهما في تناول حياة البشر في عصرنا الحديث وتقديم الحلول لمشكلاتهم على تنوعها سببا و مضمونا.
وأرجو أن الباحث عن الحق لا يغضب مما أوردناه هنا، فقد طلب أن يؤخذ ما قال بعين الاعتبار، وقد وفينا طلبه.
نسأل الله بإخلاص أن يهديه إلى الحق الذي يبحث عنه، فمن طلب الحق صادقا، أعانه الله ووفقه إليه فاغتنمه أنى وجده وآمن به. أما من يدعي البحث عن الحق مثله مثل من يدعي النوم وتذهب إليه توقظه فلا يستيقظ، وإن لمته فيما بعد، اعتذر قائلا كنت نائما.
وصدق الله إذ يقول في الذكر الحكيم: "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" (القيامة:14 - 15) بمعنى أنه وإن اعتذر إليك بنومه فهو يعرف في داخل نفسه أن كذاب ومدعي، ومن ثم لن تجدي معه النصيحة فلا تذهب نفسك عليه حسرات، ومن العجيب أن الآيات في أعقاب هاتين الآيتين تقول: "لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأنه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" (القيامة: 16 - 19) وهذا الخطاب من الحق جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يثبت أن وحي القرآن من الله لفظا وجمعا وترتيبا وقراءة وشرحا وتفسيرا على لسان نبيه الخاتم محمد صلوات ربي وتسليماته عليه. وليس لأحد أيا كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على الله جل وعلا في وحيه أو على النبي صلى الله عليه وسلم في ما بلع عن ربه.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:44 ص]ـ
الأخ الكريم وليد شحاتة البيومي وفقه الله
لا ينقضي عجبي من غضبك وإرعادك وانفعالك بسبب كلام علمي رزين كتبه الأخ باحث عن الحق، وسؤاله سؤال علمي مشروع لا ملاحظة عليه تستدعي كل هذه الجلبة والإثارة المفتعلة.
وهناك فرق شاسع جداً بين أمرين:
- الدعوة الى تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول بحسب ما يثبت صحته ويقارب.
- والدعوة إلى إعادة ترتيب القرآن في المصحف بحسب النزول.
فالأول مشروع وله فوائد، والثاني باطل ولم يقل به أحد.
وقد كتب أحدهم كتاباً للجامع الأزهر يدعو فيه إلى إعادة ترتيب القرآن بحسب ترتيب النزول، فأحيل كتابه للعلامة الجليل الدكتور محمد عبدالله دراز رحمه الله وغفر له. فكتب جواباً علمياً هادئاً جداً يدل على علمه وعقله واتزانه وبعد نظره، بين فيه غاية البيان عدم جواز هذا الأمر، وما يؤدي إليه من سلبيات. وقد نشر بحثه هذا ضمن مقالاته (حصاد قلم) الذي نشر مؤخراً بعناية أحد محبيه.
وأما تفسير القرآن حسب النزول فكما ذكر أخي الكريم باحث عن الحق في مشاركته السابقة، وليت من يكتب أو يعقب يراجع كلامه جيداً قبل نشره فكثرة الأخطاء العلمية واللغوية والنحوية تُذهبُ رونقَه إن كان له رونق.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:05 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التوجيه، ولم نقصد إطلاقا الإسائة لأحد، ونسأل الله الغفران لنا ولكم جميعا.
وأرجو منكم دكتور عبد الرحمن توضيح هذه الجملة لي "فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو" من كلام الباحث عن الحق. لعلي فهمتها خطأ. والخطأ من الإنسان والغفران من الرحمن. ولكم مني جزيل الشكر والعرفان على توجيهكم.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:16 م]ـ
كما نطلب منكم أستاذنا الدكتور عبد الرحمن أن ترشدونا إلى الأخطاء العلمية واللغوية التي وجدتموها فيما كتبته لعلي منكم أستفيد واسترشد، ورحم الله رجلا أهدى إلي عيوبي.
كما أحب ان أؤكد أني لا أحب الافتعال ولا أقربه أبدا، فهو نفاق أو رياء، ولا أظن الدكتور عبد الرحمن يتهمني بإيهما.
نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم ويعفو عنا وعنكم.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:17 م]ـ
عذرا هناك خطأ في كلمة "بإيهما" والصح "بأيهما"
وشكرا
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أشكر أخي الفاضل وليد شحاتة على رجوعه السريع إلى الحق، وأسأل الله تعالى لنا وله التوفيق إلى الصواب. وأزيد في تأكيد كلام أخينا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى بما يلي:
1 - أن الغيرة على الحق لا ينبغي أن تصل إلى حد تجاوز قواعج المنهج العلمي الرصين.
2 - أن مناقشة الأفكار لا ينبغي أن تمتد إلى نبش النوايا والمقاصد؛ خاصة إذا لم يكن في كلام المُخالِف ما يدل عليها دلالة واضحة.
3 - أن موضوع تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول قد تراكمت فيه عدة كتب وبحوث على المستويين النظري والتطبيقي، ولا أدري إن كان أخونا وليد قد اطلع عليها أم لا؛ ولكني أقول إن الاطلاع عليها لازم قبل الرد.
4 - أن ما ذكره المخالفون من أدلة مانعة من تفسير القرآن بحسب ترتيب النزول لسيت كلها قاطعة؛ بل تحتمل وجوها من الرد. ولا أقول إن أدلة الموافقين قاطعة؛ بل هي أيضا ضرب من الاجتهاد يحتمل ويحتمل.
وأنا شخصيا ما زلت أبحث في هذه القضية، مع شعورٍ مبدئيٍّ بأهميةٍ منهجيةٍ خاصةٍ للتفسير بحسب ترتيب النزول، وأقصد بها تَمَثُّلَ النموذج الدعوي النبوي الشريف الذي تم بتوجيه مستمر من القرآن الكريم.
وقد نبت هذا الشعور من خلال عدة مجالس للتفسير حضرتها مع شيخي وأستاذي العلامة الدكتور الشاهد البوشيخي اعتمد فيها ترتيب النزول وتضمنت فوائد علمية ومنهجية ودعوية في غاية الأهمية.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:22 م]ـ
تصحيح:
ورد في كلامي السابق، في رقم 1: خطأ مطبعي هو "قواعج" والصواب: "قواعد"
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:53 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخونا مصطفى فوضيل، وجعلنا الله جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[08 Oct 2008, 06:30 م]ـ
الدكتور عبد الرحمن الشهرى بارك الله فيك على ردك بالنيابة عنى و حسن ظنكم بى
الأخ الفاضل مصطفى فوضيل أكرر لكم نفس الشكر على حسن الظن و الرد العلمى
الأخ الفاضل وليد شحاتة بيومي إن كان ردك هذا بدافع غيرة على الإسلام ,و ليس لمجرد التعصب لرأى أو لإبداء غلبة فى الحوار أو لرفض توجيه النقد لك فيما قلت .. فأنا أعتز بشعور الغيرة على الدين هذا بالرغم من سوء ظنك بى , و سأوضح لك تفصيلاً ما إنتقدتَه عليَّ قريباً إذا سمح الوقت إن شاء الله ولو على فترات متتابعة
أما قولك:
((وما فيها كذلك من تأفف من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تفصيلا مثلما فعل الباحث عن الحق بقوله "الرسول (ص) "))
فأنت تعلم أن هذا الأسلوب ليس تأففاً , فهو أسلوب شائع فى الكتابة لاختصار الوقت , و لم أبتكره من عند نفسى , و هذا واضح و أظنك كنت تعلمه قبل أن تسطر ذلك الزعم
ولنا عودة بإذن الله
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 03:07 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ وليد شحاتة
أنا حينما قلت:
" فكما لطريقة ترتيب المصحف الحالى أحوال متعلقة بالأحداث و الظروف - إن صح التعبير - فى عهد النبي (ص) و الصحابة الكرام أدت لهذا الترتيب و جمع القرآن على هذا النحو .... "
.. فلم أكن أقصد أن أحدد مصدر هذا الترتيب إن كان من الله - عز و جل - أو من خاتم المرسلين - صلى الله عليه وسلم - , و إنما قصدت الحكمة التى هى من وراء ذلك الترتيب دون التعرض لذكر من الذى أنشأه و الدليل على ذلك أنى أتبعت تلك العبارة بقولى:
" مما لا يسمح لأحد بأن يطعن فى تلك الطريقة " , أى أن لها حكمة تجعلها مع مصدر تلك الطريقة فى الترتيب: طريقة شرعية لايطعن فيها أحد
و لو لاحظت من لغتى أنى جعلتها لغة لينة هادئة لأنى لم أسمح لنفسى و لم أرغب فى نقد ذلك الترتيب , و إنما كنت أقصد أن تلك الأحوال التى ذكرتها هى الحكمة وراء ترتيب المصحف على غير ترتيب النزول , وفى كلامى كله ما دل على أن الطريقتين لكل منهما فائدة ,
و ربما خاننى التعبير فى تلك العبارة فكان الأولى بى أن أوضحها أكثر بدلاً من ذكرها ثم أقول:" إن صح التعبير" و لكن تلك آفة التسرع فى الكتابة التى ينتج عنها تسرع فى الفهم
ـ[محمد فال]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:20 ص]ـ
جزى الجميع خير الجزاء، وإن شاء الله الكل باحث عن الحق، وينبغي التلطف في العبارات وإحسان الظن بجيمع الإخوة وحمل كلامهم على أحسن الوجوه، والله يغفرلنا ولكم
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Oct 2008, 12:25 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
لعل آخر ما جد في هذا الموضوع، صدور كتاب بعنوان:
{فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ}
تأليف: محمد عابد الجابري.
طبع بدار النشر المغربية ـ الدار البيضاء ـ المغرب.
الطبعة الأولى: 2008.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Oct 2008, 02:11 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
من مقدمة كتاب {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ}
تأليف: محمد عابد الجابري.
تقديم و تمهيد:
القسم الأول من الكتاب في 367 صفحة … و من المنتظر أن يصدر في ثلاثة أقسام.
يحتوي فهرس القسم الأول إجمالا على ما يلي:
مقدمة
المرحلة الأولى: النبوة و الربوبية و الألوهية
العلق ـ المدثر ـ المسد ـ التكوير ـ الأعلى ـ الليل ـ الفجر ـ الضحى ـ الشرح ـ العصر ـ العاديات ـ الكوثر ـ التكاثر ـ الماعون ـ الكافرون ـ الفيل ـ الفلق ـ الناس ـ الإخلاص ـ الفاتحة ـ الرحمن ـ النجم ـ عبس ـ الشمس ـ البروج ـ التين ـ قريش ـ
المرحلة الثانية: البعث و مشاهد القيامة
استهلال
القارعة ـ الزلزلة ـ القيامة ـ الهمزة ـ المرسلات ـ ق ـ البلد ـ العلق (بقية) ـ المدثر (بقية) ـ القلم ـ الطارق ـ القمر.
استطراد: المعاد.
المرحلة الثالثة: إبطال الشرك و عبادة الأصنام
استهلال
الأعراف ـ الجن ـ يس ـ الفرقان ـ فاطر ـ مريم ـ طه ـ الواقعة ـ الشعراء ـ النمل ـ القصص ـ يونس ـ هود ـ يوسف ـ
استطراد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
و مما جاء في المقدمة التي اطلعت على محتواها حتى الآن و يتناسب و موضوع المشاركات في هذا الملف، و من باب التعريف بهذا الكتاب، أنقل لكم الفقرة التالية و هامشها من المقدمة …
[و هذا نص ما قاله محمد عابد الجابري فيها]:
… {لا بد من الإشارة إلى أننا ميزنا في تسلسل السور حسب ترتيب النزول بين مراحل، راعينا فيها التطابق، النسبي على الأقل، بين مسار التنزيل و مسيرة الدعوة، و سيلمس القارئ بنفسه أن ما قمنا به في هذا المجال لا يعدو أن يكون مجرد وضع عناوين لكل مرحلة. و هكذا نتبين بكل وضوح أنه، مع أن القرآن نزل منجما و خلال أزيد من عشرين سنة. فإن تسلسل سوره ـ حسب ترتيب النزول ـ يباطنه تسلسل منطقي سرعان ما نكتشفه عندما ننتبه إلى الموضوع الذي تركز عليه هذه المجموعة من السور أو تلك في تسلسلها؛ و بالرجوع إلى وقائع السيرة نكتشف أن ذلك المنطق، الذي يباطن تسلسل السور داخل كل مجموعة، يتطابق في مضمونه مع تسلسل هذه الوقائع؛ الشيء الذي نتبين منه بوضوح أن مسار التنزيل مساوق فعلا لمسيرة الدعوة (*)
و هكذا ميزنا في مسار التنزيل و مسيرة الدعوة، خلال العهد المكي، بين ست مراحل:
ـ المرحلة الأولى: في النبوة و الربوبية و الألوهية.
ـ المرحلة الثانية: في البعث و الجزاء و مشاهد القيامة.
ـالمرحلة الثالثة: في إبطال الشرك و تسفيه عبادة الأصنام.
و هذه المرحلة الثالثة هي التي تشكل محتوى هذا القسم الأول الذي يضم اثنتين و خمسين سورة: من سورة العلق (" إقرأ باسم ربك" و هي أول سورة نزلت)، إلى سورة يوسف التي ختمنا بها هذا القسم. أما السور الأخرى الباقية من القرآن المكي فتضمها المراحل الرابعة و الخامسة و السادسة، و هي موضوع القسم الثاني من الكتاب. أما القرآن المدني فيستقل به القسم الثالث.
و كما صدرنا كل مرحلة باستهلال، موجز في الغالب، ختمنا باستطراد استشرافي، طويل في الأغلب الأعم، قدمنا فيه ما يناسب المرحلة من بيانات إضافية تتعلق بموضوع من الموضوعات التي ركزت عليه سور المرحلة.
و لابد من الإفصاح هنا عن مدى شعورنا بالرضى و التوفيق ببناء هذا التفسير على أساس ترتيب النزول، ليس فقط على مستوى ما عبرنا عنه في " التعريف بالقرآن " بمسار " الكون و التكوين "، و نعبر عنه هنا بـ"مسار التنزيل " بل أيضا على مستوى مسيرة الدعوة المحمدية و السيرة النبوية. و الواقع أنه إذا كان من الضروري التعبير، في كلمات معدودة، عن جوهر ما دشنا القول فيه بهذا العمل، فنحن لا نتردد في ادعاء أننا نشعر بالتوفيق في " قراءة القرآن بالسيرة و قراءة السيرة بالقرآن".ذلك أن هذا النوع من القراءة المزدوجة قد مكنني من التعرف على حقيقة ذلك السر الذي أشرت إليه في نهاية خاتمة " المدخل إلى القرآن" عندما كتبت أقول:" و علي أن أعترف الآن أن هناك سرا لم يستطع عقلي اكتناه حقيقته: إنه هذا الذي عبرنا عنه بـ" العلاقة الحميمية بين محمد بن عبد الله و بين القرآن الحكيم".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـــــــــــــــــــــ
(*): و هذا مصداقا لقوله تعالى. {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) ـ الفرقان ـ}. فالحكمة من تنزيله مفرقا هو تثبيت فؤاد النبي عليه السلام بالجواب في الحين و في كل مرة على اعتراضات قريش و استهزاءاتهم و إحراجاتهم و اعتداءاتهم. و هذا التنزيل المفرق قد جاء مرتلا ترتيلا أي متتابعا شيئا فشيئا، منضدا مرتبا. و هكذا فما من مثل يضربه مشركو مكة لتعزيز اعتراضاتهم و تقوية حججهم إلا ويأتي الرد عليه من القرآن بما هو أوضح بيانا للحق و أحسن تفسيرا، و هذا جعل مسار التنزيل مساوقا أصلا لوقائع السيرة النبوية. و هذه الآية نفسها نزلت ردا على قريش عندما استصغروا من شأن القرآن و قالوا ما هو إلا أقاويل يأتيها محمد من حين لآخر. قالوا: فلو كان نبيا حقا لجاء مجموعا، مثل كتاب موسى، غافلين أو متغافلين عن أن التوراة كتبها موسى (بعدما أخذ الألواح التي أعطاه الله) يحكي فيها قصة الخليقة بهدف الوصول إلى نشوء بني إسرائيل و تقلبات الأحوال و الظروف بهم، و قصة شيوخهم الأولين، إبراهيم، و إسحاق، و يعقوب (و اسمه الأصلي إسرائيل)، و قصة التحاق هذا الأخير بابنه يوسف في مصر حيث تكاثروا، ثم خروجهم منها بعد أربعمائة سنة بقيادة موسى الذي كلفه الله بذلك الخ. أما القرآن فهو كتاب دعوة إلى الله موجهة إلى قوم أعرضوا عنها و حاجوها و قاوموها فكان الرد عليه مفرقا تفرق رد فعلهم إزاءها الخ.} …/اهـ …ـــــــــــــــــــــــ
إنتهى ما نقل عن محمد عابد الجابري …
المصدر: مقدمة كتابه {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول} [صص: 14 ـ 15].
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:07 م]ـ
الأخ وليد شحاتة بيومي
أما قولك:
((أي خسارة يا باحثا عن الحق في أمر لم يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل تظن أن بإمكان أحد مهما كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة في ترتيب القرآن؟ أليس هذا طعنا في ترتيب القرآن التوقيفي وسعيا من وراء حجاب إلى إثارة الشك في نفوس المسلمين .. .. ))
فنحن لا نستدرك على النبي (ص) بهذا , و إلا فالحكم على الحديث و غيره من مهام العلم الشرعى التى إستحدث أغلبها العلماء بعد عهد الصحابة هى إستدراك عليه (ص) وفق هذا المنطق العجيب الذى لم يقل به أحد
و للأسف أكثرنا نحن المسلمون المثقفون دينياً _ مع إحترامى للجميع _ يرفض أى جديد أو تحديث فى المنهج العلمى , و الذى لا يخرج عن القواعد الأصلية للمنهج و لكنه فقط يوضح أمور لم تشتهر فيه أو لم يلتفت إليها المصنفون فى علوم التراث
و الرسول (ص) نفسه لم يأمر بأنواع و فنون كثيرة من العلوم الشرعية لأنها ببساطة لم تبتكر إلا حينما وجدت الحاجة إليها فى عصر لاحق , تماماً مثلما نشأ علم الرجال حينما إحتاج له الحديث بعد إنتشار الكذبة و الضعفاء و المبتدعين
و بالتالى ليس فى الدعوة لعلم ترتيب النزول (أو إنشاء هذا العلم إن لم يكن قد نشأ كعلم قائم بعد) أى تشكيك أو طعن فى منهج الترتيب الحالى , بل هو إضافة هامة و مفيدة له و زيادة على العلم و ليست إستدراكاً على الشرع
و الخسارة فى فقدانه بالرغم من كونه علم مستحدث - إن جاز التعبير - هى بسبب ما فيه من فوائد علمية و شرعية عظيمة ذكرنا طرفاً منها
و الله الموفق للحق و الرشاد
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:38 م]ـ
[ QUOTE= لحسن بنلفقيه;63348]
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
من مقدمة كتاب {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ}
تأليف: محمد عابد الجابري.
تقديم و تمهيد .................... QUOTE]
بارك الله فيك يا أخى الكريم على تلك المشاركة الفعالة
و هل لك أن تدلنى على موقع بالشبكة يمكن منه تحميل الكتاب أو مثيله إن أمكن
و إن لم يمكن بالشبكة فأين يمكن أن أجده فى مصر و تحديداً بالإسكندرية
ملحوظة:
هناك مواقع إسلامية يقوم أعضاؤها بتصوير الكتب ضوئياً ثم رفعها على الشبكة فإن علمتم أن مثل هذا الكتاب قد صور أو رفع على موقع أرجو إخبارى
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 10:25 م]ـ
الأخ وليد شحاتة
أما قولك:
((فأي فائدة ننالها من وضع الآيات متوالية حسب نزولها والقيام بتفسيرها على هذا النحو؟))
فأنا سأرد على سؤالك مع تغيير بسيط فيه و أكثر تعميماً , و كأنك سألت ما فائدة الترتيب حسب النزول للآيات و السور؟
الفوائد كثيرة و عظيمة , ففى الناسخ و المنسوخ نعتمد على الروايات و الآثار التى تحدد الناسخ من منسوخه, و التى قد يشوبها علة ما خفية أو عيب قادح , و ليست كل الأحاديث و الآثار حكم عليها العلماء و نقاد الحديث , ومن أهم ما فى هذا النوع من العلم معرفة أى آية ذكرت أولاً لتعد منسوخةً بالأخرى الذى ذكرت آخراً (الناسخة) , فالترتيب التاريخى هنا فى غاية الأهمية , و لو كان علم ترتيب النزول محفوظاً اليوم ما إحتاج أينا لتلك الروايات التى يجب مراجعتها جيداً قبل الحكم عليها بالصحة لمعرفة الناسخ من المنسوخ , و لعلمنا من خلاله الآيات الناسخة من المنسوخة
أما فائدة علم الناسخ و المنسوخ سواءً من القرآن أو السنة فهى فائدة شرعية عظيمة
تحدد أى الأحكام نعمل بها و أيها توقف العمل بها و عدلت من الشارع , و فى هذا كل المرونة و التطوير حسب مقتضيات التيسير على عباد الله و مصلحة تطبيق شرعه , ولا عيب فى أن يعدل الله و يستبدل حكماً فقهياً مثلاً فى الكتاب , أو يعدل و يستبدل الرسول (ص) فى فقه السنة , بحسب ما يقتضيه حال المسلمين و الدعوة و غيرها من الأمور
ألا يكفى كل تلك الفوائد يا أخى لتعلم أهمية هذا الترتيب التاريخى للآيات و السور الذى لم يعجبك , فهذه فائدة واحدة فقط من فوائده
و للحديث بقية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[10 Oct 2008, 01:56 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الأخ الأستاذ الفاضل: " باحث عن الحق "
أما عن مكان وجود الكتاب، فإني قد اقتنيته هذا الأسبوع عند بائع الجرائد و المجلات بمسقط رأسي، مدينة مراكش الحمراء، بالمملكة المغربية ... و ليس لدي أي معلومات عن إمكانية وجوده في الشبكة أو في مكتبات مصر الحبيبة ...
و قد سبق لمشرفنا الجليل، الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله، أن أخبر ـ منذ 14/ 03/2008 ـ عن صدور الكتاب عن مركز الدراسات العربية، بالرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11243
و وجدت الكتاب مذكورا في صفحات كثيرة بالشبكة يمكن معرفتها من خلال البحث عن إسم الكتاب {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول} في محرك البحث " غوغل " ...
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[10 Oct 2008, 05:10 م]ـ
شكراً بارك الله فيك أخى الكريم
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[17 May 2010, 10:35 م]ـ
و لكن هل يقصد كاتب كتاب فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول أنه إعتمد فى ترتيب الآيات و السور و النجوم على السيرة و أحداثها؟
إن لم يكن كذلك فعلى أى شئ إعتمد فى ذلك الترتيب؟
إن كان إعتمد على أحداث السيرة فهذا أمر خطير لأن أحداث السيرة تعتمد على روايات
بعضها صحيح و كثير منها ضعيف , كما أن مدونو السيرة يختلفون أحيانا فى ترتيب الوقائع و الأحداث
و إلى اليوم لازال العلماء يحاولون إعادة كتابة السيرة بشكل صحيح , و أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر
كتاب:
ما شاع و لم يثبت فى السيرة النبوية , و هو كتاب أظنه رائع تناول الكثير من مرويات السيرة
بالتنقيب الحديثى على طريقة علماء الحديث
أرجو جواب ما سبق لمن قرأ الكتاب و عرف منهج المؤلف فيه
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[20 May 2010, 04:57 م]ـ
و لكن هل يقصد كاتب كتاب فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول أنه إعتمد فى ترتيب الآيات و السور و النجوم القرآنية على السيرة و أحداثها؟
إن لم يكن كذلك فعلى أى شئ إعتمد فى ذلك الترتيب؟ ............
أرجو جواب هذا
ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[22 May 2010, 02:26 م]ـ
و لكن هل يقصد كاتب كتاب فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول
أنه إعتمد فى ترتيب الآيات و السور و النجوم على السيرة و أحداثها؟
إن لم يكن كذلك فعلى أى شئ إعتمد فى ذلك الترتيب؟
إن كان إعتمد على أحداث السيرة فهذا أمر خطير لأن أحداث السيرة تعتمد على روايات
بعضها صحيح و كثير منها ضعيف , كما أن مدونو السيرة يختلفون أحيانا فى ترتيب الوقائع و الأحداث
و إلى اليوم لازال العلماء يحاولون إعادة كتابة السيرة بشكل صحيح , و أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر
كتاب:
ما شاع و لم يثبت فى السيرة النبوية , و هو كتاب أظنه رائع تناول الكثير من مرويات السيرة
بالتنقيب الحديثى على طريقة علماء الحديث
أرجو جواب ما سبق لمن قرأ الكتاب و عرف منهج المؤلف فيه
أرجو جواب هذا
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Jul 2010, 12:46 م]ـ
في ترتيب سور القرآن الكريم من حيث النزول خلاف بين العلماء تجده في كتب علوم القرآن، وقد اجتهد عدد من العلماء في تحرير هذه المسألة ومنهم الشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله حيث حاول تتبع هذه المسألة لكي يبني عليها تفسيره وقد وفق في ذلك إلى حد بعيد، ولكن الإشكال يبقى قائماً حيث إن السور الطوال نزلت متفرقة وتراخى زمان نزولها واستمر طويلاً كسورة البقرة، ونزل أثناء نزولها سور كاملة، فكيف يكون التريب إذن؟ وكذلك بعض السور نزل معظمها في مكان وزمان ثم بعد ذلك بوقت نزلت بعض الآيات التي ألحقت بها.
وعلى كل حال فقد اجتهدوا في بيان الصواب في هذه المسألة، وإن لم يصيبوه تماماً فقد قاربوه إن شاء الله.
السلام عليكم
هل من الممكن إيراد ترتيب الشيخ عبد الرحمن حبنكة لسور القرآن حسب النزول؟
أحتاجه بشدة ... أو أي ترتيب آخر تعتقد أنه الأوفق في هذه المسألة يا شيخ عبد الرحمن.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[14 Jul 2010, 01:32 م]ـ
من الجهود المتميزة في الباب كتاب " السيرة الذهبية " للشيخ محمد بن رزق طرهوني، وقد بذل جهداً كبيراً جداً لا يقارن بغيره لأن الشيخ حبنكة ومن قبله مع فضلهم لم يعتنوا بجانب دراسة الأسانيد واعتمدوا في الغالب على رواية جابر بن زيد المذكورة في الإتقان وغيره مع ما في ثبوتها من خلاف، و مافي متنها من نكارة، وممن لهم جهد واضح في المسألة ابن عاشور حيث اعتمد رواية جابر بن زيد ابتداءً وذكرها في بداية كل سورة، لكنه محص كثيراً مما فيها مما يخالف الأحاديث الصحيحة وغيرها أثناء التفسير.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Jul 2010, 02:12 م]ـ
من الجهود المتميزة في الباب كتاب " السيرة الذهبية " للشيخ محمد بن رزق طرهوني، وقد بذل جهداً كبيراً جداً لا يقارن بغيره لأن الشيخ حبنكة ومن قبله مع فضلهم لم يعتنوا بجانب دراسة الأسانيد واعتمدوا في الغالب على رواية جابر بن زيد المذكورة في الإتقان وغيره مع ما في ثبوتها من خلاف، و مافي متنها من نكارة، وممن لهم جهد واضح في المسألة ابن عاشور حيث اعتمد رواية جابر بن زيد ابتداءً وذكرها في بداية كل سورة، لكنه محص كثيراً مما فيها مما يخالف الأحاديث الصحيحة وغيرها أثناء التفسير.
أنا أبحث فقط عن ترتيب السور .. أي يكفي أسماءها حتى يتيسر لي قراءتها بهذا الترتيب من المصحف لغرض ما.
فهل لديك ترتيب الشيخ طرهوني للسور حسب النزول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:11 م]ـ
لا تستطيع أن تعرف ترتيبه إلا بقراءة كتابه كاملا حيث يربط حدث السيرة بالسورة أو الآيات التي نزلت، وقد جمعتُ أكثر ترتيبه في صفحات لكنها صفحات تحتاج إلى ترتيب كما أني لم أذكر أدلته حيث يستشهد كثيراً بآثار لا يستشهد بها غيره من المهتمين بهذا الباب، مع الحكم على أسانيدها، ومطالعة هذه الآثار مهمة لقبول أو قوله أو رده، فلا بد لك من الاطلاع على كتابه، ثم إني سأخرج من بيتي مسافراً بعد دقائق فالمعذرة ولعلي أتواصل معك فيما بعد.
ـ[منيب عرابي]ــــــــ[14 Jul 2010, 05:31 م]ـ
أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ... ولا تنسانا من الدعاء:)
أما بالنسبة لطلبي فإنه أبسط بكثير مما تعتقد فأنا لا أحتاجه لبحث ولست بطالب علم ... ولكن أريد أن أعرف ترتيب سور القرآن حسب النزول حسب ما ترجح لعلماء ثقات ... فيكفيني أن تسرد لي السور مرتبة حسب النزول .... عندما تقدر ... وجزاك الله خيراً مقدماً(/)
التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف ( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[13 Apr 2004, 02:04 ص]ـ
التحذير من قراءة القرآن بصوت هذه الأحرف ( Q U R Z ) الإنجليزية الجزء الثاني
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&threadid=523(/)
هل من قائمة تجمع كل التفاسير؟
ـ[القميحي]ــــــــ[13 Apr 2004, 07:23 ص]ـ
إخواني الأحباء
هل من قائمة تجمع كل التفاسير القرآنية؟
وجزاكم الله خيرا(/)
سؤال عن قوله تعالى: (وجعل القمرفيهن نورا وجعل الشمس سراجاً)؟
ـ[أبويزيد]ــــــــ[13 Apr 2004, 09:16 ص]ـ
الإخوة الأفاضل/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد0
لدي سؤال حول تفسير الآية 16 من سورة نوح قال تعالى: (وجعل القمرفيهن نورا وجعل الشمس سراجاً)
هنا الضمير يعود على السماوات أي هل القمر نورا في السماوات؟ وهل المقصود هنا بالسماوات السماء الدنيا؟ أم السماوات السبع؟ وما قولكم في الصعود إلى القمر هل هو حقيقة؟ فإذا كان حقيقة كيف صعد إليه البشرإلى سبع سماوات0السؤال أرجو أن أجد عليه إجابة شافيه0والسلام عليكم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Apr 2004, 06:33 ص]ـ
حينما يكون القمر في أحدى السماوات وهي السماء الدنيا فإنه بالضرورة يكون في باقيها ضمنيا لأن بقية السماوات تحيط بها.
وممكن أن يكون الكلام عن جنس القمر فكل الأقمار لها نفس طبيعة عكس الأنوار من الشموس التي تنتمي إليها.
وقد اكتشف علماء الفلك أقمارا في غير مجموعتنا الشمسية،
والقمر جرم يدور حول الكواكب التي هي بدورها تدور في نظامها الشمسي
وكل نجم تراه في السماء هو عبارة عن شمس كشمسنا بل هناك ما هو أعظم بكثير كالشعرى المذكور في سورة النجم.(/)
سؤال في سورة يوسف؟؟؟ الجميع يشارك
ـ[المنهوم]ــــــــ[13 Apr 2004, 01:34 م]ـ
ايه الأخوة الفضلاء ......
تأملت قصة يوسف عيه السلام وما مرّ به من الأبتلاء والفتن
وحزن يعقوب عليه السلام وصبره على فقد ابنه يوسف
إلا انني لم اجد ذكرا في القصة لأم يوسف فأين موقعها من القصة
هل السبب كما قال بعض المفسرين انها غير موجودة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2004, 05:06 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
لقد كانت أم يوسف موجودة بدلالة القرآن،فقد ذكر في أول السورة أنه رأى الشمس، والقمر، وهما إشارة إلى أمه وأبيه.
وفي آخر السورة ورد التصريح بقوله تعالى: (ورفع أبويه على العرش)، فهل هناك أصرح من هذا في الدلالة على حياتها.
ومن زعم أن أمه ماتت، وأن التي سجدت خالته، وأطلق لفظ (أبويه) على التغليب، فليس ذلك بصواب لأمرين:
الأول: كون هذا من الإسرائيليات التي لا سند لها.
والثاني: كونه مخالفًا لصريح كتاب الله، في لفظ (أبويه).
أما عن سبب عدم ورود خبرٍ لها في قصة يوسف، فالله أعلم بذلك، لكن ألا ترى أن منهج القرآن في عرض القصة يرتكز على الموعظة والعبرة، وكان ذلك أظهر في خبر أبيه وإخوته منها.
كما أنه لم يرد كبير ذكر لأخيه بنيامين إلا في آخر الأمر، فلم يرد أيضًا بيان حال بنيامين بعد يوسف، فلهذا والله أعلم أُهمل ذكر خبر أمه.
ـ[المنهوم]ــــــــ[13 Apr 2004, 05:21 م]ـ
اثابك الله ياشيخنا ** مساعد
اجابتك واضحة واستدلالك واضح وقوي على ما تقول
ولكن الا ترى ياشيخ انه اذا كان هذا الحزن قد اصاب يعقوب الأب فمن باب اولى ان يصيب الأم اكثر واكثر
ان في نفس شي من ذلك
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Apr 2004, 06:52 م]ـ
هذا ما حصل مع أبيه، فكيف بأمه.
فممكن أن يكون من باب التنبيه بالأقل على الأكثر.
كقوله تعالى فلا تقل لهما أف، فتأمل
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Apr 2004, 10:28 م]ـ
و القول بأن الأبوين هما والداه حقيقة، هو قول محمد بن إسحاق، و اختاره ابن جرير، و أيده ابن كثير.
و حجتهم: أن الأغلب و المتعارف عليه في استعمال لفظ الأبوين هو الأب و الأم، فيحمل عليه.
و هذا الذي يدل عليه السياق.
كذلك ليس مع الذين قالوا بموت أمه دليل يجب الرجوع إليه و الاعتماد عليه، بل هي من أخبار بني إسرائيل و فيها ما فيها.
و القول الآخر أن الأبوين هما يعقوب و خالته التي تزوجها بعد وفاة أمه، و هو ما ذهب إليه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم و السدي و غيرهما.
و توجيه هذا القول أن الخالة بمنزلة الأم، و إطلاق العرب الأمومة عليها واقع في كلامهم، كما أشار إليه ابن جرير بقوله عمن ذهب إلى أنهما أبواه حقيقة: (لأن ذلك هو الأغلب في استعمال الناس).
و قد استعمل العلماء نحو هذا في الرد على النصارى في ادعائهم باطلا أن الرب والد المسيح - تعالى الله وتقدس - فقد ذكروا أن الأبوة لا يلزم أن تكون بالولادة، لا غير!!
كذلك، يحتمل أن تكون خالته هي أمه، لكن أمومتها من جهة الرضاع، و هو ما احتمله ابن حزم رحمه الله.
قال ابن حزم: (فإن قيل: فهلا قلتم الخالة كالجدة لقول الله عز وجل (و رفع أبويه على العرش) وإنما كانت خالته وأباه، قلنا: لم يأت قط نص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها كانت خالته، و إنما هي من أخبار بني إسرائيل، و هي ظاهرة الكذب، و لعلها كانت أمه من الرضاعة فهما أبوان على هذا) المحلى10/ 325 - 326 و لعل مما يقوي هذا القول = كثرة الآيات التي قصرت المحادثة بين يوسف و أبيه.
وقبل أن أوردها ألفت النظر إلى أن الاعتراض على ما سوف أسوقه ممكن بل قائم، فلا تعجل بالرد!
ففي أول السورة (يا أبت إني رأيت ... ) فلم يقصها على أمه، مع جريان العادة في إشراك الأم في مثل هذا!
كذلك في قوله (إذ قالوا ليوسف و أخوه أحب إلى أبينا منا ... ) فقد قالوا: إن من اسباب زيادة حب يعقوب ليوسف و أخيه أن أمهما ماتت و هما صغيرين فلم يتلقيا حنان الأمومة!
و كذا الآيات التي بعدها، في استئذان يعقوب في الخروج بيوسف للعب و التمتع دون أمه!
و أن الذي أصابه الحزن العميق على فقد يوسف و حبس أخيه = هو يعقوب حتى ذهب بصره كما قال جل و علا (و قال يا أسفى على يوسف و ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم).
كما أنهم لما اعتذروا ليوسف عن أخذ أخيهم الأصغر قالوا (إن له أبا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه) فلم يذكروا حال أمه مع أنه لائق بذلك الموقف، كي يستكين لهم و يرأف لحال أبويه!
و في قول يوسف (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) ما قد يشير إلى أن والدته لم يلحقها الذي لحق بيعقوب أو أن تكون قد ماتت قبل حصول جميع ما ذكر في القصة.
أقول هذا، و لست قاطعا، بل الأصل عندي إجراء الأبوة على ظاهرها المعروف، لكن ما ذكرت قد يكون مساعدا لقول من قال بأن الأبوين هما يعقوب و خالته، و أنا على علم بأن ما سقته ممكن الاعتراض عليه، و أنا نفسي متمكن من الاعتراض عليه، و يكفي إجمالا أن يعلم أن القصة في القرآن تأخذ طابع الإيجاز، و لا تتعرض للحواشي، و الحذف فيها كثير، و هذه قصة يوسف جرت حوادثها في أربعين سنة سطرت في صفحات معدودة.
و قيل: بل كانت جارية ليعقوب، قامت على تربية يوسف لما فقد أمه، فكانت له بمثابة الأم ..
على كل، أرى القول بما قاله السدي و ابن زيد له وجه، و لا يعاب قائله، لكن الأولى إجراء الآية على ظاهرها و الله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[20 Apr 2004, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التعليق الجميل والرائع
وقد قرأته بتمعن واستفدت منه فبارك الله فيك(/)
تفسير أية في سورة
ـ[الحائرة]ــــــــ[13 Apr 2004, 07:33 م]ـ
السلام عليكم أطلب منكم مساعدتي في إيجاد تفسير لـ {قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم "26"} (سورة سبأ)، وأريد بالتحديد تفسير اسم الله (الفتاح)، وأريد أيضًا أحاديث عن الاسم أو عن الأية وبها تفسير الاسم، والرجاء سرعة الرد لأني سوف أقدمه بحث وتريده الأسبوع القادم، أعلم أنني كثرت الكلام والطلب، ولكننا في النهاية أخوية نمد يد العون لبعضنا، وجزاكم الله ألف خير وجعلها في ميزان حسناتكم، وشكرا ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2004, 07:54 م]ـ
جاء في تهذيب اللغة للأزهري: ((والفتح: أن تحكم بين قومين يختصمون إليك؛ كما قال الله جل وعزَّ مخبرًا عن شعيب: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا باحق وأنت خير الفاتحين) ... والفتاح الحاكم)) تهذيب اللغة (4:445).
وقال أيضًا: ((والفتاح في صفة الله معناه الحاكم، وأهل اليمن يقولون للقاضي الفتاح، ويقول أحدهم لصاحبه: تعال حتى أفاتحك إلى الفتاح)) تهذيب اللغة (4: 448).
وقال الراغب: ((وفتح القضية فِتَاحًا: فصل الأمر فيها، وأزال اإغلاق عنها. قال تعالى: (ربنا افتح بينا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين)، ومنه (الفتاح العليم) ... )) مفرداتألفاظ القرآن (ص: 621).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2004, 12:45 ص]ـ
قال أبو إسحاق الزجاج في كتابه: معاني أسماء الله:
(. الفتاح: هو من قولك فتحت الباب أفتحه فتحا ثم كثر واتسع فيه حتى سمي الحاكم فاتحا وذلك لأنه يفتح المستغلق بين الخصمين وأنشدوا: ألا أبلغ بني عمرو رسولا فإني عن فتاحتكم غني والله تعالى ذكره فتح بين الحق والباطل فأوضح الحق وبينه وأدحض الباطل وأبطله فهو الفتاح.)
فالفتح ضد الغلق، وهو أيضا النصر، والاستفتاح هو الاستنصار، والفتاح مبالغة فى الفتح
فالفتاح هو الذى بعنايته ينفتح كل مغلق، وبهدايته ينكشف كل مشكل، فتارة يفتح الممالك لأنبيائه، وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب الى ملكوت سمائها، ومن بيده مفاتيح الغيب ومفاتيح الرزق، وسبحانه يفتح للعاصين أبواب مغفرته، و يفتح أبواب الرزق للعباد.
وأما البحث عن هذا الاسم بالتفصيل فهناك كتب ألفت في شرح أسماء الله الحسنى، يمكنك الرجوع إليها.
ويمكنك الرجوع إلى هذه الارتباطات:
http://saaid.net/Minute/m71.htm
و
http://al-lewaa-al-islami.masrawy.com/10022004/190860news.htm
ونسأل الله لك التوفيق.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[14 Apr 2004, 02:37 ص]ـ
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: قال ابن عباس: ما كنت ادري ما قوله (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) حتى سمعت قول بنت ذي يزن: تعال أفاتحك تريد: أخاصمك.
ـ[الحائرة]ــــــــ[14 Apr 2004, 07:08 م]ـ
شكرا جزيلا لكم على ردكم لي والله يوفق الجميع ان شاءالله، وجزاكم الله الف خير(/)
أناشدكم المساعدة لبحث عاجل
ـ[بتول]ــــــــ[13 Apr 2004, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احتاج لمساعدتكم في ايجاد كتب على الشبكة لعمل بحث علمي:
كتب أو مقالات الشيخ ساجقلي زاده الملقب بالمرعشي
كتب أو مقالات للشيخ حسن بن محمد بن بدير الملقب بالجريس الكبير
كتب أو مقالات للدكتور سالم قدور عن الصوتيات
كتاب التحديد في الإتقان للشيخ أبي عمرو الداني
أتمنى أن أجد ضالتي لديكم وأسأل الله لكم الأجر والمثوبة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2004, 11:44 م]ـ
يمكن مراجعة هذا الرابط، ففيه بعض الفوائد
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=85(/)
المجموعة الثانية من .. تساؤلات ....
ـ[أميرة بيتها]ــــــــ[14 Apr 2004, 11:24 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بعد المساعدة الكبيرة التي تلقيتها منكم في المجموعة الأولى من أسئلتي أدعو الله أن يجزيكم عليها خير الجزاء
أرسل لكم هذه المجموعة الثانية:
(1) "وأتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان .. "الأية ما المقصود بملك سليمان ولماذا لم يقل على سليمان؟
وهل هاروت وماروت شيطانان؟ ولكاذا عبر بكلمة تتلوا دون غيرها ما قوة التعبير في أستخدامها؟
(2) "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء و ... "الأية ما المقصود ب ليست على شيء؟ هل يقصدوا الكتاب؟
(3) فأن أحصرتم فما أستيسر من الهدي"ما المقصود فإن أحصرتم؟
(4) "لا تضآر والدة بولدها .... وعلى الوارث مثل ذلك"ما المقصود بـ على الوارث مثل ذلك؟
(5) في تكرار لقصة موسى عليه السلام إختلف وصف خروج الماءعند ضرب الأرض بالعصا "فأنبحست -فانفجرت ... " ما الفرق وما الحكمةمن ذلك؟
(6) "حافظوا على الصلواة والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين "هل الصلاة الوسطى هي العصر وما هو القنوت هل يكون في كل ركعة أم في الأخيرة؟ ولماذا ذكرها بعد الصلاة الوسطى هل من الأفضل أن يكون فيها خاصة ولماذا
جاءت الأية التالية مسبوقة بحرف عطف؟.
أرجو أن لا أكون أكثرت في هذا الجزء من الأسئلة إذا كنت قد فعلت أخبروني حتى أقلل في المرات القادمة بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.(/)
المجموعة الثانية من .. تساؤلات ....
ـ[أميرة بيتها]ــــــــ[14 Apr 2004, 12:29 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أشكركم على تجاوبكم معي في المجموعة الأولى من أسئلتي وإليكم هذه المجموعة الثانية:
(1) "وأتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان .. "الأية ما المقصود بـ (تتلوا- وملك سليمان - ولماذا لم يقل على سليمان)؟ وهل هاروت وماروت شيطانان؟ أتمنى عليكم شرح هذه الأية؟
(2) "وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ... الأية مالمقصود بـ على شيء هل هو الكتاب؟
(3) "فإن احصرتم فما استيسر من الهدي"؟ ما معنى أحصرتم.
(4) "لا تضآر والدة بولدها ولا ... وعلى الوارث مثل ذلك "ما معنى على الوارث مثل ذلك؟
(5) في تكرار قصة سيدنا موسى عليه السلام إختلف وصف خروج الماء عند ضرب الأرض بالعصا "فأنبجست - فانفجرت - .... " فما الفرق وما الحكمة من ذلك؟
(6) ما معنى"و قوموا لله قانتين" وهل يجوز في أي ركعة أم في الخيرة فقط ولماذا جاءت الأية التاية مسبوقة بحرف عطف؟.
(7) ما شرح الية (238) من سورة البقرة؟.
أخوتي في الله هل عدد الأسئلة في كل مجموعة كبير أن كان كذلك فأعذروني وأعلموني بذلك حتى أقللها في المرات القادمة بإذن الله؟
أشكركم وجزاكم الله عني كل خير.
ـ[أميرة بيتها]ــــــــ[15 Apr 2004, 07:12 م]ـ
السلام عليكم
لماذا إلى الن لم ترد أي إجابة منكم مع أنها أسئلة بالنسبة لكم بسيطة جدا ما شاء الله بارك الله لكم فيما أعطاكم
ونفعنا جميعا بالقرآن أرجو أن لا تبخلوا علينا نحن الذين لم نشرف بدراسة هذا العلم المبارك.زادنا الله و إياكم من علومه النافعة.
وجزاكم الله عنا كل خير. والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2004, 06:13 ص]ـ
الأخت الكريمة أميرة وفقها الله. نعتذر لتأخر الأجوبة وذلك بسبب ضيق الوقت، وكون الأسئلة المطروحة من الأسئلة التي يمكن معرفتها بالرجوع إلى أقرب تفسير على الانترنت مثل هذا الرابط
تفسير القرآن الكريم ( http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KORTOBY&nType=1&nSora=2&nAya=102).
فلو تم الرجوع للتفسير قبل السؤال لكان هذا أفضل إن شاء الله، فإن بقي ثمة سؤال مشكل، كان هناك مجال للسؤال.
وأرجو التكرم مستقبلاً بجعل كل سؤال في مشاركة مستقلة، ليتمكن الجميع من المشاركة. حيث إن إيراد الأسئلة بهذه الطريقة يذكرني بأسئلة الاختبارات وكثرة فقراتها.
ومن أجل ذلك فسأجيب عن بعض الأسئلة:
- معنى تتلو. إما أن يكون من التلاوة بمعنى القراءة، وإما أن يكون من الاتباع. من تلا فلان فلاناً إذا تبعه في طريقته ومنهجه.
قال القرطبي: قَالَ عَطَاء: " تَتْلُو " تَقْرَأ مِنْ التِّلَاوَة.
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: " تَتْلُو " تَتْبَع , كَمَا تَقُول: جَاءَ الْقَوْم يَتْلُو بَعْضهمْ بَعْضًا.
وَقَالَ الطَّبَرِيّ: " اِتَّبَعُوا " بِمَعْنَى فَضَّلُوا.
قال القرطبي جمعاً بين هذه الأقوال: قُلْت:لأن كُلّ مَنْ اِتَّبَعَ شَيْئًا وَجَعَلَهُ أَمَامه فَقَدْ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْره.
وَمَعْنَى " تَتْلُو " يَعْنِي تَلَتْ , فَهُوَ بِمَعْنَى الْمُضِيّ , كما قَالَ الشَّاعِر:
وَإِذَا مَرَرْت بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ = كُوم الْهِجَان وَكُلّ طَرَف سَابِح
وَانَضْح جَوَانِب قَبْره بِدِمَائِهَا =فَلَقَدْ يَكُون أَخَا دَم وَذَبَائِح
أَيْ فَلَقَدْ كَانَ.
ومعنى (عَلَى مُلْك سُلَيْمَان): أَيْ عَلَى شَرْعه وَنُبُوَّته ..
قَالَ الزَّجَّاج: قَالَ الْفَرَّاء عَلَى عَهْد مُلْك سُلَيْمَان.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى فِي مُلْك سُلَيْمَان , يَعْنِي فِي قَصَصه وَصِفَاته وَأَخْبَاره.
قَالَ الْفَرَّاء: تَصْلُح عَلَى وَفِي , فِي مِثْل هَذَا الْمَوْضِع.
وَقَالَ " عَلَى " وَلَمْ يَقُلْ بَعْد لِقَوْلِهِ تَعَالَى: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول وَلَا نَبِيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أُمْنِيَّته " [الْحَجّ: 52] أَيْ فِي تِلَاوَته.
وأما هاروت وماروت فهما ملكان. وقد فصل الأخ الكريم أحمد القصير ذلك في بحث له على هذا الرابط يمكنك تحميله وقراءته.
(يُتْبَعُ)
(/)
التحقيق في قصة هاروت وماروت في سورة البقرة ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=813)
وأما بقية الأسئلة فللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2004, 10:52 ص]ـ
كتب لي الأستاذ الكريم محمد إسماعيل عتوك رسالة صوب فيها الإجابة السابقة، فأحببت نشرها بعد إذن الأستاذ محمد وفقه الله.
أخي عبد الرحمن!
السلام عليك ورحمة الله وبركاته00 وبعد0
تعقيبًا على إجابتك هذه:" ومعنى (عَلَى مُلْك سُلَيْمَان): أَيْ عَلَى شَرْعه وَنُبُوَّته .. قَالَ الزَّجَّاج: قَالَ الْفَرَّاء عَلَى عَهْد مُلْك سُلَيْمَان.
وَقِيلَ: الْمَعْنَى فِي مُلْك سُلَيْمَان , يَعْنِي فِي قَصَصه وَصِفَاته وَأَخْبَاره.
قَالَ الْفَرَّاء: تَصْلُح عَلَى وَفِي , فِي مِثْل هَذَا الْمَوْضِع."
أقول:
1 - على القول الأول جمهور البصريين، وعلى القول الثاني جمهور الكوفيين0 وكلا القولين خلاف للصواب والله تعالى أعلم؛ لأن معنى الآية الكريمة مستقيم، من دون تقدير مضاف محذوف قبل لفظ (ملك). أعني: قولهم على عهد ملك سليمان) 00 ولأنه لا يجوز أن توضع (في) موضع (على)؛ لأن الأولى للظرفية، والثانية للاستعلاء0 والفرق بينهما في المعنى كبير0
2 - ولهذا الذي ذكرته ردَّ أبو حيان القولين معًا، فقال في ذلك ما نصُّه:" على ملك- متعلق بـ (تتلو) 0 و (تلا) يتعدى بـ (على)، إذا كان متعلقها (يتلى عليه)، لقوله يتلى على زيد القرآن) 0 فلذلك زعم بعض النحويين أن (على) تكون بمعنى (في) 0 أي: تتلو الشياطين في ملك سليمان0
وقال أصحابنا: لا تكون (على) في معنى (في) 0 بل هذا من التضمين في الفعل، ضمِّن (تتقوَّل)، فعدِّيَ بـ (على)؛ لأن (تقوَّل) تعدى بها0 قال تعالى: {ولو تقوَّل علينا} 00 ومعنى {على ملك سليمان}: على شرعه، ونبوته، وحاله " [البحر:1/ 528] 0
3 - والصواب من القول عندي- والله تعالى أعلم- ما ذهب إليه الفخر الرازي من قوله بعد أن ذكر القولين السابقين:" والأقرب أن يكون المراد: واتبعوا ما تتلو الشياطين افتراء على ملك سليمان؛ لأنهم كانوا يقرءون من كتب السحر، ويقولون: إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذا العلم؛ فكانت تلاوتهم لتلك الكتب كالافتراء على ملك سليمان " [التفسير الكبير:3/ 617] 0
هذا ما أحببت أن أنبه أخي عليه، وهو من باب التذكير، ليس إلا0
أخوكم
محمد إسماعيل عتوك
وأنا أقول لأخي محمد: جزاك الله خيراً على حسن تعليمك وتعقيبك.وتقبل تحياتي وتقديري دائماً.
ـ[أميرة بيتها]ــــــــ[22 Apr 2004, 08:57 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد
أشكر الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الشهري على سرعة وحسن إستجابته لأسألتي وأشكر إفادتي بالموقع الذي وجدت أنه فعلا مفيد والحمد لله وليس كما كنت أتوقع لأنه مبسط جدا فأنا لدي كتب تفسير وأيضا كتب أخرى كمجلدات إبن كثير ولكن المشكلة معي صحية حيث لا يمكنني أن أتابع القرآءة إلا فترة قصيرة جدا رغم قوة بصري
ربما كما قال الطبيب إلتهاب بالجيوب الأنفية ولهذا لجأت إليكم بعد أن سمعت عنكم في قناة المجد المباركة حتى أعرف المعلومة التي أريدها بسرعة دون أن أضطر إلى كثرة القرآءة كما كنت بالسابق،ومع هذا أشكر كل من ساهم في إنارتي ولو بحرف وجزاكم الله عني كل خير ,وسوف أتوقف عن كتابة أسئلتي لكم وسأحاول البحث عن اجوبة في ذلك الموقع.
وأريد أن أسأل هل يمكن أن أدرس في إحدى كليات أصول الشريعة المنتشرة في المملكة السعودية وذلك عن طريق والأنتساب المراسلة عبر السفارة السعودية في بلادي سمعت منذ زمن بإمكانية ذلك فهل الأن ممكن؟.أرجوكم أفيدوني ولكم مني جزيل الشكر.
ولا أنسى شكر الأستاذ الفاضل محمد عتوك على مساعدته وسعيدة لأن أستاذي الفاضل عبد الرحمن الشهري قام بنشرها حتى يستفيد كل من يقرأها وجعل الله مجهوداتكم في ميزان حسناتكم.
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.(/)
تحية وسلام .... وسؤال!!
ـ[البعيد]ــــــــ[14 Apr 2004, 01:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لا اخفي فرحتي بهذا المنتدى الجميل المبارك أن شاء الله .. بعد ان وقع بين يدي بالصدفة ...
إخواني الأعزاء ....
أخوكم في الله " اسمي عبد الله " من الرياض طالب علم ... ولازلت جاهل وهذه حقيقة وليست تواضع!!
ادخل في منتديات كثيرة والنت اصبح مصاحب لي في الكثير من أوقاتي ...
من خلال دخولي في هذه المنتديات أتحاور مع الكثير من ملا حده وعلمانيين وعصاه وغيرهم ... ولكني لست بذلك الملم بالكثير من الأمور ...
فرحت كثير بهذا المنتدى لأني أريد أن افهم الكثير واستزيد منها ماينفعني ومنها استطيع المجادلة في الكثير من الامور ..... فأنا طالب علم ولازلت جاهلا الكثير من الأمور فجزاكم الله خير الجزاء وسدد خطاكم ...
إخواني بعد التحية والسلام أريد أن استفسر عن:
هناك أية بالقران الكريم:
((إن كيدكن عظيم))
والمقصود هنا هن النساء
بينما وفي اية أخرى:
:" إن كيد الشيطان كان ضعيفا "
أتمنى أن افهم تفسير الآيتين
وهل المقصود ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما ورد بالقران
جزاكم الله خير
بقي نقطة أخيرة .... هل هناك مانع من نشر هذا المنتدى!!
أخوكم عبد الله
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 Apr 2004, 07:56 ص]ـ
((إن كيدكن عظيم)) من كلام العزيز .. فتنبه.
و مرحباً بك في هذا الملتقى المبارك و إن شاء الله نتعاون جميعاً في خدمة الدين.(/)
فائدة في قوله تعالى ((ولا تكن مع الكافرين)) في قصة نوح عليه السلام مع ابنه
ـ[المنهوم]ــــــــ[14 Apr 2004, 05:35 م]ـ
قال الله في سورة هود آية 42
(وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ) (هود:42)
قال نوح عليه السلام لأبنه ((ولا تكن مع الكافرين)) ولم يقل ((من الكافرين)) لأن ابنه كان كافراً ولذلك لم يقل من الكافرين
وقال ((مع الكافرين)) لأنه يريد له الهداية والاسلام فأراد ان لا يهلك مع الكافرين
مشكرا
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Apr 2004, 10:09 م]ـ
في الآية معيتان لفريقين من الناس
فأراد نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن ينبهه، مع أي الفريقين يختار أن يكون
معنا أم مع الكافرين(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[15 Apr 2004, 02:34 ص]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية
http://www.alwhyyn.net/showthread.php?s=&threadid=547(/)
سورة الفاتحة (1)
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[15 Apr 2004, 08:21 ص]ـ
سورة الفاتحة
(1/ مصحف، 5/نزول)
للشيخ هشام بن فهمي العارف حفظه الله
جمهور العلماء على أن أسماء جميع السور توقيفية، فقد أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم جميع أسماء السور، والأحاديث في هذا الشأن كثيرة.
سميت سورة الفاتحة بأم الكتاب لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة، وأسمائها كثيرة؛ ومن أسمائها: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والقرآن العظيم،، وسورة الحمد، وسورة الصلاة، والسبع المثاني، (فهي سبع آيات ولأنها تثنى على مرور الأوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الأشياء التي تضمحل وتبطل على مرور الأيام، والفاتحة تثنى في الصلوات، وتثنى بسورة أخرى) وتسمى الرقية.
وهي سورة مكية وعدد آياتها سبع مع البسملة.
فضائل سورة الفاتحة:
1/ أخرج مسلم في صحيحه ـ واللفظ له ـ، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، والطبراني، والحاكم، وغيرهم: عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك. فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
2/ وأخرج البخاري، وأحمد، وأبو داود، والنسائي من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: كنت أصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه حتى صليت قال: فأتيته فقال: "ما منعك أن تأتي؟ " قال: قلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، قال: ألم يقل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ثم قال: "لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد"، قال: فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد، قلت: يا رسول الله إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال: "نعم (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
3/ ومن فضائل سورة الفاتحة أنها تقرأ لزوماً في الصلاة، فقد أخرج مسلم، والنسائي، والترمذي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج، غير تمام".
4/ وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا: يقول العبد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يقول الله تعالى: حمدني عبدي، ويقول العبد: (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، يقول الله: أثنى عليَّ عبدي، ويقول العبد: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، يقول الله تعالى: مجدني عبدي، ويقول العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، فقال هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل: يقول العبد: ـ (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)، قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل.
5/ وأخرج الإمام أحمد، والترمذي من حديث أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ " ثم أخبره أنها الفاتحة.
6/ وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم".
7/ وأخرج الحاكم في "المستدرك" وهو في "الصحيحة" (1499) عن انس ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في سير، فنزل، ونزل رجل إلى جانبه، قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ فتلا عليه: الحمد لله رب العالمين".
مقاصد سورة الفاتحة:
اشتملت سورة الفاتحة على مسائل كثيرة هي من مقاصد القرآن العظيم، قال القرطبي: وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها حتى قيل: إن جميع علوم القرآن فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فسورة الفاتحة كما قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ (باختصار وتصرف) اشتملت على:
1/ التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء، مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها: وهي الله، والرب، والرحمن.
2/ وبنيت السورة على الإلهية (اياك نعبد)، والربوبية (وإياك نستعين)، والرحمه: (اهدنا الصراط المستقيم .. ) والحمد يتضمن الأمور الثلاثة، فهو المحمود في إلاهيته وربوبيته ورحمته.
3/ أن الثناء والمجد كمالان لجده.
4/ وتضمنت السورة إثبات المعاد، وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها، (مالك يوم الدين).
5/ وتضمنت السورة إثبات النبوات وذلك من خلال:
أنه رب العالمين: فلا يليق أن يترك الله تعالى عباده سدى هملاً لا يعرفهم ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم وما يضرهم فيهما فهذا هضم للربوبية ونسبة الرب تعالى الى ما لا يليق به.
وأنه الله الذي لا معبود بحق إلا هو: ولا سبيل للعباد إلى معرفة عبادته إلا من طريق رسله.
وأنه الرحمن: فإن رحمته تمنع إهمال عباده أو عدم تعريفهم ما ينالون به غاية كمالهم. فمن أعطى اسم الرحمن حقه عرف أنه متضمن لإرسال الرسل، وإنزال الكتب، أعظم ما تضمنه إنزال الغيث وإنبات الكلأ، وإخراج الحب فاقتضاء الرحمة لما تحصل به حياة القلوب والأرواح أعظم من اقتضائها لما تحصل به حياة الأبدان والأشباح. لكن المحجوبون إنما أدركوا من هذا الاسم حظ البهائم والدواب. وأدرك منه أولوا الألباب أمرا وراءه ذلك.
وأثبتت السورة النبوات من ذكر يوم الدين فإنه اليوم الذي يدين الله به العباد فيه بأعمالهم، فيثيبهم على الخيرات، ويعاقبهم على المعاصي والسيئات، وما كان الله ليعذب أحدا قبل إقامة الحجة عليه، والحجة إنما قامت برسله وكتبه وبهم استحق الثواب والعقاب، وبهم قام سوق يوم الدين وسيق الأبرار إلى النعيم والفجار إلى الجحيم.
وأثبتت السورة النبوات من قوله (إياك نعبد) فإن ما يعبد به الرب تعالى لا يكون إلا على ما يحبه ويرضاه، وعبادته ـ هي شكره وحبه وخشيته ـ فطري ومعقول للعقول السليمة. لكن طريق التعبد وما يعبد به لا سبيل إلى معرفته إلا برسله وبيانهم وفي هذا بيان أن إرسال الرسل أمر مستقر في العقول يستحيل تعطيل العالم عنه كما يستحيل تعطيل الصانع عنه فمن أنكر الرسل فقد أنكر المرسل، ولم يؤمن به، ولهذا جعل الله سبحانه الكفر برسله كفرا به.(/)
المختارة الرابعة في الولاء والبراء
ـ[المنهوم]ــــــــ[15 Apr 2004, 01:27 م]ـ
قال الشيخ سفر الحوالي في موقعه ..................
إن شجرة التوحيد والإيمان -شجرة لا إله إلا الله- لا بد لها من أصول، وفروع، وثمار، ومن أعظم مقتضياتها وأوجب حقوقها ولوازمها أن يوالي العبد في الله، ويعادي فيه، وأن توالي المؤمنين، وأن تعادي الكافرين، فإن من والى عدو الله لا يمكن أن يكون محققاً لشهادة أن لا إله إلا الله، ولا آتياً لمقتضياتها، فالله تبارك تعالى قد بيَّن لنا أعداءه فيجب أن نعاديهم، وبيَّن لنا عداوة الشيطان، فقال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]، هذا الشيطان عدو الله، فكيف نطيع الله أو ندَّعي أننا نطيع الله، ثم نطيع الشيطان ونتبعه ولا نعاديه! لا يمكن ذلك، فالله -تبارك وتعالى- يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ [الممتحنة:1] انظر! كيف قال؟ عدوي وعدوكم -الله أكبر- وهل هناك أعظم فخراً من أن يكون اسمك مقترناً بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فيكون عدو الله عدواً لك، ويكون حبيب الله حبيباً لك، نعمةٌ عظيمة لأنك تعادي وتوالي فيه ولوجهه عز وجل.
ومن هم أعداء الله؟ قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82] نعم! هؤلاء هم أعدى أعداء الله -تبارك وتعالى- هؤلاء الذي يجب أن يعاديهم المؤمن، وهذا ما بينه الله -تبارك وتعالى- بقوله: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَه [المجادلة:22] فمهما كانت قرابتهم، فإنهم إن كانوا مؤمنين فلا بد أن ينابذوهم، ولهذا قال تعالى: وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ [المائدة:81] لا يمكن أبداً، فاليهود والنصارى والمشركون الذين يكيدون لدين الله -تبارك وتعالى- ويريدون أن يطمسوا ويطفئوا نور الله بأفواههم، لا يمكن أن يكونوا لنا أحبة ولا أن نودهم، بل لا بد أن نعاديهم ونبغضهم بكل أنواع البغض ابتداءً من الجهاد وانتهاءً بكراهية القلب.
فهم الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة:120] وهل في إمكان أي مسلم أن يرغب عن ملة إبراهيم وأن يتبع ملة هؤلاء المجرمين المحرفين المبدلين، الذين جعلوا لله ولداً تبارك وتعالى والذين يحاربون الله ورسوله والمؤمنين في كل مكان، لا يمكن أبداً.
إذاً لا بد أن نخلص قلوبنا فنحب من أحب الله، ونبغض من أبغض.(/)
ركن الاستنباط وفوائد الآيات [2]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Apr 2004, 10:29 م]ـ
كانت الحلقة الأولى من هذا الموضوع حافلة بالكثير من المشاركات النفيسة، والاستنباطات الدقيقة، وللرجوع إليه يرجع إلى هذا الارتباط ركن الاستنباط وفوائد الآيات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=253)
ولنبدأ سلسلة جديدة في هذا الباب المهم، راجياً من الإخوة الكرام إثراءها بما يفتح الله به عليهم.
قال الله تعالى: (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً) (الكهف:94)
قال الإمام القرطبي: (في هذه الآية دليل على اتخاذ السجون، وحبس أهل الفساد فيها، ومنعهم من التصرف لما يريدونه، ولا يتركون وما هم عليه، بل يوجعون ضربا، ويحبسون ويطلقون كما فعل عمر رضى الله عنه) تفسير القرطبي (11/ 59)
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[28 Apr 2004, 12:08 ص]ـ
قال تعالى «ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا» (المائدة)
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي: «نهى الله المسلمين في هذه الآية الكريمة ان يحملهم بغض الكفار ان صدوهم عن المسجد الحرام في عمرة الحديبية أن يعتدوا على المشركين بما لا يحل لهم شرعا».
ثم قال رحمه الله: (وفي هذه الآية دليل صريح على ان الانسان عليه ان يعامل من عصى الله فيه، بأن يطيع الله فيه. وفي الحديث «أد الأمانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك» وهذا دليل واضح على كمال دين الاسلام، وحسن ما يدعو إليه من مكارم الاخلاق، مبين أنه دين سماوي لاشك فيه).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 May 2004, 08:13 م]ـ
بسم الله الرلاحمن الرحيم
جاء في كتاب العزلة للخطابي ما نصه:
(134 أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الزِّيبَقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُتْبِيُّ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ وَقَالَ: مَا فِي الْأَرْضِ آدَمَيٌّ إِلَّا وَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ شَبَهِ الْبَهَائِمِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَهْتَصِرُ اهْتِصَارَ الْأَسَدِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْدُو عَدْوَ الذِّئْبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْبَحُ نُبَاحَ الْكَلْبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَطَوَّسُ كَفِعْلِ الطَّاوُسِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُشْبِهُ الْخَنَازِيرَ الَّتِي لَوْ أُلْقِيَ لَهَا الطَّعَامُ الطَّيِّبُ عَافَتْهُ فَإِذَا قَامَ الرَّجُلُ عَنْ رَجِيعِهِ، وَلَغَتْ فِيهِ فَكَذَلِكَ تَجِدُ مِنَ الْآدَمَيِّينَ مَنْ لَوْ سَمِعَ خَمْسِينَ حِكْمَةً لَمْ يَحْفَظْ وَاحِدَةً مِنْهَا وَإِنْ أَخْطَأَ رَجُلٌ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ حَكَى خَطَأَ غَيْرِهِ تَرَوَّاهُ وَحَفِظَهُ ".
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ:مَا أَحْسَنَ مَا تَأَوَّلَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهَا هَذِهِ الْحِكْمَةَ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حُكْمُهُ مُطَاوِعًا لِظَاهِرِهِ وَجَبَ الْمَصِيرُ إِلَى بَاطِنِهِ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ وُجُودِ الْمُمَاثَلَةِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ كُلِّ دَابَّةٍ وَطَائِرٍ وَكَانَ ذَلِكَ مُمْتَنِعًا مِنْ جِهَةِ الْخِلْقَةِ وَالصُّورَةِ وَعَدَمًا مِنْ جِهَةِ النُّطْقِ وَالْمَعْرِفَةِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَصْرُوفًا إِلَى الْمُمَاثَلَةِ فِي الطِّبَاعِ وَالْأَخْلَاقِ. وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّكَ إِنَّمَا تُعَاشِرُ الْبَهَائِمَ وَالسِّبَاعَ فَلْيَكُنْ حَذَرُكَ مِنْهُمْ وَمُبَاعَدَتُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى حَسْبِ ذَلِكَ وَمِصْدَاقُ قَوْلِ سُفْيَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ حِينَ يَقُولُ فِي تَمْثِيلِ مَنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ بِالْكَلْبِ فَقَالَ عَزَّ وَعَلَا: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ فَجَعَلَهُمْ أَسْوَأَ حَالًا مِنْهَا وَأَبْعَدَ مَذْهَبًا فِي الضَّلَالِ حَتَّى قَامَتْ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةُ فَلَمْ يُذْعِنُوا لَهَا. وَلِأَجْلِ ذَلِكَ رَأَى الْحُكَمَاءُ أَنَّ السَّلَامَةَ مِنْ آفَاتِ السِّبَاعِ الضَّارِيَةِ أَمْكَنُ وَالْخَلَاصَ مِنْهَا أَسْهَلُ مِنَ السَّلَامَةِ مِنْ شَرِّ النَّاسِ *)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2004, 07:53 م]ـ
قال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (صّ:35)
قال الرازي في تفسيره: (دلت هذه الآية على أنه يجب تقديم مهم الدين على مهم الدنيا؛ لأن سليمان طلب المغفرة أولاً، ثم بعده طلب المملكة.
وأيضاً الآية تدل على أن طلب المغفرة من الله تعالى سبب لانفتاح أبواب الخيرات في الدنيا؛ لأن سليمان طلب المغفرة أولاً، ثم توسل به إلى طلب المملكة.ونوح عليه السلام هكذا فعل أيضا لأنه تعالى حكى عنه أنه قال: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين) (نوح 10 - 12) وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك).)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2004, 05:06 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة ص: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ {س} (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26).
ذكر بعض الباحثين أنه يؤخذ من هذه الآيات سبعة دروس في القضاء هي:
الدرس الأول: أن محراب القضاء محراب مقدس، ينبغي عزله عن المؤثرات الجانبية التي ربما تحيط بالقضاء، فتؤثر عليهم وتفزعهم بضغوطها فيخافون، ولا جدال أن القاضي الخائف لا يستطيع أن يستجمع شتات نفسه وعقله ويركز على ما بين يديه من الحقائق المجردة.
ولهذا انعكاساته على الواقع المعاش حيث نجد أن الإعلام كثيراً ما يتسور محراب القضاء فيفزع القضاة .. بل أننا أحيانا نستمع لمسئولين من كبار القوم يعلقون على قضايا بعينها تعليقات من شأنها أن تفزع القضاة .. أن تسور محراب القضاة جريمة يجب أن نقف ضدها، وأن نطور من أساليب الحماية ما يمنع هذا التسور.
الدرس الثاني: أن القاضي لا يقضي حتى يستمع إلى جميع المتخاصمين.
الدرس الثالث: أن القاضي ينبغي أن يحكم بالحق، والحق هنا هو الشريعة الحقة، وما استخرجه الفقهاء منها من قوانين، لأن اكبر مصدر للسوء في المجتمع هو ان يتقاضى الناس بغير الحق، أي بقوانين جائرة، وضعتها قوى ظالمة، أو قوى جاهلة لتحقق بها مصلحة قريب لها .. الدرس الرابع: أن القاضي ينبغي ألا يشطط وهو يستخدم هذا الحق، فليس هناك قوانين منطبقة تماماً على حالة بعينها،
وانما يحتاج الأمر إلى تفسير وتقريب ومماثلة وتشبيه .. وكل ذلك يستوجب مهارة للقاضي تحول بينه وبين الشطط .. فالشطط ربما يكون في تطبيق قانون لا يناسب الحالة التي بين يدي القاضي، والشطط يمكن أن يكون في حجم العقاب أو في حجم التعويضات التي يقضي بها القاضي. وفي كل الأحوال ينبغي على القاضي أن ينتبه قدر استطاعته إلى احتمالات الشطط، وانه قد ينزلق إليها بسهولة ويسر وبنية طيبة، ويرى أن القاضي في صغره يحتاج إلى عملية تدريب عقلية، كي يقلل الشطط قدر الإمكان أن لم يستطع أن يمحوه تماماً.
الدرس الخامس: ألا تكتفي العملية القضائية بإصدار حكم قاصر، وإنما ينبغي أن تهدي المتخاصمين إلى سواء الصراط، فكم من أحكام تصدر وتحول الظروف الاجتماعية أو النفسية أو الاقتصادية دون تنفيذها، وربما يحتاج الأمر إلى منظومة جديدة في النظام القضائي مهمتها التوجيه والهداية في تنفيذ الأحكام.
الدرس السادس: ينبغي على القاضي أن ينزع نفسه من ظروفه الخاصة، ولا يسقطها على ما بين يديه من حالات، فربما كان القاضي سيئ الحظ في بيته مع زوجته أو أولاده .. فإذا جاءته قضية شبيهة سيطرت عليه ظروفه الخاصة، وحالت بينه وبين الموضوعية فيحكم حينئذ بهواه، ومن اجل ذلك ينبغي أن لا ينفرد قاض واحد بالحكم في قضية، وانما يكون من حوله مساعدون قضاة يحولون بينه وبين الهوى الخفي الناشئ عن ظروفه الخاصة، والذي ربما يتسرب إلى عقله وضميره دون أن يدري.
الدرس السابع: ينبغي على القاضي ان يجعل لنفسه نظاماً استغفارياً، يراجع فيه قضاياه من وقت لآخر قبل أن ينفذ الحكم، أو أن يكون ذلك نظاماً عاماً يعمل به في الدولة، وهو ما آلت إليه الأنظمة القضائية في معظم بلدان العالم، ولكن ننبه إلى أن القرآن يطالب بهذا الاستغفار على مستوى الفرد الذي يمارس القضاء، وبالطبع يرحب بأي نظام استغفاري يعين الفرد والجماعة على الأدب إذا حدث خطأ مقصود أو غير مقصود، فالاستغفار والإنابة «وهي حسن الأدب» أمران مطلوبان على مستوى الفرد القاضي، وعلى مستوى النظام القضائي.
المرجع: هنا ( http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/11/28/mnw/44.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان داود]ــــــــ[24 Jun 2004, 11:47 ص]ـ
أستاذنا وشيخنا العزيز أبو مجاهد العبيدي
أود هنا أن أضيف درسا ثامنا
وهو أن يأخذ القاضي بالقياس؟؟؟ اذا تعذر وجود النص
والقياس في قضية داود عليه السلام واضحة فقد قاس الغنم على النساء؟؟؟
الفائدة الرئيسية الثانية من هذه الآيات والعبرة منها
ليس أن يخبرنا الله سبحانه وتعالى بقصة داود فقط
بل أن نتعلم (طريقة الأستنباط) أيضا" وهي الموضوع الرئيسي هنا وتحثنا على الاستنباط وعلم التأويل
وهذه فائدة كبيرة نحصل عليها من دروس السابقين
وهكذا أغلب قصص القرآن العظيم
فمثلا" عندما تحدث رب العالمين أنه جعل قوم موسى يتيهون أربعين عاما"؟؟؟
يقول المرء -- ما الفائدة هنا من اخبارنا بعدد سنين التيه؟؟؟؟؟
لكنه أعظم درس لنا؟؟؟؟
فقد علمنا الله أنه لابد من تغيير الجيل بالكامل؟؟؟؟ (اربعين سنة) حتى يتم الاصلاح؟؟
واذا لم يصلح المجتمع لايمكن الوصول الى الأهداف السامية؟؟
فالقرآن كله حكمة وعبر ودروس يجب الاستفادة منها
فرب آية لو طبقناها أصلحنا مجتمع كامل بها؟؟ وهناك الكثير الكثير من الدروس والعبر في القرآن تحتاج الى الاستنباط والبحث
من خلال آيات أعظم كتب الله (القرآن العظيم)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Aug 2004, 03:13 م]ـ
قال الله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} (الأحزاب:34)
قال ابن العربي: (أَمَرَ اللَّهُ أَزْوَاجَ رَسُولِهِ بِأَنْ يُخْبِرْنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بُيُوتِهِنَّ , وَمَا يَرَيْنَ مِنْ أَفْعَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَقْوَالِهِ فِيهِنَّ , حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ إلَى النَّاسِ , فَيَعْمَلُوا بِمَا فِيهِ , وَيَقْتَدُوا بِهِ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ قَبُولِ خَبَرِ الْوَاحِدِ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي الدِّينِ.)
وقال أيضاً عن الآية: (فِي هَذَا مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ ; وَهِيَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم بِتَبْلِيغِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنْ الْقُرْآنِ , وَتَعْلِيمِ مَا عَلِمَهُ مِنْ الدِّينِ ; فَكَانَ إذَا قَرَأَهُ عَلَى وَاحِدٍ , أَوْ مَا اتَّفَقَ , سَقَطَ عَنْهُ الْفَرْضُ , وَعَلَى مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يُبَلِّغَهُ إلَى غَيْرِهِ , وَلَيْسَ يَلْزَمُهُ أَنْ يَذْكُرَهُ لِجَمِيعِ الصَّحَابَةِ وَلَا كَانَ عَلَيْهِ إذَا عَلِمَ ذَلِكَ أَزْوَاجُهُ أَنْ يَخْرُجَ إلَى النَّاسِ فَيَقُولَ لَهُمْ: نَزَلَ كَذَا , وَكَانَ كَذَا. وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي الْأُصُولِ , وَشَرْحِ الْحَدِيثِ , وَلَوْ كَانَ الرَّسُولُ لَا يَعْتَدُّ بِمَا يَعْلَمُهُ مِنْ ذَلِكَ أَزْوَاجُهُ مَا أُمِرْنَ بِالْإِعْلَامِ بِذَلِكَ , وَلَا فَرَضَ عَلَيْهِنَّ تَبْلِيغَهُ ; وَلِذَلِكَ قُلْنَا بِجَوَازِ قَبُولِ خَبَرِ بُسْرَةَ فِي إيجَابِ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ ; لِأَنَّهَا رَوَتْ مَا سَمِعَتْ , وَبَلَّغَتْ مَا وَعَتْ. وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ الرِّجَالَ , كَمَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ , حَسْبَمَا بَيَّنَّاهُ فِي مَسَائِلِ الْخِلَافِ , وَحَقَّقْنَاهُ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ ; عَلَى أَنَّهُ قَدْ نُقِلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنِ عُمَرَ , وَهَذَا كَانَ هَاهُنَا.)
[ line]
ويستنبط من قول الله تعالى: {وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا} (البقرة: من الآية221) أن النكاح لا يكون إلا بولي.
قال ابن العربي: (قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ: النِّكَاحُ بِوَلِيٍّ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ; ثُمَّ قَرَأَ: وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ بِضَمِّ التَّاءِ , وَهِيَ مَسْأَلَةٌ بَدِيعَةٌ وَدَلَالَةٌ صَحِيحَةٌ.)
[ line]
وقال ابن العربي أيضاً: (قوله تعالى {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}: وَهُمْ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ لِتَحْصِيلِهَا , وَيُوَكَّلُونَ عَلَى جَمْعِهَا ; وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَسْأَلَةٍ بَدِيعَةٍ , وَهِيَ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَاتِ فَالْقَائِمُ بِهِ يَجُوزُ لَهُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَيْهِ. وَمِنْ ذَلِكَ الْإِمَامَةُ ; فَإِنَّ الصَّلَاةَ , وَإِنْ كَانَتْ مُتَوَجِّهَةً عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ فَإِنَّ تَقَدُّمَ بَعْضِهِمْ بِهِمْ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَةِ , فَلَا جَرَمَ يَجُوزُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَيْهَا. وَهَذَا أَصْلُ الْبَابِ)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Aug 2004, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: يؤسفني أنه لا يشارك في هذا الركن أحد من الأعضاء الكرام، رغم أنه موضوع خصب واسع الأرجاء.فما أدري ما السبب؟!!
ثانياً: أطال الإمام الشنقيطي في أضوائه الكلام عن المسائل المستفادة من قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ ?لنَّفْسَ ?لَّتِي حَرَّمَ ?للَّهُ إِلاَّ بِ?لحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ?لْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً}
وقد ختمها بقوله:
(غريبة تتعلق بهذه الآية الكريمة:
وهي أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما استنبط من هذه الآية الكريمة التي نحن بصددها: ايام النزاع بين علي رضي الله عنه وبين معاوية رضي الله عنه - أن السلطنة والملك سيكونان لمعاوية، لأن من أولياء عثمان رضي الله عنه وهو مقتول ظلماً، والله تعالى يقول: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً} الآية. وكان الأمر كما قال ابن عباس.
وهذا الاستنباط عنه ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة، وساق الحديث في ذلك بسنده عند الطبراني في معجمه. وهو استنباط غريب عجيب.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان الدين]ــــــــ[20 Aug 2004, 12:05 ص]ـ
أولاً: أعتذر لك شيخنا أبامجاهد عني وعن الأخوة على التقصير برد جميلك في نثر هذه الدرر.
ثانياً: هذه فائدة علها تكون موفية لشرط المقال ... :
قال تعالى: (قَالُواْ ?دْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَين لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ?لنَّاظِرِينَ)
قال ابن كثير:
(مسألة:
استدل بهذه الآية في حصر صفات هذه البقرة حتى تعينت أو تم تقييدها بعد الإطلاق على صحة السلم في الحيوان، كما هو مذهب مالك والأوزاعي والليث والشافعي وأحمد وجمهور من العلماء سلفاً وخلفاً بدليل ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنعت المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها» وكما وصف النبي صلى الله عليه وسلم، إبل الدية في قتل الخطأ، وشبه العمد بالصفات المذكورة بالحديث، وقال أبو حنيفة والثوري والكوفيون: لا يصح السلم في الحيوان لأنه لا تنضبط أحواله، وحكي مثله عن ابن مسعود وحذيفة بن اليمان وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم).
ـ[سيف الإسلام]ــــــــ[20 Aug 2004, 06:53 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
و أنا قد سيفت الصفحه لأقرأها وأتدبرها ..... و الله يزيدكم و يزيدنا.
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Aug 2004, 10:52 ص]ـ
قليل العلم فضل عظيم، وهذا من أعظم فضائل العلم.
هذا ما استنبطه الرازي من قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [النساء: 113]
قال رحمه الله: (وهذا من أعظم الدلائل على أن العلم أشرف الفضائل والمناقب؛ وذلك لأن الله تعالى ما أعطى الخلق من العلم إلا القليل، كما قال {وَمَا أُوتِيتُم مّن ?لْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]، ونصيب الشخص الواحد من علوم جميع الخلق يكون قليلاً، ثم أنه سمى ذلك القليل عظيماً حيث قال: {وَكَانَ فَضْلُ ?للَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} وسمى جميع الدنيا قليلاً حيث قال {قُلْ مَتَـ?عُ ?لدُّنْيَا قَلِيلٌ} [النساء: 77] وذلك يدل على غاية شرف العلم.)
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[23 Sep 2004, 06:13 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة السجدة: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.
ذكر ان القيم في كتابه الصلاة هذه الآية من ضمن أدلة كفر تارك الصلاة، قال رحمه الله:
(ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا سجداً مسبحين بحمد ربهم. ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة، فمن ذكر بها ولم يتذكر ولم يصل لم يؤمن بها لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم اهل السجود.
وهذا من أحسن الاستدلال وأقربه؛ فلم يؤمن بقوله تعالى (وأقيمو الصلواة) إلا من التزم إقامتها).
ومن أحسن الاستدلالات كذلك ما ذكره ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ}. قال رحمه الله:
({فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} أي بولد لها يكون له ولد وعقب ونسل، فإن يعقوب ولد إسحاق، ومن هنا استدل من استدل بهذه الآية على أن الذبيح إنما هو إسماعيل وأنه يمتنع أن يكون إسحاق لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده، ووعد اللّه حق لا خلف فيه، فيمتنع أن يؤمر بذبح هذا والحالة هذه، فتعين أن يكون هو إسماعيل. وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه وللّه الحمد.)
ـ[الباحث7]ــــــــ[23 Feb 2005, 08:20 ص]ـ
قال الله تعالى: {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (الفتح:25)
قال القرطبي في تفسير هذه الآية: (هذه الآية دليل على مراعاة الكافر في حرمة المؤمن؛ إذ لا يمكن أذية الكافر إلا بأذية المؤمن. قال أبو زيد قلت لابن القاسم: أرأيت لو أن قوماً من المشركين في حصن من حصونهم، حصرهم أهل الإسلام وفيهم قوم من المسلمين أسارى في أيديهم، أيحرق هذا الحصن أم لا؟ قال: سمعت مالكاً وسئل عن قوم من المشركين في مراكبهم: أنرمي في مراكبهم بالنار ومعهم الأسارى في مراكبهم؟ قال: فقال مالك لا أرى ذلك؛ لقوله تعالى لأهل مكة: {لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}.) انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2005, 10:53 م]ـ
قال الله تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِى ?لأٌّرْضِ فَ?نْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـ?قِبَةُ ?لْمُكَذِّبِينَ}. (آل عمران:137)
قال ابن عاشور تعليقاً على هذه الآية: (وفي الآية دلالة على أهميِّة علم التَّاريخ لأنّ فيه فائدة السير في الأرض، وهي معرفة أخبار الأوائل، وأسباب صلاح الأمم وفسادها. قال ابن عرفة: «السير في الأرض حسّي ومعنوي، والمعنوي هو النظر في كتب التَّاريخ بحيث يحصل للنَّاظر العلم بأحوال الأمم، وما يقرب من العلم، وقد يحصل به من العلم ما لا يحصل بالسير في الأرض لِعجز الإنسان وقصوره».
وإنَّما أمر الله بالسير في الأرض دون مطالعة الكتب لأنّ في المخاطبين مَن كانوا أمِّيين، ولأنّ المشاهدة تفيد من لم يقرأ علماً وتقوّي عِلْم من قرأ التَّاريخ أو قصّ عليه.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jun 2005, 01:55 م]ـ
قال الله تعالى: ? وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ? (التوبة:122)
قال الرازي: (دلت الآية على أنه يجب أن يكون المقصود من التفقه والتعلم دعوة الخلق إلى الحق، وإرشادهم إلى الدين القويم والصراط المستقيم، لأن الآية تدل على أنه تعالى أمرهم بالتفقه في الدين، لأجل أنهم إذا رجعوا إلى قومهم أنذروهم بالدين الحق، وأولئك يحذرون الجهل والمعصية ويرغبون في قبول الدين.
فكل من تفقه وتعلم لهذا الغرض كان على المنهج القويم والصراط المستقيم، ومن عدل عنه وطلب الدنيا بالدين كان من الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.)
ـ[أبو علي]ــــــــ[18 Jun 2005, 10:28 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
القراءة أساس العلم، وهي نوعان:
1) قراءة لعلم معنى الشيء واسمه.
2) قراءة لعلم كيفية رسمه بالقلم.
الطفل يولد أميا فنعلمه الكلام بالقراءة، نعلمه الأسماء: هذا بيت، وهذا جمل، وهذه طاولة ... فيردد الكلام شفهيا، هذا هو الإقراء الأول = قراءة لعلم أسماء ومعاني كل الأشياء التي خلقها الله.
ثم بعد ذلك نرسمها له بالقلم ليعلم كيف تكتب فيقرأها مكتوبة، هذا هو الإقراء الثاني = قراءة ما رسم بالقلم.
وبما أن الله ضرب محمدا صلى الله عليه وسلم مثلا للإنسان يولد أميا فيتعلم بالقراءة معاني الأشياء وكيفية كتابتها بالقلم فإن من الحكمة أن يكون أول ما أنزل من القرآن هو قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق) = هذا هو الإقراء الأول: قراءة لعلم أسماء ومعاني كل الأشياء التي خلقها الله.
إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم. = هذا هو الإقراء الثاني: قراءة رسم القلم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2005, 12:24 ص]ـ
تدل هذه الآية على عدة مسائل، ومنها
1 - حاجة كل أحد إلى القدوة، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يحتاج إليها، ولذلك أمر هنا أن يقتدي بهدي من قبله من المرسلين، وأن يصبر كما صبروا، قال الله تعالى: ? فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ? (الاحقاف: من الآية35)
2 - دلت هذه الآية مع الآيات التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بمن قبله من المرسلين على مسألة مهمة في موضوع الاقتداء، وهي ما أشار إليه القرطبي بقوله عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة النحل: ? ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? (النحل:123) قال القرطبي: (في هذه الآية دليل على جواز اتباع الأفضل للمفضول لما تقدم إلى الصواب والعمل به، ولا دَرَك على الفاضل في ذلك؛ لأن النبيّ صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء عليهم السلام، وقد أمِر بالاقتداء بهم فقال: {فَبِهُدَاهُمُ ?قْتَدِهْ} (الأنعام: 90). وقال هنا: «ثم أوحينا إِلَيْكَ أنِ ?تَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ».) انتهى.
3 - في هذه الآية إشارة إلى فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علو مكانته بين إخوانه من الأنبياء؛ لأن الاقتداء بهدي السابقين، يقود إلى بلوغ درجات عالية من الفضل؛ ولذلك حاز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الفضل، وصار أفضل الخلق لأنه جمع كمالات من قبله. وقد نبه على هذا بعض المفسرين كالرازي، وابن سعدي. قال الأخير: (وقد امتثل صلى الله عليه وسلم فاهتدى بهدى الرسل قبله وجمع كل كمال فيهم فاجتمعت لديه فضائل وخصائص فاق بها جميع العالمين وكان سيد المرسلين وإمام المتقين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.وبهذا الملحظ استدل بهذا من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم.)
4 - أن الاقتداء يكون بالهدى الذي معهم، ولذلك قال الله فبهداهم اقتده، ولو تأملنا الآية لرأينا أن الهدى قُدم على الفعل [لم يقل فاقتد بهداهم]، وفي هذا إشارة مهمة نبه عليها الشوكاني بقوله: (وتقديم بهداهم على الفعل يفيد تخصيص هداهم بالاقتداء) كما أن في ذلك تنبيه على أن العلم قبل العمل، فلا بد من معرفة هداهم أولاً ثم يحصل بعد ذلك العمل والاقتداء؛ فالعلم قبل القول والعمل. ومن هنا يظهر لنا أن الخطأ في الاقتداء إنما سببه الجهل، وأكثر من يخطئ في الاقتداء بالصالحين هم الجهلة، لأنهم لا يميزون بين الصحيح من أعمال أهل القدوة والخطأ؛ فيتبعونهم اتباعاً خاطئاً في بعض الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[29 Jun 2005, 03:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
من أسماء سورة الفاتحة انها (الشافية) وقد كان أحد السلف رحمهم الله (ولعله ابن القيم) اذا الم به داء أخذ ماء زمزم، فيقرأ فيه هذه السورة المباركة ثم يشربه فيكشف الله عنه.
قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا / يرسل السماء عليكم مدرارا / ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)
فالاستغفار سبب للرزق والمطر، والبنين والاموال وهذا ماأثبتته التجربة
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لم يحتسب)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Nov 2006, 10:06 ص]ـ
قال الله تعالى: ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ? (يوسف:108)
ذكر ابن القيم أن هذه الآية تدل على أنه لا يكون من أتباع الرسول على الحقيقة إلا من دعا إلى الله على بصيرة، كما تدل على أن من لم يكن على بصيرة فليس من أتباع الرسول وأن أتباعه هم أولو البصائر.
انظر: رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه بتحقيق عبدالله المديفر ص21 - 23.
وقال ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية:
(وفي الآية دلالة على أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين الذين آمنوا به مأمورون بأن يدعوا إلى الإيمان بما يستطيعون. وقد قاموا بذلك بوسائل بث القرآن وأركان الإسلام والجهاد في سبيل الله. وقد كانت الدعوة إلى الإسلام في صدر زمان البعثة المحمدية واجباً على الأعيان لقول النبي صلى الله عليه وسلم " بلّغوا عنّي ولو آيةً " أي بقدر الاستطاعة. ثم لمّا ظهر الإسلام وبلغت دعوته الأسماع صارت الدعوة إليه واجباً على الكفاية كما دل عليه قوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير الآية} في سورة آل عمران (104).) التحرير والتنوير - (ج 7 / ص 325)
وقال الشوكاني:
(وفي هذا دليل على أن كل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حق عليه أن يقتدي به في الدعاء إلى الله، أي: الدعاء إلى الإيمان به وتوحيده، والعمل بما شرعه لعباده.) فتح القدير - (ج 4 / ص 79)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Dec 2006, 08:34 ص]ـ
قال الله تعالى: ? لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ? (النور:38)
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان - (ج 6 / ص 32):
(وقد قدمنا قول بعض أهل العلم: أن قوله تعالى: {لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ} ونحوها من الآيات يدل على أن المباح حسن، لأن قوله: أحسن ما عملوا صيغة تفضيل، وأحسن ما عملوا هو ما تقرّبوا به الى الله من الواجبات والمستحبات، وصيغة التفضيل المذكور تدل على أن من أعمالهم حسناً لم يجزه وهو المباح.
قال في مراقي السعود:
ما ربُّنا لم يَنْهُ عَنه حَسَن ... وغيرُه القبيحُ والمستهجنُ.) انتهى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Feb 2007, 10:01 ص]ـ
جاء في تفسير القرطبي ما نصه:
(قوله تعالى: (وسار بأهله) قيل: فيه دليل على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء، لما له عليها من فضل القوامية وزيادة الدرجة إلا أن يلتزم لها أمرا فالمؤمنون عند شروطهم، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج.)
تفسير القرطبي - (ج 13 / ص 281)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Feb 2007, 10:04 ص]ـ
وهذه جملة حسنة من استنباطات الإمام البغوي رحمه الله من تفسيره:
تفسير البغوي - (ج 3 / ص 32)
قوله عز وجل: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ} قيل: أراد بهم اليهود والنصارى فاكتفى بذكر أحدهما، والصحيح أن الآية في النصارى خاصة لأنه قد تقدم ذكر اليهود، وقال الحسن: فيه دليل على أنهم نصارى بتسميتهم لا بتسمية الله تعالى.
تفسير البغوي - (ج 4 / ص 98)
{يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} قرأ حمزة والكسائي: "فَيَقْتُلوُن" بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا، ويقتل الباقون. وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل. {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} أي: ثواب الجنة لهم وعدٌ وحقٌ {فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد، وبيَّنه في هذه الكتب. وقيل: فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة.
تفسير البغوي - (ج 4 / ص 239)
قوله تعالى: {وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ} أَمِلْ إليهن وأتابعهن، يقال: صبا فلان إلى كذا يصبو صبوا وصبُوَّاً وصُبُوَّةً إذا مال واشتاق إليه.
{وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} فيه دليل على أن المؤمن إذا ارتكب ذنبا يرتكبه عن جهالة.
تفسير البغوي - (ج 6 / ص 361)
قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُم، الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} فيه دليل على أن الطلاق قبل النكاح غير واقع لأن الله تعالى رتب الطلاق على النكاح، حتى لو قال لامرأة أجنبية: إذا نكحتك فأنت طالق، وقال: كل امرأة أنكحها فهي طالق، فنكح، لا يقع الطلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2007, 05:44 م]ـ
قال الشنقيطي في تفسيره لقول الله تعالى: ? وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? (النور:32):
(وقوله تعالى? في هذه الآية الكريمة: {وَ?لصَّـ?لِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ}، يدلّ على لزوم تزويج الأيامى من المملوكين الصالحين، والإماء المملوكات، وظاهر هذا الأمر الوجوب؛ لما تقرّر في الأصول.
وقد بيّنا مرارًا من أن صيغة الأمر المجرّدة عن القرائن تقتضي الوجوب، وبذلك تعلم أن الخالية من زوج إذا خطبها كفء ورضيته، وجب على وليّها تزويجها إياه.)
ـ[حسن عبدالله الخطيب]ــــــــ[10 Mar 2007, 09:03 ص]ـ
أعضاء المنتدى الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل
عن الاستنباطات التي نستطيع أن نستبطها من قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
س2 وما علاقة الأحبار بمانعي الزكاة؟؟
س3 وهل عقاب اليهود والنصارى ومانعي الزكاة في النار سواء؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Oct 2007, 07:46 ص]ـ
أعضاء المنتدى الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل
عن الاستنباطات التي نستطيع أن نستبطها من قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
س2 وما علاقة الأحبار بمانعي الزكاة؟؟
س3 وهل عقاب اليهود والنصارى ومانعي الزكاة في النار سواء؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال ابن عاشور عند تفسيره للآية التي سألت عنها: (جملة معطوفة على جملة {يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً} والمناسبة بين الجمْلتين: أنّ كلتيهما تنبيه على مساوي أقوام يضَعُهم الناس في مقامات الرفعة والسؤدد وليسوا أهلاً لذلك، فمضمون الجملة الأولى بيان مساوي أقوام رفع الناس أقدارهم لعلمهم ودينهم، وكانوا منطوين على خبائث خفيّة، ومضمون الجملة الثانية بيان مساوي أقوام رفعهم الناس لأجل أموالهم، فبين الله أنّ تلك الأموال إذا لم تنفق في سبيل الله لا تغني عنهم شيئاً من العذاب.)
وقال أبو السعود: ({وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} أي يجمعونهما ويحفَظونهما سواءٌ كان ذلك بالدفن أو بوجه آخرَ والموصولُ عبارةٌ إما عن الكثير من الأحبار والرهبانِ فيكون مبالغةً في الوصف بالحِرْص والضّنِّ بهما بعد وصفِهم بما سبق من أخذ الرشا والبراطيلِ في الأباطيل وإما عن المسلمين الكانزين غيرِ المنفقين وهو الأنسبُ بقوله عز وجل {وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فيكون نظمُهم في قَرْن المرتشين من أهل الكتابِ تغليظاً ودِلالةً على كونهم أسوةً لهم في استحقاق البشارة بالعذاب الأليم.)
وقد ذكر الرازي في تفسيره أن قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} يحتمل وجوها ثلاثة، فقال:
(في قوله: {وَالَّذِينَ} احتمالات ثلاثة: لأنه يحتمل أن يكون المراد بقوله: {الَّذِينَ} أولئك الأحبار والرهبان، ويحتمل أن يكون المراد كلاماً مبتدأ على ما قال بعضهم المراد منه مانعو الزكاة من المسلمين، ويحتمل أن يكون المراد منه كل من كنز المال ولم يخرج منه الحقوق الواجبة سواء كان من الأحبار والرهبان أو كان من المسلمين، فلا شك أن اللفظ محتمل لكل واحد من هذه الوجوه الثلاثة}
وجاء في تفسير القرطبي: (واختلفت الصحابة في المراد بهذه الآية؛ فذهب معاوية إلى أن المراد بها أهل الكتاب، وإليه ذهب الأَصَمّ؛ لأن قوله: {وَ?لَّذِينَ يَكْنِزُونَ} مذكور بعد قوله: {إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ?لأَحْبَارِ وَ?لرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ?لنَّاسِ بِ?لْبَاطِلِ}. وقال أبو ذرّ وغيره: المراد بها أهل الكتاب وغيرهم من المسلمين. وهو الصحيح؛ لأنه لو أراد أهل الكتاب خاصة لقال: ويكنِزون، بغير والذين. فلما قال: «والذِين» فقد استأنف معنًى آخر يبيِّن أنه عطف جملة على جملة.)
وأما جواب السؤال الأخير، وهو وهل عقاب اليهود والنصارى ومانعي الزكاة في النار سواء؟؟ فقد ذكر ابن جرير أنهم مشتركون في التوعد بالنار، فقال: (يقول تعالى ذكره: {إنَّ كَثِيراً مِنَ الأحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أمْوَالَ النَّاسِ بالباطِلِ} ويأكلها أيضاً معهم {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ ألِيمٍ} يقول: بشر الكثير من الأحبار والرهبان الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، بعذاب أليم لهم يوم القيامة موجع من الله.)
هذا ما تيسر نقله الآن، ولعل الموازنة بين هذه الأقوال تتيسر قريباً، كما أرجو أن يشارك الإخوة بآرائهم وما يرونه راجحا في هذه المسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:47 ص]ـ
قال الإمام الرازي في بيان قوله تعالى (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين (112) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين (113 (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين (114 ((.
"تأمل في هذا الترتيب فإن الحواريين لما سألوا المائدة ذكروا في طلبها أغراضا، فقدموا ذكر الأكل فقالوا {نريد أن نأكل منها} [المائدة: 113] وأخروا الأغراض الدينية الروحانية، فأما عيسى فإنه لما طلب المائدة وذكر أغراضه فيها قدم الأغراض الدينية وأخر غرض الأكل حيث قال {وارزقنا}.
وعند هذا يلوح لك مراتب درجات الأرواح في كون بعضها روحانية وبعضها جسمانية. ثم إن عيسى عليه السلام لشدة صفاء دينه وإشراق روحه لمّا ذكر الرزق بقوله {وارزقنا} لم يقف عليه بل انتقل من الرزق إلى الرازق فقال {وأنت خير الرازقين} فقوله {ربنا} ابتداء منه بذكر الحق سبحانه وتعالى، وقوله {أنزل علينا} انتقال من الذات إلى الصفات، وقوله {تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا} إشارة إلى ابتهاج الروح بالنعمة لا من حيث إنها نعمة، بل من حيث إنها صادرة عن المنعم. وقوله {وآية منك} إشارة إلى كون هذه المائدة دليلا لأصحاب النظر والاستدلال. وقوله {وارزقنا} إشارة إلى حصة النفس، وكل ذلك نزول من حضرة الجلال. فانظر كيف ابتدأ بالأشرف فالأشرف نازلا إلى الأدون فالأدون. ثم قال: {وأنت خير الرازقين} وهو عروج مرة أخرى من الخلق إلى الخالق ومن غير الله إلى الله ومن الأخس إلى الأشرف، وعند ذلك تلوح لك شمة من كيفية عروج الأرواح المشرقة النورانية الإلهية ونزولها. اللهم اجعلنا من أهله."
واسترسالا مع الإمام رحمه الله تعالى نقول:
وانظر كيف قابل بين لفظ "الأكل" في طلبهم، ولفظ "الرزق" في طلبه عليه السلام! فإن بينهما بونا شاسعا؛ إذ الأكل عملية جسمانية محضة لا تتعدى صاحبها، بينما الرزق دالٌّ بمادته على مصدره وهو الرازق سبحانه وتعالى. كما أن لفظ الرزق عام فيما يؤكل وما لا يؤكل، فجاء طلبه شاملا لكل ما يصيب الإنسان من النعم في جسمه أو روحه أو عقله.
رحمة الله على الإمام الرازي الذي أفادنا وتسبب لنا في الإفادة!!
وجزى الله أخانا أبا مجاهد بأفضل الجزاء على هذا الركن الثري
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Dec 2008, 12:02 م]ـ
جاء في الدر المنثور للسيوطي ما نصه:
(أخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن سفيان بن عيينة قال: لا تجد مبتدعاً إلا وجدته ذليلاً، الم تسمع قول الله {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا}.)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:44 ص]ـ
فوائد قيمة بارك الله فيكم جميعاً، ونفع بكم يا أبا مجاهد.
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:18 ص]ـ
قال ابن العربي رحمه الله
قوله تعالى (ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير) (سبأ الآية 10)
قال:وكان داود عليه السلام ذا صوت حسن وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي موسى لقد اوتيت مزمارا من مزامير آل داود
ففيه دليل الاعجاب بحسن الصوت
والقلوب تخشع بالصوت الحسن وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو اعظم في الاجر واقرب الى لين القلوب وذهاب القسوة منها. انتهى باختصار
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:35 ص]ـ
درر غوال سطرتها أصبع****غراء تنبئ عن كريم ماجد
ومن هذا الباب، ما جمعه الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه النفيس:
"الإكليل في استنباط التنزيل". فقد ضمن فيه كثيرا من الاستنباطات والإشارات، وغرائب التفسير، وغير ذلك مما يحسن من لطائف القرآن الكريم.
ومن امثلة ما أورده فيه:
قول الله تعالى:"وامرأته حمالة الحطب" استدل به الشافعي على صحة أنكحة الكفار.
وهذا رابط الكتاب لمن رغب في تحصيله على ملف pdf
http://ia310812.us.archive.org/0/items/iklil_sayuti/iklil_sayuti.pdf
ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:37 ص]ـ
الفائدة 2
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في قوله تعالى في معرض قصة موسى عليه السلام (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين ءامنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكفرين إلا في ضلل) (غافر 25)
قاعدة:تدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى إذا كان السياق في قصة معينة او على شيء معين واراد الله ان يحكم على ذلك المعين بحكم لا يختص به ذكر الحكم وعلقه على الوصف العام ليكون اعم وتندرج فيه الصورة التي سيق الكلام لاجلها وليندفع الايهام باختصاص الحكم بذلك المعين فلهذا لم يقل وما كيدهم إلا في ضلال بل قال (عز وجل) (وما كيد الكافرين إلا في ضلال)(/)
جديد إصدارات الدراسات القرآنية من مكتبة الرشد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2004, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل إلى الموقع رسالة من مكتبة الرشد هذا نصها:
(الاخوة الكرام في شبكة التفسير والدراسات القرآنية
السلام عليكم ورحمة الله
نرسل لكم مجموعة من كتب التفسير الخاصة بمكتبة الرشد، وذلك لنشرها عبر موقعكم، وتقبلوا شكرنا وتقديرنا
مكتبة الرشد - الرياض)
والملف المرفق يعمل على برنامج اكسل به قائمة الكتب والأسعار وعدد الأجزاء.(/)
سورة الفاتحة (2)
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[18 Apr 2004, 06:47 ص]ـ
تفسير آيات سورة الفاتحة
للشيخ هشام العارف
1/ بسم الله الرحمن الرحيم:
معنى البسملة التي جاءت أول الكتاب الكريم: أن جميع ما جاء في القرآن من الأحكام والشرائع والأخلاق والآداب والمواعظ، هو من الله ليس لأحد غيره فيه شيء، وكأنه قال اقرأ يا محمد هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم، أي اقرأها على أنها منك، فإنه أنزلها عليك لتهديهم بها إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصد من تلاوتها على أمته أنه يقرأ عليهم هذه السورة باسم الله لا باسمه أي أنها من الله لا منه، فإنما هو مبلغ عنه تبارك وتعالى كما جاء في قوله تعالى في سورة النمل: (وأمرت أن أكون من المسلمين (91) وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92).
وقال أبو جعفر الطبري ـ رحمه الله ـ:"إن الله تعالى ذكره، وتقدست أسماؤه، أدب نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتعليم تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله .. وجعل ما أدبه به من ذلك وعلمه إياه منه لجميع خلقه سنة يستنون بها، وسبيلا يتبعون عليها في افتتاح أوائل السور منطقهم، وصدور رسائلهم وكتبهم وحاجاتهم".
ومن هذا ما علم الله نوحاَ عليه السلام من ذكر اسمه سبحانه في بداية ارتحاله قال تعالى في سورة هود: (وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها) وكذا ما علم سليمان النبي الملك من تصدير رسالته إلى ملكة سبأ بذكر الله العظيم، قال تعالى في سورة النمل: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم). كما وجهنا الله إلى ذكر اسمه على ما نطعم فقال في سورة الأنعام: (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) وأرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكر البسملة عند الوضوء، وعند الذبح، وعند الاصطياد، وعند ابتداء الطعام والشراب، وللرقية المأثورة من الوجع والمرض، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعند إتيان الرجل امرأته، وكلما أصبح المسلم وأمسى، والتسمية على مرافق البيت عند النوم، وعند النوم، وعند الاستيقاظ من النوم، وعند الخروج من المنزل وعند الدخول.
2/ الحمد لله رب العالمين:
(الحمد لله) لم يذكر الله لحمده هنا ظرفاً مكانياً ولا زمانياً، وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية:
السماوات والأرض في قوله: (وله الحمد في السماوات والأرض)، وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية: الدنيا والآخرة في قوله: (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة).
والألف واللام في (الحمد) لاستغراق جميع المحامد، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به. فالحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره، لأنه رب العالمين، أما الشكر فيكون لله ولغيره قال الله تعالى في سورة لقمان (أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير).
والحمد كلمة كل شاكر، وذكر رددته أنبياء الله ورسله، وتعبدهم به المولى سبحانه، قال الله عز وجل في سورة المؤمنون لنوح عليه السلام: ( .. فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين) كما قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام في سورة إبراهيم: (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق)، وقال في قصة داود وسليمان في سورة النمل: (وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين) وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الإسراء: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا) وأهل الجنة يقولون كما في سورة فاطر (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) وقال تعالى في سورة يونس (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حامداً لله على كل حال، فهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا في الحمد، وقد علمنا أن نحمد الله بعد الأكل والشرب، وعند الاستيقاظ من النوم، وعند العطاس، وعند رؤية مبتلى، وبعد الرفع من الركوع في الصلاة، وبعد الصلاة. وقد ثبت من حديث عمران بن حصين مرفوعاً: "أفضل عباد الله تعالى يوم القيامة الحمادون". أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1584).
(يُتْبَعُ)
(/)
(رب) الرب هو المربي جميع العالمين، وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة، فالعامة: هي خلقه للمخلوقين ورزقهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا. والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر، ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب، فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
(العالمين) لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله تعالى في سورة الشعراء (قال فرعون وما رب العالمين، قال رب السماوات والأرض وما بينهما).
قال بعض العلماء: اشتقاق العالم من العلامة، لأن وجود العالم علامة لا شك فيها على وجود خالقه متصفاً بصفات الكمال والجلال. قال تعالى في سورة آل عمران (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) والآية في اللغة: العلامة.
3/ الرحمن الرحيم:
هما وصفان لله تعالى، واسمان من أسمائه الحسنى، مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، والرحمن أشد مبالغة من الرحيم، لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة، وعلى هذا أكثر العلماء.
وقد ذهب العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ إلى أن الرحمن دال على الصفة القائمة بالذات، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، ولهذا لم يجء اسم الرحمن متعديا في القرآن قال تعالى: (وكان بالمؤمنين رحيما) ولم يقل رحماناً، وهذا من أحسن ما قيل في الفرق بينهما.
4/ مالك يوم الدين:
(مالك) أنه سبحانه وتعالى المتصف بصفة الملك التي من آثارها: أن يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات، وهو مالك يوم القيامة ومن فيه من إنس وجن وملائكة، وما فيه من جنة، ونار، وصراط، وميزان، وكتب، وهو وحده يقضي بين عباده.
(يوم الدين) الدين يطلق لغة على الحساب، وعلى المكافأة، وعلى الجزاء، وهو المناسب هنا، ودليله قوله تعالى: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) وإنما قال: مالك يوم الدين، ولم يقل: مالك الدين ليعلم أن للدين يوماً معيناً يلقى فيه كل عامل جزاء عمله.
وقد جاء قوله (مالك يوم الدين) إثر قوله (الرحمن الرحيم) ليكون كترهيب بعد ترغيب،كما وأن يوم الدين لم يبينه الله تعالى هنا وبينه في سورة الانفطار بقوله: (وما أدراك ما يوم الدين، ثم ما أدراك ما يوم الدين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً)
وليعلمنا الله أنه تعالى رب عباده بكلا النوعين من التربية، فهو رحيم بهم، ومجاز لهم على أعمالهم كما قال في سورة الحجر: (نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم).
5/ إياك نعبد وإياك نستعين:
أفادة الآية مسائل مهمة:
* تقديم العبادة على الاستعانة في الآية من باب تقديم العام على الخاص.واهتماماً بتقديم حقه تعالى على حق عبده. لأن العبد محتاج إليه في كل أحواله. فالعبادة هي الغاية، والاستعانة هي الوسيلة إليها.
قال ابن القيم في "مدارج السالكين": وسر الخلق، والكتب، والشرائع، والثواب، والعقاب، انتهى إلى هاتين الكلمتين، وعليها مدار العبودية والتوحيد، حتى قيل: أنزل الله مائة كتاب وأربعة: جمع معانيها في التوراة والإنجيل، وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن في الفاتحة في: (إياك نعبد وإياك نستعين).
* قال ابو طالب الثعلبي في تفسيره: وقد جمع الله في هذه الآية إبطال الجبر والقدر معاً، لأنه وصف عباده بأنهم يعبدون فأثبت لهم كسباً، وعلمهم الاستعانة، ولو كان العبد مستطيعاً قبل الإعانة لما احتاج إلى الاستعانة فنفى عنهم القدرة فهو كقوله (وما رميت إذ رميت).
* أشار الله في هذه الآية الكريمة إلى تحقيق معنى لا إله إلا الله. لأن معناها مركب من أمرين: نفي وإثبات. فالنفي: خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات، والإثبات: إفراد رب السماوات والأرض وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه المشروع.
(يُتْبَعُ)
(/)
* وفي الآية وعدنا الله تعالى إذا نحن لجأنا إليه بإجابة سؤالنا كما قال في سورة غافر: (ادعوني أستجب لكم)، وأرشد إلى أنه قريب منا يسمع دعاءنا كما قال في سورة ق (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)، فلا يجوز الاستعانة بقبر ناسك، أو ضريح عابد لقضاء الإنسان حاجة له، أو تيسير أمر تعسر عليه، أو شفاء مريض، أو هلاك عدو. فمن فعل مثل هذا فقد ضل ضلالاً بعيداً.
* وفي الآية أن الإنسان مهما أوتي من حصافة الرأي، وحسن التدبير، وتقليب الأمور على وجوهها لا يستغني عن العون الإلهي واللطف الخفي.
* وفي الآية بيان أن الاستعانة بالله تعالى وحده ترادف التوكل على الله تعالى، وهي من كمال التوحيد والعبادة الخالصة له تعالى، وبهذا يكون المرء مع الله عبداً خاضعاً مخبتاً، ومع الناس حراً كريماً لا سلطان لأحد عليه.
6/ اهدنا الصراط المستقيم:
الهداية هي الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب، والصراط هو الطريق، والمستقيم ضد المعوج.
وعلى هذا فالمعنى: ربنا وفقنا إلى الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
وهداية الله للإنسان على ضروب: هداية الإلهام، وهداية الحواس، وهداية العقل، وهداية الأديان والشرائع. وإلى تلك الهدايات أشار الكتاب الكريم في آيات كثيرة كقوله تعالى في سورة البلد: (وهديناه النجدين) أي: طريقي الخير والشر والسعادة والشقاء، وقوله تعالى في سورة فصلت: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) أي: أرشدناهم إلى طريق الخير والشر فاختاروا الثاني الذي عبر عنه بالعمى.
وهناك نوع آخر من الهداية هو المعونة والتوفيق للسير في طريق الخير، وهي التي أمرنا الله بطلبها في قوله (اهدنا الصراط المستقيم) إذ المراد ـ دلنا دلالة تصحبها من لدنك معونة غيبية تحفظنا بها من الوقوع في الخطأ والضلال. وهذه الهداية خاصة به سبحانه لم يمنحها أحداً من خلقه، ومن ثم نفاها عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى في سورة القصص: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)، وقال تعالى في سورة البقرة: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) وأثبتها لنفسه في قوله تعالى في سورة الأنعام: (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده).
أما الهداية بمعنى الدلالة على الخير والحق، مع بيان ما يعقب ذلك من السعادة والفوز والفلاح، فهي مما تفضل الله بها على خلقه ومنحهموها ومن ثم أثبتها للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله في سورة الشورى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وفي هذه الآية دلالة واضحة على أهمية اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا و (الصراط المستقيم) هو جملة ما يوصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة، من عقائد وأحكام وآداب وتشريع ديني كالعلم الصحيح بالله والنبوة وأحوال الكون وأحوال الاجتماع.
وقد أرشدنا الله إلى طلب الهداية منه، ليكون عوناً لنا ينصرنا على أهوائنا وشهواتنا بعد أن نبذل ما نستطيع من الجهد في معرفة أحكام الشريعة، ونكلف أنفسنا الجري على سَننها، لنحصل على خيري الدنيا والآخرة.
قال الشيخ السعدي: فالهداية إلى الصراط، لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علماً وعملاً. فهذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأنفعها للعبد، ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.
إذن فمن رحمته عز وجل وهو الرحمن الرحيم أنه سبحانه وتعالى علمنا أن نسأله الصراط المستقيم خالياً من أهله وأصحابه، فإذا عرفنا الصراط المستقيم عرفنا أهله وأصحابه، وحينئذ يقول القاريء (صراط الذين أنعمت عليهم) فاعرف الحق تعرف أهله، فالحق هو الصراط وأهله الذين أنعم الله عليهم.
7/ صراط الذين أنعمت عليهم غير المعغضوب عليهم ولا الضالين:
(صراط الذين أنعمت عليهم) لم يبين الله تعالى هنا من هؤلاء الذين أنعم عليهم وبين ذلك في سورة النساء بقوله: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا). فيؤخذ من هذه الآية صحة إمامة أبي بكر الصديق، ومريم داخلة في الآية ولقوله تعالى: (وأمه صديقة).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالله عز وجل أمرنا باتباع صراط من تقدمنا، لأن دين الله واحد في جميع الأزمان، يدل عليه قوله تعالى في سورة النساء: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)، وفي الآية الإشارة إلى الاقتداء بالسلف الصالح.
(المغضوب عليهم) اليهود، فالغضب خص به اليهود وإن شاركهم النصارى فيه، لمعرفتهم الحق وإنكاره ويأتون الباطل عمداً.
(ولا) أكد الله بها الكلام ليدل أن ثم مسلكين فاسدين وهما طريقة اليهود وطريقة النصارى.
(الضالين) النصارى، لأنهم جهلة لا يعرفون الحق فكان الضلال أخص صفاتهم.
السلف الصالح وسورة الفاتحة
سورة الفاتحة هذه السورة العظيمة التي تعددت أسمائها، هي درس عظيم لكل مسلم وذلك لعظيم شرفها ولعظيم ما فيها من الفضائل المذكورة في السنن، فهي فاتحة الكتاب الكريم فسورة الفاتحة اشتملت على أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وفيها من عظيم الثناء على الله تعالى، ما تعلم السلف منه أن يكونوا من الحمادين، وتضمنت السورة من إثبات النبوات، وإثبات الجزاء على الأعمال، وإثبات القدر، وإخلاص الدين لله ما جعلت السلف الصالح ـ رضوان الله عنهم ـ حجة على الخلق من بعدهم، فهم ولله الحمد، اعتنوا بهذه السورة وبغيرها من سور القرآن الكريم عناية فائقة، ومن عنايتهم فهمهم لمعنى الصراط المستقيم، الذي هدى له محمد صلى الله عليه وسلم ومن قبله الأنبياء ـ عليهم السلام ـ وقد زكاه الله تعالى من فوق سبع سماوات فقال في سورة الشورى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) قال الإمام الطبري: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن (الصراط المستقيم) هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وذلك في لغة جميع العرب.
(والصراط المستقيم) هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. والسورة ردت على جميع أهل البدع والأهواء الذين خرجوا عن التمسك بالكتاب، والعمل بما أمره الله به والانزجار عما زجره عنه.
وقد جعل الله تعالى في السورة طائفتين من الناس وحذرنا منهم وهي: طائفة: (المغضوب عليهم) وهم اليهود وطائفة (الضالين) وهم النصارى. وقال في سورة يس (ألم أعهد أليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين، وان اعبدوني هذا صراط مستقيم)، فطريقة أهل الإيمان وعلى رأسهم السلف الصالح مشتملة على العلم بالحق والعمل به، واليهود فقدوا العمل، والنصارى فقدوا العلم، ولهذا كان الغضب لليهود والضلال للنصارى.
فأهل العلم منا إذا ترك العمل بدين الله كان أشبه بالمغضوب عليهم، وأهل العبادة منا إذا ترك العمل بدين الله كان أشبه بالضالين. لذلك لما فهم السلف الصالح هذه المعاني نقلوها لنا قواعد مهمة في فهم الدين.
بدع واعتقادات فاسدة
من البدع في استعمالات سورة الفاتحة في غير موضعها:
· قراءتها للأموات.
· قراءتها على القبور.
· قراءتها إلى روح النبي صلى الله عليه وسلم.
· قراءتها إلى روح المسلمين.
· قراءتها عند عقد النكاح، بدلاً من قراءة خطبة الحاجة.
· قراءتها بعد قراءة القرآن كما هو حاصل عندنا في المسجد الأقصى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Apr 2004, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً - أخي عبدالله - وشكر لك على هذا العرض الطيب لتفسير سورة الفاتحة.
ولعلك تواصل المسير، وتعطينا المزيد وفقك الله.
ولي بعض الوقفات مع ما ذكرته أعلاه:
أولاً - قولك عند الكلام عن البسملة: (أي اقرأها على أنها منك) فيه - فيما يظهر لي إشكال؛ فلعلك توضح المعنى أو تغير العبارة.
ثانياً: قولك: (فالحمد يكون لله فقط ولا يكون لغيره) هل هذا حكم يدل عليه دليل؟ أم أنه اجتهاد؟
ألم يسمَ النبي صلى الله عليه وسلم محمد وأحمد لأنه يستحق الحمد؟
يمكن أن يقال: إن الحمد الكامل الشامل لا يكون إلا لله، وقد يحمد غيره حمداً يناسب مقامه.
فما تعليقكم وفقكم الله؟
ثالثاً - قولك تعليقاً على قوله تعالى: " إياك نعبد وإياك نستعين": (وفي الآية وعدنا الله تعالى إذا نحن لجأنا إليه بإجابة سؤالنا) لم يظهر لي وجهه. فأين الوعد في الآية؟ الآية فيها الإخبار المؤكد من العبد بأنه لا يعبد إلا ربه، ولا يستعين إلا به جل وعلا. هذا هو ظاهرها.
فهل لكم من وجهة نظر حول هذا؟
وختاماً: وقفاتك التربوية مع الآيات مما يذكر فيشكر لك، ولعلك تذكر المراجع التي تنقل منها ما تذكر إذا كان منقولاً من باب إفادة القارئ، ومن باب الإمانة العلمية.(/)
سؤال ينتظرجوابا
ـ[احمد المطيري]ــــــــ[18 Apr 2004, 04:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
مشايخي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال مجاهد رحمه الله: كان ابن عباس إذا فسر الشيء رأيت عليه نوراً.
أخرجه عبدالله بن الإمام أحمد في زوائد الفضائل باسناد صحيح [نقلا عن كتاب الشيخ الجديع في علوم القرآن]
السؤال: الضمير في قوله (عليه) هل يعود لأقرب مذكور وهو الشيء المفسر؟ أم يعود إلى ابن عباس؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Apr 2004, 04:49 م]ـ
الظاهر أن النور يعود على القول، وليس على ابن عباس.
ومراد مجاهد أن في قول ابن عباس من الصواب والحق ما يكفي في وضوحه وظهور حجته وصحته، والله أعلم.
لكن هل تسمح لي بسؤال؟
ما سبب هذا الاستشكال، وما أثره العلمي الذي جعلك تسأل عنه، أفدنا في ذلك، ولك من الله الجزاء الأوفى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2004, 04:51 م]ـ
الضمير - أخي الكريم أحمد - يعود على التفسير الذي يقوله ابن عباس رضي الله عنهما. حيث أورد الجديع هذا القول لمجاهد بن جبر رحمه الله وهو يصف تفسير ابن عباس، وتقدمه في ذلك. فالذي يبدو لي أن مجاهد بن جبر يصف تفسير ابن عباس بأنه يظهر عليه نور العلم والفقه الذي حبا الله به ابن عباس. وقد يكون المقصود أنه يرى النور على وجه ابن عباس نفسه وهو يفسر القرآن الكريم.
