السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اما بعد فانا راي ان حور العين من ذكور و اناث اما تفضيل الرجل على المرءة في الدنيا فهذا غير صحيح و معنى الاية الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.فالرجل صفة للذكر و الانثى و لا تخص الذكور فقط و انظر الى الاية بما فضل الله بعضهم على بعض اي المفضل هو الذي له القوامة سواء كان ذكر ام انثى و ارجوا ان تدقق جيدا في الاية و انظر الى واقعنا الحالي فتجد امرءة ذات مال متزوجة برجل اقل منها فقير و بالتالي فالقوامة لها او الى امرءة زوجها معاق او سكير و هي التي تدير شان العائلة فلمن القوامة هنا ارى اننا بحاجة الى تدبر القرءان اكثر فاكثر
عش رجباً ترى عجباً
الله يهدينا ويهديك يا المغوار.
ـ[المغوار]ــــــــ[19 Apr 2009, 07:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اما بعد فانا راي ان حور العين من ذكور و اناث اما تفضيل الرجل على المرءة في الدنيا فهذا غير صحيح و معنى الاية الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ.فالرجل صفة للذكر و الانثى و لا تخص الذكور فقط و انظر الى الاية بما فضل الله بعضهم على بعض اي المفضل هو الذي له القوامة سواء كان ذكر ام انثى و ارجوا ان تدقق جيدا في الاية و انظر الى واقعنا الحالي فتجد امرءة ذات مال متزوجة برجل اقل منها فقير و بالتالي فالقوامة لها او الى امرءة زوجها معاق او سكير و هي التي تدير شان العائلة فلمن القوامة هنا ارى اننا بحاجة الى تدبر القرءان اكثر فاكثر
اما بخصوص معنى ازواجهم في الاية 56 من سورة يس فمعناها امثالهم و ليس زوجاتهم.
انظر ايضا الى قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا الخ الاية فهنا المؤمنون المعنيون بالاية هم الرجال و النساء اليس كذلك و هذا يدل على ان الرجل صفة للذكر و الانثى و ليس للذكر فقط و معنى نساء في القرءان معنيان الاول جمع امرءة و الثاني اصلها من نسيء اي جديد او اخير او كما قال الدكتور شحرور الموضة و المذكورة في قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين الاية فالنساء هنا معناها الموضة و ليس النساء جمع امرءة و الا كيف نفسر زين للناس و الناس من ذكور و اناث فكيف يزين لهم النساء اي كيف يزين النساء للنساء اما بخصوص البنين فمعناها البنيان و ليس الابناء كما يعتقد البعض و شكرا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:58 م]ـ
اما بخصوص معنى ازواجهم في الاية 56 من سورة يس فمعناها امثالهم و ليس زوجاتهم.
انظر ايضا الى قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا الخ الاية فهنا المؤمنون المعنيون بالاية هم الرجال و النساء اليس كذلك و هذا يدل على ان الرجل صفة للذكر و الانثى و ليس للذكر فقط و معنى نساء في القرءان معنيان الاول جمع امرءة و الثاني اصلها من نسيء اي جديد او اخير او كما قال الدكتور شحرور الموضة و المذكورة في قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين الاية فالنساء هنا معناها الموضة و ليس النساء جمع امرءة و الا كيف نفسر زين للناس و الناس من ذكور و اناث فكيف يزين لهم النساء اي كيف يزين النساء للنساء اما بخصوص البنين فمعناها البنيان و ليس الابناء كما يعتقد البعض و شكرا.
الله يهدينا ويهديك يا المغوار
ترى هذا الذي نتكلم عنه كلام الله
وليس كتاب إنشاء.
فاتق الله في نفسك إن كنت من أهل القرآن.(/)
هل نثبت اسما للسورة دل عليه حديث ضعيف؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 Nov 2003, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد الإمام الرازي في تفسيره لسورة الإخلاص عند الكلام على أسماء هذه السورة عدة أحاديث فأين أجد هذه الأحاديث وما درجتها وهل لو كانت ضعيفة يصح أن نستدل بها على أسماء هذه السورة أم أننا نطرح كل اسم لم يصح دليله
1 - روى جابر أن رجلا صلى فقرأ قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا عبد عرف ربه
فسميت سورة المعرفة لذلك
2 - قال عليه الصلاة والسلام (إن الله جميل يحب الجمال فسألوه عن ذلك فقال أحد صمد لم يلد ولم يولد
3 - روي أنه عليه السلام دخل على عثمان بن مظعون فعوذه بها وباللتين بعدها ثم قال تعوذ بهن فما تعوذت بخير منهن
4 - قوله (أسست السماوات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد)
5 - روى ابن عباس أنه تعالى قال لنبيه حين عرج به أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر كنوز عرشي، وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران
6 - من قرأ سورة قل هو الله أحد مائة مرة في صلاة أوغيرها كتبت له براءة من النار
7 - روي أنه عليه السلام رأى رجلا يقرأ هذه السورة فقال أما هذا فقد بريء من الشرك
8 - إن لكل شيء نورا ونور القرآن قل هو الله أحد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2003, 02:42 ص]ـ
أخي الكريم أبا صفوت وفقه الله
سبق الحديث من المشايخ حول تسمية السور والتفصيل في ذلك. وأنت تعلم أن العلماء كابن مهدي وغيره يرون العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ولا يظهر لي أن تسمية السور يترتب عليها عمل أو عبادة والأمر فيها قريب إن شاء الله، والغرض هو تمييز السورة عن غيرها. فبأي اسم مأثور عرفت السورة فالحمد لله. ولو أثبت تسمية بحديث ضعيف فالأمر قريب، فيكفي نسبت التسمية للمفسر الذي نقلها كالرازي على أقل الأحوال.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
لكن هناك أسماء دلت عليها أحاديث موضوعة فهل نثبت بها اسما للسورة ثم إن الأحوط كما تعلمون عدم العمل بالحديث الضعيف
جزاكم الله خيرا(/)
سؤال عن موقع يمكن منه تنزيل تفسير الألوسي وتفسير المراغي رحمهما الله
ـ[عبد الحكيم]ــــــــ[01 Nov 2003, 07:57 ص]ـ
السلام عليكم
هل من احد يعلم موقعا استطيع من خلاله تحميل تفسير روح المعاني و تفسير الشيخ المراغي
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Mar 2008, 08:06 م]ـ
تفسير روح المعاني؛
لمحمود شكري الألوسي:
حمّل من هنا:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1314
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Mar 2008, 08:08 م]ـ
تفسير المراغي؛
لأحمد مصطفى المراغي:
حمّل من هنا:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=830(/)
للمدارسة " معنى بلسان عربي مبين على ماذا تعود؟ دعوة للمشاركة.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Nov 2003, 02:30 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
يقول الله جل وعلاً في سورة الشعراء:
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} (192/ 195)
فقوله سبحانه بلسان عربي مبين هل هي عائدة على النزول في قوله " نزل " أم عائد عى صفة الإنذار بانه بلسان عربي.
أتمنى أن يرجع أحد الإخوة الفضلاء لكتاب البقاعي " تناسب الأيات ... " أو غيره
أو غيرها وهل يصح أن يكون لكلا المعنيين، بأنه نزل بالعربية (وهذا لا مرية فيه البتة) وانه يكون للتوكيد مثلاً بالإنذار بلسان عربي.
ولقد ذكر الزمخشري: بأنه لا فائدة من عود صفة العربية على النذارة إذا قال هذا مما لا فائدة فيه، وإنما عائد على الإنزال. هذا معنى كلامه.
أتمنى أن أجد تجاوباً من الأخوة وفقهم الله
محبكم
أبو العالية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Nov 2003, 04:32 م]ـ
بسم الله
قال ابن جرير: (والباء من قوله (بلسان) من صلة قوله: (نزلَ) , وإنما ذكر تعالى ذكره أنه نزل هذا القرآن بلسان عربي مبين في هذا الموضع, إعلاما منه مشركي قريش أنه أنزله كذلك, لئلا يقولوا إنه نزل بغير لساننا, فنحن إنما نعرض عنه ولا نسمعه, لأنا لا نفهمه, وإنما هذا تقريع لهم, وذلك أنه تعالى ذكره قال: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ). ثم قال: لم يعرضوا عنه لأنهم لا يفهمون معانيه, بل يفهمونها, لأنه تنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين بلسانهم العربيّ, ولكنهم أعرضوا عنه تكذيبا به واستكبارا (فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ). كما أتى هذه الأمم التي قصصنا نبأها في هذه السورة حين كذّبت رسلها أنباء ما كانوا به يكذّبون.)
وجاء في البحر المحيط لأبي حيان:
(والظاهر تعلق {بلسان} بنزل، فكان يسمع من جبريل حروفا عربية. قال ابن عطية، وهو القول الصحيح)
وقد ذكر الألوسي في تفسيره روح المعاني أن الوجه الأول في تعلق الآية بما قبلها هو ما ذكره ابن جرير وغيره
ثم ذكر أنه يجوز تعلقه بالنذارة، أي من المنذرين بلسان عربي مبين، وذكر من تعقب هذا الوجه، ثم قال: والحق أن الوجه المذكور دون الوجه السابق، وأما أنه فاسد معنى كما يقتضيه كلام المتعقب فلا.
وأما ما سألت عنه من كلام البقاعي، فلم يفصل في ذلك، وظاهر كلامه على تعلق الباء بـ (نزل).
وقد ذكر السمين الحلبي في الدر المصون الوجهين مبتدئاً بالثاني.
وعندي - والله أعلم - أنه لا مانع من حمل الآية على الوجهين.(/)
هل عطف الجمل بحرف «الواو» يقتضي الترتيب في الوقوع؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Nov 2003, 01:54 ص]ـ
يرد في القرآن الكريم عطف كثير من الجمل بحرف العطف (و) فهل ذلك يقتضي أنها مرتبة في الوقوع؟
مثال ذلك:
قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} [الانفطار: 1 - 5].
فهل يفهم من الاية أن انفطار السماء يكون هو الأول؟ وذلك لتقدمه في الآية.
وهل العطف بحرف «الواو» يقتضي الترتيب دائماً؟
آمل الإفادة حول هذه المسألة جزيتم خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Nov 2003, 06:21 ص]ـ
فضيلة الشيخ أحمد وفقه الله ..
ذكر ابن القيم رحمه الله أن للتقديم في العطف عدداً من الفوائد يمكن تلخيصها كما يلي:
أن التقديم في الذكر يكون لأحد خمسة أمور:
= إما للتقدم في الزمان: وذلك كقوله تعالى: (عاد وثمود) و (الظلمات والنور).
= وإما للتقدم بالطبع: (مثنى وثلاث ورباع) و (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم).
= وإما للتقدم بالرتبة: (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر) لأن الذي يأتي راجلاً يأتي من المكان القريب، والذي يأتي على الضامر يأتي من المكان البعيد، وكذلك تقدم هماز على مشاء بنميم لأن المشي مرتّب على القعود في المكان والهماز هو العيّاب وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميمة.
= وإما للتقدم بالسبب: (يحب التوابين ويحب المتطهرين) لأن التوبة سبب الطهارة، وكذلك (كل أفاك أثيم) لأن الإفك سبب الإثم.
= وإما للتقدم بالفضل والكمال: (النبيين والصديقين) وتقديم السمع على البصر وسميع على بصير.
ذكره في بدائع الفوائد: (1/ 58 ـ 62).
وبهذا التفصيل يعلم أنه لا يطرد إفادة العطف للترتيب.
والمسألة تحتاج إلى بحث وتقصي، اسأل الله لكم التوفيق ..
والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Nov 2003, 10:13 ص]ـ
بسم الله العليم الحكيم
إفادة الواو الترتيب فيها ثلاثة أقوال:
الأول: أنها تفيده
الثاني: أنها لا تفيده
الثالث: أنها تفيده عندما تكون عاطفة لأجزاء مرتبط بعضها ببعض، ولا تفيده إذا كانت عاطفة لأجزاء أو أفعال غير مترابطة. أو يقال: إنها لا تفيد الترتيب إلا إذا وجدت قرائن تجعلها تفيده.
وقد عقد ابن القيم رحمه الله مبحثاً نفيساً لهذه المسألة في كتابه البديع بدائع الفوائد، تكلم عن أسرار الترتيب بهذا الحرف، ومما ذكره في هذا المبحث قوله:
(وأما تقديم غسل الوجه ثم اليد ثم مسح الرأس ثم الرجلين في الوضوء. فمن يقول: إن هذا الترتيب واجب هو الشافعي و أحمد ومن وافقهما. فالآية عندهم اقتضت التقديم وجوباً لقرائن عديدة.
أحدها: أنه أدخل ممسوحاً بين مغسولين وقطع النظير عن نظيره، ولو أريد الجمع المطلق لكان المناسب أن يذكر المغسولات متسقة في النظم والممسوح بعدها، فلما عدل إلى ذلك دل على وجوب ترتيبها على الوجه الذي ذكره الله.
الثاني: أن هذه الأفعال هي أجزاء فعل واحد مأمور به وهو الوضوء، فدخلت الواو عاطفة لإجزائه بعضها إلى بعض. والفعل الواحد يحصل من ارتباط أجزائه بعضها ببعض. فدخلت الواو بين الأجزاء للربط فأفادت الترتيب إذ هو الربط المذكور في الآية، ولا يلزمه من كونها لا تفيد الترتيب بين أفعال لا ارتباط بينهما. نحو " أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " [المزمل: 20]، [المجادلة: 13]. أن لا تفيده بين أجزاء فعل مرتبطة بعضها ببعض. فتأمل هذا الموضع ولطفه. وهذا أحد الأقوال الثلاثة في إفادة الواو للترتيب وأكثر الأصوليين لا يعرفونه ولا يحكونه. وهو قول ابن أبي موسى من أصحاب أحمد ولعله أرجح الأقوال.)
ومحل الجواب في آخر النقل السابق، فليُقرأ.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Nov 2003, 10:24 م]ـ
وقفت على بحث قيم لهذه المسألة للأستاذ خالد الشبل في منتدى الفصيح
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2406
وهاك نصه:
هل (الواو) لمطلق الجمع أو تفيد الترتيب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذهب جمهور النحويين (1) إلى أن الواو العاطفة لمطلق الجمع (2)، فيُعطف بها الشيء على مصاحبه، كقوله تعالى: (فَأَنْجَيْناهُ وأَصْحابَ السَّفِيْنة) (3)، وعلى سابقه، نحو قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوْحاً وإبْراهِيْمَ) (4)، وعلى لاحقه، كقوله تعالى: (كذلك يُوْحِيْ إليكَ وإلى الّذينَ مِنْ قَبْلِكَ) (5)، وليس في الواو دليل على أن الأول قبل الثاني. قال سيبويه: " ولم تُلْزِمِ الواوُ الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر، ألا ترى أنك إذا قلت: مررت بزيد و عمرو، لم يكن في هذا دليل أنك مررت بعمرو بعد زيد " (6). وقال أيضاً:
" وإنما جئت بالواو لتضم الآخر إلى الأول وتجمعهما، وليس فيه دليل على أن أحدهما قبل الآخر " (7).
ونُسب القول بإفادتها الترتيب إلى الكسائي (8)، وقطرب (9)، والفراء (10)، وهشام (11)، وأبي جعفر الدِّيْنَوَري (12)، وثعلب (13)، وغلامه أبي عمر الزاهد (14)، وابن درستويه (15)، والربعي (16)، والشافعي (17)، وإلى بعض أصحابه (18)، وإلى الكوفيين (19)، وإلى بعض الكوفيين (20).
والحق أن الشافعي وأئمة الكوفة، كالفراء وثعلب براء من هذا القول، فإن الفراء قال: " فأما الواو فإنك إن شئت جعلت الآخِر هو الأول، والأول الآخِر، فإذا قلت: زرت عبدالله وزيداً، فايهما شئت كان هو المبتدأ بالزيادة " (21)، وقال ثعلب: " إذا قلت: قام زيد وعمرو، فإن شئت كان عمرو بمعنى التقديم على زيد، وإن شئت كان بمعنى التأخير، وإن شئت كان قيامهما معاً " (22).
وأول من رأيت يذكر ما نسب إلى الشافعي الرمانيُّ (23)، فإنه لما ذكر مذهب القائلين بأن الواو للترتيب قال: " وهذا يؤيد مذهب الشافعي في أن الواو يجوز أن ترتّب " (24). ولم أرَ من نسبه إلى الشافعي نفسه إلا ابن الخباز (25).
ويقال: إن الشافعي نقله عن الفراء. وتقدم - قريباً - أن الفراء يرى رأي الجمهور. والظاهر أن القائل بهذا الرأي بعض أصحاب الشافعي. قال النووي (26): " صار علماؤنا إلى أن الواو للترتيب، وتكلّفوا نقل ذلك عن بعض أئمة العربية، واستشهدوا بأمثلة فاسدة " (27).
وقد احتج الجمهور بالسماع والقياس. أما السماع فالشواهد التالية:
الأول: قوله تعالى: (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ واسْجُدي وارْكَعي مَعَ الرَّاكِعِيْنَ) (28). فقدم السجود على الركوع، ولو كانت الواو مرتبة لقدم الركوع على السجود، ولم ينقل أن شرعهم كان مخالفاً لشرعنا في ذلك (29).
الثاني: قوله تعالى: (وادْخُلُوا البابَ سُجَّداً وقُولُوا حِطّة) (30)، وقال في سورة الأعراف: (وقولوا حِطّة وادخلوا البابَ سُجّداً) (31)، والقصة واحدة (32).
الثالث: قوله تعالى: (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وثَمانِيةَ أَيّامٍ حُسُوماً) (33). قال ابن أبي الربيع: " والأيام هنا قبل الليالي، إذا لو كانت الليالي قبل الأيام لكانت الأيام مساوية لليالي أو أقل " (34).
الرابع: قول الشاعر:
بَهالِيْلُ مُنْهُمْ جَعْفَرٌ وابنُ أُمِّهِ ** عَلِيٌّ ومِنْهُمْ أَحْمَدُ المُتَخَيَّرُ (35)
وأحمد هو النبي - صلى الله عليه وعلى آله سلم - الذي اختاره الله، تعالى، ولا يلزم تقديمه، لأن الواو لمطلقِ الجمع، ولو كانت الواو مرتبة لقدم أحمدَ ثم علياً ثم جعفراً، صلوات الله عليهم جميعاً (36).
ومثله قول الشاعر:
فَمِلَّتُنا أَنّنا المُسْلِمون ** عَلى دِيْنِ صِدّيْقنا والنَّبِيّْ (37)
الخامس: قول الشاعر:
أُغْلِي السِّباءَ بِكُلِّ أَرْكَنَ عاتِقٍ ** أَوْجَوْنةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها (38)
قُدحت أي غُرفت، وفُضَّ ختامها: فتح رأسها، وإنما تُغرف بعد أن تُفتح.
وأما القياس فما يلي:
الأول: أن الواو في الاسمين المختلفين بإزاء التثنية في الاسمين المتفقين، فيقال: جاء الزيدان، أما إذا اختلفت الأسماء فإنه يقال: جاء زيد وعمرو، ولا تمكن التثنية، فعطفوا بالواو، فكما أنه إذا قيل: جاء الزيدان لم يكن اللفظ دالاً على تقدم أحدهما، بل كان مقتضاه اجتماعهما في الفعل فقط، فكذلك العطف بالواو إذا لم تمكن التثنية، لاختلاف الاسمين (39).
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: أنهم استعملوها في مواضع لا يُتصور فيها الترتيب، نحو: اشترَك زيد وعمرو، واختصم بكر وخالد، لأن التفاعل لابد له من فاعلين، ولا يكون من واحد، ولو كانت الواو للترتيب لجاز: اختصم بكر، واشترك زيد. قال أبو علي الفارسي: " ولو قلته بالفاء أو بثم لجعلت الاختصا والاشتراك من واحد " (40).
ومن هذه المواضع: المال بين زيد وعمرو، و: جاء زيد اليومَ وعمرو أمسِ، و: جاء زيد وعمرو معاً، و: جاء زيد وعمرو بعدَه (41).
الثالث: أن الفاء للترتيب بلا خلاف، ولو كانت الواو للترتيب لكان هذا اشتراكاً، لأنه يكون للمعنى الواحد حرفان، وأحدهما يغني عن الآخر. وإذا جعلنا الواو تفيد الترتيب فقد سَلَبْنا الجمع الحرف الدالَّ عليه، ولابد من حرف يدل على الجمع (42).
واحتج المثبتون للترتيب بما يلي:
أولاً: أنه وردت آيات جرى فيها الترتيب بين المتعاطفات، كقوله تعالى: (إذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها. وأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَها) (43)، وإخراج الأثقال بعد الزلزال. وكقوله تعالى: (يا أَيُّها الذِيْنَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدوا واعْبُدوا رَبَّكُمْ) (44).والركوع قبل السجود.
ثانياً: لما نزل قوله تعالى: (إنّ الصَّفا والمَرْوة مِنْ شعائر الله) (45)، قال الصحابة: بم نبدأ يا رسول الله؟ فقال: " ابْدَأُوا بِما بَدَأَ اللهُ بِذِكْرِه " (46)، فدل ذلك على الترتيب (47).
ثالثاً: ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أمر بتقديم العمرة، فقال الصحابة: لِمَ تأمرنا بتقديم العمرة، وقد قدم الله الحج عليها في التنزيل (48)؟ فدل إنكارهم على ابن عباس أنهم فهموا الترتيب من الواو (49).
رابعاً: أن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فقال: " من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غَوَى " فقال رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " بئس الخطيب أنت. قل: ومن يعص الله ورسوله " (50)، ولو كانت الواو لمطلق الجمع لما وقع الفرق (51).
خامساً: أن سُحَيْماً (52) عَبْدَ بني الحِسْحاس (53) أنشد عند عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:
عُمَيْرةَ ودِّعْ إن تجهَّزتَ غاديا ** كفى الشَّيْبُ والإسلامُ لِلْمَرْءِ ناهيا (54)
فقال عمر: لو كنت قدمت الإسلام على الشيب لأَجزْتُك. فدل إنكار عمر على أن التأخير في اللفظ يدل على التأخير في المرتبة (55).
وأجاب الجمهور (56) عما استدل به المثبتون بما يلي:
أن آية الزلزلة فُهم منها أن زلزال الأرض قبل إخراجها أثقالها من طريق المعنى، وآية الحج لم يأت الترتيب فيها بين الركوع والسجود من الواو في الآية، ولكن من قوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " صلوا كما رأيتموني أصلي " (57). وكان - عليه الصلاة والسلام- قد رتَّب الركوع والسجود في صلاته.
وأما أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بتقديم الصفا من الآية فإنه دليل عليهم، إذ لو كانت الواو تفيد الترتيب لفهم الصحابة ذلك من غير سؤال، لأنهم كانوا عرباً فصحاء، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بيَّن المراد، لما في الواو من الإجمال. وأيضاً، لو كانت الواو للترتيب لكانت فائدة قوله: " ابدأوا بما بدأ الله بذكره " التأكيد، ولو كانت للجمع لكانت فائدته التأسيس، والتأسيس أولى.
وأما إنكار الجماعة على ابن عباس فإنه، مع فضله، أمر بتقديم العمرة، ولو كانت الواو للترتيب لما خالف، فمستنده أن الواو للجمع وقد رتب.
وأُجيب عن قصة الخطيب بأنه قُصد بالإفراد إعظام الرب - سبحانه وتعالى - بإفراده بالذكر، ففيه ترك للأدب بترك إفراد اسم الله بالذكر، وبمثل هذا يجاب - أيضاً - عن قصة عمر، رضي الله عنه.
والذي أرجحه في الواو العاطفة ما ذهب إليه الجمهور من أنها لا تفيد الترتيب، ولا يفهم ذلك منها، وأنها لمطلق الجمع، لما سبق من أدلة الجمهور، ولضعف الأدلة التي احتج بها المخالفون، ويكفي دليلاً على عدم إفادتها الترتيب مجيء بعض الأدلة لم تترتب فيها المتعاطفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
والجمهور لا يلزمون عدم الترتيب في الواو، ولكن الترتيب فيها يقع بحكم اللفظ من غير قصد له في المعنى، ولو كانت موضوعةً للترتيب لم تكن أبداً إلا مرتِّبة، فظهور الترتيب في بعض الكلام عاطفة يشهد أنها ليست موضوعة له، والأصل في المتكلم أنه يقوم في كلامه ما هو به أعنَى، وببيانه أهم، وذلك مستحسَنٌ، لا واجب (58). والله أعلم.
___________________
(1) ينظر: معاني القرآن للفراء 1/ 396، والمقتضب 1/ 148، والكامل 2/ 529، ومجالس ثعلب 386، والأصول 2/ 55، وحروف المعاني للزجاجي 36، وإيضاح الفارسي 221، ومعاني الحروف للرماني 59، والتبصرة للصيمري 1/ 131، وسر الصناعة 2/ 632، والصاحبي 157.
(2) التعبير بمطلق الجمع أصح من التعبير بالجمع المطلق، كما فعل المرادي في الجنى 158، والتوضيح 3/ 194، لأن الأول معناه: أي جمعٍ كان، فيدخل فيه جميع الصور، بخلاف الثاني فإن معناه: الذي لم يقيد بشيء. ينظر: شرح الكوكب المنير 1/ 230.
(3) من الآية 15 من سورة العنكبوت. (4) من الآية 26 من سورة الحديد. (5) من الآية 3 من سورة الشورى.
(6) الكتاب 1/ 291. (7) الكتاب 4/ 216. (8) ينظر: شرح الكافية 2/ 363، وهمع الهوامع 5/ 224.
(9) ينظر: معاني الحروف للرماني 59، والارتشاف 2/ 633، والتذييل 4/ 153ب، وتوضيح المقاصد 3/ 195، والمغني 2/ 354، والأشموني 3/ 69، والتصريح 1/ 135، والهمع 5/ 224.
(10) ينظر: شرح التسهيل 3/ 349، وشرح الكافية 2/ 363، والجنى 159، والمغني 2/ 354.
(11) ينظر: الارتشاف 2/ 633، والتذييل 4/ 153ب، والجنى 159، والمساعد 2/ 444، والهمع 5/ 224.
(12) ينظر: الارتشاف 2/ 633، والجنى 159، والهمع 5/ 224.
(13) ينظر: شرح الكافية 2/ 363، والارتشاف 2/ 633، وتوضيح المقاصد 3/ 195، والمغني 2/ 354، والأشموني 3/ 69، والتصريح 1/ 135.
(14) ينظر: الارتشاف 2/ 633، والتذييل 4/ 153 ب، والمساعد 2/ 444، وأبو عمر هو: محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، المعروف بغلام ثعلب، لأنه صحبه زماناً، فنسب إليه. من حفّاظ اللغة، ثقة في الحديث. صنّف غريب الحديث، وفائت الفصيح، وفائت العين، وفائت الجمهرة، وغيرها. توفي سنة 345هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد 2/ 356 - 359، وفيات الأعيان 4/ 329 - 333، إشارة التعيين 326 - 327.
(15) ينظر: المتبع 2/ 423، وشرح الكافية 2/ 363، والهمع 5/ 224.
(16) ينظر: معاني الحروف للرماني 59، وشرح الكافية 2/ 363، والتذييل 4/ 153ب.
(17) ينظر: معاني الرماني 59، والجنى 159، والمغني 2/ 354.
(18) ينظر: المتبع 2/ 423، والمجموع للنووي 1/ 472. (19) ينظر: رصف المباني 474.
(20) ينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 227، وشرح الكافية الشافية 3/ 1206، وتوضيح المقاصد 3/ 195.
(21) معاني القرآن 1/ 396. (22) مجالس ثعلب 386. (23) معاني الحروف 60.
(24) معاني الحروف 60. (25) ينظر: الجنى الداني 159، والمغني 2/ 354.
(26) هو: يحيى بن شرف، محي الدين، أبو زكريا النووي، كبير الفقهاء في زمانه، كان من الزهاد، مولده ووفاته بنوى، من قرى حوران، قرأ النحو على ابن مالك وغيره. صنف: شرح مسلم، ورياض الصالحين، والأذكار، وتهذيب الأسماء واللغات، والمجموع شرح المهذب ولم يتمه. توفي سنة 676هـ.
ترجمته في: تذكرة الحفاظ 4/ 1470 - 1474، وطبقات الشافعية الكبرى 8/ 395 - 400، والبداية والنهاية 13/ 278 - 279.
(27) المجموع شرح المهذب 1/ 472. (28) من الآية 43 من سورة آل عمران.
(29) ينظر: المقتضب 1/ 148، والكامل 2/ 529، 3/ 1103، والأصول 2/ 55، وسر الصناعة 2/ 632 والمقتصد 2/ 938، وكشف المشكل 626، والمتبع 2/ 324، وشرح المفصل 8/ 92، والبسيط 1/ 335، والبرهان للزركشي 4/ 436.
(30) من الآية 58 من سورة البقرة. (31) من الآية 161.
(32) ينظر: التبصرة 1/ 131، وكشف المشكل 626، والمتبع 2/ 324، واللباب 1/ 417، وشرح الكافية 2/ 364.
(33) الآية 7 من سورة الحاقة.
(34) الملخص 572، وينظر: البرهان للزركشي 4/ 439، وفيه: قال الصفار: لو كان على ظاهره لقال: سبع ليال وستة أيام أو سبعة أيام، وأما (ثمانية) فلا يصح على جعل الواو للترتيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
(35) من بحر الطويل، لحسان بن ثابت، رضي الله عنه، وهو من قصيدة في ديوانه 107 - 109 في رثاء أهل مؤتة، مطلعها:
تأوَّبني ليلٌ بيثربَ أَعْسَرُ ** وهَمٌّ إذا ما نَوَّمَ الناسُ مُسْهِرُ
وفي مدح بني هاشم يقول:
فما زال في الإسلام مِنْ آل هاشمٍ ** دعائمُ عِزٍّ لا تُرام وَمَفْخَرُ
بها ليل .... البيت.
والبهلول: العزيز الجامع لكل خير، والحيي الكريم. اللسان (بهل).
ينظر: ديوان حسان 109، والكامل 2/ 529، 3/ 1103، ومعاني الحروف للرماني 59، وكشف المشكل 627، وشرح جمل الزجاجي 1/ 227، والعقد الفريد 5/ 370. والشاهد قوله: (ومنهم أحمد المتخير) وهو متأخر في الذكْر، لأن الواو المطلق الجمع، ولو كانت للترتيب لقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على جعفر وعلي رضي الله عنهما.
(36) ينظر: كشف المشكل 627.
(37) من المتقارب، نسبه المبرد إلى الصلتان العبدي. الكامل 3/ 1101،وابنُ عصفور إلى أمية بن أبي الصلت. شرح جمل الزجاجي 1/ 227، وينظر: شرح الكافية الشافية 3/ 1205. والشاهد قوله: (على دين صديقنا والنبي) فإن الواو لا تفيد الترتيب، ولو كانت تفيده لقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي بكر في الذكْر.
(38) من الكامل، للبيد بن ربيعة، وهو من معلقته. وأغلى: اشتري غالياً. والسباء: اشتراء الخمر، والأدكن: الزِّقُّ الأغبر والعاتق: الخالصة أو التي لم تُفتح. والجونة: الخابية، وقُدحت: غُرِفت. وفُضَّ خِتامها: كسر طينها. ينظر: الخزانة 3/ 105 - 106.
والبيت في: ديوانه 175، وشرح القصائد السبع الطوال 575، وشرح المعلقات للزوزني 183، وجمهرة اللغة 402، وسر الصناعة 2/ 632، وأسرار العربية 303، واللباب 1/ 417 ن وشرح المفصل 8/ 92، وشرح الكافية 2/ 364، ورصف المباني 474، واللسان (قدح)، و (عتق)، و (دكن)،وخزانة الأدب 3/ 105، 11/ 3. والشاهد قوله: (قدحت وفض خاتهما) أي: غرفت وكشف غطاؤها، والغرف إنما يكون بعد الكشف وهو دليل على أن الواو ليست للترتيب.
(39) ينظر: التبصرة للصيمري 1/ 131، والمقتصد 2/ 937، واللباب 1/ 417، وشرح المفصل 8/ 91.
(40) الإيضاح العضدي 221. وينظر: المقتصد 2/ 938، والمتبع 2/ 324، وشرح المفصل 8/ 91، ورصف المباني 474.
(41) ينظر: الإيضاح 221، واللباب 1/ 418، وشرح الكافية الشافية 3/ 1204، والتذييل 4/ 153 ب.
(42) ينظر: المتبع 2/ 425.
(43) الآيتان 1، 2 من سورة الزلزلة. وينظر: شرح جمل الزجاجي 1/ 227، ورصف المباني 475.
(44) من الآية 77 من سورة الحج.وينظر: منتهى السول 1/ 15، ورصف المباني 475.
(45) من الآية 158 من سورة البقرة.
(46) أخرجه بلفظ الأمر للجماعة البيهقي في الكبرى 1/ 138، كتاب الطهارة الباب 94 برقم 400 عن جابر بن عبدالله، رضي الله عنه. وذكر البيهقي بعده رواية موقوفة على ابن عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجل فقال: أبدأ بالصفا قبل المروة، أو بالمروة قبل الصفا؟ ... فقال ابن عباس: خذ ذلك من كتاب الله، عز وجل، فإنه أجدر أن يحفظ. قال الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} ورواه بصيغة الإخبار للمفرد مسلم في حديث جابر الطويل في بيان حجة النبي، صلى الله عليه وسلم. كتاب الحج الباب 19 برقم 147، ومالك في الموطأ 1/ 372 الباب 41 برقم 126.
(47) ينظر: شرح المفصل 8/ 93، والإحكام للآمدي 1/ 66، ومنتهى السول 1/ 15.
(48) وهو قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله}.
(49) ينظر: شرح المفصل 8/ 93، والإحكام للآمدي 1/ 67 وأثر ابن عباس رواه الشافعي في مسنده 1/ 375 في الباب السابع برقم 965.
(50) أخرجه مسلم في الجمعة الباب 13 برقم 48، وأبو داود فيها الباب 23 برقم 1099 كما في صحيح أبي داود 1/ 204، والنسائي في النكاح الباب 40 كما في صحيح سنن النسائي 2/ 690، والبيهقي في الكبرى 1/ 138 - 139 في الطهار باب الترتيب في الوضوء برقم 402، والشافعي في مسنده 1/ 147 الباب 11 برقم 428.
(51) ينظر: شرح المفصل 8/ 93، ومنتهى السول 1/ 15، والإحكام 1/ 66.
(يُتْبَعُ)
(/)
(52) ويقال اسمه: حية، عبد لبني الحسحاس، وكان شاعراً أسود أعجمياً، أدرك النبي، صلى الله عليه وسلم. قُتل في خلافة عثمان، رضي الله عنه، وقصة قتله في الإصابة 5/ 6. ترجمته في: الشعر والشعراء 258 - 259، والإصابة 5/ 6 - 7، والخزانة 2/ 102 - 105.
(53) وهم من بني أسد بن خزيمة، كما في الأنساب للسمعاني 2/ 218.
(54) من بحر الطويل، مطلع قصيدة له، بعضها في الخزانة 2/ 104، ويروى: غازياً، وعميرة: اسم امرأة، وهي بنت سيِّده أبي معبد.
والبيت في: الكتاب 2/ 26، 4/ 225، وسر الصناعة 1/ 141، والإنصاف 1/ 168، وشرح المفصل 8/ 93، وشرح عمدة الحافظ 1/ 425، وأوضح المسالك 3/ 253، ومغني اللبيب 1/ 106، وشرح أبياته 2/ 338، والخزانة 1/ 267، 2/ 102، وكشف الخفاء 1/ 449، 2/ 113. ويستشهد النحويون بهذا البيت - أيضاً - على مجيء فاعل (كفى) مجرداً عن الباء.
(55) ينظر: شرح المفصل 8/ 93،والتبصرة للشيرازي 232، ومنتهى السول 1/ 15، والإحكام 1/ 67.
(56) ينظر: شرح المفصل 8/ 93.
(57) أخرجه البخاري في الأذان الباب 18 برقم 631 (فتح الباري 2/ 132)، وفي الأدب المفرد باب: الرجل راع في أهله (صحيح الأدب المفرد ص98 برقم 156).
(58) ينظر: رصف المباني 475.
وفي هذا المبحث يُنظر: الكتاب 1/ 291، 4/ 216، ومعاني القرآن للفراء 1/ 396، والمقتضب 1/ 148، والكامل 2/ 529، 3/ 1103، ومجالس ثعلب 386، والأصول 2/ 55، وحروف المعاني للزجاجي 36، وشرح السيرافي 2/ 75أ، والإيضاح للفارسي 221، ومعاني الحروف للرماني 59 - 60، والتبصرة للصيمري 1/ 131، وسر صناعة الإعراب 2/ 632 - 634، والصاحبي 157، والمقتصد 2/ 973 - 938، والتبصرة في أصول الفقه 231 - 236، والبرهان للجويني 50 - 51، وأسرار العربية 302 - 304، وكشف المشكل 226 - 627، والمتبع 2/ 423 - 425، واللباب 1/ 417 - 418، والإحكام في أصول الأحكام 1/ 63 - 68، ومنتهى السول في علم الأصول 1/ 14 - 15، وشرح المفصل 8/ 91 - 93، وشرح جمل الزجاجي 1/ 226 - 228، وشرح التسهيل 3/ 349، والمجموع شرح المهذب 1/ 472، وشرح الكافية 2/ 363 - 364، ورصف المباني 474 - 475، والتذييل والتكميل 4/ 153ب، والجنى الداني 158 - 160، وتوضيح المقاصد 3/ 194 - 195، والمغني 2/ 354، والمساعد 2/ 444، والبرهان في علوم القرآن 4/ 436، وشرح الأشموني 3/ 69، وشرح التصريح 1/ 135.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:35 ص]ـ
وهذا بحث له صلة
أثر واو العطف في الاستنباطات الفقهية ( http://www.alukah.net/Sharia/0/2293/)
وفي المرفقات بحث آخر بعنوان: الواو بين المشاركة والمصاحبة(/)
هل هذا أصل مطرد عند ابن جرير الطبري؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Nov 2003, 10:22 ص]ـ
قال ابن القيم في جلاء الأفهام ص541 [بتحقيق مشهور آل سلمان]:
(وقالت فرقة: الأمر بالصلاة عليه أمر استحباب لا أمر إيجاب، وهذا قول ابن جرير وطائفة، وادعى ابن جرير فيه الإجماع، وهذا على أصله، فإنه إذا رأى الأكثرين على قول، جعله إجماعاً يجب اتباعه.)
فهل هذا أصل مطرد عند ابن جرير؟
وهل يترتب عليه عدم الاعتداد بما يذكره ابن جرير من الإجماعات؟.
أرجو من المشايخ الكرام التكرم بالمشاركة في تحقيق هذه المسألة
ـ[العيدان]ــــــــ[02 Nov 2003, 02:45 م]ـ
بسم الله ..
أخي الكريم ..
نسب الكثير من أهل العلم إلى ابن جرير رحمه الله أنه:
ينعقد الإجماع بقول الأكثرين، وإن لم يكن هو قول الأكثر ..
وممن نسب إليه ذلك:
أبوإسحاق الشيرازي في اللمع (2/ 704)
إمام الحرمين في البرهان (1/ 721)
وأبو يعلى في العدة (4/ 1119)
وأبو الخطاب في التمهيد (3/ 261)
وابن قدامة في الروضة (2/ 466)
و لعلك ترجع إلى كتاب الشيخ الفاضل: محمد الخضيري إجماع المفسرين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Nov 2003, 03:43 م]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد أحالك الأخ الفضل العيدان إلى رسالة الشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري، وفيها غنية، لكني أعطيك ما رأيته من منهجه خلال قراءتي تفسيره، وهو أنه لا يعتدُّ بمخالفة الواحد والاثنين، ويحكيه شذوذًا، وما عداه فهو قول الجمهو أو عامة العلماء أو إجماعهم، وهذا هو شأنه في التفسير والأحكام والقراءات، وهذا ما قرَّره العلماء في منهج ابن جرير في الإجماع، ومنهم الذين ذكرهم الأخ الفاضل العيدان، وكذا غيرهم.
أما مسألة عدم الاعتداد بحكايته الإجماع، فإنه ظاهر أنَّ من كان هذا حاله، فإنه يتثبت من مراده بالإجماع، إلا لإذا كانت حكايته لشيء لم يقع بين المسلمين فيها خلاف، والله أعلم.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[02 Nov 2003, 11:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ففيما ذكره الأخ / العيدان، والشيخ / مساعد؛ كفاية، ولكني أشير إلى أن هذا الإيراد يتعلق بمسألة يتعرض لها الأصوليون في مبحث: (الإجماع) وهي:
اتفاق الأكثرهل يعد إجماعا؟
في هذه المسألة عشرة أقوال، أشهرها ثلاثة:
1. مذهب أكثر العلماء: أنه لا ينعقد الإجماع باتفاق الأكثر، حتى لو كان المخالف مجتهداً واحداً يعتد بقوله، لأنه لا يسمى إجماعاً مع المخالفة، ومن الجائز إصابة الأقل وخطأ الأكثر، كما كشف الوحي عن إصابة عمر رضي الله عنه في أسارى بدر.
2. أن اتفاق الأكثر، حجة لا إجماع، اختاره ابن الحاجب، وقال ابن بدران رحمه الله: "الحق أن اتفاق الأكثر حجة يجب العمل به على أهله، لكنه ليس في رتبة الإجماع، بل هو في رتبة القياس وخبر الواحد". - المدخل ص130 -
3. وهو المشهور عن الطبري – كما نقله عنه الآمدي وغيره –: انعقاد الإجماع بالأكثر مع مخالفة الأقل، وتابعه على ذلك بعض العلماء ومنهم: الشيخ أبو محمد الجويني , فإنه قال في كتابه المحيط: " والشرط أن يجمع جمهور تلك الصنعة , ووجوههم ومعظمهم , ولسنا نشترط قول جميعهم , وكيف نشترط ذلك وربما يكون في أقطار الأرض من المجتهدين من لم يسمع به , فإن السلف الصالح كانوا يعلمون ويستسرون بالعلم , فربما كان الرجل قد أخذ الفقه الكثير , ولا يعلم ذلك جاره ... إلخ ".
واحتج ابن جرير - على عدم اعتبار قول الأقل -: بارتكابه الشذوذ المنهي عنه.
وأجيب: بأن الشذوذ المنهي عنه هو الشاق لعصا المسلمين , لا في أحكام الاجتهاد.
وقال الأستاذ أبو إسحاق: ثم إن ابن جرير قد شذ عن الجماعة في هذه المسألة , فينبغي أن لا يعتبر خلافه , ويكون مخالفا للإجماع بعين ما ذكر.
قلت: وهذا كله مبني على صورة الإجماع التي أجلب بها الأصوليون، وفيها بحث لانطيل به حتى لايعاتبنا أخونا أبو مجاهد – حفظه الله -.
انظر: شرح الكوكب 2/ 229، شرح مختصر الروضة 3/ 53، البحر المحيط 6/ 430.(/)
هل هذا التفسير صحيح؟ أرجو الإجابة
ـ[الباحث7]ــــــــ[02 Nov 2003, 10:51 ص]ـ
قرأت فتوى في أحد المواقع قال فيها المفتي مفسراً قوله تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك): (فالمراد بالنكاح هنا الجماع أي أن الزاني لا يجامع في زناه إلا زانية مثله أو مشركة لا ترى تحريم الزنى.)
فهل هذا التفسير صحيح؟ وما الراجح في معنى هذه الآية؟
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[03 Nov 2003, 01:23 ص]ـ
الحمد لله وحده وبعد:
أخي الفاضل هلا ذكرت اسم المرجع الذي وجدت فيه هذا التفسير لكي يكون أولا في الرد على سؤالك وحتى يستبين فهمك من نقلك في التفسير والله يرعاك.
ـ[الباحث7]ــــــــ[03 Nov 2003, 02:16 ص]ـ
تفضل يا أخي
هذا هو الرابط ( http://www.alfeqh.com/fatwa/index.php?myprog=e956788896lklkgoo1234&ifile=question_body.php&questionid=5)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 Nov 2003, 02:27 ص]ـ
هذا التفسير خطأ
وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وأطال الرد وفصل فيه وأتى بالأمثلة
فلينظر ذلك فإنه جيد جداً
والتفسير الصحيح هو تحريم الزواج من الزانية(/)
سؤال عن الدراسات التي كتبت حول جلال الدين المحلي رحمه الله
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[02 Nov 2003, 12:14 م]ـ
تحية طيبة للإخوة الأحباء رواد المنتدى المبارك إن شاء الله وأسأل الله بمنه وكرمه أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام وأنيعيننا على التمام،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،آمين
ثم إني أسأل الإخوة بلا استثناء، فمن كان يعلم الإجابة فأرجو أن يتحفني بها وأكونَ له من الشاكرين الممتنين ......
أنا طالب علم وأدرس دراسات عليا في مجال علوم القرآن والتفسير، وأنا بصدد ترجمة للإمام الجلال المحلي رحمه الله أحد الجلالين مؤلفي التفسير المعروف، وإلى الآن لاأعرف دراسة علمية لحياته، فآمل ممن اطلع على ذلك أن يوافيني بعنوان الدراسة، سائلاً الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Nov 2003, 10:54 م]ـ
مرحباً بأخينا الكريم أبي محمد وحياك الله مع إخوانك في هذا الملتقى العلمي الذي يرحب بكل طالب علم جاد حريص.
وأما سؤالك وفقك الله عن الدراسات العلمية التي كتبت حول العلامة جلال الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلي (791 - 864هـ) فقد رجعت إلى الكتب التالية:
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير 2/ 1958 - 1959، وقد ترجموا له ترجمة مختصرة وأحالوا إلى بعض المراجع، منها الكتب التالية:
- الأعلام للزركلي 5 - 333
- الضوء اللامع للسخاوي 7 - 39
- طبقات المفسرين للداوودي 2/ 84
- معجم المؤلفين لكحالة 3/ 93
- المفسرون بين التأويل والإثبات للمغراوي 2/ 181
- شذرات الذهب للحنبلي 9/ 447
وقد بحثت عن الدراسات التي كتبت حوله في قاعدة الرسائل الجامعية التي أصدرها مركز الملك فيصل فلم أظفر حوله بشيء. وظني أنه قد كتبت عنه رسائل كعالم أصولي، فهو مشهور كأصولي أكثر منه مفسراً. وسأواصل البحث ولو وجدت شيئاً ينفعك كتبته هنا إن شاء الله.
وأشكر لك تكرمك بالانضمام للملتقى ونحن نؤمل خيراً في أمثالك من طلاب العلم المتخصصين فلا تحرمنا يا أبا محمد من علمك وفقك الله.
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[05 Nov 2003, 08:24 م]ـ
أسأل الله الذي رفع السماء بلا عمد، وبسط الأرض بلا مدد، وخلق الإنسان في كبد، أن يجزيك خير الجزاء، وأن يفيض عليك من واسع العطاء، على مابذلت وتبذل في سبيل خدمة القرآن وأهله عامة وعلى جهودك المشكورة في هذ المنتدى خاصة، فلك مني باسم الإخوة عظيم الامتنان والعرفان، وصادق الدعاء من الله المنان، وكما يقول بعضهم:
إذا أفادك إنسانٌ بفائدةٍ * من العلوم فأَكْثِرْ شكرَه أبدا
وقل فلانٌ جزاه الله صالحةً * أفادنيها وخَلِّ اللؤمَ والحسدا(/)
سبب نزول سورة الضحى
ـ[الريم]ــــــــ[03 Nov 2003, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخواني انا حبيت أطرح في هذا الموقع موضوع أثار إهتمامي بالحيل وفضلا منكم لا أمرا الرد عليه بأسرع وقت للاهميه
الموضوع بإختصار هو سبب نزول سوره الضحى أنا قريت سبب نزول السوره في تفسير ابن كثير لكن إللي أثارني هو كتاب ابن كثير البدايه والنهايه اللي لقيت فيه سبب نزول غريب كان سبب نزول السوره وانقطاع الوحي هو وجود جرو او كلب تحت سرير الرسول عليه الصلاه والسلام فكلمه الكلب أثارت الفضول فيني للمعرفه وبصراحه مالقيت أفضل من موقعكم للإستفسار عنه
ولكم مني جزيل الشكر أختكم الريم
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 Nov 2003, 05:37 ص]ـ
سبب نزول سورة الضحى في الصحيحين، رواه جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: " اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قَرِبك منذ ليلتين أو ثلاثاً. فأنزل الله عز وجل:} وَالضُّحَى! وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى! مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى {" (1).
أما قصة الجرو فأخرجها الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمتها، وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن جرواً دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال: ((يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ جبريل لا يأتيني!)) فقلت في نفسي: لو هيأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته، وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة، فأنزل الله:} وَالضُّحَى! وَاللَّيْلِ {إلى قوله:} فَتَرْضَى {" (2).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: " وجدت في الطبراني بإسناد فيه من لا يعرف أن سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره صلى الله عليه وسلم لم يشعر به فأبطأ عنه جبريل لذلك، وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهورة، لكن كونها سبب نزول هذه الآية غريب، بل شاذ مردود بما في الصحيح" (3).
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب:} ما ودعك ربك وما قلى {4950. ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين 1797م.
(2) ذكر ابن حجر هذه الرواية في الإصابة 7/ 628 عند ترجمته لخولة، وقال: قال أبو عمر (ابن عبد البر): روى حديثها حفص بن سعيد عن أبيه عنها في تفسير:} والضحى ... {وليس إسناد حديثها مما يحتج به ...
(3) فتح الباري 8/ 710. وانظر: الإتقان للسيوطي 1/ 102 ـ 103.
عبد الله إبراهيم
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 Nov 2003, 09:12 ص]ـ
تابع ما قبله:
والقصة التي أشار إليها ابن حجر رحمه الله – ما رواه مسلم عن عائشة أنها قالت: واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة يأتيه فيها، فجاءت تلك الساعة ولم يأته، وفي يده عصا فألقاها من يده وقال: ((ما يخلف الله وعده ولا رسله)) ثم التفت فإذا جرو كلب تحت سريره فقال: ((يا عائشة، متى دخل هذا الكلب ههنا؟)) فقالت: والله ما دريت. فأمر به فأخرج، فجاء جبريل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((واعدتني فجلستُ لك فلم تأت! فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة)) (4).
وعن عبد الله بن عباس قال: أخبرتني ميمونة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يوما واجما فقالت ميمونة: يا رسول الله، لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني أم والله ما اخلفني)) قال: فظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه ذلك على ذلك، ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط لنا، فأمر به فأخرج، ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه، فلما أمسى لقيه جبريل فقال له: ((قد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة؟ قال: أجل، ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة)) فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يأمر بقتل الكلاب، حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير ويترك كلب الحائط الكبير (5).
_______________
(4) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه وأن الملائكة عليهم السلام لا يدخلون بيتا فيه صورة ولا كلب 2104. والبخاري مختصراً في كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه.
(5) كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه وأن الملائكة عليهم السلام لا يدخلون بيتا فيه صورة ولا كلب 2105.
عبد الله إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الريم]ــــــــ[03 Nov 2003, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شكرا أخوي عبدالله وجزاك الله عني الف خير ماتتصور أخوي وش كثر كان الموضوع شاغل بالي والله يقوك وماقصرت
اختك الريم(/)
مجموعة رسائل علمية في التفسير
ـ[متعلم]ــــــــ[03 Nov 2003, 05:13 ص]ـ
هذا رابط لرسائل عدة من ماجستير ودكتوراة في علم التفسير، وجدتها مصادفة في بحث لي في محرك جوجل، ولعلها لجامعة الإمام فيما اظن:
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Nov 2003, 06:25 ص]ـ
أخي الكريم:
بارك الله فيك، وكثر من أمثالك، هذه الرسائل فيما يظهر من الجامعة الإسلامية، وأسأل الله أن يجزيك خيرًا على هذه الفائدة.
ـ[متعلم]ــــــــ[03 Nov 2003, 08:23 ص]ـ
نفع الله بك فضيلة الشيخ مساعد، وأشكرك على هذا التجاوب، وبارك الله في وقتك، ونفع بك في خدمة كتابه العزيز.(/)
التعليق على الوقف اللازم في قوله تعالى: (ماذا أراد الله بهذا مثلا)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Nov 2003, 06:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد طلب مني بعض الإخوة في هذا الملتقى أن أطرح بعض المسائل التي ناقشتها في رسالة الماجستير، وكانت بعنوان (وقوف القرآن وأثرها في التفسير)، وقد استحسنت هذه الفكرة، فرأيت أن أطرح منها ما تيسر.
وسأبدأ هذا الطرح بالتعليق على أول وقف لازم في مصحف المدينة النبوية، وهو الوقف الوارد في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26).
فأقول مستعينًا بالله:
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (مثلاً) الثانية.
فما معنى الكلام بناءً على هذا الوقف؟
إن لزوم الوقف على قوله تعالى: (مثلاً) يدل على انفصال الجملة من قوله تعالى: (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً) عمَّا بعدها، فتمَّ هنا كلام الكفار.
ثم أعقبه الله جل ذكره ببيان فائدة المثل بقوله تعالى: (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً)، فهذا من الله ابتداءُ كلامٍ تعقيباً على قولهم، و رداً عليهم.
وما الإشكال الوارد في الوصل لو وصل القارئ؟
ولو وصل القارئ قوله تعالى: (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا) لأوهَمَ أن قوله تعالى: (يضل به كثيراً …) من تمام قول الكفار.
وقد أورد المفسرون هذين المعنيين السابقين، و اختار أكثرهم الوقف على قوله تعالى: (مثلاً)، وأعلُّوا المعنى الثاني.
قال أبو جعفر الطبري: (يعني بقوله جل و عز: (يضل به كثيراً) يضل الله به كثيراً من خلقه , و الهاء في (به) من ذكر المثل، و هذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدأ، و معنى الكلام أن الله يضل بالمثل الذي يضر به كثيراً من أهل النفاق و الكفر)) (1)
ثم استدل لصحة هذا الوقف بما جاء في سورة المدثر من قوله تعالى: (وليقول الذين في قلوبهم مرض و الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل به من يشاء و يهدي من بشاء).
قال الطبري: ((وفيما في سورة المدثر من قول الله: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء) ما ينبئ عن أنه في سورة البقرة كذلك مبتدأ، أعني قوله: (يضل به كثيراً))) (2).
وقد تبع الطبريَّ في الاستدلال بهذه الآية على صحة الوقف في آيه البقرة أبو جعفر النحاس حيث قال: ((والأَولى في هذا ما قاله أبو حاتم، والدليل على ذلك ... )) (3). ثم ساق آيه المدثر.
و قال الشوكاني: ((وقوله: (يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً) هو كالتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بـ (أما)، فهو خبر من الله سبحانه)) (4).
و قال ابن جزي الكلبي: (((يضل به) من كلام الله جواباً للذين قالوا ماذا أراد الله بهذا مثلا، وهو أيضاً تفسير لما أراد الله بضرب المثل من الهدى والضلال)) (5).
و ممن اختار هذا المعنى: السُّدِّيُّ، ومقاتل؛ كما نقل ذلك عنهما ابن الجوزي في تفسيره (6).
واختاره السجاوندي (7)، وأبو حيان في تفسيره (8)، ومن نقلتُ أقوالَهم فيما سبق.
و اختار المعنى الثاني ـ وهو أن يكون الكلام من تمام كلام الكفار ـ: الفراء (9) وابن قتيبة (10).
قال الفراء: ((وقوله: (ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيراً و يهدي به كثيراً)؛ كأنه قال ـ والله أعلم ـ: ماذا أراد الله بهذا بمثل ـ لا يعرفه كل أحد ـ يضل به هذا ويهدي به هذا. قال الله: (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة: من الآية26))) (11).
وقد اعتُرضَ على قول الفراء بما يأتي:
أن الكافرين لا يُقرُّون بأن في القرآن شيئاً من الهداية، ولا يعترفون على أنفسهم بشيء من الضلالة (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال أبو حيان ـ مناقشاً لهذا القول ـ: ((واختار بعض المعربين والمفسرين أن يكون قوله تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) (البقرة: من الآية26) في موضع الصفة لمثل … فعلى هذا يكون من كلام الذين كفروا، وهذا الوجه ليس بظاهر؛ لأن الذي ذكر أن الله لا يستحيي منه هو ضرب مثلٍ ما؛ أيِّ مثلٍ كان: بعوضة أو ما فوقها، والذين كفروا إنما سألوا سؤال استهزاء وليسوا معترفين بأن هذا المثل يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً إلا إن ضَمَّن معنى الكلام: إن ذلك على حسب اعتقادكم وزعمكم أيها المؤمنون، فيمكن ذلك، ولكن كونه إخباراً من الله تعالى هو الظاهر)) (13).
أقوال علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ:
الأول: أنه تام، وبه قال أبو حاتم، وأبو جعفر النحاس (14).
الثاني: أنه حسن، وبه قال أبو العلا الهمذاني (15).
الثالث: أنه لازم، وهو قول السجاوندي (16).
الرابع: التفصيل بين الكفاية والجواز، وهو قول الأشموني، حيث قال: ((كافٍ، على استئناف ما بعده جواباً من الله للكفار. وإن جُعل من تتمَّةِ الحكاية عنهم كان جائزاً (17))) (18).
هذا، وقد سبق ذكر الوجه التفسيري المترجح، وهو قول الجمهور، حيث جعلوا قوله تعالى: (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) (البقرة: من الآية26) من قول الله استئنافاً للردِّ على الكفار. وبهذا الوجه يكون الفصل بين الجملتين بالوقف هو المرجَّح، وهذا يتناسب من حكم عليه بالتمام والكفاية واللزوم.
وكونه كافياً أقرب؛ لأن الجملة فيها ردٌّ على ما سبق من كلام الكفار، وبهذا تكون مرتبطة بما قبلها من جهة المعنى؛ لأن الحديث عن ضرب المثل لم يتمَّ بعد. والعلة التي ذكرها السجاوندي تجعل تخيُّر الوقف على هذا الموضع أولى، وإن كان كافياً.
أما حكم أبي العلاء الهمذاني عليه بأنه حسن , وكذا ما ذكره الأشموني من أنه إن جعل من تتمه الحكاية عنهم كان جائزاً فهو موافق لاختيار الفراء التفسيري , وقد سبق الرد عليه.
ــــــــــــــ
() تفسير الطبري 1: 181.
(2) تفسير الطبري 1: 181.
(3) القطع والائتناف 129.
(4) فتح القدير 1: 57، وهو بنصه في فتح البيان، لصديق خان 1: 94، وانظر: تفسير القرطبي 1: 209، وروح المعاني 1: 209.
(5) تفسير ابن جزي 1: 42.
(6) زاد المسير 1: 43.
(7) علل الوقوف 1: 89.
(8) البحر المحيط 1: 125.
(9) معاني القرآن 1: 23.
(10) انظر: زاد المسير 1: 43.
(1) معاني القرآن 1: 23.
(2) انظر: فتح القدير 1: 57، وفتح البيان 1: 94.
(3) البحر المحيط 1: 125.
(4) انظر: القطع والائتناف 129.
(5) الهادي إلى معرفة المقاطع والمبادي 1: 44.
(6) علل الوقوف 1: 89.
(7) قال الأشموني في منار الهدى (ص: 10) عن مصطلح الجائز: ((… ثمَّ الأصلح، وهو الذي يعبر عنه بالجائز)). ولم يشرح بأكثر من هذا.
(8) منار الهدى 37.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Nov 2003, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالملك على هذا الموضوع النافع ككل مشاركاتكم وفقكم الله. وجزى الله من أشار عليك بذلك خيراً، ويا حبذا لو واصلت هذه الوقفات عند الوقوف، فأكثر منها بارك الله فيك، فبهذا التطبيق لمسائل علوم القرآن والتجويد يتضح مدى أهميتها وأثرها في التفسير، وارتباطها به ارتباطاً وثيقاً. وفقك الله ونفع بك أخي الكريم.(/)
ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Nov 2003, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم
ما وجه الربط بين سورة المسد وسورة الإخلاص
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Nov 2003, 02:59 م]ـ
الأخ الفاضل أبو صفوت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فلقد رجعت إلى الكتب التي تُعنى بالمناسبات بين السور، فظهر لي سبب سؤالك، وهو صعوبة معرفة المناسبة بين هاتين السورتين، ومن أجوبتهم على ذلك:
1 ـ أنه لما تقدم في سورة (تبت) عداوة أقرب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عمه أبو لهب، وما كان يقاسي من عُبَّاد الأصنام الذين اتخذوا مع الله آلهة جاءت هذه السورة مصرحة بالتوحيد، رادة على عباد الأوثان والقائلين بالثونية والتثليث، أفادة أبو حيان في البحر المحيط.
2 ـ أنها جاءت بعدها للمشاكلة اللفظية في نهاية المسد حرف الدال، ونهاية سورة الإخلاص كذلك (مسد) (أحد) (الصمد) ...
ذكره السيوطي في تناسق الدرر في تناسب السور.
وفي النفس من هذين شيء، وأحس أن المناسبة في غيرهما، وهو يحتاج إلى تأمل، ويظهر أنه من المواطن الصعبة في المناسبات بين السور، والله الموفق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Nov 2003, 03:37 م]ـ
الأخ الكريم أبو صفوت
لقد تأملت سورة الإخلاص، فوجدتها تقوم على مقصودٍ واضح، وه بيان غنى الله عن من سواه، وكمال سؤدده، ثمَّ نظرت إلى سورة المسد، فإذا فيها أمران:
الأول: حاجة الإنسان إلى غيره، وبذلك يكون كماله، فهو يحتاج إلى الزوجة والمال والولد، ولا يتحقق كماله إلا بهذا، وهذا الكمال نوع من الفقر إلى الغير، إذ الإنسان لا يمكن أن يقوم بذاته، فهو محتاج إلى غيره كائنًا من كان.
الثاني: أنَّ هذا الكمال الذي يحصل عليه لا يغني عنه شيئًا في الوقت الذي هو أحوج ما يكون إليه.
وإذا تقرر ذلك، أقول:
أولاً: إنه لما ذكر فقر الإنسان بحاجته إلى غيره، وأن كماله لا يتحقق إلا بهذا الفقر، ذكر في الصمد كمال سؤدده وغناه عما سواه، ليبين ممايزته سبحانه عن خلقه في ذاته وصفاته.
ثانيًا: أن كمال الإنسان الذي لا يحصل إلا بهذا الافتقار لغيره من الزوجة والولد والمال الذي لا يغني عنه وقت حاجته إليه = مما لا يُعوِّل عليه المسلم، بل يلجأ إلى صاحب الغنى المطلق والسؤدد الكامل الذي يصمد إليه جميع الخلق، والله أعلم.
هذا ما استطاع اللفظ أن يعبر عما جاش في النفس، ومع أني أحس أنَّ التعبير قد قصَّر، وأرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت، والله الموفق.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[05 Nov 2003, 12:54 ص]ـ
فضيلة الشيخ / مساعد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
فقد قرأت ماكتبته أعلاه – جزاك الله خيرا -، فوقع في روعي أن هذا الوجه – إن كان فهمي صحيحا – ينقص قوة سورة الإخلاص، تلك السورة العظيمة التي أخلصت في التوحيد العلمي، وخلصت لصفات العظمة للرب - جل وعلا - من نعوت الجلال وصفات الكمال، وحسبنا أنها تعدل ثلث القرآن، فإذا ربطت صفات الكمال لله تعالى المشار إليها في سورة الإخلاص بصفات النقص والحاجة للمخلوق بل بذلك المجرم الأثيم في سورة المسد؛ خف سلطان سورة الإخلاص وأثرها وهيبتها وعظمتها في النفوس، ويقرب هذا من قول الأول:
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
فما الداعي إلى تكلف العبارت، وتمحل الإشارات، في إثبات المناسبات؟
ثم إن هذا مبني على أن ترتيب السور توقيفي، وأكثر العلماء على خلافه – كما لايخفى على شريف علمكم – كما اجتهد عثمان في شأن (براءة) و (الأنفال)، وكما هو معروف عند أهل العلم أن مصاحف الصحابة كانت تختلف في ترتيبها، فترتيب مصحف ابن مسعود غير ترتيب مصحف علي، وكذا مصحف أبي بن كعب، وجميعها غير ترتيب المصحف العثماني، وفي ذلك عنهم نُقول كثيرة وآثار عدة، فلو كان عندهم عن النبي صلى الله عليه وسلم توقيف في ترتيب سور القرآن لما اختلفوا، لاسيما وابن مسعود ممن شهد العرضة الأخيرة، وكان مصحفه من أشد مصاحف الصحابة اختلافاً في ترتيب السور.
ثم لو سلم بأن ترتيب السور توقيفي؛ فهل أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو أحد أصحابه، أو أحد التابعين، أنهم كانوا يتطلبون المناسبات بين السور؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والأصل أن السورة من القرآن وحدة مستقلة عن الأخرى، كما قيل في معناها الاصطلاحي أنها: "طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع ".
هذه خلجات دفعني إليها طلب العلم في هذه المسألة منكم ومن سائر مشايخنا المشرفين، وتصحيح ما أخطأت فيه إن كان فهمي جنح عن جادة الصواب.
وأستغفر الله لي ولكم،،
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Nov 2003, 02:15 م]ـ
الشيخ الفاضل / خالد الباتلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد سرتني مشاركتكم وملحوظاتكم، وهاأنذا أقدم لكم رأيي فيما طرحتم، فتقبله مشكورًا.
أولاً: الوجوه المذكورة في المناسبة لا أراها تُنقص قدر سورة الإخلاص، إلا لو لم يكن عندنا في إثبات فضل سورة الإخلاص إلا هذه المناسبات، أو أننا نريد إثبات فضل هذه السورة بهذه المناسبة.
والمناسبات شبيهة بضرب الأمثال، والمثل يكون بما جل أو قلَّ لبيان الشأن، ولا يلزم منه اتفاق المشبه به بالمشبه ولا العكس في القدر والمكانة.
وما ذكرته إنما هو من هذا الباب ـ فيما يبدو لي ـ وليس فيه تنقيص من شأن سورة الإخلاص، وأبو لهب إنما هو مثال ضُربَ به المثل في ذلك (أعني: وجوه الفقر الإنساني)، فلا يوقف عنده بذاته، فيضعَّف وجه المناسبة من أجله. وأنت تعلم أنّ الله ضرب أمثلة في القرآن، وليس فيها نقص من قدر ما سيق المثل من أجله.
وأنت تعلم أن بيان صفات الكمال يجوز بذكر ما يقابلها من نقص المخلوق، ولا غضاضة في ذلك، فذكر الفقر الإنساني لبيان الغنى الكامل في الخالق لا غبار عليه فيما يبدو، والله أعلم.
ثانيًا: وجود التمحُّل في المناسبات، وهذا مما لا يُختلف في وجوده في باب المناسبات، والحكم بالتمحُّل نسبي، وأنتم ـ حفظكم الله ـ قد حكمتم بذلك على ما ذكرته، لكن لم يظهر لي ـ بعد إعادتي قراءة ما كتبتُ ـ أنه من باب التمحل، ولست أضيق بمن رآه من هذا الباب أن يردَّه، ويضرب به عُرض الحائط، فالمسألة علمية بحته قابلة للصواب والخطأ.
ثالثًا:إني أرى أن ترتيب السور توقيفي، كما هو الشأن في ترتيب الآيات، ومن ثَمَّ، فإنني أثبت المناسبات بينها، لكن لا يلزم أن تكون كل مناسبة مذكورة صحيحة، كما لا تخلو كثير من المناسبات من التكلُّفِ، وهذا يعرفه من قرأ في هذا الباب.
رابعًا: حديث عثمان في شأن براءة والأنفال مما لا يصلح الاحتجاج به، وقد بين ذلك بعض العلماء، ومنهم الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند.
خامسًا:الاحتجاج بمصاحف الصحابة لا يصلح في هذا المقام؛ لأمور:
الأول: أنه لم يُذكر أن أحدًا منهم كتب مصحفًا كاملاً، وهذا يشير إليه الآثار في جمع المصاحف في عهد أبي بكر وعثمان.
الثاني: أنهم لا يلزم أن يكونوا قد تلقوا هذا الترتيب من النبي صلى الله عليه وسلم وعلموه جميعًا، بل هو مما عرفه بعضهم، بالأخص زيد بن ثابت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثالث: أنَّ المصحف الذي كتبه أبو بكر، ونسخ منه عثمان لم يختلف فيه الترتيب، وهو الترتيب الذي تلقاه زيد من النبي صلى الله عليه وسلم، كما تلقاه غيره، لكن لم يقع الالتزام بهذا الترتيب إلا في عهد عثمان لما ألزمه بالمصاحف التي كتبت بين يديه، فكان ما فيها من الرسم والترتيبـ في أقل أحواله ـ إجماعًا لا تجوز مخالفته.
وعلى هذا يُحمل ما وقع من مصحف ابن مسعود، فإنه لم يلتزم في مصحفه بالترتيب النبوي، ولم يقع الإلزام إلا في عهد عثمان، ولو كان عند ابن مسعود في ترتيبه شيء من النبي صلى الله عليه وسلم لاحتج به، وذلك ما لم يقع.
والظاهر مما حُكِي من مصاحف الصحابة أنهم كانوا يتوسعون فيها بما لا تجده في المصحف الإمام العثماني، كذكرهم بعض التفسير، وبعض القراءات التي نُسِخت في العرضة الأخيرة، وغير ذلك.
وهم في كل من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر وعمر وصدرٍ من عهد عثمان لم يُلزموا بترك شيءٍ مما بين أيديهم مما يتعلق بالمصحف.
وموضوع مصاحف الصحابة وما يتعلق بها من أحكام مما لم يُبحث بحثًا مستفيضًا يجلِّي غوامضه.
سادسًا: كون السور ة قطعة مستقلة لا يمنع من وجوه مناسبة بينها وبين ما بعدها أو قبلها، والحديث عن المناسبة لا يُخلُّ بكونها قطعة واحد، ولو أخلَّ لكان لهذه الملحوظة مكان.
أما كونه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة والتابعين شيء، فهذه مسألة علمية أكبر من هذا الموضوع، ولو طردتَ هذا في بعض العلوم لما اعتمدتها، وهذا التساؤل مما يحتاج إلى بسط وتجلية، ولعله مما طُرِح في بطون الكتب أو في البجوث، وكم أتمنى ممن يقرأ هذا أن يتحف الملتقى بشيء مما كُتب في مسألة العلوم التي لم يشر إليها السلف ما ضابط قبولها والاعتناء بها.
وأخيرًا: كأني ألمح في حديث عثمان الذي أشرتم إليه ـ لو صح الاحتجاج به ـ اعتماد المناسبة، فهو إنما وضع التوبه بعد الإنفال لأجل مناسبة حديثهما عن الجهاد. ومن ثَمَّ فإنه يجوز بحث المناسبة، لكن من باب سبب ذكر الصحابة لهذه السورة بعد هذه، على مذهب من يرى أن ترتيب السور اجتهادي.
وبعد هذا فإني أستغفر الله من كل ذنب وخطيئة، وأسأله لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يجعلنا من الخِيَرة الذين اصطفاهم لخدمة كتابه، وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،،،، آمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[09 Nov 2003, 10:27 م]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد سرني وأبهجني ما تفضلتم به، وأنا أقبله على العين والرأس، وإنني حين أكتب هذا مع فضيلتكم، أود أن أنبه إخواني القراء الذين لايعرفون المتحاورين ألا يخطئوا فيضعوني موضع الند والقرين مع فضيلة الشيخ – حفظه الله – فهو أكبر مني سنا وعلما، ومقامي معه مقام التلميذ بين يدي الشيخ، ولا أزال أستفيد مما يكتبه الشيخ ويحققه في هذا العلم، أسأل الله تعالى أن يسبغ عليه من فضله وأن يزيده وإياي وإياكم هدى وتوفيقا وعلما نافعا وعملا صالحا، و لاأجدني إلا كما قال جرير:
وابن اللبون إذا ما لزّ في قرن =لم يستطع صولة البزل القناعيس
وإن ماأعلمه في الشيخ – وفقه الله – من دماثة الخلق، وطيب المعشر؛ هو الذي دفعني ويدفعني للمباحثة والمدارسة في هذه المسألة، والعلم رحم بين أهله.
فضيلة الشيخ – أبا عبدالملك -: قرأت ماخطته أناملكم فاسمح لي أن أعرض بين يديكم النقاط الآتية:
1. لا إشكال في بيان صفات الكمال المطلق لله تعالى إذا ذكرت في مقابلة نقص صفات المخلوق على الإطلاق والعموم، وكلام الأئمة في هذا واضح.
لكن محل الإشكال – عندي – إذا ذكرت في مقابلة نقص صفات المخلوق على التقييد أو التعيين، ففرق بين قولنا: إن سورة الإخلاص تضمنت صفات الكمال المطلق لله تعالى الذي يقابله النقص والحاجة في المخلوق – هكذا على الإطلاق -، وبين أن نربط ذلك - في سورة الإخلاص - بصفات النقص والحاجة في المخلوق الذي دارت عليه سورة المسد، وهو أبو لهب وزوجه، ومجرد المفاضلة بين الناقص المعين، ومن له الكمال المطلق من كل وجه، تجعله – أي الكامل – ناقصا.
ولهذا لو قال قائل: الله – جل وعلا – عظيم في ذاته وصفاته، وهو أعظم من الفيل والحوت، لعدّ كلامه ممجوجا لايليق بالله تعالى – مع أن ظاهر اللفظ: إرادة التعظيم -، ولايقال: إن الفيل أو الحوت مثل ضرب لإرادة التعظيم في ذهن السامع، لأنهما من أعظم المخلوقات التي يراها الإنسان ويشاهدها فتذكر ولايوقف عندها بذاتها.
هذا ما انقدح في ذهني، وما أبرئ نفسي من الوهم والغلط.
2. مسألة ترتيب السور مسألة اجتهادية، يدور القائل فيها بين الأجر والأجرين، وليست محل النقاش أصالة، وإن كان حديث عثمان في شأن براءة والأنفال واضح في المسألة، والعجب من الشيخ / أحمد شاكر رحمه الله كيف طعن في هذا الحديث سندا ومتنا، وقد توالى المتقدمون على قبوله، فقد حسنه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم وسكت عنه أبو داود. وقد ناقش الشيخَ شاكر، وبين وهمه في الجانبين (السند والمتن)؛ الشيخ / عبدالله الجديع في تحقيق متين في (المقدمات الأساسية 125 – 127).
ومن الأدلة القوية في هذا: حديث عائشة رضي الله عنها مع الرجل العراقي وهو في البخاري، وقد ذكره الجديع في كتابه ص 132 ولولا الإطالة لنقلته.
كما أن القول بالتوقيف الشرعي في أمر ما: خلاف الأصل، فعلى مدعيه إقامة الدليل السالم من المعارض، كيف والأدلة تشهد بخلافه.
وينبغي أن يفرق هنا بين مسألتين:
أ. القول بأن ترتيب السور توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخله الاجتهاد.
ب. التزام ترتيب السور على النحو الوارد في المصحف العثماني وعدم مخالفته.
فلا يلزم من الثاني التزام الأول، فإن قلنا: إن ترتيب سور القرآن وقع باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم ولم يكن هذا الترتيب توقيفا ونصا من الشارع في جميعه، فإنه قد اجتمعت عليه الأمة وأمر به عثمان رضي الله عنه، وهو أحد الخلفاء الراشدين، ولهم سنة متبعة يلتزم بها. ولايمنع القول بأنه كان عن اجتهاد من الصحابة أنه كان عندهم شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع.
ثم كيف يتوارد هولاء الجبال - في العلم بالقراءة والقرآن -: علي وابن مسعود وأبيّ رضي الله عنهم، على الجهل بنص النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيفه في هذه المسألة – لو كان فيها توقيف – وهم من أكثر الناس مخالطة له، وعلما بالقرآن؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو وائل شقيق بن سلمة: خطبنا عبدالله بن مسعود، فقال: والله، لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم. أخرجه البخاري ومسلم
وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: أي القراءتين تعدون أول؟ قالوا: قراءة عبدالله، قال: لا، بل هي الآخرة (وفي رواية: قراءتنا القراءة الأولى، وقراءة عبدالله قراءة الأخيرة)، كان يعرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة، فلما كان العام الذي قُبض فيه عُرض عليه مرتين، فشهده عبدالله، فعلم ما نُسخ منه وما بُدِّل. أخرجه أحمد وغيره
3. ماذكرت – حفظك الله – من أنَّ المصحف الذي كتبه أبو بكر، ونسخ منه عثمان لم يختلف فيه الترتيب،وهو الترتيب الذي تلقاه زيد من النبي صلى الله عليه وسلم. هل ثمة مايدل على ذلك؟
فقد جُمع القرآن في عهد الصديق من السطور والصدور على الصفة التي أخذها الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتبها بأمره كتاب الوحي، فصارت جميعاً في صحف، محفوظة في موضع واحد دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد. ولم تُكتب منها المصاحف يومئذ، كما أن ظاهر الأمر – من سياق المرويات - أن السُّور لم تؤلف يومئذ على صفة معينة.
بل جزم بذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: "الفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وكانت سورا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً " (فتح الباري 8/ 635)
وقال أبو عبدالله الحاكم: "جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة الرسول r، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث هو في ترتيب السورة كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين". (المستدرك 2/ 229)
4. لايخفى على شريف علمكم ماجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ على المنبر: " وفاكهة وأبا " فقال:هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. أخرجه ابن أبي شيبة و أبو عبيد وابن جرير وغيرهم. وفي لفظ قال:" ما بين لكم فعليكم به، وما لا فدعوه "، وأخرجه عبد بن حميد أيضا من طريق إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن بن زيد أن رجلا سأل عمر عن:"فاكهة وأبا " فلما رآهم عمر يقولون؛ أقبل عليهم بالدرة.
فقد عد الفاروق طلب معنى كلمة من كلام الله – وهذا من صلب التفسير – عده تكلفا، فما عساه يقول فيمن يتطلب المناسبة بين السور – وليس هذا من صلب التفسير -؟!
وقد أخرج البخاري عنه رضي الله عنه قال:" نهينا عن التكلف ".
وقول الصحابي: نهينا عن كذا، في حكم المسند المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند أكثر أهل العلم، وجزم بصحته ابن الصلاح وغيره.
قال الإمام الشوكاني – وهو يشير إلى مسألة طلب المناسبة بين الآيات التي وقع الإجماع على التوقيف في ترتيبها -:" اعلم أن كثيرا من المفسرين جاءوا بعلم متكلف، وخاضوا في بحر لم يكلفوا سباحته، واستغرقوا أوقاتهم في فن لا يعود عليهم بفائدة بل أوقعوا أنفسهم في التكلم بمحض الرأي المنهي عنه في الأمور المتعلقة بكتاب الله سبحانه، وذلك أنهم ارادوا أن يذكروا المناسبة بين الآيات القرآنية المسرودة على هذا الترتيب الموجود في المصاحف فجاءوا بتكلفات وتعسفات يتبرأ منها الإنصاف ويتنزه عنها كلام البلغاء فضلا عن كلام الرب سبحانه حتى أفردوا ذلك بالتصنيف ... فكيف يطلب العاقل المناسبة بين الضب والنون والماء والنار والملاح والحادي وهل هذا إلا من فتح أبواب الشك وتوسيع دائرة الريب على من في قلبه مرض أو كان مرضه مجرد الجهل والقصور ... وما أقل نفع مثل هذا وأنزر ثمرته وأحقر فائدته بل هو عند من يفهم ما يقول وما يقال له من تضييع الأوقات وإنفاق الساعات في أمر لا يعود بنفع على فاعله ولا على من يقف عليه من الناس .. إلخ كلامه.
5. مما يقوي عدم تطلب المناسبات بين السور: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين؛ لم يؤثر عنهم الكلام في ذلك – فيما أعلم – مع وجود المقتضي لذلك – لو كان مرغوبا فيه – فإنهم كانوا يقرأون القرآن ويتدبرونه، ويفسرونه ويتكلمون على معانيه والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى؟!.
وكل خير في اتباع من سلف=وكل شر في ابتداع من خلف **
وخير الأمور السالفات على الهدى = وشر الأمور المحدثات البدائع
أما العلوم الأخرى المساعدة في فهم نصوص الشرع والاستفادة منها كالنحو والأصول والمصطلح (علوم الآلة)، فلم يؤثر عنهم كثير كلام فيها لعدم وجود المقتضي والحاجة إلى ذلك، لأنهم كانوا عربا أقحاحا لم يشبهم لحن أو تخالطهم لكنة؛ يتكلمون العربية ويفهمون مدلولات الألفاظ؛ والواسطة في التلقي هو النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد أصحابه ولما طالت السلسلة، ووقعت الفتنة، وظهر الكذب احتيج إلى التفتيش والكلام في الرجال.
هذا ماتيسر فما كان من صواب فمن الله، وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان، وأعوذ بالله من فتنة القول والعمل، وأسأل الله لي ولكم الهدى والرشاد.
والسلام عليكم،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Nov 2003, 05:41 ص]ـ
الشيخ الكريم خالد الباتلي
أشكركم على حسن ظنكم بي، وهذا من كريم خلقكم، ولقد رأيت ما سطرتموه، ورجعت إلى ما كتبه االشيخ الجديع في كتابه المفيد الممتع، ولضيق وقتي الآن، فإني أستبيحكم عذرًا في تأخير الردِّ، وذلك لأجل دراسة المسألة من جديد، ولعل الله يفتح لي ولكم فيها الصواب، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
ـ[أخوكم]ــــــــ[31 Aug 2004, 06:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهكذا النقاش العلمي الأدبي المثمر
ولي مشاركة حول قضية المقارنة بين شيء ناقص وآخر كامل
فلقد كنت أستشهد بهذا البيت كثيرا:
ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قلت إن السيف أمضى من العصا
ثم توقفت عن ذلك بعد قوله سبحانه في سورة النمل:
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ {59} أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ {60} أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {61} أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ {62} أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63} أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {64}
فما رأي أهل العلم بهذا الاستدلال؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[03 Apr 2005, 03:53 م]ـ
وأيضا قول يوسف عليه السلام:
( ... يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ... )
فلعل في تلك الآيات ما يدل على عدم صحة (أن "مجرد" المقارنة فيها استنقاص للأكمل)
كما قال الشاعر وغيره ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 Apr 2005, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الزركشي - رحمه الله - وهو يذكر الأمور التي تعين على المعنى عند الإشكال: "ومما يعين على المعنى عند الإشكال أمور، ومنها دلالة السياق، فإنها ترشد إلى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته". وأضاف الفراهي - رحمه الله - إلى هذه الأمور: "موقع السورة فإن في العلم به نوراً وهدى" ..
ولقد فكرت ملياً فيما جاء من مداخلات على علاقة سورة (المسد) بسورة (الإخلاص) وكيفية الربط بينهما .. وبحثت في أمهات الكتب إلى أن وجدت في بعض التفاسير والمؤلفات ما قد يشفي الغليل ويملأ الفكر ويعين على الكشف عن الإشكال الوارد هنا .. وإليك ما خلصت إليه:
تبدأ المسيرة من سورة (الفيل) .. فإذا تأملنا فيها وجدنا الله تعالى قد ذكر فيها قصة هلاك أصحاب الفيل، الذين جاءوا ليهدموا الكعبة، بيت الله الحرام. ذكر هذه القصة ليعظ قريشاً عن سوء تصرّفاتهم وسوء موقفهم من الكعبة، فإنهم قد نسوا غايتها ونسوا رسالتها وأبعدوها عن أهدافها.
فالكعبة بُنيت حتى تكون مشرقاً للتوحيد ومركزاً للإسلام وقبلة للصلاة ومثابة للناس وأمناً، ولكنهم دنّسوها بالكفر والشرك، وملؤوها بالأحجار والأصنام، وجعلوها وثناً من الأوثان، وصدّوا عنها الرسول والمؤمنين، وبذلك شهدوا على أنفسهم بالسعي في خرابها، وإن كانوا يزعمون بألسنتهم أنهم أولياؤها، حيث قال تعالى: ((ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)) (البقرة: 114).
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنذرهم الله تعالى وتوعّدهم أنه كما أهلك أصحاب الفيل، الذين جاؤوا ليهدموا بيته وجعلهم كعصف مأكول فكذلك سيدمّرهم إن لم ينتهوا عمّا هم فيه من إخراب هذا البيت، فإنهم إذا وقفوا من البيت موقف أصحاب الفيل فلا جرم أنهم سيذوقون ما ذاق هؤلاء من تعذيب وتنكيل.
وقد جاءت مثل هذه الإنكارات في عدّة مواضع، قال تعالى:
((إن الذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحادبظلم نذقه من عذاب أليم)) (الحج: 25).
((وما لهم ألا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون)) (الأنفال: 34).
ثم جاءت سورة (قريش) موعظة لهم وتذكيراً بواجبهم بعد ما سبقه من إنذار وتهديد. فذكر الله فيها نعمته السابغة وفضله العميم على قريش إذ كانت قوافلهم التجارية تخرج في الصيف إلى الشام وفي الشتاء إلى اليمن، وكانوا يرحلون آمنين مطمئنّين ويعودون سالمين غانمين، وما كان يطمع فيهم طامع .. وما كان هذا كله إلا لأنهم جيران بيت الله الحرام.
فذكّرهم الله تعالى ما يجب عليهم لقاء هذه الكرامة والرفاهية التي أفيضت عليهم، وهو أن يعبدوا ربّ هذا البيت، الذي يسعدون بجواره وينعمون ببركاته، وأن يطرحوا ما فيه من أصنام، ويعيدوه - كما كان - مركزاً للتوحيد ومثابة للأنام.
وقرن هذه السورة بسورة (الفيل) حتى لا يغترّوا بالنعم والرفاهية التي يغدون فيها ويروحون وينهلون منها ويعلّون، ويتذكّروا أن هذه الرفاهية ليست إلا فيضاً من فيوض الكعبة - شرّفها الله - فإن لم يراعوا حرمتها ولم يعودوا إلى رسالتها وأهدافها ولم ينتهوا عن السعي في خرابها فلا يأمننّ أن يلاقوا ما لاقاه أصحاب الفيل من خزي ولعنة إلى يوم القيامة.
ثم جاءت سورة (الماعون)، جاءت تصبّ عليهم البلاء، وتهدّدهم بالويل والشقاء، فإنهم كذّبوا بيوم الدين ولم يعبدوا ربهم ولم يحافظوا على صلاتهم. ثم إنهم كانوا يصلّون، ولكن صلاتهم كانت تبعد كل البعد عن التي أشار إليها أبوهم إبراهيم - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - حيث قال: ((ربّنا إني أسكنت من ذرّيتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصلاة)) (إبراهيم: 37). ودعا ربّه فقال: ((ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذرّيتي ربّنا وتقبّل دعاء)) (إبراهيم: 40). وإنما كانت صلاتهم حيث وصفها القرآن فقال: ((وما كان صلاتهم عند البيت إلا مُكاءً وتصدية)) (الأنفال: 35).
وهكذا كانوا يصلّون وكانوا عن صلاتهم ساهين. ثم لم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل قست قلوبهم حتى كانوا يدعّون اليتيم ويمنعون الماعون ولا يحضّون على طعام المسكين. وهكذا هدموا العمودين الذين رُفعت عليهما قواعد البيت، وهما الصلاة والزكاة، أو العبادة والمواساة. فلم يبق لهؤلاء الفجرة إلا أن يُلعنوا ويُخرجوا من هذا البيت وولايته ويُتخلّى المكان لأهله، كما قال تعالى: ((وما لهم ألا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون * وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون)) (الأنفال: 34 - 35). وقال تعالى: ((ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)) (التوبة: 17 - 18). وعلى هذا كانت سورة (الماعون) بمثابة النداء من إله هذا الكون بأنهم عُزلوا عن هذا المنصب الكريم، وحُرموا هذا الشرف العظيم، وقضى الويل واللعنة عليهم أجمعين.
ثم جاءت سورة (الكوثر) لتحمل البشرى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم أجمعين - بأن الله قد اختارهم لهذا الشرف الأكبر ومنّ عليهم بهذا الخير الكوثر، مع التنبيه إلى ما يتبع هذا العطاء من مسؤولية كبيرة ضخمة، ألا وهي إحياء ما أماته المشركون من معالم التوحيد، الذي أُسّس عليه هذا البيت العتيق، حيث قال تعالى: ((إنا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربّك وانحر * إن شانئك هو الأبتر)) (الكوثر: 1 - 3).
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما ذكرنا فإن السورة السابقة نزلت في ذكر الذين كبرت خيانتهم في ولاية الكعبة لما أنهم أفسدوا الحج ومناسكه، وأبطلوا حقيقة الصلاة والنحر بإبطال التوحيد والعدول عن مواساة المساكين، فباؤوا بالويل واللعنة واستحقّوا أن يسلبهم الله هذا الخير ويعطيه من يستحقّه حسب سنّته كما قال تعالى: ((وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) (محمد - صلى الله عليه وسلم -: 38). وكأن الله تعالى ينزع ولاية الكعبة من الفجرة والخائنين.
ففي سورة (الكوثر) بشّر الله نبيّه - صلى الله عليه وسلم - بأنه اصطفاه وأمته لولاية بيته المحرم، ومسكن خليله وذرّيته التي يبارك بها الأمم. ولا شكّ أن هذا العطاء هو الفوز الأكبر والخير الكوثر وهو الضمان للحوض الكوثر الذي يعطيه الله تعالى في الآخرة. وعلى هذا يكون موقع هذه السورة من التي قبلها كموقع ذكر النعمة بعد النقمة، والعطاء بعد السلب، والمستَخلَفين بعد المهلَكين ..
ذلك ولما كانت السورة التالية (الكافرون) في إعلان الهجرة من جوار هذا البيت حَسُنَ في نظم الكلام أن تُقدَّم عليها سورة التبشير والتسلية ليدلّ القرآن بنظمه ذلك على أن الله تعالى قضى باليسر قبل العسر وإن كان وقوعه بعده. فترى أن إعلان الهجرة الذي تضمّنته سورة (الكافرون) وُضع بين سورتي التبشير، أعني (الكوثر) و (النصر). ثم لما كانت هذه السورة بشارة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بكثرة أحبائه وبقطع أعدائه عن بركات الكعبة جاءت سورة (الكافرون) بياناً لأصل هذا القطع، وهو البعد عن التوحيد الذي بُني عليه هذا البيت.
ثم جاءت سورتا (النصر) و (المسد)، وهاتان السورتان بمثابة التكملة لقوله تعالى: ((إنا أعطيناك الكوثر))، وقوله تعالى: ((إن شانئك هو الأبتر))، كأنه قيل: إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ورأيت عدوّ الله قد تبّ وتبت يداه ورأيت الكفر قد تمزّق وانتقضت عراه، فحينئذ يتحقّق هذا العطاء الإلهي الكريم في أجلى صوره، ويفرض وجوده على الجميع بحيث لا يبقى منكِر على إنكاره، وينكشف أن الأعداء هم الأباتر على عكس ما زعموا. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى، فإن إعلان البراءة الذي تتضمّنه سورة (الكافرون) معناه إعلان الهجرة والجهاد. كما جاء ذلك واضحاً في قول إبراهيم - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - والذين معه: ((إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدت بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده)) (الممتحنة: 4).
وإذا كانت الهجرة وكان الجهاد فلا بد أن ينزل النصر ويأتي الفتح كما قال تعالى: ((إن تنصروا الله ينصركم)) (محمد - صلى الله عليه وسلم -: 7). ((وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين)) (الصف: 13). علماً بأن تلك الآية إنما جاءت لتبشّر بما يترتّب عليه الجهاد من جزاء كريم وبلاء عظيم. وإذا جاء النصر فلا بدّ أن يُكسر جناح الشرك ويؤذن له بالتباب، فارتباط هاتين السورتين كالذي في قوله تعالى: ((وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً)) (الإسراء: 81).
فلما انتصر الحق وانتكس الباطل وفتحت مكة أبوابها لجنود الإسلام وعادت الكعبة إلى أهلها وأوليائها، وأصبحت - كحالتها يوم أُسّست - مشرقاً للتوحيد وموئلاً للإيمان ومثابة للناس وأمناً، وعاد الحق إلى نصابه وأرزَ الشرك إلى أجحاره، حينئذ ختم على هذه الصحيفة الخالدة بختم التوحيد، وجاء الأمر الإلهي يجلجل في الكون من سورة (الإخلاص):
((قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد)).
فكان هذا إيذاناً برفع لواء التوحيد عالياً خفاقاً، وكان إيذاناً بانتكاس الشرك وانحسار ظله تماماً في البيئة المؤمنة التي رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالقرآن هادياً وإماماً.
ويزيدنا اطمئناناً وركوناً إلى هذا النظام أنه يتّفق تماماً مع تلك الكلمات الخالدة التي نطق بها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، إذ قال وهو آخذ بعضادتي باب الكعبة: "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده".
فإن "لا إله إلا الله" ناظر إلى سورة (الكافرون)، و "وحده لا شريك له" ناظر إلى سورة (الإخلاص)، و "صدق وعده" ناظر إلى سورة (الكوثر)، و "نصر عبده" ناظر إلى سورة (النصر)، و "هزم الأحزاب وحده" ناظر إلى سورة (المسد).
هذا إجمال القول في المناسبات بين هذه السور التي شكّلت حلقة عجيبة من حلقات الترابط المحكم في نظامها ..
والله تعالى أعلم
المصادر:
الإمام البقاعي:
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
الإمام عبد الحميد الفراهي:
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة اللهب
تفسير سورة النصر
التكميل في أصول التأويل
الزركشي:
البرهان في علوم القرآن(/)
هل على هذا الكتاب ملحوظات؟؟ فإنه يوزع بكثرة في شهر رمضان؟؟
ـ[أبو رغد]ــــــــ[03 Nov 2003, 05:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإني أسأل عن كتاب [تفسير وبيان كلمات القرآن الكريم] لمؤلفه مخلوف هل على هذا الكتاب ملحوظات شرعيه؟؟ فإنه يوزع بكثرة في شهر رمضان؟؟
ـ[سامي الباتلي]ــــــــ[04 Nov 2003, 01:55 ص]ـ
إن لم تخني الذاكرة و أنا أكتب على عجالة .....
أن للدكتور محمد الخميس بعض التنبيهات على هذا الكتاب لعلي أذكرها في أقرب فرصة بإذن الله ...(/)
آيات جمعت شرطي قبول العمل الصالح ..
ـ[كادح]ــــــــ[03 Nov 2003, 09:52 م]ـ
دائما ما أرى العلماء والمؤلفين يذكرون آية الكهف الأخيرة استدلالا لشرطي قبول العمل الصالح .. الإخلاص والمتابعة ..
قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) ..
ثم رأيت الشيخ بكر أبا زيد - أسبل الله عليه ثوب العافية - ذكر آية أخرى من سورة الإسراء وهي: (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا) ثم قال: وفي الآية لطيفة أنها جمعت بين شرطي قبول العمل الصالح؛ الإخلاص في قوله (ومن أراد الآخرة)، والمتابعة في قوله (وسعى لها سعيها) ..
ثم وجدت في تفسير ابن كثير آية ثالثة في سورة ص وهي: (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولى الأيدي والأبصار) قال ابن كثير: يعني بذلك العمل الصالح والعلم النافع والقوة في العبادة والبصيرة النافذة، قال ابن عباس (أولي الأيدي): أولي القوة، (والأبصار): الفقه في الدين، وقال مجاهد: (أولي الأيدي) يعني القوة في طاعة اللّه تعالى، (والأبصار) يعني البصر في الحق، وقال قتادة والسدي: أعطوا قوة في العبادة وبصراً في الدين. ا. هـ.
والله تعالى أعلم ..
ـ[الباحث7]ــــــــ[04 Nov 2003, 01:56 ص]ـ
الآيات في ذلك كثيرة
ومنها - وهي من أوضح الأدلة - قوله تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة: 112
ومنها قوله تعالى: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) لقمان: 22
فإسلام الوجه في الآيتين هو الإخلاص، والإحسان هو الإتقان بمتابعة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ومثل الآيتين السابقتين قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) النساء: 125
ـ[كادح]ــــــــ[08 Nov 2003, 04:16 م]ـ
جزاك الله خيرا يا باحث ..(/)
(وان استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)
ـ[آسر السطور]ــــــــ[04 Nov 2003, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في البداية أرجو أن تعذروني على بساطة صيغة استفساري هذا، حيث أنني لا أملك حتى الحد الادنى من العلم الشرعي للأسف، و لكنني سأستفيد منكم بإذن الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: (وان استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)
أرجو أن تفيدونا بسبب نزول هذه الآية و شرحها.
أخوكم
ـ[عبد الله]ــــــــ[04 Nov 2003, 01:58 م]ـ
الآية 72 من سورة الأنفال ليس لها سبب نزول.
أما تفسيرها (وهو مستخلص من التفاسير التي ذكرت في الحاشية):
فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية أصناف المؤمنين وقسمهم إلى:
. الصنف الأول: المهاجرين.
. الصنف الثاني: الأنصار.
وهؤلاء بعضهم أحق بالآخر من كل أحد في النصرة والميراث. فقد كانوا يتوارثون بالهجرة وكان لا يرث من آمن ولم يهاجر من هاجر، فنسخ الله ذلك بقوله:) وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ([الأنفال: 75]. وصار الميراث لذوي الأرحام من المؤمنين.
. الصنف الثالث: الذين آمنوا ولم يهاجروا بل أقاموا في بواديهم مع قومهم، فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيب ولا في خُمسها إلا ماحضروا فيه القتال، وليس لهم نصيب في الإرث من إخوانهم المهاجرين.
لكن إن استنصركم هؤلاء الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم بالنفير و المال لاستنقاذهم، فإنه واجب عليكم نصرهم، لأنهم إخوانكم في الدين، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم (1).
نقل القرطبي عن ابن العربي قوله: إلا أن يكونوا أسراء مستضعفين، فإن الولاية معهم قائمة والنصرة لهم واجبة، حتى لا تبقى منا عين تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحد درهم، كذلك قال مالك وجميع العلماء، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حل بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والقدرة والعدد والقوة والجلَد (2).
قال ابن الجوزي: ذهب قوم إلى أن المراد بهذه الولاية موالاة النصر والمودة قالوا: ونسخ هذا الحكم بقوله:) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ([التوبة:71]. فأما القائلون بأنها ولاية الميراث فقالوا: نسخت بقوله:) وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ([الأنفال: 75] (3).
والله أعلم
___________
(1) انظر: تفسير الطبري 10/ 51. وتفسير ابن كثير 2/ 332. وتفسير القرطبي 8/ 56 - 57. وزاد المسير 3/ 384 - 386.
(2) تفسير القرطبي 8/ 57.
(3) زاد المسير 3/ 385.
عبد الله إبراهيم
ـ[آسر السطور]ــــــــ[04 Nov 2003, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أثابك الله و بارك في مسعاك ..
اخوكم
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[06 Nov 2003, 11:18 م]ـ
www.salafi.net
استمع لتفسيرها من كلام الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق في قسم التسجيلات الصوتية، تفسير سورة النساء.
ونصيحة للإخوة للاستماع إلى تفسير الشيخ فهو نافع للغاية.(/)
هل يوجد في القرآن الكريم ما يشير إلى المهدي المنتظر؟
ـ[الموحد 2]ــــــــ[05 Nov 2003, 08:22 م]ـ
أخواني أعضاء هذا الملتقى النير بالقرآن وأهله - أهل الله وخاصته - سلامٌ عليكم ورحمة من الله وبركاته.
المهدي المنتظر - كما لا يخفاكم - من علامات الساعة الكبرى،
فهل يوجد في كتاب الله العظيم ما يشير إلى هذه العلامة التي نطقَت بها السنة النبوية الشريفة؟
وجزاكم الله خيراً،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Nov 2003, 09:36 ص]ـ
السلام عليكم
هناك كتاب حول المهدي طبعة الدار العالمية بالإسكندرية للدكتور / محمد إسماعيل المقدم حفظه الله ذكر فيه هذا السؤال نقل فيه عن تفسير ابن جرير في قوله تعالى (لهم في الدنيا خزي) أن خزيهم هو خروج المهدي ..... ثم نقل عن تفسير القرطبي وابن كثير والشوكاني في نفس الآية نفس المعنى فارجع إلى تفسير الآية في هذه المراجع
ثم قال الشيخ: وقال الشيخ سيد الشبلنجي في نور الأبصار: قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى (وإنه لعلم للساعة) قال هو المهدي يكون في آخر الزمان وبعد خروجه تكون أمارات الساعة وقيامها.اهـ
قال الشيخ: تنبيه: المقصود بذكر هاتين الآيتين الاستئناس وجمع ما ورد في الباب لا الاستدلال لذا لم نذكرهما في صدر الجواب عن هذه الشبهة (يقصد شبهة من ينكرون خروج المهدي بدعوى أنه لم يرد له ذكر في القرآن)
هذا ما وقع تحت يدي في هذه المسألة والعلم عند الله. أسألك الدعاء
ـ[الموحد 2]ــــــــ[06 Nov 2003, 04:36 م]ـ
جزاك الله خير أخي الحبيب أبو صفوت،
وهل من مزيد من الأخوة بارك الله فيهم.
ـ[عبد العزيز بن خالد العنزي]ــــــــ[10 Nov 2003, 12:06 ص]ـ
أخي الكريم الموحد 2
لعله يفيدكم في ماذكرتم ماأورده صاحب كتاب أشراط الساعة الكبرى فأنظره -مأجورا- ففيه بغيتك إن شاء الله
وعذرا للإقتضاب في الرد ولعلنا نوافيكم بمراجع أوفر إذا سنحت الفرصة بحول الله تعالى .... ولكم مزيد الشكر والعرفان،،،
ـ[الموحد 2]ــــــــ[10 Nov 2003, 04:50 ص]ـ
أخي الفاضل / عبدالعزيز،،
جزاك الله خيراً على الرد، وبارك الله فيك.
أتمنى من الأخوة المزيد،
فلدي بحثٌ فصلي في هذا الموضوع،
ونفعنا الله بكم وأثابكم.(/)
إشكال في تنكير لفظ (أحد) وفي تعريف لفظ (الصمد) فهل من أحد يوضحه لي؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Nov 2003, 01:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
قال شيخ الإسلام في الفتاوى 17/ 235 قال تعالى (قل هو الله أحد الله الصمد) فأدخل اللام في الصمد ولم يدخلها في أحد لأنه ليس في الموجودات ما يسمى أحدا في الإثبات مفردا غير مضاف إلا الله تعالى بخلاف النفي وما في معناه كالشرط والاستفهام فإنه يقال هل عندك أحد ...... وقال بعدها أيضا والمقصود أن لفظ الأحد لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده وإنما يستعمل في غير الله في النفي قال أهل اللغة يقول لا أحد في الدار ولا تقل فيها أحد و لهذا لم يجيء في القرآن إلا في غير الموجب كقوله فما منكم من أحد وفي الإضافة كقوله فابعثوا أحدكم
قال الشيخ عطية سالم في الأضواء رادا على الرازي قوله أن الأحد تستعمل في النفي بل قد جاء استعمالها في الإثبات نحو أوجاء أحد منكم من الغائط
فكيف نوفق بين الرأيين أو أيهما نرجح؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 Nov 2003, 05:41 ص]ـ
وقوله:
أو جاء أحد منكم من الغائط.
تشعر فيها معنى الإضافة والله أعلم، وكأنها:
أو جاء أحدكم من الغائط
"ولعل فيها تكلف لكن في انتظار تصويب أهل اللغة".
فتبقى القاعدة على أصلها.
ليس في الموجودات ما يسمى أحدا في الإثبات مفردا غير مضاف إلا الله تعالى بخلاف النفي وما في معناه كالشرط والاستفهام
ومنه أيضا قوله تعالى: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[06 Nov 2003, 02:51 م]ـ
التحقيق أن لفظة (أحد) لها معنيان:
1. أن تكون ملازمة للنفي، وهذه همزتها أصلية، وتفيد استغراق جنس العقلاء ويتناول القليل والكثير على طريق الاجتماع والافتراق، نحو قولك: ما في الدار أحد، أي: لا واحد ولا اثنان فصاعداً لا مجتمعين ولا متفرقين، ولهذا المعنى لم يصح استعماله في الإثبات لأن نفي المتضادين يصح، ولا يصح إثباتهما.
ومنه قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
2. أن تستعمل في الإثبات، فتكون أحد بمعنى واحد، وتكون الهمزة بدلاً من الواو.
ومنه قوله تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) أي واحد، وقوله عز وجل: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) (النساء: من الآية43).
والله أعلم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Nov 2003, 12:35 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
هل من مزيد حول هذه المسألة مع بيان الفرق بين لفظ الواحد والأحد
ـ[عبد الله]ــــــــ[08 Nov 2003, 02:00 م]ـ
الأخ / أبا صفوت - وفقه الله
من الفروق بين الواحد والأحد، ما نقله الشوكاني في تفسيره عن أبي البقاء العكبري رحمهما الله:
" أن أحد يفيد العموم دون واحد، ومما يفيد الفرق بينهما ما قاله الأزهري أنه: لا يوصف بالأحدية غير الله تعالى، لا يقال رجل أحد، ولا درهم أحد، كما يقال رجل واحد ودرهم واحد. قيل: والواحد يدخل في الأحد والأحد لا يدخل فيه، فإذا قلت: لا يقاومه واحد جاز أن يقال لكنه يقاومه اثنان بخلاف قولك: لا يقاومه أحد. وفرق ثعلب بين واحد وبين أحد بأن الواحد يدخل في العدد وأحد لا يدخل فيه. ورد عليه أبو حيان بأنه يقال أحد وعشرون ونحوه فقد دخله العدد "
فتح القدير للشوكاني 5/ 515 – 516.
عبد الله إبراهيم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 Nov 2003, 05:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن لي سؤال وهو هل يوجد تعارض بين كلام الإمامين الرازي وابن تيمية وبين كلام الشيخ عطية سالم
ـ[محب]ــــــــ[14 Nov 2003, 07:52 ص]ـ
أخى الكريم " أبو صفوت " ..
هل لك أن تذكر كلام الشيخ عطية سالم كاملاً فى سياقه؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:54 م]ـ
كلام الشيخ عطية سالم هو ماذكرته وقد قاله بعد نقله لنص كلام الرازي
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[15 Nov 2003, 09:42 م]ـ
للراغب الأصفهاني رسالة، في ذكر الواحد و الأحد، طبعت بتحقيق د: عمر السارسيس بدار الفرقان الأردنية سنة 1412.
ـ[عبد الله]ــــــــ[19 Nov 2003, 11:37 م]ـ
أحد التي لا تكون إلا في النفي هي التي تكون لأتم العلم على الجملة والتفصيل نحو ما في الدار أحد فهي بمعنى ما في الدار واحد فقط ولا اثنان فقط ولا أكثر من ذلك ولا أقل فمثل هذا لا يقع في الإيجاب
فأما أحد التي تقع في الإيجاب فبمعنى واحد نحو قل هو الله أحد أي واحد فهذه تجوز في الإيجاب والنفي.
رسالتان في اللغة للرماني 77 – 78.
عبد الله إبراهيم(/)
حاشية التفسير؟؟
ـ[أبوالمنهال الأبيضي]ــــــــ[06 Nov 2003, 02:35 م]ـ
للشيخ عبد الرحمن بن قاسم النجدي حاشية على ((مقدمة التفسير)) لشيخ الإسلام،
وأنا بحثت عن ذلك الكتاب كثيرا، ولم أجده، وقريبا سافرت إلى إحدى المكتبات
بالقاهرة؛ كى أشتري بعض الكتب، فوجدت نسخة من الحاشية هذه عندهم، فاشتريتها
وحرصا على نشر هذا الكتاب علقت تعليقات مختصرة جدا على الأحاديث، وبعض
مسائل الكتاب، ولكني أريد أن أعرف هل الكتاب يباع الآن، وهل علق عليه أحد؟
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[07 Nov 2003, 06:35 ص]ـ
الكتاب موجود ويباع في مكتبة دار القاسم بالرياض ولكن لا اظن ان انها حاشية على مقدمة التفسير التي هي لابن تيمية ولكنها حاشية على مقدمة كتبها هو رحم الله الجميع.
ـ[المحرر]ــــــــ[07 Nov 2003, 07:34 ص]ـ
نعم، هي حاشية وضعها الشيخ عبد الرحمن القاسم - رحمه الله -، ثم بعد ذلك شرحها.
ولا يوجد له حاشية على (مقدمة التفسير) لشيخ الإسلام.
ـ[العيدان]ــــــــ[07 Nov 2003, 12:59 م]ـ
بسم الله
وحاشية الشيخ قد شرحها شيخنا المفضال الدكتور: سعد بن ناصر الشثري في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية صيف عام:1424هـ
ـ[أبو حسن]ــــــــ[02 Jun 2006, 01:36 م]ـ
الشيخ شرح المتن ولم يشرح الحاشية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jun 2006, 02:19 م]ـ
الأخ الكريم
راجع هذا الرابط، لعل فيه ما يفيدك
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4172&highlight=%C7%C8%E4+%DE%C7%D3%E3(/)
حول مسألة لزوم الرسم العثماني
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 Nov 2003, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
درست أن مذهب الجمهور في مسألة الرسم العثماني أنه توقيفي لا تجوز مخالفته بحال من الأحوال، و أن البعض الآخر يرى كونه اجتهاديا، بل يذهب البعض الثالث إلى لزوم مخالفة الرسم العثماني في بعض الأحوال، و أراه لعز الدين ابن عبد السلام.
فلا أظن أن هذه المسألة درست باستفاضة و تحقيق من قبل على الملتقى كما درست أختها (المراد بالأحرف السبعة) من قبل.
فأنا أطلب من مشايخنا الكرام العناية بهذه المسألة على هذه الصفحة، حيث إني ـ بعد أن منّ الله تعالى عليّ بدراسة علوم القرءان دراسة عامة ـ أقوم بمراجعة المدروس، و أنتقي المسائل المشكلة و التي اشتهر فيها الخلاف، وأقوم بالنظر و التأمل فيها وأناقش من أستطيع من طلبة العلم، و هذا المسألة جاء دورها الآن عندي، فأنا أتأمل فيها ـ إن شاء الله تعالى ـ و أضع ما عندي، و ليتكرم علينا مشايخنا بالإفادة
بارك الله تعالى في جهود مشايخنا الكرام
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Nov 2003, 01:45 م]ـ
أخي محمد
بإمكانك الرجوع إلى كتاب:رسم المصحف - دراسة لغوية تأريخية
تأليف: غانم قدوري الحمد.
وهو كتاب قيم نفيس، أصله رسالة علمية أعدت في قسم علم اللغة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة بإشراف الدكتور عبدالصبور شاهين، وقد نال بها الباحث درجة الماجستير بتقدير ممتاز وأوصت اللجنة بطبعها وتبادلها مع الجامعات.
وأنا على يقين بأنك ستستمتع بقراءة هذا الكتاب، وستجد فيه الكثير من التحقيقات التي تشفي وتكفي.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 Nov 2003, 06:25 م]ـ
هذه نبذة مختصرة كنت كتبتها، وهي لا تروي الغليل ولا تشفي العليل، ولكنها (تصبيرة) إلى حين يتيسر لك مطالعة المطولات إن شاء الله.
اختلف أهل العلم في وجوب اتباع رسم مصحف عثمان رضي الله عنه على ثلاثة آراء:
الرأي الأول: رسم المصحف توقيفي لا يجوز مخالفته، وهذا قول جماهير العلماء سلفا وخلفا، وذلك لأن عثمان رضي الله عنه استنسخ مصاحفه من صحف أبي بكر رضي الله عنه التي جمعها زيد مما كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بالرسم الذي أقر النبي صلى الله عليه وسلم عليه كتاب الوحي، وقال الإمام أحمد بن حنبل: يحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك، وقد سئل مالك عن كتابة المصحف على ما أحدث الناس من الهجاء فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى، قال أبو عمرو الداني: ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة (3)، ومن حجج هذا القول أيضا إجماع الصحابة عليه، وإجماع الأمة الإسلامية عليه في مختلف العصور، وأنه لايمكن جمع القراءات في غير هذا الرسم، ولا يمكن معرفة أحكام الوقف إلا به كالوقف بالتاء على كلمة رحمت وامرأت ونحوها، ومنها سد ذريعة تحريف القرآن، لأن الرسم الإملائي قواعد اصطلاحية تتغير من عصر لعصر، فلو فتح المجال لتغيير الرسم كلما تغير اصطلاح الناس لتعددت طرق كتابة القرآن واشتبهت على الناس ووقعوا في اللحن، ونوقش هذا الرأي بأن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة إنما هو على جواز الرسم العثماني لا على وجوبه، وأجيب بأن رسم المصحف مما يلحق بالعبادات لأنه وسيلة عبادة تلاوة القرآن، والوسائل لها حكم المقاصد، وعلى هذا فيفيد الوجوب، بالإضافة إلى ما سبق من المصالح التي لا تتم إلا من خلال الرسم العثماني، والمفاسد التي لا تندفع إلا من خلاله.
الرأي الثاني: رسم المصحف أمر اصطلاحي لا يجب على الأمة الالتزام به ولا تحرم مخالفته، وهو قول ابن خلدون والباقلاني، وهو مردود عليه بما سبق. (4)
الرأي الثالث: وهو توسط بين الرأيين السابقين، وهو جواز رسم المصحف لعامة الناس بما يحدثونه من أنواع الهجاء لتسهل عليهم قراءته، مع وجوب الاحتفاظ ببعض النسخ مرسومة بالرسم العثماني لتكون مرجعا عند الحاجة إليها، وهو قول العز بن عبد السلام والزركشي. (5)
والراجح هو الرأي الأول لقوة أدلته، وأما شبهة صعوبة الرسم العثماني على الناس لوجود حروف مكتوبة غير منطوقة والعكس، فجوابها أنه لا توجد لغة في العالم كتابتها مطابقة تماما للنطق بها، وتيسير التلاوة يكون بالتعلم والمران، فيصبح الصعب سهلا، وليس بتغيير طريقة الكتابة (6)، مع ملاحظة أن المنع من مخالفة الرسم العثماني إنما هو في حق من يكتب مصحفا كاملا، لا في حق من يكتب بعض الآيات.
_____________________
(1) المقنع 10 - 11، الإتقان 2/ 167
(2) النشر 1/ 21
(3) النشر 1/ 16
(4) مناهل العرفان 1/ 380
(5) البرهان 1/ 379
(6) انظر مباحث في علوم القرآن 149 - 150
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 Nov 2003, 07:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله تعالى فيك شيخنا الحبيب أبي مجاهد
جزاك الله تعالى ربي خير الجزاء شيخنا الكريم أبي خالد السلمي الاسكندراني الطيب، ولكن أليس هناك قول ـ و أظنه عن العز بن عبد السلام ـ بوجوب المخالفة ـ اي مخالفة الرسم العثماني؟
أين أجد الكتاب شيخنا أبا مجاهد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Nov 2003, 06:48 ص]ـ
كتاب الدكتور غانم الحمد بين يدي، وهو مجلد ضخم تجاوز 800 صفحة.
والطبعة التي بين يدي من منشورات اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري - بغداد - العراق
ولا أعلم هل له طبعات أخرى أو لا؟
وأما سؤالك عن رأي العز بن عبد السلام فقد أورده غانم الحمد في كتابه المشار إليه ص200، ونقل قول الزركشي في البرهان عندما ذكر رأي العز، وتعقبه له = ثم علق غانم الحمد تعليقاً جيداً على رأي العز مبيناً أنه رأي تفرد به لاهتمامه ناشيء عن اهتمامه بنظرية المصالح التي جاءت بها الشريعة.
ثم اعتذر للعز بقوله: (لكن يبدو أنه قد غاب عنه ما للرسم العثماني من دور في تصحيح القراءات إضافة إلى كونه أثراً من أيدي الصحابة الكرام الذين هم أول من تلقى القرآن وسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وأول من خطه في المصاحف "ولم يكن ذلك من الصحابة كيف اتفق بل على أمر عندهم قد تحقق " وسيتضح لنا صدق هذه المقولة في الصفحات القادمة إن شاء الله.)
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير والرشاد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 Nov 2003, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبا مجاهد
و يبدو أن الكتاب قيم بالفعل، فغانم القدوري له سمعة خاصة في علم التجويد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 Nov 2003, 09:01 ص]ـ
هناك تحقيق ممتاز للعلامة ابن خلدون في المسألة خلص إلى أن الخط العثماني ليس توقيفياً بل هو أمر اصطلاحي لا يجب على الأمة الالتزام به ولا تحرم مخالفته. وكلامه جيد لعلي أبحث عنه في منتدى أهل الحديث لأني أذكر أننا ناقشنا تلك المسألة بتوسع جيد.(/)
ما المقصود في دعائنا بـ (اللهم أحم حوزة الدين)؟؟؟؟
ـ[أبو أسامة الغالبي]ــــــــ[07 Nov 2003, 01:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
معذرة لأحبتي أهل التفسير فأنا أعلم بأم منتداكم متخصص بتفسير القرآن وعلومه
ولكن حاجتي الملحه جعلتني أعرض هذا السؤال عليكم ..
كثيراً ما نسمع أئمة المساجد يدعون بهذا الدعاء (اللهم أحم حوزة الدين)
سألني أحد الأخوه ... عن أصل هذا الدعاء ... ثم أليس فيه إلتباس ... بحوزات الشيعة.؟؟؟
في الحقيقة لم أجد جواب كافي ... وذلك لقلة علمي وإطلاعي .... والله المستعان
أرجو من لدية إجابة أن يوافينا بها ... وآمل أن تكون واضحه وشاملة لأني سوف أطبعها
لأعرضها عليه ...
وجزاكم الله خير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Nov 2003, 06:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا أسامة
حياك الله في ملتقى أهل التفسير
يمكنك الاستفادة من هذا المقال ( http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/dec/15/cu5.htm)
ومنه تعلم أن المراد بحماية حوزة الدين: حماية حدوده من الانتهاك والتعدي، ونواحيه من اعتداء المعتدين.
وأما ربط هذا الدعاء بحوزات الشيعة - وهي مدارسهم العلمية - فلا وجه له؛ لأن ترك بعض الألفاظ بحجة أنها تستخدم من أهل البدع والضلال غير ممكن، فهم يستخدمون ألفاظ شرعية لا يمكن تركها لأنها قرآن يتلى.
ومن ذلك: إطلاقهم (حزب الله) على أنفسهم، مع أنهم في الحقيقة حزب الشيطان.
فهل نترك الكلام عن حزب الله الذين أثنى الله عليهم في القرآن بقوله: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة:56)، وقوله: (أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة: من الآية22) لأن هذا قد يحصل به التباس بحزب الله عند الشيعة؟
لا شك أن الجواب: لا.
وعليه؛ فلا مانع من دعاء الداعي بـ: اللهم احم حوزة الدين، وانصر المسلمين، وأهلك الشيعة حزب الشياطين.
والله الموفق للصواب.
ـ[أبو أسامة الغالبي]ــــــــ[07 Nov 2003, 01:14 م]ـ
أخي .. أبا مجاهد .. بارك الله فيك
أشكرك على تجاوبك السريع
أخوك / أبو أسامة(/)
جميع كتب التفسير المطبوعة فيها تأويلٌ للصفات إلا ... !
ـ[المحرر]ــــــــ[07 Nov 2003, 08:12 ص]ـ
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحميدي - حفظه الله - في كتابه (الرسائل الشمولية) (ص 100):
( ... ثم إني بحكم تخصصي في التفسير والحديث قد اطلعت في أثناء تحضير رسالَتي الماجستير والدكتوراة على كتب التفسير المطبوعة، ومما لفت نظريأن جمويع المفسرين - حسب اطلاعي - أوَّلو بعض آيات الصفات، لإنْ قليلاً وإنْ كثيراً؛ حتى الذين اشتهر عنهم أنهم من أئمة علماء السنة مثل: ابن جرير الطبري، وابن كثير، والشوكاني، ما عدا مفسرَين معاصرين هما فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه: (تيسير الكريم الرحمن)، وفضيلة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (أضواء البيان)، وقد أكد لي هذا الحكم ما توصَّل إليه الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي في استقصائه الذي قام به في كتابه: (المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات) حيث أثبت أن جميع المفسرين أتوا بشيءٍ من التأويل في آيات الصفات وتعقَّبهم في ذلك ما عدا الشيخين المذكورين ... )
فما رأيكم بهذا الكلام، وهذا الاستقراء؟!
ـ[المحرر]ــــــــ[09 Nov 2003, 06:18 م]ـ
؟!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Nov 2003, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما سألت عنه يا أخي الكريم حول هذا الموضوع يصعب أن يجاب عنه إجابة نهائية تكون حكماً ثابتاً على المفسرين.
والحكم ينبغي أن يكون على الكتب التي قرأها مع بيانها بالتحديد؛ لأن كون قرأ جميع التفاسير المطبوعة أو اطلع عليها يحتاج إلى تثبت لأنه أمر صعب.
وقد اطلعت بعد قراءتي لموضوعك هذا على كتاب:
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لأبي عبدالله محمد الحمود النجدي
فوجدت أنه قد ذكر في كتابه أربعة وعشرين كتاباً من كتب التفسير، وذكر في حكمه على عقائد مفسريها التأويل عن اثنين وعشرين منهم.
أما ابن جرير فذكر أنه يورد أقوال المفسرين في تأويل بعض الصفات ولا يعلق عليها أحياناً.
وذكر أن ابن كثير أثبت معظم الصفات على جهة الإجمال، والبعض فسرها بلازم الصفة تبعاً لابن جرير كصفة الحياء والعين.
ومما يجدر التنبيه عليه أن من عرف عنه سلامة العقيدة في باب الأسماء والصفات وعرف منهجه فيها، واتباعه للسلف الصالح = لا يضره ما يذكره أحياناً من تأويل محتمل لصفة من الصفات، لأن ذكره لمعنى من معاني الصفة لا يعني أنه لا يثبة حقيقتها، ولذلك تجد في كتب أئمة السلف ما قد يفهم منه البعض أنه تأويل، وليس الأمر كذلك، بل هو تفسير بلازم الصفة مع كونه يثبتها على طريقة السلف الصالح.
ويمكن الرجوع إلى رسالة قيمة نافعة بعنوان: عقيدة الحافظ ابن كثير بين التفويض والتأويل تأليف: عبدالآخر الغنيمي.
ـ[المحرر]ــــــــ[11 Nov 2003, 04:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ،، وغفر لك.
ـ[بحيرة البجع]ــــــــ[11 Nov 2003, 08:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فهذه قالة لهج بها بعض المحدثين، ومرجعها إلى عدم استيعاب أقوال أهل العلم في دلالات الألفاظ، إذ إن القدماء يميلون في تفسير الألفاظ إلى ذكر المعنى البعيد (بحسب مصطلح الجرجاني) لا إلى القريب؛ لاشتهاره وانصراف الذهن إليه أولا، وهذا من تفسير اللفظ بلازمه مما لا يعني نفي الملزوم عندهم، ومن سبر مباحث القوم في الأصول والنحو والبلاغة عرف هذا المعنى، فالأصوليون على عكس البلاغيين يجوزون الجمع بين الحقيقة والمجاز، بل من منهم من نسب هذا القول إلى مالك والشافعي (وإن كان ابن القيم يرى عدم صحة نسبة القول للشافعي)، ومن النحاة من يرى مثل ذلك كما في مبحث التضمين، والبلاغيون قالوا بجواز الجمع بين المعنى البعيد (الثاني) والمعنى القريب (الأول) في مبحث الكناية، وأن القول بالمعنى الثاني لا يعني عدم إرادة المعنى الأول، ولا أعلم من البلاغيين من خالف ذلك، ومعروف أن ما يذكر استدلالا على هذه القالة كله راجع إلى ما ذكر، ومن كان عنده ما لا يندرج تحت هذه المباحث من كلام المفسرين فليذكرة، والله تعالى أعلم
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[12 Nov 2003, 12:22 ص]ـ
هلا أتيتنا بهدي النبي في "شرح الصفات والاسماء"؟؟
أم أنه ترك هذه "الاصول" للتابعين لشرحها وتقعيدها!.
فإن لم يكن للنبي فيها نص صريح, فكل المتناولين لها أهل بدعة في اصل عظيم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Nov 2003, 12:31 ص]ـ
بسم الله
لشيخ أبو أحمد هدانا الله وإياك للحق
يعتري مشاركاتك شيء من الغموض، وما أدري ماذا تقصد بأسألتك التي أوردتها؟!.
فأرجو أن تكون مشاركاتك علمية هادفة، وتقبل تحيتي.
ـ[بحيرة البجع]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:41 ص]ـ
الشيخ أبو أحمد الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لم يترك التابعون - رحمهم الله - أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تبيين معاني الأسماء والصفات، إلا أن من أوَّل في آيات الأسماء أوَّلَ كذلك في أحاديثها، فصار مدار البحث في دلالات الآيات والأحاديث لا في حجيتها إذ لا خلاف في الحجية، وهو ما اصطلح عليه الأصوليون بـ ((المجمل)) وإن كان الصحيح أن آيات الأسماء والصفات وأحاديثها ليست مجملة، لنصية الدلالة فيها، فليس بدعا من القول أن يبحث فيها بدلالات الألفاظ فقد نزل بلسان عربي مبين، والتسليم بظواهر الأحاديث لا شك أسلم وأحكم لدلالة ((أمروها كما جاءت))
و (( ... والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)) ولكن جاء قبلها ((الاستواء معلوم .. )) ومعنى (معلوم): وضوح دلالته في اللغة، وهذا موضع البحث، لذا استلزم بحثه بمباحث اللغة والأصول .. وهذا ما فعله كبار علماء أهل السنة في مباحث هذا العلم، دون أن يستشعروا ما رأيته - رعاك الله - بدعة. والله تعالى أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[12 Nov 2003, 10:54 ص]ـ
"الشيخ" أبو أحمد
تقول "أم أنه ترك هذه "الاصول" للتابعين لشرحها وتقعيدها! "
أقول: وأين كلامه صلى الله عليه وسلم في شرح مسائل الفقه وتقعيدها وتأصيلها؟ أين كلامه في أن الماء ينقسم ثلاثة أقسام؟ وأين كلامه في الكثير والكثير من المسائل التي تناولها الفقهاء؟؟؟
لا بد أن الفقهاء، بزعمك، أهل بدعة في تناولهم لهذه المسائل!!
أقول لك: إن لم يكن في سلف هذه الأمة خير، فلا خير في خلفها، وإن لم يكن لنا في ساف هذه الأمة قدوة في منهجهم وعقيدتهم وأخلاقهم، فلا قدوة لنا بعدهم
فالسلف كانوا حديثي عهد بالنبي وصحبه، والتابعون خاصة، صحبوا صحب النبي صلوات ربي عليه ورضوانه عليهم، وفهموا أحاديثه وأقواله، وتلقوا القرآن عليهم، فإن لم يكن لنا في عقيدتهم ومنهجهم قدوة، فبمن نقتدي؟؟؟
ولو كان الوقت يسعفني، لاستفصلت معك في بيان أن منهج التابعين والسلف في الصفات هو المنهج الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أرشد إليه الجارية بإقراره لها بأن الله في السماء، والذي أرشد إليه البدوي البسيط بقوله له: بأن الله يضحك وغيرها وغيرها من الأحاديث الثابتة الصحيحة، التي فهمها السلف من دون أن يتكلفوا لها تأويلا
نسأل الله الهداية والسداد دائما أبدا ..
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وبعد:
إن مجرد فتح هذا الموضوع هو خطوة جميلة للسير نحو الطريق الصحيح
خطوة صحيحة لمراجعة مفاهيمنا في تعريف البدع والمبتدعين.
خطوة صحيحة في طريق معرفة ما يسمح الكلام فيه وما يمنع الكلام فيه.
خطوة صحيحة لمراجعة مقاييسنا في تقييم الرجال، ليس بعلو صوته ولكن بقرب تراثه من الحق.
كم وكم رأيت طلابا لم يقرؤوا في حياتهم إلا رياض الصالحين وكتب المناهج واستمع الى بعض الخطب أخذ ينتقد أبي حنيفة و الشافعي والنووي و المقدسي بل ضلل بعضهم مع أن حياته العلمية كلها لا تساوي جزء من ألف من الحياة العلمية لمن ينتقده.
أتمنى لكم التوفيق والسداد
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[12 Nov 2003, 11:26 م]ـ
الشيخ الشامي
إن كان شرح المسائل الفقهية وتاصيلها كان من أصل الدين الذي لا يكتم, فلم سكت عنه النبي, وأين كان الناس في عهد الخيرية الاول, قبل " الشرح والتقعيد" افي هدى ام في ضلال؟؟
ثم من قال لك أن تقسيم الماء الى ثلاثة اقسام علم يشكر عليه قائله, فالماء يا شيخ والطهور من الملعلوم بالدين بالضرورة, ولو كان فيما قالوا أصلا واجب التبليغ لما سكت عنه النبي عليه الصلاة والسلام, ولا نحب ان نقول إن القائل به متكلف ليس إلا.
أين منهاج النبوة الميسر, من هذه الشروح "العقيدية" أكثر من التقعيدية؟؟
سبحان الله, أيكون أمام عمر رضي الله عنه باب علم واحد من الكتاب والحديث, ويفتح علينا الف باب متفرقة؟؟؟؟
ردونا بالله عليكم الى الدين الخالص!
وأذكر قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:"مللت قول العلم والعلماء, ايتوني بكتاب الله وحديث نبيه"!!!!!
ولنعم القول والفهم ....(/)
إذا علق الشرط على عدة أشياء، فهل يشترط اجتماعها لتحقق الجواب؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[07 Nov 2003, 11:33 م]ـ
إذا علق الشرط على عدة أشياء، فهل يشترط اجتماعها لتحقق الجواب؟
مثال ذلك:
قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)}
حيث نلاحظ تعليق الشرط على أمرين:
1 - مجيء نصر الله والفتح.
2 - دخول الناس في دين الله أفواجا.
وجواب الشرط الأمر بالتسبيح.
فهل يشترط في تحقق الجواب اجتماع الأمرين؟
آمل الإفادة من الأخوة، جزيتم خيرا.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[07 Nov 2003, 11:42 م]ـ
وحتى تتضح المسألة أكثر، أورد مثالاً يترتب عليه أثر فقهي بناء على تعلق الجواب، وهذا المثال هو:
قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)}
فلاحظ أن الجواب علق على أمرين:
1 - الكفر بآيات الله.
2 - الاستهزاء بها.
والجواب هو النهي عن القعود معهم.
فهل يشترط إن يجتمع الأمران: الكفر، والاستهزاء؟
أم يكفي وجود أحدهما؟
هذه المسألة لا بد فيها من تحرير، وهذا ما آمله، جزيتم خيراً.
ـ[عبد الله]ــــــــ[08 Nov 2003, 02:08 م]ـ
الأخ الفاضل أحمد القصيّر - وفقه الله
هذه المسألة ذكرها الفخر الرازي في المحصول فقال:
الشرطان إذا دخلا على جزاء، فإن كانا شرطين على الجمع لم يحصل المشروط إلا عند حصولهما معا، وهو كقوله: إن دخلت الدار وكلمت زيدا فأنت طالق.
ولو رتب عليهما جزاءين كان كل واحد من الشرطين معتبرا في كل واحد من الجزاءين لا على التوزيع بل على سبيل الجمع.
وإن كانا على سبيل البدل كان كل واحد منهما وحده كافيا في الحكم، كقولك: إن دخلت الدار أو كلمت زيدا.
ثم ذكر مسألة أخرى لها تعلق بالمسألة الأولى فقال:
الشرط الواحد إذا دخل على مشروطين، فإما أن يدخل عليهما على سبيل الجمع أو على سبيل البدل:
فالأول: كقولك: إن زنيت جلدتك ونفيتك. ومقتضاه حصولهما معا.
والثاني: كقولك: إن زنيت جلدتك أو نفيتك. ومقتضاه أحدهما، مع أن التعيين فيه إلى القائل. والله أعلم
المحصول للرازي 3/ 94 – 96.
والمسألة تحتاج إلى تفصيل، وتوضيح بالأمثلة، وليت أحد الأخوة المتفرغين ينتدب لها - مأجوراً -
عبد الله إبراهيم
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[08 Nov 2003, 09:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عبد الله.
ولكن على كلام الرازي يشكل ما ورد من نصوص ذكر فيها تعليق الشرط على أمرين مع أن الجواب لا يتحقق إلا بواحد منها، كقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ، وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ؛ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ».
فانظر كيف علق وجوب الغسل على شيئين، مع أنه لا يجب إلا بواحد منهما، وهو التقاء الختانين.
وفي هذا دلالة واضحة على أنه لا يشترط اجتماع الشرطين.
على أني أرى أنه لا بد من النظر في المعطوفات، فقد يكون عطفها من باب التغاير في الصفات والذات واحدة، وقد يكون من باب التغاير بالذوات، فالثاني قد يقال إنه لا بد من اجتماعها لتحقق الجزاء.
ـ[عبد الله]ــــــــ[09 Nov 2003, 01:09 م]ـ
أخي الكريم أحمد – حفظك الله
كلامك في المعطوفات وجيه، فقد يرد ذكر أكثر من أمر بالعطف على الأول، دون أن يغير في حقيقة الأمر كالحديث الذي ذكرته فقد ورد في الصحيح: (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها ... ) وهذا كله ليس شرطاً في تحقق المشروط، وذكر هذه الصورة على أنها الغالب، وإلا فقد يحصل التقاء الختانين دون الجلوس بين الشعب، ودون الجَهد، وعلى هذا جاءت رواية أخرى للحديث ((إذا التقى الختانان ... )) دون ذكر الجلوس، وبها بوّب البخاري رحمه الله، وهذا يفيدنا أن هذه الأمور لم تذكر على سبيل الجمع، كما ذكره الرازي في قوله، أي لا يشترط تحقق كل هذه الأمور حتى يجب الغسل، وإنما الشرط هو التقاء الختانين وهو الموجب لتحقق المشروط وهو الاغتسال، وما قبله ذكر لما هو الغالب. فهو حالة من حالات التقاء الختانين وصورة من صوره، فلا يعدّ شرطاً بذاته. وهذا يؤكد ضرورة النظر في المتعاطفات.
والله الموفق
عبد الله إبراهيم
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[09 Nov 2003, 11:56 م]ـ
من موارد المسألة: حديث أبي هريرة عند مسلم: «ثَلاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ».
حيث علق المشروط وهو انقطاع التوبة على طلوع الشمس، والدجال، والدابة.
وقد تظافرت النصوص بأن التوبة لا تنقطع إلا بطلوع الشمس من مغربها.
وهذا مما يؤكد عدم اشتراط الثلاثة لتحقق الجواب.(/)
حول المصحف المحفوظ بالخزانة الحسينية بالقاهرة بمصر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 Nov 2003, 07:15 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، فقد ذكر الزرقاني في (مناهل العرفان) حين تكلم على المصحف المحفوظ في الخزانة الحسينية بالمسجد الحسيني بمصر، أن هذا المصحف يمكن أن يكون من المصاحف التي نسخها (علي بن أبي طالب) أو أمر بنسخها بالكوفة، لأنها مكتوبة بخط كوفي كبير مجوّف .... إلخ ما قال
و لكني أذكر حين قرأت عن الخط و تطوره، أن أصل الخطوط هو الخط الأنباري الحيري، و الذي عرف بعد انتشاره في الحجاز بالخط الحجازي، و أن هذا الخط ظل هو المستعمل في كتابة المصاحف و غيرها، و به كتب (عثمان) ـ رضي الله عنه ـ المصاحف، و ظل هذا الخط تكتب به المصاحف إلى أن فتح المسلون الممالك و الأمصار، فنزلت طائفة من الكتاب إلى الكوفة و قاموا على تحسين الخط العربي، حتى اكتسى صورة خاصة عرفت بعد ذلك بـ (الخط الكوفي)
ووجه السؤال / أنا جاهل بالتاريخ و الأعصار، فهل المرحلة التي ذكرها الزرقاني ـ من فتح البلدان و اتساع رقعة الإسلام ونزول طائفة من الكتاب إلى الكوفة ـ وافقت وجود (علي بن أبي طالب) ـ رضي الله عنه ـ بالكوفة، حتى يقوم احتمال أن هذا المصحف المكتوب بخط كوفي مطوّر، و الموجود في الخزانة الحسينية، قد كتبه (علي بن أبي طالب) أو أنه كتب بأمر منه ـ رضي الله عنه ـ؟
ـ[عبد الله]ــــــــ[09 Nov 2003, 08:41 م]ـ
الأخ الفاضل محمد يوسف - وفقه الله -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لفتوح البلدان تم أكثره في خلافة أبي بكر الصديق وخلافة الفاروق عمر رضي الله عنهما، لكن سيدنا عمر رضي الله عنه في خلافته لم يكن يسمح للصحابة بالاستيطان في الأمصار البعيدة، فكانوا محصورين في مكة والمدينة قريباً منه، وفي خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه، لم يمنع عثمان الصحابة من الاستيطان في الأمصار البعيدة، فهاجر كثير منهم واستوطنوا مصر والشام والكوفة والبصرة وغيرها، وعليه فلا يمنع أن يكون بعض هؤلاء قد أتقن الخط الكوفي خلال هذه الفترة، وفي خلافة سيدنا علي تم نسخ هذا المصحف، فالأمر غير مستبعد من الناحية العقلية والتاريخية، لكن يبقى جانب التوثيق؟؟؟؟
عبد الله إبراهيم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 Nov 2003, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي / عبد الله
و اتضح الأمر الآن
و أقول كما تقول / يبقى جانب التوثيق، و لعل أحدا من مشايخنا الأفاضل يفيدنا لو كان عنده علم في المسألة(/)
دعوة لأهل العلم بالقيام بواجب الدفاع عن دينهم ورسولهم وكتاب ربهم
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[10 Nov 2003, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم يا أهل العلم يا خير أمة أخرجت للناس
لقد هالني ما يتعرض له الإسلام ورموزه من افتراءات لا تجد من يرد عليها إلا على استحياء في بعض مواقع النت فما قيمة أن تفرغ نحن لمواقعنا ونترك الساحة فارغة أمام الملحدين والنصارى ليبثوا فينا سمهم ويصوبوا إلينا سهامهم واجب على الجميع التصدي لذلك
ملحوظة: ليس الحل في إغلاق الموقع عن بعض البلاد الإسلامية لأنه سيظل مفتوحا في بلاد إسلامية أخرى ونحن جميعا أخرى لكنني أدعوكم إلى أن نقرع الحجة بالحجة وندافع عن دين ربنا بالمحجة
أخوكم عابر سبيل
راجعوا المقالات المتواجدة على هذا الرابط
http://www.nadyelfikr.net/forumdisplay.php?fid=5&sid=
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Nov 2003, 02:05 ص]ـ
شكراً لك أخي عابر سبيل وأسأل الله أن يستعملنا جميعاً في طاعته. وأتفق معك فيما دعوت إليه من ضرورة الدفاع عن الدين والقرآن بكل ما نستطيع، والصبر في سبيل ذلك والاحتساب، فهذا ديننا وعصمة أمرنا، وإذا لم نتعصب له فلا خير فينا، ولسنا إن فرطنا في ذلك بمؤمنين!
والهروب ليس حلاً في كل الأحوال، فلا بد من الرد بعلم وعدل. (ولينصرنَّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
ـ[محب]ــــــــ[10 Nov 2003, 02:17 م]ـ
لله درك يا عابر السبيل .. هيجت شجوناً وأحزاناً!
أين طلبة العلم المسلمون فى مواجهة الهجمات ضد الإسلام على الإنترنت؟!
.............................................. !!!
أين الجهود " المنظمة " للـ " هيئات " العلمية فى مواجهة الهجمات ضد الإسلام؟!
............................................... !!!
إلى الله المشتكى! .. إلى الله المشتكى!
حسبك فى هذا الموضوع، أنك تجد موقعاً للنصارى يخدمهم، فيجمع كل كلمة وحرف كتبت أوقيلت ضد الإسلام، وعلى استعداد لتحميل كل مادة الموقع وأكثر على اسطوانتين، ويرسلهما إلى من يشاء بلا مقابل! .. ولا تجد للمسلمين مثل هذا الموقع!!
ولا أخال أحدكم يذكر لى موقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، فى الرد على شبه المشككين .. فالموقع اقتصر على بعض المباحث دون الكثير .. هذا أولاً .. وثانياً: فى معالجته للموضوعات يأتى كلامه مختصراً مخلاً فى كثير من الأحيان .. ناهيك أنه يخلو من روح أهل السنة والجماعة، والمنهج السديد فى عرض حقائق الإسلام والرد على الشبهات .. ودع عنك أنه لا يعرف شيئاً عن " تحديث " المواقع كل حين!
كل ما تجده للمسلمين على الإنترنت فى هذا الصدد هى جهود فردية أولاً .. وليست من طلبة العلم ثانياً!
إلى هذه الدرجة المؤسفة، كانت همة النصارى تعلو وتسمق عن همة مسلمى زماننا!
وقد أثر ذلك على حوارات المسلمين مع غيرهم على الإنترنت، فالنصرانى يعلو كعبه على المسلم، لأنه يجد مادته مكتوبة جاهزة منسقة مرتبة، وعلى المسلم بذل المجهود فى لم شتات موضوعه من كتب العلماء الأقدمين.
وحسبك فى هذا الموضوع أيضاً، أنك لا تجد رداً " علمياً " واحداً، على تلك السور التى يعارضون بها القرآن، وكأن المسلمين خلوا من طالب علم مشتغل باللغة والأدب!
أما إن أردت تذوق مرارة الشكوى، فهو فى رد الأزهر على سورة من تلك السور، لم يتعد الصفحة الواحدة، اكتفى بتقرير أحكام عامة، دون أن " يجهد " نفسه فى التدليل عليها.
هذا عن " الجهود " .. منعدمة أو تكاد!
أما عن " الأعذار " فهى أكثر من حبات الرمال وأوراق الأشجار وعدد قطر الأمطار!
فمنهم من يعتذر إليك بانشغال الأوقات! .. فتفهم أن كل طلبة العلم ـ ولله الحمد ـ انشغلوا عن الدفاع عن دينهم!
ومنهم من يعتذر إليك بأن هذا مهم، لكن هناك ما هو الأهم .. وتدخل معه فى جدل " الأولويات " الشهير!
ومنهم من يرفض أن يشغل نفسه بذلك أصلاً، بل لا يكتفى بذلك، وإنما ينصحك أنت أيضاً بألا تحاول الرد، لأن القوم لن يستجيبوا أبداً! .. وكأن الله لم يقل لنبيه: " فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر "!
ومنهم .. ومنهم .. حدث ولا حرج عليك ولا عليهم!
ولك أن تتساءل ـ ولا تنتظر الإجابة! ـ: أهو أحد مظاهر انحطاط المسلمين فى هذا الزمان، تشهد آثاره فى هذا الجانب؟ .. أم هى قلة الهمم التى كادت أن تصبح السمة المميزة لأمة محمد عليه الصلاة والسلام؟ .. أم هو إيثار السلامة من جانب الطلبة، فيفضلون تكرار الكلام على مباحث بعينها، غافلين عن شمولية الإسلام؟
أعرف أن فى كلماتى ما يوجع .. وأعرف أن لحوم العلماء مسمومة .. وكذلك لحوم طلبة العلم .. وليس هذا منى غضاً من شأنهم .. لكنها المرارة أولاً، من محنة هذا الدين، لا بين أهله، بل بين حملة علمه .. وهى النصيحة ثانياً .. والدين النصيحة .. توجه لكل مسلم حتى لو كان طالب علم .. ووالله إنا لنحبهم، وما دفعنا إلى ذلك النقد إلا حبهم، وحب هذا الدين المتين.
أسأل الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:37 م]ـ
يمكن الاستفادة من هذا الموقع:
الحوار الإسلامي المسيحي ( http://arabic.islamicweb.com/christianity/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Dec 2003, 08:13 م]ـ
وهذا موقع يبدو من عناوينه أنه يتناول قضايا مهمة في الرد على شبهات النصارى، ولم يتيسر لي قراءة ما فيه فلعل الدكتور الخطيب إذا سمح وقته يخبرنا عن قيمته العلمية وموضوعيته:
موقع ابن مريم عن المسيح الحق ( http://www.ebnmaryam.com/)
ـ[محب]ــــــــ[06 Dec 2003, 04:32 ص]ـ
وهناك موقع الحقيقة أو المسيحية فى الميزان .. وهناك موقع الدعوة ..
ولكن .. حتى توضع الأمور فى نصابها ..
كلها مواقع بجهود " فردية "، وليس من بينها موقع واحد يقوم عليه " طالب علم "، ولا أقول " علماء " حتى لا نجرى وراء سراب!
ولكنها الضرورة هى التى اضطرتهم إلى محاولة ملأ ساحة خلت من طلبة العلم ..
ومعظم هذه المواقع تنقل تسعين بالمائة من موضوعاتها عن بعضها البعض ..
والموضوعات نفسها أكثرها لم يكتبها طلبة علم، أو حتى يشرفوا عليها، وإنما هى مجهودات مسلمين وجدوا أنفسهم مضطرين للكتابة فى مجال، اتخذه طلبة العلم ورائهم ظهرياً ..
موقع النصارى الذى يعتمدون عليه فى محاربة الإسلام، جمعوا فيه كل حرف كتب ضد الإسلام، ودبجوا المقالات والكتب، ونظموا وهذبوا ولخصوا وخدموا باطلهم، ولا نجد موقعاً للمسلمين فعل ربع ما فعله النصارى، سواء فى حجم الموضوعات التى يتكلم فيها، أو فى طريقة المعالجة، أو فى حشد النصوص، أو فى التنظيم.
كيف تتقاصر همم طلبة العلم دون همم عباد الصليب؟
ولله إن القلب ليحزن .. وإن العين لتدمع ..(/)
مختصر أضواء البيان
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Nov 2003, 01:39 ص]ـ
كلما راجعت تفسير العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ المشهور (الأضواء) ورأيت كبر حجمه، تمنيت أن يوجد من الباحثين المتخصصين من تنشط همته لاختصاره وتهذيبه ـ لما فيه من النفائس ـ وفي ذلك تقريب لعلم هذا الإمام الجهبذ،فإني لا أعلم كتاباً اختصر هذا السفر المبارك.
ومما يشجع على اختصاره: أن المؤلف ممن أتقن علوماً عدة من علوم الآلة كالنحو واللأصول، والتبحر في اللغة، وغير ذلك من مزايا المؤلف رحمه الله،والتي ظهرت على مؤَلَفِه.
وفي رأيي أن من أكبر ما ضخم حجم الكتاب استطراد الشيخ في بحث المسائل الفقهية، فلو أنها اختصرت جداً،وذكر رأي الشيخ إن تبين،وإلا عرض الخلاف باختصار شديد.
ومن المهم أيضاً ـ في نظري ـ خدمة الكتاب ـ بعد الاختصار ـ بالفهارس الموضوعية الدقيقة، والتي يمكن من خلالها ضم النظير إلى نظيره.
هذه فكرة أطرحها على أخوتي أهل الملتقى، لعل أحدهم ينشط لذلك، والله المستعان.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[11 Nov 2003, 04:44 م]ـ
أخي الكريم: الشيخ عمر المقبل حفظه الله ورعاه:
فكرة اختصار (أضواء البيان) واردة، بل قد تكون ملحة خاصة وأن للشيخ استطرادات طويلة في ذكر بعض المسائل الفقهية المستفادة من الآية، وأحيانا في تحرير بعض المسائل الأصولية واللغوية.
وحقيقة الكتاب لم يخدم علميا، فهو بحاجة ماسة لمن يتولى تحقيقه ووضع فهارس علمية له.
وأشاركك الرأي بأن الكتاب بحاجة للاختصار، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى ضوابط كثيرة، وإن في طرح هذا الموضوع لفرصة من الأخوة القراء أن يذكروا وجهات نظرهم فيما يستحق الاختصار من عدمه، والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:21 ص]ـ
مرحباً بأخي الكريم أبي عبدالله الشيخ عمر المقبل وبمشاركاته وأسئلته النافعة، وأتفق معك أخي الكريم فيما طرحته من حاجة هذا السفر النفيس للتقريب، فكثير من المتخصصين يعرض عنه لطول مباحثه ودقتها، وصعوبة فهم كلام الشيخ في توجيه مسائل الأصول والنحو وخاصة المشكلة منها.
وعسى أن يأتيك بالأخبار من لم تزود، فيخبرنا عن تحقق ذلك - إن شاء الله - على يد خبير بهذا الكتاب الثمين.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Nov 2003, 06:47 م]ـ
أشكر الشيخ عمر وفقه الله على هذا الاقتراح الجميل ولعلي أضيف قبل ذلك أن هذا الكتاب بحاجة ماسة إلى أمرين:
الأول: تحقيقه تحقيقاً علمياً، من غير تطويل يجعله صعب التطبيق.
الثاني: إنشاء الفهارس العلمية لما احتواه الكتاب من مسائل في شتى العلوم الشرعية لما فيه من تيسير علم الشيخ رحمه الله للتداول والاستفادة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[14 Nov 2003, 04:32 م]ـ
أحب أن أشير إلى أن هناك كتاب صغير خدم كتاب أضواء البيان خدمة جيدة، وإن كانت في جزئية معينة /
هذا الكتاب هو كشاف المسائل الفقهية والعقدية في تفسير أضواء البيان، وهو من تأليف الشيخ الفاضل عبدالرحمن القشيري، والكتاب من إصدارات دار المسلم بالرياض 1418
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2003, 08:04 م]ـ
وهناك كتاب (عقود الجمان من أضواء البيان) الذي أعده وجمعه عبدالله بن محمد بابا الشنقيطي وفقه الله. وهو كتاب جيد، قام مؤلفه بتتبع المباحث التي وقف عندها العلامة الشنقيطي في أضواء البيان واعتنى ببحثها وأدلتها فجمعها في كتاب من جزئين. ومن هذه المباحث:
- مبحث الأسماء والصفات.
- مبحث (وما يعلم تأويله إلا الله).
- مبحث (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
- مبحث الإسراء والمعراج.
- مبحث السبر والتقسيم عند قوله تعالى: (أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهداً).
وهو كتاب جيد يستحق القراءة والتأمل. ويمكن تلخيص رؤوس المسائل والمباحث على غلاف الجزء الأول من أضواء البيان لمعرفة المباحث التي أشبعها الشنقيطي بحثاً في تفسيره القيم، رحمه الله رحمة واسعة.
وهذا الكتاب قد طبع عام 1413هـ طبعته الأولى.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 Nov 2003, 01:37 م]ـ
سؤال للشيخ الكريم عبدالرحمن الشهري، هل اطّلع على كتاب القشيري: كشّاف المسائل الفقهية والعقدية، وما رأيه فيه؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2003, 12:12 ص]ـ
أخي الكريم محب الثقافة وفقه الله
كتاب (كشاف المسائل الفقهية والعقدية في تفسير أضواء البيان) للأخ الفاضل عبدالرحمن بن ظافر القشيري الشهري كتاب جيد، وهو عندي منذ صدوره. ومؤلفه الأخ عبدالرحمن من الزملاء الفضلاء، وطلاب العلم المتميزين منذ عرفته، وهو رئيس مركز من مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أسأل الله له التوفيق، وقد تخرج من كلية الشريعة بجامعة أم القرى قديماً.
وقد اعتنى في كشافه هذا بفهرسة المسائل الفقهية والعقدية في أضواء البيان، وقدم المسائل الفقهية لكثرتها. وهو في كشافه يذكر المسألة ثم يعقبها برقم الجزء ثم الصفحة، ثم يذكر الآية محل التفسير ورقمها واسم السورة، حتى ينتفع بهذا الكشاف مهما تعددت طبعات أضواء البيان. وقد زاد عدد المسائل المفهرسة على ألف مسألة كما ذكر في المقدمة مع أنه لم يرقم مسائله في الكشاف.
وإشارة لما ذكره أخي الكريم الشيخ فهد الوهبي - حفظه الله - من حاجة كتاب أضواء البيان للتحقيق العلمي والفهرسة، فأبشره بأن ذلك قد حصل والكتاب على وشك الصدور عن دار عالم الفوائد حسب ما أفادني بذلك أحد طلاب العلم من الطائف وهو الشيخ الكريم ذياب الغامدي وفقه الله. حيث ذكر لي أنه أعيد طباعته مع مقابلة نسخه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2003, 12:53 ص]ـ
بالنسبة لكتاب الشيخ عبد الرحمن القشيري فهو عندي من سنوات أظنها ترجع إلى سنة الصدور.
لكن في الحقيقة مع خدمته الجليلة بارك الله فيه لكنني ـ حسب تجربتي القاصرة ـ لم يكن ترتيبه بالشكل المطلوب حتى يسهل الرجوع للمسائل فلو رتبه على جذر الكلمة مثلاً أو غير ذلك لكان أجود، نسأل الله للشيخ التوفيق.
إضافة إلى أن هناك عدداً من المسائل التي لا تدخل في العقيدة والفقه قد بحثها الشيخ بحثاً موسعاً وهي تحتاج إلى فهرسة.
وأما بالنسبة للتحقيق فبشرك الله بالخير فضيلة الشيخ عبد الرحمن ..
ونسأل الله أن ييسر خروجه بأسرع وقت وبتحقيق يناسب قيمة الكتاب العلمية.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Dec 2003, 01:42 ص]ـ
بعض الباحثين الذين عزموا على اختصار الكتاب وتهذيبه يخشى ـ إن اختصر كتاب الشيخ رحمه الله ـ من طائلة الأنظمة الإعلامية المعاصرة! من جهة ورثة المؤلف، .... الخ.
فهل خشية هذا الباحث في محلها؟
أم يقال له: (فإذا عزمت فتوكل على الله)؟.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[01 Jun 2004, 11:25 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: عبدالرحمن الشهري
ويمكن تلخيص رؤوس المسائل والمباحث على غلاف الجزء الأول من أضواء البيان لمعرفة المباحث التي أشبعها الشنقيطي بحثاً في تفسيره القيم، رحمه الله رحمة واسعة.
جزاكم الله خيرًا شيخنا الكريم (أبا عبد الله).
هل تتكرمون علينا بتقييد رؤوس هذه المسائِل، بأرقام أجزائها وصفحاتها؛ ليعم النفع الجميع؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2004, 12:21 ص]ـ
أرجو أن ييسر الله ذلك لي أو لأحد الفضلاء في الملتقى.
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jun 2004, 09:10 م]ـ
والشيء بالشيء يذكر
فاللشيخ د. سعود الشريم تلخيص لاحكام المناسك من أضواء البيان
طبعته دار الوطن
وقدم له الشيخ د. بكر أبو زيد
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 May 2005, 06:58 م]ـ
بشراكم يا أهل الملتقى ...
ها قد حقق الله الأمنية فخرج الكتاب كما يتمنى طلاب العلم.
فقد قام د. سيد ساداتي بإخراج كتابه الذي سماه: (تفسير القرآن بالقرآن من أضواء البيان) مقتصراً فيه على ما له صلة وثيقة بالآية،مع حذف الاستطرادات التي حالت دون الاستفادة منه،،فوقع الكتاب من قلبي موقعاً عظيما والله ..
يقع الكتاب في (1450) صفحة تقريباً [الكتاب ليس قريباً مني هذه اللحظة].
وقد قلبت بعض المواضع،وقرأت تفسير سور كاملة،فصار "بغية الملتمس" و "غاية المنى" و "فتحاً من الباري"، و"قطراً من الندى بلّ الصدى ".
ولا أملك إلا أن أدعو للدكتور سيد بظهر الغيب جزاء ما أسداه لنا من خدمة،فغفر الله لنا،وله،وللمؤلف.
إن كان من ملاحظة،فهي على طبيعة الورق الذي طبع به الكتاب،فلو كان أسمك قليلاً، بحيث يخرج الكتاب في مجلدين لكان أحسن؛لأن شفافية الورق جعلت بعض ما في الصفحة التالية كأنه منطبع على الصفحة التي تقرأ فيها،والله الموفق.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 May 2005, 10:06 ص]ـ
نعم أخي الشيخ عمر
فقد فرحت بصدور كتاب الشيخ سيد الساداتي، والناشر دار الفضيلة
لكن أزعجني بالفعل نوعية الورق، ولعلهم في الطبعة القادمة يطبعونه على ورق سميك ويخرج في جزءين.(/)
" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ... "
ـ[زهرة الاسلام]ــــــــ[11 Nov 2003, 12:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
عندى سؤال أرغب فى معرفة إجابته من خلال هذا الملتقى الخيِر.
فى قوله تعالى " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ...... " سورة النور
لاحظت أن البيع داخل فى التجارة بالضرورة .. فلم عطفه على التجارة وهو من جملته؟
أفيدونى أفادكم الله
وجزاكم الله خيراً
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Nov 2003, 03:36 ص]ـ
ذكر البيضاوي عددًا من الأجوبة عن سبب ذكر البيع بعد التجارة، منها:
1 ـ أن ذكر البيع مبالغة في التعميم إن أريد بالبيع مطلق المعاوضة.
2 ـ إفراد ما هو الأهم من قسمي التجارة، فإن الربح يتحقق بالبيع، ويُتوقَّع بالشراء.
3 ـ وقيل المراد بالتجارة الشراء؛ لأنه أصلها، ويكون البيع مقابل الشراء.
ـ[عبد الله]ــــــــ[14 Nov 2003, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / زهرة الإسلام – حفظه الله
كنت قد أعددت هذا الجواب، لكن شغلني شاغل عن إرساله في حينه - ونسأل الله أن لا يجعلنا من الذين تلهيهم التجارة والبيع عن ذكر الله – ثم رأيت إجابة الدكتور مساعد – حفظه الله. فرأيت إجابتي لا تخرج عن إجابته إلا في زيادة اٌلكلام، فلعلي أستفيد منها قبل أن تستفيد أنت، وعذراً للدكتور مساعد:
جاء تخصيص التجارة بالذكر لكونها أقوى الصوارف عندهم عن الصلاة والطاعات، فجاء ذكر النوع العام الذي يشتمل على أفراد متنوعة، أي لا يشغلهم نوع من أنواع التجارة ولا فرد من أفراد البياعات، وإن كان في غاية الربح، وإفراده بالذكر مع اندراجه تحت التجارة للإيذان بإنافته على سائر أنواعها، لأن ربحه متيقن ناجز، وربح ما عداه متوقع، فلم يلزم من نفي إلهاء ما عداه نفي إلهائه، ولذلك كررت كلمة لا، لتذكير النفي وتأكيده، وهذا يكون من باب ذكر الخاص بعد العام، كما في قوله تعلى: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) [الرحمن:68] وكقوله تعالى: (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة:98]، فالنخل والرمان من الفاكهة، وجبريل وميكال من الملائكة.
. و نقل عن الواقدي أن المراد بالتجارة هو الشراء، لأنه أصلها ومبدؤها، اطلاقاً لاسم الجنس على النوع.
وقيل هو الجلب لأنه الغالب فيها، ومنه يقال تجَر في كذا أي جلبه. أي لا تشغلهم تجارة في السفر، ولا بيع في الحضر.
______
انظر: تفسير أبي السعود. والنسفي. والبغوي.
عبد الله إبراهيم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Nov 2003, 02:25 م]ـ
الذي ظهر لي في هذه المسألة أن البيع أعم من التجارة من وجه، وهو أن البيع قد لا يراد به التجارة
(فالتجارة: جلب السلع للربح في بيعها، والبيع أعم، وهو أن يبيع أحد ما يحتاج إلى ثمنه.) [من التحرير والتنوير لابن عاشور.
وقدمت التجارة لأنها تشغل وتلهي أكثر من البيع.
وقد يدخل أحدهما في معنى الآخر إذا أفردا. والله أعلم.
فائدة: قال الراغب في المفردات:
التجارة: التصرف في رأس المال طلبا للربح، يقال: تجر يتجر، وتاجر وتجر، كصاحب وصحب، قال: وليس في كلامهم تاء بعدها جيم غير هذا اللفظ (قال الحسن بن زين:
والتاء قبل الجيم أصلا لا تجي ... إلا لتجر نتجت ومرتجي)، فأما تجاه فأصله وجاه، وتجوب التاء للمضارعة، وقوله تعالى: {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} [الصف/10]، فقد فسر هذه التجارة بقوله: {تؤمنون بالله} [الصف/11]، إلى آخر الآية. وقال: {اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم} [البقرة/16]، {إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} [النساء/29]، {تجارة حاضرة تديرونها بينكم} [البقرة/282].
قال ابن الأعرابي: فلان تاجر بكذا، أي: حاذق به، عارف الوجه المكتسب منه.
ـ[زهرة الاسلام]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ونفع الله بكم الأمة
ودمتم ذخراً للإسلام(/)
ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير
ـ[المنذر]ــــــــ[11 Nov 2003, 11:53 م]ـ
أخواني في ملتقى أهل التفسير من مشرفين وأعضاء ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أسعدني الليلة أن انضم إليكم في هذا الموقع المفيد والنافع ... والذي كنت أبحث عن مثل هذه المواقع المتخصصة خاصة في مجال تخصصي وهو التفسير ..
ومن خلال تصفحي للإنترنت للبحث عن مراجع في أصول التفسير ...
أرشدني الله عزو جل إلى هذا الموقع والذي رأيت فيه بغيتي .. وما كنت أبحث عنه في الإجابة على تساؤلاتي فيما يخص التفسير وعلوم القرآن ...
وأما ما يخص سؤالي فهو: ما الفرق بين علوم القرآن وبين أصول التفسير؟ مع أنه كما ذكر في تعريف علوم القرآن بإنه (مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله وجمعه .... ويسمى بأصول التفسير .. لأنه يتناول العلوم التي يشترط على المفسر معرفتها والعلم بها ..
لكن ما لاحظته في المؤلفات التي تناولت علوم القرآن .. والمؤلفات أيضاً التي عنت بأصول التفسير أن في مواضيعها تداخل وتشابه .. فكيف أفرق بين هذين العلمين .. ثم هل هناك مواضيع خاصة بأصول التفسير ومواضيع خاصة بعلوم القرآن ...
ارجو الإجابة على تساؤلاتي وإفادتي في ذلك ... لا عدمت تواصلكم ...
ولكم خالص الدعوات ....
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:15 ص]ـ
مرحباً بكم أخي المنذر بين إخوانك في ملتقى التفسير.
وأما الفرق بين علوم القرآن وأصول التفسير، فعلم (أصول التفسير) أحد (علوم القرآن). وبعض العلماء أدخله ضمن كتب علوم القرآن كالزركشي والسيوطي. ومناع القطان والرومي من المتأخرين يريان أنه يجوز إطلاق أصول التفسير على علوم القرآن وأنهما يكادان يكونان مترادفين في الدلالة على علم واحد.
