ـ[سُدف فكر]ــــــــ[05 Nov 2009, 08:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
حقا ما أجمل هذه المواضيع إذا شارك فيها أهل الفضل والعلم.
.............. وبمثل هذه الاضافات والزيادات على موضوع ما تتكامل فكرته , وتتبين مواطن قوته وضعفه.
ارجو ان يكون ذلك ديدننا في هذا الملتقى المبارك.
بارك الله في الجهود.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2009, 06:51 ص]ـ
ما أورده ابن هشام في مغني اللبيب يستحق الدراسة والبحث.
تعرضت الباحثة الدكتورة إيمان السيد لشيء من هذا في كتابها
اعتراضات ابن هشام علي معربي القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=65091)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[06 Nov 2009, 07:07 ص]ـ
لم أطلع على الموضوع قبل هذه اللحظة، وهو جدير بالاهتمام والمدارسة؛ فجزى الله الإخوة على طرحه.
ومع أني لم أجد الوقت الكافي لقراءة كل ما كتب، فأنبه على نقطتين:
الأولى: دور القرآن المنسوخ (بأقسامه) في تفسير القرآن.
الثاني: الترجيح بين القراءات تبعا للوجه الإعرابي، ودور ذلك في تفسير القرآن بالقرآن.
وهذه النقطة الأخيرة مع كثرة ما كتب فيها وبيان الأقدمين والمعاصرين لإعراب كثير من القرآن الكريم إلا أني وحسب اطلاعي على الكتب التي تعنى بهذا الجانب لم أجد واحدا منهم يستقصي الأوجه الإعرابية، وغالبا ما يركز على المشهور عند جمهور النحاة؛ مع أرجحية غيره في بعض الكلمات القرآنية أرجحية تؤثر في التفسير.
والله تعالى أعلم.(/)
سؤال عن الاعجاز العددي في القرأن
ـ[ابو يارا]ــــــــ[25 May 2003, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته:
ارجو التكرم بأيضاح مسألة الاعجاز العددي في القرأن الكريم، والذي انتشرهذه الايام واصبح يفسر كل مايجري من احداث بتأويلات لانعلم صوابها من خطأها.
مع خالص الشكر سلفاً
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[27 May 2003, 01:51 م]ـ
أخي الكريم أبو يارا
يمكنك الرجوع للكتاب التالي حول موضوع الإعجاز العددي، والكتاب هو بعنوان (رسم المصحف والإعجاز العددي) دراسة نظرية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم، تأليف: د / أشرف عبد الرزاق قطنة.
وتجده في مكتبة العبيكان في الرياض.
وهو من أحسن ما خرج من الكتب التي تحدثت عن موضوع الإعجاز العددي وبيان حقيقته، على مافيه من ملاحظات، لأن المؤلف ليس مختصا في العلوم الشرعية، وإنما تخصصه الدقيق الفيزياء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 06:46 م]ـ
أخي أبا عبدالرحمن وأبا يارا وفقه الله
أشكرك على مشاركتك لنا هنا وفقك الله.
وبالنسبة لسؤالك فقد رايته منذ مدة، ولكن الوقت أضيق من التفصيل في الجواب. وإن كان لديك وقت فما ذكره الشيخ أحمد القصير يشفي ويكفي، وإلا فاصبر لنا قليلاً وفقك الله، وأبشر بما يسرك. إن شاء الله قريباً.
محبكم / أبو عبدالله
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 May 2003, 12:02 ص]ـ
أخي الكريم أبا يارا - وفقه الله -
مصطلح (الإعجاز العددي للقرآن) مصطلح مطاط، يستعمل في معان صحيحة، وفي معانٍ باطلة، فأما المعاني الصحيحة، فمنها:
1) استخراج بعض اللطائف القرآنية المتعلقة بالأعداد نحو قولهم ذكرت الملائكة في القرآن 88 مرة و ذكرت الشياطين في القرآن نفس العدد من المرات، و ذكرت الحياة في القرآن 145 مرة و ذكرالموت في القرآن نفس العدد من المرات، و ذكر الناس في القرآن 368 مرة و ذكرت الرسل في القرآن نفس العدد من المرات، و ذكر إبليس في القرآن 11 مرة و ذكرالتعوذ منه في القرآن نفس العدد من المرات، و ذكرت المصيبة في القرآن 75 مرة و ذكرالشكر في القرآن نفس العدد من المرات، ونحو ذلك، فلا مانع أن يعد هذا التوافق العجيب وجها من وجوه الإعجاز القرآني يضاف إلى وجوه الإعجاز العديدة للقرآن الكريم، ويستفاد من هذا الوجه في محاورة أهل الكتاب، فيقال لهم إن القرآن أنزل على نبي أمي لا يكتب ولا يحسب، ولا كان في زمنه حواسيب لإحصاء الكلمات، ومع ذلك وجد في القرآن هذا التوافق العجيب الذي يؤكد أنه ليس بقول بشر.
2) ومن المعاني التي لا بأس بها أن تذكر كلطيفة قرآنية ما وافق من الأعداد حقيقة علمية ثابتة في العلوم الطبيعية وليست نظرية قابلة للأخذ والرد، ومثاله قول بعضهم كلمة البحر ذكرت في القرآن الكريم 32 مرة، وذكرت كلمة البر في القرآن الكريم 13 مرة، ونسبة 32 إلى 13 هي بالضبط نفس نسبة الماء إلى اليابسة في الكرة الأرضية، فسبحان الله.
أما المعاني الباطلة، فمنها:
1) استعمال الأعداد في التنبؤ بأحداث غيبية، أو ادعاء دلالة القرآن على زمن وقوعها مثل ادعاء دلالة القرآن على تاريخ أحداث 11 سبتمبر، وكثيرا ما يرتكب مروجو هذه الخزعبلات بعض المغالطات، كاستعمال التاريخ النصراني لكون التاريخ الإسلامي لم يسعفهم في تحقيق مرادهم، ومن عدهم لبعض الآيات أو السور في حسبة معينة، وإهمالها في حسبة أخرى لتتوافق مع أغراضهم، وهذا المسلك باطل من جهة أنه كهانة وادعاء لعلم الغيب الذي استأثر الله تعالى به، وباطلٌ أيضا من جهة أنه مسلك اليهود من قبل، قال الإمام ابن كثير في تفسير (اام) في أول سورة البقرة:
وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا دَالَّة عَلَى مَعْرِفَة الْمُدَد وَأَنَّهُ يُسْتَخْرَج مِنْ ذَلِكَ أَوْقَات الْحَوَادِث وَالْفِتَن وَالْمَلَاحِم فَقَدْ اِدَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ وَطَارَ فِي غَيْر مَطَاره وَقَدْ وَرَدَ فِي ذَلِكَ حَدِيث ضَعِيف وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ أَدَلّ عَلَى بُطْلَان هَذَا الْمَسْلَك مِنْ التَّمَسُّك بِهِ عَلَى صِحَّته وَهُوَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يَسَار صَاحِب الْمَغَازِي حَدَّثَنِي الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه بْن رَبَاب قَالَ مَرَّ أَبُو يَاسِر بْن أَخْطَب
(يُتْبَعُ)
(/)
فِي رِجَال مِنْ يَهُود بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتْلُو فَاتِحَة سُورَة الْبَقَرَة " الم ذَلِكَ الْكِتَاب لَا رَيْب فِيهِ " فَأَتَى أَخَاهُ ابْن أَخْطَبَ فِي رِجَال مِنْ الْيَهُود فَقَالَ تَعْلَمُونَ وَاَللَّه لَقَدْ سَمِعْت مُحَمَّدًا يَتْلُو فِيمَا أَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ " الم ذَلِكَ الْكِتَاب لَا رَيْب فِيهِ " فَقَالَ أَنْتَ سَمِعْته قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَشَى حُيَيّ بْن أَخْطَب فِي أُولَئِكَ النَّفَر مِنْ الْيَهُود إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا مُحَمَّد أَلَم يُذْكَر أَنَّك تَتْلُوا فِيمَا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْك " الم ذَلِكَ الْكِتَاب"؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَلَى" فَقَالُوا جَاءَك بِهَذَا جِبْرِيل مِنْ عِنْد اللَّه؟ فَقَالَ " نَعَمْ " قَالُوا لَقَدْ بَعَثَ اللَّه قَبْلك أَنْبِيَاء مَا نَعْلَمهُ بَيَّنَ لِنَبِيٍّ مِنْهُمْ مَا مُدَّة مُلْكه وَمَا أَجَل أُمَّته غَيْرك. فَقَامَ حُيَيّ بْن أَخْطَب وَأَقْبَلَ عَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ فَقَالَ لَهُمْ الْأَلِف وَاحِدَة وَاللَّام ثَلَاثُونَ وَالْمِيم أَرْبَعُونَ فَهَذِهِ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سَنَة أَفَتَدْخُلُونَ فِي دِين نَبِيّ إِنَّمَا مُدَّة مُلْكه وَأَجَل أُمَّته إِحْدَى وَسَبْعُونَ سَنَة؟ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هَلْ مَعَ هَذَا غَيْره فَقَالَ " نَعَمْ " قَالَ مَا ذَاكَ؟ قَالَ " المص " قَالَ هَذَا أَثْقَل وَأَطْوَل الْأَلِف وَاحِد وَاللَّام ثَلَاثُونَ وَالْمِيم أَرْبَعُونَ وَالصَّاد تِسْعُونَ فَهَذِهِ إِحْدَى وَثَلَاثُونَ وَمِائَة سَنَة. هَلْ مَعَ هَذَا يَا مُحَمَّد غَيْره؟ قَالَ " نَعَمْ " قَالَ مَا ذَاكَ؟ قَالَ " الر " قَالَ هَذَا أَثْقَل وَأَطْوَل الْأَلِف وَاحِدَة وَاللَّام ثَلَاثُونَ وَالرَّاء مِائَتَانِ فَهَذِهِ إِحْدَى وَثَلَاثُونَ وَمِائَتَا سَنَة. فَهَلْ مَعَ هَذَا يَا مُحَمَّد غَيْره؟ قَالَ " نَعَمْ " قَالَ مَاذَا قَالَ " المر " قَالَ هَذِهِ أَثْقَل وَأَطْوَل الْأَلِف وَاحِدَة وَاللَّام ثَلَاثُونَ وَالْمِيم أَرْبَعُونَ وَالرَّاء مِائَتَانِ فَهَذِهِ إِحْدَى وَسَبْعُونَ وَمِائَتَانِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ لَبَسَ عَلَيْنَا أَمْرُك يَا مُحَمَّد حَتَّى مَا نَدْرِي أَقَلِيلًا أُعْطِيت أَمْ كَثِيرًا. ثُمَّ قَالَ قُومُوا عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو يَاسِر لِأَخِيهِ حُيَيّ بْن أَخْطَب وَلِمَنْ مَعَهُ مِنْ الْأَحْبَار مَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّهُ قَدْ جَمَعَ هَذَا لِمُحَمَّدٍ كُلّه إِحْدَى وَسَبْعُونَ وَإِحْدَى وَثَلَاثُونَ وَمِائَة وَإِحْدَى وَثَلَاثُونَ وَمِائَتَانِ وَإِحْدَى وَسَبْعُونَ وَمِائَتَانِ فَذَلِكَ سَبْعمِائَةِ وَأَرْبَع سِنِينَ؟ فَقَالُوا لَقَدْ تَشَابَهَ عَلَيْنَا أَمْره فَيَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْآيَات نَزَلَتْ فِيهِمْ " هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْك الْكِتَاب مِنْهُ آيَات مُحْكَمَات هُنَّ أُمّ الْكِتَاب وَأُخَر مُتَشَابِهَات" فَهَذَا الْحَدِيث مَدَاره عَلَى مُحَمَّد بْن السَّائِب الْكَلْبِيّ وَهُوَ مِمَّنْ لَا يُحْتَجّ بِمَا اِنْفَرَدَ بِهِ ثُمَّ كَانَ مُقْتَضَى هَذَا الْمَسْلَك إِنْ كَانَ صَحِيحًا أَنْ يَحْسِب مَا لِكُلِّ حَرْف مِنْ الْحُرُوف الْأَرْبَعَة عَشَر الَّتِي ذَكَرْنَاهَا وَذَلِكَ يَبْلُغ مِنْهُ جُمْلَة كَثِيرَة وَإِنْ حُسِبَتْ مَعَ التَّكَرُّر فَأَطَمّ وَأَعْظَم وَاَللَّه أَعْلَم. اهـ
2) ومن المعاني الباطلة أيضا استغلال بعض المبتدعة والزنادقة لورود عدد معين في القرآن، من أجل تعظيم ذلك العدد، وإحداث عبادات مبتدعة مرتبطة بهذا العدد، كهذا الدكتور الضال الذي ادعى أن العدد 19 له خصوصية في القرآن، لقوله تعالى (عليها تسعة عشر) ولأن حروف البسملة تسعة عشر، ثم أخذ يستعمل الحاسب في استخراج أشياء من هذا القبيل ككون الحرف الفلاني تكرر في السورة الفلانية كذا مرة وهذا من مضاعفات الـ 19، ثم خلص في النهاية إلى أن المسلمين عليهم أن يصوموا 19 يوما ويتقربوا بـ 19 من كذا وكذا من العبادات، وهذا لا ريب أنه من البدع والضلالات، وبوسع كل إنسان لو فتش وحسب أن يستخرج مثل ما استخرج هذا المبتدع ولكن لأعداد أخرى.
3) وكذلك تعظيم بعض الجماعات الإسلامية للعدد 40 لأنه ورد في قوله تعالى (فتم ميقات ربه أربعين ليلة) فاستحبوا تخصيص هذا العدد بأشياء من الخير تفعل 40 يوما أو مرة، ونسي هؤلاء أن النفساء كانت تترك الصلاة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ليلة أيضا، فالخلاصة أن هذا المسلك مسلك بدعي، ولو كان فيه خير لسبقنا إليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ووردود العدد أو مضاعفاته في القرآن لا يعني إحداث عبادات متعلقة به، ولا يعني التعظيم لهذا العدد، فلا مزية له على غيره.
هذا ما لديّ، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو يارا]ــــــــ[28 May 2003, 05:26 م]ـ
اخي أحمد القصير اشكركم على تجاوبكم وارشادي للمرجع.
اخي عبدالرحمن الشهري لاعدمناك وسوف ارجع للكتاب الذي تفضل الاخ احمدبالاشارة اليه.
ـ[ابو يارا]ــــــــ[28 May 2003, 05:40 م]ـ
اخي الكريم أبو خالد السلمي اشكركم على التفصيل المفيد في هذا الموضوع الشائك الذي اصبح يستعمل في معان صحيحة، وفي معانٍ باطلة كما ذكرتم، والغريب ان كثير من الاخوان المشهود لهم بالعلم والصلاح انجرفوا بشكل كبير للاستشهاد بكل مايحدث في الكون على انه ذكر ضمناً في القرأن الكريم وتجدهم ينافحون عن هذا الرأي بكل ما لديهم من حجج معظمها واهيه.
ـ[القميحي]ــــــــ[29 May 2003, 03:17 م]ـ
جزى الله الاخ ابا خالد خير الجزاء على تفصيله، غير أن قضية الحديث في قضية الاعجاز العلمي يحتاج إلى التمهيد بقضايا اخرى ومحاولة حسمها لإنها تمثل مقدمات لقضية الغعجاز العددي منها:
1 - حساب الجمل، ما هو؟ وما هو تاريخه، ومدى اعتباره، وهل هو علم مقرر بمعنى له قواعد وأسس وآليات أم لا؟
2 - اهتمام السلف بهذا العلم فأن اوجه إعجاز القرآن لا تعد ولاتحصى فهل ذكر سلفنا الصالح وجها من هذا الإعجاز أو حتى على الأقل أشاروا إليه؟
3 - ما مدى إمكانية أن يضاف هذا العلم إلى نوع الإعجاز العلمي وإجراء الشروط التي اشترطها العلماء في تحقق الاإعجاز العلمي؟
وللفائدة هناك رسالة لأحد طلاب الدراسات العليا في جامعة اليرموك بعنوان (الإعجاز العددي بين الحقيقة والوهم) وأنا في الحقيقة لم أطلع عليها ولكن سمعت عنها وقد ذكر لي من أخبرني بها انها ليست رصينة من الناحية العلمية وقد اتجه صاحبها إللى الرد على صاحب مركز نون للدراسات القرآنية وصاحبه بالمناسبة من المدافعين بحماس عن فكرة كون الإعجاز العلمي من الوجوه المعتبرة للقرىن وله في ذلك دراسات وبحوث لا تخلو من نقد ونظر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 04:17 م]ـ
أخي الكريم أبا عبدالرحمن وفقه الله
هذا موقع من المواقع التي تبني على مسألة الإعجاز العددي أموراً كثيرة، منها ما يقبل ومنها ما يتوقف فيه.
وهو مركز نون للدراسات القرآنية برام الله في فلسطين الحبيبة، ردها الله إلينا.
مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية ( http://www.islamnoon.com/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[03 Jun 2003, 02:14 م]ـ
حول موضوع الإعجاز العددي هناك رسالة ماجستير في جامعة أم القرى / قسم الكتاب والسنة بعنوان:
دراسات في الإعجاز العددي بين الماضي والحاضر، إعداد الباحث / مصطفى عمر علي الكندي، نوقشت عام / 1408 هـ.
وقد اطلعت عليها على عجل وهي جيدة بشكل عام، لكن الباحث لم يستوعب نقد الكتب التي صدرت في شأن هذا الموضوع وذلك لتقدم تاريخ الرسالة.(/)
نظرات في أعمال المحققين لكتب التراث.
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[25 May 2003, 11:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حمداً يليق بجزيل عطائه ونعمائه، وجم فضائله وآلائه، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير رسله وأنبيائه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه خير أتباعه وأصفيائه وأوليائه، وبعد:
فقبل البداية في موضوعي هذا، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى القائمين على هذا الملتقى العلمي الرائع، الذي أسأل المولى جلت قدرته أن ينفع به، وأن يجزي القائمين عليه خير الجزاء، إنه سميع مجيب.
في بداية طرحي هذا أود أن أقول بأنه لا شك أن طالب العلم الحريص على اقتناء الكتب، وتقصي أخبارها تتكون لديه خبرة جيدة في معرفة دور النشر، وتمييز التجارية من غير التجارية، وكذلك تتكون لديه معرفة قوية بالطبعات المتميزة، من حيث قلة السقط والغلط أو عدمه، ومن حيث جودة التحقيق والدراسة، ومن حيث صنع الفهارس العلمية، إلى آخر ما هو معلوم أهميته في الكتب خصوصا الكبيرة منها.
و موضوعي هذا يدور على جزئية من هذه الجزئيات المهمة التي ينبني عليها كثير من الأمور السابقة ــ أعني ماسبقت الإشارة إليه من جودة التحقيق وقلة السقط والغلط ... الخ ــ، وهذه الجزئية هي الاستفهام عن بعض المحققين الذين صدر لهم الكثير والكثير جدا من التحقيقات والتعليقات والعنايات، والتي تثير الكثير من الاستفهامات لدي.
وأنا في موضوعي هذا لا أتهم أحدا ــ حاشا وكلا ــ ولكن قلت في نفسي لعل بعض الإخوة الأكارم في هذا المنتدى المبارك لهم معرفة بهؤلاء المحققين، أو بأي طريق يوصل إلى معرفة حقيقة هذه التحقيقات.
ومعرفة حال هؤلاء المحققين وحال هذه التحقيقات يحتمل أمورا عديدة، منها:
1/ أنه قد يكون التحقيق أو التعليق أو التخريج قام به بعض المبتدئين أو غير المجيدين، ثم تقوم بعض الدور بنسبة هذا العمل لأحد المحققين النشيطين دون علمه، فتقوم هذه الدار باستغلال اسمه، وهذه الحالة فيها إساءة للمشتري وغش له، كما أن فيها إساءة للمحقق المستغل اسمُه أيضاً.
2/ أن يكون التحقيق قد قام به أحد المحققين الأفاضل، وبذل فيه مجهودا كبيرا، ثم تقوم بعض الدور أو من يعمل بها أو غيرهم من عديمي المروءة وقليلي التقوى بسرقة هذا العمل، ونسبته إلى أسماء ملفقة أو إلى السارق نفسه، أو إبهام ذلك بقول قام بتحقيقه مجموعة من المحققين أو ما شابه ذلك، وهذه الحالة سيكون الضرر على المحقق الأصلي أما المشتري فسوف يكون مستفيدا، وهذه أهون من سابقتها من جهة، وأسوأ من أخرى.
3/ أن يكون التحقيق فيه سرقة لجزء من التحقيق الأصلي، ثم تقوم الدار بتلفيق الباقي، وهذا عين الغش، فقد يخدع المشتري بتصفحه للأجزاء الأولى من التحقيق، فيشتري هذا العمل ثم يفاجأ برداءة الأجزاء الأخيرة منه.
وغير هذه الاحتمالات كثير، وسوف أذكر بعض الأسماء، ليس على سبيل الاتهام، ولكن على سبيل الاستفهام:
1/ علي محمد معوض.
2/ عادل أحمد عبدالموجود.
3/ مشاركة الدكتور عبدالفتاح أبو سنة في بعض التحقيقات.
4/ خليل مأمون شيحا.
5/ مصطفى عبدالقادر عطا (لست متأكدا من الاسم).
هذه الأسماء التي تحضرني الآن، وأخص من هذه الأسماء الأول والثاني والرابع، وبالذات الأول والثاني، حتى أنني في بعض الأحيان أشك في وجود رجلين بهذا الاسم.
وأرجو ممن لديه إضافة أو تصحيح أو توجيه أن يدلي بدلوه، و سأكون له من المجلين الشاكرين.
والله من وراء القصد.
ـ[مرهف]ــــــــ[27 May 2003, 12:35 م]ـ
بسم الله:
أخي الكريم أبا أحمد: يزيد الخير كلما انضم جديد مفيد في الملتقى ومشاركة مباركة تدخل في باب النصح للمسلمين وأنا معك في بعض الأسماء، فعادل عبد الموجود وشركاه سمعت من عدة مصادر خبيرة بالطباعة تقول بأنهما يمتلكان ورشة تحقيق، يسرقون المخطوطات التي يقوم بتحقيقها مختصون فيسارعون بإخراجها بشكل تجاري، ولعل بعض من ذكرت يطبق عليهم الورشات التجارية للتحقيق فعبد القادر عطا خرج له في فترة وجيزة تحقيقات كثيرة منها السنن الكبرى للبيهقي وفيه ما فيه ـ وهو طباعة دار الكتب العلمية،ـ أضف إلى أنه يخرج كتباً مصورة من نسخ قديمة طبعت في مطابع قديمة في مصر أو سوريا أو الهند وبتحقيق ومراجعة علماء في هذا الشأن فيخرجها مصورة وقد كتب عليها: (تحقيق عبد القادر عطا)؟.
وأضيف إلى هذه الأسماء عبد المعطي أمين القلعجي الذي حقق ـ كما على صفحة الغلاف ـ كتباً كثيرة وكبيرة مثل:
ـ الأم للإمام الشافعي.
ـ شرح صحيح مسلم.
معرفة السنن والآثار للبيهقي.
الاستذكار لابن عبد البر.
دلائل النبوة.
وغير ذلك كثير فما رأيكم به؟.
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[27 May 2003, 05:50 م]ـ
حياك الله أخي الكريم مرهف.
والله إن هذه البلية لهي من البلايا التي يندى لها الجبين، وتتفطر لها قلوب المؤمنين.
ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
أرجو من الأخوة الأكارم النفاعل مع الموضوع، لكي نتبين أكثر ونعرف المزيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 06:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام وفقهم الله
اشكركم على طرح مثل هذا الموضوع، ولكن أحب التنبيه على أمور:
الأول: العدل والإنصاف سمة مميزة للمسلم، وطالب العلم أولى الناس بالاتصاف بهذه الصفة.
ثانياً: الوقوع في الناس يحتاج إلى بينة ظاهرة، ولا يكفي فيه عبارات مبهمة مثل (ألا تلاحظ؟!) , (ألم تر؟!). بل لا بد من التحقق تماماً. فإن لم يكن هناك بينة، فليس من الضرورة انتقاد الآخرين.
ثالثاً: أنني أتفق معكما في أن دور النشر العربية مليئة بالقصص الغريبة، ومن يقرأ كتاب (هموم ناشر عربي) وغيره من الكتب التي كتبت حول ذلك يجد بعضاً من ذلك. ولكن نحن هنا نهدف - فيما يبدو لي - من خلال مناقشة هذا الموضوع إلى أمور تهمنا وهي:
- معرفة أفضل التحقيقات لبعض الكتب ليقتصر عليها.
- معرفة أهل العناية والتدقيق من المحققين ليعتنى بما يكتبون.
- التحذير من بعض المحققين الذين يفسدون الكتب بما يسمونه هم تحقيقاً ليتنبه لهم. دون الدخول في السب والشتم الذي لا يليق بنا جميعاً. فهذا الملتقى المبارك الذي جمع أمثالكم يقرأ فيه كثير من العلماء الذين تنبو أعينهم عن ألفاظ السباب والغمز مهما كان المبرر. ومعلوم لديكم جميعاً أن الشتم بضاعة خاسرة، لا يتاجر فيها إلا أهل الجهالة، وأما أهل العلم فلديهم من العلم والأدلة والأدب ما يغنيهم عن ذلك، ولا أظن جميع أعضاء الملتقى إلا من هذه الفئة المباركة.
رابعاً: لا تكتب عن أحد نقلاً عن أحد الثقات، أو رجل من العرب!!. بل اكتب عما تعلمه علماً لا جهالة معه، وإلا فلا تكلف نفسك التحذير من كتاب لم تقرأه بنفسك، أو محقق لا تعرف عنه شيئاً. وسيكفيك غيرك ممن قرأ الكتاب، أو خَبَرَ المحقق؛ فإن الإنسان لا يستطيع أن يقول كل شيء.
خامساً: أن باب الجرح والتعديل باب عظيم كما حذر منه العلماء من السلف والخلف، فإياك والوقوع في الناس بغير بينة، وإن كانت لديك بينة وليس هناك فائدة من انتقاد الآخرين فما لنا ولهم؟ عفا الله عنهم.
سادساً: مراعاة الأسلوب الهادئ في النقد والمناقشة، دون الإكثار من علامات التعجب، وعلامات الاستفهام، والإكثار من الحوقلة، والاسترجاع، والتحسر والتأسف على الأمة الإسلامية. فهذه لا تزيد في مصداقية النقد شيئاً، وإنما تستفز القارئ، وربما تدفعه للإعراض عن النقد، والاستفادة منه. ولا سيما أنه ليس هناك أحد خال من العيوب والأخطاء مهما أوتي من العلم، بل تكثر المؤاخذات للمكثرين من المشاركة والتصنيف، وقديماً قيل: من ألف فقد استهدف. جعلنا الله وإياكم من أهل الإنصاف.
سابعاً: أن هناك عدد كبير من الكتب التي طبعت ونشرت الآن مثل كتاب اللباب لابن عادل، الذي شاركت في تحقيقه أخي مرهف. هل تتوقع أنك كنت ستتفق مع الزملاء الذين شاركوك في التحقيق على طباعة الكتاب بيسر وسهولة؟ أظنك تشاركني في صعوبة ذلك. لما طبع الآن، يسر الأمر على طلاب العلم، وطالب العلم سيتنبه لكثير من الأخطاء الظاهرة، ولعلكم ستنفردون ببعض الملاحظات الدقيقة كالسقط ونحوه. لكنه يبقى عملاً نافعاً.
كتاب البسيط للواحدي كتاب ثمين، وقد انتهى عدد من طلاب الدكتوراه من تحقيقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ولكنه بقي حبيس أدراج الباحثين، ولم ينتفع به إلا القليل جداً، فلو قامت أي دار نشر بطباعته لأحسنت إلى طلاب العلم، مع ما قد يحدث من الخلل والخطأ. وقد طلبت من عدد من الذين شاركوا في تحقيقه أن يتفقوا على طباعته، ولكن يبدو أن الأمر عسير، فبمجرد مناقشة الباحث للرسالة قل أن يلتفت إليها.
وقد بلغني أخيراً أن كتاب البسيط للواحدي يطبع الآن في مصر، يسر الله رؤيته مطبوعاً.
اسأل الله العظيم لكم التوفيق والسداد.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 May 2003, 06:37 م]ـ
الإخوة المشاركين في هذا الموضوع ..
نشكر لكم هذا الحرص والتدقيق في طبعات الكتب ولي مأرجو مراعاتها:
1 - نرجو عدم الإجمال ورمي التهم بل المراد هو النقد الدقيق والوقوف مع الأمثلة.
2 - نرجو أن يكون الاعتناء بالكتب والطبعات وتقييمها أكثر من العناية بشخصية المحقق بل المراد أن ينصب الكلام حول عمله في التحقيق ونقد هذا العمل بأسلوب علمي رصين.
3 - نرجو البعد عن بعض الألفاظ التي لا تليق كالاتهام بالسرقة وغير ذلك.
4 - ينبغي تقديم العذر للمحقق وإن أخطأ إلا إن كان معروفاً بالجهل والتجاسر على كتب العلماء.
5 - لا نريد أن يكون هذا المنتدى متخصصاً في النقد أكثر منه في البناء.
6 - أرى بديلاً عن هذا الموضوع أو متمماً له أن نطرح أسس التحقيق العلمي لكي يقاس عليه ما هو موجود بالطبعات.
7 - كما أرى أن من البديل أو المتمم الكلام عن المحققين المشهورين بالدقة والعناية والعلم ليُحرص على طبعاتهم وتحقيقاتهم.
والله يتولاكم برعايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2003, 08:13 م]ـ
بسم الله
أضم صوتي إلى صوت أخويّ الكريمين عبدالرحمن وفهد وفقهما الله.
وأضيف بأن النقد يستطيعه كل أحد، بخلاف النقد البناء الذي يبنى على الصدق في النصيحة، والتثبت في الحكم؛ فإنه عزيز عزيز.
وكم نسمع من أناس نقداً لاذعاً، واتهامات فيها عمومية، مع افتقارها إلى الدقة. ولو أنك سألت صاحبها: هل قرأت الكتاب؟ أو هل نصحت من تتهمه مع تيسر نصيحته؟ لكان الجواب بالنفي.
وعلى كل ٍ؛ الاعتدال مطلوب، والانصاف عزيز.
ولو أننا تأملنا قوله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم) لكانت كافية في دعوتنا إلىترك الكثير مما تنطق به ألسنتنا، أو تكتبه أقلامنا. والله المستعان.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل النصح والإنصاف.
ـ[المحرر]ــــــــ[27 May 2003, 09:15 م]ـ
هنا بعض بغيتكم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?forumid=19
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[28 May 2003, 01:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع، وأسأل الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.
ولكن يا أخوتي الأفاضل في البداية أرجو أن تحددوا من تعنون بهذا الانتقاد.
فإن كنتم تقصدونني.
فأنا أوضحت مقصدي مرتين في ثنايا كلامي، وهو الاستفهام لا الاتهام، ولكن عفا الله عنكم.
فأنا لم أتهم أحدا، ولم أشتم أحدا، ولم أسب أحدا، ولكني رأيت في هذا المنتدى من أحسب أن لديه خبرة في التحقيقات والمحققين، وسألت كي أتبين فقط لا غير.
فهناك ممن ذكرت أسماءهم بالأعلى، تجد أسماءهم مذكورة على الغلاف، وإذا قرأت مقدمة التحقيق وجدت أن من قام بالعمل مجموعة التحقيق بدار كذا أو مؤسسة كذا.
وبعضهم يذكر اسمه على الغلاف، ويقال تحقيق وتعليق فلان، ثم لا تجد في الكتاب حاشية واحدة.
ثم إذا أردنا أن نتبين عن حالهم دون أن ننتقدهم أدنى انتقاد يأتي كل واحد منكم ويتفلسف ويبهرج الكلام ويزينه، ويعطي مقدمات في الجرح والتعديل ويكثر الكلام، ويحاول الاستفزاز.
يا إخوتي وأحبتي الأكارم، هل إذا قلنا بأن تحقيقات فلان أو علان ليست بتحقيقات علمية أو أنها ليست له، هل نعتبر غير منصفين، أو أنا لم نلتزم حدود النقاش الهادئ أو غير ذلك من الأمور الكثيرة التي سطرتها أناملك الكريمة أعلاه.
أرجو يا إخواني الأكارم أن نكون ممن يعي ما يقرأ، ويعي ما يكتب، ولا نكون ممن يهتم يتنميق الألفاظ وتحسينها، فنحن في ملتقى علمي.
كان المقصد من طرح الموضوع التعليق بيسير العبارة عن هؤلاء المحققين ممن كان لديه عنه علم أو خبر.
أما إن كنتم تقصدون الأخ الكريم ((مرهف)).
فإني أرى بأنكم أنتم من لم يلتزم النقد البناء والنقاش الهادئ، فكان يكفي أن تقولوا: أخطأت في كذا، ثم توجهون التوجيه المطلوب. أما أن تكتبوا هذا الكلام وتطيلوا الحديث، فهذا أمر ليس برشيد، وكان كلام الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري كافيا وافيا، ولكن لا أقول إلا عفا الله عنكم وغفر لكم.
أرجو من المشرف الكريم إن كان يرى أن الأمر زاد عن حده في هذا الموضوع أن يحذفه، حفاظا على جو المنتدى العلمي الرائع.
أرجو غاااااااية الرجاء ممن لديه رد أو توجيه أو نقد أن يتفضل ولا يبخل، والله يرعاكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2003, 09:35 ص]ـ
بسم الله
أخي أبا أحمد وفقني الله وإياك
الذي أعتقده أن الجميع لم يريدوا إلا خيراً
والذي أعلمه أن الجميع لم يخرجوا عن أدب النقاش والحوار.
والذي أقصده ويقصده إخواني فيما أحسب هو أن يكون الكلام عن أي تحقيق، أو عن أي محقق منضبطا بضوابط منهجية تجعل النقد أو الحكم أقرب ما يكون إلى العدل والإنصاف.
مع موافقتنا لفكرتك، وشكرنا لاهتمامك فنحن لن نقصد أحداً بعينه، وإنما أردنا التوضيح والبيان، والله المستعان.
وأرجو أخي أبا أحمد ألا تفهم كلام الإخوة الكرام على غير وجهه، وأظن أن في قولك: (فإني أرى بأنكم أنتم من لم يلتزم النقد البناء والنقاش الهادئ، فكان يكفي أن تقولوا: أخطأت في كذا، ثم توجهون التوجيه المطلوب. أما أن تكتبوا هذا الكلام وتطيلوا الحديث، فهذا أمر ليس برشيد) شيئاً من المبالغة.
وعلى كل؛ أرجو أن تتسع صدورنا جميعاً للحوار، ورحم الله من نصحنا، وأهدى إلينا عيوبنا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2003, 02:58 م]ـ
أخي الحبيب أبا أحمد الجنوبي وفقه الله ورعاه
سامحني يا أخي إذا كنت أسأت في العبارة، فأنا لم أقصدك معاذ الله ولم أقصد الشيخ الكريم الأخ مرهف! وإنما قصدت إلى تذكير نفسي بمثل هذه الضوابط لمن سيكتب في هذا الموضوع مستقبلاً من أمثالي من الذين يتقحمون الكتابة في مثل هذه الأمور بلا بينة، ولا يقين.
وعلى كل حال أبشر بالحق إذا كنت شعرت بأي نوع من الإساءة وفقك الله. ولا تلمني على ركاكة قلمي، وسوء فهمي.
والذي يبدو أنني كتبت والشيخ الكريم فهد الوهبي معاً لأنني عندما شرعت في الكتابة لم أجد مشاركته، وهو كذلك ولو رأيت كتابته لاكتفيت بها. وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى.
وأحب أن أشير هنا إلى أمر مهم وهو أننا نريد الحديث في هذا الملتقى عن تحقيقات كتب التفسير وعلوم القرآن وما يتعلق بها، بينما رأيت في الرابط الذي وضعه الأخ الكريم (المحرر) في ملتقى أهل الحديث حديثاً عن كل الكتب تقريباً وخاصة كتب السنة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[28 May 2003, 05:53 م]ـ
الحمدلله وبعد:
يعلم الله عز وجل أنني عندما قرأت ردود الإخوة الأكارم، أنني أحسست بالخجل، وذلك لأدبهم الجم وخلقهم الرفيع في ردهم عليّ، ولعلي أنا من أخطأ الفهم، لأني رأيت الكلام عاما، ولكن أسأل الله عز وجل أن يعفو عني وعنكم.
وأرجو من الإخوة الأكارم الذين ردوا علي جميعهم التماس العذر لأخيهم، والله يحفظكم ويرعاكم.
أخوكم أبو أحمد الجنوبي.
ـ[مرهف]ــــــــ[29 May 2003, 03:20 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
لقد غمرتني الفرحة، وأصابني شعور بالسرور لا أجد العبارات تسعفني في وصف حالتي عندما قرأت تعليقات الأخوة الأفاضل، وصراحة انقطعت عن النت فترة لم أفتح على الملتقى وأقرأ فيه إلا عابر سبيل بسبب المشاغل المتراكمة، وأحسست بالذنب في عدم المسارعة بالاعتذار مما بدر مني سواء كنت المقصود أنا أم الأخ الفاضل أبا أحمد جزاه الله خيراً، ولعل عذري إن صح هو ما ورد عن سلفنا الصالح رضي الله عنهم العبارة المشهورة: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).ولم يكن القصد ـ والله يعلم ـ التشفي أو التشهير أو شيئا مثله معاذ الله بل لقد أثار أخي الفاضل أبو أحمد حفظه الله كامناً في نفسي غيرة على العلم والدين ممن يتاجرون به، وأقترح في هذه المناسبة أن يكون الموضوع هو ذكر المحققين الذين يعتمد عليهم حتى يميزوا ويعرفوا وبذلك نبعد الباطل عن الذاكرة وكما ورد عن الإمام أحمد رضي الله عنه: (أميتوا الباطل بعدم ذكره) وجزاكم الله خيراً مع رجاء الدعاء للمسلمين ولي بخير مع عميق اعتذاري قال الله تعالى:) وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) (الاسراء:53) وقال الشافعي رضي الله عنه:
لا خير في الدنيا إذا لم يكن فيها صديق صدوق صادق الوعد منصفاً
ـ[الراغب]ــــــــ[29 May 2003, 03:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ماكتبه أخونا أبو أحمد الجنوبي لامس شغاف القلب من حيث بيان التلاعب بكتب أهل العلم بسم التحقيق و (المتشبِّع بما لم يُعط كلابس ثوبَي زور)، ولقائلٍ أن يقول: هؤلاء وإن أساءوا من جهة فقد أحسنوا من جهة إخراج الكتاب ورؤيته للنور. والجواب: يجب أن يُدرك كل امرئٍ أنَّ الخطأ قرينُ ابن آدم شاء أم أبى؛ ولكن يكون الاعتذار له بعد اجتهاده طلباً للصواب وإن أخطأ الطريق (إذا احكم فاجتهد فأصاب كان له أجران فإن أخطأ كان له أجر) فهل أمثال هؤلاء مُجتهدون؟! سيما وأن أغلب أسمائهم مُستعارة فلاغيبة!! وإن سلَّمنا بصراحة الاسم ف:
الذم ليس بغيبةٍ في ستةٍ متظلَّمٍ ومُعرِّفٍ ومُحذِّر
ولِمظهرٍ فِسقاً ومُستفتٍ ومَن طلب الإعانة في إزالة منكَر فاجعل هؤلاء تحت أي صنفٍ شئت.
ثم كم حرَم أمثال هؤلاء طُلابَ الرسائل العلمية من هذه المخطوطات بسطوهم عليها وإساءة إخراجها فهم كالمُنبتّ لاأرضاقطع ولا ظهراً أبقى، وإبراز أسمائهم من النصح للمسلمين، وباب الورع واسع فمن ولجه فلايُثرِّب على غيره ممن يبتغي الأجر بالنُّصح وهو الظنُّ به.
إضفاءً لما سبق أحثُّ الإخوة على تحرِّ الدقة في شراء الكتب من حيث معرفة المحقق وهم كُثُر بحمد الله، ومن حيث جودة الناشر ومبنى ماسبق قائمٌ على الاستشارة لاسيما وأن الكتاب سيبقى لك مابقيت وربما لمن بعدَك ومن أمثل مَن رأيت نُصحاً وأمانةً أخٌ سوري يُكنى أبا محمود (لاأعرف اسمه) في دارأطلس شارع السويدي العام، فقد يُشير بكتابٍ عند غيره، وقد لايُشير بكتابٍ هو عنده! بارك الله فيه.
أختم بالتحذير من ثلاث دور نشر يجعلها المشتري كالكي!! أولها وأسوؤها دار الكتب العلمية ثم دار الفكر ثم دار المعرفة .. أسماء مملكةٍ في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ
ثم يحدر من الموضة الجديدة (مركز الدراسات والبحوث) وثَمَّ إضافةٌ بأسماءَ أرى عدم الحرص على شراء مادُبِّج بأسمائهم: د. عبد الغفار البنداري، وسيد كسروي حسن، ومحمد بن عبدالسلام شاهين هداهم الله للحق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
نكتفي بهذا وندخل إلى موضوعنا بعد هذا الأخذ والرد الذي لا يخلو من فائدة إن شاء الله، وجزى الله الجميع خيراً، وزادنا وإياهم علماً وأدباً وإخلاصاً، فالعلم وحده ليس كافياً دون حسن الخلق، وسلوك الأدب.
ورحم الله شاعر النيل عندما أرسلها للناس حكمة حذاء تملأ كل أذن حكمةً فقال:
لا تحسبن العلم ينفع وحده ... مالم يتوج ربُهُ بخلاقِ
ونشرع مستعينين بالله، فنقول إن هناك طبقة من عظماء الرجال، جاهدوا في سبيل نشر التراث جهاداً صادقاً دؤوباً، من أهل الشام، ومن أهل مصر، ومن أهل العراق، ومن غيرهم.
ومن أنبه محققي الشام الذين كان لهم فضل الريادة في ذلك أمثال:
- محمد أمين الخانجي صاحب الدار المشهورة.
- ومحب الدين الخطيب خال علي الطنطاوي رحمهم الله.
- ومحمد منير الدمشقي.
- وحسام الدين القدسي.
وقد نزل هؤلاء مصر، واتصلوا بعلمائها، وعملوا على طباعة الكتب ونشرها، وتأثروا بتلك الروح التي سرت في مطبعة بولاق الشهيرة من نشر الأصول والأمهات من كتب التراث، مع العناية بدقة التصحيح، وأمانة الأداء، وإن كانت قد تخلصت من الشكل الطباعي القديم المتمثل في طبع الكتب بهامش الكتاب الأصلي.
وأهم ما يميز منشورات هذه الطبقة الحرص على ذكر مخطوطات الكتاب، ووصفها، إلا أنها لم تعن بالفهارس الفنية لما تنشره، إلا بعض ما نشره الخانجي ومحب الدين الخطيب.
وممن يتصل بهذه الطبقة شيخان فاضلان وعالمان جليلان:
الأول: الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.
حامل لواء الدعوة السلفية في مصر، ومؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، وقد أنشأ مطبعة السنة المحمدية، ونشر فيها مؤلفاته وكثيراً من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وكتب الحنابلة وطبقات رجالها.
والثاني: الشيخ النحوي محمد محيي الدين عبدالحميد رحمه الله.
الذي يعد صفحة حافلة من تاريخ نشر التراث العربي، فقد قدم وحده للمكتبة العربية ما لم تقدمه هيئة علمية مدعومة بالمال والرجال. وله حديث يطول رحمه الله وجزاه خير الجزاء.
وجاءت بعد ذلك مرحلة من مراحل التحقيق هي ما يسمى بمرحلة دار الكتب المصرية، وتأثرت بمنهج المستشرقين الصارم في التصحيح والتحقيق.ومن أهم رجال هذه المرحلة:
- أحمد زكي أبو شادي.
- والشيخ الجليل أحمد الزين.
- والشيخ عبدالرحيم محمود.
- ومحمد عبدالجواد الأصمعي.
- وأحمد عبدالعليم البردوني، وغيرهم.
وهذه المرحلة مرحلة نضج فيها نشر الكتب، حيث اعتنت باصطناع الوسائل الفنية المعينة على إخراج كتب التراث إخراجاً صحيحاً، دقيقاً يقوم على جمع نسخ المخطوط، والمفاضلة بينها، ثم اتخاذ إحدى هذه النسخ أصلاً، مع العناية بالفهارس عناية كبيرة.
ثم جاء بعد ذلك مرحلة من أخصب مراحل النشر العلمي للكتب في كل الفنون، ومن هذه الطبقة، بل من أهم رموزها:
- العلامة أبو الأشبال أحمد محمد شاكر رحمه الله، وهو علم من أعلام التحقيق والعلم قل أن يتكرر رحمه الله.
- وأخوه شيخ العربية أبو فهر محمود بن محمد شاكر، وهو صاحب منهج فريد في التحقيق يحتاج إلى وقفات.
- والأستاذ المحقق عبدالسلام محمد هارون، الذي أخرج كتب الجاحظ، وعشرات الكتب الأمهات.
-والأستاذ المحقق السيد أحمد صقر. رحمهم الله جميعاً فقد ماتوا كلهم، وآخرهم موتاً الشيخ محمود شاكر.
وكل واحد من هؤلاء يستحق أن يفرد بحديث مستقل، يبرز جهوده في خدمة كتب العلم، مع حرصنا على الذين اعتنوا عناية فائقة بتحقيق كتب التفسير والدراسات القرآنية وما يتصل بها. مثل آل شاكر وجهدهم في تحقيق تفسير الطبري، وقد أشرت لبعضه في مشاركة سابقة على هذا الرابط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) .
وحتى لا يذهب بنا الحديث أريد في هذه المشاركة أن أقصر الحديث على أحد رجالات هذه الطبقة، وهو من المحققين المتميزين الذين أثروا المكتبة بتحقيقاتهم الماتعة:
وهو الأستاذ / السيد أحمد صقر رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
واسمه اسم مركب (السيد أحمد)، وقد تخرج في/من كلية اللغة العربية عام 1944م. وقد بدأ بالاشتغال بالتحقيق والنشر من صدر شبابه منذ عام 1353هـ =1935م. وكان حينها طالباً بالقسم الثانوي بالأزهر، وهو أديب مجيد، لكنه انصرف إلى تحقيق التراث، متجهاً إلى تحقيق الأصول، ثم كانت عنايته أخيراً بعلوم الحديث ومصنفاته، بعد أن توفي العلامة أحمد شاكر رحمه الله.
وهذا المحقق، من أقدر الناس على تقديم كتاب، وتقويم نص، وتوثيق نقل، وتخريج شاهد، واستقصاء خبر، ثم إن له من وراء ذلك علماً جامعاً بالمكتبة العربية، وإدراكاً للعلائق بين الكتب.
والحديث عنه يطول، وهو من طبقة المحققين المتقنين الذين حققوا عدداً كبيراً من كتب السلف وكثير منها في الدراسات القرآنية واللغوية والأدبية.
الكتب التي حققها أو شارك في تحقيقها:
1 - تأويل مشكل القرآن لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 276هـ رحمه الله. وقد نشره قبل سنة 1378هـ، وله طبعات كثيرة، وهذه النشرة أجود نشرات الكتاب، ومن قرأ تقديمه للكتاب عرف قدر الرجل وتحقيقه.
2 - غريب القرآن لابن قتيبة أيضاً، وقد نشره سنة 1378هـ وله طبعات كثيرة كذلك.
3 - إعجاز القرآن لأبي بكر الباقلاني المتوفى سنة 403هـ. وقد نشره سنة 1374هـ، وطبعته دار المعارف ضمن سلسلة ذخائر العرب (12). وقد قدم له بدراسة شاملة للكتاب والمؤلف والمؤلفات في إعجاز القرآن عول عليها كثيراً من كتب بعده رحمه الله.
4 - أسباب النزول للإمام الواحدي رحمه الله، المتوفى سنة 468هـ. وهذه النشرة هي أجود نشرات الكتاب على كثرتها. ولها قصة طريفة ذكرها الدكتور محمود الطناحي في كتابه القيم (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) ص102
5 - الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها للعلامة أحمد بن فارس الرازي رحمه الله، وتحقيقه لهذا الكتاب أفضل التحقيقات مع أن له تحقيقاً جيداً أيضاً للدكتور مصطفى الشويمي في بيروت صدر سنة 1963م.
6 - نقد لنشرة الشيخ أحمد محمد شاكر - رحمه الله رحمة واسعة - لكتاب ابن قتيبة (الشعر والشعراء)، وقد طبعها الشيخ أحمد شاكر في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب.
7 - نقد لنشرة الشيخ محمود محمد شاكر لكتاب محمد بن سلام الجمحي (طبقات فحول الشعراء)، وقد أجاب على ذلك الشيخ محمود شاكر في مقدمة برنامجه للكتاب، وداعبه مداعبة لطيفة رحمهم الله.
8 - الإلماع في علم الرواية والسماع للقاضي عياض اليحصبي رحمه الله، وهو كتاب في مصطلح الحديث، وتحقيقه له أجود التحقيقات.
9 - الهوامل والشوامل لأبي حيان التوحيدي، حققه بالاشتراك مع أحمد أمين.
10 - حقق كتاب مقاتل الطالبيين للأصفهاني.
11 - حقق كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي. لم يكتمل.
12 - حقق جزء من دلائل النبوة للبيهقي.
13 - حقق جزءاً من معرفة السنن والآثار للبيهقي.
14 - حقق ديوان علقمة بن عبدة عام 1353هـ.
وأعد نصوصاً كثيرة للنشر تعب في تحصيلها تعباً شديداً، ولكنه أراد أن يقرأها على مكث، ويعطيها حظها من الإتقان والإحسان، فتباطأ في إخراجها، فسبقته إليها أيدٍ كثيرة.
ومن هذه الكتب:
1 - المصنف لابن أبي شيبة.
2 - أمثال الحديث، والمحدث الفاصل بين الراوي والواعي لأبي محمد الرامهرمزي.
3 - أعلام السنن للخطابي.
4 - المصطفى المختار في الأدعية والأذكار لمجد الدين بن الأثير.
5 - والجليس والأنيس للمعافى بن زكريا النهرواني الجريري.
رحمه الله وغفر له، ومن أراد الاستزادة في هذا التاريخ فعليه بكتاب الدكتور الجليل محمود الطناحي (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) فهو من أجود من كتب في هذا الباب، وله علاقات حميمة مع الأستاذ السيد أحمد صقر.
وأرجو من الإخوة المواصلة في الحديث عن بقية المحققين وهم كثير.
ـ[الراغب]ــــــــ[30 May 2003, 01:09 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبد الرحمن على هذا الإضفاء .. وأريد التنبيه على قاعدةٍ شرعيةٍ لاأظنها تخفى وهي قاعدة التخلية قبل التحلية أو (الهدم ثم البناء) فاجعلوا ـ بارك الله فيكم ـ جزءاً للكتب الجيدة والتحقيق العلمي المؤصل، وجزءاً آخر للتنبيه على السئ من ذلك وليكن ـ كما تعودنا ـ بأسلوبٍ راقٍ مؤدب. بارك الله في الجميع.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:31 م]ـ
بسم الله:
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ على هذه المعلومات القيمة والتحقيق في ذكر المحققين وأذكر من الطبقة التي ذكرتم أخيراً ـ والله أعلم ـ شيخنا الدكتور نور الدين عتر حفظه الله، إذ له العناية الفائقة والمنهج الدقيق والصبر العريض في تحقيق المخطوطات وإخراج الكتاب على أفضل حال قدر المستطاع، واعتماده على أصح المخطوطات في التحقيق وأقربها لحياة المؤلف ومن الكتب التي حققها:
ـ علوم الحديث للإمام ابن الصلاح الشهرزوري (طبعة سادسة بتحقيق جديد وتعليقات موسعة.)
ـ المغني في الضعفاء للإمام شمس الدين الذهبي.
ـ الرحلة في طلب الحديث للحافظ أبي بكر الخطيب ط الرابعة.
شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب (الطبعة الرابعة بمقابلة جديدة على الأصل وتصحيح لأخطاء الطباعة ةتعديل جوهري للتعليقات.)
ـ إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق صلى الله عليه وسلم للنووي رحمه الله.
نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر ط ثالثة بمقابلة جديدة.
ـ هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك للحافظ عز الدين بن جماعة.
وأضيف أيضاً إلى الدور التي ينبغي الحذر عند الشراء منها: دار الخير، وأما دار الفكر فإن كان المقصود دار الفكر اللبنانية فنعم، وأما دار الفكر السورية فمن المعلوم عند من خبر طباعاتها يجدها من الدور المتميزة في الطباعة والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حيان]ــــــــ[03 Jun 2003, 08:45 ص]ـ
لا تكتب عن أحد نقلاً عن أحد الثقات، أو رجل من العرب!!.
جميلة منك يا شيخ عبد الرحمن، والمشكلة أن الكلام في مثل هذا الباب غالبه عن رجال من العرب فأضم صوتي إلى صوتك وإن كانت عبارتي لا تقف أمام عبارتك.
وأقول:
من المفيد جدا في هذا الباب موقع ثمرات المطابع ( www.thamarat.com)
والسلام
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Jan 2009, 09:48 م]ـ
هذه حقا من روائع الماضي!
لله درك يا شيخ عبدالرحمن فإنك لتزداد في قلوبنا محبة وفي عيوننا إجلالا ..
زادك الله هدى وتوفيقا وسدادا.
والشكر موصول للشيخ الذواقة أحمد بن موسى والشيخ البحاثة منصور مهران على جهودهما وإحياءهما ذكرى هذا الموضوع الثمين ..
وأرجو أن يستمر فيه الحديث لإحياء ذكرى هؤلاء النجوم الذين تفخر بهم سماء البحث والتحقيق، وتقر بهم عين كل عربي ومسلم وطالب علم.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[15 Jan 2009, 04:45 م]ـ
شكر الله للكرام جهدهم المثمر في هذا الباب.
وأضيف أن الدكتور محمودا الطناحي-رحمه الله- هو من أحسن أهل التحقيق نظرا وتطبيقا، وقد لا أبالغ إن زعمت أنه واضع علم التحقيق والنشر في هذا العصر، وقد حقق عددا كبيرا من كتب التراث تحقيقا يندر له مثيل، وكتب كثيرا حول أصول التحقيق العلمي وقواعد النشر، وقد جمعت معظم كتاباته تلك في كتابه الفريد الذي أشار إليه شيخنا المفضال الدكتور عبدالرحمن الشهري كما درب أعدادا من الباحثين المحققين المجيدين في جامعات مصرية وسعودية وعربية أخرى؛ فصاروا أعلاما في هذا الشأن يشار إليهم بالبنان.
ولا أنسى عبد العزيز الميمني الراجكوتي ومحمد الطاهر بن عاشور.
وأهل الإجادة والإحسان في هذه البابة كثر، والحمد لله، ولكن أهل الجناية والإغارة على تراث الأمة أكثر؛ فلا مناص من التحذير والتنبيه دون وصف أحد بما ليس فيه.
وهنا أمر يجدر ذكره ويحسن شكره، وهو القراءة النقدية المنصفة للكتاب فور صدوره محققا؛ لتبيان محاسنه وما عسى أن يكون قد فات المحقق أو طغى قلمه فيه مما قل أن يخلو منه عمل بشري بله كتاب مؤلف.
وهذا أمر عرف به بعض أعلام المحققين في العصر الحديث من أمثال السيد أحمد صقر، رحمه الله، وكان ذلك يؤدي إلى انتشار الكتاب سريعا بين القراء من أهل الاختصاص أو الهواة من جمهور القراء، كما كان يثير حوارا علميا رصينا بين المحقق والناقد وغيرهما؛ فتتدارك الأخطاء والهفوات في قادم الطبعات. ولا أرى كثير شيء من ذلك اليوم، ولعلي أنا المقصر عن الاطلاع على مظان ذلك. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jan 2009, 09:21 ص]ـ
أشكر أخي العزيز محمد العبادي وفقه الله على إثارة هذه المشاركة القديمة، فهي من أوئال الكتابات في الملتقى منذ ست سنوات مضت. والموضوع المثار من الموضوعات الجديرة بالاستمرار، وهي مفيدة للقارئ المتتبع تعينه على جودة الانتقاء للكتب ولا سيما مع كثرة معارض الكتب وتتابعها في العواصم العربية.
إن التدرب على النقد العلمي للكتب والتحقيقات أمرٌ في غاية الأهمية، قل من يقوم به على وجهه في زماننا هذا، ومن الشخصيات التي تجيد هذا النقد الآن ممن أعرفه هو الصديق العزيز الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي فيما تعرض له من كتب اللغة والشعر خصوصاً، وقد طبعتُ نقداته وقراءاته لبعض الكتب في مجموع مقالاته الذي سبق أن أشرتُ إليه في موضوع سابق في الملتقى.
خاطرة:
نذر عمر بن أبي ربيعة في آخر عمره أن يتوقف عن قول الشعر، وأن يعتق بكل بيت من الشعر - لو عاد إليه - مولى من مواليه. وذات يومٍ شكا إليه أحد أصحابه ما يجده فهيجه ذلك لقول الشعر، فقال هذه الأبيات الجميلة:
تَقولُ وَليدَتي لَمّا رَأَتني = طَرِبتُ وَكُنتُ قَد أَقصَرتُ حينا
أَراكَ اليَومَ قَد أَحدَثتَ شَوقاً = وَهاجَ لَكَ الهَوى داءً دَفينا
وَكُنتَ زَعَمتَ أَنَّكَ ذو عَزاءٍ = إِذا ما شِئتَ فارَقتَ القَرينا
بِرَبِّكَ هَل أَتاكَ لَها رَسولٌ = فَشاقَكَ أَم لَقيتَ لَها خَدينا
فَقُلتُ شَكا إِلَيَّ أَخٌ مُحِبٌّ = كَبَعضِ زَمانِنا إِذ تَعلَمينا
فَقَصَّ عَلَيَّ ما يَلقى بِهِندٍ = فَذَكَّرَ بَعدَ ما كُنّا نَسينا
وَذو الشَوقِ القَديمِ وَإِن تَعَزّى = مَشوقٌ حينَ يَلقى العاشِقينا
وَكَم مِن خُلَّةٍ أَعرَضتُ عَنها = لِغَيرِ قِلىً وَكُنتُ بِها ضَنينا
أَرَدتُ فِراقَها وَصَبَرتُ عَنها وَلَو جُنَّ الفُؤادُ بِها جُنونا
والأبيات في غاية الجمال، والشاهد عندي منها البيت السابع، فقد أثار أخي العبادي ببعثه لهذا الموضوع ذكريات بدء هذا المشروع المبارك الذي جمعنا بكم أيها الفضلاء. وكاتبه الأخ أبو أحمد الجنوبي لا أدري من هو، ولم أره منذ مدة طويلة، أو أنه يكتب باسم آخر غير هذا.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[21 Jan 2009, 12:06 ص]ـ
4 - أسباب النزول للإمام الواحدي رحمه الله، المتوفى سنة 468هـ. وهذه النشرة هي أجود نشرات الكتاب على كثرتها.
شيخنا الفاضل .. هل مازلتم على رأيكم في هذا الكتاب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[21 Jan 2009, 01:56 ص]ـ
أرجو قبول هذا التنبيه بصدر رحب:
قول الدكتور عبد الرحمن الشهري:
(وجاءت بعد ذلك مرحلة من مراحل التحقيق هي ما يسمى - كذا -بمرحلة دار الكتب المصرية، وتأثرت بمنهج المستشرقين الصارم في التصحيح والتحقيق. ومن أهم رجال هذه المرحلة:
- أحمد زكي أبو شادي.)
ولكن الرجل المقصود هو أحمد زكي باشا رئيس النظار.
وليس أحمد زكي أبو شادي الطبيب الشاعر
فلزم التنويه، وبالله التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jan 2009, 04:35 م]ـ
أرجو قبول هذا التنبيه بصدر رحب:
قول الدكتور عبد الرحمن الشهري:
(وجاءت بعد ذلك مرحلة من مراحل التحقيق هي ما يسمى - كذا -بمرحلة دار الكتب المصرية، وتأثرت بمنهج المستشرقين الصارم في التصحيح والتحقيق. ومن أهم رجال هذه المرحلة:
- أحمد زكي أبو شادي.)
ولكن الرجل المقصود هو أحمد زكي باشا رئيس النظار.
وليس أحمد زكي أبو شادي الطبيب الشاعر
فلزم التنويه، وبالله التوفيق.
أشكرك أستاذنا الكريم، وكنت أظنه هو نفسه الشاعر. جزاك الله خيراً.(/)
سؤال عن معنى (كان) في كتاب الله.
ـ[أبو عبد الله]ــــــــ[26 May 2003, 06:18 ص]ـ
اختلف العلماء النحويون وغيرهم في معنى (كان) لا سيما في وجودها في كتاب الله وذكرها أحيانا مع صفات الله فهل يكون للكلمة أكثر من معنى كما ذكر في بعض الأقوال أنها بعنى كان ومازال اذا كانت متعلقة بصفات الله؟
ثم هل تفيد (كان) الاستمرار بحد ذاتها؟
ثم ما رأيكم بقول القائل: (أن (كان) تفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لا غير.ولا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى ولا بقائه بل إن أفاد الكلام شيئا من ذلك كان لدليل آخر)؟
وهل في هذا المعنى اشكال عقدي؟
أرجو الاجابة عن هذه الاشكالات كلها.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[28 May 2003, 11:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذكر صاحب (البرهان في علوم القرآن ج: 4 ص: 121) الخلاف في معنى كان
فقال رحمه الله تعالى:
وقد اختلف النحاة وغيرهم في انها تدل على الانقطاع على مذاهب
1 - احدها انها تفيد الانقطاع لانها فعل يشعر بالتجدد
2 - والثاني لاتفيده بل تقتضي الدوام والاستمرار وبه جزم ابن معطي في ألفيته حيث قال:
وكان للماضي الذي ما انقطعا
وقال الراغب في قوله تعالى وكان الشيطان لربه كفورا نبه بقوله كان على انه لم يزل منذ أوجد منطويا على الكفر
3 - والثالث انه عبارة عن وجود الشيء في زمان ماض على سبيل الإبهام وليس فيه دليل على عدم سابق ولا على انقطاع طارئ ومنه قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما 3 قاله الزمخشري 4 في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس 5 وذكر ابن عطية في سورة الفتح أنها حيث وقعت في صفات الله فهي مسلوبة الدلالة على الزمان والصواب من هذه المقالات مقالة الزمخشري وأنها تفيد اقتران معنى الجملة التي تليها بالزمن الماضي لاغير ولا دلالة لها نفسها على انقطاع ذلك المعنى ولا بقائه بل إن إفادة الكلام شيئا من ذلك كان لدليل آخر اذا علمت هذا فقد وقع في القرآن اخبار الله تعالى عن صفاته الذاتية وغيرها بلفظ كان كثيرا نحو وكان الله سميعا عليما 6 واسعا حكيما
غفورا رحيما 1 توابا رحيما 2 وكنا بكل شئ عالمين 3 وكنا لحكمهم شاهدين 4 فحيث وقع الاخبار بكان عن صفة ذاتية فالمراد الاخبار عن وجودها وانها لم تفارق ذاته ولهذا يقررها بعضهم بما زال فرارا مما يسبق إلى الوهم إن كان يفيد انقطاع المخبرية عن الوجود لقولهم دخل في خبر كان قالوا فكان وما زال مجازان يستعمل أحدهما في معنى الآخر مجازا بالقرينة وهو تكلف لا حاجة إليه وانما معناها ما ذكرناه من ازلية الصفة ثم تستفيد بقاءها في الحال وفيما لايزال بالادلة العقلية وباستصحاب الحال اهـ
قلت: في هذا الترجيح نظر
والأظهر والله أعلم قول رابع لم يرد
وهو أن كان تأتي بالمعنيين معا من كلام العرب،
قال ابن منظور (لسان العرب ج: 13 ص: 367)
ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سحبانه وتعالى: و كان الله غفوراً رحيماً؛ أي: لم يَزَلْ على ذلك؛ وقال المتلمس: وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فَتَقَوَّما وقول الفرزدق: وكنا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه، ضَرَبْناه تحتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ وقول قَيْسِ بن الخَطيم: وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها، إِلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً: إِن هذا كان لكم جَزاءً و كان سَعْيُكُم مَشْكُوراً؛ وفيه: إِنه كان لآياتِنا عَنِيداً؛ وفيه: كان مِزاجُها زَنْجبيلاً. اهـ
فما المانع من ورودها على هذا المعنى في القرآن مادامت معروفة في كلام العرب،
أليس هذا أولى من معرفة الديمومة من الأدلةالعقلية واستصحاب الحال!!!
وعلى كل حال، فإن قيل بصحة ما رجحه الزركشي رحمه الله تعالى: أو بأحد القولين المتقدمين فلا إشكال بحمد الله تعالى من جهة عقدية، وبيان ذلك،
من وجوه:
الوجه الأول:
إن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالكينونة في المخلوقين ليست كالكينونة في حق الرب تبارك وتعالى، وهذا جواب يذهب الشبهة من أصلها، فكما إن علمه، ليس كعلم المخلوقين المسبوق بالجهل والملحوق بالنسيان، والمصحوب بالنقص في الشمول، فكذا القول في كينونته في صفاته، فإن قلنا إن كان تفيد وجود الشيء في الزمن الماضي ولا تقتضي زواله ولا دوامه هذا في حق المخلوق، أما صفة الخالق فليست كذلك،
فلو قلت علم فلان بخبر القوم، ففي لغة العرب معناها ارتفع جهله بخبرهم،
لكن قول الله تبارك وتعالى: علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم
من المعلوم أنه العلم المذكور في الآية لا يلحق به عوارض النقص التي في علم المخلوقين،
ولا نقول فهمنا ذلك من القرائن، بل فهمناه من النص نفسه، ومن النصوص الأخرى العامة الدالة على انتفاء مماثلته للمخلوقين، كما فهمنا أن نزوله واستواءه وعلوه ليس كعلو المخلوقين، فكذا علمه، وكينونة الذات أو الصفات،
أن يقال إن التشابه الذي قد يرد من معنى كان في لغة العرب يرد إلى المحكم من بيان الديمومة
الوجه الثالث:
أن ورود كان بما يفيد الدوام في لغة العرب، والقرآن نزل بلغة العرب فحمله على ما يليق بصفات الله عز وجل، مما تعرفه العرب هو المتعين، وقد أشار بعض العلماء إلى شيء من ذلك في قواعد التفسير،(/)
يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[26 May 2003, 06:50 ص]ـ
رجعت لأكثر من تفسير لهذه الآية الكريمة بناءا على سؤال معلم تربية فنية وكأنه يتحجج بهذه الآية.
والذي خلصت إليه أن التماثيل كانت جائزة في شريعتهم مع حرمتها في شريعتنا.
لكن: أليس النهي عن صنع التماثيل يتعلق بجانب العقيدة والتوحيد؟
والأمور العقدية هل تتغير بتغير الشرائع؟
الذي أعرفه أن الذي قد يتغير أمور العبادات، لا العقائد ووسائل الشرك!!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2003, 12:12 ص]ـ
بسم الله
الأخ الكريم أحمد
ما ذكرته عن المفسرين صحيح، فأكثرهم على أن الثماثيل كانت مباحة لمن قبلنا إذا لم تكن للعبادة، وإلا فإنه قد جاء في القرآن إنكار الخليل إبراهيم عليه السلام على قومه اتخاذهم الثماثيل في قوله ك (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون).
فالحاصل أن التماثيل في شرع من قبلنا مباحة إذا لم تكن متخذة للعبادة.
وأما قولك: لكن: أليس النهي عن صنع التماثيل يتعلق بجانب العقيدة والتوحيد؟
والأمور العقدية هل تتغير بتغير الشرائع؟
فالجواب: أن النهي عن التصاوير في شريعتنا نهي عنه سداً للذريعة، فهو ليس من أصول مسائل العقيدة التي اتفقت عليها الشرائع، ومعلوم أن هناك مسائل كانت مباحة في شرائع من قبلنا مع تعلقها بالعقيدة، كالسجود للمخلوقين وغير ذلك.
وقد فصل محمد علي الصابوني الكلام في هذه المسألة في كتابه القيّم: روائع البيان تفسير آيات الأحكام من القرآن 2/ 379 - 392 وذكر هناك ما هو جدير بالقراءة، فلينظر
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[27 May 2003, 06:00 ص]ـ
الأخ الكبير أبو مجاهد
جزاكم الله خيرا
فعلا رعاك الله أزلت الإشكال الذي كان عندي
وشكرا لك
أخوط طويلب العلم المستفيد
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[27 May 2003, 02:17 م]ـ
يشكل على القول بأن ذلك كان مباحا في شرع من قبلنا أمران:
الأول: أن هذه الآية واردة في شأن سليمان عليه السلام، ومعلوم أن سليمان من ذرية إبراهيم عليهما السلام، قال تعالى: {ومن ذريته دواد وسليمان .... } وقد جاء في القرآن الكريم إنكار إبراهيم عليه السلام لوجود التماثيل في قوله تعالى: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون} فكيف يكون محرما في شريعة إبراهيم ومباحا في شريعة سليمان عليهما السلام وهو متأخر عنه؟
الأمر الثاني: أنه ثبت في الصحيحين من حديث عائشة في قصة الكنيسة التي كانت بأرض الحبشة وما فيها من التصاوير وأنه صلى الله عليه وسلم قال: «كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله» قال الحافظ ابن حجر: فإن ذلك يشعر بأنه لو كان ذلك جائزا في ذلك الشرع ما أطلق عليه صلى الله عليه وسلم أن الذي فعله شر الخلق.
وقد تناول الحافظ ابن حجر هذه المسألة في فتح الباري (10/ 395) الطبعة السلفية فقال ما نصه: وقد استشكل كون الملائكة لا تدخل المكان الذي فيه التصاوير مع قوله سبحانه وتعالى عند ذكر سليمان عليه السلام {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل} وقد قال مجاهد كانت صورا من نحاس أخرجه الطبري وقال قتادة كانت من خشب ومن زجاج أخرجه عبد الرزاق والجواب أن ذلك كان جائزا في تلك الشريعة وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم وقد قال أبو العالية لم يكن ذلك في شريعتهم حراما ثم جاء شرعنا بالنهي عنه ويحتمل أن يقال أن التماثيل كانت على صورة النقوش لغير ذوات الأرواح وإذا كان اللفظ محتملا لم يتعين الحمل على المعنى المشكل.أ. هـ
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[30 Oct 2005, 02:12 ص]ـ
إخواني الأحبة في الله
تهنئة طيبة - مسبقة و مقدمة - بقرب حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله عليكم و علينا و على المسلمين في كل مكان بالخير و النصر بفضله تعالى، و هذا تعقيب سريع على تلك المسألة، ربما يبسط فيما بعد إن شاء الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
- القول بأن صنع التماثيل كان مباحا في شرعهم - بمعنى الصور ذات الأجسام من ذوات الأرواح - قد يعكر عليه ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه "، و هو يشمل الأمم السابقة، حيث ذكر الأئمة شراح الحديث في الجمع بينه و بين الآية: {ادخلوا آل فرعون أشد العذاب} اشتراك غيرهم معهم فيه ممن جاء ذلك التحريم في شرعهم،
و لما كان ذلك الحديث على سبيل الإخبار، فالقول بنسخ تلك الإباحة في شرعنا يعكر عليه ما تقرر من أن " الأخبار " الشرعية لا يدخلها النسخ،
هذا من ناحية
- كما ان القول بإباحة ذلك الفعل في شرعهم قد يعكر عليه أن ذلك الفعل - عمل التماثيل، على اختلاف معناها المراد - كان خاصا بسليمان عليه و على نبينا الصلاة و السلام، أي " خصوصية " له، و لم يكن عاما لهم في شرعهم،
و مثله في ذلك ما أخبر به الله تعالى في شأن عيسى بن مريم عليهما السلام حكاية عنه: {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله} [آل عمران: 49]، فهو خاص بعيسى عليه السلام أيضا، و كلاهما كان أمرا خارقا للعادة أو معجزة خاصيين بهما، و لم يكونا عامين لسائر الناس في شرعيهما، و هذ1ا أحسب أن لا خلاف فيه في هذه الحيثية،
و قد يشكل في هذا أان كليهما جاء على سبيل الامتنان عليهما به، مع كونه قد يبدو ظاهره غير مباح في أصله في كل الشرائع على ما إذا صح ما تقدم
فما القول في ذلك، أعني: أن لا نسخ فيه، لكونه لم يكن حكما عاما مباحا في شرعهم، و إنما كان خاصا للنبيين الكريمين " خصوصية لهما "، و إلا لم يكن هناك معنى للتميز في حال الاشتراك فيه معه سائر الناس وقتئذ.
و إن كاك نسخا فما وجه الخصوصية،
و إن كان معنى " التماثيل " في الآية: النقش، فكذلك يتوجه إليه السؤال المتقدم؟
* * * هذا، مع التأكيد و اليقين ان " التماثيل " - بمعنى: الصور ذات الأجسام لذوات الأرواح - حرام بالإجماع في شرعنا الإسلام، على ما ذكره الإمام الحافظ ابن حجر في كتابه " فتح الباري " حكاية عن الإمام أبي بكر بن العربي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Oct 2005, 01:09 ص]ـ
- بمناسبة الإحالة على ما ذكره أبو بكر ابن العربي - أنقل ما أورده عند ذكره للمسائل التي اشتملت عليها هذه الآية في كتابه أحكام القرآن:
(إن قيل: فكيف شاء عمل الصور المنهي عنها؟ قلنا: لم يرد أنه كان منهيا عنها في شرعه , بل ورد على ألسنة أهل الكتاب أنه كان أمرا مأذونا فيه , والذي أوجب النهي عنه في شرعنا والله أعلم ما كانت العرب عليه من عبادة الأوثان والأصنام , فكانوا يصورون ويعبدون , فقطع الله الذريعة وحمى الباب. فإن قيل: فقد قال حين ذم الصور وعملها من الصحيح قول النبي عليه السلام: {من صور صورة عذبه الله حتى ينفخ فيها الروح , وليس بنافخ}. وفي رواية: {الذين يشبهون بخلق الله} ; فعلل بغير ما زعمتم. قلنا: نهي عن الصورة , وذكر علة التشبيه بخلق الله , وفيها زيادة علة عبادتها من دون الله , فنبه على أن نفس عملها معصية , فما ظنك بعبادتها , وقد ورد في كتب التفسير شأن يغوث ويعوق ونسرا , وأنهم كانوا أناسا , ثم صوروا بعد موتهم وعبدوا. وقد شاهدت بثغر الإسكندرية إذا مات منهم ميت صوروه من خشب في أحسن صورة , وأجلسوه في موضعه من بيته وكسوه بزته إن كان رجلا وحليتها إن كانت امرأة , وأغلقوا عليه الباب. فإذا أصاب أحدا منهم كرب أو تجدد له مكروه فتح الباب [عليه] وجلس عنده يبكي ويناجيه بكان وكان حتى يكسر سورة حزنه بإهراق دموعه , ثم يغلق الباب عليه وينصرف عنه , وإن تمادى بهم الزمان يعبدوها من جملة الأصنام والأوثان , فعلى هذا التأويل إن قلنا: إن شريعة من قبلنا لا تلزمنا فليس ينقل عن ذلك حكم. وإن قلنا: إن شرع من قبلنا شرع لنا فيكون نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور نسخا ...
وإن قلنا: إن الذي كان يصنع له الصور المباحة من غير الحيوان وصورته فشرعنا وشرعه واحد.
وإن قلنا: إن الذي حرم عليه ما كان شخصا لا ما كان رقما في ثوب فقد اختلفت الأحاديث في ذلك اختلافا متباينا بيناه في شرح الحديث , لبابه أن أمهات الأحاديث خمس أمهات:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأم الأولى: ما روي عن ابن مسعود وابن عباس أن أصحاب الصور يعذبون , أو هم أشد الناس عذابا. وهذا عام في كل صورة.
الأم الثانية: روي عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة} زاد زيد بن خالد الجهني: {إلا ما كان رقما في ثوب} وفي رواية عن أبي طلحة نحوه , فقلت لعائشة: هل سمعت هذا؟ فقالت: لا ; وسأحدثكم ; {خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطا فنشرته على الباب , فلما قدم ورأى النمط عرفت الكراهة في وجهه , فجذبه حتى هتكه , وقال: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين. قالت: فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي}.
الأم الثالثة: قالت عائشة: {كان لنا ستر فيه تمثال طائر , وكان الداخل إذا دخل استقبله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولي هذا فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا}.
الأم الرابعة: روي عن عائشة قالت: {دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه , ثم قال: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون خلق الله. قالت عائشة: فقطعته , فجعلت منه وسادتين}.
الأم الخامسة: قالت عائشة: {كان لنا ثوب ممدود على سهوة فيها تصاوير , فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه , ثم قال: أخريه عني , فجعلت منه وسادتين ; فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرتفق بهما}. وفي رواية في حديث النمرقة قالت: {اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها ; فقال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة , وإن الملائكة لا يدخلون بيتا فيه صورة}.
قال القاضي: فتبين بهذه الأحاديث أن الصور ممنوعة على العموم , ثم جاء: إلا ما كان رقما في ثوب , فخص من جملة الصور , ثم بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في الثوب المصور: أخريه عني ; فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا فثبتت الكراهة فيه. ثم بهتك النبي صلى الله عليه وسلم الثوب المصور على عائشة منع منه , ثم بقطعها لها وسادتين حتى تغيرت الصورة وخرجت عن هيئتها بأن جواز ذلك إذا لم تكن الصورة فيه متصلة الهيئة , ولو كانت متصلة الهيئة لم يجز لقولها في النمرقة المصورة: اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها , فمنع منه وتوعد عليه , وتبين بحديث الصلاة إلى الصورة أن ذلك كان جائزا [في الرقم] في الثوب , ثم نسخه المنع , فهكذا استقر فيه الأمر. والله أعلم.) انتهى كلامه
تذييل: جاء في الموسوعة الفقهية: (التصوير في الديانات السابقة:
قال مجاهد: قوله تعالى في حق سليمان عليه السلام وطاعة الجن له: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب} قال: كانت صوراً من نحاس. أخرجه الطبري.
وقال قتادة: كانت من الزجاج والخشب أخرجه عبد الرزاق.
قال ابن حجر: كان ذلك جائزا في شريعتهم , وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم. وقال أبو العالية: لم يكن ذلك في شريعتهم حراما. وقال مثل ذلك الجصاص. قال ابن حجر: ولكن ثبت في الصحيحين {أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة , فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قوم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا , وصوروا فيه تلك الصور. أولئك شرار الخلق عند الله}. قال: فإن ذلك يشعر بأنه لو كان جائزا في شريعتهم ما أطلق على الذي فعله أنه شر الخلق , هكذا قال. لكن الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير , ليوافق الآية , والله أعلم.)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[02 Nov 2005, 01:11 ص]ـ
- * (عمل التماثيل المجسمة – لذوات الأرواح – محرم لذاته، و تحريمه عام بالإجماع، و ليس خاصا بغر ض من الأغراض)
- -----------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
شاع في كثير من بلاد المسلمين إقامة و نصب التماثيل لأشخاص يرونهم عظماء و نجباء، و قد أعان على ذلك ما أفتى به بعض المعاصرين من إباحة ذلك الفعل الوارد النهي عنه و تحريمه بأقوى الدلالات على التحريم، مثل قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح المتفق عليه: " إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون "،
- قال ابن العربي: [حاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذات أجسام حرم بالإجماع]، ذكره ابن حجر في " فتح الباري "، و قوله هذا محمول على ما كان للأجسام ذات الأرواح، كما أوضحه ابن حجر:
- حيث قال - في شرح حديث ابن عباس: سمعت محمدا صلى الله عليه و سلم يقول: " من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، و ليس بنافخ "، رواه البخاري -: (كذا أطلق و ظاهره التعميم فيتناول صورة ما لا روح فيه، لكن فهم ابن عباس من بقية الحديث التخصيص بصورة ذات الأرواح من قوله " كلف أن ينفخ فيها الروح " فاستثنى ما لا روح فيه كالشجر).
-
- **************************
- و إنما استحلوا ذلك الفعل بدعوى قصر التحريم و تخصيصه بما إذا كانت للعبادة، و بما إذا كانت بقصد مضاهاة خلق الله في تلك الأشكال للمخلوقات، اما ما لم يكن بغرض العبادة، و كذا ما لم يكن بقصد المضاهاة فلا يحرم بزعمهم و ادعائهم، و هو تعليل بعلة لم ينص و لم يدل عليها الشرع بدليل، و تخصيص بغير مخصص، و هذا و ذاك لا يصحان و لا يجوزان، على ماهو معروف في علم الأصول.
• و قد جاءت الأحاديث بالوعيد بالعذاب الشديد على ذلك الفعل، و منها:
• 1 - ما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج1/ص 407):
•
• [ح 3868] حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد ثنا أبان ثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أشد الناس عذابا يوم القيامة: رجل قتله نبي أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين ".
• و الممثلين هنا: هم ما يسمون بالمثالين – بتشديد الثاء – في زمننا هذا. ا.
• و لفظ " الممثلين " – الوارد في الحديث - جاء على سبيل العموم، لمجيئه بلفظ من ألفاظه، و هو: المعرف بأل الاستغراقية، و لم يقم دليل على تخصيص ذلك الوعيد بالعبادة أو غيرها، فيظل على عمومه حتى يقوم الدليل المغير و المبيح – على ما هو مقرر في أصول الفقه – و لا دليل هنا، و المماري عليه الدليل. هذا من ناحية.
*********************************
و عليه فغير صحيح ما تعقب به على الحافظ ابن حجر - مما نقل في أعلاه عن محرري " الموسوعة الفقهية " - في علة تحريم التماثيل: [قال ابن حجر: كان ذلك جائزا في شريعتهم , وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم. وقال أبو العالية: لم يكن ذلك في شريعتهم حراما. وقال مثل ذلك الجصاص. قال ابن حجر: ولكن ثبت في الصحيحين {أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة , فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قوم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا , وصوروا فيه تلك الصور. أولئك شرار الخلق عند الله}. قال: فإن ذلك يشعر بأنه لو كان جائزا في شريعتهم ما أطلق على الذي فعله أنه شر الخلق , هكذا قال. لكن الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير , ليوافق الآية , والله أعلم]. انتهى الاقتباس.
**************************
* و ذلك النقل و العزو إلى ابن حجرتعوزه الدقة، بل الصحة: فأوله مناقض لآخره: ففي أوله: " كان ذلك جائزا في شريعتهم ". و في آخره: " فإن ذلك يشعر بأنه لو كان جائزا في شريعتهم ما أطلق ".
- و إنما ذكر الأول جوابا لما أشكل من الجمع بين تلك الآية و ذلك الحديث، فقال: و الجواب أن ذلك كان جائزا في تلك الشريعة ......... ثم قال: و يحتمل أن يقال إن التماثيل كانت على صورة النقوش لغير ذات الأرواح، و إذا كان اللفظ محتملا لم يتعين الحملعلى المعنى المشكل (و ذكر قصة كنيسة الحبشة ذات التصاوير، مما ذكرته الموسوعة)،
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: [[فدل على أن فعل صور الحيوان فعل محدث أحدثه عباد الصور. و الله أعلم]].
* و مقتضى قوله هذا أنه يرى أن عمل التماثيل لم يكن جائزا في شرعهم لذاته و للعبادة أيضا،
أما تعقبهم لرأيه هذا - بقولهم: (. لكن الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير , ليوافق الآية , والله أعلم]) – فغير صحيح كذلك:
فما قاله الإمام ابن حجر هو الأصح، بل هو الصحيح، و مخالفيه خالفهم التوفيق، و صحيح أن الذم لحقهم لبنائهم القبور على المساجد و كذا لجعلهم الصور في المساجد – كما جاء في " الموسوعة الفقهية " – و لكن نفي كون الذم على مطلق التصوير غير صحيح:
-
- أولا: - لأن عمل الصورة معصية في ذاته – كما قاله الإمام أبو بكر بن العربي في كتابه " أحكام القرآن " في تفسيره الآية، و هو ما نقله الشيخ د. أبو مجاهد العبيدي أعلاه – قال: (نهي عن الصورة , وذكر علة التشبيه بخلق الله , وفيها زيادة علة عبادتها من دون الله , فنبه على أن نفس عملها معصية , فما ظنك بعبادتها).
-
- ثانيا: – ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن ابن عباس – رضي الله عنهما – من النهي و الوعيد الشديد على مجرد عمل الصورة – المجسدة لذوات الأرواح – و من ذلك:
- 1 - ما جاء في صحيح البخاري (ج2/ص775):
- 104 باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح وما يكره من ذلك
-
- حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا يزيد بن زريع أخبرنا عوف (عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما إذ أتاه رجل فقال: يا أبا عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير، فقال بن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعته يقول: " من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا ".
- فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه، فقال [يعني: ابن عباس]: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح.
- قال أبو عبد الله سمع سعيد بن أبي عروبة من النضر بن أنس هذا الواحد).
- أي: الحديث. ذكره ابن حجر في الفتح.
-
2 - ما جاء في صحيح مسلم (ج3/ص1670):
-
- قال مسلم قرأت على نصر بن علي الجهضمي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي الحسن قال: (جاء رجل إلى بن عباس فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها. فقال له: ادن مني. فدنا منه، ثم قال: ادن مني. فدنا حتى وضع يده على رأسه، قال:أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
-: " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم ".
- وقال [يعني: ابن عباس]: إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له.
- فأقر به نصر بن علي).
3 – و جاء في المعجم الكبير (ج12/ص164)
12772 حدثنا بشر بن موسى ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند بن عباس إذ أتاه رجل فقال إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وأنا أصنع هذه التصاوير فقال بن عباس لا أجد لك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة فإن الله يعذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها أبدا قال فربا لها الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه ثم قال ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح
12773 حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن عوف عن سعيد بن أبي الحسن عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
4 – و كذا ما حاء في مسند أحمد بن حنبل:
3394 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا ثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال بن جعفر حدثني سعيد بن أبي الحسن قال كنت عند بن عباس وسأله رجل فقال يا بن عباس إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير قال فإني لا أحدثك إلا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صور صورة فإن الله عز وجل معذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبدا قال فربا لها الرجل ربوة شديدة فاصفر وجهه فقال له بن عباس ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح
*******************************
** فدلت تلك الأحاديث الصحاح – و بخاصة ذلك الحديث المتفق عليه عند البخاري و مسلم – أن الحرمة في عمل التماثيل المجسدة لذوات الأرواح عامة، و ليست خاصة بما إذا كانت لغرض العبادة، و لا بما إذا كانت بقصد مضاهة خلق الله، فذلك الرجل كان يصنعها و يعملها ليتكسب بها معيشته و ينمي ماله، و كان نجارا يتكسب من صنعة يده تلك، فنهاه ابن عباس – حبر الأمة – عن عمل كل ما له روح،
... و هذه الأحاديث نص في المسألة، فيجب المصير إليها، و لا اجتهاد في مقابلة النص، و كل قول مخالف للنص الصحيح مردود، و كل اجتهاد مخالف للنص مرفوض كذلك.
و عليه: فعمل التماثيل المجسمة – لذوات الأرواح – معصية كبيرة، و محرم لذاته، و حرمته عامة في كل حال، و ليست خاصة بما إذا كانت لغرض العبادة أو بقصد المضاهاة، و المماري عليه الدليل.
و قد استثني منه لعب البنات الصغيرة لورود الدليل.