ـ[احمد المطيري]ــــــــ[18 Apr 2004, 05:08 م]ـ
شيخي الفاضلان: جزاكم الله عني خيرالجزاء وجعل ذلك في موازين أعمالكما
أما بالنسبة لسؤال شيخنا الطيار- سلمه الله -:
فهو اني قد احترت في قصد الإمام مجاهد رحمه الله وأما أثره العلمي فهو أن الحق له أمارات منها النور الذي يكون على وجه صاحبه وهو يقوله كما قرأت في ترجمة شيخ الإسلام من اشراق وجهه عند تدريسه للطلبة وظهور سواطع الحق على وجهه ولسانه---- فقلت لعل هذا الأثر مما يدل علىذلك والله أعلم(/)
الجامعات التي فيها دراسات عليا في التفسير
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[18 Apr 2004, 10:09 م]ـ
أرجو ذكر الجامعات التي فيها دراسات عليا في التفسير -للدكتوراه- وشروط التسجيل اذا أمكن
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2004, 10:19 ص]ـ
الجامعات كثيرة منها:
- جامعة الأزهر - كلية أصول الدين.
- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه.
- جامعة أم القرى بمكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين.
- الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - كلية القرآن الكريم.
- وهناك جامعات في الأردن وسوريا والسودان وغيرها.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2004, 05:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الكريم
تم فتح القبول في التفسير لمرحلة الدكتوراة هذا العام في ثلاثٍ من جامعات السعودية:
أولاً: - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية أصول الدين - قسم القرآن وعلومه. و تبدأ الدراسة في الفصل الثاني من العام الدراسي القادم. و قد تم إغلاق التقديم فيها و تم امتحان المتقدمين في 3/ 2 / 1425 هـ
ثانياً - جامعة أم القرى بمكة المكرمة - كلية الدعوة وأصول الدين - قسم الكتاب و السنة، و تبدأ الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي القادم. و قد تم إغلاق التقديم فيها و تم امتحان المتقدمين في 9/ 2 / 1425 هـ، و قد تم إعلان نتائج المتقدمين و المقبولين فيها.
ثالثاً: جامعة الملك سعود، قسم الثقافة الإسلامية، و تبدأ الدراسة في الفصل الأول من العام الدراسي القادم. و قد تم إغلاق التقديم فيها و تم امتحان المتقدمين في 9/ 2 / 1425 هـ، و قد تم إعلان نتائج المتقدمين و المقبولين فيها، و للفائدة فجامعة الملك سعود تفتح فيها الدراسات العليا في كل عام، و لكن الأعداد محدودة
أمنياتي للجميع بالتوفيق
عبد الله
ـ[محب الصالحين]ــــــــ[24 Apr 2004, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
من يعرف عن جامعة الجنان (طرابلس لبنان) ان كانت شهادتها معترفاً بها؟(/)
تفسير مسند سيطبع قريبا
ـ[الميموني]ــــــــ[18 Apr 2004, 11:02 م]ـ
كتاب نفيس للمحدث المفسر القاضي أبي إسحاق البستي: (ت: 307هـ) ننتظر صدوره من دار المآثر بالمدينة و أصله رسالة دكتوراه للأخ الشيخ عثمان المعلم. وقد وافقت الجامعة الإسلامية على طباعته ولكن؟؟ بعد أن تم الاتفاق بين المحقق ودار المآثر.
أسانيد الكتاب عالية و قد ذكر صاحبه ابن حبان و أثنى عليه و ترجمه غيره. لكنه ليس كاملا في المخطوطة الأصلية و قد اطلعت عليها وحقق باقيه في رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية أيضا.
ـ[الميموني]ــــــــ[18 Apr 2004, 11:11 م]ـ
أبي محمد إسحاق بن إبراهيم البستي: (ت: 307هـ)
و الموجود من المخطوة الوحيدة من الهف إلى سورة النجم و
يتميز بعلو أسانيده يروي عن شيخه ابن أبي عمر عن ابن عيينة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Apr 2004, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيك .. هذا خبر سار، خاصة لمن هم في مثل تخصصنا ...
لكن أخي .. هل من ترجمة للمصنف؟
لأن هذا مهم جداً حتى يوثق بروايته،وإلا ...
ـ[الميموني]ــــــــ[19 Apr 2004, 03:23 م]ـ
نعم قلت إن ابن خبان ترجمه وهو من شيوخه وأثنى عليه و روى عنه وله ترجمة في سير النبلاء مختصرة: 1/ 14 وترجمة في تاريخ ابن عساكر وغيره(/)
الجذور التأريخية للمسابقات القرآنية
ـ[العيدان]ــــــــ[18 Apr 2004, 11:48 م]ـ
بسم الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
مشايخنا الكرام ..
الآن المسابقات القرآنية على أشدها، وهي ميدان تسابق إلى الخيرات، وعمارة للأوقات في أشرف ما تبذل فيه ..
ومن باب التخريج الفقهي أو قل التأصيل العلمي للمسابقات القرآنية الموجودة يحسن أن نضع نماذج لتلك المسابقات من العصور الماضية.
وبعد بحث وسؤال لم أعثر على شيء، فهل تتحفونني بذلك؟
آمل ذلك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، واستعملنا وإياكم في طاعته
ـ[العيدان]ــــــــ[13 Feb 2006, 11:54 ص]ـ
مازال التساؤل قائماً ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2006, 07:01 م]ـ
وفقكم الله أخي العزيز، والجذور التأريخية تحتاج إلى اطلاع واسع على كتب التراجم والتاريخ العام وتاريخ العلوم. وهي متوافرة والحمد لله، وقد مر بي الكثير من النماذج أثناء القراءة في تاريخ المكتبات والعلوم لعل الله ييسر العودة لها ونقلها هنا.
وقد اطلعتُ قبل مدة على كتاب يعنى بالتأصيل الفقهي للمسابقات،ولعله مما اطلعتم عليه، بعنوان:
أحكام المسابقات في الشريعة الإسلامية وتطبيقاته المعاصرة
للباحث عبدالصمد بن محمد بلحاجي. وهو رسالة ماجستير في الفقه، أشرف عليها الأستاذ الدكتور محمد خير هيكل. ونشرته دار النفائس في الأردن عام 1424هـ.
وقد ناقش موضوع السبق العلمي من ص 209 - 225. ولكنه لم يذكر ما أشرتم إليه من ذكر الأمثلة التاريخية لمثل هذه المسابقات العلمية.
ـ[العيدان]ــــــــ[18 Mar 2006, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
و قد سبق لي الاطلاع على هذا الكتاب و غيره من الكتب التي اهتمت بتقرير حكم المسابقات عموما، و لم أجد فيها ما ذكرته في تساؤلي
وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح ..(/)
لطيفتان متعلقتان بالتفسير
ـ[العيدان]ــــــــ[18 Apr 2004, 11:53 م]ـ
بسم الله
من باب نشر الخير والفائدة هاتان لطيفتان أو فائدتان متعلقة بالتفسبر ..
الأولى:
إذا قال علماء القرآن وتفسيره: ابن أبي داود فلا يذهب ذهنك إلى السجستاني، ولكنه ابن المنادي بخلاف أهل الحديث ..
الثانية:
الرجفة في الدار، والصيحة في الديار
هذا ضابط يعينك على ضبط المتشابه ..(/)
النحو وتفسير القرآن الكريم: دعوة للمناقشة.
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[19 Apr 2004, 08:32 ص]ـ
عندما كنا تلاميذا صغارا، في اول عهدنا بقواعد النحو، سخر منا مدرسو اللغة العربية كثيرا، لان اقلامنا اليافعة كانت تجري في كتابة الانشاء، بما تجري به السنتنا من الكلام. اذكر من الاخطاء التي كانوا يتندرون علينا بها، استعمال ما اصطلح علي تسميته، بلغة: اكلوني البراغيث! كانوا يقولون لنا:لا تقل حضروا التلاميذ، او قالوا الناس بل قل:حضر التلاميذ، وقال الناس! اي يجب حذف واو الجماعة من الفعل اذا سبق الفاعل.
وعلي هذا القياس فان الصحيح هو اكلتني البراغيث، وليس اكلوني البراغيث. وقد سخر النحاة الاصوليون كثيرا من لغة: اكلوني البراغيث، وماعلموا انهم بذلك يسخرون من لغة القرآن الكريم، الذي وردت فيه مثل هذه اللغة!! يقول تعالي:"واسروا النجوي الذين ظلموا هل هذا الا بشر مثلكم افتاتون السحر وانتم تبصرون" - الانبياء -3 قال؛ واسروا النجوي. اي تناجوا فيما بينهم سرا.
وحسب قواعد النحاة،الصحيح ان يقول: واسر النجوي الذين ظلموا. بحذف واو الجماعة من اسروا!
(كذب النحاة ولو صدقوا) هذه المقالة منشورة ببعض المواقع للمناقشة
ووجدتها في بعض المنتديات السودانية ولمن أراد التعقيب والرد فجزاه الله خيرا
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 Apr 2004, 04:45 م]ـ
هذه مشاركة في هذا الموضوع:
فائدة أولى:
هذا أحد التفسيرات للآية، وفيها غير ذلك من الأوجه.
جاء في تفسير القرطبي:
وأسروا النجوى الذين ظلموا:
أَيْ تَنَاجَوْا فِيمَا بَيْنهمْ بِالتَّكْذِيبِ , ثُمَّ بَيَّنَ مَنْ هُمْ فَقَالَ: " الَّذِينَ ظَلَمُوا " أَيْ الَّذِي أَشْرَكُوا ; فَ " الَّذِينَ ظَلَمُوا " بَدَل مِنْ الْوَاو فِي " أَسَرُّوا " وَهُوَ عَائِد عَلَى النَّاس الْمُتَقَدِّم ذِكْرهمْ ; وَلَا يُوقَف عَلَى هَذَا الْقَوْل عَلَى " النَّجْوَى ". قَالَ الْمُبَرِّد وَهُوَ كَقَوْلِك: إِنَّ الَّذِينَ فِي الدَّار اِنْطَلَقُوا بَنُو عَبْد اللَّه فَبَنُو بَدَل مِنْ الْوَاو فِي اِنْطَلَقُوا.
وَقِيلَ: هُوَ رُفِعَ عَلَى الذَّمّ , أَيْ هُمْ الَّذِينَ ظَلَمُوا.
وَقِيلَ: عَلَى حَذْف الْقَوْل ; التَّقْدِير: يَقُول الَّذِينَ ظَلَمُوا وَحُذِفَ الْقَوْل ; مِثْل " وَالْمَلَائِكَة يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلّ بَاب سَلَام عَلَيْكُمْ " [الرَّعْد: 23 - 24]. وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْل النَّحَّاس ; قَالَ: وَالدَّلِيل عَلَى صِحَّة هَذَا الْجَوَاب أَنَّ بَعْده " هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَر مِثْلكُمْ " [الْأَنْبِيَاء: 3].
وَقَوْل رَابِع: يَكُون مَنْصُوبًا بِمَعْنَى أَعْنِي الَّذِينَ ظَلَمُوا.
وَأَجَازَ الْفَرَّاء أَنْ يَكُون خَفْضًا بِمَعْنَى اِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ ظَلَمُوا حِسَابهمْ ; وَلَا يُوقَف عَلَى هَذَا الْوَجْه عَلَى " النَّجْوَى " وَيُوقَف عَلَى الْوَجْه الْمُتَقَدِّمَة الثَّلَاثَة قَبْله ;
فَهَذِهِ خَمْسَة أَقْوَال.
وَأَجَازَ الْأَخْفَش الرَّفْع عَلَى لُغَة مَنْ قَالَ: أَكَلُونِي الْبَرَاغِيث ; وَهُوَ حَسَن ; قَالَ اللَّه تَعَالَى: " ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِير مِنْهُمْ " [الْمَائِدَة: 71]. وَقَالَ الشَّاعِر: بَلْ نَالَ النِّضَال دُون الْمَسَاعِي فَاهْتَدَيْنَ النِّبَال لِلْأَغْرَاضِ وَقَالَ آخَر: وَلَكِنْ دِيَافِيّ أَبُوهُ وَأُمّه بِحَوْرَانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيط أَقَارِبه
وَقَالَ الْكِسَائِيّ: فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير ; مَجَازه: وَاَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَسَرُّوا النَّجْوَى
فائدة ثانية:
وردت هذه اللغة في الحديث، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار).
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[22 Apr 2004, 09:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الفائدة الثالثة:
كما ورد الشاهد الشعري لوجه لغة " أكلوني البراغيث " في النص القرآني المذكور،
في قول الشاعر:
يلومونني في اشتراء النخيلِ أهلي فكلهم يعذلُ
و ليست الجملة إلا من متحاملٍ على أهل النحو، الذين صعبوا السهل و ركبوا الصعب
- و هم بحمد الله قليل -،
و لكن الناس أعداءٌ لما جهِلوا
وفق الله الجميع
أخوكم
عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[25 Apr 2004, 07:51 م]ـ
النحو القرآني
هذا عنوان كتاب قرأته قبل نحو ثمان سنين
أتذكرأن لقب مؤلفه "الأنصاري"
كان أستاذا للدراسات العليا بجامعة أم القرى
يتبنى نظرية وجيهة في النحو جديرة بالتأمل
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[28 Apr 2004, 07:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد، فليعلم أن أحكام النَّحو ليست من صنع النحويين، فليس لهم إلا التقعيد على ما تقوله العرب، وحين وجدوا العرب يوحِّدون الفعل للفاعل المثنى والجمع قالوا: يجب توحيده لفاعله، بناءً على ما اطَّرد من لغة العرب، فإذا وجدت آية، كالمذكورة فيما سبق، أو حديث ـ وإن كان فيه رواية أخرى تجري على الكثير من كلام العرب وهي قوله صلى الله عليه وسلم: إن لله ملائكة يتعاقبون، ملائكة بالليل وملائكة في النهار، أو كما في البخاري: الملائكة يتعاقبون. ملائكة بالليل وملائكة بالنهار .. ـ أقول إذا وجد ما هو خارج عن الكثير فإنه يحفظ ولا يقاس عليه، ولم يخطّئ أحد من النحويين هذه اللغة، بل كلهم ذكرها على أنها لغة لأزد شنوءة، وطيئ، ويذكرون هذه الآية وما شابهها كقوله تعالى: {ثم عموا وصموا كثير منهم}، وعليه فلا مجال لتكذيب النحويين في مثل هذا، ولو جعل لكل ما خرج عن الأصل قاعدة لكثرت القواعد والتفريعات، وهذا من التيسير كما هو ظاهر، لا كما قال الأخ الكريم: إنهم صعّبوا السهل و ركبوا الصّعب.
أمّا كتاب نظرية النحو القرآني، فهو للدكتور/ أحمد مكي الأنصاري، وهو دعوى لا حقيقة لها؛ إذ لا زال النحويون ينهلون من معين القرآن، وألفوا الكتب الكثيرة في نحوه وإعرابه، وما كتاب الشيخ ابن هشام الأنصاري (!) مغني اللبيب إلا نحو قرآني، إذ هو مغنٍ لقارئه عن كتب إعراب القرآن.
وهاهنا لطيفة في قول الأعرابي: أكلوني، إذ وصف البراغيث بالأكل لا بالقرص وهذا سهو منه فإن الأكل من صفات الحيوانات عاقلة وغير عاقلة، ولعله استعجل من شدة قرصها له!، وقيل إن الأكل هنا بمعنى العدوان والظلم. والسلام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2004, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه الإشارة المهمة لعلم النحو وحاجة علم التفسير الشديدة لإتقانه والتبحر في مسائله.
وكما ذكر الدكتور دخيل وفقه الله وبارك في علمه، أن النحويين رحمهم الله قد بنوا قواعدهم على السماع من العرب، ولم يخرجوا في شيء من قواعدهم عن ذلك إلا ما لا يعتد به، وقد يكون هناك نقص في الاستقراء للغة العرب مما جعل العلماء يبنون على ما جُمع من اللغة، واعتبار ما خالفه لغات، وهذا منهج جيد ومنصف، وقد انتقده بعض العلماء غير أنهم أنصفوا العلماء في أنه لم يكن بالإمكان سلوك غير هذا المنهج في ذلك الوقت. وقد تحدث الشيخ سعيد الأفغاني رحمه الله عن هذا في كتابه (في أصول النحو). وقد كتب أحد الباحثين عن هذه المسألة رسالة علمية بعنوان (الاستقراء الناقص وأثره في النحو) وانتقد بأن الأولى أن يكون العنوان (نقص الاستقراء وأثره في النحو).
ويا حبذا لو تكرم الدكتور دخيل العواد - باعتبار تخصصه في اللغة العربية - بتوضيح ما يمكن أن ينتفع به المتخصصون في الدراسات القرآنية من المصنفات في النحو وكيفية الاستفادة منها.
ولا سيما أن أوائل المصنفات في اللغة والنحو تعد من صلب الدراسات القرآنية كمعاني القرآن للفراء والأخفش، ومجاز القرآن لأبي عبيدة. وكتاب سيبويه كذلك يعد من مصادر المفسرين المهمة حتى قال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط: (فجدير لمن تاقت نفسه إلى علم التفسير، وترقت إلى التحقيق فيه والتحرير، أن يعتكف على كتاب سيبويه، فهو في هذا الفن المعول عليه، والمستند في حل المشكلات إليه). وهو يعني أنه يعول عليه في علم النحو الذي لا يستغني عنه المفسَّر، وهذا صواب لا شك فيه.
أرجو أن يتسع وقتكم للكتابة حول هذه المسألة وفقكم الله.(/)
الحلقة الثالثة من المهمات في علوم القرآن للشيخ / خالد السبت
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[19 Apr 2004, 09:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
الموضوع الثاني من هذه المهمات هو موضوع:
(تنزلات القرآن)
ويعبر عنه أيضاً بـ (نزول القرآن):
يقول الله عز وجل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: 185) ويقول: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (القدر: 1) فأخبر الله عز وجل عن نزول القرآن في شهر رمضان، و أخبر عن الليلة التي أنزل القرآن فيها وهي ليلة القدر، فالقرآن نزل إلى سماءٍ الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجما في (عشرين سنة) أو (ثلاث وعشرين سنة)، أو (خمس وعشرين سنة)؛ على حسب الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة في مكة وبهذا تعرف جواباً عن إشكال لربما يرد وهو أن الله تعالى قال: (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، وقال: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) مع أن القرآن نزل على الليالي والأيام و الشهور .. في ربيع، وذي القعدة، وذي الحجة، وغير ذلك، في رمضان وغير رمضان، وفي ليلة القدر وفي غير ليلة القدر، وفي أماكن مختلفة، فما المراد إذاً بإنزاله في شهر رمضان وفي ليلة القدر؟
فالجواب: أن المراد بإنزاله في شهر رمضان وفي ليلة القدر منه؛ أنه نزل جملةً إلى سماءٍ الدنيا، ثم نزل بعد ذلك مفرقا في الأيام و الليالي المختلفة، وقد صح عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من طرق متعددة أنه قال:" أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماءٍ الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض" وهذا ثابت عن ابن عباس، وكذلك جاء عنه أنه قال: " أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة ثم قرأ (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (الفرقان:33) وقرأ (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106) وصح عنه أنه قال: " فُصِل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم"،
وجاء بإسناد حسن أيضا عنه أنه قال: " أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم أنزل نجوما"، و أيضا بإسناد حسن عنه رضي الله عنه قال: " أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد و أعمالهم"، وبإسناد حسن أيضا عنه قال: " دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلاً .. " فهذه الروايات التي ثبتت عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ تدل على هذا المعنى، ولا يجوز العدول عنها لأن لها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك لا يقال من جهة الرأي.
ولا مانع أن يقال بأن الله أنزل القرآن إلى سماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر، و أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أيضاً كان في رمضان في ليلة القدر، هذا لا مانع أن يقال، و إن كان لا يقطع به، وبهذا يجمع بين بعض الأقوال التي وردت عن بعض السلف رضي الله تعالى عنهم؛ لأن بعضهم حمل قوله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) و (إنا أنزلناه في ليلة القدر) على أن الله ابتدأ إنزاله على النبي صلى الله عليه وسلم، فيمكن أن يجمع بين هذه الأقوال فيقال: الله أنزله جملة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر في رمضان، ويحتمل أن يكون ابتدأ الله إنزاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في رمضان في ليلة القدر ثم صار ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في الأيام والليالي المختلفة.
فإذا قلنا: إن الله أنزله في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فيرد هنا سؤال مهم وهو:
من أين أخذه جبريل صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه مسألة من المسائل المهمة التي بنى عليها أهل السنة اعتقادهم في هذه القضية فعقيدة أهل السنة و الجماعة: أن جبريل سمع القرآن من الله مباشرةً، و نزل به على النبي صلى الله عليه وسلم، كما تدل عليه أحاديث تكلم الله بالوحي كما سيأتي وقال الزهري –رحمه الله-: أحدث آية بالعرش آية الدين، وقد يسأل البعض فيقول: إذا كان سمعه من الله فلماذا نزل في اللوح المحفوظ؟ ّ كما قال الله عز وجل عن القرآن بأنه (في لوح محفوظ) ولماذا جعله (في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة) ولماذا جعله الله عز وجل في بيت العزة في سماء الدنيا؟!
فنقول: هذا يدل على مزيد عناية الله عز وجل بهذا القرآن، فهو حينما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ لم يمنع ذلك من إنزاله إلى بيت العزة في سماء الدنيا، كما لا يمنع ذلك من أن جبريل يسمعه من الله تبارك وتعالى مباشرة.
وكلمة التنزيل: تدل على نزول كما يدل عليه ظاهرها ـ نزول من أعلى ـ وهذه الكلمة تدل على هذا المعنى بجميع استعمالاتها، ونحن حينما ننظر إلى القرآن حينما يحدثنا الله عز وجل عن إنزاله، وننظر إلى استعمالات هذه اللفظة (النزول) في كتاب الله عز وجل؛ نجد أن ذلك على ثلاثة أنواع لا رابع لها:
النوع الأول: الإخبار بأن الشيء منزل منه سبحانه وتعالى، أي:أن يضيف ذلك إليه سبحانه.
الثاني: أن يقيده بأمر آخر أو بشيء آخر كالسماء وغيرها.
الثالث: وهو أن يطلقه من غير قيد.
أما النوع الأول: وهو الإنزال الذي قيده الله عز وجل بأنه منه؛ فلم يرد في جميع المواضع في كتاب الله عز وجل؛ إلا في إنزال القرآن فقط، والآيات التي في هذا المعنى كثيرة جدا كقوله تبارك وتعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ) (الأنعام: من الآية114)، ولم يقل من السماء، وكقوله: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ) (النحل: من الآية102) وهكذا في قوله: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) (الزمر:1) وهكذا أيضا في سائر المواضع التي من هذا القبيل.
والقسم الثاني: وهو ما كان الإنزال فيه بقيد، لكن بقيد آخر؛ مثل الإخبار بأن هذا أنزل من السماء كقوله تبارك وتعالى مثلا عن المطر (فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً) (الحجر: من الآية22)) والمقصود مطلق العلو، والسحاب يقال له سماء
كما قال الشاعر:
إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه و إن كانوا غضابا.
و مما يفسر هذا المعنى كذلك قوله تبارك وتعالى (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) (الواقعة: من الآية69) فحينما يخبر عن إنزال المطر من السماء: يعني من السحاب، وكقوله (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) (النور: من الآية43) من خلال السحاب، وهكذا حينما أخبر الله تبارك وتعالى عن بعض الأشياء أنه أنزلها بقيد كقوله (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) (الزمر: من الآية6) على أحد التفسيرات في الآية مما يصلح هنا أن يكون شاهدا: يمكن أن يكون أنزل أصولها ويكون هذا من قبيل الإنزال المطلق، وهو النوع الثالث الذي سيأتي، ويمكن أن يكون أنزل لكم من الأنعام؛ أي: أن أولادها تنزل، إما لأنها إذا ولدت سقطت أولادها إلى الأرض؛ فهذا نزول، أو لأن فحولها تنزو على إناثها، وهذا فيه معنى النزول فيستقر ذلك في الأرحام.
وأما القسم الثالث وهو: الإنزال المطلق الذي لم يقيده بشيء لا بالسماء ولا بغيرها، فكما قال الله عز وجل في إنزال السكينة: (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (التوبة: من الآية26) من أين أنزلها؟ لم يحدد، وكقوله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) (الفتح: من الآية4) فلم يقل: أنزل السكينة منه، أو قال: أنزل السكينة من السماء،وهكذا قد تنزل الملائكة بالسكينة في قلوب المؤمنين كما قال الله عز وجل: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) (لأنفال: من الآية12) فتنزل الملائكة بالسكينة في قلوبهم ويحصل الثبات من جراء ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة" وبهذا نعرف أنه لم يرد لفظة التنزيل والإنزال والنزول مقيدة بأنها من الله إلا في شيء واحد وهو القرآن فقط، وأما الباقي مما أخبر الله أنه أنزل؛ فإما أن يُذكر بالإنزال والتنزيل المطلق، أو يقيد بشيء آخر كالسماء، وهذا يدل على أن القرآن يختص بالله عز وجل، وأنه كلامه تبارك وتعالى، وهذا هو الاعتقاد المنجي الذي لا يجوز لأحد أن يعتقد في القرآن سواه، والآيات الدالة على نزول القران أو غيره من الوحي تقارب (مائة وخمسين آية) وهذا يدل على أهمية هذه العقيدة ومنزلتها، فالله سبحانه يكررها بصور شتى، كما قال الله عز وجل: (نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين) (الشعراء:193، 194)، وكما قال: (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ـ يعني الوحي ـ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل:2) ومما يدل على ذلك، وعلى أن جبريل يأخذ الوحي من الله مباشرة ولا يأخذه من بيت العزة ولا من اللوح المحفوظ؛ الحديث المشهور ـ حديث النواس بن السمعان رضي الله عنه ـ أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أراد الله عز و جل أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفاً من الله، فإذا سمع أهل السماوات بذلك صعقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء يسأله ملائكتها ما ذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول: قال الحق وهو العلى الكبير، فينزل جبريل بالوحي حيث أمره الله عز وجل" فهذا الحديث نص صريح بأن الله يتكلم بالوحي، وأن أهل السماوات يصعقون، وأن جبريل يكون أول من يفيق، ثم يتلقف هذا الوحي من الله عز وجل، ثم ينزل به من سماء إلى سماء حتى يبلغ به ما أراد الله تبارك وتعالى.
ويدل على ذلك أيضا حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وموقوفا على ابن مسعود أيضاً، وهكذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً، وجاء في ذلك عدد من الأحاديث؛ ومن ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: " أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلةً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بنجم فاستنارـ يعني رأوا شهاباً ـ إلى أن قال: ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمراً، سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال .... الحديث)
فائدة:
ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه ـ أي سمع صوتاً ـ من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ـ هذا يقوله جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم ـ فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة) والحديث في صحيح مسلم، فهذا الملك جاء بهذه البشارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد فهم فاهمون من هذا الحديث، أن غير جبريل قد يأتي ببعض القرآن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والله يقول: (نزل به الروح الأمين)، فهؤلاء الذين فهموا من هذا الحديث هذا الفهم أجابوا عن الآية (نزل به الروح الأمين) وعن قوله: (قل نزله روح القدس)، قالوا: هذا باعتبار الغالب، ولا يمنع أن يكون نزل بسورة أو بآية أو نحو ذلك غير جبريل، وهذا فيه نظر، وإنما ذكرته لأنه كتب في بعض الكتب المفيدة المتداولة في الأيدي، يقرؤها العامة والخاصة في موضوع الرسل والرسالات، فهذا فيه نظر والله تعالى أعلم، إذ إن هذا الملك جاء بالبشرى، والبشارة قد تكون قبل وجود الشيء، كما بشرت الملائكة إبراهيم صلى الله عليه وسلم بغلام حليم، فمن جاء بالبشارة لا يعني أنه جاء بالشيء، وقد تكون البشارة بعد وجود الشيء،
(يُتْبَعُ)
(/)
كما تبشر من رزق بغلام بعد وجوده، فالمقصود أننا إذا نظرنا إلى ما بشر به هذا الملك حين قال: أبشر بنورين أوتيتهما، فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، فهذه الواقعة وقعت في المدينة، والذي يحدث بها ابن عباس رضي الله عنه، وسورة الفاتحة نزلت قطعاً في مكة، وهذا الحديث الذي في صحيح مسلم حمل بعض أهل العلم إلى قول غريب وهو أن سورة الفاتحة نزلت في المدينة، ولما استشكلوا قول بعض أهل العلم:إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي بمكة من غير قراءة الفاتحة، ومعلوم أنها من السور المكية، وهذا مشهور ومستفيض؛ قالوا: إذاً نزلت مرتين، وبعضهم قال: نزلت نصفين، وهذا غريب غاية الغرابة.
فعلى كل حال سورة الفاتحة نزلت في مكة، وهذا الملك جاء بالبشارة، وأما سورة البقرة فقد نزلت في أول ما نزل بعد الهجرة في المدينة، وبهذا يتضح معنى هذا الحديث، وما يرد عليه من إشكال، والجواب عنه والعلم عند الله تبارك وتعالى.
ومما يدل على مسألتنا الأصلية وهي أن جبريل أخذ الوحي من الله مباشرة؛ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً "
ومما يدل عليه أيضاً قول ابن شهاب الزهري رحمه الله:" آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين "، وهذا يدل على أن الاعتقاد السائد عند السلف رضي الله عنهم أن القرآن ينزل من الله تبارك وتعالى مباشرةً ولهذا عبر الزهري بقوله: "آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين " فمعناه لو كان ينزل من السماء الدنيا، ما كان آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين، فهذه مسألة مهمة يحتاج من نظر في هذا العلم إلى معرفتها، لأنه قد يشكل عليه بعض الأشياء التي يجدها في كثير من الكتب.
ثم هنا سؤال وهو: أن قوله تبارك وتعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) هذا إخبار عن نزول جملة القرآن في ليلة القدر، وهذه الآية من سورة القدر هي جزء من القرآن فهي بعض هذا القرآن، فهل نزلت معه، أو نزلت بعد إنزاله جملة؟ بمعنى أن الله أنزل القرآن سوى هذه الآية ثم نزلت هذه الآية بعد ذلك مخبرة عنه؟ أو بأسلوب آخر يقال:كيف جاءت هذه الآية (إنا أنزلناه في ليلة القدر) مخبرة بنزول القرآن في ليلة القدر وهي واحدة منه؟!
فالجواب: أن يقال: يمكن أن يكون (إنا أنزلناه) يعني: حكمنا بإنزاله؛ فهي إخبار عن أمر مستقبل.وعلى كل حال إذا فهمت ما سبق من أن الله عز وجل كتبه في اللوح المحفوظ، وأنزله إلى السماء الدنيا، وأن الله يتكلم به فيسمعه جبريل، فينزل بالآية على النبي صلى الله عليه وسلم إما ابتداء وإما بسبب معين؛ فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من جملة ما نزل مما يحدثه عن هذا القرآن هذه الآية (إنا أنزلناه في ليلة القدر) ارتفع عنك هذا الإشكال. وأما التمحل والتكلف في مثل هذه المسائل، فلم يكن من شأن السلف رضي الله تعالى عنهم، ولولا كثرة من يذكر هذه الأشياء لما ذكرتها، لأنها قد تصادف الإنسان ويجد أجوبة لا تصلح لذلك، والله تعالى أعلم.
ومما يدل على ذلك: حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشر خلت منه، والزبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه، وصحف إبراهيم لأول ليلة) وهذا بإسناد حسن وهو مطابق لقول الله عز وجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
ثم قد يسأل بعضكم فيقول: المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِّئ في شهر ربيع، فكيف نزل القرآن في ليلة القدر في رمضان؟!
فالجواب عن ذلك بأنه: يمكن أن يقال: إنه نزل إلى السماء الدنيا في رمضان، و نُبِّئ النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع، وإذا عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتدِئ بالرؤيا الصالحة ستة أشهر كما في حديث عائشة السابق، ثم بعد ذلك نزل عليه القرآن، ومن ربيع إلى رمضان ستة أشهر، ثم نزل عليه القرآن في ربيع، فإذا قلنا: إنه نزل إلى السماء الدنيا فلا إشكال، وإذا قلنا: ابتدأ إنزاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو الوجه الآخر الذي جمعنا بينه وبين القول الأول ـ فيكون ابتدِئ بالرؤيا الصالحة ستة أشهر من ربيع إلى رمضان، ثم نزل عليه القرآن في رمضان، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم بعد ذلك سؤال آخر وهو: هل الكتب السابقة للقرآن نزلت مفرقة أو نزلت جملة؟!
فالجواب: أنها نزلت جملة، و الدليل على ذلك: صحف موسى عليه الصلاة والسلام كما يدل عليه قوله تعالى: (وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ) (لأعراف: من الآية150)، (فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ) (لأعراف: من الآية144)، (فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ) (لأعراف: من الآية145) فهذا كله يدل على ذلك، ويدل على ذلك أيضاً ما جاء عن ا بن عباس رضي الله عنهما: (قالت اليهود يا أبا القاسم! لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت الآية " وهي قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ) (الفرقان: من الآية32) فسبب النزول له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهؤلاء قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى، وكذلك في نفس الآية (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) قد يقول قائل: هذا الأثر عن ابن عباس، والقول الذي في الآية حكاه الله عن اليهود هو قول اليهود، وقول اليهود لا يعني أنه صحيح فكيف تحتج بالآية، وبقول ابن عباس في سبب النزول على أن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة؟!
فالجواب: أن الله تعالى أقر ذلك؛ ولو كان هذا الأمر على خلاف هذه الحقيقة التي ذكروها، لقال الله عز وجل لهم: هكذا أنزلنا الكتب السابقة، أو هكذا سنة إنزال الكتب. فالله عز وجل لما قالوا: (مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ) (الفرقان: من الآية7) أخبرهم الله عز وجل أنه جعل المرسلين كذلك. والمقصود أن الله ـ تعالى- لما أقر ذلك دل على صحته، ومعلوم أن حكايات الأقوال التي يحكيها الله عز وجل عن قوم أنهم قالوها إذا لم تعقب في القرآن بما يدل على إبطالها فإن هذا يدل على صحتها إلا ما ندر. يعني غالباً يدل ذلك على صحتها؛ مثلما جاء في خبر أصحاب الكهف: (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ) (الكهف: من الآية22) ثم عقبه بقوله: (رجماً بالغيب) ثم قال: (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) (الكهف: من الآية22) فما أنكره وما أبطله، (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) (الكهف: من الآية22) فهذا يشعر أن هذا القول في عدد أصحاب الكهف هو الصحيح، وهذا له أمثله كثيرة كقوله تبارك وتعالى: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا) (لأعراف:28) فأبطل أحد الأمرين، وسكت عن الآخر؛ مما يدل على صحته (قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) (لأعراف:28) وسكت عن (وجدنا عليها آباءنا) وهذا معنى صحيح.
ومما يدل على أن الكتب السابقة نزلت جملةً؛ ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناد حسن قال: (أعطي موسى التوراة في سبعة ألواح) يعني أنه أعطي ذلك جملة.
ثم يقال بعد ذلك: ما الحكمة من نزول القرآن جملةً واحدة إلى السماء الدنيا؟
يمكن أن يقال هذا أمر غيبي لا نخوض فيه بأفهامنا وآرائنا؛ فنمسك عنه ونفوض العلم إلى عالمه. فنحن نعلم أنه نزل جملة ونسلم بذلك، لكن لا شك أن هذا يدل على معنى وهو عظم عناية الله عز وجل بهذا القرآن ونقف عند هذا، وأما التفاصيل التي يذكرها بعض أهل العلم؛ فهذا نتوقف عنه، فلا نخوض فيه لأنه من أمر الغيب، ولم يخبرنا الله عز وجل عنه.
فإذا عرفنا هذا أقول بعده: إن هذا القرآن الذي نزل مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم .. فتارة ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم السورة بكاملها، وتارة ينزل عليه صدر السورة، وتارة ينزل عليه آية، وتارة ينزل عليه آيات، وتارة ينزل عليه بعض آية، فآيات الإفك وهي عشر آيات نزلت جملة، وسورة الفاتحة نزلت جملةً, و سورة الإخلاص نزلت جملة، وهكذا سور كثيرة من القرآن، ونزل أول سورة (قد أفلح المؤمنون) (المؤمنون:1) عشر آيات دفعة واحدة، وصح نزول (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) (النساء: من الآية95) بعد ما جاء ابن أم مكتوم وقد نزل أول الآية، وهذا في البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصح عن عكرمة في تفسير قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (الواقعة:75) قال: أنزل الله القرآن نجوماً .. ثلاث آيات وأربع آيات وخمس آيات، يعني وأكثر من ذلك وأقل .. فهذا النزول منه ما يكون بسورة كاملة ومنه ما يكون بأقل من ذلك.
فما الحكمة من نزول القرآن مفرقاً منجماً على النبي صلى الله عليه وسلم؟
لعلي أذكر حكماً كبيرة يندرج تحتها أشياء تدخل تحتها فمن ذلك:
الأول:- تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل:- (كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) فهذه واحدة، وهذا التثبيت من خمسة أوجه كما يذكر بعض أهل العلم:
أولها:- أن في تجدد الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة؛ انشراح لصدره عليه الصلاة والسلام، لما في ذلك من عناية الله عز وجل به حينما يتعاهده الملك.
ثانيها:- أن ذلك أيسر لفهمه وحفظه فيكون ذلك من تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن من جهة الفهم والحفظ.
وثالثها:- أنه في كل مرة ينزل عليه القرآن؛ هو في الواقع يأتيه بمعجزة جديدة، فيكون ذلك مزيداً من التثبيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورابعها: أن نزوله مفرقاً يكون ذلك تأييداً له مرة بعد مرة، لأنه إذا نزل يدحض شبه المبطلين، ويرد على افتراءاتهم، ويكسرهم وهم أعداء النبي صلى الله عليه وسلم فيكون ذلك مقوياً له وناصراً له على هؤلاء الذين يتقولون عليه زوراً وبهتاناً.
وخامسها:- أن في ذلك من تعاهد الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم عند اشتداد الأمور ما فيه، فكلما تعددت الشدائد كلما تعدد ما يرفعها ويدفعها، فيخف عنه الألم والبلاء ويتسلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ولو اجتمع عليه من بأقطارها. فهذه خمسة أوجه تدخل تحت هذا الأمر الأول وهو تثبيت فؤاد لنبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني من الحكم التي تذكر في نزول القرآن مفرقا: التدرج في تربية الأمة في الأمور العلمية، والأمور العملية وهذا أيضاً من خمسة أوجه:-
أولها:- تيسير الحفظ على الأمة؛ فلو نزل جملة واحدة لشق عليهم لكن في ثلاث وعشرين سنة، مرة تنزل آية، و مرة تنزل ثلاث ومرة خمس فيتلقونها فيحفظونها، وهكذا تيسير الفهم فيتعلمون العلم والعمل جميعاً، لا سيما مع معايشة الوقائع فترسخ لأنها تنزل في حادثة يشاهدونها.
ثانيها:- تيسير فهمه، حيث كانوا يتلقونه شيئاً فشيئاً مع التفقه في معانيه وأحكامه.
ثالثها:- التمهيد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة؛كما قالت عائشة رضي الله عنها:- لو كان أول ما نزل لا تشربوا الخمر؛ لقالوا: لا ندعها أبداً،و هكذا لو نزل لأول وهلة كل ما في القرآن من المنهيات؛ لما أطاقه هؤلاء الناس لكنه نزل شيئاً فشيئاً حتى يتخلوا عن باطلهم الذي نشؤوا وشبوا وشابوا عليه.
رابعها:- التدرج معهم في الأحكام، وتربيتهم بهدايات القرآن شيئاً بعد شيء، ولو أنه فاجأهم بهذه الأحكام جميعاً، وطالبهم بتطبيقها ما استطاعوا.
خامسها:- تثبيت قلوب المؤمنين، وتسليحهم بعزيمة الصبر؛ لأن القرآن حينما ينزل عليهم يعالج الحوادث، ويبين لهم الأحكام مرة بعد مرة،فمرة يذكر لهم قصة نبي .. ومرة يذكر لهم واقعة من الوقائع إلى آخره؛ فهذه الأمور هي تربية يتربون عليها.
الثالثة من الحكم:- هي مسايرة الحوادث والوقائع وذلك من ثلاثة أوجه:-
أولها: إجابة الأسئلة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم توجه له الأسئلة فيأتي الوحي.
ثانيها: الأحداث التي تكون في السيرة .. تخلف أُناسٌ عن غزوة تبوك .. فعل المنافقون فعلاً .. قال اليهود قولاً .. فتنزل الآيات تتحدث عن هذا الأمر وتبين الموقف منه، وتجلي حقيقته وأنت تجد الناس اليوم إذا وقع حدث بدؤوا يبحثون عن المحللين، ومن يطمئنون إليهم و يثقون بهم ليحللوا لهم خلفيات هذا الحدث، فالقرآن كان ينزل ويعالج هذه القضايا ويبين الموقف الصحيح منها فهذه أمة رباها القرآن.
ثالثها:- كشف حال المنافقين وأعداء الإسلام، ولهذا سميت سورة براءة بالفاضحة والمقشقشة؛ حتى قال ابن عباس: مازال الله عز وجل يقول: ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. ومنهم .. ـ يعني ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني .. ومنهم من يقول كذا ـ حتى ظننا أنها لا تبقي أحداً) ففضحتهم وكشفتهم.
الرابع من هذه الحكم: الإرشاد إلى مصدر القرآن:-
فحينما ينزل هذا القرآن في ثلاث عشرين سنة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى نفس المستوى من البلاغة والفصاحة والقوة فماذا يعني هذا؟! يعني أن مصدره من الله عز وجل. فالآن حينما يؤلف الإنسان كتاباً لمدة ثلاث وعشرين سنة، لو نظرت إلى السنة الأولى والسنة الرابعة أو الخامسة والسنة العاشرة والسنة الخامسة عشرة والسنة الأخيرة لوجدت تفاوتاً كبيراً، بل إن الإنسان يكتب فإذا قرأ ما كتب بعد سنتين أو ثلاث أو أربع لربما يعجب كيف كتب هذا الكلام؟ وربما احتاج إلى إعادته، فكونه نزل على نفس المستوى ونفس النمط فأول ما نزل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1)،وآخر ما نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:278) فهل تجد فرقاً في الفصاحة والعذوبة والقوة؟! أبداً .. وبين هذه وهذه ثلاث وعشرون سنة.
ونحن حينما نرى بعض الكتب التي يكون العالم قد وُفِّق فيها وكتبها بأسلوب محرر، نقول لعل هذا من آخر مؤلفاته، وإذا رأينا في كتابه شيئاً من الضعف، قلنا لعل هذا من أول تصانيفه، لأن الإنسان لا يزال يُحصِّل المَلَكات، ويتدرج في سلم الكمال حتى يُحصِّل من ذلك ما يشاء الله عز وجل.
أما هذا القرآن؛ فهو كلام رب العالمين لا ترى فيه هذا التفاوت، ولو كان من أحد البشر لرأيت فيه تفاوتاً عظيماً، وهذا داخل تحت عموم قوله تبارك وتعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: من الآية82) فهذا الاختلاف يقع على صور متعددة منها هذا التباين في الفصاحة والبلاغة وما إلى ذلك. والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Apr 2004, 11:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع يستحق القراءة، وفيه تنبيهات مهمة حول مسائل هذا الموضوع.
وبين هذا الموضوع وبين ما طرحته سابقاً تحت عنوان: مسائل مهمة في نزول القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=371&highlight=%E4%D2%E6%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4) اتفاق ظاهر في أكثر المسائل، فالحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم.
مع التنبيه على أني قد أفدت من كتب الشيخ خالد حفظه الله كثيراً، وأنا أعتبره شيخاً لي، وإن لم أتشرف بالتلقي منه مباشرة.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[21 Apr 2004, 07:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي ـ أبا مجاهد ـ على مشاركتك وتفاعلك، وأسأل الله أن يجعل ما تكتبه وتشارك به في هذا المجال في ميزان عملك الصالح يوم تلقاه، وأحب أن أنبه هنا إلى أن الشيخ خالد حفظه الله كان يود لو يشارك بالكتابة بنفسه، لكن يمنعه من ذلك: أولاً: صعوبة تعامله مع لوحة المفاتيح، وأما كتابته السابقة في الملتقى فقد كتبها بيده ثم دفعها لمن يطبعها له، وهذا ما لايتيسر له دائما.
ثانياً: انشغال الشيخ البالغ فهو يقوم بأعمال وأعباء كثيرة يعلمها القريبون منه، نسأل الله أن يعينه ويوفقه ويسدده، وإلا فقد أبدا لي أكثر من مرة رغبته في المشاركة بالكتابة في هذا الملتقى المبارك بنفسه، فأسأل الله أن ييسر له ذلك قريباً وأن يوفقنا جميعا لما فيه عز الإسلام وظهوره .. آمين
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[22 Apr 2004, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل،
وبارك الله في جهدك، وإني منذ أيام معدودة كنت قد انتهيت من دراسة سلسلة الشيخ خالد السبت حفظه الله (مهمات في علوم القرآن) وقد استفدت منها كثيراً، ولله الحمد.
وباعتبار أني أخطو أوائل دربي في علوم القرآن، فقد اهتممت بهذه السلسلة كثيراً، فكنت أسمع الشريط أكثر من مرة، ثم أتابع مع الشيخ كتابة، لكني لم أكتب كل ما قال حرفياً.
وكنت أعزم في الأيام القادمة أن أبدأ تلخيص ما اجتمع عندي من كلام الشيخ جزاه الله خيراً. وكان الهدف أن يجتمع عندي كل ما ذكر الشيخ من معلومات بصورة مختصرة تشبه المتون العلمية التي في الفنون الأخرى.
وكان الدافع لهذا المشروع ما ذكر الشيخ بارك الله فيه في أول السلسلة، حيث قال أنه ما اختار كتاباً معيناً يسير عليه لأنه لا يوجد كتاب مختصر [على هيئة المتون] يجمع أبواب مهمات علوم القرآن.
ثم قدرت أني إذا جمعت هذا المختصر من كلام الشيخ كان عوناً لي على ضبط السلسلة أولاً وسبيلاً للمراجعة واستحضار المعلومة ثانياً.
هذا. وبارك الله في الشيخ وفي كل من أعان على نشر الخير.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[07 Jun 2004, 07:38 ص]ـ
للرفع
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Sep 2006, 06:53 ص]ـ
يرفع للفائدة والمدارسة(/)
بين ابن جرير وابن كثير 5
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[19 Apr 2004, 12:00 م]ـ
في قوله تعالى:"فذبحوها وماكادوا يفعلون" البقرة (71) قال ابن كثير: [يعني أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة، والأجوبة، والإيضاح ماذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت، فلهذا ما كادوا يذبحونها.وقال محمد بن كعب، ومحمد بن قيس: فذبحوها وماكادوا يفعلون، لكثرة ثمنها.
وفي هذا نظر لأن كثرة ثمنها لم يثبت إلا من نقل بني إسرائيل ن كما تقدم من حكاية أبي العالية والسدي ... ثم قد قيل في ثمنها غير ذلك.
قال عبدالرزاق: أنبأنا ابن عيينة، أخبرني محمد بن سوقة، عن عكرمة، قال: ماكان ثمنها إلا ثلاثة دنانير. وهذا إسناد جيد عن ابن عكرمة، والظاهر أنه نقله عن أهل الكتاب أيضا. قال ابن جرير: وقال آخرون: لم يكادوا يفعلوا ذلك خوف الفضيحة، إن اطلع الله على قاتل القتيل الذي اختصموا فيه. ولم يسنده إلى أحد، ثم اختار الصواب في ذلك أنهم لم يكادوا يفعلون ذلك لغلاء ثمنها، والفضيحة. وفي هذا نظر، بل الصواب والله أعلم ماتقدم من رواية الضحاك عن ابن عباس على ماوجهناه وبالله التوفيق. انظر (1/ 296).
الخلاصة أن ابن كثير يرى أنهم ما كادوا يفعلون ذلك للتعنت، لكن ابن جرير يرجع ذلك للغلاء وللفضيحة معا
والسؤال: هل هناك كبير فرق بين القولين فقد يكون التعنت نتيجة خوف الفضيحة؟
ألا يمكن أن نستنبط أن من طريقة ابن جرير محاولة الجمع بين الآثار؟ وأن ابن كثير من منهجه النظر للسياق؟
ما تعليقك؟؟(/)
ما له علاقة بعلم الوقف والابتداء من كتب التفسير.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[19 Apr 2004, 02:50 م]ـ
الأخوة الفضلاء في هذا المنتدى المتميز /
هناك كتب متخصصة في علم الوقف والابتداء وهي كثيرة منها المطبوع والمخطوط , مثل كتاب الداني وابن الأنباري والأشموني والأنصاري وغيرهم , ولكني أود أن أعرف هل هناك كتب في التفسير اهتمت بهذا الجانب.
أفيدونا وجزاكم الله خيرا.
ـ[الميموني]ــــــــ[19 Apr 2004, 03:41 م]ـ
وقفت على عشرات المواطن في تفسير القرطبي
و رأيت مواطن متعددة في تفسير الطبري وغيره
و الاهتمام بذلك في بعض كتب التفسير متفاوت و أحيانا لا يصرحون بالوقف بل يقولون الوصل ونحو ذلك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2004, 05:24 م]ـ
عناية كتب التفسير بالوقف على قسمين:
الأول: أن يخصص المفسر مبحثًا في تفسيره للوقف والابتداء، وقد فعل ذلك الحوفي في تفسيره المخطوط (البرهان في تفسير القرآن)، وكذا اللنيسابوري في كتابه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)، وهو ينقل وقوف السجاوندي، وهناك غيرهم ممن انتهج هذا المنهج، وهم في الحقيقة نقله، وتكاد تكون نقولاتهم نسخة لكتاب الوقف المنقول.
الثاني: أن يذكر المفسر وقوفات قرآنية في تفسيراته، وهي تتفاوت كثرة وقلة، كما ذكر الشيخ الفاضل الميموني، وما ذكره عن القرطبي من وقوفات فإنه أخذها عن كتاب ابن الأنباري (إيضاح الوقف والابتداء).
وكذا ذكر بعض الوقوفات في تفسيره ابن عطية وأبو حيان والطاهر بن عاشور الذي خصَّ هذا العلم بمبحث في مقدمته الرائعة لتفسيره التحرير والتنوير.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Apr 2004, 01:34 م]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل / الدكتور مساعد الطيار , والأخ / الميموني على ما أفادونا به , وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.(/)
استفسار عن ياء إبراهيم
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[19 Apr 2004, 11:19 م]ـ
السلام عليكم
كنت أود معرفة السبب في حذف ياء إبراهيم في سورة البقرة خلافًا لباقي المصحف وجزاكم الله خيرًا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Apr 2004, 11:33 ص]ـ
أخي الكريم:
إن الذي ذكره علماء الرسم أنها كتبت بهذا الرسم إشارة لقراءة إشارة إلى قراءة (إبراهام) من دون ياء، وقد قرأ هشام (إبراهام) في ثلاثة وثلاثين موضعًا، وقرأ ابن ذكوان حروف البقرة خاصة بالوجهين، وقرأ الباقون بالياء في الجميع.(/)
كيفية الوقوف
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[19 Apr 2004, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
هل هناك كيفية خاصة للوقوف على لا يستحيي و يحيي ونحوهما بخلاف يمشي ونحوها وما هو التوجيه أفيدونا أفادكم الله حيث قد سمعت من بعض الإخوة المهتمين كلامًا حول هذا
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[20 Apr 2004, 11:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قف بيائين وإن لم ترسم الثانية كما ذكر لي ذلك المقرئ محمد نبهان.
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[23 Apr 2004, 02:05 ص]ـ
ما ذكرته أيها الأخ الكريم هو ما تعلمته. لكن الذي حدا بي إلى السؤال هو أني سمعت من أحد الشيوخ أن الوقف عليها يكون بياء واحدة فما مدى صحة ذلك وما هو التوجيه؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Apr 2004, 06:23 ص]ـ
لا توجيه، بل هو خطأ بين، وقد أنقص حرفا من كتاب الله.(/)
استفسار لطيف
ـ[طالب علم_2]ــــــــ[19 Apr 2004, 11:34 م]ـ
السلام عليكم
لاحظت وجود اختيار بعنوان "المتواجدون حاليًا" في "الانتقال السريع" وظني من غير مراجعة أن هذا لا يفيد المطلوب لان هذه الكلمة من الوجد ولعل الصواب الموجودون. نرجو المراجعة والإفادة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2004, 06:02 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على تنبيهك، وقد تنبهت لهذا في موضع ونسيت الموضع الذي نبهتني إليه وفقك الله، وقد قمت بتعديله.
ومن باب الاستطراد فإن هذه المسألة العلمية قد تحدث عنها اللغويون في كتب الأخطاء الشائعة، ومنهم الأستاذ محمد العدناني، فقد ذكر في كتابه (معجم الأخطاء الشائعة) ص 264 أن الصواب هو أن تقول: على الطلاب أن يوجدوا في أماكنهم في التاسعة صباحاً. ولا تقول: على الطلاب التواجد في أماكنهم.
ولكنني أذكر أنني قرأت للنحوي الأستاذ عباس حسن في بحث له تسويغ هذا التعبير، وأظنه ذكر ذلك في أحد أعداد مجلة المجمع اللغوي بالقاهرة، ولعلي إن راجعته أذكره هنا، أو راجعه أحد الإخوة يذكره من باب الفائدة.
والمؤلفات في تتبع الأغلاط اللغوية ونقد الأخطاء الشائعة قديمة ترجع إلى القرن الثالث الهجري، وحتى العصر الراهن، غير أن هناك توسعاً في الوقت الحاضر في تخطئة كثير من الاستعمالات والتعبيرات، والتوسع في مسألة المناهي اللفظية لمجرد الشك في صحتها، دون أن يكون هناك دليل كاف في ردها، والنهي عنها.
وقد سمعت أحد الفضلاء يخطئ من يقول (ومما يؤسف له) ويرى أن الصواب هو أن تقول: (مما يؤسف عليه) بدليل قوله تعالى على لسان يعقوب: (يا أسفى على يوسف) فعداها بعلى ولم يعدها باللام.
والذي يبدو لي أن ورود الصيغة الثانية في القرآن، لا يعني خطأ غيرها، وفي مثل التعبير الأخير، فإنه يحمل على التضمين، فيضمن الفعل (يؤسف) معنىً مناسباً لتعديته بحرف اللام، مثل: يُرثى، أو يُحزَن أو نحو ذلك، مما يعطي التعبير ثراءً وسعة. وقس على ذلك كثير من التعبيرات التي سارع كثير من الكتاب إلى ضمها لقائمة الأخطاء الشائعة على ألسنة المتحدثين، وأسلات الأقلام، والاعتدال في ذلك مطلوب.(/)
أفيدوني بكتب أخرى عن ابن جرير بارك الله فيكم
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[20 Apr 2004, 08:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل أريد كتب متخصصة في الإمام ابن جرير الطبري , فقد حصلت على عناوين لعدة كتب وأريد المزيد إذا توفر.
حصلت على هذه العناوين:1 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ.
2 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير.
3 - استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ.
4 - منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ.
5 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ
6 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية (202) من سورة البقرة. جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ.
7 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ
8 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ
9 - القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ.
10 - مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408.
11 - مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قسم التاريخ 1410 هـ.
12 - استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ.
13 - دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تاويل اى القران , محمد المالك 1417هـ
14 - الإمام ابوجعفر ابن جرير الطبري 224ـ310هـ , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل.
15 - إمام المفسرين والمحدثين والمؤرخين أبو جعفرمحمد بن جرير الطبري: سيرتة ـ عقيدته ـْ ومؤلفاتة , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل
1417 هـ.
16 - رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق
ـ بيروت: دار ابن حزم، 1420هـ.
17 - الامام الطبري في ذكري مرور احد عشرقرنا على وفاته (310هـ ـ1410هـ) , المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو
1992م.
18 - الإمام الطبري , للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح آل شاكر
19 - الإمام الطبري للدكتور محمد الزحيلي
لا تبخلوا علي بارك الله فيكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Apr 2004, 11:22 ص]ـ
أخي الكريم، هل تريد كل ما كُتِبَ عن ترجمة الطبري، وعن علومه وكتبه، أم ماذا؟
وعمومًا، فأفيدك بأن أفضل ترجمة له موجودة في معجم الأدباء لياقوت الحموي.
ومن الكتب المعاصرة في الطبري:
1 ـ الطبري بقلم الدكتور أحمد محمد الحوفي،رقم الكتاب (13) من موسوعة أعلام العرب.
2 ـ ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير، للدكتور محمد بكر إسماعيل، ط: دار المنار.
3 ـ الطبري ومباحثه اللغوية من خلال تفسيره لسورة النساء، لنور الدين صمُّود، ط: الشركة التونسيية للتوزيع.
4 ـ دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري، للدكتور عبد الرحمن عميره، ط: دار الكتب.
وهناك كتب في منتهج المفسرين ورجال التفسير تذكر منهج الطبري باختصار؛ كالتفسير والمفسرون للذهبي، والتفسير ورجاله، للفاضل بن عاشور، وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[20 Apr 2004, 06:33 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم ورزقك الله الجنة على ما زودتني به
نعم شيخنا الكريم أريد هناوين كتب تتكلم عن ابن جرير خاصة , وليست مثل التفسير والمفسرون
فأرجوا بعناوين أخرى بارك الله فيك
أخوك في الله: أبوخطاب العوضي
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[22 Apr 2004, 09:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالتوفيق أبا خطاب تخط أناملك
آمل التنبه في قراءتك لتراجم ابن جرير التمييز بينه و بين الرافضي محمد بن جرير بن رستم،
و هو شيخ شيعي له كتاب اسمه - على ما أذكر -: دلائل الإمامة.
كما ترجمت له بعض مصادر الشيعة - في الأعلام -!!
و قد قال عنه السليماني: كان يضع الحديث للروافض.
و قد علَّق ابن حجر على على جملة السليماني - إذ وردت في ترجمة ابن جرير المفسِّر -:
(و لو حلفت أنه ما أراد إلا الشيعي لبررت، لأن السليماني حافظ يعرف ما يخرج من رأسه.)
وفق الله الجميع
أخوك
عبد الله
ـ[لاجئ فلسطيني]ــــــــ[23 Apr 2004, 04:42 ص]ـ
اخي الفاضل ابو الخطاب
ليتك اخي العزيز ذكرت اين نشرت الرسائل والابحاث التي ذكرت اقصد اي دار طبعتها واين تباع او كيف السبيل للحصول عليها فأنا اعيش في اخر قطعة يابسة قبل القطب الجنوبي والكتب التي ذكرتها اول مرة اسمع بها فأنا استفيد من ذكركم لاسماء الكتب
جزاكم الله خيرا اخي الكريم وبارك الله بكم وأسأله سبحانه وتعالى ان يوفقكم فيما تبحثون وتكتبون
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[23 Apr 2004, 04:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله على ما ذكرت , وقد حصلت على كتاب واسمه روضات الجنات ويقول بان ابن جرير الطبري - السني - هو رافضي أصلا وأن هناك صلة قرابة بينه وبين محمد بن جرير الرافضي
وحصلت على رد لأحد الدكاترة واسمه محمد أمخزون على هذه الشبهة
أخي الكريم لاجئ فلسطيني إن شاء الله سأكتب ما تريد ولكن بعد الانتهاء من البحث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Apr 2004, 09:49 م]ـ
أضف أيها الأخ الحبيب:
1 ـ الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية، د. آمال محمد عبد الرحمن ربيع، من منشورات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهو بحث نفيس في بابه.
2 ـ جهود الطبري في الدراسة الأدبية للشواهد الشعرية من خلال تفسيره، للدكتور محمد المالكي، طبعته مطبعة المعارف الجديدة بالرباط، وهو بحث نفيس، وصاحبه هو صاحب الرسالة التي ذكرتَها تحت رقم (13).
ولعلك رجعت إلى قسم الرسائل الجامعية في شبكة التفسير،فأفدت منه، وفقني الله وإياك لكل خير.
أخوك / مساعد الطيار(/)
عضو جديد هل من مرحب ومساعد
ـ[المفسر]ــــــــ[20 Apr 2004, 09:10 م]ـ
أيها الاخوة الافاضل يسرني ويسعدي ان انضم الي هذا الموقع المفيد والنافع
واطلب من الاخوة
1 - تفسير ابن سعدي رحمه الله كاملا
2 - كلام حول كلمة (عسى) في القران الكريم
شاكرا لكم حسن التعامل وشكرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Apr 2004, 10:10 م]ـ
مرحبًا بك أيها الأخ الكريم
ويمكنك أن تجد تفسير السعدي على هذا الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=321
ـ[المفسر]ــــــــ[21 Apr 2004, 06:09 ص]ـ
شكرا لكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[21 Apr 2004, 05:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وكما رحَّب بك الدكتور - مساعد - كما طلبت فكافأك بما أردت من ترحيبٍ و مساعدة
فإني أحييك مرةً أخرى و أرحب بك بين إخوانك عسى أن نستفيد سوياً و أن نخدم القرآن جميعاً، و نكون من أهل القرآن و تفسيره
حياك الله مرة أخرى
أمنياتي للجميع بالتوفيق.
أخوك
عبد الله
ـ[المنهوم]ــــــــ[21 Apr 2004, 08:09 م]ـ
حياك الله بين مشا ئخ واخوانك ايه المفسر
ونسأل الله ان يكون لك من كنيتك نصيب وافر
ـ[مشارك]ــــــــ[29 Apr 2004, 03:35 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
الأخ المفسر .. ستجد إن شاء الله تفسير ابن سعدي على الربط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=276
والموقع الأصلي هو: www.saaid.net
وشكراً(/)
هنا تعريف موجز بالشيخ: خالد السبت حفظه الله.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Apr 2004, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه لمحة موجزة جداً عن المسيرة العلمية لفضيلة شيخنا / الشيخ: خالد السبت ـ حفظه الله ـ كتبتها تلبية لطلب كثير من الأخوة في الملتقى وغيره، ممن لا يعرف فضيلته وأحب أن يتعرف عليه، وقد اجتهدت ما استطعت في كبح جماح القلم عن كثير مما أعرف؛ احتراماً لما أعلمه عن شيخنا من عدم رضاه بالمدح، والإطراء، بل وغضبه من ذلك، سائلاً الله أن يبارك في هذه الكلمات وأن يمد في عمر شيخنا على طاعته ورضاه .. آمين. فأقول:
هو شيخنا الشيخ/ خالد بن عثمان بن علي السبت، من مواليد منطقة الزلفي، عام 1384 هـ، ثم انتقل مع والديه إلى منطقة الدمام، ودرس بها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد تخرجه من الثانوية العامة توجه للرياض وهو في شوق شديد لتحصيل العلم، خاصة على سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، فالتحق بقسم السنة في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وممن درسه من المشايخ المشهورين؛ فضيلة الشيخ/ عبد الكريم الخضير حقظه الله، ولكن لم يطل مكث الشيخ بالرياض نظراً لبعض الظروف، فانتقل إلى الأحساء، وكان جل وقته يقضيه في القراءة والتحصيل الشخصي، واعتنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله عناية بالغة، بالإضافة إلى عنايته بسماع الأشرطة العلمية المتيسرة في ذلك الوقت، ثم عاد بعد تخرجه إلى الدمام؛ فدرَّس سنتين في ثانوية الشاطئ، واستمر على طريقته في تكوين نفسه علمياً ـ نظراً لفقر المنطقة في ذلك الوقت من العلماء البارزين ـ وكانت عنايته في هذه الفترة منصبة على شروح الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، كما أنه درَّسَ عدداً من المتون العلمية كعمدة الأحكام، وغيرها من متون العقيدة لمجموعة من الطلبة في ذلك الوقت، حتى أذن الله بانتقاله إلى المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، فكانت هذه النقلة مرحلة جديدة ومكثفة في تحصيل شيخنا ودراسته على المشايخ، فاعتنى بدراسة علم أصول الفقه فقرأ على الشيخ/ أحمد عبد الوهاب عددا من المتون في أصول الفقه كمتن الورقات، ومتن المراقي، ثم قرأ شرح البنود على المراقي كاملاً، ثم نثر الورود كاملاً، والمواضع الناقصة منه استكملها من شرح الولاتي، وقرأ عليه الموافقات للشاطبي حتى أنهاه،،وقرأ أيضا على الشيخ/ عمر عبدالعزيز في الأصول، وفي مناهج الأصوليين وطريقتهم في التأليف، كما اعتنى الشيخ بعلم اللغة والنحو فقرأ على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف الآجرومية، وشذور الذهب، وقطر الندى، وشرح ابن عقيل، وشرح عبد العزيز فاخر على الألفية، كما قرأ الألفية كاملة مفرقة على أكثر من شيخ، ومنهم الشيخ غالي الشنقيطي، والشيخ / محمد الأغاثة الشنقيطي، كما قرأ في الأدب كتاب روضة العقلاء، وكتاب عيون الأخبار لابن قتيبة كاملاً على الشيخ/ عبد الرحمن أبو عوف أيضاً، وقرأ على الشيخ/ أحمد الخراط عددا من الكتب، بالإضافة إلى قراءات في كتاب الكامل للمبرد، وكان الشيخ يعجبه في هذا المجلس جمعه لعدد من العلوم كالنحو، والقواعد الإملائية والإعرابية، والأدب وغيرها، وقرأ على الشيخ / حمدو الشنقيطي؛ ومما قرأ عليه شرح قصيدة بانت سعاد، كماقرأ ـ شيخنا ـ في الفقه أشياء على الشيخ/ علي بن سعيد الغامدي، والشيخ/ فيحان المطيري، وقرأ في المصطلح على الشيخ / محمد مطر الزهراني في نزهة النظر، ومن المشايخ الذين يجلهم الشيخ كثيراًَ ويكثر من ذكر أخبارهم، ويذكر أن مجالسه وأحاديثه كانت عامرة بالفوائد والفرائد في العلم والأدب؛ فضيلة الشيخ/ عبد العزيز قارئ وهو الذي أشرف على رسالتي الشيخ في الماجستير والدكتوراه، وقد قرأ عليه مواضع من الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، والبرهان في علوم القرآن للزركشي، كما قرأ على الشيخ/ علي عباس الحكمي، بالإضافة على عدد آخر من الشيوخ، وكانت قراءته عليهم لا تنقطع طوال الأسبوع حتى في يوم الجمعة، حتى إن زملاءه في الدراسات العليا كانوا يتعجبون من جمعه بين هذا الكم من الدروس، واعتنائه برسالته العلمية، وسائر أعماله الأخرى، وكان الشيخ يستغل الإجازات ليرحل إلى فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين رحمه الله ليقرأ عليه، فقرأ
(يُتْبَعُ)
(/)
من مختصر التحرير في الأصول، ومواضع من صحيح البخاري، وأشياء من قواعد ابن رجب رحمه الله، إضافة إلى ذلك فقد كان معتنياً عناية شخصية فائقة بعلم التوحيد والعقيدة وأصول الدين،وقد استمر الشيخ على هذه الحال من العناية البالغة بالتحصيل مع نهم الشديد في القراءة والطلب، وقد وهبه الله جلداً عظيماً قل نظيره، حتى عرفه علماء المدينة ومشايخها وطلبة العلم فيها؛ سواء من أهل البلد أو غيرهم من الوافدين من طلاب الجامعة، فلم ألق أحداً من فضلاء المشايخ في المدينة؛ أو غيرها ممن عرف الشيخ وجالسه؛ إلا وهو يثني على الشيخ ويجله ويحفظ له قدره، وقد جمع الشيخ ـ رفع الله درجته ـ بالإضافة إلى عنايته البالغة بالعلم تحصيلاً وتدريساً، اهتماماً بالدعوة إلى الله في المدينة وخارجها من مناطق المملكة،وبلدان العالم الإسلامي فقد رحل الشيخ إلى أندونيسيا مراراً وإلى غيرها من البلدان ليقيم الدورات العلمية هناك.
وقد بدأ الشيخ حفظه الله دروسه الرسمية المعلنة في منطقة الدمام عام 1413 هـ فدرَّس متن الورقات، ونظمه، وقواعد الأصول ومعاقد الفصول، وأشياء من روضة الناظر في أصول الفقه، وشَرَح الأصول الثلاثة، وكشف الشبهات، والواسطية وغيرها، كما شَرَح كتاب التوحيد على مدى ثلاث سنوات في الإجازات الصيفية فقط. ثم توقفت الدروس فترة لبعض الأسباب؛ حتى يسر الله عودة الشيخ إلى الدمام أستاذاً في كلية المعلمين ثم عميداً لكلية الدراسات القرآنية في عام 1418هـ، وبدأ نشاط الشيخ العلمي يظهر في المنطقة بشكل ملحوظ؛ فأقام عدداً من الدروس العامة في مسجده ـ مسجد القاضي بحي المريكبات ـ ومن تلك الدروس: شرح مراقي السعود، وشرح صحيح الإمام مسلم، وشرح عمدة الفقه، والتعليق على التفسير الميسر، بالإضافة لدرس التفسير العام الذي ابتدأ فيه الشيخ من أول القرآن، وهو يسير فيه على نفس الإمام الشنقيطي رحمه الله ـ وللشيخ عناية خاصة بعلم هذا الحبر العلامة رحمه الله ـ، كما شرح الشيخ مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلق على فتح المجيد كاملا، وكذلك اقتضاء الصراط المستقيم،وشَرَح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين، إضافة لعدد من الدورات العلمية التي أقامها؛ كالمهمات في علوم القرآن، وشرح رسالة الشيخ ابن سعدي في القواعد الفقهية، بالإضافة إلى عدد من المحاضرات العامة التي يلقيها في منطقة الدمام وما حولها ومن أبرزها محاضرات في أعمال القلوب أنصح جميع الأخوة بالحرص عليها.
وأما نتاج الشيخ العلمي فمن أبرزه ما يلي:
رسالة كبيرة بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
و (كتب مناهل العرفان دراسة وتقويم) ـ وهي رسالة الماجستير ـ
و (قواعد التفسير) ـ وهي رسالة الدكتوراه ـ
وتحقيق كتاب (القواعد الحسان) لابن سعدي رحمه الله.
وتحقيق كتاب (نور البصائر)، وهو متن صغير في الفقه؛ لمبتدئي الطلبة ألفه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله.
و كتاب (العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير)، وقد بذل فيه الشيخ جهدا مضنياً جداً؛ أسأل الله أن يدخر له أجره يوم يلقاه، وأن يجمعنا وإياه والإمام الشنقيطي في أعلى الدرجات عنده مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. آمين
والشيخ حفظه الله ميزه الله بهمة وقادة، ونفس طموحة، مع ورع نادر،وأخذ للنفس بالعزيمة والجد، يحلي ذلك كله دماثة في الخلق، وطيب في المعشر، مع صلة قوية بالله يظهر أثرها في سمته وسيماه، ولكلامه صولة على قلب مستمعه بحيث لا يكاد يشك سامعه في صدقه ونصحه، مع هضم عظيم للنفس، واحتقار للعمل، وكم من مرة سألته عن اختياره، فقال لي: "مثلي لا يكون له اختيار"، هكذا أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، ومثلي أقل من أن يزكي الشيخ،وإنما هو اعتراف ببعض فضله، وشيء من القيام بحقه، والله يتولانا ويتولاه في الدنيا والآخرة .. إنه سميع قريب.
تنبيهات:
كثير من هذه المعلومات عن الشيخ؛ استفدتها من الأخ الشيخ/ محمد النعيمي وهو من أخص تلاميذ الشيخ؛ فجزاه الله خيراً على ما أمدني به من معلومات.
كما اقتصرت في هذه الترجمة الموجزة على الخطوط العريضة في المسيرة العلمية لشيخنا حفظه الله، وكبحت جماح القلم عن كثير مما أعرف مراعاة لما أعلمه من عدم رغبة الشيخ في ذكر ذلك .. سائلاً الله تعالى أن يمن على شيخنا بالزيادة في العلم والعمل والقبول وأن ينفع به الإسلام والمسلمين، وإيانا وسائر العلماء وطلبة العلم الربانيين إنه خير مسؤول وهو مولانا ونعم النصير. والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
* ملا حظة: هذه الترجمة منقولة من موضوع / مقدمة المشاركات العلمية لفضيلة الشيخ / خالد السبت حفظه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1273) أحببت إفرادها هنا ليعم النفع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Apr 2004, 08:23 ص]ـ
أخي الكريم / أبو عبد الرحمن المدني.
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة الرائعة , وأسأل الله تعالى أن يمن عليك بالعلم النافع والعمل الصالح , وأن نراك مثل الشيخ في القريب العاجل إن شاء الله.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[21 Apr 2004, 07:46 م]ـ
أشكرك أخي ـ أبا عبد الرحمن المدني ـ على إفرادك التعريف بالشيخ خالد في زاوية مستقلة، ومما يجدر ذكره أنني وقفت اليوم على إعلان لدروس فضيلة الشيخ عبدالله ابن غديان ـ عضو هيئة كبار العلماء، والأصولي النحرير ـ، فإذا من ضمن دروسه التعليق على كتاب (قواعد التفسير) لفضيلة شيخنا الشيخ خالد السبت، وهذا لا شك يدل على قيمة هذا الكتاب النافع؛ حتى يختاره فضيلة الشيخ ابن غديان للتعليق عليه، كما يدل دلالة ظاهرة على سمو في الشيخ ابن غديان؛ حيث عمد إلى كتاب شيخ معاصر يصغره في السن، ليعلق عليه ويشرحه ليعطي الطلبة درساً في التواضع، وأن العلم رحم بين أهله، وأن في المتأخرين والمعاصرين من رُزِق التحقيق والتدقيق، فلا ينبغي إهمال ما كتبوه وحرروه، وقبل ذلك كان فضيلة العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قد شرح كتاب (حلية طالب العلم) لفضيلة الشيخ بكر أبو زيد عافاه الله ووفقه .. فنسأله سبحانه أن يمن علينا بالعلم النافع الذي يورث خشيته ويقرب إليه .. والحمد لله رب العالمين
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Oct 2009, 04:38 م]ـ
بارك الله فيك وجزى الشيخ خالد السبت خير الجزاء
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Oct 2009, 08:45 م]ـ
الحمدلله، وبعد ..
تالله إن في قراءة فقط هذه الأسطر القليلة باعثاً كبيراً في رفع الهمة نحوالعلم.
وشيخنا نفعنا الله بعلمه والمسلمين ممن يحق له أن يحرر كثيراً من مسائل أصول التفسيروعلوم القرآن خاصة على منهج فريد، وقد استفدت منه في رسالتي في كليات الألفاظ القرانية وفي غيرها وأشار علي بما فتح الله به عليه ما كان محل ثناء وتقدير من المشرف والمناقشين.
ومن أحب دروس شيخنا التي حضرتها عنده وشرفت بالأخذ عنه، واستأذنته بحق التلمذة فيها وفي غيرها من الدروس، ما تناوله رفع الله قدره وحفظه في سلسلة أعمال القلوب فقد كان بحق أعجوبة في حسن العرض وربط أقوال أهل العلم في المسألة، وحشد الأقوال الكثيرة المعززة للنكتة العلمية، حتى تعجب أشد العجب في كيفية وقوف الشيخ عليها، مع تنوع المصادر وتباين فنونها؛ فسبحان من فتح عليه، وبلغه من العلم هذا المبلغ، وألهمه من العلم ما عز وجل.
فجزاك الله خيراً يا أخي الحبيب أبا عبد الرحمن على تحريك شجون، وأي شجون!
ـ[فيوض]ــــــــ[24 Oct 2009, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرآ وبارك فيك كم لهذه الترجمة من اثر في النفوس(/)
الأساليب الانشائية في القرآن الكريم؟
ـ[ JENERAL] ــــــــ[21 Apr 2004, 05:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
لعلكم تقبلوني عضواً - ثقيل الدم - بينكم ....
بارك الله فيكم، طلب منا دكتور مادة البلاغة في الجامعة ((تخصصي لغة انجليزية - ترجمة)) احضار بحث عن الأساليب الانشائية في القرآن الكريم، بحيث نأخذ سورة من النصف الأول من القرآن الكريم (البقرة - الكهف) ونشرحها مستخرجين هذه الأساليب الانشائية التي لا تخفى عليكم (نهي - استفهام - أمر - فخر - ...... )
وحاولت جاهداً البحث عن كتب تتكلم في هذا الشان ووجدت:
- التحرير والتنوير - ابن عاشور
- بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز
والحقيقة لم أجد ضالتيفي تلك الكتب، وتسليم البحث خلال اسبوعين ... لا تبخلوا عليّ يا أهل العلم والمعرفة، ولكم الشكر الجزيل
JENERAL
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2004, 02:12 م]ـ
مرحباً بك أخي الكريم في ملتقى أهل التفسير ونرجو أن تجد ما ينفعك بإذن الله.
أرجو أن تجد بغيتك في الكتب التالية:
- دراسات لأسلوب القرآن الكريم للشيخ الجليل محمد عبدالخالق عضيمة. وهو كتاب كبير في 11 مجلداً وهو متوفر في المكتبات العامة.
- خصائص التعبير في القرآن الكريم للدكتور عبدالعظيم المطعني.
- كتب البلاغة التي تحدثت عن الإنشاء وذكرت أمثلته من القرآن الكريم وهي كثيرة.
وفقك الله لكل خير.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[21 Apr 2004, 05:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولاً: حياك الله، و امنياتي الصادقة لك بالتوفيق،
و شكراً لتواصلك مع الملتقى آملاً أن يدوم ذلك الود و لا يرحل.
ثانياًً:
بالإمكان مراجعة مباحث علوم القرآن مثل الإتقان للسيوطي
أو البرهان للزركشي أو مناهل العرفان للزرقاني
بخصوص ما ذكرته من (نهي - استفهام - أمر - فخر - ...... )
أمنياتي لك بالتوفيق
أخوك
عبد الله(/)
عيسى عليه السلام؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الغرنوق]ــــــــ[21 Apr 2004, 02:04 م]ـ
من المعلوم ومما نؤمن به ان عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولكن رفعه الله ولكن اشكلت علي الايه في سورة مريم (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) وجهوني بارك الله فيكم؟
ـ[المنهوم]ــــــــ[21 Apr 2004, 08:05 م]ـ
السلام عليكم
وبعد هذه الآية لا اشكال فيها وتفسيرها واضح
فعيسى عليه السلام يقول (يوم ولدت) هذه واضحه
وبعدها (ويوم اموت) تعرف بارك الله فيك انه ثبت انه سوف ينزل في اخر الزمان فيحكم المسلمين ويقتل المسيح الدجال ويتبع رسولنا محمد صلى الله عيه وسلم ويبقى فترة ثم يموت عليه السلام
ويجب ان تعرف ما من مخلوق إلا سيموت
وبعدها (ويوم ابعث حيا) هذه يوم البعث
ـ[الغرنوق]ــــــــ[24 Apr 2004, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي المنهوم وزادك من فضله
ارجوا اثراء الموضوع من طلبة العلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[26 Apr 2004, 09:46 ص]ـ
السلام عليكم
لي ملاحظة أخرى حول هذه الآية: والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)،
لم يصرح القرآن بإسم إنسان يولد وعليه السلام ويموت وعليه السلام
ويبعث وعليه السلام إلا في حق عيسى ويحيى عليهما السلام.
لماذا بخص القرآن عيسى ويحيى بالذكر في هذه المسألة؟
المؤرخون قالوا: إن يحيى عليه السلام قتل شهيدا.
كون يحيى يموت مقتولا هل يتناقض ذلك مع قول الله (وسلام عليه يوم يموت)؟
هذا هو الإشكال فلنعيد البحث مرة أخرى عن المعنى المقصود من كلمة السلام.
السلام هو الأمن وهو ضد الخوف.
وأما تخصيص هؤلاء النبيين بصفة (السلام عليهما) لأنهما عصمهما الله من الذنوب، لم يقترفا ذنبا قط، كل ابن آدم يلقى الله بذنب أو ذنوب فمن شاء غفر له ومن شاء عذبه إلا هؤلاء عليها السلام.
ولقد وصف الله عيسى بقوله (غلاما زكيا) أي زكاه الله وعصمه من الذنوب، ووصف يحيى بقوله (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا) فإذا كان بهذا الوصف فهو في سلام في حياته الدنيا ويوم يموت ويوم يبعث، لأن الذنوب هي التي تجعل الإنسان يعيش في خوف واضطراب،
فمن يقترف ذنبا يندم على فعله ويوبخه ضميره فيعيش في عذاب نفسي، فهل الذي يعيش في عذاب ذهني يقال عنه إنه يعيش حياة سلام وأمن؟ كلا. أما الذي لم يقترف ذنبا فضميره مرتاح ينام قرير العين يحيى حياة سلام وأمن مع نفسه ومع مجتمعه والأهم من ذلك مع الله، فإذا جاءه الموت وهو لم يذنب قط ذنبا يندم عليه فإنه سيموت بضمير مرتاح راض عن نفسه أما الذي أذنب فإن المعصية ستفزعه عند الموت ويندم أشد الندم على ما اقترفت يداه فيواجه الموت وهو في عذاب نفسي، فمثل هذا لا يقال عنه (سلام عليه يوم يموت).
والمؤمن الذي لم يذنب قط يوم يبعث فإنه سيكون في سلام وطمأنينة مع نفسه لا يجد معصية تقلق باله وتفزعه من لقاء الله فهذا يصح أن يقال عنه (السلام عليه يوم يبعث حيا) أما الكافر فسيقول يا ليتني كنت ترابا.
هذا ما فهمته من تفسير لقوله تعالى: يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) فهي آية جاءت كنيجة للآية التي قبلها التي تقول (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا) أي أن نتيجة (التزكية والتقوى) هي الأمن والسلام).
من يقترف الذنوب يحيى حياة كلها نكد وندامة وعذاب للضمير، فأية حياة هذه!؟ أما الحياة التي لا تنغيص فيها ولا تكدير فتلك هي حياة السلام والطمأنينة، فهذه هي الأجدر أن تسمى حياة، ولذلك سمى الله نبيه ابن زكريا ب (يحيى) لأن الذي يعيش في سلام هو الأجدر أن يقال عنه (يحيى) حياة طيبة.(/)
طلب شرح اسمين من أسماء الله الحسنى (الفتاح - الصمد)
ـ[الحائرة]ــــــــ[21 Apr 2004, 08:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسفة لأنني أطلبكم للمرة الثانية لكن الصديق وقت الضيق، طلبت مننا الأستاذة نختار اسمين من اسماء الله الحسنى وتفسيرها وجدت تفسيرها والحمد لله ولكن قالت سؤال عن هذين الاسمين (كيف يساهم هذا الاسم في زيادة الايمان؟) اسمي هما (الفتاح والصمد)، ساعدوووووووووني أرجوكم انا في حاجة لاجابة هذا السؤال، فرجو كربي الله يفرج كربكم، وجزاكم الله ألف خير وشكرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2004, 11:14 م]ـ
يمكن الاستفادة أختي الكريمة من هذا الرابط
القواعد المثلى في أسماء الله وصفاته الحسنى للشيخ بن عثيمين رحمه الله ( http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=73)
ففيه شرح لهذا الأمر بالتفصيل.
ولا سيما القاعدة الثالثة التي تقول:
أسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثلاثة أمور:
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل.
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها.
ويمكن تطبيق هذه القاعدة على الاسمين اللذين ذكرتيهما.
ـ[الحائرة]ــــــــ[22 Apr 2004, 02:07 م]ـ
جزاك الله ألف خير يا أخ عبد الرحمن الشهري وجعلها في ميزان حسناتك
ـ[عبد العزيز ابن داخل]ــــــــ[28 Apr 2004, 01:47 م]ـ
هذا شرح مجموع من كتب ابن القيم رحمه الله تعالى
الفَتَّاحُ ?:
(وَكَذِلكَ الفَتَّاحُ مِنْ أَسْمَائِهِ والفَتْحُ في أَوْصَافِهِ أَمْرَانِ
فَتْحٌ بِحُكْمٍ وَهْوَ شَرْعُ إِلَهِنَا والفَتْحُ بالأَقْدَارِ فَتْحٌ ثانِ
والربُّ فَتَّاحٌ بذَيْنِ كِلَيْهِمَا عَدْلاً وإِحْسَاناً مِنَ الرَّحْمَنِ) ()
?الصَّمَدُ ?:
(((الصمدُ)): السيِّدُ الذي كَمُلَ في سُؤْدُدِهِ؛ ولهذا كانت العربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بِهَذَا الاسمِ، لكثرةِ الصِّفَاتِ المحمودةِ في المُسَمَّى بهِ، قالَ شَاعِرُهُم:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ
بِعَمْرِو بنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
فإنَّ الصمدَ مَنْ تَصْمُدُ نحوَهُ القلوبُ بالرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، وذلكَ لكثرةِ خصالِ الخيرِ فيهِ، وكثرةِ الأوصافِ الحميدةِ لهُ، ولهذا قالَ جمهورُ السَّلَفِ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ: الصَّمَدُ السيِّدُ الذي كَمُلَ سُؤْدُدُهُ، فَهُوَ العالمُ الذي كَمُلَ عِلْمُهُ، القادرُ الذي كَمُلَتْ قُدْرَتُهُ، الحكيمُ الذي كَمُلَ حُكْمُهُ، الرحيمُ الذي كَمُلَتْ رَحْمَتُهُ، الجوَادُ الذي كَمُلَ جُودُهُ، ((وفي رِوَايَةٍ عَنْهُ: ((هوَ السيِّدُ الذي قَدْ كَمُلَ فِي جَمِيعِ أنواعِ السُّؤْدُدِ)) ...
وقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: ((هوَ الكامِلُ في جميعِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ))) ().
((وقالَ ابنُ وَائِلٍ: هوَ السيِّدُ الذي انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
وقالَ عِكْرِمَةُ: الّ
ـ[عبد العزيز ابن داخل]ــــــــ[28 Apr 2004, 02:04 م]ـ
?الصَّمَدُ ?:
(((الصمدُ)): السيِّدُ الذي كَمُلَ في سُؤْدُدِهِ؛ ولهذا كانت العربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بِهَذَا الاسمِ، لكثرةِ الصِّفَاتِ المحمودةِ في المُسَمَّى بهِ، قالَ شَاعِرُهُم:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ
بِعَمْرِو بنِ مَسْعُودٍ وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
فإنَّ الصمدَ مَنْ تَصْمُدُ نحوَهُ القلوبُ بالرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ، وذلكَ لكثرةِ خصالِ الخيرِ فيهِ، وكثرةِ الأوصافِ الحميدةِ لهُ، ولهذا قالَ جمهورُ السَّلَفِ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ: الصَّمَدُ السيِّدُ الذي كَمُلَ سُؤْدُدُهُ، فَهُوَ العالمُ الذي كَمُلَ عِلْمُهُ، القادرُ الذي كَمُلَتْ قُدْرَتُهُ، الحكيمُ الذي كَمُلَ حُكْمُهُ، الرحيمُ الذي كَمُلَتْ رَحْمَتُهُ، الجوَادُ الذي كَمُلَ جُودُهُ، ((وفي رِوَايَةٍ عَنْهُ: ((هوَ السيِّدُ الذي قَدْ كَمُلَ فِي جَمِيعِ أنواعِ السُّؤْدُدِ)) ...
وقالَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: ((هوَ الكامِلُ في جميعِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأقوالِهِ))) ().
((وقالَ ابنُ وَائِلٍ: هوَ السيِّدُ الذي انْتَهَى سُؤْدُدُهُ.
وقالَ عِكْرِمَةُ: الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلكَ قالَ الزجَّاجُ: الذي يَنْتَهِي إليهِ السُّؤْدُدُ، فَقَدْ صَمَدَ لهُ كلُّ شيءٍ.
وقالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: لا خِلافَ بينَ أهلِ اللغةِ أنَّ الصمدَ السيِّدُ الذي لَيْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ، الذي يَصْمُدُ إليهِ الناسُ في حَوَائِجِهِم وَأُمُورِهِم، وَاشْتِقَاقُهُ يَدُلُّ على هذا، فإنَّهُ من الجَمْعِ والقَصْدِ الذي اجْتَمَعَ القصدُ نحوَهُ واجْتَمَعَتْ فيهِ صفاتُ السُّؤْدُدِ، وهذا أَصْلُهُ في اللغةِ كما قالَ:
أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرِ بَنِي أَسَدْ
بِعَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
والعربُ تُسَمِّي أَشْرَافَهَا بالصمَدِ لاجْتِمَاعِ قَصْدِ القاصدِينَ إليهِ واجتماعِ صفاتِ السيادةِ فيهِ)) ().
ومَنْ قَالَ: ((إنَّهُ الذي لا جَوْفَ لَهُ))، فقولُهُ لا يُنَاقِضُ هذا التفسيرَ؛ فإنَّ اللفظَ من الاجتماعِ، فهوَ الذي اجْتَمَعَتْ فيهِ صفاتُ الكمالِ، ولا جَوْفَ لهُ) ()، [فإنَّهُ] (- تَعَالَى - صَمَدٌ بِجَمِيعِ معانِي الصَّمَدِيَّةِ، فَيَسْتَحِيلُ عليهِ ما يُنَاقِضُ صَمَدِيَّتَه) (). [وَ] (إِنَّمَا لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ كُفُواً لَهُ لَمَّا كَانَ صَمَداً كَامِلاً في صَمَدِيَّتِهِ). ()
(وهو الإلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي صَمَدَتْ إِلَيْهِ الخَلْقُ بالإِذْعَانِ
الكَامِلُ الأَوْصَافِ مِنْ كُلِّ الوُجُوهِ كَمَالُهُ ما فيهِ منْ نُقْصَانِ) ()
(واللَّهُ أكبرُ وَاحِدٌ صَمَدٌ وَكُلُّ الشأْنِ في صَمَدِيَّةِ الرَّحْمَنِ
نَفَت الولادةُ والأبوةُ عنهُ والـ كُفْءَ الذي هوَ لازِمُ الإنسانِ
وَكَذَاكَ أُثْبِتَت الصِّفَاتُ جَمِيعُهَا للَّهِ سَالِمَةٌ من النُّقْصَانِ
وَإِلَيْهِ يَصْمُدُ كُلُّ مَخْلُوقٍ فَلا صمدٌ سِوَاهُ عَزَّ ذُو السُّلْطَانِ) ()
وأما التعبد فيمكن الاستفادة من الملف المرفق وهو مجموع أيضاً من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى(/)
سؤال في سورة يوسف
ـ[عبدالرحمن أحمد]ــــــــ[22 Apr 2004, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أود أن أسأل عن سبب ورود كامة قال بدلا من قالت في سورة يوسف في قوله "وقال نسوة"
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[22 Apr 2004, 03:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يجوز تذكير الفعل، وتأنيثه إذا كان الفاعل جمع تكسير، أو مؤنثًا مجازيًا، أو فصل بينه وبين الفعل فاصل0
وعلى هذا يقال: قام رجال، وقامت رجال0
وطلع الشمس، وطلعت الشمس0
وخطب في القوم فتاة، وخطبت في القوم فتاة0
والنساء، والنسوان، والنسوة جمع (المرأة) من غير لفظها، كالقوم في جمع (المرء) 0 ولهذا جاز أن يقال: قال نسوة، وقالت نسوة00 فإن تقدم الفاعل على الفعل، وجب تأنيث الفعل؛ نحو قوله تعالى: {ما بال النسوة التي قطعن أيديهن} 0(/)
لفظ الكفار ودخول الملاحده فيه؟؟؟؟؟؟
ـ[الغرنوق]ــــــــ[22 Apr 2004, 09:15 ص]ـ
سؤال
اذا اطلق لفظ الكفار فهل يدخل فيه اليهود والنصارى والمشركين والملاحده؟؟
ارجوا اثراء الموضوع وجزاكم الله خيرا(/)
موضوع للمناقشة (تقدير زمن المد بالحركات أو بالألف) أرجو المشاركة من الجميع
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[22 Apr 2004, 01:19 م]ـ
درست في كلية القرآن أن المد يقدر بالزمن الذي يستغرقه النطق بحرف متحرك من حركات الأحرف فمثلا ق ق = زمن قا فالألف زمنها حركتان من حركات الأحرف وتعلمت أن تقدير زمن المد بقبض الإصبع أو بسطه ميزان خاطئ لا ينضبط مع سرعات القرآن ولم يعتمد القول به أحد من المتقدمين
ولكن ابن الجزري في كتابه النشر ذكر أن ورشا يمد مدا مشبعا بقدر ست ألفات)
فهل مقصود ابن الجزري أن الألف عنده تقدر بحركة أو مقصوده الألف تقدر بحركتين
فيترتب على ذلك أن ورشا يمد بقدر 12 حركة
أرجو مناقشة هذا الموضوع للفائدة العامة لأهل المنتدى(/)
ما الفرق بين لفظ (بلغن) في الآيتين
ـ[ barsoom] ــــــــ[22 Apr 2004, 06:26 م]ـ
السلام عليكم
أشكل عليّ الفرق بين لفظ بلغن في الآيتين الآتيتين:
الأولى (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن .... الآية)
الثانية (وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف)
فإن كان لفظ بلغن بمعنى قاربن إذن فعقدة النكاح لم تنقض بعد حسب الآية الأولى ولكن الآية الثانية تخالف هذا المعنى فكيف تنكح زوجاً آخر وهي قاربت الأجل ولم تنقضي عدتها بعد.
وإن كان معنى بلغن إنقضت عدتها كما في الآية الثانية فكيف للزوج أن يمسك بمعروف من انقضت عدتها ولم تعد تحته.
أيضا اطلاق لفظ (أزواجهن) بالآية الثانية على من لم يعقد بعد على المطلقة فما المقصود بلفظ أزواجهن.
جزاكم الله خيراً ارجو إزالة الإشكال.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Apr 2004, 11:08 م]ـ
هاتان الآيتان هما رقم 231 و رقم 232 من سورة البقرة.
ومعنى (بَلَغْنَ) في الآية الأولى قَارَبْنَ , بِإِجْمَاعٍ مِنْ الْعُلَمَاء , كما يقول القرطبي. والسبب أن المعنى يقتضي ذلك، ولا يصح القول أن (بلغن) في الآية الأولى بمعنى التناهي. لأنه لا يجوز بعد التناهي الإمساك، ولا خيار له فيه حينئذٍ. فالسياق واضح.
بينما معنى (بلغن) فِي الْآيَة الثانية بِمَعْنَى التَّنَاهِي ; لأنَّ الْمَعْنَى يَقْتَضِي ذَلِكَ , لأن ابتداء النكاح إنما يتصور بعد انقضاء العدة لا مقاربة انتهائها. فالسياق يقضي بتفسير بلغن هنا بمعنى التناهي.
وقد ذهب القرطبي إلى أن الفعل (بلغن) حَقِيقَة فِي التناهي مَجَاز فِي المقاربة. والله أعلم.
ـ[ barsoom] ــــــــ[23 Apr 2004, 06:34 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل عبد الرحمن , ولكن هل هناك سبب لصرف المعنى في كل آية غير السياق , لاننا لو فتحنا الباب لصرف المعاني بدليل السياق فقط فقد فتحنا بابا لكثير من التأويل.
وأرجو أن أجد لديكم إجابة عن لفظ أزواجهن جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[عبد العزيز ابن داخل]ــــــــ[28 Apr 2004, 02:07 م]ـ
الأخ برسوم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأود أن أشير إلى أن لغة العرب واسعة وقد تطلق اللفظ وتريد به معنى يحدده السياق مع احتمال اللفظ المفرد لأكثر من معنى.
فلفظ (بلغ) كنظائه من المفردات اللغوية المحتملة لأكثر من معنى
كلفظ (دخل) أحياناً يراد به مقاربة الدخول وأحيانا يراد به الدخول الفعلي فمن الأول حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
ومن الثاني: قوله تعالى (ودخل معه السجن فتيان)
وأحيانا يحتمل للمعنيين مع إرادتهما كما في قوله تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون)
وهذا من أسرار هذه اللغة العظيمة وما تحتمله من معان جليلة بألفاظ يسيرة
ولتحديد المعنى المراد أصول معتبرة عند أهل العلم منها ما هو متفق عليه ومنها ما يجري فيه الاختلاف كسائر المسائل المختلف فيها ويرجح بينها بالطرق المعروفة للترجيح.
ملاحظة: حبذا لو كتبت اسمك بلغة القرآن
ـ[ barsoom] ــــــــ[29 Apr 2004, 05:09 م]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل عبد العزيز ابن داخل
جزاك الله خيراً , وحفظك الله , ما ذكرته هو ما أسعى لمعرفته في قولك (ولتحديد المعنى المراد أصول معتبرة عند أهل العلم منها ما هو متفق عليه ومنها ما يجري فيه الاختلاف) فليتك تتوسع في الشرح فأستفيد ويستفيد من الإخوان من لا يعلم.
أما بخصوص الإسم فلأنني - حفظك الله - لا أقيم ببلد عربي وأستعمل مقاهي الإنترنت حيث لا يتوفر فيها لغة عربية لذا أكتب هذا الإسم المستعار بحروف لاتينية حتى أتمكن من دخول الملتقى من أي مكان وعند طرحي لسؤال فأكتبه من منزل صديق حيث يتوفر العربي لديه.
ـ[عبد العزيز ابن داخل]ــــــــ[01 May 2004, 07:58 م]ـ
الأخ الفاضل برسوم حفظه الله
قرأت ردك وأخبرك أني بصدد كتابة بحث يتطرق لهذه المسألة وسأوافيك بالخلاصة حالما أنهي البحث
وعذراً.(/)
درس العلامة الضباع اليوم: مقدمة عن أحكام المدود وأنواعها في القراءات العشر الصغرى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Apr 2004, 09:06 ص]ـ
من الإضاءة في بيان أصول القراءة للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
لمن أراد الاطلاع على ما سبق فعليه بهذا الرابط
والعنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت)
==================
5 - الصلة.
الصلة لغة: الزيادة
وعرفا: عبارة عن النطق بهاء الضمير المكني بها عن المفرد الغائب موصولة بحرف مد لفظي يناسب حركتها فيوصل ضمها بواو ويوصل كسرها بياء أو بميم الجمع كذلك.
6 - 8 المد والتوسط والقصر
[6 - المد]
المد لغة: الزيادة، ومنه: ويمددكم ربكم، أي يزكم
واصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللين، أو من حروف اللين فقط.
فالمراد هنا: طول زيادة حروف المد واللين أو اللين فقط عن مقدارها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها بدونه.
[7 - القصر]
والقصر لغة الحبس، ومنه حور مقصورات في الخيام، أي محبوسات فيها.
واصطلاحا: إثبات حروف المد واللين أو اللين فقط من غير زيادة عليها.
[8 - التوسط]
والتوسط حالة بين المد والقصر.
[أشكال المد وصفته ومخرجه وحروف اللين]
والأصل هو القصر لعد احتياجه إلى سبب، والمد والتوسط فرعان عنه لاحتياجهما إلى سبب.
وقد يطلق المد على إثبات حرف المد والقصر على حذفه.
واللين في اللغة: ضد الخشونة،
وفي الاصطلاح: خروج الحرف من غير كلفة على اللسان.
والمد واللين وصفان لازمان للألف من غير شرط لأنها لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.
ويكونان في الواو والياء بشرط أن تكونا متولدتين عن حركة تجانسهما بأن يكون قبل الواو ضمة وقبل الياء كسرة.
وتسمى هذه الثلاثة عند القراء بحروف المد واللين، لأنها تخرج بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان، لاتساع مخرجها، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت فيه وامتد ولان. وإذا ضاق انضغط فيه الصوت وصلب.
وكل حرف مساو لمخرجه إلا هي، فلذلك قبلت الزيادة وأمكن فيها التطويل والتوسط بخلاف غيرها من الحروف، وأما إذا لم تكونا متولدتين عن حركة تجانسها بأن وقعتا ساكنتين إثر فتح نحو: شيء وبيت وخوف وسوء، فيقال لهما: حرفا لين فقط.
ثم إن في حروف المد واللين مدا أصليا. وفي حروف اللين فقط مدا ما، يضبط كل منهما بالمشافهة، والإخلال بشيء منهما لحن، وهذا معنى قول مكي: في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد، وقد نص عليه سيبويه،
ويصدق اللين على حروف المد بخلاف العكس، لأنه يلزم من وجود الأخص وجود الأعم، ولا ينعكس وإن اعتبر قبول اللين المد تساويا في صدق الاسم عليهما، وعلى هذا فكل من حروف المد وحرفي اللين يصدق عليها حروف لين على الأول، وحروف المد على الثاني، وحروف مد ولين عليهما، ولكن الاصطلاح أن حرف المد ما قبله حركة مجانسة، كما تقدم. وحرف اللين هو: ما قبله فتحة. فعلى هذا الاصطلاح بينهما مباينة كلية من كل وجه، وكل من وقع في عبارته حروف مد ولين إنما هو بالنظر للمعنى الأخير، والله أعلم.
وصيغ جميع حروف المد تمد لجميع القراء قدر مدها الطبيعي الذي لا تقوم ذواتها إلا به، وتنعدم بعدمه لابتنائها عليه، وذلك مقدار ألف وصلا ووقفا. وهو أن تمد صوتك بقدر النطق بحركتين، ويحرم شرعا نقصه عن الألف لأن النقصان عنه فيها، والزيادة عليها في غير منصوص عليه، وكذا ترعيد المدات، لحن فظيع بإجماع العلماء.
وسبب اختصاص هذه الحروف بالمد اتساع مخارجها فجرت بسببها إذ هي أصوات تنتشر في الفم وتنتهي بانتهائها، فليس لهن حيز محقق بعد الحركة المجانسة، وإنما قبل حرفا الين فقط الزيادة وأمكن فيهما التطويل والتوسط لشبههما للواو والياء المديتين في السكون وفي شيء من المد واللين، وغيرها من الحروف مساو لمخرجه منحصر فيه، كما مر.
[دليل المد وتعليله]
والدليل على أن في حرفي اللين مدا ما، من العقل والنقل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما العقل: فإن علة المد موجودة فيهما، والإجماع على دوران المعلول مع علته، وأيضا فقد قوي شبههما بحروف المد لأن فيهما شيئا من الخفاء، ويجوز إدغام الحرف بعدهما في نحوف: كيف فعل، وقوم موسى، بلا عسر. ويجوز مع إدغامهما الثلاثة الجائزة في حروف المد بلا خلاف، وأيضا جوز أكثر القراء التوسط والطول فيهما وقفا، وجوز ورش مدهما مع السبب.
وأما النقل فنص سيبويه وناهيك به على ذلك، وكذلك الداني ومكي إذ قالا: في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد، وكذلك الجعبري، قال: واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقد الطبع.
فإن قلت: أجمع القائلون به على أنه دون ألف، والمد لا يكون دون ألف.
قلت: الألف إنما هي نهاية الطبيعي، وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدا، لا سيما وقد تظافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما
فإن قلت: قال أبو شامة"
فمن مد عليهم وإليهم ولديهم ونحو ذلك وقفا أو وصلا أو مد نحو (الصيف) و (البيت) و (الموت) و (الخوف)، في الوصل فهو مخطئ "
وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه.
قلت ما أعظمه مساعدا لو كان في محل النزاع، لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: "فقد بان لك أن حرف اللين وهو الياء والواو المفتوح ما قبلهما لا مد فيه إلا إذا كان بعده همز أو ساكن عند من رأى ذلك".
وأيضا فهو يتكلم على قول الشاطبي: وَإِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَيْنَ فَتْحٍ وَهَمْزَةٍ.
وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي، بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود، وأن مده قدر حرف المد، وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين:
"وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما"
فقوله على لفظهما دليل على المساواة، وعلى هذا فهو بريء مما فهم السائل من كلامه، وهذا مما لا ينكره عاقل، والله أعلم.
(يقول أنمار: هنا الكلام عن مد الياء والواو في نحو: بينهما وقوله الحق، ولو ربطها بالرخاوة وكون الصوت يجري فيها لخرج من كل هذه الإشكالات بسهولة، لأنه كما قال المرعشي في شرح المواقف: الحروف الشديدة آنية لا توجد إلا في آن حبس النفس، وما عداها زمانية يجري فيها الصوت زمانا، وهي متفاوتة في الجريان إذ الحروف الرخوة أتم جريانا من الحروف البينية، وحروف المد أطول زمانا من سائر الحروف الرخوة اهـ، وهو الموافق لتعاريفهم للرخاوة والشدة. وفي بعض مؤلفات مكي أن الواو والياء مع الحروف البينية. ص 47 من نهاية القول المفيد)
[أسباب المد وقاعدة أقوى السببين]
والمد الطبيعي هو: أحد قسمين لمطلق المد، إذ المد مطلقا عند القراء قسمان أصلي وفرعي.
فالأصلي هو: القدر الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، ويسمى بالمد الذاتي، وبمد الصيغة ويعبرون عنه بالقصر، ويريدون به ترك الزيادة على المد الطبيعي لا ترك المد بالكلية، لأن ذلك يؤدي إلى حذف حرف مد من القرآن وهو لا يجوز.
والمد الفرعي هو: الزائد على المد الأصلي لسبب من الأسباب الآتية، ويسمى بالمد العرضي، أي الذي يعرض زيادة على الطبيعي لموجب، وبالمد المزيدي، وإذا أطلق ينصرف إليه.
وسببه ويسمى موجبه: إما لفظي وإما معنوي،
والمعنوي نوعان: التعظيم والتبرئة.
واللفظي: إما همز أو سكون،
والهمز إما متقدم أو متأخر، منفصل أو متصل.
والسكون لاحق لازم أو عارض، وكل منهما مظهر أو مدغم، ويكون ملفوظا به أو مقدرا.
وأقوى السببين اللفظيين الهمز، وقال بعضهم السكون أقوى لأن المد فيه قام مقام الحركة، ولا يمكن النطق بالساكن كما هو حقه إلا بالمد ولذا ذهب الجمهور إلى المد له إذا كان لازما لا تفاوت فيه بخلاف الهمز فإنهم متفاوتون في قد المد له، وهو الذي عليه العمل.
(يقول أنمار: لو جمع بين القولين بتقسيم السكون إلى أصلي أقوى من الهمز وعارض أدنى منه لبلغ في الحسن غايته ومعلوم أنهما ليسا بقوة واحدة فقد قال العلامة السمنودي:
أقوى المدود لازم فما اتصل ........ فعارض فذو انفصال فبدل
وبنفس الترتيب لكن بدأ بالأدنى الشيخ عبد الرحمن عيون السود في تغريده فقال:
إن جاء بمد أكثر من ... سبب فلنأخذ بالأقوى
ونفكر بالمعنى نسمو ** ونطبق نحيا في تقوى
فمن الأدنى نحو الأعلى ** لا يضبطها إلا الحازم
(يُتْبَعُ)
(/)
بدل منفصل فالعارض ** فالمتصل ثم اللازم
اهـ وانظر شرح القاعدة في النشر لابن الجزري والله أعلم)
[أنواع المدود الـ 22]
وأنواع المد كثيرة أنهاها بعضهم إلى عشرة وبعضهم إلى أربعة عشر وبعضهم إلى ستة عشر وبعضهم إلى عشرين وبعضهم إلى أربعة وثلاثين، وحاصل ما ذكروه يرجع إلى أنها اثنان وعشرون نوعا
(النوع الأول)
المد المتصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمة وتقدم حرف المد نحو جاء، وغيض الماء، وعن سوء، وسمي بذلك لاتصال حرف المد وسببه وهو الهمز، ويسمى مد البنية، لأن الكلمة بنيت على المد، والمد الواجب لإجماع القراء على مده وإن تفاوتوا في قدره.
(النوع الثاني)
المد المنفصل
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد والهمزة في كلمتين نحو: بما أنزل، وقالوا آمنا، في أنفسكم،
سمي بذلك لانفصال حرف المد عن سببه، ويسمى مد البسط، لأنه يبسط بين الكلمتين بساطا فيفصل به بينهما، ويسمى أيضا مد الفصل، ومد حرف لحرف، ومدا جائزا، سواء كان الإنفصال حقيقيا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا ورسما كما مثل أو حكميا بأن كان حرف المد ثابتا لفظا لا رسما، نحو: يأيها، أمره إلى، به إلا، ونحو: عليكم أنفسكم، عند من وصل الميم.
(النوع الثالث)
مد الروم
وهو: ما جاء فيه حرف المد قبل همزة مسهلة، نحو: هاأنتم، على قراءة من سهل همزة أنتم، وأدخل ألفا قبلها، سمي بذلك لأن القارئ، يروم بعده الهمزة فلا يأتي بها محققة.
(النوع الرابع)
مد التعظيم
وهو: في لا النافية، في كلمة التوحيد، نحو: لا إله إلا هو، لا إله إلا أنا، لا إله إلا أنت، لا إله إلا الله،
عند من يقصر المنصل، ويسمى مد المبالغة.
(النوع الخامس)
مد التبرئة
وهو: مد لا النافية للجنس نحو: لا ريب، ولا شية فيها، عند حمزة فقط.
(النوع السادس)
مد الحجز
وهو: عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها للفصل بين الهمزتين عند من قرأ بها في نحو: ءأنذرتهم، أءله، أءنزل، سواء حققت الهمزة الثانية أم سهلت،
سمي بذلك لأنه يحجز بين الهمزتين، ومقداره ألف على الصواب عند من أدخلها، ويسمى أيضا المد الفاصل، وسماه بعضهم مد العدل.
(النوع السابع)
مد الفرق
وهو هنا: عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من همزة الوصل في: آلذكرين، وآلله، وآلسحر وآلآن، في قراءة من مد، سمي بذلك للفرق بين الاستفهام والخبر ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي.
(النوع الثامن)
المد الخفي
وهو: عبارة عن مد الألف التي يؤتى بها بدلا من الهمزة التي بعد الراء في: أرأيت
أو الهاء في: هأنتم على رواية ورش
سمي بذلك لإخفاء الهمزة بإبدالها ألفا، ومقداره ثلاث ألفات، لأنه من أنواع المد اللازم الكلمي أيضا.
(النوع التاسع)
المد العارض للإدغام
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للإدغام وذلك في قراءة أبي عمرو نحو: الرحيم ملك، قال لهم، يقول ربنا.
وحكمه عنده: جواز المد، والتوسط، والقصر.
(النوع العاشر)
المد العارض للوقف
وهو: مد حرف المد أو اللين إذا وليهما ساكن للوقف، نحو: العالمين، الرحيم، نستعين، بيت، خوف
وحكمه: جواز المد، والتوسط، والقصر، عند كل القراء.
(النوع الحادي عشر)
مد التمكين
وهو مدة لطيفة يؤتى بها وجوبا للفصل بين الواوين في نحو آمنوا وعملوا،
أو الياءين في نحو: في يومين،
حذرا من الإدغام أو الإسقاط،
ومقدارها ألف اتفاقا.
(النوع الثاني عشر)
مد البدل
وهو ما اجتمع فيه الهمز وحرف المد في كلمة وتقدمت الهمزة نحو: آدم، وآزر، وأوتي، وإيمان،
وحكمه: القصر عند غير ورش، وجواز الأوجه الثلاث عنده.
(النوع الثالث عشر)
مد الهجاء اللازم
وهو: الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد ثالثها ساكن.
وحروفه سبعة: النون، والقاف، والصاد، والسين، واللام، والكاف، والميم، وزاد بعضهم العين.
ويسمى أيضا: الثابت، واللازم، لالتزام القراء مده مقدارا واحدا من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور.
وسماه بعضهم اللازم الحرفي لوجود حرف المد مع الساكن في حرف واحد، ولا فرق فيه بين ما سكن ثالثه للإدغام نحو: لام من الم، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي الثقل، أو لغيره نحو ميم منه، وهو المعروف بالمد اللازم الحرفي المخفف.
(النوع الرابع عشر)
مد الهجاء اللا لازم
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الموجود في فواتح السور التي هجاؤها على حرفين وذلك نحو: طا، وها، من طه، وحا من حم، وها ويا من كهيعص، ورا من الر،
وحكمه القصر، لأنه من أنواع الطبيعي، وسمي لا لازما، لاقتصارهم فيه على المد الطبيعي.
(النوع الخامس عشر)
مد اللين
وهو الموجود في الواو والياء الساكنتين بعد فتح،
وحكمه:
في نحو: ميتة ولومة، القصر في الحالين للجميع
وفي نحو: كهيئة، وسوءة، كذلك لغير ورش، أما هو فله: التوسط والإشباع في الحالين كما سيأتي.
وفي نحو: بيت وخوف، القصر وصلا، والثلاثة وقفا للجميع،
وفي نحو: شيء وسوء، كذلك لغير ورش، والتوسط والإشباع فقط لورش في الحالين كما سيأتي.
وفي عين من فاتحة مريم والشورى، الطول والتوسط،وقيل القصر للجميع.
(النوع السادس عشر)
مد الصلة
وهو اللاحق لميم الجمع عند من قرأ بضمها وصلتها وصلا
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا ولي الميم همزة قطع نحو: عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم.
والقصر بقدر الطبيعي إذا لم يلها همزة قطع نحو: عليهمو غير، عليهمو ولا.
(النوع السابع عشر)
المد الطبيعي
وهو مد الألف في نحو: قال والواو في نحو يقول واليا في نحو قيل،
مدا لا ينقص الحرف عن حده ولا يزيده عن مقداره بحسب ما تقتضيه الطبيعة السليمة، وهو حركتان.
(النوع الثامن عشر)
مد العوض
وهو اللاحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم نحو: يؤده إليك، يرضه لكم،
وحكمه: المد بقدر المنفصل إذا وقع بعد الهاء همز، وبقدر الطبيعي إذا لم يأت بعدها همز.
(النوع التاسع عشر)
المد اللازم الكلمي
وهو: ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن أصلي في كلمة
وهو قسمان:
مثقل، إن كان السكون للإدغام نحو: الضالين، الطامة، دابة،
ومخفف، إن كان السكون لغير الإدغام، نحو: آلآن، ءأنذرتهم عند من أبدل الهمز فيهما مدا، ومحياي عند من أسكن الياء،
وسمي لازما للزوم سببه في الحالين أو لالتزام القراء مده مقدارا واحد من غير تفاوت فيه
وهو ثلاث ألفات على الأصح المشهور،
وكلميا لوجود المد مع الساكن في كلمة واحدة.
(النوع العشرون)
مد الأصل
نحو: جاء وطاب
سمي بذلك لأن حرف المد فيه من أصل الكلمة، لأنه في مقابلة عينها، ثم هو من قبيل المتصل إذا ولي مده همزة، ومن قبيل الطبيعي إذا وليه غيره.
(النوع الحادي والعشرون)
المد الممكن
نحو: أولئك
سمي بذلك لأن القارئ لا يتمكن من تحقيق الهمزة وإخراجها من مخرجها إلا به، وهو من أقسام المد المتصل.
(النوع الثاني والعشرون)
المد المتوسط
نحو: رئاء، وبرءاؤا
سمي بذلك لتوسط حرف المد بين همزتين،
وهو من قبيل المتصل أيضا
وما ذكره بعضهم من مده مدا متوسطا للجميع مشكل، إذ لا فرق بينه وبين غيره من إجراء المراتب الواردة في المتصل على التحقيق.
وقد يعبر عن المد من حيث هو بالمط، وهو لغة فيه، ويعبر عنه أيضا بالتمكين، وقيل التمكين هو زيادة المد المسماة بالمد الفرعي، وقد يعبر عنه بالاعتبار، والله أعلم.
9 - الإشباع
الإشباع لغة: التوفية، وبلوغ حد الكمال،
وصناعة: عبارة عن إتمام الحكم المطلوب من تضعيف صيغة حرف المد أو اللين لمن له ذلك
وقد اصطلحوا على أنه بمقدار ألفين زيادة على المقدار الطبيعي بحيث يكون مقدار الحرف فيه ست حركات
أي بأن تمد صوتك بمقدار ثلاث ألفات، ولا يضبط إلا بالمشافهة والأخذ من أفواه المشايخ العارفين، ثم الإدمان عليه.
وقد يراد به الحركات كوامل غير منقوصات.
اهـ
ويتبعه باب تحقيق الهمز ونحوه ..(/)
نظرات في القرآن الكريم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[25 Apr 2004, 04:20 ص]ـ
نظرات في القرآن الكريم
القرآن هو كتاب الدعوة الإسلامية الخالد على مر العصور والقرون، فالحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين، وآتانا به ما لم يؤت أحدأً من العالمين، وأنزله هداية عالمية دائمة،وجعله للشرائع السماوية خاتمة، ثم جعل له من نفسه حجة على الدهر قائمة، والصلاة والسلام على من كان خلقه القرآن، ووصيته القرآن، وميراثه القرآن، القائل: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري وابن ماجه.
والقرآن: هو كلام الله تبارك وتعالى، المنزل على نبينا محمد r ، المتعبد بتلاوته، ومن روائع تأثير القرآن، أن المسلمين من غير العرب يرتلونه بلغته العربية، ويحافظون على تجويده، ويشرحونه لأبناء لغتهم، وهم منتشرون في أغلب الأقطار شرقاً وغرباً، تلك مزية تفرد بها القرآن دون سواه من الكتب السماوية، فالتوراة مثلاً لا يقرؤها بلغتها العبرية إلا أحبار اليهود، أما سائر اليهود فإنهم يقرؤون التوراة بلغة سكان البلاد التي يعيشون فيها وكذلك كل الكتب السماوية، لذلك جعل الله تعالى القرآن نفس الهدى فقال الله تعالى:
] شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس [(البقرة 185)، بينما قال عن الكتب السابقة بأنه ظرف للهدى، فقال الله تعالى:
] إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور [(المائدة 44)، وقال الله تعالى:] وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور [(المائدة 46).
وكانت معجزة كل نبي مما نبغ فيه قومه، حتى لا يقال بأن النبي تحدّى قومه بأمر
لا يعرفونه ولا موهبة لهم فيه، ففي عصر نبي الله موسى عليه السلام كان السحر يتصدّر حياتهم الاجتماعية، فجاءت معجزة العصا من جنس ما نبغ فيه القوم ولكنها ليست سحراً، لذلك عرف السحرة أن هذا لا يمكن أن يكون سحراً، ونبي الله عيسى
عليه السلام جاء والقوم قد برعوا في علم الطب، فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه فكان يبرئ الأكمه والأبرص، بل تسامى إلى شيء آخر لم يصلوا إليه بعد .. فأحيا الموتى، أما نبينا محمد r ، فقد جاء إلى قوم نبغوا في الشعر والبلاغة والفصاحة والبيان، فجاء بمعجزة هي من جنس ما برعوا ونبغوا فيه، فهل انقضت رسالة نبينا محمد r ؟؟ لا، إنها لا تنقضي إلى يوم القيامة، فكما أوتي من الآيات ما آمن بها أهل عصره، كذلك أوتي ما سيؤمن بها أهل هذا العصر ومن بعدهم إلى قيام الساعة، فماذا نعرف عن القرآن المعجزة الكبرى لنبينا محمد r ، إن وجوه الإعجاز في القرآن كثيرة، نأتي على نماذج منها:
أولاً: الإعجاز اللغوي:
إن القرآن الكريم ليس بشعر ولا نثر، بل هو قرآن كريم نسيج وحده، لذلك سلّمت العرب ببلاغته وفصاحته، ففي عصر أبي بكر الصديق t ، وبعد انتهاء حروب الردة، قدم وفد من بني حنيفة، إلى المدينة المنورة، فقال أبو بكر: أسمعونا شيئاً من كتاب مسيلمة الكذاب، فقالوا كان يقول:
[يا ضفدع بنت ضفدعين، لحسن ما تنقين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، امكثي في الأرض حتى يأتيك الخفاش بالخبر اليقين] وكان يقول:
[يا أيها الجائع، اشرب لبناً تشبع، ولا تضرب الذي لا ينفع]، فقال أبو بكر:
إن لله وإنا إليه راجعون، ويحكم أي كلام هذا، لقد استرجع أبو بكر، إذن هناك حالة وفاة، فمن مات؟؟ لقد مات ذوقهم الأدبي، وماتت فصاحتهم وبلاغتهم، لذلك قال: " ويحكم أي كلام هذا ".
وهذه نماذج من الإعجاز اللغوي، قال الله تعالى:] ولا تبخسوا الناس أشياءهم [(الأعراف 85)، ولم يقل: ولا تنقصوا الناس، لأن البخس أشدّ من النقص، ولعالمية الإسلام قال الله تعالى:] ولا تبخسوا الناس [، ولم يقل: ولا تبخسوا المسلمين أو المؤمنين.
وقال الله تعالى:] إذ قال يوسف لأبيه: يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً [
(يوسف 4)، وقال الله تعالى على لسان إبراهيم لولده إسماعيل عليهما السلام:
] إني أرى في المنام أني أذبحك [(الصافات 102)، والفرق بين " رأيت " و " أرى " أنّ " رأيت " تدل على أن الرؤيا كانت مرة واحدة، وكلمة " أرى " تدل على أن الرؤيا كانت متكررة، أكثر من مرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحسبك في هذا المجال، قول الوليد بن المغيرة، الذي كان من أفصح العرب، حينما سمع القرآن قال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه، وما هو من قول البشر.
ثانياً: الإعجاز الغيبي:
جاء القرآن الكريم بأمور غيبية، وجاء المستقبل مطابقاً لها تماماً، فمن أوائل سور القرآن المكية، قول الله تعالى:] تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى ناراً ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد [
(سورة تبّت)، وسمع أبو لهب ـ واسمه عبد العزى، وهذا الاسم حرام، لذلك لم يذكره الله تعالى باسمه ـ السورة، وعاش بعد ذلك عشر سنوات، فلو قال أبو لهب أو امرأته أروى بنت حرب: لا إله إلا الله، ولو كذباً أو رياءً أو نفاقاً، لأبطل الوحي كله، هذا إعجاز غيبي خطير.
وقال الله تعالى:] ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين [(الروم 1ـ 2 ـ3 ـ4)، ومعنى كلمة " أدنى " لها معنيان في القواميس،
" أقرب و أخفض "، وقد تحقق المعنيان في الآية الكريمة، فأرض فلسطين هي أقرب الأراضي إلى جزيرة العرب، وفيها أخفض نقطة عن سطح البحر في الأرض كلها، إنها أغوار البحر الميّت، 392م، ولقد انتصر الروم على الفرس في بضع سنين، بعد سبع سنوات من نزول الآية، والبضع: (من 3 إلى 9).
وقال الله تعالى:] سيهزم الجمع ويولون الدبر [(القمر 45)، هذه الآية تبشر المسلمين، قُبيل معركة بدر الكبرى، والمسلمون قلة من حيث العَدد والعُدد، تبشرهم بالنصر الأكيد قبل المعركة.
وقال الله تعالى:] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين [(الحجر 9)، فالقرآن محفوظ من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان إلى يوم القيامة.
ثالثاً: الإعجاز العددي:
لقد نزل القرآن منجّماً، آيات بعد آيات، على مدى ثلاث وعشرين سنة، ومع ذلك نجد في القرآن الكريم، إعجازاً باهراً في الأعداد والأرقام.
فمثلاً كلمة (شهر) ذكرت 12 مرة على عدد أشهر السنة.
كلمة (يوم) مفردة، ذكرت في القرآن الكريم 365 مرة بعدد أيام السنة الشمسية.
وكلمة (يوم) ذاتها مثنى ومجموع، ذكرت 30 مرة، بعدد أيام الشهر الكامل.
ولفظ (ساعة) مسبوقة بحرف، ذكرت 24 مرة بعدد ساعات اليوم الكامل.
وكلمة (الحر) ذكرت أربع مرات، وكلمة (البرد) ذكرت أربع مرات أيضاً، على عدد فصول السنة، من الصيف والشتاء والخريف والربيع.
وكلمة (الرجل) مفردة، ذكرت 24 مرة، كذلك كلمة (المرأة) ذكرت 24 مرة.