وقد عرف الدكتور مساعد الطيار علم أصول التفسير بأنه (الأسس والقواعد التي يعرف بها تفسير كلام الله، ويرجع إليها عند الاختلاف فيه). وأنصحك أخي الكريم بالعودة إلى كتاب الشيخ مساعد الطيار بعنوان (فصول في أصول التفسير) فهو نفيس في هذا الباب. وكذلكم كتاب (تفسير القرآن الكريم - أصوله وضوابطه) للدكتور على بن سليمان العبيد. فقد فصلا في كتابيهما كثيراً من المسائل المتعلقة بعلم أصول التفسير والتفريق بينه وبين علوم القرآن.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:22 ص]ـ
وعليكم السلام وحياك الله بين إخوانك مفيداً ومستفيداً.
أما بخصوص استفسارك فالعلاقة بين أصول التفسير وعلوم القرآن هي علا قة جزء من كل فأصول التفسير هو علم من علوم القرآن المتعددة. ولذا تجد بعض المؤلفات معنونه بعلوم القرآن وفي ثناياها بعض مباحث أصول التفسير، وهذا لا إشكال فيه، أما من سمى كتابه ب أصول التفسير وأورد مباحث من علوم القرآن فهذا إما ان المؤلف اطلق الجزء وأراد الكل، أو ان هذه المباحث يراها من أصول التفسير خاصة إذا علمت أنه لم يتفق على كل المواضيع الخاصة بأصول التفسير، ولذا تجد اختلاف في المواضيع المذكورة في كتب أصول التفسير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Nov 2003, 04:46 م]ـ
الفرق بين أصول التفسير وعلوم القرآن.
أصول التفسير هي المبادئ العلمية الأولى التي يحتاجها من يريد تعلم علم التفسير والتبحُّرَ فيه، وهي جزء من علم التفسير.
وعلم التفسير جزء من علوم القرآن.
فكل معلومة من أصول التفسير هي من علوم القرآن، وليس كل معلومة من علوم القرآن هي من أصول التفسير.
وقد تجد كتبًا مُعَنْونةً بأصول التفسير، وفيها جملة من علوم القرآن التي لا علاقة لها بالتفسير.
والنظر في تحديد المعلومة من علوم القرآن وجعلِها من أصول التفسير مرتبط بإفادتها في التفسير من عدمها، وعلوم القرآن من هذه الجهة على قسمين:
علمٌ لا تفيد المفسرَّ معرفتُه ولا علاقة له بالتفسير؛ كعدِّ الآي.
وعلمٌ له علاقة بالتفسير، ويستفيد المفسر منه، وتختلف استفادة المفسر منه بحسب نوع العلم، فعلم الناسخ والمنسوخ مما يحتاج المفسر معرفته بتفاصيله في الآيات، لكنه ليس بحاجة إلى معرفة توجيه جميع وجوه القراءات من الآداء وغيرها، إنما هو بحاجة إلى توجيه ما يختلف به المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والدارس لأصول التفسير يصوغ تأصيلاته وتقعيداته العلمية من هذه العلوم التي لها مساس بالتفسير؛ كعلم المكي والمدني الذي تفيد معرفته في توجيه بعض الأقوال، أوبيان ضعف بعضها وترجيح غيرها عليها.
ومن الأمثلة على ذلك:
قال ابن عطية (ت: 542) في قوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) (فصلت: 33): ((ابتداء توصية لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو لفظ يعمُّ كلَّ من دعا قديمًا وحديثًا إلى الله تبارك وتعالى وإلى طاعته من الأنبياء عليهم السلام ومن المؤمنين.
والمعنى: لا أحد أحسن ممن هذه حاله، وإلى العموم ذهب الحسن، ومقاتل، وجماعة، وبَيِّنٌ أن حالة محمد صلى الله عليه وسلم كانت كذلك مبرِّزة.
وإلى تخصيصه في الآية ذهب السدي، وابن زيد، وابن سيرين، وقال قيس بن أبي حازم، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وعكرمة: نزلت هذه الآية في المؤذِّنين، قال قيس: (وعمل صالحا): هو الصلاة بين الأذان والاقامة، وذكر النقاش ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومعنى القول بأنها في المؤذنين: أنهم داخلون فيها، وأما نزولها فمكية بلا خلاف، ولم يكن بمكة أذان، وإنما ترتَّب بالمدينة، وإنَّ الأذان لمن الدعاء إلى الله تعالى؛ لكنه جزء منه.
والدعاءُ إلى الله تعالى بقوة؛ كجهاد الكفار، وردع الطغاة، وكفِّ الظلمة، وغيره = أعظمُ عناءً من تولِّي الأذان؛ إذ لا مشقة فيه، والأصوب أن يعتقد أن الآية نزلت عامة) المحرر الوجيز، ط: قطر (13: 112 ـ 113)
وهذا يمكن أن يشكِّل قاعدة ترجيحية بين أقوال المفسرين، وهي العلم بتاريخ النُّزول، فالعلم بتاريخ النُّزول يدل على القول الصحيح في معنى الآية.
وقال ابن عطية (ت: 542) في قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار) (إبراهيم: 28): (وقال ابن عباس: هذه الآية في جبلة بن الأيهم.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولم يرد ابن عباس أنها فيه نزلت؛ لأن نزول الآية قبل قصته، وإنما أراد أنها تخصُّ من فعل فِعْلَ جَبَلة إلى يوم القيامة) المحرر الوجيز، ط: قطر (10: 241 ـ 242).
وهذا المثال يتعلق بعلمي أسباب النُّزول والمكي والمدني، وقد بين ابن عطية أن عبارة ابن عباس لا يراد بها أن جَبَلَة هو سبب نزول الآية المكية؛ لأن خبره في عهد عمر ?.
ومن هنا يقال: إن معرفة طريقة السلف في عباراتهم في التفسير والإفادة من هذه الطريقة من أصول التفسير.
والمقصود من هذا أنَّ أصول التفسير ليست هي علوم القرآن، وقد يشكل في ذلك تسمية بعض العلماء لكتبهم بمسمى أصول التفسير، وهي في جملتها في علوم القرآن، ككتاب الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله، وهذا من باب التسامح في الإطلاق في المصطلحات، وإلا فأغلب كتابه في علوم القرآن لا أصول التفسير.
ويمكن تقسيم أصول التفسير إلى أقسام ثلاثة:
الأول: المقدمات النظرية لهذا العلم، وتشمل جملة من المسائل كالتعريف والنشأة والكتب المدونة فيه، وطريقة التأليف فيه ... الخ مما يُكتب في المقدمات التي تناسب هذا العلم.
الثاني: طرق التفسير ومصادره.
الثالث: الاختلاف في التفسير، ويشمل:
دراسة عبارات السلف في التفسير.
أسباب الاختلاف.
أنواع الاختلاف.
كيفية التعامل مع الاختلاف (قواعد الترجيح).
وغيرها من المسائل العلمية المتعلقة بأصول التفسير، هذه أهم مسائله، وهناك غيرها مما لا تسعه هذه العجالة.
ـ[المنذر]ــــــــ[13 Nov 2003, 04:42 م]ـ
إلى المشرفين العزيزين عبدالرحمن الشهري وأحمد البريدي .. أشكركما كثيراً على ترحيبكما بانضمامي إلى الملتقى المبارك ...
وعلى ما أفدتموني فيما يخص استفساري عن أصول التفسير من علم ومراجع .. فجزاكما الله خيراً وزادكما من العلم والفقه.
وأما أستاذي الفاضل الدكتور مساعد الطيار .. فقد أعطيت الموضوع حقه .. وأوضحت لي ما غمض علي فهمه .. فجزاك الله خيراً وبارك في علمك ونفعنا به.(/)
الكتاب والحديث وحسب , فمن أين أتيتم" بفهم الناس"؟؟
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[12 Nov 2003, 12:12 ص]ـ
الاخ ابو المعز
بنيت انكارك على ان كان موسى معهم عند الغيابة, فكيف فرضت علينا أن يعقوب لم يتزوج الا الاولى, وهو الذي قال فيه ابنه يوسف "اتوني بأخ لكم من ابيكم". ولم يذكر في القرآن بيا عدّد غير نبينا ويعقوب!!
ثم أين ذهبت بالادلة كلها؟؟
الاخ شعبة ..
أي تهافت هذا الذي تتحدث عنه؟ رجل يدعو الى الاستمساك بالكتاب والحديث, فتقول تهافتا؟ نعم فهم "السلف" الذي لا يرى الاستبصار بالكتاب شيئا!.
مات عليه الصلاة والسلام عن اثنتيتن, الكتاب والحديث, فأضفت أنت ومن معك على رسول الله الثالثة, "فغفل" عنها النبي, وفطنت انت لها.
يكفي أني لم اقرأ له غير القرآن والحديث, لا قال فلا ولا فلان, فيجعلهم -غفر الله لنا ولكم- أنبياء دون رسول الله. فتوكولون السابقين في الفهم والتدبر, وتعصون الله ورسوله في الامر "كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته"
والله لو قالها شيخ من شيوخنا و"أزلامنا" لقنلنا إنه الفتح المبين!
واعلموا أنني ومعي من المؤمنين كثير نتابع الشيخ على "منهاج النبوة" بالاكتفاء بالكتاب والحديث, ونكفر بما يجعل الناس من الانداد لله في العلم.
والله أني على عهد النبي, بالكتاب والحديث, ولا ثالث بعدها كما يفعل المبتدعون!!.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Nov 2003, 12:57 ص]ـ
الأخ أبا أحمد
هل أنكر أحد أهمية الكتاب والسنة، أو شكك في كونهما مصدري هذا الدين؟
وأسألك سؤالاً بسيطاً جداً أرجو أن تجيب عنه بصدق: هل فهمي وفهمك للكتاب والسنة أفضل من فهم التابعين الذين زكاهم سيد المرسلين بقوله: خيركم قرني ثم الذين يلونهم ... ؟
هل معرفتك للتفسير تعدل معرفة مجاهد بن جبر الذي تلقى التفسير عن حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما؟
هل وصل بنا الغرور والاعتداد بالنفس إلى أن نجعل أنفسنا بمنزلة تضاهي السلف من الصحابة والتابعين؟
من الذي نقل لنا هذا الدين؟ ومن له الفضل بعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في دلالتنا على الحق والطريق المستقيم؟
ألم تسمع قول الله في القرآن: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: 100
وهل غاب عنك قول الله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) النساء: 115
والأدلة في ذلك كثيرة، وأرجو منك يا ابن الأرض المباركة أن تتأمل ما ذكرتَ؛ فإنه كلام خطير، أسأل الله لي ولك الهداية إلى الحق والثبات عليه.
ـ[الباحث7]ــــــــ[12 Nov 2003, 01:31 ص]ـ
لقد أفزعني كلامك، وأزعجني فهمك، وتعجبت من جرأتك على سلفنا الصالحين!!!
الذين يدعون إلى اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين صاروا هم المبتدعين!!!
أسألك بالله يا أبا أحمد أن تقرأ هذا المقال، وفيه ما يجيب عن الشبه التي أوصلتك إلى ما قلته من كلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
" هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال"
هذه الكلمة مأثورة عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- قال أبو محمد بنُ حزم: ((هذا أبو حنيفة يقول: ما جاءَ عن اللهِ تعالى فعلى الرأسِ والعينين، وما جاءَ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم فسمعاً وطاعةً، وما جاءَ عن الصحابةِ رضي الله عنهم تخيرنا من أقوالهم، ولم نخرجْ عنهم، وما جاءَ عن التابعين فهُمْ رجالٌ ونحنُ رجالٌ)) [1].
إذنْ قائلُ هذه الكلمة السائرة الإمامُ المشهورُ: أبو حنيفةَ النعمانُ بنُ ثابت فقيهُ العِراق، رأى أنس بنَ مَالك، وسمع عطاء بن أبي رباح، ونافعاً مولى ابن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، وُلد سنة ثمانين، وماتَ سنة خمسين ومائة على الصحيح [2]، وعُرِفَ أنَّ المقصود بقوله "هم رجال" أقرانه ونظراؤه من التابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تبين مَا تقدم عُلِمَ أنَّ هذه الكلمةُ ابتذلتْ عندَ كثيرٍ مِنْ الناس في هذا الزمان -خاصةً المتعالمين منهم ممن يسمون مفكرين، وكذلك من الناشئة في طلب العلم!! - فلم يراعوا مكانة القائل، ولا قدر من قيلت فيه هذه الكلمة.
نعم إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض.
إنَّ هذه الكلمة أصبحتْ مطية يركبُها مَنْ يريدُ أنْ يردَّ أقوالَ الأئمة المتقدمين، والسلفِ الصادقين بلا حُجةٍ ولا بُرهان، ومَنْ يريدُ أن يمرر آراءه الشاذة، وأقوالَه الضعيفة، واختياراتِه الغريبة، ومَنْ يريدُ أنْ يُظهِر نفسهُ على حساب أئمة العلم والدين.
نعم "هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال" في أصلِ الخِلْقةِ والصفاتِ المشتركة من سمعٍ وبصرٍ وجوارح، ولكنَّ الله حباهم –بفضله ومنته وحكمته- غزارةً في العلم، وإخلاصاً في العمل، وصِدْقاً في الدعوة، وصبراً عِند الأذى والبلاء، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)) [3] ما أجمل وأبلغ هذه العبارة من هذا الإمام الخبير!.
قال الخطيبُ البغداديُّ–لمّا ذَكَرَ الأئمةَ المتقدمين وما وَقَعَ مِنْ بعضهم من وَهْم في الجمعِ والتفريق بين الرواة-: ((ولعل بعض مَنْ ينظرُ فيما سطرناه، ويقفُ على ما لكتابنا هذا ضمّناه، يلحقُ سيئ الظن بنا، ويرى أنّا عَمْدنا للطعنِ على من تقدّمنا، وإظهار العيب لكبراءِ شيوخنا وعلماءِ سلفنا، وأنّى يكونُ ذلكَ! وبهم ذكرنا، وبشعاعِ ضيائهم تبصرنَا، وباقتفائنا واضحَ رسومِهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهَمَجِ تحيزنا، وما مثلُهم ومثلُنا إلا ما ذكر أبو عَمْرو بنُ العلاء فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال: أخبرنا أبو طاهر عبدالواحد بن عُمر بن محمد بن أبي هاشم قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي قال: حدثنا الرّياشي عن الأصمعي قال: قالَ أبو عَمرو: مَا نَحْنُ فيمن مَضَى إلاّ كبَقْلٍ في أُصولِ نَخْلٍ طُوالٍ)) [4]، وأبو عَمْرو بنُ العلاء هو: المازني البصريّ شيخ القرّاء والعربية، وأحدُ القرّاء السّبعة، مات سنة أربع وخمسين ومائة [5]، فإذا كان أبو عمرو يقول هذا وهو متقدم الوفاة، فماذا ترانا نقول ونحن نعيش في القرن الخامس عشر من الهجرة وما فيه من كثرة الشبهات، ووفرت الشهوات!!، رحماكَ ربِّ.
وقال الشاطبيُّ- لمّا ذَكَر طريقينِ لأخذِ العلم عن أهلهِ الأوَّل: المشافهه، والثاني: مطالعة كتب المصنفين قال: وهو نافع في بابه بشرطين ثم ذكر الشرط الأوَّل ثم قال-: ((الشرطُ الثاني: أنْ يتحرى كتبَ المتقدّمين مِنْ أهلِ العلم المراد، فإنهم أقعدُ بهِ منْ غيرهِم من المتأخرين، وأصلُ ذلكَ التجربةُ والخَبَرُ: أمَّا التجربةُ فهو أمرٌ مشاهد في أيّ علمٍ كان فالمتأخرُ لا يبلغُ مِنْ الرسوخِ في علمٍ مَا مابلغه المتقدمُ، وحسبكَ منْ ذلكَ أهلُ كلّ علمٍ عمليّ أو نظريّ، فأعمالُ المتقدمين -في إصلاحِ دنياهم ودينهم- على خلافِ أعمالِ المتأخرين؛ وعلومُهم في التحقيقِ أقعدُ، فتحققُ الصحابةِ بعلوم الشريعة ليسَ كتحققِ التابعين؛ والتابعونَ ليسوا كتابعيهم؛ وهكذا إلى الآن، ومَنْ طالعَ سيرهَم وأقوالَهم وحكاياتِهم أبصرَ العَجبَ في هذا المعنى، وأما الخَبَرُ ففي الحديث "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ... والأخبارُ هنا كثيرةٌ، وهى تدلُ على نقصِ الدينِ والدنيا، وأعظمُ ذلكَ العلم، فهو إذا في نقصٍ بلا شك، فلذلك صارتْ كتب المتقدمين وكلامهم وسيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أيّ نوعٍ كان، وخصوصاً علم الشريعة، الذي هو العروةُ الوثقى، والوزَر الأحمى وبالله تعالى التوفيق)) [6].
وقال الذهبيُّ: ((جزمتُ بأنَّ المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة)) [7]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عَقَد ابنُ القيم في كتابه " إعلام الموقعين" فصلاً لبيان فضل علم السلف قال في أوله: ((فصل في جواز الفتوى بالاثار السلفية والفتاوي الصحابية وإنها اولى بالاخذبها من آراء المتأخرين وفتاويهم وأن قربها الى الصواب بحسب قرب اهلها من عصر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأن فتاوي الصحابة أولى أن يؤخذ بها من فتاوي التابعين وفتاوي التابعين أولى من فتاوي تابعي التابعين وهلم جرا وكما كان العهد بالرسول اقرب كان الصواب اغلب وهذا حكم بحسب الجنس لا بحسب كل فرد فرد من المسائل كما ان عصر التابعين وإن كان افضل من عصر تابعيهم فإنما هو بحسب الجنس لا بحسب كل شخص شخص ولكن المفضلون في العصر المتقدم اكثر من المفضلين في العصر المتأخر وهكذا الصواب في أقوالهم اكثر من الصواب في أقوال من بعدهم فإن التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين .. )) [8].
ومِنْ علاماتِ أهل البدع: الوقيعةُ في سلفِ الأمة ورميهم بالجهل تارة، ً وبعدم الفهم والسذاجة تارة كما يقولون "منهج السلف أسلم ومنهج الخلف أعلم وأحكم"، قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتابَ والسنةَ وما اتفق عليه أهلُ السنةِ والجماعةِ من جميعِ الطوائف أنّ خيرَ قرونِ هذه الأمة في الأعمالِ والأقوالِ والاعتقادِ وغيرهِا من كل فضيلةٍ أنّ خيرها القرنُ الأولُ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كما ثَبَتَ ذلكَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غيرِ وجهٍ، وأنهم أفضلُ من الخَلَفِ في كل فضيلةٍ من علمٍ وعملٍ وإيمانٍ وعقلٍ ودينٍ وبيانٍ وعبادةٍ وأنهم أولى بالبيانِ لكل مُشْكلٍ، هذا لا يدفعُه إلاّ من كابرَ المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، وأضله الله على علمٍ، كما قال عبدُالله بن مسعود -رضي الله عنه-:"مَنْ كانَ منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئكَ أصحابُ محمد؛ أبرّ هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"، وقال غيره: عليكم بآثارِ مَنْ سَلَفَ فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه، هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، فكيف يحدث لنا زمان في الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى هذا لا يكون أبدا وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا)) [9].
قال ابنُ رَجَب: ((وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين ... وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم)) [10]، وقال ((فلا يوجد في كلام من بعدهم من حق إلاّ وهو في كلامهم موجود بأوجز لفظ وأخصر عبارة، ولا يوجد في كلام من بعدهم من باطل إلاّ وفي كلامهم ما يبين بطلانه لمن فهمه وتأمله، ويوجد في كلامهم من المعاني البديعة والمآخذ الدقيقة ما لا يهتدي إليه من بعدهم ولا يلم به، فمن لم يأخذ العلم من كلامهم فاته ذلك الخير كله مع ما يقع في كثير من الباطل متابعةً لمن تأخر عنهم)) [11].
- ومن أخطر الأمور تربية النشء على الاعتراض على الأئمة السابقين، والعلماء الربانيين بغير حجة ولا برهان، وتصويرُ ذلكَ بأنه هو التجردُ والاجتهادُ وعَلامةُ العلم والتحقيق!!، ونشر مثل هذه الكلمات: "هم رجال ونحن رجال"، و"وكم ترك الأوَّل للآخر"، " والمتأخر جمع ما عند الأولين من العلم فهو أوسع علماً" ونحو ذلك من الكلمات الواسعة والتي قد تفهم خطأ كما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
- إنّ ما تقدم ليس دعوةً للتقليد؛ فإنّ التقليد –وهو: قبول قول الغير من غير معرفة دليله- لا يجوز لمن تحققت أهليته واتسع وقتُه، بل هي دعوة للاتباع الصادق، وإنزال الناس منازلهم، ووضع الأمور في مواضعها، والعدل في القول والعمل، ومعرفة أنّ لسلفنا الصالح منهجاً فريداً متكاملاً في العلم والعمل، نابعاً من الكتاب والسنة، وما عليه الصحابة الكرام، فكانوا بحق هم أجدر من يقتدى بهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وفي الصحيحين من حديث عَبيدة السلمانيّ عن عبدِ الله بن مسعود قال: ((سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته)).
والأمر كما قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)).
- وثمتْ أمر آخر تنطوي عليه كلمة "هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال" وهو تزكية النفس وقد دلَّ الكتاب والسنة على المنع من ذلك قال تعالى {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى} وقال سبحانه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} وروى مسلم في صحيحه من حديث يزيدَ بنِ أبي حَبيب عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمّيتُ ابنتي برَّةَ، فقالتْ لي زينبُ بنتُ أبي سلمة:إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسُمِّيتُ برَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البرِّ منكم، فقالوا: بم نسمّيها؟ قال: "سموها زينب".
فطالبُ العلمِ الصادقِ لا يزكي نفسَه تصريحاً أو تلميحاً، قال ابنُ رَجب: ((وأمَّا مَنْ علمه غيرُ نافعٍ فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس، وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل، وتنقصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال وأردئها، وربما نسب من كان قبله من العلماء إلى الجهل والغفلة والسهو، فيوجب له حب نفسه وحب ظهورها، وإحسان ظنه بها وإساءة ظنه بمن سلف، وأهل العلم النافع على ضد هذا يسيئون الظن بأنفسهم ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها، ... وكان ابن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد:
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ... ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد)) [12].
- ثم لماذا لا تفهم كلمة "هم رجال ونحن رجال" فهماً آخر سليماً يناسب حالنا وزماننا فيقال: "هم رجال" صَدَقوا في الطلب والعلم والعمل والدعوة وصَبَروا على ذلك فأصبحوا رجالا بكل معاني الرجولة، و"نحنُ رجالٌ" بمعنى: عندنا من المؤهلات والصفات ما يجعلنا نقتدي ونستفيد منهم، وأن نخدم الدينَ كما خدموه مع معرفتنا الأكيدة بالفرق الكبير بيننا وبينهم في العلم والعمل.
-وعوداً على بدء إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض، والله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
د. علي بن عبد الله الصياح.
قسم الدراسات الإسلامية-كلية التربية- جامعة الملك سعود
E-Mail: asayah@ksu.edu.sa
المصدر ملتقى أهل الحديث
--------------------------------------------
[1] الإحكام لابن حزم (4/ 573)، وانظر: المدخل للسنن الكبرى (ص111)، الانتقاء لابن عبد البر (144)، المبسوط للسرخسي (11/ 3)، المسودة (302)، سير أعلام النبلاء (6/ 401)، التقرير والتحبير (2/ 415)، وغالب من كتب في مناقب أبي حنيفة نقل هذا الكلام.
[2] الكاشف (2/ 322)، تهذيب التهذيب (10/ 401).
[3] مجموع الفتاوى (7/ 436).
[4] موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 12 - 13).
[5] سير أعلام النبلاء (6/ 407).
[6] الموافقات (1/ 97 - 99).
[7] تذكرة الحفاظ ج3/ص948
[8] إعلام الموقعين (4/ 118 - 119).
[9] مجموع الفتاوى (4/ 157 - 158).
[10] بيان فضل علم السلف على علم للخلف "ص61"
[11] المرجع السابق ص65
[12] بيان فضل علم السلف على علم للخلف "ص86 - 87"
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أخي الحبيب: أبو أحمد لقد أظهرت قعر وعائك، وظهرت بضاعتك المزجاة.
هداك الله يا أخي
هل تحسب أن الله سيفتح عليك بتفكير ساعة ما لم يفتحه على من عاش دهره مفكرا إن رجالا في تاريخ أمتنا عاشوا حياتهم كلها مع العلم فجلسوا مع كل حديث ومع كل آية ومع كل كلمة في اللغة أكثر مما جلسناه مع كتاب كامل.
فحياتنا مقسمة بين العمل و الدراسة و حاجات الأهل وأجهزة الترفيه وأحهزة الإعلام.
ومع هذا فإنا لا نقول لك قولهم مقدم على قولك إذا أتيت بحجج تدل على أن قولك اقرب للمنهج الصحيح من أقوالهم.
ولكن من الحماقة أن نضرب بأقوالهم عرض الحائط وننتظر أقوالا فجة صاحبها لم ينضج ولم يطبخ عقل صاحبها في مرق العلم.
بارك الله بعلمكم ونفع المسلمين بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[13 Nov 2003, 12:08 ص]ـ
الاخ القحطاني
لم أقل أن احدا انكر الكتاب والحديث, ولكن اعيب على من اضاف الى الكتاب والحديث فعدل بهما!
ولا أقول أننا أفهم من الاولين, ولكن أسال, هل يصيبون مطلقا, أم يحصل ويخطئون؟ , وهل نخطئ مطلقا, ام يحصل ونصيب؟؟
ثم نتذرع بآية سورة النساء في سبيل المؤمنين, فأتني يا اخي بما يجمع عليه المؤمنون "ببينة" وأنا معهم ومنهم, اما ان نبحث في امر سبق واختلف فيه مع المؤمننين ثقاتهم واعلامهم, فهذا يدل ان المسالة تحت البحث, وليست تحت الاجماع؟؟
ونقرأ كثيرا "كتاب وسنة بفهم سلف الامة" الا يضرب هذا القول المصنوع بحديث النبي عليه الصلاة والسلام "فليبلغه كما سمعه" لا كما فهمه, الا يضرب به عرض الحائط, ويرده صراحة.
وأقول للاخوة المتمسكين بفهم السلف بدل التمسك بالكتاب والحديث, الم يبشر النبي بعهد في اخر الزمان على منهاج النبوة؟! , فان كان منهاج السلف هو الحق فلم لم يبشر به النبي, وهل كانت هذه الافهام التي نؤمر بها ونجلد عليها يوم كان "منهاج النبوة"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ويقول الاخ سالم "هل تظن أن تفكرك ساع سيفتح الله عليك ما لم يفتح به على الاولين",
فاقول: أراك تتالى على الله وتقدم بين يديه, وتحجر على عباده, فهل عهد الله اليك أنه لن يفعل؟؟؟
"ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها"!.
اللهم إني أبرأ اليك من كل علم غير علم نبيك وكتابك, فمن يرى أنني ضال بهذا!!!!!!
ـ[ابومحمد خالد بن ابراهيم]ــــــــ[17 Nov 2003, 03:07 م]ـ
نعم نحن نصر على فهم السلف لانه اما ان نفكر كما فكرو ا وننهل ممانهلوا فنكون على طريق الحق أو أن نحكم عقلا قاصرا فنضل و نخزى
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Nov 2003, 11:43 ص]ـ
أيها الإخوة
السلام عليكم
كتاب الله أنزل لكل الناس إلى أن تقوم الساعة وعجائبه لا تنقضي، وعطاءه لكل زمن، ورسالة الإسلام إلى الإنسان مطلقا الأمي والمتعلم.
فإذا كان أكثر الناس في عهد النبوة أميين فأكثر الناس الآن متعلمون.
آيات الله وأحكامه بينها الله وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكما في الكتاب آيات آحكام كذلك فيه آيات للهدى، هذه الآيات يأتي تأويلها في زمانها (لكل نبأ مستقر) مثلا:
أسلافنا في كتب التفسير كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة ومنهم من قال: إن الأرض يحملها ثور ويحيط بها جبل قاف ... إلى آخره، الآيات التي تتكلم عن كروية الأرض موجودة ولكن لم يتبين لهم فيها شيء لأن اكتشاف كروية الأرض لم يكن حدث حينئذ، ومن الحكمة ألا يبين الله الآيات إلا لقوم يعلمون (ولنبينه لقوم يعلمون) فلو جاءهم العلم
في كروية الأرض (كما جاءنا) لتبين لهم آيات كروية الأرض في القرآن، لكن الله سبحانه لا يبين الآيات الإعجازية قبل أوانها.
ماذا لو جاء أحد وفسر لنا قوله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ....... ) وهداه الله لمعرفة تلك الآيات، هل سنردها عليه ونقول له: كلامك مردود لأن السلف لم يقل به؟!!
كلا، بل هو كتاب لكل الناس،فإذا كان الأميون قد تعلموا الكتاب والحكمة فكذلك يتعلم المتعلمون الكتاب والحكمة (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم .... )
وإني أرى أن الأخ أبا أحمد لم يقل منكرا من القول، وكلامه ليس خطأ.
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[19 Nov 2003, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى صحبه وسلم.
أما بعد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا أخ أبا علي ..... !!!!! هداك الله ورعاك
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا تقوم الساعة حتى .......
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[20 Nov 2003, 02:43 م]ـ
* تقول " الإسلام الذي يتعبد به المسلمون اليوم ليس هو إسلام الله والرسول بل هو إسلام الفقهاء الذي وضعه الفقهاء منذ ألف عام. أرجو شرح هذه العبارة؟
- كيف يفهمون القرآن؟ يقولون اين عباس قال كذا، ومقاتل قال كذا، مجاهد قال كذا. ابن تيمية قال كذا، الحديث صحيح أم خاطئ يقولون البخاري قال كذا … مسلم قال كذا …. إذن هؤلاء لا يفكرون بعقولهم ولا بالأشياء الثابتة، لا بالقرآن نفسه، بل بكلام المفسرين، ولا بتأكدنا من صدق الأحاديث بل لمجرد أنهم قلوا كذا وكذا … وكل هذه المذاهب، هل كانت موجودة في عهد الرسول من شافعية وحنبلية؟ كانت غير موجودة، كل هذا من إبداع الفقهاء فهذا هو إسلام الفقهاء الذي كان انعكاساً لمشاكل عصرهم الذي لا يشبه عصرنا نحن.
* في مشروعك الفكري طالبت بإزاحة كل هذه الفتاوى والرجوع إلى القرآن بعقل جديد. كيف؟
- نحن لا نعبد أشخاصاً من دون الله، فأبو بكر قال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، كل فتاوى الأئمة عوائق لتحديث الفكر الإسلامي.
ـ[عبد الله]ــــــــ[20 Nov 2003, 07:38 م]ـ
الأخ الشيخ أبا أحمد - سلمه الله
المشروع الجديد الذي تطرحه ولا أرى أحداً وافقك عليه، قد طرحت منه جزئية واحدة، وهي الأخذ بالكتاب والحديث، وطرح ما سواه من الكلام والآراء والفهوم، سواء كان ذلك للصحابة أو التابعين أو من بعدهم، فهلآ جلّيت لنا بقية الجزئيات، وبقية الأفكار التي يقوم عليها هذا الدين الجديد (المذهب)، ليكون عندنا تصور كامل عنه، بدلاً من هذا التصور الجزئي، وأرجو أن لا تحيلني على موقع أسرار لأن الوقت لا يتسع للاطلاع عليه، وهذا ما حملني على أن أطلب منك تصوراً متكاملاً بإيجاز.
أسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير، والهداية لما فيه الصلاح.
عبد الله إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[22 Nov 2003, 12:37 ص]ـ
الاخ ابا عبد الله ..
باختصار, أحيلك على آية "المائدة", (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي).
فإذا كان الفقه اللاحق من كلام التابعين هو المكمل للدين, الذي لا ينبغي الفصل بينهما فيه, لما صحت الآية بتنزيلها!.
فأقول لك إنني لا انكر جهد علمائنا ولا انفيه ولا ابطله, بل هو الجهد المحمود المطلوب الذي يثري علمنا ويثور فهمنا, فنبدا من حيث انتهوا, ولكن لا ننتهي إلا عند الحق!.
وأنا أعلم أن ما رد به الشيخ الشهري من صعوبة التغافل عن هذا "التراث" رد في محله, وأنا لا أدعو الناس إلى ابطال كتب العلم, فإننا وإن أبطلناها فسنمر على مما مروا به لزوما, ولكنني أطمع بمنهج واضح يفرق كل التفريق بين كلام النبي وكلام العلماء!.
الا ترى علماءنا اليوم لا يجيبون غلا بما أجاب به سلفنا, عملا بالقاعد "الآمنة" (سكّن تسلم)!
وأخيرا .. فما رأيك بمشروع "المهدي", الذي سيرد الناس إلى "منهاج لنبوة", فهل تظن أن المهدي سيهتدي بهدي العلماء "ونصوصهم" أم بالدين الخالص؟؟
أنه مشروع المهدي على منهاج النبوة باختصار شديد, فمنهاج النبوة لا يقبل الاخذ حتى من التابعين, إذ كيف يأخذ عن التابعين وهو قبلهم؟؟ .................................. ز
ـ[المقدسي]ــــــــ[23 Nov 2003, 12:50 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على نبيه الأمي،،،
أي عقل قاصر هذا الذي يفكر ويبحث ويتدبر. وهل طلب منا سلفنا الصالح أن نضع عقولنا في بيوتنا لأنهم بارك الله فيهم جميعا ورضي عنهم أخرجوا لنا كل ما نحتاج إليه من علوم ومعرفة
لا والله ليس هذا ديني - فوجب علينا أن نسمع ونعقل القرآن وكأنه يتلى علينا مباشرة من رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكذلك الحديث وكأننا نسمعه منه عليه الصلاة والسلام كما أراد لنا أن نسمعه ونفهمه.
فمهما ورد في الموقع الذي يؤشر له الشيخ ابا أحمد فما أراه في أقل الأمر إلا دعوة للمسلمين أن يتدبروا بكتاب الله - وليس هذا بحرام ولا ممنوع - خاصة وأن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا به في كتابه الكريم.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العلمين
ـ[عبد الله]ــــــــ[23 Nov 2003, 11:01 ص]ـ
الأخ أبا أحمد
أحلتني على آية: اليوم أكملت لكم دينكم
فهل ترى أن ما جاء به التابعون تشريعاً جديداً معارضاً لهذا التشريع الكامل أم ترى أنه تقريب له وفهم قدموه لنا من خلال رؤيتهم ومعايشتهم للصحابة الذين عايشوا عصر النبوة ونزول الآيات؟
عبد الله إبراهيم
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[23 Nov 2003, 08:08 م]ـ
شتان بين الدين الكامل والفهم الناقص ..
فدين الله متين كما قال نبي "السلف", و"الفهم" الذي تتحدث عنه جد مختلف, فكيف يتكئ الكامل التام على الناقص المختلف؟؟؟
ثم أنا لا أنفي جهد صالحينا, ولكن أكفر بكل من ينافس النبي محمد حق الولاية على عقول المؤمنين في التشريع لهم, والحجر على أفهامهم!.
ولو كان ما تقوله حقا, لما فات النبي ولما أعجزه أن يأمرنا بافهام من شاء من الناس, ولكنه على كل العكس, حذر من الافهام بجنانب دينه الخاص, فقال "فليبلغه كما سمعه" لا كما فهمه ....
والحق أنني لا اسحيي, بل واحمد الله على نعمة العقل, والله يحب ان يحمد وان يرى نعمته على عبده, فلا استحيي ابدا أن اقول إنني احتفظ بحقي كاملا في التلقي الخالص عن نبي الله ورسوله الي , دونما تدخل من أحد ...
فلن تسألني الملائكة أبدا إذا دخلت قبري (ماذا قال السلف في الرجل الذي بعث فيكم) , بل سيسألوني , ماذا تقول انت؟؟؟
فانا من الآن اشتغل لهذا السؤال "الخاص جدا"! ......
ويا اخي لا داعي للمكابرة, فحديث النبي لا يحجبه حاجب ..... الكتاب والحديث وما "أجمع" عليه الاربعة الراشدون المهديون وحسب ......
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[24 Nov 2003, 01:09 ص]ـ
أظن أن في الأمر بعضَ اللبس، و لذا أرى أن يسطر الأخ أبو أحمد هنا على هذه الصفحة الإلكترونية ما يعتقده في وظيفة أهل العلم تجاه كتاب الله و سنة رسوله؟ و بهذا يعرف مقصودكم بهذه المداخلة.
فمثلا نود معرفة مراد النبي صلى الله عليه و سلم (خيركم من تعلم القرآن و علمه) هل تعليم القرآن مقتصر على البيان اللفظي له.
لم كان التابعون يتلقون من الصحابة تفسير القرآن و هكذا من بعدهم، خذ مثالا على ذلك: مجاهد بن جبر، لِمَ عرض القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات يوقفه عند كل آية و يسأله عنها؟
ثم كذلك الجواب الواضح البين من الأخ أبي أحمد: عن كيفية أخذ العلوم، و ها هنا الكلام يخص القرآن، كيف نتلقى علوم القرآن، هل نأخذها مباشرة من القرآن، أم من أهل العلم، أم ماذا؟؟.
إذا وضح الأخ أبو أحمد هاتين النقطتين، و أقول وضَّح، لأن كثيرا مما يكتبه - الحقيقة - لم أتبين ما يريد، و ليعذرني - أخي أبا أحمد - في هذا، فإني أعتقد أن الفصاحة و البلاغة في حسن البيان.
على أنني فهمت من مشاركة له هنا - و لعلها في معرفة المراد بالأعراف المذكورة في كتاب الله في السورة التي حملت اسمها - = أنه لا يرى الخروج عن فهم من تقدم من السلف خروجا عن إجماع الأمة، و لا طرحا لفهومهم بالكلية، فالقرآن أنزل ليتدبر لنا و لهم، و هذا المعنى صحيح في الجملة، مع تفصيل لا بد منه، فالذي أراه أخي أبا أحمد أن عندك جهودا - أسأل الله أن يبارك فيها و ينفعنا بها - لكن ينقصها: العرض العلمي المتكامل، و البيان الواضح الفصيح، الذي لا لبس فيه.
و لو أجاب عن هذه الأسئلة أخي أبو أحمد و أبان عن تلك الإشكالات = لانتفع الجميع بما يطرحه، و لانقطع الجدال.
و لتعذرني أخي أبا أحمد، فالطرح الذي تطرحه مهم جدا، و النرعة التجديدية التي ألمسها لديك مهمة جدا، لكن بالبيان و التقعيد العلمي النيِّر، مع المجادلة بالتي هي أحسن.
و الله الموفق. [/ B][/QUOTE]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[24 Nov 2003, 06:35 م]ـ
حاولت مرارا أن أوضح أنني لا انبذ فهم الاولين الاكابر, بل وإنني أحض وألزم ممن يسمعني أن لا يقول بآية من كتاب الله شيئا حتى يمر على ما قال السلف الصالح. ولكن على ان يكون هذا مرور الباحث لا مرور المتعبد, فيؤمن بقولهم وهم ناس شئنا ام ابينا, كما يؤمن بقول المعصوم عليه الصلاة والسلام.
فإذا عرضت لي مسألة من كتاب الله, بدأت بقول العماء, إذ العادة أن يكونوا على هدى وصواب, فآخذ منهم ما اطمأن قلبي إليه وما استند الى دليل. فإن لم أجد بحثت, ملتزما بما التزموا هم به, من تقديم الكتاب والحديث ..
مقدما هذا بين يدي الله على انه عمل صالح في كتاب الله, فإن كان صوابا أجرني عليه, وإن كان خطأ لا قصد فيه, عذرني الله عليه, {وليس عليكم جناح فيما اخطأم به, ولكن ما تعمدت قلوبكم} ..
ولكن -واستميحك عذرا- اخي ابو تيمية, أن لو كان ما اتيت انا به معنونا باسم أحد ممن "يشرك" بهم الناس في علومهم, كااشيخ فلان والعلامة فلان, لصار ما قلت حقا!. وهذا عند الله عين الكبر والباطل {إن يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما, فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا} .................
ولقد فصلت كل ما تحب أن تسألني عنه في (مقدمة لا بد منها) في موقعي الخاص
www.alassrar.com
واختم بما أمضيت به مشاركتك عن ابن سيرين فاقول: ما زاد ابن سيرين على أن عطل كتاب الله!!!.
وأكاد أقرأ بين سطور كلامك أخا ناصحا عادلا, فأسأل الله لي ولك الهداية والسداد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Nov 2003, 08:08 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد يوسف.
استأذنك في تأجيل ما كتبته إلى أجل.
أخوك
عبدالرحمن الشهري
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[30 Nov 2003, 07:30 ص]ـ
قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه:
قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كُفوا، ولهم كانوا على كشفها أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى، وإنهم لهم السابقون، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه، لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم: حدث بعدهم، فما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم، ولقد وصفوا منه ما يكفي، وتكلموا منه بما يشفي، فما دونهم مقصّر، ولا فوقهم محصر، لقد قصر دونهم ناس فجفوا، وطمح آخرون عنهم فغلوا، وإنهم من ذلك لعلى هدى مستقيم.
أخرجه ابن وضاح في "البدع والنهي عنها" وصححه الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم في تحقيقه على كتاب "المناظرة في القرآن الكريم" للشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[01 Dec 2003, 12:25 ص]ـ
الله, الله .... صار دينا قال فلان وقال فلان ..... وصار لنا اكثر من نبي ..... وصار عندنا محمد بن عبد الله وعمر بن عبد العزيز وابن تيمية وحسن البنا ومحمد بن عبد الوهاب ......
أما أنا فلن أذهب الى ربي بغير النبي محمد عليه الصلاة والسلام, فمن يرى اني على ضلال؟؟
فيما ارى ان من ياتي الله بغير النبي فهو على ضلال!!.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Dec 2003, 01:02 ص]ـ
أخي الكريم أبا أحمد. يبدو أن النقاش أخذ أكثر من حقه، وآن لك أن تكف بارك الله فيك. وأنت قد ذكرت لنا وجهة نظرك، وأنت لا تريد أن تفهم ماذا يقصد الجميع. على حد قول الأول:
سارت مشرقةً ورحت مغرباً ... شتان بين مشرق ومغربِ!
فخذ في حديث آخر ننتفع به، ودعك من بنيات الطريق فهي مضيعة للوقت والجهد بارك الله فيك. واعلم أن الوقت ثمين، ثمين، ثمين.
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[01 Dec 2003, 10:11 م]ـ
الدكتور الاخ الكبير عبد الرحمن الشهري ..
هي لك, ولن أخوض فيما تكره, فهو موقعك وانت صاحبه واولى به!
وإن كنت عندي لمرجوا .... !
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2003, 05:51 ص]ـ
أخي أبا أحمد حفظه الله أشكرك على حسن قبولك، وهذا ظني بك وبأمثالك. والموقع للجميع، والغاية النفع والفائدة لنا جميعاً أسأل الله لك التوفيق والسداد.
أخوك
عبدالرحمن(/)
"اليوم أكملت لكم دينكم", أي التفاسير كان يومها مفروضا؟؟
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[12 Nov 2003, 12:24 ص]ـ
"اليوم أكملت لكم دينكم", أي التفاسير كان يومها مفروضا؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Nov 2003, 12:32 ص]ـ
السؤال غير واضح!!!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[12 Nov 2003, 02:54 ص]ـ
لعل الاخ يقصد ان الدين تم قبل ظهور التفاسير المعروفة عن الصحابة والتابعين وغيرهم ... وينبني على هذا ... اننا يمكن الاستغناء عنها .. او على الاقل هي غير لازمة لنا ...
فليعلم الاخ الكريم ان المسألة لا تطرح على هذا النحو ... ولكن على الشكل التالى:
لقد تم الدين فعلا قبل التفاسير ... ولكن المشكلة فى فهم ذلك الدين الذى تم ... اعنى ان المقابلة ليست بين الدين -القران والسنة-وبين التفاسير ولكن بين فهمنا نحن وبين وفهم اصحاب تلك التفاسير .. فإذا تعارض فهمنا وفهمهم .. فمن المقدم ....
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[13 Nov 2003, 12:16 ص]ـ
الاخ ابو عبد المعز
إذا تعارض فهمنا وفهمهم تقدم ذو الحجة الذي قدمه الله ورسوله, ولا حجة لمن سبق بمجرد سبقه, إنما الحجة للكتاب والحديث ولو على لسان غلام!.
ولا يكون ابدا أن يصبح قول الناس حجة ابدا, مهما كانوا.
هل سمعتم بالرجل الذي سيرد الناس الى منهاج النبوة, أهو خير امن التابعين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
"أمتي هذه كالغيث لا يعرف خيره اوله ام آخره".(/)
(2) التعليق على الوقف اللازم على قوله تعالى (كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Nov 2003, 03:58 م]ـ
قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة:118).
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (مثل قولهم)، ومن ثَمَّ، فما بعدها مفصول عنها.
ويكون مقول القول محذوفاً، قد دلَّ عليه سباق الآية، وهو ما ذكره الله من قولِ الذين لا يعلمون: (لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية)، فمقولهم المحذوف: هو هذا الاقتراح.
ولو وصل القارئ قولَه تعالى: (مثل قولهم) بقوله تعالى: (تشابهت قلوبهم)؛ لتُوهِّم أن جملة: (تشابهت قلوبهم) هي مقولُ القَولِ، وليس الأمر كذلك، وبناءً عليه لَزِمَ الوقف على قوله: (مثل قولهم)؛ لِيُفهَم المعنى بالفصل.
قال شيخ زاده في حاشيته على البيضاوي: ((قوله: (تشابهت قلوبهم) استئناف على وجه تعليلِ تشابُهِ مقالتِهم بمقالةِ من قبلهم)) (1).
وقال الآلوسي في قوله: (تشابهت قلوبهم): ((والجملة مقررة لما قبلها)) (2).
وقال أبو حيان: (((تشابهت قلوبهم) الضمير عائد على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم، لما ذكر تماثل المقالات، وهي صادرة عن الأهواء والقلوب، ذَكَرَ تماثلَ قلوبهم في العمى والجهل؛ كقوله تعالى: (أتواصوا به) (الذاريات: 53))) (3).
أقوال علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوالٍ:
الأول: أنَّ الوقف تامٌّ، وهو اختيار ابن مجاهد أحمد بن موسى (4)، والهمذاني (5).
الثاني: أنَّ الوقف كافٍ، وبه قال الأنصاري (6).
الثالث: أنه حسن، وهو قول الأشموني (7).
الرابع: أنه مطلق، وهو قول السجاوندي (8).
و الأَولى في الحكم هنا: الفصلُ بين الجملتين، للْعِلَّةِ المذكورة، وهي أن يُتَوَهَّمَ أنَّ قوله تعالى: (تشابهت قلوبهم) من مقول الكفار.
والصواب أن المقول محذوف، وأن هذه الجملة مستأنفة، وبهذا يكون قول الأشموني بأنه وقف حَسَنٌ غير صحيح، لأنه يلزم من ذلك التعلق الإعرابي وهو غير موجود.
ومع هذا الاستئناف هل الوقف من التام أو الكافي؟.
الأصحُّ أنَّ الوقف كافٍ؛ لأن السياق ما زال متصلاً بالحديث عن الكفار، ويؤكد ذلك الضمير في قوله: ((قلوبهم))، فهو يعود على الذين لا يعلمون والذين من قبلهم المذكورين في الآية. وبهذا تكون الآية مرتبطة بما قبلها في المعنى، واللهُ أعلمُ.
و أما حكم السجاوندي بأنه مطلق، فصحيح أيضًا؛ لأن جملة: (تشابهت قلوبهم) يصحُّ البدء بها، لأن ضابطَ الوقف المطلق عنده هو صِحَّةُ البَدْءِ بما بعد الوقف. والله أعلم.
ــــــــــــــــ
(1) حاشية شيخ زاده على البيضاوي 1: 402.
(2) روح المعاني 1: 370، وانظر: التحرير والتنوير 1: 689، فقد ذكر مثل ذلك.
(3) البحر المحيط 1: 367، وانظر: تفسير ابن جزي 1: 58.
(4) انظر: القطع والائتناف 161.
(5) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1: 73.
(6) المقصد 47 ـ 48.
(7) منار الهدى 47 ـ 48.
(8) علل الوقوف 1: 121.
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[19 Apr 2010, 01:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم، تخريج طيب لطيف للوقف.(/)
دراسة نقدية لأثر عثمان رضي الله عنه في سبب سقوط البسملة من أول براءة
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[13 Nov 2003, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيتفق المختصون في الدراسات القرآنية، أن كثيرا من المسائل المتصلة بالتفسير وعلوم القرآن، تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتمحيص، بل إني أجزم أن بعض المسائل التي اكتسبت صفة الاستقرار والقبول، بل والتسليم أحيانا في الدراسات القرآنية، هي محل نظر، وبين يدي مسألة لها تعلق بالتفسير وعلوم القرآن، وهي مسألة إسقاط البسملة من أول سورة براءة، وهي من المسائل المشهورة، استغني بشهرتها عن إطالة الكلام بذكرها، وإنما اكتفي بالرواية المشهورة التي رواها أهل السنن وغيرهم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه في سبب سقوطها، قال ابن عباس رضي الله عنه قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: (ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) وفي لفظ: (وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم)
وسيكون النظر في هذا الأثر من جهتين:
- الأولى: من جهة الإسناد.
- والثانية: من جهة المتن.
الجهة الأولى: من جهة الإسناد.
فهذا الأثر أخرجه ابن حبان والحاكم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي وأحمد والطبراني في الأوسط والطحاوي وابن جرير، ـ وفي الحق ـ فإن هذا الجانب من المسألة قد بسط أهل العلم من أئمة الحديث البحث فيه، فحصروا طرق الأثر ونقدوها وبينوا درجتها، وملخص كلامهم في سند هذا الأثر، أن مداره على يزيد الفارسي، وهذا الرجل قد اختلف فيه أهل العلم: هل هو ابن هرمز، أو غيره، فإن كان ابن هرمز ـ كما ذهب الإمام أحمد وابن مهدي ـ فهو ثقة، ومن الأئمة من فرق بينهما كالقطان وابن معين وغيرهما، وحكم بجهالة الفارسي، ومنهم من فرق بينما غير أنه حسن حديث الفارسي كما فعل أبو حاتم الرازي.
والأثر قد حكم ابن حبان والحاكم بصحته، وحسنة الترمذي وابن حجر، وممن صححه من المعاصرين الشيخ عبد الله الجديع في كتابه مقدمات أساسية، وانتصر له بقوة وأطال فيه، وذلك في بحثه في ترتيب الآيات والسور، وممن ضعفه من المعاصرين الشيخ أحمد شاكر والشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ الألباني ومحققوا المسند رحم الله الجميع.
ـ وفي الحق ـ فإني لم أجد ـ في ضوء ما وقفت عليه ـ عند المصححين لإسناده أو أولئك المضعفين له، ما يقوي قولهم ويسند رأيهم، ولذا أقف معهم ـ في هذا الجانب ـ حيث وقفوا، لأني لم أجد ما يرجح كلام أولئك أو أولئك.
الجهة الثانية: النظر في هذا الأثر من جهة متنه.
وهنا ـ مع الأسف ـ لا نجد البحث يأخذ العمق والقوة، كما رأينا في كلام أهل العلم المتعلق بإسناد الأثر، وأشير هنا إلى أنني كلفت عددا من الطلاب في الجامعة بدراسة سند الأثر ومتنه، فاقتصر كلامهم على ناحية الإسناد، لأن كلام أهل العلم توقف عند هذا القدر، ولذا فأنني أطرح هذا المسألة عليكم بارك الله فيكم، لنتدارس المسألة ولا سيما من ناحية المتن، فقد ظهر لي أن في المتن نكارة، توجب الحكم بضعفه، وغير خاف أن العلة والشذوذ ـ التي اشترط أهل العلم سلامة الأثر منها حتى يحكم بقبوله ويحتج به ـ لا تقتصر على السند، بل للمتن نصيب فيها، ولأهل العلم من أئمة الجرح والتعديل باع طويل في هذا، فرحمهم الله وأجزل لهم المثوبة
إن المتأمل في متن هذا الأثر سيلحظ أمرين مشكلين، فيهما دلالة على نكارته، مما يقوي القول بضعفه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الإشكال الأول: جاء في الرواية قول عثمان وهو يرد على سؤال ابن عباس: ( .. فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) وفي لفظ: ( .. وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال .. ) إن لفظ الروايتين يدل على ثلاثة أمور:
يدل أولا: على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم يبين نهاية الأنفال وبداية براءة.
ويدل ثانيا: على أن عثمان قد استشكل هذا الأمر، أي عدم بينانه صلى الله عليه وسلم لأول هاتين السورتين وآخرهما، حتى تردد رضي الله عنه في أمرهما لتشابه قصتهما.
ويدل ثالثا: على أن عثمان لما رأى هذا التشابه بين السورتين، وعدم بيان النبي صلى الله عليه وسلم لبدايتهما ونهايتهم، اجتهد فقرن بينهما واسقط سطر بسم الله الرحمن الرحيم.
إذا: فعثمان رضي الله عنه هو الذي قام بهذا الأمر ـ سواء باشره بنفسه أو كلف أحدا من الصحابة به ـ وهذا أمر مشكل حقا، فإننا نعلم يقينا وبإجماع، أن جمع القرآن الكريم مرّ بثلاث مراحل، جمع النبي صلى الله عليه وسلم وجمع أبي بكر ثم جمع عثمان رضي الله عنهما، ونعلم كذلك بإجماع أن جمع أبي بكر كان مرتب الآيات والسور، وهذه قضية عقلية لا نزاع فيها، لأن جمع السور في مصحف واحد يقتضي أن تكون مرتبة، وإذا صح هذا فهو يقتضي أن سورة براءة والأنفال كان لهما موضع في جمع أبي بكر رضي الله عنه قطعا، سواء على ما هما عليه الآن أو غيره، وهنا يرد علينا أمران:
إما أن يكون عثمان قد وافق أبا بكر في جمعه وترتيبه، ولم يكن الأمر من فعله وإنما هو من فعل أبي بكر وبأمره، وهنا يحق لنا أن نسأل لم نسب عثمان ـ في هذا الأثر ـ الأمر له في عدة مواضع: من حيث الاستشكال، ومن حيث تشابه القصة، ومن حيث القيام بالفعل ذاته بأن قرن بين السورتين ثم أسقط البسملة؟ وأرجو إعادة قراءة الرواية مرة أخرى، لقد كان عثمان رضي الله عنه في غنية أن ينسب الأمر له ويتحمله هو، مع أن الذي قام به غيره، ويتأكد هذا إذا علمنا أن ابن عباس قد سأله بصيغة لا تخلو من نوع إنكار قال: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك؟) أفلم يكن من الأسلم لعثمان رضي الله عنه أن ينسب الأمر لغيره وقد فعله سواه.
هذا الاحتمال الأول، والاحتمال الثاني: أن يكون عثمان هو الذي قام بهذا الأمر إما مباشرة له أو أمرا به، والإشكال على هذا الاحتمال أكبر من سابقه، لأنه يدل على أن عثمان رضي الله عنه هو الذي استشكل عدم العلم بنهاية الأنفال وبداية براءة، مما حمله على أن يقرن بينهما ويسقط البسملة ـ كما تدل عليه ظاهر الرواية ـ وهنا يحق لنا أن نسأل: كيف كان الأمر قبل أن يتولى عثمان رضي الله عنه الخلافة؟ كيف لم يستشكل أبو بكر والصحابة معه هذا الأمر؟ وكيف جمعوا الناس على مصحف واحد فرق بين الأمصار! وقرأه الناس في خلافة أبي بكر وخلافة الفاروق كلها وقد استمرت نحوا من عشر سنين، بل شطرا من خلافة عثمان ـ على اعتبار أن جمع عثمان كان بعد معركة أرمينيا ـ وهنا أدع الجواب لكم.
الإشكال الثاني: نلحظ تعارضا بين أول الرواية وآخر الرواية، ففي آخر الأثر كان كلام عثمان واضحا، في أن الأمر المتعلق بسورة الأنفال وبراءة كان مشكلا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين آخر الأنفال ولا أول براءة، وكذلك لتشابه قصتهما، وهذا الذي حمله رضي الله عنه على أن قرن بينهما وأسقط البسملة، إذا فعثمان لم يكن يعلم إن كانت الأنفال مستقلة عن براءة أو لا، وهذا يتعارض مع كلام ابن عباس، لأن ابن عباس نص على تسمية براءة ونص على تسمية الأنفال، والنص على تسميتهما يقتضي العلم باستقلالهما عن بعضهما، بل زاد ابن عباس فبين أن الأنفال كانت معروفة التصنيف حيث ذكر أنها من المثاني، وأن براءة كانت أيضا معروفة التصنيف حيث ذكر أنها من المئين، إذا فابن عباس سما السورتين هذا أولا، وثانيا صنفهما، وهذا يقتضي قطعا أنهما معروفتان للناس لا يشتبه عليهم أمرهما، قال ابن عباس: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما .. وإذا صح هذا فقارنه بقول عثمان في آخر الرواية يظهر لك تعارض ما بين القولين.
وفي الحق فهذان الأمران فيهما إشكال يقوي القول بضعف هذا الأثر، على الأقل من جهة المتن، إن وقع الخلاف في إسناده.
بقي أن أشير إلى أمر ثالث في هذا الأثر لم يتحرر بشكل واضح عندي، أذكره لكم لأنظر رأيكم، وهو:
وهو إشكال مترتب على الأشكال الأول، حيث يلزم من هذه الرواية عن عثمان، أنه رضي الله عنه هو الذي قام بإسقاط البسملة بسبب المسوغات التي ذكرها له، ونحن نفهم من هذا أن البسملة كانت مثبتة في أول براءة في مصحف أبي بكر رضي الله عنه ثم أسقطها عثمان لما رأى ما بين السورتين من تشابه وعدم بيان النبي صلى الله عليه وسلم لهما حيث يقول: ( .. فكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) وفي لفظ: (وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فمن هناك وضعتهما في السبع الطوال ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا يدل على أن عثمان رضي الله عنه خالف الأمر الذي اجتمع عليه الناس واستقر، وعثمان أجل وأورع من أن يفعل هذا.
وبعد فأرجو بارك الله فيكم المشاركة وإبداء الرأي وتصويب الخطأ والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 Nov 2003, 05:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ ناصر
والذي ترجح لي هو جهالة يزيد الفارسي كما ذهب إليه يحيى القطان و ابن معين و المزي وهو ظاهر اختيار الترمذي كذلك.
وبذلك يكون الحديث ضعيفاً إضافة لنكارة المتن التي نبهتم عليها جزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Nov 2003, 01:52 م]ـ
حياك الله أبا فارس، وعوداً حميداً بعد طول غياب
مناقشة ودراسة أثر ابن عباس مع عثمان سنداً ومتناً يمكن أن ترجع فيها إلى ما نقله الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه:في علوم القرآن - عرض ونقد وتحقيق ص58 - 62
فقد نقل عن كتاب: فصل الخطاب في سلامة القرآن الكريم للدكتورين: الكومي والقاسم نقداً جيداً لهذا الأثر، وخاصة من جهة المتن.
فيمكنك الرجوع إليه، ومقارنة ما ذكرا بما ذكرت وفقني الله وإياك.
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[13 Nov 2003, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم محمد الأمين أشكرك على قراءتك للموضوع، وأرجو منك أن تفيدني والإخوة بالمرجح الذي اعتمدت عليه في تقوية كون يزيد، هو الفارسي.
أبو مجاهد: غفر الله لك، لا تنس أن الغياب غياب الروح، كما أشكرك على قراءة الموضوع وأرجو منك ـ بلا مشقة ـ أن تذكر لنا ملخص ما ذكره الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه:في علوم القرآن، فكتابة ليس بين يدي، ولك مني الشكر مرة أخرى.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[13 Nov 2003, 09:08 م]ـ
لن أكثر من التبريرات والمناقشات لكل جزئية من الاستفسارات، وسأكتفي ببعض الإشارات لأظهر ما بان لوجهة نظري القاصر، وفيها إجابات لما طرحه الدكتور وفقه الله.
(ما حملكم)
أي يا من جمعتم القرآن من كبار أصحاب رسول الله سواء كان أبا بكر أو غيره ممن تولى هذه المهمة.
(على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى البراءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما)
في المصحف المجموع بين أيدينا، بسوره المتتالية
(ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟)
(فقال عثمان رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآية فيقول ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا)
وأنا هنا أفهم من هذا النص خلاف ما فهم غيري من بعض السابقين الأفاضل أن ترتيب كل سور القرآن توقيفي إلا الأنفال وبراءة، بل يستنبط من هذا النص أنه حتى هتين السورتين كانتا هكذا في العرضة الأخيرة على جبريل، سورة براءة بعد الأنفال على ما نراه بين أيدينا
لكن على الرغم من كل الدواعي التي استظهرها عثمان أنها منها ومكملة لها كتشابه القصة وتتاليهما في القراءة وعدم وجود البسملة لكن لم يبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا لعثمان ولا لأبي بكر أنها منها
(أنها منها)
أي لم يزد صلى الله عليه وآله وسلم على ما فعل لتصيران سورة واحدة مندمجة مع قوة الشبهة في نظر عثمان.
(فمن ثم قرنت بينهما)
وقوله قرنت بينهما وذلك لأن المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه لم تكن أوراقه ملتصقة كالكتاب فالصحف المعلقة كالكتاب الواحد كانت من فعل عثمان رضي الله عنه كما في الأثر.
فيظهر واضحا أن كل سورة كانت في مجموعة أوراق ثم بعدها السورة الأخرى في مجموعة أوراق أخرى وهكذا.
أما عثمان فقد كتب السور متتالية حتى لو أكمل السورة بعد الأخرى في صفحة واحدة، مما لا يترك للناظر استبعادا للإقران وسينسب ذلك لعثمان إن تفطن للفرق بين ما فعله الصديق وما قام به ذو النورين خاصة أنها كانت بدون بسملة التي هي الفاصل بين السور كما في الحديث فقال:
(ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا من كمال الإتباع فيما فعل رضي الله عنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Nov 2003, 11:43 م]ـ
أخي المكرم الشيخ / ناصر الماجد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فهمت من مقالك أنك بنيت الإشكال الأول – وما تفرع عنه وهو الإشكال الثالث – على أمر عرضته معرض التسليم والقبول، وهو محل نظر، وأعني به ماجاء في قولك:" ونعلم كذلك بإجماع أن جمع أبي بكر كان مرتب الآيات والسور، وهذه قضية عقلية لا نزاع فيها، لأن جمع السور في مصحف واحد يقتضي أن تكون مرتبة ".
فماالدليل على أن جمع أبي بكر كان مرتب السور؟ فضلا عن انعقاد الإجماع على ذلك، والقول بأن جمعه كان مرتب السور على نحو الجمع العثماني دعوى تفتقر إلى الدليل الصريح، وهو – أعني ترتيبه على السور – قدر زائد على مطلق الجمع.
فقد جُمع القرآن في عهد الصديق من السطور والصدور على الصفة التي أخذها الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتبها بأمره كتاب الوحي، فصارت جميعاً في صحف، محفوظة في موضع واحد دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد. ولم تُكتب منها المصاحف يومئذ، كما أن ظاهر الأمر – من سياق المرويات - أن السُّور لم تؤلف يومئذ على صفة معينة.
بل جزم بذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال: "الفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه، وكانت سورا مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة، لكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً " (فتح الباري 8/ 635)
وقال أبو عبدالله الحاكم: "جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة الرسول r، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث هو في ترتيب السورة كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين". (المستدرك 2/ 229)
فهذا الحيث يشير إلى أن ترتيب السور في جمع عثمان دخله اجتهاد الصحابة، وأما جمع أبي بكر فقد كان جمعا لكلام الله بين دفتين في موضع واحد ولايلزم من ذلك أنه كان مرتب السور على النحو المعروف.
أما الإشكال الثاني فلم يظهر لي وجه التعارض والإشكال، فليتك – فضلا لا أمرا – تزيده إيضاحا.
وجزاك الله خيرا،،
أخي / محمد الأمين وفقه الله
قولك:" والذي ترجح لي هو جهالة يزيد الفارسي كما ذهب إليه يحيى القطان و ابن معين و المزي وهو ظاهر اختيار الترمذي كذلك.
وبذلك يكون الحديث ضعيفاً إضافة لنكارة المتن "
اختلف في يزيد الفارسي – الذي عليه مدار الحديث – هل هو ابن هرمز أم غيره؟ - بمعنى أنهما اثنان -.
فإن قيل: إنهما واحد – وهو مذهب عبدالرحمن ابن مهدي وأحمد بن حنبل وابن سعد وابن حبان وغيرهم – فهو ثقة بلا إشكال ومن رجال مسلم.
وإن قيل: إنهما اثنان، فقد عدله أبو حاتم – وهو من المتشددين في التعديل، وممن يرى التفرقة بينهما – فقال: " لابأس به "، ومن علمه حجة على من جهله.
فأوصيك – أخي الكريم – بالرفق والتؤدة، وعدم التعجل بإطلاق مثل هذه الأحكام، لاسيما مع مخالفة أئمة هذا الشأن الذين تتابعوا على قبول هذا الحديث.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ... آمين
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 Nov 2003, 06:31 ص]ـ
كلام الأخ خالد الباتلي فتح الله عليه جيد، لكن لو دلل على كلام الحافظ والحاكم بأثر يرجع إليه لقطع الشك باليقين،
أقصد كون الصحف التي جمعها سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لم تكن مرتبة.
فأنا ما زلت أتوقف عن كونها غير مرتبة أما كونها صحف مجموعة بين دفتين غير معلقة وليست مكتوبة سورة تلو الأخرى في صفحة واحدة فهذا موضع اتفاق، وما زاد على ذلك يفتقر لأثر.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[18 Nov 2003, 12:02 ص]ـ
الإخوة الأفاضل سؤالي هو:
لو ثبت ضعف الحديث فهل يعني مشروعية البسملة بين الأنفال والتوبة؟!
مع الأخذ بالحسبان أن التلقي بالسند يراعي قضية حذف البسملة ولحفص عن عاصم ثلاث حالات في ذلك (الوقف - السكت - الوصل)؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 Nov 2003, 06:14 ص]ـ
قطعا لا، حتى لو ثبت ضعف الحديث فلا بسملة، لأن رسم المصحف الذي بين أيدينا متواتر دون أدنى شك. وليس فيه البسملة أول براءة. أضف إلى آثار أخرى بعدم البسملة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Nov 2003, 06:34 م]ـ
بسم الله
ناقش الدكتور فضل حسن عباس هذا الأثر في كتابه القيم: إتقان البرهان في علوم القرآن 1/ 457 - 461 من جهة إسناده، ومن جهة متنه مناقشة جيدة.
ومما أورده من مناقشة من جهة المتن:
(يُتْبَعُ)
(/)
1.أن أوله ينقض آخره؛ ففي أول الحديث بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع شيئاً ينزل من القرآن الكريم إلا ويبين موضعه وموقعه في السورة، ولكن آخره فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين ما يتصل ببراءة والأنفال، وهذا غير مقبول.
2.أن سورة الأنفال كانت من أول ما نزل من القرآن المدني، أما نزول براءة فكان من آخر القرآن الكريم نزولاً؛ ولا يصح في العقل أن مثل هذا الأمر يخفى على المسلمين هذه المدة الطويلة بين نزول السورتين.
3.صح عن عثمان رضي الله عنه أنه أجاب عبدالله بن الزبير - لما سأله عن قوله: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً ... ) (البقرة: من الآية240) لمَ وضعت في القرآن مع أنها منسوخة؟ ولمَ وضعت متأخرة عن ناسختها؟ - بأن القرآن الكريم رتب هذا الترتيب وألف هذا التأليف الذي هو عليه الآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان لعثمان ولا لغيره أن يخالف هذا الترتيب. وفي هذا الحديث نجد أنه خرج عن منهجه، وتعامل مع القرآن بظنه واجتهاده، ظنهما سورة واحدة وترك البسملة بينهما، وهذا مخالف لمنهجه رضي الله عنه في إجابته لعبدالله بن الزبير.
4.أن عثمان رضي الله عنه لا يمكن له أن ينفرد بهذا الرأي الذي رآه حتى يفعل هذا الفعل بدون رجوع إلى الصحابة. فظاهر هذا الأثر أنه هو الذي قرن بين السورتين ووضعهما في السبع الطوال.
5.أن ترك عثمان لكتابة سطر (بسم الله الرحمن الرحيم) بعيد عن القبول، مناف لما عرف عن الصحابة من غيرة على كتاب الله تعالى؛ فإثبات البسملة أو حذفها لا يمكن أن يملكه أحد، لا عثمان ولا غيره من الصحابة فمن دونهم، ومن هنا نقل عن الصحابة في ترك البسملة في هذا الموضع أقوال أخرى. [انتهى ملخصاً].
قلت: لعل الصحيح - والله أعلم - في سبب عدم كتابة البسملة في أول براءة أن جبريل لم ينزل بها في هذا الموضع. كذا قال القرطبي رحمه الله
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Feb 2006, 12:22 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه المناقشات العلمية الهادئة.
وليت الدكتور ناصر الماجد يتفضل علينا بتلخيص الرأي المقدم في هذا الأثر وما يترتب عليه بعد هذه التعقيبات النافعة من الباحثين الكرام.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Feb 2006, 01:24 م]ـ
أشكر أخي الكشاف، الذي له من اسمه نصيب في الكشف عن مثل هذه البحوث القيمة التي في الملتقى، وتكاد تكون نُسيت، فأحياها بإعادتها مرة اخرى، واتمنى أن يراجع الدكتور ناصر هذا الرابط، فيه قضية تتعلق بما ذكره في بحثه، وهي من الآثار المتعلقة بهذا البحث، وهذا هو الرابط:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1028
ونتمنى أن يتحفنا الدكتور ناصر بطلب أخينا الكشاف.
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Feb 2006, 03:52 ص]ـ
استفساراتك واستشكالاتك أخي د ناصر فيها وجهة نظر قوية ويمكن أن يضاف عليها الآتي من الأسئلة:
ـ ما موقف اللجنة التي شكلها عثمان من ذلك وهي تحفظ القرآن كله، هل ورد في ذلك شيء؟.
ـ هل غاب عن الحاكم وابن حبان والزركشي وابن حجر وغيرهم هذه الإشكاليات في المتن وهم محدثون ومن عادة المحدث إذاكان في نفسه شيء في المتن يقول: (هذا الحديث صحيح الإسناد أو حسن الإسناد) ولا يذكر المتن ولكن طريقة من حسن هذا الحديث لم يذكر الإسناد ويترك المتن بل حسنوه جملة ـ إسناداً ومتناً ـ ومنهم من صححه جملة دون تفصيل، ولذلك فإن دراسة الحديث من هذه الجهة التي ذكرتها لا تكفي لا بد أن يدرس الحديث بالإضافة إلى ما ورد من روايات أخرى في هذا الموضوع وخاصة منها ما روي عن عثمان رضي الله عنه وما روي عن زيد وأبي وغيرهما ممن جعلهم عثمان في اللجنة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يتطرق إلى بعض ألفاظ الرواية احتمال أن يروي الحديث أحد الرجال بعض ألفاظ الحديث بالمعنى فإن جمعنا طرق الحديث ونظرنا في مداره وألفاظه ربما تبين لنا شيء آخر، فمحاكمة ألفاظ الرواية للوصول إلى معان محددة يحتاج لجمع ألفاظ هذه الرواية من طرقها لأنها تفسر بعضها، فهل لهذه الرواية ألفاظ أخرى وإن كان لها كذلك فمن أين أتى هذا الاختلاف؟ هذه أسئلة أتمنى منكم الإجابة عليها بما أن المطروح هو دراسة نقدية لحديث عثمان ولا بد أن ألفاظ الرواية وأسانيدها عندكم.
وحبذا لو اطلعتم على هذا الرابط وتكرمتم بقراءته ورأيكم فيه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=192
ـ[ناصر الماجد]ــــــــ[11 Feb 2006, 09:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الإخوة جميعا
في الحقيقة يثلج الصدر النظر في تعليقاتكم القيمة على الموضوع والتي أفدت منها بشكل كبير، ولازال الموضوع مطروحا للمدارسة،
نعم: القول بقبول الرواية سندا أقرب الى منهج المحدثين، فإنه إن يكن ابن هرمز فلا إشكال، وإن يكن الفارسي فالجهالة مرتفعة عنه.
ولكن لازلت أنتظر الجواب عما يرد على المتن، آملا أن نقرأ مزيدا من الرؤى في الموضوع.
والسلام عليكم
ناصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Feb 2006, 05:18 ص]ـ
بارك الله في كل الإخوة الأفاضل الذين فتحوا باب المذاكرة في هذا الحديث، و شاركوا في مراجعة ما قيل فيه، و أرى أنه ينبغي علينا الفراغ من أمرين قبل الشروع في النظر في نص الحديث، كي ينركز البحث و النظر في المتن،
فأي فائدة تنتظر إن بني البحث على روايات ترمى بعدم صحة السند و ضعفه؟
أما أول الأمرين:
فلذلك الحديث روايات حكم عليها أئمة الحديث - المعتبر قولهم - بالحسن و بالصحة، و منهم الإمامان الترمذي و الحاكم:
1 - جاء في " سُنَنُ التِّرْمِذِيِّ ـ الْجَامِعُ الصَّحِيحُ، كتاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، بَابٌ: وَمِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ:
(حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن أبي عدي، وسهل بن يوسف، قالوا: حدثنا عوف بن أبي جميلة قال: حدثنا يزيد الفارسي قال: حدثنا ابن عباس، قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟
فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: " " ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " "، وإذا نزلت عليه الآية فيقول: " " ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " "، وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، فوضعتها في السبع الطول: " ".
قال أبو عيسى [الترمذي]: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عوف، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس.
ويزيد الفارسي هو من التابعين، قد روى عن ابن عباس غير حديث، ويقال هو: يزيد بن هرمز.
ويزيد الرقاشي هو: يزيد بن أبان الرقاشي، و هو من التابعين، ولم يدرك ابن عباس، إنما روى عن أنس بن مالك، وكلاهما من أهل البصرة، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرقاشي). انتهى.
(" تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي "، للإمام الحافظ المباركفوري، صفحة 35، 36 جزء 8، طبعة دار الحديث بالقاهرة، ط 1، 1421/ 2001 م) - و النسخة بين يديّ.
* هذه الزيادتات الملونة بالأحمر - و تحتها خط - لم أقف عليها فيما جاء في بعض " المواقع على شبكة المعلومات: الإنترنت ".
2 - و أخرجه الحاكم بروايتين حكم على إحداهما بصحة الإسناد، و حكم على أخراهما بالصحة، و لم يقيدها بالإسناد، فقال: " صحيح على شرط الشيخين، و لم يخرجاه ":
أ -جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ
(ح 2829 حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسن بن الفضل، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف بن أبي جميلة، ثنا يزيد الفارسي، قال: قال لنا ابن عباس رضي الله عنهما: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني وإلى البراءة، وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من كان يكتبه، فيقول: " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " وتنزل عليه الآية فيقول: " ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا " فكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وبراءة من آخر القرآن، فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ". " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ").
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - و كذا جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ، تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّوْبَةِ:
" ضَعُوا هَذِهِ فِي السُّورَةِ الَّتِي فِيهَا كَذَا وَكَذَا "
(ح 3230حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، ثنا محمد بن سعد العوفي، ثنا روح بن عبادة، ثنا عوف بن أبي جميلة، عن يزيد الفارسي، قال: ثنا ابن عباس، قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد قال: وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: " ضعوا هذه في السورة التي فيها كذا وكذا " وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أنها منها، فلم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ". " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ".).
3 - و مما ينبغي الالتفات إليه: عدم نقل تعقب على هذه الأحكام - على الحديث - من أحد من الأئمة المتقدمين، المعتد بحكمهم على الأحاديث، و هم المعوَل عليهم في هذا الشأن، و المصير إلى حكمهم في هذا الفن.
أما الأمر الثاني:
فلم ينفرد سيدنا عثمان رضي الله عنه بالقول بعدم كتابة تلك البسملة فاصلة بين السورتين:
أ - فقد انعقد الإجماع على ذلك الرسم للمصحف الإمام " مصحف عثمان "،
ب - و أخرج الحاكم في " المستدرك على الصحيحين، و ابن الأعرابي في " معجمه "، و ابن الجوزي في تفسيره "، زاد المسير " أن سيدنا عليّا رضي الله عنه قال أو أقر - ضمنا - بعدم كتابتها هنالك:
* جاء في " الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ " لِلْحَاكِمِ، كِتَابُ التَّفْسِيرِ، تَفْسِيرُ سُورَةِ االتَّوْبَةِ:
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَانٌ وَبَرَاءَةٌ نَزَلَتْ بِالسَّيْفِ، لَيْسَ
3231 (فحدثناه أبو بكر محمد بن عبد الله الجنيد، ثنا محمد بن زكريا بن دينار، ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان الهاشمي، حدثني أبي، عن أبيه، عن علي بن عبد الله بن عباس، قال: سمعت أبي يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن " بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف، ليس فيها أمان ").
* و جاء في " مُعْجَمُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ " -[" المعجم "، لأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم المعروف بابن الأعرابي (246 - 340هـ)]:
لَمْ يُكْتَبْ فِي بَرَاءَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ؟
556 (نا محمد بن زكريا، نا يعقوب بن جعفر، نا جعفر بن سليمان، عن أبيه سليمان بن علي الهاشمي، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس قال: سألت علي بن أبي طالب لم لم يكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: " لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة ليس فيها أمان نزلت بالسيف ").
* و جاء في " تفسير زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي (ت 597 هـ):
الأمر الثاني في سبب امتناعهم من كتابة التسمية في أولها: ما (رواه محمد بن الحنفية [ابن علي بن أبي طالب]، قال: قلت لأبي: لِمَ لم تكتبوا في (براءة) «بسم الله الرحمن الرحيم»؟ فقال [أي: علي بن أبي طالب رضي الله عنه]: يا بنيَّ، إن (براءة) نزلت بالسيف وإن «بسم الله الرحمن الرحيم» أمانٌ. وسئل سفيان بن عيينة عن هذا، فقال: لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين.).
* و كذا جاء في " الجامع لأحكام القرآن "، للقرطبي:
(قال عبد الله بن عباس: سألت عليّ بن أبي طالب لِمَ لمْ يُكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان؛ وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان.).
- إذن، لم يستبد أو يستقل عثمان رضي الله عنه بعدم كتابتها
هذا و الله تعالى أعلم و أحكم
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تقرر ما تقدم بخصوص هذين الأمرين، أمكن الانتقال إلى المتن و النظر فيه بحول الله و عونه و توفيقه
* و أدعوكم إخواني أهل العلم و الفضل إلى التكرم بالتعقيب و التعليق، وفقني الله و إياكم للسداد و الرشاد
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[12 Feb 2006, 03:46 م]ـ
إخوتي الأفاضل ...
علَّمني الرد على الشبهات، وحوار غير المسلمين .. أنك حين تشرع متوكلاً على الله لنقد شبهة، قد ينغلق باب ما على فهمك .. ومن الحكمة البحث عن باب آخر للدخول منه، نقداً للشبهة.
وأنا أقترح في شبهة ـ كهذه ـ الانتقال إلى أبواب أخرى، والنظر لنقدها بمنظار جديد.
مثلاً:
أقترح باباً هو: البحث في نكارة الحديث .. (مخالفة الثقة للأوثق منه).
ويكون ذلك: بمقابلة هذا الحديث بأحاديث أخرى (أصح منه وأكثر عدداً) حول التزام الصحابة الكرام بوضع ما تواتروا على سماعه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المصحف، وأقوال العلماء في حكم إدخال كلمات في المصحف مما ليس منه.
منه: قول عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عن آية الرجم: " لولا أن يقول قائل أو يتكلم متكلم أن عمر زاد في كتاب الله ما ليس منه لأثبتها كما نزلت به ".
ونصَّ السيوطي في الإتقان على كونها ثابتة في المصاحف بقوله: " كفى في تواترها إثباتها في مصاحف الصحابة فمن بعدهم بخط المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين والأعشار فلو لم تكن قرآنا لما استجازوا إثباتها بخطه من غير تمييز لأن ذلك يحمل على اعتقادها فيكونون مغررين بالمسلمين حاملين لهم على اعتقاد ما ليس بقرآن قرآنا وهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة
إن قيل لعلها أثبتت للفصل بين السور أجيب بأن هذا فيه تغرير ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل ولو كانت له لكتبت بين براءة والأنفال
ويدل لكونها قرآنا منزلا ما أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم عن أم سلمة أن النبي كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. . . الحديث وفيه وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم
وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم ".
وقال الزرقاني في مناهل العرفان، في شرحه لتعريف القرآن الكريم: " وقيدناه بالمصحف لأن الصحابة بالغوا في الاحتياط في نقله حتى كرهوا التعاشير والنقط وأمروا بالتجريد كيلا يختلط بالقرآن غيره ونقل إلينا متواترا فنعلم أن المكتوب في المصحف المتفق عليه هو القرآن وأن ما هو خارج عنه فليس منه ".
وجاء في مقدمة تفسير القرطبي: " ومن حرمته الا يخلط فيه ما ليس منه ".
وقال الشافعي مرجحاً رأيه في الجهر بالبسملة قبل الفاتحة: " قد أثبتها السلف في المصحف مع الأمر بتجريد القرآن عما ليس منه ".
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن بسطَ الخلاف المعروف في الجهر بالبسملة: " والقول الوسط أنها من القرآن حيث كتبت وإنها مع ذلك ليست من السور بل كتبت آية في أول كل سورة وكذلك تتلى آية منفردة في أول كل سورة كما تلاها النبي حين أنزلت عليه سورة إنا أعطيناك الكوثر كما ثبت ذلك في صحيح مسلم كما في قوله إن سورة من القرآن هي ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهى سورة تبارك الذي بيده الملك رواه أهل السنن وحسنه الترمذي وهذا القول قول عبد الله بن المبارك وهو المنصوص الصريح عن احمد بن حنبل ".
وقال ابن عبد البر في التمهيد: " وأما الذين أثبتوها آية من كتاب الله في أول فاتحة الكتاب وفي أول كل سورة والذين جعلوها آية منفردة في أول كل سورة فإنهم قالوا إن المصحف لم يثبت الصحابة فيه ما ليس من القرآن لأنه محال أن يضيفوا إلى كتاب الله ما ليس منه ويكتبوه بالمداد كما كتبوا القرآن هذا ما لا يجوز أن يضيفه أحد إليهم ألا ترى أن الذين رأوا منهم الشكل فيه كرهوه وقالوا نسيتم المصحف كيف تضيفون إليه ما ليس منه واحتجوا من الأثر بما حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو داود وحدثنا هناد بن السري قال حدثنا محمد بن فضيل عن المختار بن فلفل قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها ".
وفي كتاب توجيه النظر للشيخ طاهر الجزائري:
" وأمر الفصل في الخط أمر ذو بال وقد أشار إليه بعض الجهابذة في مقالة له في البسملة حيث قال والقول الفصل فيها من القرآن حيث كتبت في المصحف بالقلم الذي كتب به سائر القرآن وأنها ليست من السور حيث كتبت وحدها في سطر مفصولة عن السور
ويؤيد ذلك أن الصحابة قد بالغوا في تجريد القرآن فلم يكتبوا في المصحف شيئا مما ليس منه ولذلك لم يكتبوا أسماء السور ونحو ذلك ولا آمين في آخر الفاتحة ولذا كره كثير من العلماء كتابة أسماء السور ونحو ذلك لمخالفته لما جرى عليه الصحابة رضي الله عنهم ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[12 Feb 2006, 10:45 م]ـ
إخوتي الأفاضل ...
علَّمني الرد على الشبهات، وحوار غير المسلمين .. أنك حين تشرع متوكلاً على الله لنقد شبهة، قد ينغلق باب ما على فهمك .. ومن الحكمة البحث عن باب آخر للدخول منه، نقداً للشبهة.
وأنا أقترح في شبهة ـ كهذه ـ الانتقال إلى أبواب أخرى، والنظر لنقدها بمنظار جديد.
مثلاً:
أقترح باباً هو: البحث في نكارة الحديث .. (مخالفة الثقة للأوثق منه).
ويكون ذلك: بمقابلة هذا الحديث بأحاديث أخرى (أصح منه وأكثر عدداً) حول التزام الصحابة الكرام بوضع ما تواتروا على سماعه من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المصحف، وأقوال العلماء في حكم إدخال كلمات في المصحف مما ليس منه.
.................................................. ..... ".
* * *
هل في ترك كتابة البسملة في أول سورة براءة " شبهة "؟
و هي من ضمن ما انعقد الإجماع عليه بصحة المصحف الإمام " مصحف عثمان "،
و الأليق أن تقول: .... في " إشكال " كهذا،
هذا من ناحية،
و من ناحية ثانية: كيف يكون الحديث محكوما عليه بالصحة من الأئمة أصحاب السبق و أهل الشأن في علوم الحديث، ثم تدخله في " الحديث المنكر "؟
و الحديث المنكر: ضعيف، لا يعمل به، و لا يحتج به، على ما هو مقرر في علم مصطلح الحديث،
فكيف نجمع بين الصحة و الضعف في حديث واحد؟
و من ناحية ثالثة: فأظن أن تعريف الحديث المنكر بأنه: (مخالفة الثقة للأوثق منه) - غير صحيح، بل ذلك هو الحديث " الشاذ "،
وأحسب أن الحديث المنكر هو: مخالفة الضعيف للثقة، على ما أتذكر،
و هذا تعليق سريع على ما كتب أعلاه، و كتبته على عجالة، لكيلا يتشعب البحث من غير ضرورة إليه
... و البحث في الحكم على الحديث من جهة السند هو ما دعوت إلى الفراغ منه أولا قبل الانتقال للنظر في متن الحديث
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[13 Feb 2006, 03:02 م]ـ
أشكر للدكتور أبو بكر خليل غيرته وعلو همته.
- هل هي شبهة أم إشكال؟
الجواب:
تحوَّل الإشكال إلى شبهة، فالمنصرون حالياً يقومون بمشروع ضخم اسمه (مشروع تفنيد القرآن) منذ أواخر عام 2005م، البداية فيه كانت من سورة الفاتحة ووصلوا إلى أوائل البقرة ..
ما يهم هنا، أنهم خصصوا الصفحات السبع الأولى من الطعون .. حول قرآنية البسملة، وجعلوا من الحديث الشريف الذي نبحث فيه هنا، أساساً لشبهتهم.
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Feb 2006, 02:57 م]ـ
الأخ عبد الرحيم حفظك الله:
أنا أوافق الأخ د أبا بكر في أنه إشكال وليس بشيهة، بل وأعتقد أن الأمر نسبي، أي أنه بالنسبة لما سيطرحه النصارى حول قرآنية البسملة كما ذكرت هو طرح شبهة ولكن بالنسبة لما هو مطروح الآن في الملتقى هو إشكال، بل وأقول أنه بالنسبة لمن حقق بالمسألة وخرج بنتيجة اقتنع بها ليس عنده لا مشكلة ولا شبهة، ونحن قد اعتدنا من طرح المنصرين والمستشرقين عدم الموضوعية وبتر النصوص وسياقها بنسق يوهم القارئ أن ما يقدمونه حقيقة ولعلك أخبر مني بذلك، وبرأيي أن ما ينبغي علينا فعله بالنسبة للكتاب الذي ذكرته في تفنيد القرآن أن يقوم متخصصون بعملين: الأول: بفضح تلاعبهم وبتر نصوصهم وبيان كذبهم وعورهم، الثاني مهاجمتهم بطرح زيف الإنجيل وإلهائهم بستر عورتهم والانشغال بتصحيح كتابهم.والله أعلم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[14 Feb 2006, 06:44 م]ـ
و ذلك الإشكال قديم، فقد جاء في " مُشْكِلُ الْآثَارِ لِلطَّحَاوِيِّ "، بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي
" ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا , وَكَذَا
ح 110 (حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا عبد الله بن حمران الحمراني، حدثنا عوف الأعرابي، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، قال، قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطرا. بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموهما في السبع الطوال فما حملكم على ذلك قال فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء دخل بعض من يكتب له فيقول: " ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا , وكذا " وإذا نزلت عليه الآيات يقول: " ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا , وكذا " وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها من أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطرا. بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتهما في السبع الطوال.
فأخبر عثمان أنهم كانوا يؤمرون أن يجعلوا بعض الآي المنزل عليهم في سورة متكاملة قبل ذلك وكان في قوله رضي الله عنه وكانت قصتها شبيهة بقصتها ما قد دل على أنهم إنما كانوا يؤمرون أن يجعلوا ما تأخر نزوله من الآي عند الذي يشبهه مما قد تقدم نزوله منها، وفيما ذكرنا ما قد دل على احتمال ما وصفنا مما أحلنا به التأويل الذي ذكرنا عنه ما ذكرنا والله نسأله التوفيق).
* * *
و سأعمد إلى جمع روايات ذلك الحديث إن شاء الله، لننظر فيها و نتبين معانيها، فخير ما يفسر به الحديث رواية أو روايات أخرى له توضح مراد ألفاظه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[16 Jan 2007, 07:18 م]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[17 Jan 2007, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه المناقشات العلمية الهادئة.(/)
ما معنى أن الواحد يدخل في الأحد والأحد لا يدخل فيه؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Nov 2003, 12:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الرازي في تفسير سورة الإخلاص في الفرق بين لفظي (أحد) و (واحد) أن الواحد يدخل في الأحد والأحد لا يدخل فيه فهل من أحد يوضح لي معنى هذه العبارة
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[14 Nov 2003, 04:55 م]ـ
بسم الله
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد:
أذكر لك معنى العبارة ولكن لن أقول مدى صحة هذا القول.
معناها: أن لفظة أحد تشمل لفظة واحد في المعنى فكل واحد هو أحد وليس كل أحد هو واحد.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل من توضيح للأمر أكثر مع بيان صحة هذا القول أو ضعفه
ـ[عبد الله]ــــــــ[19 Nov 2003, 11:59 م]ـ
الذي يفهم من هذه العبارة - والله أعلم -
أننا إذا أطلقنا لفظ (أحد) فقد يراد منه (أحد) وقد يراد منه (واحد).
كما في (قل هو الله أحد) أي واحد.
أما إذا أطلقنا لفظ (واحد) فلا يراد منه لفظ (أحد).
وعلى هذا يكون الواحد قد دخل في الأحد أي الأحد اشتمل على الأحد وعلى الواحد.
أما الواحد فدلالته على الواحد فقط، فلا يدخل فيه الأحد.
عبد الله إبراهيم(/)
لماذا بدأت سورة الإخلاص بالفعل (قل)؟ وهل ما ذكره أبو السعود في ضمير (هو) صحيح؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Nov 2003, 02:31 م]ـ
السلام عليكم
بدأت سورة الإخلاص بالفعل (قل) وقد بحثت عن الحكمة في البدء بقل في كتب التفسير فوجدت سببين
قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير 15/ 580 في تفسير سورة الكافرون بأن ذلك: للاهتمام بما بعد القول بأنه كلام يراد إبلاغه إلى الناس بوجه خاص منصوص فيه على أنه مرسل بقول يبلغه.
2. نقل القاسمي عن الشهاب أن السر في ذلك: أن المأمور به سواء كان معينا أم لا مأمور بالإقرار بالمقول فأثبت القول ليدل على إيجاب مقوله ولزوم الإقرار به على مر الدهور. تفسير القاسمي 9/ 570
فهل من أحد يتفضل علينا بتوضيح معنى هذين السببين زيادة في الإيضاح وهل هما مقبولان أم أن عليهما اعتراضات وملاحظات؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Nov 2003, 02:37 م]ـ
عفوا لقد فاتني ذكر رأي أبي السعود في ضمير هو وهاهو ذا:
لقد قال إن السر في وضع ضمير هو في قوله قل هو الله أحد) مع عدم تقدم ما يدل عليه هو: الإيذان بأنه من الشهرة والنباهة بحيث يستحضره كل أحد وإليه يشير كل مشير وإليه يعود كل ضمير
فهل كان أبو السعود دقيقا في عبارته وإذا كان كذلك فما هو توجيه قوله: وإليه يشير كل مشير وإليه يعود كل ضمير؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:49 م]ـ
يا أهل الفضل هل من أحد يجيبني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2003, 06:38 م]ـ
أخي الحبيب أبا صفوت وفقه الله للعلم النافع
بدأت سورة الإخلاص بقوله تعالى: (قل). لأن الله تكلم بها هكذا. هذه هي العلة الحقيقية. ولو تكلم بها سبحانه وتعالى هكذا: (الله أحد) كما قال في آية الكرسي: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ... ) لكانت كذلك.
وما ذكره أبو السعود والطاهر بن عاشور رحمهما الله تعالى وغيرهما من المفسرين، إنما هو من باب الظن والتخمين. والجازم بالحكمة لا دليل معه. والبحث في مثل هذه المسائل قليل الغناء، وتركه والاشتغال بما هو أهم خير لطالب العلم إن شاء الله.(/)
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[13 Nov 2003, 11:13 م]ـ
أحبتي الكرام
عندما ذكرت لكم تلك الهجمة الشرسة الحاقدة على القرآن الكريم قلت إن إخوة لنا كراما سوف يقفون بالمرصاد في وجه هؤلاء الأوغاد الذين فاق فجورهم كل حد وظننت أنكم ستهبون للدفاع وأنكم لن تتوانوا لحظة في سبيل ذلك ومرت أيام ولم نقرأ لأيّ منكم حرفا في مواجهة هجمة إلحادية نصرانية وبينما لا يوجد في الساحة إلا نفر قليل من جند الحق أكثرهم غير مؤهل للرد يتعالى شأن الحاقدين وبعضهم يصفق لبعضهم ونعيش نحن معهم لا أنيس لنا إلا الله نقاوم قدر الإمكان لكن الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه ويد واحدة لا تصفق ولا أكتمكم سرا بأنني قد اضطررت للتسجيل بعدة اسماء لأسُدَّ فراغ الوجود الإسلامي ولأوهم الحاقدين بأن جند الإسلام باق وأن المسلمين لن يدعوهم يهاجمون دينهم دون رد ويعلم الله الذي لا إله إلا هو بأنني إذ أكتب إليكم هذا الكلام أعتصر دما لما يحدث وبكل صراحة أنتم قد خيبتم آمالي كنت أظنكم ستكونون لإخوانكم عضدا وعن دينكم ذوَّدا فلم تفعلوا ورغم هذا سأزيدكم ألما بالتأكيد على الأمانة المنوطة بأعناقكم وسأحاججكم أمام الله بأنكم قد عرفتم أن كتاب ربكم يهان فلم تهبوا لنجدته يا أهل تفسير القرآن
واليوم جاء خنزير جديد يعارض القرآن استهزاء بما أسماه سورة الشجرة وقبلها قدم بمقدمة طويلة يحاول فيها إثبات ضعف القراءات القرآنية وأن فيها أخطاء
فلعلكم أن تراجعوا أنفسكم بعد قراءة هذا الكلام وتعيدوا ترتيب الأولويات
* وأكرر ليس الحل في حجب الموقع بل إن في الإبقاء عليه والرد بالحجة القوية هو السلاح الأقوى وهذا الكلام أقوله عن تجربة فكم من مساجلات خضناها فوفقنا الله عز وجل فيها لكن كما قلت لكم: الأمر أكبر من أن يتصدى له واحد فلو كان الخطب واحدا لهان لكنه ثان وثالث ورابع ............
* خذوا هذا الرابط الذي يستعرض فيه الملحد عضلاته ويقول متحديا: هلموا إليّ
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?fid=5&tid=15931&sid=
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
عابر سبيل وليتني أعبره
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Nov 2003, 03:57 ص]ـ
أخي الكريم عابر سبيل زادك الله حرصاً على الخير وتوفيقاً
لا يهولنك الأمر، ولا تجزع، ولا تتقطع حسرات، فإن أهل الضلال أحقر وأذل من أن تهلك نفسك من أجلهم ... فلا تغرنك أباطيلهم.
(فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)
(فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ... )
يا أخي الكريم لقد تصفحت الموقع الذي أشرت إليه، فرأيته سخيفاً هزيلاً ضعيفاً لا يستحق إضاعة الوقت في تصفحه .. ولك أن تخالفني في الرأي لأني لم أطل النظر فيه ..
ولو أننا اشتغلنا بالدود على تفاهات أهل الباطل وشبهاتهم لتركنا ما أمرنا الله به من قول الحق والدعوة إلى الخير ..
والله عز وجل أمرنا بقول الحق، وبيانه للناس، والدعوة إلى الخير مع يقيننا بأن الله ناصر دينه، ومظهر كلمته ولو كره الكافرون.
وإذا عرف الحق فليس بعده إلا الضلال
(الحق من ربك فلا تكن من الممترين)
هذه وجهة نظري، وقد كنت ذكرت في مناسبة سابقة شيئاً من هذا، وهذا جزء من وقال سابق:
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان؟!.
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا، بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها، ونشراً لها، واهتماماً بها.
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه.
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه، وعن سماعها، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/ 138 - 148، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه. ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510 - 516].
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين.
بل إقامة الحجة على أهل الباطل مِمَّا أوجبه الله عزوجل على أهل العلم، وإيضاح الحق لهم عند الحاجة أمرٌ متعين، ولايجوز لمن كان عنده علم أن يكتمه إذا وجدت الحاجة إليه.
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى: (الحق من ربك فلا تكن من الممترين) [آل عمران: 60]: (وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.) انتهى كلامه رحمه الله.
انظرهنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=370)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[14 Nov 2003, 10:56 ص]ـ
الأخ أبا مجاهد العبيدي، جميع الأخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمح لي يا أخي أن أناقشك رأيك الذي ذهبت إليه لكن على شرط العفو والمعذرة إن تجاوزت معك بدافع الحب في الله
تقول يا أخي
لا يهولنك الأمر، ولا تجزع، ولا تتقطع حسرات، فإن أهل الضلال أحقر وأذل من أن تهلك نفسك من أجلهم ... فلا تغرنك أباطيلهم
ــــــــــــــــــــــــــــ
فإذا لم أتقطع حسرات على امتهان أغلى شيء في حياتي فمتى؟
إنها غضبة لله!!!!!!!!!
نعم أهل الضلال هم أحقر من أن نعيرهم اهتماما لكن من الذي يقول ذلك؟
إنه من تشرب الإسلام وملكه قلبا وعقلا وروحا فمن لمسكين جرته أقداره إلى موقع كهذا لا يرى فيه إلا لونا واحدا هو لون الإلحاد ومحاربة الدين والاستهزاء بالقرآن
وتقول:
يا أخي الكريم لقد تصفحت الموقع الذي أشرت إليه، فرأيته سخيفاً هزيلاً ضعيفاً لا يستحق إضاعة الوقت في تصفحه
ــــــــــــــــــــ
وأقول لك: يا أخي، بل إن الموقع مليء بالسموم الفتاكة والشبهات المحبوكة إنهم يا أخي لا يلعبون يقرأون في كتبنا لكن بعين السخط ويستخرجون منها ما يطعنوننا به وأنت على ذُكْر بأن في كتبنا الكثير من الروايات الواهية والضعيفة والمشكلة التي تحتاج إلى تدخل العلماء للكشف عنها وإخالك قد تقول لي: هناك الكثير من المواقع الإسلامية التي تحارب ذلك وأقول لك: هذا صحيح وجزى الله القائمين عليها كل خير لكن أفضل للجرح أن يكوى في مكانه كي لا يشتد نزفه
وتقول:
ولو أننا اشتغلنا بالدود على تفاهات أهل الباطل وشبهاتهم لتركنا ما أمرنا الله به من قول الحق والدعوة إلى الخير ..
ــــــــــــــــــــــ
وأقول لك يا أخي وهل الرد على أهل الباطل إلا من قول الحق والدعوة إلى الخير؟ وهل الدين أمر بالمعروف فقط أم نهي عن المنكر أيضا؟ بل إن في ترتيب الأولويات النهي عن المنكر يتقدم الأمر بالمعروف فالتخلية مقدمة على التحلية وسد الذرائع مقدم على جلب المصالح
وتقول:
والله عز وجل أمرنا بقول الحق، وبيانه للناس، والدعوة إلى الخير مع يقيننا بأن الله ناصر دينه، ومظهر كلمته ولو كره الكافرون
ـــــــــــــــــــــــ
وهل رد الشبهات إلا من قول الحق وبيانه للناس ....... ؟
نعم يا عزيزي الله عز وجل ناصر دينه هذا لا شك فيه لكن أين واجبنا نحن المسلمين هل نصم آذاننا ونجلس متفرجين على من يلوكنا بألسنته ونعتذر بأن الله ناصر دينه فنكون كمن ينام في بيته ولا يعمل ويحتج بقوله تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} غافلا أو متغافلا عن قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}
والحق يا أخي أنني لست بخائف على الإسلام ولا على القرآن ولكنني خائف على المسلمين علمائهم وعوامهم أخشى على علمائهم من التقصير في حق دينهم بعدم الدفاع عنه وترك الساحة مفتوحة لترهات كل مشكك
وأخشى على عوامهم أن ينخدعوا للمبطلين وكلامهم المعسول الذي يحمل في باطنه قيحا وصديدا بل سما فتاكا
وتقول:
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان؟!.
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا.
ــــــــــــــ
يا أخي الكريم هل في الذود عن الدين والرد على الأباطيل ضياع للأوقات؟
يا أخي الحبيب القرآن الكريم هو أول من قام بدفع الباطل ورد شبه المعتدين في منهج جدلي عظيم جدير بأن نقف أمامه متعلمين منه وعرفنا من خلال مفسري القرآن الكريم مصطلحات جدلية كـ (الإسجال، الانتقال، التسليم، القول بالموجب، السبر والتقسيم، المناقضة، مجاراة الخصم، إلجام الخصم بالحجة، القياس الإضماري، قياس التمثيل، قياس الخلف، قياس الشبه، قياس العلة، المذهب الكلامي)
ثم لماذا لم ينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وغيره عن الدفاع عنه بالشعر أمام هجاء الحاقدين له صلى الله عليه وسلم ولماذا لم يقل له: إن الاشتغال بذلك مضيعة للوقت؟
وما أشبه الليلة بالبارحة الحاقدون همو همو لكن من للمسلمين بحسان؟
وتقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها، ونشراً لها، واهتماماً بها
ــــــــــــــ
يا أخي الحبيب نحن في وضع مختلف تماما عما تحكيه نحن لا نعرض الشبه فالشبه معروضة وتدخل بيوت المسلمين شئنا أو أبينا فما الحل معها؟
نحن لا نقول بعرضها ولكن نقول ببترها في محلها بالحجة القاطعة والبرهان المبين زليس في ذلك مضيعة للوقت بل هو عمل عظيم نبتغي به الأجر العظيم من ربنا جل وعلا.
وتقول:
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه.
ــــــــــــــــــــــ
يا أخي الكريم بارك الله فيك أنت هنا تلقنني الحجة فالشبه موجودة بحججها لكن لا يوجد من يقاومها فمن لمن لا " لا علم عنده ولا بصيرة "؟
وتقول:
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه، وعن سماعها، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/ 138 - 148، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه. ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510 - 516].
ــــــــــــــــــــــ
كلام طيب لكنه لا ينطبق على حالتنا هذه ففرق بين المطالبة بعرضها وبين المطالبة بالرد عليها حالة كونها معروضة
وتقول:
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين
ــــــــــــــــــ
إذن فأنت هنا تلتقي معي ونحن لا نريد إلا ذاك
وتقول:
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى: (الحق من ربك فلا تكن من الممترين) [آل عمران: 60]: (وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.) انتهى كلامه رحمه الله.
ــــــــــــــــــــ
كلام طيب لكن حتى ينجلي النور لابد من أن ينمحي الظلام ثم قل لي يا أخي كيف يبين المسلم الحق بأدلته إن لم يكر على الباطل وأدلته؟ والله عز وجل يقول: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
أخي الحبيب نحن الآن في عالم جديد إن لم نتسلح فيه بسلاح الحجة والقوة فسنفقد كثيرا مما بناه من قبلنا وإن لم نعرف كيف يدبر الآخرون لنا وماذا يكيدون لديننا فسنجد أنفسنا في عالم خاص بنا لا ندري بما يدور من حولنا وسنفاجأ بعدونا وقد دخل علينا دورنا ونغص علينا حياتنا بكفره وإلحاده فنندم ولات ساعة مندم
أخي الحبيب أرجو أن تسامحني إن كنت قد تجاوزت معك لكن حبي لك ولجميع المسلمين في الله وحبي لديني هو الذي دفعني إلى الإسراف في القول
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
{ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Nov 2003, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الغيور على دينه عابر سبيل حفظك الله ورعاك
تحية طيبة مني إليك، وأشكرك على ما أبديته من اهتمام بما ذكرته في ردي السابق
وأقول: نعم الحق معك، ونحن لا بد أن نجتهد في رد ما يثيره أعداء الدين من طعون وشبه
ولكن: كان قصدي من مشاركتي السابقة التخفيف عليك، وبيان أن هذا الأمر في الحقيقة ينبغي أن يكون بقدر مدروس ومعتدل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك؛ أقول لك يا أخي الكريم: الأعداء لا يمكن أن يتوقفوا عن الطعن في هذا الدين، والقدح في أصوله، وبث السموم بين أهله ليشككوهم فيما يعتقدونه، فهل يمكن أن نرد على جميع ما يطرحونه في الساحة.
إن طريقة القرآن في عرض أقوال خصومه والطاعنين فيه تحتاج إلى تأمل وتدبر؛ لتعرف على الطريقة الصحيحة السليمة في هذا الباب.
وقد تأملت بعض الآيات على وجه السرعة، فرأيت أن من منهج القرآن في ذلك: إهمال الرد عليهم وتركه بلا جواب؛ لأنه قد لا يستحق ذلك الرد لتهافته وبطلانه.
وأحيانأ: يرده رداً سريعاً بالحكم بأنه قول باطل ساقط، وأن الحق خلافه
واقرأ معي بتأمل هذه الآيات في سورة الفرقان: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا 4 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 6 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا 7 أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا 8)
واقرأ سورة آل عمران، ففيها أمثلة كثيرة تحتاج إلى تدبر وتأمل.
وبهذه المناسبة فإني أقترح أن يبحث هذا الموضوع بحثاً تفصيلياً موسعاً ليستفاد منه في هذا المجال، ويكون عنون البحث: منهج القرآن في إيراد أقوال خصومه والرد عليها
أو قريباً من ذلك.
أما أصل الرد على أهل الباطل فقد ذكر ابن القيم رحمه الله أنه حق من حقوق الله على عباده فقال في مقدمة كتابه: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى:
(ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان.
وكان انتهى إلينا مائل أوردها بعض الكفار الملحدين على بعض المسلمين فلم يصادف عنده ما يشفيه، ولا وقع دواؤه على الداء الذي فيه، وظن المسلم انه باجابته القاصة اصاب، فقال: هذا هو الجواب! فقال الكافر: صدق أصحابنا في قولهم: ان دين الاسلام انما قام بالسيف لا بالكتاب.
فتفرقا وهذا ضارب وهذا مضروب، وضاعت لحجة بين الطالب والمطلوب، فشمر المجيب عن ساعد العزم، ونهض على ساق الجد وقام لله قيام مستعين به مفوض إليه متكل عليه في موافقة مرضاته، ولم يقل مقالة العجزة الجهال: إن الكفار إنما يعاملون بالجلاد دون الجدال، وهذا فرار من الزحف، وإخلاد إلى العجز والضعف.
وقد أمر الله بمجادلة الكفار بعد دعوتهم إقامة للحجة وإزاحة للعذر " ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ".
والسيف إنما جاء منفذا للحجة مقوما للمعاند، وحدا للجاحد، قال تعالى: " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ".
فدين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف.
فما هو الا الوحي او حد مرهف يقيم ضباه اخدعي كل مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل
وإلى الله الرغبة في التوفيق، فانه الفاتح من الخير أبوابه والميسر له أسبابه. وسميته هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.) انتهى
وأخيراً: أشكرك أخي عابر سبيل على أدبك ولطفك في الرد والمناقشة.(/)
أسلوب الاستقصاء في القرآن الكريم
ـ[الخطيب]ــــــــ[15 Nov 2003, 01:11 ص]ـ
أسلوب الاستقصاء في القرآن الكريم
الاستقصاء من أنواع إطناب الزيادة، وعرف بأنه: تناول المتكلم معنى يستقصيه، فيأتي بجميع عوارضه ولوازمه، بعد أن يستقصي جميع أوصافه الذاتية، بحيث لم يترك بعده فيه مقالا0 ومثاله في القرآن الكريم قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} (البقرة: 266) فإنه لو اقتصر على قوله: {جَنَّةٌ} لكان الخبر كافيا، لكنه لم يقف عند ذلك واستقصى فقال: {مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} ثم زاد {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ثم زاد {لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ} استقصاء لجميع أوصافها، حتى يكون الأسف على فقدانها شديدا والمصاب فيها عظيما، ولم يقف عند هذا الحد بل أضاف وصف صاحبها بقوله: {وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ} ثم أضاف {وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء} ثم ذكر استئصال الجنة بالهلاك في أسرع وقت {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} فالتعبير بقوله: {فَاحْتَرَقَتْ} أفاد قوة هذه النار وعدم ضعفها على سبيل الاحتراس من توهم كونها ضعيفة0 قال السيوطى: هذا أحسن استقصاء في كلام وأتمه0
ويقترب من معنى الاستقصاء كل من:
1 - البسط وهو نوع من الإطناب خاص بتكثير الجمل ويرى بعض البلاغيين أنه نوع غير الإطناب وإن كان يتفق معه في كونه نقيض الإيجاز0 وقد عرفه السيوطي بأنه الإطناب الذي يكون بتكثير الجمل، كقوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ} (غافر: 7) فقوله: {يؤمنون به} إطناب، لأن إيمان حملة العرش معلوم وحسنه إظهار شرف الإيمان ترغيبا فيه0
* والفرق بينه وبين الاستقصاء أن الاستقصاء فيه حصر لكل ما يتفرع عن المعنى، وأما البسط فهو مجرد نقل المعنى من الإيجاز إلى الإطناب، وإن لم يستقص كل ما يتفرع عنه، ويكون من لوازمه0
2 - التتميم
وهو من أنواع إطناب الزيادة، وقد عرفه السيوطي بقوله: هو أن يؤتي في كلام لا يوهم غير المراد بفضلة تفيد نكتة كالمبالغة في قوله تعالى: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن} (النساء: 124) فقوله: {وهو مؤمن} تتميم في غاية الحسن 0
وكقوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه} (الإنسان:8) فقوله: {على حبه} تتميم، فبذل الإنسان من الشئ الذي يحبه أدعى لزيادة الأجر0
3 - التكميل وهو (الاحتراس)
وقد عرفه السيوطي بقوله: هو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الوهم0 ومثاله قوله تعالى:" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} (المائدة: 54) فإنه لو اقتصر على قوله: {أذلة} لتوهم أنه بسبب ضعف ووهن وجبن، ولذا رفع هذا التوهم بقوله: {أعزة على الكافرين} على سبيل الاحتراس0
* قال ابن أبي الإصبع: الفرق بين الاستقصاء وكل من التتميم والتكميل أن التتميم يرد على المعنى الناقص، والتكميل على التام، والاستقصاء على التام الكامل0
* والفرق بين الاحتراس والتتميم واضح كذلك، لأن الاحتراس يجب أن يكون لرفع إيهام خلاف المقصود، وأما التتميم فإنه يكون في كلام لا يوهم خلاف المقصود، فالنسبة بينهما إذن هي التباين0
هذا وقد ادعي صاحب " عروس الأفراح " أن الاحتراس لا يعد إطنابا لأنه أفاد معنى جديدا وكل ما يفيد ذلك لا يعد إطنابا 0 وأجيب عن ذلك بأنه إطناب لما قبله، من حيث إنه رفع توهم غيره، وإن كان له معنى في نفسه0(/)
الاقتباس من القرآن الكريم
ـ[الخطيب]ــــــــ[15 Nov 2003, 06:49 م]ـ
الاقتباس من القرآن الكريم
الاقتباس هوفي اللغة: هو طلب القبس , وهو الشعلة من النار , ويستعار لطلب العلم , قال الجوهري في الصحاح: اقتبست منه علما: أي استفدته0
واصطلاحا: هو تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن، لا على أنه منه، ويخرج بهذا القيد الأخير ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: قال الله تعالى ونحوه لأنه ليس باقتباس بل هو استشهاد مع إحالة إلى مصدر الاستشهاد.
*ويخلط كثيرون بينه وبين التضمين – الذي هو نوع من البديع – والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر. وممن جعلوا الاقتباس والتضمين شيئا واحدا ابن القيم في كتابه " الفوائد المشوق " حيث قال: الاقتباس ويسمى " التضمين " هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو " إيداع " وعلى هذا الحد ليس في القرآن منه شيء إلا ما أودع فيه من حكايات أقوال المخلوقين مثل ما حكاه القرآن الكريم عن قول الملائكة: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (البقرة:30) ومثل حكاية أقوال المنافقين واليهود والنصارى ونحو ذلك.
*ويتنوع الاقتباس إلى نوعين: أحدهما: ما لم ينقل فيه المقتبَس (بفتح الباء) عن معناه الأصلي , ومنه قول الشاعر:
قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير , لأن الآية {وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} (البقرة: 156).
والثاني: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي كقول ابن الرومي:
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي (بواد غير ذي زرع)
فقوله {بواد غير ذي زرع} اقتباس من القرآن الكريم (من سورة إبراهيم:37) وهي في القرآن الكريم بمعنى {مكة المكرمة, إذ لا ماء فيها ولا نبات , فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو: " لا نفع فيه ولا خير ".
* حكم الاقتباس فى ضوء ما يراه علماء الشرع:
إذا أردنا أن نقف على الحكم الشرعى فى قضية الاقتباس فإنه يجب علينا أولا أن نفرق بين حالتين للاقتباس الأولى أن يكون فى الشعر، والأخرى أن يكون فى النثر وإليك البيان:
أولا- الاقتباس فى الشعر
يرى بعض الفقهاء أن الاقتباس فى الشعر غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإن حسن الغرض وشرف المقصد إذ كيف يجوز ذلك فى ضوء نفى وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتى منها قوله تعالى: " وما هو بقول شاعر " وقوله تعالى: " وما علمناه الشعر وما ينبغى له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " وإذا كان بعض الفقهاء قد تحفظوا على الاقتباس من القرآن الكريم فى الشعر وإن كان فى مقامات شريفة، فإنهم قد أجمعوا على منع ذلك إذا كان الكلام غير لائق بالقرآن الكريم، وأما فى الأغراض اللائقة، فمنعه بعض المالكية وأجازه غيرهم، وخص بعض المجيزين أن يكون ذلك فى مقام الوعظ والثناء وفى النثر دون الشعر0 وقد وقع الاقتباس الجيد في الشعر أيضا من شعراء لا يشك فى حميتهم الدينية فلم ينكر عليهم، إلا من بعض المالكية، ومن الرموز فى عصرنا الحديث الذين اقتبسوا من القرآن الكريم فى أشعارهم فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ومن الاقتباس غير اللائق في الشعر قول القائل:
أوحى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه لمثل ذا فليعمل العاملون
وقال آخر:
قسما بشمس جبينه وضحاها** ونهار مبسمه إذا جلاها
وبنار خديه المشعشع نورها** وبليل صدغيه إذا يغشاها
لقد ادعيت دعاويا في حبه **صدقت وأفلح من بذا زكاها
فنفوس عذالي عليه وعذري **قد ألهمت بفجورها تقواها
فالعذر أسعدها مقيم دليله **والعذل منبعث له أشقاها
وقد أثيرت قضية الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية والشعر حديثا بسبب عملين قد أثارا ضجة إعلامية وسخطا لدى الغيورين على القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
العمل الأول: تلك القصيدة التى نظمها الشاعر الفلسطينى محمود درويش وهي جزء من ديوانه " ورد أقل " الصادر عن دار توبقال المغربية عام 1986م. ولحنها أحد المطربين – هو المطرب اللبناني مارسيل خليفة - ليتغنى بها ومن فقراتها التى جاءت فيها:
"ماذا صنعت لهم يا أبي؟
الفراشات حطت على كتفيَّ،
ومالت عليّ السنابل،
والطير حطت على راحتي،
فماذا فعلت أنا يا أبي؟ ".
والشاعر يضع هذا المقطع بين مقطعين يذكر في أولهما عدوان إخوة يوسف عليه وفي الثاني يقول:
"همو أوقعوني في الجب،
واتهمو الذئب،
والذئب أرحم من إخوتي ..
أبتِ هل جنيت على أحد
عندما قلت إني: رأيت أحد عشر كوكبًا،
والشمس والقمر
رأيتهم لي ساجدين؟ ".
وهذا الجزء الأخير " إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين " هو جزء من الآية (4) من سورة يوسف 0
العمل الثانى: تلك القصيدة التى لحنها مطرب كويتى وتغنى بها – هو المطرب عبد الله الرويشد - وقد أثارت بلبلة عما قريب حيث جاء فيها:
الحمد لله رب العالمين
وإياك نعبد وإياك نستعين إياك
وحينما أثيرت هاتان القضيتان وكان ذلك فى وقتين مختلفين برز نفس السؤال عن حكم الاقتباس من القرآن الكريم فى الشعر، ولذا آثرت الإشارة إلى هذه القضية بإسهاب لأهميتها.
ثانيا- الاقتباس فى النثر
الاقتباس فى النثر لاشئ فيه إذا حسن الغرض وشرف المقصد وقد وقع فى كلام النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم من ذلك الكثير، وقد برز ذلك فى رسائله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى الفرس وهرقل الروم وغيرهما، ففى رسالته إلى كسرى التى أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة " لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " وهو اقتباس من قوله تعالى: " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ " (يس:70) وفى رسالته إلى هرقل الروم جاء: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران: 64)
وختاما وبعد هذا العرض يتضح لنا أن الاقتباس هو مباح بضوابط، أقلها ألا يكون فى الأعمال الماجنة التى لا ترعى لله حقا، فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على قوم لا يقيمون للدين شأنا {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (الشعراء:227)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2003, 09:48 م]ـ
جزى الله الدكتور أحمد الخطيب خيراً على طرحه هذا، وأود أن ألفت نظر الإخوة الكرام إلى أن الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب يعكف حالياً على تصنيف (معجم مصطلحات التفسير)، وقد انتهى من أكثر من ستمائة مصطلح إن لم أكن واهماً حسب كلامه وفقه الله. ومصطلح الاقتباس هنا هو من هذا التصنيف، وقد وعد بطرحها على التوالي في الملتقى إن شاء الله.
وأرجو من الدكتور أحمد وفقه الله أن يقدم بين يدي هذه المصطلحات - التي ذكر منها هنا الاقتباس، وذكر الاستقصاء من قبل - بمقدمة يبين لنا فيها منهجه في هذا المعجم، والدراسات السابقة التي طبعت في هذا الباب.
كما أرجو من الدكتور الكريم أن يتكرم بذكر المصادر التي تحدثت عن هذا المصطلح، حيث إنني أعتقد أن أهمية مصطلحات العلوم التي بدأت تظهر - ولله الحمد - تظهر في أمرين:
الأول: هو تفصيل معاني المصطلح، والتوسع في ذلك، مع التأصيل له، والتطور الذي طرأ على هذا المصطلح.
الثاني: الإحالة إلى كل من تحدث عن هذا المصطلح من المتقدمين والمعاصرين ليتمكن الباحثون من التوثيق والاستزادة.
وقد أجاد المرعشلي ومن معه عندما قاموا بتحقيق كتاب (البرهان في علوم القرآن للزركشي)، فقد قاموا في كل علم من علوم القرآن التي تكلم عنها الزركشي بالإحالة إلى كل من تكلم عن هذا النوع من علوم القرآن بتفصيل وإسهاب في ذكر المراجع، انتفع بها خلائق لا يحصون، منهم من يذكر ذلك، وكثير منهم يعرضون.
وفي الختام أود أن أشير إلى أن كتاب (الفوائد المشوق) ليس لابن القيم، وإنما هو مقدمة تفسير ابن النقيب كما حقق ذلك من قام بتحقيق مقدمة تفسير ابن النقيب.
وفقكم الله يا دكتور أحمد لما يحب ويرضى، ونحن ننتظر بقية المصطلحات الحافلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عادل التركي]ــــــــ[16 Nov 2003, 06:21 ص]ـ
نتمنى أن نرى مثل هذا الطرح لتعمّ الفائدة و تضاعف الحسنات حيث أن مواقع النت يراها أعداد كثيرة
والله يرعاكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2004, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه: قال الدكتور الخطيب: (ابن القيم في كتابه " الفوائد المشوق ")، وليس لابن القيم كتاب بهذا الاسم، وهذا الكتاب نسب إليه خطأً، وقد بين خطأ نسبة هذا الكتاب إليه جماعة من المحققين.
وأما موضوع الاقتباس، فقد كتبت فيه رسالة مستقلة بعنوان: الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر وما جرى مجراه للدكتور: نايف بن قبلان العتيبي.
وهي مطبوعة وتحوي قريباً من 120 صفحة.
وهذه الرسالة لا بأس بها في الجملة، إلا أن عليها بعض الملحوظات.
وإذا يسر الله ذكر أهم ما فيها من نتائج.
ـ[الخطيب]ــــــــ[27 Jul 2004, 11:40 ص]ـ
أشكر الأخوين د / عبد الرحمن الشهري، د/ أبا مجاهد العبيدي على هذا التنبيه
والحق أنني اعتمدت على طبعة غير محققة لكتاب الفوائد المشوق الذي لا ينسجم حقا مع منهج ابن القيم في دراساته
لكننا نطالب الأخوين الكريمين بأدلة نسبة الكتاب إلى ابن النقيب
مع خالص شكري وتقديري
ـ[حرف]ــــــــ[28 Jul 2004, 03:16 ص]ـ
الاقتباس في الشعر والنثر
ما هو الاقتباس؟
الاقتباس: هو تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن، لا على أنه منه ويخرج بهذا القيد الأخير ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: قال الله تعالى ونحوه لأنه ليس باقتباس بل هو استشهاد و إحالة , و قد يقع في الاقتباس شئ من تغييرٍ في النص المقتَبَس منه.
وهو في اللغة: طلب القبس , وهو الشعلة من النار , ويستعار لطلب العلم , قال الجوهري في الصحاح: اقتبست منه علما: أي استفدته.
ويخلط كثيرون بينه وبين التضمين – الذي هو نوع من البديع – والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر. وممن جعلوا الاقتباس والتضمين شيئا واحدا ابن القيم في كتابه " الفوائد المشوق " حيث قال: الاقتباس ويسمى " التضمين " هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو " إيداع " وعلى هذا الحد ليس في القرآن منه شيء إلا ما أودع فيه من حكايات أقوال المخلوقين مثل ما حكاه القرآن الكريم عن قول الملائكة: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} (البقرة:30) ومثل حكاية أقوال المنافقين واليهود والنصارى ونحو ذلك.
جاء في كتاب التعريفات للجرجاني: " الاقتباس: أن يُضمّن الكلام نثرا أو نظما شيئا من القرآن أو الحديث ... كقول شمعون في وعظه: يا قوم اصبروا على المحرمات، وصابروا على المفترضات، وراقبوا بالمراقبات، واتقوا الله في الخلوات، ترفع لكم الدرجات. وكقوله: وإن تبدلت بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل."انتهى.
* أنواع الاقتباس:
1 - ما لم يُنقل فيه المقتبَس (بفتح الباء) عن معناه الأصلي.
ومنه قول الشاعر:
قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا
وهذا من الاقتباس الذي فيه تغيير يسير، لأن الآية " إنا إليه راجعون " (البقرة: 156)
ومنه قول الحريري:
"فلم يكن إلا كلمح البصر أو أقرب حتى أنشد فأغرب" فإن الحريري كنى به عن شدة القرب وكذلك هو في الآية الشريفة.
2 - ما نُقِل فيه المقتبس عن معناه الأصلي.
كقول ابن الرومي:
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي (بوادٍ غيرِ ذي زرع)
فقوله {بواد غير ذي زرع} اقتباس من القرآن الكريم (من سورة إبراهيم:37) وهي في القرآن الكريم بمعنى " مكة المكرمة، إذ لا ماء فيها ولا نبات، فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو: " لا نفع فيه ولا خير ".
وقد روي في ترجمة أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي- صاحب الخزانة- أنه قال شعراً في الوعظ:
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
(يُتْبَعُ)
(/)
أبشر بقول الله في آياته "إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف"
ومثله في الحسن والحذْقِ قول بعضهم:
يا نظرة ما جَلَتْ ليَ حسن طلعته حتى انقضت وأدامتني على وجل
عاتبت إنسان عيني في تسرعه فقال لي: " خُلق الإنسان من عجل
قال الشيخ صفي الدين الحلي:
هذي عصاي التي فيها مآرب لي وقد أهش بها طورا على غنمي
ومن التلميح قوله أيضا:
إنْ أُلقِها تتلقَّفْ كل ما صنعوا إذا أتيت بسحر من كلامهم
ولصفي الدين الحلي قصيدته الذائعةُ الصيت في علم العروض والتي تفنن فيها بصنعة هي الغاية في الموهبة الفنِّية , وفيها يقول:
في الوافر:
غرامي في الأحبة وفَّرته وشاة في الأزقة راكزونا
مفاعلة مفاعلة فعولن إذا مرُّوا بهم يتغامزونا
في الكامل:
كملت صفاتك يارشا وألو النهى قد بايعوك وحظهم بك قد سما
متفاعلن متفاعلن متفاعلن إنّ الذين يبايعونك إنما
إن قصدتم نحو ظبي نافر فاستميلوه بداعي أنسه
فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ولقد راودته عن نفسه
في المتقارب:
تقاربْ وهاتِ اسقني كأسَ راحٍٍ وباعِد وُشَاتَكَ بُعدَ السَما
فعولن فعولن فعولن فعولن وإن يستغيثوا يغاثوا بما
* الخلاف الفقهي في المسألة:
نقل السيوطي –رحمه الله- أنه اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله، أما الشافعية فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين منهم، مع شيوع الاقتباس في أعصارهم، واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وتعرض له جماعة من المتأخرين، فسئل عنه الشيخ: عز الدين بن عبد السلام فأجازه، واستدل بما ورد عنه –صلى الله عليه وسلم- من قوله في الصلاة وغيرها:"وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ... "الخ، رواه مسلم (771) والترمذي (3421) وأبو داود (760) والنسائي (897)، وقوله:"اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً اقض عني الدين وأغنني من الفقر ... الخ" خرجه الإمام مالك في الموطأ بلاغاً (1/ 201).
و في رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى التي أرسلها مع عبد الله بن حذافة جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وأدعوك بدعاية الله فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة " لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " وهو اقتباس من قوله تعالى: " لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ " (يس:70).
وفي رسالته – صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل الروم جاء: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين أي الفلاحين ويأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون وهو اقتباس من قوله تعالى: " قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران: 64)
وقال السيوطي في قوله عليه الصلاة والسلام يوم " خيبر ": إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.
قال: هو من أدلة جواز الاقتباس من القرآن وهي كثيرة لا تحصى.
ورد في سياق وصية أبي بكر –رضي الله عنه- قوله:
"أني أستخلف عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه وإن يجر ويبدِّل فلا أعلم الغيب، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" نقلها ابن كثير في تفسيره عند تفسير هذه الآية.
وما سبق كله في النثر كما ترى أما في الشعر:فإن بعض الفقهاء رأى أن الاقتباس في الشعر – خصوصاً - غير جائز أصلا لأنه يجب أن ينزه القرآن عن الشعر مطلقا وإنْ حَسُنَ الغرض وشَرُفَ المقصد إذ كيف يجوز ذلك في ضوء نفي وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم والتي منها قوله تعالى: " وما هو بقول شاعر ".
* ل نص كلام السيوطي من الإتقان:
قال رحمه الله: "فصل: في الاقتباس وما جرى مجراه:
(يُتْبَعُ)
(/)
الاقتباس تضمين الشعر أوالنثر بعض القرآن لا على أنه منه بأن لا يقال فيه قال الله تعالى ونحوه فإن ذلك حينئذ لا يكون اقتباساً وقد اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير على فاعله.
وأما أهل مذهبنا فلم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين مع شيوع الاقتباس في أعصارهم واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً وقد تعرض له جماعة من المتأخرين فسئل عنه الشيخ عز الدين بن عبد السلام فأجازه واستدل له بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله في الصلاة وغيرها وجهت وجهي إلخ وقوله اللهم فالق إلا صباح وجاعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً أقض عني الدين وأغنني من الفقر.
وفي سياق كلام لأبي بكر: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وفي آخر حديث لابن عمر قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة انتهى.
وهذا كله إنما يدل على جوازه في مقام المواعظ والثناء والدعاء وفي النثر ولا دلالة فيه على جوازه في الشعر وبينهما فرق.
فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز.
واستعمله أيضاً في النثر القاضي عياض في مواضع من خطبة الشفاء.
وقال اشرف إسماعيل بن المقري اليمني صاحب مختصر الروضة في شرح بديعته: ما كان منه في الخطب والمواعظ ومدحه صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ولوفي النظم فهومقبول وغيره مردود.
وفي شرح بديعته من حجة الاقتباس: ثلاثة أقسام: مقبول ومباح ومردود.
فالأول ما كان في الخطب والمواعظ والعهود والثاني ما كان في الغزل والرسائل والقصص والثالث على ضربين: أحدهما ما نسبه الله إلى نفسه ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله: أرخى إلى عشاقه طرفه هيهات هيهات لما توعدون وردفه ينطق من خلفه لمثل هذا فليعمل العاملون انتهى.
قلت: وهذا التقسيم حسن جداً وبه أقول.
وذكر الشيخ تاج الدين ابن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله: يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وقال استعمال مثل الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز.
وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي.
وهذا الأستاذ أبومنصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر.
قلت: ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول الله وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه.
وأما أخوه الشيخ بهاء الدين فقال في عروس الأفراح: الورع اجتناب ذلك كله وأن ينزه عن مثله كلام الله ورسوله.
قلت: رأيت استعمال الاقتباس لأئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي وأنشده في أماليه ورواه عنه أئمة كبار: الملك لله الذي عنت الوجو ه له وذلت عنده الأرباب متفرد بالملك والسلطان قد خسر الذين تجاذبوه وخابوا دعهم وزعم الملك يوم غرورهم فسيعلمون غداً من الكذاب وروى البيهقي في شعب الإيمان عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمى قال: أنشدنا أحمد بن محمد بن يزيد لنفسه: سل الله من فضله واتقه فإن التقي خير ما تكتسب ويقرب من الاقتباس شيئان أحدهما: قراءة القرآن يراد بها الكلام.
قال النووي في التبيان: ذكر ابن أبي داود في هذا اختلافاً فروى عن النخعي أنه كان يكره أن يتأول القرآن بشيء يعرض من أمر الدنيا.
وأخرج عن عمر بن الخطاب أنه قرأ في صلاة المغرب بمكة والتين والزيتون وطور سنين ثم رفع صوته فقال: وهذا البلد الأمين.
وأخرج عن حكيم بن سعد: أن رجلاً من المحكمة أتى علياً وهوفي صلاة الصبح فقال: لئن أشركت ليحبطن عملك فأجابه في الصلاة فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون انتهى.
وقال غيره: يكره ضرب الأمثال من القرآن صرح به من أصحابنا العماد البيهقي تلميذ البغوي كما نقله ابن الصلاح في فوائد رحلته.
الثاني: التوجيه بالألفاظ القرآنية في الشعر وغيره وهوجائز بلا شك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وروينا عن الشريف تقي الدين الحسيني أنه لما نظم قوله: مجاز حقيقتها فاعبروا ولا تعمروا هونوهاتهن وما حسن بيت له زخرف تراه إذا زلزلت لم يكن خشي أن يكون ارتكب حراماً لاستعماله هذه الألفاظ القرآنية في الشعر فجاء إلى شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد يسأله عن ذلك فأنشده إياهما فقال له: قل وما حسن كهف فقال: يا سيدي أفدتني وأفتيتني خاتمة قال الزركشي في البرهان: لا يجوز تعدي أمثلة القرآن ولذلك أنكر على الحريري قوله فأدخلني بيناً أخرج من التابوت وأوهي من بيت العنكبوت وأي معنى أبلغ من معنى أكده الله من ستة أوجه حيث قال وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت فأدخل إن وبنى أفعل التفضيل وبناه من الوهن وأضافه إلى الجمع وعرف الجمع باللام وأتى في خبر إن باللام لكن استشكل هذا بقوله تعالى إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بما دون البعوضة فقال لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة.
قلت: قد قال قوم في الآية إن معنى فما فوقها في الخسة وعبر بعضهم عن هذا بقوله: فما دونها فزال الإشكال.
* نماذج الاقتباس المحرّم اتفاقاً:
الأنموذج القذر الذي يقول:
" أنت الآن قاب شفتين، أو أدنى، من الحب، فهزي إليك بجذع اللحظة وصلي لنا ... صلي وتناسلي وتساقطي عشقًا شهيًا".
وقد سمعت بعض المعاصرين يقول واصفاً بعض طواغيت الكفر – على سبيل الهزْءِ به- (والسخريةُ باديةٌ في قولهِ):
ويزجي الصواعقَ في كلِّ أرضٍ
ويحشو المنايا بحبِّ الحصيدْ
ويفعلُ في خلقهِ مايريدْ ... !
قال صالح عبد القدوس وهو من مات بتهمة الزندقة:
فلو أن المفرِّط كانَ حيًا توفى الباقيات الصالحات
وقال خبيث مارق آخر:
أوحى إلى عشاقه طرفُهُ هيهات هيهات لما توعدون
وردفه ينطق من خلفه لمثل ذا فليعمل العاملون
وساقط هالكٌ (وهو يأتي بأواخر سورة الشمس كما ترى) قال:
قسما بشمس جبينه وضحاها ونهار مبسمه إذا جلاها
وبنار خديه المشعشع نورها وبليل صدغيه إذا يغشاها
لقد ادعيت دعاويا في حبه صدقت وأفلح من بذا زكاها
فنفوس عذالي عليه وعذري قد ألهمت بفجورها تقواها
فالعذر أسعدها مقيم دليله والعذل منبعث له أشقاها
* شروط الاقتباس لمن اشترط:
1 - الفواصل: ولو كانت باستخدام علامات الترقيم كالتنصيص وغيره , مما يدلل على فصل مابين قول الشاعر وما ضمَّنه إياه من نص القرآن الكريم.
2 - مراعاة الاحترام والتقدير والتبجيل لكلام الله: وعدم إقحام النص في موضعٍ ينزّه عنه (الذكر الحكيم) أما إذا كان السياق لا يحتمله كالسياق الهزلي فإن هذا مما لا يجوز نظماً ولا نثرا.
3 - عدم التكلف و الإسراف: وذلك بليِّ أعناق النصوص القرآنية ليعبر بها عن معنى من المعاني كالذي ينقل عن المرأة التي كانت لا تتحدث –في زعمهم- إلا بالقرآن فإن هذا من التكلف، وهو أشبه بالعبث –عياذاً بالله-.
4 - عدم الزيادة في التضمين عن كلمتين: وهذا ماذكره بعضهم وأنه لم يأتي في شعر الشعراء على مدَّ التاريخ المتطاول أكثرُ من ذلك في البيت إلا من فعل بعض المرَدة من حداثييِّ زماننا البائس , وإلى الله المشتكى.
5 - استدعاء الضرورة الفنية للاقتباس: فلا يتجاوزها بأن يصبح ديدنا , وطريقاً مسلوكاً للشاعر فيما يكتبه في كل حين.
6 - أن يقصى الاقتباس إطلاقا فيما اطلقه الله على نفسه سبحانه:فلا يستخدم على غير ما نزل فيه , كما نُقل عن أحد ولاة بني مروان أنه رُفعت إليه شكاية من بعض عماله فوقَّع عليها "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم" (سورة الغاشية).
* مراجع الموضوع:
1 - «الاقتباس من القرآن الكريم» لأبي منصور الثعالبي.
2 - الإتقان في علوم القرآن. السيوطي
3 - ضوابط الاقتباس من القرآن الكريم فى الأعمال الأدبية للدكتور أحمد سعد الخطيب
4 - الاقتباس من القرآن في الكلام. د. رشيد بن حسن الألمعي (إجابة سؤال)
5 - الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر والنثر وما جرى مجراه للدكتور: نايف بن قبلان العتيبي.
6 - رسالة للدكتور عبدالمحسن العسكر.
7 - الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر العربي.عبد الهادي الفكيكي (تقديم: ناجي علوش)
ـ[عادل التركي]ــــــــ[29 Jul 2004, 10:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ليتك لم تفسد جمال الموضوع بذكر الأمثلة المحرمة للإقتباس.
فمن يريد أن يطلع على أمثلة لذلك فلديه كتب العلماء مفصلة مبين حكمها.
أما المقام هنا فالكل يطلع عليه وقد يرددها البعض استهانة بخطورتها وعدم استشعار لحرمتها.
أو ليتك على أقل الأحوال اكتفيت بمثال واحد ليس فيه من الإنحراف والزندقة ما في غيره ليصل المطلوب دون اسهاب فيه.
وأخيرا اشكرك على هذا الطرح المميز والأسلوب الجميل , والأمانة العلمية في ذكر المصادر
وجزاك الله خيرا
ـ[حرف]ــــــــ[29 Jul 2004, 06:20 م]ـ
ماوضعته أعلاه ليس لي فيه إلا الترتيب والتهذيب (تلفيقاً) لبعض مشاركات الأخوة في المنتدى سابقاً ولاحقاً أ, أضفتُ إليه بعض النماذج التي رأيت أنها تقرب المقصود للقارئ , فأرجو أن لا أكون قد أخطأت في ذلك , ولك الشكر على ثناءك ... والسلام.(/)
مشكلة اختيار الموضوع في الدراسات العليا / مادة التفسير وعلوم القرآن انموذجاً (منقول)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Nov 2003, 01:18 م]ـ
مشكلة اختيار الموضوع في الدراسات العليا / مادة التفسير وعلوم القرآن انموذجاً
د. دريد حسن احمد
أصبحت مسألة أختيار الموضوع مشكلة المشاكل لطلبة الدراسات العليا في الجامعات، وتعود أسباب تفاقم هذه المشكلة إلى جملة أسباب منها الإزدياد الهائل في قبول طلبة الدراسات العليا، وسبب آخر مؤسف حقاً وهو عدم مد يد العون إلى الطلبة من قبل كثير من أعضاء هيئة التدريس، إذ يفترض بالاستاذ الجامعي بما يمتلك من رجاحة عقل ونضج تفكير أن يساعد طلبته في ايجاد الموضوع المناسب، ولكن نجد العكس من ذلك نجد عدم الأكتراث بحال الطالب والتسويف في حل مشكلته، علماً بأن الطالب في هذه المرحلة الحساسة من عمره هو بأمس الحاجة لمن يقف معه من لتذليل هذه الصعوبات بحكم محدودية اطلاعه وخبرته في ايجاد الموضوعات، ومع ذلك فأني أوصي طلبتنا الأعزاء بأتباع الوسائل الآتية لإيجاد الموضوع المناسب، وليكن في مادة التفسير وعلوم القرآن بما يتناسب مع مع التوجه الديني النبيل لجريدة (البصائر) الغراء.
1 - ليعلم الطالب أن معظم الموضوعات البارزة الظاهرة للعيان أصبحت مستهلكة وعليه أن يبحث في سبيل آخر لإختيار الموضوع، فمثلاً في مادة التفسير عليه أن يبتعد عن موضوعات من مثل الكتابة في مناهج (أبن كثير، القرطبي، الرازي، الآلوسي) وغيرهم، لأن هؤلاء دُرسوا اللهم إلا إذا كانت هناك ظاهرة معينة غير مطروقة تستحق البحث في هذه التفاسير وتكفي من حيث الكيف والكم فحينئذٍ لا مانع من الخوض في هذا المجال.
2 - على الطالب أن يجتهد في العثور على موضوع من أختصاصات أخرى ويوظفها لدراسته كأن يكتب مثلاً في تفسير القرآن عند بعض الأصوليين أو بعض القراء، أو بعض المحدثين، وهكذا لايجمد على كتب التفسير فقط.
3 - البحث بدقة في فهارس الكتب التي تعود إلى أختصاصه، فمثلاً في مادة علوم القرآن يمكن الرجوع إلى كتاب (البرهان) للزركشي ففي فهرست الكتاب نجد موضوعات كثيرة وقيمة قد تمكنه من العثور على موضوع صالح للكتابة فيه على أن يكون هذا الموضوع ليس مطروقاً من قبل الآخرين.
4 - التفتيش المستمر عما يصدر من مؤلفات جديدة في أختصاصه وعما صدر من كتب محققة في هذا المجال، فإن أغلب ما يصدر من هذه المؤلفات لم تتطرق إليه الأقلام بالدراسة والبحث، كأن يصدر تفسير جديد محقق تحقيقاً علمياً لمفسر من المفسرين الذين لم تدرس تفاسيرهم، أو كتاب من كتب علوم القرآن حقق حديثاً.
5 - الإستعانة بالمعجمات القرآنية كالفهرس الموضوعي لمحمد مصطفى محمد، و (المعجم المفهرس) لمحمد فؤاد عبد الباقي فتوجد في هذه المعجمات مئات الموضوعات ولابد من التحقق من حجم المادة المبحوث عنها والشيء الجديد الذي تأتي به وهل هي مطروقة أم لا.
6 - القياس على موضوعات أخرى قد درست، فمثلاً كتب موضوع (تراث الرافعي في الدراسات القرآنية) يمكن القياس عليه بموضوع (تراث الإمام الشافعي في التفسير) ومثلاً كتاب (الحس البلاغي عند أبن القيم الجوزية) يمكن القياس عليه بـ (الحس البلاغي عند ابن تيمية) أو غيره من الأعلام.
ومثلاً كتاب (أساليب الطلب في الحديث الشريف في كتاب الموطأ لمالك) والقياس عليه في كتاب آخر من كتب الحديث وهكذا.
منقول عن http://www.basaernews.i8.com/study.htm
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[25 Jan 2008, 10:44 م]ـ
جزيت خير ا يا دكتور والله نقع في هذه المشكلة لا نكاد نجد حتى من المشرف أي عون في ذلك وأنا أضم صوتي إلى
صوتك أن على الاساتذة أثناء التدريس إذا خطر ببالهم موضوع أن يسجله في دفاتر تحضيرهم ويضعوا بجانب كل موضوع تصور عن مؤهلات الطالب الصالح لذا الموضوع وعندما يطلب منهم فسيكون لديهم ذخيرة يقدمونها للطلاب وفي نفس الوقت يوجهون دفة التخصص فلا يأخذ موضاعت التفسير اللغوية مثلا من كان ضعيفا في اللغة وإلا حرم الموضوع من أن يكتب فيه بالشكل القرب للكمال.
لك جزيل الشكر يا دكتور
ـ[مها]ــــــــ[26 Jan 2008, 01:18 ص]ـ
جزى الله كاتب الموضوع و ناقله و باعثه خير الجزاء، إلا أنه ومع أهمية الموضوع فلا يوجد تفاعل!
كل قسم -أيا كان تخصصه- في أي جامعة يضم ثلة من الأساتذة المتميزين، وقد مرت عشرات الموضوعات خلال رحلتهم العلمية، بدءا بمرحلة الماجستير و انتهاءا ببحوث الترقية، فلو تم وضع (بنك) للموضوعات؛ ليتم عرضها على الطلاب والطالبات، لاختصرنا كثيرا من الأوقات، وتجنبنا العديد من العثرات.
وتبقى مرحلة الماجستير هي المرحلة الأصعب، والتي يكون الطالب فيها مشتتا، فليس لديه سابق خبرة في البحوث.
يسر الله الأمور، و رزقنا من حيث لا نحتسب. آمين
ـ[مها]ــــــــ[26 Jan 2008, 01:38 ص]ـ
QUOTE][ أصبحت مسألة أختيار الموضوع مشكلة المشاكل لطلبة الدراسات العليا في الجامعات، وتعود أسباب تفاقم هذه المشكلة إلى جملة أسباب منها الإزدياد الهائل في قبول طلبة الدراسات العليا، وسبب آخر مؤسف حقاً وهو عدم مد يد العون إلى الطلبة من قبل كثير من أعضاء هيئة التدريس، / QUOTE]
وسبب ثالث:
ضعف التأهيل في السنة التمهيدية، وقلة التدريب على المهارات البحثية، من إعداد بحث أو تلخيص مسألة أو نقد لخطط سابقة حتى لا تتكرر الأخطاء ... ، فأصبحت هذه السنة امتدادا لمرحلة البكالوريوس
لا تعدو أن تكون المواد المقررة مجرد قراءة أو إملاء بعيدة عن الحوار و النقاش، إلا عند نفر قليل من الأساتذة الذين جعلوا المادة حية وسط جو علمي وتبادل للرأي.
وسبب رابع:
التراخي في معايير القبول في الدراسات العليا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[26 Jan 2008, 02:00 ص]ـ
مقال قصير ولكنه مركز ومفيد!
جزاك الله خيرا يا د. مساعد
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 Jan 2008, 05:37 ص]ـ
مشكلة اختيار الموضوع في الدراسات العليا / مادة التفسير وعلوم القرآن انموذجاً
د. دريد حسن احمد
وتعود أسباب تفاقم هذه المشكلة إلى جملة أسباب منها الإزدياد الهائل في قبول طلبة الدراسات العليا، وسبب آخر مؤسف حقاً وهو عدم مد يد العون إلى الطلبة من قبل كثير من أعضاء هيئة التدريس، إذ يفترض بالاستاذ الجامعي بما يمتلك من رجاحة عقل ونضج تفكير أن يساعد طلبته في ايجاد الموضوع المناسب، ولكن نجد العكس من ذلك نجد عدم الأكتراث بحال الطالب والتسويف في حل مشكلته، علماً بأن الطالب في هذه المرحلة الحساسة من عمره هو بأمس الحاجة لمن يقف معه من لتذليل هذه الصعوبات بحكم محدودية اطلاعه وخبرته في ايجاد الموضوعات.]
ومن الأمثلة على هذا عدم الاهتمام بالرسائل التي يستشير فيها الطلبة أصحاب التخصص في موضوعاتهم، ومعلوم أن هذا يسبب للطالب إحباطا كبيرا، إضافة إلى ضياع الوقت والانتظار الممل الذي يجعل الطالب يشعر بأن هناك حرجا في الاستشارة
.إلا أنه ومع أهمية الموضوع فلا يوجد تفاعل!
صدقتِ، وقد تعجبت حينما رأيت تاريخ الإضافة!!
جزى الله أستاذنا مساعدا خير الجزاء على حرصه واهتمامه، وجعل مايبذله من جهد في ميزان حسناته.
وسبب ثالث:
ضعف التأهيل في السنة التمهيدية، وقلة التدريب على المهارات البحثية، من إعداد بحث أو تلخيص مسألة أو نقد لخطط سابقة حتى لا تتكرر الأخطاء ... ، فأصبحت هذه السنة امتدادا لمرحلة البكالوريوس
لا تعدو أن تكون المواد المقررة مجرد قراءة أو إملاء بعيدة عن الحوار و النقاش، إلا عند نفر قليل من الأساتذة الذين جعلوا المادة حية وسط جو علمي وتبادل للرأي.
وهذا واقعٌ مرٌ قد عايشناه والله المستعان.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Jan 2008, 06:53 ص]ـ
هذا المقال يستدعي التأمل، وهو يطرح بعض الجوانب (الهامشية في تقديري) وليس كل جوانب المشكلة، ولعل ما لم يذكر أهم بكثير مما طرح. وأستسمحكم في إبداء الملاحظات رغم عدم تخصصي في علوم الدين، واعذروني إن كانت آرائي خاطئة نظرا لعدم إلمامي بوضع الجامعات الإسلامية ومناهجها. وكل ما سأقوله هنا تكوّن لدي نتيجة البحث في قواعد الرسائل الجامعية وبعض المناهج الجامعية الموضوعة في مواقع بعض الجامعات على الإنترنت:
1 - مما يتميز به البحث في علوم الدين هو كثرة الاهتمام بتحقيق كتب التراث. ولا ريب في قيمة هذا العمل لحفظ العلم من الضياع. غير أنني أعتقد أن هذا العمل لم يعد مجاله في رسائل الماجستير والدكتوراه. والأولى تركه لدور نشر أو مراكز متخصصة في تحقيق التراث فقط، وإلا فالأولى أن تقوم بهذا العمل المكتبة الوطنية أو وزارة الثقافة في كل بلد. وفي حالة الاضطرار، يمكن للأستاذ الجامعي أن يعتمد تحقيق الكتب كمشروع (أو كعمل جامعي داخل السنة) يشرك فيه عددا من الطلبة (وليس طالبا واحدا) ويحصلون من خلاله على نسبة من معدل آخر الفصل (مثال: 30% من المعدل آخر الفصل). وهكذا يمكن أن يتم تحقيق الكتاب في خلال فصل دراسي واحد أو أكثر حسب حجم الكتاب. وإن كانت هناك مادة دراسية مخصصة لتقنيات تحقيق الكتب، فالأفضل أن يكون العمل في إطارها فقط.
ما أود قوله هو أن تحقيق الكتب يجب أن يعتبر نشاطا تدريبيا فقط للطلبة، أثناء مرحلة الماجستير.
2 - أرى أن حقل علوم الدين ما زال في مرحلة مخضرمة بين (تجميع التراث) و (فرز التراث)، ولم نصل بعد إلى مرحلة (تنزيل علوم الدين في الواقع المعاصر). ونحن بحاجة إلى الإسراع في الانتهاء من المرحلتين الأوليين للاهتمام أكثر بما يليهما. وهذا الأمر يستدعي تصورا عاما لحاجات حقل البحث العلمي.
وأضرب مثالا على ذلك: كم هو عدد التفاسير التي كتبت من القرن الأول للهجرة وحتى الآن؟ 300؟ 500؟ 1000؟ كم هو عدد التفاسير الموجودة والتي تم تحقيقها؟ ثم كم هو عدد التفاسير التي تم استخلاص منهج مؤلفيها وتقعيد قواعده في التفسير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كان العدد كافيا (مثل أن نقول: 50% من مجموع التفاسير تم دراسة مناهجها)، أليس من المفيد الآن الاتجاه نحو (دراسات المقارنة) بين هذه المناهج لاستيعاب محتوياتها في موضع واحد، يغنينا عن العودة إلى الوراء دائما للنظر في هذه التفاسير كل على حدة؟
أليس من المفيد أيضا توجيه الطلبة إلى القيام بدراسات إحصائية تحاول أن تختزل لنا المعارف السابقة حتى نستطيع أن نبني عليها معارف جديدة؟
3 - يفترض أن يوجد تنسيق تام بين الأساتذة في الاختصاص للتخطيط جماعيا ووضع أهداف عامة للبحث العلمي. فاختيار موضوع بحث يمكن للأستاذ المشرف أن يختاره بمعية الطالب، ولكن يجب أن يكون هذا الاختيار في إطار رؤية شاملة تحمي الطالب والمشرف عليه من بذل الجهد في عمل غير مثمر علميا، أو مغرق في الجزئيات.
وحتى هذا التعاون بين أهل الاختصاص غير كاف لوضع رؤية مستوعبة وشاملة للواقع، بل يجب أن يضاف إليها تنسيق وتعاون بين التخصصات المختلفة داخل إطار علوم الدين وحتى من خارج إطار علوم الدين إن تطلب الأمر.
لقد تيسر لي أن أعمل لبعض الوقت، في فترة دراستي الجامعية بكندا، في إطار وحدة بحث أكاديمية في كلية الإدارة. وقمت بإنجاز بحث الماجستير في إطار هذا العمل. وقد نبهتني هذه التجربة إلى أهمية التنسيق والتعاون بين وحدات البحث، حتى كأنك تشعر أن جميع الأساتذة والباحثين يعملون لهدف واحد برؤية مشتركة. وقد تيسر لي أن أحضر بعض الاجتماعات التنسيقية التي فهمت من خلالها سبب هذا الانسجام، وسأبينه بعض الشيء:
ففي الكلية مجموعة من وحدات البحث، وفي كل وحدة أستاذان أو ثلاثة يشرفون على الوحدة. ولكل أستاذ 3 إلى 6 طلبة يعملون تحت إشرافه.
يقوم الأساتذة باجتماعات دورية لوضع (أو متابعة تنفيذ) الخطة العامة لعمل الوحدات. وهذه الاجتماعات تسمح لكل وحدة بالاطلاع على توجه الوحدات الأخرى، وأيضا اكتشاف الحقل المشترك بين عملها وعمل الوحدات الأخرى.
وفي إطار كل وحدة، يتم مناقشة الخطة الخاصة بها وأهدافها، ومتابعة تنفيذ بحوث الطلبة وتقييم مجهودهم والتأكد من اسنجامه مع الأهداف العامة، إلخ ..
وبالتوازي، تقام اجتماعات عامة يحضرها كل أعضاء الوحدات (أساتذة وطلبة) لوضع الطلبة في الإطار العام المشترك بين الوحدات حتى يعرف الطالب دوره الشخصي في هذا الإطار العام المشترك. وهذا الأسلوب له فوائد عديدة: علمية وتدريبية في مستويات مختلفة.
ولا أريد أن أسترسل في بيان فوائد هذا الأسلوب (أسلوب فريق العمل، ومبدأ التعاون)، خشية أن يكون هذا معلوما لديكم بالقدر اللازم. ولو رأيتم غير ذلك، فلعلي أعود إليه بتفصيل.
4 - الأمر الأخير الذي أرى فيه كثرة الفوائد لو يتم أخذه بعين الاعتبار في بحوث الماجستير والدكتوراه: هو توجيه بعض الطلبة إلى الدراسات الإسلامية باستعمال قواعد البيانات وتقنيات الكمبيوتر. وهذه التقنيات هي السبيل الوحيد لنهوض سريع بالبحث الأكاديمي في علوم الدين. ولو تم استيعاب قيمة هذه التقنيات جيدا، لأدركنا ثورة كبيرة في علوم الدين (كما ذكرت في إحدة مداخلاتي السابقة في هذا المنتدى)، سواء في علوم الحديث أو علوم القرآن أو الفقه أو القراءات، أو غيرها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Jan 2008, 06:57 ص]ـ
بعد أن كتبت ما كتبت، اكتشفت أن المقال وضعه د. مساعد الطيار منذ 5 سنوات:)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Jan 2008, 08:34 ص]ـ
أشكر الاخ توفيق على بعثه لهذا الموضوع من جديد، وأشكر المداخلين عمومًا، والأخ محمد بن جماعة على وجه الخصوص لما ألقى منه من إيجابية في مشاركاته، فهو يطرح الحلول لما يراه من مشكلات، ويشاركنا ـ نحن المتخصصين ـ همومنا، مع أنه يعمل في مجال آخر، فأسأل الله أن يبارك له، وأقول: مع أن الموضوع منذ خمس سنوات، فإنه لا يزال من مشكلات طلاب الدراسات العليا، كان الله في عونهم.
ولقد تحدثت عن شيء من هموم الدراسات العليا على حسب التجربة التي مررت بها، وعلى ما أسمع وأقرأ، ورأيت ما في الأمر من تباين شاسع بين أعضاء هيئة التدريس، وأتمنى أن تُتَلقَّف أفكارك ـ يا أخي محمد ـ ويستفاد منها في مجال الدراسات العليا وتطويرها.
ولست أرى أن في موضوعات (علوم القرآن والتفسير) شحًّا، لكن المشكلة متعددة الجوانب، فالأستاذ الجامعي عنده جزء من المشكلة، والطالب عنده جزء من المشكلة، والمنهج التفكيري الذي سارت عليه الأقسام والكليات ومجالس الدراسات العليا هي أيضًا تمثل مشكلة في كثير مما يتعلق باختيار الموضوع.
وأرى أن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى عقد ندوات، ولعل أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري يطرح على قسمه الأخذ بزمام المبادرة في علاج هذه المشكلة وغيرها من مشكلات الدراسات العليا، فجامعة الملك سعود متهيئة لمثل هذه البرامج فيما يبدو لي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Jan 2008, 11:05 ص]ـ
2 - أرى أن حقل علوم الدين ما زال في مرحلة مخضرمة بين (تجميع التراث) و (فرز التراث)، ولم نصل بعد إلى مرحلة (تنزيل علوم الدين في الواقع المعاصر). ونحن بحاجة إلى الإسراع في الانتهاء من المرحلتين الأوليين للاهتمام أكثر بما يليهما. وهذا الأمر يستدعي تصورا عاما لحاجات حقل البحث العلمي.
كلام جميل , جزاك الله خيراً د. محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2008, 02:45 م]ـ
وأرى أن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى عقد ندوات، ولعل أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري يطرح على قسمه الأخذ بزمام المبادرة في علاج هذه المشكلة وغيرها من مشكلات الدراسات العليا، فجامعة الملك سعود متهيئة لمثل هذه البرامج فيما يبدو لي.
منذ أن التحقت بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية تم اختياري لعضوية لجنة الخطط بالقسم، وهي لجنة تجتمع كل أسبوع لمدة ثلاث ساعات تقريباً لمناقشة خطتين أو ثلاث وربما ينتهي الوقت أحياناً ولم نناقش إلا خطة واحدة من الخطط المقدمة للماجستير أو الدكتوراه، ومن أكثر ما يهمني هو مساعدة الباحثين في تجاوز مرحلة اختيار الموضوع والبدء في البحث حتى لا يذهب الوقت سدى. واللجنة كلها حريصة على ذلك. غير أن الخطط والباحثين يتفاوتون في عنايتهم واختيارهم ومتابعتهم ومشكلة اختيار الموضوع منذ انقداح فكرته في ذهن الباحث حتى ينتهي تسجيله من المشكلات التي نسعى في قسمنا على الأقل على التخفيف من حدتها بقدر الاستطاعة وقد تيسرت كثيراً ولله الحمد.
وأما فكرة عقد ندوة لمناقشة هذا الموضوع أو حلقة نقاش (1) إن شئت حتى يأخذ كل مناقش حقه من الوقت عندنا في قسم الدراسات الإسلامية فأبشر، وسأسجل لدي ما يحتاجه عقد مثل هذه الحلقة العلمية يسعدنا أن تتفضلوا بطرح ما ترونه صالحاً للطرح ومن ترونه سيفيد بحضوره ونقاشه في الندوة أو الحلقة. وسأرتبها وأعرضها عرضاً رسمياً , وأنا على ثقة بأنها ستعقد بإذن الله في جامعة الملك سعود. ويكون لكم أجر بعثها واقتراحها رعاكم الله.
الجمعة 24/ 1/1429هـ
ـــــــــــــــــــ
(1) البعض يسميها (ورشة عمل) ولا أدري هل هذا التعبير مناسب أم لا؟ أرجو مناقشته إن كان لدى أحدكم إفادة فيه.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[13 Dec 2010, 11:21 م]ـ
وبعد مرور عامين:هل ما زال شيخنا الكريم المشرف العام على ثقة أن هذا الأمر سيتم؟ أو أنه قد تم فعلا من قديم الزمان وأنا لا أدري؟ إذا كان الأمر كذلك أرجو شاكرا إفادتنا بخلاصة ما كان ونتائجه حتى نفيد منها. بارك الله فيكم.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:58 ص]ـ
ولا أريد أن أسترسل في بيان فوائد هذا الأسلوب (أسلوب فريق العمل، ومبدأ التعاون)، خشية أن يكون هذا معلوما لديكم بالقدر اللازم. ولو رأيتم غير ذلك، فلعلي أعود إليه بتفصيل.
أرجو أن تعرض للموضوع بالتفصيل لأنه للأسف الشديد قد اعتدنا على العمل الفردى ولم نعتد العمل بروح الفريق مع أن ديننا يشجع ذلك ويحث عليه،،، وجزاكم الله خيراً 0
ـ[محمد جابري]ــــــــ[15 Dec 2010, 01:00 ص]ـ
الأساتذة الأكاريم؛
شكر الله لكم إثارة هذا الموضوع الحيوي، وعلوم القرآن أراها كعين ثرة متدفقة لا يمكن أن يحصرها حاصر، ولا تكمل في منهاج معين؛
سعى بعض الإخوة إلى الحفر في مصطلحات القرآنية، وهوجهد مشكور على كل حال، وسعى أخرون للتنقيب عن فلسفة الفقه والتشريع، كما يسعى آخرون لاستكناه مقاصد القرآن ووو ...
وأرى من الضروري والمفيد جدا التفرغ لسنن الله القرآنية وتوجيه الباحث في البحث لاستخلاصها، وتقييد ضوابطها، واستخلاص سننها عبر التاريخ سواء من القرآن نفسه أو من الأحداث التاريخية وسنن الله بحر عميق ولن يضيع من يدخله فهو جهد مشكور لكون صاحبه ينغمس في بحبوحة القرآن لا ينفك عنه، فيمارس الاستنباط، وفقه النصوص والدراية الأصولية، ويستخرج دررا وجواهر الأمة في حاجة ماسة إليها في فهم واقعها، وضبط سنن الله في تسيير أمور كون رب العالمين بما وضعه من قوانين قرآنية تفسر القوانين الكونية أعلى تفسير وأغلاه. تاه علماء الاجتماع في النظريات التي ينقض بعضها بعضا ويأيدينا حل المشكل وكشف المبهم من خلال استخراج وإحصاء سنن الله القرآنية الضابطة لسنن الله الكونية.
هل استطعنا أن نخرج علومالقرآن من دائرة الناسخ والمنسوخ، إلى دائرة القوانين الدستورية والإدارية، والقوانين الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية التي سيحتاجها قطار الشعوب المنادية الإسلام هو الحل، والتواقة لتحكيم شرع الله في أرضه وبين عباده بإذن ربه.