- و عمل تلك التماثيل محرم في شرعنا بالإجماع – كما نقل عن أبي بكر بن العربي – و هو كذلك في شرع قوم سليمان عليه السلام و في شرع غيرهم – كما قال ابن حجر – و إذا صح ذلك، لما تقدم، و إذا تقرر: فلا نسخ لقوله تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام: {و يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل} الآية،
هذا، و الله تعالى أعلم و أحكم
- و نعود للسؤال عن جواب الإشكال المذكور في المشاركة المتقدمة، فمن يجيب؟
-
كتبه
د. أبو بكر بن عبد الستار بن محمد آل خليل
مصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 Nov 2005, 12:08 ص]ـ
جواب الإشكال أنه لا بأس بالتماثيل إذا كانت لمجرد الزينة أو أثرًا من آثار التاريخ، بشرط أن لا تكون مصدر شرك أو شبهة على نقاء عقيدة التوحيد. ولذلك أبقى الصحابة رضوان الله عليهم على التماثيل في البلاد المفتوحة التي لم يكن يعبد أهلها الأصنام، ولنا فيهم قدوة.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[03 Nov 2005, 04:22 ص]ـ
المراد ب " التماثيل " - في سؤالي و مقالتي
تلك -: الصور المجسدة لما فيه روح، و هو ما أوضحته في العنوان، و في أثناء المقال،
- فإن كان كلامك في " التماثيل " المذكور أعلاه في هذا المعنى المقصود: فأنت محجوج بدليلين صحيحين صريحين:
الأول: بالحديث الصحيح المتفق عليه، و المذكور في مقالتي المتقدمة - و عامل التماثيل فيه نهي عنها على سبيل العموم، إذ كان نجارا يتكسب من صنعها، و لم يخص ابن عباس منها ما إذا اتخذ للعبادة - و هو بلا شك أشد حرمة - و إنما نهاه عن مطلق عملها، من غير استفسار عن الغرض المستعمل فيه، و هذا واضح في نص الحديث،
و ترك الاستفصال في الأحوال - كما وقع في حال عمل الرجل هنا - ينزل منزلة العموم في الأقوال، و تلك قاعدة أصولية مرعية عند العلماء،
و الثاني: أنت محجوح بالإجماع على تحريم الصور ذات الأجسام - و هي التماثيل - كما حكاه الحافظ ابن حجر عن الإمام أبي بكر بن العربي، و قوله هذا محمول على ما كان منها لذوات الأرواح (أي: ما لا روح فيه، لقول ابن عباس في الحديث المتفق عليه: " ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر كل شيء ليس فيه روح ".
- و هما ملخص المقالة المتقدمة، فراجعها بروية،
* و قد فزع ذلك الرجل النجار، و ربا ربوة شديدة من الوعيد الوارد بالحديث الشريف لما يعمله من الخشب، ثم يأتي قوم يستحلون " التماثيل " المجسمة - للرؤساء و الفنانين و غيرهم - بغير دليل صحيح صريح يخص حكم التحريم بحال دون حال،
و ذلك إنما ينشا عن أحد أمرين:
الأول: عن الاستخفاف بوعيد الله، و ذلك بالتجرؤ على انتهاك محارمه و حماه بغير يقين من الحل، و ما ثبت بيقين - و هو التحريم هنا - فلا يزول إلا بيقين - للإباحة - و هذه قاعدة أصولية لا منازع فيها.
الثاني: أو قد ينشا عن الغفلة أو التغافل عن علم " أصول الفقه " و قواعده، حيث لا يخصص " العام " إلا بدليل، و " اليقين لا يزول بالشك، و إنما بيقين مثله "، و أول قواعده: " لا اجتهاد مع النص ": فكل اجتهاد في مقابلة " النص " مردود و كل كلام مخالف للنص مردود،
و علم أصول الفقه هو ما ينبني عليه الفقه، و من غاب عنه كثر غلطه و أخطأ في استدلاله.
و هذا قول عام أردت توضيحه للأخوة الأعضاء، للعناية بذلك العلم الأصيل المهم.
وفقنا الله و إياكم إلى الحق و السداد.
اللهم آمين
* و ما زال الاعتراض قائما، و من المعارض الصحيح سالما
ـ[الباحث7]ــــــــ[04 Nov 2005, 01:59 م]ـ
جواب الإشكال أنه لا بأس بالتماثيل إذا كانت لمجرد الزينة أو أثرًا من آثار التاريخ، بشرط أن لا تكون مصدر شرك أو شبهة على نقاء عقيدة التوحيد. ولذلك أبقى الصحابة رضوان الله عليهم على التماثيل في البلاد المفتوحة التي لم يكن يعبد أهلها الأصنام، ولنا فيهم قدوة.
فقه عجيب غريب، فيه إهمال للنصوص وتعلق بشبه لا تقوم بها حجة.
وقد تتبعت بعض مشاركات الكاتب فوجدته يأتي بالعجائب - هداه الله وأصلحه -.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[04 Nov 2005, 02:21 م]ـ
أوجزت، و أصبت، و أوضحت،
فجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Nov 2005, 08:18 ص]ـ
المسألة خلافية قديمة. وهي منصبة على قاعدة أصولية مختلف بها منذ زمن الصحابة. ألا وهي:
هل نطبق حرفية النص أم روح النص؟
بمعنى هل علينا أن نطبق النص بحرفيته وعلى ظاهره، أم نحاول أن نفهم روحه؟
اختلف الصحابة في هذا. ولا يخفى عليك حديث صلاة العصر في بني قريظة. بعض الصحابة رضوان الله عليهم فهموه على ظاهره، وبعضهم فهم العلة المقصودة منه. وأقر الرسول صلى الله عليه وسلم الطرفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمسألة مشابهة هنا لورود نصوص في تحطيم التماثيل وطمس الصور. فمن فهم النصوص حرفياً لزمه تحطيم كل تمثال وطمس كل صورة. وقال أغلب هؤلاء بجواز الصور الشمسية لأنها مجرد حبس ظل. ومن حرم هذه فإنه تناقض لأنه جمع بين المذهبين.
والمذهب الثاني هو أن سبب تحريم الصور والتماثيل حتى لا تصبح ذريعة للشرك أو للتبرك. ولذلك كثير من العلماء يرون جواز وضع الصور في موضع مهان. فيجوز رسم الصور على السجاد الذي يداس بالأقدام، لأن هذا لا يقدّس. ويجوز كذلك وضع تماثيل بدون رأس، لأنها تبدو ناقصة. ويجوز وضع صور في غير موضع ظاهر. فلا يجوز تعليق الصورة على الحائط، لكن يجوز وضعها بين صفحات الكتاب إن أمنوا بأن لا تقدس هذه الصورة (كأن تكون صورة شيخ أو ولي). وأجاز الجمهور صور غير ذي روح (نباتات وطبيعة).
بل هناك من أجاز صنع التماثيل والصور إن أمن عدم التقديس. وكان الإمام القرافي (من الأصوليين المالكية) يصنع التماثيل بنفسه!
ويبدو أنه مذهب جمهور الصحابة، بل إجماعهم. حيث أنهم لم يحطموا التماثيل والصور في بلدان فارس والشام والعراق، لكنهم حطموها في بلاد الهند وبلاد العرب. ذلك أنها لم تكن تعبد في فارس والشام ومصر. وتركوا تلك الصروح الضخمة والتماثيل الكثيرة إلى اليوم.
وقد دخل سعد بن أبي وقاص (فاتح العراق وأحد المبشرين للجنة) قصر كسرى في المدائن. وفي ذلك القصر صور كثيرة على الجدران وتماثيل. ولم يهدم منها شيئاً، بل بقيت ليومنا هذا. ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ولا على غيره. فهذا إجماع منهم على جواز إبقائها إن لم تكن تعبد من دون الله ولم يكن لها أي قدسية.
قال الطبري في تاريخه (2\ 464): «لما دخل سعد المدائن فرأى خلوتها، وانتهى إلى إيوان كسرى، أقبل يقرأ: {كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين}. وصلى فيه صلاة الفتح، ولا تصلى جماعة. فصلى ثماني ركعات لا يفصل بينهن. واتخذه مسجداً. وفيه تماثيل الجص: رجال وخيل. ولم يمتنع –ولا المسلمون لذلك– وتركوها على حالها. قالوا: وأتم سعد الصلاة يوم دخلها، وذلك أنه أراد المقام فيها. وكانت أول جمعة بالعراق جمعت جماعة بالمدائن في سنة ست عشرة».
وقال الطبري في تاريخه (4\ 478): «عن علي بن عصمة أن خالد بن برمك خط مدينة أبي جعفر (المنصور، وهي مدينة بغداد) له، وأشار بها عليه. فلما احتاج إلى الأنقاض، قال له: ما ترى في نقض بناء مدينة إيوان كسرى بالمدائن، وحمل نقضه إلى مدينتي هذه؟ قال: لا أرى ذلك يا أمير المؤمنين. قال: ولم؟ قال: لأنه عَلَمٌ من أعلام الإسلام، يستدِلُّ به الناظر إليه على أنه لم يكن ليُزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا، وإنما هو على أمر دين. ومع هذا يا أمير المؤمنين فإن فيه مصلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. قال: هيهات يا خالد. أبيت إلا الميل إلى أصحابك العجم. وأمر أن ينقض القصر الأبيض، فنقضت ناحية منه وحمل نقضه. فنظر في مقدار ما يلزمهم للنقض والحمل، فوجدوا ذلك أكثر من ثمن الجديد لو عمل. فرفع ذلك إلى المنصور، فدعا بخالد بن برمك، فأعلمه ما يلزمهم في نقضه وحمله، وقال: ما ترى؟ قال: يا أمير المؤمنين، قد كنتُ أَرَى قبل ألا تفعل. فأما إذا فعلت، فإني أرى أن تهدم الآن حتى تلحق بقواعده، لئلا يُقال إنك قد عجزت عن هدمه. فأعرض المنصور عن ذلك، وأمر ألا يُهدم».
وكانت على جدران إيوان كسرى صور ملونة بالحجم الطبيعي، مرسومة بدقة فائقة. وما تزال هذه الصور إلى يومنا هذا. فهذه لم تكن مدفونة في الرمل طبعاً، بل هذا القصر دخله عدد من الصحابة وأقاموا فيه. فكيف لم يروا الصور وهي واضحة ما تزال لهذا اليوم؟! أما عدم القدرة على الهدم، فبديله الطمس (أي للصور). وهذا لا يحتاج لا لنفقة كبيرة ولا لتسخير عدد هائل من الناس. ومن السهل أن يأمر الحاكم بطلي الجدران من جديد. فلم يبق إلا أنهم فهموا أحاديث طمس الصور بأنها خاصة بما كانت له قدسية أو ما كان يعبد من غير الله.
وهذه الصور استمرت مشاهدة يصفها المؤرخون والأدباء. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (1\ 295): «وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنو شروان، وقيصر ملك أنطاكية، وهو يحاصرها ويحارب أهلها». وقد وصفها الشاعر العباسي الشهير البحتري في قصيدته السينية الرائعة. وكان عبد الله بن المعتز يقول: «لو لم يكن للبحتري: من قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى –فليس للعرب سينية مثلها– وقصيدته في وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه». فيصور لنا البحتري هذه الصور بأنها من الدقة بحيث يكاد يتخيلها حقيقة فيلمسها بيده ليتأكد أنها مجرد صورة. فيقول في قصيدته:
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهتُ إِلى أَبيَضَ المَدائِنِ عَنسي
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطاكِيَّةَ إِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَروانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحياءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم إِرتِابي حَتّى * تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Nov 2005, 09:31 م]ـ
الأخ " محمد الأمين "
وفقني الله و إياكم إلى الحق بإذنه تعالى،
قلتم: ((المسألة خلافية قديمة.)). و هذا غير صحيح في شأن الصور المجسمة لذوات الأرواح، و قد نقلت الإجماع على تحريمها، كما حكاه الإمام الحافظ ابن حجر عن الإمام أبي بكر بن العربي، فارجع إليه إن شئت، و هذه واحدة،
و ما جاء فيه ذلك الوعيد بالعذاب الشديد لا يقتحم بالظنون و الشبهات، و الحكم الذي ثبت بيقين لا يرتفع إلا بيقين، و هذه أخرى.
و لعلك في حاجة إلى أن أعيد عليك ما ذكرته لك تعقبا لادعائك بإباحة شرب ما فيه قليل من الكحول بدعوى احتواء عصير الفواكه و كذا دم الإنسان على مثله - و هو هنا ألصق بمسألتنا هذه و أصدق:
* [[" لا اجتهاد مع النص "
تلك قاعدة أصولية أولية، لا منازع فيها بين من يعتد بقولهم و خلافهم من أئمة العلم المعتبرين،
فإذا سلمناها، و إذا سلمنا سلامة الحديث - المتقدم و المتفق عليه - من التفسير و التأويل المعارض لما احتج له - إذا سلمنا ذلك، فيمكن حينئذ - و حينئذ فقط - أن تقول او يقول قائل بمثل ما تقول: هناك شبهة أن كذا و كذا ...
فحينئذ يمكن النظر في دفعها و كشفها،
و لكن هذا إنما يكون بعد الوقوف عند حكم النص، و كذا ما انعقد عليه الإجماع،
و أما غير ذلك: فإنكار لحجية أدلة الأحكام الشرعية، و إهدار لها و لأصول التشريع،
فلا يلتفت إليه و لا يعرج عليه،
و إذا أنكرت الأصول: فلا جدوى من المناظرة في الفروع]].
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[27 Feb 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
قد استفاض أخي محمد الأمين في بيان عدم إنكار الكثير من الصحابة للتماثيل و التصاوير التي صنعت لغير غرض العبادة جزاه الله سبحانه و تعالى خيرًا ..
و قد استفاض أخي الكريم الدكتور أبو بكر في بيان إنكار عدد من الصحابة أيضًا للتماثيل و التصاوير بصفة عامة أي لذاتها دون غرض لغيرها جزاه الله سبحانه و تعالى خيرًا ..
و قد كنت أحتكم في الفهم دائمًا لما عليه الصحابة الكرام .. كيف فهموا هذا النص و كيف طبقوه فيما صح عنهم من أخبار؟ .. فإن أجمعوا على تفسير و فعل واحد .. ألزمت نفسي به .. أما إذا ما اختلفوا فإني أرد الأمر إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم أو تطبيقه و محاولة جمع كل الأحاديث التي قيلت في هذا الشأن و تمحيصها لبيان الأمر .. إذ لابد من وجود حقيقة واحدة , فلا يمكن أن تكون التماثيل محرمة لذاتها و لغيرها في الآن ذاته .. هذا أمر ترفضه العقول .. فلابد أن للأمر حقيقة واحدة , إما يكون تحريمًا مخصصًا بعلة , و إما أن يكون عامًا بغير علّة ..
لما تقدم .. فإنني لن أعلق على أي حديث نُقل فيه رأي صحابي في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و إنما سألزم نفسي بأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم نفسه في محاولة للفهم و تبين الحكم و الله سبحانه و تعالى ولي التوفيق ..
1 - حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا " ...
لا يمكن فهم هذا الحديث بمعزل عن المناسبة التي قيل فيها , إذ ربما قيل هذا الحديث لمن كانوا يصورون و ينحتون بغرض المضاهاة و التقديس .. و لم أعرف عن هذا الحديث حتى الآن سوى الرواية لا المناسبة .. إذ ربما قيلت كعظة لمن يرسمون الصور بغرض التقديس و التأليه ففهمها ابن عباس رضي الله سبحانه و تعالى عنهما بمعزل عن ظرفها و عممها على كافة المصورين كما فعل رضي الله سبحانه و تعالى عنهما في الحديث الذي ذكره اخونا أبو بكر .. و لا يمكن الاستدلال - كما يفعل البعض - بقوله صلى الله عليه و سلم " فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح " بأن هذا تخصيص لمن ادعى أن لها روح مضاهاة منه لخلق الله .. إذ ربما كان هذا الأمر عقابًا عامًا من الله سبحانه و تعالى لكل من يصور سواء كان ذلك لغرض العبادة أو لغيره .. إذ أن مطالبته بما لا يملك أن يفعل هو تعذيب في حد ذاته و عقاب على معصية أمر الله سبحانه و تعالى .. و على هذا فلا يمكن الاستدلال بهذا الحديث على جواز التصوير لغير غرض التقديس أو المضاهاة من عدمه .. و
(يُتْبَعُ)
(/)
إنما يستدل به فقط في بيان وجود حكم شرعي بالنسبة للتصاوير يمكن معرفته و بيانه من استقصاء بقية الأحاديث .. و مثله الحديث الشريف " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم "
2 - حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس عذابا يوم القيامة: رجل قتله نبي أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين ".
قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " من الممثلين " في هذا الحديث يستوقفني .. إذ أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يقل " نبيًا من الأنبياء " .. و لم يقل صلوات ربي و سلامه عليه "إمام ضلالة من الأئمة " .. في حين أنه صلى الله عليه و سلم قال في حديثه عن الممثل خصه بأن قال " من الممثلين " .. و هذا ما جعلني أعتقد أنه صلى الله عليه و سلم ينبه على ما هو شائع في هذا الزمان من أن الممثلين يمثلون بغرض المضاهاة أو التقديس .. فهذا التعقيب " من الممثلين " ربما ينبه السامع إلى الظرف الزماني لهذا الحديث و إرتباطه بممثلي هذا العصر .. و رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن ليزيد دون غرض بلاغي .. و عليه فإن تعميم الحديث على كل حال لا يصلح ..
3 - ما ثبت في الصحيحين {أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة , فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قوم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا , وصوروا فيه تلك الصور. أولئك شرار الخلق عند الله}
و يكفيني التعقيب بما ذكره الأخوة نقلًا عن الموسوعة الفقهية الكويتية " الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير " .. و في هذا القول موافقة للآية الكريمة .. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " ..
4 - عرائس عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها: فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأى السيدة عائشة تلعب بدمي على هيئة بنات و لم ينكر عليها ذلك .. و في الحديث تم وصف الدمية بالبنات و هذا يدل على ان الدمية كانت كاملة الهيئة أي أنها كانت تمثال تام الصنع يلعب به الأطفال .. و قد أجاز العلماء ذلك كغرض تعليمي للبنات و تدريب لهن على أمور البيت المستقبلية.
5 - روي عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة} زاد زيد بن خالد الجهني: {إلا ما كان رقما في ثوب} وفي رواية عن أبي طلحة نحوه , فقلت لعائشة: هل سمعت هذا؟ فقالت: لا ; وسأحدثكم ; {خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطا فنشرته على الباب , فلما قدم ورأى النمط عرفت الكراهة في وجهه , فجذبه حتى هتكه , وقال: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين. قالت: فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي}. - قالت عائشة: {كان لنا ستر فيه تمثال طائر , وكان الداخل إذا دخل استقبله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولي هذا فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا}. - روي عن عائشة قالت: {دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه , ثم قال: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون خلق الله. قالت عائشة: فقطعته , فجعلت منه وسادتين}. -
هذه الأحاديث أشد دلالة على تحريم التصوير بصفة عامة .. فلا يمكن التصور بأن السيدة عائشة قد اتخذت تمثال الطائر أو التصاوير بغرض العبادة! .. فلابد أن اقتناء تلك الصور حرام شرعًا على كل مسلم لما ثبت من فعل النبي صلى الله عليه و سلم , إلا أن هناك أفعالًا قام بها نبي الله صلى الله عليه و سلم يجب ان تستوقفنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قام رسول الله صلى الله عليه و سلم بهتك الثوب فقامت السيدة عائشة بتفصيل وسادتين منهما , مما يعني أن وجود تلك التصاوير في غير هيئة كاملة أمر جائز على عمومه لأي غرض دون العبادة أو المضاهاة .. و لا يصح القول بأنه ربما التصاوير كانت على الجانب الآخر الذي تم تفصيل الوسادتين منه .. إذ لو كان الأمر كذلك لما كان لقول السيدة عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها " فلم يعب ذلك علي " أهمية! .. فهذا يعني أن التصاوير كانت موجودة و لكن بغير هيئتها الكاملة و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم.
2 - لم يعب الرسول صلى الله عليه و سلم في أي من تلك الأحاديث على الممثلين بصفة عامة .. بل عاب منهم من يحاولون مضاهاة خلق الله سبحانه و تعالى.
6 - روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال لي أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة ومر بالستر فيقطع فيجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن، ومر بالكلب فخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا بالكلب للحسن أو للحسين كان تحت نضد لهم فأمر به فأخرج، هذا لفظ أبي داود ولفظ الترمذي ونحوه ولفظ النسائي، استأذن جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [ادخل] فقال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟ فإما أن تقطع رءوسها أو تجعل بسطاً يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه تصاوير أ. هـ أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي.
و يدل هذا الحديث على أن التماثيل الغير كاملة الهيئة غير محرمة على الإطلاق .. سواء كانت بغرض تعليمي أو للهو إلا أن تكون بغرض العبادة و التقديس طبعًا! ..
______________________________
و بعد ما تقدم خلصت إلى الآتي و الله سبحانه و تعالى ولي التوفيق:-
1 - التصوير بكامل الهيئة غير مباح لكل ذي روح - لتخصيص العديد من الأحاديث ذوات الأرواح من عموم الذوات الأخرى كالنباتات و الجمادات - و لا يباح التصوير بكامل الهيئة إلا لغرض تعليمي لما ثبت في حديث عرائس السيدة عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها و يشمل هذا في رأيي تماثيل العظماء و غيرهم إذا ما وضعت في مدرسة أو ميدان - على ألا تكون على قبور أو مساجد لنهي النبي صلى الله عليه و سلم و تحقيره لهذا الفعل - و نقش عليها ما يفيد كون هذا التمثال لأحد الذين فعلوا عملًا مجيدًا .. و لا يجوز أيضًا وضعها في منزل لأن الغرض التعليمي محدود فيه , و لهذا - و الله سبحانه و تعالى - أعلم خص الرسول صلى الله عليه و سلم البيت بالذكر دون بقية الأماكن في أنه لا تدخله الملائكة إذا ما كانت به صور .. و هذا يتوافق أيضًا مع الآية الكريمة - أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم - " و يصنعون له ما يشاء من محاريب و تماثيل " إذ يقول ابن حجر " كان ذلك جائزا في شريعتهم , وكانوا يعملون أشكال الأنبياء والصالحين منهم على هيئتهم في العبادة ليتعبدوا كعبادتهم " .. و ذلك الفهم هو الوحيد الذي يجمع بين ما سبق من أحاديث و بين الآية الكريمة إذ أنه لا يجوز القول بأن هذا الفعل منسوخ في شريعتنا , فقد تبين أن إبراهيم عليه الصلاة و السلام قد نهى قومه عنها من جانب , و من جانب آخر فإنه لا يجوز النسخ في الأخبار خصوصًا و أن علّة التحريم غير مختلفة و موجودة في نفس زمن سيدنا سليمان .. وهذا يفسر فعل الصحابة من عدم تحطيمهم للتماثيل التي لم تكن تُعبد في مصر مثلًا في حين أنهم حطموا تماثيل أخرى كانت تُعبد في بلاد أخرى .. فقد كان غرضهم من عدم التحطيم و الله سبحانه و تعالى أعلم أن هذه التماثيل تعبر عن الآية الكريمة - أعوذ بالله السميع العليم ن الشيطان الرجيم - " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم " فتركوها آيه .. أي أن لها غرض للوعظ و التعليم .. و عليه فإنه لا يحل التصوير او النحت بكامل الهيئة إلا لغرض تعليمي فقط و أي غرض آخر فهو حرام شرعًا.
2 - يباح التصوير لكل ذي روح غير كامل الهيئة لما تقدم من أدلة على ذلك من إقرار النبي صلى الله عليه و سلم لفعل عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها من خياطة الوسادتين من القماش المزدان بالصور التي مزقها رسول الله صلى الله عليه و سلم لما تقدم من حديث جبريل صلى الله عليه و سلم.
هذا اجتهاد خاص مني .. و أسأل الله سبحانه و تعالى أن أكون قد وفقت فيه و أن يعفو عني إن كان فيه خطأ أو سوء تقدير و أن يهديني و إياكم إلى ما يحبه و يرضاه عزّ و جلّ .. و أرجو من كل من لديه تعقيب ألا يبخل به .. فربما أحق حقًا أو أبطل باطلًا ..
و أسأل الله سبحانه و تعالى أن يصلي على سيدنا محمد و على آله و أصحابه تسليمًا كثيرًا .. و الحمد لله رب العالمين ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:28 م]ـ
الحمد لله تعالى
قولكم"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " .. "
قد ألف الحافظ الشيوطي رسالة سماها "القذاذة في مسألة الاستعاذة" وهي ضمن الحاوي للفتاوي له، وحققها الشيخ أبو عبد الرحمن محمود الجزائري ضمن مجموع، جنح فيها الإمام السيوطي رحمه الله إلى عدم مشروعية الاستعاذة عند الاستدلال بآية وأورد في ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يورد الآية من غير استعاذة، وإنما الاستعاذة للتلاوة. والله أعلم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:34 م]ـ
الأخوة الكرام
في المسائل العقائدية لا يقال شرع من قبلنا،
يقول القاسمي في تفسير محاسن التأويل:" وتماثيل: أي صور ونقوش منوعة على الجدر والسقوف والأعمدة، جمع تمثال، وهو كل ما صُوّر على مثال غيره من حيوان وغير حيوان". نعم من حيوان وغير حيوان.
فالأمر ببساطة أنهم كانوا يعملون له التماثيل التي تليق بعقيدة نبي كريم.
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[27 Feb 2009, 07:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
جزاك الله خيرًا أخي الحكيم .. سأحاول الاطلاع على تلك الرسالة .. هل يوجد رابط الكتروني لها؟
أخي الكريم البيراوي كيف يتم النسخ في المسائل العقيدية؟ .. لو كانت عقيدية فهي غير مرتبطة بزمن أو مكان لذا فهي لا تنسخ مثلها مثل الأخبار ..
و تأويلك للآية الكريمة جائز فعلًا و على كل حال فسواء كان ذلك لنبات او جماد أو إنسان فإنه لا مشكلة فيه .. إذ أن كل الأوجه جائزة حسب تعليقي بأعلى ..
و الحمد لله رب العالمين ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Feb 2009, 08:16 م]ـ
الحمد لله تعالى
قولكم"أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " .. "
قد ألف الحافظ الشيوطي رسالة سماها "القذاذة في مسألة الاستعاذة" وهي ضمن الحاوي للفتاوي له، وحققها الشيخ أبو عبد الرحمن محمود الجزائري ضمن مجموع، جنح فيها الإمام السيوطي رحمه الله إلى عدم مشروعية الاستعاذة عند الاستدلال بآية وأورد في ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يورد الآية من غير استعاذة، وإنما الاستعاذة للتلاوة. والله أعلم
انظر هنا: احذر الوقوع في هذا الخطأ!! ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=475)
ـ[الزرسنت]ــــــــ[27 Feb 2009, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
لا اجد حرجا فيما ذكرتموه من ادله وبراهين
لكن يظل القول بانه انما نهي عنها لانه قد تصبح اماكن عبادة او تعظيم
وهذه الاحاديث جميعها يتم تحويلها في هذا الاتجاه
فكيف استطيع الرد بادلة قوية توضح توضيحا تاما المعنى الصحيح
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[27 Feb 2009, 09:28 م]ـ
الأخ الكريم حسام
نعم في العقائد لا نسخ، لأن العقيدة أخبار، وليست طلبات، ويبدو أنك فهمت كلامي على غير مقصدي.
الأخ الكريم زرسنت
التماثيل كل ما يماثل الشيء ويشابهه، فلماذا نذهب إلى التماثيل المحرمة ثم نطلب الحل؟! أرجو أن ترجع إلى مداخلتي القصيرة.
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[27 Feb 2009, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
جزاك الله سبحانه و تعالى خيرًا أخي الكريم أبو مجاهد و زادك الله سبحانه و تعالى علمًا ..
أخي الكريم زرسنت .. يمكن تلخيص الأمر ببساطة في الآتي:-
1 - التصوير و النحت للكائنات على اختلافها سواء كانت بروح أو بغير روح حلال مطلقًا إذا ما كانت غير كاملة الهيئة أي لا يرسم الجسم كاملًا سليمًا .. و حكمة ذلك و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم أن ذلك مما يغري بالعبادة و التقديس عند الجهلاء , في حين أن الاقتصار على رسم الأطراف دون الأبدان الكاملة أقل ضررًا بالنسبة لهذه العقول.
2 - يحرم رسم الجسم كاملًا سليمًا لذوات الأرواح إلا إذا كان ذلك دمية كلعب الأطفال .. و هنا قد يستدل قياسًا بأن كل ما له غرض تعليمي و تثقيفي فهو حلال , أما إذا ما كان بغرض التسلية لا التربية و كان للفخر لا للاعتبار و العظة فإنه يُحرَّم على كل مسلم و هو من الكبائر كما قال العلماء.
و الأدلة على هذه الأقوال موجود في مشاركتي بأعلى .. و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم ..
أخي الكريم البيراوي .. لم أفهم كلامك على وجه الدقة , و لا أرى وجه الاعتراض حتى الآن فسامحني إن أسأت فهمك ..
و أسأل الله العظيم سبحانه و تعالى رب العرش الكريم .. أن يصلي على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليمًا كثيرًا .. و الحمد لله رب العالمين ..
و الحمد لله رب العالمين(/)
المطبوع من تفسير العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - ومنهجه في التفسير
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[26 May 2003, 06:58 ص]ـ
مما صدر من كتب التفسير لشيخنامحمد بن صالح العثيمين رحمه الله مايلي:
1= تفسير الفاتحة
2= تفسير البقرة
3= تفسير جزء عم
4= تفسير سورة الكهف
5= تفسر سورة يس
ملاحظة: هذا هوالتفسير المطبوع فقط والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 07:08 م]ـ
أخي الحبيب أحمد المطيري وفقه الله
اشكرك على مشاركتك معنا، وأسأل الله للجميع العون والتوفق. وأحب أن أشير هنا إلى أمور:
الأول: أن ما ذكرته من التفسير المطبوع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، متوفر كذلك على موقع الشيخ المتميز على هذا العنوان. موقع الشيخ محمد بن عثيمين - المكتبة المقروءة ( http://www.binothaimeen.com/eBook.shtml)
الثاني: أن أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي أحد المشرفين على ملتقى أهل التفسير، يكتب أطروحة لنيل درجة الدكتوراه قريباً إن شاء الله حول جهود الشيخ محمد بن عثيمين في التفسير ومنهجه فيه. وأسأل الله أن يوفقه وأن يعينه في ذلك.
الثالث: أنه بعد وفاة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أصدرت مجلة البيان عددها رقم 160 و كانت أغلب المشاركات فيه حول الشيخ ابن عثيمين، وكان منها منهجه في التفسير للشيخ عبدالرحمن الصالح الدهش.
ولعلي أضعه في مشاركة لاحقة إن شاء الله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ورحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 10:59 م]ـ
منهج الشيخ ابن عثيمين في التفسير
كتبه الشيخ /عبد الرحمن الصالح الدهش المحاضر في قسم القرآن وعلومه، جامعة الإمام، فرع القصيم، ومن خواص تلاميذ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
المصدر / مجلة البيان - العدد رقم 160
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الحديث عن منهج إمام من أئمة الدين في علم كان من اهتماماته، وأمضى فيه جزءاً من عمره، وخصَّه بنصيب وافر من دروسه، وكثيراً ما وجَّه طلابه للعناية به، بل والبداءة به حديث لا يمكن أن تستوعبه مقالةٌ كهذه، ولذا سيكون الحديث فيها منصبّاً على بعض منهجه في تفسيره. وقبل الحديث عن منهجه أشير إلى موضوعين متعلقين بتفسيره:
الأول: دروسه في التفسير حيث كان تفسيره القرآنَ لطلابه [1] على ثلاثة طرق:
1 - الطريق الأول: التفسير العام؛ حيث لم يرتبط الشيخ بكتاب تفسير ينطلق منه، وهذا يشمل الدرس الخاص بالطلبة، وابتدأ الشيخ التفسير فيه من أوَّل القرآن وانتهى فيه إلى سورة الأنعام، ولم يتمَّها. ويشمل تفسيره في اللقاءات العامة حيث فسَّر الشيخ خلالها كثيراً من المفصَّل، ومواضع متفرقة من القرآن.
2 - الطريق الثاني: التفسير الذي ارتبط فيه الشيخ بتفسير الجلالين، فكان منطلقاً له، ولم يقتصر عليه، وبلغ فيه سورة الزخرف، ولم يتمها أيضاً.
3 - الطريق الثالث: التفسير المفرَّق ويتمثل في تفسير الشيخ للآيات التي تمر في أثناء شرحه لكتابٍ ما، وهي كثيرة، وربما أسهب الشيخ في تعليقه عليها، ورجَّح فيها [2].
ومع تعدد الطرق التي تناول الشيخ التفسير من خلالها إلا أن منهجه فيها متقارب، حيث اتفقت في كثير من المعالم.
الثاني: مصادره في تفسيره:
الغالب في طريقة الشيخ رحمه الله تعالى ألا يذكر مصادره التي نقل منها، ولا أسماء العلماء الذين يذكرُ أقوالهم، بل تراه يبهمُ أسماءهم، ويذكرُ الأقوال منسوبة إلى بعض أهل العلم، أو بعض المفسرين دون تحديدهم، إلا أنه قد ينصُّ في بعض الأحيان على بعضهم، ومنهم على سبيل المثال: ابن حزم (البقرة: 222، 228)، الزمخشري (آل عمران: 1)، ابن تيمية، ابن القيم (البقرة: 1، 228)، ابن اللبان صاحب الاختيارات الفقهية (البقرة:
228)،محمد رشيد رضا (البقرة:219)،وشيخه عبد الرحمن السعدي (البقرة: 229)،وغيرهم.
المنهج العام للشيخ في التفسير:
لقد كان الشيخ رحمه الله تعالى موسوعيَّ المعرفة، درس علوم الشريعة وتفقه فيها، وكان لها الأثر الواضح في تفسيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد عمد الشيخ إلى تقريب التفسير لعامة الناس فضلاً عن طلابه والمستفيدين منه؛ فالسهولة في العبارة والبعد عن غامض التراكيب واضحٌ في العرض، ولذا خلا تفسير الشيخ من الأقوال الكثيرة، والتفريعات البعيدة التي قد تجدها في بعض التفاسير، وكذا التعقيدات البلاغية، أو الأعاريب المطولة.
ومع هذا تجد في تفسير الشيخ ما تجده عند غيره من الاعتماد على بيان القرآن بالقرآن، وجمع نظائر الآية، وبيان القرآن بالسنة، وذكر للقراءات، وتوجيهها معنى أو إعراباً، وبيان المشكل، وأسباب النزول تحت المنهج العام للشيخ، وكذا الشعر، وهو قليلٌ نسبياً، وفي غالبه شاهد لغوي، أو ضابط نحوي أو نحو ذلك.
ويجد القارئ والسامع في أثناء ذلك الترجيح المبني على قاعدة، أو التنبيه على خطأ في فهم آية.
ففي تفسير قوله تعالى: (وتخرج الحي من الميت) (آل عمران: 27)، يرجح الشيخ أن الآية عامة في الحياة الحسية، كإخراج الإنسان من النطفة، والمعنوية كإخراج الكافر من المؤمن.
ويعلل الشيخ لهذا الترجيح بقوله: (إذا صلح اللفظ للمعنيين بدون تنافٍ بينهما فالواجب حمله عليهما).
وعند قوله تعالى في وصف يحيى عليه السلام: (وسيداً وحصورا). (آل عمران: 39). قال الشيخ: (أي: حاصراً نفسه عن أراذل الأخلاق، وأما من قال من المفسرين إن (الحصور) الممنوع عن إتيان النساء، فإن في هذا نظراً واضحاً؛ لأن عدم قدرة الإنسان على النساء ليس كمالاً، ولكنه عيب، وفيها قول آخر أنه لا يأتي من النساء من لا تحل له فيكون وصفاً له بكمال العفة، لكن ما قلناه أشمل من هذا القول، فهو مقدم على المعنى الأقل).
وعند قوله تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب) (آل عمران: 37). ينبه الشيخ على خطأ من كتب الآية على طاق القبلة، يظن أنه هو المحراب المراد بالآية، وإنما هو مكان العبادة.
والشيخ حريص كل الحرص على عدم الوقوع فيما وقع فيه كثير من المفسرين من حشد الإسرائيليات والاعتماد عليها؛ فعند قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة) (البقرة: 67)، قال الشيخ: (وقد ذكر المفسرون هنا إسرائيليات كثيرة حول هذا الموضوع ولكن لا يعنينا أن نُعيِّن مَن هذا القاتل؟ ومَن هذا المقتول؟ وإنما المقصود أنه قتلت نفس فادارؤوا فيها، أي: تخاصموا).
ثم هو يشكك فيما قيل عن مريم عند قوله تعالى: (وأنبتها نباتاً حسناً) (آل عمران: 37). إنها تنمو في العام ما ينمو غيرها في عامين. قال الشيخ: (ولعلها من الإسرائيليات ... فالله أعلم).
وعند قوله تعالى: (وجد عندها رزقاً) (آل عمران: 37).
قال الشيخ: (قال بعض المفسرين وهو من الإسرائيليات يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء).
[المعالم الأساسية في منهجه رحمه الله]
وبعد هذه المعالم العامة نجدنا مضطرين إلى إبراز معالم أساسية في منهج الشيخ في تفسيره وهي:
أولاً: التفصيل في أحكام القرآن، وبيان الراجح منها بدليله، دون تعصب لمذهب معين:
وهذا أشهر من أن يُذكر فيه مثالٌ؛ لأن الشيخ رحمه الله تعالى كان فقيهاً مجتهداً، وكان لا يمرُّ بآيةٍ من آيات الأحكام إلا فصَّل في ذلك الحكم وبينه.
ثانياً: ذكر القضايا الفقهية المعاصرة المرتبطة بالآية، وبيان الحكم فيها:
ومن ذلك ما قاله في تفسير قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر) (البقرة: 219)، قال: (فلو تقامرا على شيء من المال بأي صفة من الصفات؛ فإن ذلك يعتبر مَيْسراً، ومن ذلك ما يسمى بالحظ والنصيب، فإنه ميسر، ومن ذلك التأمين على الأموال أو على السيارات أو على البيوت أو على النفوس أو ما أشبه ذلك).
ثالثاً: تنزيلُ الآيات على الواقع المعاصر، وربطها به:
ففي قوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) (البقرة: 221)، قال: (إن في الآية رداً واضحاً على الذين أطلقوا أن دين الإسلام دين مساواة؛ لأن التفضيل ينافي المساواة.
والعجيب أنه لم يأت في الكتاب ولا في السنة لفظ المساواة أبداً؛ لأن الله ما أمر بها، ولا رغب فيها؛ لأنها ليست صحيحة، فإذا قلت بالمساواة دخل الفاسق والكافر والمؤمن والذكر والأنثى، وهذا هو الذي يريده أعداء الإسلام من المسلمين، لكن جاء الإسلام بكلمة هي خير من تلك الكلمة، وليس فيها احتمالٌ أبداً، وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(إن الله يأمر بالعدل) (النحل: 90)، فكلمة العدل تقتضي أن نسوِّي بين الاثنين حيث اتفقا في الصفات المقتضية للتسوية، وأن نفرق بينهما حيث اختلفا في الصفات المقتضية للتفريق).
وانظر أيضاً حديثه في هذه الآية عن التنبيه على الدعوة التنصيرية التي يقوم بها النصارى في هذا العصر.
وانظر ذكره فائدة في قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم) (البقرة: 223)، فقد ذكر الدعوة إلى تحديد النسل، وردَّ عليها. وغيرها كثيرٌ من القضايا المعاصرة التي تطرَّق إليها الشيخ أثناء تفسيره.
رابعاً: الاهتمام بالجانب التربوي الذي تشير إليه الآيات، ويظهر ذلك في جانبين:
الأول: الجانب الوعظي:
ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى: (واعلموا أنكم ملاقوه) (البقرة: 223)، قال: (والله لو كانت قلوبنا حيَّةً لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا؛ لأنها من كلام الله عز وجل مصدَّرة بـ (اعلموا)، لكن، واللهِ القلوبُ ميتة، والشكوى إلى الله عز وجل).
الثاني: جانبُ الإرشادات والتوجيهات لطالب العلم:
ومن ذلك تعليقه على قوله تعالى: (ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون) (البقرة: 221)، قال: (وأنت إذا آمنت بهذه الجملة، وهي قوله: (ويبين آياته للناس) (البقرة: 221)، فإنه قد يعرض لك مسألة لا تجدها في كلام الفقهاء ولا في كلام المحدثين، وعندما تتأمل القرآن تجدها واضحة صريحة، أو عندما تتأمل السنة تجدها واضحة مبينة فيها، وهذا شيء معلوم.
ولهذا أحثكم أنتم طلبة العلم على أن يكون دأبكم في الوصول إلى غائص المسائل الرجوع إلى الكتاب والسنة، ولا حرج أن نستعين بكلام أهل العلم؛ لأن اعتماد الإنسان على نفسه في فهم الكتاب والسنة قد يحصل فيه خلل كثير؛ فلا بد أن يعرف القواعد التي قعَّدها السلف من الصحابة والتابعين، مستنبطين لها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم).
وعند قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به) (آل عمران: 7).
قال الشيخ: (ينبغي للإنسان أن يحرص على أن يكون راسخاً في العلم لا جامعاً كثيراً منه؛ لأن العبرة بالرسوخ في العلم؛ فإن الإنسان إذا كان عنده رسوخ في العلم صار عنده ملكه يستطيع أن يُقرِّب العلم بعضه من بعض، ويقيس ما لم يُنَصَّ عليه على ما نُصَّ عليه، ويكون العلم لديه كالطبيعة الراسخة).
خامساً: النواحي اللغوية:
كان الشيخ رحمه الله يولي عناية واضحة بالنواحي اللغوية، فيبرز معنى الآية من خلال وقفات إعرابية، أو صرفية، أو بلاغية، والشيخ رحمه الله من خلال وقفاته تلك يهدف فيما يهدف إلى الناحية التطبيقية لطلابه، ولا أدل على ذلك من إعرابه بعض الآيات واضحة الإعراب إعراباً تفصيلياً [3].
ومثله استطراداته الكثيرة في قضايا نحوية بحتة فعند قوله تعالى: (ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) (آل عمران: 19).
استطرد الشيخ في بيان سبب ارتباط جملة جواب الشرط بالفاء، بطريقته الحوارية في الدرس مع الطلبة، وذكر ما ذكره النحاة في ضابط ذلك.
اسمية طلبية وبجامد ... وبما وقد وبلن وبالتنفيس
وقريبٌ منه استطراده حول الاسم الممنوع من الصرف عند كلامه على قوله تعالى: (أن الله يبشرك بيحيى) (آل عمران: 39)، حيث أشار إلى الخلاف في عربية اسم (يحيى) استطرد من خلاله إلى موانع الاسم من الصرف بطريقته السابقة.
وأمَّا وقفات الشيخ الصرفية فهي قريبة في منهجها من وقفاته النحوية، فيذكر وزنَ بعضَ الكلماتِ واشتقاق بعضها ليصلَ إلى معنى الكلمة القرآنية.
فعند قوله تعالى: (نزل عليك الكتاب) (آل عمران: 3). قال الشيخ:
(هو هذا القرآن، وهو (فِعال) بمعنى: (مفعول)؛ لأنَّه مكتوبٌ فهو كتابٌ مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، كما قال تعالى: (إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون) (الواقعة: 77 - 7).
وفي تفسير قوله تعالى: (ذرية بعضها من بعض) (آل عمران: 34). قال الشيخ: (والذرية مأخوذة من (ذرأ) بمعنى (خلق)؛ لقوله تعالى: (يذرؤكم فيه) (الشورى: 11)، يذرؤكم فيه: أي: يخلقكم.
وقيل: من (وذر)، بمعنى (ترك)، فعلى الأول تكون الذرية شاملة للأصول والفروع، لأن الأصول مخلوقون، والفروع كذلك مخلوقون، أما إذا جعلناها من (وذر) بمعنى (ترك)، فهي للفروع فقط، وهذا هو المعروف عند عامة الناس أن الذرية هم الفروع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يتساءل الشيخ رحمه الله: هل في القرآن ما يدلُّ على أن الذرية تطلق على الأصول؟
فيجيب بقوله تعالى: (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) (يس: 41).
فإن الذين حُمِلوا من الذرية هم الذين آمنوا مع نوح وهم سابقون، أي أصول).
والشيخ رحمه الله بإيجازه هذا غير المخل، وتساؤله الذي جاء عرضاً قد أجاب عن إشكال استوقف كثيراً من المفسرين، ومن آخرهم شيخه عبد الرحمن السعدي (ت: 1376هـ)؛ حيث قال في تفسيره عند هذه الآية: (وهذه الآية من أشكل المواضع عليَّ في التفسير) [4].
وأما اللفتات البلاغية فلم يخلُ تفسير الشيخ رحمه الله من وقفات عندها، ومن ذلك عند تفسيره قول الله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين) (آل عمران: 14)
أشار الشيخ إلى قوة التعبير القرآني؛ حيث سلط الحب على الشهوات لا على هذه الأشياء؛ (لأن هذه الأشياء حبُّها قد يكون محموداً) إذا لم يكن سبباً لصده عن دين الله.
وفي قوله تعالى: (وأزواج مطهرة) (آل عمران: 15)، يشير الشيخ إلى نكتة العموم في إطلاق (مطهرة) لتشمل التطهير الحسيَّ والمعنويَّ معتمداً على قاعدة: أن حذف المعمول يُؤْذن بعموم العامل. قال الشيخ: (ولهذا أمثلة كثيرة مثلاً قوله تعالى: (ألم يجدك يتيماً فآوى * ووجدك يتيماً فآوى* ووجدك ضآلاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى) (الضحى: 6 - 8)، فالرسول صلى الله عليه وسلم وجده ربُّه يتيماً فآواه، وآوى به حتى جعله فئة لكل مؤمن، ضالاً فهداه وهدى به، عائلاً فأغناه وأغنى به).
سادساً: استنباط الفوائد:
تُشكِّل الفوائد في درس التفسير جزءاً لا يغفل في منهج الشيخ، وتأتي أهمية الفوائد من حيث إفرادها في الكلام بمبحث الفوائد عقب آية أو آيات يتم الشيخ تفسيرها والكلام عليها، ومن ناحية أخرى توسُّع الشيخ فيما يذكره تحت هذا المبحث؛ فهو لا يقتصر على الفوائد المباشرة في الآية؛ إذ يذكر الفائدة ثم يتبعها بما قد يتفرع أو يُشْكل عليها ويجيب عنه.
فعند قوله تعالى: (وترزق من تشاء بغير حساب) (آل عمران: 27) يقول الشيخ رحمه الله: (ومن فوائد الآية الكريمة أن الرزق بيد الله لقوله تعالى: (وترزق من تشاء) (آل عمران: 27) ويترتب على هذا أنه ينبغي للعاقل فضلاً عن المؤمن أن لا يطلب الرزق من أيدي الناس، وإنما يطلبه من الله عز وجل، ولهذا جاءت النصوص بفضيلة العفة).
وعند قوله تعالى عن امرأة عمران: (وإني سميتها مريم) (آل عمران: 36). يذكر الشيخ رحمه الله من فوائد الآية تسمية المولود حين يولد، ثم يقول: (وهذا هو السنة: أن يُسَمَّى الإنسان حين يولد إلا إذا لم يتهيأ الاسم فإنه يسمى في اليوم السابع، وبهذا تجتمع الأدلة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما وُلِد إبراهيم، قال: (وُلِد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم) [5] وفي حديث العقيقة قال: (تذبح يوم سابعه، ويحلق ويسمى .. )) [6].
والفوائد مجال رحب عند الشيخ رحمه الله لتقرير العقيدة السليمة، وتصحيح الأخطاء العقدية بشيء من الاستطراد والبسط؛ فعند قوله تعالى: (لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات) (آل عمران: 24).
يقول الشيخ رحمه الله: (ومن فوائد هذه الآية الكريمة أن هؤلاء يؤمنون بالبعث؛ لقولهم: (لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات) (آل عمران: 24)، ويتفرع على هذا أنه لا يكفي في الإيمان أن يؤمن الإنسان بالله وباليوم الآخر دون أن يستلزم هذا الإيمان قبولاً، وإذعاناً؛ فإن مجرد التصديق لا يعتبر إيماناً؛ إذ لا بد من القبول والإذعان، ولهذا أدلة).
وفي تفسير قوله تعالى: (والله سميع عليم) (آل عمران: 34). يقول الشيخ رحمه الله: (ومن فوائد الآية الكريمة إثبات اسمين من أسماء الله، وهما (السميع والعليم)، فالسميع يتعلقُ بالأصوات، والعليمُ يتعلق بكل شيء بالأصوات، والأحوال، والأعيان). ثم يستطرد الشيخ في تقسيم أسماء الله إلى متعدية ولازمة، وما يتضمنه كل نوع من الدلالة، ثم يستطرد مرة ثانية إلى الفرق بين دلالة التضمن والاستلزام وتطبيق ذلك على اسم (الخالق، والرحمن، والحي).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي مجال تصحيح الأخطاء العقدية يذكرُ الشيخ رحمه الله عند كلامه على آيات عموم القدرة في أكثر من موضع يذكر مقالة السيوطي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير). (المائدة: 120)، حين قال: (وخصَّ العقل ذاته فليس عليها بقادر) [7]، ثم يتعقبها ففي تفسيره لقوله تعالى: (قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير) (آل عمران: 29)، يقول الشيخ رحمه الله بعد ذكره مقالة السيوطي السابقة: (فإن هذه كلمة باطلة، هو أراد معنى والله أعلم لكن التعبير بهذا خطأ، نقول: إن الله تعالى قادرٌ على كل شيء يتعلقُ بفعله، أو بفعل عباده، كل شيء يفعله الله فهو بقدرته سبحانه وتعالى، كل شيء يفعله العبادُ فهو بقدرته، وهذا الاستثناء أو هذا التخصيص غير صحيح، بل العقل يشهد لله تعالى بكمال أو بعموم القدرة، وأنه على كل شيء قدير).
وفي مسألة التفاضل بين الملائكة وصالحي البشر، وهي مسألة أطال فيها بعضُ العلماء النَّفَسَ، وحُشدت لأجلها الأدلة يوردها الشيخ رحمه الله من فوائد قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) (آل عمران: 33)، يوردها بقوله: (من فوائد الآية الكريمة ما ذكره بعض أهل العلم من أن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة، ثم يقول: وعندي أن البحث في هذه المسألة من فضول العلم؛ لأنه أي فائدة لنا إذا قلنا: إن فلاناً أفضل من جبريل، أو جبريل أفضل من فلان .. ؟)، وبعد إشارته لشيء من أدلة الفريقين، يقول: (وجمع شيخ الإسلام رحمه الله بين هذين القولين، فقال: إن الملائكة أفضل باعتبار البداية، وصالحي البشر أفضل باعتبار النهاية). ثم ينهي الشيخ رحمه الله عرضه للمسألة بقوله: (ومع ذلك فإني أرى أن الإمساك عن هذا أوْلى ... وأمَّا أيهم أفضل فهذا أمر لم نكلف به).
والحق أن الجانب العقدي في تفسير الشيخ سواء ما يتعلق منه بتوحيد الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات، أو غيرها من مباحث العقيدة يستحق أن يفرد بدراسة استقرائية وافية يُبرز من خلالها منهج الشيخ في ذلك.
سابعاً: كثرة القواعد العلمية التي يذكرها ويذكر تطبيقها في الآية، وهي قواعد متنوعة من لغوية ونحوية وأصولية وغيرها، ومنها:
* الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
* الأصل أن الوصف متحقق في الموصوف حتى يتبين خروجه عن ذلك.
* من تأمل الشريعة وجد أنها تعتني بالمعنى أكثر من الاعتناء باللفظ.
* لا ينبغي الإطلاق في موضع يخشى فيه من التعميم.
* العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
* عند التنازع نرد المسألة إلى كتاب الله وسنة رسوله.
* العام لا يدل على جميع أفراده دلالة قطعية، بل دلالته ظنية.
ولو جُمعت هذه القواعد العلمية العامة مع تطبيقاتها، لشكلت كتاباًَ نافعاً لطلبة العلم.
وبعد، فما ذُكر في هذه المقالة غيضٌ من فيض، وقليل من كثير، وعسى الله أن يُقيض من يقوم بدراسة منهج الشيخ في عموم العلوم التي برع فيها، فيُبرز فيها ما يفيد طلبة العلم من تراث الشيخ المبارك. ولا نملك في الختام إلا أن ندعو له بالمغفرة والرحمة، ونسأل الله أن يبلغه الفردوس الأعلى جزاء ما قدم، إنه سميع قدير، وبالإجابة جدير.
________________________
الحواشي:
(1) يخرج بهذا ما كتبه الشيخ رحمه الله من تأليف في التفسير.
(2) من ذلك شرحه للآيات في كتاب التوحيد، والواسطية، ومقدمة التفسير وغيرها.
(3) انظر إعرابه لقوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ] (آل عمران: 4).
(4) تيسير الكريم الرحمن، ص 696، تحقيق: اللويحق.
(5) أخرجه مسلم، ح/ 2315، أبو داود في الجنائز، ح/ 2719.
(6) رواه أبو داود، ح/ 2455.
(7) تفسير الجلالين، 1/ 547 بحاشية الجمل.
ـ[جنتان]ــــــــ[20 Jun 2007, 08:58 م]ـ
شكر الله تعالى لك شيخنا د. عبد الرحمن وأسأل العلي القدير أن لايحرمكم الأجر في الدارين ....
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[21 Jun 2007, 01:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والواقع بأن الشيخ رحمه الله تعالي سهل في أسلوبه وواقعي ويبسط المسائل ويطرحها بأسلوب مقنع وقد استفدت
من فتاوى الشيخ كثيرا كثيرا وكم دعوت له بظهر الغيب كما ادعو لوالدي لان من كتبه فهمت كثير من المسائل الفقه
وأصبحت عندي ملكه الإقناع والطرح من كثرة ما كنت أقرأ كتبه والفتوى الصادرة منه ولقدد أحببته كثيرا
رحمه الله ـ تعالى ـ رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته ووالدينا والمسلمين أجمعين.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[21 Jun 2007, 08:15 م]ـ
وقد طبع كذلك من تفسير الشيخ سور الصافات، وص، والحجرات ومعها بعض السور، وآل عمران في مجلدين، كما أن سورة النساء سوف تكون قريباً في الأسواق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Jul 2007, 04:59 م]ـ
للفائدة فإن ما طبع للشيخ رحمه الله من التفسير وما سيطبع وإن هو حمل اسماً واحدا فطريقة الشيخ فيها مختلفة والسبب في ذلك المنطلق الذي انطلق منه الشيخ.أثناء التدريس والذي هو أصل هذه الكتب.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Jul 2007, 01:08 م]ـ
إتماماً لهذه الفائدة إليكم مجالاتُ عنايةِ الشيخِ بالتفسير:
لقد تنوعت مجالاتُ عنايتهِ بهِ؛ إذْ بلغ مجموعها سبع مجالات هي:
المجال الأول: التدريس وهو على قسمين:
القسم الأول: التدريسُ النظاميُّ: حيث درَّسَ الشيخُ مادّةَ التفسير في كلية الشريعة أَوَّلَ ما انتقل إليها مِن المعهد العلميّ، وهي أولُ مادّةٍ درّسَهَا الشيخُ في الكليةِ قبلَ أنْ ينتقلَ إلى تدريسِ مادّةِ العقيدة.
القسم الثاني: التدريسُ في المسجدِ، وللشيخِ فيه طريقتان:
الطريقة الأولى: التفسيرُ مِن المصحفِ مباشرةً.
وقد ابتدأه بسورة الفاتحة عام (1407 هـ) ومات رحمه الله عند الآية (52) مِن سورة الأنعام عامَ (1421 هـ)، وهو أوسعُ تفسيرٍ للشيخِ رحمه الله.
طريقته في التفسير تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: يبدأ أولاً بتفسير الآية تفسيراً تحليلياً ويشتملُ غالباً على معاني الكلماتِ العربية، واشتقاقها ثم يقوم بإعراب ما يحتاج إلى إعراب، وذكر القراءات الواردة في الآية مع توجيهها، وخلاف المفسرين.
القسم الثاني: الفوائدُ المستنبطة مِن الآيةِ،ويستطردُ فيها كثيراً وفيها أشياء دقيقة تدلُّ على فَهْمِ الشيخِ وسَعَةِ عِلْمِهِ وتَضَلُّعِهِ في التفسيرِ وفيها أشياء واضحة جداً ويكرر هذهِ الفوائد عند وجودها في آية أخرى وقد صرّح الشيخُ بذلك في مَعْرض ردِّه على الجبرية بقوله:" ولْيُعْلم أن هذا الدليل في الردِّ على الجبْرية كثيرٌ في القرآن وإنما نذكره عند كل آية لينتفع بذلك من أراد إحصاء الأدلة على هؤلاء، وإلا فالدليل الواحد كافٍ لمن أراد الحق ".
الطريقة الثانية: التعليق على تفسير الجلالين.
-وهو أشْبَهُ مَا يكونُ بحاشيةٍ على تفسيرِ الجلالين، وحسب علمي أنه بدأ بسورة النور وانتهى بسورة الزخرف فيكون مجموع ما فسره يزيد على سبعة أجزاء قليلا
وطريقته كطريقة ما قبله من ذكر التفسير والفوائد بيد أنه هنا ارتبط بكتاب ولذا ظهر إضافة جديدة الاستدراكُ على المؤلِّفِ، ولهذا الاستدراك صور منها:
أ – أنْ يَحْصُرَ المؤلِّفُ اللفظَ العامَّ بشيءٍ مخصوصٍ بينما يرى الشيخُ عُمُومَه وهذا كثيراً ما ينبه عليه الشيخ رحمه الله، وإن كانَ يظهرُ أنّ كثيراً مما نازعَ الشيخُ المؤلِّفَ فيه، أنّه مِن بابِ التمثيلِ وليسَ الحصْر، والتفسيرُ بالمثالِ أحدُ أنواعِ التفسير عندَ السلفِ
التنبيهُ على الأخطاء العقدية التي وقعَ فيها المؤلِّف:مثاله:
عند تفسيرِ المؤلِّفِ لقوله تعالى {وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (الزمر: من الآية67)
قالَ: " بقدرته " وتعقّبه الشيخُ بقوله:" وهذا تحريفٌ على مذهبِ مَن لا يُؤمِنُونَ بصفاتِ الله تعالى الخبرية، والصوابُ أنّ المرادَ باليمينِ: اليدُ اليُمْنى
-الردُّ على المؤلِّف في تعيين مُبهماتِ القرآنِ بلا دليل
-مخالفةُ المؤلِّفِ في تقديرِ المحذوفِ
-مخالفةُ المؤلِّفِ فيما ذهبَ إليه في إعرابِ الآية
-الاستدراكُ على المؤلِّفِ في تفسيرِ الآيةِ ومَعناها
-الاستدراكُ على المؤلِّفِ فيما أوردهُ مِن الإسرائيلياتِ في تفسيره
المجال الثاني: التفسير في اللقاءات العامة
وهو على نوعين:
أ – اللقاء المفتوح: حيثُ درجَ الشيخُ على افتتاحِ لقاءهِ المفتوح -وكان يعقده كل خميس- بتفسير آياتٍ مِن القرآن الكريم؛ وبما أنه ليس لقاءً خاصاً بطلبة العلم فقد بدأ الشيخ بتفسير سورة الفاتحة والجزء الثلاثين (جزء عمّ) لأن الناس محتاجون إلى معرفة تفسيرها لكثرة قراءة هذا الجزء، قال الشيخ:" اخترنا هذا الجزء لأنه يُقرأ كثيراً في الصلوات، فيحسن أن يُعرف معاني هذا الجزء.
وأتمّ الشيخ هذا الجزء في شهر جمادى الثاني من عام ستة عشر وأربعمائة وألف، ثم بدأ الشيخُ مِن سورة الحجرات حتّى بلغَ الآيةَ السادسة عشرة مِن سورة المجادلة
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكرُ المعنى العام للآية بأسلوبٍ ميسّر مناسبٍ للمخاطَبين، حيث كانَ الشيخُ يُلقِيهِ على عامّةِ الناسِ في اللقاء المشهور: البابُ المفتوح، وهو لقاءٌ لم يكنْ خاصاً بطلبةِ العلم كما قدّمتُ، قالَ الشيخُ في تفسير سورة العاديات:" هذا هو التفسير اليسير لهذهِ السورة العظيمة ومَن أرادَ البَسْطَ فعليهِ بكتب التفاسير التي تَبْسُطُ القولَ في هذا، ونحنُ إنما نشير إلى المعاني إشارةً مُوجَزة ".
وهو في هذا الجُزْء أَشْبَهَ طريقةَ شيخهِ عبد الرحمن السعدي في تفسيره , كما أنه لم يتعرّض الشيخُ لإعرابِ الآيات واستنباطِ الفوائدِ مِنها على عادتهِ في التفسير؛ إلاّ في القليلِ النَّادِر.
ب – دروسُ الحرمِ المكيِّ في رمضان: حيث يختارُ آياتٍ ممّا قرأ الإمامُ في صلاةِ العشاء أو صلاة التراويح ثم يقوم بتفسيرها
المجال الثالث: التفسير في وسائل الإعلام
كانَ للشيخِ رحمه الله برنامجٌ إذاعيٌّ في إذاعة القرآن الكريم بعنوان: أحكامٌ مِن القرآنِ الكريم،ابتدأهُ في عام (1408هـ) بسورة الفاتحة؛ وتوفي رحمه الله وهو في أوائلِ سورة آل عمران عند الآية الحادية والثلاثين، وكان يذاعُ البرنامج يوم السبتِ بعد الساعة السادسة والنصف صباحاً في بدايته، ثم زِيدَ حلقةً ثانية يومَ الثلاثاء في نفس الموعد.
أنّه ليس خاصًّا في آياتِ الأحكامِ كما قدْ يُفْهمُ مِن عنوانه، وإنما فَسَّرَ رحمه الله جميعَ الآياتِ، ولذا قالَ في مقدمته:" وأحكامُ القرآنِ العظيم هي ما تتضمنهُ الآياتُ الكريمةُ مِن الفوائدِ الدينيةِ والدنيويةِ والفرديةِ والاجتماعيةِ ".
2 - طريقته فيه: يذكرُ معنى الآيةِ إجمالاً ثم يَتوسَّعُ بذكرِ الفوائدِ المستنبطةِ مِنها.
قالَ رحمه الله:" ونحنُ في هذا الكتابِ لن نتكلم كثيراً عن تفسيرِ الآياتِ وبيانِ وجوهها اللغويةِ مِن البلاغةِ والإعرابِ وغير ذلكَ؛ لأنّ هذا – والحمد لله – موجودٌ في كتب كثير مِن المفسِّرينَ، ولكن يُهِمُّنِي أنْ أُبَيِّن الفوائدَ التي تُستنبط مِن هذهِ الآياتِ وأُبّيِّنَ وجهَ ذلكَ غالباً فيما يحتاجُ إلى بيانٍ وفيما خَفِيَتْ دلالته ".
وبناءً على مَنهجهِ فقد خلامِن الإعرابِ وخلافِ المفسِّرينَ وذِكْر القراءاتِ وتوجيهها في الغالبِ، وهذا هو الفرقُ بينه وبينَ تفسيرهِ المسمَّى: تفسير القرآن الكريم.
المجال الرابع: التأليف
أ – لقد أُسْندَ إلى الشيخِ رحمه الله تأليف مادّة التفسير في المعاهد العلمية لمرحلتيه المتوسطة والثانوية، فقام بتأليفها عدا السنة الثالثة الثانوي؛ كما سيأتي بيانه، وكان خاصًّا في تفسير آيات الأحكام وسماه: الإلمام ببعض آيات الإحكام تفسيراً واستنباطاً، وهو المؤَلَّفُ الوحيد في التفسيرِ الذي كتبهُ الشيخُ تأليفاً.
وهو عبارةٌ عن مقرر المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مرحلتيها المتوسطة والثانوية وِفْقَ المنهجِ المقَرِّ مِن مَجلس الجامعةِ عامَ (1397/ 1398 هـ) للمرحلة المتوسطة، وعامَ (1401/ 1402 هـ) للمرحلة الثانوية، وقد أُسْنِدَ إلى الشيخِ ابن عثيمين رحمه الله القيامُ بتأليفه، فَأَلَّفَهُ، فهو أول كتابٍ ألَّفهُ في التفسير، كما أنّه الوحيدُ مِن كُتُبِهِ في التفسيرِ التي ألَّفَهَا ابتداءً، وهذه التسميةُ – الإلمام ببعض آيات الأحكام – مِن تسميةِ الشيخ رحمه الله.
وأبرز ملامح هذا المؤلَّفِ ما يلي:
1 - الكتابُ في آياتِ الأحكامِ، وقد رُتِّبَ على أبوابِ الفقه ولم يُرتَّبْ على ترتيبِ المصحفِ، فبدأ بالطهارةِ وختم بالوصية والأصل أن يختم بآيات الإقرار كما هو مذكور في الخطة المعتمدة لمنهج المرحلة الثانوية للمعاهد العلمية صـ (57) إلا أن الشيخ رحمه الله لم يؤلف منهج الصف الثالث الثانوي.
فيقول: آياتُ الطهارةِ، ويذكر ما تحتها مِن الأنواعِ، وهي بمثابةِ الأبوابِ
ب – لَمْ يكتب الشيخ في التفسير ابتداءً سوى ما تقدّم، ولكن نظراً للتطور في العَصْر الحديث، فقد سُجِّلَ كلام الشيخ أثناء دروسه في التفسير، ومن ثم عمد الطلاب إلى تفريغها من الأشرطة
المجال الخامس: تفسيرُ الآياتِ التي تَرِدُ في المتونِ العلمية التي يقومُ بشرحها
ومن أمثلته:
أ – القول المفيد على كتاب التوحيد وبلغ عدد الآيات المفسرة مائة آية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ب – شرح العقيدة الواسطية وبلغ عدد الآيات المفسرة آيتين ومائة آية.
المجال السادس: تفسير سور وآيات خلال خُطَبِ الجمعة أو في الدورات العلمية والمحاضرات
وهو يمثل القسم الثالث من القسم الثاني من كتابه: الضياء اللامع من الخطب الجوامع () وقد اشتمل على خمس خطب:
الخطبة الأولى: في تفسير آيات من سورة ق.
الخطبة الثانية: في تفسير بعض الآيات من سورة الطور.
الخطبة الثالثة: في تفسير آيات من سورة الواقعة.
الخطبة الرابعة: في تفسير سورة العصر.
أما في الدورات فكان تفسير سورة الكهف
قام الشيخ رحمه الله بعقدِ دَوْرَةٍ صَيفيّة مسائيّة لتفسيرِ هَذهِ السورةِ، وذلك عامَ (1419 هـ) ابتدأها في يومِ الجمعةِ ليلة السبت (3/ 3 / 1419 هـ) وخَتَمَهَا يومَ الخميسِ ليلة الجمعة الموافق (9/ 3 / 1419 هـ)، فيكون مجموع المجالسِ التي عقدها سبعة مجالس؛ ولذا يَتَّضِحُ أنّه تفسيرٌ مختصَر لم يتوسّع الشيخُ فيه،، وقد راجعَ الشيخُ مِنها ستّة دروسٍ وبقيَ درْسٌ واحد، وبالنظرِ إلى التفسيرِ نرى أنّ الشيخَ لَمْ يتّبعْ طريقته والتي كانت تَتمثَّلُ غالبًا باستخراجِ فوائد الآيات؛ وإنّما كانَ يُفسِّرُ الآياتِ تفْسيرًا عامًّا، وهو يُشبه إلى حَدٍّ كبير طريقتهُ فيما فسَّرهُ مِن المفصَّلِ
أما المحاضرات فكان منها:
تفسير آية الكرسي
جُزْءٌ صغير طُبع في سبع وثلاثين صفحة، طبعته دار ابن الجوزي، وتُرْجمَ إلى عدَّةِ لغات.
وأهمُّ ملامح هذا الكتاب ما يلي:
1 - الكتابُ ليسَ مَأخوذًا مِن تفسيرِ سورة البقرة المتقدّم، وإنما هو مُستقِلٌّ نظراً لبعضِ الزياداتِ فيه، وإنْ كانَ تفسيرهُ لهما متقاربًا؛ إلاّ أنّ هناكَ اختلافًا في بعض اختياراتهِ، ومِن أمثلته:
في الرسالةِ ذكرَ أنّ ابنَ عباسٍ قيلَ إنه يأخذُ عن الإسرائيلياتِ؛ بينما في التفسير قالَ:" ومَا قِيلَ مِن أنّ ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما يأخذُ عن بني إسرائيلَ فلا صِحَّةَ لَهُ، بلْ الذي صَحَّ عنه في البخاري أنّه كانَ يَنْهى عن الأخذِ عن بني إسرائيل "
-مجموع ما ذكره من الفوائد بلغت (40) فائدة.
تفسير آيةِ الطهارةِ مِن سورة المائدة
وهي رسالة صغيرة تقع في (49) صفحة، وليست مَأخوذة مِن تفسير سورة المائدة، وإنما هي محاضرة ألقاها الشيخ فنُسخَت وطُبعَت في رسالةٍ مستقلة
تفسير آيات الوصايا العشر من سورة الأنعام ثلاثُ آياتٍ هي: الآية (151) والآية (152) والآية (153) مِن سورة الأنعام التي قالَ عنها ابن مسعود ?:" مَن سرَّه أنْ يَنْظُرَ إلى الصحيفةِ التي عليها خاتم محمد ? فليقرأ هذهِ الآيات {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} الآية،إلى قوله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ".
ونظراً لأهميتها فقد قامَ الشيخُ بتفسيرها في محاضرة ألقاها وطبعت فيما بعد ضِمْنَ مجموع فتاوى ورسائلِ الشيخ،وتقع في (28) صفحة، مع العلم أنّ الشيخَ قد شَرَحَهَا أيضاً في كتابهِ: القولُ المفيد
تفسير قوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيّ} (الأحزاب: من الآية32)
وهي رسالةٌ لطيفة قيّمةٌ في شرْحِ الآيةِ، نُقلَتْ مِن شريطٍ للشيخ؛ ثمّ عُرضت عليه وأضافَ عليها بعضَ الفوائدِ والتصْحيحات؛ ثمّ طُبعتْ في كُتيِّبٍ صغير، وقد فسَّرَهَا أيضًا في تفسيرهِ لسورة الأحزاب.(/)
صيد الخاطر من كتاب الله
ـ[مرهف]ــــــــ[27 May 2003, 04:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
يظهر كثير من الغيورين على المسلمين تخوفاً على أنفسهم وإخوانهم المسلمين من الانفتاح السريع الذي يمر به العالم الإسلامي والمسلمون أيضاً، والحق معهم في هذا التخوف لأن ذلك يعد من الفتنة للمؤمنين، ونحن نرى نوع الافتتان الذي يفتتن به المؤمنون والمؤمنات في العالم سواء كان أخلاقياً أو عقائدياً أو تشريعياً أو اجتماعياً .. إنه افتتان شامل .. ولكن وأنا أقرأ قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام:11) انتابني نوع من الدهشة التي تنبه الشارد من شتاته، في الوقت الذي كان فيه ذهني قد شت بالتفكير بأولئك الذين تقوقعوا في بيوتهم وأقفلوا أبوابهم خوفاً من أن يصلهم فيضان الانفتاح الفظيع،وصرت أجول بفكري في الآيات المشابهة فمررت بقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (النمل:69)
ثم قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20)
ثم قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ) (الروم:42)
ثم قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ) (سبأ:18).
فرأيت في مجموع هذه الآيات ما ينبغي أن ينتبه له كل مسلم يقرأ كتاب الله، إن الله تعالى يأمرنا بأن نسير في الأرض ـ والأمر عام للمسلم والكافر ـ ولكن الله تعالى يغري عباده بهذا السير ويشوقهم إليه بالنتائج التي سيصلون إليها وإن كانت هذه النتائج يختلف اكتسابها بين المؤمن والكافر، فالكافر يقف عند الاعتبار بها ليفكر في عاقبته ويسارع في توبته وينشط من رقدته.
أما المؤمن فإن سياحته هذه تزيد من يقينه بربه جل وعلا، وتعزز إيمانه بقدرة الله وقوته عندما يقف عند معالم وآثار الذين خلوا ويستحضر في مخيلته قوتهم وبطشهم وأفاعيلهم بالأنبياء وأتباعهم ومكرهم في الليل والنهار بالمؤمنين فهل أغنى عنهم ذلك من الله شيئاً؟
أليس أمثال هؤلاء سمعنا بهم في التاريخ وكيف كان بطشهم وكيف كانت قوتهم ثم: (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) (طه:127)
يا إلهي كم من دولة طغت واستكبرت واغترت بما آتيتها وقالت كما قال قارون: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) وكان جوابك له ولأمثاله من الأشخاص والأمم: (أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) (القصص:78)
أين هي عاد الذي غدت مضرب المثل في القوة والجبروت: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:15).
فيا أخي: لا تبتئس ولا تجزع واعلم أن ما كان له بداية لابد له من نهاية، والذي يثبت في الوجود هو الحق لا غير، والله ناصر جنده ومقيم دينه، ورافع رايته، ولا يهولنك كثرة وسطوة وقوة الكافرين، واقرأ معي مرة أخرى:
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الروم:9)
(يُتْبَعُ)
(/)
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) (فاطر:44)
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) (غافر:21)
(وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) (قّ:36).
ثم أعدت النظر في الآيات فقلت: سبحان الله، كأن الله تعالى في هذه الآيات يشير إلى المسلم أن يسبق الناس كلهم و ينفتح على العالم قبل أن ينفتح العالم عليه لأن المسلم صاحب سبق في كل فضيلة، وأن لا يخشى من هذا الانفتاح، لأنه مؤيد من الله، والله وليه، ومن كان الله وليه ومؤيده فلا يخاف فتنة أياً كانت قال تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:257) فالذين كفروا هم الذين يفتتنوا إن لم يعتبروا فهم أولى بالخوف منك أيها المسلم، فانهض وانفتح على العالم كي يرى نورك وينتفع بزادك ويرتوي من قلبك الطاهر، ويستنير بعقلك المنفتح، ولا تخف لأنك مسلح بالعقيدة التي تبعدك عن الشرك ومزالقه، والشريعة التي تحفظك من ظلمات العادات والتقاليد والانحرافت الخلقية وغيرها، ولا يهولنك الأسماء من عولمة وإرهاب وتطرف وغير ذلك لأن الله تعالى قال معلماً لنا ضوابط الانفتاح في القصص التي قصها في كتابه: (وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (ابراهيم:12) وقال وقوله الحق:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).
فالعالم يخشى من سلاح انفتاحك عليه فبادرك حتى لا تبادره، ولكن الفرصة ما زالت سانحة بل هي اليوم خصبة أكثر من الأمس ...
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في هذا الصيد
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Jun 2010, 06:15 ص]ـ
فالعالم يخشى من سلاح انفتاحك عليه فبادرك حتى لا تبادره، ولكن الفرصة ما زالت سانحة بل هي اليوم خصبة أكثر من الأمس ...
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في هذا الصيد
بارك الله فيكم أستاذنا د. مرهف
و لكم الشكر الجزيل على قلب المواقع فهو علوّ نفسي مشجع!
و حقاً إن الفرصة اليوم كما قلتم بل أكبر بكثير , بل بما لم يمكن تصوره من قبل!
و هذه دعوة لكم للإثراء و المساندة في هذا المشروع الكبير:
http://www.tafsir.net/vb/t19228.html
و إلى متابعة الصيد!(/)
سؤال عن تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[27 May 2003, 06:10 ص]ـ
أيها الإخوة في هذا المنتدى المبارك خاصة المشايخ وطلبة العلم =
أرجو أن تفيدونا بملاحظاتكم على تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله -
حيث أني أفكر في ضمه لقسم التفسير في مكتبتي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2003, 07:02 ص]ـ
أقول: إن تفسير الشعراوي فيه الكثير من الفوائد الرائعة، والتأملات الدقيقة، والنظرات البديعة؛ إلا أنه ينبغي الحذر من الأخطاء التي يقع فيها، وخاصة ما يذكره في التفسير مما يخالف تفسير السلف رحمهم الله.
وأقول أيضاً: إن كنت تريد اقتناءه للقراءة فكتب التفسير المعتمدة أولى، وإن كنت تريد الاستفادة منه وأنت طالب علم، فطالب العلم يقتني كل مفيد.
وهناك كلمة جميلة أعجبتني كثيراً جعلتها منهجا لي في قراءة الكتب التي تحوي بين جنباتها الأخطاء والإنحرافات
مع ما تشتمل عليه من فوائد عزيزة، وهي:
خذ التمر، وألق النوى
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 11:23 م]ـ
تفسير الشيخ الشعراوي تفسير موسوعي ويمكن القول بان منهجه في التفسير يقوم على الاسس الآتية:
1 - اللغة
2 - محاولة الكشف عن فصاحة القرآن وسر نظمه
3 - الإصلاح الاجتماعي
4 - بيان حكم القرآن والكسف عن علل النصوص
5 - رد الشبهات
أما طريقته فهي:
1 - المزاوجة بين العمق والبساطة وذلك من خلال 1 - اللهجة المصرية الدارجة 2 - ضرب المثل وحسن تصويره
2 - الاستطراد الموضوعي
3 - النفس الصوفي
4 - الأسلوب المنطقي الجدلي
مآخذ على التفسير
1 - إهمال الأثر وعدم الاكتراث بالمنهج الصحيح المعتمد في التفسير
2 - إيراده للأحاديث الضعيفة بله الموضوعة
3 - انطلاقه في تعرضه للنص القرآني من اللغة
4 - وقوعه في اخطاء تفسيرية خطيرة
5 - عدم انتهاجه لطريقة مطردة في تفسيره
6 - الإطالة والتكرار
اما قيمته العلمية
فتكمن في:
1 - انه اول تفسير صوتي متكامل
2 - مزاوجته بين عمق المراد وسهولة الطرح
3 - إيراده لفوائد لغوية وبلاغية لم يسبق اليها
4 - طول نفسه دون ان يكرر نفسه ومن غير ان ينخفض مستوى الطرح
5 - امتزاج التفسير عنده بقضايا إصلاحية وتربوية واخلاقية
والله المستعان
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[04 Jun 2003, 08:22 ص]ـ
منهج الشيخ الشعراوي رحمه الله في التفسير:
يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي موضحًا منهجه في التفسير: خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرًا للقرآن .. وإنما هي هبات صفائية .. تخطر على قلب مؤمن في آية أو بضع آيات .. ولو أن القرآن من الممكن أن يفسر .. لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بتفسيره .. لأنه عليه نزل وبه انفعل وله بلغ وبه علم وعمل .. وله ظهرت معجزاته .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتفى بأن يبين للناس على قدر حاجتهم من العبادة التي تبين لهم أحكام التكليف في القرآن الكريم، وهي " افعل ولا تفعل .. " تلك الأحكام التي يثاب عليها الإنسان إن فعلها، ويعاقب إن تركها،وهذه هي أسس العبادة لله سبحانه وتعالى، التي أنزلها في القرآن الكريم كمنهج لحياة البشر على الأرض .. أما الأسرار المكتنزة في القرآن حول الوجود، فقد اكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما علم منها .. لأنها بمقياس العقل في هذا الوقت، لم تكن العقول تستطيع أن تتقبلها، وكان طرح هذه الموضوعات سيثير جدلاً يفسد قضية الدين، ويجعل الناس ينصرفون عن فهم منهج الله في العبادة إلى جدل حول قضايا لن يصلوا فيها إلى شيء.
والقرآن لم يأت ليعلمنا أسرار الكون، ولكنه جاء بأحكام التكليف واضحة، وأسرار الوجود مكتنزة .. حتى تتقدم الحضارات ويتسع فهم العقل البشري .. فيكشف الله سبحانه وتعالى من أسرار الكون ما يجعلنا أكثر فهمًا لعطاءات القرآن لأسرار الوجود، فكلما تقدم الزمن وكشف الله للإنسان عن سر جديد في الكون، ظهر إعجاز في القرآن .. لأن الله سبحانه وتعالى قد أشار إلى هذه الآيات الكونية في كتابه العزيز .. وقد تكون الإشارة إلى آية واحدة أو بضع آيات .. ولكن هذه الآية أو الآيات تعطينا إعجازًا لا يستطيع العلم أن يصل إلى دقته.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرآن الكريم حمل معه وقت نزوله معجزات .. تدل على صدق البلاغ عن الله سبحانه وتعالى، وعلى صدق رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أول معجزة أن القرآن كلام الله .. فيه من عطاء الله ما تحبه النفس البشرية ويستميلها.
إنه يخاطب ملكات خفية في النفس لا نعرفها نحن ولكن يعرفها الله سبحانه وتعالى خالق الإنسان وهو أعلم به .. هذه الملكات تنفعل حين تسمع القرآن الكريم فتلين القلوب ويدخل الإيمان إليها .. ولقد تنبه الكفار إلى تأثير القرآن الكريم في النفس البشرية تأثيرًا لا يستطيع أن يفسره أحد .. ولكنه يجذب النفس إلى طريق الإيمان ويدخل الرحمة في القلوب.
لذلك كان أئمة الكفر يخافون أكثر ما يخافون. من سماع الكفار للقرآن الكريم .. ويحاولون منع ذلك بأي وسيلة .. ويعتدون على من يتلو القرآن الكريم .. ولو أن هذا القرآن الكريم لم يكن كلام الله سبحانه وتعالى الذي وضع فيه من الأسرار ما يخاطب ملكات خفية في النفس البشرية .. ما اهتم أئمة الكفر بأن يستمع أحد للقرآن الكريم أو لا يستمع .. ولكن شعورهم بما يفعله كلام الله .. جعلهم لا يمنعون سماع القرآن الكريم فقط .. بل قالوا كما يروي لنا القرآن الكريم: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) (فصلت/26).
وهكذا نعرف أنه حتى أهل الكفر كانوا لا يمنعون سماع القرآن الكريم فقط .. بل يطلبون من أنصارهم أن يلغوا فيه، ومعناها (يشوشرون عليه) .. ولا يمكن أن يكون هذا هو مسلكهم وتلك هي طريقتهم إلا خوفًا مما يفعله القرآن الكريم في كسب النفس البشرية إلى الإيمان .. إن مجرد تلاوته تجذب النفس الكافرة إلى منهج الله.
ولو نأخذ مثلاً قصة إسلام عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ نجد أنه علم أن أخته فاطمة وزوجها ابن عمه سعيد بن زيد قد أسلما .. فأسرع إليهما ليبطش بهما وحاول أن يفتك بسعيد بن زيد .. فلما تدخلت زوجته فاطمة لحمايته .. ضربها حتى سال منها الدم .. وعندما رأى عمر الدم يسيل من وجه أخته فاطمة .. رق قلبه وحدث في قلبه انفعال بالرحمة بدلاً من انفعال الإيذاء .. فخرج العناد من قلبه وملأه الصفاء .. فطلب من أخته صحيفة القرآن التي كانا يقرآن منها .. وقرأ من أول سورة " طه "، ثم قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه .. ثم أسرع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه .. ولذلك فإنه إذا خرج العناد والكفر من القلب .. واستمع الإنسان بصفاء إلى القرآن الكريم دخل الإيمان إلى قلبه.
لقد سمع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ القرآن الكريم قبل ذلك ولم يسلم .. ولكنه عندما رأى الدم يسيل على وجه أخته وتبدل انفعال الإيذاء في قلبه بانفعال الرحمة .. استقبل القرآن الكريم بنفس صافية فامتلأ قلبه بالإيمان وأسرع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه.
ولذلك كان الكفار يحاولون إهاجة مشاعر الكفر في القلوب حتى لا يدخلها القرآن الكريم .. لأنه لكي تستقبل الإيمان يجب أن تخلص قلبك من الكفر أولاً.
وهكذا نرى أن القرآن الكريم لأنه كلام الله المثمر .. فإن له تأثيرًا خاصًا في النفس البشرية .. حتى إن الكفار كانوا يسترقون سماع القرآن من وراء بعضهم البعض .. وكانوا يقولون: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه، وكان هذا أول إعجاز لأن القرآن الكريم هو كلام الله تبارك وتعالى.
ولقد وقف الصحابة والمؤمنون الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عطاء القرآن الكريم وقت نزوله فيما استطاعت عقولهم أن تطيقه من أسرار الكون ومن أسرار القرآن الكريم .. فلم نجد صحابيًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى آيات الكون في القرآن الكريم .. أو عن عطاءات القرآن في اللغة .. فمثلاً لم يسأل أحد عن معنى " ألم " .. أو " عسق " .. أو " حم " .. مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستقبل كثيرين يؤمنون بكتاب الله .. وكثيرين يكفرون بما أنزل الله .. وكان هؤلاء الكفار يريدون أن يقيموا الحجة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد القرآن الكريم .. لم نسمع أن أحدًا منهم .. وهم قوم بلغاء فصحاء عندهم اللغة ملكة وموهبة وليست صناعة .. لم نسمع أحدًا من الكفار قال ماذا تعني " ألم " .. أو " حم " أو " عسق ".
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف يمر الكافر على فواتح السور هذه ولا يجد فيها ما يستطيع أن يواجه به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويجادله، لقد كانت هذه هي فرصتهم في المجادلة .. ولا شك أن عدم استخدام الكفار لفواتح السور هذه .. دليل على أنهم انفعلوا بها وإن لم يؤمنوا بها .. ولم يجدوا فيها ما يمكن أن يستخدموه لهدم القرآن الكريم أو التشكيك فيه .. ولو أن هذه الحروف في فواتح السور كانت تخدم هدفهم .. لقالوا للناس وجاهروا بذلك.
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو الذي عليه القرآن الكريم نزل، فسر وبين كل ما يتعلق بالتكليف الإيماني .. وترك ما يتعلق بغير التكليف للأجيال القادمة .. ويمر الزمن ويتيح الله سبحانه وتعالى لعباده من أسرار آياته سبحانه وتعالى في الأرض ما يشاء .. فيكون عطاء القرآن الكريم متساويًا مع قدرة العقول .. لماذا؟ لأن الرسالات التي سبقت الإسلام كانت محدودة الزمان والمكان .. أما القرآن الكريم فزمنه حتى يوم القيامة .. ولذلك فلابد أن يقدم إعجازًا لكل جيل .. ليظل القرآن الكريم معجزة في كل عصر.
والقرآن الكريم نزل يتحدى العرب في اللغة والبلاغة .. ولكن لأنه دين للناس جميعًا .. فلابد أن يتحدى غير العرب فيما نبغوا فيه .. ولذلك نزل متحديًا لغير العرب وقت نزوله .. فقد حدثت حرب بين الروم والفرس وقت نزول القرآن الكريم .. وكانت الروم والفرس تمثلان في عصرنا الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي .. كانتا أعظم وأقوى دولتين في ذلك العصر .. وحدثت الحرب بينهما وانهزم الروم .. وإذا بالقرآن الكريم ينزل بقوله تعالى: (ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذٍ يفرح المؤمنون) (الروم/1ـ4).
لو أن هذا القرآن الكريم من عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما الذي يجعله يدخل في قضية كهذه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. لم يطلب أحد منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يدخل فيها .. وكيف يغامر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كلام متعبد بتلاوته إلى يوم القيامة لا يتغير ولا يتبدل، بإعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين .. وماذا كان يمكن أن يحدث لقضية الدين كله لو أن الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة أخرى .. أو أن الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان إلى صلح .. إنها كانت ستضيع قضية الدين كله .. ولكن لأن الله سبحانه وتعالى هو القائل وهو الفاعل .. جاءت هذه الآية كمعجزة لغير العرب وقت نزول القرآن الكريم .. وحدثت المعركة فعلاً وانتصر فيها الروم كما أخبر القرآن الكريم.