وكلمة (النحل) ذكرت مرة واحدة كذلك كلمة (العسل) ذكرت مرة واحدة.
وكلمة (الجهر) ذكرت 16 مرة، كذلك كلمة (العلانية) ذكرت 16 مرة.
وكلمة (الرأفة) ذكرت 13 مرة، وبالعدد نفسه ذكرت كلمة (الغلظة) 13 مرة.
وكلمة (الذهب) ذكرت 8 مرات، كذلك كلمة (الترف) ذكرت 8 مرات وبينهما ارتباط وثيق.
وكلمة (الملائكة) ذكرت 88 مرة، كذلك كلمة (الشياطين) ذكرت 88 مرة.
ولفظ (الصلوات) وردت خمس مرات فقط بعدد الصلوات اليومية الخمس المكتوبة.
وأولوا العزم من الرسل خمسة (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين)، ولفظ (العزم) وردت خمس مرات بعدد أولي العزم من الرسل.
وإذا جئنا إلى أعضاء جسم الإنسان لرأينا العجب العجاب.
للإنسان جبهة واحدة، ووردت كلمة (جباههم) مرة واحدة. وللإنسان فم واحد ووردت كلمة (فاه) مرة واحدة، وللإنسان دماغ واحد، ووردت كلمة (فيدمغه) مرة واحدة، وللإنسان لحية واحدة، ووردت كلمة (لحيتي) مرة واحدة، وللإنسان رقبة واحدة، ووردت كلمة (رقبة) مرة واحدة، وللإنسان حلقوم واحد، ووردت كلمة (الحلقوم) مرة واحدة، وللإنسان بدن واحد وذكرت كلمة (ببدنك) مرة واحدة، وللإنسان عينان اثنان، ووردت كلمة (عينين) مثناة مرتين فقط، وللإنسان شفتان، ووردت كلمة (شفتين) مرة مثناة، وللإنسان كفان اثنان، ووردت كلمة
(كفاه) مثناة مرتين،وكلمة (قبضة) وردت مرتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ترى أية قوة أو طاقة بشرية أياً كانت سواء من الأجهزة الحاسبة أو العقول الإلكترونية يمكنها أن تحدد هذه الأعداد المتساوية في ألفاظ الموضوعات المتشابهة أو المتماثلة أو المترابطة، ثم توزيعها هذا التوزيع الدقيق منفردة ومتباعدة في مختلف آيات القرآن الكريم، إن المسألة ليست عن طريق المصادفة، بل حروف محسوبة وموزونة بميزان دقيق، أدق من ميزان الذهب والفضة.
رابعاً: الإعجاز العلمي:
قال الله تعالى:] والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم [(يس 38)،
آية وحقيقة علمية، لأن الشمس تجري نحو نجم عملاق اسمه " ممسك الأعنّة " بسرعة ثلاثين كيلومتراً في الثانية الواحدة.
وقال الله تعالى:] حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً [(يونس 24)
إن الله تعالى سبق في علمه الأزلي، متى ستقوم الساعة، وفي الليل أو في النهار، فلماذا لم يقل ربنا جل جلاله: أتاها أمرنا ليلاً فقط، أو نهاراً فقط، وإنما قال (ليلاً أو نهاراً)، لأن الأرض كروية ليس فيها ليل فقط ولا نهار فقط، فإذا كان عندنا ليل فهناك في أمريكا نهار، والعكس بالعكس صحيح، يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل، والمعنى: أتاها أمرنا ليلاً عند قوم ونهاراً عند قوم آخرين.
وقال الله تعالى:] كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب [(النساء 55)، لم يقل ربنا جلّ جلاله: بدلناهم عظاماً غيرها أو لحوماً غيرها، لأن الجلد مركز الإحساس في جسم الإنسان، فمن كشط جلده لا يحس بالألم والعذاب والحرارة، لذلك قال الله تعالى: ليذوقوا العذاب.
وقال الله تعالى:] فلا أقسم بما تبصرون. وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم [(الأحقاف 38).
إن لحواسنا حدوداً لا نتجاوزها، فالبصر لا يرى الشيء إذا اقترب أو ابتعد أكثر من اللازم، وهو ما يعرف بنقطة (المدى والكثب)، وهناك إشعاعات لا تراها العين، مثل: الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وأشعة (ألفا) و (غاما) و ( X ) السينية وغيرها.
قال الله تعالى:] أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي
بنانه [(القيامة 3 ـ 4)، إن لذكر البنان لسراً أشد تعقيداً من العظام، لذلك
خصه الله تعالى، وقد ثبت علمياً أنه لا يمكن للبصمة أن تتطابق وتتماثل في شخصيْن في العالم حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بييْضة واحدة.
قال الله تعالى:] والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون [
(النحل 8)، فجملة " ويخلق ما لا تعلمون " معطوفة على الدواب التي جعلها الله تعالى أداة للركوب، أي أن الله تعالى سيجعل وسائل للركوب غير التي كانت في عصر نزول القرآن، وها هو الإنسان قد توصّل إلى صنع السيارات والقطارات والطائرات، وهكذا خاطب القرآن الإنسان البدائي، وخاطب إنسان هذا العصر، كما أنه يخاطب الأجيال القادمة.
إن معاني هذا القرآن مصوغة بحيث يصلح أن يخاطب بها الناس كلهم على اختلاف مداركهم وثقافتهم، وعلى تباعد أزمنتهم وبلدانهم، ومع تطوّر علومهم واكتشافاتهم، فالعامّي من الناس يفهم منه السطح القريب، والمثقف منهم يفهم مدىً معيناً من عمقه أيضاً، والباحث المتخصص يفهم منه جذور المعنى.
وهكذا تجد القرآن يخاطب الناس جميعاً على مختلف أصنافهم وأجيالهم.
والآن انتهينا من هذه السياحة العجلى في رحاب القرآن الكريم، ووقفنا على بعض إعجازا ته، التي لا تنتهي عجائبه، فمن علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ: محمد محمود كالو
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
www.muhmmdkalo.jeeran.com/images/
muhmmdkalo@al-islam.come-mail 1 :
muhmmdkalo@jeeran.come-mail 2 :(/)
من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): "الكَمْأة من المَن، وماؤها شفاء للعَين"
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[25 Apr 2004, 05:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فقد ثَبَت في الصحيحَين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "الكمأة مِن المَن، وماؤها شفاء للعَين"، وفي رواية لمسلم: "الكمأة من المن الذي أنزله الله -عز وجل- على بني إسرائيل ... "، وفي رواية له أيضًا: "الكمأة من المن الذي أنزله الله على موسى ... ".
و"الكمأة": تُضبط بفتح الكاف وتسكين الميم وفتح الهمزة هكذا "كَمْأة"، وهي جَمع "كَمْء" -بفتح ثم سكون ثم همز-، على غير القياس؛ لأن المُتبادِر إلى الذِّهن أن "كمأة" مفرد وجمعها "كَمْء"، ولكن الصحيح هو العكس؛ ولذا قال الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله تعالى- في «النهاية في غريب الحديث والأثر»: "وواحِدها "كَمْء"، على غير قياس؛ وهي من النوادِر؛ فإن القياس العَكْس" اهـ. وتُجمَع "كَمْء" أيضًا على "كُمُء" بضم الكاف والميم.
وُهناك وَجه آخر لقول الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله- أنها على غير القياس؛ وهو ما ذكره الإمام (ابن الأعرابي) -رحمه الله- بأن "ما بينه وبين واحده التاء، فالواحد منه بالتاء، وإذا حذفت كان للجمع"، وهذا هو مَعنى أنه خِلاف قياس العربية. والله أعْلَم.
بل ومِن العُلماء مَن قال بالعَكس؛ فقال أن "الكمأة" واحدة "الكَمء"؛ أي أنها مُفرَد لا جمع، ومنهم الحافظ (ابن حجر) -رحمه الله- في «فتح الباري»، ومِنهم مَن قال بجواز الأمرَين -أي جواز كونها جمعًا أو مفردًا-. والله أعْلَم.
أما معناها: فقد اقتصر الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله تعالى- بقوله عنها: "الكمأة معروفة" ولم يَزِد! وهي -كما جاء في «المُعجَم الوَجيز» الذي طبعه مَجمع اللغة العربية بمصر-: "فُطْر (1) من الفصيلة الكَمْئية، وهي أرضية تنتفِح حاملات أبواغها (2) فتُجْنَى وتؤكل مطبوخة، ويختلف حجمها بحسب الأنواع" اهـ (ص 540)، وجاء فيه أيضًا: "المَكْمأة: المَوضِع تكثُر فيه الكَمْأة".
وهي -كما هو معروف عند علماء النبات- (تنمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم، ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها. تنمو الكمأة في الصحارى وتحت أشجار البلوط، وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشرة الى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج الى الاسود.
يعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الارض التي فوقها، أو بتطاير الحشرات فوق الموقِع، ولكن في فرنسا وايطاليا تُدَرَّب الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الكمأة.
تُعْرَف الكمأة بعدة أسماء: فتُعْرَف في المملكة بـ "الفقع"، وفي بعض البلاد بـ "شجرة الأرض" أو "بيضة الأرض" أو "بيضة البلد" أو "العسقل" أو "بيضة النعامة").
انظر هذا الرابط:
http://www.khayma.com/wahat/Truffle.htm
وأما عن وَجه كون هذا الحَديث من دلائِل النُّبوة؛ فَمِن وَجْهَين:
الأول: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "الكمأة من المن"، وفي رواية: " ... المَن الذي أنزله الله -عز وجل- على بني إسرائيل ... "، وفي رواية: " ... المن الذي أنزله الله على موسى ... ".
والمَن: هو ما يَمتَنُّ الله به على عباده، دون تَدَخُّل منهم؛ بل هو مَحض فَضل، دون إعمال أي سَبَب منهم؛ فلا كُلفة ولا مُؤنَة من العبد لإخراجه. هذا هو الراجح؛ بِخِلاف مَن قصرها على أفراد بعينها؛ كَمن قَصَرَها على المادة الصمغية الحُلوة التي تُفرزها بعض الأشجار كالأثْل. وَوجه العموم -أي أن "المَن" هو كل ما يمتن الله به على عباده- أن الله سبحانه وتعالى أنزل على بني إسرئيل قوم (موسى) -عليه الصلاة والسلام- المَن والسلوى، كما ذُكِر في القرآن، وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن "الكمأة مِن المَن"؛ و"مِن" تَبعيضية؛ أي: الكمأة فَرد من أفراد المَن، مثلها مثل المادة الصمغية الحلوة التي تُفرِزها بعض الأشجار. والله أعْلَم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما دلالة هذا الحديث على نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ فقد أخبرنا أن "الكمأة" مما يمتن الله به على عباده دون تَدَخُّل منهم؛ وهذا ما أثبته العلم الحديث؛ فهي -أي الكمأة- "تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع ولا سقاية؛ فهي ممنون بها من الله، وهي فوق ذلك لا تُزرَع ولا تُستَزرَع. وقد أثبتت البحوث العلمية أن محاولات استزراعها باءت بالفشل؛ لكي تبقى مِنَّة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من دلائل نبوته إلى أن يَرِثَ اللهُ الأرض ومن عليها".
انظر الرابط السابق؛ بتصرف بسيط.
وسبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! والحمد لله على نعمة الإسلام.
الوَجه الثاني من كون الحديث من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): قوله (صلى الله عليه وسلم): "وماؤها شفاء للعَين"، و"العَين"؛ أي: أمراض العَين الحسية. وقد قال الإمام (ابن القيم) -رحمه الله-: "اعترف فضلاء الاطباء أن ماء الكمأة يجلو العين، منهم المسبحي وابن سينا وغيرهما" اهـ، وقال الإمام (النووي) -رحمه الله-: "وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردًا فشفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الدمشقي، صاحب صلاح ورواية في الحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادًا في الحديث وتبركًا به فنفعه الله به" اهـ؛ انظرهما في "الفتح".
وقد أثبتت الأبحاث الطبية الحَديثة أن "ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما؛ وذلك عن طريق التدخل الى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف. وعليه؛ فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة"، وأنه "إذا خُلِطَ الإثمد مع الكمأة واكتُحِلَ به فانه يصلح البصر ويقويه ويقوي أجفان العين ويدفع عن العين نزول الماء"، و"يستعمل عصير الكمأة لجَلاء البصر كُحْلاً". انظر: الرابط السابق.
فسبحان اللهِ العَظيم! هل بَقي مِن مُتَشَكِّك؟! وهل مِن مُدَّكِر؟
فائدة لطيفة جدًّا:
قال الإمام (الخطابي) -رحمه الله-: "إنما اختُصَّت الكَمأة بهذه الفضيلة؛ لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة. ويُستَنبَط منه أن استعمال الحلال المَحْض يجلو البصر، والعكس بالعكس". انظره في "الفتح".
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
------------------حاشية سفلية-----------------
(1) فُطر: هكذا ضبطه علماء مَجمَع اللغة العربية بالضَّم، على غير ما هو مُنتشر أنه بالكَسر فيقولون فِطر وفِطريات -بالكَسر-، والصواب فُطر وفُطريات -بالضم-. وهو -في أصل اللغة-: "حبات العنب أول ما تبدو". ثم استخدمه عُلماء الأحياء والبيولوجيا وأطلقوه على "طائفة من اللازهريات، منها ما يؤكل ومنها ما هو سامٌّ، وما هو طُفيلي على النبات". وانظر «المُعجَم الوجيز»: ص (476)، بتصرف.
(2) أبواغ: أجِنَّة.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[14 May 2004, 03:29 ص]ـ
موضوع جميل بارك الله فيك ولكن السؤال الذي قد حيرني منذ زمن كيف يتداوى بمائها هل تغسل ثم تعصر في العين أم هل تطحن ثم يعصر ماؤها وفي حال الحصول عليها بعد زمن حين تيبس هل تخمر في الماء ثم يعصر في العين أم كيف يعمل وما سألتك هذه الأسئلة إلا لحاجتي الماسة لمعرفة ذلك فأرجوك أن تخبرني إن كان لديك علم بذلك مع أن الأطباء كما سألت الكثير منهم لا يعرفون كيف يستعمل ماؤها وهم يثبتون الحديث وكذلك لم يوضح ابن القيم رحمه الله كيف يتداوى بها أرجوا إفادتي ولك مني خالص الشكر وسلمك الله من كل سوء(/)
اليوم الأربعاء ندوة (نحو منهج ميسر لتفسير القرآن) تنظمها الجمعية العلمية للقرآن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Apr 2004, 01:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ستعقد إن شاء الله تعالى ندوة مهمة بعنوان: نحو منهج ميسر لتفسير القرآن، وتفصيلها هنا: http://www.alquran.org.sa/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=48
وبهذه المناسبة أرجو من الإخوة الأعضاء الكرام أن لا يبخلوا باقتراحاتهم وأفكارهم فيما له صلة بموضوع الندوة.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 May 2004, 09:42 ص]ـ
للتذكير بموعد الندوة الليلة 23 - 3 - 1425هجرية وسيتم نقلها مباشرة عن طريق موقع الجمعية وموقع البث الإسلامي بإذن الله.(/)
ما المقصود بلفظ (القلب) فى نصوص الكتاب و السنة؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[26 Apr 2004, 02:20 ص]ـ
أفيدونى جزاكم الله خيرا ..
ما المقصود بلفظة القلب عند اطلاقها فى النصوص الشرعية, مثل قوله تعالى: (فتكون لهم قلوب يعقلون بها ..... )
و قوله صلى الله عليه و سلم (ألا و ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هى القلب) ...
هل هو القلب العضوى الذى نعرفه الان أم المقصود شىء اخر ..
أم تأخذ المعنى حسب السياق؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. ا
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[26 Apr 2004, 01:05 م]ـ
وأنا أسأل معك السؤال نفسه
لعل أحدا من أهل الذكر يبين هذه المسألة
وهل هناك احتمال أن أن يكون القلب الوارد في القرآن أمرا غيبيا كالروح؟
فنقول: إن للجسد قلبا يصلح أو يفسد به
وللروح قلبا تعقل به
وجزاكم الله خيرا
ـ[المنهوم]ــــــــ[26 Apr 2004, 01:40 م]ـ
هناك بارك الله فيكما كتاب مؤلف خاص بمعاني القلب في القران والسنة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2004, 05:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سجلت رسالة علمية في الجامعة الإسلامية عن القلب في القرآن تجدها هنا: http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/Master/36.Htm
ولعلك تقرأ ما ذكره الباحث في الخاتمة ففيه جواب لسؤالك.
ويمكنك الرجوع إلى هذا الارتباط: أعمال القلوب للشيخ خالد السبت ( http://links.islammemo.cc/dros/one_news13.asp?IDnews=187) فقد ذكر في بيان المراد بالقلب كلاماً فيه إجابة لسؤالك وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2004, 07:27 م]ـ
هناك كتاب جيد في هذا الباب هو كتاب:
مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة.
للدكتور الشيخ محمد علي الجوزو
من مطبوعات دار العلم للملايين - الطبعة الثانية - عام 1980 م
ولعل أخي المنهوم يعنيه.(/)
تعلم أصول الإمالة عند القراء العشرة من العلامة الضباع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[26 Apr 2004, 06:17 ص]ـ
من الإضاءة في بيان أصول القراءة للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
الروابط السابقة للعلامة الضباع
المقدمة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1749
المدود
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1760
الهمزات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1771
والعنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت)
=================
16 – 18 الفتح والإمالة والتقليل
[16 - الفتح]
الفتح عبارة عن فتح القارئ فاه بلفظ الحرف أي الألف، إذ لا تقبل الحركة
وقال بعضهم هو عبارة عن نطق الألف مركبة على فتحة غير ممالة وهو تعبير لا بأس به.
وهو لغة الحجازيين وينقسم إلى شديد ومتوسط.
فالشديد هو نهاية فتح الفم بالحرف، ويحرم في القرآن، وليس من لغة العرب، وإنما يوجد في لغة العجم كما نص عليه الداني في الموضح حيث قال:
"والفتح المتوسط هو ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة وهو الذي يستعمله أصحاب الفتح من القراء اهـ
[17 - الإمالة]
والإمالة لغة التعويج من أملت الرمح ونحوه إذا عوجته أو الإحناء من أمال فلان ظهره إذا حناه.
واصطلاحا: تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء من غير قلب خالص، ولا إشباع مبالغ فيه، وتسمى بالإمالة الكبرى، وبالإضجاع وعبر بعضهم فقال:
هي عبارة عن النطق بالألف مركبة على فتحة تصرف إلى الكسر.
[18 - التقليل]
والتقليل هو: عبارة عن النطق بالألف بحالة بين الفتح المتوسط والإمالة المحضة، ويسمى أيضا بالتلطيف،
[تعبيرات أخرى]
وعبر جماعة عن الفتح بالفَغْر بفاء مفتوحة فغين معجمة ساكنة، وعن الإمالة بالبطح،
وعبر آخرون عن الفتح بالتفخيم وعن الإمالة بالترقيق،
وهي عبارات قديمة تقع في كتب الأوائل،
والإمالة بنوعيها لغة أهل نجد من بني أسد وتميم وقيس.
[ملحوظة]
وهل الأصل تغيير الألف وتغيير سابقه تابع له أو العكس.
ذهب إلى الأول جماعة، وجنح الجمهور إلى الثاني، وهو الصواب بدليل أن الأثر يظهر في السابق أولا وبعده يرى في الألف، ويقويه وجدان فتحة ممالة، مع عدم الألف نحو رءا الشمس،
وفي ما قبل هاء التأنيث في الوقف نحو خليفة.
وهل الفتح أصل الإمالة لافتقارها لسبب ووجود الفتح عند انتفائه، وجوازه مع الإمالة عند وجوب السبب ولا عكس.
أو كل أصل، لأن الإمالة كما لا تكون إلا لسبب كذلك الفتح، ووجود السبب لا يقتضي الفرعية،
وقال بعضهم الفتح هو الأصل لعدم توقفه على أمر زائد، والإمالة فرع لتوقفها على سبب، وكل ما يمال يجوز فتحه دون العكس.
وينحصر الكلام على الإمالة في بيان:
(أسبابها ووجوهها وفائدتها ومن يميل وما يمال)
أما أسبابها فثمانية:
1 - كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كالناس والنار والربا وكلاهما ومشكاة
2 - أو عارضة في بعض الأحوال نحو طاب، وجاء و شاء وزاد، لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع
3 - أو ياء موجودة في اللفظ نحو: لا ضير، فإن الترقيق قد يسمى إمالة كما سيأتي
4 - أو انقلاب عنها نحو: رمي
5 - أو تشبيه بالإنقلاب عنها كألف التأنيث
6 - أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو: موسى وعيسى
7 - أو ما جاوره إمالة وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو: تراءى أعني ألفها الأولى، وكذا إمالة نون نأى، وراء رأى.
8 - أو تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو كضحى
وكلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء
وقيل في إمالة الضحى والقوى وضحاها ودحاها، إنها لسبب إمالة رؤوس الآي قبل وبعد.
وقد يمال للفرق بين الاسم والفعل والحرف، كما قال سيبويه نحو: حا وطا ويا من فواتح السور لأنها أسماء ما يلفظ بها.
وأما وجوهها
فترجع إلى مناسبة أو إشعار، فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ وفيما أميل لإمالة غيره، كأنهم أرادوا إلا أن يكون عمل اللسان ومجاورة النطق بالحرف الممال وبسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد.
والإشعار ثلاثة أقسام
? إشعار بالأصل، وذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة
? وإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما طاب وغزا.
? وإشعار بالشبه المشعر بالأصل، وذلك إمالة ألف التأنيث والملحق بها.
وأما فائدتها
فسهولة اللفظ، وذلك أن اللسان يرتفع بالفتح وينحدر بالإمالة والانحدار أخف عليه من الارتفاع، ومن فتح فكأنه راعى الأصل، أو كون الفتح أمتن.
وأما من يميل من القراء أقسام
? منهم من لم يمل شيئا، وهم ابن كثير وأبو جعفر
? ومنهم من أمال، وهم قسمان:
? مقل وهم قالون وابن عامر وعاصم ويعقوب
? ومكثر، وهم ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف
وأصل ورش الصغرى وأصل حمزة والكسائي وخلف ويعقوب وابن عامر وعاصم الكبرى
وقالون وأبو عمرو مترددان بين الأصلين
وأما ما يمال
فتقع الإمالة في الألف والهاء والراء، يعنون ترقيقها كما سيأتي، وسيأتي تفصيل ما يميله كل القراء الثمانية المميلين في الخاتمة إن شاء الله تعالى.
===========
اهـ
ويتبعه الترقيق والتفخيم(/)
أريد بحثا عن (الصور البيانية والصوتية في سورة الطور)
ـ[ zaid0405] ــــــــ[26 Apr 2004, 05:29 م]ـ
اريد بحثا عن الصور الجمالية والصوتية في سورة الطور والله يجزيكم خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2004, 02:19 م]ـ
أخي الكريم زايد وفقه الله
أما الصور البيانية فيمكنك الاستعانة بما كتبه الدكتور فاضل السامرائي في كتبه (التعبير القرآني) و (لمسات بيانية في الايات القرآنية) و (بلاغة الكلمة في القرآن الكريم). وما كتبه الدكتور محمد أبو موسى في كتابه (البلاغة القرآنية عند الزمخشري) وغيرها من كتب البلاغة التي درست البلاغة القرآنية. فسوف تفتح لك آفاقاً لدراسة الصور البيانية.
وأما الصور الصوتية فلم يتضح لي المقصود بها في سؤالك، إلا إذا كنت تعني جرس الألفاظ في سورة الطور وعرقة ذلك بالمعاني التي تدل عليها هذه الألفاظ فهذا بحث قد اشار إلى طرف منه العلماء المتقدمون مثل ابن جني في كتابه (الخصائص) وكتب عنه في العصر الحديث عدد من الدارسين.
أسأل الله لك التوفيق والعون.(/)
لمن يريد الأجر بارك الله فيكم
ـ[ابو عمار]ــــــــ[26 Apr 2004, 06:09 م]ـ
أريد من الأخوة الكرام فائدة بسيطة جداً حول المناسبة بين الآيتين من سورة التغابن بين قول الله تعالى فيي الآية الأولى (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ولآية التي تليها مباشرة (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير)
وما هو مصدر هذه المناسبة أي من أي تفسير أو كتاب
أسأل الله تعالى أن يرزق كل من يساعدني على إيجاد هذه المناسبة العلم النافع
تحياتي
أبو عمار
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Apr 2004, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو عمار، حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فمن المحتملات في المناسبة بين الآيتين ما يأتي:
1 ـ أنه لما ذكر من يسبحه، وهم جميع المخلوقات تخلص للمقصود منه، وهو التعريض بالكفار الذين خالفوا الكائنات في تسبيح الله سبحانه.ينظر: التحرير والتنوير.
والذي يدل على ذلك أن السورة في الحديث عن الذين لم يؤمنوا بالبعث، وهم الكفار، وذلك سر تقديمهم على المؤمنين في قوله: (فمنكم كافر ومنكم مؤمن)، وعلى هذا الوجه يكون ذكر المؤمنين تتميم لذكر صنفي الناس، وإن كانوا من المسبحين لله، الموافقين لمخلوقاته المطيعة مما في السموات والأرض.
2 ـ أن يكون قوله (هو الذي خلقكم) مرتبطًا بقوله: (وهو على كل شيء قدير)، ويكون ذكر هذين الصنفين من باب بيان بعض القدرة العامة المذكورة في قوله: (وهو على كل شيء قدير)، وتقديم الكافر على المؤمن كما هو في الجواب السابق.ينظر: روح المعاني.
والله أعلم بكتابه.
ـ[ابو عمار]ــــــــ[27 Apr 2004, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وأكثر من أمثالك
تحياتي
أبو عمار(/)
بين ابن جرير وابن كثير 6
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[26 Apr 2004, 11:30 م]ـ
في قوله تعالى:"قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " اختلف المفسرون في معنى التمني الوارد في الآية، فقال قوم بأن المراد التمني المعروف ومال إليه ابن جرير، وقال آخرون بل المراد المباهلة وهو الذي رجحه ابن كثير حيث قال: [فأما من فسر الآية على معنى ... إن كنتم صادقين في دعواكم فتمنوا الآن الموت. ولم يتعرض هؤلاء للمباهلة كما قرره طائفة من المتكلمين وغيرهم، ومال إليه ابن جرير بعد ما قارب القول الأول؛ فإنه قال: القول في تأويل قوله تعالى قل إن كانت لكم الدار .. وهذه الآية مما احتج الله به لنبيه صلى الله عليه وسلم على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجره، وفضح بها أحبارهم وعلماءهم؛ وذلك أن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم إلى قضية عادلة بينه وبينهم، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف، كما أمره أن يدعو الفريق الآخر من النصارى إذ خالفوه في عيسى بن مريم عليه السلام وجادلوه فيه إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة.فقال لفريق من اليهود: إن كنتم محقين فتمنوا الموت، فإن ذلك غير ضار بكم، إن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنزلة من الله، بل إن أعطيتم أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم، فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا ونصبها وكدر عيشها،والفوز بجوار الله في جناته , إن كان الأمر كما تزعمون: من أن الدار الآخرة خالصة دوننا، وإن لم تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا وانكشف أمرنا وأمركم لهم. فامتنعت اليهود من الإجابة إلى ذلك، لعلمها أنها تمنت إن تمنت الموت هلكت ن فذهبت دنياها , وصارت إلى خزي في آخرتها، كما امتنع فريق النصارى.
[قال ابن كثير بعد هذا] وهذا الكلام منه أوله حسن،وأما آخره فيه نظر؛وذلك أنه لاتظهر الحجة عليهم على هذا التأويل، إذ يقال: لايلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أن يتمنوا الموت؛ فإنه لاملازمة بين وجود الصلاح وتمنى الموت، وكم من صالح لايتمنى الموت، بل يود أن يعمر ليزداد خرا وترتفع درجته في الجنة، كما جاء في الحديث:"خيركم من طال عمره وحسن عمله" وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت، وفي بعض ألفاظه:"لايتمنيت أحدكم الموت لضر نزل به، إما محسنا فلعله أن يزداد، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب"، ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا:فها أنتم تعتقدون- أيها المسلمون - أنكم أصحاب الجنة ن وأنتم لاتتمنون في حال الصحة الموت؛فكيف تلزمونا بما لايلزمكم ... وسميت هذه المباهلة تمنيا لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل المناظر له، ولاسيما إذا كان في ذلك حجة له في بيان حقه وظهوره، وكانت المباهلة بالموت لأن الحياة عندهم عظيمة عزيزة، لما يعلمون من سوء مآلهم بعد الموت] انظر (1/ 324) وهذا الكلام من الحافظ ابن كثير رحمه الله عالي القدر لطالب العلم.
وكم جلست أفكر طويلاً بين القولين؟ أيهما أصح ظاهر اللغة عند ابن جرير أم حجج الحافظ؟
فأرجو من الإخوة أن لايبخلوا بالمشاركة؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Apr 2004, 01:24 ص]ـ
لقد يسر الله لي بحث هذا الموضع ضمن رسالة الدكتوراه: ترجيحات ابن القيم في التفسير - دراسة وموازنة - يسر الله إتمامها، وتجد هذا البحث مرفقاً مع هذا الرد:
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[01 May 2004, 07:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم حقيقة، وليتك لو أشرت إلى الخلاصة في ردك ليتنفع بها الإخوة، وعذرا عن التأخر في الرد.(/)
أخطاء كتاب أيسر التفاسير
ـ[قطز]ــــــــ[27 Apr 2004, 02:52 ص]ـ
قرأت في هذا المنتدي منذ فترة أن هناك شيخ لا أتذكر اسمه قد وجد بعض الأخطاء في كتاب أيسر التفاسير و بعث رسالة بهذا المعني للشيخ أبو بكر الجزائري و قد شكره الشيخ حفظه الله و لكن السؤال الان هل أصلح الشيخ أبو بكر هذه الأخطاء كلها أي هل الكتاب الآن بلا أخطاء؟ فلقد لاحظت وجود خطأ في النسخة الموجودة عندي في ذكر حديث في البخاري فقد ذكر الشيخ أن البخاري روي عن النبي (صلي الله عليه و سلم) أنه قال (انا لنكشر في أقوام و قلوبنا تلعنهم) بينما الحديث مروي في البخاري عن أبي الدرداء و ذلك في تفسير الآية 28 في سورة آل عمران
فهل هو خطأ مطبعي في النسخة عندي أم الطبعة التي عندي و هي الطبعة الثالثة بها أخطاء تم تلافيها في الطبعات التي بعدها؟ أفيدونا و جزاكم الله خيرا
ـ[قطز]ــــــــ[29 Apr 2004, 12:03 ص]ـ
هل من مجيب؟!(/)
درس الضباع اليوم: عن الترقيق والتفخيم والتغليظ ومصطلحات أخرى ضرورية لتعلم القراءات
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Apr 2004, 08:10 ص]ـ
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رابط الدرس السابق:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1778
وفيه بقية الروابط
وأترككم مع درس اليوم في
================
19 - 21 الترقيق والتفخيم والتغليظ
الترقيق من الرقة بمعنى النحافة
فهو عبارة عن نحول يدخل على جسم الحرف فلا يملأ صداه الفم، فهو ضد التفخيم والتغليظ وقد يطلق على الإمالة بنوعيها كما مر.
والتفخيم من الفخامة، وهي العظمة والكبر
فهو عبارة عن سمن يدخل الحرف فيمتلئ الفم بصداه
وقد اصطلحوا على استعمال التفخيم في الراء، والتغليظ في اللام
وهل الأصل في الراء التفخيم، فلا ترقق إلا لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق فتفخم لسبب وترقق لآخر؟
ذهب الجمهور إلى الأول، واحتج له بأن كل راء غير مكسورة فتفخيمها جائز وليس كل راء فيها الترقيق وبكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى فأشبهت حروف الإطباق، وبأنها حرف فيه تكرير، فإن كانت مفتوحة كان فتحها بمثابة فتحتين،
وذهب جماعة إلى الثاني، قال في النشر: والقولان محتملان اهـ
وأما اللام
فالأصل فيها الترقيق ولا تغلظ إلا لسبب هو مجاورتها حرف الاستعلاء وليس تغليظها حينئذ بلازم بل ترقيقها إذا لم تجاور حرف الاستعلاء لازم، وتغليظ اللام تسمينها لا تسمين حركتها وبه صرح الداني.
وقد عبر قوم عن ترقيق الراء بالإمالة بين بين كالداني، وبعض المغاربة، كما عبر قوم بالترقيق عن الإمالة وبالتفخيم عن الفتح ومنه قول الشاطبي:
وقد فخموا التنوين وقفا ورققوا ... وتفخيمهم في النصب أجمع أشملا
وهو تجوز لاختلاف حقيقتيهما، وأيضا يمكن النطق بالراء مرققة غير ممالة، ومفخمة ممالة.
وقال الداني في التجريد: (الترقيق في الحرف دون الحركة، والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها، وهي تخفيف كالإدغام سواء) اهـ
وهو حسن جدا.
22 - 23 الاختلاس والإخفاء
قيل هما مترادفان، وقيل الاختلاس عبارة عن الإسراع بالحركة إسراعا يحكم السامع أن الحركة قد ذهبت، وهي كاملة في الوزن.
وقيل هو عبارة عن النطق بثلثي الحركة،
والصحيح أنهما مترادفان وأنهما عبارة عن النطق بثلثي الحركة، ولذا عبروا بكل منهما عن الآخر، وربما عبروا بالإخفاء عن الروم توسعا كما فعلوا في تأمنا بيوسف، وقد يعبر به عن النطق بالحرف بحالة بين الإظهار والإدغام كما مر.
24 - التتميم
التتميم لغة: التكميل
واصطلاحا عبارة عن صلات ميمات الجمع خصيصة بها.
25 التشديد
التشديد لغة: التضعيف
واصطلاحا: عبارة عن النطق بالحرف مضعفا
وقال ابن الجزري: هو عبارة عن النطق بحرف لز بموضعه
26 التثقيل
التثقيل لغة: ضد التخفيف
وعرفا عبارة عن رد الصلات إلى الهاءات
27 –الإرسال
الإرسال لغة: الإطلاق
وعرفا: عبارة عن تحريك ياء الإضافة بحركة الألف وهي الفتح المعروف وهو عبارة قديمة
================
اهـ
واستعدوا لباب مهم جدا، جمع فيه الضباع ما تفرق في غيره
باب الوقف والابتداء،
أراكم غدا إن شاء الله(/)
تخريج أسانيد التفسير الشهيرة والحكم عليها
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Apr 2004, 09:26 م]ـ
**مناهج التفسير عند الصحابة**
ابن مسعود كان ينحى كثيراً إلى التفسير بأسباب النزول وبالقراءات. أما ابن عباس فكان ينحى إلى التفسير بالسنة وباللغة العربية وبالاجتهاد. وكلا المنهجين قويٌّ معتمد.
**هل تفسير السلف حجة؟ **
بإمكاننا تقسيم تفسير الصحابي إلى الأقسام التالية:
1 - التفسير الذي فيه غيبيات في العقيدة:
فهذا كله حجة قاطعة، لأنه لا يحل لأحد أن يحدث بغير حديث صحيح مرفوع.
2 - التفسير الذي فيه أخبار الأمم السابقة وأخبار الفتن والملاحم وأشراط الساعة:
وهذا غالبه يكون حكمه حكم المرفوع. لكن قد يكون الصحابي قد أخذه من أهل الكتاب، فلا حجة فيه. ولا أعلم أنه ثبت عن صحابي قط أنه روى عن الإسرائيليات في التفسير ولم يُبيّن ذلك إلا عبد الله بن عباس، فقد أكثر من هذا الأمر. ولا أعرف لأحد من كبار الصحابة كعبد الله بن مسعود رواية عن أهل الكتاب.
3 - التفسير الفقهي واللغوي:
هناك خلاف مشهور حول حجية تفسير الصحابي سواء الفقهي أم اللغوي. ومن الأدلة على أن أقوالهم غير مُلزِمة هو اختلافهم في التفسير والفقه. وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد (4\ 263) قصة خلافٍ بين ابن عباس وابن مخرمة ثم قال: «وفي هذا الحديث من الفقه: أن الصحابة إذا اختلفوا، لم تكن الحجة في قول واحدٍ منهم إلا بدليلٍ يجِبُ التسليم له من الكتاب أو السنة. ألا ترى أن ابن عباس والمسوّر بن مخرمة –وهما من فقهاء الصحابة وإن كانا من أصغرِهِم سِنّاً– اختلفا، فلم يكن لِواحدٍ منهما حُجة على صاحبه، حتى أدلى ابن عباس بالسنة ففلج».
كما أن التابعين كانوا يفتون بحضرة الصحابة. ولم يثبت عن صحابي أنها نهى تابعي عن الإفتاء بحضرتهم، بل كان بعض الصحابة يحيل على التابعين، مثل ابن عباس وتلميذه عطاء. فترى التابعي يخالف الصحابي أحياناً في التفسير والفقه، فلا يستدرك الصحابي عليه ويقول أنا على الصواب لأني أنا صحابي وأنت تابعي.
واتفق العلماء أن قول الصحابي أولى من غيره، وإن اختلفوا في حجيته. واتفقوا على أن ما أجمع عليه الصحابة من تفسير فهو ملزم لمن بعدهم. ولكن إثبات إجماع الصحابة عسيرٌ وصعب. ومن الأمثلة على الإجماع الثابت: أن عمر بن الخطاب ? كان ينهى الإماء عن تغطية رؤوسهن ويضربهن على ذلك لأنهن يتشبهن بالحرائر. وفرض مثل هذا على الناس لا يكون في مسألة اجتهادية. بل لو كان كذلك لعارضه أحد الصحابة ممن يأبون ذلك على إمائهم، ولكان وصلنا هذا. فَلما لم يصِلنا قولٌ مخالفٌ له، ثبت الإجماع على أن آية الحجاب خاصة بالحرائر لا بالإماء.
4 - أسباب نزول الآيات:
قلنا أن هناك خلاف مشهور في حجية قول الصحابي في المسائل الفقهية، أما في أسباب النزول فقول الصحابي حكمه حكم الحديث المسند المرفوع إلى رسول الله ?. و إجماع الصحابة على تفسير آية هو حجةٌ قاطعة. و لذلك احتج ابن العباس بهذا على الخوارج.
قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير، من كتاب المستدرك «ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين (أي البخاري ومسلم): حديثٌ مُسند». وقال في موضع آخر من كتابه: «هو عندنا في حكم المرفوع». وهو لا يقصد التفسير بالرأي بل يقصد أن قول الصحابي في سبب النزول حجة قاطعة لا يجوز العدول عنها. لأنه لا يحدِّث في ذلك إلا إذا صح عنده حديثاً مرفوعاً أو شهد سبب النزول بنفسه. فقول الصحابي في أسباب النزول ليس اجتهاداً منه، وإنما هو شهادة منه غير متعلقة بالرأي.
هذا كله عن تفسير الصحابة. أما تفسير التابعين فما بعدهم فلا ريب أنه ليس بحجة في دين الله. جاء في كتاب الإرشاد لأبي يعلى (1\ 396): قال شعبة: «رأي التابعين من قِبَلِ أنفُسِهم ريحٌ لا يُعتمَدُ عليه، فكيف في كتاب الله؟!».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Apr 2004, 09:28 م]ـ
**كتب السلف في التفسير**
أهم الكتب التي كتبت في تفسير السلف (أي التفسير بالمأثور):
(يُتْبَعُ)
(/)
في البداية كان كل مؤلف يكتب ما وصله إما في مصنف مستقل كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير مجاهد. وإما يكتبه ضمن كتابه، كقسم التفسير عند البخاري في صحيحه، وقسم التفسير عند الحاكم في مستدركه. ولكن هؤلاء لا ينقلون إلا تفسير آيات معينة. حتى جاء الإمام الطبري وجمع أكثر أقوال وتفاسير السلف في مصنف واحد، فأضاف له تفسير كل الآيات، مع ذكر كثير من بيان إعرابها وتفسير الغامض من مفرداتها، واختلاف القراءات بها.
وتبعه الكثير من المؤلفين. وأحسن ما جاء في تفسير السلف كتاب ترجمان القرآن للسيوطي الذي استوعب به كل ما جاء عن السلف من التفسير (وهو مفقود). واختصره بحذف الأسانيد في كتاب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".
وهذه الكتب كلها تحتاج إلى تخريج شامل لأن أكثر ما فيها ضعيف لا يصح. وهذا نص عليه عدد من أئمة السلف. قال الإمام أحمد بن حنبل، كما في لسان الميزان (1\ 12): «ثلاثة كتب ليس لها أصول وهي: المغازي والتفسير والملاحم».
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7\ 435): «أما أحاديث سبب النزول، فغالبها مُرسَلٌ ليس بمُسنَد. ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: "ثلاثُ علومٍ لا إسناد لها" و في لفظ: "ليس لها أصل: التفسير والمغازي والملاحم". ويعني أن أحاديثها مُرسَلة». وقال: «فالمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين، قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره. ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحِم. ولهذا قال الإمام أحمد: "ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازي". ويُروَى "ليس لها أصل" أي إسناد. لأن الغالب عليها المراسيل، مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبي والزهري وموسى بن عقبة وابن إسحاق ومن بعدهم كيحيى بن سعيد الأموي والوليد بن مسلم و الواقدي ونحوهم في المغازي».
قال الزركشي في "البرهان" (2\ 156) بعد ذكره لمقولة أحمد: «قال المحققون من أصحابه: مراده أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاح متصلة. وإلا فقد صحّ من ذلك كثير، كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام، والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي وغيره». قال السيوطي في "الإتقان" (2/ 228): «الذي صَحّ من ذلك قليلٌ جداً. بل أصل المرفوع منه في غاية القِلّة. وسأسردها كلها في آخر الكتاب».
من التفاسير المشهورة:
تفاسير الأشاعرة: القرطبي وأبي السعود.
تفاسير المعتزلة: الزمخشري (الكشاف) والرازي (مفاتيح الغيب).
تفاسير الماتوريدية: النسفي.
تفاسير الفقهاء، وتسمى أحكام القرآن: الجصاص الحنفي (وهو من أشهرها) والإلكيا الشافعي وابن العربي المالكي والقرطبي المالكي (مشهور كذلك) وابن عادل الحنبلي.
قيل: أحسن التفاسير بالرأي تفسير الشوكاني (فتح القدير).
وأحسن التفاسير باللغة تفسير أبي حيان الأندلسي (البحر المحيط)، لكنه يغوص كثيراً في اللغة بخلاف تفسير الزمخشري (الكشاف).
وأحسن التفاسير المعاصرة تفسير الشهيد سيد قطب (في ظلال القرآن).
وأحسن التفاسير بالمأثور، تفسير بقي بن مخلد لكنه ضاع، فبقي تفسير الطبري. أما تفسير السيوطي فما وصلنا إلى مختصره الخالي من الأسانيد!
وشيخ الإسلام ابن تيمية لم يكتب مؤلفاً مستقلاً في التفسير، لكنه اعتنى بتفسير آيات أشكلت على المفسرين من قبله. وقد ندم في آخر عمره أنه لم يجعل النصيب الأوفر من حياته للتفسير.
وبعد هذه المقدمة نبدأ بعون الله في الموضوع الأصلي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Apr 2004, 09:32 م]ـ
أشهر المفسرين
** تفسير أُبَيّ بن كعب **
**تفسير عبد الله بن مسعود**
**تفسير ابن عباس**
**تفسير مجاهد**
**تفسير قتادة**
**تفسير عكرمة**
**تفسير ابن جريج**
**تفسير السدي**
**تفسير عبد الرزاق**
**تفسير زيد بن أسلم**
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Apr 2004, 02:33 ص]ـ
بداية جيدة، وفقك الله
ولدي ملاحظة:
فالمعروف عند القاصي والداني أن الرازي أشعري وليس معتزلي، وما قيل عن تفسيره وإيراد حجج العتزلة بطولها واختصار الرد عليها، نوقشت من قبل هنا.
والله أعلم
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[28 Apr 2004, 08:04 ص]ـ
تعليق آخر
تفسير ابن عادل الحنبلي ليس من تفاسير الأحكام، بل هو تفسير مطول مختصر من تفسير الرازي وغيره.
وما ذكرته عن كتب التفسير، وتحديد أحسنها لا يعدو أن يكون مجرد اجتهادات تفتقر إلى الدقة والتحرير، ويبدو أنها صادرة ممن لم يطلع على هذه الكتب ويقرأ فيها كثيراً.
فمثلاً تفسير الشوكاني لا يخرج في الغالب عن كتابين:
الأول: تفسير القرطبي، فنسبة 80% أو أكثر من قسم الدراية فيه منقول بالنص من تفسير القرطبي.
والثاني: الدرالمنثور للسيوطي، جميع ما في قسم الدراية منقول منه، إلا ما ندر.
والكلام حول الكتب ومناهج مؤلفيها لا يحسنه في الغالب إلا من قرأ تلك الكتب وتصورها تماماً، وتعامل معها بالبحث والتنقيب، وأما ما عداه فيكون الكلام مبنياً على الظن، والظن يخطئ ويصيب، وقد قال الله: (اجتنبوا كثيراً من الظن). والله الموفق.
وأما صلب الموضوع فليت الأخ محمد الأمين يأتي فيه بما يفيد لأهميته، وأذكر أن لابن حجر كلاماً جيداً حول هذا الموضوع في مقدمة كتابه: العجاب في معرفة الأسباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Apr 2004, 08:56 م]ـ
بالنسبة لتفسير الرازي فهو من تفاسير المعتزلة (وإن زعم الرازي أنه أشعري)
فإن تفسيره كله مأخوذ من تفاسير المعتزلة
1) فأصول الدين نقلها من كتاب الدلائل لأبي الحسين.
2) وأصول الفقه نقلها من كتاب المعتمد لأبي الحسين أيضاً، وهو أحد نظار المعتزلة، وهو الذي كان يقول فيه بعض الشيوخ: "إذا خالف أبو الحسن البصري في مسألة، صَعُبَ الردّ عليه فيها!».
3) والتفسير من كتاب القاضي عبد الجبار (المعتزلي المشهور).
4) والعربية والبيان من "الكشّاف" للزمخشري.
فالرازي كان يذكر أقوال المعتزلة ويقررها غاية التقرير، ثم يرد عليها على طريقة الأشاعرة –المخالفين للسنة– برد هزيل. حتى قال عنه ابن حجر في "لسان الميزان" (4\ 427): «وكان يُعاب بإيراد الشبه الشديدة ويقصر في حلها. حتى قال بعض المغاربة: "يورد الشبه نقد، ويحلها نسيئة"». ونقل عن الإمام سراج الدين المغربي انه صنف كتاب "المآخذ" في مجلدين، بيّنَ فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج، وكان ينقم عليه كثيراً ويقول: «يورد شبه المخالفين في على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء». وقال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة (5\ 439): «ولهذا لما صار كثير من أهل النظر –كالرازي وأمثاله– ليس عندهم إلا قول الجهمية والقدرية والفلاسفة. تجدهم في تفسير القرآن وفي سائر كتبهم يذكرون أقوالا كثيرة متعددة كلها باطلة، لا يذكرون الحق».
عموماً نرجع إلى صلب الموضوع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Apr 2004, 08:57 م]ـ
** تفسير أُبَيّ بن كعب **
فضله:
وهو أحد الذين جمعوا القرآن كاملاً على عهد رسول الله ?. كان أقرأ الصحابة وسيد القراء. و روى الترمذي حديث أنس الذي فيه: «وأقرئُهم أبي بن كعب». وروي عن أنس بن مالك: أن رسول الله ? قال لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن». قال: «الله سماني لك؟». قال: «نعم. الله سماك لي». قال: فجعل أُبَي يبكي.
و قال الشعبي عن مسروق: «كان أصحاب القضاء من الصحابة ستة» فذكره فيهم. توفي سنة 32 على خلاف فيه.
الطرق التي روي عنها أكثر تفسيره:
له نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي (سيئ الحفظ خاصة عن المغيرة والربيع) عن الربيع بن أنس (صدوق مفرط في التشيع) عن أبي العالية (ثقة ثبت) عنه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Apr 2004, 08:59 م]ـ
**تفسير عبد الله بن مسعود**
فضله:
هو من أوائل المسلمين الذين شهدوا تنزيل القرآن كله، وهو من المبشرين بالجنة. ويكفينا ما جاء في صحيح البخاري من فضله: قال رسول الله ?: «استقرئوا القرآن من أربعة: من عبدِ الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حُذَيْفَة، وأُبَيِّ بن كعب ومُعاذِ بنِ جَبَل». وفي صحيح مسلم عن أبي الأحوص قال: «كُنا في دار أبي موسى مع نفرٍ من أصحاب عبد الله (بن مسعود) وهم ينظُرون في مصحف. فقام عبد الله، فقال أبو مسعود: "ما أَعْلَمُ رسول الله ? تَرَكَ بعدهُ أعلمَ بما أنزلَ اللهُ مِن هذا". فقال أبو موسى: "أما لئِن قُلتَ ذاكَ، لقد كان يشهدُ إذا غِبنا، ويؤذَنُ له إذا حُجِبنا"».
وأخرج مسلم كذلك عن شقيق عن عبد الله بن مسعود أنه قال: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (آل عمران: من الآية161). ثم قال: «على قراءةِ مَنْ تأمروني أن أقرأ؟! فلقد قرأتُ على رسول الله ? بِضعاً وسبعينَ سورةً. ولقد عَلِمَ أصحابُ رسولِ اللهِ ? أني أَعْلَمُهُمْ بكتابِ الله. ولو أعلمُ أن أحداً أعلمُ مِنّي، لرَحلتُ إليه». قال شقيق: «فجلست في حَلَقِ أصحاب محمدٍ ? فما سمعتُ أحداً يرُدُّ ذلك عليه ولا يعيبُه». وأخرج مسلم عن مسروق عن عبد الله قال ثم والذي لا إله غيرُهُ، ما مِن كتابِ اللهِ سورةٌ إلا أنا أعلمُ حيثُ نزَلَت. وما مِن آيةٍ إلا أنا أعلمُ فيما أُنزِلَت. ولو أعلمُ أحداً هو أعلمُ بكتابِ اللهِ مِني –تبلُغُهُ الإبِلُ– لركبتُ إليه». قلت: الشيخ القرضاوي يزعم أنه أعلم من عبد الله بن مسعود ومن عبد الله بن عباس في أسباب النزول!
الطرق التي روي لنا تفسيره:
1 - طريق السدي الكبير (شيعي متهم بالكذب) عن مرة الهمداني (ثقة) عن عبد الله بن مسعود. وهذا طريق ضعيف.
2 - طريق تلاميذه وهم ثقات. وما أرسله عنه إبراهيم النخعي فهو مقبول (ما لم يكن فيه نكارة) لأنه لا يرسل عنه إلا عندما يأتيه بالخبر أكثر من واحد.
تلاميذه: علقمة والأسود بن يزيد ومسروق والشعبي والحسن البصري وأبو وائل، و عبيدة بن عمرو السلماني (ثقة ثبت)، الربيع بن خثيم (أبو يزيد الثوري، ثقة ثبت)، وأبو الأحوص عوف بن مالك، ومرة الطيب، وآخرون. وكل هؤلاء ثقات أثبات. قال علي بن المديني «لم يكن في أصحاب رسول الله ? أحدٌ له أصحابٌ يقومون بقوله في الفقه إلا ثلاثة: ابن مسعود وزيد بن ثابت وابن عباس».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 May 2004, 07:55 م]ـ
**تفسير ابن عباس**
فضله:
ثبت في صحيح البخاري أن رسول الله ? قال عنه: «اللهم عَلِّمهُ الحكمة»، وقال ?: «اللهم علّمه الكتاب». وهناك حديث أخرجه أحمد أن رسول الله ? قال لابن عباس: «اللهم فقّههُ في الدِّينِ، وعلِّمهُ التأويل». قلت: «إسناده فيه مقال». وقال ابن مسعود: «لو أدرَكَ ابن عباس أسناننا، ما عاشره منا رجُل». وكان يقول: «نِعمَ ترجمان القران ابن عباس». صحّحه ابن حجر في فتح الباري (7|100). وقال أبو هريرة لما مات زيد بن ثابت: «مات اليوم حِبرُ الأُمّة. ولعلَّ الله أن يجعل في ابن عباس منه خَلَفاً». صححه ابن حجر في تهذيب التهذيب (5|244).
الطرق التي روي عنها أكثر تفسيره:
1 - طريق أبو صالح عبد الله بن صالح (كاتب الليث، ضعيف)، عن معاوية بن صالح (قاضي الأندلس)، عن علي بن أبي طلحة (مرسلاً)، عن ابن عباس. وهذه هي صحيفة علي بن أبي طلحة الهاشمي، التي رواها عن عبد الله بن صالح جمع غفير من أئمة أهل الحديث. وهي لا تصح لعدة أسباب:
أولاً: بسبب الانقطاع بين علي بن أبي طلحة وابن عباس، فقد اتفق الحفاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس. أما زعم البعض أنه أخذه من ابن جبير أو من مجاهد أو من غيرهما (على اضطرابهم في هذا الأمر) فليس عليه دليل. وقد أعلها بالانقطاع عدد من المحققين مثل ابن تيمية وابن كثير، وعدد من المعاصرين مثل المعلمي وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.
ثانياً: اختلف العلماء في عبد الله بن صالح: منهم من جعله كذاباً، ومنهم من ضعّفه، ومنهم من صدقه. وجامع القول فيه ما قاله الإمام ابن حبان: «كان في نفسه صدوقاً، إنما وقعت له مناكير في حديثه من قبل جارٍ له. فسمعت ابن خزيمة يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة. كان يضع الحديث على شيخ أبي صالح، ويكتبه بخط يشبه خط عبد الله، ويرميه في داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه، فيحدّث به». وقد قال عنه أبو زرعة: «كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح، وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به». ثم قال: «وكان خالد يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم هذا». ووافقه الحاكم على هذا. وقال أبو حاتم: «الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح، وكان أبو صالح يصحبه. وكان أبو صالح سليم الناحية. وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس». انظر تهذيب التهذيب (5|227).
هذا وقد شَغِبَ البعض علينا، فقال إن هذه صحيفة مكتوبة فلا يؤثر بها سوء حفظ عبد الله بن صالح إذا روى عنه ثقة. أقول: كلامنا واضح أنه عن الدس في كتب عبد الله بن صالح، وليس عن سوء حفظه. وإذا كان الخط الذي يزوّره جار ابن صالح من الإتقان بحيث أن ابن صالح نفسه لا يستطيع تمييزه عن خطه، فمن الأجدر أن الرواة عن ابن صالح كذلك لا يميزونه.
ثالثاً: علي بن أبي طلحة (وهو علي بن سالم بن المخارق الهاشمي) قد تكلم بعض العلماء فيه. قال عنه أحمد بن حنبل: «له أشياء منكرات». ونقل ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص75) عن أحمد أنه قال: «علي بن أبي طلحة ضعيف». وقال عنه يعقوب بن سفيان: «هو ضعيف الحديث، منكَر، ليس بمحمود المذهب». وفيه تشيّع، وكان يرى السيف على المسلمين.
رابعاً: معاوية بن صالح الحضرمي، فيه خلاف طويل كذلك. قال يعقوب بن شيبة: «قد حمل الناس عنه، و منهم من يرى أنه وسط ليس بالثبت و لا بالضعيف، و منهم من يضعفه». قلت: من وثقه أكثر، لكن انتقدوا عليه إفرادات. والخلاف فيه تجده في ترجمته في التهذيب. وممن ضعفه –وليس قوله في التهذيب– ابن حزم في المحلّى (5|70). ولخّص ابن حجر حاله في التقريب بقوله: «صدوقٌ له أوهام».
ولذلك تجد في هذه الصحيفة بعض المناكير والشذوذات والأقوال التي تعارض الثابت عن ابن عباس. وإجمالاً فهي تفسير قيّم جميل، ولعل غالبه مأخوذ من ابن عباس لكن فيها دس ووضع. ولذلك لا نستطيع أن نجزم بشيء منها ما لم يوافق ما هو معروفٌ عن ابن عباس. وقد علق البخاري نذراً يسيراً منها في التفسير اللغوي للقرآن وأشباهه، بسبب قرائن تشهد لذلك النذر اليسير بالصحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام في "نقض التأسيس" (3|41): «وهذا إنما هو مأخوذ من تفسير الوالبي علي بن أبي طلحة الذي رواه عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ... ». إلى أن قال: «وأما ثبوت ألفاظه عن ابن عباس، ففيها نظر. لأن الوالبي لم يسمعه من ابن عباس ولم يدركه، بل هو منقطع. وإنما أخذ عن أصحابه. كما أن السّدّي أيضا يذكر تفسيره عن ابن مسعود وعن ابن عباس وغيرهما من أصحاب النبي ? وليست تلك ألفاظهم بعينها. بل نقل هؤلاء شبيه بنقل أهل المغازي والسِّيَر. وهو مما يُستشهدُ به ويُعتبَرُ به، وبضم بعضه إلى بعض يصير حجة. وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات».
قال الشيخ الطريفي في كتابه "التحجيل": «وقد نظرت في حديثه، فرأيت له ما يُنْكَر، وما يتفرد بمعناه عن سائر أصحاب ابن عباس، منها ما أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (81) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2|201) من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {اللَّهُ ... } [النور: 35] يقول: "الله سبحانه وتعالى هادي أهل السماوات والأرض، {مَثَلُ نُورِهِ} مثل هداه في قلب المؤمن، كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار، فإذا مسته ازداد ضوءاً على ضوءٍ". وهذا خبر منكر. ومنها ما أخرجه الطبري في مواضع من "تفسيره": (8|115) (19|58، 131) (22|48) (23|117) (26|147) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (94) بهذا لإسناد مرفوعاً في قوله تعالى: {المص} {كهيعص} {طه} {يس} {ص} {طس} {حم} {ق} {ن} ونحو ذلك قال: "قَسَمٌ أقسمه الله تعالى، وهو من أسماء الله عزّ وجلّ". وهذا خبر منكر بمرة. ويُروي هذا الطريق من حديث عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف ... ». اهـ.
2 - طريق قيس بن مسلم الجدلي الكوفي (ثقة ثبت) (ت120هـ) عن عطاء بن السائب بن مالك الكوفي (ثقة، اختلط) عن سعيد بن جبير (ت95هـ) ومجاهد (ت101هـ) وعكرمة (ت104هـ) عن ابن عباس. وهذا صحيح لأن الراجح أن سماع قيس بن عطاء قديم قبل اختلاطه.
3 - طريق ابن إسحاق (صاحب السير، حسن الحديث مدلّس) عن محمد بن أبي محمد (مدني مولى آل زيد بن ثابت، وهو مجهول) عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس.
4 - طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السُدِّي الكبير (شيعي متهم بالكذب) عن أبي مالك (غزوان الغفاري الكوفي، ثقة) أو أبي صالح (باذان مولى أم هانئ، متروك اتهموه بالكذب، واعترف بذلك، ولم يسمع من ابن عباس) عن ابن عباس. وما رواه عنه أسباط فهو ضعيف، كما سيأتي.
5 - طريق عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن ابن عباس. وهو ثقة مدلس عن الضعفاء. ولم يسمع من مجاهد ولا من ابن عباس. لكنه يروي عن عطاء. فإن كان يقصد عطاء بن أبي رباح، فالتفسير صحيح متصل الإسناد. وإن قصد عطاء الخرساني (كما في تفسير البقرة وآل عمران) يكون منقطعاً بين عطاء (وفيه لين أصلاً) وابن عباس، عدا أن رواية ابن جريج عن عطاء هي صحيفة عن ابن عطاء (متروك).
6 - طريق الضحاك بن مزاحم الهلالي (حسن الحديث) مرسلاً عن ابن عباس. وعنه جويبر بن سعيد (ضعيف جداً)، وهو أكثر من روى عنه على ضعفه الشديد حتى قال ابن حبان: يروى عن الضحاك أشياء مقلوبة. و روى عنه كذلك أبو روق عطية بن الحارث (صدوق)، و علي بن الحكم البناني (ثقة)، و بشر بن عمارة (ضعيف)، و عبيد الله بن سليمان (صدوق على الراجح).
7 - طريق عطية العوفي عن ابن عباس. وعطية بن سعيد بن جنادة الكوفي هذا: شيعي ضعيف مدلس. وأشهر إسناد لهذا الطريق هو طريق محمد بن سعد العوفي (لين الحديث)، قال: ثني أبي (سعد بن محمد بن الحسن، جهمي ضعيف)، قال: ثني عمي (هو الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، ضعيف)، قال: ثني أبي (متفق على ضعفه)، عن أبيه (شيعي ضعيف مدلّس)، عن ابن عباس. وقد أكثر الطبري كثيراً من هذا الطريق. وهو مُسَلسَلٌ بالضعفاء.
8 - طريق مقاتل بن سليمان الأزدي الخرساني، وهو كذاب رديء المذهب، لكنه فصيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - طريق محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي كافر، قد اعترف بأنه يكذب، وبأنه من أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي. ويروي السدي الصغير (كذاب) عنه، عن أبي صالح (كذاب)، وهي سلسلة الكذب. قال عبد الصمد بن الفضل: «سُئِلَ أحمد عن تفسير الكلبي، فقال: "كَذِب". فقيل له: أفيحل النظر فيه؟ قال: "لا"».
10 - طريق شبل بن عباد المكي (ثقة قدري) عن عبد الله بن أبي نجيح (ثقة مدلس، قدري معتزلي داعية) عن مجاهد عن ابن عباس. قال يحيى القطان: «لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم بن أبي بزة (ثقة)». ويأتي تفصيل هذا الطريق عند ذكر تفسير مجاهد.
11 - طريق عطاء بن دينار (ثقة) عن صحيفة كتبها سعيد بن جبير. وعنه ابن لهيعة (ضعيف) وابن جريج (مدلس). وما رواه عن ابن عباس بلا واسطة لا يصح. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (6|331) عن صحف تلك الأيام: «وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولا سيما في ذلك العصر، لم يكن حدث في الخط بعد شكل ولا نقط».
12 - طريق موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني (كذاب) عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وهو تفسير موضوع.
13 - طريق عثمان بن عطاء (متروك) عن أبيه عطاء الخرساني (جيد) مرسلاً عن ابن عباس.
14 - طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني (متروك) عن أبيه (ثقة) عن عكرمة (ثقة) عن ابن عباس.
15 - طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي (كذاب يضع الحديث).
16 - طريق أبي معاوية عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وهو صحيح.
تلاميذه: مجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير، وطاووس.
ومن الملاحظ أن عامة ما يُروى عن ابن عباس في التفسير ضعيف، كما ترى. وما صح عنه غالبه عن تلامذته المشهورين. قال الإمام ابن تيمية في تفسير آيات أشكلت (1|460): «وما أكثر ما يُحَرّفُ قول ابن عباس و يُغلط عليه!». روى البيهقي بإسناده في "مناقب الشافعي" في باب "ما يستدل به على معرفته بصحة الحديث" عن الشافعي قال: «لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث». رواه عن الشافعي تلميذه المصري عبد الحكم، وهو ثقة مجمع عليه. والبيهقي من أعرف الناس بكلام إمامه الشافعي، ومن أقدرهم على تتبع كلامه.
وقد أشار الدكتور الذهبي في "التفسير والمفسرون" (1|56) إلى سببِ كثرةِ الوضعِ على ابنِ عباس رضي الله عنهما في التفسيرِ بقوله: «ويبدو أن السر في كثرة الوضع على ابن عباس هو: أنه كان في بيت النبوة، والوضع عليه يُكسب الموضوع ثقةً وقوةً أكثر مما وُضِعَ على غيره. أضف إلى ذلك أن ابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون، وكان من الناس من يتزلف إليهم ويتقرب منهم بما يرويه لهم عن جدهم».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 May 2004, 08:25 م]ـ
**تفسير قتادة**
الأقوال فيه:
قتادة بن دعامة، تابعي بصري ثقة. إلا أن قتادة من الموصوفين بالكلام في القدر، وهي بدعة مأخوذة عليه. قال أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (1|488): «حدثنا إسماعيل بن علية، قال: كان أصحابنا يَكرَهون تفسير قتادة». و قال معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن العلاء: «كان قتادة، و عمرو بن شعيب لا يغث عليهما شيء: يأخذان عن كل أحد». و قال جرير عن عبد الحميد، عن مغيرة عن الشعبي: قيل له: هل رأيت قتادة؟ قال: «نعم، رأيته كحاطب ليل».
و قال سفيان بن عيينة: قال الشعبي لقتادة: «حاطب ليل». قال سفيان: قال لي عبد الكريم الجزري: تدري ما حاطب ليل؟ قلت: لا إلا أن تخبرني. قال: «هو الرجل يخرج في الليل، فيحتطب، فتقع يده على أفعى فتقتله. هذا مَثَلٌ ضُرِبَ لطالب العلم. إنّ طالب العلم إذا حمل من العلم ما لا يطيقه، قتله عِلْمه كما قتلت الأفعى حاطب ليل».
طرق تفسيره:
1 - طريق عبد الرزاق عن معمر عنه. وهذا صحيح لا بأس به، وإن كان معمر يخطئ قليلاً عن العراقيين.
2 - طريق آدم بن أبي إياس (ثقة عابد مفسّر) و غيره عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي (ثقة) عنه. وهذا أصح من الأول.
3 - طريق يزيد بن زريع (ثقة ثبت) عن سعيد بن أبي عروبة (ثقة ثبت) عنه. وسعيد اختلط، لكن يزيد سماعه منه قديم.
ـ[الميموني]ــــــــ[06 May 2004, 06:57 م]ـ
كنت أحب أن تدع وصف تفسير القرطبي بهذا الوصف المختزل: تفاسير الأشاعرة
فهو ليس أشعريا مقلدا أو متعصبا بل يخرج كثيرا و يجتهد وكتابه التفسير و كتابه شرح الأسماء الحسنى بين في ذلك أيضا وهو تفسير عظيم وقد يقع على عبارتك من لا يدرك مقصودك
و قد كان أئمة العلماء يثنون على تفسيره كثيرا و كان شيخ الإسلام إذا ذكره يقول صاحب التفسير الكبير ..
- لا أعلم لأبي يعلى كتابا اسمه الإرشاد مطبوع بل المطبوع باسم: العدة في أصول.
الفقه.
في مواضع مما ذكرتموه موضع مناقشات و نظر هذا مع فائدته فيحتاج مزيد تحرير و أنا الآن
مشغول و جهدك طيب و مفيد وتشكر عليه كثيرا
ولكن التعاون على البر اقتضى التذكير
ولم أقرأ ما يتعلق بالأسانيد ولي فيها مزيد عناية منذ زمن فلعلي أعرج فيما بعد عليها فجزاكم الله
خيرا
فأرجو أن تدع مثل هذه الأوصاف في تفاسير العلماء أمثال القرطبي و غيره و ترجئها إلى موضع يكون في التفصيل في ذكر المحاسن و غيرها فذلك أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 May 2004, 07:23 م]ـ
لا بأس بذلك، ولعل من الأفضل الاقتصار على ذكر تفسير القرطبي بين تفاسير الفقهاء، وإن كان يشمل غير ذلك أيضاً. فهو من التفاسير الكبيرة النافعة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 May 2004, 10:18 ص]ـ
**تفسير مجاهد**
الأقوال فيه:
مجاهد بن جبر أبو الحجاج، تابعي ثقة. أكثر جداً من الأخذ من ابن عباس ?، حتى روى الفضل بن ميمون أنه سمع مجاهداً يقول: «عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة». إلا أن مجاهداً تصرف في ذلك برأيه، وأخذ كذلك من أهل الكتاب. قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: «ما بال تفسير مجاهد مخالف –أو شيء نحوه–؟». قال: «أخذها من أهل الكتاب».
قال شيخ الإسلام: «ومن التابعين من تَلَقّى جميع التفسير عن الصحابة، كما قال مجاهد: "عرضتُ المصحَفَ على ابن عباس: أوقِفُهُ عند كلّ آيةٍ منهُ وأسألهُ عنها". ولهذا قال الثوري: "إذا جاءك التفسير عن مجاهد، فحسبُكَ به". ولهذا يعتمدُ على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم. وكذلك الإمام أحمد، وغيره ممن صَنّفَ في التفسير يُكَرّرُ الطرقَ عن مجاهد أكثر من غيره».
طرق تفسيره:
- يروي عنه ابن أبي نجيح، ولم يسمعه، وهو أكثر من روى عن مجاهد على الإطلاق، وسيأتي تفصيله.
- ويروي عنه خصيف بن عبد الرحمن، و قد سمعه لكنه ضعيف ليس بحجة.
- ويروي عنه ابن جريج (ثقة مدلّس). وضعف ابن معين روايته عن مجاهد، بينما ذكر ابن حبان أن الواسطة هي كتاب القاسم بن أبي بزة (ثقة)، وهذا مجرد تقدير شخصي.
- ويروي عنه ليث بن أبي سليم، وقد سمعه لكنه ضعيف وقد اختلط. وغالب مادته في كتاب القاسم.
- ويروي عنه ابن عيينة (ثقة). وقيل أنه أخذه من كتاب القاسم.
- وغالب من يَروي التفسير عن مجاهد، فإنما أخذه من كتاب القاسم بن أبي بزة (ثقة)، كما ذكر ابن حبان. ويروي ابن أبي نجيح عن كتاب القاسم كما أسلفنا. وفي ما ينقله نظر، إذ أنه مدلّسٌ مبتدِع داعية، لا نعرف إن كان كل ما أخذه هو عن كتاب القاسم أم أنه أخذ عن غيره. يروي عنه:
* ورقاء بن عمر اليشكري (عن ابن أبي نجيح) ضعّفه أحمد في التفسير لكثرة تصحيفه، ووثقه (صدقه في رواية أخرى. ولم يسمع كل التفسير من ابن أبي النجيح.
* شبل بن عباد (عن ابن أبي النجيح): ثقة قدري.
* عيسى بن ميمون (عن ابن أبي النجيح): ثقة قدري.
فهذا طريق غالبه صحيح. ولكن لا تؤخذ العقيدة من هذا الطريق، لأنه يخشى ابن أبا نجيح دلسها عن ضعفاء لينصر بدعته المعتزلية الفاسدة. ولا بأس بأخذ التفسير اللغوي وآراء مجاهد الفقهية، خاصة أنها غالباً ما توافق آراء ابن عباس. قال وكيع: «كان سفيان (بن عيينة) يصحّح تفسير ابن أبي نجيح. ويعجبه من التفسير ما كان حرفاً حرفاً. ولا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون السورة من أولها إلى آخرها».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 May 2004, 02:41 ص]ـ
**تفسير عكرمة**
فضله:
عكرمة مولى ابن عباس، تابعي ثقة، ولم يصح ما قيل فيه من طعن، ولم يصح كذلك أنه أباضي أو خوارجي أو مبتدع، وحاشاه. كان بارعاً في التفسير. ويروى أنه قال ما معناه: «كل ما عَلّمتكم من تفسيرٍ ما بين اللوحين، إنما أخذته من ابن عباس». لكن هذا ليس على إطلاقه.
طرق الرواية عنه:
1 - الحسين بن واقد (ثقة إلا عن أيوب وأبي المنيب) عن يزيد النحوي (ثقة ثبت) عنه.
2 - محمد بن إسحاق (مدلّس) عن محمد بن أبي محمد (مجهول) عن عكرمة أو سعيد بن جبير.(/)
(1) نظرات في المعرَّب (الطور)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Apr 2004, 11:11 ص]ـ
(1) نظرات في المعرَّب (الطور)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأثناء قراءاتي في أراء بعض المُحدَثين فيما يتعلق بما يُسمَّى (المُعرَّب) صرت أتأمل في الألفاظ التي ترد في قصص الأنبياء، فظهر لي بعض اللطائف، وسأجتهد في تسطير هذه اللطائف في مقالات متتابعة في هذا الملتقى، والله الموفق.
لفظ (الطور)
ورد لفظ (الطور) في عشرة مواطن في القرآن الكريم، وهي كالآتي:
ـ (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور) موضعان في البقرة (63، 93).
ـ (ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدًا) النساء: 154.
ـ (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) مريم: 52.
ـ (قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن) طه: 80.
ـ (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن) المؤمنون: 20.
ـ (آنس من جانب الطور نارًا) القصص: 29.
ـ (وما كنت بجانب الطور إذ نادينا) القصص: 64.
ـ (والطور * وكتاب مسطور) الطور: 1 ـ 2.
ـ (والتين والزيتون * وطور سينين) التين 1 ـ 2).
والطور هو الجبل، ويدل على ذلك أن الله قد ذكر رفع الطور فوق بني إسرائيل، وأخذ الميثاق، فقال في سورة البقرة (63): (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)، وقال في سورة البقرة (93): (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا)، وقال في النساء: (ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم)، ولما ذكر رفع الطور في سورة الأعراف (171) قال: (وإذ نتقنا فوقهم الجبل كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون)، فدلَّ هذا على أن الطور هو الجبل، وهذا من باب الألفاظ المتعددة التي تُطلق على مسمَّى واحدٍ.
والملاحظُ على لفظة الطور في القرآن:
1 ـ أنها وردت في قصة موسى عليه السلام.
2 ـ أنها وردت في الجزء الشمالي من جزيرة العرب.
والذي يظهر ظنًّا ـ والله أعلم ـ أن إطلاق الطور على الجبل في عهد موسى عليه السلام كان شهيرًا، يوازي إطلاق لفظ الجبل، فذكر الله ما كان منطوقًا عندهم في وقتهم.
ويكون إطلاق الطور على جبل بعينه؛ كالطور الذي كلَّم الله عليه موسى عليه السلام، أو الطور الذي ووُعِد عنده بنو إسرائيل، أو أن الطور ما يكون فيه نبات، فإن ذلك كله من باب إطلاق اللفظ المطلق على فرد من أفراده، وذلك معروف من أساليب العرب في الخطاب، وقد ورد في القرآن؛ كقوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)، و لا تخرج هذه الأقوال في الطور به عن أن يكون المراد به الجبل.
ولا يقال: إن من كان في ذلك الوقت لم يكونوا عربًا، فكيف حَكَمْتَ بذلك؟
والجواب عن ذلك أن يقال: إن العربية قديمة جدًّا، ولا يماري في ذلك إلاَّ ممارٍ جَدِلٌّ لا يريد الوصول إلى الحقِّ، وأُلْمحُ إليك بتلميح سريع جدًّ:
1 ـ النبي صالح عليه السلام من أنبياء العرب الذين ظهروا في جزيرة العرب، واسمه مأخوذ من مادة (صَلَحَ)، وهي مادة ـ كما ترى ـ عريقة قديمة، وغيرها كثيرٌ جدًّا.
والنبي صالح عليه السلام سابق للنبي إبراهيم عليه السلام، ومن باب أولى أن يكون سابقًا لبني إسرائيل، فالعربية قديمة جدًّا، وهي قبل هؤلاء بلا مراء.
2 ـ أنه قد ذكر المؤرخون أنه قد خرجت خمس هجرات ضخمة من جزيرة العرب إلى شمالها في بلاد العراق والشام، وكانت أوائلها قديمة جدًّا، وقد استوطنت هذه الشعوب العربية المهاجرة من جنوب الجزيرة ووسطها مناطق الشمال في العراق والشام، وتناسلوا فيها وأقاموا حضارات لازالت بعض آثارها شاهدة عليهم. بل انطلقوا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وعمروا أجزاء من شواطئه، كما عمروا مصر وليبيا، وحالهم في ذلك كحالنا نحن العرب اليوم من الامتداد والاتساع.
لكن الذي حصل ـ مع الأسف ـ أنَّ منطقتنا العربية قد غُرِّبت في دراساتنا، فصرنا نتلقَّف ما يمليه الأساتذة المستشرقون دون وعي لما حصل منهم من تزييف لتاريخ هذه المنطقة العريق عروبةً لغة وتاريخًا، والله المستعان.
ومن الملاحظ أنهم اعتمدوا الأسماء التي وردت في التوراة على أنها أسماء لا خلاف فيها، وأنهم أقوامٌ متعدِّدوا الجنسيات لا علاقة بينهم، كما لا علاقة بين العربي والهندي، والعربي والبريطاني. والأمر ليس كذلك، فهم شعوب عربية تتحدث لغة مشتركة، وينفرد كلٌّ منهم بلهجته الخاصة، كما هو الحال يوم نزلت الرسالة، والحال التي نعيشها اليوم.
وهذا موضوع قد طرحه بعض المعاصرين، ووضحوه وضوحًا بيِّنًا، منهم الدكتور محمد بهجت القيسي في كتابه المتميِّز (ملامح في فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية).
والمقصود أنَّ لفظ الطور مما نطق به موسى عليه السلام، وهو مما بقي من الألفاظ العربية في اللهجة السائدة في عصره، ونطق به العرب من بعده، والله أعلم.
ولا تفهم من قولي هذا أن موسى عليه السلام كان يتكلم لغة العرب التي استقرت ونزل بها القرآن، وإنما كان يتكلم بلغة عربية قديمة فيها أصول اشتقاق الألفاظ التي نطق بها العرب، وإن كان قد يختلف طريق نطقها عما هو عليه نطق من قاربه من الشعوب العربية الأخرى، كما أنه ـ بلا شكٍّ ـ يخالف اللغة التي نزل بها القرآن نطقًا ونحوًا، وإن اتفق معها جذورًا، والله أعلم.
هذا وللحديث بقية، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 Feb 2007, 12:36 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله
سؤالي حفظك الله:
هل تعرفون رأي محمد رشيد رضا -رحمه الله- في تفسير (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة)؟؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Feb 2007, 07:37 ص]ـ
أثابك الله خيرا أخانا الحبيب
الدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
بحثك هذا رائع وقيّم
ونحن ننتظرك، وننتظر المزيد المفيد ـ بمشيئة الله ـ
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2007, 09:53 ص]ـ
بحث شيخنا ابي عبد الملك يفتح الباب لحوارات ماتعة حول موضوع اللغات، وقد افاد فيه واجاد، وانا اثني على ما قال من تشويه الغربيين لتاريخنا وتراثنا، وتسليم كثير منا بهذا التشويه، على انه من انصع الحقائق، وهذا يستدعي مجهودا ضخما من كليات الاداب والتاريخ لاعادة النظر الجادة في هذا الامر
غير انه اشكل عندي تخاطب سيدنا موسى عليه السلام باللغة العربية القديمة مما يعني تحقيقا لا ظنا ان القبط وبني اسرائيل كانوا يتكلمون بتلك اللغة
وفي نفسي من هذا التقرير شيء كثير وهو يستدعي من شيخنا الفاضل اول الامر ابداء ما عنده من الادلة لنتعلم منها
واقبلوا خالص التحيات
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Feb 2007, 02:46 م]ـ
ورد عند أبي عُبَيد البكري (معجم ما استعجم ج 3 ص 897) أن:
الطور: جبل بيت المقدس. . . . سُمّيَ بطور بن إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام.
وورد في: (تاريخ الطبري ج 1 ص 314 - دار المعارف بمصر) أن ابن إسماعيل (وطور)، رواه عن ابن إسحاق،
وقد ينطق أسماء إسماعيل بغير الألفاظ التي ذكرت عن ابن إسحاق فيقول بعضهم: ....... ، ويطور.
وهكذا جاء اسم (يطور) في (المحبر) لابن حبيب ص 386
وفي قصص الأنبياء لابن كثير - طبعة دار النبلاء بعَمّان - ص 272
قلت: والثابت أن إسماعيل لسانه العربية
أفلا يستظهر من ذلك أن اسم ولده يطور عربي، ومنه أخذ اسم الطور الجبل المعروف
فيكون الجبل عربي التسمية؟
آمل في إبداء الرأي والتوضيح، وشكرا.(/)
القرآن ... ودعوى الإبهام ... للشيخ/ناصر الماجد
ـ[الراية]ــــــــ[28 Apr 2004, 05:42 م]ـ
القرآن ... ودعوى الإبهام
8/ 3/1425هـ
السؤال: السلام عليكم
صديق نصراني يقول -والعياذ بالله-: إن القرآن مبهم، حيث إنه بالمقارنة بالإنجيل نحتاج نحن المسلمين للنظر في كتاب آخر نسميه (التفسير) لمعرفة ما حدث من تفاصيل عندما نزلت الآية، وكمثال أذكرُ عندما قال لموسى لقومه: "يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم"، ولم يكن رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- هناك، والقصة بخصوص الآية أعلاه مذكورة في التفسير، فسألني هذا النصراني: ما هي مصادر التفسير بجانب الإنجيل؟ لأن هذه القصة بتمامها مذكورة في الإنجيل، وأنهم بدلاً من العجل الحي جعلوا عجلاً من ذهب ولؤلؤ، وتفاصيل عن السامري الذي دعا بني إسرائيل لعبادة صنم، أنا أؤمن بالقرآن وأصدق به، ولا أحتاج كتاباً آخر لتوضيح الأمور، لكن في هذا الوضع أرى أننا بحاجة للنظر في الكتب الأخرى لمعرفة ما جرى. فما هي صحة الكتب الأخرى التي تتكلم في هذه الوقائع؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فالجواب عن هذا الإشكال الذي أُورد على السائل الكريم يقتضي ذكر مقدمتين، فهمهما يعين على دفع هذه الشبهة:
الأولى: لقد نزل القرآن الكريم بلغة العرب، وجرى على أساليبهم، ومعهود خطابهم في الكلام، فالعربي الذي لم تتأثر سليقته العربية باختلاطه بالأعاجم لا يحتاج في فهم أكثر (ألفاظ القرآن الكريم) إلى بيان وتفسير؛ لأنه نازل بلغته وبلسانه، ولذا رأينا قلة التفسير المروي عن الصحابة –رضي الله عنهم- والتابعين، وإن كان في التابعين أكثر، وإنما توسع الناس في تفسير ألفاظ القرآن الكريم بعد ظهور العجمة وضعف السليقة العربية، بدخول الأعاجم في الإسلام وتأثيرهم على اللسان العربي.
وعلى هذا؛ فإن أكثر آيات القرآن الكريم واضحة المعنى من جهة الألفاظ، وإنما أشكل على الناس فهمها بعد أن ضعف اللسان العربي.
الثانية: من المهم جدا أن ندرك طبيعة منهج القرآن الكريم في عرض القصص والحوادث التي وقعت في الأمم الماضية، فالقرآن الكلام ـ وهو كلام ربنا ـ ليس كتابا تأريخيا يعتني بسرد الوقائع بتفصيلاتها الدقيقة وجزيئاتها الصغيرة، بل هو فوق هذا كله وأعظم، إنه كتاب هداية وإرشاد، يهدي كما وصفه المتكلم به -جل وعلا-: "للتي هي أقوم" [الإسراء: من الآية 9]، ويقول تعالى ـ أيضاً ـ في وصفه: "قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" [يونس:57]، فالقرآن الكريم لم يورد هذه الوقائع من أجل سردها سرداً قصصياً فقط، إنما كان الهدف من ذكرها أخذ العبرة بما وقع للأمم الماضية، والاستفادة من تجاربهم فيما يقع لنا يقول –تعالى-: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل" [الروم:42] وإذا؛ فلا يذكر القرآن من تلك الحوادث إلا ما تدعو الحاجة لبيانه، مما يساعد على أخذ العبرة والهداية من تلك الحادثة أو القصة، فلا نجد في القرآن الكريم ذكر كثير من الأسماء التي يحكي خبرها ولا أسماء الأمم ولا تواريخ الحوادث؛ لأنها لا تؤثر ولا تمنع أخذ العبرة منها، وخذ مثلا؛ قصة أصحاب الكهف، نجد حديث القرآن عنها وذكره لها مقتصرا على ما يحقق الغاية المتمثلة في أخذ العبرة من تلك القصة، ولذا لم يذكر تعالى أسماءهم ولا زمن القصة ولا اسم القرية التي كانوا فيها؛ لأنها لا تؤثر في الهدف الذي سيقت من أجله.
وعلى هذا فدعوى أن القرآن مبهم فيما يتعلق بالحوادث والقصص عارية عن الصحة، وذلك أننا نقطع جازمين بأننا لسنا بحاجة إلى أي تفاصيل زائدة عما في القرآن الكريم من أجل أخذ العبرة، فنحن نستطيع أن نفهم القصة أو الحادثة بشكل عام، ونستطيع أيضا أن نستلهم الهدايات من خلالها مقتصرين على ما ورد ذكره في القرآن الكريم فقط؛ لأن ما لم يذكر في القرآن الكريم من تلك التفاصيل والجزئيات لا يخدم الهدف والغاية التي من أجلها سيقت، وبعبارة أكثر دقة وموضوعية لا يؤثر عدم ذكرها في تحقق الهدف والغرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما سؤالك ـ بناء على ما أورده عليك ذلك النصراني ـ عن مصادر التفسير فقد تكلم أهل العلم عن ذلك بكلام طويل أذكر لك أبرز ما هنالك مختصرا:
أولها: القرآن الكريم ذاته، فهو أولى ما فسر القرآن به. وأما المصدر الثاني فهو ما ورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير يتعلق بمعنى آية وفهم المراد بها، يقول –تعالى-: " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" [النحل: من الآية 44]. ومن المصادر أيضا الصحابة –رضي الله عنهم-، وكونهم من مصادر التفسير لأمور؛ فهم أهل اللغة إذ القرآن نزل بلغتهم، وفضلا عن هذا فالنبي- صلى الله عليه وسلم- بين أظهرهم يسمعون منه ويتلقون عنه ويسألونه، ثم إن القرآن الكريم نزل عليهم فهم أعلم الناس بأسباب نزوله وما احتف به من وقائع ومناسبات. ويأتي بعد الصحابة – رضي الله عنهم- التابعون لهم بإحسان فهم أقرب الناس بعد الصحابة لزمن الوحي العجمة فيهم أقل ممن جاء بعدهم.
ومن مصادر التفسير ـ أيضا ـ أخبار أهل الكتاب ورواياتهم المتعلقة بالحوادث التي وقعت لأنبيائهم ومن عاصرهم، أو الأمور الغيبية المستقبلية ونحوها، غير أنه مما يجدر التأكيد عليه أن هذا المصدر ليس في قيمة المصادر التي قبله ولا يوازيها من جهتين؛ الأولى: من جهة مقدار ما أخذ عنهم، فهو قليل بالنسبة إلى مقدار التفسير. والثانية: من جهة الثقة به والاعتماد عليه، فقد تقرر عند أهل العلم أن أخبار أهل الكتاب ـ مما لم يثبت عندنا بطلانها أو صوابها ـ تروى دون الجزم بصحتها أو بطلانها، ولذا وجدنا أئمة التفسير وأهل التحقيق أقلوا كثيرا من النقل عنهم، بل وحذروا من ذلك، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الروايات الإسرائيلية: (وما لم يعلم حكمه في شرعنا لا يصدق ولا يكذب وغالبه لا فائدة فيه) أ. هـ.
وأما سؤالك عن الكتب التي تكلمت على هذه فهناك من الكتب من بالغت وأكثرت من سرد تفاصيل القصص التي وردت في القرآن الكريم، وهذه المبالغة أوقعت في ذكر الغث والسمين والصحيح والسقيم، حتى كان بعضهم ينقل بلا تمييز مما يجب أن يصان تفسير كلام الله عن مثله كتفسير الثعلبي والخازن، وغالب كتب التفسير تنقل تلك التفاصيل على نحو مختصر، وأفضل ما أنصحك به فيما يتعلق بهذا الأمر كتاب تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير -رحمه الله -؛ فهو فارس الحلبة لا يشق غباره، أدرك قصب السبق غير منازع.
وبعد فبقي أن ألفت نظرك إلى أن وجود الإبهام في القرآن الكريم ليس أمرا يعاب وجوده بإطلاق، بل ربما كان أمرا محمودا حيث يعرف به العالم من الجاهل، ولو تساوى الناس في فهمه فأي فضيلة تكون، بل حتى هذه الأناجيل التي بين أيديهم لا يزعم أهلها أنها قد حوت من التفاصيل ما لا تحتاج معه إلى بيان، بل المقطوع به يقينا أن فيها من الإجمال ما تحتاج معه إلى بيان وتفصيل، وفوق هذا؛ فأكثر هذه الأناجيل ـ كما يعلم ذلك المختصون ـ عبارة عن شروح وهوامش كتبت على النص الموحى به. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=46037
ـ[إكرام]ــــــــ[01 May 2004, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ..
هل يمكن أن تفيدنا أخي الفاضل بمراجع عن المبهمات في القرآن لبحث جامعي؟
وهل نجد على الشبكة شيئا من ذلك؟
_____________
حاشية:
اللون الأحمر الصارخ غير مريح للقراءة ومتعب جداً خاصة مع الكتابة المطولة،
لعلك تستبدله مستقبلاً بلون مطفي، أو أزرق هاديء .. أو أخضر ..
وجزاك الله خيراً ..(/)
تفسير الاية رقم 66 من سورة الانفال
ـ[ ossama] ــــــــ[28 Apr 2004, 08:45 م]ـ
الرجاء من الاخوة القائمين علي الموقع تفسير هذه الاية الكريمة لأن هناك أخ من إيران طلب مني التفسير في حين أنه لا يتحدث العربية فأرجوا من الإخوة القائمين علي هذا الأمر إرسال التفسير على البريد الالكتروني الخاص بي او المواقع التى يمكن ان اجد فيها التفسير باللغة الانجليزية او الفرنسية لان هذا الشخص لا يستطيع ان يفهم كلمتي الآن في اول الاية الكريمة مع وجود الفعل الماضي و هو علم
و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2004, 10:29 م]ـ
الآية هي قوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين). الأنفال.
وتفسيرها: الآن خفف الله عنكم أيها المؤمنون لما فيكم من الضعف, فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين من الكافرين, وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين منهم بإذن الله تعالى. والله مع الصابرين بتأييده ونصره.
وترجمة هذا التفسير باللغة الانجليزية:
Now Allâh has lightened your (task), for He knows that there is weakness in you. So if there are of you a hundred steadfast persons, they shall overcome two hundreds, and if there are a thousand of you, they shall overcome two thousand with the Leave of Allâh. And Allâh is with As-Sâbirûn (the patient).
ترجمة معاني القرآن بالانجليزية ( http://www.qurancomplex.com/Quran/Targama/Targama.asp?TabID=4&SubItemID=1&l=arb&t=eng)
وترجمة هذا التفسير باللغة الفرنسية:
Maintenant, Allah a allégé votre tâche, sachant qu’il y a de la faiblesse en vous. S’il y a cent endurants parmi vous, ils vaincront deux cents; et s’il y en a mille, ils vaincront deux mille, par la grâce d’Allah. Et Allah est avec les endurants.
ولمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة هذا الموقع ( http://www.qurancomplex.com/Quran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=8&t=moyasar&l=arb&nAya=66#8_66)
ـ[ ossama] ــــــــ[29 Apr 2004, 04:05 م]ـ
Gazakm ALHA KIR(/)
لماذا اختار الله تعالى اللغة العربية للقرآن الكريم؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 Apr 2004, 02:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القرآن الكريم هو الذي وحَّد اللهجات العربية في بوتقة واحدة , فتحصنت اللغة العربية , ثم جاء المغول ليخنقوها , وقذفوها في مياه دجلة , إلا أنها لم تختنق ولم تغرقها مياه دجلة العارمة , فهبت اللغة العربية منتصبة على قدميْها.
وجاء (نابليون) يريد محوها ودفنها , فلم يستطع وأعلنت العربية عن وجودها.
وجاءت حركة (الاتحاد والترقي) في العهود الأخيرة من عمر الخلافة العثمانية , يريدون الكيد منها , فباءوا بالفشل الذريع.
وعقدت مؤتمرات (باريس) لمحو اللغة العربية من أرض الجزائر , فما استطاعوا أن يطفئوا نار حقدهم , هذه اللغة العظيمة , أي شيء أكسبها هذا الخلود والبقاء , لا شك
ولا ريب إنه كتاب الله (القرآن الكريم).
ولهذا نفهم كلام العرب الذي قالوه قبل عشرات القرون , بينما الفرنسيون والإنكليز وغيرهم لا يستطيعون أن يفهموا ما كُتب قبل أربعمائة عام , إلا بجهد جهيد , وبالاستعانة بالمعجمات لحل غموض اللغة التي يسمونها (الكلاسيكية) أو (القديمة) بعد أن تغيرت قواعدها , على عكس العربية.
لقد أكد القرآن الكريم حقيقة عروبته في آيات كثيرة , منها قوله تبارك وتعالى:
(إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) [1] , وقوله: (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون، قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون) [2] , وقوله أيضاً: (كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون) [3].
ومع تأكيد القرآن هذه الحقيقة فقد نفى أن يكون فيه لسان غير عربي.
قال الإمام الشافعي:
(فأقام [الله سبحانه وتعالى] حجته بأن كتابه عربي في كل آية ذكرناها , ثم أكد ذلك بأن نفى عنه ـ جل ثناؤه ـ كل لسان غير لسان العرب في آيتين من كتابه) [4]:
فقال الله تعالى: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) [5] , وقال الله تعالى: (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي) [6].
فالقرآن الكريم لم يخرج من مألوف العرب في لغتهم العربية , من حيث المفردات والجمل, فمن حروفهم تألفت كلماته , ومن كلماته ركبت جمله , ومن قواعدهم صيغت مفرداته, وتكونت جمله , وجاء تأليفه , وأحكم نظمه , فكان عربياً جارياً على أساليب العرب وبلاغتهم , ولكنه أعجزهم بأسلوبه وبيانه ونظمه الفذ , إلى جانب نفوذه الروحي , وأخباره بالغيوب , ومعانيه الصادقة , وأحكامه الدقيقة العادلة , والصالحة للتطبيق في كل زمان ومكان , وهو الكتاب الوحيد الذي تحدى منزله ـ جل جلاله ـ البشر كافة أن يأتوا بمثله.
كما يجب علينا أن نلاحظ أن القرآن الكريم , لم يعبر بكلمة (لغة) , وإنما عبر بـ (اللسان) بمعنى اللغة.
قبل نزول القرآن الكريم كان العرب يتكلمون اللغة العربية بالسليقة والسجية , فصيحة معربة , سليمة من اللحن والاختلال , ولم تكن لها قواعد مدونة , والنحو المدون لم يظهر حتى ظهر نور الإسلام , ونزل به القرآن , فخرج جيل الفتح الأول داعين إلى توحيد الله, مبشرين بدينه , حاملين كتابه بلسان عربي مبين , فانتشرت العربية بانتشار الإسلام , وكتب العلماء المسلمون من غير العرب أكثر من علماء العرب , وبذلك أصبحت العربية عالمية مقدسة , ومنتشرة في كثير من أقطار الأرض.
لقد كان للغة العربية ـ بفضل الإسلام ـ أنصار ومحبون من غير العرب, وكان لها منهم علماء وأعلام عرَّبهم الإسلام , حتى كان منهم أصحاب المؤلفات الرائعة , في قواعد اللغة العربية وفي بلاغة القرآن الكريم.
بل إن أعظم كتاب في النحو العربي هو كتاب سيبويه الفارسي.
ومن أعظم كتب العربية وفقهها (الخصائص) لأبي الفتح عثمان بن جني الرومي اليوناني.
وأشهر وأوثق مرجع لغوي في العربية (القاموس المحيط) لأبي طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزابادي وهو هندي.
وأشهر كتب إعجاز القرآن الكريم وأفضلها , مؤلفوها من غير العرب , نذكر منهم:
أحمد بن محمد الخطابي البستي الأفغاني.
وأبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
وعبد القاهر ابن عبد الرحمن الجرجاني.
وغيرهم كثير , ألفوا الكتب في مختلف الدراسات القرآنية, وفروع العربية وآدابها [7].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا صاروا مضرب الأمثال ,حتى أصبحنا إذا أردنا مدح أحد من علماء العرب , ألحقناه بأحدهم وشبهناه به فقلنا: فلان سيبويه عصره , أو زمخشري زمانه.
لقد أصبحت اللغة العربية , لغة الدين الحق الذي يؤمن به مئات الملايين من الناس خارج الوطن العربي , ويغارون عليها , ويفضلونها على لغاتهم الأولى , ويرون أنها أفضل اللغات وأحقها بالحياة , وهي أقوى وسيلة من وسائل الترابط والوحدة بين العرب أنفسهم , وبينهم وبين المسلمين الذين يتكلمون بها في البلاد الإسلامية , وهي أقوى من رابطة النسب والدم , لأن الدم لا يمكن استصفاؤه بسبب التصاهر والتزاوج , والعربية بما تحمله من رسالة هذا الدين وكتابه , هي أساس العلاقات الحضارية والثقافية والاجتماعية بين العرب والمسلمين , بها تتوحد أساليب التفكير والتعبير , ويمكن التفاهم والتعاون على البر والتقوى , ونصرة الإسلام , وهي الحصن الحصين الذي يحول دون احتلال عقول أبنائها بآراء وأفكار وافدة.
ولقد بلغ من حب السلف الصالح للغة العربية , وإعجابهم بعبقريتها , أن قال أبو الريحان البيروني:
(والله لأن أُهجَى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بالفارسية) [8].
تلك من بعض حكمة الباري ـ جل جلاله ـ الذي أرسل كل رسول بلسان قومه , ولغة أمته التي بعث إليها , لدعوتها إلى الله باللسان الذي تفهم به وليكون لبيان الرسول أثر وتأثير , قال الله تبارك وتعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم) [9].
ولما كانت رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتمة وعامة , فقد وجب على جميع الناس والأمم الإيمان به واتباعه , ولا يكمل دين المرء إلا بتلاوة شيء من الكتاب العربي الذي أنزله الله تعالى , مما يجعل لغته لغة أتباعه وأمته , وأمة العروبة ليست أمة بالنسب والدم فقط , وإنما من تكلم العربية فهو عربي اللسان والثقافة والانتماء , وقد كان العرب يقولون: كل من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها، فهم عرب [10].
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها صهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي , فقال: هذا الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل , فما بال هؤلاء؟
فقام معاذ بن جبل , فأخذ بتلابيبه ثم أتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالته , فقام النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً يجر رداءه , حتى دخل المسجد ثم نودي: إن الصلاة جامعة , فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد:
أيها الناس إن الرب رب واحد , والأب أب واحد , والدين دين واحد , وإن العربية ليست لأحدكم بأب ولا أم , إنما هي لسان , فمن تكلم بالعربية فهو عربي , فقام معاذ بن جبل فقال: بم تأمرنا في هذا المنافق؟
فقال: دعه إلى النار , فكان قيس ممن ارتدَّ فقتل في الردة [11].
إذن العربية ليست بالولادة ولا بالنسب والسلالة , وإنما بالكلام , فمن تكلم العربية فهو عربي!
ولذلك استطاعت العربية أن تجمع تحت رايتها أمماً وأنساباً وأعراقاً ودماء شتى ممن يدينون بالإسلام.
ثم إن علوم العربية الرئيسية , وهي علم اللغة والنحو والصرف والبلاغة بأقسامها الثلاثة , الفضل الأول في نشأتها ونموها واستمرارها يرجع إلى القرآن الكريم , وحرص المسلمين الشديد على المحافظة عليه , والدفاع عنه , وبيان إعجازه , ولما فزع العرب من انتشار اللحن في العربية , هبّوا لتقنين العربية بابتكار النحو لدرء الخطر عنه , وتعليم الداخلين في الإسلام العربية مقعّدة ومبوَّبة , ثم كان ابتكار نقط الإعراب الذي تطور إلى الشكل المعروف (الفتحة والكسرة والضمة والسكون).
ولقد اشترط علماء الإسلام على من يريد تفسير القرآن الكريم , أن يكون واسع العلم بالعربية وأساليبها وعلومها وعلوم الإسلام التي منها علوم القرآن , لاستنباطها منه , ونشأتها في رحابه , واستمرار الحياة لها بحفظه , قال مجاهد: (لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر , أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب) [12].
وقال الإمام مالك: (لا أوتى برجل غير عالم بلغات العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً) [13].
وقال الإمام الشافعي: (فإن قال قائل: ما الحجة في أن كتاب الله محض بلسان العرب لا يخلطه فيه غيره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحجة فيه كتاب الله , قال الله تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) [14].
فإن قال قائل: فإن الرسل قبل محمد كانوا يرسلون إلى قومهم خاصة , وإن محمد بعث إلى الناس كافة , فقد يحتمل أن يكون بُعث بلسان قومه خاصة , ويكون على الناس كافة أن يتعلموا لسانه وما أطاقوا منه , ويحتمل أن يكون بُعِث بألسنتهم , فهل من دليل على أنه بُعث بلسان قومه خاصة دون ألسنة العجم؟؟
فإن كانت الألسنة مختلفة بما لا يفهمه بعضهم عن بعض , فلا بد أن يكون بعضهم تبعاً لبعض , وأن يكون الفضل في اللسان المتبَّع على التابع , وأولى الناس بالفضل باللسان , مَن لسانُه لسان النبي , ولا يجوز _ والله أعلم _ أن يكون أهل لسانه أتباعاً لأهل لسان في حرف واحد , بل كل لسان تبع للسانه , وكل أهل دين قبله عليهم اتباع دينه , وقد بيَّن الله ذلك في أكثر آية من كتابه , قال الله تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) [15] وقال: (وكذلك أنزلناه حكماً عربياً) [16]، وقال: (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها) [17].
وقال الشافعي أيضاً: (وإنما بدأت بما وصفت من أن القرآن نزل بلسان العرب دون غيره , لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب , وكثرة وجوهه , وجماع معانيه وتفرقها , ومن عَلِمَه انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها) [18].
واللغة العربية أيضاً , لغة الغنى والثراء والسعة , قال الإمام الشافعي: (لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً , وأكثرها ألفاظاً , ولا نعلمه يحيط بجميع علمه نبي , ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها) [19].
فلا يمكن لأحد إحصاء جميع الألفاظ العربية , مهما بلغ في اللغة شأواً بعيداً , وفي اللغة العربية كثير من الأسماء لمسمى واحد , كأسماء الأسد والحية والعسل , وممن ألف في المترادف , العلامة مجد الدين الفيروز أبادي صاحب (القاموس) , ألف فيه كتابا سماه: (الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف) , وأفرد خلقٌ من الأئمة كتباً في أسماء أشياء مخصوصة , فألف ابن خالويه كتاباً في (أسماء الأسد) , وكتاباً في (أسماء الحية) , ذكر أمثلة من ذلك (العسل) له ثمانون اسماً , أوردها صاحب (القاموس) في كتابه الذي سماه: (ترقيق الأسل لتصفيق العسل) [20].
والعجب كل العجب من أولئك الذين يشكون من فقر اللغة العربية , وعجزها عن مواكبة العصر , والتطوُّر العلمي الهائل , ولله در الشاعر العربي حافظ إبراهيم , الذي قال على لسان العربية:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي= وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رَمَوْني بعقم في الشباب وليتني= عقمت فلم أجزع لقول عُداتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية= وما ضُقْت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة= وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن= فهل ساءلوا الغوَّاص عن صَدَفاتي؟
كما أن اللغة العربية لغة اشتقاقية , تقوم على أبواب الفعل الثلاثي , لذلك فإن خزائنها من المفردات يمكن أن تزداد دائماً , وكل الكلمات المشتقة من أصل ثلاثي معها المعنى الأصلي , بخلاف غيرها من اللغات , فالاشتقاق من أبرز هذه اللغة وخصائصها , وهو ثابت عن الباري سبحانه وتعالى.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه , أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (أَنَا الرَّحْمَنُ , خَلَقْتُ الرَّحِمَ , وَشَقَقْتُ لَهَا مِنْ اسْمِي اسْمًا , فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ , وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ) [21].
وعدد الألفاظ المستعملة من اللغة العربية , خمسة ملايين وتسعة وتسعون ألفاً و أربعمائة لفظ , من جملة ستة ملايين وستمائة وتسعين ألفاً وأربعمائة لفظ , بينما نجد غيرها من اللغات الأوربية لا يبلغ عدد مفرداتها معشار ما بلغته مفردات العربية [22].
واللغة العربية لغة الفصاحة والبيان، قال الفارابي في (ديوان الأدب):
(يُتْبَعُ)
(/)
(هذا اللسان كلام أهل الجنة ,وهو المنزه من بين الألسنة من كل نقيصة , والمعلى من كل خسيسة , والمهذب ما يستهجن أو يستشنع , فبنى مباني باين بها جميع اللغات من إعراب أوجده الله له , وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به , فلم يجمع بين ساكنَيْن , أو متحركَيْن متضادَّيْن , ولم يلاق بين حرفَيْن لا يأتلفان ولا يعذب النطق بهما أو يشنع ذلك منهما في جرس النغمة وحس السمع , كالغين مع الحاء , والقاف مع الكاف , والحرف المطبق مع غير المطبق , مثل تاء الافتعال ,و الصاد مع الضاد في أخوات لهما , والواو الساكنة مع الكسرة قبلها , والياء الساكنة مع الضمة قبلها , في خلال كثيرة من هذا الشكل لا تحصى) [23].
واللغة العربية ناضجة , ومرنة , وينطبق هذا على نحوها ومفرداتها وتراكيبها وسماتها الدلالية , فلا يكون المتكلم بالعربية ملزماً بترتيب عقيم للكلمات , كالمتكلم بالإنكليزية , فإنه يتبع ترتيباً معيَّناً: (فاعل _ فعل _ مفعول به) , فإذا أردت أن تقول: (أكل زيد لحماً) يجب أن يكون الترتيب: (زيد أكل لحماً) , ولا يجوز أن تقول: (أكل زيد لحماً) ولا (لحماً أكل زيد) ولا (أكل لحماً زيد) , بينما يجوز في اللغة العربية أن تقول كل هذه الصيغ , وذلك لوجود علامات الإعراب التي تلحق أواخر الكلمات , وتميز الفعل من الفاعل والمفعول به , ونظام الإعراب هذا يدل على المرونة التي تتميز بها اللغة العربية.
وللغة العربية تأثيرها الفعَّال في اللغات الأوربية , كالإسبانية مثلاً , فإنه يوجد في اللغة الإسبانية ما يزيد على / 2500 / كلمة من أصل عربي , ومعظم الكلمات الإسبانية المبدوءة بأل هي من أصل عربي , وكثير من المصطلحات العلمية الأوربية هي من أصول عربية وضعها العرب , وبقيت في تلك اللغات دون أن يكون لها مرادفات لاتينية أو إسبانية.
وإذا قابلنا اللغة العربية بلغات العالم الأخرى , لوجدناها أنها اللغة السادسة من حيث عدد المتكلمين بها , كما أنها اللغة الأكثر انتشاراً في أفريقيا وغرب آسيا , لكونها اللغة الدينية لأكثر من مليار مسلم.
لقد خاضت اللغة العربية صراعات عنيفة في القرون الأولى للإسلام , وانتصرت عليها , وحلت محلها في ميادين الدين والأدب والعلم , وكادت أن تتعرب الشعوب الإسلامية كلها , إلا أنها لاقت صعوبات جمة من الشعوبية التي تعادي العرب , وتحتقر آدابهم , من أولئك الذين لم يتمكن الإسلام من نفوسهم , حتى تركت اللغة مكانها في مواطن كثيرة من أرض الإسلام , وها هو الشاعر العربي المتنبي , حينما مرَّ بشِعب بَوَّان [24] من أرض فارس (إيران) , أحسَّ بغربة اللسان والانتماء والوجود فقال:
مغاني الشعب طيباً في المغاني = بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها= غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنة لو سار فيها= سليمان لسار بترجمان [25]
ولكن العربية بقيت لغة الدين الإسلامي , وعلماء العربية يحرصون عليها ويدافعون عنها , ويتضح ذلك في قول أبي القاسم محمود الزمخشري الخوارزمي , في مقدمة كتابه (المفصل):
(اللهَ أحمد على أن جعلني من علماء العربية , وجبلني على الغضب للعرب والعصبية , وأبى لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم وأمتاز , وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وأنحاز , وعصمني من مذهبهم الذي لم يجد عليهم إلا الرشق بألسنة اللاعنين , والمشق بأسنة الطاعنين) [26].
ولا شك أيضاً أن القرآن الكريم بانتقاله مشافهة متواترة , حفظ للعربية أصوات حروفها , وضبط لها مخارجها وأحكام نطقها , وقامت بين اللغة العربية والإسلام صلات وصلات يكثر تعدادها , ويصعب حصرها , فلا إسلام بلا قرآن , كما أنه لا قرآن بغير اللغة العربية , وليس صادقاً في ادّعائه القومية العربية , من لم يدْعه إخلاصه للغة العربية , وصدقه في حبها , إلى العناية بالقرآن الكريم وهو كتابها الأكبر , ونموذج أدبها المعجز , إنه منها صوته وصورته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد دوَّت أبواق الباطل في كل مكان , رافعة عقيرتها , وناعقة بالتمرد على اللغة العربية و تفتيتها وتمزيقها ـ والهدف هو القضاء على القرآن ـ لأن القرآن عربي , والعربية لغة القرآن, وارتباط كتاب سماوي منزَّل بلغة بعينها , أمر لا يعرف إلا لهذا الدين وهذه اللغة العربية وقد قال الله تبارك وتعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [27].
لقد شدَّ الإسلام أقواماً غير عرب إلى لغة العرب , ونشر اللغة العربية في بلاد لم يكن لها فيها نصير, ولا للعرب فيها سلطان , ولقد خرجت اللغة العربية من جزيرة العرب مع الفتح الإسلامي فإذا هي لغة أهل الشام والعراق ومصر وغيرها , وإذا بها تتعدَّى كونها لغة دين إلى لغة شعب ودولة.
ولا زال للإسلام أثره في نشر اللغة العربية , والحفاظ عليها في بلاد غير عربية , وأثره يفوق كثيراً آثار المراكز الثقافية التي نراها اليوم منتشرة في بلدان العالم , ثم إن أصحاب هذه المراكز, ينفقون الأموال الطائلة في سبيل الدعاية لمراكزهم وثقافتهم ونشر لغتهم , على حين أن الإسلام يجعل من البلاد التي ينتشر فيها , شعوباً راغبة في تعلم لغته , وما أكثر ما نسمع أصواتاً ترتفع في تلك البلاد , مطالبة بإرسال المدرسين العرب لتعليم اللغة العربية , أو مطالبة بقبول أبنائها في مدارس البلاد العربية , ليتعلموا اللغة العربية.
لقد استهوى الإسلام أقواماً فحبب إليهم لغته , بل كان الفضل عظيماً للإسلام في ظهور عدد لا يحصى من العلماء غير العرب , الذين بلغوا القمة في لغة العرب وعلومها من نحو وصرف وبلاغة, وهذا سيبويه , يقسم ليطلبنَّ علماً يزيل عنه اللحن , فانصرف إلى طلب النحو , ولم يكن من غرضه وقصده تعلم اللغة العربية , وإنما كان يريد علماً يفقهه في الدين.
فقد رووا أن سبب تعويله على الخليل في طلب النحو مع ماكان عليه من الميل إلى التفسير والحديث , فإنه سأل يوماً حماد بن سلمة فقال له:
أحدثك هشام بن عروة عن أبيه في رجل رعُف في الصلاة (بضم العين)؟
فقال له حماد: أخطأتَ إنما هو رعَف (بفتح العين) , فانصرف إلى الخليل فشكا إليه ما لقيه من حماد
فقال له الخليل: صدق حماد، ومثل حماد يقول هذا , ورعُف بضم العين لغة ضعيفة.
وقيل: إنه قدم البصرة من البيداء من قرى شيراز من عمل فارس , وكان مولده ومنشؤه بها, ليكتب الحديث ويرويه فلزم حلقة حماد بن سلمة, فبينما هو يستملي على حماد قول النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس من أصحابي إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء.
فقال سيبويه: ليس أبوالدرداء (بالرفع) وخمنه اسم (ليس)
فقال له حماد: لحنت يا سيبويه , ليس هذا حيث ذهبت , إنما (ليس) ههنا استثناء
فقال سيبويه: سأطلب علماً لا تلحنني فيه, فلزم الخليل وبرع في العلم [28].
لقد خرجت لغة الدين الحق الذي يؤمن به الملايين من الناس , خارج وطنها الأصلي, ويغارون عليها, ويفضلونها على لغتهم الأولى, ويرونها أفضل اللغات , وأحقها بالحياة, خرجت إلى الدنيا, وأصبحت عالمية مقدسة, لأنها لغة القرآن الكريم, وهي من أقوى وسائل الترابط بين العرب والمسلمين , لذلك استطاعت اللغة العربية أن تجمع تحت رايتها أمماً وأنساباً وأعراقاً ودماء شتى ممن يدينون بالإسلام.
خرجت لغة العرب من لغة قوم إلى لغة أقوام , ومن لغة محدودة بحدود أصحابها , إلى لغة دعوة جاءت إلى البشر كافة , فكانت لسان تلك الدعوة , ولغة تلك الرسالة , ومستودع ما نتج من تلك الرسالة من فكر وحضارة.
لقد عرف العرب كمال لغتهم في القرآن الكريم فاجتمعوا عليه , وأجمعوا على إعجازه , ولو لم يجتمعوا عليه لزاد ما بين لهجاتهم من تباين واختلاف , ولازدادوا بُعداً عن فصاحة لسانهم ووحدة لغتهم , تلك الوحدة اللغوية هي التي نزل القرآن فرسخها وأرسى قواعدها , ولو لم يوطد القرآن لهذه اللغة الموحدة أسبابها , ويرسخ لها بنيانها, لكان لها من لهجاتها القديمة والحديثة وما تتأثر به من عوامل مختلفة , لغات ولغات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما لا شك فيه أيضاً أن القرآن الكريم بانتقاله مشافهة ومتواترة , حفظ للغة العربية أصوات حروفها, وضبط مخارجها وأحكام نطقها , فحرف الجيم مثلاً في الشام غيرها في مصر , ولكن إذا رتَّل الشامي والمصري القرآن الكريم عاد الحرف إلى مخرجه الأصلي الصحيح , وأداه بصفاته وأحكامه.
لقد قامت بين اللغة العربية والإسلام صلات وثيقة يكثر تعدادها , ويصعب حصرها , فلا إسلام بلا قرآن , ولا قرآن بغير اللغة العربية , والعربية أقرب الطرق الموصلة إلى فهم الإسلام, وإدراك معانيه ومقاصده من منابعه العربية الأصيلة.
لذا لما أدرك الأذكياء من أعدائنا , أعداء العرب والمسلمين , أن الإسلام اتخذ العربية لساناً له, راحوا يصبون جام غضبهم وحقدهم على الإسلام وذلك بالطعن في اللغة العربية , يريدون أن يهدموا الجسر المؤدي بأهلها إليه , فكم من سهم وُجِّه إلى العربية ولا يراد به إلا الإسلام.
يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: (يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .... ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم, حتى ننتصر عليهم) [29].
إنهم لا يرون الخطر الحقيقي إلا في الإسلام , لأنه لا يوجد مكان على وجه الأرض
إلا وقد اجتاز الإسلام حدوده وانتشر فيه , فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه , ومنذ أن ظهر في مكة لم يضعف عددياً , بل إن أتباعه يزدادون باستمرار.
إن الاستعمار بعد أن يئس أن تكون له ركائز في أرضنا , فكَّر وقدَّر , فقتل كيف قدَّر, ثم نظر, ثم تقدَّم وتطوَّر , واقتنع أن تكون له ركائز في أفكارنا , ووجد ذلك أسهل عليه وأخفى علينا, وأخذ يبثُّ سمومه وأفكاره , كلام في ظاهره الحرص على الإصلاح , ومن باطنه الحقد المتسعِّر والبغض الدفين.
وواجب العقلاء والمفكرين وحملة الأقلام المؤمنة , أن يؤدوا لهذه الأمة حقها من حصيلة عقولهم وأفكارهم وأقلامهم , إن لكل شيء زكاة , وزكاة العقل والفكر والقلم أن يقول كلمة الحق ويظل مرابطاً يتصدَّى للباطل , وإذا جاهد من يستطيع الجهاد بالنار والحديد , أو بالمال والعتاد, أفلا يجاهد صاحب الفكر والقلم بكلمة حق يقولها؟!
إن ضياء كلمة الحق ليس بأضأل من وهج الدماء المتدفقة من جروح الشهداء.
ثم إن الإقلال من ساعات تدريس القرآن الكريم في مدارسنا , سهم مسموم, موجَّه إلى اللغة العربية, قبل أن يكون سهماً إلى العقيدة الإسلامية , لذلك نرى طفل اليوم يتجاوز المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية , ثم يأخذ مكانه في مدرجات الجامعة وهو لا يزال يتعثر العثرات المتوالية في تلاوة القرآن الكريم , ولأجل هذا كله أخذ مستوى إتقان اللغة العربية, وتذوق آدابها ينحط تدريجياً في مختلف مراحل الدراسة [30].
إن الذين لا يولون القرآن كبير عناية , في عروبتهم نقص كبير , فبين العربية والقرآن أواصر لا تقطع, وصلات لا تدفع, ولا يطعن في العربية باسم الإسلام إلا شعوبي , ولا يطعن في الإسلام باسم العربية إلا جاهل أو غبي.
هذه اللغة العربية الخالدة والمشرقة , أي شيء أكسبها هذا الخلود وهذا الإشراق؟
لا ريب أن كل عربي سواء كان مسلماً أو غير مسلم , وكل مسلم عربياً كان أو أعجمياً, يعلم الجاذبية التي سرت في هذه اللغة , فأكسبها الديمومة والبقاء , هذه الجاذبية والروح الجبارة هي القرآن الكريم, إنه قطب الرحى للأمة الإسلامية.
إن القرآن الكريم قد مدَّ سلطان اللغة العربية على منطقة من أوسع مناطق الدنيا , واخترق بها قارات ثلاثاً هي: آسيا وأفريقيا وأوربا (الأندلس) , وجعل العربية هي اللغة العالمية المشتركة المنشودة , فكل مسلم يشعر أن العربية لغته لأن القرآن قد نزل بها.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 Apr 2004, 02:44 ص]ـ
1 ـ يوسف: 2.
2 ـ الزمر: 27.
3 ـ فصلت: 3.
4 ـ الرسالة للإمام الشافعي: 1/ 47.
5 ـ النحل: 103.
6 ـ فصلت: 44.
7ـ انظر دراسات إسلامية: 91 منشورات الدعوة الإسلامية العالمية ـ بحث (القرآن واللغة العربية) د. إبر8اهيم عبد الله رفيدة
8ـ نحو وعي لغوي , د. مازن المبارك , الصفحة: / 19 /.
9ـ إبراهيم: 4.
10ـ لسان العرب لابن منظور مادة (عرب).
11ـ اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، لأحمد بن تيمية الحراني: 1/ 169.
12ـ الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: 2/ 477.
13ـ شعب الإيمان للإمام البيهقي: 2/ 425 برقم / 2287 /.
14ـ إبراهيم: 4.
ـ 15الشعراء: 192 ـ 193 ـ 194 ـ 195.
ـ 16الرعد: 37.
ـ 17الشورى: 7.
ـ 18الرسالة للإمام الشافعي: 1/ 45 ـ 46 /.
ـ 19المصدر نفسه: 1/ 50.
20 ـ المصدر نفسه: 1/ 42.
21 ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي: 1/ 320.
22 ـ رواه الإمام أحمد في مسنده برقم: / 1589 /.
23ـ مجلة الفيصل العدد / 255 / رمضان 1418 هـ , اللغة العربية بعض خصائصها , شهادات أجنبية بأهميتها , محمد نعمان الدين الندوي , الصفحة: / 70 /.
24 ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي: 1/ 272.
25 ـ شعب بوان: من أرض فارس وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار.اهـ معجم البلدان.
26 ـ معجم البلدان لياقوت الحموي: 1/ 504.
27 ـ المفصل للزمخشري بشرح ابن يعيش: 1/ 5.
28 ـ الحجر: 9.
29ـ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن محمد المقري التلمساني: 4/ 84 ـ 85 والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: 2/ 67 برقم:
/ 1202 /.
30 ـ قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله , جلال العالم: 50.
31 ـ انظر نحو وعي لغوي، د. مازن المبارك: 125 بتصرف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو بشرى]ــــــــ[29 Apr 2004, 03:03 ص]ـ
بسم الله
وفقك الله ياأخي
ألا تلاحظ تلك القطيعة أو شبهها
التي ألاحظها
بين اللغة وطلاب العلم
فكم سمعنا من خطيب يلحن في خطبته
أو واعظ يدعونا إلى تأمل لطائف القرآن
وهو لايتقن النحو الوظيفي
وهكذا ........
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Apr 2004, 03:14 م]ـ
أخي الكريم
لا أملك إلا أن أقول: مقالٌ رائع.
وكم أتمنى أن يوفق الله في بيان هذا الموضوع وإعطائه حقه، فاليوم لا تجد منكرًا لفضل هذه اللغة مثل زمرة من أبنائها الذين لحنوا بألفاظ العجم، وصار الواحد منهم يُدخِل في كلامه المعتاد ألفاظهم وفي نفسه من الفخر والاعتزلز بمعرفة هذه اللُّغى ما الله به عليم، وهذا يظهر في لحنه ونغمه وحركات وجهه عند أداء الكلام، فالله المستعان.
أليس عجيبًا أن تكون لغتنا بهذا الاتساع في أداء المعني ويذهب قوم من العرب إلى طنطنات الأعاجم؟!
إن الأعداء قد حكموا بعلو هذه اللغة الشريفة، وعرفوا امتيازها عن لغات العالمين، لكن الحسد عند بعضهم جعلهم يزدرون هذه اللغة الشريفة.
الست تعجب من أن دراسة تاريخ المنطقة العربية بأسره قد تمَّ على يد الغربيين، وقد صبغوه بلحنهم ولكنتهم الأعجمية، واستخدموا لقراءة نصوصه ونقوشة لغاتهم، وتركوا اللغة الأصل التي يتكلم بها أصحاب هذه النقوش، عجبي!
لكن ماذا أقول، وقد تكدس في الجامعتا أبواق لهؤلاء، وإن كان بعضهم حسن النية سليم الفكر، لكنه يدرس علم الآثار والتاريخ واللغة بالأسلوب الذي تلقاه في هذه المدارس الغربية، والأمثلة واضحة شاهدة.
كم يحتفي القوم بدارس الآثار الغربي ويزدرون العربي؟!
أين الكتب التي قومت مناهج الغربيين في دراسة التاريخ واللغة والآثار؟ 1
أقف هنا، وأعتذر، فقد نكأت بمقالك لواعج كنت أخفيها، وما قلته ليس ببعيد عما طرحت، وإن كان كلامك مرتكزًا على سبب الاختيار، ولعل الله يبعث لنا من يقوم بملء هذه الأفكار، ويعيد لنا عزتنا في كل المجالات، فنحن الآن مغلوبون في أشياء كثيرة، والله المستعان.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[25 Sep 2008, 08:24 م]ـ
نسأل الله أن يرد العرب إلى لغتهم ليعلموا دينهم!
