قال الإمام ابن كثير –رحمه الله-في صفة أهل السنة والجماعة (وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة –رضي الله عنهم-هو بدعة, لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه ,لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها) تفسير ابن كثير سورة الأحقاف, عند قوله تعالى: (وقال الذين كفروا للذين آمنوا لوكان خيرا لسبقونا إليه)
ثانيا: الأصل في فهم الكتاب والسنة وماورد فيهما من الألفاظ الشرعية أن يكون على منهج السلف الصالح وان ما عرف تفسيره من جهة النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه لم يحتج معه الى بيان آخر وان من تأولهما على ظاهرهما بلا دلالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه هو تأويل أهل البدع.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسام في بين الفرقة الناجية (ما أنا عليه واصحابي) ولم يقل ما أنا عليه فقط وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي) ولم يقل بسنتي فقط ..
قال الإمام حمد بن حنبل –رحمه الله- (أصول السنة عندنا التمسك بما عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بدعة ضلالة) أعلام الموقعين ج1
وقال الإمام احمد (وان تأويل من تأول القرآن بلا سنة تدل عليه على معنى ما أراد الله منه او اثر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرف ذلك بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم اوعن أصحابه فهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا تنزيله وما قصه الله في القرآن وماعني به وما أراد اخاص هو أم عام فأما من تأوله على ظاهره بلا دلالة من رسول الله ولا أحد من اصحابه فهذا تأويل أهل البدع) الإيمان ابن تيمية ص373
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- (وما ينبغي أن يعلم إن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك الى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم)
قال الإمام البربهاري –رحمه الله- (وابتدعت –الجهمية- من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحد منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلى انهم على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح) شرح السنه للبربهاري
وقال أيضا (واعلم أن الدين هو التقليد والتقليد لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) شرح السنة للبربهاري
ثالثا: هل قول الصحابي حجة أم لا؟
ذهب جمهور أهل العلم منهم الإمام أبى حنيفة ومالك والإمام احمد والشافعي في القديم باتفاق اصحابه وفي الجديد على الراجح من قول اصحابه كماحرره الإمام ابن القيم ورد على المخالفين منهم أن قول الصحابي حجة إذا لم يوجد له مخالف من الصحابة ولانص محكم صريح واستدلوا بالآيات البينات للآمرة باتباعهم وأيضا الأحاديث النبوية والآثار المروية عن بعض الصحابة والتابعين في ذلك راجع إعلام الموقعين لابن القيم ج4 في حجية قول الصحابة فإنه مهم
وقول الصحابي حجة في التفسير والعقائد والعبادات المحضة وغيرها وقوله إذا لم يوجد له مخالف من الصحابة انع أصوب ممن جاء بعدهم كما قال الإمام الشافعي –رحمه الله- (هم فوقنا _الصحابة-في كل علم وفقه ودين وهدى وفي كل سبيل ينال به علم وهدى ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا) أه كما انهم يتميزون بخصائص عنا لا نشاركهم فيها كمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه وفهم مقاله وتطبيقه عنده ومعرفة أسباب النزول وهم أهل سليقة عربيه وغيرها من الخصائص كما أنهم ابر قلوبا واعقل واحكم واعلم واعبد ممن جاء بعدهم ولهم فضائل ذكرها الله في كتابه ورسوله في سنته لانصل إليها وقد ذكر هذه الخصائص الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين المصدر السابق
أما إذا اختلف الصحابة فنأخذ من أحد أقوالهم ولا نخرج عن قولهم كلهم الى قول ثالث, قال الإمام الشافعي (ومن أدركنا ممن نرضى او حكي لنا عنه ببلدنا صاروا فيما يعلموا فيه سنة إلى قولهم أن اجتمعوا أو قول بعضهم إن تفرقوا وكذا نقول ولم نخرج من اقوالهم كلهم) المصدر السابق وذكر مثل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (قال القاضي: الإجماع حجة مقطوع عليها يجب المصير إليها ويحرم مخالفتها ولا يجوز أن تجمع الأمة على الخطأ وقد نص احمد على هذا في رواية عبد الله وأبى الحارث في الصحابة إذا اختلفوا لم يخرج عن أقاويلهم ارأيت إن اجمعوا له أن يخرجوا من اقاويلهم؟ هذا قول خبث قول أهل البدع لاينبغي لأحد أن يخرج من أقاويل الصحابة اذا اختلفوا) المستدرك على مجمع الفتاوى (2/ 113) أصول الفقه
وقال الإمام محمد بن عبد الهادي –رحمه الله-في الصارم المنكي في الرد على السبكي (ولا يجوز إحداث تأويل في آية اوسنة لم يكن على عهد السلف ولاعرفوه ولابينوه للأمة فان هذا يتضمن انهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه واهتدى إليه هذا المعترض المستأجر فكيف اذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه) أه
وقال الإمام ابن –رجب الحنبلي –رحمه الله (فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح اذا كان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم او عند طائفة منهم فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ,قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهم كانوا اعلم منكم ... ) من رسالة فضل علم السف على علم الخلف لابن رجب
وقال لإمام الآجري –رحمه الله-في سياق كلامه على صاحب العلم النافع (فإذا أوردت عليه مسألة قد اختلف فيها أهل العلم اجتهد فيها فما كان أشبه بالكتاب والسنة والإجماع ولم يخرج به من قول الصحابة وقول الفقهاء بعدهم قال به اذا كان موافقا لقول بعض الصحابة وقول الفقهاء المسلمين حتى يخرج عن قولهم لم يقل به واتهم رأيه ووجب عليه أن يسأل من هو اعلم منه او مثله حتى ينكشف له الحق ويسأل مولاه أن يوفقه لاصابة الخير والحق) من كتاب أخلاق العلماء للآجري
واعلم اخي القارئ أن هذه المسالة تعرف عند الأصوليين بلأجماع الضمني وهو اذا ا أختلف المجتهدون في عصر من العصور في مسالة من المسائل على قولين فهل عدم زيادتهم للقولين يعتبر إجماع على عدم الزيادة فلا يجوز لمن بعدهم أن يحدث قولا ثالثا او لا يعتبر؟ على القول انه إجماع يكون إجماع ضمني فالجمهور يمنعون إحداث قول ثالثا مطلقا كما مر علينا أقوال بعضهم, والبعض من فصل في المسالة فقال يجوز اذا لم يرفع اتفق عليه الأولون ويمنعونه اذا رفعه والذي يظهر انه اذا ظهر من قولي المجتهدين أن القولين بنيا على مناسبة او ملائمة حال وحمل كل قول على حال فهذا يجوز وإلا فلا يجوز لنا أن نستحدث رأيا او حكما في المسائل التي بين أيديهم لأننا نقول هم فوقنا في كل علم وفضل وعقل وتقى .. والله اعلم راجع أصول الإمام احمد دراسة أصولية مقارن للدكتور عبد الله التركي
وهاهو اللامة الألباني يقسم المسائل الى اصلين عظيمين:
1 - المسائل المستجدة التي يسميها بعض الفقهاء بالنوازل فهذه قال في حقها العلامة الألباني لابد للعالم حقا أن يفتي بما عنده من علم بنصوص الكتاب والسنة والقواعد العلمية التي منها ينطلق المفتي
2 - هي المسائل التي يقطع بأنها كانت واقعة في زمن السلف والتي لابد أن يكون للسلف في مثلها رأي وجواب فهذه قال في حقها العلامة الألباني (فهنا يجب على المسلم أن يتورع أن يبادر الى تقديم رأيه بمثل تلك المسألة إلا أن يكون له فيها سلف بهذا القيد او التفصيل يمكن أن يعتبر كلمة الإمام احمد هي في الحقيقة قيد لكثير من طلاب العلم اليوم الذين يركبون رؤوسهم ويتسرعون في إصدار فتاوى كما يصرح بعضهم قائلا مستهترا بأقوال من سبقوه هم رجال ونحن رجال ,لكن أين أنت وأين هم ثم ذكر الشيخ بيتا شعريا –وهذا من الغرور الذي أصاب كثير من طلاب العلم اليوم لان بعضهم كما ذكرت آنفا يصرحون بهذا الكلام هم رجال ونحن رجال وبعضهم لسان حالهم هو هذا وقد يكون هذا الذي يدعي او يقول هذا الكلام لم يؤت في العلم ولا قليلا فإنما عنده نتف من هنا وهناك .. ) شريط653/ 1
رابعا: العمل بظواهر الكتاب والسنة:
أولا: الظاهر عند الا صوليين هو مادل بنفسه على معنى راجح مع احتمال غيره
((والمقصود به هنا الألفاظ الظاهرة التي يمكن لها معارض كالعام والمطلق والأمر والنهي
(يُتْبَعُ)
(/)
آراء جمهور العلماء في العمل بالظواهر التي لها معارض كالعام والمطلق والأمر والنهي هو انه يمتنع العمل بهذا الظاهر قبل البحث عن معارضه فيمتنع العمل بالعام قبل البحث عن المخصص وبالمطلق قبل البحث عن المقيد وبأمر قبل البحث عن ما يصرفه الى الندب او الإباحة
والإمام بن تيمية –رحمه الله-تكلم عن لفظ المجمل والمطلق والعام وما يراد بها في اصطلاح الأئمة كأحمد ورجح عدم العمل بالظواهر حتى يبحث عن المعارض بحث يطمئن القلب إليه ...
ولهذا قال الإمام احمد يحذر المتكلم في الفقه هذين الاصلين المجمل والقياس وقال اكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس يريد بذلك انه لا يحكم بما يدل عليه العام والمطلق قبل النظر فيما يخصه ويقيده ,ولا يعمل بالقياس قبل النظر في دلالة النصوص هل تدفعه أولا؟ فأكثر خطأ الناس تمسكهم بما يظنون من دلالة اللفظ والقياس فالأمور الظنية لا يعمل بها حتى يبحث عن معارض لها بحثا يطمئن القلب إليه والخطأ من لم يفعل ذلك وهذا هو الواقع في المتمسكين بالظواهر والاقيسه ولهذا جعل الاحتجاج بالظواهر مع الإعراض عن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه طريق أهل البدع وله في ذلك مصنف كبير (7/ 391)
واما الظاهر الذي ليسله معارض كالخاص والمقيد ونحوهما لم يخالف أحد من العلماء في وجوب العمل به إذ هو مقتضى التكليف وليس فيه احتمال معارض له ولولم يعمل به لتعطلت النصوص)) انظره في أصول الإمام احمد دراسة أصولية مقارن للدكتور عبد الله التركي
وقال الإمام الشاطبي-رحمه الله- (وكثير من فرق الاعتقادات تعلق بظواهر من الكتاب والسنة في تصحيح ما ذهبوا إليه مما لم يجد له ذكر ولاوقع ببال أحد من السلف الأولين) الموافقات (3/ 282) تحقيق مشهور
وقال أيضا: (كما أن اعتبار النصوص من غير اعتماد على الفهم الوارد عن السلف فهي مؤدية الى التعارض والاختلاف وهو مشاهد معنى ولأن تعارض الظواهر كثير مع القطع بأن الشريعة لااختلاف فيها.
ولذلك لا تجد فرقة من فرق الضلالة الأحد من المختلفين في الأحكام الفرعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة وقد مر من ذلك أمثلة) أه (3/ 288) ا لموافقات
وقال الإمام ابن –رجب الحنبلي –رحمه الله (فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح اذا كان معمولا به عند الصحابة ومن بعدهم او عند طائفة منهم فأما ما اتفق السلف على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به ,قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-خذوا من الرأي ما يوافق من كان قبلكم فإنهم كانوا اعلم منكم ... ) من رسالة فضل علم السف على علم الخلف
(قال القاضي: يجوز تخصيص العموم بقول الصحابي اذا لم يظهر خلافه وكذلك تفسير الآية المحتملة وهذا على الرواية التي تجعل قوله حجة مقدم على القياس .. )) أنظره في أصول الإمام احمد دراسة أصولية مقارن للدكتور عبد الله
وقال أبو البركات بن تيمية-رحمه الله- (وإذا قلنا أن قول الصحابي حجه جاز تخصيص العام به) المصدر السابق
واعلم اخي الكريم إن قول هؤلاء العلماء في كون قول الصحابي حجة وجاز به تخصيص العام .. وذلك لعدة أمور منها:
1 - لأننا امرنا بأتباعهم
2 - ولأنهم خصوا بأشياء كثيرة لا نشاركهم فيها قد بينها الإمام ابن القيم في أعلام الموقعين
3 - ولاحتمال كون اقولهم وافعالهم من أحاديث لم يصرحوا بها
4 - ولأن هذا هو منهج الاستدلال عند الصحابة التابعين ومن اتبعهم أهل القرون المفضلة كما ذكر ذلك الإمام الدهلوي في كتابه حجة الله البالغة وله رسالة بعنوان الإنصاف في أسباب الاختلاف وهي من افضل من كتب وبين في هذه المسألة المهمة فراجعها مشكورا
5 - ولأن فهم مراد الله ورسوله من الآيات والأحاديث لا يكون إلا بطريقة الجمع بين الآيات والأحاديث فيخصص العام ويقيد المطلق ويبين المجمل ويصرف الظاهر .. أو يحصل الفهم عن طريق معرفة القرائن واعلم أن للقرائن أربع صور:*قرينة مقاليه متصلة *قرينة مقالة منفصلة *وقرينة حالية متصلة *وقرينة حالية منفصلة ولا تجتمع معرفتها إلا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو ايسر لمعرفة مراد الله ورسوله, قال شيخ الإسلام ابن تيمية (فمتابعة الآثار فيها الاعتدال والائتلاف والتوسط الذي هو أفضل الأمور) القواعد النورانيةص49
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خدلهم ولامن خالفهم حتى يأتي امر الله .. ) وفيه دليل على أن قول الحق لايخفى اذا فلا يخرج الحق منهم الى عصر آخر من العصور فلايجوز احداث قول ثالث خلافهم ولا الخروج عن قول الواحد منهم اذا لم يكن له مخالف ويكون الحق في غير عصرهم لأن الله كتب الظهور للحق لذلك لايمكن أن يكون الحق مخفي في عصرهم أبدا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يخلو عصر من قائل بالحق
قال ابن رجب الحنبلي عند شرحه لحديث النعمان ابن بشير (ومع هذا فلابد في الأمة من عالم يوافق قوله الحق فيكون هذا العالم بهذا الحكم وغيره يكون الأمر مشتبها عليه ولايكون عالما بهذا فإن الأمة لا تجتمع على ضلالة ولا يظهر أهل باطلها على أهل حقها فلا يكون الحق مهجورا غير معمول به في جميع الأمصار الاعصار) جامع العلوم والحكم
7 - واعلم أخي القارئ ان الله ماكان ليحفظ كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصوصا تقرأثم يذر الناس يفهمون مقاصدهما حسب إفهامهم ونزعات عقولهم ونتائج أفكارهم ,وما كان الله ليترك العباد دون أن يرشدهم الى سبيله ثم يأمرهم بالاعتصام دون أن يرشدهم الى سبيله وكيفية تحقيقه ودون أن يبين ضابط الفهم الذي هو سبيل الاعتصام والخلاص من هذا الخلاف محال هذا وهو الرؤف الرحيم بعباده (وماكان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) أي وربي إنه لأرأف بعباده من أنفسهم ولأرحم بهم من أن يدعهم حيارى وإذا كان الأمر كذلك1 - فإن هذا الضابط الملزم والمنهج القويم لم يترك لاستنباط عقولنا ونتائج تجاربنا وألا عدنا من حيث بدأنا في الاختلاف2 - أن هذا الضابط هو منهج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية التي أشارت إليه الآيات والأحاديث السابقة وهناك آيات وأحاديث كثيرة لم ندكرها حتى لا يطول بنا المقام يمكن الرجوع إليها في الام الموقعين لابن القيم ج4 فصل وجوب الأخذ بقول الصحابي حيث فصل الأدلة واستخرج الدلائل ورد على المخالفين فراجعه لأهميته
3 - أن بمعرفة الضابط والالتزام به والسير على منهج الطائفة المنصورة يزول الخلاف وتتم الهداية والائتلاف, قال شيخ الإسلام ابن تيمية (فمتابعة الآثار فيها الاعتدال والائتلاف والتوسط الذي هو أفضل الأمور) القواعد النورانيةص49
وفي الأخير أسأل الله أن يجعلني و إياكم من أهل الأثر والاتباع ولا يجعلنا من أهل الرأي والابتداع
وأن يرد المسلمين الى دينهم ردا جميلا وأسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا إجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى آثارهم الى يوم الدين
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[26 Jun 2003, 08:08 ص]ـ
شكر الله لك أخي الأثر وجزاك عني خيراً
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Dec 2006, 11:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
اشتهر كثير من الصحابة رضوان الله عليهم بالتفسير، منهم الخلفاء الأربعة. وأكثر من روى عنه منهم الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أما الثلاثة الباقون فلم يرو عنهم إلا النزر القليل، ومنهم عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير.
واختلف العلماء في حكم التفسير المأثور عنهم، ويمكننا أن نصنف آراءهم إلى ثلاثة أقسام:
1 - من يقول بالأخذ بقول الصحابي في التفسير مطلقا، وممن قال بذلك الحاكم في تفسيره، حيث اعتبره بمنزل الحديث المرفوع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذهب إلى ذلك ابن تيمية -رحمه الله- حيث قال في "مقدمة في أصول التفسير": "إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين منهم عبد الله بن مسعود".
(يُتْبَعُ)
(/)
بل إننا نجده يتهم كل من يتأول القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف على غير ما أثر عن الصحابة، وذلك حيث يقول: "إن من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين، فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالإضطرار من دين الإسلام".
وفي هذا ما يثبت إيمان ابن تيمية بأهمية قول الصحابي وضرورة الإحتجاج به مطلقا.
2 - من يرده مطلقا ولا يعتبره حجة نحو ما ذهب إليه الإمام الغزالي الذي انتصر لعدم الإحتجاج بقول الصحابي. قد رجح الشيخ محمد الخضري قوله على أقوال غيره محتجا بأن "الصحابي ليس محجورا عليه أن يستنبط أو يقيس فلعله قال ما قال عن استنباط أو اجتهاد. وتعيين الأشياء التي لا مجال للرأي فيها عسر ضبطه، ولنضرب لذلك مثلا أقل الحيض وأكثره، فقد قال الحنفية: إن أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة، لا ينقص عن ذلك لحظة ولا يزيد عملا بفتوى بعض الصحابة. وقالوا إن هذا لا مجال للرأي فيه مع أنه من الأمور التي يمكن للفقيه أن يفتي فيها بالمشاهدات وسؤال ذوات الشأن".
3 - وذهب الأحناف إلى التفصيل فقالوا: إذا كان قول الصحابي في بيان أسباب النزول ونحوه مما لا مجال للرأي فيه فله حكم المرفوع، لانه لا يعقل -عندهم- أن يقول فيه برأيه. ومن ثم اتفقوا على الأخذ به، كما أنهم اتفقوا على الأخذ بقوله في الأمور التي فيها مجال للرأي شريطة أن تكون مما تعم به البلوى ولم يعرف له مخالف من الصحابة، وقد اعتبروه إجماعا سكوتيا.
أما إذا كان قوله فيما يكون مظنة للإجتهاد والإستنباط فقد اختلفوا فيه، فمنهم من اعتبره موقوفا مادام لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي هذه الحالة لا يعتبرونه ولا يأخذون به، لأنه لما لم يرفعه علم أنه اجتهد فيه، والمجتهد قد يصيب ويخطئ. ومنهم من جعله حجة لظن سماعه من الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحتى إن فسروه برأيهم فإصابتهم للحق أقرب لأنهم أدرى الناس بكتاب الله لما شاهدوه وعاينوه من الأحوال حال نزوله، ولما تلقوه من تفسيره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ونستنتج من مجموع هذه الأقوال ما يلي:
1 - تفسير الصحابي له حكم المرفوع مالم يكن للرأي فيه مجال، وهو موقوف إن كان كذلك مادام لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2 - إذا كان قول الصحابي من قبيل المرفوع فلا يجوز رده، بل يتعين على المفسر الأخذ به، ولا يعدل عنه إلى غيره.
3 - اختلف العلماء في وجوب الأخذ بقول الصحابي المحكوم عليه بالوقف، وقد يرجح الاخذ به لما يمتاز به الصحابة من جملة صفات وخصائص لا تتوفر في من أتى بعدهم، والواقع أن المأثور عن الصحابة هو أحد أمرين:
أ- ما يروونه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويكون حكمه عندئذ سنة نبوية يتعين الأخذ بها مطلقا.
ب- ما هو من قبيل الرأي والإجتهاد منهم، ونقل عنهم الإختلاف فيه، كما وقع بينهم في بعض الأحكام الفقهية التي لم يرد فيها نص من الكتاب أو السنة فهذا يستأنس به في تأويل النص. أما إذا أجمع الصحابة على رأي فقهي معين فإن قولهم يكون حجة، فيؤخذ به، ولا يتجاوز إلى غيره.
وخلاصة الأمر أن قول الصحابي حجة خاصة فيما لا سبيل فيه للرأي، أسنده أم لم يسنده إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- لاحتمال روايته عن الرسول من جهة، إذ لا يعقل أن يقول برأيه في قضايا لا مجال للإجتهاد فيها.
أما ما يصدر فيه عن رأيه واجتهاده فيؤخذ به مالم يكن فيه مصادرة عقلية، أو مخالف صريحة لنص مأثور، أو تناقض مع معطيات العلم الحديث(/)
قواعد في التفسير .... الإظهار في موضع الإضمار
ـ[همس]ــــــــ[20 Jun 2003, 10:19 م]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة على من اصطفى
متابعة لما نقلنا سابقاً من قواعد في التفسير من شرح الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -نكمل هنا قاعدة مهمة وهي:أن الإظهار في موضع الإضمار في القرآن له فوائد منها:
أاولاً:تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف. .
ثانياً:التنبيه -تبيه المخاطب -، لأنه إذا جاء الكلام على خلاف السياق انتبه المخاطب.
ثالثاً:عموم الحكم لمن يشارك في الصفة.
ولنضرب لذلك مثالاً حتى يتضح لنا الأمر قال تعالى: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:59)
هذه الآية جاءت في سياق الحديث عن بني إسرائيل عندما خالفوا امر الله فبدلوا القول والفعل ثم جاء في سياق الأيات إضمار في موضع إظهار فقال الله تعالى "فأنزلنا على الذين ظلموا "يدل ذلك على:
أولاً تحقيق اتصاف بني إسرائيل بوصف الظلم.
ثانياً: التنبيه للقارئ حتى يكون عند القرأة يدرك ما يقرأ.
ثالثاً: عموم الحكم لكل من اتصف بالوصف فكل من بدل أمر الله وكلمات الله دخل تحت هذا الوصف.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2003, 05:01 ص]ـ
الأخت الكريمة همس وفقها الله
أشكرك على مشاركاتك القيمة، وأدعوك للمواصلة مع ملاحظة الحرص على بيان القواعد بياناً كافياً شافياً، والتأكد من كونها قاعدة لها أمثلة كثيرة تؤهلها أن تصبح قاعدة، وليست كبعض القواعد التي لا يوجد لها إلا مثال واحد يتيم ويسميها بعضهم قاعدة!
كما أرجو التكرم بالعودة إلى كتب قواعد التفسير التي تخصصت في هذا مثل كتاب الدكتور الفاضل خالد بن عثمان السبت (قواعد التفسير) وهو رسالة دكتوراه جمع فيها الباحث العديد من قواعد التفسير. كما يمكن الرجوع لكتاب الزركشي (البرهان في علوم القرآن) في هذا الأمر. أما كتاب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الذي ترجعين إليه فهو ليس مختصاً بقواعد التفسير كما تعلمين، ولكنه يذكرها عرضاً عند الحاجة إليها، وبالتالي لا يوفيها حقها من التمحيص والتدقيق والحديث لضيق المقام بالشيخ رحمه الله. وأنا أقول ذلك رغبة في الاستفادة مما تكتبينه، وحرصاً على مستوى الطرح العلمي في ملتقى أهل التفسير.
وأما بخصوص مشاركتك هذه فلي أسئلة أرجو التكرم بإيضاحها وفقك الله:
الأول: ما معنى (تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف). هل يمكن زيادة شرح هذه الفائدة؟
الثاني:قلتِ في شرح المثال (ثم جاء في سياق الأيات إضمار في موضع إظهار). والذي يبدو لي أن هناك تقديماً وتأخيراً وأنك تقصدين (إظهار في موضع إضمار) كما بينت قبل.
أشكرك لتصديك لهذا الموضوع، وأرجو أن أرى مزيداً من التحرير والتدقيق، ونحن هنا لنتعلم جميعاً ونستفيد وفقك الله.
ـ[همس]ــــــــ[21 Jun 2003, 06:34 م]ـ
أخي أشكر لك حسن ردك. أما ما ذكرتَ من وجوب الرجوع للكتب المتخصصة في قواعد التفسير فهذا يسير وسهل وقد سبق لي وقرات كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله -القواعد الحسان، ولكن لعلك أخي فهمت ما قصدته في اول قاعدة على خلاف ما أردتُ حيث ذكرت أننا كأخوان نجتمع في هذه الرياض كلٌ منا له قراءاته الخاصة، وقد يمر خلال قراءته بفوائد فياحبذا يلخصها لنا ومن هذا المنطلق طلبت من إخواني الكرام أن من مرّبقاعدة أثناء بحثه في الآيات يتحفنا بها ويختصر الطريق علينا، ولم أكن أقصد تلخيص كتب القواعد.
أما ماذكرت من خطأي في التقديم والتأااخير فأحسنت وبارك الله فيك.
أما ما استفسرت عنه من قول فضيلة الشيخ، عليه رحمة الله: " تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف "، فقد ذكرالشيخ في الجزء الأول ص 202 أن معنى ذلك: الحكم على هؤلاء بالظلم.
وهذا ذكره الزمخشري في الكشاف قال:" وفي تكرير (الذين ظلموا) زيادة في تقبيح أمرهم وإيذان بأنّ إنزال الرجز عليهم لظلمهم. والله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 02:21 م]ـ
إن قاعدة الإظهار في مقام الإضمار من القواعد التي ترجع إلى أساليب العرب في خطابها، وهي منتشرة بكثرة في القرآن، لذا ستجد أن من يعنى ببيان بلاغة القرآن من المفسرين ـ كشرَّاح تفسير البيضاوي وغيرهم ـ يكثر = عندهم ذكر هذه القاعدة.
وهي تصلح لبحث مستقلٍّ لكثرة أمثلتها، ولتنوع أغراضها بحسب السياق الذي سيق فيه هذا الأسلوب العربي.
وقد كنت لاحظت عناية المفسِّر أبي السعود في تفسيره إرشاد العقل السليم بهذه القاعدة، وقد تتبعت ما استطعت منها، ويمكن لمن قرأ هذه المواطن أن يخرج بأغراض الإظهار مقام الإضمار عند أبي السعود.
ودونك ما جمعته من هذا التفسير.
الجزء الأول: (61/ 62 / 129/ 132 / 238/ 262 / 270/ 275).
الجزء الثاني: (23/ 25 / 43/ 63 / 91/ 49 / 96/ 104 / 109/ 117 / 120/ 127 / 130/ 131 / 153/ 154 / 156/ 182 / 178/ 195 / 207).
الجزء الثالث: (36/ 66 / 78/ 93 / 94/ 96 / 155/ 158 / 169/ 191 / 225/ 230 / 215).
الجزء الرابع: (3/ 11 / 41/ 49 / 61/ 65 / 73/ 80 / 83/ 103 / 117/ 152 / 157/ 165 / 239/ 242 / 286).
الجزء الخامس: (7/ 19 / 56/ 112 / 144/ 171 / 189/ 192 / 194/ 206 / 251/ 267 / 274).
الجزء السادس: (19/ 21 / 62/ 76 / 113/ 125 / 128/ 144 / 163/ 177 / 184/ 186 / 218/ 295).
الجزء الثامن: (76/ 148 / 160/ 190 / 206/ 241 / 243/ 253 / 258/ 260).
الجزء التاسع (94/ 123 / 188/ 198).
تفسير أبو السعود / طبعة دار إحياء التراث العربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jun 2003, 02:44 م]ـ
أشكر الأخت همس على التوضيح جزاها الله خيراً.
كما أشكر أخي الكريم مساعد الطيار على التعقيب، وأرجو الاستمرار على هذا النهج من الجميع.
وفقكم الله(/)
المنتخب من تفسير عبد بن حميد، موجود؟
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[21 Jun 2003, 04:52 م]ـ
صدر قبل سنة تقريبا كتاب تفسير ابن المنذر، بتحقيق د. سعد السعد وفقه الله، و كان من ضمن الكتب التي يحيل عليها (المنتخب لعبد بن حميد) و هو لا يريد قطعا المنتخب من المسند، و إنما يريد المنتخب من التفسير، فهل وجدت هذه القطعة و أين مصدرها؟؟
ثم تأملت و فكرت و جلت بخاطري هنا و هناك، فعلمت و تذكرت، تذكرت ماذا؟
تذكرت أن النسخة التركية لتفسير ابن أبي حاتم عليها مقتطفات من تفسير عبد بن حميد و ابن المنذر، فقلت: لعل هذا ما يقصده،
ثم راجعت جيدا مقدمة تحقيقه فوجدته يذكر أنه نسخ هذا المنتخب كما سماه من تفسيري ابن المنذر و ابن حميد و تيقنت حينئذ أنه يحيل إلى هامش النسخة التركية.
و قلت: أين هي المقتطفات من تفسير ابن المنذر في المطبوعة؟
هل أضافها؟
لم أر لها وجودا في المطبوعة و كان قد حدثني بعض الباحثين بالرياض أن التفسير المطبوع ناقص عما هو موجود خطيا، و لعله يريد هذه المقتطفات، فإن الدكتور الفاضل لم يلحقها بالكتاب و الله المستعان.(/)
منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[21 Jun 2003, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن للتفسير ومعرفة المراد من كلام العلي الكبير عدة طرق، ويأتي تفسير القرآن بالسنة النبوية في الدرجة الثانية منها بعد تفسير القرآن بالقرآن.
ولأهمية هذه المرحلة أقف معك ايها القارىء الكريم مع منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير.
وقبل ذكر ذلك أشير باختصار إلى مسألة مهمة وسؤال يكثر وروده وهو (ما مقدار مافسره النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن) وفي المسألة قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر جميع آي القرآن ـ جمله ومعانيه ـ مستدلين بقوله تعالى (لتبين للناس ما نزل إليهم) وجه الدلالة أن الآية أوضحت أن من مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم البيان، والبيان يشمل البيان اللفظي (بتلاوة القرآن) والبيان التفسيري والإيضاحي لمعاني القرآن.
ولأن الله أمر بتدبر القرآن ولا يمكن فهمه وتدبره إلا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
ولأن الصحابة استشرحوا كتاب الله على النبي صلى الله عليه وسلم ولا بد أنه بين لهم تفسيره.
القول الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر جميع آي القرآن، وذلك لأن من الآيات ما استأثر الله بعلمه ومنها ما لا يعذر أحد بجهله ومنها ما تعرفه العرب بمقتضى لغتهم. وإنما اقتصر تفسير النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين من أنواع التفسير هما بيان المجمل وإيضاح المشكل.
وهذا القول قاله الأكثرون وهو الذي يتفق مع الأدلة والواقع، إذ لو فسر النبي جميع آي القرآن آية بآية لنقل إلينا، وأيضا لم يكن لابن عباس مزية بدعوة النبي صلى اله عليه وسلم بان يعلمه التأويل، وغير ذلك من الأدلة. ليس المجال هنا لبسطها.
وأعود لما ابتدأته فأقول من مهج النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن:
1) تفسير القرآن بالقرآن فعندما نزل قوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) وأشكل ذلك على الصحابة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى (إن الشرك لظلم عظيم).
3) أن يذكر التفسير ثم يذكر الآية المفسَّرة. كقوله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة يسير الراكب تحتها مائة عام اقرأوا إن شئتم (وظل ممدود) وكقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبدا نادى يا جبريل إني أحببت فلانا فأحبه قال فينادي ... فذلك قوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)
3) أن يذكر الآية المفسَّرة ثم يذكر تفسيرها ومثاله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وهو على المنبر (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فقال ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي.
4) ومن المثال السابق نستفيد تكرار التفسير ليفهم عنه.
5) بيان القصص الواردة في القرآن كما في قصة موسى والخضر فلا يمكن فهم القصة بدون ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
(يتبع بمشيئة الله)
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن منهجه صلى الله عليه وسلم في التفسير:
6) التشويق والترغيب في التفسير فقد أخرج أحمد والبخاري والدارمي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي فدعاني النبي فلم أجبه فقال ألم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) (الأنفال الآية 24) ثم قال لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يارسول الله إنك قلت لأعلمنك سورة في القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
وأخرج أبو عبيد وأحمد والدارمي والترمذي وصححه النسائي وابن خزيمة وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو ذر الهروي في فضائل القرآن والبيهقي في سننه عن أبي هريرة إن رسول الله وخرج على أبي بن كعب فقال ياأبي - وهو يصلي - فالتفت أبي فلم يجبه
فصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله فقال السلام عليك يارسول الله فقال رسول الله مامنعك أن تجبني إذ دعوتك فقال يارسول الله إني كنت في الصلاة قال أفلم تجد فيما أوحى الله إلي أن (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) (الأنفال الآية 24) قال بلى
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أعود إن شاء قال أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله كيف تقرأ في الصلاة فقرأ بأم الكتاب فقال رسول الله والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها السبع من المثاني
أو قال السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته (الدر المنثور ج:1 ص:13)
7) التفسير بطريق السؤال كما في تفسيره صلى الله على وسلم للغيبة حيث قال: (أتدرون ما الغيبة .. )
ففي صحيح مسلم (رقم 2589) عن أبي هريرة أن رسول الله قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته
وكما في تفسيره لقوله تعالى (والسشمس تجري لمستقر لها) فقد أخرج البخاري في صحيحه (رقم 4524) عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت مع النبي في المسجد عند غروب الشمس فقال يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم
8) استخدامه في تفسيره صلى الله عليه وسلم الوسائل التعليمية والأمثلة كثيرة منها ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) فقد أخرج البخاري (في صحيحه رقم 6054 و 6055) عن عبد الله رضي الله عنه قال خط النبي خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وأن أخطأه هذا نهشه هذا
وعن أنس قال خط النبي خطوطا فقال هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب.
ومنها ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى (ويلههم الأمل)
فقد أخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال خط رسول الله خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما ثم خط خطوطا عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال وهذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
وأخرج أحمد وابن ماجة وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال كنا جلوسا عند النبي فخط خطا هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذا سبيل الشيطان
ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الآية (الدر المنثور ج:3 ص:385)
9) استخدامه عليه الصلاةوالسلام للتشبيهات البلاغية والتي تقرب معنى الآية لذهن القارىء.
ومن ذلك بيانه صلى الله عليه وسلم لـ (سدرة المنتهى) فقد أخرج البخاري في صحيحه (رقم 3674) من حديث مالك بن صعصعة قصة المعراج وفيه (ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى).
10) تفسير ما يشكل على الصحابة فهمه ومن ذلك ما أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدار قطني في الأفراد وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال لما نزلت هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه قال إنه ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح إن الشرك لظلم عظيم لقمان الآية 13 إنما هو الشرك (الدر المنثور ج:3 ص:308).
11) أن يذكر في كلامه ما يصلح أن يكون تفسيرا للآية
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثاله قوله تعالى (وجيء يومئذ بجهنم) "قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه 2842 حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي عن العلاء بن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبد الله هو بن مسعود قال قال رسول الله يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها وهكذا رواه الترمذي 2573 عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن عمر بن حفص به ورواه أيضا 2573 عن عبد بن حميد عن أبي عامر عن سفيان الثوري عن العلاء بن خالد عن شقيق بن سلمة وهو أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قوله ولم يرفعه وكذا رواه بن جرير عن الحسن بن عرفة عن مروان بن معاوية الفزاري عن العلاء بن خالد عن شقيق عن عبد الله قوله "
(تفسير ابن كثير ج:4 ص:511)
12) عدم الإطناب في تفسير الآيات والخروج إلى ما لافائدة منه بل كان تفسيره مقتصرا كما سبق بيانه على إيضاحه للمشكل وبيانه للمجمل.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jul 2004, 07:30 م]ـ
سؤال: هل يسلم ما ذكره الشيخ ناصر الصائغ بقوله: فإن للتفسير ومعرفة المراد من كلام العلي الكبير عدة طرق، ويأتي تفسير القرآن بالسنة النبوية في الدرجة الثانية منها بعد تفسير القرآن بالقرآن.؟
الذي يظهر لي أن لا يتصور التفضيل بين تفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بالسنة، وهما في درجة واحدة.
وللألباني رحمه الله كلام جيد حول هذه المسألة، قال:
(ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.
هذا خطأ شائع مع الأسف الشديد لأن السنة كما عرفتم تبين القرآن تفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه إلى غير ذلك من البيانات التي لا مجال للمسلم أن يستغني عن شئ منها إطلاقأ، ولذلك فلا يجوز تفسير القرآن بالقرآن فقط وإنما يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة معاً. فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث السابق: (ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
لذلك يجب على كل مفسر يريد أن يفسر آية من القرآن، وبخاصة إذا كانت هذه الآية تتعلق بالعقيدة، أو بالأحكام، أو بالأخلاق والسلوك، فلا بد له من أن يجمع بين القرآن والسنة.
لماذا؟ لأنه قد تكون أية في القرآن بحاجة إلى بيان من رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وإتماماً لهذا الموضوع لابد من التذكير بحديث معروف عند طلاب العلم، وبخاصة الذين درس عليهم علم أصول الفقه، حيث يذكر هناك في مناسبة التحدث عن القياس وعن الإجتهاد- يذكر هناك- حديث مروي في بعض " السنن " عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلى اليمن (بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو. قال – في الحديث-: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصا وتفريعا، وأعني بالتنصيص: أن كثيرا من علماء الحديث قد نصوا على ضعف إسناد هذا الحديث، كالإمام البخاري إمام المحدثين وغيره، وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديما وحديثا، من أقدمهم الإمام البخاري فيما أذكر، ومن آخرهم الإمام ابن حجر العسقلاني، وما بينهما أئمة آخرون، كنت ذكرت أقوالهم في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه، الشاهد أن هذا الحديث لا يصح بتنصيص الأئمة على ذلك، وأيضا كما تدل على ذلك قواعدهم، حيث أن هذا الحديث مداره على رجل معروف بالجهالة، أي: ليس معروفا بالرواية، فضلا عن أن يكون معروفا بالصدق، فضلا عن أن يكون معروفا بالحفظ، كل ذلك مجهول عنه، فكان مجهول العين، كما نص على جهالته الإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف " بميزان الاعتدال في نقد الرجال "
فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعاً كما ذكرنا، فيجب بهذه المناسبة أن نذكر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه، وذلك يفهم من بياني السابق، لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه، من وجوب الرجوع إلى السنة مع القرآن الكريم معاً.
ذلك لأنه صنف السنة بعد القرآن، وبعد السنة الرأي، فنزل منزلة السنة إلى القرآن، ومنزلة الرأي إلى السنة.
فمتى يرجع الباحث أو الفقيه إلى الرأي؟
إذا لم يجد السنة.
ومتى يرجع إلى السنة؟
إذا لم يجد القرآن.
هذا لا يستقيم إسلامياُ أبداً، ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري على هذا التصنيف الذي تضمنه هذا الحديث. "بم تحكم؟ قال: بكتاب الله فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
وينبغي أن نقرب نكارة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاً واحداً حتى لا نطيل.) إلخ كلامه
ينظر هنا: كيف يجب أن نفسر القرآن ( http://www.assiraj.bizland.com/library/quran_tafseer.htm)(/)
التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 01:30 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنه مما نُقِل في تقسيم التفسير ما رُوِيَ عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس (ت: 68)، قال:» التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله «(1).
تفصيل هذه الأوجه:
الوجه الأول: ما تعرفه العرب من كلامها: يشمل هذا القسم ألفاظ القرآن، وأساليبه في الخطاب، وذلك لأنه نزل بلغتهم وعلى طرائقهم في الكلام.
وهذه الألفاظ والأساليب معلومةٌ لديهم غير خافية، وإن كان قد يخفى على أفراد منهم شيء منها، وذلك لغرابتها على مسمعه، أو لعدم اعتياده عليها في لغة قومه، كما خفي على ابن عباس بعض معاني مفرداته؛ كلفظ فاطر، فقد روى الطبري (ت: 310) عن مجاهد (ت: 104)، قال:» سمعت ابن عباس يقول: كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض؛ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: لصاحبه: أنا فطرتها؛ يقول: أنا ابتدأتها «(2).
والأساليب لما كانت على سنَنِهم في الكلام (3) لم يَخْفَ عليهم المراد بها، فيعلمون من قوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) (الدخان:49) أن هذا الخطاب خطاب امتهان وتهكم، وإن كانت ألفاظه مما يستعمل في المدح، وذلك لأن السياق يدل على معنى الامتهان.
وقد ورد عنهم في تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) (هود:87) أن قولهم له: (إنك لأنت الحليم الرشيد (أنه من باب الاستهزاء (4)، قال ابن عباس (ت: 68):» يقولون: إنك لست بحليم ولا رشيد «(5).
ومعرفة هذه الأساليب وإدراكها لم يكن منهم بجُهدٍ ولا تكلُّفٍ؛ إذ هي من صميم لغتهم التي يتحدثون بها، وإن لم ينصُّوا على كلِّ ما فيها من استعمالات (6).
وإنما ظهر لهذه الأساليب الفنُّ المدوَّنُ بعدُ باسم علم البلاغة لما احتاج المتأخرون إلى الوصول إلى تعلُّمِ طرائق العرب وتفننها في أساليب خطابها.
وقد يرد هنا سؤال، وهو لم لم يتكلَّم السلف في هذه الأساليب كما تكلموا في بيان مفرداته ومعانيه (7)؟
والجواب ـ والله أعلم ـ: له أكثر من وجه:
الأول: أنَّه لم تقم دواعي ذلك وأسبابه التي إنما ظهرت لما برز الحديث عن إعجاز القرآن، والمجادلة في ذلك، وإقامة الحجة على علُّوه وفصاحته أمام فئام من الزنادقة الذين طعنوا فيه من هذه الجهة.
الثاني: أنَّ المفردات لا يتمُّ فهم الخطاب بدون معرفتها، بخلافه كثير من الأساليب التي من جهِلها فإنه لا يخفى عليه المعنى.
الثالث: أنَّ الكثرة الكاثرة من علوم السلف إنما هي فيما يكون له ثمرة عملية لا نظرية فقط، وذلك ما لا يوجد في الكلام عن هذه الأساليب التي يغلب عليها الجانب النظري (8).
والوارد عنهم في بيان الأساليب أقل من الوارد عنهم في بيان الألفاظ، ويظهر أنهم لم يبينوها لعدم الحاجة إليها كما هو الحال في بيان الألفاظ التي لا يُفهم الكلام بدونها.
والأصل في هذا الوجه أنه من فروض الكفاية، إذ لا يجب على كل مسلم معرفة جميع المعاني اللغوية والأساليب الكلامية الواردة في القرآن، ولهذا قد يخفى على بعض الأكابر من الصحابة ـ فضلاً عن غيرهم ـ شيءٌ مما يرتبط بلغته، ومن ذلك ما رواه الطبري (ت: 310) بسنده أنس بن مالك، قال:»: قرأ عمر: (عبس وتولى) (عبس: 1) حتى أتى على هذه الآية: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) (عبس:31)
، قال: قد علِمنا ما الفاكهة، فما الأبُّ؟ ثمَّ أحسبه ـ شك الطبري ـ قال: إن هذا لهو التكلف «(9).
ويظهر أنه إنما خَفِيَ عليه لأنَّ هذا اللفظ مما لم يُستخدم في لهجة قريش، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان يُبنى على اللغة عملٌ فقهيٌّ فإنَّ معرفة تلك القضية اللغوية مما يكون في مجال الواجب؛ لأنه لا يقوم الحكم الفقهي إلا بمعرفة معنى اللفظِ، ومن أشهر الأمثلة التي يُمثَّلُ بها ما ورد في تفسير لفظ القُرْءِ من قوله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (البقرة: من الآية228)، والخلاف الوارد في معنى القروء ـ هل هي الحيض أم الأطهار ـ لا يُخرِج معرفة هذا اللفظ عن الواجب؛ أي أنه لابدَّ من معرفة المراد بها لغة ليبنى عليها الحكم ن سواءً اختير معنى الطهر أو معنى الحيض.
الوجه الثاني: ما لا يعذر أحد بجهله:
وهذا يشمل الأمر بالفرائض، والنهي عنه المحارم، وأصول الأخلاق والعقائد.
فقوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43)، وقوله: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (آل عمران: من الآية97)، وقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) لا يعذر أحد بجهل مثل هذه الخطابات وهو يقرأ القرآن.
وكذا يدخل فيه ما جاء من أمر بالصدق والأمانة والنهي عن الكذب والخيانة، وعن إتيان الفواحش، وغير هذه من الأوامر والنواهي المتعلقة بالأخلاق.
ويدخل فيه ما يتعلق بالعقائد؛ كقوله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) (محمد: من الآية19)، وقوله:) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:25)، وغيرها من الأوامر والنواهي المتعلقة بالتوحيد. هذه كلها داخلة في الواجب الذي يجب على المسلم تعلمه من التفسير.
الوجه الثالث: ما تعلمه العلماء.
ومما يشمله هذا القسم، ما تشابه منه على عامة الناس، سواءً أكان في الأحكام أم في المعاني.
وهذا القسم من فروض الكفاية.
وهو كثير في القرآن؛ لأن كل من خفي عليه معنى فإنه من المتشابه عنده، فيحتاج إلى أن يبحث أو يسأل عن ما خفي عليه فهم معناه.
الوجه الرابع: ما لا يعمله إلا الله، ومن ادعى علمه فقد كذب:
ويشمل هذا حقائق المغيبات، ووقت وقوعها.
فالدابة التي تخرج في آخر الزمان لا يعلم كيفها حقيقتها إلا الله، ولا يعلم وقت خروجها إلا الله. وهكذا سائر الغيبيات.
وهذا النوع غير واجب على أحد، بل من تجشم تفسيره فقد أثِمَ وافترى على الله، وادعى علمًا لا يعلمه إلا الله سبحانه (10).
……………………………… ..
(1) تفسير الطبري، ط: الحلبي (1: 34)، وإيضاح الوقف والابتداء (1: 101).
وقد اعتمد الطبري (ت: 310) على هذا الأثر في ذكر الوجوه التي من قِبَلها يوصل إلى معرفة تأويل القرآن، قال:» ... ونحن قائلون في البيان عن وجوه مطالب تأويله:
قال الله جل ذكره وتقدست أسماؤه، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " (النحل: 44) وقال أيضاً جل ذكره: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " (النحل: 64) وقال: "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب،" (آل عمران: 7).
فقد تبين ببيان الله جل ذكره:
أن مما أنزل الله من القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم، ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذلك تأويل جميع ما فيه: من وجوه أمره واجبه وندبه وإرشاده، وصنوف نهيه، ووظائف حقوقه وحدوده، ومبالغ فرائضه، ومقادير اللازم بعض خلقه لبعض، وما أشبه ذلك من أحكام آيه، التي لم يدرك علمها إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته. وهذا وجه لا يجوز لأحد القول فيه، إلا ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له تأويله، بنص منه عليه، أو بدلالة قد نصبها، دالة أمته على تأويله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن منه ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار. وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى ابن مريم، وما أشبه ذلك: فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها، لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه. وبذلك أنزل ربنا محكم كتابه، فقال: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون " (الأعراف: 187). وكان" نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شيئًا من ذلك، لم يدل عليه إلا بأشراطه دون تحديده بوقته كالذي روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه، إذ ذكر الدجال: إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه، وإن يخرج بعدي، فالله خليفتي عليكم "، وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعابها الكتاب الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده علم أوقات شيء منه بمقادير السنين والأيام، وأن الله جل ثناؤه إنما كان عرفه مجيئه بأشراطه، ووقته بأدلته.
وأن منه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان الذي نزل به القرآن. وذلك: إقامة إعرابه، ومعرفة المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتها الخاصة دون ما سواها، فإن ذلك لا يجهله أحد منهم. وذلك كسامع منهم لو سمع تاليًا يتلو: "وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " (البقرة: 11، 12) لم يجهل أن معنى الإفساد هو ما ينبغي تركه مما هو مضرة، وأن الإصلاح هو ما ينبغي فعله مما فعله منفعة، وإن جهل المعاني التي جعلها الله إفساداً، والمعاني التي جعلها الله إصلاحًا. فالذي يعلمه ذو اللسان الذي بلسانه نزل القرآن من تأويل القرآن، هو ما وصفت: من معرفة أعيان المسميات بأسمائها اللازمة غير المشترك فيها، والموصوفات بصفاتها الخاصة، دون الواجب من أحكامها وصفاتها وهيآتها التي خص الله بعلمها نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا يدرك علمه إلا ببيانه، دون ما استأثر الله بعلمه دون خلقه.
وبمثل ما قلنا من ذلك روي الخبر عن ابن عباس:
حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره.
قال أبو جعفر: وهذا الوجه الرابع الذي ذكره ابن عباس: من أن أحدًا لا يعذر بجهالته، معنى غير الإبانة عن وجوه مطالب تأويله. وإنما هو خبر عن أن من تأويله ما لا يجوز لأحد الجهل به. وقد روي بنحو ما قلنا في ذلك أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر في إسناده نظر:
حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت عمرو بن الحارث يحدث، عن الكلبي، عن أبي صالح، مولى أم هانىء، عن عبدالله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزل القرآن على أربعة أحرف: حلال وحرام لا يعذر أحد بالجهالة به، وتفسير تفسره العرب، وتفسير تفسره العلماء، ومتشابة لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره، ومن ادعى علمه سوى الله تعالى ذكره فهو كاذب ".
(2) تفسير الطبري، ط: الحلبي (7: 159).
(3) ينظر في أساليب العرب في خطابها: مقدمة أبي عبيدة في مجاز القرآن، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، والصاحبي في فقه اللغة لابن فارس.
(4) ورد النصُّ بذلك عن ابن جريج وابن زيد عند الطبري (12: 103)، وعن ميميون بن مهران وقتادة عند ابن أبي حاتم (6: 2073).
(5) تفسير ابن أبي حاتم، تحقيق: أسعد محمد الطيب (6: 2073).
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) يقول ابن القيم في زاد المعاد (5: 599):» ... فابن مسعود رضي الله عنه أشار بتأخر نزول سورة الطلاق إلى أن آية الاعتداد بوضع الحمل لآية البقرة إن كان عمومها مرادا أو مخصصة لها إن لم يكن عمومها مرادا أو للمراد منها أو مقيدة لإطلاقها وعلى التقديرات الثلاث فيتعين تقديمها على تلك وإطلاقها وهذا من كمال فقهه رضي الله عنه ورسوخه في العلم ومما يبين أن الفقه سجية للقوم وطبيعة لا يتكلفونها كما أن العربية والمعاني والبيان لهم كذلك فمن بعدهم فإنما يجهد نفسه ليتعلق بغبارهم وأنى له «.
(7) يقول الزمخشري في تعليقه على هذا السؤال:» ... وأما إغفال السلف ما نحن بصدده، وإهمالهم الدلالة على سننه، والمشي على جَدَدِه = فلأن القوم كانوا أبناء الآخرة، وإن نشأوا في حِجْر هذه الغادرة، ديدنهم قِصَرُ الآمال، وأخذ العلوم لتصحيح الأعمال، وكانوا يتوخون الأهم فالأهم، والأولى فالأولى، والأزلف فالأزلف من مرضاة المولى.
ولأنهم كانوا مشاغيل بجرِّ أعباء الجهاد، مُعَنِّين بتقويم صفات أهل العناد، معكوفي الهمم على نشر الأعلام لنصرة الإسلام، فكان ما بُعِثَ به النبي عليه الصلاة والسلام لتعليمه وتلقينه، وأُرسِلَ للتوقيف عليه وتبيينه = أهم عندهم مما كانوا مطبوعين على معرفته، مجبولين على تبين حاله وصفته، وكان ـ إذ ذاك ـ البيان غضًا طريًا، واللسان سليمًا من اللكنة بريًّا، وطرق الفصاحة مسلوكة سائرة، ومنازلهم مأهولة عامرة، وقد مهَّد عذرهم تعويل ما شاع وتواتر، واستفاض وتظاهر من عجز العرب وثبات العلم به ورسوخه في الصدور، وبقائه في القلوب على ممرِّ العصور ... «. إعجاز سورة الكوثر، للزمخشري، تحقيق: حامد الخفاف (ص: 62).
(8) ذكر الشاطبي (ت: 790) في مقدمات الموافقات أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لم يخوضوا في الأشياء التي ليس تحتها عمل، ينظر: الموافقات، تحقيق مشهور سلمان (1: 55).
(9) تفسير الطبري، ط: الحلبي (30: 59).
(10) وقد ذكر الماوردي (ت: 450) في النكت والعيون (1: 37 ـ 38) أثر ابن عباس، وعلق عليه، فقال:» ... أما الذي تعرفه العرب بكلامها، فهو حقائق اللغة، وموضوع كلامهم.
وأما الذي لا يُعذر أحد بجهالته، فهو ما يلزم الكافة في القرآن من الشرائع وجملة التوحيد.
وأما الذي يعلمه العلماء، فهو وجوه تأويل المتشابه وفروع الحكام.
وأما الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة.
وهذا التقسيم الذي ذكره ابن عباس صحيح، غير أن ما لا يُعذر أحد بجهالته داخل في جملة ما يعلمه العلماء من الرجوع إليهم في تأويله، وإنما يختلف القسمان في فرض العلم به، فما لا يُعذر أحد بجهله يكون فرض العلم به على الأعيان، وما يختص بالعلماء يكون فرض العلم به على الكفاية، فصار التفسير منقسمًا إلى ثلاثة أقسام:
أحدها: ما اختص الله بعلمه؛ كالغيوب، فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره، ولا يجوز أن يؤخذ إلا عن توقيف ...
والقسم الثاني: ما يرجع فيه إلى لسان العرب، وذلك شيئان: اللغة والإعراب ...
والقسم الثالث: ما يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء، وهو تأويل المتشابه واستنباط الأحكام، وبيان المجمل، وتخصيص العام ... «. وقد ذكر تفصيلات في هذه الأقسام يحسن مراجعتها، ففيها فوائد.
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[23 Jun 2003, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا مساعد ونفع بك على هذه الجهود الطيبة.
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[25 Jun 2003, 10:01 م]ـ
أثابك الله يا شيخ مساعد
ألا يقال إن ادخال القسم الرابع وهو (مالا يعلم تفسيره إلا الله) مشكل لإنه ليس تفسيرا فلا يدخل في أقسام التفسير بل هو من باب التأويل وهو عاقبة الشيءوما يؤول إليه
وذلك لإنه ليس في القرآن مالا يعلم معناه
ثم هل صح الإسناد بهذا الخبر عن ابن عباس رضي الله عنهما
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Jun 2003, 02:52 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الله
ما ذكرته من امشكل في عبارة (ما لا يعلم تفسيره إلا الله) وارد عندي، وما قلته صحيح، فهو من باب التأويل الذي لا يعلمه إلا الله، وهو بهذا لا يدخل في علم التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما صحت الخبر، فإنه خبر قد تناقله العلماء، واستدلوا به بلا نكير، وهو صحيح المعنى، ولا أدري ما أثر صحة الخبر على ما فيه؟
أرجو الإفادة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 May 2007, 01:52 م]ـ
ونخلص من ذلك أن أبا صالح مقبول الحديث، وأنه قد سمع: علي بن أبي طالب، وعبدالله بن عباس، وأبا هريرة، وأمّ هانئ.
فانظر كم من حديث ردّه المتأخّرون بحجّة ضعف أبي صالح، أو بحجّة عدم سماعه من ابن عباس رضي الله عنهما، وكان الصواب أن يكون الأصل في حديثه القبول، وأنه سمع من ابن عباس؛ إلا إذا جاء ما يقتضي تخطيئه، كغيره من الرواة المقبولين.
وما دمنا نتحدّث عن أثر ذلك الترجيح الخاطئ على أحكام المتأخرين، وما دامت أكثر روايات أبي صالح في التفسير؛ فإني أُذكّر المفسّرين بأثر مهم جدًّا، في أنوا ع آيات القرآن من جهة فهمها وتفسيرها. وهو أثرٌ على أصالته وأهمّيته، فقد حال ترجيح المتأخرين المخالف للصواب في شأن أبي صالح دون استفادتهم منه، أو تحرّجوا من الاعتماد عليه، إذا كانوا من أهل النظر في الأسانيد!
ألا وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما: «نزل القرآن على أربعة أوجه: حلال وحرام: لا يسع أحدًا جهلهما، ووجه عربي: تعرفه العرب، ووجه تأويل: يعلمه العلماء، ووجه تأويل: لا يعلمه إلا الله عز وجل، ومن انتحل فيه علمًا فقد كذب».
أخرجه الفريابي في القدر (رقم 414)، والطبراني في مسند الشاميين (رقم 1385)، من طريق محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سُليم الكلبي، عن أبي حَصين عثمان بن عاصم، عن أبي صالح مولى أمّ هانئ، عن ابن عباس .. به.
وهذا إسنادٌ حسنٌ، وهو موقوف على ابن عباس.
ويؤيده ما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (1/ 70) ن طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن الثوري، عن أبي الزناد، قال: قال ابن عباس: «التفسير على أربعة أوجه: وَجْهٌ تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعْذَرُ أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله».
وهذا إسنادٌ حسنٌ إلى أبي الزناد، لكن في سماعه من ابن عباس نظر. غير أنها متابعة حسنةٌ لرواية أبي صالح، موافقةٌ لها في الإسناد (بوقف الخبر على ابن عباس) وفي المتن (بالمعنى الواحد).
ووازن هذا برواية الكلبي الكذّاب لهذا الخبر، فقد أخرجه ابن جرير (1/ 70) من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. فما كفاه أن سمعه موقوفًا، حتى أحبّ أن يجعله مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن هذا الخبر وما فيه من تفصيل هو بكلام ابن عباس أشبه منه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم، ومن تمعّن في جُمَله علم ذلك، إذا كان له ذوق يسير بكلام النبي صلى الله عليه وسلم وما يليق به.
فهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما أحد الآثار الجليلة التي حال دون الاستفادة منها والاعتداد بها سوء التصوّر الذي كان ثابتًا في أذهان عامة المتأخرين والمعاصرين عن أبي صالح وعن روايته عن ابن عباس رضي الله عنهما! فها هو يظهر أنه أثرٌ ثابتٌ، نقدّمه تحفةً أثريّةً لأهل العلم وطلبته، رجاء ثوابها وأن نُذكر بدعوة صالحة من قلب صالح.
أسأل الله تعالى أن يجعل ما كتبتُه صوابًا، وأن يكتب لي به ثوابين لا ثوابًا. والله أعلم.
.
انظر البحث كاملاً هنا: القول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر للدكتور حاتم الشريف ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=25419#post25419)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 May 2007, 10:57 ص]ـ
الاثر هذا كيف نجمع بينه وبين ما صح عن ابن عباس انه ممن يعلمون تاويل المتشابه
ثم اين هو الشيء في التفسير الذي لا يعلمه الا الله
وانظر الى تاويل ابن عباس بشان المتشابه على العموم كيف نجمعه مع هذا الحديث(/)
فوائد قرآنية (3)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:18 م]ـ
عند تأمل ما ذكره الله تعالى في كتابه من قصص الأمم الغابرة المكذبة للرسل عليهم السلام، مثل: قوم نوح، وهود، وصالح .... ، نلاحظ تجلي عظمة الله تعالى وكبريائه في تلك القصص، ليظهر في المقابل حقارة هؤلاء المكذبين وهوان أمرهم على الله تعالى لما كذبوا رسله، وتلك التجليات تظهر في الآتي – وذلك في أغلب قصص تلك الأمم المكذبة:
1 - الاستطراد في ذكر مجادلة الأنبياء لقومهم، وشرح السبل التي اتبعوها في دعوتهم، وذكر ما رد به قومهم عليهم، وفي ختام القصة يذكر الله تعالى حلول عذابه بشكل مختصر وبتصوير رهيب يأخذ بالقلوب، مبيناً حقارة هؤلاء المكذبين وهوان أمرهم على الله تعالى، فهلاكهم ليس بشيء بجانب قدرة الله تعالى وعظمته وكبريائه، آية واحدة تصور نزول العذاب، ثم ينتقل السياق لقصة ومشهد آخر، هذا العذاب الذي نزل هو لحظة واحدة {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} وهو تعالى لا يطيل في وصف مصرع القوم تهويناً لشأنهم وتصغيراً لقدرهم، وتأمل هذه الآية التي تصور ذلك كله بأبلغ عبارة حيث قال سبحانه في قصة أصحاب القرية في سورة يس: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ} [الآيات: 28 - 29].
2 - استخدام نون العظمة عند ذكره تعالى لمصرع القوم وحلول عذابه فيهم، كقوله تعالى: {وأغرقنا، وقطعنا، فانتقمنا، .... } ويمكن الرجوع إلى الآيات التالية لملاحظة ذلك: الأعراف: الآية: 64، 72،،73، 136، يونس: 73، هود: 40، 58، 66، 82، 94، الحجر: 74، الأنبياء: 11، 15، الشعراء: 66، 120، 139، 172، وغيرها.
ـ[مداد]ــــــــ[22 Jun 2003, 08:00 م]ـ
كتب اللهُ لك بكلِّ حرفٍ حسنة ..
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[26 Jun 2003, 01:03 ص]ـ
والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ........ آمين(/)
هل يصح هذا الإجماع ... (في نزول الكتب السماوية) ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jun 2003, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الزرقاني رحمه الله في تنزلات القرآن ودليل تنجيم نزول القرآن قوله تعالى (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة .... )
ثم قال:
"وهذا الرد يدل على أمرين:
أحدهما: أن القرآن نزل مفرقاً على النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن الكتب السماوية من قبله نزلت جملة كما اشتهر ذلك بين جمهور العلماء حتى كاد يكون أجماعاً."
ثم قال:
" ووجه الدلالة على هذين الأمرين أن الله تعالى لم يكذبهم فيما ادعوه من نزول الكتب السماوية جملة، بل أجابهم ببيان الحكمة في نزول القرآن مفرقاً، ولو كان نزول الكتب السماوية مفرقاً كالقرآن لرد عليهم بالتكذيب وبإعلان أن التنجيم هو سنة الله فيما أنزل على الأنبياء من قبل ... ". (1/ 56).
وهنا أسئلة أرجو من الإخوة تحريرها والإفادة فيها:
1 - هل يصح الإجماع بأن الكتب السماوية قبل القرآن نزلت جملة واحدة.
2 - هل في الآية دليل على نزول الكتب السماوية جملة واحدة.
3 - إذا ثبت أن الكتب السماوية نزلت جملة واحدة فهل يتفق ذلك مع ما ذكره الشيخ في الحكم والأسرار في تنجيم القرآن بقوله:
"الحكمة الثالثة: مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها فكلما جد منهم جديد، نزل من القرآن ما يناسبه وفصّل الله لهم من أحكامه ما يوافقه ". (1/ 60).
فإذا صحت هذه الحكمة في نزول القرآن فكيف يقال عما كان يَجِدُّ في الأمم السابقة هل يكون جوابه بأقوال أنبيائهم وإذا صح هذا فلم اختص الجواب في هذه الأمة بكونه من القرآن مع علمنا بأنه ليس كل ما جد لهم كان جوابه من القرآن.
أرجو أن يكون وجه الإشكال واضحاً ..
ولعل الإخوة الأفاضل يفيدوننا في ذلك ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Nov 2003, 04:06 ص]ـ
جاء في كتاب إتقان البرهان في علوم القرآن للدكتور فضل حسن عباس 1/ 156 - 158 مناقشة لمسألة نزول الكتب المتقدمة، وشكك في القول بأنها نزلت دفعة واحدة، ثم قال في نهاية بحثه لها: (وخلاصة القول أننا لا نملك الدليل القاطع على ما اشتهر من أن الكتب المتقدمة نزلت جملة واحدة، وهي قضية لا تعنينا كثيراً أو قليلاً، والله أعلم بالصواب.)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Dec 2003, 08:12 م]ـ
حياكم الله جميعا:
لي مع ما تقدم الوقفات التالية:
1 - لم يصرح الزرقاني بالإجماع في هذه المسألة وإنما نسبه إلى الجمهور كما يتضح هذا من عبارته.
2 - هل اية الفرقان تدل على أن الكتتب السابقة نزلت جملة:
فيه خلاف بين المفسرين منشأه: الوقف والوصل في كلمة " كذلك ": فمن وقف عليها وجعلها جواباً لسؤال من سأل كما يذكر في سبب النزول ففيها دلالة إن ثبت سبب النزول بالصيغة التي يذكرها المفسرون وهو الإشارة إلى الكتب المتقدمة أو التوراة والأنجيل.
ومن جعل " كذلك " جملة مستأنفة فلا دلالة على ذلك وكونها مستأنفة هو رأي ابن عطية في تفسيره وقال هو أولى.
ولذا فنحتاج لإثبات هذا الأمر إلى دليل آخر ولا دليل فيما أعلم , والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2005, 06:56 م]ـ
تعرض عدد من العلماء المتقدمين والمتأخرين لهذه المسألة، وذكرها السيوطي في الإتقان، وكلام الزرقاني الذي أشرتم إليه أعلاه مختصر من كلام السيوطي، غير أن السيوطي أورد أدلة رآها صريحةً ومؤكدةً لِنُزُولِ الكتب السماوية السابقة جُملةً واحدة، ولم يذكر الأدلة التي اعترض بها المخالف، وقد ذكر الدكتور فضل حسن عباس في الموضع الذي أشار إليه أخي الدكتور أبو مجاهد العبيدي ما يمكن الاعتراض به على تلك الأدلة التي ذكرها السيوطي. وإليك بيان كلام السيوطي وهو يؤيد القول بنزولها جملة واحدة. وأتبعه بكلام البقاعي الذي يخالف هذا القول، وهما من أبرز من ناقش هذه المسألة من المتقدمين، كما إن الدكتور فضل عباس من أبرز من ناقشها من المعاصرين.
ذكر السيوطيُّ (ت911هـ) القولين في المسألة في معرض حديثه عن الحِكْمةِ من نزول القرآن منجماً مفرقاً في آخر الحديث عن النوع السادس عشر: في كيفية إنزاله، فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قال ابن فورك: قيل: أنزلت التوراةُ جُملةً؛ لأنََّها نزلت على نَبِيٍّ يكتبُ ويقرأُ، وهو موسى [صلى الله عليه وسلم]، وأنزل اللهُ القرآن مفرقاً لأنَّهُ أنزلَ غَيْرَ مكتوبٍ على نَبيٍّ أُمِّيٍّ.
وقال غيرهُ: إنما لم يَنْزل جُملةً واحدةً لأَنَّ منه الناسخ والمنسوخ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أُنزلَ مفرقاً، ومنه ما هو جوابٌ لسؤالٍ، وما هو إنكارٌ على قولٍ قيلَ، أو فعلٍ فُعِلَ)
ثم قال السيوطيُّ تعقيباً على هذا تحت عنوانٍ جانبيٍ يصنعه كثيراً في كتابه الإتقان:
(تذنيب): (ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة هو مشهور في كلام العلماءِ، وعلى ألسنتهم حتى كادَ يكونُ إجماعاً، وقد رأيتُ بعضَ فضلاءِ العَصْرِ – وهو البقاعي - أَنكرَ ذلك، وقالَ: (إِنَّهُ لا دليلَ عليهِ، بل الصوابُ أَنَّها نزلتْ مفرَّقةً كالقرآن).
وأقولُ: – أي السيوطي - الصوابُ الأولُ، ومن الأدلة على ذلك:
1 - آية الفرقان السابقة [وهي قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}].
2 - أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قالت اليهود يا أبا القاسم! لولا أنزل هذا القرآن جملةً واحدةً كما أنزلت التوراة على موسى؟ فنَزَلتْ.
وأخرجه من وجه آخر عنه بلفظ: قال المشركون. وأخرج نحوه عن قتادة والسدي.
فإنْ قلتَ: ليس في القرآن التصريحُ بذلك، وإنما هو على تقدير ثبوتهِ قولُ الكُفَّارِ؟
قلتُ: سكوته تعالى عن الرد عليهم في ذلك، وعدوله إلى بيان حكمتهِ دليلٌ على صحته. ولو كانت الكتبُ كلها نزلت مفرقةً لكان يكفي في الرد عليهم أَن يقولَ: إن ذلك سُنَّةُ الله في الكتب التي أنزلها على الرسل السابقة، كما أجاب بِمثل ذلك قولهَم: (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق)؟ فقال: (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق. وقولهم: (أبعث الله بشراً رسولا)؟ فقال: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نُوحي إليهم). وقولهم: كيف يكونُ رسولاً ولا هَمَّ لَهُ إلا النساء؟ فقال: (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذريةً). إلى غير ذلك.
3 - ومن الأدلة على ذلك أيضاً قوله تعالى في إنزال التوراة على موسى يوم الصَّعقةِ: (فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين * وكتبنا له في الألواحِ من كل شيء موعظةً وتفصيلاً لكل شيءٍ فخذها بقوةٍ) (وألقى الألواح) (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة)، (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة). فهذه الآيات كلها دالةٌ على إتيانهِ- أي موسى- التوراةَ جُملةً.
4 - وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباسٍ قال: أعطي موسى التوراة في سبعة ألواحٍ من زبرجد فيها تبيان لكل شيء وموعظة، فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفاً على عبادة العجلِ رمى بالتوراةِ من يده فتحطمت، فرفع الله منها ستة أسباعٍ وبقي منها سبعٌ.
5 - وأخرج من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعَهُ قال: (الألواحُ التي أنزلت على موسى كانت من سدرِ الجنةِ، كان طول اللوحِ اثني عشر ذراعاً).
6 - وأخرج النسائيُّ وغيرهُ عن ابن عباسٍ في حديث الفتونِ قال: أخذ موسى الألواحَ بعدما سكتَ عنه الغَضَبُ، فأمرهم بالذي أَمر اللهُ أن يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها حتى نَتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأقروا بها).
7 - وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحجاج قال: جاءتهمُ التوراةُ جُملةً واحدةً فكبُرَ عليهم، فأبوا أن يأخذوها حتى ظَلَّلَ الله عليهم الجبلَ فأخذوها عند ذلك.
فهذه آثارٌ صحيحةٌ صريحةٌ في إنزالِ التوراةِ جُملةً). [انظر: الإتقان للسيوطي 1/ 134 - 136 طبعة مصطفى ديب البغا – دار ابن كثير]
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما إبراهيم البقاعي (ت885هـ) الذي يرى أن الكتب السماوية السابقة كالتوراة وغيرها نزلت مفرقة كالقرآن الكريم فتجد كلامه في ذلك عند تفسير قوله تعالى في سورة النساء: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَآءِ) حيث قال: (ولَمَّا أخبر تعالى بما على المُفَرِّقين بين الله ورسله وما لأضدادهم أتبعه بعض ما أرادوا به الفرقة، وذلك أن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازورا من اليهود قالا كذباً: إن كنت نبياً فأتنا بكتابٍ جُملةً من السماءِ نعاينه حين يَنْزِلُ - كما أتى موسى عليه الصلاة والسلام بكتابه كذلك، فأنزل الله تعالى موبخاً لهم على هذا الكذب مشيراً إلى كذبهم فيه موهياً لسؤالهم محذراً من غوائله مبيناً لكفرهم بالله ورسله: {يسألك}. ولما كانت هذه من أعظم شبههم التي أضلوا بها من أراد الله، وذلك أنهم رأوا أن هذا الكتاب المبين أعظم المعجزات، وأن العرب لم يمكنهم الطعن فيه على وجه يمكن قبوله، فوجهوا مكايدهم نحوه بهذه الشبهة ونحوها، زيفها سبحانه وتعالى أتم تزييف، وفضحهم بسببها غاية الفضيحة).
ثم قال: (وما أوهموا به في قولهم هذا من أن موسى عليه الصلاة والسلام أتى بالتوراة جُملةً كِذبةٌ تلقَّفها منهم مَنْ أراد الله تعالى مِنْ أهل الإسلام؛ ظناً منهم أن الله تبارك وتعالى أَقَرَّهُم عليها، وليس كذلك - كما يُفهمهُ السياقُ كُلُّهُ، ويأتي ما هو كالصريح فيه في قوله: {إنا أوحينا إليك} - الآية كما سيأتي بيانه، واليهود الآنَ مُعترفونَ بِأَنَّها لم تَنْزِلْ جُملةً. وقال الكلبيُّ في قصة البقرةِ التي ذبحوها لأجلِ القتيلِ الذي تداروا فيه: وذلك قبل نزول القَسَامَةِ في التوراة.)
ثم قال البقاعي في تفسيره لآية الفرقان: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ... الآية): (وليست الإشارة – أي في قوله كذلك -محتملة لأن تكون للكتب الماضية، لأن نزولها إنما كان منجماً كما بينته في سورة النساء عن نص التوراة المشير إليه نص كتابنا، لا كما يتوهمه كثير من الناس، ولا أصل له إلا كذبة من بعض اليهود شبهوا بها على أهل الإسلام فمشت على أكثرهم وشرعوا يتكلفون لها أجوبة، واليهود الآن معترفون بأن التوراة نزلت في نحو عشرين سنة والله الموفق)
[انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي 5/ 507 - 512، 13/ 380]
وما ذكره السيوطي والزرقاني، نقله أبو شهبة في كتابه (المدخل إلى دراسة القرآن الكريم ص 57 فقال: (أما الكتب السماوية السابقة فالمشهور بين العلماء أن ذلك كان جملة واحدة حتى كاد يكون هذا الرأي إجماعاً كما قال السيوطي) ثم ذكر أدلة السيوطي.
والأدلة التي ذكرها السيوطي كلها تتعلق بالتوراة، وليس فيها دلالة على نزول غيرها من الكتب السابقة جملة، وقد ألحقها بها الشيخ محمد أبو شهبة فقال: (وإذا كانت التوراة وهي أعظم الكتب السماوية السابقة، وأكثرها أحكاماً وهداية، وقد ثبت نزولها جملة واحدة، فأحر بغيرها من الكتب السماوية – كالإنجيل والزبور وصحف إبراهيم – أن تكون قد نزلت جملة واحدة، وآية الفرقان كما ذكرنا تدل على هذا التعميم وتؤيده) [المدخل ص 58].
وهذه المسألة ليست من المسائل الكبار التي يترتب عليها عمل، ونزول الكتب المتقدمة جملة واحدة أو مفرقة، ليس بذي أهمية، ولذلك لم يتوقف عندها العلماء كثيراً، ومعظم من تعرض لها ذكر القول الذي رجحه السيوطي، ولعل هذا سبب اعتبار السيوطي هذا يشبه الإجماع منهم. فقد ذكر هذا القول عدد من العلماء منهم ممن تقدم السيوطي:
- الطبري (ت310هـ) عند تفسيره لآية الفرقان (17/ 445 طبعة دار هجر).
- محمد بن عبدالله بن أبي زمنين (ت399هـ) في تفسيره 3/ 259
- أبو الليث السمرقندي في تفسيره 2/ 537
- الثعلبي (ت427هـ) في الكشف والبيان 7/ 132
- أبو المظفر السمعاني (ت489هـ) 1/ 497 عند تفسير قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء).
- البغوي (ت510هـ) في تفسير آية الفرقان (3/ 368)
- الرازي (ت604هـ) في تفسيره 24/ 69
- القرطبي (ت671هـ) في تفسيره 13/ 28
- العيني (ت855هـ) في عمدة القارئ 20/ 53. وغير هؤلاء كثير
غير أن الأدلة الصريحة بالقول بنزولها جُملةً ليست مؤكدة الصحة من حيث الإسناد فيما يظهر لي مع البحث العاجل، وهي في حاجة إلى دراسة حديثية، والأدلة الصحيحة من حيث الإسناد وهي الآيات القرآنية ليست صريحةً من حيث الدلالة على نزول الكتب السماوية جملةً واحدة. ولذلك لم أعثر على بحث مستفيض لهذه المسألة عند المفسرين أو غيرهم من المتقدمين ولعل السيوطي والبقاعي من أوسع من تعرض لبحثها، وربما يكون ذلك لعدم وجود ثمرة عملية لهذه المسألة. ولذلك قال الدكتور فضل حسن عباس في كتابه إتقان البرهان 1/ 156: (أما الكتب السماوية فقد اشتهر أنها نزلت جملة واحدة، وليس لدينا دليل صحيح قطعي نركن إليه في هذه القضية، بل هي أدلة احتمالية، منها أدلة استنبطها بعض العلماء من القرآن الكريم نفسه، ومنها آثار لا يمكننا التعويل عليها أو الركون إليها).
وليُعلم أنه لا يلزم لإثبات كمال القرآن والشريعة الإسلامية التقليل من شأن الشرائع السابقة، كالقول بأن نزول الكتب السماوية السابقة جُملةً واحدةً من مظاهر نقص تلك الشرائع، بل الاحتمالُ لا زال وارداً أن الكتب السماويةَ السابقة للقرآن نزلت مفرقة كذلك، لتلبية حاجات العباد، غير أن الإسلام جاء مهيمناً على تلك الأديان، وجاء القرآن مهيمناً على تلك الكتب، وكلها من عند الله سبحانه وتعالى. والله أعلم بالصواب، ولا يزال باب النقاش العلمي حول هذه المسألة مفتوحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Jan 2009, 10:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الإفادة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jan 2010, 07:25 ص]ـ
جاء في محاسن التأويل للقاسمي:
(تنبيه:
يذكر المفسرون هاهنا أن الآية رد على الكفرة في طلبهم نزول القرآن جملة، كنزول بقية الكتب جملة. ويرون أن القول بنزول بقية الكتب دفعة، صحيح. فيأخذون لأجله في سر مفارقة التنزيل له. والحال أن القول بنزولها دفعة واحدة لا أصل له، وليس عليه أثارة من علم، ولا يصححه عقل. فإن تفريق الوحي وتمديد مدته بديهي الثبوت. لمقدار مكث النبي. إذ ما دام بين ظهراني قومه، فالوحي يتوارد تنزله ضرورة. ومن راجع التوراة والإنجيل الموجودين، يتجلى له ذلك واضحا لا مرية فيه. وعذر القائل به ظنه أن الآية تعريض بنزول غيره كذلك. وما كل كلام معرض به. وإنما الآية حكاية لاقتراح خاص، وتعنت متفنن فيه. والله أعلم.)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 Jan 2010, 09:33 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
وكذلك ممن ردَّ القول بأن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة، ما ذكره الشيخ ابن عاشور رحمه الله، في معرض بيانه حول مفردتي (أنزل) و (نزَّل) الذي تتابع النقلة عليها دون تحرير فقال:
(والتضعيفُ في (نَزَّلَ) للتعدية، فهو يساوي الهمز في أنزل، وإنما التضعيف يُؤذِن بقوة الفعل في كيفيته أو كميته، في الفعل المتعدي بغير التضعيف، من أجل أنهم قد أتوا ببعض الأفعال المتعدية، للدَّلالة على ذلك؛ كقولهم: فسر وفسر، وفرق وفرق، وكسر وكسر، كما أتوا بأفعال قاصرة بصيغة المضاعفة، دون تعدية؛ للدلالة على قوة الفعل.
كما قالوا: مات وموت وصاح وصيح. فإما إذا صار التضعيف للتعدية فلا أوقن بأنه يدل على تقوية الفعل، إلا أن يقال: إن العدول عن التعدية بالهمز، إلى التعدية بالتضعيف، بقصد ما عهد في التضعيف من تقوية معنى الفعل.
فيكون قوله: (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) أهم من قوله (وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ) على عظم شأن نزول القرآن، وقد بينت ذلك مستوفى في المقدمة الأولى من هذا التفسير، ووقع في "الكشاف"، هنا وفي مواضع متعددة، أن قال: إن نزَّل يد على التنجيم وإن أنزل يدل على أن الكتابين أنزلا جملة واحدة وهذا لا علاقة له بمعنى التقوية المدعى للفعل المضاعف، إلا أن يعني أن نزل مستعمل في لازم التكثير، وهو التوزيع ورده أبو حيان بقول تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً) نزل عليك القرءان جملة واحدة فجمع بين التضعيف وقوله: (جُمْلَةً وَاحِدَةً). وأزيد أن التوراة والإنجيل نزلا مفرقين كشأن كل ما ينزل على الرسل في مدة الرسالة، وهو الحق؛ إذ لا يعرف أن كتابا نزل على رسوله دفعة واحدة. والكتاب: القرآن. والباء في قوله (بِالْحَقِّ) للملابسة، ومعنى ملابسته للحق اشتماله عليه في جميع ما يشتمل عليه من المعاني قال تعالى {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ})
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[24 Jan 2010, 11:14 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قول القاسمي رحمه الله:
"والحال أن القول بنزولها دفعة واحدة لا أصل له، وليس عليه أثارة من علم"
هذا القول مجازفة لوجود الأدلة التي استدل بها المخالف وإن كانت ليست صريحة في ذلك.
وقوله:
"ولا يصححه عقل. فإن تفريق الوحي وتمديد مدته بديهي الثبوت. لمقدار مكث النبي. إذ ما دام بين ظهراني قومه، فالوحي يتوارد تنزله ضرورة ".
وهذا القول غير صحيح في نظري، لأنه يصح عقلاً أن يعطى النبيُ الكتاب جملة واحدة ولا يمنع ذلك من نزول الوحي عليه ويعبر عنه النبي بلفظه كما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما قوله:
" ومن راجع التوراة والإنجيل الموجودين، يتجلى له ذلك واضحا لا مرية فيه".
فأقول:
لا يصح الاستشهاد بهما، وكيف يصح الاستشهاد بهما وهي نسخ قد دخلها التحريف والتبديل، بل هي ترجمات لأصول مفقوده؟
وأما قول بن عاشور رحمه الله تعالى:
"وأزيد أن التوراة والإنجيل نزلا مفرقين كشأن كل ما ينزل على الرسل في مدة الرسالة، وهو الحق."
أقول:
لو كان هذا الشأن معلوما ومتقررا لما وقع الخلاف.
وأما قوله:
"إذ لا يعرف أن كتابا نزل على رسوله دفعة واحدة."
فأقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
بدليل صريح نعم أما على الإطلاق فلا.
روى البخاري في صحيحة حديث قصة موسى والخضر وفيه:
"أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ يَا مُوسَى"
وفي الصحيح أن الله كتب التوراة لموسى عليه السلام بيده.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Jan 2010, 08:31 م]ـ
للوصول إلى نتيجة علمية في هذه المسألة لا بد من جمع أدلة الفريقين؛ والنظر في الجمع بينهما إن أمكن، وإلا فترجيح ما يتبين رجحانه بمرجح واضح ..
فمن أقوى أدلة القائلين بأن الكتب - غير القرآن الكريم - نزلت جملة واحدة ما يلي:
1 - قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32]
2 - الأحاديث الخمسة التي ذكر الشيخ عبد الرحمن الشهري في مداخلته.
ومن أقوى أدلة مخالفيهم:
1 - {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]
2 - قول الكلبيُّ في قصة البقرةِ: وذلك قبل نزول القَسَامَةِ في التوراة.
وبالنظر في الآيتين الكريمتين نجد أن الأولى يدل ظاهرها - مقرونا بسبب النزول - على التنزيل جملة.
والآية الثانية: تدل على تشبيه الوحي عليه صلى الله عليه وسلم بالوحي على الأنبياء.
ولا تعارض بين الآيتين؛ إذ يمكن حمل الأولى على التنزيل جملة على الأنبياء السابقين، وحمل الثانية على المساواة بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم في الوحي الذي لا يختص بالكتب.
وأرجح القولين - إلى الآن - القول بالتنزيل جملة.
والله تعالى أعلم.(/)
فائدة: وجه إضافة الجناحين في قوله تعالى (ولا طائر يطير بجناحيه)
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[23 Jun 2003, 11:59 م]ـ
قال الطبري إمام المفسرين رحمه الله:
" فإن قال قائل: فما وجه قوله: "ولا طائر يطير بجناحيه"؟ وهل يطير الطائر إلا بجناحيه؟ فما في الخبر عن طيرانه بالجناحين من الفائدة؟
قيل: قد قدمنا القول فيما مضى أن الله تعالى ذكره أنزل هذا الكتاب بلسان قوم، وبلغاتهم وما يتعارفونه بينهم ويستعملونه في منطقهم خاطبهم. فإذ كان من كلامهم إذا أرادوا المبالغة في الكلام أن يقولوا: (كلمت فلاناً بفمي)، و (مشيت إليه برجلي) و (ضربته بيدي)، خاطبهم تعالى بنظير ما يتعارفونه في كلامهم، ويستعملونه في خطابهم، ومن ذلك قوله تعالى ذكره: "إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة" [ص:23].
وفي فتح القدير للشوكاني قال رحمه الله (و "بجناحيه" لدفع الإبهام، لأن العرب تستعمل الطيران لغير الطير كقولهم: طرفي حاجتي: أي أسرع، وقيل إن اعتدال جسد الطائر بين الجناحين يعينه على الطيران، ومع عدم الاعتدال يميل، فأعلمنا سبحانه أن الطيران بالجناحين، وقيل ذكر الجناحين للتأكيد كضرب بيده وأبصر بعينيه ونحو ذلك. والجناح: أحد ناحيتي الطير الذي يتمكن به من الطيران في الهواء، وأصله الميل إلى ناحية من النواحي.)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Jun 2003, 04:21 م]ـ
كتب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي في موضوع هذه الجملة وأمثالها مما في القرآن كتابًا بعنوان (البدهيات في القرآن الكريم / دراسة نظرية).
ثم كتب كتابًا آخر بعنوان (البدهيات في الحزب الأول من القرآن الكريم).
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 Jun 2003, 07:32 ص]ـ
مجمل ما قاله المفسرون فيه أن الغرض من ذلك:
1 - التأكيد، لأنه لا طائر يطير إلا بجناحيه، كما يقال نظرت بعيني، وأخذت بيدي.
2 - لرفع المجاز الذي كان يحتمله قوله: (ولا طائر) لو اقتصر عليه، فقد استعير الطائر للعمل في قوله: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) وقولهم: طار لفلان كذا في القسمة أي سهمه
، وطائر السعد والنحس، وقطعاً لمجاز السرعة، لقولهم: طر في حاجتي أي أسرع.
قال الشاعر:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
وخالفهم الطاهر بن عاشور فقال:" قصد به الشمول والإحاطة، لأنه وصف آيل إلى معنى التوكيد، لأنّ مفاد (يطير بجناحيه) أنَّه طائر، كأنَّه قيل: ولا طائر ولا طائر. والتوكيد هنا يؤكّد معنى الشمول الذي دلّت عليه (من) الزائدة في سياق النفي، فحصل من هذين الوصفين تقرير معنى الشمول الحاصل من نفي اسمي الجنسين. ونكتة التوكيد أنّ الخبر لغرابته عندهم وكونه مظنّة إنكارهم أنَّه حقيق بأن يؤكّد. ووقع في «المفتاح» في بحث إتباع المسند إليه بالبيان أنّ هذين الوصفين في هذه الآية للدلالة على أنّ القصد من اللفظين الجنس لا بعض الأفراد وهو غير ما في «الكشاف»، وكيف يتوهَّم أنّ المقصود بعض الأفراد ووجود (مِن) في النفي نصّ على نفي الجنس دون الوحدة. وبهذا تعلم أن ليس وصف (يطير بجناحيه) وارداً لرفع احتمال المجاز في (طائر) كما جنح إليه كثير من المفسِّرين وإن كان رفع احتمال المجاز من جملة نكت التوكيد اللفظي إلاّ أنّه غير مطّرد، ولأنّ اعتبار تأكيد العموم أولى، بخلاف نحو قولهم: نظرته بعيني وسمعته بأذني ".
3 - فيه تنبيه على تصور هيئة الطائر على حالة الطيران واستحضار مشاهدة هذا الفعل الغريب وجاء الوصف بلفظ (يطير) لأنه مشعر بالديمومة والغلبة لأن أكثر أحوال الطائر كونه يطير وقل ما يسكن حتى إن المحبوس منها يكثر ولوعه بالطيران في المكان الذي حبس فيه من قفص وغيره. وقال الآلوسي:" واختار بعض المتأخرين أن وجه الوصف تصوير تلك الهيئة الغريبة الدالة على كمال القوة والقدرة. وأورد على الوجهين السابقين أنه لو قيل: ولا طائر في السماء لكان أخصر وفي إفادة ذينك الأمرين أظهر مع ما فيه من رعاية المناسبة بين القرينتين يذكر جهة العلو في إحداهما وجهة السفل في الأخرى، ورد ـ كما قال الشهاب ـ بأنه لو قيل: في السماء يطير بجناحيه لم يشمل أكثر الطيور لعدم استقرارها في السماء، ثم إن قصد التصوير لا ينافي قطع المجاز إذ لا مانع من إرادتهما جميعاً كما لا يخفى ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2006, 05:48 م]ـ
مجرد خاطرة
وربما قوله تعالى " وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ. . . "
تدخل فيما ذكرتم
وكل زيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Jan 2006, 10:41 م]ـ
وهذه خاطرة أخرى:
أشار بعض أهل الفهم إلى أن الله سبحانه وتعالى ذكر آيتين متشابهتين ظاهرا لكن فيهما معنى آخر يظهر بالتأمل.
ففي سورة تبارك قال تعالى
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/67/19/0-0,4,.png
قال في الجلالين:
"أولم يروا" ينظروا "إلى الطير فوقهم" في الهواء "صافات" باسطات أجنحتهن "ويقبضن" أجنحتهن بعد البسط أي وقابضات "ما يمسكهن" عن الوقوع في حال البسط والقبض "إلا الرحمان" بقدرته "إنه بكل شيء بصير" المعنى: ألم يستدلوا بثبوت الطير في الهواء على قدرتنا أن نفعل بهم ما تقدم وغيره من العذاب
وهنا واضح أن الله سبحانه وتعالى أكد على أنها قضية تتعلق بالطيور المعروفة التي تعتمد على أجنحتها
كما في آيتنا التي تدور حولها الخواطر أقصد قوله سبحانه "ولا طائر يطير بجناحيه"
أما في سورة النحل فقد قال تعالى:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/16/79/0-0,4,.png
وهنا في هذه الآية لم يحدد المولى الكريم كون الطير مما يطير بجناحيه مما يجعل عموم القول يدخل تحته ما يطير بغير جناحيه. ولو عدنا إلى ما أومأ له في أول السورة في قوله:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/16/8/0-0,6,7,8,9,.png
لذا حين أكد سبحانه وتعالى في قوله:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Search/290X800-1/6/38/0-10,11,12,.png
فإنما فيه انسجام المعنى المراد بأن ما يطير بجناحيه إنما هو الذي له صفة "أمم أمثالكم" بخلاف ما قد يطير مستغنيا عن الجناحين كالطائرات النفاثة والصواريخ والمروحيات مما خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان في العصور الحديثة وهذه قطعا ليست أمم أمثالنا بل هي عالم جديد من مخلوقات الله
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 Jan 2006, 08:33 م]ـ
نعم، أخي أنمار:
وهناك قرائن أرى أنها مهمة:
1 - في قوله تعالى، في آية النحل (أولم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء) الآية، إشارة إلى شيئين: الأول: "التسخير" وغالبا ما يأتي التسخير في القرآن في معرض الحديث عن نعم الله تعالى التي جعلت في متناول الاستعمال الآدمي، كما في قوله تعالى (وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره)، وكذا قوله تعالى، في معرض الامتنان بركوب الأنعام (والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون. لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. وإنا إلى ربنا لمنقلبون).
أما في آية سورة الملك، فإن التسخير لم يذكر، إذ يبعد أن يكون مجرد طيران الطيور "تسخيرا" يعود على الآدمي بفائدة، كما هو معلوم ومشاهد.
2 - القرينة الثانية: ذكر "الجو" في قوله تعالى (في جو السماء)، إذ ناسب "التسخير" ذكر الجو لأنه الظرف الذي يحصل به التسخير، أما في حال طيران الطيور فإنه صحيح انه يلزم ان يكون طيرانها في "الجو" كذلك، ولكن ليس بالضرورة في "جو السماء"، وفرق كبير بين مستوى الطيران في مجرد الجو والطيران في جو السماء فقط، وهو ما قيد به لفظ الجو في آية النحل.
وإذا أخذنا بالاعتبار أن "الطائرات" ما هي إلا نوع من انواع الفلك الذي "سُخر" لنا لكي "نستوي" على ظهوره، لكان في ذلك مما يؤيد هذا المأخذ ما يؤيده، ولذلك تفطن العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذا المعنى، عند تفسيره للآية الواقعة في سورة يس، في قوله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وجعلنا لهم من مثله ما يركبون)، قال رحمه الله في تفسيرها:
"فلما وصلت في الكتابة إلى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد اللّه تعالى، وذلك أن من عرف جلالة كتاب اللّه وبيانه التام من كل وجه، للأمور الحاضرة والماضية والمستقبلة، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله، وكانت الفلك من آياته تعالى ونعمه على عباده، من حين أنعم عليهم بتعلمها إلى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في كل زمان، إلى زمان المواجهين بالقرآن.
فلما خاطبهم اللّه تعالى بالقرآن، وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى أنه سيكون أعظم آيات الفلك في غير وقتهم، وفي غير زمانهم، حين يعلمهم [صنعة] الفلك [البحرية] الشراعية منها والنارية، والجوية السابحة في الجو، كالطيور ونحوها، [والمراكب البرية] مما كانت الآية العظمى فيه لم توجد إلا في الذرية، نبَّه في الكتاب على أعلى نوع من أنواع آياتها فقال: (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) أي: المملوء ركبانا وأمتعة" أ. هـ.
والله تعالى أعلم(/)
أنواع بيان القرآن للقرآن التي ذكرها الشنقيطي في مقدمة الأضواء
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[24 Jun 2003, 04:55 ص]ـ
هذا ترتيب واختصار لأنواع بيان القرآن بالقرآن التي دبجتها يراعة الإمام الشنقيطي في مقدمة الأضواء أحببت إتحافكم به يا أهل الملتقى فدونكموها لكم غنمها وعلي غرمها والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
أنواع بيان القرآن للقرآن:
ألوان بيان القرآن للقرآن كثيرة من أهمها مايلي:
1 - بيان الإجمال الواقع بسبب اشتراك في اسم أو فعل أو حرف.
المشترك: هو اللفظ الدال على أكثر من معنى.
فمثال الأول: (الاشتراك في اسم) قوله تعالى:"وليطوفوا بالبيت العتيق". فالعتيق يطلق بالاشتراك على: القديم، وعلى المعتق من الجبارة، وعلى الكريم. ويدل للأول قوله تعالى:" إِنَّ أوَّلَ بيتٍ وُضِعَ للنّاسِ لَلذِي بِبَكّةَ مُبارَكاً".
ومثال الثاني: (الاشتراك في فعل) قوله تعالى:" ثمَّ الذِينَ كفَرُوا بِرَبهِم يَعدِلُون" فعدل تأتي بمعنى (سوّى) وتأتي بمعنى: (مال وصدّ) ويدل للأول قوله تعالى:"تاللهِ إن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ- إِذ نُسَويكُم بِرَبّ العَالمَين "،وقوله تعالى:"وَمِن النّاسِ مَن يتّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أندَاداً يحِبَّونَهُم كَحُبّ الله".
ومثال الثالث: (الاشتراك في حرف) قوله تعالى:"خَتمَ اللهُ عَلَى قلُوبِهِم وَعلَى سَمعِهم وَعلَى أبْصَارِهِم غِشَاوَة" فإن الواو في قوله: (وَعلَى أبْصَارهِم) محتملة للاستئناف وللعطف وقد بينت آية الجاثية أنها للاستئناف وهي قوله تعالى:"أفَرأيتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأضَلَّهُ الله عَلَى عِلمٍ وَخَتمَ عَلَى سَمعِهِ وَقَلبِهِ وَجَعَل عَلَى بَصرِه غِشَاوَة".
وكقوله:" فَامْسَحُوا بوجُوهِكُم وَأيدِيكُم مِنْه". فقيل (من) للتبعيض، ولذا اشترطوا صعيدا له غبار يعلق باليد، وقيل: هي لابتداء الغاية ولذا لم يشترطوا ماله غبار بل يجوز التيمم على الرمل والحجارة، وهذا أنسب لما بعده وهو قوله"مَا يُرِيدُ الله لِيَجعَلَ عَليكُم مِن حَرَج". أي: أيّ حرج. والتكليف بما له غبار فيه نوع من الحرج، لأن كثيرا من بلاد الله لايوجد فيها إلا الجبال والرمال.
2 - بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام في اسم جنس جمعا كان أو مفردا أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف:
مثال الأول: (اسم الجنس الجمعي-وهو الذي يفرق بينه وبين مفرده بالتاء-) قوله تعالى:"فَتلقَّى آدمُ مِن رَبهِ كَلِمَاتٍ فَتابَ عَلَيه "فأبهم الكلمات وذكرها في قوله"قَالا رَبنَا ظَلمنَا أنفُسَنَا وَإِن َلم تغفِر لَنَا وَترحَمنا لَنكُو نَنّ مِن الخَاسِرِين".
ومثال الثاني: (اسم الجنس المفرد) قوله تعالى:"وَتمّت كَلِمةُ رَبكَ الحُسنَى عَلَى بَني إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا"فأبهم الكلمة هنا وبينها بقوله"وَنرِيدُ أن نمُنَّ عَلَى الذِينَ استُضْعِفُوا في الأرضِ وَنجعَلَهُم أئِمّةً وَنجَعلَهُم الوَارثِين- وَُنمكّنَ لَهُم في الأرض .. ".
ومثال الثالث: (اسم الجمع-وهو ماليس له واحد في لفظه-) قوله تعالى:"وَنعَمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِين -كَذَلِك وَأوْرَثنَاهَا قَوماً آخرِين" فالقوم: اسم جمع وقد بينه في الشعراء بقوله"كَذَلِكَ وَأورَثنَاهَا بَني إِسْرَائِيل".
ومثال الرابع: (صلة الموصول) قوله تعالى:"صِرَاطَ الذينَ أنعَمتَ عَليهِم" بينه بقوله"أولَئِكَ الذِينَ أنعَمَ الله عَليهِم مِن النَّبيّينَ والصّدِيقِين…".
ومثال الخامس: (معنى حرف) قوله تعالى:"وَأنفَقُوا ممّا رَزَقنَاكُم" فإن لفظة (من) للتبعيض والبعض مبهم هنا مبين بقوله"وَيَسألُونَكَ مَاذا يُنفِقُون قُلِ العَفْو" والعفو الزائد عن الحاجة الضرورية.
ومثال السادس: (اللفظ الذي يطلق على المذكر والمؤنث) قوله تعالى:"وَإِذ قَتلتمُ نفساً" فإن النفس تُطلق على الذكر والأنثى وقد أشار تعالى هنا على أنها هنا "ذكر" حيث ذكر الضمير العائد إليها في قوله:"فَقُلنا اضْرِبُوهُ ببَعضِها".
3 - بيان الإجمال الواقع بسبب احتمال في مُفسر الضمير:
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: قوله تعالى:"وَإِنهُ عَلَى ذَلِكَ لَشهِيد" فيُحتمل عود الضمير على الرّب-سبحانه-وعلى الإنسان المذكور في قوله: (إِنّ الإنسَانَ لِرَبهِ لَكَنُود) والسّياق يدل على عوده على الإنسان لأنه قال بعده:"وَإِنه لحُبِّ الخيرِ لَشَدِيد"ولا خلاف بأن المراد به هنا هو الانسان.
4 - صرف اللّفظ عن ظاهره لدليل:
يكون الظاهر المتبادر للأذهان من الآية غير مُراد بدليل قرآني على أن المراد غيره.
مثاله: قوله تعالى:"الطّلاقُ مَرّتان" فإن ظاهره المتبادر منه أن الطلاق كله محصور في المرّتين، ولكن بيّنت الآية بعدها أن المراد بالمحصور هنا هو الطّلاق الرّجعي. قال تعالى:"فِإنّ طَلقَهَا فَلا تحِلُّ لَهُ مَن بَعد حَتى تنكِحَ زَوجاً غَيرِه".
5 - أن يذكر أمر ما في القرآن ثم يُبيّن في موضع آخر شيء يتعلق به.
كالمقصود منه أو سببه أو مفعوله أو صفته أو مكانه أو زمانه أو متعلقه أو كيفية وقوعه أو يأتي سؤال وجواب عنه أو حكمته أو هل تم الامتثال به أو يخبر بوقوع شيء ثم يُبيّن وقوعه):
فمثال الأول: (ذكر المقصود) قوله تعالى:"وَقَالُوا لَولا أٌنزِلَ عَلَيهِ مَلكٌ وَلو أَنزَلنَا مَلكَاً لَقُضِيَ الأَمر"فإنه بيّن في سورة الفرقان أن مرادهم بالمَلَك المقترح إنزاله أن يكون نذيرا آخر مع الرسول-صلى الله عليه وسلم-وذلك في قوله تعالى:"وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يأكُلُ الطَّعَامَ وَيمَشِي فِي الأسْوَاقِ لَولا اُنزِلَ إِليهِ مَلَكٌ فَيكُونَ مَعَهُ نَذِيرَا".
ومثال الثاني: (وهو السّبب) قوله تعالى:"يَومَ تَبيَضُّ وُجُوهٌ وَتسْوَدُّ وُجُوه" فإنه أشار إلى سبب اسودادها بعدها بقوله:"فَأمَّا الذِين اسوَدَّت وُجُوهُهُم اكَفر تُم .. الآية". وبقوله:"وَيومَ القِيَامَةِ تَرَى الذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُم مُسْوَدَّة" وغيرها.
ومثال الثالث: (وهو ذكر المفعول الواحد) قوله تعالى:"إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبَرةً لِمَن يخشَى". فإنه لم يذكر مفعول"يخشى". وذكره في سورة هود بقوله:"إِن في ذلِكَ لآيةً لمَن خَافَ عَذَابَ الآخِرَة" فالآية الأولى في قصة فرعون وموسى، والثانية كذلك وردت بعد قصة فرعون وموسى. ومثلها أيضا ما ورد في سورة الذاريات.
ومثال (المفعول الثاني) قوله تعالى:"ثُمّ اتخَذتُم العِجل" فإن المفعول الثاني لِ"اتخذ" محذوف في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر اتخاذ العجل إلهاً، وتقديره: (اتخذتم العجل إلها). ونكتة حذفه: التنبيه على أنه لا ينبغي أن يُتلفظ بأن عجلاً مصطنعاً إله. وقد أشار إلى هذا المفعول في سورة طه بقوله:"فَكَذلِكَ ألقَى السَّامِرِيّ _ فّاخْرَجَ لَهُم عِجلاً جَسَداً لُه خُوَار، فَقَالُوا هَذَا إِلهُكُم وِإلَهُ مُوسَى فَنَسِي".
ومثال الرابع: (وهو ذكر الصفة) قوله تعالى:"وَندْخِلُهُم ظِلاً ظَلِيلا" فقد بيّن بعض أوصاف الظلّ في قوله تعالى:" أُكُلهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا" وقوله:"وَظِلٍّ مَمدُود" وقد يذكر نقيض ذلك الوصف لضد ذلك الشيء كقوله في وصف ظل أهل النار:"انطَلِقُوا إلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَب – لاظَلِيلَ وَلايُغني مِنَ اللَّهَب".
ومثال الخامس: (وهو ذكر المكان) قوله تعالى:"الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالمِين" حيث بيّن في سورة الروم أن السّماوات والأرض مكانٌ لحمده، قال تعالى:"وَلَهُ الحَمدُ في السَّمَاوَاتِ وَالأرض".
ومثال السادس: (وهو ذكر الزمان) قوله تعالى:"لَهُ الحَمدُ في الأُولَى وَالآخِرَة" وقوله" وَلَهُ الحَمدُ في الآخِرَة" فبيّن أن الدنيا والآخرة زمان لحمده.
ومثال السابع: (وهو ذكر المتعلق) قوله تعالى:"وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أن يَكُفَّ بَأسَ الذِينَ كَفَرُوا .. الآية". فإنه لم يبيّن هنا مُتعلق التحريض، ولكنه بيّنه في الأنفال بقوله:"وَحَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتال".
ومثال الثامن: (وهو كيفية الوقوع) قوله تعالى:"وِإِذ وَاعَدنا مُوسَى أربَعِينَ لَيلَةً ثُمَّ اتخَذتُم العِجلَ مِن بَعدِه". فإنه لم يبين هنا كيفية الوعد بالليالي، هل كانت مجتمعة أم مُفرقة؟ وبيّنها في الأعراف بقوله:"وَوَاعَدناَ مُوسَى ثلاثِينَ لَيلَةً ثُمَّ أتمَمنَاهَا بِعَشرٍ فَتمَّ مِيقَاتُ رَبهِ أربَعِينَ لَيلَة".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثال التاسع: (وهو إتيان سؤال وجواب عنه) قوله تعالى:"مَالِكِ يَومِ الدِّين".فإنه لم يبيّن هنا. ووقع عنه سؤال وجواب في موضع آخر وهو قوله تعالى:"وَمَا أدرَاكَ مَايَومُ الدِّينِ- ثُمَّ مَا أدرَاكَ مَايَومُ الدِّين .. "
وقوله:"الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين". فإن"العالمين"وقع عنه سؤال وجواب في موضع آخر وهو قوله:"قَالَ فِرعَونُ وَمَارَبُّ العَالمِينَ- قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَمَابَينَهُمَا إِن كُنتُم مُوقِنِين". وسؤال فرعون وإن كان في الأصل سؤالاً عن الرب سبحانه فقد دخل فيه الجواب عن المراد بالعالمين.
ومثال العاشر: (وهو ذكر الحكمة) قوله تعالى:"وَهُوَ الذِي جَعَلَ النُّجُومَ لِتهتدُوا بهَا". فإن من حِكم خلق النجوم تزيين السّماء الدّنيا ورجم الشّياطين بها كما قال تعالى:"وَلَقَد زَيَّنَا السَّماءَ الدُّنيَا ِبمَصَابِيحَ وَجَعَلنَاهَا رُجُومَاً لِلشَّياطِين". وقال:"وَلَقَد زَيَّنا السَّماءَ الدُّنيَا بِزِينَةِ الكَواكِبِ وَحِفظاً مِن كُلِّ شَيطَانٍ مَارِد".
ومثال الحادي عشر: (وهو هل تم امتثال الأمر والنهي أو حصل الشّرط) قوله تعالى لنبيّه –صلى الله عليه وسلم-والمؤمنين:"قُولُوا آمنَّا بِاللهِ وَمَا أنزِلَ إلينَا .. ".فقد بين في آخر السورة أنهم امتثلوا فقال:"آمَن الرَّسُولُ ِبما أنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنُون .. ".
ومثله أيضًا لكنه في النهي قوله تعالى:"وَقُلنَا لَهُم لاتعدُوا ِفي السَّبت" فقد بين أنهم لم يمتثلوا في قوله:"وَلَقَد عَلِمتُم الذِينَ اعتدَوا مِنكُم ِفي السَّبت .. " وقوله:"وَاسأَلهُم عَنِ القَريةِ الّتِي كَانت حَاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدُونَ ِفي السَّبت ". والمراد بعضهم.
ومثله أيضًا لكنه في حصول الشرط قوله تعالى:"وَلا يَزالُونَ يُقَاتِلُونكُم حَتَّى يَرُدُّوكُم عَن دِينكُم إِنِ استطَاعُوا" فقد بين في أول المائدة أنهم لم يستطيعوا بقوله:"اليَومَ يَئِسَ الذِين كَفَرُوا مِن دِينكُم قَلا تخشَوهُم وَاخشَون".
ومثال الثاني عشر: (وهو أن يذكر أن شيئاً سيقع ثم يبيّن وقوعه بالفعل) قوله تعالى:"سَيَقُولُ الذِينَ أَشرَكُوا لَو شَاءَ اللهُ مَا أشرَكنَا" وصرّح في النحل بأنهم قالوا ذلك بالفعل بقوله:"وَقَالَ الذِينَ أشرَكُوا لَو شَاءَ اللهُ مَاعَبدنَا مِن دُونِه مِن شَيء".
6 - أن يكون للفظٍ في الآية معنى غالب في القرآن فيجب تفسيره به وعدم إخراجه من معناه:
مثاله: قوله تعالى:"لأَغْلِبَنَّ أناَ وَرُسُلِي". فإن الغالب في القرآن استعمال (الغلبة) مرادا بها الغلبة بالسّيف والسّنان كما في قوله:"غُلِبَتِ الرُّوم". وقوله:"قُل لِلذِينَ كَفَرُوا سَتُغلَبُون .. ". وقوله:"وَإِن تكُن مِنكُم مائةٌ يَغلِبُوا ألفاً مِنَ الذِينَ كَفَرُوا". وعليه فيجب تفسير الغلبة في الآية الأولى بذلك، ومن قال: إنما المراد الغلبة بالحجّة والبرهان فهو صحيح لكن لا يجوز إخراج المعنى الغالب عن مراد الآية لأنه مما ورد به القرآن.
فإن كان المعنى المذكور متكرراً قصْده في القرآن إلا انه ليس أغلب من قصد سواه، فإنه دون الأول في الرتبة،والاستدلال به استئناس، كإطلاق (الظلم) على الشّرك في قوله:"وَلمَ يَلبِسُوا إِيمَانهَم بظُلم"وقوله:"إِنَّ الشِّركَ لظُلمٌ عَظِيم".وقوله:"وَالكَافِرُونَ هُمُ الظا لمُون".وورد مراداً به غير الشرك كقوله تعالى:"ثُمَّ أَورَثنا الكِتابَ الذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنا فَمِنهُم ظَالِمٌ لِنَفسِه .. "
7 - أن يحيل في آية على شيء ذُكر في آية أخرى. وهذا من صريح تفسير القرآن بالقرآن.
مثاله: قوله تعالى:"وَ قَد نزَّلَ عَلَيكُم ِفي الكِتابِ أن إِذا سَمِعتُم آياتِ اللهِ يُكفَرُ بهَا وَيُستهزَأ بهَا فَلاَ تقعُدُوا مَعَهُم". والمراد بما نزّل هو قوله في سورة الأنعام:"وَإِذا رَأيتَ الذِينَ يخُوضُونَ ِفي آياتِنَا فَأعرِض عَنهُم حَتى يخُوضُوا ِفي حَدِيثٍ غَيرِه".
ومثله: قوله تعالى:"وَعَلَى الذِينَ هَادُوا حَرَّمنَا مَا قَصَصنَا عَلَيكَ مِن قَبل"والمراد به ما في سورة الأنعام:"وَعَلَى الذِينَ هَادُوا حَرَّمنَا كُلَّ ذِي ظُفْر".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثله: قوله تعالى:"فِإذا تطَهَّرنَ فآتوُهُنَّ مِن حَيثُ أمَرَكُمُ الله". فإن محل الإتيان المحال عليه مذكور في موضعين. الأول: قوله بعد الآية:"نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتوُا حَرثكَم أنى شِئتم". فقد بين أن موضع الإتيان هو مكان حرث الأولاد. وهو القبل دون الدبر. والثاني: قوله تعالى:"فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابتغُوا مَا كَتبَ الله لَكُم" أي جامعوهن وابتغوا ماكتب الله لكم أي ولتكن تلك المجامعة في محل ابتغاء الولد. وهو القُبل دون الدبر.
8 - تفسير اللفظ إما بلفظٍ أشهر منه و أوضح عند السامع أو بذكر مقابلة الموضح له:
مثال الأول: قوله تعالى:"وَأمطَرنا عَلَيهِم حِجَارَة مِن سِجِّيل". فإنه بين في موضع آخر في القصة نفسها معنى السّجيل وذلك في قوله:"قَالُوا إِنَّا أُرسِلنَا إِلَى قَومٍ مجُرِمينَ- لِنُرسِلَ عَلَيهِم حِجَارَةٍ مِن طِين".
ومثال الثاني قوله تعالى:"اللهُ يَعلَمُ مَاتحَمِلُ كُل أنثى وَمَا تغِيضُ الأَرحَامُ وَمَا تزدَادُ وَكُل شَيءٍ عِندَهُِبمقدَار". فقد بان معنى"تغِيض" وهو تنقص لما ذكر مقابله وهو"تزدَاد".
9 - أن يكون في الآية قرينة تدل على منع أحد المعاني أو ردِّ بعض الأقوال:
ومن أمثلته: قوله تعالى:"وَكَتبنَا عَلَيهِم فِيهَا أنَّ النَّفسَ بالنَّفس" فيرى أبو حنيفة-رحمه الله-أن عموم الآية يفيد أن المسلم يُقتل بالكافر، ويمنع منه قوله في آخر الآية"فَمَن تصَدَّق بهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَه". فإنها قرينة على عدم دخول الكافر، لأن صدقته لا تكفر عنه شيئا، إذ لاتنفع الأعمال الصالحة مع الكفر.
ومثله أيضاً: قوله تعالى:"وَاتلُ عَليهِم نبأَ ابنَيْ آدمَ بالحَق .. "قال الحسن: المراد بابني آدم رجلان من بني إسرائيل، ويمنع منه قوله في القصة:"فَبَعَثَ الله غُرَاباً يَبحَثُ فِي الأرضِ ليُريَهُ كَيفَ يُوَاريَ سَوءَةَ أخِيه". إذ فيها أن ذلك وقع في مبدأ الأمر قبل أن يعرف الناس كيفية دفن الموتى، أما في زمن بني إسرائيل فقد عُرف الدفن فلا يخفى على أحد.
ومثله أيضاً: قول بعضهم أن آية الحجاب:"وَإِذا سَألتُمُوهُنَّ مَتاعَاً فَاسأَلوُهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَاب". خاصّة بأزواج النبي-صلى الله عليه وسلم-. فإن تعليله لهذا الحكم بقوله:"ذلِكُم أطْهُرُ لِقُلُوبكُم وَقُلُوبهِن". قرينة واضحة على قصد تعميم الحكم، إذ لم يقل أحد أن غير أزواج النبي-صلى الله عليه وسلم-لاحاجة إلى طهارة قلوبهن ولا إلى طهارة قلوب الرجال من الريبة منهن.
ومثله: قول بعضهم أن ازواجه-صلى الله عليه وسلم-غير داخلات في أهل بيته المذكورين في قوله"إِنمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُم الرِّجسَ أهَلَ البَيت". ويمنع منه: أن السّياق مصرِّح بدخولهن، لأنه ورد قبلها قوله"قُل ِلأزوَاجِكَ إِن كُنتنَّ ترِدن .. ". وبعدها قوله:"وَاذكُرنَ ما يتلى ِفي ِبيُوتِكُن .. ".
10 - أن يذكر لفظ عام ثم يخصصه أو يصرح في بعض المواضع بدخول بعض أفراد ذلك العام في حكمه:
مثال الأول: قوله تعالى:"وَ المُطَلَّقاتُ يَترَبصنَ ِبأنفُسِهِنَّ ثلاَثةَ قُرُوء". فهذا حكم عام في جميع المطلقات، ثم أتى ما يخصص من هذا العام الحوامل وهو قوله تعالى:"وَأولاَتُ الأَحمَالِ أجَلُهنَّ أن يَضَعنَ حَملَهُن". فخصص من عموم المطلقات أولات الأحمال.
ومثال الثاني: قوله تعالى:"ذلِكَ وَمِن يُعَظِم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنهَا مِن تقَوَى القُلوُب". فقد صرح بدخول"البُدْن " في هذا العموم بقوله بعده:"وَالبُدنَ جَعلنَاهَا لَكُم مِن شَعَائِرِالله
ـ[الكشاف]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:19 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفوائد وترتيبها يا دكتور محمد.
ـ[شعلة]ــــــــ[29 Mar 2006, 10:29 ص]ـ
شكر الله لكم وبارك فيكم على هذه الفوائد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:08 م]ـ
هل تتبع أحد من الباحثين أنواع بيان القرآن للقرآن تتبعاً تاماً، ورتبها في بحث كامل؟
هذا موضوع جدير بالعناية لأن ما ذكره الشنقيطي هنا أمثلة معدودة على كل نوع من هذه الأنواع.
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:13 ص]ـ
الحمد لله وبعد
بل أعتقد أنه - رحمه الله - لم يرد الحصر في مقدمة كتابه وكذلك الأمثلة قد يكون هناك شرح له لتزداد وضوحاً مع الشكر للدكتور على هذا الموضوع القيم.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Aug 2010, 05:25 ص]ـ
جزى الله الشيخ محمد الخضيرى على هذا الاختصار والترتيب
وهذا رابط حول الموضوع لتكتمل الفائدة
أنواع تفسيرالقرآن بالقرآن (رسم بياني وعرض الكتروني) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=47713)(/)
مُلَحُ التفسير ولطائفه (1)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Jun 2003, 04:11 م]ـ
مُلَحُ التفسير ولطائفه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد، فقد أحببت أن أُشْرِكَ إخواني في الملتقى معي في موضوع حيوي يحرص عليه كثير ممن يقرأ في كتب التفسير، وهي ما يسمى بلطائف التفسير، أو ملحه، أو نكته، وقد يتوسَّع بعضهم فيسمِّيها فوائد، مع أن الفوائد أوسع مدلولاً من المصطلحات السابقة.
وما سأكتبه لكم إنما هو مفتاح لهذا الموضوع، ولا يبعد أن لو أخذه باحث وفتَّق أكمامه لخرج بزهر كثير، وثمر وفير، فكم من موضوع ينظر إليه ناظر مبدعٌ فيزيد وفيه، ثم يبدئ ويعيد، فإذا هو أمام موضوع مبتكر جديد؛ ينافس بجدَّتِه، ويعجبُ ناظره بجودته.
وسأجعل الموضوع على مسائل:
المسألة الأولى: تحليل المصطلحات السابقة:
أولاً: اللطائف:
ترجع مادة (لطف) إلى معنيين:
الأول: الدقة أو الخفاء، وهذا باب (لَطُفَ) بضم الطاء.
والثاني: الرفق، وهذا باب (لَطَفَ) بفتح الطاء.
ويجوز أن يكون المعنيان مرادين في اللطائف، وتكون تسميتها باللطائف لما فيها من الخفاء الذي لا يُدرك إلا بإمعان نظر، أوللترفُّقٍ في الوصول إلى اللطيفة، أو لاجتماعهما معًا فيها.
ثانيًا: المُلحُ:
سمِّيت مُلَحًا لما فيها من الغرابة التي يستعذبها القارئ ويستلذُّها حتى تستولي على لُبِّهِ. قال الراغب في المفردات: ((ثمَّ استُعير من لفظ المِلح الملاحةُ، فقيل: رجل مليحٌ، وذلك يرجع إلى حسنٍ يغمض إدراكه)).
وكذا مُلَحُ الكلام وطرائفُه استعيرت من هذا الباب، ويظهر أنها أشبهت بحسنها الملح الذي يُحسِّنُ طعم الطعام ويزيِّنه.
ثالثًا: النُّكت:
سُمِّيتَ نُكتًا، لأنها تؤثِّر على لُبِّ قارئها، فأصل النَّكت يرجع إلى معنى التأثير اليسير على الشي، كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة، ومن نكت الأرض: إذا ضربها بقضيب، فضربها بالقضيب يُحدِث أثرًا فيها، ومن قوله صلى الله عليه وسلم: ((نُكِتَ في قلبه نُكتةٌ سوداء))؛ لأنَّ الذنب يؤثر في القلب، فيكون من أثره نقطة سوداء تصير على القلب، والله أعلم.
وبعد هذا، فإن في التحليل اللغوي ما يحتاج إلى زيادة إفصاح وبحث، لكني جعلته مدخلاً لهذا الموضوع الذي يرغب فيه كثيرٌ من قارئ التفسير، وتراه يأخذُ بمجامع لُبِّهم، والله الموفق.
المسألة الثانية:مقام المُلح من العلم:
ذكرها الشاطبي في الموافقات (تحقيق:مشهور سلمان: 1: 107) المقدمة التاسعة من مقدمات كتابه، فقال: ((من العلم ما هو صُلْبٌ، ومنه ما هو مُلَحُ العلم لا من صُلبِه، ومنه ما ليس من صلب العلم ولا مُلَحه)). وقد فصَّل هذه الثلاثة، فارجع إليها تكرُّمًا.
المسألة الثالثة: قواعد في اللطائف والمُلَح والنكت:
أولاً: النكت لا تتزاحم.
المراد بذلك أنَّ اللفظة الواحد أو الجملة الواحدة يمكن أن تحتوي على أكثر من نكته، وهذه النكت لا تتعارض فيما بينها، وهي صحيحة كلُها، فيجوز أن تكون كلُّ هذه النُّكت مرادةً بهذا اللفظ أو هذه الجملة، ومن أمثلة ذلك:
قال الآلوسي: ((… ((فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا)) إخبار عن عاجل أمرهم وآجله من الضحك القليل في الدنيا والبكاء الكثير في الأخرى.
وإخراجه في صورة الأمر للدلالة على تحتم وقوع المخبر به، وذلك لأن صيغة الأمر للوجوب في الأصل والأكثر، فاستعمل في لازم معناه.
أو لأنه لا يحتمل الصدق والكذب بخلاف الخبر؛ كذا قرره الشهاب، ثم قال: فإن قلت: الوجوب لا يقتضي الوجود، وقد قالوا: إنه يعبر عن الأمر بالخبر للمبالغة لاقتضائه تحقق المأمور به، فالخبر آكد، وقد مرَّ مثله، فما باله عكس؟
قلت: لا منافاة بينهما كما قيل؛لأن لكل مقام مقالا، والنكت لا تتزاحم، فإذا عبر عن الأمر بالخبر لإفادة أن المأمور لشدة امتثاله كأنه وقع منه ذلك، وتحقق قبل الأمر كان أبلغ.
وإذا عبر عن الخبر بالأمر لإفادة لزومه ووجوبه كأنه مأمور به أفاد ذلك مبالغة من جهة أخرى)) (روح المعاني 10: 152)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الطاهر ابن عاشور: ((والواو في قوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفؤاً أَحَدٌ) (الاخلاص:4) اعتراضية، وهي واو الحال، كالواو في قوله تعالى: (وَهَلْ يُجَازَى إِلاَّ الْكَفُورُ) (سبأ: من الآية17) فإنها تذييل لجملة: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا) (سبأ: من الآية17).
ويجوز كون الواو عاطفة إن جعلت الواو الأولى عاطفة، ويكون المقصود من الجملة إثبات وصف مخالفته تعالى للحوادث، وتكون استفادة معنى التذييل تبعًا للمعنى، والنكت لا تتزاحم)) (التحرير والتنوير 30: 620). (1)
وانظر أمثلة لمصطلح: النكت لا تتزاحم: روح المعاني (5: 122/ 10: 83/ 15: 341) التحرير والتنوير (28: 346).
ثانيًا: النكت لا يلزم منها الاطراد
المراد أن النكتة أو اللطيفة التي تستنبطها في سياق لا يلزم تُعارض بسبب ساق آخر خالف السياق الأول في النظم، لأن الاطراد ليس من شروط اللطائف والنكت، وقد نصَّ الآلوسي على ذلك، فقال: ((… ((وإذا شئنا بدلنا أمثالهم)) أي: أهلكناهم وبدلنا أمثالهم في شدة الخلق.
((تبديلا)) بديعا لا ريب فيه؛ يعني: البعث والنشأة الأخرى، فالتبديل في الصفات؛ لأن المعاد هو المبتدأ.
ولكون الأمر محققًا كائنا جيء بـ (إذا).
وذكر المشيئة لإبهام وقته، ومثله شائع، كما يقول العظيم لمن يسأله الأنعام: إذا شئتُ أحسِن إليك.
ويجوز أن يكون المعنى: وإذا شئنا أهلكناهم وبدلنا غيرهم ممن يطيع.
فالتبديل في الذوات، و (إذا) لتحقق قدرته تعالى عليه، وتحقق ما يقتضيه من كفرهم المقتضي لاستئصالهم، فجعل ذلك المقدور المهدد به كالمحقق، وعبر عنه بما يعبر به عنه.
ولعله الذي أراده الزمخشري بما نقل عنه من قوله: إنما جاز ذلك لأنه وعيد جيء به على سبيل المبالغة، كأن له وقتًا معينًا.
ولا يعترض عليه بقوله تعالى: ((وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم))؛ لأن النكات لا يلزم إطرادها فافهم والوجه الأول أوفق بسياق النظم الجليل)) (روح المعاني 29: 167).
ثالثًا: ما يكون نكتة في علم قد يكون متنا وصلبا في علم آخر.
وهذا يكثر في علم التفسير، من جهة اعتبار علم البلاغة ليس من علم التفسير، إذ المراد بالتفسير بيان المعنى، وما وراء ذلك من علوم الآية فإنه يخرج عن صلب التفسير ومتنه، ومنه علم البلاغة.
والملاحظ أن كثيرًا مما يطلق عليه المفسرون نكتًا ولطائف فإنه من علم البلاغة، وقد تتبعت هذين اللفظين عند الزمخشري والآلوسي وغيرهما، فظهر لي كثرة التعبير عن دقائق بلاغية باللطائف.
والمقصود أن النكات البلاغية واللطائف الأسلوبية تكون في علم التفسير من باب اللطائف والنكت، وتكون في علم البلاغة من المتن والصلب، والله أعلم.
رابعًا: النكات واللطائف ليس لها ضابط في ذاتها، ولا في قبولها فقد يكون ما تعده لطيفة يعده غيرك غير ذلك.
وقد أشار إلى ذلك الطاهر ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى: ((وثامنهم كلبهم)) من سورة الكهف، وتعليقه على من يرى أن هذه الواو هي (واو الثمانية)، فقال في نهاية حديثه في تفسير هذه الجملة: ((ومن غريب الاتفاق أن كان لحقيقة الثمانية اعتلاق بالمواضع الخمسة المذكورة من القرآن إما بلفظه، كما هنا وآية الحاقة، وإما بالانتهاء إليه كما في آية براءة وآية التحريم، وإما بكون مسماه معدودًا بعدد الثمانية، كما في آية الزمر.
ولقد يُعَدُّ الانتباه إلى ذلك من اللطائف، ولا يبلغ أن يكون من المعارف، وإذا كانت كذلك ولم يكن لها ضابط مضبوط فليس من البعيد عدُّ القاضي الفاضل منها آية سورة التحريم؛ لآتها صادفت الثامنة في الذكر، وإن لم تكن ثامنة في صفات الموصوفين، وكذلك لعَدِّ الثعلبي آية سورة الحاقة.
ومثل هذه اللطائف كالزهرة تُشَمُّ، ولا تُحَكُّ)) (التحرير والتنوير 15: 293).
ـــــــــــــــــــ
(1) ملاحظة: الآيات عند الطاهر على رواية قالون عن نافع. وفي المطبوع واو قبل ((لا تتزاحم)) والصواب حذفها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 May 2006, 09:43 ص]ـ
بارك الله فيكم أبا عبدالملك على هذه الفوائد واللطائف والقواعد. وفي الإشارة إلى الزوايا المختلفة في النظر إلى مسائل العلوم دقة تشكر عليها، فما يراه الباحث في التفسير لطيفة وفائدة عابرة، يراه المتخصص في علم آخر من قواعد العلم. ولكل وجهة هو موليها، ومن الصفات المذمومة التهوين من شأن العلوم التي لا تقع في دائرة اهتمام المتكم وطالب العلم، والتزهيد في علم من العلوم لعدم اشتغاله به.
رابط الحلقة الثانية:
- ملح التفسير ولطائفه (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=577)(/)
تأمل معي هذه الآية!
ـ[أبو الحسن]ــــــــ[25 Jun 2003, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة لنتأمل هذه الآية الكريمة
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ...
أولوية النبي (ص) بالمؤمن من نفسه هو خاصة أم تعني أولويته بالمؤمن الواحد من بقية المؤمنين؟
يعني أنفسهم في هذه الآية مثل: اقتلوا أنفسكم والتي تعني أقتلوا بعضكم
ولنتأمل سياق الآيات السابقة واللاحقة، مع محاولة تجنب التفاسير المسبقة دون تأمل والتي حفظها المفسرون في تفاسيرهم، الهدف هو التأمل والخروج بشيء جديد
ملاحظة: نعلم أن النبي (ص) أولى بالمؤمن من نفسه خاصة إذ هو (ص) أحب إلى المؤمن من نفسه وماله وولده، وهذا دلت عليه الأحاديث المتواترة الصحيحة عن النبي (ص)، فنحن لا نريد أن ننفي هذا بشأن النبي (ص) إنما أردنا فقط أن نثير التأمل في هذه الآية بشكل خاص هل هي تدل على هذا المطلب أم لها معنى كمعنى الآية المذكورة، اقتلوا أنفسكم ...(/)
حوار علمي في تفسير آية؛ فهل من حكم يفصل الخطاب؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2003, 01:07 ص]ـ
بسم الله
هذا حوار علمي دار بيني وبين أحد طلبة العلم، أنقله لكم بنصه، راغباً التعقيب بما يثري هذا الحوار:
قال السائل:
قوله تعالى: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"
هل محادَّة الله ورسوله في هذه الآية الكريمة شيء زائد على مجرد الكفر كالمحاربة مثلا؟
أو هي الكفر نفسه؟
وكيف يمكن الجمع بين الآيات الناهية عن موادة الكفار، وبين قوله تعالى في شأن الأزواج: "وجعل بينكم مودة ورحمة" في حال زواج المسلم من كتابية؟
وهل قوله تعالى: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى" فيه إثبات مشروعية نوع موادة بين المسلم والكافر النصرانيّ؟
سامحونا على التطويل، ولا بأس أن تتوسعوا في الإجابة إذا شئتم .. سددكم الله للصواب، ونفعنا بكم، ووفقنا وإياكم لكل خير.
فأجبت:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)
أولاً - معنى المحادة لله ولرسوله:
بعد قراءة وتأمل ما ذكره بعض العلماء من المفسرين واللغويين وغيرهم في معنى المحادة ظهر لي أنهم على قسمين:
القسم الأول: يرى أن المحادة تكون بمجرد المخالفة بأن يكون في حدٍّ والطرف الآخر في حدٍّ آخر، والحد هو الطرف. وعلى هذا فكل الكفار داخلون فيمن حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
القسم الثاني: يرى أن المحادة أمر زائد على مجرد الكفر، فالمحادون لله ولرسوله هم الكفار المحاربون لله ولرسوله، الصادون عن سبيله، المجاهرون بالعداوة والبغضاء. بخلاف المسالمين لنا من أهل الذمة وغيرهم. وقد صرح القاسمي في تفسيره محاسن التأويل بهذا في تفسيره لآية المجادلة التي سألت عنها.
والذي يظهر لي - والله أعلم - بعد التأمل والسؤال أن المحادة تشمل الأمرين، وأنها درجات مختلفة؛ فالكافر محاد لله ورسوله بكفره، ومن حارب المسلمين وأظهر عداوتهم وصد عن سبيل الله فهو موغل في المحادة.وبين هذا وذاك مراتب متعددة كما هو الواقع.
وعليه فإن موادتهم جميعاً لا تجوز بحال من الأحوال، لأن الموادة هي المحبة، والمحبة لا تكون للكفار بحال من الأحوال، لأن الله أخبر في آية المجادلة بأنه لا يمكن أن يوجد من يؤمن بالله واليوم الآخر ويواد من حاد الله ورسوله؛ لأن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يحمله إيمانه على موادة هؤلاء.
ثانياً - إذا تقرر ما سبق فما القول في آية الروم، وهي قوله تعالى في شأن الزوجين: (وجعل بينكم مودة ورحمة) إذا كانت الزوجة كتابية كافرة؟
الجواب من وجوه:
الأول: أن هذا من حيث الأصل في الزواج، وهو أن يكون بين المسلمين.
الثاني: إذا كانت الزوجة كافرة فالأصل عدم مودتها لكفرها؛ ولكن لو حصل ميل طبيعي إليها وفيه نوع مودة لها من أجل إحسانها إليه ولما بينهما من العشرة والأولاد فهذا يدخل في الحب الطبيعي والمودة الطبيعية التي لا يلام عليها الإنسان، ومع ذلك فيجب عليه أن يبغضها لما فيها من الكفر.
ثالثاً- وأما سؤالك أخي عن قول الله تعاى عن النصارى: (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ... ) فالجواب عنها واضح والحمد لله فلو قرأت أخي تكملة الآية والآيتين اللتين بعدها لتبين لك أن المراد بالنصارى هنا: من آمن منهم كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم.
وأما النصارى الكفار فقد قال الله في شأنهم: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ... ) الآية
رابعاً - إتماماً لما ذكرته سابقاً؛ أقول: روى الإمام النسائي في تفسيره لقوله تعالى: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ... ) المائدة 83 بسنده عن عبدالله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه. وقرأ الآية. [قال محققا الكتاب: إسناده صحيح.
والأثر أخرجه ابن جرير أيضاً في تفسيره.
فهذا الأثر يدل على ما ذكرته سابقاً أن المقصود بالنصارى الذين هم أقرب مودة للمؤمنين من آمن منهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم وجدت كلاماً صريحاً للجصاص في أحكام القرآن حول هذه المسألة يؤيد ما ذكرت، قال ما نصه:
(قَوْله تَعَالَى {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى} الْآيَةَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٌ وَالسُّدِّيُّ: " نَزَلَتْ فِي النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا أَسْلَمُوا ". وَقَالَ قَتَادَةُ: " قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانُوا عَلَى الْحَقِّ مُتَمَسِّكِينَ بِشَرِيعَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَمَّا جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمَنُوا بِهِ ". وَمِنْ الْجُهَّالِ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَدْحًا لِلنَّصَارَى وَإِخْبَارًا بِأَنَّهُمْ خَيْرٌ مِنْ الْيَهُودِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ مَا فِي الْآيَةِ مِنْ ذَلِكَ إنَّمَا هُوَ صِفَةُ قَوْمٍ قَدْ آمَنُوا بِاَللَّهِ وَبِالرَّسُولِ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا ذُكِرَ فِي نَسَقِ التِّلَاوَةِ مِنْ إخْبَارِهِمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِالْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَبِالرَّسُولِ. وَمَعْلُومٌ عِنْدَ كُلِّ ذِي فِطْنَةٍ صَحِيحَةٍ أَمْعَنَ النَّظَرَ فِي مَقَالَتَيْ هَاتَيْنِ الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّ مَقَالَةَ النَّصَارَى أَقْبَحُ وَأَشَدُّ اسْتِحَالَةً وَأَظْهَرُ فَسَادًا مِنْ مَقَالَةِ الْيَهُودِ؛ لِأَنَّ الْيَهُودَ تُقِرُّ بِالتَّوْحِيدِ فِي الْجُمْلَةِ وَإِنْ كَانَ فِيهَا مُشَبِّهَةٌ تُنْقِصُ مَا أَعْطَتْهُ فِي الْجُمْلَةِ مِنْ التَّوْحِيدِ بِالتَّشْبِيهِ. انتهى
وكلامه هنا واضح - مع أن هناك من المفسرين من تعقبه في ذلك - والآثار التي أشار إلها في أول كلامه تؤيده، مع ما تدل عليه أيضاً الآيات الأخرى، إضافة إلى دلالة الواقع وأحداث التأريخ التي أثبتت شدة عداوة النصارى الكافرين للمسلمين، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
وممن قال بأنها نزلت في المؤمنين منهم كذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله حيث قال بعد تفسيره لها: (وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره ممن آمن منهم.) انتهى من تفسير السعدي.
والله أعلم وأحكم، وهو الموفق للصواب.
فقال السائل:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على جواباتكم المفيدة ونسأل الله أن يتقبل منكم ويزيدكم علما وتوفيقا آمين. وبعد:
فاسمح لي بمناقشة ما استشكلتُهٌ في جوابكم وفقكم الله:
فإني ما زلت أستشكل تفسير قوله تعالى (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى) بالذين آمنوا منهم دون عموم النصارى أو جنس النصارى، رغم ما تفضلتم به من التتميم وما تضمنه من النقل .. وذلك لوجوه:
منها:
أن هذا يجعل معنى الآية كالآتي: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقرب الناس مودة للذين آمنوا المؤمنين ممن كانوا نصارى ثم أسلموا وآمنوا بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم .. !
وواضح أن هذا يقلل فائدة الآية جدا، بل هو معنى ركيك لا يليق بكلام الباري عز وجل .. إذ كيف يقال إن المؤمنين أقرب مودة للذين آمنوا من اليهود والذين أشركوا؟! وحينئذ ما مزية كونهم كانوا من النصارى أو من غيرهم مادموا قد أسلموا؟ والله أعلم وأعز وأحكم سبحانه وتعالى.
ومنها:
قوله تعالى في الآية: "الذين قالوا إنا نصارى"
ومنها:
أن الآية مسوقة للمقارنة بين صلف وشدة عداوة اليهود والمشركين وكبرهم وعنادهم وجفائهم، وبين رقة النصارى ولينهم وقربهم (بالنسبة لأولئك) من الهداية.
وكل الذين يشرحون الآية ويفسرونها ويستدلون بها من أهل العلم يوردونها هذا المورد.
ومنها:
أن الله تعالى قال: ((لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا الذين اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)) ثم علل ذلك أي كون هؤلاء الذين قالوا إنا نصارى أقرب إلينا مودة بقوله: ((ذلك بأن ... الخ))
(يُتْبَعُ)
(/)
والحق أن الآثار المروية في تفسير الآية عن ابن عباس وابن الزبير وقتادة وسعيد بن جبير وغيرهم كما ذكرت بعضها -حفظك الله- فيها نوع إشكال على الكلام الذي سبق، ولعله يزول بحمل كلامهم على ما بعد التعليل، أي على قوله (منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ... ) الخ خاصة إذا علمنا أن الآية مدنية بل من أواخر القرآن، وقصة النجاشي وقعت قبل الهجرة كما أشار ابن كثير إلى هذا الوجه، وقد تقرر أن الصحابي قد يقول إن الآية نزلت في كذا يريد أنها تشمل هذا المعنى أو هذا الصنف مما يذكره من الأفراد فيدخلون في عموم لفظها .. ولهذا اختار ابن جرير –بعد سرد الروايات عنهم- أن هذه الآيات نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة.
وبالتأمل في أقوال بعض المفسرين يظهر المعنى الذين ذكرناه:
قال ابن كثير: "واختار ابن جرير أن هذه الآيات نزلت في صفة أقوام بهذه المثابة سواء كانوا من الحبشة أو غيرها. فقوله تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " وما ذاك إلا لأن كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهتة للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم ولهذا قتلوا كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسموه وسحروه وألبوا عليه أشباههم من المشركين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة".
قال: "وقوله تعالى " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " أي الذين زعموا أنهم نصارى من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة وما ذاك إلا لما في قلوبهم إذ كانوا على دين المسيح من الرقة والرأفة كما قال تعالى " وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية " وفي كتابهم: من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر وليس القتال مشروعا في ملتهم ولهذا قال تعالى " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " أي يوجد فيهم القسيسون وهم خطباؤهم وعلماؤهم" اهـ المقصود منه.
وفي الجلالين: " (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك) أي قرب مودتهم للمؤمنين (بأن) بسبب أن (منهم قسيسين) علماء (ورهبانا) عبادا (وأنهم لا يستكبرون) عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة"
ثم قال: "نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى"اهـ
وأما الشيخ عبد الرحمن السعدي فقال في تفسيره: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا صارى) وذكر تعالى لذلك عدة أسباب: منها أن (منهم قسيسين ورهبانا) أي علماء متزهدين، وعبادا في الصوامع متعبدين، والعلم مع الزهد وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه ويزيل عنه ما فيه من الجفاء والغلظة فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود وشدة المشركين. ومنها: (أنهم لا يستكبرون) أي ليس فيهم تكبر ولا عتو عن الانقياد للحق، وذلك موجب لقربهم من المسلمين ومن محبتهم، فإن المتواضع أقرب إلى الحق من المستكبر. اهـ
ثم ذكر تمام الآيات ثم قال: "وهذه الآيات نزلت في النصارى الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره، ممن آمن منهم، وكذلك لا يزال يوجد فيهم من يختار دين الإسلام ويتبين له بطلان ما كانوا عليه، وهم أقرب من اليهود والمشركين إلى دين الإسلام" اهـ
فكلامهم في معنى الآية واضح مع قولهم بعد تقرير المعنى الذي أشرنا إليه إن هذه الآيات نزلت في النجاشي الخ، ولذلك فقد يتعين حمله على المحمل الذي ذكرناه. والله أعلم.
وأما كلام الجصاص رحمه الله فلا يظهر رجحانه ويرده كلام أكثر المفسرين.
وأما أن الواقع وأحداث التأريخ أثبتت شدة عداوة النصارى الكافرين للمسلمين في القديم كالحملات الصليبية والحديث كالاستكبار الانجليزي والفرنسي والإيطالي وغيره والمعاصر كالطغيان الأمريكي، فهذا كله لا ينافي المعنى المذكور، فهما معنيان غير متناقضين .. فتأمل.
بقي إشكال آخر على ما ذكرنا من جهة تركيبب الأية الكريمة: حاصله أنه تعالى قال: {ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا} فالضمير المجرور في "منهم" راجع إلى النصارى بلا إشكال، ثم قال: {وأنهم لا يستكبرون} فهذا الضمير إما راجع إلى القسيسين وما عطف عليهم، أو هو راجع إلى النصارى (الذين قالوا إنا نصارى) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الضمير في قوله: {وإذا سمعوا} وما بعده من الضمائر في قوله "أعينهم" و "عرفوا" و"يقولون" فلا بد أن ترجع إلى الذين أسلموا منهم .. فكيف ولم يسبق لهم ذكر؟؟!
وفي ذهني الآن ما يمكن أن يكون جوابا، وهو أن الضمير في قوله: {وإذا سمعوا} راجع إلى النصارى أو إلى القسيسين باعتبار البعض، فالمعنى: وإذا سمع بعضهم ما أنزل إلى الرسول ترى ... الخ
فقوله "سمعوا" صادق بالبعض وهم الذين أسلموا وكتب الله لهم الهداية إلى الإسلام والإيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
ولها نظائر في القرآن فيما أظن (لا تحضرني الآن)
يؤيده أن جملة "وإذا سمعوا" الخ كما يحتمل أن تكون معطوفة على خبر "أَنَّ" يحتمل أيضا أن تكون مستأنفة مبتدأة، فعلى هذا الوجه جعلها مبتدأ أولى، والله تعالى أعلم.
نسأل الله أن يفتح علينا وعليكم وأن يعلمنا ما جهلنا ويفقهنا في دينه وكتابه ..
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا يا رب العالمين.
أخي الشيخ أبو مجاهد/ ما أردت إلا المناقشة والمذاكرة معكم لعلي أستفيد علما نافعا، وأنتم والله أعرف بما ذكرنا وغيره .. ويعلم الله كم أنا مستفيد من مقالاتكم وحلقاتكم في منتدانا بارك الله فيكم وفي أهل هذا المنتدى الطيب.
والسلام عليكم
فرددت على مذاكرة الأخ السائل بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله الأخ السائل الكريم خيراً على هذا الإيضاح والتفصيل وأشكره على حسن مناقشته وأدبه في الرد.
وقد راجعت تفسير الآية في أكثر التفاسير التي تيسر لي الإطلاع عليها وبعد قراءة ما ذكروه وبعد التأمل فيما أورده أخي السائل خلصت إلى هذه النتيجة وهي:
المراد بالذين قالوا إنا نصارى في قوله تعالى: (ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا إنا نصارى) النصارى الذين لا زالوا على نصرانيتهم ولما يؤمنوا بعد.
قال الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: (والمراد بالنصارى هنا الباقون على دين النصرانية لا محالة، لقوله: (أقربهم مودة للذين ءامنوا). فأما من آمن من النصارى فقد صار من المسلمين.) انتهى
قال الشيخ عبد القادر شيبة الحمد في تفسيره تهذيب التفسير وتجريد التأويل مما ألحق به من الأباطيل وردئ الأقاويل ك (وليس هذا مدحاً للذين قالوا إنا نصارى من حيث كونهم نصارى وهم يقولون: إن الله هو المسيح البن مريم، وما داموا يقولون: إن الله ثالث ثلاثة؛ والمعلوم أن المدح في الجملة لا يقتضي كون كل واحد من أفراد هذه الجملة ممدوحاً، بل إنما ينصرف المدح لمن يستحقه منهم)
وإخبار الله عن الذين قالوا إنا نصارى بأنهم أقرب مودة للذين آمنوا ليس دليلاً على أنهم يوادون المؤمنين؛ وإنما هو إخبار بأنهم أفضل وأقرب من اليهود والذين أشركوا في المودة للمؤمنين.
فهذا من باب قول القائل: فلان أصدق الكاذبين!
ثم علل كونهم أقرب مودة للذين ءامنوا بأن منهم قسيسن ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ... إلى آخر ما ورد في صفاتهم.
فدل هذا على أن الموصوفين بالصفات التي جاءت في الثلاث الآيات التي بعد هذه تحولوا إلى الإسلام وءامنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
وهذا من أسباب تفضيل النصارى على اليهود؛ فالذين يدخلون في الإسلام من النصارى أكثر من الداخلين فيه من اليهود.
ولذلك قال ابن كثير في آخر تفسيره لهذه الآيات: (" وَهَذَا الصِّنْف مِنْ النَّصَارَى هُمْ الْمَذْكُورُونَ فِي قَوْله تَعَالَى " وَإِنَّ مِنْ أَهْل الْكِتَاب لَمَنْ يُؤْمِن بِاَللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ... " الْآيَة [آل عمران: 199]
وَهُمْ الَّذِينَ قَالَ اللَّه فِيهِمْ " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَاب مِنْ قَبْله هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقّ مِنْ رَبّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْله مُسْلِمِينَ" إِلَى قَوْله " لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ". [القصص: 52 - 55]) انتهى
فالأوصاف الأخيرة من قوله: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع ... ) إلى آخر الآيات لمن آمن منهم.
وعليه تحمل أقوال السلف المذكورة في الجواب السابق. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل من مناقش لما دار في هذا الحوار؟ وهل من مبين للصواب في هذه المسألة؟
أرجو من مشايخنا الكرام في هذا الملتقى، ومن الإخوة طلبة العلم المشاركة والتفاعل مع المسألة التي دار النقاش حولها.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[26 Jun 2003, 08:15 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فإني أحمد الله أن يوجد في المنتدى أصحاب هذا النفس الرحب، والخلق الحميد، وقبول المخالف، بتلك السماحة التي تعطر بها جو الحوار بين الشيخ أبي مجاهد وصاحبه، مما يحمل من لديه إضافة أو رأي أن يشارك قرير العين
وعليه
فلو أذنتما لي بالمشاركة في هذا الحوار فإني أقول رأيي في أسئلة الأخ المحاور
أما سؤاله الأول
فإن الكفر فيه أعظم المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو في أصل لغة العرب يعني المخالفة، والمشاقة،
وأما الجمع بينها وبين قوله تعالى،
وجعل بينكم مودة ورحمة،
فظاهر
فهذا خبر وامتنان من الله عز وجل، كما أنعم بنعمة محبة الوالد لولده والووالدة لولدها
وليس فيها إنشاء للأمر بالمودة كما هو واضح
فكما إن له المنة حاصلة بمحبة الوالد لولده
فإن الأمر واقع بمنع موادته في حال كفره كما هو صريح الآية
وأما الخبر عن قرب مودة النصارىفإني أصير إلى ماصرتما إليه من أن المراد النصارى وليس من آمن منهم وقد نقلت عن ابن تيمية كلاما نفيسا في الآية وفي عود الضمير ستراه بعد قليل
لكن أقول ليس فيها كذلك إثبات مشروعية مودتهم إذ الكفر سبب البراءة والمعاداة
فليس الحكم معلق بما بعمل الكافر او بقلبه
فلو وجدت طائفة من المشركين تكون عيبة نصح كما كانت خزاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن ذلك مسوغا لاستثنائهم من عموم الأمر بالبراءة منهم
نعم يمكن في السياسة الشرعية، تقدير الضرر من قوم دون قوم، وإظهار العداوة لطائفة دون طائفة، لكن البراءة القلبية عامة منهم جميعا
فالمودة والتولي والمولاة تشترك في معنى المحبة، فلا تجوز للمشركين ولا لليهود ولا للنصارى،
نعم فرقت الشريعة في الصلة
كما قال تعالى، لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
وهذا عام للمشركين وغيرهم
وقد أمرنا الله عز وجل بأن نجعل الغاية التي ينتهي عندها البغض الإيمان بالله وحده وذلك حين أمرنا بالائتساء بإبراهيم الخليل
قال تعالى: إذا قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده،
وأما النصارى فالنص فيهم واضح
في قوله تعالى
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إنه الله لا يهدي القوم الظالمين،
فالنصارى عام في المحاربين وغيرهم فكونهم نصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يلزم منه بغضهم وعدم موادتهم،
وأردف بكلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
فصل في بطلان الاستدلال بالمتشابه
دقائق التفسير ج: 2 ص: 66
وهو في الجواب الصحيح أيضا بنصه،
قال رحمه الله برحمته الواسعة:
وأما قوله في أول الآية لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى فهو كما أخبر سبحانه وتعالى فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى والنصارى أقرب مودة لهم وهذا معروف من أخلاق اليهود فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود والعداوة أصلها البغض فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم فكيف ببغضهم للمؤمنين واما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة وقوله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون أي بسبب هؤلاء وسبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين ثم قال تعالى وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم
(يُتْبَعُ)
(/)
تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق فهؤلاء الذين مدحهم بالإيمان ووعدهم بثواب الآخرة والضمير وإن عاد إلى المتقدمين فالمراد به جنس المتقدمين لا كل واحد منهم كقوله تعالى والذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل وكان جنس الناس قالوا لهم إن جنس الناس قد جمعوا ويمتنع العموم فإن القائل من الناس والمقول له عنه من الناس والمقول عنه من الناس ويمتنع أن يكون جميع الناس قال لجميع الناس إنه قد جمع لكم جميع الناس ومثل هذا قوله تعالى وقالت اليهود عزير ابن الله أي جنس اليهود قال هذا لم يقل هذا كل يهودي ومن هذا أن في النصارى من رقة القلوب التي توجب لهم الإيمان ما ليس في اليهود وهذا حق وأما قولهم ونفى عنا اسم الشرك فلا ريب أن الله فرق بين المشركين وأهل الكتاب في عدة مواضع ووصف من أشرك منهم في بعض المواضع بل قد ميز بين الصابئين والمجوس وبين المشركين في عدة مواضع وكلا الأمرين حق فالأول كقوله
تعالى لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين وقوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا وقال تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا وأما وصفهم بالشرك ففي قوله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون فنزه نفسه عن شركهم وذلك أن أصل دينهم ليس فيه شرك فإن الله إنما بعث رسله بالتوحيد والنهي عن الشرك كما قال تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال تعالى ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون فالمسيح صلوات الله عليه وسلامه ومن قبله من الرسل إنما دعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وفي التوراة من ذلك ما يعظم وصفه لم يأمر أحد من الأنبياء بأن يعبد ملك ولا نبي ولا كواكب ولا وثن ولا أن تسأل الشفاعة إلى الله من ميت ولا غائب ولا نبي ولا ملك فلم يأمر أحد من الرسل بأن يدعو الملائكة ويقول اشفعوا لنا إلى الله ولا يدعو الأنبياء والصالحين الموتى والغائبين ويقول اشفعوا لنا إلى الله ولا تصور تماثيلهم لا مجسدة ذات ظل ولا مصورة في الحيطان ولا يجعل دعاء تماثيلهم وتعظيمها قربة وطاعة سواء قصدوا دعاء أصحاب التماثيل أو تعظيمهم والاستشفاع بهم وطلبوا منهم أن يسألوا الله تعالى وجعلوا تلك التماثيل تذكرة بأصحابها وقصدوا دعاء التماثيل ولم يستشعروا أن المقصود دعاء أصحابها كما فعله جهال المشركين وإن كان في هذا جميعه إنما يعبدون الشيطان وإن كانوا لا يقصدون عبادته فإنه يتصور لهم في صورة ما يظنون أنها صورة الذي يعظمونه ويقول أنا الخضر أنا المسيح أنا جرجس أنا الشيخ فلان كما قد وقع هذا لغير واحد من المنتسبين إلى المسلمين والنصارى وقد يدخل الشيطان في
بعض التماثيل فيخاطبهم وقد يقضي بعض حاجاتهم فبهذا السبب وأمثاله ظهر الشرك قديما وحديثا وفعل النصارى وأشباههم ما فعلوه من الشرك وأما الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم وسلامه فنهوا عن هذا كله ولم يشرع أحد منهم شيئا من ذلك فالنصارى لا يأمرون بتعظيم الأوثان المجسدة ولكن بتعظيم التماثيل المصورة فليسوا على التوحيد المحض وليسوا كالمشركين الذين يعبدون الأوثان ويكذبون الرسل فلهذا جعلهم الله نوعا غير المشركين تارة وذمهم على ما أحدثوه من الشرك تارة وإذا أطلق لفظ الشرك فطائفة من المسلمين تدخل فيه جميع الكفار من أهل الكتاب وغيرهم كقوله تعالى ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن فمن الناس من يجعل اللفظ عاما لجميع الكفار لا سيما النصارى ثم من هؤلاء من ينهى عن نكاح هؤلاء كما كان عبد الله بن عمر ينهي عن نكاح هؤلاء ويقول لاأعظم شركا من أن يقول عيسى ربنا وهذا قول طائفة من الشيعة وغيرهم وأما جمهور السلف والخلف فيجوزون نكاح الكتابيات ويبيحون ذبائحهم لكن إذا قالوا لفظ المشركين عام قالوا هذه الآية مخصوصة أو منسوخة بآية المائدة وهو قوله تعالى وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا
(يُتْبَعُ)
(/)
الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان وطائفة أخرى تجعل لفظ المشركين إذا أطلق لا يدخل فيه أهل الكتاب وأما كون النصارى فيهم شرك كما ذكره الله فهذا متفق عليه بين المسلمين كما نطق به القرآن كما أن المسلمين متفقون على أن قوله لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى لأن النصارى لم يدخلوا في لفظ الذين أشركوا كما لم يدخلوا في لفظ اليهود وكذلك قوله لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ونحو ذلك وهذا لأن لفظ الواحد تتنوع دلالته بالإفراد والاقتران فيدخل فيه مع الأفراد والتجريد ما لا يدخل فيه عند الاقتران كلفظ المعروف والمنكر في قوله تعالى يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر فإنه يتناول جميع ما أمر الله به فإنه معروف وجميع ما نهى عنه فإنه منكر وفي قوله لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس فهنا قرن الصدقة بالمعروف والإصلاح بين الناس وكذلك المنكر في قوله إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر قرن الفحشاء بالمنكر وقوله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون قرن الفحشاء بالمنكر والبغي وكذلك لفظ البر والإيمان وإذا أفرده دخل فيه الأعمال والتقوى كقوله ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال إن الأبرار لفي نعيم وقوله إنما المؤمنون ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري وقال إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون وقد يقرنه بغيره كقوله وتعاونوا على البر والتقوى وقوله إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وكذلك لفظ الفقير والمسكين إذا أفرد أحدهما دخل فيه لفظ الآخر وقد يجمع بينهما في قوله إنما الصدقات للفقراء والمساكين فيكونان هنا صنفين وفي تلك المواضع صنف واحد فكذلك لفظ الشرك في مثل قوله إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا يدخل فيه جميع الكفار
أهل الكتاب وغيرهم عند عامة العلماء لأنه أفرده وجرده وإن كانوا إذا قرن بأهل الكتاب كانا صنفين وفي صحيح مسلم عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أرسل أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا وقال لهم اغزوا بسم الله في سبيل الله في دعة قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى خلال ثلاث فإنهم ما أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم إلى الإسلام فإن أجابوك إلى ذلك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما عليهم فإن أبوا أن يتحولوا عنها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين وليس لهم في الغنيمة والفيء نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فاسألهم الجزية فإن هم أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم وهذا الحديث كان بعد نزول آية الجزية وهي إنما نزلت عام تبوك لما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم النصارى بالشام واليهود باليمن وهذا الحكم ثابت في أهل الكتاب باتفاق المسلمين كما دل عليه الكتاب والسنة ولكن تنازعوا في الجزية هل تؤخذ من غير أهل الكتاب وهذا مبسوط في موضعه اهـ
وصلى الله وسلم علىنبينا محمد
كتبه: عبدالله بن بلقاسم بن عبدالله
النماص ليلة الجمعة، 26/ 4/1424هـ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2003, 07:13 ص]ـ
يرفع لطلب المزيد من التعليقات؛ لأن هذه المسألة من المسائل المهة التي تحتاج إلى بيان الحق فيها.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[13 Jul 2003, 09:40 م]ـ
قال السائل وهل قوله تعالى: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا
نصارى" فيه إثبات مشروعية نوع موادة بين المسلم والكافر النصرانيّ؟ الجواب الاية خبر عن كون النصاى اقرب الناس لمودة المسلمين وليس فيها اثبات لمودتهم لنا على الكمال كما ان ليس فيها تعرض لموقف المسلم منهم فيطلب بيان موقفه من الادلة الاخرى كقوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا ءاباءكم و إخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون): قوله تعالى: (يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوى و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة) إلى قوله: (ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل).
ـ[أبو أسامة الغالبي]ــــــــ[18 Jul 2003, 01:44 م]ـ
أخي في الله / أبو مجاهد العبيدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله سبحانه أن هداني إلى هذا المنتدى القيّم الذي أختص بأهم العلوم وهو علوم القرآن الكريم
لا سيما وحاجة كثير من الناس إلى فهم آيات الله فهم صحيحاً
لقد ظهر لنا من يدعى العلم ويفسر لنا كتاب الله على حد فهمه. بل ويتعصب على رأيه
دون الرجوع إلى أهل العلم والإختصاص وما أكثرهم هذا اليوم وخاصة في المنتديات على الشبكه
أسأل الله جل وعلى أن يجزي القائمين على هذا المنتدى خير الجزاء ... آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن العربي]ــــــــ[12 Feb 2004, 03:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأخ الفاضل أبا مجاهد ليس عندي رد على هذه الأسئلة القيمة التي تدل على سعة العلم زادك الله من فضله ولكن أحب أن أشغلك قليلاً بمسألة وهي القيد الذي في قوله تعالى: (( ..... والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم .......... ، الآية
القيد ((من قبلكم)) هذا القيد يدل على أن نكاح نساء أهل الكتاب لا يجوز إلا بشروط وهي
1 - أن تكون يهودية أو نصرانية من قبل البعثة أي بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أما إن كانت يهودية أو نصرانية بعد البعثة فهي كافرة وبتالي لايحل نكاحها ولا أكل ذبائحهم ولا ينطبق عليها أحكام أهل الكتاب وإنما الحكم لمن بقي على يهوديته أو نصرانيته بعد البعثة وهذه فائدة قوله ((من قبلكم)) أي أنهم يهود أو نصارى من قبلكم أما من بعدكم ممن تهود أو تنصر فلا حكم له ولهذا اختلف العلماء في جواز أكل ذبائح بني تغلب لأنهم تهودوا بعد البعثة.
2 - أن تكون محصنة شرط أساسي وفي هذا الزمن من يدري وأنت لبيب
والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد
ـ[مؤمل]ــــــــ[13 Feb 2004, 06:01 م]ـ
اخي الشيخ ابا مجاهد العبيدي
جزاكم الله خيرا
نسال الله ان يبارك فيكم وفي هذا المنتدى .. امين
ـ[مؤمل]ــــــــ[18 Feb 2004, 08:01 م]ـ
فيما يتعلق بعود الضمير فقد وجدت له الان مثالا اخر وهو قوله تعالى:
(وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب)
فالصمير في (عمره) يرجع من ناحية اللفط والصناعة الي (معمر) ومن ناحية المعنى هو عائد علي الجنس
وبتعبير اخر: عاد عليه باعتبار الجنس.
قال ابن كثير عند هذه الاية -بواسطة اختصار الصابوني-: الضمير عائد على الجنس لان الطويل العمر في
الكتاب وفي علم الله تعالى لا ينقص من عمره وانما عاد الضمير على الجنس. قال ابن جرير: وهذا كقولهم
عندي ثوب ونصفه اي ونصف ثوب اخر. اهـ
وبالمناسبة فان موضوع مرجع الضمير في القران الكريم حري بان يكون محل دراسة الباحثين والرسائل العلمية
وفيه مباحث ممتعة وفوائد.
والله ولي التوفيق
ـ[سليمان داود]ــــــــ[09 Jul 2004, 01:16 م]ـ
أستاذنا العزيز أبو مجاهد حفظك الله
أود هنا أن أؤكد على قولك في المحاداة
وأورد مثالا لذلك هو الحوار الذي دار بين سيدي أبو بكر رضي الله عنه وبين ولده بعد أن أسلم
وكانوا على طرفي نقيض في معركة واحدة
حيث قال الولد لأبيه أبو بكر
لقد كنت أتجنب لقاءك حتى لا أقاتلك؟؟؟
فرد عليه سيدي أبو بكر قائلا":
لو رأيتك لقتلتك؟؟؟؟؟؟؟
من هنا نعلم جوهر المحادة
أما بالنسبة للزوجة الكتابية
فالأمر مختلف؟؟؟
فكما تعلم أستاذنا أن الكلمة في القرآن يختلف معناها تبعا" للسياق؟؟ في الآية الواردة فيها
وهذا شأن العربية كما تعلم
فالمودة هنا بين الزوجين هي مودة من نوع خاص جدا"
أو بالأحرى هذه الآية اعجاز لكل الشعراء على مدى الزمان
فقد عجز شعراء العربية عن تقديم تعريف للحب بين الحبيبين الزوجين
فجاءت هذه الآية بكلمتين فقط - المودة والرحمة--
تفصل أهم العلاقات البشرية بين الأنثى والذكر
وليس المهم هنا مايكون دين الزوجة؟؟؟
فعندما تكون المودة والرحمة --أي الحب-
ستقتنع الزوجة بديانة زوجها وكريم أخلاق الاسلام وتتحول من دينها الى دين الاسلام
ومن هذا شواهد كثيرة
أما بالنسبة لآيات النصارى
فكما أوضحت في مشاركتي المتواضعه أن القول بأنهم الذين أسلموا من الحبشة أمر غير منطقي للأسباب التاليه
1 - أن الله صرح على لسانهم قولهم انا نصارى
فهم لازالوا على دينهم
وقولك الذي أوردته عن قتادة رائع
2 - لو أنهم أسلموا كما يتوقع السلف وأنهم هم قوم النجاشي
فان هذا يعني تفرق المسلمين الى طوائف والعياذ بالله
فيكون المسلم من أصل يهودي؟؟
والمسلم من أصل نصراني؟؟
والمسلم من أصل وثني؟؟ (العرب)
3 - هل من المعقول أن يكون المسلم من أصل وثني خير من المسلم العربي من أصل نصراني؟؟
وهذا كما تعلم يخالف الآية العظيمة (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
لذلك أستبعد نهائيأ قول المفسرين أنهم قوم النجاشي الذين أسلموا
ولو كان كذلك لقال تعالى على لسانهم (انا مسلمين)
وليس كماورد بالآيات انا نصارى
ولقالوا اكتبنا من الشاهدين
وليس مع الشاهدين؟؟؟
وانت تعلم الفرق بين مع و من
الأمر الآخر الذي شدني الى وضع الموضوع وهو الأهم
هو تأكيد حديث البشرى بما يؤيده من القرآن
ولهذا السبب اخترت عنوان المشاركة (البشرى العظيمة)
أخيرا
أستاذنا العزيز
وأخوتي الأعزاء في هذا الملتقى المبارك المتميز
أحب أن أضيف أنه لايعلم تأويله الا الله؟؟؟
وكل ماجاء من تفاسير قديمة أو حديثة لا أسميها الا خواطر وتأملات
حتى المرحوم الشعراوي لم يجرؤ أن يسمي ماقال (تفسير)
بل خواطر لأنها الأصح
وتذكروا معي قوله تعالى يوم يأتي تأويله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 Jul 2004, 09:28 م]ـ
قوله تعالى: "لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"
الذي يحادد الله ورسوله هو الذي يقف حدا وحاجزا أمام الدعوة.