ما نعيشه من ويلات سببها التطرف هو فقط وفقط لخروجنا عن سنن الهدى التي شرعها الله، سواء في تفكيرنا أو في فقهنا ولنا أن ننظر بعمق فيما شرعه فقهاؤنا في موضوع التترس مثلا لندرك خيبة الأمل، لما يجره هذا الفهم من ويلات لمجتمعنا الحالي. وكيف تستباح الدماء المسلمة من قبل أخيه المسلم؟؟؟
إنها ألفاظ خرجت على عجالة من أمرها، تنادي من هنا الطريق أحبتي: نحو السنن الإلهية إن رمتم حياة العزة والسؤدد. وفهم القوانين التي بثها خالقها في كونه وبين عباده: إنها بحر يحتاج لجهود جهيدة. فهل تستجيب الهمم؟
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[15 Dec 2010, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى الجد والاجتهاد في الموضوع، وهو ذو جوانب متعددة.
ولكن لو تم تفعيله بحلقات نقاش مباشرة أو إلكترونية على الأقل وتم تداوله لفترة محددة وعبر خطة وإشراف وتحرير
ثم خرجنا بوثيقة مقترحة للإرشاد الأكاديمي (العلمي) وكذا ما بعده من الإشراف نتفق عليها عموما.
ثم تُحال كمقترح للأقسام العلمية، وأعتقد أن بعضها سيتفاعل ويثري الأمر بل ربما وجدنا من يحمله بشكل رسمي.
وأقل الأحوال أن أعذرنا لربنا
ونشرنا المفهم الشمولي له
وعملنا به نحن ولو كنا فرادى متناثرين
فلا تبخلوا علينا
وارحموا طلاب العلم فهم أساتذة الغد
وفقكم الله وسددكم(/)
تضامنا مع دعوة الأخ أبي مجاهد العبيدي
ـ[الخطيب]ــــــــ[16 Nov 2003, 05:26 م]ـ
أخي أبا مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا من أخ صالح رحب الصدر يتسع حلمه لمحاورات إخوانه ويعمل على التخفيف من معاناتهم ولا يفتأ أن يربطنا بالقرآن وحلاوته ولو كان ما يكتبه مجرد رسالة يطيب بها خاطر أخ له في الله
وإني يا أخي الكريم لأشد على يدك الكريمة في الدعوة إلى رد المطاعن ودرء الشبه عن أغلى نعمة أنعم الله بها علينا وهي نعمة الإسلام كما أشد علي يديك أيضا في شأن اقتراحك طرح موضوع " منهج القرآن في مواجهة خصومه " على بساط الحوار والمناقشة ويبدو أنك لا تحب أن تضيع وقتا ولذا جررتنا إلى التعايش مع موضوعك هذا على الفور وذلك حين عرضت لنا هذه الآيات من سورة الفرقان: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا 4 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 6 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا 7 أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا 8 انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا 9}
وذكرت أنها تشير إلى منهج قرآني في عرض الشبه والرد عليها وهو منهج الإيجاز أو الإغفال.
أخي الكريم لقد نظرت إلى هذه الآيات بنظري الضعيف فلم أشعر بأي إغفال من قبل القرآن الكريم لما أوردته الآيات من شُبَه كل ما في الأمر أنها ماضية على النهج القرآني في طرح موضوعاته المكررة في أكثر من موضع جدلية كانت هذه الموضوعات أو غير ذلك حيث لا يتناولها في كل المواضع بنفس الأسلوب ولكن بأسلوب مغاير إن بالتصريح وإن بالتلميح إن بالإشارة وإن بالعبارة .......... وحتي لا نتيه سنحصر أنفسنا داخل إطار هذه الآيات المذكورة فلو أننا نظرنا إليها فسوف نجدها قد تناولت أربع شبه هي كالتالي:
الأولى - ادعاء أن هذا القرآن من اختلاقه صلى الله عليه سلم بمعونة آخرين هؤلاء الآخرون قد جاء ذكرهم مع رد الفرية في قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} تصور ما لو أردنا نحن أن نرد نفس الفرية بنفس ما رد به القرآن بالأسلوب البشري ما كنا سنصل إلى هذه النتيجة إلا عبر مقدمات عدة هذا رد لقولهم {وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ} وأما الجزء الأول {إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ} فالرد عليه في آيات كثيرة منها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} وقوله: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} وقوله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا} فكيف تكون لديه قدرة على التأليف وهو الذي لم يكن يوما قارئا كاتبا ولم يجلس يوما إلى معلم وقد ضمن ذلك كله في كلمة جامعة وصف بها صلى الله عليه وسلم هي كلمة {الأمي}
(يُتْبَعُ)
(/)
والثانية - دعوى أن هذا القرآن من أساطير الأولين التي أملاها عليه من كان يجلس معهم من المعلمين وهذه دعوى منقوضة في نفس السياق وفي خارجه أما النقض من جهة السياق نفسه ففي قوله جل شأنه: {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي لو كان هذا القرآن من أساطير الأولين وهو الذي اشتمل على الأسرار التي لم تكن معروفة قبل نزوله ومحمد هو بينكم وهو من تعرفون وصفه من جهة الصدق والأمانة وسائر الفضائل أي أنه لن يَكْذِبَكم والأهم من ذلك هو أمي لم يقرأ كتب السابقين إذن فهو حين يأتيكم بهذه الأسرار التي لا يمكن أن تكون من تلقاء نفسه فهذا دليل على أن هناك أمرا غير عادي قد عرف هو عن طريقه هذه الأسرار التي تتعالى فوق ما يعرفه خبراء الأساطير وهو يقول: إنه الوحي فلابد إذن من تصديقه لأن المقدمة إذا ما صلحت صلحت بصلاحها النتيجة بلا ريب.
ولنتأمل تأكيدا لهذا المعنى قوله: {الذي يعلم السر} فلم يقل: أنزله الله أو غير ذلك
لأن المقصود هنا الرد على الفرية من جهة وإعلان التحدي من جهة أخرى لخبراء الأساطير وتابعيهم الذين يعظمونهم ويجلون أساطيرهم إلى الدرجة التي يرتقون بها لأن يكون القرآن جزءًا منها فهيا جيئونا بمثل هذه الأسرار التي جاءكم بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي كلها حقائق ولذلك دعاهم القرآن في غير ما آية إلى السير في الأرض للتحقق من ذلك ولأخذ العبرة مما حدث لأهل التجبر في غابر الأزمان
وأما الرد على هذه الفرية من الخارج ففي سائر الآيات التي تنفي عنه القراءة والكتابة والجلوس إلى المعلمين بما فيهم خبراء الأساطير
الثالثة – نقض رسالته صلى الله عليه وسلم بدعوى أنه بشر مثلهم يأكل الطعام ويمشي في الأسواق {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} وهي دعوى لسنا ننكرها لأنه صلى الله عليه وسلم لم يدع يوما أنه غير بشر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} فإذا كان هذا النبي بشرا مثلكم وهو لم يدع غير ذلك فلماذا تعيبون عليه أكل الطعام والمشي في الأسواق وهذه سمة بشرية لديكم جميعا؟
ثم نازلتهم القرآن الكرين إلى أرض الواقع والواقع المشاهد خير دليل فالناس يختلفون حول الأدلة العقلية لكن الأدلة الحسية فمن ذا ينكرها؟ حاكمهم القرآن إلى الواقع في هذه المسألة في السورة نفسها وفي خارجها فقال في سورة الفرقان: {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} وقال في سورة الأنبياء {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ} وفي سورة المائدة: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ}
الرابعة – نقض الرسالة لأنه ليس ملكا أو لم ينزل معه ملك ليخاطب الناس معه وينذرهم { .... لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} وسواء كان نزول الملك استقلالا بالرسالة أو معضدا للرسول البشري فلن تطيقوا التعامل مع ملك بصفاته الملائكية المشتملة على القوة الجسمية والروحانية بما لا يتناسب وقدراتكم البشرية فلو حدث هذا لكانت هناك هوة واسعة بين كل من الملقي والمتلقي، المرسل والمستقبل وهنا لا تستقيم الأمور وأنتم الذين ستعترضون وتقولون: لِمَ لمْ ترسل إلينا رسولا من جنسنا يا رب نأنس به ونأخذ عنه ويكون بيننا نرجع إليه كلما احتجنا إليه كل هذه المعاني وغيرها قد عالجها القرآن الكريم في آيات كثيرة بأكثر من طريقة فيقول في تقرير حكم أنهم لن يطيقوا الملك الرسول في سورة الأنعام: {وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ 8 وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ 9 وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
10} وفي سورة الإسراء: {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً 95}
وفي تقرير الإنعام عليهم بإرسال البشر الرسول يقول في سورة آل عمران: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ 164} وفي سورة التوبة: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} ولأجل أن الحكمة تقتضي إرسال البشر الرسول وليس الملك الرسول فإن الأنبياء لم يجدوا ضيرا في أن ينفوا عن أنفسهم الملائكية عندما طلبوا منهم ما هو فوق طاقة البشر ففي سورة الأنعام جاء قوله تعالى أمرا لرسولنا صلى الله عليه وسلم: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} وعلى لسان نوح عليه السلام كما في سورة هود: {وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}
الخامسة – قولهم: {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا} وتقرير هذه الشبهة والرد عليها جاء في سورة الإسراء في قوله سبحانه: {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا 90 أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا 91 أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً 92 أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً 93}
السادسة – دعواهم أنه صلى الله عليه سلم مسحور أي اختلط عقله بتأثير السحر فيه فكأن " مسحور " هنا تعادل " مجنون " وقد جاء الرد القرآني على هذه الفرية في عقبها {انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا 9} وعرضت مع الرد عليها أيضا في سورة الإسراء: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا 47 انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً 48} أي تعددت أمثالهم معك فهم قد مثلوك مجنونا، ساحرا، مسحورا، كاهنا، شاعرا .... مع أنهم أول من يعرفون بُعد هذه التهم جميعها عنك ورغم ذلك يكررونها بقصد الإلباس على الآخرين لتحصينهم من الإسلام وفي ذات الوقت ليوهموا أنفسهم بأن لهم في عدم الإيمان حججا لكنهم في حقيقتهم كانوا يعلمون صدقه صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به كما يدل لذلك موقف الوليد بن المغيرة الذي لا يخفى على أمثال قرائنا الكرام حين قال عن القرآن أمام قومه بعد أن سمعه: والله ما منكم رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقوله شيئا من هذا والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو وما يعلى.
وقد روى ابن اسحاق في السيرة عن محمد بن مسلم بن شهاب عن الزهري أنه حدث أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله ص وهو يصلي بالليل في بيته ; فأخذ كل واحد منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا حتى إذا جمعتهم الطريق تلاوموا فقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا وجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قاله أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعتهم الطريق ; فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتي أبا سفيان بن حرب في بيته فقال أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد قال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال الأخنس وأنا والذي حلفت به قال ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته ; فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد قال ماذا سمعت قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه قال فقام عنه الأخنس وتركه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Nov 2003, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم الأستاذ الدكتور أحمد الخطيب جزاك الله خيراً على حسن ظنك بأخيك - مع يقيني بأني لا أستحق ما ذكرته من ثناء -.
والحق أن الفضل - بعد الله - في تنبيهي لهذا الوضوع يعود إليك عندما أثرت قضية الرد على أباطيل المخالفين في أكثر من موضوع.
ولا أخفيك أني صرت ,انا أقرأ القرآن هذه الأيام أركز على هذه القضية، فوجدت أنها تستحق أن تفرد بمؤلف أو رسالة علمية، وهذا الموضوع في نظري له أهمية كبيرة جداً.
وأشكرك على التفاعل السريع مع الفكرة التي طرحتها، وعلى وقوفك مع الآيات التي ضربتها نموذجاً.
وقد لفت انتباهي وأنا أتأمل طريقة القرآن في الرد على شبهات خصومه وأباطيلهم أن له أكثر من طريقة.
ومنها الإغفال، وذلك في مثل قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) يس~: 47.
وعدم الرد على هذه الشبهة بسبب تهافتها.
ومن طرقه في ذلك الاقتصار على بيان كذب ما ادعوه مثل قوله تعالى: (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا 4 مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا) الكهف.
والمقصود أن القرآن له أكثر من طريقة في ذلك.
وبين يدي الآن رسالة بعنوان: منهجية القرآن في التعامل مع آراء معارضيه للدكتور محمد رفعت زنجير
تقع في 50 صفحة إلا أنها لا تشفي الغليل، مع أهمية موضوعها.
وعلى كلٍ؛ البحث في هذه المسألة يحتاج إلى استقراء وتتبع، ولعل الأستاذ الدكتور أحمدسعدالخطيب يتولاه، فهو له أهل - وفقه الله -.
وأشكرك على تواصلك واهتمامك.(/)
حول بداية التأليف في علوم القرآن كفن مدوّن
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:34 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، مشايخي الكرام، ذكر الزرقاني في (مناهل العرفان) أن علوم القرءان كفن مدون لم يعرف التأليف فيه قبل المائة الرابعة، لأن الدواعي لم تكن موفورة لذلك، ثم أخبر أنه قد ظفر بكتاب في (دار الكتب المصرية) يقع في ثلاثين مجلدا، و الموجود منه الآن خمسة عشر مجلدا، و أن مؤلف الكتاب هو ((علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي)) المتوفى سنة 330 ـ هكذا قال ـ
ووجه الإشكال أنه قد ذكر قبل ذلك مراحل التأليف في (علوم القرآن) بالمعنى الإضافي التركيبي، فذكر أنه في القرن (الخامس الهجري) كان التصنيف في إعراب القرآن على يد ((علي بن سعيد الحوفي)) ـ هكذا قال ـ
فهل الحوفي الأول غير الحوفي الثاني؟
و إن كانا واحدا فأين الخطأ؟
و إن لم يكونا واحدا، فهل من يترجم لكل واحد منهما ـ حيث يقع الاشتباه بينهما ـ؟
سؤال أخير / هل من أخبار عند أحد من مشايخنا عن هذا الكتاب الذي ذكره الزرقاني؟
أحسن الله تعالى إلى مشايخ هذا الملتقى المبارك، و جعلهم من المغفورين لهم في شهر رمضان ـ آمين ـ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Nov 2003, 01:27 م]ـ
الأخ محمد يوسف زاده الله توفيقاً وحرصاً على الخير
انهالت علينا أسئلتك هذا اليوم، ونحن في هذه العشر المباركة، والوقت كما تعلم قد يضيق عن الإجابة عليها الآن، فلعلك تعذرنا إن تأخر الجواب قليلاً.
والملاحظ أن أكثر الأسئلة التي أوردتها تتعلق بإشكالات أشكلت عليك في كتاب مناهل العرفان للزرقاني، ولو أنك قرأت كتاب:كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم للدكتور خالد السبت لزال أكثر هذه الإشكالات.
والكتاب من مطبوعات دار ابن عفان - السعودية - الخبر - هاتف: 0096638987506 فاكس 0096638992743.
ويقع في مجلدين يحتويان على 1000 صفحة.
وأخيراً: أسئلتك وجيهة، وملاحظاتك تستحق الوقوف، وفقك الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Nov 2003, 08:20 م]ـ
بارك الله تعالى فيك شيخنا الكريم الفاضل
و أعلم أني أتعبكم معي كثيرا
و لم أكن و الله منتظرا للإجابة في العشر الأواخر، فمن المعلوم بديهيا انشغال العبد فيها ....
و لكني أردت أن أضع أسئلتي لتكون مكان اهتمام حين رجوع النشاط
و لأني لأسباب خاصة لن أستطيع الدخول على الشبكة إلا يوما واحدا في الأسبوع ـ هو يوم الجمعة ـ و لذلك فقد تبدو كثيرة نوعا ما، و لكن لن تكون كثيرة ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن يوم الجمعة ـ الذي أدخل فيه إلى الشبكة ـ هو اليوم المخصص لعلوم القرآن في برنامجي ـ و أسأل الله تعالى لي و لكم التوفيق
و جزاكم الله تعالى
شيخنا // أرجو الانتباه إلى هدم الدين الذي يحدث في موضوع (الكتاب و السنة فمن أين فهم الناس؟) هكذا بالتقريب
و الذي وضعه (أبو أحمد)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2003, 10:04 ص]ـ
أخي الكريم محمد يوسف زاده الله علماً وحرصاً عليه.
خلاصة الجواب:
أن علي بن سعيد الحوفي في الموضعين الذين ذكرهما الزرقاني - رحمه الله - واحد، واسمه الصحيح علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي المُعْرِب. وقد مات مستهل ذي الحجة عام 430هـ. كما في ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي 2/ 140، وفي الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة الإقراء والتفسير 2/ 1540.
وما ورد في كتاب الزرقاني رحمه الله من أنه مات سنة 330هـ فخطأ طباعي ولا بد، وقد أشار إلى ذلك الدكتور السبت، والزرقاني نفسه صرح بأنه (من علماء القرن الخامس). وقد حدث خطأ طباعي كذلك في تعقب الدكتور خالد السبت 1/ 231: حيث ورد اسمه عنده (إبراهيم بن علي بن سعيد الحوفي .. ).
ولم يحدث في قول الزرقاني خطأ – في نظري- حيث ذكره في الموضع الأول باسم علي بن سعيد الحوفي، وفي الموضع الثاني علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي، فأسقط اسم الأب في الموضع الأول فقط!! وأما التاريخ فأخبرتك.
وأما قول الزرقاني أن الحوفي في طليعة من صنف في إعراب القرآن فقد تعقبه السبت وقال إن هناك من سبقه كعبدالملك بن حبيب القرطبي (239هـ)، وأبي حاتم السجستاني (248هـ) والمبرد (286هـ).
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يبدو لي أن عبارة الزرقاني لا تدل على أنه يعني أول من صنف في إعراب القرآن، وإنما هو في طليعتهم. وهو كذلك رحمه الله وكان مشهوراً بالمعرب لتصنيفه كتاباً في إعراب القرآن كما ذكر أهل التراجم كالسيوطي في طبقات المفسرين وذكر أنه في عشر مجلدات.
وأما قول الزرقاني بأن (علوم القرآن كفن مدون قد استهلت صارخة على يد الحوفي في أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس) فقد قيد كلامه هذا بأنه أخذ هذا المعنى من عنوان الكتاب كما هو مكتوب على طرة المخطوطة: (البرهان في علوم القرآن)، وأن الجزء الأول من الكتاب مفقود مما لم يتمكن معه أن يأخذ (اعترافاً صريحاً منه – أي الحوفي – بمحاولته إنشاء هذا العلم الوليد). ووصف بعد ذلك الكتاب وصفاً كاشفاً لمحتواه، وأنه كتاب تفسير بالمعنى الصحيح. وعلى كل حال فهو نفسه لم يستطع الجزم بهذا الرأي، وإنما ودَّ لو حدث ذلك!!
وقد تعقبه الدكتور خالد السبت في كتابه وأخبر بأنه قد اطلع على كتاب الحوفي هذا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأنه كتاب تفسير وليس كتاباً في علوم القرآن، وإن كان قد ورد الحديث عن علوم القرآن في ثنايا التفسير مما يشترك معه في ذلك كل كتب التفسير تقريباً. وقد ذكرت الدكتورة ابتسام الصفار في معجم الدراسات القرآنية أن عنوان الكتاب: (البرهان في تفسير القرآن).
وقد سبقه إلى نقد كلام الزرقاني بتفصيل الأستاذ الدكتور عبدالعال سالم مكرم في كتابه النفيس (القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية) ص287 - 289 الذي طبع سنة 1384هـ، حيث قال في آخر مناقشته لكلام الزرقاني: (على أن كتاب الحوفي كما بينت كتاب ككل كتب الإعراب – أي إعراب القرآن - التي سبقته من حيث المنهج والتأليف، فهو يفسر الآية من حيث المعنى، ثم من حيث اللغة، ثم من حيث النحو والإعراب، ثم من حيث القراءات، وكل كتب الإعراب أو كتب المعاني التي سجلتها في هذا البحث على هذا النمط، فلا داعي إذاً للقول بأن الحوفي أول من ألف في علوم القرآن).أهـ.
وقد تكلم الدكتور عبدالعال سالم مكرم حول النسخة رقم 59 تفسير بدار الكتب المصرية، وأثبت أنها نسخة صحيحة لكتاب الحوفي وإن كانت ناقصة الأجزاء، وصحح الخطأ الواقع في المخطوطة رقم 20503 ب والمحفوظة بالدار نفسها، وذكر أنه قد كتب عليها أنها هي (إعراب القرآن البرهان في تفسير القرآن تأليف الإمام أبي الحسن على بن إبراهيم الحوفي المتوفى سنة 430هـ). وأثبت أنها نسخة لكتاب (إعراب القرآن) لأبي جعفر النحاس (ت 338هـ) بعد أن قارن بينها وبين مخطوطة إعراب القرآن للنحاس. ولم أر محقق كتاب إعراب القرآن للنحاس وهو الدكتور زهير غازي زاهد قد أشار إلى هذه النسخة لكتاب إعراب القرآن للنحاس، وقد انتقده في إهمال نسخ عديدة من مخطوطات إعراب القرآن للنحاس الدكتورُ أحمد مختار عمر في بحثه (إعراب القرآن للنحاس – عرض ونقد) والمنشور في (دراسات عربية وإسلامية من ص 81 - 101.
هذه بعض الخواطر الشاردة حول الموضوع أرجو أن يكون فيها إيضاحٌ للمراد، سائلاً الله القدير لأخي الكريم محمد يوسف التوفيق والإخلاص، فإنني ألمس فيه حرصاً صادقاً على العلم، وذهناً ثاقباً في فهمه، جعله الله من العلماء الصادقين، ونفعنا وإياه بالعلم وجميع المسلمين.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 Dec 2003, 12:57 م]ـ
بارك الله تعالى فيك شيخنا الشهري على هذه الفائدة
و أجزل لك المثوبة
و جعلك مستجاب الدعوة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Mar 2005, 06:50 م]ـ
ذكر العلامة شهاب الدين النويري في موسوعته الأدبية التاريخية البديعة (نهاية الأرب في فنون الأدب) عند حديثه عن خيل سليمان عليه السلام وما قيل فيها ما يؤكد أن كتاب البرهان للحوفي كتاب تفسير فقال:
(قال الله تعالى: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد* فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب *ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق). قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الحوفي في كتاب (البرهان في علوم القرآن) في تفسيره هذه الآية: (الصافن من الخيل الذي يجمع بين يديه).
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Apr 2005, 05:33 م]ـ
أظن ان صديقي الدكتور حازم حيدر قد حقق مسالة التاليف في علوم القران ومتى بدات في رسالته المطبوعة بعنوان علوم القران بين البرهان والاتقان فليرجع اليها من شاء ففيها خير كثير
ـ[أم عاصم]ــــــــ[05 Jul 2005, 01:23 ص]ـ
أظن ان صديقي الدكتور حازم حيدر قد حقق مسالة التاليف في علوم القران ومتى بدات في رسالته المطبوعة بعنوان علوم القران بين البرهان والاتقان فليرجع اليها من شاء ففيها خير كثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يتيسر لي الاطلاع على هذه الرسالة ..
وحسب علمي فإن أول كتاب صنف في علوم القرآن بالمعنى المدون هو:
الحاوي في علوم القرآن لمحمد بن خلف بن المرزبان المتوفى سنة: 309هـ.
فهل هذا ما توصل إليه د. حازم حيدر في رسالته؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jul 2005, 01:41 ص]ـ
الذي توصل إليه الدكتور حازم حيدر في رسالته في رسالته المشار إليها أن أول من دون في علوم القرآن بصورة مستقلة هو الحارث بن أسد المحاسبي [المتوفى سنة 243 هـ]، في كتابه فهم القرآن. هذا من حيث المحتوى والمضمون دون العنوان.
أما ظهور مصطلح "علوم القرآن" من حيث المحتوى والعنوان فقد تأخر قليلاً إلى القرن الرابع ومطلع الخامس، وبدا في مؤلَّف أبي القاسم الحسن بن حبيب النيسابوري [ت: 406هـ] في كتابه: التنبيه على فضل علوم القرآن.
ـ[موراني]ــــــــ[05 Jul 2005, 04:08 م]ـ
يرجع تأليف الجامع لعبد الله بن وهب المصري (ت نحو 197 هـ) الى القرن الثاني الهجري , فلدينا منه عدة أجزاء: بعضها على البردي (في دار الكتب المصرية) وبعضها الآخر على الرق.
وبين هذه الأجزاء هناك ثلاثة أجزاء في مكتبة العتيقة بالقيروان تحتوي على تفسير القرآن.
جزء مستقلّ منها يحتوي على علوم القرآن فقط بصورة خاصة وبالأبواب التالية:
ترغيب في القرآن
في العربية بالقرآن
في اختلاف حروف القرآن
كتاب الناسخ والمنسوخ
الناسخ من القرآن
السجود
في سجود القرآن
أما هذه النسخة المخطوطة التي ترجع الى رواية سحنون بن سعيد ونسخت بالقيروان عام 290 هـ فهي الأقدم في هذا الفن من الفنون التي بين يدينا اليوم حسب علمي.
سقط عنوان الكتاب على ورقة الأولى (ق 1 وجه) في الأصل ومن هنا لا نعلم ما كان العنوان الحقيقي لهذا الجزء غير أنّ موضوع الأبواب المذكورة قد دفعني عند تحقيق هذه الأجزاء الى أن أسمي هذا الجزء بـ (ـعلوم القرآن) من الجامع الى جانب الجزئين الآخرين تحت العنوان (التفسير).
(دار الغرب الاسلامي 2003)
ربما يصدر الكتاب مصححا وباضافات أخرى في الحواشي في مجلد واحد في وقت لاحق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jul 2005, 06:27 م]ـ
إن ما لفت إليه الدكتور موراني مهم في باب نشأة علوم القرآن، وهو أنه يوجد في بعض المدونات الإسلامية من جمع بعض أنواع علوم القرآن، وقد يكون قصد تسميتها بهذا الاسم (علوم القرآن)، وذلك ما يحتاج إلى متابعة وتحرير، وقد لا يكون قصد ذلك، بل سمى كتابه باسم آخر، كما هو الحال في كتاب (فهم القرآن) للحارث المحاسبي (ت: 243)، وهو أول من جمع أنواعًا من علوم القرآن في مؤلف مستقل، لكنه جمع جزئي، ولم يظهر قصد الجمع الكلي إلا متأخرًّا عند الزركشي في البرهان في علوم القرآن.
وأقول: إنه يحسن بنا عند دراسة علوم القرآن أن نتحرر من هذا المصطلح، وننظر في الموضوعات، فكم من كتاب يحمل هذا المصطلح، وليس في علوم القرآن بل هو تفسير، وكم من كتاب لا يحمله، وهو في علوم القرآن ككتاب جمال القراء وكمال الإقراء للسخاوي (ت: 643).
ـ[موراني]ــــــــ[05 Jul 2005, 09:25 م]ـ
الدكتور مساعد الطيار , حفظكم الله , أشكر لكم على ملاحظاتكم القيمة.
ما استلفت نظري واهتمامى عندما قمت بترتيب أصول المؤلفات لابن وهب
هو تجزئة الكتاب: جزءان من التفسير
وجزء سقط عنوانه للأسف الا أنه كامل ولا تفسير فيه حتى ولو لآية واحدة.
من هنا أعتقد أنّ التجزئة لم تكن تلقائية بل جاءت تمييزا وتفريقا وربما أضيف هذا الجزء كجزء مستقل
في آخر التفسير أو سبق الأجزاء الأخرى من التفسير.
للأسف ليس لدينا ترقيم للأجزاء المتبقية الا للجزء الأول من التفسير ...(/)
حول أنواع تنزلات القرآن
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، فقد ذكر الزرقاني في (مناهل العرفان) أن القرآن له ثلاثة أنواع من النزول، و من هذه التنزلات نزوله إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم ذكر على ذلك ثلاثة أدلة:
*الأول / الإجماع الذي ذكر السيوطي أن القرطبي نقل حكايته
* الثاني / الجمع بين قوله تعالى ((إنا أنزلناه في ليلة مباركة)) أو قوله تعالى ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) أو قوله تعالى ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن))،،، و بين ما تواتر من نزول القرآن مفرقا طوال مدة البعثة ـ على الخلاف فيها بين 20 و 23 و 25، لأن الآيات السالفة الذكر تدل على نزول القرآن في ليلة تسمى ليلة القدر، و هي من ليالي شهر رمضان، فكان لابد من وجود نزول آخر غير النزول المعهود، فكان النزول إلى بيت العزة في السماء الدنيا.
* الثالث / أدلة حديثية ذكرها الزرقاني نقلا عن (مستدرك الحاكم) و (سنن النسائي)
السؤال / بالنسبة للدليل الأول: ما صحة هذا الإجماع المذكور؟ و هل هناك من تكلم فيه؟
بالنسبة للدليل الثاني: ماذا يقول مشايخنا الكرام في هذا الاستدلال؟ حيث إن في قلبي منه شئ من الناحية الأصولية.
بالنسبة للدليل الثالث: ما صحة الأحاديث التي استدل بها الزرقاني؟ حيث لا يتيسر لي ـ هذه الأيام ـ الاطلاع في مكتبتي الحديثية لأوضاع خاصة.
السلام عليكم(/)
حول تعددالسبب و النازل واحد، و هل لذلك مثال واقع
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، فقد ذكر الزرقاني في (مناهل العرفان) في مبحث أسباب النزول، مسألة حول ما لو تعدد السبب المصرّح بسببيته ـ أي تعدد المروي في السبب كما أفهم من كلامه ـ و كان النازل واحدا، فذكر أن لذلك أربع حالات:
* الأولى / أن تكون إحدى الروايتين ضعيفة فتطرح و يعمل بالصحيحة.
* الثانية / أن تكونا صحيحتين و إحداهما مرجح، فيعمل بالمرجح.
* الثالثة / أن تكونا صحيحتين وليس لإحداهما مرجح، و لكن يمكن الأخذ بهما معا، فنقول بأن كل منهما سبب للنزول، فنأخذ بهما معا.
* الرابع / أن تكونا صحيحتين و ليس لإحداهما مرجح، ولا يمكن الأخذ بهما معا، و في هذه الحالة نقول بتعدد النزول بتعدد الأسباب.
السؤال: ما توجيهكم لهذا التقسيم، و هل يمكن القول بتعدد النزول و النازل واحدا، فنقول بأن الآية نزلت مرة في كذا، ثم نزلت مرة أخرى في كذا؟ و هل ثم أمثلة على ذلك؟ أم أن هذا التقسيم نظري عقلي يدور بحثه في حدود الجواز العقلي و لم يعتضد بالواقع؟
السلام عليكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:53 م]ـ
أخي الكريم محمد يوسف
لقد أمطرتنا بأسئلتك، والوقت في هذه العشر ضيق ـ كما قال أخي أبو مجاهد العبيدي ـ لكن أذكر لك ما لاحظته على الزرقاني في بعض مباحث علوم القرآن أنه يتجه إلى الأسلوب العقلي في السبر والتقسيم، لذا تراه لا يذكر أمثلةً لما يقول، بل هي مجرد افتراضات عقلية بحتة.
ومسائل علوم القرآن يُنطلق بها من الأمثلة، وهي التي تشكِّل المسائل، وليس العكس كما هو حاصل في بعض مسائل علوم القرآن التي تجدها عند المصنفين في هذا العلم، والموضوع له باب آخر لعل الله ييسر طرحه.
أما تعدد السبب والنازل واحد، فلك أن ترجع إلى آية (نساؤكم حرث لكم) فقد صح في سبب نزولها أثران عن جابر وابن عباس، والله الموفق.
ـ[عبد الله]ــــــــ[18 Nov 2003, 02:17 ص]ـ
أخي الكريم
هذا التقسيم عقلي وواقعي، وقد ذكر السيوطي والزرقاني والشيخ مناع القطان وغيرهم ممن كتب في مباحث علوم القرآن (أسباب النزول) أمثلة لذلك.
أما قضية تكرار نزول الآية ففيها بحث طرح على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=223
عبد الله إبراهيم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 Nov 2003, 05:48 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: مساعد الطيار
فلك أن ترجع إلى آية (ونساؤكم حرث لكم) فقد صح في سبب نزولها أثران عن جابر وابن عباس، والله الموفق.
الدكتور مساعد لعل هذه زلة قلم منكم، فإن الأثران الصحيحان هما عن ابن عمر وعن جابر.
ـ[عبد الله]ــــــــ[24 Nov 2003, 10:16 م]ـ
نعم أخي محمد
الأثران عن جابر وابن عمر رضي الله عنهم، كما ذكرت.
كما اني لا أرى التمثيل بآية (نساؤكم حرث لكم) - بدون واو - موافقاً للحالة التي ذكرت، وإنما ينطبق هذا المثال على ورود صيغتين للسبب إحداهما صريحة والأخرى غير صريحة فتقدم الصريحة وهي رواية جابر رضي الله عنه.
والأوْلى التمثيل لما تعدد سببه والنازل واحد بخواتيم سورة النحل، أو (ويسألونك عن الروح) ...
لكن ألا ترى يا أخي أن الشيخ مساعد كانت إجابته سريعة جداً، و عذره في ذلك القيام بحق العشر الأواخر - تقبل الله منا ومنكم - وهذا ما اعتذر به للأخ محمد يوسف، ولعله في وقت لاحق يتطرق لهذه المسألة - كما وعد -.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى - واقبلوا تطفلي.
عبد الله إبراهيم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 Nov 2003, 06:41 ص]ـ
الأخ عبد الله
الروايتين كلاهما صريحتين جداً، ولا مانع من تعدد الأسباب
أخرج البخاري عن جابر ? قال: «كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول. فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم».
أخرج البخاري (كما في الفتح 8\ 190) وإسحاق ابن راهُوْيَه في مسنده وتفسيره وابن جرير الطبري في تفسيره (2\ 391) عن نافع قال: قرأت ذات يوم {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}. قال: ابن عمر أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟ قلت: لا. قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن.
وأخرج النسائي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (ثقة) عن أبي بكر بن أبي أويس (عبد الحميد بن عبد الله، ثقة) عن سليمان بن بلال (ثقة) عن زيد بن أسلم (ثقة) عن ابن عمر ?: أن رجلاً أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجداً شديداً، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
وأخرج الدارقطني ودعلج كلاهما في غرائب مالك من طريق أبي مصعب واسحق بن محمد القروي كلاهما عن نافع عن ابن عمر أنه قال: «يا نافع أمسك على المصحف». فقرأ حتى بلغ {نساؤكم حرث لكم ... } الآية. فقال: «يا نافع أتدري فيم أنزلت هذه الآية؟». قلت: «لا». قال: «نزلت في رجل من الأنصار، أصاب امرأته في دبرها فوجد في نفسه من ذلك، فسأل النبي ?، فأنزل الله الآية». قال الدارقطني: «هذا ثابت عن مالك». وقال ابن عبد البر: «الرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة».
على أن الجمع بين الروايتين ممكن، فإن جابراً كان يتحدث عما كان يقوله اليهود، وابن عمر يتحدث عن حادثةٍ معينة حدثت لرجل من الأنصار، لم يسمِّه طبعاً للسبب الواضح. وإلا فإن إصراره على هذا التفسير وكثرة تحديثه للمقربين منه بذلك، هو دليل تيقنه مما يعرف، والمثبت مقدَّمٌ على النافي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Nov 2003, 01:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام
و أسأل الله تعالى أن تكونوا من الذين غفر لهم في شهر رمضان،،،
و أعتذر عن طرح الأسئلة بهذا الكم، و لكن في الحقيقة أصبح دخولي على الشبكة قليلا جدا لظروف خاصة، وأنا أقوم بعملية تجميع لكل ما يشكل أثناء دراستي، فأطرحه بعد ذلك فقد يكون كثيرا نوعا ما، و أنا كنت أنتظر الإجابة بعد رمضان، ولم أتوقع أن يرد أحد في العشر الأواخر و لكن وضعت الأسئلة لتكون أول الاهتمام بعد عود النشاط بعد العيد، فجزاكم الله تعالى خير الجزاء على اهتمامكم، و أكرر اعتذاري لمشايخي الكرام،،،،، وهذه ستكون طريقتي في طرح الأسئلة، و إن شاء الله تعالى لن تكون كثيرة لأني خصصت يوم الجمعة فقط من برنامجي ليكون في علوم القرآن، و في دخول الشبكة،،، والله تعالى المستعان،،،،،،،
**********************
بارك الله تعالى فيكم على إفادتكم شيخنا الطيار
و أنت أخي عبدالله،، جزاك الله خيرا، و الأمر واضح
**********************
و جزاك الله تعالى خير الجزاء على تنبيهكم شيخ محمد الأمين
ـ[عبد الله]ــــــــ[27 Nov 2003, 07:23 م]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين – أمّنه الله
رواية ابن عمر التي فيها: (نزلت في إتيان النساء في أدبارهن)
ورواية جابر التي فيها: (فنزلت:} نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ {)
رواية جابر صريحة في السببية، ورواية ابن عمر محتملة للسببية ولغيرها.
قال ابن تيمية رحمه الله: " قولهم: نزلت هذه الآية في كذا، يراد به تارة أنه سبب النزول، ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية، وإن لم يكن السبب، كما تقول: عني بهذه الآية كذا ... " (1).
فالمعول عليه في بيان السبب هو رواية جابر، لأنها صريحة في الدلالة على السبب، وأما رواية ابن عمر فتحمل على أنها تفسير وبيان لحكم إتيان النساء في أدبارهن وهو التحريم استنباطاً منه (2).
قال الحافظ ابن حجر: ... وإذا تعارض المجمل والمفسر قدّم المفسر، وحديث جابر مفسر فهو أولى أن يعمل به من حديث ابن عمر (3).
والله ولي التوفيق
ـــــــــــــــــــــ
(1) مجموعة فتاوى ابن تيمية (مقدمة التفسير) 13/ 339 ـ 340. وانظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 100.
(2) الإتقان للسيوطي 1/ 102.
(3) فتح الباري 8/ 192.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 Nov 2003, 05:59 ص]ـ
الأخ عبد الله
أخرج النسائي وابن جرير عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم (ثقة) عن أبي بكر بن أبي أويس (عبد الحميد بن عبد الله، ثقة) عن سليمان بن بلال (ثقة) عن زيد بن أسلم (ثقة) عن ابن عمر ?: أن رجلاً أتى امرأته في دبرها، فوجد في نفسه من ذلك وجداً شديداً، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}.
لاحظ: ذكر القصة ثم قال: فأنزل الله {نساؤكم ... }.
فرواية ابن عمر صريحة في السببية مثلها مثل رواية جابر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Nov 2003, 06:21 ص]ـ
بسم الله
أنبه الإخوة الكرام طلبة العلم إلى أن تقسيم صيغ سبب النزول إلى صريحة وغير صريحة إنما هو اصطلاح متأخر.
ولذلك نجد أن السلف يذكرون صيغاً صريحة لسبب نزول آية مع أن الآية لم تنزل لذلك السبب، وإنما نزلت فيه.
والمثال الذي ذكره الأخ محمد الأمين يدل على ذلك، ففي رواية: اللفظ صريح في السببية، وفي أخرى: ليس كذلك؛ مما يدل على أنهم لا يلتزمون ما ألزمهم به المتأخرون.
وهناك أمثلة أخرى تدل على ذلك، وأذكر أنالشيخ مساعد الطياروفقه الله له اهتمام بذلك، ومنه أفدت هذه المشاركة، فلعله يبينها بتفصيل أكثر.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Nov 2003, 09:38 م]ـ
و هذا التقسيم المتأخر ـ شيخنا العبيدي ـ هل كان له واقع عملي؟
لأنه لا يخفى عدم التعارض بين كونه تقسيم اصطلح عليه المتأخرون و بين كونه مما جرى العمل عليه عند المتقدمين
بل كثيرا ما يكون الغرض من اصطلاح المتأخرين، هو سبك و ضبط عمل المتقدمين
فأظن ـ و الله أعلم ـ أن المتقدمين يفرقون عند التعارض بين من يقول (نزلت في كذا) و بين من يقول (سبب نزولها كذا) و أما عمل المتأخرين فهو فقط حصر لعملهم في صورة قاعدة أو اصطلاح
إلا أن يكون المقصود من الاصطلاح هو ذات العمل ـ فالله أعلم ـ
و إن شاء الله يوضح لنا شيخنا الطيار
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Nov 2003, 03:42 م]ـ
الإخوة الكرام
أشكركم على مشاركتكم ومتابعتكم، وكم يُفرِح المرء مثل هذه المشاركة العلمية المفيدة البعيدة عن الجدل العقيم، والكلام الذي لا خير فيه , أدخل معكم في تصحيحين:
الأول: الآية (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (البقرة: 223) بدون واو، وقد عدلتها في المشاركة السابقة.
الثاني: الذي أقصده بأثر ابن عباس ما رواه أبو داود من استدراكه على أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر، ولست أقصد أثر ابن عمر، وأثر ابن عباس رواه أبو داود، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ حدثني محمد يعني بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن بن عباس قال إن بن عمر والله يغفر له أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار وهم أهل وثن مع هذا الحي من يهود وهم أهل كتاب وكانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم وكان من أمر أهل الكتاب أن لا يأتوا النساء إلا على حرف وذلك أستر ما تكون المرأة فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحا منكرا ويتلذذون منهن مقبلات ومدبرات ومستلقيات فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار فذهب يصنع بها ذلك فأنكرته عليه وقالت إنما كنا نؤتى على حرف فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني حتى شري أمرهما فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) أي مقبلات ومدبرات ومستلقيات يعني بذلك موضع الولد)) سنن أبي داود ج: 2 ص: 249
وأما ما يتعلق بصيغ النُّزول، فلعلي أطرحها مرة أخرى، ولكم من الله الجزاء الأوفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله]ــــــــ[29 Nov 2003, 04:09 م]ـ
تقدم الكلام عن رواية ابن عمر وجابر رضي الله عنهم، أما رواية ابن عمر الأخرى الصريحة، والتي أخرجها النسائي، فإن رواية جابر تقدم عليها، لقوتها فهي من رواية البخاري، وقد رجح السيوطي رواية ابن مسعود في نزول آية} وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ {[الإسراء: 85] التي في الصحيحين – والتي تفيد نزولها بالمدينة، على رواية ابن عباس التي صححها الترمذي والتي تفيد أنها نزلت بمكة، وذلك لأن رواية ابن مسعود من رواية الصحيحين، ورواية ابن عباس من رواية الترمذي، ولأن ابن مسعود كان حاضراً نزول الآية.
ويبقى كلام اليهود في هذه القضية، هو المؤثر الأول في أذهان من جاورهم من العرب (أهل المدينة) بأن من أتى امرأته في قبلها من دبرها جاء الولد أحول، حتى أصبح معتقداً – أو قريباً من ذلك - وهذا كان سبب الإنكار من تلك الأنصارية التي تزوجها أحد المهاجرين، وراح يفعل بها ما اعتادوه من إتيان النساء في البيئة القرشية حتى شري أمرهما وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله الآية رداً على اليهود وإرشاداً للمؤمنين.
انظر أصل الرواية عند أبي داود في كتاب النكاح 2164.
أما تصرف الرواي في عبارة سبب النزول فيحصل، وتكمن المشكلة فيما لو استبدل الراوي مثلاً كلمة (تلا) بكلمة (نزل) أو (أنزل)، فيُدخل في أسباب النزول ما ليس منها. وعندئذ يحتاج الباحث إلى التنقيب عن الروايات الأخرى والتدقيق في صيغها.
عبد الله إبراهيم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 Nov 2003, 06:40 م]ـ
أخرج ابن جرير الطبري وأبو داود (2\ 249) والطبراني (11\ 77) والحاكم (2\ 213) والبيهقي في سننه (7\ 195)، كلهم من طريق محمد بن إسحاق (مدلّس حسن الحديث) عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن ابن عمر –والله يغفر له– أوهم إنما كان هذا الحي من الأنصار، وهم أهل وثن مع هذا الحي من اليهود، وهم أهل كتاب كانوا يرون لهم فضلا عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم. فكان من أمر أهل الكتاب لا يأتون النساء إلا على حرف وذلك استر ما تكون المرأة. فكان هذا الحي من الأنصار قد أخذوا بذلك من فعلهم. وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحاً (أي ينزعون عنهن الثياب) ويتلذذون منهن مقبلات مدبرات ومستلقيات. فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم (أي من المهاجرين، بعكس قصة ابن عمر) امرأة من الأنصار. فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليه. وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف واحد فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني. فسرى أمرهما فبلغ رسول الله ?، فأنزل الله {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}. يقول: مقبلات ومدبرات بعد أن يكون في الفرج، وإنما كانت من قبل دبرها في قبلها. زاد الطبراني قال ابن عباس: «قال ابن عمر: في دبرها. فأوهم ابن عمر، والله يغفر له. وإنما كان الحديث على هذا».
أقول: هذا إسنادٌ ضعيفٌ –ليس بالحسن– بسبب عنعنة محمد بن إسحاق. وما زعمه البيهقي من أن عبد الرحمن بن محمد المحاربي رواه عن ابن إسحاق بالتحديث فلا يصح. فإن المحاربي هذا مدلّسٌ وقد عنعن. وقد رواه الطبراني عنه بالعنعنة أيضاً عن ابن إسحاق وليس بالتحديث! أما المتن الذي أخرجه الحاكم (2\ 307) فليس فيه ذكر ابن عمر أصلاً. ولذلك ذكر البيهقي الإسناد ولم يذكر المتن، لأنه يعلم أنه حجة عليه وليس له.
وقد روى أبو يعلى وابن مردويه في تفسيره، وابن جرير الطبري (2\ 395) والطحاوي (3\ 40) من طرق، عن هشام بن سعد (حسن الحديث)، عن زيد بن أسلم (ثقة)، عن عطاء بن يسار (ثقة)، عن أبي سعيد الخدري: «أن رجلا أصاب امرأة في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه، وقالوا: أثفرها. فأنزل الله عز وجل {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم}». مع اختلاف يسيرٍ في اللفظ دون المعنى.
أقول: هذا حديث حسن من رواية هشام بن سعد، وهو أحسن حالاً من محمد بن إسحاق صاحب الحديث الذي وهّم به ابن عباس ابن عمر. ونحن لا نحتج أصلاً بالحديث الحسن ولا بالضعيف، فلا نقبل لا هذا ولا ذاك. ولكن من كان يقبل بالحديث الحسن فيلزمه الاحتجاج بهذا الحديث من بابٍ أولى من الحديث الأول، لأنه ليس فيه مدلّس كما حال الأول. قال ابن حجر: «وهذا السبب في نزول هذه الآية مشهور. وكأن حديث أبي سعيد لم يبلغ ابن عباس، وبلغه حديث ابن عمر فوهَّمّه فيه».
وهذا التوهيم يُشَكُّ في صدوره من ابن عباس. إذ هو يعلم أنه ليس من حقه النفي ما لم يعلم يقيناً بالواقعة، والأمر مشكوك فيه بالنسبة لابن عباس لصغر سنه. فقد مات رسول الله ? وابن عباس عمره ثلاث عشرة سنوات كما في الإصابة (4\ 141)، فكان عمره أصغر عند نزول الآية. وهذا عمرٌ لا يساعد على حضور الواقعة، فلا بد من وجود واسطة لشهود الحدث وهو لم يذكر تلك الواسطة. لكن معنى الآية في اللغة يشهد لابن عباس ?.(/)
سورة الفاتحة، وما قد يكون دليلا على مكيتها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:46 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، فقد ذكر الزرقاني في (مناهل العرفان) أن السورالمختلف في مكيتها ومدنيتها إثنا عشر سورة، و منها (الفاتحة)
و كان في الفصل السابق لهذا الفصل يتكلم على أول وآخر ما نزل من القرآن، فذكر أن للعلماء أربعة أقوال في أول ما نزل من القرآن، و من هذه الأقوال أن أول ما نزل من القرآن (فاتحة الكتاب) و استدل لأصحاب القول بما رواه البيهقي في الدلائل بسنده عن ميسرة عمر بن شرحبيل ... الحديث (أنظر المناهل 1/ 95 طـ عيسى الحلبي)، ثم ردّ الاستدلال بهذا الحديث بوجهين:
*أحدهما / أنه مرسل (سقط من سنده الصحابي) ـ هكذا قال ـ
*الثاني / أنه في غير محل الخلاف، فقال (بل يفهم منها أن الفاتحة كانت بعد ذلك العهد ـ أي عهد أول النبوة ـ و بعد أن أتى الرسول إلىورقة و بعد أن سمع النداء من خلفه غير مرة، و بعد أن أشار عليه ورقة أن يثبت عند هذا النداء حتى يسمع ما يلقى إليه، و ليس كلامنا في هذا، إنما هو فيما نزل أول مرة)) أهـ كلامه
أقول ــ و أرجو الانتباه وربط كلامي بعضه ببعض ــ /// أعلمكم أن عموم الأزاهرة عندنا ليس لهم كبير شغل في علم الحديث، لاسيما إن لم يكن من تخصصه الدراسي، و لعل ذلك يظهر جليا في كلام الزرقاني ـ رحمه الله تعالى ـ في الوجه الأول من ردّه، حيث قال ـ بالنص ـ ((سقط من سنده الصحابي))، و الطالب المبتدئ في علم الحديث يعلم ظهور الخطأ في هذا التعريف للمرسل، لأننل لو علمنا أن الساقط صحابي لصححنا الحديث لعموم عدالة الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ،،،،، إذا تقرر ذلك، فنقول بأن حكم الزرقاني على الحديث لا نعتمده وكأنه لم يكن، وإذا كان ذلك كذلك فيبقى الحديث خاضع للبحث، و يكون محتملا للصحة والضعف
و هنا نقول: إن صح الحديث فأراه ظاهر الدلالة على كون (الفاتحة) مكية، لأنها ـ كما في الوجه الثاني في ردّ الزرقاني ـ نزلت عقيب أول ما نزل من القرءان بفترة وجيزة جدا حتى أن ذلك كان سببا في وجود قول بأنها أول ما نزل من القرآن مطلقا.
هذا ما أراه، وأرجو من مشايخي الكرام على الملتقى المبارك أن يقوّموا لي ما فهمته
زادكم الله علما و عملا ـ آمين ـ
ـ[عبد الله]ــــــــ[18 Nov 2003, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل محمد يوسف - وفقه الله.
سورة الفاتحة مختلف فيها، فعند الأكثرين هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن. واحتج هذا الفريق بثلاثة أحاديث ضعيفة.
وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية.
قال الحسين بن الفضل: لكل عالم هفوة وهذه بادرة من مجاهد لأنه تفرد بهذا القول والعلماء على خلافه.
ومما يقطع به على أنها مكية قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر: 87) يعني الفاتحة.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: (والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا في القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). أخرجه الترمذي 3125، والحاكم في المستدرك 2/ 258.
وسورة الحجر مكية بلا خلاف، ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا مما لا تقبله العقول. أسباب النزول للواحدي 55 – 56.
وحكم الزرقاني بإرسال الحديث صحيح، وإن كنا لا نوافقه في التعليل، فمن المعلوم أن المرسل هو قول التابعي الكبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعل كذا، فقد يكون روى هذا الحديث عن تابعي آخر، والتابعون لم يُقطع بعدالتهم.
وهذا عند المحدثين، أما الفقهاء وعلماء الأصول، فوسعوا مفهوم المرسل ليشمل المعضل والمنقطع ...
لكن وجدت كلاماً للزرقاني، أقرب من تعميمه السابق، يقول: إذا روي سبب النزول بحديث مرسل أي سقط من سنده الصحابي وانتهى إلى التابعي فحكمه ... " مناهل العرفان 1/ 82
فالحديث الذي يرويه التابعي بقوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ً يكون قد سقط منه الصحابي قطعا، لكن هل رواه عن صحابي أم عن تابعي آخر؟
فقوله سقط منه صحابي ليس على إطلاقه، كما أنه لم يعمد إلى تعريف الحديث المرسل التعريف المعهود، فقد رأيت طريقته في تعريف المصطلحات، وتطبيق شروط المناطقة على التعريف، حتى يكون جامعاً مانعاً.
وأرى أن مثل هذا الالتماس، أولى من نسبة الضعف في الحديث للزرقاني، ونسبته إلى عموم الأزاهرة – على حد قولكم – فهذه القلعة الشامخة يكفيها ما ترمى به من سهام أعداء الله ورسوله، حتى يأتي أبناؤها – من حيث لا يقصدون – إلى تسديد الرمية وإحكام الطعنة!
سامحني أخي محمد – إن جاء في بعض العبارة قسوة – فجامعة الأزهر، وإن لم تكن جامعة الأزهر أيام زمان، لكنها تبقى أبرز المعالم الإسلامية في أرض الكنانة، ونعلم أنها تدرس الحديث والفقه والأصول في الكليات الأخرى غير المتخصصة في الحديث، عدا عن حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال السنوات الأربع، هذا فضلاً عن كلية أصول الدين التي يدرس فيها الطالب سنتين مواد في الحديث والتفسير والفلسفة (العقائد) ثم يستطيع أن يتخصص في الحديث في السنتين المتبقيتين، وأن يتابع تخصصه في الحديث في دراساته العليا، وهذا لا يخفى عليكم.
أسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق
عبد الله إبراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Nov 2003, 01:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله تعالى فيكم مشايخي الكرام
و أسأل الله تعالى أن تكونون من الذين غفر لهم في شهر رمضان
و أعتذر عن طرح الأسئلة بهذا الكم، و لكن في الحقيقة أصبح دخولي على الشبكة قليلا جدا لظروف خاصة، و أنا أقوم بعملية تجميع لكل ما يشكل أثناء دراستي، فأطرحه بعد ذلك فقد يكون كثيرا نوعا ما، و أنا كنت أنتظر الإجابة بعد رمضان، ولم أتوقع أن يرد أحد في العشر الأواخر و لكن وضعت الأسئلة لتكون أول الاهتمام بعد العيد ـ فجزاكم الله تعالى خير الجزاء على اهتمامكم، و أكرر اعتذاري لمشايخي الكرام،،،،، و يبدوا أن هذه ستكون طريقتي في طرح الأسئلة، و إن شاء الله تعالى لن تكون كثيرة لأني خصصت يوم الجمعة فقط من برنامجي ليكون في علوم القرآن،،، و الله تعالى المستعان
******************************
أخي عبدالله جزاك الله تعالى خير الجزاء على ما تفضلت به من الإفادة، و التي اختزنتها عندي على الجهاز، و ما نبهت عليه من كون سورة الحجر مكية بلا خلاف، و أن الامتنان فيها بنزول السبع المثاني ـ الفاتحة ـ أقول: هذا رائع جدا وممتع فقد يكون هذا ـ أقول قد ـ دليلا قاطعا ينفي الخلاف تماما في هذه المسألة، أو على الأقل سيضيقه جدا، لأنه لو كان هناك تفسير للسبع المثاني غير كونها فاتحة الكتاب، فسنقوم بعملية سبر، لهؤلاء القليلين الذين قالوا بكونها مدنية و خالفوا فيها الجمهور، فلو كان منهم من يفسر السبع المثاني بالفاتحة فهذا نلزمه بالإجماع على كون سورة الحجر مكية، فيلزمه القول بأن السبع المثاني ـ الفاتحة ـ مكية،،، و يبقى القائلون بأن السبع المثاني ليست هي الفاتحة، و أظنهم أقل من القليل
فجزاك الله تعالى خيرا أخي الحبيب (عبدالله المصري)
************
و أخيرا أخي (عبد الله) كلامي ليس فيه ما قد تكون فهمته، فكلامي علمي محض، و حين أقول / ابن تيمية حاز كل العلوم إلا علم القراءات، هل يكون هذا فيه أي انتقاص له؟ لا أظن
ولا تستطيع أن تجري مقارنة مطلقة بين الجامعات الإسلامية من حيث المستوى العلمي، فبعضها أفضل في تخصص مفضول في آخر،،، وأنا إن جاءني واحد من المستحمرين، و قال لي: إن فلان من عندكم أيها المسلمون كان ضعيفا في علم التحقيق ـ و كان هو كذلك بالفعل ـ فهل ترى أن موافقتي إياه تكون تسديدا لرميته؟ لا أظن، بل سأقول له: نعم هو جاهل بالتحقيق و ماذا تريد من ذلك؟
و من هذا المنطلق أسألك: هل تقارن بين الجامعات السعودية و أي جامعة أخرى في العالم كله في تخصص فروع الحنابلة!!! إن الحنابلة عندنا في الأزهر ليس لهم أي شأن، و مستواهم العلمي متدن جدا ـ و سلني عنهم ـ، و لا تجد أحدا منهم قرأ كتابا في فروع الحنابلة على شيخ و أكمله،،، و هذا لا يسئ الأزهر و لا يضره لغلبة الحنفية و الشافعية على الأزهر
هل تستطيع أن تقارن بين الأزهرأوجامعات بلاد الأفغان و ما وراء النهر، و بين الجامعات السعودية في فروع الحنفية!!! لا تكاد تجد ـ فيما أعلم ـ حنفيا واحدا في المملكة، أو دارس للفقه الحنفي، إلا أن يكون مدروسا ضمنا في الفقه المقارن،،،
كذلك لا تقارن جامعة (القرويين) بجامعات المملكة في فروع المالكية، كما لا تقارن جامعات المملكة بأي مكان في العالم في علم الحديث (كلية الحديث بالجامعة الإسلامية)،،،، و هكذا،، و أظن الأمر واضح
و أنا عن نفسي أميل لفروع و أصول الحنفية، و لا أميل لدراسة علوم الحديث بهذه الشهوة المنتشرة بين جل الشباب السلفيين الآن، و إن كنت حفظت فيه من المتون و درست فيه من الكتب ـ و هذا من فضل ربي ـ ما لم يحفظه و لم يدرسه غيري ممن ينادون بدراسة علوم الحديث و نبذ ـ هكذا حالهم إن لم يكن مقالهم ـ علوم الآلة الأخرى، من أصول،، و آداب بحث و مناظرة،، و جدل على طريقة الفقهاء،،،،،
أما ما ذكرته من تخصص الحديث في الأزهر في كلية أصول الدين و ما إلى ذلك، فأنا أعرفه جيدا، و أعرف الأساتذة أيضا جيدا و لكن أخي يبدو أنك غير أزهري، لأنك لو كنت أزهريا لعلمت الحقيقة ..... حقيقة علوم الحديث في الأزهر، و لرأيت الكارثة و المصيبة .... فأنا أخي أستقرئ كل كليات الأزهر بتخصصاتها، و ما درست في كلية الشريعة إلا بعد التيقن من أنها أفضل الكليات الأزهرية،،،، لا يوجد عندنا في الأزهر كلية يمكن أن تخرج عالما بحق في علم الحديث، إلا أن يكون هو دارس في الخارج ـ أي خارج الجامعة ـ و ينسب فقط إلى الجامعة رسميا .....
هذا هو الواقع أخي الحبيب، وأهل مكة أدرى بشعابها، و لا يقدح ذلك في كونه (قلعة شامخة) ـ و إن كانت تصدعت في الأوانة الأخيرة لخيانة من يمثلونها و لأنهم طأطأوا الرأس مع العمامة لإله غير الله، على حد تعبير الدكتور سعيد البوطي ـ و أما إن كنت أزهريا فلعلنا نتناقش في الأمر، و لكن ليس هنا فأنت تعرف تخصص الموقع و ينبغي أن نحافظ عليه، إما أن نتقابل في أجازة نصف العام، أو على الخاص ـ كما تشاء ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي، و كلامكم لم يكن به أي قسوة
وبارك الله تعالى فيكم و زادكم شرفا و علما و عملا
أخوكم المحب / محمد يوسف(/)
القرآن و شعر العرب
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، مشايخي الكرام، فعند بداية دراستي لعلم العروض في الجامع الأزهر، ذكر لنا شيخنا و قرأت في الكتب أن من فوائد علم العروض، الردّ على المستشرقين و حجاجهم على أن القرآن ليس شعرا، و ذلك لأن الكلام الشعري له شرطان:
1 ـ أن يكون كلاما موزونا على بحر من بحور العرب
2 ـ أن يكون مقصودا
ووجه الحجاج الذي ذكره شيخي أن القرآن و إن كان موزونا إلا أنه غير مقصود.
ووجه الإشكال عندي من عدة نقاط:
أولا / كيف أحتج على الملاحدة و المستشرقين، بأن القرآن غير مقصود!! فإن كونه غير مقصود هو ما نتناظر عليه من الأصل، فإذا قمت أنا بإثبات أنه كلام الله، لكونه غير مقصود من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيكون هذا ما يسمى عند المناطقة في المناظرة (المصادرة على المطلوب) و هي ببساطة أن تجعل ما تريد إثباته حجة مسلّمة تلزم بها خصمك، على الرغم من كونها يطلب إثباتها، ومما يثبت ما أقول أن العرب اتهموا النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ بأنه ساحر أو كاهن أو يكتبه له يهود، هذا ما فعله جل العرب، و لم يقل بأنه أتى به من عنده إلا القليل،،،، أقول / العرب هم أفصح من خلق الله تعالى، و لو كان كان القرآن كالشعر ـ موزونا ـ وأن الفارق بينه و بين الشعر هو كونه غير موزون، ما كان أسهل على العرب أن تنفي هذا الفارق لتنسب الوضع إلى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لكنهم لم يفعلوا، بل قالوا ساحر أو كاهن أو يكتب له يهود، و أيضا لو قلت بأن الفارق هو الوزن فما يكون الفرق إذا بين القرآن و قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ (أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عم المطلب) فإن هذا الشعر أيضا غير مقصود رغم كونه موزون.
ثانيا / هل يثبت بالفعل أن القرآن موزون؟
و إن كان موزونا فعلى أي بحور الشعر هو؟
(الطويل) (المديد) (البسيط) (الرجز)!!
أنا حينما أقرأ القرآن ـ صحيح أنني مبتدئ في علم العروض و ليس لي فيه ملكة ـ إلا أنني لا أرى القرآن ينطبق على أي بحر من بحور العرب، هذا ما يظهر ـ و الله أعلم ـ و قد يرى غيري غير ذلك.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[17 Nov 2003, 11:49 م]ـ
الأخ محمد يوسف وفقه الله، حقيقة لم يتبين لي مدى الإشكال الذي عندك ولكن أقول قي توضيح قول شيخك (إنه غير مقصود) - والعلم عند الله - أن السياق القرآني له نظامه الخاص به فهو لايتقيد بقافية معينة من أول آية إلى آخر آية في السورة نفسها، ولكن ربما تأتي آية في السورة تحمل نفس وزن قافية معينة في الشعر على ماذكره السيوطي في الإتقان مثل قوله تعالى: وجفان كالجواب ... وقدور راسيات الخ فأنت تجد أن هذا الاتفاق ليس مقصودا لذات الوزن بل جاء اتفاقا كما يقال، وهذا على عكس الشعر فإنه يلتزم قافية محددة من أول القصيدة إلى آخرها فتلاحظ أن الوزن مقصود لذاته في الشعر ولذلك بعض الشعراء لربما راعى الوزن فأخل بقوة المعنى حتى لا يضيع عليه اتفاق الأبيات في الوزن وهذا مجاله عند أهل البلاغة وحاشا كلام الله أن يكون كذلك بل هو الكلام الفصل الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد.
أرجو أن أكون قد أجبتك على سؤالك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2003, 07:02 م]ـ
المقصود (بأن القرآن غير مقصود) في كلامك. أي أنه غير مقصود به الوزن الشعري المصطلح عليه عند العروضيين. فالقرآن ولو وافق وزن العروض في بعض المقاطع فلا يعني ذلك أنه من الشعر الذي هو نوع من الكلام معروف. ولو تتبعت كلام الناس العادي لظهر لك كثير منه على بحور الشعر. مثل (أجب سؤالي) (مالك ومالي) (دعني وشأني) (نظف ثيابك) ... وغيرها من الكلام الدارج العادي. وقد تكلم عن هذه المسألة النقاد والعروضيون على حد سواء. ولم يقل أحد منهم أن من يتفق كلامه في بعضه مع بحور الشعر شاعرٌ، وإلا فكل الناس شعراء. ولم يعتبروا ما قل عن سبعة أبيات قصيدة، ويسموا صاحبها شاعراً ما لم يكن له قصائد عديدة، ولذلك استبعد من كتب تاريخ الشعر أولئك الذين لم يحفظ لهم إلا الأبيات المفردة يقولها الرجل في حاجته. وقد ذكر محمد بن سلام الجمحي أن العرب في أوليتها لم يكن لها إلا الأبيات المفردة، وأن أول من قصد القصائد
(يُتْبَعُ)
(/)
وطولها هو مهلهل بن ربيعة، وهذه مسألة طال الجدل حولها، وهي أولية الشعر الجاهلي وليست مقصودة هنا بالحديث. ويقال مثل ذلك فيما وافق في كلام النبي صلى الله عليه وسلم أوزان الشعر كالمثال الذي ذكرته وهو قوله:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبدالمطلب
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتذوق الشعر ويعجب به، وليس معنى عدم تعليمه الشعر عدم فهمه له أو تذوقه له، وإنما عدم القدرة على قوله.
وأما هل القرآن فيه آيات أو مقاطع من آيات تتفق مع البحور الشعرية فالجواب: نعم.
وقد ذكرها العلماء في باب الاقتباس في كتب البديع من علوم البلاغة وللدكتور الخطيب مشاركة حول الاقتباس بها بعض الأمثلة على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1075) .
وأما البحور التي اتفقت مع بعض الآيات فيحضرني منها الآن:
- وزن مجزوء بحر الرمل، قافية المتواتر. جاء عليه قوله تعالى: (وجفان كالجوابِ * وقدور راسيات).
- ومن مجزوء الرمل كذلك قافية المرادف قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
وزن بحر الخفيف، قافية المتواتر. يمكن اعتبار قوله تعالى: (ثاني اثنين إذ هما في الغار .. الآية). حيث ضمنها أحد الشعراء فقال:
فمقام الصديق عند إله العرش عالٍ، دع عنك قول المماري
فإذا كنت لم تثق بي فاقرأ* (ثاني اثنين إذ هما في الغار).
- ومن مخلع البسيط جاء: (يزيد في الخلق ما يشاء).
- ومن السريع جاء: (ذلك تقدير العزيز العليم).
- ومن الكامل جاء: (صلوا عليه وسلموا تسلميا).
وقد تتبعت هذه المسألة يوماً في القرآن فظهر لي عدد كبير جداً من الآيات، ثم وقع لي قبل مدة كتاب جيد تتبع كل الآيات التي وافقت وزن الشعر، وهو كتاب: (معجم آيات الاقتباس) تأليف حكمت فرج البدري. فأجاد في تتبعه، وهو كتاب نفيس، ولم أجد في بابه مثله.
هذه إجابة عجلى، فمعذرة أخي الكريم محمد وفقك الله، ومعذرة لأخي الكريم محمد العبدالهادي لتطفلي وتعقيبي على جوابه مع صواب قوله وفقه الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Nov 2003, 01:17 م]ـ
جزاكم الله تعالى خير الجزاء شيخنا / عبد الرحمن الشهري
و أخي / محمد،، بارك الله تعالى فيك، ولكن ما ذكرتم ـ اخي محمد ـ ليس هو مرادي، بل مرادي بكلمة (أوزان مقصودة) أي متعمدة، أي أن القرآن له وزن على بحر من بحور العرب الذي تزن عليها أشعارها، و ما دام الأمر كذلك فإذا جاءني مستحمر من المستحمرين ـ والذين يسمون المستشرقين ـ، فقال لي: لماذا لا توافقني أن القرآن على شعر من تأليف محمد، و هاهو على وزن السريع أو الكامل؟
فهنا ـ على حسب ما ذكره شيخي في العروض ـ أقول له: نعم هو على وزن الشعر، و لكن الفرق بينه و بين الشعر أن محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ لم يتعمد أن يقوله، و أما الشعر فإن العربي يتعمد قوله،،،،،،،
سيقول لي دون أدنى تفكير: هذا الذي تقوله هو ما تحتاج إلى إثباته، فلا تحتج به على إثباته، كيف أصدق أنا و أنا من المستحمرين أنه لم يتعمده! إنني ـ أنا المستحمر ـ أتهم محمد نبيكم بأنه وضع القرآن من عند نفسه و أنه تعمد وضعه، فلا تحتج عليّ بأنه لم يتعمده على أنه لم يتعمده، ثم إنكم أيها المسلمون تقولون بأن نبيكم لم يعرف صناعة الشعر، و مع ذلك فقد قال بيتا موزونا ((أنا النبي لا كذب ..... أنا بن عبد المطلب)) و تقولون بأنه قاله غير قاصد بل بسليقة العرب، فما الفرق عندكم إذا أيها المسلمون بين هذا الشعر الذي نطق به موزونا و بين القرآن الذي نطق به موزونا إن كل منهما غير مقصود!!!
هذا ما يمكن أن يقوله، وهو الكلام المنطقي، إن أنا احتججت عليه بما سبق
****************************
شيخنا الشهري بارك الله تعالى فيكم
ها أنتم توضحون لنا، معنى كون الوزن مقصودا
أي أنه متعمد النظم،،، متسلسل،،، كثير،،، معروف صاحبه بالشعر ...
هل هذا الفهم مني صحيحا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
و هل هذا هو السبب الي جعل العرب ـ أو جلهم ـ لا يتهمونه بالسحر؟ أي لأن الأوزان فيه جاءت متفرقة متباعدة غير مسلسلة على بحر واحد في تتابع و تقارب؟ و لأن العرب أيضا ـ كما ذكرتم ـ لا يطلقون على البيت أو البيتين شعرا، و لاعلى من ليس له أكثر من قصيدة شاعرا، فلذلك لم يطلقوا على القرآن ((شعرا)) أنه ليس بالكثرة و التسلسل والتتابع كما في الشعر المقصود، وأيضا لا يطلقون على النبي صلى الله عليه و سلم ((شاعرا)) لأنه لم يأت فيه بهذا التتابع و الكثرة و التسلسل؟
هل هذا الفهم مني صحيحا؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Nov 2003, 09:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد
فهذا بحث قد ظفرت به في كتاب (إعجاز القرآن) للقاضي أبي بكر الباقلاني، و هو يؤيد تماما ما أفادنا به شيخنا الشيخ الفاضل الشهري ـ حفظه الله ـ وأنا أنقله كاملا رجاء الإفادة و ليكون القول الفصل في الموضوع، و حتى يكتمل الموضوع و تتم الفائدة في بابها، و يكون الموضوع مستحقا أن يوضع في فهرس الملتقى،،،،،
يقول الباقلاني في كتابه (إعجاز القرآن) 1/ 93 المطبوع بهامش (الإتقان) للسيوطي طـ مصطفى الحلبي:
فصل: في نفي الشعر من القرآن
قد علمنا أن الله تعالى نفى الشعر من القرآن و من النبي صلى الله عليه و سلم فقال ـ و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له إن هو إلا ذكر و قرآن مبين ـ و قال في ذم الشعراء ـ و الشعراء يتبعهم الغاوون ألن تر أنهم من كل واد يهيمون ـ إلى آخر ما وصفهم به في هذه الآيات فقال ـ و ما هو بقول شاعر ـ و هذا يدل على أن ما حكاه عن الكفار من قولهم إنه شاعر و إن هذا شعر لابد من أن يكون محمولا على أنهم نسبوه في القرآن إلى أن الذي أتاهم به هو من قبيل الشعر الذي يتعارفونه على الأعاريض المحصورة المألوفة، أو يكون محمولا على ما كان يطلق الفلاسفة على حكمائهم و أهل الفطنة منهم في وصفهم إياهم بالشعر لدقة نظرهم في وجوه الكلام و طرق لهم في المنطق و إن كان ذلك الباب خارجا عما هو عند العرب شعر على الحقيقة.
فإن حمل على الوجهين الأولين كان ما أطلقوه صحيحا، و ذلك أن الشاعر يفطن لما لا يفطن له غيره، و إذا قدر على صنعة الشعر كان على ما دونه في رأيهم و عندهم أقدر، فنسبوه إلى ذلك لهذا السبب.
فإن زعم زاعم أنه قد وجد في القرآن شعرا كثيرا، فمن ذلك ما يزعمون أنه بيت تام أو أبيات تامة، و منه ما يزعمون أنه مصراع كقول القائل:
قد قلت لما حاولوا سلوتي .... هيهات هيهات لما توعدون
ومما يزعمون أنه بيت قوله:
و جفان كالجواب ...... و قدور راسيات
قالوا: هو من الرمل من البحر الذي قيل فيه:
ساكن الريح نطوف الـ ..... ـمزن منحل العزالى
و كقوله:
من تزكى فإنما ..... يتزكى لنفسه
كقول الشاعر من بحر الخفيف:
كل يوم بشمسه ..... و غد مثل أمسه
و كقوله عز و جل:
و من يتق الله يجعل له مخرجا ... و يرزقه من حيث لا يحتسب
قالوا: هو من المتقارب، و كقوله:
و دانية عليهم ظلالها .... و ذللت قطوفها تذليلا
و يشبعون حركة الميم فيزعمون أنه من الرجز.
و ذكر عن أبي نواس أنه ضمن ذلك شعرا و هو قوله:
و فتية في مجلس وجوههم .... ريحانهم قد عدموا التثقيلا
دانية عليهم ظلالها .... و ذللت قطوفها تذليلا
و قوله عز و جل:
و يخزهم و ينصركم عليهم .... و يشف صدور قوم مؤمنينا
زعموا أنه من الوافر كقول الشاعر:
لنا غنم نسوقها غزارا .... كأن قرون غلتها عصى
و كقوله عز و جل:
أرأيت الذي يكذب بالدين .... فذلك الذي يدع اليتيم
ضمنه أبو نواس في شعره ففصل و قال: فذاك الذي، و شعره:
و قرأ معلنا ليصدع قلبي .... و الهوى يصدع الفؤاد السقيما
أرأيت الذي يكذب بالدين .... فذاك الذي يدع اليتيم
و هذا من الخفيف كقول الشاعر:
و فؤادي كعهده بسليمي .... يهوى لم يحل و لم يتغير
و كما ضمنه في شعره من قوله:
سبحان من سخر هذا لنا .... حقا و ما كنا له مقرنينا
فزاد في حتى انتظم له الشعر، و كما يقولونه في قوله عز و جل ـ و العاديات ضبحا فالموريات قدحا ـ و نحو ذلك في القرآن كثير كقوله ـ و الذاريان ذروا. فالحاملات وقرا. فالجاريات يسرا ـ و هو عندهم شعر من بحر البسيط، و الجواب عن هذه الدعوى التي ادعوها من وجوه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها: أن الفصحاء منهم حين أورد عليهم القرآن لو كانوا يعتقدونه شعرا و لم يروه خارجا عن أساليب كلامهم لبادروا إلى معارضته، لأن الشعر مسخر لهم سهل عليهم فيه ما قد علمت من التصرف العجيب و الاقتدار اللطيف، فلما لم نرهم اشتغلوا بذلك و لا عوّلوا عليه علم أنهم لم يعتقدوا فيه شيئا مما يقدره الضعفاء في الصنعة و المرمدون في هذا الشأن، و إن استدراك من يجئ الآن على فصحاء قريش و شعراء العرب قاطبة في ذلك الزمان و بلغائهم و خطبائهم و زعمه أمه قد ظفر بشعر في القرآن ذهب أولئك النفر عنه و خفي عليهم شدة حاجاتهم إلى الطعن في القرآن و الغض عنه و التوصل إلى تكذيبه بكل ما قدروا عليه، فلن يجوز أن يخفى على أولئك و أن يجهلوه و يعرفه من جاء الآن و هو بالجهل حقيق، و إذا كان كذلك علم أن الذي أجاب به العلماء عن هذا السؤال شديد، و هو أنهم قالوا: إن البي الواحد و ما كان على وزنه لا يكون شعرا، و أقل الشعر بيتان فصاعدا، و غلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام.
و قالوا أيضا: إن ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف رويهما و قافيتهما فليس بشعر.
ثم منهم من قال: إن الرجز ليس بشعر أصلا، لاسيما إذا كان مشطورا أو منهوكا، و كذلك ما يقارنه في قلة الأجزاء، و على هذا يسقط السؤال.
ثم يقولون: إن الشعر إنما يطلق متى قصد القاصد إليه على الطريق الذي يتعمد و يسلك، و لا يصح أن يتفق مثله إلا من الشعراء دون ما يستوي فيه العامي و الجاهل و العالم بالشعر و اللسان و تصرفه، و ما بتفق من كل واحد فليس يكتسب اسم الشعر و لا صاحبه اسم شاعر، لأنه لو صح أن يسمى كل من اعترض في كلامه ألفاظ تتزن بوزن الشعر أو تنتظم انتظام بعض الأعاريض كان الناس كلهم شعراء، لأن كل متكلم لا ينفك من ان يعرض في جملة كلام كثير يقوله ما قد يتزن بوزن الشعر و ينتظم انتظامه، ألا ترى أن العامي قد يقول لصاحبه أغلق الباب و ائتني بالطعام، و يقول الرجل لأصحابه أكرموا من لقيتم من تميم، و متى تتبع الإنسان هذا عرف أنه يكثر في تضاعف الكلام مثله و أكثر منه، و هذا القدر الذي يصح فيه التوارد ليس بعد أهل الصنعة سرقة، إذ لم تعلم فيه حقيقة الأخذ كقول امرئ القيس:
وقوفا بهم صحبى على مطيهم …. يقولون لا تهلك أسى و تحمل
و كقول طرفة:
وقوفا بها صحبى على مطيهم …. يقولون لا تهلك أسى و تجلد
و مثل هذا كثير فإذا صح مثل ذلك في بعض البيت و لم يمتنع التوارد فيه فكذلك لا يمتنع وقوعه في الكلام لمنثور اتفاقا غير مقصود إليه، فإذا اتفق لم يكن شعرا، و كذلك يمتنع التوارد على بيتين، و كذلك يمتنع في الكلام المنثور وقوع البيتين و نحوهما، فثبت بهذا أن ما وقع هذا الموقع لم يعد شعرا، و إنما يعد شعرا ما إذا قصده صاحبه تأتّى له و لم يمتع عليه، فإذا كان هو مع قصده لا يتأتى له و إنما يعرض في كلامه عن غير قصد إليه لم يصح أن يقال إنه شعر و لا إن صاحبه شاعر، و لا يصح أن يقال إن مثل هذا لو اتفق من شاعر فيجب أن يكون شعرا لأنه لو قصده لكان يتأتى منه، وإنما لم يصح ذلك لأن ما ليس بشعر فلا يجوز أن يكون شعرا من أحد، و ما كان شعرا من أحد من الناس كان شعرا من كل أحد؛ ألا ترى أن السوقي قد يقول اسقني الماء يا غلام سريعا قد يتفق ذلك من الساهي و من لا يقصد النظم فإما الشعر إذا بلغ الحد الذي بينا فلا يصح أن يقع إلا من قاصد إليه، فأما الرجز فإنه يعرض في كلام العوام كثيرا، فإذا كان بيتا واحد فليس ذلك بشعر، و قد قيل إن أقل ما يكون منه شعرا أربعة أبيات بعد أن تتفق قوافيها، و لم يتفق ذلك في القرآن بحال، فأما دون أربعة أبيات منه أو ما يجري مجراه في قلة الكلمات فليس بشعر، و ما اتفق في ذلك من القرآن مختلف الروي. و يقولون إنه نتى اختلف الروي خرج من أن يكون شعرا، و هذه الطرق التي سلكوها في الجواب معتمدة أو أكثرها، و لو كان ذلك شعرا لكانت النفوس تتشوف إلى معارضته، لأن طريق الشعر غير مستصعب على أهل الزمان الواحد وأهله يتقاربون فيه أو يضربون فيه بسهم.
فإن قيل في القرآن كلام موزون كوزن الشعر و إن كان غير مقفى بل هو مزاوج متساوي الضروب و ذلك آخر أقسام كلام العرب. قيل: من سبيل الموزون من كلام أن يتساوى أجزاؤه في الطول و القصر و السواكن و الحركات، فإن خرج عن ذلك لم يكن موزونا كقوله: ربّ أخ كنت به مغتبطا أشدّ، كفى بعري صحبته تمسكا مني بالود، و لا أحسبه يزهد في ذي أمل تمسكا مني بالود، و لا أحسبه يغير العهد، و لا يحول عنه أبدا فخاب فيه أملي. و قد علمنا أن هذا القرآن ليس من هذا القبيل، بل هذا قبيل غير ممدوح و لا مقصود من جملة الفصيح و ربما كان عندهم مستنكرا، بل أكثره على ذلك.
و كذلك ليس في القرآن من الموزون الذي وصفناه أولا و هو الذي شرطنا فيه التعادل و التساوي في الأجزاء غير الاختلاف الواقع في التقفية، و يبين ذلك أن القرآن خارج عن الوزن الذي بيّنا، و تتم فائدته بالخروج منه. و أما الكلام الموزون فإن فائدته تتم بوزنه.
((انتهى كلامه بتمامه ـ رحمه الله ـ))(/)
الحروف المقطعة في أوائل السور
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Nov 2003, 02:52 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، مشايخي الكرام
فمن خلا لدراستي للأصول استوقفتني مسألة في باب (الإجمال) و هي فيما لو ورد في نصوص الشرع ـ و أهمها و أساسها القرآن ـ لفظ مجمل، هل يجوز بقاء هذا المجمل على إجماله أو لا يجوز؟
نقل إمام الحرمين ـ الجويني ـ في كتابه البرهان، أن الأصوليين في ذلك مختلفين على ثلاثة مذاهب:
الأول / عدم الجواز مطلقا
الثاني / الجواز مطلقا
الثالث / التفصيل، فما تعلق به حكم تكليفي لا يجوز بقاء إجماله، و ما لا يتعلق به حكم تكليفي فإنه يجوز إجماله
وجه السؤال:
* أولا // إن قلنا بعدم الجواز مطلقا، فما أقول في الحروف المقطعة في أول السور، و الذي أعرفه أن جمهور المفسرين لا (يعرفون) لها معنى، و لا أقول لا (يثبتون)؟
* ثانيا // إن قلت بالجواز مطلقا، فهل وقع ـ في حدود آيات الله تعالى ـ مثال على ذلك من الأحكام التكليفية؟
* ثالثا // هل يصح تمثيلي للإجمال في القرآن بالحروف المقطعة في أول السور؟ حيث إن ما أعرفه أن الإجمال هو خفاء المعنى لا انعدامه، و هذا ما نقوله أو ما يقوله جمهور المفسرين في الحروف المقطعة في أوائل السور، أن لها معان لا نعرفها نحن و لا ننفي عنها المعاني، و هذا قد درست في الأصول أنه يحتج به على من قال بجواز أن يخاطبنا الله تعالى بالمهمل مستدلا بالحروف المقطعة في أول السور، فنقول له / هي مجملة لا مهملة، فنثبت لها معنى لا نعرفه
و السلام عليكم(/)
الأصل أن يتقدم الاسم الظاهر على الضمير فما هو السر في عدم تحققه في (قل هو الله أحد)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Nov 2003, 11:04 م]ـ
السلام عليكم
الأصل أن يتقدم الاسم الظاهر على الضمير فما هو السر في عدم تحقق ذلك في (قل هو الله أحد)؟
قال أبو السعود: للإيذان بأنه من الشهرة والنباهة بحيث يعود إليه كل ضمير ويشير إليه كل مشير.
فهل هذه العبارة من هذا الإمام دقيقة؟ وهل من حكمة أخرى
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 Nov 2003, 04:45 م]ـ
هل من أحد يجيبني
ـ[عبد الله]ــــــــ[19 Nov 2003, 11:21 م]ـ
الأخ أبا صفوت - حفظه الله
وعليكم السلام
السبب في تقدم هو على جملة (الله أحد) أن هو ضمير الشأن، ويسمى ضمير القصة [و يسميه الكوفيون ضمير المجهول].
وهذا الضمير مخالف للقياس من خمسة أوجه:
أحدها: عوده على ما بعده لزوما إذ لا يجوز للجملة المفسرة له أن تتقدم هي ولا شيء منها عليه.
والثاني: أن مفسره لا يكون إلا جملة ولا يشاركه في هذا ضمير.
والثالث: أنه لا يتبع بتابع فلا يؤكد ولا يعطف عليه ولا يبدل منه.
والرابع: أنه لا يعمل فيه إلا الابتداء أو أحد نواسخه.
والخامس: أنه ملازم للإفراد فلا يثنى ولا يجمع. (1)
أما قول أبي السعود – رحمه الله تعالى – فلو أنك تابعت كلامه، لوجدته يعيد مضمون العبارة التي استشكلتها بعبارة أوضح، وهي قوله: والسر في تصدير الجملة به التنبيه من أول الأمر على فخامة مضمونها وجلالة حيزها مع ما فيه من زيادة تحقيق وتقرير فإن الضمير لا يفهم منه من أول الأمر إلا شأن مبهم له خطر جليل فيبقى الذهن مترقبا لما أمامه مما يفسره ويزيل إبهامه فيتمكن عند وروده له فضل تمكن (2).
ـــــــــ
(1) انظر: مغني اللبيب لابن هشام 636 – 637.
(2) تفسير أبي السعود 9/ 212.
عبد الله إبراهيم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 Nov 2003, 04:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل من أحد يتكرم علينا بشيء آخر في هذه المسألة
ـ[أبو علي]ــــــــ[21 Nov 2003, 11:53 ص]ـ
أخي أبو صفوت
الإنسان بفطرته يستطيع أن يدرك أن الكون لم يخلق صدفة لأن كل ما في الكون أتقن ووضع في موضعه الذي يجب أن يكون عليه، إذن فالإنسان بإدراك الفطرة وبالعلم الذي آتاه الله أدرك أن هذا الكون وراءه قوة في منتهى الحكمة هي التي خلقته.
هذه القوة لا يعلم الإنسان إسمها، إذن فالإنسان عرف ربه (غيبا) بضمير (هو) لم يعرفه بالإسم، فجاء ذلك الغيب (هو) ليعلن عن إسمه
: (الله).
لو جاء إسم (الله) قبل الضمير (هو) لكان الكلام يعني أن البشر عرفوا الله بإسمه أولا، والواقع يفيد أن إسم الإله (الله) لا يعلمه إلا آل إبراهيم بينما هو عند الإنجليز إسمه God وعند الفرنسيين إسمه
Dieu وعند الإسبان ... وهكذا.(/)
سؤال عن معنى (الجهاد في سبيل الله)
ـ[متعلم]ــــــــ[20 Nov 2003, 07:08 ص]ـ
الأخوة الكرام والمشايخ الفضلاء
كنت أسمع مراراً من بعض طلبة العلم أن لفظة الجهاد عند ورودها في القرآن مطلقة كقوله {يجاهدون في سبيل الله} المقصود بها هو القتال في سبيل الله فقط، ولا ينصرف المعنى إلى المعنى العام للجهاد ..
وقد بحثت في كتب التفاسير والمعاني ولم أجد ما إشارة إلى ذلك.
فهل من مجيب لهذا السؤال؟؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[متعلم]ــــــــ[21 Nov 2003, 10:03 م]ـ
بعد وضعي للسؤال وجدت فائدة جواباً للسؤال أحب يشاركني فيها الإخوة:
قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في رسالته للدكتوراة أهمية الجهاد قال في (ص 117):
ولكن لفظ الجهاد إذا أطلق فالمراد به قتال الكفار لإعلاء كلة الله تعالى، ولا ينصرف إلى غير قتال الكفار إلا بقرينة تدل على المراد .. يقول ابن رشد (وجهاد السيف قتال المشركين على الدين فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهد الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون). - مقدمات ابن رشد 1\ 369 - أهـ
ونرجو من الأخوة المشاركة والإفادة ...
نحن بالانتظار ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Nov 2003, 06:16 ص]ـ
(مفهوم الجهاد بين التوسعة والتضييق) بقلم:الشيخ عبد الآخر حماد
جميل أن يتصدى أهل العلم والفضل لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان المعنى الصحيح لبعض المصطلحات الشرعية التي ربما وقع اللبس في بعض أو كل معناها.
ومن أهم القضايا التي وقع فيه اللبس، واشتبك فيها الحق بالباطل في هذه العصور قضايا الجهاد وما يتعلق به: من حيث أسبابه وغايته والمقصود منه، وغير ذلك.
ومما لاحظناه في هذا المضمار تركيز بعض الفضلاء على التوسع في مفهوم الجهاد، بحيث لا ينحصر في معنى القتال بل يتعداه إلى كل جهد يبذله الإنسان من أجل تحقيق مرضاة الله، فيدخل فيه جهاد النفس والهوى وجهاد الشيطان، وغير ذلك؛ حتى صار البعض يرى أن قصر مفهوم الجهاد على المعنى القتالي خطأ كبير في فهم القرآن والسنة.
ولست أشك في أن معنى الجهاد قد يتسع ليشمل ميادين أرحب بكثير من ميدان الطعن والنزال؛ وذلك لوجود بعض النصوص التي تطلق على غير القتال اسم الجهاد، لكني أرجو أن لا ينسينا ذلك حقيقة أن الجهاد في الاصطلاح الشرعي يقصد به القتال من أجل إعلاء كلمة الله، وأن ما عداه من ألوان بذل الجهد والمشقة إنما يدخل تبعاً في معنى الجهاد من باب التوسعة أو لمشابهتها للجهاد.
وذلك أنا وجدنا النصوص الشرعية في مجملها تدل على أن مصطلح الجهاد إذا أطلق فإنما يقصد به المعنى القتالي:
فمن ذلك قوله تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين *الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) [التوبة 19 - 20]،فالجهاد لم يقصد به هنا إلا المعنى القتالي، ويوضح ذلك ما جاء في سبب نزول هذه الآية من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: (كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر وقال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صَلَّيْت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) الآية إلى آخرها (1).
فهذا يدل على أنهم لم يفهموا من الجهاد إلا معناه القتالي بدليل أنهم جعلوه في مقابلة أمور أخرى قد تدخل في الجهاد بمعناه العام مثل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، وقد جاء النص القرآني مقراً لهم على هذا الفهم، ولم يقل لهم إن كل هذا الذي ذكرتموه داخل في معنى الجهاد، ثم بين لهم أفضلية الجهاد أي القتال في سبيل الله على غيره من الأعمال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرف الجهاد بذلك، وذلك لما سئل: ما الجهاد؟ قال: (أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم) (2).
ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد، قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ قال: ومن يستطيع ذلك؟)، وفي رواية: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله) (3).
وموضع الشاهد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أنه لا يعدل الجهاد في سبيل الله إلا الصلاة والصيام بالصورة المذكورة في الحديث، مع كون الصائم القائم مجاهداً لنفسه، ولكن لما أطلق الجهاد لم يقصد به إلا القتال في سبيل الله.
ومن أجل هذه النصوص غلب المعنى القتالي على تعريفات العلماء من المذاهب الأربعة وغيرهم للجهاد؛ فمن الحنفية قال الكاساني: ((وفي عرف الشرع يستعمل في بذل الوسع والطاقة بالقتال في سبيل الله عز وجل بالنفس والمال واللسان أو غير ذلك والمبالغة في ذلك)) (4).
ومن المالكية قال ابن عرفة: ((قتال مسلم كافراً غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله تعالى، أو حضوره له أو دخوله أرضه)) (5).
ومن الشافعية قال ابن حجر بعد أن عرف الجهاد لغة: ((وشرعاً بذل الجهد في قتال الكفار، ويطلق أيضاً على مجاهدة النفس والشيطان والفساق)) (6 (.
ومن الحنابلة قال البهوتي: ((وشرعاً قتال الكفار خاصة، بخلاف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم فبينه وبين القتال عموم مطلق)) (7).
وعرفه الصنعاني بأنه ((بذل الجهد في قتال الكفار أو البغاة)) (8 (.
وعلماؤنا حين عرفوا الجهاد بهذا الذي قلناه لم يفُتْهم أن مفهوم الجهاد قد يتسع ليشمل جهاد النفس والشيطان وجهاد الدعوة وغير ذلك، ولكنهم نظروا كما أسلفنا إلى النصوص الدالة على أن الجهاد إذا أطلق فإنما يقصد به القتال لإعلاء كلمة الله، ولذلك فإن منهم من أشار إلى إمكانية اتساع معنى الجهاد مع كون معناه الأصلي هو ما ذكرناه، وذلك كقول ابن رشد: (( ... فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله، إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف، حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون)) (9).
ولعل من أدلة كلام ابن رشد غير ما ذكرناه آنفاً، أن النصوص الشرعية التي أطلقت اسم الجهاد على غير القتال كانت تحمل في طياتها في كثير من الأحيان تأكيد أن المعنى الأصلي للجهاد هو القتال، وأنه هو الذي كانت تنصرف إليه الأذهان عند ذكر كلمة جهاد.
ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال نعم، قال ففيهما فجاهد)) (10)، فقد جاء الرجل يستأذن في الجهاد المطلق، الذي لا يفهم غيره عند إطلاق كلمة الجهاد، وهو القتال في سبيل الله، فأرشده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جهاد مقيد، وتقييده في قوله: (ففيهما)، الذي يدل على أن المقصود بر الوالدين، ولذا فقد عد الصنعاني ذلك من باب المشاكلة أو الاستعارة حيث قال: ((سمى إتعاب النفس في القيام بمصالح الأبوين وإزعاجها في طلب ما يرضيهما وبذل المال في قضاء حوائجهما جهاداً من باب المشاكلة، لما استأذنه في الجهاد، من باب قوله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها)، ويحتمل أن يكون استعارة بعلاقة الضدية لأن الجهاد فيه إنزال الضرر بالأعداء واستعمل في إنزال النفع بالوالدين)) (11).
ومثل ذلك حديث عائشة أنها قالت: ((يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: لا،ولكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور)) (12).
فقولها: (نرى الجهاد أفضل العمل) يدل على أنه كان مستقراً عندها أن الجهاد هو القتال في سبيل الله، فأقرها صلى الله عليه وسلم على فهمها ثم أرشدها إلى أن الحج يعدل في حقهن الجهاد، بل هو أفضل الجهاد بالنسبة لهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يرى البعض أن التوسعة والتضييق فيما يقع عليه اسم الجهاد إنما هو أمر اصطلاحي ولا مشاحة في الاصطلاح كما يقولون، وأقول لا شك أن الأمر في بعض جوانبه اصطلاحي، والكاساني مثلاً يطلق على جهادي الدعوة والقتال كليهما اسم الدعوة حيث يقول:
((والدعوة دعوتان: دعوة بالبنان وهي القتال، ودعوة بالبيان وهو اللسان، وذلك بالتبليغ)) (13).
لكني أرى أن هناك من الأسباب المهمة ما يحملنا على الحفاظ على المعنى القتالي للجهاد، أو على الأقل إلى عدم نسيانه في خضم الدعوات المتعالية للتوسع في مفهوم الجهاد:
1 - ومن تلك الأسباب أنا نعلم أنه من الأصول المهمة التي ينبغي على الدعاة وأهل العلم مراعاتها معرفة حال المخاطبين، بحيث يخاطبهم الداعية بما يصلح من شأنهم، فيهتم ببيان ما يجهلونه ويذكرهم بما ينسونه، وإذا كان هناك في الأمة من أسرف في فهم نصوص الجهاد فلم يفهم منها إلا معناها القتالي، وأهمل ما عداه من معاني الجهاد، فإنه لا يشك متابع منصف في أن نسبة أولئك القوم إلى مجموع المسلمين هي نسبة قليلة، وإن علا صوتهم، وسُلطت الأضواء عليهم، أما أكثر المسلمين اليوم فقد تركوا الجهاد في سبيل الله بمعناه القتالي، بل راح حكامهم يسعون وراء سراب يسمونه السلام مع عدو سلبهم أرضهم، وانتهك حرماتهم، فكان ذلك من أكبر أسباب ذلتهم وضعفهم، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة،وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينْزِعه حتى ترجعوا إلى دينكم) (14).
ولما كان حال الأمة بهذه المثابة، كان التركيز على المعنى القتالي للجهاد خيراً في نظرنا من التركيز على التوسعة.
وأنا أعلم أن حالة الضعف التي تعيشها الأمة ربما دفعت البعض إلى التركيز على قضايا الإعداد الإيماني؛ على أساس أنه يجب أن يسبق فكرة الجهاد بمعناه القتالي، ومع تفهمي لهذا الأمر، فإني أرى أنه من المهم مع هذا الإعداد الإيماني الذي لا اعتراض لنا عليه، أن يبقى المعنى القتالي للجهاد مستقراً في ذهن المسلم، حتى في زمن سقوطه عنه لعجزه ليبقى مستعداً للقيام بهذا الواجب عند تحصيله القدرة اللازمة لذلك، وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً: (من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق) (15).
2 - كما أن التوسعة في مفهوم الجهاد وإن أفادت من جهةِ الترغيب في بذل كل جهد لنصرة هذا الدين وإرضاء الله تعالى؛ فإنها قد تحمل على مزيد من إهمال أمر القتال في سبيل الله، وذلك لشعور كل من بذل بعض الجهد في أي مجال بأنه قد أدى ما عليه من الجهاد، ولم يبق عليه شيء، وذلك مثلما نلحظه عند كثير من الناس لما فهموا خطأً مقولة أن أي عمل مباح يمكن أن يتحول إلى عبادة، فإنك ترى أحدهم ينشغل عن صلاته بل ربما لا يؤديها بالكلية، فإذا سئل في ذلك قال: أنا مشغول بعملي، والعمل عبادة كما أن الصلاة عبادة.
ولقد صار التوسع في مفهوم الجهاد سيفاً يسله كثير من أهل الضلال على كل من دعا إلى جهاد المعتدين المحتلين لأرض الإسلام، حيث يُرمى أولئك الداعين بعدم فهم المعنى الحقيقي للجهاد، الذي يشمل في نظرهم كل شيء إلا القتال في سبيل الله.
3 - ومن تلك الأسباب أن الدعوة إلى توسيع مفهوم الجهاد تأتي مقرونة في كثير من الأحيان بما قد يفهم منه التقليل من أهمية الجهاد القتالي، كتعبير بعض الأفاضل عن الجهاد القتالي بأنه الجهاد الأصغر، ليس بالمعنى الصوفي المعروف، ولكن بمعنى أنه الأقل من حيث الحيز الذي يشغله بين أنواع الجهاد.
وهذا المعنى وإن كان في نفسه صواباً، إلا أنه في المقابل ينبغي التذكير بأن الجهاد القتالي هو الجهاد الأكبر من حيث أهميته وفضله والثواب العظيم الذي بُشر به أهله، وقد دلت على ذلك نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً). [النساء:95].
فهؤلاء القاعدون الذين فُضِل عليهم المجاهدون قد يكونون قائمين بأمر جهاد الدعوة وجهاد النفس؛ لأن الله وعدهم الحسنى ومع ذلك فضل عليهم المجاهدون بالنفس والمال فدل ذلك على أفضلية الجهاد القتالي على ما عداه من أنواع الجهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تلك النصوص قوله صلى الله عليه وسلم: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ... ) (16).
ومن تلك النصوص حديث أبي سعيد الخدري قال: (قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله): مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله. قالوا: ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره) (17).
قال البخاري -رحمه الله-: (باب أفضل الناس مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله) ثم ذكر الحديث السابق وحديثاً آخر (18).
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) (19).
فقد بين الحديث درجات التغيير، وأعلاها التغيير باليد، لأنه صلى الله عليه وسلم نبه أمته أولاً إلى المطلب الأسمى فمن لم يكن قادراً عليه فإنه ينتقل إلى ما هو أدنى منه حتى ينتهي إلى أضعف الإيمان، وهو التغيير بالقلب، قال النووي -رحمه الله- ((وأعلى ثمرات الإيمان في باب النهي عن المنكر أن ينهى بيده وإن قتل شهيداً)) (20).
ونفس الأمر ينبغي أن يقال في أمر الجهاد فأعلاه الجهاد باليد والسلاح، وذلك لأن القول في الجهاد هو نفسه القول في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إذ هما جنس واحد، والجهاد ما هو إلا تغيير لمنكر الكفر والظلم، وكثيراً ما يستدل العلماء بنصوص أحدهما على الآخر؛ وذلك مثل قول القرافي عند ذكره لأسباب الجهاد: ((السبب الأول وهو معتبر في أصل وجوبه ويتجه أن يكون إزالة منكر الكفر فإنه أعظم المنكرات ومن علم منكراً وقدر على إزالته وجب عليه إزالته)) (21).
ومن تلك النصوص حديث أبي هريرة الذي مر قبل قليل، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لمن جاءه يسأله عن عمل يعدل الجهاد: (لا أجده) ثم قوله له: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر؟).
قال الحافظ في شرح هذا الحديث: (( ... وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله تقتضي ألا يعدل الجهاد شيء من الأعمال)) (22).
ثم نقل عن ابن دقيق العيد قوله: ((القياس يقتضي أن يكون الجهاد أفضل الأعمال التي هي وسائل؛ لأن الجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره وإخماد الكفر، ودحضه ففضيلته بحسب فضيلة ذلك والله أعلم)) (23).
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ((ليس يعدل لقاء العدو شيء، ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال،والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم،فأي عمل أفضل منه؟ الناس آمنون وهم خائفون، قد بذلوا مهج أنفسهم)) (24).
4 - ومما يدخل في ذلك أيضاً ما رأيته عند بعض الأفاضل من وصف الجهاد القتالي بأنه أسهل أنواع الجهاد، مع أن في الجهاد القتالي من المشقة ما ليس في غيره، إذ فيه بذل الأرواح وإراقة الدماء في سبيل الله، ومن أجل هذا كانت النفوس كارهة له كما قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم،وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم،وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم،والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [البقرة:216]
ومن أجل علم السلف بأن الجهاد القتالي أشق على النفوس من غيره، جاءت مثل الكلمات السابقة التي نقلناها عن الإمام أحمد وغيره، ومن أجل ذلك أقر الفضيل بن عياض رحمه الله بما جاء في الأبيات التي أرسلها إليه عبد الله بن المبارك رحمه الله والتي يقول فيها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب
إلى آخر تلك الأبيات المشهورة،التي جعلت الفضيل يذرف دموعه قائلاً: ((صدق أبو عبد الرحمن ونصح (((25).
وختاماً فإني لأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أنني أقلل من أهمية أنواع الجهاد الأخرى كالدعوة ومجاهدة النفس والشيطان، فكل ذلك مطلوب، ونحن جميعاً محتاجون إليه، ولولا أني لاحظت بعض الجور على المفهوم القتالي للجهاد، لما كان هناك من داعٍ لتسويد هذه الصفحات، والله المسؤول أن يهدينا وإخواننا المسلمين أجمعين لما يحبه ويرضاه آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
***************
هوامش:
(1) أخرجه مسلم (1879) وأحمد (4/ 269) وابن حبان (10/ 451) والبيهقي في سننه الكبرى (9/ 158).
(2) أخرجه أحمد (4/ 114) وعبد الرزاق عن في معمر في الجامع الملحق بالمصنف (20107) من حديث عمرو بن عبسة،والحديث أورده الهيثمي في المجمع (1/ 59)، (3/ 207) وقال: رجاله رجال الصحيح.
(3) أخرجه البخاري (2785) وله الرواية الأولى، ومسلم (1878) وله الرواية الثانية،وهو برواية مسلم عند الترمذي (1619).
(4) بدائع الصنائع (9/ 4299 (.
(5) كذا في الشرح الصغير على أقرب المسالك (2/ 267 (.
(6) فتح الباري (6/ 3).
(7) كشاف القناع (3/ 32).
(8) سبل السلام (4/ 41 (.
(9) مقدمات ابن رشد (1/ 342).
(10) أخرجه البخاري (3004) ومسلم (2549) وأبو داود (2529) والترمذي (1671) والنسائي (6/ 10).
(11) سبل السلام: (4/ 42).
(12) أخرجه البخاري (1520) وبنحوه أخرجه النسائي (5/ 114) وابن ماجه (2901 ( ..
(13) بدائع الصنائع (9/ 4304).
(14) أخرجه أبو داود (3462) وأحمد (2/ 28، 42) من حديث ابن عمر وصححه الألباني في الصحيحة (11).
(15) أخرجه مسلم (1910) وأبو داود (2502) والنسائي (6/ 8).
(16) أخرجه الترمذي (2616) من حديث معاذ وقال حسن صحيح وأخرجه ابن ماجه (3973) بلفظ (ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ الجهاد) وأخرجه الحاكم (2/ 76) وصححه.
(17) أخرجه البخاري (2786)، (6494) ومسلم (1888).
(18) انظر صحيح البخاري (6/ 6 –فتح).
(19) أخرجه مسلم (49) وأبو داود (1140)، (4340) والترمذي (2172) وابن ماجه (1275)، (4013) والنسائي (8/ 11 - 112) وأحمد (3/ 54) من حديث أبي سعيد.
(20) الأربعون النووية (ص: 111).
(21) الذخيرة (3/ 387 (.
(22) فتح الباري: (6/ 5).
(23) المصدر السابق: نفس الموضع.
(24) المغني والشرح الكبير لابني قدامة: (10/ 363).
(25) سير أعلام النبلاء: (8/ 412).
المرجع هنا ( http://alarabnews.com/alshaab/GIF/04-07-2003/Hammad.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[متعلم]ــــــــ[26 Nov 2003, 10:38 ص]ـ
أخي الكريم أبا مجاهد
أشكرك على هذه الإضافة النفيسة ...
ولي سؤال إذا تكرمت: هل لديك معلومات عن كاتب هذا المقال؟؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Nov 2003, 01:33 م]ـ
الأخ متعلم
يمكنك الجرجوع إلى هذا الموقع، ففيه جواب لما سألت عنه.
http://www.al-ansar.biz/ansar/hammad/
علماً بأني لم أكن أعرفه سابقاً، وإنما حصل ذلك وأنا أبحث في مواقع البحث عن الموضوع الذي سألت عنه وفقني الله وإياك.
ـ[متعلم]ــــــــ[30 Nov 2003, 02:01 م]ـ
أشكرك أخي أبا مجاهد على الاهتمام والحرص على الإفائدة لا حرمك الله الأجر، ونفع الله بك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2003, 02:45 م]ـ
جزاكما الله خيراً.
الشيخ عبدالآخر الغنيمي من الكتاب المتميزين جزاه الله خيراً، وقد قرأت له كتاب قبل أربع سنوات تقريباً بعنوان: (وقفات مع الدكتور البوطي في كتابه عن الجهاد) من إصدار دار البيارق بالأردن. وهو كتاب جيد. وأغلب كتاباته تدور حول الجهاد في سبيل الله وفقنا الله وإياه له.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jan 2009, 01:50 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Jan 2009, 03:43 م]ـ
هناك معنى لغوي ومعنى اصطلاحي وقرائن السياق هي التي تحدد المعنى، والأصل أن نقدم الاصطلاحي على اللغوي ما لم تكن هناك قرينة. كما هو الأمر مثلاً في كلمة زكاة.
ذكر القتال في سبيل الله في القرآن الكريم ما يقارب الـ 20 مرة في حين ذكر الجهاد في سبيل الله ما يقارب الـ 13 مرة. وعليه مهما توسع البعض في مفهوم الجهاد فلن يؤثر في قيمة القتال في سبيل الله، بل إن الشهيد هو من قاتل في سبيل الله فقتل وليس من جاهد في سبيل الله فقتل. (أعني هنا نص الآيات الكريمة).
القتال في سبيل الله هو جهاد وهذا مجمع عليه ولا خلاف فيه. وما زاد على ذلك فهو محل الخلاف. والذي نراه خطأ من توسّع وخطأ من ضيّق؛ فغير صحيح أن مجاهدة النفس أو العمل الصالح هو جهاد بالمعنى الاصطلاحي. وإنما الجهاد في الاصطلاح من خلال استقراء النصوص الشرعية هو:" بذل النفس أو الجهد أو المال في سبيل نصرة دين الله واعلاء كلمته"، فكلمة الحق عند السلطان الجائر هي من أعظم الجهاد، بل أفضل الجهاد كما جاء في الحديث المشهور. وسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام فأمره ونهاه فقتله، كما جاء في الأحاديث.
وخلاصة القول أن مفهوم الجهاد في سبيل الله أشمل من مفهوم القتال في سبيل الله، ومن هنا نجد أن القرآن الكريم أورد عبارات مثل: سبيل الله، القتال في سبيل الله، الجهاد في سبيل الله، الإنفاق في سبيل الله. وما يجمعها جميعاً هو سبيل الله. ولا ترادف بعد ذلك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Jan 2009, 05:10 م]ـ
شكر الله لك يا أبا مجاهد على مقال الجهاد للشيخ عبد الآخر الغنيمي فقد افاد ونفع وشفى فلله دره من كاتب.
كما أشيد بخطابك في الجمعة المنصرمة 12/ 1/1430هـ فقد أفدت بمعلومات تتجاوب مع الحدث، وأشد على يديك قائلا: أنعم بخطبة يعيش معها الخطيب بكلامه ونبراته وانفعالاته المتأثرة التي يشعر من خلالها المستمع أن هذه الخطبة ليست مملاة أو مصنوعة لموظف يسقط عن نفسه الفريضة أو يحلل بها أجرة. فتدبر(/)
بينات من الهدى والفرقان
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 08:27 ص]ـ
الحمد لله العزبز الحكيم
إذا علمتم أن الدنيا مدرسة والناس فيها هم التلاميذ والرسل هم المعلمون والمنهج يأخذه الرسل (المعلمون) من عند الله.
وكل رسول يعلم قومه ما أوتي من منهج، ومتى فهم التلاميذ الدرس فإنه لا بد من الامتحان ليعلم بالحجة من ذاكر جيدا ومن تهاون.
أليس ذلك منطقيا؟
كذلك كان حال كل قوم أتاهم رسول من الله، لا بد أن يمتحنوا بعد أن تستيقن أنفسهم آيات الله.
والامتحان يأتي دائما على عكس ما أيقنت به الأنفس أنه حق، يأتي الامتحان على صيغة جواب خاطئ ليمتحن ذكاء التلاميذ، فالذين اجتهدوا وذاكروا جيدا سيعتبرون ذلك الجواب خاطئ وإنما هو مصيدة ودهاء، والكسالى سيقعون في تلك المصيدة.
من الذي يقوم بالامتحان؟
إنه الشيطان، لا يعمل ذلك تطوعا وإنما حسدا، والحكمة تقتضي أن يكون الامتحان بعد أن يبين الله للناس ما يتقون لينجح من ينجح ويرسب من يرسب.
لنأخذ مثلا قوم موسى
قوم موسى لما اجتازوا البحر الأحمر مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلها جسدا فوبخهم موسى،
والشيطان حاضر يدرس نقطة ضعف اليهود، ها هو علم أنه يمكن أن يضلهم بصناعة صنم لهم، وعلم الشيطان أن أحسن مادة يصنع منها ذلك الصنم هو معدن الذهب لأن اليهود يحبون الذهب فقد سرقوا الذهب من المصريين. وأما صناعة صنم على هيئة عجل فنحن لا نعلم لماذا اختار هيئة العجل، الجواب يعلمه الشيطان فهو ذكي في اختيار الحيل.
وهكذا أضل الشيطان كثيرا من قوم موسى فاتخذوا العجل الذهبي إلها.
ماهي أنسب حيلة يختارها الشيطان ليضل بها قوم جاءهم رسول ولد من غير أب وجاهم بالبينات: إحياء الموتى .... ؟
إن أنسب حيلة يفكر بها الشيطان هي أن يأتي هؤلاء القوم ويقول لهم:
ما فعل المسيح تلك المعجزات الخارقة إلا لأنه هو الإله وهو ابن الإله.
وهذا ما حصل بالفعل فها هم قومه يقولون ذلك.
ماذا عن رسالة الإسلام؟
ما هي الحيلة التي يمكن أن يأتي بها الشيطان ليضل بها الأشقياء؟
هل تنبؤنا الحكمة بذلك؟
إذا فهمنا شيئا من الحكمة فإن الحكمة ستنبؤنا بما يمكن أن يفكر فيه الشيطان من ضلال.
سوف نصل إلى معرفة ذلك، وسآتي بأدلة مقنعة إن شاء الله.
يتبع
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 08:48 ص]ـ
آية الإسلام الكبرى بجب أن يكون فيها من اليقين ما هو أعظم من اليقين الذي في آيات المسيح، لأن الله ما نسخ آية المسيح بالآيات التي أوتيها رسول الإسلام إلا لأن معجزة الإسلام فيها من اليقين ما يفوق كل المعجزات التي جاءت قبل الإسلام.
هل ظهرت آية الإسلام هذه؟
لو كانت قد ظهرت واستيفنها الناس جميعا لجاء الامتحان، لأن التلاميذ
لا يمتحنوا إلا بعدما يفهم لهم الدرس ويتأكد معلمهم أنهم قد فهموا الدرس واستيقنته أنفسهم.
فهل سكان العالم الذين أغلبيتهم غبر مسلمين استيقنوا رسالة الإسلام
وجحدوها ظلما؟
لاشك أن الإنسان يحب الخير لنفسه لو استيقن الناس رسالة الإسلام
لآمنوا إلا الذين غلب عليهم حب الهوى، والهوى يتولد من مصدرين:
1) حب النففوذ والسلطان.
2) حب المال.
الله تعالى بين لنا ذلك في القرآن فقال في آخر سورة النمل:
وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
إذن سيري الله الناس آياته فيعرفونها ويستيقنوها وعندئذ سينقسم الناس إلى فسطاطين:
فسطاط استيقن فجحد ظلما،هذا هوالفسطاط الكافر. وهذا الفسطاط معفى من الاختبار لأنه راسب وخاسر من البداية.
وفسطاط استيقن فآمن، هذاهو الفسطاط المؤمن، هذا الفسطاط هو الذي
يمتحن الله إيمانه ليعلم بالحجة الصادق من الكاذب.
فبعدما ختم الله سورة النمل بقوله: وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
أتى بسورة تعبر عن الفسطاط الكافر الذي اتبع هواه، وضرب فرعون
مثلا لمن غره هوى حب النفوذ والسلطان، وضرب قارونا مثلا لمن غره
هوى حبىالمال، وسميت سورة القصص بهذا الإسم لأن في قصص فرعون وقارون عبرة للظالمين الذين سيكفرون بالبينة.
ثم جاء الله بعد سورة القصص بسورة تتكلم عن الفسطاط المؤمن ويتبين من مطلعها أن الله سيمتحن إيمان هؤلاء الذين قالوا آمنا ليعلم
بالحجة الذين صدقوا والذين كذبوا. من يستمسك بالعروة الوثقى يفوز
ويسقط في الفتنة من تمسك بخيوط العنكبوت، إذن حتى في تسمية سورة العنكبوت بهذا الإسم فيه ما يوحي بالفتنة والإختبار.
الإسلام جاء ليصحح عقيدة قوم قالوا ولد الله بناتا (الملائكة).
وجاء ليصحح عقيدة الذين قالوا اتخذ الله المسيح ولدا.
فإذا كانت عقيدة قوم الرسول صلى الله عليه وسلم قد صححت ولم يعد بوجد من يقول بذلك، كذلك سيصحح الله عقيدة النصارى وسينفكون عن عبادة المسيح حينما تأتيهم البينة ويتفرقوا بعد أن يأتيهم العلم (اليقين) إلى فريقين: فريق مؤمن وآخر كافر.
وبما أن عقيدة النصارى ستصحح فإن الإختبار سيكون في نفس المادة
التي صححت،أليس المنطق والحكمة يقول بذلك؟
إذا أخطأ التلميذ في مسألة من المسائل فإن معلمه يصححها له ثم يمتحنه بتمرين في نفس المسألة التي صححت ليعلم هل استوعب الدرس أم لا.
كذلك ستصحح عقبدة النصارى وسيجد الشبطان أن أنسب حيلة لردهم
إلى ما كانوا عليه هو أن يدعي هو أو أحد جنوده من الإنس أنه هو المسيح الذي صلب من أجلهم قبل 2000 سنة تقريبا، وسيكون معه من السحر ما يخيل به إلى الناس أنه يحيي الموتى، هذه الفتنة ستكون للناس كافة.
وبما أن كلمة الله هي العليا، وكلمة الله المفترى عليها هو المسيح، إذن
فكان من الحكمة أن بعود المسيح عليه السلام لتكون كلمة الله هي الأعلى، والمسيح هو تلك الكلمة المفترى عليها من طرف الشبطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 08:56 ص]ـ
تعالوا لندرس المقدمات والأسباب التي جاء ت برسالة الإسلام.
نجد أن عهد الله قبل الإسلام ناله بنو إسرائيل، تعاقبت فيهم رسل وأنبياء كلهم كانوا يأتون بمعجزات حسية، فإذا أراد الله أن يرسل رسولا بآيات عقلية غير حسية فالحكمة تقتضي أن يعطى العهد لأمة تفهم في الآيات العقلية وعندها إدراك يؤهلها لتحمل المسؤولية.
بنو إسرائيل لا يفهمون إلا في الأمور المادية المحسوسة ومع ذلك لم يلتزموا ولم يصونوا ما اؤتمنوا عليه فكيف يسند إليهم أمر ليسوا أهله!!
هل تذهب بالعجين للميكانيكي ليخبزه لك أم إلى الخباز؟
كذلك كان لا بد أن ينزع العهد من بني إسرائيل ويعطى لأمة تحسن فهم ما تستقبله من الله.
أضرب مثلا ولله المثل الأعلى:
رجل لديه مصنع وعمال وفنيون وآلات تستخدم في إنتاج ما يصنع في هذا المصنع.
رب المصنع هذا اختار نخبة من الناس وأوكل إليهم تسيير وصيانة تلك الآلات اليدوية، وكلما تقادمت تلك الآلات أبدلها بآلات خير من سابقاتها، لكن تلك النخبة المكلفة بصيانة الآلات لم تقدر ثقة صاحب المصنع فيهم حق قدرها فأهملوا صيانة تلك الآلات ولم ينفذوا التعليمات المطلوبة لبقاء الآلات صالحة فتعطلت تلك الآلات.
صاحب المصنع علم بذلك فجاء بآلات أخرى جديدة ولكن هذه المرة ليست آلات ميكانكية وإنما هي آلات إلكترونية آخر ما أنتجته التكنولوجيا الحديثة،
فما هو التصرف الصائب الحكيم الذي يجب أن يقوم به صاحب المصنع؟
هل يكلف نفس النخبة بصيانة الآلات الإلكترونية؟
كيف يكون ذلك وهي لم تفلح حتى في صيانة الآلات الميكانيكية فكيف نفلح في تسيير الآلات الإلكترونية وهي ليس لديها علم بالتكنولوجيا الحديثة وعلم الإلكترونيات!!؟
إذن من الصواب ومن الحكمة أن يختار صاحب المصنع نخبة أخرى عندها دراية بالتكنووجيا الحديثة، فاختار رجلا يعلم فيه الصدق والأمانة والكفاءة في العلم فسلمه الآلات الجديدة وناوله كاتالوج الآلات وأمره أن يقرأ الكاتالوج ويتبع تعليماته ويعلم إخوته الذين يعملون تحت رئاسته، وأمر كل العمال بمن فيهم النخبة السابقة أن يعملوا تحت إمرة الرئيس الجديد، فمنهم من نفذ الأمر ومنهم من أرسلهم إلى معاهد لتعلم فن الإلكترونيات وعلم التكنولوجيا الحديثة، ومتى أتموا مدة الدراسة والتدريب أذن لهم أن يلتحقوا بأعمالهم من جديد.
تعالوا لنرى هل هذا المثل الذي ضربته يمكن أن نفهم من خلاله مراد الله من رسالة الإسلام.
أما النخبة الأولى التي استؤمنت على صيانة الآلات الميكانيكية فهم بنو إسرائيل.
وأما الآلات الميكانيكية فضربت مثلا للآيات الحسية المادية،
وأما النخبة الجديدة فهم الأميون الذين ورثوا الكتاب والنبوة بعد أن نزعت من بني إسرائيل.
وأما الآلات الإلكترونية التي أوتيها الأميون فهي الآيات العقلية آيات الحكمة،
وأما الذين لا يفقهون إلا الآلات الميكانيكية والذين أرسلهم صاحب المصنع إلى المعاهد لتعلم التكنووجيا فهم أهل الكتاب وكل الناس الذين لا يفقهون إلا الآيات المادية الحسية، فهم الذين قال الله عنهم:
فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم)
لو كان عندهم علم بالحكمة لفقهوا الآيات المحكمات ولاستيقنوا أن الإسلام هو الحق، لذلك فتح الله لهم مجالا آخر ليدركوا به حكمة الله ألا وهو العلم الدنيوي الذي به سيكتشف أن الكون بكل جزئياته من تدبير إله عزيز في حكمته، ومتى بلغوا المستوى المطلوب بين الله لهم الآيات.
وأما الكاتالوج الذي ناوله صاحب المصنع إلى المصطفى من رجال المصنع وأمره أن يقرآه ويتبع تعليماته فهو مثلا ضربته للمصطفى من البشر وكتابه القرآن، وأول ما أنزل من القرآن هو قوله تعالى:
إقرأ بسم ربك ....... ).
ما هي معجزة الإسلام؟
هل هي أعظم من معجزة عيسى؟
ما هي وظيفة المعجزة؟
وظيفة المعجزة هي البيان الذي يتحقق منه اليقين.
هل توجد معجزة أكثر بيانا وأعظم يقينا من معجزة إحياء الموتى؟
نعم إذا كانت المعجزة من جنس الحكمة (الرتابة والإتقان ووضع الشيء في موضعه).
أضرب مثلا على ذلك:
خرجت من بيتي ونسيت الباب مفتوحا ولما تذكرت ذلك عدت فوجدت بالداخل عمامة ملقاة على الأرض، قلت ربما دخل أحد إلى منزلي أثناء غيابي فنسي عمامته، لكني ساورني الشك فقلت ربما وجدها الكلب في الطريق فأخذها بأسنانه وأدخلها إلى البيت.
لكني لما اتجهت إلى غرفة الكتب وقد كنت تركت الكتب بالأرض مبعثرة وجدتها قد رتبت وؤضع كل كتاب في خانته وكل نوعية من الكتب رصت لوحدها، هنا أيقنت أن رجلا دخل البيت وهذا الرجل عالم
وليس أمي.
هذا مثل ضربته، فمعجزة إحياء الموتى وإن كانت معجزة عظيمة إلا أن الساحر قد يخيل للناس أنه يحيي الموتى وهو كاذب.
إذن فالمعجزة التي لا يتطرق إليها الشك هي التي من جنس الحكمة والإتقان.
والإسلام جاء بتلك المعجزة: (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم)
(كتاب أحكمت آياته).
كان من الحكمة أن تكون معجزة الإسلام أعظم من سابقاتها لأن الله ما ينسخ من آية أو ينسها إلا ويأت بخير منها أو مثلها.
ها نحن قد علمنا شيئا من مقدمات الإسلام والتي سندرسها ونستخلص
منها نفس النتائج التي أخبرنا بحدوثها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 09:11 ص]ـ
قلت إن معجزة الإسلام هي أعظم المعجزات ولكي تكون كذلك يجب أن تكون معجزة من جنس الحكمة، وضربت مثلا للآيات الحسية بتلك العمامة التي وجدتها وضربت مثلا لآية الحكمة بوجود الكتب قد رصت في المكتبة بعد أن كانت ملقاة على الأرض.
إذن فالآية التي لا يمكن أن يتطرق إليها الشك هي الآية التي فيها رتابة وإتقان في غاية الحكمة.
والذي يحكم على الشيء أنه متقن وقمة في الإبداع هو الذي عنده علم يؤهله لذلك،فعالم الإلكترونيات هو وحده الذي يحكم ويدلي بدلوه إن كان جهاز التلفزون هذا يحتاج لصيانة أم لا، والميكانيكي هو وحده الذي له الحق في فحص سيارتي، وهكذا فالحكم على الأشياء من اختصاص أهل الخبرة والعلم، فالعليم حكيم والحكيم عليم.
قال تعالى في آخر سورة التين: أليس الله بأحكم الحاكمين؟)
هذا سؤال من الله، وكيف يجيب الإنسان على هذا السؤال ب (بلى) إذا ظل هذا الإنسان جاهلا!! إذن لا بد له من العلم الذي يمكنه من إدراك حكمة الله، ولذلك جاءت سورة العلق بعد سورة التين تعلن أن الله سينعم على الإنسان بالعلم وتأمره بالقراءة وتعلم ما لم يكن يعلم: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).
فإذا تعلم الإنسان وبلغ المستوى الذي يدرك به أن الله عزيز حكيم عندئذ يبين الله له آياته، قال تعالى: ولنبينه لقوم يعلمون)، فرب المصنع الذي بعث عماله لدراسة التكنولوجيا لابد أن يعيدهم إلى وظائفهم لأنهم أصبحوا مؤهلين لفهم تسيير الآلات الجديدة، فلو أنهم تخرجوا ولم يعدهم إلى وظائفهم لقالوا لرب العمل: مادمت لا تنوي توظيفنا فلماذا بعثتنا لتعلم التكنوجيا؟ ولقالوا له أيضا: لو أنك وظفتنا لكنا أكثر إنتاجا من أولائك الذين وثقت فيهم.
إذن كان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان ليدرك بذلك العلم هدى الله، فالإسلام رسالة الله إلى البشر جميعا ويجب أن يستيقن آياته كل الناس لأن الله عزيز حكيم ومن لوازم العزيز الحكيم الإقناع، فالتلاميذ الذين لم يفهم منهم الدرس إلا نصف عددهم أو أقل من ذلك ليس العيب فيهم وإنما العيب في المعلم الذي لم يكن حكيما في اختيار الأسلوب المناسب لتوصيل الفهم إلى أذهان تلاميذه.
فما بال الهدى الذي جاء من عند العزيز الحكيم إلى الناس كافة ألا يستيقن آياته كافة الناس؟
بلى سيستيقنه الناس كافة ولن تقوم الساعة إلا بعدما يستيقن كل الناس رسالة الإسلام، وتلك هي البينة التي تجعل المشركين ينفكون عما كانوا عليه من باطل لأنهم سيتبين لهم الرشد من الغي,
ولقد جاء الإسلام ليصحح عقيدة قوم الني الذين قالوا: الملائكة بنات الله، وليصحح عقيدة قوم الرسول الذي كان قبله الذين هم أيضا قالوا
المسيح ابن الله، فإذا كان قد تم تصحيح ضلال قوم رسول الإسلام ولم يعد يوجد منهم من يقول الملائكة بنات الله فلا شك أن عقيدة النصارى ستصحح بالبينة التي يقتنعون بها لأن الله عزيز حكيم.
كان من الحكمة أن يكون من نصيب النصارى الحظ الأعظم من نيل العلم الدنيوي الذين به يدركون أن الله عزيز حكيم لأنهم أولى بذلك من غيرهم فهم الذين زلوا من بعد ما جاءتهم البينات العظيمة، فلو كان عندهم علم لما قالوا إن الله هو المسيح، ولو كانت عندهم حكمة لما قالوا المسيح ابن الله. إذن فهؤلاء هم أولى من غيرهم لنيل العلم الذين يدركون به حكمة الله، لأنهم زلوا زللا عظيما من بعد ما استيقنت أنفسهم بينات رسولهم، فمثلهم كمثل التلميذ الكسول، والتلميذ الكسول هو الذي يحضى باهتمام خاص وشرح مفصل من طرف أستاذه.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:20 ص]ـ
الإسلام جاء لينتصر وليظهر على الدين كله فهو جاء تحت عنوان
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم.
والنصر سواء كان بقوة القهر أو بقوة الحجة فإنه يكون حليف من أحسن إتقان الأسباب التي تتطلبها المعركة أو القضية المراد الحكم فيها. فمن أحكم إتقان لوازم الأمور كانت الغلبة له، إذن فما النصر إلا للعزيز الحكيم.
فالعزيز الحكيم هو الذي له الكمال المطلق، وهو المنزه عن كل نقص ولذلك التسبيح في القرآن يكون لإسم الله (العزيز الحكيم).
وأي أمر يحكم فيه العزيز الحكيم فهو كمال الحق، والحق هو المحمود
بعكس الباطل الذي هو الخطأ، والخطأ مذموم، ولذلك نقرأ:
وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) الحمد هنا حمد مدح
لله على قضاءه بالحق.
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
إذا كنا نحن البشر نتعامل مع الجاهل بالأسلوب الذي يقنعه ونتعامل مع المتعلم بالأسلوب الذي يفهمه فالله تعالى وهو العزيز الحكيم يعامل
خلقه كذلك، فحينما كان الجهل هو السائد كان الناس منكرين لوجود الله
ولليوم الآخر فأقنعهم الله بالآيات التي تزيل إنكارهم، فولادة إنسان من غير أب لمن أنكر أن الله على كل شيء قدير، وإحياء الموتى لمن أنكر البعث واليوم الآخر.
أما الإنسان إذا علمه الله بالقلم فهو سيدرك بنفسه الرتابة المحكمة في كل شيء في نفسه وفي الآفاق حوله وسيهتدي بذلك أن للكون خالقا يتصف بكمال الحكمة، فإذا أراد الله أن يرسل الهدى إلى الإنسان المتعلم فإن آيات هذا الهدى بجب أن يواطئ ما أدركه هذا الإنسان المتعلم، فهذا الأخير أدرك أن للكون إله عزيز في حكمته فهدى الله له
يجب أن يكون من جنس ما أدركه.
مثلا:
دخلت قصرا فوجدته روعة في الهندسة، لا أستطيع معرفة من بناه إلا إذا أراني أحدهم التصاميم والزخرفة التي تطابق ما رأته عيناي.
هذا مثل ضربته ولله المثل الأعلى.
إذن سيبين الله الهدى للناس ويستيقن الناس جمبعا أن الله عزيز حكيم، فإذا جاء أحد يدعي أنه رسول الله وأنه الله أو ابن الله ومعه من الخوارق ما تبهر العقول فهو كاذب، لأن إرسال الآيات الحسية لقوم شهدوا أن الله عزيز حكيم تصرف غير حكيم، والله عزيز حكيم منزه عن التصرف الغير حكيم. وحتى لو أتى هذا المدعي بخوارق كإحياء
الموتى فهو تصرف غير حكيم لأن الذين أدركوا أن الله عزيز حكيم
لم ينكروا البعث حتى يأتيهم الله بآيات تزيل إنكارهم.
إذن مجيء المسيح الدجال اختبار من الله لمستوى إدراك (أن الله عزيز حكيم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:24 ص]ـ
آية الكرسي
ما علاقتها بالآية الكبرى؟
بما أن رسول الله قال إنها أعظم آية في القرآن فلا بد أنها تتكلم عن البينة العظمى.
نلاحظ أن آية الكرسي والآيات المتعلقة بها جاءت بين آية الأمر بالإنفاق والجزاء على ذلك.
أما الأمر بالإنفاق فقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون.
وأما الجزاء على ذلك فهو قوله تعالى: مثل الذين ينفقون في أموالهم سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ..
لماذا جاءت آية الكرسي والآيات التابعة لها هنا بين الأمر بالإنفاق والجزاء عليه؟
لأن الإنفاق يعبر عن صدق الإيمان، ولذلك سميت الصدقة بهذا الإسم لأنها تعبر عن صدق الإيمان ونجد في القرآن كلما ذكرت الزكاة إلا وكتبت بالواو هكذا (الزكـ'وة) تعظيما للزكاة، لأنها لا يتسرب إليها النفاق، فالمنافق يصلي وقد تجده في الصفوف الأولى ولكنه لا يزكي لأنه ما نافق إلا لأنه تظاهر بالإسلام طمعا فيما يفاء عليه من خير، فكيف ينفق المال وهم ما دخل في الإسلام إلا لأجل المال!
أما الصلاة فقد أتت في القرآن بالواو تعظيما (الصلـ'وة) وجاءت صلاة المنافقين غير معظمة بالواو، كذلك حينما يأمر الله المؤمنين في شخص رسوله أن يقول: إن صلاتي
ونسكي ... ) الصلاة هنا غير معظمة لأن الكلام صادر من العبد، والعبد يجب ألا يعجب بصلاته بل يجب عليه أن يتواضع بها وأنه لا يدري أقبلها الله أم ردها عليه.
يأمر الله المؤمنين بالإنفاق قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة، ويتبع الأمر بقوله: والكافرون هم الظالمون. ليدلنا أن الإنفاق في سبيل الله يعتبر شكرا لله
لأن الكفر هو عكس الشكر، وما هو وجه الشبه بين الكفر والظلم؟
الكفر هو إنكار وجحود نعمة مع اليقين الكامل أنها تستحق الشكر، فالذي كفر بالله ورسوله أيقن بوجود الله وأيقن أن محمدا رسول الله وأنه يهدي إلى سبيل الرشاد وكان عليه أن يشكر على ذلك بالإيمان إلا أنه لم يفعل.
أما الظلم فهو تعمد اتباع الباطل مع العلم بالحق، قال تعالى: ولإن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين) إذن هذا هو الظلم،الظالم هو الذي يعلم يقينا الحق ويتبع الباطل، ولا يتبع الباطل إلا لأنه يوافق هواه، الظالم هو الذي فضل الضلال من بعد ما تبين له الهدى واستيقنه، إذن كلمة الظلم مشتقة من الظلام، لأن الظالم اختار البقاء في الظلام من بعد ما تبين له النور. السارق ظالم لأنه يعلم أن السرقة عمل غير صالح بدليل أنه لا يحب أن يسرقه أحد، وهكذا كل سوء يرتكبه الإنسان ولا يحب أن يرتكبه في حقه إنسان آخر فهو ظلم.
إذن فالكافر هو الظالم.
لماذا جاءت آية الكرسي بعد أمر الله للمؤمنين بالإنفاق؟
الله سبحانه إذا أمر عباده بشيء فإنه يعالج كل الخواطر التي تحول بين العبد وتنفيذ أمر ربه.
فإذا أمر الله بالإنفاق فإنه يذكر مع الأمر التطمين أو يذكر بشيء يشجعه على الإنفاق.
مثلا: الوالد يهب ابنه المال لينفقه على شراء كل لوازم الدراسة، وكتطمين للإبن يقول له أبوه: أنفق ما أعطيتك من مال في كل ما يفيدك في دراستك وإن احتجت المزيد أنا موجود.
وإذا رأى الوالد أن ابنه لم ينفذ الأمر كما ينبغي فإن الوالد يقول لابنه: لماذا لم تنفق كما أمرتك، فالمال الذي أمرتك بإنفاقه هو مالي فلماذا لم تفعل ما أمرتك به؟
كذلك الحق سبحانه أتى بنفس التعبير للأمر بالإنفاق مرتين في القرآن: هنا في سورة البقرة وأتى بآية الكرسي بعدها للتطمين، وفي سورة إبراهيم جاء مع الأمر
التذكير بتسخير مافي السموات والأرض وتسخير الأنهار إلى آخره بعد أمره تعالى: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلـ'وة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال).
(يُتْبَعُ)
(/)
وحيث أن التطمين يأتي أولا فإن آية الكرسي التي جاءت بعد الأمر بالإنفاق يجب أن تكون متضمنة ذلك التطمين، قال تعالى: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، فكأن الله يقول ياعبدي أنفق أنفق عليك، فإن كان الذي يمددك بالمال من أهل الأغيار تخاف أن يغير رأيه فيقطع عنك الإمداد فأنا الله لا تتناولني الأغيار ولا إله يمنعني من إمدادك فاطمئن، وإن كان الذي يمددك بالمال تخاف أن ينقطع عنك مدده بموته فأنا الحي الذي لا يموت، وإن كنت تخاف ألا يدري من يمددك بالمال بحاجتك فأنا قيوم، وقد يغفل عنك من يمددك بحاجياتك لانشغاله عنك بأمور أخرى، أما الله فلا تأخذه سنة ولا نوم ولا يشغله شأن عن شأن، له ما في السموات والأرض وعلى الله تدبير أمر كل شيء في ملكه ورزق كل دابة.
من ذا الذي يشفع عند إلا بإذنه تناسب قول الله في الآية السابقة: (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة). إذا كان الشفيع يأتي كوكيل عن المشفوع له يلتمس له العفو ويقدم أدلة غابت عن علم الله من شأنها إيجاد عذر للمشفوع له فذلك محال على الله، لأن الله له الكمال المطلق في العلم يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.
بما أن الكافر هو الذي استيقن الهدى الذي يستوجب الشكر ولم يؤمن به،والظالم هو الذي عرف الحق واستيقنه واختار اتباع الباطل عن علم أنه باطل، فإن البشر الذي علمهم الله العلم الذي أدركوا به أن الله عزيز حكيم إن لم يبين الله لهم بينة الإسلام وتستيقنها أنفسهم فلن تكون بذلك حجة عليهم أنهم كافرين ظالمين، إذن سيقيم الله عليهم الحجة فيستيقنها الناس جميعا ومن جحدها وكفر بها فهو كافر ظالم، إذن سيحيطون بعلم تلك البينة= (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) هذه البينة العظمى هي التي أعطت آية الكرسي تلك المكانة والعظمة، والأشياء تقاس عظمتها بوظائفها ومهماتها، ومهمة الآية هي توصيل اليقين إلى أذهان الناس أنها من عند الله. وإذا جاء اليقين امتنع الإكراه، لأن الإكراه إنما يكون لمن ليس عنده علم ويقين بالحق، فإذا جاء اليقين تبين الرشد من الغي فلا داعي للإكراه، قد تكره ابنك على الذهاب إلى المدرسة لتحصيل العلم لأنه ليس عنده إدراك بفضل العلم، وحينما يكبر ويصير له إدراك يتبين له الرشد من الغي ويعلم عندئذ أنك كنت على حق في إكراهك له عل التعليم.
إذن مجيء قول الله (لا إكراه في الدين) بعد آية الكرسي يدل أن اليقين موجود في الآية التي جاءت قبل (لا إكراه في الدين).نحن المسلمون نعمل بقول الله (لا إكراه في الدين) لأننا تبين لنا الرشد من الغي منذ عهد النبوة، أما من يسلم من أهل الكتاب فإنه لا شك يحب أن يهتدي أقاربه أيضا إلى الإسلام، إذن فإكراهه في الدين لمن له ولاية عليه أمر محمود إن كان المكره (بفتح الراء) لم يتبين له الرشد من الغي.
(لا إكراه في الدين) هنا (مطلقة) مما يعني أن الرشد سيتبين للجميع.
هكذا نعلم أن آية الكرسي هي آعظم آية في القرآن لأنها تتضمن تصريحا بالبينة العظمى.
وإذا جاءت البينة العظمى فسوف يستيقنها الناس جميعا ومتى تم ذلك فإن الاختبار قادم لا محاله، وإنما الامتحان يأتي بعد فهم الدرس جيدا، وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون، ستكون فتنة عظمى تناسب الآية العظمى، إنها فتنة الطاغوت الذي سيخرج أولياءه الذين كفروا بالله من النور إلى الظلمات، أما أولياء الله
الذين آمنوا يخرجهم الله من الظلمات إلى النور لأنهم استمسكوا بالعروة الوتقى ولن تغريهم خيوط العنكبوت التي استمسك بها الكافرون.
والسؤال الذي يأتي إلى بالنا هو: ما هي تلك الآية البينة التي سيستيقنها الناس جميعا؟
وكيف سيكون رد فعل الناس بعد تبين اليقين؟
هذين السؤالين يجيبنا عليهما القرآن.
أما البينة فإن فيها من اليقين ما هو أعظم من آية إحياء الموتى ولذلك يضرب الله لنا ثلاثة أمثلة من إحياء الموتى، وتلك الأمثلة الثلاثة هي الجواب على رد فعل الناس عند مجيء اليقين.
ففي قوله تعالى: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي (يحيي ويميت) ...... ).
(يُتْبَعُ)
(/)
نلاحظ هنا أن هذه الآية ابتدأت ب (ألم تر) وهذه الكلمة لا تأتي ابتداء وإنما تأتي لتدل أن ما بعدها له علاقة بما قبلها فهي تأتي لزيادة الإيضاح والتنبيه، نلاحظ أن الله ضرب مثلا لآية الإسلام آية (إحياء الموتى) لأن هذه الآية هي العظمى عند أكثر الناس، والله سبحانه دائما يضرب المثل بالأقل، وبذلك نستدل أن آية الإسلام هي أعظم يقينا من آية عيسى عليه السلام.
وقصة إبراهيم مع ذلك الملك الطاغية ضربت مثلا لرد فعل الكافرين الظالمين حينما تستيقن أنفسهم البينة.
ثم بعد ذلك يقول تعالى: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى (يحيي) هذه الله بعد (موتها) (فأماته) الله مائة عام ثم (بعثه) ..... ).
هذه الآية ضربها الله للفريق الذي سيؤمن حينما تأتيهم البينة.
ثم يقول الله بعد ذلك: وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف (تحيي الموتى) قال ألم تؤمن قل بلى ولكن ليطمئن قلبي ..... واعلم أن الله عزيز حكيم).
هذه الآية ضربت مثلا لنا نحن المسلمين فإبراهيم رمز للمسلمين وأما طلبه لربه أن يريه كيفية إحياء الموتى فهو إيماننا أن الله عزيز حكيم ولكننا نريد أن نرى الكيفية, فمثلا نحن نوقن أن كتاب الله كتاب حكيم ومنا من يقف متدبرا ومفكرا لعله يدرك لماذا جاءت هذه الآية بعد هذه الآية ليس لأنه يشك وإنما ليعلم كيف جاءت الآية في موضعها بالحق، فيهتدي إلى معرفة الحكمة من ذلك, وذلك مثل قول الله لإبراهيم: فخذ أربعة من الطير .... إلى أن يقول: واعلم أن الله عزيز حكيم).
إذن فهذا مثل لرد فعل المسلمين حين يبين الله البينة، فالمسلمون يؤمنون أن الله عزيز حكيم ويتمنون أن يبين الله آياته للناس جميعا، وحينما يحصل ذلك سيعلمون حق اليقين أن الله عزيز حكيم تصديقا لما آمنوا به من قبل.
إذن فهذه الأمثلة الثلاثة لإحياء الموتى ضربها الله لما سيكون من الناس بعد أن تأتيهم الآية الكبرى التي شبهت لما فيها من اليقين بآية إحياء الموتى التي هي في نظر الناس أعظم البينات.
ونفهم من هذه الأمثلة أن الناس سينقسمون إلى فسطاطين،
فسطاط استيقن البينة فكفر وجحد بها ظلما.
وفسطاط مؤمن:منهم من استيقن البينة فآمن، ومنهم من كان مؤمنا قبل مجيء البينة، هؤلاء هم المسلمون الذين ستزيدهم تلك البينة إيمانا ويتحقق ما آمنوا به أن الله عزيز حكيم.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:27 ص]ـ
توقفت على أول آية من سورة النحل:أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عمايشركون) وتبين لي تفسير آخر يخالف التفسير المتواتر. وقد قيل في تفسير هذه الآية:
يخبر تعالى أنه قد اقتربت الساعة، وعبر بصيغة الماضي الدال على التحقيق، وأما قوله (فلا تستعجلوه: أي لا تستعجلوا العذاب).
ولقد تبين لي هذا التفسير:
(الله سبحانه هو العزيز الحكيم إذا قال قولا فهو منتهى الحق، فإذا قال:أتى أمر الله فيجب أن نؤمن أنه فعلا أتى كما قال، ومن سياق الكلام يمكن أن نعلم ما هو ذلك الأمرالذي أتى، لقد جاءت كلمة:فلا تستعجلوه) بعد (أتى أمر الله).
والخطاب (فلا تستعجلوه) لمن؟ أيخاطب الله الكافرين؟ وهل الكافرون يستجيبون لأمر الله إذا أمرهم!!؟ كلا.
لا يخاطب الله إلا المؤمنين به، وإذا خاطب الله الكافرين فلا يكون الخطاب مباشرا بل بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: قل يا أيها الكافرون ... قل يا أهل الكتاب ... وإذا خاطب الله الناس فإنه يقول: يأيها الناس.
إذن فالخطاب هنا للمؤمنين.يخاطبهم قائلا: فلا تستعجلوه.
والمؤمنون لا يستعجلون إلا شيئا محبوبا إلى النفس،
فما هو ذلك الأمر المحبوب الذي أتى بالفعل والمؤمنون يستعجلونه؟ أهو النصر؟ النصر شيء محبوب ولكن إن كان قد أتى في الماضي فقد تم وشهده المؤمنون وبالتالي لا يمكن أن يقول فلا تستعجلوه، إذن إنه شيء آخر محبوب قد أتى بالفعل ولكن لم يكن قد تحقق في زمن المعنيين بالخطاب.
من أين لنا أن نعلم ذلك الأمر الذي أتى؟
من آخر كلمة سبقت مطلع سورة النحل، آخر كلمة في سورة الحجر التي سبقت النحل هي (اليقين)، ولا شك أن المؤمنين يستعجلون أن يبين الله آياته للناس فيستيقنوها ويدخل الإسلام كل بيت وبذلك تنعم الأرض بالسلام ويصبح الناس إخوة، أليس ذلك ما نستعجل حصوله؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جاء ذلك اليقين منذ أزيد من 14 قرن، وسيبينه الله للناس في الوقت الذي يريده، ونحن المسلمين نتمنى أن يأتي ذلك اليقين إلى الناس فيدركون أن الإسلام هو دين الحق.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:31 ص]ـ
حينما أقرأ سورة الفيل: بسم الله الرحمن الرحيم، ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ..... ) أقرن بينها وبين الحدث العظيم الذي جاء بعدها ألا وهو (مجيء الهدى = الإسلام)
يتبين لي أن الحدث الأول (أصحاب الفيل) والحدث الثاني (بعثة الإسلام) لكل منهما هدفا مضادا للآخر).
الحدث الأول (أصحاب الفيل) كان يريد بهدمه لبيت الله إطفاء نور الله وأن يعم الظلام.
والحدث الثاني (الإسلام) جاء ليتم النور، ليكمل النور،
يتطابق هذا مع قوله تعالى: يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
إذن لكل حدث سبب، وسبب إرسال النور أن قوما كانوا يريدون أإطفاءه.
قول الله هذا يذكر مرة أخرى في سورة الصف مع اختلاف بسيط في استبدال بعض الحروف وبعض الكلمات. مما يدل أن التاريخ سيعيد نفسه مرة أخرى في المستقبل، ونصر الله سيتحقق ويظهر على الدين كله حينما يريد أعداءه أن يطفؤوا نور الله، انظروا إلى زمننا هل ما يحدث الآن شبيه بفعل أصحاب الفيل؟ إن كانت أحداث اليوم يراد بها إطفاء نور الله فاعلموا أن الله سيتم نوره بنصر جديد وفتح مبين.
والنصر يتم بإحدى الحسنيين: بقوة القهر أو قوة الحجة،
في آية سورة التوبة تم النصر بقوة القهر بقرينة (ويأبى الله إلا أن يتم نوره).
وفي آية سورة الصف والله متم نوره)، مما يدل أن النصر سيتحقق
بقوة الحجة والبرهان.
وفي آية سورة الصف: يريدون (ل) يطفئوا, اللام تضمر المكيدة فكأن هؤلاء ظاهرهم مختلف عن باطنهم، يظهرون نية ويضمروا نية سيئة، يظهرون: تحرير الإنسان والديمقراطية,,, ويضمروا أنهم يريدون القضاء على كل ما من شأنه أن يهدد حضارتهم)، اللام في: ليطفئوا) لام سببية،
أما أبرهة فكان هدفه واضحا لذلك عبر ت عنه آية سورة التوبة ب (أن) يطفئوا).
ومن العجيب أن القوم الذين يريدون (ل) يطفئوا نور الله يتشابهون مع أصحاب الفيل، فهؤلاء المعاصرون لنا شعار حزبهم هو الفيل.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:35 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
العلم هو الإدراك والمعرفة، فهو أهم الرحمات وأعظمها،
وبالعلم فضل الله الجنس البشري على كثير ممن خلق، والعلم شرط للتكليف، فمن لم يستو إدراكه يعفى من التكليف. والأدوات التي نحصل بها العلم هي: السمع والأبصار والأفئدة، وهي التي يمتن الله بها علينا ,كلما جاء ذكرها في القرآن إلا وقال بعدها: (لعلكم تشكرون)، قليلا ما تشكرون، وذلك لأن الله يمتن بقمة النعم.
بالعلم نعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والصواب من الخطأ، فمن أدرك الهدى وآمن به فكأنه استفاد من وسائل الإدراك (السمع والأبصار والفؤاد) وأحسن استعمالها، فهذا يزيده الله من فضله، ومن جنس ما فضل الله
به الجنس البشري على كثير ممن خلق يفضله به عن كثير من بني جنسه. ويتجلى ذلك في قوله تعالى: ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين، إذن فالحكمة والعلم جزاء المحسنين.
أما الذي أدرك هدى الله واستيقنته نفسه ولم يتبعه واتبع هواه فإنه بذلك لم يرد أن يستفد من وسائل الإدراك،ولم يعرها أية قيمة، فمادام أساء استعمالها ولم يقدرها حق قدرها فلا داعي أن يبقي الله له هذه النعمة العظيمة بل يختم الله على قلبه وسمعه ويجعل على بصره غشاوة.
ونلاحظ عظمة نعمة العلم في قوله تعالى: إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).لقد أضاف الله إسمه (الأكرم) إلى (ربك) لأن الذي يمن بأعظم نعمة لا يعتبر كريما فقط بل أكرم الكرماء.
العلم هو أساس كل نجاح في أي مجال من مجالات الحياة، وكل فشل في أي شيء ناتج عن سوء تقدير ونقص في الإدراك والعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن كل نجاح في الحياة مرده إلى العلم، فالغني بالمال لم يصل إلى ما وصل إليه من غنى إلا لأنه ذو علم بأمور بالتجارة ودراية بأسباب الربح. وإذا كان المال يكسب صاحبه النفوذ فإن الفضل في كسب النفود يعود إلى العلم. ونحن نلمس ذلك اليوم في أقوى دولة في العالم، فهي بعلم التكنولوجيا وعلم التجارة صارت أغنى دولة في العالم، وبالمال اكتسبت النفوذ ووظفت الأموال في بناء قوتها لتعزيز نفوذها، فدخلها من الضرائب والموارد يصل إلى 3000 بليون دولار.
وكنا نأمل أن يكتسب الإنسان الحكمة من العلم إلا أنه رغم رقيه في الحضارة لا زال يطبق قانون الغاب ولم يرتق إلى درجة أكثر من مستوى وحوش الغابة، فأنشأ مجلسا للأمن الدولي لصناعة القرار العالمي وإصدار الأحكام، وجعل عضويته الدائمة للدول الأقوى تسلحا في العالم، وأقوى هذه الدول الخمس هي التي تسمح بتمرير الأحكام أو رفضها، أليس حكم القوي هو قانون الغاب!!؟
القوي قد يكون غالبا (عزيزا) في ميدان ونوعية القوة التي يتمتع بها، ولكن القوي لا يمكن أن يكون حكما، فالله تعالى لم يصف القوي بالحكيم وإنما وصفه بالعزيز فقال (قوي عزيز)). وأما الحكم العادل فهو الذي يصدر ممن هو عليم بأحوال الناس، ولذلك يوصف العليم بالحكيم،والحكيم بالعليم.
إن أول ما يتبادر إلا أذهاننا- ونحن نقرأ الآيات الخمس الأولى من سورة العلق- أن الإنسان سيعلمه الله العلم وسيعم العالم النور ويصبح الناس إخوانا يعيشون في سلام ورقي حضاري وسيوظف الإنسان العلم في مجال التنمية لترفيه الحياة البشرية ...
هذه الأماني والأحلام الوردية هي التي تأتي إلى بالنا عند قراءتنا للآيات الخمس من سورة العلق، لكن الله سبحانه يضرب عن كل هذه الخواطر في قوله بعد ذلك: كلا إن الإنسان ليطغى. فكلمة (كلا) لا تأتي ابتداء في الكلام وإنما تأتي لتضرب عن كلام سابق، فهي حرف استدراك، والكلام الذي أضربت عنه هو تلك الخواطر.
وها نحن نرى اليوم أن الذين علمهم الله ما لم يعلموا هم الذين طغوا لما استغنوا بعلمهم، والدولة التي أوتيت النصيب الأكبر من العلم والتي بالعلم كسبت المال والنفوذ العالمي لم تحسن كما أحسن الله إليها، فاحتكرت التكنولوجيا وتبدل أقصى جهودها في سبيل الحفاظ على تفوقها، وسخرت ما أوتيت من علم في بناء قوتها لتجعل من نفسها أكبر قوة في العالم، وسمحت لنفسها بصناعة كل أسلحة الدمار الشامل بينما منعته عن غيرها لكي تبقى هي الأقوى والأعلى، وتريد أن تشرع للعالم نظاما عالميا جديدا موافقا لهواها.
أليس هذا تصديقا لقوله تعالى: كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى؟
ها نحن رأينا فرعون يبعث من جديد وكأن التاريخ يعيد نفسه، بل هذه المرة يعود بطغيان أكبر من الأول.
هذه المرة علا في الأرض كلها وليس في أرض مصر فقط كما حصل في المرة الأولى، وجعل أهل الأرض شيعا، من ليس معه فهو عدوه. وبات يراقب سكان العالم ويتجسس عليهم بأقماره المنتشرة في السماء، وكل قرار في مجلس ال لا أمن لا ينفذ إلا إذا جاء موافقا لهواه، لقد جعل من نفسه إلها في الأرض يشرع للناس القوانين من عنده، والويل لمن عصاه وتمرد عليه.
إذن ها هو فرعون يعود بفساد أكبر وأوسع من فساده الأول. فهل يأخذه الله نكال المرة الآخرة كما أخذه نكال المرة الأولى؟
أم ينذره ويريه الآية الكبرى كما أراه إياها المرة الأولى؟
بما أن الله عزيز حكيم ولا تتغير ولا تتحول سنته فإننا نرى أنه سيعامله مثلما عامله في المرة الأولى، وسيبين له آية الإسلام الكبرى لعله يذكر أو يخشى وبذلك يكون قد أقام عليه الحجة.
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:38 ص]ـ
مما سبق يتضح لنا أن آيات الله يعقلها العالمون، فلو أنني حكبت
ما كتبت لرجل غير متعلم لا يقرأ ولا يكتب هل بإمكانه أن يفهم شيئا مما ذكرت؟ بالطبع لن يفهم شيئا إلا إذا تعلم بالقلم القراءة والكتابة.
إذن كان من الحكمة أن يعلم الله الإنسان ما لم يعلم ليدرك بالعلم البينات. وكان من الحكمة أن ينبه ا لله على ذلك في أول ما أنزل من الوحي، ففي عرفنا نحن البشر إذا كلفت أحدا بمهمة فإنك لا تكلف إلا من ترى فيه الكفاءة لإنجاز المهمة، فإذا توفرت فيه الشروط تسلمه
الكاتالوج أو التصاميم ليقرأها ويتبع تعليماتها.
كذلك أنزل الله كتابا محكما، آياته من جنس الحكمة، فكان من الحكمة أن يعلم الله رسوله الحكمة التي تؤهله لفهم الكتاب ومراد كلام الله.
ولقد جئت عند قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم حم، تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون).
والسؤال الذي يأتي إلى الأذهان هو: كيف يدرك هؤلاء الذين يعلمون أنه تنزيل من الرحمن الرحيم إذا لم يبين الله لهم ذلك!؟
فكان من الحكمة أن يجيبنا الله على هذا التساؤل ويقول في نفس السورة قبل أن يختمها: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى بتبين لهم أنه الحق .... ).
والحق أن أحكم مثل يضرب لهدى الله يجب أن يضربه للإنسان في نفسه وفي الآفاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل متابعة الكلام عن آية الإسلام لا بد من العودة إلى التفكر في رسالة
النبي عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
من الحكمة أن تكون طبيعة الرسول الذي يؤتيه الله معجزات عظيمة كإحياء الموتى ... من جنس هذه المعجزات.
إذن فكان من الحكمة أن يولد المسيح بدون أب، وذلك يناسب آية إحياء
الموتى. بل إن آية المسيح في نفسه أعظم من آية إحياء الموتى.
لأن كلمة الله ألقيت إلى أمه دون أن يكون شيئا مذكورا، لم يكن نطفة ثم علقة كأي إنسان ثم ينفخ فيها الروح، نفخت الروح في مريم فصارت إنسانا إسمه عيسى، بينما آية إحياء الموتى التي أوتيها عيسى هي إعادة الروح لجسم كانت فيه قبل ذلك.
فآي الآيتين أعجب؟ آية المسيح في نفسه أم آية إحياء الموتى؟
لا شك أنها آية المسيح في نفسه، فالذي ينكر البعث لو أنه تفكر في نفسه وكيف أنه لم يكن شيئا مذكورا ثم صار إنسانا من جسد وروح، لو تفكر في هذا لما أنكر البعث، ولذلك حينما يوجه الله السؤال للإنسان: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟ فالمؤمن يقول: بلى إن الله قادر على إحياء الموتى. أما الذي عنده شك فيذكره الله بهذا السؤال:
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟
كلنا لم نكن شيئا مذكورا، والمسيح عليه السلام هو أكثر من تتجلى فيه (لم يكن شيئا مذكورا) وذلك لطبيعة المهمة التي أسندت إليه.
والحكمة تتطلب أن تتوافق آيته في نفسه (الطريقة التي جاء بها إلى الحياة) مع المعجزة التي أيده الله بها (إحياء الموتى ... ).
آية المسيح في نفسه وآياته التي أيده الله بها: خلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وإحياؤه الموتى بإذن الله ...
كل ذلك يزيل الشك من قلوب الذين لا يؤمنون بالساعة. إذن فالمسيح بآيته في نفسه وآياته التي أوتيها دليل وعلامة على أن الساعة حق،
ولذلك يقول تعالى: وإنه لعلم للساعة أي أن كل من يشكك في الساعة لو تذكر آية المسيح في نفسه والآيات التي أوتيها لعلم أن الساعة حق.
رسالة المسيح عليه السلام بما فيها من بينات هي رسالة لمنكري اليوم الآخر فجاءت لتعطي اليقين أن الله يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
ورسالة الإسلام جاءت لتبين أن الله هو الحق، والحق هو الصواب، ولا يكون الحق حقا إلا إذا وضع في موضعه الذي يجب أن يكون عليه، ولا يضع الشيء في موضعه إلا من له الكمال في الحكمة، وكيف يعلم الإنسان الحق من الباطل والصواب من الخطأ إذا لم يعلمه الله العلم الذي يدرك به أن الله هو الحق، وأنه عزيز حكيم وضع كل شيء في موضعه الذي يجب أن يكون عليه؟
إذن لكي يدرك الإنسان أن الله هو الحق لابد أن يعلمه الله مالم يعلم.
إذا كانت الحكمة تقتضي أن تكون طريقة مجيء المسيح إلى الحياة متناسبة مع طبيعة الآيات التي أوتيها، فكذلك الشأن يكون في رسالة الإسلام، رسالة الإسلام آياتها من جنس الحكمة، إذن فلا بد أن محمدا رسول الله تتجلى الحكمة في الطريقة التي جاء بها إلى الحياة الدنيا.
إنها آية أعجب وأعظم يقينا من آية عيسى في نفسه.
تذكروا جيدا أن الله ما نسخ آية المسيح بآية الإسلام إلا لأن آية الإسلام خير منها في اليقين أو على الأقل مثلها.
فهل سنعلم في الأيام المقبلة تلك الآية؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:46 ص]ـ
قلت إن أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى: إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
و قال الله بعد ذلك: كلا إن الإنسان ليطغى .... إلى آخر السورة.
هاهو قول الله (كلا إن الإنسان ليطغى) قد تحقق، فالإنسان الذي أوتي النصيب الأكبر من العلم هو الذي طغى بعد أن رآى نفسه قد استغنى.
هاهو قد جعل الناس شيعا، من ليس معه فهو ضده، يذيق العذاب كل من لم يتبعه بالحرب أو الحصار.
فهل يترك الله الطغاة يفسدون في الأرض؟
كلا. سنة الله لا تتغير منذ خلق الكون، كل الذين طغوا أهلكهم الله,
ولذلك لا بد أن ينزل الله رحمته التي ينجي بها المستضعفين من ظلم الطاغية، وأنسب زمن لتنزيل تلك الرحمة هو شهر الرحمة رمضان،
وأنسب ليلة من رمضان ينزل الله فيها تلك الرحمة هي ليلة القدر، لتكون آية للمؤمنين، فهم المستضعفون المعنيون بتلك الرحمة.
قال الله بعد سورة العلق: بسم الله الرحمن الرحيم: إنا أنزلناه في ليلة القدر .... ).
نحن المسلمون نعلم أن ما أنزله الله في ليلة القدر هو القرآن، لكن الله
يجعل الضمير في (أنزلناه) يعني أية رحمة، أي خير، فإذا كان الضمير (ه) يعني القرآن الذي أنزل قبل 1400 سنة، فماذا عساه أن يكون في هذه المناسبة؟
لنعد إلى القرآن نفسه لنرى ماذا يمكن ينزل الله من رحمات أخرى في لي ليلة القدر.
قال تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.
يتبين لنا في الآية عطف بالواو مما يعني أن شهر رمضان أنزل فيه:
1) القرآن هدى للناس.
و
2) بينات من الهدى والفرقان.
وبهذا نعلم أن الرحمة التي سينزلها لينصر الله به عباده المؤمنين هي بيان الهدى، وعندنا شواهد من القرآن أن الله لا يهلك الطغاة إلا بعدما يبين الله لهم آياته لعلهم يذكروا أو يخشوا. ففرعون أراه الله الآية الكبرى وثمود وغيرهم، كذلك فإن طاغية هذا الزمان لم تستيقن نفسه
أن الإسلام حق وأن محمدا رسول الله، إذن فلا يهلكه الله بعذاب من عنده حتى يريه ويبين الله له آياته فيستيقن أن الإسلام وأن محمد رسول الله، فإن آمن آمنه الله من خوف، وإن جحدها ظلما بعدما استيقنتها نفسه فاعلموا أن هلاكه بات متوقعا.
ولقد جاءت بعد سورة القدر سورة تسمى سورة البينة مما يعني أن الضمير في (أنزلناه) هو البينة (بينات من الهدى والفرقان) وهي سورة تقص علينا ما سيكون من أخبارهم بعد أن تأتيهم البينة،
سيتفرق أهل الكتاب والمشركون إلى فريق مؤمن و فريق جاحد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Nov 2003, 10:53 ص]ـ
في المرة القادمة سأتكلم عن آيات الله في الأنفس وفي الآفاق.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[25 Nov 2003, 11:01 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير.
مبارك عليكم العيد.
ماهو رأيكم، هل هو موضوع يستحق المتابعة؟
سأعود لإكماله متى سمح الوقت بذلك.(/)
هل من أحد يذكر لنا أسماء من أفرد تفسيرا لسورة الإخلاص وحدها أو مع المعوذتين
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 Nov 2003, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم
هل من أحد يذكر لنا أسماء من أفرد تفسيرا لسورة الإخلاص وحدها أو مع المعوذتين؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Nov 2003, 02:12 ص]ـ
وعليكم السلام
لا شك في فضل هذه السورة العظيمة ويكفي أنها صفة الرحمن وتعدل ثلث القرآن.