آمين
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
سؤال عن معنى أمية الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ـ[ alfilq] ــــــــ[29 Apr 2004, 05:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تحية طيبة لكم وبعد
أخوتي الأفاضل أسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرات
وجعل ما تصنعونه من عمل في ميزان حسناتكم
لعلي أطرح عليكم هذا التسائل لحاجتي الماسة اليه لوجود اختلافات بين الفريقين في منتدى معروف وكبير من حيث الدخول للأعضاء والزوار
وقد يخدمني تفسيركم ورأيكم المدعم بالأدلة والبراهين للتفسير الصحيح وونشر القول السديد في هذه المسألة المهمة بيننا وبين جميع الأطراف
السؤال: هل الرسول علية الصلاة والسلام ما بعد البعثة أميا لا يعرف الكتابة ولا القراءة أم أنه كان يعرف الكتابة والقراءة مع وضع الأدلة والراجح من القول اذا كان هناك اختلاف
كما أتمنى أن أجد منكم صحة هذا التفسير من عدمه حتى لا يمرر علينا مما لا علم لنا به
هذا قوله:
فهم فسرو الأمي كما جاءت في الآيات الكريمه
بعدت تفسيرات
منها ان الاميين هم من لا يوجد عندهم كتاب
مثل النصارى واليهود
وهو يقصد به مجتمع مكه
الذي كان الرسول .......... منهم
والدليل على ذالك بأن هناك آيه
تقول (وبعثنا في الاميين رسول منهم)
فهل يعني بأن كل من بعث لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ......... لا يقرأون ولا يكتبون
كما فسرت أنت بأن الامي هو الذ ي
لا يقرأ ولا يكتب!!
وفسروها ....... ايضا أن الأمي
نسبه الى ام القرى!!
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أتمنى أن أجد منكم الأجابة الشافية
تقبلوا تحياتي
ـ[المنهوم]ــــــــ[29 Apr 2004, 11:49 ص]ـ
لأنه لا يعلم لله رسول وصف بهذه الصفة أعني الأمي غير نبينا محمد وبذلك جاءت الروايات عن أهل التأويل ذكر من قال ذلك (الطبري ج 9/ 82)
وقوله تعالى (الذى علم بالقلم) شامل لهذا كله إذا كان هذا كله شأن القلم وعظم أمره وعظيم المنة به على الأمة بلى وعلى الخليقة كلها.
وقد افتتحت الرسالة بالقراءة والكتابة فلماذا لم يكن النبي ? الذي أعلن عن هذا الفضل كله للقلم لم يكن هو كاتبا به ولا من أهله بل هو أمي لا يقرأ ولا يكتب كما في قوله: (هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم)
والجواب:
أنا أشرنا أولا إلى ناحية منه وهي أنه أكمل للمعجزة حيث أصبح النبي الأمي معلما كما قال تعالى: (يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)
وثانيا لم يكن هذا النبي الأمي مُغفلا شأنَ القلم، بل عنى به كل العناية وأولها وأعظهما أنه اتخذ كتابا للوحي يكتبون ما يوحى إليه بين يديه مع أنه يحفظه ويضبطه وتعهد الله له بحفظه وبضبطه في قوله تعالى: (سنقرئك فلا تنسى إلا ما شآء الله) حتى الذي ينساه يعوضه الله بخير منه أو مثله كما في قوله تعالى: (ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) ووعد الله تعالى بحفظه في قوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ومع ذلك فقد كان يأمر بكتابة هذا المحفوظ وكان له عدة كتاب وهذا غاية في العناية بالقلم.
وذكر ابن القيم من الكتاب الخلفاء الأربعة ومعهم تتمة سبعة عشر شخصا ثم لم يقتصر ? في عنايته بالقلم والتعليم به عند كتابة الوحي بل جعل التعليم به أعم كما جاء خبر عبد الله بن سعيد بن العاص (أن رسول الله ? أمره أن يعلم الناس الكتابة بالمدينة وكان كاتبا محسنا) ذكره صاحب التراتيب الإدارية عن ابن عبد البر في الاستيعاب.
وفي سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت قال: (علمت ناسا من أهل الصفة الكتابة والقرآن)
وقد كانت دعوته ? الملوك إلى الإسلام بالكتابة كما هو معلوم.
وأبعد من ذلك ما جاء في قصة أسارى بدر حيث كان يفادي بالمال من يقدر (اضواء البيان ج 9/ 19)
قال تعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) أي قد لبثت في قومك يا محمد من قبل أن تأتي بهذا القرآن عمرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل احد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب وهكذا صفته في الكتب المتقدمة كما قال تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر) الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا كان رسول الله ? دائما إلى يوم الدين لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده بل كان له كتاب يكتبون بين يده الوحي والرسائل إلى الأقاليم، ومن زعم من متأخري الفقهاء كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه عليه السلام كتب يوم الحديبية هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله فإنما حمله على ذلك رواية في صحيح البخارى 2699 (ثم أخذ فكتب). وهذه محمولة على الرواية الأخرى: (ثم أمر فكتب)
ولهذا اشتد النكير من فقهاء المشرق والمغرب على من قال بقول الباجي وتبرءوا منه وأنشدوا في ذلك أقوالا وخطبوا به في محافلهم وإنما أراد الرجل أعني الباجي فيما يظهر عنه أنه كتب ذلك على وجه المعجزة لا أنه كان يحسن الكتابة كما قال ? إخبارا عن الدجال مكتوب بين عينيه كافر وفي رواية ك ف ر يقرؤها كل مؤمن وما أورده بعضهم من الحديث انه لم يمت ? حتى تعلم الكتابة فضعيف لا أصل له قال الله تعالى (وما كنت تتلو) أي تقرأ (من قبله من كتاب) لتأكيد النفي ولاتخطه بيمينك تأكيد أيضا وخرج مخرج الغالب كقوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه) وقوله تعالى (إذا لارتاب المبطلون) أي لو كنت تحسنها لارتاب بعض الجهلة من الناس فيقول إنما تعلم هذا من كتب قبله مأثورة عن الأنبياء مع أنهم قالوا ذلك مع علمهم بأنه أمي لا يحسن الكتابة (وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا) قال الله تعالى (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض) الآية وقال ها هنا (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) أي هذا القرآن آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق أمرا ونهيا وخبرا يحفظه العلماء يسره الله عليهم حفظا وتلاوة وتفسيرا كما قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وقال رسول الله ? ما من نبى إلا وقد أعطي ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا وفي حديث عياض بن حماد في صحيح مسلم 2865 يقول الله تعالى إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانا أي لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل لأنه قد جاء في الحديث الآخر لو كان القرآن في إهاب ما أحرقته النار ولأنه محفوظ في الصدور ميسر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظا ومعنى ولهذا جاء في الكتب المتقدمة في صفة هذه الأمة أناجيلهم في صدورهم واختار بن جرير 216 أن المعنى في قوله تعالى (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) بل العلم بأنك ما كنت تتلو من قبل هذا الكتاب كتابا ولا تخطه بيمينك آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب ونقله عن قتادة وبن جريج وحكى الأول عن الحسن البصرى فقط قلت وهو الذى رواه العوفي عن بن عباس وقاله الضحاك وهو الأظهر والله أعلم وقوله تعالى (وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) أي ما يكذب بها ويبخس حقها ويردها إلا الظالمون أي المعتدون المكابرون الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه كما قال تعالى (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم) الآيات (ابن كثير ج 3/ 418)
وهذا التأويل تأويل على خلاف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم وذلك أن الأمي عند العرب هو الذي لا يكتب (تفسير الطبري ج 1/ 374)
الثالثة قوله تعالى (الأمي) هو منسوب إلى الأمة الأمية التي هي على أصل ولادتها لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها قاله بن عزيز وقال بن عباس رضي الله عنه كان نبيكم ? أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب قال الله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك العنكبوت وروي في الصحيح عن بن عمر عن النبي (تفسير القرطبي ج 7/ 298)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2004, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا نص للإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون):
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: (قوله {وما كنت تتلو من قبله من كتاب} الضمير في {قبله} عائد إلى الكتاب وهو القرآن المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؛ أي وما كنت يا محمد تقرأ قبله ولا تختلف إلى أهل الكتاب؛ بل أنزلناه إليك في غاية الإعجاز والتضمين للغيوب وغير ذلك فلو كنت ممن يقرأ كتابا ويخط حروفا {لارتاب المبطلون} أي من أهل الكتاب وكان لهم في ارتيابهم متعلق وقالوا الذي نجده في كتبنا أنه أمي لا يكتب ولا يقرأ وليس به قال مجاهد: كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يخط ولا يقرأ؛ فنزلت هذه الآية؛ قال النحاس: دليلا على نبوته لقريش؛ لأنه لا يقرأ ولا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ولم يكن بمكة أهل الكتاب فجاءهم بأخبار الأنبياء والأمم وزالت الريبة والشك.
ذكر النقاش في تفسير هذه الآية عن الشعبي أنه قال: ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى كتب. وأسند أيضا حديث أبي كبشة السلولي؛ مضمنه: أنه صلى الله عليه وسلم قرأ صحيفة لعيينة بن حصن وأخبر بمعناها قال ابن عطية: وهذا كله ضعيف، وقول الباجي رحمه الله منه.
قلت: وقع في صحيح مسلم من حديث البراء في صلح الحديبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعليّ: (اكتب الشرط بيننا بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله) فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك - وفي رواية بايعناك - ولكن اكتب محمد بن عبدالله فأمر عليا أن يمحوها فقال علي: والله لا أمحاه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرني مكانها (فأراه فمحاها وكتب ابن عبدالله).
قال علماؤنا رضي الله عنهم: وظاهر هذا أنه عليه السلام محا تلك الكلمة التي هي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وكتب مكانها ابن عبدالله وقد رواه البخاري بأظهر من هذا فقال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب وزاد في طريق أخرى: ولا يحسن أن يكتب فقال جماعة بجواز هذا الظاهر عليه وأنه كتب بيده منهم السمناني وأبو ذر والباجي ورأوا أن ذلك غير قادح في كونه أميا ولا معارَض بقوله {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك} ولا بقوله: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) بل رأوه زيادة في معجزاته. واستظهارا على صدقه وصحة رسالته وذلك أنه كتب من غير تعلم لكتابة ولا تعاط لأسبابها وإنما أجرى الله تعالى على يده وقلمه حركات كانت عنها خطوط مفهومها ابن عبدالله لمن قراها فكان ذلك خارقا للعادة؛ كما أنه عليه السلام علم علم الأولين والآخرين من غير تعلم ولا اكتساب فكان ذلك أبلغ في معجزاته وأعظم في فضائله ولا يزول عنه اسم الأمي بذلك؛ ولذلك قال الراوي عنه في هذه الحالة: ولا يحسن أن يكتب فبقي عليه اسم الأمي مع كونه قال كتب.
قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر: وقد أنكر هذا كثير من متفقهة الأندلس وغيرهم وشددوا النكير فيه ونسبوا قائله إلى الكفر وذلك دليل على عدم العلوم النظرية وعدم التوقف في تكفير المسلمين ولم يتفطنوا؛ لأن تكفير المسلم كقتله على ما جاء عنه عليه السلام في الصحيح لا سيما رمي من شهد له أهل العصر بالعلم والفضل والإمامة؛ على أن المسألة ليست قطعية بل مستندها ظواهر أخبار أحاد صحيحة غير أن العقل لا يحيلها وليس في الشريعة قاطع يحيل وقوعها.
قلت: وقال بعض المتأخرين من قال هي آية خارقة فيقال له: كانت تكون آية لا تنكر لولا أنها مناقضة لآية أخرى وهي كونه أميا لا يكتب؛ وبكونه أميا في أمة أمية قامت الحجة وأفحم الجاحدون وانحسمت الشبهة فكيف يطلق الله تعالى يده فيكتب وتكون آية وإنما الآية ألا يكتب والمعجزات يستحيل أن يدفع بعضها بعضا وإنما معنى كتب وأخذ القلم؛ أي أمر من يكتب به من كتابه وكان من كتبة الوحي بين يديه صلى الله عليه وسلم ستة وعشرون كاتبا.
ذكر القاضي عياض عن معاوية أنه كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (ألق الدواة وحرف القلم وأقم الباء وفرق السين ولا تُعور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم) قال القاضي: وهذا وإن لم تصح الرواية أنه صلى الله عليه وسلم كتب فلا يبعد أن يرزق علم هذا ويمنع القراءة والكتابة
قلت: هذا هو الصحيح في الباب أنه ما كتب ولا حرفا واحدا وإنما أمر من يكتب وكذلك ما قرأ ولا تهجى فإن قيل: فقد تهجى النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر الدجال فقال: (مكتوب بين عينيه ك ا ف ر) وقلتم إن المعجزة قائمة في كونه أميا؛ قال الله {وما كنت تتلو من قبله من كتاب} الآية وقال: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب) فكيف هذا؟ فالجواب ما نص عليه صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا ففي حديث حذيفة (يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب) فقد نص في ذلك على غير الكتاب ممن يكون أميا وهذا من أوضح ما يكون جليا.) انتهى من تفسير القرطبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ alfilq] ــــــــ[30 Apr 2004, 01:11 م]ـ
أخواني الأفاضل
لا استطيع أن أرد لكم الجميل على ما قدمتموه لنا من علم الا أن أقول لكم جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك وزادكم علما ونورا
فلقد حججنا بما تفضلتم به أعلاه من زعم أن الرسول علية الصلاة والسلام كان يكتب ويقرء
فلله دركم وجزيتم عنا وعن الاسلام خيرا وبركة
فلعلي لم أعطيكم الحق بالشكر والعرفان بما سطرت لكم لقلت ما كتبت ولكن يعلم الله أنني دعيت لكم بالتوفيق والسداد
تقبلوا تحياتي
وعساكم على القوة
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[12 Apr 2009, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أريد أن ألفت نظرك إلي أنه قد وقع منك سهواً عند ذكرك دليلا علي ان الله
قد بعث نبينا (صلي الله عليه وسلم) في الأميين فقد حدث تصحيف لنص الآية الكريمة
فقد كتبتها (وبعثنا في الأميين رسولا) والصواب قال تعالي في سورة الجمعة
(هو الذي بعث في الأميين رسولا ً منهم .............. الآية
التوقيع /ناصر محمد حسان
ـ[الخطيب]ــــــــ[12 Apr 2009, 08:16 م]ـ
الأخ السائل
يمكنك مراجعة هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=6791(/)
ما معنى (كليات القرآن)؟
ـ[طالب يتعلم]ــــــــ[29 Apr 2004, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما المقصود بكليات القرآن؟
وهل هناك كتاب فصّل في هذه المسألة مع ذكر أمثلة عليها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2004, 09:44 ص]ـ
لعلك تراجع هذا الموضوع، ففيه بعض الجوانب المتعلقة بسؤالك، فاقرأه كاملاً إن شئت:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=146
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2004, 09:51 ص]ـ
وقد بحث الأخ الكريم: بريك القرني موضوع كليات الألفاظ في التفسير، وهذه بعض المعلومات عنها، وقد نوقشت قبل فترة وهي رسالة قيمة:
اسم الباحث: بريك بن سعيد القرني
اسم المشرف محمد بن عبد الرحمن الشايع
عنوان الرسالة كليات الألفاظ في التفسير. دراسة نظرية تطبيقية
تاريخ التسجيل:. 1420 هـ
المرحلة: ماجستير
القسم: القرآن و علومه
الكلية: أصول الدين
الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
تاريخ المناقشة:1423/ 1424 هـ.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Apr 2004, 02:55 م]ـ
أخي الكريم
كما ذكر لك الأخ الفضل أبو مجاهد، فهناك رسالة علمية في الكليات التفسيرية.
وأذكر أن الأستاذ الدكتور محمد الشايع قد نبَّهني إلى التفريق بين الكليات التفسيرية، وكليات القرآن
فالكليات التفسيرية مثل (كل ما في القرآن من الخير فهو المال).
وكليات القرآن هي الجمل المبدوءة بكل، مثل: (كل نفس ذائقة الموت)، (كل من عليها فان)، وهذا النوع لم يُبحث ـ فيما أعلم، والله أعلم.
ـ[طالب يتعلم]ــــــــ[03 May 2004, 05:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[عبدالملك سرور]ــــــــ[24 Jul 2009, 03:47 م]ـ
لقد تحدث العلماء عن كليات الشريعة، وألفوا في علومها المؤلفات، فكتبوا في كليات العقيدة، وفي كليات الفقه، وفي كليات اللغة، وفي هذه الصفحات تقف على حديث حول كليات القرآن.
ومصطلح (الكليات) عموماً، يُقصد به المعاني والقواعد العامة المجردة، التي تشكل أساساً لما ينبثق منها، وينبني عليها من الجزئيات؛ وعليه فإن مصطلح (الكليات) هو المصطلح المقابل لمصطلح (الجزئيات).
ومصطلح (كليات القرآن) مستفاد من آيتين كريمتين؛ أولهما: قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} (آل عمران:7)؛ وثانيهما: قوله سبحانه: {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت} (هود:1).
فالآية الأولى بينت أن آيات القرآن الكريم قسمان: آيات محكمات، وآيات متشابهات؛ وأن المحكمات هي أصول وأمهات لغيرها، وأن مجمل الدين وشريعته قائم على هذه المحكمات. قال القرطبي: " المحكم أبداً أصل ترد إليه الفروع، والمتشابه هو الفرع "، وقال ابن عاشور: " صِنْف الآيات المحكمات يتنزل من الكتاب منزلة أمِّه، أي: أصله ومرجعه الذي يُرجع إليه في فهم الكتاب ومقاصده"؛ وقال أيضاً: " فالمحكمات هي أصول الاعتقاد، والتشريع، والآداب، والمواعظ ".
أما الآية الثانية فقد ذكرت أن القرآن الكريم عبارة عن آيات تمَّ إحكامها، ثم وقع تفصيلها، قال القرطبي: " أي: نظمت نظماً محكماً، لا يلحقها تناقض ولا خلل ".
ومن مدلول هاتين الآيتين نستطيع القول: إن القرآن الكريم - باعتباره الأصل الأول، والمرجع الأساس لدين الإسلام - لا بد أن يكون هو مستودع هذه الكليات ومصدرها، ولا بد كذلك أن تكون هذه الكليات مقدمة في التقديم والاعتبار.
ونزول القرآن بدأ بالآيات المحكمات الكليات التي كانت سابقة على آيات الأحكام التفصيلية؛ فالقرآن المكي اهتم بالدرجة الأولى بالكليات الأساسية والمبادئ العامة للشريعة الإسلامية، ثم نزل بعدُ في المدينة تفصيل أحكام الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشاطبي: " اعلم أن القواعد الكلية هي الموضوعة أولاً، والذي نزل بها القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، ثم تبعها أشياء بالمدينة، كملت بها تلك القواعد التي وضع أصلها بمكة، وكان أولها الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، ثم تبعه ما هو من الأصول العامة؛ كالصلاة، وإنفاق المال، وغير ذلك ... وإنما كانت الجزئيات المشروعات بمكة قليلة، والأصول الكلية كانت في النزول والتشريع أكثر. ثم لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، واتسعت خطة الإسلام، كملت هنالك الأصول الكلية على تدريج ".
والمقصود بـ (كليات القرآن) تلك الآيات التي تتحدث عن أمور كلية، تتعلق بجانب التصور والاعتقاد والأخلاق والسلوك والمقاصد. أو بعبارة أخرى: هي المعاني والمبادئ والقواعد العامة المجردة، التي تشكل أساساً ومنبعاً لما ينبثق عنها، وينبني عليها من تشريعات تفصيلية، وتكاليف عملية، وأحكام وضوابط تطبيقية.
وقد جاءت (كليات القرآن) كي تحدد القيم والمثل، وتنشئ تصوراً عاماً للكون والحياة، وتبين الغايات والمقاصد العامة التي يسعى التشريع لتحقيقها في حياة الناس، وفي الوقت نفسه، وضحت تلك الآيات أمهات المفاسد، وأصول الانحرافات التي تهدد حياة الإنسان، من عقدية وفكرية ونفسية وسلوكية ...
وعلى العموم يمكن القول: إن (الكليات القرآنية) قد تكفلت بإرساء الأساس النظري والإطار المرجعي، الذي ينبثق منه التشريع الإسلامي، وأن الشريعة الإسلامية قد تفصَّلت فروعها بعدما تأصلت كلياتها.
هذا، وقد عرض القرآن الكريم هذه الكليات من خلال أساليب متعددة ومتنوعة؛ فجاء كثير من هذه الكليات على لسان الرسل والأنبياء، من ذلك مثلاً ما جاء على لسان النبي صالح عليه السلام: {ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون} (الشعراء:151 - 152)؛ أو حكاية عما جاء في كتبهم وشرائعهم؛ ومن ذلك قوله سبحانه: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} (الحديد:25).
ثم إن هذه الكليات القرآنية منها ما جاء منصوصاً عليها بعبارات جامعة في آية، كقوله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} (النجم:39)، ومنها ما جاء في جزء من آية، وهذا كثير، كقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} (الأنعام:164)، ومنها ما جاء ضمن مجموعة من الآيات المتضمنة لعدة معان وأحكام كلية، كرفع الحرج عن الناس، فهذه الكلية ثابتة بعدة آيات، كقوله تعالى: {يريد الله أن يخفف عنكم} (النساء:28)، وقوله سبحانه: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (البقرة:185).
وكثير من الكليات القرآنية جاء في صيغ وصفية لأحوال ونماذج من الناس؛ إما بذكر صفاتهم المحمودة والممدوحة؛ لأجل الاتباع والاقتداء؛ وإما بذكر صفاتهم المذمومة والمستنكرة؛ لأجل الاجتناب والانتهاء، كقوله تعالى: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق} (الرعد:20)، وقوله سبحانه: {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون} (الرعد:37).
وقد تأتي الكليات القرآنية بصيغ خبرية تقريرية، على شكل مبادئ وقواعد، كما في قوله سبحانه: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها} (البقرة:286)، وقوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} (الحج:78).
وتأتي الكليات أحياناً بصيغتي الأمر والنهي، كقوله سبحانه: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} (الحجرات:9)، وقوله تعالى: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} (الأنعام:141).
وقد تأتي الكليات القرآنية مضمَّنة في الأدعية المطلوبة والمشروعة، كقوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} (الفاتحة:6)، وهو دعاء يعني: الطلب الدائم، والسعي الدائب لسلوك طريق الهداية والاستقامة؛ وقوله سبحانه: {لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} (يونس:85)، وهذا دعاء إلى الله وتوجه إليه ألا يجعل المؤمن موضع محنة وفتنة وبلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن مصطلح (الكليات) هنا مقابل لمصطلح (الجزئيات)، حيث إن الجزئيات كل ما يأتي تفصيلاً وتطبيقاً للكليات، سواء أكان ذلك منصوصاً عليه، أم مجتهداً فيه تنزيلاً وتطبيقاً؛ فمثلاً قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} (النحل:90)، فهذه الآية الكريمة أصل كلي يأمر بالتزام العدل عموماً، والإحسان إلى الغير، لكن قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} (البقرة:83) تفصيل لهذا الكلي، وكذلك قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا} (البقرة:83)، تطبيق لهذا الكلي.
وقوله سبحانه: {كونوا قوامين بالقسط} (النساء:135)، أمر كلي، يطلب من العباد أن يلتزموا القسط في شؤونهم كلها، صغيرها وكبيرها؛ أما قوله سبحانه: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} (النساء:58) فهو تفصيل وتطبيق لذلك الكلي.
و (كليات القرآن) خير معين للمفسر على تفسير كتاب الله، فهماً وتقييداً وتخصيصاً؛ كما أنها عون للفقيه من أجل الاستمداد منها فيما لا نهاية له من القضايا والمستجدات التي تطرأ على حياة الناس، وهذا مما امتازت به شريعة الإسلام على غيرها من الشرائع.
ومما ينبغي الإشارة إليه هنا، أن كثيراً من (كليات القرآن) قد قررتها الكتب السابقة عليه، ولا غرابة في ذلك، فما دام المصدر واحداً، وهو الله، ومادام المتلقي واحداً، وهو الإنسان، فمن الطبيعي أن تكون هذه الكليات من الأمور المشتركة بين شرائع السماء، يقول ابن تيمية: " وقرر - القرآن - ما في الكتاب الأول من أصول الدين وشرائعه الجامعة، التي اتفقت عليها الرسل؛ كالوصايا المذكورة في آخر الأنعام، وأول الأعراف، وسورة سبحان، ونحوها من السور المكية .. "، وهذا هو ما تشير إليه الآية الكريمة: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} (الشورى:13)، فالآية تدل على أن ما شُرع في دين الإسلام من الأصول والكليات هو نفسه الذي شُرع في شرائع الأنبياء السابقين.
هذا، ويمكن تصنيف كليات القرآن إلى أربعة أصناف أساسية: كليات عقدية، وكليات خُلقية، وكليات تشريعية، وكليات مقاصدية، وفيما يلي شيء من البيان حول هذه الأصناف الأربعة:
أولاً: الكليات العقدية: يقصد بها الأصول الاعتقادية الإيمانية الكبرى، التي تمثل المرتكزات الأولية للدين، ويأتي في مقدمة الكليات العقدية الإقرار بالله وحده لا شريك له، والإيمان بالأنبياء والمرسلين، والسعادة الأخروية للمؤمنين، والشقاء الأخروي للمعاندين.
ومن الآيات التي تقرر الكليات العقدية، قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} (الفاتحة:2)، فقد أثبت سبحانه الحمد لنفسه، ووصف نفسه بأنه رباً للعالمين؛ وقوله سبحانه: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} (التين:4 - 6)، فقد بيَّنت الآية أن السعادة الأخروية إنما هي من نصيب المؤمنين العاملين؛ وقوله سبحانه: {ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب} (آل عمران:195)، وهذا تقرير للثواب الحسن يوم القيامة؛ وقوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} (الأنعام:90)، أمر باتباع المرسلين والأنبياء السابقين، ونحو ذلك من الآيات التي تقرر أموراً عقدية.
ثانياً: الكليات الخُلقية: وهي كل ما يدل على صفة خُلقية، أو يحث عليها، ومن الآيات الدالة على هذه الكليات نذكر، قوله تعالى: {فاتقوا الله} (آل عمران:50)، والتقوى من أمهات الأخلاق، والتقوى كما قال الشيخ عبد الله دراز " هي الفضيلة المركزية في نظام الشريعة الإسلامية "؛ وقوله تعالى: {فاستقم كما أمرت} (هود:112)، والاستقامة من الصفات الخلقية الأساسية، الجامعة لمعاني الدين ومقاصده، والموجهة لما لا يحصى من أحكامه وآدابه؛ وقوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} (آل عمران:134)؛ وهذا مدح لمن اتصف بهذه الصفات الحسنة؛ وقوله تعالى: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} (البقرة:264)؛ وهذا نهي عن الامتنان؛ وقوله تعالى: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} (الإنسان:9)، وهذا وصف للمخلصين في أعمالهم، الطالبين رضا الله فحسب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثاً: الكليات التشريعية: هي المبادئ والقواعد المتصلة اتصالاً مباشراً بتفريع الأحكام العملية من تحليل وتحريم وإيجاب وإباحة وضبط وتنظيم، ومن الآيات القرآنية التي تدل على هذا النوع من الكليات قوله تعالى: {وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه} (الجاثية:13)، فهذه الآية وأمثالها تقرر أصل الإباحة والتسخير.
وقوله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب} (النحل:116)، وهذه الآية وما شابهها من آيات تبين أنه لا حلال إلا ما أحلَّه الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله.
وقوله تعالى: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} (الأعراف:157)، هذه الآية ونحوها تدل على أنه سبحانه أحل لعباده كل ما هو طيب في هذا الكون، وأنه حرَّم عليهم كل ما هو خبيث.
وقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} (البقرة:246)، هذه الآية وما شاكلها تدل على أن الأحكام والتكاليف والشرائع الصادرة من الله سبحانه إلى عباده، قد وضعت لهم حسب طاقاتهم وقدراتهم، وأنها لا تقتضي تكليف ما يكون خارجاً عن نطاق القدرة.
وقوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} (النساء:85)، قال القرطبي: " هذه الآية من أمهات الأحكام، تضمنت جميع الدين والشرع ".
وقوله تعالى: وقوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} (النحل:91)، فعهد الله - كما يقول سيد قطب رحمه الله - مطلق يشمل كل عهد؛ وقوله تعالى: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق} (الرعد:20)، وميثاق الله مطلق يشمل كل ميثاق.
وقوله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} (البقرة:188)، وهذه الآية ونحو ذلك من الآيات، تدل على أن كسب الأموال وتحصيلها، لا يكون إلا على وجه مشروع؛ وقوله تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} (الفرقان:67)، وهذه الآية ونحوها تدل على إن إنفاق المال لا ينبغي أن يكون إلا على الوجه المشروع.
وقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (المائدة:2)، وهذه الآية ونحوها تتضمن أمراً عاماً كلياً بالتعاون على كل ما هو بر، وكل ما هو تقوى، وتتضمن كذلك نهياً عاماً كلياً عن التعاون على أي إثم، أو أي عدوان.
رابعاً: الكليات المقاصدية: وهي المعاني الأساسية الجامعة، التي لأجلها خُلقت الخلائق، ووُضعت الشرائع، وعلى أساسها وُجدت الحياة والموت، والبعث والنشور.
ومن الآيات التي تقرر الكليات المقاصدية، قوله سبحانه: {ليبلوكم في ما آتاكم} (المائدة:48)، وقوله تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} (هود:7)، وقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات:56)، وقوله تعالى: {لعلكم تتقون} (البقرة:21)، وقوله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} (طه:123)، وقوله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} (التوبة:33)، وقوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم} (الجمعة:2)، وقوله تعالى: {وأوحينا إليهم فعل الخيرات} (الأنبياء:73)، وقوله سبحانه: {وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} (الأعراف:142)، وقوله تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} (الأعراف:56)، وقوله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} (الزلزلة:7 - 8)؛ وقوله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} (الحديد:25)، ونحو ذلك من الآيات التي تفيد بيان مقاصد الشرع الحنيف.
ومما يجدر ذكره ختاماً، أن هذا التصنيف للكليات القرآنية ليس تصنيفاً حصريًّا، لا سبيل للقول بغيره، بل هو تصنيف اجتهادي تقريبي، وبالتالي فلا غرابة ولا إنكار على ذكر أصناف أُخر تظهر للمتأمل والناظر في كتاب الله، فهو كتاب الله المفتوح، الذي لا تنقضي عجائبه.
اقتباسا من اسلام ويب(/)
المصطلحات القرآنية
ـ[عصمت الله]ــــــــ[29 Apr 2004, 09:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا إخواني رحبوا بي فأنا الجديد في الملتقى
و أرجو من لديه علم بما كتب حول المصطلحات القرآنية من كتاب أو مقال أو بحث أن يزودني به أو يدلني عليه
و له الشكر والدعاء مسبقا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2004, 01:53 م]ـ
هذا عرض كتاب تناول ما سألت عنه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1141&highlight=%E3%D5%D8%E1%CD%C7%CA+%DA%E1%E6%E3+%C7%E 1%DE%D1%C2%E4
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2004, 07:29 م]ـ
هناك أيضاً كتاب: (مصطلحات علوم القرآن) عرض وتحليل واستدراك
للأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي
وقد طبع عام 1423هـ.
وهناك كتاب: (أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم)
للدكتور مساعد بن سليمان الطيار
وقد طبع الطبعة الثانية بدار ابن الجوزي عام 1423هـ ويحتوي على تعريفات كثيرة لمصطلحات علوم القرآن.
وقبل ذلك هناك كتاب (البرهان في علوم القرآن) للزركشي، وكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي وهما من المصنفات المتقدمة في هذا العلم، وعليهما دارت كثير من المصنفات بعد ذلك.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[29 Apr 2004, 10:24 م]ـ
أخي الكريم عصمت الله: ارجو تحديد مرادك بالمصطلحات القرآنية، وذلك بذكر بعض الأمثلة التي تقصدها لعلنا نفيدك.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[04 May 2004, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
أريد كتب على غرار ما كتب السيد الإمام أبو الأعلى المودودي في " المصطلحات الأربعة في القرآن"
أو بتعبير آخر:
كلمة وردت في القرآن الكريم -طبعا- لها معنى لغوي باللغة العربية و لكن لم يرد القرآن هذا المعنى اللغوي فقط و إنما أضاف إليه شيئا آخر زائد على اللغة مثل: التقوى، الظلم، الصلاة
و أشكر الإخوة الذين تجاوبوا على تجاوبهم بالسرعة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 May 2004, 01:07 م]ـ
أخي الكريم:
لعلك تجد بغيتك في كتاب (التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن)
تأليف: عودة خليل أبو عودة
نشر مكتبة المنار بالأردن
هاتف المكتبة: 983659
ـ[عصمت الله]ــــــــ[08 May 2004, 08:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
شكرا للأخ الكريم مساعد الطيار على دلالته و لكن الكتاب صعب الوصول إليه هل أرجو منه أن يدلني على شيئ موجود على النت؟
ـ[خلود]ــــــــ[07 Mar 2005, 07:44 م]ـ
السلام عليكم.
الفاضل: د. عبد الرحمن الشهري -جزاه الله خيرا -تفضلتم بالإشارة إلى كتاب (مصطلحات علوم القرآن) عرض وتحليل واستدراك
للأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي
وسؤالي عن دار طباعة ونشر هذا الكتاب؛لأني بحثت عنه في عدد من المكتبات العامة والخاصة فلم أجده.
وبورك فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2005, 09:05 م]ـ
الأخت الكريمة خلود
الكتاب ليس عليه إشارة لدار نشر، فيبدو لي أن المؤلف قد نشره على نفقته الخاصة. وقد صدر الإذن بطباعته عام 1423هـ وهو متوفر في المكتبات كالرشد والعبيكان. ولونه أخضر فاتح مع برواز زخرفي في الجهة اليمنى، غلاف.(/)
تعالوا نكمل تفسير الآية التالية
ـ[محمد نور لبني]ــــــــ[29 Apr 2004, 05:49 م]ـ
تعالوا نكمل تفسير الآية التالية
أرجو من أهل العلم المساعدة في أكمال تفسير الآية التالية والاجابة عن الأسئلة وجزاكم الله كل خير
يقول الله تعالى:
بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ {44}
سورة الأنبياء
يقدم الدكتور زغلول النجار رئيس هيئة الاعجاز العلمي التفسيرين التاليين:
1.إنقاص الأرض من أطرافها بمعني إنكماشها على ذاتها وتناقص حجمها باستمرار:
إن حجم الأرض في بداية خلقها كان على الأقل يصل إلي مائة ضعف حجم الأرض الحالية وأن هذا الكوكب قد أخذ منذ اللحظة الأولى لخلقه في الانكماش على ذاته من كافة أطرافه. وكان انكماش الارض على ذاتها سنة كونية لازمة للمحافظة علي العلاقة النسبية بين كتلتي الأرض والشمس , هذه العلاقة التي تضبط بعد الأرض عن
الشمس , ذلك البعد الذي يحكم كمية الطاقة الواصلة إلينا
وهذا الانكماش مستمربشكل دائم
2. انقاص الأرض من أطرافها بمعني تفلطحها قليلا عند القطبين , وانبعاجها قليلا عند خط الاستواء:
أي أن الكرة الأرضية تنضغط من القطبين مما يؤدي إلى تناقص قطرها بتجاه القطبين وزيادة قطرها باتجاه الاستواء
=============================================
((تفاصيل التفسير من الرابط التالي
http://www.al-madinah.info/nour/1.doc
))
لنكمل تفسير الآية:
1.التفسيرين السابقين في انكماش الأرض أو تناقص قطر الأرض باتجاه القطبين هي ظواهر بدأت منذ تكون الكرة الأرضية وهي مستمرة بدون انقطاع حتى الآن وإلى يوم القيامة فهل تعطي الآية معنى الاستمرارية
هل يؤدي استخدام الفعل المضارع "ننقصها"معنى الاستمرارية اللامنتهية أرجو ذكر القواعد اللغوية في ذلك
2.ما الغرض من قوله تعالى "نأتي الأرض "
3.ما معنى قوله تعالى "بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ" وماعلاقتها بذكر الظاهرة تناقص الأرض(/)
عضوه جديده وطلب مساعده
ـ[أمل]ــــــــ[29 Apr 2004, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى أن تقبلوني معكم في هذا المنتدى المفيد والرائع بفضل وجودكم ومشاركاتكم
وأرجو مساعدتي بوضع سايت دلائل الاعجاز للشيخ الجرجاني أو اعجاز القرآن للباقلاني.
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2004, 08:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك في ملتقى العلم والخير ملتقى أهل القرآن والتفسير
وهذا رابط كتاب دلائل الإعجاز:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=209
ـ[أمل]ــــــــ[30 Apr 2004, 02:19 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا لك أخي العزيز وجزاك الله خير.
ـ[أمل]ــــــــ[30 Apr 2004, 04:23 م]ـ
السلام عليكم
للأسف لم يفتح معي هذا الرابط: (
أرجو المساعده ............. وشكرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2004, 05:14 م]ـ
يمكن الاشتراك مجاناً في موقع الوراق والحصول على الكتابين معاً.
موقع الوراق ( http://www.alwaraq.com/)
ـ[أمل]ــــــــ[01 May 2004, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير
وشكرا(/)
أمية الرسول صلى الله عليه وسلم من أدلة إلهية القرآن
ـ[الخطيب]ــــــــ[30 Apr 2004, 05:47 ص]ـ
قرأت لأحدهم مقالا بعنوان (أمية محمد في ميزان العقل والنقل) قد صب فيه جام غضبه على أمتنا المحمدية لأنها تتباهى – حسب زعمه – بأمية رسولها ويقول في ذلك:
اقتباس:
لم أرى طيلة حياتي أمة تتباهى وتتفاخر بأمية زعيمها (نبيها) مثل الأمة الإسلامية. التي أخذت من أمية محمد مصدراً للتفاخر والاعتزاز.وكأن الجهل وقلت المعرفة شيئاً يعتز به ويبني أصحاب نظرية الأمية، نظريتهم هذه على بعض الآيات القرآنية التي أساءوا تفسيرها وتأويلها مفسري القرآن.
ـــــــــــ
هكذا آثرت أن أنقل كلامه بطريقة القص واللصق على ما فيه من أخطاء بدهية أتركها لفطنة القارئ وليفرح المسلمون بمستوى ناقديهم.
وفي بقية المقال أمضى الكاتب رحلة وسيطة هدف من ورائها إلى إثبات أن لفظ أمي إنما يعني من ليس إسرائيليا - فاللفظ بحسب رأيه - مصطلح توراتي أي ليس له في العربية مدلول.
وودت لو أنه تمتع بالإنصاف فذكر أن اللفظ عربي له معان مستخدمة منها كذا وكذا وليرجح الرأي الذي يراه ولو كان توراتيا، ونحن بدورنا نناقشه فيما وصل إليه فإن كان حقا قبلناه، وإن كان باطلا رددناه عليه، أما أن يقف عند حد أن اللفظ توراتي بدون الإشارة إلى تضمن اللغة العربية له تقريرها أن الأمي هو من لا يقرأ ولا يكتب فهذا ما لا يقبله منصف.
لكن ما سر العداء بين الكاتب ولفظ الأمي بمعناه المعروف من جهة ثم بينه وبين المتفاخرين بأمية رسولهم – حسب تعبيره – من جهة أخرى؟
هذا ما أفصح عنه من خلال مقالته التي اعتمد في استخلاص أصولها من روايات واردة في كتب الصحاح المعتمدة لديه ومنها:
طبقات اللغويين والنحاة، وصبح الأعشى، وكتاب الأستاذ الحداد (في سبيل الحوار الإسلامي المسيحي)
أين مراجعه اللغوية؟ أين مراجعه الحديثية؟ أين، أين ........ ؟
كل هذا لا قيمة له لأنه لن يحقق المطلوب.
الحاصل أن الكاتب أراد أن يثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مجيدا للقراءة والكتابة وأهم دلائله على ذلك أن لفظ الأمي لا يطلق في رأيه على من لا يجيد القراءة والكتاب بل على غير الإسرائيلي
والكاتب بالطبع لا يريد إثبات فضيلة للنبي صلى الله عليه وسلم بادعاء أنه كان يعرف القراءة والكتابة بل يريد أن ينفذ إلى ما وراء عرضه بادعاء أن القرآن من تأليفه حيث لا غرابة في ذلك إذا كان مجيدا للقراءة والكتابة وكأن القراءة والكتابة هما المحك والفيصل وهما علة تأليف القرآن – حسب زعمهم – وكأن كل قارئ كاتب قد صار عالما نحريرا، ولأن الكاتب قد ذكر – وهو في ذلك محق - أن في مكة من يقرأ ويكتب فنحن نحاججه فلماذا لم يأت كتبة مكة وقراؤها بمثل القرآن بل لماذا آمنوا به وأذعنوا له وهم في القراءة والكتابة والبلاغة المكتسبة من وحدة القبيلة مثل مؤلف القرآن؟
يقولون هنا: بالتأكيد قد جاءوا بذلك لكن التاريخ لم يثبت إلا فوضى مسيلمة وحتى هذه فيها شك.
ونقول لهم: دعونا نصدقكم في دعواكم أن العرب قد جاءوا بمثل القرآن لكن التاريخ ظلمهم لكنكم لم تجيبونا: لماذا آمن به من آمن من أهل مكة بمجرد صدوعه بالدعوة وقراءته القرآن إذا كان ما جاء به في عرفهم أمرا مستطاعا فإن من آمنوا به هم – بلا شك - كمن يتوهم أنهم قد جاءوا بمثل القرآن في البلاغة سواء؟
أي لماذا آمن أبو بكر وعلي وعثمان وعمر وطلحة والزبير وسائر إخوانهم من أهل البلاغة واللسن لماذا صدقوا بالقرآن إن لم يكن خارقا؟
قد كان صلى الله عليه وسلم بمكة من أفقرهم ليس له والد يدفع عنه ولا ولد يسانده أي لم تكن له سطوة على من آمنوا به بل كانت السطوة لمن كفروا فالعدد عددهم والعدة عدتهم ورغم ذلك سارعوا إلى الإيمان به وصبر صلى الله عليه وسلم وصابر حتى هدى الله إليه من الخلق من لا يحصون عددا
وهكذا يدور المعارضون في حلقة مفرغة حول مركز واحد هو دعوى بشرية القرآن الكريم
وحين نحاججهم قائلين لماذا لم يأت أحد بمثله إذا كان بشريا؟
يقولون هي العبقرية أي أنهم يعترفون بأنه غير عادي لكن الشيطان يمسك ألسنتهم عن تجاوز العبقرية إلى الإقرار بالنبوة.
ولماذا لم يتعبقر غيره ليأتي بمثل ما جاء به؟
وما قولكم في إخباره بماض قد اندرس ومستقبل قد وقع كما ذكر؟
هل للعبقرية في ذلك مجال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولماذا لم ينسبه إلى نفسه ونسبه إلى ربه فالناس يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وهو يتبرأ مما فعل؟
شيء غير معهود في طباع بني البشر التي جبلت على الفخار والغرور والعجب.
يقولون إنه قد تعلمه من ورقة أو غلام نصراني أعجمي – يا للعجب - كان يختلف إليه بمكة.
ومن ثم كان رد القرآن قاطعا:
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}
ولماذا لم يأت المعلم إذن بمثل ما جاء به إن لم يكن أفضل منه؟
والجواب جاهز طبعا:
إنه التلميذ الذي فاق أستاذه.
لكن ألم يكن لهذا الأستاذ مقدرة على أن يأتي بأي شيء؟ فماذا علمه إذن؟
وأخيرا وددت من كاتب المقال أن يذكر لنا لماذا لم يكتب النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بنفسه إذن، بل كان في أحلك الأوقات يرسل إلى الكتبة ليدونوا ما نزل حتى إنه استدعى زيد بن ثابت ليدون فقط هذه العبارة {غير أولي الضرر} فلماذا لم يكتبها بنفسه؟
وإن أجاب بأنه صلى الله عليه وسلم كان يكتب القرآن فهل سيقبل ورفاقه فكرة أن القرآن لم يُحرَّف من قبل الكتبة حيث كاتبه عين مؤلفه؟
هل، هل ............ أسئلة كثيرة تكشف عن زيف المكتوب فهل ندع ما ثبت لدينا يقينا لكتابات من هذا النوع ليست وثيقة الصلة بالمصداقية العلمية.؟
كل هذا ليس مهما للتبوأ ناصية الكتابة بمواقع حساسة ودوريات واسعة الانتشار ويوميات تباع بالملايين فقط امتلك الجرأة على الله ورسوله وستفتح أمامك كل المغاليق.
حسبنا الله ونعم الوكيل
وصدق الله:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ 47 وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ 48 بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ 49 وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ 50 أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 51 قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 52}
ـ[الخطيب]ــــــــ[30 Apr 2004, 05:49 ص]ـ
أتابع هنا تتمة ما بدأت لأن من وقفوا على أن الكتابيين كانوا يطلقون على العرب: وصف أميين لم يفقهوا أن بين الأمي الذي هو العربي أو غير الكتابي مطلقا، وبين الأمي الذي هو غير عالم بالقراءة والكتابة قرابة ورحما من جهة المعنى، فلنتصفح إذن أمهات المعاجم وكتب التفسير والمفردات لندرك بعد هذا التصفح أن لفظ الأمي يطلق إطلاقا أصيلا على الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الحالة التي خرج عليها من بطن أمه حيث لم يخرج أحد عالما أو قارئا كاتبا وفي هذا المعنى جاء قوله سبحانه: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} وكانت اليهود تطلق على العرب " أميين " لأنه لم ينزل إليهم كتاب وهذا سر عدم اتجاههم إلى القراءة والكتابة لأن الأمة التي يكون منهاجها الديني مسطورا في كتاب مقدس تتجه عادة إلى التعلم والتعليم لإجادة قراءة وكتابة كتابهم المقدس، وهذا سر انتشار القراءة والكتابة لدى الكتابيين في هذا العهد أكثر من انتشاره وعلى هذا فلفظ الأمي متجه في معناه الأصل ومعانيه المتفرعة عنه إلى عدم إجادة القراءة والكتابة والمعنى اتبعوا هذا النبي الأمي المنتسب إلى الأمة الأمية التي لم ينزل عليها كتابا لتقرأه ضرورة أنه لم يبعث إليها رسول.
يقول القرطبي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(الأمي) منسوب إلى الأمة الأمية، التي هي على أصل ولادتها، لم تتعلم الكتابة ولا قراءتها؛ قال ابن عزيز. وقال ابن عباس رضي الله عنه: كان نبيكم صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ ولا يحسب؛ قال الله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) العنكبوت: 48]. وروي في الصحيح عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب)
ما الحكمة في كون الرسول أميا ولماذا التباهي والتفاخر بهذا الوصف على حد وصف المدعي؟
لا أعتقد أن القارئ من عدم عدم الوعي بحيث يحتاج إلى أن نبين له أن الأمية هنا دليل مصداقية لأن هذا النبي الذي يعرفونه جيدا ويدركون أنه مثل غالبيتهم لا يقرأ ولا يكتب ورغم هذا فقد جاءهم بهذا الكتاب المبين المتضمن من المعارف السابقة واللاحقة ما لا يعرف في سابقه إلا بتعلم وبلوغ رتبة فوق طاقة البشر، وفي لاحقه بما يحتاج إلى وقوف على الغيب.
ولأنه لم يكن هذا أو ذاك فقد ثبت أنه ما جاء بذلك إلا من خلال وصله بقوة فوق قوة البشر، ولأنه قد أعلن أن هذه القوة فوة إلهية وجاءهم على صدق دعواه بالمعجزات الحسية والمعنوية وفوق ذلك كله معجزته الكبرى القرآن، فقد لزم تصديقه ضرورة أنه جاء بذلك وهو الأمي الذي لم يختلف يوما إلى معلم ولم يبارح مكة هائما في رحلة علمية أو سائحا لحاجة معرفية ولم يتبع دينا كتابيا كاليهودية أو المسيحية.
ولنتخيل لو كان محمد صلى الله عليه وسلما متعلما قارئا كاتبا هل كانوا سيقبلون على القرآن وما جاء به إقبال الواثقين بأنه من عند الله أم كانوا سيقنعون بأن ما جاء به هو نتيجة تعلمه؟
بالطبع هذا ما كان سيحدث، بدليل أن مدعي عدم الأمية الآن يريدون أن يصلوا إلى تلك الغاية.
أدلة القائلين بعدم أمية الرسول صلى الله عليه وسلم ودمغها:
يحتج القائلون بعدم أمية الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه كان متعلما بعدة أدلة أهمها:
1 - أن لفظ الأمي يطلق على غير الكتابي في مصطلح الكتابيين، وهذا ما نقشناه فيما مضى حيث أبرزنا الصلة الحميمة بين المعنيين المطروحين على بساط البحث.
2 - يقولون: إن أول آية نزلت في القرآن هي قوله تعالى: {اقرأ} فكيف يأمره بالقراءة ما لم يكن قارئا؟ والجواب أنه أمره بذلك ليوقفه على أن المسببات وإن كانت مرهونة بأسبابها، لكنها أمام سلطان الله ليست كذلك، فها أنت يا محمد أمي لا تقرأ ولا تكتب، ولكن الله سيعينك على حفظ ما سنزله عليك أفضل من حفظ من يجيدون القراءة والكتابة والمذاكرة، ولذا قال له {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} أي مستعينا به فمنه العون وقد أعانه وضمن له الحفظ وقال له: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ .. } وهؤلاء الذين استدلوا بالآية على دعوى إجادته القراءة نسوا الملابسة التي أحاطت بنزول الآية
ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: الصحيحين عنها قالت: أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم؛ فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه الليالي ذوات العدد، قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك؛ ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها؛ حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال: (اقرأ) فقال: (ما أنا بقارئ - قال - فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني) قال: "أقرأ " فقلت: "ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم "
إنه يصرح بأميته ويقول: " ما أنا بقارئ " ويكررها، فهل يصلح هذا دليلا على صدق الدعوى؟
3 - يقولون: إن علي بن أبي طالب كان يجيد القراءة والكتابة وفيه دليل على أن محمدا – صلى اله عليه وسلم – كان يجيد ها أيضا لأنه تربى مع علي في بيت عمه أبي طالب، فلا يعقل أن يكون علي قد انفرد بذلك دونه.
وللجواب جوابا مختصرا قاطعا عن ذلك لابد من كبت دافع التهكم والسخرية، فما أوهى الأدلة إن كان هذا دليلا، وكأن كل بيت فيه متعلم واحد قد صار دليلا على تعلم البيت كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أعتقد أنني بحاجة إلى رد هذه الترهة بأكثر من الاحتجاج بالواقع الذي نعيشه فمع يسر وسائل التعلم وإجباريته أيضا تبلغ نسبة الأمية في بلادنا معدلات عالية وبعضها أعلى من بعض – عذرا لأنني لا أمتلك أحدث الإحصائيات حول هذا الموضوع – نرى رأي العين بيوتات يزيد تعدادها على عشرة أبناء ولم يتعلم منهم إلا فرد واحد أو اثنان أو ...
من الشواهد الدالة على أمية الرسول صلى اله عليه وسلم:
1 - ورود آيات كثيرة في القرآن الكريم شاهدة بذلك ومنها قوله تعالى:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} (الأعراف: 157)
ومن ذلك اعتراف الكفار بأميته وعدم معرفته القراءة والكتابة قال تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفرقان: 5) فقولهم: اكتتبها أي كتبت له لتتلى بعد ذلك على مسامعه صباح مساء.
ومنه قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48)
2 - عندما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء أول مرة بمستهل سورة العلق {اقرأ} كان رده المؤكد بالتكرار: ما أنا بقارئ ومثل هذه الصياغة تفيد العموم حيث النكرة " قارئ " وقعت في سياق النفي والمعنى: لا أجيد أي لون من ألوان القراءة.
3 - اتخاذه صلى الله عليه وسلم كتبة للوحي دليل بارز على أميته إذ لو لم يكن كذلك لكتب القرآن بنفسه فإن قيل: ذلك عسير عليه أن يكتبه بمفرده قلنا: لا عسر في ذلك فالقرآن نزل منجما في ثلاث وعشرين سنة، وكثير من الصحابة كتبوا مصاحف لخاصة أنفسهم، وإذا لم يتفرد بهذا فلا أقل من أن يقوم معاونا للكتبة مشاركا لهم، فإذا لم يفعل صلى الله عليه وسلم هذا مع توفر الدواعي إلى مثله فقد دل على أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب. وقد مضى أنه أرسل إلى زيد بن ثابت ليكتب له {غير أولي الضرر}
4 - كان صلى الله عليه وسلم يعاجل جبريل بالقراءة عند نزوله عليه بالقرآن خشية أن يتفلت منه فضمن الله له الحفظ وأنزل عليه قوله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (القيامة: 16 - 18) والشاهد أنه لو كان كاتبا قارئا لما خشي ذلك لأن عليه فقط أن يدون ما نزل ليرجع إليه عند الحاجة، ولأن ذلك لم يحدث فقد دل على أنه أمي.
5 - في فداء أسرى بدر جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء الواحد منهم أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين، وهذا تنبه منه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية العلم فنحن مطالبون به ديانة، وعليه فلو كان مجيدا للقراءة والكتابة لقام بتعليم الصحابة وأبناءهم ضرورة أنه معلم الأمة، فإن قيل: كان من الممكن أن يعهد بذلك لأحد المسلمين القارئين الكاتبين قلنا: لم يكن واحد منهم ليؤثر في المتلقين تأثير النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وهذا معروف، فلما لم يحدث هذا فقد دل على أميته.
6 - النبي صلى الله عليه وسلم صرح بهذا عندما قال – كما ورد في الصحيح -:
" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " فهذا تصريح واضح مصدر بإن التوكيدية ومذيل بجملة توضيحية تفسيرية " لا نكتب ولا نحسب "
فهل لمدعي عدم الأمية بعد هذا قول؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 Apr 2004, 09:28 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا.
حسنٌ .. فما رأيكم في هذا الكلام على موقع المنظمة الإسلامية للعلوم للتربية و العلوم و الثقافة؟
http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Quran/P3.htm
و خصوصاً تفسيره لحديث " نحن أمة أمية "!!
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 May 2004, 07:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
جزى الله الجميع خيرا، وهذا موضوع مما أختبأنا منه زمنا، تارة بالتملص والتحوير، وتارة بالتكلف في التأويل ..
وأنا ممن يتبنى رأي صاحب المقال التالي جزاه الله خيرا، وأعرضه هنا لعموم الفائدة ان شاء الله:
الأمي" .. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب ..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
إن ما وصلنا من "آراء" الأولين من المفسرين والمأولين في هذا الباب, لا يطمئن إليها قلب المؤمن السائل المتدبر، فهم -جزاهم الله خيراً-، اجتهدوا ما استطاعوا, ولنا نحن المؤمنون أن نضع رحالنا حيث تطمئن قلوبنا, فهي آراؤهم أولاً وأخيراً, ولو كان فيما نقلوه إلينا نص محكم من آية أو حديث, لسلمنا وآمنا, ولكننا نسمع كما يسمعون, ونؤمر كما يؤمرون, ونخاطب بالقرآن كما يخاطبون, فاللهم ليس "الأمي" كما تقول التفاسير, والله أعلم بالحق والمراد.
الحق أن هذه التفاسير تصلح مثلاً لنا لتقعيد مفهوم حديث النبي عليه الصلاة والسلام عمن قال بالقرآن "برأيه" –وإن كان أهل الحديث لا يحتجون به ولا يستندون إليه-، فهذه الاجتهادات، هي قول "برأي" أولاً وأخيراً، بقي قائلوها من صالحينا وأكابرنا على عهدنا فيهم من الهدى والسداد، دون أن يتبوؤا مقاعدهم من النار، كما يفهم من يطلق الحديث لهواه!.
فالحديث مطلق عام عن "من قال برأيه", لا يحابي أحداً ولا يستثني أحداً, بعد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وأظهر ما وصلنا منهم، أن يحملوا "الأمّي" على الذي لا يقرأ ولا يكتب فهو على حاله التي ولدته فيها "أمه".
أو أن يحملوها على المبعوث من الأمة "الأمّية"، على قاعدة "القرآن" الراسخة في تقسيم الناس الى أمتين، أمة أمّية لم يؤتها الله كتاباً، ولم يرسل إليها رسولاً، وأمّة "كتابية" أتاها الرسول وجاءها الكتاب، كاليهود والنصارى, بدليل الآية, {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم}، والناس كانوا "أمّة" اختلفت فيما بعد، فأنزل الله إليهم الكتاب {كان الناس أمّة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق}، فأصل الناس كما هو ظاهر "أمّيّون" ثم أنزل الله الكتاب.
فقد تكون "كتابياً" وأنت لا تقرأ ولا تكتب ..
وقد تكون "أمياً" وأنت تقرأ وتكتب!.
فالأمي عند علمائنا، الذي بعث من "الأميين"، ولكن ظاهر الكتاب للمتدبر على خلاف هذا، ولا يحق لأحد أن يلزم الناس بشيء لم يلزمهم به رسول الله أو صحابته فيما فهموه عنه مجمعين عليه كاتبين له, تقرأه العامة والخاصة.
السؤال الأصل
لم ترد "الأمي" وصفاً لرسول لله في القرآن إلا مرتين، ولم يوصف بها -فيما نعلم- نبياً غير محمد عليه الصلاة والسلام، فوردت مرة في دعوة اليهود والنصارى لوجوب إتباعه على أنه "الرسول النبي الأمّي"، ثم في الآية التي تليها مباشرة من سورة الأعراف 158، {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض، لا إله إلا هو، يحيي ويميت، فآمنوا بالله "ورسوله النبي الأمّي" الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}.
فبهذه الصفات الثلاث متتالية يوجب الله على الناس جميعاً -بما فيهم أهل الكتاب– أن يتبعوا هذا "الرسول النبي الأمّي" ..
وها هنا أصل السؤال!.
فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه.
ثم من يضمن لنا ببينة، أنه لم يكن نبي لا يقرأ ولا يكتب غير رسول الله محمد، وأكثر النبيين "أمّيين" على المعنى الثاني في التفسير, حتى الساعة التي يؤتوا فيها صحيفة، أو يؤمروا باتباع كتاب، فلم يعد رسول الله بهذا "أمّيا" بالمعنى الثاني للتفسير, عند أول أية تلقاها.
وجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
إذا ماذا؟.
القرآن أَولى بالتصديق، وظاهرُه أولى بالإتباع، فهو من أوَّلِه كتابٌ عربيٌ مفصَّل مبيَّن.
(يُتْبَعُ)
(/)
فـ "الأمّي" أصلها "أُمْ" أضيفت إليها ياءُ النسبة، ك"مكِّي" نسبة لمكة، والأم بلسان القرآن العربي: الأصل والأول، فأم الرجل أصله وأوله ومنشأه، كما في سورة القَصَصْ {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في "أُمِّها" رسولاً}، أي في أصولها وجمعها, وليس هناك مسلم لا يعرف "أم الكتاب" التي في أول القرآن وأصله, وهي السبع المثاني والقرآن العظيم بوصف النبي المعصوم لها، بكونها "أم الكتاب".
وأية آل عمران دليل آخر "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب" بما تحمله الآية من معاني الأصول والجوهر.
فهو بذلك الرسول النبي "الأصل" و"الأول" بكل ما تعنيه الكلمة من معاني"الأصل" في الرسالة والمنشأ, وحتى "أصل" اللغة واللسان!.
فهو كما في صحيح الحديث: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته", فلم يُبعث نبي ولم يرسل رسول إلا على "لا أله إلا الله محمد رسول الله"، كما تقرره آية آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين}.
"وفي الحديث: "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني".
تبدو واضحة
فهو بهذا "أم" الرسالة والنبوة، لم يرسل رسول ولا نبي، إلا وأُمر باتباع "الرسول النبي الأمّي", وأن يأمر قومه باتباعه! وهذا ما يشهد له "إمامة" النبي للنبيين في المسجد الأقصى!.
فكان بذلك كل نبي ورسول يرسل الى قومه خاصة وهو يعلم أن محمدا رسول الله، ويأمر بها قومه، حتى إذا أدى كل نبي ما عليه في كل الأمم، بُعث الرسول النبي "الأمّي" عامة لكل الأمم، فكل الرسل والنبيين مقدِّمون "خاصون" للرسالة العامة "الأم" بالرسول النبي "الأمّي".
ثم هي في القراءات القرآنية من غير المتواتر, ولكن لها سند يرفعها, فقد قُرأت "الأَمي", بالألف المفتوحة, كما أوردها ابن جني, وعلق عليها بقوله: هو الذي يأتم به من قبله!. فيما الأصل أن يأتم به من يأتي بعده, ولكن هذه القراءة تؤكد ما ذهبنا إليه, فهو النبي "الإمام" للنبيين الأولين وللناس كافة.
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة, لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
أمية أخرى عظيمة
فهو رسول الله الى الناس جميعاً كونه "الأمّي", نسبة الى منشأ الناس الأول، وقريتهم الأم "أم القرى"، كما في الأثر: "كانت الكعبة خشعة على الماء ثم دحى الله الأرض من حولها"، فكانت مكة أول ما تشكل على ظهر البحر، ثم انبسطت الأرض من حولها، {لتنذر أم القرى ومن حولها} و {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة}، فمكة "أم القرى" وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة.
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، ولعل هذا الفهم الذي نطرحه، ما قد يحل سؤالاً عظيماً, ألا وهو ..
ما ورد في سورة أية إبراهيم {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، فأرسل نوح بلسان قومه ليبين لهم، وكذا موسى وعيسى، وسائر النبيين، فإذا كان رسول الله محمد رسول الى الناس جميعاً، وكتابه الوحي رسالة الناس جميعاً, وجب أن يكون لسانه لسان الناس جميعاً, وهذا ما لم يكن فيما يظهر لنا ونراه, فكيف يستقيم هذا؟! , وكيف يعقل أن موسى النبي الخاص لبني اسرائيل يبعث بآية يعقلها كل أهل الأرض, ومثله عيسى ابن مريم, ويرسل محمد رسول الله إلى الناس جميعاً بآية لا يعقلها إلا خاصته وقومه؟! , هذا إلا أن يكون أمراً آخر وأعظم مما كان يبدو لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فآية إبراهيم تحل مسألة وتفرض فرضاً، نقرأه بالمفهوم اللازم للنص، أنه إن كان كل رسول يرسل بلسان قومه، فيكون لسان القوم لسان نبيهم, وأرسل محمد عليه الصلاة والسلام الى الناس جميعاً, لزم أن يكون لسان الناس جميعاً, لسان نبي الناس جميعاً, محمد عليه الصلاة والسلام بلسانه العربي "الاُم", الذي أرسل به وأنزل به كلام الرب الذي خلق الناس جميعا!.
فهو بهذا أرسل بلسانهم "الأم" الذي كان عليه الناس أول ما كانوا, ثم تبدلت ألسنتهم واختلفت, فعليهم هم أن يرجعوا إلى لسانهم الأم, لسان نبيهم "الأم" محمد.
وليس بين كل إنسان مهما كانت لغته وعمرها وأمته وحضارتها, ليس بينه وبين لسان النبي "الأم" إلا أم هذا الانسان وأبوه, فإن نشأ الغلام الصيني مثلاً بين العرب تكلم بلسانهم كواحد منهم بلا خلاف, دون أن يكون لخمسة آلاف سنة من حضارة قومه شأن ولا مانع.
وفي القرآن شاهد على ما نقول، فالقرآن لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن.
وآية سورة "فصلت" تفصل هذا بوضوح، {ولو جعلناه قرآناً أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}، فالأعجمي بنص الآية غير مفصَّل ولا مفصِّل، إنما هاتان الصفتان للسان" العربي, {ولقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين}، فالأعجمي لا يبين، إنما العربي هو المفصل المبين, {حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون}.
ولعل هذا الفهم أيضاً بخصوص الفرق بين العربي والأعجمي, قد يحل مشكل آية فصلت، {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي}. فكل من ينظر في التفسير يجد خلافاً في التأويل لا يكاد يشفي سائلاً ولا مستفسراً, أما بهذا الفهم فيمكن حل مشكِلها، فالعربي هو المفصل فقط، فلا يكون أعجميا ومفصلاً، لتفهم الآية بعدها هكذا: "ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته, أأعجمي "ومفصل"؟! , فلا يطلب التفصيل في ما أعجم؛ إنما العربي هو المفصل!.
ولسان العرب حجة لما نقول، فيقال: رجل مُعرِب إذا كان فصيحاً مبيناً, وإن كان عجمي النسب, والإعراب هو الإبانة، ولمن أراد الاستزادة أن يرجع للأصول!.
بهذا يصبح "الرسول النبي الأمّي" واجب الأتباع بهذه الأركان الثلاثة, أمّية الرسالة والنبيين وإمامتهم، و"أمّية" الأرض والمنشأ في أم القرى، وأمّية اللسان واللغة، فهو للناس جميعا بلسانهم "الأم" وإن تبدلوا بها أي لغة كانت فهذا لسانهم "الأم" أولى بهم أن يتعلموه وأن يرجعوا له، وهذه أرضهم "الأم" وبيت أبيهم الأول.
بهذه الثلاث يصبح الرسول النبي "الأمّي" ملزم الإتباع واجب القبول.
ولنا اليوم -بهذا الفهم لا بالفهم السابق- أن ندعو أهل الكتاب والناس جميعاً لاتباعه, فهو نبيهم "الأم" بكل ما في الكلمة من معاني.
وقد يسأل سائل، إذا كانت من "أمّية" محمد عليه الصلاة والسلام إمامته للناس وللنبيين، فكيف نفهم أية "النحل", {إن إبراهيم كان أمّة .. ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم}؟.
وأحسن قول المفسرين، أن إبراهيم كان إماماً، بدليل ما ينبني عليها من بعد، بالأمر بالاتباع، فإن كان كذلك، فكيف يكون رسول الله هو الإمام "الأم", ثم يؤمر باتباع إبراهيم الإمام؟.
ويجاب عليها: بأنه يستقيم أن يكون رسول الله متبعاً في حال مخصوص في وقت مخصوص, متبوعاً إماماً في عامة الأحوال على أنه خاتم النبيين، مثله في هذا كمن يتبع إماماً ما، في باب ما، ثم يغدوا بعدها إماماً لإمامه وسائر أقرانه. وهذا ما جرى فعلا, وأكد ما ذهبنا إليه, يوم أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام النبيين جميعا وفيهم أبراهيم, فهو بهذا إمام النبيين, وهو بهذا النبي "الأمي"!.
سؤال في محله
ولنا أن نطرح سؤالاً على من أحب أن يشاركنا, فإذا كنا نقرأ {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}. فهل من الممكن أن تكون "خاتم النبيين" بمعنييّها الضد، أي آخر النبيين وأول النبيين، إذ المختوم هو المغلق من أوله وآخره؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولمن نظر في لسان العرب وجد مُسَوغا لما نقول، فالعرب تقول: "ختم الزرع" إذا سقاه أول سقيه، ومحمد عليه الصلاة والسلام صاحب مثل الزرع في القرآن, {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} , فأول سقي الزرع هو الختم، ولم نعلم أن أحدا من النبيين من أولهم الى آخرهم كان خاتماً مختوماً بالنبوة إلا رسول الله محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
ـ[الخطيب]ــــــــ[03 May 2004, 04:09 م]ـ
الأخ الكريم د هشام
شكر الله لك جدك ونشاطك وعملك الدؤوب
طالعت المقال الذي أشرت إليه حضرتك فلم أجده أتى بجديد حول لفظ " الأميين " فقط ردد قول القائلين بأن المراد بهم غير الكتابيين وهذا ما ناقشته في مقالي السابق وذكرت أن مآل المعنيين راجع إلى عدم الدراية بالقراءة والكتابة حيث لم يوجد محفز لتعليمهما، ولا يعارض ذلك وجود بعض الكتبة لأن الحكم بالأمية هو باعتبار الأغلبية وليس باعتبار الحصر، كما أنه لا يمكن الحكم على جميع الكتابيين بأنهم غير أميين هكذا بإطلاق.
وأما بخصوص تعليله لحديث " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب "
والذي علق عليه بقوله:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في حديث الصيام عن رؤية الهلال، وعليه فهذا الحديث لا يعني إلا ضرباً خاصّاً من الكتابة والحساب، وهو حساب النجوم، وتقييد ذلك بالكتابة لمعرفة مطلع الشهر، فقد أخبر أن هذا الضرب من العلم المدون المسجل القائم على الحساب والتقويم لم يكن للعرب عهد به، ومن هنا علق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير. أ.هـ
فهو وإن بدا رأيه حول تخصيصه للحساب بنوع منه – هو حساب النجوم - محتملا بقرينة أن الكلام كان عن الشهر ومطلعه ومنتهاه، فإنه لا يبدو كذلك في تعليله نفي الكتابة بأنه منصرف فقط إلى نفي تقييد مطلع الشهر بالكتابة فلا دليل من الخارج ولا من الداخل على التخصيص بل الأدلة الخارجية تؤيد التعميم، وهي الأدلة التي ذكرت بعضا منها في مقالي، ومن الداخل حذف المفعول فإنه يفيد التعميم، وإلا فليطلعنا على دليله المعين للمفعول حسب فهمه المعلن إذ المفعول على كلامه تقديره ولا نكتب مطلع الشهر فإين المخصص؟
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[05 May 2004, 12:39 ص]ـ
نريد أن نسمع راي الشيخ الخطيب بما ساقه الاخ خالد عبد الرحمن.
ـ[الخطيب]ــــــــ[06 May 2004, 05:04 م]ـ
شكر الله لكم شيخنا أبا أحمد
ويسعدني كثيرا اهتمامكم بمعرفة رأيي حول ما كتب الشيخ خالد عبد الرحمن نقلا عن بعض أهل العلم (صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة) وهو جهد لا أغمض كاتبه فيه حقه، فقد صبر عليه وصابر، ليصل إلى رأي هو من وجهة نظره راجح، لكنه لا يبدو كذلك من وجهة نظري الضعيف وهاك مناقشته:
يقول أخونا الكريم
الأمي" .. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب ..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
وأقول:
بل الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وهذا ما تقوله مراجعنا في اللغة وكتب التفسير فكيف ننفيها؟
يقول الراغب في مفرداته:
الأمي: هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وعليه حمل ? هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} [الجمعة/2] قال قطرب: الأمية: الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة، ومنه قوله تعالى:} ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} [البقرة/78] أي: إلا أن يتلى عليهم.
قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب، و} النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل {[الأعراف/157] قيل: منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا، لكونه على عادتهم كقولك: عامي، لكونه على عادة العامة، وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه، واعتماده على ضمان الله منه بقوله} سنقرئك فلا تنسى {[الأعلى: 6] أ. هـ المفردات
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمية هنا شرف عظيم لا يعادله شرف لأنها دليل واضح على صدق النبوة فمن لا يقرأ ولا يكتب ومع ذلك يجيء بما عجز ويعجز عنه الكاتبون القارئون العالمون لا يُشك في اعتبار أميته هنا دليلا على صدقه في دعوى نزول القرآن عليه وكذب دعوى أنه أنشأه من تلقاء نفسه فالأصل أن الأمي لا يقدر على ما يقدر عليه المتعلمون وليس العكس، فإذا ما حصل العكس فلابد أن ذلك بفعل عوامل خارجية قادرة على إحداث نتائج منفصمة عن مقدماتها، وهذا ما عرفناه في شرعنا بأنه الوحي.
وهذا يصلح أيضا إجابة عن كلام أخينا الكريم الذي قال فيه:
" فأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه رسول من الله، أمر معقول واجب, وأن يؤمر الناس جميعاً باتباعه لأنه نبي الله، أمر واجب أيضاً، يستسيغه كل مدعو بهذه الآية, وأما أن يؤمر الناس جميعاً باتباعه، لأنه "لا يقرأ ولا يكتب"، فهمٌ فيه نظر، فلا خلاف أن اتباع "الكتاب" ومن يحمل الكتاب أولى من اتباع ما سواه"
ــــــــ
يقول فخر الدين الرازي عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الأعراف: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} قال الزجاج: معنى {?لأُمِّىَّ} الذي هو على صفة أمة العرب. قال عليه الصلاة والسلام: [إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب] فالعرب أكثرهم ما كانوا يكتبون ولا يقرؤون والنبي عليه الصلاة والسلام كان كذلك، فلهذا السبب وصفه بكونه أمياً
قال أهل التحقيق – والكلام لا زال للفخر -: وكونه أمياً بهذا التفسير كان من جملة معجزاته وبيانه من وجوه:
الأول: أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ عليهم كتاب الله تعالى منظوماً مرة بعد أخرى من غير تبديل ألفاظه ولا تغيير كلماته والخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها فإنه لا بد وأن يزيد فيها وأن ينقص عنها بالقليل والكثير، ثم إنه عليه الصلاة والسلام مع أنه ما كان يكتب وما كان يقرأ يتلو كتاب الله من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير. فكان ذلك من المعجزات وإليه الإشارة بقوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى?} (الأعلى: 6)
والثاني: أنه لو كان يحسن الخط والقراءة لصار متهماً في أنه ربما طالع كتب الأولين فحصل هذه العلوم من تلك المطالعة فلما أتى بهذا القرآن العظيم المشتمل على العلوم الكثيرة من غير تعلم ولا مطالعة، كان ذلك من المعجزات وهذا هو المراد من قوله: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَـ?بٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَـ?بَ ?لْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48)
الثالث: أن تعلم الخط شيء سهل فإن أقل الناس ذكاء وفطنة يتعلمون الخط بأدنى سعى، فعدم تعلمه يدل على نقصان عظيم في الفهم، ثم إنه تعالى آتاه علوم الأولين والآخرين وأعطاه من العلوم والحقائق ما لم يصل إليه أحد من البشر، ومع تلك القوة العظيمة في العقل والفهم جعله بحيث لم يتعلم الخط الذي يسهل تعلمه على أقل الخلق عقلاً وفهماً، فكان الجمع بين هاتين الحالتين المتضادتين جارياً مجرى الجمع بين الضدين وذلك من الأمور الخارقة للعادة وجار مجرى المعجزات. أ. هـ
إذن فتفسير الأمي بأنه الذي لا يقرأ ولا يكتب مؤيد بمايلي:
1 - كونه مستقيما مع الأصل اللغوي للكلمة
2 - كونه مؤيدا بالرواية
3 - كونه مساعدا على تقبل صدق دعوى النبوة ونزول القرآن.
4 - كونه معتمدا لدى جمهور المفسرين لقوة حجته
************
يقول الأخ الكريم:
وجب أن تكون "الأمّي" كصفة حصريَّة متفردة لهذا الرسول، وجب أن تكون ركناً وشرطاً أساساً في وجوب اتباعه من الناس كافة, كرُكني الرسالة والنبوة، يجد المدعو بهذه الآية نفسه طائعاً مقتنعاً بوجوب اتباعه لأنه "الأمّي" والرسول والنبي!.
ـــــــ
ونقول للأخ الفاضل لماذا وجب أن تكون الأمية صفة حصرية فيه؟
إن القرآن الكريم يقرر أن هذه الأمية موجودة في قومه الذين بعثه منهم قال تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} ومعنى هذا أن الأمية التي كان يتسم بها صلى الله عليه وسلم هي نفسها موجودة في قومه فهو واحد من أمة أمية فلم المغايرة في المعنى مع إدراجه صلى الله عليه وسلم معهم هنا؟
ولم يقل أحد بأنها شرط للنبوة أو ركن، وإلا كان قومه الأميون أنبياء، بل هي داعم لصدق النبوة. كما أن التعلم أيضا ليس شرطا للنبوة لكوننا متفقين على عدم معرفته صلى الله عليه وسلم للقراءة والكتابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
***********
وأما ماذهب إليه أخونا الكريم من احتمالات لمعنى الأمي وهي:
أن الأمي بمعنى الأصل والمعنى عليه " النبي الأصل " فهذا معارض بالنصوص القرآنية التي لم تفرق بين الرسل فكلهم سواء لا ينشطرون إلى أصل وفرع من جهة النبوة قال تعالى:
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}
وهو صلى الله عليه وسلم يؤكد أنه تتمة البناء الذي شيده الأنبياء قبله وذلك في حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم قال قال رسول الله صلى وسلم " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون. منها ويقولون لولا وضع اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء]
ولأن معنى الأصل الذي قرره الأخ الكريم هنا يصطدم بكونه آخر الأنبياء والأصل لا شك مقدم فإن الأخ الكريم يبرر هذا بكون هذه الأولية كائنة في علم الله مستدلا بحديث " إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمجندل في طينته" ولست أدري أي دليل في ذلك على المعنى المذكور، فكل ما وقع ويقع هو في علم الله وليس فقط كونه صلى الله عليه وسلم نبيا، كما أنه لا دليل على صحة ذلك من الآية المذكورة من سورة آل عمران {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين} ولا من حديث "لو كان موسى حياً ما حل له إلا أن يتبعني " فكل ما فيه الإشارة إلى صحة نبوته صلى الله عليه وسلم والدلالة على أنه خاتم النبيين وأن موسى عليه السلام لو كان حيا لاتبعه على ذلك.
**********
وهنا يقول الأخ الكريم:
وهذا كله لا ينفي أنه لم يكن يقرأ ويكتب، فهو هكذا بعث وهكذا قُبض، ولكن "القرآن" يذْكرها على أنها حالة من حالات نبوته كيُتْمِه وفقره، ولم تكن بحال شرطاً للنبوة ولا شرفاً لحاملها، إنما هي حالة كما قلنا تُعين على التبليغ, {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، ولو كانت شرفاً وشرطاً للنبوة لما علم الله عيسى بن مريم الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل قبل مبعثه.
ـــــــــــــــــ
وهنا نقول للأخ الكريم: نتفق معك في أن الأمية ليست شرطا للنبوة بدليل حصول النبوة لمتعلمين لكن لا نتفق معك في دعوى أنها ليست شرفا في حال النبي صلى الله عليه وسلم بل هي شرف من جهة كونها دعامة على صدقه كما أسلفنا، والأخ هنا يقر بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ أو يكتب لكنه لا يقر أن هذا هو المراد في الآية بدعوى أن ذلك لا يعد شرفا، وبمنطق التقابل لدى الأخ العزيز فإنه يعد نقيصة فهل يليق نسبة نقيصة إليه صلى الله عليه وسلم أو أن يكون على حال ناقصة؟ كيف وهو أكمل الناس؟
صلى الله وسلم وبارك عليه
وقياس حالته صلى الله عليه وسلم على حالة عيسى عليه السلام قياس مع الفارق لأن كل نبي تأيد بآية من جنس ما برع فيه قومه فبنو إسرائيل قوم علماء أهل كتاب فكان لابد من أن يفوقهم عيسى عليه السلام في ذلك وفي علم الطب الذي يذكر أنهم برعوا فيه أيضا بخلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث في قوم أميين قد برعوا في البلاغة واللسن إذن فلابد من أن يكون أميا مثلهم ثم يأتي بما هو أرقى مما جاءوا به بل أرقى مما جاء به المتعلمون منهم حد الإعجاز
*************
ثم يذكر الأخ الكريم رأيا ثانيا وهو أن النسبة إلى أم من أم القرى وهي مكة المكرمة وهو رأي تعرض له المفسرون بيد أن أخانا يضيف بعدا خاصا هو أن مكة مركز الأرض " وأصل نشأة الناس وانتشارهم، ليكون بذلك النبي "الأمّي" للناس جميعاً, كونه من "أم قراهم"، ومن "بيت" أبيهم الأول، وإن تباعدت بهم السبل وتفرقت بهم الأرضون، فهذه أرضهم "وبيت" أبيهم آدم من قبل, فهو لهم كافة "
ـــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الرأي عندي غير معتمد لأنه يربط النبوة بحيز معين هو مكة ورسالته صلى الله عليه وسلم رسالة عالمية، فهل من المقبول حين يؤمر الناس باتباع هذا الرسول العالمي أن يوصف بأنه المكي في ظل تعصب الناس في كل العصور لقومياتهم سواء وقت الرسالة أو بعدها وحتى عصرنا الحاضر، ومتى كانت للقوميات عصبية بعد أن اتشح الناس بوشاح الإسلام الواسع الذي جعل من الجميع جسدا واحدا {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ويقرر النبي صلى الله عليه وسلم أنه " لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى " هنا ترجم سلمان رضي الله عنه واقعه الجديد بقوله الذي يحمل كل أطياف الفخر والاعتزاز بالإسلام دينا:
أبي الإسلام لا أب لي سواه ******* إذا افتخروا بقيس أو تميم
ألا يوحي هذا ولو من طرف خفي بصحة زعم كثير من المشككين بأن هذه الرسالة رسالة عربية بدوية محصورة في نطاقها الذي نزلت فيه وأن النص القرآني هو منتج ثقافي تاريخي محدود الزمان والمكان؟
والحاصل أن هذا الرأي لا ينسجم التركيز على ذكر قومية النبي صلى الله عليه وسلم كداعم لتقرير نبوته لا ينسجم وعالمية دعوته التي اعتمدت مساواة الجميع في ظل الإسلام بعيدا عن التعصب القومي.
*************
ثم يذكر أخونا رأيا ثالثا قال فيه:
أمية ثالثة كبيرة
ثم هو النبي "الأمّي" الوحيد الذي تكلم بلغة الناس "الأم"، وهي في نظره اللغة العربية مشيرا في هذا الصدد إلى أن القرآن الكريم لا يُقر إلا "لسانين" إما عربي أو أعجمي، فكل الألسن على اختلافها ما لم تكن عربية فهي أعجمية، والأعجمي هو الذي لا يُبين ولا يُفصّل. "والعربي" لغة: ما أبان وفصّل, وهذا ظاهر نصوص القرآن ..
ــــــــــ
وهذا يقودنا إلى سؤال لم يقطع حوله بجواب حتى الآن
ما أصل اللغات؟
تقدر اللغات في العالم الآن بحوالي ستة آلاف لغة أو تزيد فهل هذه اللغات كلها انبثقت عن اللغة العربية؟
ليس من السهولة بمكان إقناع كثيرين بذلك لأن أهل كل لغة قد تعصبوا لها وقالوا: إن لغتهم أصل اللغات.
عندما نقول ذلك لغير العرب يجب أن تكون نفس القناعة موجودة لديهم، ونحن نعرف أن صراعا كبيرا قام ولا زال بين علماء فقه اللغة حول قضية اللغات وهل لها أصل واحد أم لا، وإن كان فأي لغة؟
أما قضية أن اللغة العربية مبينة وغيرها ليس كذلك فهذا محصور فيمن لسانه عربي، فالعربية بالنسبة لغير العربي لغة غير مبينة، وعليه فالنسبي لا يصلح قاعدة في الأحكام العامة.
****** ومن خلال ما مضى أزداد قناعة بأن الأمي وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم معناه الذي لا يقرأ ولا يكتب أي غير المتعلم وهي هنا شرف له لا نقيصة،كما أن نقصان الشهر ليس عيبا فيه وكذا نقصان صلاة المسافر، مع أن النقص في الأصل عيب.
وكيف تكون الأمية مَنقصة وهي دعم واضح لتصديقه صلى الله عليه وسلم فيما جاء به؟
هذه الأمية بالمعنى الراجح لدي يدعمها القرآن الكريم والسنة النبوية والواقع الذي عاشه صلى الله عليه وسلم على النحو الذي أوضحته في مقالي ويحاول كثير من الشككين نفي أمية الرسول صلى الله عليه وسلم لاستغلال ذلك في تصديق دعواهم بأنه كان عالما عبقريا قادرا على تأليف القرآن وليس نبيا أميا نزل عليه القرآن.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[07 May 2004, 12:24 ص]ـ
هذا أدب جم, يصلح درسا للمتخالفين ... أسأل الله أن يملأك خلقا حسنا ...
ولكن .. كل الذي كتبته 0بارك الله في جهدك- يرده هذا السؤال ..
إذا كان هو الامي لانه من الامة الامية التي لم تؤت كتابا, وكذلك هم, الاميون للسبب نفسه, فقد انتفى الشرط والسبب الذي لاجله سمو وسمي الامي, فلم يعد ولم يعودوا أميين, عند أول آية تلقاها ثم تلاها عليهم ... أليس كتابنا خير الكتب؟؟ إذا نحن لسنا أميين -بالفهم القديم- منذ ذلك اليوم.
وأحترم رأيك كثيرا, ولكن ما زال مجموع ما أتى به الشيخ, وسياقاته العامة أقوى دليلا واهدى سبيلا ..
اللهم اغفر لي وللخطيب!.
ـ[الخطيب]ــــــــ[07 May 2004, 03:51 م]ـ
شيخنا الجليل أبا احمد
ما أحوج الفقير إلى دعاء الصالحين، فمن الصالحين السائرين على الدرب نتعلم الأدب
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن اسمح لي شيخي أن أوضح لكم موقفي مرة أخرى فأنا لم أتبن القول بأن الأمي هو من ليس له كتاب، فقط أنا أصر على أن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، لكن وبضرب من التوفيق حاولت أن أجمع بين الرأيين لإصرار المفسرين على ذكرهما معا، ولتصيد الملحدين والمشككين للرأي الذي لا أتبناه ليحاجونا به على أنه صلى الله عليه وسلم كان عالما يقرأ ويكتب وأنه قد ألف القرآن بضرب من العبقرية التي لم تتوفر لغيره وقلت بالنص:
" أتابع هنا تتمة ما بدأت لأن من وقفوا على أن الكتابيين كانوا يطلقون على العرب: وصف أميين لم يفقهوا أن بين الأمي الذي هو العربي أو غير الكتابي مطلقا، وبين الأمي الذي هو غير عالم بالقراءة والكتابة أن بينهما قرابة ورحما من جهة المعنى، فلنتصفح إذن أمهات المعاجم وكتب التفسير والمفردات لندرك بعد هذا التصفح أن لفظ الأمي يطلق إطلاقا أصيلا على الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الحالة التي خرج عليها من بطن أمه حيث لم يخرج أحد عالما أو قارئا كاتبا وفي هذا المعنى جاء قوله سبحانه: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} وكانت اليهود تطلق على العرب " أميين " لأنه لم ينزل إليهم كتاب وهذا سر عدم اتجاههم إلى القراءة والكتابة لأن الأمة التي يكون منهاجها الديني مسطورا في كتاب مقدس تتجه عادة إلى التعلم والتعليم لإجادة قراءة وكتابة كتابهم المقدس، وهذا سر انتشار القراءة والكتابة لدى الكتابيين في هذا العهد أكثر من انتشاره وعلى هذا فلفظ الأمي متجه في معناه الأصل ومعانيه المتفرعة عنه إلى عدم إجادة القراءة والكتابة والمعنى اتبعوا هذا النبي الأمي المنتسب إلى الأمة الأمية التي لم ينزل عليها كتابا لتقرأه ضرورة أنه لم يبعث إليها رسول. "
**********
وبهذا المعنى يصبح وصف الأمي والأميين ساريا مع نزول القرآن الكريم فقد استمر النبي صلى اله عليه وسلم غير عالم بالقراءة ولا الكتابة حتى وفاته، كما أن فضيلتكم لا تحتاجون لأن أذكر لكم أن الكتبة في عصر الرسالة على ندرتهم لأسباب عديدة حالت دون انتشار الكتابة والقراءة.
وأخيرا أحب أن ألفت نظر فضيلتكم إلى أن الرأي الذي ارتآه أخونا الكريم احتيج معه لتشعبه وتفرعه إلى ركوب مركبة المجاز والتأويل ليصل إليه، بخلاف ما رجحناه فهو مؤيد بالكتاب والسنة صراحة واعتماد جمهرة المفسرين له، ومضيه مع قواعد التفسير واللغة التي تقدم الحقيقة على المجاز ارتكازا على الأصل.
الأهم من ذلك أنا جد سعيد بالتفاعل والتحاور مع شيخ جليل هو شيخي أبو أحمد وإن اختلفنا في الرأي
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[19 May 2009, 04:07 م]ـ
إعادة رفعها للاستفادة ......
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2009, 06:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف "الأمي" في قوله تعالى من سورة الأعراف:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158))
والرسول صلى الله عليه وسلم وصف بهذا الوصف لأنه كان من أمة أمية، أي: أمة لا تقرأ ولا تكتب. وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره من حديث بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
"إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ"
وهذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه السلام هو الغالب على حال العرب في ذلك الزمن، ولا يعني هذا أنه ليس فيهم من يعرف القراءة والكتابة، ولا يعني أن هذا حث للأمة أن تبقى على هذا الحال كما فهمه أو يفهمه البعض، وإنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم في سياق بيان أحكام الصيام؛ بداية الشهر ونهايته،فعلق الحكم بالرؤية المتيسرة لكل أحد فقال: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة". وهذا من اليسر الذي بني عليه الإسلام كما قال بن بطال في شرحه على البخاري:
"وإنما المعول على الرؤية في الأهلة التي جعلها الله مواقيت للناس في الصيام والحج والعدد والديون، وإنما لنا أن ننظر من علم الحساب ما يكون عيانا أو كالعيان، وأما ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون وتكييف الهيئات الغائبة عن الأبصار فقد نهينا عنه، وعن تكلفه."
والرسول صلى الله عليه وسلم كان ينطبق عليه هذا الوصف الذي ذكره عن أمته بنص الكتاب، قال تعالى:
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) سورة العنكبوت (48)
والآية واضحة في أنه لم يكن يتلو لأنه لا يعرف صورة الحرف ولا يقدر أن يخطه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم. وهذا أمر قدره الله تعالى ليكون من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم والآية واضحة في ذلك.
وأما كون الأمية نقص في حقه صلى الله عليه وسلم فلا، نعم قد تكون في حق غيره، أما هو فلا.
كم ممن يجيد القراءة والكتابة ولكنك لا تأمنه على ثلاث من البهم.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو معلم الدنيا.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولم يكن يكتب ولكن الله حباه عقلاً لا تساويه عقول العالمين، وحباه قلبا لا تساويه قلوب العالمين، وحياته وسيرته صلى الله عليه وسلم شاهدة بذلك.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كما يظنه البعض مجرد واسطة أو آلة ينقل ما سمع ويبلغه للآخرين وينتهي دوره،لا.
لقد كلف صلى الله عليه وسلم بتقديم المثال الحي لوحي الله على الأرض، كلف بإبلاغ الشريعة أولاً والدعوة إليها والجهاد من أجل التمكين لها في الأرض ومن ثم تربية الأتباع على التطبيق الصحيح لهذه الشريعة، وما كان له ذلك لو لم يكن الله قد حباه من المعاني والصفات الخلقية ما تجعله أهلاً لذلك.
لقد كان صلى الله عليه وسلم الداعي والمربي والمعلم والمحاور والقائد والمقاتل والقاضي والأب والزوج والجار ..... وهيهات هيهات أن يبلغ أحد مبلغه صلى الله عليه وسلم في أي جانب من هذا الجوانب.
وصدق الله العظيم القائل: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم (4)(/)
البرهان في تفسير القرآن
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 Apr 2004, 09:33 ص]ـ
السلام عليكم،،،
ما هذا الكتاب المسمى " البرهان في تفسير القرآن "؟ و من صاحبه؟ أنا لم أجد له ذكراً على الأسطوانات الموجودة لدي و أخشى أن أتكلم بدون علم.
أرجو المساعدة من إخواني و لا تبخلوا علينا بالمساعدة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Apr 2004, 10:55 ص]ـ
أخي الكريم:
لم تذكر أين وجدته.
وعلى العموم، فلعلي بن سعيد الحوفي المتوفى سنة 430 كتاب بهذا الاسم، وهو مخطوط بدار الكتب المصرية.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 Apr 2004, 11:12 ص]ـ
معذرة فقد قام أحد الأخوة بالرد على هذا الكلام ....
.... وكذلك كتاب البرهان في تفسير القرآن والصحيح أن تقول البهتان في تحريف معنى القرآن لصاحبه الأفاق الكبير هاشم البحراني الشيعي الزنديق المجرم الرافضي
فهل كلامه صحيح؟ و قد حادثته فقال أنة الآن متشكك في هذا الرد!!
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[30 Apr 2004, 05:32 م]ـ
بسم الله
البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني
كتاب من كتب التفسير المعتمدة عند الشيعة.
وإذا أردت أخي بعض الملومات عنه فاذهب إلى محرك البحث جوجل أو غيره واكتب هذه العبارة بالنص بعد نسخها من هنا:
"البرهان في تفسير القرآن
لا تنس القوسين الصغيرين في بداية النص فهي تحدد البحث.
وتحت هذا الرابط بعض الكتب المعتمدة عند الشيعة، ومنها هذا التفسير:
http://www.al-kawthar.com/masjed/tafser1.htm(/)
دم الخليفة عثمان رضي الله عنه على مصحفه حين قتل
ـ[المنهوم]ــــــــ[30 Apr 2004, 03:37 م]ـ
http://www.altareekh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=34404(/)
في ظلال آية [3]
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[30 Apr 2004, 05:23 م]ـ
فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة
يقول الله تعالى: "لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم"
كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكم سمعناها؟ ولكن هل وعيناها؟ وهل تنبهنا إلى مافيها من تحذير؟ نعم .. إنه تحذير شديد اللهجة، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن رب العالمين تبارك وتعالى، ومن ماذا يحذرنا؟ إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم! وكيف كان موقفنا منه؟ هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهل اتبعنا هديه في كل ماجاء به؟ فوقفنا عند حدود مانهى عنه وامتثلنا بما أمر به؟ وقبل الجواب على هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة: تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوب عليها تحذير: منعطف خطير! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لاتقع في المنحدر؟ مثال آخر: تجد لوحة مكتوب عليها تحذير: خطر تيار عال! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك؟! كلا ..
إذن مابالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لاتخفى عليه خافية في الأرض ولافي السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه؟!! إن هذا لهو الجنون والتهور والسفه! أما من كان في رأسه ذرة من عقل فإنه بلاشك سيتوقف عند هذا التحذير بدل المرة الواحدة ألفا من المرات.
كم من المخالفات لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليوم؟ .. أخي الكريم اسأل نفسك هذا السؤال وحاسبها قبل أن تحاسب واعلم أن المولى تبارك وتعالى ماكان ليحذر من شئ إلا وفيه خطر علينا في دنيانا وأخرانا .. يقول تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم، أي تنزل بهم محنة عظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة. ولعل هذا المخالف يفتتن عند موته ساعة الإحتضار ساعة التنمحيص ساعة أن يتسلط عليه الشيطان فلا يصمد أمام هذه الفتنة فيموت على غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيختم له بشر فيخسر الخسران المبين، وقد لايصمد إذا ما أفتتن في قبره وجاءه الملكان يسألانه من ربك؟ مادينك؟ ومن نبيك؟ فينهار أمام هذه الفتنة فلايجيب ... أعاذنا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات.
فلابد لكل عقل أن يتفقد نفسه وأن ينظر حوله ويتفحص نهجه وطريقه هل هو موافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنه في وادٍ وهدى خير العباد في وادٍ آخر؟ الأمر جد خطير والنتيجة لاتظهر إلا في ساعة العسر والشدة فلا يغتر عاقل باستقرار الأمور وهدوء الأحوال فالعبرة بالمآل ومتابعة الصراط المستقيم، المحجة البيضاء التي أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه تركنا عليها وأنها بيضاء واضحة ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.
فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي صلى الله عليه وسلم في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها: انظر في صلاتك! وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلى، انظر في هيئتك، لباسك؟ كم فيها من المخالفات ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار. تفكر في بصرك: وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام. تفكر في سمعك: وانظر ماذا نهيت أن تستمع إليه من الحرام. تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالك وتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدم والسائقين وفي كل أحوالك .. تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعمل فيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونتهتدي بها إلى الحق والصواب. نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسأله أن يجعل أقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يجعلنا على هديه سائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول(/)
وقال نسوة في المدينة
ـ[ sun^pal] ــــــــ[01 May 2004, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم
ارجو من الأخوة بارك الله فيهم وفي جهودهم وعلمهم بيان التفسير اللغوي لهذه الآية وبالأخص كلمة قال
لماذا لم يقل قالت وبيان وجهها في العربية
وبارك الله فيكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 May 2004, 12:04 ص]ـ
قال ابن عطية: ذكّر الفعل المسند إلى النسوة لتذكير اسم الجمع و " النسوة " جمع قلة لا واحد له من لفظه وجمع الكثرة نساء.اهـ
ولذا في كلام العرب يجوز قال النسوة وقالت النسوة بإثبات التاء وحذفها.
ـ[رفاه زيتوني]ــــــــ[02 May 2004, 01:11 ص]ـ
سؤال مماثل سابق
سؤال في سورة يوسف
السلام عليكم ورحمة الله
أود أن أسأل عن سبب ورود كامة قال بدلا من قالت في سورة يوسف في قوله "وقال نسوة"
وجزاكم الله خيرا
أجاب الأستاذ محمد إسماعيل عتوك
بسم الله الرحمن الرحيم
يجوز تذكير الفعل، وتأنيثه إذا كان الفاعل جمع تكسير، أو مؤنثًا مجازيًا، أو فصل بينه وبين الفعل فاصل0
وعلى هذا يقال: قام رجال، وقامت رجال0
وطلع الشمس، وطلعت الشمس0
وخطب في القوم فتاة، وخطبت في القوم فتاة0
والنساء، والنسوان، والنسوة جمع (المرأة) من غير لفظها، كالقوم في جمع (المرء) 0 ولهذا جاز أن يقال: قال نسوة، وقالت نسوة00 فإن تقدم الفاعل على الفعل، وجب تأنيث الفعل؛ نحو قوله تعالى: (ما بال النسوة التي قطعن أيديهن).(/)
سؤال حول الآية 33 من سورة الشورى
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[01 May 2004, 05:47 ص]ـ
يقول تعالى (و من آياته الجوار فى البحر كالأعلام* ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره .... ) الى آخر الآية ..
سمعت مرة فى حوار مع الدكتور زغلول النجار, سأل عما نقول عن السفن البخارية, ألا تعارض تلك الآية؟
قال أن هذه السفن لا تسير اذا توقف الريح لأنها تحتاج الى هواء ..
ووجدت هذا فى تفسير السعدى لهذه الاية ..
و لكن سؤالى عن السفن التى تستخدم الطاقة النووية أو الشمسية ... كيف يوجه فهم الآية مع هذه الأنواع من السفن .. ؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[03 May 2004, 03:10 م]ـ
هل من مجيب يا اخوة؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 May 2004, 05:37 م]ـ
يا أخي لا تنسى قوله تعالى (وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (النحل: من الآية8)
فهذا من خلق الله وكل يوم يخرج لنا العالم البشري شيئا جديدا لم يكتشف من قبل فلا تعجب ولا يضيق ادراكك
واعلم ان هذا من تسخير الله جل وعلا(/)
ماذا تعرف عن الياءات في أواخر الكلمات في كتاب الله العزيز؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 May 2004, 09:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تجد الدرس السابق على الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1806
تنبيه:
العنواوين التي بين [] من زياداتي وكذا ما بين (وفيه قلت، أو ما يشير إلى كونه من كلامي) وجميع الترقيمات من صنعي إلا ما جاء في العناوين وفي باب الحذف.
وبإمكانك أخذ فكرة من قراءة التعاريف والاطلاع على الفروقات في آخر الدرس، وما عدا ذلك فهو مبحث تخصصي، جعلنا الله جميعا من خواص أهل القرآن آمين
وأترككم مع درس اليوم وهو الياآت الزوائد وياآت الإضافة
من كتاب:
الإضاءة في بيان أصول القراءة
للعلامة الضباع،
شيخ عموم المقارئ في الديار المصرية رحمه الله تعالى
==================
(36 – ياءات الإضافة)
ياء الإضافة في صناعة القراء: عبارة عن الياء الزائدة الدالة على المتكلم، وتتصل بالاسم والفعل والحرف
نحو: نفسي وذكري وفطرني وليحزنني ولي وإني.
وهي في القرآن على قسمين:
1 - مدغم فيها ما قبلها
2 - وغير مدغم
فالثانية [أي ياء الإضافة، غير المدغم فيها ما قبلها] فيها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب
وهما:
1 - الإسكان
2 - والفتح.
والإسكان فيها هو الأصل الأول، لأنها مبنية، والأصل البناء على السكون.
والفتح أصل ثان لأنها اسم على حرف واحد فقوي بالحركة وكانت الفتحة للتخفيف.
والياءات الواقعة في القرآن من هذا القسم 876 وتنقسم على قسمين:
[القسم الأول]:
متفق عليه، وهو 664 ياء، منها:
566 متفق على سكونهن
و 98 متفق على فتحهن لموجب إما*:
1 - سكون بعد الياء:
أي لام تعريف أو شبهه وجملته أحدى عشرة كلمة، في ثمانية عشر موضعا. وهي نعمتي التي، ثلاثة مواضع، وبلغني الكبر، وحسبي الله، في موضعين، وبي الأعداء، ووليي الله، وما مسني السوء، في الأعراف، ومسني الكبر بالحجر، وشركائي الذين، أربعة مواضع، وأروني الذين، وربي الله وجاءني البينات ونبأني العليم
2 - أو ألف قبلها:
أي وذلك في ست كلمات في ثمانية مواضع وهي: هداي وإياي فإياي ورءياي ومثواي وعصاي
3 - أو ياء بعدها:
أي وذلك في تسع كلامات وقعت في اثنين وسبعين موضعا وهي: إلي وعلي ولدي وبني وابنتي ولوالدي وبمصرخي ويا بني وبيدي
[القسم الثاني]
و 212 مختلف فيهن بين الإسكان والفتح.
وتفصيلهن في الشاطبية في أواخر السور من باب فرش الحروف.
والأولى [أي ياء الإضافة] وهي التي يدغم فيها ما قبلها،
نحو: لدي وعلي.
فالكثير الشائع لغة وقراءة: فتحها.
وجاء كسرها في لغة قليلة وهي لغة بني يربوع، حكاها الفراء وغيره. وعليها جاءت قراءة حمزة بمصرخيِّ بكسر الياء.
---------------
*تفصيل الضباع للأنواع الثالثة كان في الهامش فنقلته لصلب الكتاب
(37 - ياءات الزوائد)
الياء الزائدة في اصطلاح القراءة عبارة عن الياء المتطرفة المحذوفة رسما للتخفيف لفظا.
واختلف القراء في إثباتها وحذفها لفظا وصلا ووقفا، أو وصلا فقط، أو وقفا فقط.
فخرج بقيد "التطرف" مثل ياء يعلم، وياء يبيع.
وبقيد "الحذف رسما للتخفيف لفظا" ما لم تحذف رسما أصلا مثل:
? ياء واحشوني ولأتم نعمتي ويأتي بالشمس، كلاهما في البقرة.
? وفاتبعوني يحببكم في آل عمران.
? والمهتدي في الأعراف.
? وفكيدوني في هود.
? وما نبغي، ومن اتبعني في يوسف.
? وفلا تسألني في الكهف.
? وفاتبعوني في طه.
? وأن يهديني في القصص.
? ويا عبادي الذين آمنوا في العنكبوت.
? وأن اعبدوني في يس.
? ويا عبادي الذين أسرفوا في الزمر.
? ولولا أخرتني في المنافقون.
? ودعائي في نوح.
مما اجتمعت المصاحف على إثبات الياء فيه،
أو حذفت رسما ولكن لا لفائدة ترجع إلى اللفظ مثل: ياء أني يحيي.
فإنه وإن خفف رسما بحذف إحدى ياأيْهِ لم يخفف لفظا.
وبقيد "اختلاف القراء في إثباتها وحذفها لفظا" ما اتفق القراء على حذفها فيه مثل: ياء الاسم المنادى المحذوفة لفظا استغناء عنها بالكسرة كما في "رب اغفر لي"، و"يا قوم استغفروا ربكم"، و"يا عبادي الذي آمنوا اتقوا ربكم".
فإنه لم تثبت الياء رسما في شيء منه سوى ثلاثة مواضع، موضعان باتفاق وهما:
1 - يا عبادي الذي آمنوا في العنكبوت
2 - ويا عبادي الذي أسرفوا في الزمر
(يُتْبَعُ)
(/)
وموضع بالخلاف وهو:
3 - يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف.
ولم تثبت لفظا إلا [لعله الأولى حذف إلا، للمراجعة] في موضعين وهما:
1 - يا عباد فاتقون
2 - ويا عباد لا خوف عليكم
فإن كلا منهما من القراء من يثبته لفظا في الحالين، ومنهم من يحذفه لفظا فيهما كما سيأتي، فلا شيء من هذا يعد في جملة الزوائد إلا يا عباد فاتقون، لحذفه رسما بالاتفاق وإثباته لفظا في الحالين، باختلاف القراء،
ويا عباد لا خوف عليكم لحذفه رسما من بعض المصاحف وإثباته لفظا في الحالين، مع اختلاف القراء في إثباته لفظا وصلا ووقفا.
واعلم أن الياءات الزوائد الواقعة في القرآن [121] مائة وإحدى وعشرون ياء وتنقسم إلى أربعة أقسام، لأنها تكون في وسط الآي وفي رءوسها وفي كل تكون أصلية وزائدة
[القسم الأول]
فتكون في وسط الآي أصلية
في [13] ثلاثة عشر، وهي:
الداع موضع بالبقرة وموضعان بالقمر، ويأت بهود، والمهتد بالإسراء والكهف، ونبغ فيها، والباد بالحج، وكالجواب بسبأ، والجوار بـ[ال]ـشورى، والمناد بـ ق، ويرتع ويلعب بيوسف.
[القسم الثاني]
وتكون في وسط الآي زائدة
في [22] اثنين وعشرين وهي:
دعان واتقون يا أولي في البقرة، واتبعن وخافون بآل عمران، وتسئلن وتخزون بهود، وتؤتون بيوسف، وأشركتمون بإبراهيم، ولئن أخرتن بالإسراء، وأن يهدين وإن ترن وأن يؤتين وأن تعلمن بالكهف، وتتبعن بـ طه، وأتمدونن وفما آتان الله بالنمل، وإن يردن بـ يس، ويا عباد فاتقون وفبشر عباد لالزمر، ويلتحق بها يا عباد لا خوف عليكم نظرا لحذفها من بعض المصاحف.
[القسم الثالث]
وتكون في رأس الآي أصلية
في ست وهي:
المتعال بالرعد، والتلاق والتناد بالمؤمن، ويسر وبالواد بالفجر.
[القسم الرابع]
وتكون في رأس الآي زائدة
في [75] وهي:
فارهبون وفاتقون ولا تكفرون بالبقرة، وأطيعون بآل عمران، وفلا تنظرون بالأعراف ويونس، وثم لا تنظرون بهود، وفأرسلون وولا تقربون ولولا أن تفندون بيوسف، ووإليه متاب وفكيف كان عقاب ووإليه مآب بالرعد، ووعيد ودعاء بإبراهيم، وفلا تفضحون وولا تخزون بالحجر، وفاتقون وفارهبون بالنحل، وفاعبدون موضعين وفلا تستعجلون بالأنبياء، ونكير بالحج، وبما كذبون موضعين، وفاتقون وأن يحضرون ورب ارجعون وولا تكلمون بالمؤمنين، وأن يكذبون وأن يقتلون وسيهدين وفهو يهدين ويسقين ويشفين وثم يحيين وأطيعون ثمانية وإن قومي كذبون بالشعراء، وحتى تشهدون بالنمل، وأن يقتلون وأن يكذبون بالقصص، وفاعبدون بالعنكبوت ونكير بسبأ وفاطر، وولا ينقذون وفاسمعون بـ يس، ولتردين وسيهدين بالصافات، وعقاب وعذاب بـ ص، وفاتقون بالزمر، وعقاب بغافر، وسيهدين وأطيعون بالزخرف، وأن ترجمون وفاعتزلون بالدخان، ووعيد معا بـ ق، وليعبدون وأن يطعمون وفلا تستعجلون بالذاريات، ونذر ستة بالقمر، ونذير ونكير بالملك، وأطيعون بنوح، وفكيدون بالمرسلات، وأكرمن وأهانن بالفجر، ودين بالكافرون.
فهذه [121] مائة وإحدى وعشرون ياء، وهي جملة ما اختلف القراء في إثباته وصلا ووقفا أو وصلا فقط
وبقي ما اختلفوا في أثباته وقفا فقط نحو:
هاد وباق، ونحو: اخشون اليوم في المائدة، ويقض الحق في الأنعام، وننج المؤمنين بيونس، ولهاد الذين آمنوا بالحج، وبهاد العمي في الروم، وبالواد المقدس في طه والنازعات، وواد النمل في سورته، ويوم التناد في ق، وفما تغن النذر في القمر، والجوار في الرحمن والتكوير.
وقد جرت عادة المصنفين بعدم درج هذا النوع في الحصر المذكور تسمحا مع أنه داخل في ضابط الباب إذ علة الاتصاف بالزيادة وهو زيادة اللفظ على الخط موجودة فيه كما لا يخفى، وإنما اتبعتهم على ذلك جريا على سنتهم وتبركا بصنيعهم كي أكون مشمولا ببركاتهم نفعنا الله بهم.
ثم اعلم أن الفرق بين ياآت الإضافة وياآت الزوائد ظاهر من جهات:
1 - أن الياآت الزوائد تكون في الأسماء والأفعال ولا تكون في الحروف، بخلاف ياآت الإضافة فإنها تكون متصلة بالأسماء والأفعال والحروف
2 - أن الياآت الزوائد محذوفة من المصاحف بخلاف ياآت الإضافة فإنها ثابتة فيها.
3 - أن الخلاف في ياآت الإضافة دائر بين الفتح والإسكان، وفي الياآت الزوائد بين الحذف والإثبات.
4 - أن الخلاف في المضافات جار في الوصل، وفي الياآت الزوائد جار في الوصل والوقف.
5 - أن الزوائد تكون أصلية وزائدة فتكون لاما للكلمة بخلاف ياءات الإضافة فإنها لا تكون إلا زائدة
وهنا تم المقصد و لله الحمد و المنة.
=============
يليه بيان مذهب كل قارئ من العشرة في أصول القراءة علي انفراده(/)
موعظة
ـ[خالد بن سليمان العويشق]ــــــــ[01 May 2004, 02:25 م]ـ
موعظة
قل للذين شغلهم في الدنيا غرورهم إنما في غد ثبورهم ما نفعهم ما جمعوا إذا جاء محذورهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم فكيف غابت عن قلوبهم وعقولهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم أخذ المال إلى دار ضرب العقاب فجعل في بودقة 3 ليحمي ليقوي العذاب فصفح صفائح كي يعم الكي الإهاب ثم جيء بمن عن الهدى قد غاب يسعى إلى مكان لا مع قوم يسعى نورهم ثم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم إذا لقيهم الفقير لقي الأذى فإن طلب منهم شيئا طار 4 منهم لهب الغضب كالجذا 5 فإن لطفوا به قالوا أعنتكم ذا وسؤال هذا لذا 6 ولو شاء ربك لأغنى المحتاج وأعوز ذا ونسوا حكمة الخالق في غنى ذا وفقر ذا واعجبا كم يلقاهم من غم
الكبائر 1/ 35
__________________(/)
سوال عن جمع القران
ـ[زينب]ــــــــ[01 May 2004, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أنا أدرس في جامعة العلوم القرانية في قم في إيران. كان عندي أسئلة عن جمع القرآن وهو:
- عندما جمع القران في زمن عثمان، هل الكُتَّاب الذي انتخبهم عثمان أخطأوا في كتابته؟
- وهل كان يعلم عثمان الخطأ وما تكلم؟
و نموذج للخطأ أنَّ لماذا كلمة إبراهيم في القران كله مكتوبة بهذه الصورة (ابراهيم) ولكن في سورة البقرة مكتوبة (ابراهم).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 May 2004, 11:12 م]ـ
وعليكم السلام
لم يكن هناك أي خطأ وإنما هذا الأمر متعلق بخاصية الرسم الذي رسم عليه المصحف وله أحكام متعددة وهو يخالف الرسم الإملائي , كما ارجو منك ان تذهبي لخاصية البحث في الملتقى وتكتبي كلمة رسم المصحف في الخانة وذلك لتكوني على مزيد من الإطلاع في هذا الموضوع.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 May 2004, 12:11 ص]ـ
هذه المسألة من المسائل الكبار التي تحتاج إلى تجلية وتوضيح، وقد تحدث عنها كثيرون، ومن أفضل من كتب فيها الدكتور غانم قدوري في كتابه (رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية) وهذه المسألة تحتاج إلى مقدمات لكشف حلِّها، فأقول:
أولاً: هل الأصل القراءة أو الرسم؟
لا شكَّ أن الأصل هي القراءة، وإذا تعارضت القراءة والرسم قُدِّمت القراءة.
ثانيًا: هل يلزم أن يكون كل ملفوظٍ مرسومًا؟
لاشك أنه لا يوجد للغة من لغات العالم كلها رسمًا يوافق جميع ملفوظها، بل فيها حروفٌ مرسومة لا تنطق، وحروف محذوفة في الرسم تُنطق.
وهذه لا تختصُّ بلغة دون لغة، بل هي في سائر اللغات التي لها رسم.
ثالثًا: هل كان هذا الرسم المكتوب به المصحف حادثًا للصحابة، أو هو مما تعلموه من غيرهم، ثم تعلمه بعضهم من بعضٍ؟
الصحيح أن هذا الرسم هو ما كان معروفًا في عصرهم، ولم يخترعوا رسمًا خاصًّا للقرآن، ويظهر ذلك بموازنة الأثريات الخطية المكتشفة التي كان زمنها زمن كتابة المصاحف أو بعدها بقليل، وقد قام الدكتور غانم قدوري بدراسة موازنة بعنوان (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) مجلة المورد (مجلد15 / عدد 4/ 1986م)، وهذا البحث نواة لفكرة الموازنة، وهو بحاجة من الباحثين إلى تكميل.
وإذا كان هذا الرسم مما تعلموه من معاصريهم، وكتبوا به المصحف، فإن ذلك ينقلنا إلى:
رابعًا: هل يوجد تنوع في رسم الكلمات عند الصحابة؟
الجواب: نعم، وذلك ظاهرٌ جدًّا، ومن أمثلته المشهورة ما يُذكر أنهم اختلفوا في رسم (التابوت) هل يكتبونها بالتاء المفتوحة على لغة قريش، أو بالتاء المربوطة على لغة الأنصار؟
وكان حكم عثمان أن تُكتب بالتاء المفتوحة اتباعًا للغة قريش.
وقد يسأل سائل، فيقول: إذا صحَّ في القراءة نطق يخالف المرسوم في المصحف على لغة قريش، فهل يقرأ به؟
الجواب: نعم يقرأ به؛ لأن القراءة قاضية على الرسم، كما سبق.
وإذا عُلِمت هذه المقدمات، أقول:
إن الاختلاف الكائن في رسم بعض الكلمات مما لا يمكن تعليله، فإنه يدخل في باب تنوع الرسم، أي أنهم يكتبون هذه الكلمة بصور مختلفة، فكتبوها مرة برسم، ومرة أخرى برسم آخر.
وتنوع الرسم لا يزال موجودًا في إملائنا المعاصر، فبعض الكاتِنين يكتب: (شئون)، وبعضهم يكتب (شؤون)، وبعضهم يكتب (إنشاء الله) وآخرون يكتبون (إن شاء الله)، وبعضهم يكتب (الرحمن)، وآخرون يكتبون (الرحمان)، وهكذا دواليك.
ومن هذا الباب كتابة لفظ إبراهيم وإبراهام، فإني أحمله أولاً على تنوع الرسم، ثم إن وجدت له علة غير ذلك حكمة بها مع تنوع الرسم.
كما أحمل عليه ما ذُكر من أن الكاتب أخطا، فأقول، إنما حكم من خطَّأ الكاتب بما بلغه من الرسم، ولم يكن يعلم الرسم الآخر، فلذلك حكم بذلك، وهذا النوع من التخطئة معروف بين أهل العلم، فقد يقع من بعضهم تخطئة ما هو صواب عند غيرهم لعدم معرفتهم بصوابه، وهذا باب من أبواب العلم يحتاج إلى مقالة لعل الله ييسر لها من يكتبها، وهو التخطئة في اختلاف التنوع أسبابه وآثاره.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يمكن أن يُحمل على ما حمله عليه بعضهم، وهو أن القارئ لو قرأ الرسم كما هو لوقع من الخطأ، فإنه سيقرأ (الصلاة) بالواو كما هو مرسوم (الصلواه)، وهذا النوع هو الذي قال فيه عثمان: إني أرى فيه لحنًا ستقيمه العرب بألسنتها، ذلك أنهم يعتمدون المنطوق لا المرسوم، لكن من جاء بعدهم قد يقع في الخطأ لو لم يكن يعرف القراءة من القراء، وأخذها عن المصاحف، لذا نهوا عن القراءة على مصحفي؛ لأنه سيقرأ ما رُسِم بحذافيره دون معرفة بأصول نطق الكلمة.
ويبقى هنا نقط مهمة، وهي أن من درس رسم المصحف ممن تأخر عن جيل السلف زعم وجود الحطأ، واعتمد على بعض الآثار التي مضى طريقة تخريجها، على ما في بعضها من الضعف، أقول إن هؤلاء المتأخرين يزعمون خطأ الكاتب، أو سوء هجائه ورسمه، وهذا مزلق خطير، وهو غير صحيح البتة، لماذا؟
ما الأصل الذي يقيس عليه المتأخرون خطأ رسم الصحابة للمصحف؟
إنه الإملاء المتعارَف عليه في عصرهم، فالفراء يقول في لفظ (ولأوضعوا خلالكم): ((وكتبت بلام ألف، وألف بعد ذلك، ولم يكتب في القرآن لها نظير، وذلك أنهم لا يستمرون في الكتاب على جهة واحدة، ألا ترى أنهم كتبوا (فما تعن النذر) بغير ياء، (وما تغني الآيات والنذر) بالياء، وهو من سوء هجاء الأولين) (معاني القرآن 1: 439).
فالفراء يجعل ذلك من سوء هجاء الأولين، فما المقياس الذي قاس به خطأهم؟
إنه هجاء عصره، وطريقة رسمهم للألفاظ.
وأنت لو قرأت مخطوطة معاني القرآن لرأيت فيها سوء هجاء عصر الفراء؛ لأنك تقيس على هجاء عصرك، وهذا ظاهر لمن عايش المخطوطات وحقرأ فيها أو حققها، لذا لا تكاد تجد مخطوطًا سابقًا لعصرك إلا والمحقق ينبه على تعديل رسم المخطوط إلى ما يوافق الرسم المتعارف عليه اليوم، وهذا يدلك على أن الرسم يتطور، وأن ما كان في عهد الصحابة، فهو متطور عن سابق له، وما كان في عهد الفراء، فهو متطور عما كان عليه السم في عهد الصحابة والتابعين، وماكان في عصر ابن خلدون فهو متطور عن سابقه، وهكذا حتى وصل إلى عصرنا.
ولا تزال ترى في عصرنا أو قريب منه نقاشات واختلافات في الرسم، وكأن الاختلاف في الرسم سنة من سننه، فتدبر ذلك، وأجل فيه فكرة، وأعد فيه النظر، يظهر لك الصواب، وتسلم من نقد من جعل الله على يديهم رفع دينه، وحفظ كتابه.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[02 May 2004, 05:05 م]ـ
الإجابات:
1 - لا لم يخطئوا
2 - الإجابة تعود للسؤال الأول، ثم كيف يراه خطأ ولا يغيره، وهو الخليفة الأول بإمكانه أن يعيد كتابة المصحف من أوله لآخره. وأمره نافذ مطاع.
3 - وتنوع كتابة الكلمة هنا، وهو أمر توقيفي في قناعتي، ويفيد هنا كونه يشير إلى اللقراءة المتواترة الثانية للكلمة وسأعود لتفصيل ذلك فيما بعد.(/)
فائدة لطيفة جميلة في سورة التكاثر
ـ[المنهوم]ــــــــ[01 May 2004, 06:01 م]ـ
قوله (حتى زرتم المقابر)
يقول تعالى أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها قال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد المصري حدثني خالد بن عبد الدائم عن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال رسول الله e ( ألهاكم التكاثر) عن الطاعة (حتى زرتم المقابر) حتى يأتيكم الموت ((الطبري 30/ 284))
* يقول تعالى أشغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها قال بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا زكريا بن يحيى الوقاد المصري حدثني خالد بن عبد الدائم عن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال رسول الله e ( ألهاكم التكاثر) عن الطاعة (حتى زرتم المقابر) حتى يأتيكم الموت ((ابن كثير 4/ 545))
**والصحيح في زرتم المقابر يعني متم لأن الميت يأتي إلى القبر كالزائر لأن وجوده فيه مؤقتا
وقد روي أن أعرابيا سمع هذه الآية فقال بعثوا ورب الكعبة فقيل له في ذلك فقال لأن الزائر لا بد أن يرتحل ((اضواء البيان 9/ 76))
ـ[أمل]ــــــــ[02 May 2004, 06:07 م]ـ
جزاك الله خير(/)
(2) نظرات في المعرب (موسى عليه السلام في مدين)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 May 2004, 07:14 م]ـ
(2) (نظرات في المعرَّب) موسى عليه السلام في مدين
قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) (القصص: 23 ـ 28).
أولاً: مدين قرية عربية، وهي في شمال الجزيرة على الجانب المقابل لمصر.
وهذا يعني أنَّ سكانها عربٌ يتكلمون العربية وقت موسى عليه السلام.
والملاحظ أنَّ موسى عليه السلام لم يحتج إلى ترجمانٍ للحديث مع المرأتين.
ولا يقال: إن وجود الترجمان محتملٌ، إذ إن ذلك يلزم منه أن موسى عليه السلام صار يتكلم لغته ويبحث عمن يعرفها ثمَّ ذهب إلى المرأتين ووقع الخطاب، ثم جاءت البنت وكلمت الترجمان، ثم كلم الترجمان موسى عليه السلام ... الخ.
لا شكَّ أن تصور ذلك وافتراضه غير مرضيٍّ.
كما أن افتراض أنهم تكلموا بلغة الإشارة والرموز غير وجيه كذلك.
فإذا كان موسى عليه السلام قد كلَّمهما مباشرة دون ترجمان، فما اللغة المشتركة التي كانوا يتحدثونها.
الذي يبدو ـ ظنَّا ـ أنها عربية تلك الزمان، كانت مثل ما هي عليه اليوم لهجات العرب في مصر والجزيرة والشام والعراق، حيث يمكن أن يتخاطب أولئك بلهجاتهم، ويفهم بعضهم من بعضٍ.
فهل يا تُرى يحتاج المصري اليوم إلى ترجمان له إذا دخل مدينة ينبع؟
الذي يبدو أن الحال كان كما هو عليه اليوم، وإنما الأمر لا يعدو لهجات يتكلم بها كل أهل منطقة.
لا تستغرب ذلك، فهل هناك ما يدل على غيره؟
هل كانت مصر في يوم من الأيام بمعزل عن الاتصال بهذه البقعة العربية من جزيرة العرب؟
إذن كيف اختار موسى مدين، وجاء إليها إلا أن يكون هناك تواصل بينها وبين مصر.
واسمح لي أن أسألك عن لغة موسى ما هي؟
وكأني بك ستقول: العبرية (سيأتي حديث عنها في مقال لاحق إن شاء الله).
وأقول لك: من أين تولدت هذه اللغة؟
وهل بقيت لغة يعقوب عليه السلام وأبنائه الاثني عشر صامدة أمام لغة المصريين حتى زمن موسى عليه السلام (يُقدَّر الزمن بين موسى ويوسف عليهما السلام بستة قرونٍ تقريبًا)؟
لا يمكن تصوُّر هذا البتة، إلا أن يكونوا في معزل تامٍّ عن مجتمعهم، وذلك ما لم يكن.
ولعلك تقول: إن لغة العبادة بين بني إسرائيل يمكن أن تكون بقيت.
فأقول لك: حتى لو بقيت هذه اللغة، فإنها لا تعدو ثلة من الأحبار قَرَأَةِ الكتب، أما عامة بني إسرائيل فسيتكلمون باللغة التي تسيطر على المدينة التي يقطنونها، كما هو الحال فيهم لما سكنوا جزيرة العرب انتظارًا لنبي آخر الزمان، لعله أن يخرج منهم.
إن الموضوع كما ترى شائك متشابك، لكن يكفيني أن أدعوك معي إلى التفكير من جديد في هذا الموضوع.