ولكن القرآن الكريم لم ينزل معجزة لفترة محدودة .. بل هو معجزة حتى قيام الساعة .. والقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، والكون هو خلق الله سبحانه وتعالى .. ولذلك جاء القرآن الكريم يعطي إعجازًا لكل جيل فيما نبغوا فيه .. فإذا أخذنا العلوم الحديثة التي اكتشفت في القرن العشرين وأصبحت حقائق علمية .. نجد أن القرآن الكريم قد أشار إليها بإعجاز مذهل .. بحيث أن اللفظ لا يتصادم مع العقول وقت نزول القرآن الكريم .. ولا يتصادم معها بعد تقدم العلم واكتشاف آيات الله سبحانه وتعالى في الأرض .. ولا يقدر على هذا الإعجاز المذهل إلا الله سبحانه وتعالى .. اقرأ مثلاً قول الحق تبارك وتعالى: (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوجٍ بهيج) (ق/7).
والمد معناه البسط .. وعندما نزل القرآن الكريم بقوله تعالى: (والأرض مددناها) .. لم يكن هذا يمثل مشكلة للعقول التي عاصرها نزول القرآن الكريم، فالناس ترى أن الأرض ممدودة .. والقرآن الكريم يقول: (والأرض مددناها) .. وتقدم العلم وعرف الناس أن الأرض كروية .. وانطلق الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض على هيئة كرة .. هنا أحست بعض العقول بأن هناك تصادمات بين القرآن الكريم والعلم .. نقول لهم أقال الله سبحانه وتعالى أي أرض تلك المبسوطة أو الممدودة؟ لم يقل سبحانه وتعالى، ولكنه قال سبحانه وتعالى الأرض على إطلاقها .. أي كل مكان على الأرض ترى فيه الأرض أمامك مبسوطة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا نزلت في القطب الشمالي تراها مبسوطة .. وإذا كنت في القطب الجنوبي تراها مبسوطة .. وعند خط الاستواء تراها مبسوطة .. وإذا سرت من نقطة على الأرض وظللت تسير إلى هذه النقطة فالأرض أمامك دائمًا مبسوطة .. ولا يمكن أن يحدث هذا أبدًا إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو أن الأرض مثلثة أو مربعة أو مسدسة .. أو على أي شكل هندسي آخر .. لوصلت فيها إلى حافة ليس بعدها شيء .. ولكن لكي تكون الأرض مبسوطة أمامك في أي مكان تسير فيه فلابد أن تكون على هيئة كرة.
هذا الإعجاز يتفق مع قدرات العقول وقت نزول القرآن الكريم .. وإذا تقدم العلم ووصل إلى حقيقة لما لم يعتقده الناس .. تجد أن آيات القرآن تتفق مع الحقيقة العلمية اتفاقًا مذهلاً .. ولا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى.
ولو أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعرض لهذه الآيات الكونية تعرضًا لا يتناسب مع استعدادات العقول وقت نزول القرآن الكريم .. فإنه ربما صرف العقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أساسيات الدين إلى جدل في أسرار كون لا يستطيع العقل أن يستوعبها أو يفهمها .. ولكن الحق تبارك وتعالى ترك في الكون أشياء لوثبات العقول في العلم .. بحيث كلما تقدم العلم وجد خيطًا يربط بين آيات الله سبحانه وتعالى في الكون وآياته سبحانه وتعالى في القرآن الكريم .. ولو أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسر كونيات القرآن وقت نزوله لجمد القرآن .. لأنه لا أحد منا يستطيع أن يفسر بعد تفسير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبذلك يكون عطاء القرآن الكريم قد جمد .. ولكن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم للتفسير أتاح الفرصة لعطاءات متجددة للقرآن الكريم إلى قيام الساعة .. وهكذا كان المنع هو عين العطاء .. وهذه معجزة أخرى من إعجاز القرآن الكريم.
ونظرة واحدة فيما قاله الله سبحانه وتعالى في كونيات الحياة التي أتيحت للعقل البشري في القرن العشرين .. نجد أن القرآن الكريم يشير إليها؛ لأن العمر في الرسالة القرآنية إلى أن تقوم الساعة .. ومادام إلى أن تقوم الساعة .. يظل القرآن الكريم معجزة حتى قيام الساعة .. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) (فصلت/53).
فأنا بدوري أحوم بخواطري حول هذه المعاني إيناسًا بعلة حكم، أو استمالة لجمال أداء، أو اكتشافًا للمعطيات القرآنية في الأسرار الكونية، وأملي من ذلك أن يعشق المسلمون إسلامهم أولاً، وأن يعلموا جيدًا أن واقع الحياة سيرغم إلى كثير من أحكام القرآن الكريم، فمن لم يأخذه دينا سيأخذه نظامًا.
وكان الواضح من طريقة الشيخ الشعراوي في تفسيره ما يلي:
1 - أولاً هو لا يسميه تفسيرًا، بل يجعلها خواطر، ويرى أن ما يقوم به ليس تفسيرًا بقدر ما هو معانٍ يحوم بها حول الآيات، فهي أشبه بالخواطر.
2 - يذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ عند خواطره هذه آيات متعددة، وأحيانًا آية أو جزءًا من آية.
3 - يحاول الشيخ ـ رحمه الله ـ أن يربط بين الآيات التي تتحدث عن المواضع الواحد في القرآن كله، ومن ثم فهو يرى أن القرآن كله وحدة لا تتجزأ، وكل لا يتبعض، وأن الأصل في القرآن أنه مبني على الوصل لا على الفصل، وأن القصة تقسم على فصول متعددة في سورة مختلفة، تظهر كل سورة جزءاًمعيناًبالتفصيل مع ما يتناسب مع جو السورة العام،بيد أنها لاتغفل عن الإشارة عن مجمل السورة ولو بشكل مختصر.
4 - دائمًا ما كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يدخل إلى خواطره في الآيات عن طريق اللغة العربية وألفاظها، وهو خبير في هذا الباب، فقد كان يصل إلى المعنى الشرعي المراد عن طريق المعنى اللغوي،مع الربط بينهما.
وأذكر أنه تكلم بعض الشباب عن الشيخ وأنه لا يجيد العربية وأسرارها، فرد عليه أحد الجلوس قائلاً له: إنك نزلت من بطن أمك تبكي، بيد أن الشعراوي نزل من بطن أمه قائلاً: ظل، بات، صار، أمسَ، أصبح، كناية عن تعمق الرجل في اللغة وأسرارها.
5 - كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يحاول الربط بين الآيات القرآنية، والاكتشافات العلمية الحديثة دونما تكلف.
6 - كثيرًا كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يرد أقوال المستشرقين وأذنابهم من العلمانين برد علمي منطقي واضح ..
7 - استطاع الشيخ ـ رحمه الله ـ أن يرد شبهات كثير اليهود والنصارى وأن يقلق مضاجعهم ويثير حفيظتهم، ويبطل حججهم، دون أن يخشر لائمة من أحد حتى أعلنت الحكومة الإسرائيلية قلقها من مثل هذه الأمور وأخبرت الحكومة المصرية بذلك، فقامت أجهزة الإعلام بـ " فلترة " المادة قبل عرضها وحذف ما يمكن حذفه مما يتعقلق باليهود خصوصًا وبالنصارى كذلك.
8 - كان الشيخ ـ رحمه الله ـ يبسط بأسلوبه الرائع ما استغلق على الناس فهمه، ودق عليهم علمه، وهذا ما حدا به أن ينزل من أسلوب الفصحى ـ وإن كان قديرًا عليه ـ إلى الأسلوب العامي في كثير من الأوقات، بل وأغلبها كذلك.
9 - غير أن الحق الذي يقال فإن الشيخ ـ رحمه الله ـ كان قليل البضاعة في علم الحديث، ومن ثم فقد كان قليل الاستشهاد بأحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولربما كان يستغنى في التفسير بالقرآن واللغة عن التفسير بالسنة أو التأييد بها.
منقول وللإستزادة والوقوف على ترجمة الشيخ الشعراوي رحمه الله إليك هذا الرابط:
http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=11654&thelang=A
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القميحي]ــــــــ[04 Jun 2003, 12:37 م]ـ
الأخوة الفضلاء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد /
فقد اطلعت على ما ساقه الأخ ناصر الصائغ وكانت لي على ما كتب بعض الملاحظات:
أولا: قدّم حديثه عن منهج الشيخ الشعراوي بكلام فيه إطالة لا تفيد في الباب بل ولا تشير إلى شي من المنهجية في شيئ سوى ان الرجل ذكر ان كلامه في القرآن لا يعد تفسيرا وإنما هو خواطر ثم ساق أمثلة على ذلك.
ثانيا: أن المقصود بمنهجية المفسر هو الأفكار النظرية والقناعات العلمية التي تعامل بها المفسر وعالج بها قضايا التفسير مع إبراز رأيه وتحديد مواقفه حيال هذه القضايا بكل وضوح، ويكون ذلك عبر تتبع واستقراء كلامه على الموضوع الواحد في جميع المواطن المتفرقة من تفسيره عندئذ تبرز لنا الأسس والضوابط التي سار عليها المفسر ثم تجمع في نسق واحد يعرف بمنهج المفسرأي ان المنهج هو المعطيات العلمية والعقلية التي ينطلق منها المفسر متعاطيا مع النص القرآني وليست طريقته إذ الطريقة هي كيفية استخدام المفسر لأفكاره المنهجية وتطبيقها في تفسير الآيات والترتيب بين هذه الأفكار، وما ينقل حول الآيات من آثار كأسباب النزول وقراءات القرآن وناسخه ومنسوخه وغيرها ثم ترتيبه الداخلي بين هذه الموضوعات مجتمعة
إذن علاقة الطريقة بالمنهج علاقة الشكل بالموضوع، فالمنهج متعلق بالموضوع – وقد يتطرق إلى الناحية الشكلية – بينما الطريقة تعني بالدراسة الوضعية الشكلية وفرق بين الامرين كبير لا يخفى على متأمل وانظر كيف قوم ابن تيمية التفاسير التي تحدث عنها بأن بين المنطلق العقلي الذي كان يحكم هؤلاء المفسرين في بيانهم لمراد الله تعالى ولم يتعرض إلى طريقة حديثهم عن الآية
ثالثا: أن الأخ ناصر في حديثه نقل كلاما مبتسرا غير ناضج واعتبره أسسا لمنهج الشعراوي وما نقله في الحقيقة هو خليط مما قد نعتبره طريقة للشعراوي وبعضه يعتبر موضوعات تناولها الشعراوي ولا تصلح أساسا للتفسير في شي وبعضها قد يصلح ليكون بداية للحديث عن منهج
رابعا: يحتاج تفسير الشعراوي إلى من يشرحه ويجمع كلام الرجل في الموضع الواحد ايخرج برأي في طرحه من قضايا كما يحتاج إلى عمل تحقيقي منفصل يحقق فيه التفسير المكتوب ويقارن بالتفسير المسموع فقد رأيت ان هناك فرقا كبيرا بين ما يقوله الشيخ في تفسيره المسموع (يشرف على نشره قطاع الإذاعة والتلفزيون المصري) وبين المكتوب (تشرف على طبعه وتفريغه دار اخبار اليوم المصرية) في كثير من القضايا لدرجة اني لاحظت ان الرجل ساق كلاما في قضية القراءات ثم لما اطلعت عليه في المكتوب وجدته كلاما آخر وكأن شخصا آخر يتحدث غير الشعراوي وهناك سوال آخر متعلق بنفس السياق وهو هل الشعراوي قرأ التفسير المكتوب تفصيلا ام أجازه فقط؟ وفرق كبير بين الامرين عند المحققين.
أظن أن الأمر ليس بالسهولة التي قد يتوهمها البعض حينما يدلي بدلوه في الحديث عن منهج الشعراوي في التفسير وقد قابلت كثيرا من طلاب العلم استوحشوا الحديث عن منهج الشعراوي وتقويمه لا لضعف فيهم -معاذ الله -ولكن لأن الرجل موسوعي الحديث استطرادي الطرح يحتاج مراده إلى تحرير دقيق وجهد شاق.
ونتابع الحديث بإذن الله في الوقفة التالية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2005, 07:23 ص]ـ
وهذا موقع جمع فيه خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله في التفسير بحيث يمكنك الاستماع إليها وقراءتها بطريقة جميلة.
خواطر الشيخ الشعراوي في التفسير ( http://www.elsharawy.com)
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[24 Apr 2005, 08:42 ص]ـ
في مقالات د/ محمود الطناحي، والذي كان من أبرز تلامذة العلامة محمود شاكر رحمهما الله.
تحدث عن الشيخ الشعرواي رحمه الله في أكثر من مقال (1/ 280ـ292، 2/ 563ـ590)
يستحسن الرجوع إلى ماقاله عنه وعن طريقته في التفسير، وبعض الجوانب المؤثرة في حياته.
ومن الطريف تشبيهه للشيخ بابن الجوزي رحمهما الله في بعض الجوانب
1ـ حتى امتد ذلك إلى سني حياتهم فكلاهما توفي عن عمر يناهز السادسة والثمانين.
2ـ ووجه آخر من الشبه وهو أن كليهما كانت تقدم له الهدايا الكثيرة من الأمراء وأصحاب اليسار.
3ـ وكذلك كانا يشتغلان بوعظ الناس وتذكيرهم.
4ـ كذلك الاتفاق في التعبيرات والتراكيب الوعظية التي ترد في كلام الشيخين.
5ـ ثم الازدحام الشديد الذي حدث في تشييع الجنازة لكل منهما.
أقول: وإن حصل توافق في مثل هذه الجوانب فهذا لايعني أن الشعراوي قارب ابن الجوزي في سعة علمه، او بلاغة وعظة هيهات، وما أظن الطناحي رحمه الله استشعر ذلك.
وقد أفدت منه فائدة أخرى وهو أن هذه الكتب التي غصت بها بعض أرفف المكتبات، لم يخط الشيخ منها صفحة واحدة، فلم يترك شيئا مكتوبا.
وقد فند الطناحي رحمه الله بعض المبالغات التي ذكرت في إطرائه، وحاول ان ينزله منزلته، ومن تشدق بعضهم وإغراقه حتى كان ماسطره أمرا يتندربه، أن زعم أن مصادمة الشعراوي للشيوعيين، هي ألتي مهدت لصقوط الدولة الشيوعية , والاتحاد السوفيتي، أقول: (أضحك الله طواحنه)!، على هذا الاستنتاج اليتيم في نبوغه.
على كل حال قد تعرض الطناحي لبعض الجوانب المتعلقة بطريقته في التفسير، يشق علي نقلها فمن حب الاستزادة والاطلاع على كلام الطناحي فقد أشرت إلى موطنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابواحمد]ــــــــ[10 Jul 2005, 06:41 ص]ـ
اليك اخي الكريم كلام الامام الالباني في تفسير الشعراوي وكشك:
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Aug 2007, 12:57 ص]ـ
وهذا رابط حول هذا الموضوع وفيه تعليق للباحث على كلام الألباني:
الألوكة: تأملات حول تفسير الشعراوي ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3901)
ـ[أبوعامر]ــــــــ[11 Aug 2007, 11:44 م]ـ
قدم للدكتور فهد الرومي السؤال التالي:
قد تناقش مجموعة من الشباب حول عقيدة الشيخ المفسر المتوفى محمد متولي الشعراوي،
فناس يقولون: أشعري و آخرون يقولون: لا، فما رأيكم فيه؟
فأجاب الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، يتميز تفسير الشعراوي –رحمه الله تعالى- بميزتين:-
الأولى: عنايته بالتفسير اللغوي والبلاغي، ودقة استنباطاته للمعاني الخفية.
الثانية: قدرته على تبسيط معاني الآيات حتى يستوي في فهمها العامة والعلماء، ولذا حظي بمكانة كبيرة، وكان له تأثير محمود.
أما أشعريته فإني أراه يتحاشى الخوض في المسائل العقدية في الأسماء والصفات؛ لأنه يخاطب العامة، فيكتفي بالعموم والإجمال.
وإن ظهرت أشعريته أو لم تظهر فإني أقول للسائل: ليس هناك تفسير مطبوع ليس فيه خطأ في العقيدة، أقول في العقيدة على تفاوت شديد بين المفسرين، والشعراوي كغيره من المفسرين أصاب وأخطأ وليس بمعصوم، والخطأ الأكبر ممن تصدى لتتبع هفوات العلماء ويستطير بها فرحاً، والله المستعان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=4348
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Aug 2007, 02:18 ص]ـ
[ quote] والشعراوي كغيره من المفسرين أصاب وأخطأ وليس بمعصوم، والخطأ الأكبر ممن تصدى لتتبع هفوات العلماء ويستطير بها فرحاً، والله المستعان، [/ quote
انظر إلى هذه " الدرر والجواهر "
حفظك الله شيخنا ونفع بكم وبعلمكم.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Sep 2007, 02:17 م]ـ
والشعراوي كغيره من المفسرين أصاب وأخطأ وليس بمعصوم، والخطأ الأكبر ممن تصدى لتتبع هفوات العلماء ويستطير بها فرحاً، والله المستعان، [/ quote
انظر إلى هذه " الدرر والجواهر "
حفظك الله شيخنا ونفع بكم وبعلمكم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jan 2008, 12:52 م]ـ
شكر الله للإخوة أهل الفضل المشاركين بإبداء الراي من أول السائل وانتهاء بالدكتور الفاضل جمال أبو حسان، وأما عن حديث الباب الذي هو سؤال السائل ـ حفظه الله ـ:
أرجو أن تفيدونا بملاحظاتكم على تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - حيث أني أفكر في ضمه لقسم التفسير في مكتبتي
أقول: إن غاية الغايات في الشرف والنبل والمجد والسؤدد أن تتوج مكتبتك بتفسير واحد من أثبات العلماء كالشعراوي ـ رحمه الله ـ فما بالك إذا كان هو الشعراوي، فتمسك به وعض عليه بالنواجذ، مع اعتذاري نيابة عن كل من أساء إلي الشعراوي أو كشك أو خانته عباراته، واعتذر عن بعض المشاركين الذين سبقوا بألسنتهم فقالوا ما لا ينوون قوله مما يجب أن ننزه الملتقى عنه، فظلا عن منطقنا بعامة. ولكم تحياتي
ـ[الراية]ــــــــ[23 Jan 2008, 04:21 م]ـ
هل توجد تسجيلات صوتية أو مرئية لتفسيره في السعودية؟
بحثت كثيراً ولم أجدها
وجدت تفسيره مطبوع في كتب فقط
ـ[أبوعامر]ــــــــ[27 Jan 2008, 10:37 م]ـ
تفسير الشعراوي رحمه الله في المكتبات على سيديات كامل المصحف
كما يمكن الحصول عليها من موقع الشبكة الاسلامية ومن الموقع التالي:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=772&read=0
http://www.islamiyyat.com/shaarawi-tafseer-audio.htm
ـ[الراية]ــــــــ[01 Feb 2008, 11:05 م]ـ
تفسير الشعراوي رحمه الله في المكتبات على سيديات كامل المصحف
ليتك تذكر لي أين وجدته
بحثت عنه كثيرا ً
جزاك الله خيراً
ـ[أبوعامر]ــــــــ[02 Feb 2008, 11:28 م]ـ
أنا وجدته في محل في جدة - شارع خالد بن الوليد مقابل فندق الدانة سابقا أظن اسمه اراسوفت متخصص في سيديز البرامج العربية وغيرها
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[08 Feb 2008, 03:25 ص]ـ
تفسير الشعراوي من تأليف الشيخ هو أم جمع بعد موته من دروسه؟ ولماذا لم يكتمل؟
ـ[أبوعامر]ــــــــ[08 Feb 2008, 11:58 م]ـ
للشيخ الشعراوي عدد من المؤلفات التي غصت بها بعض أرفف المكتبات، والتي قام بجمعها وإعدادها للنشر بعض الناشرين، ولم يخط الشيخ منها شيئا بل إنه تبرأ منها في آخر حياته، وكلها في الأصل تسجيلات إذاعية فرغت واعدت للطبع وغالبا لم يطلع عليها الشيخ قبل النشر.
والعجيب أنه جمعت له فتاوى الشعراوي مع أنه لم يتصد للإفتاء قط ولا كان مشتغلا بالفقه ليفت الناس.
ومن أشهر ما نسب إليه وأعظمها تفسيره للقرآ ن الكريم وعو عبارة عن دوسه التلفزيونية وقدأشرف على طبعه وتفريغه دار أخبار اليوم المصرية ويقع في 30 جزءا اكتملت طباعته سنة 1997 م
ينظر مقالات الطناحي رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[09 Sep 2008, 12:25 ص]ـ
تحية لكل المشاركين وجزاكم الله خيرا
وأخص الأخوين الدكتور جمال أبو حسان،ونشر الخزامى وأقول: إذا كان الالباني قد زل في كلامه وهو بلا شك من أعلام الأمة وعلمائها فهل يليق بكما ما سطرتما عنه، وهل يناسب الملتقى ما وضعتما فيه؟
الشيخان قدما على الله ونسال الله لهما الرحمة، ولكن هل أمرنا بتتبع عثرات المسلمين فضلا عن علمائهم، وهل يفيد في الموضوع الذي طرح ما قلتما؟
كم بين الألباني والحجاج فيما نعلم؟
قال عوف: دخلت على ابن سيرين فتنالت الحجاج فقال:إن الله حكم عدل، ينتقم للحجاج ممن اغتابه كما ينتقم من الحجاج لمن ظلمه، وإنك إذا لقيت الله تعالى غدا كان أصغر ذنب أصبته أشد عليك من أعظم ذنب أصابه الحجاج
غفر الله لي ولكم وللشيخين وجمعنا بهما في الجنة والله المستعان
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:30 ص]ـ
اقتباس
ليس هناك تفسير مطبوع ليس فيه خطأ في العقيدة، أقول في العقيدة على تفاوت شديد بين المفسرين، والشعراوي كغيره من المفسرين أصاب وأخطأ وليس بمعصوم، والخطأ الأكبر ممن تصدى لتتبع هفوات العلماء ويستطير بها فرحاً، والله المستعان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
http://www.islamtoday.net/questions/...nt.cfm?id=4348
قائل العبارة وناقلها اسأل الله ان يذب عن وجوههم النار كما ذبوا عن العلماء
وان يبيض وجوههم يوم يلقونه
يالها من عبارة يعلم الله كم تأثرت بها
حقا لايعرف الفضل لاهل الفضل الا اولوا الفضل
رحم الله الشعراوى وكشك والالبانى وسائر العلماء الكرام
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[09 Sep 2008, 06:09 ص]ـ
ليتسع صدر أخويّ الكريمين لهذا الكلام:
كما أننا نحب أن يَرد علينا غيرنا ممن يخالفنا في وجهة النظر أو الرأي بأدب وخلق رفيع، فكذلك لنرد على غيرنا ممن نخالفه في وجهة النظر أو الرأي بأدب جم وخلق رفيع، لا سيما إذا كان علماً من أعلام المسلمين كالإمام الألباني، ومتوفى أيضاً قد أفضى إلى ربه -رحمه الله-، الذي يشهد له القاصي والداني بسعة علمه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
ـ[فهد]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:02 م]ـ
اين ذهبت مشاركتي؟؟
لماذا شطبت؟؟؟؟
لم اخطيء على احد بل دافعت عن العلامة الالباني!!
هل يعتبر الدفاع عن علماء اهل السنة من المشاركات المحظورة؟!
وللحديث بقية
ـ[فهد]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:15 م]ـ
اين ذهبت مشاركتي؟؟
لماذا شطبت؟؟؟؟
لم اخطيء على احد بل دافعت عن العلامة الالباني!!
هل يعتبر الدفاع عن علماء اهل السنة من المشاركات المحظورة؟!
وللحديث بقية
هل من مجيب على هذه الاسئلة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:23 م]ـ
معذرة فقد حذفت كلام الأخ الذي أساء للعلامة الألباني بكلام لا يليق، وحذفت التعقيبات المتلعقة به تقريباً. وأبقيت ما ينفع الناس فمعذرة يا أخ فهد، وإذا لم ندافع عن أمثال الألباني والشعراوي فقد ظلمنا أنفسنا وشكر الله لكم. والهدف من المشاركات أن ينتفع بها الجميع وأما المجادلات التي لا تنفع فليس هذا محلها.
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[11 Sep 2008, 04:03 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن .. إليك هذه الفائدة ولمن شاء. قال الشيخ المغامسي -حفظه الله-: سألني أحد الأخوة , هل قرأت تفسير الشعراوي؟ قلت: نعم , قال: كيف تقرأه وفيه ما فيه من البدع وووو (لا أحفظ كلامه نصاً). قلت: أسألك سؤال , لماذا الله -جل وعلا- خص الصيام من بين العبادات بقوله تعالى: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) , لماذا لم يختص مثلا الصلاة وهي عمود الدين والركن الثاني من أركان الإسلام وهي العهد بين الإسلام والكفر وو. قال: لا أدري. قلت: سبب ذلك أن الصيام لم يأتي أحد من المشركين وغيرهم وقال أنا سوف أصوم للصنم الفلاني أو أصوم للقبر الفلاني , فجل العبادات دخلها الشرك كالصلاة والدعاء والنذر والذبح وغيرها إلا الصوم لم يدخله الشرك بل من يصومه؛ يصومه خالصاً لله تعالى , فقلت: أتعلم من قال هذه الفائدة؟ قال: لا. قلت: هو الشيخ الشعراوي في تفسيره. (نقلتها بتصرف وهي موجودة في أحد أشرطة الشيخ)
ـ[فهد]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:35 ص]ـ
معذرة فقد حذفت كلام الأخ الذي أساء للعلامة الألباني بكلام لا يليق، وحذفت التعقيبات المتلعقة به تقريباً. وأبقيت ما ينفع الناس فمعذرة يا أخ فهد، وإذا لم ندافع عن أمثال الألباني والشعراوي فقد ظلمنا أنفسنا وشكر الله لكم. والهدف من المشاركات أن ينتفع بها الجميع وأما المجادلات التي لا تنفع فليس هذا محلها.
شكر الله لك وبارك فيك
اما الدفاع عن الالباني فنعم حيث انه من علماء السنة ولابد من الدفاع عنه بالحق
اما الشعراوي غفر الله له فعلى ماذا تدافع عنه؟
بل ينبغي عليك تبيين اخطاءه العقدية والتحذير منها, كما فعل علمائنا كالالباني وغيره
واعلم اخي الكريم ان المشاركات التي فيها دفاع عن علماء اهل السنة والجماعة هي مما ينتفع بها القراء الكرام
وشكرا لك على سعة صدرك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[12 Sep 2008, 04:18 م]ـ
أنا قرأت كلام الشيخ الألباني عن عقيدة الشعراواي ومارواه له أحد الأفراد دون أن يذكر اسمه بل نوه عنه أنه "نابلسي" وقد أثار هذا الكلام حفيظتي لأمرين:-
1 - عندي تفسير الشعراوي كاملا وقد سمعته في تفسير سورة "طه" عند قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى" سمعته يفسرها بما يتفق تماما مع مذهب أهل السنه والجماعة وما كان عليه السلف الصالح باعتماد قوله تعالى "ليس كمثه شيء" أساسا لتفسير مثل هذه الآيات.
2 - الشيخ الألباني كمحدث العصر الحديث نتعلم منه تخريج الراوايات والأحاديث، لكن لم يتبع نفس المنهج الذي يعلمنا إياه في تخريج مارواه عن هذا الشخص الذي قص عليه هذه الرواية، فلم يسم سنده ولم يحكم عليه بالثقة من عدمها، ولا يكفي أن يكون المرء سلفيا حتى نحكم بعدالته، فكم ممن ادعوا اعتناق مذهب السلف الصالح ومنهج أهل السنة والجماعة اتخذوها سترا لتدليس الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف لنا علماء رجال الحديث حقيقتهم ونبهونا إلى خطرهم.
عفا الله عن شيوخنا أجمعين وغفر لنا ولهم
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[01 May 2009, 06:28 م]ـ
اعيد ما كتبته آنفا في مشاركة اخرى في نفس الموضوع،،
للفائدة والانتفاع،، وليس المهم ما كتبت إنما المهم ما وضعت من مادة للإستماع،،
فكن أنت الحكم،، بارك الله فيكم جميعاً الله المستعان،،
الاخوة الافاضل،، لكم كنت احترم وأجل الشيخ رحمه الله،، بل وأدافع عنه،،
لكن أن يصل الامر الى سبّ اهل السنة!
وتحقيرهم،،! واتهمامهم بالغباء!
فهنا يقف شعر الرأس،، وتفتح العينان،، وتنصت الاذنان!
كيف؟ ولماذا؟؟
من أجل القبوريين!
لا أريد أن ازيد،، إنما اترككم مع الرابط حمّلوه واسمعوا،، وأنصفوا بارك الله فيكم،،
رحم الله الشيخ الشعراوي،، وغفر الله لنا وله،،
من هنا اااااا
ـ[ريان سعود جمال]ــــــــ[11 Jul 2010, 05:33 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ الشعراوي وارحم الشيخ الألباني وارحم كل عالم ممن خدم القرآن والسنة بجهد وبذل وسهر وعطاء مضت عليهم سنين يعلمون الناس الخير ويرضون من الدنيا بالقليل ويترفعون عن بنيات الطريق وقيل وقال ..
اللهم ارحمهما رحمة واسعة واجمعنا بهما في عليين
وسامحنا يا ربنا في تقصيرنا في حق كتابك وسنة نبيك ونحن عالة عليهم
ـ[الحاجه منى]ــــــــ[20 Dec 2010, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
اريد تفسير هذه الأيه من سوره السجده
يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
ما المراد بقوله تعالى (يعرج)؟ ما هو؟
تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) سوره المعارج
هل هناك تعارض بين الايتين؟
ارجو التوضيح وجزاكم الله خيرا
ـ[مني لملوم]ــــــــ[20 Dec 2010, 02:19 م]ـ
اقتباس:
ليس هناك تفسير مطبوع ليس فيه خطأ في العقيدة، أقول في العقيدة على تفاوت شديد بين المفسرين، والشعراوي كغيره من المفسرين أصاب وأخطأ وليس بمعصوم، والخطأ الأكبر ممن تصدى لتتبع هفوات العلماء ويستطير بها فرحاً، والله المستعان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من أجمل المشاركات في الموضوع
ولقد تعلمنا جميعا أنه لا يوجد كتاب تفسير يخلو من الأخطاء لأنه لو خلي من الأخطاء لكان قرآنا!!!
فلماذا الهجوم علي أعلام الأمة؟
وكل منهم ادلي بدلوه في العلم والعمل والتأثير في الناس وكلهم أفضي إلي بارئه
ومن منهم معصوم من الخطأ؟
ومن نحن لنهاجم من لهم اكبر الفضل علينا وعلي من عَلَّمونا؟
بارك الله في الشيخ فهد الرومي وفيمن نقل رأيه
وليتنا نتعلم أدب النقد بما يتناسب مع قدر من ننقد
فحتي طالب العلم لن يحتمل نقدا شديدا لأن غايته التعلم وقد يصيب وقد يخطيء فلماذا نقبل عليهم ما لا نقبله علي أنفسنا؟
أكرر شكري العميق للقول الذي يجب أن يكون شعارا في مثل تلك الموضوعات(/)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الخامس: وقفات حول النسخ في القرآن)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2003, 07:32 ص]ـ
بسم الله
ومن موضوعات علوم القرآن المهمة: موضوع النسخ في القرآن
وهذه بعض الوقفات مع هذا الموضوع:
الوقفة الأولى: في أهمية هذا الموضوع:
النسخ في القرآن الكريم من الموضوعات المهمة التي لابُدّ من الإلمام بها لكل من تصدّى لدراسة القرآن، وأراد معرفة أحكامه ومعانيه.
ولذلك فقد كتب فيه المؤلفون في علوم القرآن، وأفرده كثيرون بالتصنيف - كما سيأتي -؛ (لأن معرفة الناسخ والمنسوخ ركن عظيم في فهم الإسلام وفي الاهتداء إلى صحيح الأحكام، خصوصاً إذا ما وجدت أدلة متعارضة لايندفع التعارض بينها إلاَّ بمعرفة سابقها من لاحقها، وناسخها من منسوخها.
ولهذا كان سلفنا الصالح يعنون بهذه الناحية، يحذقونها، ويلفتون أنظار الناس إليها، ويحملونهم عليها؛ حتى لقد جاء في الأثر أن ابن عباس - رضي الله عنهما - فسّر الحكمة في قوله تعالى: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)} [البقرة: 269] بمعرفة ناسخ القرآن ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه (1).
وروي أن عليًّا - رضي الله عنه - مرّ على قاص، فقال: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت (2). يريد أنه عرّض نفسه وعرض الناس للهلاك، مادام أنه لايعرف الناسخ من المنسوخ) (3).
وقد ذكر الحافظ ابن عبدالبر - رحمه الله - في كتابه جامع بيان العلم وفضله في باب معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقاً - أثراً يبيّن أهمية هذا العلم، حيث قال: (وذكر أبو بكر محمد بن الحسن النقاش، ثنا عبدالله بن محمود، قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول: ليس من المعلوم كلها علم هو أوجب على العلماء وعلى المتعلمين، وكافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً، والعلم به لازم ديانةً، والمنسوخ لايعمل به، ولاينتهي إليه، فالواجب على كل عالم عِلْمُ ذلك لئلا يوجب على نفسه أو على عباد الله أمراً لم يوجبه الله عزوجل، أو يضع عنه فرضاً أوجبه الله عزوجل) (4).
وقال القرطبي في بيان أهمية معرفة النسخ: (معرفة هذا الباب أكيدة، وفائدته عظيمة، لايستغني عن معرفته العلماء، ولاينكره إلاَّ الجهلة الأغبياء، لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام ومعرفة الحلال من الحرام) (5).
معنى النسخ في اللغة:
يأتي النسخ في كلام العرب على ثلاثة أوجه:
الأول: أن يكون مأخوذاً من قول العرب: نسخت الكتاب، إذا نقلت ما فيه إلى كتاب آخر، فهذا لم يتغير المنسوخ منه، وإنَّما صار له نظيرٌ مثله في لفظه ومعناه، وهما باقيان.
والثاني: أن يكون مأخوذاً من قول العرب: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله.
والثالث: أن يكون مأخوذاً من قول العرب: نسخت الريحُ الآثار، إذا أزالتها فلم يَبق منها عوض، ولا حلت الريح محل الآثار، بل زالا جميعاً (6).
وقد وردت مادة النسخ في القرآن الكريم بهذه المعاني الثلاثة:
فمن الأول - وهو النقل - قول الله تعالى: {إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية: 29].
ومن الثاني - وهو إزالة شيء مع حلول شيء آخر محله - قوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ)} [البقرة: 106].
ومن الثالث - وهو إزالة الشيء بدون حلول شيء آخر محله - قول الله تعالى: {فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} [الحج: 52] (7).
معنى النسخ في الاصطلاح:
يحتاج معنى النسخ في الاصطلاح إلى شيء من الإيضاح؛ وذلك لأن معناه في اصطلاح المتقدمين يختلف عن معناه في اصطلاح المتأخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالمتقدمون - من الصحابة والتابعين - لهم اصطلاح خاص في مسألة النسخ، فمفهوم النسخ عندهم أعم من مفهومه عند الأصوليين والفقهاء والمحدثين، وما استقر عليه الأمر بعد ذلك في هذا المصطلح، فلم يكن النسخ عندهم مُمَيَّزاً عن غيره من أساليب البيان، فقد كانوا يطلقون النسخ على تخصيص العام، وتقييد المطلق، وتبيين المجمل، وإيضاح المبهم، ونحو ذلك، كما كانوا يطلقونه على النسخ بمعناه المعروف عند الأصوليين بعد تحديد المصطلحات العلمية.
وقد بيّن هذا وقرره كثيرٌ من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية (8) وتلميذه ابن القيم (9) والإمام الشاطبي في كتابه الموافقات (10).
وأمَّا معنى النسخ في اصطلاح المتأخرين من الأصوليين والفقهاء والمحدثين وأهل علوم القرآن - فقد اختلفت عباراتهم في تحديد معناه بعد أن اتفقوا على أنه يختلف عن أساليب البيان الأخرى من تخصيص، واستثناء، وتقييد، وتبيين، وإيضاح ونحوها.
ولعل من أفضل التعاريف التي تبين معنى النسخ في اصطلاح المتأخرين مع سهولته ووضوحه وشموله = ما ذكره فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه {الأصول من علم الأصول}؛ حيث قال في تعريف النسخ في الاصطلاح: (رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل من الكتاب والسنة) (11).
(فهذا التعريف مع كونه مختصراً، فهو جامع مانع، سالم من المآخذ والاعتراضات الواردة على غيره.
فقوله: {رفع حكم} تعريف للنسخ على أنه فعل الشارع، خلافاً للذين عرفوه بأنه الخطاب، أو اللفظ، أو الطريق، فهؤلاء عرفوا النسخ بدليله، وتقييد الحكم بأنه {حكم دليل شرعي} مخرج لرفع حكم البراءة الأصلية، فلايسمى نسخاً.
وقوله: {أو لفظه} جيء به ليشمل التعريفُ نسخ لفظ التلاوة؛ لأن النسخ إمَّا أن يكون للحكم أو للفظ أولهما معاً.
وقوله: {بدليل} يخرج رفع الحكم بالموت والجنون ونحوهما، وتقييد الدليل بكونه من الكتاب والسنة؛ ليخرج ما عداهما من الأدلة كالإجماع والقياس فلاينسخ بهما) (12).
فائدة: هذه بعض المؤلفات في موضوع النسخ في القرآن الكريم:
من الكتب المطبوعة المصنفة قديماً في الناسخ والمنسوخ:
1 - الناسخ والمنسوخ في القرآن، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ).
2 - الناسخ والمنسوخ في القرآن، لأبي جعفر النحاس (ت 328 هـ).
3 - الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه، لمكي بن أبي طالب (ت 407 هـ).
4 - الناسخ والمنسوخ، لأبي منصور عبدالقاهر البغدادي (ت 429 هـ).
5 - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، لأبي بكر محمد بن عبدالله بن العربي (ت 543 هـ).
6 - نواسخ القرآن، لابن الجوزي (ت 597 هـ).
7 - ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه، لابن البارزي (ت 738 هـ).
ومن المؤلفات الحديثة المطبوعة في موضوع النسخ:
1 - النسخ في القرآن الكريم، لمصطفى زيد (رسالة دكتوراه).
2 - نظرية النسخ في الشرائع السماوية، لشعبان محمد إسماعيل.
3 - فتح المنان في نسخ القرآن، لعلي حسن العريض.
4 - النسخ في الشريعة الإسلاميَّة كما أفهمه، لعبدالمتعال الجبري (رسالة ماجستير).
5 - النسخ بين الإثبات والنفي، لمحمد محمود فرغلي.
6 - دراسات في الإحكام والنسخ في القرآن الكريم، لمحمد حمزة.
7 - الأدلة المطمئنة على ثبوت النسخ في الكتاب والسنة، لعبدالله مصطفى العريس.
إضافة إلى ما كتب في النسخ في أغلب الكتب المؤلفة في علوم القرآن وأصول الفقه.
وهناك مقالات وبحوث في مجلات عن هذا الموضوع ومنها:
1 - النسخ في القرآن الكريم، للشيخ عبدالله الشبانة في مجلة البحوث الإسلاميَّة، العدد 29 ص 207
إلى ص 277.
2 - النسخ في الشريعة حقيقته والحكمة منه، لعمر السّردي في مجلة الحكمة، العدد التاسع ص 157
إلى ص 221.
الحواشي السفلية
(1) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ص 5، 6 رقم [3]، وابن جرير الطبري في تفسيره 5/ 576 بتحقيق: أحمد ومحمود شاكر، وأبو جعفر النحاس في الناسخ والمنسوخ 1/ 411 رقم [4]. وانظر: كلام المحقق عليه، وذكره ابن كثير في تفسيره 1/ 304، والسيوطي في الدر المنثور 1/ 348، وزاد سبته لابن المنذر وابن أبي حاتم.
(2) أخرجه أبو عبيد في الناسخ والمنسوخ ص 4 رقم [1]، والنحاس في الناسخ والمنسوخ 1/ 410 رقم [2] والخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه 1/ 244، وقال محققه: إسناده صحيح.
(3) مناهل العرفان للزرقاني 2/ 189.
(4) جامع بيان العلم وفضله 1/ 767 وقال المحقق عن هذا الأثر: (علقه المصنّف ولعله في بعض مصنفات أبي بكر النقاش، فإنه صاحب تصانيف ولم يكن محمود الرواية) انظر ترجمته في السير 15/ 573 - 576.
(5) تفسير القرطبي 2/ 62.
(6) ذكر هذه المعاني الثلاثة مكي بن أبي طالب في كتابه الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ص 47 - 53 وانظر: لسان العرب لابن منظور 14/ 121، وكتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز للإمام أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ص 443، 444، وللتوسع في معرفة معاني النسخ في اللغة انظر: كتاب النسخ في القرآن لمصطفى زيد 1/ 55 - 62.
(7) انظر: الآيات المنسوخة في القرآن الكريم، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 18، 19.
(8) انظر: مجموع الفتاوى 13/ 29.
(9) انظر: إعلام الموقعين 1/ 66، 67.
(10) انظر: الموافقات للشاطبي 3/ 81 - 88، وقد توسع في تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه.
(11) الأصول من علم الأصول للشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 45.
(12) من مقدمة محقق كتاب الناسخ والمنسوخ، لأبي جعفر النحاس 1/ 114، الشيخ الدكتور سليمان اللاحم.
وللحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 01:42 ص]ـ
الوقفة الثانية: أوجه النسخ في القرآن
أوجه النسخ في القرآن
قال ابن عبدالبر - في شرحه لحديث عائشة أنها أملت مولاها أبا يونس {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى - وصلاة العصر - وقوموا لله قانتين} ثُمَّ قالت: سمعتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) - قال: (وفيه ما يدل على مذهب من قال: إن القرآن نسخ منه ما ليس في مصحفنا اليوم.
ومن قال بهذا القول يقول: إن النسخ على ثلاثة أوجه في القرآن:
أحدها: ما نسخ خطه وحكمه وحفظه، فنسي، يعني رفع خطه من المصحف، وليس حفظه على وجه التلاوة؛ ولايقطع بصحته على الله، ولايحكم به اليوم أحد؛ وذلك نحو ما روي أنه كان يقرأ: لاترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم (2).
ومنها قوله: لو أن لابن آدم وادياً من ذهب، لابتغى إليه ثانياً، ولو أن له ثانياً، لابتغى إليه ثالثاً، ولايملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ويتوب الله على من تاب. قيل: إن هذا كان في سورة ص~ (3).
ومنها: {بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه} وهذا من حديث مالك عن إسحاق، عن أنس، أنه قال: أنزل الله في الذين قتلوا ببئر معونة قرآناً قرأناه، ثُمَّ نسخ بعد: (بلغوا قومنا ... ) فذكره (4).
ومنها قول عائشة: كان فيما أنزل الله من القرآن عشر رضعات ثُمَّ نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وص~ مِمَّا يقرأ (5).
إلى أشياء في مصحف أبيّ، وعبدالله، وحفصة، وغيرهم مِمَّا يطول ذكره.
ومن هذا الباب، قول من قال: إن سورة الأحزاب، كانت نحو سورة البقرة أو الأعراف، روى سفيان، وحماد بن زيد، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبيّ بن كعب: كائن تقرأ سورة الأحزاب، أو كائن تعدها؟ قلتُ: ثلاثاً وسبعين آية، قال: قط، لقد رأيتها وإنها لتعادل البقرة، ولقد كان فيما قرأناه فيها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم (6).
وقال مسلم بن خالد عن عمرو بن دينار (7) قال: كانت سورة الأحزاب تقارن سورة البقرة.
(وروى أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا سيف عن مجاهد، قال: كانت الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول، ولقد ذهب يوم مسيلمة قرآن كثير، ولم يذهب منه حلال ولا حرام).
أخبرنا عيسى بن سعيد بن سعدان (المقرئ) قال: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي المقرئ، قال: أخبرنا أبو الحسن صالح بن أحمد القيراطي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، قال: أخبرني يحيى بن آدم قال: أخبرنا عبدالله بن الأجلح، عن أبيه عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده عميرة بن فروة، أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ - وهو إلى جنبه -: أوليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: أن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى، ثُمَّ قال: أوليس كنا نقرأ: الولد للفراش وللعاهر الحجر - فيما فقدنا من كتاب الله؟ فقال أبي: بلى (8).
والوجه الثاني: أن ينسخ خطه ويبقى حكمه، وذلك نحو قول عمر بن الخطاب: لولا أن يقول قوم زاد عمر في كتاب الله، لكتبتها بيدي: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة بما قضيا من اللذة، نكالاً من الله، والله عزيز حكيم. فقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (9).
فهذا مِمَّا نسخ ورفع خطه من المصحف وحكمه باق في الثيب من الزناة إلى يوم القيامة - إن شاء الله - عند أهل السنة.
ومن هذا الباب قوله في هذا الحديث: وصلاة العصر - (في مذهب من نفى أن تكون الصلاة الوسطى هي صلاة العصر).
وقد تأول قوم في قول عمر: قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي تلوناها، والحكمة تتلى، بدليل قول الله عزوجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ"} [الأحزاب: 34].
وبين أهل العلم في هذا تنازع يطول ذكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوجه الثالث: أن ينسخ حكمه ويبقى خطه يتلى في المصحف، وهذا كثير، نحو قوله - عزوجل -: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} [البقرة: 240] نسختها {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه) (10) ا هـ.
وقال - رحمه الله -: (وأمَّا قوله في الحديث: {لأقضين بينكما بكتاب الله} (11) فلأهل العلم في ذلك قولان:
أحدهما: أن الرجم في كتاب الله على مذهب مَن قال: إن من القرآن ما نسخ خطه وثبت حكمه، وقد أجمعوا أن من القرآن ما نسخ حكمه، وثبت خطه، وهذا في القياس مثله ... ومَن ذهب هذا المذهب احتج بقول عمر ابن الخطاب: الرجم في كتاب الله، حق على من زنى من الرجال والنساء إذا أحصنّ (12). وقوله: لولا أن يقال: إن عمر زاد في كتاب الله لكتبتها: {الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة} فإنا قد قرأناها (13)) (14).
ذكر ابن عبدالبر - رحمه الله - في الكلام السابق أوجه النسخ في القرآن، وذكر أمثلة لكل وجه من هذه الأوجه، وأكثرُ ما ذكر واضح لايحتاج إلى إيضاح؛ ولذلك سوف أكتفي بالتنبيه على بعض الأمور:
الأمر الأول: الوجه الأول الذي ذكره ابن عبدالبر - وهو ما نسخ حظه وحكمه وحفظه فنسى، ويطلق عليه بعض العلماء نسخَ التلاوة والحكم معاً - هذا الوجه أنكره قوم كما حكى ذلك عنهم القاضي أبو بكر (15) في كتابه الانتصار كما نقله عنه الزركشي في البرهان بقوله: (وحكى القاضي أبو بكر في {الانتصار} عن قوم إنكار هذا القسم؛ لأن الأخبار فيه أخبار آحاد، ولايجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها) (16).
(وقد أُجيبت على ذلك بأن ثبوت النسخ شيء، وثبوت نزول القرآن شيء آخر، فثبوت النسخ يكفي فيه الدليل الظني بخبر الآحاد، أمَّا ثبوت نزول القرآن فهو الذي يشترط فيه الدليل القطعي بالخبر المتواتر، والذي معنا ثبوت النسخ لا ثبوت القرآن فيكفى فيه أخبار الآحاد) (17).
الأمر الثاني: ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - من أمثلة على الوجه الأول، وذكر أنها مِمَّا نسخ خطه وحكمه وحفظه فنسي، في بعضها نظر، وذلك مثل نسخ {لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً، ولايملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب}، ونسخ {بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا} وما شابه ذلك من أمثلة حكمها ثابت لم يتغير ولم يرفع.
وكذلك ما ذكره من نسخ حكم آية الرجم في سورة الأحزاب فيه نظر.
فلعل الصحيح في مثل هذه الأمثلة أن تكون مِمَّا نسخ تلاوته ولفظه وبقي حكمه لأن هذه الألفاظ جاءت بصورة الخبر، ومعناها صحيح وحكمها باق، فكيف تكون مِمَّا نسخ حكمه؟!.
الأمر الثالث: أنكر بعض أهل العلم الوجه الثاني - وهو نسخ الخط والتلاوة وبقاء الحكم - وقالوا: إن الأخبار فيه أخبار آحاد، ولايجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد (18).
وممن أنكر وشكك في وقوعه الدكتور مصطفى زيد (19) في كتابه النسخ في القرآن حيث قال: (ولابد من وقفه هنا، عند نوع ثالث للنسخ ذكره الأصوليون، واعتمدوا فيه على آثار لاتنهض دليلاً له، مع أن الآيتين اللتين تتحدثان عن النسخ في القرآن الكريم لاتسمحان بوجوده إلاَّ على تكلف، ومع أنه يخالف المعقول والمنطق، ومع أن مدلول النسخ وشروطه لاتتوافر فيه ... وهذا النوع هو منسوخ التلاوة باقي الحكم كما يعبر عنه الأصوليون) (20).
ثُمَّ ذكر الأمثلة التي تدل على وقوع هذا النوع - وهي آيتا الرجم، وتحريم الرضعات الخمس - وشكك في ثبوتها، واستبعد صدور الآثار فيهما عن عمر وعائشة - رضي الله عنهما - ثُمَّ قال: (ومن ثَمَّ يبقى منسوخ التلاوة باقي الحكم مجرد فرض، لم يتحقق في واقعة واحدة، ولهذا نرفضه، ونرى أنه غير معقول ولا مقبول، والله عزوجل أعلم) (21) ا هـ.
وقد رد المحققون من أهل العلم كلامه هذا من وجوه كثيرة، ومن هذه الوجوه ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - بقوله: (وقد أجمعوا أن من القرآن ما نسخ حكمه، وثبت خطه، وهذا في القياس مثله) (22) ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما يحتج به هو وغيره من كون الأخبار فيه أخبار آحاد لايُعول عليه؛ لأن منسوخ التلاوة لم يبق قرآناً، فنقل كونه قرآناً بأخبار الآحاد لايجعله لم يكن قرآناً في السابق؛ لأنه الآن زالت قرآنيته فلايحتاج إلى نقله متواتراً؛ لعدم قرآنيته، ولكنه يكتفى فيه بالنقل الصحيح لثبوت القرآنية السابقة للنسخ، وأخبار الآحاد الصحيحة يقبل بها كل شيء عند أهل السنة والجماعة، كما صرح بذلك الإمام البخاري في كتاب خبر الآحاد من صحيحه (23).
(وبما تقدم نعلم أن نسخ التلاوة وبقاء الحكم واقعٌ ثابتٌ لا مطعن فيه، وأن مَن نفاه متأثر بالمدرسة العقليَّة، وهي متأثرة بالمعتزلة) (24).
وهنا سؤال أورده الزركشي في برهانه، وهو أن يقال: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟ وهلاّ تثبت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها (25)؟.
والجواب على هذا السؤال من وجوه:
الأول: (أن نسخ الآية مع بقاء الحكم ليس مجرداً من الحكمة، ولا خالياً من الفائدة ... بل فيه فائدة أي فائدة، وهي حصر القرآن في دائرة محدودة تيسر على الأمة حفظه واستظهاره، وتسهل على سواد الأمة التحقق فيه وعرفانه؛ وذلك سورٌ محكم، وسياج منيع، يحمي القرآن من أيدي المتلاعبين فيه بالزيادة أو النقص؛ لأن الكلام إذا شاع وذاع وملأ البقاع، ثُمَّ حاول أحد تحريفه، سرعان ما يعرف، ويقابل بالإنكار، وبذلك يبقى الأصل سليماً من التغيير والتبديل، مصداقاً لقوله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ , لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
والخلاصة: أن حكمة الله قضت أن تنزل بعض الآيات في أحكام شرعية عملية، حتى إذا اشتهرت تلك الأحكام، نسخ سبحانه هذه الآيات في تلاوتها فقط، رجوعاً بالقرآن إلى سيرته من الإجمال، وطرداً لعادته في عرض فروع الأحكام من الإقلال، تيسيراً لحفظه وضماناً لصونه: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216، 232، آل عمران: 66، النور: 19]) (26).
والثاني: أن في نسخ التلاوة مع بقاء الحكم إظهاراً لمقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به، فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام، والمنام أدنى طرق الوحي (27).
والثالث: (أنه على فرض عدم علمنا بحكمة ولا فائدة في هذا النوع من النسخ، فإن عدم العلم بالشيء لايصلح حجة على العلم بعدم ذلك الشيء، وإلاَّ فمتى صار الجهل طريقاً من طرق العلم؟ ثُمَّ إن الشأن في كل ما يصدر عن العليم الحكيم الرحمن الرحيم، أن يصدر لحكمة أو لفائدة، نؤمن بها وإن كنا لانعلمها على التعيين، وكم في الإسلام من أمور تعبدية، استأثر الله بعلم حكمتها، أو اطلع عليها بعض خاصته من المقربين منه والمحبوبين لديه {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76] {وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]) (28).
والوجه الرابع: وهو خاص بآية الرجم، فالسر في نسخ تلاوتها مع بقاء حكمها أنها كانت تتلى أولاً لتقرير حكمها، ردعاً لمن تحدثه نفسه أن يتلطخ بهذا العار الفاحش من شيوخ وشيخات؛ حتى إذا ما تقرر هذا الحكم في النفوس، نسخ الله تلاوته لحكمة أخرى هي الإشارة إلى شناعة هذه الفاحشة، وبشاعة صدورها من شيخ وشيخة، حيث سلكها مسلك ما لايليق أن يذكر فضلاً عن أن يفعل، وسار بها في طريق يشبه طريق المستحيل الذي لايقع؛ كأنه قال: نزهوا الأسماع عن سماعها، والألسنة عن ذكرها، فضلاً عن الفرار منها ومن التلوث برجسها، كتب الله لنا الحفظ والتوفيق؛ إنه على كل شيء قدير (29).
الأمر الرابع: ذكر ابن عبدالبر أن ما نسخ حكمه وبقي خطه - وهو الوجه الثالث من وجوه النسخ - كثير، حيث قال: (والوجه الثالث: أن ينسخ حكمه ويبقى خطه في المصحف، وهذا كثير) ا هـ.
وهو عند التحقيق قليل جداً، وإن أكثر الناس من تعداد الآيات فيه، كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، ثُمَّ حرّر الآيات التي ثبت فيها النسخ فأوصلها إلى عشرين آية (30)، وقد أورد كلامه الدهلوي (31) في كتابه الفوز الكبير في أصول التفسير وتعقبه فيه ثُمَّ قال: (وبما حررته لايتعين النسخ إلاَّ في خمس آيات) (32).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعتبر الدكتور مصطفى زيد أكثر مَن تعرض لقضايا النسخ وناقشها، وقرر في النهاية أن الآيات التي صحت فيها دعوى النسخ لاتزيد عن ست آيات (33).
أمَّا الزرقاني - رحمه الله - فقد تعرض لثنتين وعشرين واقعة، قَبِلَ النسخ في اثنتي عشرة واقعة منها (34).
وقد قام أحد الباحثين بدراسة هذه القضية دراسة متأنية، وبيّن أن الآيات التي ثبت عنده نسخها تسع آيات، دخلها النسخ في سبعة موضوعات، ولم يجد آية اتفق على نسخها غير آية تقديم الصدقة لأجل النجوى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمَّا غيرها من الآيات ففيها خلاف.
ثُمَّ قال: (وقد ظهر لي من خلال البحث أن من أسباب الخلاف في النسخ عدم الاتفاق في مدلوله بين المؤلفين في الناسخ والمنسوخ، وقد أشار إلى ذلك جملة من المؤلفين في الناسخ والمنسوخ، وممن أبرز ذلك الجانب الإمام الشاطبي في موافقاته.
وقد نقل عنه الدكتور مصطفى زيد - رحمه الله تعالى - جملاً مفيدة في ذلك.
كما تبيّن لي أن المؤلفين في الناسخ والمنسوخ بين إفراط وتفريط فكثير منهم عدّ من النسخ ما ليس بنسخ، كالتقييد والتخصيص والإجمال، فلذلك جعلوا آية السيف بمفردها ناسخة لأكثر من مائة آية.
وقلة من العلماء منعوا النسخ وأغلبهم معاصرون.
وقلة من العلماء توسطوا وقبلوا النسخ بشروطه، وميزوا بينه وبين التقييد والتخصيص، وعلى رأس هؤلاء الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - واضع أول تأليف بين أيدينا في الأصول.
وممن سار على منهج الاعتدال إمام المفسرين ابن جرير الطبري، فإن فهمه في تفسيره رائع، وهو عمدة في هذا الباب.
وكذلك الإمام ابن عبدالبر في التمهيد، وقد أوضح ذلك صاحب رسالة ابن عبدالبر وجهوده في أصول الفقه (35)، فقد نقل عنه نقولاً، وقد تتبعتها في التمهيد، فوجدت عنده التوسط بين الإفراط والتفريط، ومن العبارات التي تعتبر منهجاً في هذا الباب عبارة ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى - حيث قال: قال أبو عمر: والصحيح في النظر عندي: أن لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له ولايحتمل التأويل (36).
وهذه الكلمة في غاية الإتقان والدقة في إعطاء الدارس لهذا الموضوع الصعب منهجاً يسير عليه في قبول النسخ ورفضه، وهي عبارة جامعة مع قلة ألفاظها، رحمه الله رحمة واسعة) (37) ا هـ.
وعبارة ابن عبدالبر السابقة سوف تأتي إن شاء الله في مبحث قواعد وضوابط في موضوع النسخ مع ذكر أمثلة عليها.
الأمر الخامس: ذكر ابن عبدالبر مثالاً على ما نسخ حكمه وبقي رسمه وخطه وهو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} [البقرة: 240] نسختها {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (} [البقرة: 234].
ثُمَّ قال: (وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه) ا هـ.
والصحيح أنه قد وقع اختلاف بين العلماء في هاتين الآيتين (38)، فالجمهور على أن الآية الأولى منسوخة بالآية الثانية، حيث كانت العدة في الجاهليَّة وأول الإسلام حولاً، ثُمَّ نسخت بأربعة أشهر وعشراً (39).
وقالت جماعة: الآية غير منسوخة، والنص القرآني لم يصرح بالعدة، وإنَّما قال ذلك متاع لها إن أرادت سبعة أشهر وعشرين ليلة تقضيها في البيت، فالواجب في العدة أربعة أشهر وعشراً، وما زاد إلى الحول فهو وصية، إن شاءت سكنت في وصيتها، وإن شاءت خرجت.
وهذا القول الثاني نسبه ابن جرير - رحمه الله - إلى مجاهد حيث قال ابن جرير: (وقال آخرون: هذه الآية ثابتة الحكم، لم ينسخ منها شيء) ثُمَّ ذكر من قال ذلك، وذكر بسنده عن مجاهد في قول الله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] قال: كانت هذه للمعتدة، تعتد عند أهل زوجها، واجباً ذلك عليها، فأنزل الله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ"} إلى قوله: {مِن مَّعْرُوفٍ)} [البقرة: 240] قال: جعل الله لهم تمام السنة، سبعة
(يُتْبَعُ)
(/)
أشهر وعشرين ليلة، وصية: إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت، وهو قول الله تعالى ذكره: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ" فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} قال: والعدة كما هي واجبة (40).
قال ابن كثير - رحمه الله -: (وهذا القول له اتجاه وفي اللفظ مساعدة له، وقد اختاره جماعة منهم الإمام أبو العباس ابن تيمية، وردّه آخرون منهم الشيخ أبو عمر ابن عبدالبر) (41) ا هـ.
ولعل الراجح - والله أعلم - من هذين القولين هو القول بعدم النسخ، ويؤيد ذلك ما يلي:
أولاً: ثبوت هذا القول عن مجاهد، وهو مَن هو في التفسير، وإذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
ثانياً: مساعدة اللفظ له، كما ذكر ذلك ابن كثير - رحمه الله -، ومن ذلك أنه قال في آية الحول: {فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ)} وقال في آية الأربعة أشهر وعشرة: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)} فلابد من بلوغ الأجل حتى ينتفي الحرج، وهذا واضح لمن تأمله.
ثالثاً: لما قرّره ابن عبدالبر نفسه من أنه لاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه (42)، ومن أنه لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له، ولايحتمل التأويل (43)، ومن أنه لايقطع بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بدليل لا معارض له أو إجماع (44).
وهذه القواعد الصحيحة التي قررها لاتنطبق على آية البقرة التي ادّعى الإجماع على أنها منسوخة، وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ! جًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ" ... } الآية.
قال الشيخ السعدي - رحمه الله - بعد أن ذكر قول أكثر المفسرين من أن الآية السابقة منسوخة قال: (وهذا القول لا دليل عليه، ومن تأمل الآيتين، اتضح له أن القول الآخر في الآية هو الصواب، وأن الآية الأولى في وجوب التربص أربعة أشهر وعشراً على وجه التحتيم على المرأة، وأمَّا في هذه الآية فإنها وصية لأهل الميت، أن يبقوا زوجة ميتهم عندهم حولاً كاملاً، جبراً لخاطرها، وبراً بميتهم) (45) ا هـ.
وبهذا نعلم أن ما قاله ابن عبدالبر من أن هذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه فيه نظر، ولعله لم يطلع على قول مجاهد.
الأمر السادس: خلاصة ما تقدم في هذا المبحث أن جمهور العلماء ذكروا أن النسخ في القرآن ثلاثة أضرب - أو أوجه -:
أحدها: نسخ الحكم دون التلاوة - نسخ الحكم مع بقاء الرسم والخط - ويتفق العلماء على وقوع هذا الضرب من النسخ، ووجوده في القرآن الكريم - ولايُعتبر قول من شذّ (46) - ويمثلون له بعدة أمثلة، منها نسخ آية مصابرة الواحد للعشرة في القتال، ونسخ وجوب تقديم الصدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونسخ وجوب قيام الليل في سورة المزمل، وغير ذلك.
والتحقيق: أن أمثلة هذا الضرب قليلة قد لاتتجاوز أصابع اليدين كما قرر ذلك العلماء المحققون.
الثاني: نسخ التلاوة دون الحكم، وعلى وقوعه وجوازه جمهور العلماء، وأنكره بعضهم ممن يُقدم المعقول على المنقول، ولايحتج بأخبار الآحاد، والصحيح جوازه ووقوعه.
ويُمثل له بآية الرجم التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها معمولاً به عند أهل السنة (47)، وكذلك آية التحريم بالرضعات الخمس، فهي منسوخة التلاوة باقية الحكم.
والضرب الثالث: نسخ التلاوة والحكم معاً، ويمثلون له بنسخ تحريم عشر رضعات كما في حديث عائشة، كما يستدلون له أيضاً بأدلة أخرى كما جاء أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة، وغير ذلك من الأمثلة التي ذكر كثيراً منها ابن عبدالبر - رحمه الله -، والجمهور على صحة وقوع هذا الضرب وجوازه للأخبار الصحيحة الواردة في ذلك - والله تعالى أعلم (48) -.
الحواشي السفلية
(1) أخرجه مالك في كتاب صلاة الجماعة، باب: الصلاة الوسطى 1/ 132، وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم [629].
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) قال عمر - رضي الله عنه - في حديث طويل: (ثُمَّ إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: أن لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم) أخرجه البخاري في كتاب المحاربين، باب: رحم الحبلى في الزنا إذا أحصنت 6/ 2503 - 2507.
(3) أخرجه البخاري في الرقاق، باب: ما يتقى من فتنة المال 5/ 2364 - 2365، وأخرجه مسلم في الزكاة رقم [1049]، في صحيح البخاري 5/ 2365 قال أنس: {كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت: {أَلْهَاكُمُ ا؟ لتَّكَاثُرُ}} وليس في شيء منها ذكر أنها كانت في سورة ص%.
(4) أخرجه البخاري في المغازي، باب: غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة ... 4/ 1501، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم [677].
(5) أخرجه مسلم في كتاب الرضاع رقم [1452] قال النووي في شرح صحيح مسلم في معنى قول عائشة: {فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مِمَّا يقرأ}: (ومعناه: أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداً حتى إنه توفي وبعض الناس يقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآناً متلواً لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك وأجمعوا على أن هذا لايتلى) شرح النووي على صحيح مسلم 10/ 281 - 282.
(6) أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 132، والنسائي في سننه الكبرى 4/ 271، وقال ابن كثير - بعد أن ذكره بإسناد الإمام أحمد وغزاه إلى النسائي من وجه آخر: (وهذا إسناد حسن وهو يقتضي أنه قد كان فيها قرآن ثُمَّ نسخ لفظه وحكمه أيضاً - والله أعلم) 3/ 448.
(7) هو: عمرو بن دينار، الحافظ، الإمام، عالِمُ الحرم، أبو محمد الجُمَحي مولاهم، المكي، قال شعبة: لم أرَ مثل عمرو بن دينار. وقال ابن عيينة: ثقة ثقة ثقة، كان قد جزأ الليل، فثلثاً ينام، وثلثاً يدرس حديثه، وثلثاً يصلي. مات سنة 126 هـ. انظر: طبقات علماء الحديث 1/ 184، 185.
(8) لم أجده بهذا السياق، والجزء الأول منه هو: (أن انتفاءكم من أبنائكم كفر بكم) سبق تخريجه بلفظ قريب من هذا، والجزء الثاني وهو: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) أخرجه البخاري في كتاب الحدود باب للعاهر الحجر من حديث أبي هريرة 6/ 2499.
(9) أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الحدود، باب: ماجاء في الرجم 2/ 628، 629، وأصل الحديث مخرج في الصحيحين بدون ذكر آية الرجم بالنص، وفي هذا الحديث كلام طويل يُمكن الرجوع إليه في مقال بعنوان: {أسانيد آية الرجم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة)} جمع الشيخ حمد العثمان في مجلة الحكمة، العدد السابع ص 235 - 242.
وانظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس 1/ 436 - 438، حاشية رقم [4].
(10) التمهيد 4/ 273 - 277.
(11) سبق تخريجه ص 147.
(12) أخرجه مالك في الموطأ في الحدود، باب: ماجاء في الرحم 2/ 628، وهو مختصر من خطبة لعمر طويلة رواها بأكملها البخاري في كتاب المحاربين، باب: رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت 6/ 2503 - 2507.
(13) سبق تخريج هذه الرواية والكلام عليها قريباً.
(14) التمهيد 9/ 77.
(15) هو: القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، البصري، المالكي، الأصولي المتكلم، صاحب المصنفات، كان يُضرب المثلُ بفهمه وذكائه، كان ثقة إماماً بارعًا، صنّف في الرد على الرافضة والمعتزلة والخوارج والجهمية، مات سنة 403 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 17/ 190 - 193.
(16) البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 171.
(17) مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 238.
(18) انظر: مباحث في علوم القرآن لمناع القطاع ص 239.
(19) هو: مصطفى السيد بدر زيد، أستاذ الشريعة الإسلاميَّة ورئيس القسم بجامعتي القاهرة وبيروت العربيَّة توفي في نهاية القرن الماضي كما ذكر عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (الآيات المنسوخة في القرآن الكريم) ص 10.
(20) النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد 1/ 283.
(21) المرجع السابق 1/ 258.
(22) التمهيد 9/ 77.
(23) انظر: كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 79.
(يُتْبَعُ)
(/)
(24) انظر: كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 79. وانظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 233، 234.
(25) انظر: البرهان في علوم القرآن 2/ 168.
(26) مناهل العرفان للزرقاني 2/ 236.
(27) انظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 168، 169.
(28) مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني 2/ 237.
(29) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 213.
(30) انظر: الإتقان في علوم القرآن 2/ 706 - 712.
(31) هو: الإمام ولي الله أحمد بن عبدالرحيم الدهلوي، من علماء الهند الكبار، وله مصنفات كثيرة في التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه وفي أصول الفقه والسلوك والآداب، ولد سنة 1114 هـ، ومات سنة 1176 هـ بمدينة دلهي. انظر ترجمته في: مقدمة كتابه الفوز الكبير ملخصاً من نزهة الخواطر 6/ 398 - 415.
(32) الفوز الكبير في أصول التفسير للدهلوي ص 60.
(33) انظر: مقدمة كتابه النسخ في القرآن الكريم.
(34) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 274 - 288.
(35) هناك رسالة بعنوان أصول الفقه عند ابن عبدالبر جمع وتوثيق ودراسة للعربي بن محمد فتوح، فقد تكون هي المشار إليها.
(36) التمهيد 14/ 391، 392.
(37) من كتاب الآيات المنسوخة في القرآن الكريم، للدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ص 155 - 156 بتصرف واختصار يسيرين.
(38) للتوسع في معرفة هذا الاختلاف. انظر: المرجع السابق ص 115 - 122.
(39) انظر: تفسير القرطبي 3/ 226، 227، وتفسير ابن كثير 1/ 280.
(40) انظر: تفسير الطبري 5/ 258 بتحقيق: شاكر، وأثر مجاهد أخرجه البخاري في التفسير، باب: {وَا؟ لَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ! جًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (}. انظر: فتح الباري 8/ 41.
(41) تفسير ابن كثير 1/ 281.
(42) انظر: الاستذكار 17/ 176.
(43) انظر: التمهيد 14/ 391، 392.
(44) انظر: الاستذكار 1/ 367.
(45) تفسير الشيخ السعدي 1/ 194.
(46) ألف أحد المعاصرين كتاباً بعنوان (الرأي الصواب في منسوخ الكتاب) وكتب على غلافه (الآيات المنسوخة رفعها الله تعالى لفظاً وحكماً، لا منسوخ في القرآن بتاتاً) وهو جواد موسى محمد عفانة.
(47) قال صاحب الكتاب السابق بعد كلامه السابق على غلاف الكتاب: (حكم الرجم منسوخ يقيناً)!!.
(48) انظر في ذكر أضرب وأوجه النسخ في القرآن مع الأمثلة:
- كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب ص 67 ومابعدها.
- كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 166 - 171.
- كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 705 - 713.
- وكتب علوم القرآن عموماً، وكتب أصول الفقه، ككتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي
1/ 245 - 248، وغيرها كثير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jun 2003, 07:05 ص]ـ
الوقفة الثالثة: حكم نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن
ينقسم النسخ بالنظر إلى دليله إلى أقسام متعددة، يُمكن جعلها على قسمين: قسم متفق على جوازه، وقسم وقع فيه الخلاف.
أمَّا القسم المتفق عليه فهو:
1 - نسخ القرآن بالقرآن.
2 - نسخ السنة المتواترة والأحاديث بمتواتر السنة.
3 - نسخ الآحاد من السنة بالآحاد من السنة.
وأمَّا القسم المختلف فيه فهو:
1 - نسخ القرآن بالسنة.
2 - نسخ السنة بالقرآن.
3 - نسخ المتواتر بالآحاد (1).
والذي يهمنا بحثه في هذا المبحث هو نسخ القرآن بالسنة ونسخ السنة بالقرآن.
أولاً: نسخ القرآن بالسنة:
اختلف العلماء في جواز نسخ القرآن بالسنة على قولين:
الأول: قول الكوفيين، وإليه ذهب جمهور الأصوليين أنه يجوز نسخ القرآن بالسنة، وهو اختيار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله (2) -.
الثاني: وإليه ذهب الإمام الشافعي وأصحابه، والإمام أحمد وأكثر المالكيين وداود، وهو أنه لايجوز نسخ القرآن بالسنة، بل لايَنسخ القرآن إلاَّ قرآن مثله، وهو اختيار ابن قدامة وابن تيمية - رحم الله الجميع (3) -.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحجة الجمهور: أن الجميع وحي من الله تعالى، فالناسخ والمنسوخ من عند الله، والله هو الناسخ حقيقة، لكنه أظهر النسخ على لسان رسوله r ، وقد قال الله تعالى: {وَمَآ ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، وقال سبحانه: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]، وبأنه لايوجد مانع عقلي من جوازه، حيث إنه لايلزم من فرض وجوده محال، ولايوجد مانع شرعي؛ لأنه قد وقع في الشرع، فهو دليل الجواز (4).
ومثّلوا لذلك بآية الوصية، فإن الناسخ لها هو قوله r : { لا وصية لوارث} وأيضاً آية التحريم بعشر رضعات نسخت بالسنة كما قالوا (5).
وأمَّا حجة الإمام الشافعي ومن وافقه فقد بينها الشافعي - رحمه الله - في كتابه الرسالة، حيث قال: (إن الله خلق الخلق لما سبق في علمه مِمَّا أراد بخلْقِهم وبهم، لا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب، وأنزل عليهم الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة، وفرض فيه فرائض أثبتها، وأخرى نسخها: رحمة لخلقه، بالتخفيف عنهم، وبالتوسعة عليهم، زيادةً فيما ابتدأهم به من نعمه، وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم جنته، والنجاةَ من عذابه، فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ، فله الحمد على نعمه.
وأبان الله لهم أنه إنَّما نسخ ما نسخ من الكتاب بالكتاب، وأن السنة لا ناسخة للكتاب، وإنَّما هي تبعٌ للكتاب، بمثل ما نزل نصاً، ومفسرةٌ معنى ما أنزل الله منه جُمَلاً.
قال الله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ* قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس: 15]، أخبر الله أنه فرض على نبيّه اتباع ما يُوحى إليه، ولم يجعل له تبديله من تلقاء نفسه.
وفي قوله: {مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِي} بيان ما وصفت من أنه لاينسخ كتابَ الله إلاَّ كتابُه ... وفي كتاب الله دلالة عليه، قال الله: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 106] فأخبر الله أن نسخ القرآن وتأخيرَ إنزاله لايكون إلاَّ بقرآن مثله، وقال: {وَإِذَا بَدَّلْنَآ ءَايَةً مَّكَان ءَايَةٍ* وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ} [النحل: 101]) (6).
وقد ذكر ابن تيمية - رحمه الله - أن منهج السلف في الحكم هو النظر في الكتاب أولاً، ثُمَّ في السنة ثانياً، وبين أن هذا المنهج إنَّما يتناسب مع القول بمنع نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن، قال - رحمه الله -: (وهم إنَّما كانوا يقضون بالكتاب أولاً؛ لأن السنة لاتنسخ الكتاب فلايكون في القرآن شيء منسوخ بالسنة، بل إن كان فيه منسوخ كان في القرآن ناسخه فلايقدم غير القرآن عليه، ثُمَّ إذا لم يجد ذلك طَلَبَه في السنة، ولايكون في السنة شيء منسوخ إلاَّ والسنة نسخته) (7) ا هـ.
والذي أرى أنه من المفيد لكاتب هذا البحث والمطلع عليه هو الإحالة على ما كتبه الزرقاني - رحمه الله - في مناهل العرفان حول هذه المسألة، فقد أجاد وأفاد، وخلص إلى أن نسخ القرآن بالسنة لا مانع يمنعه عقلاً ولا شرعاً، إلاَّ أنه لم يقع لعدم سلامة أدلة الوقوع (8).
تتمة حول آية الوصية:
من الأمثلة التي يذكرها القائلون بنسخ القرآن بالسنة: نسخ آية الوصية بحديث: (لا وصية لوارث)؛ فرأيت أنه من المفيد تحقيق القول في هذه الآية، وهل هي منسوخة أو لا؟
وحاصل ما ذكره العلماء من الأقوال في هذه الآية ثلاثة أقوال:
الأول: أن الوصية للوالدين والأقربين على الندب، لا على الحتم والوجوب، فالآية كلها منسوخة، والذي نسخها هو آيات المواريث، وهذا القول منسوب لابن عمر وابن عباس، ونحو هذا قول مالك - رحمه الله - كما قال القرطبي (9)، وذكره النحاس عن الشعبي والنخعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن عبدالبر: (والآية بإيجاب الوصية للوالدين والأقربين منسوخة) (10).
وقال: (فالوصية مندوب إليها، مرغوب فيها، غير واجب شيء منها) (11) ا هـ.
والقول الثاني: أن هذه الآية من قبيل العام المخصوص، فهي عامة في تناولها للوالدين وجميع الأقربين، ولكن خرج من هذا العموم الوالدان والأقربون الوارثون بدلالة آيات المواريث وببيان السنة لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث} (12).
وهذا ما يدل عليه قوله: (وهذا إجماع من علماء المسلمين أنه لا وصية لوارث، وأن المنسوخ من آية الوصية الوالدان على كل حال، إذا كانا على دين ولدهما، لأنهما وارثان لايحجبان، وكذلك كل وارث من الأقربين، لقوله صلى الله عليه وسلم: {لا وصية لوارث}، ولو كان الوارث تجب له الوصية لانتقضت قسمة الله لهم فيما ورثهم، وصار لهم أكثر مِمَّا أعطاهم.
فمن هنا قال العلماء: إن آية المواريث نسخت الوصية للوالدين والأقربين الوارثين ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم) (13) ا هـ.
وعلى هذا فالآية محكمة غير منسوخة، ظاهرها العموم ومعناها الخصوص في الوالدين اللذين لايرثان كالكافرين والعبدين، وفي القرآبة غير الورثة، وهذا القول قاله الضحاك وطاووس والحسن، واختاره الطبري (14).
وما عبر عنه ابن عبدالبر بقوله: (فمن هنا قال العلماء: إن آية المواريث نسخت الوصية للوالدين والأقربين الوارثين ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم) لايُقصد به النسخ بمفهومه الاصطلاحي المتأخر، وإنَّما هو تخصيص كما هو ظاهر لمن تأمّله.
قال ابن كثير - رحمه الله -: (ولكن على قول هؤلاء لايسمى هذا نسخاً في اصطلاحنا المتأخر؛ لأن آية المواريث إنَّما رفعت حكم بعض أفراد ما دل عليه عموم آية الوصية؛ لأن الأقربين أعم ممن يرث ومن لايرث فرفع حكم مَن يرث بما عين له، وبقي الآخر على ما دلت عليه الآية الأولى.
وهذا إنَّما يتأتى على قول بعضهم: إن الوصاية في ابتداء الإسلام إنَّما كانت ندباً حتى نسخت، فأمَّا من يقول إنها كانت واجبة - وهو الظاهر من سياق الآية - فيتعين أن تكون منسوخة بآية الميراث كما قاله أكثر المفسرين والمعتبرين من الفقهاء، فإن وجوب الوصية للوالدين والأقربين الوارثين منسوخ بآية المواريث بالإجماع، بل منهي عنه للحديث المتقدم {إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث}) (15) ا هـ.
والقول الثالث: هو قول من يجيز نسخ القرآن بالسنة، وهو أن هذه الآية منسوخة بحديث {لا وصية لوراث}.
فهذه مجمل الأقوال التي ذكرها ابن عبدالبر في حكم آية الوصية، ولم يتبيّن لي ما القول الذي يرجحه، وإن كان كلامه يدل على أنه يميل إلى أحد القولين الأولين - والله أعلم -.
وقد اختلفت أقوال المفسرين في تفسير آية الوصية، وتعددت آراؤهم، وكذلك العلماء الذين ألفوا في بيان الناسخ والمنسوخ ذكروا أقوالاً متعددة في معنى هذه الآية وهل هي محكمة أو منسوخة؟.
والذي يظهر لي - والله أعلم - أن القول بالتخصيص هو الراجح؛ لأن النسخ لايصار إليه إلاَّ عند التعارض، وقد قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (ولاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع استعماله وتخصيصه) (16) ا هـ.
والتدافع الذي ذكره العلماء بين آيات الفرائض والمواريث وحديث: {لا وصية لوارث} من جهة وآية الوصية من جهة أخرى لايمنع القول بالتخصيص، فآية الوصية عامة في تناولها للوالدين والأقربين، ولكن خرج من عمومها الوالدان والأقربون الوارثون بدلالة آيات المواريث وبيان وتفسير السنة لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {إن الله أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث}.
وعلى هذا فحكم الوجوب الذي دلت عليه آية الوصية باق فيمن لايرث من الوالدين والأقربين، ثُمَّ صَرَفَ هذا الوجوبَ إلى الندب ما رواه ابن عمر - رضي الله عنه - بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلاَّ ووصيته مكتوبة عنده} (17) (18).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا القول هو الذي رجحه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم في كتابه الناسخ والمنسوخ؛ حيث ذكر الآثار التي تدل على أن آية الوصية منسوخة بآيات الفرائض ثُمَّ قال: (قال أبو عبيد: فإلى هذا القول صارت السنة القائمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليه انتهى قول العلماء وإجماعهم في قديم الدهر وحديثه أن الوصية للوارث منسوخة لاتجوز وكذلك أجمعوا على أنها جائزة للأقربين إذا لم يكونوا من أهل الميراث، ثُمَّ اختلفوا في الأجنبيين، فقالت طائفة من السلف: لاتجوز لهم الوصية، وخصُّوا بها الأقارب).
ثُمَّ ذكر آثاراً تدل على هذا القول، ثُمَّ ذكر القول الآخر وهو أن الوصية جائزة لكل موصى له من الأباعد والأقارب إلاَّ الوارث، ثُمَّ قال: (قال أبو عبيد: وعلى هذا القول اجتمعت العلماء من أهل الحجاز وتهامة والعراق والشام ومصر وغيرهم، منهم مالك وسفيان والأوزاعي والليث وجميع أهل الآثار والرأي، وهو القول المعمول به عندنا أن الوصية جائزة للناس كلهم ما خلا الورثة خاصة، والأصل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا وصية لوارث}) (19) ا هـ.
ومعلومٌ أن مراد الإمام أبي عبيد القاسم بن سلاّم بالنسخ هنا هو مراد السلف المتقدمين الذين يطلقونه على التخصيص وغيره من أنواع البيان.
ثانياً: نسخ السنة بالقرآن:
في هذه المسألة قولان:
الأول: القول بمنع نسخ السنة بالقرآن، وهو ما ذهب إليه الشافعي وقرّره في الرسالة (20).
والقول الثاني: وإليه ذهب جمهور الأصولين - أنه يجوز نسخ السنة بالقرآن، وهو اختيار محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله (21) -.
وأدلة كل فريق في هذه المسألة هي نفسها أدلتهم في المسألة السابقة - مع اختلاف يسير (22) -.
وقد مثل الجمهور للوقوع بأمثلة كثيرة منها:
1 - التوجه إلى بيت المقدس، وهو ثابت بالسنة، وناسخه في القرآن قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة: 144].
2 - تحريم مباشرة النساء في رمضان ليلاً ثابت بالسنة، وناسخه في القرآن قوله تعالى: {فَالْئنَ بَاشِرُوهُنَّ} [البقرة: 187].
إلى غير ذلك من الأمثلة (23).
(وخلاصة القول في هاتين المسألتين: أن الخلاف في جواز نسخ القرآن بالسنة والعكس خلافٌ لايترتب عليه أثر كبير والخطب فيه يسير، وذلك إذا تقرر عند الجميع ما يأتي:
1 - تعظيم نصوص الكتاب والسنة وتقديم جانب العمل بهما مهما أمكن.
2 - أن الكتاب والسنة وحي من عند الله، وأنهما متفقان لايختلفان، متلازمان لايفترقان.
3 - أن النسخ لايكون إلاَّ بأمر من عند الله سبحانه: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39].
4 - عدم التفريق في ذلك بين السنة المتواترة والآحادية) (24).
(وعلى كلٍّ فالمسائل التي يذكر أهل العلم أن السنة نسخت فيها الكتاب أو نسخ كتاب الله فيها السنة مسائل قليلة، والنظرة الفاحصة في هذه المسائل تدل على صحة ما ذهب إليه الشافعي، ويبدو أن نظرته مبنية على استقراء للنصوص التي تدخل في إطار البحث) (25).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: (فإن الشافعي وأحمد وسائر الأئمة يوجبون العمل بالسنة المتواترة المحكمة، وإن تضمنت نسخاً لبعض أي القرآن، لكن يقولون: إنَّما نسخ القرآن بالقرآن لا بمجرد السنة، ويحتجون بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ أَوْ مِثْلِهَآ} [البقرة: 106] ويرون من تمام حرمة القرآن أن الله لم ينسخه إلاَّ بقرآن) (26) ا هـ.
وقال الشافعي - رحمه الله -: (فإن قال قائل: هل تنسخ السنة بالقرآن؟ قيل: لو نسخت السنة بالقرآن كان للنبي فيه سنة تبين أن سنته الأولى منسوخة بسنته الآخرة) (27) ا هـ.
الحواشي السفلية:
(1) انظر: معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 266.
(2) انظر: نزهة الخاطر العاطر لعبدالقادر بدران 1/ 225، وأضواء البيان للشنقيطي 3/ 334.
(3) انظر: روضة الناضر لابن قدامة 1/ 324، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 17/ 195، 197، 19/ 202.
(4) انظر: كتاب فتح المنان في نسخ القرآن ص 234.
(5) انظر أمثلة المجيزين في مناهل العرفان للزرقاني 2/ 260 - 261، وأضواء البيان للشنقيطي 3/ 334.
(6) الرسالة للشافعي ص 106 - 108.
(7) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 19/ 202.
(8) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 254 - 262.
(9) انظر: تفسير القرطبي 2/ 263.
(10) التمهيد 8/ 384.
(11) التمهيد 14/ 296.
(12) سبق تخريجه ص 254.
(13) الاستذكار 23/ 12، 13.
(14) انظر: تفسير الطبري 3/ 384، 385، وتفسير القرطبي 2/ 262.
(15) تفسير ابن كثير 1/ 201.
(16) الاستذكار 17/ 176.
(17) الحديث أخرجه البخاري في كتاب الوصايا، باب: الوصايا وقول النبي E : { وصية الرجل مكتوبة عنده} 3/ 1005، وأخرجه مسلم في أول كتاب الوصية رقم [1627].
(18) انظر: تفسير القرآن للعز بن عبدالسلام 1/ 186، حاشية هامش رقم 2.
(19) الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد بن سلام ص 232 - 234.
(20) انظر: الرسالة للشافعي ص 108.
(21) أضواء البيان 3/ 334.
(22) انظر: معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 269، ومناهل العرفان للزرقاني 2/ 262 - 263.
(23) انظر: معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 269، ومناهل العرفان للزرقاني 2/ 262 - 263.
(24) من كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد حسين الجيزاني ص 269، 270.
(25) من كتاب مسائل في فقه الكتاب والسنة للدكتور عمر بن سليمان الأشقر ص 230، 231.
(26) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 20/ 399.
(27) الرسالة للإمام الشافعي ص 110.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jun 2003, 07:37 م]ـ
الوقفة الرابعة:قواعد وضوابط في النسخ في القرآن:
هناك قواعد مهمة، وضوابط مفيدة تتعلق بموضوع النسخ في القرآن ذكرها ابن عبدالبر - رحمه الله - في ثنايا كتبه حاولت جمعها وتطبيقها على بعض الآيات.
ومعرفة مثل هذه القواعد والضوابط من الأمور المهمة، وخاصة في مثل هذا الموضوع الذي تعددت فيها الآراء، واختلفت فيه الأقوال، وحصل فيه لبسٌ على الكثير بسبب عدم ضبط هذا الموضوع بضوابط واضحة يتميز من خلالها صحيح الأقوال من باطلها، وقويها من ضعيفها.
وقد سبقت الإشارة إلى شيء منها من خلال ما سبق من وقفات ولكني أفردتها في هذه الوقفة لأهميتها، فإلى هذه القواعد والضوابط:
أولاً:
(الناسخ والمنسوخ إنَّما يكون في الأوامر والنواهي من الكتاب والسنة، وأمَّا الخبر عن الله عزوجل أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فلايجوز النسخ فيه ألبتة بحال؛ لأن المخبر عن الشيء أنه كان أو يكون إذا رجع عن ذلك لم يخل من السهو أو الكذب، وذلك لايُعزى إلى الله ولا إلى رسوله فيما يخبر به عن ربه في دينه.وأمَّا الأمر والنهي فجائز عليهما النسخ للتخفيف، ولما شاء الله من مصالح عباده، وذلك من حكمته لا إله إلاَّ هو) (1) ا هـ.
وهذه القاعدة معلومة، ومتفق عليها عند القائلين بالنسخ، وهي تعتبر شرطاً من شروط النسخ؛ فمن شروط صحة ا لنسخ أن يكون المنسوخ حكماً لا خبراً، إذ الأخبار لايدخلها النسخ كأخبار ما كان وما يكون، وأخبار الجَنَّة والنار، وما ورد من أسماء الله وصفاته (2).