لنأخذ مثلا: أبو لهب وأبو طالب.
أبو لهب حاد الله ورسوله وقف أمام الدعوة، هذا لعنه الله في القرآن.
أما أبو طالب لم يحادد الله ورسوله، ولقد أخبرنا القرآن: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء .. ) فرسول الله أبغض أبا لهب و (ود) و (أحب) الهداية لعمه أبي طالب، كما أن الآية تتضمن (من أحببت) تثبت حب الرسول لمن يتمنى هدايته وهو عمه أبو طالب (والود من الحب) فلو كان أبا طالب من الذين حادوا الله ورسوله لتصرف الرسول صلى الله عليه وسلم وفقا للآية.
ولكن الآية تعني الذين يحاربون الدعوة ويقفون حاجزا أمام وصولها إلى الناس، فالآية نزلت في أبي عبيدة بن الجراح قتل أباه في المعركة
، فعلى هذه الحادثة يقاس الحكم، فقد وقف الجراح أمام الدعوة وحارب الله ورسوله إلى أن قتل على يد ابنه في المعركة.
فهذه الآية تفسرها آية أخرى: إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولائك هم الظالمون).
أما الذين لم يحادوا الله ورسوله ولم يحاربوا الإسلام فهؤلاء يقول الله عنهم: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 Jul 2004, 05:49 م]ـ
إلى الشيخ أبي مجاهد: [وجهة نظر تحتاج إلى تصويبكم]
في تقييمي للحوار أظن أنكم في مسألتكم بدأتم تبحثون عن آثار المسألة وما يترتب عليها دون البحث في أصل المسألة وهذا يقع فيه كثير من الناس فيطول الحوار وتتشعب المسألة لأنهم لم يحرروا محل النزاع ولم يبدأوا من أول المسألة
أعتقد أنه في بحثكم لهذه المسألة كان الواجب أن تبحث وتحرر مسألتين بعدها ستجد الإجابة على استفسارك لكل الأدلة الواردة:
1 - ماهو حد البراء الواجب من الكفار أو بعبارة أخرى: ماهي المودة المحرمة؟
2 - هذه الآية هل هي خاصة بالمحاربين أم على العموم؟ فإن كانت خاصة بالمحاربين لقوله " حاد " ولسياق الآية قبلها " فلا إشكال فيها
وإن كانت عامة فلابد من تفسير الآية الأخرى في نفس السورة " أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين " وقوله" أن تبروهم " لابد أن نفسر ماهو البر لغة وشرعا وماهي المعاني التي ستدخل في هذا اللفظ من حيث الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية ثم سننظر إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في معاملته مع الكفار ومع من حاد الله ورسوله
أعتذر عن اختصار الكلام ولكن أردت فقط أن أسألكم هل توافقونني في هذه الملاحظة أم تقول " قل خيرا أو اصمت"
المقرئ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jul 2004, 06:05 م]ـ
أخي الكريم: المقرئ
أشكرك على تعليقك، وأسعد بمشاركتك
والمبدأ الذي بدأت به تعليقك صحيح ولا إشكال في كونه من أصول الحوار
أما بقية كلامك؛ فهو متعلق بمسألة واحدة من الحوار، وهي المسألة الأولى التي تفرعت عنها بقية المسائل.
وأظن أن الأمر فيها يسير لو اقتصر سؤال السائل عليها.
ولكن الخلاف الكبير كان في آية المائدة: ((لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى .... ))، ومن المقصود بالذين قالوا إنا نصارى؟
ولعلك تتحفنا برأيك حول هذه المسألة بالتحديد، ورأيك يهمني كثيراً وفقك الله وسددك ...
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 Jul 2004, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم:
في نظري أن هذا البحث مهم جدا لاسيما معكم أهل التفسير فإن هناك وبكل أسف تفريط كثير في بحث هذه القضية فتجد المهتمين بالعقائد في زمننا هذا يفسرون النصوص ببعد كثير عن تفسير المفسرين وخير شاهد على هذا الكلام قضيتنا هذه @ قم بدراسة لمن تكلم في زماننا وقارنها بكلام المفسرين ستجد أن الأمر بحاجة إلى إعادة نظر وأن المشتغلين بالتفسير قد قصروا بواجبهم -وكلنا ذلك المقصر- من حيث صيانة كلام الباري عن تفسير الغالين وانتهاك المبطلين
عموما: المسألة التي أردت رأيي فيها وإن كنت كما قيل -تسمع جعجعة .. -
لا يخفى على فطن مثلك أن في قوله تعالة " إنا نصارى" ثلاثة أقوال
والذي يظهر لي أن المقصود بها أنها عام في كل النصارى.
بسبب أن الله جل وعلا قرر قرب مودتهم للذين ءامنوا بوصفين لعموم النصارى لا توجد في عموم اليهود ولا غيرها من الشرائع
الأول: أن منهم قسيسين ورهبانا " وهذا ظاهر في العمل والخشية والتقرب إلى الله
الثاني: أنهم لا يستكبرون لأن الكبر بطر الحق والله جل وعلا قال " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق
ثم دلل الله جل وعلا على قرب المودة أنهم إذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
فهذا يبين أنهم فعلا أقرب الناس إلى الذين ءامنوا
بخلاف اليهود الذين قال الله فيهم " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير " وغيرها من الآيات الكثيرة التي تدل على استكبارهم وعنادهم
أرجو أن أكون إجابتي هي عين سؤالك
المقرئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[25 Jul 2004, 06:52 م]ـ
نسيت أن أضيف معنى جميلا ذكره بعض المفسرين في قوله " أشد الناس عداوة " احتراز من جنس الشياطين وأبيهم إبليس
المقرئ
ـ[السبط]ــــــــ[26 Jul 2004, 05:02 م]ـ
أستسمحكم عذرا بإقحام نفسي في هذا الموضوع وأرجو الله لكم التوفيق للوصول إلى حكم الله في هذا الأمر ...
إن اللاهث وراء الهدى لابد واصل (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)
هل تتفقون معي بأن المحبة والمودة أمران في طبيعتهما قهريان كما أن الكراهية والبغضاء قهريان أيضاً
فنحن نحب ونكره بطبيعتنا ولا ندرك في كثير من الأحيان لماذا وكيف أحببنا أو كرهنا شخصا ما، فهذان أمران يقعان في وجدان المرء يتحركان وفق قوانين وجدانية يصعب على الكثير التحكم فيها، ولعل بعض ما يؤثر في حركتهما ما يلي:
1. الشهوات الجسدية والماديةك من يقضي للمرء شهوته سيكون محبوبا له وسيحصل على مودته (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (زين للناس حب الشهوات ... )
2. الحاجات الروحية والعقليةك من يستطيع أن يكون ملجأً للمرء في مشاكله النفسية ومن يقدم العلم النافع للمرء سينال محبته ومودته (إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) <من علمني حرفا صرت له عبدا>
3. الثقافة العامة والعقائد المكتسبةك (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ) (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ) فلنا أن نفهم أن إبراهيم أحب الكوكب لأنه ربه المفترض فلما أفل ترك حبه.
هكذا تتكون لدى كل فرد منا علاقات مع الأشياء مبنية على المحبة والمودة وعلاقات أخرى مبنية على الكراهية والبغضاء، فهل يريد الشرع لنا أن نكره من نحب أو أن نحب من نكره بدون تفصيل.
فنحن نحب المال فهل علينا أن نكره المال لأنه شهوة مزينة
نحن نحب شهوة النساء فهل علينا أن نكره ذلك ...
....
ومن بين هذه الأمور المحبوبة لدى الناس بالطبيعة هم الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والزوجات والأبناء والأصدقاء والعشيرة ...
فهل علينا بمجرد الدخول في الإسلام جبر النفس على كرههم وعداوتهم إذا لم يسلموا دون أي تفصيل؟
? (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) هكذا يجب أن نتعامل مع الآباء
? (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا) فهل كان الرسل يمارسون الكره وهم يدعون الناس إلى الله ومن سيقبل منهم ذلك ومن سيستجيب لهم على هذه الحال ..
إذاً فمن علينا أن نحب ومن علينا أن نكره ومتى يكون ذلك؟
(فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) لم يزل آزر على كفره منذ أرسل إبراهيم إلى قومه إلى أن تبين لإبراهيم أن آزر عدو لله بحسب الآية، فما معنى العداوة هنا؟ فآزر لا يزال قائماً على الكفر منذ اللحظة الأولى، وهذا أمر بيِّن لإبراهيم فهو يدعوه لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، أظن أن العداوة هذه هي كعداوة إبليس لله فعندما تبين إبراهيم ذلك من أبيه آزر (أي أنه ليس كافراً بالله فحسب وإنما بات عدوا لله) تبرأ منه.
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ .. ) أحب صيغة تفضيل وهي تذم من يحب أولئك حباً يزيد على محبته لله والرسول، دون تفريق بين أن يكونوا مؤمنين أو غير مؤمنين بدليل الآية التي سبقتها ( .. لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ .. ) فأظن أن المحبة هذه غير مرفوضة بالشرع رفضاً محضاً وإنما إن وضعت موضع التفضيل وجب على المسلم تقديم محبة الله ورسوله قولا وعملاً على محبة غيره بما في ذلك المال والنفس والولد وما دونهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الآية موضع البحث (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. ) فقد أصبحت واضحة بما سبق من التوضيح، وهو أن المودة والمحبة كانت موجودة من قبل المؤمنين لأولئك الكافرين فلما تبين لهم عداوتهم (يحادون) كان عليهم أن يتبرؤا منهم على ما كان من إبراهيم عليه السلام ويقدموا حب الله ورسوله على حب أولئك وإن لم يستطيعوا نزع محبتهم كاملة من قلوبهم، فكأني بالواحد منهم يقول إن الله ورسوله أحب إلي منكم وإن كنت أحبكم.
علينا أن نعلم بأن الحب لا يملكه الإنسان بيده فقد يحب من ليس على دينه وقد يكره من هو على دينه ولهذا جاء الأمر بالتولي وعدم التولي وليس بالمحبة وعدم المحبة في علاقة الإنسان بالإنسان سواء كان مؤمناً أو غير مؤمن، والتولي لا يستلزم المحبة بالضرورة، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) (لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ .. )
لذلك لا تجد للنهي عن المحبة لغير المؤمنين ذكر في كتاب الله، وإنما كان النهي عن المودة لهم في الآية موضع البحث في حال كونهم يحادون الله ورسوله أي عند بيان أنهم أعداء لله ورسوله.
فالناس (إما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق)
والرسول (فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) هل البغضاء والكراهية هي التي جعلت الرسول على هذا النحو من الرأفة والرحمة بالناس أم خوفه عليهم وحبه الهداية لهم، ومن يشقى لأجلك ويتعب لنجاتك ألست تسمه بأنه يحبك وإن كره فعلك وعملك.
لم ينهنا الله عن محبة الآباء والأبناء و ... ولكن نهانا عن اتخاذهم أولياء وعن تفضيلهم على الله ورسوله في المحبة سواء كانوا مؤمنين أو كافرين.
إن الأخلاق الحميدة والعلائق الطيبة التي أسس لها المصطفى هي من أهم ركائز القوة في الإسلام ولولا ذلك لاضطربت مشاعر المؤمنين وما استقرت نفوسهم على الإيمان وهم حديثي عهد به (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، ولنسأل أنفسنا لو أسلم أحد المسيحيين وأمر بإبداء العداوة والبغضاء لأهله من المسيحيين فهل سيكون سعيداً بذلك، في حين لو قيل له بأن الله لا ينهاك عما بينك وبين أهلك من المودة بل يأمرك ببرهم والقسط إليهم وخصوصاً والديك إلا إذا أظهروا لك ولله عداوة فعليك أن تتبرأ منهم ألن يجعله ذلك سعيداً وصلباً في الثبات على الحق لأنه أمر لا يتقاطع مع الطبيعة الإنسانية والإسلام دين محبة وأخوة لجميع البشر ما عدا أولئك المعادين لله ولرسوله.
والله أعلم
وأرجو منكم المعذرة على الإطالة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Nov 2005, 06:23 ص]ـ
فائدة: جاء في تفسير أبي السعود بعد أن ذكر تفسير قول الله عز وجل في آخر الآية: ? وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ? (المائدة: من الآية82): (وهذه الخَصلةُ شاملة لجميع أفراد الجنس؛ فسببيّتُها لأقربيّتهم مودةً للمؤمنين واضحة. وفيه دليل على أن التواضع والإقبال على العلم والعمل والإعراض عن الشهوات محمودٌ وإن كان ذلك من كافر.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Nov 2005, 06:32 ص]ـ
وممن قرر ما ذكرتُه في آخر الحوار السابق: ابن عطية رحمه الله؛ فقد قال: (وصدر الآية في قرب المودة عام فيهم، ولا يتوجه أن يكون صدر الآية خاصا فيمن آمن؛ لأن من آمن فهو من الذين آمنوا وليس يقال فيه: " قالوا إنا نصارى"، ولا يقال في مؤمنين: "ذلك بأن منهم قسيسين"، ولا يقال: "إنهم أقرب مودة"، بل من آمن فهو أهل مودة محضة. وإنما وقع التخصيص من قوله تعالى: ? وَإِذَا سَمِعُوا …? (المائدة: من الآية83) وجاء الضمير عاما إذ قد تحمد الجماعة بفعل واحد منها.) انتهى.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[13 Nov 2005, 11:24 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إخوتي الأكارم:
لنعد معاً إلى أصل الموضوع: كيف تتفق المودة والرحمة بين زوج مسلم وزوجته الكتابية، مع المطالبة بعدم محبتهم؟
((الحكم على الشيء فرع عن تصوره)) قاعدة جليلة ينبغي ألا يغفلها كل من يتصدى لفهم قصة أو تفسير قولٍ ..
مثلاً: انتقص بعض الناس من الحجاج قائلاً: ما هو إلا معلم صبيان.
فرد عليهم ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ببيان أن مهنة تعليم الصبيان كانت في زمن الحجاج، حكراً على سادة القوم، وعلمائهم، ودليل عز وجاه لا يناله كل أحد .. فلم تكن حرفة يُعتاش بها كزماننا. انظر: مقدمة ابن خلدون، ص29.
=====
ومثل هذا كنت أطالب به غير المسلمين حين كان يحاكم النظام الإسلامي في تعامله مع قضية الرق في الإسلام .. مثلاً.
في الحقيقة: (وليسامحني السادة الأفاضل بشدة) أننا لا نحسن تصوُّر المسألة بحقيقتها.
فقد ترسخ في عقلنا الباطن ـ العقل اللاواعي ـ عدة أمور مبالغ فيها كالنظرة إلى ((كل)) الإخوة الأشاعرة، وضعف أدلتهم. ومثله الحكم ((بالمطلق)) على المتصوفة والدعاة من جماعة الدعوة والتبليغ او الإخوان ...
فكيف بالحكم ((المطلق)) على العوام من أتباع الديانات الأخرى بأنهم كلهم ذئاب كاسرة ووحوش تنتظر الانقضاض علينا!!
نحن نجلس أعلى برج عاجي، ونحكم على {أهل الضلال} ونحدد أسس التعامل معهم دون تطبيق أيٍّ من ذلك عملياً.
أنا أتكلم هنا عن عقلاء غير المسلمين وهم أكثر وأعقل مما يظن كثير منا ......
واسمحوا لي أن أتجاوز حدي وأقول: كل من لم يناظر أحداً من غير المسلمين، لن يتقن التنظير في هكذا مسائل .. مهما قرأ من كتب وتعلم من مشايخ
كما لا يتقن التنظير في السباحة وقيادة السيارات .. ولا الخطابة أو التجويد أو تخريج الحديث ... من لم يؤدها عملياً. ولو قرأ ألف كتاب عنها.
[قارن ما كتب الداعية الحبيب د. منقذ السقار بعنوان: " الحوار مع أتباع الأديان " في مكتبة مشكاة .. مع ما كتب غيره من المنظرين (الدعاة)].
وتخيلوا بالله عليكم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ناظر أحداً من غير المسلمين خاطبه يا ضال يا كافر ... ألم تكن هناك نقاط محددة من ((المحبة)) بما تشمله من ((المودة)) و ((الرحمة))
وبالله عليكم ما كانت مودة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لأمه المشركة؟ إنها مودة فطرية أقرها الإسلام ووضع لها ضوابط ..
تذكروا إخوتي .. ليس كل الكفار أغراب أجانب يجب أن نضع بيننا وبينهم ستاراً حديدياً ..
لا بد من علاقة،، علاقة تحكمها المحبة والمودة ... لكنها محبة دون محبة .. ومودة دون مودة ..
وهل هو إنسان ذاك الذي يقابل المحبة والود بالبغض والحقد بحجة أن أفكاره تخالف أفكاري؟!
أين إنسانية الإنسان؟!
إن مشاعر المحبة ليست أمراً مطلقاً بل هي تزيد وتنقص كماً ونوعاً بحسب علاقتك مع ذلك الآخر قرابةً أو جواراً أو مصالح مشتركة.
مصالح مشتركة بيني وبين كافر؟؟!!
قطعاً .. ولنتجاوز العلاقات الدولية مع الكفار وما فيها من مصالح متبادلة (كالمصالح المتبادلة في حلف كحلف الفضول)، ونتحدث عن جارك غير المسلم الذي يريد جداره أن ينقض فأقمته معه خشية أن يقع على ابنك أو أحد من المسلمين أو أحد من (الناس).
مصلحة جارك النصراني ستراعيها حتماً إن وجدت لصاً يزعم الإسلام يسرقه .. وكذا مصلحتكما المشتركة وأنتما متجاوران في بناية تسرب منها الماء غير الطاهر ... الخ.
ألا يكفي ما تسببه علاقة الجوار والمواطَنة والإنسانية والزمالة .. من مصالح مشتركة وذكريات ومواقف وعلاقات ... المسلم هو الأحوج إليها خاصة في بلاد هي ليست له أصلاً؟
ولماذا تلك الأنانية؟! إن كانت العلاقة لمصلحة المسلم (المادية العاطفية الإنسانية .. ) تكون مشروعة؛ لضرورتها .. أما مصلحة (لآخر) فلا يُلتفت إليها؟!
ومن المم أن نتبين الفرق " إخوتي " بين المحبة المؤدية إلى الولاية (الولاء والبراء) فالمحبة مع ولاية الكفار نصرةً لهم على باطلهم لا تجوز بأي حال .. ومن يتولهم حين ذاك فإنه منهم .. ولا كرامة.
هنا نفهم قتل أبي عبيدة لأبيه في المعركة .. مقابل رحمة سعد بن أبي وقاص بأمه المشركة ..
وقد نزلت آيات من القرآن الكريم تؤيد هذا وذاك رضي الله عنهم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما مودة الطالب المسلم في حديثه وتعاونه مع زميله الطالب غير المسلم فليس فيها ولاية ولا نصرة بل هي معاملة إنسانية يتعامل بها الناس معاً.
ولك أن تتخيل مودة طالب مسلم متفوق مع طالب غير مسلم لكنه مسالم وعاقل ... وفي الوقت ذاته هناك زميل له آخر يزعم الإسلام لكنه مهمل في دراسته يفعل الموبقات .... الخ
لا تظنن الأمر خيالي .. بل موجود بكثرة وقد عاينت وسمعت كثيراً منها.
وهذه المودة جزء من مئات الأجزاء من المودة التي تختلف عما بينه وبين إخوته المسلمين بدرجات ودرجات.
وتختلف بالكم والنوع بحسب عدة ظروف وأحوال وعلاقات ...
((مودة دون مودة))
ليس منها قطعاً المودة المؤدية إلى الولاية والمناصرة من دون المسلمين.
لا أدري لولا مودة التجار المسلمين مع تجار سواحل آسيا وإفريقيا هل انتشر الإسلام فيها؟
كيف عرض محمد صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل ... بمودة أم ...
ولولا الرحمة لما زار سيدنا محمد الطفل اليهودي المحتضر مما دفع والده ليقول له: " أطع أبا القاسم ".
ألبس للمودة والرحمة أثر يظهر على الجوارح وخاصة الوجه؟ أم يأمرنا الإسلام بالمراوغة والخداع وإظهار ما ليس في الباطن؟
أليست الرحمة هي أساس التعامل بين الناس .. الإنسان ذاك المخلوق العاقل؟
--------------
لنعد إلى كون الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
من يعيش في مكة أو الطائف ..... أو أي مدينة كل أهلها مسلمون ولم يحتك مباشرة وجهاً لوجه مع أحد عقلاء اتباع ديانة أخرى ...
من تربى تربيتنا ويحمل نظرتنا لغير المسلمين: يصعب عليه تصور المودة والرحمة بين مسلم وغيره.
لكن من تعامل مع كثير من عقلاء أتباع الديانات الأخرى لابد له من الاقتناع بأن تبادل المودة والرحمة مع ذلك الآخر أمر طبيعي بل مطلوب وإلا لتحولت حياته هو إلى جحيم .. فالإنسان لا ينفك محتاجاً لغيره فما الإنسان إلى مشاعر يضبطها عقله.
محبة [مودة ورحمة] محدودة بضوابط ... لكنها لا تتطور إلى محبة ولاية ونصرة أبداً. بل هي أنس إنسان بإنسان، حكمت الظروف المسيِّرة للإنسان أن يكون جاره أو زميله في العمل فضلاً عن أن يكون رئيسه في العمل أو رئيس بلاده.
وإلا فليهاجر مليار ونصف مسلم إلى جزيرة العرب، وتنتهي المشكلة!!
لا يستغرب وجود محبة [مودة ورحمة] بين مسلم وزوجته الكتابية (والمحبة هي القَسَم الذي لا يملكه حتى صفوة الناس)
لكن في الوقت ذاته لا تكون محبة مؤدية إلى مناصرتها على الدعوة إلى باطلها .. كتعليق الصليب في البيت أو تربية الأولاد على عقيدتها ... عندها سيكون له يد في زيادة عدد غير المسلمين بطريقة مباشرة او غير مباشرة وتلك ولايتهم .. وبالتالي: فإنه منهم!!
من جهة أخرى كم من مسلم أدت ((محبته ومودته)) إلى زوجته الكتابية لهدايتها على يده ... فضلاً عن التأثير في أهلها ..
فالرفق ما كان في شيء إلا زانه .. وتخيل رفقاً بلا رحمة أيكون؟
ولنتذكر مرة أخرى: ليس كل مسلم يسكن مكة المكرمة ولا إنسان ولِد حيث شاء وتمنى فانتفى جيرانه ...
==========
بعد أن تتأمل ما سبق .. يتبين لك صواب ما ذكر شيخ الإسلام رحمة الله تعالى عليه: " كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع، مناظرة تقطع دابرهم .. لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور، وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامُه العلم واليقين "
انظر: درء تعارض العلم والنقل: 1/ 357
مرة أخرى: " .... ولا أفاد كلامُه العلم واليقين ".
هذا حق، شيخي يا شيخ الإسلام .. وكم من أمرٍ مسلَّم به في ديننا تبين لنا أننا كنا ننظر إليه من زاوية واحدة، كنا نظن أنها هي الصحيحة .. لكن وبعد المناظرة ورد الشبهات حوله تبين أن له وجوها أدق وأحكم.
وسبحان من أحاط بكل شيء علماً
------------------------------------------
ملاحظة: بمناسبة الحديث عن (عقلاء الآخر) فأبشركم بإسلام أحد أشهر اللادينيين وأقساهم نقداً للإسلام وأنشطهم مناظرة وجدالاً وطرحا للشبهات على الإنترنت,, أسلم يوم العيد، ثم انقلب بفضل الله داعية في المنتدى ذاته الذي كان سبباً في هدايته ..... لكن .....
حدثت تفجيرات في عمان الأربعاء الماضي وتوفي أعز أقاربه فيها .. تخيلوا موقفنا معه كم هو حرج ... !!!
صدقت يا رب: " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ".
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
.................................................. .................................................. ............
أما قوله تعالى: " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى .. ". فلا ينطبق على من نسميهم نصارى، ويسمون أنفسهم مسيحيين ..
فالأمر يحتاج مقدمات ونتائج كم سيتم بيانه في الرد هنا:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=16221#post16221
مع محبتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[13 Nov 2005, 02:38 م]ـ
المودة القلبية غير المعاملة الظاهرية
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[15 Nov 2005, 01:14 م]ـ
أخي الحبيب: هل يمكن التصديق بأن شخصاً تزوج زوجته الكتابية دون وجود مودة قلبية معها؟ لماذا تزوجها إذاً؟!
أليست مودة الزوج لزوجته هي " القَسَمُ " الذي لا يملكه الإنسان (الميل القلبي)؟
لا أقبل أخي الكريم مودة من يود زوجته الكتابية ودليلاً على مودتها يعلق الصليب أويشاركها في احتفالات دينها ... لذلك قلت: " إن من يفعل ذلك فإنه منهم ولا كرامة ".
انظر كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
لكن لا يؤاخَذُ من يود زوجته الكتابية ويحضر لها وردة أو يكلمها بحنان ... ويتلطف في عشرتها .. فتلك مودة أيضاً .. وهي انعكاس للمودة القلبية.
بل تلك المودة التي تحببها في الإسلام وتؤثر في أهلها ...
وهذا ما قصدته بقولي: مودة دون مودة.
مع محبتي
ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Nov 2005, 08:52 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
إجمالا:
الموضوع الأول: هناك فرق بين عمل الظاهر بالجوارح وبين عمل الباطن في القلب
فليسا هما عمل واحد حتى نتوهم وجود التعارض من اجتماعهما
فمن الممكن أن يجتمعا
الموضوع الثاني: هناك فرق بين أن نصرف مودة لشخص ما بسبب اتصافه بصفة ما وبين أن نصرف عدم مودة لنفس الشخص إذا اتصف بصفة أخرى
====
تفصيلا:
أخي الكريم ... تأمل خلاصة ما توصلتَ إليه في مقالك _الذي سبق ردي _
من أنه لا يمكن الجمع بين ((عدم المودة القلبية الباطنية))
وبين حُسن المعاملة الظاهرية
!
فأنتَ جعلتَ ((عدم المودة القلبية الباطنية تجاه المحادة لله ورسوله))
وجعلت ((معاملتها الظاهرية))
شيئا واحدا
لذا نشأ التعارض التالي:
لا يمكن الجمع
بين ((عدم مودتها)) لمحادتها لله ورسوله
وبين ((حسن معاملتها)) ...
ولذا ففي ردي السابق أحببتُ تذكيرك بضرورة التفريق بين الباطن والظاهر أولا وقبل كل شيء، وذلك حتى ترى سهولة الجمع بينهما فيما بعد
وتلك لعمر الله قاعدة عظيمة
فقبل البحث عن الجمع لننظر هل هناك ثمة تعارض أصلا
لنتأمل:
أليس من الممكن شرعا وعقلا وواقعا ... أن تُحسنَ المعاملة الظاهرية مع من تكنّ له بغضا؟
أخال جوابك الآن سيكون نعم
_ هذا فيما يتعلقا بالبغض المطلق فمن باب أولى إمكانية حسن معاملة من نكن له بعضَ بغضٍ لبعضِ صفات ذميمة فيه مع وجود مودةٍ له لبعض صفات حميدة فيه وسيأتي الحديث مفصلا عن ذلك إن شاء الله _
إذن ... ليسا هما بعملين متضادين حتى نضطر أن نبحث لهما عن جمع ..
ولذا تجد أن الله قد أجاز لنا أعمالا ((ظاهرية)) من بر وقسط مع من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا
وفي نفس الوقت حرَّم علينا أن ((نوده بقلوبنا)) حالَ محادته لله ورسوله
فانظر كيف اجتمعت ((عدم مودة)) قلب
مع ((مودة)) عمل
أما إذا قاتلنا الكافر في الدين وأخرجنا من ديارنا وظاهر على إخراجنا ..
فعندئذ سنَحرمه حتى من حُسن المعاملة الظاهرية فلا بر ولا قسط ولا ولاء ... لأنه هو الذي ظلمَ فحَرَمَ نفسه من
((ودنا الظاهري والباطني))
ومجمل القول في الموضوع الأول:
أن بغض القلب عمل باطن
وأن حسن المعاملة عمل ظاهر
وأن الجمع بينهما ممكن عقلا وشرعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ثانيا:
كما قيل عن التفريق بين عمل الظاهر والباطن
فكذلك هناك تفريق بين أعمال الظاهر بعضها عن بعض
وهناك تفريق بين أعمال الباطن بعضها عن بعض
وذلك عندما يمزج الشخص الآخر بين صفات توجب حبا وصفات توجب بغضا
بالنسبة لمودة الكافر (المذكورة في آية سورة المجادلة)
ومودة الزوجة (المذكورة في آية سورة الروم)
ومودة النصارى (المذكورة في آية سورة المائدة)
على الرغم من أن هذه المودات يمكن حملها على أنها باطنية ويمكن حملها على أنها ظاهرية
على الرغم من ذلك فإننا سواء إن حملناها على أنها أعمال ظاهرية فلا تعارض بينها
أو إن حملناها على أنها أعمال باطنية فلا تعارض بينها
والحمد لله رب العالمين
لماذا؟
لأنها في المحملين ليست متجهة منا لصفة واحدة في تلك النصرانية _مثلا_ حتى تتعارض
_ (ملاحظة: لأن الموضوع هنا عن القلب فسأحصر الحديث عنه) _
(يُتْبَعُ)
(/)
فمودة نشأت في قلوبنا بسبب وجود صفة القرب الزوجية عند تلك النصرانية
ومودة نشأت في قلوبنا بسبب صفة اقترابها من الهداية
وعدم مودة نشأت في قلوبنا بسبب صفة محادتها لله ورسوله
ولذا فالعقل والشرع يسوغان أن تود شخصا ما ((حالَ)) فعله لصفة ممدوحة ..
وفي نفس الوقت
فالعقل والشرع يسوغان أن لا تود ذلك الشخص بل تبغضه ((حالَ)) فعله لصفة مذمومة
فانظر كيف اجتمع في ((قلوبنا)) حب وبغض
ثم تأمل جيدا وأطل التأمل فهذا الحب وهذا البغض لم يكونا متجهين لصفة واحدة في الشخص المقابل
وإنما لصفتين مختلفتين بل مختلفتين تماما
وهذا موضع الإشكال
عندما ظن بعض الإخوة أن المودة مصروفة لصفة واحدة فقط فوقف كل فريق في ضفة ..
وهذا يذكرني أخي الكريم بالقاعدة التي أنت أطنبت الحديث عنها وهي قاعدة
((الحكم على شيء فرع من تصوره))
فكل فريق طبق تلك القاعدة في طرف واحد للقضية
بينما الصواب أن نطبق تلك القاعدة في كل الأطراف لتلك القضية
فكما نطالب أن ننتبه لتلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((مودة)) الزوجة الكتابية ---
فعلينا أن نطالب بالانتباه لنفس تلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((عدم مودة)) من حاد الله ورسوله ---
فإن لم نفعل سنجد أنفسنا قد ضربنا القرآن بعضه ببعض
معذرة على الاسترسال
ولنعد إلى أصل المسألة
سنجد الكثير من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
_أثناء شرحه للعقيدة الواسطية في الشريط رقم 26 _
يخبر بأن علينا أن نحب المؤمن العاصي حسب ما معه من إيمان
ونبغضه حسب ما معه من معصية ..
فلاحظ إمكانية اجتماع ((الحب وعدم الحب)) شرعا وعقلا
وكذلك اجتماع ((المودة وعدم المودة))
فأنت مثلا تود فلانا لأنه كريم
ولكنك في نفس الوقت لا توده لأنه كذاب
حقا أنت ((اختلفتَ)) فأنت تحبه وفي نفس الوقت تبغضه
ولكن اختلافك هذا هو الجزاء العادل والمعاملة الصائبة منك
لأنه هو الذي ((اختلف)) أولا فجمع صفة حميدة وصفة سيئة
وقل مثل ذلك في كونك
توده لأنه برَّ بوالديه
ولكنك
لا توده لأنه شرب الخمر
وقس على ذلك ما شئت من أمثلة لا حصر لها
وستجزم بعدها إمكانية اجتماع المودة وعدم المودة
خاصة في مسألتنا .. فعلى سبيل المثال لو كانت لك:
1 - زوجة نصرانية
2 - تزعم أن لله ولد
3 - لها رغبة في الهداية
فعندئذ لقلبك معها ثلاث مودات:
1 - فأنت ((تودها)) مودة زوجة
وذلك لوجود العلاقة الزوجية المذكورة في قوله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ ((مَوَدَّةً)) وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
2 - وفي نفس الوقت فأنت ((تودها)) .. ((حالَ)) رغبتها في الهداية
كما قال الله سبحانه:
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ ((مَوَدَّةً)) لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ
3 - وفي نفس الوقت فأنت ((لا تودها)) .. ((حالَ)) محادتها لله ورسوله
وبهذا تنتظم الأدلة ونعمل بها جميعا
وكما أعطيتَ القسم الأول والثاني حقه من الشرح
فاسمح لي أن أعطي القسم الثالث_الأهم_ من الشرح
فأنت بأمور بألا تود تلك الزوجة النصرانية حالَ محادتها لله ورسوله وذلك حتى لا تُسلبَ الإيمان كما قال سبحانه:
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ((يُوَادُّونَ)) مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..
وكما أنت مأمور بذلك الأمر المحكم _ وما أكثر المحكمات في هذا القسم الثالث_
فأنت أيضا مأمور بأمر محكمٍ أشد منه وهو:
أن تبدي لها العداوة والبغضاء لأن الله أوجب عليك ذلك تأسيا بـ:
إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ
((وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ))
أَبَداً
"حَتَّى" تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ..
والإنسان المؤمن هو الوحيد الذي لن يتعجب من هذه الشدة
لأنه سيتذكر شدة جرم تلك النصرانية .. إنه جرم:
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ
وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً
فطالما هي مقيمة على ((صفة المحادة لله ورسوله))
فأنت مأمور أن تقيم على صفة ((عدم المودة))
فإن فعلتَ ذلك ستنجو من أن تكونَ فتنة لها:
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أسأل الله لي ولك ولبقية إخواني الهداية والتوفيق والعفو ومغفرة الذنوب ما تقدم منها وما تأخر
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[24 Nov 2005, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل ..
أتفق معك فيما ذكرته أعلاه وأشكرك عليه .. ولكن لي بعض الملاحظات ..
---------------
اقتباس:
أليس من الممكن شرعا وعقلا وواقعا ... أن تُحسنَ المعاملة الظاهرية مع من تكنّ له بغضا؟
---------------
صحيح: انظر حديث: " بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة ... ". وانظر شروحه، وخاصة شرح ترجمة البخاري للأبواب الثلاثة التي ورد فيها الحديث الشريف من كتاب (الأدب) في الصحيح، وعلاقتها به.
---------------
اقتباس:
ولذا تجد أن الله قد أجاز لنا أعمالا ((ظاهرية)) من بر وقسط مع من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا
وفي نفس الوقت حرَّم علينا أن ((نوده بقلوبنا)) حالَ محادته لله ورسوله
فانظر كيف اجتمعت ((عدم مودة)) قلب
مع ((مودة)) عمل
---------------------
صحيح: وهذا يمكن أن تتصوره مع تاجر سرياني .. يهودي .. تشتري من عنده بضاعة وتعود لبيتك ..
ولكن إن كانت ابنته هي التي اخترتها لتكون (سَكناً لك) ولباساً يستر عورتك وصدراً حنوناً تتلمس منه الراحة العاطفية التي ما كنت لتتزوجها لولا أنك تطلب ذاك .... كل ذلك لا يمكن تصوره بدون مودة قلبية نتجت عن علاقة مباحة شرعاً .. بل تؤجَر عليها (وفي بضع أحدكم صدقة .. اللقمة التي تضعها في فمها صدقة .. )
علاقة تزداد وداً مع مرور الأيام وتكرار العلاقات والعشرة و .... و .... والأبناء.
منطلقاً من هنا ... يمكن الرد على ما تفضلت به ((بغض القلب عمل باطن وحسن المعاملة عمل ظاهر والجمع بينهما ممكن عقلا وشرعا))
إنه ممكن مع التاجر .. الجار .. زميل العمل .. رئيس الدولة الأجنبية الذي أتمتع بجنسية دولته وتسهيلاتها على حياتي ....
أما مع مكان السكن ... مع بيت الراحة والطمأنينة .. مع شريك حياتك ... الذي يسهر عليك طول الليل حين تمرض .. ويتحمل منك حالتك النفسية .. ويلبي حاجاتك المختلفة .. بعد كل هذا لا توده قلبياً!!!
" هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ "؟
مودة الزوجين أرقى أنواع المودة .. وما ينتج عنها من علاقات لا يمكن أن ينتج عنه (عدم) المودة.
---------------------
اقتباس:
فكما نطالب أن ننتبه لتلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((مودة)) الزوجة الكتابية ---
فعلينا أن نطالب بالانتباه لنفس تلك القاعدة في جانب:
--- ضرورة ((عدم مودة)) من حاد الله ورسوله ---
فإن لم نفعل سنجد أنفسنا قد ضربنا القرآن بعضه ببعض
-----------------
هنا أخي الكريم ما معنى (عدم المودة)؟
ولماذا لا تكون: مودة دون مودة؟!
لماذا عدم؟؟
- يقيناً يقيناً الزوجين المسلمين مودتهما أعلى درجات مودة أي زوجين في العالم (بشرط أن يكون الزوج: ممن ترضون دينه وخلقه .. والزوجة التي ظفر بها: ذات دين).
- وأن الزوج المسلم وزوجته الكتابية درجتهما ((دون)) ذلك ...
فهما لم يقوما الليل معاً، ولم يقرءا القرآن، ولم يصوما رمضان ويفطرا بعد جوع وظمأ ...
لا يرضى منها عاداتهم من شرب خمر واختلاط ومصافحة الرجال ....
كل هذا يقلل من المودة الظاهرية والباطنية (بالمقارنة مع مودة زوجين مسلمين ملتزمَين).
لكن: ((عدم)) وجود مودة!!! هذا ما لا يمكن تصوره .. فالله أرحم بعباده من أن يبيح لهم زواجاً لا تتحقق منه أهدافه من سكن ومودة ورحمة ... " قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ "؟
----------------
" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ".
لماذا لايكون لها نصيب من " تبروهم وتقسطوا إليهم "؟!
أي: لماذا لا نجمع بين هذه الآية الكريمة والآيات التي تنهى عن موادة من حادَّ الله ورسوله .. بتخصيص الثانية بمن كانت محادَّته لله ورسوله متعدية الأثر، محادة مقاتلة، إخراج ... بينما الأولى من لم يصدر عنه تلك المحادَّة
(المُحادَّة: هي أن يصل البغض مرحلة متقدمة بحيث يقف كل طرف في حدٍّ يخالف حدّ صاحبه) / انظر تفسير القرطبي.
فلو كانت زوجتك الكتابية (في حدك) فلا يمنع ذلك من برها والقسط إليها بحدود وضوابط ... دون مهادنة في قضية الولاء والبراء وهي قضية عقدية لها الأولوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
مع الانتباه أن المقصود بالمودة معها: مودة دون مودة.
------------------
اقتباس:
سنجد الكثير من أهل العلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
_أثناء شرحه للعقيدة الواسطية في الشريط رقم 26 _
يخبر بأن علينا أن نحب المؤمن العاصي حسب ما معه من إيمان
ونبغضه حسب ما معه من معصية ..
فلاحظ إمكانية اجتماع ((الحب وعدم الحب)) شرعا وعقلا
وكذلك اجتماع ((المودة وعدم المودة))
-----------------
مع ان الأسهل توجيه كلام الشيخ بأن المودة تزيد و ((تنقص)) بحسب الإيمان .. لا أن المودة توجد ولا توجد.
----------------
اقتباس:
فأنت بأمور بألا تود تلك الزوجة النصرانية حالَ محادتها لله ورسوله وذلك حتى لا تُسلبَ الإيمان كما قال سبحانه:
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ((يُوَادُّونَ)) مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..
--------------
ينبغي هنا تحديد معنى المحادَّة هل هي مجرد الكفر (العمل القلبي)، أم المعاداة الظاهرة للمسلمين .. هل (كل) امرأة كافرة هي تحاد الله ورسوله ... ومن ثم لا يجوز للمسلم الزواج منها؟
أخي الكريم: أنت حاولت الفرار من (ضرب القرآن بعضه ببعض) ولكن هنا قد وقع المحظور ..
------------
اقتباس:
فطالما هي مقيمة على ((صفة المحادة لله ورسوله))
فأنت مأمور أن تقيم على صفة ((عدم المودة))
---------------
لماذا إذن قال: " الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ... "؟
ما رأيك بهذا التوجيه:
المحادة أيضاً أمر نسبي ..
تتناسب معها المودة تناسباً عكسياً ...
انتبه لهذا الحديث، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ ... الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ ". رواه البخاري
هل نحمل الإيمان هنا على الإيمان الذي يزيد وينقص أم مطلق الإيمان الذي نيه يعني الكفر؟
فإن كان الإيمان يزيد وينقص، فما بالك بالعبادات القلبية والأخلاق ..
المودة تزيد وتنقص بحسب موقف الطرف الآخر (الكافر) من الإسلام والمسلمين.
ألم يأمر الله سبحانه وتعالى بالبر والقسط بالأهل ـ والزوجة أهل ـ ما لم يبادروا إلى ((مقاتلة)) المسلمين؟
إن تتبعت سبب نزول آية المجادلة تجدها تتحدث عن حرب ((قاتلوكم)) حرب مَن ((أخرجوكم من ياركم)) وذلك في غزوة بدر تحديداً .. وما جرى فيها .. انظر: تفسير القرطبي للآية الكريمة.
إذن الآية الكريمة لم تتحدث محادة أم سعد بن ابي وقاص مع المسلمين، بل عن محادة نتيجة مقاتلة وإخراج ..
أما علاقة اجتماعية عادية بلا مقاتلة ولا عدوان بين المسلم و (أهله) غير المسلمين فالآية التي تتحدث عنها هي: " لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ".
فهو يوَد أهله .. لكنها مودة دون مودة أي مسلم.
والله تعالى أعلم
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Dec 2005, 07:02 ص]ـ
1
الحمد لله الذي لا إله إلا هو وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أخي الودود
قلتَ وكررتَ بأن آية المجادلة (نسبية) فهي مودة دون مودة
وقولك هذا خطأ
فالله يقول لا مودة
وأنت تقول مودة
ثم تتفرع بأنها مودة دون مودة!!
أما إنك لو قلتَ (لا مودة دون لا مودة) أو بجملة أسهل ((كرها دون كره))
لكان قولك مقبولا لأن له علاقة بالآية التي تتكلم عن ((اللامودة أي الكره))
لذا فرأيكَ بأن الآية نسبية المودة_مودة دون مودة_ هو خطأ مخالف للآية مخالفة واضحة
ولا تتعجب أخي الودود من أن آية المجادلة تأمر بألا مودة
لأنها _وبكل سهولةِ فهمٍ_ تتحدث عن صفات سيئة ...
ولك أن تتأملها من جديد ستجدها تتكلم عن صفات ((محادة))
يعني صفات سيئة "محضة" ... ليس فيها من الصفات الحسنة ما نسبته واحد في المئة حتى تستلزم منك أقل مودة
فالله ورسوله في ((حد)) وهم في ((حد))
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذا أمرنا الله أمرا محكما لا مجال فيه للتأويل بأن يكون العمل الذي ((نواجه)) به تلك الصفات السيئة هو ((عدم المودة))
ولذا نفاها الله (لا تجد قوما .. الخ)
وهذا ينبغي ألا يختلف عليك كإنسان يؤمن بالله واليوم
أعد النظر فالأمر سهل ....
أمامك الآن صفات سيئة محضة _محاداة_
فموقفك منها أن تبق في حد وهي في حد ..... _تذكر كلمة "يحادون"_
وألا تعطيها أي ((نسبة)) من التأييد = المداهنة = المودة = الحب = .. الخ
فمن (يؤمن بالله واليوم الآخر) لا يمكن أن يكون ((نسبيا)) تجاه الأقوال والاعتقادات والأعمال الكفرية المحادة لله ورسوله
وهل يا ترى أنت تؤيد عبارة (لله ولد) بنسبة 90%؟
أو 50%؟
أو حتى 1%؟؟!!!
سيكون جوابك الحتمي: (((لا))) لا أؤيدها البتة ..
هل أنت تؤيد أن يكون هناك إله مع الله وشريك لله؟
لاحظ أنك ستصرخ في وجهي قائلا: ((((لا)))) وألف لا
لاحظ جوابك كيف اتفق مع الآية
(((((لا))))) .. تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ ... )
إذن آية المجادلة تتكلم عن صفات المحادة التي (تنعدم فيها المودة)
ولا تتدخل فيها نسبية تأييد ومودة .. الخ
أرجو أن يكون اتضح لك الأمر
------------
2
بقي الحديث عن النسبية الخاصة التي تتعلق بنسبية الكره _كرها دون كره_
فأنا لن أناقشك فيها لأني لا أخالفك في وجودها أصلا
وذلك كمحاد جمع صفات كثيرة من المحادة
إذن ستزداد (((نسبة))) كرهنا له
ومحاد آخر فيه صفات قليلة من المحادة فتنقص (((نسبة))) كرهنا له
لكن مسألة ((نسبية الكره)) لا تهمني
لماذا؟
لأنها في النهاية لن تخرج عن الكره والبغض وعدم المودة
إلى الحب والمودة
فلاحظ أن هذه النسبية هي نسبية خاصة لأنها تتعلق بنسب الكره ((فقط)) وليس لها أي علاقة بنسب الحب = المودة = ... الخ المترادفات
ولذا لم ولن أناقشك في نسب الكره عندما نكون بصدد تفسير آية المجادلة .. لأن تلك النِسب تتحدث عن الكره فقط فلن تخرج عن الكره إلى المودة بأي حال من الأحوال وهذا ما أريد منك ملاحظته
-----------
3
الآن لنخرج من آية المجادلة ولنذهب لآية المائدة والروم ..
فعندما تتلطف مع زوجتك الكتابية أو تجامعها أو غير ذلك من الأمور الزوجية فعندئذ ستعطيها ((مودة)) ولكن لاحظ أمرين بها:
أولا: ليست هذه المودة مقابل محادتها!!!!
ولكنها مقابل أعمالها الزوجية
أما في السابق فلاحظ
أن عدم المودة الإيمانية قابلتَ به عملها كمحادة
ثانيا: ((((مودة زوجية ليست إيمانية)))))
إذن فالأمر واضح ... صفتان مختلفتان نقابلهما بعملين مختلفين
ومن نظر إليها بغير ذلك سيشكل عليه وسيكون أحد قسمين
إما أن يكون من القسم الذي:
ينطلق إلى النصوص التي تتكلم عن المودة الإيمانية التي تقابل المحادة
ثم يحاول تأويلها بالنسبية والتخصيص والتقييد وبكل ما يستطيع ..
أو يكون من القسم الذي:
ينطلق إلى النصوص التي تتكلم عن المودة الزوجية التي تقابل الحياة الزوجية ويحاول تأويلها بالنسبية والتخصيص والتقييد وبكل ما يستطيع
وكل فريق من هؤلاء قد أخطأ
وكذلك جعلناكم أمة وسطا
فهما صفتين مختلفتين لعملين مختلفين
عدم مودة إيمانية ============> لأعمال المحادة
مودة زوجية ============> لأعمال الزوجية
فأي عملية خلط ستنشئ التعارض لا محالة
فمن ظن أن آية عدم المودة بسورة المجادلة تتكلم عن الحياة والأعمال الزوجية سيجد تعارضا .. إنما هي عن المحادة
وكذلك من ظن أن آية مودة الزوجة بسورة الروم مثلا تتكلم عن أعمال فيها محادة سيجد تعارضا
وهذه المسألة مثل مسألة الإزار حذو القذة بالقذة:
فلدينا حديثان:
1 - ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار
2 - لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره خيلاء
ففي الحديثين عملان مختلفان وعقوبتان مختلفتان
وكل حديث على حدة
فمن ظن أن "مجرد" إنزال الإزار تحت الكعبين يتكلم عن عقوبة عدم النظر سيجد تعارضا ..
وإذا نشأ التعارض ستبدأ عنده عمليات الجمع سواء بتقييد أو تخصيص أو تأويل .. الخ
مثلما حصلت لديك في مسألة المودة
لذا أكرر .. علينا أن نبحث عن وجود التعارض أولا قبل البحث عن الجمع
وعندما لا نجد تعارضا فلن نحتاج للجمع كما في مسألتنا هذه
والحمد لله رب العالمين
---------------
4
دعني أخبرك بأني ((أؤيدك)) أيما تأييد في مسألة النسبية العامة التي تتعلق بنسب الحب _المودة_ ونسب الكره _ اللامودة.
نعم أتفق معك اتفاقا منقطع النظير بالحكم على الموضوع بأنه نسبي
ولكن هذا الحكم إنما هو على الموضوع ((ككل)) ...
أي على الآيات مجموعة كلها
فهناك نصوص شرعية فيها نسبية الكره
وهناك نصوص شرعية فيها نسبية الحب
وهناك نصوص شرعية فيها نسب الكره ونسب الحب معا
ولذا يصح أن نحكم على الموضوع ككل بأنه نسبي .. لا عن خصوص آية
ولذا تجدني لم أتفق معك في حمل النسبية العامة على آيات خاصة
لأن ذلك سيقودنا إلى إخراج القرآن عن ظاهره فالله يقول لا مودة ونحن نقول مودة .. !
كآية المجادلة التي لا تتحدث عن نِسب الحب _المودة_
فمن باب أولى ألا يكون للآية أي دخل في النسب العامة التي تتعلق بالحب والكره معا _ النسبية العامة =المطلقة = الشاملة = ... سمها ما شئت
لأن الحب _ المودة_ غير موجود أصلا فمجموعهما_الحب والكره_ لن يكون موجودا من باب أولى
أعود وأقول وأكررها وأجزم بها بل أحفرها هنا
فأنا متفق معك حتى في آهاتك وأناتك التي وجدتُها بين معاني كلماتك منذ ردك الأول
ففعلا آآآآآآآآه من النسبية العامة التي يغفل عنها الكثير من المسلمين
بل آآآه لو تعلم بأني أقول عنك في نفسي منذ ردودك الأولى:
ليته يفتح موضوعا منفصلا عن هذا الأمر الذي يحتاجه كثير من المسلمين
ليته يفتح موقعا
ليته يطرح مقالا ينتشر في الانترنت عن هذا ... الخ
لا تتعجب من تأييدي هذا
لأننا عندما نتعامل بالنسبية مع الموضوع ((ككل)) سنجد أنفسنا عملنا بكل الآيات
فالنصوص التي فيها عدم مودة نعمل بها لأنها تقابل صفات محادة
والنصوص التي فيها مودة نعمل بها لأنها تقابل صفات تستلزم مودة فطرية عقلية واقعية ..
والموضوع ككل يحتاج منا تلك النسبية المتزنة
والله أعلم وأحكم وأجل
سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[10 Dec 2005, 07:00 م]ـ
صدقت وبررت أخي المكرم
ولن أزيد على ما تفضلتم به ..
وحتى لا تخلو مداخلتي من فائدة ـ فمن دخل مداخلتي كان ضيفاً عندي .. وإكرام الضيف واجب ـ
أهديكم بعضاً من كلام فضيلة الدكتور عائض القرني من كتابه: " السمو ".
يا أصحاب سمو المعالي إلى العزيز العالي جل في علاه، بإيمانهم وجهادهم وصبرهم ودعوتهم:
- لما أنذر النمل وحذر ودعا بني جنسه سطرت في حقه سورة من سور القرآن، فخذوا من النمل ثلاثاً: الدأب في العمل، ومحولة التجربة، وتصحيح الخطأ.
- لما أكمل النحل طيباً ووضع طيباً، أوحى الله إليه وجعل له سورة باسمه في الذكر الحكيم، فخذوا من النحل ثلاثاً: أكل الطيب، وكف الأذى، ونفع الآخرين.
- لما تجلت همة الأسد وظهرت شجاعته سمته العرب مائة أسم، فخذوا من الأسد ثلاثاً: لا ترهب المواقف، ولا تعاظم الخصوم، ولا ترض الحياة مع الذل.
- لما سقطت همة الذباب ذكر في الكتاب على وجع الذم، فاحذروا ثلاثاً في الذباب: الدناءة، والخسة، وسقوط المنزلة.
- لما هزت العنكبوت وأوهمت بيتها ضربها بيتها مثلاً للهشاشة، فاحذروا في العنكبوت ثلاثاً عدم الإتقان، وضعف البنيان، وهشاشة الأركان.
- ولما تبلد الحمار ضرب مثلاً لمن ترك العمل ولم ينفعه، فاحذروا ثلاثاً في الحمار: البلادة، وسقوط الهمة وقبول الضيم.
- ولما عاش الكلب دنيئاً لئيماً ضرب مثلاً للعالم الفاجر الغادر الكافر فاحذروا ثلاثة في الكلب:
كفر الجميل، وخسة الطباع، ونجاسة الآثار.
- وحمل الهدهد رسالة التوحيد فتكلم عند سليمان، ونال الأمان، وذكره الرحمن، فخذوا من الهدهد ثلاثة: الأمانة في النقل، وسمو الهمة، وحمل هم الدعوة.
مع محبتي
ـ[عيسى القرشي]ــــــــ[20 Dec 2005, 08:26 ص]ـ
جزى الله خيراً القائمين على الموقع وجميع المشائخ والاخوة جميعاً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jan 2008, 12:01 م]ـ
فهم جديد لقوله تعالى: " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى .. " ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3898)
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[05 Feb 2009, 09:46 ص]ـ
...
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[05 Feb 2009, 09:47 ص]ـ
جاء في التفسير (القيم) التفسير الواضح الميسر للشيخ محمد بن علي الصابوني كلام جيد حول هذه المسألة، هذا نصه:
(ولتجدن أقربهم مودة للمؤمنين نصارى الحبشة، ولم يُرد به جميع النصارى، لأنهم في عداوتهم للمسلمين كاليهود، لا يقلُّون عنهم شرَّاً ولا خبثاً.
قال ابن عباس: نزلت هذه الآيات في النجاشي وأصحابه (نصارى الحبشة) وكان النجاشي _ ملكُ الحبشة _ نصرانياً، فأسلم هو وأصحابه، وذلك حين هاجر المسلمون إلى أرض الحبشة، فلما سمع الأحبار والرهبانُ آيات القرآن، بكَوا حتى اخضلَّتْ لحاهم بالدموع، خشية من الله تعالى، وإيماناً بكتابه، ولهذا قال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ) (المائدة: من الآية82 - 83) أي ذلك لأن فيهم علماء وعُبَّاداً على السيد المسيح الصحيح غير المحرَّف، المبشر لهم بخاتم الأنبياء. (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (الصف: من الآية6) وأنهم لا يتكبرون عن قبول الحق، وإذا سمعوا آيات الله البيّنات، الشاهدة على صدق الرسول، والمنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم، ترى أعينهم تمتلئ بالدمع، حتى تفيض مدراراً لمعرفتهم أن هذا القرآن كلامُ الله الحق. (يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة: من الآية83) أي يقولون يا ربنا: صَدَّقنا بنبيِّك وبكتابك، فاكتبنا مع أمة محمد، الذين يشهدون يوم القيامة على الأمم، ومرادهم: اكتبنا في زمرة المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وما يزعمه بعضُ أدعياء العلم، أن النصارى إخوتنا في الوطنية، وهم غير كفار، وأن الله مدحهم في كتابه العزيز، وأثنى علهم لشدة مودتهم للمسلمين، فإنه كذبٌ وافتراء، وسوء فهم وغباء، فهم كمن يقرأ قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (الماعون:4) ويقف عندها ولا يكمِّلها، ولو أنهم أكملوا الآية هنا لعرفوا أنها لن تنزل في النصارى عامة، وإنما نزلت في (نصارى الحبشة) خاصة، بدليل قوله سبحانه: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83) فهل نسي المسلمون الحروب الصليبية، التي خاض فيها النصارى في دماء المسلمين إلى الركب، حين دخلوا بيت المقدس؟ وهل غفلوا عمَّا يفعله الصربُ المجرمون، من إراقة دماء المسلمين، في البوسنة، والهرسك، وكوسوفو، في زماننا هذا؟ بمنتهى الوحشية والأعمال البربرية؟ فلينتبه المسلمون إلى هذه الفتنة العمياء، التي يروِّج دعاةُ الضلال، أن النصارى إخوة للمسلمين، ليسوا في العداء كاليهود!!!) انتهى كلامه(/)
نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Jun 2003, 02:39 م]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها.
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=41)
وهذه الزاوية نفيسة جدًّا، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب، أو من كتب التاريخ، أو من كتب التراجم، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه، وينهلون منه.
وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة، لطولها، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة.
وهذا الصيد الذي أقدمه لكم من نفائس الوزير الحنبلي ابن هبيرة (ت: 560)، وهي تدلُّ على فكر ثاقب، ونظر عميق، وتدبر في كتاب الله، وسعة اطلاعٍ في العلم، وسأرتبها مرقمة، وسأحذف مما ذكره المصدر ما لا علاقة له بالآيات، وهو صالح لأن يخرج في كراسٍ صغير مع التعليق عليه، وموازنته بما ذكره غيره من العلماء في الآيات التي أظهر فيها فوائد والله الموفق.
قال ابن رجب في ذيل الطبقات 1/ 264
قال ابن الجوزي في المقتبس:
(1) سمعت الوزير يقول: الآيات اللواتي في الأنعام (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) [الأنعام: من الآية151] محكمات، وقد اتفقت عليها الشرائع، وإنما قال في الآية الأولى: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة: من الآية73] في الثانية: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: من الآية152] وفي الثالثة: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: من الآية21]؛ لأن كل آية يليق بها ذلك، فإنه قال في الأولى: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) [الأنعام: من الآية151] والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له، ويدعوا العقل إلى بر الوالدين، ونهى عن قتل الولد، وإتيان الفواحش؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته، فكذلك هو، ينبغي أن يجتنبها، وكذلك قتل النفس، فلما لاقتت هذه الأمور بالعقل، قال: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ولما قال في الآية الثانية: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ) [الأنعام: من الآية152] والمعنى: أذكر لو هلكت فصار ولدك يتيماً، واذكر عند ورثتك، لو كنت الموروث له، واذكر كيف تحب العدل لك في القول؟ فاعدل في حق غيرك، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن، فلاق بهذه الأشياء التذكر، فقال: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: من الآية152] وقال في الثالثة: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام: من الآية153]، فلاق بذلك اتقاء الزلل، فلذلك قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: من الآية21].
(2) قال: وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) [صّ: من الآية80] قال: ليس هذا بإجابة سؤاله، وإنما سأل الانتظار، فقيل له: كذا قدر، لا أنه جواب سؤالك، لكنه مما فهم.
(3) وسمعته يقول في قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) [التوبة: من الآية51] قال: إنما لم يقل: ما كتب علينا؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له، إن كان خيراً فهو له في العاجل، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل.
(4) وسمعته يقول في قوله تعالى: (حِجَاباً مَسْتُوراً) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير: يقولون: ساتراً، والصواب: حمله على ظاهره، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى، وذلك أبلغ.
(5) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ) [الكهف: من الآية39] قال: ما قال: ما شاء الله كان ولا يكون، بل أطلق اللفظ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
(6) قال: وتدبرت قوله تعالى: (لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) [الكهف: من الآية39] فرأيت لها ثلاثة أوجه.
أحدها: أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته، ويسلم الأمر إلى مالكه.
والثاني: أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخاف منهم؛ إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده.
والثالث: أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها، فإن هذه الكلمة بينت أن القوىّ لا يكون إلاَّ بالله.
(7) وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) [الكهف:97] قال (التاء) من حروف الشدة، تقول في الشيء القريب الأمر: ما استطعته، وفي الشديد: ما استطعته، فالمعنى: ما أطاقوا ظهوره لضعفهم، وما قدروا على نقله لقوته وشدته.
(8) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا) [طه: من الآية15] قال: المعنى إني قد أظهرت حين أعلمت بكونها، لكن قاربت أن أخفيها بتكذيب المشرك بها، وغفلة المؤمن عنها، فالمشرك لا يصدق كونها، والمؤمن يهمل الاستعداد لها.
(9) قال: وقرأت عليه ما جمعه من خواطره، قال: قرأ عندي قارئ، قال: (هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي) [طه: من الآية84] فأنكرت في معنى اشتقاقها، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه، والله لا يجوز أن يخاطب بهذا، ولم أر أحداً خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار، كما قال الله عز وجل: (رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ) [النحل: من الآية86]، (رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا) [لأعراف: من الآية38] وما رأيت أحداً من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه، والله أعلم.
فأما قوله: (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) [الزخرف:88] فإنه قد تقدم الخطاب بقوله: يا رب، فبقيت (ها) للتمكين، ولما خاطب الله عز وجل المنافقين، قال: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [النساء: من الآية109] وكرم المؤمنين بإسقاط (ها) فقال: (هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ) [آل عمران: من الآية119] وكان التنبيه للمؤمنين أخف.
(10) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ) [الانبياء: من الآية110] المعنى: أنه إذا اشتدت الأصوات وتغالبت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان. والله عز وجل يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع عن سمع.
(11) قال: وقوله: (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ) [الانبياء: من الآية112] قال: المراد منه: كن أنت أيها القائل على الحق؛ ليمكنك أن تقول: احكم بالحق، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول: احكم بالحق.
(12) وقال في قوله تعالى: (لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) [النور: من الآية53] قال: وقع لي فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أن المعنى: لا تقسموا واخرجوا من غير قسم، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم؛ فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه.
والثاني: أن المعنى نحن نعلم ما في قلوبكم، وهل أنتم على عزم الموافقة للرسول في الخروج؟ فالقسم هاهنا إعلام منكم لنا بما في قلوبكم. وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب.
والثالث: أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم. وبهذا المعنى وقع المتنبي، فقال:
وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم
(13) وسمعته يقول في قوله تعالى: (أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) [الفرقان:8] قال: العجب لجهلهم حين أرادوا أن يلقى إليه كنز أو تكون له جنة. ولو فهموا علموا أن كل الكنوز له وجميع الدنيا ملكه. أو ليس قد قهر أرباب الكنوز، وحكم في جميع الملوك؟ وكان من تمام معجزاته أن الأموال لم تفتح عليه في زمنه؛ لئلا يقول قائل قد جرت العادة بأن إقامة الدول، وقهر الأعداء بكثرة الأموال، فتمت المعجزة بالغلبة والقهر من غير مال، ولا كثرة أعوان، ثم فتحت الدنيا على أصحابه، ففرقوا ما جمعه الملوك بالشره، فأخرجوه فيما خلق له، ولم يمسكوه إمساك الكافرين،
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعلموا الناس بإخراج ذلك المال: أن لنا داراً سوى هذه، ومقراً غير هذا.
وكان من تمام المعجزات للنبي ?: أنه لما جاءهم بالهدى فلم يقبل، سلّ السيف على الجاحد، ليعلمه أن الذي ابتعثني قاهر بالسيف بعد القهر بالحجج.
ومما يقوي صدقه أن قيصر وكبار الملوك لم يوفقوا للإيمان به؛ لئلا يقول قائل: إنما ظهر لأن فلان الملك تعصب له فتقوى به، فبان أن أمره من السماء لا بنصرة أهل الأرض.
(14) وقال في قوله تعالى: (فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ) [الفرقان: من الآية19] قال: المعنى: فقد كذبكم أصنامكم بقولكم؛ لأنكم ادعيتم أنها الآلهة وقد أقررتم أنها لا تنفع فإقراركم يكذب دعواكم.
(15) وقال في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ) [الفرقان: من الآية20] قال: فهو يدل على فضل هداية الخلق بالعلم، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع؛ فإن النبي ? كالطبيب، والطبيب يكون عند المرضى، فلو انقطع عنهم هلكوا.
(16) وسمعته يقول في قوله تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) [النمل: من الآية19] قال: هذا من تمام برّ الوالدين. كأن هذا الولد خاف أن يكون والده قصرا في شكر الرب عز وجل، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما؛ ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا.
(17) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ) [القصص: من الآية80] قال: إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء، فمن كان هكذا فهو عالم. ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم.
(18) وسمعته يقول في قوله تعالى: (مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ) [القصص: من الآية71] وفي الآية التي تليها: (أَفَلا تُبْصِرُونَ) [القصص: من الآية72] قال: إنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار، ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل.
وقال المبرد: سلطان السمع في الليل، وسلطان البصر في النهار.
(19) وسمعته يقول في قوله تعالى: (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) [فاطر: من الآية3] قال: فطلبت الفكر في المناسبة بين ذكر النعمة وبين قوله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) [فاطر: من الآية3] فرأيت أن كل نعمة ينالها العبد فالله خالقها، فقد أنعم بخلقه لتلك النعمة، وبسوقها إلى المنعم عليه.
(20) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى) [سبأ: من الآية46] قال: المعنى: أن يكون قيامكم خالصاً لله عز وجل، لا لغلبة خصومكم، فحينئذ تفوزون بالهدى.
(21) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) [يّس: من الآية20] وفي الآية الأخرى: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى) [القصص: من الآية20] فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره: أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه؛ فإن الناس يقولون: الرئيس الأجل فلان، فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه، وهو صاحب يس أمر بالمعروف، وأعان الرسل، وصبر على القتل، والآخر إنما حذر موسى من القتل، فسلم موسى بقبوله مشورته. فالأول هو الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف. فاستحق الأول الزيادة. ثم تأملت ذكر أقصى المدينة، فإذا الرجلان جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف، ولم يتقاعدا لبعد الطريق.
(22) وسمعته يقول في قوله تعالى: (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي) [يّس: من الآية 26ـ27] قال: المعنى: يأتيهم يعلمون بأي شيء وقع غفرانه. والمعنى: أنه غفر لي بشيء يسير فعلته، لا بأمر عظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(23) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ. إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ. فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان: من الآية 34ـ37] قال: ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا، وليس كذلك؛ فإن الذي سألوا لا يصلح أن يكون دليلاً على البعث؛ لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم، ولا على من تأخر، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدا، ولمن تأخر خبراً، اللهم إلا أن يجيء لكل واحد أبوه، فتصير هذه الدار دار البعث. ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى، كتبع، لا أنتم يا أهل مكة، فإنكم لا تعرفون في بقاع الأرض.
(24) وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) [غافر: من الآية7] قال: علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم. وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده، حيث تحته على إكرام محبوبه.
(25) وسمعته يقول في قوله تعالى: (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً) [الواقعة: من الآية65] (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً) [الواقعة: من الآية70] قال: تأملت دخول اللام وخروجها، فرأيت المعنى: أن اللام تقع للاستقبال، تقول: لأضربنك، أي فيما بعد، لا في الحال. والمعنى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ. لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً) [الواقعة: من الآية 63ـ65] أي: في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد، وذلك أشد العذاب، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع، واجتماع الدين عليه، لرجاء القضاء بعد الحصاد، مع فراغ البيوت من الأقوات.
وأما في الماء: فقال: (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً) [الواقعة:70] أي الآن؛ لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان، وادخر منه الإنسان.
(26) وسمعته يقول في قوله تعالى: (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) [الممتحنة: من الآية5] قال: المعنى: لا تبتلينا بأمر يوجب افتتان الكفار بنا، فإنه إذا خذل المتقي ونصر العاصي فتن الكافر، وقال: لو كان مذهب هذا صحيحاً ما غلب …
(27) وذكر صاحب سيرة الوزير قال: سمعته يقول في قوله تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى. قَالَ هِيَ عَصَايَ) [طه:18ـ17] قال: في حمل العصا عظة؛ لأنها من شيء قد كان نامياً فقطع، فكلما رآها حاملها تذكر الموت.
قال: ومن هذا قيل لابن سيرين رحمه الله: رجل رأى في المنام أنه يضرب بطبل؟ فقال: هذه موعظة؛ لأن الطبل من خشب قد كان نامياً فقطع، ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح. وهذا أثر الموعظة.
(28) وسمعته يقول في قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) [البقرة: من الآية10] قال: المريض يجد الطعوم على خلاف ما هي عليه، فيرى الحامض حلواً، والحلو مراً. وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلاً، والباطل حقاً …
(29) قال وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) [المدثر:25] قال: العرب لا تعرف ذا ولا هذا إلا في الإشارة إلى الحاضر. وإنما أشار هذا القائل إلى هذا المسموع. فمن قال: إن المسموع عبارة عن القديم، فقد قال: هذا قول البشر …
(30) وكان يقول في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا) [الأنعام: من الآية123] إنه على التقديم والتأخير، أي: جعلنا مجرميها أكابر …
(31) وقال: الحبس غير مشروع إلا في مواضع.
أحدها: إذا سرق فقطعت يمينه، ثم سرق فقطعت رجله، ثم سرق: حبس ولم يقطع، في إحدى الروايتين.
الثاني: أمسك رجل رجلاً لآخر فقتله: حبس الممسك حتى يموت، في إحدى الروايتين أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: ما يراه الإمام كفَّا لفساد مفسد؛ لقوله تعالى: (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ) [صّ:38] وما يراه أبو حنيفة في قطاع الطريق، فإنه يحبسهم حتى يتوبوا، فأما الحبس على الدين فمن الأمور المحدثة، وأول من حبس فيه شريح القاضي، وقضت السنة في عهد رسول الله ? وأبي بكر وعمر وعثمان: أنه لا يحبس على الدين، ولكن يتلازم الخصمان.
فأما الحبس الذي هو الآن فإني لا أعرف أنه يجوز عند أحد من المسلمين. وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم، غير متمكنين من الوضوء والصلاة، ويتأذون بذلك بحره وبرده. فهذا كله محدث. ولقد حرصت مراراً على فكه، فحال دونه ما قد اعتاده الناس منه، وأنا في إزالته حريص والله الموفق.
(32) وقال في حديث الزبير في شراج الحرة: فيه جواز أن يكون السقي للأول، ثم الذي بعده. إلا أن هذا في النخل خاصة، وما يجري مجراه. وأما الزرع وما لا يصبر على العطش أكثر من جمعة ونحو ذلك: فإن الماء يتناصف فيه بالسوية، كما قال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) [القمر: من الآية28].
(33) وقال في سورة الضحى لما توالى فيها قسمان، وجوابان مثبتان، وجوابان نافيان، فالقسمان: (وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) [الضحى: 1ـ2] والجوابان النافيان: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) [الضحى:3] والجوابان المثبتان: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) [الضحى: 4ـ5].
ثم قرر بنعم ثلاث، وأتبعهن ثلاث: كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها.
فإحداهن: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) [الضحى:6] وجوابها: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [الضحى:9].
والثانية: (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) [الضحى:7] فقابلها بقوله: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى:10] وهذا لأن السائل ضال يبغي الهدى.
والثالثة: (وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) [الضحى:8] فقابلها بقوله: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى:11].
وإنما قال: (وَمَا قَلَى) [الضحى: من الآية3] ولم يقل: وما قلاك؛ لأن القلى بغض بعد حب، وذلك لا يجوز على الله تعالى. والمعنى: وما قلى أحداً قط، ثم قال: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) [الضحى:4] ولم يقل: خير من الإطلاق. وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك.
وقوله: (فَآوَى) [الضحى: من الآية6] ولم يقل: فآواك، لأنه أراد: آوى بك إلى يوم القيامة …
(34) وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه (الإفصاح) فوائد غريبة.
فذكر في أول كلامه: أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة محدثة، فلا يقال: هذه مساجد أصحاب أحمد، فيمنع منها أصحاب الشافعي، ولا بالعكس؛ فإن هذا من البدع. وقد قال تعالى في المسجد الحرام: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) [الحج: من الآية25] وهو أفضل المساجد …
انتهى، ولله الحمد والمنة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Feb 2005, 10:29 ص]ـ
تعليقاً على قول الوزيرابن هبيرة: (قوله تعالى: (حِجَاباً مَسْتُوراً) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير: يقولون: ساتراً، والصواب: حمله على ظاهره، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى، وذلك أبلغ.)
قال ابن القيم مبيناً معنى الحجاب، ولم وُصف بهذا الوصف: ( ... ووصفه بكونه مستوراً، فقيل: بمعنى ساتر، وقيل: على النسب، أي: ذو ستر.
والصحيح أنه على بابه، أي: مستوراً عن الإبصار فلا يرى. ومجيء مفعول بمعنى فاعل لا يثبت، والنسب في مفعول لم يشتق من فعله، كمكان مهول، أي: ذي هول، ورجل مرطوب أي: ذي رطوبة، فأما مفعول فهو جار على فعله فهو الذي وقع عليه الفعل كمضروب ومجروح ومستور.) شفاء العليل 1/ 187.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Apr 2007, 12:08 ص]ـ
سبحان الله!
اليوم فرغت من قراءة ترجمة هذا الوزير العالم، وفرحت بهذه الاستنباطات الدقيقة منه،وقلت ـ في نفسي ـ: لعلي أنقلها في الملتقى، وأحظى بلفت النظر إليها، فلقد طربت لها جداً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقبل أن أذكرها بحثت حتى لا تتكرر المواضيع، فإذا بالشيخ المفيد ـ أبي عبدالملك ـ يسبقني إليها،وما ذاك عليه بغريب، فهو سباق إلى كل خير ..
أحببت تسجيل هذه الخاطرة،وأنا بصدد كتابة الموضوع ..
فعلاً .. كم في هذا الملتقى من فوائد ومفيدين!!
لا حرمنا الله إياهم،ولا من علمهم وتحقيقهم.
ولعلي لا أخلي هذه المداخلة من فائدة وقفت عليها في ترجمة هذا الإمام لها صلة بالقرآن،وهي:
قال ابن رجب في "الذيل" 2/ 138 (ط. العثيمين ـ عن مكتبة العبيكان):
قال صاحب سيرته:
ولقد كنا يومًا بالمجلس على العادة لسماع الحديث، إذ دخل حاجبه أبو الفضائل بن تركان، فسار الوزير بشيء لم يسمعه أحد.
فقال له الوزير: أدخل الرجل، فأبطأ عليه!
فقال الوزير: أين الرجل؟ فأبطأ، فقال: أين الرجل؟
فقال الحاجب: إن معه شملة صوف مكورة،. وقد قلت له: اتركها مع أحد الغلمان خارجًا عن الستر وادخل!
قال: لا أدخل إلا وهي معي!
فقال له الوزير: دعه يدخل وهي معه، فخرج وعاد، وإذا معه شيخ طوال من أهل السواد، وعليه فوطة قطن، وثوب خام، وفي رجليه جمجان، فسلم، وقال للوزير: يا سيدي! إن أم فلان - يعني: أم ولده - لما علمت أني متوجه إليه. قالت لي: باللّه سلم على الشيخ يحيى ـ تعني ابن هبيرة ـ عني، وادفع إليه هذه الشملة فقد خبزتها على اسمه!
فتبسم الوزير إليه وأقبل عليه، وقال: الهدية لمن حضر، وأمر بحلها، فحلت الشملة بين يديه، وإذا فيها خبز شعير مشطور بكامخ، اكشوث (وهو جرادٌ ونحوه)، فأخذ الوزير منه رغيفين، وقال: هذا نصيبي، وفرق الباقي على من حضر من صدور الدولة، والسادة الأجلة.
وسأله عن حوائجه جميعها، وتقدم بقضائها على المكان، ثم التفت إلى الجماعة،وقال:
هذا شيخ قد تقدمت صحبتي له قديمًا، واختبرته في زرع بيننا فوجدته أمينًا، ولم يظهر منه تأفف بمقال الشيخ، ولا تكبر عليه، ولا أعرض عنه، بل أحسن لقاءه، وقضى حوائجه، وأجزل عطاءه.
ثم حكى: أنه كان بينه وبين هذا الشيخ زرع، وأنهم خشوا عليه من جيش عظيم نزل عندهم فقرأوا على جوانبه القرآن فسلم ولم يرع منه سنبلة واحدة.
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[04 Apr 2007, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ذكرتني ابا عبد الملك _ وما كنت ناسيا _ فرائد وشوارد العالم الوزير ابن هبيرة فقد وقفت عليها قديما
وأعجبت بها ونقلتها وعلقت على بعضها بنية نشرها فصرفتني الشواغل والتكاسل عنها فعسى أن اعود إليها
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Apr 2007, 05:29 م]ـ
أستاذنا الكريم أبا تركي، هذه بشرى طيبة، وأأسأل الله أن يبارك لك في وقتك، وأن يعينك على نشرها.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[06 Apr 2007, 06:08 ص]ـ
بحث زميلنا الشيخ / عبدالعزيز الخزيم (المعيد بجامعة القصيم) في رسالته الماجستير
(أقوال الوزير ابن هبيرة في التفسير) وننتظرمناقشته إن شاء الله قريباً
أسأل الله للجميع التوفيق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 02:49 م]ـ
موضوع قيم جزاك الله خيراً يا دكتور مساعد.
وليت الدكتور محمد الشايع ينشط لجمعها وطباعتها جزاه الله خيراً.(/)
فائدة في تفسير قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[26 Jun 2003, 03:04 م]ـ
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 115]
فهل قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} من باب الصفات أم لا؟
اختلف العلماء في ذلك:
1 - فذهبت طائفة إلى أن ذلك من الصفات، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه. وممن قال بذلك:
ابن خزيمة، والبيهقي، وابن القيم، وعبد الرحمن السعدي، وابن عثيمين. (1)
قال ابن القيم: الصحيح في قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أنه كقوله في سائر الآيات التي ذكر فيها الوجه، فإنه قد اطرد مجيئه في القرآن والسنة مضافاً إلى الرب تعالى، على طريقة واحدة، ومعنى واحد، فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذكر في سورة البقرة، وهو قوله: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}، وهذا لا يتعين حمله على القبلة والجهة، ولا يمتنع أن يراد به وجه الرب حقيقة، فحمله على غير القبلة كنظائره كلها أولى. أ. هـ (2)
2 - وذهبت طائفة إلى أن ذلك ليس من باب الصفات في شيء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((ليست هذه الآية من آيات الصفات ومن عدها في الصفات فقد غلط)). (3)
وقد اختلف هؤلاء في معناها على أقوال:
القول الأول: أن معناها فثم قبلة الله، قالوا: والوجه يأتي في اللغة بمعنى الجهة، يقال: وِجْهَة ووجه وَجِهَة. وممن روي عنه هذا القول:
ابن عباس (4)، ومجاهد (5)، وعكرمة (6)، والحسن البصري (7)، وقتادة (8)، ومقاتل بن حيان (9)، والشافعي (10).
واختاره: الواحدي، والزمخشري، وابن عطية، والرازي، وابن تيمية، وابن عثيمين، وجعل الآية محتملة له وللقول الأول. (11)
قال ابن تيمية: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} أي: قبلة الله، ووجهة الله، هكذا قال جمهور السلف.
وقال: ((الوجه)) هو الجهة في لغة العرب، يقال: قصدت هذا الوجه، وسافرت إلى هذا الوجه، أي: إلى هذه الجهة. وهذا كثير مشهور، فالوجه هو الجهة، كما في قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} (12) أي: متوليها، فقوله تعالى: {هُوَ مُوَلِّيهَا} كقوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} كلا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربان، وكلاهما في شأن القبلة، والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين: أنا نوليه، نستقبله. أ. هـ (13)
القول الثاني: أن قوله {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} المراد به الله عز وجل ليس غيره.
وهذا قول المعتزلة (14)، ونُسب للكلبي (15)، واختاره ابن قتيبة (16).
القول الثالث: أن معنى الآية فثم رضا الله وثوابه.
حكاه دون نسبة: الطبري، والبغوي، والقرطبي، واختاره:الجصاص وابن جزي الكلبي. (17)
والراجح - والله أعلم - أن قوله تعالى: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} هو من باب الصفات، وأن المراد بالآية وجه الله الذي هو صفة من صفاته سبحانه.
دليل ذلك:
1 - أن الله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة، وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف إليه سبحانه، فتفسيره في هذه الآية بنظائره من الآيات هو الأولى، لأنه من تفسير القرآن بعضه ببعض وهو أولى التفاسير.
2 - أن هناك أحاديث تفيد أن المصلي إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه، وهي بمثابة التفسير لهذه الآية، منها:
– قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه)). (18)
– وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت)). (19)
– وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل إذا قام يصلي أقبل الله عليه بوجهه حتى ينقلب أو يحدث سوء)). (20)
فهذه الأحاديث مصرحة بأن وجه الله الذي هو صفته هو الذي يكون قبالة المصلي، لا القبلة. فهي بمثابة التفسير للآية، والله تعالى أعلم. (21)
===========================
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) كتاب التوحيد، لابن خزيمة (1/ 25)، الأسماء والصفات، للبيهقي (2/ 35)، مختصر الصواعق المرسلة (392)، تيسير الكريم الرحمن (76)، أحكام من القرآن الكريم (416).
(2) مختصر الصواعق المرسلة (392).
(3) مجموع الفتاوى (3/ 193).
(4) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (364).
(5) أخرجه ابن شيبة في المصنف (1/ 370)، والترمذي في كتاب التفسير، باب ومن سوررة البقرة، حديث (2958)، وابن جرير في تفسيره (1/ 552،553)، وابن أبي حاتم (345) محقق، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 13).
(6) زاد المسير (1/ 117).
(7) أخرجه ابن أبي حاتم معلقاً (345) محقق.
(8) أخرجه ابن جرير في تفسيره (1/ 550).
(9) تفسير البغوي (1/ 108).
(10) أحكام القرآن، للشافعي (76)، السنن الكبرى، للبيهقي (2/ 13)،مجموع الفتاوى (3/ 193) (6/ 15)، مختصر الصواعق المرسلة (392).
(11) الوسيط (1/ 194)، الكشاف (1/ 179)، المحرر الوجيز (1/ 200)، مفاتيح الغيب (4/ 21)، مجموع الفتاوى (2/ 429)، (3/ 193)، (6/ 15 - 16)، أحكام من القرآن الكريم (416).
(12) البقرة: 148.
(13) مجموع الفتاوى (2/ 492)، (6/ 16).
(14) (15) تفسير القرطبي (2/ 58).
(15) تأويل مشكل القرآن (254).
(17) جامع البيان للطبري (1/ 553)، تفسير البغوي (1/ 108)، تفسير القرطبي (2/ 58)، أحكام القرآن للجصاص (1/ 76)، التسهيل لعلوم التنزيل (1/ 94).
(18) أخرجه - من حديث ابن عمر - البخاري، في كتاب الصلاة، باب حك البزاق باليد من المسجد، حديث (406)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها، حديث (547).
(19) أخرجه - من حديث الحارث الأشعري - الإمام أحمد في مسنده، حديث (17139) (4/ 178).والترمذي في كتاب الأمثال، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، حديث (2863)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 379)، وصحيح الجامع، ص (355)، رقم (1724).
(20) أخرجه - من حديث حذيفة - ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب المصلي يتنخم، حديث (1023).
وصحح إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة بحاشية الكتاب (1/ 539)، وحسنه الألباني، في صحيح ابن ماجه (1/ 168).
(21) انظر: مختصر الصواعق المرسلة (396 - 398).
ـ[أبو عمر السوري]ــــــــ[27 Jun 2003, 02:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي على هذا البحث
أبو عمر السوري
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Oct 2005, 02:58 م]ـ
? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?
قال ابن القيم رحمه الله في سياق تقريره لإثبات صفة الوجه لله U ، وبيان بطلان حملها المجاز: ( ... تفسير وجه الله بقبلة الله وإن قاله بعض السلف كمجاهد ([1])، وتبعه الشافعي ([2])؛ فإنما قالوه في موضع واحد لا غير، وهو قوله تعالى ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? (البقرة:115)؛ فهب أن هذا كذلك في هذا الموضع، فهل يصح أن يقال ذلك في غيره من المواضع التي ذكر الله تعالى فيها الوجه؟ فما يفيدكم هذا في قوله ? وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ ? (الرحمن:27)، وقوله: ? إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ? (الليل:20)، وقوله: ? إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّه ِ ? (الانسان: من الآية9).
على أن الصحيح في قوله: ? فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? أنه كسائر الآيات التي فيها ذكر الوجه؛ فإنه قد اطرد مجيئه في القرآن والسنة مضافاً إلى الرب تعالى على طريقة واحدة، ومعنى واحد؛ فليس فيه معنيان مختلفان في جميع المواضع غير الموضع الذي ذُكر في سورة البقرة، وهو قوله: ? فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ?، وهذا لا يتعين حمله على القبلة أو الجهة، ولا يمتنع أن يراد به وجه الرب حقيقة؛ فحمله على موارده ونظائره كلها أولى، لوجوه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أحدها: أنه لا يعرف إطلاق وجه الله على القبلة لغةً ولا شرعاً ولا عرفاً، بل القبلة لها اسم يخصها، والوجه له اسم يخصه؛ فلا يدخل أحدهما على الآخر، ولا يستعار اسمه له. نعم القبلة تسمى وجهة، كما قال تعالى: ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ? (البقرة: من الآية148)، وقد تسمى جهة ... ، وإنما سميت قبلة ووجهة لأن الرجل يقابلها ويواجهها بوجهه. وأما تسميتها وجهاً فلا عهد به؛ فكيف إذا أضيف إلى الله تعالى؟ مع أنه لا يعرف تسمية القبلة» وجهة الله «في شيء من الكلام، مع أنها تسمى وجهة؛ فكيف يطلق عليها» وجه الله «ولا يعرف تسميتها وجهاً ....
الوجه الثاني: أن الآية لا تعرُّض فيها للقبلة، ولا لحكم الاستقبال، بل سياقها لمعنى آخر، وهو بيان عظمة الرب تعالى وسعته، وأنه أكبر من كل شيء وأعظم منه، وأنه محيط بالعالم العلوي والسفلي؛ فذكر في أول الآية إحاطة ملكه في قوله: ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ? مُنبهاً بذلك على ملكه لما بينهما، ثم ذكر عظمته سبحانه، وأنه أكبر وأعظم من كل شئ، فأينما ولّى العبد وجهه فثم وجه الله، ثم ختم باسمين دالين على السعة والإحاطة فقال: ? إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?، فذكر اسمه الواسع عقيب قوله: ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? كالتفسير والبيان والتقرير له؛ فتأمله.
فهذا السياق لم يقصد به الاستقبال في الصلاة بخصوصه، وإن دخل في عموم الخطاب حضراً وسفراً بالنسبة إلى الفرض والنفل والقدرة والعجز.
وعلى هذا فالآية باقية على عمومها وإحكامها، ليست منسوخة ولا مخصوصة، بل لا يصح دخول النسخ فيها؛ لأنها خبر عن ملكه للمشرق والمغرب، وأنه أينما ولى الرجل وجهه فثم وجه الله، وعن سعته وعلمه؛ فكيف يمكن دخول النسخ والتخصيص في ذلك؟.
وأيضاً؛ هذه الآية ذُكرت مع ما بعدها لبيان عظمة الرب، والرد على من جعل له عدلاً من خلقه أشركه معه في العبادة؛ ولهذا ذكر بعدها الرد على من جعل له ولداً، فقال تعالى: ? وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ = بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ? (البقرة:116 - 117)، فهذا السياق لا تعَرُض فيه للقبلة، ولا سيق الكلام لأجلها، وإنما سيق لذكر عظمة الرب، وبيان سعة علمه وملكه وحلمه، والواسع من أسمائه؛ فكيف تجعلون له شريكاً بسببه تمنعون بيوته ومساجده أن يُذكر فيها اسمه وتسعون في خرابها؟؛ فهذا للمشركين. ثم ذكر ما نسبه إليه النصارى من اتخاذ الولد، ووسّط بين كفر هؤلاء قوله تعالى: ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ?؛ فالمقام مقام تقرير لأصول التوحيد والإيمان، والرد على المشركين، لا مقام بيان فرع معين جزئي ....
الوجه الثالث: أنه سبحانه أخبر عن الجهات التي تستقبلها الأمم مُنَكّرة مطلقة غير مضافة إليه …، فقال تعالى: ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? (البقرة:148). فتأمل هذا السياق ف ذكر الوجهات المختلفة التي توليها الأمم وجوههم، ونزِّل عليه قوله: ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?، وانظر: هل يلائم السياق السياق، والمعنى المعنى ويطابقه أم هما سياقان دل كل منهما على معنى غير المعنى الآخر؟ فالألفاظ غير الألفاظ، والمعنى غير المعنى.
الوجه الرابع: أنه لو كان المراد بوجه الله: قبلة الله لكان قد أضاف إلى نفسه القِبَل كلها، ومعلوم أن هذه إضافة تخصيص وتشريف إلى إلهيته ومحبته، لا إضافة عامة إلى ربوبيته ومشيئته، وما كان هذا شأنها لا يكون المضاف إلا خاصاً، كبيت الله وناقة الله وروح الله … ([3])
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الخامس: أن تفسير القرآن بعضه ببعض هو أولى التفاسير ما وجد إليه السبيل؛ ولهذا كان يعتمده الصحابة – رضي الله عنهم -، والتابعون، والأئمة بعدهم؛ واللهُ تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة، وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف إليه؛ فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين.
الوجه السادس: أن الآية لو احتملت كل واحد من الأمرين لكان الأولى بها إرادة وجهه الكريم؛ لأن المصلي مقصوده التوجه إلى ربه؛ فكان المناسب أن يذكر أنه إلى أي الجهات صليت فأنت متوجه إلى ربك، وليس في اختلاف الجهات ما يمنع التوجه إلى ربك.
الوجه السابع: أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسِّرةً للآية مشتقةً منها، كقوله r : » إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإنما يستقبل ربه «([4])،… وقوله:» إن الله يأمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت «([5]).…) ([6]).
الدراسة:
هذه مسألة في التفسير مشكلة، وقد رجح ابن القيم في كلامه السابق أن المراد بالوجه في الآية: وجه الله U ، الذي هو صفة من صفاته. وهذا هو القول الأول في هذه المسألة.
والقول الثاني: أن المراد به هنا: قبلة الله، أي: فثَمَّ قبلة الله. وهذا قول مجاهد، والشافعي – كما سبق -.
وابن القيم في كلامه السابق قد كفانا مؤونة تقرير القول الذي رجحه، وذكر من وجوه ترجيحه ما يغني عن إعادته هنا. وسأكتفي بذكر مواقف أئمة التفسير من هذين القولين، ومن تفسير هذه الآية عموماً:
قرر ابن جرير أولاً أن معنى الآية: (ولله ملك الخلق الذي بين المشرق والمغرب، يتعبدهم بما شاء، ويحكم فيهم ما يريد، عليهم طاعته؛ فولّوا وجوهكم - أيها المؤمنون - نحو وجهي؛ فإنكم أينما تولوا وجوهكم فهنالك وجهي.)
ثم قرر كذلك أن الآية جاءت مجيء العموم، والمراد الخاص؛ لأن قوله: ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? يحتمل الوجوه التالية:
· أينما تولوا في حال سيركم في أسفاركم في صلاتكم التطوع، وفي حال مسايفتكم عدوّكم، في تطوّعكم ومكتوبتكم؛ فَثمَّ وجه الله – كما قال بعض أهل التأويل -.
· فأينما تُولّوا من أرض الله فتكونوا بها؛ فَثَمَّ قِبْلَةُ الله التي توجهون وجوهكم إليها لأن الكعبة ممكن لكم التوجه إليها منها – كما قال مجاهد -.
· فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم؛ فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم.
ثم قال: (فإذ كان قوله عز وجل: ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? محتملاً ما ذكرنا من الأوجه، لم يكن لأحد أن يزعم أنها ناسخة أو منسوخة إلا بحجة يجب التسليم لها.)
ثم أطال في تقرير عدم جواز ادعاء نسخ هذه الآية، وذكر في ذلك قواعد مهمة في مسألة النسخ في القرآن.
ثم ختم بذكر الأقوال التي رويت في تأويل: ? فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ?، فذكر أربعة أقوال:
الأول: فثم قبلة الله.
الثاني: فثمّ الله تبارك وتعالى.
الثالث: فثم تدركون بالتوجه إليه رضا الله الذي له الوجه الكريم.
الرابع: عنى بالوجه: ذا الوجه، وقال قائلوا هذه المقالة: وجهُ الله صفةٌ له.
ولم يذكر موقفه من هذه الأقوال الأربعة، وقد يكون ذلك لأنها مقبولة كلها عنده. ([7])
وأما ابن عطية فنقل اختلاف المفسرين في المراد بالوجه المضاف إلى الله عموماً، والمراد به في هذه الآية على وجه الخصوص، فقال: (واختلف الناس في تأويل الوجه الذي جاء مضافاً إلى الله تعالى في مواضع من القرآن:
فقال الحذاق: ذلك راجع إلى الوجود، والعبارة عنه بالوجه من مجاز كلام العرب؛ إذ كان الوجه أظهر الأعضاء في الشاهد، وأجلها قدراً.
وقال بعض الأئمة: تلك صفة ثابتة بالسمع زائدة على ما توجبه العقول من صفات القديم تعالى. …
ويتجه في بعض المواضع كهذه الآية أن يراد بالوجه: الجهة التي فيها رضاه وعليها ثوابه كما تقول: تصدقت لوجه الله تعالى.
ويتجه في هذه الآية خاصة أن يراد بالوجه: الجهة التي وجهنا إليها في القبلة …
وقال بعضهم: يحتمل أن يراد بالوجه هنا الجاه، كما تقول: فلان وجه القوم أي موضع شرفهم؛ فالتقدير فثم جلال الله وعظمته.) ([8])
(يُتْبَعُ)
(/)
ووافقه القرطبي في ذكر هذه الأقوال، حيث نقل أكثر كلامه هنا، وزاده إيضاحاً وبياناً وتمثيلاً. ([9])
وأما الرازي ففسر الوجه بناء على مذهبه في التأويل، وذكر كلاماً لا حاجة إليه هنا يقرر فيه مذهبه الفاسد، ثم ختم بقوله: (فلا بد من تأويله بأن المراد: فثم قبلته التي يعبد بها، أو ثم رحمته ونعمته وطريق ثوابه والتماس مرضاته.) ([10])
وجمع أبو حيان ما ذكره ابن عطية، والقرطبي، وأضاف إليه كلاماً موافقاً لكلام المبتدعة المأولين، وبالغ – عفا الله عنه – في الرد على من أثبت صفة الوجه لله تعالى، ورمى من فعل ذلك بأوصاف لا تليق، ثم قرر أن الآية تحمل على المجاز، أو على حقيقة يصح نسبتها إلى الله تعالى. ([11])
وأما ابن كثير فلم يتعرض لهذه المسألة في تفسيره، ولكنه بدأ تفسيره للآية بما يدل على أنها نازلة في شأن القبلة في الصلاة، وذكر في أثناء ذلك قول مجاهد في تفسير الذي فسّر فيه الوجه هنا بالقبلة، ولم يتعقبه بشيء. ([12])
وفسّر ابن عاشور الوجه بالذات، وذكر أن هذا التفسير حقيقة لغوية، ثم قال: (وهو هنا كناية عن علمه فحيث أمرهم باستقبال بيت المقدس فرضاه منوط بالامتثال لذلك، وهو أيضاً كناية رمزية عن رضاه بهجرة المؤمنين في سبيل الدين لبلاد الحبشة ثم للمدينة، ويؤيد كون الوجه بهذا المعنى قوله في التذييل: ? إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?) ([13]).
وبعد هذا العرض الذي ظهر من خلاله اختلاف المفسرين في تفسير الوجه هنا، وتباين آرائهم في مسألة إثبات الصفة لله U .
وحتى لا يخرج الكلام عن حدود التفسير سأقتصر على ذكر موقف المفسرين الذين هم من المعروفين بسلامة منهجهم في هذا الباب، وقد سبق ذكر موقف ابن جرير، وابن كثير.
قال السمعاني في تفسيره في أن ذكر بعض الوجوه المحتملة، ومنها قول مجاهد: (وقد ذكر الله تعالى الوجه في كتابه في أحد عشر موضعاً، وهو صفة لله تعالى. وتفسيره: قراءته والإيمان به.) ([14]) ولعله يقصد عدم الخوض في تأويله، والحديث عن كيفيته؛ لأنه قال في موضع آخر: (والوجه صفة الله تعالى بلا كيف، وجه لا كالوجوه.) ([15])
وذكر البغوي الوجوه الأربعة التي ذكرها ابن جرير. ([16])
وقال السعدي في تفسيره: (فيه إثبات الوجه لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى، وأن لله وجهاً لا تشبهه الوجوه.) ([17])
وذكر ابن عثيمين أن المفسرين من السلف والخلف اختلفوا في تفسير الوجه في هذه الآية، فقال بعضهم: المراد به وجه الله الحقيقي؛ وقال بعضهم: المراد به الجهة. ثم قال: (ولكن الراجح أن المراد الوجه الحقيقي؛ لأن ذلك هو الأصل، وليس هناك ما يمنعه، وقد أخبر النبي r أن الله تعالى قبل وجه المصلي …) ([18])
وممن فصّل القول في هذه المسألة: شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد قرر في أكثر من موضع أن هذه الآية ليست من آيات الصفات؛ لأن آيات الصفات الصريحة لم يقع فيها نزاع بين السلف.
قال رحمه الله: (يقال: "أردت هذا الوجه"، أى: هذه الجهة والناحية، ومنه قوله ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ? أى: قبلة الله، ووجهة الله؛ هكذا قال جمهور السلف - وإن عدها بعضهم فى الصفات -، وقد يدل على الصفة بوجه فيه نظر …) ([19])
وقال في سياق كلام له - ذكره جواباً لمن قال له من المخالفين: وجدنا ما يدل على أن السلف قد أولوا صفة الوجه -: (فقلت: لعلك تعنى قوله تعالى: ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ?؟
فقال: نعم؛ قد قال مجاهد والشافعي: يعنى قبلة الله.
فقلت: نعم؛ هذا صحيح عن مجاهد والشافعي وغيرهما، وهذا حق، وليست هذه الآية من آيات الصفات، ومن عدّها في الصفات فقد غلط كما فعل طائفة؛ فإن سياق الكلام يدل على المراد، حيث قال: ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ?، والمشرق والمغرب الجهات، والوجه هو الجهة، يقال: "أيُّ وجهٍ تريده؟ "، أي: أيُّ جهة، "وأنا أريد هذا الوجه"، أي: هذه الجهة، كما قال تعالى: ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ? (البقرة: من الآية148)؛ ولهذا قال: ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَجْهُ اللَّهِ ?، أي: تستقبلوا وتتوجهوا.) ([20])
وقد زاد هذا الكلام بسطاً وتفصيلاً في موضع آخر. ([21])
النتيجة:
بعد النظر والبحث في هذه المسألة لم أستطع الجزم بقول راجح في المراد بالوجه هنا؛ فالمسألة عندي من المشكلات، وقد خالف التلميذُ فيها شيخَه،، ولكل قول حجج قويه.
ولكن باعتبار ما ذكره كل فريق من الحجج التي ترجح قوله؛ أرى أن حجج ابن القيم التي ذكرها لتقرير القول الذي صححه أقوى وأكثر، مع أن في بعضها نظراً.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) تفسيره هذا أخرجه الترمذي في سننه – كتاب التفسير – باب ومن سورة البقرة – رقم 2958، وابن جرير في تفسيره 2/ 534. وهو صحيح عنه. انظر التفسير الصحيح للدكتور حكمت بن بشير ياسين 1/ 221.
([2]) انظر قوله في كتاب أحكام القرآن جمع البيهقي 1/ 64.
([3]) ذكر هنا وجهين، وقد رأيت حذفهما.
([4]) جزء من حديث أخرجه أبو داود – كتاب الصلاة – باب في كراهية البزاق في المسجد – رقم 480، وهو حديث صحيح أصله في الصحيحين. انظر صحيح البخاري – كتاب الصلاة – باب: حك المخاط بالحصى من المسجد – رقم 408، وصحيح مسلم – كتاب المساجد ومواضع الصلاة – رقم 548.
([5]) جزء من حديث طويل أخرجه الإمام أحمد في مسنده 28/ 404 - 406 رقم 17170، الترمذي في كتاب الأدب – أبواب الأمثال – باب: ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة – رقم 2863، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وهو حديث صحيح. وانظر تخريجه بتوسع في تعليق محققي المسند 28/ 406 - 407 [حاشية]، وفي تعليق محقق مختصر الصواعق 3/ 1022 [حاشية].
([6]) مختصر الصواعق المرسلة باختصار وتصرف يسير 3/ 1010 - 1022.
([7]) انظر جامع البيان 2/ 533 - 536.
([8]) المحرر الوجيز 1/ 335 باختصار وتصرف يسير جداً.
([9]) انظر الجامع لأحكام القرآن 2/ 83 - 84.
([10]) انظر التفسير الكبير 4/ 20 - 21.
([11]) انظر البحر المحيط 1/ 577 - 578.
([12]) انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 370 - 374.
([13]) انظر التحرير والتنوير 1/
([14]) تفسير القرآن 1/ 129.
([15]) المصدر السابق 2/ 108.
([16]) انظر معالم التنزيل 1/ 140.
([17]) تيسير الكريم الرحمن ص57.
([18]) انظر تفسير القرآن الكريم – تفسير سورة البقرة 2/ 13 - 14.
([19]) مجموع فتاوي شيخ الإسلام 2/ 428 - 429.
([20]) انظر المصدر السابق 3/ 193.
([21]) انظره في المصدر السابق 6/ 15 - 17.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[08 Nov 2005, 03:08 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
مضوع شيق و مهم
/////////////////////////////////////////////////(/)
دروس التفسير في عصرنا الحاضر ما مقومات نجاحها شارك مأجورا
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[26 Jun 2003, 10:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن دروس التفسير كثيرة ومتعددة، وقد يحتاج بعض طلبة العلم لألقاء درس في التفسير في أحد المساجد ورغبة في التشاور مع أهل العلم والفضل أرغب إليكم أن تتفضلوا بعرض الاقتراحات المناسبة لطريقة العرض والبيان،والأساليب المناسبة لإلقاء الدرس الذي يحضره طلبة العلم والعوام، وكيف يمكن إثراء دروس التفسير، وكيف ترون التسلسل في العرض، وما أهم المهمات التي ينبغي أن يعرفها الناس عن الآية،
فلا يبخل من عنده سابق تجربة أو رأي، أو اقتراح أن يسعف به عسى الله أن يكتب له أجر ذلك
وجزى الله الجميع خير الجزاء
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[21 Jul 2003, 03:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا أن تكون بخير يا شيخ عبد الله
هناك شريط للشيخ محمد المنجد اسمه طريقة إعداد دروس التفسير ولكن الشريط قديم شي ما
والشيخ ابن عثيمين يرى طريقة للتفسير وهي:
ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولا ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها، لأن هذا يفيده أن يكون قويا في التفسير غير عالة على غيره
غفر الله لي ولك
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[08 Oct 2003, 11:17 م]ـ
أشكر الأخ الكريم على طرح هذه الفكرة المفيدة، كما أستغرب عدم المشاركة والتفاعل معها، لاسيما والمنتدى يزخر بكثير من أصحاب التخصص الذين مارسوا تدريس التفسير سنين عددا.
فالله الله – أيها الإخوة – بالكتابة ونقل الخبرات.
وجزى الله الجميع خيرا.
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[09 Oct 2003, 08:44 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ عبدالله صاحب المشاركات العلمية النافعة وفقه الله لما يحب ويرضى
وان كنت لست من أهل العلم لكني وددت ان أشاركك همك هذا وأساهم معك ببعض الأفكار المتواضعة ولكن حبذا لو أنك أوضحت لمن الدرس فهل هو لطلاب العلم مع العوام جميعا ام لكل درسه وهل هي كلمة قصيرة ام درس يزيد على النصف ساعة وهل هناك كتاب معين ام لم تقرر بعد.
وسأحاول متواضعا بعض المقترحات النافعة ان شاء الله
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[13 Oct 2003, 12:20 ص]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا
والصلاة والسلام على من بعث مبشرا ونذيرا
أمابعد:
فجزى الله الأخوة الكرام الشيخ خالد والشيخ أبا أحمد الذي أضافوا تعليقاتهم
وإجابة للأخ الكريم حسن الكبهي
فالدرس في المسجد للناس يحضره طلاب العلم والعوام،
بارك الله فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[15 Oct 2003, 10:05 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الله بن بلقاسم، هذه بعض الأفكار ألفيتها مفيدة وهي مستقاة من ملاحظاتي وتجربتي وتجربة بعض الاخوة ومن بعض الكتب مثل (ابن خلدون-سلسلة البكار-القاري منهج الطلب)
إن درس التفسير هذا يحوي عدة عناصر مكونة له وهي: 1) صاحب الدرس 2) المكان 3) المنهج 4) الوقت 5 (المتلقي 6) طريقة العرض
إن تصورك لدرسك بهذه الأجزاء يضيف لك أمرين، الأول هو معرفة أين الخلل أي في أي جزء والثاني هو تسهيل تحسينه إذ أنك قد عرفت مكان الضعف. وعليه فانه من المستحسن أن تبدأ بتحديد ما هو المطلوب منك في كل عنصر.
v صاحب الدرس
1 - النية الخالصة لله وحده وعدم مراعاة الناس و النية الصادقة في بذل الوسع لإيصال معنى كلام الله للناس
2 - التحضير ولا يكتفي بتفسير واحد له فالإتقان في الاستعداد ويكتفي بهذا لوضوح الأمر فيه
3 - وينبغي أن يكون المنهج واضحا هل هو بالأثر أو علمي أو اللغة أو الدمج بينهم
v المكان
وهو المسجد وهذا يساهم في التقبل والاستماع
v المادة العلمية
1 - من الأفضل أن يكون هناك كتاب أو تفسير تسير عليه ولا يعني التقيد الكامل به
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قد يتفق الجميع أن اختيار تفسير مبسط هو الأنسب لمثل هذه الدروس وهذا يترك لك في اختياره وقد رأيت كثيرا من العلماء ينصح بالتفسير الميسر والجلابين ولكني رأيت تفسيرا مبسطا وهو غير معروف عند كثير من الناس وهو التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ وقد ألفت رسالة ماجستير عنه من الجامعة الإسلامية وهي للزبيدي وقد ذكر في توصيته أن هذا التفسير ينصح أن يدرس في مرحلة الثانوية وقد رأيته يحوي المواعظ والأحكام واللغة والترجيح والعقيدة إضافة انه يحوي على مقدمة نافعة جدا تصلح أساسا لدرس التفسير
v الوقت
1 - وجدت أن كثيرا من الناس يفضلون بين المغرب والعشاء لقصر الوقت ولغيرها فقد يكون مناسبا للدرس
2 - يفضل ألا يزيد عن 30 - 40 دقيقة كما قال الزهري رحمه الله إذا طال الدرس كان للشيطان منه نصيب
v المتلقي
1 - وهما نوعان 1) طلبة علم 2) عامة فطلبة العلم يريدون علما في الدرس والعامة تريد فهما ميسرا أو مواعظ وكلاهما ستتعرض له في الدرس إذ أن القرآن يحوي على هذا وهذا ولكن الأمر في كيفية العرض التي ينبغي أن تجنبهم الملل كما سيأتي.
2 - لابد من تعليم الجميع هدي السلف في التعامل مع القرآن وآدابه وكيفية أخذه
v طريقة العرض
وتشمل على نقاط كثيرة:
نبدأ بما ذكره ابن خلدون في نقطتين هامتين:
1 - التدرج فالبداية لابد أن تكون ميسرة ثم تترقى معهم إلى المتوسط ولا أنصح بالمرحلة المتقدمة إذ يوجد عامة في الدرس وهذا يشمل الشرح والمادة والعرض والتدرج سنة الله "إن الله لطيف لما يشاء"
2 - ألا يطول على المتعلم في الفن الواحد والكتاب الواحد بتقطيع المجالس وتفريق ما بينها لأنه ذريعة للنسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض
3 - ألا تتوسع في شرح علوم الآلة من النحو والبلاغة والأصول فتذكر ولكن بدون توسع وتعنى بمقصد الآية فهو أولى
4 - الناس تحب الذي يترجل فان استطعت ألا تقرأ الدرس من ورقة فهو أحب لهم لأنه يتبادر إلى النفس بدون قصدها انه كما أن الشيخ يقرأ فلا داعي للحفظ فإذا احتجنا قرأنا كما يقرأ الشيخ وهذا وان لم يتعمد الناس هذا الشعور إلا انه يتولد في النفس وهذا من حيلها والله وحده الهادي سبحانه
5 - حبذا لو يتخلل الدرس تلاوة الآيات مجودة لأن القرآن هو الذي يؤثر في النفوس كما تعلم
6 - اللغة: أنا افضل عدم التقيد باللغة العربية الفصحى في الشرح بشكل كامل بل لو تخلل ذلك مخاطبة الناس أحيانا باللغة العامية فهذا حسن وهو من طرق الجذب وهو مفيد ومجرب
7 - ذكر المفاهيم الخاطئة التي بين الناس عن معنى هذه الآيات وذكر الصحيح منها
8 - النكت والملح والألغاز القرآنية فيها نوع تجديد وترويح
9 - التنويع في الأسلوب فمرة يغلب جانب الوعظ ومرة جانب الأحكام ومرة القصص على حسب تخولك أنت
10 - لابد من التركيز على الجانب العملي في القرآن إذ لا يحتاج الإنسان إلى ترف علمي بل إلى عمل يطبقه كما كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يرون القرآن رسائل من الله بالليل يطبقونها بالنهار
11 - حاول أن تبني منهج التفكر والتدبر في القرآن وعلم الناس كيف يتفكرون مع ضرب الأمثلة
12 - اطلب من كل شخص أن يفسر الآية بينه وبين نفسه ثم فسرها لهم أنت حتى تزيد التفاعل ويعلمون مقدار إصابتهم للصواب وهذا مما يزيد ملكة التفسير عندهم
13 - لابد من متابعة خاصة لطلبة العلم فتحفظ وجوههم وأسمائهم وتتابعهم في تكوين الملكة عندهم
14 - شرح كيف تلقى الصحابة رضي الله عنهم هذه الآيات وشيء من فقه هذا التلقي عندهم
15 - الخروج عن المعهود واستعمال وسائل تعليمية توضيحية مثل السبورة والأوراق والكمبيوتر وقد رأيت بعض المشايخ من يستعمل ذلك في المساجد
16 - اعرض مشكلة أو سؤالا ثم اطلب جوابه في الدرس القادم فهذا يدفعهم للبحث اليسير
17 - عند الاختلاف لك أن تذكر الأقوال والراجح عندك بدون اشغال الناس كيفية الترجيح وخاصة إذا كان مما يحتاج إليه إلى علم الآلة
18 - احرص على التجديد دائما في العرض
19 - استعمل طرح السؤال واستمع إلى أجوبة الحاضرين
20 - إيجاد طريقة لتفاعلهم خارج الدرس من مثل السؤال الذي جوابه في المرة القادمة أو كتابة بحث من ورقتين فقط وعليه جائزة كتاب وغيرها
21 - مهم جدا ربط الآيات بواقع الناس وهذا الذي يشترك الناس في حبه وبالذات فيما يتعلق بحال الأمة والذل الذي تلبسها وسبيل الخروج منه
22 - الاستغفار: وهذا نادرا ما رأيته في الدروس ولكن علمته عن الشناقطة حفظهم الله وحفظ بلادهم إذ أن الشيخ لما يأتي الدرس يطلب من الحاضرين الاستغفار برهة بنية أن يفتح الله عليه ثم يسألهم من صام ومن تصدق ومن عمل حسنا بنية أن يفتح الله عليه وفي هذا شحذ وجمع للهم والجهد في الطلب وتربية أن العلم والفضل بيد الله فيطلب منه هو وحده سبحانه
هذا جهد بسيط واعتذر عن التقصير وأسال الله أن ينفع بهذه الفوائد واسأل الله من فضله ورحمته فانه لا يملكها إلا هو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[16 Oct 2003, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد أحسن الذي سماك حسنا
فقد أحسنت وأجملت
أودع الله قلبك إيمانا تفرح به ما حييت، وحلاوة تجد لذتها ما بقيت
وسكب بين جنبيك يقينا يجعل مر الحياة حلوا، وإخلاصا يستوى عندك فيه مدح المادحين، وذم الحاسدين
ورفعك في عليين
وكتب لك الإمامة في الدين
أخوك عبدالله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Oct 2003, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الشيخ عبدالله بلقاسم وفقه الله ونفع به وبعلمه
أشكرك على هذا السؤال، حيث إنه مع إيمان الجميع بأهمية دروس التفسير، وكونها من أول وأولى ما يجب العناية به، وتعليمه للناس بجميع طبقاتهم، إلا أنه يصح أن يقال بأن دروس التفسير في المساجد (دروس مظلومة!)، فأنت على كثرة ما ترى من دروس العلم في المساجد والحلقات إلا أنك تجد نصيب دروس التفسير وعلوم القرآن ضئيلاً بينها، والمتخصصون في هذا العلم، ومن لهم به عناية هم السبب في هذا التقصير، حيث لم يتصدوا لتعليم الناس، والبحث عن الطرق الكفيلة بتحبيب الناس في هذا العلم، وتنشيطهم لطلبه.
منذ سنوات التعليم الأولى والطالب يدرس معاني القرآن الكريم، ولا يزال يترقى ويترقى معه علم التفسير حتى يصل إلى درجة التخصص العليا في هذا العلم الواسع، الذي يقضي المرء وما قضى منه نهمة، لاتصاله بكل العلوم لمن أراد التوسع، حيث إن علم التفسير لا يستقيم لصاحبه إلا بتوظيف كل العلوم فيه.
ولذلك فقد كثرت المؤلفات في التفسير بشكل كبير، فلا يكاد عالم من العلماء إلا ويكون له مصنف واحد أو أكثر في تفسير القرآن الكريم والغالب أن يكون تصنيفه في التفسير في آخر حياته بعد اكتمال عقله وعلمه وآلته، وحتى يومنا هذا لا يزال بعض العلماء يضعون التفاسير التي يرون حاجة الأمة إليها، وكل من هؤلاء العلماء يذكر في مقدمة تفسيره أنه رأى حاجة الناس ماسة إلى هذا التفسير فاستعان بالله ووضعه لهم على طريقة ارتضاها في التصنيف.
ونظراً لطول القرآن الكريم، وضيق الوقت المخصص للتفسير فإنك نادراً ما تجد أحداً يتم تدريس تفسير القرآن الكريم. بل أغلب العلماء يتوقف عند سور معينة في أول القرآن أو وسطه. ولذلك فلا بد عند الرغبة في تدريس التفسير في حلقات العلم من النظر إلى الأمور التالية:
أولاً: المستوى العلمي للطلاب. فإذا كان الطلاب أو المستفيدون من الدرس بصفة عامة من المبتدئين في طلب العلم، أو من عامة الناس، فإنه من المناسب - في رأيي - أن يقرأ كتاب مختصر في التفسير كتفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي، ويقوم الشيخ بالتعليق اليسير على كلام المؤلف. بحيث يقرب المعنى من أذهان المستمعين، من غير إطالة وإملال. ويكون الحرص في مثل هذه الحالة على إيصال معنى الآيات الظاهر للناس، بحيث يفهمون القرآن، ويدخل في ذلك ما لابد من ذكره في بعض الآيات من أسباب النزول، وبعض القصص التي لا تفهم الآيات إلا بذكرها. وقد ذكرها السعدي في مواضعها. وأظن أنه بهذه الطريقة يستطيع الشيخ أن ينتهي من تفسير القرآن الكريم للناس في وقت معقول. ويفهم الناس المقصود بأوجز عبارة، وأقل إشارة. وهذا الكلام يصح أن يقال في المجتمع الذي يتكلم أهله العربية. وأما المجتمعات التي لا تتكلم العربية فلها طريقة أخرى يمكن الحديث عنها، والمقصود من هذا كله هو إيصال معاني كلام الله للناس بطريقة ميسرة، ولذلك كثرت كتب التفسير في الوقت الراهن التي تسعى إلى هذه الغاية، وهي تفسير القرآن للناس من غير إطالة مملة، ولا إيجاز مخل، مع الحرص على صواب التفسير، ووضوح العبارة.
وقد شعر القائمون على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالحاجة إلى تفسير ميسر للقرآن الكريم، يقتصر على القول الصحيح حسب الوسع والدليل، ليفهمه المبتدئ، ويتذكر به المنتهي، ويتمكن من يريد الترجمة لمعاني القرآن من الاستفادة منه، فاستعانوا بالله في وضع (التفسير الميسر) الذي سار في الناس، وله نصيب من اسمه، وتلقوه بالقبول ولله الحمد. وقد شارك فيه عدد كبير من العلماء منهم شيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع وفقه الله وأمثاله من العلماء، ولا يعرف قيمة هذا التفسير إلا من عرف اختلاف أقوال السلف في التفسير، وعرف صعوبة التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
بينها والاختيار منها بناء على قواعد معتبرة عند أهل الفن.
ومن الذين لهم جهد مشكور في تيسير التفسير وتقريبه للناس، الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار، حيث كتب في ذلك تفسيراً لجزء عم، سار فيه على طريقة المتن والحاشية. وهو يقوم الآن بالكتابة في تفسير جزء تبارك، ولعله يحدثنا عن تجربته في التدريس فهو صاحب دروس كثيرة وفقه الله ونفع به.
ثانياً: الوقت المحدد للدرس. وقد تحدث أخي الحبيب حسن الكبهي عن ذلك وعن غيره فأجاد.
وأريد أن أذكر نفسي وإياكم بما قاله ابن عطية رحمه الله في مقدمة تفسيره لعل ذلك ينشطنا للعمل، وهو قوله:
(وبعد -أرشدني الله وإياك - فإني لما رأيت العلوم فنوناً، وحديث المعارف شجونا، وسلكت فإذا هي أودية، وفي كل للسلف مقامات حسان وأندية، رأيت أن الوجه لمن تَشَزَّن - استعد وتأهب - للتحصيل، وعزم على الوصول، أن يأخذ من كل علم طرفاً خيارا، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا، ولن يرتقي هذا النجد، ويبلغ هذا المجد، حتى ينضي مطايا الاجتهاد، ويصل التأويب بالإسآد (=يهزل رواحل الاجتهاد)، ويطعم الصّبِرَ، ويكتحل بالسهاد.
فجريت في هذا المضمار صدر العمر طلقا، وأدمنت حتى تفسختُ أينا، وتصببت عرقا، إلى أن انتهج بفضل الله عملي، وحزت من ذلك ما قسم لي، ثم رأيت أن من الواجب على من احتبى، وتحيز في العلوم واجتبى، أن يعتمد على علم من علوم الشرع، يستنفد فيه غاية الوسع، يجوب آفافه، ويتتبع أعماقه، ويضبط أصوله، ويحكم فصوله، ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه، ويفي بدفع الاعتراضات عليه، حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد، والذخر العتيد، يستندون فيه إلي أقواله، ويحتذون على مثاله.
فلما أردت أن أختار لنفسي، وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي، سبرتها بالتنويع والتقسيم، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، فوجدت أمتنها حبالاً، وأرسخها جبالا، وأجملها آثارا، وأسطعها أنوارا، علم كتاب الله جلت قدرته، وتقدست أسماؤه الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، هو العلم الذي جعل للشرع قواما، واستعمل سائر المعارف خداما، منه تأخذ مبادئها، وبه تعتبر نواشئها، فما وافقه منها نصع، وما خالفه رُفِضَ ودُفِع، فهو عنصرها النمير، وسراجها الوهاج وقمرها المنير، وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى، وتخليصاً للنيات، ونهياً عن الباطل وحضاً على الصالحات، إذ ليس من علوم الدنيا فيحتل حامله من منازلها صيدا، ويمشي في التلطف لها رويدا، ورجوت أن الله تعالى يحرم على النار فكراً عَمَرَتهُ – أكثر عمره – معانيه، ولساناً مرن على آياته مثانيه، ونفساً ميزت براعة وصفه مباهيه، وجالت سومها في ميادينه ومغانيه، فثنيت إليه عنان النظر، وأقطعته جانب الفكر، وجعلته فائدة العمر، وما ونيت - عَلِمَ الله - إلا عن ضرورة بحسب ما يلم في هذه الدار من شغوب، ويمس من لغوب، أو بحسب تعهدِ نصيبٍ من سائرِ المعارف).
إلى أن قال: (وأنا أسأل الله – جلت قدرته – أن يجعل ذلك كله لوجهه، وأن يبارك فيه، وينفع به، وأنا وإن كنت من المقصرين، فقد ذكرت في هذا الكتاب كثيراً من علم التفسير، وحملت خواطري فيه على التعب الخطير، وعمرت به زمني، واستفرغت فيه مُنَّتِي، إذ كتاب الله تعالى لا ينفذ إلا بتصريف جميع العلوم فيه، وجعلته ثمرة وجودي، ونخبة مجهودي، فليستصوب للمرء اجتهاده، وليعذر في تقصيره وخطئه، وحسبنا الله ونعم الوكيل).
وفي كلامه هذا نفائس كثيرة منها:
- أن هذا العلم من أشرف العلوم، وأنه قد اختاره رحمه الله من أجل هذا، ورأى أنه أولى العلوم بإنفاذ العمر فيه وتدبره.
- أن علم التفسير علم واسع، قد اتخذ كل العلوم خادمةً له، فلا بد منها للمفسر على قدر الوسع والطاقة، وبقدر التمكن في العلوم الخادمة، يفتح الله بتوفيقه ومنه وكرمه على عبده.
- أن طلب علم التفسير يحتاج إلى الصبر والأناة، وقضاء العمر فيه، فكل يوم يزيد في التأمل والتدبر يزيد العلم والفهم للقرآن الكريم، ولعل شهر رمضان إن شاء الله يكون محطة مناسبة لزيادة التأمل والتدبر والقراءة للقرآن الكريم، ومحاولة تقييد الفوائد والأفكار والاستنباطات التي يفتح الله بها على العبد في هذا الشهر الكريم.
- أن في كلام ابن عطية رحمه الله إشارة إلى التخصص في التفسير وهو علم من علوم المقاصد، وأنه لا بد للمتخصص فيه من إتقان علوم الآلة، وهذه مسألة مهمة ينبغي تدبرها والعناية بها.
وما كتبه أخي الكريم حسن وفقه الله كافٍ في هذا، فقد فصل وفقه الله في جميع الجوانب فجزاه الله خيراً، ولكنني قد كتبت هذا الكلام قبل الإجازة الصيفية الماضية، وكنت أؤمل أن أقوم بإكماله على وفق رأي ارتضيته، فلما قرأت كلامه، عرفت أن الأمر قد تأخر جداً، وأن طرح ما كتبته ولو كان ناقصاً خير من التمادي في التأخير، فهذه بعض الأفكار التي أردت أن أشارك بها، مع أنها مقطعة الأوصال.
وللحديث صلة إن شاء الله وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[19 Oct 2003, 07:42 ص]ـ
أخي عبد الله أشكرك وأشكر أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن صاحب الأدب و العلم
عذرا قد تأخرت في الرد وذلك لأن الله عز وجل قد رزقني محمدا والحمد لله أسال الله سبحانه ان ينبته نباتا حسنا
أخي عبد الله انك بدعائك هذا قد أحييت في نفسي أمورا كادت ان تطفأ لما أعرفه من نفسي فانا شديد التقصير مع الله أسأله سبحانه الا يمقتنا
وانه لم يمر علي مثل هذا الدعاء ولو كانت لي دعوة مستجابة لطلبت اجابة هذا الدعاء ولا أجد ان أكافئك عليه الا بـ جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Oct 2003, 08:05 ص]ـ
أخي الكريم حسن الكبهي وفقه الله
نبارك لكم قدوم الضيف المبارك (محمد) أسأل الله أن يرزقكم بره، وأن يجعله من عباده الصالحين.
أخي الكريم ما رأيك لو أعدت النظر في مشاركتك الكريمة، وهذبتها وأضفت إليها ما تراه يستحق الإضافة أو التعديل في العبارة أو غيرها. ومن ثم يعاد طرحه بدل المشاركة الأولى ويتم استبعاد مشاركتي وغيرها وتفرد مشاركتكم فقط مع السؤال وتصبح بعد ذلك أصلاً يرجع إليه في مسألة تدريس التفسير؟
يسعدني تلقي ردك. فمن المهم تنقيح العلم لتعم الفائدة وفقك الله.
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[19 Oct 2003, 10:39 ص]ـ
الشيخ الكريم عبد الرحمن أحسن الله اليكم
أشكر لكم تهنئتكم واقول جزاكم الله خيرا
ما كنت أظن ان ما ذكرته قد نال استحسانكم والشيخ عبد الله فهي مجرد أفكار
ثم ما كان لمثلي ان يرد اقتراحا لكم وانتم من انتم وانا من أنا
لكن أقول هذه الأيام كما قال سفيان الثوري رحمه الله حينما استفتاه رجل وهو بالسوق فقال له سفيان دعني فقلبي في درهمي الان أو كما قال رحمه الله
وانا قلبي مشغول بأمور كثيرة هذه الأيام أخشى ان احسن فأسيئ ولذلك فاني اتنازل لكم عن حق التعديل والاضافة وكل شيئ اعمل ما تريد فما كنت لاراجع من بعدك ثم أرجو منك الا تحذف ما كتبته انت والا تفردني في هذا الموضوع وان تحذف اسمي بالكلية
ارجو ان تعذرني والسلام عليكم اخي الحبيب الشيخ عبد الرحمن
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[23 Oct 2003, 04:32 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد:
ولماذ تحذف مشاركتك يا أبا عبدالله جزاك الله خيرا
والله لا آذن، لا آذن لا آذن
وفقك الله
ومبارك محمد ياأخي الكريم حسن
رزقك الله بره، وأقر به عينك، وجعله صالحا،
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[07 Nov 2003, 12:34 ص]ـ
يرفع للفائدة ..
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[05 Feb 2007, 09:59 م]ـ
هذا الموضوع يرد التساؤل عنه كثيراَ، وبما أن هذا الموقع المبارك موقع متخصص، فإنني أقترح أن يطرح كل ذي تجربة من أهل التفسير تجربته، ويبرز ماتميزت به وما وجده من ثمار حسنة فيها لعلنا نخرج بأفكار جديدة وعملية تثير دروس التفسير أو ترسم منهجاَ صحيحاَ لدروس التفسير.
ولعلي أن أطرح تجربة سلكتها في منهج تدريسي لطلاب الجامعة، وطلاب المسجد فرأيت ثمرتها وفائدتها، وأثرها في الطلاب و تفاعلهم. والتجربة تتلخص في الآتي:
أولاَ: اختيار كتاب معتمد حسب مستوى الطلاب (كتفسير عمدة التفسير، أو ابن سعدي أو البغوي، أو الجلالين)
ثانياَ: أن يعتمد الدرس على المناقشة والمدارسة لا على القراءة، كماهو منهج مجاهد رحمه الله مع ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال (عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات، أقف عند كل آية، أساله فيم نزلت، وكيف كانت؟). وهذا الجانب يجعل الطلاب يتفاعلون مع الدرس ويشاركون بالتأمل ويعتادون التدبر.
ثالثاَ: الانطلاق في الدرس من بيان مقصد السورة ومحورها الأساسي الذي يجمعها، ثم عرض هذا المحور على مقاطع السورة وآياتها، وأفضل طريقة لاستخراج المقصد هي طول التأمل في السورة ومحاولة الربط بين اسمها ومضمونها، وافتتاحيتها وخاتمتها، وما ركز عليه فيها، والربط بين موضوعاتها، وللاستفادة من استخراج المقصد يمكن الرجوع لعدد من التفاسير منها (نظم الدرر، ومصاعد النظر، والتحرير والتنوير، والظلال، وصفوة التفاسير) وغيرها. وهذا الجانب - في نظري - من أهم ماينبغي التركيز عليه، لأن مقصود السورة يعطي تعريفاَ عاماَ بالسورة.
رابعاَ: حصر المسائل التي تطرق لها المؤلف في الكتاب المعتمد، ومناقشة الطلاب فيها، دون قراءة كاملة للكتاب
خامساَ: تحضير بعض المسائل المهمة مما لم يعرض لها المؤلف، وخاصة فيما يتعلق بأسرار التعبير، والحكم، والأحكام المستنبطة، ويمكن أن يطلب من الطلاب استنباط ذلك بالتأمل في الآيات.
سادساَ: ربط الآيات بالواقع الاجتماعي وواقع الأمة، وهذا جانب من أعظم الجوانب التي تبرز درس التفسير، وهو مما نفقده في وقتنا الحاضر مع أهميته وعظم أثره، وذلك أن القرآن منهج حياة وهدى للناس، يجب أن ينطلق العالم والداعية منه في تصحيح حياة الناس ومعالجة مشكلاتهم. وقد رأينا أثر دروس الشعراوي رحمه الله في التفسير وتفاعل الناس معها مع التحفظ على ما يلحظ عليه في المعتقد، وهو أيضاَ الذي أبرز دروس الشيخ صالح المغامسي وفقه الله.
هذا منهج مقترح وهو جامعٌ بين التفسير العلمي والواقعي. وقد جربته فرأيت أثره بحمد الله تعالى في نفسي وفي نفوس الطلاب. نسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[05 Feb 2007, 11:13 م]ـ
أقترح على مشرفنا الكريم تثبيت هذا الموضوع فترة من الزمن لعلنا أن نطالع تجارب الأخوة الأعضاء.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[07 Feb 2007, 10:39 م]ـ
جزى اللهُ مشرفَنا الحبيب خيراً على إحالته على هذا المشاركة التي مضت عليها أعوام وطوتها أيام ...
وقد وجدت فيها ما أثار الشجن، وحدا القلب لأن أتحدث عن أحد الذين أعجبت بدروسهم إعجابا جعلني أسأل: أين هي الجهود في التعريف بهذا الشيخ الفاضل ودروسه الطيبة المتميزة ومنهجه الفريد؟
إنه الشيخ:محمد راتب النابلسي -أمدّ الله في عمره وبارك فيه-.
هذا الشيخ الذي يسلبك منذ أن يفتر ثغره بأول كلمة، حيث تجد عذوبة اللفظ، وصدق اللهجة، وانتقاء العبارة، وحسن الاستشهاد، وبراعة التمثيل ...
مع هدوء وبعد عن التكلف عجيبين
بعبارة سهلة ميسرة يفهمها الجميع، وصوغ للمعاني الكبيرة في كلمات واضحة مختارة بعناية، مشوبة أحيانا بالعامّية الشاميّة مما يعطي الدرس ميزة خاصة!
لا أقول هذا عن تجربة شخصية فحسب، بل كل من عرفته من طلبة العلم وشُداته ممن سمع دروس الشيخ قال هذا الكلام وأعظم منه، بل إن أحدهم قال لي: أنا لا أعيش معاني القرآن حتى أقرأ تفسير الآيات من ابن جرير وابن عاشور ثم أتوّجها بسماع دروس الشيخ النابلسي!
لقد كان همُّ الرجل أن يزرع في نفوس مستمعيه عظمة القرآن وجلاله وجماله، وأن يكون لهم النبراس الذي يضيء لهم ظلمات الحياة، والملجأ الذي يكتنّون به من وحشة الطريق
فتجده لا يتجاوز آية حتى يستلهم ما يفتح الله به عليه من الدروس والمواعظ والحكم وغيرها.
وقد فسر القرآن الكريم كاملا أكثر من مرة، فحينا يختصر ويشير إلى بعض المعاني بإيجاز، وحينا يطنب ويستطرد ويورد الأمثلة والشواهد ويروي من مواقف الحياة المُعاشة ما يوصل به المعنى الذي يريده إلى نفوس مستمعيه.
لذا كانت السمة البارزة على دروس الشيخ هي: أن يعيش المؤمن معاني القرآن الكريم، ويجد أثرها في حياته وسلوكه علما وعملا وحالا ومنهاج حياة، وأن يجد من معين القرآن قريبا مما وجده سلفنا الصالح من عبرة وادّكار.
والشيخ لم يكتب تفسيرا للقرآن، وإنما كانت دروسا سمعية مسجلة، لذا لن يجد المستفيد بُغيته كاملة حتى يستمع لها بنفسه، والتفريغ الموجود للدروس أفقدها الكثير من المتعة والفائدة، لأن ما أُلقي ليس كما حُرر وكتب.
موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية ( http://www.nabulsi.com/)
الدمام
19/ 1/1428
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Feb 2007, 11:06 م]ـ
أقترح مراجعة أشرطة الشيخ سلمان العودة في تفسيره المسمى إشراقات فأسلوبه فيها جميل وتحليله للآيات يجذب المستمع .. والناس ترغب في سماع المعلومة الجديدة وذكر اللطائف من الآيات والإشارات والاستنباطات يثري الدرس ويرغب في الاستماع والحضور
وأقترح أن يقوم المفسر بربط الآيات مع واقع الناس الذي يعيشونه ويجعل القرآن في درسه نقطة انطلاق وتوجيه للحضور ...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Mar 2007, 11:50 م]ـ
يرفع لإعادة النظر وللمقارنة بينه وبين هذا الموضوع:
طلب اقتراحات لتدريس مقرر التفسير في الشريعة وأصول الدين ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7547)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Sep 2008, 08:33 م]ـ
بمناسبة الحديث عن دروس التفسير.
تم تسجيل حلقة خاصة بالعيد من برنامج (التفسير المباشر) ربما تعرض يوم العيد أو ثاني عيد الفطر هذا العام (1429هـ) جمعت الأخوين الكريمين الدكتور مساعد الطيار والشيخ عبدالله بلقاسم بمناسبة ختام برنامج (التفسير المباشر) على قناة دليل. وقد كانت حلقة مفتوحة للحديث عن بعض الطرائف والذكريات المتعلقة بهما وبدروس التفسير، وقد سألتهما عن درسيهما في التفسير وتجربتهما في ذلك.(/)
مفهوم الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن
ـ[الخطيب]ــــــــ[27 Jun 2003, 05:23 م]ـ
أ. د/ أحمد سعد الخطيب
مسألة الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن من المسائل التى كثر الجدل حول بيان حقيقة المراد منها، حيث تعددت الآراء فى ذلك لدرجة أن بعضهم حصر من ذلك أربعين قولا، وفرَّ بعضهم من الخوض فى بيانها مدعيا أن ما ورد فى ذلك من أحاديث مشكل، يعسر فهمه.
والحرف فى اللغة: يطلق لفظ الحرف فى اللغة على عدة معان منها: ذروة الشئ وأعلاه، ومنه حرف الجبل أى قمته، ويطلق أيضا على حرف التهجى، وعلى طرف الشئ، وعلى الوجه، وهو المناسب لموضوعنا.
آراء العلماء حول المراد بالأحرف السبعة:
لقد وردت آراء كثيرة حول هذا الموضوع نختار منها هاهنا أشهرها وأهمها:
1 - قيل: الأحرف السبعة هى سبع لغات متفرقة فى القرآن كله وهى لغات قبائل من العرب على معنى أن بعض القرآن نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن ... وهكذا، واختار هذا الرأى أبوعبيد القاسم بن سلام وثعلب وابن عطية وآخرون0 ودليلهم عدم معرفة بعض الصحابة القرشيين لبعض ألفاظ القرآن إلا من بعض العرب كما وقع لابن عباس فى كلمة (فاطر) حيث روى عنه أنه قال: لم أكن أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى أتى أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: أنا فطرتها أي ابتدأتها0 وأجيب عن ذلك بأن عدم معرفة ابن عباس لمعنى هذه الكلمة لا يدل على أن اللفظة غير قرشية لجواز أن يكون قد غاب معناها فقط عن ابن عباس وليس بلازم أن يحيط المرء بكل معانى لغته أو بألفاظها، بل قيل: اللغة لا يحيط بها إلا معصوم.
ويضاف إلى ذلك أن التوسعة ورفع الحرج والمشقة المقصود من الأحرف السبعة لا يتفق وهذا الرأى لأنه يترتب عليه أن يكون القرآن الكريم أبعاضا، وأن كل بعض بلغة، ويلزم من ذلك أن كل شخص لا يقرأ من القرآن إلا ما نزل بلغته.
2 - وقيل: الأحرف السبعة هى سبعة أوجه، هى الأمر والنهى والوعد والوعيد والجدل والقصص والأمثال، أو هى: الأمر والنهى والحلال والحرام والمحكم والمتشابه والأمثال0 ورد هذا الوجه بأن التوسعة كما هو مفهوم من الأحاديث والروايات الواردة فى نزول القرآن على سبعة أحرف هى خاصة بالألفاظ وليس بالمعانى، وذلك بأن تقرأ الكلمة على وجهين أو ثلاثة، ولا يمكن أن تكون التوسعة فى تحريم حلال ولا فى تحليل حرام، ولا فى تغيير شئ من المعانى المذكورة.
3 - وقيل: الأحرف السبعة هى القراءات السبع0 وهذا قول واه سببه اتحاد العدد بين الأحرف السبعة والقراءات التى اعتمدها ابن مجاهد (ت 324هـ) وجمعها وهى قراءات سبع لقراء سبعة، والواقع أن الأحرف السبعة أعم من القراءات السبع لأنها تشملها وتشمل غيرها، ومما يدل على قلة إدراك أصحاب هذا القول هو أن هؤلاء القراء السبعة لم يكونوا قد ولدوا وقت أن قال النبى صلى الله عليه وسلم: " أنزل القرآن على سبعة أحرف " فهل معنى ذلك أن هذا الحديث كان عاريا عن الفائدة وبعيدا عن الواقع إلى أن ظهر هؤلاء القراء؟ وماذا فهم الصحابة إذن من الحديث؟ وممن ينسب إليهم هذا القول الخليل بن أحمد الفراهيدى (ت170هـ)
وتوجيه موقف الخليل بن أحمد هذا لا يتناسب والتعليل السابق الذى يُرجع السبب فى هذا اللبس الذى يخلط بين القراءات السبعة والأحرف السبعة، إلى جمع ابن مجاهد (ت324 هـ) للقراءات السبع، ومن ثم يقول أحد الباحثين، وهو الدكتور محمد الحبش: وأحب هنا أن أوضح رأي العلامة الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدى، فهو بلا ريب إمام العربية وحجة النحاة، ولاشك أن انفراده بالرأى هنا لم ينتج من قلة إحاطة أو تدبر، ومثله لا يقول الرأى بلا استبصار، وانفراد مثله برأي لا يلزم منه وصف الرأي بالشذوذ أو الوهن.
وغير غائب عن البال أن الخليل بن أحمد الفراهيدى الذي توفي عام 170 هـ لم يدرك عصر تسبيع القراءات، حيث لم تشتهر عبارة القراءات السبع إلا أيام ابن مجاهد، وهو الذي توفي عام 324 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يكن الخليل بن أحمد يعني بالطبع هذه القراءات السبع التي تظاهر العلماء على اعتمادها وإقرارها بدءاً من القرن الرابع الهجري، ولكنه كان يريد أن ثمة سبع قراءات قرأ بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتلقاها عنه أصحابه، ومن بعدهم أئمة السلف، وهي تنتمي إلى أمهات قواعدية لم يتيسر من يجمعها بعد ـ أي في زمن الخليل ـ وأنها لدى جمعها وضبطها ترتد إلى سبعة مناهج، وفق حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف "
وهذا الفهم لرأي الخليل هو اللائق بمكانته ومنزلته العلمية، وهو المتصور في ثقافته ومعارفه زماناً ومكاناً، وبه تدرك أنه لم يكن يجهل أن عصر الأئمة متأخر عن عصر التنزيل وهو أمر لا يجهله أحد. أ0هـ وكلامه هنا يرمى به إلى الرأى الآتى وهو رابع الأقوال.
4 - وذهب جمع غفير من العلماء من أبرزهم أبو الفضل الرازى وابن قتيبة وابن الجزرى وغيرهم إلى أن الأحرف السبعة هى سبعة أوجه لا يخرج عنها الاختلاف فى القراءات وهى:
- اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث.
- اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر.
- اختلاف وجوه الإعراب.
- اختلاف بالنقص والزيادة.
- الاختلاف بالتقديم والتأخير.
- الاختلاف بالإبدال.
- اختلاف اللهجات كالفتح والإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام.
وقد لقى هذا الرأى شهرة ورواجا عند كثير من العلماء وقد تعصب له الشيخ عبد العظيم الزرقانى فى مناهل العرفان ورجحه على غيره وساق الأمثلة لكل وجه منها وقرر أنه الرأى الذى تؤيده الأحاديث الواردة فى هذا المقام، وأنه الرأى المعتمد على الاستقراء التام دون غيره، وردَّ على كل اعتراض وجه إليه وإن بدا عليه التكلف فى بعض هذه الردود.
واعترض على هذا الرأى بأن الرخصة فى التيسير على الأمة بناء على هذا الرأى غير واضحة ولا ظاهرة، فأين الرخصة فى قراءة الفعل المبنى للمعلوم مبنيا للمجهول أو العكس، وأين هى أيضا فى إبدال حركة بأخرى، أو حرف بآخر، أو فى تقديم وتأخير، فإن القراءة على وجه من هذه الوجوه المذكورة لا يوجب مشقة فى شئ، يحتاج معها إلى أن يسأل النبى صلى الله عليه وسلم ربه المعافاة لعلة أن الأمة لاتطيق القراءة على وجه واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من هذه الوجوه المذكورة، كما جاء ذلك فى الأحاديث النبوية التى تحدثت عن قضية نزول القرآن على سبعة أحرف.
5 - وذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب والقرطبى ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات فى كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعانى وتقاربها مثل (هلم، أقبل، تعال، إلى، قصدى، نحوى، قربى) فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة يعبر بها عن معنى واحد وهو طلب الإقبال، والمقصود أن منتهى ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة وليس المقصود أن كل معنى فى القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات.
وأصحاب هذا الرأى أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه فى الأحاديث متوفر فىهذا الرأى ثم هم يرون أن الباقى من هذه اللغات الست أو تلحروف الستة هو حرف قريش دون غيرهم.
واعترض على هذا الرأى بأنه يترتب عليه أن يكون عثمان رضى الله عنه قد نسخ الأحرف الستة التى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى مما يقرأ بها0 وأجيب عن ذلك بأن ذلك لا يعد نسخا ولا رفعا ولا إهمالا من الأمة للأحرف الستة الأخرى لأن الأمة قد أمرت بقراءة القرآن وخيرت فى قراءته بأى من الأحرف السبعة ولم يجب عليها قراءته بجميعها، فاختيار حرف منها لا يعد جرما ولا نسخا للأحرف الباقية خاصة أن الحاجة قد دعت إلى ذلك بعد وقوع الاختلاف والتنازع بين الصحابة فى فتح أرمينية وأذربيجان، الأمر الذى اضطر عثمان معه إلى جمع المصحف وكتابته بحرف قريش لأن لغة قريش كانت تعتبر مركزا لسائر اللغات العربية، بسبب موقع البيت الحرام ببلدهم مكة المكرمة وانتقال سائر القبائل إليهم لحج البيت.
وبعد هذا العرض يتضح لنا أنه ما من رأى إلا واعترض عليه بما قد عرفت غير أن الرأيين الأخيرين هما أولى الآراء والأخير منهما أولى الرأيين من وجهة نظرى والله أعلم. ويترتب على هذا الرأى الذى رجحته أن يكون الثابت الآن فى المصحف هو حرف قريش دون غيره، وعلى الرأى الذى سبقه يكون الثابت فى المصحف العثمانى هو ما احتمله هذا الرسم من الأحرف السبعة.
من فوائد نزول القرآن على سبعة أحرف:
1 - التهوين والتيسير على الأمة والتوسعة عليها فى قراءتها للقرآن الكريم0كما تدل على ذلك الأحاديث النبوية الواردة فى هذا المقام ومنها حديث مسلم الذى رواه بسنده المتصل عن أبي بن كعب " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار قال: فأتاه جبريل عليه السلام فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا "
2 - إثراء التفسير والأحكام الشرعية بتعدد الأحرف، لأن تعدد الأحرف يترتب عليه تعدد المعانى وتزاحمها على سبيل الإثراء والتأييد، لا على سبيل التعارض أو التناقض.
3 - إظهار كمال الإعجاز بغاية الإيجاز لأن كل حرف مع الآخر بمنزلة الآية مع الآية فى دلالتها وفيما اشتملت عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jul 2004, 05:32 م]ـ
يقول الشيخ الخطيب متعه الله بالعافية:
واعترض على هذا الرأى بأن الرخصة فى التيسير على الأمة بناء على هذا الرأى غير واضحة ولا ظاهرة، فأين الرخصة فى قراءة الفعل المبنى للمعلوم مبنيا للمجهول أو العكس، وأين هى أيضا فى إبدال حركة بأخرى، أو حرف بآخر، أو فى تقديم وتأخير، فإن القراءة على وجه من هذه الوجوه المذكورة لا يوجب مشقة فى شئ، يحتاج معها إلى أن يسأل النبى صلى الله عليه وسلم ربه المعافاة لعلة أن الأمة لاتطيق القراءة على وجه واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من هذه الوجوه المذكورة، كما جاء ذلك فى الأحاديث النبوية التى تحدثت عن قضية نزول القرآن على سبعة أحرف. انتهى
و في الواقع فإن الحكمة من نزول الأحرف السبعة أبعد بكثير من مجرد التيسير و قد شرح ذلك الشيخ الزرقاني في مناهله و عدد العديد من الفوائد للأحرف السبعة مثل بيان حكم من الأحكام و الجمع بين خكمين مختلفين بمجموع القراءتين و الدلالة على حكمين شرعيين في حالين مختلفين و غيرها من الحكم التي تبين كيف" أن تنوع القراءات يقوم مقام تنوع الآيات؛ و ذلك ضرب من ضروب البلاغة يبتدئ من جمال هذا الإيجاز و ينتهي إلى كمال الإعجاز".
ـ[المنهوم]ــــــــ[09 Jul 2004, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ / الخطيب
على هذا الطرح والنقل الجميل لمثل هذه المسائل التي تهم اهل التفسير
نفع الله بك وزادك علما وعملا(/)
الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه
ـ[الخطيب]ــــــــ[27 Jun 2003, 05:25 م]ـ
الخلاف بين المفسرين- مظاهره وأسبابه
أ. د/ أحمد سعد الخطيب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الذى يقرأ كتب التفسير، خاصة الكتب التى عنيت بنقل أقوال الصحابة والتابعين، وهى التى نسميها كتب التفسير بالمأثور كجامع البيان للطبرى وغيره، الذى يقرأ فى هذه الكتب يأخذه العجب حين يقف على هذا الكم الهائل من الأقوال حول تفسير الآيات القرآنية، ولابد من أن تحيك بصدره هذه الأسئلة:
- لماذا كل هذه الآراء المتعددة؟
- لماذا لم يجمعوا على رأى واحد فى التفسير؟
- وهل هذه الأقوال متعارضة أم يمكن الجمع بينها؟
- وأهم سؤال فى ذلك هو: ما السبب فى هذا الاختلاف؟
ولكن قبل الإجابة عن هذه الأسئلة يطيب لى أن أذكر أنواع الخلاف لنقف على ماهية ما يقع من خلاف بين المفسرين على اختلاف أسبابه، فأقول:
الاختلاف ينقسم إلى قسمين:-
أحدهما: اختلاف تضاد وتناقض. وهو المعارضة من كل وجه بحيث لا يمكن الالتقاء مطلقاً.
وقد جاء تعريفه فى الإتقان بأنه ما يدعو فيه أحد الشيئين إلى خلاف الآخر [1].
ومثل هذا النوع لا وجود له فى القرآن الكريم مطلقاً، لا فى القراءات و لا فى غيرها، إلا ما كان من الناسخ والمنسوخ والقارئ بصير بأن مثل هذا لا يسمى اختلافا أصلا بعد رفع السابق من الحكمين و إحلال اللاحق محله.
ثانيهما - اختلاف تلازم. ومن أمثلته فيما يتعلق بالقرآن الكريم الاختلاف فى وجوه القراءات.
قال السيوطى فى الإتقان: اختلاف التلازم هو ما يوافق الجانبين كاختلاف وجوه القراءة …. [2].
إذن فالاختلاف فى القراءات ليس من قبيل الاختلاف على جهة التعارض و التضاد و إنما هو اختلاف تنوع له العديد من الفوائد سنذكرها فى محلها. أو أنه اختلاف فيما يبدو للناظر بعين غير مبصرة. وهو سريعاً ما يزول عند أدنى تدبر وهو ما يسمى بموهم الاختلاف.
ومثل ذلك لا يعد فى الحقيقة خلافاً يعتد به، بدليل أن القراء حين اختار كل منهم ما يقرأ به " لم يقرأوا بما قرأوا به على إنكار غيره، بل على إجازته، والإقرار بصحته، وإنما وقع الخلاف بينهم فى الاختيارات وليس ذلك فى الحقيقة باختلاف". [3]
ولا يرد على ذلك إنكار بعض النحويين ومن تبعهم من المفسرين لبعض القراءات الثابتة، أو ترجيح بعضها على البعض،فإن منشأ ذلك هو عدم يقينهم بأن هذه القراءات توقيفية، وليست اجتهادية إضافة إلى عدم الإلمام الكامل بكل وجوه العربية.
وكل ما أثاروه فى هذا المقام مردود عليه بما يفحم، لكن ما يثير العجب أن يأتى فى زماننا هذا من لايعرف من النحو إلا قشوراً فيدعى وجود اللحن فى القرآن فى قراءاته المختلفة، فاتحاً بذلك صفحة طويت من قديم حين أجاب العلماء المخلصون. عما أثير فى هذا المقام.
ولله در الإمام الغزالى حين قال: لو سكت من لا يعرف لقل الاختلاف.
ثم أعود إلى الإجابة عن الأسئلة المطروحة سلفا فأقول: لعل هذا العجب الحاصل بسبب الاختلاف الهائل بين المفسرين فى تفسير بعض الآيات القرآنية أن يزول حين نطلع على أسباب الخلاف بين المفسرين.
ولقد ناقش ابن تيمية - رحمه الله - فى مقدمته فى أصول التفسير، مسألة الخلاف بين المفسرين، مفرقاً فى ذلك بين تفسير السلف " المأثور " وبين تفسير غيرهم.
فأما بالنسبة لتفسير السلف، فقد بين ابن تيمية أن غالب ما ينقل عنهم فيه راجع إلى اختلاف التنوع، وليس اختلاف التضاد، وذلك كأن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد فى المسمى.
وذلك مثل اختلافهم حول تفسير (الصراط المستقيم) [4]، فبعضهم قال: هو اتباع القرآن، وبعضهم قال: هو الإسلام، فهذان القولان الاختلاف فيهما اختلاف تنوع؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن.
ويندرج تحت خلاف التنوع أيضاً ذكر العام ببعض أفراده، أو أنواعه على سبيل التمثيل، ومثال ذلك خلافهم حول المراد بقوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) [5].
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآية اختلف فى تفسيرها على أقوال كثيرة، فقد ذكر ابن تيمية رحمه الله بعضاً منها على سبيل التمثيل فقال: معلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات، والمنتهك للحرمات. والمقتصد يتناول فاعل الواجبات و تارك المحرمات. والسابق يدخل فيه من سبق، فتقرب بالحسنات مع الواجبات، فالمقتصدون هم أصحاب اليمين، والسابقون أولئك المقربون.
ثم إن كلاً منهم - أى المفسرين - يذكر هذا فى نوع من أنواع الطاعات، كقول القائل:
السابق الذى يصلى فى أول الوقت، والمقتصد الذى يصلى فى أثنائه، والظالم لنفسه الذى يؤخر العصر إلى الاصفرار.
أو يقول: السابق والمقتصد والظالم قد ذكروا فى أخر سورة البقرة، فقد ذُكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا، والعادل بالبيع… .. وأمثال هذه الأقاويل.
ثم قال: فكل قول فيه ذكر نوع داخل فى الآية، وإنما ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبهه به على نظيره، فإن التعريف بالمثال، قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، وذلك مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ " الخبز " فأرى رغيفاً وقيل له: هذا. فالإشارة إلى نوع هذا، لا إلى هذا الرغيف وحده ا. هـ[6].
ثم تناول ابن تيمية وجوهاً أخرى للخلاف [7]، داخلة فى اطار خلاف التنوع أحجمت عنها لعدم الإطناب، منعاً للسآمة والملل.
وأما التفسير بالرأى،فقد أرجع ابن تيمية الخلاف فيه لسببين:
أحدهما - قوم اعتقدوا معانى ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها [8].
والثانى - قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه، والمخاطب به.
فالأولون: راعوا المعنى الذى رأوه من نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان.
والآخرون: راعوا مجرد اللفظ، وما يجوز عندهم أن يريد به العربى من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به، وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيراً ما يغلطون فى احتمال اللفظ لذلك المعنى فى اللغة كما يغلط فى ذلك الذين من قبلهم.
كما أن الأولين كثيراً ما يغلطون فى صحة المعنى الذى فسروا القرآن، كما يغلط فى ذلك الآخرون. وإن كان نظر الأولين إلى المعنى أسبق ا. هـ[9] هذه بعض أسباب الخلاف بين المفسرين فى نظر ابن تيمية.
أما العلامة ابن جزى فقد ذكر أسباب الخلاف بين المفسرين حاصراً إياها فى اثنى عشر سبباً هى:
1 - اختلاف القراءات.
2 - اختلاف وجوه الإعراب وإن اتفقت القراءات.
3 - اختلاف اللغويين فى معنى الكلمة.
4 - إشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر.
5 - احتمال العموم والخصوص.
6 - احتمال الإطلاق والتقييد.
7 - احتمال الحقيقة أو المجاز.
8 - احتمال الإضمار أو الاستقلال.
9 - احتمال أن تكون الكلمة زائدة.
10 - احتمال حمل الكلام على الترتيب أو على التقديم والتأخير.
11 - احتمال أن يكون الحكم منسوخاً أو محكماً.
12 - اختلاف الرواية فى التفسير عن النبى - صلى الله عليه وسلم -وعن السلف-رضى الله عنهم. [10].
تفصيل الكلام عن هذه الأسباب
أما بالنسبة للسبب الأول: وهو اختلاف القراءات
فكما تناوله ابن جزى- كما علمت - فى مقدمة تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل [11] جاعلا إياه أحد أسباب الخلف بين المفسرين تناوله أيضا الشاطبى فى الموافقات. [12]
ويتصور ذلك فى الآية التى ترد بقراءتين أو أكثر فإن ذلك يترتب عليه أن تتعدد الآراء فى تفسيرها تبعاً لتعدد هذه القراءات؛ لأن هذه القراءات كثيراً ما تضيف معانى جديدة مما ليس موجوداً فى غيرها من القراءات الواردة فى نفس الآية، فيترتب على ذلك أن يتناول بعض المفسرين الآية من خلال قراءة معينة، بينما يتناولها غيرهم من خلال قراءة أخرى فيحدث الخلاف.
وننبه هنا إلى أن هذه القراءات التى تحدث تعدداً واختلافاً فى الأوجه التفسيرية، قد لا تكون فى درجة واحدة فى بعض الأحيان، كأن يكون بعضها متواتراً وبعضها شاذاً، كما أنها تكون فى كثير من الأحيان فى درجة واحدة من التواتر، ولكل حالة من هاتين الحالتين حكمها الخاص وقواعدها التى تضبط تعامل المفسرين معها.
وبناءً عليه فإن صور الخلاف بين القراءات هى كالآتى:
1 - الخلاف بين قراءة متواترة وأخرى شاذة.
2 - الخلاف بين قراءتين متواترتين.
(يُتْبَعُ)
(/)
هاتان صورتان تتجهان إلى القراءة ذاتها، وأحياناً تكون صورة الخلاف بين المفسرين بسبب القراءات السبب فيها ليس راجعاً إلى القراءات ذاتها، وإنما إلى اعتبارات العلماء، وذلك مثل اختلافهم حول حكم الاحتجاج بالقراءة الشاذة.
ومثل اختلافهم حول اشتراط التواتر فى إثبات القرانية فى الترتيب والوضع أو المحل، أو عدم اشتراطه. فهاتان صورتان أخريان، يقع فيهما الخلاف بين المفسرين.
ما الذى يؤثر على التفسير من القراءات؟
ينبغى أن يعلم أنه ليس كل اختلاف بين هذه القراءات يسبب الاختلاف فى أوجه التفسير، بل إن القراءات من هذه الناحية تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: قراءات لا يؤثر اختلافها فى التفسير بحال.
وذلك كاختلاف القراء فى وجوه النطق بالحروف والحركات، كمقادير المد والإمالات، والتخفيف والتسهيل والتحقيق والجهر والهمس، والغنة والإخفاء.
ومزية القراءات من هذه الجهة راجعة إلى أنها حفظت على أبناء اللغة العربية ما لم يحفظه غيرها، وهو تحديد كيفيات نطق العرب بالحروف فى مخرجها وصفاتها، وبيان اختلاف العرب فى لهجات النطق، وهذا غرض مهم جداً لكنه لا علاقة له بالتفسير لعدم تأثيره فى اختلاف معانى الآى.
ثانيهما: قراءات يؤثر اختلافها فى التفسير:
وذلك مثل اختلاف القراء فى حروف الكلمات مثل " مالك يوم الدين " و " ملك يوم الدين" وكذلك اختلاف الحركات، الذى يختلف معه معنى الفعل كقوله سبحانه: " ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون " حيث قرأ نافع "يصُدون" بضم الصاد، وقرأ حمزة "يصِدون" بكسر الصاد.
والأولى بمعنى يصدون غيرهم عن الإيمان، والثانية بمعنى صدودهم فى أنفسهم، وكلا المعنيين حاصل منهم. [13] مثل ذلك مؤثر فى التفسير، لأن ثبوت أحد اللفظين فى قراءة قد يبين المراد عن نظيره فى القراءة الأخرى أو يثير معنى غيره، ولأن اختلاف القراءات فى ألفاظ القرآن يكثر المعانى في الآية الواحدة.
وقال المحقق ابن الجزرى في ذلك: قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه لا يخلو من ثلاثة أحوال:
أحدهما: اختلاف اللفظ لا المعنى كالاختلاف فى ألفاظ (الصراط [14] , يؤوده [15] , القدس [16]) ونحو ذلك مما يطلق عليه أنه لغات فقط.
الثانى:اختلافهما جميعاً مع جواز اجتماعهما فى شئ واحد مثل (مالك , ملك) [17] قراءتان المراد بهما الله تعالى فهو مالك يوم الدين وملكه , ومنه قراءة (ننشزها , وننشرها) [18] لأن المراد فى القراءتين العظام فالله أنشرها بمعنى أحياها , وأنشزها أى رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت , فضمن الله المعنيين فى القراءتين.
الثالث: اختلافهما جميعاً مع امتناع جواز اجتماعهما فى شئ واحد , لكن يتفقان من وجه آخر لا يقتضى التضاد.
ومثاله قوله تعالى: (وظنوا أنهم قد كذبوا) [19] حيث قرئ بالتشديد والتخفيف فى لفظ (كذبوا) هكذا " كُذِّبوا ", و" كذِبوا" فاما وجه التشديد فالمعنى: وتيقن الرسل أن قومهم قد كذّبوهم , وأما وجه التخفيف فالمعنى: وتوهم المرسل إليهم أن الرسل قد كذَبوهم - أى كذبوا عليهم - فيما أخبروهم به , فالظن في الاولى يقين والضمائر الثلاثة للرسل , والظن فى القراءة الثانية شك , والضمائر الثلاثة للمرسل إليهم. ومنه أيضاً قوله تعالى: (وإن كان مكرهم لَتَزول منه الجبال) [20] بفتح اللام الأولى ورفع الأخرى فى كلمة "لتزول" وبكسر الأولى وفتح الثانية فيها أيضاً , فأما وجه القراءة الأولى فعلى كون " إنْ" مخففة من الثقيلة أى وإن مكرهم كامل الشدة تقتلع بسببه الجبال الراسيات من مواضعها , وفى القراءة الثانية " إن " نافية أى: ما كان مكرهم وإن تعاظم وتفاقم ليزول منه أمر محمد - صلى الله عليه وسلم - ودين الإسلام.
ففى الأولى تكون الجبال حقيقة , وفى الثانية تكون مجازاً. [21].
وبعد ففى هذين النقلين عن صاحب تفسير التحرير والتنوير عن الشيخ المحقق ابن الجزرى ما يوضح بجلاء أن القراءات منها ما يكون له تأثير على التفسير , ومنها ما يتعلق باللفظ فقط وهيئة أدائه وهو لا يؤثر على التفسير , وبحثنا الذى نحن بصدده يتعلق بالقسم الأول.
وأما السبب الثانى: وهو اختلاف أوجه الإعراب وإن اتفقت القراءات، فمثاله اختلافهم حول الضمير "هم" فى قوله سبحانه: (وإذا كالوهم أو وزنوهم) [22]
حيث اختلفوا فى الضمير "هم" فى الموضعين على وجهين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- قيل: هو ضمير نصب فيكون مفعولاً به ويعود على الناس أى: وإذا كالوا الناس أو وزنوا الناس ….
ب- وقيل: هو ضمير رفع مؤكد للواو والضمير عائد على المطففين [23].
هذا خلاف حول الإعراب مع اتحاد القراءة.
ومنه أيضاً اختلافهم حول "لا" من قوله تعالى: (سنقرئك فلا تنسى) [24]
فقيل: "لا " نافية، والآية إخبار من الله تعالى بأن نبيه - صلى الله عليه وسلم - لا ينسى.
وقيل: هى ناهية، أى: لا تنس يا رسول الله ما نقرئك إياه من القرآن، يعنى لا تتعاط أسباب النسيان.
وقد أجاب هؤلاء عن الألف اللازمة فى قوله "تنسى" مع تقدم "لا" الناهية عليها - أى الكلمة - ومن شأنها جزم المضارع بعدها، أجابوا عن ذلك بأن الألف هنا للإشباع [25]، كما فى قوله تعالى: (لا تخاف دركاً ولا تخشى) [26]، وقد لحظنا أن هذا الخلاف كائن مع كون القراءة واحدة.