تنبيهان:
الأول: لا يصحُّ أن الذي نزل عنده موسى هو النبي شعيب عليه السلام، لبعد ما بينهما في الزمن، وإن كان اسمه شُعيبًا، فلعله غير النبي عليه السلام، وقد حقق ذلك جمع من العلماء، منهم شيخ الإسلام في رسالة خاصة في ذلك، وهي في الجزء الأول من اجمع المسائل والرسائل الذي حققه الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: اسم زوجة موسى عليه السلام (صِفُّورة)، وهو اسم عربي دخله التحوير، والأصل (عصفورة)، وقد ذكر مؤلفو (قاموس الكتاب المقدس / ص: 544) هذه المعلومة، فقالوا:» صِفُّورة: اسم مدياني معناه عصفورة «.
وينتج عن لطيفة، وهي علاقة العرب ببني إسرائيل، فالعرب أخوال لأولاد موسى من عصفورة بنت شيخ مدين.
وليست هذه أول علاقة، فما بالهم يحسدوننا ويكرهون كل شيء عربي؟!
ثانيًا: كما لم يحتج موسى إلى ترجمان بينه وبين المرأتين، فكذلك لم يحتج إليه في مخاطبة والدهما من باب أولى، والعقد الذي تمَّ بين موسى وشيخ مدين كان مدة ثمان سنين أو عشرة، وقد قضى موسى العشرة كلها، لكن الملاحظ هنا أنه جاء بعبارة (ثماني حِجَج) جمعُ حجة، فمن أين جاء التعبير عن هذا بهذا.
1 ـ إنَّ شيخ مدين ممن يؤرخون بالحجِّ؛ تلك الشعيرة العظيمة التي بقيت آثارها في العرب دون من سواهم، وإن كان الأنبياء بعد إبراهيم قد حجوا كما ثبت في آثارٍ ليس هذا محلُّ ذكرها، وكان من بين من حجَّ موسى عليه السلام.
وكل ذلك مصداق لقوله تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (الحج:27).
2 ـ أن موسى عليه السلام قد فهم عن شيخ مدين ما يقصده من عبارة (حِجج)، وهذا يشير إلى معرفة موسى عليه السلام آنذاك بهذه الشعيرة، وإن كان لا يمكن الجزم بذلك.
ومن الأمور التي تدعو إلى القول بمعرفته بالحج آنذاك أن دعوة إبراهيم بالحج كانت لبنيه وغيرهم، وبنو إسرائيل من أبنائه، ولا يُتصوَّر أن لا يكون عندهم علمٌ بالحجِّ، كما لا يخلو أن يكون في حديثهم إشارة إليه، وقد يكون موسى سمعها قبل نبوته، فهو مع كونه في بيت فرعون كان مختلطًا ببني إسرائيل في مصر، والله أعلم.
لكنك حينما لا تجد هذه الشعيرة في كتبهم، فإن ذلك مما يخفونه من باب العداء للعرب ولكل ما هو عربي، وذلك أمر قد طبعوا أنفسهم عليه من دهور سالفة، ولولا خشيت الاستطراد لذكرت أمثلة لذلك.
3 ـ أنه لا يبعد أن يكون اللفظ الذي تلفظ به شيخ مدين (حِجَج) كما ننطقه اليوم أو قريبًا منه، فالحج قديمٌ جدًّا.
فعدم تكرر هذا المدلول (حجج) في القرآن، واختياره في هذا الموطن واختصاصه به، مع وجود ما يقوم مقامه كل هذا مما يُستأنس به لما قلت من كونه هو ما نطق به شيخ مدين، والله أعلم بغيبه.
وللحديث بقية
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 Feb 2007, 12:26 ص]ـ
فضيلة الدكتور أحسن الله إليك ورفع مقامك على هذا التحرير والتنوير
الثاني: اسم زوجة موسى عليه السلام (صِفُّورة)، وهو اسم عربي دخله التحوير، والأصل (عصفورة)، وقد ذكر مؤلفو (قاموس الكتاب المقدس / ص: 544) هذه المعلومة، فقالوا:» صِفُّورة: اسم مدياني معناه عصفورة «.
قاموس الكتاب المقدس، هل لي أن أعرف من ألفه وطبعته؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[21 Feb 2007, 10:02 ص]ـ
جزى الله شيخنا الطيار فقد طار بنا اليوم الى افق عال ولكن لا يزال في النفس شيء من تخاطب موسى عليه السلام بالعربية ولعل في بقية حديث شيخنا المنتظرة ما يرفع ذلك الشيء وانا لمنتظرون
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:21 م]ـ
لقد طال الانتظار فلعل الشيخ يجد فسحة لإكمال الموضوع
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Oct 2010, 05:18 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[06 Oct 2010, 07:20 م]ـ
ليس بين يوسف عليه السلام وموسى عليه السلام فرق زمني كبير. والد موسى هو عمران وقد جاء أباه مع يعقوب عليه السلام من بير سبع. ومعلوم أن يوسف كان يعيش في دولة الهوكسوس وهم قبائل أصلها من شمال الجزيرة، فلا يُستبعد أن يحافظ اليهود على لغتهم السامية.(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الفاء العربية الشفوية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[01 May 2004, 10:59 م]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الفاء العربية
تخرج الفاء العربية من المخرج الحادي عشر من مخارج الفم وهي حرف مهموس رخو مستفل منفتح مذلق مرقق ضعيف لكن فيه تفش كالشين والشين أكثر تفشيا منه ويقع الخطأ فيها من أوجه:
*************************************
1. تفخيمها ووقوعه يكثر من الناس ولاسيما إن أتى بعدها ألف أو حرف استعلاء أو راء نحو) فَاكِهِينَ) (الدخان: من الآية27) –) فَاعِلُونَ) (المؤمنون: من الآية4) –) فَخَرَجَ) (مريم: من الآية11) –) فَضْلُ) (البقرة: من الآية64) –) فَطَلّ) (البقرة: من الآية265) –) َ فَرَّقُوا) (الروم: من الآية32) , واحرى إن اجتمعوا نحو) ُ الْغَفَّارُ) (صّ: من الآية66) –) فَاطِرَ) (يوسف: من الآية101) –) ا وَفَارَ التَّنُّورُ) (المؤمنون: من الآية27).
*************************************
2. والبعض يخفيها أو يدغمها فيما لو وقع بعدها الميم أو الواو نحو) تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا) (طه: من الآية69) –) نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) (سبأ: من الآية9).
*************************************
3. ومن الأخطاء الدراجة في نطقها إهمال بيانها إذا تكررت في كلمة فالواجب بيانها لصعوبة التكرار نحو) وَحَفَفْنَاهُمَا) (الكهف: من الآية32) –) وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ) (النور: من الآية60) -) أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) (النساء: من الآية28) –) الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ) (لأنفال: من الآية66) –) يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً) (غافر: من الآية49) , وكذلك لو تكررت من كلمتين فهو آكد في البيان لتأتّي الإدغام في ذلك نحو) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ) (المطففين: من الآية24) –) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) (الحج: من الآية72) –) خَلائِفَ فِي الأَرْض) (يونس: من الآية14) –) َ فَاخْتُلِفَ فِيهِ) (هود: من الآية110) –) مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ) (يوسف: من الآية21) –) إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا) (يوسف: من الآية58) –) صَوَافَّ فَإِذَا) (الحج: من الآية36) –) كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ) (الفجر: من الآية6) –).
*************************************
4. أثبت علماء التجويد واللغة القدماء أن للفاء تفشيا , كما أن للشين تفشيا وذكر ذلك في كتاب النشر لابن الجزري والتمهيد وقال به مكي في الرعاية والصفاقسي في تنبيه الغافلين , والتفشي هو الريح التي تخرج بشدة عند النطق بالحرف , والفاء فيها تفشي لما فيها من التأفف كما قرره بن الجزري في التمهيد حيث أنه ذكر التفشي لها لما فيها من التأفف في صوتها فيجب على القارئ بيان ذلك التفشي مع همسها نحو) الْمُفْلِحُونَ) (البقرة: من الآية5) –) خَفَّفَ اللَّهُ) (لأنفال: من الآية66).
*************************************
5. على القارئ أن يحذر من ضم الشفتين عند الفاء الساكنة ولاسيما لو وقع قبلها حرف مضموم فعليه أن يضم الشفتين عند المضموم ثم يرجع الشفتين على هيئتهما الطبيعية عند الفاء الساكنة نحو) الْمُفْلِحُونَ) (البقرة: من الآية5) – وكذلك يجب ضم الشفتين عند الفاء المضمومة لما في الضم من الثقل والإشارة بالضم تكون من الشفتين والفاء من مخارج الشفتين فالقارئ يجد في ذلك كلفة نحو) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) (الانسان: من الآية7) –) وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ) (الاسراء: من الآية34).
*************************************
6. والبعض يهمل همسها ويقلقلها قلقلة خفيفة وصلا نحو) الْمُفْلِحُونَ) (المؤمنون: من الآية102) -) نَخْسِفْ بِهِمُ) (سبأ: من الآية9).
*************************************
7. ومنهم من يبالغ في ترقيقها فتصير كالممالة نحو) فَاءُوا) (البقرة: من الآية226) –) وَفَارَ التَّنُّورُ) (هود: من الآية40) , وشبهه فترقيق الفاء واجب ولكن من غير مبالغة.
*************************************
8. , وهذا الحرف يظلم في وقتنا المعاصر بتغيير صوتيه بصوت الـ ( V ) في الإنجليزية ,وذلك الحرف الإنجليزي مركب صوته من فاء عربية مخلوطة بصوت الألف فيما لو كان مفتوحا , ومخلوط بصوت الواو فيما لو كان مضموما , ومخلوط بصوت الياء فيما لو كان مكسورا, وقراءة القرآن بصوت هذا الحرف الأعجمي لا تجوز لما في ذلك من تبدل حرف مخرجه أصلى بآخر مخرجه فرعي أعجمي , وعلي من أراد الإتقان في كتاب الله , التلقي من أفواه المشايخ المسندين في كيفية التلفظ بالفاء العربية الفصيحة وغيرها من الأحرف.
*************************************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[01 May 2004, 11:00 م]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في النطق بصوت الواوالعربية الشفوية
*************************************
تخرج الواو العربية من المخرج الثاني عشر من مخارج الفم إذا لم تكن حرف مد وإلا فتخرج من الجوف , وهي حرف مجهور رخو مستفل منفتح مصمت مرقق ذو مد إذا سكن وانضم ما قبله ولين إذا سكن وانفتح ما قبله ولا تكون ساكنة وقبلها حرف مكسور البتة وفيها خفاء إذا سكنت وفيها ثقل إذا تحركت ويقع الخطأ فيها من أوجه:
*************************************
1) تفخيمها ولاسيما لو وقع بعدها حرف استعلاء نحو) ِ وَاللَّهُ) (البقرة: من الآية19) –) وَقَالُوا) (البقرة: من الآية80) –) وَرَضُوا عَنْهُ) (المائدة: من الآية119) –) وَرَزَقَكُمْ) (غافر: من الآية64) –) وَاخْشَوْا) (لقمان: من الآية33) –) وَصَدَّقَتْ) (التحريم: من الآية12) –) وَظَلَمُوا) (سبأ: من الآية19) –) وَضَاقَ) (العنكبوت: من الآية33) –) وَاطْمَأَنُّوا) (يونس: من الآية7) , فترقيق الواو في ذلك كله لازم وآكد.
*************************************
2) ومن الأخطاء في نطقها إبدالها همزة إذا كانت مضمومة لثقل الواو وثقل الضمة فالإتيان بالهمزة طلبا للخفة وذلك لحن لا تحل به القراءة نحو) لَتَرَوُنَّ) (التكاثر: من الآية6) – فينطقونها خطأ هكذا (لترؤن).
*************************************
3) لما كانت الواو ثقيلة إذا تحركت فإنها إذا كانت الحركة التي عليها ضمة ازدادت ثقلا , فإن كانت الحركة التي عليها كسرة فذلك أثقل عليها من الضمة فإذا وقعت الواو مضمومة أو مكسورة وجب بيانها وحركتها لأنها إذا أثقلت الحركة عليها سارعت إلى أن تبدل همزة , وقد يفعله كثير من العرب لكن القراءة سنة توقيفية في كيفيتها , فيجب بيان الواو وحركتها لئلا يخالطها لفظ غيرها نحو) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ) (آل عمران: من الآية106) –) فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) (المائدة: من الآية6) –) بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (لقمان: من الآية22) –) التَّنَاوُش) (سبأ: من الآية52) –) مِنْ وُجْدِكُم) (الطلاق: من الآية6) –) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) (القيامة: من الآية24) –) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ) (البقرة: من الآية148).
*************************************
4) والبعض يهمل ضم الواو فيما لو وقع بعدها واو أخرى فيجب بيان الصلة الصغرى نحو) مَا وُورِيَ عَنْهُمَا) (لأعراف: من الآية20) -) يَلْوُونَ) (آل عمران: من الآية78) –) يَسْتَوُونَ) (السجدة: من الآية18) – , وكذلك إذا انضمت الواو وقبلها واو ساكنة فيجب بيان ذلك كله نحو) لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ) (الاسراء: من الآية7) , كل ذلك يجب التحفظ ببيانه لثقله.
*************************************
5) ومنهم من لا يأتي بالإدغام فيما لو وقعت الواو ساكنة وانفتح ما قبلها وأتى بعدها واو أخرى فهنا الإدغام واجب وبيان التشديد أيضا لاجتماع المثلين والأول منهما ساكن نحو) عَصَوْا وَكَانُوا) (المائدة: من الآية78) ––) تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ) (التوبة: من الآية92) , وكذلك لو اجتمع ثلاث واوات والوسط ساكن نحو) َ آوَوْا وَنَصَرُوا) (لأنفال: من الآية74) , فقد اجتمع هنا الأمثال والثقال.
*************************************
6) والبعض يدغمها خطأ فيما لو كان الأول حرف مد ولين وبعده واو مفتوحة نحو) وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا) (آل عمران: من الآية195) –) ا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّه) (آل عمران: من الآية200) , وتخرج من هذا المحذور بإعطاء الواو الأولى حقها من المد واللين ومن لم يفعل ذلك أدغم وهو لا يشعر.
*************************************
7) يجب على القارئ أن يهتم بالواو من عدة وجوه: إذا جاءت مضمومة فينبغي تخليص ضمّها , وذلك في مثل قوله تعالى: (تَفَاوُتٍ) , و (وَوُجُوهٌ) , و (وَلاَ تَنسَوُ الْفَضْلُ بَيْنَكُمْ) , وكذلك الأمر إذا كسرت ينبغي إجادة إخراج الشفتين حتى تخرج رقيقة مشبعة الكسر مثل: (وَلِكُلٍ وِجْهَةٌ) , واحذر من إخراجها مشُوبَةً بغنّة من الأنف في كل أحوالها.
*************************************
(يُتْبَعُ)
(/)
8) إذا تكررت الواو وجب بيان تفكيكها نحو) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ) (آل عمران: من الآية25) –) وَوُضِعَ الْكِتَابُ) (الزمر: من الآية69) –) وَوَرِثَهُ أَبَوَاه) (النساء: من الآية11) –) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) (الضحى:8) –) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ) (لأعراف: من الآية199) - وينبغي الاهتمام بها بشكل خاص فيما لو كانت مشددة مفردة مكسورة لثقل التشديد وثقل الكسرة وعلى القارئ أن يحترز من مضغها مثل:) وَأُفَوِّضُ) (غافر: من الآية44)) () وَيُخَوِّفُونَكَ) (الزمر: من الآية36)) و (لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ) , وقد تم ذكر الملاحظات في الياء المشددة , وهي تشترك مع الواو في ضرورة نبْر التشديد فيهما نَبْراً , لأن اللسان يضعُفُ قليلاً عندهما. قال الإمام الجزري: ((فكثيراً ما يتواهن في تشديدها (أي الياء) وتشديد الواو أختها , فيلفظ بهما لينتين ممضوغتين , فيجب أن ينبوَ اللسان بهما نَبْوَةً واحدةً وحركةً واحدة , وبعض القراء يبالغ في تشديدها فيُحَصْرِمُها , وليْته لو يُخَضْرِمُها)).
*************************************
9) على القارئ أن ينتبه إذا شُدِّدتْ الواو ثم جاء بعدها تنوين وبعد التنوين واو , مثل: (عَدُوّاً وَحَزَنا) (القصص: من الآية8)) , و (غُدُوّاً وَعَشِيّاً) (غافر: من الآية46)) , فينبغي أن تنتبه إلى ملاحظة نطق الواو المشددة الأولى وإخراجها من الشفتين بدون غنّة , ثم ادْخُلْ على التنوين المدغم فأخرج الغنة من الأنف , ثم انطق بواو مفتوحة صافية من الغنة , وهذه دقيقة من الدقائق يغفل عنها الكثيرون. واحذر أشد الحذر –هنا- أن تولِّد من الفتحات ألفاتٍ , كما يفعله بعض القراء المشهورين , حتى لا تقع فيما يسمى بالإدخال.
*************************************
10) ومنهم من يرققها مبالغا في ذلك فيصير صوتها كالممالة بل عليه أن يفتح فمه فتحا وسطا غير مبالغا فيه , قال بن الجزري في النشر: ينقسم الفتح الذي هو ضد الإمالة إلى شديد ومتوسط فالشديد هو نهاية فتح الشخص فمه بذلك الحرف ولا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب وإنما يوجد في لغة عجم الفرس ولاسيما أهل خراسان .... لما جرت طباعهم عليه في لغتهم استعملوه في اللغة العربية وجروا عليه القراءة ووافقهم على ذلك غيرهم حتى تفشى في أكثر البلاد وهو ممنوع منه في القراءة , والفتح المتوسط هو بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة وهذا الذي يستعمله أصحاب الفتح من القراء.
*************************************
11) على القارئ أن يحذر من الاختلاس في صوت الواو أو إدخال حرف بعدها نحو) وَوُضِعَ) (الزمر: من الآية69) –) خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) (لأعراف: من الآية199).
*************************************
12) والبعض يميل الواو لو وقع بعدها حرف مستعلٍ نحو) وَاللَّهُ) (القصص: من الآية28) –) وَرَزَقَكُمْ) (النحل: من الآية72) –) وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا) (التحريم: من الآية12).
*************************************
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي(/)
علل أحاديث التفسير (4)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[02 May 2004, 10:55 م]ـ
(البسملة وكيفية قراءتها)
[4] حديث: أم سلمة أنها ذكرت ـ أو كلمة غيرها ـ قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة مالك يوم الدين.
الحديث أورده ابن جزي الكلبي الغرناطي (741هـ) في تفسيره المسمى (التسهيل لعلوم التنزيل) (1: 12)، والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (1: 10)، والألوسي في روح المعاني (1: 42)، والشوكاني في فتح القدير (1: 17)، والشنقيطي في أضواء البيان (8: 357 ـ 358).
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 18، 22) في الكلام عن البسملة.
وفي (4: 435) سورة المزمل عند قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا.
وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 70 ـ 71)، فقال: "وثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقطع قراءته آية آية، ومنها البسملة ... (ثم أورد حديث أبي داود ـ الآتي ـ مسندًا).
قال: "وأخرجه أبو عمرو الداني: من طريق أبي عبيد ـ وهو القاسم بن سلام ـ عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه ـ أيضًا ـ: من طريق محد بن سعدان، عن يحيى بن سعيد به، وزيادة: [ثم يقف] بعد كل آية.
ثم قال (يعني الداني): ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب، وفي زيادة قوله: [ثم يقف] بيان لمعنى التقطيع.
وقال ابن الجزري: وهو حديث حسن وسنده صحيح.
وأخرجه الحاكم: من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ: " يقطعها حرفًا حرفًا. وصححه وسكت عنه الذهبي". انتهى بحروفه.
وإليك سياق طرقه واختلاف ألفاظه وبيان علله:
الحديث مداره على عبدالملك بن جريج: رواه عنه حفص بن غياث، وعمر بن هارون، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد الأموي وروايته أشهر الروايات.
? فأما حديث حفص بن غياث:
فأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 350/ برقم 6920): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقمي (324)، (325): من طريق أبي بكر، عنه به ولفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني حرفًا حرفًا.
? وأما حديث عمر بن هارون:
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2214): أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا خالد بن خداش.
وأخرجه في الشعب (2: 435/ برقم 2330): أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو رجاء محمد بن حامد التميمي بمكة، ثنا أبو عبد الله محمد بن الجهم السمري، ثنا الهيثم بن خالد المقرئ.
كلاهما (خالد بن خداش، والهيثم بن خالد) عنه به: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية، الحمد لله رب العالمين آيتين، الرحمن الرحيم ثلاث آيات، مالك يوم الدين أربع آيات، وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه. ورواه ابن خزيمة في كتابه عن الصغاني. كذا في (الكبرى).
وفي (الشعب) بلفظ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ماضية، الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ولذلك كان يقرأها.
قال البيهقي (2: 44): " رواه حفص بن غياث، عن ابن جريج بمعناه. ورواه عمر بن هارون ـ وليس بالقوي ـ عن بن جريج فزاد فيه".
* عمر بن هارون هذا، هو البلخي متروك، وكان من الحفاظ. خرج له الترمذي وابن ماجه.
قال محمد بن سعد: كتب الناس عنه كتابًا كبيرًا، وتركوا حديثه، وقال البخاري: تكلم فيه يحيى بن معين.
قلت: رماه بالكذب.
وقال أبو بكر الخطيب: وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.
وقال أبو أحمد بن عدي: يقال إنه لقي بن جريج بمكة وكان حسن الوجه، فسأله ابن جريج ألك أخت؟ قال: نعم فتزوج بأخته، فقال: لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرد عن ابن جريج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره،. انظر تهذيب الكمال (21: 524).
فما ذكر من زيادات تفرد بها لا يسلم له ذلك؛ لما فيه من كلام! .. نعم لو كان عدلاً لقبلنا منه هذا؛ لكونه كان خصيصًا بابن جريج؛ لما بينهما من القرابة.
? وأما حديث همام بن يحيى:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2213): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد، ثنا أحمد بن سلمان، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا عبد الله بن رجاء، عنه به بلفظ: أن قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني كلمة كلمة.
? وأما حديث يحيى بن سعيد الأموي:
فأخرجه أحمد في مسنده (6: 302/ برقم26625).
وأخرجه أبو داود (4: 37/ برقم 4001)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم2212).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 451/ برقم7022)، ومن طريقه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (323): حدثنا أبو خيثمة.
وأحرجه الدارقطني في سننه (1: 312/ برقم 17): من طريق عبدالله بن محمد.
كلاهما (أبو داود، وعبدالله بن محمد) عن سعيد بن يحيى الأموي.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927)، وفي الشمائل برقم (317): حدثنا علي بن حجر.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (2: 253/ برقم 1910): من طريق علي بن حجر بن إياس السعدي.
وأخرجه (كذلك) في المستدرك (2: 253/ برقم 2909)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2: 435/ برقم2319): أخبرنا الحسين بن أيوب ومحمد بن الحسن، قالا: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام.
(ولم يذكر البيهقي في روايته محمد بن الحسن).
خمستهم (أحمد، وأبو خيثمة، وسعيد بن يحيى الأموي، وعلي بن حجر، وأبو عبيد القاسم بن سلام) عن يحيى بن سعيد، ثنا ابن جريج، عن عبدالله بن أبي مليكة، عنها بلفظ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته آية آية: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، الرحمن الرحيم ثم يقف.
قال ابن أبي مليكة: وكانت أم سلمة تقرأها ملك يوم الدين. هذا لفظ أبي عبيد .. ولفظ سعيد عند أبي داود، هو المصدر به، ولفظ أبي يعلى نحوه.
قال الدارقطني: " إسناده صحيح وكلهم ثقات، قال لنا: عبدالله بن محمد: ورواه عمر بن هارون، عن ابن جريج فزاد فيه كلامًا".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
* وأبو عبيد هذا اسمه القاسم بن سلام (بتشديد اللام) البغدادي، الإمام المشهور، ثقة فاضل مصنف. قاله الحافظ في (التقريب)، وزاد: ولم أر له في الكتب حديثا مسندًا بل أقواله في شرح الغريب. اهـ.
وقال السيوطي في (الإتقان): أول من صنف في القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام. اهـ.
قلت: أما قول ابن حجر لم أر له حديثًا مسندًا فهذا يرده! .. ويحتمل أنه أراد في الكتب الستة وملحقاتها. وهو الأظهر فلا يتوقع غفلة الحافظ عن مروياته.
والحديث في أصله معلول من حديث ابن جريج .. لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة، خالفه الليث بن سعد.
أخرجه ابن المبارك في مسنده (1: 33/ برقم56)، وفي الزهد (ص421/ برقم1195)، ومن طريقه أبو العلاء الهمداني في التمهيد برقم (329).
وأخرجه أحمد في مسنده (6: 294/ برقم26569)، (6: 300/ برقم 26606): ثنا يحيى بن إسحاق.
وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص53): حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 453/ برقم1165): من طريق يحيى بن بكير.
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 73/ برقم 1466): حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 182/ برقم 2923)، وفي الشمائل (ص257/ برقم315)، والنسائي في الكبرى (1: 349/ برقم1095)، (1: 432/ برقم 1375)، (5: 22/ برقم 8057)، والصغرى (3: 214/ برقم1629)، والفريابي في فضائل القرآن (326)، ومن طريقه أبو العلاء العلاء العطار برقمي (326)، (327): عن قتيبة بن سعيد.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2: 188/ برقم 1158): ثنا الربيع بن سليمان المرادي، نا شعيب.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (328): من طريق أبي خالد يزيد بن عبدالله بن موهب، وعيسى بن حماد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثمانيتهم (ابن المبارك، ويحيى بن إسحاق، وعبدالله بن صالح، ويحيى بن بكير، ويزيد بن خالد، وقتيبة، وشعيب، وعيسى بن حماد): عن الليث، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قراءة النبي (صلى الله عليه وسلم) وصلاته، فقالت: ما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا. لفظ الترمذي.
قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته وحديث ليث أصح".
وقال أبو عبد الرحمن: "يعلى بن مملك ليس بذلك المشهور".
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927) من حديث ابن جريج (كما سبق).
وقال: " هذا حديث غريب وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة. وليس إسناده بمتصل؛ لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ ملك يوم الدين ". اهـ.
قال في عون المعبود (11: 24): " قلت كلام الإمام الترمذي وحديث الليث أصح يعني أصح من رواية ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة.
وكأنه يريد أن ابن أبي مليكة إنما سمعه من يعلى بن مملك كما حدث به الليث.
وأقول: لا مانع أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة سمع الحديث من يعلى فحدث به الليث كما سمعه، وسمعه من أم سلمة فحدث به ابن جريج؛ فإن صاحب (الخلاصة) صرح أنه روى عن: عائشة، وأم سلمة، وأسماء وابن عباس، وأدرك ثلاثين من الصحابة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة. انتهى.
فمع ثقته فما المانع أنه سمع الحديث منهما جميعًا، وعلى فرض أنه سمعه من يعلى بن مملك فقد وثق يعلى بن مملك ابن حبان، فالحديث ثابت على كل تقدير، كذا قاله بعض العلماء، والله أعلم.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي، ولم يذكر التسمية، وقال: حديث غريب. ثم ذكر كلام الترمذي رحمه الله" اهـ.
وقال في تحفة الأحوذي (8: 199): "قلت صرح الحافظ في تهذيب التهذيب أن بن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي (البخاري) قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، فيجوز أن بن أبي مليكة كان يروي الحديث أولا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة والله تعالى أعلم ".
قلت: هذا الاحتمال الذي أورده العظيم آبادي والمباركفوري، ينقصه التحرير على طريقة محققي أهل الحديث؛ فالترمذي رجح رواية الليث معتمدًا على قاعدة يكثر حمل المرسلات عليها، وهي: أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها.
وأما اعتمادهما على قول صاحبي (الخلاصة)، و (التهذيب) في إثبات السماع، فهذا عجيب منهما فإن الخزرجي وابن حجر يثبتان الرواية على ظاهر الأسانيد لا السماع، كما هي عادة المزي في ذكر تلاميذ الراوي! لا أن كل من ذكره في الرواة أثبت له بذلك السماع .. فتنبه لهذا!.
ثم إن ما ذهبا إليه تخرص من القول .. فقد أخرج الحديث عبدالرزاق في مصنفه (3: 38/ برقم 4709)، وعنه أحمد في المسند (6: 279/ برقم26589)، (6: 308/ برقم26667).
وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 293/ برقم 645) من طريق عبدالرزاق.
وأخرجه إسحاق في مسنده (4: 156/ برقم1935)، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (6: 366/ برقم2639): أخبرنا محمد بن بكر.
وأخرجه أحمد في المسند (6: 279/ برقم 26589): ثنا محمد بن بكر (قرنه بعبدالرزاق).
وأخرجه النسائي في الكبرى (1: 418/ برقم 1324)، والصغرى (3: 214/ برقم1628): أخبرني هارون بن عبد الله، قال: نا حجاج.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 407/ برقم 977): حدثنا حجاج بن عمران السدوسي، ثنا أبو سلمة بن خلف الجوباري، ثنا أبو عاصم.
أربعتهم (عبدالرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج، أبو عاصم) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: أخبرني يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالليل، فقالت: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي العشاء الآخرة، ثم يسبح، ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما يصلي، ثم يستيقظ من نومته تلك، فيصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح. لفظ ابن حبان .. وصرح ابن جريج بسماعه.
زاد حجاج في روايته عند النسائي: ابن جريج [عن أبيه] .. وقال أبو عاصم عند الطبراني: [أخبرني أبي].
فآلت رواية ابن جريج ـ صراحة ـ إلى رواية الليث على ما فيها من تدليس.
فهذا يرد ما ذهبا إليه (رحمهما الله).
وقد وقفت على الحديث من رواية الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة، به.
أخرجه الطبراني في الكبير (23: 292/ برقم 646) حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا أبو صالح.
فيكون هذا نزول من الليث فيه، وذاك علو، على الاحتمال فقد رواه عبدالله بن صالح على الجادة كما سبق عند البخاري في (خلق أفعال العباد).
* والمدار في هذه الرواية على يعلى بن مملك لم يوثقه سوى ابن حبان .. وقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي مليكة .. وقال النسائي (كما سبق): "ليس بذلك المشهور" .. ولذا قال ابن حجر في (التقريب): "مقبول" .. يعني أنه يحتاج على روايته متابع.
وإذا كان حديثه أصل في هذا الباب احتاج إلى متابع (والله أعلم) .. وقد يحتمل إذا لم يحفظ عليه مخالفة أو نكارة في روايته، وهذا ما ذهب إليه من قبل روايته (والله أعلم).
وفي الباب عن عمر:
أخرجه الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (192)، وقال: "تفرد به معتمر، عن أبيه. وتفرد به أبو المعتمر عمار بن زربي، عن معتمر".
* وعمار بن زربي هذا أبو المعتمر بصري .. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. وكذبه عبدان الأهوازي. انظر (الميزان).
(فائدة)
قال البيهقي في الشعب (2: 520): "ومتابعة السنة أولى مما ذهب بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد، والوقوف عند انتهائها".
وقال المناوي (5: 238): " كان يقطع قراءته بتشديد الطاء من التقطيع، وهو جعل الشيء قطعة قطعة أي يقف على فواصل الآي آية آية، يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، ويقول: الرحمن الرحيم ثم يقف وهكذا، ومن ثم ذهب البيهقي وغيره إلى أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها، ومنعه بعض القراء إلا عند الانتهاء.
قال ابن القيم: وسنة رسول الله أولى بالاتباع. وسبقه البيهقي، فقال في (الشعب): متابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض القراء من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها ". اهـ.
وأورده الزركشي في البرهان (1: 98): ونقل عن الجعبري قوله: " إنه إنما كانت قراءته (صلى الله عليه وسلم) كذلك ليعلم رؤوس الآي .. قال: ووهم فيه من سماه وقف السنة؛ لأن فعله عليه السلام إن كان تعبدًا فهو مشروع لنا، وإن كان لغيره فلا، فما وقف عليه السلام عليه دائمًا تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائمًا تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرةً ووصله أخرى احتمل الوقف".اهـ.
وانظر لهذا الخلاف البرهان كذلك (1: 350)، (1: 468) وما في بابه.
وكتبه/ يحيى البكري الشهري .. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الاثنين الرابع عشر من ربيع الأول لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2004, 08:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الشيخ الجليل.
ذكرتم - وفقكم الله - قاعدة رجح الترمذي بناء عليها رواية الليث على غيرها وهي تختص بالأحاديث المرسلة ونصها: (أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس، وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها).
وهذه قاعدة جليلة، كان العمل بها قديماً زمن الترمذي حسب ما ذكرتم وفقكم الله. فهل هناك أمثلة أخرى على تطبيق المحدثين لهذه القاعدة غير هذا الحديث؟
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[15 May 2004, 04:47 م]ـ
من يحيى البكري لأخي الفاضل عبدالرحمن البكري .. سلام عليك أما بعد .. فأشكر لك سؤالك هذا .. والجواب القاعدة التي أشرنا إليها هي: (أن يروي الراوي عمن عاصره ـ ولم يثبت عدم لقيه له ـ ثم يدخل أحيانا بينه وبينه واسطة). فهذا يستدل به هؤلاء الأئمة على عدم السماع .. وهذه بعض الأمثلة عليها:
(1) يحيى بن أبي كثير .. قال أبو حاتم: "ما أراه سمع من عروة بن الزبير، لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً ورجلين ولا يذكر سماعاً ولا رؤية ولا سؤاله عن مسألة".
(2) قتادة بن دعامة .. قال أحمد: "قتادة عن يحيى بن يعمر لا أدري سمع منه أم لا؟ قد روى عنه وقد روى عن رجل عنه".
(3) عامر بن شراحيل الشعبي .. قال أبو حاتم: "لا أدري سمع الشعبي من سمرة أم لا لأنه أدخل بينه وبينه رجل".
(4) عبد الله بن نجي .. قال يحيى بن معين: "لم يسمع من علي بينه وبينه أبوه".
(5) محمد بن شهاب الزهري .. قال أبو حاتم: "ولا يثبت له سماع من المسور بن مخرمة يدخل بينه وبينه سليمان بن يسار وعروة بن الزبير".
(6) المسيب بن رافع .. وقال أبو حاتم: "روى عن جابر بن سمرة حديثا، ولا أظن سمع منه يدخل بينه وبينه تميم بن طرفة".
انظر لهذه الأمثلة شرح علل الترمذي لابن رجب (2: 594 ـ 595)، وتحفة التحصيل لأبي زرعة بن العراقي (1: 164، 189، 288، 304).(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[03 May 2004, 04:15 ص]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الشين العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الشين العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الشين العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الشين اللسانية
التعريف بمخرج صوت الشين العربية اللسانية
صوت الشين العربية اللسانية يتولد صوتها عندما يصطدم وسط اللسان بما يحاذيه من سقف الحنك الأعلى العظمي , وفي حالة سكونها لا يغلق وسط اللسان مع محاذيه من الحنك الأعلى الصلب والسبب أن الشين العربية اللسانية يجري معها الصوت جريانا كليا لأنها حرف رخو والشين العربية اللسانية يسميها علماء الأصوات حرف لساني حنكي نسبة لوسط اللسان وما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي وهي حرف متفشي بمعنى أنه ينتشر هواء الزفير معها من أول مخرجها حتى يقرع صوتها صفحة الأسنان العليا الداخلية والواجب على القارئ عند تلفظه بصوت الشين فيما لو كانت مفتوحة أن يباعد بين الفكين العلوي والسفلي ويفتح الشفتين انفتاحا عرضي ليكتمل كمال الترقيق في صوتها ولو مط القارئ الشفتين للأمام لتفخم صوتها وهذا لم تفعله العرب في وقت نزول القرآن كانوا لا ينطقون بصوت الشين مفخمة قال تعالى) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) والواجب عند التلفظ بها وهي مضمومة مط الشفتين للأمام ليكتمل كمال التصويت بها ومن يقصر في ذلك فاعلم بأن صوت ضمته ناقصة ومشمة بالفتح وقليل ما هم من يسلم من ذلك حتى بعض القراء المشاهير عندما أنظر لفمه أراه على وتيرة واحدة والله المستعان.
التعريف بصفات صوت الشين العربية اللسانية
ينشأ صوت الشين العربية اللسانية من المخرج الثالث من مخارج اللسان وهو وسطه مع محاذيه من وسط سقف الحنك الصلب وهي حرف مهموس بجريان هواء النفس معها وحرف رخو بجريان الصوت معها جريانا كليا وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان بها إلى قاع الفم وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ بها وحرف متفشي أي ينتشر الهواء في الفم عند النطق بها.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الشين اللسانية
صوت الشين العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ بعض الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم وذلك من عدة وجوه:
1. تفخيمها فاحذر منه ولا سيما إن أتى بعدها حرف مفخم أو كان الفاصل بينها وبين حرف الاستعلاء الألف نحو) شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام) (البقرة: من الآية144)) فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْر) (البقرة: من الآية150)) شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ) (القصص: من الآية30)) وَشَاقُّوا الرَّسُول) (محمد: من الآية32)) شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ) (الأنبياء: من الآية97) وشبهه.
2. والبعض من المتساهلين لا يأتون بصفة التفشى معها على الوجه الأتم الأكمل عند التصويت بها قال ابن الجزري رحمه الله في كتابه التمهيد (وإذا كانت مشددة فلا بد من إشباع تفشيها كقوله) فَبَشَّرْنَاهُ) (الصافات: من الآية101) وإن سكنت ولابد من بيان تفشيها وتخليصها نحو) اشْتَرَاه) (البقرة: من الآية102)) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ) (الإنسان: من الآية5)) وَاشْدُدْ) (يونس: من الآية88) .. ) والتفشى من الصفات التي قويت بها الشين وتعريفه: وهو انتشار هواء الصوت من وسط اللسان حتى يصطدم بصفحة الأسنان العليا الداخلية وذلك الانتشار هو التفشي وعلى القارئ أن يحذر من إهماله وعدم بيانه.
3. وهناك من يخلط صوتها بصوت الجيم اللسانية فيما لو وقع بعدها الدال اللسانية نحو) الرُّشْدُ) (البقرة: من الآية256)) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) (الجن: من الآية2) والواجب هنا بيان تفشيها وجريان الصوت بها وإلا صارت كصوت الجيم اللسانية فاحذر من ذلك وحذر منه غيرك مع مطالبة نفسك بالإخلاص في القول والعمل لله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. على القارئ أن يحذر أيضا من خلط صوتها بصوت الجيم اللسانية فيما لو وقع بعدها جيما في الخط وإلا قرب التصويت بالشين مشمة بصوت الجيم نحو) شَجَرَةِ الْخُلْد) (طه: من الآية120)) مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) (النور: من الآية35)) مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) (لقمان: من الآية27)) أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (الصافات: من الآية62)) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ) (الصافات: من الآية64)) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (الصافات:146) والشين قليلة التصرف في الكلام العربي.
5. نسمع البعض من القراء من يبالغ في تطويل جريان الصوت بالشين مع المبالغة في ظهور التفشي عند التلفظ بالشين الساكنة فقد يؤدي ذلك إلى إحداث صفير في صوتها نحو) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ) (البقرة: من الآية36)) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ) (البقرة: من الآية268)) وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران: من الآية144)) وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) (الزمر: من الآية66). فعلى القارئ الحذر من ذلك لأن علماء اللغة قديما أثبتوا الصفير لثلاثة أحرف فحسب وهي الصاد والزاي والسين ولا رابع لهم.
6. على القارئ أن يحذر من المبالغة الشديدة في ترقيق صوت الشين وإلا مال صوتها للإمالة وينتشر ذلك بكثرة بين أهل المغرب العربي نحو) شَاكِرِينَ) (لأعراف: من الآية17)) شَاطِئِ) (القصص: من الآية30).
7. والبعض الآخر ممن شيخهم المصحف فحسب ولا شيخ ينقل لهم النقل الصوتي للقرآن يضم الشفتين عند التلفظ بالشين الساكنة ولا سيما إن أتى قبلها حرف مضموم والإشارة بالشفتين عند الساكن فيه علامة على أن ذلك الحرف مرفوع ولا مرفوع هنا البتة والسبب أن القارئ الذي يفعل ذلك عنده إهمال فادح في عمل الشفتين مع الحروف المتباينة والواجب المباعدة بين الفكين العلوي والسفلي عند التلفظ بالحرف المفتوح ومط الشفتين إلى الأمام عند التلفظ بالحرف المضموم وخفض الفك السفلي عند التلفظ بالمكسور وهذه ملاحظة عامة مع جميع الأحرف القرآنية نحو) مُشْرِكُونَ) (يوسف: من الآية106)) وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (الصف: من الآية9)) وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يونس: من الآية105)) وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (النحل: من الآية120).
8. على القارئ أن يحذر من التلفظ بالشين مقلقلة مهتز المخرج خاصة لو كانت ساكنة فإن ذلك يؤدي إلى إحداث الحركة في صوتها وسمعت من البعض ينطق بجزء الحركة معها نحو) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ) (الإنسان: من الآية5).
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي(/)
سوال وموارد الاختلاف
ـ[زينب]ــــــــ[03 May 2004, 07:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أولاً: أشكر الأساتذة المحترمين علي الرد.
ثانياً: يقول السيوطي: عندما تتصل الياء بالاسم المنقوص الذي ليس فيه (ال) في حالتي الرفع والجر تنحذف الياء، مثل: مررت بقاضي، الصحيح بقاضٍ. لكن في امصحف المكتوب بخط عثمان طه تجد مثل (سوف يأت الله) المتوقع هو أن تكتب (ياتي الله) لكن الياء حذفت بدون علة ظاهرة!
وفي سوره ق (41) (يناد المناد) المتوقع هو أن تكتب (يُنادي المنادي)
وأيضاً الواو عندما يكون عندنا واوان تنحذف إحدي الواوين لكن نري في القران (يمح الله) والمتوقع هو (يمحوا الله)
وأيضا في الهمزه كتابة (أنباو) الاصح (أنباء).
سؤالي: هل هذه الأمثلة تدل على أنه يوجد أخطاء في رسم القرآن؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2004, 06:33 م]ـ
أيتها الأخت الكريمة وفقك الله. ليست هذه الأمثلة من باب الخطأ في القرآن حاشاه، وإنما هي ظواهر في الرسم الذي كتب به القرآن الكريم تكلم العلماء عن تفاصيلها في كتب علوم القرآن. والإجابة عن ما ذكر هنا لا تخرج عن الجواب الذي سبق أن أجاب به الدكتور مساعد الطيار في أسئلتك السابقة. فلو تيسر لكم الرجوع إلى كتب رسم المصحف وهي كثيرة لكان في ذلك ما يجيب على أسئلتك. ولو تمكنتِ من الاطلاع على كتاب (رسم المصحف للدكتور غانم الحمد) لوجدت الإجابة على كل الأسئلة التي تدور حول هذا الموضوع.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.(/)
هل كان في مكة نفاق قبل الهجرة؟
ـ[ابن العربي]ــــــــ[03 May 2004, 09:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
هل كان في مكة نفاق قبل الهجرة؟
قال ابن كثير رحمه الله:" نزلت صفات المنافقين في السور المدنية؛ لأن مكة لم يكن فيها نفاق، بل كان خلافه من الناس من كان يظهر الكفر مستكرهاً وهو في الباطن مؤمن .... فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وأسلم من أسلم من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج، وقل من أسلم من اليهود إلا عبدالله بن سلام رضي الله عنه ولم يكن إذ ذاك نفاق أيضاً؛ لأنه لم يكن للمسلمين بعد شوكة تخاف بل قد كان عليه الصلاة والسلام وادع اليهود وقبائل كثيرة من أحياء العرب حوالي المدينة، فلما كانت وقعة بدر العظمى وأظهر الله كلمته وأعز الإسلام وأهله قال عبدالله بن أبي بن سلول وكان رأساً في المدينة وهو من الخزرج، وكان سيد الطائفتين في الجاهلية، وكان قد عزموا على أن يملكوه عليهم فجاءهم الخير وأسلموا واشتغلوا عنه فبقي في نفسه من الإسلام وأهله، فلما كانت وقعة بدر قال: هذا أمر قد توجه فأظهر الدخول في الإسلام ودخل معه طوائف ممن هم على طريقته ونحلته وآخرون من أهل الكتاب فمن ثم وجد النفاق في أهل المدينة ومن حولها من الأعراب ". (1)
فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري، جزاك الله خيراً
فضيلة الشيخ أبو مجاهد أحسن الله إليك كما أحسنت
-------------------------
(1) تفسير ابن كثير ج1
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 May 2004, 01:48 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 May 2004, 02:07 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك(/)
أصول القراءة التي ستترتب عليها القراءات العشر
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 May 2004, 10:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تنبيه:
ما بين [] من زياداتي، وكذلك معظم الترقيمات.
وللاطلاع على روابط ما سبق أنقر على
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1802
ولفهم مرادي من العنوان، الرجاء اطلع على آخر ثلاثة أسطر هنا.
=================
قال العلامة الضباع في الإضاءة:
الخاتمة في بيان مذهب القراء العشرة في الأصول المذكورة (أو يقال) في بيان مذهب كل قارئ من العشرة في أصول القراءة علي انفراده
--------------------------------
أصول قراءة عاصم
إنما ابتدأتُ به لشهرة قراءته بين الناس في جل الأقطار المشرقية و لإجماع العامة عليها في مصر في هذا الزمان.
? وكانت قراءة عامة المصريين علي ما ظهر لي من تتبع سير القراء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلي أواخر القرن الخامس الهجري علي طريقة أهل المدنية سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني.
? ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري و استمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري.
? ثم حلت محلها قراءة عاصم بين أبي النجود.
وعاصم هذا هو أول قراء الكوفة الأربعة أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله، عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم.
وله روايين أخذا عنه القراءة من غير واسطة أحدهما شعبة بن عياش الكوفي و الثاني حفص بن سليمان الغاضري الكوفي. وقدم الشاطبي وأكثر المؤلفين شعبة لكونه عارفا بالقراءات والحديث وقدم صاحب التيسير حفصا لكونه كان أتقن لقراءة عاصم.
وقد مشيت هنا علي تقديمه لذلك ولاقتصار جلة المصريين عليها الآن وللاقتصار عليها في ضبط المصاحف المصرية والمشرقية غالبا في هذا الزمان.
فقلت:-
[أصول رواية حفص عن عاصم]
[باب الاستعاذة والبسملة]
روى حفص: إثبات البسملة بين كل سورتين سوي بين الأنفال وبراءة لما تقدم.
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
وروى: عليهم وإليهم ولديهم وفيهم وعليهما وفيهما وعليهن وفيهن .. وما أشبه ذلك من كل هاء ضمير لجمع أو تثنية مسبوقة بياء ساكنة بكسر الهاء في الوصل و الوقف.
وكذلك روى: وإن يأتهم و فاستفهم وهما مما حذفت ياؤه لعارض جزم أو بناء.
وروى: إسكان ميم الجمع. وهي الميم الزائدة الدالة علي جمع المذكرين حقيقة أو تنزيلا إذا وقعت قبل محرك.
نحو: "عليهم غير"، "عليكم أنفسكم" وصلا ووقفا ضمها وصلا وسكونها وقفا إذا وقعت قبل ساكن.
وإذا كان قبلها هاء مسبوقة بياء ساكنة أو كسره فله في هذه الهاء الكسر.
نحو: "عليهم الذلة" و "في قلوبهم العجل".
وإذا كان قبلها غير ذلك فله فيه الضم كبقية القراء.
نحو: "عليكم القتال"، "منهم الذين".
[باب الإدغام الكبير]
وإذا التقى في الخط حرفان متحركان متماثلان أو متقاربان أو متجانسان فله في ذلك الإظهار قولا واحدا،
إلا أنه روى: "قال ما مكني" في الكهف بنون واحدة مشددة على الإدغام.
وكذلك روي مالك لا تأمنا بيوسف لكنه مع الإشارة بالروم أو الإشمام.
[باب هاء الكناية]
وروى هاء الضمير المسبوقة بساكن وبعدها متحرك.
نحو: فيه هدى، وعقلوه وهم. بالقصر، أي ترك الصلة، إلا في قوله تعالى فيه مهانا، فبالصلة، وإذا وقعت بين متحركين فله فيها الصلة إلا "أرجه" في موضعيه، و"فألقه إليهم" في النمل فرواهما بالإسكان. وإلا "يتقه" في النور. و"يرضه لكم" في الزمر، فرواهما بالقصر.
[باب المد]
وروى المد المنفصل والمد المتصل بمدهما قدر أربع حركات، وهو مختار الإمام الشاطبي أو خمس وهو المذكور في التيسير. وليس له في مد البدل إلا القصر.
[باب الهمز]
وروى تحقيق الهمز المفرد والمزدوج في جميع القرآن، إلا "أعجمي" المرفوع بفصلت، فإنه رواه بتسهيل الثانية، وإلا "آلذكرين" وأختيها، فإنه رواها بتسهيل الثانية في المواضع الستة على وجهين
أحدهما جعلها بين الهمزة والألف.
والثاني: إبدالها ألفا خالصة مع المد بقدر ثلاث ألفات للساكنين.
وإليه ذهب أكثر أهل الأداء وبه الأخذ غالبا.
وإلا إذا كانت الأولى لغير الاستفهام، والثانية ساكنة فإنه يبدلها كالباقين.
ولم يدخل ألفا بين الهمزتين مطلقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى "ضيزى" في النجم، بإبدال الهمزة ياء، وكذلك "بادئ" بهود، و"ضياء" حيث وقع و"البرية" في موضعيه.
وأبدل همز "كفوا" في الإخلاص، و"هزوا" حيث وقع، واوا.
وروى "النبي" وبابه، و"النبوة" بالإبدال والإدغام.
[باب النقل]
ولم ينقل شيئا (مما صح فيه النقل عن غيره من القراء).
[باب السكت]
ولم يسكت من هذه الطرق على الساكن قبل الهمز.
وجاء عنه السكت لغير الهمز في أربعة مواضع:
1. عوجا قيما، أول الكهف.
2. ومرقدنا هذا، بـ يس.
3. ومن راق، بالقيامة.
4. وبل ران، بالتطفيف.
[باب الإظهار والإدغام]
وأظهر
? ذال إذ عند التاء والجيم والدال والزاي والسين والصاد.
نحو: إذ تبرأ، إذ جاؤكم، إذ دخلوا، إذ زين، إذ سمعتموه، وإذ صرفنا.
? ودال قد عند الجيم والذال والزاي والسين والشين والصاد والضاد والظاء
نحو: قد جعل، ولقد ذرأنا، ولقد زينا، قد سمع، قد شغفها، لقد صدق، فقد ضل، فقد ظلم.
? وكل تاء تأنيث اتصلت بالفعل عند التاء والجيم والزاي والسين والصاد والظاء
نحو: كذبت ثمود، نضجت جلودهم، خبت زدناهم، حصرت صدورهم، أنزلت سورة، كانت ظالمة.
? ولام بل عند التاء والثاء والنون
نحو: بل تأتيهم، بل زين، بل سولت، بل ضلوا، بل طبع، بل ظننتم، بل نتبع.
? والباء المجزومة عند الفاء
نحو: أو يغلب فسوف،
? واللام عند الذل
من يفعل ذلك، حيث وقع
? والفاء عند الباء
في: نخسف بهم.
? والذال عند التاء
في عذت، وفنبذتها، واتخذتم، وأخذتم، وما تصرف منهما
? والثاء عند التاء
في أورثتموها، ولبتث، كيف جاء
? والدال عند الذال
في: كهيعص ذكر،
? وعند الثاء
في: ومن يرد ثواب
? والراء المجزومة عند اللام
نحو: نغفر لكم، واصبر لحكم
? والنون عند الواو
من: يس والقرآن، و ن والقلم
وأدغم:
? الثاء في الذال
في يلهث ذلك في الأعراف
? والباء في الميم
في: اركب معنا، بهود
? والنون في الميم
من: طسم
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
وأظهر النون الساكنة عند حروف الحلق الستة المجموعة في أوائل كلم قول الإمام الشاطبي
أَلاَ هاَجَ حُكْمٌ عَمَّ خاَليهِ غُفَّلاَ
وأدغمها بلا غنة في اللام والراء، وبغنة في الأحرف الأربعة التي يجمعها قولك (يومن) إلا إذا اجتمعت النون مع الياء أو الواو في كلمة: كدنيا، وصنوان، فإنها تظهر اتفاقا، وقلبهما ميما بغنة مع الإخفاء عند الباء، أخفاهما بغنة عند الباقي. وقد بسط العلماء الكلام عليهما في كتب التجويد فاطلبه إن شئت.
[باب الفتح والإمالة]
وروى الفتح قولا واحدا في جميع ما أماله غيره، لكنه أمال الراء في قوله تعالى: "مجريها" بهود.
[باب الراءات]
وحاصل مذهبه في الراءات
أنه يفخم الراء وصلا إذا كانت:
? مفتوحة، نحو: ربنا
? أو مضمومة، نحو: رزقنا
? أو ساكنة بعد فتح، نحو: الأرض
? أو ضم، نحو: قرآن
? أو بعد كسرة أصلية وبعدها حرف استعلاء، نحو: فرقة
لكن اختلف عنه في فرق بالشعراء من أجل كسر القاف وصح عنه في الوجهان.
وكذلك يفخمها إذا سكنت بعد كسرة:
? عارضة متصلة كانت، نحو: "ارجعوا"، في الابتداء
? أو منفصلة، نحو: إن ارتبتم
? أو لازمة منفصلة، نحو: الذي ارتضى
ويرققها في حالتين:
1 - إذا كسرت، نحو: فرجالا ورثاء
2 - إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة، وليس بعدها حرف استعلاء، نحو: مرية.
هذا حكمها في الوصل.
وأما حكمها في الوقف فإنه:
أ- يفخمها
? إذا وقعت بعد ضم أو فتح سواء كانت في الوصل مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، نحو: الدبر، النذر، بالنذر.
? وكذلك يفخمها إذا وقعت بعد ساكن مسبوق بضم أو فتح، نحو: العسر، الفجر
ب - ويرققها
? إذا وقعت بعد ياء ساكنة، نحو: السير، ويسير
أو بعد كسرة متصلة، نحو: تستكثر، وقَدِّر
? أو منفصلة بساكن نحو: الشعر، والسحر
إلا أن أهل الأداء عنه اختلفوا فيما إذا كان الحاجز بين الكسرة والراء صادا أو طاء، نحو: مصر وعين القطر،
? فبعضهم رققها طردا للقاعدة،
? وبعضهم فخمها نظرا لحرف الاستعلاء،
واختار ابن الجزري التفخيم في مصر والترقيق في عين القطر، نظرا لحالة الوصل فيهما.
[باب اللامات]
وحكم اللامات عنده الترقيق، إلا لام لفظ الجلالة إن ضم ما قبلها، أو فتح نحو: من الله، ورسل الله، للإجماع على تفخيمها حينئذ.
[باب الوقف على مرسوم الخط]
(يُتْبَعُ)
(/)
ووقف بالتاء وقفا اختباريا اتباعا لخط المصحف العثماني على هاء التأنيث المرسومة بالتاء المجرورة، ووقعت في ثلاث عشرة كلامة
1 - رحمت في سبعة: في البقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا
2 - نعمت في أحد عشر موضعا: ثاني البقرة وفي آل عمران والمائدة وثاني إبراهيم وثالثها ورابع النحل وخامسها وسادسها وفي لقمان وفاطر والطور
3 - سنت، في خمسة: في الأنفال وغافر وثلاثة بفاطر
4 - لعنت، في موضعين: الأول بآل عمران وحرف النور
5 - امرأت في سبعة: في آل عمران واحد واثنان في يوسف وواحد في القصص وثلاثة في التحريم
6 - بقيت الله في هود
7 - قرت عين، في القصص
8 - قطرت الله، في الروم
9 - شجرت الزقوم، في الدخان
10 - جنت نعيم، في الواقعة
11 - ابنت عمران، في التحريم
12 - معصيت، موضعي المجادلة
13 - كلمت ربك الحسنى بالأعراف
وكذلك حكم ما اختلف القراء في إفراده وجمعه وهو اثنا عشر موضعا:
? كلمت ربك، بالأنعام، وحرفي يونس، وموضع بغافر
? وغيبت، حرفي يوسف
? وآيت للسائلين،
? وآيت من ربه، بالعنكوبت
? والغرفت، في سبأ
? وعلى بينت، بفاطر
? ومن ثمرت، بفصلت
? وجمالت، بالمرسلات
وكذا [وقف بالتاء على]
? يا أبت، بيوسف ومريم والقصص والصافات
? ومرضات، موضعي البقرة وفي النساء والتحريم
? وهيهات، موضعي المؤمنون
? ولات حي، ن بـ ص
? وذات بهجة، بالنمل
? واللات، في النجم
ووقف بلا ياء على:
هاد وواق ووال وباق
ووقف على الهاء بدون ألف بعدها كالرسم في:
أيه، بالنور، والرحمن والزخرف.
وإذا وصل فتح الهاء فيهن.
ووقف على النون من: ويكأن، وعلى الهاء من: ويكأنه، وهما في القصص
وعلى النون في: ويكأن، حيث وقع
وعلى أيا، وعلى ما، في:" أياما تدعوا" بالإسراء
وعلى ما، وعلى اللام أيضا، في "مال هؤلاء" بالنساء، و"مال هذا" بالكهف والفرقان، و"فمال الذين"، في المعارج.
[باب ياءات الإضافة]
وحاصل مذهبه في ياآت الإضافة المختلف فيهن بين القراء العشرة أنه
? أسكن كل ياء وقع بعدها همز قطع نحو: إني أعلم، ومني إنك، وإني أعيذها.
لكنه استثنى من ذلك ثلاث عشرة ياء، ففتحهن وهن: يدي إليك، وأمي إلهين، كلاهما بالمائدة، ومعي أبدا، في التوبة، ومعي أو رحمنا في الملك، وأجري إلا في تسعة مواضع: موضع بيونس، وموضعين بهود وخمسة بالشعراء، وموضع بسبأ،
? وفتح كل ياء وقع بعدها لام تعريف نحو: ربي الذي.
لكنه استثنى من ذلك عهدي الظالمين، في البقرة، فسكنها ويلزم من تسكينها حذفها وصلا
? وأسكن كل ياء وقع بعدها همز وصل نحو: لنفسي اذهب
? وأما الياآت اللواتي لم يصحبهن همز أو لام تعريف ففتح منهن: وجهي بآل عمران والأنعام، وبيتي بالبقرة والحج ونوح، ومحياي بالأنعام، ومعي بني إسرائيل بالأعراف، ومعي عدوا بالتوبة، ومعي صبرا ثلاثة بالكهف، وذكر من معي بالأنبياء، ومعي ربي، وذكر من معي كلاهما بالشعراء، ومعي ردءا بالقصص، وما كان لي بإبراهيم وص، ولي فيها بـ طه، وما لي لا أرى في النمل، وما لي لا أعبد بـ يس، ولي نعجة بـ ص، ولي دين بالكافرين.
? وأسكن:
وليؤمنوا بي بالبقرة، وصراطي مستقيما، ومماتي لله كلاهما بالأنعام، وورائي بمريم، وأرضي واسعة بالعنكبوت، وشركائي قالوا بفصلت، وإن لم تؤمنوا لي بالدخان.
وروى يا عباد لا خوف بالزخرف بحذف الياء في الحالين قولا واحدا.
[باب الياءات الزوائد]
ومذهبه في الياآت الزوائد: حذفهن في الحالين، إلا أنه استثنى قوله تعالى "فما آتان الله"، في النمل، فرواه بإثبات الياء مفتوحة وصلا، واختلف أهل الأداء عنه في حذفها وقفا.
وهنا تمت أصول روايته ولله الحمد
واعلم أني جعلتها أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار. وإذا كان الخلف بين راويي قارئ يسيرا عزوت إلى القارئ دون راوييه، والله الموفق.(/)
هل كيد النساء اعظم من كيد الشيطان كما في القران؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[المنهوم]ــــــــ[03 May 2004, 05:54 م]ـ
قال الله تعالى (فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (يوسف:28) وقال (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء:76)
لما قرأت هاتين الآيتين وقع في نفسي سؤال وهو هل هذا يدل على ان كيد النساء اعظم من كيد الشيطان ام الأمر خلاف ذلك
وأفيدكم اني راجعت بعض كتب التفسير ولكني اريد منكم الزيادة مشكورين
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[04 May 2004, 10:40 م]ـ
يا أخي "إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" هو من كلام العزيز و ليس من الله ابتداء فتنبه!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 May 2004, 12:12 ص]ـ
أخي الفاضل في سؤالك مسائل:
الأولى: كان الأولى أن يكون السؤال ما وجه كون كيد النساء عظيما، فسؤالك: هل كيد النساء عظيم ... كما ورد في القرآن؟ جوابه نعم، مادام ورد في القرآن.
الثانية: قائل: (إن كيدكن عظيم) ابتداءً هو العزيز زوج زليخا، وينشأ هنا سؤال، وهو هل كل حكاية ذكرها الله عن الخلق تكون مقبولة أو لا؟
والجواب: إن الحكايات على نوعين:
الأول: أن يقع للحكاية ردٌّ، ويعلم بهذا أن الحكاية باطلة، مثل قوله تعالى: (وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه)، فالتعقيب بالتنزيه دليل على أن كلام الكفار في أن لله ولد باطلٌ.
الثاني: أن لا يقع لها ردُّ، وعدم ردِّها يدلُّ على صحتها، إذ لو كانت تحمل باطلاً لما أغفل الله ردَّه، وذلك مثل هذه الآية، ومثل قول الهدهد: (ولها عرش عظيم)، فهو كذلك على الحقيقة، وذلك أن الله أقره على كلامه هذا.
وقد استدلَّ بعض العلماء بهذه القاعدة على أن أهل الهف كانوا سبعة وثامنهم كلبهم؛ لأن الله اعترض على القولين الأولين، ولم يعترض على القول الأخير، قال تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجمًا بالغيب) فعقَّب على القولين بقوله (رجمًا بالغيب) فدلَّ على بطلان هذين القولين، ثم قال: (ويقولن سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل) فلم يعترض على هذا القول، فدلَّ على صحة هذا العدد، والله أعلم.
الثالثة: الذي يظهر لي أن الأمر مرتبط بالسياق، ولم يذكر الله كيد الشيطان وكيد النساء على سبيل الموازنة حتى يقع مثل هذا السؤال، فكيد الشيطان بالنسبة لأولياء الله الصادقين ضعيف لا يقدر عليهم، كما أخبر الله عنهم في قوله: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)، وغيرها من الآيات التي بمعناها.
وسياق الآيات التي جاء فيها كيد الشيطان كما يأتي:
قال تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا) فالآية تقابل بين من يقاتل في سبيل ومن يقاتل في سبيل الطاغوت الذي هو الشيطان، فمن الذي سيكون كيده ضعيفًا؟
لا شك أنه الشيطان، فمن كان يسنده القوي العزيز أنَّى يضعف؟!
أما ما ورد في سورة يوسف، فالمقابلة بين كيد المرأة وكيد الرجل، ولا شكَّ أن كيدهن أعظم من كيد الرجل ـ والقصص في ذلك كثيرة جدًّا ـ وجاء وصف كيدهن على العظمة المطلقة مبالغة في تحقق ذلك الوصف فيهن، والله أعلم.
وبعد فأقول: إن ما حكاه المفسرون فيه مجال للنظر، وذلك مما تتعدد فيه وجوه النظر، ولا تزاحم بين أقوالهم، فقد يكون أكثر من قول هو جواب صحيح معتبر في هذه المسألة، أسأل الله لي والكم التوفيق.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 May 2004, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخنا الفاضل على هذه الفوائد و لقد استفدت منها كثيراً أثابكم الله.
و ليتكم لا تحرمونا من علمكم في باقي المواضع.
ـ[المنهوم]ــــــــ[05 May 2004, 01:42 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا / مساعد على هذه الفوائد
في هذه المسألة وعليها ينبني غيرها(/)
ما إعراب قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ)؟
ـ[نت نجد]ــــــــ[03 May 2004, 09:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أريد شا كرةً لكم آية أو حديثاً أو أبياتاً شعرية يكون إعرابها مشابهاً لإعراب قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
جزاكم الله خيراً.
ـ[نت نجد]ــــــــ[03 May 2004, 09:47 م]ـ
ارجو مساعدتي لاني في امس لحاجه الى هذا الموضوع
وشكرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 May 2004, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السمين الحلبي في الدر المصون أنه يشبه هذه الآية في الإعراب قوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ) (البقرة: من الآية124)
ـ[نت نجد]ــــــــ[04 May 2004, 01:12 م]ـ
اخي العزيز مجاهد اشكرك جزيل الشكر على مساعدتي
وجزاك الله الف خير
ـ[نت نجد]ــــــــ[04 May 2004, 04:56 م]ـ
السلام علييكم ورحمه الله
اتتمنى معرفه معنى واعراب الايه الكريمه
(وإذ ابتلى ابراهيمَ ربه)
ولكم جزيل الشكر(/)
سؤال عن أخطاء الكُتَّاب في القران؟
ـ[زينب]ــــــــ[04 May 2004, 09:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم
أشكر الاساتذه المحترمين د. مساعد الطيار وأحمد البريدي لكن اكرر سوالي اذا لا يوجد خطا’ في كتابه القران ما جوابكم عتن هذا الحديث: ان عندما راي عثمان الخطا في القران عندما عرضوا له قال لا يحتاج التغيير لان العرب يعلمون ما يقروون وايضا في الكتابه القران يوجد اخطا الذي لا ينطبق علي القواعد النحويه
ما جوابكم لهذا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 May 2004, 04:37 م]ـ
أولاً: هناك قضية مهمة يجب التنبه لها، وهي أن الصحابة أجمعوا على هذا الرسم، ولم يُذكر أنَّ أحدًّ منهم غيَّر شيئًا منه، فعثمان عمل ذلك على ملأ من الصحابة، وفيهم بقية العشرة المبشرين بالجنة: علي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وغيرهم من العشر ومن بقية الصحابة.
ومن ثَمَّ، فهذا الرسم قد تمَّ الإجماع عليه من قِبَلِ هؤلاء الصحابة الكرام، ولا يجوز أن يُغيَّر بأي دعوى من الدعاوى؛ كدعوى عدم موافقته لما يُعرف اليوم من الرسم الإملائي، أو غيرها.
ثانيًا: إنه لا يُتصوًّر أن يترك عثمان خطأ بيِّنًا في كتاب الله، ولا يراجع فيه الصحابة، وكذا يمرُّ هذا الخطأ على قراء الصحابة ولا ينبهون عثمان عليه، فمن عرف اعتناء الصحابة بالقرآن ظهر له أنه لا يوجد خطأ في الكتابة التي كُتبت في عهد عثمان.
ثالثًا: في الحديث عن الرواية التي وردت عن عثمان، وفيها: ((لما كُتبت المصاحف عُرِضت على عثمان، فوجد فيها حروفًا من اللحن، فقال: لا تغيروها، فإن العرب ستغيرها ـ أو قال: ستعربها ـ بألسنتها. لو كان الكاتب من ثقيف، والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف))، وفيها مسائل:
الأولى: روىهذا الأثرعكرمة وابن يعمر عن عثمان، وعكرمة ويعمر لم يلقا عثمان، ولم يسمعا منه، ففي روايتهما انقطاع كما هو ظاهر، وهذا مما لا يقبل في رواية الأخبار.
قالأبو عمرو الداني في كتاب المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار (ص:115 ـ 116): (( ... هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة، ولا يصلح بخ دليل من جهتين:
إحداهما: أنه مع تخليطٍ في إسناده، واضطراب في ألفاظه = مرسلٌ؛ لأن ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئًا ولا رأياه.
وأيضًا فإن ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان رضي اله عنه لما فيه من الطعن عليه مع محله في الدين ومكانته في الإسلام، وشدة اجتهاده في بذل النصيحة، واهتباله بما فيه الصلاح للأمة، فغير متمكن أن يتولى لهم جمع المصحف مع سائر الصحابة الأخيار الأتقياء الأبرار نظرًا لهم ليرتفع الاختلاف في القرآن بينهم، ثم يترك لهم فيه ـ مع ذلك ـ لحنًا وخطأً يتولى تغييره من يأتي بعده ممن لا شك أنه لا يدرك مداه ولا يبلغ غايته، ولا غاية من شاهد هذا ما لا يجوز لقائل أن يقوله، ولا يحل لأحد أن يعتقده)).
الثانية: المراد باللحن الذي ستقيمه العرب، لو صح الأثر.
وقد أجاب عن ذلك أبو عمرو الداني كذلك، وفحوى كلامه: أن المراد باللحن خروج الرسم عن مطابقة المنطوق؛ في مثل (لا أذبحنه) والألف في (لا) لا تقرأ، وهذا من إصلاح النطق بالمرسوم، أي ترك ما لا تصلح قراءته من المرسوم، لعدم ورود القراءة به.
فالعرب الذين نزل القرآن بلغتهم يعرفون كيف يتلونه، وعنهم سيأخذ من جاء بعدهم، وبهذا يكون إصلاح اللحن.
الثالثة: تنوع الرسم عند العرب
أشار عثمان في قوله ـ إن صحَّ ـ إلى تنوع الرسم عند العرب، وذلك بقوله: ((لو كان الكاتب من ثقيف، والمملي من هذيل لم توجد هذه الحروف))، وهذا يدل على أن رسم هؤلاء يختلف عن رسم من كتب المصاحف، وهذا راجع إلى تنوع الرسم كما ذكرت لك.
ثانيًا: وجود أخطاء في الكتابه تخالف القواعد النحوية
يرد هنا سؤالٌ، وهو: أيهما أسبق القرآن والكتابة أو القواعد النحوية؟
لا شك أن القرآن والكتابه أسبق من القواعد النحوية، ومن ثمَّ، فإنَّ القواعد النحوية تابعة لهما، وليست هي تابعة للقواعد النحوية.
وهذه مسألة مشهورة في دراسات المعاصرين، وقد كتبوا فيها مثل: دراسات في الأسلوب القرآني لمحمد عبد الخالق عظيمة، وغيره.
وعلى هذا فلا يحتكم إلى قواعد النحو المتأخرة على ما كان سابقًا لها، بل هو مصدر من أعظم مصادرها.
هذا والله الموفق.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[04 May 2004, 05:20 م]ـ
أجدت يا شيخ مساعد،
فقد كفيت ووفيت ولم تترك مجالا للنقد أو التعقيب.
بارك الله فيك.(/)
(3) (نظرات في المعرَّب) عربية في بيت فرعون
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 May 2004, 03:14 م]ـ
(3) (نظرات في المعرَّب) عربية في بيت فرعون
لازلت أيها القارئ الكريم أريد أن ألفت انتباهك إلى عراقة العرب وماضيهم وحضارتهم وتأثيرهم في الأمم، الأمر الذي يريد أعداء العرب والمسلمين من يهود والمستشرقين وغيرهم ممن تبعهم عن قصد أو غير قصد.
وأن أصل بك إلى عمق هذه اللغة الشريفة في التاريخ القديم، وأنها إن لم تكن أسبق اللغات، فهي من أسبقها، وسيظهر ذلك في حلقات قادمة إن شاء الله.
ولأذكر لك اليوم خبرًا غريبًا، وهو أن امرأة فرعون عربية الاسم، وهذا يعني أنها عربية الأصل، ولا يبعد أن يكون زوجها كذلك، وسيأتي التنبيه إليه.
إن اسم امرأة فرعون (آسية)، وقد ورد هذا الاسم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ورد عنه اسم أبيها، وهو (مزاحم)، وهذان الاسمان ينضحان بالعربية كما ترى، وإليك بعض الآثار الواردة في اسم امرأة فرعون.
1 ـ روى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام)، وفي الصحيحين غير هذا الحديث في اسمها.
2 ـ وروى أبو داود عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم)
3 ـ وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، فآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم).
4 ـ ذكر أبو داود حدثنا موسى بن اسماعيل حدثنا داود يعني ابن الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).
5 ـ وروى النسائي في فضائل الصحابة، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال أنا غندر قال أنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).
وفي اسمها واسم أبيها أحاديث وآثارٌ غير هذه تركتها اختصارًا.
وقد جاء في ضبط اسمها في الإكمال لابن ماكولا (1: 92): ((وأما آسية بعد الهمزة ألف بكسر السين المبهمة وفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها؛ فهي آسية بنت مزاحم امرأة فرعون)).
وقد تسمى بها من العرب نساء، ورد في تكملة الإكمال (1: 138): ((وأما آسية بكسر السين المهملة وفتح الياء المعجمة من تحتها باثنتين، فهي آسية بنت فرج الجرهمية نزلت من مكة الحجون حديثها عند عبد الله بن جراد ذكرها أبو نعيم في معرفة الصحابيات)).
أما احتمالات معنى هذا الاسم، كما هو وارد في كتب اللغة فما يأتي:
1 ـ أن يكون الاسم مأخوذًا من: أسوت الجرح؛ أي: داويته، وسمِّي الطبيب الآسي لذلك، وكذا المرأة آسية.
2 ـ أو يكون من أسوت بين القوم؛ أي: أصلحت بينهم، فهو آسي، وهي آسية.
3 ـ أو هو من الأسى؛ أي: الحزن، فهو آسي، وهي آسية.
4 ـ أو من أساه في مصيبته؛ أي: عزَّاه، فهو آسي، وهي آسية.
5 ـ والآسية من البناء: المحكم.
6 ـ والآسية: الدعامة، يُدعم بها البناء.
7 ـ والآسية: السارية.
قال الجوهري: وأهل البادية يسمون الخاتنة آسية كنايةً.
(ينظر في هذا مادة (أ س ي) من مقاييس اللغة، وتاج العروس، وغيرهما.
ولا أظنُّ أن تأصيل هذا الاسم بحاجة إلى أكثر من هذا، فهو واضحُ العربية.
أما اسم أبيها (مزاحم)، فأوضح من أن يؤصَّل عربية، وهو مأخوذٌ من مادة (زحم).
والمقصود: أنَّ زوجة فرعون عربية الاسم، وكذا اسم أبيها، وهذا يدلُّ على أنها من العربِ، وكما قلت: لا يبعد أن يكون زوجها فرعون عربيًا، وكذا وردت عروبته في المصادر الإسلامية، ولعلي أذكره في حلقة لاحقة، والله الموفق.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[06 May 2004, 07:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الدكتور الفاضل،
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خيرا على هذا البحث الرائع، وانت تذود به عن حمى لغة القرآن (اللغة الأم) ..
والحق اني مهتم بهذا الموضوع جدا، وانتظر مقالاتك بشوق و لهفة ... فجزيتم خيرا،
ومما ذكرت قولك عن صالح وعروبة اسمه عليه السلام، و أضيف أن من قبله آدم (أبو البشر جميعا)، ولا تخفى عروبة اسمه ...
ولي ملاحظات في موضوع الطور، أجمعها واكتبها لاحقا ان شاء الله ..
و مرة أخرى، جزاك الله خيرا ... وأعانك على اظهار الحق واتباع البينة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 May 2004, 11:36 ص]ـ
أخي الكريم
أشكركم على اهتمامكم وحرصكم
وعندي مقال في (آدم) سأطرحه إن شاء الله، وفيه بعض اللطائف الأخرى، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[09 May 2004, 04:51 م]ـ
شكرا لك يا دكتور مساعد: تأصيل علمي بحت فبارك الله فيك لكن أظني سمعت كلمة يقال انها عربية:
(الذي يطير يغضب زيد أخوك الذباب)؟؟؟ هل هذه جملة فصيحة؟
انا اشك ان اصلنا من الهند او باشمرقا؟؟؟؟؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[12 Nov 2010, 01:50 ص]ـ
أما اشتقاقكم الاسم فلا أتفق معكم فيه، وإلا فمن أين اشتق اسم قارة آسيا؟
وأما أنها عربية فنعم ونعم
ويعضد ذلك أن مصر شهدت أقدم الهجرات السامية من اليمن، في الألف الثالث قبل الميلاد،
ومن المقرر في التاريخ: أن الهكسوس الذين احتلوا مصر قرونا من الزمان، هم قبائل يمنية وهي دولة (معين) اليمنية، التي عاصمتها الجوف.
ومعروف ومفهوم أن أصل جميع العرب من اليمن.، ومن لم يكن أصله من اليمن فليس بعربي.
وهكذا فإن عروبة مصر ضاربة في التاريخ، وليست فرعونية كما يدعي المستغربون.
فصعيد مصر وهو 70% من الشعب المصري أصولهم من اليمن، قبل الميلاد وبعده،
وقبل الإسلام وبعده؛ فهم عرب خلص
ويبقى الأقباط وهم الأقلية 20%،
و10% الباقية للسلالات الإفريقية غير الناطقة بالعربية في حدود النوبة والسودان وما وراءهما
ويحرص المستشرقون على ترسيخ زعم أن اللغة الهيروغليفية ليست سامية، مع أن الدلائل تقطع بأنها سامية
وهكذا تسقط نظرية مصر الفرعونية، فإن مصر عربية يمنية
لو كانوا يعلمون(/)
التحقيق فيما نسب للنبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[05 May 2004, 12:14 ص]ـ
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال الله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب:/37].
ذكر بعض المفسرين في سبب نزول هذه الآية: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي في عصمة زيد بن حارثة، وأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على أن يُطلقها زيد فيتزوجها هو.
وقد اتكأ على هذه الرواية عدد من المغرضين، من مستشرقين، وملحدين، وجعلوها أداة للطعن في نبينا الكريم، والنيل من شخصه الكريم.
ولما كان الأمر بهذه الخطورة عمدت إلى دراسة هذه القصة دراسة علمية مؤصلة، لبيان الحقيقة، وتنزيه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه القصص المختلقة الموضوعة.
وقد جعلت هذا البحث في ثلاثة فصول:
الفصل الأول: تخريج القصة، وذكر طرقها، مع بيان عللها والحكم عليها.
الفصل الثاني:: ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه القصة.
الفصل الثالث: بيان القول الصحيح في هذه القصة، وفي سبب نزول الآية.
=================
الفصل الأول: تخريج القصة، وذكر طرقها، مع بيان عللها والحكم عليها:
رويت هذه القصة من ثمانية طرق، كلها ضعيفة، وفيما يلي تفصيلها وبيان عللها:
الرواية الأولى: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ (لَا أَدْرِي مِنْ قَوْلِ حَمَّادٍ، أَوْ فِي الْحَدِيثِ) (1) فَجَاءَ زَيْدٌ يَشْكُوهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ. قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {زَوَّجْنَاكَهَا} يَعْنِي زَيْنَبَ». (2)
الرواية الثانية: عن محمد بن يحيى بن حبان: قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه، وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد، فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة، فيقول: أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه، فلم يجده، وتقوم إليه زينب بنت جحش، زوجته فُضُلاً، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقالت: ليس هو هاهنا يا رسول الله، فادخل بأبي أنت وأمي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل، وإنما عجلت زينب أن تلبس، لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب، فوثبت عُجلى، فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب، فجاء زيد إلى منزله، فأخبرته امرأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله، فقال زيد: ألا قلت له أن يدخل؟ قالت: قد عرضت ذلك عليه فأبى. قال: فسمعت شيئاً؟ قالت: سمعته حين ولى تكلم بكلام، ولا أفهمه، وسمعته يقول: سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب، فجاء زيد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لعل زينب أعجبتك فأفارقها، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك زوجك. فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك اليوم، فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيخبره رسول الله: أمسك عليك زوجك.فيقول: يا رسول الله، أفارقها؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: احبس عليك زوجك. ففارقها زيد، واعتزلها، وحلت، يعني انقضت عدتها، قال: فبينا رسول الله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم غشية، فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}». (3)
الرواية الثالثة: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ابنة عمته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يريده، وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر، فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما وقع ذلك كرهت إلى الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله، إني أريد أن أفارق صاحبتي. قال: ما لك؟ أرابك منها شيء؟ قال: لا والله، ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيراً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك زوجك واتق الله. فذلك قول الله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها». (4)
الرواية الرابعة: عن قتادة قال: جاء زيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن زينب اشتد علي لسانها، وأنا أريد أن أطلقها. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اتق الله، وأمسك عليك زوجك، والنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطلقها، ويخشى قالة الناس إن أمره بطلاقها، فأنزل الله تعالى: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ}. (5)
الرواية الخامسة: عن مقاتل بن سليمان قال: زَوَّجَ النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد، فمكثت عنده حيناً، ثم إنه عليه السلام أتى زيداً يوماً يطلبه، فأبصر زينب قائمة، وكانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش، فهويها وقال: سبحان الله مقلب القلوب، فسمعت زينب بالتسبيحة، فذكرتها لزيد، ففطن زيد فقال: يا رسول الله، ائذن لي في طلاقها، فإن فيها كبراً، تعظم عليَّ وتؤذيني بلسانها، فقال عليه السلام: أمسك عليك زوجك واتق الله. (6)
الرواية السادسة: عن عكرمة قال: «دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بيت زيد، فرأى زينب وهي بنت عمته، فكأنها وقعت في نفسه، فأنزل الله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}». (7)
الرواية السابعة: عن الشعبي: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى زينب بنت جحش فقال: سبحان الله، مقلب القلوب. فقال زيد بن حارثة: ألا أطلقها يا رسول الله؟ فقال: أمسك عليك زوجك؛ فأنزل الله عز وجل: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}». (8)
الرواية الثامنة: عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بيت زيد بن حارثة، فاستأذن، فأذنت له زينب، ولا خمار عليها، فألقت كم درعها على رأسها، فسألها عن زيد، فقالت: ذهب قريباً يا رسول الله، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وله همهمة، قالت زينب: فاتبعته، فسمعته يقول: تبارك مصرف القلوب، فما زال يقولها حتى تغيب». (9)
الفصل الثاني: ذكر مذاهب المفسرين والعلماء تجاه هذه الروايات.
اختلف المفسرون، وأهل الحديث، تجاه هذه الروايات الواردة في سبب نزول الآية، على مذهبين:
المذهب الأول: رد هذه الروايات وإنكارها؛ وذلك لعدم ثبوتها، ولما فيها من قدحٍ بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى أصحاب هذا المذهب: أن الصواب في سبب نزول الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله إليه أن زيداً يطلق زينب، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها له، فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب، وأنها لا تطيعه، وأعلمه بأنه يريد طلاقها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية: اتق الله، أي في أقوالك، وأمسك عليك زوجك، وهو يعلم أنه سيفارقها، وهذا هو الذي أخفى في نفسه، ولم يُرِدْ أن يأمره بالطلاق، لما علم من أنه سيتزوجها، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن تزوج زينب بعد زيد وهو مولاه، وقد أمره بطلاقها؛ فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في أمر قد أباحه الله تعالى له. (10)
وهذا المذهب روي عن: علي بن الحسين (11)، والزهري (12)، والسدي (13).
وذكر القرطبيان: أن هذا القول هو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين، والعلماء الراسخين. (14)
وممن قال به:
أبو بكر الباقلاني، وبكر بن العلاء القشيري، وابن حزم، والبغوي، وابن العربي، والثعلبي، والقاضي عياض، والواحدي، وأبو العباس القرطبي، وأبو عبد الله القرطبي، والقاضي أبي يعلى، وابن كثير، وابن القيم، وابن حجر، وابن عادل، والآلوسي، والقاسمي، ورحمة الله بن خليل الرحمن الهندي، وابن عاشور، والشنقيطي، وابن عثيمين. (15)
قال القاضي عياض: «اعلم ـ أكرمك الله، ولا تسترب في تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الظاهر، وأن يأمر زيداً بإمساكها، وهو يحب تطليقه إياها، كما ذُكِرَ عن جماعة من المفسرين، وأصح ما في هذا: ما حكاه أهل التفسير، عن علي بن حسين: أن الله تعالى كان أعلم نبيه أن زينب ستكون من أزواجه، فلما شكاها إليه زيد قال له: أمسك عليك زوجك واتق الله. وأخفى في نفسه ما أعلمه الله به من أنه سيتزوجها مما الله مبديه و مظهره بتمام التزويج وتطليق زيد لها».أهـ (16)
وقال أبو العباس القرطبي: «وقد اجترأ بعض المفسرين في تفسير هذه الآية، ونسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق به ويستحيل عليه، إذ قد عصمه الله منه ونزهه عن مثله، وهذا القول إنما يصدر عن جاهلٍ بعصمته عليه الصلاة والسلام، عن مثل هذا، أو مُسْتَخِفٍّ بحرمته، والذي عليه أهل التحقيق من المفسرين والعلماء الراسخين: أن ذلك القول الشنيع ليس بصحيح، ولا يليق بذوي المروءات، فأحرى بخير البريات، وأن تلك الآية إنما تفسيرها ما حُكي عن علي بن حسين .... ».أهـ (17)
أدلة هذا المذهب:
استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه، بأدلة منها:
الدليل الأول: أن الله تعالى أخبر أنه مُظهِرٌ ما كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}، ولم يُظهرْ سبحانه غير تزويجها منه، حيث قال: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}، فلو كان الذي أضمره رسول الله صلى الله عليه وسلم محبتها أو إرادة طلاقها؛ لأظهر الله تعالى ذلك؛ لأنه لا يجوز أن يُخبر أنه يُظهرِهُ ثم يكتمه فلا يظهره، فدل على أنه إنما عُوتِبَ على إخفاء ما أعلمه الله إياه: أنها ستكون زوجة له، لا ما ادعاه هؤلاء أنه أحبها، ولو كان هذا هو الذي أخفاه لأظهره الله تعالى كما وعد. (18)
الدليل الثاني: أن الله تعالى قال بعد هذه الآية: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ} [الأحزاب:38] وهذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن عليه حرج في زواجه من زينب رضي الله عنها، ولو كان على ما روي من أنه أحبها وتمنى طلاق زيدٍ لها، لكان فيه أعظم الحرج؛ لأنه لا يليق به مدَّ عينيه إلى نساء الغير، وقد نُهي عن ذلك في قوله تعالى: {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر:88]. (19)
(يُتْبَعُ)
(/)
الدليل الثالث: أن زينب رضي الله عنها تعتبر بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم (20)، ولم يزل يراها منذ ولِدَت، وكان معها في كل وقت وموضع، ولم يكن حينئذ حجاب، وهو الذي زوجها لمولاه زيد، فكيف تنشأُ معه، وينشأُ معها، ويلحظها في كل ساعة، ولا تقع في قلبه إلا بعد أن تزوجها زيد، وقد كانت وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وكرهت غيره، فلم تخطر بباله صلى الله عليه وسلم، فكيف يتجدد لها هوىً لم يكن، حاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، وهذا كله يدل على بطلان القصة، وأنها مختلقة موضوعة عليه صلى الله عليه وسلم. (21)
الدليل الرابع: أن الله تعالى بيّن الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب، فقال: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا}، وهذا تعليل صريح بأن الحكمة هي قطع تحريم أزواج الأدعياء، وكون الله هو الذي زوجه إياها لهذه الحكمة العظيمة، صريح في أن سبب زواجه إياها ليس هو محبته لها، التي كانت سبباً في طلاق زيد لها، كما زعموا، ويوضحه قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا}؛ لأنه يدل على أن زيداً قضى وطره منها، ولم تبق له بها حاجة، فطلقها باختياره. (22)
المذهب الثاني: قبول هذه الروايات واعتمادها، وجعلها سبباً في نزول الآية.
ويرى أصحاب هذا المذهب: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب، وهي في عصمة زيد، وكان حريصاً على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو، ثم إن زيداً لما أخبره أنه يريد فراقها، ويشكو منها غلظة قول، وعصيان أمر، وأذىً باللسان، وتعظماً بالشرف، قال له: اتق الله فيما تقول عنها، و أمسك عليك زوجك. وهو يخفي الحرص على طلاق زيدٍ إياها، وهذا هو الذي كان يخفي في نفسه، ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف، قالوا: وخشي النبي صلى الله عليه وسلم قالة الناس في ذلك، فعاتبه الله تعالى على جميع هذا. (23)
وهذا المذهب روي عن: قتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعكرمة، ومحمد بن يحيى بن حبان، ومقاتل، والشعبي (24)، وابن جريج (25).
وهو اختيار: ابن جرير الطبري، والزمخشري، والبيضاوي، وأبي السعود، وابن جزي، والعيني، والسيوطي. (26)
قال ابن جرير الطبري: «ذُكِر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى زينب بنت جحش فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فألقي في نفس زيد كراهتها، لما علم الله مما وقع في نفس نبيه صلى الله عليه وسلم ما وقع، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك زوجك، وهو صلى الله عليه وسلم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها، واتق الله، وخفِ الله في الواجب له عليك في زوجتك، {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} يقول: وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها، لتتزوجها إن هو فارقها، والله مبدٍ ما تخفي في نفسك من ذلك، {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ} يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس أمر رجلاً بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها، والله أحق أن تخشاه من الناس».أهـ (27)
أدلة هذا المذهب:
استدل أصحاب هذا المذهب على ما ذهبوا إليه، بأدلة منها:
الدليل الأول: الروايات الواردة في سبب نزول الآية، والتي فيها التصريح بما قلنا.
واعتُرِضَ: بأن هذه الروايات ضعيفة، وليس فيها شيء يصح.
الدليل الثاني: أنه قد روي عن عائشة (28)، وأنس (29) - رضي الله عنهما - أنهما قالا: «لَوْ كَانَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ لَكَتَمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}».
قالوا: وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم وقع منه حبٍ لزينب، وأنه كان يخفي ذلك، حتى أظهره الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
واعتُرِضَ: بأن مراد عائشة، وأنس رضي الله عنهما: أن رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في تزوج زينب، كان سراً في نفسه لم يُطلِعْ عليه أحداً، إذ لم يؤمر بتبليغه إلى أحد، وعلى ذلك السر انبنى ما صدر منه لزيد في قوله: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}، ولما طلقها زيد ورام تزوجها، علم أن المنافقين سيرجفون بالسوء، فلما أمره الله بذكر ذلك للأمة، وتبليغ خبره، بَلَّغَهُ ولم يكتمه، مع أنه ليس في كتمه تعطيل شرع، ولا نقص مصلحة، فلو كان كاتماً شيئاً من الوحي لكتم هذه الآية، التي هي حكاية سِرٍّ في نفسه، وبينه وبين ربه تعالى، ولكنه لما كان وحياً بلغه؛ لأنه مأمور بتبليغ كل ما أنزل إليه. (30)
المبحث الخامس: الترجيح:
الحق أن هذه القصة مختلقة موضوعة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الآية لا يصح في سبب نزولها إلا حديث أنس رضي الله عنه (31)، وهذا الحديث ليس فيه شيء مما ذكر في هذه القصة، فيجب الاقتصار عليه، وطرح ما سواه من الروايات الضعيفة.
ومما يدل على وضع هذه القصة:
الدليل الأول: أنها لم تُروى بسند متصل صحيح، وكل الروايات الواردة فيها، إما أنها مرسلة، أو أن في أسانيدها ضعفاء ومتروكين.
الدليل الثاني: تناقض روايات هذه القصة واضطرابها، ففي رواية محمد بن يحيى بن حبان: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يطلب زيداً في بيته، وأن زينب خرجت له فُضلاً متكشفة، وأما رواية ابن زيد ففيها أن زينب لم تخرج إليه، وإنما رفعت الريح الستر فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم، وتأتي رواية أبي بكر بن أبي حثمة فتخالف هاتين الروايتين وتدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها، فأذنت له ولا خمار عليها، وهذا الاضطراب والتناقض بين الروايات يدل دلالة واضحة على أن القصة مختلقة موضوعة.
الدليل الثالث: أن هذه الروايات مخالفة للرواية الصحيحة (32) الواردة في سبب نزول الآية، والتي فيها أن زيداً جاء يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم زينب، ولم تذكر هذه الرواية شيئاً عن سبب شكواه، وهي صريحة بأنه جاء يشكو شيئاً ما (33)، وأما تلك الروايات الضعيفة فتدعي أن زيداً عرض طلاقها على النبي صلى الله عليه وسلم نزولاً عند رغبته، لما رأى من تعلقه بها، وهذا يدل على ضعف هذه الروايات ووضعها.
الدليل الرابع: أن هذه الروايات فيها قدح بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم، ونيل من مقامه الشريف، فيجب ردها وعدم قبولها، وتنزيه مقام النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه الأكاذيب المختلقة الموضوعة.
الدليل الخامس: أن الآيات النازلة بسبب القصة ليس فيها ما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب رضي الله عنها، وقد تقدم وجه دلالتها على هذا المعنى، في أدلة المذهب الأول، والله تعالى أعلم.
=================
هوامش التوثيق
=================
(1) قائل هذه العبارة: هو مؤمل بن إسماعيل، أحد رواة الحديث.
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 149) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا ثابت، عن أنس .... ، فذكره.
وهذا الحديث فيه ثلاث علل:
الأولى: أنه من راوية مؤمل بن إسماعيل، وهو سيئ الحفظ، كثير الغلط، قال أبو حاتم: صدوق، كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الآجري: سألت أبا داود عنه: فعظمه ورفع من شأنه، إلا أنه يهم في الشيء. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. وقال يعقوب بن سفيان: حديثه لا يشبه حديث أصحابه، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه؛ فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه، وهذا أشد، فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء لكنا نجعل له عذراً. وقال الساجي: صدوق كثير الخطأ، وله أوهام يطول ذكرها. وقال ابن سعد: ثقة كثير الغلط. وقال الدارقطني: ثقة كثير الخطأ. وقال محمد بن نصر المروزي: إذا انفرد بحديث وجب أن يُتوقف ويُتثبت فيه؛ لأنه كان سيئ الحفظ، كثير الغلط. انظر: تهذيب التهذيب (10/ 339).
(يُتْبَعُ)
(/)
العلة الثانية: أن مؤمل بن إسماعيل قد تفرد بزيادة منكرة في هذا الحديث، وهي قوله - في أول الحديث -: «أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ، وَكَأَنَّهُ دَخَلَهُ». وقد روى هذا الحديث جماعة من الثقات، عن حماد بن زيد، ولم يذكروا هذه الزيادة، ومن هؤلاء الرواة:
1 - مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ: أخرج حديثه، البخاري في صحيحة، في كتاب التفسير، حديث (4787)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: «أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ».
2 - مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: أخرج حديثه، البخاري في صحيحة، في كتاب التوحيد، حديث (7420) قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَال: «َ جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ. قَالَ أَنَسٌ: لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ».
3 - أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ: أخرج حديثه، الترمذي في سننه، في كتاب التفسير، حديث (3212) قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ} فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو، فَهَمَّ بِطَلَاقِهَا، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ».
4 - عفان بن مسلم: أخرج حديثه، ابن حبان في صحيحه (15/ 519) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: «جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك أهلك، فنزلت: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}».
5 - محمد بن سليمان: أخرج حديثه، النسائي في السنن الكبرى (6/ 432) قال: أنا محمد بن سليمان، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: .... ، فذكره، بنحو رواية ابن حبان.
العلة الثالثة: تردد مؤمل بن إسماعيل في هذه الزيادة التي رواها في الحديث، وذلك بقوله: «لا أدري من قول حماد، أو في الحديث»، وهذا يدل على سوء حفظه، وأن هذه الرواية غير محفوظة في الحديث.
(3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 101) قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان قال: .... فذكره.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 25)، من طريق محمد بن عمر، به.
وأخرجه ابن الجوزي في «المنتظم في التاريخ» ( ... ) من طريق ابن سعد، به.
وهذه الرواية فيها ثلاث علل:
الأولى: أنها من طريق محمد بن عمر، وهو الواقدي. قال البخاري: متروك الحديث، تركه أحمد، وابن المبارك، وابن نمير، وإسماعيل بن زكريا، وقال في موضع آخر: كذبه أحمد.
وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات المقلوبات، وعن الأثبات المعضلات، وقال علي بن المديني: الواقدي يضع الحديث.
انظر: التاريخ الكبير، للبخاري (1/ 178)، والمجروحين، لابن حبان (2/ 290)، وتهذيب التهذيب (9/ 323).
العلة الثانية: شيخ الواقدي، وهو عبد الله بن عامر الأسلمي، متفق على تضعيفه. انظر: تهذيب التهذيب (5/ 241).
(يُتْبَعُ)
(/)
العلة الثالثة: أن هذه الرواية مرسلة؛ لأن محمد بن يحيى بن حبان، تابعي مات سنة 121 هـ، وهو لم يدرك القصة، ولم يذكر من حدثه بها.
(4) أخرجه ابن جرير في تفسيره (10/ 302) قال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد .... ، فذكره.
وهذه الرواية فيها علتان:
الأولى: أنها معضلة؛ لأن عبد الرحمن بن زيد من الطبقة الثانية من التابعين، مات سنة 182 هـ، فهو لم يدرك القصة، ولم يذكر الواسطة بينه وبين من حدث بها عن الصحابة رضي الله عنهم.
العلة الثانية: أن ابن زيد متفق على ضعفه، وممن ضعفه: الإمام أحمد، وابن معين، وابن المديني، والنسائي، وأبو زرعة، وقال ابن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم، حتى كثر ذلك في روايته، من رفع المراسيل، وإسناد الموقوف، فاستحق الترك. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ضعيفاً جداً. وقال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه. وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ضعفه. انظر: تهذيب التهذيب (6/ 161).
(5) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (3/ 117)، عن معمر، عن قتادة، به.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 41)، من طريق معمر، به.
وأخرجه ابن جرير في تفسيره (10/ 302)، والطبراني في المعجم الكبير (24/ 42): كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، بنحوه.
وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، أحد الأئمة الحفاظ المشهورين بالتدليس، وكثرة الإرسال، قال أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إلا من أنس بن مالك.
قلت: وروايته هذه مرسلة، وقد قال الشعبي: كان قتادة حاطب ليل. وذكر أبو عمرو بن العلاء: أن قتادة لا يغث عليه شيء، وكان يأخذ عن كل أحد.
انظر: جامع التحصيل (1/ 254)، وتهذيب التهذيب (8/ 317 - 322).
(6) هذه الرواية ذكرها القرطبي في تفسيره (14/ 123)، عن مقاتل، ولم يذكر لها سنداً، ومقاتل: متهم بالكذب، ووضع الحديث، قال عمرو بن علي:متروك الحديث كذاب. وقال ابن سعد: أصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال في موضع آخر: لا شيء البتة. وقال عبد الرحمن بن الحكم: كان قاصاً ترك الناس حديثه. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي:كذاب. وقال ابن حبان:كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان مشبهاً يشبه الرب سبحانه وتعالى بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث. وقال الدار قطني: يكذب، وعدَّه في المتروكين. وقال العجلي: متروك الحديث. انظر: تهذيب التهذيب (10/ 252 - 253).
(7) ذكرهذه الرواية السيوطي في الدر المنثور (5/ 385)، وعزاها لعبد بن حميد، وابن المنذر.
وهذه الرواية ضعيفة؛ لإرسالها من قبل عكرمة، وتعليقها من قبل السيوطي.
(8) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 316) قال: ثنا الساجي، ثنا الحسن بن علي الواسطي قال: ثنا علي بن نوح، ثنا محمد بن كثير، ثنا سليم مولى الشعبي، عن الشعبي، به.
وأعله ابن عدي بسليم مولى الشعبي، وضعفه. وهو مرسل أيضاً.
(9) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 44) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثني موسى بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن المنيب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، به.
وأبو بكر بن أبي حثمة، تابعي، ذكره الحافظ ابن حجر في التقريب (2/ 404) وقال: مدني ثقة، من الرابعة، روى له البخاري ومسلم مقروناً بغيره.
وهذه الرواية فيها علتان:
الأولى: أنها مرسلة، والثانية: جهالة عبد الرحمن بن المنيب، فلم أقف على ترجمته.
(10) انظر: المحرر الوجيز (4/ 386).
(11) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (10/ 303)، وابن أبي حاتم في تفسيره (9/ 3135، 3137)، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن علي بن الحسين، به.
وإسناده ضعيف؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان.
(12) نقله عنه: القاضي عياض، في الشفا (2/ 117)، وأبو العباس القرطبي، في المفهم (1/ 406).
(13) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (9/ 3137)، معلقاً.
(14) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 406)، وتفسير القرطبي (14/ 123).
(يُتْبَعُ)
(/)
(15) انظر على الترتيب: الانتصار لنقل القرآن، للباقلاني (2/ 704)، والشفا (2/ 118)، والفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم (2/ 312)، وتفسير البغوي (3/ 532)، وأحكام القرآن لابن العربي (3/ 577)، والكشف والبيان، للثعلبي ( ... )، والشفا، للقاضي عياض (2/ 117)، والوسيط، للواحدي ( ... )، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 406)، وتفسير القرطبي (14/ 123)، وزاد المسير (6/ 210)، وتفسير ابن كثير (3/ 499)، وزاد المعاد (4/ 266)، وفتح الباري (8/ 384)، واللباب في علوم الكتاب (15/ 554)، وروح المعاني (22/ 278)، ومحاسن التأويل (8/ 83)، وإظهار الحق ( ... )، والتحرير والتنوير ( ... )، وأضواء البيان (6/ 580 - 583)، ومجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين ( ... ).
(16) الشفا (2/ 117).
(17) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 406)، باختصار.
(18) انظر: تفسير البغوي (3/ 532)، والشفا (2/ 117)، وأضواء البيان (6/ 582 - 583).
(19) انظر: الشفا (2/ 118)، وأحكام القرآن، لابن العربي (3/ 578)، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 406).
(20) لأن أمها أميمة بنت عبد المطلب.
(21) انظر: الشفا (2/ 118)، وأحكام القرآن، لابن العربي (3/ 577).
(22) انظر: أضواء البيان (6/ 583).
(23) انظر: المحرر الوجيز (4/ 386).
(24) تقدم تخريج أقوالهم في أول المسألة.
(25) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 43).
(26) انظر: على الترتيب: تفسير الطبري (10/ 302)، والكشاف (3/ 524)، وتفسير البيضاوي (4/ 376)، وتفسير أبي السعود (7/ 105)، والتسهيل لعلوم التنزيل (2/ 152)، وعمدة القاري (19/ 119)، ومعترك الأقران (2/ 407).
(27) تفسير الطبري (10/ 302).
(28) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (177).
(29) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التوحيد، حديث (7420).
(30) انظر: التحرير والتنوير ( ... ).
(31) عن أنس رضي الله عنه قال: «جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ».
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التوحيد، حديث (7420).
وأخرجه في كتاب التفسير، حديث (4787)، عن أنس رضي الله عنه، بلفظ: «أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} نَزَلَتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ».
وأخرجه الترمذي، في سننه، في كتاب التفسير، حديث (3212)، عن أنس، بلفظ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ} فِي شَأْنِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، جَاءَ زَيْدٌ يَشْكُو، فَهَمَّ بِطَلَاقِهَا، فَاسْتَأْمَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ». قال الترمذي: «حديث حسن صحيح».
(32) هي رواية أنس رضي الله عنه المتقدمة في أول الترجيح، وهي في البخاري.
(33) جاء في رواية ضعيفة التصريح بنوع الشكاية التي عرضها زيد على النبي صلى الله عليه وسلم، فعن الكميت بن زيد الأسدي قال: حدثني مذكور - مولى زينب بنت جحش - عن زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: خطبني عدة من قريش، فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين هي ممن يعلمها كتاب ربها، وسنة نبيها. قالت: ومن هو يا رسول الله؟ قال: زيد بن حارثة. قال: فغضبت حمنة غضباً شديداً، وقالت: يا رسول الله، أتزوج بنت عمتك، مولاك؟ قالت زينب: ثم أتتني فأخبرتني بذلك، فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من غضبها؛ فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36] قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلت: إني استغفر الله، وأطيع الله ورسوله، إفعل ما رأيت، فزوجني زيداً، وكنت أرثي عليه، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عدت فأخذته بلساني، فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك زوجك واتق الله. فقال: يا رسول الله، أنا أطلقها. قالت: فطلقني، فلما انقضت عدتي، لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي ببيتي،وأنا مكشوفة الشعر، فقلت: إنه أمر من السماء. فقلت: يا رسول الله، بلا خطبة، ولا إشهاد؟ فقال: الله المزوج، وجبريل الشاهد».
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 51)، والطبراني في الكبير (24/ 39)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 136)، والدارقطني في سننه (3/ 301)، وابن عساكر في تاريخه (19/ 357)، جميعهم من طريق: الحسين بن أبي السري، العسقلاني، عن الحسن بن محمد بن أعين الحراني، عن حفص بن سليمان، عن الكميت بن زيد الأسدي، به.
والحديث ضعيف، في إسناده:
«الحسين بن أبي السري»، ضعفه أبو داود، واتُهم بالكذب. انظر: تهذيب التهذيب (2/ 314).
و «حفص بن سليمان الأسدي» متروك الحديث. انظر: تهذيب التهذيب (2/ 345).
وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره معلقاً (9/ 3137)، عن السدي، في قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} قال: «بلغنا أن هذه الآية أنزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يزوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه، فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزوجها إياه، ثم أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم بَعْدُ أنها من أزواجه، فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس، فيأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه، وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه، أن يقولوا: تزوج امرأة ابنه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تبنى زيداً».
=================
وهذا ملف البحث بتنسيق وورد:
http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=897
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 May 2004, 12:33 ص]ـ
ألله أكبر!!
شيخنا الجليل أحمد القصير،،
لو تسمحون بنشر هذا البحث على شبكة الجامع الإسلامية و نشر ترجمته على موقع نور الله نكون لكم من الشاكرين. و نحن نرغب دوماً في المزيد من هذه البحوث الهادفة للذب عن الإسلام و رسوله بارك الله فيكم و جزاكم خير الثواب.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[05 May 2004, 01:52 م]ـ
أخي الكريم الدكتور هشام، اشكر لك حسن ظنك بأخيك، ولا مانع من نشر البحث إن رأيت ذلك.
ـ[إكرام]ــــــــ[05 May 2004, 04:56 م]ـ
لعل إذن السماح يكون مشاعاً يا شيخ حتى ينتفع بع الأكثرين ..
أريد نشره ..(/)
النبي الامي .. "الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي الصفة العظمى للنبي محمد!!
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[05 May 2004, 12:44 ص]ـ
أدخل على هذا الموقع, وابحث عن هذه الدراسة
"الامي" ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب, بل هي أعظم صفات النبي محمد عليه الصلاة والسلام".
www.alassrar.com
وأهدي هذا البحث للشيخ الاستاذ "الخطيب".
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 May 2004, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم
بعد إذنك يا شيخ أبا أحمد فإني أجد النبي صلى الله عليه وسلم أميا بكل ما تعني الكلمة.
فهو أمي: نسبة إلى أم القرى.
وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة.
وهو أمي: لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة،
أما لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم متعلما (يقرأ ويكتب) لارتاب أولوا العلم فيه ولظنوا أنه أديب حكيم ألف القرآن من بنات أفكاره.
إذن فكلمة (أمي) على إطلاقها بكل ما تعني تتجسد في رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[05 May 2004, 09:42 م]ـ
لم نقل إنه كان يقرأ ويكتب .... ولكن "الامي" كانت (مدحا) يساوي (النبي) و (الرسول) ....
والذي لا يقرا ولا يكتب, ليست مدحا ... إذ لو كانت مدحا لكان خلافها ذما, فمن مدح السخي, فقد عاب البخيل, ومن مدح الجسور فقد عاب الجبان بالضرورة, فيصبح مدح "الامي" ذما للقارئ الكاتب, وعلى راسهم عيسى ابن مريم {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل}!! فأي هاتين الصفتين مدحا؟؟؟
وأدلة الباحث, والبحث نفسه, -عندي أنا- أولى بالتصديق والقبول, بما ساق من البينات والهدى!!
ـ[الخطيب]ــــــــ[06 May 2004, 05:09 م]ـ
شكر الله لكم شيخنا الجليل أبا أحمد
قبلت هديتكم وجزاكم الله خيرا، وأرجو أن تقبلو مني جهد المقل على هذا الرابط على شرط المغفرة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=6791#post6791
ـ[أبوبكر الغزي]ــــــــ[09 May 2004, 01:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
كنت أنوي في مشاركاتي الأولى هنا أن أبث لكم خبر موقع ’أسرار القرآن‘ الذي تفضل الأخ ’الشيخ أبو أحمد‘ بوضعه هنا وربما سبنقي بنشره بينكم.
أرى أن صاحب الموقع ذو بصيرة فذة وقد فتح الله عليه ما لم يفتح على غيره (إن لم يكن فعلاً له سلف بما اكتشفه)، ولا يجب أن نحقر معروفه وما أسداه من خدمة للإسلام وللتاريخ.
احتفوا بموقعه، وانشروه، وراسلوه إن كان لكم أي مأخذ عليه.
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 Jul 2004, 10:34 ص]ـ
نحن نعلم أن الله تعالى ضرب المثل لرحمته بالمثل الأعلى للرحمة عند البشرألا وهي رحمة الوالدين، فإذا أراد الأب أن يوصي أبناءه بطريقة غير مباشرة فإنه يختار الواسطة التي يثق بها الأبناء وتطمئن إليها أنفسهم.
وخير واسطة تطمئن إليها النفوس هي الأم.
وحتى على المستوى الجغرافي فإن الرسل أتوا من أمهات قرى أقوامهم.
وجاءت رسالة الإسلام من أم القرى (على إطلاقها = أم كل قرى الأرض)، فالأم توجد أولا قبل الأبناء، وكذلك وجدت مكة أولا قبل أية قرية لأن القرية هي مجموعة بيوت، وأول بيت وضع للناس هو الذي بمكة بيت الله.
وسمي النبي الخاتم أميا لانتسابه إلى أم القرى ولأنه هو الواسطة التي خاطبنا الله من خلاله لنطمئن قلوبنا له كما يطمئن المرء ويثق بأمه.
هي كما قلت يا شيخ أبا أحمد صفة مدح، وأيضا تتجلى صفة الأمية في النبي عليه الصلاة والسلام بكل معانيها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2004, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً. وهذا كلام له نوع تعلق وجدته للشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله في تعليقه على قول الطبري في تفسيره للآية (78) من سورة البقرة: (ومنهم أميون).
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (ومنهم أميون)، ومن هؤلاء -اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات, وأيأس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيمانهم فقال لهم: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله، ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، وهم إذا لقوكم قالوا: آمنا، كما:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1352 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (ومنهم أميون)، يعني: من اليهود.
1353 - وحدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
1354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: (ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود.
* * *
قال أبو جعفر: يعني بـ "الأميين"، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" يقال منه:"رجل أمي بين الأمية.
كما:-
1356 - حدثني المثنى قال، حدثني سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن < 2 - 258 > المبارك, عن سفيان, عن منصور، عن إبراهيم: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب)، قال: منهم من لا يحسن أن يكتب.
قال محمود شاكر تعليقاً على قول إبراهيم: (منهم من لا يحسن أن يكتب.):
قوله "لا يحسن أن يكتب" نفى لمعرفة الكتابة، لا لجودة معرفة الكتابة، كما يسبق إلى الوهم. وقديما قام بعض أساتذتنا يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعرف الكتابة، ولكنة لا يحسنها، لخبر استدل به هو - أو اتبع فيه من استدل به من أعاجم المستشرقين - وهو ما جاء في تاريخ الطبري 3: 80 في شرح قصة الحديبية، حين جاء سهيل بن عمرو، لكتابة الصلح. روى الطبري عن البراء بن عازب قال:" .. فلما كتب الكتاب، كتب:"هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله"، فقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح"رسول الله". قال: لا والله لا أمحاك أبدا. فأخذه رسول الله وليس يحسن يكتب: "فكتب مكان "رسول الله" "محمد"، فكتب: " هذا ما قاضى عليه محمد".
فظن أولا أن ضمير الفاعل في قوله "فكتب مكان "رسول الله" - محمد"، هو رسول الله صلى الله عليه. وليس كذلك بل هو: علي بن أبي طالب الكاتب. وفي الكلام اختصار، فإنه لما أمر عليا أن يمحو الكتاب فأبى، أخذه رسول الله، وليس يحسن يكتب، فمحاه. وتفسير ذلك قد أتى في حديث البخاري عن البراء بن عازب أيضًا 3: 184:"فقال لعلى" امحه. فقال على: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى عليه وسلم بيده".وأخرى أنه أخطأ في معنى"يحسن"، فإنها هنا بمعنى"يعلم"، وهو أدب حسن في العبارة، حتى لا ينفي عنه العلم، وقد جاء في تفسير الطبري 21: 6 في تفسير قوله تعالى:"أحسن كل شيء خلقه"، ما نصه:"معنى ذلك: أعلم كل شيء خلقه. كأنهم وجهوا تأويل الكلام إلى أنه ألهم كل خلقه ما يحتاجون إليه. وأنه قوله:"أحسن"، إنما هو من قول القائل:"فلا يحسن كذا"، إذا كان يعلمه". هذا، والعرب تتأدب بمثل هذا، فتضع اللفظ مكان اللفظ؛ وتبطل بعض معناه، ليكون تنزيها للسان، أو تكرمه للذي تخبر عنه. فمعنى قوله:"ليس يحسن يكتب"، أي ليس يعرف يكتب. وقد أطال السهيلي في الروض الأنف 1: 230 بكلام ليس يغني في تفسير هذا الكلمة.
ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Oct 2004, 05:04 م]ـ
الأمية في ذاتها صفة ذم
لكن يختلف حكمها إذا اقترنت
وليسم هذا علم القرائن فأدلته في الشرع لا تحصى كثرة
فمثلا دعوة كبار القوم ممدوحة لكنها إذا اقترنت بترك دعوة الضعفاء أصبحت الدعوة مذمومة
(عبس وتولى .. )
مثال آخر:
تعلم أمور الدنيا ممدوح لكن إذا اقترن بترك علم الدين أصبح مذموما
( ... يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة غافلون ... )
.... الخ
أدلة كثيرة فإن تم الاتفاق على تلك القاعدة سينسحب الكلام إلى (الأمية)
فالأمية في ذاتها مذمومة
ولكنها في حق الرسول صلى الله عليه وسلم صفة مدح لأنها ستكون دليلا أنه لم يأتِ بالقرآن من عند نفسه
فنحن "نمدح" الرسول ليس لذات الأمية وإنما لما يقتضيه المقام
لذا تجدنا نمدح الرسول بأميته فقط، ولا نمدح سواه من المعاصرين لأن الأمية في حقنا مذمومة، فمن منا الذي سينزل عليه قرآن مثل الرسول فيحتاج معه إلى إثبات أنه من عند الله لأنه لا يعرف قراءة ولا كتابة!؟
وكذلك الأمية في حق الصحابة صفة مدح لأنها ستكون دليلا أن العرب الذين كانوا آخر الأمم أصبحوا سادتها "بالقرآن" فأميتهم غير ممدوحة لذاتها وإنما لإثبات صحة القرآن
فأناس يطبقونه فينتقلون من آخر الأمم إلى أولها يدل على أنه كتاب معجز
(هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفي "ضلال مبين")
فما سيقت ألفاظ الأمية في نصوص الشرع _سواء في حق الرسول صلى الله عليه وسلم أو حق الصحابة _
إلا لأجل إثبات صدق القرآن، فصارت الآمية في ذلك السياق ممدوحة
أما إذا رجعنا إلى "ذات" كلمة الأمية فلا يشك عاقل فضلا عن مسلم أنها مذمومة
فليس هناك كبير داعٍ لأن ننف عن الأمية معنىً اتفقت على وجوده كل العقلاء من جن وإنس وكفرة ومسلمين
والله أعلم
ـ[موراني]ــــــــ[22 Oct 2004, 07:32 م]ـ
قال أبو علي:
فهو أمي: نسبة إلى أم القرى.
وهو أمي: لأنه مبعوثا إلى كل الأمم لتكون أمة واحدة، ولأن الدين الذي جاء به يدعو لتوحيد الأمم في أمة واحدة.
وهو أمي: لا يقرأ ولا يكتب لأنه رسول الله إلى الناس كافة، والناس منهم الأميون ومنهم المتعلمون، فبالنسبة للأميين لا توجد مشكلة،
..................
من حيث اللغة وعلومها لا يجوز أن يقال ان لعبارة (الأمي) هذه المشتقات من أصل واحد وفي آن واحد وبمعانيها المختلفة كما قيل: من أم القرى (كنسبة!) , من الأمة (والامم). الصواب أنه لا يكتب ولا يقرأ لعدم علمه بالقراءة والكتابة ولا بسبب أنه أرسل الى الناس كافة.
فللغة قواعدها.
هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى لا يجوز أن تعتبر العبارة (أمي) ذما , فما هو السبب للذم؟ لا أعتقد أن أحدا في المجتمع المكي أو في مجتمع يثرب في عصر النبوة كان مذموما لمجرد عدم علمه بهذا الفن.
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ولد الديرة]ــــــــ[23 Oct 2004, 12:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام والجميع بخير ..
الفاضل / الشيخ أبو أحمد.
لفظة الأمي .. لا تكون بالإطلاق ..... والقراءة والكتابة .. وسيلة تكتسب (تعليمياً) .. لغاية أسمى تحقق بها حدود الفوارق بين المتعلم والأمي ... لذا فالإلمام بالقراءة والكتابة هو التخلي عن الأمية (المخصصة) إلى غير رجعة ...... أما العلم والجهل فذاك شيئاً آخر ... ومقياس العلم والجهل يكون متحركاً بماهية ونوعية الرصيد المعلوماتي .. ومابين أقصى اليمين (العالم) وأقصى اليسار (الجاهل) يتذبذب مؤشر التقييم .. أما في القراءة والكتابة .. فالأمر ثابت ... يقرأ ويكتب .. فهو (متعلم) .. أو لا يقرأ ولا يكتب فهو (أمي) ..... ولا يكون العالم بأي حال جاهلاً .. في حين يكون اعلم العلماء أمياً ..
... ولفظة (الأميين) في القرآن تعود – تحديداً - لأمة المؤمنين الباقية على ملة إبراهيم وكان واقع الحال يقر بضياع ركيزة معلومات كتاب سيدنا إبراهيم عليه السلام .. ولما كانت كتب الله في الأمم تضيف للأرضية المعرفية لعموم الإنسان فتكاثر المتعلمين للقراءة والكتابة وتراجع أعداد الأميين هو ما يفرضه منطق الحال ... والعكس يحل بالأمة عند التفريط في معلومات كتاب نبيهم والذي يمثل للأمة (المنهاج والشرعة) التي إختارها سبحانه وتعالى لهم
.. وواقع أمة إبراهيم قبيل بعثة (النبي) محمد عليه السلام (يغلب) عليه الجهل المعلوماتي أو حتى القدرة على القراءة والكتابة .. وإن كان هناك (قلة) ممن يجيد القراءة والكتابة أو ممن يملك معلومات معرفية إكتسبها من خلال تأثره أو إطلاعه على كتب الله في أهل الكتاب .. فأميتهم بمعلومات كتاب الله الخاص بأمتهم حاضرة ... وهنا نرى أن لفظة (الأميين) .. كانت تحديداً بأميتهم وجهلهم لمعلومات كتاب الله في أمتهم .. (ملة إبراهيم).
لذلك .. نرى أن حال محمد بن عبدالله عليه السلام قبل البعثة لا يخرج عن حال قومه فكان (أمياً) .. وما يدري (ما الكتاب) .. وما الإيمان ... ونعلم أن تفعيل الإيمان لا يكون إلا على ركيزة (معلوماتية) ..
قبل الوحي كان عليه السلام أميا (معلوماتياً) .. وهو تبعاً لذلك أمي القراءة والكتابة ..... أما بعد الوحي فالأمر بحاجة إلى تبيان.
.. فماذا عن (أمية) محمد بن عبدالله عليه السلام بعد البعثة ..
تلقى (محمد) عليه السلام نوعين من الوحي ... الأول (تنزيل) وهو كتاب الله الذي بين أيدينا اليوم .. وهو (للناس كافة) .... والثاني (إنزال) وهو الكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه في (خصوص قومه) ... كما هي كتب الأنبياء الأخرى ... فبالنسبة للوحي الأول كان دوره فيه عليه السلام (رسولاً) من الله للناس كافة ودور رسول الله لا يتجاوز إيصال الرسالة (المعلومات) للمرسل إليه .. وقد فعل عليه السلام وأدى الأمانة وأوصل الرسالة ... وهاهو كتاب الله بين أيدينا خالي من أي شروحات أو تعليقات منه عليه السلام ... وهنا يكون (الرسول) ناقلاً (الرسالة) ... عن طريق قراءة الموحى إليه .. وكان عليه السلام يقرأه (منطوقاً) لكتبة الوحي ..
وتخصيص أميته عليه السلام في القراءة والكتابة من خلال الوحي الأول لا يتحقق .. حين كان (ينطق) بما (يرى) من وحي وينقله (منطوقاً) لكتبة الوحي ... ولكنه عليه السلام يتجاوز ذلك حين يراجع على كتبة الوحي ... ويصحح لهم ... ويأمرهم بالتعديل ... معللاً ذلك عليه السلام بإختلافها (رسماً) عن ما يراه فؤاديا مما أوحي إليه ... ولم يكن أي من كتبة الوحي أو من صحبه الكرام من كان يماريه (ص) على ما يرى .. وطالما أنه يرى معلومات الوحي رسماً وينطقها قولاً .. ليدونها ويخطها كتبة الوحي ... تنتفي هنا مقولة (الرسول الأمي) .. وهنا تأكيد على دقة ألفاظ القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإنسان يتعلم الكتابة والقراءة ... كوسيلة لنقل المعلومة أو إستقبال المعلومة .. فالمعلومة هي الغاية ... فأمي المعلومات لا يقرأ ولا يكتب ... والعكس غير صحيح ... فالمتعلم يرتقي بعلمه بمقدار سعة الحيز المعلوماتي المكتسب لديه .. كذلك يبتعد ... (والنبي) .. تلقى معلومات الكتاب النبوي وحياً .. كما هم كافة الأنبياء .. وهنا يكون النبي متعلماً (عن طريق الوحي) .. بل إن القيمة المعلوماتية في الموحى إليه عليه السلام تجعله في مقام (المعلم) للناس كافة!! ونلاحظ هنا أن عدم إلمامه عليه السلام بالقراءة والكتابة لا تنتقص من درجته العلمية عليه أفضل الصلاة والسلام ... وذلك للأسباب التالية.
(1) .. أن المعنيين بالرسالة (أميين) معلوماتياً .. وبذلك فغالبية المجتمع آنذاك لا يعرفون القراءة والكتابة جراء جهلهم المعلوماتي ... وإن كان هناك نسبة ضئيلة ممن يجيدون القراءة والكتابة .. فهم أميين معلوماتياً ما لم يسخروا إجادتهم للقراءة والكتابة إلى إكتساب معلوماتي يرتقي بهم من عالم الأمية إلى عالم المعرفة ... وفي كلا الحالين هم يجيدون القراءة والكتابة ... وثقافة المجتمع العربي زمن الرسول (ص) لا تمكن المعنيين بالرسالة من تلقي معلوماتها عن (الطريق الأكاديمي) والذي لابد أن يتخلله عنصر القراءة والكتابة .. لذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقوا تعليمات الرسالة الخاصة بهم من خلال (المنطوق) من نبيهم .. وأتبعوه في ضل قدراتهم من إستيعاب أداء طقوسهم (حركياً) ... والتي كان يعلمهم إياها نبيهم المصطفى عليه السلام ويعيش تطبيقها معهم .. بعيداً عن القراءة والكتابة ..