وهذه مجموعة تنبيهات متعلقة بهذه القاعدة:
التنبيه الأول: لايدخل في مفهوم هذه القاعدة الأخبار التي يراد بها الإنشاء، فالخبر الذي ليس محضاً بأن كان في معنى الإنشاء، ودلّ على أمر أو نهي متصلين بأحكام فرعية عملية لا نزاع في جواز نسخه والنسخ به؛ لأن العبرة بالمعنى لا باللفظ.
ومن أمثلة الخبر بمعنى الأمر قوله تعالى: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا} [يوسف: 47] فالمعنى هنا: ازرعوا (3)، وكذلك قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228].
ومن أمثلة الخبر بمعنى النهي قوله سبحانه: {الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور: 3] فما ذكر الله في هذه الآية يمتنع أن يحمل على معنى الخبر وإن كان ذلك حقيقة اللفظ لأنا وجدنا زانياً ينكح غير زانية، وزانية تتزوج غير الزاني، فعلمنا أنه لم يرد مورد الخبر، فثبت أنه أراد الحكم والنهي (4).
ومن أمثلة ما كان لفظه خبراً ومعناه الأمر، وهو منسوخ قوله تعالى: {إِن يَكُن مِّنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} الآية [الأنفال: 65] جاء نسخه في الآية التي بعد هذه وهي قوله تعالى: {الْئنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنْكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} الآية [الأنفال: 66].
فالقول الراجح - وهو قول الجمهور - أن الآية الأولى منسوخة بالآية الثانية مع أن لفظها وظاهرها خبر، إلاَّ أن المراد منه الأمر، كما قرر ذلك شيخ المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله (5) -.
التنبيه الثاني: الأحكام الثابتة المتعلقة بالعقائد وأمهات الأخلاق وأصول العبادات والمعاملات لا نسخ فيها على الرأي السديد الذي عليه جمهور العلماء.
وعليه فإن النسخ إنَّما يكون في الأحكام المتعلقة بفروع العبادات والمعاملات الجزئية.
والفرق بين أصول العبادات والمعاملات وبين فروعها أن فروعها هي ما تعلق بالهيئات والأشكال والأمكنة والأزمنة والعدد، أو هي كمياتها وكيفياتها، وأمَّا أصولها فهي ذوات العبادات والمعاملات بقطع النظر عن الكم والكيف.
ويتصل بهذا أن الأديان الإلهية لاتناسخ بينها فيما ذُكر من الأمور التي يتناولها النسخ؛ بل هي متحدة في العقائد، وأمهات الأخلاق، وأصول العبادات والمعاملات، وفي صدق الأخبار المحضة فيها صدقاً لايقبل النسخ والنقض، ومن أمثلة ذلك من القرآن الكريم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13].
2 - قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183].
3 - قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].
4 - قوله تعالى: { ... وَأَوْصَانِي بِالصَّلَو ةِ وَالزَّكَو ةِ مَا دُمْتُ حَيًّا.وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 31، 32].
5 - قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ ... } إلى آخر الآيات التي جاءت في سورة لقمان عن وصايا لقمان لابنه [لقمان: 13 - 19].
وأمثال أخرى كثيرة في القرآن الكريم (6).
التنبيه الثالث: قد ينسخ لفظ الخبر المحض دون مدلوله، وهذا جائزٌ بإجماع من قالوا بالنسخ، ويكون ذلك بأن تنزل الآية مخبرة عن شئ ثُمَّ تنسخ تلاوتها فقط، ومن ذلك ما صحّ من أخبار، مثل {بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا} و {لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولايملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب}، وغير ذلك من الأمثلة التي جاءت بلفظ الخبر ونسخت تلاوتها (7).
ثانياً: (. لايكون النسخ إلاَّ فيما يتدافع ويتعارض) (8)
وهذه قاعدة مهمة في موضوع النسخ، وهي تعتبر شرطاً من شروط صحة النسخ وذلك أن من شروط صحة النسخ أن يمتنع اجتماع الناسخ والمنسوخ، بأن يكونا متنافيين قد تواردا على محل واحد، يقتضي المنسوخ ثبوته والناسخ رفعه أو العكس (9).
وبعبارة أخرى: يشترط لصحة النسخ تعذر الجمع بين الدليلين، فإن أمكن الجمع فلا نسخ لإمكان العمل بكل منهما (10).
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - في توضيح هذه القاعدة: (ولا سبيل إلى نسخ قرآن بقرآن، أو سنة بسنة، ما وجد إلى استعمال الآيتين أو السنتين سبيل) (11) ا هـ.
ومن الأمثلة التي توضح هذه القاعدة ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - في الجمع بين قوله تعالى: {وَلاَ تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ... } الآية [البقرة: 221] وقوله تعالى في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَـ! ــتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ} [المائدة: 5] حيث قال: (إن إحدى الآيتين ليست بأولى بالاستعمال من الأخرى، ولا سبيل إلى نسخ إحداهما بالأخرى ما كان إلى استعمالهما سبيل، فآية سورة البقرة عند العلماء في الوثنيات والمجوسيات، وآية المائدة في الكتابيات) (12) ا هـ.
ومِمَّا قاله - أيضاً - تأكيداً على هذه القاعدة: (ولاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه) (13) ا هـ.
قال هذا في سياق كلام له في الجمع بين آيتين ادّعى بعض العلماء أن إحداهما ناسخة للأخرى، قال - رحمه الله -: (وأجمع الجمهور منهم أن الخلع والفدية والصلح؛ أن كل ذلك جائزٌ بين الزوجين في قطع العصمة بينهما وأن كل ما أعطته على ذلك حلالٌ له، إذا كان مقدارَ الصداق فما دونه، وكان ذلك من غير إضرار منه بها، ولا إساءة إليها.
إلاَّ بكر بن عبدالله المزني (14)، فإنه شذّ، فقال: لايحل له أن يأخذ منها شيئاً على حالٍ من الأحوال.
وزعم أن قوله عزوجل: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ)} [البقرة: 229] منسوخ بقوله عزوجل: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا} [النساء: 20] إلى قوله: {مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا خلاف السنة الثابتة في أمر رسول الله U ثابت بن قيس بن شماس أن يأخذ من زوجته ما أعطاها، ويخلي سبيلها (15)، ولاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه) ا هـ.
ثُمَّ ذكر أن الآيتين يُمكن الجمع بينهما بأن نجعل قوله عزوجل: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة: 229] محمولاً على رضاهما، ونجعل قوله عزوجل: {فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْـ: ـــًا} [النساء: 20] محمولاً على الأخذ بغير رضاها، وعلى كره منها وإضرار بها، وبهذا الجمع يصح استعمال الآيتين (16).
ثالثاً: (لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له، ولايحتمل التأويل) (17).
ويُمكن التعبير عن هذه القاعدة بعبارة مختصرة، وهي: النسخ لايثبت مع الاحتمال (18).
فلابد في النسخ من دليل يدل عليه، سواء من الآية نفسها، أو بواسطة النقل الصريح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة، أو إجماع الأمة، أو عن طريق وقوع التعارض الحقيقي مع معرفة التاريخ، إذ إن هذا دليل على النسخ، كما أنه في الوقت نفسه من الشروط اللازمة للقول به (19).
(والحاصل أن الناسخ والمنسوخ إنَّما يعرفان بمجرد النقل الدال على ذلك، ولايعرف ذلك بدليل عقلي ولا بقياس) (20).
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (ولايقطع بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بدليل لا معارض له أو إجماع) (21) ا هـ.
قال الشاطبي - رحمه الله -: (الأحكام إذا ثبتت على المكلف فادعاء النسخ فيها لايكون إلاَّ بأمر محقق؛ لأن ثبوتها على المكلف أولاً محقق، فرفعها بعد العلم بثبوتها لايكون إلاَّ بمعلوم محقق) (22) ا هـ.
ومن أمثلة هذه القاعدة ما ذكره ابن عبدالبر - رحمه الله - في سياق كلامه عن خلاف العلماء في حكم الحكم بين أهل الكتاب إذا تحاكموا إلينا، حيث قال: (وقال آخرون: واجب على الحاكم أن يحكم بينهم بما أنزل الله إليه إذا تحاكموا إليه، وزعموا أن قوله عزوجل: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ} [المائدة: 49] ناسخ للتخيير في الحكم بينهم في الآية التي قبل هذه.
وهذا القول مروي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة، وبه قال الزهري وعمر بن عبدالعزيز، والسدي، وإليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه، وهو أحد قولي الشافعي ...
قال أبو عمر: الصحيح في النظر عندي أن لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بما قام به الدليل الذي لا مدفع له، ولايحتمل التأويل، وليس في قوله عزوجل: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ} [المائدة: 49] دليلٌ على أنها ناسخة لقوله عزوجل: {فَإِن جَآءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ} [المائدة: 42] لأنها تحتمل أن يكون معناها: وأن احكم بينهم بما أنزل الله إن حكمت ولاتتبع أهواءهم فتكون الآيتان محكمتين مستعملتين غير متدافعتين.
فقف على هذا الأصل في نسخ القرآن بعضه ببعض؛ لأنه لايصح إلاَّ بإجماع لاتنازع فيه، أو بسنة لا مدفع لها، أو يكون التدافع في الآيتين غير ممكن فيهما استعمالهما ولا استعمال أحدهما إلاَّ بدفع الأخرى فيُعلم أنها ناسخة لها، وبالله التوفيق) (23) ا هـ.
ومن الضوابط التي يعرف بها الناسخ والمنسوخ ما ذكره - رحمه الله - بقوله: (بعمل الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوقف على الناسخ والمنسوخ فافهم) (24) ا هـ.
ومعنى هذا أن عمل الخلفاء الراشدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصل إلى معرفة الناسخ والمنسوخ، وذلك عندما يكون هناك تعارض بين حكمين - مثلاً - دل عليهما دليلان من الكتاب، أو من السنة، ولا سبيل إلى الجمع بينهما إلاَّ بإبطال الآخر ونسخه - فعمل الخلفاء الراشدين بأحد الحكمين مع عدم مخالفة الصحابة لهم يدل على أن الحكم الذي عملوا به ناسخ للآخر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى أمته بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده كما في حديث العرباض بن سارية المعروف (25).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا ردٌّ على من زعم - من المبتدعة ومن وافقهم - أن حكم الرجم منسوخٌ وذلك لأن عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه - قد قرر في خطبة طويلة له أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رجم، وأنهم قد رجموا بعده، فكيف يقال بعد ذلك إن حكم الرجم منسوخ يقيناً (26)؟!!.
الحوشي السفلية
(1) التمهيد 3/ 215.
(2) انظر: الفقه والمتفقه للخطيب البغدادي 1/ 255، 256، وانظر: الأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 46.
(3) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 229.
(4) انظر: أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص 3/ 346.
(5) انظر: تفسير الطبري 10/ 41، وانظر: الأصول من علم الأصول للشيخ ابن عثيمين ص 46، والآيات المنسوخة في القرآن الكريم لعبد الله الشنقيطي ص 99 - 104.
(6) انظر: مناهل العرفان للزرقاني 2/ 228، 230، 231، والأصول من علم الأصول لابن عثيمين ص 46، وانظر: الموافقات للشاطبي 3/ 88.
(7) انظر: كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 2/ 732.
(8) انظر: الاستذكار 1/ 234.
(9) انظر: كتاب معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد الجيزاني ص 258.
(10) انظر: كتاب الأصول من علم الأصول للشيخ محمد العثيمين ص 47.
(11) التمهيد 1/ 307.
(12) الاستذكار 16/ 271.
(13) الاستذكار 17/ 176.
(14) هو: بكر بن عبدالله بن عمرو، الإمام، القدوة، الواعظ، الحجة، أبو عبدالله المُزَنيّ، البصري، أحد الأعلام، يُذكر مع الحسن وابن سيرين، كان ثقة، ثبتاً، كثير الحديث، حجة، فقيهاً، وكان مجاب الدعوة، مات سنة 108 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 4/ 532 - 536.
(15) انظر قصة ثابت بن قيس بن شماس مع امرأته في: موطأ الإمام مالك كتاب الطلاق، باب: ماجاء في الخلع 2/ 442، 443، وصحيح البخاري كتاب الطلاق، باب: الخلع وكيف الطلاق فيه 5/ 2021، 2022.
(16) الاستذكار 17/ 176.
(17) التمهيد 14/ 391، والاستذكار 24/ 15، 16.
(18) انظر: كتاب قواعد التفسير جمعاً ودراسة لخالد بن عثمان السبت 2/ 728.
(19) المرجع السابق 2/ 728.
(20) معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة لمحمد بن حسين الجيزاني ص 258.
(21) الاستذكار 1/ 367.
(22) الموافقات في أصول الشريعة 3/ 79.
(23) الاستذكار 24/ 15، 16 بتصرف واختصار يسير، وانظر: التمهيد 14/ 391، 392.
(24) التمهيد 12/ 278.
(25) حديث العرباض بن سارية أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب: في لزوم السنة 5/ 13 - 15، والترمذي في كتاب العلم، باب: في الأخذ بالسنة واجتناب البدع 5/ 43 وقال: هذا حديث حسن صحيح. انظر: صحيح الجامع الصغير رقم [2549] 1/ 499.
(26) ذكر ذلك صاحب كتاب الرأي الصواب في منسوخ الكتاب الذي سبق الإشارة إليه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Jun 2003, 04:40 م]ـ
ملحوظات
من الفوائد المهمة معرفة مراد السلف بالناسخ والمنسوخ.
والذي تقرر أن مرادهم بالنسخ مطلق ما يرفع من معنى الآية أو حكمها، فهو أعمُّ من اصطلاح المتأخرين.
وما يذكره البعض أحياناً إنما هو في النسخ الكلي الذي يتعلق بالأحكام، وهو جزء من مفهوم النسخ عند السلف، ويمكن القول بأن النسخ في مفهوم السلف ينقسم إلى قسمين:
الأول: النسخ الكلي، وهذا يقع في الأحكام، وهو الذي درج عليه اصطلاح المتأخرين.
الثاني: النسخ الجزئي، وهذا يقع في الأخبار والأحكام، كتخصيص العموم، وتقييد المطلق، وغيرها.
ومن ثمَّ، فالاستشهاد بآثار السلف التي تذكر لفظ النسخ على أن مرادهم به النسخ الكلي ففيه نظر كالأثر الوارد عن علي في مروره بالقاص الذي يقص فقال: أنعرف الناسخ والمنسوخ، إذ اصطلاحهم أعمُّ.
والموضوع في هذه الجزئية ممتع وطويل أكتفي منه بهذه التذكرة.
أسأل الله لي ولكم التوفيق.
ـ[ابو حيان]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:39 م]ـ
قال شيخ الاسلام (مجموع الفتاوى 13\ 29):
فانسخ عندهم اسم لكل ما يرفع دلالة الآية على معنى باطل وان كان ذلك المعنى لم يرد بها وان كان لا يدل عليه ظاهر الآية بل قد لا يفهم منها وقد فهمه منها قوم فيسمون ما رفع ذلك الابهام والافهام نسخا.
ثم قال - وهي قضية مهمة -:
وهذه التسمية لا تؤخذ عن كل واحد منهم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Jun 2003, 07:38 ص]ـ
الأخ الفاضل (أبو حيان)
ما ذكرته عن شيخ الإسلام من دقائق العلم بمصطلحات السلف، ولم أره لغيره رحمه الله، والأمر يحتاج إلى مثال يوضِّح ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله، وقد ذكر رحمه الله مثالاً لذلك، واعتمد على قوله تعالى (فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يُحكم آياته) فما يقع في الأذهان من ظن دلالة الآية على معنى لم يدل عليه هو من إلقاء الشيطان، وما يرفع هذا الفهم هو نسخ عندهم.
ومن الأمثلة التي مثَّل بها، ما فهمه الصحابة من معنى قوله تعالى: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)) فنسخ هذا الفهم بقوله تعالى: ((لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ... )). (ينظر: الفتاوى 13: 30)
فقد فهموا أنه يدخل في المحاسبة ما يدور في النفس، وأنه سيعاقبون عليه (1)، وذلك موطن إجمال زال وبان بالآية الثانية.
فلو جعلته من باب بيان المجمل، فهو نسخ عند السلف، وإن جعلته من باب نسخ ما وقع في الأذهان من معنى، فهو من النسخ عندهم أيضًا، والله أعلم.
وقد قال في تفسير هذه الآية: ((ومن قال من السلف نسخها ما بعدها، فمرادهم بيان معناها والمراد منها، وذلك يسمى نسخًا في لسان السلف، كما يسمون الاستثناء نسخًا)). (دقائق التفسير 1: 250)
.........
يقول شيخ الإسلام: " وقد عرفت بهذا أن الآية لا تقتضي العقاب على خواطر النفوس المجردة، بل إنما تقتضي محاسبة الرب العبد بها، وهي أعم من العقاب، والأعم لا يستلزم الأخص، وبعد محاسبته بها يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء .... " دقائق التفسير 1: 250.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jan 2004, 01:48 م]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله في بعض مسائل النسخ المستنبطة من قول الله تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101)
(المسألة الثالثة: اعلم أن ما يقوله بعض أهل الأصول من المالكية والشافعية وغيرهم: من جواز النسخ بلا بدل، وعزاه غير واحد للجمهور، وعليه درج في المراقي بقوله:
وينسخ الخف بما له ثقل وقد يجيء عاريا من البدل
أنه باطل بلا شك. والعجب ممن قال به العلماء الأجلاء مع كثرتهم، مع أنه مخالف مخالفة صريحة لقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} فلا كلام البتة لأحد بعد كلام الله تعالى: {أَصْدَقُ مِنَ ?للَّهِ قِيلاً}، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ?للَّهِ حَدِيثاً}، {ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ ?للَّهُ} فقد ربط جل وعلا في هذه الآية الكريمة بين النسخ، وبين الإتيان ببدل المنسوخ على سبيل الشرط والجزاء. ومعلوم أن الصدق والكذب في الشرطية يتواردان على الربط. فيلزم أنه كلما وقع النسخ وقع الإتيان بخير من المنسوخ أو مثله كما هو ظاهر.
وما زعمه بعض أهل العلم من أن النسخ وقع في القرآن بلا بدل وذلك في قوله تعالى: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَـ?جَيْتُمُ ?لرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَ?كُمْ صَدَقَةً} فإنه نسخ بقوله: {أَءَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَ?كُمْ صَدَقَـ?تٍ}، ولا بدل لهذا المنسوخ.
فالجواب ـ أن له بدلاً، وهو أن وجوب تقديم الصدقة أمام المناجاة لما نسخ بقي استحباب الصدقة وندبها، بدلاً من الوجوب المنسوخ كما هو ظاهر.)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[13 Jul 2005, 04:11 م]ـ
بارك الله فيك على طرحك العميق للموضوع -كما عودتنا دائما-.
زادك الله بسطة في العلم والجسم, ونفع بك الإسلام والمسلمين ((في مشارق الأرض ومغاربها)) ... امين امين.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Jan 2006, 11:15 م]ـ
عقد ابن القيم رحمه الله فصلاً في كتابه القيم " مفتاح دار السعادة " ذكر فيه سراً بديعا من أسرار الخلق والأمر وهو أن الله لم يخلق شيئاً ولم يأمر بشيء ثم أبطله وأعدمه بالكلية، بل لا بد أن يثبته بوجه ما؛ لأنه إنما خلقه لحكمة له في خلقه ......
ومما جاء فيه - مع اختصار يسير -: (وإذا تأملت الشريعة والخلق رأيت ذلك ظاهراً. وهذا سر قل من تفطن له من الناس؛ فتأمل الأحكام المنسوخة حكماً حكماً كيف تجد المنسوخ لم يبطل بالكلية، بل له بقاء بوجه.
فمن ذلك نسخ القبلة وبقاء بيت المقدس معظماً محترماً تشد إليه الرحال ويقصد بالسفر إليه وحط الأوزار عنده واستقباله مع غيره من الجهات في السفر فلم يبطل تعظيمه واحترامه بالكلية، وإن بطل خصوص استقباله بالصلوات فالقصد إليه ليصلى فيه باق وهو نوع من تعظيمه وتشريفه بالصلاة فيه والتوجه إليه قصداً لفضيلته وشرعه له نسبة من التوجه إليه بالاستقبال بالصلوات فقدم البيت الحرام عليه في الاستقبال لأن مصلحته أعظم وأكمل وبقي قصده وشد الرحال إليه والصلاة فيه منشأ للمصلحة فتمت للأمة المحمدية المصلحتان المتعلقتان بهذين البيتين. وهذا نهاية ما يكون من اللطف وتحصيل المصالح وتكميلها لهم فتأمل هذا الموضع.
ومن ذلك نسخ التخيير في الصوم بتعيينه؛ فإن له بقاءً وبياناً ظاهراً وهو أن الرجل إذا أراد أفطر وتصدق فحصلت له مصلحة الصدقة دون مصلحة الصوم، وإن شاء صام ولم يفد فحصلت له مصلحة الصوم دون الصدقة. فحتم الصوم على المكلف لأن مصلحته أتم وأكمل من مصلحة الفدية وندب إلى الصدقة في شهر رمضان فإذا صام وتصدق حصلت له المصلحتان معاً. وهذا أكمل ما يكون من الصوم وهو الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان أجود ما يكون في رمضان فلم تبطل المصلحة الأولى جملة بل قدم عليها ما هو أكمل منها وجوباً وشرع الجمع بينها وبين الأخرى ندباً واستحباباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك نسخ ثبات الواحد من المسلمين للعشرة من العدو بثباته للاثنين ولم تبطل الحكمة الأولى من كل وجه بل بقي استحبابه وإن زال وجوبه. بل إذا غلب على ظن المسلمين ظفرهم بعدوهم وهو عشرة أمثالهم وجب عليهم الثبات وحرم عليهم الفرار؛ فلم تبطل الحكمة الأولى من كل وجه.
ومن ذلك نسخ وجوب الصدقة بين يدي مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبطل حكمه بالكلية بل نسخ وجوبه وبقي استحبابه والندب إليه وما علم من تنبيه وإشارته وهو أنه إذا استحبت الصدقة بين يدي مناجاة المخلوق فاستحبابها بين يدي مناجاة الله عند الصلوات والدعاء أولى؛ فكان بعض السلف الصالح يتصدق بين يدي الصلاة والدعاء إذا أمكنه ويتأول هذه الأولوية. ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية يفعله ويتحراه ما أمكنه وفاوضته فيه فذكر لي هذا التنبيه والإشارة.
ومن ذلك نسخ الصلوات الخمسين التي فرضها الله على رسوله ليلة الإسراء بخمس فإنها لم تبطل بالكلية بل أثبتت خمسين في الثواب والأجر خمساً في العمل والوجوب. وقد أشار تعالى إلى هذا بعينه حيث يقول على لسان نبيه: "لا يبدل القول لدي هي خمس وهي خمسون في الأجر". فتأمل هذه الحكمة البالغة والنعمة السابغة فإنه لما اقتضت المصلحة أن تكون خمسين تكميلاً للثواب وسوقاً لهم بها إلى أعلى المنازل، واقتضت أيضاً أن تكون خمساً لعجز الأمة وضعفهم وعدم احتمالهم الخمسين جعلها خمساً من وجه وخمسين من وجه جمعاً بين المصالح وتكميلاً لها. ولو لم نطلع من حكمته في شرعه وأمره ولطفه بعباده ومراعاة مصالحهم وتحصيلها لهم على أتم الوجوه إلا على هذه الثلاثة وحدها لكفى بها دليلاً على ما رآها فسبحان من له في كل ما خلق وأمر حكمة بالغة شاهدة له بأنه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه الله الذي لا إله إلا هو رب لعالمين.
ومن ذلك الوصية للوالدين والأقربين؛ فإنها كانت واجبة على من حضره الموت ثم نسخ الله ذلك بآية المواريث وبقيت مشروعة في حق الأقارب الذين لا يرثون. وهل ذلك على سبيل الوجوب أو الاستحباب؟ فيه قولان للسلف والخلف وهما في مذهب أحمد؛ فعلى القول الأول بالاستحباب إذا أوصي للأجانب دونهم صحت الوصية ولا شيء للأقارب وعلى القول بالوجوب فهل لهم أن يبطلوا وصية الأجانب ويختصوا هم بالوصية كما للورثة أن يبطلوا ما زاد على ثلث المال من الوصية ويكون الثلث في حقهم بمنزلة المال كله في حق الورثة؟ على وجهين. وهذا الثاني أقيس وأفقه ..
.
ومنه نسخ الاعتداد بأربعة أشهر وعشر على المشهور من القولين في ذلك فلم تبطل العدة الأولى جملة.
ومن ذلك حبس الزانية في البيت حتى تموت فإنه على أحد القولين لا نسخ فيه لأنه مغياً بالموت أو يجعل الله لهن سبيلاً وقد جعل الله لهن سبيلاً بالحد. وعلى القول الآخر هو منسوخ بالحد وهو عقوبة من جنس عقوبة الحبس فلم تبطل العقوبة عنها بالكلية بل نقلت من عقوبة إلى عقوبة وكانت العقوبة الأولى أصلح في وقتها لأنهم كانوا حديثي عهد بجاهلية وزناً فأمروا بحبس الزانية أولاً ثم لما استوطنت أنفسهم على عقوبتها وخرجوا عن عوائد الجاهلية وركنوا إلى التحريم والعقوبة في وقتها نقلوا إلى ما هو أغلظ من العقوبة الأولى وهو الرجم والجلد فكانت كل عقوبة في وقتها هي المصلحة التي لا يصلحهم سواها ... )
ـ[سيف الدين]ــــــــ[15 Jan 2006, 12:40 ص]ـ
جزاك الله عنا كل خير لبحثك القيم يا ابا مجاهد ... عندي 3 أسئلة أرجو فيها الافاضة ان استطعت, ولك الشكر الجزيل:
1 - ماذا تجيب على من قالوا بالتدرج النصي ورفضوا النسخ؟
2 - خاتمة البحث جاء بالكلام على آية في سورة النساء: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} (15) سورة النساء ... البعض يقول ان هذه الاية تتحدث عن السحاق وليس عن الزنى ويستدل بالاية التي تليها: {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (16) سورة النساء فكلمة {واللذان} في الاية تشير الى اللواط حيث اتت الصيغة بالمذكر, فتناسب ان تكون الاية السابقة تتكلم عن السحاق او عن الفاحشة بشكل عام ... أرجو الافادة على مدى صحة هذا الكلام
3 - حسبما قرأت فاني وقفت على ان سورة النحل هي سورة مكية وقد استدللت بقوله تعالى في سورة النحل: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101) على النسخ ... فهل حصل في القرآن المكي نسخ؟ ام انها محمولة على الاعجاز القرآني في تنبؤه لما سيقول الكفار والمشركون لاحقا؟
وجزاك الله عنا كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jan 2006, 11:55 ص]ـ
أخي سيف الدين وفقك الله
أعتذر عن التأخر في الإجابة عن أسئلتك ...
وعن سؤالك عن آية النساء {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} (15) أفيدك بأنه قد أشار الأخ الدكتور أحمد البريدي إلى شيء متعلق بسؤالك عنها هنا:دراسة مفصلة للمراد بقوله تعالى ": {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُما} ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1864&highlight=%ED%C3%CA%ED%E4+%C7%E1%DD%C7%CD%D4%C9)
وهذا رابط آخر حول هذه الآية: حول آية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2298&highlight=%ED%C3%CA%ED%E4+%C7%E1%DD%C7%CD%D4%C9)
وسيأتي الجواب عن بقية أسئلتك إن شاء الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Nov 2006, 10:16 م]ـ
جزاك الله عنا كل خير لبحثك القيم يا ابا مجاهد ... عندي 3 أسئلة أرجو فيها الافاضة ان استطعت, ولك الشكر الجزيل:
1 - ماذا تجيب على من قالوا بالتدرج النصي ورفضوا النسخ؟
2 - خاتمة البحث جاء بالكلام على آية في سورة النساء: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً} (15) سورة النساء ... البعض يقول ان هذه الاية تتحدث عن السحاق وليس عن الزنى ويستدل بالاية التي تليها: {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا} (16) سورة النساء فكلمة {واللذان} في الاية تشير الى اللواط حيث اتت الصيغة بالمذكر, فتناسب ان تكون الاية السابقة تتكلم عن السحاق او عن الفاحشة بشكل عام ... أرجو الافادة على مدى صحة هذا الكلام
3 - حسبما قرأت فاني وقفت على ان سورة النحل هي سورة مكية وقد استدللت بقوله تعالى في سورة النحل: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101) على النسخ ... فهل حصل في القرآن المكي نسخ؟ ام انها محمولة على الاعجاز القرآني في تنبؤه لما سيقول الكفار والمشركون لاحقا؟
وجزاك الله عنا كل خير
أما السؤال الأول فلا أدري ما مرادك بالقائلين بالتدرج النصي؛ من هم؟ وما مرادهم؟ وهل لقولهم مثال يوضح مرادهم؟.
أما السؤال الثاني؛ فقد سبق التعليق عليه في الروابط المذكورة في الإجابة السابقة.
وأما السؤال الثالث عن قول الله تعالى: في سورة النحل: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101)؛ فلا شك أن لفظ الآية يدل على إنكار الكافرين لتبديل وقع قبل إنكارهم.
ولا فرق بين المكي والمدني في وقوع النسخ.
ومما يدل على وقوع النسخ في القرآن المكي نسخ قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ .. } كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت: فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرًا، ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعًا من بعد فريضة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 Jun 2007, 01:12 ص]ـ
فائدة أخرى للقرطبي رحمه الله:
(من معاني النسخ) إزالة الشيء دون أن يقوم آخر مقامه , كقولهم: نسخت الريح الأثر , ومن هذا المعنى قوله تعالى " فينسخ الله ما يلقي الشيطان " [الحج: 52] أي يزيله فلا يتلى ولا يثبت في المصحف بدله. وزعم أبو عبيد أن هذا النسخ الثاني قد كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم السورة فترفع فلا تتلى ولا تكتب
قلت: ومنه ما روي عن أبي بن كعب وعائشة رضي الله عنهما أن سورة " الأحزاب " كانت تعدل سورة البقرة في الطول , على ما يأتي مبينا هناك إن شاء الله تعالى. ومما يدل على هذا ما ذكره أبو بكر الأنباري حدثنا أبي حدثنا نصر بن داود حدثنا أبو عبيد حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن يونس وعقيل عن ابن شهاب قال: حدثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف في مجلس سعيد بن المسيب أن رجلا قام من الليل ليقرأ سورة من القرآن فلم يقدر على شيء منها , وقام آخر فلم يقدر على شيء منها , فغدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقال أحدهم: قمت الليلة يا رسول الله لأقرأ سورة من القرآن فلم أقدر على شيء منها , فقام الآخر فقال: وأنا والله كذلك يا رسول الله , فقام الآخر فقال: وأنا والله كذلك يا رسول الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنها مما نسخ الله البارحة). وفي إحدى الروايات: وسعيد بن المسيب يسمع ما يحدث به أبو أمامة فلا ينكره.أ. هـ.
وهذ ا إن صح وقوعه من نوع إلى غير بدل، بعكس ما يراه الشنقيطي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jan 2010, 08:45 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد على هذا البحث القيم.
تثار الكثير من الشبهات حول النسخ في الكتابات المعاصرة، جديرة بإعادة النظر للموضوع وبسطه في كتب الثقافة الإسلامية العامة ومناهج الدراسة، حيث إنه من الموضوعات التي يجدر بالمتخصصين بسطها وتقريبها لغيرهم لكثرة الشبهات حولها في المقالات والكتابات والبرامج الفضائية دون وجود ردود كافية.
ـ[سعد الشمري]ــــــــ[30 Nov 2010, 08:53 م]ـ
شكر الله لك على هذه المجالس المباركة(/)
تعريف القراءات
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 May 2003, 04:53 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن تعريف (القراءات) تعريفا يسلم من الانتقادات أمر عسير، للتداخل بين القراءات ذاتها وبين (علم القراءات) كعلم له اصطلاحاته وحدوده، ولأن علم القراءات مشتمل على بعض العلوم كالتجويد، وعلى أبواب ومباحث كثيرة من شتى علوم القرآن وعلوم اللغة العربية، وغيرها
القراءات لغة: جمع قراءة، وهي مصدر الفعل قرأ، وقرأت الشيء أي جمعته وضممت بعضه إلى بعض، قال ابن الأثير: كل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن قرآنا لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض. (1) وقال الرازي: قرأ الكتاب قراءة وقرآنا بالضم، وقرأ الشيء قرآنا بالضم أيضا جمعه وضمه، وقوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) (2) أي قراءته، وفلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلام بمعنى. (3)
وأما تعريف القراءات اصطلاحا فقد عرفها جماعة من الأئمة، ومن أبرز التعريفات ما يلي:
1 - تعريف أبي حيان الأندلسي فقد عرفها بأنها: "علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن " (4)
2 - تعريف بدر الدين الزركشي، قال: " القرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرها " (5)
3 - تعريف ابن الجزري، قال: " علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة " (6)
4 - تعريف عبد الفتاح القاضي، قال: " علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقا واختلافا، مع عزو كل وجه إلى ناقله. " (7)
وخلاصة هذه التعريفات وما قاربها أن علم القراءات علم يشتمل على ما يلي:
1 - كيفية النطق بألفاظ القرآن.
2 - كيفية كتابة ألفاظ القرآن.
3 - مواضع اتفاق نقلة القرآن، ومواضع اختلافهم.
4 - عزو كل كيفية من كيفيات أداء القرآن إلى ناقلها.
5 - تمييز ما صح متواترا أو آحادا مما لم يصح مما روي على أنه قرآن.
ويلاحظ على هذه التعريفات أن بعضها عرف القراءات بنفس تعريف علمي التجويد والرسم، مع أن الصواب هو أن علم القراءات يشتمل على أكثر مباحث علمي التجويد والرسم فهو أعم منهما، وكذلك يلاحظ عليها الخلط بين القرآن بقراءاته وبين القراءات كعلم، ولأجل هذا قصرت بعض التعريفات القراءات على مواضع الاختلاف كتعريف الزركشي، بينما شملت التعريفات الأخرى مواضع الاتفاق ومواضع الاختلاف، ولعل هذا هو الصواب، لأنك عندما تقول قراءة نافع أو قراءة عاصم لا تعني بها المواضع التي خالف فيها غيره فقط، وإنما تعني بها قراءته للقرآن كله ما وافق فيه وما خالف، وكذلك يلاحظ على هذه التعريفات أنها لم تميز بين التقسيمات الاصطلاحية لنقلة القرآن المتعارف عليها بين القراء، فمنهم من يسمى نقله قراءة، ومنهم من يسمى نقله رواية، ومنهم من يسمى نقله طريقا، ومنهم من يسمى نقله وجها. (8)
هذا، وقد أورد فضيلة الدكتور محمد بن عمر بازمول عددامن تعاريف القراءات، وبعض الملاحظات التي مر ذكرها، ثم حاول هو أن يعرف القراءات تعريفا يسلم مما لوحظ على تعريفات السابقين فعرّف علم القراءات بثلاثة تعريفات فقال: " تعريف القراءات كعلم مدون هو:
1 - مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تعالى، في الحذف والإثبات، والتحريك والإسكان، والفصل والوصل، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال من حيث السماع
2 - أو: مجموع المسائل المتعلقة باختلاف الناقلين لكتاب الله تبارك وتعالى من جهة اللغة والإعراب، والحذف والإثبات، والفصل والوصل، من حيث النقل
3 - أو: مجموع المسائل المتعلقة بالنطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله ". (9)
قلت _ وبالله التوفيق _: يلاحظ على التعريفين الأولين اقتصارهما على مواضع الاختلاف، وأن التعريف الأول لم يصن عن الإسهاب فقد فصل بعض أوجه الاختلاف ثم قال: وغير ذلك، فلم يكن لما فصّله داع ٍ، وفي التعريف الثاني حصر أوجه الاختلاف في اللغة والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل، وفي رأيي أن هذا التعريف غير جامع، لأن أوجه الاختلاف لا تنحصر فيما ذكره، فمنها المد والقصر، فإن قيل المد والقصر داخل في اللغة والإعراب، فكذلك الحذف والإثبات والفصل والوصل داخل في اللغة والإعراب، وأما التعريف الثالث فغير مانع من دخول علوم اللغة العربية كالنحو والصرف في تعريف علم القراءات، والتعريف المختار للقراءات من وجهة نظري _ وأطرحه أمامكم للمناقشة طمعا في الفوز بتوجيهكم وتعقباتكم عليه حتى نحاول الوصول إلى أسلم التعريفات _ هو:" علم يبحث في كيفية النطق بألفاظ القرآن وكتابتها ومواضع اتفاق نقلتها ومواضع اختلافهم مع عزو ذلك إلى ناقله وتمييز متواتره من آحاده وصحيحه مما لم يصح مما روي على أنه قرآن". والله أعلم
___________________________________
(1) النهاية في غريب الحديث 4/ 30
(2) القيامة: 17
(3) مختار الصحاح 220
(4) البحر المحيط 1/ 14
(5) البرهان 1/ 318
(6) منجد المقرئين 3
(7) البدور الزاهرة 7
(8) انظر البدور الزاهرة 10
(9) القراءات وأثرها 1/ 112
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2003, 07:55 م]ـ
بسم الله
شكر الله لك هذه المشاركة شيخنا الكريم.
وبهذه المناسبة أقول: إن تحرير المصطلحات من أهم ما ينبغي لطالب العلم العناية به.
وقد كنت أفكر في طرح مصطلحات التفسير وعلوم القرآن والقراءات للمدارسة في هذا الملتقى، وفتح الباب للمشايخ الكرام، والأعضاء الأعزاء لإبداء آرائهم وتعليقاتهم حتى نستطيع الوصول إلى أسلم تعريف أو أقرب تعريف لكل مصطلح من هذه المصطلحات.
وقد اهتم علماء كل فن بتحرير مصطلحات فنهم، وألفوا معاجم في ذلك.
وقد صدر كتاب قبل سنوات من تأليف إبراهيم الجرمي، بعنوان: معجم علوم القرآن - علوم القرآن،التفسير، التجويد، القراءات.
وهو كتاب جيد، فيه طرح جاد، ونقد جريء، وهوبداية لا بأس بها في دراسة مصطلحات علوم القرآن.
وأذكر أن لشيخنا إبراهيم الدوسري اهتمام بتحرير ودراسة مصطلحات علم القراءات، فلعله يذكر ما يهمنا في هذا الملتقى، ولعلك أخي خالد تتواصل معه فهو من أعضاء هذا الملتقى.
وأعتذر عن التعليق على ما ذكرته سابقاً؛ لأن الأمر يحتاج إلى تأمل أكثر، ولعل المتخصصين في القراءات من الأعضاء يكفوننا في هذا الجانب.
وفقنا الله جميعاً لما فيه الخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 11:35 م]ـ
أخي الكريم الشيخ أبا خالد السلمي سلمه الله من النار!
تأملت في التعريف الذي خلصت إليه، وظهر لي وجه ربما يكون له حظ من نظركم الكريم.
إن كان المقصود تحرير المصطلح الصحيح فليخرج علم التجويد وعلم الرسم من تعريف القراءات، وليبق للقراءات تعريف مانع من دخول هذين العلمين فيه على وجه الأصالة. فقد قتلا بحثاً، على جهة الاستقلال، وبهما يبدأ الطالب في تعلم القرآن، قبل القراءات.
وإن كان المقصود صياغة مصطلح يصف ما في كتب القراءات فهذا أمر آخر.
ولأنني أرى أن دخول علم التجويد وعلم الرسم في القراءات ليس أصلاً وإنما هو تتميم لعلم القراءات، فأرى تعريف القراءات بالتعريف التالي:
علم يبحث في مذاهب القراء من حيث الاتفاق والاختلاف، وتمييز أسانيدها مما روي على أنه قرآن، مع معرفة كيفية النطق والكتابة تتميماً.
ولم أذكر لفظ (المتواتر والآحاد ولا الصحيح من غيره) لدخولها تحت (الأسانيد)، ولكون مصطلح التواتر مصطلح خاص بأهل القراءات هنا، فيمكن الإشارة إليه في شرح المقصود بالأسانيد عند شرح التعريف، والتفريق بينه وبين المتواتر عند المحدثين.
وأنتظر تقويمكم وفقكم الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 12:30 ص]ـ
بسم الله
كنت قد تأملت ستة تعريفات لعلم القراءات لكل من: الزركشي، وابن الجزري، والقسطلاني، وطاش كبرى زاده، والدمياطي، والزرقاني رحم الله الجميع، ورأيت - حسب علمي القليل - أن من أجمع التعاريف لعلم القراءات ما ذكره عبد الفتاح قاضي رحمه الله بقوله:علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً مع عزو كل وجه لناقله. من البدور الزاهرة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2004, 08:13 ص]ـ
يرفع طلباً للمزيد من آراء الإخوة الأعضاء حول هذه المسألة
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[05 Nov 2009, 01:19 ص]ـ
للرفع ...(/)
تفسير {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم .. }
ـ[المتفقه]ــــــــ[27 May 2003, 05:13 م]ـ
تفسير الآيات 101 - 103 من سُورَة المَائِدَة
قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُنَزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون [130]}
سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله، السؤال التالي:
ما معنى هذه الآيات من سورة المائدة {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُنَزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون [130]} [سورة المائدة]؟ و ما معنى بحيرة و سائبة و وصيلة و حام؟
فَأَجَاب:
الله سبحانه و تعالى ينهى عن السؤال الذي لا حاجة إليه، و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن كثرة السؤال، و قال" ذروني ما تركتكم فإنما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم" [رواه مسلم]
و في هذه الآيات الكريمة ينهى الله المؤمنين عن أن يسألوا عن أشياء لا حاجة بهم إليها و لا هي مما يعينهم في أمور دينهم و دنياهم، و لو ظهرت لهم هذه الأشياء و كلفوا بها لشقت عليهم و ساءتهم، و هذا نهي من الله من كثرة سؤالهم للرسول صلى الله عليه و سلم في أمور لا تعنيهم و يحتاجون إليها و يكون في السؤال عنها و الإجابة عليها مشقة عليهم و على غيرهم، فإنها إذا وقع السؤال عنها في حال وجود الرسول صلى الله عليه و سلم و نزول الوحي عليه حصلت الإجابة عليها، فكان ذلك سبباً للتكاليف الشاقة، و في ترك السؤال عنها سلامة من ذلك، لأنها مما عفا الله عنه أي تركه و لم يذكره لشيء فلا تبحثوا عنه.
ثم إنه سبحانه بيَّن أن السؤال عن هذه الأشياء التي لا ينبغي السؤال عنها وقعت فيها الأمم السابقة فكانت عاقبة ذلك سيئة في حقهم حيث لم يعملوا بها لما بُيِّنت لهم فَعُوقِبوا بسببها.
و المراد بالآيتين عموماً النهي عن السؤال الذي لا تدعو الحاجة إليه، أما ما دعت الحاجة إليه من أمور الدين و الدنيا فقد شرع الله السؤال عنه بقوله {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون [43]} [النحل] و قد قال الرسول صلى الله عليه و سلم:" ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإن شفَاء العي السُؤال" [رواه أبوداود و حسنه الألباني]
و أما المراد بقوله تعالى {ما جعل اللهُ من بحيرة و لا سائبة و لا وصيلة و لا حام} [المائدة:103]، فهذا الكلام مبتدأ يتضمن الرد على أهل الجاهلية فيما ابتدعوه في بهيمة الأنعام من شريعة الجاهلية حيث جعلوا منها البحيرة و هي تشق أذنها و يمنعون من ركوبها و حلبها و أكل لحمها.
و السَائبة: هي التي تترك، فلا تمنع مرعى و لا ماء و لا تركب و لا تحلب و لا يجز وبرها.
و الوصيلة: هي الناقة أو الشاة إذا نتجت عدداً معيناً من الولد متواصلاً فإنهم يجعلونها للأصنام.
و الحام: الجمل الفحل إذا حمى ظهره من أن يركب كانوا إذا أنتج الفحل عدداً معيناً قالوا: حما ظهره فلم يركبوه، و هذه من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها. و الله عز و جل قال في مطلع هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلاَّ ما يُتلى عليكم} [المائدة:01] فالله جل و علا أحل بهيمة الأنعام أن يؤكل منها، و أن يشرب من ألبانها، و أن نركبها في حدود المشروع إلا ما كان منها ميتة، كما قال تعالى {حُرِّمت عليكم} إلى قوله {و ما أهلَّ لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتهم و ما ذُبح على النصب} [المائدة:03].
[المنتقى من فتاوى الشيخ 5/ 316]
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 May 2003, 07:06 ص]ـ
الأخ الحبيب المتفقه , وفقك الله لكل خير.
أشكرك على حرصك على المشاركة في هذا الملتقى النافع , الذي هو مهوى أفئدة طلبة العلم في علم التفسير وعلوم القرآن.
ولعلك تلاحظ أخي الفاضل نوعية المشاركات التي تُطرح في هذا المنتدى , وهي في نظري - أو ينبغي أن تكون - إما:
- موضوع متخصص في التفسير أو علوم القرآن , على مستوى علمي جيد يناسب أهل الفن.
- سؤال واستيضاح عن كل ما له علاقة بعلم التفسير وعلوم القرآن.
- اقتراحات ونصائح - ولا يستغنى عنها مسلم -.
- تنزيل ملفات مفيدة في هذا العلم في موضعها الخاص.
وما عدا ذلك فهو في الأغلب مكرر ولا زيادة فيه , أقترح الاستغناء عنه بما هو أنفع وأولى في هذا الملتقى الذي نطمح في أن يحافظ على مستواه العلمي المتميز , ولكل مجال أهله , ومن أراد مجرد تفسير الآيات فسيجده في غيرما موقع , ونوفر هذا الموقع للصعاب والمشكلات في هذا العلم.
وأعتذر للإخوة المشرفين عن هذا التطفل , ولكن هذه أمنيتي في هذا الملتقى , الذي لو لم يكن كذلك لما كتبت هذا البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 10:13 ص]ـ
أخي الحبيب المتفقه
أخي الكريم أبا بيان وفقكم الله
أنا أتفق مع أخي أبي بيان في ما ذكر، والوقت لا يتسع للتنبيه على كل الأمور، وقد نبهت تنبيها عاماً في البداية. حيث نريد للملتقى مستوى رفيعاً من الطرح والعلم، وأما تفسير الواضحات فهو قريب، وأمره سهل. وفقكم الله جميعاً. وتعذرني أخي أبا بيان فإن الوقت لا يكفي للتعليق على كل شيء، ولا الزملاء كذلك، فلا تتردد في مثل هذه الإشارات، فالهدف مشترك.(/)
تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير
ـ[المتفقه]ــــــــ[27 May 2003, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب مختصر تفسير ابن جرير
فضيلة نائب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد رعاه الله:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد:
فبناءً على كتابك (رقم 539/ 11) في 11/ 7/1403هـ، المعطوف على كتاب سماحة الرئيس العام (رقم 2271) في 22/ 5/1403هـ؛ راجعت "تفسير ابن جرير الطبري" للقرآن الكريم فوجدته كما يلي:
1 - ليس دقيقًا في التعبير عما فهمه و اختصره من " تفسير ابن جرير"؛ كما في تفسير الرحمة بالرقة في {بسم الله الرحمن الرحيم}، و قد يقتصر على المعنى المطلوب؛ كما في سورة الفاتحة.
2 - لم يستوعب تفسير الكَلِمَات الغريبة، بل اكتفى بتفسير جملة من الكلمات.
3 - قد يخطئ في اختياره:
كقوله في قصة زينب بنت جحش: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأى زينب بنت جحش زوجة زيد، فأعجبته، فأوقع الله في نفس زيد كراهتها، فأراد فراقها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم، فقال صلى الله عليه و سلم له: " أمسك عليك زوجك، و اتق الله "، و هو في ذلك يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها، و يخشى النَّاس لأن يقولوا: أمر رجلاً أن يطلق امرأته، ثم نكحها حين طلقها، {فلما قضى زيد منها وطراً}: حاجة منها، و هي الوطء، {لكيلا}: لئلا. {حرج}: إثم ...
و كقوله في تفسير سورة النَّجم: {ذو مرة}: ذو منظر حسن أو ذو قوة. {فاستوى}؛ أي: ارتفع و اعتدل، و معنى الكلام: فاستوى جبريل و محمد عليهما السلام و هو بالأفق الأعلى.
و كقوله {ثم استوى إلى السماء}: قيل: علا عليها.
4 - وضع الكلمات القرآنية في الهامش على شكل مربع بالرسم الإملائي، و قد حافظ على رسمها العثماني في المصحف.
و على كل حال؛ لا يمتاز في تفسير الكلمَات عن غيره؛ فالجميع فيه مَآخذ.
و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه و سلم
و أرى أن يُكتفى بشراء مصاحف مجردة من التفسير و تُوزع على الفنادق.
كتبه: الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله تعالى ـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 05:51 م]ـ
أخي المتفقه وفقه الله.
أرحب بك في ملتقى أهل التفسير، وأشكرك على مشاركاتك. وأرجو منك العناية بالمشاركات من حيث العمق العلمي، والتحرير، حيث إن هذا الملتقى ملتقى علمي متخصص، وأغلب من يرتاده هم من أهل الاختصاص، فلتكن المشاركات على هذا المستوى. وإلا يكتفى بالأسئلة المشكلة ليجيب عنها المتخصصون في هذا الملتقى.
والأمر الآخر يا أخي الكريم في هذه المشاركة أنك لم توضح من هو الذي قام باختصار تفسير ابن جرير، والذي طلب من الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله كتابة تقرير حوله.
أرجو لك التوفيق، وأرجو منك مزيداً من العناية، وهذا الكلام أقوله لجميع الزملاء الأعضاء وفقهم الله جميعاً.
ـ[المتفقه]ــــــــ[28 May 2003, 03:22 م]ـ
أخي الفاضل عبدالرحمن الشهري وفقه الله
أشكرك على هذا التدخل المفيد و هذا أول الغيث كما يقال؛ و منكم نستفيد.
و ما أوردته من ملاحظات لا أظن أنك جانبت الصواب فيها، فجزاك الله خيرا. و بخصوص المشاركة أعلاه؛ ففي الحقيقة لم أشأ أن أتصرف فيها فأحببت أن أنشرها كما وجدتها في كتاب (اتحاف النبلاء بسير العلماء) للزهراني
كأنها (وثيقة) عسى أن يستفيد منها أهل الاختصاص فنستفيد بدورنا من ملاحظاتهم العلمية المفيدة ـ و هذا أملي عندما سجلت في المنتدى ـ و الله الموفق.
أرجو للجميع التوفيق و السداد
ـ[الحارث]ــــــــ[29 May 2003, 06:15 ص]ـ
حبذا لو كان العزو في أول كل مشاركة لتمام الفائدة. وجزاك الله خيراً.(/)
مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم
ـ[المتفقه]ــــــــ[27 May 2003, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مُلاحظات على تتمة "أضواء البيان" التي كتبها الشيخ عطية سَالِم كتبها العلامة عبدالرزاق عفيفي رحمه الله
1 - كان المتوقع أن تكون تتمة "أضواء البيان" من مُذكرات فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي التي أملاها على طلابه و هو يدرس لهم التفسير بمعهد الرياض العلمي، و أن تُصاغ على منهجه في الأجزاء السبعة الأولى التي كتبها و رتبها بنفسه أيَّام حياته، و لكن لم يتم ذلك، بل جاءت التتمة على خلاف المطلول، و يتبين ذلك لِمن قرأ الصفحات التي تبدأ من 572 و تنتهي بـ591 من الجزء الثامن مثلاً.
2 - الخطأ في جعل حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة؛ كتب له براءة و نجاة من العذاب ... " إلخ، و حديث " من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى؛ كتب به براءتان ... " إلخ حديثا واحدا مرويًّا بروايتين، مع أنها حديثان، بالإضافة إلى قلق في العبارة و ضعف في الأسلوب. انظر (ص 572 من ج8).
3 - اعتماده على غيره من المعاصرين في الحكم بقبول حديث " من صلى في مسجدي أربعين صلاة ... " إلخ، و العمل به دون مناقشة إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم، و لا لزيارته عن المسجد؛ فلا موجب للنزاع (ص583).
4 - تكلف الحكمة في الحث على الأربعين صلاة في المسجد النبوي في ثمانية أيام (ص574).
5 - حكمه بأن الزيارة تتركب من تحية المسجد النبوي، و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و صاحبيْه رضي الله عنهما، و الدعاء لنفسه و للمسلمين بالخير (ص575).
6 - إقحامه زيارة القبر و الدعاء عنده لنفسه و للمسلمين في تفسير آية {و أن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}، دون أن يتكلم بكلمة عن واقع النَّاس عند القبر و ما فيه من بدع شركية، مع أن مقصود الآية بيان التوحيد و ألا يدعى إلا الله، و القضاء على الشرك، رحم الله الشيخ الشنقيطي! لقد مرت به مناسبات في سورة الحج و النور و الحجرات و لم يتكلم فيها بما يثير البدع في المساجد أو غيرها أو يؤيد خرافة من الخرافات، بل تكلم في تفسير سورة الحجرات بما يحفظ للأمة عَقيدتها؛ فبيَّن فيها حق الله و حق العباد، و بيَّن فيها حدود الأدب مع الله و مع رسوله صلى الله عليه و سلم حتى لا يصرف الإنسان حق أحدهما للآخر.
7 - إقحامه الكلام على حديث الرحال في تفسير آية {و أن المساجد لله .. } الآية [الجن:18]، و اعتماده في ذلك على النقل عن الشيخ السبكي و الشيخ ابن حجر كل الاعتماد، دون أن يعطي للطرف المقابل حقه في النقل عنه و الانتصار له بالنقل المماثل التفصيلي عن شيخ الإسلام ابن تيمية و عن الشيخ ابن عبد الهادي من كتابه " الصارم المنكي"، و ذلك مما يشعر بعصبية ممقوتة في المسائل الخلافية و اتجاه مريب.
8 - زعمه أن النِّزاع بين شيخ الإسلام ابن تيمية و مخالفيه في مسألة الرحال شكلي لا حقيقي، و أنه لا وجود له علميًّا (ص582 - 583).
9 - زعمه أن المسجد النبوي ما هو إلا بيته صلى الله عليه و سلم، و أن الزيارة السنية لا تكون إلا من داخل المسجد بعد التحية، و أنه لا انفكاك لشد الرحال إلى المسجد عن زيارة النبي صلى الله عليه و سلم و لا لزيارته عن المسجد؛ فلا موجب للنزاع (ص583).
10 - زعمه أن الخلاف جَاء من تقوُّل النَّاس على ابن تيمية ما لم يقله صراحة؛ فافتروا بذلك خلافًا في موضوع حديثه شد الرحَال، و لو فهموا كلامه على وجهه؛ لم يكن خلاف. (ص586 - 591).
ملاحظات شكلية على ما كتبه الشيخ عبد العزيز الربيعان في نقده لما كتبه الشيخ عطية سالم
1 - ينقصه التنسيق و بسط القول أكثر في رسالة " البحث الأمين في حديث الأربيعين".
2 - فيه الإكثار من ذكر فضيلته و الشيخ حفظه الله و نحو ذلك، و المطلوب التقليل من ذلك.
3 - غلوه في مدح فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ في مدح كتابه بأنه في اعتقاده لا يماثله كتاب في هذا الفن مما سبقه من كتب التفسير، و قد يكون معذورا لعدم معرفته مراجعه و أصوله التي يعتمد عليها في كتابه "أضواء البيان".انظر صفحة الخطبة.
ينبغي أن تطبع الرسالتان مع الجزء التاسع؛ استدراكا لما فات التنبيه عليه في الجزء الثامن، و ألا يُجلَّد الجزء التاسع و لا يُغلَّف حتى تُرسل منه نسخة و تُقرأ، حتى إذا كان هناك مآخذ؛ تدرك، و ينبه عليها قبل التجليد و التوزيع في نفس الجزء.
كتبه الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله تعالى ـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 May 2003, 06:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي المتفقه على هذه المشاركة.
وأرجو التنبه والاستفادة من أدب النقد العلمي، عند مثل هؤلاء العلماء. والذي قد يقسو أحياناً، ولكنه لم يكن يصل إلى حد التجريح، ولا الاتهامات، بل كل منهم يعرف لصاحبه قدره ومكانته.
وقد ذكرني هذا النقد بما كتبه المحقق الكبير السيد أحمد صقر في نقد تحقيق أحمد محمد شاكر رحمه الله لكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة، وبما كتبه كذلك في نقد العلامة محمود شاكر في تحقيقه لطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي.
رحمهم الله جميعاً، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارث]ــــــــ[27 May 2003, 08:20 م]ـ
الأخ المتفقه , جزاك الله خيراً:
ما هو مرجع هذا الكلام بالتفصيل؟
ـ[المتفقه]ــــــــ[28 May 2003, 03:33 م]ـ
الأخ الحارث وفقه الله
الوثيقة أعلاه هي لفضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله،و برجوعك لكتاب الزهراني (إتحاف النبلاء بسير العلماء ـ الجزء الثاني) ستجد مُبتغاك، و أعانك الله.
الأخ عبدالرحمن الشهري نفع الله به
جزاك الله خيراً عَلى مداخلتك المفيدة كما هي عادتك
و قد أجدت بتنيهك لذلك الخلق الكريم الذي عُرف به أولئك العلماء، و ما فعلوا ذلك إلا نصحًا للنَّاس كما هو منتظر من كل صاحب علم نافع.
و النصيحة تعد من أحسن طرق نشر العلم لهذا اعتنى بها أولئك رحمهم الله جميعاً، ونسأل الله التوفيق للسير على منهاجهم في العلم والأدب.
ـ[الحارث]ــــــــ[29 May 2003, 06:11 ص]ـ
هل بالإمكان أن تنقل مرجع الزهراني في كتابه إتحاف النبلاء عن هذا الموضوع , لأني لا أستطيع مراجعة الكتاب في الوقت الراهن , وجزاك الله كل خير.
ـ[المتفقه]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:31 م]ـ
الأخ الحارث،
لقد رجعت إلى كتاب الزهراني فوجدت أنه لم يحل إلى أي مصدر و الظاهر أنه يملك (الوثيقة) الأصلية التي بخط الشيخ.
ـ[الحارث]ــــــــ[01 Jun 2003, 07:50 م]ـ
الظاهر لا يكفي هنا , وإن كان من أوجه إحسان الظن , وعلى كل حال جزاك الله خيراً.
ـ[المتفقه]ــــــــ[02 Jun 2003, 04:19 م]ـ
الأخ الحارث ـ وفقه الله ـ
نعم! ما ألمحت إليه صحيح؛ و متى سنحت الفرصة سأبحث عن الأمر من مصادره الأصلية ـ إن شاء الله ـ
و شكرا الحزم (العلمي) الذي يجب أن يتحلى به كل من يؤلف للنَّاس.
و شكرا(/)
رواية عطاء الخراساني عن ابن عباس في التفسير!
ـ[الغامدي]ــــــــ[28 May 2003, 12:55 ص]ـ
هي منقطعة وروي بها أثار كثيرة لكن هل نص أحد على قبولها وصحتها؟
وهل الواسطة معلومة؟
مع أنها مخرجة في البخاري!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 May 2003, 06:34 ص]ـ
عطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس , بخلاف عطاء بن أبي رباح.
وكلاهما يروي عنهما ابن جريج , وهو ثقة.
وأخرج البخاري لعطاء الخراساني كما ذكرت؛ والبخاري رحمه الله قد يخرج في الموقوفات ما لا يخرج في المرفوعات.
والخراساني لا ينزل عن مرتبة (صدوق) , وأكثر العلماء على توثيقه.
ويبقى النظر في من يروي عن الخراساني. والله أعلم.
هذا جواب عاجل نقلته عن بعض المحدثين وفقه الله , ولا يزال بحاجة إلى بيان أكثر.(/)
تعريف بكتاب (التفسير والمفسرون) للدكتور محمد حسين للذهبي رحمه الله
ـ[القميحي]ــــــــ[28 May 2003, 02:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرفكم بنفسي فأنا مشترك جديد في هذا الموقع المبارك وأسأله سبحانه ان يجعل هذا العمل في ميزان كل من شارك في إنشائه
كنت فقط أريد أن أسأل عن تقويم كتاب التفسير والمفسرون للذهبي.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2003, 06:13 م]ـ
حياكم الله يا أخي الكريم القميحي ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
عنوان الكتاب / التفسير والمفسرون
المؤلف /الدكتور محمد السيد حسين الذهبي رحمه الله. المتوفى سنة 1398هـ مقتولاً، وكان وزيراً للأوقاف في مصر قبل وفاته رحمه الله.
الكتاب يقع في مجلدين في الطبعة التي معي، وفي ثلاثة مجلدات في أكثر طبعاته.
وهو رسالة الدكتوراه التي تقدم بها المؤلف عام 1365هـ (1946م)، لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.
وللمؤلف مؤلفات أخرى هي:
1 - الإسرائليات في التفسير والحديث، وقد انتهى من تأليفه في 19/ 2/1388هـ. ثم أشرف على رسالة الدكتوراه لرمزي نعناعة التي كانت بعنوان (الإسرائيليات وأثرها في التفسير) وذكر الأخ أبو بيان في ملتقى أهل التفسير أنه نُقل إليه أن الطالب قد عول على كتاب الذهبي وهو مشرفه ولم يشر إليه، وقد أخبرني أحد المشايخ بمثل ذلك من قديم فقلت له لعلهم تحاملوا على الطالب! وكيف تنبه المناقشون لذلك ولم يتنبه المشرف؟
فكان يقول هذا ما نقل لي؟ لكن سيأتي تأكيد هذا.
2 - الوحي والقرآن الكريم.
3 - الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم دوافعها ودفعها. وقد انتهى من تأليفه في 4/ 5/1386هـ وهذا الكتاب له قصة طريفة، أذكرها استطراداً.
وهي أن الدكتور رمزي نعناعة الأردني، كان طالباً يدرس الدكتوراه في الأزهر، وقد أشرف عليه الدكتور الذهبي في مرحلة الدكتوراه، وفي تلك الأثناء أعاره كتابه هذا (الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن) وهو لا يزال مخطوطاً. فقام الطالب بنسخه. وذهبت الأيام، وظن الطالب بعد عودته للأردن أن الأمر سيخفى على الناس. فقام بتغيير العنوان لهذا الكتاب، وسماه (بدع التفاسير بين الماضي والحاضر) وهو كتاب صغير الحجم، طبعته وزارة الأوقاف الأردنية. أخذه برمته عدا مقالة واحدة، نسيها سهواً - غفر الله له - ولم يتنبه لذلك حيث قال في المقدمة، أنه بنى كتابه على مقدمة وتسع مقالات. بينما لم يكن هناك إلا ثمان مقالات. لأن الذهبي قد سحب المقالة التاسعة من الكتاب قبل أن يعطيه للطالب، لعدم رضاه عن بحث مسألة في كتابه!
وقد ذكر الذهبي هذه القصة بتفصيل في ختام كتابه الاتجاهات المنحرفة فليرجع إليه من شاء. وهذا يؤكد ما اتهم به الدكتور رمزي نعناعة وفقه الله وغفر لنا وله. وفي هذا عبرة لمن اعتبر.
مميزات كتاب التفسير والمفسرون:
1 - أنه يعد أول دراسة شاملة لمناهج عدد كبير من المفسرين، حيث لم يسبقه أحد في هذا العلم، والفضل للمتقدم كما قال الأول! ولذلك فقد نفدت طبعته الأولى في أسابيع معدودة من طباعته.
2 - أنه درس مناهج كتب عديدة لم تطبع في ذلك الوقت، وقد كان لهذا فائدة كبيرة ولا زال.
3 - أنه قد خرج من تحت عباءة هذا الكتاب عدد كبير من الرسائل العلمية، فقد أفردت بعد ذلك رسائل عديدة لمناهج المفسرين الذين أشار إليهم في كتابه، وبعض تلك الدراسات كانت تحت إشراف الدكتور الذهبي رحمه الله. ومن تلك الدراسات التي تحضرني:
- القرطبي ومنهجه في التفسير للدكتور القصبي محمود زلط، وهو رسالة دكتوراه تقدم بها لجامعة الأزهر قبل عام 1395هـ. واستفاد فيها من كتاب التفسير والمفسرون، مع أنه أشار في مقدمته إلى أن هذا الموضوع لم يسبق إليه، ولعله يشير إلى أنه لم يسبق إليه على جهة الاستقلال.
- الرازي مفسراً للدكتور محسن عبدالحميد العراقي.
- الواحدي ومنهجه في التفسير للدكتور جودة محمد المهدي. 1978م.
- منهج ابن عطية في التفسير للدكتور عبدالوهاب فايد. طبع بمصر سنة 1394هجرية.
- أبو حيان المفسر للدكتور عبدالمنعم الشافعي.
- الإسرائليات وأثرها في كتب التفسير للدكتور الأردني رمزي نعناعة، وهو من أفضل ما كتب في الإسرائليات، وقد كانت هذه الرسالة للدكتوراه تحت إشراف الدكتور الذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وكتب كذلك عن مناهج عدد من الصحابة في التفسير والتابعين ومن بعدهم كذلك. فهذه الرسالة قد فتحت للباحثين آفاقاً كثيرة للبحث، ونفع الله بهذا الكتاب نفعاً عظيماً.
وقد أشار الذهبي - رحمه الله - إلى أن كتابه فيه تركيز شديد فقال: (ولعلي بعد ذلك أن لا أكون قد أسأمت القارئ الكريم من طول دعتني إليه ضرورة البحث، ودفعتني إليه رغبة الاستيفاء والاستقصاء. واعتقادي - رغم هذا الطول - أن في هذا البحث تركيزاً كبيراً، واختصاراً كثيراً، إذ أن كل موضوع من موضوعات هذا الكتاب يصلح لأن يكون كتاباً وحده، وكتاباً موسعاً مسهباً).أ. هـ.
منهجه في الكتاب:
سار المؤلف في رسالته وفق خطة علمية مرتبة على طريقة الرسائل الجامعية، التي استقرت عليها الأعراف الجامعية في الأقسام العلمية. وهي موضحة في الكتاب يمكن الرجوع عليها.
وقد درس المؤلف تاريخ التفسير ونشأته منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى العصر الحديث. وقد تحدث في الجزء الأول عن أمور كثيرة:
- ففي التمهيد تحدث عن:
- معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما.
- الترجمة التفسيرية للقرآن الكريم موا يتعلق بها من مسائل.
الباب الأول من البحث وفيه الحديث عن المرحلة الأولى للتفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
- ثم تحدث عن مصادر التفسير في ذلك العصر، وأشهر المفسرين ومناهجهم في التفسير.
- التفسير في عصر التابعين، وما يتعلق بذلك من مسائل.
- المرحلة الثالثة للتفسير وسماها (عصور التدوين). وقد تحدث في هذا المبحث عن الخطوات التي تدرج فيها تدوين التفسير، وناقشه كثير من العلماء بعد ذلك في هذه المسائل، ولعلنا نناقش ذلك في مشاركات قادمة إن شاء الله.
- تحدث بعد ذلك عن التفسير المأثور عن السلف، وتحدث عن الإسرائيليات بتفصيل، وقد توسع فيها أحد طلابه بعد ذلك كما تقدم.
- تحدث عن مناهج عدد من المفسرين الكبار أصحاب الكتب المصنفة وهم:
1 - ابن جرير الطبري في كتابه جامع البيان.
2 - بحر العلوم للسمرقندي.
3 - الكشف والبيان للثعلبي.
4 - معالم التنزيل للبغوي.
5 - المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي.
6 - تفسير ابن كثير.
7 - الجواهر الحسان للثعالبي.
8 - الدر المنثور للسيوطي.
ثم تحدث في الفصل الثاني عن التفسير بالرأي المحمود. ودرس مناهج أهم كتبه:
1 - مفاتيح الغيب للرازي. وقد درسه الدكتور محسن عبدالحميد بعد ذلك بتفصيل، وأجاد في ذلك.
2 - أنوار التنزيل للبيضاوي.
3 - مدارك التنزيل، وحقائق التأويل للنسفي.
4 - لباب التأويل للخازن.
5 - البحر المحيط لأبي حيان الغرناطي.
6 - غرائب القرآن للنيسابوري.
7 - تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي.
8 - السراج المنير للشربيني.
9 - إرشاد العقل السليم لأبي السعود.
10 - روح المعاني للألوسي.
ثم تحدث بعد ذلك عن تفاسير الرأي المذموم، وتحدث عن تفاسير المعتزلة، ودرس منها:
1 - تنزيه القرآن عن المطاعن للقاضي عبدالجبار المعتزلي.
2 - أمالي الشريف المرتضى المسماة بغرر الفوائد ودرر القلائد.
3 - الكشاف للزمخشري. وختم به الجزء الأول حسب الطبعة التي عندي.
وتحدث في الجزء الثاني عن:
- الشيعة، بكل طوائفهم، ثم خص الرافضة فتحدث عن مناهج ستة من أهم كتبهم في التفسير وهي:
1 - مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار للمولى عبداللطيف الكازراني.
2 - تفسير الحسن العسكري.
3 - مجمع البيان لعلوم القرآن للطبرسي. وأذكر أن شيخنا الأستاذ الدكتور محمود بسيوني قد درس منهج الطبرسي في مرحلة الدكتوراه كما أخبرنا بذلك إن لم أكن واهماً، وكان يقر بالفضل للشيخ الذهبي في دلالته على البحث.
4 - الصافي في تفسير القرآن الكريم لملا محسن الكاشي.
5 - تفسير القرآن للسيد عبدالله العلوي.
6 - بيان السعادة في مقامات العبادة لسلطان محمد الخراساني.
- الإسماعيلية. مع ذكر عدد من كتبهم وتأويلاتهم.
- البابية والبهائية. مع ذكر عدد من كتبهم وتأويلاتهم.
- الزيدية، وقد مثل لتفاسير الزيدية بتفسير الشوكاني رحمه الله (فتح القدير). وهو من أهل السنة والجماعة، وقد انتقد الزيدية ورد عليهم كثيراً، وربما دفع الشيخ محمد الذهبي إلى ذلك كون الشوكاني نشأ في بيئة زيدية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتب الدكتور محمد الغماري كتاباً في منهج الشوكاني في التفسير بعنوان (الإمام الشوكاني مفسراً) وطبعت هذه الرسالة في دار الشروق عام 1401هـ. وقد انتفع بكتاب الذهبي. وناقش الذهبي في كثير من المسائل مما يتعلق بتفسير الشوكاني.
- الخوارج. وقد تحدث عن موقفهم من تفسير القرآن. ثم تحدث عن كتاب (هميان الزاد إلى دار المعاد) لمحمد بن يوسف إطفيش. وهو من مفسري الخوارج، من أهل وادي ميزاب بصحراء الجزائر. وقد توفي سنة 1332هـ.
ثم تحدث في الفصل الخامس عن تفسير الصوفية، وتحدث عن مناهجهم في التفسير وأطال في ذلك. وتحدث عن التفسير الإشاري وأجاد في ذلك وتحدث عن عدد من الكتب هي:
1 - تفسير القرآن العظيم للتستري.
2 - حقائق التفسير لأبي عبدالرحمن السلمي.
3 - عرائس البيان في حقائق القرآن لأبي محمد الشيرازي.
4 - التأويلات النجمية لنجم الدين داية، وعلاء الدولة السمناني.
5 - ثم ختم بالحديث عن ابن عربي ومنهجه في التفسير.
وفي الفصل السادس: تحدث عن الفلاسفة ومنهجهم في التفسير في عشرين صفحة. وذكر ابن سينا ونماذج من تفسيره للقرآن الكريم.
وفي الفصل السابع: تحدث عن تفاسير الفقهاء في ما يقارب الخمسين صفحة. تحدث فيها عن نشأة التفسير الفقهي لآيات الأحكام عند جميع المذاهب الفقهية. ثم تحدث عن ستة كتب من كتب أحكام القرآن، وهي:
1 - أحكام القرآن للجصاص الحنفي.
2 - أحكام القرآن لكيا الهراسي الشافعي.
3 - أحكام القرآن لابن العربي المالكي.
4 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المالكي.
5 - كنز العرفان في فقه القرآن لمقدادي السيوري الرافضي.
6 - الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة ليوسف الثلاثي الزيدي.
وفي الفصل الثامن: تحدث عن التفسير العلمي في ست عشرة ورقة. أشار فيها إلى رأي القدماء فيه، ورأي المعاصرين له كذلك، ثم ذكر اختياره وهو رد التفسير العلمي تأييداً لرأي الشاطبي الذي نصره ورجحه. ويعد الذهبي من أوائل من ناقش هذه المسألة رحمه الله، وأما الآن فقد كتب فيها الكثير ولا يزال ومنهم الأخ مرهف وفقه الله في هذا الملتقى.
ثم ختم كتابه بخاتمة تحدث فيها عن التفسير وألوانه في العصر الحديث. في 128 صفحة.
وقد أجاد في تلك الخاتمة كثيراً، وتعرض فيها لعدد من كتب التفسير هي:
1 - جواهر القرآن لطنطاوي جوهري. وقد انتقد هذا التفسير نقداً شديداً.
2 - كتاب الهداية والعرفان في تفسير القرآن بالقرآن، كنموذج للتفسير الإلحادي للقرآن الكريم، وهذا الكتاب قد أحدث ضجة كبرى في مصر حين صدوره، ومنع من التداول، ولم يطلع عليه الذهبي إلا بصعوبة بالغة.
3 - تحدث عن منهج محمد عبده رحمه الله في التفسير، وناقشه في بعض المسائل.
4 - تحدث عن منهج الشيخ محمد رشيد رضا في التفسير وكيف اتصل بشيخه الشيخ محمد عبده.
5 - تحدث عن منهج الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي في التفسير وختم به الكتاب.
خلاصة الرأي في الكتاب:
يعد الكتاب بحق من الكتب الهامة جداً في المكتبة القرآنية، فقد كان ظهوره حدثاً علمياً كبيراً عند العلماء، اشاد به العديد منهم حينذاك في الصحف والمجلات، وكتب عنه الكثير. والقارئ لهذا الكتاب يعيش في عالم المفسرين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحديث، ينتقل بين مناهجهم وكتبهم وطرائقهم وطرائفهم والمآخذ عليهم.
وقد اعتذر المؤلف رحمه الله في خاتمة كتابه أنه قد اختصر الحديث اختصاراً، وأن الموضوعات التي تعرض لها تستحق أن تبحث بشكل منفصل، لتنال حظها من البحث والنقد والتمحيص، وقد تحقق كثير من ذلك في حياته وبعد وفاته رحمه الله، وغفر لنا وله.
وأنصح إخواني طلاب العلم بالعناية بهذا الكتاب، والنظر إليه بعين الإنصاف، ومراعاة الوقت الذي ألف فيه الكتاب قبل ستين سنة من اليوم، حيث كان أغلب الكتب مخطوطاً، واليوم قد تهيأت كثير من الأمور، وتقدم البحث العلمي ولله الحمد كثيراً.
وفي الختام أشكر الأخ السائل، وأسأل الله للجميع التوفيق، وقد كتبت ما كتبت على عجل، فمعذرة على الخطأ، ولعل المشايخ وفقهم الله يسدون الخلل، ويصححون الزلل. وفق الله الجميع. ولعله يكون للحديث بقية إن شاء الله فقد ضاق الوقت علي وخشيت تأخيرها فخذوها الآن واعذروني.
ـ[عبد الله]ــــــــ[29 May 2003, 12:18 ص]ـ
شكر الله لك شيخنا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأسأل عن رسالة (الواحدي ومنهجه في التفسير للدكتور جودة محمد المهدي. 1978م.) هل طبعت؟ وفي أي جامعة قدمت؟
ولكم من الله الأجر ومنا جزيل الشكر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 01:27 ص]ـ
أخي الكريم عبدالله وفقه الله
كتاب (الواحدي ومنهجه في التفسير) للدكتور جودة محمد محمد المهدي. طبع بمصر سنة 1398هجرية الموافق 1978م. وقد طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية.
وقد كتب الباحثون الذين قاموا بتحقيق كتاب البسيط في التفسير للواحدي عن منهجه في التفسير، وأولهم الدكتور محمد بن صالح بن عبدالله الفوزان وفقه الله عام 1409هـ. وقد توسع في الحديث عن منهج الواحدي، واستفاد كثيراً من كتاب الدكتور جودة المهدي، فهو يشير إليه كثيراً في حواشي دراسته لمنهج الواحدي التي استغرقت 200 صفحة من رسالته، التي كانت تحقيقاً لسورة الفاتحة وأربعاً وسبعين آية من سورة البقرة.
وهذه الرسائل تقدم بها الباحثون إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وللفائدة فإن الدكتور الفوزان قد ناقش الدكتور جودة المهدي في كثير من المسائل، أذكر منها:
- مخالفته له في تخطئة الواحدي عندما انتقد أبا عبدالرحمن السلمي في كتابه حقائق التفسير، واعتبر الفوزان ذلك من مزايا كتاب البسيط للواحدي. لأن السلمي قد انتقده عدد كبير من العلماء.
- مخالفته للدكتور جودة المهدي في اعتباره الواحدي من فرسان علم توجيه القراءات، واحتجاجه بنص من كتاب البسيط. وقال الفوزان بأن الواحدي إنما نقل ذلك من كتاب الحجة لأبي علي الفارسي دون أن يكون له جهد يذكر. ثم انتقد مثل هذا المنهج في دراسة جهود العلماء، ومحاولة إزجاء صفات المديح لهم بدون أدلة حقيقية.
وأما الكلية التي قدمت فيها رسالة (الواحدي ومنهجه في التفسير) فلست أدري، حيث ليس هناك ما يدل على ذلك، وربما تكون في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والله أعلم.
ـ[القميحي]ــــــــ[29 May 2003, 02:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا على ردكم الموجز الكافي
لكن السوال هل لديكم معرفة بأطروحة علمية انقطع لها احد طلاب الدراسات العليا لتقويم الكتاب تقويما اكاديميا على نحو ما حدث مع كتاب مناهل العرفان للشيخ د. خالد السبت
وفقكم الله وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[عبد الله]ــــــــ[29 May 2003, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل على إفادتك.
وإنما سألتك عن تفصيل لهذا الكتاب لأني أفكر في تسجيل موضوع منذ فترة، وقد بدا لي أن أسجل موضوعاً عن الإمام الواحدي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن، فبماذا تنصحني - لا عدمنا نصحك وتوجيهك - وكذلك ننتظر الرأي من أساتذتنا المشرفين وإخواننا المتخصصين بارك الله في الجميع.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 12:36 ص]ـ
أخي الكريم عبد الله وفقك الله
إذا كنت عازماً على تسجيل موضوع للبحث يتعلق بالواحدي؛ فأقترح أن تركز على جزئية معينة، وأرى أن يكون موضوع بحثك:
إما دراسة لا ختياراته وترجيحاته في التفسير
وإما دراسة لاستدراكاته على من سبقه من المفسرين.
وقد جربت دراسة الترجيحات؛ فوجدت أنها من أفضل ما يعين الباحث على تكوين ملكة تفسيرية قوية، غير أن الكتابة فيها من الصعوبة بمكان.
وأحب أن أنبه هنا بهذه المناسبة أن ابن القيم رحمه الله ينقل كثيراً من البسيط للواحدي، ويناقشه كثيراً، ومن قرأ التبيان في أقسام القرآن لابن القيم تبين له هذا الأمر بجلاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2003, 04:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كتبت ما كتبت عن الذهبي وكتابه التفسير والمفسرون كانت تتجاذبني أمور كثيرة حول هذا الكتاب، وحول الذهبي نفسه رحمه الله، ولكن الوقت لم يكن يتسع لقول كل شيء.
فأردت الآن أن أذكر أمراً يتعلق بالكتاب والمؤلف، وهو أنني كنت قرأت قديماً للدكتور الحبيب، والأديب الأريب محمد رجب البيومي وفقه الله وحفظه كلاماً في هذا الأمر، في كتابه (من أعلام العصر)، ثم وسع الحديث حول هذا الموضوع مرة أخرى في الجزء الخامس من كتابه (النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين).
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قام بالترجمة للدكتور محمد حسين الذهبي، وتحدث عن كتابه (التفسير والمفسرون) حديثاً شيقاً، وهو ذو معرفة بالدكتور الذهبي، ومن المعجبين بالدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله، مع أنه لم يلقه إلا ثلاث مرات كما ذكر في ترجمته.
وقد سجل البيومي اللقاءات الثلاثة مع الدكتور الذهبي، وفي ذكرها فائدة.
يقول الدكتور محمد رجب البيومي
اللقاء الأول:
وقد قابلت الدكتور الذهبي ثلاث مرات فحسب! وهي لقاءات علمية لم تخرج عن حد السؤال والجواب، والرد والاعتراض في بساطة يعرفها أصدقاء الرجل، فقد كنت أؤلف كتاباً عن (خطوات التفسير البياني) أعرض فيه جهود البيانيين من المفسرين الذين تناولوا كتاب الله من الناحية البلاغية، وفي مطالعاتي المتكررة عرفت من بعض الكاتبين أن للزمخشري نظيراً في منحاه البياني، هو ابن عطية الأندلسي، صاحب التفسير المسمى (بالمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) فرأيت من مستلزمات البحث أن أقرأ هذا التفسير، وأدرس اتجاهه البياني، وكان لا يزال مخطوطاً، وبه أجزاء متفرقة في دار الكتب المصرية، فحاولت الاطلاع عليها أكثر من مرة، فلم أجد معيناً بالدار، إذ تعللوا بتمحلات لا مبرر لها، فتذكرت أن الأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي كتب عن هذا التفسير في مؤلفه الكبير (التفسير والمفسرون)، وقد خصه بباب منفرد، فعلمت موعد حضوره بالكلية، وذهبت إلى لقائه، وقلت: إني في حاجة إلى معرفة اتجاه ابن عطية في تفسيره القرآني، وقد اتصلت بدار الكتب بدون جدوى، وقرأت ما جاء في كتابكم القيم، فهرعت إلى الاستزادة منك.
فسألني عما أقوم به من تأليف في هذا المجال. فقلت: إني أضع كتاباً أرصد فيه خطوات التفسير البياني على مر العصور، وقد قرأت أن ابن عطية يسهم في هذا المجال بنصيب وافر، وأنه يُقرن بالزمخشري في اتجاهه البياني!
فصمت الرجل قليلاً، وقال: الذي أعرفه من قراءتي لبعض أجزاء التفسير المخطوطة بدار الكتب، أن الناحية البلاغية فيه ضعيفة جداً، وأنه لا يقرن بالزمخشري في هذا المجال.
قد يكون المفسر موضحاً لآيات التشبيه والاستعارة والمجاز في النص القرآني، ولا بد أن يفعل، ولكنه لا يزيد في ذلك عما يذكره النيسابوري، أو الألوسي، أو الفخر الرازي، والذين يقرنونه بالزمخشري في هذا المجال قد ظلموه، فإذا كنت قد خصصت كتابك للتفسير البياني وحده فلن تجد عنده شيئاً ذا بال متميز!.
ورأيت المجال يسمح بالحديث عن كتاب الدكتور عن التفسير والمفسرين بأجزائه الثلاثة الكبار، فقلت: إن أستاذنا قد وضع أول كتاب يؤرخ التفسير القرآني على نحو جديد معاصر، إذ لم يسبقه في هذا المجال قدر اطلاعي المحدود من أبناء العربية كاتب معاصر!
فنظر الأستاذ متفرساً في وجهي، ثم قال: أصدقك الرأي يا أخي أني غير راضٍ عما كتبتُ، فقد كنت أوثر أن أكتب عن عصر واحد من عصور التفسير، لأشبع القول بما يرضي حاجة نفسي، ولكن الرسالة العلمية التي وافق مجلس الكلية على عنوانها قد شملت تفسير القرآن جميعه، فجعلت أسبح في محيط لا أعرف أوله من منتهاه، وكان الجهد شاقاً في قراءة المخطوطات المتآكلة، واستيفاء المصادر البعيدة، مما أوقعني طيلة إعداد الرسالة في تأزم مستمر، وأعتقد أني قمت بالمستطاع فحسب، لا بما يجب أن أقوم به.
وتابع الدكتور الذهبي حديثه قائلاً: لقد علمت أن المستشرق المجري الأستاذ (جولد زيهر) أصدر بالألمانية كتاباً عن تاريخ التفسير، فسعيت حتى عرفت أن نسخة منه بجامعة فؤاد، وهنا أخذت ألح على أساتذتي بالكلية ممن يعرفون الألمانية أن يتكرموا بترجمة الفهرس فقط، لأرى اتجاه المستشرق في التأليف، فقد يفيدني، فاعتذروا عن هذا العمل الهين، ولو وقع في يدي هذا الفهرس لنفعني، إما متابعة أو معارضة، ثم ترجم الكتاب بعد أن أعددت الرسالة، وأقبلت على قراءته، فلم أسترح لكثير مما جاء به، ولو ترجم الكتاب جميعه وأنا أضع الرسالة لتتبعته بالنقد المنصف.
قلت: ولكني أتذكر أنك عددت الجزء الأول من كتاب (جولد زيهر) من مراجعك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: أنت على صواب، فقد ظهر الجزء الأول بعد مناقشة الرسالة، وقبل طبع الكتاب، فجعلته مرجعاً لمن يريد الاستفادة، وحاولت أن أضيف إلى الرسالة فقرات تتعلق به في موضعين أو ثلاثة من الرسالة بعد مناقشتها ثم رأيت أن العمل يتطلب كتاباً مستقلاً، وأذكر أن مترجم الكتاب لأول مرة، وهو الدكتور علي حسن عبدالقادر، ومترجمه للمرة الثانية وهو الدكتور عبدالحليم النجار، وكلاهما من نابغي الأزهر، وقد علقا على الآراء الشاذة بإيجاز، والأمر يتطلب الاستيفاء ... وهكذا دار الحديث.
وأترك اللقاء الثاني لمشاركة أخرى، وأقف مع هذا اللقاء وقفات:
الأولى: معرفة مدى نفع كتاب (التفسير والمفسرون) وقت خروجه للناس، حيث قد تحدث عن مناهج كتب لم تطبع، وحسبك بتفسير ابن عطية دليلاً، مع شهرته. واليوم ولله الحمد قد طبع طبعات كثيرة، أفضلها طبعة وزارة الأوقاف القطرية، وله طبعة في مدينة فاس المغربية.
الثانية: مدى عناية كل من الذهبي والبيومي بالعلم، والتحقق منه، والسعي وراءه، بكل وسيلة ممكنة، وأن ما يعانيه الباحث في وقتنا هذا لا يقارن بما كان يعانيه في ذلك الوقت، فلنا فيهم أسوة حسنة جزاهم الله خيراً.
الثالثة: الحرص على الرجوع للمصادر ولو كانت في عالم المخطوطات، وما أهون كلمة: (لم أجده فيما بين يدي من المصادر!) عندنا اليوم، ولو كان الكتاب في مكتبة عامة قريبة، أو لدى أحد الأصدقاء!
الرابعة: أن لقاء الخبير بالأمر من أنفع ما يكون لطالب العلم، فهذا اللقاء مع الذهبي قد أعطى صورة موجزة عن كتاب بن عطية في جانب البلاغة والبيان، ثبت فيما بعد صدقها. وقديماً قالت العرب: على الخبير وقعت! وخير من ذلك قول الله تعالى: (ولا ينبئك مثل خبير).
حيث قد درس الدكتور عبدالوهاب فايد في كلية أصول الدين في الأزهر، منهج ابن عطية في التفسير بعد ذلك، وتوصل إلى ما ذكره الذهبي رحمه الله، ثم طبع بعد ذلك كتاب المحرر الوجيز، فكان كما قال.