ومن اشمل ما كتب فيها كتاب جواب أهل العلم والأيمان في أن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 Nov 2003, 05:54 ص]ـ
نعم الشيخ عبد الله سراج الدين محدث حلب رحمه الله تعالى.
ـ[عبد الله]ــــــــ[21 Nov 2003, 12:50 م]ـ
تفسير سورة الإخلاص للامام فخر الدين محمد بن عمر الرازي
تفسير سورة الإخلاص لعلي بن محسن الحسني السمناني
الاخلاصية للشيخ زاده
تفسير سورة الإخلاص لابن الدهان سعيد بن مبارك النحوي
حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص لمجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزابادي.
المرجع: كشف الظنون
وأذكر أن لابن رجب الحنبلي رحمه الله كتاباً في تفسير سورة الإخلاص، لعل بعض الأخوة يؤكد ذلك بذكر اسمه.
عبد الله إبراهيم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Nov 2003, 12:31 ص]ـ
نعم لابن رجب الحنبلي رسالة في تفسير سورة الإخلاص: تجدها في 2/ 527 ـ 552 من مجموع رسائل الحافظ بن رجب للحلواني.(/)
أسماء الآيات
ـ[عبد الله]ــــــــ[21 Nov 2003, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الايات عرفت بتسمية خاصة، سواء كانت هذه التسمية بأثر أو تعورف عليها من قبل الفقهاء، وهذه التسمية غالباً تشير إلى الموضوع الرئيسي في الآية، وذلك كآية الكرسي (البقرة: 255) وآية الدين (البقرة: 282) وآية الحرابة – المحاربة – (المائدة: 33) وآية الوضوء (المائدة: 6) وآية التيمم (المائدة: 6) وغير ذلك من الآيات التي عرفت بأسمائها، ويشير إليها العلماء اختصاراً فيقولون: كما في آية كذا، أو دليله آية كذا. وقد يكون الكلام في موضوع ما، وفيه أكثر من آية فيقولون كما في آية البقرة مثلاً فيشيرون إلى الآية باسم سورتها، كما في تحريم الخمر، فيقولون مثلاً أول ما نزل في تحريم الخمر آية البقرة [219]، ثم آية النساء [43]، ثم آية المائدة [90 - 91] أي آية تحريم الخمر الواردة في سورة البقرة، وهكذا ...
والباب مفتوح أمام الأخوة لذكر ما يمر معهم من هذه التسميات، أو لتأصيل هذه الفكرة وتحريرها.
والله الموفق
عبد الله إبراهيم
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[09 Apr 2009, 11:02 ص]ـ
علمنا مؤخرا انه قد تم نشر بحثنا مؤخرا في مجلة تكريت بعنوان (اسماء الايات)
احصينا فيه اكثر من خمسين تسمية للايات في بحث لم يسبق اليه
وقسمناه الى خمسة مباحث اما المبحث الاول فقد قسمته الى مطلبين وتناولت فيهما تعريف الآية ومكانتها، واما المبحث الثاني فجعلته في الايات التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في اربعة مطالب، واما المبحث الثالث فخصصته للايات التي وردت تسميتها عند الصحابة رضي الله عنهم وهو في عشرين مطلبا، واما المبحث الرابع فجعلته للايات التي جاءت على ألسنة العلماء من بعد عصر الصحابة والى عصرنا هذا ويقع في اثنين وعشرين مطلبا، واما المبحث الخامس فخصصته لبعض الايات التي اقترحت ان يكون لها اسماء من خلال ما فيها من خصوصية مميزة وهو في ثلاثة مطالب.
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[07 Jul 2010, 12:34 م]ـ
أخي خليل إسماعيل الياس ..
لو وضعت لنا البحث هنا لنستفيد منه ..
جزاك الله خيراً.
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[07 Jul 2010, 12:46 م]ـ
يا ليت - أبا إسماعيل - تتحفنا ببحثكم القيم في هذا الموضوع الممتع؛ فنستفيد ...
أو يبقى الباب مفتوحاً - كما فتحه الشيخ عبد الله قبل ست سنوات - لمدارسة الموضوع ...
أشكركم جميعاً ...
وأشكر أبا رفيف على إيقاظه للموضوع بعد سنة من النوم ... !!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jul 2010, 06:47 م]ـ
هناك كتاب قيم بعنوان (أسماء القرآن الكريم وأسماء سوره وآياته: معجم موسوعي ميسر) للدكتور آدم بَمبا، قام بنشره مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة بدبي عام 1430هـ.
http://www.tafsir.net/images/asmaaa.jpg
خَصَّصَ فيه الباحثُ -وفقه الله - جزءاً كبيراً لأسماء الآيات. فقد خصص لها من صفحة 105 حتى صفحة 390.
وقد عنون للفصل الثالث بعنوان: الآية القرآنية وتسميتها. وتحته سبعة مباحث مهمة هي:
1 - تعريف الآية القرآنية.
2 - ترتيب الآيات والسور.
3 - تسمية الآيات وفوائد معرفة أسمائها.
4 - العلوم المختلفة وتسمية الآيات.
5 - ظواهر عامة في أسماء الآيات.
6 - تحديدات شكلية لبعض الآيات.
7 - أسماء الآي بين الترادف والاشتراك.
ثم جعل الفصل الرابع: معجم أسامي الآيات.
وذكر تحته 232 آية وذكر اسمها وشرحه. وسأسرد لكم من هذه التسميات لكم حتى أتعب ثم أتوقف:
1 - آية آدم.
2 - آية الأخوة.
3 - آية الإذن.
4 - آية الإذن بالقتال.
5 - آية الإذن في خروج النسوة.
6 - آية الأذى.
7 - آية الارتداد.
8 - آية الاستئذان.
9 - آية الاستثناء.
10 - آية الاسترجاع.
11 - آية الاستغفار.
12 - آية الاستهزاء.
13 - آية الاستواء.
14 - آية الإسراء.
15 - آية الأسرى.
16 - آية الإسلام.
17 - آية الإشهاد.
18 - آية الإطعام.
19 - آية الأطعمة.
20 - آية الاعتداء.
21 - آية الاعتداد بالحول.
22 - آية الاعتصام.
23 - آية الإفك.
24 - آية الإكراه.
25 - آية كمال الدين.
26 - آية الأمانات.
27 - آية الأمانة.
28 - آية الامتحان.
29 - آية الأمراء.
30 - آية الإنذار.
تعبت http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon8.gif باقي 202 آية.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[07 Jul 2010, 10:59 م]ـ
جزاك الله خيراً هل من مقارنة بينه وبين رسالة الدكتورة منيرة الدوسري وبحث الدكتور محمد البراك؟
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[07 Jul 2010, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الدكتور عبد الرحمن وبارك فيكم ...
وهل هذه الأسماء كلها للآيات مأخوذة من كلام أهل العلم فيها أو اجتهاد من المؤلف؟؟
أما أسماء الآيات التي ذكرها المؤلف ترى لم تذكروا منها إلاّ نسبة 2.32 بالمائة (لعلك تذكر!!)
فالأفضل الحرص على اقتناء الكتاب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jul 2010, 11:29 م]ـ
كتاب الدكتورة منيرة الدوسري أوسعُ في بابه وأشْملُ، وهو مختص بأسماء السور وفضائلها فقط. ويمكن النظر في التعريف به في ..
صدر كتاب (أسماء سور القرآن وفضائلها) للدكتورة منيرة الدوسري ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=21276)
وكذلك بَحثُ الدكتور محمد البَرَّاك وجيزٌ في أَسْماء السور فقط، سماه (جزء في أسماء سور القرآن) تجد التعريف به حين صدر في ..
صدر حديثا كتاب (جزء في أسماء سور القرآن الكريم) للدكتور محمد بن صالح البراك. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12417)
وأما كتابُ بَمبا فهو في أسْماء السور وفي أسْماء الآيات، وقد توسع في أسماء الآيات كثيراً، وألمَّ بأسماء السور إلماماً طيباً، ففاق الكتابين بحديثه عن آيات القرآن وأسمائها.
ـ[ياسين مبشيش]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم
إضافة لما قال الإخوة هناك أيضا كتاب الإمام السخاوي المقري تناول أيضا هذا الموضوع في أسماء السور، واسم كتابه: "جمال القراء وكمال الإقراء".
ـ[أبو بكر السني]ــــــــ[08 Jul 2010, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم
إضافة لما قال الإخوة هناك أيضا كتاب الإمام السخاوي المقري تناول أيضا هذا الموضوع في أسماء السور، واسم كتابه: "جمال القراء وكمال الإقراء".
وللفائدة للكتاب المذكور طبعتان، كلاهما مصوران على الشبكة
1 - طبعة مكتبة التراث - مكة المكرمة: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3794
2- دار المأمون للتراث: http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?49424-%CC%E3%C7%E1-%C7%E1%DE%D1%C7%C1-%E6%DF%E3%C7%E1-%C7%E1%C5%DE%D1%C7%C1-(%E1%C3%E6%E1-%E3%D1%C9)-Pdf .. وموضع البحث فيه: ص 86 - 94(/)
الإمام الطبري والباحث المتهور
ـ[المنصور]ــــــــ[22 Nov 2003, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فقد اقتنيت هذه الأيام كتاباً بعنوان: (آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الإمام الطبري) لكاتبه: محمد خير محمد سالم العيسى، ومطبوع في دار البيارق في الأردن.
وقد تضايقت عند قراءة الكتاب كثيراً لكون مؤلفه لايعرف التعامل مع النصوص التي يطلع عليها، سواء كانت من الوحيين، أم كانت من كلام أهل العلم، وممن جنى عليهم في هذا الكتاب ابن جرير الطبري نفسه، والعجب أن هذا الكتاب يعتبر رسالة علمية كما يظهر.
وقد تكلم صاحب الكتاب في أئمة أعلام ماكان له أن يقع فيهم:
أرى خَلَلَ الرمادِ وميضَ جمرٍ=ويوشك أن يكونَ لهُ ضِرامُ
فإن النارَ بالعودينِ تُذكى=وإن الحرب أولها الكلامُ
فإن لم يُطْفِها عقلاءُ قومٍ=يكون وقودها جُثثٌ وهامُ
فقلت من التعجبِ ليت شعري=أأيقاظٌ أُمَيَّةُ أم نيامُ
قال في ص (ج) من المقدمة: (إلا أن الجمود يصل عندهم مداه أحياناً فيثبتون لله صفاتٍ تعالى الله عنها، كما فعل ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة 1/ 33 من مختصر صواعقه/ مكتبة الرياض بإثبات الجنب إلى الله بل والقول بأن لله جنبين في تفسير قوله تعالى (ياحسرتا على مافرطت في جنب الله).
وقد كذب على ابن القيم، قال ابن القيم – في موطن المحاججة -: (السادس: أن يقال من أين في ظاهر القرآن إثبات جنب واحد هو صفة الله ومن المعلوم أن هذا لا يثبته أحد من بني آدم وأعظم الناس إثباتا للصفات هم أهل السنة والحديث الذين يثبتون لله الصفات الخبرية ولا يقولون إن لله جنبا واحدا ولا ساقا واحدة قال عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على المريسي: وادعى المعارض زورا على قوم أنهم يقولون في تفسير قول الله (يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله) الزمر56، إنهم يعنون بذلك الجنب الذي هو العضو وليس ذلك على ما يتوهمونه.
قال الدارمي: فيقال لهذا المعارض ما أرخص الكذب عندك وأخفه على لسانك فإن كنت صادقا في دعواك فأشربها إلى أحد من بني آدم قاله وإلا فلم تشنع بالكذب على قوم هم أعلم بهذا التفسير منك وأبصر بتأويل كتاب الله منك ومن إمامك إنما تفسيرها عندهم تحسر الكفار على ما فرطوا في الإيمان والفضائل التي تدعو إلى ذات الله واختاروا عليها الكفر والسخرية بأولياء الله فسماهم الساخرين فهذا تفسير الجنب عندهم ......
السابع: أن يقال هب أن القرآن دل ظاهره على إثبات جنب هو صفة فمن أين يدل ظاهره أو باطنه على أنه جنب واحد وشق واحد ومعلوم أن إطلاق مثل هذا لا يدل على أنه شق واحد).
وكان ابن القيم يرد على الجهمي مقالته التي نقلها ابن القيم قبل كلامه الذي نقلناه عنه سابقاً، حيث قال ابن القيم في بداية الفصل: (قال الجهمي: ورد في القرآن ذكر الوجه و الأعين و العين الواحدة، فلو أخذنا بالظاهر لزمنا إثبات شخص له وجه، وعلى ذلك الوجه أعين كثيرة وله جنب واحد وعليه أيدي كثيرة وله ساق واحد، ولا نرى في الدنيا شخصاً أقبح صورة من هذه الصورة المتخيلة).
ثم شرع ابن القيم في الرد على هذا الحهمي مقالته من عدد من الأوجه، فابن القيم يرد على الجهمي كلامه، وهذا الرجل يظن أن هذا إثبات من ابن القيم للجنب، فواحدة من اثنتين – وكلاهما مر -: فإما أن يكون على علم بما فعل وأنه يكذب في بحثه كما هي عادة بعض من أَكْثَرَ النقلَ عنهم في بحثه المذكور، وإما أن يكون لايعرف ماذا يقرأ، ولاحول ولاقوة إلا بالله.
كما تعرض لشيخ الإسلام باللمز والكذب عليه، حيث يقول: (ولذلك أستغرب كيف يقول الشيخ ذلك القول مع أن التفويض ثابت عند السلف كالشمس في رابعة النهار وليس هذا الأهم الخطير هنا ولكن الأهم أن يصف الشيخ ابن تيمية من قال بالتفويض بالإلحاد ويرميهم بقوله أنهم من أهل البدع.
ونسأل الله السلامة من هذا وما أغربه من قول لاأستطيع تفسيره أو الإجابة عنه).
وأقول: من قلمك ندينك، فكيف يجتمع أن يصفهم الشيخ بالإلحاد، ثم يقول إنهم من أهل البدع، أبى الله إلا أن يظهر الحق.
ويقول هذا الباحث في نهاية بحثه وفي الخاتمة تحديداً: (3 - تأثير هذه المحنة - يقصد محنة ابن جرير مع الحنابلة - التي أوقد نارها الجهلة والمجسمة من الحنابلة على تفسيره مما أدى إلى أن يجاملهم ذلك الإمام بعض المجاملة، فأدخل في تفسيره بعض كليمات، كما ذكر بعض العلماء مثل المحدث محمد زاهد الكوثري في كتابه السيف الصقيل ومقالاته).
وهكذا يسير هذا الكاتب مسيرته الطائشة في فهم النصوص وتقويل أهل العلم مالم يقولوه، فكونوا إخواني على حذر من هذا الكتاب فهو قريب منا ولقد اشتريته من مكتبة التدمرية بالرياض، ولم يتهيأ لي الاطلاع عليه إلا من قريب، ولعله في مكتبة أحدكم، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2003, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على تنبيهك على هذا الكتاب. ولو تيسر لك مستقبلاً عرض بعض التفاصيل عنه لكان معروفاً تسديه لنا جميعاً.
ـ[جنتان]ــــــــ[20 Jun 2007, 10:12 م]ـ
جزيتم خيراًَ وبورك لكم ونفع بكم ...
ـ[الراية]ــــــــ[24 Jun 2007, 01:59 م]ـ
اقترح ارسال هذه الملحوظات الى ناشر الكتاب(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 16
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[22 Nov 2003, 02:16 م]ـ
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى (11/ 341): (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لايرجعون) كلاما حول حول زيادة اللام أو ثبوتها وهو ينقل عن العلماء فالذي اختاره أبو عبيد أنها صلة والمعنى: وحرام على قرية أهكناها أن يرجعوا بعد الهلاك.
والقول الآخر أنها ليست بصلة (بزائدة) ويكون معنى حرام هو (وجب) والتقدير: وجب أنهم لايرجعون واستحسنه أبو جعفر النحاس.
ثم نفل القرطبي عن النحاس رده لاختيار أبي عبيد فقال: ( ... ولو كانت زائدة لكان التأويل بعيدا أيضا؛ لأنه إن أراد وحرام على قرية أهلكناها أن يرجعوا إلى الدنيا فهذا ما لافائدة فيه، وإن أراد التوبة فالتوبة لاتحرم)
وسؤالى هو: لم لايكون في رجوع الأقوام بعد الهلاك فائدة لاسيما أنها فرصة للتوبة؟ ولايخفى قوله تعالى (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون) وغيرها من الآيات؟ أم أن النحاس لايرى بأن هناك أحرف تأتي للصلة؟ أو أن فهمي قاصر؟ أرجو الإجابة وجزاكم الله خيرا.(/)
ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2003, 08:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من السنة في ليلة العيد سنة التكبير التي ثبتت بنص القرآن الكريم في قوله تعالى في آخر آية رمضان: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). وقد ذكر الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) عند تفسيره لهذا الجزء من الآية والخاص بإكمال العدة والتكبير كلاماً جيداً أحببت أن يقرأ هذه الليلة لينتفع به، وقد تصرفت في كلامه رحمه الله.
قال رحمه الله في المسألة الخامسة عشرة: قوله تعالى: (ولتكملوا العدة) فيه تأويلان:
- أحدهما: إكمال عدة الأداء لمن أفطر في سفره أو مرضه.
- الثاني: عدة الهلال سواء كانت تسعا وعشرين أو ثلاثين.
قال جابر ابن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشهر يكون تسعاً عشرين). وفي هذا رد لتأويل من تأول قوله صلى الله عليه وسلم: (شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة) أنهما لا ينقصان عن ثلاثين يوما , أخرجه أبو داود. وتأول جمهور العلماء على معنى أنهما لا ينقصان في الأجر وتكفير الخطايا , سواء كانا من تسع وعشرين أو ثلاثين.
المسألة السادسة عشرة:اولا اعتبار برؤية هلال شوال يوم الثلاثين من رمضان نهارا بل هو لليلة التي تأتي , هذا هو الصحيح , وقد اختلف الرواة عن عمر في هذه المسألة فروى الدارقطني عن شقيق قال: جاءنا كتاب عمر ونحن بخانقين قال في كتابه: (إن الأهلة بعضها أكبر من بعض , فإذا رأيتم الهلال نهارا فلا تفطروا حتى يشهد شاهدان أنهما رأياه بالأمس)
قال أبو عمر: وروي عن علي بن أبي طالب مثل ما ذكره عبد الرزاق أيضا , وهو قول ابن مسعود وابن عمر وأنس بن مالك , وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة ومحمد بن الحسن والليث والأوزاعي , وبه قال أحمد وإسحاق.
وقال سفيان الثوري وأبو يوسف: إن رئي بعد الزوال فهو لليلة التي تأتي , وإن رئي قبل الزوال فهو لليلة الماضية , وروي مثل ذلك عن عمر , ذكره عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن شباك عن إبراهيم قال: كتب عمر إلى عتبة بن فرقد " إذا رأيتم الهلال نهارا قبل أن تزول الشمس لتمام ثلاثين فأفطروا , وإذا رأيتموه بعد ما تزول الشمس فلا تفطروا حتى تمسوا " , وروي عن علي مثله.
ولا يصح في هذه المسألة شيء من جهة الإسناد على علي , وروي عن سليمان بن ربيعة مثل قول الثوري , وإليه ذهب عبد الملك بن حبيب , وبه كان يفتى بقرطبة , واختلف عن عمر بن عبد العزيز في هذه المسألة , قال أبو عمر: والحديث عن عمر بمعنى ما ذهب إليه مالك والشافعي وأبو حنيفة متصل , والحديث الذي روي عنه بمذهب الثوري منقطع , والمصير إلى المتصل أولى , وقد احتج من ذهب مذهب الثوري بأن قال: حديث الأعمش مجمل لم يخص فيه قبل الزوال ولا بعده , وحديث إبراهيم مفسر , فهو أولى أن يقال به.
قلت: قد روي مرفوعا معنى ما روي عن عمر متصلا موقوفا روته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما صبح ثلاثين يوما , فرأى هلال شوال نهارا فلم يفطر حتى أمسى. أخرجه الدارقطني من حديث الواقدي وقال: قال الواقدي حدثنا معاذ بن محمد الأنصاري قال: سألت الزهري عن هلال شوال إذا رئي باكرا , قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: إن رئي هلال شوال بعد أن طلع الفجر إلى العصر أو إلى أن تغرب الشمس فهو من الليلة التي تجيء , قال أبو عبد الله: وهذا مجمع عليه.
المسألة السابعة عشرة: روى الدارقطني عن ربعي بن حراش عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: قال: اختلف الناس في آخر يوم من رمضان فقدم أعرابيان فشهدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالله لأهلا الهلال أمس عشية , (فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا وأن يغدوا إلى مصلاهم) قال الدارقطني: هذا إسناد حسن ثابت.
قال أبو عمر: لا خلاف عن مالك وأصحابه أنه لا تصلى صلاة العيد في غير يوم العيد ولا في يوم العيد بعد الزوال , وحكي عن أبي حنيفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
واختلف قول الشافعي في هذه المسألة , فمرة قال بقول مالك , واختاره المزني وقال: إذا لم يجز أن تصلى في يوم العيد بعد الزوال فاليوم الثاني أبعد من وقتها وأحرى ألا تصلى فيه , وعن الشافعي رواية أخرى أنها تصلى في اليوم الثاني ضحى , وقال البويطي: لا تصلى إلا أن يثبت في ذلك حديث.
قال أبو عمر: لو قضيت صلاة العيد بعد خروج وقتها لأشبهت الفرائض , وقد أجمعوا في سائر السنن أنها لا تقضى , فهذه مثلها.
وقال الثوري والأوزاعي وأحمد بن حنبل: يخرجون من الغد , وقال أبو يوسف في الإملاء , وقال الحسن بن صالح بن حي: لا يخرجون في الفطر ويخرجون في الأضحى. قال أبو يوسف: وأما في الأضحى فيصليها بهم في اليوم الثالث. قال أبو عمر: لأن الأضحى أيام عيد وهي صلاة عيد , وليس الفطر يوم عيد إلا يوم واحد , فإذا لم تصل فيه لم تقض في غيره ; لأنها ليست بفريضة فتقضى , وقال الليث بن سعد: يخرجون في الفطر والأضحى من الغد.
قلت: والقول بالخروج إن شاء الله أصح , للسنة الثابتة في ذلك , ولا يمتنع أن يستثني الشارع من السنن ما شاء فيأمر بقضائه بعد خروج وقته , وقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس). صححه أبو محمد. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم , وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وابن المبارك , وروي عن عمر أنه فعله.
قلت: وقد قال علماؤنا: من ضاق عليه الوقت وصلى الصبح وترك ركعتي الفجر فإنه يصليهما بعد طلوع الشمس إن شاء , وقيل: لا يصليهما حينئذ , ثم إذا قلنا: يصليهما فهل ما يفعله قضاء , أو ركعتان ينوب له ثوابهما عن ثواب ركعتي الفجر. قال الشيخ أبو بكر: وهذا الجاري على أصل المذهب , وذكر القضاء تجوز.
قلت: ولا يبعد أن يكون حكم صلاة الفطر في اليوم الثاني على هذا الأصل , لا سيما مع كونها مرة واحدة في السنة مع ما ثبت من السنة. روى النسائي قال: أخبرني عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له: أن قوما رأوا الهلال فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يفطروا بعد ما ارتفع النهار وأن يخرجوا إلى العيد من الغد. في رواية: ويخرجوا لمصلاهم من الغد.
المسألة الثامنة عشرة: قرأ أبو بكر عن عاصم وأبو عمرو - في بعض ما روي عنه - والحسن وقتادة والأعرج " ولتكمِّلوا العدة " بالتشديد. والباقون بالتخفيف , واختار الكسائي التخفيف , كقوله عز وجل: " اليوم أكملت لكم دينكم " [المائدة: 3]. قال النحاس: وهما لغتان بمعنى واحد , كما قال عز وجل: " فمهل الكافرين أمهلهم رويدا " [الطارق: 17].
ولا يجوز " ولتكملوا " بإسكان اللام , والفرق بين هذا وبين ما تقدم أن التقدير: ويريد لأن تكملوا , ولا يجوز حذف أن والكسرة , هذا قول البصريين , ونحوه قول كثير أبو صخر:
أريدُ لأنسى ذكرها
أي لأن أنسى , وهذه اللام هي الداخلة على المفعول , كالتي في قولك: ضربت لزيد , المعنى ويريد إكمال العدة , وقيل: هي متعلقة بفعل مضمر بعد , تقديره: ولأن تكملوا العدة رخص لكم هذه الرخصة , وهذا قول الكوفيين وحكاه النحاس عن الفراء. قال النحاس: وهذا قول حسن , ومثله: " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " [الأنعام: 75] أي وليكون من الموقنين فعلنا ذلك.
وقيل: الواو مقحمة , وقيل: يحتمل أن تكون هذه اللام لام الأمر والواو عاطفة جملة كلام على جملة كلام , وقال أبو إسحاق إبراهيم بن السري: هو محمول على المعنى , والتقدير: فعل الله ذلك ليسهل عليكم ولتكملوا العدة , قال: ومثله ما أنشده سيبويه:
بادت وغير آيهن مع البلى ... إلا رواكد جمرهن هباءُ
ومشجج أما سواء قذاله ... فبدا وغيب ساره المعزاءُ
شاده يشيده شيدا جصصه ; لأن معناه بادت إلا رواكد بها رواكد , فكأنه قال: وبها مشجج أو ثم مشجج.
المسألة التاسعة عشرة: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ.
عطف عليه , ومعناه الحض على التكبير في آخر رمضان في قول جمهور أهل التأويل. واختلف الناس في حده:
- فقال الشافعي: روي عن سعيد ابن المسيب وعروة وأبي سلمة أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر ويحمدون , قال: وتشبه ليلة النحر بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال ابن عباس: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا وروي عنه: يكبر المرء من رؤية الهلال إلى انقضاء الخطبة , ويمسك وقت خروج الإمام ويكبر بتكبيره.
- وقال قوم: يكبر من رؤية الهلال إلى خروج الإمام للصلاة.
- وقال سفيان: هو التكبير يوم الفطر.
- زيد بن أسلم: يكبرون إذا خرجوا إلى المصلى فإذا انقضت الصلاة انقضى العيد , وهذا مذهب مالك.
- قال مالك: هو من حين يخرج من داره إلى أن يخرج الإمام.
- وروى ابن القاسم وعلي بن زياد: أنه إن خرج قبل طلوع الشمس فلا يكبر في طريقه ولا جلوسه حتى تطلع الشمس , وإن غدا بعد الطلوع فليكبر في طريقه إلى المصلى وإذا جلس حتى يخرج الإمام , والفطر والأضحى في ذلك سواء عند مالك , وبه قال الشافعي.
- وقال أبو حنيفة: يكبر في الأضحى ولا يكبر في الفطر , والدليل عليه قوله تعالى: (ولتكبروا الله)، ولأن هذا يوم عيد لا يتكرر في العام فسن التكبير في الخروج إليه كالأضحى.
وروى الدارقطني عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى , وروي عن ابن عمر: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى) وروي عن ابن عمر: أنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر يجهر بالتكبير حتى يأتي ثم يكبر حتى يأتي الإمام , وأكثر أهل العلم على التكبير في عيد الفطر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم فيما ذكر ابن المنذر قال: وحكى ذلك الأوزاعي عن إلياس.
وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال: أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى , ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى وحين يخرج الإمام إلى الصلاة , وكذلك أحب ليلة الأضحى لمن لم يحج.
صيغة التكبير:
ولفظ التكبير عند مالك وجماعة من العلماء:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر , ثلاثا.
وروي عن جابر بن عبد الله , ومن العلماء من يكبر ويهلل ويسبح أثناء التكبير.
منهم من يقول: الله أكبر كبيرا , والحمد لله كثيرا , وسبحان الله بكرة وأصيلا.
وكان ابن المبارك يقول إذا خرج من يوم الفطر: الله أكبر الله أكبر , لا إله إلا الله , والله أكبر ولله الحمد , الله أكبر على ما هدانا.
قال ابن المنذر: وكان مالك لا يحد فيه حدا , وقال أحمد: هو واسع. قال ابن العربي: " واختار علماؤنا التكبير المطلق , وهو ظاهر القرآن وإليه أميل ".
قيل: لما ضل فيه النصارى من تبديل صيامهم. وقيل: بدلا عما كانت الجاهلية تفعله من التفاخر بالآباء والتظاهر بالأحساب وتعديد المناقب , وقيل: لتعظموه على ما أرشدكم إليه من الشرائع , فهو عام.
(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
كي تشكروا عفو الله عنكم وقد تقدم معنى لعل وأما الشكر فهو في اللغة الظهور من قول دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف وحقيقته الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه.
قال الجوهري الشكر الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف يقال شكرته وشكرت له وباللام أفصح والشكران خلاف الكفران وتشكرت له مثل شكرت له.
وروى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).
قال الخطابي هذا الكلام يتأول على معنيين:
- أحدهما: أن من كان من طبعه كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم كان من عادته كفران نعمة الله عز وجل وترك الشكر له.
- والوجه الآخر أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس إليه ويكفر معروفهم لاتصال أحد الأمرين بالآخر.
نسأل الله أن يتقبل من جميع المسلمين الصيام، وأن يجعلنا من العتقاء من النار. اللهم آمين.(/)
المفسرون لم يدعو حرفاأو شيئا من القرآن الكريم إلا وتناولوه
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[25 Nov 2003, 09:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله حمدا كثيرا كثيرا، وأصلى وأسلم علي رسوله المصطفيوعلى آله وصحبه و من سار على نهجه إلى يوم الدين.
لم يترك الدارسون والعلماء شيئا بالقرآن الكريم إلا وتناولوه بالبحث والتحايل، وهناك موضوعان عرضا لي أثناء قرائتي للقرآن الكريم، وأود أن أعرضهما في هذا المجال آملا في مساعدة من يعلم أو قرأ شيئا عنهماويحب أن يفيد فيهما.
وسأعرضهما باختصار شديد.
- الموضوع الأول: ما الفارق في المعنى بين: " تجرى تحتها الأنهار " و" تجرى من تحتها الأنهار. . التوبة9".
- الموضوع الثاني: ما الفرق في المعنى بين: " عرضها السماوات والأرض. . 133آل عمران" و" كعرض السماوات والأرض. . الحديد21"، ولماذا استخدم حرف الكاف في الأخيرة.
وشكرا
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[27 Nov 2003, 03:10 م]ـ
السلام عليكم ..
المتدبر في سياق الموضعين يا اخي يجد الجواب ...
فسؤالك الاول من سسورة براءة, "تجري تحتها الانهار" بدون "من" وهي قراءة العامة, وهي الوحيدة في كتاب الله, و"تجري تحتها" أعم من" تجري من تحتها", فحرف من ياتي هنا للتخصيص والقرب, ويناسب مجيئ الآية بغير من ما ذكر من تعميم لذكر المؤمنين ,السابقين الاولين من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان" فالآية جمعت كل المؤمنينن بحق وعمتهم جميعا, من أجل ذلك عمم الله الجزاء والنعيم ..... والله اعلم
وسؤالك الثاني كذلك ...
فآية آل عمران جزاء أعظم من جزاء سورة الحديد, فجزاء آية آل عمران كان للمتقين, وجزاء سورة الحديد كان للذين آمنوا بالله ورسله, والمتقين أعلى درجة من عموم المؤمنين بالله ورسوله ....
كذلك فإن آية ال عمران بدات بالامر بالمسارعة وسورة الحديد بدات بالامر بالمسابقة, والمسارعة أفضل من المسابق, بدليل أن الله حين مدح النبيين مدحهم لمسارعتهم في الخيرات (ووهبنا له يحي وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات) ...
فناسب الجزاء الافضل العمل الافضل, فجزاء آية آل عمران اوسع نعمة من جزاء آية الحديد ....
فأن نقول "عرضها السموات والارض" أشمل واوسع من "عرضها كعرض السموات والارض" ..
والله أعلم ...
وأتمنى على الاخ السائل الاطلاع على هذا الموقع وما فيه من تدبر ونظر في القرآن
www.alassrar.com
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[27 Nov 2003, 03:20 م]ـ
كتبت في آية سورة الحديد "السموات" والصحيح "السماء" فاستغفر الله لزلتي ..
كما أن السموات أشمل وأعم من السماء .... فناسب هذا ما نقول مرة اخرى ..(/)
في كم يوم كانوا يختمون القرآن؟
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل بيان أقوال العلماء و جمع أدلتهم في المدة التي يختم فيها القرآن نشرع في جمع بعض ما روي عن المدة التي كان السلف يختمون فيها
و الباب مفتوح لمشاركة أهل العلم و الفضل و محبيه و طلبته في جمع ما ورد في ذلك من آثار
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:00 م]ـ
كان أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد المصري (ت 191 هـ) يختم القرآن كل يوم ختمتين.
(انظر ترجمته في: وفيات الاعيان 1/ 276، و الديباج المذهب 146، و حسن المحاضرة 1/ 303، و تذكرة الحفاظ 1/ 356)
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:18 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: 1/ 79
وروينا عن إبراهيم بن أبي بكر بن عياش أنه (أي إبراهيم) قال: قال لي أبي: إنَّ أباك لم يأت فاحشة قط، و إنَّه يختم القرآن منذ ثلاثين سنة كلَّ يوم مرَّة.
و روينا عنه أنَّه قال لابنه: يا بني! إيَّاك أن تعصي الله في هذه الغرفة فإنِّي ختمت فيها اثني عشر ألف ختمة.
و روينا عنه أنَّه قال لبنته عند موته و قد بكت: يا بنية لا تبكي، أتخافين أن يعذبني الله و قد ختمت في هذه الزَّاوية أربعة و عشرين ألف ختمة؟
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:21 م]ـ
و في شرح صحيح مسلم أيضاً: 6/ 54
أبو حُرَّة بضمِّ الحاء، اسمه: واصل بن عبد الرَّحمن، كان يختم القرآن في كلِّ ليلتين.
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:27 م]ـ
قال النووي في الأذكار:
[فصل]: ينبغي أن يحافظ على تلاوته ليلاً و نهاراً، سفراً و حضراً، و قد كانت للسلف رضي اللّه عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه، فكان جماعةٌ منهم يختمون في كل شهرين ختمة، و آخرون في كل شهر ختمة، و آخرون في كل عشر ليال ختمة، و آخرون في كل ثمان ليالٍ ختمة، و آخرون في كل سبع ليالٍ ختمة، و هذا فعل الأكثرين من السلف، و آخرون في كل ستّ ليال، و آخرون في خمس، و آخرون في أربع، و كثيرون في كل ثلاث، و كان كثيرون يختمون في كل يوم و ليلة ختمة، و ختم جماعة في كل يوم و ليلة ختمتين. و آخرون في كل يوم و ليلة ثلاث ختمات، و ختم بعضهم في اليوم و الليلة ثماني ختمات: أربعاً في الليل، و أربعاً في النهار: و ممّن ختم أربعاً في الليل و أربعاً في النهار السيد الجليل ابن الكاتب الصوفي رضي اللّه عنه، و هذا أكثر ما بلغنا في اليوم و الليلة.
و روى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زاذان بن عباد التابعي رضي اللّه عنه أنه كان يختم القرآن ما بين الظهر و العصر، و يختمه أيضاً فيما بين المغرب و العشاء، و يختمه فيما بين المغرب و العشاء في رمضان ختمتين و شيئاً، و كانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
و روى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أنّ مجاهداً رحمه اللّه كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب و العشاء.
و أما الذين ختموا القرآن في ركعة فلا يُحصون لكثرتهم، فمنهم عثمان بن عفان، وتميم الدّاري، و سعيد بن جبير. اهـ.
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:34 م]ـ
قال محمد بن نصر (في قيام الليل): كان سعيد بن المسيب يختم القرآن في ليلتين، و كان ثابت البناني يقرأ القرآن في يوم و ليلة و يصوم الدهر. و كان أبو حرة يختم القرآن كل يوم و ليلة، و كان عطاء بن السائب يختم القرآن في كل ليلتين ... و خرج صالح بن كيسان إلى الحج فربما ختم القرآن مرتين في ليلة بين شعبتي رحله، و كان منصور بن زادان خفيف القراءة، وكان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى، و كان يختم القرآن بين الأولى و العصر و يختم في يوم مرتين، و كان يصلي الليل كله، و كان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن بين المغرب و العشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة.
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:39 م]ـ
ذكر ابن العماد الحنبلي (في شذرات الذهب) بين وفيات سنة إحدى عشرة و ثلاثمائة أبا العباس محمد بن شاذل النيسابوري، ثم قال: (سمع ابن راهويه و أبا مصعب و خلقاً، و كان يختم القرآن في كل يوم).
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:44 م]ـ
و ذكر ابن العماد الحنبلي (في شذرات الذهب) أيضاً بين وفيات سنة ست و ثلاثين و تسعمائة تقي الدين أبا بكر بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أبى بكر بن أبى بكر البلاطنسي الشافعي، و قال في ترجمته: (كان عالماً عاملاً ورعاً كاملاً ... يختم القرآن في كل يوم جمعة، و يختم في شهر رمضان كل ليلة ختمتين).
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[26 Nov 2003, 11:56 م]ـ
و قال الحافظ ابن كثير (في البداية و النهاية: 9/ 136): ذكر ابن عساكر في ترجمة سليم بن عنز التجيبي قاضي مصر، و كان من كبار التابعين ... و كان من الزهادة و العبادة على جانب عظيم، و كان يختم القرآن في كل ليلة ثلاث ختمات في الصلاة و غيرها.اهـ.
و فيها أيضاً: 11/ 31 في ترجمة الإمام البخاري (صاحب الصحيح) رحمه الله: و قد كان يصلي في كل ليلة ثلاث عشرة ركعة، و كان يختم القرآن في كل ليلة من رمضان ختمة. اهـ.
و فيها أيضاً: 11/ 259: محمد بن علي بن أحمد بن العباس الكرخي الأديب، كان عالماً زاهداً ورعاً، يختم القرآن كل يوم، و يديم الصيام. اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[27 Nov 2003, 12:47 ص]ـ
و روى الذهبي (في السير: 4/ 51):
عن عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ صَنْدَلٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:
كَانَ الأَسْوَدُ بن يزيد يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ، وَ كَانَ يَنَامُ بَيْنَ المَغْرِبِ وَ العِشَاءِ، وَ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ.
و في السير أيضاً (4/ 324):
عَنْ وِقَاءِ بنِ إِيَاسٍ، قَالَ:كَانَ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَ العَشَاءِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ كَانُوا يُؤَخِّرُوْنَ العِشَاءَ).
و فيها أيضاً (4/ 325): عن عَبْدُ المَلِكِ بنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. اهـ.
و فيها (5/ 276): قَالَ سَلاَمُ بنُ أَبِي مُطِيْعٍ: كَانَ قَتَادَةُ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي سَبْعٍ، وَ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، خَتمَ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، فَإِذَا جَاءَ العَشرُ، خَتَمَ كُلَّ لَيْلَةٍ.
و فيها (5/ 441، 442): قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: كَانَ مَنْصُوْرُ بنُ زَاذَانَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كُلَّه فِي صَلاَةِ الضُّحَى، وَ كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ مِنَ الأُوْلَى إِلَى العَصْرِ، وَ يَخْتِمُ فِي اليَوْمِ مَرَّتَيْنِ، وَ يُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّه.وَ عَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانٍ، قَالَ:
كَانَ يَخْتِمُ فِيْمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَ العِشَاءِ مَرَّتَيْنِ، وَ الثَّالِثَةُ إِلَى الطَّوَاسِيْنَ، وَ كَانَ يَبُلُّ عِمَامَتَه مِنْ دُمُوْعِ عَيْنَيْهِ.
و فيها (6/ 85): قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيْدٌ أَبُو عُثْمَانَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُوْلُ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزٌ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ، عَلَى أَلاَ يَسْأَلَ بِهِ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَأُعْطِيَ، فَسَأَلَ أَنْ يُقَوَّى حَتَّى يَخْتِمَ القُرْآنَ فِي اليَوْمِ وَ اللَّيْلَةِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. اهـ.
و فيها (6/ 112): عَنْ أَحْمَدَ قالَ: كَانَ عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللهِ، كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ.
و فيها (8/ 503): وَ قَدْ رُوِيَ مِنْ وُجُوْهٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بنَ عَيَّاشٍ مَكَثَ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ مَرَّةً.
و فيها (9/ 178): قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ خَاقَانَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بنَ عَلِيٍّ يَقُوْلُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ القَطَّانُ يَخْتِمُ القُرْآنَ كُلَّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ، يَدعُو لأَلفِ إِنْسَانٍ، ثُمَّ يَخْرُجُ بَعْدَ العَصْرِ، فَيُحَدِّثُ النَّاسَ.
و فيها (10/ 36): قَالَ الرَّبِيْعُ بنُ سُلَيْمَانَ مِنْ طَرِيْقَيْنِ عَنْهُ، بَلِ أَكْثَرَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَةً.و رَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ، فَزَادَ: كُلُّ ذَلِكَ فِي صَلاَةٍ.
و فيها (10/ 83): قَالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُوْرِيُّ: سَمِعْتُ الرَّبِيْعَ يَقُوْلُ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ سِتِّيْنَ خَتْمَةً، وَ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثِيْنَ خَتْمَةً.
و فيها (11/ 166) في ترجمة أَبُي العَبَّاسِ أَحْمَدِ بنِ عَمَّارِ بنِ شَاذِي البَصْرِيُّ، وَزِيْرُ المُعْتَصِمِ: وَ قِيْلَ: كَانَ ابْنُ عَمَّارٍ يَختِمُ القُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، ثُمَّ إِنَّهُ حَجَّ، وَ جَاوَرَ.
و فيها (3/ 298): ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ صَاحِبُ القِبْلَةِ، قَالَ: كَانَ بقي بن مخلد يَخْتِم القُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ، فِي ثلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّهَارِ مائَةِ رَكْعَةٍ، وَ يَصُوْمُ الدَّهْرَ.
و فيها (14/ 263): قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ طَاهِرَ بنَ أَحْمَدَ الوَرَّاق يَقُوْلُ: تُوُفِّيَ أَبُو العَبَّاسِ بنُ شَادَل، وَ كَانَ يختمُ القُرْآنَ كُلَّ يَوْم، وَ ذهبَ بصرُه قَبْل مَوْته بعِشْرِيْنَ سَنَةً.
و فيها (17/ 586) في ترجمة شَيْخِ المَالِكِيَّة، أَبُي الوَلِيْدِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مِيْقُل المُرْسِيُّ: قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ الحَذَّاء: مَا لَقَيْتُ أَتمَّ وَرَعاً وَ لاَ أَحْسَنَ خُلُقاً وَ لاَ أَكْمَلَ عِلْماً مِنْهُ، كَانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ عَلَى قَدَمِيْه فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ ليلَةٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2003, 01:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا الهيثم على هذه النفائس، ومرحباً بكم في ملتقى أهل التفسير. ومنذ زمن وأخي أبو مجاهد العبيدي يحدثني عنكم وفقكم الله.
وقد نقلت -حفظك الله - نقولاً كثيرة لقصص بعض السلف، وكيف كانوا يختمون القرآن الكريم، وبعض هذه القصص - مع ثقتي بمن ذكرها من العلماء - قد لا تقبلها عقول كثير من الناس في زمننا هذا، إما لضعف الهمم، أو ذهاب بركة الوقت، أو عدم القدرة على تصور كيفية قراءة السلف للقرآن الكريم. فقد نقلتم قول النووي: (و ممّن ختم أربعاً في الليل و أربعاً في النهار السيد الجليل ابن الكاتب الصوفي رضي اللّه عنه، و هذا أكثر ما بلغنا في اليوم و الليلة). ونقلتم أن من السلف من ختم بين المغرب والعشاء، ووصل إلى الطواسين قبل الإقامة. وغيرها من القصص.
فلعلكم تتطرقون - حفظكم الله - إلى كيف كان السلف يفعلون ذلك، وهل كانوا يجهرون بالقراءة أم يسرون؟ فإن المسلم ينزع إلى هذا الكمال في التعبد والتلاوة، ويجد نفسه بعيداً عن هذه القصص، التي ربما يعدها بعض علماء التربية مما يثبط عزائم المسلمين عن التعبد وطلب العلم، ذكر مثل هذه النماذج المثالية.
وفقكم الله وجزاكم الله خيراً.
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[27 Nov 2003, 12:25 م]ـ
السلام عليك أخي الشيخ عبد الرحمن، و زادك الله بسطة في العلم و العمل، و بعد
فقد بدأت في هذا الموضوع عملية جمع الآثار و حسب، و وعدت في مطلع الموضوع أن أعرض أقوال العلماء و مذاهبهم في أقل مدة يشرع فيها ختم القرآن الكريم بعد الفراغ من الجمع و التقصي و التتبع، و حينئذ لن نستغني عن رأيكم و رأي الفضلاء من أهل العلم و طلبته.
فادع لنا، و ساهم معنا في جمع المادة العلمية اللازمة لاستواء البحث على سوقه.
و الله يرعاكم
و السلام عليكم
ـ[أبو محمد أشرف]ــــــــ[30 Nov 2003, 09:06 م]ـ
كلام رائع للحافظ الذهبي في تحقيق المسألة:
قال في ترجمة الإمام وكيع بن الجراح بعد أن أورد عنه:
((الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم يقول صحبت وكيعا في الحضر والسفر وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة)).
ثم قال رحمه الله: ((قلت: هذه عبادة يخضع لها ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة؛ فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر؛ وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث والدين يسر ومتابعة السنة أولى فرضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع؟)) " سير أعلام النبلاء " (ج9/ص142)
وقال في ترجمة أبي بكر بن عياش:
((وقد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة)).
ثم قال رحمه الله: ((وهذه عبادة يخضع لها!! ولكن متابعة السنة أولى!! فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عبدالله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث , وقال عليه السلام لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) " سير أعلام النبلاء " (8/ 503).
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[30 Nov 2003, 10:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا محمد
و هل من مزيد؟!
ـ[الراية]ــــــــ[02 Dec 2003, 12:48 م]ـ
موضوع .. جدا رائع
ويذكرني ببيت:
لاتعرضن لذكرهم في ذكرنا****ليس الصحيح اذا مشى كالاعرج
لكن نقول في كلٍ خير
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[05 Dec 2003, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم |،
الحق اني ادين اولا بدين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن ختم القرآن في اقل من ثلاث ... وهو الأعلم بكتاب الله، ثم هو الأتقى، وعبادته هي الأكمل.
وارى ان هناك في الأقوال التي ذكر احبتنا من المبالغة ما يشكك في صحة النص، ونعلم ما كان من الوعاظ من (المبالغات، والتجديف احيانا) بقصد رفع الهمم والتأثير في الناس!
وان صدقوا فمن كان يفعل ذلك (اي يختم في اقل من ثلاث)، فلنا ان نعاتبه على مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم أولا، ثم لنا ان نتساءل عن شكل قراءته وما فيها من التدبر والتحقيق وذلك غاية القراءة عموما فما بالك في كتاب الله، اما من ختم في ساعات (ان صح ذلك) فاسأل القراء كيف؟؟؟!!!!
آمل ان اخانا صاحب المقال يوافقنا او يصححنا في آخر المطاف فلقد فهمت ان له غلية و رأيا يجمع له الأدلة، وجزى الله الجميع خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jan 2004, 08:41 ص]ـ
في كم يقرأ القرآن؟:
في كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري باب: في كم يقرأ القرآن، وقول الله تعالى: {فَا؟ قْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزمل: 20]، ذكر البخاري - رحمه الله - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اقرإ القرآن في شهر} قلتُ: إني أجد قوة، حتى قال: {فاقراه في سبع، ولاتزد على ذلك} (1).
وفي رواية في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: {فاقرأه في كل سبع ولاتزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً، ولزَوْرِكَ عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً} (2).
فهذا الحديث ظاهره يقتضي المنع من قراءة القرآن في أقل من سبع كما ذكر ذلك ابن كثير في فضائل القرآن (3).
وجاء في أحاديث أخرى ما يدل على إقرار من قرأ في ثلاث، ومنها ما ذكره ابن كثير في فضائل القرآن، وعزاه للإمام أحمد في المسند عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقرأُ القرآنَ في ثلاث؟ قال: {نعم} قال: فكان يقرؤه حتى توفي (4).
ومنها حديث عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لاتفقه في قراءة في أقل من ثلاث} (5).
قال ابن كثير: (وقد ترخّص جماعات من السلف في تلاوة القرآن في أقلّ من ذلك، منهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه) (6).
وذكر آثاراً تدل على أنه كان يقرأ القرآن كله في ركعة من الليل.
وكذلك تميم الداري - رضي الله عنه - وسعيد بن جبير - رحمه الله - ثبت عنهما بأسانيد صحيحة أنهم كانوا يختمون القرآن في ركعة (7).
وقد ذكر النووي في التبيان أحوال السلف في ختم القرآن، وعاداتهم في قدر ما يختمون فيه، ثُمَّ قال: (والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهرُ له بدقيق الفكر لطائفُ ومعارف فليقتصر على قدرٍ يحصل له به كمالُ فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة، فليقتصر على قدرٍ لايحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة (8)) (9) ا هـ.
وقال في شرح صحيح مسلم: (والمختار أنه يستكثر منه ما يُمكنه الدوام عليه ولايعتاد إلاَّ ما يغلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك فليوظف لنفسه قراءة يُمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة، وعلى هذا يحمل ما جاء عن السلف، والله أعلم) (10) ا هـ.
قال ابن كثير - رحمه الله -: (وقد كره غيرُ واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث، كما هو مذهب أبي عبيد وإسحاق بن راهويه، وغيرهما من الخلف.
... عن معاذ بن جبل أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث (11).
وقال عبد الله بن مسعود: مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز (12).
وفي المسند عن عبدالرحمن بن شيل مرفوعاً: {اقرؤوا القرآن، ولاتغلوا فيه، ولاتجفوا عنه، ولاتأكلوا به، ولاتستكثروا به} (13).
فقوله: {لاتغلوا فيه} أي: لاتبالغوا في تلاوته بسرعة في أقصر مدة، فإن ذلك ينافي التدبر غالباً، ولهذا قابله بقوله: {ولاتجفوا عنه} أي: لاتتركوا تلاوته) (14) ا هـ.
وبهذا نعلم أن ما جاء في الآثار عن كثير من السلف أنهم كانوا يختمون في أقل من ثلاث ليس مشروعاً ولا مستحباً، بل هو خلاف المشروع، ويُمكن أن يجاب عن فعلهم هذا بأجوبة:
منها: أنه لم يبلغهم النهي عن ذلك.
ومنها: أنهم كانوا يفهمون ويتفكرون فيما يقرؤونه مع هذه السرعة (15).
ومنها: أنهم لم يحملوا النهي على المنع.
ومنها: أنهم خصصوا النهي بمن ورد في حقه، وقالوا: إن مقدار القراءة يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، والله أعلم (16).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كُلٍّ؛ فالذي لاينبغي الشك والامتراء فيه أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه هو القدوة والأسوة الحسنة لنا، كما قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا = 21} [الأحزاب: 21].
فنحن متعبدون باتباع سنته وهديه، وقد قالت عائشة رضي الله عنها فيما رواه مسلم: ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان (17).
الحاشية والتعليقات
(1) صحيح البخاري رقم [5054] ص 1002 (ط: بيت الأفكار الدولية).
(2) صحيح مسلم، كتاب الصيام رقم [1159] ص 448 (ط: بيت الأفكار الدولية).
(3) فضائل القرآن لابن كثير ص 249.
(4) هذا الحديث ساقط من المسند المطبوع مع أن ابن كثير، والهيثمي في المجمع 2/ 268، عزوه إليه، وأخرجه أيضاً أبو عبيد ص 88 في فضائل القرآن.
والحديث قال ابن كثير عن إسناده: وهذا إسناد جيّد قوي حسن. انظر: فضائل القرآن لابن كثير ص 252.
(5) سبق تخريجه قريباً بلفظ: {لايفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث}.
(6) فضائل القرآن لابن كثير ص 256.
(7) المرجع السابق ص 257، 258.
(8) الهذرمة: - بالذال - السرعة في القراءة والكلام، يقال: هذرم وِرْدَه أي هذّه. مختار الصحاح مادة (هـ ذ ر م) ص 611.
(9) التبيان في آداب حملة القرآن للنووي ص 62. وانظر: كتاب الأذكار له أيضاً ص 138، 139.
(10) شرح صحيح مسلم للنووي 8/ 293.
(11) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 89، وذكر ابن كثير أنه أثر صحيح.
(12) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 89، وذكر محقق فضائل القرآن لابن كثير بأن إسناده ضعيف. ص 308.
(13) أخرجه الإمام أحمد 3/ 444 وقال أبو إسحاق الحويني، محقق فضائل القرآن لابن كثير: وسنده صحيح ص 256.
(14) فضائل القرآن لابن كثير باختصار وتصرف يسير ص 254 - 256.
(15) انظر: المرجع السابق ص 260.
(16) انظر: هدي السلف في تحزيب القرآن: لمحمد الدويش في مجلة البيان، العدد 42 ص 51.
(17) جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: جامع صلاة الليل رقم [746] ص 293، 294 (ط: بيت الأفكار الدولية).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Dec 2009, 11:25 م]ـ
كلام رائع للحافظ الذهبي في تحقيق المسألة:
قال في ترجمة الإمام وكيع بن الجراح بعد أن أورد عنه:
((الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم يقول صحبت وكيعا في الحضر والسفر وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة)).
ثم قال رحمه الله: ((قلت: هذه عبادة يخضع لها ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة؛ فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر؛ وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث والدين يسر ومتابعة السنة أولى فرضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع؟)) " سير أعلام النبلاء " (ج9/ص142)
وقال في ترجمة أبي بكر بن عياش:
((وقد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحوا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة)).
ثم قال رحمه الله: ((وهذه عبادة يخضع لها!! ولكن متابعة السنة أولى!! فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عبدالله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث , وقال عليه السلام لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) " سير أعلام النبلاء " (8/ 503).
وقال رحمه الله أيضاً في نفس الكتاب في ترجمة الصحابي عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: (وَصَحَّ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَازَلَهُ إِلَى ثَلاَثِ لَيَالٍ، وَنَهَاهُ أَنْ يَقْرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ، وَهَذَا كَانَ فِي الَّذِي نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ بَعْدَ هَذَا القَوْلِ نَزَلَ مَا بَقِيَ مِنَ القُرْآنِ.
فَأَقَلُّ مَرَاتِبِ النَّهْيِ أَنْ تُكْرَهَ تِلاَوَةُ القُرْآنِ كُلِّهِ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلاَثٍ، فَمَا فَقِهَ وَلاَ تَدَبَّرَ مَنْ تَلاَ فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَوْ تَلاَ وَرَتَّلَ فِي أُسْبُوْعٍ، وَلاَزَمَ ذَلِكَ، لَكَانَ عَمَلاً فَاضِلاً، فَالدِّيْنُ يُسْرٌ، فَوَاللهِ إِنَّ تَرْتِيْلَ سُبُعِ القُرْآنِ فِي تَهَجُّدِ قِيَامِ اللَّيْلِ مَعَ المُحَافَظَةِ عَلَى النَّوَافِلِ الرَّاتِبَةِ، وَالضُّحَى، وَتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، مَعَ الأَذْكَارِ المَأْثُوْرَةِ الثَّابِتَةِ، وَالقَوْلِ عِنْدَ النَّوْمِ وَاليَقَظَةِ، وَدُبُرَ المَكْتُوبَةِ وَالسَّحَرِ، مَعَ النَّظَرِ فِي العِلْمِ النَّافِعِ وَالاشْتِغَالِ بِهِ مُخْلَصاً للهِ، مَعَ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ، وَإِرْشَادِ الجَاهِلِ وَتَفْهِيْمِهِ، وَزَجْرِ الفَاسِقِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، مَعَ أَدَاءِ الفَرَائِضِ فِي جَمَاعَةٍ بِخُشُوْعٍ وَطُمَأْنِيْنَةٍ وَانْكِسَارٍ وَإِيْمَانٍ، مَعَ أَدَاءِ الوَاجِبِ، وَاجْتِنَابِ الكَبَائِرِ، وَكَثْرَةِ الدُّعَاءِ وَالاسْتِغْفَارِ، وَالصَّدَقَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَالتَّوَاضُعِ، وَالإِخْلاَصِ فِي جَمِيْعِ ذَلِكَ، لَشُغْلٌ عَظِيْمٌ جَسِيْمٌ، وَلَمَقَامُ أَصْحَابِ اليَمِيْنِ وَأَوْلِيَاءِ اللهِ المُتَّقِيْنَ، فَإِنَّ سَائِرَ ذَلِكَ مَطْلُوْبٌ.
فَمَتَى تَشَاغَلَ العَابِدُ بِخِتْمَةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَقَدْ خَالَفَ الحَنِيْفِيَّةَ السَّمْحَةَ، وَلَمْ يَنْهَضْ بِأَكْثَرِ مَا ذَكَرْنَاهُ، وَلاَ تَدَبَّرَ مَا يَتْلُوْهُ.
هَذَا السَّيِّدُ العَابِدُ الصَّاحِبُ كَانَ يَقُوْلُ لَمَّا شَاخَ: لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .....
وَكُلُّ مَنْ لَمْ يَزُمَّ نَفْسَهُ فِي تَعَبُّدِهِ وَأَوْرَادِهِ بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، يَنْدَمُ وَيَتَرَهَّبُ وَيَسُوْءُ مِزَاجُهُ، وَيَفُوْتُهُ خَيْرٌ كَثِيْرٌ مِنْ مُتَابَعَةِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ الرَّؤُوْفِ الرَّحِيْمِ بِالمُؤْمِنِيْنَ، الحَرِيْصِ عَلَى نَفْعِهِم، وَمَا زَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُعَلِّماً لِلأُمَّةِ أَفْضَلَ الأَعْمَالِ، وَآمِراً بِهَجْرِ التَّبَتُّلِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ الَّتِي لَمْ يُبْعَثْ بِهَا، فَنَهَى عَنْ سَرْدِ الصَّوْمِ، وَنَهَى عَنِ الوِصَالِ، وَعَنْ قِيَامِ أَكْثَرِ اللَّيْلِ إِلاَّ فِي العَشْرِ الأَخِيْرِ، وَنَهَى عَنِ العُزْبَةِ لِلْمُسْتَطِيْعِ، وَنَهَى عَنْ تَرْكِ اللَّحْمِ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي.
فَالعَابِدُ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لِكَثِيْرٍ مِنْ ذَلِكَ مَعْذُوْرٌ مَأْجُوْرٌ، وَالعَابِدُ العَالِمُ بِالآثَارِ المُحَمَّدِيَّةِ، المُتَجَاوِزِ لَهَا مَفْضُوْلٌ مَغْرُوْرٌ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ -تَعَالَى - أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ.
أَلْهَمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ حُسْنَ المُتَابَعَةِ، وَجَنَّبَنَا الهَوَى وَالمُخَالَفَةَ.) انتهى كلامه باختصار يسير، وهو نفيس جداً؛ فرحمه الله رحمة واسعة، ووفقنا لاتباع السنة.
ـ[أم أسماء]ــــــــ[03 Dec 2009, 04:14 م]ـ
موضوع مستقصى عن (تحزيب السلف في التلاوة)
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=16884
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[05 Dec 2009, 12:08 م]ـ
قال النووي في الأذكار:
[فصل]: ينبغي أن يحافظ على تلاوته ليلاً و نهاراً، سفراً و حضراً، و قد كانت للسلف رضي اللّه عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه، فكان جماعةٌ منهم يختمون في كل شهرين ختمة، و آخرون في كل شهر ختمة، و آخرون في كل عشر ليال ختمة، و آخرون في كل ثمان ليالٍ ختمة، و آخرون في كل سبع ليالٍ ختمة، و هذا فعل الأكثرين من السلف، و آخرون في كل ستّ ليال، و آخرون في خمس، و آخرون في أربع، و كثيرون في كل ثلاث، و كان كثيرون يختمون في كل يوم و ليلة ختمة، و ختم جماعة في كل يوم و ليلة ختمتين. و آخرون في كل يوم و ليلة ثلاث ختمات، و ختم بعضهم في اليوم و الليلة ثماني ختمات: أربعاً في الليل، و أربعاً في النهار: و ممّن ختم أربعاً في الليل و أربعاً في النهار السيد الجليل ابن الكاتب الصوفي رضي اللّه عنه، و هذا أكثر ما بلغنا في اليوم و الليلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و روى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زاذان بن عباد التابعي رضي اللّه عنه أنه كان يختم القرآن ما بين الظهر و العصر، و يختمه أيضاً فيما بين المغرب و العشاء، و يختمه فيما بين المغرب و العشاء في رمضان ختمتين و شيئاً، و كانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
و روى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أنّ مجاهداً رحمه اللّه كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب و العشاء.
أخي الفاضل نجيب، شكر الله لك حثنا ورفع همتنا إلى ختم كتاب الله عز وجل، وأسأل الله أن يعيننا على ختمه وفهمه وحسن تدبره.
لكن استوقفني بعض المرويات التي تروي عن بعض الصالحين ختمهم للقرآن مرات عديدة في اليوم والليلة، مما لا يعقل بعضه فيما أظن!
أن يختم القرآن قراءة لا مجرد نظر في اليوم والليلة مرة واحد أو مرتين فهذا مما يصح. وقد يعقل ختمه ثلاث مرات في مرات قلائل لا على سبيل المداومة إذا كان الجزء الواحد يقرأ في خمس عشرة دقيقة على الأكثر، أي سيقرأ القارئ ثلاث ختمات في حوالي اثنتين وعشرين ساعة، وما بقي للصلوات المفروضة والنوم وبقية الأعمال! وإذا افترضنا أن الجزء الواحد يقرأ في عشر دقائق فيعقل أن يختم القارئ أربع ختمات في عشرين ساعة لا على سبيل المداومة إلا من شدد على نفسه وانقطع في حياته إلى قراءة القرآن لا غير.
أما أن يختم أكثر من أربع ختمات في اليوم والليلة فهذا مما لا يعقل! فما بالكم إذا كانت الختمة بين صلاتي الظهر والعصر! أو بين صلاتي المغرب والعشاء ولو أخرت العشاء! وما بالكم إذا كان الختم مرتين بين الصلاتين! فهذا مما لا يصح متنه وإن قيل بصحة إسناده! وإذا كان العلماء يستدلون على ضعف الحديث بمتنه ولو روي بإسناد ظاهره الصحة فما ظنكم بما يروى عن غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والذي أراه أن يوعظ الناس بما في كتاب الله عز وجل وبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وافق هديه من عمل الصالحين، فإنه هو الذي يوافق طبيعة الخلق، وأما ما يروى عن بعض الصالحين من الاجتهاد في العبادات إلى الحد الذي يعجز عنه أكثر أهل زماننا وزمانهم من الصالحين فإنه من أحوالهم الخاصة بهم، ولذا تروى عنهم مع التعجب، ولا أرى أن يوعظ به عامة الناس بل بعض خاصتهم؛ خاصة وأن بعض الوعاظ يروي تلك المرويات وكأنه يريد من الناس أن يصلوا إلى ما وصل إليه أولئك الصالحون، والناس في ظني يقعدهم مثل هذا الوعظ أكثر مما ينشطهم؛ لأنهم يرون ما يوعظون به مما يعجزون عنه.
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهجه مع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وغيره من الصحابة الذين أرادوا التبتل والانقطاع إلى العبادة والتشديد على أنفسهم؛ هو الهدي والمنهج الحق الذي ينبغي أن يوعظ الناس به.
أسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبسًا علينا فنضل.
وأسأله أن يعفو عن زللنا وتقصيرنا، وإن كثيرًا من تقصيرنا قد يدفعنا إلى رد ما يظهر ضعفنا والتشكيك فيما يبين عيوبنا، والله المستعان وهو العفو الغفور.
ورحم الله امرءًا بين لنا وجه الحق.(/)
وقفات مهمة مع قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Nov 2003, 02:39 م]ـ
وقال ابن عبد البر- رحمه الله - في سياق كلام له: (وأمَّا قوله: {هي السبع المثاني والقرآن العظيم} فمعناه عندي هي السبع المثاني التي أعطيت، لقوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87] فخرج {والقرآن العظيم} على معنى التلاوة.
وأولى ما قيل به في تأويل السبع المثاني أنها فاتحة الكتاب؛ لأن القول بذلك أرفع ما روى فيه وهو يخرج في التفسير المسند.
وقد روى عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} قال: فاتحة الكتاب (1)، قيل لها ذلك؛ لأنها تُثَنَّى في كل ركعة.
وقال بذلك جماعة من أهل العلم بتأويل القرآن، منهم قتادة.
ذكر عبدالرزاق عن معمر، عن قتادة في قوله: {سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} قال: هي فاتحة الكتاب، تُثَنَّى في كل ركعة مكتوبة وتطوع (2).
وقد روي عن ابن عباس أيضاً في السبع المثاني أنها السبع الطوال: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، وبراءة (3).
وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير؛ لأنها تُثَنَّى فيها حدود القرآن والفرائض (4).
والقول الأول أثبت عن ابن عباس، وهو الصحيح إن شاء الله في تأويل الآية، لما ثبت عن النبي - عليه السلام - في ذلك) (5) ا هـ.
فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب: {وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيتُ} أن الفاتحة هي السبع المثاني الذي أُعطي النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ}.
وأمَّا {القرآن العظيم} فليس المراد به أن الفاتحة هي القرآن العظيم، وإنَّما قال صلى الله عليه وسلم: {والقرآن العظيم} على معنى التلاوة للآية، أي قال ذلك موافقة لما جاء في الآية الكريمة.
وهذا على قول ابن عبدالبر - رحمه الله - كما يُفهم ذلك من قوله السابق.
وهذا القول فيه شيء من البعد، لأن روايات الحديث لاتدل عليه، بل معنى الحديث أن الفاتحة هي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم، الذي أوتيه صلى الله عليه وسلم.
ففي رواية الإمام البخاري لهذا الحديث: {الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني وهي القرآن العظيم الذي أوتيته} (6).
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم} (7).
وفي رواية عند الإمام أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أم القرآن: {هي أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي القرآن العظيم} (8).
وبناءً على هذه الروايات فالمعنى الصحيح للحديث هو ما ذكره الخطابي بقوله: (في قوله {هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته} دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم، وأن الواو ليست بالعاطفة التي تفصل بين الشيئين، وإنَّما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله: {فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68]، وقوله: {وَمَلَائِكَتِه وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98]) (9) ا هـ.
وعلى هذا فالفاتحة هي القرآن العظيم ولا مانع من إطلاق هذا الوصف عليها؛ لأن بعض القرآن يطلق عليه القرآن، ووصفها بأنها القرآن العظيم راجع إلى أنها أعظم سورة فيه، ولم ينزل مثلها في الكتب المنزلة كلها كما جاء في الأحاديث (10).
(وإنَّما عطف القرآن العظيم على السبع المثاني مع أن المراد بهما واحد وهو الفاتحة لما عُلم في اللغة العربيَّة من أن الشيء الواحد إذا ذُكر بصفتين مختلفتين جاز عطف إحداهما على الأخرى تنزيلاً لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات، ومنه قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ ا؟ لأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى. وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} [الأعلى: 1 - 4].
وقول الشاعر:
إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم) (11) ا هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فالقول الراجح الذي تؤيده الأدلة من السنة النبوية أن المراد بالقرآن العظيم في قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ} هو الفاتحة.
وأمَّا ما ذكره ابن جرير بقوله: (وأمَّا قوله: {وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ} فإن القرآن العظيم معطوف على السبع بمعنى: ولقد آتيناك سبع آيات من القرآن وغير ذلك من سائر القرآن) (12) ا هـ. فهو وإن كان صحيحاً إلاَّ أنه معنى مرجوح؛ لأن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن بالعظيم بأنه الفاتحة أولى، وهو بالرجحان أحرى.
وأمَّا ما ذكره ابن حجر في الفتح في شرحه لحديث أبي سعيد بن المعلى في فضل الفاتحة، وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته} (13) بعد أن ذكر قول الخطابي السابق ذكره فعقب عليه بقوله: (وفيه بحث لاحتمال أن يكون قوله: {والقرآن العظيم} محذوف الخبر، والتقدير ما بعد الفاتحة مثلاً، فيكون وصف الفاتحة انتهى بقوله: {هي السبع المثاني} ثُمَّ عطف قوله: {والقرآن العظيم} أي ما زاد على الفاتحة، وذكر ذلك رعاية لنظم الآية ويكون التقدير: والقرآن العظيم هو الذي أوتيته زيادة على الفاتحة) (14) ا هـ.
فهو قريب مِمَّا رجحه ابن عبدالبر، إلاَّ أنه فصّل فيه أكثر، وذكر أن في الكلام محذوفاً، وهذا مخالف للروايات الأخرى كما سبق بيانه، ولعل القول الحقيق بالتحقيق هو ما قاله الإمام ابن كثير - بعد ذكره حديث أبي هريرة الذي سبق ذكره وهو عند البخاري - بقوله: (وهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقرآن العظيم، ولكن لاينافي وصف غيرها من السبع الطوال بذلك لما فيها من هذه الصفة كما لاينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضاً كما قال تعالى: {ا؟ للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ} [الزمر: 23] فهو مثاني من وجه ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم أيضاً كما أنه عليه الصلاة والسلام لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فأشار إلى مسجده (15)، والآية نزلت في مسجد قباء، فلاتنافي فإن ذكر الشيء لاينفي ذكر ما عداه إذا اشتركا في تلك الصفة، والله أعلم) (16) ا هـ.
وقد ذكر ابن عبدالبر في شرحه السابق للحديث أن في معنى قوله تعالى: {سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} قولين لأهل التفسير:
الأول: أن المراد بها الفاتحة.
الثاني: أن المراد بها السبعُ الطوَل: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال وبراءة.
ثُمَّ رجح القول الأول؛ لأنه أرفع ما روي في ذلك وهو يخرج في التفسير المسند لما ثبت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - في ذلك.
وهو بترجيحه هذا يوافق أشهر وأكثر المفسرين في ترجيحهم لهذا القول، وهو القول الذي لاينبغي القول بخلافه؛ لأنه إذا ثبت الحديث وكان نصاً في تفسير الآية فلايُصار إلى غيره. وهذه قاعدة مهمة من قواعد الترجيح عند المفسرين (17).
ولهذا قال الإمام المالكي ابن العربي بعد أن ذكر الأقوال في معنى الآية: (المسألة الرابعة: في تحقيق هذا المسطور: يحتمل أن يكون السبع من السور، ويحتمل أن يكون من الآيات؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف قناع الإشكال، وأوضح شُعاع البيان؛ ففي الصحيح عند كل فريق ومن كل طريق أنها أم الكتاب، والقرآن العظيم - حسبما تقدّم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: {هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت} وبعد هذا فالسبع المثاني كثير، والكل محتمل، والنص قاطع بالمراد، قاطع بمن أراد التكليف والعناد، وبعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفسير، وليس للمعترض إلى غيره إلى النكير) (18) ا هـ.
وقد قرّر ذلك أيضاً الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - في أضواء البيان، وقال بعد كلام له في هذا الشأن: (وبه تعلم أن قول من قال: إنها السبع الطوال غير صحيح، إذ لا كلام لأحد معه صلى الله عليه وسلم. ومِمَّا يدل على عدم صحة ذلك القول: أن آية الحجر هذه مكية، وأن السبع الطوال ما أنزلت إلاَّ بالمدينة، والعلم عند الله تعالى) (19) ا هـ.
الحواشي والتعليقات
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) انظر: تفسير ابن جرير الطبري 7/ 537، وتفسير ابن كثير 2/ 538، وفتح الباري لابن حجر 8/ 233.
(2) انظر: تفسير الطبري 7/ 538.
(3) رواه النسائي كتاب الافتتاح، باب: تأويل قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} 2/ 139، 140، وأخرجه في التفسير في تفسير سورة الحج، باب: قوله تعالى: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} 1/ 634، 635 رقم [296]، وذكر ابن حجر في الفتح بأن سنده صحيح 8/ 8. وانظر: جامع الأصول رقم [685] 2/ 206.
(4) انظر: تفسير ابن جرير الطبري 7/ 538.
(5) الاستذكار 4/ 187، 188.
(6) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ ا؟ لْعَظِيمَ = 87} من حديث أبي سعيد بن المعلى رقم [4703] 8/ 232 مع الفتح.
(7) صحيح البخاري، الموضع السابق رقم [4704].
(8) رواه أحمد في المسند 2/ 448.
(9) انظر: فتح الباري 8/ 9.
(10) انظر: كتاب موسوعة فضائل سور وآيات القرآن للشيخ محمد طرهوني 1/ 33.
(11) أضواء البيان للشنقيطي 3/ 176، وانظر: تفسير القرطبي 10/ 55، والبيت يستشهد به كثيراً في كتب اللغة والتفسير ولم أرَ بعد البحث من عرف قائله. انظر: الدر المصون للسمين الحلبي 1/ 97.
(12) تفسير ابن جرير 7/ 542.
(13) سبق تخريجه ص 426.
(14) فتح الباري لابن حجر 8/ 9، وانظر أيضاً 8/ 233.
(15) أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب: بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي e بالمدينة رقم [1398] ص 547 من حديث أبي سعيد الخدري. وانظر: تفسير النسائي 1/ 558.
(16) تفسير ابن كثير 2/ 538.
(17) انظر: الكتاب القَيِّم: قواعد الترجيح عند المفسرين لحسين بن علي الحربي 1/ 191.
(18) أحكام القرآن لابن العربي 3/ 113.
(19) انظر: أضواء البيان 3/ 176.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Sep 2006, 12:37 ص]ـ
ولهذا قال الإمام المالكي ابن العربي بعد أن ذكر الأقوال في معنى الآية: (المسألة الرابعة: في تحقيق هذا المسطور: يحتمل أن يكون السبع من السور، ويحتمل أن يكون من الآيات؛ لكن النبي صلى الله عليه وسلم قد كشف قناع الإشكال، وأوضح شُعاع البيان؛ ففي الصحيح عند كل فريق ومن كل طريق أنها أم الكتاب، والقرآن العظيم - حسبما تقدّم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: {هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت} وبعد هذا فالسبع المثاني كثير، والكل محتمل، والنص قاطع بالمراد، قاطع بمن أراد التكليف والعناد، وبعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفسير، وليس للمعترض إلى غيره إلى النكير) اه
وبعد تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فلا تفسير.(/)
أتريد صورة مخطوط (على CD ) من مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا؟
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[27 Nov 2003, 09:18 م]ـ
أتريد صورة مخطوط (على CD ) من مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا؟
السلام عليكم
أخي الباحث!
إذا وقع اختيارك على أي مخطوط في التفسير و علوم القرآن من بين المخطوطات البالغ تعدادها نحو عشرة آلاف مخطوط في مكتبة جستر بيتي الشهيرة في إيرلندا، فنحن نقدم لك يد العون احتساباً.
و الله الموفق
و السلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2003, 09:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم.
وأرجو أن يستمر التعاون بهذه الصورة مع طلاب العلم، فالحاجة ماسة للوصول إلى كثير من المخطوطات في مكتبة شستر بتي بإيرلندا، والعوائق كثيرة للوصول إليها. فشكر الله لك حسن خلقك وتعاونك مع إخوانك ومحبيك.
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[27 Nov 2003, 09:33 م]ـ
على الرحب و السعة
فأنا أقيم حالياً في دبلن
و لن يعيق المساعي إلا أن تكون المخطوطة المطلوبة لم تصور بعد، فهذا يوجب الانتظار، و ربما يطول الانتظار
و ما توفيقي إلا بالله(/)
من أسماء الله الحسنى غافر، غفار، غفور - مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم
ـ[د/ سعيد جمعة]ــــــــ[27 Nov 2003, 09:37 م]ـ
(افتتاحية البحث)
الحمد لله، غافر الذنب، وقابل التوب، وساتر العيب، سبحانه يغفر ذنوبَ المذنبين كرماً، ويعفو عن المسيئين حلماً، يحب من عباده أن يستغفروه ليلاً ونهاراً، فيغفر لهم إنه كان غفاراً.
وأصلى وأسلم على من أرسل الله ُإليه قوله الكريم: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الحجر:49)
وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا بحث بياني بعنوان: من أسماء الله تعالي (غافر، غفور، غفار) مقاماتها ودلالاتها في القرآن الكريم.
والمعلوم أن الله تعالي (وصف نفسه بكونه غافراً، وغفوراً، وغفاراً)، وبأن له غفراناً، ومغفرة. وعبر عنها بلفظ الماضي والمستقبل والأمر ............
كما أن للعبد أسماء ثلاثة فهو ظالم وظلوم وظلام.
ولله تعالي في مقابلة كل واحد من هذه الأسماء اسم. فكأنه تعالي يقول:
إذا كنت ظالماً فأنا غافر
وإذا كنت ظلوماً فأنا غفور
وإذا كنت ظلاماً فأنا غفار
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه 82
ولقد نبه الله تعالي في قرآنه الكريم على أسمائه الحسنى ليُعّرف بها ويدل بها عليه فقال (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف:180)
ومن الواجب على البحث البياني في كتاب الله تعالي – تبيان دلالة هذه الأسماء ومقاماتها وعلاقاتها بسياقاتها، ليكون الدعاء بها عن علم ومعرفة.
ولقد أرسي الإمام عبد القاهر – رحمه الله – مما أرسي من القواعد- أن الألفاظ لا تتمايز من حيث هي، ولا يفضل بعضها بعضاً حال انفرادها عن النظم، وبعدها عن التأليف، إلا من حيث الخفّة على اللسان، أو الثقل، ........ والاستعمال، أو قلة الاستعمال.
فليس اسمه سبحانه (غفّار) أدل على الذات من اسمه سبحانه (غفور) أو (غافر)، فالكل دلالتهم على ذاته سبحانه سواء.
وهذا البحث معنىٌ في المقام الأول بدلالة كل اسم في سياقه، ومراد كل كلمة من خلال (مكانها في النظم وحسن ملاءمة معناها لمعاني جاراتها وفضل مؤانستها لأخواتها .... وحسن الاتفاق بين هذه وتلك)
فهذا البحث ليس في بيان معاني بعض الأسماء المجردة المتشابهة المواد، إنما هو بحث في المقامات وأثرها في دلالة هذه الأسماء.
إنه بحث في العلاقات، والقرائن، والسياقات المتنوعة داخل السورة وداخل القرآن، وكيف تُشَكِّلُ هذه السياقات معاني هذه الأسماء؟
وغايتي في هذا البحث محاولة الكشف عن وجه من وجوه الإعجاز البياني التي لا حصر لها، من خلال علاقة كل اسم بسياقه ومقامه، وبيان وجه اصطفائه دون غيره، واصطفاء صيغته، ومكانه وإعرابه ... وغير ذلك، حتى ينكشف للقارئ باب من أبواب الإحكام في هذا الكتاب حيث قال ربنا سبحانه (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) هود:1
منهج البحث
يعتمد هذا البحث على المنهج التحليلي الذي يبدأ بالنظر في الكليات العامة مثل مضمون السورة وسياقها، وما يشاع فيها.
ثم النظر في سياق الاسم خاصة، وما يحيط به.
ثم الوصول إلى دلالة الاسم من خلال هذه العائلة الدلالية الكبيرة ولقد اتبعت عدة خطوات في هذا التحليل ومنها:
1 - إحصاء أسماء الله تعالي، موضوع البحث (غافر – غفار – غفور).
2 - تصنيف هذه الأسماء من حيث الكثرة والقلة.
3 - تحليل كل اسم بداية بـ (غافر الذنب) حيث لم يرد إلا مرة واحدة، ثم (غفار) حيث ورد خمس مرات، ثم (غفور) حيث ورد إحدى وتسعين مرة.
4 - اعتمد التحليل على المقارنات بين الأسماء عند اقترانها بغيرها، حيث اقترن اسمه (الغفار) باسمه (العزيز) فقط.
أما اسمه الغفور فقد اقترن بستة أسماء وهي (الرحيم – الحليم – العزيز – العفوّ – الشكور – الودود).
5 - اعتمد التحليل أيضاً على بيان أثر الجملة في دلالة كل اسم، فقد يأتي الاسم خبراً لمبتدأ، وقد يأتي خبراً لكان، وقد يأتي خبراً (لإن) وقد يأتي مفعولاً، وقد يأتي مجروراً بحرف الجر ...... الخ.
6 - اعتمد التحليل أيضاً على بيان موقع كل اسم من التركيب ودلالة هذا الموقع من حيث التقديم والتأخير.
-------
خطة البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
حوى هذا البحث أربعة فصول مسبوقة بافتتاحية وبيان للمنهج والخطة ومتلوّة بخاتمةٍ وفهارس.
أما الافتتاحية:
فلقد تناولت فيها موضوع هذا البحث، وأهميته، وغايتي فيه.
وأما منهج البحث:
فلقد وضحت فيه طريقة العمل وكيفية التناول لهذه الأسماء.
وأما خطة البحث:
فأبرزت فيها تقسيماته، وعناصره، وطريقة إبرازها للقارئ الكريم وتشمل الآتي:
الفصل الأول: الدلالات العامة للمادة والأسماء، وحوى عدة نقاط:
1 - دلالة غَفَرَ في اللسان العربي.
2 - دلالة غَفَرَ في القرآن الكريم.
3 - الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاث (فاعل – فعّال – فعول).
4 - هل صفات الله –تعالي- قائمة على المجاز؟
5 - الأسماء الثلاثة بين التعريف والتنكير.
6 - الأسماء الثلاثة بين مجيئها في الفاصلة وتقدمها في الآية0
07 - الأسماء الثلاثة بين الاعتناق مع غيرها والتفرد.
الفصل الثاني:تبيان اسم الله تعالي (غافر) وفيه:
1 - إعراب (غافر الذنب) في سورة غافر.
2 - أثر السياق في بيان المراد من قوله: (غافر الذنب).
الفصل الثالث: اسمه (الغفار) مقاماته ودلالاته وحوى عدة نقاط:
1 - مواقع ذكر هذا الاسم الجليل.
2 - تبيان اسمه (غفار) بين سورتي (طه ونوح).
3 - دلالته في سورة طه.
4 - دلالته في سورة نوح0
5 - تبيان اسمه (الغفار)
الفصل الرابع:تبيان اسمه (الغفور) في القرآن الكريم ويحوى أربعة مباحث ...
في المبحث الأول:اسمه (الغفور) بين التعريف والتنكير.
المبحث الثاني:موقع اسمه (الغفور) من الإعراب وفيه:
1 - وروده مجرورا بحرف الجر 0
2 - وروده منصوبا 0
3 - وروده مرفوعا 0
المبحث الثالث:اسمه (الغفور) بين الاعتناق مع غيره والانفراد، وفيه.
1 - اعتناق الغفور والرحيم.
2 - اعتناق الغفور والحليم.
3 - اعتناق العزيز والغفور.
4 - اعتناق العفو والغفور.
5 - اعتناق الغفور والشكور.
6 - اعتناق الغفور والودود0
الخاتمة:وفيها ألخص ما حواه البحث، مستعرضاً بعض النتائج وما أراه من توصيات.
ثم الفهارس وفيها: فهارس الموضوعات،و ثبت بأهم المراجع والمصادر.
والله من وراء القصد
سعيد أحمد جمعة
جامعة الأزهر
****
دلالة غَفَرَ في اللغة
أعني بالمادة هنا: مادة (غفر) وبالأسماء: الأسماء الثلاثة (غافر – غفار – غفور).
يقول ابن فارس: (الغين والفاء والراء: عُظْمُ بابِه الستر، ثم يشذّ عنه ما يُذْكر.
فالغَفْرُ: الستر، والغُفْران والغَفْر بمعني، يقال: غَفَرَ الله ذنبَهم غفراً ومغفرة وغفراناً .... ويقال: غفر الثوب , إذا ثار زئبرُهُ، وهو من الباب، لأن الزئبر يغطي وجه الثوب، والمِغْفَرُ معروف، والغِفَارةُ: خِرقة يضعها المدّهن على هامته، ويقال: الغفير: الشعر السائل في القفا.
وذكر عن امرأة من العرب أنها قالت لابنتها (اغفري غفيرك) تريد: غطيه.)
ويقول الزجاج: (أصل الغفر في الكلام:الستر والتغطية، ومعنى الغفر في الله تعالي: هو الذي يستر ذنوب عباده، ويغطيهم بستره كما جاء في الدعاء (يا ستّار استرنا بسترك الحسن الجميل).
وعند ابن منظور: (أصل الغَفْر في الكلام: التغطية والستر، غَفَرَ الله ذنوبه أي سترها، والغفر: الغفران.
وفي الحديث كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانَكَ الغفران: مصدر وهو منصوب بإضمار أطلب ...........
وقد غَفَرَهُ يغفره: غفراً: ستره، وكل شئ سترته فقد غفرته.
ومنه قيل للذي يكون تحت بيضة الحديد على الرأس: مغفر ...
وتقول العرب: أصبُغ ثوبَك بالسواد فهو أغفرُ لوَسَخِه، أي أحْمَل له وأغطي له، ومنه: غفر الله ذنوبَه، أي سترها، وغفرت المتاع جعلته في الوعاء ... وغَفَرَ المتاع في الوعاء يغفره غفراً، وأغفره: أدخله وستره وأوعاه.
وكذلك غفر الشيب بالخضاب وأغفره. قال.
حتى اكتسيتُ من المشيبِ عمامةً ... غفراءَ أغفَرَ لونُها بخضاب 0
وكل ثوب يغطي به شيء فهو غفارهُ، ومنه غفارة الذنّون تُغَشّي بها الرحال، وجمعها غفارات وغفائر.
وفي حديث عمر: لما حصّب المسجد قال: هو أغفر للنخامة أي:أسترله والغَفْرُ والمغفرة: التغطية على الذنوب والعفو عنها .... والغُفْرَةُ: ما يغطي بها الشيء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
والغُفْرُ أيضاً: هُدْبُ الثوب وهُدْبُ الخمائص، وهي القُطُف دقاقها ولينها،وليس هو أطراف الأردية ولا الملاحف ... وغُفْرُ الكلأ: صغارُهُ، وأغفرت الأرض نبت فيها شيء منه ...
وغَفَرَ الجُرْحُ ويغفر غفراً: نُكِسَ وانتُقِض ... ويُقال للرجل إذا قام من مرضه ثم نُكس:غُفِر)
وفي كتاب التعريفات للجرجاني 0
(المغفرةُ:سترُ القادر للقبيح الصادر ممن تحته، حتى إن العبد إذا سترَ عيبَ سيدِه خوفَ عقابه لا يُقال: غَفَرَ له.)
ويقال: (اللهم غفراً، وليست فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنب أحد، قال
يا قوم ليست فيهم غفيرة. . فامشوا كما تمشى جمال الحيرة
أي فامشوا إلى حربهم مشي جمال الحيرة.).
(ومن المجاز: قول زهير:
فلاقت بياناً عند آخر معهد أضاعت فلم تُغْفَرْ لها غفلاتُها
أي لم تغفر السباع غفلتها عن ولدها فأكلته.)
(والغفير: الكثير، ويقال جاء القوم جماً غفيراً، أي جاءوا جميعاً)
وتلك دلالة الصيغة كما يبدو.
خلاصة ما سبق:
إن دلالة هذه المادة (غ – ف – ر) تدور حول عدة أمور منها:
1 - الستر والتغطية وهذا هو الأصل، ويشتق من اللفظ كلمات تطلق على هذا المستور، فالغفير:هو القفا، والمغفر: ما يوضع على الرأس ليستره، والغفارة: الثوب يغطى به الشيء.
2 - كما يطلق اللفظ على الأشياء الدقيقة مثل هُدب الثوب حيث يقال له غَفْر، ويقال أيضاً للنبات الصغير (غَُفْرُ الأرض).
ولعل ذلك يربط بين المغفرة وصغائر الذنوب.
3 - كما أن الكلمة تدل على عكس الستر فتعني الكشف والانفتاح، كما في (غفر الجرح) بمعنى انتقض وفُتِحَ وانكشف ما فيه.
4 - تدل الكلمة أيضاعلى العفو عن هذا الذنب المغفور فالمغفرة ستر يتبعه عفو.
5 - وفي دلالة الكلمة أيضاً معنى الغلبة والقدرة فلا يقال (غَفَرَ) إلا عن اقتدار وتمكن، مما يعني أن المغفرة بداية العفو.
وهكذا تلين الكلمة وتطوع؛لأن للسياق دوراً في توجيه المراد منها،لكن تبقي مع هذا معقودة بأصلها وهو الستر والتغطية
دلالة (غَفَرَ) في القرآن الكريم.
يقول الأصفهاني: (الغَفْرُ: إلباسُ ما يصونه عن الدنس، ومنه قيل: اغفر ثوبك في الوعاء، واصبغ ثوبك فإنه أغفر للوسخ، والغفران والمغفرة من الله تعالي، هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب .. قال: غفرانك ربنا .. ومغفرة من ربكم .. ومن يغفر الذنوب إلا الله، وقد يقال: غفرله إذا تجافي عنه في الظاهر وإن لم يتجاف عنه في الباطن نحو قوله تعالي: (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الجاثية:14)
والاستغفار: طلب ذلك بالمقال والفعال .. وقوله (استغفروا ربكم) لم يؤمروا بأن يسألوه ذلك باللسان فقط، بل باللسان وبالفعال، فقد قيل: الاستغفار باللسان من دون فعل ذلك بالفعال فعلُ الكذّابين وهذا معني: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر:60)
(والغافر والغفور) في وصف الله تعالي نحو (غافر الذنب) (إنه غفور شكور) والغفيرة: الغفران، ومنه قوله: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) (إبراهيم:41)
وقيل: اغفروا هذا الأمر بمغفرته أي: استروه بما يجب أن يستر به) (والغفّار: الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة، فلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً.)
وإذا كان هذا المعني لا يبعد كثيراً عن المعني اللغوي، إلا أن المغفرة في القرآن الكريم، من خلال الأسماء الحسنى (غافر – غفار – غفور) تكتسب ظلالا أخرى وتتشرب من عيون السياقات المتنوعة دلالات جديدة، لكنها في الختام تعود إلى الأصل وهو: الستر والتغطية.
وهذا سيتضح من خلال تحليل النماذج وسياقاتها داخل كل سورة.
الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاثة
(فاعل ـ فعّال ـ فعول)
يرى النحاة أن اسم الفاعل هو [الجاري مجرى الفعل في اللفظ والمعنى ... ويعمل عمل الفعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ....... ]
[وليس القصد بقولهم: اسم الفاعل: اسم الصيغة، بل المراد اسم ما فعل الشيء]
[فهو اسم مشتق من الثلاثي يدل على شيئين:
1 - معنى مجرد عارض ليس بدائم ويسميه العلماء: الحدث.
2 - فاعل هذا المعنى المجرد ويسميه العلماء: الذات]
(يُتْبَعُ)
(/)
[وصيغة فاعل تحتمل في دلالتها على الحدث: القلة والكثرة، فإذا أريد الدلالة على كثرة الحدث (كماً أو كيفًا) حُوّلت –فاعل- إلى إحدى صيغ المبالغة].
ومعنى هذا أنه [عند صياغتنا اسم الفاعل فإننا نقصد شيئين:
المعنى المجرد وصاحبه، دون اهتمام ببيان درجة المعنى قوة أو ضعفاً وكثرة أو قلة.
وأما عند استخدامنا (صيغة المبالغة) فإننا نقصد إلى الأمرين معاً مزيداً عليهما بيان الدرجة كثرةً وقوةً.
[ودلالة اسم الفاعل العارضة قد تكون في حق غير الله تعالى لصحة قيام الأفراد لنفس الحدث لكن في حق الله تعالى فإن دلالة الدوام ثابتة فقولنا (غافر) مثلاً .... الغفران لا يكون إلا من الله ولذلك لا يقال: غافر الذنب إلا لله تعالى.
أما غيره فيجوز أن يقال له: غافر ذنب فلان، أو غافر الذنب الفلاني، فيتخصص الذنب بصفته أو بصاحبه.
أما إطلاق الذنب وتعريفه بـ (ال) فيشير إلى عمومه، فـ (ال) في [الذنب] للجنس وليس للعهد فالله تعالى غافر لجنس الذنوب ولذلك قال:
(إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر53)] أو أنه غافر للذنوب في جميع الأزمنة [واسم الفاعل إذا أريد به زمان مستمر كانت إضافته لفظية، والزمان المستمر يشمل الماضي والحاضر والمستقبل ...
وإذا كان للثبوت كان غير عامل وكانت إضافته حقيقية]
أما صيغة (فعال) و (فعول).
فهما من صيغ المبالغة لاسم الفاعل وهذا يعني أن أصلهما اسم الفاعل لكن بولغ فيه.
والمبالغة [أن يذكر المتكلم وصفاً فيزيد فيه حتى يكون أبلغ في المعنى الذي قصده وهي ضربان:
- مبالغة بالوصف بأن يخرج إلى حد الاستحالة ومنه: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) (النور:35)
- ومبالغة بالصيغة: وصيغة المبالغة هي [فعلان كالرحمن - وفعيل كالرحيم – وفعال كالقهار – وفعول كغفور ... وفَعِل كحذر].
[وصيغ المبالغة تشتق من الفعل الثلاثي المتعدى فقط لتدل على معنى اسم الفاعل مع المبالغة في المعنى وتأكيده وتقويته.
ومعنى المبالغة: تكرير أصل الفعل وتوكيده]
وكلام العلماء يفيد أن صيغة (فاعل) لا مبالغة فيها حتى إذا أردنا المبالغة تُحول صيغة فاعل إلى فعال أو فعول أو مفعال ....... الخ
وهذا يثير سؤالاً، وهو: هل المعنى في (فاعل) أقل من المعنى في (فعول) أو (فعال)؟
لقد قال العلماء [إن (فعال) أبلغ من (فاعل) وقالوا إن (ضروب) ناب عن قولك: (ضارب وضارب وضارب)]
ولقد [سأل الصاحب بن عباد القاضي عبد الجبار المعتزلي عن قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) (الإنسان:3)
كيف غاير بين الصفتين وجعل المبالغة من جانب الغفران؟
فأجاب أن نِعَم الله تعالى على عباده كثيرة وكل شكرٍ يأتي في مقابلها قليل، وكل كفر يأتي في مقابلتها عظيم، فجاء (شكور) بلفظ (فاعل) وجاء (كفور) بلفظ (فعول) على درجة المبالغة .. فتهلل وجه الصاحب)
كما أن البيهقي في كتابه الأسماء والصفات: وهو يشرح معاني هذه الأسماء يقول:
(غافر: الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه به، فيُشهره ويفضحه.
والغفار: هو المبالغ في الستر فلا يشهر الذنب في الدنيا، ولا في الآخرة.
والغفور: هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ويزيد عفوه على مؤاخذته)
كل ذلك قالوه، لكن الذي أميل إليه أن المبالغة وعدمها إنما تكون عند استعمال هذه الصيغ في حق الإنسان، فيقال صابر وصبور، وآكل وأكول، وأكال، فالمبالغة وزيادة المعني في (فعول وفعال) مفهومه، لكن عند استعمال هذه الصيغ في حق الله تعالي، فالأمر يختلف ولذلك قال الزركشي: إن المبالغة هنا إنما هي [بالنسبة إلى تكثير التعلق، لا بالنسبة إلى تكثير الوصف، فاسمه (الغفار) مثلاً يعني (الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أخرى وكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً)] ......
وقد سئل أبو على الفارس:
هل تدخل المبالغة في صفات الله تعالي؟
فأجاب بالمنع، لأن الله تعالي ذم من نسب إليه الإناث، لما فيه من النقص فلا يجوز إطلاق اللفظ المشعر بذلك.)
وعلى هذا فإن صفات الله تعالي التي جاءت على صيغة المبالغة، والتي جاءت علي غيرها سواء في الدلالة على ذاته سبحانه واتصافه بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو سبحانه (غافر الذنب) فإذا نظرنا إلى عدد الذنوب المغفورة أو إلى عدد من غفر لهم من الخلق قلنا: إنه (غفار) وإذا نظرنا إلى عظم الذنوب وأحجامها قلنا: إنه (غفور) 0
زد على ذلك أن القول بأن فيها مبالغة يجعلها شبيهة بصفات البشر، فالفروق في الصيغ يلحظ فيها المبالغة بالنسبة للناس، وفرق بين صفات البشر، وصفات رب البشر
(ومن الإيمان بالاسم: الإيمان بما دل عليه من معني: فلكل اسم معنى يخصه غير الاسم الآخر، وكلها اتفقت في دلالتها على الذات.
كما أن من الإيمان بالاسم .. الإيمان بأن الله سبحانه وتعالي منزه عن مماثلة المخلوقين .. لقوله تعالي (ليس كمثله شيء)
وهنا يثار سؤال وهو: إذا كان (فعول وفعال) موضوعين للمبالغة فما وجه تكرارهما؟
يقول الزجاج: [وإنما جاز تكرارها، وإن كانا بمعني واحد وأنت لا تكاد تقول في الكلام: فلان تروك للفواحش، تراك لها، وصروف عن القبائح صراف عنها إلا لمعنيين:
أحدهما: أن اختلاف الموضوعين يحسن من ذاك ما لا يحسن مع المجاورة، ألا تراهم أجمعوا على أن الإيطاء مع بعد الموضع، ليس هو مثله مع قرب الموضع0
والوجه الآخر: أن هذا يحسن في صفات الله تعالي وإن كان لا يحسن في أسامي المخلوقين وصفاتهم، لأنهم لم يبلغوا قط في صفة من الصفات المنتهي، والله تعالي المتناهي في هذه الصفات التي تمدح بها، فيحسن فيه من ذلك ما لا يحسن في غيره]
فالفروق بين الصيغ إذاً إنما هي من حيث تعلقها بالمذنبين وبالذنوب، وليست من حيث تعلقها بالله تعالي، وفرق بين الأمرين كبير.
هل صفات الله – تعالي – قائمة على المجاز؟
(قيل إن صفات الله التي جاءت على صيغة المبالغة كلها مجاز، لأنها موضوعة للمبالغة، ولا مبالغة فيها، لأن المبالغة، أن تثبت للشيء أكثر مما هو له، والمعلوم أن صفاته سبحانه متناهية في الكمال ولا يمكن المبالغة فيها.
كما أن المبالغة تكون في صفات تقبل الزيادة والنقصان، وصفات الله تعالي منزهة عن ذلك.
والتحقيق أن صيغ المبالغة قسمان:
أحدهما: ما تحصل المبالغة فيه بحسب زيادة الفعل.
والثاني: بحسب تعدد المفعولات.
ولا شك أن تعددها لا يوجب للفعل زياد، إذ الفعل الواحد قد يقع على جماعة متعددين.
وعلى هذا القسم تنزل صفاته تعالي ويرتفع الإشكال.
فالمبالغة مصروفة إلى مجموع الأفراد التي دل السياق عليها فهي بالنسبة إلى كثرة المتعلق لا الوصف.)
أضف إلى ذلك أن المجاز قائم على الادعاء وأسماء الله تعالي قائمة على الحقيقة.
ومن كل ما سبق فإني أرى أن أسماء الله تعالي وإن كانت قد جاءت على صيغ تعارف عليها أهل اللغة أنها للمبالغة مثل: (فعال وفعول) إلا أن أسماء الله تعالي وصفاته لا مبالغة فيها.
ويبقي السؤال، وهو: ما حكمة وضعها على هذه الصيغ؟.
ولعل السبب في ذلك أن العرب – وقد نزل القرآن بلغتهم – لما ترسخ في عقولهم أن هذه الصيغ بلغت المنتهي في الدلالة، وأريد ترسيخ معنى أن صفات الله تعالي بالغة هذا الحد، وضعت هذه الصفات على تلك الصيغ لترتسم في قلوب المسلمين مدى ما وصلت إليه هذا الصفات، وأنها لا زياد عليها.
الأسماء الثلاثة بين التعريف والتنكير:
وردت هذه الكلمات في القرآن الكريم مرة دون [أل]، ومرة فيها [أل] فقيل (إن الله غفور رحيم) (وكان الله غفوراً رحيماً) و (نزلاً من غفور رحيم) كما قيل: (إنه هو الغفور الرحيم) و (وهو العزيز الغفار).
لكن الشائع، والأغلب في هذا الاسم وروده دون (أل) حيث ورد معرفاً أربع عشرة مرة من بين إحدى وتسعين مرة ورد فيها الاسم الكريم.
وهذا يفيد أن المقصود الأعظم من ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم النفوذ إلى الصفة .. أعني: إلى المغفرة، وجذب القلوب إليها أولاً، ذلك لأن [لام التعريف تدخل الأعلام للمدح والتعظيم]
وقيل [إن اللام في الأسماء: تفخيم الجرس، وفي المعني: توفير المسمي وتعظيمه]
ولما كان التعظيم والتفخيم والتوقير مستفاداً من أسماء أخر، كان الأصل في اسمه [الغفور والغفار] إبراز الصفة.
[وقد صح أن ما جاء من الأعلام وفيه لام التعريف إنما ذلك لما فيه من معنى الفعل والوصفية.]
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا فالمقصود الأعظم من ذكر الغفور- معرفاً كان أو نكرة إنما هو القصد إلى المغفرة، والدلالة عليها، وتوكيدها، وقد يفاد من الألف واللام فيها القصر، أو التعظيم أو غير ذلك من المعاني المستفادة من التركيب والسياق لكن الأصل في الاسم أياً كانت صيغته هو الدلالة على الصفة.
الأسماء الثلاثة بين مجيئها في
الفاصلة وتقدمها في الآية
جاءت الأسماء الثلاثة في الآيات القرآنية في جملة الفاصلة عدا ثلاثة مواضع، منها اسمه (غافر) وهو الاسم الذي ذكر مرة واحدة في القرآن الكريم، وجاء في بداية الآية الثالثة من سورة غافر من قوله تعالي (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) (غافر:3)
ثم ورد اسمه (الغفار) ضمن أول الآية في سورة طه رقم 82 وذلك قوله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى).
ثم ورد اسمه (الغفور) ضمن أول الآية في موضع واحد وذلك في سورة الكهف رقم 58 وفيه: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) (الكهف:58)
وقبل الوقوف على دلالة ذلك أود أن أقف على الفاصلة قليلاً.
[فالفاصلة هي الكلمة التي تكون آخر الآية، نظيرها قرينة السجع في النثر وقافية البيت في الشعر ..... أو هي الكلام المنفصل مما بعده،وقد يكون رأس آية وغير راس آية،وهي الطريقة التي يباين بها القرآن سائر الكلام،وتسمي فواصل لأنه ينفصل عندها الكلامان00
وما ثبت أن النبي وقف عليه دائماً تحققنا أنه فاصلة وما وصلة دائماً تحققنا أنه ليس فاصلة، وما وقف عليه مرة ووصلة أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريف الفاصلة، أو لتعريف الوقف، واحتمل الوصل أن يكون غير فاصلة.]
ومعلوم أن عناية القدماء بختام الكلام لا تقل عن عنايتهم بمقدماته ولقد جرى القرآن الكريم على سنن العربية حين ختم آياته بهذه الفواصل، ولقد نظر العلماء إلى بعض التصرف في الكلام فوجدوا أن هذا التصرف إنما كان من أجل الفاصلة، ورعاية لها ... من ذلك مثلاً:
في قوله تعالي (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) (القمر:41).
قالوا: [أخر الفاعل من أجل الفاصلة .. وأخر الفعل من قوله (ومما رزقناهم ينفقون) البقرة 3 لتوافق رءوس الآي.
وتأخيرُ الاستعانة عن العبادة في قوله (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5).
لأجل الفواصل، وألحقت الألف في كلمة (الظنونا) في قوله (وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10) من أجل الفاصلة، أو كما يقولون [من أجل التناسب وإفراغ الكلام في قوالب التقفية وتحليتها بمناسبات المقاطع.]
مما يعني أن الاهتمام بالفواصل حدا بالعلماء إلى اعتبار بعض مواضع التقديم والتأخير، والزيادة، والنقص، والإفراد، والتثنية، وغير ذلك أنه من أجل الفواصل .. فلم كل هذا؟
لأن الفاصلة كأنها تلخيص لمراد الآية، وتعقيب عليها، وتعليل لها؛ لذلك ولغيره، كانت العناية بها، فوُضع لها إطارٌ نغمي خاص، وبُنيت بناءً خاصاً،
لإبراز ما فيها من عناصر الجمال، أو كما يقول صاحب كتاب الفاصلة في القرآن الكريم: إنها تمثل عنصر الجمال البارز في الآيات وهي قائمة على [قانون الإيقاع، وقانون العلاقات]
وهنا يبرز السؤال المهم:
إذا كانت الفاصلة قد حازت على هذا القدر من العناية فما وجه ختم الآيات بفاصلة تحوى أسماء الله الحسنى؟
إن القرآن الكريم وعد، ووعيد، وتبشير وتهديد، وإخبار، وإعلام وتشريع لأحكام ... وغير ذلك من الأمور التي يكثر دورانها في القرآن الكريم، والمعلوم أن كل اسم من أسماء الله الحسنى يحمل صفة كأنما هي إيجاز لهذه المعاني، وبيان لها، فهو سبحانه الغفور، وكذلك هو العزيز .. هو العفوّ، وكذلك هو المنتقم .. هو الرءوف الرحيم، وكذلك هو القوي المتين ..
وكأن هذه الأسماء أختام وتوقيعات ربانية على المعاني التي في الآيات لتُوَثقها، وتعللها وتؤيدها، وتمنحها بعد التوضيح تأكيداً وبعد التعليل حسناً أكيدا، ولم لا، والنفس تأنس بهذه النغمات التي تبرزها الفواصل، فإذا كان هذه النغم ناشئاً من أسماء الله الحسنى كان الجمال أبهر، والحسن أزهر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا تذكرنا أن الفاصلة غالباً ما تحوى اسمين من أسمائه الحسنى علمنا أن هناك ضرباً من الإيقاع الذي يقوم تارة على التقابل كما هو الحال بين (العزيز والغفار)، أو يقوم على التوازي كما بين (الغفور والرحيم) أو يقوم على التتابع كما بين (الغفور والشكور).
وهكذا تزداد الفاصلة بهاءً بأسمائه الحسنى ويزداد المعني في الآيات توكيداً بهذه الفواصل.
تبيان مجئ الأسماء الثلاثة بين
الاعتناق والتفرد
لا خلاف على أن دلالة الكلمة، ومعناها ومضامينها تزداد نمواً، من خلال التركيب وأن الكلمة – وهي منفردة – لها دلالة المادة والصيغة فقط، فإذا أُخذت هذه الكلمة ووضعت في أسرة تركيبية، رأيت المعني وقد اكتسب ظلالاً دلالية أخرى.
هذا يعني أن الكلمة لا تعطي معناها من ذاتها فقط، بل هناك روافد تضيف إليها وتصبغها بعالمها، ومن هذه الروافد – بعد المادة والصيغة: مكان الكلمة في الجملة، وموقعها من الإعراب، ثم قرينها وأليفها.
نعم ... فالكلمة كالإنسان، بل إن الكلمة إنسان، يأنس بغيره ولا يحيا إلا في مجتمع وأسرة،وكما أن للإنسان صديق حياة، ورفيق وجود، فإن هناك كلمات لا تكاد ترى إلا في صحبة قرين لها، وقليلاً ما تجدها إلا وهي في صحبة أليفها، تلكم هي أسماء الله الحسنى.
فلا يكاد القارئ يقرأ كتاب الله، فتقع عينه على اسمه سبحانه (الغفور) إلا وتقع في ذات الوقت على اسم آخر مثل (الرحيم) وكذلك لا يكاد يأتي اسم (العزيز) إلا في صحبة اسمه (الحكيم) أو اسم آخر تقتضيه دلالات السياق والمقام.
لذلك كان وجود أحد هذه الأسماء دون قرين له من أخوته أمراً يدعو إلى التوقف، وبيان وجه المجئ منفرداً عن أليفه، وبعيداً عن قرينه.
والأسماء الثلاثة (غافر – غفار – غفور) لم تأت منفردة إلا في ثلاث آيات:
الأولي: في سورة الإسراء في قوله الله تعالي (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً) (الاسراء:25)
الثانية: في سورة طه، في قوله تعالي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (آية:82)
والثالثة في سورة نوح، في قوله تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) آية 10.
وعودة إلى سياق كل موضع يتبين الآتي:
في سورة الإسراء كان السياق في شأن بر الوالدين والإبلاغ في النهي عن العقوق فبدأ ذلك بقوله (لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً) أية 22.
ليكون مرتكزاً لما سيأتي بعد ذلك، وأن العقوق للوالدين فرع من الشرك فجاءت الجمل حاملة صيغ النهي المتتابعة، المشعرة بالغضب على كل من خالف، فقالت في البداية () وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (الإسراء:23) لتربط بين القضيتين لأنهما من مشكاة واحدة ثم قيل:
لا تقل لهما أف
لا تنهرهما.
قل لهما قولاً كريماً.
أخفض لهما جناح الذل ...
قل رب احمهما ...
ربكم أعلم بما نفوسكم!!
وهذه الدفقات الإنذارية المتتابعة تضفي على الجو العام شعوراً بالرهبة لكل من خالف أمراً أو نهياً في هذه الرسائل المتلاحقة.
ثم قيل تعقيباً (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) (الإسراء:25)
أي [ثم فرطت منكم في حال الغضب وعند حرج الصدر، وما لا يخلو منه البشر أو لحميّة الإسلام – هنة تؤدي إلى أذاهما، ثم أنبتم إلى الله واستغفرتم منها فإن الله غفور] كذا فقط 0
فالذنب مغفور فقط، وأين الرحمة؟
إن علمها عند ربي، فالسياق حجزها هنا وأتي باسمه (الغفور) فقط ليضيف إلى التهديد تهديداً آخر.
ويلحظ أيضاً أن هذه المغفرة ليست لمن تاب وأناب، بل للأوابين المداومين على التوبة والاستغفار، وما رأيت ذنباً كهذا في دين الله!!.
----------------
أما الموضع الثاني والذي جاء في سورة طه وفيه قوله تعالي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) آية 82.
فقد جاء في معرض عد النعم لبني إسرائيل التي أنعم الله بها عليهم في الدنيا وهي
1 - قد أنجيناكم من عدوكم.
2 - واعدناكم جانب الطور الأيمن.
3 - نزلنا عليكم المن والسلوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - إني لغفار – أي أستر على العاصي في الدنيا ولا أفضحه.
وليس من النعم التي أنعم الله بها عليهم في الدنيا ما يشير إلى الرحمة أو العفو أو نحو ذلك لأن هذه أمور متعلقة بالآخرة، أما ستر المذنب وعدم فضحه بين الناس فهي نعمة من الله تشبه النجاة من فرعون وإنزال المن والسلوى.
لذلك اقتصر هنا المجيء على اسمه (الغفار) دون أن يُلحق به اسم آخر من الأسماء الحسنى.
---------------------
أما الموضع الثالث وهو موضع سورة نوح فيقول الله تعالي فيه:
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) آية 10.
و السياق هنا سياق ترغيب بالماديات، وبنعم الدنيا أولاً، وكأنهم كانوا يجنحون إلى الإيمان المادي الملموس، المشاهد، فجاءت دعوة نوح عليه السلام لتذكرهم بهذه النعم المادية، وفيها: ستر الله عليهم وعدم فضحهم وكشف عيوبهم، ثم إرسال الغيث، وزيادة الأموال والبنين وإنبات الأرض جناناً، وشق الأنهار وخلق السماوات طباقاً، وجعل القمر نوراً، وجعل الشمس سراجاً .. إلى آخر ذلك من نعم ملموسة، ولذلك كانت الدعوة إليها بقوله (ألم تروا)؟
فلما كان الأمر كذلك حسن الاقتصار علي الغفران في قوله (إنه كان غفاراً) وكأن إيمانهم بالمغفرة بداية للإيمان بالرحمة والعفو وغير ذلك، فلما كانوا معاندين اقتصر على تذكيرهم بأنه (غفار)،لتعلق المغفرة غالباً بسترهم في الدنيا من الفضيحة
وهكذا يلحظ أن مجيء اسم الله تعالي (الغفور) أو (الغفار) منفرداً عن قرين له ما يبرر من السياق والقرائن، فليس الأمر حشواً للأسماء داخل الآيات ولكن لكل شيء مقدار، فكل شيء عنده بمقدار.
مدخل:
لم يرد اسم الله تعالي (غافر) منفرداً دون إضافة في القرآن الكريم، كما ورد اسمه (الغفور) , و (الغفار).
وإنما جاء في السنة في إحصاء ابن حجر، والبيهقي وابن الوزير والاصبهاني وابن منده لحديث [إن لله تعسة وتسعين اسماً ... ]
كما أن اسمه (غافر) لم يرد إلا في آية واحدة في سورة غافر وذلك قوله سبحانه (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) من 1 - 3.
إعراب (غافر الذنب) في الآية:
يقول أبو حيان – رحمه الله – في البحر المحيط [(تنزيل) مبتدأ و (من الله) خبر أو خبر ابتداء أي (هذا تنزيل) ... وتلخص من هذا الكلام أن (غافر الذنب) وما عطف عليه، و (شديد العقاب) أوصاف؛ لأن المعطوف على الوصف وصف، والجميع معا رف على ما تقرر .. ، أو أبدال لأن المعطوف على البدل بدل لتنكير الجميع، أو (غافر) و (قابل) وصفان و (شديد) بدل لمعرفة ذينك وتنكير (شديد)]
ويري ابن عاشور –رحمه الله –أن هذه كلها أوصاف لاسم الله فيقول: (أجريت علي اسم الله ستة نعوت معارف بعضها بحرف التعريف وبعضها بالإضافة إلي معرف بالحرف 000والمراد بـ[غافر وقابل] أنه موصوف بمدلوليهما فيما مضي إذ ليس المراد أنه سيغفر وسيقبل، فاسم الفاعل فيهما مقطوع عن مشابهة الفعل وهو غير عامل عمل الفعل، فلذلك يكتسب التعريف بالإضافة التي تزيد تقريبه من الأسماء، وهو المحمل الذي لا يناسب غيرها هنا.]
وعلى هذا فقوله (غافر الذنب) اسم مثلها مثل (العزيز) و (العليم) وهي مثلها صفه لاسمه الجليل (الله) الوارد في أول الآية (تنزيل الكتاب من الله).
أثر السياق والمقام في فهم المراد:
أول ما يلفت النظر في اسمه (غافر الذنب) أنه لم يذكر إلا مرة واحدة في القرآن الكريم، وجاء في سورة عنوانها هو هذا الاسم (سورة غافر) وجاء في أول الآية والأكثرية الكاثره في أسماء الله تأتي في الفاصلة، وجاء مضافاً إلى الذنب ولم يفرد بالذكر مثل (غفور وغفار).
وتلك أمور تجعل من هذا الاسم نمطاً خاصاً يغاير الاسمين الآخرين.
ومع أن الاسم يدل على المغفرة إلا أنه ورد في سورة يخيم عليها [جو المعركة بين الحق والباطل ....
ومما يتفق مع هذه السمة افتتاح السورة بإيقاعات ذات رنين خاص:
غافر الذنب .. قابل التوب .. شديد العقاب .. ذي الطول ... لا إله إلا هو ... إليه المصير ..
فكأنما هي مطارق منتظمة ثابتة الوقع مستقرة المقاطع، ومعانيها كذلك مساندة لإيقاعها الموسيقي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
حتى مشاهد القيامة داخل السورة كانت تُعرض في صورها العنيفة المرهوبة المخيفة متناسقة مع جو السورة كله، مشتركة في طبع هذا الجو بطابع العنف والشدة.]
كل ذلك لماذا؟
لأن السورة ترد في أغلبها على هؤلاء المعاندين المكذبين المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق، ولذلك يذكر فيها الحديث عن جدالهم مرة بعد مرة، وكأنه محور السورة ... فالرد على المكذبين بتنزيل القرآن من الله هو محور السورة حيث يقال:
(مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (غافر:4)
(الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً) (غافر:35)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) (غافر:69)
فكأنهم استكبروا واعتزّوا بعلمهم ... حتى قيل (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) (غافر:83)
كل ذلك شكل دلالة (غافر الذنب).
فإذا انتقلنا من هذا السياق الكبير للسورة إلى السياق الصغير المحيط بالكلمة فإن الأمر يزداد تأكيداً، فاسمه (غافر الذنب) وضع داخل مجموعة من الأسماء بدأت باسمه العَلَم (الله) وختمت بتوحيده (لا إله إلا هو)
ولا يخفي ما في هذا البدء والختام من رهبة،وكأنها تهديد، ولذلك كان التعقيب بـ[إليه المصير]
ثم إن هذا البدء والختام اختصار لرحلة الخلق، كما أن المجيء بأول الأسماء بعد اسم الله كان باسم العزيز [والعزيز هو الممتنع فلا يغلبه شيء وهو القوي الغالب]
ثم ختمت الأسماء باسمه [ذي الطول] أي: ذي القدرة والهيمنة لأن [الطول في الأصل: الامتداد في الشيء]
وكأن المراد: [يغفر أو يعاقب]
فهو سبحانه [غافر الذنب وقابل التوب] و [شديد العقاب]
كما أن الاسم جاء علي صيغة [فاعل] وهي ليست مثل [فعول أو فعال] في اللغة،فـ[فاعل] بداية الفعل، ثم يزاد فيه فيقال [فعال أو فعول] 0
كما أن الاسم لم يخلص لحاله بل شبك بلفظ آخر وهو [الذنب]؛ ليكون الذنب حاضرا مع الاسم في الصورة، تشاهده العيون فكأنه لم يمح، كيف وهو حاضر أمام العيون؟
إذا روجع كل ذلك لتبين أن المغفرة هنا تحيط بها ظلال التهديد لمن كذبوا بتنزيل الكتاب من الله العزيز الحميد
ولما كان هذا ذنباً خاصًا جيء لهم بمغفرة خاصة إذا تابوا 00
هذه المغفرة مسبوقة بصفات القوة والغلبة، ومتبوعة بصفات القوة والغلبة حتى تكون في ركابهم ولا تخرج كثيرا عن طوعهم، ليراها كل ناظر من خلال هذا الجو المشحون بالغضب ليعلم أن التكذيب بنزول الكتاب ليس ككل ذنب إذ هو تكذيب بالمنزل والمنزل عليه معا فإن تاب ورجع فلا يحرم من المغفرة، وكأن المغفرة هنا ومضة ونسمة في جو عصيب.
مواضع ذكر هذا الاسم الجليل:
ورد هذا الاسم الجليل (غفّار) في خمسة مواضع، منها موضعان دون (ال) وذلك في سورتي طه ونوح، والثلاثة الباقية فيها ال، أي (الغفار) في سورة [ص –الزمر – غافر] وهاهي المواضع بالترتيب:
1 - (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82)
2 - (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (صّ:66)
3 - (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5))
4 - (تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر:42)
5 - (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح:10)
------------------
والنظر إلى هذا الترتيب في المصحف قد يشير إلى عدة معان منها:
1 - في البداية والختام جاء اسمه (غفار) دون (ال) وكأن المراد التعرف على الصفة في البدء والختام فجيء بها نكرة لتفيد الشيوع فعفو الله يسبق عقوبته ومغفرته تسبق غضبه.
2 - في البدء والختام جاء اسمه (غفار) دون التصاق باسم آخر فالمقصود إذن هذه الصيغة وحدها.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - في البداية والختام كان اسمه (غفار) خبراً لـ[إنّ] مما يشير إلى أن التوكيد هدف في البدء والختام.
4 - في البداية قيل (وإني لغفار) فهو تعريف من الله لعباده، وبعد رحلة القرآن الكريم، سئلوا كيف وجدتموه فقالوا (إنه كان غفاراً) 0
دلالة اسمه (غفار) بين سورتي (طه) و (نوح)
ما دام اسمه (غفار) قد ورد في هاتين السورتين، فإن قواعد البيان توجب النظر في الموضعين معاً، لكشف ما بينهما من صلات القرب الذي كان من آثاره اصطفاء هذا الاسم (غفار) بهذه الخصائص:
وهذه بعض معالم القرب بين سورتي طه ونوح.
أولاً: [سورة طه تبدأ وتختم خطاباً للرسول e، ببيان وظيفته، وحدود تكاليفه ... وأمر الخلق بعد ذلك إلى الله تعالي]
وفي سورة نوح بيان أيضاً لوظيفة نوح عليه السلام (أنذر قومك) (قال رب إني دعوت قومي).
وحدود تكاليفه (دعوتهم لتغفر لهم)، ومع ذلك لم يؤمن منهم إلا القليل؛ لأن أمر الخلق إلي الله تعالي.
ثانياً: في سورة طه قيل لرسول الله e ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى).
وفي سورة نوح بيان لصورة هذا الشقاء حيث ظل نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً وما آمن معه إلا قليل.
ثالثاً: في عاقبة قوم نوح قيل: (أغرقوا فأدخلوا ناراً)
وفي عاقبة فرعون و قومه قيل: (فغشيهم من اليمّ ما غشيهم)
رابعاً: تلاقى كثير من عناصر السياق في السورتين وذلك نحو:
1 - أن الاسم الكريم (غفار) جاء في معرض التذكير بالنعم في السورتين ففي طه قيل (يَا بَنِي إِسْرائيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى .. وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:80:82)
وفي نوح قيل: (إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً .. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً .... ) (نوح:9: 11)
.... وكل ذلك عد للنعم .....
2 - أن الاسم الكريم ذكر في معرض الرزق المنزل من السماء وأكل الحلال ففي طه قيل (ونزلنا عليكم المنّ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ... وفي نوح قيل: (يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين .. الخ
3 - في نوح قيل: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً .. ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً) (نوح:17: 18) وفي طه قيل: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طه:55)
4 - في نوح قيل: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ بِسَاطاً .. لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً) (نوح19: 20) وفي طه قيل: (الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً .... )
وهكذا يتلاقى السياقان مما يشعر بشدة القرب فإذا أضفنا إلى هذا التلاقي ما في الجملة والاسم موضوع البحث لوجدنا زخماً من التشابه بين السورتين0
لكن هذا الزخم يضع البحث أمام سؤال، وهو: متى يأتي اسمه (غفار)،وفي أي المقامات يكون؟
ومن خلال ما سبق أستطيع أن أقول أن هذا الاسم بهذه الصيغة ودون (أل) يأتي في قضية الرزق وما يحيط بها من لغط وشوائب في حياة الناس، فالسعي على الرزق – ولا شك – لا يسلم من شبهة، ولا ينأى كلية عن شائبة فناسب ذلك مجيء هذا الاسم الخالي من أل، القريب من والوصف منه إلى الذات، وهذا ما أكده ابن الجوز في زاد المسير حيث قال:
[الغفار: الذي يغفر ذنوب عباده مره بعد أخرى، فكلما تكررت ذنوبهم تكررت مغفرته غفراً لأنه يستر .... فالغفار: الستار لذنوب عباده المسبل عليهم ثوب عطفه.]
وهذا ما يؤكده ورود هذا الاسم في سورتي طه ونوح ملتصقاً بالرزق كما سبق.
وإلى تحليل كل موقع على حدة:
موقع سورة طه:
قال الله تعالي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82)
وهذه الآية جاءت في ختام مشهد النصر – على فرعون وقومه – بغرقهم في اليم ونجاة موسى وبني إسرائيل، في معجزة باهرة رآها الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تأتي الآية مبدوءة بهذه الجملة الخبرية، وكان الخبر فيها هو هذا الاسم (غفار) وأكد هذا الخبر بعده مؤكدات منها: [إن – واللام – واسمية الجملة] وكان المخبر عنه هو الضمير الظاهر – ياء المتكلم – المشعر بحضور المتكلم ورؤية الجميع له، وكأن القارئ في حضرته سبحانه، فهو يخاطبه.
ثم إن الجملة ليس فيها تقديم أو تأخير حيث تأخرت المتعلقات عن الخبر، لأن القصد إثبات المغفرة، بعيداً عن أصحابها، والمستحقين لها، فإذا ثبتت المغفرة، واتصافه سبحانه بها قيل: إنها لمن تاب وآمن وعمل صالحاً .... الخ.
ولو قدمت هذه المتعلقات وقيل وإني لمن تاب وآمن .. لغافر، لظن تعلق الوصف والخبر بهؤلاء، لكن هذا غير مراد لأن الآية وسياقها في ذكر نعم الله وصفاته والتي منها أنه (غفار) سواء وجد من يغفر لهم أم لا.
وفي السياق علاقة وثيقة بين الاسم ومضمون الآيات.
فالاسم (نكرة) (غفار) ومن دلالة النكرة العموم والشمول، فالستر هنا شمل الذنب والمذنب، كما يشمل أنواع الذنوب المختلفة، من حيث اكتساب الرزق، وإنفاق الرزق.
فالآية تنادي على بني إسرائيل لتذكرهم:
قد أنجيناكم – وواعدناكم – ونزلنا عليكم.
وهذا الخطاب يلحظ فيه التودد لهذه الطائفة المؤمنة فلما زاد التودد قيل: (كلوا من طيبات ما رزقناكم، ولا تطغوا ..
وهنا يطرح سؤال، وما بال من طغي ثم تاب ورجع؟
فقيل (وإني لغفار .. )
فالسياق الأخص هنا مشعر بالتودد والرغبة في صلاح حالهم، وبخاصة وهم في بداية عهدهم بعد النجاة من فرعون، فوُعدوا بعموم المغفرة وشمولها فالمناسبة بين الاسم والمستحقين له لا تخفي.
العلاقة بين السحرة وقوله (غفار)
الإلحاح على السورة والآيات، والاسم الشريف، ومداومة النظر في كل ذلك يفتح للتحليل أبواباً أخرى للنظر، ويكشف عن علاقات متنوعة بين الاسم الجليل وطوائف أخرى داخل السورة.
فالآية محل البحث جاءت في الوسط بين ذكر السحرة وإيمانهم وثباتهم وبين الحديث عن بني إسرائيل،وألمح مقارنة في السياق بين السحرة الذين تابوا وأنابوا بمجرد رؤيتهم آية واحدة من آيات الله وهي تَلَقُّف عصا موسى لعصيهم، وبين بني إسرائيل الذين رأوا الآيات تترى وعند أول اختبار، وذهاب موسى،عبدوا العجل.
ولنعد إلى ترتيب الآيات لتوضيح ذلك: يقول الله تعالي في شأن السحرة:
- فألقى السحرة سجداً قالوا آمنا 000
- قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ...
- إنه من يأت ربّه مجرماً فإنه له جهنم ...
فكل آية من هذه الآيات تشير إلى شرط من الشروط المصاحبة لاسمه (غفار) فقوله (وإني لغفار لمن تاب) يشير إلى فعل السحرة حين أُلقوا سجداً00
وقوله: (وآمن) يشير إلى قولهم [إنا آمنا بربنا]
وقوله [وعمل صالحاً] يشير إلي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قولهم:
(إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم ... )
ومن خلال هذه العلاقات يمكن فهم الآيات التالية لبني إسرائيل على أنها تبكيت لهم وتذكير بفعل السحرة، حيث قيل لهم: [يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم ... الخ
ولذلك لم يعقب على الحديث معهم بأنه غفر لهم، فلما عبدوا العجل ورجع إليهم موسى وقف السياق عند قوله (إنما ألهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً) دون تعقيب على فعلهم بشيء، فلقد انتقل السياق إلى خطاب النبي e وقيل له (كذلك نقص عليكم من أنباء ما قد سبق ... ).
فكأن القصة كانت مقارنة بين السحرة وبني إسرائيل، بين قوم تابوا وآمنوا وعملوا صالحاً، وقوم ارتدوا وأنكروا من بعدما رأوا الآيات ومن هنا ينتقل اسمه (غفار) ليلتصق بالسحرة، والعلاقة بينهما لا تخفي فالاسم يدل علي كثرة المغفرة، وكثرة المغفور لهم.
والسحرة من حيث العدد كما جاء في بعض الروايات [كانوا خمسة عشر ألف ساحر]
ومن حيث الفعل فالسحر من الموبقات فناسب ذلك كله المجئ بهذا الاسم (غفار) ليشمل الكثرة في العدد، والكثرة في الذنوب أما كثرة المؤكدات في الجملة، فلأن السحرة لم يعملوا عملاً لله تعالي إلا عظتهم لفرعون، فما لبثوا أن آمنوا حتى قتلوا، وصحائفهم ملأى بالسحر، وإغواء الناس من أجل ذلك تأكدت الجملة وقيل (وإني لغفار).
(يُتْبَعُ)
(/)
دلالة اسمه (غفار) في سورة نوح
يقول الله تعالى في سورة نوح (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح:10)
[والسورة كلها تقص قصة – نوح – عليه السلام مع قومه ... وتعرض صورة من صور الجهد المضني، والعناء المرهق، والصبر الجميل، والإصرار الكريم من جانب الرسل – صلوات الله عليهم – لهداية هذه البشرية الضالة العنيدة العصيبة الجامحة ....
إنها ترسم تلك الصورة التي يعرضها نوح – عليه السلام – على ربه وهو يقدم له حسابه الأخير بعد ألف سنة إلا خمسين عاماً قضاها في هذا الجهد المضني .... ]
والنظر في الآيات الأولى يلحظ فيها الإلحاح في الدعوة، حتى إن مادة (دعا) ذكرت قبل هذه الآية أربع مرات ..... وهي:
(قال ربي إني دعوت قومي .... )
(فلم يزدهم دعائي إلا فراراً .... )
(وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم ... )
(ثم إني دعوتهم جهاراً .... )
كل ذلك ولم يبين إلى أي شيء دعا، في حين أن المطلوب منه في أول السورة هو (أنذر قومك).
إذن جميع هذه الدعوات إنذار ولكن كيف كان هذا الإنذار وماذا قال فيه؟
هذا ما تشير إليه الآية التي ورد فيها الاسم محل البحث وهي: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً)
إذن الدعوة التي ألح عليها نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً والتي أمر بها هي:
(استغفروا ربكم).
فالقصد من كل ذلك هو مغفرة هذه الذنوب، وسترها حتى في بداية السورة حين قال: (إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون) كان الجزاء ((يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى)
هكذا فقط 00، فلا مجال هنا للحديث إلا عن المغفرة. فقيل (إنه كان غفاراً) فكأن ملخص الدعوة التي ألح عليها سيدنا نوح _ عليه السلام – هي (استغفروا ربكم) والمعروف أن الاستغفار يكون لمن أسلم وآمن، وهؤلاء مازالوا على شركهم وعنادهم. مما يعني أن قوله (استغفروا ربكم) هنا يقصد بها ما قاله في البداية
(اعبدوا الله، وأطيعون) وهذا يعني أن نوح عليه السلام – حين دعا إلي الإسلام دعا إلى المغفرة، ودعا إلى الغفار – وذلك من التناسب العجيب، لأن القوم طالت أعمارهم، وكثرت ذنوبهم، وطول العمر وكثرة الذنوب تستدعي أول ما تستدعي غفران هذه الذنوب. ومن هنا كانت الدعوة ليلاً ونهاراً، وجهراً وإسراراً، إلى المغفرة فهي شاغلهم كما أنها شاغل سيدنا نوح عليه السلام.
ولما كان اسمه (غفاراً) يعني أنه يغفر كثيراً ويغفر مرة بعد مرة، وكلما أذنب العبد كان الرب غفاراً، جيء بهذا الاسم هنا، بل واقتصر عليه حتى لا ينشغلوا بغيره، ومن هنا كان التناغم بين اسمه (غفاراً) وقوم نوح عليه السلام والكثرة التي أتحدث عنها تملأ جوانب السورة.
- بداية بالكثرة الكامنة من اسمه (غفاراً) من حيث صيغة الكلمة، وكذلك من حيث ختمها بالراء وهو حرف من صفاته التكرار، وكذلك من حيث حركة الفتحة وهي حركة له من اسمها نصيب لأنها (حركة خفيفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا تقبل التبعيض) 1،كل ذلك ناسب هذه الكثرة في الدعوة كما قلت حيث قيل: (دعوت، دعائي، دعوتهم، دعوتهم).
-وهناك كثرة من نوع آخر وهي كثرة في كيفية الدعوة حيث قيل:
(أعلنت وأسررت) وفي وقت الدعوة (ليلاً ونهاراً).
-وكثرة في كلمات الدعوة حيث قيل: (استغفروا ربكم، ما لكم لا ترجون لله وقاراً، ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ..... )
ولذلك جاء في سورة هود (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا)) هود 32
-ثم كان الرد كثيرا أيضاً، حيث قال: (رب إنهم عصوني، ومكروا مكراً كباراً، وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سُواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيراً .... )
هكذا بهذا الرد الذي يشبه السيل الجارف، فكان التناسب واضحاً بين الكثرة في كل جوانب الصورة
حتى في ترغيبهم بالرزق 00 فلقد جاء وافراً كثيراً (يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
ولأجل كل ذلك كان اسمه [غفاراً] هو الأليق بالسياق ولم يقترن باسم آخر ,لأن السياق في شأن الكفار المعاندين ,ودعوه هؤلاء تحتاج إلي التأكيد علي المغفرة لما سبق , كما اشترط عمرو بن العاص عند إسلامه أن يغفر له ما قد سبق.
لأن ذلك شغلهم الشاغل، فرغبوا فيه، كما رغبوا بمتع الدنيا من مال وبنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووضع هذا الاسم في الفاصلة ليكون على ذكر منهم، ومن هم علي شاكلتهم فمهما عاندوا فدعوتنا لهم دعوة إلى الغفار،ولكي لا ينسوا ذلك وضع الاسم الجليل في الفاصلة ليكون آخر ما يلامس أسماعهم من كلمات الدعوة. فآخر كلمة في سياق الدعوة الطويل هي (الغفار) فالباب مازال مفتوحاً.
تبيان اسمه (الغفار).
جاء اسمه (الغفار) معرفا بالألف واللام في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم:
الأول: في قوله سبحانه (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (صّ:66)
والثاني: في قوله سبحانه (كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5)
والثالث: في قوله سبحانه (تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر:42)
وأول ما يلحظ هنا أن هذا الاسم الكريم ورد في ثلاث سور متواليات وهي (ص – الزمر – غافر)
كما أنه لم يرد إلا مرتبطا باسمه [العزيز] ومقروناً به، فلا يقال إلا (العزيز الغفار) كما أن سياقه لا يخلو من ذكر أسماء أخرى وهي (الواحد- القهار) في السور الثلاث،ً ففي سورة (ص) كان الاقتراب بين الأسماء الأربعة شديداً حيث قيل:
(قل إنما منذر وما من إله إلا الله- الواحد- القهار- رب السماوات والأرض وما بينها- العزيز- الغفار) آية 65، 66 فلقد جاءت الأسماء في آيتين متتابعتين 0
وفي سورة الزمر أيضا تتابعوا في آيتين حيث قيل (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر: 4،5)
فارتباط الأسماء هنا يبدو واضحاً لا تخطئه العيون
أما سورة غافر فلقد فصل بين الأسماء حيث جاء قوله [الواحد القهار]،وذلك في قوله تعالي (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .. (تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر:16،42)
فإذا جيء إلى الموضع الأول موضع سورة (ص) يلحظ أن الأسماء كلها جاءت أخباراً لاسم الله تعالى حيث قيل (وما من إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات ولأرض وما بينهما العزيز الغفار .... الخ)) وهذا الحشد من الأسماء جاء بعد عرض مشهد من مشاهد يوم القيامة، تخاصم فيه أهل النار.
وارتباط هذه الأسماء بمشاهد يوم الحساب يفسر وجه تغليب أسماء الجلال فيها على أسماء الجمال بداية من اسم (الله) المشعر بالجلال والسلطان والجبروت ثم
(الواحد) ثم (القهار) ثم (العزيز) وكل ذلك كأنه زجر وتهديد وترهيب من يوم الحساب.
فإذا عدت إلى السورة وجدت الحديث عن يوم الحساب يملأ جنباتها، ويسبغ عليها ستره. ففي البداية يقول:
(إِنْ كُلٌّ إِلا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ) (صّ:14)
(وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) (صّ:15)
(وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) (صّ:16)
حتى عند ذكر سيدنا داود جيء بكلمات لا تبعد بنا عن الجو العام فقيل:
(وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) (صّ:19)
وقال في توبته (وخر راكباً وأناب) 25 (ص)
وفي سليمان قال (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) (صّ:40)
ثم قال:
(إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26)
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (صّ:27)
وفي شأن أهل الجنة قال سبحانه:
(هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) (صّ:49)
(هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ) (صّ:53)
(يُتْبَعُ)
(/)
وغير ذلك كثير، فذكر يوم الحساب واستعمال ألفاظ ذات رحم موصولة بهذا اليوم يجعل من السورة كلها تذكيرا بيوم الحساب، يوم المآب، حتى أن مادة [الأوب والإنابة] تكررت في السورة تسع مرات، فهي الكلمة الأم التي عليها دوران السورة وارتكازها. وتظل السورة تذكر بيوم الحساب حتى تقول في النهاية
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (صّ:88)
ولا شك أن هذا السياق يجذب اسمه (الغفار) إلى عالم الإنذار فالسورة كلها إنذار حتى قيل في بدايتها ((قل إنما أنا منذر)) لأن المقام في شأن الرد على من أنكر وحدانية الله تعالى (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (صّ:5)
ثم رد على من أنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا:
(أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ) (صّ:8)
بل وإنكار يوم الحساب حيث قالوا مستهزئين:
(وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) (صّ:16)
في ظل هذا السياق والمقام وفي ظل صحبة هذه الأسماء (الله الواحد القهار العزيز) يأتي اسمه [الغفار]،ليّذكر هؤلاء بأن المغفرة لن تكون لهم، يأتي اسمه الغفار للإبلاغ في كيدهم والنكاية والتوبيخ لهم، وبأنهم محرمون يوم الحساب من هذا الاسم الكريم.
-------------------
ويظل السياق ممتداً من سورة ص إلى سورة الزمر ..
فالكل (يجري لأجل مسمى .... ) الزمر 5
(ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم) الزمر 7
ويقول: ((قل تمتع بكفرك قليلاً ... ) الزمر 8
(قل إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) الزمر 13
(ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) الزمر 60
(وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون) الزمر 61
ثم ختمت السورة بآيات السوق:
((وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً ..... وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً)) الزمر 72، 73
ولا يختلف الحال في سورة غافر فسياق الآية أيضاً في ذكر يوم الحساب بل إن دلالة وسياق سورة غافر قد اختزل المواضع السابقة حيث قيل (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ، تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (غافر: 41، 42)
ومع كل ذلك نرى أن آية غافر جاءت كختام لهذه الرحلة رحلة الإنذار الممزوج ولو قليلاً بالتبشير، رحلة التهديد بيوم الحساب وما فيه من أهوال لقوم كذبوا فقيل لهم في الختام (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44)
وهكذا يمضي الاسم الكريم في السور الثلاث في رحلة الإنذار ليخفف من وطأتها على من آمن بيوم الحساب، وكأن هذا الاسم مخصوص بيوم الحساب اليوم الذي ينبغي أن نتذكر فيه هذه الهيمنة والتفرد ((لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار .... العزيز))
ومع ذلك لا نجاة للخلق أجمعين، وهنا يبرر اسمه الغفار بما يحويه من كثرة المغفرة لتناسب هذا الجمع الغفير، وما يحويه من تفرد فلا مغفرة من غيره، ولذلك عرف بـ (أل) فلا غفار سواه يومئذ0
ومن هنا أستطيع أن أقول: إن اسمه [الغفار] يعني يوم القيامة وتلك نتيجة لا ينبغي إغفالها.
وإن كانت المغفرة تعني الستر والتغطية. فإن أحوج ما يكون إليها الإنسان يوم القيامة، فالخلق كلهم محشورون. وظهور الذنب أمام هذا الحشد كرب شديد، وإسبال الستر على الخلق بداية العفو، وقد تكون المغفرة عدم الفضيحة فقط، وأشد ما تخشاه النفس في ذلك اليوم افتضاح أمرها، فالكل في صعيد واحد، وكشف الستر حينئذ من أشد أنواع العقاب، لذلك استعمل في هذا الموقف اسمه.
(الغفار) بما فيه من دلالات مستمدة من مادة الكلمة، وصيغة الكلمة، وتعريف الكلمة ومجيئها في الفاصلة، بل آخر الفاصلة، وسبقها بالعزيز، ومجيئها في حال الرفع؛ لتعطي لكل ما سبق قوة، وكثرة، وانفراداً، وشيوعا، ً فالمغفرة في هذا المقام لا يدل عليها إلا بالغفار.
تبيان اسم الله تعالي: (الغفور)
(غافر، وغفار، وغفور).
مقاماتها، ودلالاتها
في القرآن الكريم
سعيد جمعة
(يُتْبَعُ)
(/)
جامعة الأزهر
مدخل:
ورد اسمه – سبحانه - (الغفور) في القرآن الكريم إحدى وتسعين مرة، وتنوعت صورته، كما تنوع التركيب الذي ورد فيه بحسب السياق والمقام ويمكن تلخيص هذا التنوع في عدة نقاط:
1 - التعريف والتنكير.
2 - حالته الإعرابية [بين الرفع والنصب والجر].
3 - مجيئه منفرداً أو اقترانه باسم آخر.
4 - تقديمه على الاسم الآخر أو تأخيره.
وتحت كل قسم من هذه الأقسام تفريعات أخرى، لكن هذه هي الأقسام الرئيسة التي يمكن إدخال الأسماء الإحدى والتسعين تحتها.
لكنني أود في البداية أن أشير إلى كثرة ذكر هذا الاسم في سورة النساء حيث وردت مادة (غفر) بصورها المختلفة- اسماً كانت أم فعلاً- في سورة النساء إحدى وعشرين مرة.
وفي ذلك ما يشير إلى شدة احتياجهن إلى هذه الصفة، بل إن أمر النساء عامة في الإسلام قائم على الستر والحجاب والتغطية، فإذا ضممنا إلى ذلك حالهن في الآخرة، وأنهن أكثر أهل النار كما ورد في الحديث علمنا أن هذه الكثرة في سورة النساء ناسبت المرأة في الدنيا والآخرة.
كما أن هذا الاسم ورد معرفاً بـ (أل) في إحدى عشرة آية والباقي بدون (أل) مما يفيد أن المقصود الأعلى من هذا الاسم عموم المغفرة، وشمولها، مما يدل على أن استعمال هذا الاسم يناسب سياقات التعريف بصفاته-سبحانه -، ويقل في سياقات اختصاصه بها دون غيره.
كما أن هذا الاسم الجليل ورد مره واحدة مجروراً بحرف الجر (مِن) وورد منصوباً عشرين مرة، في حين أنه ورد مرفوعاً سبعين مرة.
ولا يخفي ما في ذلك من دلالة، فالرفع أقوى الحركات، هذا يتناغم مع دلالة اسمه (الغفور) الذي يشير إلى عظم المغفرة وكثرتها.
المبحث الأول
اسمه (الغفور) بين التعريف والتنكير
هذا الاسم على وزن (فعول) وفي دلالتها معني الكثرة والعظم، أي أن الغفور هو الذي يستر الذنوب الكثيرة، أو الذي يستر الذنوب العظيمة، في حين أن غفار تتوجه إلى معنى مغفرة الذنب مرة بعد مرة، فالمقصود منها تكرار المغفرة، للعبد الواحد، أو للعباد جميعاً، فالغفار:من تكرر منه المغفرة، للعبد أو للعباد،والغفور: من تعظم مغفرته وتكثر للعبد أو للعباد.وفي كلتا الصيغتين مبالغة.
تعريف الاسم بـ (أل).
تشير السياقات الكثيرة التي ورد فيها اسمه (الغفور) إلى معنى الاختصاص، وقصر المغفرة عليه سبحانه، وكأن المعني هو الكامل المغفرة، وذلك لأن من الناس من يستر عيب أخيه وذنوبه، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالقصر قصر حقيقي أي: لا غفور إلا الله- تعالي-، وتعريف المسند كما قال الخطيب القزويني قد يفيد القصر التحقيقي [كما في قولك – زيد الأمير – إذا لم يكن أمير سواه، وإما مبالغة لكمال معناه في المحكوم عليه كقولك -عمرو الشجاع - أي: الكامل في الشجاعة، فتخرج الكلام في صورة توهم أن الشجاعة لم توجد إلا فيه لعدم الاعتداد بشجاعة غيره لقصورها عن رتبة الكمال .... وقد يفيد القصر]
لكن تتبع اسمه (الغفور) كما قلت، من خلال السياقات يفيد قصر المغفرة عليه لتعريف الطرفين، ووجود ضمير الفصل في بعض الجمل.
يقول أستاذي أبو موسى: [القصر المفاد من قولك (محمد هو الشاعر) لم تدل عليه بكلمة، وإنما تولد بطريقة خفية ولطيفة من احتكاك الألفاظ وتفاعل معانيها لأنك لما قلت: هو، بعد قولك: -محمد- أفدت أنك تقصد إلى تمييزه وتحديده وتخصيصه قبل أن تخبر عنه، وهذا لا يكون إلا إذا كنت حريصاً على إلا يشاركه غيره في هذا الخبر، وهذا هو معنى قصر هذا الخبر عليه، أي قصر المسند على المسند إليه ..
والدلالة هنا تولدت مما بين الكلمات.
وكذلك يتولد معنى القصر في قولك: محمد الكاتب من شيء خفي ولطيف ليس هو في متن الكلمة، وإنما في حافتها.
وذلك لأن التعريف باللام يفيد الجنسية فقولك: الشجاع يفيد جنس الشجاع، والكاتب يفيد جنس الكاتب، ولهذا اتسعت بها الكلمة فاستغرقت الأفراد .. فليس كاتب سواه وهذا هو معنى القصر]
واسمه (الغفور) الذي هو محل البحث الآن عُرِّف باللام وجاء في أغلب جملهِ ضمير الفصل ..
وأنا أذكر الآيات التي ورد فيها اسمه (الغفور) معرفاً بـ (أل) وهي كما قلت إحدى عشرة أية وهي على الترتيب كما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس:107
2 - (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يوسف:98)
3 - (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الحجر:49)
4 - (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ) (الكهف:58)
5 - (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (القصص:16)
6 - (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (سبأ:2)
7 - (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53)
8 - (أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الشورى:5)
9 - كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الاحقاف:8)
10 - لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2)
11 - (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:14)
وهذه هي الجمل مرة أخرى:
[هو الغفور – إنه هو الغفور – أني أنا الغفور – ربك الغفور – إنه هو الغفور – هو الرحيم الغفور – إنه هو الغفور – إن الله هو الغفور – وهو الغفور – وهو العزيز الغفور – وهو الغفور الودود].
إن دلالة القصر لا تخلو من واحدة منها إما بسبب تعريف الطرفين، وإما بسبب ضمير الفصل بين الاسم والخبر وقد ذكر البقاعي – رحمه الله – تعقيباً على هذه الجمل بما يفيد دلالتها على القصر حيث يقول مثلاً تعقيباً على قوله سبحانه وتعالى ((إنه هو الغفور الرحيم)) قال: [أي وحده]
وفي قوله (أني أنا الغفور الرحيم) قال: [أي: وحدي ... لا اعتراض لأحد عليه ... ]
وفي قوله ((وربك الغفور)) قال: [أي هو وحده الذي يستر الذنوب إما بمحوها أو بالحلم عنها إلى وقت .... ]
والنظر في سياق هذه الآيات يجد كل جملة ذكر فيها اسمه (الغفور) معرفاً بأل يشير إلى اختصاص الله تعالى بهذه الصفة وبغيرها
فبداية من آية يونس يقول السياق:
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس:104)
ثم يواصل السياق فيقول: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) (يونس:106) وهذا امتداد لاختصاص الله تعالى بالدعاء.
ثم يظل السياق ممسكاً بقضية إفراد الله تعالى واختصاصه بالعبادة والدعاء فيضيف إلى ذلك اختصاصه بكشف الضر فيقول:
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس:107)
هكذا بأسلوب القصر وبطريقه الرئيس (ما وإلا). بحيث يأتي اسمه (الغفور) في سياق مشحون بالقصر وإفراد الله تعالى بالعبادة والدعاء وكشف الضر ثم بالمغفرة والرحمة. فيتساوق الجميع في نمط واحد من التعبير.
فإذا جئنا إلى آية يوسف وجدنا السياق تحيط به ظلال مختلفة. فأفعال أخوة يوسف لا تخفي على أحد والآثار الناجمة من هذه الأفعال طوّحت بأخيهم بعيداً عن أبويه، وألقت به في السجن، ونشأ محروماً من بيت النبوة، كما أن هذا الآثار امتدت إلى الأب فابيضت عيناه من الحزن،
ولما دارت الأيام وانكشفت أفعالهم، طلبوا الاستغفار من أبيهم، وتوددوا إليه بكلمة (يا أبانا) واعترفوا فقالوا (إنا كنا خاطئين)
فأراد أبوهم- عليه السلام- أن يعلمهم أن ما فعلوا لا يقدر على غفرانه إلا الله تعالى، لكن في عرف البشر فالأمر جلل 00، فالمغفرة قدرة، وهذا الخطأ لا يغفره إلا الله تعالى لذلك قال (سوف أستغفر لكم) وقال (ربي) ولم يقل (ربكم) رغبة في تحقيق المغفرة منه سبحانه، ويؤكد هذا قول يوسف لهم أيضاً (يغفر الله لكم)
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كل ذلك يدل على أن ما فعلوه لا يغفره إلا الغفور فكأن هناك مقامات للمغفرة، وهذا المقام لله وحده. لذلك عقب بقوله (إنه هو الغفور الرحيم) أي وحده القادر على غفران هذا الذنب.
وفي آية الحجر سياق ومقام مختلف، فالمقام مقام الرد على إبليس وتوعده بإغواء الخلق، إلا عباد الله المخلصين، فجاءت الآيات لتقول لهؤلاء العباد رسالتين:الأولى: (أني أنا الغفور الرحيم) والأخرى: (وأن عذابي هو العذاب الأليم)
وكأنه تحدٍّ لإبليس حين قال (لأغوينهم) فقال الله تعالى: (أنا الغفور) (ومن يغفر الذنوب إلا الله) لكنه ألحقه بقوله (وان عذابي هو العذاب الأليم)) حتى لا يتكل العباد على المغفرة وتمضي النفوس حيث تشاء.
وفي سورة القصص يقترن السياق من سورة يوسف، فالذنب قتل خطأ لكن النتيجة (قتل) وهذا ذنب عظيم لا يغفره إلا الغفور فالآية تعقيب على قتل موسى للمصري، ثم قال (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (القصص:16)
ولعل المغفرة هنا تفيد العفو والصفح، ومن آثار هذا العفو أن موسى نسي الذنب حتى قال مصري آخر لموسى (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) (القصص:19)
وعليه فالمغفرة هنا صفح وعفو وعدم مؤاخذة. وهذه أيضاً يختص بها الله سبحانه ((إنه هو الغفور الرحيم .... )
وهكذا في كل السياقات التي يرد فيها اسمه (الغفور) معرفاً بأل يلحظ الاختصاص.
يقول الفخر: [قوله: إنه هو الغفور الرحيم) يفيد الحصر، ومعناه: لا غفور ولا رحيم إلا هو، وذلك يفيد الكمال في وصفه سبحانه بالغفران والرحمة.]
أما تنكير الكلمة فإن المعنى يبعد بها عن دلالة الاختصاص، ويدخلها في زمرة الأخبار البسيطة، حيث وردت جميع المواضع في صورة المبتدأ والخبر، أعني: (الله غفور رحيم) وتلك أبسط صور الجملة الخبرية التي تُلقى إلى المخاطب ابتداءً لتعليمه مضمون الخبر بعد أن عرف المبتدأ فيأتي الخبر ليفيد الحكم على هذا الاسم بأنه (غفور)
وحين تحدث الإمام عبد القاهر – رحمه الله – عن فروق في الخبر قال:
[ومن فروق الإثبات أنك تقول: زيد منطلق، وزيد المنطلق، والمنطلق زيد، فيكون لك في واحد من هذه الأحوال غرض خاص، وفائدة لا تكون في الباقي، وأنا أفسر لك ذلك:
أعلم إنك إذا قلت " زيد منطلق " كان كلامك مع من لا يعلم أن انطلاقاً كان لا من زيد ولا من عمرو فأنت تفيد ذلك ابتداءً.]
وإذا راجعت سياقات المواضع التي ذكر فيها اسمه (غفور)
وقد ورد في خمسة عشرة آية تجد أنها تدور حول هذا المعني أعني: إعلام السامع باتصاف الله بهذه الصفة: صفة المغفرة ابتداء، وقد يكون هذا الإعلام هو المقصود فقط، كما في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأنفال:70)
فهو إخبار بمغفرة الله تعالى إن دخلوا في الإسلام وقد كانوا أسرى ومازالوا علي كفرهم0
وقد يراد من وراء هذا الخبر معنى آخر وهو طمأنة السامع وتبشيره بأن ما يرجوه سيقع وذلك نحو قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:218)
فلا يدعي أحد أن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا، لا يعرفون أن الله غفور ... إذن كلمة غفور هنا جاءت خبراً ليس لإعلامهم بل لتبشيرهم، فالمقصود لازم الفائدة كما يقول علماؤنا واصطفاء الاسم النكرة في هذه المواضع لأن المخاطب لا يشك ولا ينفي ولا يتردد بين أكثر من (غفور) فهو يعلم أنه غفور واحد لذلك ذُكِّر به تبشيراً له وجيء بصيغة فعول وبدون أل للإشارة إلى عظم هذه المغفرة، وكثرتها 0
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يكون الغرض من وراء اسمه (الغفور) الإشارة إلى غلبة المغفرة على العذاب، وذلك كما في آية آل عمران (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:129)
فالسياق في شأن غزوة أحد والمقام يعود بنا إلى ما أَلَمَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم- في هذه الغزوة من شج وجهه، وكسر رباعيته، حتى قال: [كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم]
وهكذا تتعدد الأغراض لكن الغالب عليها بعد معرفة الخبر هو: رفع الحرج عما اقترف من هنات أو أخطاء وذلك نحو قوله تعالي:
1 - (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:226)
2 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (المائدة:101)
3 - (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:91)
وهكذا فالعفو والصفح ورفع الحرج هو المقصود الأعلى من اسمه – غفور- في هذه السياقات، ولذلك تقدم في الآية ما يشير إلى ذلك من نحو [عفا الله – ما على المحسنين من سبيل] ... ونحو ذلك.
وقد يكون المقصود من ذكر هذا الاسم الكريم ترغيب المسلمين في المغفرة وحثهم علي التزود منها من خلال طريقها الصحيح حيث جاء مثل ذلك في قوله تعالى:
1 - (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)
2 - (أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:74)
3 - (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:22)
4 - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28)
وقد تقدم على اسمه- الغفور- أيضاً ما يشعر بالغرض منه، أي الترغيب وذلك نحو [اتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم– أفلا يتوبون– ألا تحبون أن يغفر الله لكم .... ]
فالمقصود من الخبر (والله غفور) أعني المقصود من اسمه –الغفور- كما يشير السياق ترغيب المؤمنين في الإسراع فيما يطلب منهم، وكأن التذييل بجملة (والله غفور) توكيد لما حوته الآيات، وتعليل له؛حتى يسرعوا بالامتثال والاستجابة.
وقد تكون جملة (والله غفور) تذييل لعتاب من غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما في آية التحريم في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1)
وهنا يخرج اسمه (غفور) إلى معنى التودد والعتاب الرقيق لمن مال إلى خلاف الأولى [لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن حرم العسل أو حرم- مارية- بمعنى التحريم الشرعي إنما كان قد قرر حرمان نفسه منه فجاء هذا العتاب ليوحي بأن ما جعله الله حلالاً لا يجوز حرمان النفس منه عمداً وقصداً وإرضاءً لأحد، والتعقيب بـ: (والله غفور رحيم) يوحي بأن هذا الحرمان من شأنه أن يستوجب المؤاخذة، وأن تتداركه مغفرة الله ورحمته، وهو إيحاء لطيف] مشعرٌ بالإشفاق على هذا الذي يُحَمِّل نفسه الكثير، وهو الذي اصطُفى ليكون نبياً رسولاً، ولذلك امتلأت السورة بكلمات التودد واللطف من مثل (النبي) (الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) وكأنها تظاهرة للدفاع عنه، والتخفيف عنه –صلي الله عليه وسلم - ومن هنا يبرز قوله (
(يُتْبَعُ)
(/)
غفور) ليحمل معنى المودة والحب وكأنه يقول والله حبيب لك رحيم بك.
وبعد:
فإن اسمه (غفور) بهذه الهيئة المتكررة التي على وزن (فعول) يحمل من خلال السياقات عدة معاني ومنها:
1 - عظم المغفرة، أو كما يقول البقاعي رحمه الله (بليغ المغفرة)
2 - عموم المغفرة، وشمولها، وطلاقتها لله تعالى.
3 - تأتي بمعنى التبشير وتعجيل السرور إلى المذنبين.
4 - تأتي بمعنى التودد والتلطف للخاصة.
5 - إثبات اتصاف الله تعالى بعموم مغفرته.
6 - تأتي بمعنى الصفح والعفو وعدم المؤاخذة.
كل ذلك من خلال النظر إلى اللفظة وصياغتها وتنكيرها داخل الجملة مما يعني أن تعريف الكلمة أو تنكيرها كانت تقف من ورائه دلالات ساعدت السياقات المختلفة على إبرازها.
المبحث الثاني
موقع اسمه (الغفور) من الإعراب
ورد هذا الاسم الجليل مجروراً بحرف الجر (مِن) مرةً واحدةً في القرآن الكريم، في سورة فصلت آية 32.
وورد منصوباً عشرين مرة في السور التالية:
النساء آية [23، 43، 96، 99، 100، 106، 110، 129، 152].
الإسراء آية [25، 44].
الفرقان آية [6، 70].
الأحزاب آية [5، 24، 50، 59، 73].
فاطر آية [41].
الفتح آية [14].
وهو حيث جاء مجرورا،ً أو منصوبا ً لم يأت إلا نكرة (غفور).
أما وروده مرفوعاً فقد جاء- نكرة ومعرفاً بأل - سبعين مرة.
وجميعها وقعت خبراً إما لمبتدأ وإما لإنّ الناصبة.
أولاً: وروده مجروراً بحرف الجر:
يقول الله تعالي في سورة فصلت: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) (فصلت:30، 31، 33)
والمقام في ذكر نزول الملائكة [عند الموت بالبشرى] وهو مقام لا يحتاج إلى بيان شدته وكربه وسكراته ونزعاته وابتلاءاته، في هذا المقام يبلغ الرفق من الملائكة بالمؤمنين مبلغة حتى في إيصال البشرى، فبعد هذه النفحات المتتالية (لا تخافوا– لا تحزنوا– ابشروا بالجنة – نحن أولياؤكم) تأتي الجملة الأخيرة وكأنها قمة البشريات (نزلاً من غفور رحيم).
[والنُزُل: بضم النون وضم الزاي: ما يُهيأ للضيف من القِرى وهو مشتق من النزول لأنه كرامة النزيل، وهو هنا مستعار لما يعطونه من الرغائب سواء كانت رزقاً أم غيره، ووجه الشبه سرعة إحضاره كأنه مهيأ من قبل أن يشتهوه أو يتمنوه
و (من غفور رحيم) صفة (نزلاً) و (من) ابتدائية، وانتصب نزلاً على الحال من (ما تشتهى أنفسكم) و (ما تدعون) حال كونه كالنزل المهيأ للضيف، أي يعطونه كما يعطى النزل للضيف]
وهكذا تتابع الجمل لتهدئ الروع، وتطمئن القلب، وتسكن الجوارح واستعمل في ذلك اللفظ، وإعرابه، فاللفظ في نحو (لا تخافوا – لا تحزنوا) .... الخ
والإعراب في اصطفاء هذا الختام المجرور بـ (من) المشعر بالرقة واللطف وخفض الجناح والقرب من الغفور، ففي الكسرة قرب حتى إن النحويين يسمون الجر: الخفض، وكأن المغفرة قريبة، نزلت من قريب، وكان المبعوثُ بها قريباً أيضاً، ولذلك قالوا (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا) وكأنهم يذكرونهم بقربهم منهم في الدنيا، وأنهم سيظلون قريبين منهم في الآخرة.
وهكذا تتفاعل الألفاظ والحركات الإعرابية في تناغم واضح لتبشير هؤلاء عند الموت
ولو أن القارئ وضع مكان (نزلاً من غفور رحيم) (تنزيل الغفور الرحيم) ... مثلاً
لما ناسب هذا السياق، ولا هذا المقام.
وفرق بين أن أخاطب المؤمنين في ساعة الاحتضار، وبين أخاطبهم في مقام آخر.
ثانياً: مجئ اسمه (الغفور) منصوباً
ورد هذا الاسم منصوباً في عشرين موضعاً، في ست سور قرآنية، وهي على التوالي:
1 - النساء [23،43، 96، 100، 106، 110، 129، 152].
2 - الإسراء [25، 44].
3 - الفرقان [6، 70].
4 - الأحزاب [5، 24، 50، 59، 73].
5 - فاطر [41].
6 - الفتح [14].
ولم يرد هذا الاسم منصوباً إلا نكرة، وجميعها خبراً لكان الناسخة عدا موضع واحد
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك في قوله تعالي (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:110)
وهذه الآية جاءت في مقام الحديث عن إنصاف رجل يهودي اتُهم ظلماً بالسرقة من بيت من الأنصار كان السارق منهم وظن هؤلاء أن اتهام اليهودي سيرضى الجميع وبخاصة أن السارق ألقي بالدرع المسروق في بيت اليهودي فنزل القرآن ليعلن الرسول بالحقيقة حتى يحكم بين الناس بما أراه الله ولا يجادل عن السارق لمجرد أنه مسلم فالحق أحق أن يتبع، وللشيخ سيد قطب حول هذا السياق كلام جميل.
وسياق الآيات كأنه حملة [يفوح منها الغضب، على الخائنين] والعقاب الشديد للمجادلين عنهم، ومع ذلك (من يستغفر يجد الله غفوراً رحيماً) والذي يلفت النظر هنا هو بناء الجملة الذي أشعر أن المستغفر يبحث عنها، فيجدها عند الله سبحانه [إنه سبحانه موجود للمغفرة والرحمة حيث قصده مستغفر منيب]
أقول إن بناء العبارة يشعر بأن المقام تقل فيه المغفرة، ويعز فيه العفو فيظل البحث عنهما فلا يتحصل المستغفر علي المغفرة ولا يتحقق من العفو إلا عند الله تعالي [فمعنى (يجد الله غفوراً رحيماً) أي: يتحقق ذلك له، فاستعير الفعل (يجد) للتحقق لأن الفعل (وجد) حقيقته الظفر بالشيء ومشاهدته فأطلق على تحقيق العفو والمغفرة على وجه الاستعارة]
ووجه الجمال في ذلك أن هذه الجملة رسمت للقارئ المغفرة على أنها كنز محسوس يُرى ويتحصل عليه ويتمتع به بمجرد الاستغفار، ويزيد هذا المعنى رسوخا بمجئ اسمه (غفوراً) مفعولاً ثانياً، والمفعول هو ما وقع عليه الفعل.