وأما السبب الثالث: وهو اختلاف اللغويين فى معنى الكلمة، فمثاله، اختلافهم حول معنى لفظ "مخلدون" من قوله تعالى: (يطوف عليهم ولدان مخلدون) [27]
فقيل: معناه لا يهرمون أبداً، ولا يتغيرون فهم فى سن واحد، وشكلهم شكل الولدان دائماً، والعرب تقول لمن كبر ولم يشب: إنه لمخلد. وقيل معناه مقرطون من قولهم: خلد جاريته إذا حلاها بالخلدة وهى القرطة.
وقيل: مخلدون منعمون ومنه قول امرئ القيس:
قليل الهموم ما يبيت بأوجال وهل ينعمن إلا سعيد مخلد
وقيل: مخلدون أى مستورون بالحلية. ومنه قول الشاعر:
أعجازهن أقاوز الكثبان [28] ومخلدات باللجين كأنما
وقيل غير ذلك. وهذه الأقوال كلها تدور على معانى لفظ " مخلدون " فى اللغة، وهى كما نعلم ثرية جداً بألفاظها، غنية بمعانيها وأسرارها، ومن ثم كان شرطاً رئيساً فيمن يتصدى لتفسير كتاب الله أن يكون على معرفة واسعة بلغة العرب شعراً ونثراً، ولذلك قال مالك - رحمه الله - لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالاً.
وأما السبب الرابع:
وهو اشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر؛ فمثاله: اختلافهم حول لفظ الصريم فى قوله تعالى: (فأصبحت كالصريم) [29]، فهو مشترك لفظى بين سواد الليل وبياض النهار.
ومنه أيضاً اختلافهم حول معنى " القرء " فى قوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) [30] هل المراد به الحيض أو الطهر، إذ هو مشترك لفظى بينهما.
وهذان المثالان سوف يأتيان معنا فيما هو آت فى هذا البحث إن شاء الله.
وأما السبب الخامس:
وهو احتمال العموم الخصوص، فمثاله: اختلافهم حول المراد بالناس فى قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) [31] فقيل المراد بالناس هنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فقد حسدوه - أى اليهود - لأن الله تعالى أعطاه النبوة. وعليه فاللفظ هنا خاص.
وقيل المراد بالناس هنا العرب وقد حسدهم اليهود لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو النبى الخاتم كان منهم، وعلى ذلك فاللفظ عام.
وأما السبب السادس:
وهو احتمال الإطلاق والتقييد فمثاله: قوله تعالى فى كفارة الظهار: (فتحرير رقبة) [32]، وفى كفارة اليمين: (أو تحرير رقبة) [33] حيث أطلق الرقبة فى الموضعين ولم يقيدهما بوصف.
وفى كفارة القتل الخطأ قيدت الرقبة بوصف الإيمان هكذا: (فتحرير رقبة مؤمنة) [34]
فقيل: يحمل المطلق على المقيد فيتحصل لزوم أن تكون الرقبة مؤمنة فى الجميع وهو رأى الجمهور.
وقيل: لا يلزم ذلك فيما أطلق.
ومنه أيضاً قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام) [35]، فهذه الآية أطلقت صيام الأيام الثلاثة ولم تقيدهن بتتابع ولا تفريق.
وجاءت قراءة شاذة لابن مسعود مقيدة بالتتابع هكذا: (فصيام ثلاثة أيام متتابعات)
فاختلفوا: هل تصلح هذه القراءة للتقييد أم لا؟ فذهب أبو حنيفة والثورى إلى الأول، وذهب الشافعى إلى الثانى، وسيأتى الكلام عن ذلك فى محله إن شاء الله تعالى.
وأما السبب السابع:
وهو احتمال الحقيقة أو المجاز، فمثاله: اختلافهم حول المراد بالتنور فى قوله تعالى: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) [36]
فقيل: المارد به التنور الحقيقى الذى يختبز فيه، وقد كان بدار نوح عليه السلام، وقد جعل الله تعالى فوران الماء منه علامة على الطوفان الذى أغرق قومه.
وقيل: بل معنى قوله: (وفار التنور) أى برز نور الصبح.
وقيل: بل معناه اشتد غضب الله. [37]
(يُتْبَعُ)
(/)
فعلى الأول فالتعبير حقيقى وهو الراجح [38] وعلى الثانى والثالث فالتعبير مجازى.
ومنه كذلك اختلافهم حول المراد بالضحك والبكاء فى قوله تعالى: (وأنه هو أضحك وأبكى) [39].
فقيل: معناه أنه خلق الضحك المعروف والبكاء المعروف فى ابن آدم. فالتعبير على ذلك حقيقى وهو الراجح.
وقيل: بل المعنى: أضحك الأرض بالنبات، وابكى السماء بالمطر وعليه فالتعبير مجازى.
وأما السبب الثامن:
وهو احتمال الإضمار أو الاستقلال، فمثاله: قوله تعالى: (يخادعون الله والذين آمنوا) [40] فقوله "يخادعون" من الخدع وهو الإخفاء والإبهام، وهو أن يوهم صاحبه خلاف ما يريد به من المكروه، والمخادعة تقتضى المشاركة من الجانبين، والله سبحانه منزه عن ذلك؛ لأنه لا يخدع. وأجيب عن ذلك بأنه من باب الإضمار أى: يخادعون رسول الله.
وقيل: هو من الاستقلال وليس الإضمار، والمعنى: إن صورة صنيعهم - يعنى المنافقين - مع الله تعالى حيث يتظاهرون بالإيمان وهم كافرون، وصورة صنيع الله معهم، حيث أمر بإجراء أحكام المسلمين عليهم وهم فى الدرك الأسفل من النار، وصورة صنيع المؤمنين معهم حيث امتثلوا أمر الله تعالى فيهم، فأجروا ذلك عليهم، تشبه صورة المخادعة.
ففى الكلام إما استعارة تبعية أو تمثيلية فى الجملة، أو بأن المفاعلة ليست على بابها، فإن فاعل قد يأتى بمعنى فعل مثل: عافانى الله، وقتلهم الله. [41].
وأما السبب التاسع:
وهو احتمال الكلمة زائدة، فمثاله: اختلافهم حول كلمة "من" فى قوله تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات .... ) [42].
فقيل: هى زائدة فكان يكفى فى التعبير أن يذكر (وراء الحجرات) فقط ليؤدى لنفس المعنى الذى أداه بدخول "من" على "وراء"
وقيل: بل إن الحرف " من " هنا قد أدى فائدة جليلة ما كانت توجد لولاها. وذلك أن لفظ "وراء" مشترك لفظى بين الأمام والخلف، فلما دخلت "من" على "وراء" جعلته أكثر شمولاً واتساعاً فغطى الجهات الأربع الأمام والخلف واليمين والشمال. إذ ليس الحكم الوارد فى الآية المذكورة مفيداً بالنداء خلف الحجرات أو أمامها، بل من أى جهة من الجهات المحيطة بالحجرات.
ونظير هذه الآية كذلك قوله تعالى: (لا يقاتلونكم جميعاً إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر) [43]، ففائدة "من" هنا كفائدتها فى آية الحجرات، ويندرج تحت ذلك أيضاً اختلافهم حول "لا" قبل الفعل "أقسم" هل هى زائدة أم أصيلة. أو "الباء" فى خبر "ما" وفى خبر "ليس". وقد تناولت ذلك كله فى كتابى "إزالة الإلباس عن كلام رب الناس" [44].
وأما السبب العاشر:
وهو احتمال حمل الكلام على الترتيب أو على التقديم والتأخير فمثاله: قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة .... ) [45].
قال بعض العلماء: هو مقدم فى التلاوة، مؤخر فى المعنى على قوله تعالى: (وإذ قتلتم نفساً فادارءتم فيها) [46] لأن أمر موسى لقومه بأن يذبحوا بقرة كان فى الترتيب الزمنى بعد قصة القتل المذكورة فى الآية الثانية. ولذا جوز هؤلاء أن تكون قصة البقرة مؤخرة فى النزول عن قصة القتل.
قال الشوكانى: ويجوز أن يكون ترتيب نزولها على حسب تلاوتها، فكأن الله أمرهم بذبح البقرة حتى ذبحوها، ثم وقع ما وقع من أمر القتل فأمروه أن يضربوه ببعضها، ثم علق بقوله: هذا على فرض أن الواو تقتضى الترتيب، وقد تقرر فى علم العربية أنها لمجرد الجمع من دون ترتيب ولا معية. [47].
ومنه أيضاً قوله تعالى: (إنى متوفيك ورافعك إلى) [48] وهو قول الله تعالى لسيدنا عيسى عليه السلام، اختلف فيه على أقوال:
فقيل: هو من المقدم والمؤخر، أى رافعك إلى ومتوفيك وهذا على أساس أن المراد بالتوفى هنا الموت، إذ قرر القرآن ذلك فى آية أخرى (وما قتلوه يقينا*بل رفعه الله إليه) [49].
فنفى القرآن عنه القتل، وأثبت له الرفع، فدل على أنه رفع حياً.
وقيل: ليس المراد بالتوفى هنا قبض الروح وانتهاء الأجل، بل هو استيفاء الحق أى موفيك حقك ورافعك.
وقيل: إن التوفى هنا هو النوم، وفى القرآن الكريم ما يؤيد هذه التسمية، قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها) [50].
فعلى الرأى الأول يكون فى الكلام تقديم وتأخير، وعلى الرأيين الآخرين فالكلام على ترتبيه.
وأما السبب الحادى العشر:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو احتمال أن يكون الحكم منسوخاً أو محكماً، فمثاله: اختلافهم حول قوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) [51].
قال ابن الجوزى: اختلف المفسرون فى معنى الآية على قولين:
الأول: أنه يقتضى التخيير بين الصوم والإفطار مع الإطعام؛ لأن معنى الكلام وعلى الذين يطيقونه ولا يصومونه فدية. فعلى هذا يكون الكلام منسوخاً بقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [52] وهو منقول عن كثير من السلف.
الثانى: أنه محكم وغير منسوخ وأن فيه إضماراً تقديره: وعلى الذين كانوا يطيقونه أو لايطيقونه - هذا تقدير آخر - فدية. واشير بذلك إلى الشيخ الفانى الذى يعجز عن الصوم والحامل التى تتأذى بالصوم والمرضع. وهو رأى منسوب إلى بعض السلف. [53].
وهذا المثال كما صلح لصورة السبب الذى معنا الآن فإنه يصلح كذلك لصورة السبب الثامن وهو احتمال الإضمار أو الاستقلال.
ومنه أيضاً خلافهم حول قوله تعالى: (وجاهدوا فى الله حق جهاده) [54] على قولين:
الأول: هى منسوخة لأن فعل ما فيه وفاء لحق الله لا يتصور من أحد إذ لا قدرة لأحد على أداء حق الله كما ينبغى، والناسخ هو قوله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) [55] أو قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) [56]
الثانى: هى محكمة لأن حق الجهاد يكون فى المجاهدة وبذل الإمكان مع صحة المقصد. [57] فعلى هذا تكون الآية محكمة وغير منسوخة.
ومثل ذلك أيضاً قوله تعالى: (اتقوا الله حق تقاته) [58] مع قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) [59]
وأما السبب الثانى عشر:
وهو اختلاف الرواية فى التفسير عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وعن السلف - رضى الله عنهم - فمثاله: ما حكى من خلاف حول تفسير قوله تعالى: (إنما المشركون نجس) [60]، فقد قيل "نجس" يعنى أنجاس الأبدان، ولذلك قال الحسن: من صافحهم فليتوضأ.
قال السيوطى فى الدر المنثور: أخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - "من صافح مشركاً فليتوضأ أو ليغسل كفيه"، وأخرج ابن مردويه عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال: "استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه السلام فناوله يده فأبى أن يتناولها، فقال: يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدى؟ فقال: إنك أخذت بيد يهودى فكرهت أن تمس يدى يداً قد مستها يد كافر، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ فناوله يده فتناولها" [61]
وقيل: ليست النجاسة هنا نجاسة الأبدان بل هو خبث الطوية وسوء النية، وليس أخبث ولا أسوء من الشرك الذى انطوت عليه صدورهم وظهر على أعمالهم شئ.
قال ابن الجوزى:
وقيل: إنهم كالأنجاس لتركهم ما يجب عليهم من غسل الجنابة، وإن لم تكن أبدانهم أنجاساً، قاله قتادة.
وقيل: إنه لما كان علينا اجتنابهم كما تجتنب الأنجاس، صاروا بحكم الاجتناب كالأنجاس. وهذا قول الأكثرين، وهو الصحيح هكذا قال ابن الجوزى. [62]
ويتأيد هذا الرأى بما ورد من أن النبى - صلى الله عليه وسلم - توضأ من مزادة مشرك ولم يغسلها، واستعار من صفوان دروعاً ولم يغسلها، وكانت القصاع تختلف من بيوت أزواج النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى الأسارى ولا تغسل، وكان أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - يطبخون فى أوانى المشركين ولا تغسل. [63].
هذا مثال واضح لاختلاف الروايات عن النبى - صلى الله عليه وسلم - وعن السلف الذى ينتج عنه اختلاف المفسرين.
صور من اختلاف المفسرين لا يعتد بها فى الخلاف
أقول بادىء ذى بدء: ليس كل ما صورته الخلاف مما نلاحظه على أقوال المفسرين يعد خلافاً معتبراً. بل إن كثيراً من هذه الأقوال فى أغلب الأحيان تلتقى فى إطار واحد وما يمكن التقاؤه لا نستطيع أن نعتبره خلافاً معتداً به، ولذلك أسميناه سابقاً "خلاف التنوع"
يقول الشاطبى رحمه الله: الأقوال إذا أمكن اجتماعها والقول بجميعها من غير إخلال بمقصد القائل فلا يصح نقل الخلاف فيها عنه …… ..
فإن نقل الخلاف فى مسألة لا خلاف فيها فى الحقيقة خطأ كما أن نقل الوفاق فى موضع الخلاف لا يصح [64]
هذا هو الأصل الأول لما لا يعتد به من صور الخلاف بين المفسرين وهو ما كان ظاهره الخلاف وليس فى الحقيقة كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصل الثانى - ما كان من الأقوال مخالفاً لمقطوع به فى الشريعة. فهذا لا نعتيره رأياً أصلاً فضلاً عن أن نعتد به فى الخلاف فلا نستطيع مثلاُ أن نعتبر رأى من ينكر البعث مخالفاً لرأى من يؤمن به ويعتقده، ولا رأى من ينكر الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج مخالفاً لرأى من يعتقدها ويقوم بأدائها ويظهر هذا النوع فى تفسير أصحاب المذاهب المنحرفة الذين جرفهم التيار بعيداً عن شاطىء أهل الحق، فهذا رجل يتلاعب بالحدود الشرعية ويفسر آياتها حسب هواه [65]، وهذا أخر ينكر معجزات الأنبياء ويتأول الآيات الدالة عليها على غير تأويلها، وينكر وجود الجن والملائكة وينكر الحدود الشرعية ويفسر الآيات الدالة عليه حسب هواه [66] فهل يكون هذان وأمثالهما كثير فى الماضى والحاضر ممن يعتبر رأيهم فى تفسير القرآن الكريم؟ كلا وألف كلا
والعجيب أن هذا الأخير قد اختار لتفسيره عنوناً هو وكتابه أبعد ما يكونان منه فقد أسماه "الهداية والعرفان فى تفسير القرآن بالقرآن"
عرض هذا الكتاب على لجنة من علماء الأزهر، فندت آراءه وجاء فى الحكم على مؤلفه أنه "أفاك خراص، اشتهى أن يعرف فلم ير وسيلة أهون عليه وأوفى بغرضه من الإلحاد فى الدين بتحريف كلام الله عن مواضعه، ليستفز الكثير من الناس إلى الحديث فى شأنه وترديد سيرته" [67]
ولن نستطرد فى الحديث عن أصحاب هذه الاتجاهات المنحرفة فى تفسير القرآن الكريم أكثر من هذا، فشأنهم أحقر من أن نعنى بكلامهم،أو نهتم بأفكارهم ويكفى أن نعرف أنه لا اعتداد بخلافهم.
ونعود إلى الأصل الأول - وهو ما ظاهره الخلاف من أقوال المفسرين وهو فى الحقيقة ليس كذلك.
ولهذه صور عديدة منها:
الصورة الأولى.
أن يذكر فى التفسير عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك شىء أو عن أحد من أصحابه أو غيرهم ويكون ذلك المنقول بعض ما يشمله اللفظ، ثم يذكر غير ذلك القائل أشياء أخرى مما هو داخل تحت اللفظ المفسر كذلك فينص المفسرون على القولين فيظن أنه خلاف بين المفسرين.
وهذه الصورة هى التى عبر عنها ابن تيمية بقوله:
الصنف الثانى- أى من خلاف التنوع- أن يذكر كل منهم- أى السلف-من الاسم العام بعض أفراده أو أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه [68]
وقد مثل له ابن تيمية رحمه الله بخلاف السلف حول تفسير الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات فى قوله تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) (سورة فاطر آية:32)
وقد مضى تقرير هذا المثال فى بداية هذا المبحث.
ومثل له الشاطبى بخلاف المفسرين حول تفسير (المن) فى قوله تعالى (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) [69] حيث قال بعضهم المن خبز رقاق،وقيل: زنجبيل، وقيل: الترنجبين، وقيل: شراب مزجوه بالماء، وأزيد من أقوال المفسرين عما اقتصر عليه الشاطبى أن بعضهم قال: هو صمغة حلوة وقيل: عسل.
يقول الشاطبى: هذا كله يشمله اللفظ، لأن الله من به عليهم ولذلك جاء فى الحديث "الكمأة من المن الذى أنزل الله على بنى إسرائيل" [70] فيكون المن جملة نعم ثم ذكر الناس منها آحاداً [71].
ولذلك قال ابن عطية: وقيل "المن" مصدر يعنى به جميع ما منّ الله به مجملاً. [72]
فكل قول من هذه الأقوال هو عبارة عن نوع داخل تحت الإطار العام للفظ وقد ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره، حيث إن التعريف بالمثال يقد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا هو الخبز، هكذا قال ابن تيمية ثم أدخل فى ذلك أيضاً قول المفسرين: هذه الآية نزلت فى كذا- كما يعبر أحياناً فى أسباب النزول وهى عبارة ليست نصاً فى السببية - أو سبب نزول هذه الآية كذا أو نزلت فى فلان يقول ابن تيمية الذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الأعيان دون غيرهم، فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق. [73].
وهذا الذى قاله ابن تيمية من كون سبب النزول لا يخصص حكم الآية بمن نزلت فيه هو الذى درج عليه جمهور العلماء حيث قرروا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
والحاصل أن قول المفسرين أو أصحاب كتب أسباب النزول:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآية نزلت فى فلان أو فى قصة كذا، فهذا الذى نزلت فيه هذه الآية ما هو إلا فرد من عموم أفراد وقعت منهم نفس الواقعة التى نزلت بسببها الآية أو الآيات، والحكم يعم الجميع، ولا يعد من الخلاف كذلك تعدد أسباب النزول ما دام لفظ الآية يحتمل الجميع، فإن كانت الآية أو الآيات قد نزلت عقب هذه الأسباب المتعددة، حكم بأن ذلك من باب تعدد الأسباب والمنزل واحد، بمعنى أن تكون الآية أو الآيات قد نزلت بسبب هذه الوقائع جميعها.
ومثال ذلك قوله تعالى: (والذين يرمون أزواجهم ولم يكن معهم شهداء إلا أنفسهم ... ) [74] فقد ذكروا حول نزول هذه الآيات أسباباً عديدة [75] وقد نزلت الآيات عقبها جميعاً، فحكم على هذه الصورة بالحكم المذكور. وإن لم يجز التاريخ الزمنى بين هذه الوقائع المتعددة أو الأسباب المختلفة أن تكون الآية أو الآيات قد نزلت عقبها جميعاً حكم على هذه الصورة بتكرار نزول الآيات، ومثال ذلك نزول خواتيم سورة النحل (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ………….) فقد جاء فى بعض الأسباب أنها نزلت يوم أحد، وفى بعضها الآخر أنها نزلت يوم الفتح، والفارق الزمنى بين أحد والفتح لا يتيح الحكم بأن يكون ذلك من باب تعدد الأسباب والمنزل واحد، ولذلك حكموا بأن الآيات قد تكرر نزولها مرة يوم أحد وأخرى يوم الفتح. [76].
وحكمة هذا التكرير تعظيم شأن هذه الآيات وتذكير المسلمين بها للعمل بما تأمر به أو تنهى عنه. ولا يغيبن عن البال أن الحكمين المذكورين حول تعدد أسباب النزول إنما هما خاصان بما إذا كانت هذه الأسباب فى درجة واحدة من الصحة، ولم يمكن الترجيح بينها، وإلا فإن الصحيح يقدم على الضعيف والراجح يقدم على المرجوح.
وقد كان من الممكن أن نجعل الحديث عن كون تعدد أسباب النزول مما لا يعتد به فى الخلاف بين المفسرين، كان من الممكن أن نجعله صورة مستقلة لكننا أدرجناه هنا لمناسبته للصورة المذكورة فى الترجمة من جهة كون سبب النزول مثالاً من أمثلة، وفرداً من أفراد تشملهم الآية أو الآيات ممن يتشابهون مع نفس الشخص الذى نزلت فيه الآيات من جهة كونهم قد وقع لهم ما وقع له.
الصورة الثانية
أن يذكر فى النقل أشياء تتفق فى المعنى مع اختلاف الألفاظ والتعبيرات بينما ترجع فى الواقع إلى معنى واحد، فينقل ذلك كله على أنه خلاف وهو فى الحقيقة تفسير واحد، وقد قال فى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حكاية لهذه الصورة، وإشارة إلى أنها من خلاف التنوع قال:
- ومما يرجع إلى اختلاف التنوع:- أن يعبر كل واحد - من المفسرين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى. وذلك كما قيل فى اسم السيف: الصارم والمهند.
ومثاله أسماء الله الحسنى وأسماء رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأسماء القرآن، فأسماء الله الحسنى كلها على مسمى واحد، فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضاداً لدعائه باسم آخر، والحاصل: أن كل اسم من أسماء الله تعالى الحسنى يدل على ذاته وعلى ما فى الاسم من صفاته، ويدل أيضاً على الصفة التى فى الاسم الآخر بطريق اللزوم، وكذلك أسماء النبى - صلى الله عليه وسلم - مثل محمد وأحمد والماحى والعاقب والحاشر.
وكذلك أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والكتاب [77].
ويمثل لذلك بالخلاف السالف الذكر حول تفسير "الصراط المستقيم" حين فسر مرة بأنه القرآن وأخرى بأنه الإسلام، وعرفنا أن ذلك خلاف تنوع؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن، وقد مثل له الشاطبى بخلاف المفسرين حول تفسير " السلوى" من آية (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) [78]، فقال: بعضهم عنه: هو طير يشبه السمانى، وقيل: طير حمر صفته كذا، وقيل: طير بالهند أكبر من العصفور، فمثل هذا يصح حمله على الموافقة وهو الظاهر فيها. [79].
فهذه الأقوال كلها راجعة إلى مسمى واحد وهو الطير، ولأجل ذلك فإنه لا يعتبر خلافاً ما دام مرجعه إلى مسمى واحد فإن أسميناه خلافاً فهى تسمية مجازية لأن صورته صورة الخلاف والحقيقة أنه لا خلاف.
الصورة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن تذكر أقوال متعددة حول تفسير الآية، بعض هذه الأقوال يتجه إلى تفسير اللغة بمعنى أن يذكر معانى الألفاظ حسب وضعها فى اللغة، وهو ما يسمى بالمعنى الأصلى للفظ، وبعضها يتجه إلى التفسير المعنوى يعنى المعنى المستعمل فيه هذا اللفظ.
ومثاله قوله تعالى: (نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين) [80] فإن القواء هى الأرض القفر، ولذلك يفسر "المقوين" بالنازلين بالأرض القواء، نزولاً على أصل معنى اللفظ فى اللغة وفسر كذلك بالمسافرين؛ لأن هذا اللفظ صار يستعمل بهذا المعنى، ومثل هذا لا يعد خلافاً فالذين ينزلون الأرض القواء هم المسافرون إليها حيث يقال: أقوى الرجل أى نزل بالأرض القواء، وكيف ينزلها إلا إذا سافر إليها؟
ومنه أيضاً خلاف المفسرين حول المراد بلفظ "قارعة" فى قوله تعالى: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم قارعة) [81] حيث قال بعضهم: المراد بالقارعة هنا الداهية أو النكبة تفجؤهم، يقال: قرعه الأمر يعنى أصابه، وأصل القرع الضرب. وقال بعضهم: بل المراد بالقارعة السرايا والطلائع. والمعنى تصيبهم سرية من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فالأولون فسروا اللفظ حسب أصل وضعه، والآخرون فسروه بمعنى مستعمل فيه، فالعرب استعملوا المقارعة بمعنى الضرب فى الحرب [82]، ومثل هذا لا يعد خلافاً، ولذلك قال الشوكانى بعد أن حكى القولين: ولا يخفى أن القارعة تطلق على ما هو أعم من ذلك. [83].
ويدخل فى ذلك لفظ " الغائط " إذ هو فى الأصل المكان المنخفض، وقد كانت العرب تقصده لقضاء الحاجة تستراً عن أعين الناس، ثم سمى الحدث نفسه بهذا الاسم.
فإن قيل: فهل يفهم من ذلك أن اللفظ الذى له حقيقة شرعية صار مستعملاً فيها يجوز أن يفسر فى القرآن بمعناه اللغوى الذى هو أصل وضعه، كما يجوز أن يفسر بمعناه الشرعى، ولا يعد ذلك خلافاً؟
والجواب بالنفى المؤكد، فكلامنا فى الصورة المترجم بها هو عن اللفظ الذى له أصل فى اللغة وضع له – وكل ألفاظ اللغة كذلك – إلا أنه غلب بعد ذلك استعماله فى معنى آخر من جهة اللغة كذلك، فتفسيره بالمعنى الأصلى لا يتعارض ولا يختلف مع تفسيره بالمعنى الذى استعمل فيه لغة كذلك، لأنه لابد من علاقة بين المعنى الأصلى والمعنى المستعمل فيه كما هو الحال فى المجاز والاستعارة.
ولعل ما يقرب هذا المفهوم - فيما بدا لى - فكرة التضمين فى اللغة، إذ إن الاسم أو الفعل الذى دخله التضمين لا يلغى التضمين معناه الأصلى ولكن يضيف إليه معنى جديداً، فمثلاً قول الله تعالى: (حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق) [84] ضمن فيه لفظ "حقيق" معنى حريص، ولم يلغ مع ذلك المعنى الأصلى للكلمة فصار المعنى: جدير بألا أقول على الله إلا الحق وحريص على ذلك فلن أخل به. [85] وإذا كان هذا هو التضمين فى الاسم فهو فى الفعل كذلك، اقرأ قول الله تعالى: (عيناً يشرب بها عباد الله) [86] حيث ضمن الفعل "يشرب" معنى "يروى" ولذا عدى بالباء، ولم يُلغ مع ذلك المعنى الأصلى إذ الرى هو منتهى الشرب، فجمع الفعل بهذا التضمين بين معنيين لم يلغ أحدهما الآخر ولم يعارضه.
نعود إلى السؤال المطروح والذى أجبت عنه بالنفى:
وتقرير هذا الجواب هو أن اللفظ إذا دار بين الحقيقة اللغوية والحقيقة الشرعية، فإن التفسير الصحيح هو الذى يحمل اللفظ على حقيقته الشرعية؛ لأن الشرع قد نقل هذا اللفظ من معناه اللغوى إلى معنى شرعى جديد فوجب التزامه، وذلك كألفاظ الصلاة والزكاة والوضوء وغيرها، فلهذه الألفاظ معان فى اللغة واصطلاحات أو حقائق فى الشرع، وعلى المفسر حينئذٍ تقديم الحقيقة الشرعية لأن القرآن جاء مقرراً للشرع.
هذا ما قرره العلماء، قال الماوردى: إذا كان أحد المعنيين مستعملاً فى اللغة والآخر مستعملاً فى الشرع، فيكون حمله على المعنى الشرعى أولى من حمله على المعنى اللغوى لأن الشرع ناقل. [87] لكن إن دل دليل على إرادة الحقيقة اللغوية فالنزوع إليها لازم وذلك كلفظ الصلاة فى قوله سبحانه: ((وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم)) [88].
فالمراد هنا أصل المعنى اللغوى للصلاة، أى: ادع لهم، والدليل هنا هو حديث عبدالله بن أبى أوفى - فى الصحيح - قال: "كان النبى - صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقة قوم صلى عليهم فأتاه أبى بصدقته، فقال: اللهم صل على آل أبى أوفى" [89].
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن تقديم الحقيقة الشرعية على اللغوية أثناء تعاملنا مع القرآن الكريم، وكذلك السنة النبوية لأن القرآن والسنة هما المعبران عن لسان الشرع والشرع هو الذى وضع هذه الاصطلاحات فوجب المضى مع ما اصطلح عليه، وكما قالوا: لا مشاحة فى الاصطلاح. لكن إذا قام دليل خاص على تقديم اللغوية فى محل معين يلزم كذلك المصير إليه والقول به كما قدمنا.
الصورة الرابعة:
اختلاف المفسر مع نفسه، بأن يكون قد ذكر رأياً ثم عدل عنه بعد البحث والنظر إلى رأى آخر، فينقل على أنه خلاف وهو الحقيقة ليس كذلك؛ لأن المستقر من رأييه هو الأخير فقط تماماً كالنسخ فى الأحكام -أى كصورته.
ومثل هذا يتحقق بكثرة فى أقوال الفقهاء، فكثيراً ما تقرأ عبارة: هذا الرأى رواية عن أحمد، أو هو قول الشافعى فى القديم، أو الجديد. وقد يوجد منه فى التفسير شئ، ويمثل له بالأقوال الكثيرة المنسوبة إلى ابن عباس - رضى الله عنهما - فإننا نقرأ كثيراً فى تفسير ابن جرير الطبرى فنراه يذكر التأويلين والثلاثة ويذكر تحت كل تأويل رأياً لابن عباس.
أقول: ما كان من هذه الآراء وتلك التأويلات من باب خلاف التنوع قبلناه أجمعه فى الموضع الواحد. وما كان منها من باب خلاف التضاد فلابد من أن يكون أحد الرأيين متأخراً فيحكم بأنه رفع به رأيه المتقدم، وما يقال فى ابن عباس - رضى الله عنهما - يقال فى غيره، لكن الذى دعانا إلى اختياره بالذات دون غيره سببان:
أحدهما: كثرة المرويات المروية عن ابن عباس والمختلفة فى مدلولاتها بغض النظر عن كونه خلاف تنوع أو تضاد.
وثانيهما: أن ابن عباس قد ثبت عنه شئ من هذا القبيل:
أ- فقد ورد عنه أنه كان يفسر الربا المحرم المنصوص عليه فى القرآنية والأحاديث النبوية بربا النسيئة ويقول: بجواز ربا الفضل. لكن ثبت أنه رجع عن ذلك [90] ومن ثم فلا يجوز أن ينقل ذلك على أنه خلاف ما دام أنه قد استقر على رأى حرمة ربا الفضل كذلك، إذ رجوع المفسر أو الفقيه عن رايه السابق هو إلغاء له وإثبات لرأى آخر هو وحده الباقى والذى ينبغى أن ينسب إليه.
ب- ثبت عنه كذلك أنه كان يقول بحل نكاح المتعة، ويفسر قوله تعالى فى سورة النساء: ((فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن)) [91] يفسرها بأنها فى نكاح المتعة وأنه حلال معتمداً فى ذلك على قراءة للآية زائدة على تلك المذكورة حيث فيها: ((وما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى)) [92].
ولست هنا فى مقام مناقشة مسألة المتعة ولا مناقشة القراءة المذكورة على أنها حجة من يبيحونها، فقط يكفيك هنا أن تعلم أنها قراءة ليست موجودة فى القراءات العشر بل غير موجودة فى الأربع التى وراء العشر. لكن ما يعنينا هنا فى هذا المقام أن تعلم أن ابن عباس قد رجع عن ذلك. [93].
فقد روى عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس لقد كثر القول فى المتعة حتى قال فيها الشاعر:
أقول وقد طال الثواء بنا معاً ... يا صاح هل لك فى فتيا ابن عباس
هل لك فى رخصة الأطراف أنسة ... تكون مثواك حى مصدر الناس
فقام ابن عباس من مجلسه وجمع الناس وخطب فيهم: " إن المتعة كالميتة والدم ولحم الخنزير، فإما إذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها فقد ثبت نسخه" [94]
الصورة الخامسة:
اختلاف القراء فيما ينقلون من روايات لا يعد اختلافاً لأنه لا عمل لهم ولا اجتهاد فى ذلك، فهم مجرد حلقة فى سلسلة من مجموعة سلاسل عملت على نقل القراءات عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وإذا كان اختلاف القراءات غير معتبر لأن كل واحد من القراء لم يقرأ بما قرأ به وهو ينكر غير قراءته، بل يقر بإجازته وصحته، ولم يقع الخلاف بين القراء إلا فى الاختيار فقط مع اتفاقهم على مبدأ قبول الكل لكونه منقولاً ما دام مستوفياً شروط القبول.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول إذا كان هذا الاختلاف غير معتبر، فإن الخلاف الناشئ عنها -أى عن الثابتة منها - غير معتبر كذلك ولسوف يبين لك فيما هو آت تعدد القراءات لم يخل فقط من التناقض والاختلاف بالمعنى المفهوم، كما لم يكن أيضاً سبباً فى حدوث ذلك بين المفسرين بالمعنى المتبادر إلى الذهن كذلك، بل كان سبباً فى إثراء التفسير من جهة كون تعدد القراءات يساعد على إيضاح المعنى حين تبين قراءة عن معنى قراءة أخرى، وكذلك بما تضيفه هذه القراءات من معان جديدة وغير ذلك مما قد ذكر سلفاً من فوائد تعدد القراءات واختلافها، ومما سوف يأتى إن شاء الله أثناء ذكر صور اختلاف القراءات وضوابط التعامل معها ومع الأقوال التفسيرية الناشئة عنها.
وحاصل هذه الصورة فيما يتعلق بما لا يعتد به من اختلاف المفسرين، إن اختلاف المفسرين بسبب القراءات غير معتبر، لكون الاختلاف بين القراءات نفسها غير معتبر، بل أن لذلك فوائده المذكورة فى مواضعها من هذا البحث.
الصورة السادسة:
أن يذكر أحد المفسرين أقوالاً فى تفسير آية، هذه الأقوال جميعها يحتملها نص الآية، ولا دليل لقول واحد منها يبعث على ترجيحه على غيره.
فى هذه الحالة نحمّل الآية جميع هذه الوجوه كتفسير لها، حيث لا مانع يمنع من ذلك، ولا مرجح لرأى منها، ولا نعد ذلك خلافاً ما دام النص القرآنى قد ضم هذه الأقوال المفسرة جميعها بين شاطئيه.
وهذه الصورة موجودة بوفرة فى كتب التفسير، ونستطيع أن نصور لها هنا مثالاً هو تفسير العلماء لقوله تعالى: ((وللرجال عليهن درجة)) [95].، نقل ابن عطية فى المحرر الوجيز أقوالاً متعددة فى تفسير الدرجة التى جعلها الله للرجال على النساء.
فنقل عن مجاهد وقتادة، قالا: ذلك تنبيه على فضل حظه على حظها فى الجهاد والميراث وما أشبهه.
وقال زيد بن أسلم وابنه: ذلك فى الطاعة عليها أن تطيعه وليس عليه أن يطيعها.
وقال عامر الشعبى: ذلك الصداق الذى يعطى الرجل وأنه يلاعن إن قذف وتحد إن قذفت.
وقال ابن عباس: تلك الدرجة إشارة إلى حض الرجال على حسن العشرة والتوسع للنساء فى المال والخلق، أى أن الأفضل ينبغى أن يتحامل على نفسه، وهذا قول حسن بارع.
وقال ابن إسحاق: الدرجة الإنفاق وأنه قوام عليها.
وقال ابن زيد: الدرجة ملك العصمة وأن الطلاق بيده ……….
ذكر ابن عطية هذه الأقوال جميعها وكلها صحيحة ولا مانع يمنع من إرادتها كلها، ولذلك قال ابن عطية بعد ذلك تعليقاً عليها: وإذا تأملت هذه الوجوه التى ذكر المفسرون فإنه يجئ من مجموعها درجة تقتضى التفضيل. [96].
الصورة السابعة:
أن يتفق المفسرون على أصل معنى واحد تدور أقوالهم حوله، ثم يختلفون فى كيفية دلالة الآية على هذا المعنى كأن يحمل بعضهم دلالة الآية على هذا المعنى بطريق المجاز، بينما يحمل غيرهم ذلك على الحقيقة.
ومن أمثلة ذلك خلافهم فى تفسير قوله تعالى: ((تخرج الحى من الميت وتخرج الميت من الحى)) [97] فقد ذكر المفسرون هنا أقوالاً فى تفسيرها منها ما يلى:
1 - قال بعضهم: المعنى تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، ودلالة الحى على المؤمن، والميت على الكافر دلالة مجازية.
2 - وقيل: المراد الحياة والموت الحقيقيان، والمعنى أنه يخرج النطفة من الرجل وهى ميته وهو حى، ويخرج الرجل منها وهى ميتة، وينسب هذا الرأى إلى ابن مسعود.
وقيل: بل المراد أنه يخرج الدجاجة وهى حية من البيضة وهى ميتة، ويخرج البيضة وهى ميتة من الدجاجة وهى حية وينسب هذا الرأى إلى عكرمة. [98].
وعلى كل فالدلالة هنا حقيقية وليست مجازية، مع اتفاق الرأيين على أصل المعنى وهو قدرة الله عز وجل على إخراج الحى من الميت والميت من الحى. أو أن يكون اللفظ مشتركاً لفظياً فيحمله كل منهم على أحد معنييه، مع اتفاقهم على ما يدل عليه ويهدف إليه كاختلافهم حول تفسير قوله سبحانه: ((فأصبحت كالصريم)) [99].
إذ إن لفظ "الصريم" مشترك بين سواد الليل وبياض النهار، ولذلك قيل: المعنى أنها - أى الجنة الواردة فى السورة - أصبحت سوداء كالليل لا شئ فيها، وقيل: بل أصبحت كالنهار بيضاء ولا شئ فيها. فالمقصود هنا شئ واحد وإن شبه بالمتضادين اللذين لا يلتقيان. [100] وذلك لا يعد خلافاً يعتد به لاتفاقهم على المقصود.
الصورة الثامنة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن يقع الخلاف فى التأويل وصرف الظاهر عن مقتضاه إلى ما دل عليه الدليل الخارجى، فإن مقصود كل متأول الصرف عن ظاهر اللفظ إلى وجه يتلاقى مع الدليل الموجب للتأويل وجميع التأويلات فى ذلك سواء فلا خلاف فى المعنى المراد. [101]
ومثال ذلك آيات الصفات، فإن للعلماء حولها اتجاهين:
أولهما: اتجاه السلف وهو الإيمان بها وتفويض علم حقيقتها إلى الله مع التنزيه المطلق لله عن مشابهة الحوادث. وقد عبر عن هذا الاتجاه أيما تعبير الإمام مالك –رحمه الله- إذ سئل عن معنى قوله سبحانه: ((الرحمن على العرش استوى)) [102] فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإقرار به من الإيمان، والجحود به كفر.
وثانيهما: وهو اتجاه الخلف وهو مذهب أهل التأويل.
وحاصله اللجوء إلى تأويل هذه الصفات بما يليق وجلال الله تعالى، وقد وازنوا بينها فقيل: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم. وعلى كل فليس مجالنا هنا مناقشة ذلك، ولكن فى مجال التمثيل للصورة المذكورة، ومثالها متوفر فى اتجاه الخلف حول آيات الصفات وذلك أنهم يؤولونها.
ومن ذلك ما ذكروه من تأويلات لقوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى))
فقيل: معناه استولى، وقيل: بل هو إشارة إلى العلو والرفعة، وقيل: بل معناه أقبل على خلق العرش… .. الخ
فهذا خلاف فى تأويل النص وفى كيفية صرف ظاهره عن أن يكون مراداً، ومثل ذلك مما لا يعتد به فى الخلاف لكونهم متفقين حول الوجه الذى أوجب التأويل وهو فى هذا المثال امتناع أن يكون سبحانه مشابهاً للحوادث. فقد مضوا جميعاً فى هذا الإطار وإن اختلفت تأويلاتهم.
وبعد، فهذه صور مما لا يعتد به فى الخلاف وهى موجودة فى كتب التفسير، وقد يقاس عليها غيرها مما هو فى معناها، وقد ذكرناها كى يتبين لنا أن كثيراً مما نقرأه فى كتب التفسير على أنه خلاف لا يعتبر كذلك فى الحقيقة.
ــــــــــــــ
** الحواشي السفلية:
(1) الاتقان2/ 38
(2) الإتقان 2/ 31
(3) الموافقات للشاطبى -4/ 122.
(4) سورة الفاتحة: 5.
(5) سورة فاطر: 32
(6) مقدمة فى أصول التفسير - ص 51: 54
(7) المرجع السابق - ص 48: 67
(8) يقصد ابن تيمية بذلك أصحاب المذاهب المنحرفة عن طريق أهل السنة ممن أخضعوا آيات القرآن لمعتقداتهم ومذاهبهم كالمعتزلة والروافض وغيرهم.
(9) مقدمة فى أصول التفسير - ص 84
(10) مقدمة التسهيل -1/ 12.
(11) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى - 1/ 12.
(12) الموافقات للشاطبى - 4/ 120.
(13) راجع فى ذلك تفسير التحرير والتنوير - 1/ 46 وما بعدها بتصرف.
(14) سورة الفاتحة:5
(15) سورة البقرة:255
(16) سورة النحل:102
(17) سورة الفاتحة:4
(18) سورة البقرة: 259
(19) سورة يوسف: 110
(20) سورة إبراهيم: 46
(21) نقلاً عن مناهل العرفان - 1/ 85, 86 باختصار وتصرف
(22) سورة المطففين:3
(23) أنظر: الدر المصون- 6/ 490، فتح القدير - 5/ 500.
(24) سورة الأعلى: 6.
(25) أنظر: الدر المصون - 6/ 510.
(26) سورة طه: 77.
(27) سورة الواقعة: 17.
(28) أنظر: فتح القدير - 5/ 186، والكثبان جمع كثبة وهى: كل مجتمع من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلاً.
(29) سورة القلم: 20.
(30) سورة البقرة: 228.
(31) سورة النساء: 54.
(32) سورة المجادلة: 31
(33) سورة المائدة: 89.
(34) سورة النساء:92.
(35) سورة المائدة: 89.
(36) سورة هود: 40.
(37) أنظر: تفسير الطبرى - 12/ 25.
(38) أنظر: إزالة الإلباس -ص 100، فقد ذكرت هناك وجوهاً أربعة لترجيحه.
(39) سورة النجم: 43.
(40) سورة البقرة: 9.
(41) أنظر: أصول التفسير لخالد العك - ص64.
(42) سورة الحجرات: 4.
(43) سورة الحشر: 14.
(44) أنظر: مبحث هل فى القرآن زائد؟ - ص150، 159.
(45) سورة البقرة: 67.
(46) سورة البقرة: 72.
(47) فتح القدير - 1/ 126.
(48) سورة آل عمران: 85.
(49) سورة النساء: 157، 158.
(50) سورة الزمر: 42.
(51) سورة البقرة: 184.
(52) سورة البقرة: 185.
(53) نواسخ القرآن لابن الجوزى - ص65: 69 بتصرف.
(54) سورة الحج: 78.
(55) سورة البقرة: 286.
(56) سورة التغابن: 16
(57) نواسخ القرآن لابن الجوزى - ص196.
(58) سورة آل عمران: 102.
(59) سورة التغابن: 16.
(60) سورة التوبة:28.
(61) الدر المنثور - 3/ 409.
(62) زاد المسير - 3/ 316.
(يُتْبَعُ)
(/)
(63) محاسن التأويل للقاسمى - 8/ 163، و أنظر: فتح القدير - 2/ 434.
(64) الموافقات 4/ 121
(65) نفس المرجع 2/ 509 وما يعادلها
(66) نفس المرجع 2/ 509 وما بعدها
(67) التفسير والمفسرون 2/ 509
(68) مقدمة فى أصول التفسير صـ53
(69) سورة البقرة: 57.
(70) نص الحديث عند البخارى فى كتاب التفسير ((الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)) والرواية التى ذكرها الشاطبى أشار إليها ابن حجر فى الفتح 4/ 14 مبيناً أنها هى التى أظهرت دخول الحديث فى تفسير آية المن والسلوى وقد قيل فى وجه كون الكمأة مناً: إنها شجرة تنبت من نفسها من استنبات ولا مؤنة.
(71) الموافقات 4/ 121
(72) المحرر الوجيز 1/ 148
(73) مقدمة فى أصول التفسيرصـ59
(74) سورة النور: آيات اللعان 6 إلى 9.
(75) أنظر: الدر المنثور - 5/ 43 وما بعدها، أسباب النزول للواحدى - ص 326.
(76) أنظر: الدر المنثور - 4/ 255، و أنظر: مناهل العرفان - 1/ 116 وما بعدها.
(77) مقدمة فى أصول التفسير - ص 48 وما بعدها.
(78) سورة البقرة: 57.
(79) الموافقات - 4/ 121.
(80) سورة الواقعة: 73.
(81) سورة الرعد: 31.
(82) أنظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووى - 3/ 88 - القسم الثانى.
(83) أنظر: فتح القدير - 3/ 104.
(84) سورة الأعراف: 105.
(85) أنظر: تفسير الكشاف - 2/ 101، المنار - 9/ 38.
(86) سورة الإنسان: 6.
(87) أنظر: تفسير النكت والعيون - 1/ 38، و أنظر فى تقرير هذه القاعدة: البرهان - 2/ 207 وما بعدها، والإتقان 2/ 182، والمعتمد فى أصول الفقه -1/ 17، والمستصفى - ص189، وإرشاد الفحول - ص411.
(88) سورة التوبة: 103.
(89) البخارى - كتاب الزكاة - باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة.
(90) أنظر: الموافقات - 4/ 122، أضواء البيان - 1/ 191 وما بعدها.
(91) سورة النساء: 24.
(92) أنظر: الدر المنثور -2/ 250: 253.
(93) أنظر: الموافقات - 4/ 122، أضواء البيان - 1/ 253.
(94) أنظر: المغنى - 6/ 644.
(95) سورة البقرة: 228.
(96) المحرر الوجيز - 1/ 306.
(97) سورة آل عمران: 27.
(98) أنظر: المحرر الوجيز - 1/ 918.
(99) سورة القلم: 20.
(100) أنظر: الموافقات - 4/ 123، والمحرر الوجيز - 5/ 349.
(101) الموافقات للشاطبى - 4/ 123.
(102) سورة طه: 5
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jun 2003, 03:21 م]ـ
مرحباً بكم يا شيخنا الكريم في ملتقى أهل التفسير باسم جميع المشرفين والأعضاء على هذا الموقع العلمي المتخصص. ونحن سعداء بانضمام أمثالكم إلى موقعنا الناشئ.
وأستأذن شيخنا الكريم - وفقه الله - بالتعريف به للزملاء أعضاء الملتقى وزواره ليتعرفوا على بعض جوانب شخصية الأستاذ الدكتور أحمد سعد الخطيب وفقه الله.
الاسم: أحمد سعد الخطيب.
أستاذ بجامعة الأزهر، ومعار للتدريس بـ (كلية التربية للبنات بجازان – صبيا).
المؤلفات:
1. الإسرائيليات فى التفسير.
2. المعنى القرآنى فى ضوء اختلاف القراءات.
3. إزالة الإلباس عن كلام رب الناس.
4. الحملة العلمانية على حد الردة – دوافعها ودفعها.
5. بدائع الفوائد فى سورة " الكافرون " في رؤية لابن القيم – عرض ودراسة.
6. الاختصار فى نقد الاتجاه العقلي في تفسير المنار.
7. قبس من هدى سورة الحجرات.
10 - التدرج التشريعي في القرآن الكريم.
11 - البيان المختصر – شرح نظم قطف الثمر، وهو شرح لنظم السيوطى فى الموافقات العمرية للقرآن الكريم.
12 - سورة الحج – دراسة تحليلية.
13 - رؤية حول منهج الشنقيطى فى أضواء البيان.
14 - فتح الوهاب بتفسير آيات السؤال والجواب.
15 - نظرات فى فواصل بعض الآيات.
بعض البحوث المختصرة:
1. مفهوم الأحرف السبعة التى نزل عليها القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=549)
2. الخلاف بين المفسرين – مظاهره وأسبابه. وهو المشاركة السابقة.
3. عزة المؤمن لا تكون إلا بالله.
4. فى رحاب قول الله تعالى: " اليوم أكملت لكم دينكم 000" الآية ونحو ذلك من المقالات أو الدراسات المختصرة التى توازن بين الأكاديمية ومتطلبات المثقف العادى أو غير المتخصص.
كما أفاد حفظه الله أنه بصدد الانتهاء من إعداد (معجم كامل للمصطلحات التي تضمها كتب التفسير) والتعريف بها تعريفا يفي بغرض أنها مفاتيح تفتح الباب لمن يريد أن ينفذ إلى التوسعة فيى الحديث عن المصطلح، كما أنها مفاتيح تسعف القارئ لكتب التفسير عندما يتعسر عليه فهم مصطلح حيث يسهل الرجوع إلى هذا المعجم وفي المادة المطلوبة ليجد بغيته إن شاء الله.
وقد طلب فضيلته من الأعضاء المتخصصين الكرام إمداده بمدد من هذه المصطلحات لإضافتها إلى مواد المعجم التي وصلت إلى ألف وخمسمائة مادة معجمية.
نسأل الله أن يبارك في عمره وجهده، وأن يكتب له الأجر والثواب على أعماله، ونشكره على انضمامه لعضوية ملتقى أهل التفسير، ونطلب منه تزويدنا بالبحوث التي يراها مناسبة للمتخصصين في هذا الموقع العلمي المتخصص لينتفع بها طلاب العلم في كل مكان جزاه الله خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 10:38 م]ـ
يرفع، للفائدة، وللسؤال عن كاتب هذا الموضوع، فقد غاب عنا منذ وقت ليس بالقصير وفقه الله
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 Feb 2005, 01:36 ص]ـ
الشيخ الخطيب أنهى إعارته للمملكة و صار عميدًا للكلية التي يعمل بها و التي لا أذكر اسمها صراحة لكنها في صعيد مصر .. و هذا جعله مشغولاً جدًا .. و قد افتقده الجميع على الشبكة و لستم وحدكم يا شيخنا.(/)
وقفة مع المحبة في ضوء القرآن الكريم.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[27 Jun 2003, 08:00 م]ـ
الحمد لله الذي جعل طاعته والخضوع له على صدق محبته دليلاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه فصلى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وجميع عباده المؤمنين عليه صلاة تبلغ السماء وسلم تسليماً كريماً وبعد:
اعلم رحمك الله بأن الغاية القصوى والذروة العليا والمطلب الأسنى والمقصود الأعظم أن يحظى العبد بمحبة الله له ومن أحبه الله هانت عليه المشاق وانقلبت عليه المخاوف في حقه أماناً وانقشعت عنه سحائب الظلمات وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان وعَمُرَ قلبه بالسرور والأفراح وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب. (تحفة الذاكرين-الجواب الكافي-طريق الهجرتين، لابن القيم-رحمه الله- بتصرف يسير.)
إن الآيات القرآنبة التي جاءت دالة على المحبة،بينت محبة الله لعباده تفضلاً وكرماً، ودلت على وجوب محبة العباد لربهم تقرباً وطاعة، وجوب محبة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وجوب محبة المؤمنين بعضهم لبعض والآيات في هذا الموضوع كثيرة جداً ولكن بتقسيها تقسيماً موضوعياً نستطيع معرفتها بشكل أوضح وذلك كالتالي:-
* الآيات الدالة على محبة الله -سبحانه –ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة/195
(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة/222
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران/31
(إن الله يحب المقسطين) الممتحنة/ 8
*الآيات الدالة على محبة العباد لربهم ولرسوله – صلى الله عليه وسلم- ومنها:
(والذين آمنوا أشد حباً لله) البقرة/165
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران/31
(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه…) المائدة/54
*الآيات الدالة على المحبة عند العباد عموماً سواء كانت لأعمال صالحة أو غير ذلك ومنها:
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين…) آل عمران/14
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) آل عمران/92
(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) الصف/13
والآن أحبتي الكرام نقف مع بعض هذه الآيات وقفات تفسيرية وتربوية نستجلي منها الفوائد والعبر من خلال كلام المفسرين وأهل العلم.
يقول الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) آل عمران/31
يقول ابن كثير -رحمه الله – "هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي وقال الحسن البصري وغيره من السلف:زعم أقوام أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية" (ابن كثير366/ 1)
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -:"يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله –صلى الله عليه وسلم- هي اتباعه –صلى الله عليه وسلم- فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر؛ إذ لوكان محباً له لأطاعه ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ومنه قول الشاعر:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع" (أضواء البيان217/ 1).
وقول تعالى: (ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) المائدة/54
يقول الشوكاني-رحمه الله -: "ثم وصف سبحانه هؤلاء القوم بهذه الأوصاف العظيمة المشتملة على غاية المدح ونهاية الثناءمن كونهم يحبون الله وهو يحبهم ومن كونهم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) "
(فتح القدير75/ 2).
يقول سيد قطب-رحمه الله-: " والصورة التي يرسمها الله للعصبة المختارة هنا صورة واضحة السمات قوية الملامح وضيئة جذابة: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) …فالحب والرضى المتبادل هو الصلة بينهم وبين ربهم…الحب…هذا الروح الساري اللطيف الرفاف المشرق الرائق البشوش هو الذي يربط القوم بربهم الودود، وهنا- في صفة العصبة المؤمنة المختارة لهذا الدين- يرد ذلك النص العجيب: (يحبهم ويحبونه) ويطلق شحنته كلها في هذا الجو، الذي يحتاج إليه قلب المؤمن وهو يضطلع بهذا العبء الشاق، شاعراً أنه الاختيار والتفضل والقربى من المنعم الجليل." (في ظلال القرآن918 - 919/ 2).
والكتاب العزيز -كما أسلفت – مليءٌ بالآيات الدالة على هذه المنزلة العظيمة والوقوف عليها جميعاً يحتاج إلى بحث مطول ولكن المراد هنا أن نقف مع هذه المنزلة الجليلة والدرجة الرفيعة وقفة سريعة لتذكير النفس بهذه المرتبة العلية.
يقول ابن القيم –رحمه الله-: "قال أبو بكر الكتاني: جرت مسألة في المحلة بمكة أعزها الله تعالى -أيام الموسم – فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد أصغرهم سناً فقالوا:هات ما عندك ياعراقي فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال: عبد ذاهب عن نفسه،متصل بذكر ربه،قائم بأداء حقوقه،نظر إليه بقلبه،أحرقت قلبه أنوار هيبته، وصفا شربه من كأس وده،وانكشف له الجبارمن أستار غيبه، فإن تكلم فبالله،وإن نطق فعن الله، وإن تحرك فبأمر الله، وإن سكن فمع الله فهو بالله ولله ومع الله،فبكى الشيوخ وقالوا: ما على هذا مزيد" (مدارج السالكين 18/ 3).
فإذا غرست شجرة المحبة في قلبك،وسقيتها بماء الإخلاص ومتابعة الحبيب-صلى الله عليه وسلم- أثمرت أنواع الثمار وآتت أكلها كل حين بإذن ربه أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى.
إذاً فحب الله ورسوله-صلىالله عليه وسلم- وحب المؤمنين في الله معنىً عظيم وصفة نبيلة إذا اتصف بها العبد وحققها سَعِدَفي الدنيا والآخرة، وفي ختام هذه الوقفة السريعة مع هذه المنزلة العظيمة أسأل من الله أن يجعل حبه في قلوبنا أعظم من كل شيْ وحب رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأن يحببنا إلى المؤمنين ويحببهم إلينا، وأن يكون ذلك فيه سبحانه وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[02 Jul 2003, 03:41 م]ـ
شكر الله لك أخي عوض
ولعلي أعجل عليك بقولي: إن الطريقة التي كتب بها هذا الموضوع ليست طريقة التفسير الموضوعي الذي يهدف لها، ويراد.
ولذلك إن كان طرحك على سبيل التفسير الموضوعي؛ فلابد من التصحيح، وهذا هدفي من التعليق.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[02 Jul 2003, 09:32 م]ـ
أولاً أخي الحبيب فأنا سعيد بقرآتك للموضوع وأشكرك على ملحوظتك القيمة والهدف من الموضوع فهو كما عنونتُ
له (وقفة) و لعل سبب الإشكال هو قولي (ولكن بتقسيمها تقسيماً موضوعياً ... ) أعني الآيات القرآنية، وأكرر لك شكري أخي الكريم على إهتمامك وفقك الله(/)
سؤال حول قوله سبحانه: ... فما رعوها حق رعايتها
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 Jun 2003, 09:21 م]ـ
بحثت كثيرا عن جواب لإشكال في تلك الآية في كتب التفسير وسألت بعض أهل العلم فلم يشفوا ما نفسي لأنهم اعترفوا أصلا أن المسألة غامضة.
قال الله عز وجل:
(ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:27)
في الآية إشكالان الأول في قوله إلا ابتغاء رضوان الله ... ويزول إن جعلنا الاستثناء منقطعا بمعنى ما كتبناها عليهم وإنما كتبنا عليهم إرضاء الله فاخترعوا وسائلا من عند أنفسهم لإرضائه سبحانه.
أما الإشكال الثاني وهو موضع البحث فهو:
يقول الله: فما رعوها حق رعايتها ... إن مفهوم المخالفة من الآية ... أنهم لو رعوا الرهبانية التي ابتدعوها لما أصابهم الذم .... فإذا كان هذا المفهوم صحيحا فالسؤال هل الرهبانية المبتدعة إذا روعيت جازت؟
ثم توصلت إلى جواب باجتهاد من عندي وهو أن الضمير في الرعاية رجع إلى الرهبانية لا إلى الابتداع أو يرجع إلى رهبانية مبتدعة وليس لبدعة محضة. وبالتالي يبقى النهي عن الابتداع عاما لا يخصصه شئ.
أتمنى منكم المشاركة.(/)
ما رأيكم في هذا المقال؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Jun 2003, 04:48 ص]ـ
بسم الله
اطلعت على هذا المقال، فرأيت فيه بعض الأفكار التي تحتاج إلى تأمل، فأحببت أن أنقله هنا ليبدي الإخوة الأعضاء رأيهم حول ما جاء فيه، وهل هناك أحد ذكر هذا النوع من التفسير (التفسير التطبيقي)؟
جاء في المقال:
التفسير التطبيقي للقرآن الكريم
غالب حسن
(1)
في المأثور الاسلامي ان القرآن «معجزة» خالدة، واياته الكريمات تجري مع الزمن، اي انها رافعة بالصدق وناطقة بالحقيقة. إن مواكبة الزمن لا تعني الخلود القبلي أو البعدي، وانما هي دائماً واثقة من ذاتها، وبعبارة اخرى: ان الخلود لا يعني هنا تلك الجنبة الثابتة المستقرة، أو ذلك السكون المطلق، بل الخلود هو التضافر الموضوعية مع كل محاولة جادّة على صعيد الفكر الرصين، ولكي لا يساء فهم هذه المعادلة اقول: ان من معاني خلود القرآن ان يُصادف القرآن في كل زمان مصداقاً موضوعياً يؤيد قيمته الطبيعية، وبهذا نعطي للخلود صفة التجدد ولعل هذا ما يتفق مع المأثور الاسلامي الامر الذي يُصرح وبكل ثقة ان القرآن جديد في كل يوم، أو ان الكتاب المجيد ما زال بكراً، فان من مؤدى هذه المقولة التوافق بين القرآن وبين البرهان رغم تعاقب الزمن، مع العلم ان تعاقب الزمن يعني التحول الجذري الرافق على صعيد الحضارة والفكر والعلم. وإذا كانت اللغة هي المصداق المذكور في عصر التنزيل، فان التشريع في عصر السيادة القانونية وقداستها وأهميتها هو المفردة على هذا الصعيد. وهكذا تتنوع المصاديق باعتبار الزمن المتقلب، بل الزمن الذي لايعرف الرحمة، ولا يمنع ذلك من توافر اكثر من مصداق، ولعل في ذلك المزيد من الدلالة على الناحية الاعجازية للقرآن، وربما تحت تأثير هذا المنحى سعى كثيرون إلى المقارنة والمقاربة بين القرآن والعلم والحديث، ومن ثم اثبات سمة التطابق المضموني بين الكتاب ومعطيات العلم في القرن العشرين، فان سيادة العلم هي التي دعت إلى ذلك، وهكذا مع كل قيمة خيرة معطاء تكون ذات نفوذ في افق الحياة والمجتمع، وهو بلا ريب امر مشروع وطبيعي، وإذا ثبت فعلاً فهو من براهين المواكبة بين القرآن والزمن. وفي ضوء هذا المعيار اطرح مصداقاً مهماً وخطيراً في لغة الفكر النقدي الحديث، الا وهو (وحدة النظرية والتطبيق).
(2)
كثير من المدارس الايديولوجية تمتلك قواعد عريضة لتفسير الكون والحياة والتاريخ والمجتمع، فالماركسية مثلاً تستند إلى اسس معينة تجد فيها آلة فهم هذا الوجود، حركته وتطوره وتفاعلاته، كما انها تعتمد على مجموعة قوانين تعتبرها المدخل العلمي والطبيعي لحل مشكلة التاريخ وفهم مجرياته الكبيرة والصغيرة .. وهكذا مع العديد من المدارس الايديولوجية، ومن اساليب النقد الفكري الحديث مع الموازنة بين النظرية والتطبيق، النظرية والنتيجة والممارسة، فان الخلل الموجود بين الطرفين يشكل ضعفاً اساسياً في صميم تلكم النظرية.
وعلى هذا الاساس قالوا ان الماركسية ـ مثلاً ـ متناقضة، لانها في الوقت الذي تدعي فيه ان التاريخ تحركه التناقضات يسعى قادتها إلى صنع مجتمع لا طبقي، وبهذا فان الطريقة تخالف الغاية، بل تخالف النتيجة .. وبالوقت الذي تؤمن فيه ان كل شيء يحوي نقيضه الذي يؤدي إلى الضد تدّعي بخلود المادة وازليتها!! فالنضرية هنا غير متسقة ومضطربة بلحاظ مفرداتها التطبيقية. وإذا كان هناك توافق وانسجام بين الافقين، فانما ذلك يشكل احدى نقاط القوة التي تفتقدها النظرية الماركسية.
(3)
وفي القرآن الكريم مجموعة من القواعد الكلية أو شبهها في العقيدة والكون والتاريخ والمجتمع، هذه القواعد تنسجم بالشمولية أو نحوها، ومن روائع القرآن هنا وجود مفردات تطبيقية لهذه القواعد الكلية الشاملة، وسيكون من الرائع اكثر إذا تتبعّنا هذه المفردات وادرجناها تحت قواعدها التأسيسية. إننا بهذه الطريقة نكتشف التطابق التام بين النظرية ومفرداتها، وسوف نضع اصابعنا على نوع من الممارسة الفعلية على صعيد النظرية، وكلما تزايدت محاولة التطابق والانسجام بين الجانبين نكون قد اقتربنا من حقائق عظيمة، من ابرزها واهمها وحدة القرآن الكريم.
قال تعالى:
(ولو كان من عند غير اله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
وقال تعالى:
(ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم).
(4)
(يُتْبَعُ)
(/)
نموذج (1) .. قاعدة كونية
قال تعالى:
(إنا كل شيء خلقناه بقدر .. ).
ان هذه الاية الكريمة تقرر قاعدة كونية عريضة، فكل موجود بقدر، أي محدود، اما على صعيد الزمن أو الطاقة أو الحجم أو العدد أو الكثافة .. وتختلف الحدود من موجود إلى آخر، وينفرد الله تعالى بصفة المطلق الذي لا يُحدد ولا يُعد .. سبحانه ..
هذه القاعدة أو النظرية الكونية اسسها القرآن الكريم في متن العقيدة ولم يطرحها مجردة، بل حولها إلى مفردات متناثرة هنا وهناك، بل وذكر لها احياناً شواهد من الواقع الحي نستطيع بسهولة ان ندرجها تحت ذلك الافق العريض.
والسؤال هنا:
ترى ما هي المصاديق هنا؟!
لنقرأ الايات التاليات:-
1 - (وانبتنا منها كل شيء موزون).
2 - ( ... ولكل امة اجل).
3 ـ ( ... انزل من السماء ماءً فسالت اودية بقدرها).
4 ـ ( .. فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
5 ـ ( .. وما اوتيتم من العلم الا قليلاً).
6 ـ ( .. كل من عليها فان).
وهكذا تترى الايات تلو الايات لتؤكد مضمون أو فحوى أو فكرة النظرية الكلية الشاملة، اي قاعدة (كل شيء خلقناه بقدر).
(إن من شيء الا عندنا خزائنه * وما ننزله الا بقدر معلوم).
وهذا (القدر) أو (الحد) معلوم، وهذه الخاصة من لوازم التقدير وملحقات المحدودية، واعتقد ان (معلوم) هنا اشارة إلى امكانية الاحاطة، وليس هنا مجال بيان هذه القضية التي يمكن ان تدرج في نطاق مسألة اخرى هي «حوليات التقدير».
تصل عملية التطبيق الفعلي للقاعدة الكونية القرآنية في معادلة متساوية الطرفين رغم تنامي مضمونيهما!!، فالوجود كله محدود، اي الوجود بحاله وذلك بغض النظر عن هذا الوجود أو ذاك، فيما خالق الكون ـ جل وعلا ـ وجود مطلق، صفاته عين ذاته ..
قال تعالى:
(كل شيء هالك الا وجهه).
انها معادلة، تبدأ من التقدير على صعيد كل موجود ثم الوجود بحد ذاته لتتقرر حقيقة اخرى على الطرف الثاني، ذلكم هو ربناه، لا يحده شيء:
(قل هو الله احد * الله الصمد * لم يلد * ولم يولد * ولم يكن له كفؤاً احد).
فهذه السورة بمضمونها الحقيقي غير بعيدة عن ارساء القضية الكبيرة التي تقول (كل شيء خلقناه بقدر).
هنا، ربما يتوهم البعض ان ذلك يتناقض مع قوله تعالى:
(يزيد في الخلق ما يشاء).
وقوله تعالى:
(والسماء بنيناها بأيد * وانا لموسعون).
وقوله تعالى:
(وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)!!
هذا وهم ناشيء من عدم فهم معنى (الزيادة)، فهي سواء كانت في هذا المجال أو ذاك خاضعة لمقياس حسابي فردي أو زوجي، اي هناك سقف يمكن ان نقف عنده لنصل إلى رقم محدد ومشخّص، ثم هناك فواعل اخرى تُمضي المحدودية رغم هذه الزيادة، القوة، العمر الزمني، مقدار العطاء، حقيقة العلاقة مع الاخر، فالنعم قد لا تحصى، ولكنها تُستهلك وتُستثمر، وتجري عليها التغيرات والانفعالات المستمرة الدائمة.
وبهذا نفهم إلى هناك تناغماً رائعاً بنى النظرية والتطبيق في القرآن الكريم على صعيد هذه القاعدة. والمطلوب ان نستحضر جزئياتها في القرآن ونضعها في اطارها النظري العام.
(5)
نموذج (2) .. قاعدة اجتماعية
قال تعالى:
(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم).
هذه الآية الكريمة هي الاخرى تشكل قاعدة عامة على صعيد المجتمع، مفادها ـ كما هو واضح ـ ان التغيير النفسي، أو ان المحتوى للذات هو الاساس في حركة الامة، أو ان التكوين الفكري والنفسي للانسان ـ ككل ـ هو الذي يموّن التاريخ بالحركة ونوع هذه الحركة، وان اي انقلاب اجتماعي أو تاريخي في حياة الامم انما يترتب على انقلاب فكري نفسي، داخلي.
هذه القاعدة القرآنية الكلية في حركة المجتمع والتاريخ لها تطبيقاتها في القرآن نفسه، ولها مفرداتها التي تندرج تحتها، وبهذا يكون الكتاب الكريم عبارة عن مدرسة عملية توجيهية ..
ترى ما هي هذه التطبيقات؟!
لنقرأ الايات التالية:
1 ـ ( .. لئن شكرتم لازيدنكم).
2 ـ ( .. قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
3 ـ (واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا .. ).
4 ـ ( .. وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض .. ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ان هذه الآيات وغيرها انما هي تجليات وظهورات للقاعدة القرآنية الكلية السابقة، اي لقوله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وتوجد عشرات الايات الشريفة التي هي مثابة مفردات حية داخل هذا الاطار الاجتماعي النظري العام، وكثيراً ما تشير الآيات إلى تسميات خاصة ومحدّدة من مفردات التعبير الداخلي الذي يؤول إلى تغيير الموضوع، وذلك مثل الشكر، الصبر، الايمان، .. فان كل مفردة من هذه المفردات من شأنها ان تنعكس على الكون باثارها الايجابية الفاعلة، ونحتاج إلى عملية ربط عضوي بين هذه المفردات وحركتها داخل النفس وبين اثارها الخارجية التي هي افاضات الهية بمثابة جزاء دنيوي طيب وجميل.
(6)
نموذج (3) .. قاعدة نبوية
قال تعالى:
(وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم).
ان هذه الآية تطرح افقاً عقائدياً على صعيد النبوة، بل اكثر من افق، منها:
أ - ان اي نبي يُرسّل ـ كما هو رأي كثير من المفسدين ـ بلغة قومه، اي بلغة النمط الفكري الذي ينسجم مع درجة وعيهم العقلي والاستدلالي والبرهاني، لان اللغة في الاية حالة ذهنية وليست اصواتاً أو الفاظاً فحسب، انها مضون ومحتوى فكري ونفسي.
ب ـ ان مهمة النبوة البيان وتوجد عشرات الآيات التي تشكل (بُنيات) داخل نطاق كل من الحقيقتين القرآنيتين، ومن يتصفح القرآن الكريم يندهش لمدى الوفاء الفعلي للحقيقة الاولى، فنحن نجد نوح (ع) يحتج على قومه بأدلة المحور الحسّي القريب لمستوى الحالة الطفولية.
(يرسل السماء عليكم مدرارا)
(خلقكم اطوارا)
فيما ترتقي لغة البرهان لدى ابراهيم إلى مستوى العلاقة بين التغيير والحدوث
( .. كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين * فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي * فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين * فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي * هذا اكبر فلما افلت قال يا يوم اني بريء مما تشركون).
ولكن مع رسول الله محمد (ص) يبرز دليل القياس الكوني:
(قل من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم).
وليس من ريب ان هناك تطوراً نوعياً في عمق الاسلوب البرهاني تبعاً لتطور الزمن وتقلباته الحضارية ومستوى النضج العقلي والفكري لدى المجتمعات. ولذا كان لكل نبي دليله مع قومه بلحاظ درجة الوعي. وكل ذلك تطبيق للاية الشريفة:
(وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه).
واما في خصوص الوظيفة البيانية للانبياء فنستطيع ان نضع اصابعنا على عشرات الايات، بل هي من بديهيات القرآن المبثوقة في صفحاته الشريفة.
نموذج (4) .. قاعدة كونية اخرى
قال تعالى:
(ومن كل شيء خقلنا زوجين لعلكم تذكرون).
ان قاعدة الزوجية، قاعدة كونية تستغرق كل الوجود الكوني، اي بلا استثناء، وفي القرآن بعض تجليات لهذه القاعدة. علماً ان جوهر القاعدة على الصعيد العقلي هو التصنيف فالذكر صنف الانثى والعكس صحيح، كما ان الابيض صنف الاسود والعكس صحيح .. لنقرأ قوله تعالى ..
1 ـ (أو يزوجهم ذكراناً واناثاً).
2 ـ (قل احمل فيها من كل زوجين اثنين).
3 ـ (ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين).
4 ـ (ثمانية ازواج) في مجال الانعام.
5 ـ (سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض).
6 ـ (وانزل من السماء ماءً فاخرجنا به ازواجاً من نبات شتى).
فنحن نجد هناك مثال التطبيق الرائع بين النظرية ومصاديقها، مثلها مثل القواعد السابقة.
(8)
في الحقيقة ان اكثر النظريات أو القواعد التي يؤسسها القرآن الكريم لها في الوقت ذاته بعض تطبيقاته، ليس هذا وحسب، بل للقاعدة لوازمها، فالتقدير، اي ان لكل شيء (قدر) يستلزم التغير والحركة قارنة تستلزم امكان المعرفة والحساب والاحصاء.
قال تعالى:
(كل شيء احصيناه في امام مبين).
واعتقد ان دعوة القرآن إلى النظر في الكون هو نتيجة حتمية للتقدير، بل ان هذه المحدودية ـ كل شيء بقدر ـ تستدعي بداية ونهاية ..
قال تعالى:
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام).
وليس من شك ان العلاقة العضوية بين المحتوى الداخلي للامة والموضوع الخارجي يستدعي ان يكون لكل امة اجل.
قال تعالى:
(كل شيء هالك الا وجهه).
(ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون).
مع العلم ان الاجل هنا قطعة زمنية أو حالة حضارية. فالاجل هنا افراز طبيعي لهذه العلاقة الموضوعية المتفاعلة. ولا نريد هنا ان نفصل في هذه القضية، اي لوازم القاعدة القرآنية، انما نبغي ان نطرح بعض الامثلة.
(9)
نستفيد مجموعة حقائق اساسية من فكرة التفسير التطبيقي وذلك فيما يخص القرآن الكريم، ومن اهمها:
اولاً: وحدة القرآن الكريم وانسجامه مع ذاته:
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كبيراً).
ثانياً: تكوين فهم متكامل لحقائق الحياة والتاريخ والمجتمع في القرآن الكريم.
ثالثاً: بلورة عقلية اسلامية استدلالية.
قد يتصور البعض ان هذا النوع من التفسير هو ذاته التفسير الموضوعي، والجواب «لا». ان التفسير الموضوعي يعتمد جمع الايات المنصبّة على موضوع واحد، فيما التفسير التطبيقي هو عمل اخر، يركز على الممارسة التطبيقية للقواعد القرآنية العامة في نواحي الوجود.
وفي الواقع إذا تمكنا من استجلاء هذه القواعد وادرجناها تحت التطبيقات انما سوف نقوم بعملية اكتشاف قرآني فريد ... انتهى المقال
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Jun 2003, 02:53 م]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد قرأت المقال الذي نقلته عن غالب حسن حفظه الله ووفقنا وإياه إلى الخير، وبناءً على رغبتكم في معرفة رأيٍ في هذا المقال أقول:
أولاً: الفكرة التي طرحها الأستاذ غالب من حيث الجملة فكرة ممتازة، وهي مطروقة قد أشار إليها غيره، وهي تعود إلى النظر إلى الآيات التي تجمع أمرًا كليًّا أشبه ما يكون بالقاعدة، سواءً أكان في أمر كوني أو أمر شرعي أو أمر اجتماعي أو غير ذلك.
وكنت قد طرقت هذه الفكرة في محاضرة بعنوان (نظرات في سورة يوسف)، وقد جعلت مقدمة المحاضرة عن هذه الفكرة.
وإني أرى أن التركيز على هذه الآيات، وجعلها في بؤرة شعور المسلم يفيده أمورًا، منها:
1 ـ تفسير ما يجري له في خاصة نفسه، أو ما يجري لإخوانه المسلمين في هذه الأرض.
2 ـ السعي والعمل لهذا الدين، وعدم اليأس والقنوط.
3 ـ الصبر على المصائب.
4 ـ الرضا بالقضاء.
5 ـ معرفة أسباب الهزيمة، وعوامل الصعود والنصر.
إلى غير ذلك من الفوائد التي يجنيها على الصعيدين: الفردي والجماعي.
ومن الدراسات التي رأيتها تصبُّ في هذا المجال رسالة أصدرتها مجلة البيان، وهي الكتاب الخامس والأربعين من سلسة كتاب البيان بعنوان (الانتفاضة والتتار الجُدُد) وهي تخرج من هذه الفكرة، وتزيد عنها بذكر شواهد واقعية تثبت بها كلية هذه الأخبار القرآنية.
وإني أرى أن هذه الرسالة نموذجًا مهمًّا لمن يريدون تدريس التفسير للعامَّة، فإنهم باستشهادهم بالحياة الواقعية، وذكر أشياء يلمسونها ويتعاملون معها يستطيعون شدَّ المستمعين إليهم، واستقطاب الناس لدروسهم.
وإذا طُعِّمت هذه الدروس بشيء من القصص، وطرافة في الإلقاء فإنها ستجذب جمهورًا كبيرًا، بخلاف الدروس العلمية المتخصصة التي لا تصلح إلا لطلبة العلم.
ثانيًا: يلاحظ أن المقال غير كافٍ في توضيح ما طرحه الأستاذ، فالأمثلة التي ذكرها للقواعد التي نصَّ عليها أمثلة قرآنية، تثبت صحَّة القاعدة، وهي لا تعدو أن تكون من تفسير القرآن بالقرآن، ووجود أمثلة لموضوع كلي، مع ملاحظة أن بعض الأمثلة المطروحة للقاعدة تمثِّل قاعدة كلية كذلك.
وقد يُفهم من العنوان (التفسير التطبيقي) إيراد الأمثلة الحية التي يعيشها الناس في واقعهم، فتكون هي تطبيقات عملية لما في هذه الآيات من معنى كليٍّ، وذلك الأسلوب الذي يذكر الأمثلة من الحياة الواقعية تجده في الرسالة المذكورة بعنوان (الانتفاضة والتَّتار الجُدُد)
وهذا الأسلوب ـ فيما يبدو ـ هو الأنفع، وهو المراد من كثير ممن يرتادون دروس التفسير؛ لأن هذا مجال من مجالات إصلاح النفوس والمجتمعات، بحيث يُربطون بكتاب الله، ويكون هو الأصل الذي يستمدون من التوجيهات والهدايات.
وهذا الأسلوب قد يكون هو المراد بالمقال، لكن صاحبه لم يفصح عنه إفصاحًا تامًّا، لظروف الكتابة المقالية، والذي يشير إلى كونه أراد هذا الأسلوب قوله في نهاية المقال: ((يركز على الممارسة التطبيقية للقواعد القرآنية العامة في نواحي الوجود)) والممارسة لا تكون إلا في الواقع والخارج.
ثالثًا: إن تسمية هذا اللون من الاستنباط باسم (التفسير التطبيقي) فيه عدم وضوح، والأسلوب الذي طرح به الأستاذ مقاله راجعٌ إلى الاستنباط لا إلى التفسير، وكثيرًا ما يُنسب إلى التفسير أشياء ليست منه بسبب عدم تحديد مصطلح التفسير، كالتفسير الموضوعي الذي هو في حقيقته بحث موضوعات قرآنية، فهو ليس من التفسير بل من باب الاستنباط وذكر الفوائد، وهو أشبه بالثقافة الإسلامية في كثير من الموضوعات التي طُرِقت فيه.
والعناية بتطابق المصطلحات مع المعلومات مما يحسن العناية به، وألا تكون العناوين عناوين إعلامية صحفية براقة، ثمَّ لا ترى تحتها ما يطابقها.
رابعًا: كثر في هذا المقال العبارات والجمل التي لا يتضح معناها، وهذه ملاحظة تجدها عند بعض من يكتب في بعض الموضوعات الجديدة، حيث تراه يتزيَّد بذكر عبارات ومصطلحات يبدعها أو يتصيدها، ويطرِّز بها مقاله، فتكثر فيه حتى يتعب القارئ في فهم مراده الذي يمكن أن يؤدى بعبارة واضحة بلا تزيُّدٍ في المصطلحات والعبارات.
خامسًا: قد وقع في المقال بعض المخالفات العلمية، أذكر منها قوله: ((قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم).
إن هذه الآية تطرح أفقاً عقائدياً على صعيد النبوة، بل اكثر من أفق، منها:
أ - إن أي نبي يُرسل ـ كما هو رأي كثير من المفسدين ـ بلغة قومه، أي بلغة النمط الفكري الذي ينسجم مع درجة وعيهم العقلي والاستدلالي والبرهاني، لان اللغة في الآية حالة ذهنية وليست أصواتاً أو ألفاظاً فحسب، إنها مضمون ومحتوى فكري ونفسي)).
فقد نصَّ على أن معنى ((بلسان قومه)) عند كثير من المفسرين: بلغة قومه، ثمَّ فسَّر اللغة بأمرٍ حادثٍ، لا يوجد في لغة العرب، ولا في اصطلاح الشرع، وهو ما ذكره هنا، ثمَّ بنى على هذا التفسير الذي اخترعه فوائد ذكرها بعد هذا النقل الذي نقلته.
وتفسير اللغة بهذا التفسير واضح الخطأ، وهو مجانب للصواب.
وهذا الأسلوب من التفسير، وهو تفسير ألفاظ القرآن بما لا يدلُّ علية شرع الله، ولا لغة العرب يكثر عند المعاصرين من أدعياء التجديد ومن بعض من يكتب في الإعجاز العلمي أو التفسير العلمي.
وقد تجدُ بعضهم ينسب تفسيره للغة، وهو ليس كذلك، بل بلغ ببعضهم أن ينص على أن المعنى الذي يذكره اجتهاد يخالف فيه إجماع المفسرين، أو اللغويين، وكل هذا مما لا يصحُّ على الإطلاق.
هذا ما ظهر لي، وإني لأستغفر الله مما يقع فيه من خطأ، وإن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:14 ص]ـ
مقالة قيمة وتعقيب موفق.
جزاكم الله خيراً.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ملاحظة:لا يقال عن أمر أخبر به الشرع نظرية , بل هوحق لا ريب فيه , لأن النظرية هي فرض غير مجرب ولا مرهن. فيقال النظرية العلمية اي التفسير المطروح والمفترض أن يكون حلا لمشكلة ما.فالنظرية ان اختبرت فرضياتها تصبح حقيقة او يتبين زيفها.
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:57 ص]ـ
فقد نصَّ على أن معنى ((بلسان قومه)) عند كثير من المفسرين: بلغة قومه، ثمَّ فسَّر اللغة بأمرٍ حادثٍ، لا يوجد في لغة العرب، ولا في اصطلاح الشرع، وهو ما ذكره هنا، ثمَّ بنى على هذا التفسير الذي اخترعه فوائد ذكرها بعد هذا النقل الذي نقلته.
وتفسير اللغة بهذا التفسير واضح الخطأ، وهو مجانب للصواب.
وهذا الأسلوب من التفسير، وهو تفسير ألفاظ القرآن بما لا يدلُّ علية شرع الله، ولا لغة العرب يكثر عند المعاصرين من أدعياء التجديد ومن بعض من يكتب في الإعجاز العلمي أو التفسير العلمي.
وقد تجدُ بعضهم ينسب تفسيره للغة، وهو ليس كذلك، بل بلغ ببعضهم أن ينص على أن المعنى الذي يذكره اجتهاد يخالف فيه إجماع المفسرين، أو اللغويين، وكل هذا مما لا يصحُّ على الإطلاق.
هذا ما ظهر لي، وإني لأستغفر الله مما يقع فيه من خطأ، وإن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
جزاكم الله خيرا
ولي سؤال
ماذا يقصد الكاتب من تفسيره اللغة بهذا المعنى؟
ـ[خالد محمد المرسي]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:10 ص]ـ
1
=ثالثًا: إن تسمية هذا اللون من الاستنباط باسم (التفسير التطبيقي) فيه عدم وضوح، والأسلوب الذي طرح به الأستاذ مقاله راجعٌ إلى الاستنباط لا إلى التفسير، وكثيرًا ما يُنسب إلى التفسير أشياء ليست منه بسبب عدم تحديد مصطلح التفسير، كالتفسير الموضوعي الذي هو في حقيقته بحث موضوعات قرآنية، فهو ليس من التفسير بل من باب الاستنباط وذكر الفوائد، وهو أشبه بالثقافة الإسلامية في كثير من الموضوعات التي طُرِقت فيه.
.
أنا سمعت عن تفاسير كثيرة منها التطبيقي والبياني والأدبي والنفسي والاجتماعي والموضوعي والعلمي، فهل هذه تفسير للقرآن أم ماذاا؟
وأيضا هل الكاتب يقصد التفسير الاجتماعي؟ ولماذا سماه التفسير التطبيقي؟
يعني يظهر لي أنه يقصد السنن الكونية المطردة التي تحكم المجتمعات؟ وهذا هو علم الاجتماع الذي أسسه ابن خلدون، فكما أنه هناك سننا تحكم الانسان، فهناك أيضا سننا تحكم المجتمعات والأمم والدول، هل هو يقصد هذه؟(/)
(المصحف العثماني) توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟ -هل هو موجود الآن؟
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[29 Jun 2003, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فهذا بحث مختصر حول (المصحف العثماني) أو (المصحف الإمام) الذي كتبه الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه – وهذا البحث مُقسم لعدة مباحث قصيرة أرجو أن يكون فيها النفع والفائدة وأن يكون العمل خالصاً متقبلاً عنده سبحانه.
المبحث الأول
تعريف المصحف العثماني والمنهج في كتابته
* التعريف:- يقول الكردي في (تاريخ القرآن): والمراد بالمصحف العثماني مصحف عثمان بن عفان – رضي الله عنه – الذي أمر بكتابته وجمعه وكانوا يسمونه "المصحف الإمام"، وسبب هذه التسمية "الإمام" هي مقولة عثمان ( ..... يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً). (1)
ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كتبت بأمر عثمان – رضي الله عنه – في أي مصر من الأمصار، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب. (2)
* الطريقة والمنهج الذي كتب به:-
وحدد عثمان – رضي الله عنه - مع الكُتّاب – رضي الله عنهم – الأسس والمنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي:-
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن.
2 - لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة.
3 - لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ.
4 - لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة.
5 - إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش.
6 - يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة.
7 - اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة.
8 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل.
9 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر. مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى). (3)
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري. ولله الحمد والمنة.
المبحث الثاني
وصفه ومزاياه
* وصفه:- لا نستطيع فيما يتعلق بوصف المصحف الإمام العثماني أن نقف على وصف دقيق في الوقت الحاضر وذلك بسبب تعدد الروايات واختلافها حول مصير المصحف العثماني أو المصاحف العثمانية الأصلية وهل من المحتمل أن يكون قد بقي منها شيء؟!! وهذه مسألة تاريخية كبيرة سوف أشير لها في البحث الخاص بها.
ولكن سوف أكتفي بذكر بعض الروايات التي ذكرها المعاصرون عن الأقدمين الذين رأوا المصحف الإمام في تلك العصور وهذه قد تعتبر من أصّح ما يمكن أن نستقي منه وصف المصحف الإمام مع إحتمال أنه قد يوجد ورقات منه الآن.
تذكر الدكتورة / سحر السيد رواية عن السهودي أن القاسم بن سلاّم، ت 223هـ، رأي مصحف عثمان المنقوط بدمه وشاهد آثار الدماء بصفحات منه.
وتذكر رواية أخرى تُجلّي لنا صفة ذلك المصحف فيقول صاحب الرواية بعد أن ذكرت الكاتبة سند الرواية كاملاً ومصدرها يقول: (حدثني أبي: رأيت الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في شهر ربيع الأول سنة 223هـ فشبرتُ طول المصحف فإذا في الورقة ثمانية وعشرون سطراً، ورأيت أثر دم فيه كثيراً في أوراق من المصحف كثيرة، بعض الورق قدر نصف الورقة وبعضه قدر الثلث وفي بعض الورق أقل وأكثر ورأيت عظم الدم نفسه في سورة النجم .... إلى آخر ما جاء في الرواية. (4)
وكذلك هذه المصاحف غير منقوطة ولا معجمه ولا مزينة وليست هناك علامات بين الآيات والخط طبعاً مدني بدائي غير كوفي أو ثلث أو ما أشبه. (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول صاحب كتاب (سمير الطالبين) كتبت المصاحف العثمانية على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام للنبي – صلي الله عليه وسلم – على ذلك وإعلامه عند نزول كل أية بموضعها، مجردة من النقط والشكل، والذي عليه الجماهير من السلف والخلف أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضية الأخيرة التي عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه والسلام ولم تترك حرفاً منها. (6)
* مزايا المصحف العثماني:-
يقول الزرقاني – رحمه الله -: إن المصاحف العثمانية قد توافر فيها من المزايا مالم يتوافر في غيرها ومن هذه المزايا:
1 - الاقتصار على ما ثبت بالتواتر دون ما كانت روايته آحاداً.
2 - إهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقرّ في العرضة الأخيرة.
3 - ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن.
4 - كتابتها – أي المصاحف العثمانية – كانت تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن.
5 - تجريدها من كل ما ليس قرآناً كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحاً المعنى أو بياناً لناسخ أو منسوخ أو نحو ذلك. (7)
المبحث الثالث
تاريخه وأعضاء اللجنة التي كتبته وهل كتبه عثمان بيده؟
* تاريخ كتابة المصحف العثماني:-
كان ذلك في أو واخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، كما قال أبن حجر العسقلاني – رحمه الله – وقال أيضاً: "وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين ولم يذكر له مستنداً". (8)
وليس هناك من حدد المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابه المصحف، وهذا الكلام من خلال ما وقفتُ عليه من مراجع والله أعلم.
* أعضاء اللجنة التي كتبت المصحف العثماني:-
يقول الشيخ أبوزهرة: وجمع – أي عثمان – من الصحابة الحافظين الكرام بضعة على رأسهم زيد ابن ثابت الجامع الأول والثقة الثبت الذي كان له فضل التثبت في كل كلمة وآية وكان جملة من ضمهم إلى زيد ثلاثة هم: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث وقال لهذا الرهط من قريش: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد، فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم. (9)
ويقول أحمد إسماعيل في كتابه (مفتاح الراغبين) وقدوردت بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا أثني عشر رجلاً. (10)
ولا تعارض بين هذه الروايات وما هو ثابتٌ من أن أعضاء اللجنة هم الأربعة الذين سبق ذكرهم لأنه وكما يقول الشيخ أبوزهرة: ويظهر أن سيدنا عثمان لم يكتف بهولاء الأربعة بل كان يضم إلى معاونتهم من يكون عنده علم بالقرآن يعاونهم في كتابته.
* هل كتب عثمان – رضي الله عنه – المصحف بيده؟:-
كما هو معروف أن عثمان بن عفان لم يكتب المصحف بيده وهذا الذي عليه المحققون
تقول الدكتورة سحر السيد: فالخليفة عثمان كما سبق أن ذكرنا في الصفحات السابقة قد عهد إلى عدد من الصحابة بنسخ المصحف على قراءة واحدة بلسان قريش ولم يكتب بنفسه أي نسخة. (11)
وكذلك من الذين ينفون أن يكون عثمان – رضي الله عنه – قد كتب شيء من المصحف صاحب كتاب (تاريخ القرآن) الكردي حيث يقول: ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً وإنما أمر بجمعه وكتابته. (12)
وكذلك الدكتور: محمد أمين فرشوخ في كتابه وصاحب كتاب (سمير الطالبين) علي محمد الضباع. وغيرهم ممن ينفون كتابة عثمان للمصحف بيده.
المبحث الرابع
عدد المصاحف العثمانية وكيفية إنتشارها
* عددها:-
قال الزركشي – رحمه الله – (قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة). (13)
ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله – أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال ابو داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً. (14)
وكانت كلها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال. (15)
(يُتْبَعُ)
(/)
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً والسادس هو المصحف الشامي. (16)
وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف – أي الإمام – فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها. (17)
* كيفية انتشارها:-
ولم يكتف سيدنا عثمان – رضي الله عنه- بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف،وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة. (18)
وبهذا يُعرف كيفية إنتشار هذه المصاحف لإن الإعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب. (19)
المبحث الخامس
هل المصحف العثماني (الإمام) إو أحد المصاحف العثمانية الأولى موجود الآن!!!؟؟
في الحقيقة أن هذه المسألة وهي هل المصحف الإمام أوأحد المصاحف العثمانية موجود الآن أم لا؟!! مسألة طويلة ومتفرعة وتحتوي على إدعاءات ومزاعم وردود عليها ولكني لن أتعرض هنا لطولها الشديد ولكني سأُحيل إلى كتاب الدكتورة سحر السيد فقد وفت الموضوع وأعطته حقه في بسط علمي رائع وتأصيل تاريخي جميل.
وسأكتفي هنا بالخلاصة فقط وبالله التوفيق.
تقول الدكتورة: سحر السيد / ويقترن مصير هذا المصحف الإمام بآراء وادعاءات مختلفة حول مكانة لقد ظل هذا المصحف المصطبغة صفحات منه بدماء الخليفة الشهيد في المدنية فترة من الزمن بعد إستشهاده ثم اختفي منها ومنذ ذلك الحين بدأت بعض المساجد الجامعة تزعم حيازتها له ومن هنا تبدأ مشكلة مصير هذا المصحف.
ثم ذكرت الدكتورة. سحر خمس ادعاءات وفندتها ثم ردت عليها ومن هذه الإدعاءات:-
1 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في القاهرة.
2 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في البصرة.
3 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في طقشند.
4 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في حمص.
5 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في متحف طوب قابوسراي في اسطنبول.
وبعد أن أسهبت الدكتورة سحر في الرد على هذه المزاعم والإدعاءات تقول: وأعتقد لكشف الغموض الذي يكتنف مصحف عثمان الإمام أن المصحف الذي كان محفوظاً بجامع قرطبة لم يكن كله مصحف عثمان الذي كان يقرأ فيه يوم إستشهاده، وإنما كان يشتمل على أربع ورقات فقط منه أما بقية أوراقه فقد تكون قد نسخت على نفس نظام المصحف العثماني، ثم بعد ذلك انتقل من دولة إلى دولة إلى أن استقر في دولة الموحدين ومن بعدهم عند المرينيون الذين هزموا على يد البرتغاليين وغنموا المصحف إلى أن استرده السلطان المريني بآلاف الدنانير سنة 745هـ.
وهكذا أعيد المصحف الإمام إلى فاس بعد أن جرد البرتغاليون أغشيته ومزقوا ما كان على دفتيه من أحجار كريمة وغيرها واستمر المصحف محفوظاً في خزائن المرينيين وكان ذلك آخر العهد به إذا انقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ. (20)
والذي يلاحظ على الدكتورة/ سحر أنها قطعت أخبار المصحف العثماني منذ تاريخ بعيد أي في القرن الثامن الهجري تقريباً ولكننا نجد في المقابل مجموعة من المهتمين بالقرآن وعلومه يوضحون بالشواهد أن أحد هذه المصاحف العثمانية ظلَّ محفوظاً في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قيل إنه احترق في الحريق الذي شبَّ في الجامع الأموي سنة 1310هـ. وقيل نقل إلى استانبول وبعضهم يرى أنه موجود في مكتبة من مكتباتها وهذا نقلٌ عن الدكتور / محمد الصباغ في كتابه وكذلك الدكتور / صبحي الصاع في كتابه أيضاً. والدكتور / فهد الرومي كذلك. ويروي هذا أيضاً الشيخ مناع القطان – رحمه الله –
(يُتْبَعُ)
(/)
في كتابه ولكنه مع هذا ستبعد وجود أي مصحف من المصاحف العثمانية.
والذي يُرجَّح في هذه القضية ما قاله الدكتور / غانم قدوري حيث قال: أن أغلب الباحثين أميل إلى استبعاد ذلك؛ إذ من المتعذر – اليوم – العثور على مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية واضحة وقوية ودراسة متعددة الوجوه. (21)
ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئاً مادام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن. (22)
ومن عنده أي ملحوظة علمية أو زيادة حول الموضوع فلا يبخل علينا بها وله جزيل الشكر ... وخالص الدعاء.
هذا والحمد لله رب العالمين
فهرس الهوامش
رقم الهامش الهامش
(1) تاريخ القرآن الكريم – للكردي، ص 3 (مطبعة الفتح – جدة. ط1365.1هـ)
(2) رسم المصحف – لغانم قدوري، ص 189 - 190 (اللجنة الوطنية – بغداد.ط1402.1هـ)
(3) أنظر كتاب دراسات في علوم القرآن – للدكتور/محمد بكر إسماعيل ص 128 - 129
(دار المنار – القاهرة ط.1411.1هـ)
وكتاب القرآن ونصوصه للدكتور عدنان زرزور ص 85 - 86 (مطبعة خالد بن الوليد – دمشق
1399هـ)
ومناهل العرفان للزرقاني (1/ 211) (الكتاب العربي – بيروت ط1419.3 هـ)
(4) أضواء على مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه للدكتورة / سحر السيد، ص 38 - 39
(مؤسسة شباب الجامعة – الإسكندرية)
(5) المدخل إلى علوم القرآن للدكتور / محمد أمين فرشوخ، ص 145 (دار الفكر – بيروت ط 1990.1م)
(6) سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين: على محمد الضباع ص 15 (طبع عبد الحميد حنفي ط1)
وللإستزاده ينظر (مباحث في علوم القرآن) د/ صبحي الصالح ص 84 - 85 و (لمحات في علوم القرآن)
د/ محمد بن لطفي الصباغ ص 125. و (التبيان في علوم القرآن) د/ كامل موسى ص 43
(7) مناهل العرفان – للزرقاني ص 213 - 214ج1،للإستزادة ينظر (المدخل لدراسة القرآن الكريم) د/محمد
أبو شهبه ص215، (مفتاح الراغبين في معرفة القرآن الكريم) أحمد إسماعيل يحيى ص 88
(8) جمع لقرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ. د. فهد الرومي ص19
(ندوة عناية المملكة بالقرآن وعلومه – المدينة المنورة. رجب – 1421هـ)
(9) المعجزة الكبرى القرآن محمد أبو زهرة ص 29 (دار الفكر العربي – القاهرة 1418هـ)
(10) مفتاح الراغبين أحمد إسماعيل يحيى ص 87 (الدار المصرية و اللبنانية – القاهرة، ط1420.1هـ)
(11) أضواء على مصحف عثمان بن عفان د/ سحر السيد ص 47
(12) تاريخ القرآن محمد طاهر الكردي ص 32
(13) البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ،1/ 334
(دار المعرفة، بيروت، ط3 - 1415هـ)
(14) الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911هـ (1/ 132) (الكتب العلمية – بيروت ط 1415.3هـ)
(15) سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16
(16) جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21 (دار الفرقان –الرياض، 1410هـ)
(17) المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30
(18) رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19 (دار الثقافة – قطر، ط 1412.1هـ)
(19) مناهل العرفان للزرقاني (1/ 330)
(20) أضواء على مصحف عثمان بن عفان د/سحر السيد ص124 - 135، بتصرف واختصار
(21) رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية د/ غانم قدوري ص190 بتصرف
(22) مناهل العرفان للزرقاني (1/ 331)
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[29 Jun 2003, 05:09 ص]ـ
أثابك الله يا شيخ عوض
ـ[الراية]ــــــــ[02 Jul 2003, 01:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً ....
وبارك الله فيك وفي علمك ونفع بك ...
آمين
ـ[متعلم]ــــــــ[02 Jul 2003, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التحقيق
ونفع الله بكم وبعلمكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2003, 05:28 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم أبا أحمد، وأشكركم على مشاركاتكم وأسأل الله لكم مزيداً من التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك حديث طويل كما تفضلتم - وفقكم الله - حول مسألة وجود المصحف العثماني في هذا الزمن أو عدمه، والرأي الذي ذهب إليه الدكتور غانم الحمد ذهب إليه كثير من الباحثين، ولكن سبق أن قرأت حول هذا الموضوع كلاماً للدكتور نجدة رمضان، أشار فيه إلى هذه المصاحف. وذكر أنه (يوجد في العالم اليوم أربع نسخ من المصاحف المنسوبة إلى عثمان رضي الله عنه.
الأول: في طشقند. وهو مكتوب بالخط الكوفي، وكان قد استولى عليها النظام القيصري الحاكم لروسيا قبل عام (1917م) واحتفظ بها في مكتبة بتروغراد حالياً سانكت بطرس بورغ، حارماً المسلمين منها.
وفي عام 1917م بعد انتصار الثورة الشيوعية أصدر لينين أمراً بنقل هذه النسخة إلى الإدارة الدينية في مدينة أوفا، حيث بقيت فيها حتى عام 1923م، وبعد تأسيس جمعية المسلمين في طشقند توجه أعضاؤها إلى هيئات الدولة برجاء نقل هذا المصحف إليهم (أي إلى آسيا الوسطى مكانه الأصلي)، وفي يوم 25 حزيران عام 1923م وافقت هيئات الدولة بإعادة المصحف إلى تركستان، وأوفدت جمعية المسلمين إلى الإدارة الدينية في أوفا وفداً خاصاُ برئاسة رئيس الجمعية المفتي ذاكر الدين أعلم، وخصص لهم قطار خاص لنقل المصحف المقدس إلى طشقند، ورافق الوفد في طريق عودته علماء وفقهاء كبار من التتر أمثال القاضي رضا، وعبدالله سليمان ...
ولما وصل المصحف إلى من أوفا عم الفرح المسلمين، وتقدم أحد الوجهاء ودخل القطار ووضع المصحف على رأسه، وحمله إلى الجمهور الذين اقاموا اجتماعاً حافلاً بهذه المناسبة المباركة.
وفي 18 آب عام 1923م أحيل المصحف الشريف إلى مسجد خواجة أحرار وبقي فيه حتى عام 1941م حيث اتخذ قرار بوضعه في متحف تاريخ شعوب أوزبكستان في طشقند).
وقد وضع المؤلف صورة للمصحف، وحوله عدد من العلماء ينظرون فيه منهم المفتي ضياء الدين خان بن إيشان باباخان، مفتي مسلمي آسيا الوسطى رحمه الله.
كما وضع صورة أخرى للمصحف ذاته وحوله مفتي سوريا عندما ذهب إلى هناك لرؤية هذا المصحف عام 1974م وهو الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله.
ثم ذكر أن النسخة الثانية توجد في المشهد الحسيني في القاهرة. والثالثة والرابعة في استنبول.
وكل هذا مذكور في كتاب (الرسم القرآني ونبذة في تأريخه) للدكتور نجدة رمضان.
وهذا الذي ذكره - وفقه الله - ذكره غيره، ولكنه انفرد عندي بهذا الوصف لأحداث نقل هذا المصحف الذي في طشقند وهو خبير بأهل تلك البلاد، فهم أخواله. والدليل الذي استند إليه الدكتور غانم الحمد في استبعاد وجود مصحف من القرن الأول أو الثاني فيه نظر. حيث قد حافظ الناس على ما هو أقل قداسة من تلك المصاحف من قبل ذلك التأريخ. والمتاحف في أنحاء الأرض مليئة بأشياء كثيرة من هذا القبيل. فهل يستبعد أن يحفظ المسلمون تلك النسخ الغالية الثمينة من المصحف؟ مجرد سؤال.
وفقكم الله جميعاً.
ـ[الفهد9]ــــــــ[06 Jul 2003, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 09:49 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمان وفقه الله
على كلامك بعض الملاحظات وأهمها أن كتبت كلمة رحمه الله بعد ذكرك لإسم الماسوني أحمد كفتارو رغم أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين. وكفتاروا هذا قبوري غال يستحل الاستغاثة بغير الله ويؤمن بوحدة الأديان ويرفض تكفير النصارى وله من الكفريات غير ذلك. وفي كل حال هو حي يرزق ولم يهلك بعد.
بالنسبة لمصحف طشقند فقد رجح الكوثري الهالك أن يكون ذلك المصحف مكتوب في عصر كان فيه صحابة لكنه جزم بأنه ليس مصحف عثمان. وجزم بأن الدم الذي لطخ به دم مزيف ليس دم عثمان. والكوثري مبتدع لكنه خبير جداً بالمخطوطات.
وأرجح مصحف أن يكون مصحف عثمان هو الذي في متحف طوب كاي في إسطمبول، حيث توارثه الخلفاء أباً عن جد. لكن العلم الحديث صار بإمكانه تحديد الوقت الذي كُتٍبت به تلك المصاحف. فيجب علينا الاعتماد على هذا.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[07 Jul 2003, 05:19 م]ـ
جزى الله أستاذنا الشيخ/عبد الرحمن الشهري خير الجزاء على ما أفادنا به حول هذا الموضوع
وكذلك أشكر أخونا الأستاذ/محمد الأمين عل مداخلته القيمة وأوصيه ونفسي وأقول:الرفق الرفق واللين اللين لاسيما
الذين أفضوا إلى ماقدوا فأمرهم إلى الله نسأل الله أن يتجاوز عنا وعنهم وجميع المسلمين أجمعين وفقك الله ياأخي.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:40 ص]ـ
يا شيخ عوض وفقك الله
ما أدري هل اطلعت على هذا البحث:أضواء على مصحف عثمان "رضي الله عنه" و رحلته شرقا وغربا ( http://elislam.8k.com/Tagweed/ketab7/T7.HTM)
وما رأيك فيه؟
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[23 Apr 2005, 10:49 ص]ـ
لم أتصفح كل الموضوع لكنه حين قال:
(يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة)
وفي زمنهم رضوان الله عليهم لم تكن هناك قراءات شاذة، لأنا نعتقد أن كل الصحابة ثقات، وكلهم يقرؤون بما أقرأهم الرسول أو أقرأهم أحد الصحابه، فكيف يوجد التواتر،
ويكفي عنه أن يقال، أنهم كانوا يتثبتون في الكتابة،
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[21 Apr 2010, 01:25 م]ـ
أولاً أعتذر لمشائخي وأساتذتي هنا وعلى رأسهم شيخنا الدكتور عبدالرحمن معاضة الشهري، وللإخوة جميعاً على الإنقطاع.
كما اشكر أستاذي الدكتور محمد جابر القحطاني على إضافته القيمة وأعتذر له عن تأخري في الرد.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[21 Apr 2010, 02:38 م]ـ
حياك الله أخي الحميري وأعتذر لك عن التأخر في الرد أنت أيضاً - وفقك الله - ولا أدري هل أخونا الحميري متواصل أم لا؟ ولكني سأوضح الأمر للفائدة.
فأقول - وبالله التوفيق وهو الأعلم سبحانه - إن مسألة مصطلح التواتر والشذوذ عند الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يكن معروفاً بلفظه ولكنه كان معلوماً بمعناه، فقد ثبت عن بعض الصحابة أنه قرأ بقراءات انفرد بها، والشذوذ كما تعلم أنه لغة: بمعنى الانفراد، يقال شذّ الرجل إذا انفرد عن أصحابه واعتزل منهم، وكل شيء منفرد فهو شاذ. (ابن منظور 3/ 494).
وثبت عن بعض الصحابة أنه قرأ بقراءات انفرد بها ونحن نعلم قطعاً أن الصحابي قد سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، فيستحيل أن يقرأ بها من عند نفسه، ولكن عثمان - رضي الله عنه - واللجنة التي أمرهم بجمع القرآن قد ألهمهم الله ووفقهم لتلك الشروط المحكمة التي اشترطوها لكي لايبقى لأحد يأتي من بعدهم شبهة أو غمزٌ أو لمزٌ في ذلك الجمع.
ولايخفى على الجميع ما أثير حول القرآن وقراءاته من قبل المستشرقين والمشككين من أبناء الإسلام ومن بعدهم ومن الشيعة وغيرهم، هذا كله مع تلك الشروط والاحترازات التي وضعها الصحابة زيادة في الدقة والتحري والتثبت حتى لايأتي مُشككٌ بشبهته، أو ضالٌ ببدعته ليطعن في القرآن فهو محفوظ بحفظ الله وقد وفق الله صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم لذلك العمل العظيم والجليل ليبقى القرآن محفوظاً في الصدور والسطور.
ومسألة طلب الشهود على القراءة أو تواترها أو ترك قراءة بعض الصحابة أو عدم الأخذ بها أنه تنقص لهم من عثمان - رضي الله عنه -؛ ولكنه من باب زيادة التثبت والحرص والعناية، وهو كما فعل ابو بكر - رضي الله عنه - عندما أمر عمر وزيد - رضي الله عنهما - بأن يقعدا على باب المسجد فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر وزيد: " اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه "!! .. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء): " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
وما فعله عثمان بن عفان - رضي الله عنه - هو من قبيل فعل أبي بكر - رضي الله عنه - وهو زيادة التثبت والتحري لهذا الأمر العظيم الذي هو جمع القرآن الكريم والذي قال عن عَظمةِ هذا الأمر زيد بن ثابت - رضي الله عنه (والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن).
وهذه الدقة والتحري والتثبت من عثمان وقبله أبا بكر - رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين - إنما كان لما يستشعرونه من عِظم هذا الأمر وهو جمع كلام الله بين دفتي مصحفٍ يتلوه المسلمون ويتعبدون به ربهم إلى قيام الساعة.
قد قلت ما قلت فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمن نفسي وأستغفر الله.
وأرجو من عنده زيادة بيان أو توضيح خصوصاً من الإخوة الكرام المتخصصين في القراءات أن يفيدونا أكثر حول سؤال أخونا الكريم (الحميري) وفقه الله.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأجزل لك المثوبة،
خبر الشهود الذي قيل إن أبا بكر اشترطه حديث معضل، وهذا من قسم الضعيف، وهو موجود في كتاب (المصاحف لابن أبي داوود)،
قولكم في الموضوع الأصلي (3 - أن لا يكون منسوخا)، قد كتبت آيات منسوخة الأحكام كما في عدة المتوفى عنها زوجها أنها تتربص عاما كاملا،
قولك -أسعدك الله- (لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة)،
أين الدليل على هذا، عثمان رضي الله عنه شكل لجنة، تنسخ مصحف زيد الذي كتبه لأبي بكر، هذا محتوى الروايات الصحيحة في الموضوع.
أما مسألة مصاحف عثمان، وقول البعض أنها موجودة، فالصحيح -بالبحث في تاريخ الخط- أن المصاحف المكتملة والتي يقال إنها لعثمان لا يوجد منها الآن شيء،
مصحف طاشقند: خطه متأخر، وكاتبه غير حافظ للقرآن، ولذلك يوجد فيه سقط كثير، وهو غير كامل أيضا.
المصحف المحفوظ في المشهد الحسيني، قالوا: إنه من مصاحف عثمان، وخطه الأصلي يرجح أنه من خطوط آواخر القرن الثاني أو أول الثالث، إلى جانب أن فيه سقط لبعض الصفحات لم يعوض، وسقط عوِّض بخطين مختلفين، الأقدم كأنه من خطوط القرن الخامس الهجري، والثاني من خطوط ما بعد الألف الهجري.
مصحف صنعاء، وهم يقولون كتبه الإمام علي، ليس كذلك، ولكنه من خطوط منتصف أو أول القرن الثاني الهجري،
مصحف طوب قاب سراي، ليس كذلك من صور بعض صفحاته، وهو متأخر كأنه في حدود القرن الثالث، وقد أخرجه باحث تركي -نسيت اسمه-.
ولم يبق من المصاحف التي كتبت في القرن الأول إلا رقوق متفرقة هنا وهناك، ويوجد قسم كبير في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء في اليمن.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[02 Oct 2010, 10:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخي الكريم
مصحف طاشقند: خطه متأخر، وكاتبه غير حافظ للقرآن، ولذلك يوجد فيه سقط كثير،
اين هذا في المصحف اخي؟
إلى جانب أن فيه سقط لبعض الصفحات لم يعوض، وسقط عوِّض بخطين مختلفين، الأقدم كأنه من خطوط القرن الخامس الهجري، والثاني من خطوط ما بعد الألف الهجري.
هل يمكن الاشارة الي ارقام الصفحات او مكان السقط؟
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[02 Oct 2010, 02:22 م]ـ
أثابكم الله شيخنا.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[06 Oct 2010, 12:15 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما مصحف طاشقند، فقد تكلم عنه ببعض توسع ا. د: طيار آلتي قولاج، في مقدمة طبعه لمصحف (طاب قوب سراي)، وتكلم عن السقط، وهناك مستشرق أخذ بعض الصفحات من هذا المصحف ليدلل به على أن القرآن فيه تحريف، وليس كما قال.
ومقدمة ا. د. قولاج على هذا المصحف جيدة، لا تخلو من مآخذ في بعض القضايا.
والمصحف يمكن إنزاله من مواقع الانترنت بصيغة: ( pdf).
أما المصحف المحفوظ في المشهد الحسيني، فسأنقل إليك بعض ما رأيته فيه فيما يلي، وأنقله من كتابي (معجم الرسم العثماني)، قلت:
(ملاحظات حول الشكل الظاهري للمصحف وكمال محتواه:
أ- التقديم والتأخير في الصفحات:
1 - ابتدأ المصحف بسورة الفاتحة، لكن الورقة الثانية وضعت بعد الأولى خطأ -وأكثرها مفقود- وهي من سورة البقرة قوله عز وجل: ?وإذا خلوا?: 14، إلى قوله في ظهر الورقة: ?بسور من مثله?: 23، ثم أتت بعدها الورقة الثالثة، والصحيح أن تقدم هذه الورقة على التي قبلها وهي من أول آية في سورة البقرة، إلى آخر ظهرالورقة قوله تعالى: ?قالوا آمنا?: 14، فعكس في الترتيب بين الورقتين.
2 - الورقة التي تحتوي في بدايتها على الآيات من سورة النساء من قوله تعالى: ?لهم قولا معروفا?: 8، إلى نهاية ظهر الورقة قوله تعالى: ?من بعد وصية يوصي بها?: 11، وضعت هذه الورقة ضمن سورة البقرة بعد ظهر الورقة التي تبدأ بقوله تعالى: ?خالدون?: 25، وتنتهي عند قوله تعالى: ?أن يوصل?: 27، وحقها أن تكون الورقة الثالثة من سورة النساء.
ب -السقط الذي عوِّض بخط متأخر من حوالي القرن الخامس الهجري:
1 - سورة الأنعام في وجه الورقة التي تبدأ بقوله تعالى: ?معروشات والنخل?: 141، ففي آخر الورقة اختفت بعض الكلمات فكتبت بخط محدث منها كلمة: ?الأنعام حمو?.
2 - ومن سورة الأعراف وجه الورقة الذي يبدأ بقوله عز اسمه: ?ولا تقربا هذه?: 19، فإن الكلمتين الأخيرتين من السطرين الأخيرين كتبتا بخط محدث وهما: ?تكونا? و?الخالدين?.
3 - وكذا الأعراف وجه الورقة الذي يبدأ بقول المولى تعالى: ?وما بطن والإثم?: 33، السطرين الآخيرين بخط محدث وهو قوله تعالى: ?يستقدمون (34) يا بني آدم?: 35.
4 - أبدلت ورقة كاملة بخط محدث من هذا النوع، ووجهها وظهرها، وهي من سورة الأعراف من قول ربنا سبحانه: ?ولو كنت أعلم?: 188، إلى آخر ظهر ا لورقة وهو قوله لا إله إلا هو: ?يعلمون (191) ولا?: 192، فكل الورقة خطها محدث.
5 - من سورة الأنفال، وجه الورقة الذي يبدأ بقول ربنا سبحانه: ?هو الذي أيدك?: 62، أبدل الكلمتين من السطرين ا لآخيرين وهما: ?حسبك?، و?من اتبعك? فكلاهما مخالفتان لخط المصحف الأصلي.
6 - ومن سورة التوبة من بداية الوجه من قوله عز اسمه: ?ولا يحرمون?: 29، فكلمة: ?ما حرم? نهاية السطر الأول، بهذا الخط، وكذا الأسطر الأربعة من آخر الورقة، من عند قوله سبحانه: ?اليهود عزير? إلى قوله: ?يضاهئون قول ا?: 30.
7 - سورة التوبة وجه الورقة الذي يبدأ بقوله عز جاهه: ?رجعك الله إلى?: 83، آخر كلمتين في السطرين الأخيرين، كلمة: ?كفرو? وكلمة: ?وماتوا?: 84 كلاهما بخط محدث.
8 - وكذا سورة التوبة وجه الورقة الذي يبدأ بقوله سبحانه: ?فيبئكم بما?: 105، آخر كلمتين في السطرين الاخيرين، كلمة: ?حارب?، و?من قبل?: 107.
9 - ومثل ما سبق في الكلمتين الأخيرتين من السطرين الأخير، وجه الورقة من سورة التوبة الذي يبدأ بقولى المولى جل جلاله: ?مرتين ثم لا يتوبون?: 126، ووجه الورقة من يونس الذي يبدأ بقوله سبحانه: ?أولئك مأواهم النار?: 8، وكذا وجه الورقة من نفس السورة الذي يبدأ بقوله تعالى: ?في ما فيه يختلفون?: 19، وهو متعدد وكثير، اكتفي بما ذكرته منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - وجه وظهر الورقة من سورة الإسراء التي تبدأ بقوله تعالى: ?محذورا (57) وإن من قرية?: 58، إلى نهاية ظهر الورقة عند قوله تعالى: ?ونخوفهم فما يزيدهم?: 59.
11 - وجه الورقة التي تبدأ بقوله تعالى: ?الرحيم (16) قال رب بما أنعمت?: 17، أكلمت بقية الأسطر بدأً من السطر الرابع بخط متأخر، إلى نهاية الوجه.
12 - من الأسطر الأخيرة في وجه الورقة التي تبدأ من قوله تعالى في سورة الماعون: ?الذي يدع?: 2 إلى آخر ظهر هذه الورقة، كلها بخط مختلف عن خط الناسخ الأصلي للمصحف.
13 - ومن وجه الورقة في سورة المسد عند قوله تعالى: ?وامرأته حمالة الحطب?: 4 إلى نهاية سورة الناس، كلها كذلك ليست بخط الناسخ الأصلي.
ج - سقط عوض بخط مقلد للكوفي، ولعله يقرب من القرن الخامس، بيد أني أخشى أن يكون مقلدا:
1 - من وجه الورقة في سورة النبأ والتي تبدأ بقوله تعالى: ?ذلك يوم الحق?: 39، إلى نهاية ظهرها والذي ينتهي بقوله سبحانه: ?إلى ربك فتخشى?: 19، والكتابة الأصلية على خط الناسخ الأول تكون في ورقتين، وهو قارب الكلمات حتى جعل محتوى الورقتين في ورقة واحدة.
2 - وفي آخر النازعات من وجه الورقة الذي يبدأ بقوله تعالى: ?كأنهم يوم يرونها?: 46، إلى نهاية ظهر الورقة في سورة عبس عند قوله سبحانه: ?من أي شيء خلقه?: 18، وزاحم الخط في وجه الورقة، ثم تبين له عند كتابة ظهرها أن الباقي من الكتابة قليل فتوسع في كتابة الكلمات بشكل مخل بنظام الصفحة.
ح - سقط في الصفحات عوِّض بخط حديث من بعد القرن الألف الهجري أو قريب منه:
1 - سورة البقرة من بداية قول الله تعالى: ?وإذا طلقتم النساء?: 231 إلى قوله تعالى: ?رزقهن وكسوتهن?: 233، الورقة كلها وجهها وظهرها بخط محدث.
2 - من سورة آل عمران من قول الله تعالى: ?بغير حق ويقتلون الذين?: 21 إلى قوله تعالى: ?يا مريم إن الله?: 42، على طول ثلاثة أوراق كاملة.
د - أوراق سقطت ولم تعوض:
1 - ينتهي ظهر الورقة من سورة الشعراء عند قوله سبحانه: ?وما تنزلت به الشياطين?: 210، ثم يبدأ وجه الورقة بعدها بقوله تعالى: ?واد يهيمون?: 225، فأنت ترى أن الآيات من قوله تعالى: ?وما ينبغي لهم وما يستطيعون?: 211 إلى: ?ألم تر أنهم في كل?: 225 مفقودة من المصحف، وهي تشكل ورقة كاملة، بوجهها وظهرها.
2 - في سورة الجاثية انتهى ظهر الورقة بقوله عز وجل: ?وما نحن بمستيقنين?: 30، ثم بعدها مباشرة يبدأ وجه الورقة التالية من سورة الأحقاف بقوله لا إله إلا هو: ?الكتاب من الله العزيز الحكيم?: 2، فسقطت هنا ورقة يبدأ وجهها بقوله تعالى: ?وبدا لهم من الله?: 33 إلى قوله سبحانه في سورة الأحقاف: ?حم (1) تنزيل?: 2، ولم تعوض هذه الورقة، لا بخط حديث ولا قديم.
ذ - أوراق شبه مطموسة:
1 - وجه الورقة من سورة إبراهيم الذي يبدأ بقوله سبحانه: ?أنفسكم ما أنا?: 22 إلى آخره عند قول الله سبحانه: ?خالدين فيها بإذن?: 23، لا تكاد الكلمات تقرأ فهي باهتة كثيرا.
2 - وكذا الثلاثة الأسطر الأخيرة من وجه الورقة التي تبدأ من قوله تعالى في سورة إبراهيم: ?ظلموا أنفسهم?: 45، وتنتهي عند قوله سبحانه: ?يوم تبدل?: 48.
3 - وجه الورقة من سورة مريم من قوله عز وجل: ?ومن ذرية إبراهيم?: 58، فأكثر الكلمات باهتة الأثر، وغير واضحة في القراءة.
4 - وجه الورقة من سورة مريم والتي تبدأ من قوله تعالى: ?الرحمن عهدا?: 78، ولا تظهر إلا كلمات كتبت بخط كأنه من خطوط القرن الخامس.
5 - وجه الورقة من سورة الفرقان والتي تبدأ بقوله تعالى: ?ليكون للعالمين نذيرا?: 1، فأول الورقة يصعب القراءة منها، ومن النصف الأخر تتضح قليلا.
6 - ووجه الورقة من سورة الفرقان من قوله عز وجل: ?الجاهلون قالوا سلاما?: 63، غالبية الكلمات غير واضحة الكتابة.
7 - وجه الورقة من أول سورة الشعراء، لا تقرأ منها إلا بعض الكلمات.
8 - وجه الورقة من سورة غافر والتي تبدأ من قول المولى سبحانه: ?دعي الله وحده?: 12، هذه الورقة لا يكاد يظهر منها أي شيءٍ إلا بالقرائن فقط.
9 - وجه الورقة من سورة الجن الذي يبدأ من قوله تعالى: ?الله ورسوله?: 23 إلى آخرها، عند قوله تعالى: ?يجعل له ربي?: 25، فلا تكاد تقرأ أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - وجه الورقة في آخر آية من سورة عبس: 42، ووجه الورقة التالية لها والتي تبدأ من قوله تعالى في سورة التكوير: ?الجنة أزلفت?: 13، ووجه الورقة بعدها والتي تبدأ من أول سورة الانفطار، كل هذه على التوالي شبة مطموسة، وخطا غير واضح، وكذا وجه الورقة الذي يبدأ بأول سورة الفجر.
هـ- تداخل الخطوط في الوجه الواحد بحيث يصعب قراءة الكلمات:
1 - أول سورة مريم من وجه الورقة تتداخل الخطوط بحيث تشوش على الخط الأصلي، وربما يكون هذا التداخل بسبب أن الرق المكتوب عليه رقيق؛ بحيث تظهر خطوط من ظهر الورقة، أو أن الرق قد استخدم عدة مرات، كما كان معروفا عندهم، بحيث يغسلون الأول حتى يكاد يزول، ثم يكتبون عليه مرة أخرى.
2 - ظهر الورقة من سورة المؤمنون التي تبدأ بقوله سبحانه: ?هارون بآياتنا وسلطان?: 45، إلى آخرها، لا تظهر الكلمات بسبب تداخل الخط مع كلمات سابقة كانت مكتوبة على هذا الوجه.
3 - ظهر الورقة من سورة طه التي تبدأ بقول الرحمن جل جلاله: ?حُمِّلنا أوزارا من?: 87، وتنتهي بقوله: ?حتى يرجع إلينا موسى?: 91، تظهر آثار الكلمات من وجه الورقة على ظهرها، ولعله كما عللته من شفافية الرق.
4 - ظهر الورقة من سورة الحج والتي تبدأ بقوله سبحانه: ?كفروا قطعت لهم?: 19، فلا يظهر إلا بعض الكلمات من وسط الورقة.
5 - ظهر الورق من سورة العنكبوت التي تبدأ بقوله سبحانه: ?خسفنا به الأرض?: 40، فيها تداخل في الكلمات، مع أن الكلمتان المبتدأ بهما؛ هما من خطوط القرن الخامس تقديرا.
و- تكثيف الكتابة من بعض الصفحات دون بعض:
1 - من الملاحظ على المصحف أيضا، أن طريقة الكتابة من أول المصحف إلى أول سورة مريم؛ كانت موسعة والكلمات تكتب بشكل مريح، ويكون في الصفحة قليل من الكتابة، ولكن من أول سورة مريم إلى ظهر الورقة من سورة المؤمنون والتي تبدأ بقوله تعالى: ?أنما نمدهم به من مال?: 55 نجد أن الخط يتزاحم بحيث تكون الصفحة الواحدة فيها من الكتابة أكثر من مثيلاتها من أول المصحف.
2 - وكذا قارب الكلمات من وجه وظهر الورقة من سورة القمر تبدأ بقوله تعالى: ?السماء بماء منهمر?: 11، وينتهي ظهر الورقة بقوله سبحانه: ?بل هو كذاب أشر (25) سيعلمون?: 26، ففي هذه الورقة كتب كلمات كثيرة، تختلف عما قبلها وما بعدها.
ر - اختلاف عدد الأسطر:
1 - وجه وظهر الورقة من سورة الممتحنة التي تبدأ من قوله تعالى: ?بينكم والله عليم حكيم?: 10، وينتهي ظهر الورقة بقوله تعالى: ?ولا يزنين ولا يقتلن?: 12، هذه الورقة يحتوي كل وجه على (8) أسطر فقط، مع أن عامة الأسطر في المصحف يكون عددها (12) سطرا.
2 - وجه الورقة بعد السابقة من سورة الممتحنة والتي تبدأ بقوله تعالى: ?أولادهن ولا يأتين?: 12، وتنتهي بقوله عز وجل: ?يا أيها الذين?: 13، عدد أسطرها (10) أسطر فقط، بينما ظهر هذه الورقة فيها (9) أسطر؛ كتب على (8) منها نهاية سورة الممتحنة، والسطر التاسع فيه مستطيل زخرفي لنهاية السورة، وهو قد يعطي السطر الزخرفي ما يقابل سطرين من الكتابة كما هو في آخر سورة مريم، وآخر سورة الصف، وآخر سورة الجمعة، وهو الأكثر، وقد يعطيه سطرا واحدا فتكون عدد الأسطر فيه (11) كما هو في نهاية سورة الفتح، ونهاية سورةالمنافقون، وآخر سورة الجن، وآخر المزمل، وقد يجعل المستطيل الزخرفي إكمال لما بقي من السطر كما في آخر سورة المؤمنون وجعل الأسطر هنا (11) سطرا فقط، ومثلها تماما نهاية سورة الحج.)
أرجو أن يكون في ما أثبته هنا فيه فائدة عن هذا المصحف،
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
والحمد لله رب العالمين.(/)
من ضوابط التفسير: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
ـ[أبو المثنى الحكمي]ــــــــ[29 Jun 2003, 01:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقبل الشروع في بيان هذا الضابط أجد من الأهمية بمكان أن أقدم بمقدمتين مرتبطتين به.
الأولى: تعريف العادات في اللغة والاصطلاح
أمَّا في اللغة فيقول ابن فارس:" العين والواو والدال أصلان صحيحان يدلُّ أحدهما: على تثنيةٍ في الأمر،والآخر جنس من الخشب ... والعادة: الدُّربة والتمادي في شيء حتى يصير له سجية، ويقال للمواظب على الشيء:المعاود" (1)
وقال الراغب:" العَوْدُ: الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافاً بالذات، أو بالقول والعزيمة قال تعالى {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} [المؤمنون:107] ... والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال،حتى يصير ذلك سهلاً تعاطيه كالطبع، ولذلك قيل: العادة طبيعة ثانية" (2).
وقال ابن منظور:" العادة الديدن يعاد إليه" (3).
وأمّا في الاصطلاح فيقول الجرجاني:" العادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول، وعادوا إليه مرَّة بعد أخرى " (4).
وأوضح منه من عرَّفها بـ"السلوك المتكرر الذي تمارسه جماعة من الناس" (5).
الثانية: تعريف الجاهلية في اللغة والاصطلاح
في اللغة: الجَهل:ضدُّ العلم،وقد جَهِلَ من باب فهِمَ وسَلِمَ، وتجاهَلَ أرى من نفسه ذلك وليس به (أي الجهل).واستجهله: عدَّه جاهلاً، واستخفه أيضاً، والتجهيل: النِّسبة إلى جهل " (6).
وفي الاصطلاح:"الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام، من الجهل بالله ورسوله، وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب،والكْبر، والتجبر، وغير ذلك" (7).
وقيل هي "الحالة المخالفة لما أراد الله التي كان عليها الناس قبل مجيء الهدى لهم" (8)
فتبين مما سبق أن المقصود بعادات العرب في الجاهلية ما كانت تفعله جماعة من الناس باستمرار وتكرر من غير نكير، سواء كان لعقيدة أو خلق أو معاملة، وسواء وافقه الإسلام أو عارضه، وسيتضح ذلك ـ إنشاء الله ـ من خلال الأمثلة.
يتبع الحلقة الثانية ـ بإذن الله ـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مقاييس اللغة؛لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا،المتوفى سنة 395هـ (4/ 181) مادة (عَوَدَ) تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون،دار الجيل، بيروت ـ لبنان.
(2) مفردات ألفاظ القرآن؛ تأليف العلامة (الراغب) الحسين بن محمد الأصفهاني، (ص:593) مادة (عَوَدَ) تحقيق صفوان عدنان داوودي، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م،دار القلم بدمشق، والدار الشامية ببيروت.
(3) لسان العرب؛لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، المتوفى سنة 711هـ، (9/ 459) مادة (عَوَدَ) الطبعة الأولى، دار صادر، بيروت ـ لبنان.
(4) التعريفات؛ لعلي بن محمد بن علي،السَّيِّد الزين،أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي،المتوفى سنة 826هـ، (ص:104) الطبعة الأولى 1418هـ =1997م، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.
(5) عادات أهل الجاهلية ـ دراسة موضوعية في ضوء القرآن الكريم ـ (رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد ناصر بن محمد بن عبد الله الماجد (ص:14).
(6) مختار الصحاح؛ لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي،المتوفى سنة 721هـ (1/ 49) مادة (جَهِلَ) تحقيق محمود خاطر، الطبعة الأولى 1415هـ =1995م، مكتبة لبنان،بيروت ـ لبنان.
(7) النهاية في غريب الحديث والأثر؛ للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير، المتوفى سنة 606هـ (1/ 323) مادة (جَهِلَ) تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.؛اللسان (11/ 130) مادة (جَهِلَ).
(8) عقائد أهل الجاهلية في ضوء القرآن الكريم وموقفه منها، (رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد نهلة بنت محمد الناصر (ص: 17).
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[26 May 2005, 03:00 ص]ـ
أين الحلقة الثانية؟
ـ[أبو عمر السوري]ــــــــ[26 May 2005, 03:24 ص]ـ
لا أحب الإنتظار كثيرا في مثل هذه الدرر
فلا تتأخر علينا يا شيخ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2005, 04:44 م]ـ
الحلقة الثانية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=2093)(/)
من ضوابط التفسير: الإلمام بعادات العرب في الجاهلية
ـ[أبو المثنى الحكمي]ــــــــ[29 Jun 2003, 02:10 م]ـ
الحلقة الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقبل الشروع في بيان هذا الضابط أجد من الأهمية بمكان أن أقدم بمقدمتين مرتبطتين به.
الأولى: تعريف العادات في اللغة والاصطلاح
أمَّا في اللغة فيقول ابن فارس:" العين والواو والدال أصلان صحيحان يدلُّ أحدهما: على تثنيةٍ في الأمر،والآخر جنس من الخشب ... والعادة: الدُّربة والتمادي في شيء حتى يصير له سجية، ويقال للمواظب على الشيء:المعاود" (1)
وقال الراغب:" العَوْدُ: الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه إما انصرافاً بالذات، أو بالقول والعزيمة قال تعالى {ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون} [المؤمنون:107] ... والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال،حتى يصير ذلك سهلاً تعاطيه كالطبع، ولذلك قيل: العادة طبيعة ثانية" (2).
وقال ابن منظور:" العادة الديدن يعاد إليه" (3).
وأمّا في الاصطلاح فيقول الجرجاني:" العادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول، وعادوا إليه مرَّة بعد أخرى " (4).
وأوضح منه من عرَّفها بـ"السلوك المتكرر الذي تمارسه جماعة من الناس" (5).
الثانية: تعريف الجاهلية في اللغة والاصطلاح
في اللغة: الجَهل:ضدُّ العلم،وقد جَهِلَ من باب فهِمَ وسَلِمَ، وتجاهَلَ أرى من نفسه ذلك وليس به (أي الجهل).واستجهله: عدَّه جاهلاً، واستخفه أيضاً، والتجهيل: النِّسبة إلى جهل " (6).
وفي الاصطلاح:"الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام، من الجهل بالله ورسوله، وشرائع الدين، والمفاخرة بالأنساب،والكْبر، والتجبر، وغير ذلك" (7).
وقيل هي "الحالة المخالفة لما أراد الله التي كان عليها الناس قبل مجيء الهدى لهم" (8)
فتبين مما سبق أن المقصود بعادات العرب في الجاهلية ما كانت تفعله جماعة من الناس باستمرار وتكرر من غير نكير، سواء كان لعقيدة أو خلق أو معاملة، وسواء وافقه الإسلام أو عارضه، وسيتضح ذلك ـ إنشاء الله ـ من خلال الأمثلة.
يتبع الحلقة الثانية ـ بإذن الله ـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مقاييس اللغة؛لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا،المتوفى سنة 395هـ (4/ 181) مادة (عَوَدَ) تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون،دار الجيل، بيروت ـ لبنان.
(2) مفردات ألفاظ القرآن؛ تأليف العلامة (الراغب) الحسين بن محمد الأصفهاني، (ص:593) مادة (عَوَدَ) تحقيق صفوان عدنان داوودي، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م،دار القلم بدمشق، والدار الشامية ببيروت.
(3) لسان العرب؛لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، المتوفى سنة 711هـ، (9/ 459) مادة (عَوَدَ) الطبعة الأولى، دار صادر، بيروت ـ لبنان.
(4) التعريفات؛ لعلي بن محمد بن علي،السَّيِّد الزين،أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي،المتوفى سنة 826هـ، (ص:104) الطبعة الأولى 1418هـ =1997م، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.
(5) عادات أهل الجاهلية ـ دراسة موضوعية في ضوء القرآن الكريم ـ (رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد ناصر بن محمد بن عبد الله الماجد (ص:14).
(6) مختار الصحاح؛ لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي،المتوفى سنة 721هـ (1/ 49) مادة (جَهِلَ) تحقيق محمود خاطر، الطبعة الأولى 1415هـ =1995م، مكتبة لبنان،بيروت ـ لبنان.
(7) النهاية في غريب الحديث والأثر؛ للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري، ابن الأثير، المتوفى سنة 606هـ (1/ 323) مادة (جَهِلَ) تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد الطناحي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان.؛اللسان (11/ 130) مادة (جَهِلَ).
(8) عقائد أهل الجاهلية في ضوء القرآن الكريم وموقفه منها، (رسالة ماجستير بكلية أصول الدين بالرياض ـ قسم القرآن وعلومه) إعداد نهلة بنت محمد الناصر (ص: 17).
ـ[أبو المثنى الحكمي]ــــــــ[02 Jul 2003, 01:49 م]ـ
الحلقة الثانية:
أهمية الإلمام بعادات الجاهلية قبل الإسلام
من الأهمية بمكان لكل مسلم معرفة ما كان عليه أهل الجاهلية في جميع أمورهم
إدراكاً لنعمة الله بهذا الدين،وحذراً فيما نهى عنه الشرع القويم.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول عمر ـ رضي الله عنه ـ:" إنما تنقض عرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية " (1)
وهذه المعرفة تزداد أهميتها بالنسبة للمفسِّر؛إذ عليه أن يكون ملمَّاً بعادات العرب في الجاهلية، مطلعاً على أقوالهم، متعرفاً على أفعالهم،واقفاً على حياتهم الاجتماعية وأيامهم وحروبهم وتاريخهم وأديانهم.
ذلك لأننا نجد في الكتاب الكريم آيات تتعرض إلى بعض أمورهم،فإذا لم يكن المفسر عارفاً بأحوالهم حالة التنزيل لم يستطع أن يفهم معاني الآيات ولا أن يتذوقها ولا أن ينفذ إلى مغازيها.ولم يدرك الأثر العظيم الذي حققه كتاب الله في تغيير حياة العرب،وإبطال الفاسد من عاداتهم (2).
ويؤكد هذه الأهمية الإمام الشاطبي ـ في معرض حديثه عن معرفة أسباب النزول ـ فيقول: " معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل، وإن لم يكن ثمَّ سبب خاص لابد لمن أراد الخوض في علم القرآن منه، وإلا وقع في الشبه والإشكالات التي يتعذر الخروج منها إلا بهذه المعرفة" (3).
إضافة إلى ما ذكر فإن معرفة عادات العرب وأحوالهم عند نزول القرآن من مرجحات دفع التعارض بين النصوص.
قال الزركشي:" (في مرجحات التعارض) الثاني: أن يكون أحد الحكمين على غالب أحوال أهل مكة،والآخر على غالب أحوال أهل المدينة فيقدم الحكم بالخبر الذي فيه أحوال أهل المدينة كقوله تعالى {ومن دخله كان آمناً} [آل عمران:97] مع قوله: {ولكم في القصاص حياة} [البقرة:178] " (4).
فحكم أهل مكة سلامة القاتل إذا دخل حرم مكة تعظيماً لأمر الحرم، أما بعد نزول آية القصاص المدنية فيقتل القاتل ولو تعلق بأستار الكعبة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) لم أقف على تخريجٍ لهذا الأثر في مظانه الحديثية، وهو في: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي؛ للإمام شمس الدين أبي عبدالله محمد ابن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، المتوفى سنة 751هـ (ص:215) الطبعة الثالثة 1422هـ = 2001م، تحقيق بشير محمد عون، مكتبة دار البيان،دمشق ـ سوريا؛ مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين؛ للإمام شمس الدين أبي عبدالله محمد ابن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، المتوفى سنة 751هـ (1/ 263) الطبعة الأولى 1419هـ = 1999م، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان؛ مفتاح السعادة؛لابن القيم (1/ 295).
(2) انظر: بحوث في أصول التفسير؛ للدكتور محمد بن لطفي الصباغ (ص:187) الطبعة الأولى 1408هـ = 1988 م، المكتب الإسلامي، بيروت ـ لبنان.؛تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه؛للدكتور علي بن سليمان العبيد (ص:97) الطبعة الأولى 1418هـ = 1998م، مكتبة التوبة، الرياض ـ المملكة العربية السعودية.
(3) الموافقات في أصول الشريعة؛للإمام الفقيه إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي، أبو إسحاق الشاطبي، المتوفى سنة 790هـ (ص: 629) الطبعة الأولى 1424هـ =2002م، تحقيق محمد الإسكندراني وعدنان درويش، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان.
(4) البرهان في علوم القرآن؛للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، المتوفى سنة 794هـ (2/ 48) الطبعة الأولى 1419هـ =1998م، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،المكتبة العصرية،صيدا ـ بيروت.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[29 Sep 2008, 03:43 ص]ـ
بارك الله فيك ... لك مني أجمل تحية ...(/)
الوقف والابتداء عند أهل الأداء وعلاقته بالمعنى القرآنى
ـ[الخطيب]ــــــــ[29 Jun 2003, 03:00 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد:
فالواقع أن باب الوقف والابتداء باب هام جداً يجب على قارئ القرآن الكريم أن يهتم به، إذ هو دليل على فقهه وبصيرته؛ لأن القارئ قد يقف أحياناً على ما يخل بالمعنى، وهو لا يدرى. أو يبتدئ بما لا ينبغى الابتداء به.
فإن كان ذا بصيرة، فإنه لن يقف إلا على ما يتم به المعنى، اللهم إلا إذا اضطر إلى غير ذلك، فإن عليه حينئذٍ أن يعالج أمره بأن يرجع كلمة أو أكثر أى إلى موضع يجوز الابتداء به، فيستأنف قراءته بادئاً به، ومنتهياً بجملة تفيد معنى يجوز الوقوف عليه.
ومثل ذلك قل أيضاً فى الابتداء.
والهدف من وراء ذلك كله هو عدم الإخلال بنظم القرآن، ولا بما اشتمل عليه من معان. ولسوف يقف القارئ الكريم على أمثلة تطبيقية فيما هو آت – إن شاء الله تعالى - يدرك من خلالها ارتباط كل من الوقف والابتداء فى قراءة القرآن الكريم بالتفسير، ولكن من حق قارئنا علينا - قبل ذلك - أن نوقفه على معنى كل من الوقف والابتداء وأهم ما يتعلق بهما من أحكام0
تعريف الوقف والابتداء:
الوقف: هو قطع النطق عن آخر الكلمة.
والابتداء: هو الشروع فى الكلام بعد قطع أو وقف.
علاقة الوقف والابتداء بالمعنى أو التفسير:
قال الصفاقسى فى كتابه تنبيه الغافلين مبيناً أهمية معرفة الوقف والابتداء:
ومعرفة الوقف والابتداء متأكد غاية التأكيد، إذ لا يتبين معنى كلام الله، ويتم على أكمل وجه إلا بذلك، فربما قارئ يقرأ ويقف قبل تمام المعنى، فلا يفهم هو ما يقرأ ومن يسمعه كذلك، ويفوت بسبب ذلك ما لأجله يقرأ كتاب الله تعالى، ولا يظهر مع ذلك وجه الإعجاز، بل ربما يُفهم من ذلك غير المعنى المراد، وهذا فساد عظيم، ولهذا اعتنى بعلمه وتعليمه، والعمل به المتقدمون والمتأخرون، وألفوا فيه من الدواوين () المطولة والمتوسطة والمختصرة، ما لا يعد كثرة، ومن لا يلتفت لهذا، ويقف أين شاء، فقد خرق الإجماع، وحاد عن إتقان القراءة وتمام التجويد. ()
وهذا الكلام من عالم صرف حياته لخدمة القرآن كالصفاقسى، له وجاهته، وهو يؤكد ما قلته آنفاً عن ارتباط الوقف والابتداء بالتفسير.
وقال السخاوى فى تأكيد ذلك أيضاً:
فى معرفة الوقف والابتداء الذى دونه العلماء تبيين معانى القرآن العظيم، وتعريف مقاصده، وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درره وفرائده 00 وقد اختار العلماء، وأئمة القراء تبيين معانى كلام الله تعالى وجعلوا الوقف منبهاً على المعنى ومفصلاً بعضه عن بعض، وبذلك تلذ التلاوة، ويحصل الفهم والدراية، ويتضح منهاج الهداية. ()
من الآثار الدالة على وجوب معرفة الوقف والابتداء:
1 - حديث الخطيب الذى خطب بين يدى النبى - صلى الله عليه وسلم - قائلاً: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما. ثم وقف على "يعصهما" ثم قال فقد غوى. هنا قال له النبى -صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت" ()
وقد قال له النبى - صلى الله عليه وسلم - ذلك لقبح لفظه فى وقفه، إذ خلط الإيمان بالكفر فى إيجاب الرشد لهما، وكان حقه أن يقول واصلاً: ومن يعصهما فقد غوى. أو يقف على "فقد رشد" ثم يستأنف بعد ذلك " ومن يعصهما .. الخ" فهذا دليل واضح على وجوب مراعاة محل الوقف.
2 - روى عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أنه قال: لقد غشينا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على النبى - صلى الله عليه وسلم - فنتعلم حلالها وحرامها وأمرها وزجرها وما ينبغى أن يوقف عنده منها.
3 - وقال على - رضى الله عنه - لما سئل عن قوله تعالى: ((ورتل القرآن ترتيلاً)) () قال: الترتيل معرفة الوقوف وتجويد الحروف. ()
قال ابن الجزرى فى النشر: فى كلام على - رضى الله عنه - دليل على وجوب تعلم الوقف والابتداء ومعرفته.
وفى كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة - رضى الله عنهم - أجمعين وصح بل تواتر عندنا تعلمه والاعتناء به من السلف الصالح كأبى جعفر يزيد
ابن القعقاع - أحد القراء العشرة - وإمام أهل المدينة الذى هو من أعيان التابعين، وصاحبه الإمام نافع بن أبى نعيم وأبى عمرو بن العلاء، ويعقوب الحضرمى، وعاصم
(يُتْبَعُ)
(/)
بن أبى النجود - وهم من القراء العشرة - وغيرهم من الأئمة، وكلامهم فى ذلك معروف، ونصوصهم عليه مشهورة فى الكتب ومن ثم اشترطه كثير من أئمة الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بعد معرفته الوقف والابتداء، وكان أئمتنا يوقفوننا عند كل حرف، ويشيرون إلينا فيه بالأصابع سنة أخذوها كذلك عن شيوخهم الأولين -رحمة الله عليهم أجمعين. ا. هـ ()
4 - وروى أن عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه – كان إذا دخل شهر رمضان قام أول ليلة منه خلف الإمام يريد أن يشهد افتتاح القرآن، فإذا ختم أتاه أيضاً ليشهد ختمه فقرأ الإمام قوله تعالى: ((وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)) () ثم توقف عن القراءة وركع فعابه عمر وقال: قطعت قبل تمام القصة إذ كان ينبغى عليه أن يكمل الآية التى بعدها إذ فيها رد القرآن على دعواهم هذه وهو قوله سبحانه: ((ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)) ()
5 - وأختم هذه الأدلة بحديث نبوى كما استهللتها به وهو حديث أبى بن كعب، قال: أتينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الملك كان معى فقال: اقرأ القرآن، فعد حتى بلغ سبعة أحرف فقال: ليس منها إلا شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو تختم رحمة بعذاب" ()
قال أبو عمرو الدانى: هذا تعليم التمام من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دالّ على أنه ينبغى أن تقطع الآية التى فيها ذكر النار والعقاب وتفصل مما بعدها إذا كان بعدها ذكر الجنة والثواب، والأمر كذلك أيضاً إذا كانت الآية فيها ذكر الجنة والنار بأن يفصل الموضع الأول عن الثانى.
قال السخاوى معقباً: لأن القارئ إذا وصل غير المعنى، فإذا قال: ((تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين)) () غيرّ المعنى وصير الجنة عقبى الكافرين. ()
مقدار الوقف:
روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن مقدار الوقف هو مقدار ما يشرب الشربة من الماء. وقيل: بل مقدار ما يقول: أعوذ بالله من النار ثلاث مرات أو سبع مرات.
مذاهب القراء فيما يعتبر فى تحديد مواضع الوقف والابتداء:
ذكر السيوطى فى الإتقان () مذاهب أئمة القراء فى ذلك فقال:
لأئمة القراء مذاهب فى الوقف والابتداء، فنافع كان يراعى تجانسهما بحسب المعنى، وابن كثير وحمزة حيث ينقطع النفس - وهو الوقف الاضطرارى - واستثنى
ابن كثير قوله تعالى: ((وما يعلم تأويله إلا الله)) ()، وقوله تعالى: ((وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم)) ()، ()، وقوله تعالى: ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)) () وعاصم والكسائى - يقفان - حيث تم الكلام، وأبو عمرو يتعمد رءوس الآيات، وإن تعلقت بما بعدها، اتباعاً لهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنته - حيث - روى أبو داود وغيره عن أم سلمة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - " كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقف، الحمد لله رب العالمين، ثم يقف، الرحمن الرحيم، ثم يقف" ()
أقسام الوقف
قسم العلماء الوقف إلى أقسام عدة مختلفين فى اتجاهاتهم نحو هذا التقسيم، والذى يترجح لدى واستقر الرأى عندى على اختياره من بين ما ذكره العلماء من أقسام أن الوقف ينقسم إلى قسمين:
الأول: وقف اضطرارى:
وهو ما اضطر إليه بسبب ضيق تنفس، ونحوه، كعجز ونسيان، فعلى القارئ وصله بعد أن يزول سببه، وذلك بأن يبدأ من الكلمة التى وقف عليها إن صلحت للابتداء بها، وإلا ابتدأ بعد وقف صالح مما قبلها.
الثانى: وقف اختيارى:
وهو ما قصد لذاته من غير عروض سبب من الأسباب فهو مما يختاره القارئ ويقصده للاستراحة والتنفس، وهذا القسم الثانى هو المقصود بالحديث عن الوقف، لأنه هو الذى يعتمد عليه فقه القارئ وبصيرته حيث تظهر فيه شخصيته فى اختيار ما يقف عليه وما يبتدئ به.
ثم إن هذا القسم ينقسم إلى أقسام هى:
1 - الوقف التام ويسمى " المختار"
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، أو الذى انفصل عما بعده لفظاً ومعنى. () والتام نفسه يتفاوت فى درجة تمامه ما بين تام وأتم، والأتم أدخل فى كمال المعنى من التام؛ لأن التام قد يكون له تعلق بما بعده على احتمال مرجوح، أو يكون بعده كلام فيه تنبيه وحث على النظر فى عواقب من هلك بسوء فعله فيكون الوقف عليه أتم من الوقف على آخر القصة.
ومثال ذلك قوله تعالى: ((وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل أفلا تعقلون)) () حيث الوقف على "وبالليل" تام وعلى " أفلا تعقلون" أتم.
ومن أمثلة الوقف التام أيضاً قوله تعالى عن لسان بلقيس: ((إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)) () حيث أن الوقف على "أذلة " تام عند الجمهور، وسيأتى تفصيل الكلام عن هذا المثال فيما هو آت إن شاء الله أثناء الحديث عن النماذج التطبيقية.
وقد يكون الوقف تاماً على قراءة دون قراءة، ومن ذلك قوله تعالى:
((الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذى له ما فى السموات وما فى الأرض)) () حيث أن الوقف على ((صراط العزيز الحميد)) تام على قراءة من رفع لفظ الجلالة "الله". وأما على قراءة من خفض لفظ الجلالة "الله" فليس بتام بل هو وقف حسن.
وبالجملة فإن الوقف التام يتحقق تحققاً ثابتاً فى بعض المواضع منها - كما ذكر السيوطى-: آخر كل قصة، وما قبل أولها، وآخر كل سورة، وقبل يا النداء، وقبل فعل الأمر والقسم ولامه دون القول، والشرط ما لم يتقدم جوابه ………. ()
2 - الوقف الكافى ويسمى "الصالح، والمفهوم"، والجائز" () وهو الوقف على كلام لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ لكن له تعلق به من جهة المعنى.
ومعنى ما جاء فى التعريف من كون هذا الكلام الذى يوقف عليه وقفاً كافياً لا تعلق له بما بعده من جهة اللفظ يعنى أنه لم يفصل فيه بين المبتدأ وخبره، ولا بين النعت ومنعوته، ولا بين المستثنى والمستثنى منه، ولا بين التمييز ومميزه، ولا بين الفاعل وفعله ……. ونحو ذلك.
وأما كونه له تعلق به من جهة المعنى فكأن يكون الكلام الذى جاء بعد محل الوقف الكافى تماماً لقصة أو وعد أو وعيد أو حكم أو احتجاج أو إنكار.
وحكم هذا الوقف:
أنه كالوقف التام من حيث جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده. وإن كان أقل تمكناً من هذا الجواز من التام. وقد ذكر الصفاقسى له مثالاً ودليلاً على جوازه فى ذات الوقت وهو ما جاء فى صحيح البخارى بالسند المتصل عن عبدالله بن مسعود - رضى الله عنه - قال: قال لى النبى - صلى الله عليه وسلم - " اقرأ علىّ القرآن. قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: فإنى أحب أن أسمعه من غيرى. فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت ((فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) قال أمسك، فإذا عيناه تَذْرِفان" () قال الصفاقسى بعد ذكر هذا الحديث:
وهو استدلال ظاهر جلى باهر لأن القطع أبلغ من الوقف وقد أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن مسعود عند انتهائه إلى "شهيداً" والوقف عليه كاف وقيل: تام والأول هو المشهور ومذهب الجمهور، وعليه اقتصر ابن الأنبارى والدانى والعمانى والقسطلانى وغيرهم.
وهذا هو الظاهر لأن ما بعده مرتبط به من جهة المعنى لأن الآية مسوقة لبيان حال الكفار يوم المجئ حتى إنهم من شدة الهول وفظاعة الأمر يودون أنهم كانوا تراباً وصاروا هم والأرض شيئاً واحداً، ولا يتم هذا المعنى إلا بما بعده وهو قوله تعالى: ((يومئذٍ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً)) فلو كان الوقف عليه - أى على "شهيداً" - غير سايغ ما أمر به - صلى الله عليه وسلم - مع قرب التام المجمع عليه منه وهو تذييل الآية المذكورة آخراً وهو قوله سبحانه ((ولا يكتمون الله حديثاً)) ()، ()
وفى الإتقان: يدخل تحت هذا الوقف كل رأس آية بعدها لام كى وإلا بمعنى لكن - يعنى الاستثناء المنقطع - وإن المشددة المكسورة، والاستفهام، وبل، ولا المخففة، والسين وسوف، ونعم وبئس وكيلا مالم يتقدمهن قول وقسم. ()
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - الوقف الحسن: عرفه السيوطى بأنه "الذى يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده" () لتعلقه به لفظاً ومعنى () وذلك كأن تقف على كلام مفيد فى ذاته بحيث إذا لم تذكر ما بعده لأخذ منه معنى يحسن السكوت أو الوقف عليه. وذلك كأن يأخذ الفعل فاعله، والمبتدأ خبره، والشرط جوابه. كل ذلك الوقف عليه حسن، وقد يرتقى فى الحسن إلى درجة الأحسنية بأن يضاف إلى ما ذكر وصف ونحوه.
ومثاله الوقف على ((الحمد لله …… .. )) () فإنه أفاد معنى بذاته، لذلك فإن الوقف عليه حسن لكن لا يحسن الابتداء بما بعده لأنه صفة له، فلا يحسن أن يبتدئ بـ ((رب العالمين)) لأنه مجرور حيث هو نعت لما قبله، فيترتب عليه الفصل بين النعت ومنعوته، ويترتب عليه أيضاً البدء بمجرور والأصل أن يبتدأ بمرفوع. إذ المبتدأ مرفوع أما المجرور فلابد من ذكر عامله معه. والحاصل أنه إن حسن الوقف على (الحمد لله) فإن الابتداء بـ (رب العالمين) لا يحسن لكونه صفة لما قبله، ويستثنى من هذه القاعدة كما يقول الصفاقسى ما لو كان "الموقوف عليه رأس آية، فلا يعيد ما وقف عليه لأنهن فى أنفسهن مقاطع؛ ولأن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع، ويقف عليها ولم يفرق بين ما هو متعلق بما قبله وغيره، بل جعل جماعة الوقف على رءوس الآى سنة، واستدلوا على ذلك بالحديث الذى رواه الترمذى بسند صحيح "أن النبى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأ قطّع قراءته آية آية يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف ثم يقول: الرحمن الرحيم ثم يقف ثم يقول: مالك يوم الدين ……." ()
ثم يقول الصفاقسى أيضاً:
وإنما ذكروا هذا الحسن ليتسع الأمر على القارئ فربما ضاقت نفسه قبل الوصول إلى التام والكافى لا سيما ما كان من ضيق الحنجرة، فللإنسان طاقة محدودة من الكلام الذى يجمعه فى نفس واحد. ()
وبعد فهذه هى الأقسام الثلاثة التى يجوز فيها الوقف مع التفاوت بينها فى التمكن من هذا الجواز. فيندب فى حق القارئ الوقوف على الأتم وإلا فالتام، فإن لم يستطع فعلى الأكفى وإلا فعلى الكافى، فإن لم يستطع فعلى الجائز - الحسن - "ويعيد ما وقف عليه إلا أن يكون رأس آية، ولا يعدل عن هذه إلى المواضع التى يكره الوقوف عليها إلا من ضرورة كانقطاع نفس ويرجع إلى ما قبله ليصله بما بعده فإن لم يفعل عوتب ولا إثم عليه" ()
4 - الوقف القبيح:
هذا هو القسم الرابع من أقسام الوقف الاختيارى وقد عرفه السيوطى بأنه "الذى لا يفهم المراد منه" () وذلك كأن يقرأ سورة الفاتحة فيقول "الحمد" ويقف فإنه لم يفد معنى، أو أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه كأن يقف على (رب) دون (العالمين) أو على (مالك) دون (يوم الدين) فذلك قبيح أيضاً؛ لأن المضاف والمضاف إليه كالشئ الواحد.
وبالجملة فإن كل ما لا يفيد معنى ولا يفهم المراد منه فإن الوقف عليه قبيح. وأقبح منه الوقف الذى يفسد المعنى، ويثبت خلاف المقصود. وذلك كمن يقف على (ولأبويه) من قوله سبحانه: ((وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه)) () فإنه يوهم أن للأبوين النصف كذلك، وهذا خلاف المقصود، حيث إن فى بقية الآية تفصيلاً لحق الأبوين ((ولأبويه لكل واحد منهما السدس ………)) الخ. فالوقف على (فلها النصف) وقف أكفى، والوقف على (ولأبويه) وقف أقبح.
ومثاله أيضاً الوقف على (والموتى) من قوله سبحانه: ((إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى)) () فهو يوهم أن الموتى يستجيبون كذلك. والمقطوع به أنه ليس هناك تكليف بعد الموت حتى يوصف الموتى بالاستجابة وعدمها. أو يوهم أن الموتى يسمعون لو جعلنا العطف على فاعل (يسمعون) وهو واو الجماعة.
قال الصفاقسى: وليس كذلك، بل (الموتى) يستأنف، سواء جعلته مفعولاً لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده أى ويبعث الله الموتى، أو جعلته مبتدأ وما بعده خبره، فالوقف على (يسمعون) هو أكفى وقيل: تام. ()
ومنه أيضاً أن يقف على قوله تعالى: (قالوا) من قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) () أو قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) () لأن الابتداء بما بعد قالوا فى الآيتين يؤدى إلى إثبات ما هو كفر، لذلك قال السيوطى: من تعمده وقصد معناه فقد كفر. ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه أن يقف على ((فويل للمصلين)) () مع أنه رأس آية، ومنه أيضاً الوقف على المنفى دون المثبت فى نحو قوله سبحانه: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) () إذ الوقف على (لا إله) نفى للألوهية وهو كفر لو اعتقد القارئ ذلك أو تعمده. أو قوله سبحانه ((وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً)) () فالوقف على (وما أرسلناك) نفى لرسالته - صلى الله عليه وسلم -، فلا يجوز تعمد ذلك ولا اعتقاده.
وهنا أنبه على أن كل ذلك قبيح أو أقبح فى حق من اختار الوقف، ولا يدخل فى ذلك من اضطر إلى الوقف بسبب انقطاع النفس أو نسيان ونحوه، فإن على القارئ حينئذٍ أن يرجع إلى موضع يجوز الابتداء به وصولاً إلى موضع يجوز الوقف عليه، وبذلك يكون الكلام قد انتهى عن الوقف واقسامه.
الابتداء ومراتبه
مضى تعريف الابتداء وأنه: الشروع فى القراءة بعد قطع أو وقف. وإذا كان الذكر قد سبق بأن الوقف لا يكون إلا على ما يتم به المعنى ويوفى بالمقصود، فإن الابتداء كذلك أيضاً لا يجوز أن يبتدأ إلا بما هو مستقل المعنى، بل إن هذا الشأن فى الابتداء آكد واشد إلزاماً؛ لأن الابتداء يكون باختيار القارئ لا تلجئه إليه ضرورة كما هو الحال فى الوقف أحياناً.
وتتفاوت مراتب الابتداء تماماً كتفاوت مراتب الوقف من حيث التمام والكفاية والحسن والقبح. والقبيح منه يتفاوت فى القبح ما بين قبيح وأقبح وذلك كمن يقف على قوله تعالى: ((لقد كفر الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله ثالث ثلاثة)) أو ((إن الله هو المسيح ابن مريم)) وقد مضت الإشارة إلى ذلك قريباً، ويلحق بذلك أيضاً من وقف على قوله تعالى: ((لقد سمع الله قول الذين قالوا)) ثم يستأنف ((إن الله فقير ونحن أغنياء)) () أو كمن يقف مضطراً على قوله تعالى: ((وما لى)) ثم يستأنف ((لا أعبد الذى فطرنى)) () ونحو ذلك مما أفاض فى التمثيل له العلماء كالسيوطى والصفاقسى.
وتفاوت مراتب الوقف هذه إنما مرجعه إلى المعنى، فما يكون مؤدياً لمعنى جديد مستأنف هو الذى يكون الابتداء به فى أرقى درجاته وهلم جرا.
قال السيوطى: لا يجوز - الابتداء- إلا بمستقل المعنى موف بالمقصود، وهو فى أقسامه كأقسام الوقف الأربعة ويتفاوت تماماً وكفاية وحسناً وقبحاً، بحسب التمام وعدمه وفساد المعنى وإحالته.
ثم ساق بعض الأمثلة للقبيح والأقبح فارجع إليه. () حيث إن فيما ذكرناه غنية وكفاية.
والسلف الصالح - رضى الله عنهم - كانوا يراعون مواضع الوقف والابتداء تمام المراعاة خشية أن يقف الواحد منهم على مالا يجوز أو أن يبتدئ بما لا ينبغى بل إن بعضهم كان "إذا قرأ ما أخبر الله به من مقالات الكفار يخفض صوته بذلك حياءً من الله أن يتفوه بذلك بين يديه" () وليس معنى ذلك أن من يجهر بمثل ذلك يكون مخطئاً أو لم يراع قواعد الأدب مع الله لأن السر والجهر بالنسبة إلى الله تعالى سواء. قال تعالى: ((وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور)) ()
ومن العلماء الذين نبهوا على وجوب مراعاة ذلك الإمام مكى بن أبى طالب فى كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع، وضرب على ذلك بعض الأمثلة على ما لا يجوز الابتداء به ومن ذلك الابتداء فى القراءة بقوله تعالى ((الله لا إله إلا هو)) () بعد الاستعاذة مباشرة فإنه غير سائغ؛ لأن القارئ يصل "الرجيم" بلفظ الجلالة وذلك قبيح فى اللفظ يجب الكف والامتناع عنه إجلالاً لله وتعظيماً له.
ومنه أيضاً الابتداء بقوله تعالى: ((إليه يرد علم الساعة)) () بعد الاستعاذة مباشرة لأن القارئ يقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إليه يرد علم الساعة" فيصل ذلك بالشيطان وهو قبيح جداً. ()
ما يشترط فيمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء
ليس لكل واحد من الناس أن يحدد مواضع الوقف والابتداء بل ينبغى توفر شروط فيمن يقوم بشأن تحديد مواضع الوقف والابتداء منها:
1 - العلم بالنحو: حتى لا يفصل -بالوقف - بين المبتدأ وخبره أو بين المتضايفين - أى المضاف والمضاف إليه - أو بين المستثنى والمستثنى منه اللهم إلا إذا كان هذا الاستثناء منقطعاً، فإن العلماء قد اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:
أ- قال بعضهم: يجوز الفصل مطلقاً، لأنه فى معنى مبتدأ حذف خبره للدلالة عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- وقيل: هو ممتنع مطلقاً لأن المستثنى فى حاجة إلى المستثنى منه - فى هذه الحالة - من جهة اللفظ والمعنى حيث لم يعهد استعمال إلا الاستثنائية وما فى معناها إلا متصلة بما قبلها لفظاً، ومعنى كذلك لأن ما قبلها مشعر بتمام الكلام فى المعنى، إذ قولك: ما فى الدار أحد هو الذى صحح: إلا الحمار. فلو قلت: إلا الحمار وحده لكان خطأ.