وقد عقد فايد مقارنة بين الزمخشري وبين ابن عطية في جانب المباحث البلاغية والعناية بها، وظهر له أن الزمخشري تفوق في هذه الناحية على كل المفسرين.
الخامسة: درس لطلاب الدراسات العليا والباحثين، وهو أن البحث في الموضوعات المحددة التي يمكن التركيز عليها خلال المدة المقررة للبحث أمر في غاية الأهمية، لأن الوقت المحدد للرسائل العلمية لا يتسع لبعض المشروعات العلمية. ولذلك فإن التركيز على مسألة محددة أدعى للإتيان بما يفيد وينفع.
وللحديث صلة إن شاء الله.
ـ[القميحي]ــــــــ[01 Jun 2003, 01:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم
إنني أفكر الآن أن أكتب دراسة تقويمية للكتاب
فما هو تصوركم لمثل هذه الدراسة، اعلم ان جزءا كبيرا من هذا التقويم قد تناوله الباحثون حينما درسوا مناهج المفسرين التي تحدث عنها الشيخ الذهبي في كتابه وأشبعوها دراسة بعد ان ظهر ان تشعب البحث، وعدم طبع كثير من التفاسير في هذا الوقت المبكر حال دون التفصيل الكافي لمناهج هؤلاء المفسرين ناهيكم عن فقدان الكتاب للمنهجية التحليلة وكان يميل رحمه الله إلى المنهج الوصفي العرضي ولم يسعفه الوقت في تحليل كثير من الظواهر التفسيرية التي برزت خلال حديثه عن تاريخ التفسير
كما لاحظت ان الكتاب لم يفرق بين المنهجية المفسر وبين طريقته وظهر جليا ان المفوهمين متداخلان عند الشيخ وكان ينبغي ان يفرق بين المنهج وبين طريقة المفسر
ثم إن الشيخ قد احدث قولا وسار عليه من بعده بتقليد عجيب دون تدبر وربما اذهلتهم جدة الكتاب وحسن ثناء المعاصرين عليه وكونه جديدا في بابه عن هذه الملاحظة وهو ان التفسير كان في مرحلة من مراحله تفسيرا جامدا لا يساير جديد الحياة.
هذا الرأي هو الذي جرأ من قاموا فيما بعد بعملية تجديد التفسير وإطلاق العنان للعقل فخرج التيار العقلاني
والصحيح ان التفسير في المرحلة التي اشار إليها الدكتور الذهبي على أنها فترة جمود هي فترة تفسير رصين فمن قال إن الكشف عن بلاغة القرآن وحسن نظمه لا يعتبر تفسيرا؟
كما ان الحياة في تلك الفترة التي وصف فيها التفسير بالجمود كان الشرع فيها محكما، والاسلام هو المرجعية العليا للناس اما الوعظ والتذكير فهو متروك للوعاظ والدعاة
الشيخ الفاضل ما رأيكم في الشروع في دراسة تقويمية لبعض آراء الذهبي في مثل تلك القضايا التي من جنسها أيضا تقسيم مناهج التفسير الى اثري وعقلي دون وجود مناهج اخرى؟
أريد رأيكم ودام فضلكم
محبكم
د. عثمان عبد الرحيم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2003, 04:23 م]ـ
وفقكم الله يا أخي الدكتور عثمان عبدالرحيم
ومعذرة على التقدم بين يديكم بالحديث عن الكتاب، ولكن عدم معرفتي بكم وراء الاسم (القميحي) أوقعني في ذلك، ولذلك أرجو منكم أولاً أن تتكرموا بكتابة الاسم كاملاً في التوقيع (الدكتور عثمان عبدالرحيم القميحي) مع كتابة مكان العمل الحالي حتى أتنبه ويتنبه أمثالي من صغار طلاب العلم مستقبلاً.
وأما ما أشرت إليه من نيتك الكتابة حول كتاب (التفسير والمفسرون) للذهبي رحمه الله، فهو عمل جيد ولا شك، مع حاجته إلى التمحيص والتأني، للوقوف عند أفكاره التي ضاق الوقت عليه رحمه الله أن يستوفي البحث فيها، ولذلك فهو كان يرى أنه قد قام بما احتمله الوقت، ولم يقم بما يجب. مع أنه قد شق الطريق لمن جاء بعده، وقديماً قال الأول:
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة **بسعدى شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكتب قبلي، فهيج لي البكا** بكاها، فقلت:الفضل للمتقدمِ
وأنا لست على يقين أنه لم تكن هناك دراسات حول الكتاب في أي جامعة من جامعات العالم الكثيرة، فلعلكم تسألون عن ذلك، ولعل الإخوة في الملتقى يشاركون في الأمر. فإن تبين لك عدم القيام بهذا الأمر من قبل، فأنت أهل لمثل ذلك، أسأل الله لك العون والسداد.
وأكرر اعتذاري مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 09:08 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وكم أنا فخور بالتعرف عليك، وإن شاء الله سأتوكل على الله تعالى وأبدأ في الشروع في كتابة تعليقات على كتاب الشيخ رحمه الله تعالى.
د. عثمان عبد الرحيم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Jun 2003, 01:20 م]ـ
الأخ الفاضل / د عثمان عبد الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد،
فإني قد اطلعت على ما كتبته وما كتبه الإخوة من تعليقات على موضوعكم المقترح، ولقد أجاد ـ كعادته ـ وأتحف مشرف هذا الملتقى الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري، وإني أودُّ أن أشارككم الحديث عن هذا الكتاب القيِّم (التفسير والمفسرون) فأقول:
أولاً: إن هذا الكتاب له مزايا عديدة، من أهمها سعة الجمع.
ثانيًا: إنه صار عمدة لمن جاء بعده، فنهل منه أساتذة الجامعات، واستفاد منه الباحثون، وكان طريقًا لفتح بعض مشاريع الرسائل العلمية.
ثالثًا: ما يتميز به من حسن الترتيب ووضوح العبارة.
ولما كان الكتاب الذي يأتي في بابه أولاً لايخلو من ملحوظات؛ لهذا السبب، فإني أرى أن الكتاب بحاجة إلى تقويم، خصوصًا أن المؤلف اعتذر لنفسه بما في بحثه من طول قد يفقده التحقيق في كل جزئياته، كما ذكره البيومي في مقابلته معه، وهذا الطول كان مدعاة للوقوع في عدم التحقيق في بعض الجزئيات، وإني لأشارك الأخ عبد الرحمن الشهري بهذه المناسبة بأن يكون البحث محدَّد المعالم، متجهًا للكيف لا الكمِّ، ليكون النفع منه أعظم.
وأعود فأقول إن الملحوظات التي سيظهرها الباحث على الذهبي نوعان:
الأول: ملحوظات تغتفر بسبب طول البحث، أو بسبب عدم خروج بعض المؤلفات التي ظهر فيها خلل ما يذكره الذهبي من نتائج في بعض مباحث كتابه.
الثاني: ملحوظات حقيقية جاءة بسبب إرادة الابتكار والتجديد، لكن لم يوفق فيها الذهبي رحمه الله تعالى، وليس العجيب هنا أن لا يوفق فيها الذهبي رحمه الله، لكن العجيب أن تكون هذه الأفكار كالمسلمات العلمية يتناقلها من جاء بعده دون تمحيص، ومن أشهر ما وقع للذهبي من ذلك: حديثه عن مراحل التفسير، فحديثه عنها لا يتوافق البتة مع تاريخ التفسير، وقد نبَّهت على ذلك تنبيها سريعًا في كتابي (التفسير اللغوي للقرآن الكريم) حاشية ص 147.
كما أن في حديثه عن التفسير المأثور جملة من الملحوظات تحتاج إلى تعليق، ولعل الله ييسر من يدرس هذا الكتاب دراسة علمية، والله الموفق.
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:43 م]ـ
الشيخ الفاضل / د. مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد /
فجزاكم الله خيرا على مداخلتكم الغالية وأسأله سبحانه ان يكون ما تبذلون من وقت في ميزان حسناتكم.
غير أنني أرى ان دراسة مناهج المفسرين والتعرف على طرائقهم في التفسير ليست امرا جديدا ولم يحدثها الذهبي فلقد تحدث في المناهج شيخ الإسلام ابن تيمية حينما قوّم عددا من التفاسير وذكر ما فيها من صحيح وباطل بطريقة مختصرة وافية بالمقصود وكذلك تلميذه ابن القيم والسيوطي أيضا وأرى أن من الدقة أن يقال ان دراسة المناهج ارتدت على يدي الشيخ الذهبي ثوبا جديدا من حيث التقسيم والتأريخ والتفريع الذي لا يخلو من نظر.
وكما سبق وان ذكرت لكم أن المنهجية الوصفية غلبت على الشيخ وجعلت كتابه أقرب ما يكون إلى عرض ما جاء في التفاسير التي استطاع الوصول إليها.
وسأبدأ بإذن الله تعالى كتابة ما يوفقني الله إلى كتابته
وجزاكم الله خيرا
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 11:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً .. وأشكر أخي الكريم الدكتور عثمان القميحي والدكتور مساعد الطيار على ما أدليا به.
وتتميماً للحديث، هذا هو اللقاء الثاني الذي جمع الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله، والدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله وبارك فيه.
اللقاء الثاني:
(بعد ظهور كتابي - خطوات التفسير البياني) قابلني أخي الأستاذ الدكتور الحسيني هاشم رحمه الله، وقال لي: إن أستاذنا الدكتور محمد حسين الذهبي يبحث عنك، وقد طلب مني أن أخبرك بضرورة لقائه، فلا تتأخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكنت مشوقاً للقاء الرجل، ولكني أخذت أسائل نفسي عن رغبة الأستاذ وباعثها. فقلت: ربما يكون قد تفضل بقراءة الكتاب، وفيه نقد صادق لبعض آرائه، فأراد أن يناقشني فيما كتبت، وسعيتُ إلى استيعاب ما نقدت به الأستاذ، وفحواه أن المؤلف أفرد فصلاً خاصاً عما سماه (التفسير الإلحادي) يدور حول آراء في التفسير لأستاذين كبيرين من علماء الأزهر، هما الشيخ حامد محيسن شيخ كلية اللغة العربية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبدالمتعال الصعيدي، من كبار علماء الأزهر، وأساتذة كلية اللغة العربية.
وقد بدأ حديثه بقوله: (يمنى الإسلام من زمن بعيد بأناس يكيدون له، ويعملون على هدمه، بكل ما يستطيعون من وسائل الكيد، وطرق الهدم ... مني الإسلام بهذا في أيامه الأولى، ومني بمثيله في أحدث عصوره، فظهر في هذا العصر أشخاص يتأولون القرآن على غير تأويله، ويلوونه إلى ما يوافق شهواتهم، ويقضي حاجات نفوسهم، فأدخلوا في تفسير القرآن آراء سخيفة، ومزاعم منبوذة).
وقد استهولتُ أن يقال هذا الكلام في عالمين كبيرين لهما وزنهما في الدوائر الأزهرية، وإن كتبا ما يخالف التفسير المتعارف، فالأستاذ حامد محيسن قد اشتط في تأويل آيات الرجم بالكواكب، وفي تأويل قصة أيوب اشتطاطاً ظاهر التعسف، والرد عليه لا يكون بجعله بين من يكيدون للإسلام ويعملون على هدمه، والأستاذ الصعيدي قد اشتط حين وقف أمام آيات الأحكام في الزنا والسرقة، فقال الأمر في الفعل ليس للوجوب الدائم، بل يرجع إلى الحاكم، تارة يراه واجباً، وتارة يراه مندوباً ينتقل منه إلى عقاب آخر، هذان العالمان مجتهدان، وقد أضلا طريق الصواب فيما انتحياه فكان الأوفق بالدكتور الذهبي ألا يجعلهما ملحدين، وهذا ما عارضت به الأستاذ الذهبي حين قلت (في ص 328 من كتاب خطوات التفسير البياني):
(وليت شعري إذا جاز لبعض المستشرقين ومن يتعاطون التفسير من غير أبناء الإسلام أن يوصموا بالكيد للإسلام، والعمل على هدمه، شفاء لإحنهم المريضة، أيجوز أن يكون شيخ كلية اللغة العربية، ومدير التفتيش بالأزهر، وعضو جماعة كبار العلماء أحد هؤلاء! والرجل لم يزد على أن اجتهد، أخطأ أم أصاب، لو صح ما قاله الأستاذ الذهبي ما وجد الأستاذ مكاناً جهيراً له في أعرق جامعات الإسلام، بل ما وجد كبرى المجلات الإسلامية توسع له من صفحاتها أفسح مكان، إن فضيلة الأستاذ الذهبي رجل غيور بدون شك، ولكنه اشتط فاندفع، فضاع من يده الزمام).
هذا ما قلته عن الدكتور الذهبي في كتاب طبعه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وتداوله الطلاب والأساتذة، وجاء خبره للأستاذ الذهبي، فقرأ ما سطرته، ولا بد أنه يريد أن يناقشني فيما كتبت، ففكرت فيما يجب أن أقوله إذا دار النقاش حول هذه القضية، وسارعت إلى لقاء الشيخ الكبير، فرأيته ينهض واقفاً حين وقع نظره علي، ويبتسم ماداً يده الكريمة ويقول في مودة: اجلس يا رجب، لقد علمتني، لقد علمتني!
قلت: معاذ الله يا سيدي، فنحن جميعاً تلاميذك.
قال:قرأت كتابك من ألفه إلى يائه، لأنه تحدث عن ناحية في التفسير لم تكن موضع اهتمامي الأول، وحين وصلت إلى ما قلته عن التفسير الإلحادي عرفت أني أخطأت، لقد كنت مندفعاً في عهد الشباب يا أخي، ولكن ألا تعلم أن معنى الإلحاد هو الميل؟ وإذن فقد وصفتُ الرجلين بأنهما مالا ولم يعتدلا.
قلت في عجلة: معنى الإلحاد لغوياً هو الميل، ومعناه اصطلاحاً المروق والكفر.
قال: أعلم هذا، ولكني أردت أن أخفف عن نفسي، فأعترف أن الحق معك! وربت على كتفي في مودة، فكان مجلسه مضرب المثل في صدق الاعتراف، وفي الإقرار بالحق بدون ملاحاة!.). انتهى كلام البيومي.
وفي هذا الموقف فوائد جليلة لطالب العلم:
الأولى: أدب الدكتور محمد البيومي، وذهابه استجابة لرغبة الشيخ الذهبي للقائه، مع إنه قد حصل على الدكتوراه حينها، ولكنه ذهب وكأنه تلميذ صغير يسعى إلى لقاء أستاذه، وهذا من صور التواضع المشكورة، والذي لا يعرف الدكتور محمد رجب البيومي، فليقرأ كتبه، ليرى أنه أشهر، وأقدر على الكتابة من الدكتور الذهبي، ومؤلفاتهما لا تقارن، فللدكتور البيومي أكثر من ثلاثين كتاباً كلها نفيس وثمين، ولكنه الأدب والتواضع.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثانية: حرص الذهبي رحمه الله على العلم، واستغراقه في قراءة الكتاب بعد صدوره مباشرة، وهو في سن متقدمة، وفي هذا درس للكثير منا، الذين لا يحرصون على متابعة الجديد النافع، ويقفون حيث وقفت بهم الدكتوراه وما حولها. وما بعد ذلك فلا متابعة ولا سؤال.
الثالثة: فضيلة الرجوع للحق، وأنها تبقى مذكورة في سجل المآثر والشمائل، وانظر إلى هذا الموقف الذي كان في غرفة منزوية عن الناس، فأظهرها الله لنا حتى نتعظ ونتدبر، وبعض الناس يأبى طبعه وخلقه عليه أن يعترف بالخطأ، ويذهب في الجدال كل مذهب، والحق قريب، والأمر واسع، والرجوع إلى الحق أسلم للصدر، وأدعى للقبول عند الله وعند الناس.
وإنني لأقف مع الطلاب دائماً مع موقفين وأحثهم على التدبر فيهما:
الموقف الأول: موقف الإمام مالك مع السائل الأندلسي، حينما اعتذر له عن بعض الأسئلة وقال: لا أدري!
والموقف الثاني: موقف ذلك الرجل الذي سأله تلاميذه سؤالاً يعلمون أنه لا جواب له، فادعى علمه وأجاب للتو، فسمي بالخنفشاري! نسبة إلى الكلمة التي سألوه عنها، والتي عقد لها بيتاً من الشعر في مجلسه.
وأقول للطلاب: تأملوا في هذين الموقفين، الإمام مالك صدق مع نفسه، ومع السائل، فذكرت تلك الحادثة في الشمائل والفضائل.
والثاني خاف من أن يتهم بالجهل، فتعالم، فأصبح مضرب المثل في الجهل والتعالم!
الرابعة: أن الحق كبير، لا يقلل من شأنه أن يأتي به الصغير في السن أو في القدر أو في العلم، فالذهبي رحمه الله، لم يجادل البيومي، ولم يتمحل الأعذار لنفسه، بل سلم وانتهى الأمر.
الخامسة: أنه ينبغي ذكر مثل هذه الحادثة عند دراسة كتاب الذهبي، حيث قد رجع عن تلك الأوصاف التي أطلقها على هذين العالمين، ولو خالفهما في الرأي الذي ذهبا إليه.
وهذا من فوائد قراءة التراجم والسير للعلماء، حيث تجد فيها كثيراً من مثل تلك المواقف العلمية، والمجادلات والمحاورات النافعة.
رحم الله الذهبي، وجزى الله الدكتور البيومي خيراً. وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jun 2003, 01:43 ص]ـ
هذا هو اللقاء الثالث: والأخير الذي جمع الدكتور محمد رجب البيومي مع الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله أذكره تتميماً للحديث، وطلباً للفائدة.
قال الدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله:
ذهبت إلى مكتب أستاذي الجليل الدكتور كامل الخولي عميد كلية اللغة العربية ذات صباح، فوجدته يجلس مع الدكتور الذهبي متحاورين، فظننت الحديث خاصاً، وهممت بالرجوع، ولكن الرجلين معاً قد صاحا بدعوتي في صوت واحد، فأقبلت لأجد الدكتور الذهبي يقول: أنت تفر مني، لأنك عرفت أني سأعاتبك!
قلت: إن عتاب الدكتور نصح وإرشاد وتوجيه!
فقال الذهبي موجهاً الحديث للدكتور الخولي: إن الدكتور رجب متأثر بما قال أحمد أمين في كعب الأحبار، فقد قرأت له مقالاً ينزل به عن قدره، وكعب في رأيي مسلم صادق، والذين يشككون في إسلامه لا يملكون الدليل، وقد بسطت هذا الموضوع في كتابي عن التفسير، وقرأه رجب، ولكنه لم يقتنع به كما أرى في اتجاهه!
قلت: يا سيدي، إن صاحب المنار السيد محمد رشيد رضا لا الدكتور أحمد أمين وحده قد هاجم كعباً، ووضعه دون موضعه لديك بكثير.
قال: أعرف هذا، ولكنَّ كعباً قد روى عنه ابن عباس، وأبو هريرة، وروى عنه الإمام مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، ولولا ثقة هؤلاء الكبار من الصحابة، والأجلاء من رجال الحديث ورواته ما رووا عنه شيئاً!
والقصة التي تقول إن كعباً اشترك في مؤامرة قتل عمر ابن الخطاب التي انتهت بمصرع الفاروق لا تثبت أمام النقد، إذ كيف يعقل أن يقول كعب لعمر ستموت بعد ثلاثة أيام، ثم يصرع بيد الغدر في الوقت الذي حدده، ولا يتجه الاتهام حينئذ إليه؟ لو صح ذلك لقدم كعب إلى المحاكمة مع أبي لؤلؤة المجوسي والمرزبان ومن اشتركوا في التدبير، ولكن أحداً لم يوجه إليه ملاماً.
أما السيد رشيد فعلى جلالة علمه فهو رجل يؤخذ منه ويرد، وقد كتب الأستاذ الدجوي رحمه الله تفنيداً لما قال السيد رشيد رضا وإن لم يصرح باسمه ... راجع هذه القضية من جديد يا رجب!
فأصغيت دون اعتراض!
وأذكر أن الدكتور الخولي قال للشيخ الذهبي مداعباً تناقشه في تاريخ التفسير وهو مجال تخصصك فيسكت، ولكن لو ناقشته في الأدب والنقد والبلاغة لما سكت!
انتهى المقصود، وقد نقلته رغبة في الاستفادة من رأي الذهبي رحمه الله هذا فيما قيل في كعب الأحبار رضي الله عنه.
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[26 May 2005, 03:06 ص]ـ
هل جاء بعد كتاب الذهبي ما يغني عنه؟
لم أظفر إلى الآن بكتاب يشفي الغليل في دراسة مناهج المفسرين؛ فهل توافقونني.
المناقشات السابقة قيمة، وفيها درر نفيسة من الفوائد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jun 2005, 09:47 ص]ـ
أما من حيث الجمع فلم يأت بعد كتاب الذهبي مثله فيما أعلم، وأما من حيث التدقيق والتحقيق فقد أفردت لكل المفسرين الذين درس مناهجهم كتب خاصة دققت في الدراسة ففاقته من هذا الجانب. وقد خرجت كتب كثيرة مختصرة فيها فوائد واجتهادات لا تنكر، ولعل الله يوفق من يضع كتاباً شاملاً مركزاً يجمع بين الاستقصاء في دراسة مناهج المفسرين الذين طبعت تفاسيرهم ونشرت، أو حققت ولم تطبع كما في تفسير الواحدي والأصبهاني والكوكباني وغيرهم، وبين التحقيق في دراسة مناهجهم اعتماداً على نتائج تلك الدراسات المستقلة. رحم الله الشيخ محمد الذهبي وجزاه خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسرى خلف]ــــــــ[19 Apr 2006, 05:12 م]ـ
والله إن القلب يكاد يطير فرحا وإنشراحا عندما يرى هذا الحوار المفيد النافع لنا نحن طويلبة العلم
فجزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من الوقت والجهد وأتمنى أن نرى دائما هذه النجوم اللامعة مجتمعة تثري المواضيع القيمة التي تطرح في هذا المنتدى
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2006, 05:50 ص]ـ
] بسم الله الرحمن الرحيم
اختصر الدكتور محمد أبوزيد أبوزيد كتاب التفسير والمفسرون للذهبي في مختصر عنون له بـ " مناهج المفسرين".
قال الدكتور أبوزيد في مقدمة مختصره: (فلا شك أن الذهبي رحمه الله قد أجاد وأفاد كثيراً من كتابه: "التفسير والمفسرون"، حتى صار هذا الكتاب مرجعاً في بابه، وكتب الله له القبول فدُّرس في كثير من الجامعات حتى صار مرجعاً هاماً من مراجعها لا يستغني عنه الطالب والباحث.
ومن خلال عملي في التدريس الجامعي، وتخصصي في هذا الباب من العلوم الشرعية كنت أدرس هذا الكتاب لما له من قيمة علمية. ومن خلال تدريسي له كانت لي بعض الملاحظات والآراء فيه؛ إذ لا تخلو أعمال البشر من نقيصة ما، وبالذات في ميدان العلوم والتأليف فيها، إذ أبى الله أن يتم كتاب غير كتابه سبحانه. فقمت بتأليف هذا المختصر الذي يسهل الرجوع لهذا الكتاب مع تقديم خدمات له تجعله أكثر فائدة ..... )
ثم بيّن الدكتور أبو زيد عمله في هذا المختصر فقال:
(- كان اختصاري مركزاً على الاستطرادات والأمثلة الضعيفة في دلالتها، والأحاديث والآثار الأضعف في الصحة من غيرها، وعلى ما يعد الأبعد عن ما يسمى مناهج المفسرين، وهو أقرب إلى تاريخ التفسير أو أصول التفسير وعلوم القرآن. والأهم من هذا حذف ما هو من المآخذ على الكتاب بقدر الإمكان، والتعليق على أكثر ما ذكر في المختصر إن كان يحتاج إلى تعليق.
- قمت بتخريج الأحاديث النبوية والآثار.
- كانت لي بعض التعليقات التي أرتأيتها مناسبة ومتممة للفائدة.
- لم تكن لي أية كتابة – تقريباً – في متن الكتاب؛ فكله باق بعبارة المؤلف نفسه إلا كلمات معدودة جعلتها بين قوسين معكوفين هكذا []، إضافة إلى بعض العناوين والترقيمات والترتيبات المسهلة على قارئ الكتاب قراءته ومذاكرته، وبعض المواضع القليلة التي كان لا بد من اختصارها بعبارتي.
- كثيراً ما يذكر الذهبي موضع الاستدلال من الآية مبتوراً، فقمت بإكمال ما ينبغي إكماله بحيث يتضح المعنى أكثر، بالإضافة إلى تدقيق النص القرآني وتشكيله. ....
- تم تصحيح بعض التراجم التي ذكرها الذهبي.
- تمت إضافة كثير من التراجم فيما لم يذكره الذهبي.
- قمت بإضافة بعض المعلومات التي جدّت حول الكتب حسب استطاعتي؛ فقد يكون الكتاب غير مطبوع في زمن الذهبي فأشير إلى أنه قد طبع.
- قمت بمراجعة الأعلام المذكورة في الكتاب، وتم تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح منها.
- شرحت كثيراً من الألفاظ التي تحتاج إلى شرح.
- جعلت في آخر الكتاب فهرساً للأعلام لتسهل الاستفادة منها.
- صححت ما وقفت عليه من أخطاء مطبعية واضحة – وما أكثرها -.) انتهى باختصار وتصرف يسير.
وقد طبع هذا المختصر في 352 صفحة في اليمن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2006, 06:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا مجاهد على هذه الإضافة، ولعلنا نحصل على هذا الكتاب إن شاء الله. وأحسب هذا الكتاب مما اصطحبته معك من اليمن في زيارتكم الأخيرة لليمن، فالحمد لله على السلامة.
الرياض في 15/ 7/1427هـ
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Aug 2006, 06:43 ص]ـ
من نصائح مشايخي التي لا تنسى ولا يستهان بها:احذر من الكتاب الذي مكتوب عليه "مختصر " أو "تهذيب "فإنك ستقرأ كتاباً منسوباً لغير مؤلفه،وأفكاراً غيرأفكاره،وإن كانت له فقد يكون فيها "خلل" بسبب "التهذيب " و "الاختصار "0
وهذه النصيحة دائماً ما آخذ بها،ووقفت على صدقها في كثير من الكتب،ولهذا أنصح بدوري غير المبتدئين في طلب العلم عدم الاستقلال بالكتب "المهذبة"و "المختصرة " إلا في حالة عدم وجود الأصل الذي "هذبت "أو "اختصرت "منه،وهذه قضية تحتاج لمزيد من الدرس والتوضيح 0
ولا علاقة لكلامي هذا بالكتاب المذكور أو غيره من الكتب،فأنا - والعياذ من هذه الكلمة - لست ممن يصنف الناس وكتبهم،ولكنها فكرة رأيت هذاالمكان مناسباً لعرضها 0
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[05 Jul 2008, 07:54 م]ـ
ما أجمل هذا الموضوع!!
ويا ترى ما هي أخبار الدكتور عثمان عبد الرحيم القميحي مع الكتاب
ولمشرفنا المفضال أقول: جزاك الله خيرا على طرحك الممتع، ويا ترى هل حصلت على تلخيص كتاب الدكتور الذهبي؟
رفعت الموضوع لطرافته وكثرة فوائده
ـ[يسري خضر]ــــــــ[06 Jul 2008, 03:33 ص]ـ
وأما الكلية التي قدمت فيها رسالة (الواحدي ومنهجه في التفسير) فلست أدري، حيث ليس هناك ما يدل على ذلك، وربما تكون في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، والله أعلم
نعم هو ما تفضلتم بذكره سمعت ذلك من الدكتور جوده المهدي حفظه الله و بارك الله فيكم ونفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jul 2008, 04:54 م]ـ
شكر الله للجميع تعقيباتهم النافعة. وقد استفدت من قراءة الموضوع مرة أخرى فالعهد به بعيد قبل أكثر من خمس سنوات تقريباً.
وقد اشتريت بعد ذلك المختصر الذي أشار إليه أخي أبو مجاهد من أحد معارض الكتب في الرياض.
وليت شعري أين ذهب الدكتور عبدالرحيم القميحي فلم أعد أرى مشاركاته معنا في الملتقى بارك الله فيه؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jul 2008, 07:07 م]ـ
وقد بدا لي أن أسجل موضوعاً عن الإمام الواحدي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن، فبماذا تنصحني - لا عدمنا نصحك وتوجيهك - وكذلك ننتظر الرأي من أساتذتنا المشرفين وإخواننا المتخصصين بارك الله في الجميع
الواحدي وجهوده في التفسير رسالة دكتوراه لأستاذنا أد. جوده أبو اليزيد المهدي نائب رئيس جامعة الأزهر بالقاهرة، قدمت لقسم التفسير وعلوم القرآن الكريم بالقاهرة. فتدبر
ـ[طابة]ــــــــ[06 Jan 2009, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً
استفدنا كثيراً ,,, فللرفع رفعكم الله
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jan 2009, 02:29 م]ـ
مدارسة نافعة ممتعة بارك الله فيك يا دكتور عبد الرحمن وفي جميع الإخوة المشاركين ..
ـ[محمد أبو زيد]ــــــــ[03 May 2009, 03:14 م]ـ
الفاضل الدكتور أبو مجاهد العبيدي حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية، فرصة سعيدة أن أوجه لكم هذا الخطاب، ولعله يكون بداية خير وتعاون على البر والتقوى.
أحببت أن أشكرك أخي الفاضل على التعريف بكتابي مناهج المفسرين، فبارك الله فيك وفي علمك، وهذا إنما يدل على سعة علمك ومتابعتك لكل جديد، بارك الله في وقتك وجهدك، ونفع بك.
أخوك(/)
لفظ (القرآن) هل هو مشتق أم لا؟
ـ[الغامدي]ــــــــ[29 May 2003, 03:44 ص]ـ
لفظ (القرآن) هل هو مشتق من قرأ أم لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 11:32 ص]ـ
أخي الكريم الغامدي وفقه الله
العلماء من قديم اختلفوا على قولين في هذه المسألة:
الأول: يرى أن لفظ (القرآن) غير مشتق، وعلى رأسهم الإمام الشافعي رحمه الله.
ولذلك فهو لا يهمز (القرآن)، ويقرأ بقراءة أهل مكة وهي قراءة ابن كثير المكي رحمه الله وهو يقرأ بغير همز. ولذلك كان الشافعي يهمز الفعل (قرأ) ولا يهمز القران. كما نقل عنه البيهقي. لأنه يرى أنه علم غير مهموز.
ويرى أهل هذا الرأي أن القران عَلَمٌ على الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن التوارة علم على الكتاب الذي أنزل على موسى، والإنجيل على عيسى.
الثاني: أنه مشتق، وعلى هذا الجمهور من العلماء من اللغويين وأهل التفسير. لكنهم اختلفوا في المشتق منه على أقوال:
1 - أنه مشتق من (قَرَنَ)، بمعنى ضم، كما تقول قرنت الشيء بالشيء إذا ضممته إليه، وسمي القرآن بذلك لقرنه السور والآيات والحروف فيه. وهذا قول الأشعري.
2 - أنه مشتق من القرائن، جمع قرينة؛ لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً، ويشابه بعضها بعضاً، وهذا قول الفراء اللغوي رحمه الله.
وعلى هذين الرأيين فالقران غير مهموز، ونونه أصلية، لأنه من (قرن). وهذان الرأيان فيهما ضعف.
3 - أنه مشتق من (قرأ) كما سألت يا أخي الكريم، وهذا رأي جمهور كبير من العلماء رحمهم الله. منهم ابن فارس صاحب (مقاييس اللغة)، بل هو يرى أن (قرى) و (قرأ) بمعنى واحد، وهو يدل على جمع واجتماع، ومن ذلك القرية، سميت بذلك لا جتماع الناس فيها، ويقولون: قريت الماء في المقراة، جمعته ... ويقولون: ما قرأت هذه الناقة سلىً كأنه يراد (أنها ما حملت قط ... قال ومنه القرآن، كأنه سمي به لجمعه ما فيه من الأحكام والقصص وغير ذلك. مقاييس اللغة 5/ 78 - 79
ويرى الراغب الأصفهاني في المفردات أن القرآن في الأصل مصدر، مثل الكفران والرجحان، وهو بمعنى القراءة.
ويرى بعض العلماء أن القرآن مشتق من قرأ بمعنى أظهر وألقى، لا بمعنى جمع.
ولذلك يقول الزركشي: وقال بعض المتأخرين: لا يكون القرآن وقرأ بمعنى جمع، لقوله تعالى: (إن علينا جمعه وقرآنه) فغاير بينهما، وإنما مادته (قرأ) بمعنى (أظهر أو بين).
والقارئ: يظهر القرآن ويخرجه. والقرء: الدم، لظهوره وخروجه.
والقرء: الوقت، فإن التوقيت لا يكون إلا بما يظهر.
ومثل هذا القول حكي عن قطرب قال: إنما سمي القرآن لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه، أخذاً من قول العرب: ما قرأت الناقة سلى قط، أي ما رمت بولد، أي ما أسقطت ولداً، أي ما حملت قط.
والقرآن يلفظه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً.
ومما تقدم يظهر أن بعض العلماء يرجح كون لفظ القرآن مشتقاً من قرأ بمعنى جمع.
في حين يرجح البعض الآخر كونه مشتقاً من قرأ بمعنى ألقى وأظهر وتلا.
والذي عليه الأكثر أن مادة (قرأ) في اللغة إنما تفيد الجمع الذي يعقبه إلقاء أو ظهور، كما في قول عمرو بن كلثوم:
هجان اللون لم تقرأ جنينا
وهذا الشاهد الشعري لا يخلو منه كتاب في التفسير!
أي لم تحمل جنينا، ولم تلق، أي لم تجمع رحمها على ملقوح ولم تلد. وراجع كلام الراغب الأصفهاني في معنى القرء تجد تفصيلاً جيداً.
وبناء على ما تقدم تكون القراءة من الجمع الذي يتلوه الإلقاء أو الظهور، أو التلاوة، وذلك لأن التلاوة مرحلة تالية للجمع. سواء كانت هذه القراءة بعد الجمع في الصدر أو في الكتاب.
ولعل هذا هو مراد الأصفهاني بقوله: (والقراءة ضم الحروف بعضها إلى بعض في الترتيل، وليس يقال ذلك لكل جمع.
الخلاصة يا أخي الكريم: أن كلمة (القرآن) من حيث الاشتقاق وعدمه مسألة خلافية، وإن كنت أرى أنها مشتقة من (قرأ) بمعنى جمع وأظهر وتلا معاً. لأن طبيعة القرآن كذلك، فبداية نزوله: (اقرأ باسم ربك الذي خلق). وللأمر بتلاوته وترتيله في أكثر من موضع، ولمساعدة كلام العرب على هذا الاشتقاق. ولكن يبقى في الأمر سعة ولله الحمد.
وأختم بمسألة: وهي أن الشيخ الكريم صبحي الصالح رحمه الله ذهب إلى أن مادة (قرأ) في العربية مأخوذة من أصل آرامي، وأن العرب في الجاهلية لما سمعوا هذه اللفظة استخدموها بمعنى غير معنى التلاوة، فكانوا يقولون: هذه الناقة لم تقرأ سلىً قط. يقصدون أنها لم تحمل ملقوحاً ولم تلد ولدا.
بينما الكلمة عربية أصيلة، لا شبهة فيها إن شاء الله. ولكن تأثر كثير من العلماء الأجلاء ببحوث ودراسات المستشرقين الذي يرون أن اللغات الآرامية والحبشية والفارسية تركت في اللغة العربية آثاراً لا تنكر، لأنها كانت لغات أقوام أهل مدنية بخلاف العرب، هذا هو السبب في القول بهذا القول.
ويمكن مراجعة كلامه في كتابه في علوم القرآن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرض ى، وأرجو أن يكون الجواب وافياً بالغرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Oct 2003, 12:17 ص]ـ
لابن القيم كلام جيد في معنى مادة قرأ، ذكره في زاد المعاد أثناء تفصيله لخلاف السلف في معنى القرء.
قال ما نصه: (وقولكم: إن القرء مشتق من الجمع، وإنما يجمع الحيض في زمن الطهر. عنه ثلاثة أجوبة.
أحدها: أن هذا ممنوع، والذي هو مشتق من الجمع إنما هو من باب الياء من المعتل، من قرى يقري، كقضى يقضي، والقرء من المهموز بنات الهمز، من قرأ يقرأ، كنحر ينحر،
وهما أصلان مختلفان فإنهم يقولون: قريت الماء في الحوض أقريه، أي: جمعته، ومنه سميت القرية، ومنه قرية النمل: للبيت الذي تجتمع فيه، لأنه يقريها، أي: يضمها ويجمعها.
وأما المهموز، فإنه من الظهور والخروج على وجه التوقيت والتحديد، ومنه قراءة القرآن، لأن قارئه يظهره ويخرجه مقداراً محدوداً لا يزيد ولا ينقص، ويدل عليه قوله: " إن علينا جمعه وقرآنه " [القيامة: 17]، ففرق بين الجمع والقرآن. ولو كانا واحداً، لكان تكريراً محضاً، ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: " فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " [القيامة: 18]، فإذا بيناه، فجعل قراءته نفس إظهاره وبيانه، لا كما زعم أبو عبيدة أن القرآن مشتق من الجمع.
ومنه قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط، وما قرأت جنيناً هو من هذا الباب، أي ما ولدته وأخرجته وأظهرته، ومنه: فلان يقرؤك السلام، ويقرأ عليك السلام، هو من الظهور والبيان، ومنه قولهم: قرأت المرأة حيضة أو حيضتين، أي: حاضتهما، لأن الحيض ظهور ما كان كامناً، كظهور الجنين، ومنه: قروء الثريا، وقروء الريح: وهو الوقت الذي يظهر المطر والريح، فإنهما يظهران في وقت مخصوص، وقد ذكر هذا الإشتقاق المصنفون في كتب الإشتقاق، وذكره أبو عمرو وغيره، ولا ريب أن هذا المعنى فى الحيض أظهر منه في الطهر.
ـ[كادح]ــــــــ[26 Oct 2003, 11:53 م]ـ
الشهري والعبيدي ..
جزاكما الله خيرا على الإيضاح ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[27 Oct 2003, 06:04 ص]ـ
من باب الفائدة:
إن القول بأن القرآن غير مشتق هو قول شيخ الشافعي إسماعيل بن قسطنطين، وقد ذكرذلك عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2: 62) الطبعة القديمة، قال الشافعي: (( ... وقرأت على إسماعيل، وكان يقول: القرآن اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولو أُخِذ من قرأت؛ لكان كل ما قرئ قرآنًا، ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل.
يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن (وإذا قرأت القرآن) يهمز قرأت، ولا يهمز القرآن)). انتهى ,
قلت: الصحيح أن لفظ القرآن مشتقٌ، وأنَّ ما استدلَّ به من أنهم لا يهمزون القرآن ويهمزون قرأت، فهذا راجع إلى التسهيل في لغة العرب في لفظ القرآن دون قرأت.
وشبهة هذا القول أن المكيين لا يهمزون القرآن، وعدم الهمز لا يدلُّ على أنَّ هذه الكلمة ليس لها أصلٌ تُشتقُّ منه، ولو أُجريت هذه العلَّة على كلِّ ما قرأه المكيون بتسهيل الهمز لكانت غير مشتقَّه كذلك، ومن الألفاظ التي يسهلها المكيون لفظ (يومنون)، فهل يقال إنها غير مشتقة، فهم يهمزون آمن ولا يهمزون يومنون، وقس على ذلك غيرها.
وكون القرآن اسم للكتاب المنَزل لا خلاف فيه، لكن استدلاله الآخر بأنه لو كان من قرأت لكان كل ما قرئ قرءانًا، غير لازمٍ، لأن ما قرئَ يسمى قرءانًا من جهة اللغة، لكن غلب هذا المصدر على اسم الكتاب المنَزَّل، فصار لا يطلق إلا عليه، وصار علمًا بالغلبة عليه، وهذا كثير في الأسماء الشرعية الواردة من جهة الشرع، حيث يكون الاسم العربي مختصًّا بمصطلحٍ شرعيٍّ بقدر زائد على المعنى اللغوي؛ كمسمَّى الإيمان والزكاة والجهاد وغيرها، والله أعلم.(/)
فرصة لحفظ كتاب الله.
ـ[الظافر]ــــــــ[29 May 2003, 11:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
?فرصة لحفظ كتاب الله?
تقوم الفكرة على أساس حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال فترة محددة مع حرية اختيار:
1 - المكان 2 - الوقت 3 - الجزء
*ملاحظات أولية:-
يجب أن يكون الحفظ من مصحف الحفاظ " كل وجه به خمسة عشر سطرا " للأسباب التالية:
1 - لأنه يبدأ بأول الآية وينتهي بآخر الآية في نفس الوجه مما يساعد على التركيز في الحفظ.
2 - لأن كل20 وجه تساوي جزءا كاملا (عدا جزء عم) وهذا موافق لطريقة الحفظ، والجزء حزبان.
* طريقة الحفظ:-
1 - احفظ في كل يوم وجه واحد فقط ولا تزد على ذلك؛ مع التكرار بعد الحفظ لهذا الوجه (50 مرة) على الأقل.
2 - بعد حفظ خمسة أوجه يكون اليوم السادس للمراجعة،وهكذا حتى نهاية الجزء.
3 - بعد حفظ جزء كامل تخصص أربعة أيام لمراجعة الجزء المحفوظ.
4 - بعد حفظ خمس أجزاء (حسب الطريقة السابقة) تخصص عشر أيام لمراجعة الأجزاء الخمسة المحفوظة.
5 - عند إتمام حفظ عشر أجزاء تخصص خمسة عشر يوما لمراجعة الأجزاء العشر.
6 عند إتمام حفظ خمسة عشر جزء تخصص خمسة وعشرين لمراجعة الأجزاء المحفوظة.
7 عند حفظ عشرين جزء تخصص ثلاثين يوما للمراجعة الشاملة لمراجعة الأجزاء المحفوظة.
8 - عند حفظ خمسة وعشرين جزء تخصص خمسة و ثلاثين يوما للمراجعة الشاملة لمراجعة الأجزاء المحفوظة.
9 - عند إتمام حفظ القرآن كاملا تخصص خمسة و أربعين يوما للمراجعة الشاملة.
10 - بهذه الطريقة تكون قد حفظت القرآن في (1000 يوم).
* بعض الوصايا للحفظ:-
1 - اجعل نيتك خالصة لله تعالى، راجي ثواب الله عز وجل، مع تذكر الفضل العظيم في حفظ القرآن الكريم.
2 - لك حرية اختيار الجزء الذي تريد حفظة، وحرية اختيار الوقت والمكان.
3 - استغل أوقات الفراغ في الحفظ والمراجعة ولا تضيعها،ومن الأوقات التي تستغل أثناء انتظارك لإنجاز معاملة ما، وبعد صلاة الفجر، بين الأذان والإقامة، بعد صلاة الظهر…الخ.
4 - استخدم الورقة والقلم في كتابة الآيات التي ستحفظها.
5 - قم بتصوير الوجه الذي تريد حفظه واجعله معك طوال اليوم لتحفظ منه مع مراعاة عدم دخولك الحمام به.
6 - استخدم الشريط للآيات التي ستحفظها واستمع لها أثناء القيادة أو أثناء استراحتك قبل المنام.
7 - اجعل لك شيخا تقرأ عليه القرآن لتحسن القراءة والتلاوة والتجويد.
8 - اشترك مع عائلتك أو أصدقائك في حفظ الآيات ويفضل وضع مكافأة مادية.
9 - احرص على قراءة ما تحفظه في صلواتك (الفرائض، السنن، التطوع).
10 - اقرأ تفسير الآيات التي ستحفظها ليسهل عليك الحفظ.
11 - ابتعد عن التسويف و ابدأ بعزيمة قوية وهمة عالية في حفظ القرآن.
12 - و أخيرا ابتعد عن الذنوب والمعاصي فإنها سبب رئيسي في عدم الحفظ وكثرة النسيان.
و في الختام أسال الله العلي القدير أن ينفعكم بها وان يعينكم على حفظ كتابه كاملا، و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..(/)
السؤال الأول: من أين أبدأ في تحصيل هذا العلم؟
ـ[مستفيد]ــــــــ[29 May 2003, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي الكرام، كما هو توقيعي ـ في الأسفل ـ أنا هنا لأسأل و أستفيد، و في نيتي أن أرقم أسألتي و أرجو أن يجيب عليها ـ فقط ـ أهل الإختصاص و أصحاب الصنعة و الفن، و لكم مني كل التقدير و الإحترام ـ مسبقاـ.
السؤال الأول:
أريد أن أضع الخطوة الأولى في طريق تحصيل هذا العلم فمن أين تكون البداية؟
و جزاكم الله خيرا.
تلميذكم البار: محب العلم (مستفيد).
ـ[إبراهيم الدوسري]ــــــــ[29 May 2003, 03:17 م]ـ
بحفظ القرآن الكريم على منهج السلف، بحيث لا تتجاوز عشر آيات حتى تعرف معانيها وتحفظها لتعمل بها.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 May 2003, 04:36 م]ـ
بسم الله
تفصيلاً لما أجمله شيخنا الكريم إبراهيم، أنقل هنا كلاماً متعلقاً بما سألت عنه من كتاب أنصح طالب العلم بقراءته وهو كتاب: منطلقات طالب العلم لمحمد حسين يعقوب. قال تحت موضوع: من أين أبدأ، ص353:
(أولاً: القرآن الكريم.
• حفظه.
قال أهل العلم: أول العلم حفظ القرآن. فلابد أن يبدأ طالب العلم بحفظ القرآن الكريم كاملاً، نعم حفظ القرآن فرض كفاية على الجملة، لكنَّا نقول بتعينه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا، فإذا تقاعس هؤلاء فمن يسد الثغرة ويكفَّ عن الأمة؟
1) ومن أقرب الوسائل لذلك إدمان التلاوة، واستغلال الأوقات المباركة كالسحر والبكور، والتزام طبعة واحدة من المصحف لترتسم في مخيلتك صورة تتابع الآيات في الصفحة، ودوام المراجعة في أداء نوافل الصلاة والقيام والسير في الطرقات، وغض البصر فإنَّه من أكثر المعينات لحفظ العلوم كافة.
2) تأدب بآداب حفظ القرآن، واقتنِ في ذلك، " التبيان في آداب حملة القرآن " للإمام النووي ـ رحمه الله ـ
3) استثمر سني الحفظ الذهبية (حتى الثالثة والعشرين من عمرك)، ومن فاتته فلا ييأس، فالموفق من وفقه الله تعالى، واستعن بالله ولا تعجز
تنبيه
من الكتب النافعة في مسألة حفظ القرآن.
القواعد الذهبية في حفظ القرآن الكريم للشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق.
عون الرحمن في حفظ القرآن للشيخ / أبو ذر القلموني.) انتهى كلامه
أقول من الكتب القيمة جداً في هذا الباب، وأنصح كل طالب علم بالرجوع إليه كتاب:
الكلمات الحسان فيما يعين على الحفظ والانتفاع بالقرآن، ويليه برنامج عملي لحفظ القرآن. من إعداد: أبو الحارث محمد بن مصطفى بن أحمد بن شعيب
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 May 2003, 08:39 م]ـ
وإن كنت من أهل مدينة جدة دللت على مسجد الشيخ أبو الحارث. وفقكم الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 May 2003, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم، كتاب عبد الرحمن عبد الخالق أين أجده؟
و الكتاب الأخير أيضا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 12:58 ص]ـ
يمكن الاستفادة من هذا الموقع، وفيه إجابة عن كثير من التساؤلات حول موضوع حفظ القرآن
http://gesah.net/quran/
وكتاب الشيخ عبد الرحمن تجده هنا: http://www.salafi.net/books/hbook12.html
أو هنا
http://www.saaid.net/Quran/1.htm
أو هنا: http://www.quranway.net/Library/bviewer.asp?FileType=1&fId=8
وقد ذكرت عدة مواقع لأنها كلها مفيدة، ويستفاد منها في جواب السؤال، وغير ذلك.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 May 2003, 05:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن من من الله عليه بحفظ القرآن من أين يبدا في تحصيل علم التفسير؟
ـ[همس]ــــــــ[03 Jun 2003, 06:03 م]ـ
من أهم الخطوات في طلب العلم الشرعي تنظيم الوقت وترتيب الأولويات فما يقوم به الفرائض أولى من غيره بعد إقامة العقيدة وقد سألت الشيخ محمد - رحمه الله -عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " ما المقصود بالفقه فقال: المراد بالفقه جميع العلوم الشرعية ولكن أولآها علم التفسير هذا ما أحببت نقله رحمه الله وجمعنا الله به في الفردوس العلى
ـ[ barsoom] ــــــــ[04 Jun 2003, 06:35 ص]ـ
السلام عليكم
رفعت لكم كتاب القواعد الذهبية في حفظ القران للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق - ملف بصيغة وورد مضغوط -, ويمكن تحميله الان
لتحميل الكتاب اضغط هنا ( http://www.barsoomyat.com/mix/zahbyah.rar)
ـ[مستفيد]ــــــــ[04 Jun 2003, 01:41 م]ـ
وفقنا الله للعلم النافع و العمل الصالح(/)
تفسير الشيخ عبدالحميد كشك، ماذا تعرف عنه؟
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[29 May 2003, 06:33 م]ـ
بسم الله والحمد لله
في رحاب القرآن تفسير للشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله. فمن من الأعضاء يفيدنا بنبذة عن هذا التفسير، وكيفية الحصول عليه.
ـ[منير العتيبي]ــــــــ[19 Oct 2003, 01:49 م]ـ
ألا رجل يخبرنا عن هذا التفسير
ـ[محب]ــــــــ[21 Oct 2003, 02:05 ص]ـ
" فى رحاب التفسير " .. تفسير للقرآن للشيخ عبد الحميد كشك.
ليس عندى نسخة كاملة من التفسير، لكن عندى بعض الأجزاء منه، كنت قد اشتريتها وقت أن كان يصدر .. على أجزاء .. انتهت حوالى سنة 1994 م .. سأحاول ـ إن شاء الله ـ أن أتكلم عنه على ضوء القليل الذى عندى.
صدر التفسير من " المكتب المصرى الحديث "
2 شارع شريف ـ عمارة اللواء ـ تليفون: 3934127 القاهرة ..
7 شارع نوبار ـ المنشية ـ تليفون: 4826602 الإسكندرية ..
فاكسيمللى القاهرة: 3475427 (00202)
تلكس: E.N.I 94312
ينتهى تفسير سورة النجم عند صفحة (6043) .. والصفحات من القطع الكبير.
يصدر الشيخ ـ رحمه الله ـ تفسير السورة بمقدمة قصيرة جداً فى سطور قلائل، ينقلها عن صاحب " البصائر " .. مثال ذلك:
تفسير سورة النجم
مقدمة
قال صاحب البصائر: السورة مكية بالاتفاق
عدد آياتها: اثنتان وستون
وكلماتها: ثلاثمائة وستون
وحروفها: ألف وأربعمائة وخمسون
مجموع فواصل آياتها (واهن)
سميت النجم لمفتتحها
يلى ذلك فقرة بعنوان " مقصود السورة "، يحاول فيها الشيخ أن يجمع مقاصد السورة الرئيسية بإيجاز.
وقد يلى ذلك فقرة بعنوان " المتشابهات "، يعرض فيها للآيات المتشابهة فى السورة، سواء مع آيات أخرى فى السورة أو خارجها .. مثال ذلك من سورة النجم: " إن يتبعون إلا الظن " تكررت فى السورة، وقوله: " ما أنزل الله بها من سلطان " تكررت فى غيرها .. وقد يحاول الشيخ غالباً " فك " التشابه بكلمات قلائل، وقد يكتفى بالرصد فقط.
ثم يتكلم عن " مناسبتها لما قبلها "، محدداً وجوه المناسبة بالأرقام، مختصراً كلامه بلا تطويل.
ثم يشرع ـ رحمه الله ـ فى تقسيم السورة إلى " مقاطع "، مشابهاً فى ذلك لصنيع سيد ـ رحمه الله ـ فى الظلال .. وقد يضع عنواناً للمقطع أو الدرس يوضح محتواه.
أما عن صنيعه داخل المقطع أو الدرس من السورة .. فهو يبدأ بفقرة عنوانها " معانى المفردات " .. يسرد فيها الألفاظ الغريبة سرداً سريعاً، مبيناً معانيها بإيجاز غير مخل أبداً.
يتبع ذلك بفقرة عنوانها " المناسبة وإجمالى المعنى "، يبين فيها مناسبة المقطع لما قبله، ويوضح مجمل معناه بعبارات واضحة جلية بلا تطويل.
ثم يتبعها بفقرة عنوانها " التفسير " .. يتكلم فيها ـ بلا اختصار ـ على الآيات.
وهو ـ رحمه الله ـ فى تفسيره يكثر النقل بشدة، لكنه ـ والحق يقال ـ يسوقك من نقل إلى نقل دون أن يتشتت فكرك، أو يضيع تركيزك.
وهو ينقل عن النبى صلى الله عليه وسلم، وغالب هذه الأحاديث، بالإضافة للعزو السريع منه فى المتن، فهى مخرجة فى الهامش تخريجاً جيداً.
كما ينقل عن الصحابة والتابعين بكثرة، لكن غالباً لا يعزو هذه الآثار إلى الكتب المصنفة، بل يكتفى بذكر قائلها، كما أنها غالباً لا تخرج فى الهامش.
كما أنه ـ رحمه الله ـ ينقل عن علماء السلف بكثرة، وإن كان غالباً لا يعزو النقول إلى الكتب المصنفة، لا فى المتن ولا فى الهامش .. غالباً.
ولا تقتصر نقولاته ـ رحمه الله ـ على ذلك، بل تعدت إلى النقل عن العلماء المعاصرين، مثل أبو شهبة، وعبد الله دراز وغيرهم.
وهو ـ رحمه الله ـ فى نقولاته، لا يهتم أبداً بطولها إن طالت، المهم عنده وصول الفكرة، وحصول الفائدة.
ويتعرض ـ رحمه الله ـ كثيراً لمقولات المستشرقين، مفنداً إياها، وراداً عليها بردود بارعة، غالباً ما يستند فيها إلى أقوال علماء الأمة.
وقد يقطع تفسير الآيات، ليعقد مبحثاً، حول مسألة تعرضت لها الآيات: إما لشدة أهميتها ودخولها فى أصل العقيدة، مثل مبحث عن إعجاز القرآن فى سورة الطور، اكتفى فيه بالنقل عن درة مؤلفات عبد الله دراز " النبأ العظيم "، أفرد له صفحات وصفحات .. وإما لطول اللجج فى المسألة وأهمية توضيح رأى أهل السنة فيها، مثل مبحث قصة الغرانيق فى سورة النجم .. وإما لعموم البلوى بالمسألة بين المسلمين، مثل مبحث حكم الغناء فى آخر تفسير سورة النجم .. وإما لغير ذلك من الأغراض الملحة.
أما أسلوب الشيخ نفسه فى كل ذلك، فهو أسلوب سهل سلس، ورغم فائدته الجليلة للمتخصص، إلا أنه أقرب لفهم المسلم غير المتخصص، لا يتركه وحيداً وسط كل النقولات التى يأتيه بها، بل يهتم به بالدرجة الأولى قبل غيره، يلخص له ما طال، ويشرح له ما غمض عليه، ويلفته إلى جوانب الإعجاز، ويأخذ بيده فى العمل بالقرآن.
هذا ما عندى حول تفسير الشيخ كشك رحمه الله! ..
ولم أكن أنوى سوق ذلك، أولاً: لأن ما عندى مجرد أجزاء معدودات من التفسير، وثانياً: لأنى لست من أهل العلم وإن كنت أحاول التعلم ..
لكنها الضرورة دفعتنى لسوق ذلك على استحياء!
وجزاكم الله خيراً!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد أحمد يحيى]ــــــــ[24 Sep 2004, 07:32 ص]ـ
الأخوة الأعزاء / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شرفني الله تبارك وتعالى بالعمل على طبع ونشر كتاب "في رحاب التفسير" للشيخ عبد الحميد كشك والذي استغرق اعداده وتجهيزه وصفه ومراجعته من الأزهر الشريف أكثر من 15 سنة متواصلة، فمنذ أن تم منع الشيخ رحمة الله عليه من الخطابة في عام 1981 ميلادية وتم اعتقاله بقرارات من الرئيس السادات أثر أحداث هزت مصر وانتهت باغتيال الرئيس السادات في أكتوبر 1981 رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم ومنذ ذلك الحين وتم منع الشيخ من المنابر والمساجد ولقاء أحبائه فكانت الضارة النافعة، فبدد ظلمات لياليه بتفسير القرآن وأخذ يملي على تلامذته المقربين تفسير القرآن والذى أنعم الله عليه باتمامه واكتمال نشره في عام 1996 وقد صدر في 8260 صفحة من المقاس 20× 28 سم ويقع في 9 مجلدات
ويمكن الحصول عليه من الناشر: المكتب المصري الحديث القاهرة 2 شارع شريف هاتف 3934127كما يمكن زيارة موقع الناشر almaktabalmasry.com
كما يمكن تسجيل بياناتكم وطلب شراء من خلال الموقع وارسال شيك بالقيمة ويصلكم التفسير في أي مكان كنتم.
مهندس / ماجد أحمد يحيى
مدير المكتب المصري الحديث
ـ[الراية]ــــــــ[24 Sep 2004, 09:35 ص]ـ
شكرا للجميع لنشر تراث العالم الجليل عبد الحميد كشك - رحمه الله ونور ضريحه -
ومن باب المشاركة
فهذه صوتيات للشيخ رحمه الله حول تفسير القران
مع سورة القمر
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=26711
فضل سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=21303
نظرة في سورة طه
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=13697
تفسير سورة الحاقة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5288
في ظلال القصص القرآني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5181
سورة المجادلة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=5098
تفسير سورة القلم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4931
بقية الدروس والخطب على هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=39
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 Oct 2004, 09:53 م]ـ
السلام عليكم،،
و كم هو ثمن التفسير بمجلداته التسع يا سيادة المهندس؟
ـ[ابواحمد]ــــــــ[19 Oct 2004, 04:41 م]ـ
هذا كلام العلامة الالباني في تفسير الشعراوي وعبد الحميد كشك
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 Oct 2004, 07:21 م]ـ
و لكن هذا لا يمنع الاطلاع على تفاسيرهم و الاستفادة منها كما نستفيد من تفاسير القرطبي و الرازي و الزمخشري و البيضاوي و النسفي و أبي السعود و الجلالين ... و لكن العامي من الناس يستحسن أن يطالع ما فيه سلامة عقيدته.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[19 Oct 2004, 08:59 م]ـ
بارك الله فيك يا د. هشام
ـ[ابراهيم على محمد]ــــــــ[11 Aug 2005, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته رد على الاخ ابو احمد (كلام الشيخ الالبانى رحمه الله) فاذا قراءت اخى فى هذا التفسير سوف تجد ان الالبانى رحمه الله مخطأ فى دعواة على عدم صحه عقيده الشيخ كشك رحمه الله
واليك ما ذكره الشيخ فى تفسيرة فمثلا عند ايه الاستواء ذكر رحمه الله قول الامام مالك وفى موضع اخر قال الاستواء معلوم اى فى اللغه والكيف مجهول وفى ايه المجىء قال رحمه الله بلا كيف و لا تمثيل وهكذا مرر رحمه الله الايات الاخرى وفى سورة ال عمران عندما تكلم عن اختلاف الاقوال بين السلف و الخلف كان رحمه الله منصف فقال راى السلف اصلح والخلف احكم وقرر هو رحمه الله مذهب السلف ولم يكن كغيرة من اهل العلم الذين اتهموهم بالبدعه والضلال فبدل من الانسياق اطلع عليه لتعرف الحقيقه ولان اكون مبالغ اخى ان قلت انك وغيرك لت تجد تفسير لا فى القديم و الحديث بروعه وشموله
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه. ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.
وبعد أيها الأخوة الكرام ..
فأثناء مروري بأحد المنتديات وجدت لأحد أصحاب الأفكار القرمطية كلاماً حول الشيخ عبد الحميد كشك يصفه بـ (مولانا) وأنه كلمه وحادثه ووو إلخ التمسح، فخشيت أن يظن أحد من القراء أن الشيخ كشك رحمه الله على عقيدة هذا المبتدع هداه الله إلى الصراط المستقيم. . فكتبت هذا الموضوع المختصر إيضاحاً مني لمخالفات الشيخ كشك للأفكار القرمطية.!!
1 - يقول الشيخ كشك رحمه الله في معنى "الرحمن الرحيم": ((والراجح ما ذهب إليه ابن القيم وهو أن الوصف الأول دال على الرحمة الثابته له سبحانه والثاني يدل على تجدد الأفعال المتعلقة بهذه الصفة)) في ظلال الإيمان ص25 طبعة مكتبة التراث الإسلامي.
التعليق: تجدد الأفعال المتعلقة بهذه الصفة الثابته له يسميه المبتدعة! حلول الحوادث! ويكفر صاحب الأفكار القرمطية من قال بهذا!!؟ فتأملوا!
2 - تحت باب "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم" قال: (( .. فهذا كتاب تناولت فيه القاعدة الأساسية في الإسلام وهي أن القرآن هو الأساس في العصمة من الزلل وهو المنجي إذا احتدمت الفتن وهو المنقذ من الضلال والهادي إلى النور إذا ادلهمت الخطوب.
تناولت فيه الآيات الدالة على توحيد الأسماء والصفات كما تناولت إخلاص العبادة بأنواعها .. )) ص66
ثم قسم الشيخ أنواع العبادات إلى عبادات قلبية: وهي ما ترجع إلى عمل القلب مثل الخوف والحب والإخلاص والتوكل وغيرها… وعبادات قولية: وهي ما يتعلق باللسان وهي كثيرة جداً وعبادات بدنية: وهي ما يتعلق بالجوارح وهي أيضاً كثيرة ومعلومة فأفضلها الصلاة وعبادات مالية: وهي التي تعبد الله عباده بها في أموالهم من زكاه وذبائح ونذور. إلخ
وكلامه فيها رائع مهم جاء فيه:
3 - قال في الخوف: (ومن هنا يعلم ضلال من زعم من الصوفية أنه لا يعبد الله خوفاً من ناره ولا طمعاً في جنته كما يذكرون ذلك عن رابعة .. ) ا. هـ المقصود
4 - وقال في التوكل: (فالتوكل لا يقوم على إهمال الأسباب ولكن يقوم على إعمالها واحترامها كونها أسباباً إنما بمشيئة الله وحكمته ومن هنا يعلم أن ما يدعيه الجهلة من المتصوفة وغيرهم من أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل وأن كمال التوكل في القعود وترك العمل ولقد كان فهم التوكل بهذ المعنى الصوفي الأحمق سبباً كبيراً في تأخرهم وانحطاطهم في العصور المتوسطة التي فشا فيها الجهل والتقليد وراج فيها الدجل الصوفي الخبيث) ص73
5 - قال في الاستغاثة: (وهي طلب الغوث والنجدة ولا يصح أن يستغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فإن ذلك شرك…) ص83
6 - ثم قال الشيخ: (ومما تقدم يعلم أن ما يجري على ألسنة العوام من دعاء لغير الله أو استغاثة به أو غلو في مدحه أو استشفاع وتوصل به أو حلف باسمه أو طلب المدد والبركة منه كل ذلك شرك يجب على العلماء أن ينبهوا الناس إلى عظيم خطره وسوء عاقبته بدلاً من أن يلهوا عقولهم بذكر حكايات الصوفية كرابعة العدوية وغيرها) ص84
فتامل كلامه هنا وكلام صاحب الأفكار القرمطيه في منتداه!!
7 - تحت باب توحيد الأسماء والصفات
يقول الشيخ كشك رحمه الله: (بعد ما تبين لنا أن الإخلاص واجب في عبادة الله وفي اعتقاد ألوهيته وربوبيته رأينا أن نسجل هنا عقيدة الفرقة الناجية التي بشر بها الصادق المعصوم صلى الله عليه وسلم في حديث الفرق وعلى رأس تلك العقائد التي تنجي صاحبها من خزي الدنيا وعذاب الآخرة أن يعلم المسلم توحيد الله وصفاته اعتقاداً كاملاً علماً وعملاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول العلماء إن اعتقاد الفرقة الناجية إلى قيام الساعة هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه من غير تحريف في كتابه ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأن الله سبحانه لا سمي له ولا كفء له…) إلخ ص89
ثم ذكر الآيات الدالة على صفاته فذكر مثلاً في صفة اليد آيتين وهما ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ))
وقوله تعالى: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ))
8 - ثم ذكر الأحاديث الدالة على صفاته وهي أحاديث كل المبتدعة تكرهها وأكثرها آحاد!! بل بعضها علق عليها كما سيأتي بقوله"حديث حسن"!! ولم يقل صحيح!!
قال: ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك.
فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)) متفق عليه
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته))
وقوله: ((يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة)) (متفق عليه)
وقوله: ((عجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره ينظر إليكم أزلين قانطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب)) (حديث حسن)
... )) إلخ الأحاديث
9 - ومن ضمن الأحاديث التي أوردها الشيخ كشك و وصف الرسول بها ربه عز وجل!! من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول ووجب الإيمان بها!! حسب تعبير الشيخ حديث الجارية!
قال الشيخ: ((وقوله للجارية أين الله قالت في السماء… قال من أنا قالت أنت رسول الله ... قال: أعتقها فإنها مؤمنة. رواه مسلم)) ص97
أين الشيخ كشك ممن يقول أن الرسول أقر الجارية على الحلول!!!!!؟
وحسب الفكر القرمطي فالشيخ يستدل بهذا الحديث ويوجب الإيمان به!! فهو مقر بالحلول أيضاً .. ! وذلك كما أسلفنا حسب الفكر القرمطي ..
الله المستعان .. والموعد الصبح .. أليس الصبح بقريب!!
اللهم ارحمه وبلغه منازل الصديقين والشهداء إنك على كل شيء قدير وبلغنا معه ووالدينا وجميع المسلمين…
كتبه: فيصل وسقت لك ما كتبه احد الاخوة للتوقف عن نشر اباطيل حول هذا العالم المجاهد الجليل وشكرا لكم ابراهيم على محمد
ـ[مسلم عبد الله]ــــــــ[25 Feb 2009, 07:34 م]ـ
السلام عليكم
اليكم تفسير أخر اربع اجزاء من (فى رحاب التفسير) للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله. وذلك على الرابط التالى
ملاحظة. التنزيل سريع ولا يتطلب الانتظار طويلا
http://www.hassanalbanna.org/downloa...list&cat_id=26
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمرو جلالة]ــــــــ[26 Feb 2009, 12:17 ص]ـ
أيها الأخوة الكرام هل كان الشيخ كشك (رحمه الله) ينقل أقوال المفسرين القدامى وهل كان عند نقله يميزالغث من السمين؟ وذلك لأني لم أستطع الحصول على هذا التفسير
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[26 Feb 2009, 02:10 ص]ـ
غفر الله لمن كان سببا فى الطعن فى عقيدة الشيخ كشك عليه سحائب الرحمة
والله ماعلمناه الا محاربا لاهل البدع ومروجى الخرافة وقافا عند كتاب الله متبعا لسلف الامة مبغضا للكلام والتفلسف ناهيك عن الشجاعة والصدع بالحق فى وجوه الظالمين
وربما كانت الاخيرة هى التى لم تعجب من لم يروق لهم انتقاد ولى الامر
و قد قيل لو اعتنى رحمه بعلم الحديث عنايته بالعلوم الاخرى لكمل امره
ثم نقول للمشككين والطاعنين
انظروا الى خاتمة الرجل
الموت ساجدا
رحمه الله ونفعنا بعلمه
ـ[مسلم عبد الله]ــــــــ[28 Feb 2009, 10:24 م]ـ
السلام عليكم
اليكم تفسير أخر اربع اجزاء من (فى رحاب التفسير) للشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله. وذلك على الرابط التالى
ملاحظة. التنزيل سريع ولا يتطلب الانتظار طويلا
http://www.hassanalbanna.org/downloa...list&cat_id=26
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:26 ص]ـ
رحم الله الشيخ كشك والشيخ الشعراوي والشيخ الألباني فكلهم نجوم بالسماء(/)
هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها؟
ـ[عبد الحميد العرفج]ــــــــ[29 May 2003, 07:06 م]ـ
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
هذا سؤال فقهي ولكنه حول القرآن فيدخل في دائرة اهتمام أعضاء المنتدى الأكارم.
من المعروف أن الطريقة الصحيحة للتخلص من بعض أوراق المصحف هي:
1 - بإحراقه.
2 - أو بدفنه في مكان طاهر.
ولكن!!
إذا أحرقت هذه الأوراق، فهل لهذه المحروقات من قيمة؟!! أعني هل يمكنني إلقاؤها في النفايات – أجلَّ الله القارئين –؟
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيراً.
والشيء بالشيء يذكر، فأقترح على المشرفين المشايخ الأفاضل أن يكون هناك قسم لإجابة الأسئلة المتعلقة بالقرآن، أو ما هو في فلكه، وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 May 2003, 08:21 م]ـ
لو كان للمحروقات قيمة ما كان للحرق قيمة، وقد يدخل على المرء في ذلك ما يذكره بعض أهل العلم من فرك المحروق بعد حرقه ثم دفنه، وقد أشكل عليّ الأمر فترة حتى قرأت لأحد القائلين بذلك تعليلا للأمر حيث قال ما معناه: لأن المحروق يبقى فيه أثر الكلام ـ وإن كان ضعيفا ـ حتى بعد حرقه، فواضح أن الأمر معلل
وكل حكم دائر مع علّته ـ ـ ـ ـ ـ وهي التي قد أوجبت لشرعته
ولا يخفى عليك فعل عثمان ـ رضي الله تعالى عنه ـ من إحراق المصاحف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2003, 10:11 م]ـ
ليس هناك اتفاق على جواز حرق الأوراق التي تحتوي على قرآن بين الفقهاء، بل بعضهم يرى عدم جواز ذلك.
مع ذكرهم لعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقول علي بن أبي طالب بعد ذلك: لو كان الأمر لي لفعلت مثل ما فعل عثمان.
ولكن يمكن الخلوص بالقول أن الأولى عند الحاجة إلى التخلص من مصحف بالٍ، أو أوراق منه، أن يدفن بحيث يؤمن من أن يوطأ بالأقدام.
فإن لم يؤمن عليه ذلك، فالأولى إحراقه. وبعد حرقه تزول الحرمة عن هذه الأوراق إن شاء الله.
ولا أظن الأمر يخفى عليكم يا شيخ عبدالحميد حفظكم الله فمعذرة، وأعلم أن قصدك إفادتنا. وفقك الله.
وللفائدة فقد بحث الدكتور فرج توفيق الوليد الأستاذ المساعد في كلية الشريعة بجامعة بغداد هذا الموضوع ضمن كتابه النفيس (فقه القرآن وخصائصه). حيث ناقش كل ما يتعلق بالقرآن من الأحكام الفقهية. والكتاب مطبوع بمطبعة الرشاد ببغداد عام 1410هـ. ومسألة إحراق المصاحف ناقشها ص 484 - 487 وخلاصة ما وصل إليه هو الرأي الذي ذكرته أعلاه، مع أنه لم يتعرض للمسألة التي سألت عنها وهي ارتفاع الحرمة عن الأوراق بعد الحرق.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[الحارث]ــــــــ[30 May 2003, 06:45 م]ـ
استيضاح:
هل صح عن عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف المخالفة بعد المنع من الإقراء بها؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2004, 11:37 م]ـ
أشار الشيخ مشهور حسن سلمان وفقه الله في حاشية من حواشي كتابه (كتب حذر منها العلماء) إشارة سريعة لحكم حرق المصحف فقال:
(وللفقهاء تفصيل في حرق المصحف. فإن كان صالحاً للقراءة لا يحرق لحرمته.
وحَرْقُه امتهاناً كفرٌ.
ويحرق إذا صار خلقاً - أي بالياً - وتتعذر القراءة منه على وجه صيانته. وكذا كل ما نقش من القرآن على الخشب والألواح، ولا يجوز حرقها لحاجة الطبخ ونحوها. ويلحق بها كتب الفقه والحديث والعلم)
انظر: كتب حذر منها العلماء 1/ 39 الحاشية.
وقد ذكر مصادر تعرضت لحكم حرق المصحف هي:
- حاشية الدسوقي 1/ 125، 4/ 301
- تفسير القرطبي 1/ 54 - 55
- حاشية ابن عابدين 1/ 177، 6/ 422
- روضة الطالبين للنووي 1/ 80
- نهاية المحتاج 1/ 112
- المغني 1/ 533
- الفروع 1/ 115
- كشاف القناع 1/ 137
ـ[موراني]ــــــــ[30 Aug 2004, 02:06 م]ـ
معذرة!
بعد قراءتي هذه المسألة لا أزال أتساءل:
ما هي الفائدة في التخلص من بعض أوراق القرآن اليوم؟
ما هو السبب الذي قد يدفع المرء لحرق أوراق القرآن اليوم؟
هل يرجع السبب لحرق الأوراق الى نسخ النص فيه أخطاء من قبل الناسخ؟
موراني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2004, 07:57 ص]ـ
د. موراني
أحياناً تجد بعض المصاحف ممزقاً لكثرة القراءة فيه، ولا سيما من الصبيان في حلقات حفظ القرآن الكريم، فيرى بعضنا أن الأفضل والأكرم لهذه النسخة أن يتخلص منها لتمزق أوراقها وعدم صلاحيتها للقراءة في المسجد، ولا سيما مع وجود عدد كبير من النسخ الجيدة في المسجد. هذا أحد الأسباب وقد يكون هناك أسباب أخرى للتفكير في التخلص من بعض المصاحف إكراماً لها طبعاً، وحفظاً لها من الامتهان. وقد يرى البعض أن حرقها أفضل طريقة لذلك، وقد يرى آخرون غير ذلك، والأمر كما ترى فيه مجال للنظر والحمد لله.
ـ[موراني]ــــــــ[31 Aug 2004, 11:01 ص]ـ
شكرا لكم على هذا التوضيح.
لقد سمعت وانا مقيم بالقاهرة في الدراسة أن الأوراق من (المسودّة) لطبع القرآن
محفوظة في صناديق في الأزهر فلا تحرق أو تدفن. فلا أدري ان كان هذا الخبر صحيحا أم لا , هكذا قيل لي.
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2004, 09:14 م]ـ
أخواني الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لاشك أن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها، مما فيه آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه، فيحفظها في مكان طاهر وذهب جمع من أهل العلم إلى أن طريق لتخلص منها إذا استغنى عنها بدفنها في أرض طاهرة أو أحرقها أو تمزيقها تمزيقا ما يبقي معها شيء فيه ذكر الله أي تمزيقا دقيقا فلا حرج في ذلك، وممن ذهب إلى جواز ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز ذلك في المجلد الثاني والتاسع من فتاواه
ونشرت في مجلة البحوث الإسلامية، العدد 6 ص 289، 290.
كما أنني أرى أنه يجب على من يحرقها أن يضعها في نار تتلفها وتفتتها تمما حتى لا يبقى أي كلمة واضحة يمكن أن تقرأ بعد الحرق حيث أنه لو أحرقها حرق خفيف تبقى الورقة متماسكة ويبقى بعض الكلمات واضحة ومقرؤة حتى بعد الحرق ولقصد من تلافها أن تمحى الكلمات تماما.
وأما ماذكره أخونا الحارث
هل صح عن عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف المخالفة بعد المنع من الإقراء بها؟
فقد أخرج البخاري في باب: جمع القرآن.
4702 - حدثنا موسى: حدثنا إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: أن أنس بن مالك حدثه:
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فافعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
وقد روى هذا الحديث غير البخاري ولكني اكتفيت بإراد هذا الحديث منعا للإطالة.(/)
هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن؟
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[30 May 2003, 09:12 ص]ـ
سؤال إلى المشايخ وطلبة العلم
= هل فسر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القرآن؟
وإذا كانت الإجابة بالنفي فما السبب ياترى؟
خادم العلم والعلماء
أحمد بن باني بن جبرين المطيري
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 12:56 م]ـ
بسم الله
أخي أحمد
سبق مناقشة هذه المسألة هنا:اضغط هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=175)
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[30 May 2003, 02:07 م]ـ
الأخ أبومجاهد:
شكرالله لك وجعل ذلك في موازين حسناتك
ـ[ابن العربي]ــــــــ[10 Feb 2004, 09:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أخواني على هذا الملتقى وبارك فيكم
يسعدني أن أعقب على ماكتبه الأخوان في مسألة هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم كل القرآن؟
قال بعض أهل العلم إن النبي صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن بقوله وبتقريره؛ لأن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم شرع، والسنة هي القول، والفعل، والتقرير، ويؤيد هذا القول الأمور التالية:
1 - ما ثبت في صحيح البخاري من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: (لما نزل قوله تعالى: " وكلوا وشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " عمت إلى عقالين أحدهما أسود والأخر أبيض وجعلتهما تحت وسادتي .......... الى أن قال فنطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: (إن وسادك إذا لعريض إنما هما بياض النهار وسواد الليل).
فصوب النبي صلى الله عليه وسلم فهمه الخاطئ إذ لا يمكن أن يفهم الصحابة فهم خاطئ ويقره الله تعالى عليه؛ لأن كل ما يقع في عصر النبوة شرع سواء علم به النبي صلى الله عليه وسلم أو لم يعلم؛ لأن الله يعلم ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم لعدي رضي الله عنه أن فهمه خطأ ورده إلى الصواب فعلم من هذا أن ما فهمه غيره كله صواب
2 - قول عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: (فأمامن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابايسيرى)
فستشكلة عائشة رضي الله عنها الحساب كيف يحاسب المؤمن؟ والمحاسبة معناها التدقيق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة إنما ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب)
فهذا يدل بمجموعه على أن ما استشكله الصحابة من آيات القرآن سألو النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وما فهموه بقي على فهمهم له فعلم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر كل القرآن إما بالقول وإما بالإقرار
والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
" ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا "
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[18 Apr 2006, 12:11 ص]ـ
يابن العربي حفظك الله ..... إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله باتفاق العلماء، ولم يخالف في ذلك إلا من تشبت برأيه، حيث إن المسألة محسومة أخي الكريم. (انظر التفسير والمفسرون للذهبي على سبيل المثال ..... فإنه أفاد وأجاد).
والأدلة التي سقتها لتأييد رأيك لا تعني أنه صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن، وإنما فسربعضه إذا سئل .... مثل قضية ابن أبي حاتم في تفسير قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيض الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) [سورة البقرة: .... ]، واستشكال عائشة رضي الله عنها ... إلخ. والله أعلم. والسلام عليكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2006, 01:17 ص]ـ
فصل الدكتور مساعد الطيار في هذا الموضوع في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، عند تعرضه لكلام شيخ الإسلام في هذا الموضوع. فليرجع إليه من شاء 87 - 107
ـ[أبو أنس الغامدي]ــــــــ[19 Nov 2010, 08:57 م]ـ
يابن العربي حفظك الله ..... إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن كله باتفاق العلماء،.
هل هذا الاتفاق ذكره أهل العلم في كتبهم؟، أي من ذكر ذلك من أهل العلم؟
ودمتم بخير
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Nov 2010, 10:21 م]ـ
قرأت كثيرا مما كتب في هذا الموضوع؛ وخاصة ما سطره الشيخ مساعد حفظه الله تعالى وأشار إليه الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله تعالى.
وأرى أن المسألة ينبغي أن تطرح بهذا الشكل:
1 - الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن كله للصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ومن هنا يجب عدم ذكر الأدلة على أنه بين بعضه لأنها خارجة عن محل الخلاف.
2 - الاعتراضات الواردة على ذلك.
3 - جوابها.
وهكذا حتى نصل إلى أرجح القولين في ذلك.
وينبغي عدم نسيان ترتيب الأدلة من حيث القوة.
فقوله تعالى: "لتبين للناس .. " نص صريح يحمل على ظاهره ولا يصرف عنه إلا بصارف معتبر.
والله تعالى أعلم.(/)
وقفات مع الوقوف الممنوعة في القرآن الكريم
ـ[عبد الله]ــــــــ[30 May 2003, 09:40 ص]ـ
بسم الله
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
فنزولاً عند رغبة أخينا الفاضل أبي بيان – حفظه الله – الذي أتحفنا بلفت الانتباه إلى موضوع الوقوف، واستباط المعاني الحسنة من الوقوف على بعض المواطن التي لم يشر إليها القرّاء، أو يقف عليها بعض القرّاء المتقنين، وشارك الإخوة وكانت لي مشاركة متواضعة - أشار علي ّ حفظه الله أن أفرد تلك المشاركة ليشارك الأخوة في هذه الجزئية ويعم النفع - ومفادها أن الوقف كما يعطينا معاني مستحسنة واستنباطات لطيفة، فقد يعطي في بعض المواطن معاني شاذة غير مقبولة كأن يقف قبل تمام المعنى، ثم يبتدئ بما بعده، وقد يكون الوقف حراماً إن وقف على عكس المراد دون اضطرار.
والغاية من هذا البيان هنا تحذير القارئ لئلا يقع في شيء منها، وإليك بعض هذه الوقوف:
(إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي * أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا) (البقرة:26)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ * وَأَنْتُمْ سُكَارَى) (النساء:43)
(يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ * أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (الانسان:31)
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ* ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً) (الفرقان:68)
والباب مفتوح أمام الإخوة ليتحفونا بما عندهم، والاستفادة من علمهم.
وسامحني أخي أبا بيان على التأخير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 May 2003, 06:55 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب في إفراد هذا الموضوع , ونسأل الله أن يجعلنا من مفاتيح الخير ومن أهله , وحبذا لو أتممت ذلك باختيار عنوان أدق في الدلالة على مواضع الوقف الممنوعة شرعاً.
وسنتابع كلا الموضوعين بالمشاركات - إن شاء الله تعالى -.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2003, 07:34 م]ـ
ومن الوقوف المفسدة للمعنى:
في قوله تعالى: (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله). ثم يقف.
فكأن يوسف قد أكل متاع إخوته!!
والصواب الوقف على (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئبُ). يوسف 17
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[31 May 2003, 06:32 م]ـ
حدثني أحد الإخوة أنه سمع قارئا وأظنه قال: إمام مسجد يقرأ أول الممتحنة: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول – ثم وقف، ثم قرأ: - وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم .. ) كأنه يحذر من الإيمان بالله.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[17 Jan 2008, 04:16 ص]ـ
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -: ( ... الوقف التام في قوله تعالى في سورة الإسراء: "وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ " [الأنبياء:19]. ههنا.
ثم يبتدىء: " وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) ". فهما جملتان تامتان مستقلتان، أي إن له من في السموات ومن في الأرض عبيداً وملكاً.
ثم استأنف جملة أخرى فقال: "وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ ". يعني أن الملائكة الذين عنده لايستكبرون عن عبادته ... بل عبادتهم وتسبيحهم كالنفس لبني آدم.
انظر: الضوء المنير في التفسير1/ 106.
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[23 Jan 2008, 04:44 م]ـ
قد سمعت إماما يقرأ قوله تعالى:
" وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ"
فأخذ يكرر الأية و يعيدها من قوله تعالى"أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون"
وايضا من الوقوف التي لا تنبغي
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا ــالرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً" لأنه يتبادر إلى الذهن أن الله نهى عن الأكل
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[23 Jan 2008, 04:45 م]ـ
قد سمعت إماما يقرأ قوله تعالى:
" وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ"
فأخذ يكرر الأية و يعيدها من قوله تعالى" أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ "
وايضا من الوقوف التي لا تنبغي
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا ــ الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً" لأنه يتبادر إلى الذهن أن الله نهى عن الأكل
وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[23 Jan 2008, 05:20 م]ـ
من داخل إحدى حلقات القرآن- وما أظنه إلا لوقف اضطراري - سمع من الوقوف المفسدة للمعنى:
1 - {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي * الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} آل عمران86
2 - {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ * الفَسَادَ} البقرة205
ومن الإبتداء المفسد للمعنى:
1 - {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا * وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ {51} الأعراف
2 -(/)
سؤال عن الأمثال المضروبة في القرآن الكريم: هل هي حقيقة أم للتذكير؟
ـ[الراغب]ــــــــ[30 May 2003, 02:07 م]ـ
السلام عليكم ..
أرجو من الإخوة الأفاضل إفادتي عن ضرب الأمثلة في القرآن.
كقوله تعالى: (وضرب الله مثلاً رجلين أحدُهما أبكم لايقدر على شئ ... ) [النحل76].
وقوله سبحانه: (واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ... ) [الكهف32].
وقوله: (ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شُركاء مُتشاكسون ... ) [الزمر 29].
هل هذه الأمثال وقعت حقيقة أم هي للتذكير فحسب؟.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 05:15 م]ـ
بسم الله
أخي الراغب وفقك الله
ضرب الأمثال في القرآن على نوعين:
النوع الأول: أمثال ضربت لحوادث وقعت، ومن ذلك قوله تعالى: (واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون ... ) الآيات [يس~: 13 - 14]
ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: (وضرب الله قرية كانت آمنة مطمئنة ... ) الآية [النحل: 112]
والنوع الثاني: أمثال ضربت لصور ممكنة الوقوع متخيلة في الأذهان، وإن لم يقع لها نظير في العالم المرئي.
ومن أمثلة ذلك: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ... ) [البقرة:17]
وقوله تعالى: (ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ... ) [الحج:51]
ينظر كتاب: الأمثال في القرآن الكريم للدكتور الشريف العبدلي ص50 - 51(/)
آية نص ابن عبد البر على الإجماع على نسخها؛ وليس الأمر كذلك!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 May 2003, 05:34 م]ـ
ذكر ابن عبدالبر مثالاً على ما نسخ حكمه وبقي رسمه وخطه.
وهو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} [البقرة: 240] نسختها {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا (} [البقرة: 234].
ثُمَّ قال: (وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه) ا هـ.
والصحيح أنه قد وقع اختلاف بين العلماء في هاتين الآيتين:
- فالجمهور على أن الآية الأولى منسوخة بالآية الثانية.
حيث كانت العدة في الجاهليَّة وأول الإسلام حولاً، ثُمَّ نسخت بأربعة أشهر وعشراً.
- وقالت جماعة: الآية غير منسوخة.
لأن النص القرآني لم يصرح بالعدة، وإنَّما قال ذلك متاع لها إن أرادت سبعة أشهر وعشرين ليلة تقضيها في البيت، فالواجب في العدة أربعة أشهر وعشراً، وما زاد إلى الحول فهو وصية، إن شاءت سكنت في وصيتها، وإن شاءت خرجت.
وهذا القول الثاني نسبه ابن جرير - رحمه الله - إلى مجاهد حيث قال ابن جرير: (وقال آخرون: هذه الآية ثابتة الحكم، لم ينسخ منها شيء) ثُمَّ ذكر من قال ذلك، وذكر بسنده عن مجاهد في قول الله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] قال: كانت هذه للمعتدة، تعتد عند أهل زوجها، واجباً ذلك عليها، فأنزل الله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ"} إلى قوله: {مِن مَّعْرُوفٍ)} [البقرة: 240] قال: جعل الله لهم تمام السنة، سبعة أشهر وعشرين ليلة، وصية: إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت، وهو قول الله تعالى ذكره: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ" فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} قال: والعدة كما هي واجبة.
قال ابن كثير - رحمه الله -: (وهذا القول له اتجاه وفي اللفظ مساعدة له، وقد اختاره جماعة منهم الإمام أبو العباس ابن تيمية، وردّه آخرون منهم الشيخ أبو عمر ابن عبدالبر). ا هـ.
ولعل الراجح - والله أعلم - من هذين القولين هو القول بعدم النسخ، ويؤيد ذلك ما يلي:
أولاً: ثبوت هذا القول عن مجاهد، وهو مَن هو في التفسير، وإذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
ثانياً: مساعدة اللفظ له، كما ذكر ذلك ابن كثير - رحمه الله -، ومن ذلك أنه قال في آية الحول: {فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ)} وقال في آية الأربعة أشهر وعشرة: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)} فلابد من بلوغ الأجل حتى ينتفي الحرج، وهذا واضح لمن تأمله.