أضف إلى ذلك أن حركة الفتح في المفعول به، وتنكير الكلمة يشيران إلى هذا الفيض، فالنكرة بما فيها من عموم، والفتحة بما توحيه من سعة يتناغمان مع معنى الإيجاد والاستحواذ لأن البحث كان عن عزيز نادر البحث،كان عن مغفرة في مقام الغضب، حتى أعيد اسم (الله) مرتين وفيه ما فيه من جلال، وذلك في قوله (ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً).
وكأن العقاب كان متوقعاً، لذلك فُهم أن من يعمل سوءًا ثم يستغفر مُتوقِعاً العقاب من الله يجد الله غفوراً رحيماً.
وهكذا تفاعلت عناصر التركيب لتوافق هذا السياق فجئ باسمه (غفوراً) مفعولاً به، نكرة، منصوباً بالفتحة، مسبوقاً باسم الجلالة (الله)؛ ليشير كل جزء من هذه العناصر إلى معنى، لكن في الختام لا تخرج عن سياق الآيات ومقامها.
هذا هو الاسم الوحيد الذي ورد مفعولاً به، أما باقي الأسماء المنصوبة فقد جاءت خبراً لكان الناقصة.
مجئ اسمه الغفور خبراً لكان الناقصة
وردت صورة المعنى في جملة (كان) على شاكلتين:
الأولي: مجئ (كان) في أول الجملة ثم يتبعها الاسم والخبر ظاهرين نحو قوله تعالي (وكان الله غفوراً رحيماً).
الأخرى: تقديم (إن) المؤكدة الناسخة على (كان) ثم مجئ الاسم ظاهراً، أو مضمراً ثم مجئ (كان) ثم خبرها (غفوراً) وذلك نحو: (إن الله كان غفوراً رحيماً) أو (إنه غفوراً رحيماً).
(وكان) من الألفاظ التي يكثر دورانها في القرآن الكريم، ويكثر الإخبار بها عن ذات الله سبحانه، وقد ذكر الزركشي كلاماً لعلمائنا في المراد من (كان) في مثل هذه الجمل، وأنا أوجز كلامه فيما يلي:
قال [(كان) حيث وقعت في صفات الله تعالي، فهي مسلوبة الدلالة على الزمان ...
وحيث وقع الإخبار بها عن صفة ذاتية فالمراد الإخبار عن وجودها، وأنها لم تفارق ذاته، ولهذا يقدرها بعضهم بـ (مازال) فراراً مما يسبق من الوهم ... أي أزلية الصفة، ثم تستفيد بقاءها في الحال، وفيما لا يزال بالأدلة العقلية وباستصحاب الحال ...
وحيث وقع الإخبار بها عن صفة فعلية فالمراد تارة: الإخبار عن قدرته عليها في الأزل، نحو: كان الله خالقاً رازقاً ...
وتارة: تحقيق نسبتها إليه، نحو (وكنا فاعلين) الأنبياء 79.
وحيث أخبر بها عن صفات الآدميين، فالمراد: التنبيه على أنها فيهم عزيزة وطبيعة مركوزة في نفسه نحو: (وكان الإنسان عجولاً ... ) الإسراء 11 أي: خلق على هذه الصفة ....
وحيث أخبر بها عن أفعالهم دلت على اقتران مضمون الجملة بالزمان نحو: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات) الأنبياء 90، وقال الصفار في شرح سيبويه:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استعملت للدلالة على الماضي، فهل تقتضي الدوام والاتصال أم لا؟ مسألة خلاف
وذلك أنك إذا قلت: (كان) فهل هو الآن قائم؟
الصحيح أنه ليس كذلك، هذا هو المفهوم ضرورة .......
وإنما حملهم على جعلها للدوام ما ورد من مثل (كان الله غفوراً رحيماً) وهذا عندنا يتخرج على أنه جواب لمن سأل: هل كان الله غفوراً؟
وقال ابن الشجري:
اختلف في (كان) في نحو: (كان الله عزيزاً حكيماً) على قولين:
أحدهما: أنها بمعني: لم يزل ..
والآخر: أنها تدل على وقوع الفعل فيما مضي من الزمان فإذا كان فعلاً متطاولاً لم يدل دلالة قاطعة على أنه زال وانقطع كقولك (كان فلان صديقي) لا يدل هذا على أن صداقته قد زالت، بل يجوز بقاؤها ويجوز زوالها.
وقال أبو بكر الرازي: (كان) في القرآن الكريم على خمسة أوجه:
1 - بمعني الأزل والأبد كقوله تعالي (وكان الله عليماً حكيماً).
2 - بمعنى المضي المنقطع كقوله (وكان في المدينة تسعة رهطٍ) النمل48 وهو الأصل في معاني (كان) لما تقول: كان زيد صالحاً ... ونحوه.
3 - بمعني الحال كقوله: (كنتم خير أمة) وقوله (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) النساء 103.
4 - وبمعني الاستقبال كقوله تعالي (ويخافون يوماً كان شره مستطيراً) الإنسان 7.
5 - وبمعني (صار) كقوله تعالي: (وكان من الكافرين) البقرة 34].
وخلاصة ما سبق:
أن (كان) في سياق الحديث عن ذات الله – تعالي – وصفاته تخالف مجيئها في سياق الحديث عن المخلوقين.
فهي في سياق الحديث عن أسماء الله وصفاته تفيد الكينونة والوجود الدائم فقوله (كان غفوراً) تفيد أن المغفرة من صفاته الكائنة فيه من غير ارتباط بزمان، صفةً قائمةً به لا تنفك عنه سبحانه وتعالي.
والصورة الأولى لجملة (كان) وردت في عشر مواضع في النساء منها أربعة [في الآيات 96، 99، 100، 152] وفي الأحزاب أربعة [في الآيات 5، 50، 59، 73] وفي الفرقان موضع واحد، آية70، وفي الفتح موضع واحد، آية14، وأغلب هذه المواضع يأتي في سياق عطاء الله وفيضه من المغفرة والرحمة،ثم يأتي التعقيب بجملة (وكان الله غفوراً رحيماً) كأنها تعليل لهذا الفيض، ولنقرأ هذه الجمل قبل جملة كان في عدة مواضع قال تعالي:
[درجات منه ومغفرة ورحمة – وقع أجره على الله – سوف يؤتيهم أجورهم، يبدل الله سيئاتهم حسنات ... ]
فالفيض والعطاء بدون حساب هو الأصل هنا، ثم تأتي جملة (وكان الله غفوراً رحيماً) لتبين أن هذا الفيض سببه اتصاف الله سبحانه بالمغفرة والرحمة اتصافاً أبدياً أزلياً.
وقد يكون السياق في رفع الحرج، وذلك في الآيات المتعلقة برسول الله e كما هو الحال في آيات سورة الأحزاب في قوله:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:50)
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:59)
والتعقيب على رفع الحرج بالمغفرة، إشارة إلى أن هذا المقام مقام الطهر والعفة لا ينبغي أن يند عنه شيء مما هو خلاف الأولى، وإن ند شيء فمغفرة الله ورحمته تسعه وتحيط به.
وكأن جملة (كان) تصديق وخاتم وشعار يصك ويختم به كل سياق مما سبق بداية من سياق الحديث عن النبي e ، وآل بيته، وانتهاء بالحديث عن المؤمنين، فالكل أفعاله مختومة بهذا الخاتم (كان الله غفوراً رحيماً).
تنوع الصورة في جملة (كان)
مجئ اسمه (الغفور) خبراً لكان جاء في صور أخرى من صور بناء الأسلوب حيث جاءت جملة (كان) لتكون جميعها خبراً لأن واسمها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقال:إن الله كان غفوراً رحيماً
فيكون الأساس في الجملة ليس (كان) إنما (إن) ويأتي اسم (إن) علماً ظاهراً وهو اسم (الله).
ثم يزداد الثراء فيأتي اسم (إن) ضميرا، ثم تأتي جملة- كان- لتقع موقع الخبر لها، فيقال:إنه كان غفوراً رحيما.
ولا شك أن هذه الصور لها دلالات ينبغي الكشف عنها من خلال السياق والمقام.
والإمام عبد القاهر تحدث عن اعتماد الجملة على (إن) وقيمة هذا الحرف في الجملة وقدرته على ربط المعاني، ونظمها في سلك واحد حيث يقول [إنك ترى الجملة إذا هي دخلت ترتبط بما قبلها، وتأتلف معه وتتحد به، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغاً واحداً وكأن أحدهما قد سبك في الآخر ... ]
وقال وهو يعرض بيت الشعر المشهور (بكراً صاحبي).
[الغرض: أن يحتج لنفسه في الأمر بالتبكير ويبين وجه الفائدة فيه.].
وعلى ذلك، فإن انضمام (إن) إلى عائلة الجملة بحيث يصبح الاسم الجليل (الله) اسماً لها، ثم تأتي (كان) وجملتها لتكون خبراً لها يشعر بأن التوكيد وربط الكلام السابق باللاحق هو الأساس وتصير (كان) مع جملتها تابعة وعنصراً من عناصر جملة (إن) فالاحتجاج لما سبق وبيان الفائدة هو الأصل هنا، ولعل العلامة ابن عاشور يعمد إلى هذا المعني وهو يفسر قوله تعالي (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللأتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأخْتَيْنِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:23)
يقول: [وقوله (إن الله كان غفوراً رحيماً) يناسب أن يكون معنى (إلا ما قد سلف) تقرير ما عقدوه من ذلك في عهد الجاهلية، فالمغفرة للتجاوز عن الاستمرار عليه، والرحمة لبيان سبب ذلك التجاوز]
وكأن جملة (إلا ما قد سلف) هي معنى (كان الله غفوراً).
(فإنّ) ربطت الكلام وأفرغته إفراغاً واحداً، وأضفت عليه من الرسوخ والتمكين ما لا يوجد لو أنها حذفت، في حين جُعِلت- كان- دليلاً على دوام المغفرة من الله تعالي وأنها صفة ملازمة لاسمه الكريم، لكل من جمع بين أختين دون علمه بالحرمة.
ولعل من دلالات (إن) أيضاً هنا أن المخاطب قد يهجس في نفسه هاجس العقوبة للجمع بين الأختين فأكدت له المغفرة لنزع هذا الهاجس من نفسه.
فإذا جئ إلى الآيات الأخرى والتي عُرضت فيها صفة المغفرة خبراً لكان،ثم جاءت الجملة خبراً لإن فإنه يلحظ أن الكلام- كما قال الإمام في دلالة (إن) - كأنه أفرغ إفراغاً واحدا ً، ففي سورة النساء يقول الله تعالي (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) آية106.
وفي سورة الأحزاب تتكرر الصورة نفسها: (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) آية 24.
فهناك تآلف بين عدة عناصر في الجملة تهدف إلى مزج كل ألفاظها وسبكها في إطار واحد، هذا الإطار هو تأكيد المغفرة والرحمة.
وهذه العناصر هي
1 - (إن) 0
2 - (كان) المشعره بأن المغفرة صفة لا تنفك عنه سبحانه0
3 - اسمية الجملة، حيث بدئ بـ (إن) وجعلت كان مع جملتها خبراً، وفي الجملة الاسمية ثبوت ودوام لا يزول.
4 - وضع هذه الجملة ختاماً للمعاني لتكون ثمرة أو نتيجة أو تعليلاً أو احتجاجاً لما
سبق، والأدلة دائماً ما تكون محل توكيد.
5 - مجئ اسمه (غفوراً) نكرة وفي النكرة عموم ومجيئه مفتوحاً وفي الفتحة كما
يقول ابن منظور [الفتحة خفيفة إذا خرج بعضها خرج سائرها فلا تقبل
التبعيض]
كل هذه العناصر تتحد لتكوّن هذه الصورة المليئة الحية.
-------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا انتقل البحث إلى صورة أسلوبية أخرى لا تختلف كثيراً عن السابقة اللهم إلا في مجئ الضمير بدلاً من اسم (الله) في جملة (إن الله كان غفوراً رحيماً) حيث يقال: (إنه كان غفوراً رحيماً) يجد أنها قد جاءت في أربعة مواضع، في الإسراء آية 25، 44 وفي الفرقان آية 6 وفي فاطر آية 41.
وتظل المعاني السابقة ظاهرة في هذا الأسلوب أيضاً، ويضاف إليها دلالة أخرى، مأخوذة من وضع الضمير موضع الاسم الظاهر.
واقرأ قوله الله تعالي في سورة الفرقان: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:6)
وهذه الآية جاءت في سياق ادعاء الكفار أن هذا القرآن إفك وأنه أساطير الأولين، وكأنهم اطلعوا على الغيب، وعلموا أنه إفك وأنه أساطير، فكان الرد (أنزله الذي يعلم السر) ثم تأتي جملة (إنه كان غفوراً رحيماً) فيسترجع القارئ من خلال الضمير الموصول بـ (إن) جملة (يعلم السر) ويستحضرها أمامه ثم يربط بين (يعلم السر) (و إنه كان غفوراً).
فليس القصد إلى وصف الله بأنه غفور ابتداءً، ولكن المراد وصف من يعلم السر بأنه غفور.
وكأن المراد مغفرة الذنوب المستورة، التي لا يعلمها إلا هو وهنا يبدو الفرق واضحاً بين أن يقال
إن الله كان غفوراً رحيما
وإنه كان غفوراً رحيما
ففي الأولى استقلالية ليست في الثانية، ذلك لأن الثانية تُعيدك إلى وصف آخر سبق ذكره في الآية ليتم الربط بينه وبين اسم الغفور.
ولا يبعد بك السياق حين تستعرض آية الإسراء عن هذا المعنى حيث قيل: (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً) آية 25.
ليرتبط اسمه الغفور بالسر الذي في النفوس وكذلك في آية فاطر: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) آية 41.
فإمساك السماوات والأرض، غرض ينبغي استحضاره عند وصف الله بأنه (غفور).
فالغفور هنا وصف ليس لاسم (الله) ولكن لمن يمسك السماوات والأرض ولمن يعلم كيف يمسك؟ ولماذا يمسك؟ فالإمساك، والكيفية، والعلة، كلها من الأسرار التي لم يطلع عليها أحد وعلي المسلم أن يستحضرها عند قراءة قوله (إنه كان حليما غفورا) وهذا يعنى أن اسمه (الغفور) يأخذ بعداً آخر ومساحة أخرى غير موجودة في السياقات السابقة.
ثالثاً: مجئ اسمه الغفور مرفوعاً
كنت قد تحدثت في مبحث سابق عن اسمه سبحانه (الغفور) بين التعريف والتنكير وتناولت هناك بعض الآيات التي ورد فيها اسمه (الغفور) مرفوعاً.
لكنني أشير إلى أن التناول هناك كان منصباً على مجيئه معرفة أو نكرة والتناول هنا سيعمد إلى الحالة الإعرابية.
ولقد ورد هذا الاسم الشريف مرفوعاً في سبعين موضعاً، منها ثمان وأربعون موضعاً جاء خبراً (لإن) الناسخة، وجاء الباقي خبراً لمبتدأ، وتنوعت صور الجملة الابتدائية حيث قيل: (الله غفور – هو الغفور – ربك الغفور).
وفي جملة (إن) جاءت الجملة في صور متنوعة أيضاً حيث قيل:
[إن الله غفور – إنه هو الغفور – أنه غفور – إني أنا الغفور – إن ربك لغفور – إن ربي لغفور – فأني غفور – إنك غفور].
ولا شك أن كثيراً من هذه المواضع قد مر الوقوف عندها لذلك سأحاول الوقوف على المواضع التي لم يسبق الإشارة إليها.
دلالة الغفور في جملة (وهو الغفور الرحيم)
أجرى عبد القاهر حول هذا التركيب دراسة بيّن فيها أنه قد يفيد القصر حقيقة كما يقال: هو الأمير، وقد يفيده ادعاءً كما تقول: هو الجواد، وقد يفيد التوكيد كما تقول: ووالدك العبد، لكني أذكر هنا حديثه عن الخبر الموهوم المتخيل حيث يقترب هذا المعني من سياقات بعض الآيات:
يقول عبد القاهر – رحمه الله -:
(يُتْبَعُ)
(/)
[واعلم أن للخبر المعرف بالألف واللام معنى غير ما ذكرت، وله مسلك ثَمّ دقيق، ولمحة كالخلس يكون المتأمل عنده يعرف وينكر، كما يقال: (هو البطل المحامي) (وهو المتقى المرتجى) وأنت لا تقصد شيئاً مما تقدم فلست تشير إلى معنى قد علم المخاطب أنه كان، ولم يعلم أنه ممن كان؟ كما مضى في قولك: زيد هو المنطلق، ولا تريد أن تقصر المعنى عليه، على معنى أنه لم يحصل لغيره على الكمال كما في قولك: (زيد هو الشجاع) ولا أن تقول أنه ظاهر بهذه الصفة كما في قولك، (والدك العبد) ولكنك تريد أن تقول لصاحبك:
هل سمعت بالبطل المحامي؟
هل حصلت معنى هذه الصفة؟
وكيف ينبغي الرجل حتى يستحق أن يقال ذلك له، وفيه؟ فإن كنت قتلته علماً وتصورته حق تصوره فعليك صاحبك وأشدد به يدك فهو ضالتك، وعنده بغيتك وطريقه طريق قولك:هل سمعت بالأسد؟ وهل تعرف ما هو؟ فإن كنت تعرفه فزيد هو هو بعينه.
وهذا من عجيب الشأن وله مكان من الفخامة والنبل وهو من سحر البيان الذي تقصر العبارة عن تأدية حقه.
والمعول فيه مراجعة النفس واستقصاء التأمل.]
إن جمال هذا المعنى الجديد كامن في خفائه، عكس المعاني الأخرى فإن الناس قد هُدوا إليها أو دُلوا عليها.
أما هذا الخبر الموهوم أو المتخيل، أو الصورة المثلي فهي في نفس كل قارئ، تتجدد بتجدده وتزداد رحابة بالزمان والمكان 0
فكل قارئ للقرآن الكريم لديه صورة في خياله هي المثلى في المغفرة، ولديه نموذج هو الأسمى للغافرين، فإذا حصل ذلك فليعلم أن المثالية في المغفرة والغافرين كائنه في الله سبحانه (فهو الغفور) وهذا هي الآيات:
في سورة يونس آية 107 (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
وهذا الآية جاءت في خواتيم السورة، والسورة يغلب على آياتها تعريف الناس بهذا الإله الخالق ففي أولها من البداية وحتى النهاية لا يغيب هذا الخيط، وذلك نحو:
(إن ربكم الله الذي خلق ... وهو الذي جعل الشمس ضياءً .... هو الذي يسيركم ... قل من يرزقكم من السماء والأرض ... فذلكم الله ربكم .... قل هل من شركائكم من يبدؤ الخلق ثم يعيده قل الله يبدؤ الخلق ثم يعيده .... قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق قل الله يهدى للحق ......... هو يحي ويميت ... هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ... ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم .... )
كل ذلك تعريف بالله تعالي وخيط يمسك بمعاني السورة من أولها إلى آخرها كما أن العين لا تخطئ ملاحظة هذا الضمير (هو) في أغلب الجمل ..
حتى تأتي جملة (وهو الغفور الرحيم) لتضع لبنة من لبنات هذا التعريف.
فإذا كان التعريف به سبحانه عن طريق أنه خلق ورزق وأحيا وأمات فلا شك أنه الغفور لمن خلقهم ورزقهم وأحياهم وأماتهم.
فالسورة من بدايتها حتى هذه الآية عرفَتْ الخلقَ بخالقهم ثم جاءت جملة (وهو الغفور) لتقول لهم إن هذا الذي عرفتموه وعبدتموه هو الغفور، أي هو الكامل في المغفرة، فالمغفرة الكاملة المتصوَّرة من عقل كل ذي عقل لا توجد إلا له سبحانه
وربك الغفور
تلك صورة أخرى لمجئ اسمه (الغفور) مرفوعا حيث جاء خبراً لمبتدأ وهو اسم (الرب) المضاف إلى كاف الخطاب، وجاء ذلك في سورة الكهف في قوله تعالي: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) (آية:58)
وسورة الكهف من السور الأربع التي بدأت بالحمد، والحمد هنا على إنزال الكتاب على عبده واختصاصه بهذا الإنزال، وهذا الاختصاص تلاه سياق طويل في السورة يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، ويخصه بالكلام، فالقصص له .... وتبيان قدرة الله تعالى كان تسليه له ... وإبراز ما يحدث يوم القيامة كان له ... وكأن السورة مناجاة بين الحق جل وعلا وبين حبيبه صلى الله عليه وسلم ولذلك امتازت الجملة، بميزتين على ما عداها في القرآن الكريم.
الأولى: أن المبتدأ جاء باسم الرب ومضافاً إلى كاف الخطاب العائد على رسول الله e.
والأخرى أن اسمه (الرحيم) جاء في قالب جديد وهو (ذو الرحمة).
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مجئ المبتدأ باسم (الرب) ففيه من الود والأنس ما لا يخفي، وإذا كان اسم الرب وحده مشعر بهذا الفيض من الحب واللطف، فما بالك حين يضاف إلى كاف الخطاب العائد على الحبيب e ؟! .
لا شك أن الاسم سيأخذ أبعاداً أخرى فيها معنى التذكير بالنعم وأولها إنزال الكتاب عليه دون غيره، ومنها الإشارة إلى هذه الاختصاصات المتقدمة له في السورة، مثل
(نحن نقص عليك ... لعلك باخع نفسك .... وترى الشمس .... وتحسبهم .... لا تقولون لشيء إن فاعل ذلك غداً .. اصبر نفسك .... واضرب لهم مثلاً .. وعرضوا على ربك .... وربك الغفور ....
فهذا الإلحاح على خطابه e، وتوجيه الكلام إليه خاصة يعطى للمعني خصوصية لا توجد في غيره، ويؤيد هذا مجئ وصف- الرحيم - بصيغة خاصة وهي (ذو الرحمة) [و إنما ذكر لفظ المبالغة في المغفرة لا في الرحمة؛ لأن المغفرة ترك الإضرار وهو تعالي قد ترك مضار لانهاية لها مع كونه قادرا عليها، أما فعل الرحمة فهو متناه لأن ترك ما لانهاية له ممكن، أما فعل ما لانهاية له فمحال وتقديم الوصف الأول: لأن التخلية قبل التحلية، أو لأنه أهم بسبب الحال إذا المقام مقام بيان تأخر العقوبة عنهم بعد استيجابهم لها، كما يعرب عنه قوله عز وجل (لو يؤاخذهم بما كسبوا .... ].
[وتحرير نكتة التفرقة بين الخبرين ... أن المذكور بعد عدم مؤاخذاتهم بما كسبوا من الجرم العظيم - وهو مغفرة عظيمة وترك التعجيل رحمة منه تعالي، سابقة على غضبه، لكنه لم يرد سبحانه إتمام رحمته عليهم، وبلوغها الغاية، إذ لو أراد – جل شأنه – لهداهم وسلمهم من العذاب رأساً، وهذه النكتة لا تتوقف على حديث التناهي وعدم التناهي.
كما أن (ذو الرحمة) لا يخلو عن المبالغة ... لاقتران الرحمة بـ (أل) فتفيد الرحمة الكاملة أو الرحمة المعهودة التي وسعت كل شيء.
أما (ذو) فإن دلالته على الاتصاف في مثل هذا التركيب فوق دلالة المشتقات عليه، ولا يكاد يُدل سبحانه على اتصافه بصفة بهذه الدلالة إلا وتلك الصفة مراده على الوجه الأبلغ، وإلا فما وجه العدول عن المشتق الأخصر الدال على أصل الاتصاف " كالراحم " مثلاً إلى ذلك؟
فدلالة (ذو الرحمة) أقوى لأنها بواسطة أمرين، فهي أبلغ من كل واحد من (الرحمن) و (الرحيم) وإن كانا معاً أبلغ منه ولذا جئ بهما في البسملة دونه، ومَنْ أنصف لم يشك في أن قولك (فلان ذو العلم) أبلغ من قولك: فلان يعلم، بل ومن قولك: فلان عليم، من حيث إن الأول يفيد أنه صاحب ماهية العلم ومالكها ولا كذلك الأخيران.
وحينئذ يكون التفاوت بين الخبرين في الآية بأبلغية الثاني، ووجه ذلك ظاهر، فإن الرحمة أوسع دائرة من المغفرة كما لا يخفي.
والنكتة فيه هنا مزيد إيناسه صلى الله عليه وسلم بعد أن أخبره سبحانه بالطبع على قلوب بعض المرسل إليهم مع علمه جل شأنه بمزيد حرصه e... وهو السر في إيثار عنوان الربوبية مضافاً إلى ضميره e... في قوله (وربك الغفور ذو الرحمة)]
مجئ اسمه (الغفور) خبراً لـ (إن)
الصورة الأخيرة لمجئ اسمه (الغفور) مرفوعاً هو أن يكون خبراً لإن الناسخة، وهذه الصورة تفرعت منها صور شتى لتواءم كل صورة المقام الذي جاءت فيه.
فقيل مرة: إن الله غفور رحيم
وقيل: إن ربك غفور رحيم
وقيل: إن ربك من بعدها – لغفور رحيم
وقيل: أني غفور رحيم – وأني أنا الغفور الرحيم
ولا يخفي أن التأكيد في الجملة ينصب على الخبر، والخبر هو اسمه (الغفور) مما يعني أن مسافات هذه الجمل التي أخبر فيها عن مغفرة الله تعالي تحتاج إلى توكيد ...
كما أن اصطفاء هذه الأداة (إن) لتكون عاملاً للتوكيد يفيد أن الاتجاه السائد في هذه الجمل هو إزالة الشكوك لدى القارئ من أول وهلة وصراحة، فالتوكيد أصل في الدلالة هنا، ولا يخفى أن [التوكيد بـ (إن) أقوى من التأكيد باللام، وأكثر مواقع (إن) بحسب الاستقراء، الجواب لسؤال ظاهر، أو مقدر، إذا كان للسائل فيه ظن .....
كما أن من مواقعها التعليل ... وهو نوع من التوكيد .... ]
ولقد سبقت الإشارة إلى حديث عبد القاهر عن (إن) وأنها تربط الكلام وتخرج جملتها مخرج الحجة لما سبق، وتظهر وجه الفائدة فيه .....
(يُتْبَعُ)
(/)
كل هذه الدلالات كامنة في (إن) فإذا أضيف إليها عوامل توكيدية أخرى أزداد الأمر حتى يصل إلى درجة القصر في نحو (أني أنا الغفور الرحيم).
ولكن البحث يبدأ من الصورة الأولى لجملة (إن) وهي جملة:
إن الله غفور رحيم
وقد وردت هذه الصورة في القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين مرة، وذلك في [البقرة 173 – 182 – 192 – 199 –226] [وآل عمران 89 – 155] [والمائدة 3 – 39 – 98] [والأنفال 69] [والتوبة 5 – 99 – 102] [والنحل 18 – 115] [والنور 5 – 69] [والحجرات 14] [والمجادلة 12] [والممتحنة 12] [والتغابن 14] [والمزمل 20].
والسياق العام لهذه المواضع يبدو فيه وجود الذنب ثم تأتي جملة (إن الله غفور رحيم) لتبين الحكم الصادر على هذا الذنب وأن المحكمة الإلهية قد برأت ساحتهم وقررت عدم مؤاخذتهم، وذلك إما بسبب الاستغفار أو أنه فعل الذنب اضطراراً، أو كانت نيته الإصلاح، أو أنه لم يكن عامداً حين أذنب، أو نحو ذلك من الأمور التي تُبرز عذرهم في حدوث هذا الذنب، و هو ذنب غالباً ما يكون في شأن الأرزاق والمطعم والمشرب ونحو ذلك ففي سورة البقرة يقول الله تعالي:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة 172:173)
فاسمه الغفور هنا مرتبط بالاضطرار، والاضطرار مغفور ما دام خالياً من بغي أو عدوان 0
ويلحق بهذه الآية آيات متشابهة في رفع الحرج في المطعومات وذلك كما في قوله تعالي:
(فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:3)
وقوله: (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأنفال:69)
وتنكير الاسم الجليل (غفور) لأن المغفرة ليست خاصة وليست محل نقاش بل هي أشبه بالحقائق، حتى في جانب الخلق إذا تعامل بعضهم مع بعض، واضطر أحدهم إلى المخالفة، الأصل أن يَغفرَ الآخر، هكذا يقول المنطق السليم والطبع القويم، هذا في الوقت الذي يرى فيه أهل القرب من الله تعالي وجها ً أعلى وأرقى حيث يقولون: [إنه لا يصل إلى حال الاضطرار إلى ما حرم عليه أحدٌ إلا عن ذنب أصابه، فلولا المغفرة لتممت عليه عقوبته؛ لأن المؤمن أو الموقن لا تلحقه ضرورة، لأن الله تعالي لا يعجزه شيء، وعبد الله لا يعجزه ما لا يعجزه ربه (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) (الروم:49)
فاليأس الذي يحوج إلى ضرورة إنما يقع لمن هو دون رتبة اليقين ودون رتبة الإيمان.
ولقد جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً ففنيت أزوادهم، فأقاموا أياماً يتقوتون بيسير، حتى تقوتوا بتمرة تمرة، فأخرج الله لهم العنبر، دابة من البحر
فلم يحوجهم في ضرورتهم إلى ما حرم عليهم، بل جاءهم في ضرورتهم بما هو أطيب مأكلهم في حال السعة من صيد البحر الذي هو الطهور ماؤه الحل ميتته]
وهذا يعني – كما يرى البقاعى – رحمه الله – أن اسمه (الغفور) تحت عباءته معنى العتاب، وهذا امتداد آخر في مساحة المعني في اسمه الغفور.
----------------
ولا يبعد هذا المعني عن الآية رقم 182 والتي فيها:
(فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
حتى أن جملة (فلا إثم عليه) تفوح برائحة العتاب لأن الأمر حتى وإن كان بقصد الإصلاح إلا أنه في النهاية تغيير للوصية، حتى قال العلامة ابن عاشور - رحمه الله – إن الآية فيها [تنويه بالمحافظة على تنفيذ وصايا الموصين حتى جعل تغيير جورهم محتاجاً للإذن من الله تعالي ... ]
وعمد الفخر الرازي-رحمه الله - إلى بيان وجه المجئ بهذه الجملة، وأخذ يعلل لها ويبين وجه المقصود منها حتى قال: [لقائل أن يقول: هذا المصلح قد أتي بطاعة عظيمة في هذا الإصلاح وهو يستحق الثواب، فكيف يليق به أن يقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
- فلا إثم عليه-] وأخذ يجيب على ذلك، والذي يعنينا هنا أن الجملة تحمل معنى العتاب ..
------------
وقد يشتد هذا العتاب وهنا يبرز اسمه [الغفور] ليعطي معنى الصفح والعفو لذنب حدث ثم فئ منه وعدل عنه، وذلك تراه واضحاً في قوله تعالي:
(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:226)
فالجملة هنا حكم صريح على من ارتكب هذا الخطأ ثم عاد عنه، وليس الخطأ في الإيلاء كسلوك تجاه المرأة ولكن الخطأ، بل الذنب يكون في القصد منه، فإن كان المقصود به
إضرار المرأة فهو حرام، وإلا فلا مانع منه إن كان القصد علاج النشوز كما فعل النبي e حين اعتزل نساءه شهراً.
ثم يزداد الخطأ فيبدو الذنب عظيماً وعند العودة والاستغفار منه يبدو اسمه (الغفور) أقوي دلالة واتساعاً لهذه الأمور العظيمة وكأن المغفرة بحر يؤخذ منه يحسب الذنب، ففي الآيات التالية يلحظ هذا جيداً، يقول الله تعالي:
(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ .... وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين َ) (البقرة:190،191)
وقوله تعالي:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (آل عمران:155)
وقوله تعالي:
(فَإِذَا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ .... فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:5)
إن كل هذه السياقات تدخل في زمرة الاعتراف بالذنب، والتوبة عما اقترفوه، والقاعدة القرآنية توضح أن الحكم في ذلك هو (إن الله غفور رحيم)
بل إن الآية تصرح بهذه الدلالة فتقول:
(فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:39)
هكذا يأتي اسمه (الغفور) في كل سياق يحكي توبة وندماً وإصلاحاً ليعطي الحكم (إن الله غفور رحيم) ليعم ذلك كل مقام وكل سياق والاستئناف الموجود في (إن) وإظهار اسم (الله) ومجئ الخبر نكرة يرسم صورة لحكمٍ يُوسمُ به كل أمر مشابه.
-----------------
ولا تنحصر دلالة اسمه (الغفور) في جملة (إن) على المعني السابق، بل قد تتسع لتحيط بسياق آخر، لا يبرز فيه حكم المحكمة، بل يبرز فيه الدعوة إلى الاستغفار والترغيب فيها خشية نسيان الاستغفار في جو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
ترى ذلك في مقام العبادة، بل الاجتهاد في العبادة، ويبرز هذا في موقفين، الموقف الأول في فريضة الحج، والموقف الآخر في قيام الليل 0
ففي فريضة الحج تأتي الآيات لتذكر الحاج بأهمية الاستغفار حتى يتحصل المؤمن على الجائزة: فيرجع كيوم ولدته أمه فتقول الآيات:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّين ... ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:197،198،199)
ويقول سبحانه وتعالي:
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ..... وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المزمل:20)
فالسياقان سياق عبادة واجتهاد في العبادة فرُغب في الاستغفار وكأنها وصية محب، وتوجيه رءوف إلى كنز وثروة لا ينبغي نسيانها .... هذا الكنز وذاك الفيض هو (إن الله غفور رحيم) ولذلك قيل (واستغفروا الله).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمغفرة هنا تأتي في سياق الحب، والعطف لتكتسب مساحة أخرى من الدلالة أرقى وأسمى لأنها في شأن الذاكرين المبتهلين، القوامين بالليل والنهار، أو الحجاج المهللين، المفيضين من عرفات، ولا يخفى هنا ما في الإظهار لاسم- الله في سياق الإضمار ليتناغى التكرار لاسم الله مع الذكر، ويتساوق الإظهار مع مقام رفع الصوت بالتهليل، والاستغفار عند الإفاضة من عرفات.
----------------
وقد يأتي اسمه (الغفور) لبيان الفارق بين أفعال الله تعالي وأفعال العباد تجاه نعمه التي لا عد لها ولا إحصاء0
ولقد وردت آيتان في شأن البيان عن نعم الله –تعالى- فقيل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (النحل:18)
لكن الآية الأولى ختمت بجملة (إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:34)
والأخرى ختمت بجملة (إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) النحل 18
ذلك لأن آية إبراهيم كانت في شأن عد أفعال العباد وفي سياق قبح هذه الأفعال وبخاصة أفعال الكافرين حيث قيل من أول السورة عنهم أنهم:
(يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ..
ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً ...
ردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا ... وإنا لفي شك
بدلوا نعمة الله كفراً ....
أحلوا قومهم دار البوار ...
جعلوا لله أنداداً ....
كل ذلك في سرد أفعال العباد، فلما جئ إلى عد نعم الله تعالي ناسب أن يذكر موقفهم تجاه هذه النعم فقيل.
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:34)
لكن السياق يختلف في سورة النحل لأن الحديث فيها ليس عن أفعال العباد ولكن عن أفعال الله تعالي:
فمن أول السورة تسمع هذه العطاءات
ينزل الملائكة بالروح من أمره
خلق السماوات والأرض بالحق
خلق الإنسان من نطفة
الأنعام خلقها لكم
أنزل من السماء ماءً لكم
ينبت لكم به الزرع ...
سخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم
وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه ..
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه ...
كل هذه أفعال الله تعالي ونعمة التي لا عد لها فلما ذكرنا بهذه النعم ناسب أن يختم بوصف آخر.
فقال (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:18)
يقول الزركشي: [ومن بديع هذا النوع اختلاف الفاصلتين في موضعين والمحدث عنه واحد لنكتة لطيفة، وذلك قوله في سورة إبراهيم (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
وقال في سورة النحل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
قال القاضي ناصر الدين بن المنير:
كأنه يقول: إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت آخذها وأنا معطيها فحصل لك عند أخذها وصفان: كونك ظلوماً وكونك كفاراً ...
ولي عند إعطائها وصفان، وهما أني غفور رحيم، أقابل ظلمك بغفراني وكفرك برحمتي، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوفير، ولا أجازي جفاءك إلا بالوفاء.]
إن ربك من بعدها لغفور رحيم
هذا نوع آخر من جملة (إن) حيث يأتي بدلاً من اسم الله اسم الرب، ويفصل بين الاسم والخبر بشبه الجملة (من بعدها) أو (من بعد ذلك).
وهذا الفاصل الذي حشر بين اسم إن وخبرها كأنه إضافة أراد القرآن استحضارها عند ذكر المغفرة، لأن المغفرة لا تكتمل إلا بوجود هذا الأمر في الصورة معها حتى تراه العين ملاصقاً للمغفرة.
وقوله (من بعدها) أو (من بعد ذلك) تذكير بالذنب و استحضار له.
فأي ذنب هذا أراد القرآن حضوره ليعلم دلالة الغفور وقيمة هذه الدلالة؟
إنها ذنوب عظيمة من شاكلة (عبادة العجل من دون الله تعالي)
ومن شاكلة سلب اختصاص الله تعالي بالتشريع ليزاوله العباد.
ومن شاكلة إكراه الإماء على الزنا ...
إنها ذنوب تستوجب النار وبعضها يستوجب الخلود فيها، لذلك كان استحضارها في صورة المغفرة إنما هو بيان لمقدار هذه المغفرة، وعظم الغفور سبحانه كما أن الحديث هنا كان عن ذنوب تحققت فيها التوبة بالفعل فناسب ذلك إلحاق اسم الرب بجملة المغفرة للإشارة إلى تحقق المغفرة، فمن دلائل التعبير باسم الرب تحقق الفضل والمغفرة والرحمة، لأن الرب هو المربي وهو أيضاً الخالق الرازق المدبر لشؤون العباد ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هو قائم بذلك كله وغيره لا يبخل على المقصرين ممن خلقهم ورزقهم ودبر أمورهم بالمغفرة لذنوبهم.
والعجيب أن آية الأعراف وآية النحل تذكر هذه الأفعال بلفظ (السوء والسيئات) لتكون تبشيراً بمغفرتها بعد التوبة.ففي الأعراف يقول الله تعالي (وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (لأعراف:153)
وهذا قد جاء بعد قوله (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) (لأعراف:152)
فلما كان الذنب عظيماً ثم ندموا وعادوا ناسبه أن يحضره عند المغفرة بقوله (من بعدها) كما ناسبه المجئ باسم الرب بدلاً من اسم الله فإذا كان المآل مغفرة فالأولي به اسم (الرب) وزاد من ذلك إضافته إلى كاف الخطاب العائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيان عظمة الإحسان إليهم.
وفي النحل يقول الله تعالي: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:119)
ولاحظ هنا تكرار – (من بعد ذلك) ثم قال (من بعدها) فالآية تعمد عمداً إلى إحضار الذنب، فما هو؟ إنه قولهم: (هذا حلال وهذا حرام)
وتلك خصيصه الألوهية لذلك كان إحضارها مقصوداً لبيان عظم المغفرة.
لكن موقع سورة النور لم يكن حديثاً عن الذنب من حيث هو ولكن عن شناعته حيث إن الفطر السوية تأباه وتنكره لذلك أرادت الآيات أن تحضره بل وتعيده ليرسخ في الذهن واسمع ذلك:
(وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور:33)
(وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ) (النور: من الآية33).
فالإعادة هنا والتكرار جاء ثلاث مرات،وكأنه أمر غير متصور أريد من السامعين تخيله ثم عقب عليه بالمغفرة وألصق الفعل أو الإكراه بلفظ (غفور) فقيل:
(من بعد إكراههن غفور)
لتنظر العين الكلمتين دفعة واحدة وتستشعر قيمة ودلالة اسمه الغفور
المبحث الثالث
اسم (الغفور) بين الاعتناق والتفرد
لم يرد اسم من الأسماء الثلاثة منفرداً إلا في ثلاثة مواضع:
الأول في سورة الإسراء في قوله سبحانه (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً) (الإسراء:25)
والثاني في قوله (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82)
والثالث في قوله تعالي (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) (نوح:10)
وقد سبق تحليل هذه الآيات في مواضع سابقة، وذكر فيها وجه إفرادها لكنني هنا أقف على اقتران هذه الأسماء بأسماء أخرى، لأحاول بيان مدى اكتساب اسمه (الغفور والغفار) ظلالاً جديدة تضاف إليه من هذه الأسماء المتعانقة معه وأثر السياق والمقام في اصطفاء الاسم الآخر لندرك أنه قد اختير بعناية وحكمة وأنه لا يجدي غيره لو وضع مكانه وهذا يعرف عند البلاغيين بالتمكين أو ائتلاف القافية .. ومن الإحصاء ظهر الآتي:
أولاً: جاء اعتناق اسم (الغفور) باسم (الرحيم) 76 مرة
ثانياً: جاء اعتناق اسم (الغفار) باسم (الحليم) 7 مرات
ثالثاً: جاء اعتناق اسم (الغفار) باسم (العزيز) 5 مرات
رابعاً: جاء اعتناق اسم (الغفور) باسم (العفو) 4 مرات
خامساً: جاء اعتناق اسم (الغفور) باسم (الشكور) 3 مرات
سادساً: جاء اعتناق اسم (الغفور) باسم (الودود) مرة واحدة
أولاً: اعتناق الغفور والرحيم
أصل كلمة الرحيم هي (الراء والحاء والميم، وهذا أصل واحد يدل على الرقة والعطف والرأفة، يقال من ذلك: رحمة، يرحمه، إذا رق له، وتعطف عليه، والرحم: علاقة القرابة، ثم سميت رحم الأنثى رحماً من هذا: لأن منها يكون ما يرحم به، ويرق له من ولد.]
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه [الرقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد من الرقة، نحو: رحم الله فلاناً.
وإذا وصف به الباري، فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة.
فالرحمة من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة، وتعطف ... والرحيم: هو الذي كثرت رحمته ... ]
والذي ينبغي الوقوف عنده هو وجه اقتران (الغفور) بـ (الرحيم) وهل العبد لا يكتفي بالمغفرة حتى يؤتي له بالرحمة؟
الحق أن المغفرة فضل عظيم لكنها لا تكفي العبد يوم القيامة ولا حتى في الدنيا، وذلك لأن المغفرة وهي ستر الذنب وتغطيته لا تعنى أن الذنب قد أزيل، أو تم العفو عنه، والتجاوز عن صاحبه، كل ما هنالك أنه مستور، لا يعلمه إلا الله تعالي، ولله تعالي المشيئة في أن يحسن إلى المذنب ولا يعاقبه، كما أن له طلاقة المشيئة في أن يعذبه بهذا الذنب في الدنيا والآخرة، وهو في ذات الوقت قد غفر له ذنبه أي ستره عن أعين الخلق وقد يستره عن المذنب أيضا ومن هنا تأتي الرحمة من اسمه (الرحيم) لتلتصق باسمه الغفور ليتم الإحسان والفضل ويكون الغفران بداية العفو، وأول الإحسان زوال الذنب، ومحوه من الصحف بل وتبديله حسنات فيدخل الإنسان الجنة.
الأمر الآخر: أن دخول الجنة لن يتم بسبب المغفرة بل بالرحمة، ولقد ورد حديث: (لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته) ومن هنا كان من لوازم المغفرة: الرحمة.
التقديم والتأخير بين الاسمين:
اقتران اسمه (الغفور) باسمه الرحيم جاءت الأكثرية فيه، بتقديم (الغفور) على (الرحيم) لأن المغفرة توطئة للرحمة [فالمغفرة:سلامة، والرحمة: غنيمة، والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة.]
كما أن المغفرة تبدأ من الدنيا بستر الذنب، لكن الرحمة لا تكون إلا في الآخرة والدنيا مقدمة في الترتيب الزمني على الآخرة.
ولم يتغير ذلك الترتيب بين (الغفور والرحيم) إلا في موضع واحد تقدم فيه اسمه (الرحيم) وذلك في قوله تعالي:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (سبأ:1،2)
والقرآن الكريم هو خطاب الله تعالي للمكلفين من الثقلين، وأكثر ما يهم الثقلين هو معرفة ثمرة أعمالهم التكليفية التي عملوها.
ولما كان من جملة ما يقع على الأرض أعمال المكلفين، وكذلك من جملة ما يعرج إلى السماء أعمال المكلفين أشارت الفاصلة هنا إلى أن هذه الأعمال مهما بلغ حسنها لا تكافئ نعم الله على العبد، ولا تصلح ثمناً لبلوغ جنته ورضوانه، لكنها سبيل إلى الوصول إلى رحمته ومغفرته وهذا الأخير سبيل إلى دخول الجنة والفوز برضا الله تعالي.
ولما كان المقام هنا مقام تفضل وإنعام، وإحسان وإكرام قدمت الرحمة على المغفرة، لأن المغفرة لا تكون إلا عن ذنب وتقصير ولم يذكر في الآية تصريح بذلك
وأما الرحمة فهي عامة إذ هي من الله، تعالي: الإنعام والإفضال وهذا يشمل كل الكائنات.
وأما الرحمة الخاصة، فلا تكون إلا للمؤمنين المتقين، قال تعالي (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (الأعراف:156)
أضف إلى ذلك أن القضية الأساسية في سورة سبأ هي قضية إثبات البعث فسبب نزول هذه الآيات [أن أبا سفيان قال لكفار مكة، لما سمعوا قول الله تعالي (لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:73)
إن محمداً يتوعدنا بالعذاب، بعد أن نموت، ويخوفننا بالبعث، واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبداً، ولا نبعث، فقال الله تعالي: قل يا محمد: (بلى وربي لتبعثن) قاله مقاتل] ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن قضية البعث أول ما تستدعي في النفوس، تستدعي الرحمة، فقدم اسمه (الرحيم) لمناسبة هذا المقام، كما أن الآية في كافة أصناف الخلق، وفي هذا يقول الزركشي رحمه الله: [تأخرت المغفرة في قوله (وهو الرحيم الغفور) لأنها منتظمة في سلك تعداد أصناف الخلق من المكلفين وغيرهم، وهو قوله: (يعلم ما يلج في الأرض ....... إلى آخره. فالرحمة شملتهم جميعاً، والمغفرة تخص بعضاً والعموم قبل الخصوص بالرتبة]
ثانياً: اعتناق الغفور والحليم
واسمه (الحليم) مأخوذ من الحلم و [والحاء واللام والميم أصول ثلاثة:
الأول: ترك العجلة، والثاني: تثقب الشيء، والثالث: رؤية الشيء في المنام،
وهي متباينة جداً تدل على أن بعض اللغة ليس قياساً وإن كان أكثره منقاساً فالأول: الحلم، خلاف الطيش، يقال: حلمت عنه أحلُم فأنا حليم.
والأصل الثاني: قولهم حَلُم الأديمُ إذا تثقب وفسد، وذلك أن يقع فيه دواب تفسده.
والثالث:قد حلم في نومه حُلْماً وحُلُماً .. ]
وقيل: [الحليم: هو الذي لا يعاجل بالعقوبة، فكل من لا يعاجل بالعقوبة يسمى فيما بيننا حليماً.]
وقيل: [وهو الصبور ... الذي لا يستخفه عصيان العصاة ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً فهو منته إليه.]
[فالحلم: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب وجمعه: أحلام]
وقد اقترن اسمه (الغفور) باسمه (الحليم) سبع مرات وذلك في [البقرة 225– 235] [آل عمران 155] [والمائدة 101] [والإسراء 44] [وفاطر 41] ووجه اصطفاء اسم (الحليم) فيها يتنوع من سياق إلى سياق.
فتارة يكون السياق في شأن ذنب هو في حقيقته تقصير في الأدب مع الله –تعالى- فيناسب ذلك وصفه بالحليم الذي لا يعاجل بالعقوبة.
وتارة يكون السياق توجيهاً للناس أن يتصفوا بالحلم ولا يتعجلوا، وهنا يكون اسمه الحليم تذكيرا بهذه الصفة، وتارة يكون السياق تهديداً؛ حتى لا يعودوا إلى الذنب، وكأنه يقول (لقد حلمت عليكم فاحذروا، وهكذا ... وإليك هذه الآيات ...
قال تعالي (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:225)
.فسترُ الذنبِ هنا سترُ حليم، ذلك لعلمه أن العبد حين حلف إنما دفعه إلى ذلك ما جُبل عليه من عجلة، (وخلق الإنسان عجولا) , ولو أنه عومل على شاكلته لعجلت له العقوبة وكأن هناك دعوة إلى التحلم عند الحلف، ... دعوة إلى النظر في عاقبة اليمين، فغفر للإنسان ذنبه في الحلف لعله يفئ، ولأن الله لا يعجل بعجلة أحدنا كما قال رسول الله e
ولذلك يقول ابن عاشور – رحمه الله – [ومناسبة اقتران وصف (الغفور) بـ (الحليم) هنا دون الرحيم لأن هذه مغفرة لذنب هو من قبيل التقصير في الأدب مع الله تعالي، فلذلك وصف الله نفسه بـ (الحليم) لأن الحليم: هو الذي لا يستفزه التقصير في جانبه، ولا يغضب للغفلة، ويقبل المعذرة.] ويقول البقاعي – رحمه الله [ولما كان السياق للمؤاخذة التي هي معاجلة كل من المتناظرين لصاحبة بالأخذ كان الحلم أنسب الأشياء، لذلك قال: (حليم) أي: لا يعاجلهم بالأخذ ... فهو رفع للمؤاخذة عن مستحقها بجناية في حق مستعظم]
والذي يهمني في كل ذلك دلالة اسمه (الغفور) فالأمر هنا ليس متعلقاً بالآخرة ولكنه ما زال في الدنيا، والسياق في شأن التربية وتوجيه النفوس المؤمنة إلى ترك الحلف جملة، إلا لحاجة، ولما كان الأمر كذلك جئ باسمه (الحليم) وكأن (الغفور) هنا تعنى الدعوة إلى عدم العودة فالستر هنا ستر تربية وتأديب وتعليم وتهذيب، ولذلك سبق في السياق قوله (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) (البقرة:225)
(يُتْبَعُ)
(/)
وينتقل الدرس التعليمي إلى جو آخر وسياق آخر تحتاج النفوس فيه إلى تهذيب وذلك في قوله سبحانه: (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:235)
والسياق كما لا يخفي في شأن التعريض بالخطبة لمن توفى زوجها، وما زالت في عدتها منه .... ، ورغبة النفوس وميل القلوب من الصعب دفعه ولذلك قيل (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (البقرة:235) أي (نكاحاً)
وهذا الجو الذي تملؤه مشاعر متناقضة ورغبات والتزامات تفرضها شريعة غراء، هذا الجو الذي تفلِتُ فيه-دون قصد- مخالفة أو تند عنه-دون عمد- هفوة، أو يرتكب فيه-بغير إرادة- خطأ، كان التعقيب عليه (إن الله غفور حليم).
فالمغفرة هنا متعلقة بأمور يشق على النفوس ضبطها ضبطاً كاملاً، يقول ابن عاشور [لعل المراد من المغفرة هنا التجاوز، لا مغفرة الذنب .. ] لأن الذنب مقصود،ولقد رفع عن أمة محمد e [ الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه].
وعليه يأتي اقتران العفو بالحليم اقتران تهذيب وتربية في أمور ترتبط بما قد يستحي منه، كما يلمح في التذييل باسمه (الحليم) أيضاً أن المغفرة هنا دعوة إلى عدم التعجل ومحاولة ضبط النفس ولذلك قيل (واعلموا) أي: تعلموا وتخلقوا بهذا الخلق.
--------------------
وينتقل التعليم والتربية بصفة الحلم إلى جو آخر، تتعجل فيه النفوس أيضاً خوفاً من الموت، فجاء الدرس:
قال تعالي (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) (آل عمران:155)
فالقوم أشيع فيهم أن رسول الله e قد قتل، فحملهم الشيطان على ترك المعركة ثم عادوا وجاهدوا فكانت المغفرة لعودتهم، لكنها مغفرة حليم لم يعجل عليهم بذنبهم، وليست المغفرة هنا إلا الصفح والعفو، وهذا يؤكد أن دلالة (الغفور) لا تعنى ستر الذنب من كل موضع، بل قد تتجاوز إلى الصفح عنه والتجاوز وعدم المؤاخذة.
وهو معنى ملتصق بالستر، فالستر كما سبق بداية المحو وأول العفو، ولقد ورد قبل ذلك في أحاديث نبوية ومنها: [ثلاث من كن فيه ستر الله عليه وأدخله جنته]
ومنها: [حديث أبي موسى رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا فعيّره به يوم القيامة]
ومن هنا كانت دلالة (الغفور) تعنى عدم العقاب، وليس عدم التعجيل بالعقاب وعلى ذلك (فالحليم) هنا توكيد للعفو وتعليم للنفس المؤمنة ألا تعجل ولذلك سبق في الآية قوله (ولقد عفا الله عنهم) وكأن هذه الجملة توجه المعني في (غفور) إلى دلالة العفو وليس إلى دلالة الستر ولا شك أن العفو أعلى منزلة من الستر، ولذلك لم يُعَاقَب هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد المعركة؛ لعفو الله عنهم.
التقديم والتأخير بين الاسمين
تناوب اسمه (الغفور) واسمه (الحليم) بين التقديم والتأخير، وقد سبق في تحليل الآيات التي قُدم فيها اسمه (الغفور) أن المراد من هذا الاسم إما ستر الذنب حلماً ليكون ذلك درساً يتعلم منه المؤمنون فلا يعودوا إلى مثل ما فعلوه،وقد يكون المراد من اسمه (الغفور) العفو والصفح فلا مؤاخذة على ما فعلوه وكل ذلك قدم فيه اسمه (الغفور) لا لشيء إلا لأن الذنب هو شاغلهم فقيل بداية: إنه
(يُتْبَعُ)
(/)
(غفور) ثم جاء اسمه الحليم ليوضح علة المغفرة.
لكن هناك سياقات يتقدم فيها اسمه (الحليم) ويتأخر اسمه (الغفور) عنه فيقال (إنه كان حليماً غفوراً) وقد جاء ذلك في موضعين اثنين.
الأول في قوله تعالي: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء:44)
والآخر في قوله تعالي:
(إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (فاطر:41)
وبداية أود أن أشير إلى عدة نقاط تجمع بين الجملتين وهي:
1 - أن الآيتين في ذكر أمر متعلق بالسماوات والأرض
2 - أن الجملتين بنيتا على التوكيد بـ (إن) ثم مجيء اسمها ضميراً ثم المجيء بجملة (كان) الناسخة لتكون خبراً.
3 - أن اسمي (الغفور والحليم) جاءا نكرتين، وتقدم اسمه (الحليم) على اسمه (الغفور).
والسياق الذي يحيط بالآيتين في سورة الإسراء وسورة فاطر سياق يفوح منه روائح الغضب، لأنه يتحدث عن قوم ادعوا أن مع الله إلاهاً آخر، وادعوا أن الله اصطفاهم بالبنين في الوقت الذي يخضع الكون كله لعظمته إلا هؤلاء!!.
أن الآيات تستنكر فتقول: (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) (الإسراء:40)
وراجع قراءة قوله (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) لأنها تولد تهديداً بل رعباً في القلب، ونذراً بالخطر ... ثم يوالي السياق الحديث عن هؤلاء وظلمهم فيقول (لو كان معه آلهة كما يقولون).
ثم تزداد نبرة التهديد بذكر المقابل، والعجيب أن المقابل لهؤلاء هو الكون كله (السماوات والأرض ومن فيهن وكل شيء) هؤلاء جميعاً من جهة وهذه الفئة الضالة في جهة أخرى، الكون كله يسبح، وهؤلاء يقولون قولاً عظيماً.
إن منطق القوة ومنطق الفهم البشري تستدعي على عجل الانتقام من هؤلاء وخسف الأرض بهم، لكن صفات الجمال تحيط بهم وتمهلهم، لعلهم يثوبون، فيغفر لهم.
إذن الأولى بالتقديم صفة الحلم فقيل (إنه كان حليماً غفوراً) وكأن المغفرة مؤجلة حتى يعودوا ومؤخرة حتى يتوبوا.
------------------
فإذا جئ إلى آية فاطر رأيت هذه البسط يختصر اختصاراً، فيقال (فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلا مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلا خَسَاراً) (فاطر:39)
وإذا كان الكون هناك يسبح والسماوات والأرض تسبح فإن الأمر هنا ليس أمر تسبيح، بل أمر حفظ، حفظ هذه السماوات والأرض من الزوال والانسياح في الكون الذي لا يعلمه إلا الله، ولا شك أن كفر هؤلاء وجعلِهم لله شركاء يستوجب أن يُطوَّح بهم في هذا الكون مع السماء والأرض ولكن يظهر الإمهال مرة أخرى فيقال: (إنه كان حليماً غفوراً) وكأن هذا الإمساك ثمرة من ثمار الحلم فلما أخبر عن إمساكه سبحانه للسماوات والأرض بيَّن أن ذلك سببه هو الحلم ولعلهم يثوبون فيغفر لهم. ولذلك ختمت السورة بقوله (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) (فاطر:45)
ثالثاً: اعتناق العزيز والغفور
يقول ابن فارس: إن (العين والزاء أصل صحيح واحد يدل على شدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقهر، والعزيز: الذي لا يُقدر عليه.]
[والعزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب من قولهم: أرض عزاز أي: صلبة .. وقيل: من عز بز: أي من غلب سلب]
[والعزيز: من صفات الله عز وجل، وأسمائه الحسنى، قال الزجاج: وهو الممتنع فلا يغلبه شيء، وقال غيره: هو القوى الغالب كل شيء، وقيل: هو الذي ليس كمثله شيء]
وقد جاء اسمه (العزيز) مع اسمه الغفور مرتين في القرآن الكريم وذلك في سورة فاطر آية 28، وسورة الملك آية 2.
في حين اقترن اسمه الغفار باسمه العزيز ثلاث مرات وذلك في سورة (ص) آية 66 وسورة الزمر آية 5 وسورة غافر آية 42.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمواضع الخمسة تقدم فيها اسمه (العزيز) وتأخر اسمه (الغفور) أو (الغفار) ذلك لأن السياقات كلها في شأن بيان القوة، والقهر، والسلطان، والملك، وتلك بعض الأدلة.
في فاطر مثلاً نستشعر ذلك من أول السورة (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (فاطر:2)
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر:10)
(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ) (فاطر:13)
(أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر:15)
(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) (فاطر:16،17)
وهكذا تمتلئ السورة بشواهد القوة والغلبة.
فإذا انتقلنا إلى سورة (ص) نجد أنها تفتتح بهذا الافتتاح (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ، كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) (صّ:1 - 3)
ثم تبدأ السورة في بيان وجه العزة ومظاهرها فتقول
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ، أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ) (صّ:9، 10)
إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب ..
حتى إبليس حين أقسم قال (فبعزتك)
وهكذا في سورة الزمر وغافر والملك والتي تبدأ بقوله (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك:1)
إن سياق القوة والغلبة والقهر تسيطر على السور ولذلك ذُكِر (العزيز) وقدم في الذكر على
(الغفور)
لكن يبقى أن الجمع بين (العزيز) و (الغفور) جمعٌ بين صفة جلال وصفة جمال وما ذلك إلا لأن السور كما أنها في شأن العزة إلا أنها بنيت على هذا التقابل بين أمرين كل منهما في الغالب مضاد للآخر.
ففي فاطر مثلاً يلحظ هذا التقابل:
فهو سبحانه فاطر
السماوات الأرض
ما يفتح ... فلا ممسك له وما يمسك فلا مرسل له
الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة
وما يستوي البحران ... .
هذا عذب فرات وهذا املح أجاج
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني
الأعمى والبصير
ولا الظلمات ولا النور
ولا الظل ولا الحرور
وما يستوي
الأحياء ولا الأموات
إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور
وفي صورة (ص) يقول السياق أيضاً:
أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض
أم نجعل المتقين كالفجار
وبناء العبارة في السورة قائم على ثنائية ظاهرة من مثل (عزة، وشقاق) – (ساحر، كذاب) – (يسبحن بالعشي، والإشراق) – (خر راكعاً، وأناب) – (زلفى،وحسن مآب ... )
وغير ذلك كثير في السورة.
ومن هنا كان الجمع بين (العزيز) و (الغفار أو الغفور)
ولا يخفي أن وجه اصطفاء صيغة فعال في السور الثلاث (ص – الزمر – غافر) هو أن السياق في شأن تعدد المغفور لهم أو تعدد العمل الصالح، فالسياق في (ص) مثلاً يذكرنا بـ (الذين آمنوا – ثم داود – وسليمان – أيوب – وإبراهيم وإسحاق ويعقوب) وفي كل ذلك يقول (واذكر، واذكر، واذكر) فهذا تعدد للمغفور لهم.
لكن في الزمر يذكرنا السياق بتعدد أعمال هؤلاء فيقول (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الأخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ... ) (الزمر: من الآية9) فهذا تعدد في العمل.
فـ (الغفار) أي الذين تتتابع منه المغفرة وتكثر، إما بحسب المغفور لهم،أو بحسب المغفرة لواحد مرة بعد مرة.
أما سورة (فاطر والملك) فإن صيغة (فعول) تشير إلى عظم المغفرة لأنها في غافر (للعلماء) الذين يخشون الله تعالى، وفي الملك لمن أحسن العمل ولا ذكر هنا لتكراره أو تنوعه، بل إحسانه.
وعلى كل فالحديث في السياقات كلها عن (العزيز) والمغفرة فيها مغفرة عزيز، فليس المقام في الصور الخمس مقام ذنب ومغفرة ولكنه مقام اقتدار وقهر؛ فأحيطت العزة بالمغفرة حتى لا تنعكس على الخلق بالعذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك كله لم تتغير صورة الترتيب بين اسم العزيز واسم (الغفور) فأينما اجتمعا تقدم اسمه (العزيز) بل إن اسم (العزيز) لم يجتمع مع اسم آخر من أسماء الله الحسنى إلا تقدم عليه حيث قيل:
(العزيز الحميد) (العزيز الرحيم) (العزيز الحكيم).
إلا مع اسماً واحد وهو (القوي) ففي جميع السياقات تقدم اسمه (القوي) لأن القوة لا تفيد بعد العزة شيئاً، فالعزة متضمنة لها لكن العزة تعطى للقوة إحاطةً وشمولاً وتفرداً.
رابعاً:اعتناق العفو والغفور
ورد اسمه (الغفور) مرتبطاً باسمه العفو في أربع آيات في القرآن الكريم وهي:
[النساء 99، 43 – الحج 60 – المجادلة 2]
ومادة هذا الاسم هي [العين والفاء والحرف المعتل، ويدل الاسم على معنيين أصليين، أحدهما: ترك الشيء، والآخر: طلبه
فالأول: العفو: ومنه: عفو الله تعالى عن خلقه، وذلك تركه إياهم فلا يعاقبهم فضلاً منه.
قال الخليل وكل من استحق عقوبة فتركته فقد عفوت عنه .....
وقد يكون أن يعفو الإنسان عن الشيء بمعنى الترك]
وقيل: هو [ما جاء بغير تكلف ولا كره]
[وأصل العفو: المحو والطمس .. وفي حديث أبي بكر: سلوا الله العفو والعافية والمعافاة.
فأما العفو فهو محو الله تعالى ذنوب عبده عنه.
وأما العافية: فهو أن يعافيه الله تعالى من سقم أو بلية وهي الصحة ضد المرض.
يقال: عافاه الله وأعفاه أي: وهب له العافية من العلل والبلايا.
وأما المعافاة: فأن يعافيك الله من الناس. ويعافيهم منك. أي يغنيك عنهم: ويغنيهم عنك، ويصرف أذاك عنهم، وأذاهم عنك]
واستعراض الآيات التي ورد فيها الجمع بين الاسمين يلحظ أنها في شأن الرُخص التي توهب للمستضعفين أو أصحاب الأعذار وذلك مثل.
الرخصة للذين لا يقدرون قدرة الأشداء على التكاليف.
والرخصة في شأن التيمم بدلاً من الوضوء عند فقده.
والرخصة في رد العدوان بالمثل لمن حدث عليه اعتداء.
ثم الرخصة في الذنب الذي فُعل قبل نزول الحكم.
ففي شأن المستضعفين قيل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ ... فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُورا ً) (النساء: 97:99)
وفي شأن الرخصة في التيمم قيل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا ... فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طيباً .... ) (النساء:43)
وفي الرخصة بالرد بالمثل قيل (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (الحج:60)
ثم الرخصة فيما مضى من ظهار قبل نزول الحكم وذلك في قوله تعالى:
(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا الْلائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (المجادلة:2)
فالآيات كلها في شأن المسلمين الذين عرضت لهم أمور أخرجتهم من دائرة العقاب، ومن ميدان الحساب وحتى من ساحة العتاب، لذلك كان العفو مع المغفرة.
------------------
أما تقديم (العفوّ) على (الغفور) دائما، فلأن (العفو) أعم من المغفرة يقول الزركشي [إن العام أشرف من الخاص، ولذلك قدم (العفوّ على الغفور)، أي أنه (عفو) عما لم يؤاخذنا مما نستحقه بذنوبنا، (غفور) لما يؤاخذنا به في الدنيا قبلنا ورجعنا إليه؛ فتقدم (العفو) على (الغفور) لأنه أعم وأخرت المغفرة لأنها أخص.]
كما أن في العفو تعجيل بالمسرة،في شأن هذه الأصناف، وهم في أمس الحاجة لهذا التعجيل
ولم يرد اسمه (العفو) في القرآن الكريم متعانقاً مع اسم آخر إلا مع اسمين أحدهما (الغفور) والآخر (القدير) في سورة النساء أيضاً وهو قوله سبحانه وتعالى (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) (النساء:149)
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يعني أن سورة النساء حازت ثلاث مواضع من ستة في ورود اسمه العفو وهذا يؤكد حاجة المرأة إلى صفتي (العفو) و (المغفرة).
ولا يخفي أيضاً في تقديم (العفو) هنا ما يعتبره العلماء من رعاية للفاصلة، وهذا وإن كان ليس أصلاً لكنه ملحظ لا يمكن إغفاله، وإذا ضممت هذا إلى تشابه الكلمتين في الحروف من حيث وجود العين والغين وهما حرفان متتابعان في النطق وفي المخرج فالعين في أقصى الحلق والغين من أعلاه، ثم تأتي الفاء في كل من الكلمتين في الوسط، ثم تأتي الواو في كل من الكلمتين.
هذا التقارب الشديد كأنه يهدف إلى تكرار نغمة واحدة،لتستوعبها الآذان حق الاستيعاب وتأخذ حقها في قرار العقل، فإذا أضيف إلى كل ذلك هذا القرب في المعنى بين العفو والغفور، إذ كل منها يعني التجاوز والصفح وجدت المعنى يقترب من دلالة أخرى أو يفتح باباً آخر من الدلالة إنه باب التوكيد فكأنك قلت في آخر كل آية:
إن الله غفور غفور ..
أو قلت
إن الله عفو عفو
فلا تخرج من الآية حتى يعاد عليك المعنى وشبيهة أو إن شئت قلت يكرر لك المعنى بالنغم، ليلخص لك المراد من المسامحة والصفح.
خامساً: اعتناق الغفور والشكور
يقوا ابن فارس: [الشين والكاف والراء أصول أربعة:
فالأول: الشكر: الثناء على إنسان بمعروف يوليكه، ويقال إن حقيقة الشكر الرضا باليسير]
[والشكور: فعول من الشكر وأصل الشكر في الكلام هو الظهور ومنه يقال شكير النبت، وشَكَرَ الضرعُ إذا امتلأ، وامتلاؤه: ظهوره، ويقال: دابة شكور: أي: سريعة السمن
فكأن الشكر من الله تعالى هو إثابة الشاكر على شكره، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة: شكراً على طريقة المقابلة.]
[والشكر: عرفان الإحسان ونشره ..... والشكر من الله تعالى: المجازاة والثناء الجميل ..... والشكور: من صفات الله جل اسمه، ومعناه: أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده: مغفرته لهم.]
وقد اعتنق الاسمان في القرآن الكريم ثلاث مرات:
الأولى والثانية في سورة فاطر في الآيتين 30، 34
أما المرة الأخيرة فجاءت في سورة الشورى آية 23
في الآية الأولى ورد الاسمان في سياق الحديث (الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا .... سِرّاً وَعَلانِيَةً ........ ) (فاطر:29)
وبعده بقليل كان الجزاء والجزاء (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ َقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) (فاطر: 33، 34)
فعقب على فعلهم وعبادتهم (إنه غفور شكور)
وعقب على الجزاء من الله بقولهم: (إن ربنا لغفور شكور)
فالشكر متبادل، وهذا يؤكد كلام الزجاج من أن الشكر هو إثابة الشاكر على شكره، فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكراً على طريقة المقابلة
والموضع الثالث يؤكد هذا وهو ما جاء في سورة الشورى حيث يقول الله تعالى (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (الشورى:23)
فقوله (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً)
يؤكد ما سبق ولذلك عقب بقوله (إن الله غفور شكور)
وكأن المغفرة هنا هي الزيادة على عدم المعاقبة، فعدم المعاقبة هي الجزاء، ثم زيد عليها الستر والمغفرة فكانت المغفرة زيادة؛ ولذلك اقترنت بالشكور ليفهم أنها مغفرة شكور يقول الطاهر بن عاشور- رحمه الله-:
[المقصود بالتعليل هو وصف الشكور، وأما وصف الغفور فقد ذكر للإشارة إلى المقترفين السيئات في الاستغفار والتوبة ليغفر لهم فلا يقنطوا من رحمة الله]
كما أن تقديم الغفور يعني أن هناك شوائب في الطريق ينبغي أن تمحى وتستر أولاً، فسترت ومحيت شكراً من الله تعالى.
وهذا مطلبهم ففي الآية الأولى قيل: (يرجون تجارة لن تبور)
و في الآية الأخرى قيل: (لهم ما يشاءون عند ربهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يتصور أن العبد عند عبادته يطلب شيئاً قبل المغفرة، إنها شغل العباد الشاغل: أن تغفر لهم ذنوبهم، فعجل لهم ذلك، وقدمت المغفرة في جميع المواضع على (الشكور) لأنها مقصود العباد الأول فبشروا به أولاً.
سادساً: اعتناق الغفور والودود
يقول ابن فارس: [الواو والدال كلمة تدل على محبة، وددته: أحببته، وودت أن ذاك كان، إذا تمنيته ... وهو وديد فلان، أي: يحبه]
[والودود: فعول بمعني فاعل، ويجوز أن يكون فعولاً بمعنى مفعول]
ولم يتعانق اسمه (الغفور) مع اسمه (الودود) في القرآن الكريم إلا في موضع واحد وذلك في سورة البروج في قوله تعالي (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ، إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج:12، 13، 14)
وسياق سورة البروج سياق غضب على هؤلاء الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات وقد امتلأت السورة بأسمائه وصفاته وأفعاله المنذرة المشعرة بالقدرة والهيمنة وذلك نحو [الله – العزيز – الذي له ملك السماوات والأرض – الله على كل شيء شهيد – بطش ربك لشديد – إنه هو يبدئ ويعيد – ذو العرش المجيد – فعال لما يريد – الله من ورائهم محيط.]
كل ذلك نذر من الله تعالي، وفي وسط هذه الأمواج الهادرة، والعواصف الساخطة يوضع قوله (وهو الغفور الودود) ليكون بمثابة النسمة الحانية وسط هذه العواصف أو كما يقول المرحوم سيد قطب [ليظل الباب مفتوحاً لا يغلق في وجه عائد تائب و لو عظم الذنب وكبرت المعصية]
وقد تكون المغفرة هنا للمؤمنين والمؤمنات الذين قدموا أرواحهم فداءً لعقيدتهم لكن المغفرة هنا لها مذاق خاص ........ نعم،
فمن الناس من يغفر لهم رحمةً
ومنهم من يغفر له شكراً
ومنهم من يغفر لهم حلماً
أما هؤلاء الذين جادوا بأرواحهم وأقبلوا على النار تأكلهم، هم وأولادهم فلقد نالوا المغفرة حباً ومودة من الله تعالي.
وكأن دلالة المغفرة قد أحيطت بالحب والود وليس هناك كما أرى أعلى درجة من هؤلاء الذين غفرت لهم ذنوبهم حباً وكرامة من الله تعالي.
يقول المرحوم سيد قطب: [أما الودود – فيتصل بموقف المؤمنين الذين اختاروا ربهم على كل شيء.
وهو الإيناس اللطيف الحلو الكريم حين يرفع الله عباده الذين يؤثرونه ويحبونه إلى مرتبة يتحرج القلم من وصفها، لولا أن فضل الله يجود بها، ... مرتبة الصداقة: الصداقة بين الرب والعبد ..
ودرجة الود من الله لأودائه وأحبائه المقربين.
فماذا تكون الحياة التي ضحوا بها، وهي ذاهبة؟
وما يكون العذاب الذي احتملوه , وهو موقوت؟
ماذا يكون هذا إلى جانب قطرة من هذا الود الحلو؟
وإلى جانب لمحة من هذا الإيناس الحبيب؟ ......
ألا هانت الحياة وهان الألم وهان العذاب
وهان كل غال عزيز، في سبيل لمحة رضى يجود بها
المولي الودود ذو العرش المجيد]
ولعل هذه المعاني التي أفاض الله بها على الشيخ – رحمه الله – تجعلنا نميل إلى أن اسمه (الودود) هو فعول بمعني (فاعل ومفعول) في آن واحد فهو محب ومحبوب، وواد ومودود.
ولعل ذلك أيضاً جعل اسمه الودود يتأخر عن اسمه (الغفور) تبشيراً لهم بالقبول، ثم إيناساً لهم بالودود، فالمغفرة هنا مغفرة محب.
وليس الترتيب هنا ترتيب حدوث – فلا يقال غفر فأحب، ولكنه ترتيب عِلِّيِّه،
أي أنه: أحب فغفر.
خاتمة البحث أسأل الله-تعالى-حسنها
الحمد لله، بنعمته تتم الصالحات – سبحانه – هو الغفور الرحيم، والصلاة والسلام على صاحب الخلق العظيم، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإذا كان العيش في رحاب القرآن جميلاً كله فالعيش مع صفات الله أجمل، ويزداد الجمال بهاءً ونضارة حين تنحصر الدراسة في صفات تبث في النفس الأمل والطمأنينة؛ لأن النفس الإنسانية لقصورها تأنس كثيراً إلى صفات تطمئنها بالغفران، وتبشرها بجميل الإحسان، فما أحلى أن يتحقق الأمل حين يكثر الخطأ والزلل.
ومهما تكلمت عن سعادتي بهذا البحث الذي عشت معه وقتاً من عمري، بتكليف من أساتذتي-أجزل الله لهم المثوبة – فالألفاظ تتضاءل دون الوفاء بحق التعبير عن هذه السعادة، ولم لا؟ والبحث في أسماء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من أجل أسماء الله تعالى و أوصافه: وصفَه بالمغفرة؛ فهي عنوان الكمال، وبرهان الجلال والجمال، فهي ستر للعيوب، وغطاء للذنوب وهي بداية العفو، وبريد الرحمة، ولما تعددت الذنوب، من صغيرة إلي كبيرة، وكثر الناس في الزمان والمكان، وكلهم خطاء تعددت صفة المغفرة فقيل مرة:غافر، ومرة:غفور، ومرة:غفار , ففي غافر بداية، وفي غفار تكرار، وفي غفور عِظَم 0
وهذه الصفات ليست قائمة على المجاز لأنها لا تقبل الزيادة ولا النقصان، وليست قائمة على الادعاء،بل هي قائمة على الحقيقة وما تعددت الصيغ إلا للإشعار بأنها بلغت المنتهى0
وتنوُّع المجىء بها في القرآن الكريم بين التعريف والتنكير إنما كان لتنوع السياقات داخل كل سورة، فسياق يهدف إلى اختصاصه بالمغفرة، وسياق يهدف إلى عمومها،وسياق يبشر، وسياق يحذر، ولكل مايناسبه0
كما أن هذه الأسماء تعددت أماكنها داخل الجملة، لكن أغلبها جاء في الفاصلة، وكأنها نتائج أو تلخيص لما سبقها من معان 0
وأول الأسماء (غافر)، ولم يرد إلا مرة واحدة في القرآن الكريم،وفي سورة كان عنوانها غافر، ولقد جاء هذا الاسم في صحبة جمع من الأسماء تحمل صفات الجلال وتحيط بها ظلال التهديد لمن كذبوا بالقرآن ونزوله على النبي العدنان؛ لذلك كان السياق سياق تهديد حتى يعودوا.
أما اسمه (الغفار) فلقد جاء في خمسة مواضع، وجميعها جاءت في سياق رفع الحرج عن الذنوب المتكررة في أمور الرزق، كما أنه مفتاح لسعته وكثرته إذا لزم الناس الاستغفار.
أما اسمه الغفور فهو أكثر الأسماء شيوعا في القرآن الكريم حيث ورد إحدى وتسعين مرة،وحازت سورة النساء المرتبة الأولى في ذكر هذا الاسم الكريم مما يعكس شدة احتياجهن إلى المغفرة الدائمة من الرجال والتغاضي عن الهنات المتوالية منهن كما وصى ديننا الحنيف.
وقد تنوعت صورة هذا الاسم وصورة الجملة التي ورد فيها، فهو مرة معرفة، ومرة نكرة، وهو حين يكون معرفة يغلب عليه معنى الاختصاص فلا غفور سواه، وإذا جاء نكرة يغلب عليه معنى الشمول للجميع.
أما حركاته الإعرابية فقد جاء مجرورا ًمرة واحدة في القرآن الكريم وقد جاء في سياق تشيع فيه معاني الرقة والقرب كما هو حال المؤمنين عند انتقالهم من دار الفناء إلى دار البقاء فهم حينئذٍ أشد ما يكونون حاجة إلي هذا القرب.
وفي مجيئه مفعولا به معنى آخر وهو أن هذه المغفرة عزيزة غالية ينبغي البحث عنها والسعي الحثيث للحصول عليها.
وحين يكون خبرا لـ "كان" فإن دلالته تكتسب ظلالا أخرى، منها ديمومة هذه المغفرة وعدم تخلفها وبخاصة إذا جعلت "كان" وجملتها خبرا لـ"إن"حيث يجتمع على اسمه "الغفور"حشد من المؤكدات يزيل كل شك من قلب كل عاص، ويرسم له المغفرة على أنها كالشمس، تطلع للجميع.
فإذا وضع بدلا من اسم "الله " الضمير ارتشف المعنى رحيقا آخر، يعود به إلى ما سبق ذكره في الآية من ذنوب ليكون حاضرا أمام العيون عند ذكر المغفرة، وبخاصة الذنوب المستورة، والأسرار المطمورة.
أما وروده مرفوعا فلقد تعددت صوره فهو مرة خبرا لمبتدأ ومرة خبرا لـ"إن" ومرة اسما لـ"كان"الناسخة.
وفي كل ظلال من المعاني لا تكون في الصورة الأخرى، فهو حين يكون خبرا لمبتدأ قد يحمل معنى الإخبار بالصفة لمن يجهلها من الكفار ترغيبا لهم،وهو تارة تبشير لمن هفا وأخطأ مضطرا، وهو تارة تودد للمقربين إذا فعلو خلاف الأولى، وهو قبل كل ذلك وبعده يحمل من الدلالات عظم المغفرة وعمومها، وكمالها.
وحين يفصل بين الاسم والخبر بقوله –من بعدها-، أو- من بعد ذلك – فإن السياق غالبا ما يكون في شأن الذنوب العظيمة التي قد لا يتصورها العقل فيأتي هذا الفاصل لبيان مدى هذه المغفرة وعظمها.
ثم يأتي المبحث الأخير ليبين اعتلاق هذا الاسم الكريم بغيره:
وفيه يظهر جليا الألفة الواضحة بين اسم" الغفور" واسم" الرحيم"،حيث كان جل صحبته معه في عالم القرآن الكريم، وهذه الألفة تعني أن المغفرة بداية العفو والصفح،فهي تمهيد للرحمة وتوطئة للجنة.
والغالب في ورودهما تقديم" الغفور" على" الرحيم" فالمغفرة سلامة والرحمة غنيمة، والسلامة مقدمة على الغنيمة، ولم يتغير ذلك إلا في موضع واحد كان الحديث فيه عن البعث والحساب وهو مقام يستدعي أولا الرحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يأتي اعتلاق اسمه" الغفور" باسمه" الحليم" في سبع آيات ليشير إلى أن المغفرة كانت لذنوب فيها إساءة للأدب مع الله تعالى،كأن يحلف الإنسان بالله استهانة واستخفافا، أو يتجرأ على محارم الله تعالى، ويتسور فوق مناهيه بالتصريح بخطبة المتوفى عنها زوجها، دون مراعاة لحرمة الميّت أو مصاب زوجته.
وقد تكون الإساءة في عدم الثقة في نصر الله يوم التقى الجمعان.
وقد تكون الإساءة بكثرة السؤال للرسول –صلى الله عليه وسلم وكأن الدين قد نقص منه شيء.
كل ذلك إساءة للأدب مع الله تعالى تستدعي حلمه ومغفرته؛ لذلك اقترن اسمه" الغفور" باسمه" الحليم"؛ لأن "الحليم" هو الذي لا يستفزه التقصير.
وقد تقدم في كل ذلك اسمه" الغفور" لأن الحديث كان فيها للمؤمنين.
أما إذا جاء الحديث عن الكافرين فإن الحلم والإمهال هو المقدم لأن الكافر في حاجة إلى إمهال لعله يثوب ويرجع فيحوِّل كفره إلى إيمان فيكون أهلا للمغفرة ليتم هذا النسق .... " كفر فإمهال فإيمان فمغفرة "
أما اعتلاق المغفرة باسمه" العزيز" فقد جاء خمس مرات وكلها لبيان القدرة والغلبة وكأن المغفرة هنا قد أحاطت بالعزة حتى لا تنعكس على الخلق بالعذاب.
أما اسمه" العفو" فقد قرن" بالغفور" عند الحديث عن الرُّخص والأعذار التى تطرأ في حياة المؤمنين فتحاط مخالفاتهم بالعفو والمغفرة تبشيرا بأن الله لايكلف نفسا إلا وسعها.
وفي اعتلاق اسمه" الشكور" معنى آخر وهو ما يشير إليه قوله تعالى "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "فالحديث عن المؤمنين أو عن أعمالهم الصالحة وهذا يعني أن المغفرة لهم مغفرة شكر.
ثم يأتي الاسم الأخير وهو "الودود" وفيه تصل المغفرة إلى أبهى صورها وأعلي درجاتها لأنها مغفرة محب ولم يأت ذلك إلا مرة واحدة، ولقوم استرخصوا أرواحهم، وألقوا بأنفسهم في النار إيمانا بالله رب العالمين؛فكانت المغفرة لهم مغفرة ودود،وتلك أعلى مراتبها.
هذا وإن هذا البحث يوصي أهل البيان بالنظر في توزيع أسماء الله تعالى داخل كل سورة وما في ذلك من هندسة قرآنية عالية تنم عن دلالات لا حصر لها.
كما يوصي بالنظر في وجوه الدلالة الكامنة خلف التعبير عن أسماء الله تعالى مرة بالاسم ومرة بالفعل، وأثر السياق و المقام في ذلك.
وبعد:
فهذا جهد المقل،فإذا كان من صواب فالحمد لله في الأولى والآخرة، و إلا فإني أسأل الله – تعالى – أن تشملني مغفرته ورحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سعيد جمعة
جامعة الأزهر الشريف
فرع شبين الكوم
****
ثبت بالمصادر والمراجع
1 - الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين السيوطي الشافعي وبهامشه كتاب إعجاز القرآن للباقلاني –دار الفكر –بيروت لبنان.
2 - إرشاد العقل السليم إلي مزايا القرآن الكريم لمحمد بن محمد العمادي أبي السعود ت /951 هـ دار إحياء التراث العربي بيروت.
3 - أساس البلاغة للإمام جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري دار الفكر بيروت ط / الثانية 1399 هـ.
4 - أسماء الله الحسني لعبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن دار الوطن السعودية ط/ الأولي 1417 هـ.
5 - الأسماء والصفات للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ت /458 هـ تحقيق عبد الله الحاشدي السوادي للتوزيع جدة السعودية.
6 - الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني ت /عبد الحميد هنداوي مؤسسة المختار القاهرة ط / الأولي 1419 هـ.
7 - البرهان في علوم القرآن لمحمد بن بهادر الزركشي تحقيق /محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعرفة للتراث بيروت.
8 - التبيان في تصريف الأسماء لأحمد حسن كحيل مطبعة السعادة القاهرة الطبعة الرابعة.
9 - التعريفات لعلي بن محمد بن علي الجرجاني ت /816 هـ تحقيق إبراهيم الإبياري دار الكتاب العربي بيروت الطبعة الأولي.
10 - تفسير أسماء الله الحسني لأبي إسحق إبراهيم بن السري الزجاج ت/ 311هـ تحقيق أحمد يوسف الدقاق دار الثقافة العربية دمشق 1974م.
11 - تفسير البحر المحيط لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي ت /745 هـ دار الكتب العلمية بيروت لبنان.
12 - تفسير البيضاوي ت /791 هـ تحقيق عبد القادر عرفات الحشا حسونة دار الفكر بيروت.
13 - تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور دار سحنون للنشر والتوزيع تونس.
(يُتْبَعُ)
(/)
14 - تفسير القرآن العظيم لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبي الفداء دار الفكر بيروت 1401هـ.
15 - التفسير الكبير للإمام الفخر الرازي دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان الطبعة الثالثة.
16 - التوقيف علي مهمات التعاريف لمحمد بن عبد الرؤوف المناوي ت /1031 هـ دار الفكر المعاصر بيروت لبنان تحقيق محمد رضوان الداية.
17 - الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي دار الشعب القاهرة تحقيق البردوني الطبعة الثانية 1372هـ.
18 - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني تحقيق محمود شاكر مكتبة الخانجي القاهرة.
19 - دلالات التراكيب دراسة بلاغية لمحمد أبي موسى مكتبة وهبة القاهرة الطبعة الثانية 1408هـ.
20 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني لمحمود الألوسي أبي الفضل ت /1270 هـ دار إحياء التراث العربي بيروت.
21 - زاد المسير في علم التفسير لعبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي المكتب الإسلامي بيروت ط /الثالثة 1404هـ
22 - شرح أسماء الله الحسني في ضوء الكتاب والسنة لسعيد بن علي بن وهف القحطاني ط/السادسة 1419هـ مطبعة سفير الرياض السعودية.
23 - شرح المفصل لموفق الدين بن يعيش النحوي ت /643 هـ عالم الكتب بيروت ط /الأولي 1413هـ.
24 - صحيح مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
25 - صحيح البخاري محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي ت /256 هـ دار ابن كثير اليمامة بيروت ط / الثالثة 1207 هـ تحقيق / مصطفى ديب البغا.
26 - الصرف الواضح لعبد الجبار علوان النايلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة الموصل 1408هـ.
27 - الفاصلة في القرآن الكريم لمحمد الحسناوي المكتب الإسلامي بيروت الطبعة الثانية 1406هـ.
28 - فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني دار المعرفة – بيروت ت / محمد فؤاد عبد الباقي.
29 - في ظلال القرآن لسيد قطب دار الشروق الطبعة العاشرة 1402هـ.
30 - كتاب سيبويه أبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر –تحقيق عبد السلام هارون –دار الجيل – بيروت ط/ الأولى.
31 - الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل للزمخشري الخوارزمي ت /538 هـ دار المعرفة بيروت لبنان.
32 - لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ت /711 هـ دار صادر بيروت.
33 - المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لأبي الفتح عثمان بن جني 392هـ تحقيق/ محمد عبد القادر عطا دار الكتب العلمية بيروت1419هـ.
34 - المدونة الكبرى لمالك بن أنس دار صادر بيروت.
35 - مسند البزار أبو بكر أحمد بن عمر – مؤسسة علوم القرآن بيروت ط/ الأولى 1406هـ ت/ محفوظ الرحمن زين الله.
36 - معجم المقاييس في اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ت / 395 هـ تحقيق شهاب الدين أبو عمر دار الفكر بيروت 0
37 - المعجم الوجيز إصدار مجمع اللغة العربية مصر 1418هـ.
38 - المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني تحقيق محمد سيد كيلاني دار المعرفة بيروت.
39 - مناهل العرفان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني دار الفكر بيروت ط / الأولي 1996م.
40 - نظم الدرر في تناسب الآي والسور للإمام المفسر برهان الدين أبي الحسين إبراهيم بن عمر البقاعي ت/885 هـ ط / الأولي 1394هـ
فهرس العناوين
الصفحة الموضوع
1 افتتاحية البحث
3 منهج البحث
4 خطة البحث
الفصل الأول: الدلالات العامة للمادة والأسماء
6 دلالة غفر في اللغة
9 دلالة غفر في القرآن الكريم
10 الفروق الدلالية بين الصيغ الثلاثة (فاعل –فعال –فعول)
14 هل صفات الله –تعالى – قائمة على المجاز؟
15 الأسماء الثلاثة بين التعريف والتنكير
16 الأسماء الثلاثة بين مجيئها في الفاصلة وتقدمها في الآية
18 الأسماء الثلاثة بين الاعتنناق والتفرد.
الفصل الثاني: تبيان اسم الله –تعالى – (غافر)
21 مدخل
21 إعراب (غافر الذنب) في سورة غافر
22 أثر السياق والمقام في فهم المراد
الفصل الثالث: تبيان اسمه –سبحانه (الغفار)
24 مواضع ذكر هذا الاسم الجليل
25 دلالة اسمه (غفار) بين سورتي (طه و نوح)
27 موضع سورة طه
28 العلاقة بين السحرة وقوله (غفار)
30 دلالة اسمه (غفار) في سورة نوح
33 تبيان اسمه (الغفار)
الفصل الرابع: تبيان اسمه –سبحانه – (الغفور)
37 مدخل
الصفحة الموضوع
38 المبحث الأول: اسمه (الغفور) بين التعريف والتنكير
46 المبحث الثاني: موقع اسمه (الغفور) من الإعراب
47 أولاً: وروده مجرورا بحرف الجر
48 ثانيا: وروده منصوبا – مفعولاً به
50 وروده خبرا لـ"كان" الناقصة
52 تنوع الصورة في جملة " كان "
56 ثالثا: مجيء اسمه الغفور مرفوعاً
56 دلالة (الغفور) في جملة (وهو الغفور الرحيم)
58 وربك الغفور
60 مجيء اسمه الغفور خبرا لـ" إن "
60 إن الله غفور رحيم
66 إن ربك من بعدها لغفور رحيم
68 المبحث الثالث:اسم الغفور بين الاعتناق و التفرد
69 أولاً: اعتناق الغفور و الرحيم
70 التقديم والتأخير بين الاسمين
72 ثانياً: اعتناق الغفور و الحليم
76 التقديم والتأخير بين الاسمين
78 ثالثاً: اعتناق العزيز والغفور
81 رابعا: اعتناق العفو والغفور
84 خامسا: ً اعتناق الغفور والشكور
86 سادساً: اعتناق الغفور و الودود
88 خاتمة البحث
92 ثبت بالمصادر والمراجع
95 فهرس الموضوعات
سعيد جمعة
جامعة الأزهر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2003, 04:29 م]ـ
مرحباً بالشيخ الكريم الدكتور سعيد جمعة في ملتقى أهل التفسير. وشكر الله لكم هذا البحث العلمي المتميز، ونرجو التواصل معنا في هذا الملتقى بالإجابة عن كثير من الأسئلة التي لا تزال تحتاج إلى إجابة، أو أجيب عنها ولا تزال في حاجة إلى مزيد إيضاح وبيان.
وفقكم الله ونفع بعلمكم.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Nov 2003, 05:00 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم د/ سعيد جمعة على هذا البحث القيم، وحبذا لو وضعته على ملف وورد حتى يتم حفظه منسقا، وتتم الاستفادة منه أكثر، بارك الله فيكم.
ـ[الخطيب]ــــــــ[28 Nov 2003, 07:08 م]ـ
شكر الله لكم أخانا الكريم الدكتور سعيد جمعة ما قمتم به من جهد في سبيل إتمام هذا البحث الطيب
وأنوه إلى أن الأخ الكريم قد نال بهذا البحث مع مجموعة أخرى درجة " أستاذ مساعد " بجامعة الأزهر وهي تعادل بالمملكة العربية السعودية درجة " أستاذ مشارك "
بارك الله فيكم ونتطلع إلى المزيد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 Dec 2003, 05:24 م]ـ
أشكر الله تعالى الذي منّ على موقعي بهذه النخبة الطيبة من الأساتذة
و أرحب بالشيخ الفاضل صاحب المقال الرائع الدكتور / سعيد جمعة ـ حفظه الله تعالى ورعاه و زاده من فضله علما و تقى وورعا ـ آمين
و أرحب بشيخنا الأستاذ / أحمد سعد الخطيب ـ حفظه الله تعالى ورعاه ورعاه وزاده من فضله علما وتقى وورعا ـ آمين
وأؤكد للشيخين الفاضلين أنهما لن يجدا مثل هذا الموقع في رصانة أبحاثه و تخصصه في فنيهما و بعده عما قد يوجد في بعض المواقع الأخرى من المهاترات و قلة العقل و إضاعة الوقت، فالمشرفين على هذا الموقع يحافظون عليه تمام المحافظة منذ أول يوم له، و حسبكما ما وصل إليه هذا الموقع من ثقل التخصص و توجه أنظار المتخصصين إليه و رصانة أبحاثه و شهرته بذلك في هذه الشهور القليلة، و أنا لا أعرف ـ على حد علمي ـ مثل هذا الموقع في احتوائه على نخبة طيبة من متخصصي علوم القرآن ـ بالمعنى التركيبي ـ من الأفاضل كالشيخ الطيار و الشيخ الشهري و الشيخ الدوسري و الشيخ جابر القحطاني
أرجب بكما مرة ثانية و ثالثة و رابعة و خامسة الدكتور سعيد جمعة و الدكتور أحمد سعد الخطيب
و نشكر لكما هذه المشاركة الطيبة، و تكونون من أركان الموقع بإذن الله تعالى
تلميذكما / محمد يوسف رشيد
ـ[الديبو]ــــــــ[20 Apr 2006, 02:37 م]ـ
نشكر الأخ الدكتور سعيد جمعة على هذا البحث العلمي المتميز في مادته العلمية وفي أسلوب عرضه ودقته، وإن كنت أرى أن الأفضل أن يعرض على حلقات متتالية، فالكم العلمي الكبير والقضايا التي عرضها تحتاج أن نقف عندها وأن نفيد منها، فالموضوع له تعلق بالأسماء والصفات، وله عمق بلاغي ودلالي، وهو إضافة جديدة في الإعجاز البلاغي للآيات القرآنية.
وأؤكد على ما تفضل به من أن التمايز في الألفاظ لا من حيث تعلقها بذات الله تعالى بل من جهة التعلق بالمخلوقات.
بحث قيم يستحق الشكر عليه ونرجو أن نقرأ له جهدا آخر على هذا المستوى، ويتعلق بالأسماء الحسنى الأخرى التي لم تنل حظها من الدراسة في بحثه، ونستبشر خيرا إن شاء الله، فالموضوع الذي بحثه يحتاج لباحث متميز ومتخصص وله اطلاعات واسعة على كل ما يتصل بموضوع الدراسة، وقد أظهر كل ذلك في دراسته.
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[22 Apr 2006, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا د سعيد جمعة
على ذلك البحث الدقيق
وأتمنى إن كان هناك بحوث مثله تتناول باقى أسماء الله الحسنى
أن تفيدنا بها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يسرى أحمد حمدى أبو السعود]ــــــــ[25 Apr 2006, 09:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
د سعيد جمعة
تحية طيبة، وبعد
نرجوا أن تشترك معنا فى بحث لأسماء الله الحسنى، يشمل بحثك هذا ونضم إليه أبحاث أخرى فى بحث مشترك
- إحصاء جدول جديد لأسماء الله الحسنى الموجودة في القرآن حصراً , استناداً إلى ضوابط مستمدة من أصول العقيدة ومستندة على قواعد اللغة العربية.
- إحصاء الأسماء التى إقترنت بغيرها
- إحصاء أثر الجملة التى أثرت فى كل إسم (هل هو مبتدأ ام خبر أم إسم إن .. إلخ)
ولكن تدخل فيها أيضا أساليب حسابية، لإضافة جانب الإعجاز العددى بجوار الإعجاز البيانى الذى إرتكزت إليه أنت.
وبالتالى إن تعاونت معنا فسيتم تعميم منهج بحثك على كل أسماء الله الحسنى المتفق عليها، وإضافة إليه منهج بحثنا
والإتفاق على صياغة منهجية، وخطة بحث يتم ضم كل الأبحاث فى جسم واحد متكامل.
والإحصائيات وأثرها الإعربى أقوم حاليا بإعدادها
ونرجوا تعاونك لتنفعنا بعلمك، بارك الله لك فيه، وبارك فيك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرى(/)
"إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا "
ـ[زهرة الاسلام]ــــــــ[28 Nov 2003, 02:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أهل الفضل:
قال تعالى " فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * فألقى السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهررون * "
فهذه الآيات تشير إلى إيمان السحرة كلهم لموسى النبى عليه السلام ولكن بعد ذالك يأتى فى سياق الآيات فى نفس السورة قول الحق:
" وجاوزنا ببنى إسراءيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على اصنام لهم قالوا ياموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ..... "
فما استوقفنى كثيراً وجعلنى فى دهشة هو كفرهم بعد ما راوا الآيات البينات على وحدانية الخالق وعلى صدق موسى , هذا الكفر الذى أتى عقيب رؤيتهم للمعجزات مباشرة بدليل قول الله " .... ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون * وجاوزنا ....... " أى أن الكفر أتى عقيب رؤيتهم لاهلاك فرعون وملاه!
فهل القوم الذين طلبوا إلها غير الله هم نفس السحرة الذين خروا سجداً لرب موسى وهرون؟
وكيف يكون ذالك وقد أوردت سورة طه خطبتهم العصماء بعد أن توعدهم فرعون بسوء العذاب فى قوله تعالى "
قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما اكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى * إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا* ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا * "
فهل قائل هذه الكلمات النيرات ممكن أن يصدر منه طلبٌ أحمقٌ كهذا؟!
أم أن من طلب ذالك لم يكونوا السحرة بل كانوا غيرهم؟
وكيف ذالك وحسب معلوماتى أنه لم يؤمن مع موسى إلا السحرة وهم قلة كما قال الله " فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأيهم أن يفتنهم "
والذريه هى الطائفة , والآية تشعر أنها قليلة , والله أعلم
أفيدونى أفادكم الله
وجزاكم الله خيراً
والسلام على من اتبع الهدى
ـ[أخوكم]ــــــــ[28 Nov 2003, 06:59 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة زهرة الإسلام حفظها الله
لا بد من اظهار وجه التعارض أولا
فالآية التي ذكرت مقولة بنو اسرائيل ( ... اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ... )
ليس كل بنو اسرائيل قالوها والدليل على ذلك أن هارون عليه السلام من بني اسرائيل ومع ذلك يستحيل أن يكون ممن قالها
إذن فهناك طائفة لم تقل تلك الكلمة ولم تطلب ذلك الطلب الشركي الكفري
والأقرب أن السحرة ممن لم يقلها، خاصة وأن كثيرا من أهل التفسير ذكروا أن فرعون قتل السحرة _ طبعا المسألة فيها خلاف معروف _
فبناء على ما تقدم لا وجه للتعارض أصلا حتى نضطر للجمع فلله الحمد والفضل
والله أعلم وأحكم
ـ[زهرة الاسلام]ــــــــ[30 Nov 2003, 10:15 م]ـ
الاخ الفاضل " أخوكم " ... جزاك الله خيراً على الرد والاهتمام
ولكن أحب أن أوضح أننى لم أشر من قريب أو بعيد إلى احتمال وقوع تعارض بين الآيات التى ذكرتها
وما احببت الاستفسار عنه هو الأشخاص الذين وقع منهم الطلب الأحمق باتخاذ معبوداً غير الله
فجزاك الله خيراً مرة اخرى
وما توفيقى إلا بالله
والسلام على من اتبع الهدى(/)
المصحف كاملٌ في ملف وورد ( word)
ـ[أخوكم]ــــــــ[28 Nov 2003, 06:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أجد مكانا أنسب من هذا المنتدى لأضع فيه هذا الجهد المتواضع الذي قمتُ فيه بتجميع القرآن في ملف وورد ( word ) وترتيبه حتى تسهل عملية الاستشهاد بالآيات
وقد كان هذا الأمر يختص بي فقط في بداية الأمر
ثم لم أر مانعا من نشره
ولذا وضعته بين أيديكم مبدئيا ليقع تحت مجاهركم قبل أن أقوم بنشره
فتفضلوا نسخة منه بارك الله فيكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Nov 2003, 06:46 م]ـ
شكر الله لك هذا الجهد
ولكن المصحف الذي في الملف بلرسم الإملائي.
وقد نسخت المصحف كاملاً على ملف وورد بالرسم العثماني من مصحف حرف، وصرت أتعامل معه بسهولة من غير حاجة إلى القرص.
فإذا أردتم أن أهديه لكم فلا بأس، ولكن لا بد أن يكون الجهاز قد حمل البرنامج من القرص، ثم لا حاجة إليه بعد ذلك، فمتى ما أردت الآية تفتح الملف وتختار السورة والآية بسهولة، وتنسخ وتلصق كيف شئت.
ـ[أخوكم]ــــــــ[28 Nov 2003, 07:18 م]ـ
نعم أخي الكريم
المصحف بالرسم الإملائي لأني لست الوحيد الذي يفضله بل الكثير يفضلونه كذلك
وبالنسبة إلى الرسم العثماني الذي تملكه فليتك تكرمنا به هنا
وجزاك الله كل خير
ـ[صالح الدرويش]ــــــــ[29 Nov 2003, 02:10 ص]ـ
الإخوة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
لمن أراد تحميل المصحف هذا الموقع عند فتحه تجد فيه المصحف بالرسم العثماني تحت عنوان
" برنامج قالون لكتابة المصحف بالتشكيل "
وهو سهل الاستخدام عن طريق كتابة الآية والبحث ثم اضغط الزر الأيمن واختر نسخ أعطه لصق وهكذا
http://www.algarawi.com/collection/programs.htm
ـ[أخوكم]ــــــــ[01 Dec 2003, 06:59 م]ـ
الأخ الكريم العزيز
محب أهل القرآن
جزاك الله كل خير على تلك المشاركة وبارك الله في عمرك
وقد نزلت برنامج قالون ووجدته نعم البرنامج
وقد نزلت من قبل برنامج مصحف النور الذي أعتبره أفضل من برنامج قالون _ وجهة نظر شخصية _ لأنه يأت مع نفس برنامج الوورد
ولكن
أنا والأخ أبو مجاهد نتكلم عن شيء نستطيع من خلاله أن نأت بمجموع آيات متتالية
وهذا لم يتوفر في مصحف قالون أو النور وإنما عن طريق الوورد وما شابهه
ولذا قمت بتجميع جميع الآيات في الوورد
ورأيت الأخ ابو مجاهد فعل مثلي
وبطريقتي أو طريقته يمكن أن نحصل الفائدتين:
1 - البحث عن كلمة
2 - البحث عن آيات متتالية
ولك مني أعذب تحية وجزاك رب البرايا خير الجزاء يا محب القرآن
ـ[مداد]ــــــــ[17 Jan 2004, 10:52 م]ـ
الأخ العبيدي
أرجو التكرم بإنزاله بالرسم العثماني إذا سمحت، فالملف المرفق بالرسم الإملائي.
ـ[أخوكم]ــــــــ[18 Mar 2004, 06:06 م]ـ
الأخ " مداد " حياك الله وبياك ونرجو من الاخ العبيدي أن ينفذ طلبك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Mar 2004, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
سيتم وضع المصحف الذي أشار إليه أبو مجاهد في مكتبة شبكة التفسير هذا الأسبوع إن شاء الله.
ـ[عادل التركي]ــــــــ[19 Mar 2004, 03:42 ص]ـ
شكراً لكم على مجهودكم وقد وفيِّتم بما وعدتم به.
أحببت أن أضع رابط التحميل لنص القرآن الكريم - ملف ورد من: مكتبة شبكة التفسير ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=99&book=834)
وجزاكم الله خيرا.(/)
هل من نبذة عن تفسير الكواشي وعن مؤلفه ومعتقده؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 Nov 2003, 11:29 م]ـ
السلام عليكم
هل من نبذة عن تفسير الكواشي تلخيص تبصرة المتبصر وعن مؤلفه ومعتقده؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2003, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسيرالكواشي - أخي الكريم أبا صفوت -: (تلخيص تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر).
ومؤلفه هو أحمد بن يوسف بن الحسن بن رافع الكواشي الموصلي، ولد سنة 590هـ أو 591هـ وتوفي سنة 680هـ.
وقد برع في التفسير واللغة العربية والقراءات، وتفسيره دليل على ذلك.
وأما عقيدته فذكر مؤلفو الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء 1/ 454 أنه صوفي المعتقد والسلوك، والأمر يحتاج إلى تثبت في الحكم على عقائد المسلمين.
وقد تم تحقيق هذا التفسير قديماً (حوالي 1406 - 1407هـ) في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في عدد من رسائل الماجستير. والباحثون الذين قاموا بتحقيقه هم:
- فضيلة الشيخ الجليل الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سليمان الهويمل وفقه الله، من سورة آل عمران إلى آخر - سورة المائدة.
- فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور فاضل بن صالح المحوي الشهري رئيس قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد، من أول سورة الشعراء إلى آخر - سورة فصلت.
- فضيلة الشيخ الفاضل الدكتور عبدالعزيز بن محمد اليحيى، رئيس المركز الإسلامي ببروكسل حالياً، من أول الشورى إلى نهاية - التحريم.
- فضيلة الشيخ سعد بن محمد الدوسري، من أول سورة الرعد إلى نهاية - سورة الفرقان.
- فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم الشيبان، من أول سورة الأنعام إلى آخر - سورة يوسف.
- فضيلة الشيخ صالح الناصر السليمان الناصر، الجزء التاسع والعشرون والثلاثون.
- فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله العيدي، المقدمة وسورتي الفاتحة - والبقرة.
وقد أشرف على أغلب هذه الرسائل الدكتور الفاضل محمد صالح مصطفى، وفقه الله.
ولعل أحد الباحثين الكرام الذين شاركوا في تحقيق هذا التفسير يتكرمون بتفصيل الجواب عن السؤال إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Mar 2004, 08:30 م]ـ
هل من أحد يتكرم علينا ويسأل أحدا ممن عمل بهذا التفسير عن معتقد صاحبه وعن ميزة كتابه؟
ـ[عبدالله بن محمد السليمان]ــــــــ[21 Mar 2004, 08:10 م]ـ
الإمام الكواشي صاحب كتاب تذكرة المتذكر وتبصرة المتبصر .. يعتبر رحمه الله من المجدين في علم التفسير بحيث أتحف علم التفسير بعلم الوقف والابتداء عند كل آية من آيات القرآن وهو معدود من علماء القراءات ولذلك لم يترك في تفسيره قراءة متواتر ة ولاشلذة إلا ذكرها وقد جاء تفسيره من نوع تفسير القرآن بالقرآن .. هذا جزء من كلام للدكتور حكمت بشير استاذ التفسير في الجامعة الإسلامية.(/)
طلب مصحف
ـ[محمد معزوز]ــــــــ[28 Nov 2003, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
الرجاء إفادتي بالموقع (الرابط) الذي يوجد فيه القرءان برواية ورش .. ورش .. ورش على ملف وورد
أو كصور وجزاكم الله خيرا
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[14 Apr 2007, 03:22 ص]ـ
الأخ محمد: المصحف الذي تريده موجود في موقع الشبكة الإسلامية ولكنه ليس على ملف وورد.
فهاك الرابط:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=rewayat&rewaya=2
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[14 Apr 2007, 08:07 م]ـ
السلام عليكم سأضع لكم رواية ورش من طريق الأزرق على winword فور حصولي على تصريح سلامة النص من مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[07 Feb 2009, 09:40 م]ـ
أخي أيمن صالح شعبان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد تقبل الله جهودكم في كتابة مصحف ورش على الوورد إننا في شوق كبير لتلقيه منكم أرجو أن تتكرموا بالإسراع فأنا وخلق كثير في أمس الحاجة إليه فلعل الله يكرمك بالسبق(/)
لغات القبائل الواردة في القرآن
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 Nov 2003, 04:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد،،،
كنانة * طئ * عمان * السريانية * أزد شنوءة * هذيل * تميم * جرهم * قريش * مذحج * خزاعة * النبطية * حمير * قيس غيلان * الحجاز * حضرموت * سبأ * أهل اليمامة * هوازن * بني حذيفة * مدين * لخم * غسان * العبرانية * ثقيف * سليم * كندة * الحبشة * الفرس * العمالقة * القبط * خثعم * سعد العشيرة * جزام * أنمار * الأشعر يين * الروم * اليمن * عذرة * بني حذيفة * عامر بن صعصعة * الأوس * الخزرج * البربر * همدان
----------------------------------------
هذه اللغات التي ذكرتها، و التي بلغ عددها خمس و أربعين لغة، استخرتها من كتاب (لغات القبائل الواردة في القرآن) لأبي عبيد القاسم بن سلاّم ـ رضي الله عنه ـ
فها نحن نجد أن في القرآن عدد كبير من لغات القبائل العربية، بل و فيه من غير العربية كما يظهر مما سردته،،،،،،
و كنت أسمع كلمة تتردد كثيرا، ألا و هي (لغات القبائل السبع المشهورة) و البعض أجده يعدّها،،، و لم ألق بالا إلى ذلك، فأن يكون هناك سبع لغات لسبع قبائل مشهورة عند العرب هذا لا شئ فيه، و لا يمنع من وجود عدد آخر من اللغات لقبائل أخرى من العرب أقل شهرة من هذه السبع،،،، و لكني تنبهت إلى أن ذلك يربطه البعض بمسألة الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، و أن من يقول بأن القرآن أنزل على سبعة أحرف هي سبع لغات، يقول بأن هذه اللغات هي التي لهذه القبائل السبع المشهورة،،،،،،
ووجه كلامي / الذي يقول بهذا القول أليست عنده أدنى معرفة، بهذه اللغات السبع، و أن هناك لغات من القرآن تخرج عن هذه السبع و تخالفها!!
أعني أنه / كيف حصر الوارد في القرآن في هذه السبع فقط؟!
و هل فيما أوردته دليلا ملزما لا مجال للخلاف بعد العلم به؟
أم أن المخالفين لهم على ذلك ردود؟
وسبب استفساري أنني أدمن النظر في مسألة الأحرف التي نزل عليها القرآن، و في كل نظرة أوقن ببطلان القول بأن الأحرف السبعة هي اللغات السبع ـ رغم أنه قول الجمهور ـ و لكني أحاول ـ قدر جهدي ـ أن أتلمس أدلة للجمهور، و لكني أتعجب من أني لم أجد دليلا واحدا يعضده التحقيق في هذا الرأي، و أوقن أكثر و أكثر أن علوم القرآن لم تأخذ حقها من التحقيق الكافي كالذي حظيت به العلوم الأخرى،،،،،
و لا أخفيكم سرا بأن البحث في علوم القرآن ممتع للغاية، فهو يجمع بين التاريخ و الأصول و الخط و غيرها من العلوم في دمج عجيب ممتع يدفع السآمة حين الدراسة،،،،،،،
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[30 Nov 2003, 01:04 ص]ـ
يا اخي .. أجد من الإجحاف والاساءة بحق القرآن, ومن عظيم فحش القول أن نقول إن القرآن نزل بلغات القبائل من العرب. فإن قولنا هذا يعني أن الرعاع من العرب ومعاقري الخمر والدفوف قد سبقوا الله في اللفظ والمعنى, ثم التزم الله بما "سبقه" إليه العرب, تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ...
بل الله من تكلم من قبل, ولم يسبقه أحد!.
ألم يكن الرحمن الرحيم المالك القدوس العزير الواجد الماجد المبدئ المعيد, بأسمائه الحسنى قبل أن يكون العرب وتكون ألسنتهم؟؟. أم هناك منا من يقول إن الله سمع أسماءه الحسنى من العرب فاستحسنها فجعلها لنفسه؟؟؟
ثم إن كان القرآن نزل بلسان العرب كما يقولون, فلم نجد فيه كلمات تخالف ما ترسمه العرب؟ , ككلمة (الاقصا) باللاف, ولم لم نصححها ونلتزم قواعد العرب إن كان القرآن نزل بلسانهم؟؟
بل الحق أن العرب تتكلم كما علمها الله, ولم يتكلم العرب فتابعهم الله!!!!
قال عليه الصلاة والسلام: "كان الله ولم يكن شيء قبله وكتب في الذكر كل شيء".
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[03 Dec 2003, 06:40 ص]ـ
يكفي في رد قول الجمهور الحديث المخرج في الصحيحين أن عمر بن الخطاب سمع هشام بن حكيم يقرأسورة الفرقان بقراءة لم يعلمها عمر فكاد أن يساوره في الصلاة ولكنه انتظر حتى سلم في حديث طويل وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف .. " وعمر وهشام كلاهما قرشيان! ومحال أن ينكر عمر على هشام وهما يتحدثان بنفس اللغة!
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا أوافقك على أنا مسألة الأحرف السبعة من المسائل التي لم تأخذ حقها من التحرير في كتب علوم القرآن وأفضل من رأيته كتب حول هذا الموضوع - في نظري - الشيخ عبدالعزيز القارئ، ولعل الله أن يقيض لهذا الموضوع من يحرره حق التحرير، ولعله أن يكون أنت. وجزاك الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Dec 2003, 08:39 ص]ـ
معلومٌ أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين كما أخبر الله بذلك في كتابه الكريم في أكثر من موضع، فليس المراد باللغة هنا ما يخالف اللغة العربيَّة من لغات أخرى كالفارسية والرومية والتركية وغيرها من اللغات الأخرى الأعجمية، وإنَّما المراد باللغة هنا ما يطلق عليه في الاصطلاح العلمي الحديث: اللهجة، وهي مجموعة من الصفات اللغوية التي تخص بيئة معينة، يشترك في هذه الصفات جميع أفراد تلك البيئة (1).
وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات لكل منها خصائصها، ولكنها تشترك جميعاً في مجموعة من الظواهر اللغوية.
وتلك البيئة الشاملة التي تتألف من عدة لهجات هي التي اصطلح على تسميتها باللغة، فالعلاقة بين اللغة واللهجة هي العلاقة بين العام والخاص، فاللغة تشتمل على عدة لهجات لكل منها ما يميزها، وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية التي تؤلف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات.
ويُعبِّر القدماء عمّا نسميه الآن باللهجة بكلمة {اللغة} كثيراً، فيشير أصحاب المعاجم إلى لغة تميم، ولغة طيء، ولغة هذيل، وهم يريدون بذلك ما نعنيه نحن الآن بكلمة {اللهجة} وقد يعبّرون بكلمة {اللسان}، وهو التعبير القرآني: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] (2).
وقد ذكر ابن عبدالبر - رحمه الله - أقوال العلماء في اللغات التي نزل عليها القرآن، واختار أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش في الأغلب.
والذي يظهر - والله أعلم - أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش قوم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك لِحِكَم جليلة، أهمها (3):
1 - أن قريشاً هم قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جرت سنة الله في رسله أن يبعثهم بألسنة أقوامهم كما قال تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4].
2 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُمر بتبليغهم أولاً كما في قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] فلابد من مخاطبتهم بما يألفون ويعرفون ليستبين لهم أمر دينهم فأنزل الله القرآن بلغتهم وأساليبهم التي يفضلونها، في مستوى رفيع من البلاغة لايجاري.
وهذا ما دلت عليه الآثار المروية عن عمر وعثمان - رضي الله عنهما -.
3 - أن لغة قريش أفصح اللغات العربيَّة، وهي تشمل معظم هذه اللغات لاختلاط قريش بالقبائل، واصطفائها الجيد الفصيح من لغاتهم، فإنزال القرآن بلغة قريش يعني نزوله بألسنة العرب جميعاً من حيث الجملة، ولذلك ترجم البخاري لحديث عثمان السابق بقوله: (باب نزل القرآن بلغة قريش والعرب قرآناً عربياً بلسان عربي مبين ... وذكر حديث عثمان - رضي الله عنه - (4).
ويجاب عمّا ذكره العلماء من وجود غير لغة قريش في صحيح القراءات، وكذلك وجود بعض الكلمات التي قيل إنها بلغات غير لغة قريش (5) بأجوبة:
منها: أن ما ورد من هذه الألفاظ وإن كانت في الأصل من غير لغة قريش لكن قريشاً أخذتها واستعملتها حتى صارت قرشية بالاستعمال، ومعروف أن مركز قريش هيأ لها أن تأخذ من اللغات الأخرى أعذبها وأسلسها.
ومنها: أن هذه الكلمات واللغات المذكورة مِمَّا توافقت فيه لغة قريش وغيرها إلاَّ إنها عند غير قريش أشهر وأعرف.
وتوافق اللغات في بعض الكلمات أمر غير مستنكر ولا مستغرب، وأيّاً كان الحال، فوجود هذه الكلمات واللغات في القرآن لاينافي كون القرآن نزل بلغة قريش.
ومثل هذه الكلماتُ التي جاءت في القرآن وقيل: إنها غير عربية في الأصل كالمشكاة والقسطاس، واستبرق، ونحوها، فإنها إمَّا صارت عربية بالاستعمال، أو أنها مِمَّا توافقت فيها لغة العرب وغيرهم، ولم يطعن وجودها في كون القرآن نزل بلسان عربي مبين (6).
التعليقات والحاشية
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) انظر: كتاب لغة القرآن الكريم للدكتور: عبدالجليل عبدالرحيم ص 40.
(2) انظر: كتاب نزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان ص 4.
(3) انظر: كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 57، 58، 59.
(4) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 8/ 625 مع الفتح.
(5) انظر هذه اللغات في الإتقان للسيوطي، النوع السابع والثلاثون فيما وقع في القرآن بغير لغة الحجاز 1/ 417 - 426.
(6) انظر: كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شيبة ص 165.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 Dec 2003, 03:45 م]ـ
جزاك الله تعالى أخي و حبيبي / محمد
و أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله علما وورعا و تقوى،،،
و بالفعل فالحديث فيه دلالة لم أنتبه إليها من قبل
و لا أذكر أن الزرقاني قد أوردها في المناهل
فكون عمر و هشام كل منهما من قريش فيه إشارة إلى أنهما اختلفا في شئ هو غير اختلاف اللغات ـ اللهجات بالدارجة ـ
و لا يمنع ذلك كون اختلاف اللهجات هو أحد أوجه الاختلاف بين القراءات، و لكن يؤخذ من غير هذا الحديث،،،،
جزاك الله تعالى خيرا أخي و زادك الله تعالى من فضله ـ آمين ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزاكم الله تعالى عني خير الجزاء شيخنا الكريم جابر القحطاني، و أشكركم لاهتمامكم بأسئلتي التي تتعبكم،،،،،،
و لكن شيخنا كلامكم أحدث عندي شئ من اللبس، و ذلك للآتي:
من المعلوم ـ و أظن أننا نتفق عليه ـ أن المراد بالأحرف السبعة هي الأوجه السبعة المستقرأة من اختلاف القراءات، و أن أحد هذه الأوجه هو اختلاف اللهجات،،، طيب،،، و اختلاف اللهجات يلزم منه تعدد أصحابها، وإلا فإنه لا يمكن أن تتعدد اللهجات داخل قريش وحدها إلا على الصورة التي ذكرتم من أن قريش تجتمع فيها كل اللهجات العربية،،، و الإشكال أن هذا أيضا غير متأت إذا ثبت أن من أنواع الخلاف التي جرت بين الصحابة أو التي جرت في الغزو في زمن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ منها ما كان سببه اللهجة أو اللغة، والتي هي أحد الأسباب السبعة للخلاف ........ و يؤكد ما أقول أن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ما عرف ما معنى كلمة (فاطر) حتى سمع رجلا من غير قريش يخاصم رجلا آخر في بئر، فقال الأول / أنا فطرتها ـ أي ابتدأتها ....
و الشاهد أن علي ـ رضي الله عنه ـ من قريش، و استشكل معنى كلمة (فاطر) من القرآن، و لو كانت قريش حاوية للغات العرب ـ أو لهجات العرب على الدارجة ـ ما استشكلت عليه هذه الكلمة ........
ثم إن الناظر في هذا الأمر يجد أنه خلاف الأصل، فنحن نجد صنيع العلماء من قولهم (لغة كنانة أو تميم أو ... أو ... أو ... ) أن هذه لهجات غير لهجات قريش .. هذا يؤخذ من مفهوم الكلام،،،، و أو ضح مثال على ذلك كتاب (لغات القبائل الواردة في القرآن) لأبي عبيد القاسم بن سلام ـ رضي الله عنه ـ ... فإذا نظرنا نجد أنه لو هناك وجه لما ذكرتموه شيخنا العبيدي من الأوجه، من أن باستعمال اللغات من قبل القرشيين صارت قرشية، أو أن هذه اللغات قد توافقت فيه قريش مع غيرها من قبائل العرب،،، أقول / لو كان هناك وجه لذلك ما كان هذا هو عنوان الكتاب لأبي عبيد بن سلام، لأن هذه اللغات ـ و الحالة كما ذكرتم ـ هي لغات قريش، أما صنيع ابن سلام و كتابه و غيره كثير من العلماء، يدل على وجود التباين بين لغة قريش و غيرها من لغات القبائل العربية الأخرى ........
فما قولكم؟
جزاكم الله تعالى عنا خير الجزاء و بارك فيكم و أجزل لكم المثوبة ـ آمين ـ
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[05 Dec 2003, 08:39 ص]ـ
اذن مما سبق من نقاش الأخوة، ارى ان هناك خلافا حول الأحرف السبعة للقرآن
مع الأخذ بعين الأعتبار ان لا دليل قاطع لمن قال بأنها اللهجات او اللغات! بل يسرد اخونا العشرات من اسماء القبائل! فلماذا تلك السبعة؟؟! نحتاج الى محقق في ذلك ليرد! فهذا كلام في كتاب الله، وكلام الله الأزلي، وهاهم الأولون يأتون بقول لا دليل له، ويتابعهم العلماء واشباههم!
ثم هاهم الأخوة يثبتون القول بأن لغة (لهجة قريش) لم تحوي جميع كلمات القرآن!! فليست لغة قريش اذن!!
لكني مطمئن انها العربية (المبينة) لأن الله قال (بلسان عربي) و قال (قرآنا عربيا) .. هذا دين، يجب ان ندين به كما هو على ظاهره،فكيف يقول الله (قرآنا عربيا) ونقول نحن (لكن فيه، وفيه ... )؟؟!
ثم لا ارى احدا يجيب على سؤال الأخ ابو أحمد، ترى من سبق من في الكلام؟! ومن علم من؟! ولماذا يكون شكل بعض الكلمات في كتاب الله خلاف العربية؟ وهي توقيفية كما نعلم.كالمثال الذي ذكر أخونا، و (الصلوة، الزكوة، شجرت، ... الخ).
ارى ان الله قال، وان الله علم العرب لغتهم، لا هو من تعلم أو استحسن كلامهم، حاشاه ... (ما قدروا الله حق قدره).
واما الأحرف السبعة فيبدو انها شيء آخر، يحتاج الى اعادة النظر كما قال أخونا في البدء، والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 Dec 2003, 12:59 م]ـ
تقول أخي (بل يسرد اخونا العشرات من اسماء القبائل! فلماذا تلك السبعة؟؟! نحتاج الى محقق في ذلك ليرد! فهذا كلام في كتاب الله، وكلام الله الأزلي، وهاهم الأولون يأتون بقول لا دليل له، ويتابعهم العلماء واشباههم)
نعم أخي هذا هو عين تعجبي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 Dec 2003, 01:03 م]ـ
و تقول أيضا (ثم هاهم الأخوة يثبتون القول بأن لغة (لهجة قريش) لم تحوي جميع كلمات القرآن!! فليست لغة قريش اذن!!)
و أوقل / و هذا أيضا هو عين تعجبي، حين تعجبت فقلت / ألم يقرءوا القرآن ليعلموا لأن فيه أكثر من لغة قريش!! و فيه اكثر من سبع لغات ـ و التي يزعمون أن عثمان قد ألغاها ـ!!
الحمد لله تعالى أن الأمر واضح و بيّن للإخوة
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ محمد رشيد جزيت خيراًعلي طرح هذا الموضوع فهو من الموضوعات
الهامه التي تحتاج فعلا ً إلي تحقيق من قبل المشتغليين بالدراسات القرآنية ولكن أريد أن أتحقق من معلومة ذكرتها في موضوعك تتعلق بمعني فاطر هل هذه الكلمه القائل لها لم أكن أعرف معناها هو حبر الأمه /عبد الله بن عباس رضي الله عنهما /أم /علي بن أبي طالب رضي الله عنه أرجو التثبت من هذه المعلومه وجزيت خيرا
التوقيع / ناصر محمد حسان (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:06 ص]ـ
في فضائل القرآن؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي ص 345 (بتحقيقنا):
وأخرج من طريق مجاهد عن ابن عباس قال:
(كنت لا أدري ما {فاطر السموات} [الأنعام: 14].
حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، يقول: أنا ابتدأتها).
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:09 ص]ـ
ومثله في تاريخ دمشق؛ لابن عساكر:
وعن ابن عائشة قال: ما زال ابن عباس يستفيد حتى مات. وكان يقول: ما علمت ما "فاطر" حتى سمعت أعرابياً يخاصم رجلاً في بئر واحدهما يقول: أنا فطرتها، وكنت لا أدري ماء البعل حتى سمعت أعرابياً ينادي آخر يقول: يا بعل الناقة، فعلمت أنه ربها.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:11 ص]ـ
ومثله في كتاب:
الفاضل؛ للمبرّد:
ويروى عن ابن عباس أنه قال: كنت لا أدري ما الفَتّاح حتى سمعتُ ابنة ذي يزن تقول لخصم لها: هلمّ فاتِحْني، أي حاكِمْني، فعلمت أن الحاكم الفَتّاح. وكنت لا أدري ما "فاطر السماوات" حتى سمعت أعرابياً ينازع في بئر فقال: أنا فطرتها، يريد أنشأتها.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Apr 2009, 09:21 ص]ـ
وفي كتب اللغة جميعها؛ وخاصة اللسان والتاج:
وقال ابنُ عَبّاس:
ما كُنْتُ أَدْرِي ما فاطِر السَّمواتِ والأَرْضِ حتى أَتانِي أَعْرَابِيّانِ يَخْتَصِمَانِ في بِئْر، فقال أَحَدُهُمَا: أَنا فَطَرْتُها، أَي أَنا ابْتَدَأْتُ حَفْرَهَا.
وذَكَرَ أَبو العَبّاسِ أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأَعرابيّ يقولُ: أَنا أَوَّل من فَطَرَ هذا، أَي ابتَدَأَه.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[18 Apr 2009, 01:07 ص]ـ
[ QUOTE= مروان الظفيري;77197] في فضائل القرآن؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي ص 345 (بتحقيقنا)
أخي الأستاذ مروان , هل تصح نسبة الكتاب لأبي عبيد؟ ولا أظنه يخفى عليكم أن الكتاب طُبع قديما على هامش التيسير للديريني وعلى هامش تفسير الجلالين ثم طبعه صلاح الدين المنجد بدون عنوان على أنه رواية ابن حسنون عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقد طعن عدد من الباحثين المحققين في هذه النسبة. فهل من إيضاح لديكم في تحقيق النسبة بعد تحقيقكم للكتاب؟(/)
أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Nov 2003, 08:48 م]ـ
* ذكر ابن جرير الطبري - رحمه الله - في مقدمة تفسيره (صـ63 , ط دار الفكر - الباز) في فصل: ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محموداً علمه بالتفسير ومن كان منهم مذموماً علمه بذلك. ذكر أوجه ثبوت الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
فأحق المفسرين بإصابة الحق في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل أوضحهم حجة فيما تأول وفسر , مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
(1) إما من وجه النقل المستفيض فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض ,
(2) وإما من وجه نقل العدول الأثبات فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض ,
(3) أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته ا. هـ.
* وسؤالي هنا حفظكم الله:
- ما مراد ابن جرير بالوجه الثالث وهو قوله (أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته)؟
- وهل نجد عند المتقدمين ما يشبه هذا ويشير إليه؟
- وهل يفيد هذا في خصوصية التعامل مع أسانيد المفسرين؟
- وهل نجد في صنيع ابن جرير في تفسيره ما يفسر لنا عبارته؟
أرجوا أن أجد من إخواني الفضلاء مباحثة مفيدة في هذا الموضوع , للحاجة إليه في عموم الدراسات التفسيرية , ولحاجتي إليه على وجه الخصوص.
(ورحم الله عبداً كان في حاجة أخيه المسلم).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Dec 2003, 03:14 ص]ـ
أخي الكريم أبا بيان حفظه الله وزاده علماً وبياناً
عزا العلامة محمود شاكر - رحمه الله وغفر له – عَدَمَ فهمِ كلامِ الإمام الطبري إلى (كثرة الفصول في عبارته، وتباعد أطراف الجمل) فلا يسلم المعنى إلا بإعادة القراءة مرتين أو ثلاثاً. وهنا في الكلام الذي نقلته – حفظك الله – يبدو لي أن شيئاً من هذا الأمر قد اكتنفه.
فالعبارة التي نقلتَها توجد في الجزء الأول ص 93 من طبعة محمود شاكر، وص41 من طبعة الحلبي، وص 88 - 89 من تحقيق الدكتورالفاضل عبدالله التركي.
وأنا أعيد كتابة العبارة، مع وضع بعض التعليقات بين []، لأبين ما فهمتُهُ منها، وربما أستعين بالألوان إن تيسر.
(قال أبو جعفر: قد قلنا فيما مضى من كتابنا هذا في وجوه تأويل القرآن، وأن تأويل جميع القرآن على أوجه ثلاثة:
* أحدها: لا سبيل إلى الوصول إليه، وهو الذي استأثر الله بعلمه ...
* والوجه الثاني: ما خص الله بعلم تأويله نبيه صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته ... فلا سبيل لهم إلى علم ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لهم تأويله.
* والثالث منها: ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وذلك علم تأويل عربيته وإعرابه، لا يوصل إلى علم ذلك إلا من قِبَلِهم).
[ثم أخذ الآن في بيان كيف يمكن التحقق من صحة الوجهين الثاني والثالث دون الأول لتعذره].
(فإذا كان ذلك كذلك، فأحق المفسرين بإصابة الحق – في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل – أوضحهم حجةً فيما تأول وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
- إِمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض.
- وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض).
[كأنه يشير هنا إلى ما تواتر وما صح من غير المتواتر وهو يسميه هنا المستفيض. وهنا ينتهي الحديث عن طرق وصول الوجه الثاني الذي هو النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة، وينتهى الحديث عن الأسانيد. ثم يبدأ في بيان كيف يقبل تفسير الوجه الثالث، وهو ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن، الذي ذكره فقال:
(أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته.
وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبين من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان:
- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة
[يشير هنا إلى الشاهد الشعري وأهميته في التحقق من صحة المفردات العربية والأساليب وتفسير الطبري مليء بالشواهد الشعرية، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً وقد بلغت 2260 شاهداً شعرياً أوردها للاستشهاد على المفردات والأساليب النحوية والبلاغية].
(يُتْبَعُ)
(/)
- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة. [أي نثرهم من الأمثال والخطب وغيرها].
كائناً من كان ذلك المتأول والمفسر، بعد أن لايكون خارجاً تأويله وتفسيره ما تأول وفسر من ذلك، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة والخلف من التابعين وعلماء الأمة.) أهـ
فمعنى الكلام بدون فواصل:
فأحق المفسرين بإصابة الحق أوضحهم حُجَّةً فيما تأول وفسَّر، وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبَيَّنَ من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان:
- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة.
- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة.
فالجزء الذي سألت عنه وهو (أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته) يعني به الوجه الثالث، وهو ما كان علمه عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وذلك علم تأويل عربيته وإعرابه، لا يوصل إلى علم ذلك إلا من قِبَلِهم
وطرق التحقق منه هي التحقق من صواب ما يحتج به على معاني القرآن من كلام علماء اللغة، وأدلتهم من شواهد الشعر، والنثر، والأساليب العربية الفصيحة. ولا علاقة لها بأسانيد التفسير فيما يظهر لفهمي القاصر.
وصنيع الطبري في تفسيره كله يؤكد منهجه الذي يمكنني اختصاره في أن منهجه هو (الحجة والدليل والبرهان). فحيث قام التفسير على أساس الحجة والدليل فهو منهجه.
- فإن كانت الحجة في القرآن نفسه فهو التفسير عنده.
- وإن كانت في السنة فهو التفسير.
- وإن كنت في اللغة فهو التفسير.
وقد صور في كلامه السابق هذا المنهج بكل وضوح، وتفسيره من أوله إلى آخره تجسيد لهذا المنهج اللاحب المنير، الذي ينادي على ما ورائه من إخلاص هذا الإمام وعلمه وصدقه في حمل العلم، وهو شيخ المفسرين بلا منازع.
وفي ظني أنه لا بد لمن يقرأ تفسير الإمام الطبري أن يكون من ذلك النوع الممتاز في قراءة النصوص العلمية القديمة العالية – ولستُ منهم بالتأكيد - كالعلامة محمود شاكر، وأمثاله الذين يحسنون قراءة وفهم ما يعنيه أمثال الإمام الطبري رحمه الله بكلامه، وكلما أزداد طالب العلم رسوخاً في هذا الفن، زاد فهمه وتعلقه بتفسير الإمام الطبري رحمه الله.
هذه مشاركة سريعة حول ما تفضلتم به أخي أبا بيان، دعاني إليها حب التعلم منكم، والاستفادة من تصويب مشايخي الكرام، ولعلهم أن يتكرموا بتصويب الخطأ والزلل إن شاء الله.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Dec 2003, 04:35 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري , شكر الله لك سعيك , ولا أجد لك أبلغ من (جزاك الله خيراً) , والتوجيه الذي ذكرته وجيه وليس ببعيد , وفيه أثر مما أنعم الله به عليكم من إصابة الفهم وحسن البيان , وكنت أتمنى - ولازلت - أن أجد لهذه العبارة أثراً في المجال الإسنادي في تفسير ابن جرير وغيره , وأغلب ظني أنها بقسم الرواية ألصق منها بقسم اللغة في القسمة الثنائية التي ذكرها ابن جرير , ولا أدري هل في طبعة شاكر ترقيم أو فواصل تساعد في توجيه عبارة ابن جرير , فإنه ذو عناية بذلك , وليست عندي هذه الطبعة , ولعل الوقت يسمح بزيادة اطلاع على هذا السفر العظيم وتذوق لبيانه.
ولعلنا نجد عند إخواننا ومشايخنا زيادة فضل وبيان لهذا الكلام , ولو بسؤال المحققين من أهل العلم , وعرض هذه العبارة عليهم؛ فإني (في مهامه لم يرضها السير , ولا اهتدت إليها الطير).
وأسأل الله لشيخنا عبد الرحمن خير الجزاء , ولكل من أعان على نشر العلم ومدارسته.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Dec 2003, 06:33 ص]ـ
سأنقل كلام الطبري مع ذكر تعليقات محققه محمود شاكر بين معكوفين بلون أزرق حتى يتضح المراد:
قال الطبري: (فإذ كان ذلك كذلك، فأحقُّ المفسرين بإصابة الحق -في تأويلِ القرآنِ الذي إلى عِلم تَأويله للعباد السبيلُ- أوضحُهم حُجة فيما تأوّل وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته [سياق عبارته:" أوضحهم حجة .... من أخبار رسول الله " وما بينهما فصل] من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه: إمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وُجِد فيه من ذلك عنه النقلُ المستفيض، وإمَّا من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النَّقلُ المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأصحُّهم برهانًا [في المطبوعة " وأضحهم برهاناً " وليست بشيء. وقوله: " وأصحُّهم برهانًا " معطوفة على قوله آنفاً: " أوضحُهم حُجة ".] إلخ كلام الطبري رحمه الله من هنا ( http://www.qurancomplex.org/quran/Tafseer/IntroTafseer.asp?Tafseer=tabary&f=tabary_intro00009.htm)
والذي يظهر لي من خلال هذا النقل أن ما ذكره أبو بيان هو الأقرب من تعلق النص المسؤول عنه بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه، وأنها ثلاثة أقسام:
قسم ثبت بالنقل المستفيض، وقسم أقل ثبوتاً منه، وهم ما ثبت بنقل العدول الأثبات، وقسم ثالث أقل من القسمين قبله، وهو ما لم يتوفر في ناقليه شرط العدالة، إلا أن هناك دلائل وقرائن تدل على ثبوته.
هذا ما ظهر لي، والمسألة تحتاج تبادل وجهات نظر، ولو كان وجد من الأعضاء متخصص في علوم الحديث وله اطلاع على منهج ابن جرير في الحديث لكان من الممكن معرفة مراد الطبري بهذه العبارة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2003, 09:35 ص]ـ
أخي الكريم أبا بيان وفقه الله
راجعت فهمي لما كنت كتبته لك، فتبين لي أنني لم أحسن فهم عبارة الطبري، وأن ما أشرتم إليه هو الصحيح، فهممت بتصويب العبارة التي كتبتها، فرأيت تعليقكم وتعليق أبي مجاهد فرأيت أن أصحح فهمي هنا.
(فإذا كان ذلك كذلك، فأحق المفسرين بإصابة الحق – في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل – أوضحهم حجةً فيما تأول وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
- إِمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض.
- وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض.
- أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته).
ثم يبدأ الحديث عن الوجه الثالث من هنا فيقول:
(وأصحهم برهاناً فيما ترجم وبين من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان:
- إما بالشواهد من أشعارهم السائرة.
- وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة ..
والجزء الذي سألتم عنه يشير إلى الحكم على الروايات، مما لم يتوفر له من صحة النقل ما يرقى به إلى المرتبتين الأوليين كما تفضلتم وتفضل أخي أبو مجاهد، وهو ظاهر، ولكن قبح الله الرأي الفطير!
والذي يبدو لي أنه يعني بقوله (أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته) ما يسميه أهل الحديث القرائن التي تحتف بالأخبار، فترقى بها إلى درجة القبول، كالمتابعات والشواهد ونحوها. وأحسب أن الأمثلة على ذلك كثيرة في تفسيره، ولو ظفرت بشيء منها كتبته هنا إن شاء الله. ولعل المتخصصين في دراسة السنة كشيخنا الملثم والشيخ خالد الباتلي وفقهما الله يوضحون هذه المسألة بجلاء.
وفي الختام أقول أخي أبا بيان وأبا مجاهد كما قال بديع الزمان الهمذاني:
لا تلمني على ركاكة ذهني ... إن تيقنت أنني همذاني!
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[04 Dec 2003, 12:24 ص]ـ
الحمد لله ... وبعد
فجزى الله المشايخ الأفاضل / أبو بيان الزهراني، وأبو عبدالله الشهري، وأبو مجاهد العبيدي، على ماكتبوا وبينوا، وأتمثل بقول العرب:لاعطر بعد عروس، ولكن من باب المذاكرة والمشاركة أقول:
الذي يظهر من سياق الكلام أن ابن جرير يشير إلى ماترجم به الشيخ أبو بيان على هذا النص بقوله: (أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري)، وذلك أنه بين قبل ذلك أن التفسير على قسمين:
1. لا سبيل إلى الوصول إليه، وهو الذي استأثر الله بعلمه، وحجب علمه عن جميع خلقه. وهذا أمره واضح ولاكلام فيه.
2. مايمكن الوصول إلى علم تأويله. – وهذا القسم جعله قسمين ولكن دمجه أوضح –
ثم بين المنهج الصحيح في القسم الثاني، فقال – بتصرف يظهر بمقارنة الأصل -:
فأحق المفسرين بإصابة الحق في تأويل القرآن الذي إلى علم تأويله للعباد السبيل هو من جمع وصفين:
1. أوضحهم حجةً فيما تأول وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة دون سائر أمته من أخباره الثابتة عنه، والتي يكون ثبوتها بأحد الطرق الآتية:
أ. إِمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنه النقل المستفيض.
ب. وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النقل المستفيض.
ج. أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته.
2. وأوضحهم برهاناً فيما ترجم وبين من ذلك مما كان مدركاً علمه من جهة اللسان، ويكون ذلك بما يلي:
أ. إما بالشواهد من أشعارهم السائرة.
ب. وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة. أ. هـ
فكأنه يشير بالأول إلى التفسير بالمأثور، وبالثاني إلى التفسير بالرأي.
وينبغي أن يعلم أن الحديث عند المتقدمين قسمان: صحيح وضعيف، نعم وجد التعبير بالحسن في نتف من كلامهم، لكن القسمة الثلاثية الاصطلاحية للحديث تعزى للإمام الخطابي (388 هـ)، وعبارة ابن جرير التي وقع عنها السؤال تشير إلى مسألة متقررة عند المحدثين وهي: تفاوت درجات الصحيح، كما أنه ذكر ذلك لبيان الطرق التي تدل على الحديث المقبول – وهو يرادف الصحيح عند المتقدمين، ويشمل الصحيح والحسن عند المتأخرين -.
فحاصل ماذكره أن الحديث الصحيح له ثلاث صور:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. ماتحقق فيه النقل المستفيض، وكأنه يشير بهذا إلى مااصطلح عليه المتأخرون بـ (المتواتر)، وهذا يفيد العلم النظري.
ومن أشهر أمثلته: حديث (من كذب علي متعمدا .. ) فهذا الحديث رواه مايقارب مائة صحابي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بحيث يقطع أنه قاله، وقد صنف الحافظ الطبراني جزءا في طرق هذا الحديث طبع محققا.
2. ماثبتت صحته بنقل العدول الأثبات على الشرط المعتبر عند أهل الحديث، ولم يأت به النقل المستفيض كالأول.
ومن أمثلته: مارواه الشيخان وغيرهما من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .. ".
فهذا حديث فرد لايعرف ثابتا بغير هذا الإسناد، وليس له طريق ثان فضلا عن أن يكون مستفيضا متواترا، ومع ذلك فهو حديث صحيح لأنه مروي بنقل العدول الأثبات، واتفق الشيخان على جلالتهما على تخريجه.
والنقل المستفيض، ونقل العدول الأثبات؛ لاإشكال فيهما، وقد قال الطبري عند قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65) وأشار إلى معنى المسخ في الآية وقول مجاهد في ذلك، قال:
" ومن أنكر شيئا من ذلك وأقر بآخر منه؛ سئل البرهان على قوله وعورض فيما أنكر من ذلك بما أقر به، ثم يسأل الفرق من خبر مستفيض، أو أثر صحيح "
وعند قوله تعالى: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) (البقرة: من الآية113) قال:" .. وجائز أن يكونوا هم المشركين من العرب، وجائز أن يكونوا أمة كانت قبل اليهود والنصارى، ولا أمة أولى أن يقال هي التي عنيت بذلك من أخرى إذ لم يكن في الآية دلالة على أي من أي، ولا خبر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبتت حجته من جهة نقل الواحد العدل، ولا من جهة النقل المستفيض "
3. مادلت الأدلة والقرائن المحتفة على صحة هذا الخبر.
فهو حديث غير مستفيض، ورواته ليسوا في درجة العدول الأثبات الضابطين بحيث يصحح الخبر أصالة لذاته، وإنما اتصف هذا الخبر بقادح تقاصر معه عن درجة الصحيح، إما لسقط في الإسناد، أو طعن في الراوي، لكن هذا القادح انجبر في نظر الناقد بأي جابر معتبر، كأن يشهد له حديث آخر، أو يتابع الراوي الذي جرح في حفظه بمثله أو أقوى منه، أو يعرف أن هذا الحديث المعين قد حفظه ذلك الراوي المجروح لدليل ظهر للناقد، أو لغير ذلك مما يرقي هذا الخبر إلى درجة القبول.
وعند آية المحرمات في سورة النساء أشار رحمه الله إلى الفرق بين أم الزوجة وبنتها (الربيبة) فقال:" وقد روي بذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر غير أن في إسناده نظرا، وهو ما حدثنا به المثنى قال ثنا حبان بن موسى قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نكح الرجل المرأة فلا يحل له أن يتزوج أمها، دخل بالابنة أم لم يدخل، وإذا تزوج الأم فلم يدخل بها ثم طلقها فإن شاء تزوج الابنة)
قال أبو جعفر: وهذا خبر وإن كان في إسناده ما فيه، فإن في إجماع الحجة على صحة القول به مستغنى عن الاستشهاد على صحته بغيره "
وفي السنة مئات بل آلاف الأحاديث كمثال على ذلك.
وعند قوله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ) (البقرة:17) قال:
" وفي وصف الله جل ثناؤه إياهم بصفة النفاق ما ينبئ عن أن القول غير القول الذي زعمه من زعم أن القوم كانوا مؤمنين،ثم ارتدوا إلى الكفر فأقاموا عليه، إلا أن يكون قائل ذلك أراد أنهم انتقلوا من إيمانهم الذي كانوا عليه إلى الكفر الذي هو نفاق، وذلك قول إن قاله لم تدرك صحته إلا بخبر مستفيض، أو ببعض المعاني الموجبة صحته ".
والإمام الطبري عالم موسوعي – إن صح هذا التعبير – ومفخرة من مفاخر هذه الأمة، وإمامته في الحديث متقررة عند أهل العلم، وله في ذلك – مما وجد – (تهذيب الآثار)، ,وأحسب أن تفسيره اشتمل على شيء من ذلك، ولعل من له عناية وإدمان بهذا الكتاب أن يستخرج أمثلة عليه، ومن أمثلة إعلاله لبعض الأحاديث ماذكره عند قوله تعالى: (وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ) (المائدة: من الآية4) قال:" .. فإن قال قائل: فما أنت قائل فيما حدثك به عمران بن بكار الكلاعي قال ثنا عبد العزيز بن موسى قال ثنا محمد بن دينار عن أبي إياس عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي عن النبي قال: (إذا أرسل الرجل كلبه على الصيد فأدركه وقد أكل منه فليأكل ما بقي).
قيل: هذا خبر في إسناده نظر، فإن سعيدا غير معلوم له سماع من سلمان، والثقات من أهل الآثار يقفون هذا الكلام على سلمان، ويروونه عنه من قبله غير مرفوع إلى النبي، والحفاظ الثقات إذا تتابعوا على نقل شيء بصفة فخالفهم واحد منفرد ليس له حفظهم، كانت الجماعة الأثبات أحق بصحة ما نقلوا من الفرد الذي ليس له حفظهم ".
هذا ماتيسر، وأرجو أن يكون فيه مايفيد أخانا أبا بيان خاصة، وسائر الإخوة عموما، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Dec 2003, 08:58 م]ـ
* أحسن الله إليكم مشايخنا الكرام: عبد الرحمن الشهري , وأبو مجاهد العبيدي.
وجزاك الله كل خير أخي الفاضل: خالد الباتلي , فقد استمتعت بما كتبت وأفدت.
* وقد يسر الله لي مهاتفة الشيخ الفاضل حاتم الشريف , وقرأت عليه عبارة الطبري , فقال:
تُخرج عبارة الطبري على ما يسميه المتأخرون بالحسن لغيره , وهو ما تقوى بغيره من متابعات وشواهد .. , أو يكون مراده ترجيح متن الحديث بقول صحيح في اللغة أو لبعض المفسرين.
فقلت للشيخ: بالنسبة لأسانيد المفسرين , هل لها خصوصية عن غيرها؟
فقال: أكيد , لكني الآن خارج البيت , وهناك مقال جيد لأخينا الشيخ: مساعد الطيار , عن أسانيد التفسير أو صحيفة علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس , والمقال جيد , وصاحبه من أهل الفن ,
وعندي نصوص تدل على خصوصية أسانيد التفسير , لعلي إذا رجعت أطالعها وتهاتفني بعد ذلك. (ولم أتمكن من مهاتفة الشيخ مرة أخرى لتأخر الوقت) ا. هـ
وقد كان الشيخ - حفظه الله - أخبرني في ليلة الحادي عشر من ذي الحجة سنة 1423هـ بمنى أنه كتب في موضوع نسخ التفسير وأسانيده كتاباً جاهزاً للطبع , لكن الذي أخره أن أحد زملائنا في قسم الحديث تقدم بموضوع ماجستير عن النسخ التفسيرية , والشيخ هو المشرف عليه , فيقول: آثرت أن أنتظر ما سيبحثه زميلكم , وقد زودته بما يفيده مما كنت جمعته؛ فإن خلص إلى نتيجة طيبة , أخرجت ما جمعته إن شاء الله.
* وبالنسبة لموضوعنا فإن المعنى الثاني الذي ذكره الشيخ متعلق بخصوصية تناول أسانيد المفسرين أشد تعلق , وفي مقال الشيخ مساعد المذكور بسط لهذه المسألة , وعلى ذلك يكون صنيع الطبري في تفسبره ومنهجه فيه تفسير وبيان لهذه العبارة , ولا شك أنه خير وأولى من يفسرها.
- وبناءً على ذلك يكون مراد الطبري - رحمه الله - بقوله: (أو من وجه الدلالة المنصوبة على صحته) فيما ظهر لي:
أن الدلالة المنصوبة على صحة هذا النوع من الأخبار إما أن تكون دلالة إسنادية , من قبيل المتابعات والشواهد ونحوها , وإما أن تكون دلالة متعلقة بالمتن تفيد معناه صحة وقبولاً في مجال التفسير , ودلالة صحة المتن في هذا النوع من الأخبار متنوعة , منها أقوال الصحابة وإجماع المفسرين وصحة شواهده من لسان العرب فيما له تعلق بذلك ودلالة السياق و .. و .. , وشئ آخر يعرفه المتبحر في هذا العلم , من جهابذته ونقاده وصيارفته , تماماً كما هو عند فرسان الحديث وجهابذة العلل , ومن هؤلاء باتفاق العلماء شيخ المفسرين ابن جرير؛ ولذلك ما أجمل أن يعاد تأمل وجوه الترجيح وأسبابه عند ابن جرير وأوجه قبول الأخبار , وأسباب ردها عنده.
وبعد فهذا رأي فطير لمّا يختمر , ويبقى بعد ذلك مجال مفتوح للنظر في أثر هذه العبارة وأبعادها , ولازلنا بانتظار مدارسة مباركة للموضوع , وبالله تعالى التوفيق , وهو المسؤول أن يعيننا على السير في أقوم طريق.
ـ[عبدالعزيز الدخيل]ــــــــ[05 Dec 2003, 06:54 م]ـ
مشايخنا الأفاضل .......... سلمكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الفريد في بابه , العظيم بإشرافه , المتميز بأعضائه.
أسأل الله أن يكون فيها الفائدة للجميع.
عقد الطبري ـ رحمه الله ـ مبحثاً بعنوان: القول في الوجوه التي من قبلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن.
وذكر فيه أنواع هذه الوجوه ومنها:ـ
1 ـ ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكر أمثلة لذلك ,
ثم قال: "وهذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه إلا ببيان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتأويله ,
بنصٍ منه عليه , أو بدلالة قد نصبها دالة أمته على تأويله " أ. هـ
ففي هذا النص من كلام الطبري ـ رحمه الله ـ إشارة إلى أنواع بيان النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ في تأويل القرآن , وذلك على نوعين هما:
أ ـ بيان مباشر, وهو ما نص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تأويله.
ب ـ بيان غير مباشر (غير منصوص عليه) , وهو الدلائل المنصوبة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم و الدالة أمته على تأويل ما لم ينص عليه.
وقد كرر الطبري رحمه الله هذا المعنى في فصل عقده لذكر بعض الأخبار التي رويت بالنهي عن القول في تأويله القرآن بالرأي.
حيث قال: " وهذه الأخبار شاهدة لنا على صحة ما قلنا: من أن ما كان من تأويل آي القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو بنصبه الدلالة عليه , فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه .. "
إذا تأملنا ما قرره الطبري رحمه الله في هذين الموضعين , فيمكن من خلاله فهم كلام الطبري الذي وقع عليه السؤال على النحو الآتي:
قال الطبري: (فإذ كان ذلك كذلك، فأحقُّ المفسرين بإصابة الحق -في تأويلِ القرآنِ الذي إلى عِلم تَأويله للعباد السبيلُ- أوضحُهم حُجة فيما تأوّل وفسَّر، مما كان تأويله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه:
1ـ إمَّا من جهة النقل المستفيض، فيما وُجِد فيه من ذلك عنه النقلُ المستفيض , وإمَّا من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن فيه عنه النَّقلُ المستفيض.
2ـ أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته .... ).
فالذي يظهر والله أعلم أن الوجه الأول الذي يشترط فيه صحة الخبر بالنقل المستفيض أو نقل العدول إنما هو في التأويل الذي نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ويبقى القسم الثاني ـ من التأويل الذي لا يوصل إليه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم ـ: والذي هو من جهة الدلائل المنصوبة في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم على صحة التأويل.
هذا فهم أحببت أن أضيفه في فهم عبارة الإمام الطبري رحمه الله , فإن يكن صواباً فالحمد لله , وإن يكن خطأً فالتصويب هو الذي أريد.
بقي أنه حتى على هذا الفهم الذي أوردته تبقى عبارة الطبري تحتاج إلى شرحٍ من حيث ما هي تلك الدلائل
المنصوبة في السنة لصحة التأويل؟
أخوكم / عبد العزيز الدخيل(/)
تأويل الإمام الشوكاني آيات الصفات في تفسيره فتح القدير
ـ[المنذر]ــــــــ[01 Dec 2003, 01:07 ص]ـ
إخوتي الكرام ..
من المعلوم أن الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ قد أوّل بعض الصفات الإلهية في تفسيره: فتح القدير تأويلا أشعريا. منها الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجيء وغيرها ... وهو مخالف لمذهب السلف رضوان الله عليهم في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
فهل من العلماء الأجلاء من استقصى هذه الآيات التي أول فيها الشوكاني الصفات، وجمعها في مؤلف خاص، أو تحدث عنها بالتفصيل ..
ارجو من الاساتذة الأفاضل والإخوة الاعزاء أن يفيدوني بذلك ..
بارك الله فيكم ونفع بكم ... آمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Dec 2003, 01:35 ص]ـ
أخي الحبيب المنذر وفقه الله لكل خير.
الإمام محمد بن علي الشوكاني (ت1250هـ) من علماء السنة الكبار، ومؤلفاته من أنفع المؤلفات، وقد وقع في التأويل كما تفضلت في بعض الصفات، لكن منهجه هو منهج أهل السنة، وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
وقد ناقش هذه المسألة بتفصيل كل من:
- منهج الإمام الشوكاني في العقيدة. وقد لخص رأيه في عقيدة الشوكاني بقوله: (من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة ... ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة، وكان رأيه في بعضها مضطربا بين كتاب وآخر، كما في بعض الصفات) ثم ذكر تلك الصفات فلعلك تراجعه. وأنا هنا أنقل من الموسوعة الميسرة 3/ 2290 لا من الكتاب نفسه، وهذا الكتاب قد رأيته في المكتبات ولم أبتعه فلا أدري من هو مؤلفه.
- الدكتور محمد بن حسن الغماري وفقه الله في كتابه (الإمام الشوكاني مفسراً) من ص 180 - 206 فيمكنك مراجعته للفائدة والتفصيل.
- الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي في كتابه (المفسرون بين التأويل والإثبات) 2/ 223 - 237
- الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة 3/ 2289
ـ[المنذر]ــــــــ[01 Dec 2003, 08:09 م]ـ
مشكور أخي الفاضل عبدالرحمن .. على ما قدمته من فائدة ..
لكن لو تفضلت هل كتاب د. محمد بن حسن الغماري ـ الإمام الشوكاني مفسراً ـ قد تعرض لتلك الآيات بالتفصيل والحصر؟
وأيضا منهج الإمام الشوكاني في العقيدة (و هو للدكتور عبدالله نومسوك) هل على حد علمك قد ضرب أمثلة كثيرة لآيات الصفات في تفسيره؟
والذي أريده باختصار هو أن أحيل المبتدئين من طلبة العلم (والذين يدرسون كتاب فتح القدير) على كتاب يبين فيه تلك الآيات التي وقع في تأويلها الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ.
أسعدك الله في الدارين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2003, 06:20 ص]ـ
نعم أخي المنذر. كتاب الغماري تعرض لهذه الآيات بالتفصيل والحصر فيمكنك إحالة طلابك عليه. ومثله كتاب المغراوي فقد تتبعها وحصرها وناقشها.
وأما كتاب الدكتور عبدالله نومسوك فلم أطلع عليه، ولا أظنه إلا قد توسع في ذلك باعتبار أنه تخصص في جانب العقيدة لدى الشوكاني رحمه الله.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[02 Dec 2003, 05:34 م]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كتاب منهج الإمام الشوكاني في العقيدة
تأليف الدكتور: عبدالله نومسوك
وهو عبارة عن رسالة دكتوراة في العقيدة حاز معدها مرتبة الشرف الأولى من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
وقد طبعت الرسالة مكتبة دار القلم والكتاب
الطبعة الأولى عام 1414هـ
وقد لخص فضيلة الشيخ عبدالرحمن بنقله المفيد ما في الكتاب حيث وقع على أهم فقرة فيه
وبعدها
قال المؤلف:
في صفات الله:
أ.1 - ول يعني (الشوكاني) بعض الصفات الإلهية في تفسيره فتح القدير تأويلا أشعريا، والصفات التي أولها هي: الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجئ، والإتيان، والمحبة، والغضب على التفصيل الذي ذكرته في الرسالة
ثم قال:
وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غيرتحريف ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم
2 - نهج منهج أهل التفويض في صفات المعية في رسالته التحف، فلم يفسرها بمعية العلم، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف، وهذا مخالف لماذهب إليه في تفسيره وفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسيرالسلف
3 - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق، اهـ بحروفه ص 856،857
قلت:
وفي النقطة الثانية مناقشة، من جهة كون عدم التفسير بمعية العلم مخالف لهدي السلف.
وعلى كل حال إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث
رحم الله الإمام الشوكاني
ـ[المنذر]ــــــــ[03 Dec 2003, 01:05 ص]ـ
أخواي الكريمان .. عبدالرحمن .. عبدالله بن بلقاسم ..
جزاكما الله خيرا بما أتحفتموني به من فائدة ..
ووفقكما للخير دائما ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jun 2007, 11:37 م]ـ
اشتريت قبل مدة قصيرة كتاباً بعنوان: (مصنفات الإمام الشوكاني وموارده) للباحث عبدالرحمن بن محمد العيزري، صدر عن دار ابن حزم 1428هـ.
وقد تعرض لهذه المسألة وأضاف إلى ما ذكر من قبل من الكتب:
- رسالة بعنوان (عذب الغدير في بيان التأويلات في كتاب فتح القدير) للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس. أثنى عليها وذكر أنها استقصت المواضع التي اشتملت على التأويل في فتح القدير وعددها بالضبط ثمانية موضعاً، وقد ذكرها الغماري من قبل ص 180 - 206، وكذلك الدكتور نومسوك في كتابه 2/ 856.
- أشار إلى أن زمن تأليف كتاب (التحف في الإرشاد إلى مذهب السلف) متزامن مع تأليف فتح القدير عام 1228هـ. وأكثر المواضع التي تأولها في فتح القدير قبل تأليف التحف حيث بدأ في فتح القدير عام 1224هـ وانتهى منه عام 1229هـ.
ورد كلام المغرواي في نسبته الشوكاني للأشاعرة لموافقته لهم في بعض التأويلات.
وهذا الكلام تجده في كتاب العيزري 440 - 452
والله الموفق سبحانه.
في 15/ 6/1428هـ
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[01 Jul 2007, 06:53 ص]ـ
جميل بارك الله في وفيكم وهداني وإياكم ..
لكن ألا يقتضي "سقوط" جمع من العلماء الأفاضل كالشوكاني وغيره في تأويل بعض الصفات ولو في مرحلة من مراحل حياتهم الفكرية ... ألا يقتضي ذلك أعادة النظر في دعوى أن التأويل فيها ضلال مبين وتعطيل لصفات رب العالمين؟! وإلا لزم إجراء ذلك الحكم في حق عدد كبير من علماء الإسلام ...
ونفس الاستشكال يوجه في حق جمع كبير من العلماء الذين سلكوا مسلك التفويض في حقيقة معاني بعض الصفات ولم يشهدوا على الله بإرادته معنى معينا من المعاني التي تحتملها .. ألا يقتضي ذلك إعادة النظر في الحكم على التفويض في بعض الصفات بالجهل المطبق بكلام الله ورسوله سيما أن من المفوضة من كانوا فرسانا في المنقول والمعقول واللغة العربية؟!
ثم "سقوط" عالم معين في الجهل بصفات الله تعالى لكونه أول بعضها أو فوض حقيقة معانيها مما يجعله عند البعض "ضالا" فيها هل يبقي له هيبة أو ثقة في علومه؟! فإذا كذب - عند البعض - على الله في صفاته وشهد بالباطل فيها فكيف يعتمد على أقواله في غيرها؟!
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 Jul 2007, 04:15 م]ـ
تفضل أخي الكريم كتيب الدكتور / محمد عبدالرحمن الخميس - حفظه الله -
عذب القدير في بيان تأويلات فتح القدير
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1978
والله الموفق ...
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Jul 2007, 06:47 م]ـ
أخي الكريم أبوعبيدة الهاني حفظه الله:
لو عبّرت بكلمة غير كلمة " سقوط " لكان - عندي - أفضل، فليس هناك " سقوط " أو غيره بقدر ما هناك "اجتهاد " و " إرادة تنزيه الله تعالى " قد يصيب صاحبه وقد لا يصيب مع انعدام " النص الصريح " عن المشرّع صلوات الله وسلامه عليه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:14 ص]ـ
وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
3/ 2289
جزى الله الجميع خيرا على ماتفضلتم به من نقاش مثمر في الموضوع.