ج- وقيل: الأمر يحتاج إلى تفصيل، فإن صرح بالخبر جاز لاستقلال الجملة واستغنائها عما قبلها، وإن لم يصرح به - أى الخبر - فلا يجوز لافتقارها. ()
وبالجملة، فإن معرفته بعلم النحو تجعله لا يقف على العامل دون المعمول، ولا على المعمول دون العامل، ولا على الموصول دون صلته، ولا على المتبوع دون تابعه، ولا على الحكاية دون المحكى، ولا على القسم دون المقسم به، أو غير ذلك مما لا يتم به المعنى. يضاف إلى ذلك أن الوقف قد يكون تاماً على إعراب غير تام على إعراب آخر، فظهر بذلك ضرورة العلم بالنحو لمن يقوم بتحديد مواضع الوقف والابتداء.
2 - العلم بالقراءات: لأن الوقف قد يكون تاماً على قراءة، غير تام على قراءة أخرى.
3 - العلم بالتفسير: لأن الوقف قد يكون تاماً على تفسير معين، غير تام على تفسير آخر.
4 - العلم بالقصص: حتى لا يقطع قبل تمام قصة.
5 - العلم باللغة: التى نزل عليها القرآن.
هذه الشروط اشترطها ابن مجاهد، ونقلها عنه السيوطى موجزة. () واشترط غير ابن مجاهد العلم بالفقه كذلك.
قال صاحب هذا الرأى: ولهذا فإن من لم يقبل شهادة القاذف وإن تاب فإنه يقف عند قوله تعالى: ((ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا)) ()، وأما من قالوا بقبول شهادته إذا تاب ومن جملة ذلك إقامة الحد عليه، أقول: هؤلاء يصلون الآية بالآية التى بعدها ((إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا))
قال النكزاوى مقرراً ضرورة علم الفقه للقارئ:
لابد للقارئ من معرفة بعض مذاهب الأئمة المشهورين فى الفقه؛ لأن ذلك يعين على معرفة الوقف والابتداء؛ لأن فى القرآن مواضع ينبغى الوقف على مذهب بعضهم فيها بينما يمتنع على مذهب آخرين. ()
والذى ينبغى علمه أن كلاً من التفسير والوقف مرتبط بالآخر، وهذه الحقيقة نتصورها أحياناً فى القراءة الواحدة، وأحياناً فى القراءات المختلفة.
قال السيوطى مقرراً هذه الأخيرة: الوقف قد يكون تاماً على قراءة غير تام على أخرى … .. والوقف يكون تاماً على تفسير وإعراب غير تام على تفسير وإعراب آخر. () ومثال هذا: الوقف على ((لا ريب)) () فإنه يكون تاماً إن جعلنا ((فيه هدى)) مبتدأً وخبراً وهو اتجاه نافع وعاصم، ولو جعلنا الجار والمجرور (فيه) متعلقاً بـ (لا ريب) فالوقف يكون على (لا ريب فيه) ويستأنف بعد ذلك بـ (هدى للمتقين) أى: هو هدى، فعلى الأول الوقف تام على قول أصحاب الوقف، وعلى المعنى الثانى الوقف كاف. ()
أمثلة تطبيقية تؤكد مدى ارتباط
كل من التفسير والوقف بالآخر غير ما ذكر
1 - قال تعالى:
((هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)) ()
وشاهدنا من هذه الآية هو قوله سبحانه: ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم……)) حيث قال الجمهور (): الوقف على قوله: (إلا الله) وقف تام. وقال غيرهم: ليس تاماً بل يوصل بما بعده ولا يوقف عليه.
تفسير الآية على رأى الجمهور:
الله عز وجل فى هذه الآية يذكر لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وللناس أجمعين أنه أنزل القرآن فيه المحكم الواضح، والمتشابه غير الواضح () ثم بين بعد ذلك أن أهل الزيغ الحاقدين يتبعون هذا المتشابه بهدف التشكيك وإثارة البلبلة بين صفوف المؤمنين، مع أن المتشابه لا يعلمه إلا الله وحده فقط، وعلى ذلك فالجملة التى بعد هذا الوقف وهى قوله: (والراسخون فى العلم يقولون …….) ليست معطوفة على لفظ الجلالة، بل الواو للاستئناف و "الراسخون" مبتدأ وجملة "يقولون" خبر فالجملة هذه مقطوعة إذن عما قبلها، وقد قال بهذا القول كل من:
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عمر وابن عباس وعائشة وعروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز وأبى الشعثاء وأبى نهيك، وهو مذهب الكسائى والفراء والأخفش وأبى عبيد وحكاه ابن جرير الطبرى عن مالك واختاره. ()
تفسير الآية على رأى غير الجمهور:
وبناء على رأى غير الجمهور يكون المعنى أن الراسخين فى العلم المتمكنين منه يعلمون أيضاً تأويل المتشابه، فقوله سبحانه (والراسخون فى العلم يقولون …….) ليس مقطوعاً عما قبله ولكن معطوفاً عليه، فالواو للعطف و "الراسخون" معطوف على لفظ الجلالة و "يقولون" حال. وهذا الرأى منقول عن مجاهد وابن عباس فى قول آخر حيث نقل عنه أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله.
ومن هنا نعلم أن تفسير الآية قد اختلف بناءً على اختلاف القراء حول موضع الوقف فيها. وإن شئت قلت: إن موضع الوقف قد اختلف حسب اختلاف نظرة العلماء إلى تفسيرها، فالتلازم واضح وظاهر بين موضع الوقف والتفسير.
هذا وقد حاول بعض العلماء التوفيق بين الرأيين ومنهم ابن عطية الذى قال: وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق وذلك أن الله تعالى قسم آى الكتاب قسمين: محكماً ومتشابهاً فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب ولا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شئ يلبس ويستوى فى علمه الراسخ وغيره.
والمتشابه يتنوع، فمنه مالا يعلم البتة كأمر الروح وآماد المغيبات التى قد علم الله بوقوعها إلى سائر ذلك، ومنه ما يحمل على وجوه فى اللغة ومناح فى كلام العرب فيتأول تأويله المستقيم، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله تعالى فى عيسى ((وروح منه)) () إلى غير ذلك، ولا يسمى أحد راسخاً إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيراً بحسب ما قدر له، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخاً. ()
وقال الشوكانى: ومن أهل العلم من توسط بين المقامين فقال: التأويل يطلق ويراد به فى القرآن شيئان، أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشئ وما يؤول أمره إليه … .. فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة - تام - لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه إلا الله عز وجل … .. وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر وهو التفسير والبيان فالوقف على (والراسخون فى العلم) لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار. ()
وحاصل ذلك أننا لو نظرنا بإمعان إلى رأى الفريقين لأدركنا أن كل فريق قد أصاب الحقيقة من وجه وذلك بأن نحمل رأى المعارضين لمعرفة الراسخين فى العلم لتأويل المتشابه نحمله على نوع منه وهو الذى استأثر الله بعلمه، فهذا لا اطلاع لأحد عليه إلا الله كوقت الساعة وخروج الدابة ونزول المسيح ….الخ
ونحمل رأى المؤيدين على المتشابه الذى يعرف المراد منه بالبحث والنظر، فإن الراسخين فى العلم يعلمون تأويله حيث هم أهل البحث والنظر، وذلك مثل المتشابه الذى يرجع التشابه فيه إلى اللفظ المفرد من جهة غرابته أو اشتراكه أو ما يرجع التشابه فيه إلى تركيب الكلام ونحو ذلك. ()
(2) - قال تعالى:
((ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلاً. يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلاناً خليلاً. لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) ()
وشاهدنا هو قوله سبحانه: ((لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى) حيث وقف الجمهور عليه وقفاً تاماً ()؛ لأن كلام الظالم قد انتهى عند هذا الحد. ثم جاء بعد ذلك قوله سبحانه: ((وكان الشيطان للإنسان خذولاً)) تقريراً وبياناً لما قبله. والمراد بالظالم عقبة ابن أبى معيط كما سيأتى بيانه، وقال بعضهم: إن هذا القول (وكان الشيطان …….) الخ هو من تتمة كلام الظالم وعليه فالوقف على (خذولاً) وليس على (إذ جاءنى)
والمراد بالشيطان إما الخليل - وهو أمية بن خلف على ما سيأتى أو أبى بن خلف - وعلى ذلك فتسمية الخليل شيطاناً فلأنه قد أضله وزين له الكفر وعدم الإيمان فقلد الشيطان فى ذلك ونهج نهجه فى الصد والإضلال. وقد يراد بالشيطان هنا إبليس إذ هو الأصل فى الغواية والإضلال.
قال الشوكانى تعليقاً على قوله تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى، أو من تمام كلام الظالم، وأنه سمى خليله شيطاناً بعد أن جعله مضلاً، أو أراد بالشيطان إبليس لكونه الذى حمله على مخاللة المضلين. ()
(يُتْبَعُ)
(/)
ولتوضيح معنى هذه الآيات نسوق سبب نزولها، حيث نقل السيوطى فى الدر المنثور روايات متعددة حول سبب نزول هذه الآيات وبدأ هذه الروايات بقوله:
أخرج ابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضى الله عنهما: أن أبا معيط كان يجلس مع النبى - صلى الله عليه وسلم - بمكة لا يؤذيه، وكان رجلاً حليماً، وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه، وكان لأبى معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش: صبأ أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلاً، فقال لامرأته: ما فعل محمد مما كان عليه؟ فقالت: أشد مما كان أمراً فقال: ما فعل خليلى أبو معيط؟ فقالت: صبأ فبات ليلة سوء، فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه، فلم يرد عليه التحية فقال: مالك لا ترد علىّ تحيتى؟ فقال: كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت؟ قال: أو قد فعلتها قريش؟ قال: نعم. قال: فما يبرئ صدورهم إن أنا فعلت؟ قال: نأتيه فى مجلسه وتبصق فى وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلمه من الشتم، ففعل، فلم يزد النبى -صلى الله عليه وسلم - أن مسح وجهه من البصاق ثم التفت إليه فقال: إن وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبرا، فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه: اخرج معنا. قال: قد وعدنى هذا الرجل إن وجدنى خارجاً من جبال مكة أن يضرب عنقى صبرا فقالوا: لك جمل أحمر لا يدرك، فلو كانت الهزيمة طرت عليه، فخرج معهم فلما هزم الله المشركين، وحل به جمله فى جدد من الأرض، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسيراً فى سبعين من قريش، وقدم إليه
أبو معيط، فقال: تقتلنى من بين هؤلاء. قال نعم. بما بصقت فى وجهى فأنزل الله فى أبى معيط: ((ويوم يعض الظالم على يديه)) إلى قوله: ((وكان الشيطان للإنسان خذولا)). ()
وفى بقية الروايات المذكورة فى الدر المنثور وغيره () ما يفيد أن الظالم هو عقبة ابن أبى معيط وليس أباه، وهو الصحيح والخليل هو أمية بن خلف، وقيل: أبى بن خلف. والراجح أنه أمية. ()
وجاء فى هذه الروايات أيضاً أن الذى قتل عقبة هو على بن أبى طالب بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
(3) - جاء فى سورة النمل فى سياق حديث بلقيس مع قومها حين كانت تشاور فى أمر سليمان عليه السلام أقول: فى هذا السياق جاء قوله تعالى:
((قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)) ()
قال الجمهور عن هذه الآية: إن الوقف على (أذلة) وقف تام. وقال غيرهم: بل الوقف على (وكذلك يفعلون) وليس على (أذلة) فأما على رأى الجمهور فإن كلام بلقيس قد انتهى عند (وجعلوا أعزة أهلها أذلة) ثم جاء هذا التذييل (وكذلك يفعلون) وهو من كلام الله سبحانه تصديقاً لما ذهبت إليه بلقيس من أن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى فاتحين لها أو غازين، فإنهم يخرجون أهلها، ويفرقون شملهم، ويتلفون ما فيها من خيرات. وعلى ذلك فهذا التذييل مستأنف وليس معطوفاً على ما قبله.
وأما على رأى غير الجمهور، فتذييل الآية (وكذلك يفعلون) موصول بما قبله على أنه من كلام بلقيس، فالواو إذن للعطف، وما بعدها من جملة مقول القول. وبذلك تكون الجملة كما يقول البيضاوى: تأكيداً لما وصفته - بلقيس - من حال الملوك وتقريراً بأن ذلك من عادتهم المستمرة. ()
وألحق السخاوى بمثل ما سقناه من أمثلة قوله تعالى: ((وله من فى السماوات والأرض ومن عنده)) () حيث الوقف على (والأرض) تام إن جعل (ومن عنده) مبتدأ وغير تام إن جعل معطوفاً على ما قبله ()، والمعنى هو الذى يحدد حكم الوقف هنا.
(4) قد يختلف موضع الوقف وحكمه والتفسير معه تبعاً لاختلاف القراءة.
قال فى الإتقان: قد يكون الوقف تاماً فى تفسير، وإعراب، وقراءة غير تام على آخر. () وقل مثل ذلك فى بقية أنواع الوقف الأخرى. ويمثل لذلك بقوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) ()
حيث قرأ نافع وابن عامر (واتَّخَذوا) بفتح الخاء فعلاً ماضياً أريد به الإخبار، وقرأ باقى العشرة (واتخِذوا) بكسر الخاء على أنه فعل أمر. ()
حكم الوقف على (مثابة للناس وأمنا) بناءً على اختلاف القراءتين:
قال فى الإتقان: الوقف كان بناءً على قراءة (واتَخذوا) بالماضى، وتام بناءً على قراءة (واتخِذوا) بصيغة الأمر ()
التفسير على القراءتين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أما على قراءة نافع وابن عامر بفتح الخاء (واتخذوا) فهو كلام مسوق للإخبار، معطوف على قوله تعالى: (وإذ جعلنا) وعليه فلابد من إضمار "إذ ".
والمعنى: واذكر يا محمد حين (جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) يعنى مرجعاً يرجع الحجاج إليه بعد تفرقهم، حيث يتمتعون فيه بالأمن، فـ (مثابة) مصدر ثاب يثوب إذا رجع.
واذكر أيضاً حين اتخذ متبعو إبراهيم مقامه مصلى - كما ذكر ابن عطية. () أو حين اتخذ أصحابك مقام إبراهيم مصلى امتثالاً لأمر الله الثابت بالقراءة الأخرى (واتخِذوا) أو حين اتخذ الناس كما قال مكى. ()
وقيل: لا حاجة إلى إضمار "إذ" بل هو معطوف على "جعلنا" على أنهما جملة واحدة. () ولذلك لم يكن الوقف على (أمناً) تاماً على هذه القراءة لأنه مرتبط فى المعنى بما بعده على كلا التقديرين.
وأما بالنسبة للقراءة الأخرى (واتخذوا) بالأمر وهى قراءة الجمهور، فإنه كلام مستأنف جديد لا علاقة له، بما قبله كما قال أبو البقاء. ()
ولذلك فإن الوقف على (أمنا) وقف تام، لعدم ارتباطه لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى بما بعده. والتفسير بناءً على هذه القراءة الثانية مختلف فيه: حيث قيل: إن المأمور بذلك إبراهيم عليه السلام ومتبعوه، وقيل: هو محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه وهو الأرجح لحديث عمر رضى الله عنه: "وافقت ربى فى ثلاث" وفيه "وقلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)) ()
قال ابن خالوية فى الحجة موجهاً القراءتين:
الحجة لمن كسر أنهم أمروا بذلك ودليله قول عمر " أفلا نتخذه مصلى" فأنزل الله ذلك موافقاً به قوله، والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه. ثم قال: فإن قيل: فإن الأمر ضد الماضى، وكيف جاء القرآن بالشئ وضده؟ فقل: إن الله تعالى أمرهم بذلك مبتدئاً، ففعلوا ما أمروا به، فأثنى بذلك عليهم وأخبر به، وأنزله فى العرضة الثانية. ()
ضوابط للوقف والابتداء يجب مراعاتها
وإلا أخل القارئ بالمعنى والتفسير
[الضابط الأول]
لا يجوز الوقوف على مالا يتم به المعنى.
هذه قاعدة عامة مجملة وتفصيلها " أنه لا يجوز أن يوقف على العامل دون المعمول، ولا المعمول دون العامل، وسواء كان العامل اسماً أم فعلاً أم حرفاً، وسواء كان المعمول مرفوعاً أم منصوباً أم مخفوضاً، عمدة أو فضلة، متحداً أو متعدداً.
ولا يوقف أيضاً على الموصول دون صلته، ولا على ما له جواب دون جوابه، ولا على المستثنى منه قبل المستثنى، ولا على المتبوع دون التابع، ولا على ما يستفهم به دون ما يستفهم عنه، ولا على ما أشير به دون ما أشير إليه، ولا على الحكاية دون المحكى، ولا على القسم دون المقسم به وغير ذلك مما لا يتم المعنى إلا به" ()
وقد مضت الأمثلة على ذلك فى أقسام الوقف.
[الضابط الثانى]
كلمة "كلا" وردت فى القرآن الكريم فى ثلاثة وثلاثين موضعاً منها سبعة للردع بالاتفاق وهذه يوقف عليها. وهى:
- (عهدا. كلا) ()، (عزاً. كلا) ()، (أن يقتلون. قال كلا) ()، (إنا لمدركون. قال كلا) ()، (شركاء كلا) ()، (أن أزيد. كلا) ()، (أين المفر. كلا) ()
والباقى منها ما هو بمعنى حقاً قطعاً فلا يوقف عليه، ومنها ما احتمل الأمرين أى الردع ومعنى حقاً قطعاً ففيه الوجهان. ()
وإذا استقرأنا هذه اللفظة فى القرآن الكريم فإننا سوف نجد أنها لم تذكر إلا فى النصف الثانى من القرآن الكريم وفى السور المكية فقط ولذلك قيل:
وما نزلت "كلا" بيثرب فاعلمن
ولم تأت فى القرآن فى نصفه الأعلى
والسبب فى ذلك أن هذه الكلمة "كلا" تفيد الردع والزجر والرد على الكفار فيما يزعمون أو يدعون.
[الضابط الثالث]
كلمة "بلى" جاءت فى القرآن الكريم فى إثنين وعشرين موضعاً فى ست عشرة سورة وهى على أقسام ثلاثة:
الأول: لا يجوز الوقف عليها بالإجماع، لتعلق ما بعدها بما قبلها وذلك كائن فى سبعة مواضع هى:
(بلى وربنا) ()، (بلى وعداً عليه حقاً) ()، (قل بلى وربى لتأتينكم) ()، (بلى قد جاءتك) () (بلى وربنا) ()، (قل بلى وربى) ()، (بلى قادرين) ()
الثانى: المختار فيه عدم الوقف، وذلك فى خمسة مواضع هى:
(بلى ولكن ليطمئن قلبى) ()، (بلى ولكن حقت) ()، (بلى ورسلنا) ()، (قالوا بلى) ()، (قالوا بلى قد جاءنا) ()
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالث: المختار فيه جواز الوقف عليه وهى العشرة الباقية:
[الضابط الرابع]
قال ابن الجزرى: كل ما أجازوا الوقف عليه أجازوا الابتداء بما بعده.
[الضابط الخامس]
كل ما فى القرآن من "الذى" و "الذين" يجوز فيه الوصل بما قبله نعتاً، ويجوز فيه القطع على أنه خبر إلا فى سبعة مواضع يلزم فيها القطع وهى قوله سبحانه:
(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه) ()، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) ()، (الذين يأكلون الربا) ()، (الذين آمنوا وهاجروا) ()، (الذين يحشرون) ()، (الذين يحملون العرش) ()
[الضابط السادس]
كلمة "نعم" وردت فى القرآن فى أربعة مواضع، وضابط الوقف عليها وعدمه "أنه إن وقع بعدها واو لم يجز الوقف عليها وإن لم يقع بعدها واو فالمختار الوقف عليها؛ لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، ومثال ذلك قوله تعالى:
((ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن ……)) () فالمختار هنا الوقف على "نعم" لأن ما بعدها غير متعلق بما قبلها، حيث إنها من قول الكفار، وما بعدها (فأذن) ليس من قولهم.
وأما المواضع الثلاثة الباقية التى وردت فيها كلمة "نعم" فإنه لا يوقف عليها لكونها مرتبطة ومتعلقة بما بعدها، وهى قوله تعالى:
1 - (وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين. قال نعم وإنكم لمن المقربين) ()
2 - و (قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين) ()
3 - و (قل نعم وأنتم داخرون) ()، ()
وننتهى من هذه الدراسة إلى أن مراعاة مواضع الوقف والابتداء أمر من الأهمية بمكان بحيث إنه يجب مراعاته حتى لا يخل القارئ بالمعنى الذى يقصده القرآن الكريم، وأن عدم مراعاة هذه المواضع يوقع كثيرا فى الحرج حيث يستحيل المعنى القرآنى عن مقصوده، بل إنه يصل بالقارئ أحيانا إلى ما هو أبعد من الحرج كما عرفنا ذلك فيما مضى وفقنا الله تعالى إلى ما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه أن يجنبنا الزلل وأن يوفقنا إلى حسن القول والعمل وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ونور أبصارنا وقائدنا إلى الجنة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم0
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:47 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الله فيكم حضرة الأخ الفاضل!!
هذا كلام قيم جدا؛ فهل هناك رابط و كتاب أرجع إليه لأغراض التوثيق؟
هل نشر في مجلة محكمة؟
واله ن وراء القصد
ـ[الخطيب]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الكريمة ونفعك بما تقرئين
وأحيطك أختنا بأن هذا الموضوع هو أحد مباحث كتابي "المعنى القرآني في ضوء اختلاف القراءات "
والكتاب نشر دار طيبة - مصر
وتوجد منه نسخة على شبكة التفسير بصيغة وورد وموافقة للمطبوع
ـ[النجدية]ــــــــ[13 Apr 2009, 01:28 م]ـ
بسم الله ...
حضرة الأخ الفاضل بارك الله بجهودكم؛ وجعلها في ميزان حسناتكم!
بحثت عن رابط الكتاب؛ ولم أهتد إليه!!
فهلا تكرمتم بوضعه في هذه الصفحة؟
وأتساءل:
هل سترفعون الكتاب بصيغة مصورة؟
والله من وراء القصد ...(/)
بشرى بخصوص كتاب الدر المنثور (طبعة هجر)
ـ[أشرف المسلم]ــــــــ[29 Jun 2003, 06:05 م]ـ
الإخوة الكرام
بشرى أزفها إليكم _ جعلنا الله مبشرين بالخير _
لقد تم الإنتهاء من تحقيق كتاب الدر المنشور للإمام السيوطي عليه رحمة الله في مركز هجر
وهو الآن في طريقه للطبع إن شاء الله
وتم التحقيق على مخطوطات عديدة وضبط الكتاب كله وتخريج الأحاديث تخريجاً وسطاً
عزو الحديث لمخرجه مع الحكم النهائي على الحديث بدون تطويل
والله أسأل أن يجازي الإخوة في هذا المركز خير الجزاء وأن يبارك لهم وفيهم آمين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jun 2003, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أشرف. ونحن ننتظر طباعته إن شاء الله، وتوزيعه.
ـ[متعلم]ــــــــ[30 Jun 2003, 02:20 م]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن التحقيق باسم من؟
فما زالت الاصدارات تخرج من هجر ابسم التركي، في عمل جيد أيا قام به. فهل الدر المنثور للتركي اياضا
ـ[أشرف المسلم]ــــــــ[30 Jun 2003, 05:32 م]ـ
أخي الحبيب رزقنا الله وإياك العلم والعمل
إن كل كتاب خرج من هجر وعليه اسم التركي فهو من مجهود الإخوة الباحثين فيه
أما دور التركي فهو التمويل المالي فقط لا غير ولا يتصور عاقل أن التركي عنده قدرة على تحقيق
مثل هذه الموسوعات مثل البداية والنهاية 22مجلد - الإقناع 4 مجلد - المغني 15 مجلد
الشرح الكبير 33 مجلد - الطبري26 مجلد الدر المنثور 15 مجلد بخلاف الفهارس
هذا غير الكتب التي يتعاقد عليها مع الرسالة وغيرها
فالمجهود مجهود الباحثين في دار هجر والتوزيع على التركي
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 Jul 2003, 11:34 ص]ـ
سبحان الله ... أعرف أن المجهود المبذول في دار هجر، هو مجهود خالص للإخوة، فلماذا يتم وضع اسم التركي ـ حفظه الله ـ على هذه الكتب؟! لا أخفيكم أن ذلك مما يضيق له صدري لأن ذلك ليس له إلا دافع واحد و هو التجارة بالاسم، فعندي نسخة الكافي في فقه الحنابلة عليها أيضا اسم التركي، وأنا أعلم أن التركي لم يصنع بها شيئا، وقد علمت أن الإخوة يستاؤن من ذلك فهل الذي يصبرهم على ذلك هو كونه ممول مالي؟
ثم لي سؤال / أليس ذلك من الغش للطالب، وهل كل الطلبة يعرفون أن الشيخ ليس له عمل في الكتاب؟
بل يأتي الطالب الذي لا يعرف فيقول / ما شاء الله هذه النسخة بتحقيق العلامة التركي، فيشتريها، نقول / له شرعا أن يردها لأنها ليست على شرط الشراء(/)
التفسير الموضوعي .. وجهة نظر أخرى
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Jun 2003, 07:09 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلقد كثر القول من بعض المعاصرين في التفسير الذي سارت عليه علماء الأمة منذ القديم، ورأوا أن عصر التفسير التحليلي ـ كما يسمونه ـ قد انتهى، وأن العصر بحاجة إلى تجديد الطريقة في عرض التفسير، وقد زعم بعضهم أن التفسير الموضوعي هو الذي يمكنه حلُّ المشكلات، والإجابة عن المعضلات، وأنه الأنسب إلى أسلوب العصر، وهذا ضرب من القول لا برهان له. بل هذا اللون من عرض الآيات والاستنباط منها مما يستفاد منه في المحاضرات والكلمات، والتفسير على الأسلوب المعهود باقٍ لا يمكن إزالته والبعد عنه.
ولا أدري لماذا يذهب من يصل إلى فكرة جديدة إلى نقد السابق أو نقضه لكي يُثبِت حُسْنَ ما عنده؟!
لماذا لا يكون المجدِّدُ في مثل هذه العلوم بانيًا لا هادمًا، ويكون ذاكرًا لما فعله سلفه، مستوعبًا لما قدَّموه مستفيدًا مما طرحوه، ولا يكون ممن يرى إمكانية ترك السابق والإتيان بما لا يمتُّ لهم بصلةٍ؟
لماذا يعرض بعض الباحثين فكرته التي وصل إليها بالتضخيم، والتعميم، وبدعوى أن سلوكها هو الذي ينفع الأمة الآن، وهو المنقذ لها من مشكلاتها وهمومها.
إن هذه النظرة التي قد تصدر من بعض الباحثين من غير قصد = يجب التنبيه عليها، وتصحيحها، كما يجب أن يُعلم أن تصحيحها والاستدراك عليها لا يعني التشنيع على أصحابها وإخراجهم من دائرة البحث العلمي، لكن الأمر يرجع إلى نقطتين:
الأول: انفعالات لا يمكن أن ينفكَّ عنها الناقد حينما يرى مثل هذه الأخطاء التي صارت تسري، ولا يرى من يقاومها، وهذه الانفعالات ردَّةُ فعلٍ على ما يقع من تلك الأخطاء، وكل ذلك راجع إلى الطبيعة البشرية التي فطر الله عليها الإنسان.
الثاني: أنَّ هذه الدعاوى كبيرة، وهي تُلزِم غيرها ـ فضلاً عن نفس طارحها ـ ما لا يلزم، بل قد تقام من أجل ذلك الندوات والمحاضرات، وتكتب الكتب والمقالات، وهي لا تستحقُّ هذا الزخم الهائل، ولو وُضِعت في مقامها لكان أولى.
ومن العجيب أنَّ بعض الأفكار المهمة، لا تلقى مثل هذا الاهتمام، وذلك من سرِّ من قدر الله الذي يقف المسلم بالتسليم.
إن التوازن والاعتدال في الطرح، وفي وضع الموضوعات في مواضعها مما يحسن أن نتناصح فيه، وأن لا يبخل بعضنا على بعض في ذلك؛ لأن من طبيعة البشر أنها إذا اتجهت إلى موضوع لا ترى غيره، وقد يراه غيرك، ويكون أولى مما أنت فيه، وهكذا.
التفسير الموضوعي نموذجًا
رأيت بعض الباحثين يرى أن دراسة القرآن على أسلوب التفسير الموضوعي ضرورة لازمة، ويقول ـ بعد ذكره لطريقة المفسرين السابقين ـ: (ولما كان ذلك كذلك كان السعي إلى منهج أشمل مطلوبًا، وأبلغ حجة، وأبين طريقًا؛ منهج يقضي بالتوقف عن عملية التجزئة في تفسير آيات هذا الكتاب، والاتجاه به اتجاهًا موضوعيًا = ضرورة لازمة).
وقال في موطن آخر: ( ... غاية الأمر أنني أدعو إلى التوقف عن التعامل التجزيئي مع القرآن الكريم، والاتجاه إلى تفسير القرآن تفسيرًا موضوعيًا.
إنني أهدف إلى بيان أن التفسير الموضوعي للقرآن هو الأليق والأنسب والأولى بالاتباع في هذا العصر سواء في ذلك التفسير الذي يعالج وحدة الموضوع في القرآن، أو ذلك الذي يعالج وحدة الموضوع في السورة، وهو الأنسب للتدريس في المؤسسات والمعاهد العلمية ... )
ويقول: (وحينما نقول: إن التفسير الموضوعي يجلي الحقائق القرآنية، ونعلم أن هذه الحقائق هي التي تهيئ فكر المسلم وقلبه للصلاح ندرك حينئذ أهمية التفسير الموضوعي ودوره في إحداث الوثبة الحضارية ... ).
ويقول آخر: ( ... لذا لا يمكن أن نجابه مشاكل العصر ومعطيات الحضارة إلا بأسلوب الدراسات الموضوعية للقرآن الكريم، أو بأسلوب التفسير الموضوعي).
وهذه المقولات من هؤلاء الفضلاء فيها تزيُّدٌ ظاهر، ودعوى عريضة تحتاج إلى برهان قوي، وحجة واضحة، ولو قيل: إن التفسير الموضوعي يمثل لبنة من لبنات معالجة شيء من القضايا والمشكلات بطريقة القرآن = لكان أقرب، لكن أن يكون هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل، والأولى، فذلك دونه خرط القتاد.
ملحوظات على التفسير الموضوعي
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: إن التفسير الموضوعي يدخل في باب الفوائد والاستنباطات، وليس من التفسير الذي هو بيان معني القرآن.
وبتأمُّلِ هذه الإضافة يظهر أن أمامك تفسير جديد، أي بيان معانٍ جديدة للقرآن من طريق موضوعاته.
لكن حينما تكشف عن ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي ستجدُ أنها ترجِع إلى فوائد واستنباطات، وليس فيها بيان معني جديدة لآيات القرآن، وعلى هذا فنسبتها للتفسير غير دقيقة. بل الصحيح أنها (موضوعات قرآنية)، وهذا العنوان أدق من تسمية هذا اللون بالتفسير الموضوعي.
وما ذكرته لك هنا أرجو أن لا تتعجَّل بردِّه قبل أن تحدِّدَ معنى التفسير، وأن تطَّلِع على الإضافة التي أضافها من كتب في موضوع من الموضوعات باسم التفسير الموضوعي، ولك أن تتأمل إضافته، هل هي من باب التفسير، أو من باب الفوائد والاستنباطات؟
وحقيقة التفسير الموضوعي كما يأتي:
1 ـ جمع متفرق من الآيات التي تتحدث عن موضوعٍ أو لفظة أو جملة [يخرج عن هذا دراسة موضوع من خلال سورة]
2 ـ دراسة هذا المجموع بعد تبويبه
3 ـ استنتاج الفوائد، واستخلاص الهدايات والعِبَر من هذا المجموع.
ثانيًا: إن التفسير الموضوعي (بأنواعه الثلاثة) يُدرس من خلال القرآن، فهو بحث قرآني بحت، ولكن الملاحظ في دراسة الموضوع من خلال القرآن أن كثيرًا من الموضوعات لا يمكن بحثها من خلال القرآن فقط؛ لأنَّ صورة الموضوع لا تتمُّ بالنظر إلى القرآن فقط، بل لابدَّ من إضافة السنة وآثار السلف لبيان هذا الموضوع.
وعند تأمُّلِ بعض الموضوعات تجد أنها على ثلاثة أقسام:
الأول: قسم يمكن بحثه من خلال القرآن؛ لغزارة مادته، كإهلاك الأمم الكافرة من خلال القرآن.
الثاني: قسم لا يمكن بحثه من خلال القرآن لقلة مادته في القرآن؛ كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الأسر وأحكامه، إذ الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن الأسير في القرآن قليل، وهو في السنة أكثر.
الثالث: قسم تكثر مادته في القرآن وفي السنة، ويكون في تخصيص دراسته في القرآن فقط قصور في تصوُّرِ الموضوع بشمولية، كموضوع العلم، وموضوع الجهاد، وغيرها كثير.
وقد يقول قائل: إن الغرض من دراسة الموضوع من خلال القرآن طرح طريقة القرآن فقط؟
فالجواب: ثُمَّ ماذا، أليس الباحث سيبني أحكامًا وفوائد؟
فإذا كان كذلك فلابدَّ أن يحتاج إلى مصادر أخرى في بحثه، ومن أهمها السنة النبوية، وإلا كان بحثًا ناقصًا بلا ريب.
ثالثًا: منْزلة السنة وأقوال السلف في التفسير الموضوعي:
لقد أثَّر عنوان هذا اللون، وهو التفسير الموضوعي على التعامل مع أهم مصدرين من مصادر التفسير، وإذا تأملت ما سطَّره منظرو التفسير الموضوعي، وجدتهم لا يمكن أن ينفكوا عن السنة أو آثار السلف، لكن ما مقامهما، وكيف بتعاملون معهما؟
أما السنة، فقد جعلوها شارحة للقرآن، ولا يصحُّ أن يُنشأ عنصر من عناصر الموضوع القرآني من السنة.
وهذا التقييد من جهة الافتراض صحيح، لكنه سيُفقِد البحث في الموضوعات كثيرًا من الأمور المهمة بسبب الاقتصار على القرآن وحده، ولو رحتُ أضرب لك الأمثلة في ذلك لغدت كثيرةً لا حصر لها، ولأمثِّل لك بمثال واحدٍ يكون نبراسًا لغيره.
لو بحثت موضوع الصلاة، وقلت (الصلاة في القرآن) فإنك لا تستطيع أن تتحدَّث عن موضوع مهمٍّ في الصلاة، وهو زمن فرضية الصلوات الخمس ومكان ذلك الفرض؛ لأنك لا تجدُ في القرآن ما يشير إلى ذلك البتة. ومن ثَمَّ فأنك لو جعلت من عناصر بحثك: (مكان فرض الصلاة) لكان خطأً عند أصحاب التفسير الموضوعي؛ لأنه لا يوجد في القرآن ما يشير إلى هذا الموضوع، والعناوين لابدَّ أن تكون مستوحاة من الآيات لا من غيرها.
ولقد ساق الاقتصار على دراسة الموضوع من خلال القرآن إلى خلل في التعبير يظهر من لوازمه أن الاعتماد على القرآن وحده يكفي في تصور موضوع من الموضوعات الإسلامية، يقول أحدهم: (إننا إذا أردنا أن نبني المجتمع المسلم، فيجب أن نقيمه على الأسس والأصول القرآنية. وأكثر الشعوب قد انحرفت ـ من حيث لا تدري ـ عن هذه الأسس والأصول في أكثر مجالات الحياة. ولن تتحقق لها السعادة إلا برجوعها إلى تلك الأسس والأصول التي بات الناس في غفلة عنها بقصد أو بغير قصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلغياب كثير من أسس القرآن وأصوله عن فهم الناس وسلوكهم آثرنا أن يكون البحث في التفسير الموضوعي مقتصرًا على القرآن الكريم فحسب، فإنه الوسيلة الوحيدة التي تصحح المواقف والمفاهيم المتعلقة بالوجود ودور الإنسان فيه، وما يتصل بذلك من حقائق ومبادئ) انتهى.
إذا كان يستطيع أخذ هذه الأمور من القرآن مباشرة فأين دور السنة؟
وهل يعني قوله هذا الناس قد فهموا أسس وأصول السنة، فلم يحتاجوا إلى بين ذلك لهم، وبقي عليهم بيان أسس وأصول القرآن فقط؟!
ألا يمكن أن يرد على هذا الكلام: ما الفرق بين القرآنيين الذي لا يرون الأخذ بالسنة لاعتقادهم باكتفاء القرآن ببيان كل شيء؟
إنني أقول بكل ثقة: إن من سلك في دراسة بعض الموضوعات الإسلامية الكبيرة أسلوب التفسير الموضوعي قد ألزم نفسه بما لا يلزم، وادخلها في مضايق هو في غنى عنها، فلماذا هذا التجزئة لمتلازمين لا ينفكان: الكتاب والسنة؟!
أما أقوال السلف (الصحابة والتابعون وأتباع التابعين) عندهم فهي كالسنة من جهة عدم إضافة عنوان بسبب قول من أقوالهم.
لكن الموضوع الذي لم يبينه أحد ممن اطلعت على كلامه في التفسير الموضوعي هو: كيف سيفهم معنى الآيات؟ هل سيعتمد على مصادر التفسير المعروفة، أو سيجتهد اجتهادًا خاصًّا خارج إطار هذه المصادر؟
لقد جاء الحديث عن الإفادة من تفسير السلف عند أصحاب التفسير الموضوعي كلامًا مبهمًا مجملاً لا يدلُّ على الأسلوب الذي سيتعامل به هؤلاء مع أقوالهم التي لا يمكن لمفسِّر جاء بعدهم أن ينفك عنها البتة.
وقد جعلوا تفاسير السلف مادة للتوضيح لا يُستقى منها عناوين موضوعات في البحث، وهذا فيه انفكاك من أمر لا ينفك البتة، خصوصًا إذا كان البحث في دراسة (لفظة أو جملة من خلال القرآن).
فمثلاً، لو كنت تبحث في موضوع (القنوت في القرآن)، وجعلت من عناوينك الرئيسة:
القنوت: الطاعة الدائمة
ثمَّ استدللت بقوله تعالى: ((كل له قانتون))، فإن السؤال الذي سيرد هنا: من أين استقيت عنوانك هذا؟
فالجواب: إما أن يكون من دلالة اللغة، وإما أن يكون من تفسير المفسرين، وكلا المصدرين عندهم لا يُبنى منه عنوان.
ففي مثل هذه الحال، هل يمكن الانفكاك من تفسير السلف؟!
أعود فأقول: إن طريقة التفسير الموضوعي هذه فيه إلزامٌ بما لا يلزم.
وهناك مسألة أخرى في تفسير السلف لم يبيِّنها أصحاب التفسير الموضوعي، وهي: كيف يتعامل مع اختلاف السلف في تفسير لفظة أو جملة من آية؟
هل سيُعرضُ عن الاختلاف ويختار ما يراه متوجِّهًا مع بحثه؟
هل سيناقش الاختلاف، ثمَّ يرجِّح ما يظهر له؟
وهل سيكون ترجيحه هذا موضوعيًا بحيث لا يكون للموضوع الذي اختاره تأثيرٌ على ترجيحه؟
وإذا كان الاختلاف من باب اختلاف التنوع الذي تحتمل الآية فيه الأقوال هل سيستدلُّ بها في مواضع متعدِّدة بحسب ما قيل في معناها من أقوال صحيحة؟
كل ذلك لم يُحرِّره أصحاب التفسير الموضوعي مع أنه لا يمكنهم أن ينفكَّوا عنه، وإنما اكتفوا من تفسير السلف بأن لا يضع عنوانًا مأخوذًا من تفسيرهم.
رابعًا: إن من يقرأ ما كُتِبَ في التفسير الموضوعي من جهتيه التنظيرية والتطبيقية سيجد عدم الاتفاق في كثيرٍ منه، فهذا يستدرك على هذا في التنظيرات، وذاك لا يرضى طريقة هذا في التطبيقات.
ولاشكَّ أن هذه الاستدراكات نابعة من جدَّةِ الموضوع، وعدم وضوحه منذ بداياته في النصف الثاني من القرن الرابع عشر، وهذا يعني أنَّ مجال الاستدراك لازال مستمرًّا.
خامسًا: إن طريقة كتابة التفسير الموضوعي سواء أكان موضوعًا من خلال القرآن أم كان موضوعًا من خلال سورة غير متفقٍ عليها.
فبعضهم ينحى في الكتابة إلى الأسلوب الأدبي والخطابي، فتراه يقلِّب عبارته، ويبدي ويعيد في ألفاظ ينتقيها، ويطيل الكلام في موضوع يمكن إجماله في سطر ونصف السطر.
وقد اطَّلعت على رسائل سارت على هذا الأسلوب، فاستغربت القصد إلى هذا التطويل في العبارات لأجل إثبات قضية يمكن إثباتها وبيانها بأقل مما الحال عليه في هذه الرسائل، حتى ظهر لي أن هذا الأسلوب مقصودٌ لذاته، ولا تتمُّ الرسالة إلا به. وهذا ـ في الحقيقة ـ من الحشو الذي يمكن الاستغناء عنه.
وبعضهم ينحى إلى تقرير المسألة تقريرًا علميًا مباشرًا بلا حشو عبارات لا داعي لها، وهذا هو السبيل الأمثل في العلم، لأن الأساليب الخطابية والأدبية لا مدخل لها في إثبات المسائل العلمية، وإنما قد توجد فيها كوجود الملح في الطعام، فإذا زادت فسد الكلام كما يفسد بزيادة الملح الطعام.
سادسًا: من طرائف ما وقع لي فيما يتعلق بهذا الموضوع أني كنت أتحدث مع أستاذ من أساتذة الثقافة الإسلامية في كلية الشريعة بالرياض، فقلت له: ألا يوج موضوعات علمية قدِّمت لكم وصار بينكم وبين قسم الدعوة بكلية الدعوة والإعلام منازعة في الموضوع، هل هو من موضوعات الثقافة الإسلامية أو من موضوعات الدعوة الإسلامية؟
فقال لي بل قد تكون المنازعة بين ثلاثة أقسام، وهي قسم القرآن وقسم الثقافة وقسم الدعوة، حينما يكون من موضوعات التفسير الموضوعي.
وأخيرًا أقول: إنني على غير قناعة بالمطروح في التفسير الموضوعي، لا من جهة الاصطلاح، ولا من جهة التنظير والتطبيق. وأتمنى لو صُحِّحَ مسار هذا الموضوع، إذ فيه نفع وفوائد كثيرة، لكن بعد ترشيده وتسديده.
أسأل الله أن يجعل هذا الكلام من باب النصح والتصويب لا من باب التثريب، وأسأله أن يرينا ـ جميعًا ـ الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jun 2003, 04:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
درَّسنَا التفسير الموضوعي الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم محمد حفظه الله، وكان المقرر الدراسي هو كتاب (مباحث في التفسير الموضوعي) الذي ألفه، وطبعته دار القلم بدمشق عام 1410هـ. فكلف كل طالب بكتابة بحث من أجل التدرب على هذا اللون من التفسير الذي لا يزال في مراحله الأولى. فكان من نصيبي بحث (الولاية في القرآن الكريم)، وعندما أردت وضع خطة لهذا الموضوع واجهتني صعوبات في ذلك، وشكوت إلى الشيخ مصطفى غموض طريقة البحث في هذا اللون من التفسير. وأنه لا يصح أن يطلق عليه التفسير الموضوعي في مقابل التفسير التحليلي. وأن التفسير الموضوعي مبني على التحليلي ولا بد، إلى غير ذلك من إشكالات.
ولما ناقشني في البحث أمام الزملاء، قال: إن الذي يقرأ أول بحثك يبدو له أن الموضوع واضح في ذهنك وضوحاً تاماً، ولكنه ما إن يدخل في صلب البحث حتى يظهر له أنك لم تفهم الموضوع!
فشكوت له ذلك، وقلت: إنك تشترط في عنونة الفصول والأبواب شروطاً لم أستطع تحقيقها، وهو أن هناك مباحث مهمة في الموضوع، ولكنها لم ترد في القرآن الكريم. فماذا أصنع؟ وغير ذلك مما أشار إليه الدكتور مساعد الطيار في مشاركته السابقة.
وتاريخ الكتابة التأصيلية المنهجية في هذا اللون من التفسير حديثة النشأة، فمن أول من ألف فيه الشيخ الكريم الدكتور أحمد السيد الكومي والدكتور محمد أحمد قاسم في مؤلفهما (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم) ولعلهما أول من سماه بهذا الاسم. وعنهما أخذ من بعدهما.
ثم توالت المؤلفات بعد ذلك فيه، فكتب الدكتور أحمد العمري (دراسات في التفسير الموضوعي). وكتب الدكتور زاهر بن عواض الألمعي (دراسات في التفسير الموضوعي)، وكتب الدكتور عبدالحي الفرماوي (البداية في التفسير الموضوعي)، وكتب الدكتور الحسيني أبو فرحة (الفتوحات الربانية في التفسير الموضوعي)، وكتب الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد (المدخل إلى التفسير الموضوعي)، وكتب الدكتور مصطفى مسلم (مباحث في التفسير الموضوعي)، وكتب الدكتور عبدالجليل عبدالرحيم (التفسير الموضوعي للقرآن في كفتي الميزان)، وكتب الدكتور صلاح الخالدي (التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق).
وجل هذه المؤلفات كانت محاضرات ألقاها مؤلفوها على طلاب الدراسات العليا، ثم جمعت بعد ذلك في كتب. ولذلك فلا يزال هذا اللون من التفسير في حاجة ماسة إلى الدراسات التأصيلية التقويمية لمساره، حتى تتكامل الجهود، ويستقيم المنهج.
والذي ذكره الدكتور مساعد الطيار من مبالغة بعض من صنف في التفسير الموضوعي في وصفه بأوصاف تقلل من شأن غيره من التفاسير، وتقلل من شأن كتب التفسير السابقة، وتتهم السابقين بعدم التنبه لهذا اللون، وتقصيرهم في العناية به، أمر يلحظه القارئ العادي في بعض كتب التفسير الموضوعي، ولعل مرد ذلك - والله أعلم - إلى ما يصيب من يتنبه لأمر غفل عنه غيره، أو ظن أن غيره قد غفل عنه من العجب والفرح. وللعجب والفرح أخذة كأخذة السحر، فيأخذ بإيراد الأدلة والحجج على أهمية ما اهتدى إليه، وأنه لا يمكن أن يفهم القرآن إلا بهذه الطريقة.
ولا شك أن هذا من المبالغة التي يجب أن تجتنب، فالتفسير الموضوعي مهم، وله جوانب في غاية النفع والفائدة، ولكنه لا يستغني عن التفسير التحليلي بحال. بل هو قائم عليه، ومرحلة تالية له. والتفسير التحليلي هو الذي يتم به بيان المراد من كلام الله تعالى. ولكن عندما تجتمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد أمام نظر الباحث، فإنه يظهر له من الهدايات، والقواعد، والفوائد ما لم يكن مهتدياً إليه دون هذه الطريقة، وهناك العديد من الدراسات الجادة في التفسير الموضوعي التي تناولت مسائل في غاية الأهمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما تسمية التفسير الموضوعي بهذه الاسم فهذه مسألة تختلف فيها وجهات النظر، وهو مصطلح حادث يمكن التفاهم حوله. وأرجو أن لا يكون هناك مشاحة في الاصطلاح إذا عرف المقصود منه، ولم يحمَّل من اللوازم ما لا يحتمل. فهو مصطلح معاصر، والبحث فيه دفعت إليه حاجات البحث، وحاجات الأمة المسلمة في وقتها الحاضر، ويقظة المسلمين بعد الغفلة دعتهم للعودة إلى القرآن الكريم، والحرص على الانطلاق منه في كل أمر، حتى في مسائل اللغة والصواب اللغوي، فقد ظهرت ولا زالت كثير من الأصوات التي تدعو إلى عودة الناس إلى المصطلح القرآني ونبذ المصطلحات الدخيلة على لغتنا.
فالعلاقة إذا بين التفسير التحليلي والتفسير الموضوعي علاقة تكامل، ولا غنى للباحث في التفسير الموضوعي عن تفسير السلف، والسير على منهج المفسرين في فهم كلام الله. إلا أنه بعد ذلك يبدأ في جمع الآيات، والمقارنة بينها، للخروج بعد ذلك بقواعد وأصول في الموضوع الذي تناوله القرآن الكريم في أكثر من موضع. ولذلك سمى بعض الباحثين التفسير التحليلي (بالتفسير الموضعي). لأن المفسر يفسر الآيات في موضع واحد لا يتعداه حتى ينتهي من الكلام عليه، ثم ينتقل إلى ما بعده، وهكذا. بخلاف التفسير الموضوعي الذي يجمع الآيات المتفرقة في الموضوع الواحد.
وأخيراً فإن ما طرحه الدكتور مساعد الطيار هنا مسألة في غاية الأهمية للمهتمين بالتفسير الموضوعي، والمؤلفين فيه، جديرة بالوقوف والتباحث حول كيفية تصحيح مسار الدراسات في التفسير الموضوعي. وهي مسائل قل من يتنبه لها عند مناقشة مسائل التفسير الموضوعي، ولم يتعرض لها أحد ممن قرأت كتبه، وكل ما طبع في التفسير الموضوعي من الناحية التاصيلية موجود لدي. فلست أرى إلا أخذاً للاحق من السابق، حتى التعريف الذي يوردونه للمصطلح يكاد كل باحث ينفرد بتعريف خاص، بتغيير يسير في بعض العبارات التي يرى أنها أدل على المراد.
وأرجو من كافة الإخوة الذين كانت بحوثهم ودراساتهم في التفسير الموضوع أن يناقشوا هذه المسائل التي طرحها الدكتور مساعد الطيار بما يتبين لهم فيها من رأي. ولا سيما أن كثيراً من المتخصصين يرى أهميته، ويوصي طلابه بالبحث فيه كالدكتور الجليل ناصر العمر وفقه الله فهو من المهتمين بهذا اللون من التفسير، وله في ذلك مؤلفات، وأرجو أن تصله رغبتنا في المشاركة في هذا الموضوع.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[01 Jul 2003, 12:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد أتحفنا – كعادته – الدكتور مساعد – وفقه الله – في طرح موضوعه حول مصطلح التفسير الموضوعي.
إلا أن لي وقفة يسيرة مع ما طرحه الشيخ الدكتور مساعد الطيار – وفقنا الله جميعًا لكل خير-!
ينبغي أن يُعلم أن التفسير بجميع أشكاله، وصوره، وطرقه متى ما سلم من الانحراف في الاستدلال بالقرآن العظيم على قضاياه؛ فهو حق، وهداية، ورشاد؛ كما أخبر الله عز وجل بقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
فهداياته لا تقف عند صورة من صور التفسير، ولا شكل من أشكاله، فهو هداية الله تعالى للثقلين، وهو مخرج الأمة مما تكابده من ضلالات وظلمات، ومشكلات، سواء كان ببيان معانيه التي لا يُفهم المراد إلا ببيانها، أو كان باستثارة دلالات ألفاظه، وما توحيه من الهدايات.
فقول الشيخ حفظه الله- على لسان المتبنين لهذا النوع من التفسير:" وأن العصر بحاجة إلى تجديد الطريقة في عرض التفسير، وقد زعم بعضهم أن التفسير الموضوعي هو الذي يمكنه حلُّ المشكلات، والإجابة عن المعضلات، وأنه الأنسب إلى أسلوب العصر " ثم قوله:" وهذا ضرب من القول لا برهان له"= يناقض ما سلف بيانه.
إلا أنه لا شك في خطأ من حاول التهوين من شأن التفسير التحليلي، أو الموضعي؛ لأنه لا يمكن أن تُستنبط هدايات، ودلالات القرآن على الموضوعات إلا بفهم معاني ألفاظه، ودلالاتها.
والظاهر أن من نُقلت بعض نصوصهم يريدون بيان مناسبة التفسير الموضوعي لأبناء هذا العصر؛ لشغفهم بكل جديد، ولأن التفسير الموضوعي تغلب على أطروحاته الناحية التجديدية التي أُغرم بها أبناء عصرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كل حال؛ فالتضخيم الذي يلمسه المطلع على أطروحات أصحاب الاتجاه الموضوعي للتفسير يستمد قوته من مصدره؛ وهو كتاب الله تعالى.
فقول أستاذنا – حفظه الله-:"
وهذه المقولات من هؤلاء الفضلاء فيها تزيُّدٌ ظاهر، ودعوى عريضة تحتاج إلى برهان قوي، وحجة واضحة، ولو قيل: إن التفسير الموضوعي يمثل لبنة من لبنات معالجة شيء من القضايا والمشكلات بطريقة القرآن = لكان أقرب، لكن أن يكون هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل، والأولى، فذلك دونه خرط القتاد."
أقول: من وجهة نظري فإن التفسير الموضوعي إذا بُني على فهم الألفاظ القرآنية فهمًا سليمًا كما يقتضيه التفسير النبوي، وتفسير الصحابة، وكما يقتضية التفسير اللغوي؛ فلا شك أنه تفسير تحليلي وزيادة؛ فلما لا يكون الأمثل؟؟
أضف إلى ذلك إذا طرحت فيه نظرة القرآن لأمراض العصر، ومشكلاته.
فلماذا يُعد هذا النوع من الطرح بدعًا من القول؟؟
وهنا أجدني مُنساقًا إلى الحديث عن نقطة هامة أشار لها الدكتور أبو عبد الملك، ويتدارسها كثير من الباحثين:
ما هي المصادر المعتبرة في البحث في التفسير الموضوعي؟
وهل القول: بأن التفسير الموضوعي لابد أن يكون نابعًا من القرآن العظيم، ومما يُفهم من نصوصه؛ خطأٌ يجب أن يصحح!!.
وهل الباحث في التفسير الموضوعي لابد أن يذكر ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم، وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم - في موضوعه؟
أشار الدكتور مساعد حفظه الله إلى طرف لهذه القضايا؛ فلا أحب أن أطيل بنقله، ولكن يبدو – والعلم عند الله – أن الباحث في التفسير الموضوعي بين أمرين:
أولهما: إن كان بحثه في قضية أشبعها القرآن بحثًا، وأحاط بجوانبها، ولا تكاد تجد في السنة إلا ما يؤيد المفهوم من دلالات الألفاظ.
ثانيهما: إن يكون للسنة شرح، وتقيد، وتخصيص، وإضافة قيود، وشروط ..
ففي الحالة الأولى لا يُعد إغفال الباحث للنص النبوي عيبًا يؤخذ عليه.
أما في الحالة الثانية؛ فلا أعلم كاتبًا في التفسير الموضوعي يُنكر ضرورة الأخذ بتقييدات السنة، وتخصيصاتها ...
إذا ما الفائدة التي يجنيها الباحث في هذا النوع من التفسير؟؟
فالجواب: إن ما يجنيه الباحث في هذا النوع من التفسير لا يمكن حصره! ولعل أهم ما فيه: الاستفادة من طريقة القرآن في علاج ظاهرة ما، وفي تتبع أسبابها، وفي النظرة الكلية لها ....
فهذه الفائدة لا يمكن أن يُستهان بها إطلاقًا، ولا يصح إغماضها بحجة الاكتفاء بطرح القرآن.
فالباحث عن موضوع معين؛ كأوقات الصلوات مثلًا- فإنه عندما يُشير لاشتمال القرآن على مواقيت الصلاة الخمسة، وذكرها مرة ثلاثة، مرة أربعة، ومرة خمسة سيجني فوائد لا حصر لها، منها:
اهتمام القرآن العظيم ببيان أوقات الصلوات.
تعظيم وقت الصلاة.
الفوائد المكتسبة من ذكر أوقات الصلاة بطرق مختلفة، وأن الوقت ينقلب في حالة المضطر إلى ثلاثة أوقات، ونحو ذلك.
فلا يصح بحال القول: ما المستفاد من معرفة طريقة القرآن؛ لأن للقرآن منهجًا فريدًا في موضوعاته، وكيفية طرحها، وهو نوع من إعجازه.
فالناظر في بيان القرآن لصفة النفاق – مثلًا - وكيف تتبع القرآن هذه الصفة الخبيثة، وكيف عالجها، واجتثها من أصول النفس، وكيف بين عوار أهلها، وكشف زيفهم .....
لا شك أن الباحث سيجد سيلًا عارمًا من الإضاءات، والإضافات، والتعليلات التي لا تظهر عند النظر في آية تطرقت لصفة النفاق، ودرست بمعزل عن أخواتها.
وقد ذكر أبو عبد الملك – وفقه الله – أن الباحث في التفسير الموضوعي لا ينطلق من البيان اللغوي؛ فقال:
" فمثلاً، لو كنت تبحث في موضوع (القنوت في القرآن)، وجعلت من عناوينك الرئيسة القنوت: الطاعة الدائمة، ثمَّ استدللت بقوله تعالى: {كل له قانتون}، فإن السؤال الذي سيرد هنا: من أين استقيت عنوانك هذا؟
فالجواب: إما أن يكون من دلالة اللغة، وإما أن يكون من تفسير المفسرين، وكلا المصدرين عندهم لا يُبنى منه عنوان".
والحق: إن الباحث في التفسير الموضوعي ينطلق من البيان النبوي، ومن البيان السلفي، ومن البيان اللغوي بشرط:
أن يكون لتبيين معنًى، أو لفظة، ولا يمكن بحال أن يعزل الباحث في التفسير الموضوعي- اللغة مثلًا - عن استدلالاته، فهو يجد في التفسير النبوي، وفي تفسير السلف، وفي التفسير اللغوي ما يُعينه على الاستدلال بالآية على ما يريد.
وكذلك فإنه قد يجد في الآية اختلافًا من باب التنوع؛ فلا ضير عليه أن يأخذ المعنى الذي يناسب بحثه؛ لأن كلا المعنيين حق!
ومادام ذلك كذلك؛ فإلزامه بذكر اختلاف السلف في لفظة ما لا يلزمه أبدًا، بل يكفيه أن يستشهد من الآية، أو اللفظة بما يؤيد كلامه، ما لم يكن معنًى باطلًا.
وهذا قريب من التفسير الإشاري؛ لأن الباحث قد يجد أحيانًا للآيات المجتمعة دلالة لا تظهر عند النظر في الآية مفردة، وهذا المعنى لا يبطله، ولا ينقضه شيء؛ فما المانع من الاستئناس به، والاستفادة منه؟
آمل أن أكون وفقت في بيان وجهة نظري القاصر، وآمل أن لا أكون كساقية أرادت اعتراض بحر متلاطم الأمواج؛ فلعل في اعتراضي ما يبين لي حقًا غائبًا، أو يوضح وجهة نظر، والله الموفق للصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Jul 2003, 05:11 م]ـ
أشكر الأخوين الفاضلين عبد الرحمن الشهري ووليد العمري على تعقيباتهما.
وأود أن أوضح فكرة الموضوع الذي طرحته بإجمال، فأقول:
أني لا أردُّ فكرة التفسير الموضوعي، لكن أودُّ أن يُعاد التفكير فيه من جهتين:
الأولى: تأصيل الموضوع:
بعد هذا المشوار الذي قام به أساتذتنا الكرام ممن ألَّف في التفسير الموضوعي فإنَّي أرى أنَّ مدارسة هذا الموضوع، وبعث البحث فيه، والخروج بنقاط جديدة أولى من تركه على ما هو عليه.
ومن يقرأ في تنظير التفسير الموضوعي وتطبيقاته يمكن أن ينسب كل طريقة إلى فلانٍ بعينه، فيقال: هذه طريقة فلان، وتلك طريقة علان ...
ولأنه لا يكاد يتفق الذين كتبوا في هذا الموضوع في أفكاره وتنظيراته، فإني أتمنى أن يشارك الإخوة الكرام الذين كان لهم مشاركة دراسية أو تدريسية بأن يتحفوا قراء الملتقى بأفكارهم وملحوظاتهم.
وهناك بعض القضايا التي تحتاج إلى تحرير؛ إما لغموضها؛ كعناوين الموضوعات حين دراسة موضوع من خلال القرآن، وكيفية التعامل مع مصادر التفسير، وإما لعدم وجودها؛ ككيفية التعامل مع الاختلاف الوارد في التفسير.
ومن القضايا التي لم تلق عناية تامَّة من جهتي التنظير والتطبيق = دراسةُ لفظة أو مصطلح من خلال القرآن.
وعند دراسة هذا اللون من ألوان التفسير الموضوعي يحسن استعراض عدد من القضايا لها علاقة كبيرة به، وهي: معنى اللفظة في اللغة، وكيفية استعمالاتها إن وُجِدَ، ومعرفة علاقتها بعلم الوجوه والنظائر، والكليات التفسيرية لألفاظ القرآن.
وهل المراد من البحث في هذا اللون معرفة مدلول اللفظة أو الجملة في القرآن فقط، أم المراد أوسع من ذلك، فتتم دراسة اللفظة من جهة موضوعها فتتحول إلى موضوع بدلاً من كونها لفظة أو جملة.
فلو قلت: (المكر في القرآن) فإن هذا الموضوع يمكن دراسته من جهة كونه مفردة، ومن جهة كونه موضوعًا.
ومن الدراسات القليلة والتي أرى أنها تمثِّل جزءًا كبيرًا من دراسة لفظة أو جملة من خلال القرآن الدراسات التي قام بها الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، فقد دراسة مصطلح (الذين في قلوبهم مرض) في القرآن، وظهر بنتائج جيِّدة بعد جمع الآيات ودراسة أقوال المفسرين فيها.
الثانية: من جهة التطبيق:
1 ـ الملاحظ أن أغلب الكتابات في التفسير الموضوعي جاءت على لونين:
الأول: دراسة موضوع من خلال القرآن، وهذا هو الأكثر في بحوث التفسير الموضوعي.
الثاني: دراسة موضوع من خلال سورة.
ولا تكاد تجد اتفاقًا في طريقة كتابة هذين اللونين، بل الاختلاف في طريقة العرض هي الأصل، فهل هذا الاختلاف مطلبٌ؟!
وإن لم يكن مطلبًا، فما هي الطريقة المبتغاة في كتابة التفسير الموضوعي؟
2 ـ الأسلوب المتبع في كتابة التفسير الموضوعي، هل يلزم أن تكون بالأسلوب الإنشائي؟ أم هذا الأسلوب مما يمكن الاستفادة منه،لكنه غير لازم.
وإنما أقول ذلك لأن كثيرًا ممن كتب في موضوعات التفسير الموضوعي يعتمد هذا الأسلوب الكتابي، حتى كاد أن يكون شرطًا في الكتابة فيه.
والمقصود الذي أريده أنه يمكن توصيل بعض الموضوعات يأسلوب علمي رصين من غير استعمال الأساليب الخطابية والإنشائية، فلم لا يُعمل به؟!
هذا باختصار ما أريد الحديث عنه، وما ذكرته من نقدٍ في المقال السابق فإني أرجو أن لا يُفهم منه أني لا أرتضي التفسير الموضوعي جملة وتفصيلاً، لا، بل المراد معالجة الموجود، وإعادة النظر فيه.
وكم أتمنى لو شارك الإخوة الكرام، ثمَّ يقوم أحدهم بتلخيص الأفكار المطروحة في هذا الموضوع، ثمَّ تُجعل في ملف خاصٍّ بها في هذا الملتقى، ليستفيد منها المعتنون بهذا الموضوع، والله الموفق.
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[02 Jul 2003, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يُحبه ربُنا ويرضاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه، ورسوله، ومجتباه، أما بعد:
يمكن إجمال الإشكالات التي نبه إليها أبو عبد الملك - حفظه الله - في التالي:
أولًا: في طريقة الكتابة في التفسير الموضوعي:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تكون الكتابة فيه تتبع الإسلوب العلمي الذي يهتم بالكشف عن القضايا العلمية، وتقريرها، أم تكون بالإسلوب الخطابي الوعظي الذي يلجأ إليه المربي، والواعظ، ويهدف إلى إثارة انتباه القارىء، والتأثير فيه.
ثانيًا: مما يُبنى التفسيير الموضوعي؟ أو (بناء العناوين فيه مما تُقتبس)؟
هل مصادر التفسير الموضوعي هي مصادر الموضوعات الشرعية؟
أم أن التفسير الموضوعي لا يقوم على غير القرآن الكريم، ولا يصح بناء موضوع في القرآن على غير القرآن؟
ثالثًا: طريقة التعامل مع كتب التفسير:
*- كالاختلاف في تفسير لفظة، أو معنى بين السلف، كيف يتعامل الباحث في التفسير الموضوعي من هذا الاختلاف إذا كانت الآية المتضمة للخلاف من موضوعات بحثه.
رابعًا: طريقة دراسة لفظة من خلال القرآن الكريم
وهل تكون بأسلوب العلماء السابقين الذين كتبوا في الأشباه والنظائر، وهدفوا إلى بيان تصرفات اللفظة في القرآن إلى معانٍ عدة، وهي طريقة لُغوية في الدرجة الأولى.
أم تكون بأسلوب موضوعي؟
ولا شك أن هناك قضايا أُخر قد تتوالى، وهدفي هنا تلبية دعوة الدكتور العزيزة، وأبدأ كمشاركة بأولها، ثم أتوقف لاتاحة الفرصة لباقي الإخوة، والاستفادة من مداخلاتهم.
طريقة الكتاب في التفسير الموضوعي:
يذهب وهلي إلى اختلاف الأسلوب تبعًا لاختلاف الموضوعات القرآنية، فمن الموضوعات القرآنية موضوعات علمية بحتة، تحتاج إلى طرح علمي بعيد عن الأسلوب الخطابي الوعظي، وهذا كعامة الأحكام المذكورة في القرآن العظيم، فمن كتاب في الصلاة من جهة أحكامها - مواقيتها، أركانها .... -وكالصيام، والحج، وأحكام أهل الذمة، والمعاملات وأصولها في القرآن إلى غير ذلك.
وهناك موضوعات إيمانية، أخلافية تربوية تحتاج الأسلوب الوعظي الذي لا يطغى على تبيين دلالات القرآن على هذه القضايا.
ومن اراد أن يجمع تفسير موضوعيًا في قضية إيمانية عند بعض العلماء سيجد أن هذه القضية واضحة تمامًا.
فمن أحب أن يكتب في حديث القرآن عن الإخلاص من خلال كلام الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله - فإنه سيحد من تعليقاته الوعظية، الخطابية، الإيمانية على الآيات ما تقطع فيه بأنه الأسلوب الأنجح، والأنجع في مثل هذه القضايا، لأنها قضية طلبية تحتاج إلى النفس الذي يأخذ بمداخل النفس إلى التأمل، والتفكر.
بينما لو بحثت عن كلامه في مسألةٍ علميةٍ؛ كدلالات القرآن على انتقاض عهد المعاهد إذا طعن في الدين، أو برسول رب العالمين؛ ستجد تفسيرًا موضوعيًا بقالب علمي رصين لا تكاد تجد له مثيل؛ إلا في كتابات شيخه - رحمهما الله-.
فلنستمع لآراء الإخوة!!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Jul 2003, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وجهة أخرى أتناول فيها الموضوع في نقاط:
- أولاً: التفسير الموضوعي ليس قسيماً للتفسير التحليلي والإجمالي , ولا مقابلاً لهما , ولا بديلاً عنهما , وإنما هو – في نظري – أشبه ما يكون بجمع الأقوال في المسألة واستيعابها قبل بيانها والحديث عنها , فالباحث في التفسير الموضوعي يختار لفظاً أو موضوعاً قرآنياً , ثم يفسره تفسيراً تحليلياً أو إجمالياً , بحسب حاجته وغرضه من موضوعه. فهو يبدأ بموضوع وينتهي بمنهج قرآني في الحديث عن هذا الموضوع , وفيما بينهما تفسير قائم على قواعد المفسرين وطرائقهم في بيان معاني كلام الله عز وجل , ولن يصل الباحث إلى نتيجة سليمة شرعاً وحساً إلا إذا سلك طريقةً سليمةً في التعامل مع القرآن وفهم معانيه وليس ذلك إلا في طريقة المفسرين وكتبهم.
وبناءً على ذلك يتعين الاهتمام باللغة والسنة وأقوال الصحابة والتابعين في هذه المجموعة القرآنية , فإنها وإن أخرجت عن سياقها وأعيد ترتيبها لغرض أو لآخر , فلا تخرج عن كونها قرآناً يفسر بما يفسر به باقي كلام الله عز وجل.
ومن هنا نعلم خطأ من يهمل جانب السنة في هذه الموضوعات , أو يختار من أقوال المفسرين ما يوافق غرضه , دون تمييز الصحيح والراجح من الضعيف والمرجوح , ودون اعتماد على قواعد التفسير وأصول الترجيح فيه.
- ثانياً: يعد التفسير الموضوعي في أهم أغراضه تفسيراً دعوياً اجتماعياً , بل لا يكاد يخرج عن ذلك , وهذه أنواع من اتجاهات المفسرين ظهرت وتميزت في هذا العصر , فهو إذاً اتجاه في التفسير , كقولنا: التفسير الفقهي أو العلمي أو اللغوي ونحوها.
- ثالثاً: بناءً على ذلك:
فالموضع السليم الذي أرشحه للتفسير الموضوعي في كتب أصول التفسير هو في اتجاهات التفسير وأنواع المصنفات فيه , فهو كما ذكرتُ تفسيراً دعوياً تربوياً اجتماعياً , يهدف إلى بيان الحقائق القرآنية في موضوعات معينة , واستجلاء المنهج القرآني في تناولها , وتنزيل ذلك كله على واقع الناس ومنهج الحياة.
وهو بهذا يؤدي غرضه المراد منه , تماماً كما يؤدي كلٌّ من التفسير اللغوي والفقهي والعلمي غرضه المراد منه.
فلا فرق عندي بين من فسر القرآن بناءاً على ترتيب النزول , ومن انتقى آيات الأحكام وفسرها -دون غيرها- من ناحية فقهية , ذاكراً فيها أقوال العلماء واختلافهم , وبين من انتقى آيات ذات موضوع قرآني مشترك , أو لفظة قرآنية , وفسرها تفسيراً علمياً منهجياً موجهاً له وجهة دعوية تربوية , تتصل بحياة الناس , وتلامس واقعهم.
ولوا أعيدت - والله أعلم - قراءة هذا الموضوع من هذه الوجهة لانحلت جميع الإشكالات وأجيب عن الإيرادات في هذا الموضوع , ونحن بانتظار آراء الإخوة ومشاركاتهم , وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[08 Mar 2006, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الكريم الحبيب د. مساعد الطيار حفظه الله ونفع به، بارك الله فيك على جهدك الملحوظ في خدمة كتاب الله تعالى
لك أخي الحبيب رابط ناقشت فيه وجهت نظرك وأرجو منك الإطلاع عليها
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4840
شكراً لك
ـ[محمد جابري]ــــــــ[15 Oct 2008, 10:01 م]ـ
أرشد الأحبة لتجنب الخلط في التفسير الموضوعي أن يقيدوه بسنن الله القرآنية أي عهوده الربانية، ليمضي قول الجليل جل جلاله مع مقتضيات سننه، وهنا حتى إذا اقتصر الموضوع على آية أو آيتين يكون الموضوع ذا قيمة علمية بحيث أن السنن الإلهية تشكل وحدة موضوعية متكاملة لا لبس فيها ولا نقص يعتريها وهي كلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر؛ إذ هي العهود الربانية لكل شيء في هذا الوجود ليستقيم وليمضي الكون على بديع نسجه وفق تعاليم ربه إلى أن يشاء الله.
والسنن الإلهية لن تجد لها تبديلا ولا تغييرا ولا تحويلا، ومن ثباتها، إذا علمنا المقدمات نعلم طبعا النتائج، وتاتي في شكل معادلات رياضية متكاملة يشد بعضها على بعض، مما يؤهلها لدخول مجال العلوم ـــ كل العلوم ـــ من أوسع الأبواب.
وأرجو أن تكون هذه المداخلة سببا في تفصيل القول عن السنن الإلهية، ومن الله نستمد العون والتوفيق.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[17 Oct 2008, 02:31 م]ـ
أظن والله أعلم أن عبارة الشيخ مساعد الطيار حفظه الله دقيقة.
فموضوعات قرآنية أدق من تفسير موضوعي؛لأنك تتحدث عن موضوع تناوله القرآن،فالموضوعات القرآنية التي تناولها الباحثون كالصلاة،والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وسنة المدافعة .... لاخلاف في أهميتها ولكن الخلاف في الإطار الدقيق الذي توضع فيه.
فإذا أردنا إدخال كلمة تفسير فلنقل: تفسير آيات الصلاة،تفسير الزكاة .. وهكذا.
والحمدلله أن المتخصصين في العلوم القرآنية ليست عندهم رؤى تشنجية وإنما هي وجهات نظر تطرح بآداب عالية ورفق وتسامح،غايتهم الوصول إلى الحق.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2008, 08:11 م]ـ
الخلاف حول المقاربتين ليس مقصورا على ميدان التفسير فقط، وإنما هي قضية منهجية يختلف عليها أهل الاختصاص في ميادين متعددة، كعلم الاجتماع، وعلوم التربية، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والإدارة، بل وفي الفيزياء وعلوم الكمبيوتر أيضا.
والمقاربة التحليلية معروفة منذ القدم، وهي موروثة نظريا عن أرسطو، وأصبحت أكثر عملية عند ديكارت في كتابه (مقال في المنهج).
وفي المرفقات جدول رسمته يقارن بين المقاربة التحليلية والمقاربة الثانية التي تسمى بمسميات مختلفة (المقاربة النظامية، الموضوعية، المقاصدية ... ).
والجدول مأخوذ من ورقة بحث علمي أشتغل عليه هذه الأيام. وما زلت أنظر فيه، ولعلي أجري عليه بعض الإضافات أو التحويرات.
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2192&stc=1&d=1228928289
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Dec 2008, 05:51 م]ـ
الجدول لم يظهر أخي محمد، كما انه موضوع كصورة أسفل التعليق وليس كمرفق.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Dec 2008, 06:06 م]ـ
إن لم يقع حذف الرسم من قبل المشرفين فلعل السبب خلل تقني بحت، لأنني شاهدت الصورة بعد نشر التعقيب. غير أن الملف لم يعد موجودا على السيرفر، على ما يبدو.
وعلى كل، أضع الرسم هنا في المرفقات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2008, 06:15 م]ـ
الجدول يظهر لي بشكل جيد في المشاركتين، وأعجبني كثيراً، غير أني لم أفهمه بعدُ، وأريد شرح المقصود بعبارة المقاربة التي تستخدم كثيراً كأنها مصطلح شائع وهي بالنسبة لي ليست كذلك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Dec 2008, 06:30 م]ـ
(المقاربة) ترجمة للكلمة الانجليزية Approach .
ولعل المشارقة وخصوصا في العلوم الدينية يستعملون لفظ (منهجية) مقابلا لكلمة Approach. ورأيي الشخصي (وقد أكون مخطئا فيه) أن الأمر ينقصه بعض الدقة، لأن (المنهجية) أو (المنهج) يقابلها في الإنجليزية ( Methodology)، واللفظان الإنجليزيان مختلفان.
مقاربة = Approach
منهجية = Methodology
وبالنسبة للجدول، أرجو أن أوفق لشرحه بإذن الله وإضافة بعض التفاصيل الأخرى التي تبين تطبيقات المقاربتين، والأمثلة عليهما في ميدان التفسير والفقه وأصوله.
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[18 Dec 2008, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر الإخوة جميعا على هذا الطرح الطيب لهذا الموضوع المهم، والذي يعد من العلوم الأساسية لأهل التفسير في هذا الوقت.
وإتماما للفائدة أرى، والله تعالى أعلم، أن الإشكال ليس في المصطلح سواء كما ذكر الشيخ الدكتور الطيار أو غيره، جزاهم الله خيرًا، وإنما الإشكال في عملية التأصيل لعلم التفسير بشكل عام، إذ إن علم التفسير ينقصه إلى الآن العمق عملية التأصيل، هذا بالنسبة إلى التفسير التحليلي، والذي يعد من أقدم أنواع التفسير، إذا لم يكن أقدمها، فكيف بالتفسير الموضوعي الحديث المنشأ.
لذلك لا بد من العود إلى التأصيل أولا ثم البحث في الموضوع نفسه. والله أعلم.
جزاكم الله خيرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Apr 2010, 12:41 ص]ـ
يرفع للمناقشة، نظرًا لقرب مؤتمر التفسير الموضوعي
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Apr 2010, 10:28 م]ـ
ما علاقة تفسير القرآن بالقرآن بالتفسير الموضوعي؟
وهل يمكن أن يقال إن التفسير الموضوعي نوع من أنواع تفسير القرآن بالقرآن لا يتم الاقتصار فيه على بيان آية أو بعض آية أو كلمة فيها بيانا جزئيا بآية أو آيات بل يتعداه إلى بيان الآية أو الموضوع المراد فيها بيانا تاما من جميع القرآن؟
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[21 Apr 2010, 05:10 م]ـ
أولا أشكر فضيلة الدكتور مساعد على هذه النظرات النقدية الموضوعية الدقيقة المفيدة لهذا اللون من ألوان التفسير. وبعد: فإن التفسير الموضوعي من حيث الأصل لا إشكال فيه، بل هو أسلوب من أساليب التجديد والتطوير العلمي الحاصل في جميع الفنون والمؤلفات، وهو مناسب لدراسة بعض المسائل العصرية وبيان منهج القرآن الكريم في معالجتها سواء كانت هذه المسائل في العقيدة أو التشريع أو السلوك أو غيرها، وهو في الجملة نوع جديد من أنواع تفسير القرآن بالقرآن.
والناظر في الكتابات النظرية والتطبيقية في هذا اللون الجديد يجد - كما ذكر الدكتور مساعد - ملاحظات عديدة جديرة بالتأمل وإعادة النظر فيها، وقد تناول عددا منها بعض الباحثين مثل: الدكتور زياد الدغامين، والأستاذ الدكتور زيد عمر العيص، والدكتور سامر رشواني، وغيرهم. وأظن أن التأصيل لهذا العلم - إن صح أن يطلق عليه علم - لم يستو بعد، ولعل المؤتمر القادم يساهم في ضبط مساره.
وما يذكره بعض الباحثين من مبالغات في إطراء ورفع شأن هذا النوع من التفسير وغضّ من شأن التفسير التحليلي غير مقبول، وقد زعم بعضهم أن هذا التفسير له دور في إعادة الخلافة الإسلامية، وأن التفسير التحليلي يساعد على إعاقة الفكر!
ويبدو أن بعض هؤلاء افترض أن المفسرين السابقين نظروا وفسروا كل آية على حده دون التفات إلى نظائرها ومبيناتها من نصوص الكتاب والسنة، وهذا خطأ ظاهر؛ فإن المفسرين أجمعين ما كانوا يفسرون الآية بقطع النظر عن نظائرها ومبيناتها من نصوص الكتاب والسنة، ولكن لا يلزمهم إيراد ذلك في كل موضع، بل يتركون دراسة هذه الموضوعات وجمع النصوص لغيرهم من العلماء والشراح والمؤلفين في جميع العلوم الشرعية.
وثممت قضايا في منهج التفسير الموضوعي تحتاج إلى مزيد تحرير ودراسة مثل الوحدة الموضوعية في السورة، والمناسبات بين السور وغيرها.
إن التفسير الموضوعي لا يمكن أن يكون بديلا للتفسير الموضعي [التحليلي] كما دعا إلى ذلك بعض الباحثين لاعتبارات متعددة، ولا يناسب تدريسه لجميع المراحل والفئات، كما أن هناك موضوعات لا تمكن دراستها وفق هذا المنهج إلا بتكلف ظاهر كما ذكر بعض الإخوة قبلي.
وأخيرا أقول: إن الباحث إذا وفق في اختيار موضوع قرآني مناسب له وأحسن في تخطيطه وترتيبه، واستقصى موارده، ونوّع مصادره، واجتهد في استنباط مواعظه وهداياته، وأحسن صياغته وإخراجه، فإنه يستفيد فائدة كبيرة، ويضيف إضافة جديدة. وقد كانت رسالتي في الماجستير في التفسير الموضوعي، وقد استفدت منها فائدة كبيرة في مجالات متعددة، وأحسب أنها قدمت إضافة جديدة في موضوعها.
ـ[معلمة القرآن]ــــــــ[14 Oct 2010, 11:44 ص]ـ
يُرفع للأهمية وللحاجة الماسّة لمثل هذا الطرح
وفقكم الله لمرضاته
ـ[نعيمان]ــــــــ[14 Oct 2010, 12:36 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشارك هنا لأبقى على اتّصال بهذا الموضوع الهامّ، وحتى لا يضيع في زحمة الموضوعات.
مع شكري الجزيل لأصحاب هذه المشاركات المباركة الّتي تحتاج إلا تعمّق.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[17 Oct 2010, 09:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إخواني ومشائخي الأفاضل،،
أحمد الله بداية على أن وفقني للإنضمام الى ملتقاكم المبارك ..
وأسأل الله سبحانه أن يوفق القائمين عليه لكل خير وأن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خيرا ..
وأخص منهم الدكتور مساعد الطيار / واتمنى ان احصل على كتب افردت في التفسير الموضوعي لأنه يخدم التخصص حيث اني مسجل في بحث إعداد الماجستير فاتمنى الإفادة منكم وبارك الله فيكم تلميذكم/ ابو سلمان
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[23 Dec 2010, 02:27 م]ـ
هل كتاب الدكتور زياد الدغامين (منهجية البحث في التفسير الموضوعي) - الذي أكثر النقل منه صاحب الوحدة القرآنية- يحل نوعا من الإشكال؟
كأن النظرة لديه واضحة بعض الشيء وقد تكون مطردة -والله أعلم- في منهجية البحث، بيد أن التعريفات والكتاب يحتاج إلى ترتيب وتنظيم خاصة في المقدمة والتأصيل لهذا العلم
والكتاب يستعرض جهود السابقين ونقدها والخروج بمحاولة رسم لمنهجية في البحث.
ومن أبرز النقاط
1 - أن مرتكز التفسير الموضوعي هو تفسير القرآن بالقرآن
2 - دراسة اللفظة لوحدها من قبيل المفردات والأشباه والنظائر ولا تسمى تفسيرا موضوعيا وإنما هي خطوة من خطوات البحث فيه
3 - أكثر الكتابات الحديثة في التفسير الموضوعي إما تفسيرا تحليليا بشكل آخر أو عرضا تاريخيا لبعض الأحكام والقصص
5 - الغرض من التفسير الموضوعي بشقيه -ولا ثالث لهما كما أفهم - (الوحدة الموضوعية في القرآن أو من خلال السورة) = كيف تعامل القرآن مع هذا الموضوع (مكيا ومدنيا، سياق السورة، ملابسات الأحوال و ..... )
6 - أفضل طريقة للبحث عن الموضوع المراد تأمل القرآن وتدبره لأن المعاجم مساعدة و لاتفي بالغرض
7 - ليس خطأ في التفسير الموضوعي الاستفادة من السنة وأقوال السلف لكن الخطأ أن تجعل عناوينا رئيسة أو محاور بحث أساسية فعلى هذا يسمى مثلا الإنسان في القرآن والسنة ولا يسمى الإنسان في القرآن
وهناك نقاط أخرى كتبت هذه على عجالة دون ترتيب(/)
خطوات التأثر بالقرآن الكريم.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[30 Jun 2003, 02:36 م]ـ
1 - استحضار الجو الإيماني ومعايشة الحالة الإيمانية التي سيتقدم بها الفهم والتدبر وذلك بان يراعى آداب تلاوة القرآن الكريم.
2 - تلاوة القرآن الكريم والوقوف على كل آية وتدبرها والانفعال معها.
3 - تسجيل الخواطر والمعاني لحظة ورودها أو بعد الانتهاء من القراءة.
4 - الاطلاع على تفسير مختصر لبيان كلمة غريبة أو تحديد معنى غامض أو معرفة حكم خاص، فهذا الاطلاع للتوضيح أو التصويب أو الاستدراك مثل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان الأشقر.
5 - محاولة تطبيق كل آية في كتاب الله تمر أثناء القراءة في الواقع واستخراج العبر والعظات من قصص السابقين وتدوينها والرجوع إليها بعد الرجوع إلى تفاسير السلف.
6 - الحرص على حفظ الآيات في الصدر كما فعل سلفنا الصالح وكما كان يفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحفظ العشر آيات ولا ينتقل إلى غيرها حتى يطبقها وتكون واقعا عمليا في حياته.
7 - الاطلاع على تفسير مطول يتوسع صاحبه في مباحثه ويستطرد في موضوعاته ويعرض ألوانا مختلفة من المعارف والثقافات مثل تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير السعدي وأضواء البيان للشنقيطي .. وغيرها.
من كتاب (كيف تتأثر بالقرآن؟ وكيف تحفظه؟ -لأبي عبد الرحمن عدلي الغزالي.(/)
المقولات التي أقرها القرآن العظيم
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[01 Jul 2003, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقولات التي ذكرها الله تعالى عن أحد خلقه، وأقرها*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ولى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإن القرآن العظيم لا تفنى عجائبه، ولا تُحَدّ دلائله؛ والمتأمل في كتابات العلماء الذين كتبوا في علوم القرآن العظيم يجد أن باب المقولات لم يُعن به العناية اللائقة؛ فهو من علوم القرآن الكريم المهضومة.
وقد تضمنت المقولات التي ذُكرت في القرآن العظيم على جهة الإقرار لها، والسكوت عنها أحكامًا جمة، وفوائد عدة.
منها: كثرة الأحكام العلمية، والعملية المترتبة على المقولات المُقَرَّة، والمسكوت عنها، والتي تُعد مسلكًا صحيحًا للاحتجاج.
ومنها: التنبيه على بعض المقولات المسكوت عنها، والتي ورد شرعنا بخلافها، وأنها خارجة عن الأصل في باب المقولات المسكوت عنها، وحملها على المنسوخ من الشرائع السابقة، أو توجيهها بما لا يخالف شرعنا.
وما زال العلماء، والفقهاء يستنبطون أحكامًا من مقولة، أو حكاية مسكوت عنها؛ لأن القرآن حق؛ والحق لا يقر الباطل، ولا يرضى به.
فكل قضية ذُكرت في القرآن، ولم يُنبه اللهُ تعالى على بطلانها؛ فهي حق، وكل فعل، أو أمر، أو نهي صدر عن أحدٍ في القرآن؛ فهو حق إلا إذا نُبِّه على بطلانه.
وهذا يظهر من أمرين (1):
أولهما: الاستقراء؛ فالمتتبع لآيات القرآن العظيم يجد أنه إذا حكى أمراً لا يرضاه، أو ذكر شيئًا يوهم غير المراد؛ فإنه يُشير إلى بطلانه، أو يأتي بما يدفع الوهم، وينفي الاحتمال؛ كقوله: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه. قل فلم يُعَذِّبُكم بذنوبكم}، فأبطل مقولتهم رأسًا، وقال: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (المنافقون:1). فدفع ما قد يُتوهم من إتيانهم بشهادة الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- فوصفهم بالكذب فيها، وأنها لو كانت صادقة؛ لما ذُمّوا.
ثانيهما: أن الله أنزل كتابه هدًى للناس، وبينات من الهدى، والفرقان، وسماه قرقانًا، وهدًى، وبرهانًا، وبيانًا، وتبيانًا لكل شيء؛ فلا يناسبه أن يذكر عن أحد من الناس ما هو باطل، ثم يسكت عن التنبيه على بطلانه، فإن ذلك يُفهم منه رضاه به.
والمقولات التي أقرها القرآن العظيم لا تخلو من حالين:
إما أن تكون صادرة عن نبي من أنبياء الله تعالى.
أو عن غير الأنبياء، سواء كانوا بشرًا - مؤمنين أم لا - أم من غير البشر؛ كالنمل، والهدهد ...
والمقولات من النوع الأول الأصل فيها أنها وحي من الله تعالى، وقد لا تكون وحيًا، وإنما اجتهاد من النبي قد يصيب فيه، وقد لا يصيب.
وذلك نحو: قضاء سليمان عليه السلام في الحرث الذي نفشت فيه غنم القوم، قال تعالى: {ففهمناها سليمان}.
قضاء داوود عليه السلام في نفس القضية.
وهي وإن كانت اجتهادًا فهي أقوى في الدلالة؛ باعتبارها مقولة صاحب شريعة؛ إلا أنه في كلا النوعين يُعد إقرارُ القرآن، وسكُوتُه عن المقولة المذكورة حُجَّةٌ يُحْتَجُ بها ما لم يعارضها دليل أصرح منها.
فمتى ما عارض المقولة دليل أصرح منها؛ حُملت على النسخ.
ولذلك أمثلة كثيرة:
المقولات التي قالها الأنبياء في تبليغ رسالة الله تعالى؛ كقوله تعالى: {اعبدوا الله ما لكم من آله غيره}، ومقولاتهم في محاجة، ومجادلة المبطلين؛ كموقف إبراهيم عليه السلام مع النمرود، ومع قومه، ومع أبيه، وموقف موسى عليه السلام مع فرعون، وملائه، والسحرة، وبني إسرائيل ..
مقولة عن نبيٍّ أقرها القرآن، وليس لها معارض (مقولة محكمة): قوله تعالى عن يوسف عليه السلام-: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} [يوسف/55].
ففيها دلالة على تولي العمل لدى الكفار.
وعلى جواز طلب الرئاسة.
وعلى جواز إدلاء الطالب بما عنده من الصفات، والخصائص، والخبرات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
مقولة عن نبيٍّ أقرها القرآن، ولها في شريعتنا معارض: قوله تعالى عن شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم} (هود: من الآية78)؛ ففيها جواز تزويج الكافر من مسلمة، وفي شرعنا لها معارض؛ كقوله تعالى: {وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا} (البقرة: من الآية221).
مقولة عن غير نبي أقرها القرآن، وليس لها مخالف: قوله تعالى عن شاهد يوسف عليه السلام-: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (يوسف:26 - 27).
أفادت: القضاء بالقرائن.
مقولة عن غير نبي أقرها القرآن، ولها في الشرع معارض: قوله تعالى عن قوم الفتية أصحاب الكهف: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً} (الكهف: من الآية21).
أفادت: جواز اتخاذ قبور الصالحين مساجد!
وقد جاء في حق من فعل ذلك: قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الصحيحين:"أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله".
ومن أمثلة استدلالات الأئمة على هذا النوع قول الإمام البخاري في صحيحه:
باب ما يجوز من اللو، وقوله تعالى: {لو أن لي بكم قوة}، وقوله: باب رؤيا إبراهيم عليه السلام، وقوله تعالى: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ... }.
ومنه استدلال الجصاص بقوله تعالى حكاية عن إبراهيم – عليه السلام-: المجادلة في إثبات العقائد: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) (الأنعام:83) وذلك بعد مناظرته لقومه" وهذه الآية تدل على:
صحة المحاجة في الدين، واستعمال حجج العقول والاستدلال بدلائل الله تعالى على توحيده وصفاته الحسنى.
وتدل على أن المحجوج المنقطع يلزمه اتباع الحجة وترك ما هو عليه من المذهب الذي لا حجة له فيه.
وتدل على بطلان قول من لا يرى الحجاج في إثبات الدين؛ لأنه لو كان كذلك لما حاجه إبراهيم عليه السلام.
وتدل على أن المحجوج عليه أن ينظر فيما ألزم من الحجاج فإذا لم يجد منه مخرجا صار إلى ما يلزمه.
الوتدل على أن الحق سبيله أن لا يقبل بحجته إذ لا فرق بين الحق والباطل إلا بظهور حجة الحق ودحض حجة الباطل وإلا فلولا الحجة التي بان بها الحق من الباطل لكانت الدعوى موجودة في الجميع فكان لا فرق بينه وبين الباطل. " (2).
دلالة قوله تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْه} (الكهف: من الآية19)
على الشركة في الطعام المُشترى بمال الجماعة، وهو ما يُسمى بالمناهدة في النفقات.
ومنه: جواز الإجارة المطلقة: قال تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} (القصص:26). ذكره القرطبي عن المالكية (4).
جواز الإجارة بالطعمة، والكسوة: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} (القصص: من الآية27) (5).
والأمثلة في هذا الباب أكثر من أن تُحصر، ولو ضمت الحكايات التي أقرها القرآن للمقولات؛ أثمرت مادةً علمية نافعة.
أسأل الله لي ولإخواني التوفيق، والرشاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وأله، وأصحابه أجمعين.
ــــــــــــــ
* المراد المقولات التي حكاها القرآن نصًا. والتعبير عما ذٌكر في القرآن بالمحكي جادة مطروقة لأهل العلم لا يُشكل عليها تعريف الأشاعرة للقرآن.
يُنظر الموافقات للشاطبي (3/ 354 و 4/ 64).
(2) قاله الجصاص في أحكام القرآن له (2/ 172).
(3) وقد أشار لها الجصاص (5/ 40).
(4) تفسيرالقرطبي (13/ 275).
(5) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (3/ 386).
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[02 Jul 2003, 02:49 م]ـ
أحسنت يا أخي جهد طيب
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا خالد.
هل هناك من أفاض وفصَّل في هذا الموضوع يا ترى من المتقدمين أو من المعاصرين؟
ـ[فداء]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:37 م]ـ
موضوع قيّم، وجدير بالبحث والتأمل.
جزاك الله كل خير، ونفع بعلمك.
ـ[أبو خالد، وليد العُمري]ــــــــ[06 Oct 2010, 03:56 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا خالد.
هل هناك من أفاض وفصَّل في هذا الموضوع يا ترى من المتقدمين أو من المعاصرين؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم ...
وأعتذر عن تأخر الرد؛ فأنا لم أشارك في الملتقى منذ سنوات!
دفعت البحث بعنوان: " المقولات التي أقرها القرآن الكريم ودلالتها على الأحكام" لإحدى المجلات المُحكمة، وآمل أن تحظى بالقبول!
وإزاء استفسارك؛ فلا أعلم أحداً فصَّل في المسألة، وقد تعرض لها الدكتور الأشقر في كتابه " أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم" والله أعلم.(/)
أبحث عن أفضل الطبعات لهذه الكتب ..
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[01 Jul 2003, 05:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله جميعاً إخواني الأعزاء .. أبحث عن أفضل الطبعات لهذه الكتب ..
تفسير القرطبي
تفسير الجلالين
تفسير القرآن العظيم لابن كثير
تفسير ابن جرير الطبري
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
أيسر التفاسير
زبدة التفاسير
أسباب النزول الإمام أبو الحسن النيسابوري
أسرار ترتيب القرآن لجلال الدين السيوطي
إعراب القرآن لجلال الدين السيوطي
الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي
الكشاف للزمخشري
مفحمات الأقران في مبهمات القرآن جلال الدين السيوطي
أحكام القرآن لابن العربي
إعجاز القرآن للباقلاني
وجزاكم الله خيراً، أعرف أني أطلب الكثير يا إخوان، فأرجو المعذرة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2003, 03:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم أحمد الأزهري هذا بعض من الجواب المتيسر الآن.
*تفسير القرطبي - طبعته دار الكتب المصرية قديماً (1351هـ)، وهي الطبعة الجيدة المعتمدة ولا سيما الطبعة الثانية والثالثة لما فيها من عناية بإحالات المؤلف للمواضع السابقة من التفسير.
* تفسير الجلالين - له طبعات كثيرة جيدة، من أفضلها عندي الطبعة التي أخرجها الشيخ محمد كنعان وعلق عليها تعليقات جيدة وسماها (قرة العينين على تفسير الجلالين). وطبعت في دار البشائر الإسلامية الطبعة السادسة عام 1418هـ. وهي طبعة في مجلد واحد، في غاية الجودة.
* تفسير القرآن العظيم لابن كثير - له طبعات كثيرة سبق الحديث عنها على هذا الرابط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=103) .
* تفسير ابن جرير الطبري - أفضل طبعاته سبق الحديث عنها على هذين الرابطين:
تحقيق محمود شاكر للطبري - أهم طبعات الكتاب ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70)
تحقيق الدكتور عبدالله التركي لتفسير الطبري بالتعاون مع دار هجر ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=159)
وهي باختصار الجمع بين طبعة محمود محمد شاكر والطبعة التي أخرجتها دار هجر بالتعاون مع الدكتور التركي.
* تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان - الطبعة التي حققها الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق وقدم لها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. وطبعة في أكثر من مؤسسة في الرياض ولبنان.
* أسباب النزول الإمام أبو الحسن النيسابوري - الطبعة التي حققها السيد أحمد صقر رحمه الله هي أفضل طبعات الكتاب. وقد طبعتها دار القبلة بجدة.
*الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي - الطبعة التي حققها الدكتور مصطفى ديب البغا جيدة وهي عندي، وهناك طبعة جديدة أرجو أن تكون أفضل منها قام عليها مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة كما سبق الإشارة إلى ذلك في الملتقى.
* الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي - ليس هناك طبعة جيدة محققة إلى الآن حسب علمي، وأرجو أن يكون في الطبعة التي ستخرجها دار هجر سد لهذا النقص إن شاء الله.
*الكشاف للزمخشري - الطبعة المفردة التي أخرجتها مكتبة العبيكان في 7 أو 8 مجلدات جيدة.
* إعجاز القرآن للباقلاني - أفضل طبعاته الطبعة التي طبعتها دار المعارف بالقاهرة وحققها السيد أحمد صقر رحمه الله.
هذا ما تيسر الآن، وأترك البقية للإخوة الكرام وفقهم الله.
* أسرار ترتيب القرآن لجلال الدين السيوطي -؟
* إعراب القرآن لجلال الدين السيوطي -؟
*مفحمات الأقران في مبهمات القرآن جلال الدين السيوطي -؟
* أحكام القرآن لابن العربي -؟
أيسر التفاسير -؟
زبدة التفاسير -؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[01 Jul 2003, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا عبد الرحمن، والله أجبتم على أهم ما سألت عنه. فأنا في صدد بناء مكتبة شرعية منزلية، ولذا أسأل عن هذه الأمور. فبارك الله فيكم وشكرالله لكم
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[08 Jul 2003, 06:06 ص]ـ
الأخ الكريم أحمد الأزهري ـ حفظه الله ـ
الشيخ عبد الرحمن بن معاضة قد كفى ووفى فيما ذكر من الطبعات،،،،،،
وسأذكر هنا افضل طبعة لكتاب أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري ـحفظه الله ـ
ألا وهي الطبعة التي كان ناشرها ـ مكتبة العلوم والحكم ـ بالمدينة المنورة
وهي طبعة مزيدة ومصححه و منقحه
وبهامشها نهر االخير على أيسر التفاسير
وأسأل الله يزيدك علما وعملا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[18 Jul 2003, 02:12 ص]ـ
أخي الكريم
هذا استدراك لردي الذي ذكرت
فهناك كتاب زبدة التفاسير للدكتور عمر الأشقر
فخذ قاعدة في كل كتب الدكتور عمر:
أن أي كتاب للدكتور عمر من غير دار النفائس فهو ليس بعلم واطلاع الشيخ.
فليعلم هذا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[18 Jul 2003, 08:21 م]ـ
أخونا الكريم، أبو أحمد الشهري حفظك الله ورعاك
جزاك الله عني خير الجزاء، وأعزك الله بين العالمين
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[19 Jul 2003, 06:10 ص]ـ
أفضل طبعة لتفسير احكام القرآن لابن العربي طبعة دار الجيل بتحقيق علي البجاوي وأذكر أني رايتها مصورة عند دار أخرى
ـ[الغرباء الأولون]ــــــــ[10 Aug 2003, 09:52 ص]ـ
الأخ أبو أحمد الشهري:
حفظه الله ورعاه وبعد:
فأحببت أن أذكرك أن كتاب "زبدة التفسير" هو من تأليف الشيخ: محمد سليمان الأشقر وهو شقيق الشيخ:عمر الأشقر حفظهما الله.
وجزاك الله خيراً.
ـ[محب السنة]ــــــــ[11 Aug 2003, 02:43 م]ـ
أخي الكريم / أحمد الأزهري.
يَحسُنُ أن تضُمّ لتفسير الجلالين تعقيبات الدكتور: الخميس على التفسير المذكور وهي بعنوان: (أنوار الهلالين على تفسير الجلالين) أو نحو هذا العنوان.
ـ[متعلم]ــــــــ[11 Aug 2003, 11:07 م]ـ
توجد طبعة لتفسير القرطبي بدار الكتاب العربي بتحقيق عبد الرزاق المهدي في عشر مجلدات.
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[30 Mar 2006, 01:29 ص]ـ
هل وجد على الإنترنت تفسيير القرطبي محققا(/)
تفسير قوله تعالى (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)
ـ[محمد أبو معاذ]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قوله تعالى - {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} الآية من سورة الزمر آية 47.
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} الآية.
وبدا لهم من الله} يقول: وظهر لهم يومئذ من أمر الله وعذابه , الذي كان أعده لهم , ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنه أعده لهم.
وقال الإمام: القرطبي في تفسيره رحمه الله تعالى:-
فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" من دخول النار.
وقال سفيان الثوري في هذه الآية: ويل لأهل الرياء ويل لأهل الرياء هذه آيتهم وقصتهم.
وقال عكرمة بن عمار: جزع محمد بن المنكدر عند موته جزعاً شديداً, فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب.
وقال الإمام ابن كثير في تفسيره رحمه الله تعالى: -
"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" أي وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم.
وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره: -
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) أي: ظهر لهم من عقوبات الله وسخطه وشدة عذابه ما لم يكن في حسابهم، وقال مجاهد: عملوا أعمالاً توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات. أهـ.
فعلى المرء أن ينظر في أعماله وأقواله فهل هي موافقة للقرآن الكريم ولما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهل هو ممن حاسب نفسه قبل أن تحاسب فينجو بأذن الله تعالى من كل ما يغضب الرب سبحانه وتعالى، فحري بالمسلم أن يجتهد فيما يكتبه ويتحرى الصواب وهل هو موافق لأقوال السلف رحمهم الله تعالى أم ْ لا؟ فالعاقل خصيم نفسه.
والله الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
ـ[أبو المثنى الحكمي]ــــــــ[02 Jul 2003, 11:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد بتذكيرنا بهذا الحدث العظيم يوم القيامة، وأضيف إلى ما ذكرت:
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في الآية: " وفي هذا وعيد عظيم وتهديد بالغ ".
وقال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: " وما تضمنته هذه الآية الكريمة، من أنهم يبدوا لهم يوم القيامة حقيقة ما كانوا يعملونه في الدنيا جاء موضحاً في آيات أخر، كقوله تعالى: {هنالك تبلوا كل نفس ما أسلفت} وقوله تعالى: {ينبأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر} وقوله تعالى {علمت نفس ما قدّمت وأخّرت} وقوله تعالى {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداَ} وقوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} إلى غير ذلك من الآيات ".
ولقد أحسن الشاعر حين قال:
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حييّ
ولكنا إذا متنا بعثنا فيسأل ربنا عن كل شيءِ
فاللهم عاملنا بفضلك وإحسانك.(/)
سؤال عن صفة الترجيع في القراءة
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Jul 2003, 06:45 م]ـ
روى البخاري في صحيحه في باب الترجيع عن عبد الله بن مغفل قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة يقرأ وهو يرجع.
والسؤال:
ما صفة الترجيع؟ وهل تناول أحد هذه المسألة ببحث مستقل؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jul 2003, 02:38 ص]ـ
بسم الله
جاء في كتاب معجم علوم القرآن لإبراهيم الجرمي: (الترجيع:
1: الترجيع في تلاوة القرآن الكريم:
له إطلاقات متعددة:
1 - تحسين التلاوة والتأني بها، فكأن في الترجيع قدراً زائداً من التأني والتؤدة والخشوع. ومنه حديث أم هانئ:
(كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ وأنا نائمة على فراشي يرجّع القرآن).
وعن علقمة قال: بت مع عبدالله بن مسعود في داره فنام ثم قام، فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته، ويسمع من حوله، ويرتل، ولا يرجع.
2 - تمويج الصوت أثناء القراءة لا سيما المدود.
ومنه حديث عبد الله بن مغفل المزني: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح فرجع فيها.
قيل لمعاوية: كيف كان ترجيعه؟ قال: آ آ آ _ ثلاث مرات _).
2: الترجيع في الأذان .... ) ثم ذكر صفته المعروفة في كتب الفقه والحديث. ص91.
وقد تعرض الدكتور عبدالعزيز القارئ لهذه المسألة في كتابه: سنن القراء ومناهج المجودين في مبحث: سنة التغني بالقرآن. وتكلم عنها فيما يقارب الأربع صفحات من 89 - 92.
ولا أعلم هل بحثت بحثاً مستقلاً أم لا.
جاء في شرح صحيح مسلم للنووي: ([ش (فرجع في قراءته) قال القاضي: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها. قال أبو عبيد: والأحاديث الواردة في ذلك محمولة على التحزين والتشويق. قال: واختلفوا في القراءة بالألحان. فكرهها مالك والجمهور لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم. وأباحهم أبو حنيفة وجماعة من السلف. والترجيع ترديد الصوت في الحلق. وقد حكى عبدالله بن مغفل ترجيعه عليه السلام بمد الصوت في القراءة. نحو آ آ آ. قال ابن الأثير: وهذا إنما حصل منه، والله أعلم، يوم الفتح. لأنه كان راكبا، فحدث الترجيع في صوته].) وقد رد الشيخ عبدالعزيز القارئ على رأي ابن الأثير وذكر أنه تكلف في ضرب الاحتمالات.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[09 Aug 2003, 12:04 م]ـ
الترجيع:
تقارب ضروب الحركات في الصوت، نحوآ آ آ، وهو نوع من التغني الجائز، وهو نوع من الترتيل، إلا أنه يزيد عليه بهذا القدر من التغني، وحمله بعض العلماء على تكرار الآية أو بعضها.
وقد وردت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها ما جاء عن " شعبة، عن معاوية بن قُرّة المُزني عن عبد الله بن المغفَّل المُزنيّ، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح، أو من سورة الفتح، قال فرجّع فيها، قال: ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفّل، وقال لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل يحكي النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه قال آ آ آ ثلاث مرات " أخرجه البخاري بهذا اللفظ في صحيحه، في كتاب التوحيد، " باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه " صـ 1301 رقم الحديث [7540] وروه مسلم بنحوه في صحيحه، " باب كيف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح يوم فتح مكة " صـ 321 رقم الحديث [1853].
وقيل إن الترجيع منه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كان بسبب هزّ الراحلة، وقد أباه المحققون، فقال ابن القيم (ت 751 هـ) في زاد المعاد 1/ 483 بعد ذكر هذا الحديث " وإذا جمعت هذه الأحاديث إلى قوله: {زينوا القرآن بأصواتكم} وقوله: {ليس منا من لم يتغن بالقرآن} وقوله: {ما أَذِن الله لشيء كأَذَنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن} علمت أن هذا لو كان لأجل هزّ الناقة لما كان داخلا تحت الاختيار، فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارا ليؤتسى به، وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته، ثم يقول كان يرجع في قراءته، فنسب الترجيع إلى فعله، ولو كان من هز الراحلة لم يكن
(يُتْبَعُ)
(/)
منه فعل يسمى ترجيعا ". .
وورد عن أم هاني ـ رضي الله عنها ـ بنت عم الرسول صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح أنها قالت: " كنت أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ – وأنا نائمة على فراشي ـ يرجع القرآن ".
وقد أبان الشيخ محمد أبو زهرة عن المعاني التي تضمنها الترجيع في قوله رحمه الله [مقال التغني بالقرآن الكريم في مجلة كنوز الفرقان، العدد الثامن، صـ 19.]: " فهذه الآثار كلها تدل على أنه عليه السلام أباح التغني بالقرآن، وأباح ترجيع الكلمات مترنمًا بمعانيها مردداً لها بترديد ألفاظها، كما يفعل الأديب عند ترديد بيت من الشعر أدرك معناه واستطابه، فردده استحسانا له، ولجودة التعبير وسلامته، وكما فعل عليه السلام عند ترجيعه ... فإن ترديد ذلك في عام الفتح إنما هو من شكر المنعم به، وهو استذكار للانتقال من الضعف إلى القوة، ومن الفتنة في الدين إلى جعل الكلمة العليا لدين رب العالمين.
وإذا كان الترجيع ليس إلا ترديدا ً للمعنى وتذوقا له واستطابه واعتباراً به، فكذا يكون التغني الذي استحسنه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أن العرب الذين كانوا يقرؤون القرآن كانوا على علم بأساليب البيان، ومعاني الفرقان، فكانوا يترنمون بالألفاظ ترجيعاً لمعناها، وتذوقاً لجمالها، واستحساناً لأسلوبها.
وعلى ذلك يكون تحسين القراءة بالصوت الجميل الغرض منه أن يسهل على السامع فهم المعنى وتذوقه، وإدراك جمال الأسلوب، وجمال الألفاظ".
ولقد شدّد العلماء فيما يتعلق بترجيع القرآن الكريم والتغني به، ووضعوا لذلك معايير دقيقة، وهي عدم الخروج عن حدود التجويد، وأن لا يكون التغني لمجرد النغم من غير نظر إلى المعاني، وأن لا يكون مشابها لترجيع الغناء المنافي للخشوع الذي هو مقصود التلاوة، ولهذا نصّ العلماء – رحمهم الله – على منع القراءة بالترعيد والترقيص والتطريب، أما الترعيد في القراءة فهو أن يأتي بالصوت إذا قرأ مضربا كأنه يرتعد من برد أو ألم، وأما الترقيص فهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو وهرولة، وأما التطريب فهو أن يتنغم بالقراءة ويترنّم بحيث يزيد في المد في موضع المد وغيره.(/)
ملح التفسير ولطائفه (2)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Jul 2003, 02:22 م]ـ
ملح التفسير ولطائفه (2)
قبل أن أبدأ الموضوع الذي سأطرحه في ذكر بعض المعتنين بملح التفسير ولطائفه، وذكر بعض النقول التي نصَّ العلماء على لطافتها = أذكر سؤالاً وجَّهه لي بعض الأصحاب، وهو: هل للملح واللطائف حدٌّ تُعرف به، بحيث يقال: إن هذه المعلومة من اللطائف، وتلك ليست من الطائف؟
وهو سؤالٌ وجيه، ومهم في هذا الباب، وليس عندي فيه غير بادي الرأي، وإني لأتمنى أن يتولى أحد الباحثين هذا الموضوع، ويوليه عنايته، ليخرج بفوائده.
والذي يمكن القول به الآن:
1 ـ أن ذلك مبني على معرفة صلب العلم أوَّلاً، فإذا تحدَّد صلب العلم، فإنه يمكن أن يفيد في معرفة ما وراء صلبه من اللطائف وغيرها.
2 ـ أن اللطائف إذا لم تعلم، فإنها لا تؤثر في فهم متن المسألة وأصلها، وإذا عُلِمت فإنها تزيد المسألة من جهة العلم بها لطيفةً، لا من جهة أصل المسألة.
3 ـ أنَّ اللطائف تختلف من حيث درجة القوة والقبول، فقد تكون بعضها من القوة بحيث يكاد يتفق عليها القراء، لما يرون من حسنها.
وقد يُختلَف في بعضها، وهذا ما يحتاج إلى بيان ضوابط قبول تلك اللطائف، ومعرفة طريقة تصحيحها.
واللطائف كغيرها من مسائل أصل العلم، فشروط قبول القول في مسألة علمية يندرج على شرط قبول اللطائف، وإن كان قد يُتخفَّفُ في بعض ذلك؛ لأن اللطيفة ـ كما قال الطاهر ابن عاشور ـ كالزهرة تُشَمُّ ولا تُحكُّ، فإعمال التحقيق العلمي التامِّ لها قد يُخرجها من ملح العلم إلى ما دون ذلك.
ويظهر أن بعض الشروط لابدَّ منها، كأن تكون المعلومة المذكورة على أنها من الملح واللطائف صحيحة في ذاتها، وهذا الشرط لو طُبِّقَ على بعض ما سًمي بالملح واللطائف لربما زال عنها هذا الوصف.
وبعد هذا أرجع إلى الموضوعين اللذين خصصت لهما هذه المقالة.
أولاً: بعض المفسرين المعتنين باللطائف:
الزمخشري (ت: 538). في الكشاف.
الرازي (ت: 606) في التفسير الكبير.
البقاعي (ت: 885) في نظم الدرر.
أبو السعود (ت: 951) في إرشاد العقل السليم.
شيخ زاده (ت: 951) في حاشيته على البيضاوي.
الخطيب الشربيني (ت: 977) في السراج المنير.
الشهاب الخفاجي (ت: 1069) في حاشيته على البيضاوي.
سليمان الجمل (ت: 1204) في حاشيته على الجلالين.
الآلوسي (ت: 1270) في روح المعاني.
القاسمي (ت: 1332) في محاسن التأويل.
الطاهر بن عاشور (ت: 1393) في التحرير والتنوير.
ثانيً أمثلة للملح واللطائف:
1 ـ قال ابن عطية: ((والبسملة تسعة عشر حرفا.
فقال بعض الناس إن رواية بلغتهم أن ملائكة النار الذين قال الله فيهم: (عليها تسعة عشر) ترتب عددهم على حروف بسم الله الرحمن الرحيم لكل حرف ملك، وهم يقولون في كل أفعالهم: بسم الله الرحمن الرحيم، فمن هنالك هي قوتهم، وباسم الله استضلعوا.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وهذه من مُلَحِ التفسير وليست من متين العلم، وهي نظير قولهم في ليلة القدر: إنها ليلة سبع وعشرين مراعاة للفظة هي في كلمات سورة (إنا أنزلناه)
ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا؛ قول القائل: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فإنها بضعة وثلاثون حرفا؛ قالوا: فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول)). المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية الأندلسي (1: 61).
ومن باب التنبيه على ما يسمى بـ (الإعجاز العددي) أذكر بعض الأمور على سبيل البحث لا التقرير:
أولاً: أنه قد ورد في بعض آثار السلف اعتبار العدد في بعض الاستنباطات، لكنها ليست كثيرة، ولم يبنوا عليها معرفة المغيبات.
ثانيًا: أن ما ظهر من ذلك فإنه من الملح واللطائف، وليست من متين العلم كما ذكر ابن عطية.
ثالثًا: أن كثيرًا مما حُكمَ فيه بالإعجاز العددي يدخله التحكُّم، وذلك بعدِّ شيء وترك شيء ليوافق العددُ المسألةَ التي سيق من أجلها، ولو تتبع بعض المعتنين بهذا الباب طريقة أهل العدد هؤلاء، فلا أشكُّ أن سيجد كثيرًا من تحريف الأرقام لتوافق المسألة التي يريدون إثباتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعًا: أن هذه اللطائف المستنبطة من العدد ليست من التفسير في شيء، ولا يبنى عليها فهم معنى، بل هي من قبيل الاستنباطات.
خامسًا: أنه يكثر في ما يسمى بالإعجاز العددي القول على الله بغير علم، وهو قول بالرأي المحض، وخطؤه أكثر من صوابه، والله المستعان.
سادسًا: أن أي بحث في ما يسمى بالإعجاز العددي إذا دخل في باب المغيبات التي لم تأت بعد، فهو من باب ادعاء علم الغيب، وهذا من الأمور التي اختص الله بها، فلا يجوز الجزم به، ولا اعتماده.
2 ـ قال ابن كثير ((ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث، وتطييب له)). تفسير ابن كثير (1: 16).
3 ـ قال الزركشي: ((ومن لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتى قبلها؛ لأن السابقة قد وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة:
البخل.
وترك الصلاة.
والرياء فيها.
ومنع الزكاة.
فذكر هنا في مقابلة البخل: (إنا أعطيناك الكوثر)؛ أى: الكثير.
وفى مقابلة ترك الصلاة: (فصلِّ)؛ أي: دُمْ عليها.
وفى مقابلة الرياء: (لربك)؛ أي: لرضاه لا للناس.
وفى مقابلة منع الماعون: (وانحر)، وأراد به التصدق بلحم الأضاحى.
فاعتبر هذه المناسبة العجيبة)). البرهان في علوم القرآن، للزركشي (1: 39).
4 ـ قال الزركشي: (… المثال الثاني قوله تعالى: (وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين)، قال: معناه: وما أنت مصدق لنا.
فيقال:
ما الحكمة في العدول عن الجناس وهلاَّ، قيل: وما أنت بمصدق لنا ولو كنا صادقين، فإنه يؤدي معنى الأول مع زيادة رعاية التجنيس اللفظي؟
والجواب:
أن في مؤمن لنا من المعنى ما ليس في مصدق، وذلك أنك إذا قلت: مصدق لي، فمعناه: قال لي: صدقت.
وأما مؤمن، فمعناه مع التصديق: إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن فلهذا عدل إليه.
فتأمل هذا اللطائف الغريبة والأسرار العجيبة فإنه نوع من الإعجاز)). البرهان في علوم القرآن، للزركشي (3: 454).
5 ـ قال أبو السعود قي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (المائدة:6).
قال: ((ومن لطائف الآية الكريمة أنها مشتملة على سبعة أمور، كلها مثنى:
طهارتان: أصل وبدل.
والأصل اثنان: مستوعب وغير مستوعب.
وباعتبار الفعل: غسل ومسح
وباعتبار المحل: محدود وغير محدود
وأن آلتهما: مائع وجامد.
وموجبهما: حدث أصغر وأكبر.
وأن المبيح للعدول إلى البدل: مرض وسفر
وأن الموعود عليهما تطهير الذنوب وإتمام النعمة)). تفسير أبي السعود (3: 11)
6 ـ قال الآلوسي في قوله تعالى: (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (يوسف: من الآية25).
قال: ((… ولقد أتت في تلك الحالة التي يدهش فيها الفطن اللوذعي حيث شاهدها زوجها على تلك الهيئة بحيلة جمعت فيها غرضيها، وهما:
تبرئة ساحتها مما يلوح من ظاهر الحال.
واستنْزال يوسف عليه السلام عن رأيه في استعصائه عليها، وعدم مواتاته لها على مرادها؛ بإلقاء الرعب في قلبه من مكرها طمعا في مواقعته لها مُكْرَهًا عند يأسها عن ذلك مختارًا، كما قالت: (لئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين).
ثم إنها جعلت صدور الإرادة المذكورة عن يوسف عليه السلام أمرًا محققًا، مفروغًا عنه، غنيًا عن الإخبار بوقوعه، وإن ما هي عليه من الأفاعيل لأجل تحقيق جزائها.
ولم تصرِّح بالاسم، بل أتت بلفظٍ عام تهويلاً للأمر، ومبالغةً في التخويف؛ كأن ذلك قانون مطَّردٌ في حق كل أحدٍ كائنَا من كان.
وذكرت نفسها بعنوان أهلية العزيز إعظامًا للخطب، وإغراءً له على تحقيق ما يتوخاه بحكم الغضب والحمية، كذا قرَّره غير واحد.
وذكر الإمام [يعني: الرازي] في تفسيره ما فيه نوع مخالفة لذلك حيث قال: إن في الآية لطائف:
أحدها: أن حبَّها الشديد ليوسف عليه السلام حملها على رعاية دقيقتين في هذا الموضع، وذلك لأنها بدأت بذكر السجن، وأخرت ذكر العذاب؛ لأن المحِبَّ لا يسعى في إيلام المحبوب.
وأيضا: إنها لم تذكر أن يوسف عليه السلام يجب أن يقابل بأحد هذين الأمرين، بل ذكرت ذلك ذكرًا كليًّا صونًا للمحبوب عن الذكر بالشر والألم.
وأيضا: قالت: (إلا أن يسجن)، والمراد منه: أن يُسجن يومًا أو أقل على سبيل التخفيف، فأمَّا الحبس الدائم فإنه لا يُعبَّر عنه يهذه العبارة، بل يقال: يجب أن يجعل من المسجونين ألا ترى أن فرعون كيف قال حين هدد موسى عليه السلام: (لئن اتخذت إلها لأجعلنك من المسجونين) …)). روح المعاني للألوسي (12: 218).
7 ـ قال عطية سالم في تكملة أضواء البيان: ((ومن اللطائف في قوله تعالى: (وإن تظاهرا عليه) إلى آخر ما سمعته من الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه أنه قال: إن المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأتان فقط تآمرتا عليه فيما بينهما، فجاء بيان الموالين له ضدهما كل من ذكر في الآية، فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة ما يدل على عِظَمِ كيدهن وضعف الرجال أمامهن، وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: (إن كيدكن عظيم)، بينما قال في كيد الشيطان: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)
وقد عبر الشاعر عن ذلك بقوله:
ما استعظم الإله كيدهنه إلا لأنهن هن هنه)). أضواء البيان (8: 221)(/)
كتب تفسير وصى بها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مع بعض التعليقات عليها
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[05 Jul 2003, 05:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى
وهي منقوله من كتاب العلم للعلامة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
1ـ كتاب "تفسير القران العظيم" لابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو جيد بالنسبة للتفسير بالاثر ومفيد ومأمون، ولكنه قليل العرض لأوجه الإعراب و البلاغة.
2ـ كتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " للشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جيد وسهل ومأمون وأنصح بالقراءة فيه.
3ـ كتاب " مقدمة شيخ الإسلام في التفسير " وهي مقدمة مهمة وجيدة.
4ـ كتاب " أضواء البيان " للعلامة محمد الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وائل]ــــــــ[05 Jul 2003, 11:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبو أحمد الشهري مرحبا بك بين إخوانك
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[06 Jul 2003, 07:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكرك اخي الحبيب وائل على مرورك على الموضوع
وقرائتك له والتعليق
فجزاك الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:18 ص]ـ
أزيد: أنني سمعته ينصح للعامة بتفسير الجزائري،لسهولة عرضه،ولترتيبه،وذكره الدروس،وهذا من أهم مقاصد التفسير بالنسبة للعامة بالذات.
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[08 Jul 2003, 05:54 ص]ـ
الأخ الكريم: عمر المقبل ـ حفظه الله ـ
اشكرك كل الشكر اخي الحبيب على الإضافة والمرور
وحبذا لو ذكرت المصدر مع العلم بأنك عدل ثقة لا يسئل عن مثلك ..... لكن .....
واشكرك مرة اخري اخي في الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركااته
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Jul 2003, 11:53 م]ـ
مصدري في هذا أذناي اللتان سمعتا هذا الكلام ووعاه قلبي بحمد الله،وصلتي بشيخنا رحمه الله من عام 1410هـ إلى أن مات رحمة الله عليه،فلا أدري في أي هذه السنوات سمعته فيها،لكنني أقطع أنها بعد عام 1414هـ.
وغفر الله على حسن ظنك بأخيك.
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[18 Jul 2003, 02:05 ص]ـ
الشيخ الفاضل: عمر المقبل ـ حفظه الله ـ
والله إني لما قرأت ما قرأت قلت: ماشاء الله تبارك الله ...
فهنيئا لك هذه الصحبه والرفقه ...
وأنت الأن بحق (عدل ثقة) .....
فزادك الله علما وعملا
وتحياتي لكم وأشكر كل من مر على موضوعي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
مدارسة في تفسيرالقرطبي (4)
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[05 Jul 2003, 04:54 م]ـ
قال القرطبي عند تفسير قوله تعالى: {قالت أخراهم لأولاهم} الأعراف 38 مانصه [اللام في (لأولاهم) لام أجل، لأنهم لم يخاطبوا أولاهم ولكن قالوا في حق أولاهم ربنا هؤلاء أضلونا ... ] 7/ 205 ط: دار الكتب المصرية، فما معنى لام الأجل؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2003, 08:23 ص]ـ
لام (أجل) هذه هي لام التعليل.
قال السمين الحلبي في الدر المصون 5/ 315 [بتحقيق أحمد الخراط]: (وقوله: {لأولاهم} اللام للتعليل، أي لأجل، ولا يجوز أن تكون التي للتبليغ كهي في قولك: قلت لزيد افعل. ... ) إلخ كلامه
أرجو أن يكون الجواب واضح.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[08 Jul 2003, 10:56 ص]ـ
الأخ محمد القحطاني، جزاك الله خيرا، ولكن كيف يكون المعنى إذا كانت اللام تعليلية؟ وألا يشكل عليه الآية التي بعدها وهي قوله تعالى {وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا .... } الآية، حيث استخدم ضمير الخطاب، وكأن السياق يوحي بالمخاطبة بين اثنين؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2003, 11:20 م]ـ
بسم الله
أخي محمد؛ لو أنك رجعت إلى الدر المصون لزال عنك الإشكال؛ لأنه ذكر أن اللام في قوله: {وقالت أولاهم لأخراهم ... } للتبليغ لأن الخطاب فيها ظاهر.
وللفائدة؛ فقد نقل الزركشي في البرهان في علوم القرآن عن ابن مالك ضابطاً في نوع اللام التي تأتي بعد القول، فقال:
وذكر ابن مالك وغيره ضابطا في اللام المتعلقة بالقول، وهو: إن دخلت على مخاطبة القائل فهي لتعدية القول للمقول له نحو: (وقولوا لهم قولاً معروفاً) [النساء: 8]، فإن دخلت على غير المخاطب القائل فهي للتعليل كقوله تعالى: (وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا) [آل عمران:156]، وقوله: (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا) [آل عمران: 168]، وقوله: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب) [النحل:116]، وقوله: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا إن يشاء الله) [الكهف: 23 - 24] وهو كثير. انتهى كلامه. 4/ 294 بتحقيق المرعشلي.
ولزيادة الإيضاح أنقل كلام الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير عن هذه اللام؛ قال: واللاّم في: {لأولاَهم} لام العلّة، وليست اللاّم التي يتعدّى بها فعل القَول، لأنّ قول الطائفة الأخيرة موجَّه إلى الله تعالى، بصريح قولهم: {ربنا هؤلاء أضلونا} إلخ، لا إلى الطّائفة الأولى، فهي كاللاّم في قوله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه}
انتهى 5/ 122
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[09 Jul 2003, 10:19 ص]ـ
الأخ محمد جزاك الله خيرا، ماالمعنى إذا قلنا بأن اللام تعليلية؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2003, 06:18 ص]ـ
المعنى كما قال السمين الحلبي: قالت أخراهم لأجل أولاهم، أي في شأن أولاهم. فالخطاب منهم لربهم في شأن الأمة السابقة التي أضلتهم.
وقال الزمخشري: ومعنى لأولاهم: لأجل أولاهم؛ لأن خطابهم مع الله لا معهم. انتهى
وقال الرازي: «اللام» في قوله: {لاِخْرَاهُمْ} لام أجل، والمعنى: لأجلهم ولإضلالهم إياهم {قَالُواْ رَبَّنَا هَؤُلآء أَضَلُّونَا}؛ وليس المراد أنهم ذكروا هذا القول لأولاهم، لأنهم ما خاطبوا أولاهم، وإنما خاطبوا الله تعالى بهذا الكلام. انتهى
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[14 Jul 2003, 02:57 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:
فجزى الله الأخوة المشاركين في هذه المطارحة خير الجزاء على الفوائد النفيسة، وقد قرأت ما كتب وجواب فضيلة الشيخ محمد وفقه الله وليأذن لي بالمشاركة،
فقد ظهر لي (والله أعلم) أن اللام ليست لام من أجل؛ بل هي لام التعدية وذلك للقرائن التالية:
1 - تفسير السلف رحمهم الله، فإنه ظاهر في أن المقصود مخاطبة الأمة الأولى للأخرى ومن ذلك قول الطبري رحمه الله تعالى، في تفسير الآية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن محاورة الأحزاب من أهل الملل الكافرة في النار يوم القيامة يقول الله تعالى ذكره فإذا اجتمع أهل الملل الكافرة في النار فاداركوا قالت أخرى أهل كل ملة دخلت النار الذين كانوا في الدنيا بعد أولى منهم تقدمتها وكانت لها سلفا وإماما في الضلالة والكفر لأولاها الذين كانوا قبلهم في الدنيا ربنا هؤلاء أضلونا عن سبيلك ودعونا إلى عبادة غيرك وزينوا لنا طاعة الشيطان فآتهم اليوم من عذابك الضعف على عذابنا ونقل رحمه الله عن السدي مثل ذلك،
وهذا هو المشهور،
2 - أن هذا هو الأصل في اللام التي تأتي بين القول والمقول
3 - أن الصارف الذي اعتمده الزجاج ومن بعد الزمخشري ومن قلدهم بعد كالبيضاوي،لجعل لام التعدية لام من أجل: هو أن الخطاب لله تبارك وتعالى، وهذا صارف ليس بظاهر
إذ هناك فرق بين الدعاء والخطاب المجرد،
تأمل مثلا هذا الحديث
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد سفرا فزودني قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال زدني بأبي أنت وأمي قال ويسر لك الخير
فهذا خطاب للرجل بالدعاء له
ودعاء لله عز وجل
ولاحظ أن الكلام هنا من جهة المعنى لا من جهة نحوية
صحيح: أن الجملة من جهة نحوية لا يمكن أن تكون للخطاب والغيبة معا،
ولكنني أقول:
إنهم بدل أن يخاطبونهم بقولهم: زادكم الله ضعفا من النار
قالوا لهم ربنا هولاء فهذا التفات،
واللام على وجهها،
وهذا كلام يحتاج إلى مصابرة تصوره فأرجو ذلك
وتأمل قول الخزاعي وهو يشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بكر في الوقعة التي كانت سبب الفتح
يارب إن ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فالقصيدة يخاطب بها الرسول صلى الله عليه وسلم والنداء لله عز وجل،
4 - أن تشبيهها بقوله تعالى: (وقالوا لأخوانهم إذا ضربوا في الأرض)
وقوله تعالى (الذين قالوا لأخوانهم وقعدوا) ليس بصحيح إذ أن في الآيتين ما يدل على عدم وجود المخاطب، ففي الأول قوله تعالى: ((لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا)) وهذا صريح في عدم مخاطبتهم لهم،وفي الثانية قوله تعالى: (ماقتلوا)، وأما في الموضع محل الإشكال فإنهم موجودون معهم في النار وليس هناك مانع من مخاطبتهم سوى صورة الالتفات في الدعاء
5 - أن السياق يدل عليه، حيث دلت الآية أن الغاية التي حصل عندها الخطاب هو هو التتابع والاجتماع، ولولا أنه حصل الخطاب بينهم لما كان لهذه الغاية معنى والله تعالى أعلم بمراده وأستغفر الله من القول بغير علم،
مع دعواتي لكم بالتوفيق
أخوكم، عبدالله بن بلقاسم بن عبدالله
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[14 Jul 2003, 03:01 ص]ـ
فائدة:
قال المالقي رحمه الله تعالى:
في معاني اللام غير الزائدة العاملة خفضا:
أن تكون بمعنى من أجل نحو: جئتك للإحسان، ورعيتك لرعيي، قال الشاعر:
فجئت وقد نضت لنوم ثيابها لدى الستر إلا لبسة المتفضل
أي: من أجل نوم، قال الشاعر
تسمع للجرع إذا استحيرا للماء في أجوافها خريرا
أي من أجل الجرع.
ويقال لذه اللام لام العلة ولام السبب، أهـ من (رصف المباني في حروف المعاني) ص 298 - 299(/)
سؤال عن أحسن من تكلم على أثر ابن عباس في نزول القرآن مرتين؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Jul 2003, 01:58 ص]ـ
سؤالي للإخوة الأكارم من أصحاب الفضيلة: من أحسن من تكلم على أثر ابن عباس في نزول القرآن مرتين؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2003, 04:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم في ملتقى التفسير، ويسعدنا انضمامكم إلينا وفقكم الله لنستفيد جميعاً من مدارسة العلم.
وأما سؤالك عن أفضل من تكلم عن أثر ابن عباس هذا، ففي الجواب عليه عسر للحاجة إلى الاستقراء التام.
وإنما يمكنني القول:
ممن ناقش هذا الأثر الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع في كتابه (نزول القرآن الكريم).
والشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابه (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) ص 36 وما بعدها. و مما قال في هذا الأثر: (وهذا خبر تلقاه أكثر العلماء بالقبول، وهو مروي من وجوه متعددة عن ابن عباس، ومثله إخبار عن أمر غيبي لا يصار إلى مثله إلا بتوقيف، فله حكم المرفوع، والقول به أولى من القول بمجرد النظر).
انتهى كلام الجديع وفقه الله.
هذا ما تيسر ولا يزال البحث جارياً وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:10 ص]ـ
جزيت خيرا يا شيخ عبدالرحمن،وهنا ليس الإشكال في البحث عن صحة سنده،بقدر ما هو الحديث عن توجيهه من حيث معناه؛لأن في القرآن مواضع تشكل على هذا،كقوله تعالى: "قد سمع الله ... " ونحن نقطع بأن سماع الله لكلامها لم يكن إلا بعد أن تكلمت به.
هل تكلم عليه أحد من المتقمدمين من أهل العلم ـ مع بالغ التقدير ـ لأهل العلم المعاصرين.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2003, 07:54 ص]ـ
سبق أن قمت بتوجيه قول ابن عباس هذا، وذكر أقوال العلماء في بيانه بالتفصيل هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=371
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[09 Jul 2003, 05:43 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ: عمر المقبل وفقه الله
لقد قمت بإضافة تعقيب على الرابط الذي ذكره الشيخ أبي مجاهد، وفيه بيان ما يزيل الإشكال الذي ذكرته، وفقك الله.
ودمت مسدداً
وكتب: ابن أبي حاتم(/)
(إياك نعبد وإياك نستعين) صوت
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[06 Jul 2003, 06:17 ص]ـ
سورة الفاتحة ( http://tokklt.jeeran.com/fate7h.swf)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2003, 07:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالله على هذه المشاركة الثمينة جداً، فما أحوجنا إلى مثل هذه العبرة!
حفظ الله الشيخ سعود وبارك فيه وفي علمه، فما أطيب الصلاة وراءه، والاستماع إلى قراءته لكلام الله جل وعلا.
سقى الله تلك البقاع صوب الغمام! فما أشد الشوق، وما أمر الفراق!
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[07 Jul 2003, 11:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
قال صلى الله عليه وسلم
ــ (ــ أحسن الناس قراءة _:_ الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله _._
قال الألباني رحمه الله
(صحيح) انظر حديث رقم: 194 في صحيح الجامع.
_
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[08 Jul 2003, 07:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد على هذه المشاركة الرائعة فكما ذكر الشيخ /عبد الرحمن ماأحوجنا لمثل هذه العبرة.
وبمناسبة هذه الوقفة الإيمانية أذكر نفسي بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (لايلج النار أحد بكى من خشية الله
تعالى حتى يعود اللبن في الضرع) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وأستغر الله أن نزكي أحداً على الله ونشهد الله أنا نحب الشيخ/ سعود الشريم في الله سبحانه.
ـ[ابن رواحة]ــــــــ[23 Jul 2003, 05:45 ص]ـ
أحييت قلوبنا ... أحيا الله قلبك ... وغفر ذنبك .........
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[23 Jul 2003, 03:30 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن الشهري، حفظه الله.
أخي الكريم الشيخ عبد الله بلقاسم، وفقه الله.
أخي المبارك الشيخ عوض الشهري، سلمه الله.
أخي الكريم الشيخ ابن رواحة، رضي الله عنه:)
أشكركم على مروركم، وحسن دعائكم، وأسأل الله لي ولكم دعوة أخينا ابن رواحة.
خالد
ـ[التائب الى الله]ــــــــ[28 Jul 2003, 02:21 م]ـ
فعلا ما احوجنا 0000ومن لنا الا هو سبحانه وتعالى
لا اله الا الله وحده لا شريك له اسنغفره واتوب اليه00000
اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وكل عمل يقربنا الى حبك 00000
جزى لله الشيخ خيرا وكذلك انت اخي في الله ((احيكم في الله جميعا))
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[13 Sep 2003, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي التائب إلى الله، وأعتذر إليك عن تأخري بالرد لانقطاعي عن المنتدى.
رزقنا الله وإياك التوبة إليه. (وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).(/)
من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:01 ص]ـ
وتحديداً هل ثبت بالإسناد الصحيح عن ابن عباس أنه نقل شيئاً من الإسرائيليات؟
أرجو ذكر هذا الإسناد إن أمكن.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:30 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين
بالنسبة لابن عباس رضي الله عنه
راجع تفسير ابن كثير لقوله تعالى:
" إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى " الآية 40 من سورة طه
حيث ذكر حديث الفتون الطويل عن ابن عباس وسنده:
قَالَ الْإِمَام أَبُو عَبْد الرَّحْمَن أَحْمَد بْن شُعَيْب النَّسَائِيّ رَحِمَهُ اللَّه فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ سُنَنه قَوْله وَفَتَنَّاك فُتُونًا " حَدِيث الْفُتُون " حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون أَنْبَأَنَا أَصْبَغ بْن زَيْد حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن أَبِي أَيُّوب أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ: سَأَلْت عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس، وذكر الحديث ..
ثم علّق ابن كثير رحمه الله في نهاية الحديث بقوله:
وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السُّنَن الْكُبْرَى وَأَخْرَجَهُ أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيرَيْهِمَا كُلّهمْ مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون بِهِ وَهُوَ مَوْقُوف مِنْ كَلَام اِبْن عَبَّاس وَلَيْسَ فِيهِ مَرْفُوع إِلَّا قَلِيل مِنْهُ وَكَأَنَّهُ تَلَقَّاهُ اِبْن عَبَّاس مِمَّا أُبِيحَ نَقْله مِنْ الْإِسْرَائِيلِيَّات عَنْ كَعْب الْأَحْبَار أَوْ غَيْره وَاَللَّه أَعْلَم وَسَمِعْت شَيْخنَا الْحَافِظ أَبَا الْحَجَّاج الْمِزِّيّ يَقُول ذَلِكَ أَيْضًا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:30 ص]ـ
ما سبب جزم ابن كثير والمزي بذلك؟
الحديث طويل أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6\ 396 - 405) ولم أجد فيه ما يُنكر. وبعضه مرفوعٌ كذلك. فما سبب جعل ذلك الحديث من الإسرائيليات؟
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:45 ص]ـ
بدأت تصعبها علينا شيخ محمد .. ;)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 10:15 م]ـ
أخي الفاضل أبا الحسن
لا بد من التحقيق في هذه المسألة لوجود استشكال في تصرف الصحابة. فكيف ينقلون عن الإسرائيليات وهم يعلمون تحريفها؟
من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم. أخرجه البخاري (7363).
فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها، مستندا لذلك من غير عزو، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف. بل هذا الإشكال حتى يكون قائما يحتاج إلى مقدمة وهي: إثبات أن ابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات. نعم ذكروا أنه سمع من كعب الأحبار لكن لايعني هذا وصفه بكونه ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات، والفرق بين المعنيين واضح.
ولذلك فأنا أستبعد أن يقوم الصحابة بنقل الأقوال المحرّفة من الإسرائيليات. وكل صحابي ننسبه إلى ذلك فعلينا تحقيق هذه المسألة سنداً ودراية. أي علينا إثبات السند الصحيح، وعلينا إثبات أن هذا من الإسرائيليات.
وقد اشتهر ابن عباس بهذا الفعل ويجب التحقق منه. ويجب تطبيق نفس المنهج على غيره من الصحابة ممن أستبعد أكثر أن يفعلوا ذلك مثل أبي هريرة ومثل ابن مسعود وطبقته من كبار الصحابة.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:14 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
تحرير القول في هذه المسألة، أن الإسرائيليات في التفسير لها أربعة أقسام:
القسم الأول: ما عُلم كذبه بشهادة شرعنا له بالبطلان. وهذا يجب رده وعدم قبوله، ولا يجوز حكايته إلا على سبيل الاعتبار والتنبيه على بطلانه.
القسم الثاني: ما علم صدقه بشهادة شرعنا له بالصحة. وهذا يذكر في تفسير الآية استشهاداً لا اعتقاداً، ولا يجوز أن يكون هو المفسر للآية، بل المفسر هو ما ثبت في شرعنا.
القسم الثالث: ما كان من المسكوت عنه. ولكن فيه من الخرافة ما تحيله العقول، ويغلب على الظن كذبه، فهذا أيضاً يجب رده وعدم قبوله، ولا يحكى إلا على سبيل التنبيه على بطلانه.
القسم الرابع: ما كان من المسكوت عنه، وليس فيه ما تحيله العقول، ولا يغلب على الظن كذبه. ومثلُ هذا يجب التوقف فيه، فلا يحكم عليه بصدق ولا كذب، وعليه يتنزل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا» (1)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» (2).
قال ابن كثير – بعد سياقه للحديث الثاني -: «هذا محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا، فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها، فيجوز روايتها للاعتبار» أ. هـ. (3)
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله –: «واعلم أن كثيراً من المفسرين -رحمهم الله– قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج»، والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم»، فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها، أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعاً بها، ولا يستريب بها أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا، حصل ما حصل، والله الموفق».أ. هـ (4)
وما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من الصحابة يحمل على القسم الرابع، والله تعالى أعلم.
====================
(1) أخرجه البخاري - من حديث أبي هريرة - في كتاب تفسير القرآن، باب {قُولُوا ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: 136]، حديث (4485).
(2) أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن عمر، في كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، حديث (3461).
(3) تفسير ابن كثير (1/ 5)، و البداية والنهاية (1/ 5). وانظر: مجموع الفتاوى (13/ 366 - 368)، وتيسير الكريم الرحمن (62 - 63)، وقواعد الترجيح، لحسين الحربي (1/ 228 - 232).
(4) تيسير الكريم الرحمن (62 - 63).
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[07 Jul 2003, 07:58 ص]ـ
سورة القلم
تفسير ابن كثير لقوله تعالى "ن"
وَقِيلَ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " ن " حُوت عَظِيم عَلَى تَيَّار الْمَاء الْعَظِيم الْمُحِيط وَهُوَ حَامِل لِلْأَرَضِينَ السَّبْع كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير:
- حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض
وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ أَحْمَد بْن سِنَان عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش بِهِ
وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَمُحَمَّد بْن فُضَيْل وَوَكِيع عَنْ الْأَعْمَش بِهِ وَزَادَ شُعْبَة فِي رِوَايَته ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "
وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيك عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان أَوْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ نَحْوه
وَرَوَاهُ مَعْمَر عَنْ الْأَعْمَش أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَالَ فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ "
إه كلام ابن كثير رحمه الله
وهذا الأثر، كما ذكر أحد مشايخنا، صحيح الإسناد لابن عباس رضي الله عنهما
هل تظن، يا شيخ محمد، أن هذا الأثر يمكن حمله على أنه مما رواه ابن عباس من الإسرائيليات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 Jul 2003, 08:50 ص]ـ
صدقت أخي الفاضل إسناده صحيح وهو من أكاذيب اليهود، التي أستغرب كيف انطلت على ابن عباس على علمه وفضله.
وأضيف لك اتفاق المفسرين على تفسير فتنة سليمان بكذبه من أكاذيب اليهود. وقد سردها ابن كثير في تفسيره (4\ 36) ثم قال:
وأرى هذه كلها من الإسرائيليات. ومن أَنكرها (أشدها نكارة) ما قاله ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالوا حدثنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال:
أراد سليمان عليه الصلاة والسلام أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت الجرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتي خاتمي فأعطته إياه فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتي خاتمي قالت قد أعطيته سليمان قال أنا سليمان قالت كذبت ما انت بسليمان فجعل لا يأتي أحدا يقول له أنا سليمان إلا كذبه حتى يرمونه بالحجارة فلما رأى ذلك سليمان عرف أنه من أمر الله عز وجل قال وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان قال فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن تنكرن من سليمان شيئا قلن نعم إنه يأتينا ونحن نحيض وما كان يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان عليه الصلاة والسلام فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته وكان سليمان عليه السلام يحمل على شط البحر بالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي الخاتم فدعا سليمان عليه الصلاة والسلام فقال تحمل لي هذا السمك فقال نعم قال بكم قال بسمكة من هذا السمك قال فحمل سليمان عليه الصلاة والسلام السمك ثم انطلق به إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى بابه أعطاه تلك السمكة التي الخاتم فأخذها سليمان عليه الصلاة والسلام فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه قال فلما لبسه دانت له الجن والانس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا انماط مع الرصاص قال فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان عليه الصلاة والسلام فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله تبارك وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب يعني الشيطان الذي كان سلط عليه.
قال ابن كثير: إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما إن صح عنه من أهل الكتاب وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر النساء فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله عز وجل من تشريفا وتكريما لنبيه عليه السلام وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنه كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
قلت ورواها قتادة أيضاً بنفس النكارة. فهذا من أثر الإسرائيليات ومن أساطير اليهود وخرافاتهم. وإلا فمن المحال قطعاً أن يتمثل الشيطان بصورة نبي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 Jul 2003, 08:51 ص]ـ
بقي أن نحقق ما جاء عن باقي الصحابة رضي الله عنهم، هل ثبتت عنهم رواية الأساطير اليهودية في تفسير كتاب الله؟
ـ[أبو عمران]ــــــــ[16 Jul 2003, 03:37 م]ـ
بارك الله فيكم
حصل لي سؤال هنا في موضوعكم
ما هو التفسير الراجح و الصواب للآية وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ... و كذلك ما هو فتنة نبي سليمان عليه أفضل الصلاة و السلام
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Jul 2003, 01:29 ص]ـ
سبق وأن اجبت عن الجمع بين قول ابن عباس وفعله في روايته للإسرائيليات على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=42
فراجعه ان شئت.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:10 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو عمران
بارك الله فيكم
حصل لي سؤال هنا في موضوعكم
ما هو التفسير الراجح و الصواب للآية وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ... و كذلك ما هو فتنة نبي سليمان عليه أفضل الصلاة و السلام
سؤال وجيه والمشكلة أن كتب التفسير لا تكاد تذكر غير الخرافة الإسرائيلية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 Aug 2003, 10:20 ص]ـ
أخي الفاضل محمد، الأخوة الأفاضل في هذا المنتدى
أعرف أن هذا الموضوع عن الصحابة، لكن حصل عندي إشكال حول هذا الأثر عن الإمام الأوزاعي
ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
" النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " (سورة غافر، الاية 46)
وَقَالَ اِبْن جَرِير ثنا عَبْد الْكَرِيم بْن أَبِي عُمَيْر ثنا حَمَّاد بْن مُحَمَّد الْفَزَارِيّ الْبَلْخِيّ قَالَ سَمِعْت الْأَوْزَاعِيّ وَسَأَلَهُ رَجُل فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّه رَأَيْنَا طُيُورًا تَخْرُج مِنْ الْبَحْر تَأْخُذ نَاحِيَة الْغَرْب بِيضًا فَوْجًا فَوْجًا لَا يَعْلَم عَدَدَهَا إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا كَانَ الْعَشِيّ رَجَعَ مِثْلهَا سَوْدَاء قَالَ وَفَطِنْتُمْ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ الطَّيْر فِي حَوَاصِلهَا أَرْوَاحُ آلِ فِرْعَوْنَ يُعْرَضُونَ عَلَى النَّار غُدُوًّا وَعَشِيًّا فَتَرْجِع إِلَى وُكُورهَا وَقَدْ اِحْتَرَقَتْ أَرْيَاشُهَا وَصَارَتْ سَوْدَاء فَيَنْبُتُ عَلَيْهَا مِنْ اللَّيْلِ رِيشٌ أَبْيَضُ وَيَتَنَاثَرُ الْأَسْوَدُ ثُمَّ تَغْدُو عَلَى النَّار غُدُوًّا وَعَشِيًّا ثُمَّ تَرْجِع إِلَى وُكُورهَا فَذَلِكَ دَأْبُهُمْ فِي الدُّنْيَا فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة قَالَ اللَّهُ تَعَالَى " أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْن أَشَدَّ الْعَذَاب " قَالَ وَكَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهُمْ سِتُّمِائَةٍ أَلْف مُقَاتِل
فهلا أفادنا أحد حول سند هذا الأثر عن الأوزاعي؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 Sep 2003, 07:20 م]ـ
أخي الفاضل
حماد بن محمد الفزاري ضعفه صالح جزرة كما في الميزان
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 Nov 2003, 08:14 ص]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: أبو عمران
بارك الله فيكم
حصل لي سؤال هنا في موضوعكم
ما هو التفسير الراجح و الصواب للآية وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب ... و كذلك ما هو فتنة نبي سليمان عليه أفضل الصلاة و السلام
لعل تفسيرها هو الابن الميت الذي ولد لسليمان وقد جاء خبره في الصحيح
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Nov 2003, 01:09 م]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان عند تفسيره لقوله تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً. إلا أن يشاء الله ... ):
( ... فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال سليمان بن داود عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة ـ وفي رواية تسعين امرأة، وفي رواية مائة امرأة ـ تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله» فقيل له ـ وفي رواية قال له الملك: «قل إن شاء الله» فلم يقل. فطاف بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً لحاجته». وفي رواية «ولقاتلوا في سبيل الله فرساناً أجمعون» ا هـ.
فإذا علمت هذا فاعلم أن هذا الحديث الصحيح بين معنى قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَـ?نَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَداً}. وأن فتنة سليمان كانت بسبب تركه قوله «إن شاء الله»، وأنه لم يلد من تلك النساء إلا واحدة نصف إنسان، وأن ذلك الجسد الذي هو نصف إنسان هو الذي ألقي على كرسيه بعد موته في قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَداً}، فما يذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَداً}، من قصة الشيطان الذي أخذ الخاتم وجلس على كرسي سليمان، وطرد سليمان عن ملكه. حتى وجد الخاتم في بطن السمكة التي أعطاها له من كان يعمل عنده بأجر مطروداً عن ملكه، إلى آخر القصة ـ لا يخفى أنه باطل لا أصل له، وأنه لا يليق بمقام النبوة. فهي من الإسرائيليات التي لا يخفى أنها باطلة.
والظاهر في معنى الآية هو ما ذكرنا، وقد دلت السنة الصحيحة عليه في الجلة، واختاره بعض المحققين. والعلم عند الله تعالى.)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 Jun 2004, 04:45 ص]ـ
للمزيد من المشاركات
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 Feb 2005, 05:21 ص]ـ
فما يذكره المفسرون في تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى? كُرْسِيِّهِ جَسَداً}، من قصة الشيطان الذي أخذ الخاتم وجلس على كرسي سليمان، وطرد سليمان عن ملكه. حتى وجد الخاتم في بطن السمكة التي أعطاها له من كان يعمل عنده بأجر مطروداً عن ملكه، إلى آخر القصة ـ لا يخفى أنه باطل لا أصل له، وأنه لا يليق بمقام النبوة. فهي من الإسرائيليات التي لا يخفى أنها باطلة.
والظاهر في معنى الآية هو ما ذكرنا، وقد دلت السنة الصحيحة عليه في الجلة، واختاره بعض المحققين. والعلم عند الله تعالى.) [/ color]
جزاكم الله خيرا
ً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[13 Jan 2009, 11:43 م]ـ
يقال ان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قد روى اسرائيليات كذلك
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[01 Oct 2010, 12:32 ص]ـ
أتمنى لو تخلو كتب التفسير من الإسرائيليات،
أتمنى لو تخلو قصص الأنبياء من الإسرائيليات،
.......
إذا كنت لا أرضى بالضعيف حتى في الفضائل،
فما بالي بالإسرائيليات في تفسير كتاب الله، وفي الغيبيات؟(/)
ابن حزم مفسراً (1)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Jul 2003, 05:57 م]ـ
يعتبر الإمام ابن حزم الظاهري (ت / 456هـ) من العلماء المبرزين في علوم الشريعة، خاصة في علم الفقه، وعلم الحديث رواية ودراية، وهو إمام من أئمة الظاهرية الذين اتخذوا منهجاً في تفسير النصوص يختلف بعض الشيء عن منهج الأئمة الأربعة، كما أن المكتبة الإسلامية تفتقر إلى المصنفات التفسيرية في مذهب أهل الظاهر.
وفي أطروحتي التي تقدمت بها لنيل درجة الماجستير عشت مع ابن حزم قرابة السنتين، جامعاً، ومتأمِّلاً، ودارساً لآرائه في التفسير، وقد خلصت إلى نتائج عدة من أهمها:
أولاً: استطعت بحمد الله جمع مادة علمية كبيرة - تتعلق بالتفسير - بلغت [100] مسألة، جاءت فقط في الأحزاب الثلاثة الأولى من القرآن الكريم.
ثانياً: أكثر ابن حزم من النقول عن أئمة التفسير من الصحابة والتابعين، وكان ذلك بالإسناد المتصل غالباً، ولا شك أن لذلك قيمة علمية كبيرة، تتمثل في إثراء المكتبة الإسلامية بالتفسير المأثور المسند، والذي يمكن من خلاله دراسة تلك الأقوال، وتمييز صحيحها من سقيمها.
ثالثاً: هناك عدد كبير من كتب التفسير بالمأثور التي لم تصل إلينا، أو وصلت ولكنها ناقصة، وقد أكثر ابن حزم من الرواية عن تلك الكتب، مثل مسند وكيع، وأحكام القرآن لإسماعيل بن إسحاق القاضي، ومسند ابن الجهم، وسنن سعيد بن منصور، وتفسير عبد الرزاق، وغيرها، وهذا يستدعي أن يفرد بحث خاص لجمع مرويات ابن حزم في التفسير باستقصاء تام، لعل ذلك يعوض بعض ما فقد من تلك الكتب.
رابعاً: برزت ظاهرية ابن حزم واضحة جلية عند تفسيره لآيات القرآن الكريم، وقد انفرد بأقوال تنمُّ عن جموده وفرط ظاهريته، ولكن لم يكن هذا منهجاً مطرداً ثبت عليه في جميع النصوص؛ لأنه كما قيل: ظاهريته في الفروع فقط، أما في مسائل صفات الله تعالى، وفي بعض المسائل العقلية فقد اتبع منهج التأويل، وليِّ أعناق النصوص، متأثراً بمنهج المعتزلة في ذلك، لذا فإن ابن حزم لم يكن ظاهرياً بالمعنى التام، بل ظاهريته في حدود مسائل الأحكام فقط.
خامساً: فيما يتعلق بمنهجه في التفسير لم يكن يحتج إلا بنصوص الوحيين، الكتاب والسنة، أما أقوال الصحابة فإنه لا يرى الحجة فيها إلا إذا اتفقوا، وهو ما يسميه بالإجماع، وهو مع ذلك يورد أقوال الصحابة والتابعين مؤيداً بها رأيه لا مستدلاً.
سادساً: لم يكن ابن حزم مجرد ناقل وراوٍ للنصوص فحسب، بل كان ذا معرفة ثاقبة بعلل الحديث، ومعرفة صحيحها من سقيمها، وله دراية ومعرفة بأحوال الرواة، وأقوال علماء الجرح والتعديل فيهم، وأحيانا يجتهد رأيه، ويبين حال الراوي من خلال سبر ودراسة مروياته.
سابعاً: تفرد ابن حزم بأقوال تدل على عنايته واهتمامه بالتفسير، وهي بحق جديرة بالاهتمام، ولا يضر تفرده بها ما دام الحق معه، ولعلي أذكر ما تفرد به في مشاركة لاحقة.
الاقتراحات:
1 - اقترح أن تكون هناك دراسة موسَّعة للتعرف على منهج أهل الظاهر في التفسير، وذلك بعد أن يكتمل مشروع جمع آراء ابن حزم في التفسير.
2 - في أثناء جمعي للمادة العلمية لاحظت أنَّ لابن حزم آراءٌ في علوم القرآن، وهي جديرة بالعناية والدراسة، خاصة وأن الكتب المؤلفة في هذا الفن ليس لأهل الظاهر فيها أثر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2003, 08:03 ص]ـ
للتذكير: هناك رسالتان حول ابن حزم
الأولى: رسالة ماجستير بعنوان: علوم القرآن عند ابن حزم - جمع ودراسة للشيخ ناصر آل عشوان الدوسري.
وقد نوقشت قبل سنوات عدة.
الثانية: تفسير ابن حزم - من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة البقرة - حمعاً ودراسة
وهي رسالة دكتوراه للباحث: أحمد بن عبدالله عقيل، وقد نوقشت السنة الماضية 1423هـ.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Jul 2003, 02:04 م]ـ
ورسالة أخرى سجلت في جامعة أم القرى في مرحلة الماجستير لهذا العام 1424هـ عن:
آيات الأحكام عند ابن حزم - جمع ودراسة.
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Jul 2003, 07:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه اللفتات الطيبة ولكن لصعوبة المنال عند أكثر المشتركين في المنتدى للوصول إلى هذه الرسائل العلمية المهمة حبذا لو يقوم أحد الأعضاء بتلخيص عن أهم الأفكار الواردة فيها لأني كنت أتساءل كثيراً عن منهج ابن حزم في تفسير آيات الأحكام وكيف اتبع فيهل المنهج الظاهري كيف رد على الجمهور في استدلالاتهم فحبذا لو ينفذ هذا الطلب ولكم جزيل الشكر(/)
كتاب: الإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير
ـ[المحرر]ــــــــ[06 Jul 2003, 06:36 م]ـ
تأليف: صفوت مصطفى خليلوفيتش
تقديم: محمد السيد راضي جبريل
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة - القاهرة
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 29/ 11/2001
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مدور
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 638
حجم الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 35.0 ريال سعودي ($9.33)
التصنيف: / علوم القرآن / تفسير / تراجم المفسرين / تراجم مفردة
الجامعة: قسم التفسير وعلوم القرآن - كلية أصول الدين - جامعة الأزهر
تاريخ الحصول على الدرجة: 25/ 03/2001
نوع الدرجة: دكتوراه
نبذة عن الكتاب: هذا الكتاب دراسة وافية عن الإمام الجصاص ومصنفه [أحكام القرآن] , أظهر فيها المؤلف حياة هذا الإمام الكبير والعصر الذي عاش فيه ملقيًا الضوء على منهج الإمام الجصاص في كتابه والأسس التي بنى عليها تفسيره مشيرًا إلى بعض المآخذ على تفسير الجصاص من بينها تأثره بمذهب المعتزلة في بعض المسائل, دون أن يغفل القيمة العلمية لهذا الكتاب ومدى تأثيره على من جاء بعده من المفسرين والفقهاء والأصوليين موضحًا ذلك بنماذج من بعض الكتب التي ألفت بعد عصر الجصاص كل ذلك في ثنايا هذه الرسالة.
الخلاصة: بدأ بمقدمة بين فيها الدافع الذي دفعه لاختيار هذا الموضوع والخطة التي سار عليها في بحثه الذي جعله في بابين:
الباب الأول
تناول فيه تعريف الإمام وقسمه إلى خمسة فصول:
في الفصل الأول تكلم عن عصره.
وفي الفصل الثاني عن حياته وسيرته.
وفي الفصل الثالث تكلم عن مكانته العلمية وطبقته عند الحنفية.
وفي الفصل الرابع تكلم عن شيوخه وتلامذته.
وأما الفصل الخامس فقد تناول فيه مصنفاته وآثاره العلمية ملقيًا الضوء على كتابه في أصول الفقه, على أساس أن كتابه هذا يعتبر مقدمة أصولية لتفسيره, كما بذل الباحث جهدًا طيبًا متنقلاً ومتجولاً بين البلدان التي بها مصنفات ومخطوطات من آثار الإمام؛ من أجل الوصول إلى صورة وملامح شخصية هذا الإمام الكبير.
الباب الثاني
تناول فيه الباحث منهج الإمام الجصاص في التفسير مستعرضًا ذلك في خمسة فصول:
في الفصل الأول وفيه تعريف عام بتفسيره, ثم إبراز لموضوع كتاب أحكام القرآن, ووقت تأليفه, وأبرز أسمائه, وكذلك إلقاء الضوء على الكتاب لبيان هل هو مجرد كتاب فقهي أم لا.
وفي الفصل الثاني تعرض فيه الباحث للمصادر التي استقى منها الإمام مادة الكتاب, فتحدث عن مصادره في التفسير والحديث واللغة والنحو والفقه والأصول والتاريخ وغير ذلك.
وأما الفصل الثالث فقد تكلم فيه الباحث عن منهج الإمام الجصاص في التفسير مفصلاً ذلك تحت تسعة أسس كما يلي:
1 - شدة حرصه على تفسير القرآن بالقرآن.
2 - جمعه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي.
3 - إفادته من اللغة وعلومها.
4 - عنايته الفائقة بالفقه والأحكام.
5 - استعراضه لأهم مسائل العقيدة.
6 - تعرضه لكثير من مباحث أصول الفقه وعلوم القرآن.
7 - استعانته بأسباب النزول.
8 - اهتمامه بالقراءات وتوجيهها.
9 - ابتعاده عن الإسرائيليات والموضوعات.
وفي الفصل الرابع كان الباحث موضوعيًا في حرصه على إبراز المآخذ والملاحظات على منهج الإمام في التفسير مجملا ًإياها كالآتي:
1 - تأثره بمذهب المعتزلة في بعض المسائل.
2 - شدة تمسكه بالمذهب الحنفي.
3 - موقفه من بعض الشخصيات الإسلامية.
4 - كثرة استطراداته في مجال التفسير.
5 - انتقاده لبعض الرواة من غير وجه.
6 - ذكره لبعض الطرق الضعيفة في مجال التفسير بالمأثور دون التنبيه على ضعفها.
وفي الفصل الخامس على الرغم من المآخذ التي سجلها الباحث على منهج الإمام في تفسيره سابقًا فقد تحدث في هذا الفصل عن القيمة العلمية لهذا التفسير وما أحدثه فيمن جاء من بعده من المفسرين والفقهاء والأصوليين وغيرهم, مشيرًا إلى نماذج من بعض الكتب التي ألفت بعد عصر الإمام, وقد صرح فيها مؤلفوها بإفادتهم من تفسير الإمام أبي بكر الجصاص.
التقويم: يعد هذا الكتاب دراسة جادة متأنية واعية لكتاب أحكام القرآن للإمام العلامة الجصاص.
الملاحظات: هذه رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراه.
المصدر: ثمرات المطابع.(/)
أرجو الإجابة على هذا السؤال.
ـ[عبد الحميد العرفج]ــــــــ[06 Jul 2003, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فهذا سؤال أرجو أن أجد جوابه عند المختصين في هذا الفن، وأظن أنه من أوائل الأسئلة التي قدمت لهذا المنتدى المبارك، فإذا كان كذلك فأرجو إجابتي بوضع الرابط.
السؤال: ما هي نصيحة أهل هذا العلم المختصين لشخص حفظ القرآن الكريم ورغب في النهل من معينه متبعاً في ذلك سنة التدرج وذلك في الفنون الآتية:
* التفسير: أفضل الكتب التي تنصحون المبتدئ بها حتى يصل إلى درجة متقدمة نوعاً ما.
* قواعد التفسير.