ثالثاً: لما قرّره ابن عبدالبر نفسه من أنه لاينبغي لعالم أن يجعل شيئاً من القرآن منسوخاً إلاَّ بتدافع يمنع من استعماله وتخصيصه، ومن أنه لايحكم بنسخ شيء من القرآن إلاَّ ما قام عليه الدليل الذي لا مدفع له، ولايحتمل التأويل، ومن أنه لايقطع بنسخ شيء من القرآن إلاَّ بدليل لا معارض له أو إجماع.
وهذه القواعد الصحيحة التي قررها لاتنطبق على آية البقرة التي ادّعى الإجماع على أنها منسوخة، وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَ! جًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ" ... } الآية.
قال الشيخ السعدي - رحمه الله - بعد أن ذكر قول أكثر المفسرين من أن الآية السابقة منسوخة قال: (وهذا القول لا دليل عليه، ومن تأمل الآيتين، اتضح له أن القول الآخر في الآية هو الصواب، وأن الآية الأولى في وجوب التربص أربعة أشهر وعشراً على وجه التحتيم على المرأة، وأمَّا في هذه الآية فإنها وصية لأهل الميت، أن يبقوا زوجة ميتهم عندهم حولاً كاملاً، جبراً لخاطرها، وبراً بميتهم) ا هـ.
وبهذا نعلم أن ما قاله ابن عبدالبر من أن هذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه فيه نظر، ولعله لم يطلع على قول مجاهد.
وقد جاء تفصيل هذه المسألة هنا على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jun 2004, 01:09 ص]ـ
هل يمكن أن نعتذر للإمام ابن عبدالبر، ونقول: لعله يقصد بقوله: (وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه) المعنى العام للنسخ؟
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Jun 2004, 01:17 ص]ـ
بسم الله
أرى بالتدقيق في كلام ابن عبد البر (وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه) أنه أراد الاتفاق لا الاجماع المتعارف عليه وهو عدم المخالف فما رأيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 Jun 2004, 10:12 ص]ـ
ابن عبد البر معروف بتساهله المفرط بادعاء الإجماع، حتى صار مضربا للمثل في هذا
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 Jul 2004, 05:16 م]ـ
إلى الشيخ: أبي مجاهد
هو كما ذكرتم وفقكم الله اختلف أهل العلم هل الآية منسوخة أم لا على قولين
مع أن القاضي عياضا وابن عطية وغيرهما من الفقهاء نقل الإجماع على ذلك
ولا يخفى عليكم ما رواه البخاري في أفراده في قصة ابن الزبير مع عثمان
ولكن أعتقد أن القولين يتفقان على النسخ وذلك
أن العلماء متفقون أنه لا يجوز لها أن تقل في عدتها عن أربعة أشهر وعشر ولو أوصى أن تعتد بأقل ما جاز لها ذلك
لكن لو أوصى أن تعتد سنة وجب عليها أربعة أشهر وعشر وأما الزيادة فهي بالخيار إن شاءت سكنت في وصيتها وإن شاءت خرجت وعليه فتكون الآية هي المرد والحكم
ولأجل أن أقرب الصورة أقول:
لو فرضنا أن آية التربص أربعة أشهر غير موجودة فإن الحكم سيناط بالحول لزوما أو بشيء آخر ولكن جاءت آية التربص بأربعة أشهر وعشر ناسخة للإلزام بالحول والإلزام بالأربعة أشهر
وكل العلماء متفقون على معنى ذلك
ولا يخفى على حبر مثلكم أن مجاهدا له قولان
وعليه فيكون النسخ بالإجماع سواء قلنا لبعض النص أو كله
لا أدري هل ما قصدته واضحا لكم أم أن بياني عجز عن إيصال سؤالي إليكم
فما رأي السادة العلماء في هذا القول
المقرئ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Jul 2004, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المقرئ زاده الله من فضله
كلامك واضح، ولم يغب عني لما كتبت البحيث السابق.
ولعلك تقصد أن المنسوخ هو ما زاد على الأربعة أشهر وعشرة أيام من الحول، وأما التربص هذه المدة فهو باق على الأصل.
ولكن هذا في الاصطلاح المتأخر لا يسمى نسخاً؛ لأن النسخ في اصطلاح المتأخرين هو رفع الحكم السابق كله بخطاب متأخر ...
ويمكن تسميته تخصيصاً مثلاً.
ولكن الذين نقلوا الإجماع على النسخ يحمل قولهم على النسخ بمفهومه العام، وهو البيان بجميع صوره.
وقد سبق أن كتبت عن موضوع النسخ بشيء من التفصيل هنا: وقفات حول النسخ في القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=25)
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 Jul 2004, 06:11 م]ـ
إلى الشيخ أبي مجاهد متعنا الله بعلومه
إذا وصلنا إلى هذا المضيق وهو هل هذا نسخ أم تخصيص أعتقد أن هذا سيكون خلافا لفظيا نتفق بعده على أن جزءا من النص لا يعمل به بحال ومرد هذا هو النسخ فتتفق كلمة أهل العلم قاطبة على عدم العمل ببعض النص
فما رأيكم
المقرئ
ـ[موراني]ــــــــ[27 Jul 2004, 06:36 م]ـ
يقول ابن وهب بعد ذكر الآية 240 من سورة البقرة:
ثم نسختها آية الميراث في سورة النساء حين فرض لهن الربع أو الثمن.
(التفسير , ج 3 , ص 66 و67.)
هذا للاستفادة فقط.
موراني
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 Jul 2004, 07:42 م]ـ
أعتذر فقد تسرعت بإدراج المشاركة السابقة دون تحرير ولعل المشرف يحذف تلك المشاركة
وما ذكره د / موراني عن ابن وهب من النسخ ذكره غيره وأستغفر الله
لكن لعل موراني أيضا يجيب عن السؤال حول تفسير ابن وهب
ـ[موراني]ــــــــ[27 Jul 2004, 08:46 م]ـ
للتوضيح:
ذكر ابن وهب الآية 240 من سورة البقرة {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ"}
ثم قال: ثم نسختها آية الميراث في سورة النساء حين فرض لهن الربع أو الثمن.
انتهى.
هذا كلام ابن وهب بغير اسناد في الجزء الثالث من التفسير , ص 66 و 67 (بتحقيقي)
ليس هناك جزء رابع.
وسميت الجزء الثالث هذا ب (علوم القرآن)
موراني
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 Jul 2004, 09:58 م]ـ
إلى د / موراني
لو ذكرتم لنا حول هذا الكتاب وهل هو مطبوع وأين وهل يذكر رواياته بالإسناد؟ شكرنا لكم صنيعكم
ثم إنني أذكر أنه طبع كتاب تفسير ابن وهب فهل هو هو؟
المقرئ
ـ[موراني]ــــــــ[27 Jul 2004, 10:41 م]ـ
الأخ المقريء
شكرا لاهتمامك بهذا الكتاب لابن وهب. الا انني لا أود (الاشهار) لما حققته ونشرته.
نعم , قد تم طبع التفسير من الجامع لابن وهب في 3 مجلدات (دار الغرب الاسلامي 2003): جزءان: تفسير القرآن.
الجزء الثالث مبتور في أوله غير أنه تابع للجزئين رواية وناسخا ومقابلة.
وهذا الأخير يشمل (علوم القرآن) أي. الناسخ والمنسوخ , فضائل القرآن , جمع القرآن واختلاف حروف القرآن (القراءات) الخ.
نشرت هذه الأجزاء الثلاثة بتحقيقي كما أخرجت النص من الحاسوب مصورا.
وقع أخطاء في النص سهوا ولأخطائي في قراءة بعض المفردات في الأصل وأنا أعترف بذلك أشكر لمن نبهني على هذا التقصير.
ليس هناك تفسير لابن وهب غير هذا التحقيق اعتمدت فيه على المخطوطات بالقيروان
(ما عدا ما نشرته قبل ذلك بتعليق عليه باللغة الألمانية).
ولم يكن الطبع الألماني منتشرا عند من هو أهل بهذا التراث. فلذلك تم نشره واعادة النظر في النص مرة أخرى في دار الغرب الاسلامي في ثلاثة مجلدات صغيرة.
وللأسباب المذكورة أود اعادة طبع الكتاب ربما في مجلد واحد بفهارس جديدة شاملة على جميع الكتاب.
أما رواية الكتاب وهي تعود الى سحنون عن ابن وهب وفيه مقابلات بنسخة عيسى بن مسكين. وقريء الكتاب على هذه الأخير عام 290 بالقيروان.
جميع الأجزاء مكتوبة على الرق.
موراني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 Jul 2004, 12:43 ص]ـ
أشكر المشرف على الاستجابة للطلب زاده الله توفيقا
ثم أشكر د / موراني على الإفادة لهذا الكتاب العظيم وأشكره على اهتمامه الواضح بتراثنا الأصيل
وأعدكم يا د / موراني أن أقرأ الكتاب كاملا وأوافيكم بما قد يفيدكم قبل إعادة طبعه جزاء هذه الخدمة لهذا الكتاب
المقرئ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Jul 2004, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------
جزاكم الله خيرا
من عادة ابن عبدالبر أنه يقول أجمع عليه أهل العلم أو هذا مما لاخلاف فيه أو مجمع عليه نحو ذلك من العبارات
ولايقصد بذلك الاجماع بمعناه المشهور عند الأصوليين
بل يقصد اجماع فقهاء الأمصار الأوزاعي والشافعي ومالك والنعمان والثوري وأحمد ونحو هولاء من فقهاء الأمصار
حتى لو كان هناك خلاف بين الصحابة والتابعين
وأحيانا يقصد أن الخلاف شاذ
ولعل ابن عبدالبر يتبع في بعض ذلك مذهب الطبري حيث قد قيل أن من مذهبه أنه لايعتد بخلاف الواحد
(ولكن يجب تقييده بعدم انتشار مذهب هذا المخالف)
والله أعلم
وأحسب أن قوله (وهذا من الناسخ والمنسوخ المجتمع عليه) من هذا النوع
وقد أشار إلى ذلك الأخ الكريم مرهف
هل هناك كتب تعنى بتعقب الإجماعات؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3968&page=1&highlight=%C5%CC%E3%C7%DA%C7%CA
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[09 Aug 2004, 04:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو مجاهد بارك الله في علمك ونفعنا بك.
لكن ليتك لم تقل كلمة (ادعى) لأن الادعاء ملازما للكذب.
ولو قلت (قال) لكان أفضل لان القول قد يصاحبه الخطأ --- والخطأ سجية البشر، وخاصة أن القول ليس له وحده.
فأرى أن تدعو لابن عبد البر وتستغفر له حتى تظن أنك أوفيته حقه.
تحياتي لك.
وأرجو أن تجمعني مع ابن عبد البر في الدعاء والاستغفار.
أكرر تحياتي لك ولكل من شارك.
حفظكم الله جميعا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2004, 05:32 ص]ـ
الأخ الناصح الكريم عبداللطيف سالم زادك الله توفيقاً وسداداً ونصحاً
شكر الله لك غيرتك على حرمة علماء المسلمين وأئمتهم، وجزاك خيراً على نصحك لإخوانك.
تم تغيير العنوان، مع الدعاء للإمام ابن عبدالبر ولك بالرحمة والمغفرة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2006, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رأيت في كتاب أحكام القرآن لابن الفرس الأندلسي ما يحسن إضافته لما سبق.
قال ما مختصره: (وذهب جماعة إلى أن هذه الآية ليست بناسخة لتلك.
واختلفوا في التأويل؛ فذهب مجاهد إلى أن آية الأربعة أشهر وعشراً نزلت قبل آية الحول، كما هي قبلها في التلاوة. ورأى أن استعمال الآيتين ممكن من غير تدافع، وأنه أوجب على المعتدة التربص أربعة أشهر وعشراً، لا تخرج فيها من بيتها فرضاً عليها، ثم جعل لها تمام الحول سبعة أشهر وعشرين ليلة، وصية لها، تصل إقامتها فيها بإقامتها في العدة المتقدمة، إن شاءت أقامت، وإن شاءت خرجت ....
فحصل له فائدتان في استعمال الآيتين، ورأى ألا يسقط حكماً من كتاب الله يمكنه استعماله، ولا يتبين نسخه.
وهذا قول لم يقله أحد من المفسرين غيره، ولا تابعه عليه أحدٌ من فقهاء الأمة.
وذهب قوم أيضاً إلى أن الآية ليست بناسخة، وإنما فيها نقصان من الحول، كالنقصان من صلاة الحضر في السفر. فهو نقصان وليس بنسخ.
وهذا القول مبني على أصل تنازع فيه الأصوليون، وهو نقص بعض الجملة: هل هو نسخ للجملة أم لا؟
فذهب قوم إلى أنه نسخ، وذهب آخرون إلى أنه ليس بنسخ. وفرّق حذّاق الأصوليين بين النقص الذي يغيّر حكم المنقوص منه حتى يرد ما كان عبادة مستعملة شرعية غير عبادة، وبين النقص الذي ليس كذلك، ورأوا النقص الذي يغير حكم المنقوص التغيير المذكور أنه نسخ. فعلى هذا يكون الحول المنقوص منه منسوخاً. وهذا عندي هو الصواب.)
انظر أحكام القرآن لابن الفرس الأندلسي 1/ 347 - 348.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[29 May 2006, 01:21 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قام أحد الباحثين في الفقه (سعدي أبو جيب) بعمل رائع، منذ عشرين سنة، وهو جمع ما نصّ المؤلفون في الفقه (العلماء) على أنه إجماع. مهما كان نوعه. فقد يرد بصيغة (إجماع المسلمين) أو (إجماع أهل العلم) أو (لا أعلم فيه خلافاً) أو (قول صحابيٍّ لا مخالف له يُعرَف) أو (إجماع) مطلقاً.
فوجد أن هذه المسائل مجموعها 9588 مسألة.
ونشرها في كتاب رائع أسماه (موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)، وقد أشدت به منذ خمس عشرة سنة، ولي عليه تعليقات، ومن أهم ما ذكرته فيها: أن هذا الكتاب قد جمع ما أجمع عليه أهل العلم من دلالات النصوص. والإجماع الذي ورد فيه ليس هو الإجماع المذكور في كتب أصول الفقه مصدراً من مصادر التشريع فهذا جزء منه فقط، بل الإجماع الذي قام الباحث بحصره وجمعه هو (الاجتماع) أي ما اجتمع عليه أهل العلم مما لا يجوز خلافه.
ومما قلته فيها أيضاً: أن هذا العمل سيساهم في حلِّ كثير من الإشكال والخلاف بين دعاة التمذهب بمذهب معين وبين دعاة التمسك بالقرآن والسنة، فما (اجتمعوا) عليه يتضمن ولا ريب أقوال كل عالم مذهب أيضاً. ولذلك يكون على جميع المسلمين واجباً أن لا يخالفوا ما اجتمع عليه الفقهاء مما تضمنه هذا الكتاب. ويبقى ما اختلفوا فيه فعلى طلبة العلم الاختيار من بين الأقوال وعدم الجرأة على الخروج منها.
لكن ْ علينا أن نميز بين ما أسميته -أنا العبدَ لله- الإجماع المتصل وهو ما أجمعوا عليه منذ عصر الصحابة الى اليوم، وبين ما اسميته الإجماع الحادث، وهو ما أجمع عليه الفقهاء في عصر متأخر (عن القرن الثاني) في الغالب.
وهذه الملاحظة الأخيرة موجهة لخواصِّ طلبة العلم فقط.
وما حملني على ذكر هذه الفائدة هنا، هو أنّ الباحث (سعدي أبو جيب) حين أضاف كتباً أخرى إلى موارد بحثه، من بينها كتاب الاستذكار لابن عبدالبر النمريِّ رحمه الله تعالى ارتفع عدد المسائل الى 14400 مسألة، أي بحدود 5000 آلاف مسألة. وما ذلكم إلا لعادة أبي عمر رحمه الله في الإكثار من ذكر الإجماع، وما دام الأمر كذلك كان لا بدّ أن يجانف الصواب أو تخونه الذاكرة في بعض الحالات.
وقبل أن أنسى، فمعلوم أن صداقةً ومودًّة كانت بين أبي عمر ابن عبدالبرِّ وبين أبي محمدٍ عليّ بن أحمد بن حزم صاحب (مراتب الإجماع) فلعلّ الأمر أنهما قد تنافسا أو تذاكرا في هذا الأمر وحاولا حصر وتعداد مسائل الإجماع، وهذا لا يدلّ إلا على نبوغهما وعمق رؤيتهما فعليهما رحمة الله.
والسلام عليكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 Jan 2008, 08:08 ص]ـ
(ادعى) ليس فيه اساءة أدب و (ادعى) غير ملازم للكذب
وفي كلام العلماء استعمال (ادعى) بمعنى زعم
وفي شرح ابن حجر
(ادعى الخطابي) (ادعى الأصيلي) (ادعى ابن القصار) (ادعى ابم مندة) (ادعى ابن وضاح) (ادعى ابن حبان) (ادعى الطحاوي)
(ادعى الزين بن المنير) (ادعى ابن العربي)
وفي كلام ابن رجب
(ادعى أبو حامد)
وفي كلام النووي وغيره
وهو أكثر من أن يحصر
وفي كلام النحويين وغيرهم
(ادعى ابن مالك)
الخ
وليس في هذا إساءة أدب ولا اتهام للكذب
والله أعلم(/)
الإعجاز العلمي والتفسير؟
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[30 May 2003, 05:57 م]ـ
يحصل في الآونة الأخيرة جدل كبير حول موضوع دخول الإعجاز العلمي في كثير من تفسير القرأن فمن العماء من يطعن فيه، ومنهم من بتوسع فيه وسؤ الي هو: ما الضابط الدقيق لمثل هذه الأشياء خصوصا إن مثل هذا التفسير - إن صح التعبير - يصلح لتقريب الناس إلى الإسلام؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 May 2003, 06:27 م]ـ
أخي الكريم محمد العبدالهادي وفقه الله
حياك الله يا أخي الكريم معنا، وقد دار حوار حول هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129) . فلعلك تقرأه، ويكون لنا حوار حول مسألة الضوابط الدقيقة في هذا الأمر. علماً أن الشيخ الكريم عبدالمجيد الزنداني قد كتب في هذا الموضوع كتاباً سماه (تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة). تحدث فيه حديثاً رائعاً عن هذا الأمر.
كما أحب أن أشير إلى ما كتبه الشيخ الجليل عبدالكريم بن صالح الحميد وفقه الله في كتابه (الفرقان في بيان إعجاز القرآن)، الذي طبع في 467 صفحة، من الرد على القائلين بهذا وخص الشيخ الزنداني بنقد شديد في هذا. والكتاب في حاجة إلى مناقشة إن شاء الله في ملتقى أهل التفسير.
ـ[ابو حيان]ــــــــ[11 Jun 2003, 06:11 ص]ـ
الى الاخ الكريم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اعرف في هذا الباب اربعة امور:
الاول: ان الشيخ خالد السبت وعد بأن يتحدث عن هذا الموضوع (أظنه في هذا الصيف ان شاء الله) وهو يجمع لهذا الموضوع من مدة، فقد طلب في احدى الدروس (قبل اكثر من سنة تقريبا) من الطلاب ان يأتي كل واحد بما يستطيع في هذا الباب وتحصل الشيخ على مجموعة لا بأس بها.
الثاني: هناك رسالة ماجستير بعنوان: الدعوة إلى الله عن طريق الأعجاز العلمي للقرآن (أو نحوا من هذا العنوان) قدمها أحد الباحثين (نسيت اسمه الاول اما العائلة فهي الزهراني) وقد سمعت مناقشتها في اذاعة القرآن في الخميس الماضي في برنامج اطروحة على الهواء.
الثالث: في مجلة المنارالجديد العدد الأخير بحث عن هذا الموضوع.
الرابع: طرح موقع الاسلام اليوم ورقة بعنوان
التفسير العلمي للقرآن الكريم
حقيقته - تاريخه- الفئات التي حملت لواءه - أخطاره ومحاسنه
د. محمد بن إبراهيم أبا الخيل
أستاذ مساعد في كلية العلوم العربية والاجتماعية/جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلا مية
تجد الورقة على الرابط التالي:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=73&artid=1141
و الموضوع كما ذكرت يحتاج الى تحرير ولعل الموقع الكريم يخصص له حلقة نقاش خاصة يستضيف فيها المتخصصين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 06:32 م]ـ
ناقش الدكتور مساعد الطيار هذا الموضوع بتفصيل في إجابته التالية.
نقد لما يسمى بالتفسير العلمي - للدكتور مساعد الطيار وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384)
أرجو أن تنتفعوا به وفقكم الله.(/)
فوائد من قصة الخضر مع موسى.
ـ[الظافر]ــــــــ[30 May 2003, 06:37 م]ـ
فوائد من قصة الخضر مع موسى
• ومنها: أن العلم الذي يعلمه الله لعباده نوعان: علم مكتسب يدركه العبد بجهده واجتهاده. ونوع علم لدني، يهبه الله لمن يمن عليه من عباده لقوله: (وعلمناه من لدنا علمًا).
• ومنها: التأدب مع المعلم، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب، لقول موسى - عليه السلام -: (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا)، فأخرج الكلام بصورة الملاطفة والمشاورة، وأنك هل تأذن لي في ذلك أم لا، وإقراره بأنه يتعلم منه. بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذين لا يظهرون للمعلم افتقارهم إلى علمه، بل يدعون أنه يتعاونون عم وإياه، بل ربما ظن أحدهم أن يعلم معلمه، وهو جاهل جدًا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم.
• ومنها: تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه، فإن موسى - بلاشك - أفضل من الخضر.
• ومنهل: تعلم العالم الفاضل، للعلم الذي لم يتمهر فيه ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة. فإن موسى - عليه السلام - من أولي العزم من المرسلين، الذين منحهم الله وأعطاهم من العلم ما لم يعط سواهم، ولكن في هذا في العلم الخاص، كان عند الخضر ما ليس عنده، فلهذا حرص على التعلم منه. فعلى هذا، لا ينبغي للفقيه المحدث إذا كان قاصرًا في علم النحو، أو الصرف، أو نحوهما من العلوم أن لا يتعلمه ممن مهر فيه، وإن لم يكن محدثًا ولا فقيهًا.
• ومنها: إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى والإقرار بذلك، وشكر الله عليها لقوله: (تعلمن مما علمت) أي: مما علمك الله تعالى.
• ومنها: أن العلم النافع هو العلم المرشد إلى الخير، فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطريق الخير، وتحذير عن طريق الشر أو وسيلة لذلك، فإنه من العلم النافع. وما سوى ذلك فإما أن يكون ضارًا أو ليس فيه فائدة لقوله: (أن تعلمن مما علمت رشدًا).
• ومنها: أن من ليس له قوة الصبر على صحبة العالم والعلم، وحسن الثبات على ذلك، أنه ليس بأهل لتلقي العلم. فمن لا صبر له لا يدرك العلم، ومن استعمل الصبر ولازمه، أدرك به كل أمر سعى فيه، لقول الخضر يعتذر عن موسى بذكر المانع لموسى في الأخذ عنه: إنه لا يصبر معه.
• ومنها: أن السبب الكبير لحصول الصبر، إحاطة الإنسان علمًا وخبرة بذلك الأمر الذي أمر بالصبر عليه. وإلا فالذي لا يدريه أو لا يدري غايته ولا نتيجته ولا فائدته وثمرته ليس عنده سبب الصبر لقوله: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا). فجعل الموجب لعدم صبره، عدم إحاطته خبرًا بالأمر.
• ومنها: الأمر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء حتى يعرف ما يراد منه وما هو المقصود.
• ومنها: تعليق الأمور المستقبلية التي من أفعال العباد بالمشيئة، وأن لا يقول الإنسان للشيء: إني فاعل ذلك في المستقبل، إلا أن يقول: (إن شاء الله).
• ومنها: أن العزم على فعل الشيء، ليس بمنزلة فعله، فإن موسى قال: (ستجدني إن شاء الله صابرًا) فوطن نفسه على الصبر ولم يفعل.
• ومنها: أن المعلم إذا رأى المصلحة في إيزاعه للمتعلم أن يترك الابتداء في السؤال عن بعض الأشياء، حتى يكون المعلم هو الذي يوقفه عليها فإن المصلحة تتبع. كما إذا كان فهمه قاصرًا أو نهاه عن الدقيق في سؤال الأشياء التي غيرها أهم منها أو لا يدركها ذهنه أو يسأل سؤالاً لا يتعلق بموضع البحث.
• ومنها: جواز ركوب البحر في غير الحالة التي يخاف منها.
• ومنها: أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه، لا في حق الله، ولا في حقوق العباد لقوله: (لا تؤاخذني بما نسيت).
• ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يأخذ من أخلاق الناس ومعاملاتهم العفو منها وما سمحت به أنفسهم ولا ينبغي به أن يكلفهم ما لا يطيقون أو يشق عليهم ويرهقهم فإن هذا مدعاة إلى النفور منه والسآمة، بل يأخذ المتيسر ليتيسر له الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
• ومنها: أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتعلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها. فإن موسى - عليه السلام - أنكر على الخضر خرقه السفينة وقتل الغلام وأن هذه الأمور ظاهرها أنها من المنكر. وموسى - عليه السلام - لا يسعه السكوت عنها في غير هذه الحال التي صحب عليها الخضر. فاستعجل - عليه السلام - وبادر إلى الحكم في حالتها العامة، ولم يلتفت إلى هذا العارض الذي يوجب عليه الصبر وعدم المبادرة إلى الإنكار.
• ومنها: القاعدة الكبير الجليلة وهو أنه (يدفع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير) ويراعي أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما. فإن قتل الغلام شر، ولكن بقاءه حتى يفتن أبويه عن دينهما أعظم شرًا منه وبقاء الغلام من دون قتل وعصمته وإن كان يظن أنه خير، فالخير ببقاء دين أبويه وإيمانهما خير من ذلك، فلذلك قتله الخضر. وتحت هذه القاعدة من الفروع والفوائد ما لا يدخل تحت الحصر. فتزاحم المصالح والمفاسد كلها داخل في هذا. ومنها القاعدة الكبيرة أيضًا وهي أن (عمل الإنسان في مال غيره إذا كان على وجه المصلحة وإزالة المفسدة أنه يجوز ولو بلا إذن حتى ولو ترتب على عمله إتلاف بعض مال الغير)، كما خرق الخضر السفينة لتعيب فتسلم مت غصب الملك الظالم. فعلى هذا لو وقع حرق أو غرق أو نحوهما في دار إنسان أو ماله وكان إتلاف بعض المال أو هدم بعض الدار فيه سلامة للباقي جاز للإنسان بل شرع له ذلك، حفظًا لمال الغير. وكذلك لو أراد ظالم أخذ مال الغير ودفع إليه إنسان بعض المال افتداء للباقي جاز ولو من غير إذن.
• ومنها: أن العمل يجوز في البحر، كما يجوز في البر لقوله: (يعملون في البحر) ولم ينكر عليهم عملهم.
• ومنها: أن المسكين قد يكون له مال لا يبلغ كفايته، ولا يخرج بذلك عن اسم المسكنة؛ لأن الله أخبر أن هؤلاء المساكين لهم سفينة.
• ومنها: أن القتل من أكبر الذنوب لقوله في قتل الغلام: (لقد جئت شيئًا نكرًا).
• ومنها: أن القتل قصاصًا غير منكر لقوله: (بغير نفس).
• ومنها: أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته.
• ومنها: أن خدمة الصالحين أو من يتعلق بهم أفضل من غيرها، لأنه علل استخراج كنزهما وإقامة جدارهما بأن أباهما صالح.
• ومنها: استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ. فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله: (فأردت أن أعيبها). وأما الخير فأضافه إلى الله تعالى لقوله: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك). كما قال إبراهيم - عليه السلام -: (وإذا مرضت فهو يشفين). وقال الجن: (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدًا) مع أن الكل بقضاء الله وقدره.
• ومنها: أن ينبغي للصاحب أن لا يفارق صاحبه في حالة من الأحوال ويترك صحبته حتى يتبعه ويعذر منه كما فعل الخضر مع موسى.
• ومنها: أن موافقة الصاحب لصاحبه في غير الأمور المحذورة مدعاة وسبب لبقاء الصحبة وتأكدها كما أن عدم الموافقة سبب لقطع المرافقة.
-------- وصلى الله وسلم على نبينا محمد،، --------
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)!!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 May 2003, 06:58 م]ـ
أخي الظافر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لها من مرجع؟(/)
اقتراح و سؤال عن كتب التفاسير
ـ[الرجل الحر]ــــــــ[30 May 2003, 10:16 م]ـ
اخواني الاحبه .... بداية اسأل الله ان يباركم لكم في هذا العمل الجبار وان ينفع به العباد انه سميع مجيب
وحيث ان هذا المنتدى هو منتدى علمي متخصص في مجال التفسير فأنني اقترح عليكم ان تكون هناك قائمه بكتب التفاسير كاملة وتعريف يسير عنها وعن مؤلفيها؟
اخوكم
الرجل الحر
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 May 2003, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فمرحبا بك أخي الرجل الحر
واعلم أن كتب التفسير كثيرة جدا، ومن الصعب أن تحصر ويعرف بها، وقد كنت كتبت مشاركة فيها أسماء ما يزيد على 131 كتاب وتجدها على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=347#post347
وأما التعريف ببعضها، فيمكنك الاستفادة من كتاب: التفسير والمفسرون، للدكتور محمد حسين الذهبي، أو كتاب بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، أو غيرها من الكتب التي طرقت نفس الموضوع، أو حدد شيئا منها، ثم اسأل عنه يجيبك عنه المشايخ.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2003, 10:32 م]ـ
حيا ك الله: وهذا موقع فيه أغلب كتب التفسير مع خاصية البحث ارجو ان تستفيد منه http://www.altafsir.com/home.asp
ـ[الرجل الحر]ــــــــ[01 Jun 2003, 12:49 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن السديس
الشيخ احمد البريدي
بارك الله فيكما جميعا ونفع بكما المسلمين.(/)
تقويم كتاب (إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ).
ـ[المحرر]ــــــــ[31 May 2003, 12:43 ص]ـ
تأليف: محمد طلحة بلال أحمد منيار
الناشر: الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن - جدة - السعودية
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 03/ 05/2003
نوع التغليف: عادي (ورقي)
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 447
نبذة عن الكتاب: هذا كتاب فريد في المتشابه اللفظي في القرآن الكريم جعله مؤلفه في قسمين رئيسين:
القسم الأول: تمهيد عن الحفظ والنسيان، والثاني: متشابه القرآن الكريم.
أما القسم الأول: فقد جعله في مبحثين: الأول في الحفظ، وفيه تعريف الحفظ، والوسائل الشخصية للحفظ، والوسائل المساعدة على عملية الحفظ، وسائل تثبيت الحفظ وإحكام المحفوظ، وطرق الحفظ، ومقويات الحفظ والدماغ، والمصنفات في الحفظ والحفاظ، وأما المبحث الثاني ففي النسيان وبواعثه وسبل الوقاية من النسيان، والأوراد والأدعية الواردة في تقوية الحفظ وإزالة النسيان.
وأما القسم الثاني ففي متشابه القرآن - وهو مقصد الكتاب- وفيه بابان: الباب الأول: دراسة عن المتشابه اللفظي، وفيه خمسة مباحث: الأول: موضوعات المتشابه في القرآن وأنواع المصنفين فيها، والثاني: مبادىء علم المتشابه اللفظي، والثالث: فصول في علم المتشابه اللفظي، والرابع: سرد المصنفات في المتشابه اللفظي،والخامس: طرق التصنيف في المتشابه اللفظي، وذكر ستة طرق: الطريقة الأولى: التبويب العددي وعرف فيها بستة كتب، والطريقة الثانية: التلخص السوري، وذكر تحتها عشرة كتب، والثالثة: التصنيف الموضوعي وذكر ثلاثة كتب،والرابعة: توجيه المتشابهات، وذكر ستة كتب، والخامسة: التبويب الهجائي، وذكر أربعة كتب، والسادسة ضبط المتشابهات وعرف بمصنفين فيها.
وأما الباب الثاني من القسم الثاني فهو ضوابط المتشابهات، وذكر ستة ضوابط. وألحق بالكتاب فهارس علمية متنوعة في الألفاظ المتشابهة بحسب أصولها، والأدوات والضمائر، وبحسب الحرف محل الاشتباه.
التقويم: هذا الكتاب من أنفس ما ألف في هذا الموضوع إذ أن أكثر الكتب في هذا الفن تقتصر على جمع الآيات المتشابهات وسردها، وهو أمر عديم الجدوى إذ يغني عنه الآن معاجم ألفاظ القرآن الكريم ولا شك أن أنفع طرق التصنيف هو جمع المتشابهات على طريقة الضوابط؛ لأن المقصود وقاية القارىء الوقوع في الغلط والالتباس، وقد توّصل المؤلف بعد دراسة المصنفات في هذا الفن والتي تزيد على الثلاثين كتاباً إلى صياغة ضوابط دقيقة في الآيات المتشابهات الألفاظ، منها: معرفة الآيات المفردات، وربط الزيادة بالسورة الطويلة، واعتبار الترتيب الألفبائي للحروف الهجائية، والروابط الحرفية والحركية، وتوجيه المتشابهات، وهذه الضوابط ضرب لها الكثير من الأمثلة التي يستعان بها على استحضارها وحفظها.
الملاحظات: الكتاب مطبوع طبعة فاخرة بلونين، ميّز باللون الأحمر الألفاظ المتشابهة، وألحق بالكتاب فهارس علمية متعددة، تتعلق بالألفاظ المتشابهة، ثم بالأحاديث والآثار، والأعلام والكتب، والمصادر والمراجع، والموضوعات، كما ألحق نماذج صور من أساليب الكتب المؤلفة في هذا الفن من مخطوط ومطبوع.
ومما يلاحظ أن المؤلف ذكر في مقدمة كتابه ص9 أنه سماه: " إغاثة الحفاظ على ضبط الآيات المتشابهة في الألفاظ " بينما طبع الكتاب بعنوان آخر، وهو: " إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ " ولا شك أن العنوان الذي اختاره المؤلف أدق ولعل الناشر تصرف بالعنوان.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[31 May 2003, 05:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن الكتب التي تعتني بالمتشابه كتاب الفيروزابادي بصائر ذوي التمييزفي لطائف الكتاب العزيز،
وكتاب متشابه القرآن للكسائي،
ومتشابه القرآن العظيم لأبي الحسن المنادي،
والبرهان في توجيه متشابه القرآن للكرماني،
وكشف المعاني في المتشابه من المثاني لابن جماعة،
وفتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري،
التوضيحات الجلية شرح المنظومة السخاوية في متشابه الآيات القرانية لمحمد محيسن وشعبان إسماعيل،
(يُتْبَعُ)
(/)
وسبيل التثبيت واليقين لحفاظ آيات الذكر الحكيم لصفي الدين
تنبيه الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ لمحمد المسند.
ولا أحسن من كثرة المراجعة، مع التدبر، فبعض هذه الكتب قد تزيد الأمر صعوبة!
والله أعلم.
ـ[عبد الحميد العرفج]ــــــــ[25 Sep 2003, 10:38 ص]ـ
جزاك الله يا شيخ عبد الرحمن على هذا الجهد الرائع والمشاركة الجميلة، ولا أزيد على ما قلت.
والكتب التي ذكرها الأخ السديس قيمة وجيدة، ولكن فيها تشابه وتداخل، وأظن حسب الاطلاع الخاص عليها كلها عند بحث كثير من الآيات أن أفضلها هو: متشابه القرآن للكسائي، وكشف المعاني، وذلك لانفراد الأول بأشياء لم يسبق إليها، كبيان المنفردات من الآيات وما كان من القرآن على حرفين وثلاثة وهكذا إلى عشرة حروف.
وأما كشف المعاني فهو رائع ذلك لن فيه توجيهاً بين الآيات المتشابهة، يفك اللبس والإشكال في كثير من الأحيان إلى أن تنجلي عندك الآيات المتشابهة إلى غير رجعة.
وأيضاً يهتم بالمتشابه المعنوي، وكذلك بما يوهم التعارض أحياناً، كل هذا حسب اطلاعي الخاص.
يضاف إلى ما سبق كتاب رائع تأملته كثيراً فوجدته استفاد من الكتب السابقة كلها بأخذ أحسن ما فيها وهو معاصر واسم لكتاب (أوجز البيان في متشابه القرآن – السيد محمود محمد سند) فهو جيد في هذا الباب.
على أن عندي في رأياً فيما يتعلق بهذا الفن (المتشابه)، وهو أن مسألة التشابه وعدمها أمرها نسبي، يختلف من قارئ إلى آخر، فما عندك متشابه ليس بالضرورة أن يكون عندي كذلك، ولذا يحسن الاستفادة والاطلاع على جميع الكتب في ذلك، خاصة فيما أشكل عليك وتشابه، لا أن ينظر في كل آية، فربما سبب ذلك بحد ذاته إشكالاً لما هو ثابت وراسخ.
يضاف إلى ذلك كتب ليست في درجة الكتب المتقدمة، وهي:
1. هداية الحيران في متشابه ألفاظ القرآن / أحمد عبد الفتاح الزوواي.
2. درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهة في كتاب الله العزيز / للخطيب الإسكافي.
3. دليل المتشابهات اللفظية / د. محمد الصغير، وهذا المعاجم أفضل منه.
وأخيراً إليك هذه المقولة من إمام الحفاظ المتقنين البخاري – تأكيداً لكلام أخي السديس – وذلك عندما سئل البخاري عن داء النسيان وعلاجه، فقال: مداومة النظر في الكتب. أو كما قال، فهذا هو أشفى علاج للمتشابه.
والله تعالى أعلم.
ـ[ fethi] ــــــــ[25 Sep 2003, 12:03 م]ـ
Assalaamou 3alykom borthers.
y ( إعانة الحفاظ للآيات المتشابهة الألفاظ is it possible to doawload this book
Secondly, I'm living In Paris, is there any brother who can by gor me this book. My Email is fethi_jarray@yahoo.fr
Jazakamou Allahou khyren
wassalem
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2004, 12:57 م]ـ
الأخ فتحي وفقه الله
لعل هذا الكتاب يساعدك
المعجم المفهرس للتراكيب المتشابهة لفظاً في القرآن ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=849).(/)
سؤال: ترتيب الآيات وترتيب السور أهو توقيفي
ـ[ barsoom] ــــــــ[31 May 2003, 11:37 ص]ـ
السلام عليكم
حسب معلوماتي الضحلة أن ترتيب الآيات بالسورة الواحدة توقيفي , وترتيب السور بالمصحف ليس توقيفي. (وأرجو التصحيح)
وفي حديث زيد بن ثابت الطويل عن جمع القرآن بعد ذكره لآية (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) يقول: حتى وجدتها مع رجل يدعى خزيمة أيضاً فأثبتها في آخر براءة ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة.
وفي حديث ابن عباس في سؤاله عثمان بن عفان عن سورتي الأنفال وبراءة يقول: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها.
فهل يستدل من هذين الحديثين أن ترتيب الآيات ليس بتوقيفي وأنه يجوز الفصل بين آيات السورة الواحدة وجعلها سورا متعددة؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2003, 01:31 م]ـ
حياك الله يا أخي: واعلم ان ترتيب الآيات توقيفي بالإجماع ,وأما ترتيب السور ففيه ثلاثة أقوال: أصحها والله أعلم أن منه ماهو توقيفي حيث علم ترتيبه من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأكثر , ومن السور مالم نعلم ترتيبه من جهته , فرتب حسب اجتهاد الصحابة , وحصل إجماعهم عليه وهذا القول هو الذي تجتمع عليه الأدلة والله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 May 2003, 04:35 م]ـ
مع العلم بأن القول بأن الترتيب كان اجتهادا من الصحابة هو قول الجمهور
ولي سؤال للشيخ البريدي / هل الإجماع المذكور دل على أن الترتيب الموجود الآن كله توقيفي، وأن مسألة الاجتهاد في الترتيب كان ما قبل مرحلة الإجماع؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 May 2003, 05:33 م]ـ
بسم الله
مسألة ترتيب الآيات ليس فيها إشكال ولله الحمد، والخلاف كما ذكر أخي الشيخ أحمد إنما هو في ترتيب السور.
وأحب أن أحيل من حرص على التوسع في هذه المسألة على ما أورده الإستاذ الدكتور: أحمد حسن فرحات في كتابه القيم:في علوم القرآن عرض ونقد وتحقيق.
وأنبه هنا أيضاً على أن الترتيب وإن كان باجتهاد الصحابة فإنه قد حصل بتوجيه من الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وبحضور الصحابة وموافقتهم عليه؛ وتلقت الأمة هذا الترتيب بالقبول فكان إجماعاً على سنة من سنن أحد الخلفاء الراشدين المهديين الذين أُمرنا باتباع سنتهم.
وعلى هذا فالترتيب كان باجتهاد الصحابة رضي الله عنهم؛ وله حكم الرفع والتوقيف باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنتهم والتمسك بها.
وأختم بهذا الأثر الجميل:
قال سليمان بن بلال: سمعت ربيعة [هو ابن أبي عبدالرحمن المعروف بربيعة الرأي] يُسأل: لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة؛ وإنما نزلتا بالمدينة؟
فقال: قٌدمتا، وأُلف القرآن علىعلمٍ ممن ألفه به، ومن كان معه فيه، واجتماعهم على علمهم بذلك؛ فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه.
[أثر صحيح أخرجه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة 3/ 1016 قال: حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبدالله بن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، به.]
ينظر كتاب: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للشيخ عبدالله الجديع. 135 - 136 حيث ذكر المؤلف أن ما روي عن عمر وعثمان وزيد في الآيتين في آخر سورة براءة لم يثبت منه شيء من قبل الإسناد [ثم توسع في تخريج الروايات في ذلك، وأكد على أن الجملة التي سأل عنها السائل [برسوم!!] وهي قول زيد:ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة = منكرة].
والله تعالى أعلم والرد إليه أسلم.
وقد سبق مناقشة هذه المسألة هنا ( http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4796)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2003, 06:24 م]ـ
الأخ محمد وفقه الله: معذرة لم أفهم سؤالك فأرجو ان تعيده بصورة أوضح وفقك الله إن لم يكن الإشكال قد زال بمشاركة الشيخ ابي مجاهد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[31 May 2003, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا البريدي، قلتم (ومن السور مالم نعلم ترتيبه من جهته , فرتب حسب اجتهاد الصحابة , وحصل إجماعهم عليه)
وسؤالي / هل الإجماع الذي ذكرتموه أنه انعقد على الجزء الذي اجتهد الصحابة في ترتيبه يجعل الترتيب في جميع السور توقيفي؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2003, 11:21 م]ـ
الأخ محمد وفقه الله:
إجماع الصحابة على هذا الترتيب لايجعل الترتيب توقيفي في كل سور القرآن إذ إن معنى توقيفي أي طريقه الوحي بحيث يرتب من جهة النبي صلى الله عليه وسلم وقلت لك: إنه ليس كل السور علم ترتيبها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لكن نستفيد من هذا الإجماع عدم جواز مخالفته , والله أعلم.
ـ[الحارث]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:24 م]ـ
بل يستفاد من الإجماع على هذا الترتيب أنه توقيفي , لأنه منعقد على نص من الوحي , قد نعلمه وقد لا نعلمه.
وأما عدم مخالفة هذا الإجماع فهي نتيجة حكمية لازمة للإجماع تأتي بعد معرفة مُنعقد الإجماع وأنه على نص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[01 Jun 2003, 07:02 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا البريدي، وما ذكره الشيخ الحارث هو تماما ما أقصده، فقد تبنيتم القول بأن بعض السور توقيفي وبعضه اجتهادي، ثم حصل الاجماع على هذا الترتيب ـ التوقيفي منه والاجتهادي ـ فالتوقيفي لا إشكال فيه من الأصل، أما الاجتهادي فقد دل الاجماع على كونه توقيفي لأن الاجماع لابد من كونه يستند إلى نص، سواء علمنا هذا النص أو لم نعلمه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Jun 2003, 06:34 ص]ـ
الأخوان الحارث ومحمد يوسف وفقهما الله:
لا يلزم ان يكون الإجماع مبني على توقيف وإنما يجوز ان يكون عن رأي واجتهاد قال الرازي في كتابه الفصول 3/ 275:َ يَكُونُ الْإِجْمَاعُ عَنْ تَوْقِيفٍ , وَيَكُونُ عَنْ اسْتِخْرَاجِ فَهْمِ مَعْنَى التَّوْقِيفِ , فَمِنْهُ مَا عُلِمَ وَجْهُ التَّوْقِيفِ فِيهِ. وَمِنْهُ مَا لَا يُعْلَمُ , لِعَدَمِ النَّقْلِ فِيهِ , وَيَكُونُ أَيْضًا عَنْ رَأْيٍ وَاجْتِهَادٍ.
وقال الغزالي: يجوز انعقاد الإجماع عن اجتهاد وقياس ويكون حجة وقال قوم: الخلق الكثير لا يتصور اتفاقهم في مظنة الظن ولو تصور لكان حجة , وإليه ذهب ابن جرير الطبري وقال قوم: هو متصور وليس بحجة ; لأن القول بالاجتهاد يفتح باب الاجتهاد ولا يحرمه , والمختار أنه متصور وأنه حجة.
وجاء في الموسوعة الفقهية:لابد للإجماع من مستند , نص أو قياس , وقد يكون النص أو القياس خفيا. فإذا أجمع على مقتضاه سقط البحث عنه , وحرمت مخالفته مع عدم العلم به , ويقطع بحكمه وإن كان ظنيا.
وإجماع الصحابة على ترتيب عثمان لا يشترط له أن يستند إلى توقيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم , فموافقتهم على هذا الترتيب توحيداً لكلمة الأمة , وتعلمان أن مصاحف الصحابة قبل هذا الجمع مختلفة في ترتيبها.
وعلى كلٍ فالقول بالتوقيف قيل به أصلا كما تعلمان والله أعلم.
ـ[الحارث]ــــــــ[04 Jun 2003, 06:41 ص]ـ
* نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على أنه:
لا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا وفيها نص.
وقد بنى رحمه الله هذا الحكم على مقدمات وقواعد كلية يحسن الرجوع إليها في: الفتاوى 19/ 194 - 202 , وملخص كلامه:
- ثبت باستقراء موارد الإجماع أن جميع الإجماعات منصوصة.
- من أسند الإجماع إلى قياس فإنما قال بعلمه , ومن رده إلى نص كذلك , والخلاف لفظي , إذ كل مستدل يتكلم بحسب ما عنده من اعلم.
- من أسند الإجماع إلى اجتهاد أو قياس فقد خفي عليه النص.(/)
هل هذا حقا كما يقال
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[31 May 2003, 10:06 م]ـ
تفسير ابن عباس تنوير المقابس هل حقا هو كما يقال نسخه غير صحيحة
مع الملاحظ انه يباع في مكاتبنا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[31 May 2003, 11:03 م]ـ
نعم شكك بعض الباحثين في نسبته إلى ابن عباس ومنهم د. الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون 1/ 81 ولو نظرنا إلى الكتاب وقارناه بماروي عن ابن عباس في مصادر التفسير المعتبرة فإنك لن تطمئن إلى نسبته إليه وعلى سبيل المثال عند تفسيره البسملة قال: بسم الباء بهاء الله وبهجته وبلاؤه وبركته وابتداء اسمه باري , السين سناؤه وسموه أي ارتفاعه وابتداء اسمه سعيد سميع .....
بالإضافة إلى ان الكتاب قد روي كله من طريق واحد هو طريق السدي الصغير عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس وهذه سلسلة الكذب عند أهل العلم.
لكن هل يستفاد من الكتاب:
الجواب نعم يستفاد منه لكن لا ينبغي نسبته إلى ابن عباس مع ما قدمنا والله أعلم.(/)
حكم استعمال لفظة (يجوز، أو لا يجوز)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Jun 2003, 12:32 ص]ـ
لفظة (يجوز) أو (لا يجوز) بمعنى التحليل أو التحريم لم ترد في القرآن الكريم، وإنما ورد لفظ (يحل) أو (لا يحل)، وكذا في السنة لم ترد، وذلك حسب اطلاعي.
والسؤال: هل يعني ذلك أن استعمالها يعتبر خطئا؟ وهل تأتي (يجوز) في اللغة بمعنى (يحل)؟
إن استعمال كلمة (يجوز) سائغ ومشتهر على ألسنة العلماء منذ عهد بعيد، وهي من ناحية اللغة صحيحة حسب علمي، والذي يظهر لي صحة استعمال هذه الكلمة لكن الأولى استعمال لفظة (يحل) تأدباً مع المصطلحات الشرعية.
هذا ما لدي حول هذه المسألة فمن كان عنده علم فليفدنا.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[01 Jun 2003, 12:13 م]ـ
أخي الكريم الشيخ أحمد القصير _ حفظه الله _
لا حرج إن شاء الله في استعمال لفظ (يجوز) بمعنى يحل، ولفظ (لا يجوز) بمعنى لا يحل، لورود هذا الاستعمال في الأحاديث التالية:
1) يجوز كتابة المدبر صحيح إرواء الغليل 1754
2) لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها إسناده حسن السلسلة الصحيحة 825
3) لا يجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا زان ولا زانية، ولا ذي غمر على أخيه في الإسلام حسن صحيح الجامع 7236
4) ثلاث لا يجوز اللعب فيهن: الطلاق، و النكاح، و العتق حسن صحيح الجامع 3047
5) لا يجوز من الضحايا، العوراء البين عورها، و العرجاء البين عرجها، و المريضة البين مرضها، و العجفاء التي لا تنقي صحيح صحيح النسائي 4075
6) فأنى كان ذلك. قال: ما أدري، قال: فهل لك من إبل. قال: نعم، قال: فما ألوانها. قال: حمر، قال: فهل فيها جمل أورق. قال: فيها إبل ورق، قال: فأنى كان ذلك. قال: ما أدري يا رسول الله، إلا أن يكون نزعة عرق، قال: وهذا لعله نزعة عرق. فمن أجله قضى رسول الله، هذا: لا يجوز لرجل أن ينتفي من ولد ولد على فراشه، إلا أن يزعم: أنه رأى فاحشة صحيح صحيح النسائي 3257
7) أن رسول الله: قضى فيمن أعمر عمرى، له ولعقبه، فهي له بتلة، لا يجوز للمعطي منها، شرط ولا ثنيا صحيح صحيح النسائي 3508
وقد مضى عمل السلف على ذلك فثبت استعمال: يجوز ولا يجوز، عن الصحابة والتابعين، واستعملها البخاري وغيره في تراجم أبوابهم، بالإضافة إلى أن الأصل في الألفاظ الإباحة إذا كان معناها صحيحا ولم يرد نهي عنها، والله أعلم.
ـ[مستفيد]ــــــــ[01 Jun 2003, 01:37 م]ـ
بارك الله في مشايخنا
لكن ألا يمكن أن يقال: أن كلمة (يجوز أو لا يجوز) أخف على السمع من (يحل أو لا يحل)
أما من ناحية الترهيب لمن يتسرع في الافتاء فالعكس.
فتماشيا مع المصلحة المرادة نستعمل (يجوز أو لا يجوز).
فكيف نوفق بينهما؟
و أحسن الله إليكم
تلميذكم البار: مستفيد
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:37 م]ـ
أخي الكريم الشيخ أبو خالد السلمي حفظه الله:
نعم ما أوردته من أحاديث يدل على أن هذه اللفظة قد جاءت في السنة، وجزاك الله خيرا على هذا الاستدراك، ولكن لفظة (يحل) وردت أكثر من لفظة (يجوز)، وأيضا لفظة (يجوز) لم ترد في القرآن الكريم، وأعتقد أنك توافقني على ذلك، وأنا لم أقل بتحريم أو كراهية استعمال هذه اللفظة، بل الأمر فيها واسع ولله الحمد، لكن لما رأيت أنها لم ترد في القرآن الكريم قلت الأولى استعمال ما ورد به الشرع، من باب التأدب وحسب، والأمر في هذا واسع إن شاء الله، وهذه المسألة من الملح التي يتذاكر بها طلبة العلم، ولا تعني تخطئة الأوائل أو التقليل من شأنهم، والله المستعان.
ـ[ masd1] ــــــــ[06 Jun 2003, 07:52 ص]ـ
الى الأخ أحمد القصير
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - قولك ان لفظة يحل وردت اكثر في الشرع من يجوز يحتاج منك الى الحصر في الكتاب والسنة، ثم توضيح ذلك على بينة - هذا على التسليم على ان الأكثر يعمل به والأقل يترك تأدبا مع المصطلحات الشرعية -
2 - ان قولك ((لكن لما رأيت أنها لم ترد في القرآن الكريم قلت الأولى استعمال ما ورد به الشرع،))
وهل السنة النبوية - بارك الله فيك - التي وردت فيها كلمة يجوز ليست من الشرع 0
والله عز وجل يقول ((وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا))
ويقول تعالى ((قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله))
ويقول تعالى ((ومن يطع الرسول فقد أطاع الله))
3 - قولك ((من باب التأدب وحسب))
أقول بارك الله فيك: قولك هذا خلاف ما تدعو إليه في نظري، لأني فهمت على حسب كلامك أن ألفاظ التحليل والتحريم إنما تؤخد من القران -الذي وصفته بالشرع -فقط دون السنة،
والتي لا أظنك -ان شاء الله تعالى - لا تدخلها في الشرع.
4 - قولك ((ولا تعني تخطئة الأوائل أو التقليل من شأنهم))
والرد على هذه الجملة من كلامك نفسه الآتي وهو قولك في اول النقاش ((إن استعمال كلمة (يجوز) سائغ ومشتهر على ألسنة العلماء منذ عهد بعيد)) 0
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2003, 01:55 م]ـ
أخي Masd1 وفقه الله
كلام أخي الكريم الشيخ أحمد القصير في غاية الوضوح، وفكرته لا لبس فيها، ويبدو يا أخي الحبيب أن فهمك قد ذهب بك بعيداً، فأرجو التأمل مرة أخرى في الكلام المكتوب، والتأني وعدم العجلة.
ولست أقول ذلك نيابة عن أخي الكريم الشيخ أحمد فهو أدرى، ولكن تنبيه لك في المستقبل أن تتأمل ما تكتب وفقك الله. وتقبل من أخيك كل تحية وتقدير.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[06 Jun 2003, 05:25 م]ـ
أخي الكريم ( masd1 )
1- ماذا تفهم من عدم ورود لفظة (يجوز) في القرآن الكريم؟ وماذا تعني عندك؟ وماذا يعني مجيء لفظة (يحل) بدلاً منها؟
2 - لفظة (يحل) وردت في السنة أكثر من لفظة (يجوز) وبإمكانك التحقق من ذلك بالبحث عن كلا الكلمتين بمشتقاتهما في أحد برامج الحديث للحاسب الآلي، وإذ الأمر كذلك فماذا يعني عندك قلة ورود لفظة (يجوز) في السنة مقابل كلمة (يحل).
الذي فهمته أن ذلك يعني أن لفظة (يحل) أكثر استعمالاً في الشرع، وبالتالي فالأولى أن نكثر من استعمالها تأسياً بالنصوص الشرعية، ولا يعني هذا أبداً تحريم أو كراهة استعمال لفظة (يجوز).
ولتتضح الصورة أعطيك مثالاً من السنة يقرب هذه المسألة:
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجهر بالبسملة في الصلاة أحياناً، وورد عنه أنه كان يسر بها أحياناً أخر، والأكثر من فعلة الإسرار، لذا قال الجمهور من العلماء السنة الإسرار بالبسملة، ويجهر بها أحياناً، وهذا يدل على اعتبار الكثرة، والأمثلة في هذا كثيرة، والله تعالى أعلم.(/)
طلب ترتيب كتب علم التفسير وعلوم القرآن على مراحل التعلم.
ـ[مستفيد]ــــــــ[01 Jun 2003, 01:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
مشايخنا الأفاضل وفقكم الله، هناك من الشباب المتدين ممن وفقهم الله لحفظ القرآن الكريم كليا أو جزئيا يسألون:
أحسن الله إليكم نريد أن ترتبوا لنا أهم الكتب التي تساعد على الرسوخ في هذا العلم الجليل على مراحل و اخترنا أن تكون كما يلي:
المرحلة الأولى (ذكر كتب مختصرة جامعة)
المرحلة الثانية (ذكر كتب متوسطة)
المرحلة الثالة (ذكر كتب مطولة)
المرحلة الرابعة (ذكر كتب متخصصة معمقة)
وفقكم الله للخير.
تلميذكم البار (مستفيد) غفر الله له و لوالديه و لجميع المسلمين
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Jun 2003, 01:59 م]ـ
أحيلك إلى مشاركة أخي أبي مجاهد القيمة ففيها جوابك: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
ـ[مستفيد]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:13 م]ـ
رفع الله قدرك بالسنة يا شيخنا
و هذا جواب فضيلة الشيخ أبو مجاهد حفظه الله، لمن أرادهَا
.............................
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم]
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن:
أولاً- التفسير
المرحلة الأولى:
التفسير الوجيز للواحدي أو زبدة التفسير للأشقر إضافة إلى التفسير الميسر، ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين.
المرحلة الثانية:
الوسيط للواحدي مع تفسير البغوي أو اختصار الرفاعي لتفسير ابن كثير أو المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير.ومن الكتب الجيدة في هذه المرحلة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي.
المرحلة الثالثة:
تفسير ابن كثير [مع الحرص على الطبعات الجيدة له، ومن أفضل طبعاته الطبعة التي حققها البنا في سبع أو ثمان مجلدات، وطبعة دار طيبة بتحقيق السلامة في ثمان مجلدات، ومن أفضلها في تحقيق الأحاديث والآثار طبعة جديدة حققها جماعة من إصدار مكتبة أولاد الشيخ للتراث في خمسة عشر مجلداً]. ويمكن الإكتفاء لغير المتخصصين بفتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد كنعان فهو أجود مختصرات ابن كثير الكاملة.
ويرجع الباحثون إلى تفسير ابن جرير الطبري وابن عطية،وتفسير القرطبي وأبي حيان.
وإذا ما أراد طالب العلم أن يكون له كتب يكثر من الرجوع إليها فليحرص على أضواء البيان للشنقيطي وتفسير السعدي وظلال سيد قطب.
ومن الكتب التفسيرية المتميزة بالدقة والتحرير تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور.
ثانياً - علوم القرآن:
المرحلة الأولى:
أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين، وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداد
المرحلة الثانية:
التحبير في علوم التفسير للسيوطي، و مباحث في علوم القرآن للقطان أو دراسات في علوم القرآن لفهد الرومي.
المرحلة الثالثة:
البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي ويستفاد من ترتيبه وتهذيبه لمحمد عمر بازمول.ومن الكتب الجيدة كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع، ويستفاد كذلك من كتاب:في علوم القرآن عرض ونقد للدكتور أحمد حسن فرحات.
ثالثاً- أصول التفسير وقواعده:
المرحلة الأولى:
بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، والقواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي.
المرحلة الثانية:
فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار، وتفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه لعلي العبيد.مع مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
المرحلة الثالثة:
قواعد التفسير لخالد السبت، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي.
رابعاً- مناهج المفسرين:
المرحلة الأولى:
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي.
المرحلة الثانية:
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي. [وعلى هذا ملاحظات كثيرة]
المرحلة الثالثة:
التفسير والمفسرون للذهبي، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للرومي، وكتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات للمغراوي.
خامساً – كتب غريب القرآن:
المرحلة الأولى:
الترجمان والدليل لآيات التنزيل للمختار الشنقيطي
المرحلة الثانية:
غريب القرآن لابن قتيبة.
المرحلة الثالثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وعمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
ويستفاد من أمهات كتب اللغة، وخاصة كتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس.
سادساً – كتب أسباب النزول:
يستفاد من كتب أسباب النزول للواحدي والسيوطي، مع الحرص على معرفة الصحيح منها بالرجوع إلى كتاب الوادعي: الصحيح المسند من أسباب النزول.
ومن أهم الكتب في هذا الباب كتاب العجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر؛ إلا أن المطبوع منه ناقص.
سابعاً- كتب الناسخ والمنسوخ:
يستفاد من الكتب المشهورة في هذا العلم وهي:
الناسخ والمنسوخ للنحاس بتحقيق اللاحم، وكتاب القاسم بن سلام الهروي بتحقيق المديفر، وكتاب الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب بتحقيق أحمد حسن فرحات وغيرها.
ومن الكتب المهمة في دراسة هذا الفن: كتاب النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد.
وبعد: فهذه الكتب المقترحة اجتهاد من كاتبها، وأرحب بإضافاتكم ومقترخاتكم.
.....................................
ثم أجاب فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري وفقه الله بمايلي:
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد
وهذه قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن لغير المتخصصين كنت كتبتها إجابة لطلب بعض الإخوة وأغلبها ذكره أخي أبو مجاهد وفقه الله أعلاه.
وهي قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن والتجويد ومناهج المفسرين وأصول التفسير، من أراد الاقتصار عليها كفته بإذن الله، ولم يحتج إلى غيرها، بشرط أن يدمن النظر فيها ويراجعها حتى يتقنها، ومن أراد بعد ذلك أن يتوسع فالقرآن الكريم وما دار حوله من علوم لا يكاد يأتي عليها الحصر، وأما إتقان تلاوة كتاب الله فلا بد فيها من التلقي عن المقرئين المتقنين، ولا يكفي فيها الأخذ من الكتب أو الأشرطة إلا لمن عجز، والله الموفق لمن يشاء من عباده للاستفادة من دقائق العمر في ما ينفع.
1 - علم التجويد – أحكام نظرية وملاحظات عملية وتطبيقية، ليحيى عبدالرزاق الغوثاني، الطبعة الأولى 1417هـ.
2 - مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، تحقيق صفوان عدنان داوودي، ط. دار القلم بدمشق – الطبعة الأولى 1412هـ.
3 - الوجيز في علوم الكتاب العزيز لمشعل الحداري (وليس الحداد)، ط. غراس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1423هـ.
4 - التفسير الوجيز للواحدي، تحقيق عدنان داوودي، ط. دار القلم (مجلدان)
5 - تفسير الإمام ابن كثير، ط. دار المعرفة ببيروت (مجلد واحد)، الطبعة الأولى 1423هـ.
6 - زاد المسير في علم التفسير لعبدالرحمن بن الجوزي، تحقيق زهير الشاويش، ط. المكتب الإسلامي (مجلد واحد)، 1423هـ
7 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله بن يوسف الجديع، نشر مركز البحوث ببريطانيا – ليدز – توزيع مؤسسة الريان، الطبعة الأولى 1422هـ
8 - أسباب النزول للواحدي، بتحقيق السيد أحمد صقر أو غيره.
9 - القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لأبي عبدالله محمد الحمود النجدي، ط. مكتبة دار الإمام الذهبي – الطبعة الأولى 1412هـ.
10 - تفسير القرآن الكريم – أصوله وضوابطه، للدكتور علي بن سليمان العبيد، ط. مكتبة التوبة، الطبعة الأولى 1418هـ
والآراء في هذا متباينة والغرض واحد منها جميعاً والتوسع في دراسة التفسير وعلوم القرآن الكريم يعني التوسع في علوم الآلة ولا بد وأهمها علوم اللغة العربية فهي من أنفع العلوم للتدبر في معاني كتاب الله. والله الموفق
..................................
ثم زاد فائدة أخرى شيخنا الفاضل أبو مجاهد رفع الله قدره
أرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يضيفوا ما يرونه مناسباً من الكتب في التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين إلى هذا الموضوع، حتى يتيسر الإطلاع عليها في مكان واحد.
وأضيف هنا: صدر حديثاً كتاب جيد في أسباب النزول بعنوان: صحيح أسباب النزول للعلي، بتقديم الدكتور صلاح الخالدي.
وقد صدر قبل مدة اختصار أحمد شاكر لتفسير ابن كثير كاملاً، حيث كان المختصر شاكر رحمه الله قد انتهى من تسويده كاملاً قبل وفاته، وكان قد طبع سابقاً بعنوان عمدة التفسير من تفسير ابن كثير في خمسة أجزاء في مجلدين إلى سورة الأنفال.
وهذه الطبعة الجديدة اهتم بها المعتني بها [لا يحضرني اسمه الآن] وراجع أصلها وحققه على نسخ خطية.
(يُتْبَعُ)
(/)
.............................................
و هذه فائدة أخرى من الشيخ الافضل أحمد البريدي وفقه الله:
شكر الله لك ابامجاهد على هذا الجهد ولي ملاحظة يسيرة وهي: ذكرت ان تفسير الجلالين يصلح للمبتدئين ويرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خلاف ذلك بل يراه لطلاب العلم ولا ينصح به للمبتدئ ذكر هذا عند تعليقه على تفسير الجلالين سورة الزمر اخر الشريط العاشر ووجهة نظره ان المؤلف يذكر اشياء لللاختصار وتحتاج الى بيان يقصر عنها فهم المبتدئ وانا اوفق الشيخ رحمه الله على هذا والشواهد كثيرة ويدل على هذا كثرة الحواشي والتعليقات على تفسير الجلالين واخرها صنيع الشيخ رحمه الله فما رايك وفقك الله
..............................................
و هذه فائدة الأخ الفاضل ابو حيان
من المفيد في هذا الباب كتاب الدكتور مساعد الطيار:أنواع التصنسف في علم التفسير
و كذلك الدورة التي ألقاها فضيلته في الدمام قبل عامين في الصيف قبل الماضي وهي دورة قيمة كانت عن مقدمات في علم التفسير أنصح الإخوة بالرجوع إليها وقد ذكر الشيخ طريقة جيدة وعملية في طلب علم التفسير.
وللشيخ اليوم محاضرة بعنوان: كيف يستفيد طالب العلم من كتب التفسير تستطيع سماعها من موقع البث الإسلامي في الساعة 8:15
و للشيخ خالد السبت دورة بعنوان مهمات في علوم القرآن قدمها في الصيف الماضي في الدمام وفيها فوائد قيمة.
وبالنسبة للمبتدئين فالشيخ خالد ينصح دائما بكتاب التفسير الميسر وبالمناسبة فإن الكتاب يقرأ على الشيخ وكان قد بدأ فيه من مدة وقطع جزءا كبير منه وهو الآن في سورة الدخان تقريبا (وهذا قلما يتفق لأحد في هذا الزمان أن يشرح هذا القدر من التفسير هذا ان وجد من يلقي دروسا في التفسير!) والدرس ينقل في موقع البث الإسلامي
وهو درس قيم جدا وقد شرفني الله يحضور جزء لا بأس منه أسأل الله التوفيق والمداومة.
................................................
ثم أضاف فائدة أخرى شيخنا الفاضل أبومجاهدالعبيدي فقال:
أخي الكريم أحمد البريدي وفقك الله
أنا معك في ملاحظتك الوجيهة، والرأي رأي شيخنا العالم ابن عثيمين رحمه الله، وذكري له كما تلاحظ جاء في الأخير بلفظ: ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين، وسبب ذكري له هنا أنه يصلح أن يكون للمبتدئ الذي يريد أن يقرأ كتاباً على شيخ، أما إذا كان يريد القراءة بنفسه فلعل التفسير الميسر الصادر عن المجمع لنخبة من العلماء هو المرشح لذلك.
وأما ما ذكره أخي أبو حيان عن الشيخ المفضال المعروف بالعمق وسعة الإطلاع الذي أحببناه من خلال قراءة كتبه والاستفادة منها = أنه يرى أن يبتدئ طالب العلم بالتفسير الميسر فنعم إذا كان يقرأ لنفسه، أما إذا كان يقرأ على شيخ فوجهة نظري أن التفسير الميسر ميسرٌ كاسمه، والأولى أن يختار كتاب آخر للقراءة على شيخ كالجلالين أو البيضاوي أو الوجيز للواحدي.
ولى طلب منك يا أخي أبا حيان أرجو أن تحققه، أن تبلغ سلامي للشيخ الفاضل خالد السبت، وأن تقبل عني على رأسه، وتنقل له رجاءنا له بالمشاركة معنا في هذا الملتقى.
.......................................
وجهة نظر وأسماء
وجهة نظر
إن هذه البادرة الطيبة في رسم منهج لإخراج طالب علم متأصل في التفسير تعد خطوة مهمة وممتازة في وقتنا الذي يعز فيه المتخصصون، ولكن لي وجهة نظر في رسم المنهج، ألا وهي:
ـ مراعاة سن الطالب، واختيار الكتاب الذي يتناسب مع مستواه العمري.
ـ مراعاة القدرات العقلية لكل سن ولسن واحد، أي لربما يتوافق اثنان في سنً لنفرض (15) سنة ولكن أحدهما يعي أكثر من الآخر فما يتناسب مع القوي لا يتناسب نع الضعيف، وما يتناسب مع الضعيف يتناسب مع القوي ولكن يؤخر مستواه إن لم يتأثر الضعيف به.
ـ مراعاة المراحل التي يمر بها الطالب، ووضع الأنسب له، فيقرأ أولاً ـ لمن كان سنه (15)، ذو مستوى وسط ـ أصول التفسير بقواعد مبسطة خارجة عن الخلافيات، ثم يدرس معها مختصراً من مختصرات تفسير ابن كثير لأن الأصل استوعب هذه القواعد، أو أي تفسير طبق الأصول المتفق عليها في التفسير ز
(يُتْبَعُ)
(/)
ويدرس معها كتاب مبسط في علوم القرآن يعرفه بالمباحث العامة لعلوم القرآن ككتاب مورد الظمآن في علوم القرآن للشيخ صابر حسن محمد أبو سليمان ن ط الدار السلفية، وهكذا نرتقي به درجة وراء درجة.
ـ مراعاة الخلفية العلمية، فيقترح لكل من يريد قراءة تفسير ما تفسيراً يتناسب ومستواه الثقافي وتخصصه فليس كل القراء يصبرون على البلاغة و الإعراب ...
مراعاة المدرس لهذا الطالب.
وأعرض بعض الأسماء لكتب علوم القرآن والتفسير مع التعريف بها تعريفاً يسيراً:
التحبير في علم التفسير، لجلال الدين السيوطي، ط دار الكتب العلمية، وكأن السيوطي رحمه الله كتبه قبل أن يكتب الإتقان، ويعرض فيه مباحث علوم القرآن بشكل مختصر مفيد.
علوم القرآن الكريم للأستاذ الدكتور الشيخ نور الدين عتر حفظه الله، ط دار الخير، وهو كتاب منهجي أكاديمي كذلك يعرض فيه مباحث علوم القرآن مبسطة سهلة وبعبارة واضحة، وهو مقرر في كلية الشريعة في دمشق وغيرها.
القرآن الكريم هدايته وإعجازه، محمد الصادق عرجون، ط دار القلم، وهو كتاب علمي أراد به الكاتب تأصيل جوانب من التفسير على منهج السلف الصالح بنظرة متأصلة، وهو كتاب جدير بالقراءة.
إعجاز القرآن، محمد صادق الرافعي، ط دار القلم، وهو كتاب غني عن التعريف لا ينفك المتخصص أن يكون في مكتبته.
هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكير بالأكوان، للمحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله،ط دار الفلاح حلب، وهو كتاب يعرض للعوالم التي تحدث عنها القرآن كالكرسي والملائكة والجن و ... وشرح هذه العوالم بالأحاديث النبوية، وأعتبر هذا الكتاب من كتب التفسير العلمي البديع.
دراسات في التفسير وأصوله، للدكتور محيي الدين البلتاجي، ط دار الثقافة وهو كناب يحدث فيه عن تاريخ التفسير ومناهجه العامة ومدارسه ويناقش موضوعات تتعلق في علوم القرآن.
أصول التفسير وقواعده لخالد عبد الرحمن العك، ط دار النفائس وهو كتاب واسع حاول مؤلفه أن يستوعب الموضوع من جوانبه فوفق في جوانب، ويؤخذ عليه جوانب ولكنه كتاب نافع في الجملة.
أوجز التفاسير من تفسير ابن كثير لخالد عبد الرحمن العك، ط دار البشائروهو تفسير كاسمه اختصر فيه تفسير ابن كثير اختصاراً شديداً واستكمل بعض الأمور من تفسير القرطبي وذبل معه أسباب النزول مخرجة واعتمد على صحيحها كما قال، وقدم للكتاب بمقدمة لطيفة في أصول التفسير والتعريف به،
العجاب في بيان الأسباب، أحمد بن علي، شهاب الدين أبو الفضل المتوفى سنة 773 هـ تحقيق عبد الحكيم محمد الأنيس، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1997، وهو كتاب في أسباب النزول لم أطلع عليه بعد
___________________________________
تلميذكم البار: مستفيد ـ عفا الله عنه
ـ[مستفيد]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:19 م]ـ
و هذا رابط الجواب عَلى سُؤالِي الأول، لمن أحب ذلك
السؤال الأول: من أين أبدأ في تحصيل هذا العلم؟
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=312
وفقكم الله لعبادته و حسن طاعته
ـ[الطبيب]ــــــــ[29 Apr 2006, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البيان الشافي ..(/)
هل كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب من كتب التفسير؟
ـ[المتفقه]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل سنوات دخلت أحد المساجد فوجدت كتاب (في ظلال القرآن) لصاحبه سيد قطب فتصفحت بعض الأجزاء منه فظهر لي أنه كتاب لغة و خواطر أدبية أكثر منه كتاب تفسير ـ هذا في أول الأمر ـ.
و بعدها وقع بين يدي كتب أخرى تنتقد هذا الكتاب و تبين ما فيه من أخطاء و انحرافات فعجبت أشد العجب.
و في كل مرة أقول أرجو أن يوفقني الله لأطرح على أهل الاختصاص هذه الكلمات و انتظر جوابا لما حصل لي من تعجب.
فأرجو من أهل الاختصاص أن يبينوا لي من وجهة علمية صرفة حقيقة الأمر يعني أريد نقدا علميا لكتاب (في ظلال القرآن الكريم) لصاحبه سيد قطب ـ رحمه الله ـ
و السلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2003, 04:50 م]ـ
أخي الكريم المتفقه وفقه الله
نعم، يعتبر كتاب (في ظلال القرآن) للأستاذ سيد قطب - رحمه الله رحمة واسعة - من كتب التفسير الجيدة التي كتبت في العصر الحديث، ويعد مع كتاب أضواء البيان، والتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور من أفضل ما كتب في العصر الحديث في تفسير القرآن الكريم، مع اختلاف مناهج الكتب الثلاثة.
وكتاب في ظلال القرآن يقع في ثمانية مجلدات، وله قبول وشهرة واسعة بين طلاب العلم وغيرهم، ويعتبر من اكثر الكتب طباعة في العصر الحديث، حيث قد طبع على ضخامته أكثر من ثلاثين طبعة، وطبعات أخرى غير مصرحة من قبل أهل الحقوق.
وقد انتقد المؤلف في بعض المسائل التي في كتابه كغيره، فلم يسلم أحد من الوقوع في الخطأ لا في القديم ولا في الحديث، والإنصاف عزيز.
والمؤلف رحمه الله يأتي أولاً بظلاله في مقدمة السورة لتوضيح أهدافها ومقاصدها، ثم يشرع بعد ذلك في التفسير، ذاكراً المأثور الصحيح، ومشيراً إشارة عابرة إلى بعض النواحي البلاغية، وكثيراً ما كان يربط بين الآيات القرآنية والواقع الحياتي الذي نحياه اليوم.
وقد ذكر الدكتور صبحي الصالح عن الكتاب (أن الغرض منه تبسيط المبادئ القرآنية للنشء، فهو إلى التوجيه أقرب منه إلى التعليم).
وهناك من زعم أن هذا كتاب أدب، وأنه بأسلوب أدبي إنشائي، وأنه يستعمل عبارات لا يجوز استعمالها في التفسير كموسيقى الآيات ونحو ذلك، وكل هذا يقال على سبيل التنقص والسخرية منه رحمه الله.
ولكن المتأمل للكتاب، يجد فيه علماً، واستنباطات لم يقع عليها من سبقه، وقد انتفع به خلائق لا يحصون، وبقي هذا الكتاب ولله الحمد منهلاً عذباً، يقرأ فيه المسلم فيجد فيه روحاً صادقاً، وتأملاً مع معاني كلام الله سبحانه وتعالى لا يجدها عند غيره، واقرأ إن شئت تفسيره لسورة الأنفال، واقرأ تفسيرها لغيره وانظر بعد ذلك.
وقد ذهب مؤلفه رحمه الله وغفر له إلى ربه، ونسأل الله أن يتقبله في الشهداء.
مع العلم أن التنقص للآخرين، وغمزهم ليست من صفات النبلاء ولا من مناهجهم، لا في القديم ولا في الحديث.
فانتفع - أخي الكريم - بالكتاب، وادع لمؤلفه بالرحمة، وإن وقعت فيه على ما تظنه مخالفة فاستغفر له رحمه الله، وخذ من كل شيء أحسنه.
ـ[المتفقه]ــــــــ[01 Jun 2003, 05:05 م]ـ
بارك الله فيك و وفقك
أخي الفاضل عبد الرحمن، الذي أعلمه أن الذين انتقدوا كتاب سيد قطب ـ رحمه الله يعتبرون من أئمة الدين في هذا العصر ـمثل سماحة الشيخ ابن باز و العثيمين و الألباني و الوادعي و عفيفي و حمود التوجري و غيرهم ـ رحمهم الله ـ، فقولك أخي ـ رعاك الله و سدد للحق خطاك ـ: (مع العلم أن التنقص للآخرين، وغمزهم ليست من صفات النبلاء ولا من مناهجهم، لا في القديم ولا في الحديث)
هو طعن في انتقاد هؤلاء الذين ذكرتهم.
أرجو التوضيح و إزالة البس الذي يكتنفني، و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد الجنوبي]ــــــــ[01 Jun 2003, 05:35 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
أولا: قبل الدخول في الموضع أشكر أخي الكريم (المتفقه) شكرا وافرا متكاثرا، لأنه لم يستعجل في الحكم على المؤلف ـ رحمه الله ـ لمجرد بعض الكتب التي ألفت في انتقاده ـ رحمه الله ـ، وهذا يدل على تأن محمود وخلق رفيع، أسأل الله أن يجمعنا جميعا في مستقر رحمته.
وأقسم بجلال الله وعزته لو أننا تأنينا في إصدار الأحكام على الأشخاص وخصوصا في هذا الزمن، لتلاشت الكثير من المشاكل، ولكن الله المستعان على كل حال.
ثانيا: بالنسبة لتفسير الأستاذ سيد قطب الموسوم بـ (في ظلال القرآن) فمن أفضل من كتب في تقييمه تقييما موجزا، فضيلة الشيخ الدكتور عائض بن عبدالله القرني، حيث قال في كتابه ((اقرأ باسم ربك)):
" ومن مميزاته:
1/ أنه يربط علم الواقع بالقرآن.
2/ أنه يتحدث عن الوقائع العصرية التي جدت.
3/ أنه كتب (بضم الكاف) * بيد رجل أديب يسيل قلمه روعة ورشاقة.
ومثل هذا تجده في سورة الغاشية عند قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت)
4/ أنه رجل عرف الكفر عن كثب، ودخل أمريكا، ورأى المجتمعات الجاهلية، وقرأ كتبهم، ثم أتى يكتب من مركز قوة.
المؤاخذات عليه:
1/ أنه تلعثم في بعض آيات الصفات، ولا تؤخذ العقيدة منه، ولو أنه من أهل السنة والجماعة الذين ندعو لهم بكل خير ورحمة، ونسأل الله لهم النجاة.
2/ أنه يقتضب في بعض الآيات التي تحتاج إلى بسط، ويسهب في بعض الآيات التي تحتاج إلى اقتضاب.
وحبذا لو أنه خرج الأحاديث التي يوردها، ولكنه يعتمد كثيرا على زاد المعاد، وعلى تفسير ابن كثير.
وقد ألف الشيخ عبدالله بن محمد الدويش ـ رحمه الله ـ كتاب ((المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال))، حبذا لو رجع إليها "انتهى كلام الشيخ عايض.
وأعتقد أني رأيت كتابا لتخريج أحاديث الظلال إن لم تخني الذاكرة.
* من كيسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2003, 05:51 م]ـ
أخي المتفقه وفقه الله.
أتفق معك في ما ذكرته وفقك الله، وأنا قلت أن التنقص والغمز ليس من صفات النبلاء وهذا يختلف عن ما صنعه من ذكرتهم رحمهم الله، فهم ناقشوا مسائل الخلاف بأدب وعلم، وليس بغير ذلك، ولا أخفي عليك أنني لم أقرأ من تلك الكتب إلا واحداً فقط منذ زمن بعيد، ثم أعرضت عنها. فلا أعلم يقيناً من هم الذين انتقدوه، ولكن هذا الذي أراه في هذا الأمر.
والفرق بين النقد العلمي المؤدب الهادف، وبين الوقيعة والطعن والغمز والسخرية واضح. وفقك الله.
وأعلم أن الكلام في هذا الموضوع طويل الذيل، ولكن أرجو أن نقف عند هذا الحد. وفقكم الله جميعاً. والمقصود حصل، وكلام الشيخ عائض القرني وفقه الله الذي نقله أخي أبو أحمد يكفي في هذا الباب.
ـ[الحارث]ــــــــ[01 Jun 2003, 07:47 م]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا أبو عبد الله على هذا التوضيح , والجواب على أصل الموضوع قد حصل والحمد لله , والإكتفاء بما ذكر فيه كفاية و مقنع.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[01 Jun 2003, 09:09 م]ـ
انظر ايضا:
كتاب تخريج أحاديث وآثار كتاب "في ظلال القرآن" لعَلَويُّ بن عبد القادر السَّقَّاف
الطبعة الثالثة (طبعة جديدة لم تنزل بالمكتبات بها تعديلات وزيادات ومقدمة ترد على بعض الشبه المثارة حول الكتاب)
http://www.dorar.net/htmls/files/sbook8.zip
ـ[المتفقه]ــــــــ[02 Jun 2003, 04:03 م]ـ
أشكر جميع من تدخل و أفاد، و الشكر الموصول لأستاذنا مشرف المنتدى الأخ الفاضل عبد الرحمن
و لتوضيح المسألة أكثر و إبعادها عن المزايدات التي تنشأ بسبب معلوم كان أو مجهول، و حصرها في جانبها العلمي الصرف، وفقني ربي الحكيم العليم أن جمعت أقوال كبار أهل العلم أصحاب المعتقد السليم و المنهج القويم في كتاب (في ظلال القرآن الكريم) لصاحبه الأديب سيد قطب رحمه الله، و من هؤلاء الذين أدلو بدلوهم في انتقاد هذا الكتاب:
سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
فضيلة شيخنا العلامة محمد الصالح العثيمين رحمه الله - فضيلة الشيخ عبد الله الدويش ـ رحمه الله ـ
فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان - فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان - معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ - رئيس قسم السنة سابقا ـ الجامعة الإسلامية ـ فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
و غير هؤلاء من أفاضل أهل العلم.
و قد اتفق غالبيتهم على أن كتاب سيد قطب (في ظلال القرآن) لا يعد من كتب التفسير، و منهم من استغرب من صنيع من ينصح بهذا الكتاب، و غير ذلك من الملاحظات.
فإن أذن الإخوة الأفاضل في نشر ما جمعته فعلت، و إلا فالأمر أولا و آخرا يعود إليهم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jun 2003, 04:51 م]ـ
بسم الله
الإخوة جميعاً، أخي المتفقه
أولاً - أستأذنك، فقد كتبتَ في مشاركتك السابقة الكتاب بعنوان [في ضلال القرآن!!] وهذا خطأ إملائي كبير يغير المعنى ويحوله إلى معنى بعيد. وقد قمتُ بتغيير الكلمة وتصحيحها إلى (ظلال).
ثانياً - هب أن الكتاب ليس كما يراه البعض كتاب تفسير؛ فماذا كان؟! هل يعني أنه لا يستفاد منه؟
وثالثاً - الكتاب عند أهل التخصص مصنف في كتب التفسير. والشأن في هذا الخلاف يسير.
وانظر أخي ما كتبه الأستاذ الدكتور فهد الرومي عن هذا الكتاب في رسالته للدكتوراه: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر ص989 - 1054
وأنصح نفسي وكل من يريد أن يحكم على كتاب أو شخص وهو من طلبة العلم أن يقرأ الكتاب بنفسه، ويكون حكمه مبنياً على العدل والإنصاف.
والكلام عن هذا يطول، وأنبه هنا أني كنت هذا اليوم أقرأ كلاماً جميلاً رائعاً للأستاذ الدكتور فاروق حماده في كتابه القيّم:منهج البحث في الدراسات الإسلامية تأليفاً وتحقيقاً
حيث تكلم عن مسألة بالغة الأهمية وهي:الرجوع في كل علم إلى أهله من ص66 إلى ص 69
وأختم وأقول: إنه لا يحق لأيّ أحد، أن يحكم على شيء إلا بعد تصوره تصوراً صحيحاً من خلال ما توصل إليه، أو بعد سؤال الخبير الذي يستحق أن يوصف بالخبير. والخبير فوق العليم عند التفريق بينهما؛ إذ الخبير المطلع على ظواهر الأمور وبواطنها وهذا لا يكون على وجه الكمال إلا لله تعالى. ومن علم الشيء وأتقنه ووصل فيه إلى درجة الرسوخ استحق من هذا الوصف ما يليق به.
أقول هذا؛ لأن بعض الطلاب أصلحهم الله يذهبون إلى أحد العلماء وينتقون له جملاً متفرقات من الكتاب، ويختارون في الغالب ما كان فيه من أخطاء أو مخالفات ثم يسألون العالم عنه، ويطلبون منه أن يصدر حكماً عاماً على هذا الكتاب، ثم يفرحون به وينشرونه بين الناس.
مع العلم أن العالم لو قرأ الكتاب كاملاً لكان له حكم آخر. والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:16 م]ـ
أخي الحبيب المتفقه وفقه الله
جزاك الله خيراً فيما أشرت إليه، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد. وأرجو أن نكتفي بما تقدم، فالمقصود قد اتضح ولله الحمد، وما أشرت إليه ليس بغائب عن الزملاء وفقهم الله.(/)
رجاء من الزملاء طلبة الدراسات العليا في الدراسات القرآنية: انشر بحوثك في الملتقى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jun 2003, 08:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقوم طلاب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه بالعديد من البحوث المتخصصة المختصرة في مرحلتي السنة المنهجية والفصل التمهيدي، وغالباً ما تكون هذه البحوث مركزة في نقاط متخصصة من علوم القرآن والتفسير والقراءات.
وأغلب ظني أنه لم يعد أحد منا في السنوات الأخيرة يقدم بحثه مكتوباً بخط اليد إلا ما ندر، بل أصبحت كلها تقدم مطبوعة على الحاسب الآلي.
لذلك فإني أرجو من زملائي الكرام الذين انتهوا من تسليم بحوثهم ودراساتهم، أسأل الله لهم العون والتوفيق، ولا سيما في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وكلية التربية بجامعة الملك سعود، وكلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وبقية جامعات العالم الإسلامي، أرجو منهم أن يتكرموا علينا بالمشاركة ببحوثهم في ملتقى أهل التفسير لتعم الفائدة، ويعظم النفع بها، وهي مطبوعة وربما تكون محفوظة لديهم في أجهزة الحاسب الآلي، أو على أقراص إن كانوا قد طبعوها لدى مراكز الطباعة التجارية، فليس عليه إلا وضعها مباشرة في الملتقى مع بعض التنسيق.
وأغلب هذه البحوث يكون آخر العهد بها هو تسليمها ومناقشتها، ثم يتفرغ الطالب بعد ذلك لرسالته، ويترك تلك البحوث في زوايا النسيان.