وحبذا يا ابا عبدالله لو ذكرت لنا مصوغات حكمك أعلاه، وإذا اعتبرنا ما ورد في التحف ناسخا للفتح -التفسير- فلِم لَمْ يُعدِّل في الفتح مادام وانجازه متأخر بعام أو يزيد، وما قولك - شيخنا الفاضل - فيمن يحكم بالاضطراب لدى -الإمام رحمه الله-في تلك المسائل المعروفة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:20 ص]ـ
وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
3/ 2289
جزى الله الجميع خيرا على ماتفضلتم به من نقاش مثمر في الموضوع.
وحبذا يا أبا عبدالله لو ذكرت لنا مصوغات حكمك أعلاه، وإذا اعتبرنا ما ورد في التحف ناسخا للفتح -التفسير- فلِم لَمْ يُعدِّل في الفتح مادام وانجازه متأخر بعام أو يزيد، وما قولك - شيخنا الفاضل - فيمن يحكم بالاضطراب لدى -الإمام رحمه الله-في تلك المسائل المعروفة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:21 ص]ـ
وقد رجع عن التأويل لبعض الصفات في كتابه (التحف في مذاهب السلف) وهذا ظننا به رحمه الله.
3/ 2289
جزى الله الجميع خيرا على ماتفضلتم به من نقاش مثمر في الموضوع.
وحبذا يا أبا عبدالله لو ذكرت لنا مصوغات حكمك أعلاه، وإذا اعتبرنا ما ورد في التحف ناسخا للفتح -التفسير- فلِم لَمْ يُعدِّل في الفتح مادام وانجازه متأخر بعام أو يزيد، وما قولك - شيخنا الفاضل - فيمن يحكم بالاضطراب لدى -الإمام رحمه الله-في تلك المسائل المعروفة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 Jun 2009, 12:50 ص]ـ
رحم الله الإمام الشوكاني وغيره من المفسرين فلقد وقع أيضاً تلميذه صديق حسن خان
عليه الرحمة ولذا أسأل الأفاضل الكرام:
هل من دراسة عن صديق حسن خان وتفسيره، وما الفارق بينه وتفسير فتح القدير لشيخه الشوكاني، وهل هاتيك المواضع التي أخطأ فيها الشوكاني أخطأ فيها تلميذه صديق ـ عليهما الرحمة ـ؟
وأنا آسف على كثرة سؤالي، وأتمنى من الأفاضل الإجابة على سؤلي(/)
هل في القرآن بيان لكل شيء ... (ما معنى العموم) ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2003, 01:26 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فلا شك أن القرآن العظيم كتاب معجز أفحم الفصحاء والبلغاء، ولا زال العالم يشهد من إعجازه ما يبهر الألباب ويذعن القلوب لرب الأرباب ..
وقد كان يدور في النفس منذ وقت مسألة الإعجاز العلمي واحتواء القرآن للمخترعات ولكل شيء فأحببت المشاركة في هذه المسألة بالنظر في أدلتها من القرآن بشكل مختصر من خلال النظر في أقوال المفسرين، اسأل الله تعالى أن يجعله بحثاً مفيداً ..
مسألة:
ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بقوله تعالى: (لكل شيء) وَ (من شيء) العمومُ من غير تخصيص:
قال السيوطي (ت: 911هـ):"وأنا أقول: قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسألة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدل عليها" (1).
ثم ذكر بعد ذلك العلوم التي اشتمل عليها القرآن فذكر من ذلك: علم عجائب المخلوقات وملكوت السماوات والأرض وعيون أخبار الأمم السالفة والسيرة النبوية وبدء خلق الإنسان إلى موته وكيفية الموت وما يحدث بعد ذلك وأشراط الساعة الكبرى وأن القرآن اشتمل على أسمائه تعالى الحسنى وأن فيه تصديق كل حديث ورد عن النبي (2).
ونقل عن المرسي (ت: 655هـ) قوله:"جَمَعَ القرآنُ علومَ الأولين والآخرين، بحيث لم يُحِط بها علماً ـ حقيقة ـ إلا المتكلمُ به، ثم رسولُ الله e ، خلا ما استأثر به سبحانه، ثم وَرِثَ عنه معظمَ ذلك ساداتُ الصحابة وأعلامُهم ... " (3).
ثم ذكر المرسي (ت: 655هـ) ما أُخِذَ من القرآن من العلوم الإسلامية ثم قال:"هذه الفنون التي أخذتها المِلّة الإسلامية منه، وقد احتوى على علوم أخر من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة والنجامة وغير ذلك" (4).
وأكثر عبارات المفسرين على أن المقصود هو العموم الذي أريد به الخصوص (5) ويكون المراد: أن في القرآن بيانٌ لكل شيءٍ من أمور الدين أو لما لمثله تجيء الشرائع: وإليك بعض أقوال المفسرين في ذلك:
قال ابن عطية (ت: 481هـ) في آية الأنعام:"على القول بأنه قرآن: خاصٌ في الأشياء التي فيها منافع للمخاطبين وطرائق هدايتهم" (6).
وقال أيضاً:"وقوله: (لكل شيء): مما نحتاج في الشرع ولا بُدَّ منه في المِلَّة، كالحلال والحرام والدعاء إلى الله والتخويف من عذابه، وهذا حصر ما اقتضته عبارات المفسرين" (7).
وقال ابن الجوزي (ت: 597هـ):"فأما قوله تعالى: (لكل شيء): فقال العلماء بالمعاني: يعني: لكل شيء من أمور الدين، إما بالنص عليه، أو بالإحالة على ما يوجب العلم، مثل بيان رسول الله e أو إجماع المسلمين" (8).
وقال ابن جزي الكلبي (ت: 741هـ) في آية الأنعام:"وقيل: هو القرآن. والكلام على هذا خاص. أي: ما فرطنا فيه من شيء فيه هدايتكم والبيان لكم" (9).
وقال أبو حيان (ت: 745هـ) في معنى القول بأنه القرآن في آية الأنعام:"يكون من العام الذي يراد به الخاص فالمعنى: من شيء يدعو إلى معرفة الله وتكاليفه" (10).
وقال ابن القيم (ت: 752هـ) في آية الأنعام:"فقالت طائفة: المراد به القرآن وهذا من العام المراد به الخاص أي: ما فرطنا فيه من شيء يحتاجون إلى ذكره وبيانه" (11).
وقال الآلوسي () (ت: 1270هـ):"والمراد من (كل شيء): على ما ذهب إليه جمع: ما يتعلق بأمور الدين أي بياناً بليغاً لكل شيء يتعلق بذلك" (12).
وقال الشيخ السعدي (ت: 1376هـ) في تفسير هذه الآية:"وقوله: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيءٍ) [النحل: 89]: في أصول الدين وفروعه، وفي أحكام الدارين، وكل ما يحتاج إليه العباد، فهو مُبين فيه، أتمَّ تبيين، بألفاظ واضحة، ومعانٍ جلية" (13).
وقال ابن عاشور (ت: 1393هـ):"لا شك أن المراد أنه عموم عرفي في دائرة ما لمثله تجيء الأديان والشرائع" (14).
ومن هذه النقولات المطولة يتبين أن المراد بشمولية القرآن؛ شموليته لما يحتاجه الناس في أمور دينهم وما يقيم شؤون حياتهم كما أراد الله تعالى وذلك كبيان إصلاح النفوس، وإكمال الأخلاق، وتقويم المجتمع المدني، وتبيين الحقوق، وما تتوقف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية، وصدق الرسول e، وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق الكونية، ووصف أحوال الأمم، وأسباب فلاحها وخسارها، والموعظة بآثارها بشواهد التاريخ، وما يتخلل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم، وفي خلال ذلك كله أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف (15).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإكليل: 1/ 253.
(2) انظر: الإكليل: 1/ 253 ـ281.
(3) الإكليل: 1/ 243.
(4) الإكليل: 1/ 247. ثم ذكر المرسي بعد ذلك ما في القرآن من أصول الصنائع وأسماء الآلات التي تدعو الضرورة إليها كالخياطة والحدادة والبناء والنجارة والغزل والنسج والفلاحة وغيرها. الإكليل: 1/ 247 ـ 253. ويظهر مما ذكره من الأمثلة أن مقصوده بالاحتواء مجرد الذكر، فإذا ذُكر شيء له تعلق بعلم اعتبر ذلك احتواء لذلك العلم.
(5) قال شيخ الإسلام: " وليس استعمال العام وإرادة الخاص ببدع في الكلام؛ بل هو غالب كثير". مجموع الفتاوى: 21/ 552.
(6) المحرر الوجيز: 620. باختصار.
(7) المحرر الوجيز: 1111.
(8) زاد المسير: 790.
(9) كتاب التسهيل لعلوم التنزيل: 2/ 8.
(10) البحر المحيط: 4/ 126.
(11) شفاء العليل: (75)، وبدائع التفسير: 2/ 147.
(12) روح المعاني: 7/ 452.
(13) تيسير الكريم الرحمن: 3/ 52.
(14) التحرير والتنوير: 7/ 253.
(15) التحرير والتنوير: 7/ 253.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Nov 2006, 10:19 م]ـ
قال الإمام الخطابي رحمه الله: (أخبر سبحانه أنه لم يغادر شيئا من أمر الدين لم يتضمن بيانَه الكتابُ، إلا أن البيان على ضربين: بيان جَلِيّ تناوله الذكر نصاً وبيان خفِيّ اشتمل عليه معنى التلاوة ضمناً، فما كان من هذا الضرب كان تفصيل بيانه موكولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو معنى قوله سبحانه: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، فمن جمع بين الكتاب والسنة فقد استوفى وجهي البيان.).
وقد بحثت على عجل عن موضع هذا النقل فلم أجد مكانه؛ فلعل أحد الباحثين يدلني عليه مشكوراً.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Nov 2006, 11:56 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
من أصدق الآيات على بيان ذلك قوله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) سورة النحل (89)
وتأمَّل قوله (تبياناً) ولِمَ لَمْ يقل بياناً؟
والقاعدة تقول: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى.
فمن تتبع هذه المفردة القرآنية العجيبة ومدلولاتها سيجد حتماً علماً جمَّاً وفوائد نفيسة للغاية.
وأما استدلال بعض العلماء من السابقين أو من المتأخرين بقوله تعالى:
(مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) سورة الأنعام (38)
بأن المراد بالكتاب القرآن؛ فغير سديد؛ لأن السياق فيصلٌ في المسألة وهو على أصح أقوال المحققين من أهل العلم أنه اللوح المحفوظ وليس القرآن.
وانظر:
تفسير ابن جرير الطبري (11/ 344)
والقرطبي (6/ 420)
والبغوي في التفسير (2/ 95)
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بغية المرتاد (327) وقال: على أصح القولين لدلالة السياق عليه.
وفي درء التعارض (9/ 39)
وكذا تلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله في شفاء الغليل (40) ذكر القولين ثم رجح اللوح المحفوظ قال: ((وكان هذا القول أظهر في الآية والسياق يدل عليه))
والشوكاني في فتح القدير (1/ 114)
والعلامة الشنقيطي رحمه الله في العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (1/ 191)
واختاره شيخنا العلامة الدكتور صلاح الخالدي نفع الله بعلمه في كتابه الماتع: تصويبات في فهم بعض الآيات (165)
والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Nov 2006, 01:56 م]ـ
الأخ أبو العالية ... بالنسبة لآية النحل ..
فقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على شمولية القرآن لكل شيء.
وذلك مبني على أن المراد بالكتاب هنا: القرآن، وهو محل خلاف بين المفسرين.
وممن مال إلى أن المقصود بالكتاب هنا القرآنُ:
ابنُ عطية (ت: 542هـ) حيث قال: "والكتاب: القرآن. وهو الذي يقتضيه نظامُ المعنى في هذه الآيات" [المحرر الوجيز: (620].
وقال أبو حيان (ت: 745هـ): "وهو الذي يقتضيه سياق الآية" [البحر المحيط: (4/ 126)].
وقال عنه الرازي (ت: 606هـ): "وهذا أظهر، لأن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد انصرف إلى المعهود السابق، والمعهودُ السابقُ من الكتاب عند المسلمين هو القرآن، فوجب أن يكون المراد من الكتاب في هذه الآية القرآن" [التفسير الكبير: (12/ 215)].
واستظهر ابنُ القيم أن المراد اللوح المحفوظ قال: "وقالت طائفة: المراد بالكتاب في الآية: اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه كل شيء وهذا إحدى الروايتين عن ابن عباس وكأن هذا القول أظهر في الآية، والسياق يدل عليه"، وقال أيضاً:"فهو أظهر القولين والله أعلم". انظر: شفاء العليل: (75، 76) وبدائع التفسير: (147ـ 150).
وممن استبعد القول بأن المرادَ القرآنُ؛ ابنُ عاشور قال: "وقيل الكتاب: القرآن. وهذا بعيد إذ لا مناسبة بالغرض على هذا التفسير". انظر: التحرير والتنوير: (4/ 217). وروي هذا القول عن قتادة وابن زيد. انظر زاد المسير: (436).
والله تعالى أعلم ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Nov 2006, 04:59 م]ـ
أخي الشيخ فهد وفقك الله:
لعلك تقصد آية الأنعام
وقد يسر الله لي بحث المراد بالكتاب في هذه الآية، وهذه نتيجة البحث التي توصلت إليها:
(يُتْبَعُ)
(/)
القولان السابقان في المراد بالكتاب في قول الله تعالى: ? مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ? [أي القرآن، واللوح المحفوظ] متكافئان، ولكل منهما ما يشهد له، مع احتمال اللفظ لهما.
والذي يظهر لي أن حمل الآية على المعنيين أولى، وأن المراد بالكتاب هنا: القرآن، واللوح المحفوظ؛ لأن لفظ الكتاب يطلق على المعنيين بالتواطؤ، ولا حجة تدل على تعيين أحدهما، فكان حمل اللفظ عليهما هو الأقرب. والله أعلم.
ومما يحتمله لفظ الكتاب هنا: الكتاب الذي تحصى فيه الأعمال، وهو الكتاب الذي أخبر الله U عنه بقوله: ? وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ? (الكهف: 49).
وهذا المعنى أظهر – فيما أرى -؛ لأن الله U قال بعده: ? ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ? (الأنعام: من الآية38)، وفيه دلالة على أنهم - بعد إحصاء ما عملوه - محشورون إلى ربهم لمجازاتهم عليها.
ويدل على هذا المعنى أن أبا هريرة رضي الله عنه قال في تفسير هذه الآية: يحشر الخلق كلهم يوم القيامة، البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله يومئذ، أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول كوني تراباً، فلذلك يقول الكافر: ? يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً ? (النبأ: من الآية40). ([1])
كما يدل عليه ما ثبت في الأحاديث الصحيحة من اقتصاص الحيوانات بعضها من بعض بعد حشرها يوم القيامة، وقد أوردها بعض المفسرين عند تفسيرهم لهذه الآية. ([2])
وما ذكره كل من ابن جرير، وابن كثير في تفسير الآية يدل على هذا القول، إلا أنهما لم يصرحا بكون الكتاب الذي تحصى فيه الأعمال غير الكتاب الذي هو اللوح المحفوظ.
وهذا المثال تطبيق واضح للقاعدة التفسيرية: إذا كان اللفظ محتملاً لمعنيين أو أكثر، مستعملاً فيها حقيقة - بحيث يكون مستعملاً فيها على السواء -، وهي غير متنافية، ولا دليل يرجح أحدها، فتكون المعاني جميعها مرادة؛ لأن الله ? لو أراد أحدها لنصب على مراده منها دليلاً. ويكون استعمال اللفظ للمعاني مجتمعة أبلغ في الإعجاز والفصاحة
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/ 206، ومن طريقه أخرجه ابن جرير 11/ 347، والحاكم في مستدركه 2/ 216 - 217 وقال: (وهو صحيح على شرطه [أي: الإمام مسلم]، ولم يخرجاه.) وقد علق عليه أحمد شاكر بقوله: إسناد عبدالرزاق إسناد صحيح ... وهو موقوف على أبي هريرة، ومعناه ثابت صحيح مرفوعاً. انظر عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير 1/ 772 (حاشية رقم 2).
([2]) انظر جامع البيان لابن جرير 11/ 347 - 348، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/ 1295 - 1296.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Nov 2006, 01:03 ص]ـ
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال "من أراد العلم فليثور القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين"
أخرجه ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور والبيهقي في الشعب، وتجده في الزهد لابن المبارك وللإمام أحمد في زوائد عبد الله والطبراني في الكبير وغيرهم
كلهم من طرق عن أبي إسحاق عن مرة عن ابن مسعود
قال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه الطبراني باسانيد ورجال احدها رجال الصحيح
وله ألفاظ أخرى متقاربة.
وله شاهد بنفس اللفظ عن أنس رضي الله رواه الديلمي أورده السيوطي في الجامع الكبير كما في الكنز 2454
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Nov 2006, 01:55 ص]ـ
الشيخ أبا مجاهد وفقه الله نعم أردت آية الأنعام ... وإنما هو سبق قلم ..
وما ذكرته محتمل، ولكن لم يظهر وجه الاستدلال بتفسير أبي هريرة رضي الله عنه، وبما جاء في الصحيحين على ذلك المعنى ..
والله أعلم ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Nov 2006, 10:01 ص]ـ
ولكن لم يظهر وجه الاستدلال بتفسير أبي هريرة رضي الله عنه، وبما جاء في الصحيحين على ذلك المعنى ..
والله أعلم ..
لعل قراءة الآية كاملة توضح المقصود، ومما يوضحه أيضاً قول ابن عاشور في يفسر " من شيء": (والشيء هو الموجود. والمراد به هنا أحوال المخلوقات كما يدلّ عليه السياق فشمل أحوال الدّواب والطير فإنّها معلومة لله تعالى مقدّرة عنده بما أودع فيها من حكمة خلقه تعالى.)
والمراد: أن ما يحصل من الدواب مكتوب.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 Nov 2006, 11:47 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قال الشيخ أبو مجاهد وفقه الله:
(ومما يحتمله لفظ الكتاب هنا: الكتاب الذي تحصى فيه الأعمال، وهو الكتاب الذي أخبر الله تعالى عنه بقوله: ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ? (الكهف: 49).
وهذا المعنى أظهر – فيما أرى -؛ لأن الله تعالى قال بعده: ? (ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ? (الأنعام: من الآية38)، وفيه دلالة على أنهم - بعد إحصاء ما عملوه - محشورون إلى ربهم لمجازاتهم عليها))
جميلة هذة الُّلمحة، وكنت سوف أعقب بها. فتح الله عليك.
وفيها إشارة إلى أن المراد هو اللوح المحفوظ.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[27 Nov 2006, 10:47 ص]ـ
يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في سياق بيان القرآن لكل شيء ((فما من شيء يحتاج الناس إليه إلا وجد في القرآن، لكن وجوده في القرآن: إما أن يكون على وجه صريح، أو على وجه ظاهر، أو على وجه الإيماء والإشارة، أو على وجه الشمول والعموم، أو على وجه اللزوم، فالمهم أن االقرآن مبين لكل شيء، تارة يذكر الدليل على المسألة، وتارة يذكر التوجيه إلى الدليل ... أما ما ليس فيه مصلحة فإنه لا حاجة إلى ذكره، وقد يكون الشيء الذي لم يذكر موكولاً إلى عقول الناس وتجاربهم، كما في كثير من طبائع الأشياء الأمور الطبيعية سواء الفلكية أو الجولوجية أو غير ذلك، نجد أن القرآن لم يفصلها ولم يبينها، لأنه ليس فيها فائدة، فائدتها تكمن في أن الناس يطلبونها وينظرون في آيات الله، ويتحركون حتى يدركوها، ولهذا تجد بعض المسائل التي يتنازع فيها الناس كمسألة دوران الأرض ليست موجودة في القرآن على وجه صريح، ولو كان هذا مما يتعين علينا اعتقاده إثباتاً أو نفياً لكان الله تعالى يبينه بياناً واضحاً كما بين الأمور التي لا بد لنا من الاعتقاد فيها على وجه صريح، إذا هي موكولة إلى للناس .. )) تفسير سورة يس (250 - 252) بتصرف.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Dec 2006, 02:31 ص]ـ
الأخ عمر وفقه الله
كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله واضح في أن القرآن مشتمل لما يحتاجه الناس وهو متفق مع ما نقل من كلام الأئمة السابقين في النصوص التي نُقلت في بداية المشاركة، ولذا يقول رحمه الله: (فما من شيء يحتاج الناس إليه إلا وجد في القرآن ... ).
وحديثه رحمه الله أيضاً يشمل الإحالة إلى الأدلة الأخرى، ولكن لا يمكن القول باستقلال القرآن بالدلالة على الأحكام مباشرة بلا رجوع لغيره من الأدلة، فلا يستغنى به عن السنة مثلاً .. بل يجب الرجوع إلى السنة كما يجب الرجوع إلى القرآن فهما صنوان في الدلالة على الأحكام ..
والله أعلم.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 Dec 2006, 06:08 ص]ـ
السلام عليكم
أرغب بأن أضيف إضافة وهي أنّ للأصوليين والفقهاء رأيا في المسألة--مفاده القرآن بيان لكلّ شيء من الأحكام الإعتقادية والعمليّة إمّا نصّا أو دلالة
قال الجصّاص في أحكام القرآن في تفسيره لآية ({وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} النحل89)
(قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}؛ يعني به والله أعلم: تبيان كل شيء من أمور الدين بالنصّ والدلالة؛ فما من حادثة جليلة ولا دقيقة إلا ولله فيها حكم قد بيّنه في الكتاب نصّاً أو دليلاً، فما بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم فإنما صدر عن الكتاب بقوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7]، وقوله تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله} [الشورى: 52 و 53]، وقوله: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء: 80]؛ فما بيّنه الرسول فهو عن الله عز وجل وهو من تِبيان الكتاب له لأمر الله إيانا بطاعته واتباع أمره، وما حصل عليه الإجماعُ فمصدره أيضاً عن الكتاب لأن الكتاب قد دلّ على صحة حجة الإجماع وأنهم لا يجتمعون على ضلال، وما أوجبه القياس واجتهاد الرأي وسائر ضروب الاستدلال من الاستحسان وقبول خبر الواحد جميع ذلك من تِبْيانِ الكتاب؛ لأنه قد دلّ على ذلك أجمع، فما من حكم من أحكام الدين إلا وفي الكتاب تبيانه من الوجوه التي ذكرنا.
مطلب: هذه الآية دالّة على صحة القول بالقياس
وهذه الآية دالّةٌ على صحة القول بالقياس؛ وذلك لأنّا إذا لم نجد للحادثة حُكْماً منصوصاً في الكتاب ولا في السنة ولا في الإجماع، وقد أخبر الله تعالى أن في الكتاب تبيان كل شيء من أمور الدين، ثبت أن طريقه النظر والاستدلال بالقياس على حكمه، إذ لم يبق هناك وَجْهٌ يوصل إلى حكمها من غير هذه الجهة؛ ومن قال بنصٍّ خفيّ أو بالاستدلال فإنما خالف في العبارة وهو موافق في المعنى ولا ينفكُّ من استعمال اجتهاد الرأي والنظر والقياس من حيث لا يشعر.)
لذلك من المناسب أن نعود للأصوليين والفقهاء في فهمهم للمسألة(/)
(3) الوقف اللازم على قوله تعالى (ويسخرون من الذين آمنوا)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2003, 07:08 ص]ـ
قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)
الوقف اللازم في هذه الآية على قوله تعالى: (ويسخرون من الذين آمنوا).
ولهذه الجملة احتمالان في الإعراب:
الأول: أن تكون معطوفة على جملة (زين للذين كفروا).
الثاني: أن تكون جملة حاليةً على تقدير: وهم يسخرون (1).
وبناءً على هذا الوقف، فإنَّ جملة: (والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة) محمولةٌ على الاستئناف.
ووجه الإشكال في الوصل بيَّنها السجاوندي، فقال:» ولو وصل صار (فوقهم) ظرفاً لـ (يسخرون)، أو حالاً لفاعل (يسخرون)، وقُبْحُهُ ظاهرٌ «(2).
والصواب من الإعرابِ أنَّ الواو عاطفة، وأن جملة (والذين اتقوا) معطوف على جملة (زين للذين كفروا) (3).
أقوال علماء الوقف:
اختلف علماء الوقف في الحكم على هذا الموضع على أقوال:
الأول: أنَّ الوقف كافٍ، وهو اختيار الداني (4)، والغزال (5).
الثاني: أن الوقف حسنٌ، وبهذا الوقف قال أبو جعفر النحاس (6)، وابن الأنباري (7)، والهمذاني (8)، والأنصاري (9)، والأشموني (10).
الثالث: أن الوقف لازم، وهو اختيار السجاوندي (11).
وأولى هذه الأقوال قول من قال: إنَّ الوقف حَسَنٌ؛ لأن جملة (والذين اتقوا) مرتبطة إعراباً بجملة (زين للذين كفروا) وهذا الرابطُ اللفظي الإعرابي يجعل الوقف حسناً.
ولِوُجودِ هذا الرابط اللفظي الإعرابي لا يصلح أن يكون الوقف كافياً، كما لا يصلح البدءُ بجملة (والذين اتقوا) الذي هو نتيجةُ الحكم باللازم.
أمَّا ما عَلَّلَ به السجاوندي فهو من البُعْدِ والتَّكلفِ بمكان؛ لأنَّ هذه العلة ـ لو صحَّت ـ لا يدركها إلا المتخصص في علم النَّحو. ويلزم من عِلَّتِهِ أنْ يُفهَم أنَّ جملة (الذين اتقوا) عطف على جملة (الذين آمنوا)، وأنَّ قوله: (فوقهم) ظرف لـ (يسخرون) أو حالٌ لفاعلِ (يسخرون)، وهذا لا يُدْرَكُ إلا بتأمل.
ولو بدأ القارئ من قوله تعالى: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة)، فوقف هنا، لكان واضحاً أنَّ الفوقية للمتقين وأنَّ الظرف (فوقهم) لا يتعلق بهذا الفعل البعيد عنه، وهو (يسخرون).
.......................................
(1) انظر: البحر المحيط 2: 130، والدر المصون 2: 372.
(2) علل الوقوف 1: 168.
(3) انظر: الجدول في إعراب القرآن 2: 362، وإعراب القرآن الكريم، لمحيي الدين درويش 1: 312.
(4) المكتفى 83.
(5) الوقف والابتداء 1: 268، وعبارته:» حسن «، وهي تعني الكافي عند غيره.
(6) القطع والائتناف 183.
(7) إيضاح الوقف 1: 549.
(8) الهادي في معرفة المقاطع والمبادي 1: 110.
(9) المقصد، بحاشية منار الهدى 58.
(10) منار الهدى 58.
(1 1) علل الوقوف 1: 168.(/)
معنى مرجوح في تفسير قوله تعالى (و اتقوا الله و يعلمكم الله)!
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[01 Dec 2003, 11:51 م]ـ
كثيرًا ما سمعنا في مجالس العلم، و من أفواه الوعاظ و الخطباء أن معنى قول الله تعالى (و اتقوا الله و يعلمكم الله) هو: أن التقوى سبب لحصول العلم، و المعنى و اتقوا الله يحصل لكم بذلك العلم، من باب الشرط و جزائه كما يفهم من عبارة ابن كثير رحمه الله في تفسيره.
و قد كنت قديما منتبها - بفضل الله و توفيقه - إلى أن هذا المعنى المذكور مرجوح، و ضعيف لغة و دلالة، و قد كنت وقفت على كلام لحبر الأمة و ترجمانها في زمنه بل في أزمان كثيرة: شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث يقول: (وقد شاع في لسان العامة أن قوله) اتقوا الله ويعلمكم الله (من الباب الأول حيث يستدلون بذلك على أن التقوى سبب تعليم الله و أكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط فلم يقل و اتقوا الله ويعلمكم، ولا قال فيعلمكم وإنما أتى بواو العطف وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني وقد يقال العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم كما يقال: زرنى وأزورك، و سلم علينا ونسلم عليك، و نحو ذلك مما يقتضي اقتران الفعلين و التعاوض من الطرفين كما لو قال لسيده: اعتقنى ولك على ألف، أو قالت المرأة لزوجها طلقني ولك ألف أو إخلعني ولك ألف فإن ذلك بمنزلة قولها بألف أو على ألف، وكذلك أيضا لو قال أنت حر وعليك ألف، أو أنت طالق وعليك ألف، فإنه كقوله علي ألف أو بألف عند جمهور الفقهاء، و الفرق بينهما قول شاذ، ويقول أحد المتعاوضين للآخر: أعطيك هذا وآخذ هذا ونحو ذلك من العبارات فيقول الآخر نعم، و إن لم يكن أحدهما هو السبب للآخر دون العكس فقوله (واتقوا الله و يعلمكم الله) قد يكون من هذا الباب فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارب الآخر ويلازمه و يقتضه، فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك، و متى اتقاه زاده من العلم، و هلم جرا) (المجموع 18/ 177 - 178).
و قال تلميذه ابن القيِّم: (وأما قوله تعالى) واتقوا الله ويعلمكم الله (فليس من هذا البابِ بل هما جملتان مستقلتان طلبية وهي الأمر بالتقوى وخبرية وهي قوله تعالى) ويعلمكم الله (أي والله يعلمكم ما تتقون وليست جوابا للأمر بالتقوى ولو أريد بها الجزاء لأتى بها مجزومة مجردة عن الواو فكان يقول واتقوا الله يعلمكم أو إن تتقوه يعلمكم كما قال) إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا (فتدبره) (مفتاح دار السعادة 1/ 172).
و إلى هذا أيضا ذهب جماعة آخرون منهم: شيخُ النَّحويين أبو حيان في تفسيره – في كلام حسن، ينبغي الوقوف عليه لأهميته، و لولا بعد الكتاب عني لنقلته لك -، و كذلك إمام العربية و سيبويه عصره ابن هشام الحنبلي الأنصاري رحمه الله حيث قال في كتابه العظيم النفع (مغني اللبيب) و هو يعدد أقسام الواو: (من أقسام الواو: واوان يرتفع ما بعدهما، إحداهما واو الاستئناف نحو ... (واتقوا الله و يعلمكم الله) إذ لو كانت الواو للعطف .. للزم عطف الخبر على الأمر .. ) (المغني 4/ 376 - ط د: الخطيب).
و ممَّن قرأت لهم أخيرا ممَّن نحا إلى هذا الذي ذكرنا و خطَّأ الوجه المشهور عند العامة: العلامة ابن عثيمين – قدس الله روحه – في تفسيره (3/ 410) و فيه قوله (لأن تعليم الله لنا حاصل مع التقوى و عدمها، و إن كان العلم يزداد بتقوى الله لكن هذا يؤخذ من أدلة أخرى).
و قد أشار إلى المعنى الأخير شيخ الإسلام كما قد نقلنا لك ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2003, 06:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم إبراهيم (أبا تيمية) على هذا التوضيح الشافي، لا عَدِمْنَا فوائدَك، بارك الله فيك.
وتتميماً لما أشرت إليه وفقك الله، أنقل كلام أبي حيان الغرناطي رحمه الله في تفسيره حيث يقول عن إعراب جملة: (ويعلمكم الله): هذه جملة تذكر بنعم الله التي أشرفها التعليم للعلوم، وهمي جملة مستأنفة، لا موضع لها من الإعراب.
وقيل: هي في موضع نصب على الحال من الفاعل في (اتقوا)، تقديره: واتقوا الله مضموناً لكم التعليم والهداية.
وقال أبو البقاء: ويجوز أن يكون حالاً مقدرة. انتهى.
وهذا القول، أعني الحال ضعيف جداً، لأن المضارع الواقع حالاً لا يدخل عليه واو الحال إلا فيما شذ من نحو: قمت وأصك عينه، ولا ينبغي أن يحمل القرآن على الشذوذ). انتهى كلام أبي حيان. وأبو البقاء هو العكبري صاحب إملاء ما من به الرحمن في إعراب القرآن وكلامه السابق في كتابه 1/ 121.
فهنا كلام أبي حيان واضح في الحكم بشذوذ إعراب الجملة حالاً مقدرة، أي أنها ليست مرتبطة من حيث المعنى بقوله: (واتقوا).
لكن كلام أبي البقاء الذي نقله أبو حيان غير مكتمل حيث يقول: (تقديره: واتقوا الله مضموناً لكم التعليم أو الهداية، ويجوز أن تكون حالاً مقدرة).
وللسمين الحلبي رحمه الله رأيٌ موافق لأبي حيان وإن كان أخف في حدة عدم تصويب القول بحاليتها، حيث قال في الدر المصون 2/ 677: (قوله: (ويعلمكم الله) يجوز في هذه الجملة الاستئناف - وهو الظاهر.
ويجوز أن تكون حالاً من الفاعل في (اتقوا)). ثم نقل كلام أبي البقاء العكبري السابق. ثم علق بقوله:
قلتُ - أي السمين الحلبي: (وفي هذين الوجهين نظرٌ، لأن المضارع المثبت لا تباشره واو الحال، فإن ورد ما ظاهره ذلك يؤول، لكن لا ضرورة تدعو إليه ههنا). انتهى.
فتبين أن ما ذكرتم أخي الكريم هو القول الصواب، ولوضوحه ورجحانه لم يتعرض لإعراب هذه الجملة الإمام مكي بن أبي طالب في مشكل إعراب القرآن.
وفقكم الله ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[02 Dec 2003, 03:42 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
كما لم يشر ابن جرير رحمه الله إلى خلاف في تفسيرها، و عبارته في التفسير دالة على قوله بالقول الراجح، و أنه قول أهل التأويل.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Dec 2003, 01:42 م]ـ
بسم الله
اطلعت على هذا التفسير فرأيت فيه تنبيهاً على تفسير فيه نظر
وهو تفسير بلوغ الأشد.
قال تعالى عن يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ):
جاء في التفسير الذي اطلعت عليه [وهو تفسير لأحد الشيعة]
(وفي اللّغة أيضاً ورد هذا الشيء: أنّ بلوغ الأشدّ يتم إذا ذهبت آثار الصبّاوة بحيث تكون تصرفاته ليست تصرفات الصبي، وهو الوصول إلى سن 17 إلى 18 سنة ويستمر ذلك حتى يكمل العقل ويتم الرشد.
وفي القرآن الكريم توجد آيات من هذا القبيل: {وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الإسراء/34) أي حتى يقدر أن يتصرف هو. وفي قضية خضر وموسى عليهما السلام {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} (الكهف/82). أو في آية أخرى في قضية موسى عليه السلام {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (القصص/14) واستوى أي كامل {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص/14).
{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} (الأحقاف/15) على أساس هذه الآية ذكر بعض المفسرين أنّ الذي بلغ أشّده يعني الذي بلغ أربعين سنة، وطبّق هذه الآية على سورة يوسف فقال: ولما بلغ أشّده أي صار عمره أربعين سنة.
هذا التفسير باطل، والسبب:
أولاً: إن ظاهر الآية خلاف ذلك حيث أنَّه كان غلاماً ومن ثم انتقل إلى مرحلة البلوغ.
ثانيا: لو كان المقصود أن عمر يوسف صار أربعين سنة عندما بلغ، إذن لكانت امرأة العزيز حينئذٍٍ ربما في السبعينات فهي عجوز أيضاً {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا}.
ثالثا: بالرجوع للآية السابقة التي كُررت بها كلمة {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} نعرف أن الذي بلغ أشده غير الذي بلغ أربعين سنة، هذا بلغ أشده وعاش حتى صار عمره أربعين سنة، وليس كل من بلغ أشده بلغ أربعين سنة، بالإضافة إلى الشاهد التي ذكرناها بالنسبة إلى عزيز مصر وامرأة العزيز.
إذن بلغ أشده عندما وصل إلى حد البلوغ.
فما تعليق الإخوة الكرام؟؟
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[19 Oct 2009, 08:49 ص]ـ
قد ذكر هذا المعنى المرجوح هنا
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=89254&posted=1#post89254
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 Oct 2009, 10:01 ص]ـ
ثالثا: بالرجوع للآية السابقة التي كُررت بها كلمة {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} نعرف أن الذي بلغ أشده غير الذي بلغ أربعين سنة، هذا بلغ أشده وعاش حتى صار عمره أربعين سنة، وليس كل من بلغ أشده بلغ أربعين سنة، بالإضافة إلى الشاهد التي ذكرناها بالنسبة إلى عزيز مصر وامرأة العزيز.
إذن بلغ أشده عندما وصل إلى حد البلوغ.
[/ COLOR]
فما تعليق الإخوة الكرام؟؟
بلوغ الأشد قد يكون له مراحل أولها وقت البلوغ ونهايتها بلوغ الأربعين حيث تكتمل القوى البدنية والعقلية للرجل وأظن أن هذا هو سر عطف بلوغ الأربعين على بلوغ الأشد.
أما قول الله تعالى عن يوسف عليه السلام:
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف (22)
لا يلزم منه أنه كان في سن مبكرة إذا كان المقصود بالحكم ما تولاه من منصب العزيز ولا يمكن ربط المراودة بالبلوغ مباشرة دون دليل.
والله أعلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[20 Oct 2009, 12:43 ص]ـ
(الإمام الشافعي رحمه الله)
نور العلم يسطع بترك المعاصي
شكوت إلى وكيع سوء حفظي-------فأرشدني إلى ترك المعاصي
واخبرني بأن العلم نور-------ونور الله لا يهدى لعاصي
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[20 Oct 2009, 10:09 م]ـ
والأَشُدٌّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْكَةَ والمَعرِفةَ، قال الله تعالى: "حتَّى إذا بَلغَ أَشُدَّهُ" وقال الأَزهري: الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى على ثلاثة معانٍ يقرب اختلافُها: فأما قوله في قصة يوسفَ عليه السلام: "ولمَّا بَلغَ أَشُدَّهُ" فمعناه الإِدراكُ والبُلوُغُ، وحينئذٍ راودَته امرأَةُ العزيز عن نفسه. وكذلك قوله تعالى: "ولا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِمِ إِلاَّ بالتَّي هي أَحْسَنُ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ" بفتح فضم، ويضم أَوَّلهُ وهي قليلةٌ، حكاها السيرافيُّ. قال الزَّجَّاج. معناه احفَظُوا عليه مالَهُ حتّى يَبلُغ أَشُدَّه، فإذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إليه مالَه. قال وبُلوغُه أَشُدَّه أَن يؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أن يكون بالغاً. قال: وقال بعضهم "حَتَّى يَبْلُغ أَشُدَّهُ" حتى يبلغ ثماني عشرة سنةً، قال أبو إسحاق: لستُ أعرف ما وجه ذلك، لأنه إن أَدرَكَ قبل ثمانِ عشَرةَ سنةً وقد أُونِس منه الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْعَ مالهِ إليه وَجَبَ له ذلك. قال الأَزهريُّ: وهذا صحيح، وهو قول الشافِعِيّ وقولُ أَكثرِ أَهلي العلم. وفي الصحاح "حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّه" أي قوتهُ، وهو ما بين ثماني عشرةَ إلى ثَلاثين سنةً، وقال الزَّجّاج: هو من نحو سَبْعَ عشرةَ إلى الأَربعين، وقال مرَّةً: هو ما بين الثلاثين والأربعين، وهو مُذكَّر ومؤنث، وفي التهذيب: وأَما قوله تعالى، في قصة موسى عليه اسلام: "ولما بَلَغَ أَشُدَّهُ واسْتَوَى" فإِنه قَرَنَ بُلُوغَ الأَشُدِّ بالاستواءِ، وهو أَن يَجتمع أَمرُه وقُوَّتُه، ويكتَهِل وَيَنْتَهِيَ شَبَابُه، وأما قوله تعالى في سورة الأَحقاف. "حتى إِذا بلغَ أَشُدَّه وبلَغ أَربَعينَ سَنَةً" فهو أَقصَى نهاية بُلوغِ الأَشُدِّ، وعند تمامها بُعِث محمدٌ صلى الله عليه وسلم نَبيّاً. وقد اجتمعت حُنْكَتُه وتمَام عَقْلِه، وفبُلوغُ الأَشُدِّ محصورُ الأول، محصورُ النِّهَايَةِ، غيرُ محصَورِ ما بين ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Oct 2009, 10:50 م]ـ
شيخنا الفاضل فاضل الشهري
سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته
هل توافق الأزهري في ربط المراودة بالبلوغ مباشرة في قوله الذي نقلته:
"وقال الأَزهري: الأَشُدُّ في كتاب الله تعالى على ثلاثة معانٍ يقرب اختلافُها: فأما قوله في قصة يوسفَ عليه السلام: "ولمَّا بَلغَ أَشُدَّهُ" فمعناه الإِدراكُ والبُلوُغُ، وحينئذٍ راودَته امرأَةُ العزيز عن نفسه."؟
يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) سورة يوسف (22)
هذا إخبار عن اصطفاء يوسف عليه السّلام للنبوءة. ذكر هنا في ذكر مبدأ حلوله بمصر لمناسبة ذكر منّة الله عليه بتمكينه في الأرض وتعليمه تأويل الأحاديث.
والأشدُّ: القوة. وفسر ببلوغه ما بين خمس وثلاثين سنة إلى أربعين.
والحكم والحكمة مترادفان، وهو: علم حقائق الأشياء والعمل بالصالح واجتناب ضده. وأريد به هنا النبوءة كما في قوله تعالى في ذكر داود وسليمان عليهما السّلام {وكلاً آتينا حكماً وعلماً} [سورة الأنبياء: 79]. والمراد بالعلم علم زائد على النبوءة.
وتنكير علماً} للنوعية، أو للتعظيم. والمراد: علم تعبير الرؤيا، كما سيأتي في قوله تعالى عنه: {ذلكما ممّا علّمني ربي} [سورة يوسف: 37].
وقال فخر الدين: الحكم: الحكمةُ العملية لأنها حكمٌ على هدى النفس. والعلمُ: الحكمةُ النظرية.
والقول في وكذلك نجزي المحسنين} كالقول في نظيره، وتقدم عند قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً} في سورة البقرة (143).
وفي ذكر المحسنين} إيماء إلى أنّ إحسانه هو سبب جزائه بتلك النعمة.
وفي هذا الذي دبّره الله تعالى تصريح بآية من الآيات التي كانت في يوسف عليه السّلام وإخوته.
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
عطف قصة على قصة، فلا يلزم أن تكون هذه القصة حاصلة في الوجود بعد التي قبلها. وقد كان هذا الحادث قبل إيتائه النبوءة لأن إيتاء النبوءة غلب أن يكون في سن الأربعين. والأظهر أنه أوتي النبوءة والرسالة بعد دخول أهله إلى مصر وبعد وفاة أبيه."
أخانا الفاضل فاضل
مداخلتي إنما هي محاولة للفهم الأفضل وفقك الله
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[21 Oct 2009, 10:58 م]ـ
لا شك أن الأشد يطلق على المعاني التي ذكر الأخ.
فقد يطلق على البلوغ فقط ومنه قوله تعالى: (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ اشده)
قال الشنقيطي: (أضواء البيان - (1/ 545)
والتحقيق أن المراد بالأشد في هذه الآية البلوغ، بدليل قوله تعلى: {حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا} الآية.
والبلوغ يكون بعلامات كثيرة، كالإنبات، واحتلام الغلام، وحيض الجارية، وحملها، وأكثر أهل العلم على أن سن البلوغ خمسة عشرة سنة؛ ومن العلماء من قال: إذا بلغت قامته خمسة أشبار، فقد بلغ، ويروى هذا القول عن علي، وبه أخذ الفرزدق في قوله يرثي يزيد بن المهلب: [الكامل]
ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... فسما فأدرك خمسة الأشبار
يدني خوافق من خوافق تلتقي ... في ظل معتبط الغبار مثار
والأشد، قال بعض العلماء: هو واحد لا جمع له كالآنك، وهو الرصاص، وقيل: واحده شد كفلس وأفلس، قاله القرطبي وغيره، وعن سيبويه أنه جمع شدة، ومعناه حسن، لأن العرب تقول: بلغ الغلام شدته إلا إن جمع الفعلة فيه على أفعل غير معهود، .. )
ثم استطرد في ذكر الأقوال اللغوية في المسألة إلى أن قال: (أضواء البيان - (1/ 546)
وقال السدي: الأشد ثلاثون سنة، وقيل: أربعون سنة، وقيل: ستون سنة، ولا يخفى أن هذه الأقوال بعيدة عن المراد بالآية كما بينا، وإن جازت لغة، كما قال سحيم بن وثيل: [الوافر]
أخو خمسين مجتمع أشدى ... ونجذني مداورة الشؤون)
والله تعالى أعلم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[23 Oct 2009, 12:36 م]ـ
لنسلم بأن هذا المعنى في الآية الكريمة مرجوح فكيف يمكن أن نفهم آخر الآية
(( ... وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة: من الآية282)
هذه الآية الكريمة تتحدث عن كتابة الدين دون إضرار يلحق الكاتب أو الشاهد أو إضرار في الشهادة منهما ... على نحو ما ذكرته كتب التفسير في معنى (يضار)
فإن وقع الضرر فإنه فسوق بمن أوقعه، ثم أمرنا أن نتقي الله سبحانه وتعالى، وإذا تم المعنى هنا، كيف نفهم باقي الآية الكريمة؟؟؟ وهل الابتداء بـ (ويعلمكم الله) تام؟؟؟
ثم ما الرابط بين قوله تعالى ((وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) وما سبقه من كلمات الآية؟؟؟ أم أن الكلام فيه انقطاع وانفصال؟؟؟
وفي حديث الداني في كتابه المكتفى في الوقف والابتدا بيّن أن الوقف على (فسوق بكم) شبيه بالتام ومثله على (ويعلمكم الله) ومثله (عليم)(/)
هل كلام القاسمي في هذه المسألة دقيق وصحيح؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[02 Dec 2003, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم
قال القاسمي بعد تفسير قوله تعالى (إن الذين يحادون الله ورسوله)
تنبيه
فسر بعضهم (يحادون الله ورسوله) بمعنى يضعون أو يختارون حدودا غير حدودهما
قال محشيه: ففيه وعيد عظيم للملوك وأمراء السوء الذين وضعوا أمورا خلاف ما حده الشرع وسموها قانونا
وقال: وقد صنف العارف بالله الشيخ بهاء الدين رسالة في كفر من يقول يعمل بالقانون والشرع إذا قابل بينهما
وقد قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) وقد وصل الدين إلى مرتبة من الكمال لا تقبل التكميل. وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل اهـ.
ولا يخفى أن إطلاق الكفر لمجرد ذلك من غير تفصيل فيه نظر لأنه من تنطع الغالين من الفقهاء الذين زيف أقوالهم في التكفير كثير من العلماء النحارير
والحق في ذلك أن القانون الذي يهدم نصوص الشرع التي لا تحتمل التأويل ويبطلها وينسخها فإنه كفر وضلال ولا يقول به ولا يعول عليه إلا المارقون الجاحدون وأما غير المنصوص عليه أعني ما لم يكن قاطعا في بابه من آية محكمة أو خبر متواتر أو إجماع من الفروع النظرية فمخالفته إلى قانون عادل لا يعد ضلالا ولا كفرا لأنه ليس من مخالفة الشرع في شيء إذ الشرع ما شرعه الله ورسوله وأحكم الأمر فيه وبين بيانا رفع كل لبس لا ما تخالف فيه الفقهاء وكان مأخذه من الاجتهاد وإعمال الرأي فإن ذلك لا عصمة فيه من الخطأ مهما بلغ رائيه من المكانة إذ لا عصمة إلا في نص الله ورسوله.
والسؤال هو هل رأي القاسمي في هذه المسألة موافق للصواب؟ وهل قوله " وأما غير المنصوص عليه أعني ما لم يكن قاطعا في بابه من آية محكمة أو خبر متواتر أو إجماع من الفروع النظرية فمخالفته إلى قانون عادل لا يعد ضلالا ولا كفرا لأنه ليس من مخالفة الشرع في شيء إذ الشرع ما شرعه الله ورسوله وأحكم الأمر فيه وبين بيانا رفع كل لبس لا ما تخالف فيه الفقهاء " صواب بمعنى أن ما تخالف فيه الفقهاء ليس من الشرع؟؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Dec 2003, 02:12 ص]ـ
هل من مجيب(/)
من يملك قائمة بوفيات المفسرين
ـ[بحيرة البجع]ــــــــ[02 Dec 2003, 02:21 ص]ـ
الأخوة الأفاضل من يملك قائمة بوفيات المفسرين
فليزودني بها. جزاه الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Dec 2003, 02:25 م]ـ
الأخ الفاضل بحيرة البجع فهذه بعض الأسماء أغلبها للمفسرين جمعتها لما رأيت من حاجتي إليها (علماً بأنها لم تكتمل بعد) أرجو أن تنتفع بها:
1. أبو المظفر السمعاني (ت: 489 هـ).
2. أبو حيان (ت: 745 هـ).
3. أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي (ت: 880 هـ) صاحب اللباب.
4. الأزهري (ت:370هـ)
5. الآلوسي (ت: 1270هـ).
6. الأمين (ت: 1393هـ).
7. ابن أبي العز الحنفي (ت: 792 هـ).
8. ابن أبي العز الحنفي (ت:792هـ).
9. ابن الأثير (ت: 606 هـ). صاحب النهاية.
10. ابن الأعرابي (ت: 231 هـ)
11. ابن الجوزي (ت: 597 هـ).
12. ابن السكيت (ت: 244هـ)
13. ابن القيم (ت: 752 هـ).
14. ابن النجار (ت: 972هـ).
15. ابن جرير الطبري (ت: 310 هـ).
16. ابن جزي الكلبي (ت: 741هـ).
17. ابن حزم (ت: 456 هـ).
18. ابن دريد (ت: 321 هـ).
19. ابن عباس (ت: 68هـ).
20. ابن عرفة المالكي (ت: 803 هـ).
21. ابن عطية (ت: 481 هـ).
22. ابن فارس (ت: 395 هـ). صاحب معجم مقاييس اللغة.
23. بدر الدين الزركشي صاحب البرهان (ت: 794هـ).
24. البغوي (ت: 516هـ).
25. بن قتيبة (ت: 276 هـ) صاحب تفسير غريب القرآن.
26. البيضاوي (ت: 691هـ) قاله السبكي والأسنوي وقال ابن كثير توفي 685هـ.
27. الثعلبي المالكي (ت: 875هـ يتاكد) صاحب جواهر القرآن.
28. الجصاص (ت: 370 هـ).
29. جمال الدين القاسمي (ت: 1322هـ).
30. الخازن (ت: 725 هـ).
31. الخازن (ت: 725 هـ).
32. الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت: 175هـ).
33. الرازي (ت: 606هـ).
34. الزجاج أبو إسحاق إبراهيم بن السري (ت: 311هـ) صاحب معاني القرآن.
35. الزمخشري (ت: 538 هـ).
36. السرخسي (ت: 490 هـ).
37. السعدي (ت: 1367هـ).
38. السمرقندي (ت: 375 هـ) صاحب التفسير.
39. السمين الحلبي (ت: 756هـ).
40. السيوطي (ت: 911 هـ).
41. الشاطبي (ت: 790 هـ)
42. الشافعي (ت: 204هـ).
43. شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728 هـ).
44. الصاحب إسماعيل بن عباد (ت: 385 هـ).
45. الصّغاني (ت: 650هـ).صاحب العباب الزاخر.
46. الطوفي (ت: 716هـ).
47. عبد الله بن يحيى بن المبارك الزيدي (ت: 237هـ) صاحب غريب القرآن وتفسيره.
48. عطاء (ت: 114 هـ).
49. علاء الدين البخاري (ت: 730هـ).
50. الكافيجي (ت: 879 هـ).
51. لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي (ت: 210هـ) صاحب مجاز القرآن.
52. لابن دريد (ت: 321هـ).
53. لنشوان بن سعيد الحميري (ت: 573هـ) صاحب شمس العلوم.
54. محمد الطاهر بن عاشور (ت: 1393 هـ).
55. محمد بن عثيمين (ت: 1421 هـ).
56. المنتجب الهمداني (ت: 643 هـ).
57. النحاس (ت: 338هـ). صاحب معاني القرآن.
58. النسفي (ت: 710هـ).
59. النووي (ت: 676 هـ).
60. اللالكائي (ت: 418 هـ).
61. البربهاري (ت: 329 هـ)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2003, 07:54 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم فهد الوهبي، فأنت سباق لكل فضيلة وفقك الله.
منذ مدة طويلة عملت قائمة مرتبة بوفيات المفسرين أضعها أمامي في المكتبة، ولكنني فقدتها كملف مطبوع، فهممت بإعادة طباعتها يوم رأيت سؤال الأخ الكريم، وإذا بك قد أتحفتنا بالجواب فجزاك الله خيراً.
ـ[بحيرة البجع]ــــــــ[03 Dec 2003, 02:09 ص]ـ
الأخ فهد
جزاك الله كل خير , وبارك فيك
شكرا أخي الفاضل على ما قدمت، وفقك المولى لكل ما يحب ويرضى
أخوك أبو عائشة
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Dec 2003, 04:07 ص]ـ
* شيخنا الفاضل عبد الرحمن الشهري - حفظه الله ووفقه -
هل في وقتك متسع - وبدون كلفة - لتزويدنا بالقائمة المذكورة وبغيرها مما يفيد أي باحث في الرسائل العلمية , ولك منا جميل الثناء وصالح الدعاء.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Dec 2003, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الشيخ عبد الرحمن وزادك الله علماً وخلقاً ...
وأضم صوتي للأخ أبي بيان ونحن بانتظار المسرد الذي عملته ..
أخوك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2004, 02:02 ص]ـ
الوقت يمر ولم أستطع إكمال القائمة كما كنت أريد، فقلت: أضعها بين أيديكم أيها الإخوة الفضلاء، ونتعاون جميعاً في إكمالها في هذا الملتقى حتى تقارب الكمال فننتفع بها جميعاً.
وهي قائمة بها فيما أحسب 170 مفسراً مرتبة حسب تاريخ الوفاة، وقد كتبت بها اسم الشهرة للمفسر، ثم أتبعته باسمه الثلاثي ليتعرف عليه من يريد البحث في ترجمته في كتب التراجم، ثم تاريخ الولادة، ثم تاريخ الوفاة، ثم تركت خانة لعمره الذي عاشه لمن أراد. علماً أن بعض التواريخ اجتهادية لعدم تحديدها في كتب التراجم. ولم أقم بترقيم الأعلام لأنه سيتغير الترتيب عند الإضافة. ومن أجل ترتيب الأعلام حسب تاريخ الوفاة قمت بتظليل عمود تاريخ الوفاة ثم ذهبت لقائمة جدول، ثم فرز، ثم تصاعدي. ويجب القيام بهذه العملية بعد إضافة أي مفسر جديد ليتم وضعه في مكانه الصحيح.
وأرجو من الإخوة الفضلاء جميعاً ممن يجدون في وقتهم متسعاً، أن يتفضلوا بإكمالها والتعاون في ذلك لنخرج في النهاية بقائمة وافية.
القائمة في المرفقات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Jul 2004, 11:07 ص]ـ
الشيخ المفضال/ عبد الرحمن الشهري
شكر الله لك، وعفا عنك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jul 2004, 09:33 م]ـ
حياك الله أبا بيان وشكراً لك لدعائك.
هناك خطأ في تاريخ وفاة سعيد بن جبير رحمه الله. حيث كتبت 110 والصواب 95 هـ. ولم أذكر عبدالله بن مسعود وتاريخ وفاته 32هـ. وما بقي أكثر. لكن لعلها تصلح كنواة لما سيقوم به من يريد إتمام المعروف. وصدق المتنبي:
وما كل هاوٍ للجميل بفاعلٍ * وما كل فعالٍ له بمتممِ!
لكن ضيق الوقت حال بيني وبين الإتمام! وهو قد قال في البيت الآخر:
ولم أر في عيوب الناس عيباً * كنقص القادرين على التمام
فأراحني بهذا لأنني لست من القادرين، وهو عاب القادرين.
ـ[صالح الدرويش]ــــــــ[01 Aug 2004, 03:06 ص]ـ
فضيلة الشخ: عبدالرحمن الشهري وقنا الله وإياه من كل سوء ومكروه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
شكر الله لك هذا الجهد الطيب ولا حرمك الله الأجر وأسأله أن يضع عنك الوزر، ونتمى إن كان عندك ملفات أخرى فيها بعض الفوائد أو الأمور المتعلقة بهذا العلم الجليل غرار ما قمت به من تاريخ الوفيات أن تتحفنا بها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Aug 2004, 03:42 ص]ـ
الإخوة الكرام
من أفضل كتب تراجم المفسرين؛ إن لم يكن أفضلها كتاب (معجم المفسرين) للأستاذ عادل نويهض، وفيه فهرس كامل بوفيات المفسرين، فمن كان عنده الكتاب، ولديه متسع من الوقت أو كانت لديه القدرة على الاستفادة من أحد الناسخين لنسخ وفيات المفسرين من هذا الكتاب، فإنه سيكون مغنيًا للباحثين عن وفيات المفسرين.
ـ[عبد العزيز الخزيم]ــــــــ[02 Oct 2005, 07:02 ص]ـ
تفضلتم يا شيخنا أبا عبد الملك ببيان ميزة هذا الكتاب،فهلا زدتم الأمر لنا بيانا؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Oct 2005, 07:51 ص]ـ
أخي الكريم عبد العزيز حفظك الله
الترجمة العلمية فنٌّ معروف، ولها طريقة قل من يسلكها من الباحثين، وقد اعتمد عادل نويهض في كتابه معجم المفسرين على هذا، وسار على الطريقة الآتية:
1 ـ ذكر اللقب المشهور للمؤلف، وبجواره سنة ولادته ووفاته إن وجدتا.
2 ـ ذكر اسم المؤلف ونسبه.
3 ـ ذكر كنيته.
4 ـ ذكر لقبه أو البلد الذي ينتسب إليه.
5 ـ ذكر العلم الذي اشتهر به؛ كقولك: الفقيه المحدث المفسر ...
6 ـ الإشارة الموجزة إلى أهم ما في حياته، وذكر مذهبه، مع ذكر أبرز شيوخه وتلاميذه،.
7 ـ ذكر مؤلفاته
(فائدة: ويحسن هنا أن تذكر المؤلفات التي تختصُّ بتخصصك، فإن كنت تترجم لعلم له مشاركة في أكثر من فن، فالأولى أن تشير إلى الكتب التي كتبها في التفسير أو علوم القرآن، أما إغفالها فهو نقص في الترجمة).
8 ـ ذكر وفاته.
9 ـ ذكر مراجع ومصادر الترجمة لمن أراد أن يستزيد، وذلك في الحاشية.
هذا هو المهيع الغالب الذي سار عليه عادل نويهض في كتابه النفسير والمفسرون، وقد جاء في جزئين مع مستدرك ملحق بآخر الجزء الثاني.
والكتاب ليس فيه تطويل بما لا يحتاجه من يريد الترجمة للمؤلف، كما فعل بعضهم.
وما يضاف إلى مزايا الكتاب ما يأتي:
1 ـ أنه رتب العلماء حسب الترتيب الألفبائي، ويذكر عند كل حرف قائمة بأسماءالعلماء وألقابهم وكناهم التي اشتهروا بها، مع ذكر سنة وفاتهم، وعند ذكر الألقاب والكنى يذكر الاسم الكامل لترجع إليه في مكانه من حرفه الذي يبتدئ به، فعلى سبيل المثال يذكر في حرف الهمزة:
ابن أصبغ = قاسم بن أصبغ 340هـ
الأصبهاني = محمد بن علي 414هـ.
الخ في جميع الأحرف التي ذكرها.
2 ـ وضع فهرسًا لكتب التفسير، وذكر أمام كل كتاب مؤلفه.
3 ـ وضع فهرسًا بأسماء المفسرين الذين ترجم لهم، ولم يكتف بكون كتابه مرتبًا على الأباء، خصوصًا أنه قد استدرك بعض الأسماء، فحسُن وضع هذا الفهرس.
ـ[عبد العزيز الخزيم]ــــــــ[03 Oct 2005, 09:29 ص]ـ
بارك الله في علمكم، ما أفضل طبعات الكتاب؟
وماذا عن وفرته في المكتبات؟
وماذا عن المؤلف؟!
(وعذرا على الإثقال)
ـ[الميموني]ــــــــ[03 Oct 2005, 03:06 م]ـ
جهد مفيد و تشكرون عليه
و هذه تنبيهات كتبتها على عجل:
- ذكرتم من أصحاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أربعة يضاف إليهم عبد الله بن مسعود و قد نبهتم عليه، و يمكن أن يضاف غيره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
- ذكرتم زيد بن علي بن الحسين: ت: 120 هـ.
و تركتم ممن هو مثله بل و أعلى طبقة منه من جهة الوفاة و اللقي أو أولى ههنا ذكرا لتعلقه بالتفسير: كزيد بن أسلم و طاووس اليماني و يزاد أيضا الربيع بن أنس:
(139هـ) فله تفسير.
و ذكرتم أبان بن تغلب (141هـ). و لعمري إنّ في معاصريه لجماعة أحق منه بالذكر.
-ذكرتم سيبويه إمام النحاة و ليس له كتاب مستقل في معاني القرآن أو علومه مع كونه ذكر في الكتاب معاني آيات كثيرة و أعرابها و على هذا فيدخل جماعة كثيرون
لم تذكروهم ... فلا حاجة لذكره
يضاف للقائمة جماعة لهم تصانيف في التفسير من المشهورين:
و من طبقة سفيان بن عيينة الهلالي (ت: 198هـ) وكيع بن الجراح: (ت: 197هـ أو 198هـ) شيخ علي بن المديني وأحمد و ابن معين فله من الكتب التفسير مشهور. و سعيد بن منصور ...
في القرن الثالث و الرابع و الخامس و السادس و السابع و الثامن جماعات كثيرة لهم تصانيف في التفسير لم يذكروا و بعضهم له خصوصية بكونه ممن له شهرة في زمانه بعلم التفسير. منهم الحسين بن الفضل المروزي: (ت: 280هـ) ثم الطحاوي: (أبو جعفر أحمد بن محمد: (ت: 321) و آخرون …. ثم أبو بكر ابن مردويه ثم ابنُ كرامة الجشمي المعتزلي صاحب التهذيب شيخ الزمخشري مخطوط:" ت: (494هـ) ثم أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري: ت: (514هـ) و تاج القراء محمود الكرماني صاحب غرائب التفسير و عجائب التأويل مطبوع: (ت: 504هـ) إن لم أكن واهما في وفاته وله متشابه القرآن مطبوع.
والإيضاح في التفسير لأبي القاسم اسماعيل الأصفهاني الحنبلي (ت535هـ) حقق منه "من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة المائدة و من كتب الحنابلة في التفسير رموز الكنوز طبع من آل عمران (وفاته: على ما أذكر: 661هـ.)
وهو مخطوط لكنه و الذي قبله ممن يقل النقل عنهم جدا في التفاسير المتداولة.
و تفسير العلامة المحدث الفقيه صاحب تاريخ سمرقند نجم الدين عمر النسفي الحنفي: (ت: 537هـ) التيسير في التفسير محقق رسائل جامعية. اطلعت على مخطوطته و هو نفيس
و تفسير السجاوندي صاحب كتب الوقف و الاببتداء و اسم كتابه: عين التفاسير محقق أيضا رسائل علمية اطلعت على مخطوطته وهو نفيس. و غيرهم.
ثم إنّ في التفاسير المخطوطة أو المحققة كرسائل جمهرة طيبة لم تذكر كتفسير الحوفي و غيره.
وأما المفقودة المذكورة في تراجم العلماء فكثيرة جدا.
وكذلك المذكورة في بطون الكتب ككتاب الإمام المعافى الجريري (ت: 395هـ) وهو الحافظ المفسر الفقيه له: البيان في علوم القرآن.
- و أخيرا فقولكم في العنوان: (وأصحاب الدراسات القرآنية) لا حاجة إليه فلو حذف لأنه تعميم يدخل عليكم بسببه المصنفون المشهورون في الناسخ و المنسوخ و في علم الوقف و الابتداء و غيره و في هؤلاء كثرة إلا إن أردتم الالتزام بذلك ..
وفي رأي المتواضع ينبغي أن يكون العنوان:
(قائمة بوفيات المشهورين من المفسرين)
ثم ينبّه في أول القائمة أنه أُدخل معهم بعض المشهورين من المصنفين في علوم القرآن و إن لم يكن لهم تفاسير و أنه تم التركيز على من يكثر ترداد أسمائهم في كتب التفسير لا على كل من صنف في التفسير لكثرة المخطوط و المفقود في ذلك فإذا اتسعت القائمة و أريد أن تشمل عامة المفسرين فحينئذ فليحذف هذا التنبيه.
و أنبه هنا على أن فضيلة الشيخ: د/ عبد الرحمن الشهري صاحب القائمة –جزاه الله خيرا- قد نبّه هو على أن في القائمة إعوازا و نقصا طلبا التعاون في تتميمه.
ـ[مرهف]ــــــــ[04 Oct 2005, 02:16 م]ـ
ذكر في الوفيات أن ابن عادل توفي سنة 880 هـ وهذا التأريخ غير صحيح فقد ذكره الدكتور الشايع اعتماداً على أحد النسخ الخطية أنها نسخت في هذا العام وقال أنه حي في هذا التاريخ ولكن الراجح والله أعلم أنه توفي في القرن الثامن الهجري وغالباً في منتصفه أي حوالي 750 هـ وإذا تيسر الأمر سأبين ذلك في دراسة مختصرة وجزاكم الله خيراًوأرى أن نسخ كتاب نويهض وجعله في ملف وورد ونشره في الموقع مع استدراك عليه في ملف آخر أفضل والله أعلم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Jun 2008, 07:10 م]ـ
الوقت يمر ولم أستطع إكمال القائمة كما كنت أريد، فقلت: أضعها بين أيديكم أيها الإخوة الفضلاء، ونتعاون جميعاً في إكمالها في هذا الملتقى حتى تقارب الكمال فننتفع بها جميعاً.
وهي قائمة بها فيما أحسب 170 مفسراً مرتبة حسب تاريخ الوفاة، وقد كتبت بها اسم الشهرة للمفسر، ثم أتبعته باسمه الثلاثي ليتعرف عليه من يريد البحث في ترجمته في كتب التراجم، ثم تاريخ الولادة، ثم تاريخ الوفاة، ثم تركت خانة لعمره الذي عاشه لمن أراد. علماً أن بعض التواريخ اجتهادية لعدم تحديدها في كتب التراجم. ولم أقم بترقيم الأعلام لأنه سيتغير الترتيب عند الإضافة. ومن أجل ترتيب الأعلام حسب تاريخ الوفاة قمت بتظليل عمود تاريخ الوفاة ثم ذهبت لقائمة جدول، ثم فرز، ثم تصاعدي. ويجب القيام بهذه العملية بعد إضافة أي مفسر جديد ليتم وضعه في مكانه الصحيح.
وأرجو من الإخوة الفضلاء جميعاً ممن يجدون في وقتهم متسعاً، أن يتفضلوا بإكمالها والتعاون في ذلك لنخرج في النهاية بقائمة وافية.
قائمة بوفيات المفسرين ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=100&book=937)
جزاكم الله خيرا.
والرابط لا يعمل، وليتكم تضعون قائمة حديثة للمفسرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jun 2008, 07:43 م]ـ
أبشر بإذن الله سأعود للملف وأرفعه مرة أخرى، وقد لقيت أخي حمدان العنزي وهو يبحث بمرحلة الماجستير في الكلية عندنا وأراني تجربة جميلة للاستفادة من هذه القائمة في ترتيب أقوال المفسرين في مسائل بحثه وهي تجربة جديرة بالعرض ليته يتكرم بعرضها في الملتقى وفقه الله وهو أحد منسوبي الملتقى.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Jun 2008, 03:49 م]ـ
أبشر بإذن الله سأعود للملف وأرفعه مرة أخرى، وقد لقيت أخي حمدان العنزي وهو يبحث بمرحلة الماجستير في الكلية عندنا وأراني تجربة جميلة للاستفادة من هذه القائمة في ترتيب أقوال المفسرين في مسائل بحثه وهي تجربة جديرة بالعرض ليته يتكرم بعرضها في الملتقى وفقه الله وهو أحد منسوبي الملتقى.
بشرك الله بالجنة، وأنا بالانتظار:)
ولعل الأخ العنزي لم يطلع على الموضوع، ويحتاج لمن يعلمه بذلك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Jun 2008, 02:43 م]ـ
كلنا شوق لإنجاز وعدك يا أبا عبد الله وفقك الله ورعاك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Jul 2008, 11:30 ص]ـ
هذه النسخة القديمة أضعها ريثما أجد الجديدة بين ملفاتي.
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[18 Jul 2008, 01:32 ص]ـ
شيخنا هل ذكرت صاحب نزهة القلوب أبا بكر السجستاني
المتوفى عام 330
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Aug 2008, 06:42 م]ـ
هذه النسخة القديمة أضعها ريثما أجد الجديدة بين ملفاتي.
أحسن الله إليك.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[12 Aug 2008, 06:48 ص]ـ
ابشركم بانني سأضع بين أيديكم قائمة فيها ما يزيد على التسعماية مفسر، فقد عملت على إعدادها منذ مدة تزيد على السنتين اسميتها قائمة التفاسيرعبر خمسة عشر قرنا
وتحوي قدر المستطاع على ما يأتي عن كل تفسير
لرقم ... اسم التفسير ... اسم الشهرة للمفسر ... اسم المفسر كاملا ... سنه الوفاة ... الصفه الغالبه على التفسير ... وصف التفسير ... مطبوع أم لا ... تصانيف أخرى للمفسر ... خلاصه منهج المفسر ... ماكتب حول التفسير ... نموذج من التفسير
لكن لم يتوافر كل ما أردت وما زلت في مرحلة الجمع، إلا أنني ورغبة في إفادة إخواني منها في هذا الملتقى سأقوم بوضعها بين أيديكم،
وكلي أمل أن يلتمس الإخوة لي العذر فيما يقع سهوا من نسبة لتفاسير أو أسمائها أو أسماء مفسريها أو ربما في سنوات الوفاة، فالعدد كبير والمراحل التي تمر بها المعلومة عرضة للتغيير ما بين الطباعة والمراجعة فليس لدي الوقت الذي يسمح لي بمراجعتها كاملة
سأضعها بين أيديكم قريبا
لكن حتى ذلك الحين أضع بين أيديكم قائمة أولية كنت أعددتها تمهيدا
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[12 Aug 2008, 09:26 ص]ـ
هذه هي القائمة الأولية
ارفقها على صيغة ملف وورد
وعلى صيغة الشاملة لمن رغب
ولا تبخلوا علينا بملحوظاتكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Aug 2008, 02:34 م]ـ
أحسن الله إليكم يا ابا البراء على هذه الجهود الموفقة والنافعة. وأنا أنتظر قائمتك منذ أخبرتني بها قديماً جزاك الله خيراً وسأتوقف عن البحث إذن عن القائمة التي ذكرت.
في انتظار مراجعة الزملاء للقائمة وإعادة رفعها. وننتظر قائمتك الموسعة إن شاء الله وفقك الله وأعانك على إنجازها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Aug 2008, 03:09 م]ـ
أحسن الله إليكم با د. عبد الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:29 م]ـ
وهذه قائمة أشمل قليلاً من القائمة التي وضعتها أولاً فيما يبدو لي.
ـ[الياسمين]ــــــــ[09 Feb 2009, 01:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا -ياليت ترتب اسماء المفسرين حسب تاريخ الوفاة وممن طبعت كتبهم وذلك للتسهيل على الباحثين.
ـ[الونشريسي]ــــــــ[10 Feb 2009, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا لقد استفدت من القائمة وكنت في حاجة إليها وسأحاول الإضافة عليها إن استطعت(/)
هل الوقف على رءوس الآي عام في كل الآيات؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Dec 2003, 05:30 م]ـ
السلام عليكم وش رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد مشايخي الكرام
فقد كنت في يوم الأحد الماضي أقرأ على شيخي من سورة (الصافات) فتلوت:
} و إنكم لتمرون عليهم مصبحين * و بالليل أفلا تعقلون {
فوقفت على رأس الآية، فقال لي: لا (و إنكم لتمرون عليهم مصبحين و بالليل .. أفلا تعقلون) أي دون الوقف على رأس الآية، و كان الوقوف مني لما أعلمه أنه ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنن أبي داوود و الحاكم و صححه ووافقه عليه الذهبي، من أنه كان يقرأ الفاتحة و يقطعها آية آية،،، و ليقل قائل بأن ذلك في غير الآيات التي يتوقف تمام معناها على بعض، و كان من الممكن أن يقال ذلك لولا ما قرأته لأبي عمرو الداني في (المكتفى) ـ أنه قال ما معناه / إنه كان جماعة من السلف يقفون على رءوس الآي و إن تعلق بعضها على بعض،،،،،،
و لكن هذا خلاف ما يفعله كثير من القراء ـ و منهم شيخي ـ الذي يشدد في هذا كثيرا و ألزمني بأن أوصل الآيات التي تتوقف على بعضها البعض ... فقال لي / ماذا لو أن رجل قرأ (فويل للمصلين) و سكت؟ هذا هو الكفر ـ أو ما معناه ـ ... فقلت له / يا شيخنا أنا لن أوصل إلا من أجلكم فقط، وإن كنت أعتقده خلاف الصواب ....
و مثل شيخي كثير ـ بل أغلب المتقنين في بلدنا على ذلك ...
فالمطلوب /
تحقيق المسألة مع العزو للأئمة و للمراجع الأصلية، و إن كان لهذا الذي يقولون به أصل أو سلف، حتى يسوغ لهم محالفة العموم الوارد في السنة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[03 Dec 2003, 08:45 م]ـ
تفضل أخي الكريم هذا بحث طيب جدا للأخ ابومحمد عبدالله بن علي الميموني المطيري في هذا الموضوع
http://www.gulfonline.net/upload/abu_khtab.zip
وإن شاء الله ينفعك
أخوك: العوضي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 Dec 2003, 03:47 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي العوضي
و أسأل الله تعالى أن يزيد من فضله علما و تقوى وورعا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 Dec 2003, 07:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخي أبا خطاب،، جزاك الله تعالى خير الجزاء على هذا الكتاب القيم، و قد قرأت الكتاب، و ألفيته ممتعا و قيما ووافيا بالغرض، و أنصح الإخوة بقراءته، فهو جيد و مفيد للغاية،،،،
و لكن لي عليه بعض الاستفسارات، سواء تفضلتم بالإجابة عنها أو تفضل أحد مشايخنا بالإجابة عنها … ..
* يقول ((الوقف، والسكت، والقطع، عبارات يختلف مقصود القراء بها، والصحيح عند المتأخرين التفريق بينها.))
السؤال: هل عدم التفريق بينهم عند المتقدمين يتوقف على الناحية الاصطلاحية أم على الناحية العملية؟ لأننا لو قلنا بعد التفريق العملي عند المتقدمين، نكون نحن الآن (القراء و طلبة القرآن) نفعل شيئا لا سلف لنا فيه، و هو الوقوف دون تنفس على بعض المواضع، و الوقوف بالتنفس على البعض الآخر ....
ــــــــــــــــــــــــــــ
يقول ((تنبيه: السكت على رؤوس الآي بقصد البيان مذهب لبعض القراء))
لا أفهم كيف يكون السكت على رءوس الآي بقصد البيان
ــــــــــــــــــــــــــــ
لا أفهم قوله ((وليس معنى ذلك أن القول الآخر في رأس الآية ليس بثابت، لكنَّ هذا نادر وعامة التالين لا يدرون بالمختلف فيه من رؤوس الآي.))
ــــــــــــــــــــــــــــ
و في النهاية أقول / الرسالة على قدر لا بأس به من التحقيق و البيان و ذكر النقول عن لسلف،، و أنصح الإخوة الكرام بقراءتها، لأن مسألة الوقف على رءوس الآي تسبب كثير من المهاترات و النقاشات عندنا في مصر ـ بين بعض القراء و بعض الإخوة السلفيين الذين قد ينكرون هذا الوصل الذي يفعله القارئ،،،،،
جزاك الله تعالى خيرا أخي أبا خطاب و بارك فيك
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[04 Dec 2003, 08:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سؤال فطري وبسيط!!
اليست الآيات برسمها ومكوناتها توقيفية من الله سبحانه؟ اذن اليست كلمات الآية ووقفها توقيفية؟ اذن ....
فلنا ان نتوقف حيث وقفت الآية من الله، ولنا ان لا نفعل! وذلك كما اعلم فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لاحد الاعتراض على الوجهين!
لكن السؤال هو حول تلك الآيات التي يكتمل معناها بالآية التي تليها، ترى ما الحكمة في ذلك؟(/)
(الصادقة) المنسوبة لا بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Dec 2003, 05:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
هل تصح نسبة ((الصادقة)) المدونة في التفسير، إلى عبد الله بن عمرو بن العاص؟
و هل موجودة الآن، و هل هي مطبوعة؟ و ما معنى هذا الكلام للشيخ صالح آل الشيخ في كتيبه ((المنهجية في طلب العلم أو كيفية الاستفادة من كتب أهل العلم)) يقول: ثم تلاها تدوين التفسير عن ابن كما هو معلوم في الصحيفة الصادقة التي رواها علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما، والتي قال فيها الإمام أحمد رحمه الله إنّ بمصر صحيفة في التفسير، يرويها علي بن أبي طلحة، لو رحَلَ رجل لها ما كان كثيرًا، وهذه الصحيفة صادقة صحيحة عن ابن عباس وإنْ لم يلق عليُّ بنُ أبي طلحةَ ابنَ عباس، كما هو معلوم، فهي مروية بالوجادة عن مجاهد عن ابن عباس، كما حرّره الحافظ ابن حجر أول التفسير من كتاب فتح الباري
انتهى كلامه ـ حفظه الله تعالى ـ
فهل الصادقة هي صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس؟ أم أنها لابن عمر كما ذكر الدكتور الرومي؟
**********************************
أين النسخة التي رواها أبو العالية الرياحي ـ من مدرسة المدينة ـ عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ و هل هي مطبوعة؟
**********************************
هل قام أحد من المشتغلين بالتفسير بجمع التفاسير عن الصحابة الذين لم يصل معهم التفسير إلى حد الشهرة كأنس و ابن عمر و أبي هريرة و جابر و عبد الله بن عمرو؟
**********************************
ذكر الدكتور فهد الرومي في كتابه (أصول التفسير و مناهجه) أن التفسير في عهد التابعين كان قد أخذ طابع التفسير كاملا، بخلاف حاله في عهد النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و الصحابة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ، و لكنه ذكر بعد ذلك مرحلة التدوين، على أساس أن عصر التابعين لم يحظ بالتدوين مطلقا،،، فمن أين أنهم فسروا القرآن كله؟ هل نقل ذلك؟ و سؤالي دافعه أنهم كانوا محتفظين بعربيتهم، ففي جانبهم من العامل ما كان في جانب الصحابة، من عدم وجود الداعي لذلك،،،،،،،
*********************************
هل يصح أن أول من ألف في التفسير هو عبد الملك بن جريج .. 80 ــ ت140؟
*********************************
هل من تعريف بالدكتور / فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي
و هل يمكن دعوته لهذا الملتقى،،،،،
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 Dec 2003, 10:21 ص]ـ
http://www.islamicnoor.com/amr_bin_shuaib.asp
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 Dec 2003, 05:06 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخ محمد الأمين على هذا الرابط القيم
و أسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا و علما ـ آمين ـ
ـ[المنذر]ــــــــ[04 Dec 2003, 01:46 م]ـ
الأخ الفاضل .. محمد يوسف ..
ما ذكره الدكتور فهد الرومي ـ حفظه الله ـ في كتابه (أصول التفسير ومناهجه) عن الصحيفة الصادقة كان في معرض حديثه عن بداية التدوين في ذلك العصر ـ أي عصر الصحابة ـ وهي صحيفة تتضمن أحاديث منوعة، ولم أجد في كلامه ما يدل على أنها في التفسير خاصة،
كما أن هذه الصحيفة موجودة ـ كما أشار فضيلته ـ في مسند الإمام أحمد: من ص: 235 ج9 والجزئين (10) و (11) بكاملهما و ج (12) إلى ص: 93.
وللفائدة: قد طبعت في مصر مستقلة في كتاب باسم (الصحيفة الصادقة).
كما أنه ليس شرطا وجود التدوين حتى يفسر القرآن كاملا، فإن في عصر التابعين كان تفسيرهم للقرآن تفسيرا كاملا وكان عن طريق الرواية والتلقي ومع ذلك فقد أتموا تفسير القرآن كله.
وفقني الله وإياك ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 Dec 2003, 03:43 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي المنذر
و أسأل الله تبارك و تعالى أن يبارك فيك(/)
أوجهُ تفسير: (العذابِ الأدنَى) في قوله تعالى: (و لنذِيقَنَّهم من العذاب الأدنى ... ).
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[03 Dec 2003, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أوجهُ تفسيرِ: (العذابِ الأدنَى) المذكُورِ في قوله تعالى: (و لنذِيقَنَّهم من العذاب الأدنى دون العذابِ الأكبرِ لعلَّهم يرجِعُونَ).
الحمدُ لله الذي قدَّر فهدى، و صلَّى الله و سلَّم على خير مَنْ وطئ الحصى، و على آله وصحبه أولي الفضائل و النُّهى، أمَّا بعدُ:
فعند النظر و البحث في كتب التفاسير عن معنى قوله تعالى: (و لنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) نجد أنَّ (العذاب الأدنى) تنوَّع تفسيره، حتى قيل: بأنه عذاب القبر!، و هو أحدُ أوجُهِ التفسيرِ المأثورةِ عن السَّلَف.
فهل هو معنًى محتمَلٌ صَحِيحٌ؟
و قبل الانتهاءِ إلى الإجَابَة على السُّؤال = أُبيِّنُ الأوجهَ المأثورةَ في تفسير العذابِ الأدنى ثمَّ نعرِّجُ على السؤال، فأقول – و بالله التوفيق:
الوجه الأول: أنه المصيبات التي تصيبهم من مصائب الدنيا وأسقامها مما يبتلي الله بها العباد حتى يتوبوا، و هذا و نحوه المأثور عن ابن عباس 1و أبي بن كعب 2 و أبي العالية 3 والحسن 4و إبراهيم النخعي5 والضحاك 6و عن غيرهم.
و الثاني: أنه الحدود، روي هذا عن ابن عباسٍ 7.
و الثالث: أنه القتل، و قيده بعضهم فقال: بالسيف، و عينه بعضهم فقال: كان ذلك يوم بدر.
وهذا المأثور عن ابن مسعود 8و أبي بن كعب9 و الحسن بن علي10 و عبد الله بن الحارث بن نوفل 11 و ا لسدي 12 و غيرهم.
و الرابع: القتل و الجوع لقريش في الدنيا، أو سنون أصابتهم أو عذاب الدنيا.
و قد جاء هذا المعنى عن: ابن مسعود 13 و مجاهد 14 و إبراهيم15 و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم 16، و المعاني الثلاث متداخلة، و بعضها أخص من بعض، و هي أفرادٌ لمعنى عامٍ.
و الخامس: أنه عذاب القبر.
و روي هذا عن: البراء بن عازب 17أو أبي عبيدة و عن مجاهد 18، لكنه لا يثبت عنهما.
و قد ساقه بعضهم وجها من أوجه التفسير،بل وجَّهه بعضهم، كما ضعَّفه آخرون:
1 – قال القشيري: (وقيل عذاب القبر وفيه نظر لقوله: (لعلهم يرجعون)) (تفسير القرطبي 14/ 107).
2 – و قال الطوفي: (زعم بعضهم أن العذاب الأدنى: عذاب القبر، و العذاب الأكبر: عذاب النار، و هو ضعيف بل باطل، لأنه علل إذاقتهم العذاب الأدنى برجوعهم عن كفرهم بقوله: (لعلهم يرجعون) و في القبر استحال رجوعهم إلى الدنيا، و إنما العذاب الأدنى يشبه أن يكون السنين التي أصابتهم على عهد النبوة المذكورة في سورة الدخان) (الإشارات الإلهية 3/ 125).
3 – و قال ابنُ القيِّم و هو يسوق الآيات المثبتة لعذاب القبر: ومنها قوله تعالى: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)، وقد احتج بهذه الآية جماعة منهم عبد الله بن عباس 19 على عذاب القبر؛ وفي الاحتجاج بها شيء؛ لأن هذا عذاب في الدنيا يستدعي به رجوعهم عن الكفر ولم يكن هذا ما يخفى على حبر الأمة و ترجمان القرآن، لكن من فقهه في القرآن ودِقَّة فهمه فيه = فَهِمَ منها عذابَ القبر، فإنَّه سبحانه أخبر أن له فيهم عذابين: أدنى وأكبر، فأخبر أنه يذيقهم بعض الأدنى ليرجعوا، فدل على أنه بقي لهم من الأدنى بقية يعذبون بها بعد عذاب الدنيا، ولهذا قال: (من العذاب الأدنى) ولم يقل: و لنذيقنهم العذاب الأدنى، فتأمَّله.
و هذا نظير قول النبي صلى الله عليه وسلم " فيفتح له طاقة إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها" و لم يقل: فيأتيه حرّها وسمومها، فإن الذي وصل إليه بعض ذلك وبقي له أكثره، والذي ذاقَه أعداءُ الله في الدنيا بعضَ العذاب وبقى لهم ما هو أعظم منه) (الروح ص 208 - 209).
و هذا توجيه حسنٌ، و يفهم منه أن العذاب الأدنى أوَّلُه في الدُّنيا و آخرُه و منتهاه عذابُ القبر، و الذي يذوقونه في الحياة الدنيا قبلَ الموت هو ذلك المبعَّضُ في الآية: (من العذاب)، و لذا فلا اختلاف بين أولها وآخرها و هو قوله: (لعلهم يرجعون)، لأنه عذاب قبل الموت.
لكن يبقى إشكال؛ و هو أن العذاب البرزخي من غير جنس العذاب الدنيوي، و يختلف عنه، و الظاهر من قوله: (من العذاب الأدنى) أن العذاب جنسه واحد، لأنه بعضٌ منه، فكيف يستقيمُ هذا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
على أن بعضهم تأول قوله تعالى: (لعلهم يرجعون) على غير المعنى المعروف منها، فقال: (أي لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه كقوله: (فارجعنا نعمل صالحاً) وسميت إرادة الرجوع رجوعا كما سميت إرادة القيام قياما في قوله تعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة) ويدل عليه قراءة من قرأ يرجعون على البناء للمفعول ذكره الزمخشري) (تفسير القرطبي 14/ 108).
و هذا تأويل بعيد، و الآيات الدالة على المعنى المعروفِ كثيرةٌ جدًّا، كقوله تعالى: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون)، و قال تعالى: (لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)، و قال تعالى: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون).
خاتمة:
الذي يظهر للمتأمل أن المعاني المذكورة – عدا المعنى الأخير - لا تضادَّ بينها، و إنما هي أفراد للعذاب الدنيوي، الذي أُطلِقَ، و لم يُبيَّن، و هذا اختيار ابن جرير إمامِ المفسرين حيث قال عن كل تلك الأقوال عدا القول القائل بأنه عذاب القبر: ( .. فكل ذلك من العذاب الأدنى، و لم يخصص الله تعالى ذكره إذْ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوعٍ من ذلك دون نوعٍ، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا بالقتل والجوع والشدائد والمصائب في الأموال فأوفى لهم بما وعدهم).
و أشار إلى عمومه شيخ الإسلام رحمه الله بقوله: (وكذلك قوله: (ولنذيقهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) يدخُلُ في العذاب الأدنَى ما يكون بأيدي العباد - كما قد فُسِّر بوقعة بدر بعض ما وعد الله به المشركين من العذاب). (المجموع 15/ 45).
و كتب أبو تيمية الميلي حامدًا و مصليًا و مسلِّمًا
ليلة الأربعاء التاسع من شوال سنة 1424من الهجرة النبوية
*الهوامش:
1 أخرجه ابن جرير (21/ 108) و غيره بسند حسن.
2 أخرجه مسلم (2799) و غيره ولفظه (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى قال مصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان- شعبة الشاك في البطشة أو الدخان -) و استدركه الحاكم عليهما فأخطأ.
3 أخرجه ابن جرير (21/ 109) و البيهقي في الشعب (9822) بسند جيِّدٍ عن أبي العالية.
4 أخرجه ابن جرير بسند صحيح و عبد الرزاق في تفسيره (2307) بسند منقطع.
5 أخرجه الثوري في تفسيره (ص 240 – رواية أبي حذيفة النهدي) و ابن أبي شيبة (35396) و ابن جرير و أبو نعيم في الحلية (4/ 231) بسند صحيح.
6 أخرجه ابن جرير و غيره بسند يصلح مثله في باب التفسير.
7 أخرجه ابن جرير من طريق شبيب عن عكرمة عن ابن عباس، و شبيب هو ابن بشر البجلي، وثقه ابن معين في رواية الدوري. و قال أبو حاتم: لين الحديث حديثه حديث الشيوخ. و قال ابن حبان في الثقات: يخطئ كثيرا، فمثله في الأصل يصلح لمثل هذا، لكن أخشى أن يكون وهم في النقل عن ابن عباس فالرواية الأولى المتقدمة عندي أولى، لا سيما و لها إسناد آخر تعتضد به.
8 أخرجه الثوري في تفسيره (ص 240 – رواية أبي حذيفة النهدي) و ابن جرير و الطبراني في " الكبير " (9038) و الحاكم (4/ 253) و غيرهم من طرق عن الثوري عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال في الآية: يوم بدر (دون العذاب الأكبر) يوم القيامة (لعلهم يرجعون): لعل من بقي منهم أن يتوب فيرجع.و هذا سند جيِّد، و قد رواه محمد بن كثير عن الثوري فقال: عن الأعمش بدل السدي فأخطأ، أخرج روايته الحاكم 2/ 414.
9 أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن قتادة قال: كان مجاهد يحدِّث عن أبي بن كعب قال في العذاب الأدنى هو يوم بدر.قلت: فيه انقطاع في موضعين، الأول: أن قتادة لم يسمع من مجاهد، غير أن هذا الانقطاع لا يضر، و ذلك لأن الواسطة معروفة، و هي ثقة، قال أحمد (لم يسمع من مجاهد بينهما أبو الخليل) (المراسيل 627 للرازي) و أبو الخليل هو صالح البصري ثقة.
و الموضع الثاني: ما بين مجاهد و أبي بن كعب، فإنه لم يدركه، لكن مرسلات مجاهد تصلح في مثل هذا، ففيها قوة على غيرها كمراسيل عطاء و نحوه، و لا أراه مخالفًا كثيرا لما ثبت أعلاه عن أبي، فما أصاب الكفار يوم بدر من مصائب الدنيا، فلا اختلاف، إلا أن التعيين هنا و الإطلاق هناك فيها بعضُ اختلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
و قد رواه معمر عن قتادة فأرسله عن أبي دون ذكر لمجاهد. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2306)
10 أخرجه ابن جرير بسند فيه انقطاع.
11 أخرجه ابن جرير و فيه ضعف و انقطاع.
12 انظر تفسير ابن كثير (3/ 463).
13 أخرجه النسائي في الكبرى (11395) و انظر التعليق رقم 16.
14 أخرجه ابن جرير بسند صحيح عنه و لفظه (القتل و الجوع لقريش في الدنيا).
15 أخرجه ابن جرير بسند صحيح عنه و لفظه (سنون أصابتهم).
16 أخرجه ابن جرير بسند صحيح عنه و لفظه (العذاب الأدنى: عذاب الدنيا).
17 فقد أخرج هناد في " الزهد " (345) فقال: حدثنا شريك، عن أبي إسحاق عن البراء أو عن أبي عبيدة في قوله (و لنذيقنهم من العذاب الأدنى) قال: عذاب القبر. و أخرجه من طريقه: الآجري في الشريعة (363) و أبو نعيم في الحلية (4/ 206).
و قد اخطأ فيه شريك سندا و متنا، و شريك ثقة لا سيما في أبي إسحاق لكنه لما ولي القضاء اختلط فمن حدث عنه قديما أو من كتابه فهو ذاك، و الصواب ما رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص و أبي عبيدة عن ابن مسعود فقال: سنون أصابتهم.أخرجه النسائي في الكبرى (11395).
18 أخرجه ابن جرير من طريق إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد، قلت: و هذا سند إلى مجاهد: لا تقوم به الحجة، فأبو يحيى القتات كثير المناكير عن مجاهد، و قد أنكر الأئمة مروياته عن مجاهد من رواية إسرائيل عنه، و البلية منه لا من إسرائيل فإسرائيل إمام ثقة، و قد روى عن غير أبي يحى فلم ير له مثل هذا، لكن ذكر أحمد أن رواية الثوري عن أبي يحى مقاربة، و عليه فالأظهر أن أبا يحيى لما حدَّث الثوري كان متماسكًا، و لما حدَّث بها إسرائيل كان قد اختلط جدًّا فكثرت جدا منه المناكير، و هذا الأثر أظنه من تخليطه فهؤلاء أثبت الناس في مجاهد كما قد سبق – ذكروا عنه خلاف ما ذكر، بل ومن كتابه التفسير الذي رواه القاسم بن أبي بزة عنه، و أخذه ابن أبي نجيح و غيره.
19 لم أقف عليه مسندا إلى ابن عباس، فلا أدري أهو كذلك أم هو وهم من ابن القيِّم؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2003, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا التفصيل والتدقيق في العلم فهو الذي ينتفع به، وأستميحكم عذراً في تغييري لنوع الخط، وإجراء بعض التعديلات في التنسيق، وفقكم الله.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[06 Dec 2003, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
و بخصو ص الخط الذي استعملته، فأراه مريحا للعين حالل القراءة و الله أعلم.
ـ[عبدالعزيز الدخيل]ــــــــ[06 Dec 2003, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا الفاضل: أبو تيمية ... ... وفقني الله وإياك لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذه مشاركة ومدارسة في تفسير هذه الآية الكريمة , كنت قد لخصت فيها بعض كلام أهل العلم مما تيسر لي الوقوف عليه. فإن يكن صواباً فالحمد لله , وإن يكن خطأً فهذا مبلغي من العلم وأرجو من جميع الأخوان التصحيح والإفادة.
وهذا أوان الشروع بإذن الله تعالى:
هذه الآية الكريمة تصلح مثالاً لأوجه العناية بالسياق القرآني والاستدلال به على صحة التفسير.
فبعض المفسرين يرجح القول الأول: المصائب والجوع , لدلالة قوله تعالى: (لعلهم يرجعون).
وهذا مصير من هؤلاء المفسرين ـ رحمهم الله ـ إلى كون ضمير (لعلهم) و (و لنذيقنهم) واحد ,
والمعنى: أن ذوقهم العذاب سبباً في رجوعهم عن الكفر , وهذا لا يتأتى إلا في المصائب والجوع ,
دون القتل فهذا لا رجوع بعده.
وقد يقال في الآية باختلاف الضميرين , وأن الراجع غير الذي يذوق العذاب , بل الذي يبقى بعده , وعليه يحمل قول من قال: القتل ونحوه. نبه على ذلك ابن عطية رحمه الله (13/ 39)
بقي الإشارة إلى توجيه أبي جعفر النحاس رحمه الله في معاني القرآن (5/ 309)
فقد ذكر جميع أقوال السلف في تفسير هذه الآية ـ بما فيها قول: عذاب القبر ـ ثم قال: " وهذه الأقوال ليست بمتناقضة , وهي ترجع إلى أن معنى (الأدنى): ما كان قبل يوم القيامة ".
أخوك: عبد العزيز الدخيل
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[07 Dec 2003, 04:23 م]ـ
أحسنتم أخي الفاضل عبد العزيز ..
و ما ذكرتموه من حيث التعليل صحيح، و الأقوال التي ذكرتها تتعلق بمعنى الرجوع، و بالضمير المتصل في قوله لعلهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لهذا قال ابن مسعود في الآية - كما نقلت آنفا -: (يوم بدر (دون العذاب الأكبر) يوم القيامة (لعلهم يرجعون): لعل من بقي منهم أن يتوب فيرجع).
و ذلك رفعا للتعارض بين معنى يرجعون و تأويل العذاب الأدنى بالقتل يوم بدر.
و هكذا قال أهل التاويل.
و بخصوص من فسره بعذاب القبر فهو منبني على أمرين:
الأول: أنه مأثور عن بعض السلف،و الثاني: كون الآية تحتمله.
فأما الأول: فلم يثبت كما قد بينت.
و أما الثاني: فهو محل تجاذب و نزاع، و الأظهر أنه غير مراد، فليس هو العذاب الأدنى و لا بعض العذاب الأدنى، لعدم التناسب؛ و لأن التعليل المذكور في قوله (لعلهم يرجعون) لا يتحقق إذا جعلنا معناها عذاب القبر، و لهذا لجأ من لجأ إلى تأويل آخرها بقوله (أي لعلهم يريدون الرجوع ويطلبونه كقوله: (فارجعنا نعمل صالحاً) وسميت إرادة الرجوع رجوعا كما سميت إرادة القيام قياما في قوله تعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة)).
و ها هنا تنبيه مهم: و هو أنه كثيرا ما نقرأ في كتب التفسير و معاني القرآن و غريبه للفظ القرآني أو الجملة القرآنية معاني متعددة، قد لا يكون بينها تضاد في الجملة - و هو الغالب -، لكن إذا حققنا النظر وجدنا أن بعض ما ادعي فيه أنه لا تضاد أو أنه وجه من الأوجه المحتملة في تفسير الآية = ليس وجها محتملا، و أن السياق لا يناسبه.
و للتحقق من ذلك لا بد من النظر في القواعد و القرائن المعينة على تعيين المعنى و تصحيحه أو نفيه.و منها:
أولا: التحقق من نسبة ذلك القول أو المعنى الإجمالي إلى السلف،أو بعضهم، و هل النسبة صحيحة أم لا؟
ثانيا: هل هذا المعنى يحتمله اللفظ القرآني من جهة اللغة؟
ثالثا: هل مناسبة المعنى للسياق متحققة، أم متعسف في تحقيقها؟
و لعلي أسوق أمثلة في وقت لاحق - إن شاء الله - و الله تعالى أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2004, 06:21 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح:
(وقد احتج بهذه الآية جماعة - منهم عبد الله بن عباس- على عذاب القبر؛ وفي الاحتجاج بها شيء؛ لأن هذا عذاب في الدنيا يستدعى به رجوعهم عن الكفر.)
ثم قال رحمه الله: (ولم يكن هذا ما يخفي على حبر الأمة وترجمان القرآن، لكن من فقهه في القرآن ودقة فهمه فيه فهم منها عذاب القبر؛ فإنه سبحانه أخبر أن لهم عذابين: أدنى وأكبر، فأخبر أنه يذيقهم بعض الأدنى ليرجعوا فدل على أنه بقى لهم من الأدنى بقية يعذبون بها بعد عذاب الدنيا؛ ولهذا قال: " من العذاب الأدنى" ولم يقل ولنذيقنهم العذاب الأدنى فتأمله.
وهذا نظير قول النبي فيفتح له طاقة إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ولم يقل فيأتيه حرها وسمومها فإن الذى وصل إليه بعض ذلك وبقى له أكثره والذى ذاقه أعداء الله في الدنيا بعض العذاب وبقى لهم ما هو أعظم منه.) انتهى
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[20 May 2004, 01:34 م]ـ
أخي الفاضل أبا مجاهد وفقه الله
بارك الله فيكم
لكن ما ذكرتموه منقول أعلاه في بحثي و قد علقت عليه، فانظر رقم 19.
و الله ينفعني و إياكم بالعلم النافع و يرزقنا العمل به. آمين(/)
هل صحت قراءة ابن عامر عن أبي الدرداء ومعاوية؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 Dec 2003, 10:20 ص]ـ
فقد أدرك الثاني(/)
سؤال عن رسالة (منهج الإمام الطبري في القراءات، وضوابط اختيارها في تفسيره)
ـ[عبدالله بن محمد السليمان]ــــــــ[03 Dec 2003, 11:55 م]ـ
الأخوة أعضاء المنتدى: السلام عليكم ورحمة الله وبعد قد علمت برسالة علمية ناقش فيها الباحث اعتراض الإمام ابن جرير الطبري على بعض القراءات وخلص في بحثه إلى أن الإمام رحمه الله لم يكن ينكر القراءات المتواترة سؤالي: ماهو عنوان الرسالة وأين نوقشت؟ وأخص بالسؤال شيخنا الدكتور إبراهيم الدوسري ومن يراه من إخواني من أعضاء هذا المنتدى المبارك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2003, 12:24 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم ونشكرك على مشاركتك وفقك الله.
وأما الرسالة التي سألتَ عنها وفقك الله. فهي رسالة ماجستير بعنوان:
منهج الإمام الطبري في القراءات، وضوابط اختيارها في تفسيره.
للأخ الكريم زيد بن علي مهدي مهارش. وتقدم بها لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض. وأشرف عليه الدكتور جمعة سهل.
وأنا لم أطلع عليها، ولكن أخبرني الدكتور مساعد الطيار حفظه الله أنه اطلع عليها، وهو الذي أشار إليها في مشاركته في الملتقى.
ـ[عبدالله بن محمد السليمان]ــــــــ[06 Dec 2003, 06:19 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وبعلمك(/)
ما لا فائدة فيه من مسائل التفسير وعلوم القرآن [دعوة للمشاركة]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Dec 2003, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على من وفقه الله لسلوك طريق العلم أن العمر قصير والوقت ثمين، وأن مسائل العلم كثيرة لا يحاط بها (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) فينبغي لطالب العلم أن يحرص أشد الحرص على استغلال وقته في تحصيل ما ينفعه ويقربه إلى ربه ومولاه عز وجل، وأن يكثر من الدعاء المأثور: " اللهم علمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني، وزدني علماً " وأن يكثر من الاستعاذة بالله من العلم الذي لا ينفع.
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علماً ينفعني} [رواه النسائي والحاكم].
وهناك كثير من مسائل العلم التي سودت بها الصفحات وملئت بها الكتب تدخل في العلم الذي لا ينفع، فحري بمن رزقه الله العقل والحكمة أن لا يضيع وقته بالبحث فيها.
ونجد كثيراً من العلماء ينبهون على هذه القضية، ويذكرون عن بعض المسائل: أنه لا فائدة منها، أو بعبارة ابن جرير الطبري:وهذه من المسائل التي لا ينفع العلم بها ولا يضر الجهل بهاأو كما قال في أكثر من موضع.
ومن هذا المنطلق، ولأنه يكثر في مثل هذه الملتقيات من يشغل نفسه وإخوانه بمسائل قد لا يترتب عليها فائدة ولا عمل = رأيت أن أضع بين أيديكم هذا الموضوع لنجمع فيه المسائل التي من هذا القبيل مما له صلة بالتفسير وعلوم القرآن.
فأرجو من جميع الإخوة الأعضاء المشاركة فيه، وذكر ما يرونه مناسباً من الفوائد والتنبيهات المتعلقة به.
وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى، ورزقنا العلم النافع، وأعاننا على العمل بما تعلمنا مما يقربنا إليه.
"اللهم إني أسألك علماً نافعاً، و أعوذ بك من علم لا ينفع".
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Dec 2003, 12:25 ص]ـ
اتفق معك ابا مجاهد على هذه الفكرة لأهميتها , ونحن في الملتقى بحاجة ماسة لمثل هذه الأفكار المميزة:
ومن المواضيع التي أرى عدم صرف الوقت لها هو: تعيين مبهمات القرآن والتي لم يرد نص صحيح في تعيينها وذكر الخلاف فيها وتسويد كثير من المفسرين كتبهم فيها , وقد نبه على هذا شيخ الاسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Dec 2003, 07:44 ص]ـ
من مسائل التفسير التي لا يضر العلم بها ما ذكره الطبري رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة البقرة: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)
فبعد أن ذكر تفسير هذه الآية، أشار إلى وقت حصول بعث هؤلاء النبيين، ومتى كان الناس أمة واحدة، ثم قال:
(وقد يجوز أن يكون ذلك الوقت الذي كانوا فيه أمة واحدة من عهد آدم إلى عهد نوح عليهما السلام، كما روي عكرمة، عن ابن عباس، وكما قاله قتادة.
وجائزٌ أن يكون كان ذلك حين عَرض على آدم خلقه. وجائزٌ أن يكون كان ذلك في وقت غير ذلك- ولا دلالة من كتاب الله ولا خبر يثبت به الحجة على أيِّ هذه الأوقات كان ذلك. فغيرُ جائز أن نقول فيه إلا ما قال الله عز وجل: من أن الناس كانوا أمة واحدة، فبعث الله فيهم لما اختلفوا الأنبياءَ والرسل. ولا يضرُّنا الجهل بوقت ذلك، كما لا ينفعُنَا العلمُ به، إذا لم يكن العلم به لله طاعةً).
قال شاكر تعليقاً على قول الطبري هذا: هذه حجة رجل تقي ورع عاقل. بصير بمواضع الزلل في العقول وبمواطن الجرأة على الحق من أهل الجرأة الذين يتهجمون على العلم بغيًا بالعلم. ولو عقل الناس لأمسكوا فضل ألسنتهم ولكنهم قلما يفعلون.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Dec 2003, 09:06 م]ـ
يكثر المفسرون عند تفسير البسملة من الحديث عن معنى الاسم، والفرق بينه وبين المسمى، وقد قرأت كلاماً طيباً لابن جرير الطبري في كتابه صريح السنة عن هذه المسألة، ونص كلامه:
(القول في الأسم هل هو المسمى أم غير المسمى:
وأما القول في الاسم أهو المسمى أم غير المسمى؟ فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع، ولا قول من إمام فيستمع، فالخوض فيه شين والصمت عنه زين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحسب امرء من العلم به والقول فيه أن ينتهي إلى قول الله عز وجل ثناؤه الصادق، وهو قوله {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}، وقوله تعالى {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.
ويعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى {له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى}، فمن تجاوز ذلك فقد خاب وخسر وضل وهلك.)
ـ[عاشق الفهم]ــــــــ[09 Dec 2003, 11:00 م]ـ
أحيي أخي الاستاذ أبو مجاهد لحرصه الكبير على ضوابط الفهم ومقاصد التفسير، وإني أتفق معه على طرحه من حيث المبدأ ولكنّي أحب أن أبيّن أن هناك من المسائل ما لا يجدي الخوض في تفصيلاتها والاختلاف عليها، ومن المسائل ما يهم البحث في المعنى الحقيقي المقصود منها، وخاصّة ان القرآن الكريم معجزة أبديّة لا تفنى عجائبه ولا يخلق على كثرة الردّ.
ومن ذلك ما تلقّاه الكثير بالقبول من القول بأنّ أسماء الله هي علامات عليه وليست صفات له والحقيقة أنها أسماء وصفات في نفس الوقت واسمح لي بتوضيح المسألة من خلال المثال التالي:
قال الله تعالى:"رب السماوات والارض وما بينهما فأعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميّا".
فهل المقصود بهذا التحدّي: هل تجد من تسمّى بإسمه؟ كلا لأنّه يسهل على البشر أن يتسمّوا بأسماء الله تعالى وخاصّة ألمتألهين، ولكن المقصود من الآية الكريمة هو:هل تعلم له مثيلا في صفاته. فممكن لأي أحد أن يسمي نفسه: رحيم، رحمان، كريم جبّار، قهّار ....... الخ. ولكن لا أحد يستطيع أن يفعل فعله الذي يدلّ عليه الاسم المحدد.
وما يؤكّد المعنى كذلك قوله عز وجل:" وجعلوا لله شركاء قل: سمّوهم .. ".
ليس المقصود أظهروا أساميها فقولوا: اللات والعزّى ومناة ... إلخ.، ولكن أظهروا حقيقة ماما يدّعونفيها من الإلهيّة. فظاهر من المعنى أنّ الله تعالى يتحدّاهم بشيء يعجزون عن القيام به وهو أن يسمّوهم. فهل يستطيع أحد أن يأتي بأفعال الله من الخلق والأمر والتدبير؟!!.
والآية السابقة تؤكّد معنى الآية الاولى:"هل تعلم له سميّا". فهل بيان هذا الاختلاف في الفهم هو من فضول البيان أم أنّه يدخل في حقيقة التوحيد؟. وأرجو أن اكون قد أصبت في فهم غرض أخي أبو مجاهد من المثال الذي أطلقه في إختلاف الناس في الفرق بين الإسم والمسمّى، وقد أوضحت أنّ الفرق عظيم. وتقبّل إحترامي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Dec 2003, 01:37 ص]ـ
* عند تفسير قوله تعالى في سورة الأحقاف (21) {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} قال ابن جرير مبيناً المراد بالأحقاف:
وجائز أن يكون ذلك جبلاً بالشام , وجائز أن يكون وادياً بين عمان وحضرموت , وجائز أن يكون الشِّحرْ ,
وليس في العلم به أداء فرض , ولا في الجهل به تضييع واجب ,
وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوماً منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة أ. هـ
ـ[الباحث7]ــــــــ[11 Dec 2003, 07:47 م]ـ
ومن أمثلة ذلك:
قال تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً) (الكهف:32)
قال الشنقيطي في أضواء البيان: (وكلام المفسرين في الرجلين المذكورين هنا في قصتهما كبيان أسمائهما، ومن أي الناس هما ـ أعرضنا عنه لما ذكرنا سابقاً من عدم الفائدة فيه، وعدم الدليل المقنع عليه. والعلم عند الله تعالى.)
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) (الكهف:60)
قال الشنقيطي أيضاً: (ومعلوم أن تعيين «البحرين» من النوع الذي قدمنا أنه لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، وليس في معرفته فائدة، فالبحث عنه تعب لا طائل تحته، وليس عليه دليل يجب الرجوع إليه.)
وكما هو ظاهر من أكثر الأمثلة السابقة أنها تدخل تحت قسم تفسير المبهمات التي نبه عليها الشيخ أحمد البريدي أعلاه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Dec 2003, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومما لا فائدة منه في مسائل علوم القرآن: الاشتغال بعد كل حرف في القرآن، وكم تكرر من مرات وهكذا
قال السيوطي في الإتقان في النوع التاسع عشر:
(فصل وتقدم عن ابن عباس عدد حروفه وفيه أقوال أخر والاشتغال باستيعاب ذلك مما لا طائل تحته وقد استوعبه ابن الجوزي في فنون الأفنان وعد الأنصاف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك فراجعه منه فإن كتابنا موضوع للمهمات لا لمثل هذه البطالات.
وقد قال السخاوي: لا أعلم لعدد الكلمات والرحوف من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك.)
وقد نقل محقق كتاب فنون الأفنان كلام السيوطي السابق وتعقبه فيه، وذكر أن السيوطي نفسه قد ذكر في كتابه الإتقان شيئاً مما وصفه بالبطالات.
وعلى كل حال: المقصود ذكر بعض المسائل التي ذكر العلماء أن البحث فيها لا فائدة منه، وقد تختلف وجهات النظر حيال كثير من هذه المسائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Dec 2003, 11:31 ص]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لآية النحل: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل:112):
(وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف، هو أن يقال: كيف أوقع الإذاقة على اللباس في قوله {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}. وروي أن ابن الراوندي الزنديق قال لابن الأعرابي إمامِ اللغة الأدب: هل يُذاق اللباس؟ ? يريد الطعن في قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ}. فقال له ابن الأعرابي: لا بأس أيها النسناس? هب أن محمداً صلى الله عليه وسلم ما كان نبياً! أما كان عربياً؟
قال مقيده عفا الله عنه: والجواب عن هذا السؤال ظاهر، وهو أنه أطلق اسم اللباس على ما أصابهم من الجوع والخوف. لأن آثار الجوع والخوف تظهر على أبدانهم، وتحيط بها كالباس. ومن حيث وجدانهم ذلك اللباس المعبرَّ به عن آثار الجوع والخوف، أوقع عليه الإذاقة، فلا حاجة إلى ما يذكره البيانيون من الاستعارات في هذه الآية الكريمة وقد أوضحنا في رسالتنا التي سميناها (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز): أنه لا يجوز لأحد أن يقول إن في القرآن مجازاً، وأوضحنا ذلك بأدلته، وبينا أن ما يسميه البيانيون مجازاً أنه أسلوب من أساليب اللغة العربية.
وقد اختلف أهل البيان في هذه الآية، فبعضهم يقول: فيها استعارة مجردة. يعنون أنها جيء فيها بما يلائم المستعار له. وذلك في زعمهم أنه استعار اللباس لما غشيهم من بعض الحوادث كالجوع والخوف، بجامع اشتماله عليهم كاشتمال اللباس على اللابس على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية التحقيقية، ثم ذكر الوصف، الذي هو الإذاقة ملائماً للمستعار له، الذي هو الجوع والخوف. لأن إطلاق الذوق على وجدان الجوع والخوف جرى عندهم مجرى الحقيقة لكثرة الاستعمال.
فيقولون: ذاق البؤس والضر، وأذاقه غيره إياهما. فكانت الاستعارة مجردة لذكر ما يلائم المستعار له، الذي هو المشبه في الأصل في التشبيه الذي هو أصل الاستعارة. ولو أريد ترشيح هذه الاستعارة في زعمهم لقيل: فكساها. لأن الإتيان بما يلائم المستعار منه الذي هو المشبه به في التشبيه الذي هو أصل الاستعارة يسمى «ترشيحاً» والكسوة تلائم اللباس، فذكرها ترشيح للاستعارة. قالوا: وإن كانت الاستعارة المرشحة أبلغ من المجردة، فتجريد الاستعارة في الآية أبلغ. من حيث إنه روعي المستعار له الذي هو الخوف والجوع، وبذكر الإذاقة المناسبة لذلك ليزداد الكلام وضوحاً.
وقال بعضهم: هي استعارة مبنية على استعارة. فإنه أولاً استعار لما يظهر على أبدانهم من الاصفرار والذبول والنحول اسم اللباس، بجامع الإحاطة بالشيء والاشتمال عليه، فصار اسم اللباس مستعاراً لآثار الجوع والخوف على أبدانهم، ثم استعار اسم الإذاقة لما يجدونه من ألم ذلك الجوع والخوف، المعبر عنه باللباس، بجامع التعرف والاختبار في كل من الذوق بالفم، ووجود الألم من الجوع والخوف. وعليه ففي اللباس استعارة أصلية كما ذكرنا. وفي الإذاقة المستعارة لمس ألم الجوع، والخوف استعارة تبعية.
وقد ألممنا هنا بطرف قليل من كلام البيانيين هنا ليفهم الناظر مرادهم، مع أن التحقيق الذي لا شك فيه:
أن كل ذلك لا فائدة فيه، ولا طائل تحته، وأن العرب تطلق الإذاقة على الذوق وعلى غيره من وجود الألم واللذة، وأنها تطلق اللباس على المعروف، وتطلقه على غيره مما فيه معنى اللباس من الاشتمال. كقوله: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}، وقول الأعشى: إذا ما الضجيع ثنى عطفها تثنت عليه فكانت لباسا
وكلها أساليب عربية. ولا إشكال في أنه إذا أطلق اللباس على مؤثر مؤلم يحيط بالشخص إحاطة اللباس، فلا مانع من إيقاع الإذاقة على ذلك الألم المحيط المعبر باسم اللباس. والعلم عند الله تعالى.) انتهى [
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2004, 09:00 م]ـ
• قال ابن عاشور: (وقد تصفحت أسباب النزول التي صحت أسانيدها فوجدتها خمسة أقسام:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه فلابد من البحث عنه للمفسر، وهذا منه تفسير مبهمات القرآن مثل قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)، ونحو (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) ومثل بعض الآيات التي فيها (ومن الناس).
والثاني: هو حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها، مثل حديث عويمر العجلاني الذي نزلت عنه آية اللعان، ومثل حديث كعب بن عجرة الذي نزلت عنه آية (ومن كان مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام) الآية فقد قال كعب بن عجرة: هي لي خاصة ولكم عامة، ومثل قول أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: يغزو الرجال ولا نغزو، فنزل قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) الآية. وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها، ولا يخشى توهم تخصيص الحكم بتلك الحادثة، إذ قد اتفق العلماء أو كادوا على أن سبب النزول في مثل هذا لا يخصص، واتفقوا على أن أصل التشريع أن لا يكون خاصا.
والثالث: هو حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها، فكثيرا ما تجد المفسرين وغيرهم يقولون نزلت في كذا وكذا، وهم يريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قول الله تعالى (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) أن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان فأنزل الله تصديق ذلك (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) الآية فدخل الأشعث بن قيس فقال ما حدثكم أبو عبد الرحمان? فقالوا كذا وكذا، قال في أنزلت، لي بئر في أرض بن عم لي الخ، فابن مسعود جعل الآية عامة لأنه جعلها تصديقا لحديث عام? والأشعث بن قيس ظنها خاصة به إذ قال في أنزلت بصيغة الحصر. ومثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة المفتتحة بقوله تعالى: (ومنهم) (ومنهم)، ولذلك قال ابن عباس: كنا نسمي سورة التوبة سورة الفاضحة. ومثل قوله تعالى (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم) فلا حاجة لبيان أنها نزلت لما أظهر بعض اليهود مودة المؤمنين.
وهذا القسم قد أكثر من ذكره أهل القصص وبعض المفسرين ولا فائدة في ذكره، على أن ذكره قد يوهم القاصرين قصر الآية على تلك الحادثة لعدم ظهور العموم من ألفاظ تلك الآيات. .... إلخ كلامه.
تنبيه النصوص التي أنقلها هنا تعبر عن رأي قائليها، ولا يدل إيرادي لها أن أتفق مع كل ما فيها.
والغرض من جمع هذه الأقوال هو بيان أن هناك مسائل ذكر العلماء أنه لا فائدة فيها، وقد تختلف وجهات النظر حول كثير من هذه المسائل.
فالمقصود: مجرد المثال.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[05 Feb 2004, 03:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عيدٌ مبارك على الجميع،
كما أحب أن أؤكد على ما ذكره الأخ الكريم " عاشق الفهم "، لكون بعض ما يذكره المفسرون قد يساعد على تشكيل الصورة و تهيئة تفسير الآية على الوجه الصحيح، كما لا يستهان بالدلالات الثانوية في تفسير الآية.
و مما ذَكره ابن كثير و نصَّ على أن لا طائل تحته و لا حاصل له، ما ورد في تعيين و ذكر أخبار نملة سليمان حيث يقول رحمه الله:
تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 360
أورد ابن عساكر من طريق اسحق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن أن اسم هذه النملة حرس، و انها من قبيلة يقال لها بنو الشيصان، وأنها كانت عرجاء، وكانت بقدر الذيب.
و قد خافت على النمل أن تحطمها الخيول بحوافرها فأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم ففهم ذلك سليمان عليه السلام منها فتبسم ضاحكا من قولها ....
ومن قال من المفسرين أن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيره وأن هذه النملة كانت ذات جناحين كالذباب أو غير ذلك من الأقاويل فلا حاصل لها.
وعن نوف البكالي أنه قال كان نمل سليمان أمثال الذئاب هكذا رأيته مضبوطا بالياء المثناة من تحت وانما هو بالباء الموحدة وذلك تصحيف والله أعلم والغرض أن سليمان عليه السلام فهم قولها وتبسم ضاحكا من ذلك وهذا أمر عظيم جدا وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي قال خرج سليمان بن داود عليهما السلام يستسقي فاذا هو بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهى تقول اللهم أنا خلق من خلقك ولا غنى بنا عن سقياك والا تسقنا تهلكنا فقال سليمان ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.
و فق الله الجميع لما يحب و يرضى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Feb 2004, 07:52 م]ـ
أشكر الأخ أبا مجاهد على هذا الموضوع الجميل ..
وكثيراً ما يذكر المفسرون بعد ذكر معلومات متعلقة بالآية أنها من ملح العلم وليس من متينه ..
وأحب أن أضيف:
بأنه ينبغي قبل تتبع الأمثلة أن نذكر الأصول العامة لهذه الأمثلة وسبب عدم دخولها في متين العلم وقد نبه العلماء رحمهم الله تعالى لذلك خلال ذكرهم لتلك الأمثلة ومن ذلك:
1 - عدم اعتماد تلك المعلومات على دليل صحيح صريح، وإنما هو نقل عن مرويات موجودة في الكتب.
2 - عدم دخول تلك المعلومات فيما ينفع الإنسان في عبادته لربه بالعلم وفهمه لكتابه كما نبه لذلك الطبري رحمه الله.
3 - عدم التحرير للمعلومة والاعتماد فيها على النقل المجرد (عن غير المعصوم عليه الصلاة والسلام).
إلى غير ذلك من الأصول التي ارجو أن يهتم بتقييدها، وإلا فإننا نخشى أن نكون بتتبعنا للأمثلة قد اشتغلنا بما نحذر منه ..
بورك فيك فضيلة الشيخ أبا مجاهد وجميع الإخوة ..
والله أعلم ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Feb 2004, 11:28 م]ـ
العلم النافع ما كان يترتب عليه عمل، وما لايترتب عليه عمل فالكلام فيه مذموم:
وهذه قاعدة مهمة ينبغي الاهتمام بها، ومراعاتها عند الكلام في مسائل العلم عموماً، والكتاب فيها، فما ليس تحته عمل ولايترتب على معرفته فائدةٌ دينية ولا دنيوية، وما لاينفع العلم به، ولايضر الجهل به فينبغي الإعراض عنه، وعدم الكلام فيه.
وقد ذكر ابن عبدالبر آثاراً تدل على هذا المعنى المهم في كتابه في جامع بيان العلم وفضله. [انظر: باب ما تكره فيه المناظرة والجدل 2/ 938 - 494.]
ومن ذلك ما ذكره بقوله: (وذكر ابن وهب في جامعه، قال: سمعتُ سليمان بن بلال يقول: سمعت ربيعة يُسأل: لِمَ قُدِّمت البقرة وآل عمران، وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة، وإنَّما نزلتا بالمدينة؟.
فقال ربيعة: قد قُدّمتا، وأُلِّف القرآن علم علم من أَلّفه، وقد اجتمعوا على العمل بذلك، فهذا مِمَّا ننتهي إليه ولانَسأَلُ عنه.) اه
فالكلام في هذه الأشياء، وما كان في معناها ليس من طريقة العلماء العاملين الربانيين، الذين يميزون بين نافع العلم وضاره، وبين ما يُحتاج إليه منه، وما لايحتاج إليه، وإنَّما البحث في مثل هذه الأشياء من طريقة أهل الكلام والجدل الذين ذمّهم السلف وحذروا منهم.
وقد قال الإمام الشافعي - عليه رحمة الله -: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى أو الاسم المسمى فاشهد عليه أنه من أهل الكلام ولا دين له. [جامع بيان العلم وفضله 2/ 941.]
ورحم الله ابن جرير الطبري، إذ قال: (وأمَّا القول في الاسم أهو المسمى أو غير المسمى فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيتبع ولا قول من إمام فيستمع، والخوض فيه شين، والصمت عنه زين) ا هـ. [من كتاب صريح السنة لابن جرير الطبري نقلاً عن كتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات لمحمد بن عبدالرحمن المفراوي 1/ 127.]
فأيّ مسألة من المسائل ليس فيها أثر يتبع أو قول من إمام معتبر، وليس في العلم بها فائدة تذكر، ولايترتب على جهلها أي ضرر فَلِمَ الخوض فيها وتضييع العمر؟!، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Feb 2004, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأحب وقد انثغر ثغر الموضوع، وانكسر بابه، أن أنادي في أخرى المشاركين فيه بلزوم تقوى الله تعالى ورعاية حرمة السلف من الأئمة والعلماء، وحري بمن وفقه الله للنهل والعلل من مواردهم أن ينظر ما يقول، قبل أن يعيب صحائح العقول، وفرائد الفهوم،،فكم من عائب صحيح المقولات، وآفته الأذهان السقيمات،
فإياك وموارد العطب بتجهيل دواوين العلم، وجبال النقل والفهم، وتصنيف أقوالهم إلى نافع وغيره، فأين نحن من ذاك، قصارانا أن نفهم أقوالهم
وليعلم كل واحد منا أن هذه الكتب ما كتبها أولئك الأقوام إلا بعد أن ذرعوا البلاد، معهم من الإخلاص ما نور الله به بصائرهم، وأنار بهم عقولهم، ولا أدعي لهم العصمة، ولا أمنع من تأمل كتبهم، غير أن العقبة كأداء، والطريق مزلة، ليست لكل أحد،
كيف يستطيع طالب العلم أن ينتزع النفع من سطور إولئك بجرة قلم، وما يدريك أن يكون لهذا الكلام نفع،
(يُتْبَعُ)
(/)
فوالله ما كنا بأحرص على الأوقات منهم، ولا أضن بالعمر منهم، فترى الأئمة يشتغلون بزغل العلوم، وتوافه الأفكار، وهم عمار الليل والنهار!!
على رسلكم رحمكم الله،
ارجع البصر كرتين، وردد النظر مرات، وأحسن بإولئك الظن،
فعبارة: هذا لا يضر الجهل به، كلمة يتقحم بحرها فحل مستقرئ لفروع العلوم، عالم بصروف الفنون، يقذف بهذه الكلمة الماحقة بعد أن يعلم يقينا أنه لا ينتفع بها في أي فن، ولا يحتاج إليها في أي زمن، ومن تراه يقول أنا لها،
وأسوق لك مثالا: فكم عاب متسرع قول الفقهاء، لو أن رجلا قال لامرأة إن طرت فأنت طالق لم تطلق، حتى صارت نكتة تلاك بألسن الجاهلين، وطرفة يرددها من لا يعرف أحكام الخارج من السبيلين،
وحين تقرأ العبارة في كتب الفقهاء تجد أنهم ساقوها لبيان رأس كبير من رؤوس مسائل الطلاق وهو تعليق الطلاق على المستحيل، فكان العائب أحق بالتوبيخ والتجهيل،
وما ضرك لو مررت على عبارة لم تنتفع بها، أن تدعها لغيرك،
فقل للعيون الرمد للشمس أعين
سواك تراها في مغيب ومطلع
وإني أعرف في مختصرات الفقه خاصة من بديع الجمل وتسلسلها ووضع كل كلمة في سياقها، وكنوز العلم التي تخرج منها ما يحار معه العقل، ويعظم به الإجلال والإعظام لإولئك السلف الصالح رحمهم الله برحمته الواسعة،
أقول ذلك ناصحا
ووفق الله الشيخ محمد المختار الشنقيطي حين نبه إلى أن أولئك المصنفين حين ألفوا كتبهم ألفوها في زمن مكتظ بالعلماء مزدحم بالأفذاذ من مصاقع الفضل النجباء، فكان يحسب لذلك ألف حساب ولا يضع كلمة في كتابه إلا وقد استفرغ وسعه نصحا للأمة، ثم ينصح – متع الله بحياته- أن يقرأ طالب العلم كتاب العالم وهو يجله ويجيل النظر ويعيده ولا يحكم بادي الرأي، فإذا فعل ذلك تغيرت أمور، وانكشفت عجائب،
وإني أنصح بإغلاق هذا الموضوع، فإن أبيتم فلا أقل من مراعاة أمور:
أولها: وضع ضوابط لما يصح أن يقال عنه غير نافع، وقد تكلم العلماء في ذلك ومن نفيسه قول الشاطبي: العلم النافع هو الذي يترتب عليه العمل (عمل القلب، أو عمل الجوارح)،وما لا فليس بنافع. ويمكن إطالة النفس في هذا قبل فتح المجال للبحث
ثانيها: أن يقتصر التمثيل على نقول للعلماء، فينقل طالب العلم كلام المجتهدين بأن هذا مما لا فائدة فيه، أو قليل الفائدة، أو لايضر جهله،
ثالثها: التكرار بلا ملال بالوصية بحفظ حقوق العلماء، فمن حفظ حق السابقين أبقى الله له الذكر الحسن في الآخرين، ومن تسلط عليهم من المتهورين قيض الله له من يهينه بين العالمين،
وسامحوني إن كان في قلمي ذربا،
فقد قلت نصرة للعلماء وغضبا
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2004, 11:46 م]ـ
جزى الله خيراً أخي الكريم أبا مجاهد على ما تفضل به ولا يزال من نفائس الفوائد، وشوارد الفرائد.
وجزاك الله خيراً على غيرتك أخي الكريم أبا محمد (عبدالله بلقاسم) على أعراض العلماء، وما قلت إلا الحق وفقك الله، وما أظنه خطر ببال أخي أبي مجاهد النيل منهم رحمهم الله، وإنما نظر إلى الأمر من الناحية التخصصية فيما أقدر، فرأى كثيراً من المعلومات في كتب التفسير بعيدة عن صلبه، خارجة عن سياق التفسير فيما يرى الناظر أول وهلة، فأراد أن ينفعنا بذلك. وما كلامك هذا إلا من ذلك النفع إن شاء الله. فإنه ربما خفي حق العالم بين الناس، حتى يعرض من كلام الناس ما يشم منه رائحة تنقص له، فيقيض الله لأولئك العلماء من ينوه بذكرهم، ويجلوه للناس حتى يكون أبين وأوضح ما يكون.
شكر الله لكم جميعاً، وأحببت التعليق فقط بهذه الكلمات، حتى لا يظن بنا أننا نتنقص علماءنا معاذ الله. ولم يخطر ببالي أنا شخصياً هذا الخاطر إلا عند قراءتي لكلامك أخي أبا محمد، فجزاكم الله خيراً جميعاً. ولعل أبا مجاهد يعلق وفقه الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Feb 2004, 02:42 م]ـ
بسم الله
لقد رددت على وجهة نظر أخي عبدالله بلقاسم من عشرة وجوه، ثم لما أردت إضافتها مُسحت، فكسلت عن إعادتها مرة أخرى، وقلت في نفسي: لعلي كتبتها مع شيء من حب الانتصار للرأي فعوقبت بضياعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن مفادها: عدم قناعتي بما ذكر، واستغرابي لتعليقه هذا. وآخر كلامه يرد على أوله؛ لأن شرطي في هذا الموضوع هو ما قرره في آخر تعليقه.
ولا أدعي أني أنا المحق، وهو المخطئ؛ ولكن قناعتي أنه لو قرأ رسالة ابن رجب رحمه الله في فضل علم السلف، وفكر فيما كتب ملياً لغير رأيه، وشارك في هذا الموضوع بذكر مسائل لا تنفع، ولا يضر الجهل بها.
والله المستعان.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Mar 2004, 01:19 ص]ـ
ومما نبه المفسرون إلى كونه مما لا طائل تحته في بيان معاني كلام الله ما ذكره الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير بقوله في تفسير قول الله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر:73):
( ... والواو في جملة {وفتحت أبوابها} واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة. وقد وهِم في هذه الواو بعض النحاة مثل ابن خالويه والحريري وتبعهما الثعلبي في «تفسيره» فزعموا أنها واو تدخل على ما هو ثامن إمّا لأن فيه مادة ثمانية كقوله: {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} (الكهف: 22)، فقالوا في {وفُتحَت أبوابها} جيء بالواو لأن أبْواب الجنة ثمانية، وإما لأنه ثامن في التعداد نحو قوله تعالى: {التائبون العابدون} إلى قوله: {والناهون عن المنكر} (التوبة: 112) فإنه الوصف الثامن في التعداد ووقوع هذه الواوات مُصادفة غريبة، وتنبُّه أولئك إلى تلك المصادفة تنبه لطيف ولكنه لا طائل تحته في معاني القرآن بَلْهَ بلاغتِه، وقد زينه ابن هشام في «مغني اللبيب»، وتقدم الكلام عليها عند قوله تعالى: {التائبون العابدون} في سورة التوبة (112) وعند قوله: {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم} في سورة الكهف (22)) انتهى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Mar 2004, 07:40 م]ـ
مما نبه له العلماء أنه ليس من متين العلم القول بالرأي فيما لا مجال للرأي فيه والاستدلال على ذلك بنصوص الوحيين الكتاب والسنة أو الربط بين المعلومات بدلالة ضعيفة أو غير صحيحة ولو كان الدليل والمدلول صحيحاً في نفسه لعدم صحة الارتباط، وكذلك الاستدلال بما لا يصح الاستدلال به من الأدلة كالأحاديث الضعيفة والموضوعة وكذلك طرق الاستدلال الباطلة.
ومن ذلك:
قول ابن عطية في تفسير البسملة: " والبسملة تسعة عشر حرفا فقال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم (عليها تسعة عشر) [المدثر: 30] إنما ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم بسم الله الرحمن الرحيم فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه وهذه من ملح التفسير وليست من متين العلم وهي نظير قولهم في ليلة القدر إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظة هي في كلمات سورة إنا أنزلناه
ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فإنها بضعة وثلاثون حرفا قالوا فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول ".
وقال الثعالبي في تفسيرها: " والبسملة تسعة عشر حرفا قال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم عليها تسعة عشر إنما ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك وهم يقولون في كل أفعالهم بسم الله الرحمن الرحيم فمن هنالك هي قوتهم وباسم الله استضلعوا قال ع وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم ت ولا يخفي عليك لين ما بلغ هؤلاء ولقد أغنى الله تعالى بصحيح الأحاديث وحسنها عن موضوعات الوراقين فجزى الله نقاد الأمة عنا خيرا ".
ولذا فالقول في مثل ذلك بلا دليل صحيح ليس من منهج العلماء رحمهم الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Mar 2005, 11:40 م]ـ
ومما يدخل تحت هذا الباب: البحث في أحكام قد انقضت، ولا مجال لوقوعها. ومن أمثلة ذلك ما أورده الطاهر ابن عاشور عند تفسيره لآية التخيير في سورة الأحزاب، وهي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}
قال رحمه الله: (ولا طائل تحت الاشتغال بأن هذا التخيير هل كان واجباً على النبي صلى الله عليه وسلم أو مندوباً، فإنه أمر قد انقضى ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يخالف أمر الله تعالى بالوجوب أو الندب.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 Mar 2005, 12:01 ص]ـ
جزاك الله كل خير ولا عدم المنتدى فوائد أمثالك فأكمل والله يرعاك
أما مشاركتي يا أخي الكريم فهي في تأصيل نفس الموضوع، فقد ذكرتَ أن هناك مسائل تختص بالتفسير ومع ذلك فلا فائدة من البحث فيها
وقد يستغرب أحد إخوانك هذا الكلام، لذا سأهديك دليلا يؤيدك ويعد أصلا وعمدة في الموضوع الذي سلكته
هذا الدليل هو قوله سبحانه:
((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا)) سورة الكهف (22)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Mar 2005, 09:48 ص]ـ
اشكر الاخ الذي فتح الباب الى هذا الموضوع واود اولا ان اقول ليس كل ما قيل فيه انه عديم الفائدة هو كذلك فاني مثلا سمعت من يزري على البلاغة العربية وقواعدها المتاخرة بانه لا فائدة فيه للتفسير فقد ينكر الفائدة من لا علم عنده بالامر المنكور والمسالة تحتاج الى قليل من التريث
وقد كتبت بحثا بعنوان التجديد في التفسير مادة ومنهاجا الى مؤتمر التجديد في العلوم الاسلامية والعربية بجامعة المنيا ذكرت فيه اشياء كثيرة احسب ان فيها شيئا لا باس به من الاهميه
لكنني لا اعرف كيف ارسل البحث برمته الى هذا المنتدى الرائع
واقبلوا التحيات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2005, 11:37 ص]ـ
يمكنك يا دكتور جمال إرسال البحث لبريدي أو البريد التالي tafsirnet@gmail.com وفقك الله وجزاك خيراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2006, 07:58 ص]ـ
قال الله تعالى: ? قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ ? (الأنعام:50)
جاء في تفسير فتح القدير للشوكاني: (أمره الله سبحانه بأن يخبرهم لما كثر اقتراحهم عليه وتعنتهم بإنزال الآيات التي تضطرهم إلى الإيمان، أنه لم يكن عنده خزائن الله حتى يأتيهم بما اقترحوه من الآيات، والمراد خزائن قدرته التي تشتمل على كل شيء من الأشياء ويقول لهم: إنه لا يعلم الغيب حتى يخبرهم به ويعرّفهم بما سيكون في مستقبل الدهر {وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنّى مَلَكٌ} حتى تكلفوني من الأفعال الخارقة للعادة مالا يطيقه البشر. وليس في هذا ما يدل على أن الملائكة أفضل من الأنبياء. وقد اشتغل بهذه المفاضلة قوم من أهل العلم، ولا يترتب على ذلك فائدة دينية ولا دنيوية. بل الكلام في مثل هذا من الاشتغال بما لا يعني، «ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».) انتهى
وقال عند تفسيره لقول الله عز وجل: ? فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ ? (يوسف: من الآية31): (واعلم أنه لا يلزم من قول النسوة هذا أن الملائكة صورهم أحسن من صور بني آدم، فإنهنّ لم يقلنه لدليل، بل حكمن على الغيب بمجرد الاعتقاد المرتكز في طباعهن وذلك ممنوع، فإن الله سبحانه يقول: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]. وظاهر هذا أنه لم يكن شيء مثله من أنواع المخلوقات في حسن تقويمه وكمال صورته. فما قاله صاحب الكشاف في هذا المقام هو من جملة تعصباته لما رسخ في عقله من أقوال المعتزلة، على أن هذه المسألة أعني: مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر ليست من مسائل الدين في ورد ولا صدر، فما أغنى عباد الله عنها وأحوجهم إلى غيرها من مسائل التكليف.) انتهى
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[20 Jun 2006, 10:59 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد الأمين، وبعد:
في البداية أحب أن أبدأ مشاركتي بعبارتين سطرتهما أنامل الشاطبي رحمه الله لها علاقة بهذا الموضوع وكلاهما في المسألة الثانية عشر من كتاب الأدلة
(يُتْبَعُ)
(/)
- العبارة الأولى: قال الشاطبي:" كل عاقل يعلم أن مقصود الخطاب ليس هو التفقه فى العبارة بل التفقه فى المعبرعنه وما المراد به " الموافقات ص: 715 (الطبعة الجديدة لدار الكتب العلمية)
وهذا أ صل العظيم وركن متين ينبغي للمشتغلين بالتفسير أن يتمسكوا به ويأووا إليه فمتى فهم المراد من الخطاب فإن الزيادة عليه تعد من التكلف الذي نهينا عنه شرعا وفي قصة عمربيان لما أقول: وقد تكفل الشاطبي رحمه الله بشرح هذا المثال فقال:" وذلك أنه لما قرأ:" وفاكهة وأبا " توقف في معنى الأب وهو معنى إفرادي لا يقدح عدم العلم به في علم المعنى التركيبي في الآية؛ إذ هو مفهوم من حيث أخبر الله تعالى في شأن طعام الإنسان أنه أنزل من السماء ماء فأخرج به أصنافا كثيرة مما هو من طعام الإنسان مباشرة كالحب والعنب والزيتون والنخل ومما هو من طعامه بواسطة مما هو مرعى للأنعام على الجملة فبقي التفصيل فى كل فرد من تلك الأفراد فضلا فلا على الإنسان أن لا يعرفه فمن هذا الوجه والله أعلم عد البحث عن معنى الأب من التكلف وإلا فلو توقف عليه فهم المعنى التركيبى من جهته لما كان من التكلف بل من المطلوب علمه لقوله:" ليدبروا أياته "
ثم ساق الشاطبي مثالا لما يتوقف فيه فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي، وذلك أن عمر سأل الناس على المنبر عن معنى " التخوف " فى قوله تعالى: " أو يأخذهم على تخوف " فأجابه الرجل الهذلي بأن " التخوف " فى لغتهم: التنقص، وأنشده شاهدا عليه:
تخوف الرحل منها تامكا قردا **** كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: " يأيها الناس تمسكوا بديوان شعركم فى جاهليتكم فإن فيه تفسيركتابكم." الموافقات ص: 32
- العبارة الثانية:قال رحمه الله:" فالحاصل أن لكل علم عدلا وطرفا إفراط وتفريط، والطرفان هما المذمومان والوسط هو المحمود " الموافقات:716
وذلك أن هذه الشريعة أمية وأن ما لم يكن معهودا عند العرب فلا يعتبر فيها وأنها لا تقصد التدقيقات فى كلامها ولا تعتبر ألفاظها كل الاعتبار إلا من جهة ما تؤدي المعاني المركبة فما وراء ذلك إن كان مقصودا لها فبالقصد الثاني ومن جهة ما هو معين على إدارك المعنى المقصود كالمجاز والاستعارة والكناية وإذا كان كذلك فربما لا يحتاج فيه إلى فكر فإن احتاج الناظر فيه إلى فكر خرج عن نمط الحسن إلى نمط القبح والتكلف وذلك ليس من كلام العرب فكذلك لا يليق بالقرآن من باب الأولى " وهوكلام نفيس ينبغي أن يجعل كالضابط لهذا الموضوع.
- بعض القواعد والضوبط لهذا الموضوع:
1 - إذا توقف فهم المعنى التركيبي على المعنى الإفرادي فيجب البحث عن المعنى الإفرادي، ولا ينبغي لنا أن نقول: " إن البحث عن المعنى الإفرادي مما لا فائدة فيه ".
2 - تجنب التدقيقات اللفظية، والاصطلاحات المنطقية،وتعيين المبهمات، فإن ذلك كله ليس من شأن الأمة الأمية التي نزل القرآن بلغتها، وسلك مجاري كلامها فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته.
3 - تجنب كل مايشوش (إن صح هذا اللفظ فإني لم أجده في مواد اللغة) على العامة حينما نعرض عليها شيئا من التفسير ولنا في قصة عمر رضي الله عنه المشهورة وتأديبه لضبيغ فقد ضربه وشرد به حين سأل عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل وربما أوقع خيالا وفتنة وإن كان صحيحا لكنه غير مطلوب. والله أعلم
شيخنا عبد الرحمن الشهري هناك اقتراح، ولكن لا أدري هل خبراء الموقع لهم القدرة على تحقيقه أم لا؟ هل يمكن أن تحدد عدد المشاركات في الموضوع الواحد مثلا بخمسين مشاركة ثم تفتح صفحة تقويمية وتقييمية للموضوع توضع خلالها الضوابط والقواعد والفوائد للموضوع المطروح، وتعتبركالخلاصة لهذا الموضوع. فإني قرأت كثيرا من الموضوعات يذهب بها الإخوة يمينا وشمالا ثم تبتلعها صفحات الملتقى إلى غير رجعة، ودمتم في رعاية الله وحفظه محبكم علال بوربيق
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2006, 11:36 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ علال بوربيق
إضافة قيمة، واقتراح وجيه.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[20 Jun 2006, 11:48 م]ـ
وفيك بارك الله شيخنا أبا مجاهد العبيدي، اقتراحي هذا هو ثمرة من ثمرات هذا الملتقى المبارك
دمتم في رعاية الله وحفظه
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[21 Jun 2006, 12:45 ص]ـ
حسن تتبع المسائل التي قيل أن لافائدة في معرفتها أو لاطائل تحتها على أن لايعمم ذلك على علم قائم كعلم المبهمات ففي معرفة بعض المبهمات فوائد كثيرة يستنبط بها سر الإبهام وحكمته والوجه البلاغي أوالنفسي أو غير ذلك كما تعرف احيانا حكمة التشريع وقد يعرف ببيانها فضل أصحاب الفضل أو كشف ستر بعض المنافقين ويدخل في المبهمات بعض أسباب النزول وحكمة إبهام من نزلت فيه السورة لاتخفي وحكمة بيانه في التفسيرلاتنكر. ولاأشك أن قصد الجميع في هذا الملتقى خيروأرادوا ماظهر وبان التكلف في بيانه ونص عليه علماء السلف والخلف كلون كلب أصحاب الكهف وعصا موسى من أي الشجر كانت والطير الأربعة التي أحياها الله لإبراهيم عليه السلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[21 Jun 2006, 02:58 م]ـ
أستاذنا الفاضل الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي، ما ذكرتَه فيه خيركثير غير أن الأمر يحتاج إلى ضوابط تضبطه هل يمكن لك أن تعلق على هذه العبارة:" فهي لاتقصد التدقيقات، ولاتعتبر ألفاظها كل الاعتبار، بل حسبها ما أدى إلى المعنى أو كان معينا على تأديته."
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[22 Jun 2006, 01:07 ص]ـ
شكر الله لك أخي علال. مافهمته من عبارة الشاطبي رحمه الله تعالى لايؤهلني لتفسيرها فهي عبارة دقيقة أحسبها كذلك تحتاج لتمعن وتحقيق لغوي أصولي قرآني وأنا دون ذلك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2007, 02:57 م]ـ
جاء في كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للدكتور فضل حسن عباس 1/ 156 - 158 مناقشة لمسألة نزول الكتب المتقدمة، وشكك في القول بأنها نزلت دفعة واحدة، ثم قال في نهاية بحثه لها:
(وخلاصة القول أننا لا نملك الدليل القاطع على ما اشتهر من أن الكتب المتقدمة نزلت جملة واحدة، وهي قضية لا تعنينا كثيراً أو قليلاً، والله أعلم بالصواب.)
تنبيه: مسألة نزول الكتب المتقدمة سبق بحثها هنا: فهد الوهبي: هل يصح هذا الإجماع ... (في نزول الكتب السماوية)؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=1910#post1910)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2007, 05:04 م]ـ
أورد الشوكاني عند تفسيره لقول الله تعالى في سورة الأعراف: ? وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ? قول النحاس: " فضل الله الملائكة على جميع الخلق في غير موضع في القرآن، فمنها هذا ... "
ثم قال الشوكاني: (وقد اختلف الناس في هذه المسألة اختلافاً كثيراً، وأطالوا الكلام في غير طائل، وليست هذه المسألة مما كلفنا الله بعلمه، فالكلام فيها لا يعنينا.)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[09 Jul 2007, 05:15 م]ـ
قال الطبري في تفسير سورة النساء.
في تأويل قوله تعالى: ? واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ?
الآية:
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} فكان الرجل إذا زنى أوذي بالتعيير، وضرب بالنعال.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره كان أمر المؤمنين بأذى الزانيين المذكورين إذا آتيا ذلك وهما من أهل الإسلام، والأذى قد يقع بكل مكروه نال الإنسان من قول سيئ باللسان أو فعل، وليس في الآية بيان أن ذلك كان أمر به المؤمنون يومئذ، ولا خبر به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقل الواحد ولا نقل الجماعة الموجب مجيئها قطع العذر. وأهل التأويل في ذلك مختلفون، وجائز أن يكون ذلك أذى باللسان واليد، وجائز أن يكون كان أذى بأيهما، وليس في العلم بأي ذلك كان من أي نفع في دين ولا دنيا ولا في الجهل به مضرة، إذ كان الله جل ثناؤه قد نسخ ذلك من محكمه بما أوجب من الحكم على عباده فيهما وفي اللاتي قبلهما؛ فأما الذي أوجب من الحكم عليهم فيهما فما أوجب في سورة النور بقوله: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} [النور: 2] وأما الذي أوجب في اللاتي قبلهما، فالرجم الذي قضى به رسول الله فيهما وأجمع أهل التأويل جميعا على أن الله تعالى ذكره قد جعل لأهل الفاحشة من الزناة والزواني سبيلا بالحدود التي حكم بها فيهم. وقال جماعة من أهل التأويل: إن الله سبحانه نسخ بقوله:
{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} [النور: 2] قوله: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما} ذكر من قال ذلك. اهـ
ـ[أبو معاذ الشمراني]ــــــــ[09 Jul 2007, 11:38 م]ـ
إلى الإخوة مع أصدق الدعاء ....
ولكن ألا ترون أننا وقعنا فيما فررنا منه؟
ـ[الجعفري]ــــــــ[11 Jul 2007, 05:58 ص]ـ
الموضوع ممتاز جزاك الله خيراً
وفقك الله استمر نحن نقرأ ونستفيد.
وكم عكرت مثل هذه الأقوال وهذه الأمور الخارجة عن حقيقة التفسير وما لافائدة فيها صفو التفسير , بل إنك لتطلع على بعض التفاسير وما كأنه تفسير.
أكرر شكري وتأييدي لهذ الموضوع وأنا من الجمهور الذي لا يسعني إلا الاستمتاع بما يكتبه الأخوة من طلبة العلم.
وفق الله الجميع ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Dec 2008, 08:27 ص]ـ
قال الله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} البقرة
جاء في تفسير روح المعاني للألوسي رحمه الله: (ولعل سبب تقديم السمع على البصر مشاركته للقلب في التصرف في الجهات الست مثله دون البصر؛ ومن هنا قيل: إنه أفضل منه.
والحق أن كلا من الحواس ضروري في موضعه، ومن فقد حساً فقد علماً، وتفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[24 Dec 2008, 08:29 م]ـ
ومما يحبب هذا الملتقى عندي ما كتبة الشيخ عبدالله بلقاسم وظهرت غيرته التي نعرفها زاده الله غيرة وصلاحا فهو كالغيث نفعه تجاوز مكانه، وكذلك ما رد به أخونا أبو مجاهد، كما عهدناه في علمه وأدبه وفهمه، ولو كان الأمر من باب التعصب لجعلتها بكرية (وبرهت) عليه من الصباح، أما والعلم هو الذي جمع بيننا فأقول: غيرتك أبا محمد في مكانها، وشروطك كذلك، ولم يغفل عنها أبو مجاهد بل نص عليها، وليس للمشاركين إلا النقل لأقوال العلماء، ولمعرفتي بكما أجزم بما تحملانه من خيرية قصر عنها الكثير والله المستعان وهذا أول مشاركة لي - أقصد أول نقل -:
قال الشوكاني في أول تفسيره لسورة الإسراء:
واعلم أنه قد أطال كثير من المفسرين كابن كثير والسيوطي وغيرهما في هذا الموضع بذكر الأحاديث الواردة في الإسراء على اختلاف ألفاظها، وليس في ذلك كثير فائدة، فهي معروفة في موضعها من كتب الحديث، وهكذا أطالوا بذكر فضائل المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهو مبحث آخر، والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب العزيز، وذكر أسباب النزول، وبيان ما يؤخذ منه من المسائل الشرعية، وما عدا ذلك فهو فضلة لا تدعو إليه حاجة.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Dec 2008, 10:07 ص]ـ
أبومجاهدالعبيدي
وقد قال السخاوي: لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن لا يمكن فيه ذلك.
الصحيح هو ما قاله الأخ الفاضل جمال أبو حسان:
(ليس كل ما قيل فيه انه عديم الفائدة هو كذلك)
إذا كان السخاوي لم يعلم لعدد الكلمات في القرآن من فائدة، فهل يعني ذلك أن أحدا غيره لن يعلم؟ وهل ينسحب قول السخاوي على عصره وعلى العصور اللاحقة؟ هل قام السخاوي بعد كلمات القرآن آية آية وكلمة كلمة ووصل إلى تلك النتيجة؟ أم أنها العاطفة والتعصب والميل مع هوى النفس؟
هل هي مصادفة أن تأتي أول آية في ترتيب القرآن مؤلفة من 19 كلمة في موقع الترتيب 13 البقرة، وبعد 19 آية من بداية المصحف؟
هل هي مصادفة أن تأتي آخرآية في ترتيب القرآن مؤلفة من 19 كلمة في موقع الترتيب 13 أيضا في سورة الممتحنة المؤلفة من 13 آية؟
إنها الدعوة إلى التدبر في هذا العدد بالذات، هذه هي الحقيقة التي يجب أن نفهمها اليوم، لا أن نتوقف عند قول السخاوي وغيره، نخفي وراءه عجزنا عن البحث عن الحقيقة ..
نحن مع السخاوي في أن القرآن لا يقبل الزيادة أو النقصان ولكننا لسنا معه في أنه لا فائدة من عد كلماته، ألا يكون عد كلماته وحروفه هو الدليل على أنه لا يقبل الزيادة او النقصان؟
لقد قمت بعد كلمات القرآن، وحصرت عدد الآيات المتماثلة في عدد كلماتها (وأعتقد أنه لم يسبقني إلى ذلك أحد) أي: حصرت الآيات المؤلفة من كلمة - من كلمتين - من ثلاث .. إلى أطول آية في القرآن .. ثم حصرت الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الكلمات في آياته، فوجدت أن:
مجموع الأعداد الفردية هو 1444 (4 × 19 × 19)
كما أن مجموع الأعداد الزوجية المستخدمة هو 1444 أيضا.
هذه هي النتيجة العامة المذهلة الملأى بالأسرار، فأما التفاصيل فكثيرة ..
ما أود قوله: إن لعدد الكلمات والحروف في القرآن فوائد كثيرة وليست من البطالات،وجهل البعض بها - من القدماء أو المتأخرين - لا يعني أنها غير موجودة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Dec 2008, 07:40 م]ـ
عوداً حميداً يا أستاذ عبد الله , واسمح لي أن أقول:
لا شكَّ أنَّ مما لا فائدةَ فيه في عصرنا الحاضر , السعيُ إلى حمْل الناس على أنَّ في العد والعمليات الحسابية المعقدة المُتَكلَّفَة إعجازاً , واختلافُ القراءات كما بينتُ لك سابقاً أول ما يمكن معه إسقاطُ كثير من هذه المحاولات جملةً وتفصيلاً, اللهمَّ إلا إذا سعى حملةُ آلات الحاسبة وروادُ هذه المدرسة إلى كتابة الإعجاز العددي لكل روايةٍ على حدة فهذا أمرٌ آخرُ وهو أقربُ إلى المستحيل منه إلى الممكن.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Dec 2008, 08:41 م]ـ
عوداً حميداً يا أستاذ عبد الله , واسمح لي أن أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا شكَّ أنَّ مما لا فائدةَ فيه في عصرنا الحاضر , السعيُ إلى حمْل الناس على أنَّ في العد والعمليات الحسابية المعقدة المُتَكلَّفَة إعجازاً , واختلافُ القراءات كما بينتُ لك سابقاً أول ما يمكن معه إسقاطُ كثير من هذه المحاولات جملةً وتفصيلاً, اللهمَّ إلا إذا سعى حملةُ آلات الحاسبة وروادُ هذه المدرسة إلى كتابة الإعجاز العددي لكل روايةٍ على حدة فهذا أمرٌ آخرُ وهو أقربُ إلى المستحيل منه إلى الممكن.
هل ترى أيها الأخ الكريم في المثال الذي ذكرته تعقيدا أو تكلفا؟ هل تراه في حاجة إلى آلة حاسبة؟ إنه بسيط وسهل ودلالته واضحة، كما أنه لا يفقد دلالته في حالة الترجمة ..
هل لديك تفسير غير ما أراه أنا؟ لن أذهب بك الى سورة الممتحنة، فسورة المعارج، فسورة الغاشية، فسورة ..... في محاولة لإقناعك، لأن ذلك سيعقد المسألة عليك ..
فقط أعطنا تفسيرك للمملاحظة المذكورة:
أول آية في القرآن مؤلفة من 19 كلمة تأتي بعد 19 آية من بداية المصحف في الرقم 13 (البقرة)، وىخر آية من هذا النوع تأتي في الرقم 13 أيضا في سورة الممتحنة، السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 13 آية ..
ومن روائع الترتيب القرآني الملاحظة هنا:
عدد آيات البقرة هو 286 أي عدد من مضاعفات الرقم 13 (13 × 22)، وعدد آيات سورة الممتحنة 13 ..
مجموع آيات السورتين 299 .. عدد هو حاصل ضرب 23 في 13 ..
لاحظ العددين جيدا:
23 فترة الدعوة والرسالة 23 ..
13 فترة الدعوة في مكة 13 ..
10 حاصل طرح العددين: فترة الدعوة في المدينة ..
(للعدد 299 علاقة رائعة بأسماء الله الحسنى) ..
وأخيرا:
رقم ترتيب سورة البقرة 2
رقم ترتيب سورة الممتحنة 60
مجموع العددين 62 أي: 2 × 31 أي عدد من مضاعفات العدد 31 الذي هو معكوس العدد 13 ..
فيا أخي الفاضل: المسألة واضحة - ومثلها الكثير - ولا تحتاج إلى آلة حاسبة ولا أعتقد أنها صعبة على الإدراك. إنها أمام عينيك وأنت حر أن تفتحهما أو أن تغلقهما .. فما علينا إلا البلاغ.
مع احترامي
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Dec 2008, 10:08 م]ـ
يا أستاذ عبد الله:
أول آية هذه التي تتحدثُ عنها , مختلفٌ في إثباتها بين مصاحف المسلمين , والعدد الكلي أيضاً لآيات المصحف الذي كثيراً ما تستخدمُهُ في عمليات الحساب محل خلافٍ كبيرٍ معتبرٍ بين أهل العلم من لدن الصحابة حتى اليوم.
وربما تقول لي: إنك تعتمد على مصحف حفص الكوفي الذي بين يدي عامة المسلمين اليوم, وحينها أسألك قائلا:
هل يكون القرآن معجزاً في أعداد الكلمات والسور والآيات على روايةٍ واحدةٍ وعدٍ واحدٍ ويغيبُ هذا الإعجاز في تسع عشرة رواية أخرى ثبت بها القرآنُ تواتراً قطعياً , ويكونُ القرآنُ معجزاً في عدٍ واحدٍ من مذاهب العلماء في العد , ويغيبُ الإعجازُ العددي في بقية مذاهب العد المعتبرة عند المسلمين.
فلا بد للإعجاز أن يظهر في القرآن بكل وجهٍ ثبتَ به.
ولا يخفى على شريف علمكم الخلافُ المعتبرُ الموجودُ أيضاً في عدد الكلمات , فما هو مقطوعٌ في بعض المصاحف من الكلمات موصولٌ في مصاحف أخرى , وهذا يؤثر في أعداد كلمات المصحف كبئسما وبئس ما , وغيرها من مواطن الخلاف في المقطوع والموصول , فهل سنتعامى عن كل ذلك , لإثبات علاقةٍ بين عمليات الحساب وكتاب الله تعالى.؟
هاتان المسألتان هما ما أريد الإجابة عليه قبل الخوض في تفاصيل العمليات الحسابية المعقدة التي لا يمكن إجراءها بغير آلة حاسبة.
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Dec 2008, 09:20 م]ـ
سبحان الله! الموفق من وفقه الله، وهذه من التوفيقات للأستاذ الفاضل أبي مجاهد العبيديّ
- حفظه الله ورعاه - كما أحسب والله حسبي، وأستغفر الله تعالى من الخطأ والزلل.
فجزاكم الله خيراً على هذا الاختيار الموفق، ونفع بكم، ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
ثم نقول: سمعنا واطعنا:
فـ ((اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً))
و ((اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع)).
و ((اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علماً ينفعنا)).
وجزاكم الله خيراً – كذلك - على تنبيهكم المهمّ جداً الذي سطّرتم به إحدى مشاركاتكم الفاعلة بقولكم:
(تنبيه: النصوص التي أنقلها هنا تعبر عن رأي قائليها، ولا يدل إيرادي لها أن أتفق مع كل ما فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والغرض من جمع هذه الأقوال هو بيان أن هناك مسائل ذكر العلماء أنه لا فائدة فيها، وقد تختلف وجهات النظر حول كثير من هذه المسائل.فالمقصود: مجرد المثال.)
وما وافق به الدكتور جمال أبو حسّان – حفظه الله ورعاه - من أنه:
(ليس كل ما قيل فيه إنه عديم الفائدة هو كذلك).
وصحّح ما قاله موافقاً عليه الباحث الكريم عبد الله جلغوم الثائر دوماً – حفظه الله ورعاه - الذي نحمد الله تعالى على سلامته أولاً، وندعوه سبحانه أن ينزل عليه سكينته لتذهب حدّته، ويملأه صبراً، ليبقى هنا محاوراً فإن العصبيّة داء له ولغيره، وله بالذات أشدّ بسبب مرضه في القلب.
فكم يحتاج الباحث إلى هدوء أعصاب، وتفكير سليم ليتحفنا بما يكتشفه من أرقام توافقيّة تناسقيّة لطائفيّة مُلَحيّة إعجازيّة مذهلة في كتاب الله تعالى (سمّوها ما شئتم، كما قال عمر رضي الله عنه وأرضاه لبني تغلب عن الجزية وقد أنفوا من دفعها: ادفعوها وسموها ما شئتم)، والرجل يقول دوماً (وهنا أنا أتحدث عن الأستاذ جلغوم حفظه الله، لا عن غيره ممن كتب في الإعجاز العددي، فليس كل ما كُتب في الإعجاز العددي هو إعجاز عدديّ كما يقرّ بذلك الأستاذ، ومعه جرار وكحيل وغيرهم ممن كتب في هذا العلم خدمة لكتاب الله تعالى جزاهم الله خيراً): أنا لم آت بما أكتشفه من عندي؛ إنما أضع كتاب الله تعالى نصب عيني وأبحث فيه وفي أرقامه وترتيب سوره وغيرها مما هو متخصّص فيه.
فليت إخواننا الفضلاء حفظهم الله من المعارضين لهذا العلم أن يصبّروا أنفسهم ولا يحكموا على ذلك بادي الرأي ولا يوافقوه بادي الرأي؛ إنما بحاجة إلى التثبت والتدقيق، من قبل متخصّصين في التفسير والرياضيات، وإخلاص قبل ذلك وبعده، فقد نردّ أمراً بغير علم وهو حقيقة فأين نذهب من الله تعالى في كتابه؟
وهناك ضوابط أتحفنا بها علماء متخصصون في التفسير مثل الدكتور أحمد حسن فرحات – حفظه الله ورعاه - في ندوة الإعجاز العدديّّ في دبي، وغيره في المؤتمر الأول في الإعجاز العددي في المغرب، كما ذكرت أختنا الكريمة الشريفة فاطمة حفظهم الله تعالى، وبارك في جهودهم -. حتى لا ينفلت الأمر.
ونتمنى على الأستاذ محمود الشنقيطيّ - حفظه الله ورعاه - أن يقرأ في موقع الأرقام وغيرها من المواقع المتخصّصة إجابات على أسئلته والشبهات التي تثار حول الإعجاز العدديّ، فإن اقتنع بها فبها ونعمت، وإلا يبقى على قناعته بلا إلزام لغيره ألا يقولوا هو إعجاز فيما رأوه هم إعجازاً، وكذلك ألا يحاول من يرى في ذلك إعجازاً أن يلزموا غيرهم بذلك، فلكلٍ فهمه إن كانوا أهلاً للاجتهاد بالشروط المعتبرة التي وضعها علماؤنا المحققون الأثبات - رحمهم الله تعالى – وبالضوابط الاجتهاديّة التي قعّدوها لهذا العلم.
ثم أختم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل عبد الله بن بلقاسم على هذه الغيرة المحمودة على العلماء رحمهم الله تعالى، وكم أعجبتني كتابته البليغة، وراقت لي عباراته النفيسة التي تشي بنورانيّة عاليّة؛ كما أحسب ذلك ولا أزكي على الله أحداً، والحمد لله رب العالمين.