* علم الوقف والابتداء.
* أسباب النزول.
* والناسخ والمنسوخ.
مراعين في ذلك التدرج العلمي والمنهجية في طلب هذا العلم الشريف.
ومما أعلمه سابقاً أن علم التفسير لا يوجد فيه متن معين يمكن أن يكون قاعدة ينطلق منها طالب هذا الفن، خلا مقدمة التفسير لابن تيمية – إذا صح كونها متناً – فما هي نصيحتكم حول هذه النقاط؟
وفقكم الله تعالى ونفع بكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jul 2003, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم. وهذا رابط فيه بعض الجواب، والبقية تأتي محررة إن شاء الله.
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26) .
وفقك الله
ـ[عبد الحميد العرفج]ــــــــ[21 Jul 2003, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيراً أيها المشرف الفاضل .. ما أضفته كان رائعاً .. وفي انتظار المزيد ..(/)
مواقع رائعة جدا للإعجاز
ـ[ابن الجوزي]ــــــــ[07 Jul 2003, 01:13 ص]ـ
لقد بحثت عن مواضيع إعجاز الله في الكون
ووجدت مواقع رائعة منها
http://www.tasabeeh.com/falak/
http://www.qassim.net/pages/islamic_page/ejaz_alquraan/index.htm
http://abuhaibeh4.tripod.com/home/arabic/ijaz_koran.htm
http://www.islampedia.com/
نسأل الله ان ينفع بها أهل التفسير والمسلمين
اللهم اجعلني من اهل القرآن ........(/)
متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Jul 2003, 01:22 ص]ـ
متى يلجأ إلى القول بتعدد القصة؟
هذا سؤال يلاحظه الباحث في الحديث والتفسير،وذلك أن كثيراً من الشراح ومثلهم المفسرين يجعل هذا الجواب (مخرج طوارئ)،كلما أعياه الجمع أو أشكلت عليه بعض الألفاظ أو سياق القصة لجأ إليه.
وهذا يحدث عند المفسرين في تعدد سبب النزول.
ولعل من أغرب الأمثلة في هذا الموضوع: القول بتعدد قصة المعراج!!!.
ولعلي أشارك في البداية،راجياً أن يتتابع الإخوة فيها لإثراء هذا الموضوع المهم بمشاركاتهم:
1 ـ قبل اللجوء إلى هذا (المخرج) لا بد من جمع الطرق،وتحرير المحفوظ من الشاذ،والمقبول من المردود،والمعروف من المنكر،وهذا بجمع الطرق،والنظر في القرائن التي تحتف بكل قصة.
نعم! قد يتسامح البعض في إيراد السبب (سبب النزول) ولو ضعف سنده،إذا لا كان يخالف سياق الآية،وهذا قد يكون مقبولاً،ولكن ما العمل إذا تعددت أسباب النزول لآية واحدة؟
هذا ما يحتاج إلى جواب،فهل يشاركني إخوتي في إثراء هذا الموضوع؟
2 ـ 000000000000000
3 ـ 0000000000000000
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[07 Jul 2003, 05:36 م]ـ
أخي وصديقي الشيخ / عمر المقبل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
كم سررت حينما رأيت اسمك في هذا الملتقى المتميز، وحياك الله بين إخوانك مفيدا ومستفيدا، وأرجو أن تتواصل في المنتدى بحيويتك ونشاطك التي أعرفك بها.
أما ماأثرته من مسألة: ما العمل إذا تعددت أسباب النزول لآية واحدة؟ ونزولا عند طلبك بالمشاركة؛ أقول وبالله التوفيق:
يطالع القارئ في كتب التفسير ذكر عدة أسباب مختلفة في نزول الآية الواحدة، وفي مثل هذا لا يخلو أن يكون الأمر كما يلي:
1. إذا تعددت الروايات وكانت صيغها غير صريحة للسببية فلا تعارض بينها ففي هذه الحالة تكون هذه الأقوال تفسيراً للآية وليست لسبب النزول. إلا إذا دلت قرينة على أحد الأسباب فنحمله سبباً للنزول.
2. إذا تعددت روايتان أو أكثر وكانت إحداهما صريحة والأخرى غير صريحة فالمعتمد هو الرواية الصريحة.
مثال ذلك: ما أخرجه ابن جرير () عن نافع قال قرأت ذات يوم:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [(البقرة:223) فقال ابن عمر: أتدري فيم نزلت؟ قلت: لا، قال: "نزلت في إتيان النساء في أدبارهن". فهذه صيغة غير صريحة السببية.
وأخرج البخاري ومسلم عن جابر قال: "كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من خلفها في قبلها جاء الولد أحولاً فنزلت:] نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ .. [().
فنأخذ رواية جابر لكونها نصاً في ذلك. ورواية ابن عمر تحمل على بيان معنى الآية استنباطاً من معناها.
3. إذا تعددت الروايات وكانت جميعها نصاً في السببية وكان إسناد أحدها صحيحاً والآخر غير صحيح فالمعتمد الرواية الصحيحة.
مثال ذلك: ما أخرج البخاري ومسلم () وغيرهما عن جندب بن سفيان الهذلي قال: اشتكى النبي r فلم يقم ليلة أو ليلتين فأتته امرأة فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله عز وجل:] وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [(الضحى:1 - 3).
وأخرج الطبراني () عن أم حفص عن أمها وكانت خادم النبي r أن جرواً (كلب صغير) دخل بيت النبي r فدخل تحت السرير فمات تحته فلبث النبي r أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال: يا خولة ما حدث في بيت رسول الله؟ جبريل لا يأتيني، فقلت في نفسي: لو هيئت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت الجرو، فجاء النبي r ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته الرعدة فأنزل الله:] وَالضُّحَى .. [.
يقول ابن حجر: قصة إبطاء جبريل بسبب الجرو مشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب وفي إسناده من لا يعرف. فالمعتمد ما في الصحيحين. فالراجح هو القول الأول.
4. إذا تعددت الروايات وكانت صيغها صريحة في السببية وإسنادها صحيحاً حاولنا الجمع بينها فتكون الآية قد نزلت بعد السببين أو الأسباب لتقارب الزمن بينها فنعمل إذاً بجمع الروايات لكونها صحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال ذلك: آيات اللعان:] وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ [(النور:6).
روى البخاري () عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي r بشريك بن سحماء فقال النبي r: " البينة أو حد في ظهرك"، فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة فجعل النبي r يقول: "البينة وإلا حد في ظهرك"، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد فنزل جبريل وأنزل عليه:] وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ .. [فقرأ حتى بلغ:] إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ [.
وأخرج الشيخان () عن سهل بن سعد قال: جاء عويمر العجلاني إلى عاصم بن عدي فقال: سل رسول الله r عن رجل وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فيقتل به أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله r: " قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله r فلما فرغا قال عويمر: كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثاً" الحديث.
وعلق الشيخ الجديع () على هذين الحديثين الصحيحين فقال: "فهذا وشبهه ليس من التعارض، إنما هو من نزول الآية أو الآيات لأكثر من سبب، ربما توافق السببان وقتاً فنزلت الآية فيهما، وربما تكرر نزول الآية عند تكرر الوقعة المقتضية لها، ولا يمنع من ذلك كونها موجودة عند رسول الله r، فالنزول الأول تناول الحدث الأول مع الإعلام للنبي r بما تضمنته الآية من عموم الحكم لنظائر تلك الوقعة وأشباهها، والنزول الثاني ليعرف أن الحدث الجديد مراد بتلك الآية على سبيل القطع واليقين، إذ كل آية تنزل لسبب فإن إرادة السبب بها قطعية، بخلاف ما يخضع لتصرفات الحاكم واجتهاده، فإن تنزيله الآية على وقعة أو حدث فإنما يقع على سبيل الظن لا القطع، وهذه فائدة جليلة في مثل هذه الصورة من أسباب النزول".
5. إذا كانت الروايتان صحيحتين وصريحتين في السببية ولم يمكن الجمع بينهما لجأنا إلى أحد أوجه الترجيح بين الروايتين كأن يكون الراوي حاضراً القصة، أو تكون إحدى الروايتين أصح من الأخرى فتقدم الرواية الراجحة إما أن تكون مروية في الصحيحين مثلاً أو سند إحداهما أوثق من الأخرى وأقوى ونحو ذلك.
مثال: أخرج الشيخان () عن ابن مسعود قال: كنت أمشي مع النبي r بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لو سألتموه فقالوا حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال:] قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا [(الإسراء:85).
وأخرج الترمذي () عن ابن عباس قال: قالت قريش لليهود أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فنزلت الآية.
إذاً تترجح الرواية الأولى بما يلي: أولاً: أن ابن مسعود حضر القصة خلاف ابن عباس. ثانياً: أن رواية ابن مسعود أصح من رواية ابن عباس لأنها رويت في الصحيحين. ويشكل على رواية ابن مسعود أن سورة الإسراء مكية واليهود كانوا بالمدينة وهذا ما يؤيد رواية ابن عباس.
ولكن يجاب عن هذا إن كون السورة مكية لا يمنع أن تكون آية منها أو آيات نزلت بالمدينة والحديث المذكور يدل على أن آية الروح مدنية وهذا أولى من حمل الآية على تعدد نزولها.
6. إذا لم يمكن الجمع لتباعد الزمن ولم يمكن الترجيح بأن كانت كلها متساوية في الصحة، فيحمل على تعدد النزول فتكون الآية نزلت عدة مرات.
مثاله: ما رواه أبو هريرة أن النبي r وقف على حمزة حين استشهد في أحد وقد مثل به فقال: لأمثلن بسبعين منهم مكانك، فنزل جبريل بخواتيم سورة النحل:] وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ .. [(النحل:126) ().
الرواية الثانية: أخرج الترمذي () عن أبي بن كعب قال: "لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون ومن المهاجرين ستة، منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل لله:] وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ .. [.
الرواية الأولى تفيد أن الآية نزلت يوم أحد في السنة الثالثة للهجرة والرواية الثانية تفيد أنها نزلت يوم الفتح في السنة الثامنة للهجرة وبينهما حوالي خمس سنوات فيبعد نزول الآيات عقب هاتين الحادثتين لتباعد الزمن. فحينئذ نقول بتعدد نزول هذه الآية مرة يوم أحد ومرة يوم الفتح ().
[
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Jul 2003, 01:09 ص]ـ
أثابك الله أخي الكريم ابا عبدالعزيز،ما زلت مفيداً كما عرفتك.
لكن مما أشكل المبحث رقم (6) يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل أكثر،وبالتتبع هل توجد أمثلة كثيرة حتى نحتاج لها.
في تقديري أنه لا بد من وجود قرائن ترجح أحد الحديثين على الآخر ـ حتى ولو كانا في الظاهر نظيفي الإسناد ـ.
بقي أن أقول هذا الرابط فيه ما يفيد حول المثال الذي ذكرتموه في المبحث رقم (4):
بحث في اعلال ذكر هلال في حديث اللعان لفضيلة الشيخ عادل الزرقي - ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3587&highlight=%DA%C7%CF%E1+%C7%E1%D2%D1%DE%ED) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2003, 07:46 ص]ـ
سبق بحث مسألة لها صلة هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=223
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Jul 2003, 07:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا مجاهد،ونفع بك(/)
لمحة في كتاب (الإعجاز العلمي في القرآن) للجميلي
ـ[مرهف]ــــــــ[07 Jul 2003, 05:38 ص]ـ
كتاب الإعجاز العلمي قي القرآن
المؤلف: السيد الجميلي.
الدار الطابعة: دار القلم للتراث، الطبعة الأولى 1998.
تضمن هذا الكتاب موضوعات تتحدث عن الإشارات العلمية في القرآن الكريم، ومعظم هذه المواضيع أبحاث مقتضبة نشرت في مجلة الرياضة والشباب التي تصدر بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لم يبين المؤلف سبب تأليفه للكتاب ولا المنهج الذي سيتبعه فيه، ولا كيفية منهجه في أبحاثه المقتضبة التي جمعها في كتابه، وإنما اقتصر في مقدمة كتابه على الكلام عن أهمية التدبر بكتاب الله تعالى وأهمية دراسة الكشوفات العلمية الحديثة والمستحدثات الحضارية، ثم ذكر مذاهب العلماء في التفسير ومصنفاتهم فتكلم ـ بشكل موجز سريع ـ عن التفسير بالمأثور وأهم مصنفاته والتفسير بالرأي وأهم مصنفاته ثم قال صـ 7: (وكان أمراً محتوماًُ أن يظهر أخيراً التفسير العلمي مختاراً لأنواع شتى من الإشارات العلمية للحقائق الكونية ومحاولة التوفيق ين الإشارات القرآنية والحقائق العلمية فتحت باباً للاجتهاد والبحث لم يكن مطروقاً من قبل.).
ثم بين صـ 8 اثر التفسير العلمي عند من قبله وشرح له صدراً في تقوية الإيمان وامتلاكهم الحجة والبرهان للعقيدة في وقت افتتن فيه الناس بالأسباب،و تمسكوا بالتفسير العلمي " ليتسنى للإسلام ـ كما عبر الجميلي ـ التمشي مع التطور العلمي المعاصر الذي بلغ شأواً بعيداً في هذا العصر ".
ولكن تياراً آخر ظهر على الساحة يرفض التفسير العلمي ويقف منه موقف الحذر الشديد من أن يختلط الفهم ويفتح باب مفسدة عظيمة " فإن ربط التفسير القرآني بتلك النظريات أو الحقائق المتغيرة غير الثابتة يضر إضراراً بليغاً ويسبب فتنة شرسة لا مزيد عليها.".
ثم قال صـ 8: (وقد ثبت أن الفريقين ـ المؤيد والمعارض للتفسير العلمي ـ كلاً منهما قد أغرق في مذهب وبالغ في رأيه).
ثم أخذ يبين موطن خطأ كلٍ منهما، وأنه ينبغي على كل مثقف أن بأخذ من القرآن بقدر ثقافته وحدود فهمه بالحجة .. إلى أن قال صـ 10: (وصفوة القول ومجمل الموضوع: أن نأخذ بالتفسير العلمي للقرآن على حذر شديد وفي حيطة بالغة واحتراس وحذق وفطنه فلا تحمل الألفاظ فوق ما تطيق ولا يجب الصرف عن الظاهر إلا لضرورة تقتضي ذلك أو في حالة استحالة المعنى الظاهر، ومن الخطر ومن غير المقبول أن يوصد جانب من العلوم الكونية المأهول في القرآن الكريم وهو من أمتع ما فيه إذ يتسع المقام لمخاطبة الأفهام الواعية المدركة المجربة .. ).ونحن إذ لا ننكر أهمية هذا الأمر إلا أن كلام السيد الجميلي غير مسلم له مطلقاً، فإن الصرف عن الظاهر إما أن يكون لقرين تدل عليه وهذه القرينة إما معنى لغوياً دل عليه اللفظ أو قرينة بلاغية، وأما الضرورة فلا أراها مستوفية مكانها في التفسير العلمي إذ ليس من الضرورة أن نلوي أعناق الآيات لنثبت أن نظرية ما موجودة في القرآن الكريم؟!.
ثم إن ما قيد به السيد الجميلي من الحذر والفطنة قد خالفه في بعض مواطن في كتابه بل وخرج أيضاً عن ظاهر النص ومدلوله بغير حجة، فعلى سبيل المثال: ينقل عن الأستاذ محمد إسماعيل إبراهيم ـ معتمداً قوله وغير ناقد له ـ صـ 12 من الكتاب في بحث (ثم استوى إلى السماء وهي دخان): أن المقصود بالدخان في الآية (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) (فصلت: من الآية11) أنها (السحب الكونية أو المجرات التي نشأت فيها السماء والأرض، والسماوات السبع التي ورد ذكرها في كثير من الآيات هي على أرجح الأقوال: الكواكب السبع السيارة المعروفة، وأن اليومين المذكورين في الأية هما على رأي علماء الجيولوجيا الزمنين اللذين استغرق كل منهما ملايين السنين لتكوين هذه السماوات، وأحد هذين الزمنين انقضى وقت أن كانت الأرض مرتوقة، أي متصلة بالسديم والآخر بعد أن انفتقت الأرض، أي انفصلت عن السديم.)
لعلك تلحظ ما في هذا الكلام من الإجحاف عند قوله أن أرجح الأقوال في السماوات هو الكواكب السبع، وما فيه من مخالفة ظاهر النص، وليس ما يدل على ما ذهب إليه المؤلف .. ثم ما ذكره عن الزمن وكأنه يجزم بصحة الكلام!.
منهج المؤلف في الكتاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أسلفت فإن السيد الجميلي لم يبين منهجه ولا طريقته في الكتاب وفي طريقة عرض المعلومات والمواضيع التي سيطرحها إلا أنه يمكن القول بأنه اتخذ أسلوبين في ذلك، فبعد أن يضع عنواناً للبحث:
ـ إما أن يبدأ البحث بذكر الآية التي هي محور البحث ومحل التفسير، ثم يذكر أقوال بعض المفسرين فيها، ثم يعلق عليها في ضوء العلم الحديث ومن المواضيع مثالاً على ذلك:
(ثم استوى إلى السماء وهي دخان) صـ 11.
(خلق السماوات والأرض) صـ 15.
(حال الجبال يوم القيامة) صـ 115.
(اللؤلؤ والمرجان) صـ 113.
وهذا المنهج العام الغالب والله أعلم.
ـ أو يبدأ موضوعه بعد العنوان بمقدمة تمهيدية عن الموضوع ليدخل فيه ثم يذكر الآيات في سياق الكلام كشاهد على ما قاله ويدرج معنى الآية وتفسيرها في سياق ذلك بما يخدم موضوعه وأمثلة ذلك:
(الفتق والرتق للسماوات والأرض) صـ 13.
(سبع سموات) صـ 17.
(إسلام الكائنات لله تعالى) صـ 69، و صـ 73.
(مواقع النجوم) صـ 82.
(عجائب المملكة الحيوانية) صـ 99.
ـ إلا أنه في بعض المواضع يعرض الآية ثم يذكر الأدلة والبراهين العلمية على ما دلت عليه دون أن يسوق كلاماً للمفسرين كما في بحث (اتساع الكون واستمراره) صـ 85.
ـ وكذلك قد يتكلم في موضوع دون أن يستهله بآية، أو يجعل في الموضوع شواهد قرآنية تدعمه، اللهم إلا آية أو اثنتين، كما في (توازن الكرة الأرضية) صـ 88، و (النباتات المتوحشة) صـ 106، و (المملكة الحيوانية والمملكة النباتية سر جمال هذه المعمورة) صـ107.
وبالجملة: فقد أسهب السيد الجميلي في بعض المواضع حتى غدا كتابه ـ في بعض الأحيان ـ مختصاً بالعلوم الطبيعية فيما يبدوا للقارئ، إلا أنه نافع ومفيد.
ولم يخل الكتاب من مناقشات علمية خاصة لآراء محمد عبده، إذ قد بصوب المؤلف رأيه في تفسيراته تارة كما في بحث (رأي الشيخ محمد عبده ومناقشته) صـ 121 في قوله تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) (النازعات:27)، وقد يخطئه ويخالفه كما في صـ 17 عند بحث (سبع سماوات). والله أعلم(/)
دليل القرآن الكريم
ـ[ابو عبد الرحمن]ــــــــ[08 Jul 2003, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ان شاء الله انكم طيبين وبخير وعافية يا اخوان
احب اهديكم برنامج دليل القرآن الكريم وهذا هو موقع البرنامج:
http://www.dleel-alquran.com
وان شاء الله يفيدكم الموقع والبرنامج
وفقنا الله وياكم الى ما يحب ويرضى(/)
وذروا ظاهر الإثم وباطنه (أول مشاركة لي).
ـ[الحنبلي]ــــــــ[09 Jul 2003, 04:39 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك وأرجو أن يطرح الله فيها الخير والبركة.
وهي مقتطعة من تفسير ابن كثير رحمه الله، وليس لي فيها سوى الانتقاء
وهي في تفسير قوله تعالى: ((وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ)).الأنعام آية 120
يقول رحمه الله:
[قَالَ مُجَاهِد " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " مَعْصِيَته فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وَفِي رِوَايَة عَنْهُ هُوَ مَا يُنْوَى مِمَّا هُوَ عَامِل
وَقَالَ قَتَادَة " وَذَرُوا ظَاهِر الْإِثْم وَبَاطِنه " أَيْ سِرّه وَعَلَانِيَته قَلِيله وَكَثِيره وَقَالَ السُّدِّيّ: ظَاهِره الزِّنَا مَعَ الْبَغَايَا
ذَوَات الرَّايَات وَبَاطِنه الزِّنَا مَعَ الْخَلِيلَة وَالصَّدَائِق وَالْأَخْدَان وَقَالَ عِكْرِمَة ظَاهِره نِكَاح ذَوَات الْمَحَارِم وَالصَّحِيح أَنَّ
الْآيَة عَامَّة فِي ذَلِكَ كُلّه وَهِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " الْآيَة وَلِهَذَا قَالَ
تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْم سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ " أَيْ سَوَاء كَانَ ظَاهِرًا أَوْ خَفِيًّا فَإِنَّ اللَّه سَيَجْزِيهِمْ عَلَيْهِ
قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَرَفَة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن
جُبَيْر بْن نُفَيْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّوَّاس بْن سَمْعَان قَالَ: سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْإِثْم فَقَالَ " الْإِثْم مَا
حَاكَ فِي صَدْرك وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِع النَّاس عَلَيْهِ "] انتهى كلامه رحمه الله.
فوائد في أصول التفسير حول هذه الآية:-
1) أن الاختلاف الذي رأيناه بين السلف رحمهم الله في تأويل المراد بالظاهر والباطن ماهو إلا من اختلاف التنوع الذي قعّد له أهل العلم بأنه مما يمكن جمعه بأن يقال أن الآية عامّة وشاملة لكل ماقالوه، وهو ما رأيناه قد رجحه ابن كثير رحمه الله هنا. وقد أسهب في هذا شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير المشهورة.
2) أن من أحسن طرق التفسير بالرأي هي: تفسير القرءان بالقرءان لأن القرءان يبين بعضه وهي طريقة يعمد إليها ابن كثير رحمه الله كثيراً جداً في تفسيره حتى عرف به. وهو هنا قد فعلها حين ربط هذه الآية بآية الأعراف.
فوائد عامّة:
1) أن في هذه الآية تنبيهاً لذنوب السر أو ذنوب القلب - كلاهما تحتمله الآية - وهو أمر عظيم لطالما غفل عنه الإنسان الذي لو رأى ذنوبه فإنه لايرى إلا الظاهر منها مع أن الخفي أعظم.
2) هناك شريط بديع لفضيلة الشيخ أبي معاذ سلمان العودة جعل عنوانه هذه الآية، وهو بديع جداً في هذا الشأن ففيه كثير من الفوائد التربوية المأخوذة من هذه الآية فليراجع فإنه مهم.
عفا الله عنا ورحمنا ورزقنا صلاح الظاهر والباطن.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2003, 06:04 ص]ـ
بسم الله
حياك الله أخي الحنبلي، [وحبذا لو شاركت معنا هنا باسمك الصريح، ويمكن الجمع بين اللقب والاسم]
والآية التي بدأت بها مشاركاتك معنا آية عظيمة، فيها فوائد كثيرة.
ويمكن ذكر بعض القواعد والمسائل التفسيرية المتعلقة بتفسير هذه الآية، ولكني من باب المدارسة والمذاكرة مع أخي الحنبلي، ومن رغب من الأعضاء في المشاركة أورد هذه الفوائد بعد أن أترك المجال للإخوة حتى يشاركوا في تبينها، فأقول:
اشتملت هذه الآية الوجيزة على أمرٍ، وعمومٍ مطلق، وتأكيدٍ، وتعليلٍ، وسببيةٍ؛ وفيها عمومٌ مخَصَّص، وإظهارٌ في موضع الإضمار= فمن يبين هذه الأمور بالتفصيل؟
سأوضح ذلك كله إن شاء الله بعد إجابات الإخوة الأعضاء الراغبين في المشاركة.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[14 Jul 2003, 03:29 ص]ـ
الحمد لله ذي الجلال = الملك الكريم ذي النوال
يقول عبدالله في الجواب = لشيخنا المجاهد الأواب
(الأمر) في قول الكريم الباري = (ذروا) فاقدر ذكاء القارئ
وصيغة المصدر المضاف = فيها (العموم المطلق) المكافي
(إن الذين) جملة (التعليل) = (بما) أتى (للسبب) الجليل
(الأثم) بعد الإثم للإظهار = في موضع يليق بالإضمار
مكتسب (أكده) (اقتراف) = (وخص) (آثام) الورى اعتراف
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jul 2003, 04:56 ص]ـ
بسم الله
شكر الله للشيخ الناظم على أرجوزته اللطيفة في جواب الأسئلة السابقة، ومن باب الشرح والإيضاح لما ذكر في جوابه المسدد أقول:
أما الأمر فلا إشكال فيه، فهو قوله تعالى: (ذروا)
وأما العموم المطلق فهو في قوله تعالى: (ظاهر الإثم وباطنه) فالمراد بذلك كما قال الطاهر ابن عاشور: والمقصود من ذكر هذين الوصفين تعميم أفراد الإثم لانحصارها في هذين الوصفين، كما يقال: المشرق والمغرب والبر والبحر لاستغراق الجهات. اهـ
وأما التوكيد فله عدة صيغ هنا: منها: (إنّ)، ومنها توكيد الفعل (يقترفون) بقوله: (يكتسبون).
والتعليل: هو الجملة الؤكدة بـ (إنّ) إذ هي في مثل هذا التركيب [أي مجيئها بعد جملة طلبية] تفيد التعليل، وتغني عن الفاء كما في المثال المشهور: إن ذاك النجاح في التبكير.
وأما السببية فهي في قوله: (بما كانوا)
وأما العموم المخصوص: فهو العموم الذي دل عليه الاسم الموصول: (إن الذين ... ) فهو مخصوص بمن تاب، أو عفا الله عنه إذا كان ذنبه دون الشرك.
وأما الإظهار في موضع الإضمار فهو إظهار لفظ الإثم مرة أخرى.، وذلك لزيادة التنديد بالإثم، ولتكون الجملة الثانية مستقلة فتسير مسير الأمثال والحكم كما نبه على ذلك الطاهر بن عاشور في تحريره.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Aug 2006, 11:51 م]ـ
ومن جميل ما ذكر حول هذه الآية: ما ذكره السعدي رحمه الله بقوله:
(ولا يتم للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة، إلا بعد معرفتها، والبحث عنها؛ فيكون البحث عنها ومعرفة معاصي القلب والبدن والعلمُ بذلك واجباً متعينا على المكلف.
وكثير من الناس تخفى عليه كثير من المعاصي، خصوصاً معاصي القلب، كالكبر والعجب والرياء، ونحو ذلك، حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يحس به ولا يشعر، وهذا من الإعراض عن العلم، وعدم البصيرة.) تفسير السعدي - (ج 1 / ص 271)(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 5
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[09 Jul 2003, 10:27 ص]ـ
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وإلى عاد أخاهم هودا) مانصه: " وعاد من لم يصرفه جعله اسما للقبيلة، ومن صرفه جعله اسما للحي " 7/ 236 ط: دار الكتب المصرية. ماعلاقة كونه اسما للقبيلة او للحي في منعه من الصرف أو لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jul 2003, 10:53 ص]ـ
أخي الكريم وفقه الله:
إن كان اسماً للقبيلة فهو مؤنث ساكن الوسط يجوز فيه الصرف ومنعه. كهند ودعد.
وإن كان اسماً للحي فهو مذكر كسعد ليس ممنوعاً من الصرف.
وفقك الله.(/)
سؤال عن قصة الغرانيق؟
ـ[ om salman] ــــــــ[10 Jul 2003, 06:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: ما هي قصة الغرانيق؟
ـ[وائل]ــــــــ[10 Jul 2003, 06:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في بعض المواقع وخصوصا في البال توك يقوم الزنادقة والمشككين في سرد هذه القصة ليشككوا المسلم في دينه
والعلامة الألباني رحمه الله وضع كتابا لتبيان هذه القصة
ومن اسم الكتاب يُعرف الرد
الكتاب اسمه: نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق
ويوجد رد على هذه القصة في تفسير القرطبي
وهذا رد من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر عن هذه الشبه
الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم يستندون فى هذه المقولة إلى أكذوبة كانت قد تناقلتها بعض كتب التفسير من أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فى الصلاة بالناس سورة " النجم: فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى)؛ تقول الأكذوبة:
إنه صلى الله عليه وسلم قال: ـ حسب زعمهم ـ تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى.
ثم استمر صلى الله عليه وسلم فى القراءة ثم سجد وسجد كل من كانوا خلفه من المسلمين وأضافت الروايات أنه سجد معهم من كان وراءهم من المشركين!!
وذاعت الأكذوبة التى عرفت بقصة " الغرانيق " وقال ـ من تكون أذاعتها فى صالحهم: إن محمداً أثنى على آلهتنا وتراجع عما كان يوجهه إليها من السباب. وإن مشركى مكة سيصالحونه وسيدفعون عن المؤمنين به ما كانوا يوقعونه بهم من العذاب
.
وانتشرت هذه المقولة حتى ذكرها عدد من المفسرين حيث ذكروا أن المشركين سجدوا كما سجد محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا له: ما ذكرت آلهتنا بخير قبل اليوم ولكن هذا الكلام باطل لا أصل له.
وننقل هنا عن الإمام ابن كثير فى تفسيره الآيات التى اعتبرها المرتكز الذى استند إليه الظالمون للإسلام ورسوله وهى فى سورة الحج حيث تقول:
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم) وبعد ذكره للآيتين السابقتين يقول: " ذكر كثير من المفسرين هنا قصة " الغرانيق وما كان من رجوع كثير ممن هاجروا إلى الحبشة " ظنًّا منهم أن مشركى مكة قد أسلموا.
ثم أضاف ابن كثير يقول: ولكنها - أى قصة " الغرانيق " - من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح، ثم قال ابن كثير: عن ابن أبى حاتم بسنده إلى سعيد بن جبير قال: " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة " سورة النجم " فلما بلغ هذا الموضع. (أفرأيتم اللات والعزّى * ومناة الثالثة الأخرى (. قال بن جبير: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى.
فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم .. فأنزل الله هذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عزيز حكيم (ليقرر العصمة والصون لكلامه سبحانه من وسوسة الشيطان.
وربما قيل هنا: إذا كان الله تعالى ينسخ ما يلقى الشيطان ويحكم آياته فلماذا لم يمنع الشيطان أصلاً من إلقاء ما يلقيه من الوساوس فى أمنيات الأنبياء
والجواب عنه قد جاء فى الآيتين اللتين بعد هذه الآية مباشرة:
أولاً: ليجعل ما يلقيه الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض من المنافقين والقاسية قلوبهم من الكفار وهو ما جاء فى الآية الأولى منهما: (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض).
ثانياً: لميز المؤمنين من الكفار والمنافقين فيزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم؛ وهو ما جاء فى الآية الثانية: (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين آمنوا إلى صراط مستقيم).
هذا: وقد أبطل العلماء قديمًا وحديثًا قصة الغرانيق. ومن القدماء الإمام الفخر الرازى الذى قال ما ملخصه:
" قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالى: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين).
وقوله سبحانه: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى) وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: (قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ).
وأما بطلانها بالسنة فيقول الإمام البيهقى:
روى الإمام البخارى فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قرأ سورة " النجم " فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث " الغرانيق " وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها ألبتة حديث الغرانيق.
فأما بطلان قصة " الغرانيق " بالمعقول فمن وجوه منها:
أ ـ أن من جوّز تعظيم الرسول للأصنام فقد كفر لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفى الأصنام وتحريم عبادتها؛ فكيف يجوز عقلاً أن يثنى عليها؟
ب ـ ومنها: أننا لو جوّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه صلى الله عليه وسلم فإنه لا فرق - فى منطق العقل - بين النقصان فى نقل وحى الله وبين الزيادة فيه.
==========
هذا الرد في عجالة
ولو أريد زيادة زدنا إنشاء الله
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وائل]ــــــــ[10 Jul 2003, 08:25 م]ـ
وهذا كتاب الشيخ الألباني رحمه الله
ـ[ om salman] ــــــــ[10 Jul 2003, 10:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أخوكم]ــــــــ[11 Jul 2003, 05:19 م]ـ
هذه من المسائل التي طال فيها النقاش بين أهل العم لأن منهم من صحح قصة الغرانيق .... وما كتبت لكم هذا الكلام العابر إلا لأجل التريث فربما سيسعفكم بالكلام عنها مفصلا بعض أهل العلم في المنتدى.
ولي عودة إن شاء الله إلى الموضوع
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 Oct 2003, 12:57 م]ـ
بانتظار تعليقكم أخينا الفاضل وعودتكم ..(/)
سؤال عن الآية التي ينتصف عندها القرآن؟
ـ[ om salman] ــــــــ[10 Jul 2003, 11:20 م]ـ
? which ayah is in the exact middle of the quran
?"what is its "tafseer
wa jazakum allaho khairan.
الترجمة:
ما هي الآية التي تقع في منتصف القرآن؟ وما هو تفسيرها؟
وجزاكم الله خيراً.
المشرف
ـ[وائل]ــــــــ[11 Jul 2003, 12:53 ص]ـ
نصف القرآن بالحروف عند حرف الفاء من قوله تعالى {وليتطلف} [الكهف: 19]
ونصفه بالآيات عند قوله تعالى {قالوا وهم فيها يختصمون} [الشعرا: 96]
ونصفه بالسور سورة قد سمع (المجادلة)
وبالنسبة للتفسير يرجع إلى التفاسير المعتبرة وان كنت أنصح بتفسير القرطبي
تحياتي(/)
تنبيهات فنية للاستفادة القصوى من ملتقى أهل التفسير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2003, 06:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك العديد من المزايا التقنية التي يتمتع بها هذا الإصدار 2.3.0 من برامج المنتديات الشهيرة VB والتي تساعد المتصفح الكريم كثيراً في اختصار الوقت، ومتابعة ما يهمه من الموضوعات.
وقد هممت بالتنبيه إلى مثل هذه الوظائف منذ زمن فحالت دون ذلك حوائل، وهذا أوان الشروع في المراد، بعون ربي الملك الجواد:
أولاً: · وظيفة الذهاب إلى آخر مشاركة. .
هذه الوظيفة توجد بصورتين في المنتدى وهما:
- الذهاب إلى آخر مشاركة في جزء من المنتدى مثل (الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن). من الصفحة الرئيسية.
- الذهاب إلى آخر مشاركة في موضوع من الموضوعات داخل الملتقى العلمي.
هاتان الوظيفتان تجدهما في عمود (آخر مشاركة) من أعمدة الملتقى. وذلك بالضغط على المثلث الأخضر على اليسار. وإذا وضعت رأس الفأرة على هذا المربع تحولت إلى شكل كف تشير على المثلث. فبالضغط عليها تذهب إلى آخر مشاركة مباشرة دون الوقوف على المشاركات السابقة لها.
ثانياً: · وظيفة الاشتراك في موضوع.
بعض منا يهمه موضوع من الموضوعات، ويرغب في متابعته دون أن يكون مشاركاً فيه بالكتابة، لكي يصل إليه تنبيه على بريده الذي سجل به في الملتقى عند إضافة أي رد جديد للموضوع. وهذا ممكن من خلال وظيفة في نهاية كل موضوع هي (الإعلام البريدي في حالة وجود رد جديد).
ثالثاً: · طباعة الموضوعات.
بعض منا يحبذ طباعة بعض المشاركات ليحتفظ بها، أو ليقرأها على مكث فيما بعد أو نحو ذلك. وقد قمنا بتنسيق صفحة طباعة الموضوعات، وحذفنا ما ليس له داعٍ في صفحة الطباعة الافتراضية، وجعلنا عنوان الموضوع بخط كبير متوسط، لكي نقلل من صفحات الطباعة، وتكون منسقة بشكل جميل يجعل النفس تقبل على قراءتها بيسر وسهولة. ولا زلنا نرغب في معرفة رأيكم جميعاً في صفحة الطباعة، وهل ترون حذف شيء منها.
ويمكن الوصول إلى صفحة الطباعة عن طريق وظيفة تظهر أسفل كل موضوع هي وظيفة
(شاهد صفحة الطباعة).
هذه من أهم ما ظهر لي الآن، ويمكن معرفة مزيد من الوظائف التي قد تغيب عن البعض عن طريق رابط المساعدة ( http://www.tafsir.org/vb/misc.php?action=faq) .
أسأل الله للجميع العون والسداد، وأن ينفعنا وإياهم بالعلم، وأن يحفظ أعمارنا وأوقاتنا من أن تضيع في غير مرضاته سبحانه وتعالى.
والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jul 2003, 02:26 م]ـ
إضافة لذلك ...
فإن كثيراً من المشايخ وفقهم الله لديهم عدد من البحوث الجاهزة، على برنامج الطباعة ( Microsoft Word) ويقومون بقص المشاركة من هناك بحواشيها السفلية، ويضعونها في الملتقى بطريقة اللصق ( Ctr+V) ، فتختفي بذلك الحواشي السفلية من المشاركة. ولحل هذه المشكلة أقوم بما يلي:
1 - أقوم بنسخ المشاركة التي أريد وضعها في الملتقى إلى ملف مؤقت جديد في برنامج الـ ( Word).
2- أقوم بنقل الحواشي السفلية إلى تعليقات ختامية في نهاية البحث، وذلك شريطة أن تكون الحواشي تعمل بطريقة (أوتوماتيكية) وليست يدوية. فاليدوية لها حديث آخر.
3 - أقوم بنسخ الحواشي بعد أن أصبحت تعليقات ختامية، ووضعها في نهاية البحث قبل خط الحواشي حتى تصبح جزءاً من النص الأصلي في آخره.
4 - أقوم بإعادة ترقيم الحواشي يدوياً حتى النهاية بين أقواس جديدة.
فمثلاً كانت العبارة بهذا الشكل (قال الطبري في تفسيره (1)).
أقوم بترقيم يدوي آخر بهذا الشكل: (قال الطبري في تفسيره [1] (1)).
وأترك الأقواس الأصلية حتى أنتهي من إعادة الترقيم. وأفعل ذلك مع الحواشي السفلية مرة أخرى في نهاية البحث.
5 - الخطوة الأخيرة، أقوم بتتبع الأرقام السابقة للحواشي وأحذفها، وأبقي على الترقيم اليدوي الجديد.
ثم بعد ذلك أقوم بنسخ المشاركة الآن من برنامج الطباعة، وأضعها في الملتقى، فتخرج مكتملة المتن والحاشية إن شاء الله.
الطريقة فيها طول، ولكن هذا الذي أعرفه إلى الآن، وربما يعرف أحد الإخوة طريقة أسهل منها فيدلنا عليها موفقاً إن شاء الله.(/)
سؤال للكل وخاصة مهرة القراء: اللام في قوله (وليقولوا) مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها
ـ[أخوكم]ــــــــ[11 Jul 2003, 05:39 م]ـ
سؤال للكل وخاصة مهرة حفظة كتاب الله: اللام في قوله (وليقولوا) مرة مكسورة ومرة ساكنة فكيف نحفظها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجهتني صعوبة بالغة في حفظ الفروق بين هذه الآيات، فاللام مرة تأتي ساكنة ومرة تأتي مكسورة في كلمات كثيرة في القرآن ولا أعرف هل هناك قاعدة متبعة لذلك حتى يسهل ضبطها أم لا يوجد إلا طريقة أن يحفظ الإنسان مواضعها فإن كان الحل هو الأخير فهل هناك طريقة لتسهيل حفظها.
مثلا كلمة (وليقولوا) مرة تأتي ساكنة كما هو الحال هنا:
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (النساء:9)
ومرة تأتي مكسورة كما هو الحال هنا:
(وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأنعام:105)
وهناك كلمات كثيرة جدا صادفتني مما سبب لي إشكاليات في الحفظ، فأتمنى ممن لديه المساعدة أن لا يبخل بها علينا جزاه الله خيرا.
أمثلة لآيات وكلمات أخرى لنفس حرف اللام.
) هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ابراهيم:52)
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:123)
هناك آيات كثيرة جدا غيرها .......
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Jul 2003, 07:25 م]ـ
الأخ الفاضل
هناك طريقة للتفريق بين اللامين تعتمد على معرفة سياق الفعل الذي دخلت عليه اللام، هل هو خبر أو أمر؟
فإن كان السياق خبرًا، كانت اللام مكسورة.
وإن كان السياق أمرًا، كانت اللام ساكنة.
هذا أحد أوجه التفريق التي ظهرت لي، ولم أتتبع جميع المواطن لأجل أن يكون استقراءًا تامًّا.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[12 Jul 2003, 12:14 ص]ـ
الحمد لله، وصلى الله على رسوله وبعد:
لا تكون اللام ساكنة إلا إذا كانت للأمر أما بقية اللامات فهي متحركة
قد تكون لام الأمر أحيانا متحركة في لغة العرب وفي القراءة
في كتاب السبعة في القراءات ج: 1 ص: 177
اتفقوا على تسكين لام الأمر إذا كان قبلها واو أو فاء في جميع القرآن
واختلفوا في ثم
قلت وذكر أنها ساكنة بعد ثم في قراءة عاصم أيضا
وبهذا تعلم أن لا م الأمر مسكنة دائما في قراءة عاصم التي اشتهرت القراءة بها، وبقية اللامات متحركة،
قال في كتاب السبعة في القراءات ج: 1 ص: 435
وقرأ عاصم وحمزة والكسائى ثم ليقطع ثم ليقضوا وليوفوا وليطوفوا اللام للأمر فى كل القرآن إذا كان قبلها واو أو فاء أو ثم فهى ساكنة اهـ
هذا من جهة القراءة ومن جهة لغة العرب،
قال في مختار الصحاح
باب اللام اللام من حروف الزيادة وهي ضربان متحركة وساكنة فالمتحركة ثلاث لام الأمر ولام التأكيد ولام الإضافة فلام الأمر يؤمر بها الغائب وربما أمر بها المخاطب وقرئ فبذلك فلتفرحوا بالتاء ويجوز حذفها في الشعر فتعمل مضمرة كقوله أو يبك من بكى ولام التأكيد خمسة أضرب لام الاتبداء كقوله لزيد أفضل من عمرو والداخلة في خبر إن المشددة والمخففة كقوله تعالى إن ربك لبالمرصاد وقوله تعالى وإن كانت لكبيرة والتي تكون جوابا ولولا كقوله تعالى للولا أنتم لكنا مؤمنين وقوله تعالى لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا والتي تكون في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى ليسجنن وليكونا من الصاغرين ولام جواب القسم وجميع لامات التأكيد تصلح أن تكون جوابا للقسم ولام الإضافة ثمانية أضرب لام الاختصاص كقولك أخ لزيد ولام الاستعانة كقوله يا للرجال ليوم الأربعاء أما ينفك يحدث لي بعد النهى طربا واللامان جميعا للجر إلا أنهم فتحوا الأولى وكسروا الثانية للفرق بين المستغاث به ويبقون المستغاث له فيقولون يا للماء يريدون يا قوم للماء أي للماء أدعوكم فإن عطفت على المستغاث به بلام أخرى كسرتها لأنك قد أمنت اللبس بالعطف كقوله يا للكهول وللشبان للعجب وقول الشاعر يا لبكر أنشروا لي كليبا استغاثة وقيل أصله يا آل بكر فخفف بحذف الهمزة ومنها لام التعجب وهي مفتوحة كقولك يا للعجب والمعنى يا عجب احضر فهذا أوانك ولام العلة بمعنى كي كقوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس وضربه ليتأدب ولام العاقبة كقول الشاعر فللموت تغدو الوالدات سخالها كما لخراب الدهر تبنى المساكن أي عاقبته ذلك ولام الجحود بعد ما كان ولم يكن ولا تصحب إلا النفي كقوله تعالى وما كان الله ليعذبهم أي لأن يعذبهم ولام التأريخ تقول كتبت لثلاث خلون أي بعد ثلاث وأما اللام الساكنة فضربان لام التعريف ساكنة أبدا ولام الأمر إذا دخل عليها حرف عطف جاز فيها الكسر والتسكين كقوله تعالى وليحكم أهل الإنجيل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Jul 2003, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليسمح لي فضيلة الشيخ مساعد بهذا التعقيب البسيط
يا أخي لا أحسن من كثرة القراءة، والمراجعة،والتأمل، ومع الوقت لن تجد بإذن الله أي صعوبة.
بالنسبة للام الأمر فإنها تأتي ساكنة، وتأتي مكسورة، حسب علمي، ومن هذا:
قوله تعالى {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (29) سورة الحج
قرأ ورش وقنبل وأبو عمرو وابن عامر ورويس بكسر اللام، وقرأ بقية العشرة بسكون اللام.
والله أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[12 Jul 2003, 02:24 م]ـ
أيضاً يلاحظ أن لام الأمر إذا لم يسبقها حرف من الحروف، فإنها تكسر في جميع القراءات بما فيها قراءة عاصم، ومثال ذلك قوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) (الطلاق: من الآية7)
فالخلاصة أن لام التعليل مكسورة دائما، وأما لام الأمر فتسكن في حالات وتكسر في حالات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Jul 2003, 04:40 م]ـ
جُزيتم خيرًا، ولا عدم هذا الملتقى أمثالكم ممن يتفاعل مع الأسئلة، ويقدم إجاباته.
ولكم خالص شكري.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[12 Jul 2003, 06:26 م]ـ
سماها ابن مالك -رحمه الله - لام الطلب، لكونها قد تكون لمن هو أعلى، كقوله، تعالى (ِليقضِ علينا ربك).
وهذا مثل ما قيل في فعل الأمر، فعل دعاء، إذا كان من العبد لله، تعالى، نحو: اللهم اغفر لي. وكذلك المنصوب على التعظيم، مع الله، تعالى، نحو: (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)، وكقولك: دعوت اللهَ، فلا يقال: (الله َ) مفعول به، تأدبًا مع الله، سبحانه. وهذه أشياء مرعية ذكرها العلماء، كما قال بعضهم في (مَنْ) إنها لمن يعلم، فلا يقال: للعاقل، لأنها تكون لله، تعالى، في نحو: اسأل مَن خلقك ورزقك، والله، تعالى، لا يوصف بالعاقل.وإنما بالعالِم.
لام الطلب الأصل فيها السكون، لأمرين، عام وخاص. أما العامّ فهو أن السكون متقدم على الحركة، إذ هي زيادة، والأصل عدمها. وأما الخاص فمن أجل أن يكون لفظها مشاكلاً لعملها، وهو السكون، كما فُعِل بباء الجر، ولكن مَنَع من سكونها الابتداءُ، فكسرت. قال، تعالى: (لِيستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) وقال: (لِينفق ذو سَعة من سعته). فإذا دخل عليها واو أو فاء رجع غالبًا إلى السكون، ليؤمن دوام تفويت الأصل، ولأن الأول لم يكن متحركًا، وهو الفاء والواو. وقد تسكن هذه اللام بعد (ثُمَّ) نحو: (ثم لْيقضوا تفثهم). وإسكان هذه اللام بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، كما قال ابن هشام - رحمه الله - في المغني. وقد تسكن بعد (ثم)، لأن التصاق الواو والفاء بها بلا فاصل، بخلاف (ثم).
قال ابن مالك، رحمه الله: " أجمع القراء على التسكين فيما سوى قوله، تعالى: (وليوفوا نذورهم) و (وليطّوفوا) و (ولْيتمتعوا) [في العنكبوت] كقوله، تعالى: (فلْيستجيبوا لي ولْيؤمنوا بي) وقوله: (فلْيكتب ولْيملل الذي عليه الحق ولْيتق الله ربه) وقوله: (فلْتقم طائفة منهم معك ولْيأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فلْيكونوا من ورائكم ولْتأت طائفة أخرى لم يصلوا فلْيصلوا معك ولْيأخذوا حذرهم وأسلحتهم) وقوله: (ولْيخش الذين لو تركوا مِن خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم فلْيقوا الله ولْيقولوا قولًا سديدًا).
والأكثرون -، ومنهم البصريون الأولون، على أن العلة في التسكين هو الحمل على عين (فَعِل)، فإنهم يقولون في (كَتِف): كَتْف. وخالفهم ابن مالك، وقال إن تعليلهم هو إجراء منفصل مُجرى متصل، ومثله لا يكاد يوجد، مع قلته، إلا في اضطرار.
وهو يعني أن اتصال الفاء والواو باللام هو على نية الانفصال، بخلاف (فَعِل) فهو متصل.
أما لام التعليل فهي مكسورة، كقوله تعالى: (فإذا جاء وعد الآخرة لِيسوءوا وجوهكم ولِيدخلوا المسجد كما دخلوه أوّلَ مرة ولِتبروا ما علوا تتبيرًا).
فالتفريق يكون كما ذكر فضيلة الدكتور مساعد - حفظه الله -أن التسكين خاص بلام الأمر، أما اللام الخبرية في التعليل فهي مكسورة. ويبقى التفريق في لام الطلب إذ ورد فيها التسكين والكسر فهي على ما سلف من الإيضاح، وما كان فيه قراءة للقراء فسبيله الحفظ ليس غير، إذ القراءة سنة متّبَعة. والله أعلم.
خالد
ـ[أخوكم]ــــــــ[19 Jul 2003, 10:16 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
تبارك الرحمن تبارك ذا الجلال والإكرام
اللهم بارك في هذا المنتدى وأعذه من كل حاسد وعاين
يا لها من ردود مقنطرة ذات حبك وسبك فكيف لا تثلج الصدر
قد كنا ننتظر منكم ولو محارا فأهديتمونا لؤلؤا فكيف لا تنشرح الأفئدة
بطائنها نفيسة فكيف بظواهرها أبدعتم حتى أدهقتم
لقد عاشت المناقشات العلمية المؤدبة في الإنترنت حالة غربة
إلا في هذا المنتدى المبارك فقد تبوأته وطنا لها ... فاعذروها إن حنت لوطنها وإنها لتأرز إليه
إيه يا لوحة المفاتيح أي حروف ستنتقين ..... ماذا ستكتبين ومن ستشكرين
الشيخ مساعد الطيار الذي أوجز فأبهر
أم الشيخ عبدالله بلقاسم الذي فصَّل فأبحر
أم الشيخ عبدالرحمن السديس الذي بذر فأثمر
أم الشيخ أبو خالد السلمي الذي جاء بالمبتدأ والخبر
أم الشيخ خالد الشبل الذي مر كالنهر فبهر البصر
حار القلم فارتد كاتبا لكم جميعا أحبتي:
رفع الله قدركم وزاد جاهكم ونفع بعلمكم وأصحبكم رسوله صلى الله عليه وسلم يوم الحشر وفي أعلى جنات الخلد. وأسعدكم بجوار المليك المقتدر في مقعد الصدق في جنات ونهر ... وهناك تحلو الحياة فاللهم نسألك الجنة.
كم أتمنى أن أثري الموضوع بمعلومات مثلكم، فأتذكر أن مسابقتكم ضرب من الخيال فكيف بسبقكم
ولكني أسأله سبحانه أن يوزعني أن أرد لكم فضلكم ... وسأحاول حتى ولو ببضاعة مزجاة إن شاء الله.
فجزاكم الله عني خير الجزاء
http://images.webshots.com/ProThumbs/6/2706_wallpaper280.jpg(/)
منهج ابن كثير في التفسير ..
ـ[أبوحمزة السكري]ــــــــ[12 Jul 2003, 01:45 م]ـ
الحمد لله:-
الملاحظ أن الإمام ابن كثير -يرحمه الله - في التفسير يكثرجدا من: (تفرد به أحمد .. تفرد به الترمذي .. ) أو يصف الحديث بالغرابة، وهاتين العبارتين يستخدمها المحدثون للإعلال .. ،فهل ابن كثير أراد من العبارة ذات المعنى؟ وإذا كان أراد الإعلال فما الفائدة التي لأجلها ساق الحديث المعل .. ؟(/)
أشيروا علي بالمنهج يا أهل العلم
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[13 Jul 2003, 10:32 ص]ـ
السلام عليكم يا أهل العلم وجميع الاخوة
لدي سؤالان ارجو التكرم بالاجابة عليها:
1 - أٌقرأ في كتب التفسير التالية: ابن كثير و ابن جزي و ابن عثيمين و ابن الجوزي و صديق حسن الفتح ولكنني احببت تفسير ابن جزي كثيرا وأرجو منكم اعطائي فكرة عنه وبالذات من الناحية العقدية
2 - انا تخصصي غير شرعي وخبرتي علمية تقنية غير شرعية لكنني احببت علم التفسير وقد قررت ان اتعلمه حتى اتقنه وان فني العمر في ذلك لعل الله عز وجل يمن بفتح من عنده وفضل انه جواد كريم. أرجو ممن لديه العلم ان يجود علي بالمنهج العلمي الصحيح المتدرج للسعي والدخول في هذا الطريق الموصل الى الله العزيز الكريم
ولكم من الله خير الجزاء ولكم مني أطيب الدعاء
والسلام
حسن الكبهي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2003, 02:11 م]ـ
بسم الله
حياك الله أخي حسن
وجواباً عما سألت عنه أقول:
لقد أحسنت فيما ذكرته عن كتاب التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي الكلبي الغرناطي؛ فقهو كتاب مختصر من غير إخلال، لخصه مؤلفه من كتب التفسير، وأضاف إليه فوائد متنوعة من كتب متعددة، وهو تفسير له منهج واضح ذكره مؤلفه في مقدمة كتابه، وذكر أنه قصد به أربع مقاصد تتضمن أربع فوائد [راجع المقدمة].
وبالنسبة لما سألت عنه من الناحية العقدية وموقف ابن جزي منه؛ فهو مؤول لأغلب الصفات، ومفوض لبعضها، ويذكر مذهب السلف أحياناً وينصره، ويبين بطلان عقائد المعتزلة في بعض المسائل.
وابن جزي عنده نزعة صوفية، ومن أمثلة مخالفاته في ذلك قوله: (ثم إن ثمرة الذكر التي تجمع الأسماء والصفات مجموعة في الذكر الفرد، وهو قولنا: {الله الله}!! فهذا الغاية وإليه المنتهى) 1/ 64
وله كلام في أن توحيد الخاصة يكون بالمكاشفة والفناء!! 1/ 66.
ولك أن ترجع لى كتاب: القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لمحمد الحمود النجدي ص30 - 36
وهناك رسالة ماجستير مطولة عن ابن جزي ومنهجه في التفسير لعلي محمد الزبيري من الجامعة الإسلامية، وهي مطبوعة في مجلدين عن دار القلم بدمشق عام 1407هـ
فيمكنك الاستفادة من هذين الكتابين.
ويمكنك الاستفادة مما كتب تحت هذا الرابط في دراسة التفسير
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[13 Jul 2003, 03:50 م]ـ
السلام عليكم جميعا
أشكرك أخي أبا مجاهد العبيدي بالغ الشكر وأحسنه على ردك السريع الموفق، وأسأل الله الكريم ان يفتح عليك أبواب فضله ورحمته فانه لايملكها الا هو.
وكونك مشرف فاني أتقدم اليك بهذا الاقتراح
ان يكون لدينا في الملتقى قسم للاخبار نضع فيه كل خبر عن التفسير والمفسرين والكتب وكل جديد عن هذا العلم العظيم وبتعاون من الجميع وايضا قد يكون بتعاون من المواقع الأخرى عن التفسير ليكون هناك تعونا. طبعا قد يبدي اخواني في الملتقى تحسينات على الفكرة أفضل مما طرحت
وتقبلوا شكري مرة أخرى
والسلام(/)
لطائف
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[13 Jul 2003, 11:41 م]ـ
لطيفة (1)
في قوله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون) البقرة
تقديم المتعلق مما رزقناهم على الفعل فيه لطائف اولها الاهتمام بمصدر انفاقهم وانه من الله فيعود فضل الانفاق اليه ثانيها الامتنان عليهم ثالثها بيان ماخذ وجوب الانفاق وهو كون المال من عند الخالق فيجب صرفه فيما يرضيه رابعها التعريض بقبح الامساك لما فيه من كفر نعمة الخالق خامسها رعاية الفاصلة
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[14 Jul 2003, 01:07 ص]ـ
الحمد لله،:
سادسها: قال العلماء، تقديم المعمول يفيد الاختصاص والحصر، قال السيوطي رحمه الله: كاد أهل البيان أن يطبقوا على أن تقديم المعمول يفيد الحصر (انظر الإتقان)
فتقديم المعمول إشارة إلى محل الإنفاق وهو أموالهم خاصة دون أموال غيرهم فلا تصح الصدقة منها
سابعها: تقديم فعل الرب عز وجل في قوله (زرقناهم)، على فعل العبد (ينفقون)
ثامنها: إفادة حصر الإنفاق في رزق الله عز وجل إذ لا رزق للعبد إلا من الله تعالى.
وجزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على فوائده العذاب، والسلام
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[15 Jul 2003, 06:33 م]ـ
تاسعها تعظيم الرب لنفسه باختيار ضمير الجمع للمتكلم وهذا يستلزم محبته للمدح كما جاء ذلك مصرحا به في الصحيحين
عاشرها التعبير في الانفاق بصيغة المضارع الدالة على التجدد
الحادي عشر ما يدل عليه اصل مدة ن ف ق من النفاد كما افاده الزمخشري وفيه الاشارة الى عدم طلبهم العوض الدنيوي لما ينفقون وفيه اشارة الى قابلية مال المخلوق للفناء بخلاف ملك الخالق
الثاني عشر ما الموصولة تفيد عموم النفقة لجميع انواع الرزق ومن التبعيضية لا تنافيه لتسلطها على عموم الافراد
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[15 Jul 2003, 06:35 م]ـ
وبوركت يا اخي عبدالله
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[15 Jul 2003, 06:58 م]ـ
لطيفة (2)
لفظة (عبس) في سورة عبس فيها شدة الاعتناء بمقام المصطفى بحيث يعاتب حتى على تعبيرات وجهه الشريف وفيها رفعة منزلته من جهة جعل مثل هذا العمل محلا لعتابه وفيه سلامته من مواقعة ما هو اكبر من العبوس لانه لو وجد لكان اولىبالعتاب والتعبير بصيغة الغائب فيه تلطف بالعتاب لما في المواجهة من تخجيل وتصدير السورة بهذه اللفظة فيه اهتمام بهذه الحال والمعاتبة على العبوس مع كون المعبوس في وجهه اعمى يدل على ان العناية منصرفة لتربية النبي صلى الله عليه وسلم علىالاكمل وتقديم العبوس على التولى اما بحسب الترتيب الخارجي او من باب الترقي وفيها تكريم ابن ام مكتوم وفيها احاطة المراقبة الالهية وفيها سمو الشريعة في معاملة العميان وفيها منع العبوس للمدبر او عند ذكر الشخص في غيبته وفيها ارشاد الدعاة الى التبسط وتخصيص هذه الحادثة بالمعاتبة دليل على ان المصطفى عادته بخلافها
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[15 Jul 2003, 07:21 م]ـ
لطيفة (3)
في لفظة الناس في قوله تعالى (ومن الناس من يقول امنا) الاية في سورة البقرة ابهام وهذا الابهام فيه تشويق بقيد ملاحظة التقديم للجاروالمجرور وفيه عدم تمحض هذا الصنف للاتصاف بكفر او ايمان وفيه تحقير لهم بحيث لا يعتنى بالتنصيص على لقبهم الخاص بهم
وفيه الاشارة الى خفاء امرهم على المخاطبين وانهم ناس من الناس العاديين في ظاهر الامر لا يكاد ينكشف اختصاصهم بطريقة خاصة في التدين وفيه الاعتناء بنقد ظاهرة النفاق من حيث هي بصرف النظر عن اعيان المنافقين
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[16 Jul 2003, 12:09 ص]ـ
وبارك الله فيك أنت أيضا
مع العلم أني كنت أقصد بالفوائد التي أضفتها في مسألة تقديم المعمول فحسب،
جزاك الله خيرا
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[18 Jul 2003, 07:09 م]ـ
في قوله تعالىفي قلوبهم مرض لفظ المرض فيه لطائف اولها الكناية به عن الشك فيه تحذير من الشك وتعاطي اسبابه ثانيها فيه ادماج الذم لهم مع الاخبار عن حالهم ثالثهافيه توطئة لقوله فزادهم الله مرضا لان قابلية المرض للزيادة مستقرة في معلوم الناس ولان نسبة زيادة المرض الى الله اليق من زيادة الشك رابعها قابلية لفظ المرض لدخول ما سوى الشك من مطاوي قلوبهم فيكون اشمل من الشك
خامسها فيه اشعار بضعف قلوبهم وقلة صيانتهم لها او عدمه اذ هذا شان المرض مع الاجساد سادسها فيه ايماء لامكان معالجته بالادوية المناسبة(/)
القرآن الكريم وتفاعل المعاني: دراسة دلالية لتعلق حرف الجر بالفعل وأثره في المعنى في ا
ـ[المحرر]ــــــــ[14 Jul 2003, 06:00 م]ـ
القرآن الكريم وتفاعل المعاني: دراسة دلالية لتعلق حرف الجر بالفعل وأثره في المعنى في القرآن الكريم (الجزء الأول)
تأليف: د/ محمد محمد داود
تقديم: عبد العظيم المطعني
الناشر: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع - القاهرة
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 01/ 11/2002
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 2
عدد الصفحات: 611
حجم الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 37.5 ريال سعودي ($10.00)
التصنيف: / علوم القرآن / معاني القرآن
نبذة عن الكتاب: يطرحُ المؤلفُ في هذا الكتابِ دراسةً طويلةً ومُسهبةً تتوفرُ جُهودُها على بحثِ العَلاقاتِ والإيحاءاتِ الدلاليةِ الناشئةِ عن ارتباطِ الفعلِ بُعنصرٍ من أهمِّ عناصرِ الجملةِ الفعليةِ المكملةِ وهو حرفُ الجرِّ وذلكَ من خلالِ تحليلِ الأنماطِ التركيبيةِ المختلفةِ معَ بحثٍ لتلكَ الظاهرةِ اللُغويةِ المثيرةِ المعروفةِ بالعُدول والتي يتسعُ دورانُها في القرآنِ الكريمِ اتساعاً لافتاً للنظر، يكشفُ تأملُه عن سرٍّ منْ أسرارِ المعاني في القرآنِ الكريمِ الكامنةِ في نظمهِ الساحرِ وبيانهِ الخالدِ وروعةِ إعجازهِ المتجددةِ على مرِّ العُصُور. و موضوع الكتاب مقسم إلى جزأين و هذا الكتاب هو الجزء الأول (انظر الجزء الثاني).
الخلاصة: يتألفُ الكتابُ من مقدمةٍ للدكتور عبدِ العظيمِ المطعني هي أقربُ ما تكونُ إلى التقريظِ والثناء، ثم مقدمةٍ قصيرةٍ للمؤلفِ يعقُبُها ثلاثة فصول يتكونُ منها مجموعُ مادةِ هذا الجزء من الكتاب وفيما يلي الإشارةَ إلى أهمِّ مضامينِ هذه الفصول:
الفصل الأول:
وهو بمثابة الجانبِ النظري من البحثِ ويقومُ فيه المؤلفُ بتحديدِ همومِ الدراسةِ وشواغلها والمصطلحاتِ التي ستعتمدُ عليها أو ستنطلقُ منها مبتدئاً بديهيا بالعنوان, وشارحا كذلك لجملةٍ من مصطلحاتِ النحاةِ التي ستخدم الدراسةَ (كالعمدة والفضلة في الكلام)، وأنواعِ حروف الجر ودلالتها وتعاقبها والأنماطِ التركيبيةِ للأفعالِ في القرآنِ الكريمِ من حيث اللزوم والتعدي وصور ذلك كله وشواهده.
ثم تتوالى بعد ذلك فصولُ الكتاب العشرة لتمثل جميعا الجانبَ التطبيقي والحيوي والأهمَّ من هذه الدراسةِ التي بين أيدينا وفيها ينخرطُ تقسيمُ المؤلف لأفعال القرآن الكريم مع حروف الجر إلى: مجالاتٍ دلاليةٍ ناجمةٍ عن الارتباط السياقي بينهما مراعياً الفضاء الدلالي للأفعال نفسها في حالة ارتباطها بحروف جرٍ أخرى، ومتعرضا بالضرورة لظاهرة الالتفات البلاغي أو ما يسمى في عرف البلاغيين بالعدول، وإن جاء ذلك بصورة مقتضبةٍ وغيرِ وافيةٍ في خاتمة الكتاب هذا وقد اكتملت صفحات الجزء الأول باكتمال هذين الفصلين وهما:
الفصل الثاني:
وبه يبدأ الجزء التطبيقي في الدراسة ويأتي تحت عنوان " الحركة والثبات " وفيه يعرض المؤلف للأفعال الموحية بالحركة والانتقال سلبا وإيجابا، وهي أوسع المجالات الدلالية للأفعال المركبة مع حروف الجر في القرآن الكريم ومثالها: (أبق /أتى /انبجست /اثاقل /تتجافى /نستدرجهم /ادَّارك /زحزح/ انسلخ / اطَّلع / تقشعر/نكص/أتوكأ / يوفضون / لجُّوا) إلى غير ذلك من أفعال؛ فضلا عن تلك الأفعال المركبة مع حروف الجر والتي يتولد عنها إيحاءات دالة على التحول المعنوي مثل: (صرف/ يصدفون/ تلَّهى / بدلناهم ....... ) والأفعال الدالة على مجالات الثبات والاستقرار والحفظ كـ: (لبثوا / امكثوا / يعكفون ....... ) وغيرها.
الفصل الثالث:
" الكلام والأصوات الطبيعية " وفيه يحلل المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر ومجال هذه الأفعال الدلالي المنحصر فيما يعبر عن كيفيات الكلام وصفاته مثل: (جهر / خافت / جادل / حاجَّ / قصَّ / سبَّح ....... ).وغيرها،كما يشمل الأفعال الدالة على الأصوات الطبيعية مثل: (بكت / يصطرخون / تجأرون / يضحكون / ينعق / انفخوا ..... ). إلى غير هذه الأفعال.
(يُتْبَعُ)
(/)
التقويم: ليسَ يملكُ القارئُ المتحلي بالصبرِ والأناةِ أمامَ دراسةٍ مُفْرَطَةِ الطولِ تربو على ألفٍ ومائتي صفحةٍ منَ القطعِ غيرِ الصغيرِ إلا أن يعجبَ لهذا الجهدِ الضخمِ المبذولِ في ثناياها سواء على مستوى حصرِ الأفعالِ وتقسيمِ المادةِ العلميةِ، أو على مستوى إنشاءِ الجداولِ الشارحة، وتحليل الأنماط التركيبية لتلكم الأفعال وحروف الجر المضفورة معها في سياقٍ قرآني آسرٍ وجميل - وهو جهدٌ ليس بالهينِ يعينُ القارئَ عليهِ لغةٌ عصريةٌ وطيعةٌ للمؤلفِ وحبٌ وإجلالٌ مركزان في النفوس السَّويِّة تجاهَ لغةِ القرآنِ الكريمِ الساحرة - غيرَ أننا نقلبُّ صفحاتِ الدراسةِ ظهرًا على بطنٍ فتطالعنا آراءٌ لشخصياتٍ تراثيةٍ معروفةٍ " كالزمخشري والطبري والألوسي والفراء وعبد الله بن منظور " ثم لا نكادُ نعثرُ على شخصيةِ المؤلفِ فيما يناقشهُ من آراءٍ بحيثُ يمكنُ القولُ بأنهُ كان عالةً على هؤلاءِ - رغمَ أنه ينقلُ ويحيلُ ولكنْ دونَ مجاوزةٍ أو مغايرةٍ لما يقولون - اللهمَّ إلا في طريقةِ العرضِ والحصرِ والإحصاءِ، وتقسيمِ مادةِ الكتابِ وهو جهدٌ سبقَ وأشرنا إليهِ في مُبتدأِ هذا الكلام.
الملاحظات: 1. استبعدتِ الدراسةُ الأفعالَ المركبةَ معَ حروفِ الجرِ الزائدةِ، وكافِ التشبيهِ كما استبعدتِ الأفعالَ الناقصةَ والجامدةَ وأسماءَ الأفعالِ أيضاً.
2. زعم المؤلفُ أن الفعل "أتى" المركبَ مع حرف الجر"مِنْ" لم يأتِ إلا متعديا في آيات القرآن الكريم ثم هو يورد بعد ذلك قوله - تعالى-:"وعلى كلِّ ضامرٍ يأتينَ منْ كلِّ فجٍ عميق" [الحج/27] انظر ص 90جـ 1من الكتاب.
3. لا يُعْنَى المؤلفُ حقيقةً بتخريج الأحاديث إذ ينقلها عن كتب التفاسير دون نظرٍ في إسنادها أو تعويلٍ على تخريج العلماء المُحَدِّثين لها. انظر مثلا ما ورد في صفحة 514 من المجلد الثاني.
4. في صفحة 5 من المجلد الأول يقول المؤلف ما نصه: " وقد استبعدتُ (كافَ التشبيه) من الأنماط التركيبية للفعل مع حرف الجر لضعف الارتباط المعنوي بينها وبين الفعل فمثلا قوله تعالى: "يحبونهم كحب الله" واضح أنَّ متعلق الكاف مفعول مطلق ....... تفسيره: يحبونهم حبا". وهذا وهم تغشَّى عينَ المؤلفِ، ولا يقومُ استدلاله القائلُ بضعف الارتباط المعنوي على ساقٍ بل إن الارتباطَ واضحٌ ولو صحَّ كلامه لكان قوله تعالى:"يحبونهم كحب الله" مساويا لقولنا: يحبونهم حب الله بل إنَّ دلالة (كافِ التشبيه) أكدتْ على أن ظاهرَ الكافرين قد ينطلي ويتشابه مع ظاهر المؤمنين أو يقاربه إلى حد إمكان وقوع حرفية المشابهة السطحية والمجردة عند من لا بصيرةَ له: فالكافرُ يحاربُ أهلَ الإيمان لينصرَ أوثانه التي يعبدُ، والمؤمنُ يجاهدُ الكافرينَ ويغلظُ عليهم لينصرَ دينَ اللهِ عزَّ وجلَّ كما أمره مولاه وتلكما محاربةٌ ومجاهدةٌ ولكنْ شتانَ ما بينهما رغمَ ما فيهِما من التشابهِ بين شوكةِ السلاحِ واستعدادِ كلِّ فريقٍ بالمكيدةِ والخداعِ ووقوعِ الأسرِ والقتلِ والجراحِ، مما قد يوهمُ بالمساواةِ بين دافعِ أهلِ الإيمانِ، ودافع أهل الكفرِ وهو نُصْرةُ المعبودِ وحبُّهم له فتدفعُ (كافُ التشبيهِ) المركبةُ مع الفعل في سياقها هذا الوهمَ، وتنفي بوقارها الفاصلِ بين المشبهِ والمشبهِ به أدنى شُبهةٍ للمساواةِ بين الدافعينِ ومنْ ثمََّ يُوضِّحُ اللهُ حقائقَ الأمورِ فيقولُ بعد قوله - تعالى-:"يُِحبُّونهم كحبِّ الله" "والذين آمنوا َأشدُّ حباً لله".
5. في صفحة 92 ينقل المؤلف هذا الكلامَ عن "الكشاف" للزمخشري ويتابعه فيه سميعاً مطيعاً دونَ أيِّ مراجعةٍ، يقول المؤلف:"وقد ألمحَ الزمخشريُ إلى علةِ تركيب الفعلِ (أتى) مع حرف الاستعلاء (على) في كلامه على قوله تعالى-:"حتى إذا أتوا على واد النمل" [النمل/18] فقال- أي الزمخشري -:"فإن قلتَ لم عُدِّي (أتوا) بـ (على)؟ قلتُ يتوجهُ على معنيين: أحدهما:أن إتيانهم كان من فوق فأُتي بحرف الاستعلاء، الثاني: أنْ يُرادَ قطعُ الوادي وبلوغُ آخرِه من قولهم: أتى على الشيء إذا أنفذه وبلغ آخره" وكلامُ الزمخشري والمؤلفِ معاً لا يعدو كونُه تبريراً لهذه الظاهرةِ التركيبيةِ أكثر من كونه تحليلاً وتفسيراً لها؛ والواقعُ أن الفعلَ (أتوا) المركبَ مع حرف الاستعلاء (على) يأتيانِ في هذا الموضعِ بمعنى: (أشرفوا على) وادي النمل
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنه لا تزالُ هناكَ مسافةٌ مائزةٌ - بسبب وجود حرف الجر - تفصلُ بين جنود سليمانَ -عليه السلام - ووادي النمل، وتسمحُ لأنْ يرتفعَ ُصراخُ النملةِ الحارِّ شفيقا مدويا وهي تحذرُ قومَها:"ياأيها النملُ ادخلوا مساكنَكم " مما يعني أن الجنودَ إنما أشرفوا على الوادي فحسبُ ولم يجتازوه بعدُ - على عكس ما يرى الزمخشري في أحد قوليه - ومما يعني كذلك أن التحذيرَ من التحطيمِ ما زال ممكناً بدليل قولِ النملةِ فيما ذكر الله - عز وجل - عنها: "لا يحْطمنَّكم سليمانُ وجنودُهُ وهمْ لا يشعرونَ " و إلا لما كان لكلامها هذا معنى. يُعَضِّدُ ذلك أن الفعلَ (أتى) جاء متعديا بدون حرف الجر (على) في سورة "الكهف" في قوله - تعالى - عن موسى والخضر - عليهما السلام-: "فانطلقا حتى إذا أتيا أهْلَ قريةٍ استطعما أهلَها فأبوا أنْ يضيفوهما" وقد دلَّ تخلي الفعلِ (أتى) عن حرفِ الاستعلاءِ على تعدي مرحلةِ الإشرافِ على حدودِ القريةِ إلى حدِّ غَشَيَانِ مجالسِ أهلها وَربما طَرْقِ أبوابِ بيوتهم للسؤالِ عن طعامٍ وشراب وهذا أنكى ما يكونُ في إظهار لؤمهم وبخلهم وشُحِّ نفوسهم مع هذين الضيفينِ الكريمينِ.
6. كان يمكن للمؤلف أن يخرج بنتائجَ قيمةٍ وجليلةِ الخطر لو أنه وفر جهدا أكبرَ لبحث ظاهرة " الالتفات البلاغية " أو العدول عن استخدام حروف جر معينة في سياقات معينة لكنه لم يُولِ هذه الظاهرةَ شديدةَ الشيوع في القرآن الكريم كبيرَ اهتمام واكتفى في الغالب الأعم بالرصد والإحصاء الشكلي لا بالتحليل الفني. انظر للفائدة: كتاب: " أسلوب الالتفات في البلاغة القرآنية " للدكتور حسن طبل.
7. بقي أن نذكر لك أيها القارئ الكريم بعضا من الكتب، والمصادر التراثية التي عالجتْ قضية الأفعال المركبة مع حروف الجر وأثرها على فهم وتأدية المعنى في القرآن الكريم حتى تكتمل بين يديك الفائدة وقد ذكر المؤلف جملةً منها في بدء دراسته ومن أمثلتها:
- اللامات في القرآن للأخفش (ت215 هـ) [مخطوط]
- معاني الحروف للرماني (ت384 هـ)
- معاني الحروف والأدوات المنسوب لابن قيم الجوزية (ت751 هـ)
- الجزء الرابع من كتاب البرهان للزركشي (ت794هـ)
- كتاب الإتقان للسيوطي (ت911 هـ) باب بعنوان: "في معرفة معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر".
المصدر: ثمرات المطابع.(/)
القرآن الكريم وتفاعل المعاني (الجزء الثاني).
ـ[المحرر]ــــــــ[14 Jul 2003, 06:04 م]ـ
القرآن الكريم وتفاعل المعاني: دراسة دلالية لتعلق حرف الجر بالفعل وأثره في المعنى في القرآن الكريم (الجزء الثاني)
تأليف: د/ محمد محمد داود
الناشر: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع - القاهرة
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 01/ 11/2002
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 2
عدد الصفحات: 602
حجم الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 37.5 ريال سعودي ($10.00)
التصنيف: / علوم القرآن / معاني القرآن
نبذة عن الكتاب: يطرحُ المؤلفُ في هذا الكتابِ دراسةً طويلةً ومُسهبةً تتوفرُ جُهودُها على بحثِ العَلاقاتِ والإيحاءاتِ الدلاليةِ الناشئةِ عن ارتباطِ الفعلِ بُعنصرٍ من أهمِّ عناصرِ الجملةِ الفعليةِ المكملةِ وهو حرفُ الجرِّ وذلكَ من خلالِ تحليلِ الأنماطِ التركيبيةِ المختلفةِ, معَ بحثٍ لتلكَ الظاهرةِ اللُغويةِ المثيرةِ المعروفةِ بالعُدول والتي يتسعُ دورانُها في القرآنِ الكريمِ اتساعاً لافتاً للنظر، يكشفُ تأملُه عن سرٍّ منْ أسرارِ المعاني في القرآنِ الكريمِ الكامنةِ في نظمهِ الساحرِ وبيانهِ الخالدِ وروعةِ إعجازهِ المتجددةِ على مرِّ العُصُور.
الخلاصة: يواصل المؤلف في هذا القسم من الكتاب الحديث عن الأفعال في القرآن الكريم وعلاقة حروف الجر المركبة معها وأثرها على تأدية المعنى، والآن مع خلاصة فصول هذا القسم:
الفصل الرابع:
وتندرج مادته تحت عنوان:" الإدراك والمشاعر"ويعرض فيه المؤلف للأفعال التي تدور دلالاتها حول معاني الإدراك الحسي أو العقلي، أو حول الحقل الدلالي للعواطف والمشاعر مثل: (أحس / تحسسوا / أدراكم / يخيل / ذوقوا / يريكهم / يشعرنَّ / أعثرنا / ليتفقهوا / فأنظرني / تجوع / تعرى / تخبت / تخزون / يحسدون / استيأسوا / سوَّلت / فطوعت / أتعجبين / تعزموا / أفوض ......... ) إلى غير هذا من الأفعال.
الفصل الخامس:
" الظهور والعطاء "وفيه يحصي المؤلف الأفعال التي تتمحور دلالاتها الأولية حول معاني الظهور كـ: (تبين/ تجلى / تبدي / شرع ...... ) وأفعال الخفاء في المقابل مثل: (يستخفون / يغشى / أوجس /أسرَّ ...... ) وكذلك الأفعال التي تنتمي دلالاتها إلى معنى العطاء والجود والبذل كـ: (أعطى/ يهب/يرث/أنعم/أغنى ..... ) وأفعال المنع والحرمان في المقابل ومثالها: (نمنعكم/ كفَّ / بخل / يغضوا / يستنكف / ...... ) إلى غيرها من أفعال.
الفصل السادس:
" الطاعة والمعصية " ويشمل الأفعال المركبة مع حروف الجر في القرآن الكريم والتي تنحصر إيحاءاتها في معاني الطاعة والعبادة أو الإثم والمعصية، ومن هذا الضرب: (تاب / تزكَّى / صلَّى / آمنوا / استعذ / توكَّل / تهجد / أسلم /اقنتي/اركعي ..... ) وفي مجال المعصية: (تبغي / جحدوا / سخروا / طغوا / عتوا /عصى/ غوى / افترى / فسقوا .... ) إلى ما أشبه هذا من أفعال.
الفصل السابع:
ويأتي بعنوان:" الحكم والإلزام "وفيه يتناول المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر في القرآن الكريم بحيث يدور فضاؤها الدلالي حول معاني الحكم والعقوبات والعفو، أو حول معاني الإلزام والوجوب، ومن هذه الأفعال: (جزيناهم / يحكم / يحاسبكم / يحيف / يخسف / تدمر / فدمدم / عاقبوا / نقموا / أهلكناهم / استحقا / حاق / كُتب / فرضنا .... ) وما على هذا الضرب من أفعال.
الفصل الثامن:
" العلاقات الإنسانية والصراع والضعف " ويقصد به المؤلف الأفعال الدالة على المعاملات والعلاقات الإنسانية كالبيع والشراء والقرابة، ومن أمثلتها: (بايعتم / تداينتم / زوجناهم / اشتروا / صاحبهما/ عاشروهن / اكتالوا / تنكحوا .... ) كما يعرض المؤلف لأفعال الصراع والغلبة مثل: (أيدنا / استحوذ / اشدد ...... )
وأفعال الضعف والعجز مثل: (اخسئوا / عنت / وهنوا / تنيا / يعيى ........ ) كل ذلك بالطبع من خلال تحليل الأنماط التركيبية لمثل هذه الأفعال مع حروف الجر وأثر ذلك دلاليا في لغة القرآن الكريم.
الفصل التاسع:
(يُتْبَعُ)
(/)
" العمل والتهيئة "وفيه يدرس المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر وتحليقاتها الدلالية التي تدور حول معاني العمل أو التهيئة له، ومثال ذلك: (جعل / جرحتم / خلقكم / ذرأنا / سعى / أصلحنا/اصطنعتك / استعمركم / جهزهم / ذللناها / نتربص / أعدت / يمهدون / يسرنا ..... ) وما شابه هذا من أفعال.
الفصل العاشر:
" الكثرة والتمام والقلة " وفيه يجمع المؤلف كل الأفعال التي تنتمي دلالاتها حول ما في عنوان الفصل من معاني ومثالها: (باركنا / يزيدهم / أسبغ / أسرفوا / تغلوا / تفيض / لاستكثرت / أتمم / أكملت / يوفون / ننقصها / تقصروا / يخفف ....... ) إلى غير هذا من الأفعال.
الفصل الحادي عشر:
" مجالات متفرقة " ويحصي فيها المؤلف الأفعال المركبة مع حروف الجر والتي تنتمي دلالاتها إلى معاني النور والظلمة، أو الطعام والشراب، أو الزينة والحلي وغير ذلك، ومن أمثلتها في القرآن الكريم: (أشرقت / أضاء / ظللنا / يعشو / عميت / لتأكلوا / اشربوا / يحلون / زينا ..... ) إلى ما يشابه هذا من أفعال.
التقويم: ليسَ يملكُ القارئُ المتحلي بالصبرِ والأناةِ أمامَ دراسةٍ مُفْرَطَةِ الطولِ تربو على ألفٍ ومائتي صفحةٍ منَ القطعِ غيرِ الصغيرِ إلا أن يعجبَ لهذا الجهدِ الضخمِ المبذولِ في ثناياها سواء على مستوى حصرِ الأفعالِ وتقسيمِ المادةِ العلميةِ، أو على مستوى إنشاءِ الجداولِ الشارحةِ، وتحليل الأنماط التركيبية لتلكم الأفعال وحروف الجر المضفورة معها في سياقٍ قرآني آسرٍ وجميل - وهو جهدٌ ليس بالهينِ يعينُ القارئَ عليهِ لغةٌ عصريةٌ وطيعةٌ للمؤلفِ وحبٌ وإجلالٌ مركزان في النفوس السَّويِّة تجاهَ لغةِ القرآنِ الكريمِ الساحرة - غيرَ أننا نقلبُّ صفحاتِ الدراسةِ ظهرًا على بطنٍ فتطالعنا آراءٌ لشخصياتٍ تراثيةٍ معروفةٍ " كالزمخشري والطبري والألوسي والفراء وعبد الله بن منظور " ثم لا نكادُ نعثرُ على شخصيةِ المؤلفِ فيما يناقشهُ من آراءٍ بحيثُ يمكنُ القولُ بأنهُ كان عالةً على هؤلاءِ - رغمَ أنه ينقلُ ويحيلُ ولكنْ دونَ مجاوزةٍ أو مغايرةٍ لما يقولون - اللهمَّ إلا في طريقةِ العرضِ والحصرِ والإحصاءِ، وتقسيمِ مادةِ الكتابِ وهو جهدٌ سبقَ وأشرنا إليهِ في مُبتدأِ هذا الكلام.
الملاحظات:
سبق الإشارة إلى جملة من الملاحظات على هذه الدراسة الماتعة عند عرضنا للجزء الأول منها، فطالع - غير مأمور - هذا الرابط.
المصدر: ثمرات المطابع.(/)
سؤال في التفسير
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[15 Jul 2003, 06:59 ص]ـ
بدون أن أطيل:
في سورة الأعراف:
ذكر الحق تبارك وتعالى علي لسان الأنبياء عليهم السلام - عدا سيدنا صالحا عليه السلام - لفظي " رسالات ربي "، بينما ذكر الحق علي لسان سيدنا صالح عليه السلام لفظي " رسالة ربي " هل هناك فرق في المعنى بينهما؟، ولماذا اختص الحق تيارك وتعالى سيدنا صالحا بلفظي " رسالة ربي"؟.
في سورة الشعراء:
وصف الحق تبارك وتعالى كافة الأنبياء - عليهم السلام - الذين ورد ذكرهم في السورة بصفة الأخوة لقومهم عدا سيدنا شعيبا عليه السلام فلم يصفه الحق تبارك وتعالى بهذه الصفة (صفة الأخوة لقومه) لماذا؟.
أطمع في المعاونة
وشكرا
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 Jul 2003, 12:04 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأجابة للأخ الكريم عبدالله بن عبدالفتاح وفقه الله تعالى، أقول أما
المسألة الأولى:
فقد قال محمد الكرماني في (أسرار التكرار في القرآن 84)
قوله (رسالات ربي) في جميع القصص إلا في قصة صالح فإن فيها رسالة على الواحدة لأنه سبحانه حكى عنهم بعد الإيمان بالله والتقوى أشياء أمروا قومهم بها إلا في قصة صالح فإن فيها ذكر الناقة فصار كأنها رسالة واحدة
المسألة الثانية:
وقال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره ج: 13 ص: 135
قال لهم شعيب ولم يقل أخوهم شعيب لأنه لم يكن أخا لأصحاب الأيكة في النسب فلما ذكر مدين قال أخاهم شعيبا لأنه كان منهم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد(/)
الإمام البغوي (ومعالم التنزيل) وقفة سريعة وتعريف موجز.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[16 Jul 2003, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(معالم التنزيل) للبغوي رحمه الله (ت 510هـ)
التعريف بالمؤلف ومناقبه:
يقول الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمته: (الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ شيخ الإسلام، مُحيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي المفسر صاحب التصانيف (كشرح السنة) و (معالم التنزيل) و (الجمع بين الصحيحين) وأشياء. وكان البغوي يُلقب بمحيي السنة وبركن الدين، وكان سيداً إماماً عالماً علامة زاهداً وله القدم الراسخ في التفسير والباع المديد في الفقه. وتوفي "بمرو الروُّذ" مدينة من مدائن خراسان في شوال سنة 516هـ وعاش بضعاً وسبعين سنة).
"سير أعلام النبلاء – للذهبي [19/ 439] مؤسسة الرسالة، بيروت".
الدكتور: محمد الذهبي يورد اسم البلدة التي مات بها بأنها "مروروز" (التفسير والمفسرون245/ 1)
مناقبه كذلك وشيوخه وتلاميذه:
ويقول الداودي في كتابه (طبقات المفسرين) رحمه الله: (كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الفقه، جليلاً ورعاً زاهداً تفقَّه على القاضي حسين وهو أخص تلامذته، وسمع الحديث منه ومن أبي عمر عبدالواحد المليحي، وأبي الحسن الداودي، وأبي الحسن محمد بن محمد الشيرازي وغيرهم. وسماعاته بعد الستين وأربعمائة.
روى عنه أبو منصور محمد بن أسعد العطاري وأبو الفتوح محمد بن محمد الطائي وجماعة وآخرهم أبو المكارم فضل الله بن محمد النوقاني وله من التصانيف (معالم التنزيل في التفسير) و (شرح السنة) و (المصابيح) و (الجمع بين الصحيحين) و (التهذيب في الفقه) وقد بورك له في تصانيفه ورُزق فيها القبول الحسن بنيته وكان لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وكان قانعاً يأكل الخبز وحده، ثم عُذِل في ذلك فصار يأكله بزيت، مات في شوال سنة 510هـ بمرو الروَّذ ودفن عند شيخه القاضي الحسين وقد جاوز البغوي الثمانين ولم يحج). وذكر ذلك أيضاً الذهبي.
"طبقات المفسرين للداودي، ص 161 – 162".
نشأته ومبلغه من العلم:
لا نعرف الكثير عن نشأته رحمه الله وحياته المبكرة، كما نجهل ما يتصل بأسرته وعدد أفرادها وذلك كله لأن المصادر التي ترجمت له لا تفصح عن ذلك، ولعل السبب في هذه الظاهرة أن أسرة الإمام البغوي لم يكن فيها من له باع طويل في ميدان العلم والفقه والكتاب والسنة، فيذكرون بتلك العلوم كما ذُكر، ويُشهرون بها كما شهر، علماً بأن المدينة التي ولد بها ونشأ فيها وهي بلاد خراسان التي أنجبت كثيراً من العلماء.
والإمام البغوي قد نشأ في أسرة فقيرة كما ينشأ أكثر العلماء في عصره، وخاصة أن المصادر تذكر أن أباه كان فرَّاءً يصنع الفراء ويبيعها. (السير – للذهبي).
وتذكر بعض المصادر أنه تزوج وأن زوجته لما ماتت لم يأخذ من ميراثها شيئاً. ولم تذكر كتب التراجم أنه رزق أبناءً وليس في كنيته ما يؤكد على خلاف ذلك؛ لأن التكني ظاهرة كانت مألوفة بين العلماء.
وأما مبلغه من العلم فنجد العلماء يشهدون له بالتقدم والتفوق في ميدان العلوم الشرعية، وهو يتميز بتنوع الجوانب واختلاف مناحي التخصص، يقول عنه ابن خلكان الفقيه الشافعي المحدث المفسر: (كان بحراً في العلوم).
ويقول عنه الإمام السيوطي في طبقات المفسرين: (كان إماماً في التفسير، إماماً في الحديث، إماماً في الفقه).
ويقول عنه ابن كثير في البداية والنهاية: (كان ديناً ورعاً زاهداً عابداً صالحاً). وقليل أولئك العلماء الذين يصدق عملهم علمهم ويوافق سلوكهم فكرهم وكان الإمام البغوي من هؤلاء القليلين – رحمه الله – الذين يطابق عملهم وخلقهم تقدمهم وتفوقهم العلمي.
عقيدته ومذهبه:
قد قدر للإمام البغوي الاستقامة والسلامة في العقيدة من الانحراف وجاءت شهادات العلماء ممن ترجم له، تشهد له بذلك فهو كما يقول ابن نقطة: (إمام حافظ ثقة صالح). وهي لا شك من الدرجات العالية في التعديل والتقويم. (البغوي ومنهج في التفسير) لعفاف عبدالغفور، ص 35.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول الإمام الذهبي (على منهاج السلف حلاً وعقداً): ويتضح من هذه الأقوال أن عقيدته هي عقيدة أهل السنة والجماعة. وأما مذهبه فقد كان شافعياً بل من أئمة المذهب الشافعي، وقد اشتهر ذلك لدى العلماء وأكده من ترجم له، ومنهم ابن خلكان والذهبي والسبكي وغيرهم. أما اختياره للمذهب الشافعي فبحكم البيئة التي نشأ بها والعلماء الذين تلقى عنهم ودرس عليهم الفقه.
وبعد أن وقفنا على نسب وسيرة المؤلف – رحمه الله – وصفاته وعقيدته وغيرها نأتي الآن إلى مؤلفه في التفسير وهو كتابه (معالم التنزيل) في التفسير.
التعريف "بمعالم التنزيل" في التفسير للإمام البغوي – رحمه الله –:
ومعالم التنزيل في التفسير متوسط الحجم سهل العبارة ينقل فيه مؤلفه ما ورد عن الصحابة والتابعين من غير ذكر للسند اعتماداً على أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروي عنه كما أنه يتحرى الصحة فيما يسنده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويعرض عن المناكير وما لا يتعلق له بالتفسير.
قال ابن تيمية: والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي لأنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة.
(مقدمة أصول التفسير).
ووصفه الخازن في مقدمة تفسيره: بأنه من أجمل المصنفات في علم التفسير وأعلاها، جامع للصحيح من الأقاويل، عارٍ من الشبه والتصحيف والتبديل, محلَّى بالأحاديث النبوية، مطرَّز بالأحكام الشرعية, موشَّى بالقصص الغريبة وأخبار الماضين العجيبة، مرصَّع بأحسن الإشارات، مخرَّج بأوضح العبارات، مفرَّغ في قالب الجمال بأفصح مقال.
(التفسير والمفسرون).
وقد طبع هذا التفسير في نسخة واحدة مع تفسير ابن كثير الدمشقي، كما طبع مع تفسير الخازن، ويتعرض لتفسير الآية بلفظ سهل موجز وينقل ما جاء عن السلف في تفسيرها. وذلك بدون أن يذكر السند يكتفي في ذلك بأن يقول مثلاً: قال ابن عباس كذا وكذا، وقال مجاهد كذا وكذا، وقال عطاء كذا وكذا، والسر في هذا هو أنه ذكر في مقدمة تفسيره إسناده إلى كل من يروي عنهم وبين أن له طرقاً سواها تركها اختصاراً ثم إنه إذا روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمة تفسيره فإنه يذكره عند الرواية.
وقد طبع تفسير البغوي طبعات كثيرة منها طبعت بفارس في أربع مجلدات ولم يذكر مكان الطبع أو تاريخه، وطبع أيضاً في بومباي في مجلدين سنة 1309هـ – 1891م، وطبع على هامش تفسير الإمام ابن كثير كما طبع على هامش تفسير الخازن وتقع الطبعة الأخيرة في سبعة أجزاء وفي أربعة مجلدات وكذلك طبعته دار طيبة بالرياض في 8 مجلدات طبعة محققة ومخرجة الأحاديث.
(البغوي ومنهجه في التفسير) عفاف عبدالغفور ص 63.
منهج البغوي في تفسيره والباعث على تأليفه (معالم التنزيل):
ومعالم التنزيل من أشهر كتب التفسير بالمأثور وهو تفسير كامل للقرآن مع مقدمة للمؤلف يستهلها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يبين مهمة إرسال الرسول وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم يذكر ما اشتمل عليه القرآن من الأمور عقيدة وفقهاً وقصصاً وحكماً.
ثم ينتقل البغوي – رحمه الله – إلى دواعي تأليفه لتفسيره فيقول: (فسألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلون كتاباً في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمداً على فضل الله تعالى وتيسيره متمثلاً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً).
ومن هذا النص نستفيد أن تفسيره جاء نزولاً عند رغبة طلابه وتلاميذه المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم وتحقيقاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء بالماضين.
ويقدم البغوي بعد ذلك الطريقة التي اختارها وجعل عليها تفسيره وهي التوسط والاعتدال فيقول: (فجمعت بعون الله تعالى وحسن توفيقه فيما سألوا كتاباً متوسطاً بين الطويل الممل والقصير المخل، أرجو أن يكون مفيداً لمن أقبل على تحصيله).
وينتقل الإمام البغوي – رحمه الله – في مقدمته فيذكر مصادره في تفسيره من كتب التفسير بالمأثور وكتب الأخبار والسير وكتب القراءات والحديث النبوي الشريف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يعقد ثلاثة فصول بين يدي التفسير وهي في فضائل القرآن وتعليمه وفي فضائل تلاوة القرآن، وفي وعيد من قال في القرآن برأيه.
ثم يبين معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما ومعنى نزول القرآن على سبعة أحرف. ثم ينطلق إلى تفسير كتاب الله تعالى سورة سورة من سورة الفاتحة حتى سورة الناس.
(البغوي ومنهجه في التفسير) عفاف عبدالغفور.
وقد عرض الإمام البغوي – رحمه الله – لتفسير كتاب الله وشرح معانيه بأسلوب سهل واضح لا لبس فيه ولا غموض ولا صعوبة, ولا توعر في لغته، ويلاحظ على تفسيره الابتعاد عن ذكر التفاصيل والاسترسال في المسائل الفرعية وبعده عن الحشو والتكرار والتطويل.
وطريقته في تفسيره تأتي في ذكر اسم السورة وعدد آياتها وبيان مكيها ومدنيها وقد يفصّل فيذكر الآيات المكية في المدينة والعكس ثم يسوق أسباب النزول إن كانت السورة قد نزلت في مناسبة معينة، وقد يعرض خلال التفسير لأسباب نزول بعض الآيات الخاصة فيها.
وللبغوي منهج متميز في التفسير يعتمد على عناصر أساسية وهي: اعتماده على المأثور من الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين مع عنايته بالقراءات واللغة والنحو بإيجاز يحقق فهم الآيات، وذكره لمسائل العقيدة والأحكام الفقهية بطريقة مختصرة. وهذا تفصيل منهجه في التفسير.
اعتماده على الكتاب والسنة:
إن آي القرآن الكريم يوضح بعضها البعض الآخر فما أجمل وأوجز في موضع من القرآن الكريم قد فسر وبين في مكان آخر، وقد تخصص آيةٌ عموم آية سابقة، والمهم أن كتاب الله تعالى يوضح بعضه البعض الآخر. وتأتي السنة المطهرة بعد كتاب الله في تفسير آي القرآن الكريم، وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم المبينة الموضحة لآيات كتاب الله ذات أهمية كبيرة. قال تعالى: ×وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون÷. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا إنني أوتيت الكتاب ومثله معه).
وقد أدرك الإمام البغوي – رحمه الله – أهمية هذه الصلة بين آيات كتاب الله تعالى بعضها بالبعض الآخر وبينها وبيَّن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين قرر معنى التفسير وجعله مما يجب أن يكون مسوقاً بطرق ثابتة. وهكذا عني البغوي – رحمه الله – كثيراً بإيراد نصوص من القرآن في تفسير معنى الآية من القرآن، كما كانت عنايته أكبر وأبعد مدى في كثرة إيراده لنصوص الأحاديث النبوية.
أولاً: تفسير القرآن بالقرآن وبعض الأمثلة على ذلك:
يعتمد تفسير (معالم التنزيل) على كتاب الله تعالى اعتماداً كبيراً، وتطرد ظاهرة التمثيل والاستشهاد بآيات القرآن لبيان معنى الآيات الأخرى وهناك من الأمثلة في تفسيره الكثير.
.
ثانياً: تفسير القرآن بالسنة وبعض الأمثلة على ذلك:
يعتبر الإمام البغوي محي السنة – رحمه الله – وأبرز أعلام عصره في ميدان الحديث والسنة، ولم يزل كذلك في العصور التالية لما تركه من آثار ومؤلفات نفيسة في السنة النبوية وعلى رأسها (مصابيح السنة) و (شرح السنة).
وقد ترك اهتمامه الكبير وشغفه العظيم بالسنة سمة بارزة في تفسيره، فجاء (معالم التنزيل) تفسيراً حافلاً بالنصوص الحديثية الصحيحة والحسنة والذي يؤكد اهتمامه بالحديث إدراكه للصلة الوثيقة بين الكتاب والسنة، فهو يقول في مقدمة تفسيره: (إن الكتاب يُطلب بيانه من السنة وفيها مدار الشرع وأمور الدين).
ويتميز البغوي – رحمه الله – في تفسيره بجودة اختياره وانتخابه لنصوص الحديث التي يوردها في مطاوي التفسير وتحريه، وحرصه على الصحيح منها، وبُعده وإعراضه عن الضعيف والمنكر من الأحاديث مما لا يتناسب ولا يتفق مع تفسير كتاب الله تعالى، وحول هذا يقول – رحمه الله – في مقدمة تفسيره: (وما ذكرتُ من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء الكتاب على وفاق آية أو بيان حكم فهي من الكتاب المسموعة للحفاظ وأئمة الحديث، وأعرضت عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير).
ولا غرابة أن نجد من البغوي – رحمه الله – هذه العناية الكبيرة بالحديث، فهو ذو قدم راسخة، وذو اهتمام أصيل بالحديث النبوي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد سلك البغوي – رحمه الله – طريق المحدثين في إيراده إسناد الحديث حتى الصحابي الذي روى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعله اكتفى بذكره لرجال السند واستغنى به عن تخريجه لنصوص الأحاديث النبوية الشريفة، ولذلك فالملاحظ أنه لم يخرج الأحاديث التي ذكرها في تفسيره وإن كان قد خرَّج البعض منها واكتفى بالبعض الآخر ببيان درجته أي الحديث من الصحة والحسن، وهناك نماذج لبعض الأحاديث ذكرها مع رجال السند والتخريج في كتابه.
لكن بعض الأحاديث القليلة لم يذكر البغوي – رحمه الله – رجال السند فيها ولعله ذكر تلك الأحاديث في موضع سابق مع رجال السنة فلم يذكرها تجنباً للتكرار.
وتحتل نصوص الحديث النبوي والسنة المطهرة مساحة فسيحة في تفسيره حتى يبلغ الأمر به أن يعقد فصولاً حديثية في مقام التدليل على المعنى المراد في تلك الآية، وهو شغف وتعلق كبير يكشف عنه محدثاً كبيراً رحمه الله.
ثالثاً: حرصه في تفسيره على المأثور من أقوال الصحابة والتابعين:
جاء تفسير الإمام محيي السنة البغوي – رحمه الله – (معالم التنزيل) فضلاً عن اعتماده على الكتاب والسنة اعتماداً ظاهراً، معتمداً على المأثور من تفسير الصحابة والتابعين (رضي الله عنهم أجمعين) وهو اعتماد يكاد يكون مطلقاً لا حدود له، ومقدمة تفسيره تكشف لنا بوضوح عن اتجاهه النقلي في تفسير آيات كتاب الله فمصادر تفسيره – في المقام الأول – كتب التفسير بالمأثور وقد بلغت مصادره في المأثور والأخبار خمسة عشر مصدراً وهي لابن عباس ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والقُرظي، وزيد بن أسلم, والكلبي، والضحاك، ومقاتل بن سليمان، والسدي، ووهب بن منبه، ومحمد بن إسحاق.
والملاحظ على بعض تلك الطرق التي تلقى بها تفاسير الصحابة رضي الله عنهم أنها ضعيفة واهية ليست معتبرة أو معتمدة لدى علماء الجرح والتعديل كما بالنسبة للطريق الثاني في تفسير ابن عباس عن ابن عطية سعد العوفي عن عمه عن أبيه عن جده عطية فهي غير مرضية لأن عطية ضعيف ليس بواهٍ. وكذلك بالنسبة لتفسير زيد بن أسلم لأنه من تفاسير ضعفا ء التابعين عن طريق ابنه عبدالرحمن وهو من الضعفاء.
ولكن أكثر تلك الطرق جيدة وحسنة وصالحة في النقل عن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كما بالنسبة للطريق الأول لتفسير ابن عباس وهي عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة فهي أجود الطرق عنه.
وكذلك بالنسبة للطريق الثالث في تفسير ابن عباس ما أُخذ عن عكرمة بطريق الحسن بن واقد فهي جيدة وإسناده حسن.
وكذلك بالنسبة لتفسير مجاهد عن طريق ابن أبي نجيح فالطريق إلى ابن أبي نجيح قوية.
وكذلك بالنسبة لتفسير مقاتل بن حيان فهو صدوق في المرتبة الرابعة عند بعض العلماء.
(البغوي منهجه في التفسير).
ولكن نقله عن السلف لم يكن طريقه ومسلكه الوحيد في تفسيره، ومن أجل ذلك قال الدكتور/ محمد محمد أبو شهبة عن تفسيره: (بأنه ليس خالصاً للتفسير بالمأثور بل جمع فيه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والاجتهاد المقبول). فهو وسط بين كتب التفسير بالمأثور نحو تفسير ابن جرير الطبري، والدر المنثور للسيوطي، وبين كتب التفسير بالرأي والاجتهاد.
وكذلك جاء هذا الوصف من قبل الدكتور/ منيع عبدالحليم محمود في كتابه مناهج المفسرين، والدكتور/ عبدالله محمود شحاته في كتابه تاريخ القرآن والتفسير.
وهكذا نخلص إلى أن كتابه رحمه الله (معالم التنزيل) من الكتب المعتبرة في التفسير بالمأثور وهو الغالب على منهجه وطريقته ولكنه ليس خالصاً للتفسير بالمأثور.
ونسوق بعض الأمثلة للتدليل على هذا الاتجاه الغالب على تفسير الإمام البغوي – رحمه الله – وهو حرصه على المأثور.
فمن ذلك أنه في بيانه لمعنى الصراط المستقيم يوضح ذلك من خلال آراء السلف، فيقول – رحمه الله -: قال ابن عباس وجابر: هو الإسلام، وهو قول مقاتل, وقال ابن مسعود: هو القرآن، وروي عن علي مرفوعاً: (الصراط المستقيم) كتاب الله، وقال سعيد بن جبير: هو طريق الجنة، وقال سهل بن عبدالله: طريق السنة والجماعة، وقال بكر بن عبدالله المزني: طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو العالية والحسن: رسول الله وآله وصاحباه، وكذلك يصنع في بيانه لمعنى (الذين أنعمت عليهم) فيورد فهم وتفسير عكرمة وابن عباس وأبي العالية
(يُتْبَعُ)
(/)
وعبدالرحمن بن زيد وشهر بن حوشب.
وفي هذا دليل على اعتماد البغوي – رحمه الله – على التفسير بالمأثور وهو اعتماد ظاهر في السور كلها، وإن كان هذا لا يعني أن تفسيره اقتصر على المأثور بل يستعين في فهم الآية باللغة العربية والمعقول من الاجتهاد.
وقد جرَّد البغوي – رحمه الله – تفسيره بالمأثور من رجال السند اختصاراً؛ لأنه ذكر طرقه في مقدمة التفسير ولكننا نجد أسماء أخرى لم يذكرها في مقدمته، فقد وردت بعض الآراء في تفسير الآيات عن جماعة من الصحابة والتابعين لم تُذكر أسماؤهم ولا طرق روايته عنهم في مقدمته التي استهل بها تفسيره، فمن هؤلاء: الربيع بن أنس، وابن مسعود، وعكرمة، وإبراهيم النخعي، والشعبي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم بن أدهم وغيرهم.
كما أنه أحياناً لا يذكر الأسماء ويكتفي بأن يقول: قال أكثر المفسرين، أو قال سائر المفسرين, أو قال أهل التفسير, أو قيل كذا وكذا.
وكذلك فقد روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد آخر غير الذي ذكره في مقدمته، كما فعل في بعض ما نقله عن ابن عباس – رضي الله عنهما – حيث روى عنه بطرق أخرى غير التي ذكرها في مقدمته.
وبهذا نخلص إلى الأصول الأساسية التي اعتمدها البغوي – رحمه الله – في كتاب (معالم التنزيل) وهي:
1 – اعتماده على الكتاب والسنة فهو يفسر القرآن بالقرآن أو بالسنة النبوية مراعياً بذلك سياق السند وتحري الصحة والدقة.
2 – حرصه على المأثور من التفسير من أقوال الصحابة والتابعين ممن ذكر طرق الأخذ عنهم في المقدمة مع أخذه من آخرين لم يذكرهم وقد برز طابع المأثور في تفسيره بصورة ظاهرة وكان أميناً في نقله – رحمه الله – لآراء هؤلاء السلف دون ترجيح وقد يرجح فيما يختاره ويجد الدليل عليه.
3 - يعرض لرأي أهل السنة ولآراء مخالفيهم مع الإنتصار لرأي أهل السنة مدللاً عليه بالمنقول والمعقول كما عند قوله تعالى (لاتدركه الأبصار) الأنعام/103وغيرها كثير.
وبقية أصول منهجه في تفسيره كعنايته باللغة والنحو والقراءات وما يتعلق بالإسرائيليات والموضوعات، وما يتعلق بالعقيدة والمسائل الفقهيةلعل الله أن ييسر لي طرحها مستقبلاً إن شاءالله أو أحد الإخوة يقوم بذلك مأجوراً وبهذا نكون قد وقفنا على شيء من سيرة وحياة الإمام البغوي – رحمه الله – ومكانته العلمية وكذلك وقفنا على بعض جوانب منهجه في تأليفه لكتابه (معالم التنزيل) إلى غير ذلك، وأعتذر عن الإطالة إن وُجِدَتْ لأن المؤلِّف ومؤلَّفه من الأعلام البارزة التي قد يكون الاختصار في حقه – رحمه الله – أو في حق كتابه قد يكون اختصاراً مخلاً، وأحب أن أذكر أن الهدف من مثل هذه الوقفات السريعة هو التذكير بأمثال أولئك الأعلام-رحمهم الله- وجمعنا بهم مع نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم- في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وأرجوا من المشائخ الأفاضل والإخوة الكرام التعليق على أي ملحوظة أو خطأ ليستفيد الكاتب أولاً والقارئ ولكم جزيل الشكر والتقدير.
هذا والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Jul 2003, 08:16 م]ـ
أخي الكريم الشيخ / عوض الشهري وفقه الله
أشكرك جزيل الشكر على مثل هذه المشاركات الرصينة، وأسأل الله أن يجزل لك الأجر، ويعظم المثوبة.
ولدي اقتراح أسوقه إليك:
مارأيك أن تجعل هذا التعريف بداية في سلسلة (مناهج المفسرين) بحيث تتحفنا في كل أسبوع أو عشرة أيام بكتاب من كتب التفسير ومؤلفه، وثق تماما أن الكثير سيستفيد منها، كما ستسفيد أنت من ملحوظات المختصين الذين يزخر بهم هذا المنتدى.
أرجو أن تكون الفكرة مناسبة وفيها شيء من التجديد، ولابد من استشارة فضيلة المشرف العام الشيخ / عبدالرحمن الشهري، أو أحد أصحاب الفضيلة مشرفي الملتقى.
وجزيت خيرا،،
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jul 2003, 09:38 م]ـ
اقتراح موفق يا شيخ خالد آمل من الشيخ عوض ومن غيره من أعضاء الملتقى الكتابة في هذا الموضوع وربما يكون نواة ولبنة لإحدى زوايا موقع التفسيرفيما بعد وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[الراية]ــــــــ[17 Jul 2003, 05:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[17 Jul 2003, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذي الكريم الشيخ /خالد الباتلي على ردك وعلىإقتراحك الرائع حول الموضوع وكذلك الأخوين الكريمين وهذا الذي أنا أريده خاصة من الأحباب الذين عندهم فسحة من الوقت؛ وأنا لاأبرر لنفسي إنشغالى برسالة علمية في هذا الوقت فالإنسان مع تنظيم الوقت وجدولة المهام يستطيع أن يفعل الكثير أسال من الله المعونة والتوفيق لى ولجميع المسلمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Mar 2005, 12:53 ص]ـ
هنا تجدون تفسير البغوي بالتحقيق المشهور له على الشبكة ضمن تفاسير موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف:
منهج البغوي في التفسير ( http://www.qurancomplex.org/quran/Tafseer/IntroTafseer.asp?Tafseer=baghawi&f=baghawi_intro00002.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[09 Mar 2005, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[09 Mar 2005, 07:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على ما قدمت
وإتماماً للفائدة أرى أن يتم تذيل الموضوع بالدراسات المتعلقة بنفسير البغوي.
وفقكم الله
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[19 Feb 2007, 02:36 م]ـ
أرجوا من مشايخنا الفضلاء النظر في هذا الموضوع.
ستكون الفائدة عامة وعظيمة وخاصة أن بعض التفاسير قد كتب عنه في هذا الملتقى.
لو جمعت مع بعضها ووضعت خطة أو منهجية معينة للتعريف بكتب التفسير يراعيها الكاتب بحيث تناسب الجميع من رواد الملتقى بإشراف بعض المشايخ ,ومن الممكن وهذه ستكون مناسبة إصدار هذه التعريفات أوالدراسات باسم الملتقى وطبعها.
وفق الله الجميع.
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[20 Feb 2007, 11:24 ص]ـ
هل ينصح المشائخ الفضلاء بطريقة لدراسة هذا الكتاب
ـ[أبو ياسر]ــــــــ[20 Feb 2007, 01:11 م]ـ
جزاك الله خير أخي على طرح الموضوع،، واقتراح طيب من الإخوة،، وأسأل الله التوفيق للجميع.(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 6
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[16 Jul 2003, 05:37 ص]ـ
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى [وقالت اليهود عزير ابن الله ... ] مانصه: " وعزير ينصرف عجميا كان أو عربيا " لماذا ينصرف إذا كان عجميا؟ (8/ 116) ط: دار الكتب المصرية.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[16 Jul 2003, 01:47 م]ـ
مختار الصحاح ج: 1 ص: 180
عزير اسم ينصرف لخفته وإن كان أعجميا كنوح ولوط لأنه تصغير عزر
مع أنكم تدركون إن شاء الله أن قراءة الصرف هي قراءة عاصم والكسائي ويعقوب
وقرأ الباقون عزيرُ بدون صرف
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[18 Jul 2003, 02:19 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة، والفائدة السابقة .. ، واتمنى منك التواصل معي في هذه المدارسة، والله الموفق.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Jul 2003, 12:16 ص]ـ
أخي الكريم محمد بن عبدالهادي
جزاك الله خيرا على دعوتك لأخيك
ويسرني المشاركة والمدارسة أسأل الله أن يرزقني وإياك التوفيق والهداية(/)
سؤال آخر في التفسير
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[16 Jul 2003, 04:57 م]ـ
في سورة النساء آية كريمة تتناول شروط التيمم، وفي سورة المائدة آية كريمة أخرى تتناول ذات الموضوع، وقد قرأت لأحد المفسرين مقالا يقول فيه أن من حق المسافر لمسافة طويلة - تزيد عن 80 كم - أن يتيمم حتى وإن توفر الماء، هل هذا صحيح؟ وهل من حق المسافر لمسافات طويلة ألا يتوضأ عند الصلاة، ويكتفي بالتوضؤ علي صعيد طيب.
أشكر من يتفضل بالإجاية ,شكرا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jul 2003, 09:54 م]ـ
يباح التيمم عند عدم وجود الماء او تعذر استعماله وما ذكرته مخالف لما في آية التيمم من اشتراط عدم الماء لإباحة التيمم ارجو ان تذكر لنا اسم المرجع الذي اخذت منه هذه المعلومة لتتم مراجعته فإني اخشى ان تكون فهمت منه مالم يرد المفسر.(/)
سورة الزمر
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[17 Jul 2003, 04:11 م]ـ
بدون إطالة
في الآية الكريمة رقم (10) من سورة الزمر يخاطب الحق عز وجل عباده الذين آمنوا ويبدأ بلفظي " قل ياعباد "، وفي الآية الكريمة رقم (53) من ذات السورة يخاطب الحق عباده الذين أسرفوا على أنفسهم ويبدأ بلفظي " قل ياعبادي "، لفظ " عباد " في الآية الكريمة الأولي بدون ياء مكتوبة مع كسر حرف الدال، أما لفظ " عبادي " في الآية الكريمة الثانية فبالياء مع فتحها.
السؤال هل هناك فرق بين هذين اللفظين " ياعباد" و" ياعبادي"، ولماذا حزفت الياء في عباد ولم تحزف في ياعبادي.
أطمع في أن يغفر لي أخواني إثقالي لهم بالاسئلة، أثاب الله الجميع.
وشكرا
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[17 Jul 2003, 06:31 م]ـ
الحمد لله:
أهل اللغة يقولون:
يجوز في المنادى المضاف إلى ياء المتكلم إذا كان صحيح الآخر أوجه ستة:
منها الوجهان التي معنا،
وأما القراء
فبحذف الياء قرأوا جميعا في قوله تعالى: (قل لعباد الذين آمنوا اتقوا ربكم)
وبإثبات الياء قرأوا في المتواتر جميعا على اختلاف بينهم في الفتح والتكسين في قوله تعالى: (قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)
واختلفوا في مواضع أخرى في الإثبات والحذف
مثل قوله تعالى في نفس السورة الآية 16 (يا عباد فاتقون)
قال في (السبعة في القراءات ج: 1 ص: 588)
16 واختلفوا فى إثبات الياء وحذفها من قوله يعباد لا خوف عليكم 68 فقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم يعباد بإثبات الياء وكلهم أسكنها غير عاصم فى رواية أبى بكر فإنه فتحها يعباد وقرأ عاصم فى رواية حفص وابن كثير وحمزة والكسائى يعباد بغير ياء فى الوصل والوقف وقال ابن اليزيدى عن أبيه عن أبى عمرو أنه وقف يعباد بإثبات الياء وقال ابن رومي عن أحمد بن موسى عن أبى عمرو الوقف بغير ياء اهـ
وقد حاولت أن أجد كلاما للعلماء في توجيه ذلك فلم أجده صريحا، غير أني استفدت شيئا من كتاب ابن زنجلة (حجة القراءات ج: 1 ص: 654) حيث قال رحمه الله:
الأصل أن تقول يا عبادي بفتح الياء وإنما قلنا لأن الياء هو اسم والاسم إذا كان على حرف واحد فأصله الحركة فتقول ضربتك ويجوز أن تقول قويت الحرف الواحد بالحركة والذي يلي هذا يا عبادي بسكون الياء وإنما حذفت الحركة للتخفيف ثم يلي هذا يا عباد بغير ياء لأن الكسرة تنوب عن الياء لأنه نداء
وأهل البلاغة يقولون إن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى
فلما كان المسرف على نفسه في المعاصي أقرب إلى القنوط، وأبعد من الاستجابة والعودة إلى التوبة، كان من المناسب تقوية ندائه، بخلاف المتقي المدعو إلى الإيمان
أقول ذلك مستنبطا، مجتهدا، مستغفرا، منكسرا من الجرأة، مستحيا من تقحم البحر الخضم، منتظرا كلام الفضلاء والله الهادي إلى الصواب،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[17 Jul 2003, 06:43 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ/عبدالله عبد الفتاح وفقه الله
أقول يأخي العزيز معتمداً في إجابتي بعد الله على أقوال أهل العلم أن المسألة هنا متعلقة بعلم القرآءات
يقول مكي بن أبي أطالب-رحمه الله: والمشهور عند كل القراء في قوله (ياعباد الذين آمنوا) الزمر/10
وقوله (فبشرعباد. الذين) الزمر/17 أنه بغير ياء في الوقف والوصل،على لفظ الوصل،وحذف الياء ون النداء كثير
... والذي قرأت به للجميع بالحذف في الحالين. (الكشف عن وجوه القراءات السبع-لمكي بن أبي طالب ص237)
ويقول العلامة أحمد الدمياطي الشهير بالبناءت1117هـ في كتابه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر
ص481) ما نصه:" واتفقوا على حذف الياء من (ياعبادِ الذين آمنوا) الزمر/10
هذا وأسأل من الله لك التوفيق
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[17 Jul 2003, 07:47 م]ـ
قال ابن عاشور المخالفة بين اللفظين لمجرد التفنن وقد يكون حذف الياء في الاولى لان انتسابهم الى لفظ الجلالة امر مقرر فاستغنىعن الياء وقال لعل الياء ذكرتفي الثانية لزيادة التصريح الباعث على الرجاء وقد اقتضاه كون المخاطبين مظنة القنوط انتهى النقل مختصرا
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[18 Jul 2003, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي ( seen) على نقلكم المفيد من كلام ابن عاشور
ولعلك ترى موافقة الوجه الثاني لما ذكرت والحمد لله، وأشكر لك إجابتك المسدده وفهمك للسؤال والله يحفظك(/)
أسئلة في التفسير؛ فهل من مجيب؟
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[18 Jul 2003, 05:20 م]ـ
لن أطيل
أحمد الله حمدا كثيرا وأشهد أنه لا إله إلا هو، وأصلى على المبعوث رحمة للعالمين، وأ شهد أنه رسول الله تبارك وتعالى، اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله، وعلى صحبه، وعلى التابعين، وعلى تابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أدعوك ربي أن تغفر لى ولوالدي وللمؤمنين، وألا أكون ممن يسألون ما يجب ألا يسأل.
الأسئلة عن بعض من الآيات الكريمات الواردة بسورة الأعراف وبغيرها:
1 - هل سيدنا شعيب عليه السلام أرسل إلى قبيلتين أو مدينتين؟ هما مدين و الأيكة.
2 - من كان يحدثهم سيدنا صالح عليه السلام عندما قال: لقد أبلغتكم رسالة ربي؟، ومن كان يحدثهم سيدنا شعيب عندما قال: لقد أبلغتكم رسالات ربي؟، هل كانا يحدثان أجداث الموتى من ثمود ومن مدين؟.
3 - لماذا لم يحدث سيدنا لوط قومه (أحياء أو أمواتا) بمثل حديث الأنبياء الآخرين، فيعاتبهم كما فعل سيدنا نوح وسيدنا هود وسيدنا صالح وسيدنا شهيب عليه جميعا السلام هل لأن العذاب الذي حاق بقوم سدنا لوط عليه السلام كان عذابا رهيبا ومريعا للغاية، بحيث لم يكن لهم أية بقية يمكنه أن يتحدث إليها مثلا، أو أن هناك رأي آخر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2009, 12:31 م]ـ
يرفع لطلب الإجابة من الأساتذة والأعضاء الكرام
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 May 2009, 02:28 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مجاهد على إثارة السؤال الذي لم أره إلا الآن مع طول العهد ..
وهي سنة حسنة أرجو لك أجرها، كما أرجو إحياءها من جميع الأعضاء.
هذه إجابات مختصرة، مستفادة من تفسير الإمام ابن عاشور، مرتبة على ترتيب الأسئلة:
1/ شعيب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- أرسل إلى أمة واحدة، وهي (مَدْيَن)، سميت باسم جدها مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
وأما (الأيكة) فهو اسم بلادهم.
2/ النداء في قول صالح وشعيب -عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام- (يا قوم لقد أبلغتكم ... ) نداء توبيخ لهم، وتحسر عليهم، وتبرؤ من عملهم ومن التقصير في معالجة كفرهم، فلا يقتضي أن يكون أصحاب الاسم المنادى ممن يعقل النداء حينئذ، مثلما تنادي الحسرة فتقول: يا حسرة.
ومثله مناداة النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش يوم بدر وهم في القُلُب.
3/ لوط عليه السلام أرسل لهؤلاء القوم لإنكار تلك الفاحشة ابتداء بتطهير نفوسهم، ثمّ يصف لهم الإيمان، فلا شكّ أنّ لوطاً عليه السّلام بلّغهم الرّسالة عن الله تعالى، وذلك يتضمّن أنّه دعاهم إلى الإيمان، إلاّ أنّ اهتمامه الأوّل كان بإبطال هذه الفاحشة، ولذلك وقع الاقتصار في إنكاره عليهم ومجادلتهم إياه على ما يخصّ تلك الفاحشة، وقد علم أنّ الله أصابهم بالعذاب عقوبة على تلك الفاحشة، كما قال في سورة العنكبوت: (إنَّا مُنزلون على أهل هذه القرية رجزاً من السّماء بما كانوا يفسقون) وأنّهم لو أقلعوا عنها لتُرك عذابهم على الكفر إلى يوم آخَر أو إلى اليومِ الآخِر.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 May 2009, 02:37 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله ... السلام عليكم
1. ثمود هم أصحاب الحِجر، ومدين هم أصحاب الأيكة، ويظهر ذلك جلياً في خطاب شعيب لقومه؛ فخطابه عليه السلام لمدين هو نفسه لأصحاب الأيكة. ولا أظن أنّ من قال بغير ذلك قد استند إلى دليل.
2. عبارة: "فتولى عنهم وقال .. " لم ترد إلا في قصة صالح وشعيب عليهما السلام. أي أنها لم ترد في قصة نوح وهود ولوط عليهم السلام. واستخدام الفاء في (فتولى) يدل على أن الخطاب كان بعد الإهلاك. وهذا يشبه موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقف بعد معركة بدر وخاطب القتلى من المشركين الذين ألقوا في القليب.
3. اللافت أنّ هناك شيء مشترك في هلاك ثمود ومدين وهو الرجفة والصيحة، بل إنّ العبارات القرآنية في ذلك متماثلة. انظر مثلاً:" أخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين"، وفي سورة أخرى الصيحة. وطالما أنّ الأجساد موجودة ومنتشرة في العرصات فناسب أن يودع عليه السلام المنطقة بمثل هذا الخطاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. أما قوم نوح فهناك سفينة تُغادر في لُجج وأناس يغرقون فلا أثر للقوم. أما قوم لوط فيبدو أنّ إهلاكهم قد تم بطريقة مختلفة وتمّ قلب المنطقة رأساً على عَقِب بعد أن أُمر لوط عليه السلام أن يغادر ويسير بعيداً ولا يلتفت. أما عاد فقد طال زمن عقابهم:" سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً". وهذا يعني مغادرة هود عليه السلام قبل ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 May 2009, 02:46 م]ـ
يرفع لطلب الإجابة من الأساتذة والأعضاء الكرام
بعد ستة أعوام؟
لكل أجل كتاب.
أصحاب الأيكة هم مدين وقد تكلم عن هذا الشيخ الشنقيطي رحمه الله تعالى بما يغني عن غيره فقال:
قال أكثر أهل العلم: إن أصحاب الأيكة هم مدين. قال ابن كثير: وهو الصحيح، وعليه فتكون هذه الآية بينتها الآيات الموضحة قصة شعيب مع مدين، ومما أستدل به أهل هذا القول أنه قال هنا لأصحاب الأيكة {أَوْفُواْ الكيل وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ المخسرين وَزِنُواْ بالقسطاس المستقيم وَلاَ تَبْخَسُواْ الناس أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ} [الشعراء: 181183] وهذا الكلام ذكر الله عنه أنه قاله لمدين في مواضع متعددة كقوله في هود {وإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ ياقوم اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ المكيال والميزان إني أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وإني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ وياقوم أَوْفُواْ المكيال والميزان بالقسط وَلاَ تَبْخَسُواْ الناس أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأرض مُفْسِدِينَ بَقِيَّةُ الله خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [هود: 8486] إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا في سورة الأعراف قولنا: فإن قيل الهلاك الذي أصاب قوم شعيب ذكر الله جل وعلا في الأعراف أنه رجفة، وذكر في هود أنه صيحة، وذكر في الشعراء أنه عذاب يوم الظلة.
فالجواب ما قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال: وقد اجتمع عليهم ذلك كله؛ أصابهم عذاب ويوم الظلة، وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب، ووهج عظيم، ثم جاءتهم صيحة من السماء، ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم فزهقت الأرواح، وفاضت النفوس، وخمدت الأجسام. انتهى
أما كلام النبيين الكريمين صالح وشعيب لأقوامهم فالراجح والله أعلم أنهم قالوه حين أقاموا الحجة عليهم،وانقطع الأمل في استجابتهم، وتحقق نزول العذاب بهم.
وهو كقول نوح عليه السلام لقومه:
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39) سورة هود
وقول هود عليه السلام:
(قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) سورة الأعراف (71)
أما لوط عليه السلام فهو لم يعلم بوقوع العذاب عليهم إلا في ليلة الصبح الذي أهلكوا فيه. فهو عليه السلام دعا الله أن ينصره فجاءته الإجابة من غير مقدمات:
(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)) سورة العنكبوت.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 May 2009, 07:05 م]ـ
السلام عليكم،
السياقات لا تسمح بالقول إن التولي مع القول كان قبل نزول العذاب، ولنأخذ النص الآتي من سورة الأعراف:
" فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ".
فالفاء في (فتولى) تشير إلى تعقيب وترتيب. ولو قال سبحانه:" وتولى عنهم" لكان الأمر محتمِل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 May 2009, 08:25 م]ـ
2. عبارة: "فتولى عنهم وقال .. " لم ترد إلا في قصة صالح وشعيب عليهما السلام. أي أنها لم ترد في قصة نوح وهود ولوط عليهم السلام. واستخدام الفاء في (فتولى) يدل على أن الخطاب كان بعد الإهلاك. وهذا يشبه موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقف بعد معركة بدر وخاطب القتلى من المشركين الذين ألقوا في القليب.
3. اللافت أنّ هناك شيء مشترك في هلاك ثمود ومدين وهو الرجفة والصيحة، بل إنّ العبارات القرآنية في ذلك متماثلة. انظر مثلاً:" أخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين"، وفي سورة أخرى الصيحة. وطالما أنّ الأجساد موجودة ومنتشرة في العرصات فناسب أن يودع عليه السلام المنطقة بمثل هذا الخطاب.
4. أما قوم نوح فهناك سفينة تُغادر في لُجج وأناس يغرقون فلا أثر للقوم. أما قوم لوط فيبدو أنّ إهلاكهم قد تم بطريقة مختلفة وتمّ قلب المنطقة رأساً على عَقِب بعد أن أُمر لوط عليه السلام أن يغادر ويسير بعيداً ولا يلتفت. أما عاد فقد طال زمن عقابهم:" سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً". وهذا يعني مغادرة هود عليه السلام قبل ذلك.
إذا كان هود عليه السلام قد غادر قبل نزول العذاب ـ وأظنه كذلك وأيضا صالح قد غادر قبل نزول العذاب ـ فكيف يصح أن يكون قوله "فتولى عنهم " بعد نزول العذاب؟
الذي أفهمه والله أعلم أن الله أمر صالحا ومن معه من المؤمنين وشعيبا ومن معه من المؤمنين بالخروج كما كان الحال مع نوح ومع لوط ثم أنزل العذاب بأقوامهم، وأن الآيات فيها تقديم وتأخير لتكتمل الصورة ولينتهي المشهد بنجاة أولياء الله.
وأنا لا أنفى القول الآخر بالكلية فالله قادر أن يهلك أعداءه وأولياءه ينظرون، كما أغرق فرعون ومن معه وموسى عليه السلام وبنو اسرائيل ينظرون.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 May 2009, 10:28 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن ... السلام عليكم،
1. أخي الكريم: النصوص واضحة في أن التولي والقول كانا بعد الهلاك. وأرجو أن تنظر النص مرة أخرى:" فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ، فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ". ولا مجال هنا للقول بالتقديم والتأخير لوجود الفاء التي تعني الترتيب والتعقيب.
2. ليس بالضرورة أن يكون صالح وشعيب عليهما السلام في الموقع عند حصول الرجفة والصيحة. ولكن يبدو بشكل واضح من النص أنهما غادرا الموقع والناس هلكى. فما الذي يمنع أن يحضرا إلى الموقع لمشاهدة العذاب الذي انقضى؟! ولا شك أن الرجفة والصيحة لا تترك آثاراً ضاراً بعد الانقضاء.
3. هذا على خلاف ما تم في عذاب قوم لوط؛ فقد صرحت الآيات الكريمة بمغادرة لوط عليه السلام فذهب حيث أمر:"وامضوا حيث تؤمرون". ثم نجد الآيات الكريمة تُصرّح بضرورة عدم الإلتفات:" ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون"، وتصرح ببقاء آثار العذاب في المنطقة:" عذاب مستقر". ثم إنّ المطقة تمّ قلبها، ومثل هذا القلب يوحي بدفن أمور تشكل خطورة على من يتواجد في المنطقة. ولشيخي مقال يفصل فيه هذه المسألة تحت عنوان: (فهل من مدكر) في كتاب: نظرات في كتاب الله الحكيم.
4. أما قوم نوح فقد جرت السفينة بعيداً عن الموقع، وعندما غاض الماء استوت على الجودي. وغالباً ما تكون الجثث قد حملت بعيدا عن الموقع أو انتشرت وتناثرت في مساحة أوسع.
5. أما هود عليه السلام فليس هناك من نص يوضح لنا كيفية مغادرته ونجاته. ولكن الآيات لم تبلغنا أنه وقف على الأطلال يخاطب قومه وهم صرعى. ومن هنا لا نستطيع أن نثبت أو ننفي. ولكن نستأنس أنه لم يفعل، لأن الآيات الكريمة سكتت عن ذلك في الوقت الذي صرحت بالنسبة لمدين وثمود.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 May 2009, 11:12 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عمرو
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الأمر يسير ولله الحمد، وكلا القولين قال باحتمالهما أهل التفسير ومنهم الشوكاني والطاهر بن عاشور.
ثم إنه لا يلزم أن يقول نوح وهود ولوط عليهم السلام لأقوامهم ما قاله صالح وشعيب عليهما السلام لأقوامهم.
وفائدة هذه المناقشات تجدد العهد بمعاني الآيات وأقوال أهل العلم.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.(/)
سؤال عن علاقة الشعر العربي بتفسير القرآن الكريم
ـ[محمد الامدي]ــــــــ[18 Jul 2003, 07:46 م]ـ
السلام عليكم يا أهل العلم وجميع الاخوة الملتقي أهل التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ......
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك وأرجو أن يطرح الله فيها الخير والبركة
يسرني أنا أكون أحد أعضاء هذا الملتقى المفيد
لدي بعض الأسئلة ارجو التكرم بالاجابة عليها: (لأننا خالفنا مع بعض اخواننا هنا في هذه المسئلة)
سؤال الأول:
1) الشعر والقرآن أو بعبارة الآخري ما موقف القرآن من الشعر؟
سؤال الثاني:
2) هل تفسير القرآن بالشعر جائز أم لا؟ و ما موقف العلماء في هذه المسئلة؟ و ما أدلتهم في ذلك؟
سؤال الثالث:
3) إذا نظرنا إلي كتب التفسير (مثل: التفسير الطبري، كشاف للزمخشري، والبيضاوي، و كتاب الموافقات للإمام شاطبي) نجد أن الصحابة رضوان الله تعالي عليهم أجمعين فسروا بعض الآيات بالشعر الجاهلي:
ما دور الشعر في تفسير القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؟
ولكم من الله خير الجزاء ولكم مني أطيب الدعاء
والسلام
ملاحظة: انا لست عربا، إذا كان الأخطاء الننحوية و الصرفية في رسالتي أرجو من أساتذي العرب السماح في هذه المسئلة.
جزاكم الله خيرا جزيلا
أخوكم في الله محمد من جنوب الأفرقية
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[18 Jul 2003, 08:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بك يا أخ محمد الآمدي في هذا الملتقى المبارك.
أما ما سألت عنه فسيجيبك عنه العلماء الأفاضل هنا.
لك تحياتي.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[18 Jul 2003, 11:42 م]ـ
على ضوء السؤال الثالث اوجه السؤالين الاول والثاني فيكون فحوى الاسئلة جميعها الاستفسار عن دور الشعر العربي في تفسير القران وجوابي ان الشعر العربي مخزن اللغة العربيه فبه يعرف طرق العرب في الخطاب ووجوه تفننهم ويستدل به على معاني الالفاظ وخواص التراكيب اللغوية ولذلك هو احد مصادر دراسة اللغة العربية بعامة والقران بخاصة فلا غرابة ان يستعين به الصحابة رضي الله عنهم على تفسير نصوص القران الكريم
هذا باختصار وقد تطفلت بهذا الجواب مع علمي اليقيني اني لست من الطائفة التي اشارالاخ خالد الى انتظاره الجواب منها
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم ليس الصحيح اذا مشى كالمقعد
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jul 2003, 12:06 ص]ـ
حياك الله يا أخانا الفاضل وما اشرت إليه من الاسئلة متعلقة بمسألة يعنون لها بالشاهد الشعريُّ واثره في التفسير
والشاهد الشعريُّ: هو كلّ ما يُستشهدُ به من الشعر المُحْتجّ به على قضيةٍ ما.
وله في التفسير أهميّةٌ كبيرة إذ الشعرُ ديوان العرب، قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما:" إذا خفِيَ عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعرِ، فإنّهُ ديوان العرب ".
وكان ابن عباسٍ رضي الله عنهما يُسْألُ عن القرآن فيُنْشِدُ فيه الشعر، قال أبو عبيد:" يعني كان يستشهدُ به على التفسير ".
وقال عمر رضي الله عنه:" أيها الناس تمسّكوا بديوان شِعْركم في جاهليتكم فإنّ فيه تفسيرَ كتابكم ".
ونقلَ السيوطيُّ عن أبي بكر الأنباريِّ قولَهُ:" قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيراً الاحتجاجُ على غريبِ القرآن ومُشْكله بالشعْر. وأنكرَ جماعة – لا علمَ لهم – على النحويين ذلك، وقالوا: إذا فعلْتم ذلك جعلتم الشعْر أصلاً للقرآن. وقالوا: يجوز أنْ يُحتجّ بالشعْر على القرآن، وهو مذموم في القرآن والحديث، قال: وليسَ الأمرُ كما زعموه من أنّا جعلنا الشعْر أصلاً للقرآن، بلْ أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعْر، لأنّ الله تعالى قال: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً} (الزخرف: من الآية3) وقال: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:195)
هذه مقدمة يسيرة وأحيل الموضوع على الشيخ د. عبد الرحمن الشهري فهو به خبير؛ إذ كان (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) موضوعاً لرسالته في الدكتوراه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2003, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بأخي الكريم محمد الآمدي من جنوب أفريقيا، وأشكره على هذه الأسئلة.
كما أشكر إخواني الذين تكرموا بالإجابة وفقهم الله.
وأما هذه الأسئلة التي سألها الأخ محمد الآمدي فقد كتبت فيها فصولاً طوالاً في رسالتي التي أشار إليها أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي. وهي تحتاج مني إلى وقت ربما لا يتيسر إلا بعد أسبوع إن شاء الله.
وأرجو أن ييسر الله الإجابة المفصلة على هذه الأسئلة قريباً.
ـ[محمد الامدي]ــــــــ[19 Jul 2003, 05:22 م]ـ
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
جزاكم الله خيراً كثيرا المشايخ الذين كتبوا متعلقا بأسئلتي مثل شيوخي خالد الشبل seen أحمد البريدي عبدالرحمن الشهري.
يا استاذ عبدالرحمن الشهري جزاكم الله خيراً انا منطظر بالاشتياق الي رسالتكم
أخوكم في الله محمد الآمدي(/)
سؤال: ما ضابط توزيع الأجزاء في القرآن
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[18 Jul 2003, 11:37 م]ـ
أفيدوني إخواني ما ضابط توزيع الأجزاء في القرآن الكريم وكذلك الأحزاب وأنصافها وأرباعها جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم المعجل]ــــــــ[16 Aug 2003, 03:08 م]ـ
الاخ ابو عبدالعزيز بحثت عن طلبك وتجده على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=661&highlight=%CA%CD%D2%ED%C8(/)
طريقة التفسير التي يراها الشيخ اين عثيمين رحمه الله تعالى
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[19 Jul 2003, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل فضيلة الشيخ: أي كتب التفسير تنصح بقراءتها؟ ... إلخ .. ؟
فأجاب بقوله: القرآن وعلومه متنوعه، وكل مفسر يفسر القرآن يتناول طرفا من هذه العلوم ولا يمكن أن يكون تفسيرا واحدا يتناول القرآن من جميع الجوانب.
فمن العلماء من ركز في تفسيره على التفسير الأثري ـ أي على مايؤثر عن الصحابة والتابعين ـ كابن جرير وابن كثير.
ومنهم من ركز على التفسير النظري كالزمخشري وغيره ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولا ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها، لأن هذا يفيده أن يكون قويا في التفسير غير عالة على غيره، وكلام الله ـ عز وجل ـ منذ بعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم (بلسان عربي مبين).
وإن كان يجب الرجوع إلى تفسير الصحابة، لأنهم أدرى الناس بمعانيه، ثم إلى كتب المفسرين
التابعين، لكن مع ذلك لا أحد يستوعب كلام الله ـ عز وجل ـ.
فالذي أرى أن الطريقة المثلى أن يكرر الإنسان تفسير الآية في نفسه، ثم بعد ذلك يراجع كلام المفسيرن فإذا وجده مطابقا فهذا مما يمكنه من تفسير القرآن وييسره له وإن وجده مخالفا رجع إلى الصواب.
...... إلخ الإجابة على باقي الأسئلة ......
منقول من كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ
إعداد الشيخ فهد السلمان ـ حفظه الله ـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أحمد الشهري]ــــــــ[21 Jul 2003, 03:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عفوا
الموضوع الذي أردته هو جزء من الفتوى وهي الكلمات التالية:
ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولا ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها، لأن هذا يفيده أن يكون قويا في التفسير غير عالة على غيره
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 7
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[19 Jul 2003, 05:57 ص]ـ
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى {إنما النسئ زيادة في الكفر يُضل به الذين كفروا} الآية مانصه: [ ... والقراءة الثانية يضل به الذين كفروا [قراءة حفص عن عاصم] يعني المحسوب لهم] (8/ 139) ط: دار الكتب المصرية. فما معنى هذا التفسير؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[19 Jul 2003, 06:40 م]ـ
أخي الكريم محمد بن عبدالهادي وفقه الله،
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد
القراءات ثلاث فنبدأ بالقراءة محل الإشكال:
يضل به (بضم الياء، وفتح الضاد): معناها يصيب الكفار (المحسوب لهم: يعنى الذين وقع الحساب في النسيء منهم لأجل مصالحهم، فقدموا وأخروا في الأشهر الحرم تبعا لأهوائهم) يصيبهم الضلال زيادة إلى ضلالتهم.
فالمقصود من قول القرطبي رحمه الله المحسوب لهم (والله أعلم)
التفريق بين المحسوب لهم من الكفار وغيرهم
لأن القراءة الأخرى (يضل بضم الياء وكسر الضاد) تدل على أن الكفار (المحسوب لهم) يضلون بالنسيء الكفار (من غير المحسوب لهم)
أو على المعنى الآخر أن الله عز وجل يضل الكفار بالنسيء
فالحجة لمن ضم الياء وفتح الضاد أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والذين في موضع رفع وكفروا صلة الذين
القراءة الثانية: يَضِل (فتح الياء): معناها يقع الكفار في الضلال بسبب النسيء
والحجة لمن فتح الياء أنه جعل الفعل للذين فرفعهم به
القراء ة الثالثة: يُضِل (بضم الياء وكسر الضاد): ومعناها يُضِل الكفار (الذين ابتدعوا النسيء) يُضِلون غيرهم ممن يقبل منهم
والحجة لمن كسر الضاد مع ضم الياء أنه جعله فعلا لفاعل مستتر في الفعل وهو مأخوذ من أضل يضل
أو بمعنى، يضل الله بالنسئ الكفار
وصلى الله وسلم على محمد
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[22 Jul 2003, 11:11 ص]ـ
أخي عبد الله .. أرجو توضيح معناك أكثر مستعينا برد الجملة المبنية للمجهول إلى المعلوم (فعل - فاعل - مفعول)، وأنقل لك ماقاله الشوكاني: (ومعنى القراءة الثانية [قراءتنا] أن الذي سن لهم ذلك يجعلهم ضالين بهذه السنة السيئة) (2/ 460) " ط:الكتب العلمية. وجزاك الله خيرا(/)
تفسير جديد للأمين الشنقيطي
ـ[متعلم]ــــــــ[21 Jul 2003, 03:55 ص]ـ
لقد قام الدكتور خالد السبت بجمع كمية كبيرة من اشرطة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي واستقصى ذك من كل مكان يستطيع الوصول اليه حتى بعض القرى فيمنطقة المدينة، وبعد سماعه حصر سبعين شريطا هي مجموعة تفسير للقرآن ألقاه الأمين في السجد النبوي غير أضواء البيان، فقام الشيخ خالد وبعض طلبته بالتفريغ ومن ثم قام بمراجعتها جميعا وخرج الأحاديث والأشعار مع بعض الأعمال، وهو الآن جاهز للطباعة يقع في أكثر من ألفي صفحة ... وسيخرج قريبا بإذن الله.
وللمعلومية لقد مكث الدكتور خالد السبت عليه ست سنوات، فجزاه الله خيرا.
ـ[عبد الحميد العرفج]ــــــــ[21 Jul 2003, 10:32 م]ـ
بشَّرك الله بالخير على هذا الخبر السار .. وجزى الله الدكتور السبت ومن معه خير الجزاء ..
نسأل الله أن يعجل بخروج هذا السفر العظيم .. وأن يضيف جديداً إلى ما قدمه العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ـ[متعلم]ــــــــ[22 Jul 2003, 06:26 م]ـ
واياك أخي عبد الحميد ..
والله أسأل أن ينفع بهذا السفر، وإن العلامة الأمين ممن دفن معه علمه .. وعلى قلة تأليفه إلى أن أضواء البيان مرجع لكثير من العلماء لا سيما في تحقيقه لبعض المسائل الأصولية والفقهية .. رحمه الله وأعلى درجته في الفردوس الأعلى.
ـ[الراية]ــــــــ[27 Jul 2003, 01:16 ص]ـ
جزاه الله خيراً ...
جهد مشكور نفع الله به واتم خروجه قريباً ...
وارجو موافاتنا بالمزيد عن هذا العمل وفقك الله(/)
في التفسير
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[21 Jul 2003, 08:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله رسول الله، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد،،،
هذا سؤال أطرحه، وأطمع من الأخوة مساعدتي في الإجابة عليه.
* من كلن يحادثهم سيدنا صالح عليه السلام؟، عندما قال: " قد أبلغتكم رسالة ربي"، والسؤال نفسه: من كان يحادثهم سيدنا شعيب؟، عندما قال:" لقد أبلغتكم رسالات ربي " [الآيتين الكريمتين: رقمي 79 و 93 من سورة الأعراف]، خاصة وأن المفهوم من السياق أن الحديث تم بعد العذاب الذي وقع على القوم الكافرين، أم أن هذين الحديثين كانا قبل وقوع العذاب؟.
* في سورة الأعراف لم يورد الحق العزيز الكريم على لسان سيدنا لوط عليه السلام لفظي " رسالة ربي " أو لفظي " رسالات ربي " كما أوردها تبارك وتعالى على لسان الرسل الكرام الآخرين: سيدنا نوح، و سيدنا هود، وسيدنا صالح، و سيدنا شعيب - عليهم السلام جميعا - في نفس السورة، هل السبب أن العذاب الذي حاق بقوم سيدنا لوط عليه السلام كان رهيبا ومريعا، فلم تبق منهم أية بقية أو أثر قد يتوجه إليها بحديثه، أو أن أحدا من قومه لم يؤمن بما جاء به عليه السلام سوى بناته فقط؟، فلم يستحق القوم المعاتبة، على وجه الإطلاق.
* أأرسل سيدنا شعيبا عليه السلام إلى قومين مختلفين، أو قبيلتين مختلفتين هما: مدين والأيكة؟.
وشكرا ....
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[25 Jul 2003, 01:14 ص]ـ
أخي الكريم أما السؤال الأول (موضوع الرسالة الخاصة)
قال الآلوسي رحمه الله في روح المعاني ج: 8 ص: 166
1 - وخطابه عليه السلام لهم كخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلى المشركين حين القوا في قليب بدر حين نادى يافلان يافلان باسمائهم إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا وذلك مبني على أن الله تعالى يرد أرواحهم اليهم فيسمعون وذلك مما خص به الانبياء عليهم الصلاة والسلام
2 - ويحتمل أنه عليه السلام ذكر ذلك على سبيل التحزن والتحسر كما تخاطب الديار والاطلال
3 - وجوز عطف فتولى على فأخذتهم الرجفة فيكون الخطاب لهم حين أشرفوا على الهلاك لكنه خلاف الظاهر وأبعد من ذلك ما قيل إن الآية على التقديم والتأخير فتقديرها فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لاتحبون الناصحين فأخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين
ولعله يتيسر لي وقت ولو بعد أسبوع فأعود إلى البقية،(/)
خلاصة التفسير العلمي للقرآن
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[21 Jul 2003, 03:07 م]ـ
هذه الخلاصة منقولة من موقع الايمان نقلتها للفائدة.
خلاصة بحث التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين
للشيخ محمد الأمين ولد الشيخ
ينقسم أعلامنا الفضلاء في (موضوع التفسير العلمي للقرآن) إلى فريقين: فريق يجيز التفسير العلمي للقرآن، ويدعو إليه، ويرى فيه فتحاً جديداً وتجديداً في طرق الدعوة إلى الله، وهداية الناس إلى دين الله. وفريق يرى في هذا اللون من التفسيرخروجاً بالقرآن عن الهدف الذي أنزل من أجله، وإقحاماً له في مجال متروك للعقل البشري، يجرب فيه، ويصيب ويخطئ. لذلك كان لا بد من بحث القضية، ولا بد من استعراض الأدلة، ومناقشة حجج الفريقين المجيزين والمانعين.
--------------------------------------------------------------------------------
المجيزون للتفسير العلمي للقرآن الكريم:
أما مجيزوا التفسير العلمي وهم الكثرة، فيمثلهم الإمام محمد عبده، وتلميذه الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ محمد أبو زهرة، ومحدث المغرب أو الفيض أحمد بن صديق الغماري، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، صاحب أضوء البيان في تفسير القرآن بالقرآن.وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له الحدود التي تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتشبعون بما لم يعطوا.
ومن هذه الحدود:
1 - ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلا بد من:
أ) أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي.
ب) أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها.
ج) أن تراعى القواعد البلاغية ودلالاتها. خصوصاً قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية. 2 - البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي.
3 - أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر، بل تجعل هي الأصل: فما وافقها قبل وما عارضها رفض.
4 - أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص. أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسربها القرآن، لأنها عرضةللتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت.
--------------------------------------------------------------------------------
المانعون من التفسير العلمي
أما المانعون من التفسير العلمي فيمثلهم في هذا العصر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت، والأستاذ سيد قطب، ود. محمد حسين الذهبي.
وهؤلاء المانعون يقولون:
1 - إن القرآن كتاب هداية، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم، ودقائق الفنون،وأنواع المعارف.
2 - إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان،والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.
3 - إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع الإعجاز،ولا يسيغه الذوق السليم.
4 - ثم يقولون: إن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون،وهذا الدليل هو ما روي عن معاذ أنه قال يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة. فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير، يم ينقص حتى يعود كما كان. فأنزل الله هذه الآية: ? يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... ? (البقرة:189).
ولكن هل تكفي هذه الحجج لرفض التفسير العلمي؟
· إن كون القرآن كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث، فقد تحدث القرآن عن السماء، والأرض، والشمس والقمر، والليل والنهار، وسائر الظواهر الكونية. كما تحدث عن الإنسان، و الحيوان والنبات.
· ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس.
· أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض، وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
· أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر، والتمحل، والتكلف، فإن التأويل بلا داع مرفوض، وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة.
أما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية: ? يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ? فهو بحاجة إلى أن يثبت وإلا فهو معارض بما رواه الطبري في تفسيره عن قتادة في هذه الآية: قالوا سألوا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم جعلت هذه الأهلة؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون ? هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ... ? فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء والله أعلم بما يصلح خلقه.
وروى عن الربيع وابن جريج مثل ذلك. ففي هذه الروايات التي ساقها الطبري (1)، إن السؤال هو: لم جعلت هذه الأهلة؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدوا دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص. ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي.
--------------------------------------------------------------------------------
والخلاصة:
· أن التفسير العلمي للقرآن مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تستقر ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية.
· ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية.
· ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً.
· وهو مرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع آخر، أو دل عليه صحيح السنة.
· وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة، وحدود الشريعة، والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله.
· وهو – أخيراً – مقبول ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب، فكتاب الله أعظم من ذلك.
· وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
التوصيات الصادرة عن المؤتمر
مقدمة:
تم – بعون الله تعالى وتوفيقه – عقد المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مدينة إسلام آباد بباكستان في الفترة من 25 - 28 من صفر 1408هـ الموافق 18 - 21 أكتوبر 1987م، وذلك تحت الرعاية المشتركة للجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، وهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.وقد اشترك في هذا المؤتمر 228 عالماً ينتمون إلى 52 دولة كما شارك في هذا المؤتمر 160 مراقباً. ولقد قدم للؤتمر 78 بحثاً علمياً غطت 15 تخصصاً علمياً، تم اختيارها من بين أكثر من 500 بحث وردت للجنة المنظمة للمؤتمر من كل أنحاء العالم. ولقد تمت مناقشة تلك البحوث عبر ست جلسات عامة بالإضافة إلى عدد من جلسات العمل المتخصصة. وتم استبعاد ستة بحوث لعدم حضور أصحابها لإلقائها بالمؤتمر. والإعجاز العلمي يعني تأكيد الكشوف العلمية الحديثة الثابتة والمستقرة للحقائق الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأدلة تفيد القطع واليقين باتفاق المتخصصين. وتهدف دراسته وإجراء البحوث فيه إلى إثبات صدق محمد صلَّى الله عليه وسلَّم فيما جاء به من الوحي بالنسبة لغير المؤمنين، وتزيد الإيمان وتقوى اليقين في قلوب المؤمنين وتكشف لهم عن عجائبه وأسراره، وتعينهم على فهم حكمه وتدبر مراميه. ويعتمد الإعجاز العلمي على الحقائق المستقرة التي تثبت بأدلة قطعية، ويشهد بصحتها جميع أهل الاختصاص، دون الفروض والنظريات. كما يجب أن يدل نص الكتاب أو السنة على الحقيقة العلمية بطريق من طرق الدلالة الشرعية، وفقاً لقواعد اللغة ومقاصد الشارع وأصول التفسير، فإن خرجت الحقيقة العلمية المدعاة عن جموع معاني النص لم تكن حقيقة في الواقع ونفس الأمر. ويجب أن يكون الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من العلماء المشهود لهم بالتأهيل العلمي في مجال تخصصه، إضافة إلى قدرته على فهم النصوص الشرعية من مصادرها، والاستنباط منها، وفق قواعد اللغة وأصول التفسير وعليه أن يستشير المتخصصين في العلوم الشرعية فيما يخفى عليه وجه الإعجاز فيه. ويستحسن أن تقوم بهذه البحوث مجموعات
(يُتْبَعُ)
(/)
عمل تجمع الخبراء في العلوم الكونية والشرعية.وتقوم لجان الخبرة ومجموعات العمل التي تجمع المفسرين والعلماء الكونيين بإعداد البحوث وإجراء الدراسات في مجال الإعجاز العلمي حتى توجد المؤسسات التعليمية التي تخرج العالم بمعاني التنزيل وحقائق العلم.
--------------------------------------------------------------------------------
توصيات المؤتمر
التوصية الأولى:
دراسة الإعجاز العلمي في الجامعات:
يوصي المؤتمر الجامعات والمؤسسات التعليمية بالعناية بقضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مناهجها الدراسية، والعمل على إعداد وتدريس مادة جديدة في كل كلية أو معهد تعنى بدراسة آيات وأحاديث الإعجاز العلمي الداخلة في تخصص هذه الكلية أو المعهد، وذلك لربط حقائق العلم بالوحي، تعميقاً للإيمان وتقوية لليقين في قلوب الدارسين.
التوصية الثانية:
إعداد تفسير ميسر:
يوصي المؤتمرهيئة الإعجازالعلمي في القرآن والسنة، بالتعاون والتنسيق بين الجامعات ومراكزالبحوث والهيئات والمنظمات الإسلاميةفي البلاد الإسلامية، بإعداد تفسيرميسرللقرآن الكريم يعني بوجه خاص الآيات الكونية الواردة فيه
التوصية الثالثة:
ترجمة معاني القرآن الكريم:
يوصي المؤتمر هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بالتعاون والتنسيق بين الجامعات ومراكز البحوث والهيئات والمنظمات الإسلامية بإعداد ترجمة دقيقة لمعاني القرآن الكريم، مصحوبة بتعليقات وافية عن الآيات الكونية الواردة فيه، لتعين الباحثين من غير الناطقين بالعربية في مجال الإعجاز العلمي في القرآن.
التوصية الرابعة:
إصدار مجلة علمية:
يوصي المؤتمر هيئة الإعجاز العلمي بإصدار مجلة علميةذات مستوى عالمي رفيع باللغتين العربيةوالإنجليزيةتعنى بنشر البحوث المتخصصةفي مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنةبعدإجازتها من المتخصصين في العلوم الإسلاميةوعلوم الكون
التوصية الخامسة:
تشجيع بحوث الإعجاز:
يوصي المؤتمر الجامعات ومراكز البحوث في البلاد الإسلامية بتشجيع البحوث والدراسات في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وتخصيص المنح الدراسية لطلاب الدراسات العليا، ورصد الجوائز المالية لغيرهم من الباحثين في هذه المجال
التوصية السادسة:
مراكز بحوث الإعجاز العلمي:
يوصي المؤتمر الجامعات والمؤسسات العلمية والهيئات والمنظمات العاملة في حقل الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي بإنشاء مراكز متخصصة لبحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، كما يوصي الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد بأن تبادر بإنشاء أول مركز لهذا الغرض.
التوصية السابعة:
تمويل نشاط الهيئة:
يناشد المؤتمر الحكومات والهيئات والمؤسسات المالية ورجال الأعمال في البلاد الإسلامية أن يقدموا الدعم المالي لهيئة الإعجاز العلمي ومراكز البحوث التي تنشئها لتمكينها من تمويل نشاطاتها تحقيقاً للهدف الذي قامت من أجله من عقد المؤتمرات والندوات وحلقات البحث، وإعداد البحوث والدراسات التي تعمق الإيمان وتقوي اليقين في قلوب المؤمنين وتخاطب غيرهم بلغة العصرالتي يحتكمون إليها في قبول الإيمان، قياماً بواجب الأمةفي تبليغ دعوةالإسلام بالحجةوالدليل والبرهان.
التوصية الثامنة:
الدعوة للبحوث العلمية الأصلية:
يوصي المؤتمر هيئة الإعجاز العلمي وغيرها بالاهتمام بعقد الندوات المتخصصة وحلقات البحث، وتكوين مجموعات العمي ولجان الخبرة، لتطوير البحوث في مجال الإعجاز العلمي، ووضع خطة متكاملة لها توزع على الجامعات والمراكز البحوث في داخل البلاد الإسلامية وخارجها تمهيداً لعقد المؤتمرات الدورية التي تعرض فيها هذه البحوث الجديدة.
التوصية التاسعة:
البحوث العلمية والكشوف الحديثة:
يدعو المؤتمر الجامعات ومراكز البحوث في البلاد الإسلامية والعلماء المسلمين في العالم، إلى التعاون على إعداد خطة بحوث متكاملة في المجالات العلمية المختلفة والعمل على تنفيذها بالتعاون والتنسيق فيما بينهما، امتثالاً لدعوة القرآن الكريم للمسلمين إلى البحث والنظر والتدبر في آيات الله في آفاق الكون وفي النفس لاكتشاف الحقائق العلمية والسنن الكونية واستخدامها في توفير سبل القوة وأسباب العزة للمسلمين، وانتشالهم من التبعية الكاملة لغيرهم في مجال العلوم والتكنولوجيا. كما يوصي المؤتمر الحكومات الإسلامية باتخاذ الخطوات العلمية لجذب العقول الإسلامية المهاجرة للمشاركة في تنمية وتقدم مجتمعاتهم كما يوصي الهيئات والمؤسسات المالية ورجال بالمساهمة الأعمال في تمويل مشروعات البحوث التي تقوم بها الجامعات ومراكز البحوث والأفراد.
التوصية العاشرة:
نشر بحوث المؤتمر وإعلان نتائجها:
يوصي المؤتمر هيئة العلمي بنشر بحوث المؤتمر بعد مراجعتها على ضوء المناقشات التي دارت في جلسات المؤتمر وكذلك التقارير والتوصيات باللغتين العربية والإنجليزية واستثمار نتائجها. في الدعوة إلى الإسلام، تحقيقاً للهدف من هذه البحوث، مع الاستعانةفي ذلك بتقنيات العصرفي الإخراج والعرض ووسائل الإعلام الحديثة في التأثير والإقناع،كما يوصي المؤتمر الهيئةبإعداد سلسلة من المحاضرات في الجامعات ومعاهد العلم وتكليف العلماءالمهتمين بهذاالموضوع بإلقائها ودعوة الصحف ووسائل الإعلام في البلاد الإسلاميةللمشاركة بإعداد البرامج ونشرالمقالات في هذا المجال.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الطبري المحقق ج 3 ص 554 (الهيئة).
*************************************************
والله أعلم و وهو يغفر ويرحم(/)
هل ثبت ان ابن مسعود كان لايكتب المعوذتين في مصحفه؟؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[22 Jul 2003, 07:49 ص]ـ
؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jul 2003, 09:14 ص]ـ
انظر لمعرفة الجواب هنا
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4878(/)
تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك ... لفضيلة الشيخ محمد الدويش حفظه الله
ـ[الغرباء الأولون]ــــــــ[22 Jul 2003, 10:19 ص]ـ
تحزيب القرآن وهدي السلف في ذلك
محمد عبد الله الدويش
إن القلوب تصدأ وتقسو، والنفس تضعف وتهبط بها دواعي الشهوات وهواتف الدنيا، والإنسان يعيش في هذه الدار في معركة مع النفس والهوى والشيطان. ولئن كان المقاتل يحتاج للسلاح المعنوي والمادي؛ فالذي يخوض في معركة المصير أولى بأن يعتني بإصلاح نفسه.
والذي يحمل لواء الدعوة وراية الإصلاح أولى الناس بأن يهتم بنفسه وتربيتها، وصلتها بالله-عز وجل-، وأولاهم بأن يأخذ الزاد في سفره إلى الله والدار الآخرة.
وما تقرب إلى الله بأفضل من تلاوة كتابه والوقوف عند معانيه وحدوده؛ فحريٌّ بنا أن نضرب من ذلك بسهم وافر، ومن رحمة الله بعباده وفضله عليهم:أن شرع لهم ما يتعبدون به إليه سبحانه.
ولما كان تحزيب القرآن من السنن المهجورة -بل المجهولة -عند كثير من طلاب العلم فضلاً عن عامة الناس. في حين كان الأمر متواتراً ومعلوماً عند السلف، فقلما تقرأ في ترجمة أحدهم إلا وتجد أنه كان يختم القرآن في كذا وكذا. لذا رأيت أن أجمع بعض ما ورد في ذلك لعل الله -عز وجل- ينفع به.
تمهيد: قال ابن فارس (2/ 55):
"الحاء والزاي والباء أصل واحد وهو: تجمع الشيء، فمن ذلك "الحزب" وهو الجماعة من الناس، قال تعالى ((كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)). والطائفة من كل شيء حزب. يقال: قرأ حزبه من القرآن"
وقال في "النهاية" (1/ 376):"الحزب ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة كالوِرد، والحزب النوبة في ورد الماء. ومنه حديث أوس بن حذيفة: (سألت أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كيف تحزبون القرآن؟).
ومعنى ذلك: أن يجعل الإنسان لنفسه نصيباً يومياً يقرؤه ويتعاهد نفسه عليه، بحيث يختم القرآن في كل شهر، أو عشرين، أو خمسة عشر، أو عشر، أو سبع، أو غير ذلك.
1 - وقد ورد في السنة النبوية استعمال ذلك المصطلح في قوله-صلى الله عليه وسلم-:"من نام عن حزبه""، وقوله:"إنه طرأ على حزبي من القرآن"".
وقد بوب غير واحد من الأئمة بتحزيب القرآن. وقال عقبة بن عامر: (ما تركت حزب سورة من القرآن). وقال نافع: (لا تقل: ما أحزبه). وسوف يأتي تخريج هذه النصوص إن شاء الله- عز وجل-.
2 - واستعمل عند السلف بلفظ الجزء، فقد ورد في كلامه-صلى الله عليه وسلم-:"قرأت جزءاً من القرآن"". وقال عبد الله بن عمرو: (هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة). وعن عائشة: (إني لأقرأ جزئي). وعن ابن عباس وابن عمر: (أنهما كانا يقرآن أجزاءهما بعدما يخرجان من الخلاء).
3 - واستعمل بلفظ الوِرد، فعن ابن عمر قال: (كنت في قضاء وِردي)، وعن الحسن: (أنه كان يقرأ ورده من أوَّل الليل).