(2) .. معلومات الكتاب النبوي الذي أنزل على نبيه كانت في الجانب (الفكري) لا (العقلي) منه عليه السلام .. والجانب العقلي يختص بـ (الأرشفة) وتخزين المعلومة المكتسبة .. والجانب الفكري يختص بـ (الإدراك) المعلوماتي .. وهنا عليه السلام كان مدركاً لمعلومات الكتاب النبوي بشكل كلي ... فهو يتعامل مع معلومات (مدركة) وليست مأرشفة ومقروءة ..
(3) .. الوحي الثاني .. أو معلومات (الكتاب النبوي) كانت مقرونة بالحكمة .. وإن كان الكتاب هو (المعلومات) فالحكمة تكمن في (القدرات) .. وكل الأنبياء أنزل عليهم (كتاب نبوي مقروناً بالحكمة) وبدون (الكتاب والحكمة) لا يكون هناك نبياً ... لذا كانت قدرات الأنبياء الفكرية تفرض على واقع مجتمع الزمن المعاش التسليم بقوة قدراتهم وتميزهم الفكري .. وتأثيرهم الملموس في الإرتقاء بأرضية الإنسان المعرفية والتأثيرفي ثقافة ذلك الزمان.
والنبي محمد عليه السلام كان قبل الوحي أمياً في مجتمع أمي جراء تفريطهم كأمة في معلومات كتاب الله الذي جاء به نبيهم .. وبعد الوحي إختلف حاله عليه السلام (المعلوماتي) فأصبح يتبوء مقام (النبوة) .. والنبوة هي سرد اليقين المعلوماتي المتجاوز لحدود الزمن المعاش (الغيبيات) .. وكذلك (المؤمنين) بمعلومات كتاب الله في أمتهم وتفعيل إيمانهم رضي الله عنهم كان الوداع لخاصية مسمى القرآن لهم بـ (الأميين).
الرسول .. لا يُتبع ... إنما الرسالة هي مناط الإتباع
النبي ... واجب الإتباع وأمره مناط الإتباع.
آخر النبيين ... آخر كتاب (نبوي) من الله ينزل في أمة من أمم بني الإنسان
علي قد أضفت ما يفيد ... وإن كنت أرى أن هناك ما يستدعي منك المراجعة .. فلا زلت أحد المشجعين لشخصكم الفاضل ولجهدكم الفاخر في تدبر آيات الله .. وما عنيته بالمراجعه هو ..
قوله تعالى ( .... فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا .. الآية)
السبع المثاني .... القرآن العظيم ... أم الكتاب .... الآيات المحكمات .. والأخر المتشابهات
قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري، قالوا أقررنا، قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين).
قوله تعالى (ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته، أأعجمي وعربي).
شكراً لك وللجميع.
.
ـ[أبو علي]ــــــــ[23 Oct 2004, 08:58 ص]ـ
الإخوة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا أطلق الله وصفا على شيء فإن الوصف يؤدي كل المقاصد والمعاني التي تتعلق بالصفة، فإذا وصفنا الله بأننا أمة وسطا فإننا كذلك أمة وسطا في كل شيء يتعلق بالوسطية، وبناء على هذا فإن كل معاني كلمة (أمي) نجدها متجلية، وكل ملاحظاتنا صائبة.
وإن كنت أريد أن أضيف شيئا آخر حول أمية الرسول صلى الله عليه وسلم فإني اخترت هذه المرة أن أتبين الحكمة من تسمية النبي الخاتم ب (الأمي)، فالله تعالى عزيز حكيم والمعجزة التي آتاها رسوله متعلقة باسمه (العزيز الحكيم) أي هي (حكمته)، ومن تمام الحق أن تتمثل الحكمة في الرسول وفي ما جاء به، أي أن يكون الرسول نفسه آية (تجلت فيه حكمة الله) كما أن القرآن (آيات حكمة)، وحتى عندنا نحن البشر فإننا نجد أنه من الصواب ومن الحكمة أن يكون وزير الصحة دكتورا في الطب ووزير الصناعة مهندسا.
إذن فلا بد أن في تسمية النبي الخاتم ب (الأمي) حكمة، فما هي تلك الحكمة؟
بما أن الله اختار محمدا صلى الله عليه وسلم ليكون رسولا إلى الإنسان (مطلقا) فإنه يجب أن يضرب به المثل للإنسان.
فالإنسان قبل أن يولد كان (روحا) في بطن أمه لبث فيه إلى أن (قدر) الله له أن يولد في ختام الشهر التاسع فيخرج إلى الدنيا (أميا) لا يعلم شيئا فيبدأ في التعلم.
أما (قبل أن يولد كان (روحا)} فذلك (الروح) هو المسيح عليه الصلاة والسلام.
وأما (فيخرج إلى الدنيا (أميا) لا يعلم شيئا فيبدأ في التعلم). فذلك هو محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الذي أول ما تلقى من الوحي هو (إقرأ باسم ربك الذي خلق ... ).
وأما ((قدر) الله للإنسان أن يولد في ختام الشهر التاسع)، فشهر رمضان هو الشهر التاسع من السنة، وفي ليلة من ليالي العشر الأواخر منه (قدر) الله ميلاد الرسالة.
رسالة الإسلام تتضمن اليقين الأعظم على الإطلاق، فلو أن رجلا ولد قبل البعثة وآتاه الله حكمة لنبأته برسول يجب أن يكون اسمه محمد وكتابه القرآن ومكانه ...
كانت هذه بعض آيات الله التي رأيناها في أنفسنا وسنرى آيات الله في الآفاق إن شاء الله.
ـ[موراني]ــــــــ[23 Oct 2004, 10:58 م]ـ
لا شك في أن المشاركتين الأخريين تنبثقان في عرض الموضوع من الايمان بالله ورسوله النبي الخاتم.
غير أنني شخصيا لا أتدخل في هذه الأمور بل أود الاقتراب من القضية بفصل الايمان والعقيدة من المناهج العلمية والمعرفية. فمن يرفض هذا الموقف فليرفضه مشكورا , فمن يقبل منه شيئا يسيرا فليقبله مشكورا أيضا.
لقد كنت تمنيت أن أجد اجابة على ما ذكرت حول (ذم) عبارة (الأمي)
فلم أجد. فلذلك أضيف: أغلبية الشعراء في الجاهلية لم يحسنوا الكتابة والقراءة الا أنهم كانوا من أشهر الشعراء في جزيرة العرب.
كانوا أميين ولم يكن بذلك بأس.
لا أقصد في هذا المجال مقارنة ما بين الشاعر والنبي كما فعله البعض الذين سبقونا.
بل أود أن أقول فحسب أن صفة الأمي بمعناها المذكور (لا كتابة ولا قراءة) ليس بذم.
موراني
ـ[أبو علي]ــــــــ[24 Oct 2004, 08:58 ص]ـ
يا أستاذ موراني
كلمة (أمي) ليست ذما وإنما كلمة (جاهل) تعتبر ذما.
فالأمي هو الذي لا يعلم، أما الجاهل فهو الذي يفهم قضية خاطئة وهو يحسب أنه على صواب.
فالذي يقف عند مسألة لا يعلم حلها فيقول: لا أدري، هذا لا يقال عنه إنه جاهل.
أما الذي لا يعلم ثم يزعم أنه يعلم فذلك هو الجاهل.
أتابع الآن بيان الحكمة في كون النبي الخاتم يجب أن يكون أميا.
هل من الحكمة أن ينزل الله قرآنا يقول: إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم) على رجل متعلم؟
فالعلم هو أعظم رحمة، ورحمة الله ينالها من هو أولى بها، والأمي أولى وأحق أن يعلمه الله مالم يعلم من المتعلم. فالحكمة تقتضي أن توضع الأشياء في مواضعها، ووضع الشيء في موضعه هنا هو أن يكون المخاطب ب
: إقرأ ...... علم الإنسان ما لم يعلم) أميا لأنه هو الأولى والأحق بالعلم.
وهذا الأمي يجب أن يكون يتيم الأب والأم, لأن اليتيم هو الأولى والأحق برحمة الله ممن له أبوان أو له أحدهما.
فإذا كان عنوان رسالة الإسلام هو (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) فإن كل شيء متعلق بالرسالة يجب أن يكون محكما، والحكمة تعرف ب (الحق).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[19 May 2009, 04:05 م]ـ
أرفع هذه المناقشات للاستفادة ...
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2009, 06:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد وصف الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بوصف "الأمي" في قوله تعالى من سورة الأعراف:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158))
والرسول صلى الله عليه وسلم وصف بهذا الوصف لأنه كان من أمة أمية، أي: أمة لا تقرأ ولا تكتب. وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره من حديث بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ"
وهذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه السلام هو الغالب على حال العرب في ذلك الزمن، ولا يعني هذا أنه ليس فيهم من يعرف القراءة والكتابة، ولا يعني أن هذا حث للأمة أن تبقى على هذا الحال كما فهمه أو يفهمه البعض، وإنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم في سياق بيان أحكام الصيام؛ بداية الشهر ونهايته،فعلق الحكم بالرؤية المتيسرة لكل أحد فقال: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة". وهذا من اليسر الذي بني عليه الإسلام كما قال بن بطال في شرحه على البخاري:
"وإنما المعول على الرؤية في الأهلة التي جعلها الله مواقيت للناس في الصيام والحج والعدد والديون، وإنما لنا أن ننظر من علم الحساب ما يكون عيانا أو كالعيان، وأما ما غمض حتى لا يدرك إلا بالظنون وتكييف الهيئات الغائبة عن الأبصار فقد نهينا عنه، وعن تكلفه."
والرسول صلى الله عليه وسلم كان ينطبق عليه هذا الوصف الذي ذكره عن أمته بنص الكتاب، قال تعالى:
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) سورة العنكبوت (48)
والآية واضحة في أنه لم يكن يتلو لأنه لا يعرف صورة الحرف ولا يقدر أن يخطه بيده الشريفة صلى الله عليه وسلم. وهذا أمر قدره الله تعالى ليكون من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم والآية واضحة في ذلك.
وأما كون الأمية نقص في حقه صلى الله عليه وسلم فلا، نعم قد تكون في حق غيره، أما هو فلا.
كم ممن يجيد القراءة والكتابة ولكنك لا تأمنه على ثلاث من البهم.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو معلم الدنيا.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ولم يكن يكتب ولكن الله حباه عقلاً لا تساويه عقول العالمين، وحباه قلبا لا تساويه قلوب العالمين، وحياته وسيرته صلى الله عليه وسلم شاهدة بذلك.
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كما يظنه البعض مجرد واسطة أو آلة ينقل ما سمع ويبلغه للآخرين وينتهي دوره،لا.
لقد كلف صلى الله عليه وسلم بتقديم المثال الحي لوحي الله على الأرض، كلف بإبلاغ الشريعة أولاً والدعوة إليها والجهاد من أجل التمكين لها في الأرض ومن ثم تربية الأتباع على التطبيق الصحيح لهذه الشريعة، وما كان له ذلك لو لم يكن الله قد حباه من المعاني والصفات الخلقية ما تجعله أهلاً لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد كان صلى الله عليه وسلم الداعي والمربي والمعلم والمحاور والقائد والمقاتل والقاضي والأب والزوج والجار ..... وهيهات هيهات أن يبلغ أحد مبلغه صلى الله عليه وسلم في أي جانب من هذا الجوانب.
وصدق الله العظيم القائل: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) سورة القلم (4)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2009, 05:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هناك قضية تخص هذا الموضوع انقدحت في الخاطر، وهي أن الأمة الأمية كانت الأقرب إلى الفطرة السليمة في ذلك الوقت الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، ونبينا الكريم عليه السلام كان أقربهم جميعا إلى الفطرة فلم يسجد لصنم قط ولم يشرب خمرا ولم يأد بناته، وكان على خلق كريم حتى لقبوه بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
وهم أمة العرب كانت تعترف بوجود الله سبحانه، وتحب مكارم الأخلاق، وفي أنفسهم كان يوجد ما ينتقد سوء تصرفاتهم، ولا أدل عل ذلك من أن بعضهم قبل الإسلام قد ترك الخمر لأنها أوصلته لما يأباه، أو قد كره وأد بناته لفطرته السليمة، أو بر أمه لفطرته السليمة.
وأذكر ما قاله الصحابي الجليل رضي الله عنه للنجاشي عندما استدعاه ليسأله، فذكر له ما كان مستاء منه من حال الجاهلية، وما أعجبه في الإسلام من توحيد وصلة رحم وغير ذلك .. والقصة مشهورة.
أما اليهود والنصارى فقد كانت كتبهم المحرفة والتي قلبت فيها كثير من الحقائق، مما نكس فطرهم، وقلب موازينهم، قد أثرت عليهم، وقد حميت أمة العرب الأمية لأميتها من ذلك.
قال تعالى: ? فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ? (الروم: 30)
وفي صحيح مسلم: {كان يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار، فسمع رجلاً يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على الفطرة، ثم قال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: خرجت من النار}.
وقوله- صلى الله عليه وسلم-:
"كل مولود يولد على فطرة الإسلام فأبواه يهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه".
فأمة العرب أقرب للتوحيد الذي يدعوا إليه الإسلام والأخلاق الفاضلة التي يدعوا إليها الإسلام، فهم الأقدر على استيعابه وتقبله أسرع من غيرهم وعلى تطبيقه في حياتهم وبسرعة،لهذه الأسباب جميعها كانوا مهيئين لنشره إلى غيرهم من الأمم، ولهذا نجد أن الإسلام انتشر بقوةا بسبب تأثر الناس بأخلاق المسلمين وأسلوبهم في الحياة في وقت قياسي، لا يمكن أن ينسبه محلل للسيف فقط فهذا إجحاف.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 May 2009, 12:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
فأمة العرب أقرب للتوحيد الذي يدعوا إليه الإسلام والأخلاق الفاضلة التي يدعوا إليها الإسلام، فهم الأقدر على استيعابه وتقبله أسرع من غيرهم وعلى تطبيقه في حياتهم وبسرعة،لهذه الأسباب جميعها كانوا مهيئين لنشره إلى غيرهم من الأمم، ولهذا نجد أن الإسلام انتشر بقوةا بسبب تأثر الناس بأخلاق المسلمين وأسلوبهم في الحياة في وقت قياسي، لا يمكن أن ينسبه محلل للسيف فقط فهذا إجحاف.
والله أعلم وأحكم.
الأخ الفاضل أبو الأشبال
السيف لم يكن له دور في قبول الإسلام أو رفضه، السيف إنما كان لفتح الطريق أمام الدعوة لتبلغ مسامع الناس وعقولهم.
الرسول صلى الله عليه وسلم حينما جهر بدعوته كبر ذلك على المتنفذين في مكة وأصحاب المصالح والأهواء ولهذا استخدموا القوة في المواجهة ولكن الله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالصبر إلى حين.
ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لم تكف قريش أذاها بل أخذت تهدد وتتوعد الأنصار بالحرب.
والرسول صلى الله عليهم وسلم عاهد اليهود ولم يبادرهم بقتال مطلقاً ولم يجبرهم على التخلي عن دينهم حتى نقضوا العهود.
والأعراب كانت تترصب بالمدينة وتغير عليها.
والقوى الكبرى "فارس والروم" كانت ترصد الدعوة وأخذت موقف العداء منها.
إذن القتال كان فرضه ضرورة لمواجهة الذين لا يريدون البشرية أن تسمع كلام الله ولا تعرف دينه وشريعته وهذا ما نراه إلى يومنا هذا فالقوى الكبرى لا تريد أن يطبق المسلمون بعض أحكام دينهم في بلدانهم الإسلامية،فضلا أن يقبلوه حاكما ومهيمنا بصورة شمولية لأنه يقف في وجه مصالحهم وأطماعهم. وإذا سمحوا له أن ينتشرفي بلدانهم سمحوا له بخطوط حمراء لا يتجاوزها.
أما قبول الناس للإسلام فلم يكن بالقوة أبدا وإنما لأنه دين الفطرة والعقل متى ما خلي بين الناس وبين معرفته لم يقبلوا به بديلا، وهذا هي القاعدة من البداية من خديجة وأبي بكر رضي الله عنهما إلى آخر مسلم سينطق بالشهادة على هذه البسيطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 May 2009, 12:54 م]ـ
الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
أشكر لك تفضلك بالتوضيح،
ولقد أشرت إلى نقطة وهي:
(القتال كان فرضه ضرورة لمواجهة الذين لا يريدون البشرية أن تسمع كلام الله ولا تعرف دينه وشريعته)
فهذه النقطة لا تعارض ما قلت سابقا:
(ولهذا نجد أن الإسلام انتشر بقوةا بسبب تأثر الناس بأخلاق المسلمين وأسلوبهم في الحياة في وقت قياسي، لا يمكن أن ينسبه محلل للسيف فقط فهذا إجحاف)
فقد كان السيف يرفع لما ذكرت حضرتك كما تعلمنا.
فالسيف كان له دور،
فالخلاف لفظي بين ما قلت أنا وقلتم أنتم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[20 May 2009, 01:41 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً. وهذا كلام له نوع تعلق وجدته للشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله في تعليقه على قول الطبري في تفسيره للآية (78) من سورة البقرة: (ومنهم أميون).
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: (ومنهم أميون)، ومن هؤلاء -اليهود الذين قص الله قصصهم في هذه الآيات, وأيأس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إيمانهم فقال لهم: أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله، ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه، وهم إذا لقوكم قالوا: آمنا، كما:-
1352 - حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا أبو جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية: (ومنهم أميون)، يعني: من اليهود.
1353 - وحدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر, عن أبيه, عن الربيع مثله.
1354 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد: (ومنهم أميون)، قال: أناس من يهود.
* * *
قال أبو جعفر: يعني بـ "الأميين"، الذين لا يكتبون ولا يقرءون.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" يقال منه:"رجل أمي بين الأمية.
كما:-
1356 - حدثني المثنى قال، حدثني سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن < 2 - 258 > المبارك, عن سفيان, عن منصور، عن إبراهيم: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب)، قال: منهم من لا يحسن أن يكتب.
قال محمود شاكر تعليقاً على قول إبراهيم: (منهم من لا يحسن أن يكتب.):
قوله "لا يحسن أن يكتب" نفى لمعرفة الكتابة، لا لجودة معرفة الكتابة، كما يسبق إلى الوهم. وقديما قام بعض أساتذتنا يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعرف الكتابة، ولكنة لا يحسنها، لخبر استدل به هو - أو اتبع فيه من استدل به من أعاجم المستشرقين - وهو ما جاء في تاريخ الطبري 3: 80 في شرح قصة الحديبية، حين جاء سهيل بن عمرو، لكتابة الصلح. روى الطبري عن البراء بن عازب قال:" .. فلما كتب الكتاب، كتب:"هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله"، فقالوا لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله. قال لعلي: امح"رسول الله". قال: لا والله لا أمحاك أبدا. فأخذه رسول الله وليس يحسن يكتب: "فكتب مكان "رسول الله" "محمد"، فكتب: " هذا ما قاضى عليه محمد".
فظن أولا أن ضمير الفاعل في قوله "فكتب مكان "رسول الله" - محمد"، هو رسول الله صلى الله عليه. وليس كذلك بل هو: علي بن أبي طالب الكاتب. وفي الكلام اختصار، فإنه لما أمر عليا أن يمحو الكتاب فأبى، أخذه رسول الله، وليس يحسن يكتب، فمحاه. وتفسير ذلك قد أتى في حديث البخاري عن البراء بن عازب أيضًا 3: 184:"فقال لعلى" امحه. فقال على: ما أنا بالذي أمحاه فمحاه رسول الله صلى عليه وسلم بيده".وأخرى أنه أخطأ في معنى"يحسن"، فإنها هنا بمعنى"يعلم"، وهو أدب حسن في العبارة، حتى لا ينفي عنه العلم، وقد جاء في تفسير الطبري 21: 6 في تفسير قوله تعالى:"أحسن كل شيء خلقه"، ما نصه:"معنى ذلك: أعلم كل شيء خلقه. كأنهم وجهوا تأويل الكلام إلى أنه ألهم كل خلقه ما يحتاجون إليه. وأنه قوله:"أحسن"، إنما هو من قول القائل:"فلا يحسن كذا"، إذا كان يعلمه". هذا، والعرب تتأدب بمثل هذا، فتضع اللفظ مكان اللفظ؛ وتبطل بعض معناه، ليكون تنزيها للسان، أو تكرمه للذي تخبر عنه. فمعنى قوله:"ليس يحسن يكتب"، أي ليس يعرف يكتب. وقد أطال السهيلي في الروض الأنف 1: 230 بكلام ليس يغني في تفسير هذا الكلمة.
جزاك الله كل خير شيخنا عبد الرحمن
وقبل فترة كنت اقراء في منتدى للباطنية والذين يقولون ان للقران باطن لايدركه غيرهم وكانوا يضحكون فيما بينهم من امية الرسول صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم انهم في قمة الجهل في القران وعلومه ولكنهم يستفيدون من الاطروحات التي تزعم انها اكتشفت اكتشفات جديدة في القران وكان ائمة المسلمين يجهلونها من ألف وربعمئة!!
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[20 May 2009, 02:12 م]ـ
بسم الله
معذرة لم أتمكن من قراءة كل المشاركات السابقة لكن من باب الإضافة
هناك كتاب لأبي الوليد الباجي المالكي اسمه تحقيق المذهب، حول دعوى كتابة النبي صلى الله عليه وسلم لاسمه،
وقد رد عليه الفهاء المالكية بردود مطبوعة في آخر الكتاب الآنف الذكر، وفيها مقدمة طيبة للمحقق أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حول أمية الرسول صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ Amara] ــــــــ[20 May 2009, 03:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي الحبيب
ولد الديرة
وتخصيص أميته عليه السلام في القراءة والكتابة من خلال الوحي الأول لا يتحقق .. حين كان (ينطق) بما (يرى) من وحي وينقله (منطوقاً) لكتبة الوحي ... ولكنه عليه السلام يتجاوز ذلك حين يراجع على كتبة الوحي ... ويصحح لهم ... ويأمرهم بالتعديل ... معللاً ذلك عليه السلام بإختلافها (رسماً) عن ما يراه فؤاديا مما أوحي إليه ... ولم يكن أي من كتبة الوحي أو من صحبه الكرام من كان يماريه (ص) على ما يرى .. وطالما أنه يرى معلومات الوحي رسماً وينطقها قولاً .. ليدونها ويخطها كتبة الوحي ... تنتفي هنا مقولة (الرسول الأمي) .. وهنا تأكيد على دقة ألفاظ القرآن.
.
سلمت أخي، مع إيماني بهذا أن النبي نقل القرآن كما نقل الكتاب و علم أصحابه المنطوق كما علمهم المرسوم
هل من دليل من السنة على أن النبي محمد كان يراجع الكتبة على ما يراه فؤاده من الحروف و كان يوضح اختلاف الكتابة بينها ..
فإني قرأت حديثا منسوبا إلى معاوية يوضح فيه كيفية كتابة البسملة و درجته ضعيف
و كلما وجدت حديثا عن هذا و جدت فيه ضعفا ..
فهل من أحاديث صحيحة في ذلك أرجو تجميعها في هذا الباب
سلمكم الله تعالى(/)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[05 May 2004, 01:23 ص]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الياء العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الياء العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الياء العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الياء اللسانية
التعريف بمخرج صوت الياء العربية اللسانية
صوت الياء العربية اللسانية - غير المدية - يتولد صوتها عندما يصطدم وسط اللسان بما يحاذيه من قبة الحنك الأعلى العظمي , وفي حالة سكونها لا يغلق وسط اللسان مع محاذيه من الحنك الأعلى الصلب والسبب أن الياء العربية اللسانية صوتها قابل للمط والجريان لأنها من الحروف الرخوة التي يجري معها الصوت جريانا كليا والياء العربية اللسانية يسميها علماء الأصوات حرف لساني حنكي نسبة لوسط اللسان وما يحاذيه من غار الحنك الأعلى العظمي ويسمها علماء اللغة والتجويد بحرف شجري يخرج من شجر اللسان أي وسطه أما الياء المدية الجوفية فمنشأ صوتها يتولد أيضا من وسط اللسان ولكن بعدها يتحول الصوت عبر المخرج الجوفي وهو الفراغ المتسع في التجويف الفموي والحلقي والياء اللسانية إن سكنت وانفتح ما قبلها سميت بالحرف الليني ومخرج صوتها أيضا من الوسط.
التعريف بصفات صوت الياء العربية اللسانية
ينشأ صوت الياء العربية اللسانية من المخرج الخامس من مخارج اللسان وهو وسطه مع محاذيه من وسط سقف الحنك الأعلى الصلب وهي حرف مجهور بحبس جريان هواء النفس معها وحرف رخو بجريان الصوت معها جريانا كليا وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان بها إلى قاع الفم وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظ بها وحرف ليني أي يخرجُ الحرف من مخرجِهِ بِسُهُولَةٍ وبدُونِ كُلْفَةٍ على اللسان فيما لو سكنت وانفتح ما قبلها وحرف مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الياء اللسانية
صوت الياء العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ بعض الناس في النطق بها عند تلاوتهم لكتاب ربهم وذلك من عدة وجوه:
1. تفخيمها ولاسيما إن أتى بعدها حرف الاستعلاء أو الألف فكن كالحاكم العادل بين الحروف فأعط كل ذي حق حقه من أصوات الحروف القرآنية واحذر أن يطغى المفخم القوي على المرقق الضعيف نحو) يَطَأُونَ) (التوبة: من الآية120)) يَخْصِفَانِ) (لأعراف: من الآية22)) يَخِصِّمُونَ) (يّس: من الآية49)) يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف: من الآية94)) ً يَغْشَى) (آل عمران: من الآية154)) يَصْدِفُونَ) (الأنعام: من الآية46)) يَقْتُلُونَ) (المائدة: من الآية70)) يَظْلِمُونَ) (البقرة: من الآية57) وأحرى أن ترققها لو اجتمع الألف والتفخيم في كلمة نحو) صَيَاصِيهِمْ) (الأحزاب: من الآية26)) شَيَاطِينِهِمْ) (البقرة: من الآية14).
2. إذا شددت الياء وجب بيان نبرها بمعني بيان التشديد وبيان أن هناك حرف ساكن وحرف متحرك لأن الياء فيها ثقلا وإذا شددت قوى الثقل فلا ينقاد لذلك اللسان إلا بكلفة ورياضة والغالب على الناس إهمال بيان الشدة في الياء ومن يهمل ذلك تحولت الياء من التشديد لياء مدية مخففة وذلك فيه إسقاط حرف من التلاوة نحو) إِيَّاكَ) (الفاتحة: من الآية5)) صَبِيّاً) (مريم: من الآية12)) تَحِيَّةً) (النور: من الآية61)) لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) (النور: من الآية35)) زَكَرِيَّا) (آل عمران: من الآية37)) ِّ الْقَيُّومِ) (طه: من الآية111)) تَحِيَّتُهُمْ) (الأحزاب: من الآية44)) سَيِّئَةٌ) (لأعراف: من الآية131)) فِي أَيَّامٍ) (البقرة: من الآية203).
3. يجب على القارئ بيان الياء المشددة و نبرها ولاسيما إن أتى قبلها حرف مشدد فإن اللسان يشتغل ببيان المشدد الأول عن الثاني ولثقل ذلك وصعوبته على اللسان وفيه كلفة عليه نحو) وَذُرِّيَّاتِهِمْ) (الأنعام: من الآية87)) وَذُرِّيَّاتِهِمْ) (غافر: من الآية8)) رِبِّيُّونَ) (آل عمران: من الآية146)) السَّيِّئَات) (النحل: من الآية45)) السَّيِّئَاتُ) (هود: من الآية10) شبهه.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. لابد للقارئ من بيان نبر الياء المشددة الموقوف عليها ومعنى النير مزيد ضغط على مخرج صوت الحرف ويضبط بالمشافهة من شيوخ الأداء المسندين ولو أهمل القارئ النبر أو بيان المشدد الموقوف عليه فقد حذف حرف من التلاوة لأن الوقف محل استراحة فيخفى فيه التشديد اكثر من الوصل نحو) الْحَيِّ) (الروم: من الآية19)) وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) (آل عمران: من الآية27)) نَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيّ) (الشورى: من الآية45)) بِمُصْرِخِي) (ابراهيم: من الآية22)) وَهُوَ الْعَلِيُّ) (الشورى: من الآية4)) فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيّ) (غافر: من الآية12)) وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيّ) (لقمان: من الآية30)) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ) (البقرة: من الآية255)) وَهُوَ الْعَلِيُّ) (البقرة: من الآية255).
5. وهناك بعض المتساهلين من القراء المبتدئين يبالغون في تشديد الياء وذلك بزيادة زمن ذلك الشد ومطها وإحداث رخاوة في صوتها وذلك لحن أيضا نحو) وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة: من الآية5)) َ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة: من الآية255).
6. وهناك من يشددها في كلمة لا تشديد فيها وذلك إذا تحركت الياء بكسرة وقبلها فتح نحو) فَإِمَّا تَرَيِنَّ) (مريم: من الآية26) أو بفتح وقبلها كسر نحو) وَتَعِيَهَا أُذُنٌ) (الحاقة: من الآية12) أو بفتح وقبلها فتح نحو) لا شِيَةَ فِيهَا) (البقرة: من الآية71) والواجب أن تلفظ الياء بلطف مع بيان حركتها لئلا يشوبها تشديد أو نبر في صوتها وهذه الزيادة لاتجوز في كتاب الله.
7. ومن الأخطاء في نطقها زيادتها في كلمة غير موجودة فيها وهذا ما يسمى بالتمطيط أو الإدخال أي أن القارئ أدخل حرفا في كتاب الله لم يكن موجودا نحو) فِئَةٍ) (القصص: من الآية81)) فَلْيَأْتِنَا) (الأنبياء: من الآية5)) لِإِيلافِ) (قريش: من الآية1) وكثر من العوام القراءة بزيادة ياء بعد الفاء وهذا لحن فاحش لا تحل القراءة به.
8. والبعض يحذف ياء الصلة الصغري والسبب أنها ترسم بخط صغير جدا فعلى القارئ أن ينتبه ذلك وعليه بالتلقي من شيوخ الأداء المسندين في كيفية النقل الصوت لكتاب الله تعالى وكما قال من سلف القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول الأمثلة نحو) يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى) (البقرة: من الآية73)) يُحْيِي وَيُمِيتُ) (التوبة: من الآية116)) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) (المؤمنون: من الآية80)) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ) (الحديد: من الآية17)) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) (الحجر: من الآية23)) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي) (قّ: من الآية43) فالواجب على القارئ بيان ياء الصلة الصغرى ومدها بقدر حركتين بشرط ألا يقع بعدها ساكن أو همز في الخط.
9. ومن الأخطاء أيضا زيادة زمنها وصلا أو مدها بقدر غير المتلقي من الشيوخ وخاصة لو كانت ساكنة مفتوحا ما قبلها نحو) ءٌ عَلَيْهِمْ) (المنافقون: من الآية6)) عَلَيْهِمْ) (الفاتحة: من الآية7)) َ لَدَيْهِمْ) (آل عمران: من الآية44).
10. وإن تكررت وسكن الثاني وجب بيانها وإظهارها برفق من غير تفكيك ولا نبر نحو) إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا) (البقرة: من الآية26)) فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) (الأحزاب: من الآية53)) ثُمَّ يُحْيِيكُم) (البقرة: من الآية28)) ْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (لأنفال: من الآية24)) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ) (الجاثية: من الآية26)) كَذَلِكَ يُحْيِي) (البقرة: من الآية73)) أَحْيَيْنَاهَا) (يّس: من الآية33)) الْأُنْثَيَيْن) (النساء: من الآية11)) الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ) (الأنعام: من الآية143) فهذا كله يجب بيانه بإعطائه من الحركة حقه من غير تعسف ولا نبر لأن الياء حرف ثقيل وإذا تكررت تكرر الثقل وإذا تحركت كان أثقل.
11. وإذا تكررت الياءات وجب البيان لهم وخاصة لو جاء في الخط ثلاث ياءات متتاليات) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ) (لأعراف: من الآية196) وَإِذَا حُيِّيتُمْ) (النساء: من الآية86)) وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ) (الكهف: من الآية28)) أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا) (يوسف: من الآية101)) الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ) (لأعراف: من الآية146) وذلك لثقل الياءات والتكرير والكسر والتشديد.
12. ومن الأخطاء أيضا إدغامها في مثلها وهي حرف مد ولين نحو) فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه) (آل عمران: من الآية31)) فِي يُوسُف) (يوسف: من الآية7)) الَّذِي يُوَسْوِسُ) (الناس: من الآية5) لأن اجتماع المثلين وسكون الأول منهما أقرب للإدغام من غيره وهو في هذا الموضع لا يجوز ولم يقرأ به أحد من القراء ولكي تخرج من هذا المحذور عليك أن تعطي الياء الأولى حقها من المد الطبيعي الذي لا تقوم ذات الحروف إلا به ثم تنطق بالياء الثانية بلطف.
13. وإن كانت الياء مكسورة وبعدها ساكن وجب أن تخفف الكسرة ولا تحدث نبر فيها وتسهل التلفظ بصوتها نحو) طَرَفَيِ النَّهَارِ) (هود: من الآية114)) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ) (يوسف: من الآية39)) يَدَيِ اللَّهِ) (الحجرات: من الآية1).
14. ينبغي على القارئ ألا يخطفها فتبدو كأنها نصف ياء وكذلك عليك أن تحذر من زيادة إشباع كسر الحرف الذي قبلها إن كان مكسورا حتى لا يتولد من هذا المط ياء مدية نحو) إِيَّاكُمْ) (سبأ: من الآية24).
15. والبعض من القراء يبالغ في بيان التشديد والنبر والضغط الزائد على وسط اللسان وغار الحنك العظمي عند تلفظه بصوت الياء فيخرج صوتها ممزوجا بصوت الجيم اللسانية نحو) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
16. على القارئ أن يحذر من المبالغة الشديدة في ترقيق صوت الياء خشية أن يؤول صوتها إلى الإمالة وذلك محذور التلفظ به إلا والواجب على القارئ عدم العمل به وأن يحذر غيره من ذلك مع مطالبة نفسه بالإكثار من ذكر الله تعالى.
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[11 May 2004, 01:03 ص]ـ
قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) عليك أخي الحبيب بالحصول والعمل للوصول على هذه الخيرية
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[17 Mar 2006, 09:24 م]ـ
الأستاذ/فرغلي ـوفقه الله ـ قولك في الوجه الثامن: البعض يحذف ياء الصلة الصغرى والسبب أنها ترسم بخط صغير جداً. أقول والله أعلم أن ذلك مخالف للرسم العثماني الذي رسمت به وهو أنها بدون ياء مثل لمحي، والأمثلة التي ذكرتها، وأرجو منك اعطائي من ذكر ذلك من العلماء؟ جزاكم الله خيراً.(/)
بحاجة إلى مساعدتكم .. بسرعة .. فلا تبخلوا علي
ـ[شجون]ــــــــ[05 May 2004, 07:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة اله و بركاته ..
عندي بعض الأسئلة و اتمنى انكم تساعدوني في حلها ...
تفسير سورة الحج ..
س1: في الآية (17) ذكرت عدة طوائف من الناس .. عرف كل طائفة مبيناً أهم خصائصها؟؟
س2: وازن بين المجادلتين في الله في الاييتين رقم (3) و (8)؟
س3: وضح الصور الفنية فيما يأتي:
أ- (ثانى عطفه):
ب: (و نذيقه عذاب الحريق):
ج: (يعبد الله على حرف):
د: (انقلب على وجهه):
س4: كيف توفق بين الآيتين رقم (21) و (13) حيث نفى المعبودين من دون الله الضر و النفع في الايه رقم (12) و اثبت لهم ضراً و نفعاً في الايه رقم (13).؟؟
س5:
- لم التفت من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب في قوله تعالى ((بما قدمت يداك))؟
- لم زيدت الباء في قوله تعالى (و ان الله ليس بظلام للعبيد)؟
- (فإن اصابه خيرٌ اطمأن به، و إن أصابته فتنة انقل على وجهه)
لم جاء التعبير بالفتنة في مقابل الخير في هذه الآيه، مع أن المقابل للخير هو الشر، كما أن الفتنة تكون في الخير و الشر؟؟
-----------------------------------
اتمنى انكم تساعدوني في حلها؟؟
و اذا ممكن تعطوني أسماء كتب اقدر ارجع لها في الاجابة عن هذه الاسئلة
جزاكم الله خيراً
اختكم
شجون
ـ[ابن العربي]ــــــــ[05 May 2004, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
الطوائف في الآية (17) من سورة الحج
اليهود، والنصارى (في كتب الفرق تجدين التعريف بهم)
الصابئة، تجدين بحث مطول ونفيس عنهم في كتاب الضوء المنير على التفسير لابن القيم ج1ص 213
المجوس، تجدين أيضاً بحث كامل عنهم وعن طوائفهم أيضاً في كتاب الضوء المنير على التفسير لابن القيم ج4 ص269
الذين اشركوا، المقصود بهم كفار العرب خاصة، لأن القرآن إذا أطلق لفظ المشركين كان علماً على كفار العرب.
المرجع تفسير القاسمي ج12ص14
وفقك الله
ـ[إكرام]ــــــــ[05 May 2004, 11:45 م]ـ
سينفعكِ تفسير السعدي .. وكتاب ملاك التأويل ..
فهما يستفيضان في مثل هذه اللطائف ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 May 2004, 11:54 ص]ـ
يظهر على الأسئلة أنها مختصة بالبلاغة، ويمكن مراجعة الكتب التي تُعنى بالبلاغة القرآنية، ومنها:
روح المعاني للآلوسي.
حاشية شيخ زاده على البيضاوي.
حاشية الشهاب الخفاجي على البيضاوي.
حاشية القونوي على البيضاوي.
حاشية ابن التمجيد على البيضاوي.
التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
السراج المنير للخطيب الشربيني.
حاشية الجمل على الجلالين.
نظم الدرر في تناسب الآي والسور للبقاعي.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[06 May 2004, 01:18 م]ـ
الفائدة من زيادة الباء في قوله تعالى (وماربك بظلام للعبيد) هو زيادة تأكيد انتفاء الظلم عن الله لعباده، وهذا في كل آية فيها زيادة (من) أو (الباء) في النفي مثل قوله تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله) ونحوها من الآيات.والله أعلم.(/)
اين اجد هذا الكتاب " مشارك جديد من اخوتكم في فلسطين
ـ[ابو فضل الله]ــــــــ[06 May 2004, 10:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الافاضل جزاكم الله خيراً وبارك الله في جهودكم لخدمة الاسلام والمسلمين
اخوكم في الله ابو فضل الله من فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله
اريد ان اسأل عن كتاب " ميلاك التأويل " للغرناطي
هل تعلمون عنه شيئاً وما ميزاته واين اجده
وما هي افضل الدراسات التي كتبت في الاعجاز البياني والبلاغي في القران
ولكم من الله خير الجزاء
ابو الفضل
فلسطين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2004, 01:29 م]ـ
حياك الله يا أخانا الكريم من أرض فلسطين الحبيبة عجل الله لها بالتحرير ولأهلها بالنصر.
هذه بعض الروابط لعلها تفيدك:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=284
http://www.tafsir.net/index.php?subaction=showfull&id=1080296849&archive=&start_from=&ucat=2&do=recentreleased
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=142
http://www.islameiat.com/doc/article.php?sid=457&mode=&order=0
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/lugah/adabbalagah/Munakash/Doctor/2.Htm
http://www.islam-for-everyone.com/Arabic%20Site/Al_Borhan/ch1.htm
http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/11/25/mnw/19.htm(/)
موقع إسلامي ينفرد بجمع حلقات برنامج لمسات بيانية
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 May 2004, 10:12 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
يُسرني أن أعلمكم بأنني ولله الحمد قد جمعت حلقات برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي بالإضافة إلى العديد من الصفحات والبرامج الأخرى كالكلمة وأخواتها للدكتور أحمد الكبيسي فأرجو منكم زيارة للإطلاع وإبداء الرأي بارك الله بكم ونفعنا جميعا بما علّمنا وعلّمنا ما ينفعنا اللهم آمين.
الموقع:
http://www.islamiyyat.com
رابط صفحة لمسات بيانية
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2004, 11:09 ص]ـ
مرحباً بكم معنا في ملتقى أهل التفسير
وقد اطلعت على الموقع فألفيته مليئاً بروائع الفوائد والنوادر العلمية. ولو لم يكن فيه إلا محاضرات الأستاذ الدكتور فاضل السامرائي وفقه الله لكفى، فكيف وهو بعض ما فيه. وقد سبق الإشارة إلى طرف من طرائف التوجيهات البيانية للدكتور فاضل في مشاركة لمسات بيانية في نصوص من التنزيل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=374) . وكنت ولا زلت أرجو أن نوفق لإضافة المزيد من هذه الفوائد، غير أن ضيق الوقت يحول دون ذلك.
فلما رأيت ما قمت به أختي الكريمة سعدت بذلك أيما سعادة، أسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب، وأن يجعله من العلم النافع الذي تؤجرين عليه. وأرجو أن تتمكني من جمع هذه اللسات أو ما توفر منها على هيئة ملف وورد ليتم وضعه في المكتبة لدينا ولدى موقع صيد الفوائد وغيرها، ويستفاد منه بشكل أكبر وأوسع وفقك الله لكل خير.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 May 2004, 03:51 م]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك
سررت جداً بردك الطيّب وأحمد الله أن جعلني وسيلة لطباعة هذه اللمسات من الدكتور فاضل الذي يشهد له القاصي والداني بسعة علمه وفهمه وإخلاصه الواضح في تقصي هذه اللمسات الرائعة في كتاب الله الكريم.
وأود أن أبشرك بأن بصدد جمع كل الملفات موجودة في ملفات وورد وسأنتهي منها قريباً بإذن الله فأرجو أن تخبرني بالطريقة التي تفضلها لإرسال الملفات عندما تجهز.
وإن أردت بإمكاني إضافة بعض هذه اللمسات بشكل دوري في هذا الملتقى المبارك. لأن هدفي من جمع هذه اللمسات هو نشرها على أكبر قدر من المسلمين المتعطشين لهذه اللمسات الرائعة في كتاب الله الكريم. وأسفت عندما رفضت قناة الشارقة الإعلان عن إسم الموقع خلال البرنامج مع العلم أن الناس يتصلون للسؤال عنه (بحجة الدعاية) مع العلم أن المقدم أخبر المشاهدين بوجود موقع يضم الحلقات لكن لم يعلن عن إسمه ولقد وصلني من مدير عام الإذاعة والتلفزيون عدد من فاكسات التهنئة بهذا العمل الذي قمت به لكن ماذا نقول؟ الله المستعان. وقد باءت كل محاولاتي بأن يعلنوا عنه بالفشل فاحتسبت الأمر عند الله وسألته أن يلهمني الطريقة الأفضل لنشر هذا الموقع.ولهذا السبب تراني أحاول أن أيحث عن أفضل المواقع الإسلامية المباركة لعرض الموقع حتى يتعرف عليه القارئ وينهل من هذا المعين.
أثقلت عليك بالتفاصيل فعذراً ولي رجاء هو أني أتمنى أن تشرّفني بتوقيع سجل الزوار في موقعي في زيارتك القادمة التي أتمنى أن تكون قريبة لأن رأيكم به يهمني خاصة وأنه من أخ فاضل متمرّس في هذا المجال بارك الله فيكم وفي جهودكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أختكم في الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2004, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيراً، وإن رأيتِ كلما سنحت لك فرصة أن تتحفينا بهذه اللمسات على حلقات بعنوان (لمسات بيانية في نصوص من التنزيل (1) (2) (3) وهكذا. بحيث تقرأ كل لمسة بمفردها في ملتقى أهل التفسير لكان هذا عملاً رائعاً نسعد جميعاً بمتابعته والانتفاع به.
وأما بعث الملف بعد اكتماله فيمكن إرساله على بريد الشبكة info@tafsir.net وسيقوم القائمون على الشبكة بإضافته للمكتبة بإذن الله ولك كل الشكر والتقدير.(/)
سؤال عن صفتي العرش والكرسي؟
ـ[ابوفراس]ــــــــ[07 May 2004, 05:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد تفصيل موسع عن صفة العرش والكرسي
ـ[المنهوم]ــــــــ[07 May 2004, 05:49 م]ـ
تفضل هذا الرابط مع التقصير
http://history.al-islam.com/display.asp?f=bdy00003.htm
تجد فيه حاجتك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2004, 06:28 م]ـ
إضافة لما ذكره أخي الكريم الأستاذ المنهوم وفقه الله لعل وقتكم يتسع للنظر في
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=2653
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=73
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=53
وفقكم الله لكل خير.
ـ[ابوفراس]ــــــــ[08 May 2004, 04:42 م]ـ
جزاكم الله خير(/)
أرجو إفادتي بإسناد هذا الأثر في التفسير، مقابل جائزة ( ... )
ـ[التركماني]ــــــــ[07 May 2004, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن لديه تفسير ابن أبي حاتم أو غيره من التفاسير المسندة أو يتفضل بقل إسناد الأثر الآتي.
وأتعهد له بجائزة (الدعاء بظهر الغيب) والله على ما أقول شهيد.
وجزاكم الله خيرا
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار، ثم قرأ: (فمن ثقلت موازينه) الآيتين ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف، فوقفوا على الأعراف
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[07 May 2004, 10:29 م]ـ
ذكره السيوطي في الدر المنثور (3/ 418)، وعزاه لابن أبي حاتم، ولم أجده مسندا لا في تفسير ابن أبي حاتم، ولا في غيره.
ووقفت عليه مسنداً عن ابن مسعود، وهذا إسناده:
أخرج عبد الله بن المبارك في كتاب «الزهد» (1/ 123) قال: أنا أبو بكر الهذلي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار.
=================
وقال البغوي في تفسيره (2/ 162): أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة، انا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث، نا محمد بن يعقوب الكسائي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، ثنا عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر الهذلي، قال قال سعيد بن جبير يحدث عن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قوله فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ثم قال إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح قال من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطي كل يومئذ نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا ربنا أتمم لنا نورنا فأما أصحاب الأعراف فإن النور من بين أيديهم فهنالك يقول الله لم يدخلوها وهم يطمعون وكان الطمع للنور الذي بين أيديهم ثم أدخلوا الجنة وكانوا آخر أهل الجنة دخولا وقال شرحبيل بن سعد أصحاب الأعراف قوم خرجوا في الغزو بغير إذن آبائهم ورواه مقاتل في تفسيره مرفوعا هم رجال غزوا في سبيل الله عصاة لآبائهم فقتلوا فأعتقوا من النار بقتلهم في سبيل الله وحبسوا عن الجنة بمعصية آبائهم فهم آخر من يدخل الجنة
=================
وقال ابن كثير في تفسيره (2/ 218): وقال عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي قال قال سعيد بن جبير وهو يحدث ذلك عن بن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ قول الله فمن ثقلت موازينه الآيتين ثم قال الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح قال ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا أهل النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين تعوذوا بالله من منازلهم قال فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ويعطى كل عبد يومئذ نورا وكل أمة نورا فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة فلما رأى أهل الجنة مالقي المنافقون قالوا ربنا اتمم لنا نورنا وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان بأيديهم فلم ينزع فهنالك يقول الله تعالى لم يدخلوها وهم يطمعون فكان الطمع دخولا قال فقال بن مسعود إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة ثم يقول هلك من غلبت آحاده عشراته.
قال: رواه بن جرير.
============
لا تنسني من دعائك كما وعدت، رحمنا الله وإياك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 May 2004, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الأحبة الفضلاء على ما أفدتمونا ......
ووالله إن الصدر ليثلج بمثل هذا العطاء .. وهذا التعاون البنّاء ..
فإن من أعظم ما يسر الخاطر ويقر العين أن يرى الإنسان إخوة له شغلهم أشرف العلوم وأجلّها عن كثير من الترّهات التي اشتغل بها فئام من الناس ...
سدد الله خطاكم إخوتي .. وبارك جهودكم وأدامها ...
وليهنكم العلم،،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[التركماني]ــــــــ[08 May 2004, 01:02 ص]ـ
الأستاذ أحمد القصير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على إهتمامكم
وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في عمرك ووقتك ويستعملك في طاعته ويجعلك من أهل القرآن أهل الله وخاصته ..
وأحب إفادة الإخوة بأن الإسناد إلى عبد الله بن مسعود ضعيف جدًّا
فأبو بكر الهذلي قال الذهبي في الكاشف: واه.
وقال ابن حجر في التقريب: أخباري متروك الحديث.(/)
لمسات بيانية في القرآن الكريم (1)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 May 2004, 09:23 م]ـ
ما سبب التذكير مرة والتأنيث مرة مع الملائكة في القرآن الكريم؟
قال تعالى في سورة ص (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائكة هنا بالتذكير، وفي سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}) جاءت الملائكة بالتأنيث.
الحكم النحوي: يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذكّر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و (قالت نسوة في المدينة) فيجوز التذكير والتأنيث من حيث الحكم النحوي.
اللمسة البيانية: أما لماذا اختار الله تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر فهو لأن في الآيات خطوط تعبيرية هي التي تحدد تأنيث وتذكير الفعل مع الملائكة. وهذه الخطوط هي:
1. في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى الملائكة يكون بالتذكير (اسجدوا، أنبئوني، فقعوا له ساجدين)
2. كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يأتي بالتذكير أيضاً كما في قوله تعالى (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) و (الملائكة يشهدون) (الملائكة يسبحون بحمد ربهم)
3. كل وصف إسمي للملائكة يأتي بالتذكير (الملائكة المقرّبون) (الملائكة باسطوا أيديهم) (مسوّمين، مردفين، منزلين)
4. كل فعل عبادة يأتي بالتذكير (فسجد الملائكة كلهم أجمعين) (لا يعصون الله ما أمرهم) لأن المذكر في العبادة أكمل من عبادة الأنثى ولذلك جاء الرسل كلهم رجالاً.
5. كل أمر فيه شِدّة وقوة حتى لو كان عذابين أحدهما أشدّ من الآخر فالأشدّ يأتي بالتذكير (ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكير لأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق) أما في قوله تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث لأن العذاب أخفّ من الآية السابقة. وكذلك في قوله تعالى (ونزّل الملائكة تنزيلا) بالتذكير وقوله تعالى (تتنزّل عليهم الملائكة) بالتأنيث وقوله (تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر) بالتأنيث.
6. لم تأت بشرى بصيغة التذكير أبداً في القرآن الكريم فكل بشارة في القرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث كما في قوله تعالى (فنادته الملائكة) و (قالت الملائكة)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 May 2004, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذه الفائدة القيّمة ...
وأرجو التكرم بإفادتي بالمصادر التي أجد فيها مثل هذه الفوائد البيانية ...
والخطاب لك ولجميع الإخوة في هذا المنتدى المبارك.
ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[08 May 2004, 02:29 ص]ـ
قال أبو حيان في البحر المحيط (3/ 105):
" ذكر الجمهور أن المنادى هو جبريل. ويؤيده قراءة عبد الله، ومصحفه: {فناداه جبريل وهو قائم}.
وقرأ حمزة، والكسائي: {فناداه الملائكة}، ممالة. وقرأ باقي السبعة: {فنادته}، بتاء التأنيث .. والملائكة جمع تكسير، فيجوز أن يلحق العلامة، وأن لا يلحق. تقول: قام الرجال، وقامت الرجال. وإلحاق العلامة- قيل- أحسن .. ألا ترى: {إذ قالت الملائكة}؟ و {ولما جاءت رسلنا}؟ ". .. ومثل ذلك قال الفخر الرازي من قبله.
وقال الشوكاني في فتح القدير (1/ 336):
" قرأ حمزة، والكسائي: {فناداه الملائكة}، وبذلك قرأ ابن عباس، وابن مسعود. وقرأ الباقون: {فنادته الملائكة} ".
وقال الألوسي في روح المعاني (3/ 145):
أخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال:" ذكِّروا الملائكة، ثم تلا: {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى} [النجم:72]. وكان يقرأها: {فناداه الملائكة}، ويذكِّر في جميع القرآن .. وأخرج الخطيب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها كذلك ".
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 May 2004, 05:20 ص]ـ
أشكر الإخوة الأفاضل على تعقيبهم الطيّب بارك الله بالجميع وعلّمنا ما ينفعنا.
الأخ العبادي: مصدر المعلومات الواردة هي من الدكتور فاضل السامرائي (برنامج لمسات بيانية) وستجد إن شاء الله معظم حلقات البرنامج مكتوبة بالإضافة إلى مقتطفات من بعض كتبه على صفحة لمسات على هذا الرابط:
http://www.islamiyyat.com
الأخ محمد جزاك الله خيراً على إضافتك القيّمة وبارك فيك.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[11 May 2004, 06:53 م]ـ
شكراً جزيلاً للأخت سمر. وأرجو أن تتواصل هذه اللمسات البيانية البديعة.
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[12 Apr 2009, 05:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة / سمر الأرناؤوط جزاك الله خيراًعلي هذه اللمسات البيا نية
ملا حظة لقد وقع منك سهواً وبدون قصد عند كتابة الآية الكريمة في سورة يوسف
كتابة الفعل مؤنثاً مع جواز ذلك كما تفضلتي غير أن نص الآية الكريمة قال تعالي: ـ
(وقال نسوة في المدينة ........... الآية ويا حبذا لو كان النقل مباشرة من المصحف وأخيراً شكر الله لك هذا الجهد ونفع الله بك وأكثر من أمثالك
التوقيع / ناصر محمد حسان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Apr 2009, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل ناصر على التنبيه على الخطأ غير المقصود وعادة تكتب الآيات بالنص القرآني لكن جلّ من لايُخطئ
لا يمكنني تعديل المشاركة الآن لأنه مضى عليها زمن إلا أن يسعفني أحد المشرفين الأفاضل بتصحيح الخطأ بارك الله بالجميع.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Apr 2009, 06:16 م]ـ
الآية الكريمة في سورة يوسف هي
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30)(/)
لمن أراد خدمة كتاب الله عز وجل
ـ[قل قلي]ــــــــ[07 May 2004, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب اختنا الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لما للقران الكريم من أهمية كبيرة في حياة المسلم ولأنه هو دستور المسلمين فيجب عليهم الاهتمام به سواء كان هذا الاهتمام تعلمه تلاوة وحفظ ا وتعليمه للغير ولا يخفى عليكم اجر من تعلم القران أو علمه أو شارك في تعليمه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القران وعلمه) وكان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة احد لما كثر قتلى المسلمين يقدم حفظة القران على غيرهم في الدفن
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من دل على هدى كان له من الأجر مثل أجور من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيء) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ويلاحظ في مجال التعليم أن حصص القران الكريم تعد بالنسبة لطلاب حصص مملة وغير مرغوب فيها.
ففي هذه المشاركة ترجوا ممن له خبرة في مجال تدريس القران الكريم سواء تلاوة أو حفظ أين كانت هذه الخبرة أن يشاركنا في حصر الأنشطة والأساليب التعلمية والتعليمية التي يمكن تطبيقها أثناء حصة التلاوة و الحفظ حتى تتحقق أهداف تدريس القران الكريم
لتصبح حصة القران من أحب الحصص إلى نفوس طلابنا.وذلك من خلال الإجابة على السؤالين الآتيين:
س1/ ماهي الأنشطة والأساليب التعليمية التي يمكن تطبيقها في درس التلاوة؟
س2/ ماهي الأنشطة والأساليب التعليمية التي يمكن تطبيقها في درس الحفظ؟
ارجوا من الجميع المشاركة برئيه بهدف جمع الوسائل والانشطة التي تعين على جعل حصة القران من الحصص المرغوب فيها من قبل التلاميذ
وارجوا نقل هذه المشاركة إلى أي منتدى يمكن الاستفادة منه على أن ترسل إجابة السؤالين على البريد الالكتروني ( majekkk3@maktoob.com)
وجزا الله الجميع خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المشارك7]ــــــــ[08 May 2004, 09:50 م]ـ
هذه بحوث مفيدة - ان شاء الله - في هذا الموضوع تجدها في هذا الرابط:
http://saaid.net/Quran/index.htm(/)
حرف الضاد
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 May 2004, 12:16 ص]ـ
أيها الأحبة ...
إن من الموضوعات التي يطول الجدل حولها عند كثير من أرباب التجويد والإقراء عند مجرد طرحه والحديث عنه هو موضوع (حرف الضاد) وما هو مخرجه؟ وما هي صفته؟ وكيفية النطق به.
ومع أن هذا لم يكن مجالاً للنقاش عند علماء الإقراء والتجويد الأوائل كمكّي بن أبي طالب وابن الجوزي وغيرهما، إلا إننا نجد فعلاً أن الجدل والنقاش قد يحتدّ فيه - والله المستعان-
ولا أدلّ على ذلك مما نراه من البحوث التي برزت مؤخراً حول هذا، كالبحث الذي كتبهه الشيخ عبيد الله الأفغاني وما ورد عليه بعد ذلك من ردود أو تعقيبات، مع أن المسألة لا أتوقع أنها تحتاج كل هذا.
ومرادي من هذا أن يتكرم الإخوة المختصون في هذا الملتقى المبارك بإعداد دراسة وافية كافية في هذا الموضوع، متحرية للحق والصواب والمنهجية، أو الإشارة إلى المصادر التي يستغني بها طالب العلم وقارئ القرآن عن كل ما كتب وقيل في هذه المسألة، حتى تجتمع الكلمة، ويظهر الصواب ...
والله من وراء القصد،،،،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2004, 12:28 ص]ـ
أخي الكريم: سبق مناقشة هذه المسألة هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=173
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 May 2004, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا مجاهد ...
وبارك الله في عمرك وعلمك وعملك , , , ,
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2004, 07:14 ص]ـ
كنت أرغب في الاستمرار في مناقشة مسألة حرف الضاد في الوقت الراهن لدى القراء وعلماء الصوتيات ولكن لمست من تعقيب الشيخ الكريم الدكتور إبراهيم الدوسري الأخير على المشاركة السابقة ما يوحي بعدم تحبيذ الاستمرار في طرق هذا الموضوع فأعرضت عن ذلك. مع أن الرغبة كانت ولا تزال متجهة إلى جلاء الصورة من الناحية العلمية الصرفة، بعيداً عما قد يخرج النقاش عن الجادة.
ـ[مبدع متخصص]ــــــــ[11 May 2004, 12:41 م]ـ
جزاك الله خير(/)
لماذا منع الحديث
ـ[زينب]ــــــــ[08 May 2004, 11:18 ص]ـ
بسم الله الرخمن الرحيم
سلام عليكم
لماذا في عصر ابوبكر منع الحديث من النشر ولماذا حرق الكتاب الذي كان له من الحاديث علي اساس قول عايشه
ـ[د. أنمار]ــــــــ[08 May 2004, 05:52 م]ـ
أولا يا ليت تسوقين هذا الأثر المشار إليه بإسناده إن أمكن لتتم دراسته، فإني لم أسمع به من قبل.
ثانيا:
بما أن أمر الله تحقق ونحن ننظر له بعد حدوثه، فقد ظهرت لنا بعض الحكم التي ممكن الاطمئنان لها.
فالحديث حين لم يكتب لكن نقل بأسانيده الصحيحة والحسنة والضعيفة، فقد فتح للأمة باب الاجتهاد في الفقه ودرجات الأخذ والرد من الأحاديث، وهذا أفرز مذاهب متفاوتة معظمها مقبول عند الأمة.
وأرى أن هذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة.
فمثلا لو تصورنا كتابة الحديث، وتواتر وصول جميع مفرداته إلينا، لكان رد شيء منه كرده كله ولكفر فاعله كما هو حال من ينكر حرفا من كتاب الله عز وجل أو ينكر حديثا متواترا معلوما من الدين بالضرورة.
أما السبب الذي حمل بعض الصحابة على الاجتهاد في الكف عن كتابة الحديث فهو من باب الأولويات فمسألة توثيق النص القرآني ومنزلته التي يجب أن تتصدر نفوس المسلمين صغيرا وكبيرا أمر لا يخفى
هذا مع شهادة جميع الصحابة بأهمية العمل بالحديث وعلى رأسهم سيدنا أبو بكر رضي الله عنه كما ثبت عنه من غير وجه.
فمسألة الكتابة أمر ومسألة الأخذ بالحديث أمر آخر
فالصديق والفاروق وغيرهما ثبت عنهما التحري الشديد للأخذ بأحكام الحديث الشريف(/)
الفرق بين تفاسير القرآن ... للشيخ عبدالكريم الخضير.
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[08 May 2004, 05:11 م]ـ
السؤال:
هل هناك فروق في تفسير القرآن وما يتعلق بذلك في عهد الأمويين والآن؟
الجواب:
الحمد لله
إن كان المراد بالسؤال تفسير القرآن في عهد الأمويين في عصر السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأصاغر الصحابة، فالتدوين في ذلك العصر قليل بالنسبة لما جاء بعده من العصور، ويقتصر فيه غالباً على الرواية: ويُعرف بالتفسير الأثري، ثم توسع العلماء في تفسير القرآن الكريم وسلكوا عدة اتجاهات منها المحمود المقبول ومنها المردود، ثم في العصرالأخير زاد التوسع والتوغل في الرأي والإستنباط، وأُقحم في التفسير ماليس منه من نظريات ومتغيرات حتى قيل في بعض التفاسير أن فيها كلّ شيءٍ غير التفسير، يمثِّل ذلك في تفاسير العصور الوسطى: تفسير الرازي، وفي العصر الحديث تفسير الجواهر.
كتبه: الشيخ عبد الكريم الخضير ( www.islam-qa.com(/)
دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى ": {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا}
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 May 2004, 05:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى ": {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} (النساء: من الآية16).
من المعلوم أن عقوبة الزنا في الشريعة الإسلامية جلد البكر مائة جلدة , وهل يغرب فيه خلاف بين أهل العلم , وأما المحصن فعقوبته الرجم وهل يجلد قبل ذلك كما هو مذهب الحنابلة أو لا يجلد كما هو مذهب الجمهور فيه خلاف ولكل أدلته ليس المراد هنا بحثها, وإنما هناك آية في كتاب الله تعالى وهي قوله تعالى {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} (النساء: من الآية16). قد اختلف فيه أهل العلم هل هي من الآيات المتعلقة بعقوبة الزنا أم لا , وإن كانت متعلقة فهل هي معمول بها أم لا , وهي في الواقع مشكلة من جهة ورودها بعد بعد قوله تعالى {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} (النساء: من الآية15, وهذه الآية غير معمول فيها بالاتفاق , ودونك هذا البحث ففيه بيان هذه المسألة فأقول مستعيناً بالله.
اختلف المفسرون بهذه الاية على قولين:
القول الأول: أنّ المرادَ بها الزَّانِيَانِ، فهي فاحشةِ الزِّنَا، وعلى هذا جمهور المفسِّرينَ.
القول الثاني: أنّ المرادَ بها اللاَّئِطَانِ، فهي في فاحشةِ اللِّوَاطِ (1)،وهذا مَرْويٌّ عن مُجاهد، وقالَ بهِ أبو مسلم الأصفهاني، والنحاس، وابن العربي ((2).
والأقربُ هو القولُ الأول؛ لأمرينِ:
الأمر الأول: القولُ الأولُ هو قولُ جمهور المفسِّرينَ، وعليه الأكثرُ، وأمّا القولُ الثاني
فأشهرُ مَن قالَ بهِ: مُجاهد، وأبو مسلم الأصفهاني.
فَمُجاهدُ رُوِيَ عنه مِن طريقين (3):
الطريق الأول: طريقُ ابن أبي نجيح. والطريق الثاني: طريقُ ابن جُرَيْج.
وابنُ أبي نجيح وابنُ جُرَيْج ثِقَتَانِ؛ إلاّ أنّهما لم يسمعا التفسيرَ مِن مُجاهدَ كما صَرَّحَ به غير واحدٍ مِن أهل العلم (4)، وأمّا شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ فَيُصَحِّحُ طريقَ ابن أبي نجيح؛ حيثُ قال:" وقول القائلِ: لا تصحُّ روايةُ ابن أبي نجيح عن مجاهد، جوابهُ: أنّ تفسيرَ ابن أبي نجيح عن مجاهد مِن أصَحِّ التفاسير؛ بلْ ليسَ بينَ أيدي أهل التفسير كتابٌ في التفسيرِ أصَحُّ مِن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد ". (5)
قُلْتُ: وعلى فَرَضِ صحّةِ القولِ عن مجاهد بهذا الطريقِ فقد رُوِيَ عنه بهذا الطريقِ أيضًا ما يُوَافِقُ بهِ قولَ الجمهورِ؛ حيثُ أشارَ إلى أنّ آيةَ {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} مَنسوخةٌ بآيةِ النور (6)، وآية ُالنورِ إنّما تعرّضتْ للزِّنَا لا إلى اللِّوَاطِ، وإذا استويا في الصِّحَةِ فقولهُ الموافقُ للجمهورِ مُقدَّمٌ على قولٍ انفردَ بهِ.
وأمّا أبو مسلم الأصفهاني فإنّما حَمَلَهُ على القولِ بأنّها في اللِّوَاطِ حتّى لا يَقَعَ فيها نَسْخٌ، وهو مَبنيٌّ على مَذهبِهِ في عدم وقوع النسخِ شَرْعًا؛ ولذا نجدهُ أيضًا جعلَ آيةَ) في السِّحَاقِيَّاتِ (7)، وهذا القولُ لا شكَّ في بُطلانِهِ لمخالفتهِ الصريحةِ حديثَ عبادة بن الصامت t أنّ الرسولَ e قالَ: [خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي،قد جَعَلَ الله لَهُنَّ سبيلاً، البِكْرُ بالبِكْرِ جَلْدُ مائةٍ ونَفْيُ سَنَة، والثَّيِّبُ
بالثَّيِّبِ جَلْدُ مائةٍ والرَّجْمُ] (8).
وأمّا النَّحَّاسُ وابنُ العربي فدليلهم هو لَفْظُ {اللَّذَانِ} مُثَنَّى (الذي) فهو لفظٌ مُذَّكَّر فاقتضى الرجالَ خاصّةً، مع تَقَدُّمِ حُكْمِ النساءِ في الآيةِ التي قبلها.
والجوابُ عنه: أنّ المرادَ بذلكَ الزَّانِي والزَّانِيَة، فإنّهُ قد أَفْرَدَ ذِكْرَ النساءِ في الآيةِ التي قبلها ثم جمعهما جميعًا في هذه الآيةِ بلفظِ التذكيرِ تَغليبًا. (9)
الأمر الثاني: أنّه لَمْ يتقدّم لِلَّوَاطِ ذِكْرٌ في الآيةِ، ولَمْ يُصَرَّح بِهِ في الآية، وأمّا تذكيرُ {اللَّذَانِ} فهو مِن بابِ التغليبِ كما تقدّم.
وإذا تقرَّرَ أنّها في فاحشةِ الزِّنا، فقد اختلفَ المفسِّرُونَ:هل هي تابعةٌ للآيةِ السابقةِ أم هي حُكْمٌ مُستقلّ؟ على قولينِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأول: أنّها تابعةٌ للآيةِ السابقةِ لها، فآيةُ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} المقصودُ بها الثَّيِّبُ، وآيةُ {اللَّذَانِ} المقصودُ بها البِكْرُ.
إلاّ أنّ هذا القولَ يَرُدُّهُ حديثُ عبادةَ بن الصامتِ t المتقدِّمُ؛ إذْ ذَكَرَ حكمَ الثيبِ والبكرِ، ولَمْ يكتفِ بذكرِ الثيبِ، كما يدلُّ عليه هذا القولُ.
فالحبسُ حتّى الموتِ في آيةِ: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} غيرُ مَعْمُولٍ بهِ بالاتّفاقِ
(10)، سواء قلنا إنّه مَنسوخٌ كما هو مَذهبُ بعض أهلِ العلم (11)، أو أنّه لا يُسمَّى نَسْخًا وإنّما هو تخصيصٌ؛ لأنّ الحكمَ الأولَ جعلَ الله له غايةً وهو الموتُ أو صُدُور تشريعٍ جديد في شَأْنِ الزانيةِ ثم وقعَ بيانُ الغايةِ بعد ذلكَ كما هو مَذهبُ طائفةٍ مِن أهلِ العلم. (12)
القول الثاني: أنّها حُكْمٌ مُستقلّ، ثم اختلفوا: هل هو باقٍ أم مَنسوخ؟ على قولين:
القول الأول: أنّه مَنسوخٌ، واخْتُلِفَ في ناسخهِ كما اخْتُلِفَ في ناسخِ آيةِ: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}، وزادَ بعضهم: أنّها مَنسوخةٌ بآيةِ: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}، ومعنى هذا القولِ أنّ آيةَ الأذى هي الأُولَى نُزولاً ثم نُسِخَ بالإمساكِ ولكن التلاوةَ أخَّرَت وقدّمَت. (13)
قُلْتُ: وهذا إنْ صَحَّ فهو يدلُّ على أنّ عقوبةَ الزِّنا قد مَرَّتْ في الإسلامِ بمراحلَ كمراحلِ تحريم الخمر، وهي:
المرحلةُ الأولى: الأذى، وتدلُّ عليها آيةُ: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا} فتكون أَوّل الآياتِ نُزولاً.
المرحلة الثانية: الحبْسُ حتّى الموتِ، وتدلّ عليها آيةُ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}.
المرحلة الثالثة: الجَلْدُ للبِكْرِ والرَّجْمُ للثَّيِّبِ، وتدلُّ عليها آيةُ النورِ وحديثُ عبادةَ بن الصامت.
القول الثاني: أنّها مُحْكَمةٌ، وأنّ الأذى باقٍ لَمْ يُنْسَخْ، ورجّحهُ القرطبيُّ) (14)؛ إذْ لا تَعارُضَ بينَ إيذائِهمَا وإقامةِ الحدِّ عليهما بلْ إنّ الحدَّ مِن إيذائِهمَا، ويشهدُ له قوله تعالى {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النور: من الآية2) فإنّ التشهيرَ بهما مِن إيذائِهمَا.
وخُلاصةُ ما تقدّم؛ والعلمُ عندَ الله:
1 – أنّ كِلا الآيتينِ هُمَا في فاحشةِ الزِّنَا.
2 - أنّ آيةَ {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ} إمّا أنْ تكونَ مَنسوخةً بآيةِ {وَاللاَّتِي}، وهذا إنْ ثَبَتَ تَقَدُّمُ نُزولِهَا، أو أنّها مُحْكَمَةٌ على ما تقدّمَ تقريره.
3 – الجمعُ بينَ النصوصِ إنْ أمْكَنَ أَوْلَى مِن القولِ بالنسخِ.
هذا ما اجتهدتهُ في بيانِ هذه الآيةِ، فإنْ كانَ صوابًا فمن الله وحده، وإنْ كانَ خطأً فمن نفسي والشيطان؛ وأستغفر الله منه.
كتبه: أحمد بن محمد البريدي
[ line] حواشي سفلية
(1) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 458).
(2) أحكام القرآن لابن العربي (1/ 458).
(3) انظر: تفسير ابن جرير (4/ 295).
(4) مِنهم: يحي بن سعيد القطّان، وابن حبّان. انظر: تهذيب التهذيب (3/ 284)، جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي صـ (218).
(5) مجموع فتاوى ابن تيمية (17/ 409).
(6) انظر: تفسير ابن جرير (4/ 297).
(7) انظر: تفسير أبي السعود (1/ 155).
(8) الحديث رواه مسلم في كتاب: الحدود / باب: حَدُّ الزِّنَى (2/ 1316) برقم (1690).
(9) انظر: تفسير ابن جرير (4/ 295)، أحكام القرآن (1/ 465).
(10) قال ابن عطية:" وأجمعَ العلماءُ على أنّ هاتينِ الآيتين مَنسوختان " (تفسير ابن عطية 4/ 48).
وقالَ ابن العربي:" اجتمعت الأمّةُ على أنّ هذه الآية ليست مَنسوخة " (أحكام القرآن 1/ 457).
وسببُ هذا التَّضَادِّ: هل يُسمَّى ما وقع نسخًا أو تخصيصًا؟ وقد وقعَ فيه الخلافُ كما سأبينهُ، فلا إجماعَ وإنّما الإجماعُ هو ما قالهُ ابن عطية:" وأمّا الحبسُ فمنسوخٌ بإجماع " المرجع السابق.
(11) اختلفَ القائلونَ بالنسخِ في ناسخِ آيةِ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ}، فمنهم مَن يقولُ: إنّه حديثُ = = عبادة بن الصامت t ، ومنهم مَن يقولُ: إنّه آيةُ النورِ، ومنهم مَن قالَ غير ذلكَ وكُلُّ ما ذُكِرَ لهُ وَجْهٌ ومحتمل إلاّ قولَ مَن قالَ: إنّ الناسخَ هو الآيةُ التي بعدها وهي آيةُ الأذى فَيَرُدُّهُ حديثُ عبادةَ t ؛ إذْ أشارَ إلى آيةِ {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} دونَ آيةِ {وَاللَّذَانِ}.
(12) انظر: أحكام القرآن (1/ 457)، مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 242). قال القرطبيُّ:" وإطْلاقُ المتقدِّمينَ النسخَ على مثلِ هذا تَجَوُّزٌ " (تفسير القرطبي 5/ 57).
(13) انظر: تفسير ابن عطية (4/ 46)، تفسير البيضاوي (1/ 206).
(14) انظر: تفسير القرطبي (5/ 57)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[10 May 2004, 05:27 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم
ونفع بعلمكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 May 2004, 06:40 م]ـ
ايها الأخوة: ارجو ممن يقف على نصوص تؤيد سبق آية واللذان في النزول ذكرها هنا , فإني لم أجد سوى أقوال مرسلة كما اشرت إلى ذلك في البحث , وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 May 2004, 06:08 م]ـ
قال أبو حيان: (وذهب الحسن إلى أن هذه الآية قبل الآية المتقدمة، ثم نزل {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ}
يعني إن لم يتبن وأصررن فامسكوهن إلى إيضاح حالهن.
وهذا قول يوجب فساد الترتيب، فهو بعيد.).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:31 م]ـ
قال النسفي: قال الحسن: أول ما نزل من حد الزنا الأذى ثم الحبس ثم الجلد أو الرجم , فكان ترتيب النزول على خلاف ترتيب التلاوة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 10:38 م]ـ
قال الأخ جمال الشرباتي:
الاخ البريدي
بحث محكم جدا----واود أن آخذ رأيك في هذا الكلام
ورد في تفسير الرازي رأي أعطاه الترتيب السادس وهو
((أن يكون المراد هو أنه تعالى بين في الآية الأولى أن الشهداء على الزنا لا بد وأن يكونوا أربعة، فبين في هذه الآية أنهم لو كانوا شاهدين فآذوهما وخوفوهما بالرفع إلى الامام والحد، فان تابا قبل الرفع إلى الامام فاتركوهما.))
وهو رأي يبعد عن التفكير إمكانية النسخ---ويبعد أن يكون الموضوع هو اللواط
وصورته ممكنة وهي أن يشاهد الزنا شخص أو شخصان من العائلة أو القبيلة--ولما لم بكتمل نصاب الشهداء فعلى أهل الزانيين أن يؤذوهما بالطرق المناسبة
أنا لا أدري لماذا أجد في نفسي قبولا لهذا الراي
ونقطة أخرى قال بها الرازي أخي أحب أن أسمع رأيك حولها
قال ((: قال الحسن: هذه الآية نزلت قبل الآية المتقدمة والتقدير: واللذان يأتيان الفاحشة من النساء والرجال فآذوهما فان تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما. ثم نزل قوله:
{فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى ?الْبُيُوتِ}
[النساء: 15] يعني إن لم يتوبا وأصرا على هذا الفعل القبيح فأمسكوهن في البيوت إلى أن يتبين لكم أحوالهن، وهذا القول عندي في غاية البعد، لأنه يوجب فساد الترتيب في هذه الآيات.))
فأنت ترى أن الرازي يرفض التفسير التالي ((إن لم يتوبا وأصرا على هذا الفعل القبيح فأمسكوهن في البيوت إلى أن يتبين لكم أحوالهن،))
لعلة قالها وهي أن هذا التفسير مبطل لترتيب الآيات وهذا ما يستبعده---واجد نفسي معه أيضا باستنكار ما أدى إلى فساد ترتيب الآيات
[ line]
فعلقت عليه بما يلي:
الأخ جمال وفقه الله:
فيما يتعلق بالرأي الذي أوردته عن الرازي رحمه الله وهو قوله: أن يكون المراد هو أنه تعالى بين في الآية الأولى أن الشهداء على الزنا لا بد وأن يكونوا أربعة، فبين في هذه الآية أنهم لو كانوا شاهدين فآذوهما وخوفوهما بالرفع إلى الامام والحد، فان تابا قبل الرفع إلى الامام فاتركوهما "
فالذي أفهمه من هذا النقل خلاف ما فهمته , وهو أنه جعل كلمة " اللذان " متعلقة بالشهادة , لا بالزنا , بحيث إنه في حالة عدم إكتمال العدد المطلوب وهو أربعة حيث شهد شاهدان فإنهما يخوفان بالرفع بهما إلى الإمام لإقامة حد القذف عليهما , فجعل الآية الثانية ليست في عقوبة الزنا وإنما في عقوبة من قذف ولم يأتي بما يكتمل به نصاب الشهود الأربعة المذكور في الآية الأولى, والذي جعلني أفهم هذا الفهم ما يلي:
الأول: سياق كلامه يوحي بذلك.
الثاني: أننا لو جعلنا كلامه في الزنا للزم منه أنهما إذا لم يتوبا فإننا نرفع بهما إلى الإمام لإنزال العقوبة بهما بشاهدين فقط ’ وهذا لا قائل به, بل لا بد من إكتمال نصاب الأربعة الشهود لعناية الآية بالعدد حيث قدمت الشهادة وكررت ولولا قصد الاهتمام بأعداد الشهادة قبل الحكم بالحبس في البيوت لقيل: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فامسكوهن في البيوت إن شهد عليهن أربعة منكم.
الثالث: أننا إذا جعلنا هذه الآية في الشهادة فإنها لا تخلو من أمرين , إما أن تكون محكمة , فتكون حداً لمن قذف وأتى بشاهدين فقط ولا أعلم قائلاً بذلك لمخالفتها حديث " البينة أو حد في ظهرك " أو أن نجعلها منسوخة بآية النور , والذي فيها بيان حد من لم يأتي بأربعة شهداء جلد ثمانين جلدة. أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
المسألة الثانية: وهو أن تقديم آية " واللذان " يوجب فساد الترتيب في هذه الآيات , فأقول: من المعلوم أن ترتيب الآيات توقيفي بإجماع الأمة وهو أمر متفق عليه , حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ضعوا هذه الآية في مكان كذا , وكذا " , فالقرآن لم يرتب حسب النزول ولذا إذا دل دليل صحيح على تقدم آية على أخرى أعتبر ذلك , وترتيب الآيات في المصحف ليس دليلاً من أدلة النسخ , بل إنه تأتي آية ناسخة لأخرى وهي متقدمة عليها في الترتيب وصنيع العلماء يدل على ذلك ومن أمثلته: عدة المتوفى عنها زوجها ,
أما هذه الآية فقد قدمت في البحث أن القول بالإحكام أولى من القول بالنسخ , وهذا مستلزم بأن ترتيب الآية على ما هي عليه في المصحف , ولذا فإني
ما زلت أقول: من وجد دليلاً يدل على تقدمها فليتحفنا به , والله أعلم وأحكم
[ line]
ثم علق الأخ جمال بقوله:
الأخ البريدي
## ليس القول السادس الذي نتباحث حوله قولا للمرحوم الرازي ولم يؤيده
## هو أيد القول الأول الذي ذكره ((الأول: أن المراد من قوله:
{وَ?للَـ?تِى يَأْتِينَ ?لْفَـ?حِشَةَ مِن نّسَائِكُمْ}
[النساء: 15] المراد منه الزواني، والمراد من قوله: {وَ?للَّذَانَ يَأْتِيَـ?نِهَا مِنكُمْ} الزناة، ثم انه تعالى خص الحبس في البيت بالمرأة وخص الايذاء بالرجل، والسبب فيه أن المرأة إنما تقع في الزنا عند الخروج والبروز، فاذا حبست في البيت انقطعت مادة هذه المعصية، وأما الرجل فانه لا يمكن حبسه في البيت، لأنه يحتاج إلى الخروج في إصلاح معاشه وترتيب مهماته واكتساب قوت عياله، فلا جرم جعلت عقوبة المرأة الزانية الحبس في البيت، وجعلت عقوبة الرجل الزاني أن يؤذى، فاذا تاب ترك إيذاؤه، ويحتمل أيضاً أن يقال إن الايذاء كان مشتركا بين الرجل والمرأة، والحبس كان من خواص المرأة، فاذا تابا أزيل الايذاء عنهما وبقي الحبس على المرأة، وهذا أحسن الوجوه المذكورة))
## لا أميل أن القول السادس موضوعه ا لشاهدان---إنما موضوعه الزانيان لأن سياق بحثه كله في الزانيين---والشاهدان ليس عليهما توبة لأنهما لم يرتكبا إثما بشهادتهما
أنظر قوله تعالى ((فإن تابا وأصلحا)) فكيف يطلب من شاهدين شهدا واقعة زنا أن يتوبا ويصلحا
وهما لم يرتكبا ما يوجب التوبة---إذن فليس الموضوع موضوع شاهدين إنما موضوع زانيين
فما رأيك؟؟
[ line]
ثم علقت عليه بقولي:
الأخ جمال وفقه الله: لقد قدمت رأيي بما نقلت , وأرجو من الأخوة أن يتحفونا بآرائهم حول ما ما نقله الرازي وأما من شهد على شخص بالزنا ولم يأتي ببينة , أو يشهد معه ما يكمل به الأربعة فهو قاذف يقام عليه الحد والحدود كفارات ويلزمه التوبة قال تعالى " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء .... إلى قوله إلا الذين تابوا من بعد ذلك ... " الآية
ارجو من باقي الأخوة مراجعة النسخة القديمة واثبات مشاركاتهم.
ـ[سيف الدين]ــــــــ[25 Jan 2006, 09:17 م]ـ
لقد قال البعض ان حديث عبادة بن الصامت هو حديث مضطرب حيث اكدت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية على انه رجم الثيب الزاني في ماعز والغامدية ولم يأمر بالجلد .. فان كان الامر كذلك فهل يصحّ الاحتجاج بهذا الحديث؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Jan 2006, 10:38 م]ـ
أخي الكريم: فيما يتعلق بجلد المحصن , اختلف العلماء فيها على قولين:
الأول قول الجمهور , ومنهم الائمة الثلاثة , أن الجلد منسوخ بحديث ماعز وغيره , ولا يجمع بين الرجم والجلد.
الثاني: قول الحنابلة , وهو الجمع بين الجلد والرجم للمحصن عملاً بحديث عبادة.
وأما دعوى الاضطراب فما أدري من قال بها فلعلك تفيدنا , وعلى فرض ذلك فلا يؤثر على الاستدلال بالحديث , والحديث من أحاديث صحيح مسلم كما تعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Oct 2006, 11:04 ص]ـ
الذي تبين لي في تفسير هاتين الآيتين: (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُم فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً. وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً) هو:
أن الآية الأولى في حق النساء سواء كن محصنات أو غير محصنات، وأن عقوبتهن المذكورة في الآية مغياة بغاية، وهي أن يجعل الله لهن سبيلاَ. وقد بُيّن هذا السبيل بأدلة الحدود مع حديث عبادة: " خذو عني، خذو عني ..... ".
وأما الآية الثانية؛ فهي في حق الرجال سواء كانوا محصنين أو غير محصنين، وأن عقوبة الأذى المذكورة في الآية قد بيّنت بأدلة الحدود كذلك. فالأذي الذي يترتب على ثبوت فعل الفاحشة هو الجلد للبكر والرجم للمحصن.
والمراد بالفاحشة في الآيتين: فاحشة الزنا.
وليس في الآيتين حكم منسوخ بالمعنى الإصطلاحي للنسخ.
هذا ما تبين لي بعد طول بحث. والله أعلم.(/)
نسبة هذا النقل إلى كتاب تفسير البيضاوي
ـ[مشعان]ــــــــ[08 May 2004, 08:06 م]ـ
نقلت هذا القول من كتاب فتح الباري عند شرح حديث رقم (1903) وأريد نسبته لكتب القاضي البيضاوي آمل من طلبة العلم مساعدتي في ذلك وجزاكم الله خيرا
- ((ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات، وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة))
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2004, 07:32 ص]ـ
لم أجده في تفسير البيضاوي وربما يكون في كتبه الأخرى كالمنهاج في الأصول مثلاً في باب العلة.
ـ[مشعان]ــــــــ[15 May 2004, 09:40 م]ـ
الأخ عبد الرحمن الشهري جزاك الله خيرا على تفاعلك معي(/)
سؤال عن قراءة القرآن بما يسمونه (المقامات)؟
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[08 May 2004, 09:07 م]ـ
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .. الحمد لله الذي يسر لي الاشتراك في هذا الموقع المبارك وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ..... امين
سؤالي أيها الاخوة عن المقامات (الحجاز- البيات- الرست-النهاوند .......... الخ) هذه المقامات يقرأ بها كبار القراء في القرن الماضي والحاضر. ولها قواعد وشروط وأدلة يستدلون بها منها قوله صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم "و قال أيضا " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ". وهي من علامات المهارة في التلاوة والتفوق فيها ولكن هناك من ينكر هذه المقامات ويعدها بدعة ... فما حكم هذه المقامات وشرعيتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أمل الرد بالتوسع للمتخصصين وبارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 May 2004, 09:55 م]ـ
سبق الحديث حول هذا الموضوع في أكثر من مشاركة منها
سؤال عن القراءة بالألحان ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=426)
أرجو أن تنتفع به، وتبحث عن غيره في الفهرس. ولو أمكن أن تقوم بتلخيص ما تجده لكنت بذلك محسناً للجميع وفقك الله.(/)
هل يعتبر هذا الاقتراح حلما؟؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[09 May 2004, 02:45 م]ـ
الاقتراح باختصار ..
أن يجتمع أهل التفسير فى هذه الأمة لاخراج تفسير شامل يجمع بين:
(1) الأثر, كتفسير الطبرى و "ترجمان القرآن" للسيوطى ..
(2) الفقه, كالقرطبى و ابن العربى و الجصاص ..
(3) اللغة و الاعجاز البيانى .. كالزمخشرى ..
(4) ربط القرآن بالواقع , كالظلال ..
(5) الاهتمام بتقرير عقيدة السلف, كتفسير الدوسرى رحمه ألله ..
(6) تناول أوجه الاعجاز الحديثة, كالاعجاز العلمى مثلا على أصول التفسير عند السلف .. و ليس على أصول الأطباء و الفلكيين و الجيولوجيين ..
أعرف أنه أمر صعب المنال .. لكن هل هو مستحيل؟؟
ألا يستحق كتاب الله هذا الجهد ..
ألا يعتبر هذا من أهم المواضع التى يجب فيها التعاون على البر .. فكروا فى النتيجة يا اخوان .. نهاية مبهرة بلا أدنى شك ان شاء الله تعالى ..
ألا تغارون يا أهل التفسير على كتاب ألله, و نحن نرى كثير من كتب الفنون الأخرى تتفوق بكثير على أقوى تفسير موجود .. ؟؟
ألا يتفق معى كل منصف أن "فتح البارى" يتفوق على أى تفسير ألف حتى الآن؟؟
أرجو أخذ الموضوع فى الاعتبار و الرد من كل من يقرأ هذا الموضوع ..
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[09 May 2004, 10:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الفقير إلى ربه السلام عليكم، وتحية طيبة، وأرجو أن تأذن لي بهذا التعليق:
أخي الكريم: هل نحن بحاجة إلى وجود تفسير بهذه الصفة، أعني أن يكون حاويا لهذه العلوم التي أشرت لها أو تلك التي لم تشر إليها، هل نحن بحاجة إلى هذا فعلا؟
في ظني أننا لسنا بحاجة لذلك، فأنت مثلا لا تجد في أي فن من فنون علوم الشريعة وما تعلق بها من فنون الآلة، كتابا يحوي كل متعلقات ومسائل هذا العلم، ومن نافلة القول التأكيد على أنه ليس من لازم هذا أن تتوقف عجلة البحث والدراسات، بل القصد أننا لسنا بحاجة إلى مثل هذا الجهد الذي يستفرغ على هذا النحو
وأمر آخر: فصرف الجهد في مثل هذا الاتجاه يستغرق وقتا وجهدا كبيرا يمنع من البحث والنظر المتخصص في فنون ومسائل محددة، بمعنى أنه لو صرف مثل هذا الجهد الذي سيبذل في هذا المشروع إلى العناية بسائل وبحوث بعينها لكان أجدى
فما رأيك أخي؟
وأخيرا أخي أود أن أخالفك مرة أخرى ـ ولست مغرما بخلافك ـ في المقارنة التي عقدتها مع كتاب الإمام ابن حجر "فتح الباري " فهي مقارنة فيها تسامح ونظر؛ لأن المقارنة لن تكون منطقية ودقيقة لاختلاف العِلْمين، أما إن كنت تقصد الأصالة والجودة، فأنت ترى في كتب التفسير مؤلفات جليلة لها قدر كبير من هذا، يكفي فيها كتاب الإمام البحر المجتهد ابن جرير فهو كتاب لا ينقضي منه العجب مع ملاحظة تقدمه في التدوين.
ولك مني التحية والتقدير والسلام عليكم
ـ[إكرام]ــــــــ[11 May 2004, 05:24 م]ـ
الأستاذ ناصر الماجد بارك الله فيه ..
اسمح لي بمخالفتكِ، وموافقة رأي أخينا الفاضل ..
فالقرآن الكريم رغم طول العقود التي مرّت به، لم تفرد له موسوعة تكتشفه كما ينبغي .. رغم جهود العلماء الواضحة، إلاّ أنّ القرآن الكريم كتاب أعظم من أن يطيقه رجل واحد .. حتى لو كان متبحرأً في العلم!
القرآن الكريم .. يحتاج موسوعة شاملة .. تبدأه جزءاً جزءاً .. بحيث يكون لكل جزء فصوله التي تفسر الآية جملة، وتجمع الأقوال الراجحة، ووتقرر الموعظة، وتجيد العرض، وتبرز البلاغة، وتذكر القراءات الفرشية والمناسبات وأسباب النزول، والكثير الكثير!
.
بعيداً تخصص المتخصصين من طلبة العلم ..
لننظر في الأمر أنّه كتاب للعامة .. وللأمة كلّها .. !!
لكنّ الذي نراه في التفاسير غير هذا ..
الذي نراه وجود خلل في عقيدة بعضهم، أو عدم لغة قوية جذابة، أو صعوبة في السرد، فأيّ ضياع في الجهد لو قامت لجنة علمية متخصصة جامعة لمتخصصي فروع علم القرآن حتى يخرجوا هذا الحلم .. كما فعلوا في " نضرة النعيم "؟
بل الأحرى أن يرسخ علمهم .. وتتوسع مدراكهم .. ويعظم شأن القرآن في قلوبهم ..
وربّ فئة قليلة أرشدت فئة كثيرة بإذن الله ..
هذا رأيي .. والله أعلم!
وشكراً للرحابة ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[14 May 2004, 12:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة ألله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
,ألله انى لفى أشد السعادة لمشاركتى فى هذا الملتقى, فكم كنت أتمنى أن تتاح لى الفرصة أن أتناقش مع طلبة العلم فى الكثير الكثير من المسائل و الاقتراحات, و كنت دائما أواجه مشكلة صعوبة الاجتماع و صعوبة الترتيب, الى أن بصّرنى ألله بهذا الملتقى و الملتقيلت الأخرى, فوجدت فيها بغيتى .. فالحمد لله ..
و أشكر الأستاذ الفاضل ناصر الماجد على مشاركته القيمة و أدبه الجم فى الخلاف ..
و أشكر الأخت اكرام على اهتمامها بالموضوع ..
أقول لأستاذى الفاضل ناصر:
من حيث حاجة الأمة اهذا المشروع, نعم أنا أرى أننا بحاجة لهذا المشروع و أنت أخى الفاضل أشرت الى عدم وجود أى كتاب فى فن من الفنون الأخرى حوى جميع علوم ذلك الفن, و أرد شيخى الفاضل من وجهين:
أولا: أن التفسير هو أشرف العلوم, و كتاب ألله هو أهم ما تصرف اليه الهمم, فلا مانع من بذل هذا المجهود الضخم لاخراج هذا السفر العظيم و ان لم يسبق الى ذلك كتاب فى فن آخر من الفنون.
ُثانيا: أن هناك من الكتب ما حوى جميع أو جل علوم الفن المؤلف فيه .. فأعود للفتح مرة أخرى, أو المنهاج شرح صحيح مسلم للامام النووى, تجد الامامين الحافظ ابن حجرو النووى يتناولان الحديث رواية و دراية على أتم الوجوه بحيث يتعذر على من جاء بعدهما أن يضيف الجديد .. فتجد الامام النووى يتناول رجال الحديث مع شيء من تراجمهم مع أقوال أئمة الجرح و التعديل, مع ذكر استدراكات الدارقطنى على صحيح مسلم فى المواضع التى يمر عليها مع ذكر الروايات الأخرى للحديث خارج الصحيح, و هذا ليس دائما لكن فى الغالب ..
و تجده يناقش لغة الحديث و غريب أفاظه ..
و تجده يناقش فقه الحديث بصورة عجيبة مبسطة, مع ذكر أقوال الأئمة فى المسألة ..
مع تقرير قواعد أهل السنة فى العقيدة فى المواضع المتطلبة لذلك و ان جانبه الصواب رحمه ألله فى مسألة الصفات ..
بالاضافة للفوائد المسنبطة من الحديث ..
و هذا مجرد مثال أستاذى الفاضل ..
و بالنسبة لقولك شيخنا أن الأفضل صرف الجهد و الوقت لمسائل أخرى, فلما لا تكون هذه المسائل ضمن هذا المشروع, و تضاف نتائجها الى هذا السفر ..
و بالنسبة لمقارنة الفتح مع كتب التفسير الأخرى, فأنا أخى الفاضل لم أرد عقد مقارنة لاظهار محاسن هذا و مساوىء ذاك .. و لكن أردت أن أقول أنه لا يخفى على منصف أن الفتح من حيث جمعه للفوائد و العلوم يتفوق على كتب التفسير المعروفة منفصلة .. فلا تكاد تجد كتاب تفسير الا و فيه تقصير فى جانب معين .. و هذا ليس لعيب أو قلة علم أئمة التفسير, و ليس لطالب علم مبتدء حقير مثلى أن يتفوه بهذا, فنعالهم فوق رؤوسنا, و لكن لأن كل منهم برع فى جانب من الجوانب .. و هذا أمر طبيعى جدا .. فلما لا نجمع هذه الجوانب فى سفر كبير يكون مرجع الى يوم الدين لكل من أراد مسألة فى أى فن من الفنون المتعلقة بالآية ( .. ) .. و أود أن أشير يا اخوة أن هناك كتاب لابن عقيل الحنبلى يسمى ب (الفنون) يتجاوز الثمانمائة مجلد!! و من المتأخرين هناك كتاب للشيخ الفاضل أبي اسحق الحوينى يسمى (السحب الهوامع) على ما أذكر سيخرج فى مائة مجلد باذن الله ..
أرجو التعليق من الأخوة على هذا الموضوع الهام جدا ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[18 May 2004, 09:55 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة ألله ..
يا اخوة ... ألا يستحق هذا الموضوع أن يساهم كل منكم بصوته ... فقط أريد معرفة آرائكم ثم بعد ذلك نتناقش فى التنفيذ ..
أرجو الرد يا أهل القرآن ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2004, 06:21 م]ـ
مُنىً إن تكنْ حَقاً تكن أطيبَ المُنى ** وإِلا فقد عشنا بها زمناً رغداً
...
أشكر أخي الكريم (الفقير إلى ربه) - وكلنا ذلك الرجل الفقير - على حرصه وغيرته على كتاب الله.
وأشكر جميع الإخوة الذين سبقوني بالمشاركة.
وأتفق مع من قال بأهمية مثل هذه المعلمة القرآنية الشاملة، والتي يراد منها الاكتفاء بها عن غيرها في التفسير، والأمر من الناحية النظرية في غاية الوضوح. والذي يبدو لي أن مثل هذا العمل قد ورد على أذهان المتقدمين، والطبري ممن ورد على ذهنه هذا، وعرض على تلاميذه أن يملي عليهم تفسيراً شاملاً للقرآن يتناول فيه كل ما يتعلق بالتفسير، غير أن همم الطلاب قد قصرت عندما ذكر لهم أنه يتوقع أن يمليه في ثلاثين ألف ورقة، واختصره لهم كما هو مطبوع في عدد كبير من المجلدات تزيد على خمسة وعشرين مجلداً.
فالذي يعوق مثل هذا العمل على الوجه الأكمل حاجته إلى جهود مخلصة طموحة، ودعم مادي سخي، وهذان أمران لم يتوافرا لكثير من العلماء، فالأمر لا يزال متوقفاً.
وأما المثل الذي ضربته بفتح الباري، فكما تفضل الإخوة من أن فتح الباري يتناول نص الحديث وإسناده، ويطيل في جوانب كثيرة ليس القرآن في حاجة إليها كالكلام عن الأسانيد والرجال ونحو ذلك. مما يعد من فضائل القرآن لقطعية ثبوته كما تعلم، كما أن فتح الباري لم يقل كل شيء، والمتخصصون لا يكتفون به في شرح البخاري وإنما يجمعون إليه غيره من الشروح لمحاولة الكمال واستغراق كل ما يتعلق بالأحاديث المشروحة.
أشكركم مرة أخرى، وأسأل الله أن يفتح عليك وعلى جميع الإخوة الكرام للقيام بمثل هذه المشروعات العلمية الرائدة التي تضاف للبناء العلمي. ولا شك أن كثيراً من المشروعات الكبار قد بدأت بفكرة عابرة، تحولت بعد ذلك إلى واقع ينتفع به الناس نفعاً عظيماً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[22 May 2004, 03:11 م]ـ
أستاذنا و شيخنا عبد الرحمن ..
أشهد ألله جل و علا أنى أحبك فى ألله .. وةد قرأت ردك الأخير و كانت زوجتى بجانبى, و كنا فى غاية الفرحة من تاييدك لهذه الفكرة ..
و قلت شيخنا أن هذا الأمر يتطلب أمرين:
1 - همم عالية.
2 - دعم مادى.
أنا يا شيخى أعلنها أنى على استعداد لدعم هذا المشروع بكل ما ييسره ألله لى من جهد و مال .. و أعتقد أن جل وان لم يكن كل من قرأ هذا الموضوع ينتابه هذا الشعور ..
فنرجو منكم أستاذنا التكرم بطرح تصور علمى لتوزيع الجهود لاخراج هذا المشروع, و قد ييسر ألله و يتم هذا الانجاز العظيم و ننتفع به جميعا يوم يقوم الأشهاد ..
و الكل مدعو للمشاركة برأيه ..
و أكرر أنى على أتم الاستعداد لدعم المشروع بكل ما ييسره ألله تعالى لى من جهد و مال ..
,ووألله انى أحبكم جميعا فى الله, و أسأله سبحانه أن يجمعنا فى دار كرامته مع خير المرسلين و صحابته و التابعين لهم باحسان الى يوم الدين ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2004, 08:24 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم وبارك فيك وفي أهلك ورزقنا وإياكم وجميع المسلمين الإخلاص في القول والعمل.
أشكرك على صدقك، ونشهد الله على حبك في الله ونحن لم نرك، فكيف لو رأيناك؟! وجميع الإخوة في هذا الملتقى العلمي الذي جمعنا بأشراف الناس وساداتهم ونبلائهم.
أرجو أن يشارك الإخوة الأعضاء بما يرونه، وسنطرح هذا الموضوع لدراسته دراسة متأنية في اجتماع هيئة الإشراف على الشبكة القادم بإذن الله، وأسأل الله أن لا يحرمك أجر هذا العمل إن تم وإن لم يتم، فبحسب المؤمن أن تحسن نيته، وتصفو سريرته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2005, 08:37 م]ـ
منذ طرح هذا الموضوع قبل مدة طويلة لم نلمس أي مشاركة تؤيد أو تعارض. ولا شك أن ضخامة العمل تقف حائلاً دون النهوض به لدى الكثير. لكن لا مانع من النقاش حوله فربما يفتح لنا باباً إلى خير كثير.
ـ[إكرام]ــــــــ[13 Oct 2005, 08:43 م]ـ
سبق لي طرح رأيي بهذا الموضوع .. وها أنا أرجع القول، ولو أنّ أحداً خاطب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فأعتقد أنّهم بهذا العمل أحرى، وستكون من حسنات المجمّع إضافة لحسنة طباعة المصحف.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[30 Mar 2006, 03:48 م]ـ
أخي الحبيب الفقير إلى عفو ربه
وأنا معك موافق، لنجعله تفسيراً حجةً تجتمع عليه الأمة، ما المانع؟
أقترح لنجاح العمل ما يلي:
1. أن تتألف لجنة من علماء التفسير من شتى بقاع العالم الإسلامي للإشراف على هذا العمل.
2. أن يتفرغ هؤلاء ولو تطلب الأمر أعواماً لإنجاز هذا العمل.
3. أن يأخذ من كل تفسير سابق حسناته، وأن لا يغفل أي كتاب تفسير على الإطلاق.
4. أن تضم هذه الموسوعة إجتهادات المعاصرين و أعضاء اللجنة
و نسأل الله أن يجعلنا جنوداً لخدمة دينه
شكراً لكم
ـ[کوثر]ــــــــ[09 Apr 2006, 07:55 م]ـ
بسم الله و بعونه
وفقكم الله في هذا العمل
أنا أود المساعدة و لكن هنا أسئلة عديدة لي:
1 - ماذا ستفعلون بمكاتب التفسيرية المتعددة؟
2 - هل ستجمعون بين تفاسير الفرق و المذاهب؟
3 - كيف نقدر علي أن لا نحكم عقائدنا علي الغير و نحن عصبة متشكلة من عقول كثيرة؟
و أشكرك الأخ العزيز علي طرح هذا الإقتراح و إذ تعتبروني أخ في دينكم فإني معكم مع كل جهدي
و وسعي فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Apr 2006, 08:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أنا أعمل في مجال التحقيق منذ فترة طويلة وفي خاطري عدة مشروعات، منها مصحف أحكام التجويد الذي نجز إلا بعض المراجعات، كما أعمل كتاب النهاية في علم التجويد
وهو كتاب أدخلت جميع الكتب المطبوعة فيه وما زلت، كما أدخل في جميع ما أقف عليه من بحوث دقيقة حديثة من على النت بعد بحث ما يزال بدرجة جيدة.
وإن من ضمن ما منَّ به الله علي من مشاريع، كتاب ((جامع التفاسير)).
فقد بدأت منذ فترة فيه وقد تحدثت مع إحدى دور النشر على طباعته، وهو كتاب كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخطة المبدئية التي اقترحتُها وأسير عليها هي تقريباً نفس الخطة التي هدى الله إليها العضو الفاضل ((الفقير إلى ربه)) والتي لم أقرأها إلا بالأمس على السريع ثم بتفكر اليوم صباحاً، وقد فرحت بها كثيراً لتوافق الرغبة وطريقة التفكير والإحساس بالحاجة إلى ذلك التفسير الجامع الشامل.
والخطة المبدئية هي:
جمع كل تلك التفاسير المطبوعة حتى الآن في تفسير واحد، آية آية، كما يحاول إدخال ما يوقف عليه من مخطوطات لم تطبع.
مع تحقيق الأحاديث والآثار تحقيقاً علمياً مع الحكم عليها، وذكر آراء العلماء السابقين في الحكم على الحديث وكذا المعاصرين مع النهاية في تحقيقها، والبحث في العلل، مع التعرض لموضوع الإسرائيليات.
كما يحقق التفاسير التي تتعارض مع بعضها البعض بحيث يضيق الخناق على الرأي البعيد، ويظهر جلياً الرأي الصواب.
مع بحثنا ذلك من كتب الشروح والفقه والفتاوى.
وكذا الخوض في الناسخ والمنسوخ وتحقيق ذلك بحيث يظهر جلياً ما المنسوخ في ذلك من الناسخ.
مع ربط مواضيع التفسير بعضها ببعض [هذه آية في سورة كذا تتكلم عن الكبائر، وتلك أخرى تتكلم عن الكبائر في سورة كذا، فنربط المواضيع ببعضها. كما سنربط بين الأمور الفقهية التي وردت في التفاسير مع قضايا الفقه في كتبها، كما سنربط في أمر البلاغة بين ما كتب في شأن الآيات في كتب البلاغة، مع الإشارة إلى الإعجاز العلمي وغيره من الكتب المتكلمة عن ذلك، ثم الحديث عن الآيات التي يتعلق بها النصارى بأنها متناقضة أو ما يدعون فيها من أشياء. ثم يلي هذا المشروع، مشروع تبعه وهو ((مختصر جامع التفاسير)).
وطبعاً صفحات التفسير نجدها في صفحات النت والسديهات، غير أنه مطلوب منَّا مراجعتها مراجعة دقيقة مع عدة نسخ مطبوعة، كما سنقابل عدة أجزاء من تلك الكتب مع نظيرها من المخطوطات حتى يكون فيه توثيق ضمني لتلك التفاسير.
وعندي لجنة تُعد ذلك.
وفي نهاية جامع التفاسير، وأيضاً المختصر سيعرض على هيئات علمية من ناحية التفسير، النحو، البلاغة، الفقه، الحديث ...
وهذه هي الخطة السريعة المبدئية لذلك الكتاب الذي نسأل الله أن يجعل رقابنا به خاضعة ذليلة فعسى أن يرضى به عنا. آمين
مع دعائكم لنا بالتوفيق والسداد
كما نرجو من الأخوة الكرام مزيداً من الاقتراحات
فهو كتابكم وهو بكم بإذن الله تعالى
وقد أجلت تحقيقي لشرح السنة للإمام البغوي لذلك الكتاب الكبير.
وأسأل الله العلي القدير أن يرشدني إلى الحق وأن يزقنا حسن الإنابة على ذلك.
كما أسألكم الدعاء.
منتدى أهل التحقيق والتصنيف ( http://www.ahlaltahkek.com/vb/showthread.php?t=74)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[12 Apr 2006, 09:30 ص]ـ
عفوا سأزيد فهارسي للجامع التفاسير بـ ((الفهرس الموضوعي للقرآن الكريم))
أي أن المواضيع كالعقيدة، الصلاة الزكاة ..........
كل ذلك يفهرس له على حسب المواضيع.(/)
ما معني الترجيع وصفته؟
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[09 May 2004, 05:06 م]ـ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يرجع بالقران .. وهو يقرا بالفتح فماهو الترجيع وما صفته؟؟
سألت عددا من المشايخ عن الترجيع فلم يجبني احد .. فهل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟
ـ[المنهوم]ــــــــ[09 May 2004, 06:15 م]ـ
879 نا ابن إسحاق نا شبابة بن سوار أبو عمر الفزاري نا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت عبد الله بن مغفل يقول
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح فرجع فيها قال ثم قرأ معاوية على قراءة ابن مغفل عن النبي e فرجع وقال لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن المغفل يحكى النبي e
فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه
قال أأأأ
هذ ا الحديث رواه البخاري ومسلم والنسائي واحمد وابو داود وغيرهم
وكما تشاهد يا اخي ان الترجيع هو التكرار للحرف والمد
ولعل الأخوة يزيدون البحث
على عجل
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 May 2004, 07:52 م]ـ
سبق مناقشة هذا الموضوع هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=576&highlight=%C7%E1%CA%D1%CC%ED%DA
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[15 May 2004, 08:06 م]ـ
الترجيع هو: الترديد مع تقارب الحروف، قال الحافظ في الفتح عند شرحه للحديث رقم (5047):الترجيع هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد،وترجيع الصوت ترديده في الحلق.
وقال ابن القيم في زاد المعاد (1/ 483 - 484):وكان صلى الله عليه وسلم يتغنى به، ويرجع صوته به أحيانا كما رجع يوم الفتح في قراءته ((انا فتحنا لك فتحا مبينا)) وحكى عبدالله بن مغفل ترجيعه آ آ آ ثلاث مرات ذكره البخاري_أخرجه في فضائل القرآن برقم (5034) ومسلم في صلاة المسافرين برقم (794) _ واذا جمعت هذه الاحاديث الى قوله ((زينوا القرآن بأصواتكم)) وقوله ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) وقوله ((ماأذن الله لشيء كاذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن)) علمت ان هذا الترجيع منه صلى الله عليه وسلم كان اختيارا لااضطرارا لهز الناقة له، فان هذالو كان لأجل هز الناقة لماكان داخلا تحت الاختيار فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارا ليؤنس به، وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته ثم يقول: كان يرجع في قراءته، فنسب الترجيع الى فعله، ولو كان من هز الراحلة لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا.(/)
لماذا لانكون أهل القران والسنه بدلا من اهل السنه والجماعه
ـ[أمل محمد]ــــــــ[10 May 2004, 11:43 م]ـ
السلام عليكم
هذا سؤل لأ حد المعترضين على مسمى اهل السنه والجماعه في قناة المستقله وانقله اليكم اذا يوجد تفسير لهذا السؤل
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[11 May 2004, 03:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأكتب الإجابة في هذا المنتدى على استحياء لما ضم من مشايخ فضلاء، لكن جرأني أني إن أخطأت وجدت منهم تصويباً، أو أصبت لقيت من إقرارهم تشجيعاً، فالله المستعان.
لعل الجواب على السؤال أن هذه التسمية الشريفة (أهل السنة والجماعة) جاءت لمناسبة الواقع الذي سميت فيه. ذلك أن أهل البدع طرحوا السنة بحجة أنها ظنية الثبوت، ثم هم - نتيجة لطرحهم السنة - قد تفرقوا واختلفوا. فحسن أن يتسمى أهل الحق بالميزتين اللتين تفرق بينهما وبين غيرهما من أهل الأهواء، وهما التمسك بالسنة النبوية والاجتماع، فكان هذا الاسم.
وللبيان فإن أهل السنة تسموا بـ (أهل السنة) لأنهم أعرف بها إذ فيهم المحدثون والفقهاء، ولأنهم متمسكون بها عاملون.
وهم أهل الجماعة، باعتبار أن الجماعة مصدر، أي هم أهل الاجتماع. وباعتبار أن الجماعة هي القوم المجتمعين أنفسهم، تكون الـ (ال) هنا للعهد الذهني، أي الصحابة (إذ هم مجتمعون على عقيدة ومنهج واحد)، فهم أتباع الصحابة رضوان الله عليهم.
أما سبب عدم ذكرهم القرآن في هذا الاسم الشريف هو شرف القرآن وعلو مكانته بين المسلمين، إذ لم يتجرأ أهل البدع على القول بطرحه ونبذه - كما فعلوا مع السنة -. بل زعموا أنهم يكتفون بما في كتاب الله تعالى، كما حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (لا ألفين الرجل منكم شبعان متكئاً على أريكته يقول حسبنا كتاب الله، ما وجدنا في كتاب الله من حلال أحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه) أو كما قال. لذا لم يكن يتميز أهل السنة عن غيرهم بالأخذ بالقرآن، فلم يكن في التسمي بالقرآن فضل لهم على غيرهم.
ولذلك كانوا يتسمون أيضاً بـ (أهل الحديث) و (أهل الأثر) ونحوها.
وإن كان الحق الذي لا مرية فيه أن أهل البدع لم يأخذوا بالقرآن استسلاماً وقبولاً، وإنما أخذوا به تابعاً وشاهداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا. والله أعلى وأعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 May 2004, 04:26 م]ـ
وفقك الله يا أخ فيصل، ولا مزيد سوى التنبيه على إعراض أهل البدع عن السنة، فدعى أهلها نفسهم بها وانتسبوا إليها مخالفة لأهل البدع الذين انتسبوا إلى بِدعِهم أو إلى شيوخهم، فهم مقطوعون عن الاتصال بذلك الشرف العظيم، وهو الاتصال بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ إما بالسند ـ وإن ادعاه بعضهم ـ وإما بالعمل، وهو المقصود الأعظم، والله أعلم.
ـ[إكرام]ــــــــ[11 May 2004, 04:43 م]ـ
هذه الأسئلة والشبه التي تبثّ على هذه القنوات ويشاهدها الملايين .. من يردّ عليها؟!
أقترح أخي فيصل أن ترسل لصحيفة واسعة الانتشار ردّك المقنع جداً ..
وليس إلا معذرة إلى ربّكم!
ـ[د. أنمار]ــــــــ[11 May 2004, 05:02 م]ـ
عن أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا
الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ،
وَفِيهِ دَخَنٌ " قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: " قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ "
قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ
إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: " هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا،
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا " قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ
المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ " فَاعْتَزِلْ تِلْكَ
الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ "
هذا حديث البخاري وفيه أصل تسمية جماعة المسلمين، وقد تجلت لأهل السنة والجماعة في عام الجماعة حين ظهر موقفهم من الفتن التي حدثت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتجلى مذهبهم بخلاف أهل البدع والضلال.
وأصل تسميتهم بأهل السنة لأنهم من أخذ بحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ.
ولذا لا تجد أحدا من أهل البدع روافضا كانوا أو خوارجا أو غيرهم يأخذون بهذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 May 2004, 12:45 ص]ـ
في الدر المنثور:
"أخرج ابن أبي حاتم وأبو نصر في الإبانة والخطيب في تاريخه واللالكائي في السنة عن ابن عباس في هذه الآية قال {تبيض وجوه وتسود وجوه} قال "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدع والضلالة.
وأخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قال: "تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدع".".(/)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير .. يوم الأربعاء 23/ 3
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[11 May 2004, 08:17 ص]ـ
بإذن من الله عزوجل سيبدأ
فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله ووفقه
الأربعاء القادم 23/ 3/1425
بالدرس الشهري في مكة المكرمة وسيشرح فضيلته كتاب ((المحرر في الحديث)) لابن عبدالهادي
وذلك في جامع مدحت شيخ الأرض بجوار إشارة البيبان
وسينقل الدرس ان شاء الله تعالى في صفحة الشيخ بالبث الإسلامي على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
للإستفسار: 0505501483(/)
أين أجد أفضل كتاب لتفسير القرآن والحديث؟ (اكتروني)
ـ[الموج]ــــــــ[11 May 2004, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي لي حاجة في أفضل كتاب لتفسير القرآن والحديث (اكتروني طبعآ) ولا يتطلب تشغيل هذا الكتاب برنامج الاوفيس على الجهاز
لكم فائق احترامي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 May 2004, 06:11 م]ـ
أما التفسير فتجد هنا عدد من التفاسير الموثوقة وهي تفسير الطبري وابن كثير والقرطبي.
http://quran.al-islam.com/arb/
وهنا تجد كتب الحديث الموثوقة إن شاء الله
http://hadith.al-islam.com/
وفقك الله
ـ[الموج]ــــــــ[12 May 2004, 06:58 ص]ـ
مرحبا بالاخ الكريم
اشكرك جزيل الشكر
وأنا ابحث عن كتب الله يبارك فيك حتى احمّلها على جهازي
ولا ابحث عن موقع لان تصفح الموقع يستلزم وجودي على الانترنت طوال فترة القراءة
تسلم عزيزي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2004, 08:40 ص]ـ
يمكنك الاستفادة من الجزء الذي فسره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. فقد تم وضعه على هيئة الكتاب الالكتروني.
مؤلفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله ( http://www.binothaimeen.com/eBook-a.shtml).
ـ[الموج]ــــــــ[13 May 2004, 09:52 ص]ـ
مشكور والله يجزاك خير(/)
لمسات بيانية 2
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 May 2004, 09:33 م]ـ
ما الفرق بين كلمتي (دارهم) و (ديارهم) من الناحية البيانية في القرآن الكريم؟
الصيحة هي أشمل وأهمّ من الرجفة لذا فإنها تُصيب عدداً أكبر وتبلغ أكثر من الرجفة والمعلوم أن الصوت يمتد أكثر من الرجفة ولهذا فهي تؤثر في ديار عديدة لذا جاء استخدام كلمة (ديارهم) مع الصيحة كما في الآية 67 والآية 94 في سورة هود (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)، أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة كما في قوله في سورة الأعراف (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) آية 78 و91 (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) وكذلك في قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) سورة العنكبوت آية 37.ولم ترد في القرآن كلمة ديارهم إلا مع العذاب بالصيحة ولم ترد كلمة (دارهم) إلا مع العذاب الرجفة.
من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[12 May 2004, 09:13 م]ـ
1) يقول الزمخشري والرازي وأبو حيان والألوسي معنى كلمة (دارهم): ديارهم أو بلادهم أو أرضهم.
فهل يتفق هذا مع ما جاء في لمسات بيانية من قوله (أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط لذا جاء استخدام كلمة (دارهم) مع الرجفة) أو يتعارض معه؟
2) إذا كانت (دارهم) بمعنى (ديارهم) فهل تكون الصيحة أشمل وأهم من الرجفة كما جاء في أول اللمسات؟
وشكراً
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 May 2004, 07:29 ص]ـ
أخي الفاضل
شكراً لك على تعقيبك وسؤالك. وأقول والله أعلم أن لا تعارض بين ما أورده الدكتور فاضل وبين ما قاله العلماء في كلمة دارهم لأن الدكتور لم يبحث في معنى الكلمة وإنما لاحظ بعد دراسة الآيات التي وردت فيها كلمتي دارهم وديارهم فوجد أنهما استخدمتا كما أشار في الموضوع وهذه هي اللمسات التي يطرحها الدكتور. ومما تفضل به تلاحظ أنه من غير أن يفصّل بنى كلامه على أن الكلمتين هما بمعنى الديار ولكن أحدهما أوسع من الأخرى ولتأكيد هذا نحتاج لأهل اللغة حتى يفسروا لنا دلالة جمع كلمة ديار ودلالة استخدام كلمة دار.
ومن كلامه ترى أنه لم يذكر أن لكلمة دارهم معنى آخر ولكن الموضوع كان في الإستخدام الدائم لكلمة دارهم مرافقة للرجفة وكلمة ديارهم مع كلمة الصيحة فلا بد أن يكون لهذا حكمة لأن المفردات في القرآن الكريم تأتي في موضعها المناسب الذي لا يصح فيه استخدام كلمة أخرى. هذا والله أعلم.
وبكل الأحوال سأرسل إلى الدكتور سؤالك للإستيضاح أكثر وإن شاء الله أكتب إجابته حال يعطيني الإجابة.
جزاك الله خيراً.
ـ[د. عماد]ــــــــ[13 May 2004, 03:00 م]ـ
إضافة إلى ما حكته، أو نقلته السيدة الفاضلة سمر الأرناؤوط من قول الدكتور فاضل السامرائي، وإجابة عن تساؤل السيد الفاضل عبد القادر، ثم رد السيدة سمر عليه، أذكر الآتي، زيادة في التوضيح والبيان، وإزالة للغموض والالتباس:
حكى الرازي عن الكرماني أنه قال:" حيث ذكر (الرجفة) - وهي الزلزلة الشديدة- وحَّد (الدار) 0 وحيث ذكر (الصيحة)، جمع؛ لأن الصيحة كانت من السماء، فبلوغها أكثر، وأبلغ من الزلزلة0 فاتصل كل واحد منهما بما هو لائق "0 ونسب الألوسي هذا القول إلى النيسابوري0
وحكى الرازي أيضًا عن بعضهم قوله بـ (أن الصيحة أعمُّ من الرجفة؛ لأنها تعمُّ الأرض والجو0 أما الرجفة فلا تكون إلا في الأرض0 لذلك ذكر الله تعالى (الديار)، مع الصيحة، وذكر (الدار)، مع الرجفة) 0
ثم عقَّب الرازي على ذلك بقوله:" غير أن هذا ضعيف؛ لأن الدار، والديار موضع الجثوم، لا موضع الصيحة، والرجفة0 فهم ما أصبحوا جاثمين إلا في ديارهم " 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكنه خولف بين لفظيهما- وإن كانا بمعنى واحد- للطيفة؛ وهي: أن الرجفة هائلة في نفسها، فلم يحتج معها إلى مهوِّل0 وأما الصيحة فغير هائلة في نفسها؛ لكن تلك الصيحة، لما كانت عظيمة، حتى أحدثت الزلزلة في الأرض، ذكر الديار بلفظ الجمع حتى تعلم هيبتها0 والرجفة- بمعنى الزلزلة- عظيمة عند كل أحد، فلم يحتج إلى معظم لأمرها0 التفسير الكبير للفخر الرازي: (25/ 54)
والصيحة- في اللغة- هي: رفع الصوت بقوة0 وهي من الصياح0 يقال: صاح يصيح، إذا صوت بقوة0 قال تعالى: {إن كانت إلا صيحة واحدة} 0 وقال: [يوم يسمعون الصيحة بالحق] 0 أي: النفخ في الصور0
أما الرجفة فهي الزلزلة الشديدة المهلكة0 وهي من الإرجاف0 ومعناه: إيقاع الرجفة0 ويكون ذلك بالقول والفعل0 قال الله تعالى: [يوم ترجف الراجفة] (النازعات:6) 0 وقال: [يوم ترجف الأرض والجبال] (المزمل/14) 0
ويجمع المفسرون على أن المراد من (دارهم): ديارهم، أو مساكنهم، أو بلدانهم، أو أرضهم0 ونحو ذلك قولهم: دار الحرب، ودار الإسلام0 ولو لم نكن ذلك لما جاز إضافتها إلى ضمير الجمع (هم) 0 والمشهور- عند النحاة- أن الإضافة إلى الجمع- في لغة العرب- يجوز أن تكون بلفظ الجمع، وأن تكون بلفظ الواحد، إذا أمن الالتباس0 وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى: [ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها فيأخذكم عذاب قريب* فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب* فلما جاء أمرنا نجينا صالحًا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز* وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين] (هود/65 - 670) 0
فقوله تعالى: [تمتعوا في داركم]، ثم قوله تعالى: [فأصبحوا في ديارهم] يدل على أن المراد بدارهم، وديارهم معنى واحد00 ويدل أيضًا على أن الرجفة تعم، كما تعم الصيحة، حتى إنه روي- كما ذكر الشوكاني، والألوسي- عن مجاهد والسدي قولهما بأن الصيحة، والرجفة بمعنى واحد0 وذكر السيوطي في الدر المنثور عن أبي مالك في قوله تعالى: (فأصبحوا في ديارهم) أنه قال: يعني العسكر كله0
والله تعالى أعلم بمراده، وأسرار بيانه، والحمد لله رب العالمين0
د0 عماد
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)!