أرجو أن تجد هذه الدعوة قبولاً حسناً عند الزملاء وفقهم الله، ونرى قريباً عدداً من البحوث القيمة في هذا الملتقى. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Jun 2003, 05:24 م]ـ
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إني أوافق الأخ عبد الرحمن في فكرته، وقد سمعت عن بعض البحوث الموجزة والمميزة مما طرحه بعض الدراسين في برنامج الماجستير والدكتوراه في كلية أصول الدين بالرياض بين يدي الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع، فياحبذا لو جاد الإخوة ببعض بحوثهم التي لا يرون أنهم سيضيفون عليها شيئًا، أو أنهم سيحفظونها للمستقبل لأجل أغراض تختص بهم.
كما أرجو من الإخوة الكرام الدارسين في برنامج الدكتوراة في قسم الكتاب والسنة الذين درسوا في هذه السنة أن يتحفونا كذلك بما عندهم، فقد أخبر الأخ ناصر الصائغ عن طريقتهم في الدراسة، وهي طريقة تُنتج بحوثًا، فاليتنا نرى شيئًا منها.
وأذكِّر بأمر ـ أتمنى أن لا يكون موجودًا في نفوس بعض الإخوة ـ لا تحقرن من المعروف شيئًا، اطرح ما لديك، فإن إخوانك سيفيدونك بملاحظاتهم، ولا يدخلن عليكم الشيطان من باب التخذيل، ويخوِّفكم ويقلل من شأن ما عندكم، وما يُعدم الباحث مثل هذا الظنَّ، فاستعينوا بالله، وقدِّموا لإخوانكم فوائدكم، واجعلوها خالصة لربكم، ولكم من الله الجزاء الأوفى.
ـ[متعلم]ــــــــ[19 Jun 2003, 12:09 ص]ـ
أود التأكيد على ماذكره الأخ عبد الرحمن الشهري من طرح البحوث العلمية المعدة في مرحلتي الماجستير والدكتوراة لما نعتقد أنه ولابد من وجود البحوث الماتعة فيها، ولكن يا حبذا مراجعة ما يطرح لتجنب التكرار ولاختصار الوقت على القارئ ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[يزيد بن هارون]ــــــــ[20 Jun 2003, 06:35 م]ـ
أما الشرط فهو أن تتولى لجنة من اعضاء الملتفى مراجعة هذه الأبحاث، وتقيمها، ثم تخرج منها ما تراه مناسبا.
أما العتب: فهو لماذا يخص طلاب كلية أصول الدين بالرياض بهذا الأمر دون غيرهم؟ أليس للجامعات الأخرى داخل المملكة وخارجها حق في ذلك؟.
إنكم أيها الإخوة لستم تمثلون كليتكم الموقرة والعامرة بإذن الله فقط، وإنما تمثلون أهل التفسير، فالله الله في استقطاب أكبر قدر ممكن من الأبحاث.
أما الاقتراح فهو أني أوصيكم بمتابعة ما يكتب في المجلات العلمية المحكمة مما يتعلق بعلم الفقه والعقائد والسنن وأصول الفقه واللغة وغير ذلك مما له تعلق بالجانب التفسيري، كأن يكون البحث في قضية فقهية لكن الجانب التفسيري فيها كثير، فأرى وضعه هنا.
بارك الله فيكم، وعمر أوقاتكم بطاعة الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Mar 2007, 01:33 م]ـ
قد مضى على هذا الموضوع زمن طويل، وقد استجاب عدد من الزملاء فطرحوا بحوثهم أو بعضها، وطرح بعض الباحثين بحوثاً متميزة شاركوا بها في مؤتمرات وندوات علمية، وبعضها نشر في مجلات علمية محكمة. وقد انتفع بها الجميع ولله الحمد، وقرأها من لم تصله المجلات أو لم تصله كتب المؤتمرات والندوات.
وأكرر هذه الدعوة مرة أخرى طلباً لمزيد من البحوث التي تثري القارئ المتخصص.
وفقكم الله لما يحب ويرضى، وجعلنا جميعاً من عباده العاملين المخلصين في خدمة كتابه الكريم وعلومه.
الجمعة 19/ 2/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Mar 2007, 02:44 م]ـ
أضم صوتي لصوت الأخوة الكرام،وأشجع هذه الخطوة المباركة،وأقول كلمة وهي أن البحوث العلمية ما كتبت لتكون "مصونة "على الأرفف في المنزل حتى كأنها "زوجة"أو "ضرة " أو "أختاً " أو "بنتاً " يخاف الاطلاع عليها،بل كرامة البحوث "نشرها " بين أهل العلم للافادة والاستفادة.
ويشرفني أن أرسل البحثين اللذين نشرا مؤخراً في مجلة الجامعة الاسلامية وهما:
1 - القراءات التي حكم عليها ابن مجاهد بالغلط والخطأ في كتابه السبعة ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=220).
2- أصول قراءة نافع بين الشاطبي وابن بري من خلال كتاب "التيسير ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=221).
ـ[عبدالعزيز العمري]ــــــــ[11 Mar 2007, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك، ويحسن أن يكون هذا الموضوع مثبتًا؛ لتعم الفائدة.(/)
هل جُمع تفسير آدم بن أبي إياس؟؟؟
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 09:18 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
لعلكم تعرفون أن آدم ابن أبي إياس من متقدمي مفسري السلف، ونقل عنه كثيرا الطبري، وابن ابي حاتم. غير أن تفسيره فُقد، ولم يعثر له على أثر.
فهل لديكم علم بأن أحد الباحثين او الطلاب جمع تفسيره؟
جزاكم الله خيرا
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[الحارث]ــــــــ[03 Jun 2003, 01:21 ص]ـ
هو المطبوع خطأً باسم / تفسير مجاهد , بتحقيق السورتي.
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[27 Apr 2006, 01:44 ص]ـ
الحارث: هو المطبوع خطأً باسم / تفسير مجاهد , بتحقيق السورتي.
--------------------------------
شكرا الأستاذ الحارث على ملاحظتك حول تفسير آدم بن أبي إياس.
وللإشارة الأستاذ الحارث فتفسير مجاهد الذي طبع خطئاً حسب ادعائك يحتاج منك الدليل والبرهان، وذلك لتصحيح ما أخبرتنا به في هذا الملتقى المبارك.
وتفسير مجاهد لم يتفرد بتحقيقه الأستاذ عبد الرحمن السورتي، بل حققه أيضا الأستاذ محمد عبد السلام أبو النيل، ونشرت التفسير دار الفكر الإسلامي الحديثة/ ط:1/ 1410هـ/ 1989.
وملاحظتك أخي الكريم هو تشكيك في عمل المحققيْن الذين نسبا التفسير إلى مجاهد بن جبر رحمه الله من جهة، وتشكيك في اللجان العلمية التي أشرفت وناقشت تفسير مجاهد في إطار البحث العلمي الأكاديمي.
إذن نرجوك إحضار الدليل حفظك الله لتصحيح معلوماتك، ومعلومات الإخوة المهتمين بالتفسير، ومن ثم فإن سلفنا الصالح كان يقول: إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيأ فالدليل، وشكراً .. ونحن في انتظارك.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[28 Apr 2006, 10:02 ص]ـ
أحياناً يخطر لي أن تفسير البخاري المفقود, أكثره من تفسير العسقلاني آدم ابن أبي إياس رحمه الله رحمة واسعة.
طبعاً, لا أقول هذا رجماً بالغيب, وإن كنت كتبت يخطر لي, فهناك دلائل على هذا,
والشاهد هنا, أن وجود هذا التفسير طريق لتفاسير أخرى.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[28 Apr 2006, 09:31 م]ـ
للدكتور حكمت بشيرياسين سلسلة بحوث نشرت في الاعداد من 85 إلى100 من مجلة الجامعة الاسلامية بعنوان استدراكات على كتاب تاريخ التراث الإسلامي في كتب التفسير والقراءات ذكرفيه أن التفسير المنسوب لمجاهد هو لآدم ابن أبي إياس العسقلاني ت 220ه لثلاثة أمور:
1 - خطأ الناسخ الذي نسبه لمجاهد وتابعه عليه سزكين والسورتي.
2 - أن الزبيدي رجع لتفسير آدم ونقل نصا وهو موجود في تفسير مجاهد.
3 - ذكر أنه تتبع اسانيد الجزء الأول فوجدها ترجع إلى آدم وأظن د. حكمت قد طبع تلك البحوث، وأشار إلى ذلك د. حازم حيدر في كتابه (علوم القران بين البرهان والإتقان).
ـ[برعدي الحوات]ــــــــ[29 Apr 2006, 12:44 م]ـ
فهد الرومي/ للدكتور حكمت بشيرياسين سلسلة بحوث نشرت في الاعداد من 85 إلى100 من مجلة الجامعة الاسلامية بعنوان استدراكات على كتاب تاريخ التراث الإسلامي في كتب التفسير والقراءات ذكرفيه أن التفسير المنسوب لمجاهد هو لآدم ابن أبي إياس العسقلاني ت 220ه لثلاثة أمور:
1 - خطأ الناسخ الذي نسبه لمجاهد وتابعه عليه سزكين والسورتي.
2 - أن الزبيدي رجع لتفسير آدم ونقل نصا وهو موجود في تفسير مجاهد.
3 - ذكر أنه تتبع اسانيد الجزء الأول فوجدها ترجع إلى آدم وأظن د. حكمت قد طبع تلك البحوث، وأشار إلى ذلك د. حازم حيدر في كتابه (علوم القران بين البرهان والإتقان).
-----------------------
شكرا لشيخنا وأساذنا الفاضل الدكتور فهد الرومي على ملاحظاتكم وتوجيهاتكم القيمة حول تفسير مجاهد بالأساس، لأن التفسير هذا حُقق مرتين باسم تفسير مجاهد، ومن ثم كان من المفروض على الدكتور عبد الرحمن السورتي، والدكتور محمد عبد السلام أبو النيل أن يشيرا إلى هذه المسألة حتى يرتفع الالتباس لدى الباحثين والمهتمين بالقرآن وتفسيره، لأن ذلك يدخل في صميم البحث العلمي ..... وسؤالي أستاذي الكريم هل تفسير آدم بن أبي إياس موجود ... ؟ ولكم من الله جزيل الشكر.
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[29 Apr 2006, 06:24 م]ـ
انظر"استدراكات على تاريخ التراث العربي" (2/ 23,103)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[30 Apr 2006, 07:45 م]ـ
هو المطبوع خطأً باسم / تفسير مجاهد , بتحقيق السورتي.
أفهم من هذا, أن تفسير مجاهد--كماقيل-- هو في حقيقته تفسير آدم بن أبي إياس.
الدليل على هذا, أن الآثار هناك ليست كلها من طريق ورقاء عن عبد الله ابن أبي نجيح عن مجاهد, ومطالعة هذا التفسير تغني عن التحقيق في الأمر لكي تعلم صحة هذا.(/)
التجديد في علم التفسير
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 12:16 م]ـ
طرح موضوع التجديد في التفسير في الآونة الأخيرة كتأسيس للطرح الجديد الذي أتى به رواد ما عرف فيما بعد بمدرسة التجديد في التفسير وعلى رأسها محمد عبده ورشيد رضا والمراغي (مدرسة المنار) وصار هذا المصطلح مشجابا لكل قول جديد ليس له سلف.
وأرى أن هذا الممصطلح لابد من وضع مفهوم حدي منضبط له من قبل أهل العلم والاختصاص في التفسير
لئلا يختلط بمفاهيم أخرى تؤثر على الفهوم الأصيلة للقرآن وقواعد تفسيره.
فإذا كان التجديد مصطلحا مسلما به جاءت به السنة الصحيحة (يبعث الله لهذه الأمة ........ ) فكيف تجريده تفسيريا؟
أطرح هذه الإشكالية لأني رأيت في كل من كتب، أو أشار إلى قضية التجديد التفسيري كالدكتور محمد إبراهيم الشريف، وأمين الخولي، وزوجته بنت الشاطئ أرَّخوا للتجديد بدءاً من خروج المنار إلى النور.
والأخطر من هذا هو انصراف ذهن كثير من المفكرين بل وبعض الشرعيين حين يٌذكر مصطلح التجديد التفسيري إلى مدرسة المنار والأخطر من كل ما مضى هو ما لزم عن ذلك القول بأن التفسير قبل القرن الماضي كان جامداً لا يساير جديد الحياة وتطوراتها، وقد تزعم هذا القول كما هو معروف الشيخ الذهبي، وللأسف نسج على منواله كثير من الباحثين كالدكتور عدنان الزرزور وغيره، وكأن التفسير كان في نفق مظلم ولم يخرج إلى النور إلا بفضل رجال مدرسة المنار.
ومعلوم عند كل ذي بصيرة ربانية أن وجه الجدة (وليس التجديد) عند المناريين هو فقط الأبحاث الاستطرادية التي ضمنوها تفاسيرهم، مع بعض الآراء الجديدة التي صارت فيما بعد سلفاً لكل من أرد أن يقول برأيه في القرآن.
إذاً السؤال - أيها الاخوة - هو ما التجديد التفسيري؟ وما هو مفهومه وما هي ضوابطه؟
وهل القول بأن مدرسة المنار هي المجددة قولٌ مُسلَّم؟
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 01:30 م]ـ
أخي الكريم الدكتور القميحي وفقه الله
موضوع (التجديد في علم التفسير) موضوع جدير بالعناية والتمعن، وقد هممت من قبل أن أطرحه في الملتقى، ثم آثرت التريث قليلاً حتى تكتمل الصورة، وحتى لا نثقل على الأعضاء بكثرة الموضوعات المطروحة، مما يؤدي إلى عدم أخذها حقها من النقاش والبحث.
أما وقد تكرمت بطرحه وفقك الله، فأحب أن أشكرك أولاً على ذلك، وأحب أن أسأل عن كتاب الدكتور محمد إبراهيم الشريف الذي تحدث فيه عن التجديد في التفسير. أما كتب الدكتور أمين الخولي وزوجته بنت الشاطئ رحمهما الله، فهي معروفة.
وأرجو من الإخوة المشاركة في موضوع التجديد في التفسير مشاركة مركزة منصفة، حيث إنه موضوع يستحق ذلك، مع عدم إعطاء أي حكم مسبق عن التجديد، والنظر إليه من زاوية واحدة، فربما يحمل ذلك الكثير إلى الإعراض عن المناقشة من البداية. وليكن الطرح أولاً عبارة عن تأريخ لموضوع التجديد، وتعريف به، وتحديد لمعالمه. ثم بعد ذلك يمكن تصور بقية الفقرات.
وللدكتور مساعد الطيار حفظه الله المشرف على الملتقى نظرات متميزة في هذا الباب وفي غيره، فلعله يشاركنا في هذا الموضوع، والأمر مفتوح للنقاش حسب الأوقات المتاحة للأعضاء الكرام وفقهم الله.
ـ[القميحي]ــــــــ[02 Jun 2003, 08:12 م]ـ
الاخ الفاضل الشهري
اشاركك هذا الهم فإن قضية التجديد في علم التفسير من القضايا الفقيرة التي تحتاج إلى دراسات علمية رصينة وأقترح عليكم ان تكون موضوعا لحلقة نقاشية من حلقات منتداكم المبارك وهي بحاجة الى ان يدلي أهل الاختصاص فيها برأيهم ثم يخرج به إصدار علمي يضع الحد الادنى لمفهوم التجديد التفسيري.
كتاب الدكتور محمد إبراهيم الشريف كتاب مغمور وفيه فائدة وإن كان لا يخلو من نظر وملاحظات لكنه في الجملة كتاب جيد وهو بعنوان (اتجاهات التجديد في مصر في العصر الحديث) وقد لاحظت في الكتاب قوة العبارة وسهولتها وجزالة الألفاظ ودقتها
وحديث الرجل عن التجديد كان يشوبه العموم ويغلب عليه التأثر الشديد برجال مدرسة المنار شانه في ذلك شان كل معاصريه ولم اجد فيه قواعد استطيع الوقوف عليها او حتى الانطلاق منها فيما يخصص وضع ضوابط للتجديد التفسيري
المهم يا شيخنا الفاضل
ارى انه من الضروري - من وجهة نظري - ان نعمل في الفترة القادمة على تأصيل هذا المفهوم كمرحلة اولى ثم نقوم الجهود السابقة التي حاولت ان تضع ملامح لقضية التجديد التفسيري دون إفراط او تفريط ومن غير تحامل ولا مجاملة.
د. عثمان عبد الرحيم القميحي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم، ونرجو بإذن الله أن يتاح لنا في هذا الملتقى النقاش حول الموضوع ببحوث جادة، تتسم بالاستقراء الواسع، والإنصاف لكل صاحب جهد مؤثر، ورأي سديد، وهذه دعوة للزملاء أعضاء الملتقى للنظر في هذا الموضوع مستقبلاً، والوقوف عند الشخصيات ذات الرؤية والأثر التجديدي في هذا العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[10 Apr 2005, 08:40 ص]ـ
انتظروا كتاب مولانا العلامة فضل حسن عباس بعنوان اتجاهات التفسير في مصر وسوريا وقد كان رسالة دكتوراة قدمها للازهر عام 1972 وستطبع بعدة كتب تحت عناوين جديدة
وهي الان فرصة مناسبة لطلب التعجيل في الطباعة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Apr 2005, 03:09 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور جمال وفي شيخكم. ولعلنا نرى هذا المؤلف إن شاء الله قريباً.
وفي بحثكم الذي أهديتموه للشبكة عن
التجديد في التفسير- مادة ومنهاجاً ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=88&book=933)
إضافة جيدة لهذا الموضوع. وفقكم الله وأعانكم.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:09 ص]ـ
يرفع للفائدة ... وبارك الله فيكم ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2008, 09:11 م]ـ
نتمنى الوصول للرابط المشار إليه في الأعلى، ولكن هل فُرِّغَت مكتبة شبكة التفسير؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=63300#post63300)
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:21 ص]ـ
اطلعت على كتاب - التجديد في التفسير مادة ومنهاجًا - للأستاذ جمال أبو حسان .. وقد تناول فيه الموضوع من زوايا مختلفة وهي جيدة ومفيدة وفيه إشارات وتلميحات ..
لكن سؤالي: للشيخ عبد الرحمن الشهري: حفظه الله تعالى.
حول الكتاب ما توجيهكم في هذا الكتاب وأهميته ودقته في عرض مسألة التجديد ومدى التوافق لمنهجية التجديد المطلوبة والنماذج التي عرضها في آخر كتابه هذا.
حيث أن عندي إشكال في بعض عبارات الكتاب - كتعبير الكتب الصفراء والبيضاء - والتفسير الإنساني_ وإن كان مقصوده واضحا إلا أني أحب تعقيبكم بحكم تخصصكم وبوركتم ..(/)
رأيكم في تفسير ابن رجب الحنبلي جمع طارق عوض الله محمد
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[02 Jun 2003, 01:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإنه يسعدني المشاركة معكم والاستفادة من علومكم:
ما رأيكم بارك الله فيكم عن تفسير ابن رجب الحنبلي الذي جمعه الشيخ طارق عوض الله محمد؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 May 2004, 10:28 ص]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الكرام
أما عن سؤالكم يا أخ طلال فأجيبكم بما يأتي:
1 ـ لا يوجد كتاب آخر جمع التراث التفسيري لابن رجب غير هذا الكتاب، ومن ثَمَّ، فهو الأنفع في بابه حتى يظهر ما يدل على خلاف ذلك.
2 ـ أن هذا الأسلوب من الكتب يعتبر جمعًا لمتفرق، وهذا الجمع يعتمد على قدرة الجامع له؛ لأنه يلاحظ على من يجمع تفسير إمام من الأئمة من خلال كتبه المتنوعة أنه يقع في إدخال ما ليس من التفسير في التفسير، فيتضخم الكتاب بما لا داعي له.
وعلى العموم لم أجد ضابطًا عند من يفعل هذه الطريقة يستأنس به في طريقة جمع التفسير المنثور في كتب هؤلاء الأئمة الأعلام.
3 ـ لقد قرأت هذا الكتاب واستفدت منه فوائد نفيسة، إذ قرَّب إليَّ معلومات ما كنت لأحصل عليها إلا بقراءة كاملة لتراث ابن رجب، وقد كفانا ذلك الشيخ طارق عوض الله حفظه الله.
وعلى وجه العموم فالكتاب نافع جدًّا، لكن أن يكون فيه نقص في مواضع تكلم عليها ابن رجب فهذا يحتاج إلى استقراء جديد، وهذا ليس خاصَّا بهذا الجمع، بل هو في كل جمع لتفسير علم من الأعلام، فقد تختلف وجهات النظر فيما يُنقل ويُترك، والله الموفق.
ـ[عبد الله العمري]ــــــــ[14 Feb 2006, 02:10 ص]ـ
وعليكم السلام جميعاً ورحمة الله وبركاته
أما سؤالك يا أخ طلال عن التفسير الآنف الذكر:
فلا يخفاك ما لابن رجب من علو كعب في العلم، ولست بصدد الحديث عن ذا. إنما بحد قول من قال: إذا عُلم المنبع ساغ الشرب. أما بذل الأخ / طارق عوض الله فيه فقد أوعب. وكما ذكر أخينا الشيخ / مساعد الطيار من أنه جمع منثور كلام ابن رجب المتفرقة في كتبه حول بعض الآيات، وإن كان يتنبه إلى أنه لا يعد تفسيراً له قواعد التفسير المعلومة عند المختصين، وإنما ذاك كلام على بعض الآيات من حيث سوق بعض الأحكام وسرد عدد من الآثار، وجمع كلام القوم حول بعض الآيات.
فابن رجب رحمه الله لم يسق الآية ليفسرها وإنما _ في أغلب الأحايين _ يسوقها لتكون شاهداً على ما يريده ثم يتكلم عليها بزيادة ايضاح ..
عموما .. هذا الكتاب _ ولعل أحد يوافقني _ لا يُنصح به من أراد البدء في قراءة التفسير.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.
عبد الله العمري
a-seraj1@maktoob.com
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[25 Feb 2006, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة تسميته بتفسير ابن رجب فيها تجاوز فابن رجب رحمه الله لم يصنف تفسيرا , وان صنف فليس كل مافي هذا الجمع يمكن ان يكون في تفسيره. وهكذا كل من جمع تفسير فلان.
والذين بدؤوا الجمع لأقوال المفسرين في الرسائل الجامعية كان عنوانهم جمع مرويات فلان ,
فلأولى أن يسمى جمع أقوال أو أراء ابن رجب رحمه الله في التفسير , وليس تفسير فلان.
وفق الله الجميع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2006, 10:56 ص]ـ
صدرت عن دار البشائر الإسلامية في بيروت الطبعةُ الأولى (1427هـ) من (تفسير سورتي النصر والإخلاص) تصنيف الحافظ الإمام عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى (736 - 795هـ) بتحقيق وتعليق الأستاذ محمد بن ناصر العجمي وفقه الله. وهذا التفسير مضمن في عمل الشيخ طارق عوض الله أيضاً.
ـ[السائح]ــــــــ[10 Jul 2006, 12:21 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الأستاذ الكريم أبا عبد الله.
ما ذكروه من أن هذه الطبعة أولى فيه تجوّز؛ فقد سبق طبع هذين الكتابين مع كتاب بيان فضل علم السلف بعناية الشيخ محمد بن ناصر العجمي قبل نحو عشرين سنة عن الدار السلفية بالكويت فيما أذكر.
وقد قرّظ العملَ وصدّره الشيخ عبد الله الجبرين.
وعلى كل حال، الخطب سهل يسير، ولم أقف على طبعة دار البشائر الإسلامية، ولست أدري هل نبّهوا على سبق طبع الكتابين أم لا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2006, 12:48 م]ـ
الأستاذ الكريم السائح حفظه الله
ليس في التقديم للكتاب إشارة إلى أنه سبق طباعة هذا الكتاب من قبل، ولكن لعلهم يقصدون بالطبعة الأولى أي لدار البشائر الإسلامية، والمحقق هو الأستاذ العجمي نفسه، وكتبه وتحقيقاته المتأخرة أصبحت تطبع في دار البشائر الإسلامية جزاه الله خيراً وجزاك أنت خيراً على تنبيهك وسؤالك.
ـ[السائح]ــــــــ[10 Jul 2006, 02:19 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا ونفعنا بعلمك.
ـ[أبو محمد الريشي]ــــــــ[10 Jul 2006, 10:16 م]ـ
السلام عليكم
نوقشت في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية أطروحة دكتوراه في عام 1412هـ بعنوان " تفسير ابن رجب الحنبلي: جمع ودراسة " للدكتور عبيد العبيد
وهذا تعريف موجز بالرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وتمهيد، وقسمين، وخاتمة.
تقع الرسالة في جزء واحد عدد صفحاتها (864) على وجهين:
اشتمل القسم الأول على نبذة عن ابن رجب ومنهجه فى التفسير مع بيان موارده فى ذلك وفيه ثلاثة فصول.
الفصل الأول: ترجمة ابن رجب الحنبلي رحمه الله.
الفصل الثاني: منهج ابن رجب في التفسير وفيه: منهجه في تفسير القرآن بالقرآن والقرآن بالسنة، والقرآن بأقوال الصحابة والتابعين واهتمامه بأسباب النزول والقراءات، وآيات الأحكام، والشعر. الفصل الثالث: موارد ابن رجب الحنبلي في التفسير: ذكر الباحث من خلاله الموارد التفسيرية الحديثية، والفقهية، اللغوية، والموارد العامة، عرض تفسير ابن رجب من خلال مؤلفاته مرتبة حسب مواضعها في السور.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج ومنها:
1. أن ابن رجب إلى جانب كونه محدثاً فقهياً أصولياً فهو أيضاً مفسر متقن.
2. إعتماد ابن رجب على الأحاديث النبوية في التفسير مع الحكم عليها.
3. دقة استنباط للأحكام من الآيات، نقله في هذا التفسير عن كتب ليست بأيدينا بل هي من المفقود.
التعريف: من موقع الجامعة.
وعلى حد علمي لم تطبع الرسالة إلى الآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Jul 2006, 02:22 م]ـ
1/ ذكر السيخ طارق -حفظه الله- في مقدمة كتابه (مبينا منهجه في الجمع): (وقد كان اختياري لمادة التفسيرمن كتب الإمام على أساس اعتبار مواضع التفسير فقط، أما إذا تعرض الإمام للآية مستدلا أو مستشهدا بها على حكم ما أو معنى ما، من غير أن يتعرض إلى تفسيرها، فهذا لا يدخل في خطتي، فقط يدخل ما تعرض له الإمام بالتفسير، سواء قصد إلى ذلك قصدا، أو تضمنه كلامُه.
هذا؛ والإمام ابن رجب كثير الاستطراد في كلامه، فإذا تعرض لتفسير آية ربما استطرد إلى تفصيل القول فيما يتعلق بها من أحكام وغيره، وكثيرا ما يكون هذا الاستطراد مهما في التفسير، بل ربما يكون تفسير الآية لا يتم إلا بمثل هذا التفصيل، وحينئذ، فإن هذا كله يدخل في هذا التفسير، فلم أرَ أن لا يتضمن كتابي هذا مثل هذه المادة، لا سيما وأنها تتماشى مع عادة الإمام ابن رجب في التفسير فيما أفرده من رسائل في التفسير، كـ"تفسير سورة النصر" وغيرها ... ) ا. هـ. ص12 - 13
2/ من المعلوم ان الطبعة الأولى لجمع الشيخ: طارق عوض الله كانت في عام 1422 - 2001 عن دار العاصمة، فتكون بهذا رسالة الدكتور عبيد العبيد متقدمة بعشر سنوات تقريبا.
ويبقى السؤال موجها لمن استطاع أن يطلع على هذه الرسالة:
هل طبعت؟ أو يمكن أن تطبع؟
وما ميزات هذا الجمع؟ مع مقارنة بين العملين.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 Nov 2006, 02:43 ص]ـ
المشايخ والأخوة الأفاضل:
مساعد الطيار
عبدالله العمري
الجنيدالله
عبدالرحمن الشهري
السائح
أبومحمد الريشي
العبادي
جزاكم الله خيراً على إرشادي وتوجيهي.
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[23 Nov 2010, 10:52 ص]ـ
هل لابن رجب رحمه الله اختيارات كثيرة في التفسير تستحق أن تُجمع كرسالة علمية (ما جستير)؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[23 Nov 2010, 11:20 ص]ـ
هناك بحث في مجلة جامعة أم القرى العدد 40 ربيع الأول لعام 1428 هـ, بعنوان (مصادر الحافظ ابن رجب و منهجه في التفسير من خلال كتابه جامع العلوم و الحكم) , للدكتور يحي زمزمي. و قد سبق أن نُشر هنا في الملتقى.
ذكر في النتائج:
أن للحافظ ابن رجب عناية بعلم التفسير, و أفرد مصنفات في تفسير بعض السور القرانية, كما ان مصنفاته لم تخل من إيراد مسائل التفسير.
و ذكر في التوصيات:
إعداد رسالة علمية لجمع تفسير ابن رجب من خلال جميع كتبه ..
و بما أن الإخوة ذكروا أن هناك أطروحة دكتوراه في عام 1412هـ بعنوان " تفسير ابن رجب الحنبلي: جمع ودراسة " للدكتور عبيد العبيد, فكيف الحصول على هذه الرسالة؟ و هل ذكر فيها اختيارات ابن رجب رحمه الله؟
جزاكم الله خيراً
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[23 Nov 2010, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
وقد ذكر لنا الشيخ طارق انه دفع الى المطبعة كتاب جمع فيه تفسير البخارى ايضا منذ فترة فالظاهر انه توجه للشيخ فى مشريعه هذه الفترة فنفع الله به(/)
نظرات ... في موقف المعاصرين من الإسرائيليات (3) [المؤلفين في علوم القرآن]
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Jun 2003, 01:38 م]ـ
آراء عدد من المعاصرين ممن كتب في علوم القرآن
1) الدكتور محمد حسين الذهبي:
يرى الدكتور الذهبي رحمه الله أنه يجب أن يلتزم من يفسر كتاب الله تعالى بالنسبة للروايات الإسرائيلية بأمور مجملها:
- أن يكون يقظاً وناقداً إلى الغاية والدقة حتى يستطيع أن يستخلص من هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليات ما يناسب روح القرآن ويتفق مع النقل الصحيح والعقل السليم.
- لا يجوز للمفسر بحال من الأحوال أن يرتكب النقل عن أهل الكتاب إذا كان في سنة نبينا e بيان لمجمل القرآن أو تعيين لمبهمه.
- يجب على المفسر أن يراعي أن الضروري يتقدر بقدر الحاجة فلا يذكر في تفسيره شيئاً من الإسرائيليات الموثوق بها إلا بقدر ما يقتضيه بيان الإجمال وما يكفي أن يكون حجة على من خالف وعاند من أهل الكتاب.
- إذا اختلف المتقدمون في شيء من هذا القبيل وكثرت أقوالهم ونقولهم فلا مانع من نقل المفسر لهذه الأقوال على أن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل، وليس له أن يحكي الخلاف ويطلقه.
- وخير للمفسر أن يمسك عما لا طائل تحته مما يعد صارفاً عن القرآن وشاغلاً عن التدبر في حكمه وأحكامه، قال: (وهذا ولا شك أحكم وأسلم).
ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر المتقدم ثم قال: (وأنا أميل إلى هذا الرأي حماية لكتاب الله عز وجل عن لغو الحديث وصوناً له عن الفضول والتزيد بما لا طائل تحته ولا خير فيه) أ. هـ.
2) الدكتور محمد أبو شهبه:
قال رحمه الله: أخبار بني إسرائيل وأقاويلهم على ثلاثة أقسام:
أ. ما علمنا صحته ... وهذا القسم صحيح وفيما عندنا غنية عنه ولكن يجوز ذكره وروايته للاستشهاد به ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم.
ب. ما علمنا كذبه ... وهذا القسم ورد النهي عن النبي e للصحابة رضي الله عنهم عن روايته والزجر عن أخذه عنهم وسؤالهم عنه ... ولعل هو المواد من قول ابن عباس: " يا معشر المسلمين ... ".
ج. ما هو مسكوت عنه ... فلا نؤمن به ولا نكذبه ويجوز حكايته لما تقدم من الإذن في الرواية عنهم ... ومع هذا فالأولى عدم ذكره وألا نضيع الوقت في الاشتغال به.
فيظهر مما سبق أن رأيه هو أن الأصل عدم ذكرها إلا إذا صحت ولم نعلم كذبها فتروى للاستشهاد بها ولإقامة الحجة عليهم من كتبهم مع أن الأولى عدم ذكرها.
3) الدكتور رمزي نعناعة:
نقل كلام الذهبي المتقدم، ونقل كلام أحمد شاكر رحمه الله وعلق عليه يقوله (والحق أن الكلام الذي قاله الشيخ أحمد شاكر منطقي معقول)
وزاد على كلام الذهبي ما يلي:
- يجب على المفسر أن ينهج نهجاً معتدلاً في موقفه من القصص القرآني وذلك بالوقوف عند ما ورد في القرآن الكريم مع الاحتفاظ بدلالة الألفاظ اللغوية على معانيها وإفادتها لواقع هي تعبير صحيح عنه دون تزيد عليه بما لم يرد فيه اعتماداً على روايات لا سند لها كما صنع المفرطون.
- على المفسر أن لا يكتفي بالاعتماد على ذكر السند في كتاب كبير كتفسير ابن جرير فقد يذكر ابن جرير أو غيره أشياء غير صحيحة لذا فلا معدى للمفسر عن الاسترشاد بكتب الجرح والتعديل قبل أن يقدم على نقل رواية من الروايات الموجودة في كتب التفسير.
4) الشيخ مناع القطان:
قال رحمه الله: (ولم يكن المفسرون يتحرون صحة النقل فيما يأخذونه من هذه الإسرائيليات ومنها ما هو فاسد باطل، لذا كان على من يقرأ في كتبهم أن يتجاوز عما لا طائل تحته وألا ينقل منها إلا ما تدعو الضرورة إليه وتتبين صحة نقله ويظهر صدق خبره) فهو علق النقل بالضرورة والصحة والصدق.
5) الدكتور محمد لطفي الصباغ:
ذكر الدكتور أنه يجب على من يتصدى للتفسير أو من يقرأ في كتب التفسير أن يكون واعياً للموقف السليم الذي يجب أن يفقه المسلم من الإسرائيليات وهذا الموقف يتلخص فيما يلي:
- ترد كل الإسرائيليات التي تعارض القرآن أو صحيح السنة أو تعارض أصلاً إسلامياً مقرراً. ونقل عن محمد أبو زهرة أن أكثر الإسرائيليات دس فيها من هذا القبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ما وافق القرآن هو صحيح لم يدخله التغيير والتبديل ولكن إثباتها لصحتها لا يعني أن نستشهد بها في تفسيرنا للقرآن الكريم فكتابنا أصح ... فما حاجتنا إلى اللجوء إلى كتب بدل أكثرها بل قد يكون في نقل الصحيح منها وإثباتها في التفسير تزكية لذلك المصدر وتوثيق له وتغرير بالعامة ليعتمدوا على إسرائيليات غيرها لم تثبت صحتها ... وإيراد الإسرائيلية الموافقة للقرآن يجرد القصة من المواعظ التي جاءت في القرآن.
- ما يخالف العقل مردود أيضاً.
- ما سمح لنا بروايتها ونهينا عن تكذيبهم وتصديقهم فيها فالموقف هو موقف الحذر والأناة والحياد، ثم قال: لكن هذه شيء وإيراد هذا الإسرائيليات في أثناء تفسير كتاب الله شيء آخر ذلك لأن إيراد هذه الرواية في هذا الموضع يعني أنك تريد حمل الآية القرآنية عليها وهذا يدل على تصديقك لها. ثم نقل كلام الشيخ أحمد شاكر رحمه الله.
6) الشيخ خالد عبد الرحمن العك:
يرى أن لها أثراً سيئاً في التفسير ثم ذكر الموقف الصحيح كما يراه وهو عين ما سبق نقله عن الذهبي رحمه الله تعالى.
7) الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي:
قال: وإن كان لي من رأي أذكره ... فهو ما نراه الصواب في هذا المنهج وخلاصة ذلك:
- ما وافق شريعتنا من الإسرائيليات تجوز روايته للاستشهاد لا للاعتقاد.
- وما خالف شريعتنا لا تصح روايته إلا على سبيل التكذيب والرد عليه.
- ما ليس في شريعتنا ما يوافقه ولا ما يخالفه لا بأس بحكايته من غير تصديق ولا تكذيب وذلكم هو المنهج السليم والله الموفق.
8) الدكتور محمد سعد الشويعر:
قال: ولذا يحسن بالقارئ المسلم أن يدرك ما يجب عليه حيالها، فيأخذ المفيد الصحيح، ويتجافى عن غيره، ولا يعرض أمام الناشئة ما يثير البلبلة حتى لا تكبر الثقافات المهزوزة معهم، وفيما يتعلق في تفسير القرآن الكريم عدم الركون لما يخالف دلالته، أو ما يثبت به القول اليقيني من سلف الأمة.أ. هـ.
9) حسني يوسف الأطير:
- يرى أن الإسرائيليات دسيس على الإسلام:
قال: (إن الفتنة لم تدخل المسيحية إلا من طريق رجل قال أنه آمن بالمسيح ... وإن الفتنة يجب أن تدخل الإسلام بنفس الوسيلة وبنفس الطريق وعلى رجل يماثل بولس) ويرى أنها شر قال: (وهكذا انفتح باب الإسرائيليات على مصراعيه أمام المسلمين لينفتح به باب للشر لم ينغلق ولن ينغلق ما دام في هذه الدنيا مسلم تغيب عن وعيه تلك الحقائق التي قدمناها).
- قال: دخلت شعوب في الإسلام ورأت مناسبة بين الدين الجديد وبعض ما في دينهم فذهبوا يفسرون الإسلام ويفهمونه على أساس تلك الموروثات المهجورة وأغلبهم من النصارى.
- يرى أن في الصحيحين إسرائيليات ويقول: وللأسف فإن منتصف القرن الثالث الذي شهد ظهور كتاب البخاري ومسلم كان يرزح تحت حكم الدولة العباسية وهم سلالة عبد الله بن عباس رائد الإسرائيليات في الإسلام وظلت هذه الدولة منذ قيامها بعد سقوط دولة بني أمية (132هـ) تعمل على تضخيم شخصية عبد الله ونسبة كافة المعارف إليه ورفع مقالاته إلى درجة التوثيق والتقديس التي للرسول e ... وربما ادعوا أنه كان في كل ما يقول يصدر عن علوم أو وصايا ورثها عن الرسول e وكل ذلك باطل ولا ظل له من الحقيقة ولكنه صار عبئاً على الإسلام ظل يعاني وسيظل يعاني منهم زمناً طولاً ... )
- وقد بلغ به من إنكاره الشديد على الإسرائيليات القدح في بعض رواتها حتى من الصحابة: يقول في تتمة الكلام المتقدم في الفقرة الأخيرة: (ومع ذلك نقول إن افتقاد المعيار الصحيح والحاسم في تمييز ما صح عن ابن عباس من ما هو مدسوس عليه لا يجعلنا نعفي هذا الرجل من النقد والمسؤولية فيما نسب إليه من أحاديث في التفسير ومن تعويل على الإسرائيليات من يهودية ونصرانية). أ. هـ.
وقال في موضع آخر: وها نحن نعرض لبعض ما زعمه كعب الأحبار من ذلك وللأسف تابعه عليه وأضاف إليه تلميذه المترف الرقيق المحسوب إماماً لهذا الأمة المدعو عبد الله بن عباس.أ. هـ.
وأنت ترى في هذا النقل لمزاً واضحاً لحبر الأمة وترجمان القرآن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
ويقول عن كعب الأحبار رحمه الله: إن كعباً يعمد إلى جواهر القرآن وفرائده وينسب أصلها إلى التوراة لينزع عن القرآن لثام قداسته وعصمته كوحي إلهي ويجعله مجرد استلهام من التوراة وتابع لها ولا عجب في ذلك من شأن كعب فقد كان يزعم أنه مسلم ورغم ذلك كان ينسب إلى التوراة كل علم وفضل جاء في القرآن.أ. هـ.
وقد أعرضت عن ذكر بعض الأمثلة الأخرى وإن كان قد تجاوز فيها القدح أكثر مما سبق سواءً على الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أو على كعب الأحبار رحمه الله، وقد اطلعت على جميع هوامش المؤلف فلم أره رجع لغير تفسير ابن جرير رحمه الله من التفاسير والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
. الإسرائيليات له ص: 165 - 167 باختصار. وانظر التفسير والمفسرون ج1/ 181 - وما بعدها.
. الإسرائيليات له ص: 106 - 107. بتصرف.
. الإسرائيليات له ص: 434 وما بعدها باختصار.
. مباحث في علوم القرآن ص: 355.
. بحوث في أصول التفسير له ص: 150 - 161. باختصار. وانظر كتابه (لمحات في علوم القرآن) ص: 265 - 266.
. أصول التفسير وقواعده ص: 263.
. منهج الدراسة العقلية ج1/ 332.
. مجلة البعث الإسلامي العدد 8 المجلد (36) رمضان 1411هـ ص: 31.
وبهذا ينتهي هذا السرد المختصر والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:35 م]ـ
شكر الله لكم يا شيخ فهد على هذا الجهد المتميز، والطرح الوقور، وأرجو أن تستمر مثل هذه المشاركات المتكاملة. ومنذ مدة وأنا أحب أن أشكركم على طرحكم وتواصلكم، وتمنعني جدية الموضوعات من التعقيب. فجزاكم الله خيراً يا أخي الكريم.
كنتُ أشرتُ في مشاركة سابقة إلى كتاب قام بدراسة الإسرائليات عند الإمام الطبري، مقارنة بالمصادر العبرية للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع. وقد طبعته وزارة الأوقاف المصرية عام 1422هـ.
فهل اطلعتم عليه يا فضيلة الشيخ؟
وما رأيكم في المنهج الذي سارت عليه الدكتورة آمال في بحثها؟
أرجو أن يكون هناك في وقتكم متسع لمناقشة هذه الفكرة، وفقكم الله لكل خير.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jun 2003, 06:27 ص]ـ
الحقيقة أشكر لكم فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري ردودكم المتميزة ...
وبالنسبة للكتاب فإنني لم أطلع إلى الآن وأرجو أن يكون ذلك مستقبلاً.
وفقك الله للدلالة على الخير ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2003, 01:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله في كتابه (تحرير علوم الحديث) 1/ 32 مسألةً تتعلق بالحديث المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعرض خلالها للصحابة المكثرين من الإسرائيليات وهي المسألة الرابعة من مسائل (الحديث المرفوع):
ما لايقال مثله بمجرد الاجتهاد، فالأصل أن يكون مرفوعاً حكماً.
وذلك كتحديث الصحابي بما لا سبيل إلى معرفته إلا عن طريق الوحي، مع ضميمة أن لا يكون الصحابي يحدث بالإسرائيليات فيما يمكن أن يكون من أخبار أهل الكتاب.
مثل: ما يتصل بأخبار السابقين وبدء الخلق ومستقبل الزمان.
ومن أشهر من عُرِف من الصحابة بالتحديث عن أهل الكتاب: عبدالله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وربما وقع لغيرهما، خصوصاً من نزل الشام من الصحابة.
ولما كان قد يعسر تبين إن كان الصحابي حمل الرواية عن أهل الكتاب، أو كان بتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أجل أنه ليس لدينا ما يقطع في هذا، إنما هو قائم على المظنة، فالتحري يوجب أن يَرِدَ في سياق الخبر قرينة غير ما تقدم على ضعف احتمال أن يكون من أخبار أهل الكتاب.
وذلك كقول أبي سعيد الخدري: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق). [حديث صحيح. أخرجه سعيد بن منصور في سننه .. تراجع حاشية الكتاب لإكمال التخريج].
فأبو سعيد ليس معروفاً بالتحديث بالإسرائيليات، وحدث بشيء هو مما اختصت به هذه الأمة، وهو فضل قراءة سورة الكهف، وهي مما أنزل الله على محمد صلى، وذكر البيت العتيق وليس لأهل الكتاب فيه شأن.) أهـ.
وقد رجعت لكتاب (الإسرائيليات في تفسير الطبري) للدكتورة آمال محمد عبدالرحمن ربيع - وهو دراسة جادة للإسرائيليات في تفسير الطبري بطريقة مبتكرة وهي مقارنة ما ورد فيه بما ورد في المصادر العبرية - فوجدتها لم تذكر في الملحق الذي ذيلت به كتابها عن أبرز رواة الإسرائيليات في تفسير الطبري اسمَ عبدالله بن عمرو بن العاص، ولا اسمَ أبي هريرة رضي الله عنه. مما جعلني أتوقف في ما ذكره الشيخ عبدالله الجديع حفظه الله، مع ثقتي في علم الشيخ الجديع وفقه الله.
وربما يكون لعبدالله بن عمرو بن العاص ولأبي هريرة روايات في غير تفسير الطبري، فأحببت طرح هذه الفائدة للمناقشة حتى يتبين فيها رأي إن شاء الله، ولعل الشيخ فهد الوهبي يفيدنا في هذه المسألة وفقه الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Nov 2003, 04:04 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن الشهري وفقه الله
سبق وتعرضت لهذا الموضوع في كلام سابق لي: "من هم الصحابة الذين ثبت أنهم فسروا القرآن بالإسرائيليات؟ "
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&postid=4012
وقد ناقشته كذلك بتفصيل أطول في ملتقى أهل الحديث. والخلاصة أنه لم تثبت رواية الإسرائيليات إلا عن ابن عباس رضي الله عنه، وعامتها عن كعب الأحبار ووهب بن منبه.
أما باقي الصحابة مثل عبد الله بن عمرو، و عبد الله بن سلام، و أبي هريرة، وغيرهم فكانوا يميزون ما بين ما يروونه عن الإسرائيليات وما بين ما يروونه مرفوعاً، فلا يحصل إشكال.
لكن قد يحصل غلط من الرواة عن أبي هريرة فيجعلون بدلا من "عن كعب" يجعلونه مرفوعاً! فالآفة من الرواة وليس من الصحابي نفسه.
هذا وليتك تذكر في الموضوع المذكور من هم الصحابة غير ابن عباس الذين ثبت عنهم بنظر الدكتورة آمال، إذ لم أجد أحداً يثبت عنه ذلك إلا عبد الله بن عباس رضي الله عنه، إذ كان يروي الإسرائيليات ولا يبين ذلك، ومنه أخذ هذا قتادة ومجاهد وسعيد والحسن والسدي والضحاك وغيرهم.(/)
طلب تقويم لكتاب (الاتقان) وكتاب (البرهان)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 Jun 2003, 04:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله بركاته، بعد الانتهاء من دراسة (مناهل العرفان) للزرقاني ـ رحمه الله ـ فهل تنصحون بالاتقان للسيوطي، أم بالبرهان للزركشي؟
ونطلب تقييم مختصر للكتابين
بارك الله في جهودكم
ـ[الراغب في مدارج السالكين]ــــــــ[02 Jun 2003, 06:27 م]ـ
السلام عليكم.
لن أتقدم على الأفاضل فأترك النصح في البداءة بأحد الكتابين لفضيلة المشرف أو من يستطيع أن يفيد في ذلك، لكني أحببت فقط أن اذكر هنا أني وقفت على كتاب مفيد بعنوان (علوم القرآن بين البرهان والاتقان) نال به مؤلفه د. حازم سعيد حيدر درجة الدكتوراة من كلية القرآن الكريم بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وهو من طبع دار الزمان في المدينة النبوية.
وهذا رابط البيان المختصر للرساله من موقع الجامعة الاسلامية: http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/quran/tafsir/munakash/Doctor/32.Htm
علوم القرآن بين البرهان والإتقان ـ دراسة ومقارنة ـ.
الباحث: حازم سعيد حيدر سعيد
الجنسية: أردني
المشرف: د/ عبد الله بن محمد الأمين
المرحلة: الدكتوراه
تاريخ المناقشة: 1416/ 01/15 هـ
التقدير: الشرف الأولى
عدد المجلدات: 1
عدد الصفحات: 634
ملخص تعريفي للرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى مدخل، وتمهيد، وستة فصول، وخاتمة.
المدخل: تكلم فيه عن تعريف علوم القرآن، ترجمة موجزة للإمامين الزركشي والسيوطي.
التمهيد: وفيه ثلاثة مباحث: نشأة علوم القرآن ومراحله، أول من ألف في علوم القرآن، تعريف موجز بالكتب المعتبرة في علوم القرآن الَّتي سبقت البرهان والإتقان.
الفصل الأول: أنواع علوم القرآن في "البرهان" و "الإتقان" ذكر الباحث فيه ما اتفق عليها الزركشي والسيوطي، وما انفرد به السيوطي، وما انفرد به الزركشي.
الفصل الثاني: دور الزركشي في تأسيس بعض أنواع علوم القرآن.
الفصل الثالث: زيادات السيوطي على البرهان.
الفصل الرابع: تحريرات السيوطي.
الفصل الخامس: القيمة العلمية للبرهان والإتقان.
الفصل السادس: أثر " البرهان" و "الإتقان" فيما بعدهما من مؤلفات.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها: أن علوم القرآن مرت بعدة أطوار زمنية ومرحلية، ثم ألف في علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير، ثم انفرد هذا العلم، وأول من ألف بصورة مستقلة الحارث المحاسبي (ت243هـ). أن السيوطي ألف كتابه "الإتقان" بعد اطلاعه على "البرهان" للزركشي.
وذكر الباحث أن علوم القرآن غير منحصرة بعدد معين ويمكن الإضافة عليها بشرط عدم التفريع الممطط. ومن الأنواع الجديدة الَّتي يمكن إضافتها: ترجمة القرآن، مناهج المفسرين، تدبر القرآن، مقاصد السور، الشبهات حول القرآن، قواعد حفظ القرآن، نقد التفسير وغيرها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Jun 2003, 10:11 م]ـ
شكراً للأخ الكريم (الراغب في مدارج السالكين) وأسأل الله له التوفيق والسير في هذه المدارج ولا يكتفي بالرغبة وفقه الله.
عندما رأيت السؤال أردت أن أعرف بكتاب الدكتور حازم سعيد حيدر وفقه الله، فقد أتى على المراد، فجزاك الله خيراً أخي الراغب حيث كفيتنا المؤونة. وأرجو من الأخ محمد يوسف أن يطلع على الكتاب، ويلخص لنا أهم الفروقات بين الكتابين التي ذكرها الدكتور حازم وغيرها من نقاط المقارنة بين الكتابين.
وفقكم الله جميعاً.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 Jun 2003, 11:43 ص]ـ
بارك الله فيكما، ولكن قد يصعب جدا الحصول على نسخة من الكتاب هنا في مصر، فهل أستطيع الحصول عليه من أي موقع؟
جزاكما الله تعالى خير الجزاء
ـ[الراغب في مدارج السالكين]ــــــــ[10 Jun 2003, 06:04 م]ـ
انتظر رسالتي اليك أخي محمد ز والسلام عليكم(/)
تأملات في آيات مختارات (1)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Jun 2003, 11:08 م]ـ
سلسلة أختار فيها آيات من كتاب الله تعالى في مواضيع متفرقة لنقف مع شيئ من معانيها دون الخوض في مسائلها التفصيلية التي يذكرها المفسرون.
كتبتها لما رأيت أكثر مقالات الموقع منصب اهتمامها بما يتعلق بالجوانب العلمية , والتي هي في الأصل , وسيلة لفهم القرآن وطريق إليه , راجياً منكم قبولها بصدر رحب , وبارك الله في جهود الجميع.
اللقاء الأول:تأملات في قول الله تعالى: " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاُ وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
الإنسان حينما يقدم على أمر يكون حافزه إما:عقله , أو عاطفته؛ فالعقل والعاطفة يحتاجهما الإنسان دوماً حتى يزن الأمور كثيراً , فلا يصح تقديم العقل على العاطفة مطلقا ً, ولا العاطفة على العقل مطلقاً ولكن يحتاج الإنسان إلى نظر وتروٍٍٍ, حتى يختار , لكن متى ما اتفقت العاطفة مع العقل في اختيار أمر ما فإنه لاشك سيكون عين الصواب , وهذا ما نجده بيناً في هذه الآية.
كيف ذلك: يقرر الله تعالى في الآية أن القتال فرض على المؤمنين مع كراهيتهم له بحسب الطبيعة البشرية , فهو شاق وعظيم؛ ذلك أن في الجهاد مفارقة الأهل والوطن والتعرض لذهاب النفس وإخراج للمال؛ لكن هناك وعد من الله تعالى بأن ينقلب المكروه إلى خير حينما قال:" وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" وعسى من الله واجبة أي واقعة حتماً , هكذا قال ابن عباس وغيره من المفسرين , ولا يستثنى على الصحيح من هذا المعنى شيئاً لا آية الإسراء ولا آية التحريم , وإنما أتت "عسى " بهذه الصيغة حتى لا يأمن الإنسان مكر الله , فيبقى دائم التعلق بالله تعالى ولذا فالمجاهد إذا خرج في سبيل الله إما أن يغنم ويظفر بعدوه , وإما أن يقتل ويتخذه الله شهيداً له الحياة الدائمة والتي تمنى أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم أن يقتل , ثم يحيى , ثم يقتل , ثم يحيى , ثم يقتل كما في الحديث الصحيح وهذا الكلام مما يقوي العاطفة ويشحذ الهمة بل يجعل من العقل أن لا يدع الإنسان هذه الفريضة , فهنا تجتمع العاطفة مع العقل في اتخاذ قرار الامتثال لأمر الله في هذه الآية , فيذهب الإنسان قد حمل روحه على كفه يبتغ القتل مظانه , ويتحمل المشاق العظيمة التي لم تأت هذه الآية لتنكر وجودها ولكن لتجعل منها لذة يتعبد الإنسان بها لربه ويهيأ لها النفس فتقبلها راضية محتسبة وفي المقابل هناك من يهمل هذه المعاني التي تجيش العاطفة وبالتالي فإن العقل يقول له: إن الدعة والسلامة لا يعدلها شيء , وهذا في الظاهر لكن في الباطن يكون شراً له فيتقوى عليه العدو فيحل به من الهوان والذلة وتسلط الأعداء , ما هو أشد على النفس من متاعب الجهاد والقتال في سبيل الله؛ ولذا ختم الله تعالى الاية بقوله " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " أي يعلم مافيه صلاحكم وعزكم وفلاحكم؛ فخاتمة الآية تترجم عن معناها , فالله حينما كتب عليكم القتال ,وفرضه عليكم رغم مافيه من المشقه الظاهره يعلم عاقبته وثمرته وأنتم لا تعلمون ولم يحدد في الآية ما الذي لا نعلمه؛ ليعم فلا نعلم متى ولا أين ولا كيف ذلك فحذف المعمول يؤذن بعموم العامل. أسأل الله ان يرزقنا فهم كتابه والعمل بما فيه.
وإلى اللقاء مح حلقة قادمة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2004, 07:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكرتني هذه التأملات بما أورده ابن القيم رحمه الله حول هذه الآية في كتابه الفوائد:
قال: (فائدة جليلة: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم}
قوله تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} (الآية: 216 من سورة البقرة.)، وقوله عز وجل: {وإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} (الآية: 19 من سورة النساء.)،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالآية الأولى في الجهاد الذي هو كمال القوة الغضبية، والثانية في النكاح الذي هو كمال القوة الشهوانية، فالعبد يكره مواجهة عدوه بقوته الغضبية خشية على نفسه منه، وهذا المكروه خير له في معاشه ومعاده، ويحب الموادعة والمتاركة، وهذا المحبوب شر له في معاشه ومعاده، وكذلك يكره المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها خير كثير لا يعرفه، ويحب المرأة لوصف من أوصافها، وله في إمساكها شر كثير لا يعرفه، فالإنسان كما وصفه خالقه: ظلوم جهول فلا ينبغي أن يجعل المعيار على ما يضره وينفعه وميله وحبه، ونفرته وبغضه، بل المعيار على ذلك ما اختاره الله له بأمره ونهيه.
فأنفع الأشياء له على الإطلاق طاعة ربه بظاهره وباطنه. وأضر الأشياء عليه على الإطلاق معصيته بظاهره وباطنه، فإذا قام بطاعته وعبوديته مخلصا له فكل ما يجري عليه مما يكرهه يكون خيرا له، وإذا تخلى عن طاعته وعبوديته فكل ما هو فيه من محبوب هو شر له، فمن صحت له معرفة ربه والفقه في أسمائه وصفاته علم يقيناً أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يحصيها علمه ولا فكرته، بل مصلحة العبد فيما يكره أعظم منها فيما يحب.
فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها، كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها، فانظر إلى غارس جنة من الجنات، خبير بالفلاحة، غرس جنة وتعاهدها بالسقي والإصلاح حتى أثمرت أشجارها فأقبل عليها يفصل أوصالها ويقطع أغصانها؛ لعلمه أنها لو خليت على حالها لم تطب ثمرتها فيطعمها من شجرة طيبة الثمرة، حتى إذا التحمت بها واتحدت وأعطت ثمرتها أقبل يقلمها ويقطع أغصانها الضعيفة التي تذهب قوتها ويذيقها ألم القطع والحديد لمصلحتها وكمالها لتصلح ثمرتها أن تكون بحضرة الملوك، ثم لا يدعها ودواعي طبعها من الشرب كل وقت بل يعطشها وقتاً ويسقيها وقتاً ولا يترك الماء عليها دائماً، وإن كان ذلك أنضر لورقها وأسرع لنباتها، ثم يعمد إلى الزينة التي زينت بها من الأوراق فيلقي عنها كثيراً منها؛ لأن تلك الزينة تحول بين ثمرتها وبين كمال نضجها واستوائها، كما في شجر العنب ونحوه، فهو يقطع أعضاءها بالحديد. ويلقي عنها كثيراً من زينتها، وذلك عين مصلحتها، فلو أنها ذات تمييز وإدراك كالحيوان لتوهمت أن ذلك إفساد لها وإضرار بها، وإنما هو عين مصلحتها.
وكذلك الأب الشفيق على ولده بمصلحته، إذا رأى مصلحته في إخراج الدم الفاسد عنه بضع جلده (2) وقطع عروقه، وأذاقه الألم الشديد. وإن رأى شفاءه في قطع عضو من أعضائه أبانه عنه، كل ذلك رحمة به وشفقة عليه، وإن رأى مصلحته في أن يمسك عنه العطاء لم يعطه ولم يوسع عليه؛ لعلمه أن ذلك أكبر الأسباب إلى فساده وهلاكه، وكذلك يمنعه كثيرًا من شهواته حماية له ومصلحة لا بخلاً عليه، فأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وأعلم العالمين الذي هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم، ومن آبائهم وأمهاتهم إذا أنزل بهم ما يكرهون كان خيراً لهم من ألا ينزله بهم، نظراً منه لهم وإحساناً إليهم ولطفاً بهم. ولو مكنوا من الاختيار لأنفسهم لعجزوا عن القيام بمصالحهم علماً وإرادة وعملاً، لكنه سبحانه تولى تدبير أمورهم بموجب علمه وحكمته ورحمته، أحبوا أم كرهوا فعرف ذلك الموقنون بأسمائه وصفاته، فلم يتهموه في شيء من أحكامه وخفي ذلك على الجهال به، وبأسمائه وصفاته، فتنازعوا تدبيره وقدحوا في حكمته ولم ينقادوا لحكمه وعارضوا حكمه بعقولهم الفاسدة وآرائهم الباطلة وسياساتهم الجائرة، فلا لربهم عرفوا، ولا لمصالحهم حصلوا، والله الموفق.
ومتى ظفر العبد بهذه المعرفة سكن في الدنيا قبل الآخرة في جنة لا يشبه نعيمها إلا نعيم جنة الآخرة، فإنه لا يزال راضياً عن ربه والرضا جنة الدنيا ومستراح العارفين، فإنه طيب النفس بما يجري عليه من المقادير التي هي عين اختيار الله له، وطمأنينتها إلى أحكامه الدينية، وهذا هو الرضا بالله ربًّا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً.
وما ذاق طعم الإيمان من لم يحصل له ذلك، وهذا الرضا هو بحسب معرفته بعدل الله وحكمته ورحمته وحسن اختياره. فكلما كان بذلك أعرف كان به أرضى، فقضاء الرب سبحانه في عبده دائر بين العدل والمصلحة والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك ألبتة، كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي. ما قالها أحد قط إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحاً قالوا: أفلا نتعلمهن يا رسول الله؟ قال: بلى ينبغي لمن يسمعهن أن يتعلمهن ".
والمقصود: قوله " عدل في قضاؤك " وهذا يتناول كل قضاء يقضيه على عبده من عقوبة أو ألم. وسبب ذلك فهو الذي قضى بالسبب وقضى بالمسبب، وهو عدل في هذا القضاء، وهذا القضاء خير للمؤمن كما قال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ".
قال العلامة ابن القيم: فسألت شيخنا: هل يدخل في ذلك قضاء الذنب؟ فقال: نعم؛ بشرطه، فأجمل في لفظه " بشرطه " ما يترتب على الذنب من الآثار المحبوبة لله من التوبة والانكسار والندم والخضوع والذل والبكاء وغير ذلك.)
وأخيراً أرجو من الشيخ أحمد أن يواصل تأملاته القيمة فكم نحن بحاجة إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[20 May 2004, 11:48 ص]ـ
اللهم ارزقنا فهم كتابك
وجميل خطابك
وحلاوة كلامك
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد(/)
هل أُوافَق على هذا الرأي: تفسير الصحابي من قريش مقدم على تفسير غيره من الصحابة
ـ[الحارث]ــــــــ[03 Jun 2003, 01:29 ص]ـ
إذا قلت أنه: لا أحد من الصحابة من قريش يجهل معنى لفظة في القرآن؛ لأن القرآن نزل بلغة قريش , كما قال عثمان رضي الله عنه للنفر الثلاثة عند كتابتهم للقرآن.
و جميع الروايات الواردة عن عمر وابن عباس والتي فيها سؤالهم عن بعض الكلمات القرآنية (كالتخوف و فاطر وغيرها) ضعيفة من ناحية الإسناد.
ويدل على ذلك أنه لم يسأل أحد من الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم عن لفظة من القرآن.
هل يصح أن أقول بعد ذلك أن:
[الصحابة من قريش يختلف تفسيرهم عن غيرهم من الصحابة , ويقدم على غيرهم بهذا الاعتبار].
وفقكم الله تعالى لكل خير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Jun 2003, 06:17 ص]ـ
بسم الله
يا أخي الحارث وفقني الله وإياك
لقد أوردت سؤالاً مبنياً على ثلاث مقدمات ذكرتها؛ فأثبت لنا أولاً صحة هذه المقدمات الثلاث حتى نستطيع الجواب.
وثانياً - هل ذكر أحد ممن سلف من العلماء ما ذكرته من مقدمات؟
وأما النتيجة - وهي تقديم تفسير الصحابة من قريش على تفسير غيرهم - فيمكن القول بها من غير المقدمات التي أشرت إليها.
أرجو منك أخي أن تفيدنا بما يشفي ويكفي حول هذه المقدمات الخطيرة الشأن.
ـ[الحارث]ــــــــ[04 Jun 2003, 06:47 ص]ـ
أنا لا أقرر هذه النتيجة , وإنما أوردت هذه الأقوال كمقدمات لها؛ بغية أن أجد جواباً شافياً عنها من أهل العلم والبحث في هذا الماتقى.
وحيث قد ذكر أخي محمد وفقه الله أن النتيجة يمكن القول بها من دون المقدمات فهذا أيضاً من غرضي , فكيف نثبته ونتوصل إليه؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Jun 2003, 03:11 م]ـ
أخي الكريم الحارث لي رأي أرجو أن يجد قبولاً:
وهو أرجو منك أن تقوم بما يلي حتى يتضح الإشكال:
1 - ذكر الروايات التي فيها تعارض مع النتيجة التي ذكرت. وذكر كلام العلماء عليها تصحيحاً وتضعيفاً.
2 - الرجوع لكلام من كتب في تفاسير الصحابة رضي الله عنهم في كتب علوم القرآن والاطلاع على ما كتب.
3 - التدليل على مسألة عدم سؤال أحد من الصحابة عن معنى لفظة أو نقل قول لعالم محرر في المسألة.
4 - النظر في الموضوع من حيث الواقع من هم الصحابة الذين يقع بينهم التعارض في التفسير من قريش ومن غيرهم وهل القرشيون من الصحابة متفقون في التفسير أم أن الخلاف موجود بينهم.
5 - هل تختلف لغة قريش عن غيرها من لغات الصحابة غير القرشيين اختلافاً كبيراً بحيث قد يجهل غير القرشي ألفاظاً من القرآن. مع ملاحظة أن الصحابة بعد الإسلام قد عايشوا القرشيين وعرفوا لغتهم.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
أخوك
ـ[الحارث]ــــــــ[05 Jun 2003, 10:32 ص]ـ
الأخ الفاضل الوهبي وفقه الله
اقتراحك المبارك عناصر مفصلة ومبينة لأصل المسألة , كما أن فيه إشارات تقريبية مفيدة في حل المسألة , وكل ذلك مني على بال.
وأنا أكتفي بأن تكون مشاركتي فتح لباب النظر والتفكير والبحث في مسائل مهمة لأهل الشأن , وفي طرحي لهذا الموضوع بين أهله سؤال لأهل الذكر كما أمر الله تعالى.
وأنا بدوري أحيل طلبك إلى أهل الفن في الملتقى , وبانتظار ما ننتفع به إن شاء الله.
ـ[الحارث]ــــــــ[07 Jun 2003, 05:38 م]ـ
هل من جواب يا أهل الذكر؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2009, 12:15 م]ـ
يرفع لمزيد من المذاكرة
وقد يقال بأن القرشيين من الصحابة لهم تميز في التفسير، غير أن هذا لا يكفي لتقديم قولهم على قول غيرهم بدون مرجحات أو قرائن أخرى.
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[18 May 2009, 01:56 م]ـ
إذا قلت أنه: لا أحد من الصحابة من قريش يجهل معنى لفظة في القرآن؛ لأن القرآن نزل بلغة قريش , كما قال عثمان رضي الله عنه للنفر الثلاثة عند كتابتهم للقرآن.
لا يلزم كون القرآن نزل بلغة قريش أن لا يجهل أحد من الصحابة القرشيين معنى لفظة من القرآن فهم كغيرهم يختلفون في أفهامهم ومداركهم.
وأهم من فهم معنى اللفظ فهم المراد باللفظ في الموضع الذي ورد فيه، فهذا عمر رضي الله عنه تحير في معنى الكلالة وكذلك بعض صور الربا ومسألة التيمم للجنب.
كما أشكل على الصحابة معنى الظلم في آية سورة الأنعام" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم"
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[19 May 2009, 01:35 م]ـ
من اكثر من اشتهر بالتفسير من الصحابة عدا القرشيين هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاذا فضّلنا القرشيين على غيرهم فاننا نفضلهم على عبد الله بن مسعود.
فهل نستطيع ان نخفض درجة اقوال عبد الله بن مسعود على غيره من القرشيين؟ ... هنا السؤال
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 May 2009, 04:03 م]ـ
هل أُوافَق على هذا الرأي: تفسير الصحابي من قريش مقدم على تفسير غيره من الصحابة
.
أما بهذا الإطلاق فلا أوافقك عليه، لأمرين:
الأمر الأول: أن أسباب الاختلاف في التفسير التي مرجعها اختلاف لغات القبائل قليل جداً
ولكل قاعدة مجالها، وأسباب الاختلاف الأخرى أكثر وأشهر ولا يتوقف الترجيح فيها على معرفة ما يختص به لسان قريش عن لغات قبائل العرب الأخرى.
الأمر الثاني: أن هذا المرجح قد يصاحبه مرجحات أخرى أقوى منه فتلغي أثره كأن يكون ذلك الصحابي الذي من غير قريش هو صاحب القصة التي نزلت فيها الآيات
كما جاء في تفسير كعب بن مالك لمعنى الذين خلفوا
أو يكون ذلك الصحابي غير القرشي من أهل القرآن الذين اختصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية وعاصروا التنزيل وكانت لهم مزيد فضيلة مشهورة بالعلم بكتاب الله تعالى كابن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت
ومن هذا النوع ما يكفي ذكره لمعرفة معناه بلغة قريش كما قال أبو هريرة رضي الله عنه وهو دوسي ليس بقرشي: (ما كنا نعرف السكين، وما كنا نقول إلا المدية) وكلامه هذا في صحيح البخاري في قصة سليمان عليه السلام مع المرأتين
فهذا أبو هريرة لم يكن يعرف السكين بلسانهم ولم يثر ذلك خلافاً في معناها
ومنه ما لا يختلف معناه وإنما يختلف نطقه ولا أثر لاختلاف النطق على التفسير إذا لم يختلف في المعنى كما في التابوت والتابوه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2010, 07:36 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
الخلاف بين الصحابة من قريش وغيرهم في التفسير لا يكاد يُذكر، ولم أجد أحداً قدَّم قول مُفسِّرٍ من الصحابة على غيره لمُجرَّد أنه قرشي. فيبقى ما ذكره الأخ الحارث مجرد افتراض نظري لا يوجد له أمثلة، وإن وجدت هذه الأمثلة فهي قليلة جداً لا تمثل قاعدة ترجيحيَّة في التفسير.
ولعل الأخ الكريم السائل يراجع كتاب الباحث مختار الغوث (لغة قريش) ففيه تحقيقات قيمة في هذه المسألة. ويمكن تحميله من هذا الرابط هنا ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1006) .(/)
عرض كتاب (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن) لشيخ الإسلام ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Jun 2003, 05:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فالناظر في هذا المنتدى المتميز الجاد يجد أن المشاركات متنوعة ومتعددة فمن سؤال إلى حلقة نقاش إلى أفكار إلى بحوث متميزة إلى رؤى إلى غير ذلك ..
ومن باب إضافة نوع جديد من المشاركات فهذه مشاركة في عرض كتاب بذكر ما يشتمل عليه باختصار وذكر مؤلفه وطريقته ونماذج منه ثم ترك الرأي للإخوة الأفاضل بزيادة ما يرونه في هذا الكتاب.
ولذا كانت هذه المشاركة بعنوان:
عرض كتاب (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن)
1 - مؤلفه: شيخ الإسلام الإمام أبو يحيى زكريا الأنصاري.
2 - موضوع الكتاب: ذكره في مقدمته الآتية.
3 - مقدمة المؤلف: ذكر رحمه الله مقدمة مختصر لكتابه قال فيها:
(فهذا مختصر من ذكر آيات القرآن المتشابهات المختلفة بزيادة أو تقديم أو إبدال حرف بآخر أو غير ذلك. مع بيان سبب تكراره وفي ذكر أنموذج من أسئلة القرآن العزيز وأجوبتها صريحاً أو إشارة جمعته من كلام العلماء المحققين ما فتح الله به من فيض فضله المتين وسميته بـ "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن " والله أسأل أن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وهو حسبي ونعم الوكيل) أ. هـ.
4 - ترتيبه: رتبه على ترتيب السور.
5 - نماذج منه:
= قوله تعالى: (أجيب دعوة الداع إذا دعان) [البقرة: 186]
قال:" إن قلت: نجد كثيراً من الداعين لا يستجاب لهم؟
قلت: إنما لم يستجب لهم لانتفاء شرط الإجابة إذ شرطها طاعة الله وأكل الحلال وحضور القلب. أو لأن الداعي قد يعتقد مصلحته في إجابة دعوته والله يعلم أن المصلحة في تأخيرها، أو يعطيه بدلها".أ. هـ
= قوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) [النور: 63].
قال:" إن قلت: كيف عدّى "خالف" بـ"عن" مع أنه يتعدى بنفسه؟
قلتُ: ضمّن بـ"خالف" معنى "يُعرض" فعداه تعديته، أو عن متعلَّق بمحذوف تقديره: ويعدلون عن أمره، أو هي زائدة على قول الأخفش".
6 - حجم الكتاب: الكتاب مختصر إذ يقع في 372 صفحة مع شموله لجميع السور.
7 - هل يذكر جميع الآيات: لا فالمؤلف رحمه الله إنما يذكر منها ما يدخل في موضوع الكتاب.
8 - طبعاته: وقفت على طبعة واحدة وهي الموجودة عندي وهي طبعة دار الجيل بتحقيق الشيخ محمد علي الصابوني. الطبعة الأولى: 2001م.
هذا عرض مجمل لهذا الكتاب القيم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Jun 2003, 04:22 م]ـ
الأخ الفاضل فهد الوهبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أشكرك علىاجتهادك في طرح الموضوعات، ووإني أرى أن هذ الموضوع الذي تطرحه مهم جدًّا، وأتمنى لو يشارك في الإخوة، ويطرحوا ما توصلوا إليه من ملحوظات نقدية على كتب التفسير ليستفيد منها من يرجع إلى هذا الملتقى، والملحوظات النقدية ـ بشقيها الإيجابي والسلبي ـ مما يحرص عليه طلبة العلم؛ لمعرفة قيمة الكتاب، ومتى يمكن الرجوع إليه.
وقد كتبت في هذا الموضوع كتابة لعلها تصل الملتقى تباعًا إن شاء الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 11:14 م]ـ
شكر الله لك يا شيخ فهد هذه المشاركة , وهي فكرة رائعة آمل منكم المواصلة بهذه الطريقة الجميلة , والتي تعطي تصوراً جيداً عن الكتاب بصورة ميسرة.وحبذا لوكانت متخصصة فتواصل بما بدأت به من التعريف بكتب المتشابه , ثم كتب المعاني , وهكذا.فما رأيكم وفقكم الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jun 2003, 06:25 ص]ـ
أشكر فضيلة الدكتور مساعد الطيار رعاه الله على هذا الرد ونحن بانتظار تلك الكتابة القيمة.
كما أشكر الشيخ احمد البريدي على هذا الاقتراح وأرجو أن يكون ذلك في المستقبل ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 Jun 2003, 10:22 م]ـ
جزى الله فضيلة الشيخ فهد الوهبي خير الجزاء على هذا التعريف الطيب بكتاب (فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن) لشيخ الإسلام الإمام أبي يحيى زكريا الأنصاري رحمه الله الذي يعد من أعمدة الكتب المؤلفة في علم متشابه القرآن.
وقد أحببت أن أضيف أن الكتاب له طبعة أخرى نفيسة بتحقيق الشيخ عبد السميع محمد أحمد حسنين عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام، فقد حقق الكتاب على خمس نسخ مخطوطة تحقيقا علميا، وأثراه بمقدمات وحواش نافعة، وقد كان تحقيقه هذا هو رسالته لنيل الماجستير، وطبع الطبعة الأولى سنة 1404 هـ الموافقة لسنة 1984 مـ، في تسع وسبعمائة صفحة، بمكتبة الرياض الحديثة بالرياض البطحاء عمارة الدغيثر ص ب 2010(/)
أول مشاركة: سؤال في معنى آية؟؟
ـ[أبو رنا]ــــــــ[04 Jun 2003, 11:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.
أرجو بيان معنى هذه الآية حيث التبس علي فهما:
في سورة الأعراف يقول الله عز وجل: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12))
وفي سورة ص يقول الله عز وجل: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75))
ففي الآية الأولى قال ألا تسجد وفي الثانية قال أن تسجد فما هو بيان ذلك وجزاكم الله خير الجزاء؟؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[04 Jun 2003, 01:48 م]ـ
حياك الله أخي وأما جوابك:
فزيدت " لا" في سورة الأعراف وفي ص حذفت وهو الأصل: فالزيادة لتأكيد معنى النفي في منعك.
أو لتضمين منعك: حملك وهي على الثاني ليست زائدة في المعنى.
انظر فتح الرحمن ص 283(/)
من أجوبة الدكتور مساعد الطيار على أسئلة ملتقى أهل الحديث: الأحرف السبعة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2003, 03:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجرى الإخوة الفضلاء في ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8238) لقاء مع الدكتور مساعد الطيار وفقه الله وبارك فيه، وملتقى أهل الحديث له فضل الريادة، وهو من أفضل المواقع العلمية على الانترنت، وأرجو أن يحرص القائمون عليه على الرقي بما يطرح فيه، والسير به إلى مدى أرفع وفقهم الله.
وقد وضع الأخ الكريم خالد بن عمر وفقه الله، هذه اللقاء بكامله في مشاركة سابقة في ملتقى أهل التفسير. وظني أن بعضاً من المتصفحين لا يصبر لقراءة مثل هذه اللقاءات الطويلة، واللقاء ماتع نافع، فيه نفائس وفرائد كعادة الشيخ مساعد.
فأحببت أن أفرد المسائل، في مشاركات مستقلة، حتى لا يمل القارئ، ويتركز الحديث، وتتاح الفرصة للنقاش.
وهذه مسألة من المسائل التي فصل أبو عبدالملك وفقه الله في الإجابة عنها.
قال السائل: هل القراءات السبع هي الأحرف السبعة؟ وما القول الراجح فيها؟
الجواب:
إن موضوع الأحرف السبعة من الموضوعات التي لا زالت تشغل الكثيرين، ولا يرون فيها جوابًا شافيًا، لما في هذا الموضوع من الغموض.
ولقد تصدَّى للكتابة فيه أعلام كثيرون، وأنفس ما كتب فيه كتاب الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري حفظه الله، وهو بعنوان (حديث الأحرف السبعة / دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية).
ولقد قرأت هذا الكتاب كثيرًا واستفدت منه ومن غيره ممن كتب في هذا الموضوع، ورأيت بعد فترة من قراءة هذا الموضوع أن أفصله على مباحث متتالية يتجلى فيها صلة الأحرف السبع بالرسم والقراءات والعرضة الأخيرة ... الخ، وإليك ملخص ما كتبته في هذا.
أولاً: معنى الحرف في الحديث: الوجه من وجوه القراءة.
أنواع الوجوه الواردة في اختلاف القراءات:
1 ـ اختلاف الحركات؛ أي: الإعراب: فتلقى آدم من ربه كلمات.
2 ـ اختلاف الكلمة باعد باعَدَ، وننشرها نُنشزها بظنين بضنين.
3 ـ اختلاف نطق الكلمة: جِبريل جَبريل جَبرئيل جبرئل.
4 ـ اختلاف راجع إلى الزيادة والنقص: تجري تحتها تجري من تحتها. سارعوا وسارعوا.
5 ـ اختلاف عائد إلى اللهجة الصوتية، وهذا مما يعود إليه جملة من الاختلاف المتعلق بالأداء، كالفتح والإمالة والتقليل في الضحى.
نزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على حرف واحدٍ مدة بقائه في الفترة المكية، وزمنًا كثيرًا من الفترة المدنية، ثمَّ أذن الله بالتخفيف على هذه الأمة، فأنزل الأحرف التي يجوز القراءة بها، وكان عددها سبعة أحرف في الكلمة القرآنية.
روى البخاري (ت: 256) وغيره عن ابن عباس (ت: 68)، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أقرأني جبريل عليه السلام على حرف، فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف).
وقد ورد في روايات أخرى: (كلها كاف شاف ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، وآية عذاب بآية رحمة).
وورد كذلك سبب استزادة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (لقيت جبريل عند أحجار المرا، فقلت: يا جبريل. إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط، فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف).
وقد وقع اختلاف كبير في المراد بهذه الأحرف السبعة، وسأعرض لك ما يتعلق بهذا الموضوع في نقاط:
1 ـ أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخرًا عن نزوله الأول، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه.
2 ـ أنَّ هذه الأحرف نزلت من عند الله، وهذا يعني أنه لا يجوز القراءة بغير ما نزل به القرآن.
3 ـ أنَّ هذه الأحرف السبعة كلام الله، وهي قرآن يقرأ به المسلمون، ومعلوم أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يحذف حرفًا واحدًا من القرآن، ولا أن ينسخ شيئًا منها فلا يُقرأ به.
4 ـ أن القارئ إذا قرأ بأي منها فهو مصيب.
5 ـ أن القراءة بأي منها كاف شاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
6 ـ أنَّ الذي يعرف هذه الأحرف المنْزلة هو الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا لا تؤخذ إلا عنه، ويدل على ذلك حيث عمر وأبي في قراءة سورة الفرقان، حيث قال كل منهما: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7 ـ أنَّها نزلت تخفيفًا للأمة، وقد نزل هذا التخفيف متدرجًا، حتى صار إلى سبعة أحرف.
8 ـ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بين سبب استزادته للأحرف، وهو اختلاف قدرات أمته الأمية التي فيها الرجل والمرأة والغلام والشيخ الكبير.
هذا ما يعطيه حديث الأحرف السبعة من الفوائد المباشرة، لكنه لا يحدِّدُ تحديدًا دقيقًا المراد بالأحرف السبعة، وهذا ما أوقع الخلاف في تفسير المراد بها.
أولاً: علاقة هذه الأحرف بالعرضة الأخيرة:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (أسرَّ إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ حبريل كان يعارضني بالقرآن كلَّ سنة، وإنه عارضني هذا العام مرتين، ولا أُراه إلا قد حضر أجلي).
وفي هذه العرضة نُسِخَ ما نُسخَ من وجوه القراءت التي هي من الأحرف السبعة، وثبت ما بقيَ منها، وكان أعلم الناس بها زيد بن ثابت، قال البغوي في شرح السنة: (يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف).
والدليل على وجود أحرف قد نُسخت ما تراه من القراءات التي توصف بأنها شاذة، وقد ثبتت بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فأين تضع هذه القراءات الصحيحة الشاذة من هذه الأحرف؟!.
ثانيًا: علاقة هذه الأحرف بالقراءات المتواترة:
القراءات المتواترة: السبع التي جمعها ابن مجاهد، وما أضيف إليها من القراءات الثلاث المتممة للعشر.
والأحرف السبعة مبثوثة في هذه القراءات المتواترة، ولا يوجد شيءٌ من هذه القراءات لا علاقة له بالأحرف السبعة، غير أنَّ الأمر كما وصفت لك من أنها مبثوثةٌ فيها، وبعضها أوفر حظًا بحرف من غيرها من القراءات.
وإن لم تقل بهذا، فما ماهية الأحرف الستة الباقية التي يُدَّعى أنَّ عثمان ومن معه من الصحابة اتفقوا على حَذْفِها، أو قل: نَسْخِها.
وكم أنواع القراءات التي ستكون بين يديك ـ لو كنت تقول بأنَّ هذه القراءات على حرف واحد ـ لو وُجِدَت هذه الأحرف الستة التي يُزعم عدم وجودها الآن؟!
لقد سبق أن بينت لك بموجز من العبارة، وأراك تتفق معي فيه: أنَّ هذه الأحرف قرآن منَزَّلٌ، والله سبحان يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، أفترى أنَّ القول بحذف ستة أحرف قرآنية يتفق مع منطوق هذه الآية؟!
ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية، ولو كان ما يقوله صحيحًا لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن، كما وُكِلَ إلى من قبلَهم حفظُ كتب الله، وأنت على خُبْرٍ بالفرق بين الحِفْظَين، فما تركه الله من كتبه لحفظ الناس غُيِّرَ وبدِّل ونسي، وما تعهَّد الله بحفظه فإنه باقٍ، ولا يمكن أن يُنقص منه حرف بحال من الأحوال.
ولعلك على خبر كذلك بأن من كفر بحرف من القرآن، فقد كفر به كلِّه، فكيف بمن ترك أكثره مما هو منَزَّلٌ واقتصر على واحدٍ. هذا ما لا يمكن أن يقع فيه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأمَّل ذلك جيِّدًا، يظهر لك جليًا أنَّ القول بأنَّ القراءات التي يُقرأ بها اليوم على حرفٍ واحدٍ لا يصحُّ البتة.
إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون، والاجتهاد يخطئ ويصيب. ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ.
ثالثًا: علاقة الأحرف السبعة بمصحف أبي بكر ومصاحف عثمان:
اعلم أنَّه لا يوجد نصٌّ صريحٌ في ما كتبه أبو بكر ولا عثمان رضي الله عنهما، لذا ظهر القول بأنَّ أبا بكر كتب مصحفه على الأحرف السبعة، وكتبه عثمان على حرف واحدٍ. وهذا القول لا دليل عليه البتةَ، وهو اجتهاد مدخولٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يدل عليه النظر أنه لا فرق بين ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مفرق في أدوات الكتابة آنذاك من رقاع ولخف وأكتاف وغيرها، وبين ما جمعه أبو بكر في مصحف واحد، ثمَّ بين ما فرَّقه عثمان ونسخه في المصاحف المتعددة في الأمصار، هذا هو الأصل، وهو أن القرآن الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تمَّ أنه هو الذي بين يدي الأمة جيلاً بعد جيل، ولست أرى فرقًا بين هذه الكتبات الثلاث من حيث النص القرآني، وإنما الاختلاف بينها في السبب والطريقة فحسب.
ولو تتبعت المسألة عقليًا، ونظرت في اختيار زيد بن ثابت دون غيره من الصحابة، وبدأت من هذه النقطة = لانكشف لك الأمر، فلأبد معك مفقِّرًا هذه الأفكار كما يأتي:
1 ـ لا يجوز البتة ترك شيء من القرآن ثبت أنَّه نازل من عند الله، وأنَّ الرسول (قرأ به، وأقرأ به الصحابة، وقد مضى الإشارة إلى ذلك.
2 ـ أنَّ القرآن قد كُتِبَ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مفرَّقًا في الرقاع واللخف والعسب، ولم يكن مجموعًا في كتاب.
3 ـ أنَّ القرآن كان متفرقًا في صدور الرجال، وهم على درجات في مقدار حفظه، قال زيد بن ثابت: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال).
4 ـ أنَّ من أسباب اختيار زيد بن ثابت ما ذكره أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال زيد: (وقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا أتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه).
فكان في هذا ما يميِّزه على متقدمي قراء الصحابةِ، أمثال أبيِّ بن كعب، وأبي موسى الأشعري، وسالم مولى حذيفة وغيرهم.
كما كان هذا ما ميَّزه على ابن مسعود خصوصًا، الذي جاء في الآثار أنه حضر العرضة الأخيرة، وقد كان اعترض على عدم إشراكه في جمع القرآن في عهد عثمان.
5 ـ أنَّ زيدًا الذي هو من أعلم الصحابة بالعرضة الأخيرة = سيكتب في المصحف الذي أمره أبو بكر بكتابته ما ثبت في هذه العرضة، ولن يترك حرفًا ثبت فيها من عند نفسه أو بأمر غيره.
ومن هنا يكون مصحف أبي بكر قد حوى ما بقي من الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة.
ولما جاء عثمان، وأراد جمع الناس على المصحف، جعل مصحف أبي بكر أصلاً يعتمده، وقام بتوزيع الأحرفِ التي تختلفُ القراءة بها في هذه المصاحف، فكان عمله نسخَ المصاحفِ، وتوزيع الاختلاف الثابت في القراءةِ عليها، ولم يترك منها شيئًا، أو يحذف حرفًا.
وما لم يُرسم في المصاحف، وقرئ به فإنه مأخوذٌ عن المقرئ الذي أرسله عثمان مع المصحف، وقراءة المقرئ قاضية على الرسم؛ لأنَّ القراءة توقيفية يأخذها الأول عن الآخر لا مجال فيها للزيادة ولا النقص، والرسم عمل اصطلاحيٌّ قد يتخلَّف عن استيعاب وجوه القراءات فلا يصطلح عليه.
فإن اعترض معترض بما روى البخاري عن أنس: (أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال لعثمان أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق).
ووجه الاعتراض من جهتين:
الأول: أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم، فما وجه عمل عثمان، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة؟
فالجواب: إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما وزع عثمان المصاحف = أرسل مع كل مصحف قارئًا يُقرئُ الناس، بما في هذا المصحف الذي أثبت فيه وجه مما ورد في العرضة الأخيرة، وكان في ذلك حسمٌ لمادة الخلاف، وذلك أنه لو التقى قارئٌ من البصرة وقارئ من الكوفة، فقرأ كل منهما على اختلاف ما بينهما، فإنهما يعلمان علمًا يقينيًا بأن ذلك عائدٌ إلى وجه صحيح مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يكون الاختلاف قد تحدَّد بهذه المصاحف ومن معها من القراء، وأنَّ ما سواها فهو منسوخ لا يُقرأ به.
وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر، وإلزام الناس بها، وترك ما عداها مما قد نُسخ، وليس أنه حذف ستة أحرف.