المسألة الأولى: بعض فضائل تلاوة القرآن:
إن النصوص الدالة على فضل القرآن أشهر من أن تورد، إنما نورد هنا بعض فضائل تلاوته؛ قال تعالى: ((إنَّ الَذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وأَقَامُوا الصَّلاةَ وأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراً وعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ويَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ))، وقال -عز وجل-: ((لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ ويَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ويُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ *ومَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)).
أما من السنة:فالأدلة على فضله كثيرة، ومن فضائله:
1 - أن الماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يتتعتع فيه له أجران؛ كما في حديث عائشة عند الشيخين والترمذي وأبي داود.
2 - أنه يقال له يوم القيامة: (اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا)؛ كما أخرجه أحمد وأهل السنن إلا النسائي من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً.
3 - أن له بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها كما أخرجه الترمذي والدارمي من حديث ابن مسعود.
4 - أن الآية منه خير من الخلفة السمينة، كما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - أن مثل المؤمن الذي يقرؤه مثل الأترجة، كما رواه الستة إلا ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري.
6 - أنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة، كما رواه مسلم عن أبي أمامة.
7 - تنزل السكينة لقراءته، كما رواه الشيخان من حديث البراء.
8 - أنه يقود قارئه يوم القيامة لتاج الكرامة ورضا الله-عز وجل-، كما أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة.
المسألة الثانية: مشروعية تحزيب القرآن:
1 - حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث طويل مشهور، رواه جمعٌ من الأئمة بينهم الأئمة الستة. ولفظه عند مسلم: (كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإما أرسل لي، فأتيته، فقال: "ألم أُخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟ " فقلت: بلى يا نبي الله؛ ولم أرد إلا الخير، قال:" فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ... ، ثم قال: "واقرأ القرآن في كل شهر"، قال: قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك، قال:"فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً"، قال: فشددت؛ فشدد علي، قال: وقال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-:"لعلك يطول بك العمر"، فصرتُ إلى الذي قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-، فلما كبرت وددت أني قبلت رخصة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
2 - حديث:"من نام عن حزبه"" وقد أخرجه مسلم (747)، وأبو داود (1313)، والنسائي (1790)، والترمذي (581)، وابن ماجه (1343)، ومالك في "الموطأ " (1/ 200)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (285)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4747)، وابن حبان في "صحيحه" كما في الإحسان (2634).
ولفظه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه؛ فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر: \كتب له كأنما قرأه من الليل".
3 - ما رواه أبو داود (1396) والمرزوي في "قيام الليل" كما في "المختصر" (157) عن ابن الهاد قال:"سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي: في كم تقرأ القرآن؟، فقلت: ما أحزبه، قال لي نافع: لا تقل "ما أحزبه"؛ فإن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "قرأت جزءاً من القرآن"، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
4 - حديث أوس بن حذيفة الثقفي ولفظه: (قدمنا على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في وفد ثقيف، فنزَّلوا الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بني مالك في قبة له، فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء؛ فيحدثنا قائماً على رجليه حتى يُراوح بين رجليه، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ويقول: (ولا سواء، كنا مستضعفين مستذلين، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم، ندالّ عليهم ويدالُّون علينا)، فلما كان - ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، فقلت: يا رسول الله: لقد أبطأت علينا الليلة؟، قال:"إنه طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أخرج حتى أتمه"، قال أوس: فسألت أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل".
والحديث قال فيه أحمد شاكر فيما نقله في "تهذيب السنن" (2/ 113) عن ابن عبد البر: أن ابن معين قال:"حديثه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في تحزيب القرآن ليس بالقائم". وضعفه الألباني في دفاع عن الحديث، كما في "ضعيف ابن ماجه" (283). لكن حسنه الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 276) والحافظ ابن حجر كما في "الفتوحات" لابن علان (3/ 229). وأورده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" محتجاً به على أن المفصل يبتدئ من سورة (ق). واحتج به شيخ الإسلام ابن تيميه في حديثه عن التحزيب بالسور والأجزاء كما سيأتي.
وتد تواتر ذلك عن السلف -رضوان الله عليهم -؛ فعندما تقرأ في ترجمة أحدهم تجد أنه كان يختم القرآن في كذا وكذا، وسيأتي بعض هذه الآثار.
المسألة الثالثة: هدي السلف في تحزيب القرآن:
أولاً: ذكر من روي عنه الختم في سبع:
أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" (291) بإسناده عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:"إني لأقرأ جزئي - أو قالت: سبعي - وأنا جالسة على فراشي أو على سريري".
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الطبراني كما في "المجمع" (2/ 269) وقال: رجاله ثقات، عن الأحوص قال: قال عبدالله."لا يُقرأ القرآن في أقل من ثلاث، اقرأوه في سبع، ويحافظ الرجل على حزبه". وكذا أخرجه ابن أبي شيبة (502/ 2) دون قوله:"وليحافظ" ..
وأخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" (263)، والبيهقي في "السنن" (2/ 296) عن ابن مسعود -رضي الله عنه-:"أنه كان يختم في غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة".
وقال الحافظ: أخرج ابن أبي داود:عن عثمان وابن مسعود وتميم الداري:" أنهم كانوا يختمون في سبع" بأسانيد صحيحة.
وأخرج أبو عبيد (266) عن إبراهيم:" أنه كان يقرأ القرآن في كل سبع"، و كذا رواه ابن أبي شيبة (2/ 501).
وأخرج ابن أبي شيبة (2/ 501)، والفريابي (138):عن هشام بن عروة قال:" كان عروة يقرأ القرآن في كل سبع".
وأخرج أيضاً (2/ 501) عن أبي مجلز:" أنه كان يؤم الحي في رمضان، وكان يختم في سبع".
وأخرج ابن أبي شيبة بإسناده (2/ 501):عن إبراهيم قال:" كان عبد الرحمن بن يزيد يقرأ القرآن في كل سبع، وكان علقمة والأسود يقرؤه أحدهما في خمس والآخر في ست، وكان إبراهيم يقرأه في سبع".
وقال ابن قدامة في "المغني" (2/ 611):"قال عبد الله بن أحمد كان أبي يختم القرآن في النهار في كل سبعة، يقرأ كل يوم سبعاً، لا يكاد يتركه نظراً، وقال حنبل:كان أبو عبد الله يختم من الجمعة إلى الجمعة". وقال إسحاق بن هانىء في "مسائله" (506): "وسئل: في كم يقرأ القرآن؟ قال:أقل ما يقرأ في سبع".
ثانياً: ذكر من روي عنه الختم من الثلاث إلى السبع:
سبق عن علقمة والأسود:" أنهما يقرآن في خمس وست ".
قال ابن علان (3/ 230):"قال الحافظ: أخرج ابن أبي داود من طريق مغيث بن سمي قال: كان أبو الدرداء يقرأ القرآن في كل أربع. ومن طريق بلال بن يحيى: لقد كنت أقرأ بهم ربع القرآن في كل ليلة، فإذا أصبحت قال بعضهم: لقد خففتَ بنا الليلة".
ثالثاً: ذكر من روي عنه الختم في أقل من ثلاث:
وذكر ابن علان (231/ 2):عن ابن أبي داود أنه روى عن الأسود بن يزيد:" أنه كان يختم القرآن في رمضان كل ليلتين" وقال: سنده صحيح، وأخرج الحافظ من طريق الدارمي عن سعيد بن جبير:" أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين". قال: وأخرجه ابن أبي داود، قال: وأخرج ابن سعد عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أنه كان يفعل ذلك. ومن طريق واصل بن سليمان قال:"صحبت عطاء بن السائب فكان يختم القرآن في كل ليلتين".
وروى أبو عبيد (277) وابن أبي شيبة (2/ 502) عن السائب بن يزيد أن رجلاً سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبد الله فقال إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان قال نعم قال قلت لأغلبن الليلة على الحِجْر - يعني المقام - فقمت فلما قمت إذا أنا برجل متقمع يزحمني فنظرت فإذا عثمان بن عفان فتأخرت عنه فصلى فإذا هو سجد سجود القرآن حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر أوتر بركعة لم يصلِّ غيرها ثم انطلق، ولابن أبي شيبة (2/ 503) فتنحيت وتقدم فقرأ القرآن كله في ركعة ثم انصرف. وصححه ابن كثير في فضائل القرآن (50).
وأخرج أبو عبيد (278) وابن أبي شيبة (1/ 367،2/ 503) عن نائلة بنت الفرافصة الكلبية حين دخلوا على عثمان ليقتلوه فقالت: "إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن" وحسنه ابن كثير في فضائل القرآن (50).
وأخرج أبو عبيد أيضاً (279) وابن أبي شيبة (2/ 502) عن تميم الداري أنه قرأ القرآن في ركعة. وكذا أخرجا عن سعيد بن جبير أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت وصححهما ابن كثير (50).
وأخرج أبو عبيد (281) والفريابي (140) عن علقمة أنه قرأ القرآن في ليلة طاف بالبيت أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده بالمِئِين، ثم طاف أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده بالمئين، ثم طاف أسبوعاً ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن. وصححه ابن كثير (50) ورواه ابن أبي شيبة (2/ 503) مختصراً بلفظ أنه قرأ القرآن في ليلة بمكة.
وأخرج أبو عبيد (282) وابن أبي شيبة (3/ 502) عن سليم بن عتر التجيبي أنه كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل النووي في التبيان والأذكار جملة من ذلك فقال في التبيان (46) "ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات سليم بن عمر - رضي الله عنه - قاضي مصر في خلافة معاوية - رضي الله عنه -. وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات. قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي - رضي الله عنه -: "سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: كان ابتن الكاتب - رضي الله عنه - يختم بالنهار أربع ختمات، وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة. وروى السيد الجليل أحمد الدروقي بإسناده عن منصور بن زادان من عُباد التابعين - رضي الله عنه - أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضاً فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين، وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل، وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهداً كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان، وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فيما يحل حبوته حتى يختم القرآن، وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم ... ". (1)
المسألة الخامسة: أقل ما يُختم فيه القرآن:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يفقه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث". أخرجه أبو داود (1394) والترمذي (2950) والنسائي وابن ماجه (1347) وأحمد (2/ 164،165) وأبو عبيد وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه النووي في التبيان (ص48).
وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة والمروزي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه كان يكره "أن يُقرأ القرآن في أقل من ثلاث" وصححه الحافظ ابن كثير.
وأخرج ابن أبي شيبة (2/ 502) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "اقرأوا القرآن في سبع ولا تقرأوه في ثلاث" وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي داود - كما في الفتوحات (231/ 3) - عنه (رضي الله عنه) أنه قال: "لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث".وأخرج ابن أبي شيبة وأبو عبيد والطبراني في الكبير كما في المجمع (2/ 269) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز". وقال أبو عبيد: "إلا أن الذي أختار من ذلك أن لا نقرأ القرآن في أقل من ثلاث للأحاديث التي ذكرناها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الكراهة لذلك".
وقال النووي في التبيان (ص48): "وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة، ويدل عليه الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" وقال الحافظ ابن كثير: "وقد كره غير واحد من السلف قراءة القرآن في أقل من ثلاث" كما هو مذهب أبي عبيدة وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الخلف أيضاً".
وقال شيخ الإسلام: "فالصحيح عندهم أنه أمره - عبد الله بن عمرو - ابتداءً بقراءته في الشهر، فجعل الحد ما بين الشهر إلى الأسبوع .. ولا يلزم إذا شرع فعل ذلك أحياناً - التثليث - لبعض الناس أن تكون المداومة على ذلك مستحبة، ولهذا لم يُعلم من الصحابة على عهده مَن دوام على ذلك؛ أعني على قراءته دائماً فيما دون السبع؛ ولهذا كان الإمام أحمد - رحمه الله - يقرؤه في كل سبع".
أما ما نقل عن السلف مما ذكرنا طرفاً منه فقد اختلفت مسالك العلماء في الإجابة عليه، فمنهم من حمل ذلك على أنه لم يبلغهم النهي ومنهم مَن رأى أنهم لم يحملوا الحديث على المنع من ذلك، ومنهم مَن رأى أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص.
وها هنا أمور لعل بها يتضح وجه المسألة:
أولاً: أن ورود ذلك عن السلف والصحابة بوجه أخص لا يعني المداومة عليه؛ خاصة أن الكثير ممن روي عنه ذلك - كعثمان وتميم وغيرهم - رُوي عنه أنه كان يختم في سبع، بل قد نفى ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله - وهو من أعلم الناس في مثل ذلك فقال: "ولهذا لم يعلم في الصحابة على عهده من دوام على ذلك أعني قراءته دائماً فيما دون السبع".
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً: علل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك بعلتين الأولى عدم الفقه، والثانية قوله لعبد الله "فإن لزوجك عليك حقاً ولجسدك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً". فالرجل عليه مسؤولية تجاه أسرته ومنزله وضيفه وكذلك عليه الرفق بنفسه. وختم القرآن في أقل من ثلاث على حساب ذلك غالباً.
ثالثاً: يجب أن يربط ذلك بالنصوص الأخرى التي تحث على القصد والمقاربة "إن هذا الدين يسر ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة واعلموا أنه لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله". وفي رواية الإمام أحمد لحديث عبد الله بن عمرو (6477):"فإن كل عابد شرّة ولكل شرة فترة، فإما إلى سُنة وإما إلى بدعة، فمَن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك".
رابعاً: أن خير الهدْي هديه - صلى الله عليه وسلم - وهو أعبد الناس وأخشاهم لله وقد غضب على الذين تقالُّوا عبادته، وفي رواية أحمد لحديث عبد الله بن عمرو أنه قال له: "لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام، وأمس النساء فمَن رغب عن سنتي فليس مني" وروى مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "ولا أعلم نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان" ونحن متعبدون باتباع سُنته وهديه. مع ما نكنّه في نفوسنا من تقدير وإكبار وإجلال لسلف الأمة. ولذلك قالت عائشة - رضي الله عنها - لما قيل لها إن رجالاً يقوم أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثاً - "قرأوا أو لم يقرأوا كنت أقوم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ" والحديث ذكره في الفتوحات (2/ 231) ونُسب للحافظ أنه قال: "والحديث حسن أخرجه ابن أبي داود وأخرج أحمد المرفوع منه فقط".
خامساً: هناك وظائف شرعية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح الناس، والتي هي من فروض الكفاية ومن أفضل الأعمال الصالحة والأمة لا تستغني عن جهود أبنائها في ذلك. ففي التفرغ لتلاوة القرآن على هذا النحو تعطيل لهذه الوظائف خاصة في هذا العصر، وقد أشار النووي - رحمه الله - إلى شيء من ذلك حين قال في التبيان (ص48): "وكذا مَن كان مشغولاً بنشر العلم وغيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له".
سادساً: في مقابل هؤلاء الذين نقل عنهم الإكثار من ختم القرآن نقل عن غيرهم بل أكثر السلف التسبيع، فَلِمَ يكون رأي أولئك أَوْلى بالقبول من هؤلاء وهم أكثر وفعلهم يتأيد بالسنة الصحيحة عنه - صلى الله عليه وسلم -.
المسألة السادسة: هل يكون التحزب بالسور أو الأجزاء؟
عقد شيخ الإسلام ابن تيمية لهذه المسألة فصلاً في الجزء الثالث عشر من مجموع الفتاوى ورأى أن التحزيب المشروع هو أن يكون بالسور للأمور الآتية:
1 - أن المنقول عن الصحابة هو التحزيب بالسور لا بالأجزاء وذكر حديث أوس بن حذيفة، وقد سبق في أول البحث.
2 - أن الأجزاء والأحزاب محدثة وفيه حديث أوس أنهم حزّبوه بالسور، وهذا معلوم بالتواتر فإنه قد علم أن أول ما جُزئ القرآن بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين، وثلاثين، وستين هذه الأجزاء التي تكون في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك كان في زمن الحجاج وما بعده وروي أن الحجاج أمر بذلك. ومن العراق فشا ذلك ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك (13/ 409).
3 - أن هذه التحزيبات تتضمن دائماً الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده حتى يتضمن الوقوف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئاً بمعطوف كقوله - تعالى -: ((والْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)) [النساء:24] وقوله ((ومَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ ورَسُولِهِ)) [الأحزاب:31] وأمثال ذلك، ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض - حتى كلام المتخاطبين - حتى يحصل الابتداء في اليوم الثاني بكلام المجيب كقوله - تعالى -: ((قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)) [الكهف:72] ومثل هذا الوقوف لا يسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا لو ألحق بالكلام عطف أو استثناء، أو شرط ونحو ذلك بعد طول الفصل بأجنبي لم يسغ ذلك بلا نزاع.
4 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان عادته الغالبة وعادة أصحابه أن يقرأ في الصلاة بسورة كـ (ق) ونحوها وكما كان عمر - رضي الله عنه - يقرأ بيونس ويوسف والنحل .. وأما القراءة بأواخر السور وأواسطها فلم يكن غالباً عليهم.
وقال: "وإذا كان تحزيبه بالحروف إنما هو تقريب لا تحديد، كان ذلك من جنس تجزئته بالسور هو أيضاً تقريب، فإن بعض الأسباع قد يكون أكثر من بعض في الحروف وفي ذلك من المصلحة العظيمة بقراءة الكلام المتصل بعضه ببعض، والافتتاح بما فتح الله به السورة، والاختتام بما ختم به، وتكميل المقصود من كل سورة ما ليس في ذلك التحزب. وفيه أيضاً من زوال المفاسد الذي في ذلك التحزيب ما تقدم التنبيه على بعضها".
وبعد هذه الوقفات السريعة أرى أنه لا يليق بشاب مسلم طالب للعلم، يحمل بين كاهليه هم الإصلاح والتغيير ودعوة الناس - لا يليق به أن لا يكون له حزب من كتاب الله قل أو كثر. ومهما ادعى الإنسان المشاغل فهذه الدعوى تحتاج للبينة ولو أعطي الناس بدعواهم لادعى أقوام دماء أناس وأموالهم. وهذا دليل على قلة اهتمامه، ومتى كانت تلاوة كتاب الله وإصلاح النفس وعبادة الله - عز وجل - مما لا يفعل إلا في وقت الفراغ.
ففي التحزيب تأسٍ بالسلف - رضوان الله عليهم - وفيه علاوة على ذلك تحقيق لهديه - صلى الله عليه وسلم- في المداومة على العمل الصالح فقد كان عمله دائماً، وكان يقول: "إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل". وفيه أن الإنسان يُكتب له حزبه إذا شغله عنه مرض أو سفر.
وفيه أيضاً تعاهد القرآن كما أمر بذلك - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها".
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقّلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت".
الهوامش:
1 - لا شك أن في ذلك مبالغة وتساهلاً في التصحيح لعلة منطلق من باب التساهل في تصحيح أو تحسين الأحاديث في فضائل الأعمال وفي الترغيب والترهيب وراجع التعليلات بعد ذلك.
مجلة البيان
نقلاً عن موقع المختار الإسلامي
http://www.islamselect.com/index.php?ref=124&pg=mat&CR=20&ln=1&PHPSESSID=b7fe106b25e3a117758a7e00cad00993(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 8
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[22 Jul 2003, 11:25 ص]ـ
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: (إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين) مانصه " وقال علي بن سليمان: التقدير فخرج ثاني اثنين؛ مثل (والله أنبتكم من الأرض نباتا) .. الخ.
سؤالي هو: ما وجه المقارنة بين قول علي بن سليمان وقوله: والله انبتكم .... ؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jul 2003, 06:24 م]ـ
لعل وجه الشبه والله أعلم أن المصدر (نباتاً) في آية نوح ليس هو المصدر القياسي للفعل: أنبت، فمصدر هذا الفعل: إنبات. وعيه يكون هناك محذوف قبل المصدر، فنبتم نباتاً.
وهذا مثل تقدير المحذوف في آية براءة: إذ أخرجه الذين كفروا، فخرج ثاني اثنين.
مع أن ما ذكره علي بن سليمان فيه تكلف وتقدير لا يحتاج إليه. والله أعلم.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[29 Jul 2003, 07:45 ص]ـ
أخي محمد جوابك جيد لولا إشكال واحد وهو أن التقدير في سورة نوح سببه اسم المصدر - نائب المفعول المطلق- أما في آية التوبة فلا أجد له مسوغا - حسب معرفتي - وجزيت خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jul 2003, 01:21 م]ـ
ذكرت في آخر الجواب عن مسألتك أخي محمد وفقك الله أن:ما ذكره علي بن سليمان فيه تكلف وتقدير لا يحتاج إليه.
وعليه فالإشكال الذي ذكرته في محله، ولكني لم أجد _ حسب علمي _ توجيهاً لكلام علي بن سليمان _ على ضعفه وتكلفه _ غير ما ذكرت.
رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[03 Aug 2003, 01:05 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه الطريقة في المدارسة طريقة طيبة جيدة، لا تقطع برنامج طالب العلم، ولذا فإني أسأل الله أن يعين الأخ محمد بن عبدالهادي على الاستمرار، وقد بدا لي أن أحذو حذوه في تفسير آخر،
وأما المسألة الحالية:
فقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى: في هذا الموضع إعراب ثاني في قوله تعالى ثاني اثنين
فذكر إعرابين:
1 - الأول أنها حال وهو المشهور كما عند النحاة
2 - أنها نائب عن المصدر
فإن المصدر (المفعول المطلق) ينوب عنه أشياء منها:
1 - اسم المصدر كقوله تعالى: والله أنبتكم من الأرض نباتا
2 - عدد المصدر كقوله تعالى ثاني اثنين
3 - وقت المصدر ........ الخ
فذكر القول الأول (أي أنها حال)، ثم ذكر القول الثاني (أنها نائب عن المصدر) نقلا عن علي بن سليمان
فأراد علي بن سليمان أن الشبه بين آية التوبة وآية نوح كون كل واحد منهما ناب عن المصدر مع أن النائب في أحدهما اسم المصدر (نباتا) والثاني (عدده)
ومن تأمل قول القرطبي الذي نقله الأخ محمد مع ما قبله تبين له ذلك
قال القرطبي رحمه الله (ج: 8 ص: 143)
وهو منصوب على الحال أي أخرجوه منفردا من جميع الناس إلا من أبي بكر والعامل فيها نصره الله أي نصره منفردا ونصره أحد اثنين وقال علي بن سليمان التقدير فخرج ثاني اثنين مثل والله أنبتكم من الأرض نباتا
والله تعالى أعلم،(/)
مسائل أرجو الإجابة عليها. فهل من مجيب
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 Jul 2003, 12:20 ص]ـ
مسائل أرجو الإجابة عليها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخنا الكرام: هناك بعض الأشياء ذكرها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها والإجابة عنها وإبداء الرأي حولها
1. أثناء تفسيره لقوله تعالى (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم ..... )
تكلم عن خلاف العلماء حول نسخ هذه الآية لما قبلها ثم قال: قد أسلفنا في مقدمة التفسير أن النسخ في كلام السلف أعم منه باصطلاح الخلف كما أن المراد بسسب النزول أعم مما يتبادر إليه الفهم ومنه قول قتادة هنا: فأنزل الله الرخصة بعد ذلك. فإن مراده إبانة أن الأمر ليس بعزيمة في الآية الثانية لا أن نزولها كان متراخيا عن الأولى
فإن ذلك مستحيل على رونق نظمها الكريم ...... الخ كلامه -رحمه الله - والسؤال
ما المقصود بقوله فإن ذلك مستحيل على رونق نظمها الكريم؟ وهل يوافق عليه
2. نقل عن أبي السعود كلامه في تفسير قوله تعالى 0 لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة)
قال أبو السعود: لعل تقديم أصحاب النار في الذكر للإيذان من أول الأمر بأن القصور الذي ينبيء عنه عدم الاستواء من جهتهم لا من جهة مقابليهم فإن مفهوم عدم الاستواء بين الشيئين المتفاوتين زيادة ونقصانا وإ جاز اعتباره بحسب زيادة الزائد لكن المتبادر اعتباره بحسب نقصان الناقص وعليه قوله تعالى (هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور) إلى غير ذلك من المواقع وأما قوله (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فلعل تقديم الفاضل لأن صلته ملكة لصلة المفضول والأعدام مسبوقة بملكاتها. ا. هـ
والمطلوب بيان معنى قول أبي السعود (وأما قوله (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فلعل تقديم الفاضل لأن صلته ملكة لصلة المفضول والأعدام مسبوقة بملكاتها)
آسف للتطويل. جزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2003, 01:57 ص]ـ
أخي أبا صفوت
قرأت أسئلتك، وهي تدل على عمق نظرك ودقة ملاحظتك، ولا زلت أتأملها للوصول إلى جواب مناسب.
مع أن كلام القاسمي فيه مخالفة للجمهور؛ فهم على أن الآية الأولى منسوخة بالثانية التي تليها.بل حكي الإجماع على نسخها بعض أهل العلم. [ينظر كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم للدكتور عبدالله الشنقيطي].
وأما قوله:فإن ذلك مستحيل على رونق نظمها الكريم ... ففيه نظر، لأن نظم القرآن ليس بمقدورنا أن نحكم على شيء منه بالاستحالة لمجرد أننا لم نقتنع بقول من الأقوال في بيانه.
وكلام أبي السعود يحتاج إلى تأمل لا يكفي له وقتي الآن، فلعلك تجد جوابه قريباً إن شاء الله.(/)
هل هذه الآية من آيات الصفات
ـ[المحايد]ــــــــ[23 Jul 2003, 06:01 م]ـ
ارجو افادتي في تفسير هذه الاية: (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)
السؤال هو: ما معنى الإتيان في هذه الأية وهل هي من آيات الصفات؟
هذا وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Jul 2003, 02:40 ص]ـ
حياك الله أخانا الفاضل:
وأما جوابك فمعنى الآية أي أتاهم أمر الله صرح بذلك أهل التفسير:
قال ابن جرير: وقوله: {فأتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} يقول تعالى ذكره: فأتاهم أمر الله من حيث لم يحتسبوا أنه يأتيهم، وذلك الأمر الذي أتاهم من الله حيث لم يحتسبوا، قذف في قلوبهم الرعب بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم في أصحابه.
وقال البغوي:أي أمر الله وعذابه.
وقال ابن كثير: قال تعالى: فأتاهم اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ} أي: جاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال؛ كما قال تعالى في الآية الأخرى:
{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَـ?نَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَـ?هُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ ".
ولذا فهذه الآية ليست من آيات الصفات , وقد أخطأ الرازي فعدها من آيات الصفات وأولها علىعادته ,فقال:المسألة الثانية: قوله: {فَأَتَـ?هُمُ ?للَّهُ} لا يمكن إجراؤه على ظاهره باتفاق جمهور العقلاء، فدل على أن باب التأويل مفتوح، وأن صرف الآيات عن ظواهرها بمقتضى الدلائل العقلية جائز. المسألة الثالثة: قال صاحب الكشاف: قرىء {فَأَتَـ?هُمُ ?للَّهُ} أي فآتاهم الهلاك، واعلم أن هذه القراءة لا تدفع ما بيناه من وجوه التأويل، لأن هذه القراءة لا تدفع القراءة الأولى، فإنها ثابتة بالتواتر، ومتى كانت ثابتة بالتواتر لا يمكن دفعها، بل لا بد فيها من التأويل" اهـ
قلت: وصفة الأتيان لله ثابتة بنصوص أخرى على ما يليق بجلال الله وعظمته كغيرها من الصفات الفعلية.
وراجع تتمة أضواء البيان (8/ 32)
وعذرا فقد قمت بتغيير عنوان الموضوع ليتناسب مع ما تريد ونقلت مشاركاتك لهذا المنتدى من منتدى الاقتراحات إذ هذا محله وفقك الله.
ـ[المحايد]ــــــــ[24 Jul 2003, 01:56 م]ـ
جزاك الله خير وللعلم انا ليس لدي معرفة في المنتديات وهذه اول مرة اسجل فى منتدى فقد فرحت جدا حينما وجدته بطريق الصدفه فإني احب التفسير جدا وعندي اشكالات كثيرة فأحببت ان استفيد عن طريق السؤال ومما فيه من معلومات قيمة جدا.(/)
سلسلة الروائع السعدية
ـ[أبو العالية]ــــــــ[24 Jul 2003, 06:54 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أحبتي الفضلاء / وفقهم الله
فهذه وقفات كنت قد وقفتها مع تفسير الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، فاستخرجت من تفسيره ألف فائدة، فأحببتُ أن أثبتها في هذا المنتدى الطيب المبارك.
وسوف تكون على هيئة " سلسلة الروائع السعديّة " نحو أختها " سلسلة الروائع التيّميّة " في ملتقى أهل الحديث المبارك.
فكم أتمنى من الإخوة وفقهم الله التعليق بما يكون مناسباً.
النسخة المعتدة:
نسخة دار بن الجوزي في أربع مجلدات تحقيق الشيخ سعد الصميل وفقه الله فهي أجود من تحقيق الشيخ الفاضل / عبد الرحمن اللويحق جزاه الله خيراً، وهذا من كلام الشيخ عبد الرحمن نفسه في مجلس خاص كان بين الشيخين، كما حدثني أحد الثقات. وكنت قد سألت أحد القريبين جداً من الشيخ عبد الرحمن للتثبت من هذا.
فلم يأتي الخبر إلى الأن، فمن كان لديه مزيد علم فليفدنا بورك فيكم. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10150
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم
محبكم
أبو العالية
عفا الله عنه
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2003, 11:15 م]ـ
بسم الله
أولاً _ أشكر لك فكرتك هذه، وأنا معك بالتأييد والدعاء، فتفسير السعدي رحمه الله مليء بالدرر والجواهر التي قد لا توجد في غيره.
ثانياً - كنت أرى رأيك في التفضيل بين النسختين التين ذكرت، ولكن ,انا أقرأ مع بعض الإخوة في تفسيره رحمه الله ألاحظ أن نسخة اللويحق تحتوي على فوائد، وجمل كثيرة ساقطة من نسخة الصميل، ومن أمثلة ذلك: ما ورد في تفسير الآيات من 93 إلى 97 من سورة آل عمران يختلف ما في نسخة الصميل تماماً عما في نسخة اللويحق، ففي النسخة الأخيرة كلام طويل ليس في الأولى مع نفاسته، ولم يقم سعد الصميل بالتعليق على ذلك، ولا ببيان الفروقق في أثناء تفسير الآيات المشار إليها.
فأرجو منك أخي أبا العالية وقد ذكرت ما ذكرت أن تحرر لنا سر هذه الفروق الكبيرة بين النسختين.
وحيث إنك تريد ذكر الفوائد؛ فإن ما في نسخة اللويحق يفيدك أكثر.
ثالثاً: كما أننا في هذه البلاد نهتم بتفسير السعدي رحمه الله، وله عندنا مكانة كبيرة لأمور كثيرة لا مجال لبسطها الآن؛ فإن هناك من ينتفع به من خارج هذه البلاد، ويوليه اهتماماً كبيراً، وقد وقعت عيني على مقال جميل على هيئة بحث مختصر حول تفسير السعدي رحمه الله بعنوان:روائحُ الوَرْدِ المُنْبَعِثَةُ من روائعِ السَّعْدِي
مقدمة معالم التفسير عند السعدي للشيخ الدكتور محمد عمر دولة من إخواننا من السودان الحبيب.
ولنفاسة هذا المقال، أنقله للإخوة الكرام هنا بنصه:
روائحُ الوَرْدِ المُنْبَعِثَةُ من روائعِ السَّعْدِي
مقدمة معالم التفسير عند السعدي
الشيخ د. محمد عمر دولة
الحمد لله الذي (علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان)، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، إنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
وبعد، فإنّ تفسير الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الموسوم بـ (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنّان) مدعاةٌ للفخر، ورائعةٌ من روائع هذا العصر؛ وذلك مما يزيد من ثقة هذه الأمّة بعلمائها، ويقينها بأنّ الخير فيها دائمٌ إلى يوم القيامة.
ولا ريب أنّ القارئ المتأمّل لهذا التفسير يجد فيه من الفائدة والانتفاع ما لم يكن يخطر له على بال؛ مما نبيِّن بعض معالمه فيما يلي:
الأول: أنّ هذا التفسير قد جاء موافقاً لروح العصر: في صِغَر حجمه، وخفّة حمله، وقلّة صفحاته؛ بحيث لم تبلغ ألفاً.
الثاني: أنّ (التيسير) قد أبدى من روعة التفسير والبيان ما أوحى بهذا العنوان: (روائحُ الوردِ المنبعثةُ من روائعِ السَّعْدي).
الثالث: أنّ هذا التفسير قد رُزِق حظّاً من اسمه؛ فكان ميسَّراً في عبارته سهلاً في معانيه. وقد شهد بذلك تلميذه العلامة العثيمين رحمه الله تعالى [1].
(يُتْبَعُ)
(/)
الرابع: أنّ الشيخ عبد الرحمن السعدي قد اعتنى في كتابه بقضايا العقيدة الإسلامية على منهج السلف الصالح؛ فاهتم بإثبات الصفات [ص 49، 64، 94، 109، 132]، والأسماء الحسنى [ص 110]، وقضايا الإيمان مثل: دخول العمل في مسمى الإيمان [ص 71]، وعدم تخليد الموحّدين في النار [ص 46، 117]، وأنّ العبد قد يكون فيه خصلةُ كفرٍ وخصلةُ إيمان [ص 156]، وأدلّة التوحيد النقلية والعقلية [ص 125]، وخلق الجنة والنار [ص 46]، والرد على القدرية [ص 44]، وذكر صفات الأنبياء [ص 109، 110، 112]، والأدلّة على صحة النبوّات [ص 138].
الخامس: أنّ هذا التفسير قد عمل على ترسيخ الإيمان بالقدر، وبيان ثمراته كالتوكُّل على الله، والتسليم بحكمة الله تعالى في ذلك:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير: (إنْ ينصرْكم الله فلا غالب لكم وإنْ يخذلْكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون) [آل عمران: 160]: "أي إنْ يُمددْكم الله بنصره ومعونته؛ (فلا غالب لكم)؛ فلو اجتمع عليكم مَن في أقطارها، وما عندهم من العَدَد والعُدَد؛ لأنّ الله لا مُغالبَ له، وقد قهر العبادَ وأخذ بنواصيهم؛ فلا تتحرّك دابّةٌ إلا بإذنه، ولا تسكن إلا بإذنه (وإنْ يخذلْكم) ويَكِلْكم إلى أنفسكم (فمن ذا الذي ينصركم من بعده)؛ فلا بُدّ أن تنخذلوا ولو أعانكم جميعُ الخلق؛ وفي ضمن ذلك الأمرُ بالاستنصار بالله، والاعتمادِ عليه، والبراءةِ من الحول والقوة؛ ولهذا قال: (وعلى الله فلْيتوكّل المؤمنون) ... ففي هذه الآية الأمرُ بالتوكّل على الله وحده، وأنه بِحَسَب إيمانِ العبد يكون توكّلُه" [ص 154 - 155].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (أَوَ لما أصابتكم مصيبةٌ قد أصبتم مثليها قلتم أنَّى هذا قلْ هو من عند أنفسكم إنّ الله على كل شيء قدير) [آل عمران: 165]: "هذا تسليةٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم أُحُد، وقُتِل منهم نحو سبعين ... (قلتم أنَّى هذا) أي من أين أصابنا ما أصابنا وهُزِمْنا؟ (قلْ هو من عند أنفسكم) حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تُحِبّون؛ فعودوا على أنفسكم باللّوم، واحذروا من الأسباب المُرْدية (إنّ الله على كل شيء قدير)؛ فإيّاكم وسوءَ الظنّ بالله؛ فإنّه قادرٌ على نصركم، ولكنْ له أتمّ الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم؛ (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منكم ولكن ليبلو بعضكم بعض) " [ص 156].
السادس: أنّ الشيخ قد وُفِّق في إحكام التعريفات والتقاسيم؛ مما يؤكّد مَلَكَته المنطقية، ومعرفته التربوية:
ـ فقد عرّف (الحكمة) بأنها: "وضع الشيء في موضعه اللائق به" [ص 49]، و"هي العلم النافع والعمل الصالح ومعرفة أسرار الشرائع ... فكمال العبد متوقِّفٌ على الحكمة؛ إذ كماله بتكميل قوّتيه العِلْميّة والعَمَليّة ... وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره؛ وبدون ذلك لا يُمكنه ذلك" [ص 115].
ـ وأما التقسيم المنطقي الذي يستفيد منه طالب العلم في الحفظ والفهم فحَدِّثْ ولا حرج؛ فقد ذكر (التربية العامة والخاصة) [ص 39]، و (هداية البيان والتوفيق) [ص 40]، و (مرض الشهوات والشبهات) [ص 42] , وبيّن أنّ (الفسق نوعان) [ص 47]، و (توبة الله على العبد نوعان) [ص 50]، و (إذن الله نوعان: قدريّ وشرعيّ) [ص 61]، و (الإحسان نوعان) [ص 148 - 149]، و (له ضدّان) [ص 57 - 178]، و (القنوت نوعان) [ص 64]، و (الحفظ نوعان) [ص 71]، و (المعيّة عامةٌ وخاصّةٌ)، و (الناس عند المصائب قسمان) [ص 76]، و (البدعة نوعان) [ص 77 - 88]، و (الدعاء نوعان والقرب نوعان) [ص 87]، و (الرزق دنيويٌّ وأُخرويٌّ) [ص 95]، و (الظلم ثلاثة أقسام) [ص 102]، و (معاملة الناس فيما بينهم على درجتين) [ص 105]، و (النفقة يعرض لها آفتان) [ص 114]، و (الخسران منه ما هو كفرٌ ومنه ما هو دون ذلك) [ص 48].
السابع: أنّ الشيخ قد اهتمّ بتربية النفوس وتزكية الأرواح؛ لعلمه بأنّ وظيفة الدعاة هداية الناس إلى الخير، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. وقد سجّل الشيخ رحمه الله مواعظَ بليغةً توجل منها قلوب الصالحين، وتذرف منها العيون؛ مما يدلّ على صلاحه، ورسوخ علمه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ كما في قوله في تفسير (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكّيكم) [البقرة: 151]: "أي: يطهّر أخلاقكم ونفوسكم, بتربيتها على الأخلاق الجميلة, وتنزيهها عن الأخلاق الرذيلة, وذلك كتزكيتهم من الشرك إلى التوحيد, ومن الرياء إلى الإخلاص, ومن الكذب إلى الصدق, ومن الخيانة إلى الأمانة, ومن الكِبْر إلى التواضع, ومن سوء الخلق إلى حسن الخلق, ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التحابّ والتواصل والتوادد, وغير ذلك من أنواع التزكية" [ص 74].
ـ وكما في قوله في تفسير (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) [البقرة: 153]: "فالصبرُ هو: حبسُ النفسِ وكفُّها على ما تكره، فهو ثلاثة أقسام: صبرُها على طاعةِ الله حتى تؤدِّيَها، وعن معصيةِ الله حتى تتركَها، وعلى أقدارِ الله المؤلمة فلا تتسخّطها" [ص 75].
ـ ومثل قوله في تفسير (ولا يكلّمهم الله يوم القيامة) [البقرة 174]: "بل قد سخط عليهم، وأعرض عنهم؛ فهذا أعظم عليهم من عذاب النار! " [ص 82].
ـ وكذلك تعبيره عند قول الله تعالى: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابلٌ فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابلٌ فطل) [البقرة: 265] بقوله: "فيالله لو قُدِّر وجودُ بستانٍ في هذه الدار بهذه الصفة؛ لأسرعتْ إليه الهِمَم، وتزاحم عليه كلّ أحدٍ، ولحصل الاقتتال عنده، مع انقضاء هذه الدار وفنائها، وكثرة آفاتها وشدّة نَصَبها وعنائها؛ وهذا الثواب الذي ذكره الله كأنّ المؤمن ينظر إليه بعين بصيرة الإيمان، دائمٌ مستمرٌّ فيه أنواع المسرّات والفرحات؛ ومع ذلك تجد النفوسَ عنه راقدة، والعزائم عن طلبه خامدة! أتُرى ذلك زهداً في الآخرة ونعيمها؟ أم ضعف إيمان بوعد الله ورجاء ثوابه؟! وإلا فلو تيقّن العبد ذلك حقَّ اليقين، وباشر الإيمان به بشاشة قلبه؛ لانبعثتْ من قلبه مُزعِجات الشوق إليه، وتوجّهتْ هِمَم عزائمه إليه، وطوّعتْ نفسه له بكثرة النفقات؛ رجاء المثوبات! " [ص 114].
الثامن: أنّ الشيخ قد اهتم بشأن الموعظة البليغة، والذكرى النافعة؛ حتى يستفيد منها المسلمون في هذا العصر الذي طغتْ فيه المادّة، وقستْ فيه القلوب، وكثرت فيه المعاصي والخَبائث:
ـ فقد قال رحمه الله: "قوله تعالى (صُمٌّ) أي: عن سماع الخير, (بُكْمٌ) أي: عن النطق به, (عُمْيٌ) عن رؤية الحق, (فهم لا يرجعون)؛ لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه" [ص 44].
ـ وقال عند قول الله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) [البقرة: 42]: "من لَبَس الحق بالباطل؛ فلم يميِّز هذا من هذا، مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه وأُمِر بإظهاره؛ فهو من دُعاة جهنّم لأنّ الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم؛ فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين! " [ص 51].
ـ وقال عند قول الله تعالى: (ألم تعلم أنّ الله له ملك السموات والأرض): "فالعبدُ مُدَبَّرٌ مسخَّرٌ تحت أوامر ربّه الدينيّة والقدريّة؛ فما له والاعتراض؟! " [ص 62].
ـ وقال في تفسير (إني جاعلك للناس إماماً): "أي: يقتدون بك في الهدى, ويمشون خلفك إلى سعادتهم الأبدية, ويحصل لك الثناء الدائم والأجر الجزيل, والتعظيم من كل أحد. وهذه ـ لَعَمْر الله ـ أعظم درجة تنافس فيها المتنافسون, وأعلى مقام شمَّر إليه العاملون, وأكمل حالة حصّلها أولو العزم من المرسلين" [ص 65].
التاسع: أنّ الشيخ قد أُوتي من جمال الأسلوب وحلاوة اللغة ما يُوجب الحُبَّ، ويأخذ اللُّبَّ، ويسحر القلب؛ فجمع ـ لله درُّه ـ بين كمال المبنى وجلال المعنى: متمثِّلاً ما شرح به قول الله تعالى: (وإنّ فريقاً منهم ليكتمون الحقَّ وهم يعلمون) [البقرة: 146]: "فالعالم عليه إظهارُ الحقِّ وتبيينُه وتزيينُه، بكلِّ ما يقدِر عليه من عبارةٍ وبُرهانٍ ومثالٍ, وغير ذلك" [ص 72].
ـ فمن أمثلة ذلك قولُه رحمه الله في الذي استوقد ناراً: "فبينما هو كذلك إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة, فذهب ما فيها من الإشراق, وبقي ما فيها من الإحراق, فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل, وظلمة السحاب, وظلمة المطر, والظلمة الحاصلة بعد النور, فكيف يكون حال هذا الموصوف؟ فكذلك هؤلاء المنافقون" [ص 44].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ ومنه قوله: "فيكون بذلك من الصالحين الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته" [ص 46].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (فأينما تُوَلُّوا فثَمَّ وجه الله) [البقرة: 115]: "فيه إثباتُ الوجهِ لله تعالى على الوجه اللائق به تعالى، وأنّ لله وجهاً لا تُشبهه الوجوه" [ص 63 - 64].
ـ وقوله في تفسير (والسّحاب المسخَّر) [البقرة: 164]: "فيُنزله رحمةً ولُطفاً, ويصرفه عِنايةً وعطفاً, فما أعظمَ سلطانَه! وأغزرَ إحسانه! وألطفَ امتنانَه! " [ص 79].
ـ وقوله في تفسير (وإذا قيل لهم اتّبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتّبع ما ألفينا عليه آباءنا) [البقرة: 170]: "فاكتفَوْا بتقليد الآباء, وزَهِدوا في الإيمان بالأنبياء! " [ص 81].
ـ وكذلك الحال فيما ينقله عن غيره بنقدٍ وذوقٍ؛ كقوله عليه رحمة الله في تفسير آل عمران (إنّ أوّل بيتٍ وُضع للناس لَلذي ببكّة مبارَكاً وهدىً للعالمين): "وقد رأيتُ لابن القيّم هاهنا كلاماً حسناً أحببتُ إيراده؛ لشدّة الحاجة إليه ... "فذكر مقالةً طويلةً في نحو صفحتين، جاء في آخرها "ولو لم يكن له شرفٌ إلا إضافته إياه إلى نفسه بقوله: (وطهِّرْ بيتي)؛ لكفى بهذه الإضافة فضلا وشرفاً، وهذه الإضافة هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه، وسلبت نفوسهم حباًّ له وشوقاً إلى رؤيته؛ فهذه المثابة للمحبِّين يثوبون إليه ولا يقضون منه وطراً أبداً! كلما ازدادوا له زيارةً ازدادوا له حبّاً وإليه اشتياقاً! فلا الوصال يشفيهم، ولا البعاد يسليهم. كما قيل:
أطوف به والنفس بعدُ مشوقةٌ إليهِ وهل بعد الطوافِ تدانِ؟!
وألثم منه الركن أطلب برد ما بقلبيَ من شوقٍ ومن هَيَمانِ!
فواللهِِ ما أزدادُ إلا صَبابةً ولا القلبُ إلا كثرة الخَفَقانِ! "
حتى ذكر اثني عشر بيتاً من عُيون الشعر! [ص 140 - 141].
العاشر: أنّ التيسير قد تضمّن روح الشفقة على الخلق، والعطف على الفقراء، ومحبّة المساكين؛ وهذا يبيّن لنا مقدار الوعي بضرورة الإصلاح الاجتماعي عند السعدي رحمه الله تعالى:
ـ واسمعه حين يقول عند قول الله تعالى: (وآتى المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين) [البقرة: 177]: "ومن اليتامى الذين لا كاسب لهم، وليس لهم قوةٌ يستغنون بها؛ وهذا من رحمته تعالى بالعباد؛ الدالة على أنه تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده، فالله قد أوصى العباد، وفرض عليهم في أموالهم الإحسان إلى من فُقِد آباؤهم؛ ليصيروا كمن لم يفقد والديه، (والمساكين) وهم الذين أسكنتهم الحاجة، وأذلّهم الفقر؛ فلهم حقٌّ على الأغنياء بما يدفع مَسْكَنَتهم، أو يخفّفها؛ بما يقدرون عليه وبما يتيسّر، (وابن السبيل) وهو الغريب المنقطع به في غير بلده؛ فحثّ الله عباده على إعطائه من المال ما يُعينه على سفره؛ لكونه مَظِنّة الحاجة، وكثرة المصارف؛ فعلى من أنعم الله عليه بوطنه وراحته وخوّله من نعمته، أن يرحم أخاه الغريب الذي بهذه الصفة على حَسَب استطاعته، ولو بتزويده أو إعطائه آلةً لسفره، أو دفع ما ينوبه من المظالم أو غيرها" [ص 83].
ـ وقال في تفسير (والصابرين في البأساء) [البقرة: 177]: "أي الفقر؛ لأنّ الفقير يحتاج إلى الصبر من وُجوهٍ كثيرةٍ: لكونه يحصل له من الآلام القلبيّة والبدنيّة المستمرّة ما لا يحصل لغيره؛ فإنْ تَنَعّم الأغنياء بما لا يقدر عليه تألّم، وإنْ جاع أو جاعتْ عيالُه تألّم، وإنْ أكل طعاماً غيرَ مُوافقٍ لهواه تألّم، وإنْ عري أو كاد تألّم، وإنْ نظر إلى ما بين يديه وما يتوهّمه من المستقبل الذي يستعدّ له تألّم، وإنْ أصابه البردُ الذي لا يقدر على دفْعه تألّم. فكل هذه ونحوها مصائبُ يُؤمَر بالصبر عليها، والاحتساب ورجاء الثواب عليها من الله" [ص 83].
ـ وقال رحمه الله في تفسير (وأحسنوا إنّ الله يُحبّ المُحْسنين) [البقرة 195]: "يدخل فيه الإحسان بالجاه بالشفاعات ونحو ذلك، ويدخل في ذلك الإحسان بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم العلم النافع، ويدخل في ذلك قضاء حوائج الناس: من تفريج كرباتهم، وإزالة شدّاتهم، وعيادة مرضاهم، وتشييع جنائزهم، وإرشاد ضالّهم، وإعانة من يعمل عملاً، والعمل لمن لا يُحْسن العمل، ونحو ذلك مما هو من الإحسان الذي أمر الله به، ويدخل في الإحسان أيضاً الإحسان في عبادة الله" [ص 90].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وقال في تفسير (زُيِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حُسْن المآب) [آل عمران: 14]: "في هذا تسليةٌ للفقراء الذين لا قدرة لهم على هذه الشهوات التي يقدر عليها الأغنياء، وتحذيرٌ للمُغْترّين بها، وتزهيدٌ لأهل العقول النيِّرة بها" [ص 124].
الحادي عشر: أنّ الشيخ السعديَّ قد اعتنى بتفسير القرآن بالقرآن؛ حتى إنه ليذكّر طالب العلم بطريقة ابن كثير رحمه الله؛ وذلك ما يجعل التفسير أقرب ما يكون إلى تفسير السلف الصالح رضوان الله عليهم:
ـ فمن أمثلة ذلك قول السعدي في تفسير الفاتحة: "هذا (الصراط المستقيم) هو: (صراط الذين أنعمت عليهم) من النبيِّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين" [ص 39].
ـ وفي البقرة: "وفي قوله عن المنافقين: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً) بيانٌ لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين؛ وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها، كما قال: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة)، وقال تعالى: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)، وقال تعالى: (وأما الذين في قلوبهم مرضٌ فزادتهم رجساً إلى رجسهم)؛ فعقوبة المعصية المعصيةُ بعدها, كما أنّ من ثواب الحسنة الحسنة بعدها, قال تعالى: (ويزيد الذين اهتدوا هدى) " [ص 42].
ـ وكذلك قول السعدي في آية التحدّي (وإن كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا) [البقرة: 23]: "في وصف الرسول بالعبودية في هذا المقام العظيم, دلالةٌ على أنّ أعظم أوصافه صلى الله عليه وسلم, قيامه بالعبودية التي لا يلحقه فيها أحدٌ من الأولين والآخرين. كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء, فقال: (سبحان الذي أسرى بعبده)، وفي مقام الإنزال, فقال: (تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده) " [ص 46].
ـ وكذلك قوله: "وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكَر فيها اسمه؛ فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية، كما قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر). بل قد أمر الله برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) " [ص 63].
ـ وكذلك قوله: " (وقال الذين لا يعلمون لولا يكلّمنا الله أو تأتينا آية) يعنون آيات الاقتراح التي يقترحونها بعقولهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة، التي تجرؤوا بها على الخالق، واستكبرا على رسله كقولهم: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً)، (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) الآية، وقالوا: (لولا أنزل معه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة) الآيات، وقوله: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً) الآيات، فهذا دأبهم مع رسلهم, يطلبون آيات التعنت, لا آيات الاسترشاد" [ص 64].
الثاني عشر: أنّ هذا التفسير المبارك قد اهتم بذكر أساليب القرآن وطرائقه؛ مما يدلّ على مَلَكةٍ عاليةٍ من التدبُّر؛ فهو يذكر الأشباه والنظائر:
ـ كما في قوله: "كثيراً ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن؛ لأنّ الصلاة متضمِّنةٌ للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمِّنةٌ للإحسان على عبيده, فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق, كما أنّ عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان" [ص 41].
ـ وقوله رحمه الله: "وكثيراً ما يقرن بين خلقه للخلق وإثبات علمه كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: (ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير)؛ لأنّ خلقه للمخلوقات أدلّ دليل على علمه وحكمته وقدرته" [ص 48].
ـ وقوله رحمه الله في تفسير (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة 38 - 39]: "في هذه الآيات وما أشبهها انقسام الخلق من الجنّ والإنس إلى أهل السعادة وأهل الشقاوة وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأنّ الجنّ كالإنس في الثواب والعقاب" [ص 50].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وبيانه في تفسير (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) [البقرة: 43] أنّ في ذلك جمعاً "بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية" [ص 51].
ـ كما أشار إلى "طريقة القرآن في ذكر العلم والقدرة عَقِبَ الآيات المتضمّنة للأعمال التي يُجازى عليها" [ص 69].
ـوأما عِنايته بطريقة القرآن في إزالة الأوهام من الأذهان؛ فحدِّثْ ولا حرج: فإنّ السعديَّ لا يكاد يغادر موضعاً من هذا القبيل إلا نصّ عليه [كما تراه في ص 54، 71، 73، 86، 89، 138، 155، 165].
الثالث عشر: أنّ السعديَّ رحمه الله قد سجّل في تفسيره تجاربَ نافعةً من آداب السلوك، وزهراتٍ يانعةً من فقه الدعوة:
ـ كما في قوله:" فإنّ النفوس مجبولةٌ على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه؛ فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجرَّدة" [ص 51].
ـ وكذلك قوله: "هكذا كلُّ مُبْطلٍ يحتج بآيةٍ أو حديثٍ صحيحٍ على قوله الباطلٍ؛ فلا بدّ أن يكون فيما احتَجّ به حجة عليه" [ص 57].
ـ ومنه قوله في تفسير (ولئن أتيتَ الذين أُوتوا الكتابَ بكلّ آيةٍ ما تبعوا قِبلتَك) [البقرة: 145]: "فالآياتُ إنما تنفع وتفيد مَن يتطلّب الحقَّ وهو مُشْتَبِهٌ عليه, فتوضح له الآيات البيّنات, وأما من جزم بعدم اتباع الحق فلا حيلة فيه" [ص 72].
الرابع عشر: أنّ المصنّف رحمه الله قد اعتنى بالمسائل الاجتماعيّة ومعرفة العوائد والسنن:
ـ كما في قوله: "من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أنّ مَن ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفعْ؛ ابتُلي بالاشتغال بما يضرّه! " [ص 60].
ـ وكما قال في تفسير (إذْ قالوا لنبيٍّ لهم ابعثْ لنا ملِكاً نُقاتلْ في سبيل الله) [البقرة: 246]: "لعلّهم في ذلك الوقت ليس لهم رئيسٌ يجمعهم؛ كما جرتْ عادة القبائل أصحاب البيوت، كل بيتٍ لا يرضى أن يكون من البيت الآخر رئيسٌ؛ فالتمسوا من نبيّهم تعيين ملكٍ يُرضي الطرفين، ويكون تعيينه خاصّاً لعوائدهم، وكانت أنبياء بني إسرائيل تسوسهم كلما مات نبيٌّ خلفه نبيٌّ آخر" [ص 107].
ـ وكما قال في تفسير (ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين) [آل عمران: 127]: "يُخْبر تعالى أنّ نصره عبادَه المؤمنين لأحد أمرين: إمّا أن يقطع طرفاً من الذين كفروا: أي جانباً منهم وركناً من أركانهم: إما بقتلٍ، أو أسْرٍ، أو استيلاءٍ على بلدٍ، أو غنيمة مالٍ؛ فيقوى بذلك المؤمنون ويذلّ الكافرون ... الأمر الثاني: أن يريد الكفار بقوّتهم وكثرتهم طمعاً في المسلمين ويُمنّوا أنفسهم ذلك ... فينصر الله المؤمنين عليهم ويردّهم خائبين لم ينالوا مقصودهم، بل يرجعون بخسارةٍ وغمٍّ وحسرةٍ؛ وإذا تأمّلتَ الواقع رأيتَ نصرَ الله لعباده المؤمنين دائراً بين هذين الأمرين، غيرَ خارجٍ عنهما: إما نصرٌ عليهم، أو خذلٌ لهم" [ص 146].
ـ وكما قال في تفسير (هم للكفر يومئذٍ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) [آل عمران: 167]: "هذه خاصّة المنافقين؛ يُظهرون بكلامهم وفِعالهم ما يُبطنون ضدّه في قلوبهم وسرائرهم" [ص 156].
الخامسَ عشر: أنّ الشيخ السعدي كان عارفاً بواقعه، وما يكيده أعداء الإسلام لهذا الدّين:
ـ كما تراه في تفسير قول الله تعالى: (ولا يزالون يُقاتلونكم حتى يردُّوكم عن دينكم إن استطاعوا): "هذا الوصفُ عامٌّ لكلّ الكفار: لا يزالون يُقاتلون غيرهم؛ حتى يردّوهم عن دينهم، وخصوصاً أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين بذلوا الجمعيّات، ونشروا الدعاة، وبثُّوا الأطبّاء، وبنوا المدارس؛ لجذب الأمم إلى دينهم، وتدخيلهم عليهم كل ما يُمْكنهم من الشُّبَه التي تُشكِّكهم في دينهم" [ص 97].
السادسَ عشر: أنّ هذا الشيخ الصالح قد بثّ في تفسيره روح الجهاد، ونصر فيه عقيدة الولاء للمسلمين والبراء من المشركين:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فما أحسنَ قولَه في تفسير (ولا تقولوا لمن يُقتَل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون) [البقرة: 154]: "في هذه الآية أعظمُ حَثٍّ على الجهاد في سبيل الله وملازمةِ الصّبرِ عليه؛ فلو شعر العبادُ بما للمقاتلين في سبيل الله من الثواب لم يتخلّفْ عنه أحدٌ! ولكنّ عدمَ العلمِ اليقيني التامِّ هو الذي فتٍٍّّر العزائم، وزاد نومَ النائم، وأفاتَ الأجورَ العظيمة والغنائم؛ لِمَ لا يكون كذلك والله تعالى قد (اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون)؟! فواللهِ لو كان للإنسانِ ألفُ نفسٍ تذهب نفساً نفساً في سبيل الله, لم يكن عظيماً في جانب هذا الأجر العظيم؛ ولهذا لا يتمنى الشهداء بعد ما عاينوا من ثوابَ الله وحُسْنَ جزائه إلا أن يُرَدّوا إلى الدنيا حتى يقتلوا في سبيله مرةً بعد مرةً! " [ص 75].
ـ وكما في قوله في تفسير (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) [البقرة: 216]: "وذلك مثل القعود عن الجهاد لطلب الراحة؛ فإنه شرٌّ؛ لأنه يعقب الخذلان وتسلّط الأعداء على الإسلام وأهله، وحصول الذلّ والهوان، وفوات الأجر العظيم، وحصول العقاب" [ص 97].
ـ وكما في قوله في تفسير (قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة) [آل عمران 13]:"فنصر الله المؤمنين وأيّدهم بنصره؛ فهزموهم ... وما ذاك إلا لأنّ الله ناصرٌ من نصره، وخاذلٌ من كفر به؛ ففي هذا عِبْرةٌ لأولي الأبصار: أي أصحاب البصائر النافذة والعقول الكاملة على أنّ الطائفة المنصورة معها الحقُّ والأخرى مُبْطِلةٌ، وإلا فلو نظر الناظر إلى مجرّد الأسباب الظاهرة والعَدد والعُدد؛ لجزم بأنّ غَلَبَة هذه الفئة القليلة لتلك الفئة الكثيرة من أنواع المحالات، ولكنْ وراء هذا السببِ المشاهدِ بالأبصار سببٌ أعظمُ منه لا يُدركه إلا أهلُ البصائر والإيمان بالله والتوكّلِ على الله والثقةِ بكفايته: وهو نصرُه وإعزازُه لعباده المؤمنين على أعدائه الكافرين" [ص 123].
ـ وما أحسنَ إشارتَه البديعة في تفسير (لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور) [آل عمران: 186]: "أي إن تصبروا على ما نالكم في أموالكم وأنفسكم من الابتلاء والامتحان وعلى أذيّة الظالمين، وتتقوا الله في ذلك الصبر؛ بأن تنووا به وجه الله والتقرّب إليه، ولم تتعدّوا في صبركم الحدَّ الشرعيَّ من الصّبر في موضعٍ لا يحلّ لكم فيه الاحتمالُ، بل وظيفتُكم فيه الانتقامُ من أعداء الله! " [ص 160].
السابعَ عشر: أنّ هذا التفسير قد تضمّن لفتاتٍ بارعةً وإشاراتٍ مُسْتَلهَمَةً من وحي السياق القرآني:
ـ مثل قول السعدي رحمه الله عند قول الله تعالى: (بل أكثرهم لا يؤمنون): "ولو صدق إيمانهم؛ لكانوا مثل من قال الله فيهم: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه) " [ص 60].
ـ وكذلك قوله في تفسير (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعى في خرابها): "الحسّي والمعنوي؛ فالخراب الحسّي: هدمُها وتخريبُها وتقذيرُها، والخراب المعنوي: منعُ الذاكرين لاسم الله فيها! " [ص 63].
ـ وكذلك قوله في تفسير: (قولوا آمنّا بالله): "وفي قوله: (قولوا) إشارةٌ للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه. وفي قوله: (آمنَّا) ونحوه مما فيه صدور الفعل منسوباً إلى جميع الأمة إشارةٌ إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً" [ص 67].
الثامنَ عشر: أنّ الشيخ السعدي قد أبان ملَكةً عظيمةً من دقة الاستنباط وروعة الاحتجاج؛ بما يذكِّر طالبَ العلم بتفنُّن البخاري في تراجم جامعه الصحيح:
ـ فقد قال رحمه الله في قول الله تعالى: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله): "في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها؛ أقدم، وإلا أحجم" [ص 103].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ واستنبط رحمه الله من قول الله تعالى: (قولوا آمنَّا) أنّ في ذلك "إشارة للإعلان بالعقيدة, والصدع بها، والدعوة لها؛ إذ هي أصل الدين وأساسه"، و"إشارة إلى أنه يجب على الأمة الاعتصام بحبل الله جميعاً والحث على الائتلاف؛ حتى يكون داعيهم واحداً, وعملهم متحداً, وفي ضمنه النهي عن الافتراق, وفيه أنّ المؤمنين كالجسد الواحد" [ص 67].
ـ ولك أنْ تتأمّل شفوف نظره؛ حيث قال في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]: "يُستدَل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل: كالصلاة في أول وقتها, والمبادرة إلى إبراء الذمة من الصيام والحج, والعمرة, وإخراج الزكاة, والإتيان بسنن العبادات وآدابها, فلله ما أجمعها وأنفعها من آية! " [ص 73].
التاسعَ عشر: أنّ الشيخ قد استفرغ الوُسْعَ في عُمْق التدبُّر للآيات، وشدّة العناية بالفوائد والعِظات:
ـ كيف وقد استنبط من آية الدَّيْن [البقرة: 282] خمسين فائدةً ثم قال مُعْتذراً: "فهذه الأحكام مما يُسْتنبَط من هذه الآية الكريمة على حَسَب الحال الحاضرة والفهم القاصر؛ ولله في كلامه حِكَمٌ وأسرارٌ يخصّ بها من يشاء من عباده" [ص 119].
ـ ولَكَ أن تتأمّل هذه العِبَر التربوية والسياسية والاجتماعية النفيسة التي استنبطها من قصة داود وجالوت في سورة البقرة: "أولاً: أنّ اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبر سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم. ثانياً: أنّ الحقَّ كلما عُورِض وأُورِدَتْ عليه الشُّبَه ازداد وُضوحاً؛ وتميّز، وحصل به اليقين التام. ثالثاً: أنّ العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها. رابعاً: أنّ الاتّكال على النفس سببٌ للفشل والخذلان، والاستعانة بالله والصّبر والالتجاء إليه سبب النصر. خامساً: أنّ من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطّيِّب، والصادق من الكاذب، والصابر من الجبان. سادساً: أنه تعالى لم يكن ليذر العباد على ما هم عليه من الاختلاط وعدم التمييز. سابعاً: أنّ من رحمته تعالى وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكفار والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين. ثامناً: أنه لولا ذلك لفسدت الأرض؛ باستيلاء الكفر وشعائره عليها" [ص 109].
العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ رحمه الله قد اعتنى بأصول الفقه:
ـ فقد ذكر الشيخ أنّ (المحرَّم نوعان) [ص 80]، وأنّ (النهي للتحريم) [ص 49].
ـ وأنّه (إذا ارتفع الجناح؛ رجع الأمر إلى ما كان عليه) [ص 82]، وقد نصّ على (الإباحة) [ص 80]، وأنّ (الضرورات تبيح المحظورات) [ص 82]، وأنّ (الأصل في الأشياء الإباحة والطهارة) [ص 48]، وأنه (إذا أُبيح كلا الأمرين؛ فالتأخّر أفضل لأنه أكثر عبادةً) [ص 93].
ـ وأنّ (حكم الحاكم لا يبيح محرَّماً ولا يحرّم حلالاً) [ص 88]، و (النهي عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم) [ص 61، 104،108]، وأن ّ (إخبار التقرير يدلّ على الجواز) [ص 118].
ـ وأنّ (الأمر بالشيء نهيٌ عن ضدّه) [ص 57، 71].
ـ كما ذكر السعدي (العام) و (الخاص) [ص 84، 90، 92، 102]، والعام المخصوص [ص 104]، وأنّ (العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السبب) [ص 51، 65]، وأنّ (النكرة في سياق النفي تعمّ) [ص 57].
ـ كما ذكر (المطلق والمقيَّد) [ص 66، 70]، وأن ّ (حمل المطلق على المقيَّد مقدَّمٌ على إجراء العموم) [ص 106].
ـ كما نصّ على (الإجماع) [ص 70، 71]، و (النسخ) و (الحكمة) من تشريعه، و (إنكار اليهود له) [ص 62]، و (ما لا يدخله النسخ) [ص 57]، وأنه (لا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع) [ص 85].
ـ وأنّ (الحكم يدور مع علّته وُجوداً وعَدَماً) [ص 77].
ـ كما ذكر (الرخصة) [ص 86، 87]، وأنه (إذا حصل بعض الأعذار التي هي مَظِنّة المشقّة؛ حصل التخفيف) [ص 120].
الحادي والعشرين: أنّ هذا التفسير قد اهتمّ بعلم المقاصد، والقواعد الشرعيّة:
ـ كما في قوله: "فالمنهيّات كلّها إمَا مضرّةٌ محضةٌ، أو شرّها أكبر من خيرها. كما أنّ المأمورات إما مصلحةٌ محضةٌ، أو خيرها أكبر من شرّها" [ص 61].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكذلك قوله عند قول الله تعالى: (لا تقولوا راعِنا): "وكان اليهود يريدون بها معنىً فاسداً؛ فانتهزوا الفرصة، فصاروا يخاطبون الرسول بذلك، ويقصدون المعنى الفاسد؛ فنهى الله المؤمنين عن هذه الكلمة سدّاً لهذا الباب؛ ففيه النهيُ عن الجائز إذا كان وسيلةً إلى محرَّم" [ص 61]. ومنه قوله: "قد يُنهى عن كثرة الصداق؛ إذا تضمّن مفسدةً دينيّةً، وعدم مصلحةٍ تُقاوِم" [ص 173].
ـ وأشار إلى (مراعاة المصلحة) [ص 118]، وأنّ (ترتيب الصّدقات يرجع في ذلك إلى المصلحة) [ص 116]، وأنه (يُرْتكَب أخفَّ المفسدتين لدفع أعلاهما) [ص 89]، و (فعل أدنى المصلحتين؛ للعجز عن أعلاهما) [ص 156]، وأنّ (الوسائل لها حُكْم المقاصد) [ص 99، 103]، و (اعتبار المقاصد في الأقوال كما هي مُعْتَبَرَةٌ في الأفعال) [ص 101]، وأنه (إذا تزاحمت المصالح قُدِّم أهمّها) [ص 100].
ـ وقد ذكر بعض القواعد الشرعيّة، مثل: (من استعجل شيئاً قبل أوانه؛ عُوقِب بحرمانه) [ص 169].
الثاني العشرين: أنّ الشيخ السعديَّ قد وُفِّق في إدراك أسرار التراكيب؛ وما ذاك إلا لشدّة إلمامه بفنون البلاغة وقواعد اللغة وأسرار العربيّة:
ـ فالتفسير زاخرٌ بالصناعة اللغويّة المُعينة على فهم القرآن، فقد قال في تفسير (أولئك على هدى من ربّهم): "أي: على هدًى عظيم؛ لأنّ التنكير للتعظيم, وأيُّ هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمِّنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة ... وأتى بـ (على) ـ في هذا الموضع ـ الدَّالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ (في) كما في قوله: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)؛ لأنّ صاحب الهدى مستعلٍ بالهدى, مرتفعٌ به, وصاحب الضلال منغمسٌ فيه محتَقَرٌ! " [ص 41].
ـ وقال في تفسير (ولئن اتبعتَ أهواءهم) [البقرة: 145]: " إنما قال: (أهواءهم)؛ ولم يقل (دينهم) لأنّ ما هم عليه مُجَرَّدُ أهويةِ نفسٍ، حتى هم في قلوبهم يعلمون أنه ليس بدينٍ، ومن ترك الدِّينَ اتبع الهوى ولا محالة؛ قال تعالى: (أفرأيتَ من اتخذ إلهه هواه) " [ص 72].
ـ وقال في تفسير (صبغةَ الله ومَن أحسنُ مِن الله صبغةً ونحن له عابدون): "في قوله: (ونحن له عابدون) بيانٌ لهذه الصبغة, وهي القيام بهذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة ... والإخلاص: أن يقصد العبد وجه الله وحده في تلك الأعمال؛ فتقديم المعمول يُؤْذِن بالحصر" [ص 69]، كما ذكر أنّ التقديم للاهتمام [ص 167].
ـ كما ذكر الفروق اللغوية: بين (الجور) و (الجنف) و (الإثم) [ص 86]، وبين (كسب) و (اكتسب) [ص 120]، وبين (الخطأ) و (النسيان) [ص 120].
ـ ونصّ على أنّ من معاني (الاستفهام) التعجُّب والإنكار والتوبيخ [ص 48]، وأنّ (حتى) للغاية [ص 87]، و (كلما) تقتضي التكرار [ص 60]، و (الباء) للسببيّة [ص 136].
ـ واسم الفاعل يدلّ على الثبوت والاستقرار [ص 69، 72].
ـ كما ذكر الدلالة البلاغيّة لورود التخصيص بعد التعميم [ص 48، 50].
ـ ودلالة الإبهام وعدم التعيين؛ على إرادة العموم [ص 161، 176].
الثالث والعشرين: أنّ هذا التفسير قد زخر بالنظر الثاقب إلى أهميّة السياسة الشرعيّة، والمسائل الإدارية وضرورة أن يُعِدّ المسلمون الكفاءات اللازمة لأداء وظيفتهم الرساليّة:
ـ فقد ذكر رحمه الله أنّه بقوة الرأي والجسم "تتمّ أمور الملك؛ لأنه إذا تمّ رأيه وقوي على تنفيذ ما يقتضيه الرأي المصيب؛ حصل بذلك الكمال، ومتى فاته واحدٌ من الأمرين؛ اختلّ عليه الأمر، فلو كان قويَّ البدن مع ضعف الرأي حصل في الملك خرقٌ وقهرٌ ومخالفةٌ للمشروع: قوة على غير حكمة، ولو كان عالماً بالأمور وليس له قوةٌ على تنفيذها؛ لم يُفِدْه الرأي الذي لا يُنفّذه شيئاً" [ص 108].
ـ "اجتماع أهل الكلمة والحلّ والعقد، وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمه، ثم العمل به؛ أكبرُ سببٍ لارتقائهم وحصول مقصودهم"، وأنّ "العلم والرّأي مع القوّة المنفِّذة: بهما كمال الولايات؛ وبفقدهما ـ أو بفقد أحدهما ـ نُقْصانها وضررها" [ص 109].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكذلك قوله رحمه الله ـ الذي سبق ذكره ـ في قول الله تعالى: (فإن طلّقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنّا أن يُقيما حدود الله): "في هذا دلالةٌ على أنّه ينبغي للإنسان إذا أراد أن يدخل في أمرٍ من الأمور خصوصاً الولايات الصغار والكبار؛ أن ينظر في نفسه؛ فإن رأى من نفسه قوّةً على ذلك، ووثق بها أقدم، وإلا أحجم" [ص 103].
ـ ومن ذلك قوله رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: (وما محمّدٌ إلا رسولٌ قد خلتْ من قبله الرسلُ أَفَإنْ مات أو قُتِل انقلبتم على أعقابكم) [آل عمران 144]: "في هذه الآية الكريمة إرشادٌ من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالةٍ لا يُزعزعهم عن إيمانهم ـ أو عن بعض لوازمه ـ فقدُ رئيسٍ؛ ولو عظُم، وما ذاك إلا بالاستعداد في كل أمرٍ من أمور الدّين بعدّة أُناسٍ من أهل الكفاءة فيه؛ إذا فُقِد أحدُهم قام به غيُره، وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله، والجهاد عنه، بحسب الإمكان، لا يكون لهم قصدٌ في رئيسٍ دون رئيسٍ؛ فبهذه الحال يسْتتبّ لهم أمرهم، وتستقيم أمورهم" [ص 151].
ـ ومثل قوله عليه رحمة الله عند تفسير (فبما رحمة من الله لنت لهم): "الأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين؛ تجذب الناس إلى دين الله، وترغّبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب. والأخلاق السيّئة من الرئيس في الدين؛ تنفّر الناس عن الدين، وتبغّضهم إليه؛ مع ما لصاحبها من الذمّ والعقاب الخاصّ؛ فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول؛ فكيف بغيره؟! " [ص 154].
ـ ومن ذلك ذِكْرُهُ "ما في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية"؛ حيث قرّر "أنّ فيها تسميحاً لخواطرهم، وإزالةً لما يصير في القلوب عند الحوادث؛ فإنّ من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثةٍ من الحوادث، اطمأنت نفوسهم وأحبّوه، وعلموا أنه ليس بمستبدٍّ عليهم، وإنما ينظر إلى المصلحة الكلّيّة العامّة للجميع؛ فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته؛ لعلمهم بسعيه في مصالح العموم؛ بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبّونه محبةً صادقةً، ولا يطيعونه، وإن أطاعوه فطاعةٌ غير تامّة ... " [ص 154].
ـ كما نصّ على منهج القرآن في الجمع "بين تعليم الأحكام، وما به تُنفَّذ الأحكام، وما به تُدرك فوائدها وثمراتها! " [ص 155].
ـ ومن ذلك قوله في تفسير (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتقى وأْتُوا البيوت من أبوابها) [البقرة: 189]: "يُستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كلّ أمرٍ من الأمور أن يأتيه الإنسان من الطريق السّهل القريب الذي قد جعل له موصلاً: فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ينبغي أن ينظر في حالة المأمور، ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود أو بعضه، والمتعلّم والمعلّم ينبغي أن يسلك أقربَ طريقٍ وأسهلَه يحصل به مقصوده؛ وهكذا كلُّ من حاول أمراً من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه؛ فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود" [ص 88 - 89].
الرابع والعشرين: أنّ السّعديَّ قد تميّز بطول النفَس، وسعة الباع في ذكر المعاني الكثيرة المحتَمَلة [كما تراه في ص 48، 65، 66،89، 113، 117، 131]:
ـ فقد قال في تفسير (واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة) [البقرة 231]: "أي السُّنّة اللَّذَيْن بيّن لكم بهما طرق الخير، ورغّبكم فيها وطرق الشرّ وحذّركم إياها، وعرّفكم نفسه ووقائعه في أوليائه وأعدائه، وعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، وقيل: المراد بالحكمة أسرار الشريعة؛ فالكتاب فيه الحِكَم، والحكمة فيها بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه. وكلا المعنيين صحيحٌ" [ص 103].
ـ وقال في تفسير (هذا بيانٌ للناس وهدى وموعظةٌ للمتقين) [آل عمران: 138]: "لأنهم هم المُنْتفعون بالآيات؛ فتهديهم إلى سبيل الرشاد، وتعظهم وتزجرهم عن طريق الغيّ، وأما باقي الناس فهي بيانٌ لهم، تقوم به عليهم الحجّة من الله؛ ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ، ويحتمل أنّ الإشارة في قوله: (هذا بيانٌ للناس) للقرآن العظيم، والذكر الحكيم، وأنه بيانٌ للناس عموماً، وهدى وموعظةٌ للمتّقين خصوصاً، وكلا المعنيَيْن حقٌّ" [ص 149].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وكذلك قوله في تفسير (وليُمحِّص الله الذين آمنوا) [آل عمران 119]: "يمحِّص بذلك المؤمنين من ذنوبهم وعيوبهم ... وليمحّص الله أيضا المؤمنين من غيرهم من المنافقين" [ص 50].
الخامس والعشرين: أنّ هذا التفسير الماتع قد حثّ على كل علمٍ نافعٍ: كقوله في شأن التاريخ عند قول الله تعالى: (يا أهل الكتاب لم تحاجّون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون ها أنتم هؤلاء حاججتم في ما لكم به علم فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علمٌ والله يعلم وأنتم لا تعلمون) [آل عمران 65 - 66]: "فيها ... حثٌّ على علم التاريخ، وأنه طريقٌ لردّ كثيرٍ من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تُخالف ما عُلِم من التاريخ" [ص 134].
السادس والعشرين: أنّ السّعدي قد وُفِّق في عدم التعويل على الإسرائيليات، والانسياق وراء أوهام أهل الكتاب وأباطيلهم:
ـ فقد صرّح بمنهجه في ذلك بقوله: "اعلم أنّ كثيراً من المفسّرين ـ رحمهم الله ـ قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزّلوا عليها الآيات القرآنية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، مُحْتجّين بقوله صلى الله عليه وسلم: ((حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)). والذي أراه أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجهٍ تكون مُفردةً غير مقرونةٍ، ولا منزّلةٍ على كتاب الله؛ فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أنّ مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تُكذِّبوهم))؛ فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أنّ القرآن يجب الإيمان به، والقطع بألفاظه ومعانيه؛ فلا يجوز أن تُجْعَل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة ـ التي يغلب على الظنّ كذبها أو كذب أكثرها ـ معانيَ لكتاب الله، مقطوعاً بها، ولا يستريب بها أحد؛ ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل! " [ص 55 - 56]. وانظرْ كذلك [ص 112، 138].
السابع والعشرين: أنّ هذا التفسير قد استلهم رُوحَ السنةِ النبوية؛ حتى إنّ القاريء ليستحضر أحاديثَ النبي صلى الله عليه وسلم بمجرَّد أن يسمع بعض المعاني التي يربط بها السعدي بين القرآن والسنة:
ـ كما مرّ في الكلام على الإسرائيليات، وكما في قوله رحمه الله في تفسير (لتكونوا شهداء على الناس) [البقرة: 143]: "ومن شهادة هذه الأمة على غيرهم أنه إذا كان يوم القيامة وسأل الله المرسلين عن تبليغهم, والأمم المكذِّبة عن ذلك, وأنكروا أنّ الأنبياء بلّغتهم, استشهدت الأنبياء بهذه الأمة, وزكّاها نبيّها" [ص 71]. فهذا يذكِّر طالب العلم بما رواه البخاري في كتاب (أحاديث الأنبياء) باب قول الله عز وجل (ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه) [هود: 25]، وفي كتاب (التفسير) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) [البقرة: 143]، وفي كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) باب (وكذلك جعلناكم أُمّة وسطاً) عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُدعى نوحٌ يومَ القيامة فيقول: لبّيك وسعديْك يا ربّ! فيقول: هل بلّغتَ؟ فيقول: نعم. فيُقال لأمته: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذيرٍ! فيقول: من يشهد لك؟ ـ وفي رواية الاعتصام: من شُهودُك؟ ـ فيقول: محمّدٌ وأُمّته؛ فيشهدون أنه قد بلّغ، ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ فذلك قوله جل ذكره (وكذلك جعلناكم أُمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).
ـ وكذلك قوله في تفسير (فلنُولّينّك قبلةً ترضاها) [البقرة: 144]: "أي: تحبّها وهي الكعبة, وفي هذا بيانٌ لفضله وشرفه صلى الله عليه وسلم, حيث إنّ الله تعالى يسارع في رضاه" [ص 71]؛ فإنّ هذه العبارة مُسْتوحاةٌ من قول أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنه لما نزل (تُرْجي من تشاء منهن وتُؤوي إليك من تشاء) [الأحزاب: 51]: "ما أرى ربَّك إلا يُسارع في هواك" كما في الصحيحين.
الثامن والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ يلهج ـ كثيراً ـ في تفسيره بحمد الله وشكره على عظيم نعمائه؛ وهذا ـ لعمري ـ مما يزيد الأعمال بركةً وصلاحاً وفلاحاً؛ وما هذا التفسيرُ البديعُ إلا ثمرةً من ثمرات قول الله تعالى: (لئنْ شكرتم لأزيدنّكم):
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ فمن أمثلة ذلك ما قاله السعديّ في تفسير (ومما رزقناهم يُنفقون) [البقرة: 3]: "في قوله: (رزقناهم) إشارةٌ إلى أنّ هذه الأموال التي بين أيديكم, ليست حاصلة بقوتكم ومِلْككم, وإنما هي رزق الله الذي خوَّلكم, وأنعم به عليكم, فكما أنعم عليكم وفضّلكم على كثير من عباده؛ فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم, وواسُوا إخوانكم المُعدَمِين" [ص 41].
ـ وما قاله في تفسير (ولأتمّ نعمتي عليكم) [البقرة: 150]: "قد أعطاه الله من الأحوال والنعم, وأعطى أمته, ما أتم به نعمته عليه وعليهم, وأنزل الله عليه: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي, ورضيتُ لكم الإسلام ديناً)؛ فللّه الحمدُ على فضله, الذي لا نبلغ له عَداً, فضلاً عن القيام بشكره" [ص 74].
ـ وكذلك في تفسير (ولعلكم تهدون) [البقرة: 150]: "أي: تعلمون الحق, وتعملون به؛ فالله تبارك وتعالى ـ من رحمته بالعباد ـ قد يسّر لهم أسبابَ الهداية غايةَ التيسير, ونبّههم على سلوك طُرُقها, وبيّنها لهم أتمَّ تبيين؛ حتى إنّ من جملة ذلك أنه يقيّض الحق للمعاندين له فيجادلون فيه, فيتضح بذلك الحق, وتظهر آياته وأعلامه ... ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحاً ظاهراً؛ فلله الحمد على ذلك" [ص 74].
ـ وقوله في تفسير (فاذكروني أذكركم واشكروا لي) [البقرة: 152]: "أي: على ما أنعمتُ عليكم بهذه النعم, وصرفتُ عنكم صنوف النقم. والشكر يكون بالقلب: إقراراً بالنعم واعترافاً, وباللّسان: ذكراً وثناءً, وبالجوارح: طاعةً لله وانقياداً لأمره واجتناباً لنهيه؛ فالشكر فيه بقاءُ النعمة الموجودة، وزيادةٌ في النِّعَم المفقودة، قال تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنّكم). وفي الإتيان بالأمر بالشكر، بعد النعم الدينية: من العلم، وتزكية الأخلاق، والتوفيق للأعمال، بيان أنها أكبر النعم، بل هي النِّعَم الحقيقيةُ التي تدوم إذا زال غيرها؛ وأنه ينبغي لمن وُفِّقوا لعلمٍ أو عملٍ أن يشكروا الله على ذلك؛ ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب؛ فيشتغلوا بالشكر! " [ص 74].
ـ وكذلك قوله في تفسير (إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار) [البقرة 164]: "أليس من القبيح بالعباد أن يتمتّعوا برزقه, ويعيشوا ببرّه, وهم يستعينون بذلك على مساخطه ومعاصيه؟! أليس ذلك دليلاً على حِلْمِهِ وصَبرِه وعفوِه وصَفحِه وعَميمِ لُطفِه؟! فله الحمد أولاً وآخراً, وظاهراً وباطناً." [ص 79].
التاسع والعشرين: أنّ الشيخ السعديَّ رحمه الله قد اعتنى بمفهوم الآيات، دون اقتصار على منطوقها؛ وفي هذا إثراءٌ لفقه دلالات القرآن:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (ويُحبّون أن يُحْمَدوا بما لم يفعلوا) [آل عمران 188]: "دلّت الآية بمفهومها على أنّ من أحبّ أن يُحمد ويُثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق؛ إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة: أنه غير مذمومٍ؛ بل هو من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزي بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواصّ خلقه، وسألوها منه: كما قال إبراهيم عليه السلام: (واجعلْ لي لسانَ صدقٍ في الآخرين)، وقال: (سلامٌ على نوحٍ في العالمين إنا كذلك نجزي المحسنين)، وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماماً)؛ وهي من نعم الباري على عبده، ومِنَنِهِ التي تحتاج إلى الشكر" [ص 161].
ـ ولـ (تيسير الكريم الرحمن) بحمد الله عنايةٌ فائقةٌ بالمفاهيم: مثل (مفهوم الموافقة) [ص 53، 72، 92]، و (مفهوم المخالفة): سواء كان وصفاً [ص 77، 113، 119]، أو شرطاً [ص 65، 102، 103]، أو ظرفاً [ص 91] ...
ـ وقد نبّه الشيخ رحمه الله على بعض المفاهيم المُلْغاة: مثل تقريره أنّ "القيد الذي خرج مخرج الغالب لا مفهوم له" [ص 173، 174].
الثلاثين: أنّ هذا التفسير الجليل قد شوّق الصالحين إلى بلوغ جنّات النعيم:
ـ فمن ذلك قوله في تفسير (الذين يظنّون أنهم ملاقو ربّهم وأنهم إليه راجعون) [البقرة: 46]: "فهذا الذي خفّف عليهم العبادات، وأوجب لهم التسلّي في المصيبات، ونفّس عنهم الكربات، وزجرهم عن فعل السيّئات؛ فهؤلاء لهم النعيمُ المقيمُ في الغرفات العاليات! " [ص 52].
ـ وكما جاء في قوله عند تفسير (أحياءٌ عند ربّهم يُرزقون) [آل عمران: 169]: "لفظ (عند ربّهم) يقتضي علوَّ درجتهم، وقربهم من ربّهم (يُرزقون) من أنواع النعيم الذي لا يعلم وصفه، إلا من أنعم به عليهم؛ ومع هذا (فرحين بما آتاهم الله من فضله) أي مغتبطين بذلك قد قرّتْ عيونهم، وفرحتْ به نفوسهم؛ وذلك لحُسنه، وكثرته، وعظمته، وكمال اللّذّة في الوصول إليه، وعدم المُنغِّص؛ فجمع الله لهم بين نعيم البدن بالرزق، ونعيم القلب والروح بالفرح بما آتاهم من فضله؛ فتمّ لهم النعيم والسرور! " [ص 157].
ـ وكذلك قوله في تفسير (فاستبقوا الخيرات) [البقرة: 148]: "ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات فهو السابق في الآخرة إلى الجنات! " [ص 73].
نسألك اللهم يا ذا الجلال والإكرام: (تيسير) العلم النافع، والعمل الصالح، وأن توفقنا إلى معرفة (تفسيرِ كلام المنّان)، وأن تنفعنا، وتنفع بنا، وتجعلَنا سبباً لمن اهتدى، وأن تجمعَنا و (الشيخَ السعديَّ) في جنةِ الفردوس؛ إنك أنتَ (الكريم الرحمن):
"في جنّةٍ طابتْ وطاب نعيمها من كلّ فاكهةٍ بها زوجان! ِِ
أنهارها تجري لهم من تحتهم محفوفةً بالنخل والرّمّان! ِ
غرفاتُها من لؤلؤٍ وزبرجدٍ وقصورُها من خالصِ العقيان! ِ
قُصرتْ بها للمتقين كواعبٌ شُبِّهنَ بالياقوتِ والمرجان! ِ
بيضُ الوُجوهِ شُعورُهنّ حَوالكٌ حُمْرُ الخدودِ عواتقُ الأجفانِ!
فُلْجُ الثغورِ إذا ابتسمن ضواحكا هيفُ الخصورِ نواعمُ الأبدانِ!
خُضرُ الثياب ثديهنّ نواهد صُفر الحليّ عواطرُ الأردانِ! "
[نونيّة القحطاني ص 87 - 88]
والحمد لله والصلاة على رسول الله.
المرجع: HTTP://WWW.MESHKAT.NET/ASSAY/WARD1.HTM
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 Jul 2003, 12:50 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ المفضال الشيخ / أبو مجاهد العبيدي وفقه الله ونفع به.
جزاك الله خيراً على هذه النكت والفوائد العطرة فلله درك، أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة.
لا أخفي عليك أخي الكريم فقد كنت في بداية تقييد الفوائد اعتمدت على نسخة الشيخ اللويحق وفقه الله ونفع به ثم لما علمت بتفضيل نسخة الصميل على نسخته حولت العمل على نسخة الصميل، وإلى الآن لم أجد رداً ممن هو قريب من الشيخ وكم أتمنى أن يعجل بهذا الطلب.
وأما عن الفروق فهذا يظهر عند المقابلة على النسختين وبين الأصول الخطية التي اعتمدت في التحقيق والنظر في أعمال الشيخين الفاضلين وفقهما الله، وأعتقد إن لم أكن واهماً أن الإخوة الفضلاء في موقع ثمرات المطابع قد تعرضوا لنسخة الصميل وكذا اللويحق ولا أدري ما كان نتيجة حكمهم وفقهم الله.
ولكن فيما يظهر لي الآن أن نسخة الصميل أجود وأصح كما ذكر هذا الشيخ بكر أبو زيد فقال في المقدمة لتقديمة نسخة الصميل (1 / و) حين تكلم عن الطبعات، ثم ذكر:
4 - ثم طبع طبعة مصححة جُردت من إدخالات النجار المذكور.
وأظن أن الشيخ وفقه الله يقصد طبعة الشيخ اللويحق، إذ ليس هناك طبعة مصصحة غير طبعة الشيخ عبد الرحمن.
ثم قال:
5 - والان هذه طبعة تميزت بالحسنيين تصحيحها من التطبيع والسقط ومن إدخالات النجار عليها، مقابلة على نسختين خطيتين، مفصّلة المقاطع مفهرسة الموضوعات، ينبغي أن تكون أصلاً .. "
فأظن أن هذا يفيد أن الشيخ وفقه الله ارتضى هذه الطبعة وقدمها على طبعة الشيخ اللويحق نفع الله به.
وأمر آخر: الفصل الذي عقد الشيخ الصميل عن طبعات الكتاب ذكر في صفحة (29 - 31) بعض الملحوظات التي وقع فيها الشيخ عبد الرحمن وفقه الله.
على كلٍ، فلعلي أتثبت أكثر وأكثر قبل إثبات الروائع للمقارنة بين النسختين على أصح ما هو موجود.
والله أعلم
وجزاكم الله خيراً أخي أبو مجاهد كم سعدت بردكم بورك فيكم.
أتمنى من الإخوة ذكر الأبحاث والرسائل التي تمت على تفسير الشيخ السعدي رحمه الله، سيما من حيث أهميته ومنهجه في التفسير. (أو روائع المقالات)
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
محبكم
أبو العالية
عفا الله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[26 Jul 2003, 10:33 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، ويبدو مرجع روائح الورد فيه خطأ والمقالة على جزءين هذان هما:
http://www.meshkat.net/assay/ward1.htm
http://www.meshkat.net/assay/ward2.htm(/)
سؤال عن الغسل والوضوء
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[25 Jul 2003, 08:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله، اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وعلى صحبه، وعلى التابعين، وعلى تابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
ولن أطيل. . .
- هل يتعين الوضوء بعد الاغتسال؟
- أثناء تجفيف المرء لنفسه من الماء - إثر الوضوء أو الغسل - إذا لمس عن طريق الخطأ وليس عن طريق العمد جزءا من فرجه هل يتوجب عليه إعادة الوضوء؟
وشكرا،،،
وأثاب الله الجميع.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jul 2003, 02:29 م]ـ
بسم الله
الملتقى متخصص في الدراسات القرآنية، فنرجو مراعاة ذلك
والملتقيات المتخصصة في الفقه موجودة ولله الحمد ومنها:
http://members.lycos.co.uk/asassos/vb/index.php
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[25 Jul 2003, 10:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:
فأعتذر لفضيلة الشيخ محمد، ووجه نظره له وجهها القوي (وفيها مناقشة)
غير أني أرجو أن يسمح لي بإجابة الأخ الكريم ربما لحاجته إلى ذلك،
فأقول:
إ1 - اذا نوى الطهارة الكبرى أجزأه عن نية الطهارة الصغرى وهومذهب الشافعية والمالكية ورواية في مذهب أحمد
واختاره شيخ الإسلام ا بن تيمية رحمه الله والشيخ العثيمين
2 القول الثاني: يجزئ ولو لم ينو أحدهما واختاره الحنفية
3 - القول الثالث: لا تتداخل الطهارتان إلا بنية فعليه إما أن يتوضأ قبل الغسل أو ينوي بغسله الطهارة من الحدثين
وهو المذهب المشهور عند الحنابلة ووجه عند الشافعية
4 - يجب الوضوء إما قبل الغسل أو بعده ولا تتداخل النيتان وهو رواية عند الحنابلة، ووجه عند الشافعية
والأظهر والله أعلم القول الأول لدلالة الكتاب
حيث قال تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلا الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا) فأمر بمطلق الطهارة
--------
لما روى أبو داود وصححه الألباني: حدثنا زهير بن حرب وابن السرح، قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة قالت:
إن امرأة من المسلمين وقال زهير إنها قالت: يا رسول الله؛ إني امرأة أشد ضفر رأسي أفأنقضه للجنابة؟ قال: "" إنما يكفيك أن تحفني عليه ثلاثا "" وقال زهير: "" تحثي عليه ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي على سائر جسدك فإذا أنت قد طهرت "
--------
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[26 Jul 2003, 04:54 م]ـ
الحمد لله وبعد
إجابة السؤال الأول /
لايتعين الوضوء بعد الغسل المشروع – كغسل الجنابة مثلا – بل ولايسن، والسنة أن يتوضأ قبل الغسل كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.
أما تعين الوضوء ففي ثلاثة أحوال: 1 - عند الصلاة، وهذا بالإجماع.
2 - عند الطواف.
3 - عند مس المصحف.
إجابة السؤال الثاني /
هذا السؤال يتعلق بمسألة (مس الفرج) هل ينقض الوضوء؟
وهذه المسألة فيها بحث طويل من جهتي الرواية والدراية.
ولعل الأقرب في هذه الصورة التي سألت عنها – مس عن غير تعمد أي بدون شهوة -: أنه يستحب لك الوضوء، وهو خير وفضيلة، وفيه جمع بين النصوص في المسألة.
والله أعلم
مع شكري للشيخ الفاضل / عبدالله بن بلقاسم، على هذه الفوائد الجليلة.
الشيخ الكريم / أبا مجاهد
مادام أن المسألة لم تصل إلى حد الظاهرة فلا أرى التشديد، وفيه نفع للجميع، وقد يكون السائل من بلاد بعيدة ولم تقع عينه إلا على هذا المنتدى.
معذرة، وجزاك الله خيرا.(/)
اختراع خرسانة مقاومة للزلازل اعتماداً على آية قرآنية
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[25 Jul 2003, 02:33 م]ـ
المقال من الموقع: http://www.almokhtsar.com/news/?id=1e28838223a822828aa6016c2bf03d85&chanel=news&action=shownews&newsid=8637
المختصر/
البيان / توصلت باحثة مصرية الى اختراع نوع من الخرسانة المسلحة يحمى المنشآت والمباني من مخاطر الزلازل وعمليات الهدم والتخريب. وقالت الدكتور مهندس ليلى عبدالمنعم في تصريح لها أمس ان الاختراع الذي حصلت بمقتضاه على وسام الاستحقاق ضمن 10 علماء على مستوى العالم تم تكريمهم في لندن في مايو الماضي يتمثل في تكوين خرسانة مسلحة من حوائط البيتومين من الحديد المنصهر.
وأضافت انها اعتمدت في اختراعها على آية قرآنية كريمة في سورة الكهف كمرجع أول في الاختراع وهي قوله تعالى: (آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى اذا جعله نارا قال آتوني افرغ عليه قطرا فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا).
وأوضحت ان الهدف هو بناء حائط البيتومين مع الحديد المنصهر «القار» وهو من عوادم البترول لكي يتم بناء الحوائط والقواعد الخرسانية أو عزل الاعمدة بهذه الطريقة حيث يتم استخدام المنصهر مع الاسفلت عوضا عن خلطة الاسفلت وعزل الاماكن المعرضة الى رشح المياه وكذلك قاعدة وجوانب القواعد الخرسانية في السدود والمصارف المعرضة للمياه والمبانى المقاومة للزلازل.
واكدت انه ومن خلال هذا الاختراع يمكن الحصول على بناء يقاوم جميع عوامل التعرية وقوة الزلازل وغيرها من القوى الموثرة من الخارج مهما بلغت ما يجعل تلك الحوائط أو القواعد او اغطية الأعمدة قوية التحمل الى درجة عالية موضحة ان الحوائط يمكن تكوينها بالمصانع ونقلها الى مكان التركيب. ـ كونا(/)
أشرطة سمعية لشروح التفسير
ـ[راجي خير]ــــــــ[26 Jul 2003, 08:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة اللة وبركاتة
من هم العلماء الكبارالذين فسرو القرآن ولهم أشرطة سمعية في التسجيلات وأين أجدها؟
الشيخ عمر فلاتة رحمة الله درس تفسير بن كثير في حوالي 600 شريط فماهي آخر سورة فسرها؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Jul 2003, 01:59 ص]ـ
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وتجد تفسيره على هذا الرابط:
http://www.binothaimeen.com/(/)
قول الله: (جعلا له شركاء فيما آتاهما) أُشكل عليَّ، فمن يزيل الإشكال؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 Jul 2003, 10:28 م]ـ
قال الله تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلمّا تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرّت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين. فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون). [الأعراف 189 - 109].
والسؤال هو: إن ظاهر الآية يفيد نسبة الشرك إلى آدم وحواء وذلك في قوله: (جعلا له شركاء فيما آتاهما)، وقد وجدت حديثاً في تفسير هذه الآية عن سمرة بن جندب مرفوعاً عند الترمذي لكن إسناده ضعيف، فأرجو حلّ هذا الإشكال بارك الله فيكم؛ فلأمر هام بالنسبة لي؟
وأرجو إختيار أرجح الأقوال في المسألة، مع ذكر الدليل، والإجابة عن الإشكال جواباً شافياً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jul 2003, 11:28 م]ـ
بسم الله
أخي أحمد المصري، نظراً لاستعجالك الجواب، تفضل هذا البحث:
الحمد لله وبعد؛
قال تعالى: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا فَتَعَالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ. (الأعراف: 189 - 190).
لقد وردت قصة تبين أن المراد بالآيات الآنفة الذكر آدم وحواء وأنهما وقعا في الشرك.
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كانت حواء تلد لآدم عليه السلام أولادا فيعبدهم لله ويسميه: عبدالله وعبيدالله ونحو ذلك فيصيبهم الموت فأتاها إبليس وآدم فقال: إنكما لو تسميانه بغير الذي تسميانه به لعاش قال: فولدت له رجلا فسماه " عبد الحارث ففيه أنزل الله، يقول الله: " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ " إلى قوله: " جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَآ ءَاتَاهُمَا … إلى آخر الآية.
وهذا الأثر ورد بعدة ألفاظ وجميع هذه الآثار في أسانيدها مقال، إلى جانب أنه مأخوذ من أهل الكتاب، وابن عباس يروي عن أهل الكتاب كما هو معلوم.
قال ابن كثير في تفسيره (3/ 636): وكأنه – والله أعلم – مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم.ا. هـ.
وقال أيضا: وهذه الآثار يظهر عليها – والله أعلم – أنها من لآثار أهل الكتاب … ا. هـ.
وورد حديث عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبدالحارث فعاش. وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره.
رواه أحمد (5/ 11) والترمذي (5/ 250ح3077) والحاكم (2/ 545)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبدالصمد ولم يرفعه عمر بن إبراهيم شيخ بصري.
وقد أعل ابن كثير في تفسيره (3/ 635) هذا الحديث بثلاث علل فقال:
أحدها: أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا، فالله أعلم
الثاني: أنه قد روي من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعا ….
الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه. ا. هـ. إلى جانب ما ذكر الحافظ ابن كثير فإن عمر بن إبراهيم يرويه عن قتادة وروايته عن قتادة منكرة، قال الإمام أحمد: وهو يروي عن قتادة أحاديث مناكير يخالف.
وقال ابن عدي: يروي عن قتادة أشياء لا يوافق عليها وحديث خاصة عن قتادة مضطرب.
وقد حكم الحافظ الذهبي على هذا الحديث بالنكارة كما في ترجمة عمر في الميزان (3/ 179) فقال: وهو حديث منكر كما ترى.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحسن البصري قد جاء عنه بأسانيد صحيحة خلاف ما نقله عن سمرة كما ذكر ذلك ابن كثير عقب الآثار التي رواها عنه فقال: ولو كان هذا الحديث عنده محفوظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره ولاسيما مع تقواه وورعه، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب، من آمن منهم مثل: كعب أو وهب بن منبه وغيرهما … إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع.ا. هـ.
وممن أبطل القصة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في القول المفيد شرح كتاب التوحيد (3/ 67) فقال – حفظه الله ونفع بعلمه -:
وهذه القصة باطلة من وجوه:
الوجه الأول: أنه ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من الأخبار التي لا تتلقى إلا بالوحي، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة: إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة.
الوجه الثاني: أنه لو كانت القصة في آدم وحواء لكان حالهما إما أن يتوبا من الشرك أو يموتا عليه، فإن قلنا ماتا عليه كان ذلك أعظم من قول الزنادقة:
إذا ما ذكرنا آدما وفعاله **** وتزويجه بنتيه بابنيه بالخنا
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر **** وأن جميع الناس من عنصر الزنا
فمن جوز موت أحد من الأنبياء على الشرك فقد أعظم الفرية، وإن كان تابا من الشرك فلا يليق بحكمة الله وعدله ورحمته أن يذكر خطأهما، ولا يذكر توبتهما منه، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا ولم يذكر توبتهما، والله تعالى إذا ذكر خطيئة بعض أنبيائه ورسله ذكر توبتهم منها.
الوجه الثالث: أن الأنبياء معصومون من الشرك باتفاق العلماء.
الوجه الرابع: أنه ثبت من حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة فيعتذر بأكله الشجرة وهو معصية، ولو وقع منه الشرك لكان اعتذاره به أعظم وأولى وأحرى.
الوجه الخامس: أن في هذه القصة أن الشيطان جاء إليهما وقال: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة. وهذا لا يقوله من يريد الإغواء، بل هذا وسيلة إلى رد كلامه، فيأتي بشيء يقرب من قبول قوله، فإذا قال: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة. سيعلمان علم اليقين أنه عذر لهما فلا يتقبلان منه صرفا ولا عدلا.
الوجه السادس: أن في قوله في هذه القصة: لأجعلن له قرني إيل. إما أن يصدقا أن ذلك ممكن في حقه وهذ شرك في الربوبية لأنه لا خالق إلا الله أو لا يصدقا فلا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك غير ممكن في حقه.
الوجه السابع: قوله تعالى: " فَتَعَالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ " بضمير الجمع ولو كان آدم وحواء لقال: عما يشركان.
فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة باطلة من أساسها، وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال، والأنبياء منزهون عن الشرك مبرؤن منه باتفاق أهل الهلم، وعلى هذا يكون تفسير الآية كما أسلفنا أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشركا ومنهم موحدا. ا.هـ.
فالخلاصة أن التفسير الصحيح لهذه الآية هو ما ذكره الحسن البصري والذي قال عنه ابن كثير: وهو من أحسن التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية.
وقال الشيخ محمد العثيمين: لكن الصحيح أن الحسن يرحمه الله قال: إن المراد بالآية غير آدم وحواء، وأن المراد بها المشركون من بني آدم.ا. هـ.
والله أعلم.
عبد الله زقيل
zugailam@yahoo.com
المرجع: http://www.saaid.net/Doat/Zugail/17.htm
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[26 Jul 2003, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وبارك في علمكم، وجمعنا وإياكم في جنة الفردوس مع سيد المرسلين.
وننتظر المزيد، مع تفصيل أكثر.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:50 م]ـ
باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المصنف -رحمه الله تعالى-:
باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم مُعَبَّد لغير الله كعبد عمر، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعن ابن عباس في الآية قال: لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة، لَتطيعانني أو لأجعلن له قرني أيّل، فيخرج من بطنها فيشقها، ولأفعلن ولأفعلن -يخوفهما-، سمِّياه عبد الحارث. فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا، ثم حملت فأتاهما، فذكر لهما، فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث، فذلك قوله: جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا رواه ابن أبي حاتم.
وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا قال: أشفقا ألا يكون إنسانا وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما.
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد ..
فهذا الباب ترجمه المصنف الإمام -رحمه الله تعالى- بقوله: باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
مناسبة هذا الباب للأبواب قبله: أنه وتلك الأبواب في معنى واحد، وذلك المعنى أن شكر النعمة لله -جل وعلا- فيما أنعم به يقتضي أن تنسب إليه -جل وعلا-، وأن يُحمد عليها، ويثنى عليه بها، وأن تستعمل في مراضيه -جل وعلا-، وأن يتحدث بنعمة الله.
فالذي ينسب النعم إلى نفسه هذا لم يحقق التوحيد، فإنه جمع بين ترك تعظيم الله -جل وعلا- وبين ادعاء شيء ليس له، كذلك الذي يعتقد في غيره أنه هو المنعم عليه كقول القائل: لولا فلان لم يكن كذا، أو نحو تلك العبارات التي تدخل في قوله تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وفي قوله: يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا هذه وأمثالها راجعة إلى عدم شكر النعمة.
ومن شكر النعم أن الله -جل وعلا- إذا أنعم على عبد بولد، وجعله سليما معافى، ورزقه بتلك النعمة التي هي نعمة الولد، أن يشكر الله عليها.
ومن عدم شكر النعمة تلك ونسبتها إلى غير الله أن يُعَبِّد الولد لغير الله -جل وعلا-، فإن هذا مضاد للاعتراف بأن المنعم بذلك الولد هو الله -جل جلاله-، وقد يصل ذلك إلى حد الشرك الأكبر إذا عَبَّد الولد لولي أو لعبد صالح، وهو يعني حقيقة العبودية، التي هي أن هذا عبد لذاك؛ لأن ذاك إله، كمن يعبد لبعض المشايخ، فيقول: عبد السيد، ويعنون به السيد البدوي، ويقولون: عبد زينب، وعبد علي، وعبد عمرو، ونحو ذلك من الأسماء التي فيها اعتقادات، فمن عَبَّد لغير الله -جل وعلا- فإن هذا ينافي شكر النعمة.
ولهذا أتبع الشيخ - رحمه الله - هذا الباب لأبواب قبله؛ لما يشترك معها في هذا المعنى، وأن الواجب على العبد أن يحقق التوحيد، وأن لا ينسب النعم لغير الله -جل وعلا-، فإن وقعت منه ذلك فواجب عليه أن يبادر بالتوبة، وألا يقيم على ذلك.
قال: باب قول الله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ قوله: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا الضمير هنا يرجع إلى آدم وحواء، والذي عليه عامة السلف أن القصة في آدم وحواء، حتى قال الشارح الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله - قال: إن نسبة ذلك إلى غير آدم وحواء هو من التفاسير المبتدعة، والذي يعرفه السلف أن الضمير يرجع إلى آدم وحواء، وسياق الآية لا يقتضي غير ذلك إلا بأوجه من التكلف.
ولهذا الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- اعتمد هذا الذي عليه عامة السلف، ففسر هذه الآية بأن المراد بها آدم وحواء، فَلَمَّا آتَاهُمَا يعني آتى الله آدم وحواء صالحا.
وقوله: صالحا يعني من جهة الخلقة؛ لأنه كان يأتيهما ولد فيموت، أو يكون معيبا فيموت، فالله -جل وعلا- رزقهما هذا الولد الصالح، السليم في خلقته، السليم في بنيته، وكذلك هو صالح لهما من جهة نفعهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال -جل وعلا-: جَعَلَا لَهُ "جعلا " يعني آدم وحواء، "له" يعني لله -جل وعلا- شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا وكلمة "شركاء " جمع الشريك، والشريك في اللغة: هو المقصود بهذه الآية، يعني هذه الآية فيها لفظة "شركاء"، والمقصود بها معنى الشركة في اللغة، ومعنى الشركة في اللغة: اشتراك اثنين في شيء، فجعلا لله -جل وعلا- شركاء فيما آتاهما، حيث سميا ذلك الولد عبد الحارث، والحارث هو إبليس.
ذلك أن إبليس -كما سمعتم بالقصة- هو الذي قال: إن لم تسمياه عبد الحارث لأفعلن ولأفعلن، ولأجعلن له قرني أيّل، وهو ذكر الوعل، وفي هذا تهديد بأن يشق بطن الأم فتموت، ويموت أيضا الولد.
فلما رأت حواء ذلك، وأنها قد مات لها عدة بطون، فأطاعت الشيطان في ذلك، فصارت الشركة شركة في الطاعة، وآدم وحواء -عليهما السلام- قد أطاعا الشيطان من قبل حيث أمرهما بأن يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله -جل وعلا- عنها.
فوقوع طاعة الشيطان من آدم وحواء -عليهما السلام- وقوع ذلك منهما لم يكن هذه هي أول مرة، وإنما وقع العصيان قبل ذلك، كما جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خدعهما مرتين وهذا هو المعروف عند السلف، فيكون إذن قوله: شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا من جهة التشريك في الطاعة.
ومعلوم أن كل عاص مطيع للشيطان، وكل معصية لا تصدر من العبد إلا وثَم نوع تشريك حصل في الطاعة؛ لأنه إما أن يطيع هواه، وإما أن يطيع الشيطان.
ولهذا قال شيخ الإسلام وغيره من المحققين: إنه ما من معصية يعصي بها العبد ربه إلا وسببها طاعة الشيطان، أو طاعة الهوى، وذلك نوع تشريك، وهذا هو الذي حصل من آدم وحواء - عليهما السلام -، فهذا لا يقتضي نقصا في مقامهما، ولا يقتضي شركا بالله -جل وعلا-، وإنما هو نوع تشريك في الطاعة.
والمعاصي جائزة -يعني المعاصي الصغار- جائزة على الأنبياء كما هو معلوم عند أهل العلم، فإن آدم نبي مكلم، وصغار الذنوب جائزة على الأنبياء، ولا تقدح في كمالهم؛ لأنهم لا يستقيمون عليها، بل يسرعون وينيبون إلى الله -جل وعلا-، ويكون حالهم بعدما وقع منهم ذاك أعظم من حالهم قبل أن يقع منهم ذلك؛ لأنه يكون لهم مقامات إيمانية، واعتراف في العبودية أعظم، وخضوع بين يدي الله -جل وعلا- أعظم، ومعرفة بتحقيق ما يجب لله -جل وعلا- وما يستحب أعظم.
إذن هذه القصة -كما ذكرنا- صحيحة، وآثار السلف الكثيرة تدل عليها، والسياق أيضا -سياق الآيات في آخر سورة الأعراف- يدل عليها.
والإشكال الذي أورده بعض أهل التفسير من المتأخرين في أن آدم وحواء جعلا لله شركاء، هذا نص الآية، ولا يمنع بأن التشريك هنا -تشريك كما قلنا فيما يدل عليه المعنى اللغوي- ليس شركا أصغر، وليس -وحاشاهم- شركا أعظم من ذلك، وإنما هو تشريك في الطاعة، كما قال -جل وعلا-: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا وكما قال أيضا في آية أخرى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ.
فكل من جعل هواه متَّبعا فقد جعله مطاعا، وهذا نوع تأليه، لكن لا يقال: عبد غير الله، أو ألَّه غير الله، أو أشرك بالله -جل وعلا-. لكن هو نوع تشريك، فكل طاعة للشيطان أو للهوى فيها هذا النوع من التشريك، إذ الواجب على العبد أن يعظم الله -جل وعلا-، وألا يطيع إلا أمره -جل وعلا- وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
فإذن ظاهر أن هذه القصة لا تقتضي نقصا في مقام آدم -عليه السلام-، ولا في مقام حواء، بل هو ذنب من الذنوب تابا منه كما حصل لهما أول مرة في الأكل من الشجرة، بل إن أكلهما من الشجرة ومخالفة أمر الله -جل وعلا- أعظم من هذا الذي حصل منهما هنا، وهو تسمية الولد عبد الحارث.
وذلك أن الخطاب الأول كان من الله -جل وعلا- لآدم مباشرة، خاطبه الله -جل وعلا- ونهاه عن أكل هذه الشجرة، وهذا خطاب متوجه إلى آدم بنفسه، وأما هذه التسمية فإنه لم ينه عنها مباشرة، وإنما يفهم النهي عنها من وجوب حق الله -جل وعلا-، فذاك المقام زاد على هذا المقام من جهة خطاب الله -جل وعلا- المباشر لآدم، وهذا أمر معروف عند أهل العلم.
ولهذا فسر قتادة كلمة "شركاء" بقوله - كما نقل الشيخ - حيث قال: وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته وهذا هو الصحيح في تفسير الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام: قال ابن حزم: "اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب".
قول ابن حزم: "اتفقوا" يعني أجمعوا، يعني أجمع أهل العلم -فيما علمه هو- أن التعبيد لغير الله محرم؛ لأن فيه إضافة النعم لغير الله، وفيه أيضا إساءة أدب مع الربوبية والإلهية، فإن تعبيد الناس لغير الله -جل وعلا- هذا غلط من جهة المعنى.
وأيضا فيه اهتضام -أو نوع اهتضام- لمقام الربوبية؛ فلذلك حُرِّم في هذه الشريعة هذه التسمية، بل وفي شرائع الأنبياء جميعا، فاتفق أهل العلم على ذلك، وأن كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو، وعبد الكعبة، وعبد علي، وغير ذلك من الأسماء؛ فإن هذا محرم ولا يجوز، وما أشبه ذلك.
قال: "حاشا عبد المطلب"، قوله: "حاشا عبد المطلب" يعني لم يجمعوا عليه؛ فإن من أهل العلم من قال: تكره التسمية بعبد المطلب ولا تحرم؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال في غزوة حنين: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب وقالوا: جاء في أسماء الصحابة من اسمه عبد المطلب؛ ولهذا قالوا: لا يحرم.
وهذا القول ليس بصحيح في أن عبد المطلب تكره التسمية به ولا تحرم، وما استدلوا به ليس بوجيه؛ وذلك أن قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب هذا من جهة الإخبار، والإخبار ليس فيه تعبير مباشر لإضافة ذلك المخلوق إلى غير خالقه، وإنما هو إخبار، وباب الإخبار أوسع من باب الابتداء كما هو معلوم.
وأما تسمية بعض الصحابة بعبد المطلب، فالمحققون من الرواة يقولون: إن من سمي بعبد المطلب صحة اسمه المطلب بدون التعبيد، ولكن نقل بعبد المطلب؛ لأنه شاعت التسمية بعبد المطلب دون المطلب، فوقع خطأ في ذلك، وبحث هذه المسائل يطول، محله كتب الحديث، وكتب الرجال، فنمر عن ذلك.
وقال بعده: "وعن ابن عباس في معنى الآية قال: لما تغشاها آدم حملت فأتاهما إبليس، فقال: إني صاحبكما .. إلى آخر القصة، قال: فذلك قوله جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا قال: رواه ابن أبي حاتم، وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته.
وهذا دليل على التفريق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة، الشرك في العبادة كفر أكبر مخرج من الملة، أما الشرك في الطاعة فله درجات: يبدأ من المعصية وهي المحرم، وينتهي بالشرك الأكبر.
فالشرك في الطاعة درجاته كثيرة، ليس درجة واحدة، فيحصل شرك في الطاعة فتكون معصية، ويحصل شرك في الطاعة فيكون كبيرة، ويحصل شرك في الطاعة فيكون كفرا أكبر، ونحو ذلك.
أما الشرك في العبادة فهو كفر أكبر بالله -جل جلاله-؛ ولهذا فرق أهل العلم بين شرك الطاعة وشرك العبادة، مع أن العبادة مستلزمة للطاعة، والطاعة مستلزمة أيضا للعبادة، لكن ليس في كل درجاتها.
قال: وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله: لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا يعني في الآية قبلها لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قال: أشفقا ألا يكون إنسانا، يعني خافا أن يكون له -كما قال الشيطان- له قرنا أيّل، أو خلقته مختلفة، أو يخرج حيوانا، أو قردا، أو نحو ذلك، فقالا: لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا يعني ولدا صالحا سليما من الآفات، سليما من الخلقة المشينة، فوعدا بأن يكونا من الشاكرين.
فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا عبّدا ذلك للحارث؛ خوفا من أن يكون الشيطان يتسلط عليه بالموت أو الإهلاك، أخذتهما شفقة الوالد على الولد، فكان ذلك خلاف شكر تلك النعمة؛ لأن من شكر نعمة الولد أن يعبَّد الولد لله الذي أنعم به وأعطاه وتفضل به. نعم.
كتاب التوحيد شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
http://www.taimiah.org/
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Aug 2003, 12:11 ص]ـ
بسم الله
قول الشيخ صالح آل الشيخ:فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا الضمير هنا يرجع إلى آدم وحواء، والذي عليه عامة السلف أن القصة في آدم وحواء، حتى قال الشارح الشيخ سليمان بن عبد الله - رحمه الله - قال: إن نسبة ذلك إلى غير آدم وحواء هو من التفاسير المبتدعة، والذي يعرفه السلف أن الضمير يرجع إلى آدم وحواء، وسياق الآية لا يقتضي غير ذلك إلا بأوجه من التكلف.
فيه نظر؛ لأن هذا التفسير قد ورد عن السلف، ورجحه الحافظ بن كثير.
قال الشنقيطي في أضواء البيان:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قوله تعالى: {فلمآ ءاتهما صالحا جعلا له شركآء فيمآ ءاتهما فتعالى الله عما يشركون}.
في هذه الآية الكريمة وجهان من التفسير معروفان عند العلماء، والقرآن يشهد لأحدهما.
الأول: أن حواء كانت لا يعيش لها ولد، فحملت. فجاءها الشيطان، فقال لها سمي هذا الولد عبد الحارث فإنه يعيش، والحارث من أسماء الشيطان، فسمته عبد الحارث فقال تعالى: {فلمآ ءاتهما صالحا} أي ولدا إنسانا ذكرا جعلا له شركاء بتسميته عبد الحارث، وقد جاء بنحو هذا حديث مرفوع وهو معلول كما أوضحه ابن كثير في تفسيره.
الوجه الثاني: أن معنى الآية أنه لما آتى آدم وحواء صالحا كفر به بعد ذلك كثير من ذريتهما، وأسند فعل الذرية إلى آدم وحواء، لأنهما أصل لذريتهما كما قال: {ولقد خلقناكم ثم صورناكم} أي بتصويرنا لأبيكم آدم لأنه أصلهم بدليل قوله بعده: {ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم}، ويدل لهذا الوجه الأخير أنه تعالى قال بعده: {فتعالى الله عما يشركون. أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون}، وهذا نص قرآني صريح في أن المراد المشركون من بني آدم، لا آدم وحواء، واختار هذا الوجه غير واحد لدلالة القرآن عليه، وممن ذهب إليه الحسن البصري، واختاره ابن كثير ـ والعلم عند الله تعالى ـ.) انتهى كلامه.
فهذا القول الذي جعله الشيخ سليمان بن عبد الله من التفاسير المبتدعة له حظ من النظر، بل رجحه بعض المحققين.
وممن رجح هذا القول ابن القيم رحمه الله، حيث قال في كتابه روضة المحبين:
(قوله " هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين * فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون " فالنفس الواحدة وزوجها آدم وحواء، واللذان جعلا له شركان فيما آتاهما المشركون من أولادهما.
ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد فأتاهما إبليس فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا، فإن الله سبحانه اجتباه وهداه فلم يكن ليشرك به بعد ذلك.) انتهى كلامه.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[03 Aug 2003, 01:38 ص]ـ
سر المسالة انه تعارض في نظر المفسرين ظاهر السياق مع ما هو متقرر في النصوص المتكاثرة من عصمةالانبياء من الشرك ودعم ظاهر السياق ما روي من الاثار في قصة ابليس مع ادم وحواء
فمن نظر الى ما يؤول اليه الاخذ بظاهر السياق تخلص من ظاهر السياق بحمل الاية على وجه معتبر في اللغة وله نظائر في القران - الاستطراد من ذكر الشيء الى ذكر جنسه - ورد الاثار بضعفها واتخذ من تفسير الحسن مرجحا
ومن تقوى في نظره الظاهر من الاية مع ماروي من اثار في القصة تخلص من القول بوقوع الانبياء في الشرك بحمل لفظ الشرك على معنى شرك الطاعة وجعله من جنس الصغائر والانبياء غير معصومين منها بدلالة القران والسنة فسلم له الظاهر وسلم من القول الباطل
وَ هناك قول ثالث في المسالة وهو ما ذكره القرطبي
قَالَ القرطبي
وَقِيلَ: الْمَعْنَى " هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة " مِنْ هَيْئَة وَاحِدَة وَشَكْل وَاحِد " وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجهَا " أَيْ مِنْ جِنْسهَا " فَلَمَّا تَغَشَّاهَا " يَعْنِي الْجِنْسَيْنِ. وَعَلَى هَذَا الْقَوْل لَا يَكُون لِآدَم وَحَوَّاء ذِكْر فِي الْآيَة ; فَإِذَا آتَاهُمَا الْوَلَد صَالِحًا سَلِيمًا سَوِيًّا كَمَا أَرَادَاهُ صَرَفَاهُ عَنْ الْفِطْرَة إِلَى الشِّرْك , فَهَذَا فِعْل الْمُشْرِكِينَ. قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ مَوْلُود إِلَّا يُولَد عَلَى الْفِطْرَة - فِي رِوَايَة عَلَى هَذِهِ الْمِلَّة - أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ ". قَالَ عِكْرِمَة: لَمْ يَخُصَّ بِهَا آدَم , وَلَكِنْ جَعَلَهَا عَامَّة لِجَمِيعِ الْخَلْق بَعْد آدَم. وَقَالَ الْحُسَيْن بْن الْفَضْل: وَهَذَا أَعْجَب إِلَى أَهْل النَّظَر انتهى كلامه
لكن السياق لا يساعده
والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Sep 2006, 12:15 ص]ـ
يسر الله بحث هذه المسألة في رسالتي للدكتوراه عن ترجيحات ابن القيم في التفسير، وهذا نص ما أوردته حولها:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قرر ابن القيم رحمه الله في أكثر من موضع أن قول الله تعالى: {فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون} من باب الاستطراد؛ فهو استطراد من ذكر الأبوين إلى ذكر الذرية. وذكر في أحد هذه المواضع أنه لا يلتفت إلى قول من قال: إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد، فأتاهما إبليس فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا.
قال – وهو يذكر أمثلة للاستطراد -:
(فمنها قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ. فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}؛ فالنفس الواحدة وزوجها: آدم وحواء، واللذان جعلا له شركاء فيما آتاهما: المشركون من أولادهما.
ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل: إن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد، فأتاهما إبليس فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا ([1])؛ فإن الله سبحانه اجتباه وهداه فلم يكن ليشرك به بعد ذلك.) ([2])
الدراسة:
اعتمد ابن القيم في كلامه السابق قولاً واحداً في المراد بقول الله عز وجل: {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا}، وهو أن المقصودين بالآية المشركون من أولاد آدم وحواء.
وقرر أنه لا يلتفت إلى قول من قال: إن المقصودين بالآية آدم وحواء، وإن آدم وحواء كانا لا يعيش لهما ولد، فأتاهما إبليس فقال: إن أحببتما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الحارث ففعلا.
وهذان القولان مذكوران في كتب التفسير، وهما مأثوران عن السلف في تفسير الآية.
فالقول الأول – وهو أن المراد: المشركون من ذرية آدم وحواء – مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ([3])، وهو قول الحسن. ([4])
والقول الثاني – وهو أن المراد آدم وحواء – مروي عن ابن عباس ([5])، وقتادة ([6])، ومجاهد ([7])، وغيرهم. وهو قول الجمهور. ([8])
وفي الآية قول ثالث، وهو أن المراد بالنفس في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} الجنس؛ أي: خلقكم من جنس واحد، وخلق من هذا الجنس زوجه، ولم يجعلها من جنس آخر. وعلى هذا القول لا يكون لآدم وحوّاء ذكر في الآية. ([9])
وقد ذكر ابن جرير القولين الأولين، ورجح القول الثاني، وعلل ذلك بإجماع الحجة من أهل التأويل عليه، وذكر أن الشرك الذي وقعا فيه شرك في التسمية، لا في العبادة.
ولمّا كان هذا لا يستقيم مع ختم الآية بقوله: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} قرر أنّ هذا الختم كلامٌ مستأنف، وأن الكلام عن آدم وزوجه قد انقضى عند قوله: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا}.
وأشار ابن عطية في تفسيره لهذه الآيات إلى الأقوال الثلاثة، ولم يصرح بترجيح أو اختيار لأي منها، إلا أن سياق كلامه يدل على ميله للقول الأول الذي رجحه ابن القيم؛ وذلك أنه يقرر في ثنايا تفسيره للآيات التي وردت في السياق أنها لا تتسق، ويروق نظمها، ويتناصر معناها إلا على هذا التأويل.
كما أنه حكم على حمل ابن جرير لقول الله: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} على الاستئناف بأنه تحكم لا يساعده اللفظ. ([11])
وحكم الرازي على القول الثاني بالفساد، وذكر وجوهاً ستة تدل على ذلك، وأوضحها اثنان:
الأول: قول الله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وذلك يدل على أن الذين أتوا بهذا الشرك جماعة.
الثاني: أنه تعالى قال بعده: ? أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ ? (الأعراف: 191)، وهذا يدل على أن المقصود من هذه الآية الرد على من جعل الأصنام شركاء لله تعالى، وما جرى لإبليس اللعين في هذه الآية ذكر.
وبعد ذكره لهذه الوجوه الستة قال: (إذا عرفت هذا فنقول: في تأويل الآية وجوه صحيحة سليمة خالية عن هذه المفاسد)، ثم ذكر ثلاثة تأويلات:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أن تكون الآية من باب التمثيل، وضرب المثل، (كأنه تعالى يقول: هو الذي خلق كل واحد منكم من نفس واحدة، وجعل من جنسها زوجها إنساناً يساويه في الإنسانية، فلما تغشى الزوج زوجته وظهر الحمل، دعا الزوج والزوجة ربهما لئن آتيتنا ولداً صالحاً سوياً لنكونن من الشاكرين لآلائك ونعمائك. فلما آتاهما الله ولداً صالحاً سوياً، جعل الزوج والزوجة لله شركاء فيما آتاهما، لأنهم تارة ينسبون ذلك الولد إلى الطبائع كما هو قول الطبائعيين، وتارة إلى الكواكب كما هو قول المنجمين، وتارة إلى الأصنام والأوثان كما هو قول عبدة الأصنام. ثم قال تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تنزه الله عن ذلك الشرك.)
قال الرازي: (وهذا جواب في غاية الصحة والسداد.)
ثم ذكر التأولين الآخرين، وهما دون هذا التأويل في القوة، وفي بعض ما ذكر فيهما تكلفات ظاهرة.
والتأويل الأول - الذي حكم عليه بأنه في غاية الصحة والسداد - في معنى القول الثالث، وهو أن المراد الجنس.
ولم يذكر القول الأول الذي اعتمده ابن القيم. ([12])
وذكر القرطبي الأقوال الثلاثة في تفسير الآية، واعتمد القول الذي اعتمده ابن القيم، وذكر أنه هو القول الذي يعوّل عليه، وحكم عليه بالحُسن. ([13])
ووافق أبوحيان ابنَ عطية في أكثر ما أورده في تفسير هذه الآيات، وأضاف أقوالاً أخرى، ونبّه على أن الكلام يتسق على القول الثالث، وعلى القول بأن المراد بالآية مشركو العرب، أو قريش خاصة. قال: (وأما من جعل الخطاب للناس وليس المراد في الآية بالنفس وزوجها آدم وحواء، أو جعل الخطاب لمشركي العرب، أو لقريش ... فيتّسق الكلام اتساقاً حسناً من غير تكلف تأويل، ولا تفكيك.) ([14])
ويعتبر ابن كثير فارس الميدان في هذه المسألة، فقد بدأ بذكر ما ورد في تفسير الآيات من أحاديث وروايات، ثم بيّن حكمها ومأخذها. وحاصل ما ذكر في هذا:
· لا يصح في تفسير الآيات حديث مرفوع.
· الموقوف على الصحابة رضي الله عنهم، والمأثور عمّن بعدهم مأخوذ من روايات عن أهل الكتاب، الله أعلم بصحتها.
· قول الحسن البصري في أن المراد بالآية: ذرية آدم ومن أشرك منهم بعده، أو أنهم اليهود والنصارى رزقهم الله أولاداً فهودوا ونصروا؛ ثابت عنه بأسانيد صحيحة، وهو من أحسن التفاسير، وأولى ما ما حملت عليه الآية. كما أنه دليل على ضعف الحديث المرفوع - الذي سبق ذكره -؛ لأنه لو صح لما خالفه الحسن وعدل عنه، وهو أحد رواته.
ثم ختم تفسيره للآيتين بذكر موقفه هو، وما يراه مقبولاً في تفسيرهما قائلاً: (وأما نحن فعلى مذهب الحسن البصري رحمه الله في هذا - والله أعلم -، وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته، وهو كالاستطراد من ذكر الشخص إلى الجنس، كقوله: ? وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ? (الملك: من الآية5)، ومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي يرمى بها، وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها، ولهذا نظائر كثيرة في القرآن، والله أعلم.) ([15])
وأراد ابن عاشور أن يجمع بين القولين، فقال – بعد أن ذكر القولين المأثورين -: (والذي يظهر لي أن في الكلام استخداماً ([16]) في ضميري ? تَغَشَّاهَا ? وما بعده إلى قوله: ? فَلَمَّآ ءَاتَاهُمَا ?، وبهذا يجمع تفسير الآية بين كلا الرأيين.
وهذا الذي ذكره ابن عاشور هو نفس ما ذهب إليه ابن القيم، وابن كثير، إلا أنه جعله من قبيل الاستخدام، وجعلاه من قبيل الاستطراد؛ والنتيجة واحدة.
ومما نبه عليه ابن عاشور: أن الحديث المرفوع الذي ذكره المفسرون هنا ليس فيه - على ضعفه - أنه فسّر به الآية، ولكن الترمذي جعله في باب تفسير سورة الأعراف من سنُنه؛ فألصقه المفسرون بالآية، وجعلوه تفسيراً لها. ([17])
ومما سبق يتبين أنه لم يرجح القول الثاني إلا ابن جرير، وأن الباقين بين مرجح للقول الأول الذي اعتمده ابن كثير، وبين مائل إليه محتار له.
(يُتْبَعُ)
(/)
وممن اعتمد القول الأول كذلك: ابن العربي؛ فقد ضعف القول الثاني، وجعل الروايات التي بني عليها من الإسرائيليات التي لا ثبات لها، ولا معول عليها. ثم نص على أن القول الأول (أشبه بالحق , وأقرب إلى الصدق , وهو ظاهر الآية وعمومها الذي يشمل جميع متناولاتها , ويسلم فيها الأنبياء عن النقص الذي لا يليق بجهال البشر , فكيف بسادتهم وأنبيائهم.) ([18])
ورجحه كذلك الشنقيطي لدلالة القرآن عليه. ([19])
وممن وافق ابنَ جرير في ترجيح القول الثاني: السيوطي؛ فقد قرر في أكثر من موضع أن الآية في قصة آدم وحواء كما يدل عليه السياق، واستشهد لذلك بحديث الحسن عن سمرة السابق، وهو يرى أنه حديث صحيح، وله شاهد عن ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم وغيره بسند صحيح.
قال: (وقد توقف جماعة في ذلك لقوله في آخر الآية: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، والأنبياء معصومون من الشرك قبل النبوة وبعدها إجماعاً فألجأهم ذلك إلى حمل الآية على بعض مشركي العرب وزوجه، وإلى القدح في الحديث. وهذا كله قصور منهم؛ فإن حمل الآية على غير آدم وحواء مناف لأولها كل المنافاة، والقدح في الأحاديث الصحيحة لا يليق بأهل المعرفة.)
ثم وافق ابن جرير في التخلص من هذا الإشكال بجعل آخر الآية مفصولاً عما قبله، وأنه تخلص إلى قصة مشركي العرب، ويدل على ذلك ما بعدها من الآيات.
ثم ذكر روايات تدل على ذلك أخرجها ابن أبي حاتم عن السدي. ([20])
قال: (وبهذا التقرير انحلت هذه العقدة، وانجلت هذه المعضلة. ويوضح ذلك تغيير الضمير إلى الجمع بعد التثنية، ولو كانت القصة واحدة لقال: "عما يشركان"، كقوله: {دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا}، {فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا} فما غيّر الأسلوب إلا لنكتة، وهي اختلاف المخبر عنه.) ([21])
ووافقهما الآلوسي كذلك، وختم تفسيره للآيات – بعد نقاشات طويلة – بقوله: (وحملُ {فَتَعَالَى اللَّهُ} إلخ على الابتداء مما يستدعيه السباق والسياق، وبه صرح كثير من أساطين الإسلام، والذاهبون إلى غير هذا الوجه نزر قليل بالنسبة إلى الذاهبين إليه وهم دونهم أيضاً في العلم والفضل ... ؛ ومن هنا قال العلامة الطيبي ([22]): إن هذا القول أحسن الأقوال، بل لا قول غيره ولا معول إلا عليه؛ لأنه مقتبس من مشكاة النبوة وحضرة الرسالة r ، وأنت قد علمت مني أنه إذا صح الحديث فهو مذهبي، وأراه قد صح، ولذلك أحجم كميت قلمي عن الجري في ميدان التأويل كما جرى غيره. والله تعالى الموفق للصواب.) ([23])
وأما القول الثالث – وهو أن المراد الجنس، لا آدم وحواء –؛ فقد رجحه ابن المنير، وقال تعليقاً على ما أورده الزمخشري في تفسيره: (وأسلم من هذين التفسيرين ([24])، وأقرب – والله أعلم – أن يكون المراد جنسي الذكر والأنثى، لا يقصد فيه إلى معين. وكأن المعنى - والله تعالى أعلم -: هو الذي خلقكم جنساً واحداً، وجعل أزواجكم منكم أيضاً لتسكنوا إليهن، فلما تغشى الجنس الذي هو الذكر الجنسَ الذي هو الأنثى جرى من هذين الجنسين كيت وكيت؛ وإنما نسب هذه المقالة إلى الجنس وإن كان فيهم الموحدون لأن المشركين منهم، فجاز أن يضاف الكلام إلى الجنس على طريقة: "قتل بنو تميم فلاناً"، وإنما قتله بعضهم. ومثله قوله تعالى: ? وَيَقُولُ الْأِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ? (مريم:66)، و ? قُتِلَ الْأِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ? (عبس:17) إلى غير ذلك.) ([25])
ورجح هذا القولَ أيضاً ابنُ عثيمين، وذكر أن ّمن تأمل الآية وجدها دالة على هذا القول، وليس فيها تعرض لآدم وحواء بوجه من الوجوه. وأكّد أن هذا القول جار على الأسلوب العربي الفصيح الذي له نظير في القرآن، كقوله تعالى: ? لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ? (آل عمران: من الآية164)، أي: من جنسهم. قال رحمه الله: (وبهذا التفسير الواضح البيّن يسلم الإنسان من إشكالات كثيرة.)
وذكر أن للقول الأول الذي اعتمده ابن القيم وجهاً من جهة المعنى، وفيه تنزيه لآدم وحواء عن الشرك؛ غير أن فيه شيئاً من الركاكة لتشتت الضمائر. ([26])
النتيجة:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يخفى أن هذه الآيات من الآيات المشكل تفسيرها، وأن الأقوال فيها متدافعة. والأصح من الأقوال في تفسيرها هو ما اعتمده ابن القيم رحمه الله، وبيّنه ابن كثير بالتفصيل لأوجه، أهمها ثلاثة:
أحدها: أنه يقتضي براءة آدم وزوجه من قليل الشرك وكثيره، وذلك هو حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
والثاني: قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} بضمير الجمع. ([27])
والثالث: أن ما ذكروا من قصة آدم وتسمية الولد عبد الحارث يفتقر إلى نقل صحيح صريح، وهو غير موجود في تلك القصة؛ فهو إن صح غير صريح في كونه تفسيراً، وإن لم يصح – وهو الذي عليه أكثر المحققين – فلا يلتفت إليه.
وهذه الأوجه متحققة على القول الثالث أيضاً، غير أن في النفس منه شيئاً؛ لعدة أسباب:
أولها: أنه لا قائل به من السلف – حسب علمي -.
والثاني: أن فيه إجراء جميع ألفاظ الآية على الأوجه البعيدة. ([28])
تنبيهات وفوائد:
التنبيه الأول: سبب الخلاف:
من أسباب الخلاف السابق بين المفسرين:
· الاختلاف في ثبوت الحديث الذي فيه قصة إبليس مع آدم وحواء، والاختلاف في جعله ربطه بتفسير الآية.
· الاختلاف في مرجع الضمائر.
· تعارض ما ورد في تفسير الآيات مع أصل من أصول الإسلام، وهو عصمة الأنبياء من الشرك بأنواعه.
التنبيه الثاني: من قواعد التفسير التي تنحل بها إشكالات كثيرة في التفسير: "قد يرد اللفظ في القرآن متصلاً بالآخر، والمعنى على خلافه." ([29])
ويطلق البعض على مثل هذه القاعدة: الموصول لفظاً المفصول معنىً. ([30])
التنبيه الثالث: تضاف هذه الآية إلى أمثلة: ما أشكل تفسيره من الآيات.
الحواشي والتعليقات: --------------------------------------------------------------------------------
([1]) يروى في هذا المعنى حديث مرفوع عن الحسن عن سمرة عن النبي r قال:)) لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره ((أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/ 11، والترمذي في كتاب تفسير القرآن – باب: ومن سورة الأعراف رقم 3077 وقال: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم، ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه)، وأخرجه ابن جرير في تفسيره 13/ 309 بلفظ مقارب. وهو حديث مضعف عند جمهور المحدثين، وقد بيّن علله بالتفصيل ابنُ كثير في تفسيره 4/ 1526 - 1527. وفي معنى ذلك آثار موقوفة على على ابن عباس رضي الله عنهما، تلقاها عنه جماعة من التابعين، ثم تتابع المفسرون على روايتها. قال ابن كثير: (وكأنه - والله أعلم - أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب، كما رواه ابن أبي حاتم .. وهذه الآثار يظهر عليها والله أعلم أنها من آثار أهل الكتاب) ثم استطرد في بيان الموقف من هذه الروايات الإسرائيلية 4/ 1528. وانظر الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير لمحمد أبو شهبة ص 209 - 215. وقد ذكر ابن عثيمين أن هذه القصة باطلة من سبعة وجوه في القول المفيد على كتاب التوحيد 2/ 308 - 310. وكلها وجوه وجيهة يكفي واحد منها لإبطال القصة.
([2]) روضة المحبين ص415، والضوء المنير 3/ 254.
([3]) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 5/ 1633 من رواية سعيد بن جبير عنه، وانظر الدر المنثور للسيوطي 6/ 705.
([4]) أخرجه عنه ابن جرير في تفسيره 13/ 314 - 315 من عدة طرق قال ابن كثير عنها: أسانيدها صحيحة.
([5]) أخرجه ابن جرير 13/ 310 - 311 من رواية عكرمة، ومن رواية العوفيين.
([6]) أخرجه ابن جرير 13/ 312.
([7]) أخرجه ابن جرير 13/ 312.
([8]) نظر زاد المسير لابن الجوزي 3/ 303.
([9]) لم أجده منسوباً إلى أحد من السلف. وقد ذكره ابن عطية، وعزا معناه إلى الحسن بن أبي الحسن – فيما حكى عنه الطبري -. كذا قال في المحرر الوجيز 6/ 174، ولم أعثر على شيء من ذلك في تفسير الطبري.
([10]) انظر جامع البيان 13/ 315.
([11]) انظر المحرر الوجيز 6/ 171 - 177.
([12]) انظر التفسير الكبير 15/ 70 - 72.
([13]) انظر الجامع لأحكام القرآن 7/ 338 - 339.
([14]) انظر البحر المحيط 5/ 246 - 247.
(يُتْبَعُ)
(/)
([15]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 1526 - 1528.
([16]) الاستخدام: هو أن يذكر لفظ له معنيان، فيراد به أحدهما، ثم يراد بالضمير الراجع إلى ذلك اللفظ معناه الآخر. أو يراد بأحد ضميريه أحد معنييه، ثم بالآخر معناه الآخر. انظر التعريفات للجرجاني، والتحبير في علم التفسير للسيوطي 491 - 492. والمراد هنا المعنى الثاني للاستخدام.
([17]) انظر التحرير والتنوير 9/ 210 - 211، 215
([18]) انظر أحكام القرآن 2/ 355.
([19]) انظر أضواء البيان 2/ 305.
([20]) انظر تفسير ابن أبي حاتم 5/ 1634 - 1635.
([21]) انظر قطف الأزهار في كشف الأسرار للسيوطي 2/ 1074 - 1076، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 280 - 281.
([22]) هو: الحسن بن محمد بن عبدالله الطيبي، الإمام المشهور، كان ممن جمع بين المال والعلم، كريماً، متواضعاً، مكثراً من الرد على المبتدعة والفلاسفة، مظهراً لفضائحهم. من تصانيفه: " شرح المشكاة "، و" شرح الكشاف "، و"تفسير القرآن ". توفي سنة 743هـ. الدرر الكامنة لابن حجر 2/ 68، وطبقات المفسرين للداوودي 1/ 146 - 147.
([23]) روح المعاني للآلوسي 9/ 142 - 143.
([24]) التفسير الأول الذي اعتمده الزمخشري هو التفسير الذي اعتمده ابن القيم، والثاني هو أن الخطاب لقريش الذين كانوا في عهد رسول الله r ، وهم آل قصي .... انظر الكشاف للزمخشري 2/ 109.
([25]) الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال لابن المنيّر 2/ 109 حاشية الكشاف.
([26]) انظر القول المفيد على كتاب التوحيد لابن عثيمين 2/ 304 - 305.
([27]) انظر التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 2/ 104.
([28]) انظر روح المعاني للآلوسي 9/ 141. وقد ذكر الشوكاني وجهين لعدم اعتبار هذا القول في تفسيره فتح القدير 2/ 386.
([29]) انظر هذه القاعدة والأمثلة عليها في كتاب: قواعد التفسير للدكتور خالد السبت 1/ 313 - 314.
([30]) انظر تفصيل هذا النوع من أنواع علوم القرآن في كتاب: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 280 - 283.
ـ[الغني بالله]ــــــــ[03 Sep 2006, 10:25 م]ـ
لو تأمل الشيخ صالح آل الشيخ كلام الإخوة لرجع عما رجحه.(/)
نظرات في القرآن - للدكتور بسام جرار - برنامج مسجل (بدأ فيه بنظرات في سورة يوسف)
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[27 Jul 2003, 12:22 ص]ـ
http://www.quran-radio.com/rec_prog/basam.htm(/)
ابن مسعود والفاتحة
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[27 Jul 2003, 10:15 م]ـ
أخي الكريم:
هذا بحث مختصر في تحقيق المروي عن ابن مسعود – رضي الله عنه - في إنكاره كون الفاتحة، من القرآن الكريم.
**************************************************
روى الأعمش، عن إبراهيم قال: «قيل لعبد الله بن مسعود: لِمَ لمْ تكتب فاتحة الكتاب في مصحفك؟ فقال: لو كتبتها لكتبتها مع كل سورة». (1)
قال أبو بكر الأنباري: «يعني أن كل ركعة سبيلها أن تفتتح بأم القرآن قبل السورة المتلوة بعدها، فقال: اختصرتُ بإسقاطها، ووثقتُ بحفظ المسلمين لها، ولم أثبتها في موضع فيلزمني أن أكتبها مع كل سورة إذا كانت تتقدمها في الصلاة». (2)
وروى أبو عبيد، عن ابن سيرين قال: «كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب، وتركها ابن مسعود». (3)
وقد اختلف العلماء في المروي عن ابن مسعود في ذلك:
1 - فذهبت طائفة إلى رد الرواية، وإنكارها، منهم: ابن حزم، والفخر الرازي، والنووي، والزرقاني. (4)
قَالَ اَبْنُ حَزْمٍ: «كُلُّ مَا رُوِيَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: مِنْ أَنَّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَأُمَّ الْقُرْآنِ لَمْ تَكُنْ فِي مُصْحَفِهِ؛ فَكَذِبٌ مَوْضُوعٌ لَا يَصِحُّ؛ وَإِنَّمَا صَحَّتْ عَنْهُ قِرَاءَةُ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَفِيهَا أُمُّ الْقُرْآنِ، وَالْمُعَوِّذَتَانِ». (5)
وقال الرازي: «الأغلب على الظن أن نقل هذا المذهب عن ابن مسعود، نقل كاذب باطل». (6)
وقال النووي: «أجمع المسلمون على أن المعوذتين، والفاتحة، وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن، وأن من جحد شيئا منه كفر، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل، ليس بصحيح عنه». (7)
2 - وذهبت طائفة إلى قبول الرواية وتصحيحها، وقالوا: لم ينكر ابن مسعود قرءانيتها، وإنما أنكر إثباتها في المصحف.
قال ابن قتيبة: «وأما فاتحة الكتاب؛ فإني أشك فيما روي عن عبد الله من تركه إثباتها في مصحفه، فإن كان هذا محفوظاً، فليس يجوز لمسلم أن يظن به الجهل بأنها من القرآن، ولكنه ذهب فيما يظن أهل النظر إلى أن القرآن إنما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشك والنسيان، والزيادة والنقصان، ورأى ذلك لا يجوز على سورة الحمد لقصرها، فلما أمن عليها العلة التي من أجلها كتب المصحف؛ ترك كتابتها، وهو يعلم أنها من القرآن». (8)
وقال أبو بكر الباقلاني: «لم ينكر عبد الله بن مسعود كون الفاتحة من القرآن؛ وإنما أنكر إثباتها في المصحف؛لأنه كانت السنة عنده ألا يثبت إلا ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإثباته وكتْبه، ولم نجده كتب ذلك ولا سمع أمره به، وهذا تأويل منه، وليس جحداً لكونها قرآناً». (9)
والصحيح عدم صحة الرواية عن ابن مسعود في ذلك؛ حيث لا يوجد إسناد متصل صحيح يوجب القطع بصحة الرواية، والله تعالى أعلم.
============================================
الحواشي
============================================
(1) ذكره القرطبي (1/ 81)، وابن كثير (1/ 10)، في تفسيريهما، وفي سنده انقطاع؛ فإن إبراهيم النخعي،لم يدرك ابن مسعود. كما في [تهذيب التهذيب (1/ 155)].
(2) تفسير القرطبي (1/ 81).
(3) ذكره السيوطي في الإتقان (1/ 205، 249)، وصحح إسناده.
(4) مناهل العرفان (1/ 274).
(5) المحلى (1/ 32).
(6) مفاتيح الغيب (1/ 178).
(7) المجموع (3/ 363).
(8) تأويل مشكل القرآن (42 - 49)، باختصار.
(9) فتح الباري (8/ 615)، والبرهان في علوم القرآن (2/ 255)، بتصرف يسير.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[28 Jul 2003, 12:26 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ / أحمد القصير حفظه الله
جزاك الله خيرا على ماكتبت، واسمح لي بإيراد نقطتين:
1 - النتيجة التي خلصت إليها خالفك فيها السيوطي في الإتقان 1/ 270 فقال: "وإسقاطه الفاتحة من مصحفه أخرجه أبو عبيد بسند صحيح ".
2 - بنيت تضعيف الرواية على الانقطاع بين النخعي وابن مسعود وأقول:
روى الترمذي وغيره من طريق شعبة عن الأعمش قال: قلت لإبراهيم النخعي: أسند لي عن ابن مسعود فقال: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله بن مسعود فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله.
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي 1/ 542: " وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة "
وقال ابن معين: مرسلات إبراهيم صحيحة، إلا حديث تاجر البحرين وحديث الضحك في الصلاة.
وقال ابن عبدالبر في التمهيد 1/ 30:" مراسيل سعيد بن المسيب ومحمد بن سيرين وابراهيم النخعي عندهم صحاح ".
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:09 ص]ـ
لو كان هذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند لكان البخاري أو مسلم أخرج منه شيئاً. والصواب أن القصة منكرة لم تصح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[02 Aug 2003, 02:49 م]ـ
أخي الأمين / السلام عليكم وبعد
ماذكرته غير وارد وليس بلازم، لأن الشيخين لم يشترطا استيعاب الصحيح ولاالتزماه، وقد صحح البخاري أحاديث كثيرة خارج الصحيح، وأثر عنه أنه قال: أحفظ مائة ألف حديث صحيح.
والله أعلم(/)
أول مشاركة وأسئلة تحتاج لخبير
ـ[خالد محمد إبراهيم]ــــــــ[28 Jul 2003, 12:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله
بعد التحية ... أخوتي (خاصة المشرفين) أود أولاً أن أوضح شيئاً مهما بالنسبة لاشتراكي
فأنا لا أجد وقتاً كافياً للجلوس أمام الجهاز (لأني لا أملك جهازاً للإنترنت وإنما من مقهى إنترنت)
فلذلك .. لعل مشاركاتي الأولى ستكون عبارة عن أسئلة أرجو منكم التكرم بالإجابة عليها بما يفتح الله به عليكم
وأرجو من الله أن يوفقني وإياكم فيما فيه عَوْد النفع على الجميع ..
أول أسئلتي (والتي غالباً موضوعها الإعجاز البياني واللغوي في القرآن الكريم):
1 - لماذا قال الله - سبحانه وتعالى- في سورة الأعراف عند قصة صالح ((أبلغكم رسالة ربي)) وعند الآخرين من الرسل - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام - ((أبلغكم رسالات ربي)) بالجمع؟
2 - قال - سبحانه وتعالى:
(يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم .. ) [البقرة]
(يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم .. ) [إبراهيم - عليه السلام-]
(يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم .. ) [الأعراف]
ما وجه تغاير الألفاظ القرآنية (يذبحون - ويذبحون - يقتلون)؟
ولماذا أضاف الواو على (يذبحون) بسور سيدنا إبراهيم -عليه السلام-؟
3 - لماذا ورد في قصو موسى - عليه السلام - عند سردها في الأعراف (قال فرعون ءامنتم) ولم يقل في غيرها فرعون.
4 - لماذا رسمت:
- (لإاْلى) في سورتي الصافات وآل عمران بألف بعد اللام ألف.
- (بأييكم) في سورة القلم بيائين.
- (بأييد) في سورة الذاريات بيائين.
- (سأوْريكم) بواو زائدة بعد الهمزة.
- (لأوْصلبنكم) في الشعراء وطه بالواو ولم ترسم بالواو في الأعراف.
أرجو من الله أن لا أكون قد أطلت عليكم ..
وبارك الله فيكم ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Jul 2003, 01:08 م]ـ
حياك الله يا أخي:
وسؤالاتك تدخل ضمن موضوع المتشابه اللفظي في القرآن , وأحيلك على كتابين في هذا الموضوع هما:
1 - ملاك التأويل للغرناطي.
2 - فتح الرحمن للأنصاري.
لعلك تراجعهما وستجد بغيتك ان شاء الله.(/)
التحقيق في قصة هاروت وماروت
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[29 Jul 2003, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا بحث في تحقيق المروي في قصة «هاروت وماروت» المذكورة في سورة البقرة، وذكر أقوال المفسرين فيها.
البحث في الملف المرفق
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 02:03 ص]ـ
جهد موفق وبحث قيم بارك الله فيك ونفع بك واعلى درجتك في الدنيا والاخرة
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2006, 06:19 م]ـ
وهذا ملف منقول
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 Sep 2006, 02:59 ص]ـ
وفقك الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Aug 2007, 02:45 م]ـ
فضيلة الدكتور أحمد وفقه الله
ليتكم تنقلون البحث هنا ليعم نفعه ..
بورك فيكم
ـ[الونشريسي]ــــــــ[10 Feb 2008, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا على إرفاق هذا البحث(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 9
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[29 Jul 2003, 07:36 ص]ـ
ذكر القرطبي في تفسير سورة يونس ما نصه: (وقرئ الر من غير إمالة، وقرئ بالإمالة لئلا تشبه ما ولا من الحروف) (8/ 304) ط: دار الكتب المصرية.
سؤالي هو: ما معنى قوله (لئلا تشبه ما ولا من الحروف)؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[02 Aug 2003, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمقصود القرطبي رحمه الله تعالى بيان سبب الإمالة في فاتحة سورة يونس (الر)
وقد ذكر السيوطي رحمه الله في الأتقان (أسباب الأمالة العشر) ومنها
التفريق بين الاسم والحرف
فقول القارئ (ألف لام راء) هذه أسماء لأنها حكاية أسماء ما يلفظ به، فعند نطق القارئ ألف فهو حكاية الحرف (أ) فحكاية الحرف اسم وليس حرفا
وللتفريق بين الاسم والحرف جاءت الإمالة كما ذكر القرطبي رحمه الله تعالى
وما ولا حروف، فمثل للحروف بها،
اي للتفريق بين الأسماء والحروف
قال السيوطي رحمه الله تعالى في الاتقان (المجلد الأول، ص 185)
في آخر اسباب الأمالة:
وأما الإمالة فللفرق بين الاسم والحرف: فكإمالة الفواتح، كما قال سيبويه: إن إمالة باء وتاء في حروف المعجم؛ لأنها أسماء ما يلفظ به، فليست مثل: (ما) و (لا) من الحروف، وغيرهما من الحروف اهـ بحروفه
وإلى مدارسة جديدة ياشيخ محمد وفقك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[02 Aug 2003, 05:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الله ونفعنا بعلمك .. آمين، هل اطلعت على مدارسة 8؟(/)
هل ثبتت هذه الصفة لله تعالى؟
ـ[ابو نورا]ــــــــ[29 Jul 2003, 11:48 ص]ـ
هل يجوز ان يوصف الله عز وجل بصفة السكوت؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Jul 2003, 06:21 م]ـ
السؤال:
هل يُوْصف الله سبحانه وتعالى بالسُّكوت؟
الجواب:
نعم يُوصف بذلك، ودلّ عليه السنة والأثر والإجماع:
* فأما السنة فمنها ما أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) عن أبي الدرداء مرفوعاً: ((ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله عافيته)) الحديث. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال البزار: ((إسناده صالح)).
ودلالة الحديث على المراد جليةٌ واضحةٌ، حيث أُضِيف السكوت إلى الرب إضافة صفة إلى موصوف.
* وأما الأثر فمنها ما أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: ((كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذّراً، فبعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنزل كتابه، وأحلّ حلاله، وحرّم حرامه، فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو …)) الخبر. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ودلالة الأثر على المقصود كدلالة الحديث السابق.
* وأما الإجماع فحكاه شيخ الإسلام ابن تيميَّة في: ((مجموع الفتاوي)) (6/ 179) بقوله: ((فثبت بالسنة والإجماع: أن الله يُوصف بالسّكوت)).
تنبيه
لقد ذكر شيخ الإسلام في: ((مجموع الفتاوي)) (6/ 179) أن السكوت يأتي بمعنى السكوت عن التَّكلُّم – وهذا معروف وشائع – وقد يأتي بمعنى السكوت عن الجهر وإظهار الكلام كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه – المتفق عليه – وفيه: ((يا رسول الله أرأيتك سكوتك بين التكبير والقراءة ماذا تقول؟ قال أقول: اللهم باعد بيني بين خطاياي …)) الحديث.
غير أن المعطّلة والكلاّبية والأشعريّة ونحوهم ينكرون وصف الله بالسكوت، ويحملون الوارد في الخبر على معان باطلة محرَّمة.
لكن قال شيخ الإسلام في: ((مجموع الفتاوي)) (6/ 180): ((والنصوص تَبهرهم)).
فائدة
صفة السكوت من جنس الصفات الاختيارية المتعلقة بمشيئة الله، وهي تُثبت في حق الله عز وجل على وفق قوله صلى الله عليه وسلم: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
هذا، والله تعالى أعلم.
المرجع: الأجوبة المختصرة على أسئلة الخِيَرة
كتبه
صالح بن محمد الأسمري
http://www.saaid.net/Doat/asmari/fatwa/1.htm
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[31 Jul 2003, 11:43 ص]ـ
راجع هذا الرابط من فضلك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8826(/)
الضابط في المكي والمدني.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Jul 2003, 05:14 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
موضوع تقسيم السور إلى مكية ومدنية، مما اختلف فيه المفسرون قديماً وحديثاً.
فمن المشهور أن ما نزل في مكة قبل الهجرة، أصبح مكياً، وما نزل بالمدينة بعد الهجرة أصبح مدنياً،ولو في غير المدينة، و عند الإختلاف ينظر في دراسة موضوع الأيات وأسلوبها للترجيح.
فالسؤال بورك في علمكم:
هل هذا الضابط صحيح، ويُعَوَّلْ عليه، أم ان هناك ضابط في معرفة المكي والمدني غير هذا.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
أتمنى ذكر بعض المراجع في هذا الموضوع للمساعدة
محبكم
أبو العالية
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[31 Jul 2003, 12:17 ص]ـ
لا سبيل إلى معرفة المكي والمدني إلا بما ورد عن الصحابة الذين عاصروا الوحي، وشاهدوا نزوله، أو عن التابعين الذين تلقوا عن الصحابة وسمعوا منهم. قال الباقلاني: (إنما يُرجع في معرفة المكي والمدني لحفظ الصحابة والتابعين)
أما ما قيل في معرفة المكي والمدني عن طريق القياس الاجتهادي فهو أمر ظني لا يُقطع به بحال.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[01 Aug 2003, 02:15 ص]ـ
يقول الشيخ /د: خالد السبت (سلمه الله) في الضابط في معرفة المكي والمدني:
" لعل أحسن ما قيل في تحديد المكي والمدني: أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي وما نزل بعدها فهو مدني، وسواء في ذلك ما نزل بعد الهجرة في مكة أو المدينة، او في مكان آخر فهذا كله مدني "
قواعد التفسير (1/ 76) وذكر من المراجع في ذلك حفظه الله:
1/ البرهان للزركشي: 1/ 187. 2 / فنون الأفنان: 335. 3 / تفسير ابن جزي: 5
4 / مصاعد النظر: 1/ 161. 5/ الإتقان 1/ 23. 6 / التحبير 42
7 / فتح الباري 9/ 5، 364. 8 / التعريف بالقرآن والحديث 57.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Aug 2003, 12:41 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / أبو عبد الرحمن المدني وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً، ونفع بك
فأجدت وأفدت.
محبكم
أبو العالية
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 01:07 ص]ـ
نعم أخي الكريم ما ذكرته هو الضابط الصحيح لأن غيره من الأقوال غير حاصر لسور القرآن فمثلاً:
من قال إن الضابط هو المكان فما نزل بمكة فهو مكي وما نزل بالمدينة فهو مدني , لا يدخل به ما نزل خارجهما كالذي نزل بالطائف أو تبوك.
ومن قال إن العبرة بالخطاب فما كان خطاباً لأهل مكة فهو مكي وما كان خطاباً لأهل المدينة فهو مدني فإن هذا لايطرد في كل سور القرآن.
والقصد هنا الإشارة لا البسط.
وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Aug 2003, 01:43 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ المفضال الشيخ / أحمد البريدي وفقه الله
سعدت بتجاوبك أخي الكريم.
فجزاك الله خيراً على هذا التعقيب المليح، والإشارة الماتعة.
وفقك الله ونفع بك.
محبكم
أبو العالية
ـ[أبو حفص عمر]ــــــــ[10 Aug 2003, 08:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك في علمكم
ـ[هشام برغش]ــــــــ[03 Apr 2007, 11:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله هذا الجمع القرآني المبارك ووفق القائمين عليه وسدد خطاهم وأجزل لهم المثوبة، وشكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد البريدي الذي أرشدني لهذا الملتقى الرائع الماتع.
وكان الدكتور أحمد حفظه الله قد ذكر في معرض حديث له عن قاعدة مفيدة في الاستثناء في القرآن المكي والمدني؛ حيث إن بعض المفسرين يذكر أحيانا في مقدمة تفسير السور أن هذه السورة مكية إلا الآيات كذا وكذا- كما هو صنيع الجلالين- فأرجو إرشادي لهذه القاعدة وموضوعها من المراجع وفقكم الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Apr 2007, 12:22 م]ـ
الاستثناءات في هذا الموضوع والتي ذكرها كثير من المفسرين لا يكاد يصح منها شيء وقد حقق المسالة جيدا الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في مقدمته لكل سورة فسرها في تفسيره التحرير والتنوير وكذا حقق المسالة تحقيقا بارعا استاذنا الدكتور فضل عباس في كتابه القيم اتقان البرهان في علوم القران وهذا الكتاب سيخرج باذن الله تعالى بحلة جديدة واضافات كثيرة ستشبع ان شاء الله نهم الباحثين وكذا حققت المسالة طالبة سورية كانت تدرس في الجامعة الاردنية وكتبت رسالة ماجستير تحت عنوان المكي والمدني وقد اجادت فيها كثيرا
هذه اهم الكتب التي حققت المسالة مما علمته انا ولعل عند الاخرين من الاخوة غير الذي قلت
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Apr 2007, 01:09 م]ـ
قلت: البرهان والإتقان ومناهل العرفان الذي قال صاحبه ـ رحمه الله ـ المبحث السابع في المكي
والمدني من القرآن الكريم، وليس من غرضنا في هذا المبحث أن نستقصي بالتفصيل والتدليل آيات
القرآن الكريم وسوره، وأن نحقق ما كان منها مكيا وما كان مدنيا فتلك محاولة كبيرة جديرة أن
تفرد بالتأليف وقد أفردها فعلا بالتأليف جماعة منهم مكي والعز الدريني # ولكن حسبنا هنا أن
نتكلم على الاصطلاحات في معنى المكي والمدني وعلى فائدة العلم بالمكي والمدني وعلى
الطريق الموصلة إليه وعلى الضوابط التي يعرف بها وعلى السور المكية والمدنية والمختلف فيها
وعلى أنواع السور المكية والمدنية وعلى أوجه تتعلق بالمكي والمدني وعلى فروق أخرى بين
المكي والمدني صيغت من بعضها مطاعن في القرآن وعلى دفع تلك المطاعن ونقضها
1 - الاصطلاحات في معنى المكي والمدني "
كذلك مقدمات التفسير في أول تفسير التحرير والتنوير، وغير ذلك الكثير النافع فيما كتبه
المعاصرون في علوم القرآن، والله ولي التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Apr 2007, 10:21 م]ـ
الأخ الفاضل أبا العالية، قد كتبت في (المحرر في علوم القرآن) عن هذا الموضوع، وهذا هو بطوله، ولعله يفيدك إن شاء الله تعالى:
((لقد كان للسلف طريقتان في التعبير عن النُّزول:
الأولى: روايات تذكر كل السور، وتميز مكيها من مدنيها.