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 May 2004, 11:45 ص]ـ
لقد قرأت اللمسه البيانيه التي أوردتها أختنا الفاضله نقلا عن العالم الكبير السامرائي
وقرأت أيضا الردود اللاحقه
والله يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته
فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا
قال تعالى لايعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم
وهذا تكريم خاص للعلماء أمثال السامرائي أفادنا الله بعلمهم الغزير
وأنوه هنا وهذا من عندي فربما أصيب فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي
أن الله سبحانه وتعالى لم يقل لا يعلم تأويله الا الله والروح الأمين والنبيين؟؟؟؟؟؟؟؟
بل قال الراسخون في العلم ومن المؤكد أن هذه الصفه تشمل النبيين من البشر
ولهذا السبب ذهب موسى عليه السلام وذاق النصب والتعب والجوع كي يتعلم من العبد الصالح الذي أوتي علما"
وكان تلميذا"؟؟؟؟ بكل معنى الكلمه أمام من أوتي العلم من الله
وللتنويه
فهذا العبد الصالح ليس نبيا أو رسولا"؟؟؟؟
أشكرك أختي سمر وأرجو ا أن تزيدينا مما قرأتي أو سمعتي من لمسات عالمنا الجليل السامرائي
فأنني هنا (في الكويت) لم أجد مؤلفاته لأكتنزها؟؟؟
جزاك الله خيرا"
ـ[د. عماد]ــــــــ[14 May 2004, 03:38 م]ـ
السلام عليكم
أولاً- مر أحد العلماء- وكان شارد الذهن- ببهلول، دون أن يسلم عليه0 فقال بهلول: وعليكم السلام0 فانتبه ذلك العالم، وأحس بخطئه، فعاد إلى بهلول؛ ليقول له: السلام عليكم0 فقال له بهلول: لو ابتدأت، لأوجبت علينا حسن الرد0
ثانيًا- يقول سليمان داود أنه قرأ اللمسة البيانية للدكتور فاضل، وقرأ الردود عليها، ثم أردف ذلك قائلاً: (يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته
فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا) 0
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثًا- أما أنه يقسم زعمًا على أنه يصاب بالذهول عندما يقرأ للسامرائي، فهذا شأنه، ولا علاقة لنا به00 وأما أنه يحسبه عند الله من الراسخين في العلم، فهذا أمر لم يزعمه أحد العلماء، لا في القديم، ولا في الحديث0 وأظن أن الدكتور فاضل نفسه يرفض أن يحسبه أحد من الراسخين في العلم، وأن يضعه في مقام ابن عباس- رضي الله عنهما- وأمثاله ممن قال الله عز وجل فيهم: (لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) 0 وإني أرى أن هذا الحسبان من سليمان داود هو ذم للدكتور فاضل، وليس مدحًا له0
رابعًا- قد يكون قسم سليمان داود في محله، لو أن حوارًا كان يدور حول تقييم الدكتور فاضل؛ من حيث سعة علمه، ودقته0، وكونه موسوعة علمية نادرة، ثم جاء من يتهمه بخلاف ذلك0عندئذ فقط يمكن لأمثال سليمان داود أن يدلوا بشهادتهم، التي تقوم على القسم بالله تعالى0 وعندئذ يمكن قبول هذه الشهادة، واعتمادها، إذا دعمها صاحبها بالدليل القاطع، والبرهان الساطع0
خامسًا- قد يكون قسم سليمان داود صحيحًا، لو أن ما جاء به الدكتور فاضل في اللمسة البيانية المذكورة، كان جديدًا، لم يأت به الأوائل0 ولكن ما قاله، كان قد قاله النيسابوري- كما ذكر الألو سي- وقاله الكرماني- كما ذكر الرازي وأبو حيان0
ولو كان ما قالاه صحيحًا، لما ضعفه الرازي0 ولو لم يكن قول الرازي صحيحًا، لرأينا كثيرًا من العلماء يرد عليه قوله0
سادسًا- إذا كان سليمان داود متحمسًا للدكتور السامرائي كل هذا الحماس، ومتعصبًا له كل هذا التعصب، فلم لم يرد على الرازي قوله، ويثبت خطأه معتمدًا على معلوماته التي اكتسبها أولاً من قراءته للسامرائي، ومن اطلاعه على تفاسير القرآن الكريم، وعلومه؟
سابعًا- لماذا يرجو سليمان داود الأخت سمر طالبًا منها أن تزيده مما قرأت، أو سمعت من لمسات عالمه الجليل السامرائي، وهو قادر على أن يأتي بها هو، وهي موجودة في كثير من المنتديات، إضافة إلى قناة الشارقة؟ فهلا جاء هو بها، وأراح الأخت سمر من هذا العناء؟ وكم تكون مفيدة، إذا جاء بها هو، مضيفًا إليها ما يزيدها بيانًا ووضوحًا! ليته فعل ذلك، بدلاً من أن يلقي الكلام في الهواء إلقاء، فيصيب به الآخرين!!
د. عماد
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 May 2004, 05:36 م]ـ
أخي الدكتور عماد
تحيه طيبه وبعد
أولا أشكرك على النصيحه وتوجيهاتك السديده
لكني فقط أذكرك أنني لم أقسم
؟؟؟؟؟؟؟
وان شاء الله سأورد للمنتدى الكثير من لمسات الدكتو ر السامرائي
لأن لدي القليل القليل من علمه الواسع
أتمنى أن لا يكون فينا أي غل على أي عالم من علمائنا الكرام
وأنا أعترف أنني أخطأت لأنني تحدثت عن الدكتور الفاضل بدون سبب
فربما أعجابي هو الذي دعاني لذلك
ولم أكن أعلم أنه يزعج البعض
على كل حال لا أدري ما دخل البهلول بالعالم والقصه
على العموم أعذروني أن أخطأت
والسلام عليكم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 May 2004, 07:46 م]ـ
أشكر الأخوة الأفاضل الذين علقوا على هذا الموضوع وأضافوا إليه المفيد من المعلومات التي لم أكن أعلمها أنا شخصياً لعدم توفر كل المراجع لدي. فجزاكم الله خير الجزاء على إضافاتكم القيّمة.
واسمحوا لي أن ألفت نظر الجميع أننا في هذا المنتدى أو غيره لسنا في موقع تقييم علمائنا الأفاضل مهما اختلفنا معهم في الآراء وعليه فأتمنى من الجميع التزام الإحترام لكل العلماء بدون ذكر أسماء وأسأله تعالى أن ينفعنا بما يعلّمنا ويعلمنا ما ينفعنا. فالعلم أبوابه واسعة وعلينا نحن طلاب العلم أن نقرأ ونسمع ونطرح مواضيع هنا ولكل منا أن يضيف ما قرأه هو أو سمعه حول الموضوع المطروح وهكذا نزداد جميعاً علماً وفهماً وكأننا قمنا ببحث حول الموضوع وعلى حسب اعتقادي هذه هي فائدة المنتديات.
وهذا لا يعني أن يبدي أحدنا إعجابه بأحد علمائنا المعاصرين وليس في استطاعتنا نحن أن نكشف عن قلوب البشر وضمائرهم لنعلم صدقهم ولكن نقول نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا. فأرجو من الجميع الإلتزام بقوانين المنتدى وعدم إضفاء أي طابع شخصي عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما بخصوص رجاء الأخ الفاضل من الكويت فأنا أعمل في موقعي على جمع كل حلقات برنامج الكتور فاضل وأضفت صفحة لكتبه وأماكن تواجدها حسب آخر المعلومات التي عندي وإن شاء الله تجد في صفحات الموقع الكثير من الفائدة. الرابط هو التالي:
http://www.islamiyyat.com
ورابط صفحة الدكتور فاضل:
http://www.islamiyyat.com/lamsat.htm
أتمنى للجميع الفائدة
ـ[د. عماد]ــــــــ[14 May 2004, 08:17 م]ـ
السلام عليكم يا أخي سليمان ورحمة الله وبركاته0
أولاً- أحمد لله تعالى على أنك اعترفت بخطئك، ولكنك عدت ثانية إلى الخطأ0 فنحن هنا لسنا بصدد الحديث عن شخص الدكتور فاضل، وتقييمه، ولم يتعرض أحد لذكره، ولم يسىء أحد إليه0 فلماذا تتهم الآخرين بالغل عليه0 أوليس هؤلاء العلماء الذين مرَّ ذكرهم علماء كرام أفاضل، كالفخر الرازي؟ أم عالمك أفضل منه؟ لماذا لا تطلب من الدكتور فاضل أن يفنِّد قول الرازي، إن كنت أنت غير قادر على ذلك؟ وإني لمتأكد أن الدكتور فاضل لم يقف على قول الرازي، ولو عرفه، لاحترم رأيه0 ثم لا تفعل معنا يا أخي، كما فعل بوش حين قال: من لم يكن معنا فهو ضدُّنا0 ثم ألا ترى أن لكل منا الحق في أن يقول رأيه؟ ثم ألا ترى أن ما ذكرته أنا هو رأي الرازي، وليس هو رأيي أنا؟ ومما ينبغي أن تعلمه أن ما يوضع هنا في هذا المنتدى من لمسات، أو غيرها، لا يؤخذ به على أنه منزل من السماء، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه0، ولكل الحق كله في أن يقول رأيه فيه0
ثم إن لك الحق في أن تحب من تشاء، وأن تعجب بمن تشاء، فلا أحد ينازعك في ذلك0 ولكن ليس من حقك أن تفرض على غيرك ما تلزم به نفسك0 ثم لما تظن بالناس ظن السوء، ألم تقرأ قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم) 0 ثم هل قال لك أحد أن إعجابك بالدكتور فاضل يزعج غيرك، أم عرفت ذلك بنفسك؟ لماذا لا تدع الحوار حوارًا علميًا بنَّاء، وتحتفظ بإعجابك لنفسك؟
ثانيًا- أما عن قسمك فماذا تسمي هذا القول، إن لم يكن قسمًا (والله يا أخوتي عندما أقرأ للسامرائي أصاب بالذهول لسعة علمه ودقته 0 فأنني أحسبه عند الله من الراسخين في العلم والله حسبه وحسبنا)؟ لو أرسلنا هذا الكلام الذي تقوله إلى التحليل المخبري، لأظهر لنا التحليل ما يخفيه في طياته، وثناياه الشيء الكثير0، مما لا يحبه المسلم لأخيه المسلم0
ثالثًا- أما عن قصة العالم والبهلول فلا أظنك لم تفطن إلى المراد منها0 ألا ترى أنك دخلت، وأنت تحمل الغل الذي تتهم به الآخرين في قلبك؛ لتلقي على مسامع الجميع خطابك هذا؟ أليس من اللباقة أن تسلم قبل الدخول؟ ولكن كيف تلقي السلام، وأنت تحمل العصا؛ لتذود بها عن الحمى المغتصب؟
أرجو أن تكون قد انتبهت إلى خطئك الثاني يا أخي، وأن تدع الناس يتحاورون حوارًا علميًّا بناء، بعيدًا عن الأحقاد، والأ ضغان0 وأحب أن تعلم أن الكمال لله تعالى وحده، ولا يدعيه أحد إلا قصم الله ظهره0 كما أحب أن تتذكر- لأنك تعلم- أنه لا أحد من البشر معصوم عن الخطأ، إلا الأنبياء، والكل يؤخذ منه، ويرد عليه، وأنه فوق كل ذي علم عليم0
والحمد لله ري العالمين0
ـ[عبد القادر يثرب]ــــــــ[15 May 2004, 09:27 م]ـ
أشكر الأخت سمر على تفضلها بالجواب على سؤالي، وأطلب منها أن تأتي بالمزيد من هذه اللمسات البيانية اللطيفة0 كما أشكر الدكتور عماد على مشاركته القيمة، والمفصلة0 وما زلت أنتظر من الأخت سمر أن تأتي لنا بتوضيح من الدكتور فاضل على ما ذكرت، خاصة بعد أن ظهر لنا تضعيف الرازي لما تفضل به0 ولا يخفى أن للدكتور فاضل باعًا طويلاً في هذا المجال، والكل يشهد له بغزارة علمه وفضله، مع احترامي وتقديري للجميع0
أما الأخ سليمان داود فأقول له: سامحك الله يا أخي على سوء ظنك بالآخرين، وأعذرك على حماسك المنقطع النظير للعالم الجليل فاضل السامرائي، وإعجابك الشديد به؛ لأنه قد يكون كما وصفته أنت، فالكل يشهد له بسعة علمه، وقدرته الفائقة على تفسير وتأويل وتعليل آيات القرآن الكريم بما لم يسبقه إليه أحد0
ولكن الذي لا أعذرك عليه هو إساءتك الظن بالآخرين دون سبب يذكر0 ولست أدري هل في سؤالي، وفي الإضافة التي وضعها الأخ الدكتور عماد إساءة للدكتور فاضل؟ وهل ذكره أحد بسوء- كما قال الدكتور عماد؟ أم كان ينبغي علينا أن نكون كما قال الشاعر:
إذا قالت حذامِ فصدقوها ,,,,, فإن القول ما قالت حذامِ
وعل كل إن كان في سؤالي ما يزعج، أو يغضب، فأنا أعتذر0 وليتنا استفدنا مما قالته الأخت سمر في تعليقها السابق: (واسمحوا لي أن ألفت نظر الجميع أننا في هذا المنتدى أو غيره لسنا في موقع تقييم علمائنا الأفاضل مهما اختلفنا معهم في الآراء وعليه فأتمنى من الجميع التزام والاحترام لكل العلماء بدون ذكر أسماء وأسأله تعالى أن ينفعنا بما يعلّمنا ويعلمنا ما ينفعنا. فالعلم أبوابه واسعة وعلينا نحن طلاب العلم أن نقرأ ونسمع ونطرح مواضيع هنا ولكل منا أن يضيف ما قرأه هو أو سمعه حول الموضوع المطروح وهكذا نزداد جميعاً علماً وفهماً وكأننا قمنا ببحث حول الموضوع وعلى حسب اعتقادي هذه هي فائدة المنتديات) 0
وشكرًا لك يا أخت سمر على هذه النصيحة المباركة، والسلام عليكم0
م0 عبد القادر يثرب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2004, 10:46 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً ما تفضلتم به من ردود وتعقيبات وإفادات. وأشكر أخي الكريم الدكتور عماد على إضافته القيمة، ونقوله الموثقة. وبالنسبة لما ذكره أخي الكريم سليمان داود وفقه الله فلم أجد فيه ما يستنكر، ولا يستدعي كل هذه الردود والتوجيهات من أخي الدكتور عماد. فالدكتور فاضل السامرائي يستحق كل هذا الثناء ولا غضاضة في ذلك، والرسوخ في العلم صفة تكتسب بطول الممارسة وليست حكراً على أحد بعينه، والرسوخ في كل علم بحسبه.
أرجو للجميع التوفيق والسداد.
ـ[د. عماد]ــــــــ[16 May 2004, 01:19 ص]ـ
السلام عليك أخي عبد الرحمن، وشكرًا لك على ما دونته من تعقيب، وأوافقك الرأي في كل ما ذكرته، وتفضلت به، ولكن وجدت نفسي متهمًا بما لم أقله، ولم أفعله، وفي أول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب، فصعب علي الأمر0 وكنت أهدف من وراء ذلك إلى ألا يتسرع الإخوة في ردودهم، ويلقوا الكلام إلقاء دون تبصر، وتفكر، وأن يلتزموا بقوانين المنتدى وعدم إضفاء أي طابع شخصي عليه، كما قالت الأخت سمر00 وما أرجوه منك هو أن توجه نداء إلى الأخوة الأعضاء بهذا الخصوص0
وعلى كل إن كنت ترى أنني قد تجاوزت الحد، فأعتذر إليك فإن ثقتي بك كبيرة، واحترامي لك أكبر لما عرفته عنك من طيب خلق ورجاحة عقل0 وتقبل تحياتي0
أخوكم
د0 عماد
ـ[سليمان داود]ــــــــ[16 May 2004, 11:56 ص]ـ
من لايشكر الناس لايشكر الله
أشكرك عزيزي الدكتور عبد الرحمن الشهري
وتحيه لكم جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
كنت قد آثرت عدم الرد حتى لا ندخل بما يسمى الحوار الهائج
وهو عكس الحوار الهادئ الرزين المفيد
وهنا أكرر للمره الثانيه أعتذاري لأنني ذكرت أسما من أسماء علمائنا
فقط اريد أن أنوه بالتالي
الاختلاف في وجهات النظر بين العلماء أمر عادي وهو من رحمة هذا الدين الحنيف
ولولا ذلك ما كان لدينا تلك المذاهب والفرق؟؟؟
ومن هذا المنطلق رأيت الأمر عادي أن يكون اختلاف بين الرازي والسامرائي
فكلاهما بشر؟؟؟؟
وكلاهما معرض للخطأ
لأنهم ليسوا معصومين
وربما يصيب سليمان أو عماد أو عبد الرحمن ويخطئ حتى الرازي؟؟؟؟
أو غيره
أوليس لنا عقول نفقه فيها وعيون تبصر وآذان تسمع ولبا" يشهد
كلنا بشر في النهايه يصيب ويخطئ؟؟؟
الأمر الثاني أن العلماء ورثة الأنبياء؟؟؟ ونحن نجلهم بدون أستثناء وخاصة المعاصرين لنا
الذين رأيناهم وسمعناهم وحضرنا دروسهم
كالشعراوي وابن باز وابن عثيمين والبوطي والكبيسي والسامرائي وآخرين هم أعلام لنا معاصرين؟؟؟
هؤلاء لهم معزتهم الخاصه يا أخواني لأنهم أبناء الحاضر؟؟؟ فقط
أما علماؤنا الكبار رحمهم الله منارة هذه الامه من ابن عباس حتى آخر عالم وصلنا علمهم عن طريق النقل وليس التلقي؟؟؟؟؟
هؤلاء والله مدارس بكل معنى الكلمه
أما بالنسبه للرسوخ في العلم وكيف يصبح العالم راسخا بالعلم فهذا حديث طويل أعدكم أن أطرحه من خلال موضوع مشاركه قريبه وهو فعلا مكتسب كما قال الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري
أخيرا تقبلو تحياتي الحاره واعتذاري عن أي خطأ
والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العامين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 May 2004, 01:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وأشكر لك أخي الدكتور عماد حسن ظنك، وسعة صدرك، وما قلتُ ما قلتُ إلا رغبة في استثمار وجودك معنا فيما ننتفع به جميعاً من التحقيق في العلم، وعدم الاشتغال بغير ذلك من المسائل. أسأل الله لك السداد، ولجميع الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى العلمي الهادئ.
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[17 May 2004, 01:37 ص]ـ
موعظة ...................
أخرج البخاري في صحيحه (3819)، من طريق سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم: ((أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائماً؛ فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، كفن في بردة؛ إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه.
وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني.
ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط.
أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا؟!
وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا؟!
ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام))
• قال ابن الجوزي في صيد الخاطر (ص/128 - 129):
((ينبغي لكل ذي لبٍّ وفطنةٍ أن يحذر عواقب المعاصي؛ فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابةٌ ولا رحم، وإنما هو قائمٌ بالقسط، حاكمٌ بالعدل.
وإن كان حلمه يسع الذنوب؛ إلاَّ أنه إذا شاء عفا؛ فعفا كلَّ كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ، وأخذ باليسير؛ فالحذر .. الحذر.
ولقد رأيت أقواماً من المترفين كانوا يتقلَّبون في الظلم والمعاصي الباطنة والظاهرة؛ فتعبوا من حيث لم يحتسبوا؛ فقلعت أصولهم، ونُقِضَ ما بَنَوْا من قواعد أحكموها لذراريهم.
وما كان ذلك إلاَّ أنهم أهملوا جانب الحق عزوجل، وظنوا أنَّ ما يفعلونه من خيرٍ يقاوم ما يجري من شرٍّ؛ فمالت سفينة ظنونهم؛ فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم.
منقول من ابو عمر السمرقندي - منتدى اهل الحديث(/)
تأملات في أحوال الجوارح يوم القيامة ـ الجزء الثالث (أحوال السمع)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 May 2004, 04:30 م]ـ
ذكرت في الجزئين السابقين شيئاً من التأملات التي تتعلق بالوجه، ثم ثنيت بما يتعلق بالبصر.
وقد سأل بعض الأفاضل: ما السبب الذي جعلك تسلك هذا الترتيب في عرض أحوال الجوارح؟
فأجبته: أنني راعيت كثرة ورود الآيات المتعلقة بكل جارحة.
وإلى مقصود هذه الحلقة: وهو تأملات في الآيات المتعلقة بحاسة السامع في ذلك اليوم المهول.
أولاً: قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ... الآيات) (عبس:33 - 34).
والصاخة اسم من أسماء يوم القيامة، وهذا الاسم ـ كما هو ظاهر ـ له تعلق بحاسة السمع؛ لأن معنى هذا الاسم مأخوذ من قولهم: صاخ فلان لصوت فلان إذا استمع له، قال ابن جرير: "ولعل الصوت هو الصاخ،فإن يكن ذلك كذلك، فينبغي أن يكون قِيلَ ذلك لنفخة الصور".
وعلى هذا، فيكون هذا الصخ للآذان بسبب الصيحة التي ذكرها ربنا جل وعلا في سورة ق بقوله: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ).
وبناءً على ما سبق، فإن أول أحوال هذه الحاسة هو تلقيها لهذا الصوت العظيم الذي يصم الآذان؛ لتقوم لرب العالمين، ليتم الجزاء والحساب.
ثانياً: ثم يأتي على هذه الأسماع لحظات رهيبة، أتدري ماهي ومتى تكون؟.
إنها حينما تأتي راغمة إلى أرض المحشر، بعد سماع الصوت الذي ناداها (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ)، أي: لا عوج لهم عنه ولا انحراف ولكنهم يأتون سراعاً إليه ينحشرون .. فتقف وهي تنتظر أهوال ذلك اليوم .. وفي هذه الحال من الانتظار، تغشى الموقف سكينة وصمت عظيم، عبر عنه القرآن بقوله ـ: (وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) (طه:108) ... أي: سكنت أصوات الخلائق للرحمن،وأضاف الخشوع للأصوات على سبيل التجوز، ولعله استعير الخشوع لانخفاض الصوت،وإسراره ...
(فلا تسمع إلا همساً) والمراد به: وطء الأقدام إلى المحشر على قول جماعة من السلف،وعلى قول آخرين: كلام الإنسان بالصوت الخفي،وقد جمع بين هذين التفسيرين سعيد بن جبير رحمه الله.
ثالثاً: حينما يشاهد الكفار الأمر عياناً،وأن الأمر حق، ولا مفر من الموقف، ستتفتح أسماعهم وأبصارهم لكل ما يلقى إليهم، ولكن ... بعد فوات الأوان!!.
وهذا ما دل عليه قوله تعالى: (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (مريم:38)، قال ابن جرير ـ رحمه الله ـ:
"يقول تعالى ذكره مخبراً عن حال الكافرين به، الجاعلين له أنداداً، والزاعمين أن له ولداً يوم ورودهم عليه في الآخرة، لئن كانوا في الدنيا عميا عن إبصار الحق، والنظرِ إلى حجج الله التي تدل على وحدانيته، صماً عن سماع آي كتابه، وما دعتهم إليه رسل الله فيها من الإقرار بتوحيده، وما بعث به أنبياءه، فما أسمعهم يوم قدومهم على ربهم في الآخرة! وأبصرهم يومئذ حين لا ينفعهم الإبصار والسماع " انتهى.
رابعاً: مرحلة شهادة السمع على العبد بما سمع، وهذا ما دل عليه قوله تعالى: (وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرا مِّمَّا تَعْمَلُونَ).
وكأن هذا ـ والله أعلم ـ سابق لمرحلة تنكيس رؤوس المجرمين ـ الآتي ذكرها ـ خوفاً من العقاب، واعترافاً بالذنب،وسؤالهم الرجوع إلى الدنيا لعمل الصالحات، فإنهم حينما تتم عليهم الشهادة، يغشاهم من الذل والهوان ما لا يعلمه إلا الله تعالى .. عندها تبدأ التوسلات، وتظهر أنواع التأسفات،ولكن .. لا فائدة، فالمهلة قد انقضت، وهذه هي الحال التي ستتحدث عنها المرحلة الخامسة الآتي ذكرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامساً: مرحلة تنكيس الرؤوس، والإعلان الصريح بأنهم على استعداد تام لسماع كل أمرٍ وتنفيذه: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحا إِنَّا مُوقِنُونَ).
وهذه الحال تحتاج إلى مزيد نظر، إذ قد ينازع منازع في إدخالها في أحوال الجوارح، والذي ظهر لي بعد تأمل أنها داخلة في هذا الموضوع؛ لأن أصحاب هذه الحاسة (حاسة السمع) أبدوا استعدادهم لتقبل ما يلقى إليهم والإصغاء إليه، فهو عائد إلى آذانهم وقلوبهم معاً.
سادساً: وهي مرحلة النهاية، حينما ينتهي أهل الجنة إلى نعيمهم في دارهم ـ نسأل الله من فضله ـ وأهلُ النار إلى مصيرهم ومآلهم ـ نعوذ بالله من حالهم ـ فسيسمع أهل الدارين ما يليق بحال كلٍ منهم .. ويالله! ما أعظم الفرق؟!
أما أهل الجنة، فيسمعون أول ما يسمعون عند دخولهم للجنة سيسمعون ترحيب الملائكة (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ... ثم لا تسل بعد ذلك عن أنواع التلذذ بخطاب الرب،وهذا ما فصلته السنة المطهرة،جعلنا الله وإياكم ـ ووالدينا ـ من أهلها.
أما أهل النار، فإن الحديث عن أنواع العذاب التي تغشاهم وهم يسمعون ما يكرهون، فأمر يفوق الوصف،وذكره في القرآن أكثر من ذكر ما يقع لأهل الجنة.
وحسبي هنا أن أشير إلى أنواع من استصراخهم،والجواب الذي يجابون به:
1 ـ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)، فيأتي الجواب: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر:37).
2 ـ (رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ) فيأتيهم أعظم التبكيت والتقريع ـ والعياذ بالله ـ: (قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) (المؤمنون:107 - 108).
3 ـ (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) هنا يذكر بعض المفسرين أن مالكا لا يجيبهم مباشرة، بل يدعهم ألف عام بعد ذلك، ثم يجيبهم فيقول لهم: إنكم ماكثون .. فما أعظم الحسرة عليهم!
ولك أن تتصور ـ أخي ـ انتظارك لخبر يترتب عليه أمرٌ كبير!
ما هي مشاعرك؟!
ما هي أحاسيسك؟!
ثم ما حال هذه المشاعر وتلك الأحاسيس عندما يأتي الأمر ـ وبعد طول انتظار ـ على عكس ما كنت تنتظره تماماً؟!
الأمر عظيم ... فإذا كان هذا في أحوال الدنيا، فما ظنك بحال هؤلاء؟! نعوذ بالله من الشقاء.
هذا ا تيسر تأمله وتدبره في هذه الحاسة (حاسة السمع) فإن يكون صواباً فالحمد لله هو أهل الفضل،وإن يكن خطأ فإني أستغفر الله منه،والحمد لله رب العالمين.(/)
{فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم} .. تناسب الآية مع ختامها
ـ[كادح]ــــــــ[12 May 2004, 11:25 م]ـ
قال تعالى في سورة البقرة: {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم}.
سمعت مرة من أحد المشايخ - حفظه الله - أن خاتمة أية آية تتناسب مع الآية نفسها ..
وفي الآية أعلاه لم يتبين لي سبب التناسب .. مع علمي أن أن كلام الله أصدق وأحسن وأبين ..
وكذلك في آية أخرى وهي قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}.
هل من توضيح؟!! ..
وشكرا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2004, 08:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية هي الآية رقم (209) من سورة البقرة.
معنى العزيز: المنيع الذي لا ينال ولا يغالب، وهو القوي الذي لا يعجزه شيء أراده، فله العزة كلها: عزة القوة، وعزة الغلبة، وعزة الامتناع، فامتنع أن يناله أحد من المخلوقات، وقهر جميع الموجودات، ودانت له الخليقة.
معنى الحكيم: الذي يحكم الأشياء، ويتقنها غاية الإتقان والإحكام. قال ابن جرير: والحكيم الذي لا يدخل تدبيره خللٌ ولا زلل.
وقال ابن كثير: الحكيم في خلقك وأمرك، وفي تعليمك ما تشاء ومنعك ما تشاء، لك الحكمة في ذلك والعدل التام.
صلة الاسمين (العزيز) و (الحكيم) بالآية:
بيَّن الله في هذه الآية أن من زلَّ وأخطأ طريق الحق بعدما جاءته البينات والحجج، فلا يظنن أن الله عاجز عن أخذه والانتقام منه، وإنما ليعلم أن الله سبحانه وتعالى عزيز ذو عزة لا يمنعه من الانتقام منه مانع، ولا يدفعه عن عقوبته دافع، حكيم فيما يفعل به من عقوبة. وكل ما رتبه عز وجل من عقوبات ومؤاخذات إنما هو من مقتضى حكمته جل وعلا.
بتصرف من كتاب: (أسماء الله الحسنى في خواتم آيات الفاتحة والبقرة) للأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد.
وأما الآية الثانية فهي من سورة المائدة، وقد وضح العلماء رحمهم الله الحكمة التي ظهرت لهم من ختم الآية بهذين الاسمين (العزيز الحكيم) مع أنه قد يتبادر إلى ذهن القارئ أنه سيختمها بقوله (إنك أنت الغفور الرحيم). فذكروا أن الحمكة هي بيان أن مغفرته سبحانه وتعالى تكون عن قدرة وعزة وقوة، لا عن ضعف وعجز، وأنها لا تكون إلا لحكمة عظيمة وليست عبثاً.
ولعله يكون للأمر مزيد بيان من بقية الزملاء الفضلاء في هذا الملتقى العلمي.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[كادح]ــــــــ[13 May 2004, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا يا عبد الرحمن ..
وعلمك التأويل ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 May 2004, 11:14 م]ـ
يقول ابن القيم عن آية المائدة:
(( ... أي هم عبادك وأنت أعلم بسرهم وعلانيتهم فإذا عذبتهم عذبتهم على علم منك بما تعذبهم عليه فهم عبادك وأنت أعلم بما جنوه واكتسبوه فليس في هذا استعطاف لهم كما يظنه الجهال ولا تفويض إلى محض المشيئة والملك المجرد عن الحكمة كما تظنه القدرية وإنما هو إقرار واعتراف وثناء عليه سبحانه بحكمته وعدله وكمال علمه بحالهم واستحقاقهم للعذاب ثم قال وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم المائدة 118 ولم يقل الغفور الرحيم وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم والأمر بهم إلى النار فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم فلو قال فإنك أنت الغفور الرحيم لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم والمعنى إن غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم ليست عن عجز عن الانتقام منهم ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره لعجزه عن الانتقام منه ولجهله بمقدار إساءته إليه والكمال هو مغفرة القادر العالم وهو العزيز الحكيم وكان ذكر هاتين الصفتين في هذا المقام عين الأدب في الخطاب)) مدارج السالكين 2: 397.
ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[19 May 2004, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
(يُتْبَعُ)
(/)
جزى الله مشائخنا الفضلاء على ما بينوا، وكان قد تبين لي أمر، فأحببت أن أعرضه عليكم، وإني إن شاء الله مستفيد من تعقيبكم.
الآية الأولى قوله تعالى: (فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم).
فالمؤمن في حال الزلل بالمعصية يخشى عليه من أمرين: الأول أن يستهين بها فيحمله استصغارها على التمادي والإصرار. والثاني: كره تشريع الله تعالى، حيث قد يتوهم أن فيه من الحرج ما أوقعه في الإثم، وحب المعصية، لما قد يجد فيها من اللذة والمصلحة المؤقتة.
أما الأول فهو كقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحدث الصحيح: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار)، وفي الحديث الآخر - وهو ضعيف، لكن معناه صحيح إن شاء الله -: (لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار).
أما الثاني فهو كقول المنافقين الذي حكى الله تعالى في سورة النساء: (وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب) فهذا كره منهم لهذا التشريع استثقالاً له، ثم قال تعالى رداً عليهم: (قل متاع الدنيا قليل والآخر خير لمن اتقى) فهذا تزهيد لهم في المصلحة الزائلة الناتجة عن المعصية واللذة الكاذبة.
ثم نرجع إلى آية البقرة موضوعِ البحث.
فنرى اسم الله تعالى العزيز، ذو القهر والمنعة، الذي لا يعجزه شيء ولا يفوته. فإذا سمع المؤمن هذا، وعلم مقتضاه، خاف ربه، فانصرف ذهنه عن صغر المعصية التي ارتكب إلى عظمة الرب الذي قد عصى. وهذا يحمله على استعظام ذنبه والمسارعة بالتوبة.
ثم نرى اسم الله تعالى الحكيم، المحكِم المتقِن لشرعه وخلقه، ذو الحكمة الذي يضع الأمر في موضعه المناسب بحث يصلح به ولا يفسد. فإذا سمع المؤمن هذا، نظر إلى هذا التشريع الذي قد يُرى فيه استثقال، على أن فيه المصلحة الأكيدة والحكمة البالغة، وليس فيه تعنت ولا إعجاز. فإذا تبين له ذلك كره هذه المعصية التي تفوت مصلحة العمل بالحكم الشرعي، وزهد بما فيها من مصلحة ولذة، لثقته في حكمة ربه.
وبهذا يحمي الله تعالى المؤمن من هذين الأمرين، ويهديه إلى السلامة والخير، والسلامة من العقاب التي في التوبة، والخير الذي في العمل بالشرع لما فيه من المصالح.
لكن هنا قد يسأل سائل: الأمور التي يخشى على المؤمن منها حال معصيته ربه أكثر من مجرد هذين الأمرين، لم كان الحديث عنهما؟
فالجواب - والله تعالى أعلم - أن المقام هنا يقتضيهما، حيث قال تعالى قبل هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).
فالدخول في كل شرائع الإسلام من غير استثناء، قد يفهم منه المشقة والحرج، فجاء ذكر الحكمة لبيان أن هذا الدخول ليس لمشقة ولا تعنت كما كان على بني إسرائيل وإنما هو لحكمة بالغة ولصلاح الدين والدنيا.
وذلك كما قال تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وعليهن وسلم بعد أن أمرهن بجملة من التشاريع: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)، فكأنه قال: لا أريد بهذا إعناتكن ولا إتعابكن، إنما أريد بذلك تطهيركن. والله أعلم.
ثم اتباع خطوات الشيطان يكون بتزيينه المعاصي وتحقيرها. قال تعالى في التزيين: (قال ربي بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين) فهذا تزيين بذكر منافع المعصية ولذتها. وقال تعالى في التحقير: (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم) وهذا تحقير للمعصية حيث لن ينال الفاعل عليها عقاب بزعمهم.
فقابل الله تعالى ذينك بذكر عزته تخويفاً لعباده لئلا يغتروا بما هون الشيطان من عذاب المعصية، وبذكر حكمته لئلا يغتروا بما زين لهم من مصلحة ومنفعة.
هذا. وما أصبت فمن الله، وما أخفقت فمني ومن الشيطان، والله وكتابه منه بريئان.
والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 May 2004, 08:36 ص]ـ
اسمحوا لي أن أتطفل على علمكم لأعرض على حضراتكم ما تبين لي من تفسير لهذه الآية.
الآية مكونة من جملتين، فالجملة الأولي من الآية هي:
(فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات).
والجملة الثانية هي: (فاعلموا أن الله عزيز حكيم).
في مثل هذا الأسلوب في اللغة تكون الجملة الثانية إما (تهديدا) أو (طرح حل).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما التهديد فهو كقول المعلم لتلاميذه: إن تهاونتم في مراجعة دروسكم بعدما شرحتها لكم فلا تلومون إلا أنفسكم.
(فلا تلومون إلا أنفسكم) هذا تهديد.
وأما (طرح الحل البديل) كقول المعلم لتلاميذه: إن لم تفهموا الدرس بعدما شرحته لكم فإني سأستعمل أسلوبا آخر مبسطا في الشرح.
مثال آخر ل (طرح الحل البديل)، قال تلميذ لزميله وهو ينصحه:
إن رسبت في مادة الكيمياء ولم يفدك شرح مدرسك فخذ دروسا خصوصية في مادة الكيمياء.
(الحل البديل) لفشل التلميذ في مادة الكيمياء هو (الدروس الخاصة (الخصوصية).
لنعد إلى الجملة الثانية من الآية (فاعلموا أن الله عزيز حكيم).
هل هي تهديد أم عرض حل بديل يعطي يقينا أعظم من يقين الحل الأول؟
الحل الأول الذي زلوا من بعده هو (البينات)، فالبينات المراد من إرسالها هو (أن تستيقنها الأنفس). فهل يوجد حل آخر فيه من اليقين ما هو أعظم من يقين البينات؟
لنأخذ الصفة المتعلقة بما جاء في الجملة الثانية من الآية (فاعلموا أن الله عزيز حكيم)، الصفة المتعلقة بإسم الله العزيز الحكيم هي (الحكمة).
نستنتج من الآية أن الحل الأول الذي زل الناس من بعد ما جاءهم هو (البينات الحسية)، والحل البديل هو (الحكمة).
هل في آيات (الحكمة) يقين خير من مما تعطيه (البينات الحسية)؟
نضرب مثلا يوضح لنا هذه المسألة:
عدت إلى البيت فأخبرني أخي أن أستاذي في مادة الفلسفة زارني اليوم أثناء غيابي، و آتاني ب (البينة) على صدق كلامه بأن أراني قبعة الأستاذ وسبحته اللتان نسيهما في بيتي، وحيث أني أعرف قبعة الأستاذ وسبحته صدقت أخي إلا أنني ساورني الشك بعد قليل فقلت في نفسي لعل أخي يمزح معي ربما يكون يكون قد وجدهما في مكان ما خارج المنزل وأحضرهما إلى البيت، لكن أخي ما لبث أن قال لي:
لقد دخل الأستاذ إلى حجرة المكتبة و رص كل كتبك التي كانت مبعثرة على الأرض في خاناتها، فلما دخلت المكتبة وجدت الكتب قد رصت بالفعل مرتبة كل مجموعة لوحدها وحسب الترتيب الأبجدي، هنا أتاني اليقين الذي لا يتطرق إليه الشك أبدا خاصة وأن أخي هذا الذي أخبني (أمي) لا يقرأ ولا يكتب، فترتيب الكتب بإحكام يعتبر بينة من جنس (الحكمة).
ولو كنت أنا الآخر لا أعلم القراءة ولا الكتابة فأنى لي أن أعلم أن الكتب قد رصت في أدراجها بترتيب محكم!! إذن فالمتعلم هو الذي يدرك الحكمة والترتيب.
فتعالوا لنرى كيف طبقت هذه الآية في هدى الله للبشر.
لقد جاء عيسى عليه السلام (بالبينات) فزل المرسل إليهم بعد ذلك، فبعث الله رسولا آخر بالحل البديل الذي هو خير يقينا من (البينات الحسية) فآتاه الله اآيات من جنس (الحكمة) (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)، وكان من الحكمة أن يكون هذا الرسول (أميا) لكي لا يرتاب الناس كما لم أرتب في أمر أخي في ذلك المثل الذي ضربته،
وكان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان بالقلم مالم يعلم ليدرك حكمته كما أدركت أنا في ذلك المثل الذي ضربته أن الكتب رتبت بإحكام.
ولقد نبهنا الله على ذلك في أول ما أنزل من القرآن وهو: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم،الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم.
وترتيب سورة العلق في القرآن جاء بعد سورة التين التي اختتمت بسؤال من الله: أليس الله بأحكم الحاكمين؟
فالإنسان المتعلم هو الذي يجيب ب (بلى) ويبرهن على ذلك بالبراهين والحجج التي أدركها بعلمه، ولذلك جاءت سورة العلق بعد سورة التين.
أعتذر عن الإطالة وعن الأخطاء التي ربما قد أكون ارتكبتها في هذا الموضوع لأنني كتبته دون أن أعده مسبقا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 May 2004, 10:08 ص]ـ
والآية أيضا شطرها الأخير (فاعلموا أن الله عزيز حكيم) تهديد لمن زل بأن الله عزيز حكيم سيحاسب الذين زلوا بحكمته، كل حسب نوع الزلل، فقد يكون الزلل بالتهاون أو بالجحود أو بالفسق ولكل نوع من الزلل حكم.
يثني الله تعالى باسمين من أسماءه الحسنى، وهنا باسميه (العزيز الحكيم) فالعزيز هو الغالب الذي لا يقهر، ولا يكون العزيز غالبا إلا إذا كان حكيما، فمن لم يحكم الشيء ويتقنه بكون عرضة أن يستدرك عليه ويصحح له، والمستدرك عليه يعتبر مغلوبا لافتقاره إلى الحكمة،
إذن فالحكمة هي أم العزة، فيوصف العزيز بالحكيم.
والحكمة بنت العلم.الذي يحكم الأشياء ويتقنها هو الذي يحيط بعلمها.
إذن فالعلم أم الحكمة، والحكمة أم العزة، فالعزيز يوصف بالعلم (العزيز العليم).(/)
سلام وسؤال عن كتاب (ضياء التأويل في معاني التنزيل)
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[13 May 2004, 06:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد سعدت كثيراً حينما توصلت إلى هذا المنتدي الجميل والذي أسأله سبحاتنه أن ينفع به ويجزل الآجر والثواب لمن قام عليه ودعمه وشارك فيه وطوره
أيها الفضلاء هذه هي المشاركة الأولى ومعذرة على الجفاء والبرود بعبارات الترحيب فإن المشاعر والأحاسيس قد يعتريها حالة من الركود والتوقف لمشاهدتها ما تهيم في حبه أو تخافه والأول هو الذي أوقف أحاسيسي فاعذروني حتى أهدأ هذا أولاً.
وثانياً اعتبروني متسولاً طرق بابكم فمن تعاليم ديننا عدم رد السائل ولو كان غنياً ومن هنا سأسألكم والرجاء ممن لديه الإجابة سرعة الرد لأسرع له بالدعاء بظهر الغيب
والسؤال: هل هناك من بحث أو رسالة علمية حول كتاب " ضياء التأويل في معاني التنزيل " لمحمد بن عبد الله بن عثمان الملقب بفوديى؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2004, 07:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم أبا حذيفة بين إخوانك في الملتقى العلمي. وأرجو أن توضح السؤال قليلاً، بذكر تاريخ التفسير، وعصر المؤلف إن كنت تعرفه. وفقك الله.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[13 May 2004, 02:25 م]ـ
شكر الله لك أخي عبد الرحمن
وضياء التأويل مطبوع في أربع مجلدات طبعة حجرية قديمه وهو موجود عندي والذي أريد أن أعرفه هل هناك من عمل بحثاً أو رسالة حول الكتاب ولك منى عدد حبات الرمل تحية
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[12 Jun 2010, 07:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد سعدت كثيراً حينما توصلت إلى هذا المنتدي الجميل والذي أسأله سبحاتنه أن ينفع به ويجزل الآجر والثواب لمن قام عليه ودعمه وشارك فيه وطوره
أيها الفضلاء هذه هي المشاركة الأولى ومعذرة على الجفاء والبرود بعبارات الترحيب فإن المشاعر والأحاسيس قد يعتريها حالة من الركود والتوقف لمشاهدتها ما تهيم في حبه أو تخافه والأول هو الذي أوقف أحاسيسي فاعذروني حتى أهدأ هذا أولاً.
وثانياً اعتبروني متسولاً طرق بابكم فمن تعاليم ديننا عدم رد السائل ولو كان غنياً ومن هنا سأسألكم والرجاء ممن لديه الإجابة سرعة الرد لأسرع له بالدعاء بظهر الغيب
والسؤال: هل هناك من بحث أو رسالة علمية حول كتاب " ضياء التأويل في معاني التنزيل " لمحمد بن عبد الله بن عثمان الملقب بفوديى؟ وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد، فإن الأستاذ أبا حذيفة حفظه الله يسأل عن كتاب: "ضياء التأويل في معنى التنزيل"، فأخبره إجابة عن سؤاله بأن الكتاب المشار إليه سلفاً يتم تحقيقه في إطار تحضير أطاريح جامعية، وذلك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان/ المغرب، حيث تم تقسيم الكتاب بين مجموعة من الطلبة الباحثين، بإشراف الأستاذ الدكتور المكي اقلاينة، فتمت مناقشة ثلاث أطاريح في شأنه تحقيقاً ودراسة، والسلام عليكم.
د. الهاشمي برعدي الحوات / المغرب(/)
سلام وسؤال عن كتاب (ضياء التأويل في معاني التنزيل)
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[13 May 2004, 06:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد سعدت كثيراً حينما توصلت إلى هذا المنتدي الجميل والذي أسأله سبحانه أن ينفع به ويجزل الآجر والثواب لمن قام عليه ودعمه وشارك فيه وطوره.
أيها الفضلاء هذه هي المشاركة الأولى ومعذرة على الجفاء والبرود بعبارات الترحيب فإن المشاعر والأحاسيس قد يعتريها حالة من الركود والتوقف لمشاهدتها ما تهيم في حبه أو تخافه والأول هو الذي أوقف أحاسيسي فاعذروني حتى أهدأ هذا أولاً.
وثانياً اعتبروني متسولاً طرق بابكم فمن تعاليم ديننا عدم رد السائل ولو كان غنياً ومن هنا سأسألكم والرجاء ممن لديه الإجابة سرعة الرد لأسرع له بالدعاء بظهر الغيب.
والسؤال: هل هناك من بحث أو رسالة علمية حول كتاب " ضياء التأويل في معاني التنزيل " لمحمد بن عبد الله بن عثمان الملقب بفوديى؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 May 2004, 07:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحباً بكم أخي الكريم أبا حذيفة بين إخوانك في الملتقى العلمي. وأرجو أن توضح السؤال قليلاً، بذكر تاريخ التفسير، وعصر المؤلف إن كنت تعرفه. وفقك الله.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[13 May 2004, 02:25 م]ـ
شكر الله لك أخي عبد الرحمن
وضياء التأويل مطبوع في أربع مجلدات طبعة حجرية قديمه وهو موجود عندي والذي أريد أن أعرفه هل هناك من عمل بحثاً أو رسالة حول الكتاب ولك منى عدد حبات الرمل تحية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:44 م]ـ
أسأل الله أن يوفقكم يا أبا حذيفة لما يحب ويرضى وأن ينفع بعلمكم.
وقد أشار الدكتور مصطفى فوضيل حفظه الله في إحدى المشاركات هنا إلى أن هناك رسالة جامعية في تحقيق كتاب (كفاية ضعفاء السودان في تفسير القرآن) للشيخ عبدالله فودي. كما في هذه المشاركة ولعله يفصل القول في كتاب ضياء التأويل للمؤلف رحمه الله.
وقد كتب:
رسالة لنيل دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية تحت عنوان: عبد الله بن فودي: حياته وعلمه، وتحقيق الجزء الأول من كتابه: "كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن". للباحث: الحسن الحاج أبو بكر، دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا، الرباط، المغرب: 1418هـ/ 1998م.
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=40455&postcount=5
وقد كتبت سؤالاً هنا يا أبا حذيفة أريد معرفة تعليقكم عليه وفقكم الله ما دمتم تملكون كتابه ضياء التأويل؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9200
وفقكم الله.
في 27/ 7/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2007, 01:25 م]ـ
http://www.tafsir.net/images/deaaaa.jpg
ـ[د على رمضان]ــــــــ[27 Nov 2010, 05:37 م]ـ
حياك الله شيخنا المشرف العام وحيا جميع إخواننا فى الملتقى،،، ولى سؤال هل وصل إليكم الكتاب المذكور؟؟ وإن كان فهل لكم أن تعرضوا الكتاب - بعرضك المتميز كما عهدناكم دائماً - وشكراً(/)
تعلم أصول قراءة الإمام الكسائي رضي الله عنه ثالث قراء الكوفة
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 May 2004, 08:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ها نحن اليوم مع الإمام الكسائي نتعلم أصول قراءته على يد العلامة الضباع رحمه الله تعالى من كتابه الإضاءة في بيان أصول القراءة، يشرحها من طريق الشاطبية والدرة
وقبل الشروع أذكّر بما سبق من كلام الضباع إذ قال: واعلم أني جعلتها (أي رواية حفص عن عاصم) أصلا تترتب عليه أصول غيره من رواة القراء العشرة، يعني أني سأقتصر عن كل منهم على ذكر أصوله التي خالف فيها أصول رواية حفص وأترك الأصول التي وافقوه عليها اتكالا على العلم بها منها وطلبا للاختصار.
وتجد رواية حفص على الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1828
تنبيه:
العناوين بين [] من زياداتي، وقد أبقيتها على نسق ترتيب رواية حفص حتى لو لم يذكر الضباع أي خلاف في ذلك الباب، تنبيها على عدم ذكره لشيء من ذلك.
ولم أتتبع ما قد يدخل تحت العناوين المذكورة أو أشير إلى وجود استدراك ما على ندرته، ولعلي أنشط لذلك فيما بعد.
===============
أصول قراءة الكسائي
هو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي، ثالث قراء الكوفة، وله راويان:
أحدهما، أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي
وثانيهما، أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري
رويا عنه القراءة بلا واسطة، وأبو الحارث مقدم في الأداء، والخلف بينهما يسير، ولذا عزوت إلى الإمام الكسائي.
فقلت:
[باب الاستعاذة والبسملة]
--
[باب هاء الضمير وميم الجمع]
--
[باب الإدغام الكبير]
--
[باب هاء الكناية]
قرأ الكسائي أرجه، في الأعراف والشعراء، وفألقه في النمل بكسر الهاء، مع صلتها بياء لفظية في الثلاثة.
ويتقه في النور بإشباع كسرة الهاء
وفيه مهانا بقصر الهاء
وما أنسانيهِ في الكهف، وعليهِ الله في الفتح بكسر الهاء فيهما
[باب المد]
وقرأ بتوسط المنفصل والمتصل قولا واحدا
[باب الهمزة]
وقرأ:
أئنكم لتأتون وأئن لنا كلاهما في الأعراف، وءآمنتم في الأعراف وطه والشعراء بالاستفهام
وأءعجمي المرفوع بفصلت بالتحقيق
وما تكرر فيه الاستفهام، نحو:
أءذا كنا ترابا أءنا، بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني، مع زيادة نون في ثاني حرفي النمل،
لكنه خالف هذا الأصل في العنكبوت فاستفهم في الحرفين معا.
وقرأ الذئب حيث وقع، ويأجوج ومأجوج في الكهف والأنبياء، ومؤصدة في البلد والهمزة، بإبدال الهمزة حرف مد
ويضاهون في التوبة بضم الهاء من غير همز
[باب النقل]
--
[باب السكت]
--
[باب السكت على غير الهمز في الكلمات الأربع]
وقرأ: (عوجا قيما، في الكهف، ومرقدنا هذا، في يس، ومن راق، في القيامة، وبل ران في التطفيف) بترك السكت مع إدغام نون "من" و "لام" بل في الراء بعدهما.
[باب الإظهار والإدغام]
وأدغم
? ذال إذ في التاء والدال وحروف الصفير
? ودال قد في حروفها الثمانية
? وتاء التأنيث الساكنة في أحرفها الستة
? ولام بل في حروفها السبعة
? والباء المجزومة في الفاء
? والذال في التاء. من: عذت، وفنبذتها، واتخذتم وأخذتم كيف وقعا.
? والدال في الذال. من: كهيعص ذكر،
? وفي الثاء. من: ومن يرد ثواب في آل عمران
? والباء في الميم. من: يعذب آخر البقرة
? والنون في الواو. من: يس والقرآن، ون والقلم
? والفاء في الباء. من: نخسف بهم بسبأ
? والثاء في التاء. في: أورثتموها ولبت ولبثتم كيف أتيا.
وأدغم أبو الحارث اللام المجزومة في الذال. من: ومن يفعل ذلك، حيث وقع.
[أحكام النون الساكنة والتنوين]
--
[باب الفتح والإمالة]
وأمال الكسائي كل ألف منقلبة عن ياء تحقيقا، حيث وقعت:
في اسم، نحو: الهدي والهوى
أو فعل، نحو: أتى وسعى.
وتعرف ذوات الياء
? من الأسماء بالتثنية
? ومن الأفعال بإسناد الفعل إلى تاء المتكلم
فمتى ظهرت الياء جازت الإمالة ومتى ظهرت الواو امتنعت،
إلا أنه أمال من ذلك: العلى والقوى والضحى كيف جاء، ودحاها وطحاها وتلاها، وكذا الربا كيف وقع وكلاهما بالإسراء
وإذا زاد الواوي على ثلاثة أحرف، نحو: يرضى ومرضى وتزكى وزكاها ونجانا وأنجاه ويدعى وتتلى وتجلى واعتدى وفتعالى واستعلى أماله لكونه بسبب تلك الزيادة يصير يائيا.
وأمال أيضا:
(يُتْبَعُ)
(/)
? ألفات التأنيث المقصورة نحو: طوبى وبشرى وتقوى وأسرى وإحدى وذكرى.
? وما كان على وزن فُعالى وفَعالى، نحو: أسارى وكسالى ويتامى ونصارى.
? وكل ألف رسمت في المصاحف ياء، نحو: متى وبلى ويا أسفى ويا ويلتى ويا حسرتى وعسى وأني الاستفهامية.
لكنه استثنى من ذلك خمس كلمات. وهي: لدى وإلى وحتى وعلى وما زكى، للاتفاق على فتحهن.
وأمال أيضا:
? التوراة حيث وقع.
? وبل ران في التطفيف.
? والألف الواقعة بين راءين أولاهما مفتوحة والثانية مجرورة وهي في: الأبرار المجرور، ومن قرار، وذات قرار، ودار القرار، ومن الأشرار.
? وألف هار في التوبة.
وأمال أيضا:
? حرفي ونآى في الإسراء وفصلت،
? وحرفي رأى حيث وقع قبل محرك، نحو: رأى كوكبا رآك الذين
فإن وقع قبل ساكن نحو: رأ القمر فتح حرفيه وصلا وأمالهما وقفا
وأمال أيضا:
? الراء من الر أول يونس وأخواتها،
? والمر أول الرعد
? والهاء من فاتحتي مريم وطه
? والياء من فاتحتي مريم و يس
? والطاء من طه وطسم وطس
? والحاء من حم في السبع.
فصل
أمال الدوري الألفات الواقعة قبل الراء المتطرفة المكسورة، نحو:
أبصارهم، والدار، وبقنطار، وأوبارها، وأشعارها، وحمارك، والحمار، والجار، وجبارين، وكذا كافرين، والكافرين حيث وقعا بالياء، وأنصاري، وآذانهم، وآذاننا، وبارئكم، وطغيانهم، والبارئ، وسارعوا، ويسارعون، ونسارع، والجوار، وكذا رؤيا المضاف للكاف وهو في أول يوسف، ومحياي آخر الأنعام، ومثواي بيوسف، وهداي بالبقرة وطه، وكمشكاة بالنور.
تنبيه
إذا وقع بعد الألف الممالة ساكن أو تنوين وسقطت الألف لأجله امتنعت الإمالة، فإذا زال ذلك الساكن أو التنوين بالوقف عادت الإمالة على ما تأصل، وما ذكره في الحرز من الخلاف في المنون ينبغي تركه كما نبه عليه في النشر. اهـ
وأمال الكسائي هاء التأنيث في الوقف قولا واحدا إذا وقع قبلها حرف من " فجثت زينب لذود شمس" نحو:
خليفة، بهجة، ثلاثة، ميتة، أعزة، خشية، جنة، حبة، ليلة، لذة، قوة، بلدة، عيشة، رحمة، خمسة.
وإذا كان قبلها حرف من "خص ضغط قظ حع" نحو: (الصاخة، خالصة، بعوضة، صبغة، بسطة، طاقة، موعظة، النطيحة، سبعة) فتحها.
وإذا كان قبلها حرف من "أكهر" فإن قبله ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن نحو: (كهيئة، فئة، الأيكة، المؤتفكة، آلهة، وجهة، كبيرة، الآخرة، لعبرة) أمالها.
وإلا فتحها، نحو: (امرأة، الشوكة، سفاهة، حسرة).
وذهب جماعة من أهل الأداء إلى إطلاق الإمالة عنه عند جميع الحروف بلا تفصيل ما عدا الألف للإجماع على الفتح معها.
[باب الراءات]
--
[باب اللامات]
--
[باب الوقف على مرسوم الخط]
ووقف بالهاء على هاء التأنيث المرسومة تاء مجرورة وقد مر تفصيلها في أصول رواية حفص.
وكذا وقف على: ذات من ذات بهجة في النمل، وهيهات موضعي المؤمنون، ومرضات بالبقرة والنساء والتحريم، ولات حين بـ ص، واللات بالنجم.
ووقف بإثبات الألف بعد الهاء في: أيه في النور والزخرف والرحمن.
ووقف على الياء في: ويكأن الله وويكأنه كلاهما في القصص.
ووقف بإثبات الياء بعد الدال في: على واد النمل بسورته وبهاد العمي فيها وفي الروم
ووقف على: أيا من أيا ما في الإسراء، وعلى: ما وعلى اللام في مال هؤلاء في النساء ومال هذا في الكهف والفرقان، وفمال الذين في المعارج، وصوب ذلك في النشر للجميع.
[باب ياءات الإضافة]
وقرأ:
بيتي، في البقرة والحج ونوح. ووجهي، في آل عمران والأنعام. ويدي إليك، وأمي إلهين، في المائدة. وأجري إلا، بيونس، وحرفي هود، وخمسة الشعراء، وفي سبأ.
ويا عبادي الذين، بالعنكبوت والزمر.
وقل لعبادي، بإبراهيم.
ومعي، بالأعراف، وحرفي التوبة، وثلاثة بالكهف، وفي الأنبياء، وحرفي الشعراء، وفي القصص والملك
وما كان لي، في إبراهيم وص. ولي فيها بـ طه، ولي نعجة بـ ص. ولي دين، بالكافرون. بإسكان الياء فيهن.
[باب الياءات الزوائد]
وقرأ:
يوم يأت في هود، ونبغ في الكهف، بإثبات الياء فيهما وصلا.
وفما آتان الله في النمل، بإثبات الياء ساكنة في الحالين.
وهنا تمت أصول روايته ولله الحمد
اهـ كلام الضباع لأصول الإمام الكسائي رضي الله عنه.
ويليه أصول الإمام خلف العاشر في اختياره آخر قراء الكوفة رضي الله عنهم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(/)
عاجل: ضابط تغيير الخلق المحرم في آية النساء
ـ[ asdfg] ــــــــ[13 May 2004, 06:32 م]ـ
تفاوتت أقوال المفسرين في معنى قول الله تعالى (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)، فهل هناك دراسات لبيان معنى الآية وما يدخل في التغيير المحرم؟ وهل الآية تدل على حرمة عمليات التجميل الجراحية لأنها تغيير لخلق الله؟ أرجو الإفادة للأهمية.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 May 2004, 01:34 م]ـ
انظر هنا:
http://www.islamonline.net/fatwaapplication/arabic/display.asp?hFatwaID=85356
http://www.islamset.com/arabic/abioethics/ndwat/asman.htm
http://www.shefa-online.net/lady/displayArticle.asp?aid=60&catid=23
ـ[ asdfg] ــــــــ[14 May 2004, 02:03 م]ـ
جزاك الله خيراً، وقد رجعت إلى هذه الروابط، ولم تخل من فائدة، إلا أن لفظ الآية لا يزال بحاجة إلى تحليل أعمق خاصة مع التفاوت الكبير في أقوال المفسرين كما هو معروف، فهل قصد التجميل من تغيير خلق الله؟ وهل تغيير الخلق في الآية هو المراد في حديث لعن الواشمات والنامصات والمتفلجات للحسن (المغيرات لخلق الله)؟ أرى أن الموضوع بحاجة إلى بسط.
فهل هناك مزيد بحث لهذه المسألة؟(/)
تفسير قوله تعالى (واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها .. ) من الميزان، الطبري، القرطبي، ا
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[13 May 2004, 10:35 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اللهم اياك نعبد واياك نستعين، اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:
كنت في الجامعة وكنا نقرأ في سورة الاسراء، ولما مررنا بقوله تعالى (واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا ترفيها .... الاية) استوقفتني هذه الاية وسألت الشيخ الذي يقرؤنا عن تفسيرها فشرح ذلك شرحا اجماليا، فسألتهه عن بعض المعاني الدقيقة فيها مثل الارادة، ومعنى المترفين؟؟؟ فوكل الي بحث هذه الاية، فقمت ببحثها من عدة تفاسير عن طريق البحث في شبكة الانترنت وحصلت على هذه التفاسير وغيرها.
وانا الان اجمعها لك اخي الحبيب لتتأمل في تفسير هذه الايات أسأل الله أن ينفعني واياك بما نكتب وما نقرا والله اعلم واحكم الحاكمين.
اولا: من تفسير الطبطبائي المسمى: الميزان في تفسير القران:
و قوله: «إذا أردنا أن نهلك قرية» أي إذا دنا وقت هلاكهم من قبيل قولهم: إذا أراد العليل أن يموت كان كذا، و إذا أرادت السماء أن يمطر كان كذا، أي إذا دنا وقت موته و إذا دنا وقت إمطارها فإن من المعلوم أنه لا يريد الموت بحقيقة معنى الإرادة و أنها لا تريد الإمطار كذلك، و في القرآن: «فوجدا جدارا يريد أن ينقض» الآية.
و يمكن أن يراد به الإرادة الفعلية و حقيقتها توافق الأسباب المقتضية للشيء و تعاضدها على وقوعه، و هو قريب من المعنى الأول و حقيقته تحقق ما لهلاكهم من الأسباب و هو كفران النعمة و الطغيان بالمعصية كما قال سبحانه: «لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد»: إبراهيم: 7، و قال: «الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد»: الفجر: 14.
و قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» من المعلوم من كلامه تعالى أنه لا يأمر بالمعصية أمرا تشريعيا فهو القائل: «قل إن الله لا يأمر بالفحشاء»: الأعراف: 28 و أما الأمر التكويني فعدم تعلقه بالمعصية من حيث إنها معصية أوضح لجعله الفعل ضروريا يبطل معه تعلقه باختيار الإنسان و لا معصية مع عدم الاختيار قال تعالى: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون»: يس: 82.
فمتعلق الأمر في قوله: «أمرنا» إن كان هو الطاعة كان الأمر بحقيقة معناه و هو الأمر التشريعي و كان هو الأمر الذي توجه إليهم بلسان الرسول الذي يبلغهم أمر ربهم و ينذرهم بعذابه لو خالفوا و هو الشأن الذي يختص بالرسول كما تقدمت الإشارة إليه فإذا خالفوا و فسقوا عن أمر ربهم حق عليهم القول و هو أنهم معذبون إن خالفوا فأهلكوا و دمروا تدميرا.
و إن كان متعلق الأمر هو الفسق و المعصية كان الأمر مرادا به الإكثار من إفاضة النعم عليهم و توفيرها على سبيل الإملاء و الاستدراج و تقريبهم بذلك من الفسق حتى يفسقوا فيحق عليهم القول و ينزل عليهم العذاب.
و هذان وجهان في معنى قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» يجوز توجيهه بكل منهما لكن يبعد أول الوجهين أولا أن قولنا: أمرته ففعل و أمرته ففسق ظاهره تعلق الأمر بعين ما فرع عليه، و ثانيا عدم ظهور وجه لتعلق الأمر بالمترفين مع كون الفسق لجميع أهل القرية و إلا لم يهلكوا.
قال في الكشاف،: و الأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم: افسقوا، و هذا لا يكون فبقي أن يكون مجازا، و وجه المجاز أنه صب عليهم النعمة صبا فجعلوها ذريعة إلى المعاصي و اتباع الشهوات فكأنهم مأمورون بذلك لتسبب إيلاء النعمة فيه، و إنما خولهم إياها ليشكروا و يعملوا فيها الخير و يتمكنوا من الإحسان و البر كما خلقهم أصحاء أقوياء و أقدرهم على الخير و الشر و طلب منهم إيثار الطاعة على المعصية فآثروا الفسوق فلما فسقوا حق عليهم القول و هو كلمة العذاب فدمرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلت: هلا زعمت أن معناه أمرناهم بالطاعة ففسقوا قلت لأن حذف ما لا دليل عليه غير جائز فكيف يحذف ما الدليل قائم على نقيضه؟ و ذلك أن المأمور به إنما حذف لأن فسقوا يدل عليه و هو كلام مستفيض يقال: أمرته فقام و أمرته فقرأ لا يفهم منه إلا أن المأمور به قيام أو قراءة و لو ذهبت تقدر غيره لزمت من مخاطبك علم الغيب.
و لا يلزم على هذا قولهم: أمرته فعصاني أو فلم يمتثل أمري لأن ذلك مناف للأمر مناقض له، و لا يكون ما يناقض الأمر مأمورا به فكان محالا أن يقصد أصلا حتى يجعل دالا على المأمور به فكان المأمور به في هذا الكلام غير مدلول عليه و لا منوي لأن من يتكلم بهذا الكلام فإنه لا ينوي لأمره مأمورا به كأنه يقول: كان مني أمر فلم يكن منه طاعة كما أن من يقول: فلان يعطي و يمنع و يأمر و ينهى غير قاصد إلى مفعول.
فإن قلت: هلا كان ثبوت العلم بأن الله لا يأمر بالفحشاء و إنما يأمر بالقصد و الخير دليلا على أن المراد أمرناهم بالخير ففسقوا؟.
قلت: لا يصح ذلك لأن قوله: ففسقوا يدافعه فكأنك أظهرت شيئا و أنت تدعي إضمار خلافه فكان صرف اللفظ إلى المجاز هو الوجه.
و هو كلام حسن في تقريب ظهور قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» في كون المأمور به هو الفسق و أما كونه صريحا فيه بحيث لا يحتمل إلا ذلك كما يدعيه فلا، فلم لا يجوز أن تكون الآية من قبيل قولنا: أمرته فعصاني حيث تكون المعصية و هي منافية للأمر قرينة على كون المأمور به هو الطاعة و الفسق و المعصية واحد فإن الفسق هو الخروج عن زي العبودية و الطاعة فهو المعصية و يكون المعنى حينئذ أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا عن أمرنا و عصوه، أو يكون الأمر في الآية مستعملا استعمال اللازم، و المعنى توجه أمرنا إلى مترفيها ففسقوا فيها عنه.
فالحق أن الوجهين لا بأس بكل منهما و إن كان الثاني لا يخلو من ظهور و قد أجيب عن اختصاص الأمر بالمترفين بأنهم الرؤساء السادة و الأئمة المتبوعون و غيرهم أتباعهم و حكم التابع تابع لحكم المتبوع و لا يخلو من سقم.
و ذكر بعضهم في توجيه الآية أن قوله: «أمرنا مترفيها» إلخ صفة لقرية و ليس جوابا لإذا و جواب إذا محذوف على حد قوله: حتى إذا جاؤها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها إلى آخر الآية للاستغناء عنه بدلالة الكلام.
و ذكر آخرون أن في الآية تقديما و تأخيرا و التقدير و إذا أمرنا مترفي قرية ففسقوا فيها أردنا أن نهلكها، و ذلك أنه لا معنى لإرادة الهلاك قبل تحقق سببه و هو الفسق، و هو وجه سخيف كسابقه.
هذا كله على القراءة المعروفة «أمرنا» بفتح الهمزة ثم الميم مخففة من الأمر بمعنى الطلب، و ربما أخذ من الأمر بمعنى الإكثار أي أكثرنا مترفيها مالا و ولدا ففسقوا فيها.
و قرىء «آمرنا» بالمد و نسب إلى علي (عليه السلام) و إلى عاصم و ابن كثير و نافع و غيرهم و هو من الإيمان بمعنى إكثار المال و النسل أو بمعنى تكليف إنشاء فعل، و قرىء أيضا «أمرنا» بتشديد الميم من التأمير بمعنى تولية الإمارة و نسب ذلك إلى علي و الحسن و الباقر (عليهما السلام) و إلى ابن عباس و زيد بن علي و غيرهم.
ثانيا: من تفسير ابن كثير
14اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله " أَمَرْنَا " فَالْمَشْهُور قِرَاءَة التَّخْفِيف وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَاهَا فَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا أَمْرًا قَدَرِيًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " إِنَّ اللَّه لَا يَأْمُر بِالْفَحْشَاءِ قَالُوا مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَخَّرَهُمْ إِلَى فِعْل الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعَذَاب وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَاتِ فَفَعَلُوا الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَة. رَوَاهُ اِبْن جُرَيْج عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر أَيْضًا وَقَالَ اِبْن جَرِير يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء قُلْت إِنَّمَا يَجِيء هَذَا عَلَى قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمْ اللَّه بِالْعَذَابِ وَهُوَ قَوْله "
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا " الْآيَة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " أَكْثَرْنَا وَقَدْ اِسْتَشْهَدَ بَعْضهمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْح بْن عُبَادَة حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الْعَدَوِيّ عَنْ مُسْلِم بْن بُدَيْل عَنْ إِيَاس بْن زُهَيْر عَنْ سُوَيْد بْن هُبَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " خَيْر مَال اِمْرِئٍ لَهُ مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة " قَالَ الْإِمَام أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّام رَحِمَهُ اللَّه فِي كِتَابه الْغَرِيب الْمَأْمُورَة كَثِيرَة النَّسْل وَالسِّكَّة الطَّرِيقَة الْمُصْطَفَّة مِنْ النَّخْل وَالْمَأْبُورَة مِنْ التَّأْبِير وَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّمَا جَاءَ هَذَا مُتَنَاسِبًا كَقَوْلِهِ " مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات ".
ثالثا: من تفسير الطبري:
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْحِجَاز وَالْعِرَاق {أَمَرْنَا} بِقَصْرِ الْأَلِف وَغَيْر مَدّهَا وَتَخْفِيف الْمِيم وَفَتْحهَا. وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَإِنَّ الْأَغْلَب مِنْ تَأْوِيله: أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ , فَفَسَقُوا فِيهَا بِمَعْصِيَتِهِمْ اللَّه , وَخِلَافهمْ أَمْره , كَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ كَثِير مِمَّنْ قَرَأَهُ كَذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16723 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ: قَالَ اِبْن عَبَّاس {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قَالَ: بِطَاعَةِ اللَّه , فَعَصَوْا. 16724 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثنا شَرِيك , عَنْ سَلَمَة أَوْ غَيْره , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: أَمَرْنَا بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا. وَقَدْ يَحْتَمِل أَيْضًا إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ: جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء فَفَسَقُوا فِيهَا , لِأَنَّ الْعَرَب تَقُول: هُوَ أَمِير غَيْر مَأْمُور. وَقَدْ كَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يَقُول: قَدْ يَتَوَجَّه مَعْنَاهُ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ إِلَى مَعْنَى أَكْثَرْنَا مُتْرَفِيهَا , وَيُحْتَجّ لِتَصْحِيحِهِ ذَلِكَ بِالْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة " وَيَقُول: إِنَّ مَعْنَى قَوْله: مَأْمُورَة: كَثِيرَة النَّسْل. وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ الْكُوفِيِّينَ يُنْكِر ذَلِكَ مِنْ قِيله , وَلَا يُجِيزنَا أَمْرنَا , بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا إِلَّا بِمَدِّ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا. وَيَقُول فِي قَوْله " مُهْرَة مَأْمُورَة ": إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ عَلَى الِاتِّبَاع لِمَجِيءِ مَأْبُورَة بَعْدهَا , كَمَا قِيلَ: " اِرْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات " فَهَمَزَ مَأْزُورَات لِهَمْزِ مَأْجُورَات , وَهِيَ مِنْ وَزَرَتْ إِتْبَاعًا لِبَعْضِ الْكَلَام بَعْضًا. وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو عُثْمَان " أَمَّرْنَا " بِتَشْدِيدِ الْمِيم , بِمَعْنَى الْإِمَارَة. 16725 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ: ثنا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا هُشَيْم عَنْ عَوْف , عَنْ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَنَّهُ قَرَأَ " أَمَّرْنَا " مُشَدَّدَة مِنْ الْإِمَارَة. وَقَدْ تَأَوَّلَ هَذَا الْكَلَام عَلَى هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
التَّأْوِيل , جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16726 - حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن دَاوُد , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " يَقُول: سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْتهمْ بِالْعَذَابِ , وَهُوَ قَوْله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا} 6 123 16727 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْقَاسِم , قَالَ: سَمِعْت الْكِسَائِيّ يُحَدِّث عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , أَنَّهُ قَرَأَهَا: " أَمَّرْنَا " وَقَالَ: سَلَّطْنَا. 16728 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَى حَجَّاج , عَنْ أَبِي حَفْص , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ: " أَمَّرْنَا " مُثَقَّلَة: جَعَلْنَا عَلَيْهَا مُتْرَفِيهَا: مُسْتَكْبِرِيهَا. 16729 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى , وَحَدَّثَنِي الْحَارِث قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ: بَعَثْنَا. * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله. وَذُكِرَ عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ " آمَرْنَا " بِمَدِّ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا , بِمَعْنَى: أَكْثَرْنَا فَسَقَتهَا. وَقَدْ وُجِّهَ تَأْوِيل هَذَا الْحَرْف إِلَى هَذَا التَّأْوِيل جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل , إِلَّا أَنَّ الَّذِينَ حَدَّثُونَا لَمْ يُمَيِّزُوا لَنَا اِخْتِلَاف الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ , وَكَيْف قَرَأَ ذَلِكَ الْمُتَأَوِّلُونَ , إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُمْ. ذِكْر مَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ: 16730 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثني أَبِي , قَالَ: ثني عَمِّي , قَالَ: ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول: أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ. 16731 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة قَوْله: " آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ. 16732 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ: ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ. 16733 - حَدَّثَنِي عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول: أَخْبَرَنَا عَبْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} يَقُول: أَكْثَرنَا مُتْرَفِيهَا: أَيْ كُبَرَاءَهَا. 16734 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَا: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا , فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل " يَقُول: أَكْثَرنَا مُتْرَفِيهَا: أَيْ جَبَابِرَتهَا , فَفَسَقُوا فِيهَا وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَةِ اللَّه {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}. وَكَانَ يَقُول: إِذَا أَرَادَ اللَّه بِقَوْمٍ صَلَاحًا , بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُصْلِحًا. وَإِذَا أَرَادَ بِهِمْ فَسَادًا بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُفْسِدًا , وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكهَا أَكْثَرَ مُتْرَفِيهَا. * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة {آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ. 16735 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , قَالَ: دَخَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى زَيْنَب وَهُوَ يَقُول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذَا " وَحَلَّقَ بَيْن إِبْهَامه وَاَلَّتِي تَلِيهَا , قَالَتْ: يَا رَسُول اللَّه أَنْهَلْك وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث ". 16736 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا} قَالَ: ذَكَرَ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ أَمَرْنَا: أَكْثَرْنَا. قَالَ: وَالْعَرَب تَقُول لِلشَّيْءِ الْكَثِير أَمِرَ لِكَثْرَتِهِ. فَأَمَّا إِذَا وُصِفَ الْقَوْم بِأَنَّهُمْ كَثُرُوا , فَإِنَّهُ يُقَال: أَمِرَ بَنُو فُلَان , وَأَمِرَ الْقَوْم يَأْمُرُونَ أَمْرًا , وَذَلِكَ إِذَا كَثُرُوا وَعَظُمَ أَمْرهمْ , كَمَا قَالَ لَبِيد. إِنْ يُغْبَطُوا يُهْبَطُوا وَإِنْ أَمَرُوا يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْقُلِّ وَالنَّفَد وَالْأَمْر الْمَصْدَر , وَالِاسْم الْإِمْر , كَمَا قَالَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ {لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا} 18 71 قَالَ: عَظِيمًا , وَحُكِيَ فِي مِثْل شَرّ إِمْر: أَيْ كَثِير. وَأَوْلَى الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} بِقَصْرِ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا وَتَخْفِيف الْمِيم مِنْهَا , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى تَصْوِيبهَا دُون غَيْرهَا. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْأَوْلَى بِالصَّوَابِ بِالْقِرَاءَةِ , فَأَوْلَى التَّأْوِيلَات بِهِ تَأْوِيل مَنْ تَأَوَّلَهُ: أَمَرْنَا أَهْلهَا بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا وَفَسَقُوا فِيهَا , فَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْل: لِأَنَّ الْأَغْلَب مِنْ مَعْنَى أَمَرْنَا: الْأَمْر , الَّذِي هُوَ خِلَاف النَّهْي دُون غَيْره , وَتَوْجِيه مَعَانِي كَلَام اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى الْأَشْهَر الْأَعْرَف مِنْ مَعَانِيه , أَوْلَى مَا وُجِدَ إِلَيْهِ سَبِيل مِنْ غَيْره.
فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
وَمَعْنَى قَوْله: {فَفَسَقُوا فِيهَا}: فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه فِيهَا , وَخَرَجُوا عَنْ طَاعَته {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل} يَقُول: فَوَجَبَ عَلَيْهِمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ اللَّه وَفُسُوقهمْ فِيهَا , وَعِيد لِلَّهِ الَّذِي أَوْعَدَ مَنْ كَفَرَ بِهِ , وَخَالَفَ رُسُله , مِنْ الْهَلَاك بَعْد الْإِعْذَار وَالْإِنْذَار بِالرُّسُلِ وَالْحُجَج {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} يَقُول: فَخَرَّبْنَاهَا عِنْد ذَلِكَ تَخْرِيبًا , وَأَهْلَكْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ أَهْلهَا إِهْلَاكًا , كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَق: وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمُود لَمَّا رَغَا ظُهْرًا فَدَمَّرَهُمْ دَمَارَا
رابعا: من تفسير القرطبي:
وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى فِي الْآيَة الَّتِي قَبْل أَنَّهُ لَمْ يُهْلِك الْقُرَى قَبْل اِبْتِعَاث الرُّسُل , لَا لِأَنَّهُ يَقْبُح مِنْهُ ذَلِكَ إِنْ فَعَلَ , وَلَكِنَّهُ وَعْد مِنْهُ , وَلَا خُلْف فِي وَعْده. فَإِذَا أَرَادَ إِهْلَاك قَرْيَة مَعَ تَحْقِيق وَعْده عَلَى مَا قَالَهُ تَعَالَى أَمَرَ مُتْرَفِيهَا بِالْفِسْقِ وَالظُّلْم فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل بِالتَّدْمِيرِ. يُعْلِمك أَنَّ مَنْ هَلَكَ هَلَكَ بِإِرَادَتِهِ , فَهُوَ الَّذِي يُسَبِّب الْأَسْبَاب وَيَسُوقهَا إِلَى غَايَاتهَا لِيُحِقّ الْقَوْل السَّابِق مِنْ اللَّه تَعَالَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
" أَمَرْنَا " قَرَأَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَأَبُو رَجَاء وَأَبُو الْعَالِيَة , وَالرَّبِيع وَمُجَاهِد وَالْحَسَن " أَمَّرْنَا " بِالتَّشْدِيدِ , وَهِيَ قِرَاءَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ; أَيْ سَلَّطْنَا شِرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْنَاهُمْ. وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ " أَمَّرْنَا " بِتَشْدِيدِ الْمِيم , جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء مُسَلَّطِينَ ; وَقَالَهُ اِبْن عَزِيز. وَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ. وَقَرَأَ الْحَسَن أَيْضًا وَقَتَادَة وَأَبُو حَيْوَة الشَّامِيّ وَيَعْقُوب وَخَارَجَة عَنْ نَافِع وَحَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ اِبْن كَثِير وَعَلِيّ وَابْن عَبَّاس بِاخْتِلَافٍ عَنْهُمَا " آمَرْنَا " بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيف , أَيْ أَكْثَرْنَا جَبَابِرَتهَا وَأُمَرَاءَهَا ; قَالَهُ الْكِسَائِيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: آمَرْته بِالْمَدِّ وَأَمَّرْته , لُغَتَانِ بِمَعْنَى كَثَّرْته ; وَمِنْهُ الْحَدِيث (خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة) أَيْ كَثِيرَة النِّتَاج وَالنَّسْل. وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن عَزِيز: آمَرْنَا وَأَمَرْنَا بِمَعْنًى وَاحِد ; أَيْ أَكْثَرْنَا. وَعَنْ الْحَسَن أَيْضًا وَيَحْيَى بْن يَعْمَر " اِمْرِنَا " بِالْقَصْرِ وَكَسْر الْمِيم عَلَى فَعِلْنَا , وَرُوِيَتْ عَنْ اِبْن عَبَّاس. قَالَ قَتَادَة وَالْحَسَن: الْمَعْنَى أَكْثَرْنَا ; وَحَكَى نَحْوه أَبُو زَيْد وَأَبُو عُبَيْد , وَأَنْكَرَهُ الْكِسَائِيّ وَقَالَ: لَا يُقَال مِنْ الْكَثْرَة إِلَّا آمَرْنَا بِالْمَدِّ ; قَالَ وَأَصْلهَا " أَأَمَرْنَا " فَخَفَّفَ , حَكَاهُ الْمَهْدَوِيّ. وَفِي الصِّحَاح: وَقَالَ أَبُو الْحَسَن أَمِرَ مَاله (بِالْكَسْرِ) أَيْ كَثُرَ. وَأَمِرَ الْقَوْم أَيْ كَثُرُوا ; قَالَ الشَّاعِر: أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْم الْقُعْدُد وَآمَر اللَّه مَاله: (بِالْمَدِّ): الثَّعْلَبِيّ: وَيُقَال لِلشَّيْءِ الْكَثِير أَمِرٌ , وَالْفِعْل مِنْهُ: أَمِرَ الْقَوْم يَأْمَرُونَ أَمْرًا إِذَا كَثُرُوا. قَالَ اِبْن مَسْعُود: كُنَّا نَقُول فِي الْجَاهِلِيَّة لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا: أَمِرَ أَمْر بَنِي فُلَان ; قَالَ لَبِيد: كُلّ بَنِي حُرَّة مَصِيرهمْ قَلَّ وَإِنْ أَكْثَرَتْ مِنْ الْعَدَد إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وَإِنْ أَمِرُوا يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ وَالنَّكَد قُلْت: وَفِي حَدِيث هِرَقْل الْحَدِيث الصَّحِيح: (لَقَدْ أَمِرَ أَمْر اِبْن أَبِي كَبْشَة , إِنَّهُ لَيَخَافهُ مَلِك بَنِي الْأَصْفَر) أَيْ كَثُرَ. وَكُلّه غَيْر مُتَعَدٍّ وَلِذَلِكَ أَنْكَرَهُ الْكِسَائِيّ , وَاَللَّه أَعْلَم. قَالَ الْمَهْدَوِيّ: وَمَنْ قَرَأَ " أَمِرَ " فَهِيَ لُغَة , وَوَجْه تَعْدِيَة " أَمِرَ " أَنَّهُ شَبَّهَهُ بِعَمَرَ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ الْكَثْرَة أَقْرَب شَيْء إِلَى الْعِمَارَة , فَعُدِّيَ كَمَا عُدِّيَ عَمَرَ. الْبَاقُونَ " أَمَرْنَا " مِنْ الْأَمْر ; أَيْ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ إِعْذَارًا وَإِنْذَارًا وَتَخْوِيفًا وَوَعِيدًا.
وَقِيلَ: " أَمَرْنَا " جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء ; لِأَنَّ الْعَرَب تَقُول: أَمِير غَيْر مَأْمُور , أَيْ غَيْر مُؤْمَر. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَعَثْنَا مُسْتَكْبِرِيهَا. قَالَ هَارُون: وَهِيَ قِرَاءَة أُبَيّ " بَعَثْنَا أَكَابِر مُجْرِمِيهَا فَفَسَقُوا " ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ. وَحَكَى النَّحَّاس: وَقَالَ هَارُون فِي قِرَاءَة أُبَيّ " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة بَعَثْنَا فِيهَا أَكَابِر مُجْرِمِيهَا فَمَكَرُوا فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْل ". وَيَجُوز أَنْ يَكُون " أَمَرْنَا " بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا ; وَمِنْهُ (خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة) عَلَى مَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ قَوْم: مَأْمُورَة اِتِّبَاع لِمَأْبُورَةٍ ; كَالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا. وَكَقَوْلِهِ: (اِرْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات). وَعَلَى هَذَا لَا يُقَال: أَمَرَهُمْ اللَّه , بِمَعْنَى كَثَّرَهُمْ , بَلْ يُقَال: آمَرهُ وَأَمَرَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْد وَأَبُو حَاتِم قِرَاءَة الْعَامَّة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا اِخْتَرْنَا " أَمَرْنَا " لِأَنَّ الْمَعَانِي الثَّلَاثَة تَجْتَمِع فِيهَا مِنْ الْأَمْر وَالْإِمَارَة وَالْكَثْرَة. وَالْمُتْرَف: الْمُنَعَّم ; وَخُصُّوا بِالْأَمْرِ لِأَنَّ غَيْرهمْ تَبَع لَهُمْ.
فَفَسَقُوا فِيهَا
أَيْ فَخَرَجُوا عَنْ الطَّاعَة عَاصِينَ لَنَا.
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَوَجَبَ , عَلَيْهَا الْوَعِيد ; عَنْ اِبْن عَبَّاس.
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
أَيْ أَسْتَأْصَلْنَاهَا بِالْهَلَاكِ. " تَدْمِيرًا " وَذَكَرَ الْمَصْدَر لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْعَذَاب الْوَاقِع بِهِمْ. وَفِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث زَيْنَب بِنْت جَحْش زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهه يَقُول: (لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذِهِ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَام وَاَلَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ: فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه , أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث). وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب , وَأَنَّ الْمَعَاصِي إِذَا ظَهَرَتْ وَلَمْ تُغَيَّر كَانَتْ سَبَبًا لِهَلَاكِ الْجَمِيع ; وَاَللَّه أَعْلَم.
خامسا: من تفسير السيوطي المسمى الدر المنثورفي التفسير بالمأثور:
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أمرنا مترفيها} قال أمروا بالطاعة فعصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية} الآية. قال: {أمرنا مترفيها} بحق، فخالفوه، فحق عليهم بذلك التدمير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها} قال: سلطنا شرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك، أهلكناهم بالعذاب. وهو قوله: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} (الأنعام، آية 123).
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله وجل: {أمر مترفيها} قال: سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
إن يعطبوا يبرموا وإن أمروا * يوما يصيروا للهلك والفقد
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية رضي الله عنه كان يقرأ {أمرنا مترفيها} مثقلة. يقول: أمرنا عليهم أمراء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ "آمرنا مترفيها" يعني بالمد. قال: أكثرنا فساقها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر، عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ {أمرنا مترفيها} قال: أكثرناهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه {أمرنا مترفيها} قال: أكثرنا.
وأخرج البخاري وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان.
والله أعم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 May 2004, 01:02 م]ـ
جزاك الله خيرا" أخي العزيز على هذا الجهد الذي بذلته بين كتب التفسير
وكنت تستطيع أن تعفي نفسك من هذا العناء بما هو أقرب للعقل
وهي قراءة أبن عباس بتشديد الميم
فهي أقرب للمنطق والعقل من القراءات الأخرى
وخاصة من قال أن الله أمرهم بالطاعه؟؟؟؟
فكيف يأمر الله بالطاعه المترفين فقط؟؟؟ ولا يأمر الفقراء؟؟؟؟
وهل يوجد قريه تخلوا من الفقراء
والقريه في القرآن تعني مدينه أو أكبر (أي يمكن أن تكون مجازا" أسم دوله بهذا الزمن)
اذا" تكون مليئه بالفقراء الذين يذهبون بجريرة الاغنياء المترفين لأنهم لم يضربوهم على أيديهم؟؟
وهنا يتجلى معنى النهي عن المنكر؟؟؟
أو يذهبو بجريرتهم اذا كانو مستضعفين كما أوردت في حديث قوم يأجوج
(يُتْبَعُ)
(/)
المهم أنه أقرب مايكون منطقيا" وعقليا" هي قراءة أبن عباس رضي الله عنه
وقد أمرنا الله كثيرا " بقوله أفلا تعقلون تتفقهون تنظرون تعلمون تبصرون تتدبرون
ان كنت مصيبا" فمن الله
وأن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وأستغفر الله العظيم على كل أمر
وأشكرك يا أخي وأفادنا الله منك ومن كل طالب علم في هذا المنتدى الرائع
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 May 2004, 01:28 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله وهو يبين أنواع الأمر في القرآن:
(والأمر الكوني كقوله: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، وقوله: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، وقوله: (وكان أمر الله مفعولا) وقوله: (وكان أمرا مقضيا)،
وقوله: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) فهذا أمر تقدير كوني لا أمر ديني شرعي فإن الله لا يأمر بالفحشاء.
والمعنى قضينا ذلك وقدرناه.
وقالت طائفة: بل هو أمر ديني والمعنى أمرناهم بالطاعة فخالفونا وفسقوا.
والقول الأول أرجح لوجوده:
أحدها: أن الأضمار على خلاف الأصل فلا يصار إليه إلا إذا لم يكن تصحيح الكلام بدونه
الثاني: أن ذلك يستلزم أضمارين أحدهما أمرناهم بطاعتنا الثاني فخالفونا أو عصونا ونحو ذلك
الثالث: أن ما بعد الفاء في مثل هذا التركيب هو المأمور به نفسه كقولك أمرته ففعل وأمرته فقام وأمرته فركب لا يفهم المخاطب غير هذا
الرابع: أنه سبحانه جعل سبب هلاك القرية أمره المذكور ومن المعلوم أن أمره بالطاعة والتوحيد لا يصلح أن يكون سبب الهلاك بل هو سبب للنجاة والفوز.
فإن قيل أمره بالطاعة مع الفسق هو سبب الهلاك قيل هذا يبطل بالوجه
الخامس:وهو أن هذا الأمر لا يختص بالمترفين بل هو سبحانه يأمر بطاعته واتباع رسله المترفين وغيرهم فلا يصح تحصيص الأمر بالطاعة بالمترفين يوضحه
الوجه السادس:أن الأمر لو كان بالطاعة لكان هو نفس إرسال رسله إليهم ومعلوم أنه لا يحسن أن يقال أرسلنا رسلنا إلى مترفيها ففسقوا فيها فإن الإرسال لو كان إلى المترفين لقال من عداهم نحن لم يرسل إلينا
السابع: أن إرادة الله سبحانه لإهلاك القرية إنما يكون بعد إرسال الرسل إليهم وتكذيبهم وإلا فقبل ذلك هو لا يريد إهلاكهم لأنهم معذورون بغفلتهم وعدم بلوغ الرسالة إليهم قال تعالى: (وما كان الله ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون) فإذا أرسل الرسل فكذبوهم أراد إهلاكها فأمر رؤسائها ومترفيها أمرا كونيا قدريا لا شرعيا دينيا بالفسق في القرية فاجتمع أهلها على تكذيبهم وفسق رؤسائهم فحينئذ جاءها أمر الله وحق عليها قوله بالإهلاك.
والمقصود ذكر الأمر الكوني والديني. ومن الديني قوله: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان .. )
وقوله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وهو كثير.) انتهى من شفاء العليل لابن القيم.(/)
تفسير قوله تعالى (واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها .. ) من الميزان، الطبري، القرطبي، ا
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[13 May 2004, 10:35 م]ـ
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اللهم اياك نعبد واياك نستعين، اللهم اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين، والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد:
كنت في الجامعة وكنا نقرأ في سورة الاسراء، ولما مررنا بقوله تعالى (واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا ترفيها .... الاية) استوقفتني هذه الاية وسألت الشيخ الذي يقرؤنا عن تفسيرها فشرح ذلك شرحا اجماليا، فسألتهه عن بعض المعاني الدقيقة فيها مثل الارادة، ومعنى المترفين؟؟؟ فوكل الي بحث هذه الاية، فقمت ببحثها من عدة تفاسير عن طريق البحث في شبكة الانترنت وحصلت على هذه التفاسير وغيرها.
وانا الان اجمعها لك اخي الحبيب لتتأمل في تفسير هذه الايات أسأل الله أن ينفعني واياك بما نكتب وما نقرا والله اعلم واحكم الحاكمين.
اولا: من تفسير الطبطبائي المسمى: الميزان في تفسير القران:
و قوله: «إذا أردنا أن نهلك قرية» أي إذا دنا وقت هلاكهم من قبيل قولهم: إذا أراد العليل أن يموت كان كذا، و إذا أرادت السماء أن يمطر كان كذا، أي إذا دنا وقت موته و إذا دنا وقت إمطارها فإن من المعلوم أنه لا يريد الموت بحقيقة معنى الإرادة و أنها لا تريد الإمطار كذلك، و في القرآن: «فوجدا جدارا يريد أن ينقض» الآية.
و يمكن أن يراد به الإرادة الفعلية و حقيقتها توافق الأسباب المقتضية للشيء و تعاضدها على وقوعه، و هو قريب من المعنى الأول و حقيقته تحقق ما لهلاكهم من الأسباب و هو كفران النعمة و الطغيان بالمعصية كما قال سبحانه: «لئن شكرتم لأزيدنكم و لئن كفرتم إن عذابي لشديد»: إبراهيم: 7، و قال: «الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد»: الفجر: 14.
و قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» من المعلوم من كلامه تعالى أنه لا يأمر بالمعصية أمرا تشريعيا فهو القائل: «قل إن الله لا يأمر بالفحشاء»: الأعراف: 28 و أما الأمر التكويني فعدم تعلقه بالمعصية من حيث إنها معصية أوضح لجعله الفعل ضروريا يبطل معه تعلقه باختيار الإنسان و لا معصية مع عدم الاختيار قال تعالى: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون»: يس: 82.
فمتعلق الأمر في قوله: «أمرنا» إن كان هو الطاعة كان الأمر بحقيقة معناه و هو الأمر التشريعي و كان هو الأمر الذي توجه إليهم بلسان الرسول الذي يبلغهم أمر ربهم و ينذرهم بعذابه لو خالفوا و هو الشأن الذي يختص بالرسول كما تقدمت الإشارة إليه فإذا خالفوا و فسقوا عن أمر ربهم حق عليهم القول و هو أنهم معذبون إن خالفوا فأهلكوا و دمروا تدميرا.
و إن كان متعلق الأمر هو الفسق و المعصية كان الأمر مرادا به الإكثار من إفاضة النعم عليهم و توفيرها على سبيل الإملاء و الاستدراج و تقريبهم بذلك من الفسق حتى يفسقوا فيحق عليهم القول و ينزل عليهم العذاب.
و هذان وجهان في معنى قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» يجوز توجيهه بكل منهما لكن يبعد أول الوجهين أولا أن قولنا: أمرته ففعل و أمرته ففسق ظاهره تعلق الأمر بعين ما فرع عليه، و ثانيا عدم ظهور وجه لتعلق الأمر بالمترفين مع كون الفسق لجميع أهل القرية و إلا لم يهلكوا.
قال في الكشاف،: و الأمر مجاز لأن حقيقة أمرهم بالفسق أن يقول لهم: افسقوا، و هذا لا يكون فبقي أن يكون مجازا، و وجه المجاز أنه صب عليهم النعمة صبا فجعلوها ذريعة إلى المعاصي و اتباع الشهوات فكأنهم مأمورون بذلك لتسبب إيلاء النعمة فيه، و إنما خولهم إياها ليشكروا و يعملوا فيها الخير و يتمكنوا من الإحسان و البر كما خلقهم أصحاء أقوياء و أقدرهم على الخير و الشر و طلب منهم إيثار الطاعة على المعصية فآثروا الفسوق فلما فسقوا حق عليهم القول و هو كلمة العذاب فدمرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قلت: هلا زعمت أن معناه أمرناهم بالطاعة ففسقوا قلت لأن حذف ما لا دليل عليه غير جائز فكيف يحذف ما الدليل قائم على نقيضه؟ و ذلك أن المأمور به إنما حذف لأن فسقوا يدل عليه و هو كلام مستفيض يقال: أمرته فقام و أمرته فقرأ لا يفهم منه إلا أن المأمور به قيام أو قراءة و لو ذهبت تقدر غيره لزمت من مخاطبك علم الغيب.
و لا يلزم على هذا قولهم: أمرته فعصاني أو فلم يمتثل أمري لأن ذلك مناف للأمر مناقض له، و لا يكون ما يناقض الأمر مأمورا به فكان محالا أن يقصد أصلا حتى يجعل دالا على المأمور به فكان المأمور به في هذا الكلام غير مدلول عليه و لا منوي لأن من يتكلم بهذا الكلام فإنه لا ينوي لأمره مأمورا به كأنه يقول: كان مني أمر فلم يكن منه طاعة كما أن من يقول: فلان يعطي و يمنع و يأمر و ينهى غير قاصد إلى مفعول.
فإن قلت: هلا كان ثبوت العلم بأن الله لا يأمر بالفحشاء و إنما يأمر بالقصد و الخير دليلا على أن المراد أمرناهم بالخير ففسقوا؟.
قلت: لا يصح ذلك لأن قوله: ففسقوا يدافعه فكأنك أظهرت شيئا و أنت تدعي إضمار خلافه فكان صرف اللفظ إلى المجاز هو الوجه.
و هو كلام حسن في تقريب ظهور قوله: «أمرنا مترفيها ففسقوا فيها» في كون المأمور به هو الفسق و أما كونه صريحا فيه بحيث لا يحتمل إلا ذلك كما يدعيه فلا، فلم لا يجوز أن تكون الآية من قبيل قولنا: أمرته فعصاني حيث تكون المعصية و هي منافية للأمر قرينة على كون المأمور به هو الطاعة و الفسق و المعصية واحد فإن الفسق هو الخروج عن زي العبودية و الطاعة فهو المعصية و يكون المعنى حينئذ أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا عن أمرنا و عصوه، أو يكون الأمر في الآية مستعملا استعمال اللازم، و المعنى توجه أمرنا إلى مترفيها ففسقوا فيها عنه.
فالحق أن الوجهين لا بأس بكل منهما و إن كان الثاني لا يخلو من ظهور و قد أجيب عن اختصاص الأمر بالمترفين بأنهم الرؤساء السادة و الأئمة المتبوعون و غيرهم أتباعهم و حكم التابع تابع لحكم المتبوع و لا يخلو من سقم.
و ذكر بعضهم في توجيه الآية أن قوله: «أمرنا مترفيها» إلخ صفة لقرية و ليس جوابا لإذا و جواب إذا محذوف على حد قوله: حتى إذا جاؤها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها إلى آخر الآية للاستغناء عنه بدلالة الكلام.
و ذكر آخرون أن في الآية تقديما و تأخيرا و التقدير و إذا أمرنا مترفي قرية ففسقوا فيها أردنا أن نهلكها، و ذلك أنه لا معنى لإرادة الهلاك قبل تحقق سببه و هو الفسق، و هو وجه سخيف كسابقه.
هذا كله على القراءة المعروفة «أمرنا» بفتح الهمزة ثم الميم مخففة من الأمر بمعنى الطلب، و ربما أخذ من الأمر بمعنى الإكثار أي أكثرنا مترفيها مالا و ولدا ففسقوا فيها.
و قرىء «آمرنا» بالمد و نسب إلى علي (عليه السلام) و إلى عاصم و ابن كثير و نافع و غيرهم و هو من الإيمان بمعنى إكثار المال و النسل أو بمعنى تكليف إنشاء فعل، و قرىء أيضا «أمرنا» بتشديد الميم من التأمير بمعنى تولية الإمارة و نسب ذلك إلى علي و الحسن و الباقر (عليهما السلام) و إلى ابن عباس و زيد بن علي و غيرهم.
ثانيا: من تفسير ابن كثير
14اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله " أَمَرْنَا " فَالْمَشْهُور قِرَاءَة التَّخْفِيف وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَاهَا فَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا أَمْرًا قَدَرِيًّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى " أَتَاهَا أَمْرنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " إِنَّ اللَّه لَا يَأْمُر بِالْفَحْشَاءِ قَالُوا مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَخَّرَهُمْ إِلَى فِعْل الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعَذَاب وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَاتِ فَفَعَلُوا الْفَوَاحِش فَاسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَة. رَوَاهُ اِبْن جُرَيْج عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَالَهُ سَعِيد بْن جُبَيْر أَيْضًا وَقَالَ اِبْن جَرِير يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء قُلْت إِنَّمَا يَجِيء هَذَا عَلَى قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ عَلِيّ بْن طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَوْله " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكَهُمْ اللَّه بِالْعَذَابِ وَهُوَ قَوْله "
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا " الْآيَة وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ وَكَذَا قَالَ عِكْرِمَة وَالْحَسَن وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَعَنْ مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " أَكْثَرْنَا وَقَدْ اِسْتَشْهَدَ بَعْضهمْ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْح بْن عُبَادَة حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم الْعَدَوِيّ عَنْ مُسْلِم بْن بُدَيْل عَنْ إِيَاس بْن زُهَيْر عَنْ سُوَيْد بْن هُبَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " خَيْر مَال اِمْرِئٍ لَهُ مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة " قَالَ الْإِمَام أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّام رَحِمَهُ اللَّه فِي كِتَابه الْغَرِيب الْمَأْمُورَة كَثِيرَة النَّسْل وَالسِّكَّة الطَّرِيقَة الْمُصْطَفَّة مِنْ النَّخْل وَالْمَأْبُورَة مِنْ التَّأْبِير وَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّمَا جَاءَ هَذَا مُتَنَاسِبًا كَقَوْلِهِ " مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات ".
ثالثا: من تفسير الطبري:
(وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا)
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} اِخْتَلَفَ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْحِجَاز وَالْعِرَاق {أَمَرْنَا} بِقَصْرِ الْأَلِف وَغَيْر مَدّهَا وَتَخْفِيف الْمِيم وَفَتْحهَا. وَإِذَا قُرِئَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَإِنَّ الْأَغْلَب مِنْ تَأْوِيله: أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا بِالطَّاعَةِ , فَفَسَقُوا فِيهَا بِمَعْصِيَتِهِمْ اللَّه , وَخِلَافهمْ أَمْره , كَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ كَثِير مِمَّنْ قَرَأَهُ كَذَلِكَ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16723 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , قَالَ: قَالَ اِبْن عَبَّاس {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قَالَ: بِطَاعَةِ اللَّه , فَعَصَوْا. 16724 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثنا شَرِيك , عَنْ سَلَمَة أَوْ غَيْره , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , قَالَ: أَمَرْنَا بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا. وَقَدْ يَحْتَمِل أَيْضًا إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ: جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء فَفَسَقُوا فِيهَا , لِأَنَّ الْعَرَب تَقُول: هُوَ أَمِير غَيْر مَأْمُور. وَقَدْ كَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يَقُول: قَدْ يَتَوَجَّه مَعْنَاهُ إِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ إِلَى مَعْنَى أَكْثَرْنَا مُتْرَفِيهَا , وَيُحْتَجّ لِتَصْحِيحِهِ ذَلِكَ بِالْخَبَرِ الَّذِي رُوِيَ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة " وَيَقُول: إِنَّ مَعْنَى قَوْله: مَأْمُورَة: كَثِيرَة النَّسْل. وَكَانَ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ الْكُوفِيِّينَ يُنْكِر ذَلِكَ مِنْ قِيله , وَلَا يُجِيزنَا أَمْرنَا , بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا إِلَّا بِمَدِّ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا. وَيَقُول فِي قَوْله " مُهْرَة مَأْمُورَة ": إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ عَلَى الِاتِّبَاع لِمَجِيءِ مَأْبُورَة بَعْدهَا , كَمَا قِيلَ: " اِرْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات " فَهَمَزَ مَأْزُورَات لِهَمْزِ مَأْجُورَات , وَهِيَ مِنْ وَزَرَتْ إِتْبَاعًا لِبَعْضِ الْكَلَام بَعْضًا. وَقَرَأَ ذَلِكَ أَبُو عُثْمَان " أَمَّرْنَا " بِتَشْدِيدِ الْمِيم , بِمَعْنَى الْإِمَارَة. 16725 - حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُوسُف , قَالَ: ثنا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا هُشَيْم عَنْ عَوْف , عَنْ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَنَّهُ قَرَأَ " أَمَّرْنَا " مُشَدَّدَة مِنْ الْإِمَارَة. وَقَدْ تَأَوَّلَ هَذَا الْكَلَام عَلَى هَذَا
(يُتْبَعُ)
(/)
التَّأْوِيل , جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 16726 - حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن دَاوُد , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " يَقُول: سَلَّطْنَا أَشْرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْتهمْ بِالْعَذَابِ , وَهُوَ قَوْله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَة أَكَابِر مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا} 6 123 16727 - حَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْقَاسِم , قَالَ: سَمِعْت الْكِسَائِيّ يُحَدِّث عَنْ أَبِي جَعْفَر الرَّازِيّ , عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس , أَنَّهُ قَرَأَهَا: " أَمَّرْنَا " وَقَالَ: سَلَّطْنَا. 16728 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَى حَجَّاج , عَنْ أَبِي حَفْص , عَنْ الرَّبِيع , عَنْ أَبِي الْعَالِيَة , قَالَ: " أَمَّرْنَا " مُثَقَّلَة: جَعَلْنَا عَلَيْهَا مُتْرَفِيهَا: مُسْتَكْبِرِيهَا. 16729 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى , وَحَدَّثَنِي الْحَارِث قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: " أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ: بَعَثْنَا. * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله. وَذُكِرَ عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ " آمَرْنَا " بِمَدِّ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا , بِمَعْنَى: أَكْثَرْنَا فَسَقَتهَا. وَقَدْ وُجِّهَ تَأْوِيل هَذَا الْحَرْف إِلَى هَذَا التَّأْوِيل جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل , إِلَّا أَنَّ الَّذِينَ حَدَّثُونَا لَمْ يُمَيِّزُوا لَنَا اِخْتِلَاف الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ , وَكَيْف قَرَأَ ذَلِكَ الْمُتَأَوِّلُونَ , إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُمْ. ذِكْر مَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ كَذَلِكَ: 16730 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثني أَبِي , قَالَ: ثني عَمِّي , قَالَ: ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا " يَقُول: أَكْثَرْنَا عَدَدهمْ. 16731 - حَدَّثَنَا هَنَّاد , قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَص , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة قَوْله: " آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا " قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ. 16732 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم , قَالَ: ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ. 16733 - حَدَّثَنِي عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ , يَقُول: أَخْبَرَنَا عَبْد بْن سُلَيْمَان , قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} يَقُول: أَكْثَرنَا مُتْرَفِيهَا: أَيْ كُبَرَاءَهَا. 16734 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَا: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا , فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل " يَقُول: أَكْثَرنَا مُتْرَفِيهَا: أَيْ جَبَابِرَتهَا , فَفَسَقُوا فِيهَا وَعَمِلُوا بِمَعْصِيَةِ اللَّه {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}. وَكَانَ يَقُول: إِذَا أَرَادَ اللَّه بِقَوْمٍ صَلَاحًا , بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُصْلِحًا. وَإِذَا أَرَادَ بِهِمْ فَسَادًا بَعَثَ عَلَيْهِمْ مُفْسِدًا , وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكهَا أَكْثَرَ مُتْرَفِيهَا. * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة {آمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} قَالَ: أَكْثَرْنَاهُمْ. 16735 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الزُّهْرِيّ , قَالَ: دَخَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى زَيْنَب وَهُوَ يَقُول:
(يُتْبَعُ)
(/)
" لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذَا " وَحَلَّقَ بَيْن إِبْهَامه وَاَلَّتِي تَلِيهَا , قَالَتْ: يَا رَسُول اللَّه أَنْهَلْك وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: " نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث ". 16736 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد فِي قَوْله: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا} قَالَ: ذَكَرَ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ أَمَرْنَا: أَكْثَرْنَا. قَالَ: وَالْعَرَب تَقُول لِلشَّيْءِ الْكَثِير أَمِرَ لِكَثْرَتِهِ. فَأَمَّا إِذَا وُصِفَ الْقَوْم بِأَنَّهُمْ كَثُرُوا , فَإِنَّهُ يُقَال: أَمِرَ بَنُو فُلَان , وَأَمِرَ الْقَوْم يَأْمُرُونَ أَمْرًا , وَذَلِكَ إِذَا كَثُرُوا وَعَظُمَ أَمْرهمْ , كَمَا قَالَ لَبِيد. إِنْ يُغْبَطُوا يُهْبَطُوا وَإِنْ أَمَرُوا يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْقُلِّ وَالنَّفَد وَالْأَمْر الْمَصْدَر , وَالِاسْم الْإِمْر , كَمَا قَالَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ {لَقَدْ جِئْت شَيْئًا إِمْرًا} 18 71 قَالَ: عَظِيمًا , وَحُكِيَ فِي مِثْل شَرّ إِمْر: أَيْ كَثِير. وَأَوْلَى الْقِرَاءَات فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قِرَاءَة مَنْ قَرَأَ {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} بِقَصْرِ الْأَلِف مِنْ أَمَرْنَا وَتَخْفِيف الْمِيم مِنْهَا , لِإِجْمَاعِ الْحُجَّة مِنْ الْقُرَّاء عَلَى تَصْوِيبهَا دُون غَيْرهَا. وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْأَوْلَى بِالصَّوَابِ بِالْقِرَاءَةِ , فَأَوْلَى التَّأْوِيلَات بِهِ تَأْوِيل مَنْ تَأَوَّلَهُ: أَمَرْنَا أَهْلهَا بِالطَّاعَةِ فَعَصَوْا وَفَسَقُوا فِيهَا , فَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْل: لِأَنَّ الْأَغْلَب مِنْ مَعْنَى أَمَرْنَا: الْأَمْر , الَّذِي هُوَ خِلَاف النَّهْي دُون غَيْره , وَتَوْجِيه مَعَانِي كَلَام اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَى الْأَشْهَر الْأَعْرَف مِنْ مَعَانِيه , أَوْلَى مَا وُجِدَ إِلَيْهِ سَبِيل مِنْ غَيْره.
فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
وَمَعْنَى قَوْله: {فَفَسَقُوا فِيهَا}: فَخَالَفُوا أَمْر اللَّه فِيهَا , وَخَرَجُوا عَنْ طَاعَته {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل} يَقُول: فَوَجَبَ عَلَيْهِمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ اللَّه وَفُسُوقهمْ فِيهَا , وَعِيد لِلَّهِ الَّذِي أَوْعَدَ مَنْ كَفَرَ بِهِ , وَخَالَفَ رُسُله , مِنْ الْهَلَاك بَعْد الْإِعْذَار وَالْإِنْذَار بِالرُّسُلِ وَالْحُجَج {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} يَقُول: فَخَرَّبْنَاهَا عِنْد ذَلِكَ تَخْرِيبًا , وَأَهْلَكْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ أَهْلهَا إِهْلَاكًا , كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَق: وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمُود لَمَّا رَغَا ظُهْرًا فَدَمَّرَهُمْ دَمَارَا
رابعا: من تفسير القرطبي:
وإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا
أَخْبَرَ اللَّه تَعَالَى فِي الْآيَة الَّتِي قَبْل أَنَّهُ لَمْ يُهْلِك الْقُرَى قَبْل اِبْتِعَاث الرُّسُل , لَا لِأَنَّهُ يَقْبُح مِنْهُ ذَلِكَ إِنْ فَعَلَ , وَلَكِنَّهُ وَعْد مِنْهُ , وَلَا خُلْف فِي وَعْده. فَإِذَا أَرَادَ إِهْلَاك قَرْيَة مَعَ تَحْقِيق وَعْده عَلَى مَا قَالَهُ تَعَالَى أَمَرَ مُتْرَفِيهَا بِالْفِسْقِ وَالظُّلْم فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْل بِالتَّدْمِيرِ. يُعْلِمك أَنَّ مَنْ هَلَكَ هَلَكَ بِإِرَادَتِهِ , فَهُوَ الَّذِي يُسَبِّب الْأَسْبَاب وَيَسُوقهَا إِلَى غَايَاتهَا لِيُحِقّ الْقَوْل السَّابِق مِنْ اللَّه تَعَالَى.
(يُتْبَعُ)
(/)
" أَمَرْنَا " قَرَأَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَأَبُو رَجَاء وَأَبُو الْعَالِيَة , وَالرَّبِيع وَمُجَاهِد وَالْحَسَن " أَمَّرْنَا " بِالتَّشْدِيدِ , وَهِيَ قِرَاءَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ; أَيْ سَلَّطْنَا شِرَارهَا فَعَصَوْا فِيهَا , فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَهْلَكْنَاهُمْ. وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ " أَمَّرْنَا " بِتَشْدِيدِ الْمِيم , جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء مُسَلَّطِينَ ; وَقَالَهُ اِبْن عَزِيز. وَتَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ تَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ. وَقَرَأَ الْحَسَن أَيْضًا وَقَتَادَة وَأَبُو حَيْوَة الشَّامِيّ وَيَعْقُوب وَخَارَجَة عَنْ نَافِع وَحَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ اِبْن كَثِير وَعَلِيّ وَابْن عَبَّاس بِاخْتِلَافٍ عَنْهُمَا " آمَرْنَا " بِالْمَدِّ وَالتَّخْفِيف , أَيْ أَكْثَرْنَا جَبَابِرَتهَا وَأُمَرَاءَهَا ; قَالَهُ الْكِسَائِيّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: آمَرْته بِالْمَدِّ وَأَمَّرْته , لُغَتَانِ بِمَعْنَى كَثَّرْته ; وَمِنْهُ الْحَدِيث (خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة أَوْ سِكَّة مَأْبُورَة) أَيْ كَثِيرَة النِّتَاج وَالنَّسْل. وَكَذَلِكَ قَالَ اِبْن عَزِيز: آمَرْنَا وَأَمَرْنَا بِمَعْنًى وَاحِد ; أَيْ أَكْثَرْنَا. وَعَنْ الْحَسَن أَيْضًا وَيَحْيَى بْن يَعْمَر " اِمْرِنَا " بِالْقَصْرِ وَكَسْر الْمِيم عَلَى فَعِلْنَا , وَرُوِيَتْ عَنْ اِبْن عَبَّاس. قَالَ قَتَادَة وَالْحَسَن: الْمَعْنَى أَكْثَرْنَا ; وَحَكَى نَحْوه أَبُو زَيْد وَأَبُو عُبَيْد , وَأَنْكَرَهُ الْكِسَائِيّ وَقَالَ: لَا يُقَال مِنْ الْكَثْرَة إِلَّا آمَرْنَا بِالْمَدِّ ; قَالَ وَأَصْلهَا " أَأَمَرْنَا " فَخَفَّفَ , حَكَاهُ الْمَهْدَوِيّ. وَفِي الصِّحَاح: وَقَالَ أَبُو الْحَسَن أَمِرَ مَاله (بِالْكَسْرِ) أَيْ كَثُرَ. وَأَمِرَ الْقَوْم أَيْ كَثُرُوا ; قَالَ الشَّاعِر: أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْم الْقُعْدُد وَآمَر اللَّه مَاله: (بِالْمَدِّ): الثَّعْلَبِيّ: وَيُقَال لِلشَّيْءِ الْكَثِير أَمِرٌ , وَالْفِعْل مِنْهُ: أَمِرَ الْقَوْم يَأْمَرُونَ أَمْرًا إِذَا كَثُرُوا. قَالَ اِبْن مَسْعُود: كُنَّا نَقُول فِي الْجَاهِلِيَّة لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا: أَمِرَ أَمْر بَنِي فُلَان ; قَالَ لَبِيد: كُلّ بَنِي حُرَّة مَصِيرهمْ قَلَّ وَإِنْ أَكْثَرَتْ مِنْ الْعَدَد إِنْ يُغْبَطُوا يَهْبِطُوا وَإِنْ أَمِرُوا يَوْمًا يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ وَالنَّكَد قُلْت: وَفِي حَدِيث هِرَقْل الْحَدِيث الصَّحِيح: (لَقَدْ أَمِرَ أَمْر اِبْن أَبِي كَبْشَة , إِنَّهُ لَيَخَافهُ مَلِك بَنِي الْأَصْفَر) أَيْ كَثُرَ. وَكُلّه غَيْر مُتَعَدٍّ وَلِذَلِكَ أَنْكَرَهُ الْكِسَائِيّ , وَاَللَّه أَعْلَم. قَالَ الْمَهْدَوِيّ: وَمَنْ قَرَأَ " أَمِرَ " فَهِيَ لُغَة , وَوَجْه تَعْدِيَة " أَمِرَ " أَنَّهُ شَبَّهَهُ بِعَمَرَ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ الْكَثْرَة أَقْرَب شَيْء إِلَى الْعِمَارَة , فَعُدِّيَ كَمَا عُدِّيَ عَمَرَ. الْبَاقُونَ " أَمَرْنَا " مِنْ الْأَمْر ; أَيْ أَمَرْنَاهُمْ بِالطَّاعَةِ إِعْذَارًا وَإِنْذَارًا وَتَخْوِيفًا وَوَعِيدًا.
وَقِيلَ: " أَمَرْنَا " جَعَلْنَاهُمْ أُمَرَاء ; لِأَنَّ الْعَرَب تَقُول: أَمِير غَيْر مَأْمُور , أَيْ غَيْر مُؤْمَر. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ بَعَثْنَا مُسْتَكْبِرِيهَا. قَالَ هَارُون: وَهِيَ قِرَاءَة أُبَيّ " بَعَثْنَا أَكَابِر مُجْرِمِيهَا فَفَسَقُوا " ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ. وَحَكَى النَّحَّاس: وَقَالَ هَارُون فِي قِرَاءَة أُبَيّ " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِك قَرْيَة بَعَثْنَا فِيهَا أَكَابِر مُجْرِمِيهَا فَمَكَرُوا فِيهَا فَحَقّ عَلَيْهَا الْقَوْل ". وَيَجُوز أَنْ يَكُون " أَمَرْنَا " بِمَعْنَى أَكْثَرْنَا ; وَمِنْهُ (خَيْر الْمَال مُهْرَة مَأْمُورَة) عَلَى مَا تَقَدَّمَ. وَقَالَ قَوْم: مَأْمُورَة اِتِّبَاع لِمَأْبُورَةٍ ; كَالْغَدَايَا وَالْعَشَايَا. وَكَقَوْلِهِ: (اِرْجِعْنَ مَأْزُورَات غَيْر مَأْجُورَات). وَعَلَى هَذَا لَا يُقَال: أَمَرَهُمْ اللَّه , بِمَعْنَى كَثَّرَهُمْ , بَلْ يُقَال: آمَرهُ وَأَمَرَهُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْد وَأَبُو حَاتِم قِرَاءَة الْعَامَّة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا اِخْتَرْنَا " أَمَرْنَا " لِأَنَّ الْمَعَانِي الثَّلَاثَة تَجْتَمِع فِيهَا مِنْ الْأَمْر وَالْإِمَارَة وَالْكَثْرَة. وَالْمُتْرَف: الْمُنَعَّم ; وَخُصُّوا بِالْأَمْرِ لِأَنَّ غَيْرهمْ تَبَع لَهُمْ.
فَفَسَقُوا فِيهَا
أَيْ فَخَرَجُوا عَنْ الطَّاعَة عَاصِينَ لَنَا.
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
فَوَجَبَ , عَلَيْهَا الْوَعِيد ; عَنْ اِبْن عَبَّاس.
فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
أَيْ أَسْتَأْصَلْنَاهَا بِالْهَلَاكِ. " تَدْمِيرًا " وَذَكَرَ الْمَصْدَر لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْعَذَاب الْوَاقِع بِهِمْ. وَفِي الصَّحِيح مِنْ حَدِيث زَيْنَب بِنْت جَحْش زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهه يَقُول: (لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَيْل لِلْعَرَبِ مِنْ شَرّ قَدْ اِقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْم مِنْ رَدْم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مِثْل هَذِهِ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَام وَاَلَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ: فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه , أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث). وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَام فِي هَذَا الْبَاب , وَأَنَّ الْمَعَاصِي إِذَا ظَهَرَتْ وَلَمْ تُغَيَّر كَانَتْ سَبَبًا لِهَلَاكِ الْجَمِيع ; وَاَللَّه أَعْلَم.
خامسا: من تفسير السيوطي المسمى الدر المنثورفي التفسير بالمأثور:
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أمرنا مترفيها} قال أمروا بالطاعة فعصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية} الآية. قال: {أمرنا مترفيها} بحق، فخالفوه، فحق عليهم بذلك التدمير.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية امرنا مترفيها} قال: سلطنا شرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك، أهلكناهم بالعذاب. وهو قوله: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها} (الأنعام، آية 123).
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله وجل: {أمر مترفيها} قال: سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
إن يعطبوا يبرموا وإن أمروا * يوما يصيروا للهلك والفقد
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي العالية رضي الله عنه كان يقرأ {أمرنا مترفيها} مثقلة. يقول: أمرنا عليهم أمراء.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ "آمرنا مترفيها" يعني بالمد. قال: أكثرنا فساقها.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر، عن عكرمة رضي الله عنه أنه قرأ {أمرنا مترفيها} قال: أكثرناهم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه {أمرنا مترفيها} قال: أكثرنا.
وأخرج البخاري وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان.
والله أعم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ـ[سليمان داود]ــــــــ[14 May 2004, 01:02 م]ـ
جزاك الله خيرا" أخي العزيز على هذا الجهد الذي بذلته بين كتب التفسير
وكنت تستطيع أن تعفي نفسك من هذا العناء بما هو أقرب للعقل
وهي قراءة أبن عباس بتشديد الميم
فهي أقرب للمنطق والعقل من القراءات الأخرى
وخاصة من قال أن الله أمرهم بالطاعه؟؟؟؟
فكيف يأمر الله بالطاعه المترفين فقط؟؟؟ ولا يأمر الفقراء؟؟؟؟
وهل يوجد قريه تخلوا من الفقراء
والقريه في القرآن تعني مدينه أو أكبر (أي يمكن أن تكون مجازا" أسم دوله بهذا الزمن)
اذا" تكون مليئه بالفقراء الذين يذهبون بجريرة الاغنياء المترفين لأنهم لم يضربوهم على أيديهم؟؟
وهنا يتجلى معنى النهي عن المنكر؟؟؟
أو يذهبو بجريرتهم اذا كانو مستضعفين كما أوردت في حديث قوم يأجوج
(يُتْبَعُ)
(/)
المهم أنه أقرب مايكون منطقيا" وعقليا" هي قراءة أبن عباس رضي الله عنه
وقد أمرنا الله كثيرا " بقوله أفلا تعقلون تتفقهون تنظرون تعلمون تبصرون تتدبرون
ان كنت مصيبا" فمن الله
وأن أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وأستغفر الله العظيم على كل أمر
وأشكرك يا أخي وأفادنا الله منك ومن كل طالب علم في هذا المنتدى الرائع
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 May 2004, 01:28 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله وهو يبين أنواع الأمر في القرآن:
(والأمر الكوني كقوله: (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)، وقوله: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)، وقوله: (وكان أمر الله مفعولا) وقوله: (وكان أمرا مقضيا)،
وقوله: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) فهذا أمر تقدير كوني لا أمر ديني شرعي فإن الله لا يأمر بالفحشاء.
والمعنى قضينا ذلك وقدرناه.
وقالت طائفة: بل هو أمر ديني والمعنى أمرناهم بالطاعة فخالفونا وفسقوا.
والقول الأول أرجح لوجوده:
أحدها: أن الأضمار على خلاف الأصل فلا يصار إليه إلا إذا لم يكن تصحيح الكلام بدونه
الثاني: أن ذلك يستلزم أضمارين أحدهما أمرناهم بطاعتنا الثاني فخالفونا أو عصونا ونحو ذلك
الثالث: أن ما بعد الفاء في مثل هذا التركيب هو المأمور به نفسه كقولك أمرته ففعل وأمرته فقام وأمرته فركب لا يفهم المخاطب غير هذا
الرابع: أنه سبحانه جعل سبب هلاك القرية أمره المذكور ومن المعلوم أن أمره بالطاعة والتوحيد لا يصلح أن يكون سبب الهلاك بل هو سبب للنجاة والفوز.
فإن قيل أمره بالطاعة مع الفسق هو سبب الهلاك قيل هذا يبطل بالوجه
الخامس:وهو أن هذا الأمر لا يختص بالمترفين بل هو سبحانه يأمر بطاعته واتباع رسله المترفين وغيرهم فلا يصح تحصيص الأمر بالطاعة بالمترفين يوضحه
الوجه السادس:أن الأمر لو كان بالطاعة لكان هو نفس إرسال رسله إليهم ومعلوم أنه لا يحسن أن يقال أرسلنا رسلنا إلى مترفيها ففسقوا فيها فإن الإرسال لو كان إلى المترفين لقال من عداهم نحن لم يرسل إلينا
السابع: أن إرادة الله سبحانه لإهلاك القرية إنما يكون بعد إرسال الرسل إليهم وتكذيبهم وإلا فقبل ذلك هو لا يريد إهلاكهم لأنهم معذورون بغفلتهم وعدم بلوغ الرسالة إليهم قال تعالى: (وما كان الله ليهلك القرى بظلم وأهلها غافلون) فإذا أرسل الرسل فكذبوهم أراد إهلاكها فأمر رؤسائها ومترفيها أمرا كونيا قدريا لا شرعيا دينيا بالفسق في القرية فاجتمع أهلها على تكذيبهم وفسق رؤسائهم فحينئذ جاءها أمر الله وحق عليها قوله بالإهلاك.