ملاحظة لأستاذنا الكريم جلغوم:
أتمنى أن يكون ما قاله الأستاذ الباحث عبد الله جلغوم حفظه الله وأتمّ عليه شفاءه عن الإمام السّخاويّ – رحمه الله تعالى – زلّة قلم عند قوله الملوّن بالأسود:
(إذا كان السخاوي لم يعلم لعدد الكلمات في القرآن من فائدة، فهل يعني ذلك أن أحدا غيره لن يعلم؟ وهل ينسحب قول السخاوي على عصره وعلى العصور اللاحقة؟ هل قام السخاوي بعد كلمات القرآن آية آية وكلمة كلمة ووصل إلى تلك النتيجة؟ أم أنها العاطفة والتعصب والميل مع هوى النفس؟)
غفر الله لنا جميعاً، وأختم بما قاله تعالى:
((ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم))(/)
معجم علوم القرآن (عرض مختصر) ....
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Dec 2003, 06:49 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فمن منطلق الدال على الخير كفاعله، هذا عرض مختصر لأحد الكتب الحديثة في علوم القرآن والمتخصص في بيان مصطلحات علوم القرآن، اسأل الله النفع والسداد ..
عنوان الكتاب:
معجم علوم القرآن: علوم القرآن، التفسير، التجويد، القراءات
المؤلف:
إبراهيم محمد الجرمي.
أسباب التأليف:
ذكر المؤلف لتأليف الكتاب أسباباً منها:
- خلو المكتبة الإسلامية منه في هذا العلم.
- كثرة المصطلحات علوم القرآن ووفرة مصادرها.
ما هي علوم القرآن التي تناولها المعجم:
أوضح المؤلف ذلك بأنه تناول: التفسير والتجويد والقراءات ومباحث علوم القرآن كما في كتابي الزركشي والسيوطي (وأمثالها).
منهج الكتاب باختصار:
- قسمه إلى أبواب رتبها على الحروف الهجائية الألفبائية.
- رتب المصطلحات داخل الأبواب وفق ترتيب حروف الهجاء.
لم يشر للمصادر والمراجع وإنما ذكر خلاصات مركزة استخلصها من دراسة تلك الكتب.
- استخدم النهج النقدي لا مجرد العرض والجمع.
-
حجم الكتاب:
يقع الكتاب في 360 صفحة من القطع العادي.
وطبع في دار القلم بدمشق سنة 1422 هـ الطبعة الأولى .. في صف رائق وجميل ..
وسوف أذكر لاحقاً نماذج من الكتاب إذا يسر الله تعالى أسأل الله تعالى العلم النافع والعمل الصالح ..
كما أرجو من الإخوة الإفادة بذكر ما اطلعوا عليه من المؤلفات في هذا المجال ..
والله أعلم ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Dec 2003, 03:10 م]ـ
نموذج من الكتاب:
" القراريط: هو تقسيم القرآن إلى أربعة وعشرين جزءاً وهي أرباع أسداس القرآن.
قال الإمام أبو عمرو الداني: وبها قرأت على شيخنا فارس بن أحمد.
وهذه هي القراريط مشاراً إلى ختام كل منها: 1 - البقرة 162. 2 - آخر البقرة. 3 - آخر آل عمران. 4 - النساء 147 ...... "
آخر:
قطر: رمز من الرموز الكلمية في ناظمة الزهر للشاطبي. وهو يرمز إلى العد المدني الأول والمدني الأخير.
مثال: قال الشاطبي:
بها المجرمون اترك له للأنام دع ... لمك والإنسان أو لا دعه للقطر ".
آخر:
" مبهمات القرآن: هي ما أبهم من أسماء الأشخاص والأماكن والآماد والأعداد الواردة في كتاب الله تعالى.
ومبهمات القرآن فرع من فروع تفسير القرآن، وهو يعتمد على الروايات المنقولة المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الآثار المنسوبة إلى الصحابة والتابعين.
وقد اهتم العلماء والمفسرون قديماً وحديثاً بتتبع مبهمات القرآن ومحاولة إزالة إبهامه بتعيين الأسماء والأماكن. ومن جملة من اهتم بالمبهمات القرآنية الصحابة رضي الله عنهم، فعن ابن عباس ـ كما في البخاري ـ قال: مكثت سنة أريد أن اسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أستطيع أن اسأله هيبة له. فلما سأله أخبره عمر بأنهما حفصة وعائشة.
وعن ابن عباس قال: طلبت اسم رجل في القرآن، وهو الذي خرج مهاجراً إلى الله ورسوله، وهو حمزة بن العيص.
ومن الكتب المفردة لمبهمات القرآن:
- التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام.
- التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإبهام لابن عساكر الغساني.
- غرر البيان لمبهمات القرآن لبدر الدين ابن جماعة الحموي.
- مفحمات الأقران في مبهمات القرآن لجلال الدين السيوطي.".
هذه نماذج من الكتاب وليس المقصود التقييم.
وأرجو من الإخوة الإفادة بذكر ما اطلعوا عليه من المؤلفات في هذا المجال ..
والله أعلم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Feb 2005, 04:02 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ فهد على هذا العرض. ولا تزال علوم القرآن بحاجة إلى مزيد من التصنيف في هذا الباب لأهمية كتب المعاجم المختصة في زماننا هذا للباحثين. ولا أدري هل صنعت (مكتبة لبنان - ناشرون) معجماً مختصاً بعلوم القرآن كما صنعت ببقية الفنون؟
ـ[فداء]ــــــــ[13 Nov 2007, 01:36 م]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا العرض المميز.
وأريد أن أسأل: أين وجدتم هذا الكتاب؟
لأني بحثتُ عنه في: دار طيبة + المؤيد + العبيكان + بلنسيه، ولم أجده!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Nov 2007, 01:46 ص]ـ
الأخ فداء بارك الله فيك ..
الحقيقة لا أذكر الآن من أين اشتريت الكتاب، لكنه من مطبوعات دار القلم ـ دمشق .. الطبعة الأولى 1422هـ.
ومكتوب في بيانات الكتاب:
تطلب جميع كتبنا من:
دار القلم ـ دمشق: ص. ب: 4523، ت: 2229177
الدار الشامية ـ بيروت: ص. ب: 6501/ 113 ـ ت: 653655/ 653666
توزع جميع كتبنا في السعودية عن طريق:
دار البشير ـ جدة: ت: 6608904 ـــــ 6657621
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Nov 2007, 05:55 ص]ـ
جزى الله خيرا أخانا فهد على هذا العرض
ولأساتذنا الدكتور أحمد سعد الخطيب عناية بهذا الجانب، وقد قطع في الكتابة فيه شوطا فلعله يبادر إلى إنهائه وإتحافنا بما فيه من درر وفوائد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Nov 2007, 09:38 ص]ـ
أولا: لم تصدر مكتبة لبنان معجما في هذا الموضوع حتى اليوم.
ثانيا: لدي كتب ثلاثة ذات تعلق بهذا الموضوع:
1 - مصطلحات علوم القرآن: تأليف الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي، 1423
2 - معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات: تأليف الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري 1425، من مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود
3 - أشهر المصطلحات في فن الأداء وعلم القراءات: تأليف أحمد محمود عبد السميع الحفيان 1422، دار الكتب العلمية.
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[14 Nov 2007, 10:35 م]ـ
سيعيد أستاذنا الدكتور إبراهيم الجرمي طبع معجمه بعد أن أضاف إليه إضافات ذات بال، و عسى أن يكون هذا قريبا، فارتقبوا
ـ[فداء]ــــــــ[15 Nov 2007, 09:25 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
لقد وجدتُ الكتاب في مكتبة الرشد، والحمد لله رب العالمين.
وقد قرأت فيه فوجدتُه نفيسًا فريدًا.
جزى الله كاتبه خير الجزاء.(/)
أين المقابلة مع عبدالله ابن الشيخ الشنقيطي رحمه الله؟؟؟
ـ[المحيميد]ــــــــ[04 Dec 2003, 08:15 م]ـ
فقد سبق وإن وعدنا بنتيجة اللقاء، التي وضعنا لها أسئلتنا.
فهل حصل علم لم نعلم به؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Dec 2003, 08:35 م]ـ
الأخ المحيميد وفقه الله ..
أشكرك على سؤالك الكريم عن المقابلة وسوف ترى النور قريباً إن شاء الله، ولم يبق إلا أن القليل ..
ونحن على موعدنا في إخراجها وقد نبهت إلى أنه قد فهم أنها ستنزل في الملتقى في شعبان الماضي خطأ، ونحن حريصون جداً على إخراجها ..
وأرجو من الله التوفيق والسداد
وفقكم الله
أخوك
ـ[المحيميد]ــــــــ[04 Dec 2003, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا على سرعة تجاوبك.
وما بعثني على استفساري؛إلا شوقي لها. أسأل الله لكم الإعانة والتوفيق، وجعل ماتقوم به في موازين حسناتكم(/)
بحث عن كتاب
ـ[السهيلي]ــــــــ[04 Dec 2003, 11:49 م]ـ
الأخوة في المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابحث عن كتاب يتناول دراسة أثر المتشابه في القرآن الكريم في الأحكام الفقهية والعقائدية
وأي معلومات عن هذا الموضوع نأمل المساعدة
وجزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير(/)
كيف قرأ شعبة: (ولؤلؤا)؟
ـ[*أبو عبد الله*]ــــــــ[05 Dec 2003, 04:47 م]ـ
كيف قرأ شعبة (لؤلؤا)؟
بأبدال الهمزة الأولى لن بماذا؟ أهي ياء أم واو. آمل الإفادة مع التوثيق.
2 - السوسي لا يبدل همزة (مؤصدة) لئلا تلتبس بلغة أخرى، آمل توضيح ذلك.
ولكم شكراً جزيلاً.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[06 Dec 2003, 07:45 م]ـ
اخي افيدك في الأولى ان شاء الله،
فرسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (لولؤا) في رواية شعبة عن عاصم ...
ومرجعي هو ما تعلمته من شيخي ومن مصحف القراءات
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[07 Dec 2003, 11:53 ص]ـ
أخي في الله:
يقرأشعبة ((لُولُؤًا))
بهمز الواو الثانية فحسب
هذا متلقيناه عن مشايخنا بالإسناد
والله أعلم
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[09 Dec 2003, 12:24 م]ـ
السلام عليكم
أبدل شعبة بن عياش في روايته الهمزة بين لامين واواً في كلمة (لؤلؤ) فتقرأ (لولؤ) سواءً جاءت معرفة أو نكرة
المرجع: كتاب الرياش في رواية شعبة بن عياش للشيخ محمد نبهان بن حسين مصري وهو كتاب لطيف سهل للمبتدئين.
رابط الكتاب: من موقع الشيخ نبهان المصري ( http://www.quraat.com/book2.html)
ملحوظة: (الكتاب يعتمد رواية شعبة من طريق الشاطبية)
والسؤال الثاني لا علمه، ولعل الأساتذة الأفاضل في هذا الملتقى المبارك يرشدوك إلى ما يفيد .........
والله أعلم
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:32 م]ـ
الاخ خالد عبد الرحمن ..
غفر الله لك ولشيخك, ورفعك الى قدر من يقدّره حق قدره!.(/)
إشكال حول المتواتر عند المفسرين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Dec 2003, 11:13 م]ـ
المتواتر عند المحدثين له شروطه المعروفة، وهي مأخوذة ـ عند التحقيق ـ من المتكلمين، وفي بعضها نقاش، ولست هنا بصدد الحديث عنها، وإنما سؤالي:
حينما وصفت القراءات السبعية بـ (المتواترة) فهل طبقت عليها شروط الحديث المتواتر عند المحدثين؟
فإن كان الجواب: نعم، فيشكل على ذلك أن بعض القراءات تنتهي عند صحابيٍ واحد فقط أو اثنين، أو حتى ثلاثة، ومثل هذا ـ عند المحثين ـ لا يدخله في جملة المتواتر ـ وإن اختلفوا في العدد الذي يثبت به التواتر ـ.
ثم إذا قلنا ـ على سبيل المثال ـ: إن قراءة قراءة حفص عن عاصم ليست متواترة عند ابن جرير ـ كما توصل إلى ذلك الشيخ الفاضل المفيد د. مساعد الطيار ـ فكيف صارت متواترة عند من أتوا بعده؟! لأنه حيئذ قد فقد التواتر في إحدى الطبقات ـ وهذا على حد المحدثين ـ.
فهل من إزالة لهذا الإشكال القائم عندي؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2003, 10:56 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالله الجديع في (تحرير علوم الحديث) 1/ 43 كلاماً جيداً حول هذه المسألة، أذكره ملخصاً من باب المذاكرة هنا مع بعض التصرف طلباً للاستفادة منكم أبا عبدالله ومن جميع الإخوة وفقهم الله.
حيث ذكر أنَّ التواتر قسمان:
1 - تواتر ضروري. وهو ما أغنى في صحته عن البحث في الإسناد. وتواتر القرآن الكريم من هذا القسم، ولذلك فإنك لا تجد شرط التواتر المعروف عند المحدثين مطبقاً ولا يبحث أصلاً عند الحديث عن تواتر القراءات، وما هذه الأسانيد التي بأيدي الناس اليوم إلا من باب طلب اتصال الأسانيد فحسب وليس فيها شرط التواتر، وهي تنتهي إلى أفراد في آخرها أو في أثنائها.
2 - تواتر نظري. وهو ما كان موقوفاً على جمع الطرق والروايات، فهو مبني على البحث والنظر، والعلم بهذا القسم غير حاصل ضرورة كتواتر نقل القرآن المستغني عن الأسانيد والطرق. ومن هذا القسم التواتر في الأحاديث النبوية، وهو لا يستغنى فيه بمجرد تعدد الأسانيد عن ثبوت أفرادها، فمن الأحاديث ما تعددت أسانيده وكثرت، لكنها واهية ولا يثبت منها شيء.
وهذا المعنى أغفله أكثر من تعرض لهذا الموضوع، خصوصاً أن أكثر من تكلم في التواتر هم الأصوليون، وهؤلاء تكلموا في التواتر الضروري، كتواتر القرآن، ومن ثمَّ عدَّاه طائفة إلى الحديث، وأغفل هؤلاء أن نقل القرآن ليس كنقل الحديث، فلا يستويان، فتواتر القرآن أغنى في صحته عن البحث في الإسناد، بخلاف تواتر الحديث، فإن عمدته على الإسناد، ويكفيك دليلاً على ضعف القول باستغناء الحديث المتواتر عن الإسناد ما تنازعوه في قدر ما يدعى فيه التواتر فإن موجب التواتر التسليم لصحته دون مناقشة على طريقة أهل الأصول، فكيف يصح التنازع بعدُ في شيء من ذلك: هو متواتر أو غير متواتر؟
وأما ما ذكرته أخي الكريم عن رواية حفص عن عاصم، وأنها لم تتواتر عند الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله فالذي فهمته أنا أنها لم تبلغه لا بطريق التواتر ولا بغيره، حيث لم يشر إليها في تفسيره، وهذا أمر يدعو للغرابة حيث قد ذكر عنه رحمه الله أنه ألف كتباً جامعاً في القراءات، وتلميذه ابن مجاهد هو الذي وضع كتاب السبعة، وهو كان في بغداد حاضرة العلم حينذاك! فعدم بلوغ هذه الرواية لابن جرير أمر مستغرب ولعل الأيام تكشف لنا المزيد من العلم حول هذه المسألة بعون الله.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[07 Dec 2003, 06:36 م]ـ
ينبغي أن يفرق بين تواتر القرآن، وتواتر القراءات، فالأول ضروري قطعي لاإشكال فيه، وأما الثاني فهو محل البحث، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الموضوع على الرابط:
أركان القراءة المقبولة .. أحمد البريدي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=224) .(/)
هل هناك آية تسمى بآية البر؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Dec 2003, 03:14 م]ـ
السلام عليكم
هل هناك آية تسمى بآية البر؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[08 Dec 2003, 09:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
الأخ الفاضل أبا صفوت:
قال الله، تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة:177)
من المجموع ( http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=3054)(/)
د. التركي يبشركم أن "الدر المنثور" بين أيديكم قريباً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Dec 2003, 10:04 م]ـ
نشرت صحيفة الجزيرة السعودية اليوم الأحد 13/ 10/1424هـ (العدد 11392) مقالاً مطولاً لمعالي د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، خلاصته أن كتاب السيوطي "الدر المنثور" سيطرح قريباً، ويوزع على طلبة العلم، بعد أن تم تحقيقه على عدة أصول خطية، وألخص ما قاله معاليه في عمله بقوله هو:
"فاستعنا بالله على تحقيق الكتاب بالتعاون مع مركز هجر للدراسات العربية والإسلامية، ويسر الله لنا مجموعة من الأصول الخطية، أُتم بها ما وقع في الطبعة السابقة من نقص، وصُح ما وقع فيها من تصحيف. ولإتمام الفائدة تم عزو ما أمكن من الآثار إلى مواضعها من مصادرها، إن كانت موجودة، أو إلى الوسائط التي تضمنتها إن كانت مفقودة، مع ذكر ما حكم به علماء الفن من حكم على الحديث صحة وضعفاً، على قدر ما أسعفنا الجهد والإمكان، وشرح غريب الألفاظ، والتعليق على القراءات، راجين في الأخير أن يبلغ الله المقصود من هذا الديوان الكبير الجامع النافع".
فجزى الله معالي الدكتور على مساعيه الحميدة في نشر كتب أهل العلم.
ولمن أراد الاستزادة في قراءة المقال بطوله، فعلى هذا الرابط:
موسوعة الدر المنثور أبدع جوامع التفسير على منهج السلف الصالح ( http://www.al-jazirah.com.sa/356449/ar5d.htm)
بقلم الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Dec 2003, 04:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالله وبشرك بكل خير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Dec 2003, 07:08 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالله على الخبر المفرح وإنا بخروج أصله ترجمان القرآن أسعد.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[11 Dec 2003, 01:12 م]ـ
ادعى عمرو غرامة العمري، أن لديه الأصل "ترجمان القرآن"
ولما سألته شخصيا زعم أن الجمارك في مصر قد صادروه منه
فالله أعلم بصحة ذلك.(/)
تفاسير الظاهرية
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 Dec 2003, 10:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد
فأنا أقرأ في كتب علوم القرآن فصولا في التفسير و ذكر أنواعه و مناهجه و ما إلى ذلك، حتى أنهم يذكرون تفاسير الصوفية ـ الإشارية ـ و تفاسير الشيعة ـ عليهم لعائن الله و غضبه ـ و يهتمون بذكر أنواع التفاسير لكل الطوائف والمذاهب، و لكني لم أجد أي ذكر لتفاسير الظاهرية، رغم أن أصولهم ـ كما لا يخفى ـ حقيق بها أن يكون لها أكبر الأثر على تفاسيرهم، و على الروح العام للتفسير، فضلا عن الروح الخاص، بل أصولهم كفيلة بأن تجعل تفاسيرهم منفصلة كل الانفصال ـ شكلا و مضمونا ـ عن كل التفاسير الأخرى
فهل من مشايخنا الكرام من يتكرم علينا بذكر تفاسير الظاهرية
و لا سيما المشهور منها و المعتمد عندهم؟
تنبيه / كثرة أسئلتي عن الظاهرية إنما هي لكوني أهتم بأصول المذاهب عامة، سواء الجمهور أوالحنفية أو غيرهم، و ليس عندي أي ميل للظاهرية، فأنا حنفي في الدراسة الأزهرية وأدرس المذهب الحنفي أصولا و فروعا وأميل إلى هذه المدرسة
و السلام عليكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Dec 2003, 07:13 ص]ـ
معنا في هذا الملتقى الشيخ أحمد القصير ورسالته في الما جستير بعنوان: أراء ابن حزم الظاهري في التفسير فلعله يتحفنا بما توصل إليه.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Dec 2003, 04:13 م]ـ
أخي الكريم محمد يوسف:
يعتبر ابن حزم من أئمة المذهب الظاهري وكانت رسالتي في الماجستير بعنوان: آراء ابن حزم في التفسير جمعا ودراسة من الفاتحة حتى نهاية الحزب الثالث، وهو مشروع كبير سجل فيه عدة رسائل علمية، وذكرت في الخاتمة أهم ما توصلت إليه من نتائج، وقد كتبتها في مشاركة سابقة وهي في الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=586
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:34 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الفاضل / أحمد القصير على ما أفدتمونا به من رسالتكم
و أسأله تعالى أن يبارك في عملكم و علمكم ـ آمين ـ(/)
الإمام محمد بن جرير في ملتقى أهل التفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Dec 2003, 07:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظراً لإمامة العلامة محمد بن جرير الطبري في علم التفسير، ومكانة تفسيره العظيم (جامع البيان في تأويل آي القرآن)، فقد ألقى ذلك بظلاله الواضحة على الموضوعات المطروحة في ملتقى أهل التفسير، وتمت مناقشة العديد من المسائل المتعلقة بتفسير هذا الإمام ومنهجه في التفسير وموقفه من القراءات وطبعات تفسيره وتحقيقاته وغير ذلك.
من أجل ذلك أحببت أن أجمع روابط كل ما دار حول تفسيره أو منهجه من أسئلة وبحوث في مكان واحد ليستفيد المتصفح من هذه الروابط في تكامل الصورة لديه عن تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بعلم كتاب الله، فرحمه الله رحمة واسعة. ولا زال البحث قائماً، والفوائد تترى حول تفسير ابن جرير الطبري، فهو بحر لا ساحل له، وإنما هذه فوائد من هنا وهناك، فيها محاولة جادة لإيضاح الصورة، وإظهار فضل هذا العالم الجليل.
وأحب أن أشير إلى أن كل هذه المشاركات تهدف في نهاية المطاف إلى فهم منهج ابن جرير ومحاولة تلمس دقائق منهجه من خلال كتابه، وليس فيها أي تنقص له رحمه الله أو طعن عليه أو على غيره، لأنه ربما يفهم بعض الإخوة من كثرة مناقشة مسائل تفسير ابن جرير أن في ذلك تنقصاً له أو لمنهجه، وهذا لم يكن ولله الحمد، والغاية واضحة ونبيلة، والهدف هو نشر علم هذا العالم الفذ، وتقريبه للدارسين بحسب اجتهاد الكاتبين، مع صدق النية، ونبل المقصد. والله الموفق سبحانه وتعالى، وجزى الله جميع من أدلى بدلوه، وشارك برأيه وعلمه في هذا الملتقى العلمي، وأسأل الله أن يبارك لهم في علمهم ووقتهم.
الإثنين 14/ 10/1424هـ
أولاً: الإمام الطبري كمقرئ: -
- القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري ... للأخ عبدالرحمن السديس. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=786) .
- رواية حفص عن عاصم ليست من مرويات الإمام ابن جرير الطبري .. للدكتور مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1071) .
- هل أنكر ابن جرير الطبري قراءة متواترة أو ردها؟ .. للدكتور مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=991) .
- سؤال عن رسالة علمية بعنوان (منهج الإمام الطبري في القراءات، وضوابط اختيارها في تفسيره) .. للأخ عبدالله السليمان. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1138).
ثانياً: الإمام الطبري كمفسر: -
- سؤال عن منهج ابن جرير في تفسيره .. للأخ متعلم. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=942) .
- ملخص منهج الإمام الطبري في تفسيره للدكتور مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95) .
- محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الطبري .. لعبدالرحمن الشهري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) .
- نظرات في تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير ابن جرير الطبري .. للدكتور مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=159) .
- سؤال عن أفضل طبعات تفسير الطبري .. للأخ مجاهد. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=916) .
- تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر على الانترنت .. لعبدالرحمن الشهري. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=35) .
- مقارنة بين منهج ابن جرير الطبري ومنهج الزمخشري .. للأخ أبي عادل الشريف. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=866) .
- طلب تعريف بمختصر التجيبي لتفسير الطبري .. للأخ محمد يوسف. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=135) .
- تقرير عن كتاب (مختصر تفسير ابن جرير) .. للأخ المتفقه. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=295) .
- هل هذا أصل مطرد عند ابن جرير الطبري .. للشيخ أبي مجاهد العبيدي. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1021) .
- أوجه ثبوت الخبر النبوي عند ابن جرير الطبري .. للأخ أبي بيان. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1119) .
- الإمام الطبري والباحث المتهور .. للأخ المنصور. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1096) .
- كتاب الإسرائيليات في تفسير الطبري .. للأخ الراية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=828)
- وهنا أيضاً. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=827) .
- الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر, وليس أحمد شاكر للأخ نايف الزهراني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2684)
- اتهام الطبري رحمه الله تعالى بالتشيع - العويشق ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2156)
وسأجتهد مستقبلاً في إضافة الجديد حول هذا الموضوع إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Dec 2003, 12:11 م]ـ
شكر الله لك ابا عبد الله هذا الجهد , وهذا من باب توارد الأفكار فلقد كنت عزمت على جمعها لأهميتها وسبقتني وكنت دائما سباقاً للخير نفع الله بك , ولعل هذه الفكرة تعمم على بقية المواضيع التي حظيت بمزيد عناية في الملتقى وتجمع في مكان واحد تحت عنوان واحد , فمن يضع الخطوة القادمة.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[09 Dec 2003, 08:27 م]ـ
بارك الله فى جهد جميع أعضاء الملتقى فى هذا الجمع المبارك.
وأ شكر أخي عبد الرحمن على جمعه هذا، الخالى من عبارات الاستفهام، والتساؤلات المشوشة.
فبهذه الطريقة يمكن التواصل والامتداد إلى كل مسألة علمية طالها البحث العلمي عند ابن جرير رحمه الله.
أسأل الله لك التوفيق أخى الكريم عبد الرحمن الشهري أنت وإخوانك الكرام لعمل كل خير، وأرجو المعذرة، فى ماقد تسببه بعض المداخلات من سوء فهم منى ومن أي أحد يدخل لهذا الملتقى المبارك.
وأحب أن أضيف هنا أنني أرغب إليك إدراج العبارتين التاليتين:
الأولى: منهج الإمام الطبري كمقرئ ووضع كل مايتناوله العلماء فيه.
الثانية: منهج الإمام الطبري كمفسر ووضع كل مايتناوله البحث أيضا.
وهكذا باقى المسائل.
وملاحظتى هى بسبب ومن أجل ألا يحصل تداخل بين العلوم، فكل مسألة فى نظر صاحبها هى الأولى لتخصصه.
ويؤثر عن الإمام مالك:أنه قال كل علم يسأل عنه أهله.
وفقكم الله جميعا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2003, 10:01 م]ـ
شكر الله لكم أخي الكريم الدكتور أمين الشنقيطي على حسن ظنكم بأخيكم، وقد قمت بتنفيذ ما أشرتم به وفقكم الله، وأما ما أشرتم إليه مما قد يحدث من مداخلات أحياناً فأحب أن أطمأنك أننا جميعاً في هذا الملتقى ننشد العلم النافع لا غير، ونسعى لإيجاد واحة علمية متخصصة موثوقة تجمع أمثالكم من العلماء النابهين الذين ينفعون المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وأنت وأمثالك وفقكم الله ممن نتقرب إلى الله بحبهم والدعاء لهم بالتوفيق بظهر الغيب، ونسعد أيما سعادة بمشاركتهم لنا في هذا الموقع، ونشعر بالطمأنينة ونحن نكتب في هذا الملتقى؛ لعلمنا بأن معنا من إذا أخطأنا قومنا، وإذا خرجنا عن الجادة ردنا إليها بحسن أدب، وسعة علم، وقوة حجة وبرهان.
وأبشرك أخي العزيز أن أصحاب الفضيلة المشرفين على الملتقى - وفقهم الله - يتمتعون قبل العلم بحسن الخلق، وقبل التخصص الدقيق بسعة الأفق وبعد النظر، وليسوا ممن يضيق صدره بطرح المسائل العلمية إن شاء الله.
ولسنا ولله الحمد مولعين في هذا الملتقى ولا في غيره بإثارة العواصف، وافتعال المشكلات النقدية في مسائل العلم، وحول الأئمة الكبار كالإمام الطبري رحمه الله؛ لأن البحث العلمي ولا سيما إذا دار حول الأئمة بحث موضوعي، لا يؤتي ثماره في عواصف الضجيج، والحوارات الملتهبة، ولكنه يصل إلى غايته في جو من الهدوء العاقل، والعلم المركز، حين يتحدث الكاتب عن المسائل العلمية النافعة، والتي قد تخفى أحياناً على بعض طلاب العلم، في جو مشبع بالأدب والتقدير، مع مراعاة الحيدة التامة، والإنصاف الصادق.
ونقد الرواد والعلماء ليس تعصباً عليهم، ولا قدحاً فيهم، بدليل إنصافهم وتقديرهم وإظهار محاسنهم في مواقف كثيرة أخرى، والمجال يبقى دائماً مفتوحاً للتعقيب والنقد، لأن الكلمة الأخيرة لم تقل بعد في كثير من المسائل العلمية، ما دامت هناك أوجه للنظر تلوح للدارسين بعد الخفاء، ولكن الحلقات المتصلة في توضيح البواعث والنتائج، تسهم في تحقيق الغاية المبتغاة بإذن الله تعالى.
شكر الله لكم شيخنا الكريم ونفعنا وإياكم بالعلم، ووفقنا للعمل الصالح.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[05 Jun 2004, 08:22 ص]ـ
استجابة لرغبة الأخ أحمد البريدي - حفظه الله -
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=2012)
وأرجوا من الأخ عبدالرحمن إكمال ما بدأه , في هذا الموضوع , وإذا سمح لي بإكمال الموضوع فعلت
والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[جنتان]ــــــــ[20 Jun 2007, 10:41 م]ـ
بارك الله فيكم أخوتي ونفع بكم الإسلام والمسلمين كما نفعتمونا ...
أختكم ....
ـ[عمر العسيري]ــــــــ[07 Jun 2010, 11:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يوجد بحث حول أسانيد ابن جرير في تفسيره؟
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يوجد بحث حول أسانيد ابن جرير في تفسيره؟
بارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قام الأستاذ أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري بدراسة قيمة عن رجال أسانيد تفسير الطبري في كتابين سبق عرضهما في الملتقى تحت عنوان ..
- عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7038)
- صدور (المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري) لأكرم زيادة. ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=31501)
وهناك نقاش سبق أن دار حول أسانيد تفسير الطبري يمكنك الاطلاع عليها في موضوع بعنوان:
- أسانيد الطبري ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3746)(/)
فوائد من الأنفال
ـ[أبو مريم المصري]ــــــــ[08 Dec 2003, 07:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا أن تدلوني على مكان به فوائد من سورة الأنفال
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2003, 06:03 ص]ـ
أخي الكريم أبا مريم وفقه الله
يمكنك الاستفادة من الكتب التالية:
- تفسير سورة الأنفال للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله تعالى.
- تفسير (في ظلال القرآن) تفسير سورة الأنفال. لسيد قطب رحمه الله.
وستجد فيها ما يسرك إن شاء الله من الفوائد والاستنباطات والتوسع في التفسير.
ـ[أبو مريم المصري]ــــــــ[09 Dec 2003, 10:15 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
قد اطلعت على الظلال وكنت أود المزيد لا سيما لو كان على النت سهل التحميل أو الاطلاع(/)
هل يستدل بفهم الصحابي لهذه الآية على اعتبار مذهب الظاهرية؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Dec 2003, 08:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، مشايخي الكرام
يقول تعالى ((حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر))
روى البخاري و مسلم في صحيحيهما أن عدي بن حاتم ـ رضي الله تعالى عنه ـ حين سمع هذه الآية أخذ عقالا أبيضا و آخر أسودا ... الحديث
هل يستدل بهذه الحادثة على اعتبار المذهب الظاهري؟
حيث إن الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد أخذ بظاهر اللفظ دون الانتباه إلى المراد منه الذي يفهمه جل العرب.
و لا يدخل على ذلك بأن يقال: إن ذلك ليس تمسكا بالظاهر بل هو مما يفهم من الحديث، أي أنه من قبيل المشترك اللفظي وأن الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد حمل اللفظ على أحد معانيه المشتركة
أقول // لا يقال ذلك، فهو مردود عليه بأنه لا يفهمه العرب قطعا من هذا اللفظ، حتى أن بعض المفسرين أنكر وقوع ذلك من الصحابي، فقد استبعد الفخر الرازي هذه الرواية على رجل مثل عدي بن حاتم، فقال ما معناه: إنه يبعد على أي رجل أن يفهم من هذا اللفظ أن المراد الخيط الأبيض حقيقة مع قوله: من الفجر خصوصا و قد كان هذا التعبير مألوفا عند العرب. و كان ذلك عندهم اسما لسواد الليل و بياض النهار في الجاهلية قبل الإسلام.
و أقول ذلك مع علمكم بحادثة قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ (لا يصلين أحدكم العصر إلا ببني قريظة) فقد تمسك بعضهم بالحكمة و المقصود من الأمر، و تمسك البعض الآخر بالظاهر الجامد للنص، و لم ينقل إلينا إنكاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل أقر كل منهم على فهمه ـ أو فعله ـ و سواء كان الإقرار على الفهم أو الفعل، فهو إقرار لهم بجواز ما ذهبوا إليه، و أنه أجزأهم بدليل عدم الأمر بالإعادة، و صحة الفرع مبناها صحة الأصل المفرّع عليه
و السلام عليكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Dec 2003, 11:54 م]ـ
أخي الفاضل محمد يوسف بارك الله فيه ..
أحب أشارك في موضوعك بهذه النقاط:
أولاً: لا يصح إنكار ما حدث من عدي بن حاتم رضي الله عنه ـ ولو نقل ذلك عن بعض العلماء ـ بعد العلم بثبوته في الصحيح بناء على استبعاد هذا الفهم عن رجل مثله، وأهل الأصول يقولون أصدق دليل على الجواز هو الوقوع، فإذا ثبت وقوعه دل على جوازه على مثل عدي رضي الله عنه من العرب.
ثانياً: أنه لا يسلم أحد من الخطأ، وفهم النص القرآني على الوجه المراد قد يصيب فيه المفسر وقد يخطئ، وهذا وارد عن الصحابة رضي الله عنهم في تفسير القرآن، ولا ينقص ذلك من قدرهم رضي الله عنهم وأعلا منزلتهم، ولا يخفاك تأول قدامة رضي الله عنه حِل الخمر لمن هو مثله لقوله تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ... ) الآية. فقال له عمر رضي الله عنه: (إنك أخطأت التأويل). وهنا أخطأ عدي رضي الله عنه وصوّب له النبي صلى الله عليه وسلم بطريقته النبوية الشريفة في التعليم حيث تبسم في وجهه وأبان له المعنى الصحيح.
ثالثاً: هناك فرق أخي الكريم بين الأخذ بظواهر النصوص وبين مذهب الظاهرية، فالأخذ بظواهر النصوص هو الأصل ـ على تفسير ظاهر اللفظ أنه المتبادر منه ـ ولذلك رد الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله على من قال: " أن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر " وقال: " فهذا أيضاً من أشنع الباطل وأعظمه ... والتحقيق الذي لا شك فيه، وهو الذي كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامة علماء المسلمين أنه لا يجوز العدول عن ظاهر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال من الأحوال بوجه من الوجوه، حتى يقوم دليل صحيح شرعي صارف عن الظاهر إلى المحتمل المرجوح ". (أضواء البيان: 7/ 438).
هذا من حيث الأصل دون تحرير للمثال المذكور هل فهم عدي رضي الله عنه هو الظاهر من الآية أم لا فليتنبه.
وأما مذهب الظاهرية فقد اشتهروا بالأخذ بظواهر النصوص ولكن الخطأ ليس هو من هذه الجهة فحسب وإنما هو لعدم اعتبار أدلة أخرى كالقياس مثلاً، ولذا خالفوا الجمهور في مسائل كثيرة بناء على الخلاف في الأصول بينهم وبين الجمهور.
وأما اعتبار خلاف الظاهرية في المسائل أو عدم اعتباره فقد ذكر بعضهم هذه المسألة وبين الخلاف في اعتبار مذهب الظاهرية في المسائل الفقهيهة.
رابعاً: ألف الإمام ابن حزم كتابه الإحكام، وبين فيه مذهب الظاهرية في الأصول وأدلتهم، ولا يمكن الحكم على أصولهم هكذا برد تعلقهم بآية أو سنة، فهو مذهب له وعليه كبقية المذاهب، والأفضل ـ والعلم عند الله ـ هو طرح بعض المسائل والأصول التي ذهبوا إليها ومناقشتها علمياً، أما الاستدلال للمذهب ككل أو رده فغير ممكن، وهو نظير الاستدلال لأحد المذاهب الأربعة جملة.
ولذا فمن المستحسن تحرير قول الظاهرية ومن ثم بيان أدلتهم والجواب عليها حتى يعلم وجه الحق في المسألة دون رد إجمالي أو قبول إجمالي .. وإلا فلو أجاب أحدهم بأن الحديث دليل للظاهرية فالسؤال: دليل لهم على أي مسألة.
خامساً: ما ذكر من قصة بني قريظة دليل على جواز الاجتهاد، ولكلا النظرين وجه فمن أخذ بالمقصود وهو السرعة صلى العصر في الطريق، ومن أخذ بظاهر الأمر صلى العصر في بين قريظة، وحبذا ألا يسمى الظاهر الجامد، لأنه فهم له وجهه ولم يُعلم خطؤه إلا بعد معرفة قول النبي صلى الله عليه وسلم للطائفتين.
سادساً: ارجو التكرم بإعادة النظر في ما ذكرتموه بارك الله فيكم من قاعدة (صحة الفرع مبناها صحة الأصل المفرّع عليه) ..
واسأل الله لكم التوفيق والسداد ..
والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 Dec 2003, 06:52 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: محمد يوسف
حتى أن بعض المفسرين أنكر وقوع ذلك من الصحابي، فقد استبعد الفخر الرازي هذه الرواية على رجل مثل عدي بن حاتم، فقال ما معناه: إنه يبعد على أي رجل أن يفهم من هذا اللفظ أن المراد الخيط الأبيض حقيقة مع قوله: من الفجر خصوصا و قد كان هذا التعبير مألوفا عند العرب. و كان ذلك عندهم اسما لسواد الليل و بياض النهار في الجاهلية قبل الإسلام.
أخي الكريم
دع عنك الرازي وضلالاته، وإنكاره للحادثة لا يغير شيئاً. مع العلم أن قول الله تعالى "من الفجر" لم يكن قد نزل منذ البداية وهذا سبب خطأ الصحابة في تفسيرها.
أما الأخذ بظاهر الأية القرآنية فهو الأقرب لمنهج السلف.
قال الطبري في تفسيره (7\ 221): «الكلام إذا تنوع في تأويله فحمله على الأغلب الأشهر من معناه أحق وأولى من غيره، ما لم يأت حجة مانعة من ذلك يجب التسليم لها». وقال (12\ 40): «كلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب، إلا أن تقوم حجة على شيءٍ منه بخلاف ذلك، فيُسلّم لها. وذلك أنه -جل ثناؤه- إنما خاطبهم بما خاطبهم به لإفهامهم معنى ما خاطبهم به». وقال (17\ 35): «والواجب أن يوجه معاني كلام الله إلى الأغلب الأشهر من وجوهها المعروفة عند العرب، ما لم يكن بخلاف ذلك ما يجب التسليم له من حجة خبر أو عقل».(/)
دلالات كلمة (إرم) .. في سورة الفجر
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[08 Dec 2003, 09:32 م]ـ
بحثت عن دلالات كلمة إرم في سورة الفجر في تفسير ابن كثير فإذا به يشير للمعنى بقوله:
هؤلاء عاد الأولى وهم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح .. )
وسمعت الشعراوي رحمه الله يفسرها بالمدينة التي كانت عاد تسكنها ..
وهناك من قال هي مدينة في الاسكندرية وهناك من قال مدينة بالشام ومؤخرا قيل هي في الربع الخالي
فعلى ماذا تدل الكلمة إرم
هل هي مدينة أم اسم القبيلة أم أحد أجداد القلبيلة .... ؟
واذا كانت تدل على مدينة عاد فأين هي .. ؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Dec 2003, 10:18 م]ـ
بسم الله
بين شيخ المفسرين الراجح في معنى إرم بعد أن ذكر أقوال المفسرين من السلف في معناها؛ فقال:
(والصواب من القول في ذلك: أن يقال:
إن إرم إما بلدة كانت عاد تسكنها , فلذلك ردت على عاد للإتباع لها , ولم يجر من أجل ذلك.
وإما اسم قبيلة فلم يجر أيضا , كما لا يجرى أسماء القبائل , كتميم وبكر , وما أشبه ذلك إذا أرادوا به القبيلة.
وأما اسم عاد فلم يجر , إذ كان اسما أعجميا.
فأما ما ذكر عن مجاهد , أنه قال: عني بذلك القديمة , فقول لا معنى له , لأن ذلك لو كان معناه لكان مخفوضا بالتنوين , وفي ترك الإجراء الدليل على أنه ليس بنعت ولا صفة.
وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي: أنها اسم قبيلة من عاد , ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها , وترك إجرائها. كما يقال: ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل؟ فيترك إجراء نهشل , وهي قبيلة , فترك إجراؤها لذلك , وهي في موضع خفض بالرد على تميم,
ولو كانت إرم اسم بلدة، أو اسم جد لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها , كما يقال: هذا عمر وزبيد وحاتم طيئ وأعشى همدان , ولكنها اسم قبيلة منها , فيما أرى , كما قال قتادة , والله أعلم.
فلذلك أجمعت القراء فيها على ترك الإضافة , وترك الإجراء.)
تنبيه: المراد بـ (الإجراء) في كلام ابن جرير: الصرف، ومعنى ترك الإجراء: المنع من الصرف.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Dec 2003, 10:52 م]ـ
يوجد كتاب جيد بعنوان: معجم الأمكنة الوارد ذكرها في القرآن الكريم. تأليف: سعد بن عبدالله بن جنيدل.
وقد صدرت الطبعة الأولى منه هذا العام: 1424 هـ، ويقع في 434 صفحة.
رتب فيه المؤلف الأمكنة الواردة في القرآن حسب حروف المعجم، ثم تكلم بالتفصيل عن كل من هذه الأماكن معتمداً على أقوال المفسرين وغيرهم، وقد ذكر أنه اختار المراجع لهذا البحث من الكتب الموثوقة القديمة والحديثة في مختلف الفنون التي لها صلة بهذا البحث من كتب التفسير والحديث والسير والجغرافيا واللغة والأدب والأطالس الجغرافية والخرائط.
والكتاب في الجملة جيد، وفريد في موضوعه.
وقد تكلم عن: إرم ذات العماد في كتابه هذا في حوالي 6 صفحات.
وقد نقل في بيانه لهذا المكان نقولاً كثيرة، ثم قال: (ويتضح فيما ذكرناه من أقوال العلماء الاختلاف في حقيقة إرم ذات العماد، وصفها وموقعها، وهل هي مدينة أو قبيلة؟ غير أن ابن كثير استحسن قول قتادة والسدي: أن إرم ذات العماد بيت مملكة عاد، والله أعلم.)
انظر الكتاب المشار إليه: ص36 - 42.
ـ[صائدة العلوم]ــــــــ[09 Dec 2003, 12:21 ص]ـ
جزيت خيرا .. أخي الفاضل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2003, 06:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا مجاهد على جوابك المفصل، وتنبيهك على مصطلحات الكوفيين التي يستخدمها ابن جرير الطبري رحمه الله، مع علمي بكثرة أشغالك وفقك الله.(/)
انظر على ماذا تحسر ابن القيم يا طالب العلم؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Dec 2003, 10:23 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"فما أشدها حسرة، ....
وأعظمها غبنة، ....
على من أفنى أوقاته في طلب العلم!!
ثم يخرج من هذه الدنيا ....
وما فهم حقائق القرآن ....
ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه ...
فالله المستعان "
بدائع الفوائد 1/ 218
ـ[الراية]ــــــــ[09 Dec 2003, 05:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي عمر على هذه الفائدة ...
ولقد قرأتها قبل أيام في مقال لـ د. عبد العزيز آل عبد اللطيف في مجلة البيان وقد ختم بها المقال ..
وحقاً انها مؤثرة ....
والله المستعان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Dec 2003, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى اللهُ خيراً الأخ عمر المقبل على هذا التنبيه.
وما ذكره ابن القيم جدير بالتأمل، وحري بالاهتمام.
ومن باب التفاعل مع هذا الموضوع المهم، والمشاركة فيه أنقل بعض حقائق القرآن وأسراره ودرره من كلام ابن القيم نفسه، عسى الله أن ينفعنا بالقرآن العظيم.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة وهو يتكلم عن شرف العلم بالله:
(فالعلم بذاته سبحانه وصفاته وأفعاله يستلزم العلم بما سواه؛ فهو في ذاته رب كل شيء ومليكه، والعلم به أصل كل علم ومنشؤه فمن عرف الله عرف ما سواه، ومن جهل ربه فهو لما سواه أجهل.
قال تعالى: "ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم"
فتأمل هذه الآية تجد تحتها معنىً شريفاً عظيماً وهو أن من نسي ربه أنساه ذاته ونفسه فلم يعرف حقيقته ولا مصالحه بل نسي ما به صلاحه وفلاحه ومعاشه ومعاده؛ فصار معطلاً مهملاً بمنزلة الأنعام السائبة، بل ربما كانت الأنعام أخبر بمصالحها منه لبقائها على هداها الذي أعطاها إياها خالقها.
وأما هذا فخرج عن فطرته التي خلق عليها فنسي ربه فأنساه نفسه وصفاتها وما تكمل به وتزكو به وتسعد في معاشها ومعادها.
قال الله تعالى " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ". فغفل عن ذكر ربه فانفرط عليه أمره وقلبه؛ فلا التفات له إلى مصالحه وكماله وما تزكو به نفسه وقلبه، بل هو مشتت القلب مضيعه مفرط الأمر حيران لا يهتدي سبيلاً.) 1/ 312
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Dec 2003, 05:05 م]ـ
ومما قاله ابن القيم رحمه الله حول حقائق القرآن، وكيفية الوصول إلى العلم بها:
(ولهذا ندب الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن.
فإن كل من تدبره أوجب له تدبره علماً ضرورياً ويقيناً جازماً: أنه حق وصدق. بل أحق كل الحق، وأصدق كل صدق. وأن الذي جاء به أصدق خلق الله، وأبرهم، وأكملهم علماً وعملاً، ومعرفة، كما قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن؟ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" وقال تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فلو رفعت الأقفال عن القلوب لباشرتها حقائق القرآن، واستنارت فيها مصابيح الإيمان. وعلمت علماً ضرورياً يكون عندها كسائر الأمور الوجدانية -من الفرح، والألم، والحب، والخوف- أنه من عند الله. تكلم به حقاً. وبلغه رسوله جبريل عنه إلى رسوله محمد.
فهذا الشاهد في القلب من أعظم الشواهد. وبه احتج هرقل على أبي سفيان حيث قال له: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه، بعد أن يدخل فيه؟ فقال: لا. فقال له: وكذلك الإيمان إذا خالطت حلاوته بشاشة القلوب لا يسخطه أحد. وقد أشار الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله: "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" وقوله: " وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به " وقوله "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك: هو الحق" وقوله: "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى؟ " وقوله:"ويقول الذين كفروا: لولا أنزل عليه آية من ربه، قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب" يعني: أن الآية التي يقترحونها لا توجب هداية. بل الله هو الذي يهدي ويضل. ثم نبههم على أعظم آية وأجلها، وهي: طمأنينة قلوب المؤمنين بذكره الذي أنزله. فقال: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله " أي بكتابه وكلامه: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فطمأنينة القلوب الصحيحة، والفطر السليمة به، وسكونها إليه: من أعظم الآيات. إذ يستحيل في العادة: أن تطمئن القلوب وتسكن إلى الكذب والافتراء والباطل.)
(يُتْبَعُ)
(/)
من مدارج السالكين: فصل شهادة الله للقرآن بجعله موافقاً للعقل والفطرة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Dec 2003, 06:49 م]ـ
·
ارتباط الخير والشر بالعمل
قال ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم عن الدعاء في كتابه الداء والدواء:
(وقد رتب الله سبحانه حصول الخيرات في الدنيا والآخرة وحصول الشرور في الدنيا والآخرة في كتابه على الأعمال، ترتب الجزاء على الشرط، والمعلوم على العلة، والمسبب على السبب. وهذا في القرآن يزيد على ألف موضع.
فتارة يرتب الحكم الخيري الكوني والأمر الشرعي على الوصف المناسب له، كقوله تعالى: "فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين".
وقوله" فلما آسفونا انتقمنا منهم".
وقوله" والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا".
وقوله" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما".
وهذا كثير جداً.
وتارة يرتبه عليه بصيغة الشرط والجزاء كقوله تعالى "إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم".
وقوله تعالى " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين".
وقوله تعالى " وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا".
ونظائره.
وتارة يأتي بلام التعليل كقوله" ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب".
وقوله تعالى" لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً".
وتارة يأتي بأداة كي التي للتعليل كقوله تعالى: " كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ".
وتارة يأتي بباء السببية، كقوله تعالى " ذلك بما قدمت أيديكم". وقوله "بما كنتم تعملون ".وقوله "بما كنتم تكسبون"، وقوله" ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله".
وتارة يأتي بالمفعول لأجله ظاهراً أو محذوفاً. كقوله تعالى" فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى".
وكقوله تعالى" أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين".
وقوله" أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا".
أي كراهة أن تقولوا.
وتارة يأتي بفاء السببية، كقوله" فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها".
وقوله "فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية".
وقوله " فكذبوهما فكانوا من المهلكين".
وتارة يأتي بأداة لما الدالة على الجزاء كقوله" فلما آسفونا انتقمنا منهم".
ونظائره.
وتارة يأتي بإن وما عملت فيه، كقوله" إنهم كانوا يسارعون في الخيرات".
وقوله في ضوء هؤلاء" إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين".
وتارة يأتي بأداة لولا الدالة على ارتباط ما قبلها بما بعدها كقوله" فلولا أنه كان من المسبحين* للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".
وتارة يأتي بلو الدالة على الشرط، كقوله "ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم".
وبالجملة: فالقرآن من أوله إلى آخره صريح في ترتيب الجزاء بالخير والشر والأحكام الكونية والأمرية على الأسباب. بل ترتيب أحكام الدنيا والآخرة ومصالحهما ومفاسدهما على الأسباب والأعمال.
ومن تفقه في هذه المسألة وتأملها حق التأمل انتفع بها غاية النفع، ولم يتكل على القدر جهلاً منه، وعجزاً وتفريطاً وإضاعة، فيكون توكله عجزاً وعجزه توكلاً. بل الفقيه كل الفقه الذي يرد القدر بالقدر، ويدفع القدر بالقدر، ويعارض القدر بالقدر، بل لا يمكن الإنسان أن يعيش إلا بذلك، فإن الجوع والعطش والبرد وأنواع المخاوف والمحاذير هي من القدر.
والخلق كلهم ساهون في دفع هذا القدر بالقدر.
وهكذا من وفقه الله وألهمه رشده يدفع قدر العقوبة الأخروية بقدر التوبة والإيمان والأعمال الصالحة، فهذا وزان القدر المخوف في الدنيا وما يضاده سواء، فرب الدراين واحد، وحكمته واحده، لا يناقض بعضها بعضاً، ولا يبطل بعضها بعضاً، فهذه المسألة من أشرف المسائل لمن عرف قدرها، ورعاها حق رعايتها، والله المستعان.
لكن يبقى عليه أمران بهما تتم سعادته وفلاحه:
أحدهما: يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير، وتكون له بصيرة في ذلك بما يشاهده في العالم، وما جربه في نفسه وغيره، وما سمعه في أخبار الأمم قديماً وحديثاً.
ومن أنفع ما في ذلك تدبر القرآن، فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه. وفيه أسباب الخير والشر جميعاً مفصلة مبينة. ثم السنة، فإنها شقيقة القرآن، وهي الوحي الثاني. ومن صرف إليهما عنايته اكتفى بهما عن غيرهما. وهما يريانك الخير والشر وأسبابهما، حتى كأنك تعاين ذلك عياناً. وبعد ذلك إذا تأملت أخبار الأمم وأيام الله في أهل طاعته وأهل معصيته طابق ذلك ما علمته من القرآن والسنة، ورأيته بتفاصيل ما أخبر الله به ووعد به، وعلمت من آياته في الآفاق ما يدلك على أن القرآن حق، وأن الرسول حق، وأن الله ينجز وعده لا محالة، فالتاريخ تفصيل لجزيئات ما عرفنا الله ورسوله به من الأسباب الكلية للخير والشر.
الأمر الثاني: أن يحذر مغالطة نفسه على هذه الأسباب. وهذا من أهم الأمور، فإن العبد يعرف أن المعصية والغفلة من الأسباب المضرة له في دنياه وآخرته ولا بد، ولكن تغالطه نفسه بالإتكال على عفو ربه ومغفرته تارة، وبالتسويف بالتوبة والإستغفار باللسان تارة، وبفعل المندوبات تارة، وبالعلم تارة، وبالإحتجاج بالقدر تارة، وبالإحتجاج بالأشباه والنظراء تارة، وبالإقتداء بالأكابر تارة أخرى.) انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Dec 2003, 06:51 م]ـ
قال: (قوله تعالى " وكان الكافر على ربه ظهيراً " هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه وأن المؤمن دائماً مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه فهو مع الله على عدوه الداخل فيه والخارج عنه يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه. كما يكون خواص الملك معه على حرب أعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك، غير مهتمين به والكافر مع شيطانه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور. ذكر ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: عوناً للشيطان على ربه بالعداوة والشرك. وقال ليث بن مجاهد: يظاهر الشيطان على معصية الله: يعينه عليها. وقال زيد بن أسلم: ظهيراً أي موالياً. والمعنى أنه يوالي عدوه على معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معيناً له على مساخط ربه.
فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه ولهذا صدر الآية بقوله " ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم " وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه، بخلاف وليه سبحانه فإنه معه على نفسه وشيطانه وهواه
وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق.)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Mar 2006, 12:38 ص]ـ
ومما قاله رحمه الله في هذا الشأن ـ في الجواب الكافي ص (10):
(لكن يبقى عليه أمران ـ بهما تتم سعادته وفلاحه ـ:
أحدهما أن يعرف تفاصيل أسباب الشر والخير،ويكون له بصيرة في ذلك بما شهده في العالم،وما جربه في نفسه وغيره،وما سمعه من أخبار الأمم، قديماً وحديثاً،ومن أنفع ما في ذلك تدبر القرآن؛ فإنه كفيل بذلك على أكمل الوجوه،وفيه أسباب الخير والشر جميعاً مفصلة مبينة،ثم السنة فإنها شقيقة القرآن،وهي الوحي الثاني،ومن صرف إليهما عنايته اكتفى بهما عن غيرهما،وهما يريانك الخير والشر،وأسبابهما حتى كأنك تعاين ذلك عياناً ... الخ).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Mar 2006, 12:45 ص]ـ
قال ابن القيم ـ في "الحادي" (48) ـ
"وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوبٍ مفتاحاً يفتح به، فجعل مفتاح الصلاة: الطهور، ...
ومفتاح الحج الإحرام، ...
ومفتاح حياة القلب تدبرالقرآن،والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ...
وهذا باب عظيم من انفع أبواب العلم،وهو معرفة مفاتيح الخير والشر،لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه،فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا يدخل منه إليه كما جعل".
ـ[أبوعبيدة]ــــــــ[15 Mar 2006, 11:16 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الإلماعات من درر الإمام ابن القيم رحمه الله،
ووالله إن في تدبراته واستنباطاته لآيات القرآن ما يزيد الإيمان عند الإنسان بما يظهره من عظمة هذا القرآن، وبما يكشفه لنا من معاني تخفى على الكثير منا، وأتمنى من الإخوة المشرفين على هذا الملتقى المبارك لو أنهم يقومون بعمل صفحة خاصة لدرر الإمام ابن القيم رحمه الله، ففيها عظيم فائدة إن شاء الله تعالى.
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[15 Mar 2006, 03:41 م]ـ
أخي عمر حفظه الله
مقولة رائعة تنبهنا إلى ضرورة الإستفادة من دراستنا للقرآن الكريم
وإلا فويل من قرآه بلا إعتبار
شكراً لك وجازاك الله عنا خير الجزاء(/)
س و ج عن تفسير البيضاوي؟
ـ[الراية]ــــــــ[09 Dec 2003, 06:02 م]ـ
هل تفسير البيضاوي من التفاسير الموثوق بها؟
اجاب عن السؤال
د. عبد اللطيف الحسين
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
فقال:-
تفسير البيضاوي تفسير متوسط الحجم جمع فيه صاحبه –رحمه الله- بين التفسير والتأويل على مقتضى قواعد اللغة العربية، وقد اختصره من تفسير الكشاف للزمخشري، وترك ما فيه من اعتزالات، وأحياناً يذهب إلى ما قال صاحب الكشاف.
وجملة القول: إن تفسير البيضاوي من أمهات كتب التفسير، التي لا يستغني عنها الباحث المتخصص في التفسير أو طالب العلم المتمكن؛ الذي يميز الغث من السمين.
أما غير المتخصص فأنصحه بقراءة تفسير ابن كثير، أو اختصاره لمحمد نسيب الرفاعي، وغيره من كتب التفسير الموجزة، والله الموفق
للرابط .... اضغط هنا ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=28713)(/)
أين أجد كتاب (النظم الحبير) للشيخ سعود الشريم؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 Dec 2003, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،، مشايخي الكرام
أين أجد نظم الدكتور / سعود بن إبراهيم الشريم،،، و الذي هو في علوم القرآن؟
ملحوظة / هذا النظم في غاية من الأهمية بالنسبة لي، حيث إنني لا أحفظ شيئا من المنظومات في علوم القرآن سوى التجويد،،،، و حفظ متن من المتون سيضبط عندي مسائل كثيرة كنت قد درستها منثورة،،،
جزاكم الله تعالى خير الجزاء و بارك فيكم
أخوكم / محمد يوسف رشيد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2003, 07:53 ص]ـ
الكتاب من إصدارات دار الوطن السعودية. وهو كتاب صغير يقع في 54 صفحة من الحجم الصغير، وعدد الأبيات 200 بيتاً.
ويمكنك شراءه من موقع الدار على هذا الرابط:
مدار الوطن للنشر ( http://www.madar-alwatan.com/daliel.asp?Bname=%C7%E1%E4%D9%E3+%C7%E1%CD%C8%ED%D 1&BBook=%DA%D1%D6) .
وإن لم تتمكن من شرائه من الموقع، فأبعث لي بعنوانك وسأشتريه لك وأبعث به على عنوانك وفقك الله.
وبعد أن تقرأه ستقرر أنت إن كان متناً شاملاً أم لا؟ وهل يستحق الحفظ أم لا؟ وفقك الله لكل خير.
تنبيه: عنوان الكتاب الصحيح هو (النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير). وليس كما في موقع دار الوطن (في أحكام القرآن وأصول التفسير).
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:32 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الكريم الشهري
و في الحقيقة أنا أخطأت فيما أردت أن أسأل عنه
فقد قصدت النظم الذي أثنيتم عليه من قبل، و هي منظومة الشيخ الزمزمي
فما هي الدار التي طبعتها؟
و أعتذر لكم شيخنا عن هذا الخطأ
بارك الله تعالى فيكم
شيخنا،، في صندوقكم الخاص رسالة مهمة بعثتها من فترة لعلكم قرأتموها
أسأل الله تعالى أن يوفقكم شيخنا الكريم لما فيه مرضاته تعالى ـ آمين ـ
و أعلموا و الله أنني أحبكم في الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 Jan 2004, 11:50 م]ـ
منظومة الزمزمي
و معذرة للغفلة شيخنا الكريم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 Jan 2004, 05:35 م]ـ
السلام عليكم
مهم جدا أن أعرف أين أجد منظومة الزمزمي، لأن لي صديق سيأتي من المملكة قريبا جدا، و قد تكون غير موجودة إلا بالمملكة
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jan 2004, 06:41 م]ـ
هي غير موجودة على هيئة كتاب في الوقت الراهن، لبعد العهد، واتصال البعد. ولكنها تتداول مصورة عن الكتاب في طبعته القديمة التي صدرت قبل وقت طويل. وقد كنت استخلصت المنظومة وكتبتها بيدي، وطبعتها على برنامج الوورد ولم أجد الملف. فلعلي أرسلها لك لو أردت بإذن الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 Jan 2004, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خير الجزاء شيخنا الكريم الفاضل الشهري
و لو تفضلتم أن تكتبوها على الوورد و تضعوها على الملتقى لتعم الفائدة بإذن الله تعالى
و إلا فأرسلوها بارك الله تعالى فيكم، فأنا في حاجة شديدة إلى متن منظوم في علوم القرآن يضمن لي ـ بإذن الله تعالى ـ حصيلتي العلمية في هذا الفن، و التي مهددة بسبب عدم وجود المتن المحفوظ .....
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
شيخنا لو تفضلتم بالنظر في صندوق رسائلكم(/)
القونوي
ـ[السلامي]ــــــــ[10 Dec 2003, 02:06 م]ـ
أسأل الإخوة عن حاشية القونوي في التفسير ماذا يعرفون عنها ومنهج مؤلفها .....................
ـ[السلامي]ــــــــ[18 Jun 2004, 01:05 م]ـ
أرفعه للتذكير بالسؤال وبقيمة الحواشي عموما(/)
ما هي الشجرة الملعونة في القرآن.
ـ[عاشق الفهم]ــــــــ[11 Dec 2003, 08:44 ص]ـ
:: الشجرة الملعونة::
بقلم: بسام جرار
قال تعالى في سورة الإسراء، الآية 60: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرةَ الملعونةَ في القرآن ".
يرى جماهير المفسرين أنّ الشجرة الملعونة هنا هي شجرة الزقّوم. أما الشيعة فإنهم يذهبون إلى أنّ الشجرة الملعونة هم بنو أمية، ويستندون في ذلك إلى حديث شريف ينص على: " أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد رأى في المنام بني الحكم، أو بني العاص، يَنزون على منبره كما تنزو القرود، فأصبح كالمتغيظ ... ". والتشيّع واضح في الربط بين هذا الحديث والآية الكريمة. وفي الوقت الذي نجد فيه مفسراً شيعيّاً معاصراً كالطباطبائي، صاحب تفسير الميزان، يُقوّي هذا القول عند تفسيره للآية الكريمة، نجد أنّ الطبرسي، صاحب تفسير مجمع البيان، وهو من كبار علماء الشيعة في القرن السادس الهجري، يجعل هذا التفسير قولاً ثالثاً.
الملاحظ أنّ القرآن الكريم لم يلعن شجرة الزقّوم، وبالتالي كيف يمكننا أن نقول إنها الشجرة الملعونة؟. لذلك قال بعض المفسرين إنّ المقصود بالملعونة أي الملعون آكلها. وهذا تقدير تأباه اللغة العربيّة، ثم إنّ اللعن، الذي هو الطرد من الرحمة، لا يكون إلا للمكلفين، والشجرة، كما هو معلوم، غير مكلفة، ولم ترتكب جُرماً حتى تُلعن. وقال البعض إنّ الشجرة هي وسيلة لتعذيب الكفار ومن هنا جاء اللعن. وهذا المعنى تأباه اللغة، ويأباه العقل، ويأباه النص القرآني، لأنّ خزنة جهنم هم من الملائكة، ولا يتصور لعنهم لمجرد أنّ لهم علاقة بتعذيب الكفار. وعليه نرى أنّ آراء جماهير المفسرين مضطربة عند القول بأنّ الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم المذكورة في القرآن الكريم. وما نجده اليوم في كتب التفسير هو نوع من متابعة بعض المفسّرين لبعض.
الماوردي من أشهر علماء القرن الخامس الهجري، وله تفسير (النكت والعيون)، ويتميز بجمعه لآراء المفسرين على صورة سهلة ومختصرة. وهو يورد في الشجرة الملعونة أربعة أقوال، ويجعل القول الرابع في القوم الذين يصعدون منبر الرسول، صلى الله عليه وسلم. أما القول الثالث فيقول فيه: " أنهم اليهود تظاهروا على رسول الله مع الأحزاب، قاله ابن بحر ". أما كيف يمكن أن يكون النسل شجرة؟! فنجد الماوردي يقول: " والشجرة كناية عن المرأة، والجماعة أولاد المرأة كالأغصان للشجرة ". فالنسل هو في حقيقته شجرة نامية ومتفرعة. وإنّ كل ما يقوم على أصل اعتقادي، ويتفرع عن هذا الأصل، هو في حقيقته شجرة. والقرآن الكريم مثّل الكلمة الطيبة، والتي هي الإسلام، بالشجرة الطيبة. وشبّه الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة. وإذا كان اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن، فهذا يكون على اعتبار أنهم يلتقون في أصل اعتقادي، ولا يصح أن تكون اليهوديّة قائمة على النسل، لأنّ اليهودي في الحقيقة هو الذي يؤمن بالأصول اليهوديّة؛ في الاعتقاد والتشريع، والأخلاق. والعدل يقتضي أن يكون اللعن نتيجة لممارسة الفرد أو الأمة لأمر اختياري.
الذي يُرجِّح أنّ المقصود بالشجرة الملعونة هم اليهود، أمور منها:
أولاً: إنّ الآية التي نحن بصددها هي في سورة الإسراء، والتي تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث عن إفساد اليهود في الأرض المباركة. وتُسْتَهل السورة بنبوءة مستقبلية تتحدث عن إفساد اليهود في الأرض المباركة. ويرد الكلام عن هذا الإفساد في خواتيم السورة أيضاً، مما يشير إلى مركزية هذا الحدث في السورة، التي تسمى الإسراء، وفي هذا إشارة إلى المسجد الأقصى. أمّا تسمية سورة بني إسرائيل فتشير إلى الإفساد. وعليه لا يبعد أن تكون الرؤيا تتعلق بهذه القضية المحورية في السورة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياّ: طريقة كتابة كلمة الرؤيا في قوله تعالى: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة…"، تُرجّح أنها رؤيا منامية. ولو كانت رؤية بصرية لكتبت هكذا: رؤية. وقد نقل عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، ومجاهد: أنّ ما رآه الرسول، صلى الله عليه وسلم، ليلة الإسراء والمعراج هو الرؤيا المذكورة في هذه الآية. وبما أنها تمت ليلاً، وتحدث عنها الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما أصبح، فقد سمّاها القرآن الكريم رؤيا. وهي أيضاً فتنة للناس الذين كذبوا خبر الرسول، عليه السلام. والذي نراه أنّ المسألة لا تتعلق بالرؤية البصريّة، أو المناميّة، وإنما تتعلق بالأمر الذي رآه الرسول، عليه السلام؛ فإذا كان قد رأى ببصره أموراً واقعة فهي إذن رؤية. وإذا كان قد رأى أموراً ستقع في المستقبل فهي رؤيا؛ لأنها غير موجودة في الحال وإنما في الاستقبال. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في سورة الإسراء: " لنريه من آياتنا ... " وفي سورة النجم:" لقد رأى من آيات ربه الكبرى …". على ضوء هذا لا يوجد ما ينفي احتمال أن يكون ما رآه الرسول، عليه السلام، من أمور مستقبلية كانت تتعلق بسيطرة اليهود على المسجد الأقصى، وعلى الأرض المباركة، والتي هي عقر دار الإسلام، وتتعلّق أيضاً بسيطرة هذه الشجرة الخبيثة على المستوى العالمي، وذلك في المرحلة الزمنيّة نفسها. ولا شك أنّ ذلك يُحزن الرسول، صلى الله عليه وسلم، فكانت التعزية له، عليه السلام، أن قيل له: " وإذ قلنا لك إنّ ربك أحاط بالناس "؛ فمقاليد الأمور هي بيد الله، أما ما رأيتَه يا محمد من سيطرة هؤلاء فهو نوع من الفتنة للبشر، وما رأيتَه فهو في حقيقته الشجرة الملعونة، وبالتالي لن تكون لها ثمار ممتدة، بل إنّ هذه السيطرة العارضة محكوم عليها بالإخفاق، وهي مطاردة باللعن الإلهي. وهذا يعني أنّ سيطرة اليهود في أيامنا هذه تنحصر في كونها فتنة أرادها الله لتمحيص الناس، وهي سيطرة الشجرة الملعونة، التي هي شجرة خبيثة، جذورها واهية، وثمارها غير مباركة، ومن هنا يسهل على أهل الحق أن يَجتثّوها، وأن يقوا الناس من آثارها الخبيثة.
ثالثاً: يقول تعالى: " الشجرة الملعونة في القرآن ". وهذا يعني أنّه لا بد أن نجد لعنها في القرآن. وبالرجوع إلى ألفاظ اللعن في القرآن الكريم نجد أنّ لَعَنَ ومشتقاتها قد وردت (41) مرة. ولوحظ أنّ منها (18) مرة وقع فيها لعن اليهود على وجه الخصوص، ولم يشترك غيرهم معهم في هذه اللعنات. أمّا باقي اللعنات، فإنها كانت للكافرين، أو الظالمين، أو الكاذبين… ولا شكّ أنّ اليهود يشتركون في هذه الصفات مع غيرهم. وعليه ألا تكون هذه الملاحظة الإحصائية مؤشراً على أنّ اليهود هم الشجرة الملعونة في القرآن؟ ولا ننسى أنّ الكثير من الأفكار والمذاهب والمدارس المنحرفة هي من صنع اليهود، أو هي متأثّرة بعقائدهم؛ كالماركسية، والوجودية، والماسونية… والمستهدف بهذه الأفكار والمذاهب هم البشر، الذين نزلت رسالات السماء رحمة بهم. أفلا يستحق اللعنة كل من نصّب نفسه عدواً لله ولرسالاته، وعدواً للحق والعدل؟! ألم يخبرنا الواقع بأنّ هذا هو مسلك اليهود عبر العصور المختلفة وإلى يومنا هذا؟! بل إنّ القرآن الكريم ينص على أنّ هذا سيكون مسلكهم إلى يوم القيامة.
"وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، والشجرة الملعونة في القرآن". فسّر العلماء الآيةَ على أساس أنّ الرؤيا شيء، والشجرة الملعونة شيء آخر. والمعنى عندهم: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وكذلك الشجرة الملعونة فتنة أيضاً. وهذا الوجه تحتمله اللغة، والذي نراه أقرب إلى ظاهر النص أن يكون المعنى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس، وجعلناها أيضاً الشجرة الملعونة، التي يرد لعنها في القرآن. وهذا يعني أنّ الرؤيا هنا يقصد بها الشيء المرئي، أي موضوع الرؤيا. وعلى هذا يكون ما رآه الرسول، صلى الله عليه وسلم، من أمر هو في واقعه فتنة للناس وابتلاء لهم، وهو عند الله شجرة ملعونة، وهذا اللعن حكم به الله تعالى في القرآن الكريم. وفي رأينا أنّ اليهود هم فتنة للناس على مر العصور، وهم أيضاً شجرة ملعونة محكوم أن لا تثمر جهودهم ثمراً يدوم ويستمر، وهذا من رحمة الله بعباده. وحتى يتّضح المعنى بشكل أفضل نقول: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً للناس وشجرةً ملعونة في القرآن الكريم. أما إضافة (ال) إلى كلمتي: (شجرة و ملعونة) فإنها تعني أنّ هذه هي الشجرة الوحيدة الملعونة في القرآن الكريم، أمّا لعن باقي الظالمين، أو الكافرين، أو الكاذبين، فقد ورد دون أن ينسب أصحاب هذه الصفات إلى شجرة.
بالرجوع إلى واقعنا المعاصر يمكن أن نستفيد من تدبّر هذه الآية الأمور الآتية:
أولاً:إنّ سيطرة اليهود في فلسطين، وكذلك سيطرتهم على المستوى العالمي، ما هي إلا فتنة وابتلاء وتمحيص للناس. ومعلوم أنّ الفتن يقصد منها أن يتميّز الناس في مواقفهم، ولا بد أن ينتج عن هذا واقع أفضل، فالفتن هي قانون في التغيير.
ثانياً: إنّ المذاهب والفلسفات المنبثقة عن اليهوديّة، والتي حاولت وتحاول أن تفسد المجتمعات البشرية، لا بد أن تتلاشى. والماركسيّة من أوضح الأمثلة على ذلك.
ثالثاً: إذا كان الإسلام شجرة مباركة، وكانت اليهودية شجرة ملعونة، فإنّ هذا يعني أنّ العقبات التي يُقيمها اليهود في طريق المسلمين، هي من ضرورات هذا الطريق الحق، ولكن لا بد في النهاية من ثمار طيبة تطرحها شجرة الإسلام المباركة. أمّا الثمار الخبيثة للشجرة الملعونة فإن الفطرة البشرية تأباها وتمجّها.
(هذا الاستنباط المتين والجميل مأخوذ من موقع الاستاذ بسام جرار www.islamnoon.com )
فما رأي ألإخوة في هذه الدلالات .. بوركتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[06 Apr 2008, 02:19 م]ـ
نعم جميل
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Apr 2008, 10:22 ص]ـ
اود ان يكون السؤال اكثر بيانا ........... لانه ليس بسؤال بل هو اقرب الى الاثارة المعرفية ...
لماذا لم ترجع الى اقوال المفسرين وتتثبت ويطمئن قلبك.
والله اعلم
ـ[مرهف]ــــــــ[22 Apr 2008, 04:41 ص]ـ
ما نقلته عن بسام الجرار من تفسير الشجرة الملعونة مخالف للغة ولأصول الاستنباط، فلا فرق من حيث اللغة في أصل الوضع بين الرؤية والرؤيا، والتفريق يحتاج لدليل، كما أن تفسيره بأن الرؤية التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم هي سيطرة اليهود تحكم في دلالة الآية بالظن والرأي بدون دليل، فالرسول صلى الله عليه وسلم حدث عما رآه في الإسراء والمعراج ولم يذكر ما يرجم به بسام الجرار بالغيب، ثم إن الواو تقتضي المغايرة فالشجرة الملعونة غير الرؤيا فكيف جعلهما شيئاً واحداً، ولعل سيطرة فكرة تحكم اليهود بالعالم عند بسام الجار عليه في كتابه عن نهاية إسرائيل والإعجاز العددي الذي زعه في سورة الإسراء هو الذي جره لهذا الكلام ليدعم ما يقوله، علماً أن بني إسرائيل المذكورين في الإسراء هم غير اليهود الذين يعيشون اليوم، وصف الصهاينة بأنهم بنو إسرائيل المذكورين في القرآن هو شرعية للصهاينة وإسقاط ظالم لا يجوز، فالسورة بدأت بذكر الإسراء وما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الرحلة المعجزة، وكانت هذه الرحلة وما رآه النبي صلى الله عليه وسلم فتنة للناس فممن أسلم عندما سمع بالإسراء والمعراج ارتد وافتتن، والشجرة المذكورة في الآية مقيدة بقوله تعالى: (الملعونة في القرآن) ونحن لا نجد في القرآن وصفاً لليهود بأنهم شجرة ملعونة، والتكلف ليس من أساليب البيان.
هذا تعليق على عجل وأرجوا من الأخوة التحقيق في المسألة فالذي دعاني لهذا التعليق العاجل هو ثناء بعض الأخوة على هذا التفسير مع مخالفته، ولعل لي عودة تفصيلية إن شاء الله إن فسح الله لي في الوقت والله أعلم(/)
يحيى عليه السلام لم يقتل بنص القرآن الكريم
ـ[عاشق الفهم]ــــــــ[11 Dec 2003, 08:56 ص]ـ
إستمع الى هذه المحاضرة ( http://www.islamnoon.com/audio.htm ) قوله تعالى (إسمه يحيى) بصوت بسام جرار.(/)
اذا تعارض التفسير اللغوي مع التفسير الموجود في السنة فبأيهما نلتزم؟
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[11 Dec 2003, 05:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله
هذا السؤال قد طرح من قبل أحد الاخوة وأرجوا أن أجد له جواباً أو توضيحاً.
فهل هناك تعارض فعلي بين التفسير اللغوي والتفسير في السنة؟ أم أن الامر قد أشكل على صاحبنا هذا؟
وإن وجد التعارض فبأيهما نلتزم؟
وتقبلوا فائق احترامي على ما تقدمون من خير، جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم
اخوكم
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[12 Dec 2003, 11:54 ص]ـ
اخي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ارجو التمثيل لسؤالك، فلا اهلم له مثلا!
وان كان، فالحق: ان تبدأ بالتثبت من سند الحديث (السنة)، ومن فهمك للآية، فان كان ذلك، فعد لملابسات الحديث ومناسبته، و حاول التوفيق بينهما من غير تكلف، وآخر المطاف فقول الصادق صلى الله عليه وسلم مقدم بالتأكيد ...
وما زلت لا ارى مثلا لما تقول!
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[12 Dec 2003, 06:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن قد افادنا اخوتنا في منتديات اهل الحديث عما اردت
وارد لكم الرابط هنا للفائدة
((تقديم تفسير الفقهاء على تفسير أهل اللغة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12450)
والسلام عليكم ورحمة الله
اخوكم
ـ[الخطيب]ــــــــ[14 Dec 2003, 12:49 ص]ـ
أخي الكريم للإجابة عن هذا السؤال لابد من تفصيل القول عن الحقيقة بأقسامها ثم بيان ما يرجح منها غيره عند التعارض فأقول بتوفيق الله مؤثرا الإيجاز:
الحقيقة: ضد المجاز، وهى الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب مثل دلالة لفظ " أسد "على الهيكل المخصوص بهذا اللفظ وكذلك لفظة [إنسان، فرس، حر، برد، أرض، سماء ........ ] وهذه هي الحقيقة اللغوية فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له لغةً
ثم تأتي بعد ذلك:
الحقيقة الشرعية: وهي اللفظة التي وضعها الشرع في معنى لم تضعها العرب له، إما لمناسبة بينه وبين المعنى اللغوي، أو لا.
كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، فإن لهذه الألفاظ معاني في اللغة، غير أن الشرع استعملها في معان وأفعال مخصوصة.
والحقيقة الشرعية لها حق الصدارة على اللغوية عند تفسير اللفظ القرآني، إلا إن دل دليل على إرادة اللغوية كما في قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} (التوبة: 103) فالمراد بالصلاة هنا معناها اللغوي وهو الدعاء، لحديث عبد الله بن أبى أوفى في الصحيحين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقة قال " اللهم صل على آل فلان " فأتاه أبى بصدقته فقال " اللهم صلّ على آل أبى أوفى "
ويستوي في ذلك أن تكون الحقيقة الشرعية ثابتة بالكتاب أو السنة فإن لها حق التقديم على كل ما سواها من الحقيقتين اللغوية والعرفية يعني إذا ما ورد في السنة لفظ هو مصطلح شرعي ثم نازع فيه البعض مقدما المعنى اللغوي فلا حق معه في ذلك لأن المعتبر في هذه الحالة هو مصطلح الشرع إلا إذا قام الدليل على خلاف ذلك
فهذه قاعدة لا محيص من الاعتماد عليها في هذا الجانب وينبغي تطبيقها على كل الفروع الخاضعة لها
الحقيقة العرفية:
وهى قسمان:
أ – حقيقة عرفية عامة وهي: اللفظ الذي وضع لغة لمعنى، وقد استعمله أهل العرف العام في غير هذا المعنى، وشاع عندهم استعماله فيه كلفظ دابة فإنه استعمل عرفا فيما له حافر كالفرس والحمار وغيرهما مع أنه موضوع لغة لكل ما يدب على وجه الأرض.
ب – حقيقة عرفية خاصة وهي: اللفظ الذي وضع لغة لمعنى، واستعمله أهل العرف الخاص في غيره، وشاع عندهم استعماله فيه، حتى صار لا يفهم منه عندهم إلا هذا المعنى. كالرفع والنصب والجر بالنسبة للنحويين، والجوهر والعرض بالنسبة للحكماء والمتكلمين، ونحو ذلك.
*وإذا تردد الكلام بين الحقيقة العرفية واللغوية فالعرفية تقدم إلا إن قام دليل على إرادة اللغوية، والشرعية مقدمة عليهما إلا إذا قام الدليل على خلاف ذلك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Dec 2003, 06:31 ص]ـ
للدكتور محمد بن عمر بازمول رسالة جيدة في هذا الموضوع بعنوان: الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية
ذكر في مقدمتها قواعد مهمة حول هذا الموضوع في حوالي عشرين صفحة، ثم ذكر أمثلة لألفاظ لها حقائق شرعية لا بد من مراعاتها عند التفسير.
وقد ذكر حوالي مسين لفظاً.(/)
هل النسخ عند المفسرين المتقدمين يطرد معناه في التقييد و النخصيص؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، مشايخي الكرام
ففي إحدى محاضرات تفسير آيات الأحكام عندنا في كلية الشريعة، لما كنا ندرس قوله تعالى ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منهآ أو مثلها))، و بعد أن ذكر الدكتور أن الإجماع منعقد على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا، و أنه لم يخالف في ذلك إلا المعتزلة و أبو مسلم الأصبهاني والمدرسة العقلية و هم أتباع المعتزلة من المعاصرين، فوجئت به يقول // إن الخلاف بين المثبتين والنافين إنما هو خلاف شكلي، لا تأثير له في الحقيقة، وقبل أن أهم بمناقشته فوجئت به يقول // و هذا الذي أقول كان موضوع تحضيري في رسالة الماجستير و رسالة الدكتوراه، فتعجبت كثيرا من هذا الأمر، و قال بأن المتقدمين كانوا يطلقون على التخصيص أو التقييد نسخ، فكثر ما كان يطلق عليه لفظ النسخ، فالمنكرون للنسخ ـ و ما زلت أعرض كلام الدكتور ـ فهموه بالمعنى الاصطلاحي المتأخر، فأنكروا وقوعه بهذه الكثرة و لم ينكروا أصل النسخ المصطلح عليه.
فأردت أن أجد للكلام محملا من الصحة فلم أستطع، حاولت مرارا ـ فهي رسالة للماجستير و أخرى للدكتوراه طولعت من ثلاثة من الدكاترة لا يتركون فيها موضعا إلا تأملوه ـ فلم أستطع.
إذ كيف أقول بذلك رغم أن الذين أنكروه و خالفوا الإجماع قد أنكروا أيضا مواضع منسوخة من القرآن اتفاقا، و حملوا الأمر على أي شئ آخر سوى أن يكون حكما متقدما رفع حكما متأخرا ـ و هو المعنى الاصطلاحي المتأخر والذي ذكر الدكتور أنهم لم ينكروه ـ ثم إن ذلك خلاف الأصل، بدليل أن العلماء ينبهون على أن النسخ يطلق ـ أحيانا ـ على التخصيص و التقييد، فهذا التنبيه يدل على قلة هذا الإطلاق و أنه خلاف الأصل، كما قرأته للقرطبي في تفسيره،،،، فقلت في نفسي لعله يقصد أن الأمر ليس على سبيل الاطراد، فقابلته بعد المحاضرة أمام الجامعة على سبيل المصادفة، فقلت له // هل هذا الذي ذكرتم مطرد بين المتقدمين؟ فقال لي // لا .. ليس مطردا، فقلت له // حتى ولو لم يكن مطردا فكلامكم يدل على كونه غالبا فيهم، و هذا خلاف ما هو معهود عنهم، و أيضا فالبعض من العلماء ينبه على ورود هذا الاستعمال أحيانا، و هذا يدل على أنه خلاف الأصل عندهم، و أن استعمالهم كان كاستعمالنا، و لكنهم ينفردون بهذه الحالات الضئيلة و التي استدعت التنبيه عليها، و التي لا تكفي لأن تجعل النسخ عندهم هو التخصيص و التقييد،،، فوجدته يتشاغل متعمدا و كأنه لا يجد إجابة فسكتّ.
فهل هذا الذي قاله الدكتور عن المفسرين المتقدمين صحيح؟
و السلام عليكم(/)
حول كتاب (أثر القراءات في تفسير و الأحكام) لعمر بازمول
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة لله تعالى وبركاته
أما بعد،،، فهذا سؤال عن كتاب رأيته في مؤسسة الرسالة،،،،
اسمه: ((القراءات و أثرها في التفسير و الأحكام))
تأليف / عمر سالم بازمول.
طبع / دار الهجرة، و يقع في مجلدين.
س1 ما هو تقييمكم للكتاب؟ و هل هو أفضل، أم كتاب (أثر اختلاف القراءات في الفقه) للدكتور صبري عبد الرؤوف الذي نصحني به شيخنا محمد جابر القحطاني؟
س2 اسم المؤلف مألوف لأذني جداً،،، فهل من ترجمة له أو تعريف به؟
بارك الله تعالى فيكم
ـ[الباحث7]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:53 م]ـ
الكتاب قيم جداً، وخاصة في المجلد الأول، وقد استفدت منه كثيراً في كثير من المسائل المتعلقة بنزول القرآن والقراءات وغيرها.
أما الجانب التطبيقي فيه فلا يصل إلى مستوى الجانب التأصيلي في الجلد الأول، وهو مع هذا يفوق في نظري الكتاب المشار إليه في سؤالك أخي محمد _ وفي كلٍ خير _.
والدكتور عمر بازمول له كتابات جيده متميزه، وقد اطلعت على أكثرها، وهو أستاذ في قسم الكتاب والسنة بكلية أصول الدين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ولعل رواد الملتقى من نفس الكلية يعرفوننا به أكثر.
ـ[العيدان]ــــــــ[11 Dec 2003, 10:34 م]ـ
بسم الله
وهناك رسالة دكتوراة في المعهد العالي للقضاء بنحو هذا العنوان لفضيلة الشيخ الدكتور:عبدالله بن برجس الدوسري الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود
و هي نفيسة في بابها ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 Dec 2003, 11:55 م]ـ
جزاكما الله تعالى خير الجزاء
و لعل أحدا من مشايخنا الكرام يفيدنا إفادة أكبر حول الكتاب و مؤلفه
ـ[متعلم]ــــــــ[15 Dec 2003, 04:29 م]ـ
الكتاب فيما يظهر قوي في بابه، جدير بالاطلاع والاستفادة منه ..
وأما المؤلف فهو: الأستاذ الدكتور محمد بن عمر بن سالم بازمول، أستاذ بكلية الدعوة قسم كتاب وسنة بجامعة أم القرى، وهو طالب علم وباحث متمكن، له دروس علمية مثل: شرح موطأ مالك، وشرح اللمع في أصول الفقه للشيرازي.
وله عدة كتب مطبوعة منها على سبيل المثال:
1 - القراءات وأثرها في التفسير والأحكام (وهو رسالة الدكتوراة)
2 - المجد ابن تيمية ومنهجه في المنتقى (وهو رسالة الماجستير)
3 - وتحقيق كتاب السيوطي: علم المناسبات في السور والآيات، وكتاب مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع.
وهذا ما أحببت إضافته عن مؤلف الكتاب من الناحية العلمية.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 Dec 2003, 09:51 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي المتعلم
و كلامكم بلا شك زاد الكتاب توثيقا عندي
و لكني لازلت أطمع في المزيد حول الكتاب بصورة أدق تكون ممن درسه أو يستفيد منه
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Dec 2003, 01:41 ص]ـ
أخي الكريم محمد يوسف
إذا كنت تريد التعرف على الكتاب بصورة أدق فالطريقة هي أن تشتريه وتقرأه بنفسك وفقك الله، هذا هو الأولى.
ولو تصفحته لمدة ربع ساعة وأنت في المكتبة لاقتنعت به. (وليس المخبَر كالمعاين)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Dec 2003, 07:56 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا شيخنا الحبيب جابر
و الآن قد اتضح أن الكتاب مزكّى
و لكن سؤال صغير جدا لتتم الفائدة بالنسبة لي / هل هو أفضل أم كتاب (أثر القراءات في اختلاف القراءات) لعبدالرؤوف سعد؟
حيث إنني سأقدم على الكتاب ـ إن شاء الله تعالى ـ دارسا و متخذه عمدة في بابه، و ليس عندي وقت نهائيا للتجربة، إلا أن يأتي ذلك خارجا عن إرادتي فتكون تجربة حينها، و أما في البداية فأتخذ كل الأسباب التي تعطيني ثقة يقينية بالكتاب
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
و أعتذر لإزعاجكم
تلميذكم / محمد يوسف رشيد
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Dec 2003, 11:02 م]ـ
لم تزعجنا ايه الأخ الفاضل , بل نشد من أزرك ونثمن حرصك على طلب العلم , ونتمنى لك المزيد , وسنعمل جاهدين للتعاون معاً على طريق الخير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2004, 12:53 ص]ـ
هذه نبذة عن أهم ما اشتمل عليه هذا الكتاب مأخوذة من خاتمة الباحث:
الخاتمة
تتضمن الخاتمة أهم النتائج التي توصل إليها البحث، مع جملة من المقترحات التي يوصي بها الباحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتتلخص أهم النتائج التي توصل إليها البحث فيما يلي:
1 – بيان معنى نزول القرآن العظيم، وأن الاستعمال الشرعي لكلمة نزول لم يخرج بها عن حقيقتها اللغوية، وأن القول فيه كالقول في سائر الغيوب، والصفات الإلهية.
2 – بيان أن للقرآن العظيم بعد إثباته في اللوح المحفوظ، وجود ونزولين، وجود في اللوح المحفوظ، ونزول في بيت العزة في السماء الدنيا، ونزول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم منجما مفرقا على مدى ثلاث وعشرين سنة.
3 – تقرير تكرار نزول القرآن العظيم، والتدليل عليه مع بيان حكمته.
4 – المصحف العثماني يشتمل على الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه، وعلى ما يوافق رسمه من سائر الأحرف السبعة.
5 – تحديد زمن جمع عثمان رضي الله عنه للمصحف الشريف.
6 – بيان أن رسم المصحف العثماني يشتمل على الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه، وعلى ما يوافق رسمه من سائر الأحرف السبعة.
7 – أن التمييز بين القراءات التي تعود إلى الحرف الذي جمع عثمان رضي الله عنه الناس عليه وبين ما يوافقه من سائر الأحرف إنما هو بالنقل؛ فذاك الحرف خطي بالتواتر في النقل، وما وافقه نقل على غير طريق التواتر، لكن توفرت له شروط القبول من موافقة الرسم والعربية وصحة النقل وتلقاه العلماء بالقبول.
8 – تقرير أن القراءات سنة متبعة، تؤخذ عن طريق التلقي والرواية، وليست رأيا ودراية.
9 – بيان أقسام القراءات من جهة النقل، ومن جهة القبول، مع بيان الفرق بين القرآن والقراءة والرواية والطريق والوجه.
10 – تقرير أن القراءات لا تنحصر في السبع أو في العشر، إنما هذا هو المشهور في العصور المتأخرة، أما في الأعصار الأول فهذا العدد قل من كثر، ونزر من بحر.
11 – تقرير أن التلقي بالقبول مع موافقة الرسم والعربية وصحة السند يفيد العلم ويقوم مقام التواتر في ثبوت القراءة.
12 – بيان أنواع الاختلاف الواقع بين القراءات، وفوائد تعدد القراءات.
13 – بيان أن التصنيف في القراءات وما يتعلق بها لم ينقطع في عصر من الأعصار وأنه مستمر ولله الحمد إلى زمننا هذا.
14 – بيان أن موقف بعض النحاة من بعض القراءات لم يقم على أساس عدم الاعتداد بالقراءة أو عدم الاحتجاج بها، إنما كان نتيجة لأحد أمرين:
إما لعدم ثبوت القراءة لديهم، ثبوت الحجة.
وإما لقيام مانع – بحسب اجتهادهم – منعهم من الأخذ بها وهم في اجتهادهم مأجورون أجراً واحداً.
15 – رد الشبه التي جاء بها المستشرقون بالنسبة لاختلاف القراءات ولرسمها، وأنها في حقيقتها تطوير للشبه القديمة التي جاء بها المبطلون وردها عليها أهل العلم.
16 – تأكيد أن القراءات جميعها حق، واختلافها حق، لا تضاد فيه، ولا تناقض، لأنه اختلاف تنوع، والاختلاف الذي نفاه الله عز وجل عن القرآن العظيم هو اختلاف التضاد والتناقض، وهذا لا يوجد في الشرع بله في القرآن العظيم، ولله الحمد والمنة.
17 – بيان منزلة القراءات من التفسير، وأنها تارة تكون من باب تفسير القرآن بالقرآن، وتارة تكون من باب تفسير القرآن بالسنة أو بقول الصحابي.
18 – بيان أن تنوع القراءات من جهة أثره في التفسير على قسمين:
الأول: قراءات لها أثر في تفسير الآية وبيان معناه.
الثاني: قراءات لا أثر لها في تفسير الآية ومعناها، وإنما هو أمور ترجع إلى اللغة نحواً، وصرفاً ونحو ذلك.
19 – تقرير أن الاهتمام بأثر القراءات في التفسير كان منذ عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين.
20 – حصر الآيات الكريمة الذي أنتج تنوع القراءات فيها أثراً في معناها وتفسيرها من قبيل الجهات التالية:
أ – القراءات التي بينت معنى الآية.
ب - القراءات التي وسعت معنى الآية.
ت – القراءات التي أزالت الإشكال عن معنى الآية.
ث - القراءات التي خصصت عموم الآية.
ج - القراءات التي قيدت مطلق الآية.
ح - القراءات التي بينت إجمال الآية.
21 – ثم أوردت الآيات الذي أنتج تنوع القراءات فيها تنوعاً في الأسلوب، دون كبير أثر في معنى الآية وتفسيرها.
22 – تقرير أن تعدد القراءات هو ضرب من الإعجاز القرآني، لا يستطيع أن يأتي به بشر قط من عنده، ثم لا يستطيع أن يبلغه على هذا الوجه الشامل إلا رسول من عند الله حقاً، لذلك لم يحط بعد ذلك إمام واحد بكل القراءات.
المرجع: موقع الدرر السنية ( http://www.dorar.net/htmls/bookctitles.asp?bookcID=5)
ـ[محمود بن سعيد]ــــــــ[22 Nov 2010, 09:10 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة لله تعالى وبركاته
أما بعد،،، فهذا سؤال عن كتاب رأيته في مؤسسة الرسالة،،،،
اسمه: ((القراءات و أثرها في التفسير و الأحكام))
تأليف / عمر سالم بازمول.
طبع / دار الهجرة، و يقع في مجلدين.
س1 ما هو تقييمكم للكتاب؟ و هل هو أفضل، أم كتاب (أثر اختلاف القراءات في الفقه) للدكتور صبري عبد الرؤوف الذي نصحني به شيخنا محمد جابر القحطاني؟
س2 اسم المؤلف مألوف لأذني جداً،،، فهل من ترجمة له أو تعريف به؟
بارك الله تعالى فيكم
أرجوا أن تفيدني أخي الكريم
في أي من فروع مكتبة الرسالة وجدت الكتاب فإني بحاجة إليه
ولك مني جزيل الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود بن سعيد]ــــــــ[22 Nov 2010, 09:12 ص]ـ
بسم الله
وهناك رسالة دكتوراة في المعهد العالي للقضاء بنحو هذا العنوان لفضيلة الشيخ الدكتور:عبدالله بن برجس الدوسري الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود
و هي نفيسة في بابها ..
أرجوا أن تذكر لنا عنوان الرسالة وهل طبعت أم لا؟
وجزاك الله خيرا(/)
أخطاء شائعة في تلاوة القرآن الكريم ـ منقول ـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،، فهذه محاولة مني بمشاركة إيجابية في هذا الملتقى لعلي أفيد بها، و أصل الموضوع منقول من (أهل الحديث) للشيخ أبي خالد السلمي ـ حفظه الله تعالى ـ و هو من المتخصصين في علم القراءات، و الموضوع جدير بالاهتمام، و الروابط التي وضعها شيخنا السلمي في غاية من الأهمية،،،،،،،
و هاك رابط الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6416&highlight=%C3%CE%D8%C7%C1+%D4%C7%C6%DA%C9+%DD%ED+% C7%E1%CA%CC%E6%ED%CF
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Dec 2003, 09:52 م]ـ
و إتماما للفائدة أضيف ما شاهدته من أخطاء المقرئين في شهر رمضان،،،، فقد صليت خلف عدد من المقرئين في رمضان، و على اختلاف مستوياتهم و اتقانهم ما وجدتهم سلموا من هذين الخطأين ــ مع العلم أنني أقصد بالمقرئين أي الحافظين للقرآن المعروفون بتجويده و يؤمون الناس في القيام كل رمضان و لا أقصد طبعا المقرئين بالمعنى الاصطلاحي ــ،،،، هذان الخطآن هما:
1 ـ عدم مراعاة مقدار المدود المختلفة و المجتمعة في مكان واحد، كالتسوية مثلا بين المد المنفصل و المتصل عند اجتماعهما،،، فأجد القارئ قد اتخذ لنفسه نغما خاصا أو أسلوب ترتيل معين، فتجده تارة يشبع المد العارض للسكون بست حركات إذا كان ذلك يوافق النغمة التي سار عليها و التي يكون القصر فيها كاسرا لها، فصليت وراء أحدهم و هو في معهد للقراءات و متخصص في القراءات، و كان يقصر العارض للسكون، فلما جاء عند قوله تعالى ((أفحكم الجاهلية يبغون)) أشبع المد في (يبغون) بست حركات، توافقا منه لتعظيم الأمر ......
كذلك يحدث العكس، فقد تكون غالب قراءته مد العارض، ثم يأتي في موضع فيقصره جدا بل لعله يضيّع حرف المد و يجعله حركة من جنسه على الحرف الذي قبله،،، كل ذلك ليوافق نغمته التي سار عليها فلا يكسرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ إمالة ما حقه الكسر في عدة مواضع، مثل الهمزة في (إنّ)،،، و الباء في (به) و هو أكثره شيوعا إذا وقف عليها ـ أي على الكلمة ـ،،، و مثل الهاء في (عليهم)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذان الخطآن وجدتهما أكثر الأخطاء شيوعا بين من يؤمون الناس في القيام، و لم أجد من سلم منهما إلا أفراد قليلون جدا ممن هم متقنون بالفعل، لا مجرد حفاظ قد قرءوا كتابا مختصرا في التجويد ...........
و الله تعالى أعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 Dec 2003, 09:53 م]ـ
و هذا الخطأ أيضا لاحظته كثيرا، بل لعله أكثر وقوعا من سابقيه:
عدم التفريق الفعلي حين التلاوة بين (السكت) و (الوقف) فالسكت يكون بلا تنفس، و الوقف يكون أطول مدة لكونه يحدث خلاله التنفس، فنجد المقرئ يفصل بين الآيات بالسكت معتبرا ذلك وقفا
و يحدث ذلك حين قراءة الحدر
والله تعالى أعلم(/)
من هم أولو العزم من الرسل؟
ـ[المرحب دوم]ــــــــ[11 Dec 2003, 10:03 م]ـ
السلام عليكم
إخوتي الكرام: أنا سمعت بعبارة: (أولي العزم).
وأنا لا أعرف ما هو معناها!
أرجو منكم إفادتنا، ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Dec 2003, 12:27 ص]ـ
هذه بعض الآثار التي أوردها السيوطي في الدر المنثور في بيان معنى: (أولو العزم)
(وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: أولو العزم من الرسل النبي صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر عن أبي العالية {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} قال: نوح وهود وإبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح: " يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله) (يونس، الآية 71) إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين (قالوا: إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله وأشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه) (تعود؟؟ الآية 53) فأظهر لهم المفارقة قال لإبراهيم (لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم) (الممتحنة، الآية 4) إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة قال يا محمد: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله) (الأنعام الآية 56) فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة.
وأخرج ابن عساكر عن قتادة في قوله {أولو العزم} قال: هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال {أولو العزم} إسماعيل ويعقوب وأيوب، وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال: {أولو العزم} نوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} قال: هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان.
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: بلغني أن أولي العزم من الرسل كانوا ثلثمائة وثلاثة عشر.) انتهى المراد نقله.
والعزم:بمعنى الإرادة الصلبة القوية، يقول الراغب في مفرداته: إنّ العزم هو عقد القلب على إمضاء الأمر.
وقد استعملت كلمة العزم في مورد الصبر في آيات القرآن المجيد أحياناً، كقوله تعالى: (ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأُمور).
وجاءت أحياناً بمعنى الوفاء بالعهد، كقوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً).
تنبيه
حصر بعض أهل العلم أولي العزم من الرسل في الخمسة المذكورين في آيتي الأحزاب والشورى، وليس هناك دليل يدل على صحة ما ذهبوا إليه.
ولا شك أن الأنبياء الخمسة - الذين هم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليهم أجمعين - هم أفضل الأنبياء، وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أول من يدخل تحت هذا الوصف؛ إلا أن الأنبياء جميعاً من أهل العزم.
ويؤيد هذا ما أخرجه ابن جرير عن ابن زيد , في قوله: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} قال: كل الرسل كانوا أولي عزم لم يتخذ الله رسولا إلا كان ذا عزم , فاصبر كما صبروا.
وفي تفسير القرطبي: (وقال ابن عباس أيضا: كل الرسل كانوا أولي عزم. واختاره علي بن مهدي الطبري , قال: وإنما دخلت " من " للتجنيس لا للتبعيض , كما تقول: اشتريت أردية من البز وأكسية من الخز. أي اصبر كما صبر الرسل.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Dec 2003, 10:24 م]ـ
رجح الإمام الشنقيطي في أضواء البيان أن المراد بأولي العزم من الرسل: الخمسة المذكورون في آيتي الأحزاب والشورى
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) (الأحزاب:7)
(يُتْبَعُ)
(/)
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (الشورى:13)
قال رحمه الله: (اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل في هذه الآية الكريمة اختلافاً كثيراً.
وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة، وهم الذين قدمنا ذكرهم في الأحزاب والشورى، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
وعلى هذا القول فالرسل الذين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا أربعة فصار هو صلى الله عليه وسلم خامسهم.)
ثم قال:
(واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن لفظة من، في قوله: من الرسل بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق، كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ}، فأمر الله جل وعلا نبيه في آية القلم هذه بالصبر، ونهاه عن أن يكون مثل يونس، لأنه هو صاحب الحوت وكقوله: {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} فآية القلم، وآية طه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل والعلم عند الله تعالى.)
وقد ذكر البلنسي في تفسير مبهمات القرآن أن الناس اختلفوا في أولي العزم من الرسل على أقوال كثيرة حصرها القاضي أبوبكر بن العربي في عشرة أقوال.
ثم أورد هذه الأقوال العشرة مع التعليق على بعضها، ثم ختم بقوله:
(والصحيح عند الحذاق أن كل من أثنى الله عليه بالصبر مطلقاً فهو من أولي العزم.) 2/ 505 - 508
وجميل ما قاله ابن عطية:ولا محالة أن لكل نبي ورسول عزماً وصبراً.
وقد علق القاضي محمد كنعان على آية الأحقاف بما حاصله أنه ليس هناك دليل على تعيين أولي العزم، وأن الأنبياء كلهم من أولي العزم.
وأما آية طه {وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} في حق آدم فلا تدل على أنه ليس من أهل العزم عموماً، وإنما نفي عنه العزم في مسألة أكل الشجرة، أي لم نجد له عزماً في ترك الأكل من الشجرة التي نهي عنها.
وعل كلٍ؛ كثير من المفسرين على أنهم الخمسة المشار إليهم أعلاه، مع التنبيه على أن محمداً صلى الله عليه وسلم - وهو سيدهم وإمامهم - ليس داخلاً في آية الأحقاف؛ لأنه مأمور بأن يصبر كصبرهم.
وقد نظم بعضهم في أولي العزم فقال:
أولو العزم نوح والخليل الممجد وموسى وعيسى والحبيب محمد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Aug 2009, 05:31 م]ـ
جاء في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ ما نصه:
واختلف العلماء في أولي العزم من الرسل من هم؟ على أقوال كثيرة:
القول الأول:
أنَّ كل رسول هو من أولي العزم، ومعنى أُولِيْ العَزْمْ يعني أولي الصبر والمصابرة والجَلَدْ والتجلد في دين الله - عز وجل -، فهم أهل عزم قوي في مواجهة أعداء الله وأهل صبر ومصابرة.
فهذا القول أنَّ كل رسول هو من أولي العزم.
ما معنى قوله إذاً {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}؟
قالوا {مِن} هنا ليست تبعيضية بل بيانية، مثل ما تقول الرجل من القوم.
يعني فاصبر كما صبر أولو العزم من الناس؟ لا؛ من الرسل.
والرسل كلهم على هذا، فتكون {مِنَ} هنا على هذا التفسير بيانية لا تبعيضية.
القول الثاني:
أنَّ أولي العزم من الرسل هم ثمانية عشرة رسولاً وهم المذكورون في سورة الأنعام.
القول الثالث:
أنَّ أولي العزم من الرسل خمسة وهم المذكورون في سورة الأحزاب وسورة الشورى، قال - عز وجل - {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى:13]، فَجَمَعَ خمسة الرسل وهم المذكورون أيضاً في سورة الأحزاب.
وهذا القول بأنهم الخمسة هؤلاء، هو الأظهر والأرجح ويَدُلُّ له ويُقَوِّيه أنَّ هؤلاء الخمسة هم الذين يستغيث الناس بهم يوم القيامة من شدة الحساب أو من شدة هول الموقف وطول المُقَامْ في طلب تعجيل المحاسبة والقضاء بين الخلق، أعاننا الله جل علا على شدائد ذلك اليوم، في حديث الشفاعة الطويل المعروف، يأتون آدم ثم قال يأتون نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم. آدم خَرَجَ لأنه ليس برسول بقي الخمسة لأنهم مرسلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[25 Sep 2010, 02:05 م]ـ
هذا الكتاب مفيد في بابه
أولو العزم من الرسل ( http://www.4shared.com/document/iZsmosZH/___.htm)
http://dc149.4shared.com/img/iZsmosZH/___.pdf
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:36 م]ـ
القول الثالث:
أنَّ أولي العزم من الرسل خمسة وهم المذكورون في سورة الأحزاب وسورة الشورى، قال - عز وجل - {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى:13]، فَجَمَعَ خمسة الرسل وهم المذكورون أيضاً في سورة الأحزاب.
وهذا القول بأنهم الخمسة هؤلاء، هو الأظهر والأرجح ويَدُلُّ له ويُقَوِّيه أنَّ هؤلاء الخمسة هم الذين يستغيث الناس بهم يوم القيامة من شدة الحساب أو من شدة هول الموقف وطول المُقَامْ في طلب تعجيل المحاسبة والقضاء بين الخلق، أعاننا الله جل علا على شدائد ذلك اليوم، في حديث الشفاعة الطويل المعروف، يأتون آدم ثم قال يأتون نوحا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم. آدم خَرَجَ لأنه ليس برسول بقي الخمسة لأنهم مرسلون.
قال الناظم ((الشيخ الحكمي))؛
وخمسة منهم أولي العزم الألي في سورة الأحزاب والشوري تلا(/)
مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Dec 2003, 11:13 م]ـ
مواضع الاتفاق بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في القرآن الكريم موضوع طريف ولطيف،تحته أبواب من العلم.
وبالتأمل وجدت ما قد يكون مفتاحاً لهذا البحث الطريف، وهو يدلك على أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ـ وإن اختلفت بعض تفاصيل شرائعهم ـ إلا أن الغاية الكبرى واحدة، وهي: التوحيد، وتعبيد الناس لرب العالمين، كما ثبت في الصحيحين: الأنبياء أبناء علات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد.
أذكر بعض المواضع التي ظهرت ـ على عجل ـ ولعلي أبدأ بأول موضع دعاني لطرح هذا الموضوع، راجياً من أحبتي الكرام الذين يريدون الإضافة ـ أن يراعوا تسلسل الترقيم، لننظر في الأشياء التي اتفقوا عليها، وهو:
1 ـ كانوا يعلمون أن العبودية لازمة لهم ما داموا على قيد الحياة ـ سواء كانت عبودية القلب أم الجوارح ـ،ومن ذلك قوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، أضفه إلى قول عيسى عليه الصلاة والسلام: (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً)، فماذا يقول غلاة المتصوفة الذين يرون أن أحدهم قد يأتي عليه زمان تسقط عنه التكاليف؟
2 ـ اتفاقهم في أمر التوحيد،و هذا أعظم أصل اتفقوا عليه، قال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، وقال سبحانه: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
3 ـ اتفاقهم في الصلاة والزكاة، قال تعالى ـ بعد أن ذكر جملة من قصص الأنبياء ـ في سورة الأنبياء ـ: (وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة)، وعلى وجه التفصيل، نقرأ قوله تعالى عن إسماعيل: (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ... )، وقال سبحانه عن موسى وأخيه: (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة ... ) وقال سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ... ) إلى غير ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2003, 08:02 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عبدالله على هذه النفائس، وأرجو منك أن تواصل تتبع مفردات هذا الموضوع كلما سنحت لك سانحة وفقك الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Dec 2003, 08:56 م]ـ
ومن المواضع أيضاً:
4 ـ خوفهم من ذنوبهم، وشدة تعظيمهم لأمر ربهم إذا وقع منهم تقصير في جنبه جل وعلا:
فهذا أبو البشر آدم عليه الصلاة والسلام، لما أكل من الشجرة هو وزوجه، قالا: (ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
ويقول سبحانه عن نوح عليه الصلاة والسلام ـ بعدما سال ربه نجاة وابنه ثم جاءه العتاب الإلهي ـ قال عليه الصلاة والسلام: (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي بعلم،وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين).
وقال عن موسى عليه الصلاة والسلام ـ لما قتل القبطي ـ: (رب إني أعوذ ظلمت نفسي فاغفر لي، فغفرله)، ولما رجع إلى قومه ووجدهم قد عبدوا العجل، وعاتب أخاه هارون عليه الصلاة والسلام ذلك العتاب العظيم ـ الذي دافعه الغيرة على التوحيد ـ قال عليه الصلاة والسلام: (رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك، وأنت أرحم الراحمين).
ولما لما ذهب يونس عليه الصلاة والسلام مغاضباً لقومه، وحصل منه ما حصل، قال ـ وهو في ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت ـ (لا إله إلا أنت، سبحانك، إني كنت من الظالمين).
5 ـ أنهم ـ مع عظيم مقامهم وثقتهم بوعد الله ونصره ـ إلا أنهم بشر، قد تخطر في قلوبهم خواطر البشر، بل قد يستبطئون ذلك، نقرأ ذلك في قوله سبحانه: (حتى إذا استيأس الرسل، وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا) ـ وهذا على أحد الأقوال في تفسير الآية ـ.
وفي سورة البقرة (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة، ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البساء والضراء، وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا إن نصر الله قريب).
6 ـ اتفاقهم على سنة الزواج،وطلب الولد، قال سبحانه وتعالى في سورة الرعد: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً وجعلنا لهم أزواجاً وذرية)، فأين المتصوفة الذين يدعون الزهد والرغبة عن الدنيا؟ أين هم عن هدي المرسلين؟
7 ـ اتفاقهم على عدم الخوض فيما لا علم لهم به،وتفويض الأمر إلى الله، يقول تعالى: (يوم يجمع الله الرسل فيقول: ماذا أجبتم؟ قالوا: لا علم لنا، إنك أنت علام الغيوب ... ـ إلى أن قال عيسى عليه الصلاة والسلام ـ: (تعلم ما نفسي ولا أعلم ما في نفسك وأنت على كل شيء شهيد).
وقال عن نوح عليه الصلاة والسلام: (إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي بعلم).
يتبع،،، حسب ما يفتح الله به ...
راجياً من الإخوة أن يشاركوا بما يفتح الله به ـ وهو خير الفاتحين ـ في هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2003, 08:53 م]ـ
8 - ومن مواضع الاتفاق بين الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام عدم أخذهم أجراً مقابل ما جاءوا به من الهدى والوحي والدعوة، بل يفعلون ذلك لوجه الله. والأدلة على ذلك كثيرة، ومنها.
- ما ذكره الله عن نوح عليه الصلاة والسلام: (وياقوم لا أسألكم عليه مالاً إن أجري إلا على الله).
- ما جاء في سورة سبأ عن نبينا صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ?للَّهِ}.
- وقوله فيه أيضاً في آخر سورة ص?: {قُلْ مَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ?لْمُتَكَلِّفِينَ}.
- وقوله في الطور والقلم {أَمْ تَسْألُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ}.
- وقوله في الفرقان {قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى? رَبِّهِ سَبِيلاً}.
- وقوله في الأنعام: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى? لِلْعَـ?لَمِينَ}.
- وقوله عن هود في سورة هود: {ي?قَوْمِ لا? أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ?لَّذِى فَطَرَنِى?}.
- وقوله في الشعراء عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَمَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى? رَبِّ ?لْعَـ?لَمِينَ}.
- وقوله تعالى عن رسل القرية المذكورة في يس {?تَّبِعُواْ ?لْمُرْسَلِينَ?تَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْألُكُمْ أَجْراً}.
وقد ذكر الفوائد بتفصيل أخي أبو مجاهد في نقله عن أضواء البيان في موضوعه ركن الاستنباط وذكر فوائد الآيات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=253) .
9- ومن مواطن الاتفاق كذلك شفقتهم على أممهم، وحزنهم بسبب تكذيبهم لهم. والايات في ذلك كثيرة.
- ويمكن أن يؤخذ من هذه المشاركة موضوع آخر بعنوان: (مواطن الاتفاق بين الأمم تجاه أنبيائهم)، ولا سيما أهل التكذيب والكفر والعناد، وقد كتب فيها زميلنا الكريم الشيخ محمد بن عبدالعزيز المسند كتابه (أساليب المجرمين في التصدي لدعوة المرسلين). ولعله يجمعها قوله تعالى في سورة الذاريات: (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون* أتواصوا به بل هم قوم طاغون).
شكر الله لك أخي عمر المقبل على إشارتك لهذا الموضوع ولغيره، فما هذه بأول بركاتكم ولا أظنها ستكون الأخيرة بإذن الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Dec 2003, 11:45 م]ـ
والشكر موصول لكم يا فضيلة الشيخ، فأثركم في هذا المنتدى المبارك مذكور، وعملكم ـ مع بقية المشايخ ـ مشكور.
وتتمة للبحث، فما زلت أتأمل وأنأمل، فمما يدخل تحته أيضاً:
10 ـ اشتراكهم في حصول الأذى من قبل أقوامهم، يقول سبحانه ـ مسلياً ـ لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ولد كذبت رسل من قبلك، فصبروا على ما كذبوا، وأوذوا ... ).
وهذا يا شيخ عبدالرحمن، له صلة بما تفضلتم به، في المواضع التي اتفقت عليها الأمم في التصدي لدعوة الحق.
11 ـ كونهم لا يبعث نبي منهم إلا ومعه آية تدل على صدقه، وأنه لا يأتي بها إلا بإذن الله تعالى، قال تعالى: (وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله) فقد تضمنت أنه يأتي النبي بآية،وهي بإذن الله.
ويشهد للقول بأن كل نبي لا بد أن يأتي بآية ما ثبت في الصحيح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حديث أبي هريرة: (ما من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله يؤمن عليه البشر ... ).
فإن قيل: فما آية هود ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإنا لا نجد له آية واضحة في سياق قصته في القرآن؟
فالجواب ـ كما قال غير واحد من المفسرين،ومنهم السعدي رحمه الله تعالى ـ أن تحديه عليه الصلاة والسلام لقومه أن يصيبوه بأذى مع أنه واحد وهم جماعة،كما قال سبحانه (فأشهدوا أني برئ مما تشركون * من دونه ثم كيدوني جميعاً ولا تنظرون).
يتبع،، حسب ما يفتح الله به.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Dec 2003, 02:21 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
12. لعل من أجلى صور الاتفاق بين الأنبياء: حمل هم الدعوة إلى الله، والعمل الدؤوب وتكبد المشقات في سبيل هذه الوظيفة السامية: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً) (فصلت: من الآية33).
وتكاد تكون قصص الأنبياء جميعا ومحاوراتهم شاهدة لهذا الأمر، وتأمل معي – مثلا – قوله تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً) (العنكبوت: من الآية14))، وقوله: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ... ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً، ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً).
13. ومن مواضع الاتفاق بين الأنبياء والمصلحين: وجود الأعداء والمجرمين من الجن والإنس الذين يكيدون ويصدون عن دعوتهم، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (الأنعام: من الآية112)، وقال سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان:31)
وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) (الحج: من الآية52)
14. تأييد الله لهم، والوقوف معهم على أقوامهم المكذبين المعاندين.
قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف:94)
وقال: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (يونس:103)
وقال جل وعلا: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً، سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً) (الاسراء:76 - 77)
وقال سبحانه: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51)
وجزاك الله خيرا أخي عمر، ورزقنا وإياك الفهم في كتابه .. آمين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Dec 2003, 11:32 م]ـ
ومن المواضع التي اتفقوا فيها:
15 ـ أن أشرف ما يوصفون به، هو كونهم عبيداً لله تعالى، كما في قوله تعالى: (واذكر عبادنا إبراهيم ... الآية).
وقال عن نوح عليه الصلاة والسلام: (إنه كان عبداً شكوراً).
وقال عن عيسى عليه الصلاة والسلام: (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ... )، (لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ... ).
وأما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد وصفه ربه بهذا الوصف العظيم في أربعة مواضع مشهورة:
أ ـ عند التنزيل (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ... ).
ب ـ وفي مقام التحدي: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ... ).
ج ـ وفي مقام الدعوة: (وأنه لما قام عبدالله يدعوه ... ).
د ـ وفي مقام الإسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ... ).
16 ـ أمرهم أقوامهم بالتقوى، فكل نبي يأمر أمته بذلك (فاتقوا الله وأطيعون).
17 ـ وهو موضع ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته القيمة (العبودية): أنهم اتفقوا على البداء في دعوتهم بالعبادة (اعبدوا الله مالكم من إله غيره)،وهذا يمكن أن يلتقي مع الأمر بالتوحيد، إذ كل أمر بالعبادة في مثل هذه المقامات، فالمقصود به الأمر بالتوحيد،كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
يتبع، حسب ما يفتح الله به.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Dec 2003, 11:17 م]ـ
ومن المواضع التي اتفقوا عليها:
18 ـ أن الله تعالى وصفهم بأنهم شاكرون، كما قال تعالى عن نوح: (إنه كان عبداً شكوراً).
وقال عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم).
يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Dec 2003, 01:31 ص]ـ
أخي الشيخ عمر
جهد موفق، ومعلومات طيبة.
وفي آخر ما ذكرته من المواضع إشكال؛ لأنه لم يوصف بهذا الوصف إلا نوح وإبراهيم عليهما السلام.
وقد مر بي حول الشكر في القرآن أنه لعظم منزلته، وقلة من يحققه لم يوصف به إلا هذان النبيان الكريمان.
فما تعليقكم.
ولو جعلت مكان الشكر: الصلاح، لكان أقرب. (كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (الأنعام: من الآية85)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Dec 2003, 12:21 ص]ـ
أخي الفاضل: أبا مجاهد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فليس شرط البحث أن نجد الاتفاق بين كل الأنبياء ـ وإن كان هذا هو الأفضل والأحسن والأكمل ـ بل يكفي أن يتفق نبيان فأكثر ـ كما في المثال الذي استشكلتموه ـ.
وفيما يتعلق بالشكر بالذات، فقد وجدت ـ بعد التأمل ـ ما يصلح أن يكون دليلاً على اتفاقهم في هذا الأمر (الشكر) ألا وهو قوله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً) وقد فسر العمل الصالح بالشكر،وهو قوله تعالى: (اعملوا آل داود شكراً).
أشكر لكم مروركم ومداخلتكم، وآمل أن تضيفوا ما يناسب موضوع البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Dec 2003, 02:36 م]ـ
ومن مواضع الاتفاق:
19 ـ أنهم دائبون على تذكير أقوامهم بآلاء الله ونعمه تعالى، وتذكيرهم بما حصل للأمم قبلهم.
قال تعالى ـ عن هود e : ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح،وزادكم في الخلق بسطة، فاذكروا آلاء الله ... ).
وقال صالح (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد، وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً،وتنحتون الجبال بيوتاً)،وفي سورة الشعراء أمثلة كثيرة لهذا المعنى.
20 ـ أنهم إذا تليت عليهم آيات الله تعالى، خشعوا لها،وسجدوا إذعاناً وقبولاً، كما قال تعالى ـ لما ذكر جملة من الأنبياء والمرسلين في سورة مريم ـ: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين ... إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً)، وهذا بعكس أهل الكبر والطغيان، إذا تتلى آيات الرحمن أبوا أن يستجيبوا لما دلت عليه من أمر ونهي،ولهذا قال سبحانه عن عباد الرحمن: (والذين إذا ذكروا بربهم لم يخروا عليها صماً وعميانا).
يتبع حسب الإمكان،والله المستعان،،،،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Dec 2003, 12:13 ص]ـ
شكر الله لك ابا عبد الله هذا الموضوع القيم , وازدادت قيمته بمواصلتك الطرح , وارجو منك تكرما وضعه في قسم المواضيع المقترحة , فهو من مواضيع التفسير الموضوعي.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Dec 2003, 10:52 م]ـ
أشكر لكم ـ أبا خالد ـ هذا المرور المبارك.
ومن المواضع:
20 ـ أن من أساليبهم في دعاء ربهم جل وعلا، الدعاء بعرض الحال، وقد يضاف لذلك الدعاء الصريح، ومن ذلك:
أ ـ قول آدم وحواء عليهما السلام: (ربنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين).
ب ـ ومنه: قول نوح عليه الصلاة والسلام: (رب إني مغلوب) ثم قال: (فانتصر).
ج ـ ومن قول أيوب عليه الصلاة والسلام: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
ومن المواضع:
21 ـ لهجهم بالتوكل على الله عز وجل في مواطن كثيرة،والصبر على أذى أقوامهم، ويجمع ذلك كله قوله تعالى: (وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا، ولنصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
وأما أفراد ذلك في حق الأنبياء فكثيرة معلومة.
يتبع بإذن الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Dec 2003, 11:35 م]ـ
بالنسبة لنقله إلى المواضيع المقترحة، فهذا لا أحسنه من الناحية الفنية، فعلى يديك أبا خالد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Dec 2003, 10:46 م]ـ
ومن مواضع الاتفاق:
22 ـ أن مهمتهم الأولى هي النصيحة، والقيام بالنذارة، والبلاغ عن الله (الذين يبلغون رسالات الله، ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله)، وقد صرح كثير منهم بذلك، ومنه:
أ ـ قول نوح عليه الصلاة والسلام: (أوَعجبتكم أن جاءكم رجلٌ منكم لينذركم).
ب ـ وقال هود عليه الصلاة والسلام: (أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم).
ج ـ وقال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: (إن عليك إلا البلاغ).
ومن مواضع الاتفاق في دعوتهم:
23 ـ أنهم ـ مع دعوتهم إلى الأصل الكبير: التوحيد ـ جاءوا بالأمر بمكارم الأخلاق وتمثلوا بها، وجاءوا بالنهي عن سفاسفها، ومن ذلك:
أ ـ إكرام إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأضيافه.
ب ـ خدمة موسى عليه الصلاة والسلام لابنتي صاحب مدين.
ج ـ نهي شعيب قومه عن التطفيف في الميزان.
د ـ نهي الله تعالى لهم عن الغلول في الحروب، ويدل لذلك قوله تعالى ـ وهذه عامة في الأنبياء كلهم ـ: (وما كان لنبي أن يغل).
يتبع بإذن الله حسب ما يفتح الله تعالى به.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Dec 2003, 02:00 م]ـ
أشكر لصاحب الفضيلة الشيخ عمر المقبل على طرحه لهذا الموضوع الشائق النافع، كما أشكر لجميع المشايخ الفضلاء الذين أثروا الموضوع بإضافاتهم القيمة، وأحببت أن أشارك معكم بإضافة موضع من مواضع الاتفاق بين سادتنا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهو:
24 ـ أنهم جميعاً من حملة العلم النافع، وممن تصدى لتعليم الناس ودعوتهم إلى الله تعالى على علم وبصيرة، ومن دلائل ذلك:
أ ـ قوله تعالى عن آدم عليه الصلاة والسلام: (وعلم آدم الأسماء كلها).
ب ـ وقوله تعالى عن يعقوب عليه الصلاة والسلام: (وإنه لذو علم لما علمناه).
ج- وقوله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام: (ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما).
د- وقوله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام: (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما).
هـ- وقوله تعالى عن الخضر عليه الصلاة والسلام: (وعلمناه من لدنا علما).
ز- وقوله تعالى عن داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام: (وكلا آتينا حكما وعلما).
ح -وقوله تعالى عن شعيب عليه الصلاة والسلام: (قال ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي) والبينة العلم.
ط ـ وقال الله تعالى لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام: (وقل رب زدني علما) وقال (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) والبصيرة العلم.
ي ـ وقوله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يخاطب أباه: (يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك).
ك - وقال تعالى مخبرا عن عيسى عليه الصلاة والسلام وعن غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أنهم كانوا يقولون للناس: (كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) قرئت تعلمون بالتخفيف من العلم، وتعلمون بالتشديد من التعليم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 Dec 2003, 02:46 م]ـ
25 - ومن مواضع اتفاقهم: اتفاقهم على أركان الإسلام الخمسة، عملا بها ودعوة إليها، وقد ذكر الشيخ عمر المقبل شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة والزكاة، وأضيف أن الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة أخذ الله عليهم الميثاق بها كما في آية آل عمران (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ... الآية)، وأما الصوم فقد كتب على الذين من قبلنا كما كتب علينا (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) وأما الحج فقد قال الله تعالى لنبيين كريمين هما إبراهيم وإسماعيل (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين ... الآية) وأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله (وأذن في الناس بالحج) وجاء في السنة ما يفيد أن البيت كان موجودا قبل إبراهيم، وأن نوحا وهودا وصالحا وموسى عليهم الصلاة والسلام ممن حج البيت.
26 - تخصيص كل نبي المنكرات المتفشية في قومه بمزيد تحذير منها ومحاربة لها، كمحاربة صالح وهود عليهما السلام للكبر والتجبر، ومحاربة شعيب عليه السلام لتطفيف المكيال، ومحاربة لوط عليه السلام للفاحشة ولقطع السبيل.
27 - اتفاقهم على كثرة التذكير باليوم الآخر والتبشير بما أعد الله فيه من نعيم للطائعين والإنذار مما أعد الله فيه من عقوبة للعاصين، قال تعالى (رسلا مبشرين ومنذرين)، و قال شعيب عليه السلام (وارجوا اليوم الآخر)، وقال تعالى (وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) وأخبر تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال لقومه: (ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا)
28 - أن عامة أتباعهم الضعفاء، وفي حديث هرقل " كذلك أتباع الرسل " والمراد بالضعفاء المتواضعون البعيدون عن الكبر والفخر والخيلاء بغض النظر عن فقرهم أو غناهم، ومن الأدلة قول قوم نوح عليه السلام (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا) وقوله تعالى عن أتباع موسى (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ... ) وقوله تعالى عن أتباع صالح (قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم .. )
وحديث أبي سفيان وهرقل فيه العديد من مواطن الاتفاق بين الرسل صلوات الله عليهم يمكن التأمل في دلائلها من القرآن، وإضافة مالم يذكر بعد، وبالله التوفيق.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Dec 2003, 12:11 ص]ـ
أشكر لكم فضيلة الشيخ أبا خالد على هذا المرور الكريم المفيد، جعله في ميزان حسناتكم.
ما أشرتم إليه ـ من مواضع الاتفاق في حديث هرقل،وإمكانية الاستفادة منها في التأمل في القرآن ـ لفتة طيبة موفقة.
ومن المواضع:
29 ـ اتفاقهم على الوصية بالإسلام حياة ومماتاً،والدعاء به، من ذلك:
أ ـ قول إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام: (واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ... إلى أن قال: (أسلمت لرب العالمين) ثم قال بعدها ـ: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ... الخ).
ب ـ ومن دعاء يوسف: (توفني مسلماً وألحقني بالصالحين).
ج ـ قول موسى لقومه: (فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين).
د ـ وقال عن الحواريين: (قالوا: آمنا واشهد بأننا مسلمون).
يتبع بإذن الفتاح العليم،،،،،،،،،
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[23 Dec 2003, 05:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية للمشائخ الكرام
و للزوار الكرام
أحب أن أسجل إعجابي بنوعية الاختيار (مواضع الاتفاق بين الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام في القرآن الكريم)، و أسلوبه العلمي الموثق
و لي عودةٌ في المستقبل القريب حول هذا الموضوع
متمنياً التوفيق للجميع
عبد الله
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[16 Jan 2004, 08:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبةً و بعد
بعد أن خَفَّتْ بعضُ الأشغال فهاأنذا أعود إلى المشاركة في هذا الموضوع الذي نال إعجابي كثيراً، فمما يسرُّني كثيراً أن أرى في هذا الملتقى الرائد مثل هذه المواضيع الرائعة و ذلك لأسباب أهمها:
1 - أن مثل هذا الموضوع يطرح نفسه بثقل الإجماع و الاتفاق الذي يحمله.
2 - أن وَفْرةَ الآياتِ في الموضوعِ ذاتِه؛ تشيرُ إلى كثيرٍ من الأمة المجْتَمِعةِ المتَّفِقَة التي كان يحمل رسالتها الأنبياءُ و المصلحون في المجتمعات الإنسانية، و هذا في الحقيقة ما تفتقده أغلب الدراسات القرآنية الحديثة.
3 - أن تعدُّدَ الزمن و تباعد الفترات لا يغير من المبادئ و الأسس التي يسلكها الأنبياء و المصلحون، فمهما اختلف الناس و المتَلَّقُوْنَ فإن الغاية واحدة – في الغالب – و هذا هو السر الحقيقي وراء الاتفاق بينهم.
4 - أننا لو تتبعنا كما قام الإِخوة بالتتبع في ذلك لوجدنا مواضع الاتفاق في الأَمْر هي: في الأصول العامَّة في التعامل مع الخَالِقِ أَو الخَلْقِ، و مواضِعَ الاتفاق في النهي هي: في أصول الفساد الخَلْقِيِّ أَو الخُلُقِي.
5 - أننا في هذا الزمن بحاجة ماسَّةٍ إلى معرِفَة الأصول العامة التي يتّفِق عليها البشر للوصول مِنْ ثَمَّ إلى دعوة الخَلْقِ و إيصَال الرسالة السماوية - التي نحملها و نتشرَّفُ بالانتساب إليها – إلى الناس كافَّةً، و استغلال هذا الجانب – المتفق عليه – للدخول فيما نريد دينٍ و عقيدة.
6 - أن الحاجَّة تُلِّح بكثيرٍ من الدراسات المعاصرة و ربطها بالواقع؛ حتى يستفيد منها جميع الأفراد و تتبناها المجتمعات الصغيرة و الكبيرة.
تحياتي مرةً أخرى لأبي عبد الله على هذا الموضوع الجميل.
محبك:
عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 Mar 2004, 11:27 م]ـ
ومن مواضع الاتفاق بينهم عليهم الصلاة والسلام:
30 ـ حرصهم على اجتماع الكلمة ووحدة الصف، ومن الأمثلة على ذلك:
ـ إخباره تعالى عما حدث بين موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ـ حينما رجع موسى غضبان من من صنيع قومه بعبادة العجل ـ أجابه هارون بقوله:
(إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي).
وأما استقرار هذا الأصل في هذه الشريعة فهو أشهر من أن يدلل عليه.
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Apr 2004, 11:41 م]ـ
ومن مواضع الاتفاق بينهم صلوات الله وسلامه عليهم:
31 ـ أن اليمين (الحلف) أحد الأحكام الشرعية الموجودة قبل شرعنا، ففي قصة أيوب عليه الصلاة والسلام، نقرأ قوله تعالى: (وخذ بيد ضغثاً فاضرب به ولا تحنث)، وفي شريعتنا الأمر أشهر من أن يوضح.
إلا أن هاهنا نكتة لطيفة وبديعة نبه عليها الإمام الهمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،وهي أن ظاهر قصة ايوب في سورة (ص) تدل على أن كفارة اليمين لم تكن مشروعة في تلك الشريعة، بل ليس إلا البر أو الحنث، كنذر التبرر في شرعنا.
ينظر: شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل لشيخ الإسلام ابن تيمية، للعلامة البعلي (ص: 125).
فاتفقت شريعتنا مع شريعة أيوب في أمرين:
1 ـ إثبات أن لليمين حكماً شرعياً ـ بغض النظر عن هذا الاختلاف ـ.
2 ـ أن الشريعيتن اتفقتا في: انعقاد اليمين،والحنث،وزادت شريعتنا بالكفارة.
فاللهم لك الحمد على أن هديتنا لها، اللهم فكما هديتنا لها ونحن لم نسألك، فثبتنا عليها ونحن نسألك ...
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Jun 2004, 02:22 م]ـ
ومن مواضع اتفاقهم عليهم صلوات الله وسلامه:
32 ـ أنهم مارسوا القضاء،والحكم بين الناس، فقد قال الله تعالى عن بيين كريمين وهما داود وابنه سليمان: (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (الانبياء:78)
وقال سبحانه عن نبينا صلى الله عليه وسلم: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) (المائدة:49).
وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً) (النساء:105)
يتبع بإذن الله حسب ما يمن به العليم الخبير ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Jun 2004, 03:22 ص]ـ
هذا بحث طريف نفيس، وهو يصلح أن يكون بحثًا في موضوع من موضوعات القرآن (الذي يسمى: التفسير الموضوعي)، فشكر الله لك ياشخ عمر ولمن شاركك.
وياحبَّذا لو وضعت ضوابط الاتفاق بناءًا على ما قدَّم لك أبو مجاهد من ملحوظة فيما يتعلق بالشكر.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[06 Jun 2004, 01:31 م]ـ
شكرا للشيخ عمر المقبل فوائد قيمة جدا ...
* لدي اضافة فائدة لعلها تعد من من نقاط الاختلاف:
أن الله قد ضمن لأتباع الرسالات السابقة الأرزاق والمعيشة اذا اخذوا بأسباب جلبها والحصول عليها، أما امة محمد صلى الله عليه وسلم فلا ضمان الا اذا اخذت بأسباب حصول الرزق والمعيشة وطاعته سبحانه معا.
وبارك الله في الجميع،،،،،،،،،،
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Jun 2004, 02:37 م]ـ
أشكر للشيخ الفاضل المفيد أبي عبدالملك د. مساعد مروره وتعليقه.
وقد أشرت في تعليقي على كلمة أبي مجاهد الضابط الذي سرت عليه في هذا الموضوع.
أخي (أبا حنيفة) حبذا لو ذكرت الآيات التي تدل على هذا،ولو على سبيل التمثيل، لتكون الفائدة أكمل.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[06 Jun 2004, 10:57 م]ـ
شيخنا الكريم: انا طرحت الفائدة متمنيا التعليق عليها من حيث الصحة وعدمها، انا سمعت هذه الفائدة من الأستاذ الدكتور ناصر العقل في جلسة خاصة ومناقشة صريحة حول المذاهب والفرق ..... من ضمن ما قال هذه الفائدة حين تحدث عن الأمن .... اقول الايات كثبرة ومنها: عموم قوله تعالى:
(ولئن شكرتم لأزيدنكم) وقوله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لوأنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" ...........
* لكن ما أشكل علي وأحببت أن أطرحه بين يديكم: هو أن الله قد أمر قوم نوح بالاستغفار لكي يرسل السماء عليهم مدرارا، وكذا قوم عاد بأن يزيدهم قوة الى قوتهم ..... أتمنى التعليق والافادة وبارك الله فيكم
محبكم ابو حنيفة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Jun 2004, 10:33 ص]ـ
أخي الفاضل الموضوع شيق وممتع ولكن سؤالي ما الفائدة المرجوة من معرفة اتفاق الأنبياء في الأمور المذكورة في الموضوع وما الفرق بين معرفتنا لاتفاقهم على خصلة وبين اتصاف أحدهم بخصلة واحدة أليست المحصلة المرجوة واحدة إذ أننا مأمورون باتباعهم جميعا أرجو ألا أكون من المثبطين ولكن أحببت أن استفسر أسأل الله لكم التوفيق والسداد
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Jun 2004, 09:24 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو عاتكة، الجواب عن جدوى البحث في مثل هذا الموضوع تجده في قوله تعالى لنبيه الكريم: "أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90)
فإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بأفراد هؤلاء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، فما ظنك بصفة من صفاتهم أو هدي من هديهم اتفق عليه نبيان فأكثر؟!
وآمل أن تتكرم بالرجوع إلى مداخلة الشيخ عبدالله الخضيري على هذا الموضوع، فستجد فيها تتمة للجواب،
وفقك الله،،،
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Jul 2004, 02:57 م]ـ
33 ـ من مواضع الاتفاق بينهم صلوات الله وسلامه عليهم، أن الله تعالى أخذ عليهم الميثاق جميعاً ـ كما قال ابن عباس ـ لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم ـ وهو حي ـ أن يتبعه ويأخذ بشريعته، يدل لذلك قوله تعالى:
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران:81)
34 ـ ومن مواضع الاتفاق بينهم، مادل عليه قوله تعالى ـ في سورة مريم ـ:
(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58).
والشاهد أن الله تعالى ذكر اتفاقهم على أنهم (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً).
يتبع إن شاء الله ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[04 Jul 2004, 12:33 م]ـ
قال ابن تيمية (ت:728) رحمه الله:
(فالرسل متفقون في الدين الجامع للأصول الاعتقادية والعلمية، فالاعتقادية كالإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر، والعملية كالاعمال العامة المذكورة فى الانعام والاعراف وسورة بنى إسرائيل، كقوله تعالى {قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم} إلى آخر الآيات الثلاث، وقوله {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه} إلى آخر الوصايا، وقوله {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين}، وقوله {قل إنما ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وإن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون}.
فهذه الأمور هي من الدين الذي اتفقت عليه الشرائع، كعامة ما فى السور المكية، فإن السور المكية تضمنت الأصول التى اتفقت عليها رسل الله؛ إذ كان الخطاب فيها يتضمن الدعوة لمن لا يقر بأصل الرسالة.
وأما السور المدنية ففيها الخطاب لمن يقر بأصل الرسالة، كأهل الكتاب الذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وكالمؤمنين الذين آمنوا بكتب الله ورسله؛ ولهذا قرر فيها الشرائع التى أكمل الله بها الدين، كالقبلة والحج والصيام والاعتكاف والجهاد وأحكام المناكح ونحوها، وأحكام الأموال بالعدل كالبيع، والاحسان كالصدقة، والظلم كالربا، وغير ذلك مما هو من تمام الدين.
ولهذا كان الخطاب فى السور المكية {يا أيها الناس}؛ لعموم الدعوة إلى الأصول؛ إذلا يدعى إلى الفرع من لا يقر بالأصل، فلما هاجر النبى إلى المدينة، وعزَّ بها أهل الإيمان، وكان بها أهل الكتاب، خوطب هؤلاء وهؤلاء، فهؤلاء {يا أيها الذين آمنوا}، وهؤلاء {يا أهل الكتاب} أو {يا بنى إسرائيل}، ولم ينزل بمكة شيء من هذا، ولكن في السور المدينة خطاب {يا أيها الناس}، كما في سورة النساء وسورة الحج، وهما مدنيتان وكذا فى البقرة).
مجموع الفتاوى 15/ 159 - 160.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Jan 2006, 08:46 م]ـ
ومن مواطن الاتفاق:
35 ـ اتفاقهم في أصول النصر في هذه الحياة الدنيا:
تأمل معي قول الله تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم (وكفى بربك هادياً ونصيراً)،
ثم تأمل ماذا قال ربنا تعالى عن موسى وأخيه هارون عليهما الصلاة والسلام: (ونصرناهم فكانوا هم الغالبين @ وآتيناهما الكتاب المستبين @ وهديناهما الصراط المستقيم)؟.
فالنصر والهداية من عند الله،ولكنها بأسباب عظيمة،ومن أعظمها: الوحي،والسيف.
وهذا ما تعبر عنه كلمة الإمام الرباني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: (قوام الدين: بكتاب يهدي،وسيف ينصر، وكفى بربك هادياً ونصيراً).
ويمكن أن نعيد طباعة كلمة الشيخ بأن نقول: (قوام الأديان: بكتاب يهدي،وسيف ينصر،وكفى بربك هادياً ونصيراً).
فنسأل الله تعالى أن يمكننا من هذه الأسباب؛لترتفع راية هذا الدين،والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Nov 2006, 04:32 م]ـ
ومن مواطن الاتفاق (وهي من المُلَح):
36 ـ أن ظاهر القرآن يدل على أنه ليس في الأنبياء عقيم،قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ).
والشاهد قوله: (وذرية)،وهذا أقوله تأملاً،وهو ـ كما قدمت ـ: إنما هو من ملح التأملات وليس من عقدها،ولكن من باب تكميل البحث،وقد قال الفقهاء: (يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً).
وقد ذكر لي أحد المشايخ أنه قد قيل: إن بعض الأنبياء لم يتزوج،فأجبته: إن ظاهر القرآن أن الكل قد تزوجوا ورزقوا الذرية،فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل،والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Dec 2006, 08:20 ص]ـ
هل يقال: إن جميع الأنبياء أمروا بالجهاد وأمروا قومهم به؟
جاء في تفسير البغوي:
({يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} قرأ حمزة والكسائي: "فَيَقْتُلوُن" بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا، ويقتل الباقون. وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل. {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} أي: ثواب الجنة لهم وعدٌ وحقٌ {فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد، وبيَّنه في هذه الكتب.
وقيل: فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة.)
تفسير البغوي - (ج 4 / ص 98)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Jan 2008, 06:30 م]ـ
هل يقال: إن جميع الأنبياء أمروا بالجهاد وأمروا قومهم به؟
جاء في تفسير البغوي:
({يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} قرأ حمزة والكسائي: "فَيَقْتُلوُن" بتقديم المفعول على الفاعل بمعنى يقتل بعضهم بعضا، ويقتل الباقون. وقرأ الآخرون بتقديم الفاعل. {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا} أي: ثواب الجنة لهم وعدٌ وحقٌ {فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ} يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد، وبيَّنه في هذه الكتب.
وقيل: فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة.)
تفسير البغوي - (ج 4 / ص 98)
في هذا الاستنباط نظر ـ والله أعلم ـ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ـ كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ـ أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد!
فإذا كان وحده، أفيقاتل أمة كاملة؟! والله أعلم وأحكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Jan 2008, 06:45 م]ـ
في هذا الاستنباط نظر ـ والله أعلم ـ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر ـ كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ـ أن النبي يأتي يوم القيامة وليس معه أحد!
فإذا كان وحده، أفيقاتل أمة كاملة؟! والله أعلم وأحكم.
لو أذن لي الشيخ الفاضل: عمر المقبل حفظه الله بالقول:
إنه ربما يُحمل كلام البغوي واستنباطه رحمه الله على جانب التغليب , أو على أنواع الجهاد الأخرى كالنهي عن المنكر وبيان الحق والصدع به سيّما وعبارته نصت على (الجهاد) الذي يحتمل ذاك وهذا , لا على (القتال) الوارد في الآية والذي استشكلتم وفقكم الله حصوله بين فرد وأمة, وهو أي: الصدع وإنكار المنكر والجهر بذلك ضرب من أضرب الجهاد كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر " أو " أمير جائر"
والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jan 2008, 06:59 م]ـ
ومن مواطن الاتفاق (وهي من المُلَح):
36 ـ أن ظاهر القرآن يدل على أنه ليس في الأنبياء عقيم،قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ).
والشاهد قوله: (وذرية)،وهذا أقوله تأملاً،وهو ـ كما قدمت ـ: إنما هو من ملح التأملات وليس من عقدها،ولكن من باب تكميل البحث،وقد قال الفقهاء: (يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً).
وقد ذكر لي أحد المشايخ أنه قد قيل: إن بعض الأنبياء لم يتزوج،فأجبته: إن ظاهر القرآن أن الكل قد تزوجوا ورزقوا الذرية،فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل،والله أعلم.
(رسلاً) هنا ليست من ألفاظ العموم حتى تشمل جميع الرسل الذين قبل نبينا صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عاشور: " وقد كان لأكثر الرسل أزواج ولأكثرهم ذرية مثل نوح وإبراهيم ولوط وموسى وداود وسليمان وغير هؤلاء عليهم السلام ".
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Jan 2008, 08:53 م]ـ
لو أذن لي الشيخ الفاضل: عمر المقبل حفظه الله بالقول:
إنه ربما يُحمل كلام البغوي واستنباطه رحمه الله على جانب التغليب , أو على أنواع الجهاد الأخرى كالنهي عن المنكر وبيان الحق والصدع به سيّما وعبارته نصت على (الجهاد) الذي يحتمل ذاك وهذا , لا على (القتال) الوارد في الآية والذي استشكلتم وفقكم الله حصوله بين فرد وأمة, وهو أي: الصدع وإنكار المنكر والجهر بذلك ضرب من أضرب الجهاد كما في الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر " أو " أمير جائر"
والعلم عند الله تعالى.
أخي الكريم الشيخ محمود، شكر الله لك مداخلتك،وجوابي عنها: أن هذا الكلام لا يستقيم في هذا النقل لأمرين:
الأول: أن الآية نص في القتال،وليس مطلق أنواع الجهاد، تأمل: (يقاتلون في سبيل الله ... الخ).
ثانياً: حمل الجهاد على معناه العام خلاف الأصل،إذ الأصل عند إطلاق هذا المصطلح،فالمقصود به القتال في سبيل الله.
وكلام البغوي ـ رحمه الله ـ هنا كالصريح في إرادته للجهاد بمعناه الاصطلاحي،والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Jan 2008, 09:02 م]ـ
أخي الكريم أبا الحسنات ... شكرا لإضافتك القيمة،ولعلي أعود إليها لاحقا ـ إن شاء الله ـ.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Jan 2008, 09:59 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك فضيلة الدكتور هذا الإذن بالمدارسة واسمحوا لي أن أقول:
إنَّ البغوي رحمه الله تكلم عن القتال وذكر القراءتين ثمَّ بعد كلامه عن الثواب جاء بالجملة وقال: (فيه دليل على أن أهل الملل كلهم أُمروا بالجهاد على ثواب الجنة) وهذا ما جعلني أظن عدوله عن لفظ القتال إلى الجهاد ليعم المعنيين ويدخل في عمومهما من له أتباع ومن لا أتباع له من الأنبياء - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام.
وهذه الجملة لا اظن الاستشكال الذي تفضلتم بطرحه يرد عليها لأنه قال (أهل الملل كلهم) وهذا الوصف لا أحسب انه يطلق على نبي واحد من الأنبياء - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام - الذين جاء ذكرهم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما , بل ربما يفهم منه أنه أراد تخصيص الأنبياء الذين لهم قوم وأتباع دون غيرهم , والعلم عند الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2008, 02:34 م]ـ
من الكتب القيمة التي رأيتها عنيت بهذا الموضوع كتاب (حكمة تشابه قصص الأنبياء في القرآن الكريم) للدكتور الصديق علي أوهيبة فقد تناول وجه التشابه بين دعوات الأنبياء وقصصهم في القرآن الكريم والحكمة من هذا التشابه.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[26 Jun 2008, 06:30 ص]ـ
شكر الله للجميع هذا الجهد المبارك
ومن ذلك
المبادرة في الخيرات وفعل الطاعات
والإلحاح في الدعاء
والرغبة فيما عند الله
والخوف من عقوبته
والتواضع والتذلل في العبادة
يدل على ذلك ثناء الله على زكريا عليه السلام وأهل بيته في قوله تعالى: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} الأنبياء90(/)
من كلام ابن القيم في الانتفاع بالقرآن
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[13 Dec 2003, 01:05 م]ـ
تت من كلام ابن القيم في الانتفاع بالقرآن
اذا اردت الانتفاع بالقرآن: فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه , والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه , فإنه خطاب منه لك على لسان رسلوله) ا. ه الفوائد ص15
الاخوة رواد الموقع الأفاضل:
اتمنى مراسلتي بكل فائد تفسيريه انتفع بها مع تقديري البالغ لكل الاخوة الأفاضل وجزاكم الله خيراً(/)
التضمين في القرآن الكريم
ـ[الخطيب]ــــــــ[14 Dec 2003, 01:02 ص]ـ
التضمين في القرآن الكريم
دلالته ومعناه
يطلق مصطلح التضمين في كتب التفسير وعلوم القرآن وكتب العربية إطلاقات متعددة بمعان مختلفة وذلك كالتالي:
* يطلق التضمين على معنى إعطاء الشئ معنى الشئ، وهو يكون في الأسماء بأن يضمن اسم معنى اسم آخر، ليفيد معنى الاسمين جميعا، كما ضمن لفظ {حقيق} معنى: حريص في قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} (الأعراف:105) ويكون في الأفعال أيضا، كما ضمن لفظ {يشرب} معنى: يروى في قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (الإنسان:6)
ويعرف التضمين في الفعل بحرف الجر الذي عدِّي به كما عرفنا تضمين " يشرب " معنى " يروى " لتعديته بالباء دون " من " التي من عادته التعدِّي بها، إذ الشرب يكون من العين – البئر – لا بها.
وأما التضمين في الحروف ففيه خلاف، فبعضهم قال به، وهم الذين يرون أن حروف الجر تتناوب، فيقولون في مثل الآية التي معنا من سورة الإنسان: إن الباء بمعنى "من"، ويرى آخرون أن التجوّز في مثل ذلك إنما هو في الفعل، لا في الحرف0 بأن يكون الفعل " يشرب " قد ضمن معنى " يُروى "
* ومنه التضمين الذي هو من أنواع الإيجاز وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة منه، وهذا النوع ذكره الباقلاني في " إعجاز القرآن " قال: وهو على وجهين:
الأول- تضمين توجيه البنية كقولنا: معلوم فإنه يوجب أنه لابد من عالم
والثاني – تضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به كما ضمن قول: " بسم الله الرحمن الرحيم " معنى تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه سبحانه على جهة التعظيم له والتبرك به0
* ومنه التضمين في الفاصلة وهو أن يكون ما بعد الفاصلة متعلقا بها، كقوله تعالى:
{َوَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (الصافات:137، 138) فقوله: {وَبِاللَّيْلِ} هو لتمام معنى الفاصلة قبله، ولذلك كان تمام الوقف عليه، وليس على الفاصلة قبله0
* ومنه التضمين الذي هو من المحسنات اللفظية وهو مما يتعلق بالفواصل أيضا، ويسمى أيضا بالالتزام، ومعناه أن يلتزم حرف أو أكثر قبل الحرف الأخير في الفاصلة وهو حرف الرَوِيّ ومثاله قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} (الضحى: 9، 10) حيث التزم الهاء قبل الراء ومثال التزام حرفين قوله تعالى: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ} (الطور: 1، 2) حيث التزم الطاء والواو قبل الراء0 ومثال التزام ثلاثة حروف قوله تعالى: {فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ} (الأعراف: 201، 202)
ويسميه أيضا علماء العربية: لزوم ما لا يلزم، الإعنات، والتضييق، والتشديد0 وبدهي أن تعدد هذه الأسماء أو المصطلحات مع اتحاد مدلولها إنما هو متعلق بوصف كلام البشر الذي يضيقون على أنفسهم بالتزام ما يخرج أحيانا عن طوقهم وقدرتهم على التعبير فيقع نتيجة لذلك التكلف في الكلام مما ينتج عنه أن تتبع المعاني الألفاظ بمعنى أن يكون اللفظ هو الأصل والمعنى تابعه وهو لا شك ممقوت.
أما القرآن الكريم فلا تكلف فيه ومعانيه مقصودة لذاتها وقد صيغت في أحسن الأساليب وأقواها وأدق التعبيرات وأعلاها وأكثرها فصاحة وأوفرها بلاغة لأنه كلام رب العالمين المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
* ومنه التضمين الذي هو نوع من البديع وهو: إدراج كلام الغير في أثناء كلامه لقصد تأكيد المعنى، أو تركيب النظم0
ومنه ما تضمنه القرآن مما هو في التوراة والإنجيل، كقوله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} (المائدة:45) أو ما هو من قبيل حكايات المخلوقين كالملائكة في قوله سبحانه: {أتجعل فيها من يفسد فيها} (البقرة:30) وكذا ما حكي من أقوال اليهود والنصارى والمنافقين والكافرين وغيرهم، قال السيوطي في الإتقان: وكذلك ما أودع فيه من اللغات الأعجمية. ولذلك يسمي البعض ذلك " إيداعا " لا " تضمينا "
هذا ويخلط كثيرون بين الاقتباس وبين هذا النوع من التضمين والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان معا في عدم الإحالة إلى المصدر الأصل.
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[14 Dec 2003, 01:28 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ونشرًا للفائدة لو يتم عرض الآيات التي فيها تضمين ...
1 - (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان).
2 - (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم).
3 - (سأل سائل بعذاب واقع).
4 - (عينًا يشرب بها عباد الله).
5 - (اهدنا الصراط المستقيم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2003, 10:10 م]ـ
أشكرالأستاذ الدكتور أحمد الخطيب على طرق مثل هذه الموضوعات النفيسة، والتي تحتاج إلى بسط وتفصيل.
وموضوع التضمين من الموضوعات التي لم تحظ بعناية من قبل الدراسين في تخصص الدراسات القرآنية كما ينبغي، وهو أسلوب يمكن حمل كثير من الآيات القرآنية عليه دون تكلف. وقد تتبعت كثيراً من نقول المفسرين حوله، ولاحظت أن الإمام الطبري رحمه الله قد وجه عدداً من الآيات في ضوء أسلوب التضمين، ولكنه لم يقدمه على القول بتناوب الحروف، وابن كثير رحمه الله الذي استحسن القول بالتضمين في مواضع من تفسيره أغفله في مواضع أخرى.
ولم أجد عناية كبيرة به من قبل المفسرين الأوائل من أهل اللغة كأبي عبيدة والأخفش الأوسط والفراء وابن قتيبة مكتفين بتوجيه الآيات على القول بتناوب الحروف.
ومعلوم أن القول بتناوب حروف المعاني هو قول جل نحاة الكوفة، والقول بالتضمين قول جل نحاة البصرة وعلى رأسهم الخليل وتلميذه سيبويه رحمهم الله.
وأسلوب التضمين أحد أبرز أساليب العرب التي خرج عليها المفسرون ولا سيما من المتأخرين كثيراً من الآيات القرآنية الكريمة، وفي كلام العرب، وهو يأتي بعد أسلوبي الحذف والإضمار في علم البلاغة من حيث الأهمية.
وهو لا يأتي في كلام العرب إلا لفائدة زائدة كما قال السيوطي، وتؤدي الكلمة فيه مؤدى كلمتين كما قال ابن هشام النحوي، وهو بحر لا ينضب كما قال ابن جني في خصائصه، وكتاب ابن جني الخصائص من أكثر المصادر اللغوية القديمة التي عنيت بهذا اللون من التعبير فعليكم به فهو من أنفس الكتب على الإطلاق لطالب العلم. وأعجبني نقله عن المفسرين القول بالتضمين مما يعني سبق المفسرين إلى بحث التضمين، حيث قال في الخصائص 3/ 263: (ومنه - أي التفسير على المعنى دون اللفظ وهو التضمين - قول المفسرين في قوله تعالى: (من أنصاري إلى الله) أي مع الله، ليس أنَّ (إلى) في اللغة بمعنى (مع).
ألا تراك لا تقول: سرت إلى زيد، وأنت تريد: سرت مع زيد، هذا لا يعرف في كلامهم، وإنما جاز هذا التفسير في هذا الموضع لأن النبي إذا كان له أنصار فقد انضموا في نصرته إلى الله، فكأنه قال: من أنصاري منضمين إلى الله، كما تقول: زيد إلى خير، وإلى دعة وستر، أي أوٍ إلى هذه الأشياء ومنضم إليها. فإذا انضم إلى الله فهو معه لا محالة. فعلى هذا فسر المفسرون هذا الموضع).
وأحب أن أشير هنا إلى مسأئل مهمة حول الموضوع لعلنا ننتفع بها إن شاء الله:
الأولى: أن نسبة القول بتضمين الأفعال معاني مناسبة للحروف للبصريين كافة، ونسبة القول بتناوب الحروف للكوفيين كافة ليس دقيقاً بالقدر الكافي. فقد وجدت إشارات للفراء (207هـ) يقول فيها بالتضمين وهو من كبار نحويي الكوفة. حيث يقول في معانيه 3/ 215 عند قوله تعالى: (يشرب بها عباد الله): (يشربها، ويشرب بها سواء في المعنى، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع). وهذا قول واضح بتضمين فعل يشرب معنى الفعل يروى.
كما وجدت للمبرد محمد بن يزيد رحمه الله (285هـ) إشارة للقول بتناوب الحروف شريطة أن يأتي الحرفان في معنى واحد، وليس دائماً بل أحياناً.
والتعبير الأفضل أن يقال أن القول بالتضمين رأي أكثر البصريين، والقول بنيابة الحروف قول أكثر الكوفيين. وقد أعجبني تعبير ابن السيد البطليوسي حيث قال في هذا في كتابه الثمين (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب) عند تعرضه لموضوع نيابة الحروف بعضها عن بعض: (أجازه قوم من النحويين أكثرهم كوفيون، ومنع منه قوم أكثرهم بصريون). ص 262 من الاقتضاب.
الثانية: من أفضل من اعتنى به من المتقدمين ابن جني في الخصائص، والمرادي في الجنى الداني في حروف المعاني، وابن القيم ولا سيما في بدائع الفوائد، وابن هشام في مغني اللبيب، والسيوطي في همع الهوامع.
ومن المتأخرين الطاهر بن عاشور رحمه الله في التحرير والتنوير، ومن المعاصرين مما اطعلت عليه كتاب (الحروف العاملة في القرآن الكريم) لهادي عطية الهلالي ص 380 وما بعدها.
وعثرت أخيراً على العدد التاسع والأربعون من مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر في الكويت ربيع الأول 1423هـ فوجدت فيها بحثاً ضافياً للدكتور زيد عمر عبدالله بعنوان: (أسلوب التضمين وأثره في التفسير) وصل فيه إلى نتائج من أهمهما مما لم أذكره أعلاه:
- أن ابن عطية في المحرر الوجيز مع ثناءه على أسلوب التضمين ووصفه له بأنه قول الحذاق إلا أنه لم يعن به كثيراً ولم يقدمه على القول بتناوب الحروف.
- أن أبا حيان المفسر وصف القول بتناوب الحروف بأنه زعم، وبالرغم من ذلك لم يكن القول بالتضمين موضع عنايته في التفسير.
- أن الزمخشري مع كونه امتداداً لمنهج المدرسة البصرية في النحو عند من يرى ذلك إلا أن التضمين لم يحظ بعنايته في كل المواضع، بل قال به في مواضع وأعرض عنه في أخرى.
وعلى كل حال فليس القول بالتضمين هو الأصل في القرآن ولا في اللغة، ولكن الذي يبدو لي أنه أسلم من حيث الاعتراضات التي وجهت إلى القول بتناوب الحروف، ويحتف بكل نص من القرائن الخارجية التي ما يرجح القول بالتضمين أو القول بتناوب الحروف، والحذق بذلك يحتاج إلى عناية طويلة، وبصر نافذ بأساليب العرب في شعرها ونثرها للتمرس بالترجيح في مثل هذه المسائل الدقيقة.
ولعله يكون للحديث صلة حول الأمثلة التي حملها المفسرون على القول بالتضمين من الدكتور أحمد إن شاء الله.
وأشير إلى أنه قد كتب في التضمين عند البلاغيين كتب ورسائل، وعند النحويين كذلك. ولعلي أذكرها لاحقاً إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Dec 2003, 12:22 ص]ـ
التضمين: وهو أن يشرب لفظ معنى لفظ آخر، فيعطونه حكمه، ويسمون هذا تضميناً. وفائدته: أن تؤدي كلمة مؤدى كلمتين.
وله أمثلة كثيرة في القرآن، منها: قوله تعالى (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) أي: لا تضموها إليها آكلين. والذي أفاد التضمين: حرف الجر (إلى).
قالوا: فعل (أكل) لا يتعدى بهذا الحرف، فينبغي تضمين هذا الفعل معنى يناسبه ويناسب حرف (إلى)، وهذا المعنى هو الضم.
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: (وإذا خلوا إلى شياطينهم) قالوا: المعنى: رجعوا إلى شياطينهم؛ لأن خلا لا يتعدى ب (إلى).
وهاهنا إشكال؛ وهو: ما حجة القائلين بالتضمين على أن الفعل -الذي ضمنوه معنى آخر- لا يتعدى بالحرف الذي جاء بعده؟
لماذا لا نقول إن هذا الفعل يتعدى بهذا الحرف بنفسه، من غير حاجة إلى التضمين؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 09:46 م]ـ
في المرفقات بحث حول الموضوع للاطلاع.(/)
هل هناك إجماع على إعجاز القرآن البلاغى؟
ـ[محب]ــــــــ[14 Dec 2003, 05:03 ص]ـ
بسم الله .. والحمد لله ..
هل يمكننا القول بأن علماء المسلمين مجمعون على أن القرآن معجز ببلاغته؟
وهل يضر هذا الإجماع ما ذهب إليه بعض العلماء من عدم إعجاز القرآن ببلاغته مثل ابن حزم وغيره؟
أفيدونا أثابكم الله من فضله.
ـ[محب]ــــــــ[19 Dec 2003, 05:16 م]ـ
جزى الله من أجاب أو ساعد فى الإجابة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Dec 2003, 09:50 م]ـ
جاء في تفسير المنار 1/ 201 ما نصه: (الوجه الثاني: بلاغته التي تقاصرت عنها بلاغة سائر البلغاء قبله وفي عصر تنزيله وفيما بعده ولم يختلف أحد من أهل البيان في هذا) انتهى المقصود نقله.