الثانية: روايات متفرقة تذكر المكي من المدني، ويكثر في هذه الروايات الإشارة إلى أماكن نزول الآيات.
وفي كلا الطريقتين لم يقع منهم نصٌّ مباشر على الزمان (قبل الهجرة، وبعد الهجرة).
بل كان الوارد عن بعض الصحابة التنبيه على معرفة المكان دون الزمان، كالوارد عن ابن مسعود قال: ((والذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه)) ()، وقد ورد هذا المعنى عن غيره من السلف.
أما الطريقة الأولى، فقد ورد فيه روايات عديدة عن بعض الصحابة والتابعين وأتباعهم، ومنها - على سبيل المثال - ما رواه البيهقي (ت: 458) بسنده عن عكرمة (ت: 105)، والحسن البصري (ت: 110)؛ قالا: ((أنزل الله من القرآن بمكة اقرأ باسم ربك، ون، والمزمل، والمدثر، وتبت يدا أبي لهب، وإذا الشمس كورت، وسبح اسم ربك الأعلى، والليل إذا يغشى، والفجر، والضحى، وألم نشرح، والعصر، والعاديات، والكوثر، وألهاكم التكاثر، وأرأيت، وقل يا أيها الكافرون، وأصحاب الفيل، والفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقل هو الله أحد، والنجم، وعبس، وإنا أنزلناه، والشمس وضحاها، والسماء ذات البروج، والتين والزيتون، ولإيلاف قريش، والقارعة، ولا أقسم بيوم القيامة، والهمزة، والمرسلات، وق، ولا أقسم بهذا البلد، والسماء والطارق، واقتربت الساعة، وص، والجن، ويس، والفرقان، والملائكة، وطه، والواقعة، وطسم، وطس، وطسم، وبني إسرائيل، والتاسعة، وهود، ويوسف، وأصحاب الحجر، والأنعام، والصافات، ولقمان، وسبأ، والزمر، وحم المؤمن، وحم الدخان، وحم السجدة، وحمعسق، وحم الزخرف، والجاثية، والأحقاف، والذاريات، والغاشية، وأصحاب الكهف، والنحل، ونوح، وإبراهيم، والأنبياء، والمؤمنون، وآلم السجدة، والطور، وتبارك، والحاقة، وسأل، وعَمَّ يتساءلون، والنازعات، وإذا السماء انشقت، وإذا السماء انفطرت، والروم، والعنكبوت.
وما نزل بالمدينة: ويل للمطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، وإذا زلزلت، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، وهل أتى على الإنسان، والطلاق، ولم يكن، والحشر، وإذا جاء نصر الله، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، ويا أيها النبي لم تحرم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، وبراءة)) ().
قال البيهقي: ((والتاسعة يريد بها سورة يونس. قال: وقد سقط من هذه الرواية الفاتحة، والأعراف، وكهيعص فيما نزل بمكة)) ().
وأما الطريقة الثانية، ففيها روايات عديدة، منها ما رواه البخاري، قال: حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب ((أن أناسا من اليهود قالوا: لو نزلت هذه الآية فينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا.
فقال عمر: أية آية؟
فقالوا: ?اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا?] المائدة: 3 [. فقال عمر: إني لأعلم أي مكان أنزلت؛ أنزلت ورسول الله ? واقف بعرفة)) ().
فهذه الروايات وغيرها تدل على أنَّ السلف كانوا يُعنون بذكر المكان الذي نزلت فيه السورة أو الآية، لكن لا يعني هذا أنهم كانوا يُغفلون الزمان الذي ضبطه بعض أتباع التابعين بضابط الهجرة، فما كان قبل الهجرة فهو مكي، وما كان بعد الهجرة فهو مدني، فهذا الضابط، وإن لم ينصوا عليه إلا أنهم يعملون بفحواه، فهل يُتصوَّر أن يكون نزول آية إكمال الدين في مكة قبل الهجرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
بالطبع لا، فقول عمر: ((أنزلت ورسول الله ? واقف بعرفة)) يتضمن نزولها بعد الهجرة؛ لأن حجة الوداع كانت بعد الهجرة قطعًا، ولم يكن هناك داعٍ لأن يقول عمر: نزلت بعد الهجرة، ولا كان من مصطلحات الصحابة والتابعين وكثير من أتباع التابعين ().
وأول من رأيته نصَّ على هذا الضابط الزماني يحيى بن سلام البصري (ت: 200) قال: (( ... وإن ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي عليه السلام المدينة فهو من المكي.
وما نزل على النبي ?في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني)) ().
وهذا الضابط الزماني هو الذي اعتمده العلماء المتأخرون، وسارت به الكتب بعدهم.
ولكن المقصود هنا التنبيه على أنه لا تعارض بين مذهب السلف في التعبير عن النُّزول بالمكان، وما ذهب إليه المتأخرون من العلماء من أن ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعد الهجرة فهو مدني؛ لأن السلف كانوا يعتنون بذكر المكان، ويعملون بالزمان في تطبيقاتهم التفسيرية، ومما يدل على ذلك ما يأتي: قال سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال: ((سألت سعيد بن جبير عن قوله تعالى: ?ومن عنده علم الكتاب?] الرعد: 43 [أهو عبد الله بن سلام؟ فقال: كيف؟ وهذه السورة مكية)) ().
ويمكن تلخيص القول في هذه المسألة بأن يُعتبر المصطلحان معًا بحيث يكون في ذكر مكان النُّزول إشارة إلى ضابط الزمان إن احتاج الأمر إلى ذلك.
وإذا تأملت ذلك وجدت:
1 - أن كل ما وُصِف من القرآن بأنه مدني فلا يدخله اللَّبس، فما وصف بالمدني فهو بعد الهجرة لا قبلها قطعًا.
2 - أنَّ الأماكن التي ثبت أن الرسول ? إنما ذهب إليها بعد الهجرة؛ - كبعض غزواته: غزوة بني المصطلق وغزوة تبوك - لا يمكن أن يقال: إنها من المكي؛ لأنها بعد الهجرة.
3 - يبقي الأمر في بعض السور والآيات التي نزلت بمكة بعد الهجرة، وهي قليلة بالنسبة لسور وآيات القرآن.
وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى الترجيح بين المصطلحين - كما ذهب إليه بعض من كتب في المكي والمدني - لأمن اللبس في أغلب نزول القرآن من هذه الجهة، والله أعلم)).
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[04 Apr 2007, 04:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضافة إلى ما كتبه الاخوة الأفاضل في هذا الموقع المبارك احببت ذكر بعض الكتب
الخاصةفي الموضوع، منها:
1 - المكي والمدني في القرآن الكريم عبد الرزاق حسين أحمد
2 - المكي والمدني في القرآن الكريم محمد الشايع
3 - مقدمة في خصائص الخطاب القرآني بين العهدين المكي والمدني د / السيد عبد المقصود جعفر
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Apr 2007, 06:06 م]ـ
حياك الله دكتور هشام ونحن سعداء بانضمامك معنا وننتظر مشاركاتك القيمة , وأما ما يتعلق بالاستثناء فسأذكر لك ما كتبته حول هذا الموضوع في رسالتي يضاف إلى ما تكرم به المشايخ الكرام:
تِقْسِيمُ السُّوَرِ إلى مكِّيَّةٍ ومدنيَّةٍ، وكَوْنُ السورةِ كُلِّها مكِّيَّةٍ أو مدنيَّةٍ إنّما هو الأغْلَبُ الأعَمُّ في سُوَرِ القرآن، ذلكَ أنّه قد وَرَدَتْ آياتٌ مدنيَّةٌ في سُوَرٍ مَكِّيَّةٍ والعكْسُ على وجه القِلَّةِ، وسبب ذلكَ ما تقرَّرَ بأنّ ترتيبَ الآياتِ تَوقِيفيٌّ بالإجماعِ كما تقدّمَ، قال ابن حجرٍ رحمه الله:" قد اعتنى بعضُ الأئمّةِ ببيانِ ما نَزَلَ مِن الآياتِ بالمدينةِ في السُّوَرِ المكِّيَّةِ " ... إلى أنْ قال:" وأمّا عَكْسُ ذلكَ وهو نُزولُ شيءٍ مِن سُورَةٍ بِمَكَّةَ، تأخَّرَ نُزولُ تلكَ
السُّورةِ إلى المدينةِ فلَمْ أَرَهُ إلاّ نادرًا ". ()
والاسْتِثْنَاءُ المذكورُ مَشْهُورٌ في كُتُبِ القُرَّاءِ ومُثْبَتٌ في المصاحِف، وثُبُوتُ وُقُوعِه دلَّتْ عليه الأدلَّةُ، لكنْ هل يُقْبَل كُلُّ ما يُذكر مِن الاستثناءِ؛ أمْ لا بُدَّ مِن النظرِ فيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يَرَى الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله أنّ الاستثناءَ لا يَصِحُّ إلاّ بدليلٍ لأنّه خِلافُ الأصْلِ؛ وعليه فقد قالَ عند تفسيره لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} (البقرة: من الآية21):" {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} النداءُ هُنَا وُجِّهَ لعمومُ الناسِ مع أنّ السُّورَةَ مَدنِيَّةٌ؛ والغالبُ في السُّوَرِ المدنيَّةِ أنّ النداءَ فيها يكونُ مُوَجَّهًا للمؤمنين. والله أعلم بما أرادَ في كِتَابِهِ؛ ولو قالَ قائلٌ: لعلَّ هذهِ آيةٌ مَكِّيَّةٌ جُعِلَتْ في السُّورَةِ المدنيَّةِ؟
فالجوابُ: أنّ الأَصْلَ عدمُ ذلكَ - أيْ عدمُ إدْخَالِ الآيةِ المكِّيَّةِ في السُّوَرِ المدنيَّةِ، أو العكْس؛ ولا يجوزُ العُدُولُ عن هذا الأَصْلِ إلا بدليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ؛ وعلى هذا فما نَرَاهُ في عناوينِ بعضِ السُّوَرِ أنّها مَدَنِيَّةٌ إلاّ آيةَ كَذَا، أو مَكِّيَّةٌ إلاّ آيةَ كَذَا غَيْرُ مُسَلَّمٍ حتّى يَثْبُتَ ذلكَ بدليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ؛ وإلاّ فالأَصْلُ أنّ السُّورَةَ المدنيَّةَ جميعُ آياتِها مدنيَّةٌ، وأنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ جميعُ آياتِها مَكِّيَّةٌ إلا ّبدليلٍ ثابتْ ". ()
وقالَ في تفسيره لسورة الكهف: " سورةُ الكهفِ مَدَنِيَّةٌ، واستَثْنَى بعضُ المفسِّرينَ بعضَ الآياتِ: أَوَّلُهَا (1 – 8)، وآية رقم (28)، ومِن (107 – 110) على أنّها مَكِّيَّةٌ ()، ولكن هذا الاستثناءَ يحتاجُ إلى دليلٍ؛ لأنّ الأصْلَ أنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ مكِّيَّةٌ كُلُّهَا، وأنّ المدنيَّةَ مدنيَّةٌ كُلُّهَا، فإذا رأيْتَ استثناءً فلا بُدَّ مِن دليلٍ ". ()
ولِذا فينبغي تَتَبُّعُ المواضِع التي ذكَرَها المفسِّرُونَ فما دلَّ الدليلُ على الاستثناءِ يُثْبَتْ وما لَمْ يَدُلَّ دليلٌ عليه فالأَصْلُ عَدَمُهُ، وقد بيّنَ الشيخُ رحمه الله سبَبَ كَثْرةِ الاستثناءِ عند
المفسِّرِينَ فقال:" فبعضُ العلماءِ إذا نَظَرَ إلى أنّ المعنى يَلِيقُ بالسُّوَرِ المدنيَّةِ، أو بالأحْكامِ المدنيَّةِ ذَهَبَ يَسْتَثْنِي ويقول:" إلاّ آيةَ كَذَا، إلاّ آيةَ كَذَا " وهذا غَيْرُ مُسَلَّمٍ ". ()
قالَ ابنُ الحَصَّارِ في نَظْمِه للسُّوَرِ المكِّيَّةِ والمدنيَّةِ:"
وذا الذي اخْتَلَفَتْ فيهِ الرُّوَاةُ لَه وَرُبَّمَا اسْتُثْنِيَتْ آيٌ مِن السُّوَر
وما سِوَى ذاكَ مَكِّيٌّ تنزله فلا تَكُنْ مِن خِلافِ الناسِ في حَصَرِ
فليسَ كُلُّ خِلافٍ جاءِ مُعْتَبَرًا إلاّ خلافٌ لَهُ حظٌّ مِن النَّظَرِ " ()
وقد تَتَبَّعَ السيوطيُّ رحمه الله ما قِيلَ باستثنائِه وذكَرَ الأدلَّةَ على ذلكَ مُختصرًا في كتابه: الإتقان. ()
وقد ذَكَرَ الشيخُ عبدُ الله الجديع أنّه قامَ بِتَتَبُّعِ أسانِيدِ ما قِيلَ فيه بالاستثناءِ وخَلُصَ إلى أنّ الذي ثَبَتَتْ به الرِّوايةُ مِن المدنيِّ في المكِّيِّ في تِسْعِ سُوَرٍ هي: سُورَةُ هُودٍ والنحْل والإسْرَاء والحَجّ (في ثلاثة مَواضِع) ويس والزمر (في مَوْضِعَين) والشورى والأحقاف والتغابن، ومَوْضِعُ مَجِيء المكِّيِّ في المدنيِّ في سُورَةِ الحديد فقط. ()
وإعْمالاً لِمَا ذَكَرَهُ الشيخُ ابن عثيمين رحمه الله مِن أنّه لا بُدَّ لِصِحَّةِ الاستثناءِ مِن دليلٍ صَحِيحٍ صَرِيحٍ فإنّي سأذْكُرُ مَوْضِعَين نَبَّهَ الشيخُ على عَدَمِ صِحَّةِ الاستثناءِ؛ إلاّ أنّ الدليلَ دَلَّ على صِحَّتِهِ:
المَوْضِعُ الأول: ما ذَكَرَهُ عند تفسيره لسورةِ يس حيثُ ذكَرَ الخلافَ في نُزولِها ثُمَّ قال:"
والذي يَظْهَرُ أنّها مَكِّيَّةٌ؛ لأنّ أُسْلُوبَها أُسْلُوبٌ مَكِّيٌّ " ... إلى أنْ قالَ:" وإذا جعَلْنَاها مَكِّيَّةً فإنّنا لا نَقُولُ باستثناءِ شيءٍ مِنها؛ لأنّ الأَصْلَ أنّ السُّوَرَ المكِّيَّةَ كُلُّها مَكِّيَّةٌ، وأنّ السُّوَرَ المدنيَّةَ كُلُّها مدنيَّةٌ، فمِن ادَّعى استثناءَ آيةٍ، أو آيتينِ، أو أكثرَ فَعَلَيْهِ الدليل ". ()
(يُتْبَعُ)
(/)
قُلْتُ: قد دَلَّ الدليلُ على نُزولِ آيةٍ مِنها في المدينةِ، فلقد روَى الترمذيُّ مِن حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ ? قال:" كانت بنو سلمةَ في ناحيةِ المدينةِ فأرادوا النُّقْلَةَ إلى قُرْبِ المسجدِ، فنَزَلَتْ هذهِ الآيةُ {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} (يّس: من الآية12) فقالَ رسولُ الله ?: [إنَّ آثَاركُم تُكْتَبُ] فَلَمْ ينتقلوا ". ()
وقد أَوْرَدَ ابنُ كثيرٍ رحمه الله هذا الحديثَ ثُمَّ قالَ:" وفيه غَرابةٌ مِن حيثُ ذِكْرُ نُزولِ هذه الآيةِ، والسُّورَةُ بِكَمالِهَا مَكِّيَّةٌ ". ()
قُلْتُ: ولعلَّ الشيخَ رحمه الله يَرَى هذا الرأْيَ في عدمِ الاستثناءِ، والله أعلم.
المَوْضِعُ الثاني: عند تفسيره لسورةِ الزُّمَر قالَ:" قولهُ [مَكِّيَّةٌ إلاّ آيةَ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}] () " علَّقَ عليه ابن عثيمين بقولهِ:" وهذا الاستثناءُ يحتاجُ إلى دليلٍ" ... إلى أنْ قالَ:" ولا أعلمُ لهذا الاستثناءِ الذي ذَكَرَهُ المؤلِّفُ دليلاً بل ظاهِرُهُ مِن حيثُ المعنى يَقْتضِي أنْ يكونَ مِن المَكِّيَّاتِ فَقَوْلُهُ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} يتعلَّقُ بالتوحيدِ والتوبةِ ". ()
قُلْتُ:لقد دَلَّ الدليلُ على كَوْنِها نَزَلَتْ في المدينةِ ولِذا فاعتبارُ المعنى الذي ذَكَرَهُ الشيخُ رحمه الله إنّما هو إعْمَالٌ لطريقةِ بعضِ المفسِّرينَ؛ والتي نَبَّهَ الشيخُ على عَدَمِ صِحَّتِهَا كما تقدّم.
ودليلُ نُزولِهَا في المدينةِ حديث ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما:" أنّ نَاسًا مِن أهلِ الشِّرْكِ كانوا قد قَتَلوا وأَكْثَرُوا، وزَنَوْا وأَكْثَرُوا، فَأَتَوْا محمّدًا ? فقالوا: إنّ الذي تقولُ وتدعوا إليه لَحَسَنٌ، لو تُخبرنا أنّ لِمَا عَمِلْنَا كفّارةٌ فَنَزَل: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} (الفرقان: من الآية68) ونَزَلَتْ {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} (الزمر: من الآية53). ()
وهذه الروايةُ وإنْ كانت لا تَدُلُّ صَرَاحةً على نُزولِهَا في المدينةِ؛ إلاّ أنّ ابنَ حجرٍ رحمه الله بيّنَ أنّ السائلَ عن ذلكَ وحْشيُّ بن حَرْبٍ قَاتِلُ حمزةَ بن عبد المطّلب كما عندَ الطبرانيِّ () في بعضِ رواياتِ الحديث. () ()
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[08 Apr 2007, 12:36 م]ـ
وممن بحث في الآيات المكية وأجاد الدكتور أحمد عباس البدوي في كتابه عن الآيات المكية وهو مطبوع نشرته دار عمار بالأردن
وللدكتور الفاضل مصطفى المشني بحث منشور في مجلة المنارة - مجلة محكمة تصدرها جامعة آل البيت بالأردن - حول الآيات المدنية في السور المكية، وخلص إلى عدم وجود آيات مكية في السور المدنية
والذي يظهر أن القول بعدم وجود مكي في المدني وكذلك عدم وجود آيات مدنية في المكي أولى بالقبول وإن وجد شيء من ذلك ففي نطاق ضيق جدا.
ـ[هشام برغش]ــــــــ[21 Apr 2007, 08:30 ص]ـ
شكر الله للأساتذة الكرام تفاعلهم وإجابتهم الكريمة على سؤالي والشكر موصول لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد البريدي وفقه الله وجزاك الله خيرا وشكر لك ترحيبكم بأخيكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2007, 01:49 م]ـ
الكتاب الذي أشار إليه الدكتور محمد الشايع: المكي والمدني في القرآن الكريم عبد الرزاق حسين أحمد
وصل فيه صاحبه إلى نهاية سورة الإسراء فهل أكمل الكتاب أو أكمله غيره انتظر الإجابة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 May 2008, 09:48 م]ـ
وما زلت انتظر الإجابة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 May 2008, 03:34 ص]ـ
أخي أحمد
راجع هذا الرابط:
http://www.hadielislam.com/readlib/rasael/resala.php?id=3509(/)
ماالفرق بين السبيل-الطريق-الصراط
ـ[المحايد]ــــــــ[31 Jul 2003, 03:07 ص]ـ
الصراط بمعنى السبيل وبمعنى الطريق، العرب تستعمله مترادفا، ولكن هناك استعمال دقيق لكل لفظ، فلو نزعنا
لفظ وجئنا بالبديل لايستقيم المعنى.
فلا يستقيم لفظ الطريق في الموضع الذي يوضع فيه لفظ الصراط، ولايستقيم لفظ السبيل في الموضع الذي يوضع فيه لفظ الصراط. وهذا صراط ربك مستقيما - وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه.
مثال: اهدنا الصراط المستقيم. لماذا لم يقل الطريق؟
مثال: لم يكن الله ليغفر لهم ولاليهديهم طريقا إلا طريق جهنم. لم لم يقل صراط جهنم؟ مع أنه استعمل الصراط في موضع آخر فيما يخص جهنم كقوله تعالى: فاهدوهم الى صراط الجحيم.
مثال: واتبع سبيل من أناب الي. ماقال طريق ولاصراط؟
(التوضيح)
السبيل: هو الطريق الذي لم يطرقه طارق.
الطريق: هو سبيل مهد وطرقه العباد.
الصراط: هو طريق علمت للسالك جميع معالمه فهو يعلم جميع مايلقاه أثناء الطريق من بدايته الى نهايته.
مقتبس من شريط: ألفاظ القرآن.
نشأت أحمد
أرجو التعليق على المشاركه.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[02 Aug 2003, 01:22 ص]ـ
قال أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية، ص 334
الفرق بين الصراط والطريق والسبيل
أن الصراط هو الطريق السهل قال الشاعر:
حشونا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراط
وهو من الذل خلاف الصعوبة ليس من الذل خلاف العز، والطريق لا يقتضي السهولة
والسبيل: اسم يقع علىما يقع عليه الطريق، وعلى ما لايقع عليه الطريق،
تقول سبيل الله وطريق الله، وتقول سبيلك أن تفعل كذا، ولا تقول: طريقك أن تفعل كذا، ويراد به سبيل ما يقصده فيضاف إلى القاصد، ويراد به القصد، وهو كالمحبة في بابه والطريق كالإرادة، أهـ
وأما كلام من ذكرت فيحتاج إلى نقل عن أئمة اللغة، واستقراء تام
وإن كانت شواهد اللغة لا تدل عليه بل نص القران يبطله
قال تعالى: وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وماهم بحاملين من خطاياهم من شيء وإنهم لكاذبون
فقولهم اتبعوا سبيلنا يدل على بطلان قول أن السبيل ما لم يطرق
فالسبيل يستعمل بمعنى الطريق،
كما قال تعالى: وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا
فهل يعنى هذا أن سبيل الرشد لم يطرقه أحد قبلهم
قال كثير كما في (طبقات فحول الشعراء ج: 2 ص: 546)
أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لي ليلى بكل سبيل
وإنما سمي لامتداده كما قال ابن فارس في معجم المقاييس من مادة سبل الدالة على الامتداد
قال الفقيمي
وما كنت نواما ولكن ثائرا أقام قليلا فوق ظهر سبييل
وهذه الإطلاقات تحتاج إلى متضلع بالغ التضلع في اللغة، وقد عز في زماننا وجوده فإن لم يأت بنقل فينبغي الحذر
هذه مشاركة أحببت إثراء موضوعكم بها والله يتولاكم ويحفظكم،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[المحايد]ــــــــ[05 Aug 2003, 03:11 ص]ـ
جزاك الله خير على تلبية دعوتي بالتعليق وكما ترى فأنا ناقل عن شريط للإ فادة وللإستفادة منك ومن غيرك من الأخوة الأفاضل.(/)
وجاء ربك والملائكة صفا
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[01 Aug 2003, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
اللهم صلى على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى التابعين، وعلى تابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين
وبعد،،،
لن أطيل. . .
ما المقصود بكلمة وجاء ربك " تبارك وتعالى "في هذه السورة الكريمة، وهو " عز وجل "في كل مكان وكل زمان.
مع بالغ الشكر للجميع،،،
وأثابكم الله خير ثواب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Aug 2003, 06:37 م]ـ
المقصود بكلمة " وجاء ربك ":
هذه الجملة فيها إثبات صفة المجيئ لله تبارك وتعالى وهي من الصفات الفعلية الثابتة لله عز وجل على ما يليق بجلال الله وعظمته من غير تمثيل , ولا تكييف.
وأما قولك: وهو " عز وجل "في كل مكان وكل زمان.
فلعل هذا الكلام منك سبق قلم وإلا:
فهذه الكلمة إنما يقولها أهل الحلول والاتحاد من المبتدعة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. والله عزوجل مستو على عرشه ثبت ذلك في سبعة مواضع من القرآن.
وعلو الله عز وجل دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والفطرة.
وليس هذا موضع بسطه وإن أردت ذلك فعلت , وفقك الله لكل خير.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[01 Aug 2003, 08:03 م]ـ
قال الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله-: ((اعلموا أنَّ هذه
الصفة التي هي الاستواء صفةُ كمال وجلال تمدّح بها ربُّ السموات والأرض، والقرينة على أنّها صفة كمال وجلال أنَّ الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلاَّ مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها، وسنضرب مثلاً بذكر الآيات:
فأوّل سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال:) إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ (()، فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
الموضع الثاني في سورة يونس قال:) إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللهِ حَقاًّ إِنَّهُ يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ الَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (().
فهل لأحد أن ينفيَ شيئاً من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جلّ وعلا:) اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمَّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (()، وفي القراءة الأخرى:) وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ تُسْقِى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (.
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
الموضع الرابع في سورة طه:) طَهَ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَن يَخْشَى تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ العُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى (().
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.
الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله:) وَتَوَكَّلْ عَلَى الحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّاٍم ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً (().
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال.
الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى:) أَمْ يَقولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِن نَذِيرٍ مِن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ مَا لَكُمْ مِن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ذَلِكَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ العَزِيزُ الرَّحِيمُ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِن مَآءٍ مَهِينٍ ثُمَّ سَوَّاهُ
وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكْمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (().
فهل لأحد أن ينفي شيئاً من هذه الصفات الدالة على هذا من الجلال والكمال.
الموضع السابع في سورة الحديد في قوله تعالى:) هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
والاستواء معناه معلوم في لغة العرب، لا يجهله أحد منهم، والله قد خاطب عباده في القرآن الكريم بكلام عربيٍّ مبين، والاستواء معناه في اللغة العلوّ والارتفاع ().
ولهذا فإنَّ مذهب السلف في الاستواء هو إثباته لله U كما أثبته لنفسه، وكما أثبته له رسوله r من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأنَّ الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله، ولا يشبه استواء أحد من خلقه -تعالى الله عن ذلك-، ومعنى الاستواء عندهم العلوّ والارتفاع، ولا خلاف بينهم في ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ((وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير يوجد في كتب التفسير والأصول.
قال إسحاق بن راهويه: حدّثنا بشر بن عمر: سمعت غير واحد من المفسّرين يقولون: (() الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى (: أي ارتفع)) ().
وقال البخاري في صحيحه: قال أبو العالية: ((استوى إلى السماء: ارتفع))، قال: وقال مجاهد: ((استوى: علا على العرش)) ().
وقال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور: ((وقال ابن عباس وأكثر مفسري السلف: استوى إلى السماء: ارتفع إلى السماء، وكذلك قال الخليل بن أحمد)) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى البيهقي في كتاب الصفات قال: قال الفرّاء: ((ثم استوى، أي صعد، قاله ابن عباس، وهو كقولك للرجل: كان قاعداً فاستوى قائماً)) ().
وروى الشافعي في مسنده عن أنس t أنَّ النبي r قال عن يوم الجمعة: ((وهو اليوم الذي استوى فيه ربّكم على العرش)) ().
والتفاسير المأثورة عن النبي r والصحابة والتابعين مثل تفسير محمد بن جرير الطبري، وتفسير عبد الرحمن بن إبراهيم المعروف بدُحيم، وتفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم، وتفسير أبي بكر بن المنذر، وتفسير أبي بكر عبد العزيز، وتفسير أبي الشيخ الأصبهاني، وتفسير أبي بكر بن مردويه، وما قبل هؤلاء من التفاسير مثل تفسير أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، وبقي بن مخلد وغيرهم، ومن قبلهم مثل تفسير عبد بن حميد، وتفسير سُنيد، وتفسير عبد الرزاق، ووكيع بن الجراح فيها من هذا الباب الموافق لقول المثبتين ما لا يكاد يُحصى، وكذلك الكتب المصنّفة في السنة التي فيها آثار النبي r والصحابة والتابعين)) ().
وجاء عن الخليل بن أحمد قال: ((أتيت أبا ربيعة الأعرابي وكان من أعلم من رأيت وكان على سطح فلما رأيناه أشرنا إليه بالسلام، فقال: استووا، فلم ندر ما قال، فقال لنا شيخ عنده: يقول لكم: ارتفعوا، قال الخليل: هذا من قوله تعالى:) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ ()) ()، أي: ارتفع وعلا ().
والاستواء سواء عُدّيَ بـ"إلى" أو بـ"على" فمعناه العلو والارتفاع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ((ومن قال: استوى بمعنى عَمَدَ، ذكره في قوله:) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ (؛ لأنَّه عُدي بحرف الغاية، كما يقال: عمدت إلى كذا، وقصدت إلى كذا، ولا يقال: عمدت على كذا ولا قصدت عليه، مع أنَّ ما ذُكر في تلك الآية لا يُعرف في اللغة أيضاً، ولا هو قول أحد من مفسريّ السلف؛ بل المفسِّرون من السلف قولهم بخلاف ذلك -كما قدّمناه عن بعضهم -)) ()، وقد حكى ابن القيم -رحمه الله- إجماع السلف على ذلك ().
فهذا ملخَّص معتقد أهل السنة والجماعة في هذه الصفة، ومن أراد الاطّلاع على كلام أهل العلم في هذه الصفة موسّعاً فليطالع الكتب التي أُفرِدت في ذلك وهي كثيرة جداًّ، وكما قال السفاريني -رحمه الله-: ((وقد أكثر العلماء من التصنيف، وأجلبوا بخيلهم ورَجِلِهم من التأليف، في ثبوت العلوّ والاستواء ونبّهوا على ذلك بالآيات والحديث وما حوى، فمنهم الراوي الأخبارَ بالأسانيد، ومنهم الحاذفُ لها وأتى بكلِّ لفظٍ مفيدٍ، ومنهم المُطَوِّل المُسهِب، ومنهم المُختصِر والمتوسِّط والمهذِّب، فمن ذلك ((مسألة العلوّ)) لشيخ الإسلام ابن تيمية، و ((العلوّ)) للإمام الموفق صاحب التصانيف السنيّة، و ((الجيوش الإسلاميّة)) للإمام المحقق ابن قيِّم الجوزية، و ((كتاب العرش)) للحافظ شمس الدين الذهبي صاحب الأنفاس العليّة، وما لا أُحصي عدّهم إلاّ بكُلْفة، والله تعالى الموفِّق)) (
الأثر المشهور عن الإمام مالك
رحمه الله
في صفة الاستواء
دراسة تحليلية
بقلم
عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[01 Aug 2003, 09:16 م]ـ
قال سماحة الشيخ ابن باز:
ومن الإيمان بالله أيضا: الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته، كما قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال عز وجل: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، وهي التي نقلها الإمام: أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه: (المقالات) عن أصحاب الحديث وأهل السنة، ونقله غيره من أهل العلم والإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الأوزاعي رحمه الله: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات، فقالا: أمروها كما جاءت، وقال الوليد بن مسلم رحمه الله: سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات، فقالوا جميعا: أمروها كما جاءت بلا كيف، وقال الأوزاعي رحمه الله: كنا- والتابعون متوافرون- نقول إن الله سبحانه على عرشه، ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات، ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمة الله عليهما عن الاستواء قال: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق)، ولما سئل الإمام مالك رحمه الله عن ذلك، قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)، ثم قال للسائل: ما أراك إلا رجل سوء، وأمر به فأخرج، وروي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه: (نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه)، وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جدا لا يمكن نقله في هذه المحاضرة، ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب (السنة) لعبد الله بن الإمام أحمد، و (التوحيد) للإمام الجليل محمد ابن خزيمة، وكتاب (السنة) لأبي القاسم اللالكائي الطبري، وكتاب (السنة) لأبي بكر بن أبي عاصم، وجواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة، وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه الله عقيدة أهل السنة، ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة، وبطلان ما قاله خصومهم، وهكذا رسالته الموسومة بـ (التدمرية) قد بسط فيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية، والرد على المخالفين بما يظهر الحق، ويدفع الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم، بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق، وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات فإنه يقع ولا بد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه.
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم، أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته، إثباتا بلا تمثيل، ونزهوه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيها بريئا من التعطيل ففازوا بالسلامة من التناقض، وعملوا بالأدلة كلها، وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله، وبذل وسعه في ذلك وأخلص لله في طلبه، أن يوفقه للحق ويظهر حجته، كما قال تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وقال تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره المشهور عند كلامه على قول الله عز وجل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الآية، كلاما حسنا في هذا الباب يحسن نقله ها هنا لعظم فائدته، قال رحمه الله ما نصه: (للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة، منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى) انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:13 م]ـ
قال فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى
: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً) (الفجر:22).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أهل السنة و الجماعة: جاء ربك أي هو نفسه يجيء - سبحانه و تعالى -، لكنه مجيء يليق بجلاله و عظمته لا يشبه مجيء المخلوقين، و لا يمكن أن نكيفه، و علينا أن نضيف الفعل إلى الله كما أضافه الله إلى نفسه. فنقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة مجيئاً حقيقياً يجيء هو نفسه، و قال أهل التحريف معناه: و جاء أمر ربك.و هذا جناية على النص من وجهين:
الوجه الأول: نفي ظاهره فأين لهم العلم من أن الله تعالى لم يرد ظاهره هل عندهم علم من أن الله لم يرد ظاهره ما أضافه لنفسه؟! والله تعالى يقول عن القرآن إنه نزله بلسان عربي مبين فعلينا أن نأخذ بدلالة هذا اللفظ حسب مقتضى هذا اللسان العربي المبين. فمن أين لنا أن يكون الله تعالى لم يرد ظاهر اللفظ؟! فالقول بنفي ظاهر النص قول على الله بغير علم.
الوجه الثاني: إثبات معنى لم يدل إلى ظاهر اللفظ، فهل عنده علم أن الله تعالى أراد المعنى الذي صرف ظاهر اللفظ إليه؟! هل عنده علم أن الله أراد مجيء أمره؟! قد يكون المراد جاء شيء آخر ينسب إلى الله غير الأمر. فإذا كل محرف أي كل من صرف الكلام عن ظاهره بدون دليل من الشرع فإنه قائل على الله بغير علم من وجهين:
الأول: نفيه ظاهر الكلام.
الثاني: إثباته خلاف ذلك الظاهر.
لهذا كان أهل السنة والجماعة يتبرأون من التحريف، ويرون أنه جناية على النصوص، وأنه لايمكن أن يخاطبنا الله تعالى بشيء ويريد خلاف ظاهره بدون أن يبين لنا، وقد أنزل الله الكتاب تبياناً لكل شيء والنبي، صلى الله عليه و سلم، بين للناس ما أنزل إليهم من ربهم بإذن ربهم. أما التمثيل فمن الواضح أن القول به تكذيب للقرآن، لأن الله تعالى يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: من الآية11). ولهذا كان عقيدة أهل السنة والجماعة، بل طريقة أهل السنة والجماعة في نصوص الصفات من الآيات، والأحاديث، وهو إثباتها على حقيقتها وظاهرها اللائق بالله، بدون تحريف وبدون تعطيل، وقد حكى إجماع أهل السنة على ذلك ابن عبد البر في كتابه (التمهيد) و نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – و كذلك نقل عن القاضي أبي يعلى أنه قال: (أجمع أهل السنة على تحريم التشاغل بتأويل آيات النصوص و أحاديثها، و أن الواجب إبقاؤها على ظاهرها).(/)
قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[01 Aug 2003, 09:05 م]ـ
قال سماحة الوالد العلامة ابن باز رحمه الله
وفي سورة براءة ذكر سبحانه أيضا جملة من أخلاقهم وذلك في قوله سبحانه وتعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ هذه من أخلاق أهل الإيمان الرجال والنساء بعضهم أولياء بعض، والأولياء فيما بينهم من أخلاقهم: المحبة والتواصي بالخير، والتعاون على البر والتقوى، فلا يغتاب بعضهم بعضا، ولا ينم عليه، ولا يشهد عليه بالزور، ولا يظلمه، هكذا المؤمنون والمؤمنات أولياء ليسوا متباغضين، ولا متحاسدين، ولا متشاحنين، ولا يكذب بعضهم على بعض، ولا يغتابه، ولا ينم عليه، ولا يشهد عليه بالزور، ولا يظلمه في قول ولا عمل ولا دم ولا مال، ولا يغشه في معاملة، ولا يخونه في جميع الأحوال.
ثم قال سبحانه: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ هكذا أينما كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالأسلوب الحسن وبالطريقة الحميدة وبالعلم والبصيرة كما قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فهم يأمرون عن بصيرة وينهون عن بصيرة، والمعروف ما أمر الله به ورسوله، والمنكر ما أنكره الله ورسوله ونهى عنه، هكذا المؤمنون والمؤمنات إذا رأوا من بعض إخوانهم تقصيرا في طاعة الله أمروهم بمعروف، وإن رأوهم يتخلفون عن الصلاة في الجماعة قالوا لهم: اتقوا الله وحافظوا على الجماعة فهي مفروضة عليكم ولا تتشبهوا بالمنافقين، وهكذا لو رأيته يتعاطى الربا نصحته لله، أو رأيته يجالس من ليس من الطيبين تنصحه وتذكره بالله فالمؤمن مرآة أخيه المؤمن، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم مثلا.
هذه من صفات المؤمنين وأخلاقهم دعاة إلى الله ناصحون لله ولعباده يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لكن بالأساليب الطيبة، لا بالعنف والشدة حتى يقبل منهم الحق وحتى يستفيدوا ويستفاد منهم قال الله تعالى في كتابه العظيم: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وقال سبحانه في دعوة الكفار: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وهم اليهود والنصارى إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فمن ظلم يعامل بما يستحق، وقال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ هكذا المؤمن من أخلاقه العظيمة الدعوة بالتي هي أحسن ويجادل بالتي هي أحسن يرفق بالناس يقول النبي: إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ويقول عليه الصلاة والسلام: إن الرفق لا يكون في الشيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: من يحرم الرفق يحرم الخير كله فلابد من صبر ولا بد من حلم ولابد من رفق في أمرك ونهيك ودعوتك،
--------------------------------------------------------------------------------
"من أخلاق أهل الإيمان أنهم أولياء بعض "، موقع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله http://www.ibnbaz.com(/)
اثر (من أراد خير الأولين والآخرين فليثور القرآن فإن فيه خير الأولين .. )
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[01 Aug 2003, 11:36 م]ـ
هذا الأثر أخرجه الإمام أحمد في الزهد (ص: 157) و ابن أبي شيبة (35839) و الطبراني في الكبير (8664و8665و8666) و البيهقي في الشعب (1960) من طرق عن إبي إسحاق عن مرة عن ابن مسعود قال: (من أراد خير الأولين والآخرين فليثور القرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين) و في لفظ (من أراد علما فليقرأ القرآن فإن فيه خير الأولين والآخرين)
و في لفظ آخر (من أراد علما فليثور القرآن فإنه خير الأولين وخير الآخرين)
و سنده صحيح.(/)
قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين .. ).
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:55 م]ـ
قول الله -جل وعلا-: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ هذه الآية أشكلت على كثير من العلماء، وحصل في كلام كثير منهم اضطراب، وحصل فيه تفسير لهذه الآية بما قد يناقضها مما يأتي من الآيات بعدها، ولكن هدى الله -جل وعلا- بهذا الكتاب وبيانه مَن هداهم الله -جل وعلا- فعلموا تأويل هذه الآية على وجهها الصحيح بإذن الله جل وعلا.
فقد ذهب طائف من العلماء، وهو الذي شرحه وبيَّنه وفصَّله أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- إلى أن قول الله -جل وعلا-: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ معناه: أنه لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين متروكين حتى تأتيهم البينة، يعني أن الله -جل وعلا- لن يترك أهل الكتاب الذين كفروا، ولن يترك المشركين هكذا، بل لا بد أن يرسل إليهم رسولًا يبين لهم آيات الله -جل وعلا- ويدعوهم إلى الإسلام.
وهذا يوافق قول الله -جل وعلا-: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ويماثله قول الله -جل وعلا-: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ يعني: لما كنتم قومًا مسرفين نعرض عنكم، ولا نرسل إليكم ذكرا، هذا لا يكون؛ لأن الله -جل وعلا- خلق الخلق لحكمة، وهي عبادته.
ولا تعرف الخلق الطريق إليها إلا بالأنبياء والمرسلين كما قال الله -جل وعلا-: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ فالله -جل وعلا- خلق الخلق لعبادته.
وإذا خلقهم لعبادته فلن يتركهم جل وعلا هملًا لا يعرفون شيئًا، بل لا بد أن يرسل إليهم الرسل، ويقيم عليهم الحجة، فالله -جل وعلا- ذكر في هذه الآية أنه لن يترك المشركين، ولا الكافرين من أهل الكتاب حتى تأتيهم البينة.
وهذه البينة بيَّنها الله -جل وعلا- قال: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً أي: يتلو هذا القرآن العظيم الذي هو منزل من عند الله مطهر ولهذا لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي: في هذه الصحف أحكام قيمة؛ لأن قوله جل وعلا: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ.
قال بعض العلماء: "الكتب" هنا جمع كتاب بمعنى حكم؛ لأن مادة "كتب" تأتي بمعنى حكم، كما قال الله جل وعلا: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي وبعض العلماء يقول: إن قوله جل وعلا: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي: أن هذا القرآن مشتمل على كتب سابقة من الكتب التي لم تنسخ، ولم تُحَرَّف.
فذكر الله -جل وعلا- من تلك الكتب أحكامًا وافق القرآن تلك الكتب عليها كما تقدم في قوله جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى فقوله جل وعلا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى إلى آخره هذا مما ذكر في صحف إبراهيم وموسى.
وقوله جل وعلا: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ إلى آخر الآية هذا مكتوب في التوارة، وفي دين الله -جل وعلا- في هذا القرآن: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقال الله -جل وعلا-: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ففي صحف موسى وإبراهيم مذكور أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، وفي كتاب الله -جل وعلا- في آيات كثيرة قال تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.
فدل ذلك على أن قوله: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ أي: أن هذا القرآن مشتمل على شيء من الكتب السابقة مما لم يُنْسَخ، أو يُغَيَّر، والقرآن قد وافق تلك الكتب عليها، وهذا معنى ليس ببعيد، وإن كان الأكثرون على الأول.
ثم قال جل وعلا: وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ أهل الكتاب لما جاءتهم البينة من عند الله تفرقوا، فاليهود منهم من آمن بموسى، ومنهم من كفر، والنصارى منهم من آمن بعيسى، ومنهم من كفر، ومنهم من قال: إنه هو الله، ومنهم من قال: إنه ابن الله، ومنهم من قال: إنه ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
ولما جاءتهم البينة، وهو نبينا -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا فمنهم من آمن به، ومنهم من أعرض عنه، سواء من اليهود أو من النصارى، أو من المشركين فتفرقوا في هذا النبي مع وضوح البينة، ومع ذلك تفرقوا.
قال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- ذكر هذه الآية إعلامًا لهذه الأمة بألا تتفرق كما تفرق اليهود والنصارى، وهم الذين أوتوا الكتاب، وتفرق المشركون.
وفيها توبيخ لمن تفرق بعد أن جاءته آيات الله -جل وعلا- فدلت هذه الآية على التحذير من الفرقة والاختلاف، وأن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يجب أن تكون أمة واحدة كما قال الله -جل وعلا-: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وفي الآية الأخرى وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.
تفسير جزء عم شرح الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد تفسير سورة البينة(/)
تجليات الله تعالى في كتابه (1)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[02 Aug 2003, 10:41 م]ـ
تتجلى صفات الله تعالى في كتابه كله، لكنها في بعض السور تكون أخص وأقوى، ومن تلك الصفات:
صفة الغضب لله تعالى
هذه الصفة برزت بشكل قوي ومخيف في سورة التوبة، حتى يكاد القلب يطير فرقاً حينما يقرأ في هذه السورة، بدأت السورة بالحديث عن المشركين وما كان من معاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وهي تتحدث بأسلوب هادي، ثم ينتقل السياق بعد ذلك للتعليق على أحداث غزوة تبوك، والتي حصل فيها ما حصل من تخلف بعض المؤمنين، ومكر المنافقين وما فعلوه من أفاعيل بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، ومن هنا يبدأ الأسلوب بالتغير ويزداد حدة أكثر فأكثر، فلا تكاد تمر آية إلا وفيها من سياط الغضب ما فيها، وهكذا آية آية حتى يبلغ الغضب أوجه، حينها لا أخال مؤمناً يقرأ فيها إلا وقلبه يرتجف خوفاً وفرقاً، ثم تبدأ الآيات بعد ذلك تخف تدريجيا لتغلب صفة رحمته سبحانه صفة غضبه.
إن المؤمن حينما يقرأ هذه السورة بتدبر وتأمل لا بد وأن تترك فيه أثراً، ذلكم هو الخوف من الله تعالى، وتجنب بطشه وأليم عقابه، وهذه السورة لما نزلت خاف الصحابة رضوان الله عليهم أيما خوف، لأنها الفاضحة التي لم تترك صفة ذميمة من صفات المنافقين إلا وكشفتها وأظهرت عوارها، وهاك بعضاً من تجليات هذه الصفة في بعض آي هذه السورة:
انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41) لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49)
وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)
الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2003, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه اللفتات الكريمة، والنظرات الدقيقة للآيات القرآنية، وكم نحن بحاجة إلى الوقوف مع كلام الله سبحانه وتعالى مثل هذه الوقفات التربوية. أسأل الله لك التوفيق والسداد أبا خالد، وأرجو منك المواصلة على هذا النسق المبارك كلما سنحت لكم فرصة.
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[14 Aug 2003, 04:38 م]ـ
نعوذ بالله من سخطه وغضبه ونساله ان يرضى عنا وان يحسن نزلنا وان يجعلنا من المؤمنين
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات والتي فيها من المعلومات المفيدة الكثير
ونحن بانتظار المزيد من هذا اخي في الله(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 10
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[03 Aug 2003, 09:05 ص]ـ
ذكر القرطبي في تفسيرقوله تعالى من سورة هود [قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم] (9/ 39) مانصه: [وانتصب عاصم على التبرئة] فهل المقصود بالتبرئة لا النافية للجنس؟ أم ماذا؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Aug 2003, 09:32 ص]ـ
نعم، هو كما ذكرت.
قال ابن هشام في مغني اللبيب 1/ 264: ((لا) على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون نافية، وهذه على خمسة أوجه:
أحدها: أن تكون عاملة عمل إنّ، وذلك إن أريد بها نفي الجنس على سبيل التنصيص، وتسمى حينئذ تبرئة ...... ) إلخ كلامه.(/)
أول طلب فأرجو تلبيته ما أفضل الطبعات لهذه الكتب؟؟؟
ـ[همام العدناني]ــــــــ[03 Aug 2003, 08:10 م]ـ
السلام عليكم:
ما هي أفضل طبعة لهذه الكتب:
الكشف والبيان للثعلبي (وقد رأيته في 10 مجلدات - دار إحياء التراث العربي)
تفسير النسفي (وقد رأيته في 2 أو 3 مجلدات - وأظن أن الدار دار ابن كثير)
تفسير أبي المظفر السمعاني (وقد رأيته في 4 أو 5 مجلدات - الدار لا تحضرني)
تفسير مقاتل بن سليمان (وقد رأيت في 5 مجلدات - الدار لا تحضرني)
فأرجو منكم الإفادة عن الأفضل مع بيان سبب الأفضلية، ولكم منا الدعاء
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Aug 2003, 10:51 م]ـ
بسم الله
حياك الله أخي همام
أولاً - تفسير النسفي (مدارك التنزيل وحقائق التأويل) أفضل طبعاته فيما أعلم طبعة دار النفائس في أربعة مجلدات بتحقيق الشيخ مروان محمد الشعار.
وأما الكشف والبيان للثعلبي فلم يطبع إلا الطبعة التي أشرت إليها، وهي طبعة رديئة مليئة بالأخطاء والتحصيفات.
مع العلم أن الكتاب قد حقق في رسائل كثيرة في جامعة أم القرى إلا أنها لم تطبع، وأظنها لن تطبع.
وأما تفسير أبي المظفر السمعاني فأفضل طبعاته الكاملة (وأظنها الوحيدة) طبعة دار الوطن بالسعودية في ستة مجلدات بتحقيق أبي تميم ياسر بن إبراهيم وأبي بلال غنيم بن عباس بن غنيم.
وطبع منه جزءان الفاتحة والبقرة، وكان في الأصل رسالة علمية للدكتوره أو الماجستير.
وأما تفسير مقاتل بن سليمان فليس له إلا طبعة واحدة بتحقيق الدكتور عبدالله شحاته في خمسة مجلدات عن دار إحياء التراث العربي.
ـ[همام العدناني]ــــــــ[04 Aug 2003, 05:30 م]ـ
أثابك الله أبا مجاهد ورفع قدرك(/)
سؤال عن تفسير الآيات (10 - 12) من سورة النساء
ـ[ om salman] ــــــــ[04 Aug 2003, 05:46 ص]ـ
asslamoalikum wa rahmatullahi wa barakatuh.
i need an explanation for the verse"ayah" number. 10 till the "verse "ayah" number 12 in surat "nesaa"
wa jazakum allah khaira
الترجمة:
ما هو تفسير الآيات ذات الأرقام (10،11،12) من سورة النساء.
المشرف
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Aug 2003, 07:00 ص]ـ
جاء في تفسير السعدي لهذه الآيات:
((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا) أي: بغير حق. وهذا القيد يخرج به ما تقدم، من جواز الأكل للفقير بالمعروف، ومن جواز خلط طعامهم بطعام اليتامى.
فمَنْ أكلها ظلمًا فـ (إنما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا) أي: فإن الذي أكلوه نار تتأجج في أجوافهم وهم الذين أدخلوها في بطونهم.
(وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) أي: نارًا محرقة متوقدة. وهذا أعظم وعيد ورد في الذنوب، يدل على شناعة أكل أموال اليتامى وقبحها، وأنها موجبة لدخول النار، فدل ذلك أنها من أكبر الكبائر. نسأل الله العافية.
11 - 12 (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا. وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ.).
هذه الآيات والآية التي هي آخر السورة هن آيات المواريث المتضمنة لها. فإنها مع حديث عبد الله بن عباس الثابت في صحيح البخاري "ألْحِقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر" - مشتملات على جل أحكام الفرائض، بل على جميعها كما سترى ذلك، إلا ميراث الجدات فإنه غير مذكور في ذلك. لكنه قد ثبت في السنن عن المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس، مع إجماع العلماء على ذلك.
فقوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب.
وهذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين، حيث أوصى الوالدين مع كمال شفقتهم، عليهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر كيفية إرثهم فقال: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ أي: الأولاد للصلب، والأولاد للابن، للذكر مثل حظ الأنثيين، إن لم يكن معهم صاحب فرض، أو ما أبقت الفروض يقتسمونه كذلك، وقد أجمع العلماء على ذلك، وأنه -مع وجود أولاد الصلب- فالميراث لهم. وليس لأولاد الابن شيء، حيث كان أولاد الصلب ذكورًا وإناثا، هذا مع اجتماع الذكور والإناث. وهنا حالتان: انفراد الذكور، وسيأتي حكمها. وانفراد الإناث، وقد ذكره بقوله: فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ أي: بنات صلب أو بنات ابن، ثلاثا فأكثر فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَة أي: بنتا أو بنت ابن فَلَهَا النِّصْفُ وهذا إجماع.
بقي أن يقال: من أين يستفاد أن للابنتين الثنتين الثلثين بعد الإجماع على ذلك؟
فالجواب أنه يستفاد من قوله: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ فمفهوم ذلك أنه إن زادت على الواحدة، انتقل الفرض عن النصف، ولا ثَمَّ بعده إلا الثلثان. وأيضا فقوله: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ إذا خلَّف ابنًا وبنتًا، فإن الابن له الثلثان، وقد أخبر الله أنه مثل حظ الأنثيين، فدل ذلك على أن للبنتين الثلثين.
وأيضًا فإن البنت إذا أخذت الثلث مع أخيها - وهو أزيد ضررًا عليها من أختها، فأخذها له مع أختها من باب أولى وأحرى.
وأيضا فإن قوله تعالى في الأختين: فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ نص في الأختين الثنتين.
فإذا كان الأختان الثنتان -مع بُعدهما- يأخذان الثلثين فالابنتان -مع قربهما- من باب أولى وأحرى. وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم ابنتي سعد الثلثين كما في الصحيح.
بقي أن يقال: فما الفائدة في قوله: فَوْقَ اثْنَتَيْن؟. قيل: الفائدة في ذلك -والله أعلم- أنه ليعلم أن الفرض الذي هو الثلثان لا يزيد بزيادتهن على الثنتين بل من الثنتين فصاعدًا. ودلت الآية الكريمة أنه إذا وجد بنت صلب واحدة، وبنت ابن أو بنات ابن، فإن لبنت الصلب النصف، ويبقى من الثلثين اللذين فرضهما الله للبنات أو بنات الابن السدس، فيعطى بنت الابن، أو بنات الابن، ولهذا يسمى هذا السدس تكملة الثلثين.
ومثل ذلك بنت الابن، مع بنات الابن اللاتي أنزل منها.
وتدل الآية أنه متى استغرق البنات أو بنات الابن الثلثين، أنه يسقط مَنْ دونهن مِنْ بنات الابن لأن الله لم يفرض لهن إلا الثلثين، وقد تم. فلو لم يسقطن لزم من ذلك أن يفرض لهن أزيَد من الثلثين، وهو خلاف النص.
وكل هذه الأحكام مجمع عليها بين العلماء ولله الحمد.
ودل قوله: مِمَّا تَرَكَ أن الوارثين يرثون كل ما خلف الميت من عقار وأثاث وذهب وفضة وغير ذلك، حتى الدية التي لم تجب إلا بعد موته، وحتى الديون التي في الذمم
ثم ذكر ميراث الأبوين فقال: وَلأبَوَيْهِ أي: أبوه وأمه لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ أي: ولد صلب أو ولد ابن ذكرًا كان أو أنثى، واحدًا أو متعددًا.
فأما الأم فلا تزيد على السدس مع أحد من الأولاد.
وأما الأب فمع الذكور منهم، لا يستحق أزيد من السدس، فإن كان الولد أنثى أو إناثا ولم يبق بعد الفرض شيء -كأبوين وابنتين- لم يبق له تعصيب. وإن بقي بعد فرض البنت أو البنات شيء أخذ الأب السدس فرضًا، والباقي تعصيبًا، لأننا ألحقنا الفروض بأهلها، فما بقي فلأولى رجل ذكر، وهو أولى من الأخ والعم وغيرهما.
فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ أي: والباقي للأب لأنه أضاف المال إلى الأب والأم إضافة واحدة، ثم قدر نصيب الأم، فدل ذلك على أن الباقي للأب.
وعلم من ذلك أن الأب مع عدم الأولاد لا فرض له، بل يرث تعصيبا المال كله، أو ما أبقت الفروض، لكن لو وجد مع الأبوين أحد الزوجين -ويعبر عنهما بالعمريتين- فإن الزوج أو الزوجة يأخذ فرضه، ثم تأخذ الأم ثلث الباقي والأب الباقي.
وقد دل على ذلك قوله: وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأمِّهِ الثُّلُثُ أي: ثلث ما ورثه الأبوان. وهو في هاتين الصورتين إما سدس في زوج وأم وأب، وإما ربع في زوجة وأم وأب. فلم تدل الآية على إرث الأم ثلثَ المال كاملا مع عدم الأولاد حتى يقال: إن هاتين الصورتين قد استثنيتا من هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوضح ذلك أن الذي يأخذه الزوج أو الزوجة بمنزلة ما يأخذه الغرماء، فيكون من رأس المال، والباقي بين الأبوين.
ولأنا لو أعطينا الأم ثلث المال، لزم زيادتها على الأب في مسألة الزوج، أو أخذ الأب في مسألة الزوجة زيادة عنها نصفَ السدس، وهذا لا نظير له، فإن المعهود مساواتها للأب، أو أخذه ضعفَ ما تأخذه الأم.
فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأمِّهِ السُّدُسُ أشقاء، أو لأب، أو لأم، ذكورًا كانوا أو إناثًا، وارثين أو محجوبين بالأب أو الجد [لكن قد يقال: ليس ظاهرُ قوله: فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ شاملا لغير الوارثين بدليل عدم تناولها للمحجوب بالنصف، فعلى هذا لا يحجبها عن الثلث من الإخوة إلا الإخوة الوارثون. ويؤيده أن الحكمة في حجبهم لها عن الثلث لأجل أن يتوفر لهم شيء من المال، وهو معدوم، والله أعلم] ولكن بشرط كونهم اثنين فأكثر، ويشكل على ذلك إتيان لفظ "الإخوة" بلفظ الجمع. وأجيب عن ذلك بأن المقصود مجرد التعدد، لا الجمع، ويصدق ذلك باثنين.
وقد يطلق الجمع ويراد به الاثنان، كما في قوله تعالى عن داود وسليمان وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ وقال في الإخوة للأم: وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ.
فأطلق لفظ الجمع والمراد به اثنان فأكثر بالإجماع. فعلى هذا لو خلف أمًّا وأبًا وإخوة، كان للأم السدس، والباقي للأب فحجبوها عن الثلث، مع حجب الأب إياهم [إلا على الاحتمال الآخر فإن للأم الثلث والباقي للأب]
ثم قال تعالى: مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ أي: هذه الفروض والأنصباء والمواريث إنما ترد وتستحق بعد نزع الديون التي على الميت لله أو للآدميين، وبعد الوصايا التي قد أوصى الميت بها بعد موته، فالباقي عن ذلك هو التركة الذي يستحقه الورثة.
وقدم الوصية مع أنها مؤخرة عن الدين للاهتمام بشأنها، لكون إخراجها شاقًّا على الورثة، وإلا فالديون مقدمة عليها، وتكون من رأس المال.
وأما الوصية فإنها تصح من الثلث فأقل للأجنبي الذي هو غير وارث. وأما غير ذلك فلا ينفذ إلا بإجازة الورثة، قال تعالى: آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا.
فلو ردَّ تقدير الإرث إلى عقولكم واختياركم لحصل من الضرر ما الله به عليم، لنقص العقول وعدم معرفتها بما هو اللائق الأحسن، في كل زمان ومكان. فلا يدرون أَيُّ الأولادِ أو الوالِدين أنفع لهم، وأقرب لحصول مقاصدهم الدينية والدنيوية.
فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا أي: فرضها الله الذي قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحكم ما شرعه وقدَّر ما قدَّره على أحسن تقدير لا تستطيع العقول أن تقترح مثل أحكامه الصالحة الموافقة لكل زمان ومكان وحال.
ثم قال تعالى: وَلَكُمْ أيها الأزواج نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ.
ويدخل في مسمى الولد المشروط وجوده أو عدمه، ولد الصلب أو ولد الابن الذكر والأنثى، الواحد والمتعدد، الذي من الزوج أو من غيره، ويخرج عنه ولد البنات إجماعًا.
ثم قال تعالى: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ أي: من أم، كما هي في بعض القراءات. وأجمع العلماء على أن المراد بالإخوة هنا الإخوة للأم، فإذا كان يورث كلالة أي: ليس للميت والد ولا ولد أي: لا أب ولا جد ولا ابن ولا ابن ابن ولا بنت ولا بنت ابن وإن نزلوا. وهذه هي الكلالة كما فسرها بذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقد حصل على ذلك الاتفاق ولله الحمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا أي: من الأخ والأخت السُّدُسُ، فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ أي: من واحد فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ أي: لا يزيدون على الثلث ولو زادوا عن اثنين. ودل قوله: فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ أن ذَكَرهم وأنثاهم سواء، لأن لفظ "التشريك" يقتضي التسوية.
ودل لفظ الْكَلالَةِ على أن الفروع وإن نزلوا، والأصولَ الذكور وإن علوا، يُسقطون أولاد الأم، لأن الله لم يورثهم إلا في الكلالة، فلو لم يكن يورث كلالة، لم يرثوا منه شيئًا اتفاقًا.
ودل قوله: فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ أن الإخوة الأشقاء يَسقُطون في المسألة المسماة بالحمارية. وهى: زوج، وأم، وإخوة لأم، وإخوة أشقاء. للزوج النصف، وللأم السدس، وللأخوة للأم الثلث، ويسقط الأشقاء، لأن الله أضاف الثلث للإخوة من الأم، فلو شاركهم الأشقاء لكان جمعا لما فرَّق الله حكمه. وأيضا فإن الإخوة للأم أصحاب فروض، والأشقاء عصبات. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: - "ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر" - وأهل الفروض هم الذين قدَّر الله أنصباءهم، ففي هذه المسألة لا يبقى بعدهم شيء، فيَسْقُط الأشقاء، وهذا هو الصواب في ذلك.
وأما ميراث الإخوة والأخوات الأشقاء أو لأب، فمذكور في قوله: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ الآية.
فالأخت الواحدة شقيقة أو لأب لها النصف، والثنتان لهما الثلثان، والشقيقة الواحدة مع الأخت للأب أو الأخوات تأخذ النصف، والباقي من الثلثين للأخت أو الأخوات لأب وهو السدس تكملة الثلثين. وإذ استغرقت الشقيقات الثلثين سقط الأخوات للأب كما تقدم في البنات وبنات الابن. وإن كان الإخوة رجالا ونساءً فللذكر مثل حظ الأنثيين.
فإن قيل: فهل يستفاد حكم ميراث القاتل، والرقيق، والمخالف في الدين، والمبعض، والخنثى، والجد مع الإخوة لغير أم، والعول، والرد، وذوي الأرحام، وبقية العصبة، والأخوات لغير أم مع البنات أو بنات الابن من القرآن أم لا؟
قيل: نعم، فيه تنبيهات وإشارات دقيقة يعسر فهمها على غير المتأمل تدل على جميع المذكورات. فأما (القاتل والمخالف في الدين) فيعرف أنهما غير وارثين من بيان الحكمة الإلهية في توزيع المال على الورثة بحسب قربهم ونفعهم الديني والدنيوي.
وقد أشار تعالى إلى هذه الحكمة بقوله: لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا وقد عُلم أن القاتل قد سعى لمورثه بأعظم الضرر، فلا ينتهض ما فيه من موجب الإرث أن يقاوم ضرر القتل الذي هو ضد النفع الذي رتب عليه الإرث. فعُلم من ذلك أن القتل أكبر مانع يمنع الميراث، ويقطع الرحم الذي قال الله فيه: وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مع أنه قد استقرت القاعدة الشرعية أن "من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه"
وبهذا ونحوه يعرف أن المخالف لدين الموروث لا إرث له، وذلك أنه قد تعارض الموجب الذي هو اتصال النسب الموجب للإرث، والمانعُ الذي هو المخالفة في الدين الموجبة للمباينة من كل وجه، فقوي المانع ومنع موجب الإرث الذي هو النسب، فلم يعمل الموجب لقيام المانع. يوضح ذلك أن الله تعالى قد جعل حقوق المسلمين أولى من حقوق الأقارب الكفار الدنيوية، فإذا مات المسلم انتقل ماله إلى من هو أولى وأحق به. فيكون قوله تعالى: وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إذا اتفقت أديانهم، وأما مع تباينهم فالأخوة الدينية مقدمة على الأخوة النسبية المجردة.
قال ابن القيم في "جلاء الأفهام": وتأمل هذا المعنى في آية المواريث، وتعليقه سبحانه التوارث فيها بلفظ الزوجة دون المرأة، كما في قوله تعالى: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إيذانا بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية المقتضية للتشاكل والتناسب، والمؤمن والكافر لا تشاكل بينهما ولا تناسب، فلا يقع بينهما التوارث. وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين [انتهى].
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما (الرقيق) فإنه لا يرث ولا يورث، أما كونه لا يورث فواضح، لأنه ليس له مال يورث عنه، بل كل ما معه فهو لسيده. وأما كونه لا يرث فلأنه لا يملك، فإنه لو ملك لكان لسيده، وهو أجنبي من الميت فيكون مثل قوله تعالى: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْن وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ ونحوها لمن يتأتى منه التملك، وأما الرقيق فلا يتأتى منه ذلك، فعلم أنه لا ميراث له. وأما مَنْ بعضه حر وبعضه رقيق فإنه تتبعض أحكامه. فما فيه من الحرية يستحق بها ما رتبه الله في المواريث، لكون ما فيه من الحرية قابلا للتملك، وما فيه من الرق فليس بقابل لذلك، فإذا يكون المبعض، يرث ويورث، ويحجب بقدر ما فيه من الحرية. وإذا كان العبد يكون محمودا مذموما، مثابا ومعاقبا، بقدر ما فيه من موجبات ذلك، فهذا كذلك. وأما (الخنثى) فلا يخلو إما أن يكون واضحا ذكوريته أو أنوثيته، أو مشكلا. فإن كان واضحا فالأمر فيه واضح.
إن كان ذكرا فله حكم الذكور، ويشمله النص الوارد فيهم.
وإن كان أنثى فله حكم الإناث، ويشملها النص الوارد فيهن.
وإن كان مشكلا فإن كان الذكر والأنثى لا يختلف إرثهما -كالإخوة للأم- فالأمر فيه واضح، وإن كان يختلف إرثه بتقدير ذكوريته وبتقدير أنوثيته، ولم يبق لنا طريق إلى العلم بذلك، لم نعطه أكثر التقديرين، لاحتمال ظلم من معه من الورثة، ولم نعطه الأقل، لاحتمال ظلمنا له. فوجب التوسط بين الأمرين، وسلوكُ أعدل الطريقين، قال تعالى: اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وليس لنا طريق إلى العدل في مثل هذا أكثر من هذا الطريق المذكور. و لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
وأما (ميراث الجد) مع الإخوة الأشقاء أو لأب، وهل يرثون معه أم لا؟ فقد دل كتاب الله على قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأن الجد يحجب الإخوة أشقاء أو لأب أو لأم، كما يحجبهم الأب.
وبيان ذلك: أن الجد أب في غير موضع من القرآن كقوله تعالى: إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ الآية. وقال يوسف عليه السلام: وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
فسمى الله الجد وجد الأب أبا، فدل ذلك على أن الجد بمنزلة الأب، يرث ما يرثه الأب، ويحجب من يحجبه.
وإذا كان العلماء قد أجمعوا على أن الجد حكمه حكم الأب عند عدمه في ميراثه مع الأولاد وغيرهم من بني الإخوة والأعمام وبنيهم، وسائر أحكام المواريث، فينبغي أيضا أن يكون حكمُه حكمَه في حجب الإخوة لغير أم.
وإذا كان ابن الابن بمنزلة ابن الصلب فلم لا يكون الجد بمنزلة الأب؟ وإذا كان جد الأب مع ابن الأخ قد اتفق العلماء على أنه يحجبه. فلم لا يحجب جد الميت أخاه؟ فليس مع مَنْ يورِّث الإخوةَ مع الجد، نص ولا إشارة ولا تنبيه ولا قياس صحيح.
وأما مسائل (العول) فإنه يستفاد حكمها من القرآن، وذلك أن الله تعالى قد فرض وقدر لأهل المواريث أنصباء، وهم بين حالتين:
إما أن يحجب بعضهم بعضًا أو لا. فإن حجب بعضهم بعضا، فالمحجوب ساقط لا يزاحِم ولا يستحق شيئا، وإن لم يحجب بعضهم بعضا فلا يخلو، إما أن لا تستغرق الفروض التركة، أو تستغرقها من غير زيادة ولا نقص، أو تزيد الفروض على التركة، ففي الحالتين الأوليين كل يأخذ فرضه كاملا. وفي الحالة الأخيرة وهي ما إذا زادت الفروض على التركة فلا يخلو من حالين:
إما أن ننقص بعضَ الورثة عن فرضه الذي فرضه الله له، ونكمل للباقين منهم فروضهم، وهذا ترجيح بغير مرجح، وليس نقصان أحدهم بأولى من الآخر، فتعينت الحال الثانية، وهي: أننا نعطي كل واحد منهم نصيبه بقدر الإمكان، ونحاصص بينهم كديون الغرماء الزائدة على مال الغريم، ولا طريق موصل إلى ذلك إلا بالعول، فعلم من هذا أن العول في الفرائض قد بينه الله في كتابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعكس هذه الطريقة بعينها يعلم (الرد) فإن أهل الفروض إذا لم تستغرق فروضُهم التركةَ وبقي شيء ليس له مستحق من عاصب قريب ولا بعيد، فإن رده على أحدهم ترجيح بغير مرجح، وإعطاؤه غيرَهم ممن ليس بقريب للميت جنف وميل، ومعارضة لقوله: وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فتعين أن يُرَدَّ على أهل الفروض بقدر فروضهم.
ولما كان الزوجان ليسا من القرابة، لم يستحقا زيادة على فرضهم المقدر [هذا عند من لا يورِّث الزوجين بالرد، وهم جمهور القائلين بالرد، فعلى هذا تكون علة الرد كونه صاحب فرض قريبا، وعلى القول الآخر، أن الزوجين كغيرهما من ذوي الفروض يُرَدُّ عليهما؛ فكما ينقصان بالعول فإنهما يزادان بالرد كغيرهما، فالعلة على هذا كونه وارثا صاحب فرض، فهذا هو الظاهر من دلالة الكتاب والسنة، والقياس الصحيح، والله أعلم]
وبهذا يعلم أيضا (ميراث ذوي الأرحام) فإن الميت إذا لم يخلف صاحب فرض ولا عاصبا، وبقي الأمر دائرا بين كون ماله يكون لبيت المال لمنافع الأجانب، وبين كون ماله يرجع إلى أقاربه المدلين بالورثة المجمع عليهم، ويدل على ذلك قوله تعالى: وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ فصرفه لغيرهم ترك لمن هو أولى من غيره، فتعين توريث ذوي الأرحام.
وإذا تعين توريثهم، فقد علم أنه ليس لهم نصيب مقدر بأعيانهم في كتاب الله. وأن بينهم وبين الميت وسائط، صاروا بسببها من الأقارب. فينزلون منزلة من أدلوا به من تلك الوسائط. والله أعلم.
وأما (ميراث بقية العصبة) كالبنوة والأخوة وبنيهم، والأعمام وبنيهم إلخ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولي رجل ذكر" وقال تعالى: وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ فإذا ألحقنا الفروض بأهلها ولم يبق شيء، لم يستحق العاصب شيئًا، وإن بقي شيء أخذه أولي العصبة، وبحسب جهاتهم ودرجاتهم.
فإن جهات العصوبة خمس: البنوة، ثم الأبوة، ثم الأخوة وبنوهم، ثم العمومة وبنوهم، ثم الولاء، فيقدم منهم الأقرب جهة. فإن كانوا في جهة واحدة فالأقرب منزلة، فإن كانوا في منزلة واحدة فالأقوى، وهو الشقيق، فإن تساووا من كل وجه اشتركوا. والله أعلم.
وأما كون الأخوات لغير أم مع البنات أو بنات الابن عصبات، يأخذن ما فضل عن فروضهن، فلأنه ليس في القرآن ما يدل على أن الأخوات يسقطن بالبنات.
فإذا كان الأمر كذلك، وبقي شيء بعد أخذ البنات فرضهن، فإنه يعطى للأخوات ولا يعدل عنهن إلى عصبة أبعد منهن، كابن الأخ والعم، ومن هو أبعد منهم. والله أعلم.) انتهى من تفسير السعدي.
وبإمكانك يا أم سلمان الاستفادة من المواقع التالية في التفسير:
http://www.qurancomplex.org/arb/DEFAULT.ASP?Frame=tafseer.htm
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=1&nAya=1(/)
سؤال للشيخ ابراهيم الدوسري -نفع الله به-
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[04 Aug 2003, 08:36 ص]ـ
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
سؤالي هو:
1. ما حكم الجمع بين قرائتين أو أكثر في الصلاة؟ للعالم بها أو الجاهل.
2. ماحكم الجمع بين القراءات في خارج الصلاة لغير غرض التعلم والتعليم؟
3. وهل لفضيلتكم من تعليق على ما يفعله بعض القراء من استثارة العوام (بالقراءة بالجمع) فيحدث في مجلس القراءة ما لا يتناسب مع جلال القرآن العظيم.
وجزاكم الله خيراً
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[04 Aug 2003, 08:01 م]ـ
الجمع في القراءات لا يلجأ إليه إلا في مقام التعليم وبشروط محددة، والجمع في الصلاة بالقراءات بدعة كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، والتشويش على الناس بالقراءات فتنة.
القراءات لها مقاصدها السامية المعروفة لدى الراسخين في العلم فيها.
ـ[شعبة بن عياش]ــــــــ[05 Aug 2003, 08:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا ورفع قدرك(/)
الآية الكريمة رقم 74 من سورة الأنعام
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[04 Aug 2003, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين.
وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله.
اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وصحبه، والتابعين، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
قال الحق عز وجل في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
" وإذ قال إبراهيم لأبيه ءازر أتتخذ أصناما ءالهة. إنى أراك وقومك في ضلال مبين *"
صدق الله العظيم (74 الأنعام)
السؤال:
ولن أطيل
هل آزر هو أبو سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم، أم أنه قريب له؟
مع بالغ الشكر والاحترام،،،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Aug 2003, 04:53 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله بعد أن بين الخلاف في من يكون آزر:
( .... فأولى القولين بالصواب منهما عندي، قول من قال: هو اسم أبيه لأن الله تعالى أخبر أنه أبوه. وهو القول المحفوظ من قول أهل العلم دون القول الآخر الذي زعم قائله أنه نعت. فإن قال قائل: فإن أهل الأنساب إنما ينسبون إبراهيم إلى تارح، فكيف يكون آزر اسماً له والمعروف به من الاسم تارح؟ قيل له: غير محال أن يكون له اسمان، كما لكثير من الناس في دهرنا هذا، وكان ذلك فيما مضى لكثير منهم. وجائز أن يكون لقباً، والله تعالى أعلم.)
وذكر ابن كثير رحمه الله ترجيح ابن جرير ثم قال: (وهذا الذي قاله جيد قوي، والله أعلم.).
وبهذا نعلم أن آزر أبو إبراهيم، وهكذا هو في القرآن: (لأبيه آزر) فلا مجال لمخالفة ظاهر القرآن إلا بحجة يجب التسليم لها.
وقد أجاد أحمد شاكر رحمه الله عندما قال في تحقيقه للمعرب للجواليقي 407 - 413: (أما أن اسم والد إبراهيم آزر فإنه عندنا أمر قطعي الثبوت بصريح القرآن في هذه الآية بدلالة الألفاظ على المعاني، وأما التأويل والتلاعب بالألفاظ فما هو إلا إنكار مقنّع لمضمون الكلام ومعناه ..... ) إلخ كلامه رحمه الله. انظر كتاب تفسير مبهمات القرآن للبلنسي بتحقيق حنيف القاسمي 1/ 431 - 432(/)
رسائل علمية في علوم القرآن
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[04 Aug 2003, 11:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقترح جمع الرسائل العلمية المتعلقة بعلوم القرآن مع بعض المعلومات المتعلقة بها، مثل الجامعة أو الكلية التي نوقشت فيها، الدرجة العلمية، الناشر ..... إلخ
وأبدأ برسالة جميلة قيمة في أسباب النزول عنوانها أسباب النزول وأثرها في بيان النصوصـ دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه) د. عماد الدين محمد الرشيد.
أطروحة نال بها الباحث درجة الدكتوراه بدرجة امتياز من جامعة دمشق في ذي القعدة عام 1419هـ.
الناشر: دار الشهاب.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[06 Aug 2003, 10:04 م]ـ
يا أخوان جزاكم الله خيرا الموضوع مهم ومفيد جدا للباحثين والمهتمين بدراسة علوم القرآن خاصة وأن الرسائل الجامعية تفيد الباحث من حيث المراجع المتعلقة بالموضوع وتتناول وتعالج أهم المسائل المتعلقة به ومن الممكن أن توفر على الباحث جهد كبير وتفتح له آفاق أكبر ناهيك عن النتائج والتوصيات التي يخرج بها الباحث في نهاية البحث، جزى الله مشائخنا في مرحلة الدراسات العليا كل خير أذكر لأحدهم قوله أحرص على كل رسالة علمية تقع بين يديك، فهلا لبيتم طلبي!!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2003, 02:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب اضواء البيان وفقه الله ونور بصيرته. أشكرك على انضمامك لملتقى أهل التفسير أولاً، وأعتذر إليك بسبب التأخر في الإجابة على سؤالك أو اقتراحك الكريم. وهو اقتراح نفيس يدل على بصرك بالعلم، وحرصك على الخير. والسبب في التأخر هو سفر المشرفين وانشغالهم في الفترة الماضية فمعذرة، والعذر عند كرام الناس مقبولُ!
وأما ما تفضلتم به من الإشارة إلى أهمية جمع الرسائل العلمية المتعلقة بالتخصص، فأبشرك أننا بصدد الانتهاء من هذا المشروع النافع. وهي من الجوانب الرئيسة في موقع التفسير هذا، وما هذا الملتقى إلا جانب يسير من موقع التفسير الذي أرجو أن يرى النور قريباً إن شاء الله. وتشكل قاعدة بيانات الرسائل العلمية الجامعية المتخصصة ركناً مهماً من أركانه. وقد بشرنا الدكتور عبدالله الجيوسي وفقه الله من جامعة اليرموك في الأردن بأنه قد أنتهى من جمع الرسائل العلمية منذ أكثر من أحد عشر عاماً خلت. وتوشك أن تصدر.
أشكرك مرة أخرى وأعتذر إليك، وأرجو أن تتحقق رغبتك قريباً في حلة تعجبك وترضيك إن شاء الله.
ـ[التفسير1000]ــــــــ[21 Mar 2004, 12:44 ص]ـ
الإخوة الفضلاء: لعل من المناسب وضع روابط للمواقع التي يوجد بها رسائل مختصة بعلوم القرآن، ومما يشار إليه في هذا الباب الجامعات والأقسام القرآنية بها، ففي هذا توفير للجهد وتعاون مثمر في سبيل غايتنا المنشودة. وإليكم على سبيل المثال رابط قسم التفسير بالجامعة الإسلامية بالمدينة.
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/aduhayah/Browse/quran/tafsir/
وشكر الله للجميع سعيه.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[25 Mar 2006, 09:30 م]ـ
رسالتي بعنوان " موقف الفكر العربي العلماني من النص القرآني. دعوى تاريخية النص نموذجاً " وستنشر قريباً إن شاء الله عز وجل في دار ابن حزم في الرياض بعنوان " العلمانيون والقرآن الكريم. تاريخية النص ". نوقشت الرسالة في كلية دار العلوم - جامعة القاهرة سنة 2003 م من قبل كل من الأستاذين الفاضلين د. محمد عمارة ود. حسن حنفي أما المشرف فهو د. سيد رزق الحجر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2006, 06:37 ص]ـ
نسأل الله لكم التوفيق يا دكتور أحمد. ونحن ننتظر صدور رسالتكم، وأسعدني إشراف الأستاذ د. سيد رزق الحجر فهو من الأساتذة الفضلاء الذين عرفتهم وصحبتهم كثيراً في كلية الشريعة وأصول الدين بأبها، فقد مكث في الكلية يدرس مادة المذاهب المعاصرة والمنطق مدة طويلة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Mar 2006, 08:07 ص]ـ
وهنا وصف لما دار في مناقشة رسالة الدكتور الطعان ( http://www.almujtamaa-mag.com/detail.asp?InNewsItemID=117293&InTemplateKey=print) فقد تحولت المناقشة - حسب تعبير الناقل إلى مواجهة بين الإسلام والعلمانية.(/)
سؤال لأهل الاختصاص .. ما هي أجود طبعات تفسير ابن كثير
ـ[عبدالله صالح]ــــــــ[05 Aug 2003, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
ما هي أجود طبعات تفسير القرآن العظيم للإمام الحافظ ابن كثير
طبعة سامي السلامة
طبعة البنا
أو التي خرجت في 15 مجلدا ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Aug 2003, 11:26 م]ـ
تمت الإجابة على ذلك سابقاً تجده على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=103
وللفائدة راجع هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=572&highlight=%D8%C8%DA%C7%CA+%C7%C8%E4+%DF%CB%ED%D1(/)
طلب المساعدة في وضع مقررات دورات علمية وكلية للقرآن الكريم.
ـ[أبو الهيثم اليماني]ــــــــ[05 Aug 2003, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد
أحبتي الكرام في ملتقى أهل التفسير أسأل الله أن يجمعني بكم في الجنة
أنا أخوكم أبو الهيثم اليماني أعمل في إحدى دول غرب افريقيا مع إحدى المؤسسات الإسلامية الدعوية
والتي من ضمن اهتماماتها حلقات تحفيظ القرآن الكريم
وبحمد الله فقدجاءنا مشرف تربوي جديد للحلقات وعنده طموح وهمة في رفع مستوى مدرسي الحلقات وقد طلب المساعدة فيما يلي:-
1 - مناهج دورات تربوية لمدرسي الحلقات (مواضيع تصلح كدورات تربوية تتعلق بمواضيع تهم مدرس الحلقات وترفع مستواه وتعالج مشاكله)
2 - منهج لكلية من كليات القرآن أو لعدة كليات من جامعات مختلفة ليتمكن من وضع منهج متكامل وعملي لمدرسي الحلقات
وقد رأيت أن في هذا الملتقى من هو أكثر مني خبرة ودراية فأحببت أن أعطي القوس باريها وأطلب من كل من لديه القدرة على إفادتنا أن لا يبخل علينا ويكفيه تذكر الأجر الذي سيكتب لبه إن أخلص النية واعتمد المنهج الذي سيرسله
أو الفكرة التي سيدلي بها
هذا ونشكر الله العلي القدير الذي شرفنا بالتعرف على مثل هذا الملتقى وأهله
وشكر الله لكل من أعان على مثل هذا العمل المبارك
والله يحفظكم ويرعاكم
أخوكم / أبو الهيثم اليماني
ـ[بدر]ــــــــ[06 Aug 2003, 01:24 ص]ـ
حياك الله أخي أبو الهيثم
تصفح هذا الرابط
http://www.saaid.net/Quran/index.htm
كذلك الموقع يفيدك في هذه المجالات إن شاء الله
http://www.saaid.net
و آمل ان نتواصل فيما بعد لتفعيل دور المؤسسات الدعوية
بارك الله في جهودكم.
ـ[أبو الهيثم اليماني]ــــــــ[06 Aug 2003, 11:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم الدعم الفني وجزاك الله خيرا
أما بخصوص موقع صيد الفؤاد فأنا من المشاركين فيه وقد استفدت منه كثيرا جدا
وأما الموقع الجزئي منه وهو حلقات التحفيظ القرآن الكريم فقد نزلت على جهازي تقريبا كل الملفات الموجودة فيه والبرامج بل وبدأنا في استخدامها استخداما عمليا وقد ساعدتنا كثيرا
ولكن وجدت تقريبا أربع دورات تخاطب المدرس وهي غير كافية ولم أجد بقيتها
أما ما يتعلق بمنهج متكامل لكلية من كليات القرآن فلم أجده وقد بحثت كثيرا ولم أجد شيئا من هذا القبيل
لذلك أطلب من من يستطيع توفير منهج متكامل لكلية من كليات القرآن الكريم في أي جامعة من جامعات أهل السنة
فلا يبخل علينا به
وهذا وقد تلقيت دعوتك للتواصل لتفعيل دور المؤسسات الدعوية بصدر رحب بل وبسعادة غامرة فلك كل الشكر أخي الدعم الفني والجزاء عند الله
ونحن في أمس الحاجة للفكرة البناءة والعمل الجاد والنصيحة المثمرة والهادفة والانتقاد البناء
فأطلب من الجميع التواصل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[06 Aug 2003, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
لعل هذا الرابط يفيدك كثيرا - إن شاء الله -:
http://www.iu.edu.sa/edu/kuliah/quran.htm
ـ[أبو الهيثم اليماني]ــــــــ[08 Aug 2003, 08:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك وجزاك عني وعن المسلمين خير الجزاء أخي خالد الباتلي
نعم أخي لقد استفدنا جدا من مناهج كلية القرآن الكريم الجامعة الإسلامية عن طريق الرابط الذي وضعته
وقد كان ذلك بالضبط أحد المواضيع التي طلبتها
فأسأل الله أن ينفع بها ويجعلها في موازين الحسنات ويكتبها لنا ولكم من الصدقات الجارية
وشكر أيضا للأخ الدعم الفني الذي كان أول المبادرين
وأوصيكم إخواني ونفسي قبل ذلك بإخلاص النية واحتساب الأجر
ولا زالت الدعوة مفتوحة لكل من لديه ما يفيدنا في مجال القرآن الكريم ومناهج كليات القرآن في الجامعات المختلفة أو المعاهد المتخصصة
أو يمكن أن يساهم في رفع وتطوير مستوى مدرسي حلقات التحفيظ في افريقيا وطلابها كذلك
ودمتم في رعاية الله وحفظه
مع الشكر مقدما لكل من تفاعل مع الموضوع وحمل نفسه عناء التفكير والبحث والنصح
أخوكم أبو الهيثم اليماني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2003, 02:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد اطلعت على ما تفضل به الأخ الكريم أبو الهيثم اليماني وفقه الله. وأشكره على حسن ظنه بإخوانه أعضاء ملتقى أهل التفسير، والحرص على مشاركتهم له في الأجر والثواب في مثل هذه المشروعات العلمية والدعوية التي هي من أبواب الصدقة الجارية. وقد سبق الإخوة الكرام بدر بن عبدالرحمن (الدعم الفني) والشيخ الجليل خالد الباتلي بالدلالة على بعض مظان المناهج المقترحة لكلية من الكليات المتخصصة في الدراسات القرآنية. وهي كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وهي من الكليات الرائدة في هذا التخصص في العالم الإسلامي. واقترح على أخي الكريم أبي الهيثم أن يحتسب في وضع الصورة المبدئية للمناهج المقترحة ثم يعرضها في ملتقى أهل التفسير للاستنارة بآراء المشايخ الكرام في ملتقى أهل التفسير، فسيجد لديهم ما يثلج صدره بإذن الله تعالى.
أسأل الله أن يكتب لكم الأجر والثواب على عملكم في أفريقيا في الدعوة إلى الله، وتعليم كتابه. ويسرنا تواصلكم مع ملتقى أهل التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[14 Aug 2003, 03:34 م]ـ
ما تفضل به المشائخ الكرام من دلالة وإرشاد شاف كاف لكن ثمة ملحظ دقيق وهو أن كلية القرآن بالجامعة الإسلامية رائدة في هذا التخصص بوضوح تام بحمد الله وخاصة قسم القراءات فمواده غاية في القوة والشمول لكن من أراد الاستفادة من المواد المدرسة فيه فعليه لزاماً أن يجعل مقرراً في فقه القراءات يقرر فيه منجد المقرئين أو مباحث من كتاب النشر وكلا الكتابين لابن الجزري رحمه الله لأن السائد اليوم في علم القراءات هو أخذه رواية مع إغفال جانب الدراية ولا شك أن الموازنة بين الجانبين نور على نورلاسيما لكثرة الشبه حول هذا العلم والله الموفق
ـ[أبو الهيثم اليماني]ــــــــ[15 Aug 2003, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر لك أخي الفاضل عبد الرحمن الشهري
وشكر الله لك أخي الفاضل أبو القاسم الشاطبي
وفي الحقيقة أخي عبد الرحمن أنا غير متخصص في دراسات القرآن الكريم وعلومه ولذا لا أملك من الخبرة ما يؤهلني لوضع منهج مثل هذا
حيث وتخصصي إدارة أعمال
وقد أتيت إلى هذا الملتقى لعل الله يرزقنا بأحد المهتمين وأصحاب الخبرة والدراية
أو من يدلنا على مواقع ذات علاقة على الانترنت كما فعل أخونا الدعم الفني وأخونا خالد الباتلي أسأل الله أن يتقبل منهما
وبارك الله فيكم
مع شكري الكبير لتفاعلكم
أخوكم أبو الهيثم اليماني(/)
لفظ " حمد "
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[06 Aug 2003, 07:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين.
أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله.
اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وصحبه، والتابعين، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد،،،
لن أطيل،،،
السؤال:
هل لفظ " الحمد" مرتبط بالحق عز وجل وحده؟، بمعنى أنه لا يحمد إلا هو تبارك وتعالى، ولا يحمد مخلوق من مخلوقاته، وقد لفظ " الحمد" كثيرا في القرآن الكريم، وارتبط هذا اللفظ بالحق عز وعلا وحده.
وهل إذا حمد مخلوق من مخلوقات الله الخالق البارئ يكون هذا الحمد من قبيل الخطأ أو التجاوز؟، مهما كان فعل هذا المخلوق الذي حمد من أجله، ولماذا؟. . .
وشكرا. . .
وأنهي الحديث بالصلاة والسلام على سيد الخلق قاطبة، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وصحبه، والتابعين، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
وشكرا واحتراما،،،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 11:19 م]ـ
الذي يظهر - والله أعلم - أنه لا مانع من حمد من سوى الله حمداً نسبياً يناسب ذلك المحمود؛ أما الحمد الكامل المطلق فلا يكون إلا لمستحقه، وهو الله تبارك وتعالى.
وقد نص ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام على أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم سمي بهذا الاسم - الذي هو أشهر أسمائه - لأنه قد كثر الحامدون له؛ (فمحمد هو الذي كثر حمد الحامدين له مرة بعد أخرى، أو الذي يستحق أن يحمد مرة بعد أخرى.) هكذا قال ابن القيم.(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 11
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[06 Aug 2003, 08:15 ص]ـ
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: {قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} مانصه: (بسلام متعلقة بمحذوف؛ لأنها في موضع الحال) اي اهبط مسلما عليك. ومنا في موضع جر متعلق بمحذوف؛ لأنه نعت للبركات) 9/ 49 ط: دار الكتب المصرية فما معنى قوله: لأنه نعت للبركات؟ وهل يسبق النعت منعوته؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[06 Aug 2003, 10:28 م]ـ
مدارسة في تفسير القرطبي 11
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: {قيل يانوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم} مانصه: (بسلام متعلقة بمحذوف؛ لأنها في موضع الحال) اي اهبط مسلما عليك. ومنا في موضع جر متعلق بمحذوف؛ لأنه نعت للبركات) 9/ 49 ط: دار الكتب المصرية فما معنى قوله: لأنه نعت للبركات؟ وهل يسبق النعت منعوته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الصفة لا تسبق الموصوف في الغالب، وقد قال بعض أهل اللغة باستحالة ذلك،
ولكن الذي يظهر والله أعلم أن المعنى
اهبط بسلام وبركات منا عليك، والواو جعلت المعطوفين (بسلام، وبركات) جعلتهما كاللفظ الواحد،
فلما كان المراد كذلك جاز
قال ابن منظور (رحمه الله) في لسان العرب مادة (عرس) ص 131 مجلد 9
قال العجاج:
أزهرُ لم يولد بنجم نحس أنجبُ عرس جُبلا وعرس
أي أنجب بعل وامرأة، وأراد أنجب عرس وعرس جبلا، وهذا يدل على أن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأنه قال: أنجب عرسين جبلا، لولا إرادة ذلك لم يجز هذا لأن جبلا وصف لهما جميعا ومحال تقديم الصفة على الموصوف، وكأنه قال أنجب رجل وامرأة اهـ
روح المعاني ج: 13 ص: 182
وعن ابن عصفور أنه لا تقدم صفة على موصوف ال احيث سمع وذلك قليل وللعرب فيما وجد من ذلك وجهان أحدهما أن تقدم الصفة وتبقيها على ما كانت عليه وفي إعراب مثل هذا وجهان أحدهما إعرابه نعتا مقدما والثاني أن يجعل ما بعد الصفة بدلا والوجه الثاني أن تضيف الصفة إلى الموصوف اهـ
ومما جاء فيه تقديم ما لو أخر لكان صفة وتأخير ما لو قدم لكان موصوفا قوله (النابغة)
والمؤمنُ العائذاتِ الطيرَ يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد
فلو جاء على الكثير لكان التركيب والمؤمن الطير العائذات ومثله قوله
لو كنت ذا نبل وذا شزيب لم أخش شدات الخبيث الذيب،
وقال الطبري رحمه الله تعالى:
عند قوله تعالى:
لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد
قال رحمه الله:
وقرأته عامة قراء أهل العراق والكوفة والبصرة الله الذي بخفض اسم الله على إتباع ذلك العزيز الحميد وهما خفض وقد اختلف أهل العربية في تأويله إذا قرىء كذلك فذكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقرؤه
بالخفض ويقول معناه بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الذي له ما في السموات ويقول هو من المؤخر الذي معناه التقديم ويمثله بقول القائل مررت بالظريف عبد الله والكلام الذي يوضع مكان الاسم النعت ثم يجعل الاسم مكان النعت فيتبع إعرابه إعراب النعت الذي وضع موضع الاسم كما قال بعض الشعراء:
لو كنت ذا نبل وذا شزيب ما خفت شدات الخبيث الذيب
وأما الكسائي فإنه كان يقول فيما ذكر عنه من خفض أراد أن يجعله كلاما واحدا وأتبع الخفض الخفض وبالخفض كان يقرأه اهـ
والخلاصة أن النحاة عللوا ذلك بعلل:
1 - أن يقال إن العطف بالواو تصير المعطوفين لفظا واحدا (اختيار ابن منظور)
2 - أن يقال إنه جائز في اللغة وإن كان قليلا ويصير نعتا مقدما (ابن عصفور) وقد تقدمت شواهده
3 - أن يقال إنه من المؤخر الذي معناه التقديم (اختيار أبي عمرو بن العلاء)
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[07 Aug 2003, 01:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الله فقد كفيت ووفيت، وكما قيل لاعطر بعد عروس!(/)
سؤال عن كتاب في أسماء الله
ـ[البتار الشامي]ــــــــ[08 Aug 2003, 10:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا إخوه هل قرأ أحد منكم كتاب الشيخ عمر الأشقر بعنوان: أسماء الله و صفاته في معتقد أهل السنة و الجماعة?
أنا اريد حفظ أسماء الله التسع و التسعين و وجدت قائمتين في ذالك احداهما في كتاب الشيخ عمر الأشقر و الاخر في كتاب للشيخ علوي سقاف بعنوان: صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة http://www.dorar.net/htmls/files/sbook3.zip
أي القائمتين أصح إستدللا و سندا? و أيهما أشمل و أفضل?
جزاكم الله خيرا.
ـ[السماحة]ــــــــ[12 Aug 2003, 01:57 م]ـ
من افضل الكتب في شرح الاسما الحسنى كتاب: النهج الاسمى في شرح اسماء الله الحسنى .. تأليف: محمد الحمود النجدي ...... سمعت الشيخ العلامة صالح آل الشيخ حفظه الله يقول عنه: هذا الكتاب من أحسن ما ألف في شرح اسماء الله الحسنى .....
الكتاب يقع في ثلاثة مجلدات ,كل مجلد قرابة اربعمئة صفحة او اكثر ,الناشر:مكتبة الامام الذهبي , الكويت, توزيع مكتبة ابن الجوزي في السعودية ...
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[12 Aug 2003, 04:15 م]ـ
من الكتب الجيدة في هذا الباب كتاب: (أسماء الله الحسنى) وهو رسالة ماجستير أعدها: عبدالله بن صالح الغصن، جامعة الإمام محمد بن سعود.
وكتاب: (شرح أسماء الله تعالى الحسنىوصفاته الواردة في الكتب الستة) إعداد: حصة عبدالعزيز الصغير.
ولعل أكثر ما يفيدك فيهما معرفة ماثبت من الأسماء والصفات، وما لم يثبت منهما.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[12 Aug 2003, 11:29 م]ـ
ومن الكتب المفيدة ـ أيضا ـ كتاب: (شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة) للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني.
ـ[أبو أمامة]ــــــــ[15 Aug 2003, 02:18 ص]ـ
من المهم جداً .. أن تنظر في كتاب الشيخ محمد العثيمين _ رحمه الله_ (القواعد المثلى) فستجد فيه ما توصل إليه الشيخ _ بنفسه _من أسماء الله وصفاته. مرتبة ومرقمة.(/)
كان هذا في عصر السلف
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[08 Aug 2003, 11:02 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبياء والمرسلين .... أما بعد:
فبين يديكم أضع رواية أوردها الحافظ الذهبي رحمه الله، في معرفة القراء (1/ 41)
تبين كيف كان السلف الصالح يعلمون القرآن ويتعلمونه، وكيف كان يؤخذ بالتلقي علماً وعملا، مشافهة وتطبيقا ومعايشة.
يقول الذهبي رحمه الله في ترجمة أبي الدرداء رضي الله عنه: (قال سويد بن عبدالعزيز كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك وكان ابن عامر عريفا على عشرة كذا قال سويد فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر).
فما أحوجنا في هذه الأيام لمثل هذه الحلق المتميزة.
فما أعظمه من جيل، وما أروعه من فعل جليل.
وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 Aug 2003, 05:36 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل الشيخ / أبوعبد الرحمن المدني وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة الطيبة.
نعم والله فحليٌّ بنا أن نُكَرِّس الجهد على فقه كتاب الله تعالى وتعلمه ومدارسته وتقديمه على غيره من العلوم، فوالله من العجيب أن تلقى عالم أو قل طالب علم متخصص في التفسير ولم يكمل قراءة كتاب تفسير واحد!! فكيف بالتفاسير الباقية.
وما أجمل قول الإمام الصنعاني رحمه الله في نونيته حين قال في الحث على تدبر كتاب الله والبحث في علومه:
مَنَّ الإله علينا بالكتابِ فَقلْ **** يا مِنَّةً قصُرت من دونها المننُ
فَصّرِف الفِكْر في الذكرِ الحكيم تجد **** فيه العلومَ التي لم يحْوِها الفِطَنُ
كان سلفنا الصالح رحمه الله يبتدرون كتاب الله تعالى ويتفقهون فيه، ويعملون بمقتضاه حتى إذا علموه وفقهوه وعملوا به، انتقلوا إلى غيره من العلوم.
" كان هذا في عصر السلف " فما أحوجنا والله لفقهٍ كفقههم، وعمل كعملهم، وهمة كهمتهم.
ولا أرَ هذا إلا من قلة التوفيق، نسأل الله السلامة والعافية.
ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة شعبة بن الحجاج رحمه الله في السير (7/ 202):
" قال سلم بن قتيبة: ربما سمعتُ شعبة يقول لأصحاب الحديث:
يا قوم، إنكم كلما تقدمتم في الحديث تأخرتم في القرآن "
فقلي بربك يا أخي، وأين فقهنا اليوم وفقه أولئك.
فجزاك الله خيراً أخي الحبيب على هذه الإشارة المضيئة نحو كتاب الله تعالى.
محبكم
أبو العالية(/)
الإعجاز الباهر: (شواظ من نار ونحاس) **
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[10 Aug 2003, 03:34 ص]ـ
(يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) ..
إن الإنسان قد توصل إلى صنع نوع خاص من الذخيرة المضادة للدبابات تعرف باسم: الحشوة الجوفاء.
وتعتمد نظرية عملها على تجميع الموجات الانفجارية الناتجة من تفجير المادة المحطمة داخل المقذوفات
أو الصواريخ في نقطة واحدة هي البؤرة.
وقد وجد خبراء المفرقعات أن استخدام النحاس كمادة مبطنة للمادة المحطمة في هذا النوع من الذخيرة
يزيد من كفاءة اختراق المقذوفات للدروع السميكة للدبابات والعربات المجنزرة ..
ولم يتوصل الإنسان بعد إلى معدن آخر يضاهي النحاس في هذا المجال علمياً واقتصادياً ..
وأي خبير في الذخيرة يدرك أن قوله تعالى (شواظ من نار ونحاس) ينطبق تماماً على نواتج
تفجير مقذوفات الحشوة الجوفاء التي تستخدم ضد المدرعات ..
[الإعجاز العلمي في الإسلام - القرآن الكريم ص 95](/)
شروح مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير: أضف ما عندك
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[10 Aug 2003, 11:24 ص]ـ
ماهي أفضل شروح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيميه؟
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[10 Aug 2003, 03:24 م]ـ
في الحقيقة أن مقدمة شيخ الإسلام رحمه الله فيها من البسط والبيان وذكر الأمثلة ما يسهل الاستفادة منها لكل راغب وهذا يدركه بوضوح من له ممارسة متوسطة في كتب التفاسير وللشيخ ابن عثيمين شرحمه الله شرح ماتع عليها موجود متداول ولكن يستحسن لمن أراد الانتفاع بالمقدمة أن يكون له إلمام ولو يسير بمناهج المفسرين وقد شرح المقدمة أيضا مجموعة من العلماء وطلبة العلم ومنهم فضيلة شيخنا عبدالله ابن جبرين في مسجد الشيخ عبداللطيف آل الشيخ بالمدينة إلا أن الشيخ لم يكملها بعد
وأسأل الله للجميع التوفيق
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[11 Aug 2003, 11:29 ص]ـ
أوافق الأخ أبو القاسم بأن مقدمة ابن تيمية مبسطة وسهلة وقريبة للفهم كثيرا .. لكن هذا لا يمنع من اقتناء شرح ابن عثيمين عليها، فهو شرح مهم وفيه العديد من الفوائد ..
كما وأوصي الأخ أضواء البيان بأن يحاول اقتناء نسخة المقدمة المطبوعة بتحقيق الشيخ فواز زمرلي .. ففي هذه النسخة قام الشيخ بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في المقدمة والحكم عليها والترجمة للرواة ..
ـ[العبيدي]ــــــــ[11 Aug 2003, 04:36 م]ـ
و رأيت في قائمة اصدارات القاسم حاشية له على المقدمة
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[11 Aug 2003, 06:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Aug 2003, 03:22 م]ـ
الأخ العبيدي قولك: و رأيت في قائمة اصدارات القاسم حاشية له على المقدمة
إن كنت تعني حاشية عبد الرحمن بن قاسم على مقدمة التفسير فهو كتاب مستقل ليس له علاقة بمقدمة شيخ الاسلام , إذ المقدمة والحاشية في الكتاب المذكور ل عبد الرحمن بن قاسم.
ـ[العبيدي]ــــــــ[16 Oct 2003, 08:07 م]ـ
جزاك الله خير يا أخي أحمد البريدي فالأمر كا ذكرت
ـ[العبيدي]ــــــــ[16 Oct 2003, 08:08 م]ـ
عفوا كما ذكرت
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[24 Oct 2003, 10:15 م]ـ
للمقدمة عدة شروح مسجلة ومنها
1/ شرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في خمسة أشرطة ـ وستطبعه مؤسسة الشيخ قريباً.
2/ شرح الشيخ صالح آل الشيخ في ستة أشرطة.
3/ شرح الشيخ محمد المديفر في سنة أشرطة
4/ شرح الشيخ عبدالرحمن الدهش في ستة أشرطة
5/ شرح الشيخ محمد الفايز ...
ويقوم بعض الأخوة الآن بتفريغها وكتابتها لطباعتها جميعاً بإذن الله،بعد أخذ إذن المشايخ
ونرجو من الأخوة من أهل التخصص إفادتنا بالشروح المسجلة الأخرى لإيتم إدخالها في المشروع، شاكرين مقدرين لهم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Oct 2003, 12:00 ص]ـ
بسم الله
للشيخ صالح الأسمري شرح لهذه المقدمة
وقد شرح الشيخ مساعد الطيار هذه المقدمة عدة مرات، كان آخرها في نهاية صيف هذا العام، ولم تنشر مسجلة بعد لأن الشيخ لا زال ينقح هذه الشروح، ولعله يخرجها مطبوعة.
ـ[المنصور]ــــــــ[28 Oct 2003, 09:35 م]ـ
هذا شرح جديد وجيدللمقدمة
ولاتنسونا من الدعاء
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[متعلم]ــــــــ[29 Oct 2003, 07:35 م]ـ
وقد شرحها الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي في دورة علمية بالطائف عام 1422هـ. ومنظم الدورة مندوبية شمال الطائف.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jul 2007, 05:50 م]ـ
وهذه عدة شروح واختصارات لهذه المقدمة أرفقتها في ملفات مع هذه المشاركة. لعلها تفيد من يشرح هذه المقدمة في الدورات العلمية التي تكثر في الإجازات الصيفية.
ولا بد من التذكير بشرح الشيخ مساعد الطيار - وفقه الله- لهذه المقدمة فهو شرح موفق بذل فيه جهدا كبيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2007, 08:08 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد على إضافتك لهذه الشروح ونفع بك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jul 2007, 08:35 م]ـ
وإياك أخي أبا عبدالله
وسأبدأ غدا إن شاء الله في شرح هذه المقدمة في دورة مكثفة في جامع الموسى بأبها، وذلك في خمسة دروس متتابعة، وسأعرض هذا الشرح على شرائح تقديمية على الباوربوينت، وسأنزل هذا العرض بعد االانتهاء منه إن شاء الله تعالى.
السبت: 29/ 6 / 1428هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Jul 2007, 09:13 م]ـ
أسأل الله لك التوفيق والسداد، أحيا الله بك علم كتابه يا أبا مجاهد، فنحن في حاجة ماسة إلى هذه الدروس في أبها وفي عسير بصفة عامة بارك الله فيك.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[15 Jul 2007, 01:00 م]ـ
وقد شرح الشيخ مساعد الطيار هذه المقدمة عدة مرات، كان آخرها في نهاية صيف هذا العام، ولم تنشر مسجلة بعد لأن الشيخ لا زال ينقح هذه الشروح، ولعله يخرجها مطبوعة.
أبشرك أيها الأخ الفاضل أنه قد تم طباعة هذا الشرح في حلة قشيبة، وقد أصدرته دار ابن الجوزي ...
ومما يضاف إلى الشروح السابقة شرح الشيخ خالد السبت، وأنا في الحقيقة لم أسمعه، لكن ذكر أحد الإخوة أنه من أفضل شروح هذه المقدمة ...
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2164
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jul 2007, 06:05 م]ـ
هذا العرض لما تضمنته هذه المقدمة، أهديه لأعضاء هذا الملتقى راجياً الأجر من الله تعالى، وملتمساً الدعاء من أحبتي مع رجاء حفظ الحقوق.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[19 Jul 2007, 08:48 م]ـ
شرح الشيخ د. مساعد الطيار حفظه الله لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في الدروس العلميه بقناة المجد العلميه
الدروس صوتيا من موقع الأكاديميه
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=53&lang=Ar
الدروس مفرغه كتابيا
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=116&lang=Ar
]
ـ[الراية]ــــــــ[20 Jul 2007, 02:03 م]ـ
هذا العرض لما تضمنته هذه المقدمة، أهديه لأعضاء هذا الملتقى راجياً الأجر من الله تعالى، وملتمساً الدعاء من أحبتي مع رجاء حفظ الحقوق.
ملف جميل ورائع
جزاك الله خير عليه
وواضح فيه الجهد والاعداد.
ـ[الراية]ــــــــ[20 Jul 2007, 02:12 م]ـ
صدر حديثاً (شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية) للدكتور مساعد الطيار: الطبعة الثانية
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5111&highlight=%CA%ED%E3%ED%C9
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[20 Jul 2007, 03:41 م]ـ
ومن شروح المقدمة:
1 - رسالة ماجستير بعنوان: مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام، تحليل وتعقيب، تأليف: أحمد سعد إبراهيم عبد الرحمن، نشر دار البصائر - القاهرة.
والباحث هداه الله وقع في أخطاء في حق شيخ الإسلام علقت على بعضها ولعلي أنشرها في هذا المنتدى لاحقاً - إن شاء الله -.
2 - النكت المتممة لمقدمة ابن تيمية، تحقيق عبد المنعم إبراهيم. نشر مكتبة نزار مصطفى الباز.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jul 2007, 09:22 م]ـ
وفقك الله يا أبا مجاهد، حقًا إنه ملف مفيد لمن سيشرح المقدمة.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Jul 2007, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مجاهد على هذا العرض الرائع , ونفع بك.
ـ[الراية]ــــــــ[21 Jul 2007, 04:24 م]ـ
ومن شروح المقدمة:
1 - رسالة ماجستير بعنوان: مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام، تحليل وتعقيب، تأليف: أحمد سعد إبراهيم عبد الرحمن، نشر دار البصائر - القاهرة.
والباحث هداه الله وقع في أخطاء في حق شيخ الإسلام علقت على بعضها ولعلي أنشرها في هذا المنتدى لاحقاً - إن شاء الله -.
بانتظارها أخي الكريم محمد الطاسان
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[23 Jul 2007, 11:40 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أبا مجاهد على ما قمت به من عرض رائع
فهي كما تفيد الشارح لها في عرض المسائل ... فإنها مفيدة أيضا في المراجعة وهذا ما حصل لي حينما استعرضت هذا العرض المبارك
حيث استذكرت عند كل مسألة مجمل ما يدور حولها من معان وأمثلة.
أسال الله أن يبارك فيك وفي أمثالك
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 07:34 ص]ـ
كتاب د. مساعد الطيار في شرح مقدمة شيخ الإسلام جداً رائع
خاصة ً الطبعة الثانية ,,لما اشتملت عليه من تقسيم وتنظيم مميّز ..
حيث قام -جزاه الله خيراًَ - بتصنيف المقدمة على هيئة فصول, وألحق كل فصل بشرحه , وبيان المسائل العلمية المتعلقة به ... فمثلاً:
فصل بيان النبي صلى الله عليه وسلم معاني القرآن لأصحابه -رضي الله عنهم -
ذكر فيه كلام شيخ الإسلام -رحمه الله في ذلك- ثم تلاه بشرح لهذا الفصل بعنوان:
"المسائل التي طرحها شيخ الإسلام في بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن"
ثم تناول خمسة مواضيع رئيسية اشتمل عليها هذا الفصل عنون لها بالتالي:
الأول:موضوع البيان النبوي للقرآن.
الثاني:اهتمام الصحابة بتعلّم القرآن.
الثالث:قلة النزاع بين الصحابة في التفسير.
الرابع:أنّ من التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابة.
الخامس:أنّ التابعين قد يتكلمون في التفسير بالاستنباط والاستدلال ..
ثم تناول كل موضوع بشرحه مفصّلاً ....
إضافة إلى ملاحق في آخر الكتاب اشتملت على نقول لكلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم -رحمهما الله تعالى -فيما يتعلق بموضوعات المقدمة ....
ولانغفل إخوتي بقية الشروح ,لكنّ باستطاعتنا أن نجعل أحدها أصل ككتاب د. الطيار ,ونعلق مافيه من الفوائد ,ثم نأتي ببقية الشروح لنضيفها على الشرح الأول فنكون بذلك جمعنا جلَّ الشروح في آن ٍ واحد ,,وهذا ماأشاربه إلي أحد المشائخ الفضلاء-جزاه الله خيراً - ,وقد استفدت من ذلك كثيراً.
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 07:41 ص]ـ
ولعل الرابط الذي أشار إليه أخانا الراية فيه مزيد فائدة بخصوص شرح المقدمة للدكتور.الطيار
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 08:09 ص]ـ
خلاصة ماذكر من شروح المقدمة كالتالي:
-شرح الشيخ محمد ابن عثيمين -رحمه الله- مقروء ومسموع.
-شرح العلامة الشيخ عبد الله ابن جبرين-حفظه الله -.
-شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
-شرح الشيخ عبد الرحمن بن صالح الدهش.
-شرح الشيخ صالح الأسمري.
-شرح الشيخ د. محمد بازمول.
-شرح الشيخ محمد المديفر.
-شرح الشيخ عبد الله بن سليمان بن زيد.
-شرح الشيخ د. مساعد الطيار.
-شرح الشيخ د. عبد الله بن محمد الشنقيطي في الطائف.
-شرح الشيخ د. محمد بن عبد الله القحطاني في أبها.
-شرح الشيخ د. خالد السبت.
-شرح الشيخ محمد الفايز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[28 Jul 2007, 07:29 م]ـ
شكراً يا أبا مجاهد على هذا العرض الرائع, الذي يجعل الدارس حاضر الذهن لهذه الرسالة المهمة, ونحن بانتظار القادم ...
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[29 Jul 2007, 09:47 ص]ـ
شرح العلامة عبدالله ابن جبرين - حفظه الله -
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=214
شرح الدكتور موسى آل نصر - حفظه الله -
http://www.m-alnaser.com/Pages/4_Mgales/4_2_Duraat.htm
شرح الشيخ هشام البيلي - حفظه الله -
http://albeyale.com/sound&video/index.php?act=showmaq&id=72
شرح الشيخ أحمد بن منصور سبالك - حفظه الله - في 54 شريط
ـ[شمس الدين]ــــــــ[12 Sep 2008, 07:26 ص]ـ
أذكر أني حملت شرح الشيخ د. مساعد الطيار حفظه الله، الذي كان على قناة المجد العلمية، بصيغة ملفات فيديو، فهلا من يدلني على الموقع بارك الله فيكم؟
ـ[محب القران]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:33 م]ـ
من اجمل الشروح واروعها لهذه المقدمة وقد سمعتها كامله واستفدت منها شرح الشيخ خالد السبت
واجمل ما في الشرح اضافات الشيخ النفيسه التي كان يحاول من خلالها رسم طريق واضح ومؤصل لطالب علم التفسير
ـ[أحمد الغصن]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:21 ص]ـ
يوجد مادة صوتيه لفضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت
يشرح فيها مقدمة شيخ الإسلام في التفسير
يمكن الحصول عليها من أرشيف موقع البث الإسلامي(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 12
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[10 Aug 2003, 01:43 م]ـ
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى [فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب] مانصه [استدل علماؤنا بإرجاء الله العذاب عن قوم صالح ثلاثة أيام على أن المسافر إذا لم يُجمع على إقامة أربع ليال قصر، لأن الثلاثة الأيام خارجة عن حكم الإقامة] (9/ 61) ط: دار الكتب المصرية.وسؤالي هو: ماوجه الاستدلال من الآية؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Feb 2005, 11:27 م]ـ
قد يتضح الجواب من خلال ما ذكره القرطبي نفسه عند تفسيره لقول الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً} (النساء:101):
(واختلف العلماء من هذا الباب في مدة الإقامة التي إذا نواها المسافر أتم؛ فقال مالك والشافعي والليث بن سعد والطبري وأبو ثور: إذا نوى الإقامة أربعة أيام أتم؛ وروي عن سعيد بن المسيب. وقال أبو حنيفة وأصحابه والثوري: إذا نوى إقامة خمس عشرة ليلة أتم، وإن كان أقل قصر. وهو قول ابن عمر وابن عباس ولا مخالف لهما من الصحابة فيما ذكر الطحاوي، وروي عن سعيد أيضا. وقال أحمد: إذا جمع المسافر مقام إحدى وعشرين صلاة مكتوبة قصر، وإن زاد على ذلك أتم، وبه قال داود. والصحيح ما قاله مالك؛ لحديث ابن الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جعل للمهاجر أن يقيم بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثة أيام ثم يصدر. أخرجه الطحاوي وابن ماجة وغيرهما. ومعلوم أن الهجرة إذ كانت مفروضة قبل الفتح كان المقام بمكة لا يجوز؛ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجر ثلاثة أيام لتقضية حوائجه وتهيئة أسبابه، ولم يحكم لها بحكم المقام ولا في حيز الإقامة، وأبقى عليه فيها حكم المسافر، ومنعه من مقام الرابع، فحكم له بحكم الحاضر القاطن؛ فكان ذلك أصلا معتمدا عليه. ومثله ما فعله عمر رضي الله عنه حين أجلى اليهود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فجعل لهم مقام ثلاثة أيام في قضاء أمورهم. قال ابن العربي: وسمعت بعض أحبار المالكية يقول: إنما كانت الثلاثة الأيام خارجة عن حكم الإقامة؛ لأن الله تعالى أرجأ فيها من أنزل به العذاب وتيقن الخروج عن الدنيا؛ فقال تعالى: "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب " [هود: 65].)(/)
سؤال عن تعريف القرآن اصطلاحاً
ـ[محمد الامدي]ــــــــ[10 Aug 2003, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام علي رسول الله و بعد ....
يا أهل العلم ما هي أقوال العلماء (مع ذكر الأسماء) في معني القرآن اصطلاحاً؟
جزاكم الله خيراً كثيراً
أخوكم في الله محمد الآمدي
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[11 Aug 2003, 07:01 م]ـ
يقول الدكتورفهد الرومي في كتابه دراسات في علوم القرآن الكريم: للعلماء في تعريف القرآن الكريم صيغ متعددة بعضها طويل ولعل أقربها تعريفهم للقرآن بأنه: ((كلام الله تعالى المنزّل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته))
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2003, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للعلماء في تعريف القرآن الكريم أقوال كثيرة متعددة، منهم من أطال في التعريف والإكثار من الاحترازات في التعريف، ومنهم من اقتصر على ما ذكره الدكتور فهد الرومي وهو تعريف وجيز يؤدي الغرض بيسر وسهولة.
ولا شك أن التعريف يعتمد على فهم المُخَاطَب. فبعضهم يفهم المقصود بأيسر عبارة، وأوجز إشارة، فيكفي أن تقول له أن القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. فيفهم المقصود، ويحصل المراد.
ومنهم من يحتاج في التعريف إلى الإشارة إلى أنه المحفوظ في المصاحف، المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس والمعجز بأقصر سورة منه الخ.
وقد تأثر العلماء الذين عرفوا القرآن بعلم المنطق الذي يشترط في الحدود و التعريفات أن تكون جامعة مانعة. فحصل بسبب ذلك تطويلات لا حاجة إليها.
ـ[محمد الامدي]ــــــــ[17 Aug 2003, 08:16 م]ـ
بارك الله فيكم.أسال الله من فضله وان يوفقكم الى الخير
أخوكم محمد الامدي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
المكثرون من الإسرائليات .. نظماً
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[11 Aug 2003, 01:38 ص]ـ
المكثرون في الأخذ عن الإسرائليات
ذكر بعض أهل العلم أنهم على ثلاث مراتب من حيث الإكثار وعدمه
المرتبة الأولى: المكثرون جداً وهم وهب بن منبه وكعب الأحبار وابن جريج وابن اسحاق والسدي
المرتبة الثانية: دونهم في النقل وهم قتادة وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب القرظي
المرتبة الثالثة: المقلون في النقل عنهم وهم مجاهد وعطاء
وأما ما ورد عن ابن عباس في ذلك فأغلبها بأسانيد ضعيفة وما صح فقليل وقد نظم بعضهم هذه المراتب فقال:
فأكثرهم في النقل وهب فكعبهم ... فنجل جريج فابن إسحاق منهلا
كذلك سدي فكن متبصراً ... يليهم في الاكثار قتادة أولا
ومن بعده يأتي سعيد جبيرهم ... محمد كعب ذاك قرضي اعتلا
ودونهم في الرتبة اعلم مجاهد ... ومن بعده يأتي عطاء مقللا
وأما ابن عباس فأكثر نقلهم ... لذلك عنه واهي النسج هلهلا
فكن ناهجاً نهج الكرام مقدماً ... شريعة حق صافي القول مقبلا(/)
سؤال عن الالتفات في القرآن الكريم؟
ـ[ saad] ــــــــ[11 Aug 2003, 02:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نلاحظ أن الله عزوجل يخبرنا في كتابه عن نفسه مرة بأسلوب المتكلم ومرة أخرى بأسلوب الغائب ............. و أعلم بأن الله عزوجل يتكلم بما شاء سبحانه ........ ولكن أريد المزيد من الإيضاح ..........
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[11 Aug 2003, 03:39 م]ـ
أيها الأخ الفاضل من المتقرر المعلوم أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين وما أشرت إلي أسلوب من أساليب اللغة العالية والذي تقتضيه بلاغة الكلام وهذا الأمر جاء في القرآن على الكمال والتمام ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا هذا من حيث العموم وههنا أمر آخر وهو أن كل سياق له ما يناسبه وعليه فإن القارئ اللبيب يمكن له أن يلتمس الحكمة في كل آية وما يناسبها ومعلم ان الآيات تفهم بسياقها وسباقها ولحاقها
والالتفات من الغيبة إلى الخطاب وعكسه في سياق واحد له أثر في السمع والدلالة والله أعلم
ـ[ saad] ــــــــ[12 Aug 2003, 02:55 م]ـ
أشكرك وأتمنى المزيد ..........
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[12 Aug 2003, 07:09 م]ـ
ما ذكرته يسمى في العربية (الالتفات) وهو من أنواع البديع، ويعني نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب آخر، وله فوائد منها: تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجروالملال، لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد، وهذه فائدة عامة.
ويختص كل موضع بنكت ولطائف باختلاف محله.
راجع الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي ـ النوع الثامن والخمسون، وستجد ما يروي غليلك ...
ـ[خلود]ــــــــ[27 Mar 2005, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وهل يترتب على الالتفات التفات في المعنى أيضا؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 Mar 2005, 06:47 م]ـ
وهل يترتب على الالتفات التفات في المعنى أيضا؟
نعم ...
الا ترين انني لو كنت بصدد توبيخ ابني .... ثم وقع فى روعي انه لا يعيرنى سمعا ولا انتباها .. فانصرف بالخطاب الى غيره ... زيادة فى التقريع .... فيكون المقال مثلا:"يا بني اجتنب رفاق السوء .... ولن يسمع نصيحتي ابدا .. "
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Mar 2005, 12:13 ص]ـ
الالتفات ويسميه السيوطي خطاب التلْوين من وجوه مُخاطبات القرآن وهو باب من ابواب بلاغته وسأتناوله من خلال المحاور التالية:
1 - تعريفه: عرفه الزركشيِّ، والسيوطيِّ أنه: تحويلُ أسلوب الكلام من وجْهٍ إلى آخر.
2 - فوائده: قسَّم العلماء وعلى رأسهم الزركشي والسيوطي فوائد الالتفات إلى قسْمين:
القسم الأول: الفوائد العامّة، ومنها:
أ – حمْلُ المخاطب على الانتباه، لتغيُّرِ وجْه الأسلوب.
ب – حمْلُه على التفكير في المعنى، لأنّ تغيُّرَ وجْه الأسلوب،يؤدّي إلى التفكير في السبب.
ج – دفْعُ السآمة والملَلِ عنه، لأنّ بقاء الأسلوب على وجْه واحد يؤدّي إلى الملَلِ غالبًا.
القسم الثاني: الفوائد الخاصّة
قالَوا:" أمّا الفوائد الخاصّة فتتعيَّنُ في كلِّ صورة، حسب ما يقْتضيه المقام.
ولذا فباب الالتفات باب من ابواب التدبر لمعرفة الفوائد الخاصة الكامنة في كل آية استعمل فيها هذا الاسلوب.
3 – صُوَرُه:
للالتفاتِ صُوَرٌ متعدِّدة:
الصورة الأولى: الالتفاتُ مِن الغيْبَةِ إلى الخطاب
مثاله:
- في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ
وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} (البقرة:83)
فقوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ} فيه التفاتٌ مِن الغيْبَةِ إلى الخطاب؛ وفائدته: إدْخالُ الموجودينَ في عَهْدِ النبيِّ ? في هذا الحكْمِ– أعْني التَّوَلِّي – ".
الصورة الثانية: الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى الغيْبَة
مثاله:
- في قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ? فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} (التوبة: الآية 128 - 129)
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا}، أيْ أعْرضوا مع هذا البيان الواضح بوصْف الرسول ?، وهذا التفاتٌ مِن الخطابِ إلى الغيْبَةِ؛لأنّ التَّولِّي مع هذا البيانِ مَكْروه، ولِهذا لمْ يُخاطَبوا بهِ فَلَمْ يَقُلْ: فإنْ تولَّيتم ".
الصورة الثالثة: الالتفاتُ مِن الغيْبَةِ إلى التَّكَلُّم
مثاله:
- في قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} (البقرة: من الآية285)
فقوله تعالى: {لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}، هنا التفات من الغيْبَةِ إلى التكلّم؛ ومُقْتضَى السياقِ لو كانَ على نَهْجٍ واحد لقالَ: " لا يُفرِّقونَ بين أحدٍ مِن رُسُلِه "؛ ولكنه تعالى قالَ: {لا نُفَرِّقُ}، وفائدةُ الالتفاتِ هي التنبيه؛ لأنّ الكلام إذا كان على نسَقٍ واحد فإنّ الإنسان ينسجم معه، وربّما يغيب فِكْره؛ وأمّا إذا جاء الالتفات فكأنّه يقْرَع الذهن يقول: انتبه!
الصورة الرابعة: الالتفاتُ مِن التَّكَلُّمِ إلى الغيْبَة
مثاله:
- في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159) وفي هذه الآية التفات من التكلّم إلى الغيْبَة في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} وقوله تعالى: {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} ولمْ يقل: " ونلعنهم "؛ وللالتفاتِ فائدتان:
الأولى: تنبيهُ المخاطَبِ، لأنّه إذا تغيّر نسَقُ الكلام أوْجَدَ أنْ ينتبهَ المخاطَبُ لما حَصَلَ مِن التغيير.
الفائدة الثانية: تكونُ بحسب السياق: ففي هذه الآية {أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} الفائدةُ التعظيم؛ لأنّ قوله {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ} أبْلغُ في التعظيمِ مِن: " أولئك نلعنهم "؛ لأنّ المتكلِّم إذا تحدّث عن نفسهِ بصيغةِ الغائبِ صَارَ أشَدَّ هيبةً، مثل قَولِ الملِك: إنّ الملِك يأْمركم بكذا، وكذا؛ وأمَرَ الملِكُ بكذا، وكذا - يعني نفْسه.
الصورة الخامسة: الالتفاتُ مِن التكلّمِ إلى الخطاب) انظر مثالها في: الإتقان في علوم القرآن (2/ 902).
الصورة السادسة: الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى التكلّم , قال السيوطيُّ:" الالتفاتُ مِن الخطابِ إلى التكلّمِ لمْ يقعْ في القرآن.
الصورة السابعة: الالتفاتُ مِن الإضْمار إلى الإظْهار
مثاله:
في قوله تعالى {مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة:98)
هنا أَظْهَرَ في مَوْضِعِ الإضْمَارِ أي قالَ: {عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} ولمْ يقل: عدوٌّ لهم: لِفائدتين؛إحداهما: لفْظيّة، والثانية: معنويّة؛ أمّا الفائدةُ اللفظيّة: فمناسبةُ رؤوسِ الآي؛ وأمّا الفائدةُ المعنويّة فهي تَتَضَمَّنُ ثلاثةَ أمور:
الأول: الحكْم على أنّ مَنْ كانَ عدوًا للهِ ومَنْ ذُكر، بأنّه يكونُ كافرًا؛ يعني: الحكمُ على هؤلاءِ بالكُفْر.
الثاني: أنّ كُلَّ كافرٍ سواء كانَ سببُ كُفْرِه مُعَادَاةَ الله، أوْ لا، فاللهُ عَدُوٌّ له.
الثالث: بيانُ العِلَّةِ وهي في هذهِ الآيةِ الكُفْر.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Mar 2005, 01:43 م]ـ
هناك كتاب جيد اسمه الالتفات في حاشية الشهاب الخفاجي اظهر مؤلفه فيه بعض الاسرار البلاغية للايات الشريفة
وينظر في كتاب الخصائص لابن جني الذي سمى الالتفات بشجاعة العربية
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[30 May 2006, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا تفضلت بالتعريف بهذا الكتاب، ومؤلفه، وناشره، وأين أجده؟ وما حاشية الشهاب الخفاجي؟(/)
سؤال في القراءات
ـ[صالح]ــــــــ[12 Aug 2003, 04:35 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ َ)
فجاءت كلمة اليتيم مجرورة بالكسرة لانها مضافة
ولكن جاءت كلمة اليتيم في احدى القراءات منصوبة بالفتحة
فما هو السبب؟ وما مخرجها النحوي؟
وبارك الله فيكم
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[12 Aug 2003, 05:45 م]ـ
اعلم وفقك الله أن القراءة المذكورة ليست من القراءات العشر المتواترة وأما القراءات الشاذة فبحر لاساحل له وقد نظرت في بعض مظان القراءات الشاذة فلم أجد شيئا فأرجو ذكر المصدر الذي ذكر هذه القراءة والله الموفق(/)
طرق تدريس مادة التفسير في المرحلة الجامعية.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[12 Aug 2003, 04:54 م]ـ
من أكثر الأمور التي تستحق الطرح والمناقشة ـ أيضا ـ هي طرق تدريس مادة التفسير في المرحلة الجامعية، والتي غالبا مايُقتصر فيها على القراءة والتعليق أو الإملاء؟؟؟؟
لاننكر أن هذا المنهج هو منهج السلف الصالح والخير كل الخير فيما اختاروه وكانوا عليه .. ولكن ..
هناك الكثير من الأمور التي تؤثر على عطاء المدرس وتحصيله وتحصيل الطلبة وتفاعلهم باعتماده على هاتين الطريقتين ..
نرجو من كل من كانت له تجربة ناجحة في هذا المجال أن يطرحها هنا مع كتابة النتائج التي توصل إليها من خلال هذه التجربة، سواء كانت على مدرس المادة من الناحية العلمية والعملية أو على الطلبة ..(/)
تفسير ما بين أيديهم وما خلفهم
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[13 Aug 2003, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله نبارك وتعالى، وأشهد أنه لا إله إلا هو عز وجل، وأشهد أن سيد الخلق سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله رسول الله، اللهم صلى وبارك عليه، وعلى آله، وعلى أصحابه، وعلى التابعين، وتابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،،،
في الآية الكريمة. . آية الكرسي. . قال الحق سبحانه وتعالى ". . يعلم ما بين أيدهم وما خلفهم. . . " هل أطمع في من يفسر لي معنى ما بين أيدهم وما خلفهم.
وشكرا واحتراما
وأختم حديثي بالصلاة على خير الأنام.
عبد الله عبد الفتاح
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Aug 2003, 01:31 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره:قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}؛ هذه هي الجملة السادسة؛ و «العلم» عند الأصوليين: إدراك الشيء إدراكاً جازماً مطابقاً؛ فعدم الإدراك: جهل؛ والإدراك على وجه لا جزم فيه: شك؛ والإدراك على وجه جازم غير مطابق: جهل مركب؛ فلو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «لا أدري» فهذا جهل؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «إما في الثانية؛ أو في الثالثة» فهذا شك؛ ولو سئلت: متى كانت غزوة بدر؟ فقلت: «في السنة الخامسة» فهذا جهل مركب؛ والله عز وجل يعلم الأشياء علماً تاماً شاملاً لها جملة، وتفصيلاً؛ وعلمه ليس كعلم العباد؛ ولذلك قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم} أي المستقبل؛ {وما خلفهم} أي الماضي؛ وقد قيل بعكس هذا القول؛ ولكنه بعيد؛ فاللفظ لا يساعد عليه؛ و {ما} من صيغ العموم؛ فهي شاملة لكل شيء سواء كان دقيقاً أم جليلاً؛ وسواء كان من أفعال الله أم من أفعال العباد.
وذكر أن من فوائد الآية:
إثبات علم الله، وأنه عام في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ لقوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}.(/)
سؤال مهم عن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[13 Aug 2003, 04:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي في الله
اولا اود ان احييكم على هذا الموقع الرائع والذي يعد صرحا لتعليم الاسلام ولتفقه في ديننا العظيم
اخوتي في الله
انا شخصيا غير ملم بامور نسخ القران والايات المنسوخة وما الى ذلك .. وقد سئلت سؤالا ارجوا منكم الاجابة عليه لاني احتاج الى جواب
السؤال الذي سئل هو كالاتي
إذا كانت الايات التي نسخت لا نحتاجها فلماذا لا تزال موجودة في القران العظيم؟؟
وإذا تم نسخها ... لماذا كان جبريل يلقنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وفاته بابي هو وامي؟؟؟
والسؤال المهم .. هل الايات المنسوخة الموجودة في القران الكريم ليست موجودة لهدف ولا لمغزى معين؟؟؟
واريد امثلة على تلك الايات التي اعطت حكما ثم نسخت بايات اخرى .... وما هو المغزى من النسخ
انتهى السؤال
اخواني في الله ..... اسالكم ان تعجلوا بالجواب لاني في حاجة ماسة اليه .. لان الموضوع التبس على خطب كبير من الناس .. ويستخدمه النصارى كشبهة على القران العظيم
بارك الله فيكم ونفعنا واياكم بما علمنا
واسال الله ان يزيدكم من فضله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[13 Aug 2003, 11:36 م]ـ
قال الزركشي في البرهان في علوم القرآن (2/ 39):
وهنا سؤال: وهو أن يسأل ما الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة؟
والجواب من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
وثانيهما: أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.
وقال الزرقاني في مناهل العرفان في علوم القرآن (2/ 213):
حكمة بقاء التلاوة مع نسخ الحكم، ونسخ التلاوة مع بقاء الحكم:
أما حكمة بقاء التلاوة مع نسخ الحكم: فتسجل تلك الظاهرة الحكيمة ظاهرة سياسة الإسلام للناس حتى يشهدوا أنه هو الدين الحق وأن نبيه نبي الصدق وأن الله هو الحق المبين العليم الحكيم الرحمن الرحيم، يضاف إلى ذلك ما يكتسبونه من الثواب على هذه التلاوة ومن الاستمتاع بما حوته تلك الآيات المنسوخة من بلاغة ومن قيام معجزات بيانية أو علمية أو سياسية بها.
وأما نسخ التلاوة مع بقاء الحكم: فحكمته تظهر في كل آية تناسبها وإنه لتبدو لنا حكمة رائعة في مثال مشهور من هذا النوع، ذلك أنه صح في الرواية عن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب أنهما قالا: «كان فيما أنزل من القرآن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها ألبتة» أي كان هذا النص آية تتلى ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها معمولا به إلى اليوم والسر في ذلك أنها كانت تتلى أولا لتقرير حكمها ردعا لمن تحدثه نفسه أنه يتلطخ بهذا العار الفاحش من شيوخ وشيخات حتى إذا ما تقرر هذا الحكم في النفوس نسخ الله تلاوته لحكمة أخرى هي الإشارة إلى شناعة هذه الفاحشة وبشاعة صدورها من شيخ وشيخة حيث سلكها مسلك ما لا يليق أن يذكر فضلا عن أن يفعل وسار بها في طريق يشبه طريق المستحيل الذي لا يقع كأنه قال نزهوا الأسماع عن سماعها والألسنة عن ذكرها فضلا عن الفرار منها ومن التلوث برجسها كتب الله لنا الحفظ والعصمة إنه ولي كل نعمة وتوفيق شبهات المنكرين للنسخ ودفعها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2003, 12:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرحب بأخي الكريم نسر الإسلام وأسأل الله أن يرزقنا وإياه العلم النافع، والعمل الصالح الخالص لوجه الله.
كما أشكر أخي الكريم الشيخ أحمد القصير على تكرمه بالإجابة على سؤالك العاجل. وأحببت المشاركة في الموضوع - لقولك أنك غير ملم بموضوع النسخ في القرآن - بالإشارة إلى أن موضوع النسخ من موضوعات علوم القرآن الكريم التي كتبت فيها مؤلفات كثيرة جداً في القديم والحديث، لأهميتها، ولما يترتب على معرفتها من الفهم الصحيح لكلام الله وخطابه.
وأفضل من كتب في موضوع النسخ في القرآن الكريم من المتقدمين أبو عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز وما فيه من الفرائض والسنن) وقد حققه محمد بن صالح المديفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأفضل من كتب في النسخ في القرآن من المتأخرين الدكتور مصطفى زيد رحمه الله في كتابه (النسخ في القرآن الكريم).
وقد تعرض أخي الكريم أبو مجاهد العبيدي إلى مسائل مهمة في النسخ في القرآن الكريم يمكنك مراجعتها على هذا الرابط. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
وقد كتب الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي وفقه الله كتاباً في الآيات المنسوخة في القرآن الكريم عنوانه (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) وطبعته مكتبة العلوم والحكم بالمدينة المنورة ذكر فيه أن ما ثبت عنده نسخه من الآيات تسع آيات فقط، دخلها نسخ في سبعة موضوعات، ولم يجد آية اتفق العلماء على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وأما غيرها من الآيات ففيها خلاف.
وبهذا يتبين أن الآيات المنسوخة في القرآن الكريم - أخي الكريم- قليلة جداً في القرآن الكريم. وليست كما يصورها بعض من كتب في النسخ في القرآن أنها بالمئات. والسبب في الخلاف في النسخ والآيات المنسوخة عدم الاتفاق على مدلول النسخ بين المؤلفين في الناسخ والمنسوخ، وقد اشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ، ومن أبرز من أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي في الموافقات.
والمتأمل في كتب الناسخ والمنسوخ يجدها بين إفراط وتفريط، فكثير منهم عدَّ من النسخ ما ليس بنسخ كالتقييد والتخصيص والإجمال، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة آية. وهناك قلة من العلماء منعوا القول بالنسخ في القرآن الكريم وأغلبهم من المعاصرين، وما ذكر عن منع أبي مسلم الأصفهاني القول بالنسخ تبين أنه خلاف لفظي، وأن التحقيق أنه لم ينكر القول بالنسخ، وإنما يراه من باب تخصيص الأزمان.
وهناك عدد من العلماء توسطوا وقبلوا النسخ بشروطه، وميزوا بينه وبين غيره من أساليب الخطاب وعلى رأس هؤلاء الإمام الشافعي رحمه الله تعالى. ومن العلماء الذين تميزوا في هذا الباب الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره حيث حرر مسائل النسخ وآياته تحريراً بالغاً، وهو عمدة وحجة في هذا الباب.
كما كان الإمام ابن عبدالبر من أبرز العلماء الذين حرروا مسائل النسخ ومواضعه، وله في ذلك عبارات بليغة ذكرها أخي أبو مجاهد في كتابته عن النسخ فلتراجع هناك.
أرجو أن يكون في هذا إيضاحاً لبعض النقاط وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[المحايد]ــــــــ[14 Aug 2003, 03:12 ص]ـ
كيف يقول الله افعل ثم يقول لاتفعل فهو تبين له ان افعل لاتصلح؟ هذه شبة المستشرقين
الجواب
الطبيب يقول للمريض لاتأكل ثم يقول له بعد فترة كل بحسب المصلحه ولله المثل الأعلى.
فالمصلحة هي التي تحكم فالله عزوجل حكيم يعرف متى يقول إفعل ثم لاتفعل وليس هذا انه لايعرف جل وعلا
ولكن الحكمة تقتضي ذلك0
مقتبس من أشرطة الشيخ: عبدالله بدر
قواعد فى التفسير (بتصرف بسيط)
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[14 Aug 2003, 03:55 ص]ـ
الله اكبر
احبتي في الله الافاضل والمحترمين
أحمد القصير
عبدالرحمن الشهري
المحايد
بارك الله فيكم.أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يزيدكم من فضله وان يوفقكم الى كل خير وان يهدينا واياكم سواء السبيل وان يجعلكم ذخرا لهذا الدين
كلام رائع وموزون ومنطقي .... لا فض فوكم على الاجابة
وانا فعلا بانتظار المزيد عن هذا الموضوع من حضرتكم ان شاء الله تعالى
ولكن سؤال اخير
ما هي الايات التسع التي اخبر عنها الشنقيطي في كتابه؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2003, 06:26 م]ـ
أخي الكريم: من المُسلَّم به أن كون الآية ناسخةً أو منسوخةً أمرٌ توقيفي لا يعلم إلا من طريق الشارع، فالذي شرع هو الذي يملك النسخ ورفع الحكم الذي أنزله، وهذه المسألة ينبغي أن تتقرر لدينا تماماً.
وكذلك لابد من التعارض بين النصين في الظاهر، أي أنه لا بد أن يكون الناسخ متضاداً مع المنسوخ.
وقد تعددت دعاوى النسخ في الكتب التي تعرضت لمسائل النسخ، وقد رتبها الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله على النحو التالي مبتدأً بأكثرها:
1 - الدكتور مصطفى زيد، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (293) آية.
2 - ابن الجوزي رحمه الله، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (247) آية.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - السكري، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (218) آية.
4 - ابن حزم، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (214) آية.
5 - ابن سلامة، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
6 - الأجهوري، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (213) آية.
7 - ابن بركات، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (210) آية.
8 - مكي بن أبي طالب، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (200) آية.
9 - النحاس، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (134) آية.
10 - عبدالقاهر، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (66) آية.
11 - محمد عبدالعظيم الزرقاني / عدد الآيات المدعى عليها النسخ (22) آية.
12 - السيوطي، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (20) آية.
13 - الدهلوي، عدد الآيات المدعى عليها النسخ (5) آية.
فهذه هي جملة الدعاوى، مع التنبه إلى أن كل من هؤلاء المؤلفين رحمهم الله لا يقبل هذه الدعاوى، بل كثير منهم يذكرها ويفندها.
فالدكتور مصطفى زيد رحمه الله هو أكثر من تعرض لقضايا النسخ وناقشها، وقد قرر في النهاية أنها لا تزيد عن ست آيات، علماً بأنه عند البحث أتى بـ (293) آية قيل بنسخها.
وكذلك العلامة ابن الجوزي رحمه الله عند مناقشة القضية جاء بـ (247) آية، ولكن بعد البحث قبل منها (22) آية فقط، ورد النسخ في (205) آيات، وقال: إن الصحيح أنها محكمة، وتوقف في الباقي وهو (20) آية، لم يبين فيها حكماً ولم يصرح بالنسخ إلا في سبعة مواضع فقط.
أما الزرقاني – رحمه الله – فقد تعرض لـ (22) واقعة قبل النسخ في (12) منها.
وأقل من قبل النسخ الإمام الدهلوي رحمه الله حيث قبله في خمس آيات فقط، وهي آية الوصية في النساء، وآية المصابرة الواحد للعشرة في الأنفال، وآية الأحزاب: (لا يحل لك النساء من بعد)، وآية المجادلة: (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وآية المزمل: (قم الليل إلا قليلاً) الآية.
أما الآيات التسع التي رجح الدكتور عبدالله الشنقيطي نسخها فهي على التوالي كالتالي:
1 - الآية 12 من سورة المجادلة: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر). نسخت هذه الآية بالآية التي بعدها: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ... ). وهي الآية الوحيدة التي اتفق العلماء على نسخها وإن اختلفوا في سبب نزولها والناسخ لها، هل هي الزكاة، أو الآية التي بعدها، وهو رفع الوجوب المطلق، والخلاف لفظي على كل حال.
2 - الآية 65 من سورة الأنفال: (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون). وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم .. ). وقد فهم الصحابة هذه الآية على أنها ناسخة للتي قبلها، وصرحوا بالنسخ. وكذلك كبار المفسرين من السلف رحمهم الله صرحوا بكون هذه الآية منسوخة بالآية التي بعدها.
والقول بالنسخ هو الذي يمكن به التخلص من التناقض والإشكال، وأما بدون القول بالنسخ فلا نتخلص من الإشكال المانع من نسخها لكونها خبراً، وهو كون الآية ليست خبراً، وإنما هي أمر جاء في صورة الخبر كما ذكر ابن جرير الطبري وابن حجر العسقلاني رحمهما الله تعالى.
3 - الآيات من سورة المزمل: (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً* نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ... ). نسختها الآية التي في آخر السورة: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه .. الآية).
4 - الآيتين (15 - 16) من سورة النساء: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا * واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيما). والذي نسخ حكم هاتين الآيتين هو قوله تعالى في سورة النور: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .. ). وبالآية التي نسخ لفظها وبقي حكمها: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة). وبحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم: (خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلاً، البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم). والإجماع الحاصل على أن هاتين الآيتين منسوختان.
5 - الآية (240) من سورة البقرة، قوله تعالى: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج). نسختها الآية المتقدمة عليها في نظم القرآن وهي قوله تعالى: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً .. ).
6 - الآية رقم (184) من سورة البقرة: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين). نسختها آية: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
7 - الآية (67) من سورة النحل: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً).
8 - الآية رقم (219) من سورة البقرة: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما).
9 - الآية رقم (43) من سورة النساء: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
وهذه الآيات الثلاث الأخيرة دخلها نسخ بقوله تعالى في سورة المائدة: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون).
هذا خلاصة ما ذكره الدكتور عبدالله الشنقيطي وفقه الله، ولمعرفة التفاصيل والأدلة والردود والأجوبة عليها، لا بد من مراجعة هذا الكتاب وبعض المراجع التي اعتمد عليها في بحثه وفقه الله.(/)
كتاب الشيخ الإمام العلامة ابن عثيمين " أصول في التفسير "؟؟
ـ[أبو رغد]ــــــــ[14 Aug 2003, 02:15 ص]ـ
إخواني: السلام عليكم .. لدي أسئلة عن كتاب الشيخ الإمام ابن عثيمين {أصول في التفسير}:
س1 / ما هي أحسن طبعة لهذا الكتاب؟
س2 / هل من شرح لهذا الكتاب؟
س3 / هل أجده على الشبكة؟
أرجوا من إخواني الإجابة على أسئلتي، وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2003, 02:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله أخي الكريم أبا رغد.
للكتاب طبعات كثيرة متقاربة. كلها جيدة. والكتاب واضح العبارة، سهل الأسلوب.
وقد قام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بشرحه بنفسه. والكتاب متوفر مع شرحه في موقع الشيخ محمد بن عثيمين على الانترنت على هذا الرابط.
كتاب في أصول التفسير - للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ( http://www.binothaimeen.com/eBook.shtml)
تجده في الجانب الأيسر من القائمة.
وفقكم الله ونفعنا وإياكم بالعلم.
ـ[أبو رغد]ــــــــ[15 Aug 2003, 12:52 ص]ـ
أخي عبد الرحمن رعاه الله وأمده بتوفيقه وهداه
جزاكم الله خيراً.(/)
ما ينبغي تجنبه عند تفسير كتاب الله تعالى
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[14 Aug 2003, 06:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ذكر العلماء رحمهم الله شروطاً وآداباً لمن أراد تفسير كتاب الله تعالى، ومن هذه الآداب:
1 - أن يتجنب الألفاظ التي لا يليق إطلاقها عند تفسير كتاب الله تعالى، سواء منها ما يتعلق بحق الله تعالى، أو ما يتعلق بحق كلامه سبحانه، أو ما يتعلق بحق النبي صلى الله عليه وسلم، أو بحق الصحابة أو التابعين أو الأئمة، أوغير ذلك.
2 - و يدخل في هذا الموضوع ما لا يليق إدخاله في التفسير لعدم تعلقه به.
وهذا الموضوع قد ذكر العلماء بعض الأمثلة له، لكن نريد من الأخوة إن يشاركوا بما لديهم حتى تعم الفائدة، فربما كان عند البعض ما ليس في الكتب أو عند الآخرين، وقد يقع البعض في الخطأ دون علم منه بذلك خاصة لمن تصدى لتدريس مادة التفسير، أو قام بكتابة بحث في هذا التخصص.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[14 Aug 2003, 06:23 م]ـ
من الألفاظ التي ينبغي تجنبها:
1 - عند الإعراب ينبغي أن لا يقال في أسماء الله تعالى مفعولاً به، وإنما يقال لفظ الجلالة منصوب والعامل فيه هو كذا.
2 - ينبغي عدم إطلاق ضمير الغائب أو المستتر على الله تعالى.
3 - ينبغي عدم إطلاق لفظ الزائد على بعض الحروف، والأولى التعبير بـ «التأكيد» أو «الصلة» أو «زائد إعراباً لا معنى» قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: «والأولى أن نقول: للتوكيد فقط؛ ولا نقول: «زائد»؛ لئلا يفهم السامع أن في القرآن ما ليس له معنى».
4 - ينبغي أن لا يقال: «فعل مبني للمجهول» وإنما يقال: «مبني لما لم يسم فاعله» لأن الفاعل قد يكون هو الله سبحانه.(/)
شرع من قبلنا
ـ[البتار الشامي]ــــــــ[14 Aug 2003, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
ما هي الأماكن التي تكلم فيها الإمام الشنقيطي في إثبات أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأت الدليل على غير ذالك و رد على من قال العكس في كتابه أضوا البيان?
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Aug 2003, 06:04 م]ـ
ج 2 ص 56 (طبعة مكتبة ابن تيمية بمصر)
في سورة المائدة، عند تفسيره لقوله تعالى (و كتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس)
وفقك الله تعالى وسددك أخي في الله(/)
سؤال مهم عن طبعة لتفسير القرطبي (ارجوا الإفادة للضرورة)
ـ[متعلم]ــــــــ[14 Aug 2003, 07:58 م]ـ
لا يخفى على الجميع أن تفسير القرطبي هم من أجل التفاسير لا سيما في أحكام القرآن، ولدي طبعة دار الكتاب العربي بتحقيق عبد الرزاق مهدي، ولكن رأيت في المكتبات طبعة بتحقيق الحفناوي ومعه آخر وكلاهما استاذان أصول فقه بمصر طبع بدار الحديث، وطبعة ثانية بمراجعة وتصحيح هشام بخاري من عالم الكتب.
والسؤال: أيهم أفضل؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[متعلم]ــــــــ[14 Aug 2003, 08:08 م]ـ
بانتظار الرد من الاخوة وطلبة العلم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Aug 2003, 05:15 م]ـ
أخي الحبيب متعلم وفقه الله.
معذرة على تأخرنا في الإجابة، ولكن هذه الطبعة ليست عندي، ولما رأيت الأمر قد طال اتصلت ببعض من أثق به ممن يملك هذه الطبعة، فأفادني بأنها مخرجة الأحاديث فقط بطريقة مختصرة، ولم يعتمد في إخراجها على نسخ موثوقة. وأفاد بأن أغلب أعمال الأستاذ المحقق على هذا النحو.
فأحببت أن أضع لك هذا الجواب المختصر ربما تنتفع به. والحقيقة أخي الحبيب أن مقارنة الجهود توقع في الظلم أحياناً، ولا سيما مثل هذه الكتب الكبار التي تحتاج إلى جهد جماعي لإتقانها وإخراجها على الوجه المطلوب.
ـ[متعلم]ــــــــ[22 Aug 2003, 01:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن ..
ولكن هل تعليقك على المحقق عبد الرزاق مهدي، أم أحد الآخرين؟؟
وإن كان على عبد الرزاق، فما رأيكم عن الطبعتين الأخريتين؟؟
وأثابكم الله على حرصكم على الافادة ...
ودمتم على طاعة الله.(/)
هل تجوز كتابة المصحف بغير الرسم العثماني؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[15 Aug 2003, 09:30 م]ـ
؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Aug 2003, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسم المصحف وقع باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم، ولم تكن الصفة التي ترسم عليها الكلمة مما تلقاه الناس عن الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم، إنما سمعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكتبها الكتبة على الصفة التي سمعوها، لم يخرجوا بكتابتهم عما سمعوا، وكان ما رسموا عليه حروف الكلمة بما أوتوا من المعرفة بأصول الكتابة، لا بتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ذلك.
وغلط من ظن أن رسم الكلمة كان بتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لم ينقل ذلك في شيء من الأخبار الثابتة أو شبه الثابتة.
ومما يدل على رجوع ذلك إلى اجتهادهم، قول عثمان بن عفان رضي الله عنه للرهط القرشيين الثلاثة الذين كانوا يكتبون المصحف مع زيد بن ثابت (عبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام): إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن (وفي رواية: في عربية من عربية القرآن) فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا).
وهذا هو الوجه في نسبة رسم المصحف إلى عثمان، لأنه وقع بأمره وإشرافه، ثم أجمع المسلمون عليه فصاروا لا ينسخون مصحفاً إلا على رسمه. ومن الطرائف أنني سألت الطلاب يوماً عن سبب تسمية الرسم بالعثماني فأجابني أحدهم بأنه نسبة للدولة العثمانية!
ومذهب الجمهور من السلف والخلف وجوب المحافظة على ذلك الرسم في كتابة أو طباعة المصحف، ولا يحل تغييره بتغير طرق الإملاء والهجاء، وذلك صيانة للقرآن من تصرفات النساخ والطابعين.
ومن الآثار المشهورة في ذلك قول أشهب بن عبدالعزيز: سئل مالك بن أنس، فقيل له: أرأيت من استكتب مصحفاً اليوم، أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم؟
فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى.
وقد علق على ذلك الإمام أبو عمر الداني رحمه الله بقوله: ولا مخالف له في ذلك من علماء الأمة.
وهذا المنع من علماء الأمة مالك وغيره خشية أن تؤدي الرخصة في ذلك إلى الجرأة على القرآن، وهذا مأخذ صحيح.
وسأضرب لذلك مثالاً:
أذكر في جامعة الإمام أنه كانت تكتب كلمة (شؤون الطلاب) هكذا (شئؤن الطلاب) ثم ورد تعميم من مدير الجامعة آنذاك الدكتور عبدالله التركي وفقه الله بأن الكتابة الصحيحة هي (شؤون الطلاب). فتم تغييرها على الرأي الجديد. فهذه مسألة واحدة من مسائل الهمزة المختلف في كتابتها تتغير. كل له رأي يذهب إليه، فلو كان القرآن يكتب على الإملاء الحديث لرأيت تغييرات كل سنة. فهل تعاد طباعة المصحف كل ما جد رأي في رسم الهمزة أو غيرها من الحروف؟ لا شك أن في هذا فتحاً لباب العبث بكتابة المصحف. ولذلك فهذا الرأي هو الأولى بالاتباع إن شاء الله.
وهناك من لا يرى بأساً في كتابة المصحف على ما جرت به قواعد الإملاء الحديثة اليوم، يحسبون ذلك أيسر لتلاوة القرآن، وهذا منهم رأي يؤجرون عليه، ولم يوافقهم عليه من يعتد به فيما أعلم، فإنا نرى في عامة المسلمين من لا يحسن القراءة، بل لا يعرفها، إلا في المصحف، ونرى ما ضبط عليه المصحف محققاً للمقصود على أحسن وجوهه، فحيث انتفت المصلحة الراجحة في ذلك، واحتملت المفسدة، بل ترجحت، فإن القول بالمنع أظهر وأبين.
كذلك في تميز المصحف في خطه ورسمه عن سائر الكتب خصوصية لكتاب الله، ولو كتب على نمط سائر الكتب لذهب عنه ذلك الاختصاص، وهذه مصلحة أخرى تنضم إلى سابقتها لا يصلح تفويتها.
وما تقدم أخي الكريم من وجوب المحافظة على الرسم فهو عند كتابة المصحف، أما اقتباس الكتَّاب والمؤلفين الآية والآيات فليس هناك ما يوجب الوقوف عند رسم المصحف في ذلك النص المقتبس، إذ ليس له خصائصه، ولم يزل علماء الأمة منذ القديم كما وجد في المخطوطات القديمة وإلى اليوم لا يلتزمون الثبات في ذلك على الرسم.
ـ[أخوكم]ــــــــ[19 Aug 2003, 03:02 م]ـ
الله يشكر لك فضلك أخي الكريم عبدالرحمن الشهري، وما قصرت الله يعطيك العافية
فكلامك بالجملة صحيح إن شاء الله خاصة ما يتعلق بفتح الباب للتغيير كل بعد فترة حسب الاجتهادات التي تستحدث.
وقد كان أحد اسباب سؤالي وجود بعض الكلمات التي رسمت بالخط العثماني والتي فيها احتمال الخطأ كبيرا، مثل كلمة " إذن "
فإنها مكتوبة في الرسم العثماني إذاً
والإشكال يتبين فيما لو توقف القارئ عندها فهل ينطقها ألفا أم نونا؟
مثل قوله سبحانه:
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ
ومهما أشكلت فالحمدلله على وجود محكم يرجع إليه وهو " القراءة المسموعة "
وتقبل مني خير تحية وأكرر: جزاك الله مني كل خير(/)
سؤال عن أشرطة الشيخ الأمين الشنقيطي وكتبه
ـ[العبيدي]ــــــــ[17 Aug 2003, 11:25 ص]ـ
في النية يا أخوان
اقتناء أشرطة الشيخ الشنقيطي من مسجد المدينة خلال الأسبوعين القادمين إنشاء الله
فهل تنصحون بذلك من جهة وضوح الصوت و غيره و هل كل أشرطة الشيخ موجود هناك؟
و بالنسبة لكتب الشيخ
ما هي كتبه المطبوعة عدا أضواء البيان و دفع ايهام الإضطراب و آداب الجدل و مذكرة في أصول الفقه
وهل قصيدته في المنطق مطبوعة وجزاكم الله خيرا
و أين يمكن أن أجد كتابه آداب الجدل و المناظرة وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2003, 05:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أسأل الله أن يوفقك في مقصدك، وأن ييسر لك أمر الحصول على ما تريده من الأشرطة والكتب.
أخي الكريم: فيما أعلمه أن مكتبة الصوتيات في المسجد النبوي هي أوسع المصادر المعروفة لأشرطة دروس الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى. وصفاء الصوت فيها ليس بالدرجة التي عليها الإصدارات الصوتية في الوقت الراهن، وإنما هي تسجيلات قديمة، وتقنيات التسجيل في ذلك الوقت لم تكن بتلك الجودة. ولكن مع كثرة الاستماع إليها يمكنك فهم كلام الشيخ رحمه الله.
وأما كتب الشيخ المطبوعة فهي التي ذكرت فقط وهناك له كتيب في الأسماء والصفات. ويمكنك الحصول على كتابه في آداب البحث والمناظرة لدى مكتبة دار العلوم والحكم في المدينة المنورة فهي التي قامت بطباعته. وهاتفهم هو 048452273، و048251942
وأما تأليفه في المنطق فلا أعلم عنه شيئاً، ولعل الشيخ الكريم فهد الوهبي وفقه الله يطرح هذا السؤال على ابنه الدكتور عبدالله الشنقيطي في اللقاء المرتقب بمشيئة الله.
أسأل الله لك العون والتوفيق.
ـ[أبو سليمان اليامي]ــــــــ[18 Aug 2003, 03:07 م]ـ
أعانك الله أخي (العبيدي) فيما تريد، ولي طلب بسيط: أود الحصول على نسخة من هذه الأشرطة والكتب عند حصولك عليها ...
ـ[العبيدي]ــــــــ[23 Aug 2003, 10:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخوة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Aug 2003, 04:24 ص]ـ
الأخ الكريم العبيدي ..
سوف نعرض ما سألت عنه من منظومة الشيخ في المنطق في اللقاء الذي سيتم بحول الله تعالى مع الدكتور عبد الله بن الشيخ الأمين رحمه الله ..
وشكراً للشيخ الكريم عبد الرحمن الشهري المشرف العام على الموقع على الإشارة للموضوع ..
ـ[ Abu Omar dk] ــــــــ[28 Aug 2003, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ممكن أن يقوم مجموعة من الشباب بتنزيل أشرطة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله على الإنترنت لتعم الفائدة بها لمن هم يصعب عليهم الحصول عليها حيث إن أبعث هذه الرسالة من الدنمرك وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Aug 2003, 06:41 م]ـ
الأخ الكريم: Abu Omar dk
يوجد بعض أشرطة الشيخ على هذا الرابط:
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=83
ـ[محب الدين]ــــــــ[01 Sep 2003, 07:33 م]ـ
قبل اثني عشر عاما زرت الشيخ/ علي المري ببلدة المزاحمية قرب الرياض من اجل الحصول على أشرطة العلامة محمد الأمين الشنقيطي بعد علمي أنه يقتني عدداً كبيرا ولكن لم ألتق به منذ ذلك الحين ومع ظهور الانترنت آمل من الاخوة المقربين من الشيخ علي المري أن يتحصلوا عليها ويتحفونا بها(/)
سؤال عن الكتب التي جمعت الدعاء في القرآن
ـ[العبيدي]ــــــــ[17 Aug 2003, 11:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخوة
أود معرفة الكتب التي بحثت مسألة الدعاء في القرآن و جمعتها
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن بن صخي]ــــــــ[18 Aug 2003, 09:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وبعد:-
أشكر القائمين على هذا الملتقى وعلى رأسهم الشيخ عبدالرحمن الشهري والشيخ أبومجاهد العبيدي والشيخ أحمد البريدي والشيخ مساعد الطيار
وأما عن سؤالك:-
1 - الدعاء المستجاب من القرآن الكريم و صحيح السنة لعبدالله بن احمد العلاف
2 - الدعاء في القرآن الكريم اعداد صالحة الشريف حسين محمد عبدالله الهجاري
3 - الدعاء من القرآن الكريم لطلال مكي الخيمي
4 - اطلب حاجتك بالادعية المأثورة في القرآن الكريم لعلي بن علي محمد سلامي
5 - الادعية في القرآن الكريم: صيغها - خصائصها - دلالاتها، موازنة بما ورد في السنة النبوية اعداد مرشد عالم مفيض الرحمن محمد اسماعيل؛ اشراف عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي
6 - التذكار في افضل الاذكار: القرآن الكريم لابي عبدالله محمد بن احمد بن فرح القرطبي الاندلسي؛ حققه عبدالقادر الارناؤوط
7 - الجامع لادعية القرآن الكريم و السنة المطهرة لاحمد عبدالله عيسى؛ تقديم عبدالعزيز المسعود
8 - الذكر في القرآن الكريم و السنة المطهرة لمحمود الصباغ
9 - الفهرس الجامع لادعية القرآن الكريم و السنة الصحيحة لاحمد عبدالله عيسى
10 - جامع الادعية و الاذكار الواردة في القرآن الكريم مع السور و الآيات ذات الفضائل لمحمد ابو البشر رفيع الدين
ـ[العبيدي]ــــــــ[23 Aug 2003, 10:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي(/)
ما كتب الدراسات القرآنية النادرة في مكتبتك؟ أدخل وشارك
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[18 Aug 2003, 03:27 ص]ـ
احبتي الكرام .... كل منا له مكتبته الخاصة به يحبها ويحب المكوث فيها وربما لساعات طوال ... أفنى وقتا طويلا ودهرا كبيرا في جمع كتبها من شتى المكتبات التجارية والخيرية ودور النشر ومعارض الكتاب ومراكز الابحاث والتهادي .... حصل عليها من بلده ومن جميع البلدان التي زارها
وهو يفتخر بنوادر - او يظنها كذلك - من الكتب في مكتبته وقعت تحت يده من معرض للكتاب خارج الوطن او داخلة ... أهديت له من صديق وقد عدمت نسخ الكتاب ... و وقعت له من تركة أو إرث ... أو وجدها ضمن أشياء في سوق الخردوات و " الحراج "
ولا شك انه يتفاخر بها سرا وجهرا لا يطلعها لكل احد ويضعها قريبة من عينه
ونحن نريد من كل عضو المشاركة باهم الكتب النادرة في مكتبته من كتب التفسير وعلوم القرآن ... وصدقوني أننا في ناهية المطاف سنخرج - بأذن الله - بمجموعة مجمتعة في مكان واحد من الكتب النادره في هذا الفن، ومن المحتمل ان يكون أحدنا يبحث من مدة عن كتاب هو طريح الرفوف في مكتبة جاره ... أو يبحث عن نص او معلومة في كتاب ولم يصل له ... ونحن في هذا المنتدى أسرة واحدة والعلم رحم بين اهله ... ويخيل إلى أنه سيكون بين المشاركات والردود نقاشات علمية ثرية حول الكتاب المذكور و عن حقيقة ندرته، أو أنه كان كذلك لكنه خرج مطبوعا محققا او موجود بكثرة في المكان الفلاني وهكذا
وابدأكم بكتابين
1 - الاشباه والنظائر لمقاتل بن سليمان البلخي
2 - تفسير القرآن العظيم لسهل التستري
وليعذرني الاخوة المشرفون إن كان الموضوع قد طرح من قبل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Aug 2003, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً جزيلاً لأخي الكريم الدكتور ناصر المنيع - حفظه الله وبارك فيه - على طرحه مثل هذا الموضوع الذي له في نفس كل طالب علم صدى فريد، فمكتبة طالب العلم جزء لا ينفصل عن شخصيته، يأنس إذا دخل إليها كما يأنس الراهب المتعبد في صومعته.