والمقصود ذكر الأمر الكوني والديني. ومن الديني قوله: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان .. )
وقوله: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها). وهو كثير.) انتهى من شفاء العليل لابن القيم.(/)
عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[14 May 2004, 11:34 ص]ـ
عمل اللسان مع صوتي القاف والكاف في لاستعلاء
صوت القاف اللسانية تخرج من أقصى اللسان وصوت الكاف اللسانية تخرج أيضا من أقصى اللسان وعلماء الأصوات والتجويد عند تعريفهم لصفة الاستعلاء قالوا (أن مؤخر اللسان تستعلي إلى غار الحنك الأعلى عند النطق بالأحرف المستعلية وتنخفض مؤخرة اللسان إلى قاع الفم عند التلفظ بالأحرف المستفلة) فهنا يأتي إشكال القاف والكاف يصطدم معهما مؤخر اللسان ورغم ذلك نسمع صوت القاف مستعل وصوت الكاف مستفل كيف حدث ذلك رغم أن مؤخرة اللسان مستعلية بسبب التصادم للمخرج؟
وللجواب عن ذلك أقول وبالله التوفيق والسداد:
قسم علماء اللغة الأصوات اللغوية إلى قسمين رئيسيين: القسم الأول منهما الأصوات الصامتة (أي الساكنة) والقسم الثاني الأصوات الصائتة (الحركات أي الفتحة والضمة والكسرة) يقول ابن جني: {اعلم أن الحركات أبعاض لحروف المد واللين وهي الألف والواو والياء فكما أن هذه الحروف ثلاثة فكذلك الحركات ثلاث وهي الفتحة والكسرة والضمة وقد كان متقدمو النحاة – يرحمهم الله تعالى _ يسمون الفتحة الألف الصغيرة والكسرة الياء الصغير والضمة الواو الصغيرة وقد كانوا في ذلك على طريقة مستقيمة.
والأساس الذي قسمت عليه الأصوات اللغوية إلى هذين القسمين هو الطبيعة الصوتية لكل من القسمين فالصفة التي تجمع بين كل الحركات هي أنه عند النطق بها يندفع الهواء من الرئتين مارا بالحنجرة ثم يتخذ مجراه في الحلق والفم في ممر ليس فيه حوائل تعترضه فتضيق مجراه كما يحدث مع الأصوات الرخوة أو تحبس النفس ولا تسمح له بالمرور كما يحدث مع الأصوات الشديدة الاحتكاكية (فالأصوات التي تختص بها الحركات هي كيفية مرور الهواء في الحلق والفم وخلو مجراه من حوائل وموانع) (أما الأصوات الصامتة فإما أن ينحبس معها الهواء انحباسا محكما فلا يسمح له بالمرور) وقد ترتب على اختلاف كيفية مرور الهواء في حالة النطق بالحركات عنه في الأصوات الصامتة أن اللغويون لاحظوا وضوح الصوت في السمع في الأصوات الصائتة عنه في الأصوات الصامتة هذا قول وقال آخرون أكمل ما يتضح التصويت بصوت الحرف فيما لو كان صامت. ويختلف أصوات الصوامت والصوائت بحسب ارتفاع اللسان وانخفاضه فمع الحروف التي تستعلي بها مؤخرة اللسان يضغط صوت الحرف إلى الحنك الأعلى يحدث تغليظ في صوت الحرف والأمر على عكس ذلك مع استفال اللسان بالحروف
وهناك أصوات أحرف قال عنها علماء الأصوات الأزواج ومنها صوتا (الصاد والسين) وصوتا (الظاء والذال) وصوتا (الطاء والتاء) قالوا أن المكان الذي يقرعة طرف اللسان عند صوتا الصاد والسين واحد ولكن شكل مؤخر اللسان هي السبب في تغاير الصوتين فإن مؤخر اللسان مع الصاد تستعلى وتنخفض مع السين والكلام نفسه نقوله مع باقي الأحرف الأزواج.
ونستفيد من هذا المدخل لهذا البحث الصوتي أن صوت القاف فيما لو كان صائتا (أي متحرك بأي حركة) مؤخرة اللسان مستعلية معه أما لو كان صامت فسوف يستخدم جزء من مؤخرة اللسان معه بسبب قرع المخرج وانحباس هواء الصوت خلف هذا القرع مما يولد عندي صوت القاف والذي أدى للاستعلاء أن من مؤخرة اللسان أقصاه وحافتين يمنى ويسرى فلو استعمل أقصى اللسان في القرع بسبب التلامس لظهور صوت الحرف فإن مؤخرة الحافة اليمنى واليسرى هما اللذان يستعليان وهذا هو الذي أدى لاستعلاء صوت القاف اللسانية الحنكية والأمر نفسه نقوله مع صوت الكاف ولكن مؤخرة الحافة اليمنى واليسرى هما اللذان ينخفضان لأسفل قاع الفم وهما السبب في ترقيق صوت الكاف اللسانية الحنكية.
تنبيه: تتكون مؤخرة اللسان من جزء ين 1 - أقصى اللسان 2 – حافة يمنى وأخري يسرى فبمجموع هذين الجزء ين هما (مؤخرة اللسان) ومن المعلوم أن هناك فرق بين كلمة استعلاء وتفخيم فالاستعلاء متعلق بوصف اللسان مع الأحرف والتفخيم متعلق بكمية هواء الصوت المضغوط المتجه لسقف الحنك الأعلى.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
باحث في علم الصوتيات التجويدية القرآنية(/)
سؤال
ـ[نايف]ــــــــ[14 May 2004, 07:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو
في قوله تعالى (قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا)
لماذ مريم عليها السلام استعاذت بالله ان كان الشخص تقي
ارجوا التوضيح
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[15 May 2004, 09:33 م]ـ
لم تكن استعاذة مريم من الملك لكونه تقيا كما تبادر الى ذهنك، وانماهي تذكره بالله ان كان يخافه من أن يمسها بشيء لايرضاه الله والتذكير بالله لمن يخشاه هو من أقوى الزواجر المانعه من الاعتداء، قال ابن جرير في تفسير هذه الآيه: تقول: أستجيربالرحمن منك أن تنال مني ما حرمه عليك ان كنت ذا تقوى له تتقي محارمه، وتجتنب معاصيه، لأن من كان لله تقيا، فانه يجتنب ذلك.
ولو وجه ذلك الى انها عنت: اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تتقي الله في استجارتي واستعاذتي به منك كان وجها.
وقيل غير ذلك لم اذكرها لبعدها عن المعنى الصحيح، والله تعالى أعلم
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[15 May 2004, 09:55 م]ـ
الذي يظهر لي من قولك (الشخص) في سؤالك انك تظن ان الذي أتى الى مريم هو آدمي والصواب أنه ليس آدميا وانما هو ملك واقرأ قوله تعالى ((قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا#قال انما انا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا)) وقبلها قوله تعالى ((فأرسلنا اليها روحنا)) والذي عليه أهل التفسير أنه جبريل عليه السلام.
ـ[نايف]ــــــــ[16 May 2004, 07:24 م]ـ
بارك الله فيك(/)
استفسار عن تفسير ابن مردويه وتفسير عبد بن حميد
ـ[موسى علي]ــــــــ[15 May 2004, 09:24 ص]ـ
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
من لديه علم عن كل من تفسيري ابن مردويه وعبد بن حميد فنرجو منه افادتنا عن ذلك وله جزيل الأجر ان شاء الله
حيث يذكر بعض الناس انهما مفقودان والبعض ذكر وجوده
وفي الختام لكم أجمل التحايا
أخوكم موسى
ـ[موراني]ــــــــ[18 May 2004, 03:49 م]ـ
جاء ذكر تفسيري ابن مردويه وعبد بن حميد في فهرست الشيخ حماد بن محمد الأنصاري الذي يزعم أن كل ما ذكره في الفهرست له موجود في مكتبة لايبزيج في ألمانيا.
فيبدو اليوم كأنّ هذا الفهرست لا أساس له على الاطلاق.
هذا الفهرست الآن بين يدي المسؤولين في مكتبة جامعة لايبزيج لكي يبحثوا عن هذه
المجموعة من المخطوطات التي جرى الحديث فيه في هذا الملتقى قبل مدة.
أما البحث عن المخطوطات فلم يؤدّ حتى الآن الى شيء يذكر.
أما ما زعم الشيخ الانصاري أن المخطوطات ستنقل الى برلين لكي تفهرس فهذا الخبر لا أساس له. لم تنقل ورقة واحدة من مكتبة الى مكتبة أخرى لسبب بسيط:
كل مكتبة مسؤولة عما في رصيدها وتفهرس بنفسها كل ما لديها.
ولكم تحياتي
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2004, 06:07 م]ـ
شكراً للأستاذ موراني على هذه الإجابة، وأرحب به في ملتقى أهل التفسير. وبالنسبة للفهرس الخاص بالشيخ حماد الأنصاري الذي أشرتم إليه، فيبدو لي أن أصله هو ما ذكره المباركفوري في تحفة الأحوذي، وقد سمى الأحوذي المكتبة بالمكتبة الجرمانية. وربما يكون قد نقل إليه ذلك نقلاً ولم يتحقق من ذلك بنفسه رحمه الله.
أكرر شكري لكم ونرجو أن تتحفنا في هذا الملتقى العلمي بفوائدك وخبراتك مع المخطوطات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 May 2004, 07:37 م]ـ
أرسلت للأستاذ موراني ملحوظة على كلامه السابق، وقد رد علي، وطلب مني أن أضعها تبع هذه المشاركة، وهذا نصُّ رسالته:
الدكتور مساعد الطيار
كل ما ذكرت في ملحوظاتي الاخيرة في الملتقى لم ارد ان انسب به الى الشيخ الجليل ما لا يطاق ان انسبه اليه
غير انه جاء في بداية الفهرست انه (هذا الفهرس وما تلاه من تعقيبات هو لفضيلة العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري)
الصحيح كما تقولون انه نقل هذه الاخبار عن اشخاص ذكرهم في آخر هذا الكتيب , والعهدة (طبعا) على الناقل.
عندما قلت ان هذه الاخبار لا أساس لها لم ارد أن اتهم أحدا أو أن اشك في ثقة الشيخ الجليل من قريب أو بعيد.
بل كنت أقصد أصلا أن ما جاْ في هذا الكتيب (منقولا) فهو لم يزل موضوع الشك.
ان رأيتم أن تضاف هذا الكلام الى ملحوظاتي الأخيرة في الملتقى فتفضلوا باضافته
لكى لا يقع حرج بين المشاركين في هذا الملتقي.
ولكم تحياتي وتقديري
موراني(/)
علل أحاديث التفسير (5)
ـ[يحيى الشهري]ــــــــ[15 May 2004, 04:55 م]ـ
(فضل البسملة)
[5] حديث: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اشتكى فأتاه جبريل، فقال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل كاهن وحاسد، والله يشفيك.
الحديث أورده البغوي في تفسيره (4: 547) في تفسير سورة الفلق.
وأورده ابن كثير في تفسير سورة القلم (4: 411) عند قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}. [آية:51]. وفي (4: 574) في تفسير سورة الفلق (كذلك) عند الآية المذكورة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (8: 688) وفي (8: 691) في تفسير سورة الفلق عند قوله تعالى وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. [آية:5]. عن جابر بن عبدالله، وأبي سعيد الخدري. وعزاه لابن مردويه.
وأورده الأستاذ الفاضل حكمت بشير ياسين في كتابه القيم الصحيح المسبور (1: 71) عند ذكره للبسملة وفضلها .. ومن أجل هذا بدأنا بذكر الحديث هنا.
طرق الحديث
الحديث ورد من رواية أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، في آخرين.
? فأما حديث أبي سعيد الخدري:
فسئل الدارقطني في العلل (11: 325/ برقم 2314) عنه، فقال: "يرويه عبد الوارث بن سعيد، واختلف عنه: فرواه بشر بن هلال وعمران بن موسى، عن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة.
ورواه أبو معمر، عن عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة والأول أصح.
ورواه داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، واختلف عن: فرواه أبو شهاب الحناط، وعمر بن حبيب القاضي، وعبد الله بن إدريس، عن داود، عن أبي نضرة، عن جابر أو أبي سعيد، والصحيح عن أبي سعيد". اهـ.
قلت: وله وجه من الخلاف آخر لم يشر إليه الدارقطني، فقد رواه عبدالصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
والحديث بطريقيه في عداد الغرائب .. فإلى بيان مخارج هذه الروايات (وَفق ما تحصل لي):
1 ـ أما رواية بشر بن هلال (وهي أصح الروايات):
فأخرجها مسلم (4: 1718/ برقم 2186)، والترمذي في جامعه (3: 303/ برقم 972)، و النسائي (6: 249/ برقم 10843)، و أبو يعلى (2: 327/ برقم 1066): عن بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك". لفظ مسلم.
2 ـ وأما رواية عمران بن موسى:
فأخرجها النسائي في الكبرى (4: 393/ برقم7660).
وأخرجها النقاش في فوائد العراقيين برقم (75): أخبرنا أبو الفضل إبراهيم بن محمد بن أبي، ثنا محمد بن محمد الواسطى.
كلاهما (النسائي، ومحمد بن محمد الواسطي) عنه، قال: ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، قال: حدثني أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره) بنحوه.
وتابعهما عليه: عفان بن مسلم الصفار، وعبدالصمد بن عبدالوارث، ومسدد بن مسرهد.
3 ـ فأما رواية عفان بن مسلم:
فأخرجها أحمد (3: 56/ برقم 11551).
وأخرجها الطحاوي في معاني الآثار (4: 329): حدثنا محمد بن علي بن داود.
كلاهما (أحمد ومحمد بن علي) عنه، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره).
4 ـ وأما رواية عبدالصمد بن عبدالوارث:
فأخرجه أحمد (3: 28/ برقم 11241): ثنا عبد الصمد، حدثني أبي، ثنا عبد العزيز ـ يعني ابن صهيب ـ قال: حدثني أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره).
5 ـ وأما رواية مسدد بن مسرهد:
فأخرجها الطبراني في الأوسط (8: 257/ برقم 8565)، وفي الدعاء (1: 334 / برقم 1091): حدثنا معاذ بن المثنى.
وأخرجها اللالكائي في الأصول برقم (341): أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا مسدد وأبو معمر (قرنهما).
كلاهما (معاذ، وأحمد بن حازم) عن عبدالوارث، عن عبدالعزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا عبد الوارث".
6 ـ وأما رواية أبي معمر فاختلف عليه فيها:
(يُتْبَعُ)
(/)
فرواه أحمد بن حازم كالجماعة .. وخالفه الحنيني فرواه عنه، عن عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة.
أ ـ فأما رواية أحمد بن حازم: أخرجها اللالكائي في الأصول برقم (341): أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا مسدد وأبو معمر، قالا: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
ب ـ وأما رواية الحنيني: فأخرجها عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص209 ـ 210/ برقم 111): من طريق محمد بن الحسين الحنيني الكوفي: ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة عن أبي سعيد (فذكره).
والصواب رواية أحمد بن خازم .. وللكلام حوله بقية في طريق جابر التالية.
? أما حديث جابر بن عبدالله:
فأشار له الدارقطني وذكر الاختلاف على داود بن أبي هند فيه: وبعض ما ذكره (رحمه الله) لم أقف عليه، لكن وقفت عليه من أوجه أخرى .. وبيان هذه الطرق كالتالي:
رواه أبو بحر البكراوي، ووهيب بن خالد عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أو جابر. (كذا على الشك).
ورواه محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، وأبي شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
1 ـ فأما رواية أبي بحر البكراوي:
فأخرجها ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (570): أخبرني أبو عروبة، حدثنا علي بن الحسين الدرهمي ويحيى ابن حكيم، قالا: ثنا أبو بحر البكراوي، ثنا داود بن أبي هند، ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد أو جابر ـ شك داود ـ قال: (فذكره).
2 ـ وأما رواية وهيب (هو ابن خالد):
فأخرجه أحمد في المسند (3: 75/ برقم 11728): ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ـ أو عن جابر بن عبد الله ـ: (فذكره).
وهذه الرواية أعلها الدارقطني، ولم يشر لوجه العلة وهو مصرح بها في رواية البكراوي هذه.
3 ـ وأما رواية محمد بن عبدالرحمن الطفاوي:
فأخرجها أحمد في المسند (3: 58/ برقم 11574): ثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: اشتكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءه جبريل فرقاه، فقال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل عين وحاسد يشفيك"، أو قال: "الله يشفيك".
4 ـ وأما رواية أبي شهاب (وهي أشهر الروايات):
فأخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (5: 47/ برقم 23576)، و (6: 63/ برقم 29503)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص278/ برقم 881).
وأخرجها الطبراني في الدعاء في (1: 334 / برقم 1091): حدثنا أبو عمر الضرير محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي.
ثلاثتهم (ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وأبو عمر الضرير) عن حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
? وأما حديث أنس بن مالك:
فيرويه عبدالعزيز بن صهيب (كذلك) مع اختلاف في اللفظ.
أخرجه أحمد في مسنده (3: 151/ برقم 12554): ثنا عبد الصمد.
وأخرجه البخاري في صحيحه (5: 2167/ برقم 5410)، وأبو داود في سننه (4: 11/ برقم3890): حدثنا مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (3: 303/ برقم 973)، وفي العلل الكبير (1: 141/ 242): حدثنا قتيبة.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (7: 20/ برقم 3917): حدثنا جعفر بن مهران.
أربعتهم (عبدالصمد، ومسدد، وقتيبة، وجعفر بن مهران): عن عبدالوارث، عن عبدالعزيز، قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال: بلى، قال: "اللهم رب الناس مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما". لفظ البخاري.
قال أبو عيسى: "حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقلت له: رواية عبد العزيز، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أصح، أو حديث عبد العزيز، عن أنس؟ قال: كلاهما صحيح".
وقال في العلل الكبير (1: 141): " سألت أبا زرعة عن هذين الحديثين أيهما أصح: حديث أنس أو حديث أبي سعيد؟ فقال: كلاهما صحيح. وقد رواهما عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه الحديثين جميعًا.
وسألت محمدًا، فقال: مثله". اهـ.
وفي الباب: عن أنس، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وعائشة، وميمونة (رضي الله عن الجميع) .. وإن كان في العمر بقية فسأتعرض (إن شاء الله) لبعض هذه الطرق عند ذكر سورة الفلق.
(فائدة)
قال ابن كثير: "ولعل هذا كان من شكواه (صلى الله عليه وسلم) حين سحر، ثم عافاه الله تعالى وشفاه، ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم وفضحهم ".
وليس في النصوص الصحيحة أن ذلك كان هو السبب، وقد أورد طرفا منها ابن كثير هنا، ولكنه ختم برواية طويلة للثعلبي، وفيها ذكر سياق الرقية، وختمها بقوله: "أورده بلا إسناد وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد".
وعلى هذا فهو يدخل في أسباب ورود الحديث .. ولم أر من ذكره فيها.
حرر في ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الأول لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.(/)
(4) (نظرات في المعرب) آدم في السماء
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 May 2004, 10:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(4) (نظرات في المُعرَّب) آدم في السماء.
كما قلت لك سابقًا: لقد كنت أُأَخِّر الحديث عن هذه القضية ريثما أرتب قراءاتي فيها، غير أن الوقت يمضي يومًا بعد يومٍ، ولا أجد متسعًا من الوقت أتفرغ فيه لإعادة قراءاتي فيه، وترتيب هذا الموضوع من جديد.
ولما كان الأمر كذلك رأيت أن أدلِي بما في دلوي من معلومات متناثرة في هذا الموضوع راجيًا من الله أن يتمم لي بركة العلم والوقت، فأستطيع إعادة تسطير هذا الموضوع مرة أخرى بما يتناسب مع أهميته ومشكلاته وما فيه من فوائد ونفائس ظهرت لبعض المعاصرين حين دخلوا في موازنة بين اللغات القديمة، فخرجوا بشيءٍ جديد في مادته.
وقد احترت في هذا الموضوع من أين أبدأُ به، وما ترتيبي فيه، لكني رأيت أن أُجري القلم بما ينصب عليه من الذهن، ثم يكون ترتيب الموضوع فيما بعد إذا انتهى طرحه في هذا الملتقى.
آدم في السماء
خلق الله المخلوقات: ملائكة وجِنًّا، وأرضًا وسماءً، وأخرج منافع الأرض، وهيَّئها للساكن الجديد، ثمَّ خلقه، خلق آدم من تراب الأرض التي سيسكنها، فجلَّ الله في حكمته، وتعالى في سلطانه.
فما مدلول هذا الاسم؟
ذكر ابن جرير عن بعض السلف أنه سُمِّي آدم من أديم الأرض؛ لأنه خلق من مجموع تربتها، كما وردت بهذا الآثار، ومن الآثار الواردة في كونه سمِّي نسبةً إلى أديم الأرض:
1 ـ أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (بعث رب العزة ملك الموت، فأخذ من أديم الأرض؛ من عذبها ومالحها، فخلق منه آدم، ومن ثم سمي آدم؛ لأنه خلق من أديم الأرض)
2 ـ وقال ابن جرير: وحدثنا أحمد بن إسحاق قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن جده عن علي قال: (إن آدم خلق من أديم الأرض؛ فيه الطيب والصالح والرديء، فكل ذلك أنت راء في ولده الصالح والرديء).
قال الطبري ـ معلقًا على هذين الأثرين وغيرهما ـ الأرض: ((وقد روي عن رسول الله خبر يحقق ما قال من حكينا قوله في معنى آدم)) ثم ساق بسنده إلى رسول الله، قال: (إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب).
ثم قال الطبري: ((فعلى التأويل الذي تأول آدم من تأوله بمعنى أنه خلق من أديم الأرض يجب أن يكون أصل آدم؛ سُمِّي به أبو البشر كما سمي أحمد بالفعل من الإحماد وأسعد من الإسعاد فلذلك لم يجر ويكون تأويله حينئذ آدم الملك الأرض يعني به أبلغ أدمتها وأدمتها وجهها الظاهر لرأي العين كما أن جلدة كل ذي جلدة له أدمة ومن ذلك سمي الإدام إداما لأنه صار كالجلدة العليا مما هي منه ثم نقل من الفعل فجعل اسما للشخص بعينه)).
وقد قيل في اسم أصل اسم آدم أقوال أخرى، ونُسِب إلى لغات ترجع في نهايتها إلى اللغة العروبية الأم. (انظر: تاج العروس، مادة (أدم)، وحاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي (2: 124 ـ 125)).
وليس هذا مجال الاستطراد في هذا، إذ يكفي وضوح الاشتقاق العربي في هذا الاسم، إذ اللغات الأخرى المذكورة، وهي السريانية أو العبرية ترجع إلى اللغة العربية الأولى: لغة الاشتقاق التي سيرد الإشارة إليها عبر هذه الجزئية.
واسم آدم لم يتغيِّر عند أصحاب الكتب السماوية، فهو بهذا الاسم بعينه عندهم، وهذا يشير إلى اللغة الأولى التي تكلم بها آدم عليه السلام، وأنها لغة اشتقاق تتوالد فيها الكلمات من أصول ثابتة، قد يموت بعضها فينسى، وقد يبقى بعضها باهتة الدلالة غير معروف الأصل، وقد يستمر كثير منها في اللغة الخالدة الباقية، وهو المتمثل في لغات عرب الجزيرة الذين بقيت في لغتهم فكرة الاشتقاق وما زالت مستمرةً، مع ملاحظة الاختلاف في طريقة الاشتقاق، ومحل هذا كتب فقه اللغة.
وإذا كنت تستغرب أن يكون اسم آدم مشتقٌّ من أديم الأرض الذي هو أصل مادته، فاسمع هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
روى الإمام أحمد بسنده إلى إبراهيم بن عبد الله بن قارض أن أباه حدثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وهو مريض، فقال له عبد الرحمن رضي الله عنه: وصلتك رحم. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: أنا الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبُتُّه، أو قال من يَبُتُّها أبُتُّه).
وروى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: أنا الرحمن، وهي الرحم شققت لها من اسمى؛ من يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه فأبتُّه).
ألا ترى دلالة الاشتقاق واضحة في علاقة الرحِمِ بالرحمن، إنها لغة الاشتقاق، تلك اللغة النامية الخالدة، فتأمل جيدًا هذه الحيثية فإنها أصل في تأصيل لغة العرب، وبيان قدمها في التاريخ.
ومما يستأنس به في هذا الباب من الأخبار ما رواه الطبري عن ابن عباس قال: ((فأخرج إبليس من الجنة حين لعن وأسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها فنام نومة فاستيقظ وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه، فسألها: من أنت؟
فقالت: امرأة.
قال: ولم خلقتِ؟
قالت: تسكن إلي.
قالت له الملائكة ـ ينظرون ما بلغ علمه ـ: ما اسمها يا آدم؟
قال: حواء.
قالوا: ولم سميتَ حواء؟
قال: لأنها خلقت من شيء حي)) تفسير الطبري ط: الحلبي ج: 1 ص: 214
ففي هذا الخبر ترى أن آدم اشتق اسم زوجه من معنى الحياة؛ لأنها خُلِقت من حيٍّ.
أضف إلى ذلك ما رواه مسلم بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب، فسلم على أولئك النفر ـ وهم نفر من الملائكة جلوس ـ فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيَّتك وتحيَّة ذريتك.
قال: فذهب، فقال: السلام عليكم.
فقالوا: السلام عليك ورحمة الله.
قال: فزادوه ورحمة الله)). صحيح مسلم ج: 4 ص: 2183.
يقول الله لآدم: فإنها تحيتك وتحية ذريتك، وأنت ترى أن السلام باقٍ في أصحاب الديانات السماوية.
وأنت تعلم أن السلام اسم من أسماء الله، كما ورد في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر:23)
وإليك بعض الأمثلة.
1 ـ راجع في القرآن تحية الله لأوليائه، وتحية الملائكة للأنبياء، والتحية التي يتلقى بها الملائكة المؤمنين يوم القيامة، ومن أمثلتها:
قوله تعالى: (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (يس:58).
قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (هود:69).
قوله تعالى: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد: 23 ـ 24).
قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل:32).
وكل هذا راجع إلى معنى اسم السلام سبحانه، وهو أثر من آثاره، فهو الذي يسلِّم على عبادة بالقول، ويسلِّمهم من الشرور.
وإذا أخذت بعين الاعتبار أن الأسماء لا تتغير بتغير اللغة التي نُقِل إليها، وإنما قد يحدث لها بعض التحوير الذي يتناسب مع لهجة اللغة التي انتقل إليها الاسم = ظهر لك أنَّ أسماء الله ثابتة له منذ الأزل، وأنه قد نطق بها الملائكة وآدم في السماء، فالله والرحمن والسلام قد وردت في هذه الآثار، مما يُستنتج منه أنها هكذا كانت تُنطق في ذلك الحين، وليس هناك ما يدل على سوى ذلك، خصوصًا إذا أضفت ما ورد من اشتقاق الرِّحِم من اسم الرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ من أسماء أنبياء بني إسرائيل (سليمان عليه السلام)، وفيه معنى السلام، وهو مأخوذ من مادة (سلم)، وقد جاء في قاموس الكتاب المقدس (ص: 481) ما نصه: ((سليمان: اسم عبري معناه: رجل سلام). وارجع إلى تحليل أكثر لهذا الاسم في كتاب العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن لرؤوف أبو سعدة (2: 159 وما بعدها) = تجد وضوح عربية هذا الاسم، وأنه جاء على صيغة العربية المنطوق بها آنذاك.
3 ـ ورد في صحيح مسلم في قصة موسى مع الخضر ما نصُّه: (( ... قال يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة، فرأى رجلاً مسجى عليه بثوب، فسلم عليه موسى.
فقال له الخضر: أنَّى بأرضك السلام.
قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل)) (صحيح مسلم ج: 4 ص: 1848). وهذا يدخل في تفسير قول الله لآدم: (فإنها تحيتك وتحية ذريتك)، والسلام ـ فيما يظهر ـ مما بقي عند أصحاب الديانات السماوية، كما ذكرت لك سابقًا.
أقول هذا من باب الاحتمال والظنِّ والله أعلم.
4 ـ لازال اليهود إلى اليوم يقولون (شالوم) بمعنى السلام، وهم يُشيِّنون السين (أي: يجعلون السين شينًا).
ومن باب الاستطراد أيضًا تجد أحبارهم وقساوسة النصارى يقولون في خاتمة دعائهم (آمين) إلى اليوم، فمن أخذ من مَنْ إلا أن تكون اللغة بينهم واحدة المصدر.
وإنني أدعو إلى بحث فكرة الاشتقاق عند مفسري السلف واللغويين، فإنه سيظهر بجمع المواد التي حُكي فيها الاشتقاق فوائد جمَّة، قد تدلنا على خيوطٍ في أصول العربية القديمة تلك اللغة الشريفة التي مرَّت بعصور من التطور والتحوُّر، لكنها لم تتغير في أصولها الاشتقاقية.
وإني أُدرِك أن بعض الاشتقاقات التي ذكرها مفسرو السلف قد يُعترضُ عليها وتُضعَّف، بل قد يحكم بعضهم على بعض هذه التحليلات الاشتقاقية بالسذاجة، لكن النظر هنا إلى وجود أصل هذه الفكرة، ووردها عندهم، وإدراكهم لها، ومن الأمثلة على هذه الاشتقاقات عند المفسرين:
1 ـ عن أبي العالية قال: ((إنما سمي العِجْل لأنهم عجلوا، فاتخذوه قبل أن يأتيهم موسى)) (تفسير الطبري ط: الحلبي 1: 283).
2 ـ قال مقاتل: ((تفسير آدم عليه السلام لأنه خلق من أديم الأرض، وتفسير حواء لأنها خلقت من حي، وتفسير نوح لأنه ناح على قومه، وتفسير إبراهيم: أبو الأمم، ويقال: أب رحيم، وتفسير إسحاق لضحك سارة، ويعقوب، لأنه خرج من بطن أمه قابضًا على عقب العيص، وتفسير يوسف زيادة في الحسن، وتفسير يحيى: أحيي من بين ميتين؛ لأنه خرج من بين شيخ كبير وعجوز عاقر صلى الله عليهم أجمعين)). تفسير مقاتل (3: 53).
هذا، وسيأتي الحديث عن هؤلاء الأعلام الكرام الذين ذكرهم مقاتل، وبيان أصول عربية هذه أسمائهم إن شاء الله.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:28 م]ـ
[ align=center].
وإنني أدعو إلى بحث فكرة الاشتقاق عند مفسري السلف واللغويين، فإنه سيظهر بجمع المواد التي حُكي فيها الاشتقاق فوائد جمَّة، قد تدلنا على خيوطٍ في أصول العربية القديمة تلك اللغة الشريفة التي مرَّت بعصور من التطور والتحوُّر، لكنها لم تتغير في أصولها الاشتقاقية
موضوع بحث متميز أردت إبرازه لينتفع به الزملاء الذين يبحثون عن موضوعات صالحة للبحث
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[23 Jul 2010, 11:32 م]ـ
ألاحظ أن فضيلة الشيخ وكتابا آخرين حينما يحاولون دراسة الاشتقاق يرددون كلام القدامى
مثلا: العجل مشتق من العجلة
وقال شاعرهم:
ما سمي القلب إلا من تقلبه ... ولا الفؤاد فؤادا غير أن عشقا
وقال:
وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلبُ
وهذا الاتجاه في الاشتقاق عند القدامى قد ثبت خطؤه، وأنه معكوس
فمن المقرر في علم اللغة: أن المعنوي يشتق من الحسي، وليس العكس، ثم يشتق منه الفعل
والحسي المادي هو الاسم، والمعنوي المجرد هو المصدر
وهاكم أمثلة
* الأناقة اشتقت من الناقة، ثم قالوا تأنق، أي تشبه بالناقة
* الحصانة اشتقت من الحصان، ثم قالوا امرأة حصان، وأحصنت أي اشبهت الحصان في ألا يقربها أحد
ومن الحصان اشتق الحصن أيضا
*الثورة اشتقت من الثور، ثم قالوا ثار، أي تشبه بالثور
* الغنيمة اشتقت من الغنم، ثم قالوا غنم، أي حصل أجود شيء تشبيها بلحم الغنم الذي هو أطيب لحم
*الصبر اشتق من الصبار أو الصّبِر، ثم قالوا صبر، تشبيها به في تحمل العطش
الرئاسة مشتقة من الرأس
العقل مشتق من العقال
الخمار مشتق من الخمر
الجنون مشتق من الجن
وهكذا في المعنوي يشتق من الحسي، ثم يشتق منه الفعل
وليس العكس
وهاكم أمثلة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 05:45 ص]ـ
فمن المقرر في علم اللغة: أن المعنوي يشتق من الحسي، وليس العكس، ثم يشتق منه الفعل
والحسي المادي هو الاسم، والمعنوي المجرد هو المصدر
أحسنتم بارك الله فيكم.
وقد أشار إلى هذا ابن جني في كتابه الخصائص، وأنصح بِمراجعة هذا الموضوع في كتاب (فقه اللغة) للدكتور صبحي الصالح رحمه الله، فهو من أنفع كتب فقه اللغة التي قرأتها للمعاصرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jul 2010, 05:49 ص]ـ
ألاحظ أن فضيلة الشيخ وكتابا آخرين حينما يحاولون دراسة الاشتقاق يرددون كلام القدامى
مثلا: العجل مشتق من العجلة
وقال شاعرهم:
ما سمي القلب إلا من تقلبه ... ولا الفؤاد فؤادا غير أن عشقا
وقال:
وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلبُ
وهذا الاتجاه في الاشتقاق عند القدامى قد ثبت خطؤه، وأنه معكوس
فمن المقرر في علم اللغة: أن المعنوي يشتق من الحسي، وليس العكس، ثم يشتق منه الفعل
والحسي المادي هو الاسم، والمعنوي المجرد هو المصدر
وهاكم أمثلة
* الأناقة اشتقت من الناقة، ثم قالوا تأنق، أي تشبه بالناقة
* الحصانة اشتقت من الحصان، ثم قالوا امرأة حصان، وأحصنت أي اشبهت الحصان في ألا يقربها أحد
ومن الحصان اشتق الحصن أيضا
*الثورة اشتقت من الثور، ثم قالوا ثار، أي تشبه بالثور
* الغنيمة اشتقت من الغنم، ثم قالوا غنم، أي حصل أجود شيء تشبيها بلحم الغنم الذي هو أطيب لحم
*الصبر اشتق من الصبار أو الصّبِر، ثم قالوا صبر، تشبيها به في تحمل العطش
الرئاسة مشتقة من الرأس
العقل مشتق من العقال
الخمار مشتق من الخمر
الجنون مشتق من الجن
وهكذا في المعنوي يشتق من الحسي، ثم يشتق منه الفعل
وليس العكس
وهاكم أمثلة
أخي رصين قد أصبت ببعض وأخطأت ببعض. أما العجل كما ذكر الدكتور مساعد سمي بذلك على قول أبي العالية الذي قال: ((إنما سمي العِجْل لأنهم عجلوا، فاتخذوه قبل أن يأتيهم موسى. فأظن أن أبا العالية جانب الصواب في ذلك. فماذا كان يطلق على العجل قبل حادثة بني اسرائيل؟؟؟ أما كثير من الأسماء التي ذكرتها فاشتقاقها يحتمل الصواب فلا تعارض بينها وبين مسمياتها وأزيد لك بعض الأسماء:
البقرة سميت كذلك لأنها تبقر الأرض للحراثة وقد خلقت أصلاً للحراثة بدليل الحديث:بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه فقالت لم أخلق لهذا خلقت للحراثة
رواه البخاري في صحيحه.
الزرافة سميت بذلك لأنها تجمع بين صفات الجمل والبقرة والنمر والعنز والفيل. والزرافة لغة تعني مجموعة من الناس. فتقول العرب: مررت بزرافة من الناس.
السكين سميت سكيناً لأنها تسكن حركة المذبوح
والسيف جاء في مقاييس اللغة: "السين والياء والفاء أصلٌ يدلُّ على امتدادٍ في شيء وطول. من ذلك السَّيف، سمِّيَ بذلك لامتداده."
وأما العصا فجاء فيها: "فالأوَّل العصا، سمِّيت بذلك لاشتمالِ يدِ مُمْسِكِها عليها، ثم قيس ذلك فقيل للجماعة عَصاً. يقال: العَصَا: جماعةُ الإسلام، فمن خالَفَهم فقد شقَّ عصا المسلمين."
وفي الخروف قال بعضُ أهلِ اللغة: "إن الخَروفَ يسمَّى خَروفاً لأنّه يَخْرُف مِن هاهنا وهاهنا" ويخرف في اللغة: يجني
وفي النعجة: "النون والعين والجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ على لونٍ من الألوان. منه النَّعَج: البياضُ الخالص."
وإذا أردت المزيد فارجع الى كتاب مقاييس اللغة وبارك الله بك.
ولكن النقطة الأخرى التي أحببت أن الفت النظر اليها في بحث الدكتور مساعد وإني أظن أنه لم يغفل عنها ولكنه لم يشر اليها وهي استشهاده ببعض الأحاديث الضعيفة في البحث وقد اكتفى بالإشارة الى مصدرها. والإشارة الى المصدر ليست حجة في الأخذ إذا كانت تلك الأحاديث ضعيفة. وبارك الله تعالى بعلمه وأنا أقل شأناً من أن أرد على فضيلته. ولكن الحق أحق أن يتبع.
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[24 Jul 2010, 08:28 ص]ـ
كل ما تفضلت بنقله أخي تيسير معكوس
وهذا مسلم ومتفق عليه في علم اللغة، وهو كقواعد الحساب 1+ 1=2
وتفسيراتهم هذي لا تعدو أن تكون خيال أدباء مثلك
أما الأحاديث الضعيفة، فالشيخ وغيره يوردونها استئناسا لا استشهادا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jul 2010, 09:28 ص]ـ
كل ما تفضلت بنقله أخي تيسير معكوس
وهذا مسلم ومتفق عليه في علم اللغة، وهو كقواعد الحساب 1+ 1=2
وتفسيراتهم هذي لا تعدو أن تكون خيال أدباء مثلك
أما الأحاديث الضعيفة، فالشيخ وغيره يوردونها استئناسا لا استشهادا
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا تقصد باستئناساً؟؟؟؟ وما رأيك إذا كان هذا الاستئناس ليس له أصل ومجبوب كله مثل مسألة خلق حواء من ضلع آدم والتي لم يثبت فيها شيء من الصحة؟؟ ناهيك عن قصور الدليل؟؟ اليس الأستئناس طمعاً بدليل يقترب من الصحة؟؟؟ وما فائدة الاستئناس إذاً إذا كانت بعيدة عن الدليل الصحيح؟؟ وكيف نعيب على الناس احتجاجهم بالأحاديث الضعيفة إذا احتجوا أنها فقط للاستئناس؟؟؟ ثم ماذا عن التوثيق؟؟؟ اليس من الأولى أن يشار في الحاشية أو بين المتون الى درجة الحديث كما أشار الى المصدر؟؟؟. أما بالنسبة للأسماء وتعليلاتها فأنا أجد فيها متعة مثل غيري وبما أنها ليست قطعية الخطأ ولا قطعية النفي فلن أستنكف عنها (واعمل اللي بدك اياه) (مزحة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Jul 2010, 12:54 م]ـ
فمن المقرر في علم اللغة: أن المعنوي يشتق من الحسي، وليس العكس
بارك الله فيك يا سيدنا الشيخ ..
ما ذُكر عن السلف ذُكر عمن هم أعرب ..
وهذا المقرر لا حجة عليه ..
بل هو باب من أبواب البدعة في تفسير النصوص ..
وأصول هذا التقرير هي من كلام الفلاسفة
فالإنسان عند أولئك الفلاسفة وضع الألفاظ أولا للمحسوسات , ثم نقلها إلى المعقولات , وشبه المعقولات بالمحسوسات , وأولئك الفلاسفة اليونانيون كانوا وثنيين , والوثنية أينما كانت تعبد الصُّور وهم كانوا يجعلون لكل شيء إلها , للحرب إليه , وللحب إله , وللمطر إله , وللريح إله , وغيرها , ويجعلون لكل إله صورة , فتكون ذلك الإله رمزاً لما ينفعهم به بزعمهم , فكذلك زعموا أن الألفاظ وضعت للصور , ثم صارت الصورة رمزاً للصفات المعقولة , ونقلت الألفاظ من الصور إلى الصفات وذلك القول هو شعبة من وثنيتهم , وعبادتهم للصور وسفاهة أحلامهم , وكفرهم بالغيب.
ثم زعموا اجتمعت كل أمة فتواضعت على لغة , ووضعوا الألفاظ أولاً للمحسوسات , ثم نقلوها بعد للمعقولات , كل ذلك باطل , لا برهان له وذلك القول الدهري الوثني يقيد البيان بالحسِّ , ويجعل القلب عبداً أسيراً للصور المحسوسة , لا يعقل شيئاً إلا أن يشبهه بتلك الصور , ويجعل الإنسان عاجزاً أن يتكلم عن شيء من الغيب إلا أن يشبهه بشيء من الشهادة , وأن يذكر الله إلا أن يشبهه بخلقه والبيان الذي علمه الله الإنسان أعظم وأعم من ذلك , والإنسان به يذكر الله وخلقه , ويتكلم عن الغيب والشهادة , ولا يشبه الله بخلقه ولا الغيب بالشهادة , وأنكر قول أولئك الفلاسفة في بدء اللغة كثير من المتقدمين والمتأخرين والعرب والعجم.
فأخذها من الفلاسفة المعتزلة -ومنهم ابن جني-وزعم أولئك المعتزلة أن الألفاظ وما يشبهها وضعت كلها في أصل اللغة لتلك الصورة المحسوسة , وقالوا في ألفاظ الصفات: إنها لا تليق بالله تعالى , وإنها تشبيه لله عز وجل بتلك الصور المحسوسة فأخذوا يخبطون ويتهوكون في تأويلها بتلك المجازات والاستعارات , وزعموا أنهم بذلك يوحدون الله تعالى , وينزهونه عن مشابهة خلقه , واتبعوا أولئك الفلاسفة , وأعجبهم ذلك القول الدهري الوثني في بدء اللغة , وحسبوه حجة يجادلون بها عن بدعتهم , وتلك المجازات والاستعارات التي يذكرونها كلها تشبيهات , واللغة كلها عند أولئك الفلاسفة الذين اتبعوهم هي تشبيه للمعقول بالمحسوس والغائب بالشاهد , وسلفهم من المعتزلة والجهمية الذين أحدثوا تلك البدعة ونفوا تلك الألفاظ عن الله تعالى ,
كانوا مثل أولئك الفلاسفة عجماً , قلوبهم أسيرة للصور , وألسنتهم مقيدة بالتشبيه , فلذلك أحدثوا تلك البدعة وأهلكتهم العجمة.
ولذلك لا يفقه كثير ممن يثبت المجاز ويثبت الصفات ويقول بأن إثباتنا له لا يمنع أنا نجري الصفات على ظاهرها = لا يفقه أولئك أن الحقيقة اللغوية والمعنى الأصلي للفظ عند أصحاب نظرية المجاز هو المدلول الحسي المشاهد، ولذلك لا ينتبهون لم يرميهم مثبتة المجاز بالتشبيه والتجسيم، غافلين عن أن مجرد إثبات نظرية المجاز يقتضي السير على مضامينها ومنها أن المعنى الأصلي هو الحسي المشاهد. وأن قوله عند التحقيق هو قول من لم يفقه معنى إثبات المجاز ولوازمه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Jul 2010, 07:02 م]ـ
كل ما تفضلت بنقله أخي تيسير معكوس
وهذا مسلم ومتفق عليه في علم اللغة، وهو كقواعد الحساب 1+ 1=2
وتفسيراتهم هذي لا تعدو أن تكون خيال أدباء مثلك
أما الأحاديث الضعيفة، فالشيخ وغيره يوردونها استئناسا لا استشهادا
أخي رصين أنا أحاور لأصل مع الآخرين الى فائدة والاقتناع بالحق هذه هي المرة الثانية تقطع معي الحوار ولا تكمله حينما تجد شيئاً فيه حق وهذا شيء أكرهه.نحن لسنا في سجال هنا. الناس يقرأون لنا ليستفيدوا فعليك أن تكون على قدر الأمانة وتقوى الله فلا تماري ولا تجادل وخاصة بالامور التعبدية أو الدينية. أما اللغوية فأنت في سعة منها. فإذا وصلت للحق عليك أن تتبعه بكل تواضع ومحبة هذا هو طريقي في النقاش. لقد رددت عليك بالنسبة لقضية الأسماء وهذه قضية مختلف فيها وانا أحترم رأيك وختمت ذلك بمداعبة فما بالك أحجمت عن الشق الآخر وهو قضية الاستئناس التي خرجت لنا بها. كن موضوعياً وقل ما عندك وأنا في غاية الجدية في هذه الامور لأنها مراقبة من الله ومن الناس وتحتاج للتخلي عن حظوظ النفس. سبحان الله صعب على النفس أن تستسلم للحق وفي ذلك مجاهدة ولكن فيها الاجر وعدم الضلال. ولتعلم أنك مراقب من آلاف الناس يقرأون لك فإن لم تكن منصفاً هجروك وأهملوك. فإن أهم شيء هو المصاقية والتزام الحق والصدق أخي الحبيب. سامحني على ذلك لا بد من قول ذلك لتعرف كيف تسير الامور لدى أخيك ولدى الناس. مع احترامي ومحبتي لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 07:37 م]ـ
لم أكن أريد أن أكتب هذا، وكنت أتمنى لو جرى في الخاص لكن قدر الله وما شاء فعل
أخي رصين أنا أحاور لأصل مع الآخرين الى فائدة والاقتناع بالحق هذه هي المرة الثانية تقطع معي الحوار ولا تكمله حينما تجد شيئاً فيه حق وهذا شيء أكرهه
يبدو أن الزعل قد أخذ منك مأخذه حتى اقتبست كلامي مرتين
أما أنا فلا أذكر الأولى، ولم اقطع عليك الخط
الشارع مفتوح والإشارة خضراء، وكلانا يملك سيارة
ولم أكن أظنك ديكتاتورا، تحرم الآخرين من إبداء رأيهم وتصادره
نحن لسنا في سجال هنا. الناس يقرأون لنا ليستفيدوا فعليك أن تكون على قدر الأمانة وتقوى الله فلا تماري ولا تجادل وخاصة بالامور التعبدية أو الدينية .. كن موضوعياً وقل ما عندك وأنا في غاية الجدية في هذه الامور لأنها مراقبة من الله ومن الناس وتحتاج للتخلي عن حظوظ النفس. سبحان الله صعب على النفس أن تستسلم للحق وفي ذلك مجاهدة ولكن فيها الاجر وعدم الضلال. ولتعلم أنك مراقب من آلاف الناس يقرأون لك فإن لم تكن منصفاً هجروك وأهملوك. فإن أهم شيء هو المصاقية والتزام الحق والصدق .. فإذا وصلت للحق عليك أن تتبعه بكل تواضع ومحبة هذا هو طريقي في النقاش .. لا بد من قول ذلك لتعرف كيف تسير الامور لدى أخيك ولدى الناس
أرجو في المرة القادمة - إذا كانت ستوجد - أن تكتب مثل هذي النصائح في الخاص، وليس على الملأ
لقد رددت عليك بالنسبة لقضية الأسماء وهذه قضية مختلف فيها وانا أحترم رأيك وختمت ذلك بمداعبة فما بالك أحجمت عن الشق الآخر وهو قضية الاستئناس التي خرجت لنا بها
الاستئناس بالحديث الضعيف - في أقل درجاته - كالاستئناس بالشعر
فهل تمنع ذلك؟
أخي الحبيب .. مع احترامي ومحبتي لك
إنته خليت فيها حب واحترام
دنته خليتها خل خالص
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 07:56 م]ـ
بارك الله فيك يا سيدنا الشيخ ..
طبعا هذي لهجة مصرية، وهي - كأهلها - محببة إلى قلبي، لكنها تحتمل احتمالات:
1 - النبز والسخرية والتعريض، وأربأ بالشيخ أن يقع في مذل ذلك.
2 - التعظيم، وهذا مصطلح صوفي، يأباه سلفي كالشيخ أبي فهر، بل إن بعضهم يرفض أن يخلع هذا اللقب حتى على أبي بكمر وعمر.
3 - التقرير، والجواب: لست بشيخ سنا، ولست بشيخ علما إلا في اللغة
وهذا المقرر لا حجة عليه .. بل هو باب من أبواب البدعة في تفسير النصوص ..
هذي قواعد أهل اللغة، كما قواعد أهل كل فن
وأما أنها بدعة، فنعم لكن بدعة دنيوية لا دينية، فنعمت البدعة هذي
وأصول هذا التقرير هي من كلام الفلاسفة
هذا غير مسلم، وغير دقيق، بل غير صحيح البتة
وما نسبته إلى الفلاسفة، هو ما دل عليه الاستقراء اللغوي، والمقارنات السامية
فلفظ جمل - كما تعلمون - موجود في جميع اللغات السامية، وفي العربية حدث له الآتي:
معروف أن البدوي يتعلق بالحيوان أشد التعلق، ويحبه ربما أكثر من بعض أهله
وفي الشعر الجاهلي مراث لخيل وإبل، ولفظ جمل هذا - غالبا - مما علمه الله آدم عليه السلام
فالعربي الأول فكر في شيء ينسب إليه إعجابه وتعلقه بالشيء فاشتق (الجمال) من الجمل
ثم اشتق فعل الأمر ثم الماضي، أما المضارع فهو آخرها؛ لأنه فعل الأدب
وأما نسبتك ابن جني إلى الاعتزال، فكذلك قيل في الجاحظ
وقد عجزت النساء أن تلد مثلهما، رحمهما الله،
وعلماؤنا الأوائل لا يقاس بهم أحد
فألف ألباني لا يعدلون الذهبي أو ابن حجر، وألف دكتور لا يعدلون الألباني
وكل يؤخذ منه ويرد
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 07:56 م]ـ
إنته خليت فيها حب واحترام
دنته خليتها خل خالص
وماله الخل هو فيه أحسن من الخل؟؟ ألم يأكل منه النبي عليه الصلاة والسلام؟؟ والله إنك حبيبي ويمكن تكون زي ابني وفي معزته.
فائدة فقهية: إذا تحوّل الخمر الى خل يجوز الإنتفاع به وأكله. مع تحيات المحب لك أبو أنس
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 08:02 م]ـ
طبعا هذي لهجة مصرية، وهي - كأهلها - محببة إلى قلبي، لكنها تحتمل احتمالات:
1 - النبز والسخرية والتعريض، وأربأ بالشيخ أن يقع في مذل ذلك.
2 - التعظيم، وهذا مصطلح صوفي، يأباه سلفي كالشيخ أبي فهر، بل إن بعضهم يرفض أن يخلع هذا اللقب حتى على أبي بكمر وعمر.
3 - التقرير، والجواب: لست بشيخ سنا، ولست بشيخ علما إلا في اللغة
هذي قواعد أهل اللغة، كما قواعد أهل كل فن
وأما أنها بدعة، فنعم لكن بدعة دنيوية لا دينية، فنعمت البدعة هذي
أي مشيها هالمرة يا سيدي الشيخ ولا تدقق كثير وخاصة أنك لست شيخاً سناً. عاملنا بما تعامل به أبوك أو أخوك. الله يرضى عنك رضاً ليس فيه سخرية ولا تعريضاً بل خالصة من محب الى حبيب.
أرضيت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:28 م]ـ
وماله الخل هو فيه أحسن من الخل؟؟ ألم يأكل منه النبي عليه الصلاة والسلام؟؟ والله إنك حبيبي ويمكن تكون زي ابني وفي معزته.
فائدة فقهية: إذا تحوّل الخمر الى خل يجوز الإنتفاع به وأكله. مع تحيات المحب لك أبو أنس
شو ابنك يا زلمة؟
ليش انت عمرك سبعين سنة؟
على كل حال ما دام يجوز، هات صب لك شوي هون
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[25 Jul 2010, 09:57 م]ـ
شو ابنك يا زلمة؟
ليش انت عمرك سبعين سنة؟
على كل حال ما دام يجوز، هات صب لك شوي هون
أضحك الله سنك
فأنا ابن ثمان وأربعين حولاً لا أخالك تعلم
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[26 Jul 2010, 04:41 م]ـ
أي مشيها هالمرة يا سيدي الشيخ ولا تدقق كثير وخاصة أنك لست شيخاً سناً. عاملنا بما تعامل به أبوك أو أخوك. الله يرضى عنك رضاً ليس فيه سخرية ولا تعريضاً بل خالصة من محب الى حبيب.
أرضيت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا أدري أنتبهت أن هذا ليس موجها لك أخي تيسير
أم قصدت قصدا وأنت منتبه
على كل حال أنت على العين والرأس
أما الشيخ أبوفهر فقلم معروف في المنتديات، ويهمني رأيه
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[26 Jul 2010, 04:45 م]ـ
لا أدري أنتبهت أنه هذا ليس موجها لك أخي تيسير
أم قصدت قصدا وأنت منتبه
على كل حال أنت على العين والراس
أما الشيخ أبوفهر فقلم معروف في المنتديات، ويهمني رأيه
انا واسطة خير يالحبيب. واللا ما بدك؟؟؟؟
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:49 م]ـ
موضوع المعرب أكبر من هذا بكثير
ومع التأكيد على التمسك بعربية القرآن إلا أننا على يقين بوجود أسماء أعجمية كأسماء بعض الأنبياء فلا يخلط البعض ولا يفرط البعض في القول بأن هذه الأسماء معناها بالعربية كذا لأنها في أصلها غير عربية لذا نقول
يجب ألا يلتمس العلم الأعجمي من غير لغة صاحب العلم
كمن فسر يوسف بأنها من الأسف كأن يوسف مشتقة من "يؤسف "لأن يوسف كان سببا في أسف أبيه. وكمن فسر "أيوب " بأنه الأواب أي كثير الرجوع إلى ربه. وكمحاولة اليهود لتفسير اسم سيدنا موسى على لغتهم مع أن الذي سماه هم آل فرعون فهو اسم هيروغليفي لا عبري. وهذا
بيان خطأ من حاول تفسير العلم الأعجمي بغير لغة صاحب العلم.
ولي بحث في كتابي التفسير قواعد وأصول استفد من كتاب العلم الأعجمي في القرآن مفسرا في القرآن للأستاذ روؤف أبو سعدة رحمه الله تعالى كان يعرف اللغات القدبديمة وإن شاء الله سأذكر ما يصلح هنا بارك الله فيكم(/)
هل الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها مع الدليل?
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[16 May 2004, 11:01 م]ـ
أرجو الجواب من أهل التفسير ....... هل الأرض ثابتة والشمس التي تدور حولها مع الدليل من الكتاب والسنة؟
ـ[ابن العربي]ــــــــ[17 May 2004, 06:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين هذا السؤال
فأجاب بأن الشمس تدور والأرض ثابتة وذكر عشرة أدلة على ذلك من الكتاب والسنة
في كتاب " مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين " (ج 1 ص 70)
والله تعالى أعلم
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[17 May 2004, 09:25 ص]ـ
تفضل رابط الجواب ( http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&threadid=1434)
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[17 May 2004, 10:28 ص]ـ
بارك الله في الجميع وشكرا للجواب
ولي مداخلة بسيطة
قرأت كتابا بعنوان (الصواعق الشديدة في الرد على الهيئة الجديدة) للشيخ التويجري رحمه الله
أثبت بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة ثبوت الأرض ودوران الشمس حول
ومشكلي أن هذا الكتاب فقد من مكتبتي فهل من رابط للوصول إليه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 May 2004, 10:50 ص]ـ
أجد دوران الأرض في هذه الآية:
لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون).
عندنا في الآية ثلاثة أجرام سماوية:
1) الشمس. 2) القمر. 3) الأرض وعبر عنها ب (الليل والنهار) لأن أثر الليل والنهار يظهر على الأرض.
كذلك ختمت الآية ب (وكل في فلك يسبحون) هذا جمع، والجمع يبدأ من ثلاثة فما فوق. لو كانت الآية تتكلم فقط عن الشمس والقمر لقال تعالى: كلاهما يسبحان).
وأما الشمس فهي تدور حول نفسها وتجري إلى مستقر لها، ولا توجد أداة في اللغة تؤدي المعنيين إلا حرف اللام.
قال تعالى: والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم)
اللام هنا في (لمستقر) تعني (عن) أي حول محورها، وتعني (إلى)
مستقرها (مكان تستقر فيه).
وفي القرآن أمثلة لحرف اللام بمعنى (عن) و (إلى).
مثال: وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين). اللام هنا بمعنى (عن).
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[17 May 2004, 02:00 م]ـ
أخي الحبيب أبو على
من قال بذلك من علماء التفسير المعتمدين من المتقدمين أن الليل والنهار المقصود به الأرض وهل ما ذهبت إليه قطعي الدلالة ام مجرد اجتهاد؟
واطلع على كلام الشيخ ابن عثيمين لعلك تعود إلى ظاهر الكتاب والسنة أفضل لك من التاويل
وماذا
تقول في قوله تعالى (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا)
أرجع للغة العرب وتعرف معنى الزوال جيدا
الرابط الموجود في ملتقى أهل القرآن فيه التوضيح ارجع اليه
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 May 2004, 05:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: ينبغي أن لا نتحمس لمسألة لم نطلع على جميع جوانبها، وعندي أن بعض المسائل الكونية لا بد فيها من الرجوع إلى أهل الاختصاص مع الرجوع إلى علماء الشريعة لفهم الأدلة على وجهها الصحيح.
ثانياً - للشيخ محمد بن صالح العثيمين كلام جيد حول هذه المسألة في تفسيره لسورة الكهف يصلح أن يكون منهجاً في التعامل مع مثل هذه المسائل.
قال رحمه الله:
(وفي قوله تعالى: {إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ} {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة.
فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلَّا بدليل بَيِّن، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟ " فأسند الذَّهاب
(يُتْبَعُ)
(/)
إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.) انتهى.
وهذا كلام جيد أيضاً حول هذه القضية وقضايا أخرى للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله:
قال: (إثبات كروية الأرض
إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة. ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) سورة الحجر: 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن. عندما قال الحق سبحانه وتعالى: (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) أي بسطناها .. أقال أي أرض؟ لا .. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية. ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْغَفَّارُ) سورة الزمر: 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية. بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما .. فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة. بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها .. وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل: 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (تَحْسَبُهَا جَامِدَةً) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب. ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال. الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها. وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى: (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة. وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى: (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً) سورة الإسراء: 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون .. )
المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 May 2004, 05:45 م]ـ
أنا مع الشيخ أبي مجاهد في كلامه.
و الموضوع نسبي على كل حال!
ـ[المنهوم]ــــــــ[17 May 2004, 06:49 م]ـ
بسم الله والحمدلله وبعد
المشكلة ايها الأخوة ليس في ثبوت دوران الأرض او عدم دورانها فالمسألة فيها خلاف من قديم وكل يستدل لقوله
ولا ينبغي التثريب في ذلك والتحمس لقول فلان او علان
ولكن المشكلة ان هناك من ينكر دوران الشمس الذي ثبت في القران ولا خلاف فيه
فإذا اردنا ان نتحدث عن الدوران فلا يجوز ان نختلف في دوران الشمس
واما قول الأخ ان الليل والنهار فهي الأرض فلعله يراجع المسألة فإنه يمكن ان يكون الليل والنهار من دوران الشمس والقمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[18 May 2004, 10:45 ص]ـ
الأخ الحبيب فرغلي
الله سبحانه يخاطب العقول بما تطيق حسب قدرتها على الإدراك، وكان من الحكمة أن يتلطف بالعقول المعاصرة لنزول القرآن، فكيف كان الناس سيكون رد فعلهم إذا قيل لهم إن الأرض تدور!!
أما لو ذكر الليل والنهار كناية عن الأرض فإن في ذلك آية للذين أوتوا العلم تتجلى في زمنها.
وأما قوله تعالى (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا) فقدرة الله يوقن بها كل مؤمن، فالفيزيائي يفسر تلك القدرة حسب علمه فيقول: إن الله يمسك السموات و الأرض بأسباب خلقها وهي: قانون الجاذبية وقوة الطرد المركزي وعلاقة الكثلة بالمسافة ... ) وغير ذلك، وهو تفسير منطقي يناسب إدراكه.
الإخوة الأعزاء:
قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
أهل الذكرفي هذه المسألة هم علماء الفلك.
علماء الفلك قالوا: إن الأرض تدور حول نفسها بسرعة كذا ميل في الساعة (لا أتذكر الرقم)، وقالوا هذه حقيقة لا جدال فيها، وأتوا بأدلة ذامغة أذكر منها ما يلي:
حينما يطلق قمر صناعي في الفضاء فإنها لا تطلق حتى تصل سرعة المركبة الحاملة للقمر الصناعي إلى نفس سرعة دوران الأرض حول نفسها وفي نفس الاتجاه من الغرب إلى الشرق. تدور الأقمار الصناعية حول الأرض بنفس سرعة دوران الأرض حول نفسها، وبالتالي تكون ثابتة بالنسبة لأي نقطة على الأرض.
هل يوجد دليل أقوى من هذا؟ فلو قمنا بتجربة ذلك بأنفسنا على كرة ووضعنا حولها جسما وأدرنا الكرة حول نفسها وأدرنا ذلك الجسم حول الكرة بنفس سرعة دوران الكرة فإن ذلك الجسم سيبقى مقابلا لنقطة معينة ثابتا على ذلك.
لو كانت الشمس هي التي تدور حول الأرض لكان معنى ذلك أنها تدور أيضا حول كواكبها في 24 ساعة ولكان يوم كل الكواكب هو نفس يوم الأرض (24 ساعة)، أما لو كان كل كوكب هو الذي يدور حول نفسه ويدور حول الشمس لكانت أيام الكواكب وسنواتها تختلف من كوكب إلى آخر حسب حجمها ومداراتها وبعدها عن الشمس.
مسألة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس هي حقيقة ثابتة عند أهل العلم.
والله تعالى هو الذي علم الإنسان مالم يعلم ليريه آياته في الآفاق وفي نفسه حتى يتبين له أنه الحق.
أيقول الله ذلك ولا تأتي نتائج العلم بما يوافق الحق!!؟
يكفينا أن الله خلق الجبال لتكون رواسي للأرض لكي لا تميد بنا، والمتحرك هو الأدعى أن يميد إن لم يجعل له شيء يحفظ توازنه خلال حركته.
لو كان أحد أدلة علماء الفلك خاطئا لانهارت كل تنبؤاتهم، ألا ترون أنهم يتنبؤون بالخسوف والكسوف بالسنة والشهر والساعة والدقيقة.
ويتنبؤون بمرور الكوكب الفلاني قريب من الأرض وغير ذلك فيأتي حسابهم دقيقا، كل ذلك لعلهم يلتفتون أن كله بحسبان ولا يكون كذلك إلا لأنه أحكمه عزيز حكيم.
ـ[محمد نور لبني]ــــــــ[18 May 2004, 12:19 م]ـ
الرد على سؤالك
يا أخي
الحركة نسبية وبالتالي الثبات نسبي أيضاً
أضرب لك مثال بسيط
إذا كنت تقف على رصيف شارع وتراقب سيارات التي تسير فإن السيارات بالنسبة إليك تتحرك في حين أن سائق أحد السيارات المارة ستكون السيارة بالنسبة له ثابتة وأنت تتحرك
إذا قلنا أنك ثابت و السيارة متحركة بالنسبة لك فهذا صحيح وبنفس الوقت إذا قلنا أن السيارة ثابتة بالنسبة لسائق السيارة وأنت الذي تتحرك فهذا أيضاً صحيح
وهذا ما يسمى بالحركة النسبيّة
وبنفس الأسلوب إذا قلنا أن الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حولها فهذا صحيح علمياً بالنسبة لمراقب يراقب من سطح الأرض
وإذا قلنا بأن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور حولها فهذا صحيح بالنسبة لشخص يراقب من خارج الكرة الأرضية (من القمر الصناعي مثلاً) وهذا صحيح علمياً
وبنفس الأسلوب يصف لنا القرآن أن الشمس تدور حول الأرض والأرض ثابتة وهذا صحيح علمياً بالنسبة لشخص يراقب الحركة من الأرض
وإن الله عز وجل يصف لنا الحركة بالنسبة لمراقب من سطح الأرض لأن ذلك أقرب لفهمنا
لذا الأشياء الثابتة بالنسبة لنا تبدو متحركة بالنسبة للآخرين والعكس صحيح
وفي النهاية كل شيء يتحرك ولا يوجد شيء ثابت في كل الكون
وهذه فكرة بديهية ولا أحد يتحدث بها غيرنا في العالم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[18 May 2004, 12:55 م]ـ
صدقت و الله!
فنحن في حديثنا العادي نقول زالت الشمس و مالت الشمس و نحن نعلم جيداً أن الشمس لم تتحرك بل الأرض. فهل إذا جاء القرآن على نسق كلامنا الذي لا نسيء فهمه نتشدد و نقول ظاهر القرآن! و هل الجدار الذي يريد ان ينقض له إرادة أم أن الكلام جاء على مجرى اللغة؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[18 May 2004, 10:44 م]ـ
استفسار:
هل لهذه المسألة ثمرة تستحق كل ما جاء فيها من خلاف؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 May 2004, 08:30 ص]ـ
طبعاً لأن بعض الخوارج يكفرون مخالفهم في الفهم السطحي
وقد كفر أحدهم (في الرابط السابق) من يقول بدوران الأرض حول الشمس، رغم أن هذا هو الحق. والله المستعان على هؤلاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 May 2004, 09:17 ص]ـ
وأحدهم يريد أن يقول بأنه لا يوجد شيء ثابت علمياً، ولم يفعل إلا أن أثبت جهله في هذه الأمور (مع أنه أخ فاضل له معرفة في الفقه والحديث، لكن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب).
قال سامحه الله: ((وحتى المقررات الرياضية التى كانت ((ثوابت)) من قبل كالهندسة الاقليدية نسبة الى (أقليدس) والتى لازالت (تدرس أيضا في مدراسنا) فهي ايضا قد نقضت بنظريات أقوى منها كما هي نظرية ريمان الالماني في المقعرات والذي أثبت أنه (لايوجد أصلا خطوط متوازية)!!!! فالمشهور والمتقرر عند الكثير أن (الخطين المتوازيين لايمكن ان يلتقا أبدا). وهذا خلاف ما أثبته ريمان و لوباتيشفيكي من أنهما (يلتقيان). وهذا بناء على ان الكون (مقعر).)) انتهى.
وهذا خطأ فادح. فالكلام على بديهية إقليدس، وهي للمستويات وليست للأجسام المقعرة. وريمان لم يثبت شيء معاكس لهذا، بل هو فقط تكلم عن الأجسام الكروية، والأمر بالتأكيد يختلف. وليس هذا معارض لذاك ..
قال الدكتور هشام عزمي وفقه الله: "أنت خلطت الهندسة النظرية (الإقليديسية) بالهندسة التطبيقية حين قارنت في موضوع الخطين المتوازيين و لكن حتى الهندسة النظرية تعترف بأن الخطين المتوازيين يلتقيان في ما يعرف باللانهاية و هو مصطلح نظري "
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Aug 2004, 09:55 ص]ـ
سألني أحد الإخوة عن اعتقادي في الكون، وأكتب له هذا الجواب مدعوماً بالأدلة القرآنية.
أعتقد أن الكون كان أصله مادة واحدة مضغوطة جداً، كما قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. والرتق أي ضد الفتق، أي كانتا متلئمتان.
وهذه المادة جاء وصفها بأنها غاز. {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت. ويظهر -والله أعلم- أن ذلك الغاز كان غاز الهادروجين الذي يعتبر المكون الأساس للماء. {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} (7) سورة هود
ثم إن هذا الكون انشطر (وفق ما يسمى بالانفجار الكوني الأعظم)، وانقذفت تلك المكونات لتتشكل في مواد أخرى، وتؤلف الكواكب والنجوم. وكل كوكب وكل جرم وكل نجم يدور في مسار فلكي معقد. {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (33) سورة الأنبياء
لكنها -مع هذه الحركة المعقدة- تبتعد عن مركز الكون، وبالتالي فالكون يتوسع ويزيد حجمه، وبالتالي فالسماء الدنيا التي تشكل حدوده، تتوسع أيضاً. كما قال الله عز وجل: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات
وهنا لفتة مهمة للغاية. فإذا قال العلم: إن "كوننا محدود الحجم"، فلا يعني بالطبع أن رائد الفضاء سيجد على بعد عدة بلايين من السنين الضوئية حائطاً عُلّقت عليه لافتة كُتب عليها: "ممنوع المرور"! لأنه في الواقع قد يكون الكون محدود الحيّز، دون أن تكون بالضرورة له حدود. فقد ينحني وينقفل على نفسه، بحيث أنه إذا حاول مستكشف كوني افتراضي أن يُسيّر سفينته الفضائية في خط مستقيم بقدر ما يستطيع، فإنه سيسلك خطاً سمتياً، أي سيسلك خطاً مستقيماً في الفضاء، ويعود إلى النقطة التي بدأ منها رحلته.
وهذا صعب الفهم للوهلة الأولى. لكن هذا يشبه من ينطلق بالطائرة بخط مستقيم باتجاه الشرق، فيعود بالنهاية إلى نقطة الانطلاق من جهة الغرب! فلا يمكن للإنسان -وفق القواعد الكونية التي وضعها الله تعالى- أن يخترق الكون إلى خارجه. ولا يمكن أن يصل إلى ما ليس بمكان! ولا يمكنه اختراق السماء الدنيا. إلا إن أراد الله له أن يخرق القواعد الكونية. وهذا ما أكده الله عز وجل بقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن
وهذا الكون الذي يتوسع -كما أخبر الله تعالى- سيعود وينكمش ويعود كما كان. قال رب العزة: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (104) سورة الأنبياء
والأرض تجري بمسار بيضوي شبه دائري حول الشمس. وكذلك باقي كواكب المجموعة الشمسية. والشمس والكواكب التابعة لها كذلك تمشي في مسار لها في الكون. قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يس
وكوكب الأرض نفسه بيضوي. قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (30) سورة النازعات. والدِّحْيَة هي بيضة النعامة. فالآية الكريمة إذاً حددت لا كروية الأرض، بل حددت بيضويتها. وهذا ما أثبتته يقيناً الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية. {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم
وكوكب الأرض يدور حول نفسه {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (88) سورة النمل. فالجبال كما نراها في أعيننا جامدة ثابتة ساكنة في مكانها لا تتحرك. ولكنها في الحقيقة تمر مر السحاب، لأنها تدور مع الأرض بسرعة كبيرة.
وهذا الدوران هو الذي يسبب تعاقب الليل والنهار. { ... يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ... } (5) سورة الزمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[14 Jan 2009, 12:24 ص]ـ
نقاش عجيب
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Jan 2009, 03:18 م]ـ
الذي يهمني هنا استدلال بعض أهل الفضل، ثم المصادرة على الفهم بزعم الظاهر. وأنا هنا سأستخدم عبارة الظاهر نفسها فأقول: إذا كنا في ساحل بحر وهناك غابة تمنعنا من رؤية البحر، ثم أزلنا الشجر فظهر البحر. فهل ظهور البحر هنا بحركة من البحر أم بحركة الشجر أم بحركتنا صعوداً في السماء. كل ذلك محتمل. فمن أين أتينا بزعم أن ظهور البحر تعني حركته وأن هذا هو الظاهر؟!! نحن نتحدث عن ظهوره بغض النظر عن سبب ظهوره.
أما شروق الشمس وغروبها فهو على الحقيقة وليس كما يظهر في العين. أما سبب شروقها وسبب غروبها فأمر آخر. ولتوضيح ذلك نقول: عندما تغيب الشمس تغيب وراء حاجب يحجبها بغض النظر أكان ذلك بحركة الحاجب أم بحركة المحجوب.
"وكل في فلك يسبحون": الآية نص في أن القمر يسبح في فلك والشمس تسبح في فلك والنهار يسبح في فلك والليل يسبح في فلك. ومعلوم أن النهار الأرضي والليل الأرضي يلازمان الأرض ويتلبسان بها، فماذا يعني ذلك؟
الشمس ليست ثابتة وإنما الثبات في علاقة الشمس بالأرض. والمجموعة الشمسية تنطلق في الفضاء بسرعة 19 كم في الثانية في مدار هائل بحيث تكتمل الدورة في زمن مقداره 200 مليون سنة (معطى علمي). فالشمس وكذلك المجموعة المرتبطة بها ذاهبة وتقدير العزيز العليم أن تستقر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jan 2010, 11:58 ص]ـ
استفسار:
هل لهذه المسألة ثمرة تستحق كل ما جاء فيها من خلاف؟
جاء في كتاب الإمام العلامة عبدالرحمن المعلمي "القائد إلى العقائد" ما نصه:
(مسألة كروية الأرض ودورانها حول نفسها وحول الشمس:
تقطع العلوم الحديثة من فلك وجغرافيا بهذه المسألة قطعاً لا شك فيه عندهم في الكروية وظناً يقرب من اليقين، مع الإطباق والتطبيق عليه من مسألة الحركة. وظواهر النصوص تخالف ذلك بادي الرأي.
وعندي أن هذه المسألة لا حاجة لها في الدين، وإنما ذكر الله الأرض وسكونها وعدم حيدانها، والشمس والقمر وجريانهما دائبين لنزداد إيماناً برحمته بنا وخلق ما في السماوات والأرض جميعاً لمنافعنا؛ فالنعمة سابغة، ورحمة الله شاملة لنا، دارت الأرض أم سكنت.
المؤمن يزداد إيماناً بما ذكرنا الله من نعمه علينا وتكرار آلائه علينا.)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[05 Jan 2010, 02:56 م]ـ
لعلي أستأذنكم بالإفادة في هذا الموضوع فقد كتبت فيه بحثا شاملا العام الماضي من خلال آيات القرآن وأحاديث السنة نتيجته:
الأرض كانت تميد _ وهو الدوران المضطرب _من ثقل الماء فألقى فيها الرواسي، فصار دورانها مستقرا، ثم جعل فيها الرواسي فثبتت عن الحركة حول نفسها
والشمس هي التي تدور ويثبت بها الوقت النهاري لحديث"أتدري أين تذهب الشمس يا أبا ذر؟ "، والقمر يثبت بحركته حساب الليالي والشهور والسنوات
وغيره من الفوائد في شأن الشمس والقمر والمنازل والفوائد العبادية المترتبة على فقه المسألة
ولكن أضيف هنا ما فقهته من قوله تعالى: (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا)
لعله في هندسة الكتلة العامة للأجرام السابحة في وسط مائي أو جوي والله أعلم
وجاء سياق الآيات في سورة فاطر للرد على من زعم قرب دمار الكون بسبب أفعال العباد لأن الله كلف الآدميين بالخلافة بعمارة الأرض ولازمه إزالة الفساد. وبين أن كيد الشيطان ضعيف، فكيف يعتقدون قدرة عبدة الشياطين والوثنيين على تدمير الكون؟!
وليس ببعيد عنا قولهم أنه بدخول عام ألفين ستقوم الساعة ويتدمر الكون، وما جرى من ضخ إعلامي فاسد حتى صارت أخبارهم قصة تضحك منها أرباب العقول والحمد لله
والله أعلم
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Jan 2010, 05:05 م]ـ
هنا نقاط يجب تدوينها:
1 - الشمس لا خلاف في دورانها بنص القرآن الكريم، فيجب استبعادها من النقاش.
2 - هل الأرض تدور أم أنها ثابتة؟ هذا هو محل الخلاف.
3 - الأدلة على ثبات أو دوران الأرض يجب أن يكون بالإدلة الشرعية.
4 - الظاهر من الأدلة الشرعية التي ساقها الإخوة الفضلاء أن الأرض ثابتة.
5 - رد هذه الأدلة الشرعية بمجرد نظرية لنصراني أو يهودي أمر خطير على العقيدة ولا شك؛ بل ردها حتى بما شاهده الإنسان نفسه بأم عينه أمر في غاية الخطورة فالقرآن الكريم والسنة الصحيحة دلالتها الظاهرة أقوى عندنا مما تشترك فيه جميع حواسنا.
ملاحظة: قول بعضهم أنه لا يمكن أن يصرح القرآن الكريم ببعض الظواهر الكونية لأن عقول الناس في تلك الفترة لا تستوعبه قول ضعيف بل ظاهر السقوط؛ فقد فرض عليهم الله تعالى الإيمان بما هو أصعب إدراكا من ذلك كالأمور الغيبية وكقصص الأمم السابقة من إهلاك أمة بمجرد صيحة واحدة، وكإغراق الأرض كلها، وكالجنة والنار ونحوذلك مما فهمه الصحابة وآمنوا به.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Jan 2010, 05:35 م]ـ
هنا نقاط يجب تدوينها:
1 -
2 -
3 - الأدلة على ثبات أو دوران الأرض يجب أن يكون بالإدلة الشرعية.
4 -
5 - رد هذه الأدلة الشرعية بمجرد نظرية لنصراني أو يهودي أمر خطير على العقيدة ولا شك؛ بل ردها حتى بما شاهده الإنسان نفسه بأم عينه أمر في غاية الخطورة فالقرآن الكريم والسنة الصحيحة دلالتها الظاهرة أقوى عندنا مما تشترك فيه جميع حواسنا [/ color]
إذا كان المقصود من الأدلة الشرعية: السمعية والعقلية والتجريبية .. فنعم.
وهذه المسألة من التجريبيات (قل انظروا ماذا في السموات والأرض).
والتجربة تؤخذ من كل مجرب، بصرف النظر عن نحلته.
أليس زوّار القمر اليوم أكثر تجربة من قومنا؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[05 Jan 2010, 11:57 م]ـ
أخي الكريم عصام: لا تأخذ هرطقات الغرب على محمل الجد والمسلمات.
من قال إنهم وصلوا إلى القمر؟
كل ما عندنا عن هذه الأمور إنما هو معلومات استقيناها من وسائل الإعلام الغربية، وكلها يديرها ضباط مخابرات محنكين درسوا الشرع الإسلامي، ونمط تفكير الشعوب الإسلامية، وعرفوا من أين يدخلون إلى فكرنا وعقولنا.
هل ترضى أن نلغي كل تفاسيرنا الموجودة والتي سطرها أئمة الإسلام الأول، وننسخها بكل شائعة في قناة غربية؟
المسألة أخي الكريم: أن الإدلة الشرعية الموجودة عندنا فهمها سلفنا الصالح فهما معينا وضربه عرض الحائط أمر يصعب على المسلم؛ وهو ما يسعى له أعداء الإسلام.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Jan 2010, 12:23 ص]ـ
الأخوة الكرام،
1. القول بكروية الأرض ودورانها لم يأت من الغرب، فقد سبق المسلمون إلى هذا، وعلى رأسهم كبار علماء الشرع، بل لقد حسب العلماء المسلمون محيط الكرة الأرضية بدقة.
2. ما هذه الأمة التي يسبقها أسلافها في العلوم الطبيعة أكثر من 1200 سنة!!
3. أريد فقط نصاً واحداً يناقض القول بدوان الأرض. وأرجو أن يتم اختيار النص الأصرح في دلالته حتى لا نخوض طويلاً. أكرر: أرجو أن لا يطرح أكثر من نص.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:03 ص]ـ
مسألة الصعود إلى القمر حدث تواترت الأنباء على حصوله، تواتراً يستحيل معه التواطؤ على الكذب، وهناك دواعٍ كثيرة بين الأمم الحاضرة تدعوهم إلى إبطاله، هذا من الناحية النقلية ..
ويبدو أن بعضهم صار لا يحتج في أمور الدنيا إلا عبر أذنيه فحسب .. وهذا من تحجير ما وسع الله فيه مجالات النظر والاستدلال ..
فالله تعالى لم يجعل مصادر المعرفة من السمع فقط .. فهذا خلل معرفي كبير ..
بل جعل الله تعالى للبصر (في المشاهدات) وللفؤاد (اليقينيات والبرهانيات) نصيبا مفروضاً في استقاء المعرفة .. وهذا أمر مقرر في كتاب الله تعالى:
قال الحكيم العليم (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً).
هل أكذب عيني وأصدق تأويلات لا أصل لها يساندها؛ أن لا أحد يستطيع أن يطير في جو السماء ويسبح في رحاب الفضاء، ويرى من هناك ما لم يره الناس في القديم، حين لم تتوفر الآلات.
وهل يطرد هذا على الذرة المكونة من الإلكترونات والنيترونات ... فيقول إنه لا يؤمن بها لأنه لم يجد لذلك سنداً نقلياً ..
هذا غريب .. والأغرب أن يسمى هذا هرطقة؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:24 ص]ـ
للفؤاد موقع في اليقينيات وللسمع في المسموعات وللبصر في المشاهدات كلام صحيح ..
أليس ما أفادنا به علماء السلف من تفسيرهم لكتاب الله تعالى يقينا يكون للفؤاد فيه نصيب؟
أم أن للفؤاد نصيبا فقط في تقليد بعض الإشاعات من الكفار، وقد أمرنا الله تعالى بالتثبت من أخبار الفساق المسلمين؛ فما ظنكم بالكفار الأصليين؟
أنصدقهم لأنهم قالوا إن الأرض تدور، ونصدقهم لأنهم قالوا إنهم وصلوا إلى القمر، والمريخ، وغدا الله أعلم؛ فقد يقولون إنهم وصلوا إلى كوكب مكتوب عليه السماء.
لماذا ننظر إلى العقل والحواس فقط عندما يتعلق الأمر ببعض الاكتشافات الحديثة، ولا نستخدم عقولنا في كتاب ربنا، ونوقن به أكثر من غيره؟
أما قضية أن علماء السلف سبقوا إلى مسألة كروية الأرض فنعم، واستدلوا عليها بأدلة قرآنية معروفة، أما مسألة دورانها فمن قال به من علماء الأمة؟ "أرجو الإفادة"
وإذا لم تتوفر فأحذر طلبة العلم من النقل غير الدقيق عن علماء السلف، وحملة الشريعة.
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[06 Jan 2010, 01:58 ص]ـ
تعقيب على آية الإسراء: (ولا تقف ما ليس لك به علم ............. )
السمعيات: مجالها ما لا تراه العين، أو ما لا يكون فيه المرء في حالة شهود، أي تتعلق بالغيب مطلقاً كان أو نسبياً كالخلق الأول وقصص الأنبياء وأخبار القبر والقيامة والجنة والنار والخلود والملأ الأعلى.
والمشاهدات: مجالها اللحظة الحاضرة التي تجعل البصر، مثلاً، يرى من نقطة ثابتة فوق القمر أن الأرض تدور دورة كاملة حول نفسها في 24 ساعة، وليست إشاعات، لأن الإشاعة إخبار عما لم تره العين. والمشاهدة هي عمدة التجريب. وهي بوابة النظر الحقيقية للكون الفسيح البديع. وهذه البوابة ما انفتحت للبشرية إلا بالإرشاد الإلهي الصريح. وقصة التصاق الطب بالفلسفة شهيرة، حتى جاء الإسلام، فانفصلا، فكان التقدم الهائل في العلوم التجريبية.
والبرهانيات: مجالها الأحكام العقلية التي يثبتها الإنسان أو ينفيها بفطرته التي فطره الله تعالى عليها، كاستحالة اجتماع النقائض. والله يخاطب الإنسان باعتباره كائناً عاقلاً يتقبل النظر في البرهان، لا مجنوناً مشوشاً يزيده البرهان جهلاً.
ومن الخلط إتيان البيوت من ظهورها كما قال تعالى في آية الأهلة (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)، ثم قال (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها).
أخبرهم عن الجانب الشرعي في مسائل الأهلة تاركاً للبشر النظر في مسائلها الدنيوية الأخرى، وما اجتهدوا فيه كل في بابه أو من بابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Jan 2010, 02:25 ص]ـ
أخي الكريم إبراهيم،
حتى لا يطول الكلام، وحتى لا نبعد عن جوهر المسألة:
أريد نصاً واحداً يُصرّح بأن الأرض لا تدور، فقط واحد.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[06 Jan 2010, 03:49 ص]ـ
من موضوع وثيق الصلة:
http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=87368&postcount=52
وعنوان الموضوع هو:
هل قوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة. . .) فى الدنيا أم فى الآخرة؟
وهو يوجد حاليا بالصفحة الحادية عشرة من فهرس مواضيع الملتقى العلمى للتفسير
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 Jan 2010, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم".
لو كانت الأرض قد خلقت على هيئة الثبات لما احتاجت إلى تثبيت بالرواسي لكي لا تميد، مثلا:
حينما نذهب لشراء وتركيب إطارات لعجلات السيارة فإن الميكانيكي يضبط توازن العجلات بميزان التوازن،ويثبت ذلك بقطعة من الرصاص يثبتها على جانط العجلة.
نضبط توازن عجلات السيارة لكي لا تميل بنا العجلة يمينا أو يسارا أثناء سير السيارة.
لو كانت مهمة العجلة هي السكون وعدم الحركة لما احتاجت لضبط توازنها.
ـ[حسان بوبشيش]ــــــــ[06 Jan 2010, 11:07 ص]ـ
الأرض ثابتة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
موضوع عجيب!!!!!!!
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Jan 2010, 12:18 ص]ـ
الأخوة الكرام،
1. القول بكروية الأرض ودورانها لم يأت من الغرب، فقد سبق المسلمون إلى هذا، وعلى رأسهم كبار علماء الشرع، بل لقد حسب العلماء المسلمون محيط الكرة الأرضية بدقة.
.
أخي الكريم قبل النصوص الدالة على ثبات الأرض أريد أن تثبت ما نقلت في هذه المداخلة من أن كبار علماء الشرع قد سبقوا إلى القول بدوران الأرض.
وإلا فعليك أن تعتذر عن التقول على أهل العلم ما لم يقولوه.
ثم بعد ذلك عليك بمراجعة كلام أهل العلم في عدم دوران الأرض، وخاصة ما جمعه العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى من أدلة على ذلك، وكذا بعض فتاوى ابن باز رحمه الله تعالى.
والله يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Jan 2010, 02:18 ص]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
أراك تحاول الابتعاد عن جوهر المسألة. وجوهر المسألة أنك تنزعم أن القول بدوران الأرض يتناقض مع النصوص. وأرجوك لا تحيلني على أحد. فقط أذكر لي نصاً واحداً، وأنصح أن تختار النص الأوضح في دلالته على المسألة. ولا تقول لي قال فلان أو فلان، بل قل لي قال الله تعالى، أو قال الرسول عليه السلام.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[07 Jan 2010, 10:59 م]ـ
أخي الكريم:
ما لم تنقل لي ما عزوت لعلماء الشرع من قولهم بدوران الأرض؛ أو تعتذر عنه فلا مجال للنقاش، ولا فائدة فيه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[07 Jan 2010, 11:25 م]ـ
سؤال لعله يحل بعض الإشكال عند بعض الإخوة عن دوران الأرض:
من المعلوم أن الشمس أكبر من الأرض وقد قدر علماء الطبيعة أن قطر الشمس يساوى 110 مرات من قطر الأرض ومع هذا فهي تسبح في الفضاء والسؤال:
ما المانع أن تكون الأرض التي هي أصغر من الشمس أن تكون سابحة في الفضاء مثلها مثل الشمس؟
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[08 Jan 2010, 12:42 ص]ـ
أيها الإخوة الفضلاء
كل علم يؤخذ من أهله، ومن تكلم في غير فنه أتي بالعجائب ..
ومن حمل آيات القرآن على غير محاملها فقد أعظم على الله الفرية.
القرآن لا يتصادم مع الحقائق العلمية، كغيره من الكتب .. بل هو أقوى مثل يحق للمتمثل أن يضربه على توافق القول والفعل توافقاً مطابقاً حق التطابق .. كيف يتصادم معها هو الذي فتح أعيناً عمياً وآذانا صماً وقلوباً غلفاً ..
أما إني أرى رأي عين - ولست وحدي - دائرة تغشى القمر على مدار كل شهر، وأراها تغشاه إذا خسف، وأراها تغشى الشمس إذا كسفت.
وإذا سرت في مناكبها رأيت ما هو ورائي يتوارى، وما هو أمامي يمتد ..
وقال د زغلول النجار في آية سورة يس (تفسير الآيات الكونية 3/ 129) مختصراً: "تبادل الليل والنهار على نصفي الأرض تأكيد على دوران الأرض حول محورها أمام الشمس ... وعلى جري كل من الأرض والقمروالشمس في مداره المحدد له".
ثم فصل القول عن علماء الفلك في 3/ 133 - 138 ..
ثم قال معلقاً:هذه الحقائق .. لم يدركها العلم الكسبي إلا بعد مجاهدة استغرقت آلاف العلماء وعشرات القرون .. ".
ومع د زغلول في ذلك المسعى العلمي وقبله جمهرة هائلة من العلماء المسلمين والهيئات والمؤتمرات العالمية التي اهتمت بهذه العلوم التجريبية، ومآخذها من الكتاب والسنة وموافقاتها لهما وعدم تصادمها معهما.
ومستند عملهم قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق ... ) وغيرها من الآيات التي تحيل الأنظار إلى آيات كونية لم تفصل فيها الآيات التنزيلية البيانَ.
فليس من الإنصاف أن تغتال كل تلك الجهود والحقائق بجرة قلم ويُحوّل الوفاق البيّن بين القرآن والعلم إلى اختلاف كبير. حاشا كتاب الله أن يكون فيه اختلاف كبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[08 Jan 2010, 01:23 ص]ـ
أخي حجازي
الذي يظهر من تتبع النصوص سيما خبر: "أتدري أين تذهب الشمس يا أبا ذر" الحديث
أن الشمس هي الأصغر من الأرض، ويقويه جمع الأحاديث، ففي حديث الأوقات المنهي عن الصلاة فيها قال صلى الله عليه وسلم:"فإنها تشرق بين قرني شيطان ... تغرب بين قرني شيطان" في خبر الشمس التي يعبدها الوثنيون وهي التي من عمل الشيطان.
وكذا خبر القمر الذي انشق فهو من عمل الشيطان، ويقويه أنه القمر الذي يظهر في النهار مع الشمس، والله يقول: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) والقمر تحسب به الليالي فكيف يظهر قبل أن يحل الليل بانتهاء اليوم حين تغيب الشمس؟ فهذا القمر الذي يدرك الشمس عبثي شيطاني من عمل المفسدين ومن مضاهاة إبليس لخلق الله.
وبالنظر للآية التي فيها قص الله مقالة إبليس حين قال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
إن دعوى أن الشمس مركز الكون وأنها أضخم جرم سماوي .. هو تهويل إبليس كما هوّل لهم أن بطن الأرض يتفجر نيرانا، والسنة جاءت بأن بطن الأرض ينبع منه الماء.
الشمس أصغر من الأرض ومن ظاهر شكلها هي أكبر من القمر، والشمس لا تدرك القمر ولا الليل يسبق النهار.
والله أعلم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:29 ص]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
1. المشهور أن كوبرنيكوس هو أول من قال بدوران الأرض حول الشمس. ومعلوم أنه ولد 1473م وتوفي 1543م.
2. ابن الشاطر (علي بن إبراهيم) سبق كوبرنيكوس، وهو مسلم دمشقي ولد 1304 م.
3. البتاني سبق ابن الشاطر وهو مولود 850 م.
4. ما يهمنا موقف الشرع فأرجو أن تتفضل بإعطائي دليلاً واحداً على أن الأرض لا تدور. وأرجو أن تختار أصرح نص ولا تزيد عليه لأنني أعرف أن الزيادة تفتح الباب للف والدوران.
ملاحظة: لا يوجد جرم سماوي ثابت بل الكل متحرك بما فيه الشمس. أريد حصر المسألة في ثبات الأرض فلا تتحدث حول حركة الشمس.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2010, 01:26 م]ـ
أخي حجازي
الذي يظهر من تتبع النصوص سيما خبر: "أتدري أين تذهب الشمس يا أبا ذر" الحديث
أن الشمس هي الأصغر من الأرض، ويقويه جمع الأحاديث، ففي حديث الأوقات المنهي عن الصلاة فيها قال صلى الله عليه وسلم:"فإنها تشرق بين قرني شيطان ... تغرب بين قرني شيطان" في خبر الشمس التي يعبدها الوثنيون وهي التي من عمل الشيطان.
الفاضلة طالبة علم التفسير:
أين الدلالة في الحديثين أن الشمس هي الأصغر؟
وكذا خبر القمر الذي انشق فهو من عمل الشيطان
كيف يكون هذا؟
القمر شقه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم معجزة ودليلا على أنه رسول من عند الله، فكيف تحول إلى أنه من عمل الشيطان؟
ويقويه أنه القمر الذي يظهر في النهار مع الشمس، والله يقول: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) والقمر تحسب به الليالي فكيف يظهر قبل أن يحل الليل بانتهاء اليوم حين تغيب الشمس؟ فهذا القمر الذي يدرك الشمس عبثي شيطاني من عمل المفسدين ومن مضاهاة إبليس لخلق الله.
وهذه اسمحي لي لم أستوعبها فلو تكرمتي بتوضيح الأمر؟
وبالنظر للآية التي فيها قص الله مقالة إبليس حين قال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)
وهذه الآية ما علاقتها بالأمر؟
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:21 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
1. المشهور أن كوبرنيكوس هو أول من قال بدوران الأرض حول الشمس. ومعلوم أنه ولد 1473م وتوفي 1543م.
2. ابن الشاطر (علي بن إبراهيم) سبق كوبرنيكوس، وهو مسلم دمشقي ولد 1304 م.
3. البتاني سبق ابن الشاطر وهو مولود 850 م.
4. ما يهمنا موقف الشرع فأرجو أن تتفضل بإعطائي دليلاً واحداً على أن الأرض لا تدور. وأرجو أن تختار أصرح نص ولا تزيد عليه لأنني أعرف أن الزيادة تفتح الباب للف والدوران.
ملاحظة: لا يوجد جرم سماوي ثابت بل الكل متحرك بما فيه الشمس. أريد حصر المسألة في ثبات الأرض فلا تتحدث حول حركة الشمس.
أخي الكريم: البيراوي.
الآن فهمت من هم كبار علماء الشرع عندك ..
وهذا يكفيني، ولننتقل الآن إلى الحوار المفيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي كان مستقرا علميا عبر التاريخ الإنساني (الإسلامي، وغيره) أن الأرض هي مركز الكون وأنها ثابتة (عند المسلمين حتى عصرنا الحاضر، وعند غيرهم حتى عهد جاليليو) هذه نقطة مهمة.
ومن أول أصول البحث والمناظرة، أن الناقض للأصل عليه أن يأتي بالدليل على نقضه لما كان مستقرا في الأذهان. (يراجع آداب البحث والمناظرة للشنقيطي وغيره من كتب البحث والمناظرة)
فأي دليل عندك على دوران الأرض؟ أعني من الشرع أي الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة لا غير؟
لا أريد نص آية ثم فهم مستشرق أو سائر على أثر المستشرقين ..
وإن شئت أتنزل لك لجديتك ورغبتك في الإفادة فأقول لك لا أريد فهم السلف بعينه حتى لا أحجر عليك؛ ولكن أريد فهما لا يناقض فهم السلف، وإلا اضطررت لإلغاء فهم السلف وهذا ما لا يمكنني ..
أما أخي حجازي الهوى ..
فهو مطالب بالدليل على أن الشمس أكبر من الأرض؛ وليس هناك من دليل سوى أن النصارى قالوا لنا - حقيقة أو خدعة - أن الشمس نجم وأن النجوم بحسب بعدها نراها صغيرة وإن كانت أكبر بكثير مما نراها عليه؛ ثم حسبوا بعد ذلك كتلتها بناء على حسابات تختلف من مرحلة علمية إلى أخرى؛ ففي البداية كانت تعتمد على مجرد الرؤية العينية بالقياس على غيرها ثم حسبوها بعد ذلك بناء على ما تطلقه من طاقة، وغير ذلك ..
وكل يوم يطلعون علينا بأخبار جديدة تناقض ما قرروه؛ فمرة قالوا إنهم اكتشفوا آلاف الكويكبات التي تدور في ما بعد بلوتو وأنها كل لحظة تتداخل آلاف منها في مدارات مختلفة بين الأرض والشمس؛ فتمتص كمية هائلة من الطاقة التي تصدرها الشمس؛ وهذا يحول دون حساب دقيق لكتلة الشمس، وربما البعض لم يطلع بعد على هذه الدراسات.
والمهم في كل ذلك مسألة واحدة:
أن كل تصور عند المسلمين اليوم - إلا من رحم الله - حول الكون إنما استقاه من وسائل الإعلام الغربية وقليل منهم يتلمسه من مراكز البحوث الغربية، وبإمكان أي عامي أن يصدق ما يقال له فذلك أمر سهل، ولكن الأصعب منه هو التثبت من الخبر والدقة في فهم أبعاده وخفاياه؛ وتوسيع الخيال إلى أبعد حد ..
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:22 م]ـ
أما الدلالة أن الشمس هي الأصغر، أنها هي التي تشرق وتغرب، ولا تظهر على كل الأرض _ بمعنى لا يراها سكان الأرض كلهم في وقت واحد_ ويجليها النهار إذا طلع الفجر فتشرق، مما يقوي أن نور الشمس ينتقل في وسط مادي خاص اسمه النهار يفيد من هذه المعلومات مهندسو الضوء.
ويغشيها الليل مما يعني أن ضوء النجوم والقمر لا يغشيه الليل فاللي فلك آخر غير فلك النهار والشمس والقمر، وبعض النجوم تظهر في النهار أيضا .. فهذه معلومات تؤكد اختلاف أنواع الضوء والأوساط التي ينتقل فيها الضوء، وتؤصل علم فلترة الضوء وهندسته.
فلو كانت الشمس أكبر من الأرض لم يتمكن الليل من تغشيها ولا النهار يكفي ليجليها كلها فتبين أن فلك الليل وحده يحتويها وفلك النهار وحده يحتويها، مع العلم أن الليل يظهر حيث يخرج النهار فيكون الأرض جزء منها ليل وآخر نهار والشمس يجليها النهار
ما قلته كان من ظاهر لفظ "أين تذهب" والذي يراها الناس على الأرض.
وبقي أن سؤالك وجيه إذ كيف يجليها النهار ويغشيها الليل في وقت واحد، والنهار لأرض والليل لأخرى؟
أظن هذا مفهوم كروية الشمس فنصفها يجليه النهار فتشرق على أرض، ونصفه يغشيه الليل ليلج الليل في النهار. والله أعلم
وأما السؤال الثاني: الذي هو عن انشقاق القمر، فإن انشقاقه ليس بمعجزة ولكنه آية أظهرها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمفسدين وللناس ليروا ويحذروا مما كيد بهم، كما أظهر موسى عليه السلام آياته تسع آيات علامات عرفها المفسدون فقالوا: (لنأتينك بسحر مثله) وعرفها للناس ليحذروا. منها لون بشرته صلى الله عليه وسلم حين ضم يده إلى جيبه فخرجت بيضاء من غير سوء، فهذا في فقه الرقية الشرعية ما فعله جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم غطه ثلاث غطات وقال له:اقرأ .. الحديث
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
أما السؤال الثالث: فإن إبليس يخبث المخلوقات ليعبث ويدعي أنه يخلق كخلق الله، فيخلف الناس عن القبلة فيصلون للشمال إلى بيت المقدس، حتى إذا رد الله الفساد بقيام الخلافة في الأرض استدارت السماوات والأرض كهيئة يوم خلقهما الله، كما في الحديث:"اليوم استدارت السماوات والأرض كيوم خلقهما الله، وستستدير أخرى"الحديث فيه إخبار أن المفسدين سيعودون لباطلهم نفسه (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه". والله أعلم
ولا أكتمكم أني أتأمل قولهم المزعوم: كان الإنسان في أصله قردا .. أن الإنسان الذي يلبسون بلفظه علينا هو عبث الشيطان بالمخلوقات الخبيثة .. وهو ما وصفته في بحثي علم الحيوان أنه ثقيل جدا لا يطيقه إلا من أوتي علما وحكما. لأننا قطعا نعلم أن الله خلق آدم بيديه وخلق منه حواء وذرأ منه ذريته وبرأ الذرية على ما آتاهم من تخصصات الخلافة في الأرض والله أعلم
وأما السؤال الرابع: فإن إبليس يهول على الناس شأن النار، مثاله؛ ما كنت أزمعت إدراجه في الحلقات: العمليات الانتحارية .. لا يمكن أن تتفجر الأحزمة بهذا الحجم، أظن ما يلفونه من عجين أبيض هي صخورالطرية لشحن الطاقة _ البطاريات_، ولا تنفجر الذي ينفجر هو البارود أو الكبريت. ودليله (وفار التنور) التنور موضع النار في حفرة أرضية من حديد مطروق، والماء لا يفور ولكنه يغلي الذي يفور هي النار بإطلاق دخان الضغط في البرميل. فكيف ينفجر حزام ناسف؟؟!! لا أصدق هذه التهاويل.
ومنها تهاويل الغرب بالدروع الصاروخية، كيف درع وصاروخ معا؟؟!!
من اتخذ السلاح درعا حكم على نفسه بالهزيمة الدرع درع والسلاح سلاح لا يندمجان أبدا إلا بفهم سقيم. خلاصة ما هنالك كيف يستدير الدرع الصاروخي لمواجهة هجوم غارة خاطفة .. يخلص الهجوم ما استدار الدرع الصاروخي
ولو استدار ما أمداه يطلق
ولو أطلق سقطت كتلة الحديد _ الصاروخ_ على رمل أو بحر ولا تضرنا لأن المسلمين لا يسكنون الجبال.
فهي لو سقطت ما انفجرت، ولو قرروا أخذها غنيمة وقص حديدها فعلقت النار في البارود احترق البارود سيقول: فششششششششششش ولا يضرنا بإذن الله
ما فيه حرب حقيقية (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا أتاهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد باسنا عن القوم المجرمين) استيأسوا يعني أخذ بعضهم يأمر الآخرين باليأس لأنهم كذبوا ليست تلك حربا حقيقية كلها تهاويل أن النار ستأكلهم وتحرقهم وتدمرهم ... الخ
(هذا من عمل الشيطان) ليحزننا ويقنطنا .. ما كلفنا الله في عيشنا من حرج ولا مشقة.
فهكذا قالوا: الشمس ضخمة وتسقط وفي آخر الزمان ترتطم الكواكب .. واقتربت الساعة ودمار الكون .. حتى يسوقوا الوثنية فيعبد الجهلة الشمس (إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون) والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:37 م]ـ
أهدي مشاركة طالبة علم التفسير أعلاه مصحوبة بالتقدير إلى المشرف العام الشيخ الدكتور عبد الرحمن حفظه الله ووفقه لما فيه الخير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2010, 02:43 م]ـ
أما أخي حجازي الهوى ..
فهو مطالب بالدليل على أن الشمس أكبر من الأرض.
من أين تريد الدليل يا أخانا الفاضل إبراهيم؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Jan 2010, 03:41 م]ـ
الأخ الكريم إبراهيم،
1. أحسنت عندما قلت إن كبار علماء الشرع من القدماء قالوا بكروية الأرض ولم يقولوا بدورانها. وهذا صحيح.
2. كنت أعلم أن لا دليل نصي لمن يزعم أن الأرض لا تدور. أما فهم السلف لمثل هذه المسألة التي لا تتعلق باللغة وإنما بالعلم التجريبي فلا يلزم أحداً. ولا أكتمك أنه لا يلام السلف على عدم إدراكهم لأن الإنسان ابن بيئته. ولكن يلام كل اللوم من يعيش عصر الإنفجار المعرفي والعلمي ثم هو يقدس فهم بشر في مسائل ليست من اختصاصهم.
3. أقولها بصراحة ووضوح: ونحن نقرأ للقدماء يصادفنا الكثير من الأفهام التي تجلي لنا بشريتهم في أجلى صورها، أي يبرز لنا ضعفهم الذي يشهد بعصمة الأنبياء فقط. ولم ندهش يوماً من وجود هذا القصور في فهمهم، ولكن ندهش إلى درجة الذهول من وجود علماء كبار يعيشون عصرنا ويتسلحون بمنهجية مغرقة في الشكل البعيد عن الجوهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. أمثال هؤلاء العلماء فيهم الصدق والتسليم، ويعيشون بساطة المسلك، وهم مقبولون إن شاء الله، بل نغبطهم على إيمانهم. ولكن بكل صراحة لا يصلحون قدوة في العلم للأجيال المعاصرة. ولكن وجودهم يشكل (فرملة) للمسيرة العلمية والفكرية حتى لا ينساق الناس بلا ضابط. فهم على جوانب المسيرة ولا يمكن أن يكونوا بؤرتها.
فخلافنا معك إذن في المنهج. وأسأل الله تعالى أن يبارك لك في إيمانك وتسليمك الذي تغبط عليه.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[08 Jan 2010, 06:20 م]ـ
2 أما فهم السلف لمثل هذه المسألة التي لا تتعلق باللغة وإنما بالعلم التجريبي فلا يلزم أحداً. ولا أكتمك أنه لا يلام السلف على عدم إدراكهم لأن الإنسان ابن بيئته. ولكن يلام كل اللوم من يعيش عصر الإنفجار المعرفي والعلمي ثم هو يقدس فهم بشر في مسائل ليست من اختصاصهم.
أعجب كثيرا ممن يطلبون دليلا من علماء الشرع على مسألة لا تمت بأدنى صلة الى الشرع، بل هى من أمور الدنيا المتروكة لاجتهاد الناس وخبراتهم ومعارفهم
ولا أدرى كيف يريدون أن يجعلوا علماء الشرع مرجعا لهم فى كل صغيرة وكبيرة ويتجاهلون أن من هو أعظم منهم جميعا قد رفض أن يتخذه الناس مرجعا لهم فى أمثال تلك الأمور غير الشرعية
فهذا هو النبى صلى الله عليه وآله وسلم على جلالة قدره يفوض العلم فى أمر يخص علوم الزراعة الى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قائلا لهم: أنتم أعلم بأمور دنياكم
ويمكن القول بوجه عام: ان ما جاء عن الرسول الكريم خارج نطاق القرآن الكريم يعتبر من أموره البشرية التي يحكم فيها بفطرته وخبرته الدنيوية , وفيها قد يخطيء الرسول فيصحح القرآن له خطأه , وقد يصححه الصحابة فينزل الرسول علي رأيهم كما حدث في معركة بدر الكبري , كما قد يعترف الرسول بخطئه كما حدث في حادثة تأبير النخل التي يقول عنها د. القرضاوي في كتابه (كيف نتعامل مع السنة النبوية - ص 146): ," أشار الرسول برأي ظني وهو ليس من أهل الزراعة , فظنه الصحابة وحيا فتركوا التأبير فكان أثره سيئا علي الثمار , فقال الرسول عليه السلام: إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني , أنتم أعلم بأمور دنياكم.
وإنه لمن المناسب في هذا المقام إزالة وهم ثار في عقول الكثيرين حول هذا المبدأ بسبب الخطأ في تفسير الآية الكريمة (وما ينطق عن الهوي). فإن الآية لا تتحدث عن كل ما يتفوه به الرسول على اطلاقه وانما تتحدث عن القرآن الكريم , فهو الذي يوصف بأنه (إن هو إلا وحي يوحي , علمه شديد القوي) "
فتلك الآية الكريمة تثبت العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخص أمور التشريع التي لا يجوز له صلى الله عليه وسلم ان يتكلم فيها من عنده، ولكن يوحي بها إليه .. ليعلمها لأصحابه في الأحاديث النبوية الشريفة، والقرآن الكريم.
أما أمور السياسة والزراعة، وسائر أمور الحياة اليومية ... فله صلى الله عليه ويسلم أن يقول فيها برأيه ... فيصيب كثيراً ... ويجانبه الصواب في بعض الأحايين
وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر مثلكم، و إن الظن يخطيء و يصيب، و لكن ما قلت لكم: قال الله، فلن أكذب على الله " (الراوي: طلحة بن عبيدالله و رافع بن خديج، المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2341 - خلاصة الدرجة: صحيح)
وخلاصة القول: ان لكل علم أهله ومجاله، فلا يجب أن نطلب دليلا شرعيا على مسألة غريبة تماما عن الشرع وعن مجاله
كما لا يصح أبدا أن نجعل علماء الشرع مستندا لنا أوحكما بيننا فى كل علم من علوم الطبيعة القائمة أساسا على المشاهدة والتجريب
وعلينا أن نتخذ من رسول الله فى موقفه المذكور آنفا أسوة لنا صلى الله عليه وسلم
وفى الختام أذكر بأننى ما قلت هذا الا انطلاقا من قوله تعالى: " وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين "
وأدعوه سبحانه قائلا:
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Jan 2010, 07:39 م]ـ
استفسار:
هل لهذه المسألة ثمرة تستحق كل ما جاء فيها من خلاف؟
الثمرة: إنها تكشف عما نعانيه من جهل وتخلف. إننا نبدو لمن يقرأ بعض ما جاء في هذه المداخلات، كأننا قادمون من كوكب آخر، واننا لا نقاسم غيرنا الحياة على الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا أعلم كيف يمكن للآخرين أن يقبلوا بدين يعتقد المنتسبون إليه أن الشمس أكبر من الأرض؟ وأن القمر وغيره أفعال شيطانية؟ وأن ... وأن .....
إن مثل هذا الكلام يسيء إلى الدين، وإلى المسلمين في كل مكان. بل ويعزز فكرة التطرف والإرهاب التي ألصقت بهم ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:06 م]ـ
هنا نقاط أريد توضيحها لبعض الإخوة الفضلاء:
1 - كتاب الله تعالى بالنسبة لي هو كتاب هداية ينظم أهم مجال في حياة الإنسان؛ وهو الجانب الديني الخلقي.
2 - عندما نطلب دليلا من كتاب الله تعالى على مسألة من الاكتشافات الحديثة؛ فذلك لأننا نتحاور مع مجموعة من طلبة العلم الفضلاء نحسبهم كذلك والله حسيبهم وهم يرون أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وبعضهم يرى حتى الإعجاز العددي؛ فكيف لا نطلب منهم دليلا من كتاب الله تعالى على مسألة دوران الأرض وهم يرون أن القرآن الكريم ينص على تلقيح الرياح للسحاب، ويعتقدون أن قوله تعالى: "كأنما يصعد في السماء" تعني ارتفاع الإنسان حقيقة ونقص الأكسجين، ومثل ذلك كثير.
فلا نلام إذن حين نطلب منهم دليلا من كتاب الله تعالى على دوران الإرض.
3 - عندما أطالب بدليل فغني عن القول إن العلوم التجريبية لا تعتبر دليلا عندي، ولا تزحزح وهما عندي فضلا عن يقين.
4 - مسألة عصر الإنفجار المعرفي أطلب من أخي الفاضل البيراوي أن لا يذهب به بعيدا فلا يوجد انفجار معرفي؛ بل يوجد جهل مدقع، وتوجد بعض الاكتشافات التي ضررها أكثر من نفعها في جميع الجوانب.
وأي انفجار معرفي ذلك الذي لا يتناول علاقة المخلوق بالخالق، ولا يتناول مكارم الأخلاق؟
هل الإنفجار المعرفي هو التفنن في الرقص والمجون وصناعة الأغذية لملء البطون؟
هل الإنفجار المعرفي هو عبارة عن انتشار الزنا وشرب الخمور والربا وظلم الضعفاء وقتل الأنفس البريئة وأكل خيرات الشعوب وتدمير واحتلال أراضيها؟
هل الإنفجار المعرفي هو اكتشاف محرك سيارة أو طائرة أو حاسب آلي ...
هذا أخي الكريم ليس انفجارا معرفيا؛ بل هو جهل مميت للقلوب، مضعف للأبدان، مخرب للديار ..
وحقيقته هو كما يقول المثل العربي القديم: أسمع جعجعة ولا أرى طحينا.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2010, 10:55 م]ـ
3 - عندما أطالب بدليل فغني عن القول إن العلوم التجريبية لا تعتبر دليلا عندي، ولا تزحزح وهما عندي فضلا عن يقين.
4.
هذا عجيب!!!!!!
إن كنت يا أخي الكريم تدافع عن الإسلام بهذا الأسلوب فأعلم أنك تسير في الطريق الخطأ.
كيف تريد أن تدعو إلى دين الله بهذه الطريقة؟
ألا ترى أنك تخالف الكتاب والسنة بكلامك بهذا؟
وليتك قلت العلوم النظرية وليس العلوم التجريبية فهناك فرق شاسع بين الأمرين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Jan 2010, 02:09 ص]ـ
أما الدلالة أن الشمس هي الأصغر، أنها هي التي تشرق وتغرب، ولا تظهر على كل الأرض _ بمعنى لا يراها سكان الأرض كلهم في وقت واحد_ ويجليها النهار إذا طلع الفجر فتشرق،
ويقولون أن الغرب اللعين قد احتكر كل الاكتشافات العلمية!
أبعد هذا الاكتشاف تظل لأحد حجة لاتهامنا بالتخلف وحصر الاكتشافات الكبيرة بغير المسلمين؟ والزعم بأننا أمة مستهلكة لا نصيب لها من الإبداع؟ وليس لنا أي مساهمة رفيعة في تطور العلوم وتقدمها؟
ها هو أكبر الاكتشافات يتم على أيدينا بحمد الله، لقد اكتشف باحثونا أن الشمس أصغر بكثير من الأرض، وعللوا تعاقب الليل والنهار بصورة علمية غير مسبوقة، وكشفوا بذلك اكاذيب الغرب وضلالاتهم، وعلومهم الزائفة.
ها هم باحثونا يصححون للعالم أخطاء الغرب الفادحة، ويعدون بمراجعة شاملة لكل ما صدر عنهم، حتى يبينوا لأمم الأرض كلها حقيقة مزاعمهم الباطلة.
وليس ببعيد، بعد أن ثبت بالدليل الشرعي أن الشمس أصغر من الأرض، أن يقيم باحثونا الدليل القاطع على أن القمر أكبر من الأرض،على عكس ما يدعي علماء الغرب، وبذلك تنكشف خديعة أخرى من خدعهم التي ضحكوا بها على الأمم طويلا.
اللهم أيد باحثينا بنعمة العقل، وألهمهم السداد في القول، وانصرهم على القوم الكافرين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Jan 2010, 02:19 ص]ـ
من أين تريد الدليل يا أخانا الفاضل إبراهيم؟
ليس امامك أخي حجازي الهوى إلا أن تربط المنكر لدوران الأرض إلى صاروخ وتطلقه في الفضاء. هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمكنه من رؤية الحقيقة، ومن المؤكد أنه بعد عودته - إن عاد - سيغير رأيه، وربما سيساعدك على إقناع الاخرين بأن تعاقب الليل والنهار ناتج عن دوران الأرض.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[09 Jan 2010, 11:26 ص]ـ
شكرا أخي عبدالله جلغوم على تعليقك وأسأل الله أن أكون عند ظنكم الطيب
ولكن بخصوص حجم القمر الظاهر أنه أصغر من الأرض ومن الشمس من خلال النظر إليه بالعين.
كما يرجحه تماسك الكتلة العام للأجرام في الجو السماوي لأن دوران الشمس والقمر حول الأرض يعني أن مركز الأرض هو مركزهما أيضا وفي قوله تعالى: (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) أنه حساب الكتلة العام المبني على الحسابات التفصيلية لأجرام تقع في وسط سابح وتعتمد على مركز واحد والله أعلم
أما تعاقب الليل والنهار فليس ناتج دوران الأرض بل هو ناتج ثبات الأرض وسبق أن شرحت لو تتذكر أن الأرض كانت تميد في دورانها حول محورها بسبب الماء والميدان هو الحركة المضطرب، فاستقر دورانها بأن ألقى الله فيها الرواسي في جهات مقصودة بالكتل العشوائية المنضبطة بالقصد والجهة.
ثم ثبتها الله عن الحركة بأن جعل فيها الرواسي في مواضع محددة مقصودة الكتلة على السطح.
فلما ثبتت الأرض تهيأ للناس حساب الأوقات من خلال دوران الأفلاك الأربعة حول مركز الأرض، والأفلاك هي؛ فلك الشمس وفلك القمر وفلك الليل وفلك النهار.
فصارت حركة الشمس يحسب منها الأوقات النهارية.
وحركة القمر يحسب بها الليالي والأيام المنتهية بالليالي، والشهور، والأعوام، والحقب الزمنية المديدة. والله أعلم
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Jan 2010, 01:10 م]ـ
قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
أهل الذكر في هذه المسألة ليسوا هم علماء الشريعة بل هم أهل الأقمار الصناعية.
لو كانت الأرض ثابتة لألقي أي قمر صناعي في ارتفاع معين وتثبيته فوق نقطة معينة بسرعة تساوي صفرا.
أما إذا كانت الأرض تدور حول نفسها فإن عملية إطلاق قمر صناعي تحتاج إلى حساب دقيق حيث أن القمر الصناعي يدور حول الأرض بفعل قوى الجاذبية بينه وبين الأرض دون أن يسقط عليها إذا تمَّ انفصاله عن صاروخ الإطلاق بالسرعة المناسبة، يتناسب مربع هذه السرعة عكسيًّا مع بُعد القمر الصناعي عن مركز الأرض، فمثلاً إذا أردنا إطلاق قمر صناعي في مدار يرتفع عن سطح الأرض مسافة 500 كم، فإننا نحتاج إلى سرعة للقمر الصناعي مقدارها 7.6كم/ ثانية، أما إذا أردنا إطلاق القمر الصناعي في مدار يرتفع عن سطح الأرض مسافة 1000كم، فإننا نحتاج لإطلاق القمر سرعة مقدارها 7.35كم/ ثانية تفوق هذه السرعة سرعة دوران الأرض إذا كان المدار أقل من ارتفاع 36000كم، عند ارتفاع 36000كم تقريبًا يسير القمر الصناعي بنفس سرعة دوران الأرض، وبالتالي يظل ثابتًا فوق نقطة معينة فوق سطح الأرض، عادة توضح الأقمار الصناعية المستخدمة في أغراض الاتصالات عند هذا الارتفاع.
تخضع حركة القمار الصناعية حول الكرة الارضية الى قوانين كيبلر التي تحدد حركة الكواكب. وهذه القوانين تنص انه كلما كان القمر واقعا في مدار أعلى، كلما تحرك بسرعة أبطأ.
المصدر:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-HealthScience/HSALayout&cid=1176271694617
ومن هنا:
http://www.arabelect.net/theori/123.htm
لو كانت الأرض ثابتة لانهارت كل حساباتهم.
قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ. أيقول الله هذا ثم يريهم عكس الحق!!
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[09 Jan 2010, 02:53 م]ـ
إن تأذن لي أخي أبا علي مشكورا
فإني أريد أن أبين أن حركة الأقمار الصناعية حول الأرض ليست بسبب حركة الأرض فالأرض ثابتة _ لو تراجع مشاركاتي التي كتبتها في هذا الموضوع من خلال الكتاب والسنة_
ولكن حركة الأقمار الصناعية هي السباحة في الجو خارج الغلاف الجوي الأرضي لقوله تعالى عن الأفلاك الأربعة حول الأرض: (وكل في فلك يسبحون) فالأفلاك كما في الآية في سورة الأنبياء (33)، والآية (40) سورة يونس هي فلك الشمس وفلك القمر وفلك الليل وفلك النهار.
فليس في الخلق فراغ من المادة، كل الخلق مادة وعليه فالقمر الصناعي يسبح في الفلك الذي ألحق به من الأفلاك الأربعة بسرعة يتحكم بها تشغيل القمر الصناعي في الفلك بحساب كثافة الفلك خارج غلاف الأرض الجوي، ويحسب فيها حركة الفلك خارج غلاف الأرض الجوي، وحساب كتلة القمر الصناعي، وحساب عزم ومشغلات القمر الصناعي في اتجاهاتها .. حتى لقد يمكن تثبيته في مكانه ولا يتأثر من حركة الأفلاك كلها بالمرور به في موقعه.
ولو ترك حساب كتلة القمر الصناعي فقد يغرق في الغلاف الجوي جهة الأعلى، لأنه وسط سابح يشبه وسط الماء والأفلاك فيه تسبح كفلك الماء. فإن عامت الأفلاك فيه صارت كالكرة الأرضية فبحساب القيمة الكتلية العامة للقمر الصناعي المعتمدة على تفاصيل الكتلة المكونة له _بالاستفادة من نسب الكتل التي حول الأرض من الأرض ونسب مواقعها_ يمكن تثبيت القمر في عومانه أو في وقوفه في الوسط الجوي السابح خارج غلاف الأرض. والله أعلم
هذا المفهوم بحساب الكتلة العامة أخذته من الآية (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) ولأول مرة أكتبه في هذا الموضوع فشكرا للجميع على مناقشتهم للموضوع
ولكني كتبت حول الأفلاك وحركتها وطبيعتها من خلال آيات سورة يونس وجمعت معها شبيهاتها وما تكمل فيها الفائدة من آيات المصحف.
البحث طويل جدا يصعب علي إدراجه في الموقع.
وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[09 Jan 2010, 03:58 م]ـ
أخي حجازي الهوى:
عندما أقول العلوم التجريبية فإنني إعنيها؛ فهي كما قلت؛ وليتك اتضح عندك الفرق بينهما ..
أما العلوم النظرية فلن أقولها لدخول ما لا أريده أن يدخل فيها ..
أما قضية حكمك بأن هذا النوع من الدعوة للإسلام مجانب للصواب؛ فهذه طبيعة "النت" وكل يحكم من وجهة نظره والله المستعان، وما أسرع أن نحكم بلا دليل.
أما الأخ: جلغوم، فأقول له كما قلت له سابقا: سلاما.
وأظنها تكفي لإجابته وتزيد ..
ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[09 Jan 2010, 06:22 م]ـ
هل جربتم السفر في طيارة قط؟
وهل سمعتم بالطيارات بدون طيار أي واكس؟.
وهل عندكم هاتف محمول وفاكس؟
وهل تصدق أنك الان أمام شبكة عالمية للمعلومات؟
وهل سمعتم بقنبلة نووية ضربت مدينة اسمها ناجازاكي؟؟
هل تعلم أن هناك رحلة اسمها رحلة ماجلان وماكو بولو وقبلها رحلات ابن بطوطة وابن جبير؟.
هل تعلم أن هناك شيء اسمه سرعة الضوء وشيء آخر اسمه سرعة الصوت؟
هل تصدق أن هناك قوانين للجاذبية وللسرعة والعجلة والملاحة الجوية؟؟
هل تعلم أن هناك علم اسمه فيزياء (طبيعة) وآخر اسمه جغرافيا وفلك وهندسة؟؟؟.
وهل تعلم أنها علوم قديمة كانت منذ نزول آدم مروراً بالهنود والمصريين واليونان والعرب والغربيين .... ؟
هل تعلم أن العلوم التجريبية تتطور في الاكتشافات كل يوم؟ ..
والله أشعر بالأسى الكبير والهم الغالب القاهر من هذا الموضوع!!؟
فماذا بعد إنكار مسلمات العين بالوهم والهواجس والمكابرة.
ماذا بعد أن يجوب الغربيون رحاب الفضاء في مركباتهم المكوكية أمام أنظار العالم في الشاشات؟
ونحن مازلنا في هل الأرض كرة تتحرك أم لا؟؟
اللهم صبرا.
(يُتْبَعُ)
(/)