وهذا مقال أرجو من الإخوة إبداء رأيهم حوله:
وجهُ الإعجاز الوحيد للقرآن الكريم
الذي تحدى به الإنسَ والجنَّ يكمن في نظمه
العجز هو عدم القدرة وعجَزَ عن الأمر إذا قصر عنه. والمعجزة هي الآية التي يُتحدّى بها ويقصر المتحدّى عنها ولا يقدر على الإتيان بمثلها. وتطلق المعجزة على كل آية على النبوة سواء أكانت مؤنثاً كالعصا أو مذكراً كالقرآن. ووجه الإعجاز هو الأمر الكامن في المعجزة التي من أجله لا يقدر المتحدى على الإتيان بمثلها ويقصر عنه. فإذا قصر المتحدى عن الإتيان بمثلها على الوجه الكامن فيها فقد عجز، وإن أتى المتحدى أو غيره بمثلها على وجهها المعجز فقد بطل إعجازها، وبطلت صلاحيتها للتحدي. وقد يكون للمعجزة أكثر من خاصية ويكون وجه الإعجاز في واحدة من هذه الخواص. فعصا موسى عليه السلام كانت تنقلب حية وكانت تسعى وكانت تخيف، إلا أن عصي السحرة كان يخيل للناس أنها حيات وأنها تسعى واسترهبتهم، مما جعل موسى عليه السلام يوجس خيفة، فأمر بإلقائها وهنا كانت المفاجأة حيث ظهرت الخاصية التي تميزت بها عصاه، وظهر وجه الإعجاز وهو أنها تلقف ما يأفكون، وعند ذلك ألقي السحرة ساجدين. وكذلك القرآن الكريم فإنه باللغة العربية وبحروف عربية ومع ذلك تحدى العرب وعجزوا عن الإتيان بمثله فهو معجزة الرسول محمد r من هذا الوجه، ولا يشاركه في هذا الوجه من الإعجاز أي كلام آخر. والإعجاز حتى يكون في أمر من الأمور يجب أن لا يشاركه فيه أمر آخر.
وقد ظهرت في الآونة الأخيرة كتابات حول وجود وجوه أخرى من الإعجاز في القرآن الكريم، علماً بأنّ هذه الوجوه لم يتحدَّ القرآن بها، ولم يستقل بها عن غيره بل هي موجودة في السنّة كذلك.
فقد قالوا إن من وجوه إعجازه أن فيه ذكراً أو إشارات لحقائق علمية لم تكتشف إلا في العصر الحديث كقوله تعالى:] وأنزلنا الحديد [، وقوله:] والأرض بعد ذلك دحاها [، وقوله:] وخلق منها زوجها [، وقوله:] وجعلنا من الماء كل شيئ حي [، وقوله:] بينهما برزخ لا يبغيان [، وقوله:] والجبال أوتاداً [، وقوله: ثم جعلناه نطفة في قرار مكين @ ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً كسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين [وأشباه هذه الآيات، في حين أن القرآن لم يتميز بذكر هذه الأمور التي قالوا إنها إعجاز علمي، بل شاركته في ذلك السنة، ففي حديث أبي هريرة المتفق عليه قال: قال رسول الله r: « ما بين النفختين أربعون قال أربعون يوماً قال أبيت، قال أربعون شهراً؟ قال أبيت، قال أربعون سنة؟ قال أبيت، قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عَجْبُ الذَّنَب ومنه يركب الخلق يوم القيامة» وقد قالوا إن الخلية الأم موجودة في عجب الذنب، وأن هذه الخلية فريدة من نوعها، وفيها من الخصائص ما يجعل فيها قابلية نشوء كل خلايا الجسم على اختلاف أنواعها منها، وكشف العلم كما قالوا إنها تحوي كل الصفات الوراثية، وهذا يثبت أن السنة تشارك القرآن في هذا الوجه الذي قالوا إنه من وجوه الإعجاز، ولو كان ما قالوه حقاً لوجب أن تكون السنة معجزة كالقرآن في حين أن القرآن هو المعجز المتحدى به وليس السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن وجوه الإعجاز التي ذكروها ما فيه من تشريعات، ويكفي للإجابة أن رسول الله r قال: «قد أوتيت القرآن ومثله معه» ومن اطلع على كتب الفقه سيجد مصداق هذا، فأين الإعجاز؟ وللكافر أن يجادل فيقول أين الإعجاز في قطع يد السارق وأين الإعجاز في الزواج من أربع وأين الإعجاز في إعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين؟ والمطلوب أن تقيم الحجة العقلية عليه، فكيف تساوي بين القرآن والسنة في الإعجاز، بل قد يزعم الكافر أن التشريعات الغربية أفضل مما في القرآن من تشريع ويكفي ما فيه من حريات، أين الإعجاز في دفع الجزية وجلد الزاني وتحريم الخنزير؟ وعليه فلو أردنا إقامة الحجة على الكافر ليؤمن بالقرآن بقولنا إن فيه تشريعات معجزة لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثلها لاضطرب الأمر واختلط وضاعت الحجة. وما لم يؤمن الكافر أولاً بأن القرآن من عند الله فإنه لن يؤمن بأن التشريعات القرآنية معجزة.
ومما ذكروه من الوجوه إخباره عن المغيبات كقوله تعالى:] ألم @ غلبت الروم @ في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون @ في بضع سنين [، وفي السنة أضعاف ما في القرآن من أخبار غيبية عن المستقبل كقوله r: « وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى من بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً»، وقوله: «من أشراط الساعة إذا تطاول رعاء البهم في البنيان»، وقوله: «يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد»، وقوله: «لتفتحن القسطنطينية»، وقوله: «لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يشبهونها بالمراجل» يعني الثياب المخططة، وقوله لأم حرام: «أنت من الأولين» فركبت البحر فصرعت وهلكت، وقوله: «تقتل عمار الفئة الباغية»، وقوله: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم» وغيرها، فإذا كان الإخبار عن الغيب وجهاً من وجوه الإعجاز فالسنة معجزة.
وقالوا إن من وجوه إعجاز القرآن إخباره عن قصص الأولين، وليس الأمر محصوراً في القرآن فقد أخبرت السنة كذلك عن قصص الأولين كقصة أصحاب الغار الذي انسد بابه عليهم، وقصة الراهب والغلام وغيرها، بل يشاركه في هذا الوجه ما كتب بلغات مختلفة عن أخبار الماضين، ولن يستطيع الكافر أن يؤمن بصدق القصص القرآني وتمييزه من قصص الكتب الأخرى إلا إذا آمن أولاً بأن القرآن من عند الله. وما دام الأمر كذلك فالقرآن غير معجز من هذا الوجه.
هذه الأوجه ليست دليلاً على الإعجاز قطعاً لمشاركة السنة له فيها، ومشاركة غير السنة، والذي يبدو عند التدقيق أن القائلين بهذا يخلطون بين إعجاز القرآن وكونه r يوحى إليه ولا ينطق عن الهوى. فالقرآن معجز والسنة غير معجزة، وكلاهما وحي، ويجب التمييز بينهما.
ووجه الإعجاز الوحيد في القرآن الكريم الذي تحدى به الإنس والجن يكمن في نظمه وأسلوبه، أي في كيفية التعبير لتصوير المعاني، والتعبير يكون بألفاظ وتراكيب، وهذه الألفاظ والتراكيب هي قوالب للمعاني، ولا تنفصل عنها مطلقاً، إلا إذا كانت من المهمل وليس منه في القرآن شيء. وإذا ترجمت بعض معاني القرآن إلى غير العربية فإنها لا تكون معجزة، فالإعجاز يكون في النظم الذي يصور المعاني.
هذا هو الوجه الوحيد للإعجاز، وإدراكه يحتاج إلى معرفة بالعربية وآدابها، وهذا يختلف تماماً عن إقامة الحجة على أن القرآن معجز، فإقامة الحجة يمكن أن تكون بأية لغة لإثبات أن القرآن من الله وليس من عند محمد ولا من عند العرب أو العجم، وأن التحدي بالإعجاز كان وما يزال قائماً، فلن يأتي أحد بمثله أي بمثل نظمه وأسلوبه. فالمطلوب لإقامة الحجة إثبات عجز الناس، لا بيان وجه الإعجاز، والأول يكون بكل لغة والثاني لا يكون إلا بالعربية.
وينبغي لمن يتصدى لجدال الكفار والمنافقين أن يفرق بين إعجاز القرآن وبين تلقي النبي r للوحي وكونه لا ينطق عن الهوى، ويفرق أيضاً بين إقامة الحجة على أنه معجز وبين بيان وجه الإعجاز فيه. ومن أبى إلا أن يثبت وجود الحقائق العلمية في القرآن فليستعملها في إثبات الوحي لمحمد r لا في إعجاز القرآن q
ع. ع
وجه إعجاز القرآن الوحيد ( http://www.al-waie.org/home/issue/173/htm/173w05.htm)
ـ[محب]ــــــــ[25 Dec 2003, 08:47 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ولكن هل يعد رأى ابن حزم وابن سنان الخفاجى وغيرهما نقضاً لإجماع أهل البيان؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ولكن هل يعد رأى ابن حزم وابن سنان الخفاجى وغيرهما نقضاً لإجماع أهل البيان؟
الأخ العزيز محب وفقه الله وسدد خطاه
إن تجاوزنا رأي إبراهيم النظام وابن سنان الخفاجي ومن قال بقولهم وهم قلة فيمكن أن نعتبر القول بالإعجاز البلاغي إجماعاً. وهو الوجه الذي وقع به التحدي للمخاطبين من العرب ابتداء وغيرهم من باب أولى.
وإن رأيتم أن معارضة هؤلاء للقول بالإعجاز البلاغي ناقضة للإجماع فيبقى قول الجمهور إذن، أو الأكثر.
ورأي ابن حزم فيه اضطراب ويحتاج إلى تتبع، والذين جمعوا بين القول بالصرفة والإعجاز البلاغي في كلامهم تناقض فيما يبدو لي، مثل الشريف المرتضى والرماني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب]ــــــــ[04 Jun 2009, 09:46 م]ـ
جزاكم الله خيرًا. والحق حق ولو خالفه من خالفه.
ولعل سبب الاضطراب الذي أشرتم إليه، أو أحد أسبابه: اختلاف التنظير عن التطبيق .. فقد يقول أحدهم بالصرفة نظريًا، لكن إذا كان في مقام التطبيق تنبهر عيناه بنور القرآن، فلا يرى أمامه إلا البهاء والجلال، ولا يسيل من قلمه إلا ما يعبر عما يراه.
والحال في هذا كحال من ينكر الحكمة والتعليل في مقام التنظير، ثم إذا كان في مقام الكلام على الأحكام الشرعية، لا يعود يرى إلا الحكمة الباهرة من وراء كل حكم وتشريع، فلا يصدر عن قلمه إلا ما ملك حسه.
والله أعلم.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[05 Jun 2009, 02:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، فمشاركاتكم على جانبٍ من الأهمّية، ولي تعقيب على مشاركة أخي أبي مجاهد حفظه الله ..
إذ لا بدّ من بيان أن ما وقع به التحدّي من دون سائر الوجوه المذكورة من علميٍّ وتشريعي وإخبارٍ بالغيب ... أقول: ما وقع به التحدّي هو الجانب البلاغيّ في القرآن من دون سائر الوجوه، ولذلك نرى العلماء والدارسين يُطبقون على تسمية هذا النوع بالإعجاز.
ثم إننا إذا تجاوزنا هذا الجانب فإننا نرى الباحثين والعلماء على طريقين:
الأول: وهم الأكثر، الذين يسمّون سائر الوجوه وجوهاً معجزة كذلك، ولا يشترطون لتسمية هذا الخارق: معجرةً أن يكون قد وقع به التحدّي.
ولذلك سمّوا كلّ الخوارق التي جرت على يدي النبي صلى الله عليه وسلّم: معجزات، مثل "معجزة الإسراء والمعراج"، معجزة "نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلّم"، وغير ذلك من الخوارق التي جرت على يديه صلى الله عليه وسلم.
وعلى هذه الطريق سمَّوا هذه الوجوه معجزة، من غير ارتباطٍ بكونها متحدىً
بها أو لا.
الثاني: نفرٌ من أهل العلم لم يسمّوا هذه الوجوه جميعاً معجزات، لكونها لم يقع بها التحدّي.
وهؤلاء سمّوا هذه الوجوه - باستثناء الوجه البلاغي -: دلائل ربانيّةِ القرآن أو ما أشبه، ومن هؤلاء الدكتور صلاح الخالدي - حفظه الله وحفظكم - الذي صنّف كتابه في الإعجاز بعنوان: "إعجاز القرآن البياني، ودلائل مصدره الرباني".
وفيه - كما يبدو من العنوان - فرّق بين البلاغة القرآنية المعجزة، بالنظر إلى أنها قد وقع بها التحدي، وبين سائر الوجوه الخارقة للعادة؛ فسمّاها: دلائل ربانية القرآن، باعتبار أن التحدّي لم يقترن بها إلّا أنها دالّة بما فيها من خرقٍ للعادة على مصدر القرآن الإلهي.
وعليه؛ فالخلاف - كما يظهر - بين الفريقين خلافٌ اصطلاحيّ.
إلّا أنه لا بدّ من بيان مسألة تتعلّق بـ"الإعجاز التشريعي" - إن صحّ التعبير -.
فمَكْمَنُ الإعجاز فيه ليس قطع اليد أو الرجم أو الجلد أو ما أشبه، بل الإعجاز فيه بمجموع هذا التشريع الذي يرقى ليعالج الوضع البشريّ الأرضيّ، ويخفّف وطأة باطله، وما يمكن أن تؤول إليه حالته بعيداً عن روح هذه الشريعة.
ومن يُخاطَب بهذا النوع من "الإعجاز" هم المعنيّون بالقوانين، والمختصّون بالعلوم الحقوقيّة الذين يُدركون جودة هذه الشريعة المتكاملة، ومناسبتها لحياة البشر، وعدم وجود شريعة أخرى بكمالها.
وليس هذا مختصّاً بالإعجاز التشريعي فقط، بل وجه الإعجاز الأوّل، وهو "البلاغة"إنما يُخاطب به من يعرفُ لغة العرب ويجيدها، وإلّا فكم سمعنا ممن استعجمت ألسنتهم كما استعجمت عقولهم التساؤل عن الإعجاز البلاغي في هذه السورة أو تلك؟؟
وكذلك القول في سائر أنواع الإعجاز، والله أعلم.(/)
ندوة عن (اجازات القراء) بالرياض، وذكر محاورها الرئيسة
ـ[الراية]ــــــــ[14 Dec 2003, 01:22 م]ـ
تعقد الجمعية العلمية السعودية للقران وعلومه
الندوة العلمية الأولى
بعنوان (إجازات القراء) بقاعة المحاضرات الكبرى بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
في يوم الثلاثاء القادم الموافق للثاني والعشرين من شهر شوال سنة 1424هـ بعد صلاة المغرب
يشارك في هذه الندوة الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين الأستاذ بكلية القرآن
الكريم بالجامعة الإسلامية، وعضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
ويشاركه الدكتور محمد بن فوزان العمر الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض وعضو
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
ويتولى تقديم هذه الندوة فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري، رئيس
قسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض، والأستاذ المشارك بالقسم، ونائب رئيس
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
والجمعية تدعو الجميع للحضور والاستفادة من هذه الندوة لمن استطاع، أو
المتابعة عبر الانترنت، ويمكن استقبال الأسئلة الموجهة لأصحاب الفضيلة عبر موقع
الجمعية إن شاء الله
http://www.alquran.org.sa/
والمبث المباشر
http://www.alquran.org.sa/pages.php?id=21
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[14 Dec 2003, 06:01 م]ـ
شكر الله لكم تنويهكم بهذه الندوة.
وأجدها فرصة مناسبة لدعوة أعضاء الملتقى للحضور والمشاركة، فهم أولى الناس بهذه الندوة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2003, 10:35 ص]ـ
المحاور الرئيسة للندوة.
أولاً: إجازات القراء:
- المقدمة.
- التمهيد
- المبحث الأول: تعريف الإجازة القرآنية.
- المبحث الثاني: الهدف من الإجازة القرآنية.
- المبحث الثالث: شروط الإجازة القرآنية.
- المبحث الرابع: الإشهاد على الإجازة القرآنية.
- المبحث الخامس: عدم وجود إجازة عند الشيخ ليس دليلاً على عدم الأهلية. (هل الإجازة شرط في القراء؟).
- المبحث السادس: أخذ المال على الإجازة.
- المبحث السابع: الإجازة في أحد أوجه الرواية.
- المبحث الثامن: الإجازة في القرآن، القرآن كله، مع عرض القارئ لبعضه.
- المبحث التاسع: الإجازة بالسماع.
- المبحث الحادي عشر: التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية.
- المبحث الثاني عشر: إجازة صغير السن.
- المبحث الرابع عشر: قواعد عامة في الإجازات القرآنية.
- الخاتمة. وفيها أهم النتائج والتوصيات والصعوبات.
ثانياً: الأخذ والتحمل عند القراء:
طرق الأخذ والتحمل عند القراء.
1 - العرض على الشيخ:
- الصحابة الذين عرضوا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- نماذج ممن أخذ بهذه الطريقة من القراء.
2 - السماع من لفظ الشيخ.
- الصحابة الذين تم لهم السماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- نماذج ممن أخذ بهذه الطريقة من القراء.
3 - الإجازة من الشيخ:
- شروط الاكتفاء بهذه الطريقة.
- آراء العلماء فيها.
4 - الوجادة:
- حكم الأخذ بها في القراءة.
منقول من موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ( http://www.alquran.org.sa/news.php?id=13)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Dec 2003, 06:34 م]ـ
شكر الله لك اخانا الراية , والشكر موصول للقائمين على هذه الجمعية لهذا التميز مع باكورة نشاطاتها العلمية , والتي نأمل منهم المواصلة خاصة وأنها تضم مجموعة من المتخصصين المتميزين في القرآن وعلومه.
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[15 Dec 2003, 07:46 م]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لانبي بعده وبعد:
الموضوع جد رائع وأرجو من المشايخ الفضلاء وعلى رأسهم الدكتور إبراهيم الدوسري مدير الندوة أن يضع ضمن اهتماماته أن يخرج الموضوع كبحث تكامل في كتاب يطبع وينتفع به سيما وأن المشتغلين بالإقراء كثر ولكن يخفى عنهم كثير من أحكامه.
لاحرمكم الله أجر هذا العمل القيم والسلام.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[16 Dec 2003, 07:49 ص]ـ
شكرا.
ستكون الاقتراحات جميعها محل الرعاية والعناية بعون الله وتوفيقه.
نسأل الله جلا وعلا أن أن يرزقنا حسن القصد والعمل.
والله ولي التوفيق في كل منهج وطريق
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[20 Dec 2003, 08:23 م]ـ
هل أجد ملخصا لندوة إجازات القراء هنا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فى البداية أقدم عبر هذا الملتقى لفضيلة الدكتور المقرئ المفسر، الأديب، الأستاذ إبراهيم الدوسري،التهنئة على نجاح ندوة الجمعية الأولى، وأقدم له الشكرعلى مايبذله من إجل الجمعية العلمية السعودية،
فهو أهل لهذه الجهود والموهبة الجبارة، التى ظهرت فى شخصه خلال مالمسناه من أعمال الجمعية ومن قبلها، فرأينا ملامح رفيعة إبداعية وجديدة للتقدم بعلم القراءة والإقراء، وعلوم القرآن وغيرها،ومن ثم السير بالجميع نحو مستقبل رحب واسع الأرجاء تشتعل فيه جذوة المنافسة الشريفة بين محبي هذه العلوم الشريفة والمشتغلين بها،
فله منا نحن طلبة العلم كل التقدير والامتنان نسأل الله تعالى أن يجزيه هو وإخوانه فى الجمعية كل الجزاء.
ولى أمل فى وضع ملخصات لندوة الجمعية السابقة، ومايلى ذلك من ندوات ومشاركات حتى يتواصل الجميع، من خلال موقع الجمعية أو موقعنا هذا المبارك (أهل التفسير) فهو بكل جدارة ملتقى أهل التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Dec 2003, 12:56 م]ـ
أخي الكريم الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله لكل خير. لقد وعد مدير الندوة الدكتور إبراهيم الدوسري بذلك إن شاء الله في نهاية الندوة، وذكر بأنه سيتم مواصلة النقاش حول محاور الندوة التي لم يسعف الوقت للإتيان عليها بشيء من التفصيل. وفي رأيي الشخصي أن الندوة قد نجحت في إثارة الأسئلة حول هذا الموضوع الطريف، أكثر من نجاحها في تقديم التفاصيل حول كثير من المحاور، وذلك لطبيعة الندوة، وضيق الوقت المتاح لكل مشارك. وباعتبار هذه الندوة هي باكورة نشاطات الجمعية العلمية، فإنني أرى تصميماً من القائمين على الجمعية للسير بهذه الجمعية خطوات واسعة للأمام، رغبة في خدمة القرآن الكريم وطلاب العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية، وأرجو بإذن الله أن ترى قريباً كامل نصوص الندوة على موقع الجمعية العلمية أو ملخصات لها على الأقل أوسع من السرد الذي ذكر هناك لعناوين المحاور. ولعلك رأيت رابط الندوة الصوتي في موقع الجمعية. على هذا الرابط. ( http://www.alquran.org.sa/news.php?id=13) .
وفقك الله وجزاك خيراً على عنايتك.(/)
الآن في المكتبات العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[15 Dec 2003, 01:30 م]ـ
صدر مؤخراً كتاب العذب النمير في مجالس الشنقيطي في التفسير
والكتاب من اصدارات دار ابن عفان وابن القيم
وهو في خمس مجلدات من الحجم المتوسط (115 ريال سعودي)
وهو عبارة عن تفريغ لأشرطة مسجلة لدروس الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي مع العناية بها والتعليق عليها من فبل الشيخ خالد السبت
مقدمة الكتاب مؤرخة بتاريخ 1417هـ وهذا مما عرفناه من عناية شيخنا الشيخ خالد السبت فلم يخرج الكتاب إلا بعد هذه السنوات حتى يعيد النظرفيه ويخرجه في ثوبه القشيب.
فجزاه الله خيرا وأعظم له المثوبة والأجر
وهنيئاً لكم طلبة العلم هذه الإضافة الماتعة في المكتبة الإسلامية
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2003, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي شعبة وبشرك بكل خير فكثيراً ما سمعنا بهذا المشروع الرائع.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Dec 2003, 06:21 م]ـ
بشرى طيبة وارجو ان تعطينا نبذة عنه وهل هو كامل وشامل لكل ايات القرآن وما الفرق بينه وبين أضواء البيان.
ـ[الراية]ــــــــ[15 Dec 2003, 08:00 م]ـ
شكرللاخ الكريم المفضال/شعبة
ولقد كنت أسال عن هذا الكتاب من له صلة بالشيخ خالد السبت ...
والان افرحتنا بهذا الخبر
جزاك الله خيرا ...
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[18 Dec 2003, 03:21 ص]ـ
الكتاب حافل بكل مايفيد ... ولقد أحسن الشيخ خالد بنسخه لهذا الكتاب جزاه الله خيرا ومن أعانه على ذلك.
لكن وما ادرك ما لكن، وككل عمل بشري لا يسلم من النقد، فالكمال عزيز والناقد بصير، ليت الشيخ تمم عمله ذلك بوضع فهارس علميه تعين الباحث في طلب بغيته، فقد كان اعتذار الشيخ سلمه الله عن وضع فهارس في غير محله، فلقد سئمت كغيري من طلاب العلم من كثرة النسخ للمؤلف الواحدلامر يمكن تداركه في طبعته الأولى، بله ما يثقل كاهل طالب العلم من ريالات يمكن صرفها على كتاب آخر، وهذه من العوائق الجديده أمام طلاب العلم، فبدلا من أن يولد الكتاب مرة واحده يولد اليوم مرات ومرات، وهاك مثالا البدر التمام شرح بلوغ المرام، وشرح مغي ذوي الافهام وغيرهما.ولا تظن اني أكثرت فمازال لدي أكثر فقد كان أهم ما أنتظره في ذلك الكتاب هوالدليل العلمي، ذلك أني قد سمعت أصل الكتاب ـ الماده المسجله ـ من سنين عده ومازلت اعود اليها بين الحين والاخر فأجد فيها العلم بشتى فنونه.فقه،حديث، نحو، لغه،تاريخ، أجتماع، سير، اخلاق وآداب فضلا عن علم التوحيد والعقيده ... وهذه كلها تحتاج الى ماذكرت.
والكتاب يختلف اختلافا كليا عن أضواء البيان فهذا حدد مؤلفه ـ رحمه الله ـ منهجه فيه وهو معروف، كما أنه رقمه وحرره بيده أما ما أخرجه الشيخ خالد ـ جزاه الله خيرا ـ فهو عباره عن مجالس كان يلقيها الشيخ في التفسير يدلي فيهابكل ما يعين عل فهم الايه ويتعلق بالواقع حتى علم السياسه (لا تخاف) فللشيخ فيه لفتات رحمه الله.
ـ[خالد السبت]ــــــــ[19 Dec 2003, 09:43 م]ـ
أشكر الإخوة القائمين على هذا الموقع العلمي النافع وأسأل الله أن يبارك في جهودهم ويتقبل منهم وأما ما يتعلق بما ذكره الأخ (ابن الشجري) من حاجة الكتاب إلى فهارس فأفيد الأخ بأني قد كتبت للكتاب فهارس علمية متنوعة مرتين الأولى حينما كان مخطوطاً والثانية حينما طبع طباعة أولية وحين رأيت ضياع كثير من الجهد عند تغير الصفحات بعد التصحيح عمدت إلى عمل آخر ذكرته في المقدمة وهو وضع فهرس شامل لجميع كتب الشيخ وآثاره العلمية وفيه ما أشار إليه الكاتب وغيره كثير وقد تم إنجازه ولله الحمد على يد أحد طلاب العلم وفي ضمنه العذب النمير وسيطبع بمفرده ولا يحتاج الكتاب إلى أكثر من ولادة والله الموفق ..
ونبشر الإخوة بأن الكتاب سيصدر في قرص ليزر صوتاً وكتابة إن شاء الله ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Dec 2003, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذه البشائر تترى في هذا الملتقى المبارك ببركة القرآن
وهذا هو الشيخ المبارك خالد السبت يبدأ مشاركاته معنا - وطالما انتظرنا رؤية اسمه بين الأعضاء -.
فحياك الله شيخنا الكريم بين إخوانك ومحبيك، وشكر الله سعيك، وبارك في جهودك.
ونرجو أن تكون من المشاركين معنا باستمرار ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Dec 2003, 10:39 م]ـ
اكرر الترحيب بالشيخ الفاضل , وكنا ننتظر مشاركاته وإبداعاته منذ زمن , وإنني أقول للجميع باسم جميع القائمين على هذا الملتقى: الدال على الخير كفاعله , وقد فتح الله لكم باباً من ابواب الخير لتعليم الناس وبذل العلم , فلا تحرموا انفسكم الأجر , إننا نفرح بكل شخصية متميزة تنظم إلى هذا الملتقى , ليس تكثراً؛ ولكن رغبة منا في إثرائه والإجابة على ما يرد فيه من الأسئلة , والذي نرجو مع الزمن ان يكون من مراجع هذا العلم , والعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منير العتيبي]ــــــــ[21 Dec 2003, 06:17 م]ـ
بشرك الله بالجنة يا شيخ خالد
أرجو أن يكون إصدار هذا القرص قريبا
وأرجو أن يعمم على المكتبات لسهل الحصول عليه , وجزاك الله خيرا
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[23 Dec 2003, 11:47 م]ـ
الكتب التي تصدر في المملكة لا تصلنا عادة -في فلسطين-، لكني وجدت هذا الكتاب لأن النشر مشترك بين دارنشر مصرية وأخرى سعودية، والحمد لله ...
أقول: لقد وقعت على كنز والحمد لله، وأرجو أن يتيسر لي الحصول على هذه الفهارس التي تحدث عنها الدكتور، كما أرجو أن يتيسر لي الحصول على الأسطوانة، لأن السماع له وقع خاص ...
بارك الله في هذه الجهود ...
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:40 ص]ـ
الحمد لله على هذه النعم وأرجو أن نستفيد من مشاركات شيخنا في ملتقانا المبارك
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[24 Dec 2003, 02:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الملاحظ كثرة ترديد عبارة (فلان المبارك) أو (الملتقى المبارك) أو (المكان المبارك) على السنة بعض طلاب العلم فضلا عن غيرهم، وألامرقريب ولله الحمد، لكن لما كانت هذه العباره على افضل الاحوال محل خلاف بين مجيز ومانع، أحببت ان يتنبه لهاطلاب العلم ممن قد لايعذر بعضهم، خاصه اذا علمنا أن البركه أمر شرعي لا يمكن اطلاقها الا بمستند شرعي، بل ان التسمية أو التسمي بمبارك داخل في المناهي اللفظيه، وقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينهى عن مثل هذه العبارات ويستبدلها بقول: (فلان فيه بركه)، ولا يخفى مابين العبارتين من فرق،كما بين الامر المطلق ومطلق الامر، فلا تلتمس البركه من أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من زمان أو مكان ليس عليه مستند شرعي،ككتاب الله تعالى والذي فيه نص صريح، أو كماء زمزم فقد تظافرت الادله على بركة هذا الماء ... ولمزيد بحث هناك اطروحة للاجازه ـ بالعالميه العاليه ـ للشيخ ناصر الجديع، ومعجم المناهي اللفظيه للعلامه الشيخ بكرأبو زيد، ومثله للعلامه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
أما فيما ذكره الشيخ خالد السبت فلا أملك من القول الا ان أقول له: بأن مالم يتمكن من اخراجه في هذه الطبعه فانماهومايقيه وكتابه من العين ولايرى مثله الا في سواد العين
كفوقة الظفرلا يدرى أين موضعها ........ ومثلها في سواد العين مشهور
شكر الله للجميع حسن مشاركتهم، وبارك في جهودهم، ورفع درجة الشيخ وأجزل له الاجر
والله أعلم
ـ[ابو مريم عبد الرحمان عشاش]ــــــــ[28 Dec 2003, 09:26 م]ـ
السلام عليكم وبعد
لقد سررت كثيرا بصدور هذه الكتاب واشكر مؤلفه عليه غير اني جد متاسف وذالك ان كثيرا من كتب علوم القرءان لا تصل الين في الجزائر الا بعد مدة وذالك لقلة المهتمين بعلوم القرءان والقراءات ولاني معلم قرءان بمدينتي ارجو ممن يستطيع من الخوة الكرام التكرم ببعث الكتاب عللا عنواني الخاص وسيكون الكتاب وقفا باذن الله في احد الكتاب للتحفيظ القرءاني والله لا يضيع اج
ر المحسنين والسلام عليكم
احي عين اتبينت رقم 32
سطيف الجزائر
لعنوان هو كاليالي _ رحماني عشاش
ـ[محب أضواء البيان]ــــــــ[26 Aug 2004, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام سررت جدا باطلاعي على هذا الملتقى التفسيري، وبما حواه من خير وعلم ونفع كثير، وقد وقفت على هذا الموضوع المتعلق بتفسير العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى،
وقد أحببت أن أنقل إليكم خبرا سارا يتعلق بكتاب (أضواء البيان)، وهو:
* قيام أحد طلاب العلم بتخريج أحاديث الكتاب والتتمة (الطبعة الأولى) وقد بلغت أحاديث الكتاب (4000) حديثا تقريبا
* فهرسة الآيات المفسرة فقط حتى لا يتحير القارئ ويقف على الآيات المفسرة دون غيرها
* فهرسة الأحاديث والآثار
* فهرسة مسائل الاعتقاد والتوحيد.
وقد رأيت التخريج كاملا وفهرس مسائل الاعتقاد والتوحيد، وهو الآن يعمل على بقية الفهارس
ونسأل الله أن يتمه على خير وييسر طبعه ونراه قريبا في المكتبات ليزداد الانتفاع بهذه المعلمة المباركة ويعم الخير. وجزاكم الله خيرا.
ـ[الراية]ــــــــ[26 Aug 2004, 04:59 م]ـ
محب أضواء البيان
جزاك الله خيرا على هذه البشارة الطيبة والله.
بارك الله فيك
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[20 Oct 2004, 03:48 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: خالد السبت
ونبشر الإخوة بأن الكتاب سيصدر في قرص ليزر صوتاً وكتابة إن شاء الله ..
بارك الله فى شيخنا الفاضل خالد السبت
هل صدر القرص الضوئى؟
ـ[كادح]ــــــــ[22 Oct 2004, 07:56 م]ـ
الأخ خالد السبت ..
بارك الله فيك ..
ذكرت أنه سيظهر الكتاب كتابة وصوتا على قرص سي دي ..
هل الصوت واضح ومفهوم؟؟ 1 ..
لأنني سمعت بعض أشرطة للشيخ الأمين قليل منها واضح وأغلبها لا واضح ولا مفهوم ..
أفدنا ..
وجزاك الله خيرا ..
ـ[محب أضواء البيان]ــــــــ[22 Oct 2005, 03:57 ص]ـ
الإخوة الكرام أهل التفسير والقرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأرجو المعذرة، فقد انقطعت عن حضراتكم فترة ليست بالقصيرة.
الأخ الفاضل الراية:
جزاك الله خيرا. وأبشرك أن العمل في (أضواء البيان) قد نجز أكثره وفي غضون الشهرين القادمين يكمل إن شاء الله تعالى، مع إضافة أشياء أخر نافعة.
تقبل الله منا ومنكم جميعا صالح العمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[08 Feb 2006, 07:35 م]ـ
اسم الكتاب: العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير pdf
المؤلف: تفريغ لأشرطة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي - صاحب أضواء البيان
اعتنى به: خالد بن عثمان السبت
الطبعة: الأولى 1424 هـ
عدد الأجزاء: 5 أجزاء
المجلد الأول 463 صفحة الحجم 9.9 ميجا
المجلد الثاني 491 صفحة الحجم 11.1 ميجا
المجلد الثالث 490 صفحة الحجم 11.65 ميجا
المجلد الرابع 474 صفحة الحجم 11.9 ميجا
المجلد الخامس 604 صفحة الحجم 12.5 ميجا
مفهرس: نعم
مكتبة المسجد النبوي الشريف
http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?p=1425
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[09 Feb 2006, 03:05 ص]ـ
أحسن الله اليكم جمعيا
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[22 Jun 2006, 01:19 ص]ـ
فلقد سئمت كغيري من طلاب العلم من كثرة النسخ للمؤلف الواحد لامر يمكن تداركه في طبعته الأولى، بله ما يثقل كاهل طالب العلم من ريالات يمكن صرفها على كتاب آخر، وهذه من العوائق الجديده أمام طلاب العلم، فبدلا من أن يولد الكتاب مرة واحده يولد اليوم مرات ومرات.
وأما ما يتعلق بما ذكره الأخ (ابن الشجري) من حاجة الكتاب إلى فهارس فأفيد الأخ بأني قد كتبت للكتاب فهارس علمية متنوعة مرتين الأولى حينما كان مخطوطاً والثانية حينما طبع طباعة أولية وحين رأيت ضياع كثير من الجهد عند تغير الصفحات بعد التصحيح عمدت إلى عمل آخر ذكرته في المقدمة وهو وضع فهرس شامل لجميع كتب الشيخ وآثاره العلمية وفيه ما أشار إليه الكاتب وغيره كثير وقد تم إنجازه ولله الحمد على يد أحد طلاب العلم وفي ضمنه العذب النمير وسيطبع بمفرده ولا يحتاج الكتاب إلى أكثر من ولادة والله الموفق ..
جزاكم الله خيرا
حدث ما كان يخشاه الأخ ابن الشجري، وولد الكتاب مرة أخرى ضمن مع مجموعة مؤلفات العلامة الشنقيطي، ولا تباع المجموعة إلا كاملة!
إذًا عليك أن تتبرع بالنسخة الأولى لأحد المحتاجين أو توقفها في أحد المكتبات!
قال الشيخ المحقق ـ وفقه الله ـ في صدر الطبعة الثانية في بيان ما تميزت به:
أثبت عند تفسير الآية (144) من سورة الأنعام، عددا من الصفحات لم تكن في الأولى.
وأنه كمل تفسير الآية (67) من سورة التوبة وما بعدها إلى الآية (70) في أكثر عشرين صفحة.
وأنه استدرك بعض الأغلاط الطباعية وغيرها.
وكان من حق مقتني كتابه أن يفرد لهم هذه، وأن تنشر ـ على الأقل في الشبكة ـ لتضاف للطبعة السابقة لمن لا يريد، أو لا يقدر على شراء الجديدة من طلبة العلم الفقراء وما أكثرهم.
وأن لا يرتبط بيع الكتاب ببيع كامل المجموعة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Jun 2006, 02:17 ص]ـ
بارك الله في هذا المجهود العظيم ..(/)
ألا يدل هذا على سبب النزول صراحةً؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[15 Dec 2003, 06:07 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد ..
كنت أبحث ولا زلت حول، عن مسألة مصطلح سبب النزول هل له دليل في عصر الصحابة صراحةً، فكان مما وجدته ما جاء في مسند احمد رحمه الله من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُثَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ وَهِيَ تَمُوتُ فَقَالَتْ دَعْنِي مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ وَيُوَدِّعْكِ فَقَالَتْ ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ قَالَ فَأَدْخَلْتُهُ فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ أَبْشِرِي فَقَالَتْ أَيْضًا فَقَالَ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنْ الْجَسَدِ كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ الرُّخْصَةِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ فَأَصْبَحَ لَيْسَ لِلَّهِ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ إِلَّا يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ فَقَالَتْ دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
أخرجه أحمد في المسند حديث (2366) مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
الآ يدل هذا على التصريح في السببية من أسباب النزول.
دعوة للمشاركة.(/)
ترجيح المعني بقوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) بين ابن جرير وابن كثير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Dec 2003, 08:55 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد عنَّ لي أن أكتب في منهج ابن جرير الطبري (ت: 310)، واحترت في كيفية البداية في ذلك، ثمَّ رأيت أن أكتب ما أكتبه متفرقًّا متنقلاً بين أودية هذا الكتاب العظيم (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) الذي لم يكتب عن منهج الإمام فيه كتابة حقَّة حتى الآن.
وقد رأيت أن أذكر في هذه الحلقة آية وقع فيها خلاف في الترجيح بين ابن جرير (ت: 310) وابن كثير الدمشقي (ت: 774)، وأبين فيها عن شيء من منهج ابن جرير فيما يتعلق بترجيحه بالسياق.
قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114).
أورد الإمام في تفسير الآية قولين:
القول الأول: أن المراد بهم النصارى، والقائلون بهذا اختلفوا على رأيين في معنى المنع والخراب:
الرأي الأول: أنهم كانوا يطرحون فيه الأذى ويمنعون الناس أن يصلوا فيه، وقد رواه مجاهد
الرأي الثاني: أنهم النصارى الذين أعانوا بختنصر على اليهود، خربوا المسجد ومنعوا من الصلاة فيه، وهذا مسند إلى قتادة والسدي.
وأما ابن عباس فقال هم النصارى، ولم يذكر معنى الفساد ولا الخراب.
القول الثاني: أنهم قريش حين منعوا رسول الله يوم الحديبية من البيت، ورواه عن ابن زيد.
ثم قال: ((وأولى التأويلات التي ذكرتها بتأويل الآية قول من قال عنى الله عز وجل بقوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه النصارى وذلك أنهم هم الذين سعوا في خراب بيت المقدس وأعانوا بختنصر على ذلك ومنعوا مؤمني بني إسرائيل من الصلاة فيه بعد منصرف بختنصر عنهم إلى بلاده
والدليل على صحة ما قلنا في ذلك قيام الحجة بأن لا قوم في معنى هذه الآية إلا أحد الأقوال الثلاثة التي ذكرناها وأن لا مسجد عنى الله عز وجل بقوله وسعى في خرابها إلا أحد المسجدين إما مسجد بيت المقدس وإما المسجد الحرام
وإذ كان ذلك كذلك وكان معلوما أن مشركي قريش لم يسعوا قط في تخريب المسجد الحرام وإن كانوا قد منعوا في بعض الأوقات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الصلاة فيه = صح وثبت أن الذين وصفهم الله عز وجل بالسعي في خراب مساجده غير الذين وصفهم الله بعمارتها إذ كان مشركو قريش بنوا المسجد الحرام في الجاهلية وبعمارته كان افتخارهم وإن كان بعض أفعالهم فيه كان منهم على غير الوجه الذي يرضاه الله منهم
وأخرى أن الآية التي قبل قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه مضت بالخبر عن اليهود والنصارى وذم أفعالهم والتي بعدها نبهت بذم النصارى والخبر عن افترائهم على ربهم ولم يجر لقريش ولا لمشركي العرب ذكر ولا للمسجد الحرام قبلها فيوجه الخبر بقول الله عز وجل ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه إليهم وإلى المسجد الحرام
وإذ كان ذلك كذلك فالذي هو أولى بالآية أن يوجه تأويلها إليه هو ما كان نظير قصة الآية قبلها والآية بعدها إذ كان خبرها لخبرهما نظيرا وشكلا إلا أن تقوم حجة يجب التسليم لها بخلاف ذلك وإن اتفقت قصصها فاشتبهت.
فإن ظن ظان أن ما قلنا في ذلك ليس كذلك إذ كان المسلمون لم يلزمهم قط فرض الصلاة في المسجد المقدس فمنعوا من الصلاة فيه فيلجئون توجيه قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه إلى أنه معني به مسجد بيت المقدس فقد أخطأ فيما ظن من ذلك
وذلك أن الله جل ذكره إنما ذكر ظلم من منع من كان فرضه الصلاة في بيت المقدس من مؤمني بني إسرائيل وإياهم قصد بالخبر عنهم بالظلم والسعي في خراب المسجد، وإن كان قد دل بعموم قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) أن كل مانع مصليًا في مسجد لله فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين)).
(يُتْبَعُ)
(/)
واعترض ابن كثير الدمشقي (ت: 774) على هذا فقال: ((ثم اختار بن جرير القول الأول واحتج بأن قريشا لم تسع في خراب الكعبة وأما الروم فسعوا في تخريب بيت المقدس.
قلت والذي يظهر والله أعلم القول الثاني كما قاله بن زيد وروي عن ابن عباس لأن النصارى إذا منعت اليهود الصلاة في البيت المقدس كان دينهم أقوم من دين اليهود وكانوا أقرب منهم ولم يكن ذكر الله من اليهود مقبولا إذ ذاك لأنهم لعنوا من قبل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وأيضا فانه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام.
وأما اعتماده على أن قريشا لم تسع في خراب الكعبة فأي خراب أعظم مما فعلوا أخرجوا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم كما قال تعالى: (وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون)، وقال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)، وقال تعالى: (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما).
فقال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله)، فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها مصدودا عنها فأي خراب لها أعظم من ذلك وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ورفعها عن الدنس والشرك)).
فيه مسائل:
الأولى: اعتماد ابن جرير على الآثار والواقع والسياق في ترجيح ما ذهب إليه، فحجته الأولى الآثار التي حكاها عن الجمهور، وهي التي يشهد له الواقع التاريخي، وذلك أنه قد وقع لبيت المقدس خرابٌ ومنع من الصلاة.
والحجة الثانية السياق، حيث إن الآيات قبلها في أهل الكتاب، ولم يجر للعرب ذكر فتصرف الآية إليهم.
وكون الآية تصدق على العرب لا يعني أنها نزلت بشأنهم أولاً، وهذا الذي يريده الإمام رحمه الله، والذي يدل على ذلك أنه قال في آخر كلامه: ((وذلك أن الله جل ذكره إنما ذكر ظلم من منع من كان فرضه الصلاة في بيت المقدس من مؤمني بني إسرائيل وإياهم قصد بالخبر عنهم بالظلم والسعي في خراب المسجد، وإن كان قد دل بعموم قوله: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه) أن كل مانع مصليًا في مسجد لله فرضا كانت صلاته فيه أو تطوعا وكل ساع في إخرابه فهو من المعتدين الظالمين)).
وهذا يعني أنه يرى إدخال العرب وغيرهم ممن يصدق عليهم هذا الوصف، ولكن تحريره هنا رحمه الله: من المَعْنِيِّ بالآية أولاً.
أما ابن كثير فعكس المسألة، وجعل دخول النصارى في معنى الآية محتملاً لأجل العموم، قال: ((قلت وهذا لا ينفي أن يكون داخلا في معنى عموم الآية فإن النصارى لما ظلموا بيت المقدس بامتهان الصخرة التي كانت تصلى إليها اليهود عوقبوا شرعا وقدرا بالذلة فيه إلا في أحيان من الدهر أشحن بهم بيت المقدس وكذلك اليهود لما عصوا الله فيه أيضا أعظم من عصيان النصارى كانت عقوبتهم أعظم والله أعلم)).
وصارت المسألة هنا: من المَعْنِيِّ بالآية أولاً مع اتفاقهما رحمهما الله على تعميم الآية، ولا شكَّ أن السياق يدل على ما قاله ابن جرير رحمه الله تعالى.
الثانية: الذي يظهر من كلام ابن كثير الدمشقي (ت: 884) أنه لم يعرِّج على الحجة الثانية، وهي السياق، ويبدو أن سبب ذلك طول كلام ابن جرير، وأنه أخَّر هذه الحجة، فقرأ أول الاحتجاج ولم يتنبه لها، والله أعلم، إذ لو انتبها لها لردَّها، كما ردَّ الأولى. (ينظر تعليق محمود شاكر على هذه الآية / 2: 523).
الثالثة: إن من يقرأ كلام ابن جرير في هذا الموضع وفي غيره يحسن به ألا يتعجَّل في فهم عبارة ابن جرير حتى يقرأه بعناية؛ نظرًا لأمور، منها:
1 ـ طول الفصل في الجمل.
2 ـ طول الاحتجاج، كما هو الحال هنا.
3 ـ وصفه للقول الذي يخالفه وبيان حججه، وقد يشوبه طول أيضًا، ثم يكرُّ إلى القول الذي يراه صوابًا فيبيِّن حججه له، ومن عباراته في هذا الباب قوله ـ بعد كلام طويل في خبر رواه السدي عن أشياخه عند قوله تعالى ((أتجعل فيها من يفسد فيها ـ: (وهذا الذي ذكرناه هو صفة مِنَّا لتأويل الخبر، لا القول الذي نختاره في تأويل الآية).
وهذا الاستدراك منه في محلِّه؛ لأنَّ طول كلامه قد يقطع المرء عن إتمامه، فيظن أن ابن جرير يرجح هذا القول، ولكن الأمر ليس كذلك.
وأخيرًا، فإن أثر الاعتماد على السياق يظهر جليًّا عند ابن جرير الطبري، وقد استعمل دلالة السياق استعمالاً واسعًا، وبرز عنده في مجالات متعددة، وقد كتب فيه الأخ الفاضل عبد الحكيم القاسم ـ وفقه الله ـ المحاضر بقسم الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض رسالة علمية نال بها درجة الماجستير.
وسيأتي إن شاء الله بعض القضايا السياقية عند ابن جرير، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المشارك7]ــــــــ[16 Dec 2003, 10:01 م]ـ
شيخنا الفاضل نسر كثيرا برؤية بحوثكم الماتعة ومقالاتكم الرائعة فجزاكم الله خيرا
ولي تعليق يسير لعلكم تنظرون فيه:
لعل ابن كثير رحمه الله قد عرج على حجة ابن جرير الثانية في احتجاجه بالسياق.
ورد ابن كثير على هذه الحجة في قوله:
((فانه تعالى لما وجه الذم في حق اليهود والنصارى شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام))
فهذا وجه الارتباط بين هذه الاية وماقبلها عنده.
وقد يقول قائل: ان هذا الوجه له اقوى مما ذكره ابن جرير من جهة ان ما ذكره ابن جريربقوله:
((وأخرى أن الآية التي قبل قوله ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه مضت بالخبر عن اليهود والنصارى وذم أفعالهم والتي بعدها نبهت بذم النصارى والخبر عن افترائهم على ربهم))
فيه ان الايات تحدثت عن اليهود والنصارى ثم عن النصارى فقط لا عن اليهود والنصارى.
وماذكره ابن كثير فيه ان الايات تحدثت عن اليهود والنصارى ثم عن المشركين.
فمن ناحية الترتيب ماذكره ابن كثير اقرب.
ننتظر تعليقكم شيخنا ابا عبد الملك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Dec 2003, 11:04 م]ـ
تعقبات ابن كثير على بن جرير موضوع شيق وجميل، وكنت كثيراً أفكر في موضوع تفسيري مقارن بعنوان:
بين ابن جرير وابن كثير
وهذا البحث الذي أورده الشيخ مساعد وفقه الله دليل على أهمية هذا الوضوع.
تنبيه: علق القاضي محمد كنعان على ذكر بختنصر في بعض الروايات ومعاونة النصارى له بقوله:
هذا القول ذهول وسهو؛ لأن بختنصر أحد ملوك بابل توفي 607 قبل الميلاد.
فهل بختنصر هذا الذي ورد في كلام ابن جرير هو نفس هذا الذي توفي قبل الميلاد - إن صح هذا -؛ فيكون في ذكره نكارة؟ أم ماذا؟
ولعل دراسة التاريخ تفيد في مثل هذه القضايا.
هذا مجرد تنبيه، وإن كنت أرى أن الصواب في هذه المسألة مع ابن كثير، وقد ذكر ابن عاشور ما يدل على أنه يميل إلى هذا القول أيضاً.
وابن جرير يهتم بالسياق كثيراً، حتى إنه أحياناً يرجح معنى بعيداً لأنه أقرب لسياق الآية مثل تفسيره لآية النساء: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها .... ).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Dec 2003, 10:20 م]ـ
شكر الله لك ابا عبد الملك
واستدراكات ابن كثير على ابن جرير بحث ماتع , وكذا استدراكات ابن عطية على ابن جرير , وقد جمعت مواضع كثيرة منهما , ثم بعد ذلك علمت انه تم فيهما تسجيل رسائل دكتورا ه في كلا الموضوعين في الجامعة الإسلامية , وتمت مناقشتهما ,
ارجو ممن يستطيع الوصول إليهما , ان يتحفنا بما توصل له الباحثان.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[18 Dec 2003, 07:48 ص]ـ
لقد أحصيت من خلال جهد متواضع تعقبات ابن كثير لابن جرير - رحم الله الجميع - وهي مفيدة في استنباط طريقتهما، وكنت أفكر في إخراجها كسلاسل في هذا المنتدى ولكني مازلت مترددا فماذا ترون؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Dec 2003, 09:05 م]ـ
أرى أخي محمد ألا تتردد في إفادتنا بها
فاطرحها موفقاً بإذن الله، ولعل تعليقات الإخوة الأعضاء توضحها وتسددها.
وهذا الملتقى مجال رحب لمثل هذا الفوائد.(/)
هل من أحد يعرف آية المحنة؟
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[16 Dec 2003, 01:12 م]ـ
قال بعض السلف: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله آية محنة:
(قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
قال ابو سليمان الداراني: لما ادعت القلوب محبة الله: أنزل الله لها محنة: (قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعلنا من أحبابه وأحباب رسوله
هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟ هل من أحد يعرف آية المحنة؟
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[21 Dec 2003, 03:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ عيسى .............................................. ...... سلمه الله
لا أدري هل انت على علم كامل بمانقرت يداك، مما أقدمت عليه من استفهام يوحي بالاستغاثه، وأنت تسأل هل من أحد يعرف آية المحنه؟ بعد أن قدمت لسؤالك بتلك المقدمه، والتي هي بام عينها الاجابة ... فكان هذا منك محنة حقا.
فان كان لك هدف آخر من وراء سؤالك فاذكره ثانيا، فان جوابك قد سبق سؤالك، والا فاسمع مني فربما انك من قوم تسبق اقلامهم افهامهم.
آية المحنه هي الايه رقم (31) من سورة آل عمران والتي يقول الله فيها (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ... ) وبهذا _ آية المحنه، اي الامتحا ن ـ كان يسميها علماء السلف رحمهم الله،وذلك لان قوما ادعوا محبة الله فأمرالله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان يقول لهم ذلك؟ وفي هذا تحد لكل من ادعى محبة الله، أن يقال له: ان كنت صادقا في محبة الله، فاتبع رسول الله.
كما قال العربي:
لو كان حبك صادقا لاطعته ... ان المحب لمن يحب مطيع
وهذه آية واحده من الايات المسميات في كتاب الله، وقد قمت بجمعها بحمد الله منذ زمن، وأنتظرالوقت المناسب لنشرها، وكيفية نشرها، أمجردة أم غيرذلك؟ واليك بعضا منها ـ آية الكرسي، آية الدين، آية الحكمين، آية الصيف، آية الحولين، آية الاخلاق، آية الضمائر، آية الأمراء، آية القواعد،آية الميثاق، آية التوحيد ... وليس لي فيها الا الجمع.يسر الله اتمامها بمنه وكرمه.
ومعذرة ممن له الامر هنا ان كان قد بدر منا افتيات على سلطانه فلا أعلم لمن له حق الاجابة
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Dec 2003, 12:45 م]ـ
أخي الكريم (ابن الشجري) وفقه الله
جزاك الله خيراً على تفضلك بالإجابة على مشاركة الأخ الكريم عيسى القرشي وفقه الله. وقد أثارت لدي المشاركة حيرة مثل ما أثارت لديك، هل هي سؤال يطلب الجواب، أم فائدة علمية قدمت في هيئة السؤال لتثبيتها في ذهن القارئ، وأظنها كذلك. وقد زدت الأمر إيضاحاً بارك الله فيك. وأما من له حق الإجابة هنا، فهو من يملك الإجابة الصحيحة، والعلم الموثوق، سواء كان مشرفاً أم لا، وبهذا يكون التكامل أخي العزيز، والوقت أضيق من أن يستطيع المشرفون الإجابة بالتفصيل عن كل مسألة في الوقت الراهن على الأقل، فلا تتردد وفقك الله في الإجابة عن سؤال نفع الله بك وسائر الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى العلمي الكريم.
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[22 Dec 2003, 10:14 م]ـ
اتمنى من الأستاذ: عبدالرحمن الشهري ان يوضح لي بارك الله فيه ما هي الثارة في السؤال (هل من أحد يعرف آية المحنة) للفائدة وجزاه الله خيراً
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[22 Dec 2003, 10:19 م]ـ
شكر الله لأستاذ الشجري والأستاذ الشهري على ما أوليا الموضوع من اهتمام
وارجو من الأستاذ الشجري عدم التسرع واطلاق العبارات من غير تثبت وتبين
والمومنون عند حسن الظن
وشكر الله للأستاذ الشهري على حسن الظن بي وارجو التوضيح في سبب الحيرة عند قراءة السؤال وعلى ماذ يحمل
السؤال _
واحب ان اوضح مقصدي من السؤال وهو الاثارة للموضوع ليس الا
************************************************** *
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2003, 10:41 م]ـ
وفقك الله أخي الكريم عيسى القرشي. ووفقك للصواب. لم أقصد شيئاً إلا دعوتك للمزيد من المشاركات فقط.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[22 Dec 2003, 10:51 م]ـ
الاخ الكريم القرشي ............. سلمه الله
حسن الظن موجود ان شاء الله ... وقد أحسنت في اختيار الفائده لكن أسأت في عرضها، فكانت هذه الحيره تنتاب القارئ، وعلى كل حال يصدق عليك قول القائل: رام نفعا فضر من غير قصد ... ومن البر مايكون عقوقا
وهذا كله يستحثني في اخراج هذا البحث اللطيف في الآيات المسميات، وساحاول ان شاء الله وضعه في هذا المنتدى العلمي للاستفاده من اقتراحات (أهل التفسير) جعلنا الله وأياهم من أهل كتابه ‘ وبارك في جهودهم.
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2008, 12:39 ص]ـ
وهذه آية واحده من الايات المسميات في كتاب الله، وقد قمت بجمعها بحمد الله منذ زمن، وأنتظرالوقت المناسب لنشرها، وكيفية نشرها، أمجردة أم غيرذلك؟ واليك بعضا منها ـ آية الكرسي، آية الدين، آية الحكمين، آية الصيف، آية الحولين، آية الاخلاق، آية الضمائر، آية الأمراء، آية القواعد،آية الميثاق، آية التوحيد ... وليس لي فيها الا الجمع.يسر الله اتمامها بمنه وكرمه.
ومعذرة ممن له الامر هنا ان كان قد بدر منا افتيات على سلطانه فلا أعلم لمن له حق الاجابة
والله الموفق [/ QUOTE]
الاستاذ الفاضل ابن الشجري ومعه الاخوة المحترمون ممن يملكون الاجابة:
مما تقدم اعلاه من جواب الاستاذ ابن الشجري هلا افدتمونا ما هي اية الاخلاق تحديدا؟؟؟
والسؤال الاهم من هو الواضع لهذه التسمية؟ واين نجد ذلك؟
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Feb 2008, 06:46 ص]ـ
القرآن الكريم هو كتاب الأخلاق الأول، وهو الذي يهدي للتي هي أقوم، وحسن الخلق من جملة ما يهدي إليه القرآن. وفيه من الوصايا العظيمة الجامعة التي لا توجد في أي كتاب آخر، والتي لو أخذت بها البشرية لتغير مسارها، ولاستنارت سبلها، ولعاشت عيشة الهناءة والعز.
بل إن آية واحدة في القرآن جمعت مكارم الأخلاق، وهي قوله تعالى:
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [199]} [سورة الأعراف].
فبالإعراض عن الجاهلين يحفظ الرجل على نفسه عزتها؛ إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع، قال بعض الشعراء:
إني لأعْرِضُ عن أشياءَ أسْمَعُها = حتى يقولَ رجالٌ إن بي حُمُقَا
أخشى جوابَ سفيهٍ لا حياءَ له = فَسْلٍ وظنَّ أناسٍ أنه صدقا
والعرب تقول: " إن من ابتغاء الخير اتقاءَ الشَّرِّ ".
"وروي أنَّ رجلاً نال من عمر بن عبد العزيز، فلم يُجِبْهُ، فقيل له:
ما يمنعك منه!!؟
قال: التقيُّ مُلْجَمٌ".
قال عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - في هذه الآية:
" أمر الله نبيَّهُ أن يأخذ العفو من أخلاق الناس ".
وقال مجاهد: " يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تخسيس، مثل قبول الأعذار، والعفو، والمساهلة وترك الاستقصاء في البحث والتفتيش عن حقائق بواطنهم ".
قال المقنع الكندي واصفاً حاله مع قومه:
وأعطيهم مالي إذا كنت واجداً = وإن قَلَّ مالي لم أكَلِّفْهُمُ رِفدا
وقال الآخر:
خذِ العفو واصفح عن أمور كثيرة = ودع كدر الأخلاق واعمد لما صفا
" ولما قدم حاتم الأصم إلى أحمد بن حنبل قال له: أحمد بعد بشاشته به: أخبرني كيف التخلص إلى السلامة!!؟
فقال له حاتم: بثلاثة أشياء.
فقال أحمد: ما هي!!؟
قال: تعطيهم مالك، ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم، ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم.
فقال أحمد: إنها لصعبة!
قال حاتم: وليتك تسلم ".
قال الرافعي - رحمه الله -: "
إن السعادة الإنسانية الصحيحة في العطاء دون الأخذ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء، وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق ..
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Feb 2008, 03:35 م]ـ
سعدت بمروركم د. مروان الظفيري
وجعل الله لنا نصيبا من هذه المائدة العظيمة(/)
القرآن كائن حي؟؟؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[16 Dec 2003, 10:58 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
ما رأيكم بقول من قال:
" القرآن كائن حي يقبل إليك ويدبر "؟ فلقد ذكرها احد المؤلفين وفقه الله وعفا عنه.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Dec 2003, 10:36 م]ـ
هذه الكلمة موهمة ولذا لا بد من الاستفصال عن مراد المتكلم فإن كان يريد انه مخلوق فباطل إذ هذا مذهب المعتزلة والقرآن منزل غير مخلوق كما هو مذهب أهل السنة والحماعة ودلت عليه الأدلة.
وإن كان يريد ان يقرأ القرآن ما دام قلبه خاشعأ أو أنه يريد حفظ القرآن ,إذ انه يتفلت فلا بد من تعاهده ولعل هذا مراده او نحو هذا وليتك ذكرت كل كلامه.
وعلى كل فينبغي ترك هذه الكلمة لما فيها من الإيهام والله أعلم.
ـ[المنهوم]ــــــــ[19 Dec 2003, 05:01 م]ـ
جزا الله الأخ احمد على هذا الرد
ونرجو من المشائخ الفضلاء بحث المسألة جيدا والكنابة في ذلك
وشكرا(/)
ما معنى كلمة تفسير وما عدد التفاسير الموجودة وما ...
ـ[مدرس تفسير]ــــــــ[16 Dec 2003, 11:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا منكم الإجا به على هذه الأسئلة شاكرا لكم تعاونكم وجهدكم جعله الله في موازين أعمالكم
س1 ما معنى كلمة تفسير؟
س2 كم عدد التفاسير المتوفرة للقرآن؟
س3 أسماء الذين إشتهروا بالتفسير؟
س4 أنواع التفاسير؟
ومن لديه معلومات أكثر أكون له من الشاكرين
وشكرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Dec 2003, 12:39 ص]ـ
وعليكم السلام:
جواب اسئلتك على وجه الاختصار كالتالي:
التفسير تفعيل من الفسر واصل مادته اللغوية تدل على بيان شيء وايضاحه كما قاله ابن فارس.
واما معناه اصطلاحا فقد اختلفت تعاريف العلماء واقربها فيما ارى تعريف الشيخ ابن عثيمين وهو بيان معاني القرآن.
وعدد التفاسير المتوفرة كثيرة لكن احرص على التفاسير الموثوقة منها مثل تفسير البغوي معالم التنزيل وتفسير ابن كثير,
ومن المعاصرين تفسير السعدي.
أما اسماء الذين اشتهروا بالتفسير فمن الصحابة ابن عباس وابن مسعود ومن التابعين مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير ....... الخ.
والتفاسير انواع وسبب تنوعها بسبب مناهج مؤلفيها منها: التفسير التحليلي , و التفسير الإجمالي , والتفسير الفقهي ...
ولعلك تراجع كتاب التفسير والمفسرون للذهبي.
وفقك الله
ـ[مدرس تفسير]ــــــــ[18 Dec 2003, 01:37 ص]ـ
شكرا لك على إجابتك وجعلها الله في موازين حسناتك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Dec 2003, 12:43 ص]ـ
أخي مدرس التفسير
يمكنك أن تفتح هنا علم التفسير ( http://www.awkaf.net/islamicbooks/tareef/elm-tafseer.html)
وهناالتفسير والمفسرون ( http://www.islamselect.com/zpages/print_art.php?ref=1286&rb=0&PHPSESSID=5708cf64db54f15ee4c03f7b539ae984)
وبإمكانك الرجوع إلى موضوعات الملتقى، فقد كتب حول ما سألت عنه بعض الموضوعات.
ومرحباً بك بين إخوانك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[20 Dec 2003, 10:49 م]ـ
على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=107
معظم كتب التفسير المطبوعة.(/)
مختصر رسالة أصول وكليات في التفسير
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[17 Dec 2003, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا مختصرٌ لرسالة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله (أصول وكليات – من أصول التفسير وكلياته لا يستغني عنها المفسر للقرآن).
ومن أصول التفسير وكلياته:-
1) النكرة في سياق النفي، أو سياق النهي، أو الاستفهام، أو سياق الشرط تفيد العموم.
2) المفرد إذا أضيف يفيد العموم.
3) العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.
4) تنزيل جميع الحوادث والأفعال الواقعة، والتي لا تزال تحدث على العمومات القرآنية.
5) دخول الألف واللام على الأوصاف، وعلى أسماء الأجناس، تفيد استغراق جميع ما دخلت عليه من معاني.
ومن مقاصد القرآن:
1) الدعوة إلى توحيد الله ومعرفته.
2) الدعوة إلى صحة ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه.
3) تقرير المعاد.
4) ذكر العقوبات المعجلة كنموذج من جزاء الآخرة.
5) دعوة المشركين إلى الإسلام بذكر محاسن الإسلام.
6) ما دلت عليه الآيات الكريمة من المعاني مطابقة وتضمناً، فإن لوازم هذه المعاني تابعه لذلك المعنى.
7) حمل الآيات التي يفهم منها التعارض والتناقض على الحالة المناسبة اللائقة بها.
8) حذف المتعلقات من مفعولات وغيرها يدل على تعميم المعنى.
9) الأحكام المقيدة بشروط أو صفات تدل على أن تلك القيود لابد منها في ثبوت الحكم.
10) إذا أمر الله بشيء كان ناهياً عن ضده، وإذا نهى عن شيء كان أمراً بضده.
11) إذا أثنى الله على نفسه بنفي شيء من النقائص كان إثباتاً للكمال المنافي لذلك النقص.
12) إذا أثنى الله على رسله وأوليائه ونزههم عن شيء من النقائص فهو مدح لهم بما يضاد ذلك النقص.
13) إذا نفى الله النقائص عن دار النعيم يدل على إثبات ضد ذلك.
14) إذا وضح الحق وظهر، تبطل المعارضات وتضمحل المجادلات.
15) ما نفاه القرآن، فإما أن يكون غير موجود، أو كان موجوداً ولكنه غير مفيد ولا نافع.
16) الرجوع إلى المحكم عند ورود الشبهات والأوهام.
17) الجمع بين الإيمان والعمل الصالح.
18) الجمع بين التقوى والبر.
19) الأسماء التي تدل على عدة معاني فإذا اجتمعت هذه المعاني في نص يكون كل اسم له معنى وإذا افترقت فكل اسم له معنى (1).
20) أهمية الهدى، وثماره، وثناء الله على أهل الهدى.
21) الأمر بالإحسان، والثناء عليه، وعلى أهله، وبيان ثواب المحسنين.
22) الأمر بالصلاح والإصلاح، والنهي عن الفساد والإفساد.
23) ثناء الله على اليقين وعلى الموقنين.
24) الأمر بالصبر، والثناء على الصابرين.
25) الأمر بالشكر، والثناء على الشاكرين.
26) ذكر الخوف، والخشية، والأمر بهما، والثناء على أهلهما، وذكر ثوابهم.
27) الأمر بالإنابة والحث عليها، وبيان ثواب المُنيبين.
28) الأمر بالإخلاص لله، والثناء على المخلصين.
29) ذم التكبر والمتكبرين، والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم.
30) الأمر بالعدل، والنهي عن الظلم.
31) الأمر بالصدق والثناء على أهله، والنهي عن الكذب وذم أهله.
32) معرفة حدود الله.
33) بيان عظم شأن الأمانة.
34) ذكر العهود والوعود التي بين العبد وبين الله، وبين العبد وبين العباد.
35) ذم الإسراف والتبذير، وعكسه التقتير والبخل.
36) مدح المعروف وأهله، وذم المنكر وأهله.
37) الأمر بالاستقامة والثناء عليها وعلى أهلها.
38) القرآن شفاء لأمراض القلوب كلها.
39) ذم النفاق وأهله.
40) وصف القرآن بالإحكام والمتشابه.
41) ذكر معية الله في القرآن، وأنها على نوعان: معية خاصة للمؤمنين، ومعية عامة لجميع الناس.
42) ذكر الدعاء والدعوة في القرآن والسنة.
43) ذكر الطيبات والخبائث.
44) ذكر النفقات، وتشمل: النفقات الواجبة، والنفقات المستحبة.
45) الأمر بالتوكل والثناء على أهله.
46) مدح الله للعقل الذي يفهم الحقائق النافعة، ويعمل بها، ويعقل صاحبه عن الأمور الضارة.
47) العلم: هو معرفة الهدى بدليله.
48) لفظ "الأمة" في القرآن على أربعة معاني: طائفة من الناس، المدة، الدين والملة، الإمام في الخير.
49) لفظ "الإستواء" في القرآن على ثلاثة معاني: إذا عدي بعلى بمعنى العلو والارتفاع، وإذا عدي بإلى بمعنى القصد، وإذا لم يعد بشيء بمعنى كمُل.
50) الأمر بالتوبة والثناء على أهلها.
51) الأمر بلزوم الصراط المستقيم ومدح أهله.
أسأل الله – تعالى – أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وألا يجعل لأحد منه شيئاً، وأن ينفع بي أمة الإسلام، ويجعلني مفتاح كل خير مغلاق كل شر، إنه على كل شيء قدير.
اختصره: أبو حميد عبد الله بن حميد الفلاسي
عفا الله عنه وغفر له
------------------
الحاشية:
(1) ذكر هذه القاعدة فضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله، في الدورة العلمية الثالثة التي أقيمت في إمارة الشارقة، وقد شرح هذه الرسالة شرحاً وافياً فجزاه الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Dec 2003, 07:51 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي عبدالله(/)
التفسير بالإشارة للصم والبكم
ـ[المنذر]ــــــــ[17 Dec 2003, 07:18 م]ـ
الأساتذة الأفاضل ... والإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ارجو إفادتي عن تفسير القرآن بالإشارة والحركات للصم والبكم ..
هل يعرف أحدكم من كتب في هذا المجال .. أو درس عنه.
وما هي الطريقة التي يفسر فيها آيات القرآن الكريم للصم والبكم؟
فمن كانت عنده أي فائدة أو معلومة عن هذا الموضوع أن يفيدنا مشكورا.
وجزاكم الله خيراً ...
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[18 Dec 2003, 05:06 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك دراسة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للقيام بتفسير بعض أجزاء القرآن لهم وشكرا(/)
صدر ... تفسيرابن كثير في سؤال و جواب الجزء 29 و 30
ـ[سامي الباتلي]ــــــــ[18 Dec 2003, 10:36 ص]ـ
صدر عن مكتبة نزار بن مصطفى الباز كتاب " تيسير تفسير إبن كثير في سؤال و جواب " إعداد و دراسة عبدالمنعم إبراهيم - بارك الله فيه -
و يقع هذا العمل في جزءين 29 و 30 كل في مجلد - لا يتجاوز سعرالواحد منهما 10 ريال.
طريقة الكتاب ###
من خلال نظرة سريعة نجد أنه:
يبدأ السورة بذكر علاقتها بين السورة التي قبلها.
ثم يمهد للسورة بشكل عام.
ثم يأتي التفسير على طريقة سؤال و جواب
ثم يذكر غريب كل سورة
ثم يختم بأسئلة تدريبية للسورة
هذه نظره سريعة لا أظنها تخفى على كل من اقتنى الكتاب ...
### تنبيه ###
أيضا صدر عن الدار سؤال و جواب لكتاب هداية الراغب في الفقه
وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح ....
ـ[أبو حسن]ــــــــ[20 Aug 2005, 02:53 م]ـ
جزاك الله خير(/)
مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس فهل أحد يساعدني في الحصول عليه؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Dec 2003, 02:14 م]ـ
السلام عليكم
مخطوط بالمكتبة الوطنية بباريس فهل أحد يساعدني في الحصول عليه؟
وهو - كما أخبرني بعضهم _ أن المعجم الكبير للطبراني (المجلد الرابع - والمجلد السادس) بداية من مسند عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو إلى منتصف مسند عبد الله بن الزبير موجود بهذه المكتبة وأن رقمه 2011 فكيف يمكنني الحصول عليه؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Dec 2003, 05:07 م]ـ
للرفع(/)
مدارسة حول تفسير ابن جرير آية النساء: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا ... )
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Dec 2003, 10:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد ابن جرير رحمه الله أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) [النساء: من الآية3]
ومن تلك الأقوال التي وردت في تفسير الآية ما ذكره بقوله رحمه الله:
(وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن القوم كانوا يتحوبون في أموال اليتامى ألا يعدلوا فيها , ولا يتحوبون في النساء ألا يعدلوا فيهن , فقيل لهم: كما خفتم أن لا تعدلوا في اليتامى , فكذلك فخافوا في النساء أن لا تعدلوا فيهن , ولا تنكحوا منهن إلا من واحدة إلى الأربع , ولا تزيدوا على ذلك , وإن خفتم ألا تعدلوا أيضا في الزيادة على الواحدة , فلا تنكحوا إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيهن من واحدة أو ما ملكت أيمانكم.)
ثم ذكر من قال ذلك من السلف فقال: (حدثني يعقوب بن إبراهيم , قال: ثنا ابن علية , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قال: كان الناس على جاهليتهم , إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عنه. قال: فذكروا اليتامى , فنزلت: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} قال: فكما خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى , فكذلك فخافوا أن لا تقسطوا في النساء.
حدثنا محمد بن الحسين , قال: ثنا أحمد بن مفضل , قال: ثنا أسباط , عن السدي: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} إلى: {أيمانكم} كانوا يشددون في اليتامى , ولا يشددون في النساء , ينكح أحدهم النسوة , فلا يعدل بينهن ; فقال الله تبارك وتعالى: كما تخافون أن لا تعدلوا بين اليتامى فخافوا في النساء , فانكحوا واحدة إلى الأربع , فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم.
حدثنا بشر بن معاذ , قال: ثنا يزيد بن زريع , قال: ثنا سعيد , عن قتادة , قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} حتى بلغ: {أدنى ألا تعولوا} يقول: كما خفتم الجور في اليتامى وهمكم ذلك , فكذلك فخافوا في جمع النساء. وكان الرجل في الجاهلية يتزوج العشرة فما دون ذلك , فأحل الله جل ثناؤه أربعا , ثم الذي صيرهن إلى أربع قوله: {مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} يقول: إن خفت ألا تعدل في أربع فثلاث , وإلا فثنتين , وإلا فواحدة ; وإن خفت ألا تعدل في واحدة , فما ملكت يمينك.
حدثنا الحسن بن يحيى , قال: أخبرنا عبد الرزاق , قال: أخبرنا معمر , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} يقول: ما أحل لكم من النساء , {مثنى وثلاث ورباع} فخافوا في النساء مثل الذي خفتم في اليتامى ألا تقسطوا فيهن. ....
حدثنا المثنى , قال: ثنا أبو النعمان عارم , قال: ثنا حماد بن زيد , عن أيوب , عن سعيد بن جبير , قال: بعث الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه وسلم , والناس على أمر جاهليتهم , إلا أن يؤمروا بشيء أو ينهوا عنه , وكانوا يسألونه عن اليتامى , فأنزل الله تبارك وتعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} قال: فكما تخافون ألا تقسطوا في اليتامى فخافوا ألا تقسطوا وتعدلوا في النساء.
حدثني المثنى , قال: ثنا عبد الله بن صالح , قال: ثني معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس: قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} قال: كانوا في الجاهلية ينكحون عشرا من النساء الأيامى , وكانوا يعظمون شأن اليتيم , فتفقدوا من دينهم شأن اليتيم , وتركوا ما كانوا ينكحون في الجاهلية , فقال: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} ونهاهم عما كانوا ينكحون في الجاهلية ...... ) انتهى باختصار
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال مرجحاً: (قال أبو جعفر: وأولى الأقوال التي ذكرناها في ذلك بتأويل الآية قول من قال: تأويلها: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى , فكذلك فخافوا في النساء , فلا تنكحوا منهن إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيه منهن من واحدة إلى الأربع , فإن خفتم الجور في الواحدة أيضا فلا تنكحوها , ولكن عليكم بما ملكت أيمانكم , فإنه أحرى أن لا تجوروا عليهن. وإنما قلنا: إن ذلك أولى بتأويل الآية , لأن الله جل ثناؤه افتتح الآية التي قبلها بالنهي عن أكل أموال اليتامى بغير حقها , وخلطها بغيرها من الأموال , فقال تعالى ذكره: {وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا}. ثم أعلمهم أنهم إن اتقوا الله في ذلك فتحرجوا فيه , فالواجب عليهم من اتقاء الله , والتحرج في أمر النساء مثل الذي عليهم ظن التحرج في أمر اليتامى , وأعلمهم كيف التخلص لهم من الجور فيهن , كما عرفهم المخلص من الجور في أموال اليتامى , فقال: انكحوا إن أمنتم الجور في النساء على أنفسكم , ما أبحت لكم منهن وحللته , مثنى وثلاث ورباع , فإن خفتم أيضا الجور على أنفسكم في أمر الواحدة بأن تقدروا على إنصافها , فلا تنكحوها , ولكن تسروا من المماليك , فإنكم أحرى أن لا تجوروا عليهن , لأنهن أملاككم وأموالكم , ولا يلزمكم لهن من الحقوق كالذي يلزمكم للحرائر , فيكون ذلك أقرب لكم إلى السلامة من الإثم والجور , ففي الكلام إذ كان المعنى ما قلنا , متروك استغني بدلالة ما ظهر من الكلام عن ذكره. وذلك أن معنى الكلام: وإن خفتم ألا تقسطوا في أموال اليتامى فتعدلوا فيها , فكذلك فخافوا ألا تقسطوا في حقوق النساء التي أوجبها الله عليكم , فلا تتزوجوا منهن إلا ما أمنتم معه الجور , مثنى وثلاث ورباع , وإن خفتم أيضا في ذلك فواحدة , وإن خفتم في الواحدة فما ملكت أيمانكم فترك ذكر قوله فكذلك فخافوا أن تقسطوا في حقوق النساء بدلالة ما ظهر من قوله تعالى: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم}. فإن قال قائل: فأين جواب قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى}؟ قيل: قوله: {فانكحوا ما طاب لكم} غير أن المعنى الذي يدل على أن المراد بذلك ما قلنا: قوله: {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا}.)
أقول: ترجيح ابن جرير هنا مخالف لما ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها في بيان سبب نزول الآية، وقد ذكر هو الروايات عن عائشة في أول تفسيره للآية بقوله:
(حدثنا ابن حميد , قال: ثنا ابن المبارك , عن معمر , عن الزهري , عن عروة , عن عائشة: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} فقالت: يا ابن أختي , هي اليتيمة تكون في حجر وليها , فيرغب في مالها وجمالها , ويريد أن ينكحها بأدنى من سنة صداقها , فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق , وأمروا أن ينكحوا ما سواهن من النساء.
حدثني يونس بن عبد الأعلى , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: أخبرني يونس بن يزيد , عن ابن شهاب , قال: أخبرني عروة بن الزبير , أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم , عن قول الله تبارك وتعالى: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} قالت: يا ابن أختي هذه اليتيمة تكون في حجر وليها , تشاركه في ماله , فيعجبه مالها وجمالها , فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها , فيعطيها مثل ما يعطيها غيره , فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن , ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق , وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.
قال يونس بن يزيد: قال ربيعة في قول الله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} قال: يقول: اتركوهن فقد أحللت لكم أربعا
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا الحسن بن الجنيد وأبو سعيد بن مسلمة , قالا: أنبأنا إسماعيل بن أمية , عن ابن شهاب , عن عروة , قال: سألت عائشة أم المؤمنين , فقلت: يا أم المؤمنين أرأيت قول الله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء}؟ قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها , فيرغب في جمالها ومالها , ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة صداق نسائها , فنهوا عن ذلك أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا فيكملوا لهن الصداق , ثم أمروا أن ينكحوا سواهن من النساء إن لم يكملوا لهن الصداق .....
- حدثنا القاسم , قال: ثنا الحسين , قال: ثني حجاج , عن ابن جريج , عن هشام , عن أبيه , عن عائشة , قالت: نزل , يعني قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى}. .. الآية , في اليتيمة تكون عند الرجل , وهي ذات مال , فلعله ينكحها لمالها , وهي لا تعجبه , ثم يضر بها , ويسيء صحبتها , فوعظ في ذلك.
قال أبو جعفر: فعلى هذا التأويل جواب قوله: {وإن خفتم ألا تقسطوا} قوله: {فانكحوا}) انتهى باختصار
وهذا التفسير الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها لا شك أنه أقوى لأسباب:
الأول: أنه يعتبرفي حكم سبب نزول الآية.
الثاني: أنه تفسير في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.قال ابن عاشور: (وعائشة لم تسند هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن سياق كلامهايؤذن بأنّه عن توقيف، ولذلك أخرجه البخاري في باب تفسير سورة النساء بسياق الأحاديث المرفوعة اعتداداً بأنها ما قالت ذلكإلاّ عن معاينة حال النزول.)
الثالث: أنه موافق لظاهر الآية، ولا تحتاج الآية معه إلى تقدير.قال ابن عاشور: (وكلامها هذا أحسن تفسير لهذه الآية.)
قال الشنقيطي رحمه الله: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ لا يخفى ما يسبق إلى الذهن في هذه الآية الكريمة من عدم ظهور وجه الربط بين هذا الشرط، وهذا الجزاء، وعليه، ففي الآية نوع إجمال، والمعنى كما قالت أم المؤمنين، عائشة رضي اللَّه عنها: أنه كان الرجل تكون عنده اليتيمة في حجره، فإن كانت جميلة، تزوجها من غير أن يقسط في صداقها، وإن كانت دميمة رغب عن نكاحها وعضلها أن تنكح غيره؛ لئلا يشاركه في مالها، فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا إليهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن في الصداق، وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن، أي: كما أنه يرغب عن نكاحها إن كانت قليلة المال، والجمال، فلا يحل له أن يتزوجها إن كانت ذات مال وجمال إلا بالإقساط إليها، والقيام بحقوقها كاملة غير منقوصة، وهذا المعنى الذي ذهبت إليه أم المؤمنين، عائشة، رضي اللَّه عنها، يبيّنه ويشهد له قوله تعالى?: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِى النّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِى الْكِتا?بِ فِى يَتَامَى النّسَاءللا ?تِى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا}، وقالت رضي اللَّه عنها: إن المراد بما يتلى عليكم في الكتاب هو قوله تعالى?: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِى ?لْيَتَـ?مَى?}، فتبين أنها يتامى النساء بدليل تصريحه بذلك في قوله: {فِى يَتَـ?مَى ?لنّسَاء ?لَّلَـ?تِى لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ}، فظهر من هذا أن المعنى وإن خفتم ألا تقسطوا في زواج اليتيمات فدعوهن، وانكحوا ما طاب لكم من النساء سواهن، وجواب الشرط دليل واضح على ذلك؛ لأن الربط بين الشرط والجزاء يقتضيه، وهذا هو أظهر الأقوال؛ لدلالة القرءَان عليه).
وقد اقتصر ابن كثير رحمه الله في تفسيره على ما ذكرته عائشة رضي الله عنها.
وبهذا نعلم أن ابن جرير رحمه الله قدم دلالة السياق - كما فهمها هو - على دلائل هي في الحقيقة أقوى من دلالة السياق، ورجح ما رجحه بناء على ذلك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jan 2004, 01:28 م]ـ
قال الشيخ السعدي في تفسير الآية:
(أي: وإن خفتم ألا تعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت حجوركم وولايتكم وخفتم أن لا تقوموا بحقهن لعدم محبتكم إياهن، فاعدلوا إلى غيرهن، وانكحوا {مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء})
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 May 2010, 04:05 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
مناقشة سديدة يا أبا مجاهد جزاك الله خيراً
وكذا الإمام الباقلاني رحمه الله في "الانتصار" تكلف تأويلات للآية، وبعضها بعيد جداً، ولو علم بالحديث لكفاه تكلفه تلك الوجوه التي تزيد على الخمس.
والحديث مما أشكل على عروة رحمه الله فسأل الصديقة عائشة رضي الله عنها، فأبانت له وجه الإشكال في ثمة مواضع في "صحيح البخاري" في (2494) وانظر فيه بقية أطرافه.
وكان أحرى بمن حقق الكتاب أن يشير لذلك، ولكن فاته كما فاته غيره، والله المستعان
نفع الله بك يا أبا مجاهد وجزاك الله خيراً وقد أفدت منك في هذا لا حرمنا خيرك في معرفة قول ابن جرير رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 May 2010, 07:15 م]ـ
ترجيح أبن جرير هو: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى , فكذلك فخافوا في النساء , فلا تنكحوا منهن إلا ما لا تخافون أن تجوروا فيه منهن من واحدة إلى الأربع ,
ورواية عائشة رضي الله عنها هي: هي اليتيمة تكون في حجر وليها , فيرغب في مالها وجمالها , ويريد أن ينكحها بأدنى من سنة صداقها , فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق , وأمروا أن ينكحوا ما سواهن من النساء.
ألا تلاحظ التقارب الشديد بين القولين وكأنهما واحد؟؟
إن القاسم المشترك بينهما هو الخوف من ظلم اليتيمة. وقد ذكر ابن جرير المظلمة التي ربما تتعرض لها اليتيمة على اطلاقها. حيث يمكن أن تكون نفس السبب الذي ذكرته عائشة في روايتها (لاحظ ذلك)
وبسبب هذا القاسم أوجد الله تعالى فسحة أخرى وخيار آخر وهو الزواج من غير اليتيمات. مثنى وثلاث ورباع
إذاً أين هو الفارق الكبير بين القولين؟؟ وأين نحن من القاعدة الشرعية: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟؟.
معنى ذلك أنه لا يوجد تناقض بين القولين وقد خرجا من بوتقة واحدة إلا أن قول عائشة رضي الله عنها مدعوم بالتفصيل والدليل. وترجيح ابن جرير يمكن له أن يتكيء عليه لأنه غير بعيد عنه ولا غريب.
وبارك الله لمن كان سبباً لطرق هذا الموضوع. والحمد لله رب العالمين.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[05 May 2010, 02:34 م]ـ
ما رأيكم دام فضلكم؟؟؟؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 May 2010, 06:30 م]ـ
ما رأيكم دام فضلكم؟؟؟؟؟
وفقكم الله شيخنا تيسير
محاولتك للجمع بين القولين ذكرها بعض المفسرين، ومنهم الجصاص في أحكام القرآن (2/ 65 - 66)، حيث قال بعد أن ذكر الأقوال: ( ... والآية تدل على ما تأولها عليه ابن عباس وعائشة؛ لأنهما ذكرا أنها في اليتيمة تكون في حجر وليها فيرغب في مالها وجمالها ولا يقسط لها في الصداق، فنُهوا أن ينكحوهن أو يقسطوا لهن في الصداق، وأقرب الأولياء الذي تكون اليتيمة في حجره ويجوز له تزوجها هو ابن العم فقد تضمنت الآية جواز تزوج ابن العم اليتيمة التي في حجره.
فإن قيل لم جعلت هذا التأويل أولى من تأويل سعيد بن جبير وغيره الذي ذكرت مع احتمال الآية للتأويلات كلها؟
قيل له: ليس يمتنع أن يكون المراد المعنيين جميعا لاحتمال اللفظ لهما وليسا متنافيين؛ فهو عليهما جميعاً، ومع ذلك فإن ابن عباس وعائشة قد قالا إن الآية نزلت في ذلك، وذلك لا يقال بالرأى، وإنما يقال توقيفاً؛ فهو أولى لأنهما ذكرا سبب نزولها والقصة التي نزلت فيها،فهو أولى.)
ويمكن أن يقال: إن تفسير عائشة الذي ذكرته في سبب نزول الآية هو التفسير المطابق للآية، وما ذكره ابن جرير يعد من باب الاستنباط بالقياس.(/)
من يدلنا على دراسة أو بحث عن (تفاسير الفلاسفة) جزاه الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2003, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما نسعد به في ملتقى أهل التفسير حضور عدد كبير من المشايخ الكرام، وأصحاب الفضيلة المتخصصين، وطلاب العلم الفضلاء، أسأل الله أن يبارك في جهودهم، وأن ينفع بهم وبعلمهم، منهم من هو مشارك معنا يكتب ويعلق، ومنهم من يكتفي بالقراءة والدعم المعنوي، ولمَّا يتكرم علينا بالمشاركة، وقد أخبرني أحد كبار أساتذتنا المتخصصين وفقه الله بأنه من المتابعين لما يكتب في الملتقى، فرجوته المشاركة فوعدنا خيراً، وأرجو أن أرى مشاركاته بين محبيه وعارفي فضله إن شاء الله قريباً.
فأرجو ممن يقرأ كتابي هذا، أن يتكرم مشكوراً بدلالتي على الكتب والدراسات والبحوث والمقالات التي دارت حول (تفاسير الفلاسفة) وتعرضت لها بتأريخ أو نقد أو تحقيق.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
ـ[عبد الله]ــــــــ[19 Dec 2003, 11:42 م]ـ
للشيخ الرئيس ابن سينا تفسير سورة الإخلاص، وقد نشرها - مع الدراسة والتحقيق - الأخ الفاضل الدكتور عبد الله الخطيب - أستاذ التفسير وعلوم القرآن - جامعة الشارقة، وقد نشرتها مجلة كلية الشريعة والقانون الكويتية في أحد أعدادها الأخيرة.
عبد الله إبراهيم(/)
كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن .. ليس لأبي عبيد القاسم بن سلام
ـ[المشارك7]ــــــــ[18 Dec 2003, 11:08 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14494(/)
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين
ـ[عبد الله بن حميد الفلاسي]ــــــــ[19 Dec 2003, 09:04 ص]ـ
أنوار الهلالين في التعقبات على الجلالين
بقلم
د. محمد بن عبد الرحمن الخميس
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) [النساء: 1].
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) [الأحزاب: 70 - 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد:
فإن تفسير الجلالين لجلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطي من التفاسير المختصرة السهلة الشائعة بين الناس، وكثير قراؤه، وهو تفسير جيد نافع، غير أن فيه بعض زلات رأيت من واجبي التنبيه عليها، وتحذير الناس منها ليكونوا على بينة من أمر دينهم، حتى لا يقعوا في مزالق تؤثر على سلامة عقيدتهم.
والمفسران لهما جلالتهما وقدرهما، وأنا أقل من أن أحكم على هذين الإمامين الجليلين بشيء ولكن هي أمور وجب علي شرعاً التنبيه عليها والتحذير منها، ولا أحاكم شخصهما، إنما أناقش أموراً قرراها في كتابهما.
ولا أدعي أنني أوفيت الأمر والموضوع وحقه، ولكن هذه أمثله لهنات وزلات وقعت في الكتاب ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)).
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اضغط على الملف المرفق للحصول على الكتاب(/)
(محب الدين الطبري) و (ابن جرير الطبري) .. (!!؟؟).
ـ[الموحد 2]ــــــــ[19 Dec 2003, 06:18 م]ـ
أيها الإخوة الفضلاء،
سلام من الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته،
وبعد،
أرجوا أن أعرف ما هو الفرق بين (محب الدين الطبري) = (ابن جرير الطبري) .. (!!).
من ترجمة مثلاً .. وسيرة .. وعقيدة .. ومؤلفات .. لهما .. و نحو ذلك؟
وجزاكم الله تعالى عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Dec 2003, 10:15 م]ـ
أولاً: الإمام محمد بن جرير بن يزيد الطبري ولد عام 224هـ وتوفي عام 310هـ عن ستة وثمانين عاماً قضاها في العلم والعمل والتصنيف. وهو شيخ المفسرين لتصنيفه تفسيره العظيم (جامع البيان في تأويل آي القرآن)، وشيخ المؤرخين لتصنيفه (تاريخ الرسل والملوك) المعروف بتاريخ الطبري. وكل حديثنا في ملتقى أهل التفسير عن هذا الإمام رحمه الله وغفر له، وقد جمعت كل ما كتب عنه في هذه المشاركة. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1155) . فراجعها إن شئت معرفة كتبه ومنهجه في التفسير.
ثانياً: محب الدين الطبري هو أحمد بن عبدالله بن محمد الطبري، أبو العباس، ولد سنة 615 هـ وتوفي سنة 694هـ. وهو حافظ فقيه من فقهاء الشافعية، ولد وتوفي بمكة، وكان شيخ الحرم في عهده. من أشهر كتبه (الرياض النضرة في مناقب العشرة). وكتابه الآخر (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى). ولم يكن من المشتهرين بالتفسير والتصنيف فيه. وتجد ترجمته في الأعلام للزركلي 1/ 158 - 159
وفقك الله.
أرجو أن يكون قد اتضح لك الفرق بينهما من حيث الزمن، والمكان، والإمامة. وإذا أطلق الطبري فهو محمد بن جرير رحمه الله.
ـ[الموحد 2]ــــــــ[17 Jan 2004, 06:41 م]ـ
أخي عبدالرحمن الشهري حفظه الله.
جزاك الله خيراً على فتح الباب للأخوة.
هل توجد زيادة من أحد الأعضاء.
وأكون لكم من الشاكرين.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Jan 2004, 09:34 م]ـ
1129 المحب الطبري الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر المكي الشافعي مصنف الأحكام الكبري وشيخ الشافعية ومحدث الحجاز ولد سنة خمس عشرة وستمائة وسمع من ابن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني وكان إماما زاهدا صالحا كبير الشأن مات في جمادى الآخرة سنة أربع وتسيعن وستمائة
من طبقات الحفاظ للسيوطي
ومن شذرات الذهب
ومن شذرات الذهب المجلد الثالث 424
وفيها (قلت يعني سنة 694) محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد شيخ الحرم الطبري المكي ولد بمكة في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة وسمع من جماعة وأفتى ودرس وتفقه وصنف كتابا كبيرا إلى الغاية في الأحكام في ست مجلدات وتعب عليه مدة ورحل إلى اليمن وأسمعه للسلطان صاحب اليمن وروى عنه الدمياطي وابن العطاء وابن الخباز والبرزالي وجماعة قال الذهبي الفقيه الزاهد المحدث كان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز وقال غيره له تصانيف كثيرة في غاية الحسن منها في التفسير كتبا وشرح التنبيه وله كتاب الرياض النضرة في فضائل العشرة وكتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوي القرى وكتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين وكتاب القرى في ساكن أم القرى وغير ذلك توفي في جمادى الآخرة على الصحيح وحكى البرزالي أن ولده توفي بعده في ذي القعدة واسم ولده محمد ولقبه جمال الدين وكان قاضيا بمكة المشرفة
ـ[ابن آدم]ــــــــ[18 Jan 2004, 02:07 م]ـ
وهناك ابن جرير الطبري الرافضي
واسمه محمد بن جرير بن رستم
أحببت التنبه إلى ذلك لأن الرافضة ينقلون عنه ليوهموا العامة من اهل السنة أنه إمام التفسير ابن جرير
ـ[الموحد 2]ــــــــ[20 Jan 2004, 08:06 ص]ـ
الأخ الفاضل/ عبدالله بن بلقاسم.
جزاك الله خيراً
على الإضافة القيمّة
والعزو للمصدر.
أخي ابن آدم،
أحسنت وهذا
ما أصبوا إليه
في هذا الموضوع
من الأخوة
أريد بيان حول حال
هذا الذي
وصفته بالرافضي!
أو إن وجد رسالة مطبوعة أو كتيب
أو بحث
كُتب فيه أو في التفريق بينه
وبين العلماء المسلمين.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[20 Jan 2004, 07:07 م]ـ
سير أعلام النبلاء ج: 14 ص: 282
176 محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري قال عبد العزيز الكتاني هو من الروافض صنف كتبا كثيرة في ضلالتهم له كتاب الرواة عن أهل البيت وكتاب المسترشد في الإمامة نقلته من خط الصائن
وفي حاشية السير
ميزان الاعتدال 3/ 499
لسان الميزان/5/ 103
طبقات أعلام الشيعة:250 - 253
ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 6 ص: 90
7191 محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبدالعزيز الكتاني
لسان الميزان ج: 5 ص: 103
345 محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري رافضي له تواليف منها كتاب الرواة عن أهل البيت رماه بالرفض عبد العزيز الكتاني انتهى وقد ذكره أبو الحسن بن بأبويه في تاريخ الري بعد ترجمة محمد بن جرير الإمام فقال هو الآملي قدم الري وكان من جلة المتكلمين على مذهب المعتزلة وله مصنفات روى عنه الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الرعيني وروى أيضا عن أبي عثمان المازني وجماعة وعنه أبو الفرج الأصبهاني في أول ترجمة بن الأسود من كتابه وذكر شيخنا في الذيل بما تقدم أولا وكأنه سقط من نسخته أراد الآتي بعد لعل السليماني الى آخره وكأنه لم يعلم بان في الرافضة من شاركه في اسمه واسم أبيه ونسبه وإنما يفترقان في اسم الجد ولعل ما حكي عن محمد بن جرير الطبري من الاكتفاء في الوضوء بمسح الرجلين إنما هو هذا الرافضي فإنه مذهبهم 346
قلت بالمناسبة:
ذكر الحافظ الذهبي في الميزان أن ابن جرير إمام المفسرين فيه تشيع يسير لايضر
فليتنبه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن آدم]ــــــــ[22 Jan 2004, 02:42 ص]ـ
وهناك طبري آخر
اسمه أبو معشر عبدالكريم بن عبد الصمد الطبري المكي
عالم في القراءات
له كتاب التلخيص في القراءات الثمان محقق ومطبوع ومن أصول النشر لابن الجزري
ـ[الموحد 2]ــــــــ[22 Jan 2004, 01:08 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي بن بلقاسم، وبارك الله لك في وقتك وعلمك وعملك وأبنائك ومالك.
وشكراً لك على الإفادة من كلام الإمام الذهبي.
أخي بن آدم أيضاً جزاك الله خيراً وبارك الله لك في وقتك وعلمك وعملك وأبنائك ومالك. وشكراً لك وعلى الفائدة الثالثة.
1 - الإمام محمد بن جرير بن يزيد الطبري ولد عام 224هـ وتوفي عام 310هـ. [شيخ المفسرين].
2 - محب الدين الطبري هو أحمد بن عبدالله بن محمد الطبري، أبو العباس، ولد سنة 615 هـ وتوفي سنة 694هـ. [فقيه شافعي].
3 - محمد بن جرير بن رستم أبو جعفر الطبري قال عبد العزيز الكتاني [هو من الروافض]. لم يذكر الأخوة سنة وفاته؟
4 - أبو معشر عبدالكريم بن عبد الصمد الطبري المكي. [عالم في القراءات]. لم يذكر الأخوة سنة وفاته؟
ـ[ابن آدم]ــــــــ[27 Jan 2004, 02:49 ص]ـ
أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري الشافعي [توفى سنة: 478 هـ)
ـ[الموحد 2]ــــــــ[28 Jan 2004, 02:52 م]ـ
جزاك الله خير أخي بن آدم. لإتمامك المعلومة المفيدة.(/)
سؤال عن كتابين للشيخ الجديع
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 Dec 2003, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فأين أجد كتاب (طرق حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف) للجديع؟
و كتاب (تحرير البيان في سجود القرآن) له؟
و هل هما موجودان على الشبكة؟
جزاكم الله تعالى خير الجزاء(/)
كتاب مفيد في التفسير الموضوعي للقرآن ...... !
ـ[عابر]ــــــــ[20 Dec 2003, 03:02 ص]ـ
بسم االله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
حقيقة كم سعدت برؤية هذا المنتدى المفيد سيما أنه يهتم بتفسير أعظم كتاب أناخت وآمنت به هذه الأمة الوسط التي أخرجها الله لحمل رسالته وايصالها الى العالمين.
وأؤوكد على أن أهمية التجديد في اثراء المنتدى سيكون له دوراً ايجابياً وفعالاً في الاقبال عليه أولاً
وثانياً التراكم المعرفي (الفاعل) الذي سيفيد ويستفيد منه كل محب لكتاب الله جل وعلا
وأطرح بين يدي هذا اللقاء مجموعة من الكتب التي اقتنيها في هذا العلم على اختلاف وتباين طروحاتها، ولكل من المرتادين لهذا الموقع النهل من معين ما يطرح قراءة ونقداً، هضماً وابلاغاً.
هناك كتاب جميل قرأته وأقتنيه: عنوانه (((الخيانة))))) أسبابها - انواعها -آثارها، كما بينها القرآن الكريم.
مؤلفه د/ فريد السمان.
استاذ مشارك بقسم القرآن وعلومه، كلية أصول الدين _ الرياض.
الناشر / دار طويق
الطبعة 1419هـ
تناول المؤلف في مؤلفه هذا:
معنى الخيانة بشقيه اللغوي /والاصطلاحي.
ثم بين النهي عن خيانة الله ورسوله .......... وعموما تدرج المؤلف يطرح في قضية الخيانة طرحاً جيداً
ما جعل (الكتاب) يعد مهماً وفاعلاً لمن أراد الاستفادة من هذه القضية أو مناقشتها سواءً أكان موظفاً أو مديراً أو مربياً أو خلافه.
وختم المؤلف بأن الخيانة من صفات اليهود.
هذا ما أحببت طرحه في هذه العجالة على أمل التواصل مرة أخرى والله ولي التوفيق.
أخوكم:
عابر
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Dec 2003, 09:49 م]ـ
شكر الله لك نرجو المواصلة.(/)
اسئلة
ـ[ام حفصة]ــــــــ[20 Dec 2003, 09:09 م]ـ
1) ماالسورة التي يطلق عليها سورة التوحيد؟
2) في اي آية وردت تسمية القرآن ب (كلام الله)؟
3) ما السورتان اللتان كان يقرأ بهما عيسى عليه السلام إذا أراد أن يحي الموتى؟
4) سورة في القرآن الكريم تزيد على مائة آية وليس بها ذكر الجنة و لانار؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Dec 2003, 09:41 م]ـ
1 - سورة التوحيد هي سورة الإخلاص، (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد).
2 - في سورة التوبة ورد قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون). وهي الآية رقم (6).
3 - ؟
4 - ؟
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[21 Dec 2003, 01:04 م]ـ
4 - سورة يوسف.
ـ[الباحث7]ــــــــ[23 Dec 2003, 09:59 ص]ـ
السؤال الثالث غريب وفيه نكارة، فمعلوم أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام
فكبف يقرأ عيسى سوراً لم تنزل بعد؟!!!(/)
(الغاية) و دخولها في (المغيّا)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Dec 2003, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد، مشايخي الكرام
فقد ذكر (السايس) ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره لآيات الأحكام، أنهم قد أجمعوا على أن الغاية في قوله تعالى ((ثم أتموا الصيام إلى الليل)) هي لإسقاط المغيا،،،، و أن الغاية داخلة في المغيا في بعض المواضع من القرآن كقوله تعالى ((إلى المرافق)) و قوله تعالى ((و أرجلكم إلى الكعبين))
فهل يمكن أن نتدارس مسألة دخول الغاية في المغيا و خروجها منها، على ضوء دراسة أصولية منحصرة
في آيات القرآن الكريم
و بارك الله تعالى فيكم
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[21 Dec 2003, 11:37 م]ـ
هناك تفصيل فيه قوة، و هو أن ما بعد الغاية إن كان من جنس ما قبله فهو داخل فيه، و إلا فلا، و مثال الأول قوله تعالى (و أيديكم إلى المرافق).
و مثال الثاني: قوله تعالى (ثم أتموا الصيام إلى الليل)
فهنا إلى لانتهاء الغاية، بخللاف المثال الأول: فهي بمعنى (مع).
و الخلاف تجده منثورا في تضاعيف كتب الفقه، عند الكلام على آية الوضوء، و عند الكلام على خيار الشرط، و توقيته بالليل و النهار و نحوهما، كقول البائع للمشتري: بعتك هذه بعشرة دنانير ولي الخيار إلى الليل.و في أبواب أخرى كثيرة ..
و لعلي أنقل نصوصا منها:
قال ابن حزم رحمه الله: (وأما المرافق فإن إلى في لغة العرب التي بها نزل القرآن تقع على معنيين تكون بمعنى الغاية وتكون بمعنى مع قال الله تعالى ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم بمعنى مع أموالكم فلما كانت تقع إلى على هذين المعنيين وقوعا صحيحا مستويا لم يجز أن يقتصر بها على أحدهما دون الآخر فيكون ذلك تخصيصا لما تقع عليه بلا برهان فوجب أن يجزىء غسل الذراعين إلى أول المرفقين بأحد المعنيين) (المحلى 2/ 51 - 52).
و قال ابن قدامة: (وأكثر العلماء على أنه يجب إدخال المرفقين في الغسل منهم عطاء ومالك والشافعي وإسحاق وأصحاب الرأي وقال بعض أصحاب مالك وابن داود لا يجب وحكي ذلك عن زفر لأن الله تعالى أمر كمال إليهما وجعلهما غايته بحرف إلى وهو لانتهاء الغاية فلا يدخل المذكور بعده كقوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل البقرة ولنا ما روى جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أدار الماء إلى مرفقيه وهذا بيان للغسل المأمور به في الآية فإن إلى تستعمل بمعنى مع قال الله تعالى ويزدكم قوة إلى قوتكم هود أي مع قوتكم ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم النساء و من أنصاري إلى الله آل عمران فكان فعله مبينا وقولهم إن إلى للغاية قلنا وقد تكون بمعنى مع قال المبرد إذا كان الحد من جنس المحدود دخل فيه كقوله نظير هذا الثوب من هذا الطرف إلى هذا الطرف) (المغني 1/ 85).
و قال ابن رشد: (لذلك قال قوم إنه إذا كان الحد من جنس المحدود دخلت الغاية فيه أعني الشيء الذي يدل عليه حرف إلى وإذا لم يكن من جنس المحدود لم يدخل فيه مثل قوله تعالى ثم أتموا الصيام إلى الليل) (البداية 1/ 12)
و قال الشوكاني و هو ينتصر للقول بأن المرفقين غير داخلين في المغيا: (ورد بأنه لا إجمال لأن إلى حقيقة في انتهاء الغاية مجاز في معنى مع وقد حقق الكلام في ذلك الرضى في شرح الكافية وغيره فليرجع إليه) (نيل الأوطار 1/ 176).
و في إحكام الآمدي: (وأما إلى فهي قد تكون لانتهاء الغاية كقولك سرت إلى بغداد وبمعنى مع كقوله تعالى ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم النساء) (1/ 94).
و المسألة
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[21 Dec 2003, 11:45 م]ـ
ذاك قول فيه قوة، و آخر يرى أنها على الإجمال حتى يرد الدليل الخارجي، المبين لأحد المعنيين، هل هي بمعنى (مع) أم لانتهاء الغاية؟
و هذا الذي نقلناه لك عن ابم حزم، و هو ما رجحه إمام المفسرين ابن جرير في تفسيره عند تفسيره لآية الوضوء، و غيره، و هذا في نظري أقوى من الأول، و إن كانت المسألة مشكلة، تحتاج إلى توسع أكثر، و العجب أن الاستدلال عليها في كتب أهل العلم يكاد يكون متطابقا، فهو لا يخرج عن الامثلة التي ذكرنا، و هي نفسها محل النزاع!!، و الله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 Dec 2003, 01:45 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أيها الشيخ الكريم أبا تيمية،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
و تأكيدا لما ذكرتم ـ أي من النقل الأول ـ أنقل لكم هذا من (حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج في شرح ألفاظ المنهاج للرملي) في فروع الشافعية، حيث فيه تأكيد لما تفضلتم بذكره و فيه تمثيل جيد أيضا، يقول:
((قوله (أو إسقاط ما وراءها) و ذلك بأن يجعل التقدير هنا اغسلوا أيديكم من الأصابع و اتركوا من أعلاها إلى المرافق و الدليل على أن المراد الغسل من الأصابع الحمل على ما هو الغالب في غسل الأيدي أنه من الأصابع و من لازمه أن يكون الترك من الأعلى و بيّن ذلك فعله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كما يفهم من قوله: حتى شرع .. إلخ
قوله (و ضابطه) حاصل هذا الضابط يرجع إلى أن الغاية إن كانت من جنس المغيا دخلت فيه إلا بقرينة تقتضي خروجها كما يأتي في قراءة القرآن إلى سورة كذا من خروج السورة إن دلت القرينة على خروجها و إلا فتدخل،، وإن لم تكن من جنسه لا تدخل إلا بقرينة تدل على الدخول. و في شرح البهجة الكبير ما يفيد أن هذا القول مرجوح و أن الراجح عدم دخولها مطلقا إلا بقرينة ... و على الأول لو نذر أن يقرأ القرآن إلى سورة الكهف مثلا أو استأجرا على القراءة إليها وجب قراءتها أيضا ما لم تدل قرينة على إخراجها، و على كلام شرح البهجة و كلام ابن هشام في المغني لا تدخل السورة))
و أما بالنسبة لما نقلتم عن ابن حزم فالذي أفهمه أنه لا يفصّل تفصيل اتحاد الجنس و اختلافه، و إنما يعتبر القرينة الدالة على دخول الغاية في المغيا أو خروجها منها كما سبق و نقل من شرح البهجة ـ هكذا فهمت من كلامه رضي الله عنه ـ و أظن أن هذا هو الرأي الذي ترجحونه ..... طيب .. أليس هناك أصل يرجع إليه عند عدم القرينة؟
بمعنى أنه لو لم تظهر لنا قرينة على إرادة دخول الغاية أو إرادة عدم دخولها ماذا يكون العمل؟ هل هو التوقف؟
و ما دامت المسألة تحتاج إلى تحقيق فهل ألّف فيها بعينها؟ أو هل من مرجع تعمدها بالبحث؟ .....(/)
ايهما افضل تفسير ابن كثير او تفسير القرطبي
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[22 Dec 2003, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود من الاخوة الكرام بيان ذلك
ودمتم بخير
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[22 Dec 2003, 04:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم
من وجهة نظري القاصره فان هذا السؤال لايمكن ايراده بين كتب التفسير عامه، ذلك لأن كل مفسر قد اختط منهجا معينافي تفسيره، وغلب عليه جانب علمي يميزه عن غيره، (فلا يغني كتاب عن آخر) فتفسير ابن كثير وان كان هو الكتاب المعتمد بين كثير من طلاب العلم، لمنهجه السلفي البعيد عن الشطحات البدعيه، وقيامه على تفسير القرآن بالأثر في الغالب،الا أن هناك جوانب كثيره يهتم بها (أهل التفسير) وغيرهم، لم يتطرق لها ـ رحمه الله ـ وليس هذا قصورا في علمه، كلا، لكن كان ذلك منهجا سار عليه في تفسيره العظيم، اضافة الى مابرع فيه من اهتمام بعلم الحديث رواية ودرايه، كذلك القول في تفسير القرطبي ـ رحمه الله ـ فقد أهتم بالجانب الفقهي حتى غلب على تفسيره،لذلك يعد من تفاسير الفقهاء، كما كان له اهتمام بالمفرده القرآنيه لغة ونحوا، الا ان هناك جوانب لم تكن محل اهتمام منه ـ رحمه الله ـ كما أخذ عليه بعض الملاحظات في الجانب العقدي والتي لم تخرجه عن تفاسير أهل السنه. (فمن أين لك بمثل الكتابين)
... فالمفاضله يمكن أن تكون في خلو كتاب من التفاسير المبتدعه، عن غيره، أما من الناحيه العلميه فقد يصعب هذا لسعة العلوم التي اشتمل عليها كتاب الله تعالى، وما أوتيه كل مفسر من قدرات علميه يستظهر بها مكنون كتاب الله، فانت تجد المفسر الذي غلب على علمه النحو يتجلى ذلك في تفسيره حتى يصبح وكأنه كتاب نحو ... وهكذا
فرحمهم الله ورفع درجة محسنهم وتجاوز عن زلل مسيئهم
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[24 Dec 2003, 06:25 ص]ـ
لقد قرأت كلا من التفسيرين وقرأت تفسير ابن كثير قبل القرطبي، فلم أجد في القرطبي تلك المتعة التي وجدتها عند ابن كثير رحمه الله في التفسير، وسبب ذلك والله أعلم أن ابن كثير رحمه الله كان يدورفي فلك الآية وتحقيق معناها دون الاشتغال بالمسائل اللغوية البحتة، أو الفقهية التي لاتمس الآية ولاحتى من بعيد!
ولايعني هذا انعدام القرطبي من فوائد، ولاشك أن القرطبي له حكمة ما في كتابته التفسير بهذه الطريقة، ولكن طالب العلم - خصوصا المبتدئ - الذي يريد معرفة معنى كلام الله لايصلح له القرطبي بل ابن كثير، والله الهادي إالى سواء السبيل.
ـ[ابو عبدالعزيز]ــــــــ[27 Dec 2003, 10:21 م]ـ
جزاكما الله خير الجزاء
فقد أفدتماني فائدة كبيرة
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[28 Dec 2003, 02:07 م]ـ
أما أنا فآخذ على كليهما الإفراط في نقل ما لم يصح سنده ولم يعلم قائله ....
حتى ضل بنقلهما كثير من الناس, وحفظوا الغي مع السمين, فأفسدوا دينهم
فأحسن التفاسير عندي ما اقتصر على القرآن الخالص والحديث المحض, وما سوى ذك فهو وسواس الشياطين!
روي عن الامام الشافعي قوله:
العلم ما كان فيه "قال" "حدثنا" وما سوى ذك وسواس الشياطين ...(/)
كلمات تكتب بماء الذهب عن التدبر لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Dec 2003, 12:44 ص]ـ
في سياق تقرير شيخ الإسلام رحمه الله تعالى رحمة واسعة لكون الطلاق البدعي لا يقع، ومحاولته الاستدلال على ذلك بكل ما أوتي من قوة في البيان، واستحضار للحجج، من خلال تأمله في الآيات الواردة في الحيض والعدة الواردة في سورة البقرة،والطلاق والأحزاب، قال ـ رحمه الله تعالى ـ بعد ذلك ـ في جامع المسائل (2/ 256) ـ كلمات تكتب بماء الذهب ـ:
((من تدبر القرآن تدبراً تاااااااااااااماً، تبين له:
اشتماله على بيان الأحكام،
وأن فيه من العلم ما لا يدركه أكثر الناس،
وأنه يبين المشكلات،
ويفصل النزاع بكمال دلالته وبيانه إذا (وهذان شرطان أساسيان):
1 ـ إذا أعطي حقه.
2 ـ ولم تحرف كلمه عن مواضعه)).
انتهى كلامه رحمه الله، وهو الذي ندم على ما ندم عليه في آخر حياته من فوات وقت كثير في عدم تدبر القرآن!!
ليت شعري! بماذا أمضى هذا الإمام وقته الماضي؟
أفي مباحات أم مستحبات؟!!
بل لقد أمضاها في واجبات كبارٍ .. كباااااار ...
جهاد ومجاهدة،
وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر،
وتعبد وتأله، ونغع للخاص والعام ..
ولكنه عنى شيئاً آخر ـ فيما يبدو لي ـ وهو ما انكشف له في سجنته الأخيرة من المعاني التي لم تظهر له من قبل .. فسبحان الله!!
سبحان الله! ما أعظم كلام ربنا! وما أجله!
وسبحان الذي فتح على هذا الإمام بما فتح عليه!
ونستغفر الله على شدة تقصيرنا في تدبره!
اللهم فاجمعنا ـ مع هذا الإمام الذي أحببناه من كل قلوبنا ـ في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ـ[جابر ابن عتيق]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:13 م]ـ
رفع الله قدركم شيخنا الكريم
ورحم الله العلامة الإمام شيخ الإسلام رحمة واسعة.
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتكم
اللهم ارزقنا تدبر كتابك ..
اللهم يا معلم إبراهيم علمنا, ويا مفهم سليمان فهمنا.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Jun 2010, 09:36 م]ـ
ليت شعري لو اطلع الإمام ابن تيمية على بعض علماء اليوم ورأى حالهم وإسرافهم في أمرهم. فلا لمنكر ينهون ولا الى معروف يأمرون.كم منهم كان على متن سفينة الحرية أمس وكم منهم مات لأجل دينه وشرف أمته؟؟
نعم كلمات ابن تيمية الشيخ العالم المجاهد تكتب بماء الذهب. وبعض من علمائنا اليوم يتحلون بعباءات نسجت من خيوط الذهب.
وبارك الله في انتقاء الأخ عمر المقبل ورفع الله من شأنه وقدره.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[06 Jun 2010, 10:42 ص]ـ
الله اكبر رحم الله شيخ الاسلام بن تيمية واسكنه فسيح جناته(/)
هل فسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن
ـ[دكتور محمد عبداللطيف]ــــــــ[23 Dec 2003, 12:13 م]ـ
يزعم البعض أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن الكريم كله، ويزعم البعض أنه لم يفسره كله، وأنا أطرح هذه المسألة كى يدلى فيها الأعضاء بما يعلمونه حتى نتوصل معا إلى الصواب فى هذه المسألة
دكتور محمد عبداللطيف
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[23 Dec 2003, 02:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم الشيخ محمد ........... سلمه الله
تمهيد ...
1ـ ليس في القرآن آية لايعلم معناها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن قال خلاف ذلك فقد وافق الملاحدة في قولهم
2ـ الصحابة رضي الله عنهم فسروا القرآن كله، بل ثبت ذلك عن افرادهم كابن عباس رضي الله عنهما، قال شيخ الاسلام رحمه الله:النقول متواتره عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تكلم في جميع معاني القرآن من الامر والخبر. اذا علم هذا فيقال:
أما من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله فمن الانصاف أن يستوضح منه مراده، فيقال له: هل قصدت أنه لم تنقل روايات في تفسير كل آيه تفسيرا مرفوعا، أم قصدت ان الصحابه لم يتلقوا تفسيرا من النبي للقرآن كاملا، فان قصد ماذكر أولا فقد يتسمح معه،ولووصل كتاب الامام أحمد في تفسير القرآن وغيره من المتقدمين لاكتفينا بالاحالة اليه عن الردعليه، وان اراد بقوله ماذكر ثانيا فقد اعظم الفرية على الله.هذا أبوعبدالرحمن السلمي يقول: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا اذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا مافيها من العلم والعمل، قالو فتعلمنا العلم والعمل جميعا.فمن أين كانوا يتلقون العلم والعمل الذي هو التفسير وزياده،الا من معلمهم صلى الله عليه وسلم، فمن علمهم حتى الخراءه كما في حديث سلمان المتفق عليه أولا يعلمهم كلام الله الذي عاشوا وماتوا له رضي الله عنهم،حتى قال ابوذر: ما من طائر يطير بجناحيه الا وعندنا منه علما علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد كان يقف معهم الخطبة التي ربما استغرقت الليل كله كما في مسلم وغيره، حتى يكون أعلمهم احفظهم لما سمع، فهل كان يبين لهم علم الطب أو الهندسه، انما كان يشرع لهم ويبين لهم كتاب ربهم وهذه واحده من منازل السنه مع القرآن، فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن كله،وصل الينا ذلك كله مرفوعا أوموقوفا أومقطوعا.
وقد كانت هذه مني لهفة العجلان، والا فالمسألة تحتاج الى مزيد ايضاح وبسط لمن لم يكن له عناية بعلم الشريعه، أما من كان عنده ادنى تعلق بها فيكفيه ادنى تأمل. وأظن ان لشيخ الاسلام رحمه الله كلام في هذه المسأله نسيت موضعه فمن وجده فليكتب، وان كان هناك رأي آخر فهو عندي خطأ يحتمل الصواب
والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Dec 2003, 11:24 ص]ـ
سبق طرح هذا الموضوع هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=175)(/)
اختلاف المفسرين
ـ[دكتور محمد عبداللطيف]ــــــــ[23 Dec 2003, 12:26 م]ـ
هل اختلاف المفسرين فى التفسير من باب التضاد أم من باب التنوع، أطرح هذه المسألة كى يدلى الأعضاء فيها بما لديهم من علم، حتى نصل معا إلى الرأى السديد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 Dec 2003, 01:44 ص]ـ
وقع الخلاف بين المفسرين على كلا الوجهين
و لا نقول: هذا أم هذا؟
بل الصواب أن يقال: هذا و هذا
و اختلاف التضاد و التنوع و اقع في كل أنواع العلوم، و الفقه مليء بذلك
و تفسير الطبري مشحون بالخلاف الذي هو من باب التنوع لا التضاد، و الأمثلة على ذلك تكثر جدا، و يكفينا الضابط ....
و مرحبا بشيخنا الكريم الدكتور / محمد عبد اللطيف
و يكون من المثمرين في هذا الموقع بإذن الله تعالى
و أقول لكم / لنعم ما اخترتم من المواقع و الله
و مرحبا بكم مرة ثانية
تلميذكم / محمد يوسف رشيد
ـ[الخطيب]ــــــــ[26 Dec 2003, 07:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق أن كتب الفقير حول هذا الموضوع
راجع هذا الرابط:
الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=550&%20highlight=%C7%CE%CA%E1%C7%DD+%C7%E1%E3%DD%D3%D1 %ED<br%20/>%E4) .(/)
أين أجد مخطوطة تفسير المهدوي كاملة؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Dec 2003, 08:52 م]ـ
السلام عليكم
أين أجد مخطوطة تفسير المهدوي كاملة؟ وكيف يمكن الحصول على جزء منها؟
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2004, 09:32 ص]ـ
أخي أبا صفوت وفقه الله.
منذ قرأت سؤالك، وأنا أحدث نفسي بسؤال الدكتور سعيد الفلاح التونسي - الأستاذ المشارك بقسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض - عن الجواب الشافي لسؤالك هذا، حيث كانت دراسته في مرحلة الماجستير عن المهدوي وجهوده فيما أظن، وربما لديه نسخة من تفسيره، ورأيت الزملاء الذين يرغبون في تحقيق تفسير المهدوي يسألونه، وكنت أنا أحدهم ذات يوم عندما فكرت في تحقيق جزء من هذا التفسير. ولكنني لم ألقه حتى الآن، وأنت تلح في السؤال، فلعلني أسأله إن شاء الله.
والذي أعرفه أن للمهدوي رحمه الله كتابين في التفسير:
الأول: التفصيل الجامع لعلوم التنزيل. وهو تفسيره الكبير، وقد رواه القاضي عياض البستي رحمه الله بسنده إلى المهدوي. وهذا الكتاب يوجد منه أجزاء متفرقة لا تشكل تفسيراً متكاملاً في المكتبة الوطنية بباريس، وفي صنعاء، وفي خزانة القرويين بفاس بالمغرب. ولا أظنك تعنيه يا أبا صفوت.
الثاني: تفسيره المختصر من الأول المسمى: (التحصيل لما في التفصيل الجامع لعلوم التنزيل). أو (التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل). وهذا التفسير مختصر من الأول وقصة تأليفه معروفة. وهذا الكتاب يوجد منه نسخ متعددة تشكل بمجموعها تفسيراً متكاملاً. وقد ذكر معلومات عن بعضها الدكتور حازم سعيد حيدر في دراسته لكتاب (شرح الهداية) للمهدوي 1/ 93 - 95. فإن كنت تريد جزءاً معيناً نقلت لك ما قاله عنه وأين تجده بإذن الله لضيق الوقت الآن.
وقد قام عدد من الباحثين بتحقيق أجزاء منه.
- فقد حقق الباحث علي محمود هرموش من سورة الفاتحة إلى آخر سورة البقرة.وذلك للحصول على الماجستير من قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض عام 1402هـ بإشراف الدكتور محمد صالح مصطفى.
- وقام محمد يوسف شربجي في الجامعة الأردنية بعمان بتحقيق جزء منه كذلك.
- وقامت الباحثة سناء بنت الدكتور فضل حسن عباس بتحقيق سورتي آل عمران والنساء في الجامعة الأردنية كذلك.
- وسجل في السودان جزء منه كرسالة دكتوراه.
- ووصفه وصفاً جيداً عبدالسلام أحمد الكنوني في كتابه (المدرسة القرآنية في المغرب من الفتح الإسلامي إلى ابن عطية 1/ 199 - 206 فراجعه إن شئت وفقك الله.
هذا ما تيسر ذكره أرجو أن يكون فيه نفع وفائدة لك أخي الكريم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Feb 2004, 01:11 ص]ـ
أين أجد الجزء الخاص بتفسير سورة يونس وهود ويوسف والرعد
جزاكم الله خيرا شيخنا المبارك
ـ[ابو الاسعاد خالد المغربي]ــــــــ[23 Feb 2004, 03:57 م]ـ
الكتاب يعمل عليه في المغرب فاس وقد قسم على جماعة من الباحثين وقد ذكر لي احد الاخوة العاملين في الكتاب انه سيطبع قريبا والله اعلم
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[27 Feb 2004, 11:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم
أبا صفوت
ما سألت عنه من تفسير المهدوي رحمه الله، عمل عليه الكثيرون كما ذكر الشيخ عبد الرحمن الشهري من عام 1402 هـ و حتى الآن و قد سجِّل في رسائل علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالسعودية،
و مثل ذلك ذكر أبو الإسعاد خالد المغربي، عن رسائل في المغرب.
و قد حرص أحد زملائي وقت الماجستير على تحقيق سورة يوسف، و لكن صرف عنه، و قد سجلت إحدى الأخوات رسالة ماجستير في جامعة الملك سعود بالرياض تحقيق سورتي يونس و هود.
فعليك بما تبتعد عنه مضنة تكرار العمل خشية ضياع الجهد أو الوقت أو الفائدة.
ثم إنني قد رأيت قبل سنتين تقريبا فهارس مخطوطات علوم القرآن، و الذي أصدرته جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية ذكرٌ لكامل المخطوط، وإن شئت فتأكد و راجعه!
مع أمنياتي لك بالتوفيق و المستقبل الزاهر
أخوك:
عبد الله
ـ[ Mohmmad] ــــــــ[13 Jun 2005, 05:00 م]ـ
السلام عليكم ...
هل من جديد بخصوص هذا التفسير .... وتفسير ابن جزي .. ؟؟
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 10:55 ص]ـ
من هو المهدوي؟! هل من ترجمة له؟
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[24 Jul 2010, 07:44 م]ـ
هل من مجيب؟!!!!
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:17 ص]ـ
سبق الحديث عن تفسير المهدوي في هذا الملتقى، وقد ذكر الدكتور عبد الرحمن جزاه الله خيراً عدداً من محققيه، وقد وصل في الجامعة الأردنية إلى سورة الأنعام، ثم انتقل إلى جامعة الملك سعود حيث كان أشبه بمشروع، لكنه لم يتم بسبب الموقف من التحقيق في الجامعة، حيث قمت بتحقيق سورة الأعراف، ثم حقق الباحث: محمد باطيور سورتي الأنفال والتوبة، ثم حققت الباحثة: عبير النعيم سور يونس ووهود ويوسف، ثم انتقل فيما سمعت إلى جامعة أم القرى حيث تحقق إحدى الباحثات فيما أعلم سور الرعد وإبراهيم والنحل.
والمخطوط موجود كاملا في تركيا في مكتبة عموجة باشا، ويوجد منه أجزاء في الجامعة الإسلامية، وجامعة الإمام.
والكتاب قيم وبحاجة إلى إتمام، وهو أصل في تفاسير المدرسة الأندلسية، حيث ينقل عنه كثيراً أبو حيان، ونص عليه ابن عطية في مقدمة تفسيره، وقد سألت عدداً من المرات عن وجوده في المغرب، فلم أجد جواباً، ونرجو من الأخ أبا الأسعاد أن يؤكد ما ذكر بخبر يقين، حتى لا تتعطل مشروعات لتحقيق هذا التفسير في بعض الجامعات، فكم من مشروع تحقيقي مرت أجيال ولم ير النور، جزيت خيراً.(/)
الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء يجوز إظهارها
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[23 Dec 2003, 09:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد اشتهر في معظم كتب التجويد، خاصةً المختصر منها ـ وهي المتدوالة بكثرة بين طلبة العلم غير المختصين ـ أن الميم الساكنة إذا جاء بعدها حرف الباء؛ فحكمها الإخفاء الشفوي، ولا يعرفون غير هذا، مع أنه يجوز فيها الإظهار وهو وجه صحيح معمول به.
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في النشر 1/ 175:
أما إذا كان ساكنا (حرف الميم) فله أحكام ثلاث:
الأول: ...
الثاني:الإخفاء عند الباء على ما اختاره الحافظ أبو عمرو الداني وغيره من المحققين، وذلك مذهب أبي بكر بن مجاهد وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد الغربية .... (ثم ذكر أمثلة)
وقد ذهب جماعة كأبي الحسن بن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهارا تاما، وهو اختيار مكي القيسي وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية، وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه.
قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب، وعلى إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإدغام نحو أعلم بالشاكرين. اهـ
وانظر: فن الترتيل وعلومه للشيخ أحمد الطويل 2/ 767.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 Dec 2003, 06:31 ص]ـ
قولك معمول به فيه إيهام
لأنه لا يوجد اليوم إسناد متصل بهذا الوجه،
وإن زعمت خلاف ذلك فهل لك بنقل سند المشافهة فيه لابن الجزري أو غيره.
فحكمه إن غاب السند هو الشذوذ ولا يجوز القراءة به بدون اتصال السند.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Dec 2003, 06:30 ص]ـ
تقول: فحكمه إن غاب السند هو الشذوذ ولا يجوز القراءة به بدون اتصال السند.!
أقول: من سبقك لهذا التحرير النفيس ــ ممن يعتمد قوله ــ؟!
وأعيد ما قلت ثانية: قال ابن الجزري: وقد ذهب جماعة كأبي الحسن بن أحمد بن المنادي وغيره إلى إظهارها عندها إظهارا تاما، وهو اختيار مكي القيسي وغيره، وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر البلاد الشرقية، وحكى أحمد بن يعقوب التائب إجماع القراء عليه.
قلت: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما ... انتهى.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[28 Dec 2003, 04:09 م]ـ
ليس كل ما في الكتب يقرأ به ويعمل به، بل القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، ولا يعرف الآن من يشافه بهذا الوجه من أئمة الإقراء، وهو الإظهار، فهو منقطع من جهة المشافهة، فلهذا لايعول عليه في مقام الإقراء، والله أعلم.
ـ[المنهوم]ــــــــ[28 Dec 2003, 05:10 م]ـ
اقول للاخوة // الخلاف لا يفسد للود قضية
ولكن ينبغي قبول قول المخالف بسعة صدر وبحث المسألة بصدق نية
وما دام المسألة فيها وجهان فلا يثرب على احد ولكن بحث الأشياء غير المعمول بها لا ينبغي
والعمل على اخفاء الميم
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Dec 2003, 09:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض النقول المفيدة في المسألة المطروحة من عدة كتب معظمها لمعاصرين فليست كتبا قديمة ولا مهجورة لعل الله أن يرينا الصواب فيها:
في شرح المقدمة الجزرية لطاش كبرى زادة ت 968هـ ـ نشر مجمع المدينة لطباعة المصحف ـ ص195:
نقل جواز الأمرين بنحو من كلام صاحب النشر.
وفي كتاب نهاية القول المفيد لمحمد مكي الجريسي ت 1322هـ
نقل كلام صاحب النشر وأقره. ص 126
وقال الشيخ سعيد العنبتاوي في منظومته حلية القراء (مع شرحها لمحمود أحمد ص 81)
فالأول الإخفاء عند الباء ... وسمه الشفوي للقراء
مع غنة والجزري أخبرا ... إخفاؤها خلف فكن مخيرا.
وقال الشيخ المقرئ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم في كتابه الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية ص143:
والإخفاء مع الغنة هو المختار وعليه أهل الأداء بمصر والشام والأندلس، وغيرها، واختاره أكثر المحققين كالحافظ أبي عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد، وغيرهم،
وذهب جماعة إلى الإظهار،
والمعمول به هو الإخفاء لعدم العمل بالإظهار من عصر الجزري إلى الآن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وصحح الوجهين كذلك لكل القراء ولم يرجح أحدهما على الآخر الصفاقسي في غيث النفع ..
وصححهما كذلك شارحوا الجزرية وغيرهم،
وعليه فلا وجه لمن منع وجه الإظهار من غير غنة أو خطّأ من يقول به حيث إنه صحيح، وثابت لكل القراء وهذا معنى قوله [ابن الجزري في المقدمة]:
الميم إن تسكن بغنة لدى ... باء على المختار من أهل الأداء. اهـ.
قال الشيخ المقرئ عبدالله بن صالح العبيد في كتابه الإتقان في تجويد القرآن ص 36:
ولا فرق في ذلك بين "الإخفاء الشفوي" و"القلب" ـ المتقدم في باب النون الساكنة والتنوين ـ غير أن الإخفاء فيه وجه صحيح وهو:
الإظهار بخلاف القلب فلا إظهار فيه إجماعا.
ثم قال في الحاشية: لكن العمل الآن على وجه الإخفاء، وأما من أنكر من المتأخرين وجه الإظهار فقد أتي من قلة اطلاعه على كلام السلف في هذا العلم. اهـ.
وفي كتاب فن الترتيل للشيخ أحمد الطويل 2/ 767:
قال: للعلماء في إخفاء الميم الساكنة عند الباء ثلاثة مذاهب ..
الثاني: إسكان الميم وإظهارها من غير غنة وعليه أهل الأداء بالعراق، وهو خلاف الأولى، والوجهان صحيحان معمول بهما. اهـ.
وفي البرهان للشيخ محمد صادق قمحاوي ص23:
... وقيل حكمها الإظهار والإخفاء أولى ...
وقال الشيخ عطية قابل نصر في كتابه غاية المريد ص75:
وذهب جماعة إلى الإظهار ولكنه خلاف الأولى ..
وفي كتاب المفيد للشيخ المقرئ محمد بن عبدالحكيم العبد الله ص71:
نقل لجواز الوجهين. اهـ.
وقد قدم للكتاب جمع من العلماء منهم المقرئ الشيخ محمد نبهان مصري.
كل هؤلاء من القراء والمقرئين، وغيرهم بعد ابن الجزري ذكروا وجه الإظهار، ورجحوا الإخفاء لكن لم يقل أحد منهم أن وجه الإظهار شاذ، ولا يجوز أن يقرأ به، وكيف يصح وصفه بالشذوذ وقد حكي الإجماع على صحته؟! ومازال العلماء يتناقلونه في كتبهم إلى اليوم!
ثم مَن ذا الذي أحاط بجميع المقرئين في العالم، وتحصل له أن المشافهة بوجه الإظهار قد انقطعت، ولا يوجد على وجه الأرض من يقرأ بها ولا من تلقاها، خصوصا أن الإظهار حكي عن أهل العراق، والمشرق وهؤلاء ـ أهل المشرق ـ لا يزال الاتصال بهم ضعيفا مقارنة بأهل المغرب، وعدم العلم ليس علما بالعدم.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[29 Dec 2003, 05:18 م]ـ
وينظر الطيبة وشرحها:
....................... ... ...................... وأخفين
ألميم إن تسكن بغنة لدى ... باء على المختار من أهل الأداء
وقد أشار الشارح إلى الخلاف.
البيت رقم 91
وهو في المقدمة كذلك.
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jan 2004, 11:15 ص]ـ
وكيف الاجابة من الاخ عبد الرحمن السديس
على ما ذكر د. ابراهيم الدوسري
((ولا يعرف الآن من يشافه بهذا الوجه من أئمة الإقراء، وهو الإظهار، فهو منقطع من جهة المشافهة))
مع ان الله قد تكفل بحفظ القرآن ... وقد نقل بالاسناد والمشافهة حتى القراءة الشاذة!!
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 Jan 2004, 02:06 ص]ـ
إلى من طلب الدليل من قول إمام معتبر نقول:
قال الإمام خاتمة القراء المحققين ابن الجزري رحمه الله تعالى في الطيبة:
فَكُلِ مَا وَافَق وَجْه نَحْوِ ... وَكَانَ ِللرّسْمِ احْتِمَالاً يَحْوِى
وَصَحَّ إسْناداً هُوَ الْقُرآنُ ... فَهَذِهِ الثَّلاثَةُ الأَْركَانُ
َوحَيثُماَ يَخْتَلُ رُكْنٌ أثبِتِ ... شُذُوَذهُ لَوْ أنَّهُ فِى السَّبعَةِ
َفكُنْ عَلى نَهْجِ سَبِيلِ السَّلفِ ... ِفى مُجْمَعٍ عَليْهِ أوْ مُخْتَلفِ
اهـ وتأمل قوله لو أنه في السبعة
فنحن لا ننكر كونها كانت قراءة معلومة وجدت في عصر ما لكننا نؤكد أنها اليوم لا يعرف لها سند، ونرجو من صاحب المقال أن يثبت لنا العكس ويدلنا على من له سند متصل بسيدنا رسول الله لنتلقاها عنه ممنونين.
أما الخطب العصماء فليس لها محل في البحث العلمي الصرف.
وكل النقول لا تفيد لأننا في المقابل نأتي له بما هو في الصحيحين لكن مع جلالة المنقول عنهم نقول لقد اختل ركن من الثلاثة
فلم نجد السنة المتبعة التي أمرنا باتباعها بأخذ الخلف عن السلف، مع احترام بقاء بحثها في الكتب لأن لها فوائد كثيرة لا تخفى على المشتغلين بعلوم القرآن
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[02 Jan 2004, 04:47 م]ـ
قلتَ:أما الخطب العصماء فليس لها محل في البحث العلمي الصرف.
ثم قلتَ: لكننا نؤكد أنها اليوم لا يعرف لها سند.
قلتُ: لم تأت بشيء.
وليتك تقلل من استخدام نون العظمة .. ؟ لكننا ... نؤكد!!
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 Jan 2004, 12:46 ص]ـ
أستغفر الله أن أكون معظما لنفسي الحقيرة في عين صاحبها المقصرة في جنب الله المذنبة في حق المولى الكريم.
لكن النون هنا تحدثا باسم القائلين برأي انقطاع السند وجماعة العلماء الذين أروى عنهم وغيرهم ممن لا يحصيهم ديوان
والدليل على عدم التعظيم هو ما قلته بعد العبارة التي اقتطعتها من بين ما حولها فتأمل ما بعدها:
لكننا نؤكد أنها اليوم لا يعرف لها سند، ونرجو من صاحب المقال
فقولي نرجو ينفي التعظيم الذي نسب إلي
وعموما شكرا على النصيحة
وما زلنا (أنا الفقير إلى رحمة الله وأعضاء المنتدى والمشاركون في هذا النقاش) أن تسوق لنا سندا متصلا بهذه القراءة أقصد إظهار الميم الساكنة دون غنة مع الباء
والقول هذا المنقول من بطون الكتب الأصل فيه في عصرنا هذا عدم الوجود ومن يدعي فعليه البينة كما هو معلوم.
وأقولها لك بصراحة لو وجد هذا السند لرحلنا (أقصد الفقير وغيري من طلبة العلم) إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[06 Jan 2004, 10:34 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
أخي الكريم صاحب المقال رد اللدكتور الدوسري عليك كان كافياً ولكن غلب على ظني أنك لم تفهمه وأقول لك:
فرق بين حكاية الأوجه في الشروح والمطولات والمنظومات وبين وجوه الأداء وقد يكون وجه من وجوه الأداء وانقطع ولم يتصل سنده وهذا لا يعد نقصا في القرءان والمشافهة اليوم بوجه الإظهار ليست موجودة ولكن هذا يروى على سبيل الإخبار بما كان والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Jan 2004, 09:19 م]ـ
أخي وائل
أنا فهمت ما كتب، لكن لم يكن مقنعا، وأظنك لم تدقق (لا أريد أن أقول لم تفهم) فيما كتبت بعد.
أنا لم أقل أن هناك نقصا ... فأنت خلطت كلامي بغيره ... راجعه.
والله أعلم.(/)
هل هناك دراسة وافية في: (مرويات أسباب النزول)؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
هل اطلع أحد الفضلاء على دراسة في باب " مرويات أسباب النزول " ودراستها دراسة وافية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2003, 06:07 م]ـ
أخي الكريم.
ربما تجد فائدة فيما طرح على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=166) من حيث دراسة أسباب النزول تأصيلاً وتنظيراً.
وأما دراسة المرويات فكتب أسباب النزول ككتاب الواحدي وابن حجر قد حققت، وخاصة الأخير (العجاب في بيان الأسباب). ولعل الإخوة الفضلاء يضيفون ما لديهم وفقهم الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:44 م]ـ
وهناك دراسة جيدة في بابها، هي رسالة دكتوراه لأخينا الشيخ خالد المزيني، سلمت،وستناقش قريبا ـ إن شاء الله ـ خصصت لدراسة أسباب النزول في الكتب التسعة.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[25 Dec 2003, 01:35 م]ـ
بحمد الله و فضله فقد وفَّق الله العبد الفقير لعمل شرح حديثي كبير على أسباب النزول للواحدي مع إضافة ما فاته في هذا الباب، و كنت قد أنهيت مسودة الكتاب قبل ما يزيد على عشر سنوات، و الكتاب سيرى النور قريبا - بإذن الله - فور انتهائي مما بين يدي من بحوث و تحقيقات، و الله الموفق.
و هو في حلقة من الدراسات القرآنية التي شرعت فيها قديما، و شملت:
الناسخ و المنسوخ في القرآن الكريم.
الألفاظ القرآنية، دراسة موسعة جدا، تشمل الجانب اللغوي و الجانب الموضوعي و الدراسة اللحديثية الإسنادية لكل ما جاء في الباب.
أسباب النزول.
ـ[عبد الله]ــــــــ[25 Dec 2003, 11:40 م]ـ
من الأبحاث التي اعتنت بمرويات أسباب النزول:
1 - الصحيح من أسباب النزول، للشيخ عصام بن عبد المحسن الحميدان. نشرته مؤسسة الريان بيروت، ودار الذخائر، وهو من توزيع مكتبة المجتمع - الخبر، 1999.
وهذا الكتاب هو الباب الرابع من رسالة أعدها الباحث لنيل الماجستير في كلية أصول الدين بالرياض. عنوان الرسالة (أسباب النزول وأثرها في التفسير) وقد استفدت منه - جزى الله الشيخ خيراً.
2 - أسباب النزول الواردة في جامع البيان للإمام ابن جرير الطبري، جمعاً وتخريجاً ودراسة، رسالة دكتوراه أعدها حسن بن محمد بن علي شبالة البلوط، في 3 مجلدات، موجودة في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض.
عبد الله إبراهيم(/)
سؤال عن عبارة (جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة)
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:51 ص]ـ
إخواني الأفاضل
في بعض الإجازات يكتب في آخر السند: (عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن اللوح المحفوظ عن رب العزة جل وعلا).
فهل في هذه العبارة خلل عقدي يوجب الإنكار؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 Dec 2003, 04:50 م]ـ
نعم فيها خلل عقدي كبير
فالقرآن قد كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ لا شك في هذا وقد كانت هذه الكتابة قبل خلق السماوات والأرض، ولكن عندما أنزل الله تعالى القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم مفرقا في ثلاث عشرة سنة، فإنه سبحانه كان يتكلم بالآيات فيسمعها جبريل فينزل بها فيقرؤها على النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث إن مذهب السلف هو أن الله تعالى تكلم بالقرآن بصوت وحرف، وأن الله سبحانه كان يتكلم بالآيات فيسمعها جبريل عليه السلام بأذنيه من رب العالمين فيقرؤها على النبي صلى الله عليه وسلم
ولهذا فلابد من تصحيح العبارة لتوافق مذهب السلف فتكون هكذا: (عن جبريل عليه السلام عن رب العزة سبحانه) بلا واسطة بين الله تعالى وجبريل عليه السلام.
وسبب هذا الخلل في الإجازات هو أن كثيرا من المجيزين بالقرآن من قبلنا كانوا من الأشاعرة وهم ينكرون أن يكون كلام الله تعالى بصوت وحرف يسمع بالآذان وإنما كلام الله تعالى عندهم إنما هو معنى قديم قائم بذات الله، وواجهتهم مشكلة ألفاظ القرآن فاختلف الأشاعرة على ثلاث فرق: فرقة تقول كان جبريل يقرأ الألفاظ من اللوح المحفوظ وفرقة تقول ألهم الله جبريل الألفاظ وفرقة تقول ألهم الله جبريل المعنى وجبريل ألهم المعنى للرسول صلى الله عليه وسلم فألفاظ القرآن من إنشاء الرسول، تعالى الله عن ذلك.
ولشيخ الإسلام رد جميل على الأشاعرة في ذلك ذكر فيه أنه لو كان جبريل واسطة بين محمد صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي كتب الله فيه القرآن لصار سند المسلمين في كتابهم أنزل من سند بني إسرائيل في التوراة حيث إن الله كتبها بيده في الألواح لموسى وأنزل عليه الألواح فسندهم عن موسى عن الكتاب فكيف نصير نحن عن نبينا محمد عن جبريل عن الكتاب؟، وإنما تميزت أمتنا بأنها تروي كتابها عن نبيها الذي سمعه من جبريل وسمعه جبريل من رب العالمين فاتصال سندنا بالله سبحانه مسلسل بالسماع وهذا وجه تفضيل أمتنا
وموضوع صفة كلام الله تعالى وأنه بصوت وحرف مفصل في كتب العقيدة وننصح بمراجعة كتاب معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي رحمه الله فقد أجاد في عرض مذهب السلف والاستدلال له، وبالله التوفيق.
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[27 Dec 2003, 02:46 م]ـ
أبا خالد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
شكرا على ما ذكرت وأرجو تصحيح ما وقع من وهم من كون نزول القرآن في ثلاث عشرة سنة وإنما هي ثلاث وعشرون سنة كما هو معلوم.(/)
هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن؟ (نادرة)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[24 Dec 2003, 02:15 م]ـ
هل يفسر القرآن من لايحفظ القرآن؟ (نادرة)
قال زكريا بن أبي زائدة: كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بإذنه فيهزها، ويقول: ويلك تفسر القرآن وأنت لا تحفظ القرآن!.
أخرجها العقيلي في (الضعفاء) 1/ 165، وأوردها الذهبي في (الميزان) 2/ 3، وابن حجر في (تهذيب التهذيب) 1/ 364.
·وكان مسروق بن الأجدع يقول: "اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله عز وجل" أخرجه أبو عبيد في "الفضائل" ص377.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:39 م]ـ
فضيلة الشيخ المفيد أبا عبدالعزيز:
إنها نادرة من النوادر حقاً، لكن المصادر التي ذكرتها جعلتها في النفس حسيكة من ثبوتها، فهل صح سندها؟
أم أن فضيلتكم لا يرى أهمية لثبوت هذه القصة سنداً؟
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[27 Dec 2003, 09:10 م]ـ
أخي الكريم الشيخ / عمر المقبل حفظه الله
لعله من تواضعكم أن تطرحوا هذا السؤال، وماالمسؤول عنه بأعلم من السائل.
مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم، وإنما يعتبر بما فيها.
وقد صح سندها، وإليك البيان:
قال العقيلي: حدثنا أحمد بن على قال حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا ابن إدريس عن زكريا بن أبي زائدة قال: كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه فيهزها ويقول: .. فذكره.وله عنده طرق أخرى.
أحمد بن على هو الأبار، ثقة حافظ وثقه الدارقطني والخطيب، وأبو سعيد الأشج هو:عبدالله بن سعيد الكوفي،ثقة أخرج حديثه الجماعة، وابن إدريس هو: عبدالله بن إدريس الكوفي، ثقة فقيه أخرج حديثه الجماعة، وزكريا ثقة أخرج حديثه الجماعة أيضا.
فهذا خبر رجاله ثقات صرح كل منهم بالتحديث عن شيخه سوى ابن إدريس، ولم يذكر في ترجمته في (تهذيب الكمال) أنه يروي عن زكريا، كما لم يذكر في ترجمة زكريا أنه يروي عنه ابن إدريس، وبالنظر في التواريخ وجدت زكريا بن أبي زائدة توفي سنة 148 هـ، وولد ابن إدريس سنة 120هـ وهو ثقة لم يذكر بالتدليس.
ثم وجدت الحكاية مخرجة عند ابن عدي في (الكامل) 2/ 70 قال:" ثنا عبد الملك عن عباس عن يحيى عن ابن إدريس سمعت زكريا بن أبي زائدة يقول: كنت أرى الشعبي يمر بأبي صالح صاحب التفسير .. " فذكر الحكاية بنحوها.
فقد صرح ابن إدريس بالسماع هنا.
وماذكرته من الحسيكة يندفع إذا علمت أنها مذكورة في ترجمة أبي صالح باذام الذي وقعت عليه القصة.
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Dec 2003, 11:32 م]ـ
(مثل هذه الحكايات لايشدد في أسانيدها كما لايخفى،لأنه لايبنى عليها عقيدة أو حكم، وإنما يعتبر بما فيها)
صدقتم، ولكن إيرادكم لهذا الخبر بصيغة السؤال، هو الذي جعلني أسأل، ففهمت ـ وقد أكون أخطأت ـ أنكم ذكرتم ذلك على سبيل الاحتجاج بالقصة.
عموماً ... لكم سبق الفضل بالإفادة أبا عبدالعزيز.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Dec 2003, 02:01 م]ـ
الأخوان الفاضلان، السلام عليكم
هذه النادرة قد رواها الطبري في مقدمة تفسيره (ط: دار هجر / 1: 86)، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن إدريس، قال حدثنا زكريا، قال: كان الشعبي يمر بأبي صالح ... الأثر.
وقد ذكر المحققون بأن الفسوي (المعرفة والتاريخ) قد أخرجه من طريقين عن الشعبي أحدهما من طريق ابن إدريس (2: 218)، والطريق الآخر في (2: 685).
وقد أشار ابن عرفة (ت: 803) في رواية الأبي عنه في التفسير، قال: ((والمفسر من شروطه حفظ القرآن كله؛ لأن المفسر إذا استحضر آية لا يحل له أن يفسرها لاحتمال أن يكون هنالك آية أخرى ناسخة لها أو مقيدة أو مخصصة أو مبينة، فلابد للمفسر من حفظ القرآن كله.
هذا .. ولا حاجة له بطلبه؛ لأن التفسير من قام به موجود في الكتب.
وأقل التفسير يحتاج المشاركة في العلوم المشترَطة في المفسر ليفهم ما ينقل، ونحن الآن ناقلون لا يلزمنا حفظ القرآن كله.
ولقد كان الفقيه أبو القاسم بن القصير مدرسًا بمدرسة ابن اللوز؛ يفسر القرآنفيها، وكان لا يحفظه، فأنكر عليه أبو الحسن علي العبيدلي، وقال له: لا يحل لك التفسير حتى تحفظ القرآن كله.فأخذ ذلك منه بالقبول، وأقبل على درس القرآن حتى حفظه.
فقيل لابن عرفة: كيف يشترط حفظ القرآن في هذا، وهو ناقل للتفسير فقط، وإنما يشترط ذلك في المنقول عنه؟
فقال: ألا ترى أنا لا نجيز الفتوى والتدريس لمن ينظر في مسألة واحدة في الكتب حتى يشخص جميع مسائل الكتب كلها، إذ قد يكون بعضها مقيدًا لبعض، فكذلك هذا. فلعل مفسرًا آخر يستحضر آية تقيدها، أو نحو ذلك، فتحصل من هذا أن فرض الكفاية باعتبار أصل التفسير قد ارتفع قبل أن يقع بقيام البعض به، وفرض الكفاية باعتبار نقل التفسير لم يزل باقيًا ... )) تفسير الإمام ابن عرفة برواية الأبي (1: 61 ـ 62)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Dec 2003, 12:35 ص]ـ
شكر الله لكم د. مساعد هذه المداخلة الكريمة، والتي أثمرت هذه الفائدة النفيسة، وما هذا بغريب عنكم، فأنتم ممن عرف بالتحقيق والتدقيق، وممن رفع الله به قيمة هذا الملتقى العلمي المبارك.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[29 Dec 2003, 02:02 م]ـ
الشيخ د. مساعد، الشيخ / عمر
أثابكما الله على مشاركتكما وجزاكما خير الجزاء، ورزقنا جميعا حفظ القرآن حروفه وحدوده .. آمين
ولو قيل في خلاصة هذه المسألة:
1. الأولى لمن يشتغل بتفسير القرآن أن يحفظه كله عن ظهر قلب.
2. يجب أن يحفظ مايحتاج إليه في مجلس تفسيره، سواء كان حفظ صدر أو حفظ كتاب.
فما رأيكم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2005, 05:30 م]ـ
قال أبو علي القالي في أماليه 2/ 303 (حدثنا أبو بكر بن الأنباري، قال: حدثنا العنزي، قال: حدثنا أبو خيرة، قال: كنا عند أبي داود الطيالسي وهو يملي التفسير ولم يكن يحفظ القرآن ... ثم ذكر آية قال أنه أخطأ فيها، وليس في المطبوعة خطأ، فلعل المحقق أصلحها.
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[22 Apr 2005, 07:45 م]ـ
الأخ: خالد الباتلي: وما المراد بحفظ الصدر وحفظ الكتاب في هذا المقام؟
ألا ترى أن المقام ينصب على الحديث حول التندر بمن يفسر القرآن وهو لا يحفظه عن ظهر قلب وأنها وردت في مقام التنقص من مقامه وازرداء فعله؟
لا أنكر عليك ما ذكرته ولكنني أريد أن اقول بأنه لا يسوغ عرفاً أن يفسر الآية من لم يحفظها وإن جاز ذلك عقلاً وصح شرعاً، لكنه صنيع يرفضه الطبع السليم والحس المستقيم0
وفقك الله0(/)
ملخص توصيات ندوة (إجازات القراء) التي عقدتها الجمعية العلمية للقرآن الكريم وعلومه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2003, 06:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أهم توصيات الندوة الأولى التي نظمتها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه يوم الثلاثاء 22 شوال 1424هـ، منقولة من موقع الجمعية على الانترنت. فجزاهم الله خيراً.
اولاً: تحديد مصطلح الإجازة القرآنية و وضع ضوابط لها, والإستفادة من المؤلفات التي ألفت في هذا الموضوع.
ثانياً: تفعيل دور الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في الإشراف على الإجازات وتنظيمها وتصديقها, وحث الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن لكريم والمهتمين بأسانيد القراءات للتعاون معها.
ثالثاً: أن تقوم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بحصر أسماء وعناوين علماء القراءات والمجازين بالقراءات ونشرها تيسيراً على طلاب العلم.
رابعاُ: التنسيق في إقامة دورات علمية خاصة بتلقين القرآن الكريم وتجويده , وقراءاته بالتعاون مع الجامعات والجمعيات والمراكز الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
خامساً: حث الباحثين في الدراسات القرآنية على إعداد بحوث للنظر في إمكانية الإستفادة من التقنية الحديثة في تعليم القرآن والإجازة به عن بعد.
سادساً: أن تتبنى الجمعية العلمية السعودية عقد ندوات كبرى في التجويد والقراءات القرآنية.
وقد تم تشكيل لجنة من أعضاء الجمعية لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات.
والله الموفق
المصدر.موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ( http://alquran.org.sa)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[26 Dec 2003, 08:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كانت ندوة الجمعية القرآن وعلومه حافلة بكل مسائل البحث فى الإجازة،
وفى الحقيقة جلّ مايفكرفيه الكثيرون هو الخطوات الفعالة العاجلة لكيفية الحصول عليها وبأسرع وقت ممكن،
لاشك أن هناك شروطا مطلوبة،
أرجوا طرحهاباختصار وإن تمكنت إن شاء الله سآتى على أكثرها،
وجزى الله ملتقانا خيرا.(/)
المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء (عم)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Dec 2003, 11:37 م]ـ
المواضيع الإجمالية التي تضمنها جزء (عم) هي ـ بالتأمل ـ ثلاثة:
الموضوع الأول: تقرير التوحيد، والتركيز على المعاد والبعث، وجزاء الفريقين: المؤمنين والكفار.
الموضوع الثاني: تعداد النعم العامة والخاصة:
فمن أمثلة النعم العامة ما تضمنته أوائل سورة النبأ.
ومن النعم الخاصة: ما تضمنته سورة الضحى.
الموضوع الثالث: هو موضوع الأخلاق،وهذا كثير جداً، وقد لاحظت أنه ربط بين الإيمان باليوم الآخر والأخلاق ربطاً عجيباً، خذ هذه الأمثلة:
1 ـ أوائل سورة عبس مع آخرها.
2 ـ سورة الفجر (كلا بل لاتكرمون اليتيم، ... ، ـ إلى أن قال ـ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا .. الآيات).
3 ـ سورة البلد كاملة.
4 ـ سورة الهمزة كاملة.
5 ـ سورة الماعون كلملة.
وهذا يؤكد صلة الأخلاق بالعقيدة،وهذا موضوع كتب فيه بعض الفضلاء، إلا أني لاحظت أن التركيز كان على السنة، وأنعم بها من معين ثر، ولكني دهشت ودهشت، ثم دهشت لقلة الاستدلال بالقرآن، مع وضوح هذه القضية فيه بجلاء، ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jan 2004, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jan 2004, 12:05 ص]ـ
وإياك أبا عبد الله.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 Nov 2009, 10:07 ص]ـ
ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك.
بانتظارتلك المقالة يا شيخنا
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[17 Sep 2010, 02:49 م]ـ
شكر الله لكم ياشيخنا الفاضل،وأرجو أن لا تنسيكم كثرة المشاغل ماوعدتنا به.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[20 Sep 2010, 06:56 ص]ـ
قال ابن تيمية رحمة الله عليه: " فصلٌ: السور القصار في أواخر المصحف متناسبة.
فسورة (إقرأ) چ هي أول ما نزل من القرآن، ولهذا افتتحت بالأمر بالقراءة، وختمت بالأمر بالسجود، ووسطت بالصلاة التي أفضل أقوالها وأولها بعد التحريم هو القراءة وأفضل أفعالها وآخرها قبل التحليل هو السجود. ولهذا لما أمر بأن يقرأ. وأنزل عليه بعدها المدثر لأجل التبليغ فقيل له (قم فأنذر) فبالأولى صار نبيا. وبالثانية صار رسولاً. ولهذا خوطب بالمتدثر وهو المتدفئ من برد الرعب، والفزع الحاصل بعظمة ما دهمه لما رجع إلى خديجة ترجف بوادره، وقال: دثروني دثرونى (1). فكأنه نُهِيَ عن الإستدفاء، وأُمر بالقيام للإنذار. كما خوطب في المزمل وهو المتلفف للنوم لما أمر بالقيام إلى الصلاة.
فلما أمر في هذه السورة بالقراءة ذُكر في التي تليها نزول القرآن ليلة القدر، وذكر فيها تنزل الملائكة والروح، وفي المعارج: عروج الملائكة والروح، وفي النبأ قيام الملائكة والروح، فذكر الصعود والنزول والقيام.
ثم في التي تليها تلاوته على المنذرين حيث قال: (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة) فهذه السور الثلاث منتظمة للقرآن أمرا به و ذكرا لنزوله و لتلاوة الرسول له على المنذرين.
ثم سورة الزلزلة والعاديات والقارعة والتكاثر؛ متضمنة لذكر اليوم الآخر وما فيه من الثواب والعقاب، وكل واحد من القرآن واليوم الآخر قيل: هو (النبأ العظيم).
ثم سورة العصر والهمزة والفيل و (لإيلاف) و (أرأيت) والكوثر والكافرون والنصر و (تبت) متضمنة لذكر الأعمال، حسنها وسيئها، وإن كان لكل سورة خاصة.
وأما سورة الإخلاص والمعوذتان؛ ففي الإخلاص: الثناء على الله، وفي المعوذتين: دعاء العبد ربه ليعيذه. والثناء مقرون بالدعاء كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب والعبد نصفها ثناء للرب ونصفها دعاء للعبد (2). والمناسبة في ذلك ظاهرة؛ فإن أول الإيمان بالرسول: الإيمان بما جاء به من الرسالة، وهو القرآن، ثم الإيمان بمقصود ذلك وغايته وهو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم والعذاب، وهو الجزاء، ثم معرفة طريق المقصود وسببه، وهو الأعمال؛ خيرها ليفعل، وشرها ليترك.
ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان، وهو ذكر الله ودعاؤه، كما بنيت عليه أم القرآن، فإن حقيقة الإنسان المعنوية: هو المنطق. والمنطق قسمان: خبر وإنشاء، وأفضل الخبر وأنفعه وأوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة وسورة الإخلاص، وأفضل الإنشاء -الذي هو الطلب- وأنفعه وأوجبه ما كان طلبا من الله كالنصف الثاني من الفاتحة والمعوذتين"أ. هـ (3).
(1) يشير إلى حديث بدء الوحي وسيأتي في تفسير سورة العلق، أخرجه البخاري كتاب بدء الوحي باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، ومسلم كتاب الإيمان باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (160).
(2) يشير إلى حديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل) أخرجه مسلم كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (395).
(3) مجموع الفتاوى 16/ 477.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Sep 2010, 09:41 ص]ـ
وهذا يؤكد صلة الأخلاق بالعقيدة،وهذا موضوع كتب فيه بعض الفضلاء، إلا أني لاحظت أن التركيز كان على السنة، وأنعم بها من معين ثر، ولكني دهشت ودهشت، ثم دهشت لقلة الاستدلال بالقرآن، مع وضوح هذه القضية فيه بجلاء، ولذا كتبت مقالة لم تحرر بعد، تنطلق من هذا الجزء الكريم من هذا القرآن العظيم، وعند اكتمالها ـ بإذن الله تعالى ـ فسوف أخص بها هذا المنتدى المبارك.
أحسنت يا دكتور عمر وجزاك الله خيراً، وكلامك هنا متين وليتك بسطت في الموضوع وأنت أهلٌ لذلك، وصلة الأخلاق بالعقيدة جليٌّ جداً، فالأخلاق صورة مضيئة للعقيدة الصافية النقية، وقلب المؤمن يأبى سيء الأخلاق، وقد قال الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم)، وقال إمام الأنبياء صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).(/)
ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[25 Dec 2003, 01:53 م]ـ
قصة يوسف من أحسن القصص وأوضحها وأبينها لما فيها من أنواع التنقلات من حال الى حال ومن محنة الى محنة ومن ذل الى عز ومن رق الى ملك ومن فرقة وشتات الى اجتماع وائتلاف ومن حزن الى سرور ومن رخاء الى جدب ومن جدب الى رخاء ومن ضيق الى سعة فتبارك من قصها فأحسنها ووضحها وبيّنها.
واليك أخي الكريم ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام:
الفائدة الأولى:
نستفيد من قصة يوسف أن من دخل الإيمان قلبه وكان مخلصاً لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين)
الفائدة الثانية:
أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين أما فعل المعصية واما عقوبة دنيوية أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة.
الفائدة الثالثة:
أنه ينبغي للعبد أن يتملق الى الله دائماً في تثبيت إيمانه ويعمل الأسباب الموجبة لذلك ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة ويتذكر دائماً قول يوسف عليه السلام:
(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)
(بتصرف يسير من كلام الامام السعدي رحمه الله)
ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام ثلاثة فوائد منتقاه من قصة يوسف عليه السلام(/)
ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[25 Dec 2003, 01:59 م]ـ
قصة يوسف من أحسن القصص وأوضحها وأبينها لما فيها من أنواع التنقلات من حال الى حال ومن محنة الى محنة ومن ذل الى عز ومن رق الى ملك ومن فرقة وشتات الى اجتماع وائتلاف ومن حزن الى سرور ومن رخاء الى جدب ومن جدب الى رخاء ومن ضيق الى سعة فتبارك من قصها فأحسنها ووضحها وبيّنها.
واليك أخي الكريم ثلاث فوائد منتقاة من قصة يوسف عليه السلام:
الفائدة الأولى:
نستفيد من قصة يوسف أن من دخل الإيمان قلبه وكان مخلصاً لله في جميع أموره فإن الله يدفع عنه ببرهان إيمانه وصدق إخلاصه من أنواع السوء والفحشاء وأسباب المعاصي ما هو جزاء لإيمانه وإخلاصه (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين)
الفائدة الثانية:
أن يوسف عليه السلام اختار السجن على المعصية فهكذا ينبغي للعبد إذا ابتلي بين أمرين أما فعل المعصية واما عقوبة دنيوية أن يختار العقوبة الدنيوية على مواقعة الذنب الموجب للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة.
الفائدة الثالثة:
أنه ينبغي للعبد أن يتملق الى الله دائماً في تثبيت إيمانه ويعمل الأسباب الموجبة لذلك ويسأل الله حسن الخاتمة وتمام النعمة ويتذكر دائماً قول يوسف عليه السلام:
(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)
(بتصرف يسير من كلام الامام السعدي رحمه الله)(/)