وحديث الكتاب في حياة طالب العلم الجاد حديث طويل، ومليئ بالقصص والمواقف الطريفة. وكما ذكر الدكتور ناصر فإن مكتبة طالب العلم نتاج بحث طويل، وأسفار كثيرة، وسؤال لأهل الخبرة، واتصالات، ومراسلات وإهداءات .. الخ. فتكاد تتذكر لكل كتاب في المكتبة قصة.
من الكتب التي أظن أنها أصبح نادرة في الدراسات القرآنية:
- تحقيق الشيخين الجليلين أحمد محمد شاكر ومحمود محمد شاكر لتفسير الإمام الطبري (16) جزءاً.
- كتاب (متشابه القرآن) للقاضي عبدالجبار المعتزلي بتحقيق الدكتور عدنان زرزور.
- كتاب (تنزيه القرآن عن المطاعن) للقاضي عبدالجبار كذلك.
- كتاب (الإسرائيليات في كتب التفسير) للدكتور رمزي نعناعة.
- تحقيق السيد أحمد صقر رحمه الله لكتاب (إعجاز القرآن) للباقلاني، ولكتاب (أسباب النزول) للواحدي.
- ... الخ
ـ[محب الدين]ــــــــ[27 Aug 2003, 01:52 م]ـ
1 - علوم التفسير،، للدكتور عبدالله شحاته،، استاذ ورئيس قسم الشريعة بجامعة القاهرة الناشر: مكتبة نهضة الشرق طبعة1986م
2 - منهج الإمام محمد عبده في تفسير القرآن للدكتور عبدالله شحاته،، طبعة جامعة القاهرة عام 1984
3 - المقنع في رسم مصاحف الامصار للداني
تحقيق القمحاوي عام 1978م
4 - الاعجاز في نظم القرآن للدكتور محمود السيد شيخون، الطبعة الأولى عام 1398هـ، مكتبة الكليات الأزهرية
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[08 Jan 2006, 06:45 م]ـ
-1 - رسالة السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت
-2 - كتاب القدر للإمام عبدالله بن وهب
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[08 Jan 2006, 08:00 م]ـ
أشكر الأخ ناصر على هذا الموضوع المهم وأرجو أن تتاح لي فرصة المشاركة فيه
ولكن السؤال: هل المشاركة حصراً في الكتب التي تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه أم بشكل عام؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[أهل الأثر]ــــــــ[08 Jan 2006, 09:09 م]ـ
* الصاحبي، لابن فارس، تحقيق السيد أحمد صقر.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jan 2006, 05:23 م]ـ
أخي الكريم ناصر
الفكرة كما طرحت فائدتها ممتازة، وهي تفيد المتخصص في معرفة كتب التخصص وتحقيقاتها وطبعاتها، لكن ألا ترون ـ حفظكم الله ـ لو حدِّد ضابط (الندرة) في الكتب المطروحة؟
كما يلاحظ على بعض المشاركات أنها ذكرت كتبًا في غير التخصص، فلو اعتمد ما في التخصص فقط لكان أولى.
وياليت الأستاذ الدكتور فهد الرومي يشارك في هذا الموضوع، فهو يمتلك مكتبة من أكبر المكتبات المعتنية بتخصصه (علوم القرآن).
وأنبه إلى ملحوظة مهمة، وهي أن تكون المشاركة لأفادة إخوانه من المسلمين، ولا يصل الافتخار بامتلاك تلك النسخة إلى حدِّ يدخل في معنى قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر)، فإني قد رأيت من كان همه جمع الكتب ونوادرها يدخل في معنى هذه الآية، مما يظهره من افتخار وتعالٍ لامتلاكه لما لا يمتلكه غيره من نوادر الكتب، وهو لا يقرأ منها شيء، وتلك منقصة مركبة فيه، إذ يفتخر بها ولا يقرأ منها شيء.
رسالة إلى الدكتور الطعان:
يبدو ان مراد أخينا ناصر منحصر في القرآن وعلومه فقط، وإن كان هناك كتب مهمة في غير التخصص فيمكن ان تذكر في الملتقى المفتوح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موراني]ــــــــ[15 Jan 2006, 06:27 م]ـ
الجزء فيه
تفسير القرآن ليحيى بن يمان وتفسير نافع بن أبي نعيم القاريء
وتفسير لمسلم بن خالد الزنجي وتفسير لعطاء الخراساني
برواية أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الرملي الفقيه (ت 295)
تحقيق ودراسة:
حكمت بشير ياسين
مكتبة الدار بالمدينة المنورة , 1408 (1988)
لم أحصل على هذا الكتيب على 190 صفحة الاّ بعد جهد كبير ومشقة كبرى حتى وجدته بالرباط (المغرب)
وتبين لي أنّ ما جاء فيه عن نافع بن أبي نعيم ذكره ابن وهب في تفسيره عنه مباشرا
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[15 Jan 2006, 10:01 م]ـ
هذا تأكيد لهذه الفكرة مع تحويرها - كما ذكر د. مساعد- بأن يجعل هذا الموضوع خاص بالكتب النادرة في تخصص التفسير وعلوم القرآن. وتُفتح نافذة في الملتقى المفتوح للكتب المهمة النادرة في باقي العلوم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:48 م]ـ
فكرة موضوع أخي الدكتور ناصر طريفة، وقد أردتُ إعادة رفعه للإفادة منه والإضافة عليه وتخصيصه بكتب الدراسات القرآنية.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:35 م]ـ
1 - النسخة الأصلية من كتاب رسم المصحف للدكتور غانم الحمد.
2 - نسخة أصلية من العدد الأول والأخير من مجلة القرآن الكريم التي صدرت عن الجامعة الإسلامية.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:51 م]ـ
بداية أقول: الندرة مسألة نسبية، فكل يدلي بما عنده، مما يعتقده نادراً لسبب أو لآخر.
1. الحجة لأبي علي الفارسي المطبوع بدار المأمون بسوريا (بحثت عنه أكثر من سنتين، ثم وجدته فاشتريته بـ170).
2. الطراز شرح ضبط الخراز المطبوع بمجمع الملك فهد (طبع في المجمع ونفد منذ سنوات).
3. المحكم فيما شذت إمالته من حروف المعجم في القرآن العظيم، للأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين، طبع في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، سنة 1422هـ.
4. مخارج الحروف وصفاتها، لابن الطحان، تحقيق الدكتور محمد يعقوب تركستاني.
5. المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، لأبي شامة المقدسي، تحقيق ودراسة: الدكتور وليد الطبطبائي.
6. زينة القراء شرح حلية القراء في أحكام التجويد، نظم الشيخ سعيد العنبتاوي، وتحوي 400 بيت، بشرح الأستاذ محمود أحمد مروح مصطفى.
وغيرها.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[12 Aug 2010, 02:10 ص]ـ
هذه الكتب ليست في مكتبتي، ولا أثر لها في المكتبات، وتحتفظ بها بعض المكتبات الخاصة، رجعت إليها منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة في بحوث تمهيدية، فصورت منها ما احتجت إليه، ولا ذكر لها للأسف على الشبكة العنكبوتية، أذكر منها:
1 - تاريخ القرآن للدكتور عبد الصبور شاهين، دار القلم، ط1، 1966م.
2 - الجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم، أو المصحف المرتل بواعثه ومخططاته للبيب السعيد، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1967م.
3 - برنامج شيوخ الرعيني، لأبي الحسن علي بن محمد بن علي الرعيني الإشبيلي (ت666هـ)، حققه: إبراهيم شبوح، مديرية إحياء التراث القديم، دمشق، 1381هـ، 1962م. هذا الكتاب الأخير من أنفس ما ألف في تراجم بعض شيوخ القراءة والإقراء لأحرف القرآن الكريم في الأندلس، وهو موجود بمكتبة آل سعود بالدار البيضاء بالمغرب، ويعدونه من النوادر.
وأرجو المعذرة إن تهيأ لأحد المطلعين على ردي خروج عن موضوع المشاركة، فهذه كتب نفيسة، وفوائدها كثيرة، لابد لطالب علم القراءات القرآنية من الاطلاع عليها.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[12 Aug 2010, 07:03 ص]ـ
-كتاب الناسخ والمنسوخ لابن حزم رحمه الله (وجدته مطبوعا في هامش تفسير الجلالين مع ألفية غريب القرآن للعراقي ورسالة فيما ورد في القرآن من لغات القبائل لأبي عبيد القاسم بن سلام في طبعة قديمة)
- تفسير المشكل من غريب القرآن الكريم لمكي بن أبي طالب القيسي تحقيق محي الدين رمضان.
-الجواهر الحسان في تفسير القرآن لعبد الرحمن الثعالبي تحقيق د. عمار طالبي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2010, 07:06 م]ـ
لكن ألا ترون ـ حفظكم الله ـ لو حدِّد ضابط (الندرة) في الكتب المطروحة؟
يمكن تعريف الكتاب النادر بأنه الكتاب القديم بطبعته الأصلية النافدة من الأسواق منذ مدة طويلة، مع وجود حرص شديد على اقتنائه لما يمتاز به من الخصائص الشكلية والموضوعية المرغوبة.
والكتاب النادر كما تدل على ذلك صفته هو الذي يصعب الحصول عليه معروضاً للبيع باستمرار، أو لا يوجد إلا لدى قلة من الناس والمكتبات، بل قد لا يكون متوافراً في أية مكتبة بالمدينة أو الدولة التي أنت فيها، وربما لا يكون منه إلا نسخ قليلة في العالم كله، فيصبح الكتاب فريداً ونفيساً ونادراً. ويرتفع سعر الكتاب النادر بدرجات متفاوتة تبعاً لدرجة ندرته فيصل إلى عشرات الألوف، وقد يصل خانة المليون حسب القيمة العلمية والندرة التاريخية للكتاب في المجتمع الذي يقدر أهميته، سواء كان الكتاب باللغة العربية أم بغيرها من اللغات.
وقد ذكر الأستاذ علي بن سليمان الصوينع في كتابه (الكتب العربية النادرة: دراسة في المفهوم والشكل) ص 19 صفات الكتاب النادر، ونقل كلاماً للأستاذ سريع السريع مؤلف كتاب (الكتب النادرة: تعريفها، مصادرها، حفظها واسترجاعها). فصَّل فيه صفات الكتاب النادر، وأنواع الندرة (نسبية - مطلقة - مؤقتة - محليَّة).
والفائدة من هذا الموضوع - بنظري - هو الاستفادة من هذه النوادر في البحث العلمي عند حاجة بعضنا إلى ما عند أخيه منها، فكثيراً ما تبحث عن الكتاب ولا تجده في المكتبات ويعوزك البحث عنه، وقد يكون عند أحد الزملاء القريبين منك. فذكرها في مثل هذا الموضوع قد يفيد في مثل هذه الحالات النادرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[11 Oct 2010, 08:31 م]ـ
أحسنتم أخي الحبيب عبد الرحمن الشهري بتعريفكم هذا، والهدف من ذكر الكتب النادرة التذكير بها وبقيمتها العلمية، وتكتمل الفرحة بتحميلها ونشرها على الموقع.
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:19 م]ـ
1) التفسير الوسيط للقرآن الكريم: 60 جزء صدرت من عام 1973 و انتهي في عام1993 في عدد صفحات تجاوز خمسة الآف صفحة قام به نخبة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بمصر.
2) الموسوعة القرآنية للشيخين الجليلين عبد الصبور مرزوق و إبراهيم الابياري و هي في 6 مجلدات زادت عن خمسة الاف صفحة و طبعت عام 1969م
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:13 ص]ـ
، ولكتاب (أسباب النزول) للواحدي.
- ... الخ
أحتاج هذا الكتاب كثيرا أين أجده ولو مصورا؟
هل أجده في مصر حتى أطلبه من أخي الذاهب إلى هناك اليوم؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[12 Oct 2010, 10:38 ص]ـ
عندي كتاب تفسير الجلالين الجزء الثاني فقط لا اظن ان احداً يملك مثله.
طبع في المطبعة الأزهرية في مصر - القاهرة بشارع رُقعة القمح رقم 6 بجوار الأزهر الشريف آنذاك.
وقد طبعت هذه الطبعة عام 1347 هجرية 1928 ميلادية.
فما رأيكم؟؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Oct 2010, 01:11 م]ـ
موضوع طريف ومفيد كما ذكر الدكتور عبد الرحمن، مع ملاحظة تنويه الدكتور مساعد .. حفظ الله الجميع،
وأنا أعلم أن في مكتبة كل منهما ما تشد له الرحال!
ذكر الدكتور موراني تعبه في الحصول على كتاب من مطبوعات مكتبة الدار بالمدينة المنورة.
وهذه الدار -حقا- من أسوأ الدور في التوزيع، مع نفاسة ما تطبع!
وعندي من مطبوعاتها:
- قصيدتان في تجويد القرآن للخاقاني والسخاوي، شرح وتحقيق الدكتور عبد العزيز قاري.
- أخلاق حملة القرآن للآجري بتحقيقه أيضا، وهو أنفس التحقيقات.
- فرائد البيان وشرحه نفائس البيان في عد الآي، للشيخ عبد الفتاح القاضي، لم أعد أرى هذه الطبعة.
ومما تعبت في الحصول عليه:
- إبراز المعاني لأبي شامة في شرح الشاطبية، بتحقيق الشيخ محمود جادو، من مطبوعات الجامعة الإسلامية.
- التذكرة في القراءات الثلاث للشيح محمد سالم محيسن، وأذكر أن زملائي كانوا يصورونها لعدم توفرها.
- حاشية الشيخ علوي المالكي على شرح المساوي لمنظومة الزمزمي في أصول التفسير، المسماة بـ (فيض الخبير وخلاصة التقرير) مع تعليقات الفاداني.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Oct 2010, 01:43 م]ـ
أسباب النزول للواحدي بتحقيق السيد صقر سيعاد طبعه قريباً عن دار الفاروق بالمنصورة ..
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[17 Oct 2010, 08:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إخواني ومشائخي الأفاضل،،
أحمد الله بداية على أن وفقني للإنضمام الى ملتقاكم المبارك ..
وأسأل الله سبحانه أن يوفق القائمين عليه لكل خير وأن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خيرا ..
والمطلوب حفظكم الله كتب أفردت في التفسير الموضوعي
ـ[مني لملوم]ــــــــ[24 Nov 2010, 02:14 م]ـ
1 - تاريخ القرآن للدكتور عبد الصبور شاهين، دار القلم، ط1، 1966م.
لا أعرف إن كان المقصود بالكتب النادرة الطبعات الأولي منها أم أن الكتاب غير موجود
لأن كتاب تاريخ القرآن تم طبعه أكثر من مرة بعد ذلك وقامت دار نهضة مصر بالطباعة
وهذا رابط الكتاب
http://www.mediafire.com/?ynmeggizktk
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[25 Nov 2010, 10:38 ص]ـ
هناك خلط بين الطبعة النادرة والكتاب النادر
وخلط بين نفاسة الكتاب وندرته فليس كل نفيس نادر
وخلط بين نفاد الكتاب من المكتبات وندرته فليس كل نافد نادر
وبعض ما ذكر لا أحسبه من النوادر
واعتقد أن هناك من كتب عن نوادر الكتب والطبعات معرفا بها ولايحضرني الان
ـ[مني لملوم]ــــــــ[26 Nov 2010, 09:33 م]ـ
هناك خلط بين الطبعة النادرة والكتاب النادر
وخلط بين نفاسة الكتاب وندرته فليس كل نفيس نادر
وخلط بين نفاد الكتاب من المكتبات وندرته فليس كل نافد نادر
وبعض ما ذكر لا أحسبه من النوادر
واعتقد أن هناك من كتب عن نوادر الكتب والطبعات معرفا بها ولايحضرني الان
شكر الله لكم هذا التوضيح
واسمح لي فضيلة الشيخ بسؤال آخر
قد يكون الكتاب نادر أو طبعة له نادرة ولكنه موجود باحدي الصيغ علي النت؟
فهل حينها يوصف بتلك الصفة؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[27 Nov 2010, 01:13 ص]ـ
واعتقد أن هناك من كتب عن نوادر الكتب والطبعات معرفا بها ولايحضرني الان
منها كتاب نوادر المخطوطات للعلامة عبدالسلام هارون.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2010, 07:13 ص]ـ
لعل الدكتور فهد الرومي يقصد أحد الكتابين التي مرت في التعقيب رقم 15
... وقد ذكر الأستاذ علي بن سليمان الصوينع في كتابه (الكتب العربية النادرة: دراسة في المفهوم والشكل) ص 19 صفات الكتاب النادر، ونقل كلاماً للأستاذ سريع السريع مؤلف كتاب (الكتب النادرة: تعريفها، مصادرها، حفظها واسترجاعها). فصَّل فيه صفات الكتاب النادر، وأنواع الندرة (نسبية - مطلقة - مؤقتة - محليَّة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[27 Nov 2010, 09:29 ص]ـ
أعضاء الملتقى المبارك
اضم صوتي إلى صوت الأخوة الكرام في ضرورة تحديد معنى الندرة في الكتب فقد يوجد في بعض مكاتبنا كتاب نظنه نادرا بالنسبة لنا وهو في الحقيقة متوفر، وباعتقادي فان تحديد معنى الندرة سيأتي بثمار أفضل فهنالك كتب نادرة فعلا ويحتاجها الباحثون في التفسير وعلوم القرآن وفق الله الجميع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Nov 2010, 10:36 ص]ـ
الحكم بالندرة المطلقة متعسر جداً، ويستلزم أدوات للعلم لا يمكن الجزم بتحصيلها ..
هذا من ناحية التجريد الذهني ..
أما من ناحية النظر الواقعي الموجود في الخارج: فإنه يكتفى في الحكم بالندرة المطلقة بعدم القدرة على تحصيل الكتاب إذا طلب في أقطار الثقافة العربية الأربعة: مصر والشام والعراق والخليج.
وهذا الحكم ممكن إذا طُلب الكتاب في معرضي القاهرة والرياض = فلم يوجد ..
ومجرد الخطأ بظن الندرة = لا يمنع كون الكتاب نادراً، وإنما يرفع حكم الندرة توفر الكتاب في واحدة من المكتبات المعروفة في هذه الأقطار ..
أما الندرة النسبية كندرة الكتاب في قطر دون قطر أو مدينة دون مدينة = فأقرب من ذلك والحكم بها سهل وليست هي محل البحث في هذا الموضوع، وإن كنت لا أمنع ذكرها ليدل بعضنا بعضاً على محل وجود الكتاب، ومن استطاع أن ينفع أخاه=فليفعل ....
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[27 Nov 2010, 05:12 م]ـ
(دستور الأخلاق فى القرآن الكريم)، للشيخ محمدعبدالله دراز، ترجمه من الفرنسية إلى العربية د/ عبدالصبورشاهين
ـ[إيمان يحيى]ــــــــ[27 Nov 2010, 07:04 م]ـ
أحتاج هذا الكتاب كثيرا أين أجده ولو مصورا؟
هل أجده في مصر حتى أطلبه من أخي الذاهب إلى هناك اليوم؟
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=153&CID=1(/)
مواقع مهمة عن القرآن
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[18 Aug 2003, 06:25 ص]ـ
إليك هذه الروابط:
القرآن كاملاً بالفلاش
http://www.reciter.org
ترجمة معاني القرآن بالإنجليزية مع إمكانية مع إمكانية الربط بأي من التفاسير العربية الثلاثة (ابن كثير-الطبري-القرطبي)
http://www.thenoblequran.com/
ترجمة القرآن: باللغات (الإنجليزية-الإسبانية-الفرنسية-الألمانية-الدشتو-إيطالية-سواحلية-يابانية-بنغالية-ألبانية-ماليزية-تركية-بوسنية-صينية-إيندنوسية):
http://www.islamworld.net/
القرآن الكريم كاملاً (للتحميل)
http://www.al-sunnah.com/download/nquran.zip
القرآن الكريم كاملاً (للتحميل)
http://www.al-sunnah.com/download/pikthal.zip
ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية
http://www.islam-mauritius.org/koran/quran.htm
ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنجليزية
http://muttaqun.com/quran/toc_eng.html
القرآن الكريم (على هيئة ملف pdf )
http://www.islammessage.com/pdf/e/QuranPikhtal.pdf
تفسير القرآن
Explanation (Tafseer) of the Holy Quran
http://www.troid.org/new/quran/tafseer/tafseer.htm
صفحة رائعة عن مواقع وروابط لمايتعلق بالقرآن الكريم
http://www.sultan.org/#quran
وهذا عنوان موقع مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية
وهو الآن بخمس لغات:
العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والاردو
http://www.qurancomplex.com
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والله تعالى أعلم.
ـ[ابن رواحة]ــــــــ[24 Aug 2003, 11:27 م]ـ
وهناك موقع متميز ... يهتم بالقراء .... وما يتعلق بهم والتقنيات الحديثة ....
http://www.qquran.com
ـ[نديم]ــــــــ[13 May 2004, 11:17 م]ـ
هذا موقع يحتوي على مقالات وكتب عن القرآن الكريم والإسلام
http://www.quranicstudies.com(/)
الآبة الكريمة رقم 18 من سورة النمل
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[19 Aug 2003, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الحق تبارك وتعالى الواحد الأحد الذي لا ند له ولا نظير
وأصلي وأسلم على عبده ورسوله سيد الخلق كافة، وإمام الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين
وأشهد ألا إله إلا هو تبارك وتعالى وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الله
اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وعلى أصحابه، وعلى التابعين، وعلى تابعي التابعين بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد , , ,
هل النملة التي تحدثت إلى أهلها وأمرتهم بالدخول إلى مساكنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
" حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم وجنوده وهم لا يشعرون *
صدق الله العظيم (النمل18)
سمعت أحد المفسرين يقول أن الحق عز وجل لم يكن يعني في هذه الآية الكريمة بلفظ النملة " الحشرة المعروفة " بل كان يقصد بهذا اللفظ بشرا ضعافا لا حول لهم ولا قوة مع أنهم كثيرون في العدد كالنمل.
هل أخطأ هذا المفسر أم أصاب؟
مع بالغ الشكر والاحترام
وأختم حديثي بالصلاة على سيد الخلق كافة وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2003, 11:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم وفقك الله.
أشكرك على أسئلتك النافعة بارك الله فيك.
النملة المقصودة في الآية كما ذكر كل من قرأت له في التفسير من السلف وغيرهم هي اسم جنس للحشرات الصغيرة المعروفة ذات الستة أرجل. التي تسكن في شقوق من الأرض. وهي أصناف متفاوتة في الحجم، والواحد منه نملة بتاء الوحدة. فكلمة نملة لا تدل على إلا على فرد واحد من هذا النوع دون دلالة على تذكير ولا تأنيث.
والأصل أن يحمل كلام الله سبحانه وتعالى على المشهور المعروف في كلام العرب، والنملة في كلامهم هي تلك الحشرة التي تقدم وصفها.
وأما القول الذي نقلته فلم أجد من قال به. والله أعلم.(/)
سؤال عن الترادف في القرآن الكريم
ـ[المحايد]ــــــــ[19 Aug 2003, 11:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: إن الله قوي عزيز. المجادلة 21
قال تعالى: تدعوا من أدبر وتولى.المعارج 17
السؤال: هل تفسر هذه المعاني مترادفة أم يفرق بينهما وإذا كان يفرق ماهو الفرق؟
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظكم جميعا من كل مكروه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2003, 12:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز المحايد وفقه الله
المقصود بالترادف اصطلاحاً: هو أن يدل لفظان مفردان فأكثر دلالة حقيقية مستقلة على معنى واحد، باعتبار واحد، وفي بيئة لغوية واحدة. هذا هو التعريف الصحيح للترادف. وليس مجرد الاختلاف في اللفظ والمعنى واحد كما يعبر كثير من طلاب العلم.
ومسألة الترادف في اللغة بصفة عامة وفي القرآن الكريم بصفة خاصة كثر فيها القول والتصنيف في القديم والحديث.
والذي ذهب إليه المحققون من العلماء أن الترادف في اللغة قليل جداً، وفي القرآن نادر. ومن أقوالهم في ذلك ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في مقدمة التفسير حيث قال: (فإن الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر، وإما معدوم، وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه). ومن المنكرين لمسألة الترادف في القرآن الكريم الإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله حيث يرى أن الترادف معدوم في القرآن الكريم. يقول في مقدمة مفرداته: (وأتبع هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل، بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته). ويبدو أنه توفي قبل أن يحقق هذه الرغبة، أو أن الكتاب لم يصل إلينا، ولم يبق لنا إلا إشارات في كتابه المفردات تشير إلى رأيه في إنكار الترادف، مع بعض الأمثلة على ذلك. ومن الكتب النافعة في تحقيق هذه المسألة أخي الكريم كتاب مقاييس اللغة لأحمد بن فارس رحمه الله حيث قد أرجع كل أصل إلى معناه الدقيق، وحقق ذلك تحقيقاً ربما لا تظفر به في غيره، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن الكتب الجيدة في الترادف في القرآن الكريم ما كتبه الأستاذ محمد نور الدين المنجد بعنوان (الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق).
وبناء على ما تقدم فإن معنى (القوي) يختلف عن معنى (العزيز).
فالقوي من القوة، وهي الشدة خلاف الضعف. وأصلها من القُوى وهي جمع قوة من قوى الحبل.
والعزيز من العزة والندرة، وهي تدل على شدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقهر. يقال: عز الشيء حتى لا يكاد يوجد. وأنا عندما أريد أن أشرح لك معنى لفظة من هذه الألفاظ فالذي يمكنني هو تقريب المعنى وليس الإتيان بالمعنى المطابق، لأن الترادف كما قلت لك غير ممكن من كل وجه.
ولفظ (أدبر) يختلف عن معنى لفظ (تولى).
فمعنى أدبر: أي جاء دبره وآخره، من الدُبُر، ومعناه أنه قد ولاك دبره وذهب بعيداً عنك.
بينما (تولى) يختلف باختلاف تعديته. فإن عديته بحرف (عن) دل على الإعراض عنك والابتعاد، وإن عديته بنفسه فقلت: (تولى محمد علياً) بمعنى اتخذه ولياً وصديقاً.
ولعلي أراجع الكتب التي دققت في شرح معنى هذه الألفاظ وللحديث صلة إن شاء الله.
ـ[يونس يحيى عبدالله]ــــــــ[08 Dec 2010, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور عبدالرحمن الشهري , وبارك فيك لما نشرت في قضية الترادف وبهذا الصدد أود أن أضيف لما قلت بنقلي ما كتبه الدكتورالسيد خضر/ كلية المعلمين في الرياض ولكما من جزيل الشكر مع وافر التقدير
الترادف في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم
هل في القرآن مترادفات؟
دكتور / السيد خضر – كلية المعلمين بالرياض قسم اللغة العربية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فإن القرآن كتاب المعجزات الخالدات، لا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء ولا يملُّه الأتقياء، ولغته أول مظاهر إعجازه، واللغة لفظ ودلالة، أو مبنى ومعنى …
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قرأت في مجلة" منار الإسلام " الإماراتية مقالاً للدكتور عفيفي محمود عفيفي (عدد جمادى الأولى 1419هـ) وكان بعنوان " أسرار بيولوجية في ألفاظ قرآنية" وقد أثبت بالأدلة العلمية أنه لا ترادف بين ألفاظ "البصر والنظر والرؤية " وأن لكل منها مجال استعمال محدداً في القرآن الكريم، ولكمْ سعدت وحمدت الله تعالى على أن الأخ الكريم قد توصل بالعلم المادي التجريبي إلى نتيجة كنت قد توصلت إليها من قبل بالتحليل الدقيق لأسلوب القرآن الكريم، وهي أنه لا ترادف في ألفاظ القرآن الكريم، ونشرت في ذلك كتابي (القرآن والترادف اللغوي- مصر 1991م) وأحب أن أعرض القضية من منظور جديد بإيجاز شديد للقراء،لما في ذلك من إثبات لوجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم، ونتناول الموضوع على النحو الآتي:
أولاً: تعريف الترادف لغة واصطلاحاً:
نقرأ في لسان العرب: " الرِّدْفُ: ما تبع الشيءَ، وكلُّ شيء تبع شيئاً فهو ردفه…والترادف: التتابع، ومن (الأنفال: 9) أي متتابعين يأتون (بألفٍ من الملائكة مُرْدِفين) ذلك قوله تعالى فرقة بعد فرقة" (1) وقال أحمد بن فارس:" الراء والدال والفاء أصل واحد مطرد، يدل على اتباع الشيء،فالترادف: التتابع " (2) وليس في المعنى المتقدم ما يدل على اتحاد التابع بالمتبوع، بل المتبادر من ذلك أن لكل من التابع والمتبوع شخصيته المستقلة، وكذلك نجد في اللغة أن العقل يحتم أن يكون لكل لفظ معناه الخاص به فالجذر المعجمي (ق ع د) وضع في الأصل لمعنى محدد، وكذا الأصل الآخر (ج ل س) فإذا تقاربت لظروف متنوعة دلالة كل منهما، فليس معنى ذلك أنهما شيء واحد، هذا هو الأساس المنطقي الذي نبني عليه نظريتنا هذه، وهذه المنطقة من دراسة المعنى في اللغة هي أكثر ألوان دراستها دقةً وغموضاً وعُسْراً.
وقد لاحظ جامعو اللغة الأوائل توارد عدة ألفاظ على معنى واحد فأسموا الظاهرة بالترادف، قال الجرجاني في التعريفات:" المترادف ما كان معناه واحداً وأسماؤه كثيرة، وهو ضد المشترك، أخذاً من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف آخر، كأن المعنى مركوب واللفظان راكبان عليه، كالليث والأسد" (3) وقال السيوطي في تعريفه:" الترادف هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحدٍ باعتبار واحد، واحترزنا بالإفراد عن الاسم والحدّ، فليسا مترادفين، وبوحدة الاعتبار عن المتباينين كالسيف والصارم، فإنهما دلاّ على شيء واحد ولكن باعتبارين، أحدهما على الذات، والآخر على الصفة " (4) ومن هذا التعريف يتبين أن صاحبه يتحرز من إطلاق الترادف على كثير مما جعله علماء اللغة ضمن المترادف، كما ورد في المحاورة المشهورة بين أبي على الفارسي وابن خالَوْيه بمجلس سيف الدولة الحمداني، حين قال ابن خالويه:"احفظُ للسيف خمسين اسماً، فتبسّم أبو علي وقال: ما أحفظ له إلا اسماً واحداً وهو السيف، فقال ابن خالويه: فأين المهنّد والصارم وكذا وكذا؟ فقال أبو علي: هذه صفات، وكأن الشيخ لا يفرق بين الاسم والصفة " (5)
ثانياً: أسباب وقوع الترادف:
لا شك أن اللهجات العربية كانت سبباً مهماً لوقوع الترادف في العربية مع أسباب أُخَر، وقد حدّد اللغويون أسباب الترادف في العربية بما يأتي:
1 - تعدد أسماء الشيء الواحد في اللهجات المختلفة … ثم أدى احتكاك اللغات بعضها ببعض ونشأة العربية المشتركة إلى تمسّك هذه اللغة المشتركة بعدد من تلك الألفاظ التي تدل على مسمى واحد في اللهجات المختلفة.
2 - أن يكون للشيء الواحد اسم واحد ثم يوصف بصفات مختلفة باختلاف خصائص ذلك الشيء، وإذا بتلك الصفات تستخدم يوماً ما استخدام الشيء، وينسي ما فيها من الوصف، ويتناساه المتحدث باللغة.
3 - التطور اللغوي في اللفظة الواحدة، فقد تتطور بعض أصوات الكلمة الواحدة على ألسن الناس فتنشأ صور أخرى للكلمة، وعندئذٍ يعدها اللغويون العرب مترادفات لمسمى واحد، ومن ذلك قولهم: هتلت السماء وهتنت …
4 - الاستعارة من اللغات الأجنبية " (6)
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جمع اللغويون الأوائل كالخليل والأصمعي وأبي عبيدة والكسائي، جمعوا كل ما وجدوه من كلام قبائل العرب وصنفوه على أنه من الفصحى فصارت للشيء الواحد عشرات الأسماء بتعدد اللهجات، وبمضي الزمان صار ذلك كله ذخيرة للمعجم العربي، فتضخم هذا المعجم تضخماً … وقد لاحظ بعض المستشرقين ذلك، يقول نولدكه:" وطبيعي أن المعاجم العربية قد تضخمت جداً، على الأخص بسبب أنها تذكر التسميات الشعرية الشخصية الخالصة للأشياء على أنها كلمات خاصة، فحين يسمي أحد الشعراء الأسدَ مثلاً بالكاسر بالأسنان، ويسميه شاعر آخر بالساحق وغير ذلك، فإن المعاجم العربية تأخذ هذه التسميات على أنها ترادف كلمة الأسد تماماً " (7)
ثالثاً: موقف اللغويين من ظاهرة الترادف:
تراوح موقف اللغويين بين قبول الظاهرة والاستشهاد لها بكثير من ألفاظ اللغة المستعملة في واقع الحياة فعلاً كما رأينا في موقف ابن خالويه، وبين التحرز من قبولها والبحث عن دلالة محددة لكل لفظ على حدة، حتى لو كان مجرد ظلال سياقية تفرق بين المترادفات، وأصحاب الاتجاه الأول يمثلهم كثير من جامعي اللغة الأوائل وأصحاب المعاجم والمفسرين، وقد سمى الفيروزأبادي - على سبيل المثال - أحد كتبه"الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف " وسنورد أمثلة من ذلك فيما بعد، أما أصحاب الاتجاه الثاني فأنكروا وقوع الترادف التام، إذ رأوا أن لكل لفظ دلالة محددة أرادها الواضع أول مرة، أما تقارب الدلالات لألفاظ مختلفة فأمر ممكن ووارد، والراغب الأصفهاني - وهو من أدقّ دارسي اللغة - من روّاد هذا الاتجاه، يقول في مقدمة معجمه القيم"المفردات في غريب القرآن" يقول: وأُتبع هذا الكتابَ إن شاء الله ونسأ في الأجل بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة، فبذلك يُعرف اختصاص كل خبرٍ بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته، نحو ذكره القلب مرة والفؤاد مرة والصدر مرة…" (8)
وكان الزمخشري الذي أحلّنا دارَ) يلتفت أحياناً في الكشاف إلى شيء من ذلك، يقول في قوله تعالى (فاطر:35) يقول: فإن (المقامة من فضله لا يمسُّنا فيها نَصَبٌ ولا يمسنا فيها لغوب قلت: ما الفرق بين النصب واللغوب؟ قلت: النصب: التعب والمشقة التي تصيب المنتصب للأمر المزاول له، أما اللغوب فما يلحقه من الفتور بسبب النصب، فالنصب نفس المشقة والكلفة، واللغوب: نتيجته وما يحدث من الكلال والفترة " (9)
وممن أنكر الترادف كذلك اللغوي المدقق أحمد بن فارس وشيخه أبو العباس ثعلب، بل إن أبا هلال العسكري ألف كتاباً في ذلك سماه " الفروق اللغوية " ذكر فيه كثير من الفروق بين ما قد يُظن أنه من قبيل المترادف، وإن كانت لنا بعض ملاحظات على ما أورده ليس ثمَّ موضع بسطها.
واللغويون المحدثون يقف أكثرهم مع أصحاب الاتجاه الثاني، عاملين على ضبط اللغة لفظاً ودلالة في عصر العلم المادي لكل لفظ دلالته وحدوده كماً وكيفاً… يقول الدكتور محمود فهمي حجازي:" وينبغي أن نوضح هنا المعنى الحديث للترادف، ففي ظل مبدأ نسبية الدلالة يندر أن تكون هناك كلمات تتفق في ظلال معانيها اتفاقاً كاملاً، ومن الممكن أن تتقارب الدلالات لا أكثرولا أقل، فالألفاظ المترادفة هي بهذا المعنى الألفاظ ذات الدلالات المتقاربة" (10)
رابعاً: كيف نحدد اللفظ بدقة؟
ثمة خطوات ينبغي اتباعها لتحديد دلالة اللفظ بدقة في سياق ما، وهي:
1 - معرفة الأصل اللغوي للفظ، وذلك بالرجوع إلى معاجم اللغة واستعمالات العرب، فأصل الصلاة الدعاء، وأصل الكفر التغطية، وأصل الجنون الستر…وهكذا، ومن الملاحظ أن دلالة اللفظ المتطورة عن أصل ما تبقى دائماً على علاقة، بعيدة أو قريبة بذلك الأصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - معرفة ما يضفيه التطور الحضاري على الألفاظ من دلالات جديدة، ولعل أكبر نقلة حضارية في العربية كانت نزول القرآن الكريم بها، ومن ثم أخذ القرآن من ألفاظ العرب ألفاظاً وأكسبها دلالات جديدة للدلالة على حضارة الإسلام الناشئة، وخير ما يصور ذلك قول ابن فارس:"كانت العرب في جاهليتها على إرث من إرث آبائهم في لغاتهم وآدابهم ونسائكهم وقرابينهم، فلما جاء الله تعالى بالإسلام حالت أحوال ونسخت ديانات وأبطلت أمور، ونقلت من اللغة ألفاظ من مواضع إلى مواضع أخر بزيادات زيدت وشرائع شرعت وشرائط شرطت فعفيّ الأول الآخر… فكان مما جاء في الإسلام ذكر المؤمن والمسلم والكافر والمنافق … وإن العرب إنما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق، ثم زادت الشريعة شرائط وأوصافاً بها سمي المؤمن بالإطلاق مؤمناً…" (11) ومعرفة الأصل اللغوي شرط مهم لتحديد الدلالة.
3 - دراسة السياق الذي يرد فيه اللفظ دراسة دقيقة، خصوصاً في أسلوب القرآن الكريم، واستقراء جميع المواضع التي ورد فيها اللفظ، والدراسة السياقية أساس مهم لتحديد الدلالة بدقة،وقد نبه القدماء والمحدثون إلى ذلك، بل إن اللغوي الإنجليزي "فيرث" بنى نظريته اللغوية على دراسة السياق أساساً، وقد نبه على ذلك الزركشي في البرهان، قال " إنها - أي دراسة السياق ترشد إلى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في ذق إنك أنت العزيز) نظيره، وغالط في مناظراته، وانظر إلى قوله تعالى (الدخان:49) كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير" (12) (الكريم
ودراسة اللفظ بهذه الطريقة ستفضي بنا إلى تحديد الدلالة بدقة، مع ملاحظة أن بعض الألفاظ قد لا يُعرف لها أصل لغوي محدد، من ثم تبقى دراسة السياق هي الأصل مع دراسة التطور الدلالي.
خامساً: دراسة في بعض ما قبل بترادفه من ألفاظ القرآن:
لا شك أن تحليل الألفاظ بهذه الطريقة يحتاج إلى مساحة أوسع مما تجود به المجلات التي تعتمد عادة على المقال ذي الصفحات المعدودة، إن تحليل الفرق بين الفؤاد والقلب، أو بين العام والسنة والحول على سبيل المثال يحتاج إلى صفحات كثيرة، وقد درسنا ذلك في كتابنا المشار إليه في بداية المقال، ولكنا سنختار هاهنا أمثلة لا تحتاج إلى ذلك، ومنها:
1 - الغيث والمطر: في اللسان"المطر: الماء المنسكب من السحاب، والمطر: ماء السحاب والجمع أمطار …وأمطرهم الله مطراً أو عذاباً، وأمطرهم الله في العذاب خاصة " (13) وفي القاموس المحيط " الغيث: المطر والكلأ ينبت بماء السماء " (14) وفي المفردات"المطر: الماء المنسكب …وفيه الغيث: المطر " (15)
وإذ نستعرض المادتين في القرآن نجد أن الماء النازل من السماء يسمى باسمه"ماء"أحياناً ويسمى باسم الغيث أحياناً أخرى، ومادتا (غوث وغيث) تأتيان في القرآن بمعان متقاربة، فالغوث: العون والمساعدة، والغيث الماء الذي يُغاث به الناس، ومن ذلك:
إن الله عنده) أ- (لقمان: 34) (علم الساعة وينزلُ الغيثَ ويعلم ما في الأرحام
وهو الذي) ب- (الشورى: 28) (ينزل الغيث من بعد ما قنطوا
(كمثل غيث أعجب الكفار نباته) ج- (الحديد:20)
فلفظ الغيث هنا يحمل معاني في الخير والعون، ولذلك يأتي في مواضع إظهار النعمة والمنّ بها على العباد …
أما المطر فقد ورد - أسماء وأفعالاً - في خمسة عشر موضعاً في القرآن الكريم، منها أربعة عشر موضعاً في العذاب والعقاب صراحة، ومن ذلك:
(الشعراء: 173) (وأمطرنا عليهم مطراً) أ-
) ب- (الفرقان: 40) (ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء
وأمطرنا) ج- (الأعراف:84) أما الموضع الخامس عشر وهو (عليهم مطراً فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم) قوله تعالى (النساء:102) (
ولا يخفى من السياق أن الموضع موضع " أذى من مطر" لا موضع غيث، فالماء إذا زاد عن حده صار هلاكاً كالفيضان والسيل، واقتران المطر بالمرض في هذا السياق يزيد الصورة وضوحاً، فهو موضع شدة ومشقة، وهذه الظلال تختفي لا ريب إذا كان اللفظ هو الغيث الذي يحمل معاني الفرج والعون والحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - الجوع والسَغَب والمخمصة: في اللسان " الجوع: نقيض الشبع، والجوع: المخمصة " (16) وفيه " الخَمْص والخَمَص والمخمصة الجوع، وهو خلاء البطن من الطعام جوعاً، والمخمصة: المجاعة: (17) وفي المفردات " قوله تعالى (في مخمصة) أي مجاعة تورث خمص البطن أي ضموره " (18) وفي اللسان " سغب يسغب سغباً وسَغْباً ومسغبة وسغوباً: جاع، وهو ساغب وذو سغب (19) وفي المفردات " السغب: الجوع مع التعب، وقد قيل في العطش مع التعب (20)، وصاحب القاموس يردد القول نفسه "…أو لا يكون السغب إلا مع تعب (21) وفي المفردات " الجوع: الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة من الطعام (22) " وهذه التعريفات المعجمية لا تحدد الدلالات بدقة كما نرى.
وقد ورد الجوع في القرآن في خمسة مواضع هي:
(طه: 118) (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) 1 -
((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) 2 - البقرة: 155).
(النحل: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) 3 - 112)
(الغاشية: 7 - 8 (ليس لهم طعام إلا من ضريع. لا يسمن ولا يغني من جوع) 4 - )
من سورة قريش (فليعبدوا رب هذا البيت.الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) 5 - .
وأنت ترى في هذه المواضع جميعاً أن الجوع وارد في سياق العذاب واقترانه في هذه السياقات بالخوف والجوع ونقص الثمرات والأموال والأنفس والعري … كل هذا يؤيد كونه عذاباً، فإن المعنى نفسه قائم لأنه تعالى يمتن عليهم بأنه أمنهم العذاب (الجوع) والخوف.
أو إطعام في يوم ذي مسغبة. يتيماً) أما السغب فقد ورد في قوله تعالى (البلد: 14 - 16) وليس السغب هنا عذاباً ولا (ذا مقربة. أو مسكيناً ذا متربة يحمل تلك الظلال التي يحملها لفظ الجوع، وإنما السغب يكون عن يتم أو فقر أو مسكنة ... لا عن عقاب وابتلاء. والمخمصة وردت في موضعين:
فمن اضطر في مخمصة غير) أ- (المائدة: 30) (متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم
ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ) ب- (التوبة: 120) والمخمصة في هذين الموضعين ليست (ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله … عن عقاب أو عذاب كما هو الجوع ولا عن يتم أو فقر أو مسكنة كما هو السغب، بل هي حالة عارضة قد تكون اضطراراً كما في الحالة الأولى، أو في ظروف الجهاد في سبيل الله كما هي الحالة الثانية، ونحن نرجح كون المخمصة حالة خاصة أي تحدث في ظروف خاصة، وفي تعريف اللسان " الحمص والمخمصة الجوع وهو الخلاء البطن من الطعام جوعاً " والعبارة السابقة " خلاء البطن من الطعام جوعاً " تفسر المراد هنا، وهو أن الخمص حالة عارضة وليس في ذلك ما يوحي بابتلاء أو عقاب أو فقر ومسكنة.
3 - الصوف والعهن: ورد لفظ ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين) الصوف في موضع واحد هو (النحل: 80) وهو وارد في سياق امتنان الله تعالى على عباده بهذه النعم، والصوف (معروف وهو شعر الغنم، وكذلك العهن، وبذا فسرت المعاجم وكتب اللغة لفظ العهن في القرآن الكريم، وفي القاموس. العهن: الصوف، أو المصبوغ ألواناً (23) وفي المفردات:"العهن: الصوف المصبوغ" (24) وأصل مادة عهن في اللغة يدل على اللين والسهولة والضعف…وفسر العهن كذلك بالصوف المصبوغ " (25).
ولكن القرآن الكريم يستعمل اللفظ في مواضع لا يقوم مقامه فيها لفظ الصوف، وقد ورد اللفظ في موضعين هما:
يوم) أ- (المعارج:8 - 9) (تكون السماء كالمهل. وتكون الجبال كالعهن
وتكون الجبال) ب- (القارعة: 5) (كالعهن المنفوش
واللفظ وارد في سياق تشبيه الجبال الراسيات بالصوف المنفوش يوم القيامة حين ينسفها ربنا نسفاً ويسيرها سيراً… فلماذا فضل لفظ العهن على لفظ الصوف هاهنا؟
إن الجبال تتكون من تربة ذات ألوان مختلفة، كما (فاطر:27) فكان (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود) قال تعالى أقرب شبه لذلك العهن أي الصوف الملون بتلك الألوان نفسها، وذلك حين تنفش وتسير، ولا يقوم لفظ الصوف هذا المقام ولا يحتمل السياق غير لفظ العهن!
وأخيراً فإن هذا قليل من كثير، نسأل الله تعالى أن نتوفر عليه في بحث شامل إن شاء الله، وعلى ذلك سنجد أن الفؤاد غير القلب، وأن الحلف يأتي في مواضع الاعتذار والندم، والقسم يأتي في مواضع التعظيم والعزة والقوة، ولا يفسر أحدهما بالآخر، والسنة تظهر فيها ملامح الشدة بما لا يظهر مع العام، والمدينة تأتي في سياق لا تأتي فيه يثرب، والزواج غير النكاح، ويأتي العقل في مواضع لا يأتي فيها اللب والحِجر والنُّهى، وانفجر غير انبجس، والجسم يستعمل في القرآن لما فيه روح فقط، والجسد لما ليس فيه روح، وجلس للمكوث القليل وقعد للكثير…إلخ، وهذه بعض ملامح الإعجاز في لغة القرآن الكريم، والله الموفق.
الهوامش
1 - لسان العرب (ردف) ط دار المعارف د. ت.
2 - مقاييس اللغة (ردف) ط دار الفكر-بيروت1415هـ-1994م.
3 - التعريفات، للشريف الجرجاني:210،مكتبة لبنان1969م.
4 - المزهر، للسيوطي:1/ 402، ط دار التراث د. ت.
5 - نفسه:1/ 405.
6 - د/رمضان عبد التواب، فصول في فقه العربية:318،ط2،مكتبة الخانجي 1981م.
7 - اللغات السامية:81،ترحمة الدكتور رمضان عبد التواب، القاهرة1963م.
8 - المفردات في غريب القرآن:6،ط دار المعرفة -بيروت د. ت.
9 - الكشاف:3/ 614،ط دارالريان للتراث 1407هـ-1987م.
10 - مدخل إلى علم اللغة: 79،ط دار الثقافة1978م.
11 - الصاحبي:78 - 83،ط الحلبى د. ت.
12 - البرهان في علوم القرآن:2م200نط2 دار المعرفة- بيروت د. ت.
13 - اللسان (مطر)
14 - القاموس المحيط (مطر)
15 - المفردات:496،367.
16 - اللسان (جوع)
17 - نفسه (خمص)
18 - المفردات:159.
19 - اللسان (سغب)
20 - المفردات:233.
21 - القاموس (سغب)
22 - المفردات:103.
23 - القاموس (عهن)
24 - المفردات:351.
25 - مقاييس اللغة (عهن)(/)
أشيروا علي ياأهل العلم: الطياروالدوسري وغيرهم
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[19 Aug 2003, 11:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كيف أقرأ في التفسير؟
تعلمون ان كتب التفسير كثيرة جدا وعلى حسب المنهج الذي وضعه أخونا العبيدي فانه علي ان أقرأ 3 - 4 كتب تفسير في المرحلة الأولى ومثلها في الثانية والثالثة علما انه قد تذهب سنين وانا لم انتهي من كتب المرحلة الأولى لكبره حجم الكتب.
فما هو الطريق الأمثل لتعلم التفسير هل:
1 - قراءة كاتب ثم الذي يليه وهكذا دواليك أم
2 - قراءة تفسير مقطع من القرآن في كل التفاسير
3 - ام هناك طريق آخر
أشيروا علي ياأهل العلم والفضل
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Aug 2003, 06:02 ص]ـ
بسم الله
الأخ حس وفقك الله
يبدو أنك لم تتصور الغرض من ذكر الكتب وتقسيمها على مراحل في الموضوع الذي كتبته سابقاً بعنوان مكتبة التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين.
وحتى يتبين الأمر أحب التنبيه على النقاط التالية:
أولاً - ما ذكرته في الموضوع المشار إليه ليس منهجاً كما ذكرت وفقك الله، وإنما هو محاولة لتيسير القراءة في كتب التفسير من خلال تقسيمها إلى مراحل حسب حال القارئ.
ثانياً - ذكري لأكثر من كتاب في كل مرحلة لا يعني أنه لا بد من قراءتها كلها، وإنما الغرض التنبيه على أن كل كتاب منها يصلح أن يكون هو المرشح للقراءة في المرحلة التي ذكر فيها.
ثالثاً - بعض الكتب المذكورة في المرحلة الأولى بإمكان القارئ أن يقرأها كاملة في أسبوع واحد، ويمكن قراءة كل كتب المرحلة الأولى في شهر واحد، فالأمرليس كما ذكرت بأن قراءتها تستغرق سنين إلا إذا كنت لا تقرأ إلا سطراً واحداً كل يوم.
وعلى كل؛ هذه تنبيهات حول ما علقت به على موضوعي السابق، وأترك المجال لمشايخنا الكرام الذين وجهت إليهم طلبك وفقني الله وإياك لما فيه الخير.
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[30 Aug 2003, 05:43 م]ـ
إلى الأخ الكريم حسن الكبهي حفظه الله:
أعتقد أن أمثل طريقة لمعرفة تفسير الآيات تتمثل أثناء الحفظ، بحيث لا يحفظ آية أو أكثر إلا بعد معرفة تفسيرها مما يتيسر بين يديه من كتب التفسير المختصرة، ثم لا ينتقل إلا حفظ المقطع الآخر إلا بعد ضبط حفظه ومعرفة تفسيره، وهذا هو المنهج السلفي الرصين، وهو السبيل الأمثل للعمل بآداب القرآن والتحلي بأخلاقه، فعن ابن مسعود (ت 32 هـ) ? قال: كان الرجل منّا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن "، ولا سبيل إلى العمل إلى بعد معرفة المعنى.
وأما من فاته قراءة التفسير أثناء الحفظ فيمكن استدراكه بعرض كتاب أو أكثر من كتب التفسير المعتبرة، ومن أهمها ما يلي:
? كتب غريب القرآن، ومن أحسنها العمدة لمكي.
? كتب المعاني، ومن أحسنها معاني القرآن للفراء.
? كتب التفسير التحليلي المختصرة، ومن أهمها الجلالين، مع الاحتراز من موقفه من آيات الصفات الذي ينحو فيها منهج الآشاعرة.
ثم بعد ذلك يقرأ ما يتيسر له بحسب ما يقتضيه المقام.
ذلك ما يتعلق بكتب التفسير، أما علم التفسير، أي قواعده فمأخذها من مظانها ومقدمات التفاسير كالتحرير والتنوير لابن عاشور.
والله ولي التوفيق.
ـ[الموحد 2]ــــــــ[03 Sep 2003, 02:49 م]ـ
الأخوة الفضلاء / أبو مجاهد العبيدي، د. إبراهيم الدوسري.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً،
هل يوجد موضوع آخر في هذا المنتدى طرق هذا السؤال أيضاً؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Sep 2003, 04:23 م]ـ
نعم سبق الحديث على هذا الرابط وفقك الله:
كتب مقترحة لدراسة التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26) .(/)
المقامات في القرآن؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 Aug 2003, 07:02 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لقد أمر الله تعالى بترتيل القرآن فقال سبحانه: " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " [المزمل / 4]
وجاء في السنة الحث على التغني بالقرآن والتحبير به، كما قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال له أوتيت مزمار من مزامير داود عليه السلام فقال له " ... لحبرته لك تحبيراً "
ومما خرج لنا اليوم، ما يسمى بعلم المقامات!
فهناك المقام السكا، والنهاوند، والرست، والبيات، ومن ثم تفريعا فالقرار، والجواب، وما إلى غيرها.
وبالتالي تقسيم القرّاء على هذه المقامات.
ومن عجيب قول أحدهم لي:
أنه أشار لأحد الشباب فقال أتعرف هذا الشاب؟
فقلت له: لا.
فقال وكيف وهو أشهر شاب في ... (وذكر دولة) يقرأ بالمقامات؟!!
فقلت سبحان الله مع شيءٍ من تغير ملاحم الوجه، فهم منها عدم القبول لهذا الأمر مع الغرابة.
فالذي أقصد بهذا الموضوع، توضيح حكمه؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[20 Aug 2003, 12:01 ص]ـ
هذه المقامات من الأمور المحدثة وليست بشئ بل وينبغي أن نجل القرآن عن أن يخضع لمثل هذه المقامات والتي هي إلى الغناء أقرب ولم يكن علها عمل السلف بل ولا أئمة الإقراء المعتبرين من الخلف ويكفي في الرد على منتحليها أن الجهل بها لايضر كما هو مشاهد مع إذهابها للمقصد من القراءة إلى متابعة تطبيق هذه المقامات والكلام علها يطول وهي من البدع المحدثة كما نبه على ذلك بعض أهل العلم
وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[20 Aug 2003, 02:02 ص]ـ
موضوع المقامات كثر الكلام عليه، والذي يبدو لي والله أعلم، أن أهل الموسيقى حصروا الألحان بأوزان معينة عن طريق التتبع وسموها مقامات، فهم لم يبتدعوها بل جمعوها من مجموع سماعهم للأصوات، ومثل هذا مثل الخليل بن أحمد في جمعه أوزان الشعر إلى ستة عشر بحرا،بتتبعه للشعر العربي، فكثير من القراء يقرأ على مقام معين وهو لا يعرفه ولا يعرف ما هو وزنه وطريقته، ولكنه قطعا لن يخرج عن هذه المقامات، كما هو الحال في كثير من الشعراء الموهوبين الذين لم يدرسوا علم العروض، ويكتبون القصائد الجميلة وهم لا يدرون ماهو وزنها، وبعض القراء يستطيع أن يقرأ بعدة مقامات؛ موهبة من الله تعالى، وليس دراسة ومعرفة، وبعض الناس قد يدرس المقامات ولكنه لا يستطيع أداءها، وعليه فإن دراسة المقامات دراسة لا تنفع وجهل لايضر، وعليه فينبغي تنزيه القرآن عنها، ولكن وصف فلان بأنه يقرأ بالمقام الفلافي لا يعتبر محظورا شرعيا، إذ تقرر عند العملماء قولهم لا مشاحة في الاصطلاح، وينبغي عدم التجهم في وجه من قال هذا الكلام، فقد يكون عاميا لا يعرف الحكم الشرعي، أو تائبا من الفن قريبا فلا تزال عنده بقايا وشوائب عالقة، فالأولى في مثل هذا الترفق والنصح بالتي هي أحسن. والله أعلم(/)
ما مدى صحة نسبة كتاب الفوائد المشوّق لابن القيم
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[19 Aug 2003, 09:44 م]ـ
كتاب الفوائد المشوّق لعلوم القرآن والمتداول في المكتبات هل يصح نسبته لابن القيم رحمه الله؟
هناك عدد من المحققين يشكك في ذلك لأسباب عدة منها:
1 - التغاير في الأسلوب.
2 - أن من ترجم لابن القيم لم يذكر هذا الكتاب من ضمن كتبه.
3 - في الكتاب تأييد القول بالمجاز، وابن القيم ينفيه في عامة كتبه.
والذي يميل إليه كثير من المحققين أن الكتاب هو لابن النقيب صاحب التفسير وقد جعله مقدمة لكتابه.
لكن لا زال الموضوع يحتاج إلى مزيد من التحقيق فمن لديه علم فليفدنا.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 Aug 2003, 11:55 م]ـ
السلام عليكم
وبعد
فهذا الكتاب منحول على ابن القيم - رحمه الله – على الأرجح، ويؤيد بطلان نسبته إليه عدة أدلة.
– أعتذر عن نقلها لبطئي في الكتابة على الجهاز -
انظر: (ابن قيم الجوزية؛ حياته وآثاره) للشيخ بكر أبو زيد ص 184، (كتب حذر منها العلماء) للشيخ مشهور حسن 2: 324.
وجزاك الله خيرا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Aug 2003, 12:40 ص]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فأحييكم بعد غيبة طويلة عن هذا الملتقى الرائع، وذلك بسبب انشغالي خارج مدينة الرياض.
وأفيدكم أن هذا الكتاب هو في الحقيقة مقدمة تفسير ابن النقيب شيخ أبي حيان الأندلسي، وقد حققه أحد الفضلاء، وهو مطبوع باسم مقدمة تفسير ابن النقيب، وهو من مطبوعات دار الخانجي.
وقد حقق المحقق الفاضل خطأ نسبته لابن القيم، ولا يحضرني أكثر من هذا لبعدي عن مكتبتي، فياليت من عنده هذه المقدمة ان يتحف اإخوة ببعض الأدلة التي استدل بها المحقق، وخرج بها على ان الكتاب لابن النقيب لا لابن القيم.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[20 Sep 2007, 04:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
لعلي إن شاء الله تعالى ألخص ما ذكره محقق هذا الكتاب ـ مقدمة تفسير ابن النقيب ـ من قرائن تدل على عدم نسبته لابن القيم رحمه الله والله المستعان.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[20 Sep 2007, 07:07 م]ـ
وقد ذكر خطأ نسبته لابن القيم العلامة عبدالكريم الخضير حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين ..
ولا أذكر في أي شريط سمعتها ..
لكن أظنها في الشريط الأول من شرح كتاب العلم لابن خيثمة والله أعلم ..
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:42 م]ـ
قد أطال المحقق الدكتور زكريا سعيد علي النفس في بيان الأدلة على أن هذا الكتاب لا تصح نسبته إلى ابن القيم رحمه الله ثم ذكر ما يؤكد نسبته ـ كما ذهب إليه ـ إلى ابن النقيب أبي عبد الله محمد بن سليمان بن الحسن جمال الدين البلخي المقدسي الحنفي المتوفى سنة 698 هـ رحمه الله.
و خلاصة ما ذكر من قرائن تدل على ما توصل إليه:
ــ أن أحداً ممن ترجم لابن القيم لم يذكر هذا الكتاب ضمن مؤلفاته على رغم كثرة من ترجم له واعتنى ببيان مصنفاته.
ــ ما ورد في الكتاب مخالفاً لما عهد عن ابن القيم من موقف تجاه مبحث المجاز الذي كان يصفه بالطاغوت وقد أفرد فصلاً كاملاً ـ من كتابه الصواعق المرسلة ـ في إبطاله ورده.
أما هذا الكتاب فقد ورد فيه تفصيل وبيان واسع عن المجاز وأقسامه حتى إنه استغرق ما يقرب من ثمانين صفحة من طبعة الفوائد المشوق.
ــ ما ورد كذلك في الكتاب مخالفاً لما عهد عن ابن القيم من موقف تجاه بعض العلماء والأدباء السابقين عليه:
فالزمخشري ترحم عليه.
والرازي قال عنه: الإمام فخر الدين الرازي
وابن عبد السلام قال عنه: الشيخ الإمام عز الدين ابن عبد السلام
وأبو العلاء المعري قال عنه: الشيخ أبو العلاء المعري
مع أن موقفه من هؤلاء يخالف ذلك تماماً وهو معروف من سائر كتبه.
ــ ما ورد في الكتاب من أحاديث يدل على أن كاتبها ليس ابن القيم إذ هو معروف بالاطلاع على السنة دراية ورواية وغالباً ما يذكر الأحاديث مخرجة ومنسوبة إلى مخرجيها بل ويتكلم على أسانيدها أيضاً.
أما في هذا الكتاب فلا يوجد حديث فيه قد خرجه المصنف وعزاه إلى كتب السنة بالإضافة إلى ورود أحاديث موضوعة وضعيفة جداً مشهورة منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مما يتنافى مع جلالة ابن القيم ومعرفته بالحديث.
هذا وقد ذكر المحقق أنه توصل إلى معرفة مؤلف الكتاب وأنه ابن النقيب عن طريق بعض المصطلحات الواردة في الكتاب وهي التتميم والتلميح واستدراج المخاطب .. وهي مصطلحات ذكرها أبو حيان النحوي في تفسيره وأبو حيان تلميذ ابن النقيب فبملاحظة ذلك مع التشابه بين ما ذكره أبو حيان وبين ما ورد في المطبوع تحت مسمى الفوائد المشوق ... دل ذلك على أن أبا حيان قد يكون نقلها عن شيخه .... .
إلى غير ذلك من القرائن التي ذكرها وقد قمت باختصار ما تقدم ـ وأرجو أن لا يكون ذلك مخلاً ـ لطول ما كتبه ولو تيسر لي نقله كله لفعلت إن شاء الله تعالى.(/)
فائدة جميلة من الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[20 Aug 2003, 02:25 ص]ـ
زرت الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق في بيته، وأخبرته أني أبحث في طعون المستشرقين على القرآن، وذكرت له أن من طعونهم دعوى معارضة القرآن للحقائق التاريخية، وضربت له بعض الأمثلة مثل (ياأخت هارون) (كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال أني عبدالله ... ) (قصة قارون) (هامان وزير فرعون) ... ألخ تلك السلسة الطويلة من الدعوى، فقال لي: عجب أنهم يطعنون في القرآن من هذا الباب مع أنهم أجهل الناس في التاريخ، حتىإنهم يجهلون حقيقة تاريخ مولد عيسى عليه السلام. فقلت له: ولكنهم لا يجهلونه ياشيخ، فهم كل سنة يحتفلون في مطلع السنة الميلادية بمولد عيسى عليه السلام، والتاريخ الميلادي قائم على تاريخ ولادة عيسىعليه السلام. فقال: مطلع السنة الميلادية يوافق أي فصل من فصول السنة؟ فقلت: يوافق فصل الشتاء. فقال: أرأيت أنهم لا يعرفون تاريخ ميلاد عيسى. فقلت: كيف؟ قال: لأن عيسى لم يولد في الشتاء وإنما ولد في الصيف. قلت: وأين هذا الكلام مكتوب؟ فقال: في القرآن. فقلت: أين في القرآن؟ فقال: في قوله تعالى (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا).والرطب لا يخرج إلا في الصيف.
فطربت لهذه الفائدة أيما طرب، فأحببت أن أشارككم بها.
ـ[السهيلي]ــــــــ[23 Aug 2003, 08:18 م]ـ
الأخ محمد المطيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي ملاحظة أود أن اذكرها وأنا لا اعرف متى ولد المسيح عليه السلام، وكذلك أقدر علم الشيخ عبد الرحمن عبد الخلق وأنا أحبه في الله
إن هز جدع النخلة لاسقاط ثمرها معجزة من الله سبحانه وتعالى للسيدة مريم وذاك لتطمينها وتذكيرها بقدرة الله عز وجل واسقاط الثمر لايكون معجزة في وقت الثمر والذي يبدوا لي أن وقت الولادة ليس وقت نضوج الثمر. والله اعلم
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[23 Aug 2003, 09:26 م]ـ
هذه الفائدة رائعة جدا من الشيخ عبد الرحمن عبدالخالق بالنسبة لنا كمسلمين، ولكن حبذا أن يبحث في الأناجيل عن مولد المسيح فإن وجد أنه كان وقت الرطب فستكون حجة قوية لمن يجادل النصارى بالتي هي أحسن. وجزاكم الله خبرا
ـ[ابو الخير]ــــــــ[24 Aug 2003, 02:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيبا على الفائدة التي اوردها الاخ ابو محمد
مع تقديرنا واحترامنا للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
اقول الامر يحتاج الى وقفة؛ فنحن لا نقول إن النصارى يحتفلون بميلاد سيدنا عيسى وهم متاكدون من تاريخ ميلاده باليوم منذ اكثر من الفي عام
فقط اشير الى إن الدين النصراني لم يعتمد كدين رسمي للدولة الرومانية الا في العام 380 ميلادي
أي بعد ابعة قرون تقريبا من ولادة المسيح عليه السلام
وخلال تلك الفترة جرت كثير من المحن والبلايا على المؤمنين وبقي الدين يحرف ويطور مرحلة بعد اخرى الى إن وصل الى حالة شبيهة بالوثنية التي كانت تدين بها الدولة الرومانية فعند ذلك اعتمدوه كدين لهم
فهل يعقل إن تضيع كل اساسيات الدين ويبقى فقط تاريخ ولادة المسيح عليه السلام .... الامر يحتاج الى نظر
وانقل كلاما من تفسير القاضي البيضاوي حول تفسير ((وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا))
روي انها كانت نخلة يابسة لا راس لها ولا تمر وكان الوقت شتاء؛ فهزتها فجعل الله لها راسا وخوصا ورطبا وتسليتها بذلك لما فيه من المعجزات الدالة على براءة ساحتها , فان مثلها لا يتصور لمن يرتكب الفواحش؛ والمنبهة لمن راها على إن من قدر إن يثمر النخلة اليابسة في الشتاء قدر إن يحبلها من غير فحل وانه ليس ببدع من شانها .. انتهى النقل من تفسير البيضاوي
وللامام ابن كثير كلام شبيه انقل منه (قيل كانت يابسة قاله ابن عباس وقيل مثمرة قال مجاهد كانت عجوة وقال الثوري عن ابي داوود نفيع الاعمى كانت حرفانة , والظاهر انها كانت شجرة ولكن لم تكن في ابان ثمرها قال وهب بن منبه ولذلك امتن عليها بذلك) انتهى النقل من تفسير ابن كثير
اقول- والله اعلم – إن تفسير انها كانت شجرة يابسة او انها في الشتاء ابلغ و فيه اشارة كما اسلف المفسرون الى إن الله تعالى يخلق ويخرق العادة التي الفها البشر وهذا الامر لا يؤصل للنصارى إن وقت ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام في التاريخ الذي يحتفلون فيه كما اسلفت اول المقال
واسال الله السداد في القول والاخلاص في العمل
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[25 Aug 2003, 12:00 م]ـ
جزا الله الأخويين الفاضلين أبا الخير والسهيلي على تعليقهما.
ولكن -كما تعلمون - أن المعجزات والآيات ومثلها الكرامات لابد فيها من الثبوت بالنص الصحيح من المعصوم صلى الله عليه وسلم،فلا يكفي في هذا كلام وهب رحمه الله، وحتى ابن عباس رضي الله عنه لا يقبل كلامه لأنه معروف بالأخذ عن أهل الكتابيين، وبالتالي لم يثبت نص في أن النخلة كانت غير مثمرة أو في غير وقتها، فيبقى الاستدلال وجيها.
وتكون الكرامة لمريم في أنها امرأة للتو ولدت فهي في غاية من الضعف، وجذع النخلة شديد الثبات لا يستطيع الرجال الأشداء على تحريكه لاسيما من أسفل، ومع هذا أمر الله تعالى مريم بهز جذع النخلة، فحركته بيدها الضعيفة فأنزل الله لها منه الرطب الجني المختار يعني أحسن الرطب.
والله تعالى أعلى وأعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[25 Aug 2003, 09:15 م]ـ
أخي الكريم أبو محمد حفظه الله:
لاشك أن ظاهر الآية بين الدلالة على أن وقت ولادة عيسى كان في وقت إثمار النخيل، وهذا الوقت لا يكون إلا في فصل الصيف، والأولى حمل الآية على ظاهرها، دون أن يقال إن هذه معجزة أو أنها أثمرت في غير وقتها.
لكن هل السنة الميلادية لا تتغير أشهرها على أوقات الفصول أبداً؟
الذي أعرفه أن هناك سنة تسمى بالكبوس بمعنى أنه على مر السنين بالمئات يتغير الوقت شيئا قليلا فيأتي أول السنة مثلاً في غير وقته قبل ألف سنة، وهكذا.
لا أقول ذلك دفاعا عن النصارى ولكن من باب قول الحق وعدم الاستدلال بالقرآن حتى تثبت الحقيقة.
يضاف إلى ذلك: هل النصارى يقولون إن رأس السنة هو ميلاد المسيح؟
فكما أن الأمة الإسلامية بداية السنة عندها من شهر محرم فإنهم لايقولون إن هذا الشهر هو بداية الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، والله تعالى أعلم.
ـ[ابو الخير]ــــــــ[25 Aug 2003, 10:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اساتذتنا
ونحن نتعلم منكم , نسال الله ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا انه سميع مجيب
وبالنسبة لملاحظة الاستاذ احمد القصير حول السنة الميلادية وميلاد المسيح عليه السلام حسب زعم النصارى
اود ان اوضح انهم يزعمون ان ولادته في يوم 25 من كانون الاول (ديسمبر) اي قبل سبعة ايام من راس السنة
وبالنسبة للسنة الكبيسة فهي كل اربع سنوات يضيفون يوما للشهر الثاني شباط (فبراير) ليكون 29 يوما بدل 28 يوما
وعمليا يبقى في كل سنة فرق دقلئق تزيد عن حسابهم , وخلال اكثر من الف وجمسمائة عام بقي فرق بين الايام بحدود 15 يوما اوقعهم في ارباك فابتدع قسسهم الغربيون اضافة خمسة عشر يوما الى التاريخ وقدموا التواريخ خمسة عشر يوما
اما الكنيسة الشرقية فرفضت الفكرة واصروا على بقاء التاريخ كما هو فمن هنا وقع بينهم الخلاف وتعددت اعيادهم ومناسباتهم الى شرقية وغربية والشرقية تتاخر اسبوعين كاملين عن الغربية
فمثلا عند الشرقيين عيد الميلاد هو يوم 7 كانون الثاني (يناير) وعند الغربيين كما اسلفت 25 كانون الاو ل (ديسمبر)
فموضوع اختلاف الوقت حسب السنة الكبيسة وتغير التاريخ - حسب ما قدمت - لا يستدعي هذا الفرق الذي اوردتم انه ربما يكون سببا لهذا التغير في الفصول
واسال الله تعالى السداد في القول والاخلاص في العمل
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[07 Sep 2003, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ أحمد القصير على تعليقك،
وقد كفاني الجواب عن ما قلتم أخونا أبو الخير جزاه الله خيرا.(/)
حين يقرأ العلماء. [أرجوا المشاركة من الجميع بالنصح والتوجيه والفائدة]
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Aug 2003, 02:32 ص]ـ
حين يقرأ العلماء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله:
" وأمّا عُشّاق العلم فأعظم شغفاً به وعِشقاً له من كلِّ عاشقٍ بمعشوقه، وكثيرٌ منهم لا يشغله عنه أجمل صورة من البشر " [روضة المحبين 69]
لمحبرة تجالسني نهاري أحب إلىّ من أُنْس الصديق
ورزمة كاغد في البيت عندي أحب إلىّ من عِدل الدقيق
ولطمة عالم في الخد مني ألذ لديّ من شرب الرحيق
حين يقرأ العلماء.
تأملت حال طلبة العلم اليوم في العزوف عن القراءة وهم في بداية الطلب!
فعجبت كل العجب! أقد اكتفوا بما حصلوه من العلم؟
سبحان الله.
يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر: " أفضل الأشياء التزيّد من العلم، فإنه من اقتصر على ما يعلمه فظنّه كافياً استبد برأيه، وصار تعظيمه لنفسه مانعاً من الاستفادة. والمذاكرة تبين له خطأه." أهـ[158]
أم وقع عليهم مرض " القراءة لمن هم في بداية الطلب " وأما نحن فقد انتهينا من هذه المرحلة ونحن بصدد العلماء الكبار؟!
فلا أدري أنسوا أم تناسوا حال علمائهم الربانيون.
أغفلوا عن قوله تعالى: [وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا] (طه / 114)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" ما أمر الله رسوله بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم " [الفتح / 1/ 170]
ويقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في ذلك:
" وكفى بهذا شرفاً للعلم، أنْ أمر نبيّه أن يسأله المزيد منه " [مفتاح دار السعادة 1/ 223]
وما أروع قول من قال:
فلو قد ذقت من حلواه طعما * * * لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاعٌ * * * ولا دنيا بزخرفها فُتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روضٍ * * * ولا دنيا بزينتها كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني * * * وليس بأن طعمت ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجد فيه * * * فإن أعطاكه الله انتفعتا
قال أبو هلال العسكري رحمه الله:
" فإذا كنت أيها الأخ، ترغبُ في سُمُو القدْرِ، ونَباهةِ الذِكْرِ، وارتفاعِ المنزلةِ بين الخلقِ، وتَلْتَمِسُ عِزاً لاتثلمه اللياليَ والأيامُ، ولا تتحيّفه الدهورُ والأعوامُ، وهَيْبةً بغيِر سُلطانٍ، وغِنىً بلا مالٍ، ومَنَعَةً بغيرِ سلاحٍ، وعلاءٍ من غيرِ عَشيرةٍ، وأعْواناً بغيِر أجرٍ، وجُنْداً بلا دِيوانٍ وفَرْض، فعليك بالعلمِ، فاطلبهُ في مظانَّه، تأتِكَ المنافِعُ عفوا، وتلق ما يُعْتَمَدُ منها صَفْواً، واجتهدْ في تحصيلهِ لياليَ قلائلَ، ثم تَذَوّقْ حلاوةَ الكرامةِ مدةَ عُمُرِكِ، وتَمَتّعْ بلذةِ الشرفِ فيه بقيةَ أيامِك، واسْتَبِقْ لنفسك الذِكْرَ به بعد وفاتك. " [الحث على طلب العلم والاجتهاد فيه صـ (43)]
فيا أيها العقلاء:
أرى الهمم قد ضعفت، والعزائم قد هرمت، والجد والجلد قد أخفق مناره، ومحي دثاره
فهبّوا إلى القراءة والتزود من العلم.
وما أحسن قول من قال:
رأيت العلم صاحبه شريف وإن ولدته أباء لآم
وليس يزال يرفعه إلى أنْ يُعظِّم قدره القوم الكرام
ويتبعونه في كل أمرٍ كراع الضأن تتبعه السئام
ويُحمل قوله في كل أفقٍ ومن يكُ عالماً فهو الإمام
فلو لا العلم ما صعدت نفوس ولا عُرف الحلال ولا الحرام
فبالعلم النجاة من المخازي وبالجهل المذلة والرغام
هو الهادي الدليل إلى المعالي ومصباح يضيء به الظلام
كذلك عن الرسول أتى عليه من الله التحية والسلام
وفي هذه العجالة أقف مع بعض العلماء الربانيين الذين أمضوا حياتهم رحمهم الله في القراءة وطلب العلم وحتى آخر يومٍ من حياتهم.
علّ هذه الكلمات أن ترفع همماً نوّاره، للبحث كرّراه، وفي ميادين العلم زوّاره.
أولاً: الهمة في الحرص على اقتناء الكتب المفيدة.
قال الجاحظ: " من لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب ألذّ عنده من إنفاق عُشّاق القِيان، والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغاً رضياً.وليس ينتفع بإنفاقه حتى يؤثر اتخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسَه باللبن على عياله!
وحتى يُؤمِّل في العلم ما يؤمل الأعرابي في فرسه " [الحيوان 1/ 55]
وقال سلمان الحموي الحنبلي _ من شيوخ الحافظ ابن حجر _:
وقائلةٍ أنفقتَ في الكتب ما حوت يمينك من مالٍ فقلت: دعيني
(يُتْبَعُ)
(/)
لعلِّي أرى فيها كتاباً يدلني لأخذ كتابي آمناً بيميني
قال مقيده _ عفا الله عنه _ ولقد مرت عليّ أيامٌ كنت أهرب فيها الكتب إلى مكتبتي العامرة في المنزل مع الخضار خشية غضب الوالدين أطال الله في عمرهما.
ثانياً: شبق العلماء إلى القراءة.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله يحكي عن حال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في القراءة: " وحدثني شيخنا قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب:
إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك.
أليست النفس إذا فرحت وسُرّت وقويت الطبيعة فدفعت المرض؟ فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحةً.
فقال: هذا خارجٌ عن علاجنا." [روضة المحبين 70]
وقال تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في العقود الدرية صـ (5):
" لا تكاد نفسُه تشبع من العلم، ولا تروي من المطالعة، ولا تمل من الاشتغال، ولا تكلُّ من البحث، وقلّ أن يدخل في علمٍ من العلوم في بابٍ من أبوابه إلا ويُفتح له من ذلك الباب أبواب، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حذاق أهله."
ثالثاً: النفس الطويل في القراءة والبحث في بداية الطلب.
حكى ابن الجوزي رحمه الله عن نفسه في صيد الخاطر عن نفَسه الطويل في القراءة فقال: " وإني أخبر عن حالي: ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أقرأه، فكأني وقعت على كنز، ولقد نظرت في ثبَت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلد، وفي ثبَت كتب أبي حنيفة، وكتب الحُميدي، وكتب شيخنا عبد الوهاب بن ناصر، وكتب أبي محمد الخشاب، وكانت أحمالاً وغير ذلك من كل كتاب أقدر عليه، ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر، وأنا بعدً في الطلب." [557]
وذكر السخاوي رحمه الله في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر [الجواهر والدرر 1/ 170]:
" وقد سمعته يقول غير مرة: إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال "
قال مقيده _ عفا الله عنه _ ومن صدق ما قال رحمه الله، أذكر مرة أنني اشتريت كتاباً من ...... وسرت نحو .... فما استطعت المواصلة شوقاً إليه، فما كان مني إلا أن توقفت في الطريق وقرأت الكتاب بأكمله ومن ثم أكملت مسيري. فهي والله كنوز ولكن لا نعتبر. ولاحول ولاقوة إلا بالله.
رابعاً: الاستغناء عن الناس والتفرغ للقراءة.
ذكر الذهبي رحمه الله في السير في ترجمة الأعجوبة الإمام أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله فقال:
" كان ابن المبارك يُكثر الجلوس في بيته، فقيل له ألا تستوحش؟
فقال: كيف أستوحشُ وأنا مع النبي ? وأصحابه " [السير 8/ 382]
وذكر المقريزي رحمه الله في درره [1/ 50]:
" وقد أعرضَتْ نفسي عن اللهو جملةً وملّت لقاء الناس حتى وإنْ جلّوا
وصار بحمد الله شغلي وشاغلي فوائد علمٍ لستُ من شُغلها أخلوا
فطوراً يراعي كاتبٌ لفوائدٍ بصحّتها قد جاءنا العقل والنقل وآونة للعلم صدري جامعٌ فتزكو به نفسي وعن همّها تسلو "
خامساً: تكرار القراءة أفضل من تنوعها
ذكر الأديب العقاد مقولة رائعة وهي:
" قراءة كتاب ثلاث مرات، خيرٌ من قراءة ثلاثة كتب "
ومن هذا الباب كان فقه السلف رحمهم الله والعلماء المشتغلون بالعلم في أهمية التكرار لما يقرأ، ولذلك عندما سأل الإمام البخاري رحمه الله في الحفظ بأي شيءٍ يكون، قال: بإدامة النظر " وقصد رحمه الله بالتكرار
وعليه. فهذا حال العلماء في القراءة وتكرارهم
فاعرف فضلهم وعلو كعبهم في القراءة وحبهم للعلم، فهكذا صنيع الأوائل.
• ذكر السبكي رحمه الله في طبقاته (2/ 99) عن الربيع المزني _ تلميذ الشافعي رحمه الله _ قال: أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت فيه مرة إلا وأنا استفيد شيئاً لم أكن عرفته "
قال مقيده _ عفا الله عنه _:
سبحان الله، لا كلل، ولا سآمة، بل المزيد من الطلب والعزيمة الصادقة، والهمة العالية، والتحصيل المستمر.
لله درهم، أبدعوا وأجادوا، فنالوا وأفادوا.
فعجباً والله لغربة أهل هذا الزمان في طلب العلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب
أبو العالية
عفا الله عنه
moh_y2003@hotmail.com
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[20 Aug 2003, 10:53 ص]ـ
أخي أبا العالية
لك مني شكر وتقدير لا على ماكتبت فهو مبثوث في كتب أهل العلم بل على حملك للهم وتفكيرك في طلبة العلم الأمر الذي أهمك وجعلك تكتب وأنا أقول لو ان كل شخص اهتم لمشكلته واطال الفكر والتأمل والتضرع لحلت مشكلته وان كانت على مستوى الأمة ولكن لايلزم ان يرى كامل الثمرة بل قد تكون بوادرها.
واضافة الى ماكتبت فهنا عدة امور يبدو لي أهميتها:
1 - قد سئل الامام مالك رحمه الله عن طلب العلم فقال (معناه): أمر حسن ولكن فلينظر كل شخص ماذا يلزمه في يومه وليلته فليأت به. وأنا أفهم من هذا ان طلب العلم غير ما يعلم من الدين بالضرورة مؤخر عما يلزم الانسان في يومه وهو مسئول عنه
ولذلك بدأنا نرى بعض طلاب العلم يحتهد في الطلب وهو مقصر في أمور سيحاسب عليها ان أخل بها
2 - قال الامام عبد الله بن المبارك: كنا نطلب الأدب ثلاثين عاما وطلبنا العلم عشرين عاما. فطلبة العلم عليهم ان يطلبوا الأدب ويلتزموه في حياتهم حتى لا يزيدهم العلم بعدا عن ربهم ويسيئوا لدينهم وعلم نبيهم
3 - أرجو الا تحلل المشكلة بانها فقط كسل أو ضعف همة عن الطلب بل لنوسع الدائرة ولننظر الى ماهية مشاكل طلبة العلم حتى يتسنى لنا حلها وحبذا لو تكون دراسة ميدانية. ومن خلال خبرتي البسيطة فان العائق المالي يلعب دورا كبيرا جدا ولذلك خرجت علينا أم الكفر أمريكا بمبدأ التفرغ فيحددون طلبة أو من يجدوا فيه نهم للطلب ويتحملوا كافة مصاريفهم ويقولوا نحن نريد فقط عقولكم ان تفكر في أمر ما فكانت النتائج مبهرة في البحث العلمي والتطوير.
وانا لاأريد ان اتهم جهة ما لا التجار ولا غيرهم ولكني ابدا باتهام نفسي و من كان قادرا على مخاطبة أهل الفضل واليسر لتبني طلبة العلم وتفريغهم للطلب
وأترك مافي الجعبة لتعليقات قادمة
والله أعلم بالصواب وأساله العفو والغفران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 Aug 2003, 12:36 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الكريم / حسن الكبهي وفقه الله
جزاك الله خيراً، سعدت بمرورك نفع الله بك.
ولا زلت أنتظر التعليق من إخواني الأفاضل والمشايخ الكرام وفقهم الله وأعانهم لكل خير.
محبكم
أبو العالية
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 Aug 2003, 11:05 م]ـ
أحسنت " أبا العالية " على هذا الموضوع القيم
قال ابن حزم رحمه الله تعالى: في كتابه القيم " مداواة النفوس " في معنى كلامه عن بلوغ العبد للكمال البشري:
يقول: (هو الذي لا ينفك طالب علم ما تردد بين جنبيه نفس).
فانظر _ رحمك الله _ أين وصلت همة هؤلاء.
والأهم من ذلك كله ... هو {حين يعمل العلماء}
يقول أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله: ((والعقلاء عن الله تشاغلوا بما ان انطووا نشرهم وهو العمل بالعلم والنظر الخالص لنفوسهم))
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 Aug 2003, 09:23 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الشيخ / أبو عبد الرحمن المدني وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً، على هذا التعقيب المليح.
وأصبت حين ذكرت الأهم: وهو [حين يعمل العلماء]، إذ زكاة كل علم العمل به، وكما أثر عن علي رضي الله عنه وعن غيره: " هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل "
ولعل في القريب إن شاء الله تجد الموضوع كما ذكرت [حين يعمل العلماء] في هذا المنتدى المبارك.
وأشكر مرورك الكريم.
محبكم
أبو العالية(/)
أرجو إضافة عنوان لأعلام التفسير فى العصر الحديث فى هذا الملتقى المبارك
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[20 Aug 2003, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
يواجه طلبة العلم مشكلة،قد تجد فى هذا الموقع المبارك حلاّ، ألا وهى أن يكون هذا الموقع نواة لحفظ الأعلام المتخصصين فى العصر الحديث،
لذا أرجوا تسجيل كل من يأتى بمعلومات عن عالم أو مفسر فى هذا الفهرس خدمة لهذا العلم وأهله لتكون فى متناول الجميع. وفقكم الله، وهذه أول مشاركة لى أرجو المسامحة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Aug 2003, 06:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله على انضمامه لملتقى أهل التفسير أولاً. وأتفق معه في ما أشار إليه وفقه الله من الحاجة إلى دليل بأسماء العلماء والمتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية يكون عوناً لطلاب هذا العلم الشريف للسؤال والاستشارة والاتصال بهؤلاء العلماء.
وأحب أن أشير إلى أن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه والتي مقرها كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قد شرعت في وضع مثل هذا الدليل من خلال البدء بأعضاء الجمعية من المتخصصين. وبإذن الله سيكون هناك تكامل في الجهود بين ملتقى أهل التفسير والجمعية العلمية لإضافة بقية المتخصصين من خارج السعودية في هذا الموقع إن شاء الله عسى أن يتحقق ما تفضل به الدكتور أمين الشنقيطي وفقه الله هنا.
والله الموفق سبحانه وتعالى.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 Aug 2003, 01:42 ص]ـ
الأخ الكريم المبارك إن شاء الله:عبد الرحمن الشهري حفظه الله.
لقد أسعدني جدا عملكم هذا، علما بأنني أحد أعضاء الجمعية العلمية السعودية المشهورة بالرياض،
وقد لمست منكم ومن إخوانكم أهدافا جليلة يفخر بها طلبة العلم فى المملكة أعزها الله، وهى كما يعلم الجميع محل علوم القرآن ومنبعها الأصيل.
أخى لقد شاركت فى ملتقاكم المبارك باقتراحات فى القراءات وعمل سجل لأعلام التفسيرفى العصر الحديث.
والذى أرجوه أن نبادر إلى تنفيذهما.
وقد أحسست بالحاجة إلى التواصل معكم فى مسائل علمية كثيرة،كذلك مع الإخوة المشاركين،
ولإيضاح الصورة لكل من يطلبها عن هذا العلم،وفى نيتى إن شاء الله إثارة موضوعات جديدة فى التخصص الدقيق القراءات، والتفسير لتكون فى متناولكم.
أخى الكريم:هناك بشرى سارة:وهى الإعلان عن قيام لجنة فرعية بالمدينة النبوية، وهى تابعة للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالرياض، وسيكون هناك تواصل إن شاء الله فى الجديد فيها. وفقكم الله.(/)
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ؟؟؟
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[20 Aug 2003, 09:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوتي في الله
هل الحفظ هنا للقران فقط .. ام ان الله تعهد بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من الضياع والتشويه؟؟
سؤال مهم
وارجوا ان اجد له جوابا ان شاء الله تعالى
وجزاكم الله خير الجزاء
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[نسر الاسلام]ــــــــ[21 Aug 2003, 07:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
هل من جواب؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2003, 05:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب نسر الإسلام وفقه الله ونفعه بالعلم:
الذكر في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) هو القرآن الكريم في قول جميع المفسرين. ولم يفسره أحد بأنه السنة أو أنه القرآن والسنة معاً. والمقام هنا مقام وعد للنبي صلى الله عليه وسلم بحفظ القرآن من التحريف والضياع كما حدث للكتب السابقة التي أوكل الله سبحانه وتعالى حفظها إلى الأحبار من أهل الكتاب فما رعوها حق رعايتها. فيكون المقصود بالذكر هنا القرآن فقط، لأن المقصود هو نص القرآن الكريم.
لكن قد يقال إن حفظ القرآن الكريم على الوجه الأكمل لا يتم إلا بحفظ ما بينه ووضحه وشرحه من السنة النبوية، وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وهديه. ولا يمكن أن يتم الانتفاع بالقرآن الكريم حق الانتفاع إلا بضم السنة النبوية إليه.
وقد يستدل على حفظ السنة النبوية مع القرآن بوعد الله سبحانه وتعالى بأن يتم نوره في قوله تعالى: (والله متم نوره .. ) ولا يكون تمام هذا النور إلا بحفظ الدين كاملاً كما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحفظ من لوازم هذا النور الذي وعد الله بإتمامه. والله أعلم. ولعل مشايخنا الفضلاء يزيدون هذا الأمر جلاء إن شاء الله. ولا أشك أن الأمر لو بحث لظهرت أدلة كثيرة تؤيد هذا النظر إن شاء الله.
ـ[السهيلي]ــــــــ[23 Aug 2003, 07:52 م]ـ
الأخ \ نسر الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على طرح هذا السؤال وذلك لأهميته حيث إن العديد من المتشككين من الشباب في السنة النبوية الشريفة
بقولون إن السنة النبوية دخلها التحريف (بالوضع وكذلك بتأخر جمعها عن القرآن الكريم) وان الله سبحانه وتعالى
يتعهد بحفظها الأمر الذي جعلهم يبتعدون عن السنة، ولا يقتنعون بالحديث في إثبات الحكم به.
والذي يبدو لي أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بحفظهما معا ذلك لأن الله سبحانه لما قال: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) قصد بكلمة الذكر القرآن والسنة حيث إن كلمة الذكر تشملهما معا قال تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) وقال تعالى (فذكر إنما أنت مذكر).
إن القرآن هو القانون الذي يرجع اليه المسلم في شئونه والقانون يحتاج إلى توضيح والسنة النبوية هي بمثابة
المذكرة التوضيحية لهذا القانون فكيف نعرف الصلاة وأوقاتها والزكاة وأنصبتها والصوم وضوابطه والحج وأركانه وكل مناسكه وهذه هي قواعد الإسلام وجاءت النصوص القرآنية بفرضيتها. والله أعلم
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[05 Sep 2003, 05:12 م]ـ
هذه المسألة من أشهر مايردده الطاعنون في السنة النبوية، وفي حجيتها، وأنها لو كانت حجة ودليلا في الشرع لتكفل الله بحفظها.
وقد انبرى أهل العلم قديما وحديثا في تفنيد ذلك ودحض هذه الشبهة، وأحيل الإخوة في هذه المسألة - لطولها - إلى المراجع الآتية:
(الإحكام في أصول الأحكام) لابن حزم 1: 114 ومابعدها، (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) للشيخ مصطفى السباعي ص 156، (حجية السنة) للشيخ عبدالغني عبدالخالق ص 291، وأكتفي بأثر ونقل.
قال حسان بن عطية – رحمه الله، من التابعين -: "كان جبريل – عليه السلام – ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن، يعلمه إياها كما يعلمه القرآن". أخرجه الدارمي (1/ 153) رقم (588) والخطيب في الكفاية ص (15) وغيرهما، وصحح إسناده ابن حجر في (الفتح) 13/ 291
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن حزم في الإحكام 1/ 114:" كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كله في الدين وحي من عند الله عز وجل لا شك في ذلك، ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكر منزل، فالوحي كله محفوظ بحفظ الله تعالى له بيقين، وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون ألا يضيع منه، وألا يحرف منه شيء أبدا تحريفا لا يأتي البيان ببطلانه إذ لو جاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذبا وضمانه خائسا وهذا لا يخطر ببال ذي مسكة عقل.
فوجب أن الذي أتانا به محمد صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه مبلغ كما هو إلى كل ما طلبه و ما يأتي أبدا إلى انقضاء الدنيا .. فإذ ذلك كذلك فبالضروري ندري أنه لا سبيل البتة إلى ضياع شيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدين، ولا سبيل البتة إلى أن يختلط به باطل موضوع اختلاطا لا يتميز عن أحد من الناس بيقين، إذ لو جاز ذلك لكان الذكر غير محفوظ، ولكان قول الله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) كذبا ووعدا مخلفا وهذا لا يقوله مسلم.
فإن قال قائل: إنما عنى تعالى بذلك القرآن وحده فهو الذي ضمن تعالى حفظه لاسائر الوحي الذي ليس قرآنا.
قلنا له وبالله تعالى التوفيق: هذه دعوى كاذبة مجردة من البرهان وتخصيص للذكر بلا دليل وما كان هكذا فهو باطل، والذكر: اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم من قرآن أو من سنة وحي يبين بها القرآن، وأيضا فإن الله تعالى يقول (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) فصح أنه عليه السلام مأمور ببيان القرآن للناس، وفي القرآن مجمل كثير كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك مما لا نعلم ما ألزمنا الله تعالى فيه بلفظه لكن ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان بيانه عليه السلام لذلك المجمل غير محفوظ ولا مضمون سلامته مما ليس منه؛ فقد بطل الانتفاع بنص القرآن، فبطلت أكثر الشرائع المفترضة علينا فيه، فإذاً لم ندر صحيح مراد الله تعالى منها ".
فالحاصل أنه وإن فسر (الذكر) في الآية بالقرآن، فإن الغرض من إنزاله التدبر وثمرته العمل به، ولايتم ذلك إلا بالسنة التي جاءت شارحة وموضحة ومفصلة ومبينة للقرآن، كما أشار إلى ذلك الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله، فيكون حفظ السنة من لوازم حفظ القرآن، والله أعلم.(/)
اهم المراجع في التفسير ..
ـ[ hamam25] ــــــــ[22 Aug 2003, 02:52 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...
اليكم اخوتي اهم مراجع التفسير وقبل هذا ساذكر انواع التفسير واهم المراجع فيه ..
اولا: التفسير الماثور واهم المراجع:
1_جامع البيان للطبري
2_تفسير القران العظيم لابن كثير
3_الدر النثور للسيوطي
4_فتح القدير للشوكاني
ثانيا: التفسير بالراي واهم المراجع:
1_مفاتيح الغيب للرازي
2_مدارك التنزيل للنسفي
3_لباب التاويل للخازن
4_النكت والعيون للماوردي
ثالثا: تفسير آيات الاحكام واهم المراجع:
1 - احكام القران للجصاص
2 - احكام القران لابن العربي
3 - الجامع لاحكام القران للقرطبي
4 - اضواء البيان للشنقيطي
5 - ليل المرام لمحمد صديق خان
6 - تفسير ايات الاحكام للسايس
والله اسال ان ينفعنا واياكم لما يحبه ويرضاه
الله يراك فكيف تحبه ان يراك؟؟؟(/)
ما رأي المتخصصين في هذه الاستدلالات؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 Aug 2003, 06:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته أهل هذا الملتقى المبارك ... أرجو أن تكونوا بخير حال، و كم والله أحب الكتابة في هذا الملتقى و أحب مشرفيه و رواده القليلين، و أخص منهم شيخنا الفاضل/عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله تعالى و رعاه ـ و لكن ما الكتابة إلا وسيلة، و لو أراد الطالب أن يكتب لذات الكتابة لضاع وقته هباءا .... هنا مسألة كنت أدرسها في الأصول، و لكنها تعلقت بطرف من أطرافها بالتفسير، ألا و هي مسألة (مبدأ اللغات) أو على وجه التحديد (الواضع للّغات) هذه المسألة اختلف العلماء فيها على أربعة أقوال رئيسة:
الأول: أن الواضع لها هو الله تعالى، وهو قول أبي الحسن الأشعري
الثاني: أن الواضع لها هم البشر، و على ذلك تكون اللغات اصطلاحية و ليست توقيفية، و هو قول أبي هاشم من المعتزلة و من وافقه منهم
الثالث: أن اللغات لها بعض أصلي وواضعه هو الله تعالى،و أماالبعض الآخر فقد اختلف النقل فيه عن صاحبه إلى قولين / الأول لأنه منم وضع البشر جزما، و الثاني أنه محتمل.
الرابع: و هو مذهب الجمهور من محققي الأصوليين و رجحه البيضاوي و الرازي أننا نتوقف عن القول بشئ في مبدأ اللغات.
و الشاهد من إيرادي لهذه المسألة أن أصحاب القول الأول استدلوا بقوله تعالى [[و علم آدم الأسماء كلها]] فقالوا بأن المراد من الأسماء هنا هي الألفاظ الدالة على معانيها سواء كانت اسما أو فعلا أو حرفا، لا ما اصطلح عليه النحويون ....
و ردّ عليهم المخالفون بأنهم لا يسلمون لهم بذلك بل المراد من الأسماء هنا هي سمات الأشياء أي علاماتها و خصائصها، فالله تعالى علم آدم مثلا أن سمات الإبل أن لها أعناق طوال و لها سنام، و أن علامة البقر كذا و كذا و أن علامة الفرس كذا وكذا
واستدلوا أيضا بقوله تعالى ((إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و آبآءكم ما أنزل الله بها من سلطان))
فقالوا بأن الله تعالى ذمهم على تسميتهم أسماء و لم يكن مرجعهم فيها إلى الله تعالى
و استدلوا أيضا بقوله تعالى ((و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم))
قالوا: وجه الاستدلال من الآية ظاهر فإن الألسنة مراد بها اللغات و الألفاظ دون الجارحة المعلومة لأن الاختلاف فيها قليل و غير ظاهر
فما قول مشايخنا الفضلاء المتخصصين في التفسير في هذه الاستدلالات؟
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمكم و عملكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 Aug 2003, 01:27 م]ـ
الحمد لله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Sep 2003, 05:22 م]ـ
الحمد لله(/)
تدبر القرآن ثم العمل به
ـ[خالدبن عبدالرحمن]ــــــــ[22 Aug 2003, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وبعد:
فقد اطلعت على موقعكم اليوم من خلال أحد الروابط وقد سرني ذلك وسرني تلك اللهجة العلمية التي تتحدثةن بها فجزاكم الله خيراً، فكم هي حاجتنا إلى العلم لو يعلم الكثيرون!
ولذلك فقد اشتركت مباشرة في هذا الملتقى سائلاً الله تعالى لي ولكم التوفيق إنه سميع قريب.
وسوف تكون مشاركتي الأولى بإذن الله حول تدبر القرآن والتفقه فيه والعمل به وأرجو أن يمدني الله تعالى بعون منه حتى أكتب بالتفصيل في هذا الموضوع.
أيها الإخوة لا يخفى عليكم حاجتنا للقرآن العظيم وليست حاجتنا من القرآن هي قراءته وحسب وليست حفظه وحسب كذلك! إن حاجتنا هي فقه القرآن العظيم أي فهمه كما أراد الله تعالى فإن الله تعالى قد أنزله ليكون هادياً لنا للتي هي أقوم ولن تقوم للحياة قائمة إلا بالقرآن وذلك بالعمل به وليس بمجرد قراءته أو حفظه.
إن جمعيات ومراكز تحفيظ القرآن لا تحصى في بلاد المسلمين والحمد لله وهذا من أدلة حفظ الله تعالى لدينه مصداقاً لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولكنني أصر على أن هذا لا يكفي فلماذا لا نجد مثلاً زيادة في أسماء هذه المراكز هي (وتفقيهه) فيصبح الاسم مثلاً: (مركز (كذا) لتحفيظ القرآن وتفقيهه)؟!
لقد سيطرت هذه التسمية المنتشرة (تحفيظ القرآن) وأصبحت هي الواقع الفعلي لمخرجات هذه المراكز والجمعيات أي أننا أصبحنا نرى حفاظاً ولكننا لا نرى فقهاء! حتى إن كثيرين ممن يقرؤون القرآن ويحرصون كل الحرص على إخراج الحروف من مخارجها وإعطائها ما تستحقه من صفات تراهم لا يفقهون آية يقرؤونها! وهذا شيء خطير! والأخطر منه -وهذا ما أود التركيز عليه- هو أنك تجد من يفهم الآيات على غير وجهها ويحرف معناها ويعتمد على أنه قرأ ذلك في بعض كتب التفسير أو أن شيخاً له قال له ذلك وتسأله عن هذا الشيخ فإذا به شيخ مجاز في القراءة وأمضى عمره في إتقانها ولكنه لم يتفرغ قليلاً لفهم ما قرأ وحفظ!
وأنا هنا لا أتحدث عن موضوع بعينه فالموضوعات هنا كثيرة كتحريف كثيرين لمعاني صفات الله تعالى وغير ذلك مما هو مشهور وغير مشهور من المسائل!
ولذلك فإنني أطلق صرخة هنا بأن الأمر خطير وليس هيناً كما يظن البعض، فقد حرك القرآن قبلنا أناساً -هم السلف الصالح- وجعلهم هداة يهدون بأمر الله تعالى، فما باله لم يحرك فينا ساكناً؟!
الجواب سهل ويسير وهو أن القرآن ما عاد مفهوماً لدى كثيرين بل فهمه كثيرون على غير وجهه بل أصبح تحريف معانيه شيئاً طبيعياً مع وجود الأهواء ولا حول ولا قوة إلا بالله فالخطير في الأمر أن القرآن أصبح يفهم عند البعض كما يريدون بل هم يتبعونه لما يخترعون من أصول أو لما تمليه عليهم أهواؤهم ولكنه ليس متبوعاً عندهم البتة.
وقد أصبح القرآن -كما قال بعضهم- بالنسبة للعربي والأعجمي بل وللكافر والمسلم سواء من حيث الفهم، حتى إن الكفار اطمأنوا إلى عدم فهم المسلمين للقرآن وعدم تحريكه لهم فأصبحت بعض الإذاعات اليهودية والصليبية تذيع آيات من القرآن بل ربما أخطؤوا من حيث لا يشعرون فبثوا آيات يقول سادتهم وكبراؤهم إنها تدعو لما يقولولون عنه الإرهاب من مثل قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم) ومن مثل قوله تعالى (اتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) وغير ذلك من الآيات الكريمة العظيمة التي نسيناها أو تناسيناها! وكأن هؤلاء الذين يبثون هذه الآيات قد اطمأنوا إلى أن المسلمين لا يسمعون القرآن ولو سمعوا ما تدبروا ولو حاولوا التدبر فإنهم لن يفهموه فهماً صحيحاً لانقطاعهم عن لغته وعن منهج السلف الذي كان خير تفسير للقرآن.
فكيف نفهم القرآن فهماً صحيحاً؟! الجواب يسير على من يسره الله تعالى عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد قلت في دروس وخطب وفي أكثر من مناسبة إن فهم القرآن لن يكون إلا بالتجرد عن الهوى أولاً وقبل كل شيء ثم إن التجرد عن الهوى لا يكفي وإن كان مهماً بل لا بد من فعل إيجابي وهو فهم معنى الدين الذي ارتضاه الله تعالى لنا ولا يكون ذلك إلا بفهم الكلمة الطيبة التي هي خير كلمة قالها المسلم وهي أفضل الذكر (لا إله إلا الله) والتي وإن كان كثيرون يرددون معناها (لا معبود بحق إلا الله تعالى) إلا أنهم يرسبون في أول امتحان فتجدهم لا يؤمنون بذلك حقيقة لأن الإيمان قول وعمل وليس مجرد قول وليس مجرد تصديق! ولذلك فإنك تجدهم يفسرون القرآن بما يوحي بأنهم لا يعلمون أنه لا إله إلا الله بل بما يوحي بأنهم لا يؤمنون بذلك! وبالمثال يتضح ما نقول:
فهناك من يفسر القرآن العظيم ويشار إليه بأنه مفسر وقد عرض له قوله تعالى في سورة الفرقان (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) فقال ما معناه إن المقصود بالآية أن الله تعالى يهيء للتائب أن يعمل من الحسنات بقدر السيئات التي فعلها أولاً فيعطيه أجراً على قدرها فيكون بذلك قد بدل سيئاته حسنات! وأنا أسالكم بالله هل تحتمل هذه الآية هذا المعنى؟! وتدرون لماذ قال بذلك لأنه يرى أن الله تعالى يستحيل أن يجرئ الناس على معصيته! وكأن هذا الذي لا يعرف قدر نفسه أعلم من الله تعالى بنفسه حتى إنه يقرر كيف يعطي الله تعالى الحسنات وكيف يضع السيئات!
إن هذا (المفسر) لو كان يعلم أنه لا إله إلى الله لعلم أن الأمر كله لله وأن الله يحكم ما يريد فكل شيء له وكل أمر فيرجع إليه فلا إله إلا هو العزيز الحكيم ولذلك فقد كان عليه أن يسلم لله تعالى فإن الدين عند الله الإسلام والإسلام هنا هو الإسلام المطلق لله رب العالمين! وبما أن كل شيء لله تعالى أفليس له سبحانه أن يعطي من شاء ما شاء من الحسنات لأي سبب بل وبدون سبب؟! أفليس له سبحانه أن يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ويضاعف لمن يشاء؟! وإلا فما هو معنى لا إله إلا الله؟! أليس كل شيء لله وخاضع له ولمشيئته؟!
وقد ذكرني هذا باستشكال طرح في مجلس كنا فيه حول حديثين يذكران امرأتين اختلف تعاملهما مع حيوانين أولهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" والآخر ان امرأة بغياً من بني إسرائيل سقت كلباً فغفر الله تعالى لها" فكيف يعذب من أجل هرة ويغفر من أجل إسقاء كلب؟! ووالله إن هذا الاستشكال لا يصدر عمن يعلم أنه لا إله إلا الله!
أليس الأمر لله تعالى؟! أليس الله يحكم ما يريد؟! لقد رتب الله تعالى أجراً على الإحسان غلى كل ذي كبد رطبة ورتب وزراً على من عذبه فهل لك ان تسأل الله تعالى لم فعل ذلك؟! لا أستبعد أن يصل الأمر بهؤلاء إلى أن يسألوا كيف يرتب الله تعالى هذا الأجر على الصلاة؟! وهذا الوزر على الزنا وهكذا ولن ننتهي من استشكالات من لا يعلمون أنه لا إله إلا الله!
وقد جمعنا مجلس مع أحدهم فتطرق إلى قصة الخضر وموسى عليهما السلام وكان مما استشكله كيف يقتل الخضر عليه السلام الغلام وهو لم يفعل شيئاً وهل نقتل كل من نخشى أن يرهق والديه طغياناً وكفراً ولماذا لم يرسل الله تعالى حية لتقرص الغلام فيموت بدلاً من أن يقتله الخضر؟!
وقد بدأت بالحديث معه أولاً عن لا إله إلا الله حتى يسهل فهم كل ذلك وقلت له إنك وما تملك وكل شيء في الوجود هو لله تعالى وليس لك فيه شيء ولا يحق لك أن تتصرف فيه إلا بإذن من الله تعالى ولو أمرك سبحانه بشيء يتعلق به حتى لو كان خلاف ما ترى أنه مصلحتك وحتى لو كان يضرك وحتى لو كان فيه خلاف ما ترى أنه مصلحتك فإن من مصلحتك أن تفعل ما أمرك الله تعالى به لأن الأمر كله لله وليس لك من الأمر شيء ومن مصلحتك ألا تناقش في أي امر من اوامر الله تعالى حتى لا تقع فيما وقع فيه إبليس عندما عصى الله تعالى الذي امره بالسجود لآدم وتعلل بذرائع فارغة لا تقدم ولا تؤخر. وقلت لهذا الذي استشكل قصة الخضر مع الغلام إن الخضر فعل ما فيه مصلحته وليس من مصلحته أن يعارض أمر الله تعالى فكان حكيماً عندما سارع بتنفيذ الأمر. وقلت له لو كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً وأوحى الله تعالى إليه بأن يقتلك دون أن تفعل شيئاً فهل كان صلى الله عليه وسلم يستطيع إلا أن ينفذ أمر الله تعالى فيك؟! بل لو أمرك الله تعالى عن طريق نبيه أن تقتلني فهل لك أن تتأخر عن ذلك؟! إن من مصلحتك أن تبادر بتنفيذ الأمر لأن الله تعالى له كل شيء وكل شيئ يخضع لإرادته ومشيئته وله أن يحكم فيه سبحانه بما يريد لا راد لحكمه ولا معقب له، ولا يسال عما يفعل.
ثم قلت لهذا المستشكل إن الغلام والخضر كلاهما ملك لله تعالى وله أن يسلط شيئاً من ملكه على شيء آخر وإنني أتعجب وأرد على استشكالك باستشكال له! فأقول لك ما الذي يمنع من أن يرسل الله تعالى الخضر على الغلام فيقتله بدلاً من أن يسلط حية عليه فتقتله؟!
ثم بينت له أنه لا يجوز أن يخرج أحد على أمر الله تعالى فالله تعالى قد أمر الخضر بأن يقتل هذا الغلام ولكنه لم يأذن لنا نحن الذين شرفنا باتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بأن نقتل أي غلام إذا خشينا ان يرهق والديه طغياناً وكفراً! وليس في وسع أحد أن يخرج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أرسله الله تعالى!
والخلاصة أننا لن نعود إلى ما كنا عليه إلا بفهم القرآن وتدبره والعمل به ووالله إننا لن نفهم القرآن ولن نفهم السنة ولن نفهم الشرع بل لن نفهم شيئاً في هذه الحياة فهماً حقيقياً حتى نفهم الكلمة الطيبة لا إله إلا الله فإذا فهمنا أن كل شيء لله تعالى وأن كل شيء يخضع لمشيئته سبحانه فإنه سيسهل علينا فهم كل شيء بعد ذلك.
أسأل الله تعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[25 Aug 2010, 02:20 ص]ـ
بارك الله فيك على هالكلام الطيب لعل يستفيد منه القراء في شهر رمضان المبارك ..(/)
أسرار ترتيب القرآن للسيوطي
ـ[عبد الحميد العرفج]ــــــــ[24 Aug 2003, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أذكر سابقاً أنني رأيت تلخيصات لبعض الكتب في علوم القرآن نُقلت من (ثمرات المطابع) ولا أدري هل هناك قسم أو زاوية في هذا الملتقى الموفق لعرض ومتابعة الكتب الجديدة في الساحة؟
وحتى يأتي الجواب عن ذلك فهذا عرض لكتاب (أسرار ترتيب القرآن للسيوطي) من موقع ثمرات المطابع أحببت نقله إليكم للفائدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسرار ترتيب القرآن
تأليف: جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 هـ)
دراسة وتحقيق: مرزوق علي إبراهيم
النسخ المعتمدة في التحقيق: اعتمد المحقق على نُسخَتَين مَطبوعَتين (!): الأولى: بتحقيق (عبد القادر أحمد عَطا) –وهي نُسخَة دار الكتب المصرية، جَعلها أصلا ورمز لها بـ "المطبوعة". والثانية: بتحقيق (عبد الله محمد الدرويش) –وهي نُسخَة الظاهرية، والتي رمز لها بالرمز "ظ".
الناشر: دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير - مصر
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 29/ 11/2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مدور
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 192
مقاس الكتاب: 17 × 24 سم
السعر: 15.0 ريال سعودي ($4.00)
التصنيف: / علوم القرآن / مباحث قرآنية / أسرار القرآن
نبذة عن الكتاب: يَبَحثُ الكِتابُ أسرارَ ومُناسبات تَرتيب سُوَر القرآن -بدءًا مِن سُورَة "الفاتِحَة" وانتهاءً بسورَتَي "الفَلَق والنَّاس"؛ حسب تَرتيبها في المُصحَف، وعَلاقَة كلِّ سُورَة بما قَبلَها، وإيضاح ما في ذلك مِن الإعجاز والبَيان والحِكَم والمَقاصِد والفوائِد.
الخلاصة: استُهِل الكِتاب بتَمهيدٍ ذَكَر فيه المؤلِّفُ - رَحِمَه الله - أنَّ هذا الكِتاب مُستَلٌّ مِن كِتابِه الكَبير «أسرار التَّنزيل» أو «قَطف الأزهار في كَشف الأسرار»؛ أفردَه بالتأليف "ليكون عُجالةً لِمُريده، وبُغيةً لمُستفيده" - كما يقول (ص 39). وذَكَر هُناك أنَّه سَمَّاه -أولا- «نتائِج الفِكَر في تَناسُب السُّوَر»؛ "لكونِه مِن مُستنتجات فِكرِه"، ثُمَّ عَدل عَن ذلك وسَمَّاه «تَناسُق الدُّرَر في تَناسُب السُّوَر»؛ "لأنَّه أنسب بالمُسَمَّى، وأزيد بالجِناس" - كما يَقول (ص 40).
ثَناه بـ "مُقَدِّمَة في تَرتيب السُّوَر"، حَكى فيه خِلاف العُلماء في تَرتيب السُّوَر: هل هو بتوقيفٍ مِن النبي (صلى الله عليه وسلم) أم باجتهادٍ مِن الصَّحابَة؟! وانفَصَلَ في نهاية بَحثِه - بالأدلة- إلى أنَّ تَرتيب كُلِّ السُّوَر توقيفي، سوى الأنفال وبراءة (ص 47).
ثُمَّ شَرَع المؤلِّفُ في ذِكر سُوَر القرآن سُورَة سُورة - حسب تَرتيبها في المُصحَف؛ بادِئًا بسُورَة "الفاتِحَة" ومُنتهيًا بسُورَتي "الفَلَق والنَّاس"، ذاكِرًا وَجه مُناسبة كُلِّ سُورَة بما قَبلَها.
التقويم: أولا: تقويم الكتاب:
(1) الكِتاب نَفيسٌ ماتِعٌ، حَوى بدائِع الفوائِد، ودُرَرًا كامِنَةً في عَقل مؤلِّفِه، ودقائق باهِرات، تُعينُ على تَدبُّر كِتابِ الله وتَفَهُّم معانيه وحِفظ آياتِه. وإن لم يَخلُ مِن التَّكَلُّف - أحيانًا - في رَبط السُّورَة بِمَا قَبلها. ويَعسُر - في بَعض الأحيان - فَهم مُرادِ المؤلِّف؛ لصعوبَة العِبارَة وغُموضِها. ويكاد لا يَتِمُّ للقارئ فَهمُ الكِتاب إلا باستحضار آيات السُّورَة المُرادَة، وإلا فليستَعِن بمُصحَفٍ بجوارِه وهو يقرأ الكِتاب.
(2) اعتمد المؤلِّفُ في بَيان وَجه مُناسَبَة كُلِّ سُورَة بما قَبلَها - في الغالِب - على قاعدة استقرأها مِن غالِب سُوَر القرآن - طَويلها وقَصيرة؛ وهي: "أنَّ كُلَّ سُورَةٍ تَفصيلٌ لإجمال ما قَبلَها، وشَرحٌ له، وإطنابٌ لإيجازه" - كما يَقول (ص 56).
(3) لم يَشتَرِط المؤلِّفُ رَبط نهاية السُّورَة ببداية السُّورَة التي تَليها؛ لبَيان وَجه المُناسَبَة بَينهما، وإن كان يَفعَل ذلك أحيانًا (كما في سُورَتَي المائِدَة والأنعام، وسبأ وفاطِر، والواقِعَة والحَديد، وغيرها مِن السُّوَر).
ثانيًا: تقويم التحقيق:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) بذل المُحَقِّق في تَحقيق الكِتاب جُهدًا مَشكورًا؛ فترجَم لأعلامِه، ووثَّق نُصوصَه، وخَرَّج أحاديثَه. وإن لم يَظهر - تَحديدًا - عَملُه في الكِتاب؛ فقد اختلط عَملُه مَع عَمل الأستاذ (عبد القادِر عَطا) - مُحقِّق الطَّبعة القَديمة للكتاب؛ فلم تُمَيَّز تَعليقات الأستاذ (عبد القادِر) بأي رَمز. ويؤخَذُ عَليهما مَعًا أنَّهما لم يُحَرِّرا اسمَ الكِتاب!
(2) لم يَعتَمِد المُحَقِّق في تَحقيق الكِتاب على نُسَخ خَطيَّة؛ وإنَّما على نُسخَتَين مَطبوعَتَين، قابل بَينهما، وليس هذا مِن التَّحقيق في شَىءٍ؛ بل هو تَكثيرٌ لسواد المَكتبة بلا طائِل كَبيرٍ مِن ورائِه.
(3) ضَرَب المُحَقِّقَ (عبد القادِر عَطا) بسَهمٍ في بَيان أوجه مُناسَبَة بعض السُّوَر بما قَبلها، أحيانًا (انظر: صَفحات 65: 66، 75، 134، 148، 150، 151، 152).
الملاحظات: 1 - الاسم الحقيقي للكتاب هو «تناسق الدُّرر في تَرتيب السُّوَر»، كما سماه مؤلِّفُه بذلك (ص 40 - مقدمة)، وفي كِتابِه «الإتقان في علوم القرآن»: النوع الثاني والستون في مُناسبة الآيات والسُّوَر، وكذا سَمَّاه (حاجي خليفة) في «كَشف الظُّنون عَن أسامي الكُتب والفُنون»، و (صديق حسن خان القنوجي) في كِتابه «أبجد العلوم»: علم مُناسبات الآيات والسُّوَر. أمَّا الاسم الذي أثبَتَه المُحَقِّق وطُبِع به «أسرار ترتيب القرآن»، فلعله مِن تَصَرُّفِ بَعضِهم، فليُحَرَّر!
2 - طُبِع الكِتابُ طَبعَتين: الأولى: بتحقيق (عبد القادر أحمد عطا)، طـ دار الاعتصام، عام 1396هـ/ 1976م. والثانية: بتحقيق (عبد الله محمد الدرويش)، طـ دار الكتاب العربي بسوريا، عام 1404هـ/ 1983م.
3 - كُتِب على غُلافَي الكِتاب الخارجي والداخلي ما نَصُّه: "نوادِر التُّراث".
4 - نُسِب تَحقيق الكِتاب - إضافَةً إلى مُحَقِّقه - إلى (عبد القادِر أحمد عطا)؛ كما على غُلافَيه الخارجي والداخلي، وهذا خَلطٌ عَجيبٌ! فالأستاذ (عبد القادِر) لم يُشارِك في تَحقيق هذه النُّسخَة ألبتة؛ وإنَّما أضيفَت تَعليقاتُه إلى هذه النُّسخَة مِن قِبَل مُحَقِّقها! (انظر: ص 13)، فإقحام اسمه على غُلاف الكِتاب ليس مُرضيًّا على الإطلاق!
5 - صُدِّر الكِتاب -بعد مُقَدِّمَة المُحَقِّق- بـ "نبذة عَن مُصحَف (عثمان) -رَضيَ الله عنه -"، تلاه ذِكر "عَمل المُحَقِّق في الكِتاب"، ثُمَّ مقال بِعُنوان "عَظَمَة القُرآن ووِحدَته الموضوعية"/ كَتَبه: (عبد القادر أحمد عطا)، وأخيرًا ترجمة مُوجَزة جِدًّا للمؤلِّف.
6 - ألحِق الكِتاب بِعِدَّة فهارِس فَنيَّة؛ وهي: فِهرس الحَديث النَّبوي والآثار، وفِهرس الأعلام، وفِهرس أسماء الكُتب التي وَرَد ذِكرها في ثنايا الكِتاب، ثُمَّ ثَبَت بأهم المَصادِر والمَراجِع، وأخيرًا فِهرس [مَوضوعات] الكِتاب.(/)
((إنّما العلم بالتعلم))
ـ[سعود]ــــــــ[24 Aug 2003, 02:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن بداية العلم هو حفظ القرآن الكريم
------------------------------------------
أية وتفسير
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) [البقرة ... 3 - 5]
التفسير:
. {3} بعد أن ذكر الله عزّ وجلّ أن المتقين هم الذين ينتفعون ويهتدون بهذا الكتاب، بيَّن لنا صفات هؤلاء المتقين؛ فذكر في هذه الآية ست صفات:.
الأولى: الإيمان بالغيب في قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب}، أي يقرون بما غاب عنهم مما أخبر الله به عن نفسه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وغير ذلك مما أخبر الله به من أمور الغيب؛ وعلى هذا فـ {الغيب} مصدر بمعنى اسم الفاعل: أي بمعنى: غائب ..
الصفة الثانية: إقامة الصلاة في قوله تعالى: {ويقيمون الصلاة}، أي يقومون بها على وجه مستقيم، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والمراد بـ {الصلاة} هنا الجنس؛ فتعم الفريضة، والنافلة ..
الصفة الثالثة: الإنفاق مما رزقهم الله في قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون}، أي مما أعطيناهم من المال يخرجون؛ و "مِن" هنا يحتمل أن تكون للتبعيض، وأن تكون للبيان؛ ويتفرع على ذلك ما سيُبَيَّن في الفوائد. إن شاء الله تعالى ...
. {4} الصفة الرابعة قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}، أي يؤمنون بجميع الكتب المنزلة؛ وبدأ بالقرآن مع أنه آخرها زمناً؛ لأنه مهيمن على الكتب السابقة ناسخ لها؛ والمراد بـ {ما أنزل من قبلك} التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وموسى، وغيرها ..
الصفة الخامسة: الإيقان بالآخرة في قوله تعالى: {وبالآخرة هم يوقنون}؛ والمراد بذلك البعث بعد الموت، وما يتبعه مما يكون يوم القيامة من الثواب، والعقاب، وغيرهما؛ وإنما نص على الإيقان بالآخرة مع دخوله في الإيمان بالغيب لأهميته؛ لأن الإيمان بها يحمل على فعل المأمور، وترك المحظور؛ و "الإيقان" هو الإيمان الذي لا يتطرق إليه شك ..
. {5} قوله تعالى: {أولئك}: المشار إليه ما تقدم ممن اتصفوا بالصفات الخمس؛ وأشار إليهم بصيغة البعد لعلوّ مرتبتهم؛ {على هدًى} أي على علم، وتوفيق؛ و {على} للاستعلاء؛ وتفيد علوهم على هذا الهدى، وسيرهم عليه، كأنهم يسيرون على طريق واضح بيّن؛ فليس عندهم شك؛ تجدهم يُقبلون على الأعمال الصالحة وكأن سراجاً أمامهم يهتدون به: تجدهم مثلاً ينظرون في أسرار شريعة الله، وحِكَمها، فيعلمون منها ما يخفى على كثير من الناس؛ وتجدهم أيضاً عندما ينظرون إلى القضاء والقدر كأنما يشاهدون الأمر في مصلحتهم حتى وإن أصيبوا بما يضرهم أو يسوءهم، يرون أن ذلك من مصلحتهم؛ لأن الله قد أنار لهم الطريق؛ فهم على هدًى من ربهم وكأن الهدى مركب ينجون به من الهلاك، أو سفينة ينجون بها من الغرق؛ فهم متمكنون غاية التمكن من الهدى؛ لأنهم عليه؛ و {من ربهم} أي خالقهم المدبر لأمورهم؛ والربوبية هنا خاصة متضمنة للتربية الخاصة التي فيها سعادة الدنيا، والآخرة ..
قوله تعالى: {وأولئك هم المفلحون}: الجملة مبتدأ وخبر، بينهما ضمير الفصل الدالّ على التوكيد، والحصر؛ وأعيد اسم الإشارة تأكيداً لما يفيده اسم الإشارة الأول من علوّ المرتبة، والعناية التامة بهم كأنهم حضروا بين يدي المتكلم؛ وفيه الفصل بين الغاية، والوسيلة؛ فالغاية: الفلاح؛ ووسيلته: ما سبق؛ و "الفلاح" هو الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب؛ فهي كلمة جامعة لانتفاء جميع الشرور، وحصول جميع الخير.
تنبيه:
من المعروف عند أهل العلم أن العطف يقتضي المغايرة. أي أن المعطوف غير المعطوف عليه.؛ وقد ذكرنا أن هذه المعطوفات أوصاف للمتقين وهو موصوف واحد؛ فكيف تكون المغايرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب: أن التغاير يكون في الذوات كما لو قلت: "قدم زيد، وعمرو"؛ ويكون في الصفات كما في هذه الآية، وكما في قوله تعالى: {سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدَّر فهدى * والذي أخرج المرعى} [الأعلى: 1. 4]؛ قالوا: والفائدة من ذلك أن هذا يقتضي تقرير الوصف الأول. كأنه قال: "أتصف بهذا، وزيادة ...
الفوائد:.
.1 من فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بالغيب؛ لأن الإيمان بالمُشاهَد المحسوس ليس بإيمان؛ لأن المحسوس لا يمكن إنكاره ..
.2 ومنها: أن من أوصاف المتقين إقامة الصلاة؛ وهو عام لفرضها، ونفلها ..
ويتفرع على ذلك: الترغيب في إقامة الصلاة؛ لأنها من صفات المتقين؛ وإقامتها أن يأتي بها مستقيمة على الوجه المطلوب في خشوعها، وقيامها، وقعودها، وركوعها، وسجودها، وغير ذلك ..
.3 ومن فوائد الآيات: أن من أوصاف المتقين الإنفاق مما رزقهم الله؛ وهذا يشمل الإنفاق الواجب كالزكاة، وإنفاقَ التطوع كالصدقات، والإنفاقِ في سبل الخير ..
.4 ومنها: أن صدقة الغاصب باطلة؛ لقوله تعالى: {ومما رزقناهم}؛ لأن الغاصب لا يملك المال الذي تصدق به، فلا تقبل صدقته ..
.5 ومنها: أن الإنفاق غير الزكاة لا يتقدر بشيء معين؛ لإطلاق الآية، سواء قلنا: إن "مِن" للتبعيض؛ أو للبيان ..
ويتفرع على هذا جواز إنفاق جميع المال في طرق الخير، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه حين تصدق بجميع ماله؛ لكن هذا مشروط بما إذا لم يترتب عليه ترك واجب من الإنفاق على الأهل، ونحوهم؛ فإن ترتب عليه ذلك فالواجب مقدم على التطوع ..
.6 ومن فوائد الآية: ذم البخل؛ ووجهه أن الله مدح المنفقين؛ فإذا لم يكن إنفاق فلا مدح؛ والبخل خلق ذميم حذر الله سبحانه وتعالى منه في عدة آيات ..
تنبيه:
لم يذكر الله مصرف الإنفاق أين يكون؛ لكنه تعالى ذكر في آيات أخرى أن الإنفاق الممدوح ما كان في سبيل الله من غير إسراف، ولا تقتير، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} [الفرقان: 67] ..
.7ومن فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله.
.8 ومنها: أن من أوصاف المتقين الإيقان بالآخرة على ما سبق بيانه في التفسير ..
.9 ومنها: أهمية الإيمان بالآخرة؛ لأن الإيمان بها هو الذي يبعث على العمل؛ ولهذا يقرن الله تعالى دائماً الإيمان به عزّ وجلّ، وباليوم الآخر؛ أما من لم يؤمن بالآخرة فليس لديه باعث على العمل؛ إنما يعمل لدنياه فقط: يعتدي ما دام يرى أن ذلك مصلحة في دنياه: يسرق مثلاً؛ يتمتع بشهوته؛ يكذب؛ يغش ... ؛ لأنه لا يؤمن بالآخرة؛ فالإيمان بالآخرة حقيقة هو الباعث على العمل ..
.10 ومنها: سلامة هؤلاء في منهجهم؛ لقوله تعالى: (أولئك على هدًى من ربهم).
.11ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ تكون خاصة، وعامة؛ وقد اجتمعا في قوله تعالى عن سحرة فرعون: {آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} (الأعراف: 121، 122)
.12 ومنها: أن مآل هؤلاء هو الفلاح؛ لقوله تعالى: (وأولئك هم المفلحون)
.13 ومنها: أن الفلاح مرتب على الاتصاف بما ذُكر؛ فإن اختلَّت صفة منها نقص من الفلاح بقدر ما اختل من تلك الصفات؛ لأن الصحيح من قول أهل السنة والجماعة، والذي دلّ عليه العقل والنقل، أن الإيمان يزيد، وينقص، ويتجزأ؛ ولولا ذلك ما كان في الجنات درجات: هناك رتب كما جاء في الحديث: "إن أهل الجنة ليتراءون أصحاب الغرف كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال صلى الله عليه وسلم لا؛ والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين" (1)، أي ليست خاصة بالأنبياء ..
من موقع الشيخ محمد العثيمين رحمه الله(/)
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[25 Aug 2003, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
1 في تفسير سورة الصف ذكر القاسمي في التنبيهات التي يذكرها قول الكيا الهراسي يحتج بقوله تعالى 0 لم تقولون مالا تفعلون) على وجوب الوفاء بالنذر ونذر اللجاج فما معنى اللجاج وكيف يكون الوفاء به
2.هل يجوز قول الإنسان لعمري وهل هي قسم أم لا فقد نقله القاسمي عن الزمخشري في تفسير قوله ليظهره على الدين كله فقد قال الزمخشري ولعمري لقد فعل. ولم يعقب عليها القاسمي فهل هي جائزة؟
3. قال القاسمي نقلا عن الشهاب في توجيه التشبيه الوارد في قوله تعالى كما قال عيسى ابن مريم فقال (وقد جعلت الآية من الاحتباك) فما معنى الاحتباك
4. في تفسير سورة الجمعة في قوله تعالى (انفضوا إليها) قال القاسمي وإنما أوثر ضميرها - أي التجارة فقال إليها - لأنها الأهم المقصود فهل لو كانت هي الأهم المقصود كان الأولى أن تعاد بلفظها أم الأولى أن يؤثر ضميرها
ـ[عبد الحميد البطاوي]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:26 م]ـ
أخونا العزيز الشيخ أبو صفوت هذه بعض النصوص التي استطعت أن أكتبها لعل الله ينفعك بها وأخبرك أخي أن رسالتى العلمية كانت منهج القاسمي في التفسير بارك اللله في إخواني جميعا
نذر اللجاج قسمان أحدهما ما يعلقه على فعل حرام أو ترك واجب فلا ينعقد في الراجح الا ان كان فرض كفاية أو كان في فعله مشقة فيلزمه ويلتحق به ما يعلقه على فعل مكروه والثاني ما يعلقه على فعل خلاف الأولى أو مباح أو ترك مستحب وفيه ثلاثة أقوال للعلماء الوفاء أو كفارة يمين أو التخيير بينهما واختلف الترجيح عند الشافعية وكذا عند الحنابلة وجزم الحنفية بكفارة اليمين في الجميع والمالكية بأنه لا ينعقد أصلا
قا لالقاسمي في تفسير قوله تعالى (وجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة) [1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftn1)
ويظهر أن في عود الضمير من (بها) إلى الوجوه مراداً بها الذوات بشبه استخدام ولم أر من نبه عليه [2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftn2).
وقوله ولم أر من نبه عليه. قلت:بل تنبه لذلك الألوسي من قبل، حيث قال: وجوز أن يكون الضمير راجعاً إليها أي إلى الوجوه على أن الوجه بمعنى الذات استخداما و فيه بعد [3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftn3). قال شيخنا-العلامة الشيخ إبراهيم خليفة-:وعندي أنه لا بعد فيه.يعنى الوجه يطلق على الذات " فول وجهك شطر" المراد الجسم كله
فهنا يجوز أن يكون المراد أشخاص وأجساد باسرة تظن أن يفعل بأجسادها بذواتها فاقرة. ولا بعد في ذلك يعني كلمة وجوه لها معنيان ذكرت أولا بمعنى الوجه المعروف فهي التي يظهر عليها الكآبة والعبوس وعاد الضمير بها على معني الذات نفسها تظن أن تحدث لها فاقرة فالمعنى صحيح ولا بعد فيه.
الاستخدام: هو أن يراد بلفظ ـ له معنيان- أحدهما ثم بضميره معناه الآخر أو يراد بأحد ضميريه أحدهما وبالآخر الآخر وهو من المحسنات المعنوية
الاحتباك هو أن يجتمع في الكلام متقابلان و يحذف من كل واحد منهما مقابلة لدلالة الآخر عليه
ومثاله فى تفسير قوله تعالى (خلطوا عملاً صالحا وآخر سيئا [4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftn4)). قال القاسمي: وفى الآية نوع من البديع يسمى الاحتباك وهو مشهور لأن المعنى خلطوا عملاً صالحا بسيئ وآخر سيئا بصالح [5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftn5).
الحلف بلعمري روى أبو داود ... فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرله ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((كل، فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلتبرقية حق)) قال القرطبي وكره كثير منالعلماء أن يقول الإنسان لعمري لأن معناه وحياتي قال إبراهيم النخعي يكره للرجل أن يقول لعمري لأنه حلف بحياة نفسه وذلك من كلام ضعفة الرجال ونحو هذا قال مالك أن المستضعفين من الرجال والمؤنثين يقسمون بحياتك وعيشك وليس من كلام أهل الذكر وإنكان الله سبحانه أقسم به في قصة لوط عليه السلام فذلك بيان لشرف المنزلة والرفعةلمكانه فلا يحمل عليه سواه ولا يستعمل في غيره
في تفسير سورة الجمعة في قوله تعالى (انفضوا إليها) قال القاسمس وإنما أوثر ضميرها - أي التجارة فقال إليها - لأنها الأهم المقصود فهل لو كانت هي الأهم المقصود كان الأولى أن تعاد بلفظها أم الأولى أن يؤثر ضميرها
فالأولى الاختصار والإيجاز لذا جاء بالضمير مراعاة الإيجاز ولعل في عدم ذكر التجارة الحث على تركها عند تعارضها مع العبادة فما بالك باللهو ونحو ذلك
[1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftnref1) القيامة: 24، 25
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftnref2) المحاسن: 16/ 5996
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftnref3) روح المعاني:29/ 146
[4] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftnref4) التوبة:102
[5] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2785#_ftnref5) المحاسن: 8/ 3250
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Aug 2010, 04:55 م]ـ
شكر الله للدكتور عبد الحميد وللشيخ صفوت.
ونذر اللَّجَاج هو: أن يقصد المرء منع نفسه من شئ ومعاقبتها نحو: لله علي كذا إن كلمت زيدا ويلزمه النذر، وهذا من أقسام اليمين عند ابن عرفة {انظر الشرح الكبير} وهنا حان آذان العصر.(/)
هل تعطيل يوم الجمعة غير مشروع؟ وهل هذا الاستدلال صحيح؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[25 Aug 2003, 04:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعطيل يوم الجمعة غير مشروع؟ وهل هذا الاستدلال صحيح؟
قال القاسمي في تفسير قوله تعالى (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) قال تنبيهات وذكر في التنبيه الرابع ما نصه " يدل قوله (وابتغوا من فضل الله) على عدم مشروعية تعطيل يوم الجمعة ففيه تعريض بمجانبة التشبه بأهل الكتاب في تعطيل يومي السبت والأحد، ورد على من ابتدع فيه من الوظائف ما يدعو إلى الانقطاع عن كل عمل، والأصل أن كل ما لم ينص عليه الكتاب الحكيم ولا الهدي النبوي من خبر قويم فهو تشريع ما لم يأذن به الله. وإذا رفع الله بفضله عنا الإصر والأغلال التي كانت على من قبلنا فما بالنا نستجرها إلينا بالأسباب الضعيفة فاللهم غفرا " ا. هـ
فما هو رأي مشايخنا في هذا الكلام؟
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[25 Aug 2003, 08:21 م]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فقول القاسمي رحمه الله تعالى (يدل قوله (وابتغوا من فضل الله) على عدم مشروعية تعطيل يوم الجمعة ففيه تعريض بمجانبة التشبه بأهل الكتاب في تعطيل يومي السبت والأحد، ورد على من ابتدع فيه من الوظائف ما يدعو إلى الانقطاع عن كل عمل ...... ) فيه نظر،،،
فقوله تعالى {وابتغوا من فضل الله} إباحة بعد حظر،،، فلما حظر البيع وأمر بالسعي لذكر الله أباح لهم ذلك بعد انقضاء الصلاة،،، فليس في الأمر وجوب، أو تحريم البقاء دون عمل،،، بل فيه الدلالة على عدم البيع والشراء والمتاجرة بعد النداء للجمعة،،، للنص،،، وفيه استحباب الاستعداد للجمعة والتبكير إليها كما في السنة،،، وهذا يقتضي عدم الانشغال بغير ذلك من أمور الدنيا،،، ومن هنا شرع عثمان رضي الله عنه الأذان الأول لها،،، ولكن نص الكتاب على رفع الجناح والإثم عمن سعى لطلب الرزق بعد انقضاء الصلاة، لا الأمر به، والفرق بين.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Aug 2003, 12:49 ص]ـ
الأخ الكريم أبا صفوت ..
أرجو تأمل ما يلي في كلام القاسمي رحمه الله تعالى:
أولاً: هو يتكلم عن مسألة تخصيص يوم الجمعة بوظائف عبادية والانقطاع لها في ذلك اليوم: وبين رحمه الله مشابهة أهل الكتاب بذلك. وكلامه رحمه الله في هذه المسألة وجيه وصحيح. فهو يوم كغيره من الأيام بالنسبة لما شُرع فيه إلا ما نص عليه الشارع كالصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم فيه وغيرها. هذا مقصوده بالانقطاع. (وليس الكلام في فضل يوم الجمعة على غيره من الأيام.
ثانياً: لم يتكلم رحمه الله في وجوب السعي في الأرض بعد صلاة الجمعة. وهذا الحكم كما نبه له فضيلة الشخ عادل حفظه الله فيه نظر إذ الأمر بعد الحظر فيه خلاف وصحح بعضهم أن يرجع إلى ما كان إليه قبل النهي والحكم هنا إباحة ومثله آية الصيد بعد الحل من الإحرام. لكن القاسمي رحمه الله لم يتكلم في هذه المسألة.
ثالثاً: بقي ربط كلامه الأول بالآية وصحة هذا الارتباط والاستدلال وهو ما تفضلت بالسؤال عنه فلعل هذا من باب الإشارات الخفية التي يختلف فيها الناس تصحيحاً وإبطالاً. والذي يظهر أنها إشارة جميلة إذ الآية نازلة فقي صلاة الجمعة وجاء الأمر بالسعي في الأرض ـ وهو مباح ـ بعدها فيفهم منه أن يوم الجمعة لا يختص بانقطاع للعبادة عن سائر الأيام الأخرى.
رابعاً: مما ينبغي الوقوف معه قوله رحمه الله: (والأصل أن كل ما لم ينص عليه الكتاب الحكيم ولا الهدي النبوي من خبر قويم فهو تشريع ما لم يأذن به الله). فهو كلام مهم ولكنه عام ويحتاج إلى بسط.
ـ[عادل الكلباني]ــــــــ[27 Aug 2003, 07:19 م]ـ
الحمد لله وبعد،،،
فأشكر الشيخ قهد أولا، وأثني بالقول إن القاسمي رحمه الله كما ذكر الناقل أبو صفوت،،، وفقه الله تكلم في مسألتين لا واحدة، فقوله (فيه ... ) مسألة، وقوله (ورد ... ) مسألة أخرى،،، هذا ما يظهر لي من كلامه، فهو تكلم عن تعطيل العمل، وعن ابتداع الوظائف،،، والله أعلم.(/)
هل تذكر أسماء السور كما هي على سبيل الحكاية أم تتغير بحسب الموقع الإعرابي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[25 Aug 2003, 04:37 م]ـ
هل تذكر أسماء السور كما هي على سبيل الحكاية أم تتغير بحسب الموقع الإعرابي
يعني مثلا هل نقول كان رسول الله يقرأ بسورة الجمعة والمنافقين أم والمنافقون؟ وهكذا فيما شابهها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[25 Aug 2003, 06:12 م]ـ
أرى ـ و الله تعالى أعلم ـ أن الأمر غير مقيد بأحد الطرفين، بل إما أن يكون حسب محله من الإعراب، أو يكون حسب النطق بها في الخارج، و هنا نقدر الإعراب الأصلي للكلمة، و نقول قد منع من ظهوره الحكاية ... أي أنك تحكي السورة التي تريد، و لا تقصد سردها في الجملة، فتقع في موقعها من الإعراب ـ و الله أعلم ـ
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Aug 2003, 11:35 م]ـ
إليك أخي الكريم هذه النقول المتنوعة ففيها إجابة:
قال البخاري في صحيحه:باب تفسير سورة المؤمنين.صحيح البخاري ج:4 ص:1769
وفي صحيح مسلم: عن عبد الله بن السائب قال صلى لنا النبي الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى وهارون ... صحيح مسلم ج:1 ص:336
عن بن عباس قال ما ابتلي أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم ... وعشرا في سورة المؤمنين .. تفسير الطبري ج:1 ص:524
وقال الحاكم: عن يزيد بن بابنوس قال قلنا لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين كيف كان خلق رسول الله قالت كان خلق رسول الله القرآن ثم قالت تقرأ سورة المؤمنين .. المستدرك على الصحيحين ج:2 ص:426
وقال أيضا: عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كنت عند النبي فجاء أعرابي فقال يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع قال وما وجعه قال به لمم قال فأتني به فأتاه به فوضعه بين يديه فعوذه النبي بفاتحة الكتاب وأربع آيات من آخر سورة البقرة وهاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم البقرة وآية الكرسي وآية من آل عمران شهد الله أنه لا إله إلا هو وآية من الأعراف إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض وآخر سورة المؤمنين فتعالى الله الملك الحق ..
وفي مستخرج أبي عوانة ... قال أبو عوانة: ... وقد وصف الله صفة المؤمنين في اول سورة الانفال وفي سورة المؤمنين .. مسند أبي عوانة ج:1 ص:48
وقال الترمذي: وقد روي عن النبي أنه قرأ في العشاء الآخرة بالتين والزيتون وروي عن عثمان بن عفان أنه كان يقرأ في العشاء بسور من أوساط المفصل نحو سورة المنافقين وأشباهها .. سنن الترمذي ج:2 ص:114
وقال ابن خزيمة:باب إباحة قراءة غير سورة المنافقين في الركعة الثانية من صلاة الجمعة .. صحيح ابن خزيمة ج:3 ص:171
وقال الشافعي: وإن بدأ الإمام يوم الجمعة فقرأ بسورة المنافقين في الركعة الأولى قبل أم القرآن عاد فقرأ أم القرآن قبل أن يركع أجزأه أن يركع بها ولا يعيد سورة المنافقين .. الأم ج:1 ص:205
وهناك نقول كثيرة غيرها ولعل في هذا كفاية ..
والله أعلم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Sep 2003, 04:00 ص]ـ
جواب سؤالك تجده في مبحث إعراب أسماء السور ص 167 من كتاب التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن لمؤلفه طاهر الجزائري حيث استوعب إعراب كل أسماء السور وفصل فيها في 15 صفحة.(/)
دعوة للمشاركة الفاعلة
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[25 Aug 2003, 11:08 م]ـ
ما السبيل إلى نشر علم القراءات بين الناس عموماً وطلبة العلم على وجه الخصوص نأمل من الإخوة المشاركة واحتساب الأجر على الله تعالى
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Sep 2003, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا للأبي القاسم على هذه الأطروحة الجيدة، ونسأل الله أن تكون محط اهتمام
ومن أوائل الأمور التي تعين على هذا الأمر: اتساع فهم طلبة العلم لهذا الفن، وأنه في الحقيقة ليس فناً كسائر
الفنون ن ولكنه ياعباد الله (قرآن كريم)، إذ ما الفرق بين قراءة حفص وبين وقراءة غيره من العشرة
التي تواترت قراءتهم ولم يجز إنكارها.
فيجب أن تتسع صدور إخواننا من طلبة العلم لهذا الأمر، ومن الأمور المؤسفة المبكية: أن مسجد الجامعة
الإسلامية منع القراءة فيه بالقراءات بعد أن كان مسموحا، وكان الناس من العوام وطلبة العلم يتهافتون للصلاة فيه
دون أدنى غضاضة.
ولما أن ضاق ذرعا ببعض من يسمون طلبة علم بهذه القراءات وبدأوا يتجادلون ويتشاحنون ويتباغضون من أجلها
؛ منع بالقراءة بهذه القراءات في صرح العلم، في الجامعة الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله
لعل هذه أهم السباب في نظري
وأنصح الإخوة بالرجوع إلى {القواعد المتعلقة بعلم القراءات} في كتاب (قواعد التفسير) للشيخ الدكتور / خالد بن عثمان السبت. وفقه الله
وجزيتم خيرا
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[06 Sep 2003, 02:39 ص]ـ
لله درك ياأبا عبدالرحمن على غيرتك على هذا الفن الجليل القدر وما زلنا ننتظر مشاركت المشائخ وطلبة العلم
ـ[حسن الكبهي]ــــــــ[06 Sep 2003, 03:09 م]ـ
ابتداءا لو طرحنا سؤالا: من معنا في هذا الهمّ؟ وذلك اننا حين نعرف من معنا فاننا نستطيع ان نوظف تنوع الطاقات هذا في اجابة السؤال " كيف نستطيع ان ننشر هذا العلم؟ " وجوابا فاني أقول مختصرا، يوجد معنا:
1 - المشائخ ذوي العلم بهذه القراءات، فعليهم ان يفتحوا محتسبين أو بأجر حلقات في البيوت أو المساجد. ومعنا:
2 - تفعيل جمعيات تحفيظ القرآن لمثل هذا العمل وعدم اقتصارها على التحفيظ وقراءة واحدة. وايضا:
3 - ان يرفع اقتراح الى ادارة الجامعات بان تكون قراءة أخرى غير حفص من أحد متطلبات الجامعة او احدى المواد الاختيارية أما طلبة الشريعة فانها ملزمة بحقهم اكاديميا. وكذلك:
4 - ان تخدم بقية القرآت مثل ما خدمت حفص عن عاصم من الكتيبات التوضيحية والأشرطة والفيديو والرسومات والجوائز وغيرها.
فهذه باختصار بعض الأعمال التي تبحث عن الرجال.
والله أعلم وهو سبحانه يغفر التقصير
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[07 Sep 2003, 08:00 ص]ـ
ماطرحه الإخوة واضح ومفيد جدا،
نظرا لأن القراءات ليس ترفا علميا، وإنما هى علم جليل، بدأ الناس يتناسونه، فمن باب أولويات طلبة العلم الاشتغال به، وحفظ ليكونوا، من أهل القرآن.
الشيء الثاني: ماذكرتموه عن مسجد الجامعة الإسلامية،فالجامعة لم تمنع القراءة بالقراءات، فى صلاة الفجر، ومنعته فى باقى الأوقات لوجود كثير من الزائرين، والقادمين إليها من غير طلبة العلم، فتحضرهم الصلاة بها فإذا ماقرأ الإمام بالقراءات كان فى ذلك تشويش عليه، هذا ماصرح به أحد المسؤولين بالجامعة خلال إحدى الندوات عن كلية القرآن الكريم.
الأمر الأخير توجد بالمسجد النبوي مقارئ للقراءات السبع والعشر تابعة لمعهد الحرم المدني يمكن من خلال لها عرض القراءات بالعشر.
والملاحظة الأخيرة:
التذكير بالشروط المتبعة للقراءة فليس كل من قدم للقراءة بالسبع أو بالعشر، أو حتى برواية واحدة، يمكنه ذلك رأسا، حتى يكون حافظا للقرآن أولا ثم يقرأ كتابا فى القراءات يختاره شيخه، بعد أن يتقن أصول القارئ، وفرشه، بعد ذلك تأتى مرحلة االعرض، أي القراءة على الشيخ.
وفق الله الجميع لحفظ كتاب الله، واتباع سنة رسوله،والسير على نهج السلف الصالح.(/)
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[26 Aug 2003, 11:58 ص]ـ
بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه بعض النقاط أوردها القاسمي في تفسيره أرجو توضيحها
1 في تفسير سورة الصف ذكر القاسمي في التنبيهات التي يذكرها قول الكيا الهراسي يحتج بقوله تعالى 0 لم تقولون مالا تفعلون) على وجوب الوفاء بالنذر ونذر اللجاج فما معنى اللجاج وكيف يكون الوفاء به
2.هل يجوز قول الإنسان لعمري وهل هي قسم أم لا فقد نقله القاسمي عن الزمخشري في تفسير قوله ليظهره على الدين كله فقد قال الزمخشري ولعمري لقد فعل. ولم يعقب عليها القاسمي فهل هي جائزة؟
3. قال القاسمي نقلا عن الشهاب في توجيه التشبيه الوارد في قوله تعالى كما قال عيسى ابن مريم فقال (وقد جعلت الآية من الاحتباك) فما معنى الاحتباك
4. في تفسير سورة الجمعة في قوله تعالى (انفضوا إليها) قال القاسمس\ي وإنما أوثر ضميرها - أي التجارة فقال إليها - لأنها الأهم المقصود فهل لو كانت هي الأهم المقصود كان الأولى أن تعاد بلفظها أم الأولى أن يؤثر ضميرها(/)
طلب افادة عن مخطوط (دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة) للطوفي رحمه الله
ـ[البُصُري]ــــــــ[26 Aug 2003, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ارجو الافادة عن مخطوطة للامام الطوفي رحمه الله بعنوان (دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة) وشكراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Aug 2003, 10:46 م]ـ
الأخ البصري رعاه الله ..
هذا الكتاب أشار إليه الطوفي في كتابه الإشارات الإلهية: 2/ 34.
قال محقق الكتاب: " ولعله في مراتب الأدلة والجمع بينها، فيكون في الأصول وقد ذكره ابن رجب في الذيل 2ب/367 ".
هذا ما عرفته عن هذا الكتاب.
و
ـ[البُصُري]ــــــــ[27 Aug 2003, 11:51 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: البُصُري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ارجو الافادة عن مخطوطة للامام الطوفي رحمه الله بعنوان (دفع التعارض عما يوهم التناقض في الكتاب والسنة) وشكراً. 14
ـ[البُصُري]ــــــــ[28 Aug 2003, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اشكر أخي وزميلي أبو مبارك على هذه المعلومة القيمة، فله مني الثناء ومن الله خير الجزاء.
كما آمل ممن يعرف من الأخوة ـ أعضاء وضيوف الملتقى ـ عن مكان وجودها (حتى ولو كانت في أحد القطبين) شيئاً فليفيدني. ولكم مني عبق الثناء وشذاه.!!!(/)
سؤال عن كتابين
ـ[محب الدين]ــــــــ[27 Aug 2003, 01:01 ص]ـ
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاحيي الاخوة القائمين على هذا الموقع وارجومنكم افادتي عن مكان وجود هذين الكتابين في مكتبات السعودية عامة والغربية خاصة وله الدعاء بالسداد
ألفية التفسير / تأليف حسين دحلي. - ط. 1. - دمشق، سوريا: دار الحكمة للطباعة والنشر ... ، 1990. - 88ص. (دار الحكمة للطباعة والنشر ... - دمشق
0
ابن حزم و آراؤه في علوم القرآن و التفسير / تأليف محمد أبو صعيليك. - ط. 1. - عمان، الأردن: دار البشير للنشر و التوزيع/ع، 2002. - 255 ص. (دار البشير للنشر و التوزيع/ع - عمان)
ـ[محب الدين]ــــــــ[28 Aug 2003, 01:56 م]ـ
أين الاخوة فتح الله عليهم،،،، للتذكير
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Aug 2003, 06:15 م]ـ
أخي الكريم:
كتاب: ابن حزم وآراؤه في التفسير وعلوم القرآن:
هذا الكتاب حسب علمي لم يرى النور حتى الآن وقد قامت دار البشير للنشر بإعداد الكتاب وطباعته وصفه لكن لم يوزع و يتداول في المكتبات.
وقد قمت بمراسلة مؤسسة البشير منذ أربع سنوات وحصلت على نسخة مبدئية من الكتاب وهي عندي فإن أحببت أن أصورها وأرسلها لك فنحن في الخدمة، والسلام عليكم.
ـ[محب الدين]ــــــــ[28 Aug 2003, 08:09 م]ـ
أخي الشيخ/ أحمد القصير
شكر الله لك وفقهك في القرآن
حسب علمي أنه طبع وبيع بمعرض الكتاب بسوريا وإليك الرابط،،،
http://www.alassad-library.com/bookfair/Directory/04361-04756.html
انظر رقم 04404 - ابن حزم و آراؤه في علوم القرآن و التفسير / تأليف محمد أبو صعيليك. - ط. 1. - عمان، الأردن: دار البشير للنشر و التوزيع/ع، 2002. - 255 ص. (دار البشير للنشر و التوزيع/ع - عمان)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Aug 2003, 08:55 م]ـ
قد يكون نشر لكن بنسخ قليلة، وحقيقة أنا لم أقف عليه في المكتبات.
ـ[محب الدين]ــــــــ[29 Aug 2003, 02:18 م]ـ
شيخنا اشكر لك تفاعلك مع الموضوع ووووووولكن لازلت انتظر من الاخوة المشاركة في الموضوع فاني بانتظار الفائدة من الجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2003, 10:00 م]ـ
أخي الكريم. إن كنت لا تزال في حاجة الكتاب الثاني منهما فراسلني وفقك الله.(/)
" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[27 Aug 2003, 11:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم(/)
" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "
ـ[عبد الله عبد الفتاح]ــــــــ[27 Aug 2003, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
اللهم صلى وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وعلى صحبه، وعلى التابعين، وتابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد،،،
قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
"* لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم. وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم. إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. وما من إله إلا إله واحد. وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * " (المائدة 72و73).
،،،
ولكن بعض الرهبان والقسس من النصارى وخاصة من طائفة "الأقباط الأرثوذكس الشرقيين وعلى الأخص زعيمهم البابا شنودة "، لا يوافقون على ذلك، ويقولون: إننا نعبد إلها واحدا، وليس ثلاثة آله كما تقولون في كتابكم، نحن نقول عبارة: الناسوت في اللاهوت، أي: الأب والابن والروح القدس إله واحد آمين، وخلال حفل في التسعينيات من القرن الماضي أقيم على شرف الرئيس مبارك بمناسبة نجاته من محاولة الاغتيال فى أديس أبابا، قال شنودة هذا عبارة: " الإله الواحد الذي نعبده جميعا "، وهم يقولون أن الإله واحد، ولكنه يتجسد في ثلاثة صور، الصورة الأولى هي صورة الله، أما الصورة الثانية للإله الواحد التي تجسد فيها هذا الإله الواحد فهي صورة روح القدس الذي ولج فرج السيدة مريم " عليها السلام" لتنجب منه المسيح، وهي الصورة الثالثة التي تجسد فيها إلههم الواحد، والذي سيكبر ويشب ثم يصلب ويموت مضحيا بنفسه ليتحمل أوزار البشر جميعا.
والحقيقة أن ما جاء في القرآن الكريم كان صوابا، فالنصارى بالفعل يعبدون ثلاث صور، وبالتالي فهم يعبدون ثلاث آله وليس إلها واحدا كما يقولون ويدعون، بل ويذهبون في كفرهم إلى القول بأنه يوم الدنونة " القيامة " سيكون الابن " المسيح " بجوار الأب، ليحكم بين الناس، ومن يفعل الخيرات سيكون مع الابن، والبقاء مع الابن هو الجنة الموعودة في إنجيلهم،إنهم بالفعل كفرة كما جاء في القرآن الكريم.
والله عز وجل أعلم منا جميعا سبحانه وتعالى. . .
مع الشكر والاحترام
أطمع في تعليق من ير أن يصحح شيئا أو يضيف شيئا.
وأنهى حديثي بالصلاة على سيد الخلائق كافة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
ـ[أبو عمران]ــــــــ[30 Aug 2003, 09:04 ص]ـ
..
) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17)
إن الذي جاء به عيسى - عليه السلام - من عند ربه هو التوحيد الذي جاء به كل رسول.
والإقرار بالعبودية الخالصة لله شأن كل رسول. . ولكن هذه العقيدة الناصعة أدخلت عليها التحريفات ; بسبب دخول الوثنيين في النصرانية ; وحرصهم على رواسب الوثنية التي جاءوا بها ومزجها بعقيدة التوحيد , حتى لم يعد هناك إمكان لفصلها وفرزها وتنقية جوهر العقيدة منها.
ولم تجيء هذه الانحرافات كلها دفعة واحدة ; ولكنها دخلت على فترات ; وأضافتها المجامع واحدة بعد الأخرى ; حتى انتهت إلى هذا الخليط العجيب من التصورات والأساطير , الذي تحار فيه العقول. حتى عقول الشارحين للعقيدة المحرفة من أهلها المؤمنين بها!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عاشت عقيدة التوحيد بعد المسيح - عليه السلام - في تلامذته وفي أتباعهم. وأحد الأناجيل الكثيرة التي كتبت - وهو إنجيل برنابا - يتحدث عن عيسى - عليه السلام - بوصفه رسولا من عند الله. ثم وقعت بينهم الاختلافات. فمن قائل: إن المسيح رسول من عند الله كسائر الرسل. ومن قائل: إنه رسول نعم ولكن له بالله صلة خاصة. ومن قائل: إنه ابن الله لأنه خلق من غير أب , ولكنه على هذا مخلوق لله. ومن قائل: إنه ابن الله وليس مخلوقا بل له صفة القدم كالأب. .
ولتصفية هذه الخلافات اجتمع في عام 325 ميلادية "مجمع نيقية " الذي اجتمع فيه ثمانية وأربعون ألفا من البطارقة والأساقفة. قال عنهم ابن البطريق أحد مؤرخي النصرانية:
"وكانوا مختلفين في الآراء والأديان. فمنهم من كان يقول: إن المسيح وأمه إلهان من دون الله. وهم "البربرانية ". . ويسمون:"الريمتيين". ومنهم من كان يقول: إن المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار , فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها. وهي مقالة "سابليوس" وشيعته. ومنهم من كان يقول: لم تحبل به مريم تسعة أشهر , وإنما مر في بطنها كما يمر الماء في الميزاب , لأن الكلمة دخلت في أذنها , وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها. وهي مقالة "إليان" وأشياعه. ومنهم من كان يقول: إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره , وإن ابتداء الابن من مريم , وإنه اصطفي ليكون مخلصا للجوهر الإنسي , صحبته النعمة الإلهية , وحلت فيه بالمحبة والمشيئة , ولذلك سمي "ابن الله" ويقولون: إن الله جوهر قديم واحد , وأقنوم واحد , ويسمونه بثلاثة أسماء , ولا يؤمنون بالكلمة , ولا بروح القدس. وهي مقالة "بولس الشمشاطي" بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم "البوليقانيون". ومنهم من كان يقول: إنهم ثلاثة آلهة لم تزل: صالح , وطالح , وعدل بينهما. وهي مقالة "مرقيون" اللعين وأصحابه! وزعموا أن "مرقيون" هو رئيس الحواريين وأنكروا "بطرس". ومنهم من كانوا يقولون بألوهية المسيح. وهي مقالة "بولس الرسول" ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا. .
وقد اختار الإمبراطور الروماني "قسطنطين" الذي كان قد دخل في النصرانية من الوثنية ولم يكن يدري شيئا من النصرانية! هذا الرأي الأخير وسلط أصحابه على مخالفيهم , وشرد أصحاب سائر المذاهب ; وبخاصة القائلين بألوهية الأب وحده , وناسوتية المسيح.
وقد ذكر صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية عن هذا القرار ما نصه:
"إن الجامعة المقدسة والكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود زمن لم يكن ابن الله موجودا فيه. وأنه لم يوجد قبل أن يولد. وأنه وجد من لا شيء. أو من يقول: إن الابن وجد من مادة أو جوهر غير جوهر الله الآب. وكل من يؤمن أنه خلق , أو من يقول: إنه قابل للتغيير , ويعتريه ظل دوران".
ولكن هذا المجمع بقرارته لم يقض على نحلة الموحدين أتباع "آريوس" وقد غلبت على القسطنطينية , وأنطاكية , وبابل , والإسكندرية , ومصر.
ثم سار خلاف جديد حول "روح القدس" فقال بعضهم: هو إله , وقال آخرون: ليس بإله! فاجتمع "مجمع القسطنطينية الأول" سنة 381 ليحسم الخلاف في هذا الأمر.
وقد نقل ابن البطريق ما تقرر في هذا المجمع , بناء على مقالة أسقف الإسكندرية:
"قال ثيموثاوس بطريك الإسكندرية: ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله. وليس روح الله شيئا غير حياته. فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق , فقد قلنا: إن روح الله مخلوق. وإذا قلنا: إن روح الله مخلوق , فقد قلنا: إن حياته مخلوقة. وإذا قلنا: إن حياته مخلوقة , فقد زعمنا أنه غير حي. وإذا زعمنا أنه غير حي فقد كفرنا به. ومن كفر به وجب عليه اللعن"!!!
وكذلك تقررت ألوهية روح القدس في هذا المجمع , كما تقررت ألوهية المسيح في مجمع نيقية. وتم "الثالوث" من الآب. والابن. وروح القدس. .
ثم ثار خلاف آخر حول اجتماع طبيعة المسيح الإلهية وطبيعته الإنسانية. . أو اللاهوت والناسوت كما يقولون. . فقد رأى "نسطور" بطريرك القسطنطينية أن هناك أقنوما وطبيعة. فأقنوم الألوهية من الآب وتنسب إليه ; وطبيعة الإنسان وقد ولدت من مريم , فمريم أم الإنسان - في المسيح - وليست أم الإله! ويقول في المسيح الذي ظهر بين الناس وخاطبهم - كما نقله عنه ابن البطريق:
"إن هذا الإنسان الذي يقول: إنه المسيح. . بالمحبة متحد مع الابن. . ويقال: إنه الله وابن الله , ليس بالحقيقة ولكن بالموهبة ". .
ثم يقول:"إن نسطور ذهب إلى أن ربنا يسوع المسيح لم يكن إلها في حد ذاته بل هو إنسان مملوء من البركة والنعمة , أو هو ملهم من الله , فلم يرتكب خطيئة , وما أتى أمرا إدًا
وخالفه في هذا الرآي أسقف رومه , وبطريرك الإسكندرية , وأساقفة أنطاكية , فاتفقوا على عقد مجمع رابع. وانعقد "مجمع أفسس" سنة 431 ميلادية. وقرر هذا المجمع - كما يقول ابن البطريق -:
"أن مريم العذراء والدة الله. وأن المسيح إله حق وإنسان , معروف بطبيعتين , متوحد في الأقنوم". . ولعنوا نسطور!
ثم خرجت كنيسة الإسكندرية برأي جديد , انعقد له "مجمع أفسس الثاني" وقرر:
"أن المسيح طبيعة واحدة , اجتمع فيها اللاهوت بالناسوت".
ولكن هذا الرأي لم يسلم ; واستمرت الخلافات الحادة ; فاجتمع مجمع "خلقيدونية " سنة 451 وقرر:
"أن المسيح له طبيعتان لا طبيعة واحدة. وأن اللاهوت طبيعة وحدها , والناسوت طبيعه وحدها , التقتا في المسيح". . ولعنوا مجمع أفسس الثاني!
ولم يعترف المصريون بقرار هذا المجمع. ووقعت بين المذهب المصري "المنوفيسية " والمذهب "الملوكاني الذي تبنته الدولة الإمبراطورية ما وقع من الخلافات الدامية ...(/)