الثاني: أن يقول المعترض: إنَّ في الرواية السابقة: (وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا) أوكد الدليل على أنهم كتبوا المصحف العثماني على حرف واحدٍ، وهو ما يوافق لغة قريش.
والجواب عن ذلك أن يقال: إنَّ هذه المسألة ترتبط بالرسم، وهي مسألة تحتاج إلى توضيح أمور تتعلق بالرسم، وليس هذا محلها، لكن سآتي على ذكر ما يلزم من حلِّ هذا الاعتراض، وبالله التوفيق.
أولاً: إنه قد ثبت أنَّ بعض وجوه القراءات التي يقرأ به في المتواتر الآن بغير لغة قريش، كالهمز وتسهيله، فقريش لا تهمز، والهمز قراءة جمهور القراء، فكيف تخرج هذه القراءات التي ليست على لغة قريش.
ثانيًا: إنه يمكن أن يُحمل الأمر على رسم المصحف لا على قراءته؛ وهذا هو الظاهر من ذلك الأثر، فقوله: (فاكتبوه على لغة قريش) إشارة إلى الرسم لا إلى القراءةِ، أمَّا القراءة فإنه يُقرأ بها بغير لغة قريش وإن كان برسم لغتها ما دام ثابتًا.
ويدلُّ لذلك أنَّه قد وردت بعض الألفاظ التي كُتبت في جميع المصاحف على وجه واحد من الرسم، وقد ثبتت قراءتها بغير هذا الرسم.
ومن ذلك ما حكاه أبو عمرو الداني (ت: 444) من أنَّ مصاحف أهل الأمصار اجتمعت على رسم الصراط وصراط بالصاد، وأنت على خُبرٍ بأنها تُقرأ في المتواتر بالصاد وبالسين وبإشمامها زايًا.
وإنما قرئت هي وغيرها مما رسم على وجه، وقرئت أيضًا على وجه آخر بالأخذ عن القارئ الذي أقرأ بهذه المصاحف، وهذا يعني أنَّه لا يلزم أخذ القراءة من الرسم حتى توافق قراءة القارئ، وأنه يجوز أن يقرأ القارئ بما يخالف المرسوم، لكنه يكون من الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مضبوط معروف، لذا لم يكن في مصحف عثمان مثل قراءة أبي الدرداء وابن مسعود: (والذكر والأنثى) مع صحة سندها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويقال: إنما رُدَّت مع صحة سندها لأنه لم يقرأ بها في العرضة الأخيرة، ولم توافق المصحف، وليس ردها لمخالفة رسم المصحف فقط، والله أعلم.
وبعد هذا يكون الفرق بين عمل أبي بكر وعمل عثمان كما يأتي:
1 ـ أنَّ أبا بكر أراد حفظ القرآن مكتوبًا، خشية أن يموت قراء الصحابة، فيذهب بذهابهم.
أما عثمان بن عفان، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سببًا في نسخه للمصاحف.
2 ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفًا واحدًا بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة، أما عثمان بن عفان، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف، ولم يحذف منه شيئًا.
3 ـ أنَّ أبا بكر لم يلزم المسلمين باتباع المصحف الذي كتبه، ولم يكن هذا من مقاصده لما أمر بكتابة المصحف، لذا بقي الصحابة يُقرئون بما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان في ذلك المقروء كثير من المنسوخ بالعرضة الأخيرة.
أما عثمان، فألزم المسلمين باتباع المصحف الذي أرسله، ووافقه على ذلك الصحابة، لذا انحسرت القراءة بما نسخ من الأحرف السبعة، وبدأ بذلك معرفة الشاذ من القراءات، ولو صح سندها، وثبت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بها.
وبهذا يكون أكبر ضابط في تشذيذ القراءة التي صح سندها، ولم يقرأ بها الأئمة = كونها نسخت في العرضة الأخيرة.
علاقة الأحرف السبعة بلغات العرب:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يخفى على من يقرأ في موضوع الأحرف السبعة ارتباطها بلغات العرب، بل إنَّ بعض العلماء جعل سبع لغات من لغاتها هي المقصودة بالأحرف السبعة، وفي ذلك إهمال لوجوه اختلافات لا تنتج عن كونها من لغة دون لغة.
ولعل من أكبر ما يشير إلى أنَّ اللغات تدخل في الأحرف السبعة كون القرآن بقي فترة من الزمن يقرأ بلسان قريش، حتى نزلت الرخصة بالأحرف السبعة، فظهرت الأحرف التي هي من لغات غير قريش.
ومما يشير إلى ذلك ما ورد من نهي عمر ابن الخطاب لابن مسعود من أن يقرئ بلغة هذيل، ولا يتصور أن يقرئ ابن مسعود بما لم ينْزل ويأذن به النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي تحديد اللغات التي هي أسعد حظًّا بنُزول القرآن خلاف بين العلماء، ويظهر أنَّ في ذلك صعوبة في بعض مواطن الاختلاف في تحديد القبيلة التي تقرأ بهذا الوجه دون غيرها، كما قد تشترك أكثر من لغة في وجه من الوجوه، فيكون نسبه إلى لغة أحدها دون غيرها قصور في ذلك.
وتظهر الصعوبة أيضًا في أنه لا يوجد تدوين تامٌّ للهجة قبيلة دون غيرها، وإن كان في الكتب إشارة إلى بعض الظواهر اللهجية لهذه القبائل.
وإذا تأمَّلت ما يتعلق باللغات العربية، وجدته أكثر ما يتعلق به الخلاف في القراءات، خصوصًا ما يتعلق بالنطق، فقبيلة تعمد إلى الإدغام في كلامها، وقبيلة تعمد إلى الإمالة، وقبيلة تعمد إلى تسهيل الهمز، وقبيلة تعمد إلى تحقيق الهمز، وقبيلة تعمد إلى ترقيق بعض الأحرف، وقبيلة تعمد إلى تفخيمها، وهكذا غيرها من الظواهر المرتبطة بالصوتيات التي تتميَّز بها قبيلة عن قبيلة.
ويظهر أنَّ هذه الصوتيات هي أكبر ما يراد بنُزول الأحرف السبعة، وهي التي يدل عليها قوله صلى الله عليه وسلم: (أسأل الله مغفرته ومعافاته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (يا جبريل. إني أرسلت إلى أمة أمية: الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ العاني الذي لم يقرأ كتابًا قط).
إذ الذي يستعصي على هؤلاء هو تغيير ما اعتادوا عليه من اللهجات إلى غيرها، دون ما يكون من إبدال حرف بحرف، أو زيادة حرف، أو إعراب، فإن هذه لا تستعصي على العربي. لكن أن يكون عاش جملة دهره وهو يميل، فتريد أن تعوده على الفتح، أو كان ممن يدغم، فتريد أن تعوِّده على الإظهار = فذلك ما يعسر، والله أعلم.
ولا يفهم من هذه الجملة في هذا الحديث أنَّ الاختلاف في الأحرف يرتبط بهذه اللهجات دون غيرها من وجوه الاختلاف، بل يُحملُ هذا على أن هذا النوع المتعلق باللهجات هو أعظم فائدة مقصودة في نزول الأحرف السبعة، وليس هذا الفهم بدعًا، ففي الشريعة أمثلة من هذا النوع، ومن ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة)، والحج يشتمل على أعمال غير الوقوف بعرفة، فقوله صلى الله عليه وسلم يدل على أنَّ هذه العمل أعظم أعمال الحج.
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل: فإذا قال: (الحمد لله رب العالمين)، قال الله: حمدني عبدي. وإذا قال: (الرحمن الرحيم)، قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال: مجدني عبدي. فإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين)، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل) ...
وإنما سُمِّيت الفاتحة: الصلاة، وهي جزء منها؛ لأنها أعظم شروط الصلاة.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)، وغيرها من الأمثلة التي يسمى فيها الجزء باسم الكلِّ؛ للتنبيه على أهميته، وللدلالة على الاعتناء به.
وإذا صحَّ لك هذا، فإنَّ جميع وجوه الاختلاف في القراءة تدخل في الأحرف السبعة، وأنَّ أعظم هذه الوجوه ما يتعلق باللهجات، والله أعلم.
علاقة الأحرف برسم القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
يرتبط هذا الموضوع بلغات العرب، وقد سبق الحديث عنها، والمراد هنا التنبيه على كون ما يتعلق برسم القرآن من الأحرف السبعة هو ما يمكن رسمه من الألفاظ، أمَّا وجوه القراءة التي ترجع إلى اللهجات؛ كالإمالة والتقليل، والمد والإظهار والإدغام والسكت والتسهيل والإبدال، وغيرها = فلا يمكن أخذها من الصحف ولا كتابتها في المصاحف إلا بما يصطلح عليه أنه يشير إليها، ومعلوم أن علم ضبط المصحف كان متأخرًا، ولم يكن في عصر الصحابة إطلاقًا.
وهذا يعني أنك إذا قلت: كُتِبَ المصحف على الأحرف السبعة، فالمراد كتابة الألفاظ ووجوه قراءتها اللفظية لا الصوتية.
وهذه الصوتيات إنما تؤخذ عن السابق بطريق المشافهة والرواية، فينقلها كما سمعها، وهكذا من أو السند إلى منتهاه.
وبهذا تعلم أن رسم المصحف لا يمكن أن يحوي جميع وجوه الأحرف السبعة، وإنما يمكن أن يحوي منها ما يتعلق برسم الألفاظ، أمَّا غيرها فيؤخذ من طريق الأئمة القراء.
ولهذا السبب ـ لما أراد عثمان أن يلزم الناس بالقراءة التي أجمع الصحابة على أنها ما ثبت في العرضة الأخيرة ـ أرسل مقرئًا مع كل مصحف،فقد ورد أنه أمر زيد بن ثابت أن يقرئ في المدينة، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي، وأبو عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري.
ومن ثَمَّ فالرواية قاضية على الرسم لا العكس.
تلخيص المراد بالأحرف السَّبعة
الأحرف السبعة: أوجه من الاختلاف في القراءة، وما لم ينسخ منها في العرضة الأخيرة، فهو محفوظ ومبثوث في القراءات المتواترة الباقية إلى اليوم.
ومن ثَمَّ، فإنه لا يلزم الوصول إلى سبعة أوجه في هذه القراءات المتواترة الباقية؛ لأنَّ بعض هذه الأحرف قد نُسِخَ.
كما أنه لا يلزم أن يوجد في كل كلمة سبعة أوجه من أوجه الاختلاف، وإن وُجِدَ، فإنه لا يتعدَّى السبعة، فإن حُكيَ في لفظ أكثر من سبعة، عُلِمَ أنَّ بعضها ليس بقرآن؛ كبعض الأوجه الواردة في قوله تعالى: (وَعَبَدَ الطَّاغُوت).
والمراد بعدد الأوجه من أوجه الاختلاف التي لا تزيد على سبع: الاختلاف في الكلمة الواحدة في النوع الواحد من أنواع الاختلاف؛ كالمد والقصر، والإمالة والفتح.
ومن ثَمَّ، فلا إشكال في أن تكون أنواع الاختلاف أكثر من سبعٍ في العدد، كما اختلف في ذلك من جعل الأحرف السبعة أنواع من الاختلاف في القراءات عموماً، والصحيح أنها كلها أوجه اختلاف مندرجة، لكن لا يجتمع أكثر من سبعة منها في اختلاف أداء الكلمة القرآنية.
ويلاحظ أنَّ هذه الأوجه على قسمين:
الأول: ما يتعلق بالنطق واللهجة، كالإمالة والتقليل والفتح، وكالإدغام والإظهار، وغيرها، وهذا ما جاء تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم عليه في طلب التيسير، حيث أن أكبر فائدة في هذه الحرف هو التيسير على الشيخ الكبير وغيره، ولا يتصور هذا إلاَّ في النطق.
الثاني: ما يتعلق بالرسم والكتابة؛ كالاختلاف في زيادة الواو وعدمها في لفظ (وسارعوا)، والاختلاف في حركات الكلمة في لفظ (تَرجِعون)، و (تُرجَعون)، وغيرها، وهو ما ركَّز عليه من جعلها أنواعاً من الاختلاف في القراءة (ابن قتيبة، وأبو الفضل الرازي، وابن الجزري وغيرهم)، وإنما دخل هذا في الأحرف، مع أنه قد لا يعسر على الناطقين؛ لأنك تجد هذا القسم من الاختلاف في القراءة، فلا بدَّ أن تحمله على الأحرف السبعة، وإلاَّ كان هناك شيء من الاختلاف غير اختلاف هذه الأحرف السبعة.
هذا ما يسر الله تقييده، ولازال البحث يحتاج إلى إعادة صياغة وتحرير، والله الموفق.
انتهت إجابة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله.
وقد سبق أن ناقش الدكتور مساعد الأحرف السبعة في مشاركة سابقة سماها الطريق إلى حل مشكلة الأحرف السبعة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=191)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jun 2003, 06:08 م]ـ
بسم الله
فضيلة الشيخ مساعد وفقك الله، وشكر لك هذه الدرر التي تتحفنا بها
لي مع ما أوردته في هذه المسألة بعض الوقفات، أذكرها بطريقة تساؤلات:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً - ذكرتَ أكثر من مرة أن المنهج الصحيح للتعامل مع هذه المسألة هو جمع الآثار والنظر فيها ودراستها بتمعن، ثم الخروج بنتائج من هذه الدراسة. والسؤال: أين نجد في هذه الآثار ما يدل على ما ذكرته وفقك الله بقولك: أنَّ التخفيف في نزول الأحرف السبعة كان متأخرًا عن نزوله الأول، فلم يرد التخفيف إلا بعد نزول جملة كبيرة منه.؟
ثانياً - ما قولك في هذا النقول: ( ... أما الأحرف السبعة فهي في قراءة القرآن وأدائه لا في كتابته. وعثمان أمر زيداً وصحبه بكتابة القرآن على لسان قريش، فهل كان زيد قد كتبه أيام أبي بكر بالأحرف السبعة، ثم كتبه أيام عثمان بحرف؟
هذا محال، مما يرجح ما قررناه من أن مصحف أبي بكر اشتمل على ما في العرضة الأخيرة من الأحرف السبعة أداءً وقراءةً، أما كتابته فكانت بلسان قريش، أي بكتبتهم.)
(هل ألغى عثمان بن عفان ستة أحرف وألزم الناس بحرف واحد كما زعم البعض؟!
وإن تعجب فعجب لمن قبل هذا الرأي وارتضاه، حيث إنهم نسبوا عثمان إلى الكفر والضلال من حيث لا يدرون.
إن منزل القرآن هو الذي ينسخه ويرفعه إن شاء، أما ورسول الله نفسه لم يجرؤ على فعل ذلك، أيجرؤ عثمان ويفعله؟!! .......
عثمان لم يزد عمله على استنساخ مصاحف معتمداً على مصحف أبي بكر، ولكنه وجه كل الجهود واستنفد كل الطاقات لجمع الناس على القراءات الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق العرضة الأخيرة.
وكم هي الأحرف التي تضمنتها العرضة الأخيرة؟
هذا مما لا مجال لمعرفته، بل نكتفي بالقطع بأن ما وردنا من قراءات متواترة عن رسول اله صلى الله عليه وسلم هي من العرضة الأخيرة التي عرضها على جبريل. والله أعلم.) انتهى من كتاب معجم علوم القرآن لإبراهيم الجرمي ص115 - 117 بتصرف.
ثالثاً - هل ثبت عن أحد من سلف هذه الأمة المتقدمين في القرون الفاضلة كلام واضح فيه تحديد لمعنى الأحرف السبعة؟ أو هل لهم اهتمام بالحديث عنها؟ وهل يمكن القول بأنهم سكتوا عن الكلام فيها حتى لا يتماروا في القرآن؛فيسعنا ما وسعهم؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 12:15 م]ـ
قال الدكتور مساعد الطيار:
1 ـ أنَّ أبا بكر أراد حفظ القرآن مكتوبًا، خشية أن يموت قراء الصحابة، فيذهب بذهابهم.
أما عثمان بن عفان، فكان الاختلاف الذي نشأ بين التابعين سببًا في نسخه للمصاحف.
2 ـ أنَّ أبا بكر كتب مصحفًا واحدًا بما يوافق رسم ما بقي من الأحرف السبعة، أما عثمان بن عفان، فنسخ من هذا المصحف عدة مصاحف، ولم يحذف منه شيئًا.
انتهى.
أقول: كيف كانت العرضة الأخيرة فيها ألفاظ كثيرة؟ هل هذا معقول؟
ولماذا كل هذا الجهد الكبير الذي بذله عثمان في جمع القرآن إن كان عمله النسخ فقط؟
ولم غضب بعض الصحابة من تصرفه مثل ابن مسعود؟ هل يعقل أن غضبه لمجرد أنه لم يشترك بالنسخ؟!
لماذا قال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم؟ إن كان مصحف أبي بكر قد اقتصر على العرضة الأخيرة وكان عملهم النسخ فحسب فلا معنى لأن يختلفوا أصلاً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 Nov 2003, 11:33 م]ـ
للرفع
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[10 Nov 2003, 06:39 م]ـ
تنبيه
إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا
أقول هذا قيد احترازي، ولم يثبت أنهم اختلفوا أصلا لأن عملهم إنما كان استنساخا لما بين أيديهم.
ويحمل القول أعلاه على أنهم إذا ظنوا أن كلمة لها أكثر من وجه في الكتابة، مما دون بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجاز كلا منها، أن تكتب على طريقة أخرى منها فاختاروا ما يوافق لسان قريش.
أما ما في البخاري أنهم اختلفوا في كلمة التابوت هل تكون بالتاء أم الهاء فهي رواية مرسلة.
ـ[عابر سبيل]ــــــــ[11 Nov 2003, 12:59 ص]ـ
شكر الله لكم طرحكم لهذا الموضوع الذي يعتبر من أكثر موضوعات علوم القرآن غموضا وأوسعها بابا لكيل الاتهامات ضد القرآن الكريم قراءة وكتابة واسمحوا لي مشكورين ببعض المداخلات
(يُتْبَعُ)
(/)
* الشيخ الدكتور مساعد بارك الله فيه اجتهد كعهدنا به في إخراج موضوع الأحرف السبعة في ثوب جديد لكن هذا الثوب بعد حياكته يحتاج – من وجهة نظري - إلى وضع بعض اللمسات النهائية عليه من غسل وكي ونحو ذلك وهذا ما نرجو من الشيخ مساعد القيام به لأن الموضوع جد خطير وهو بحق بحاجة إلى إيضاحات كما أرجو من بقية العلماء وطلبة العلم المتواجدين على ساحة هذا الملتقى الإسهام بجهدهم لاستيضاح كثير من النقاط المبهمة
*نقل الشيخ مساعد قول البغوي في شرح السنة: (يقال إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه وولاه عثمان كتب المصاحف
ــــــــــــــ
والواقع أن هذه ليست خصوصية لزيد بل إن ابن مسعود أيضا حضر هذه العرضة كما ثبت في بعض الروايات ومن ثم فلابد من البحث عن سبب آخر لاختيار زيد للقيام بهذه المهمة وأعتقد أن ما ذكره صاحب الاستيعاب في معرفة الأصحاب يصلح إجابة لذلك حيث ذكر أن زيدا كان ألزم الصحابة لكتابه الوحي أ. هـ إذن فهو أكثرهم خبرة وهذا هو الذي عول عليه أبوبكر حين قال: كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي كنت أكثر من تقوم بذلك حتى لكأنك أنت القائم بذلك دون غيرك هذا بالإضافة إلى شباب زيد الذي لم يكن متوافرا في غيره ممن يصلحون لمنافسته كأبي وابن مسعود رضي الله عنهما هذا وجه في ترجيح اختيار زيد دون غيره من الصحابة للقيام بمهمة الجمع في عهد أبي بكر وأما بخصوص ترجيحه على ابن مسعود فلأن ابن مسعود لم يتلق من القرآن من فيه صلى الله عليه وسلم سوى بضع وسبعين سورة بخلاف زيد الذي تؤكد الروايات أنا أحد من جمع القرآن كله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
* يقول الشيخ مساعد:
ووجه الاعتراض من جهتين:
الأول: أنَّ الاختلاف قائمٌ في القراءات المشهورة التي يقرأ بها الناس إلى اليوم، فما وجه عمل عثمان، وهو إنما كان يخشى اختلاف القراءة؟
فالجواب: إنَّ القراءة قبل هذا الجمع لم تكن صادرة عن إجماع الصحابة وإلزام الناس بما ثبت في العرضة الأخيرة مما كتبه زيد في مصحف أبي بكر، والذي يدل على ذلك أنَّ قراء الصحابة كانوا يقرئون الناس بما صحَّ عندهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وليس كلهم بَلَغَهُ ما نُسِخَ في العرضة الأخيرة
ـــــــــــــــــ
هل يعقل أن يقرأ عدد من الصحابة المُعلِّمين بالمنسوخ في العرضة الأخيرة مدة خمس عشرة سنة تقريبا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث إن النسخ العثماني كان قد تم في السنة الخامسة والعشرين تقريبا وقيل في الثلاثين. ونحن نعلم أن المنسوخ لا يعتد به لأن الناسخ قد أزاله ورفعه. ثم ألا يضعف ذلك أيضا من قيمة اللجوء إلى فكرة النسخ بالعرضة الأخيرة التي هي في مجملها أمر مبهم غير واضح؟
*- يقول الشيخ مساعد:
وهذا يعني أنَّ عمل عثمان هو تقرير الأوجه التي ثبتت في العرضة الأخيرة التي كُتِبَت في مصحف أبي بكر، وإلزام الناس بها، وترك ما عداها مما قد نُسخ، وليس أنه حذف ستة أحرف.
ــــــــــــــ
إذا كان عمل عثمان هو مجرد امتداد لما قام به أبو بكر فما الجديد الذي قام به عثمان؟ ثم أعود لنفس السؤال الذي طرحته قريبا هل يعقل أن يظل الصحابة متشبسين بقراءة ما تم نسخه بالعرضة الأخيرة وواضح من أحاديث اختلاف القراءة في عهد عثمان رضي الله عنه أن الأمر كان فاشيا يعني أمه لم يكن في إطار ضيق حتى نصدق فكرة أن هؤلاء الصحابة جميعا ومن قاموا بتعليمهم كانوا يجهلون ما تم نسخه بالعرضة الأخيرة إلى وضح لهم ذلك عثمان في قصة نسخ المصاحف المعروفة
* هل نستطيع الوقوف على مقدار ما نسخ بالعرضة الأخيرة؟
في رأيي أن اللجوء كثيرا إلى الحديث عن العرضة الأخيرة ونسخها لبعض الأحرف السبعة لا دليل يدل عليه ومتى كان النسخ يصح إطلاقه بلا دليل والحاصل أننا هنا نفتقد الدليل كما نفتقد أيضا الوقوف على ماهية المنسوخ فماذا بقي بعد ذلك للاستطراد في الحديث عن العرضة الأخيرة؟
* يقول الشيخ مساعد:
ومن قال بأن الأمة مخيَّرةٌ بين هذه الأحرف فلا دليل عنده، ولا يوافق قولُه منطوق هذه الآية، ولو كان ما يقوله صحيحًا لوُكِلَ إلى المسلمين حفظ القرآن،
أقول أفلا يصلح دليلا لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " (كلها كاف شاف " وكذلك أيضا عدم إلزامه للصحابة بتخير حرف منها بل كان دائما يقول للمختلفين هكذا أنزلت ومفهوم ذلك أن يقرأ كل بما أراد في ضوء ما نزل وعل ذلك فحين يأتي عثمان ليختار من بين هذه الاختيارات ما يراه أجمع لكلمة الأمة وأدعى لتوحيد الصف لا يكون بذلك قد أبعد النجعة أو نسخ أو حذف من القرآن شيئا ولا ننسى أن عمر قبل عثمان كان قد نهى ابن مسعود عن أن يقرئ الناس بلغة هذيل فبماذا نفسر موقف عمر إذن؟
*- يقول الشيخ مساعد:
إنَّ القول بأنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ لا دليل عليه البتة، بل هو اجتهاد عالم قال به وتبعه عليه آخرون، والاجتهاد يخطئ ويصيب. ويظهر هنا أنَّ الصواب لم يكن حليف من رأى أنَّ هذه القراءات على حرفٍ واحدٍ.
ـــــــــــــ
نعم هذا رأي وجيه فهذه القراءات راجعة إلى ما احتمله الرسم من الأحرف السبعة وبذلك يكون ما منع عثمان من القراءة به من وجهة نظري ليس هو كل الأحرف المغايرة لحرف قريش بل ما لم يحتمله الرسم منها لأنه قصد بهذا الرسم أن يجتمع عليه كل الناس وأن يكون المرجع عند الاختلاف
أرجو أن يتواصل الحوار حول هذا الموضوع الشائق الشائك وبارك الله في الشيخ الشهري الذي أحياه لنا من جديد فأنا واحد ممن لم يطلعوا عليه إلا الحين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Nov 2003, 05:33 ص]ـ
الأخوة الكرام:
لقد أسعدتموني باستدراكاتكم وملاحظاتكم على الموضوع، وأعتذر إليكم عن الرد في هذا الوقت، وسأعود للبحث مرة أخرى وأستعرض ملاحظاتكم، وأطارحكم النقاش فيها.
وأعلموا أن الموضوع ليس فيه قول فصل، بل لا زال يحتاج إلى بحث وبحث حتى تنجلي غوامضه، لذا فإني سأستدرك إن شاء الله ما يظهر لي صوابه من ملحوظاتكم، وسأعرض لكم رأيي في غيرها، والأمر في هذا راجع إلى كون المسألة علمية قابلة للأخذ والرد، وأرجو أن يتسع صدري وصدركم للخلاف فيها وفي أمثالها، وأن لا يفسد النقاش ودَّ الأخوة، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[13 Dec 2010, 10:46 م]ـ
هذا الموضوع حسبما يظهر لي فإنه منذ سبع سنوات
والتساؤلات والتعقيبات علي كلام الدكتور مساعد طيبة جدا
ووعد فضيلته بالرد
وأنا لا أعلم إن كان تم الرد في مشاركة أخري أم أني بذلك أعيد فتح الموضوع للنقاش
لأن الموضوع فعلا يحتاج لعظيم بحث وجهد
في انتظار مزيد توضيح من فضيلة الدكتور ومن الأعضاء الذين طرحوا الأسئلة للنقاش(/)
مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في فاتحة الكتاب
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[05 Jun 2003, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها , قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج) (1)
2 - وأخرج الإمام أحمج في مسنده عن عائشة رضي الله عنها , قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين , وكان إذا ركع لم يرفع رأسه , وقال يحيى لم يشخص رأسه ولم يصوبه ولكن بين ذلك , وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً , وإذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستوي جالساً , قالت: وكان يقول في كل ركعتين التحية , وكان ينهى عن عقب الشيطان وكان يفترش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى , وكان ينهى أن يفترش أحدنا ذراعيه كالكلب , وكان يختم الصلاة بالتسليم , قال يحيى وكان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش السبع (2)
قال تعالى ( ... الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة 3)
3 - أخرج الزار والحاكم والبيهقي في الدلائل بسند ضعيف عن عائشة رضي الله عنها , قالت: قال لي أبي: ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: كان عيسى يعلمه الحواريين , لو كان عليك مثل أحد ذهباً لقضاه الله عنك , قلت: بلى , قال: قولي: اللهم فارج الهم كائفالغم - ولفظ الزار: كاشف الكرب - مجيب دعوة المضطرين , رحمان الدنيا والآخرة ورحيمها , أنت رحماني , فارحمني رحمة تغنيني عن سواك (3)
قال تعالى (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة 4)
4 - أخرج أ [وداود والحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر , فأمر بمنبر فوضعه في المصلى , ووعد الناس يوماً يخرجون فيه , فخرج حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمنه عنكم , وقد امركم الله ان تدعوه ووعدكم ان يستجي لكم , ثم قال: الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , لا إله إلا الله , يفعل ما يريد , اللهم أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزل علينا قوة وبلاغاً إلى حين (4).
5 - أخرج أحمد وابن ماجه والبيهقي في سننه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على التأمين) (5)
الهوامش:
(1) أخرجه البغوي في تفسيره 1/ 43 , والقرطبي 1/ 119 , والخازن في تفسيره 1/ 12 , وابن كثير في تفسيره 1/ 16 , والسيوطي في الدر المنثور 1/ 6 كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وانظر: مسند احمد 6/ 242 , 275 , عن عائشة رضي الله عنها , وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصلاة 1/ 296 , 297 , وأبوداود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه - أيضا - في الصلاة - باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب , عون المعبود 3/ 38 , وكذلك أخرجه الترمذي في جامعه في موضعين: في كتاب الصلاة - باب ما جاء من القراءة خلف الإمام , وفي كتاب التفسير - تفسير سورة الفاتحة , الجامع الصحيح 2/ 121 , 5201.
وأخرجه النسائي - أيضا - في سننه كتاب الافتتاح - باب ترك القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب 2/ 135 , وأخرجه ابن ماجه في سننه في افتتاح الصلاة عن عائشة رضي الله عنها وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده 1/ 274.
والحديث متفق عليه. انظر: اللؤلؤ ووالمرجان ص80
(2) أخجره ابن كثير في تفسيره جزءاً منه عن ابن عباس رضي الله عنه بلفظ (كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم) وعزاه لأبي داود والترمذي , وقال الترمذي: ليس إسناده بذلك. انظر تفسير ابن كثير 1/ 16 , والشوكاني في فتح القدير 1/ 8
وأخرجه أحمد يف المسند 6/ 31 , 94 , 100 , وأخرجه مسلم في صحيحه بطوله في صلاة المسافرين - باب ما يجمع صفى الصلاة وما تفتتح به 1/ 35 , وكذلك أبوداود في السنن - باب من لك يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم , عون المعبود 2/ 489 , ومثله الدرامي في سننه 1/ 280 , وابن ماجه في الإقامة - باب الركوع في الصلاة 1/ 282.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانظر: مسند أبي يعلى /126 , والحلية لأبي نعيم 3/ 62 , 82
(3) أخرجه السيوطي في تفسيره عن عائشة رضي الله عنها 1/ 9 , وأخرجه البزار في مسنده عن عائشة رضي الله عنها بهذا اللفظ 1/ 131 , وأخجره البيهقي في الدلائل 6/ 171 , والحاكم في السمتدرك 1/ 515 , وقال: على شرط البخاري ومسلم وفيه الحكم بن عبدالله الآيلي.
وأخرجه الهيثمي في مجمع الفوائد 10/ 186
والحديث ضعيف لا يحتج به بضعف الحكم بن عبدالله الآيلي , فهو متروك , قال فيه البخاري: تركوه , وكان ابن مبارك يوهنه , وقال عنه يحيى بن معين / ليس بشيء , لا يكتب حديثه وضعفه العقيلي وابن حبان , وقال فيه الإمام أحمد: أحاديث الحكم بن عبدالله الآيلي كلها موضوعة.
انظر الميزان 1/ 572 , والتاريخ الكبير 2/ 345 , وقال فيه ابن أبي حاتم: يروي الموضوعات عن الأثبات. انظر المجروحين 1/ 248
(4) أخرجه السيوطي في الدر المنثور 1/ 14 , ولك أجده لغيره من المفسرين وأخرجه أبوداود بتمامه في صلاة الاستسقاء , باب رفع اليدين , وقال فيه: هذا حديث غريب إسناده جيد.
انظر: عون المعبود 4/ 34 , وكذلك الحاكم في المستدرك على الصحيحين في كتاب الاستسقاء ووافقه الذهبي في تلخيصه 1/ 328 , والبيهقي في السنن في صلاة الاستسقاء - باب ذكر الأخبار التي تدل على أنه دعاء أو خطب قبل الصلاة 3/ 349 فالحديث صحيح.
(5) أخرجه القرطبي في تفسيره 1/ 130 وابن كثير في تفسيره 1/ والشوكاني في فتح القدير 1/ 15 , وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 1/ 17 , ورواه الإمام أحمد في مسنده مطولاً في قصة اليهودي الذي سلم على النبي قائلاً: السام عليك يا محمد ثرث مرات - يعني: المود - ورد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: وعليكم 6/ 135 , وابن ماجه في السنن في إقاة الصلاة 1/ 278 , والبيهقي في السنن في كتاب الصلاة - باب التأمين 2/ 56 , وإسناد الحديث عند الإمام أحمد فيه ضعف , لضعف شيخه: على بن عاصم الواسطي وبقية رجاله رجال الصحيح , وسنده عند ابن ماجه والبيهقي صحيح , والله أعلم.
انظر: تهذيب التهذيب 7/ 344 , ومجمع الزوائد 2/ 15
*من كتاب (مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في التفسير) ص25 - 28. للدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان
أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي(/)
بشرى ودعوة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 01:15 ص]ـ
نحمد الله تعالى ونسأله المزيد:
في يوم واحد قارب زوار الملتقى (1000) زائر على رغم حداثته , وتخصصه ,فالموقع ليس موقعاً إخبارياً , أو ترفيهياً , يدخله كل أحد , بل أكثر رواده من طلبة العلم , فإلى الأمام يا رواد الملتقى ومزيدا من الإبداع , فنحن متفائلون كثيراً بمزيد من النجاح ان شاء الله , وهناك أفكار ومشاريع كثيرة , ننوي القيام بها في المستقبل , ويفرحنا كثيراً أصحاب المبادرات, كما فعل الأخ الفاضل أبو أحمد الجنوبي , بإقتراحه إنشاء غرفة في البالتوك للملتقى ,وليس ذلك غريبا؛ إذ الملتقى ملتقى الجميع , فلا يستصغرن أحد أي فكرة , أو خاطرة يتحفنا بها , فالعبرة بتمام النهايات لا بنقص البدايات كما قاله شيخ الإسلام, ويمكن طرح ذلك في صفحة الإقتراحات التي يشرف عليها المشرف العام.
وفق الله الجميع وبارك في الجهود ... ,
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[05 Jun 2003, 11:36 ص]ـ
ما شاء الله، نسأل الله سبحانه أن يبارك في هذا الملتقى و في القائمين عليه. و فكرة البالتوك هي فكرة رائعة و إن شاءالله يتم فتح الغرفة عما قريب حتى يتسنى لنا الإستفادة أكثر.(/)
أفضل ما قيل في القرآن .... أضف قولاً
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Jun 2003, 01:48 ص]ـ
أيها الإخوة الأفاضل يمر بنا كثيراً كلمات جميلة قالها بعض العلماء والكتاب عن القرآن العظيم وهذه الكلمات مفيدة للباحثين من جهات مختلفة: من جهة النظر والتدبر في هذه الكلمات، ومن جهة الاستفادة منها في مقدمات البحوث والفصول، وغير ذلك ..
ولذا فهذه مشاركة في هذا الموضوع وأرجو كل من وجد كلمات في هذا الموضوع أن يضعها هنا أو أن يذكر لنا الإحالة على الأقل وأرجو أن يكون ذلك مفيداً للجميع ...
من أفضل ما قيل في القرآن العظيم
1 - قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات: " إن كتاب الله قد تقرر أن كلية الشريعة، وعمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه. وهذا لا يحتاج إلى تقرير واستدلال عليه؛ لأنه معلوم من دين الأمة. وإذا كان كذلك لزم ضرورة لمن رام الاطلاع على كليات الشريعة وطمع في إدراك مقاصدها، واللحاق بأهلها، أن يتخذه سميره وأنيسه، وأن يجعله جليسه على مر الأيام والليالي، نظراً وعملاً، لا اقتصاراً على أحدهما، فيوشك أن يفوز بالبغية، وأن يظفر بالطلبة، ويجد نفسه من السابقين وفي الرعيل الأول. فإن كان قادراً على ذلك ولا يقدر عليه إلا من زاول ما يعينه على ذلك من السنة المبينة للكتاب وإلا فكلام الأئمة السابقين والسلف المتقدمين آخذ بيده في هذا المقصد الشريف، والمرتبة المنيفة .. ". [الموافقات: 3/ 257.
2 - وقال السيوطي رحمه الله: " وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها، ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء، وأبان فيه كل هدْيٍ وغي. فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد ". [الإتقان: 1/ 39]
3 - وقال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: " القرآن: آيات منزلة من حول العرش، فالأرض بها سماء هي منها كواكب، بل الجند الإلهي قد نشر له من الفضيلة علم وانضوت إليه من الأرواح مواكب، أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالها، وامتنعت عليه (أعراف) الضمائر فابتزّ (أنفالها). وكم صدوا عن سبيله صداً، ومن ذا يدافع السيل إذا هدر؟
واعترضوه بالألسنة رداً ولمعري من يرد على القدر؟
وتخاطروا له بسفائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب، وفتحوا عليه من الحوادث كلَّ شدق فيه من كل داهية ناب.
فما كان إلا نور الشمس: لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه، ويلقى الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور ينبسط على غطائه ...
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة ... ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان ... " الخ [إعجاز القرآن: 29 ـ 30].
أرجو من الإخوة الأفاضل إتحافنا بما مر عليهم من النقولات ..
والله يرعاكم ..
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[05 Jun 2003, 02:27 م]ـ
في وصف الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن - كما هو مشهور -:
إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Jun 2003, 03:38 م]ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفرٌ من قريش، وكان ذا سنٍّ فيهم، وقد حضر الموسمُ، فقال: إن وفود العرب ستقدم عليكم وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأياً واحداً، ولا تختلفوا فيه فيكذب بعضكم بعضاً، ويرد قول بعضكم بعضاً. فقيل: يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقول به. قال: بل أنتم فقولوا وأنا أسمع. فقالوا: نقول كاهن، فقال: ما هو بكاهن ... فقالوا: مجنون: فقال: ما هو بمجنون ... فقالوا: نقول شاعر: فقال: ما هو بشاعر ... قالوا: فنقول هو ساحر، قال: ما هو بساحر. قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟! .. قال: والله إن لقوله لحلاوة وإن أصله لغدق، وإن فرعه لجنى، فما أنتم بقائلين شيئاً من هذا إلا عُرف أنه باطل، وإن أقرب القول لأن تقولوا هذا ساحر، فتقولون: هو ساحر يفرق بين المرء ودينه، وبين المرء وأبيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وأخيه ... فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم، فلا يمر بهم أحد إلا حذّروه إياه، وذكروا لهم أمره).
هذه إحدى الروايات في القصة.
ولعل الإخوة يزيدون أيضاً كلمات أخرى جميلة في وصف القرآن والثناء عليه من العلماء والكتَّاب وغيرهم.
وشكراً لكم أخي الكريم خالد الباتلي على هذه المشاركة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Jun 2003, 10:01 ص]ـ
4 - قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في وصف القرآن:
فإذا هو محكم السبك، متين الأسلوب، قويُّ الاتصال، آخذٌ بعضه برقاب بعض في سوره وآياته وجمله، يجري دمُ الإعجاز فيه كله من ألفه إلى يائه كأنه سبيكة واحدة، ولا يكاد يوجد بين أجزائه تفكك ولا تخاذل كأنه حلقة مُفرغة! وكأنه شِمْطٌ وحيد وعقد فريد يأخذ بالأبصار، نُظِّمت حروفه وكلماته ن ونُسِّقت جمله وآياته ن وجاء آخره مساوِقاً لأوله وبد أوله مواتياً لآخره. (1/ 63).
ويقول رحمه الله فيه أيضاً:
محكم الاتصال والترابط، متين النسج والسرد، متآلف البدايات والنهايات، مع خضوعه في التأليف لعوامل خارجة عن مقدور البشر. (السابق)
وقال أيضاً:
كتاب فاق الكتب، وكلام بزَّ سائر ضروب الكلام، وبلغ في سموه وتفوقه حدود الإعجاز والإفحام، من ناحية الفصاحة والبلاغة وما يحمل لها من أسرار ..
(1/ 84)
وقال أيضاً:
فالقرآن يمتاز بمسحة بلاغية خاصة، وطابع بياني فريد، لا يترك باباً لأن يلتبس بغيره أو يشتبه بسواه، ولا يُعطي الفرصة لأحد أن يعارضه أو يحوم حول حماه، بل من خاصمه خُصِم، ومن عارضه قُصِم، ومن حاربه هُزِم ..
(1/ 89).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قالون]ــــــــ[24 Jun 2003, 06:12 ص]ـ
ومن أفضل ما قيل في القرآن ماقاله الإ مام الشاطبي ـ رحمه الله ـ في مقدمة حرز الأماني:
وإن كتاب الله أوثق شافع = وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه = وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته = من القبر يلقاه سنا متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة = ومن أجله في ذروة العز يجتلى
يناشد في إرضائه لحبيبه = وأجدر به سؤلا إليه موصلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2005, 03:27 م]ـ
و قال أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي رحمه الله المتوفى سنة 421هـ هـ، في صدر كتابه (الأزمنة والأمكنة) وهو يتحدث عن (عِظَمِ شأنِ القُرآنِ):
(اعلم أَنَّ الله تعالى عَظَّمَ شأنَ القرآن، وفَضَّلَ بيانَهُ بالنَّظمِ العجيبِ، والتأليف الرصيف على سائر الكلام، وإن وافقه في مبانيه، ومعانيه ثم أودعه من صنوف الحكم، وفنون الآداب والعذر، وجوامع الأحكام والسير، وطرائف الأمثال والعبر، ما لا يقف على كنهه ذوو القرائح الصافية، ولا في بعد فوائده أولو المعارف الوافية، وإن تلاحقت آلاتهم، وتوافقت أسباب التفهم والافهام فيهم، فترى المشتغل به المتأمل له، وقد صرف فكره إليه، وقصر ذكره عليه، قد يجد نفسه أحياناً فيه بصورة من لم يكن سمعه، أو كان بعد السماع نسيه استغراباً لمراسمه، واستجلاء لمعالمه، وذلك أنه تعالى لما أنزله ليفتتح بتنزيله التحدي به إلى الأبد، ويختتم بترتيله وآدابه النذارة إلى انقضاء السند، على ألسن الرسل، جعله من التنبيهات الجلية والخفية، والدلالات الظاهرة والباطنة ما قد استوى في إدراك الكثير منها العالم بالمقلد، والمتدبر، والمهمل.
وإن كان في أثنائه أغلاق لا تتفتح الأشياء بعد شيء بأفهام ثاقبة، وفي أزمان متباينة، ليتصل أمد الإعجاز به إلى الأجل المضروب لسقوط التكليف، ولتجدد في كل أوان بعوائده وفوائده ما يهيج له بواعث الأفكار، ونتائج الاعتبار ... ). الخ ما قاله.
وهو فصل طويل نفيس تجده هناك، وهو في غير مظنته من كتب التفسير والإعجاز كما ترى. والمرزوقي عالم جليل، وأديب ذواقة، وهو صاحب (الأمالي)، و (شرح حماسة أبي تمام) الذي يُعَدُّ أفضلَ شروح الحماسة فيما أعلم.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[21 Apr 2005, 02:00 ص]ـ
قال أحمد شوقي في قصيدته نهج البردة يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ويصف القرآن:
جاء النبيون بالآيات فانصرمت = وجئتنا بحكيم غير منصرمِ
آياتهُ كلما طال المدى جُدُدٌ = يزينهن جلالُ العتق والقِدَمِ
يكاد في لفظة منه مشرفة = يوصيك بالحق والتقوى وبالرحمِ
انظر: الموسوعة الشوقية 5/ 76 - 77
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Aug 2006, 02:15 ص]ـ
للاستزادة
ـ[روضة]ــــــــ[02 Sep 2006, 04:34 م]ـ
كلام قديم لا يمل سماعه ... تنزه عن قول وفعل ونيتي
به أشتفي من كل داء ونوره ... دليل لقلبي عند جهلي وحيرتي
فيا ربِّ متعني بسر حروفه ... ونوِّر به سمعي وقلبي ومقلتي
منقول عن أحد المواقع
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Sep 2006, 11:32 م]ـ
كلام قديم لا يمل سماعه ... تنزه عن قول وفعل ونيتي
به أشتفي من كل داء ونوره ... دليل لقلبي عند جهلي وحيرتي
فيا ربِّ متعني بسر حروفه ... ونوِّر به سمعي وقلبي ومقلتي
منقول عن أحد المواقع
البيت الأول فيه إشكال، ويحتاج إلى شرح وإيضاح؛ فمن يبينه لنا مشكوراً.
ـ[ابو حنين]ــــــــ[03 Sep 2006, 10:26 ص]ـ
و كذلك قول منزله سبحانه
((إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم
أجرا كبيرا))
و قول من أنزل عليه (اقرؤا القرآن , فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه)
أرجو التصحيح ان اخطأت
--------------------------------------------------------------
====================================
ـ[أبو العالية]ــــــــ[05 Sep 2006, 03:24 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
ما ألطف هذا الموضوع، وما أعذبه على النفس، وكم ترتاح لقراءته العيون، وتطرب لسماعه الآذان، كيف لا وهو يُخرج لآلئ الكَلِم، وحلو المنطق، وعذب الحروف، وعسل النغم لكلام في وصف كلام ربنا ومولنا جلَّ في علاه.
فجزى الله الأخالكريم على هذه المباردة الطيبة، نفع به ونفعنا بما سُطِّر، إنه سبحانه خير مسؤول.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقول: إن كتاب ربنا قد حوى علماً لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ولكنَّ الهمم تقاصرتْ في النيل والاستزادة من مَنْهل أحكامه وفوائده، كيف لا والحق سبحانه يقول: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]
فكتاب ربنا مُلئ علماً وحِكَماً، ونفائس عالية، وجواهر كثيرة غالية، ومن لطيف ما وقفت عليه بين طيات الأوراق، وكداسات الصفحات، مما أودعتُه بعض المصنفات:
_ يقول الأستاذ العلاَّمة سيد قطب رحمه الله: " إنَّ هذا القرآنُ لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبِلُ عليه " [معالم في الطريق (18)]
_ ومن نفائس العلاّمة الأديب سيد قطب رحمه الله: " إن هذا القرآن لا يعطي سرِّه إلا للذين يخوضون به المعركة، ويجاهدون به جهاداً كبيرا " [أعلام الدعوة والحركة الإسلامية (671) عبد الله العقيل.]
_ ويقول الشِّبْلِي رحمه الله حين كتب عن فضل الاستشفاء بالرقية الشرعية من كتاب ربنا قال:
" وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام، ومقنع عام، وهو النور والشفاء لما في الصدور، والوقاء الدافع لكل محذور، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور، وفقنا الله لإدراك معانيه، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه، ومن تدَّبر من آيات الكتاب من ذوي الألباب وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف، سوى الموت الذي هو غاية كل حي " آكام المرجان (102)
_ ويأتي البحر البليغ ليسطِّر وينقش سلاسة كَلِمِه من غير تكلُّف ولا عناء، ليقول:
" وإنك لتمرُّ بالآية الواحدة، فتتأمَّلها وتتدبَّرها، فتنهال عليك معانٍ كثيرة، يسمح بها التركيب على اختلاف الاعتبارات في أساليب الاستعمال العربي، وقد تتكاثر عليك! فلا تكُ من كثرتها في حَصَر، ولا تجعل الحمل على بعضها منافياً للحمل على البعض الآخر إن كان التركيب سمْحاً بذلك " التحرير والتنوير (1/ 97)
_ وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " القرآنُ حمَّالٌ ذو وجوه " السيوطي في الإتقان (1/ 410) وقال ابن الأثير: أي ذو معانٍ مختلفة.
_ وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: " لا تفقه كلَّ الفقه؛ حتى ترى القرآن وجوهاً "
_ ثم ما أرق لفظ الراغب رحمه الله، وما أجزل معانيه _ لله درُّه _ حين جاد بهاته الصُّبَابة
: (أن القرآن - وإن كان لا يخلو الناظر فيه من نور ما يريه ونفع ما يوليه – فإنه::
كالبدر من حيثُ التفتَّ رأيتَه يهدي إلى عينيك نوراً ثاقبا
كالشمس في كبد السماء وضوءُها يَغشى البلاد شارقاً ومغاربا
لكن محاسن أنواره لا يثقفها إلا البصائر الجلية، وأطايب ثمره لا يقطفها إلا الأيدي الزكية ومنافع شفائه لا ينالها إلا النفوس النقية،كما صرح تعالى به فقال في وصف متناوليه: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}
وقال في وصف سامعيه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} " (المفردات 54)
وبعدُ: فالقرآن كالجوهرة؛ فكلما قلَّبْتَ فيه النظر، تبيَّن لك لوناً رائقا، وجوهراً فائقا، ألا فلْيَهْنَء المسلمون بكتاب ربهم وليرجعوا له؛ فيهنؤوا، وقد وعدهم ربهم أنَّ فيه الهدى والرحمة والبشرى؛ فيا وَيْحَهم! كيف تتقاصر هممهم عن كنوزه ولآلئه، وتقعد عزائمهم عن النيل من جواهره ودرره وياقوته.
والله إنَّ المغبون كل الغبن من قعد عنه ولم ينهض به شرفاً وعلماً وفهماً وتدبراً، ولكن لا يعقلها إلا العالمون.
فنسأل الله ربنا أن يرزقنا فهماً في كتابه وعملاً بما فيه على منهاج النبوة المحمدية، والسلف الصالح رضوان الله عليهم إنه سبحانه خير مسؤول.
والله أعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Sep 2006, 06:06 م]ـ
ومن جميل ما قيل عن القرآن شعراً:
لا تذكر الكتب السوالف عنده ... ... ... طلع الصباح،فأطفئ القنديلا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Sep 2006, 07:05 م]ـ
ومن جميل ما قيل في القرآن كلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتملت خطبته على هذا النص الذي فيه: (وإن كتاب الله بين أظهرنا وهو النور والشفاء وبه هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم وفيه حلال الله وحرامه) كنز العمال1/ 407
وكذلك قول الشاعر:
وإن كتاب الله أعظم آيةٍ ... بها افتضح المرتاب وابتأس الشاني
وعدي على شأو البليغ بيانه ... فهيهات منه سجع قس وسحبانِ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Sep 2006, 12:32 ص]ـ
ومن أبلغ ما وصف به القرآن،الحديث الذي روي مرفوعاً،وروي موقوفاً ـ وهو أصح ـ عند الترمذي وغيره من حديث علي رضي الله عنه قال:
"كِتَابُ اللَّهِ: فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ،
وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ،
وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ،وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ،
مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ،
وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ،
وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ،
وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ،وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ،
هُوَ الَّذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ،
وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ،
وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ،
وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ،
وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ،
هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}،
مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ،
وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ،
وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ،
وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Sep 2006, 11:17 م]ـ
وَأَيّده بِالمُعجزات أدلّةًً=عَلى بَعثِهِ حقّاً بِدونِ اِفتِراءِ
وَمِنها كتاب اللَّه وَهوَ أَجلُّها=كَلام قَديم مُعجِز البلغاءِ
فَقَد عَجزوا عَن أَن يَجيئوا بِمِثلهِ =وَهُمْ حينَئذ مِن أَفصَحِ الفُصَحاءِ
وهذه الأبيات الثلاثة من البحر الطويل
ومن قصيدة رائعة طويلة في مدح المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهي للمفتي فتح الله
? - 1260 هـ / ? - 1844 م
وهو عبد اللطيف بن علي فتح الله.
أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Sep 2006, 11:43 م]ـ
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ينبغي لقارىء القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون،
وبنهاره إذا الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون،
وبورعه إذا الناس يخلطون، وبصمته إذا الناس يخوضون،
وبخضوعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون ... ).
وقال أيضا: (إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين).
وقال أيضا: (لا تهذوا القرآن هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل
- أي التمر الرديء وفي رواية الرمل -
قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب،
ولا يكن هم أحدكم آخر السورة).
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Sep 2006, 12:52 ص]ـ
مقولات جميلة ونقولات متميزة ورمضان فرصة للوقوف أكثر مع القرآن واقتباس المزيد من الأوصاف البليغة للقرآن العظيم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Feb 2007, 08:06 م]ـ
قال أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت: 429 هـ):
(القرآن هو النور المبين، والحق المستبين، حبل الله الممدود وعهده المعهود، وظِلّه العميم، وصراطه المستقيم، وحجته الكبرى، ومحجته الوسطى، هو الضياء الساطع، والبرهان القاطع، هو الواضح سبيله، الراشد دليله، الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا، ومن أعرض عنها زلّ وهوى، فضائل القرآن لا تستقصى في ألف قران، حجة الله وعهده، ووعيده ووعده، يتبين تبيانه من استغلقت دونه المعضلات، ويستضيء بمصابيحه من غُمَّ عليه في المشكلات).
[لباب الآداب: 174].
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Aug 2007, 06:50 م]ـ
من كلام الباقلاني في كتابه (إعجاز القرآن):
تجد فيه (الحكمة وفصل الخطاب مَجْلُوَّةً عليك في منظر بهيج، ومعرض رشيق، ونظم أنيق غير مُتَعَاصٍ على الأسماع، ولا ملتوٍ على الأفهام، ولا مستكرَهٍ في اللفظ، يَمُرّ كما يمرُّ السهم، ويضيء كما يضيء الفجر، ويذخَرُ كما يذخَر البحر)
ومن كلامه أيضا في نفس الكتاب:
(الكلام يَبِينُ فضلُه ورجحانُ فصاحته بأن تُذكَرَ منه الكلمةُ في تضاعيف كلام، أو تقذَف ما بين شِعْرٍ فتأخذُه الأسماع، وتتشوّفُ إليه النفوس، ويُرى وجه رونقه باديًا غامراً في سائر ما يُقرَنُ به، كالدرّة التي تُرى في سِلْكٍ من خَرَز، وكالياقوتة وسط العِقْد .. وأنت ترى الكلمة من القرآن يُتمثَّلُ بها في تضاعيف كلامٍ كثيرٍ، فإذا هي غُرّةُ جميعه وواسطةُ عِقده، والمنادِي على نفسه بتمييزه، وتخصّصه برونقه وجماله).
ومن كلام بديع الزمان النورسي في كتابه (الكلمات) - الكلمة الخامسة والعشرون:
(هذه البلاغة المعجزة نَبعت من جزالة نظم القرآن وحسن متانته، ومن بداعة أساليبه وغرابتها وجودتها، ومن براعة بيانه وتفوقه وصفوته، ومن قوة معانيه وصدقها، ومن فصاحة ألفاظه وسلاستها).
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[03 Nov 2007, 03:45 ص]ـ
وما أحسن ما عبر عن الإمام ابن القيم حين قال: "فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما.
وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما، وتَتُل (تضع) في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. وتثبت قواعد الإيمان في قلبه. وتحضره بين الأمم، وتريه أيام الله فيهم. وتبصره مواقع العبر. وتشهده عدل الله وفضله.
وتعرفه ذاته، وأسماءه وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، وصراطه الموصل إليه، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه،
وقواطع الطريق وآفاتها. وتعرفه النفس وصفاتها، ومفسدات الأعمال ومصححاتها وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم، وأحوالهم وسيماهم. ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه. وافتراقهم فيما يفترقون فيه. وبالجملة تعرفُهُ الرب المدعو إليه، وطريق الوصول إليه، وما له من الكرامة إذا قدم عليه".
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[03 Nov 2007, 03:55 ص]ـ
وقال سهل بن عبد الله التستري: " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه .. " انتهى كلامه يرحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[03 Nov 2007, 04:46 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مقدمة مدارج السالكين
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين وإله المرسلين وقيوم السماوات والأرضين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالكتاب المبين الفارق بين الهدى والضلال والغي والرشاد والشك واليقين أنزله لنقرأه تدبرا ونتأمله تبصرا ونسعد به تذكرا ونحمله على أحسن وجوهه ومعانيه ونصدق به ونجتهد على إقامة أوامره ونواهيه ونجتني ثمار علومه النافعة الموصلة إلى الله سبحانه من أشجاره ورياحين الحكم من بين رياضه وأزهاره فهو كتابه الدال عليه لمن أراد معرفته وطريقه الموصلة لسالكها إليه ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يغلق إذا غلقت الأبواب وهو الصراط المستقيم الذي لا تميل به الآراء والذكر الحكيم الذي لا تزيغ به الأهواء والنزل الكريم الذي لا يشبع منه العلماء لا تفنى عجائبه ولا تقلع سحائبه ولا تنقضي آياته ولا تختلف دلالاته كلما ازدادت البصائر فيه تأملا وتفكيرا زادها هداية وتبصيرا وكلما بجّست معينه فجر لها ينابيع الحكمة تفجيرا فهو نور البصائر من عماها وشفاء الصدور من أدوائها وجواها وحياة القلوب ولذة النفوس ورياض القلوب وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح والمنادي بالمساء والصباح يا أهل الفلاح حي على الفلاح نادى منادى الإيمان على رأس الصراط المستقيم (46:31 {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
أسمع والله لو صادف آذانا واعية وبصر لو صادف قلوبا من الفساد
خالية لكن عصفت على القلوب هذه الأهواء فأطفأت مصابيحها وتمكنت منها آراء الرجال فأغلقت أبوابها وأضاعت مفاتيحها وران عليها كسبها فلم تجد حقائق القرآن إليها منفذا وتحكمت فيها أسقام الجهل فلم تنتفع معها بصالح العمل
واعجبا لها كيف جعلت غذاءها من هذه الآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تقبل الإغتذاء بكلام رب العالمين ونصوص حديث نبيه المرفوع أم كيف اهتدت في ظلم الآراء إلى التمييز بين الخطأ والصواب وخفى عليها ذلك في مطالع الأنوار من السنة والكتاب؟.
واعجبا! كيف ميزت بين صحيح الآراء وسقيمها ومقبولها ومردودها وراجحها ومرجوحها وأقرت على أنفسها بالعجز عن تلقى الهدى والعلم من كلام من كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو الكفيل بإيضاح الحق مع غاية البيان وكلام من أوتي جوامع الكلم واستولى كلامه على الأقصى من البيان.
كلا بل هي والله فتنة أعمت القلوب عن مواقع رشدها وحيرت العقول عن طرائق قصدها يربى فيها الصغير ويهرم فيها الكبير.
وظنت خفافيش البصائر أنها الغاية التي يتسابق إليها المتسابقون والنهاية التي تنافس فيها المنافسون وتزاحموا عليها وهيهات أين السّهى من شمس الضحى وأين الثرى من كواكب الجوزاء وأين الكلام الذي لم تضمن لنا عصمة قائله بدليل معلوم من النقل المصدق عن القائل المعصوم وأين الأقوال التي أعلا درجاتها أن تكون سائغة الإتباع من النصوص الواجب على كل مسلم تقديمها وتحكيمها والتحاكم إليها في محل النزاع وأين الآراء التي نهى قائلها عن تقليده فيها وحذر من النصوص التي فرض على كل عبد أن يهتدي بها
ويتبصر؟ وأين المذاهب التي إذا مات أربها فهي من جملة الأموات من النصوص التي لا تزول إذا زالت الأرض والسماوات؟.
سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس العلم من مشكاته من كنوز الذخائر وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر قنعوا بأقوال استنبطتها معاول الآراء فكرا وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا.
(يُتْبَعُ)
(/)
درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ووقعت ألويته وأعلامه من أيديهم فليسوا يرفعونها وأفلت كواكبه النيرة من آفاق نفوسهم فلذلك لا يحبونها وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يبصرونها.
خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم كمين بعد كمين نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان ولا بد فعلى سبيل الاجتياز أنزلوا النصوص منزلة الخليفة في هذا الزمان له السكة والخطبة وماله حكم نافذ ولا سلطان المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحب ظواهر مبخوس حظه من المعقول والمقلد للآراء المتناقضة المتعارضة والأفكار المتهافتة لديهم هو الفاضل المقبول وأهل الكتاب والسنة المقدمون لنصوصها على غيرها جهال لديهم منقوصون (2:13 {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ}.
حرموا والله الوصول بعدولهم عن منهج الوحي وتضييعهم الأصول
وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابها أحوج ما كانوا إليها حتى إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه 39:48 {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} وسقط في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه.
فيا شدّة الحسرة عند ما يعاين المبطل سعيه وكده هباءا منثورا ويا عظم المصيبة عند ما يتبين بواراق أمانيه خلبا وآماله كاذبة غرورا فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه يوم تبلى السرائر؟ وما عذر من نبذ الوحيين وراء ظهره في يوم لا تنفع الظالمين فيه المعاذر؟.
أفيظن المعرض عن كتاب ربه وسنة رسوله أن ينجو من ربه بآراء الرجال أو يتخلص من بأس الله بكثرة البحوث والجدال وضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالإشارات والشطحات وأنواع الخيال؟.
هيهات والله لقد ظن أكذب الظن ومنته نفسه أبين المحال وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى الله على غيره وتزود التقوى وائتم بالدليل وسلك الصراط المستقيم واستمسك من الوحي بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[17 Jan 2008, 10:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله تعالى:
فللعمل الإِخلاص شرط إذا أتى = وقد وافقته سنة وكتاب
وقد صين عن كل ابتداع وكيف ذا = وقد طبق الآفاق منه عباب
فلم يبقى للراجي سلامة دينه = سوى عزلة فيها الجليس كتاب
كتاب حوى كل العلوم وكل ما = حواه من العلم الشريف صواب
فإن رمت تاريخًا رأيت عجائبًا = ترى آدمًا إذ كان وهو تراب
ولاقيت هابيلاً قتيل شقيقه = يواريه لما أن أراه غراب
وتنظر نوحًا وهو في الفلك إذ طغى = على الأرض من ماء السحاب عباب
وإن شئت كل الأنبياء وقومهم = وما قال كل منهم وأجابوا
ترى كل من تهوى من القوم مؤمن = وأكثرهم قد كذبوه وخابوا
وجنات عدن حورها ونعيمها = وناد بها للمسرفين عذاب
فتلك لأصحاب التقى ثم هذه = لكل شقي قد حواه عقاب
وإن ترد الوعظ الذي إن عقلته = فإن دموع العين عنه جواب
تجده وما تهواه من كل مشرب = فللروح منه مطعم وشراب
وإن رمت إبراز الأدلة في الذي = تريد فما تدعو إليه تجاب
تدل على التوحيد فيه قواطع = بها قطعت للملحدين رقاب
وفيه الدواء من كل داء فثق به = فوالله ما عنه ينوب كتاب
وما مطلب إلا وفيه دليله = وليس عليه للذكي حجاب
أطيلوا على السبع الطوال وقوفكم = تدر عليكم بالعلوم سحاب
وكم من ألوف في المئين فكن بها = ألوفًا تجد ما ضاق عنه حساب
وفي طي أثناء المثاني نفائس = يطيب بها نشر ويفتح باب
وكم من فصول في الفصل قد حوت = أصولاً إليها للذكي إياب
وفي رقية الصحب الدين= قضية وقدرها المختار حين أصابوا
ولكن سكان البسيطة أصبحوا= كأنهم عما حواه غضاب
فلا يطلبون الحق منه وإنما= يقولون من يتلوه فهو مثاب
فإن جاءهم فيه الدليل موافقا= لما كان للآباء إليه ذهاب
رضوه وإلا قيل هذا مأول= ويركب للتأويل فيه صعاب
تراه أسيرا كل حبر يقوده= إلى مذهب قد قررته صحاب
أتعرض عنه عن رياض أريضة= وتعتاض جهلا بالرياض مضاب
يريك صراطا مستقيما وغيره= مفاوز جهل كلها وشعاب
تزيد على مر الجديدين جدة= فألفاظه مهما تلوت عذاب
وآياته في كل حين طرية=وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب
ففيه هدى للعالمين ورحمة=وفيه علوم جمة وثواب
فكل كلام غيره القشر لا سوى= وذا كله عند اللبيب لباب
دعوا كل قول غيره وسوى الذي= أتى عن رسول الله فهو صواب
وعضوا عليه بالنواجذ واصبروا= عليه ولو لم يبق في الفم ناب
تروا كل ما ترجون من أي مطلب= إذا كان فيكم همة وطلاب
أطيلوا على السبع الطوال وفوقكم= تدر عليكم بالعلوم سحاب
وكم من فصول في المفصل قدحوت= أصولا إليها للذكي مآب
وما كان في عصر الرسول وصحبه= سواه لهدي العالمين كتاب.
هذه القصيدة وجدتها منشورة في كتاب: " الحطة في ذكر الصحاح الستة " الصفحة 39.
المؤلف / بو الطيب السيد صديق حسن القنوجي
دار النشر / دار الكتب التعليمية - بيروت - 1405هـ/ 1985م
الطبعة: الأولى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[17 Jan 2008, 11:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الباحث في القرآن والسنة: علي بن نايف الشحود
من مقدمة كتابه: " الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم "
'' فهذا القرآن ليس ألفاظا وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها. إنما هو كسائر ما يبدعه الله يعجز المخلوقون أن يصنعوه. هو كالروح من أمر الله لا يدرك الخلق سره الشامل الكامل , وإن أدركوا بعض أوصافه وخصائصه وآثاره.
والقرآن بعد ذلك منهج حياة كامل. منهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كل أطوارها وأحوالها , والتي تصرف الجماعات الإنسانية في كل ظروفها وأطوارها. ومن ثم فهو يعالج النفس المفردة , ويعالج الجماعة المتشابكة , بالقوانين الملائمة للفطرة المتغلغلة في وشائجها ودروبها ومنحنياتها الكثيرة. يعالجها علاجا متكاملا متناسق الخطوات في كل جانب , في الوقت الواحد , فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة ولا ملابسة من الملابسات المتعارضة في حياة الفرد وحياة الجماعة. لأن مشرع هذه القوانين هو العليم بالفطرة في كل أحوالها وملابساتها المتشابكة.
أما النظم البشرية فهي متأثرة بقصور الإنسان وملابسات حياته. ومن ثم فهي تقصر عن الإحاطة بجميع الاحتمالات في الوقت الواحد ; وقد تعالج ظاهرة فردية أو اجتماعية بدواء يؤدي بدوره إلى بروز ظاهرة أخرى تحتاج إلى علاج جديد!
إن إعجاز القرآن أبعد مدى من إعجاز نظمه ومعانيه , وعجز الإنس والجن عن الإتيان بمثله هو عجز كذلك عن إبداع منهج كمنهجه يحيط بما يحيط به ''.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من مقدمة كتاب: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
للدكتور / فاضل صالح السامرائي - حفظه الله -
'' إن إعجاز القرآن أمر متعدد النواحي متشعب الإتجاهات ومن المتعذر أن ينهض لبيان الإعجاز القرآني شخص واحد ولا حتى جماعة في زمن ما مهما كانت سَعَةُ علمهم واطلاعهم وتعدد اختصاصاتهم إنما هم يستطيعون بيان شيء من أسرار القرآن في نواح متعددة حتى زمانهم هم، ويبقى القرآن مفتوحاً للنظر لمن يأتي بعدنا في المستقبل ولما يجدّ من جديد. وسيجد فيه أجيال المستقبل من ملامح الإعجاز وإشاراته ما لم يخطر لنا على بال.
وأضرب مثلاً لتعدد نواحي الإعجاز فإني سمعت وقرأت لأشخاص مختصين بالتشريع والقانون يبيّنون إعجاز القرآن التشريعي، ويبينون اختيارات الألفاظ التشريعية في القرآن ودقتها في الدلالة على دقة التشريع ورفعته ما لا يصح استبدال غيرها بها، وإن اختيار هذه الألفاظ في بابها أدق وأعلى مما نبيّن نحن من اختيارات لغوية وفنية وجمالية.
وقرأت وسمعت لأشخاص متخصصين بعلم التشريح والطب في بيان شيء من أسرار التعبير القرآني من الناحية الطبية التشريحية ودقتها يفوق ما نذكره في علم البلاغة. فألفاظه مختارة في منتهى الدقة العلمية. من ذلك على سبيل المثال إن ما ذكره القرآن من مراحل تطور الجنين في الرحم هي الذي انتهى إليها العلم مما لم يكن معروفاً قبل هذا العصر مما دعا علماء أجانب إلى أن يعلنوا إسلامهم.
وقرأت فيما توصل إليه علم التاريخ وما دلت عليه الحفريات الحديثة من أخبار ذي القرنين أدق الكلام وأدق الأخبار ما لم يكن يعرفه جميع مفسري القرآن فيما مضى من الزمان. وأن الذي اكتشفه المؤرخون والآثاريون وما توصلوا إليه في هذا القرن منطبق على ما جاء في القرآن الكريم كلمةً كلمة ولم يكن ذلك معلوماً قبل هذا القرن البتة.
وقرأت في اختيار التعبير القرآني لبعض الكلمات التاريخية كـ (العزيز) في قصة يوسف، وكاختيار تعبير الملك في القصة نفسها، واختيار كلمة (فرعون) في قصة موسى، فعرفت أن هذه ترجمات دقيقة لما كان يُستعمل في تلك الأزمان السحيقة فـ (العزيز) أدق ترجمة لمن يقوم بذلك المنصب في حينه، وأن المصريين القدامى كانوا يفرقون بين الملوك الذين يحكمونهم فيها إذا كانوا مصريين أو غير مصريين، فالملك غير المصري الأصل كانوا يسمونه الملك والمصري الأصل يسمونه فرعون وأن الذي كان يحكم مصر في زمن يوسف - عليه السلام - غير مصري، وهو من الهكسوس فسماه الملك، وأن الذي كان يحكمها في زمن موسى - عليه السلام - هو مصري فسماه فرعون، فسمى كل واحد بما كان
(يُتْبَعُ)
(/)
يُسمى في الأزمنة السحيقة.
وعرفت من الإشارات الإعجازية في مختلف العلوم كما في أسرار البحار والضغط الجوي وتوسع الكون وبداية الخلق ما دعا كثيراً من الشخصيات العلمية إلى إعلان إسلامهم.
بل إن هناك أموراً لم تُعرف إلا بعد صعود الإنسان ف الفضاء واختراقه الغلاف الجوي للأرض، وقد أشار إليه القرآن إشارات في غاية العجب ذلك أن الإنسان إذا اخترق الغلاف الجوي للأرض، وجد نفسه في ظلام دامس وليل مستديم ولم تُر الشمس، إلا كبقية النجوم التي نراها في الليل. فالنهار الذي نعرفه نحن، لا يتعدى حدود الغلاف الجوي فإن تجاوزناه كنا في ظلام لا يعقبه نهار. وقد أشار إلى ذلك القرآن إشارة عجيبة في قوله (وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) [يس].
فجعل النهار كالجلد الذي يُسلخ وأما الليل فهو الأصل وهو الكل، فشبّه الليل بالذبيحة، والنهار جلدها، فإن سلخ الجلد ظهر الليل فجعل النهار غلافاً والليل هو الأصل.
وقال: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) [الحجر]، أي لو مكنّاهم من الصعود إلى السماء لانتهوا إلى ظلام وقالوا: (سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا) وغير ذلك وغيره.
وعلى هذا فالإعجاز القرآني متعدد النواحي؛ متشعب الاتجاهات ولا يزال الناس يكتشفون من مظاهر إعجازه الشيء الكثير فلا غرو أن أقول إذن أن الإعجاز أكبر مما ينهض له واحد أو جماعة في زمن ما.
إن التعبير الواحد قد ترى فيه إعجازاً لغوياً جمالياً وترى فيه في الوقت نفسه إعجازاً علمياً أو إعجازاً تاريخياً أو إعجازاً نفسياً أو إعجازاً تربوياً أو إعجازاً تشريعياً أو غير ذلك.
فيأتي اللغوي ليبيّن مظاهر إعجازه اللغوي وأنه لا يمكن استبدال كلمة بأخرى ولا تقديم ما أُخّر ولا تأخير ما قُدّم أو توكيد ما نُزع منه التوكيد أو عمد توكيد ما أُكّد. ويأتيك العالم في التشريع ليقول مثل ذلك من وجهة نظر التشريع والقانون ويأتيك المؤرخ ليقول مثل ذلك من وجهة نظر التاريخ، ويأتيك صاحب كل علم ليقول مثل ذلك من وجهة نظر علمه.
إننا ندل على شيء من مواطن الفن والجمال في هذا التعبير الفني الرفيع ونضع أيدينا على شيء من سُمو هذا التعبير ونبيّن إن هذا التعبير لا يقدر على مجاراته بشر بل ولا البشر كلهم أجمعون، ومع ذلك لا نقول إن هذه هي مواطن الإعجاز ولا بعض مواطن الإعجاز وإنما هي ملامح ودلائل تأخذ باليد وإضاءات توضع في الطريق، تدل السالك على أن هذا القرآن كلام فني مقصود وُضع وضعاً دقيقاً ونُسج نسجاً محكماً فريدا، لا يشابهه كلام، ولا يرقى إليه حديث (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) [الطور].
أما شأن الإعجاز فهيهات؛ إنه أعظم من كل ما نقول وأبلغ من كل ما نصف وأعجب من كل ما نقف عليه من دواعي العجب. إن هذا القادم من الملأ الأعلى والذي نزل به سيدٌ من كبار سادات الملأ الأعلى فيه من الأسرار ودواعي الإعجاز ما تنتهي الدنيا ولا ينتهي.''
والله أعلم.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[20 Jan 2008, 06:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كتب احد العلماء في ذكر مصحف أهدي إليه:
'' البرّ أدام الله الشيخ أنواع، وتقصر عنه أبواع، فإن يكن فيها ما هو أكرم منصباً، وأشرف منسباً. فتحفة الشيخ إذ أهدي ما لا تشاكله النعم، ولا تعادله القيم، كتاب الله وبيانه، وكلامه وفرقانه، ووحيه وتنزيله، وهداه سبيله. ومعجز رسول الله صلى الله عليه وسلم ودليله، طبع دون معارضته على الشفاه، وختم على الخواطر والأفواه. فقصر عنه الثقلان، وبقي ما بقي الملوان، لائحٌ سراجه، واضح منهاجه، منير دليله، عميق تأويله، يقصم كل شيطان مريد، ويذل كل جبار عنيد، وفضائل القرآن، لا تحصى في ألف قران، فأصِفُ الخط الذي بهر الطرف، وفاق الوصف، وجمع صحة الأقسام، وزاد في نخوة الأقلام، بل أصفه بترك الوصف آثاره، وعينه فراره، وحقاً أقول إني لا أحسب أحداً ما خلا الملوك جمع من المصاحف ما جمعت، وابتدع في استكتابها ما ابتدعت، وإن هذا المصحف لزائد على جميعها زيادة القرعة على الغرة، بل زيادة الحج على العمرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أهديته علقاً نفيساً ... وما يهدي النفيس سوى الفيس ''
يتيمة الدهر للثعالبي - المجلد 1 ص 114
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[20 Jan 2008, 06:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و هذه مقامة الفرقان من كتاب المقامات للزمخشري
ملاحظة: (النسخة التي عندي غير مرقمة)
يا أبا القاسم: '' اجعَلْ كتابَ اللّهِ نَجيّكَ فَنِعمَ النّجِي. وإنّكَ لَحَريٌ بمُناجاتِهِ حَجي. إنْ شئِتَ أنْ يُخاصرِكَ إلى مَنجاتك فلا يَخلُونَّ ساعةً مِنْ مُناجاتِك وهوَ حبلُ اللّهِ المتينْ وصرِاطُهُ المُستبينْ بهِ أحيَى رُسُومَ الشّرْعِ الطّامِسَه وجَلّى ظُلُماتِ الشِّركِ الدّامسة نُورٌ مُستَصْبَحٌ بهِ في ليالي الشّكْ سيفٌ سَقّاطٌ وراءَ ضرائِبِ الشِّركْ جَبَلٌ يَعصمُ مَن اعتصمَ بمعاقِلهِ وَيَقصِمُ ظَهرَ العادلِ عنهُ بجنادلِهِ. بحرٌ لُجِيٌ لا تزلُ تزْخَرُ لُجَجُه. ذُو عُبابٍ يُرّوِّعُ التِطامُهُ وتموجُه لا يبلُغُ عابرٌ عَبرَه. ولا غائِصٌ قعرَه عَذْبٌ فُرَاتٌ إلا أنّه مُليءَ بكُلِّ لُؤلُؤةٍ يتيمَة قذّافٌ لِكُلِّ جَوْهَرَةٍ كَرِيَمهْ. أينَ مِنها ما غَالى بهِ الأكاسِرَةُ منَ الفرائدْ. وما رَصَّعُوا بهِ تيجانَهُم مِنْ وسائطِ القلائِدْ. كُلُّ دُرَّةٍ في تقاصيرِ بناتِ القصورْ مُقرِةٌ بالتقصيرِ عنها والقصورْ. إنْ عُدَّتْ عجائبُ البحارِ لم تُعَدَّ عجائُبه وإنْ حُدَّتْ غرائبُ الأسمارِ لم تُحدَّ غرائُبهْ كُلّما ذهبتَ بفكرِكَ في بلاغتهِ التي حَصِرتْ دونَها البُلغاءْ حتى سَخَرتْ مِنْ فَصَاحتهم البَبغاءْ ونَظَرْتَ في سَلامَةِ سَبكِهِ المستغرَبْ. وسلاسَةِ مائهِ المُستعذَبْ. ورَصانَةِ نظمهِ المُرَصَّفْ ومتانَةِ نسجِهِ المُفَوَّفْ. وغرابَة كنايِتهِ ومجازِهْ ونَدْرَةِ إشباعهِ وإيجَازهِ وروْعَةِ إظهارِهِ وإضْمارِهْ وبَهجَةِ َحْذْفِهِ وتكرَارِهْ. وإصابَةِ تعريفِهِ وتنكيرِهْ، وإفادَةَ تقديمهِ وتأخيرِهْ ودلالةِ إيضاحِهِ وتصرِيحهْ. ودقّةِ تعريضه وتَلِويحِهِ وطُلاوَةِ مبَاديِهِ ومقَاطِعِهِ وفصولِهِ ووصولِه وما تِناصَرَ فيهِ من فروعِ البيان وأصولِهْ. إرْتَدَّ فَهمُكَ وغرَارُ كَهَام ومِدّرَارُهُ جهامْ. حَيرَةً في أسلوبِهِ الذي يكادُ يسلُب بُحسنِهِ العاقِلَ فِطنَتَهُ وهوَ يزيدُهُ فِطنَهْ. وافتنانِهِ الذي يكادُ يفتنُ الناظرَ فيهِ وهوَ يميطُ عنهُ الفتنَهْ. لم يمشِ إليكَ وعدُهُ المرَغّبْ إلا واطِئاً عِقبَهُ وَعِيدُهُ المُرهّبْ قدْ شُفِعَ هذَا بذَاكَ إرَادَة تنشيطِكَ لِكسبِ ما يُزْلِفْ. وتَثبيطِكَ عنِ اكتِسابِ ما يُتلِفْ مَعَ اقْتصاصِ ما أجْرَى إليهِ عُصاةُ القُرُونْ وما جَرَى عليْهِم منْ فظائِعِ الشؤُونْ ومَا رَكبَ أعْدَاءُ اللّهِ منْ أوْليائِهْ. غَيْرَ مُكْترِثينَ لِعُتُوِّهمْ بكبرِيِائِهْ. رَدَعوهُمْ عنِ المناكيرْ فَقَطّعُوهُمْ بالمنَاشيرْ وَدَعَوهُمْ إلى أعْمالِ الأبْرَارْ فعرَضُوهُمْ على السّيفِ وحَرَّقُوهُمْ بالنارْ ثمَّ اصْطَبِرُوا لِوَجْهِ اللّهِ وثبتُوا ومَا اسْتكانُوا لهُمْ ولا أخْبَتُوا حَتّى اشترَوُا النعيمَ الخالِدَ في جَنّاتِ عَدْنْ بِبؤْسٍ وَطنّوا عليهِ أنْفُسَهُمْ طَرْفةَ عَيْنْ لِيُريَكَ سُوءَ مُنْقَلَبِ المُعْتَديِنْ وَيُبَصِّرَكَ حُسْنَ عَوَاقبِ المُهتدينْ فحادثْ لسانَكَ بدراستِهِ حتى تَرِقَّ عذَبَتُهْ وَمَرِّنْهُ على تلاوَتَهِ حتى لا تَطُوعَ لغَيْرِهِ أسلَتُهْ وَتَعَمّدهُ بِمَتْلُوِّهِ مِنَ اللسُنِ ما سَاعَدَتْكَ عليهِ المُكْنَهْ وتَرَفَعْ لهُ بمَخارِجِ الحُرُوفِ عنِ ارْتِضاخِ اللكْنَةْ وَاقْرَأْهُ مُرَتّلاً كالتّرْتيلِ في بعْضِ الأسْنانْ والتّفْليِجِ في نَوْرِ الأُقحُوَانْ وَاجْتَنَبْ ما لا يُؤْمَنُ في الهِذّ والهَذْرَمَهْ. مِنَ اللّحْنِ وَالحَضْرَمَه وْاجْتَهِدْ أنْ لا تَقْرَأ إلا وضَمِيرُكَ مُقاوِدٌ للِسانِكْ وَتَبَينُكَ مُساوِقٌ لِبَيانِكْ لا تَمُرَّ على جُمْلَةٍ إلا عاقِداً بمِعْناها تأملَكَ وتَفَكُّرَكْ عاكِفاً على مُؤَادَّها تَفَهُمَكَ وتَبَصُرَكْ. مُجِيلاً في حقيقتِها بَصيرَتَكَ ونظرَكْ. مُمْتاحاً منها مَواعِظَكَ وَعِبَرَكْ وإلا كانَتْ قِراءتُكَ رَاعِدَةَ صَلِفَةً لَيْسَ لهَا دَرَرْ وَصَدَفَةً فارِغةً ما في جَوْفِها دُرَرْ. وَأكْرِمْ نَجيّكَ هذَا فإنّهُ كَرِيمٌ يَسْتوْجِب غايةَ الإكرَامْ وعظيمٌ يَسْتدْعِي قُصارَى الإعظامْ. فلا تَمَسّ لَهُ إلا على طُهْرِكَ مَسْطُورَاً وَاحْتَطْ أنْ لا تَفْرُقَ بين أنْ يكونَ مَكشوفاً أوْ مستوراً واحفَظْ فيهِ حَقَّ مَنْ إلَيْهِ انتِمَاؤُهْ وَإلى اسْمِهِ إضافَتُهُ تَبَاركَتْ أسْماؤُه ''.
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Jan 2008, 11:50 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا فهذا موضوع نافع، يطرب المسامع!
من أفضل ما قرأت في القرآن الكريم، ما أورده العلامة (أبو حيان) (ت:745ه)، في مقدمة بحره -تفسيره المشهور البحر المحيط-
قال:
" جعلت كتاب الله و التدبير لمعانيه أنيسي، إذ هو أفضل مؤانس، و سميري إذا أخلو لكتب ظلم الحنادس:
نعم السمير كتاب الله إن له=حلاوة هي أحلى من جنى الضرب
به فنون المعاني قد جمعن فما=يفتن من عجب إلا إلى عجب
أمر و نهي و أمثال و موعظة=و حكمة أودعت في أفصح الكتب
لطائف يجتليها كل ذي بصر=و روضة يجتنيها كل ذي أدب "
**و هذه الأبيات عينها أوردها الإمام الآلوسي (ت:1270ه) في مقدمته لتفسير المعاني.
و الله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[22 Jan 2008, 07:24 م]ـ
ليس أفضل ما قيل عن القرآن الكريم
ولكن من باب الحق ما شهدت به الأعداء
يقول ول ديورانت في معرض حديثه عن فضل القرآن الكريم على الإنسان (وقد كان له الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي والثقافي، وهو الذي أقام فيهم قواعد النظام
الإجتماعي والوحده الإجتماعيه، وحضهم على اتباع القواعد الصحيحه، وحرر عقولهم من كثير من الخرافات والأوهام ومن الظلم والقوه، وحسن أحوال الأرقاء وبعث في نفوس الأذلاء الكرامه والعزه وأوجد بين المسلمين درجه من الإعتدال والبعد عن الشهوات لم يوجد لها نظير في أية بقعة من بقاع العالم، ولقد علم الإسلام
الناس أن يواجهوا صعاب الحياة، ويتحملوا قيودها بلا شكوى ولا ملل، وبعثهم إلى التوسع توسعا عجيبا كان أعجب
ما شهده التاريخ كله)
ول ديورانت: قصة الحضاره جـ 13 ص 68
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[22 Jan 2008, 10:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
'' القرآن حبل اللَّه الممدود، وعَهده المعهود، وظلُه العميم، وصرَاطه المستقيم، وحجَّتُه الكبرى، ومحجّته الوسطَى، وهو الواضح سبيلُه، الراشدُ دليلُه، الذي سَنِ استضاءَ بمصابيحه أبْصَر ونَجَا، ومَنْ أعرض عنه ضَلَّ وهَوَى؛ فضائل القرآن لا تُسْتقصى في ألفِ قرن، حجّة اللّه وعهْده، ووعيدُه ووعده، به يعلمُ الجاهلُ، ويعملُ العامِلُ، ويتنبَّه الساهي، ويتذكَّر اللاهي، بَشِيرُ الثواب، ونَذِيرُ العقابِ، وشفاءُ الصدور، وجَلاءُ الأمورِ؛ من فضائله أنه يُقْرَأُ دائماً، ويُكتَبُ، ويُمْلَى، ولا يَملّ. ما أهْون الدنيا على مَنْ جعل القرآن إمامه، وتصوَّر الموتَ أمامه، طوبى لمن جعل القرآن مصباح قلبه، ومفتاح لُبِّه.''
مجالس ثعلب ص 41.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[22 Jan 2008, 10:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
'' الحمد لله الذي جعل كتابه المبين كافلا ببيان الأحكام شاملا لما شرعها لعباده من الحلال والحرام مرجعا للأعلام عند تفاوت الأفهام وتباين الأقدام وتخالف الكلام قاطعا للخصام شافيا للسقام مرهما للأوهام فهو العروة الوثقى التي من تمسك بها فاز بدرك الحق القويم والجادة الواضحة التي من سلكها فقد هدى إلى الصراط المستقيم فأي عبارة تبلغ أدنى ما يستحقه كلام الحكيم من التعظيم وأي لفظ يقوم ببعض ما يليق به من التكريم والتفخيم كلا والله إن بلاغات البلغاء المصاقع وفصاحات الفصحاء البواقع وإن طالت ذيولها وسالت سيولها واستنت بميادينها خيولها تتقاصر عن الوفاء بأوصافه وتتصاغر عن التشبث بأدنى أطرافه فيعود جيدها عنه عاطلا وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا فهو كلام من لا تحيط به العقول علما ولا تدرك كنهه الطباع البشرية فهما فالإعتراف بالعجز عن القيام بما يستحقه من الأوصاف العظام أولى بالمقام وأوفق بما تقتضيه الحال من الإجلال والإعظام والصلاة والسلام على من نزل إليه الروح الأمين بكلام رب العالمين محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله المطهرين وصحبه المكرمين.''
من مقدمة تفسير القدير للشوكاني الصنعاني.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[27 Jan 2008, 06:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
'' وأمره أن يتخذ كتاب الله إماماً متبعاً، وطريقاً موقعاً، ويكثر من تلاوته إذا خلا بفكره، ويملأ بتأمله أرجاء صدره، فيذهب معه فيما أباح وحظر، ويقتدي به إذا نهى وأمر، ويستبين بيانه إذا استغلقت دونه المعضلات، ويستضيء بمصابيحه إذا غم عليه في المشكلات، فإنه عروة الإسلام الوثقى، ومحجته الوسطى، ودليله المقنع، وبرهانه المرشد، والكاشف لظلم الخطوب والشافي من مرض القلوب، والهادي لمن ضل، والمتلافي لمن زل، فمن لهج به فقد فاز وسلم ومن لهي عنه فقد خاب وندم، قال الله تعالى: " وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميد ".
من عهد عبد الله عبد الكريم الإمام الطائع لله أمير المؤمنين الى أحد مواليه.
صبح الاعشى – القلقشندي: 4/ 93.
' وأمره بتلاوة كتاب الله سبحانه مواظباً، وتصفحه مداوماً ملازماً، والرجوع إلى أحكامه فيما أحل وحرم، ونقض وأبرم، وأثاب وعاقب وباعد وقارب؛ فقد صحح الله برهانه وحجته، وأوضح منهاجه ومحجته، وجعله فجراً في الظلمات طالعاً، ونوراً في المشكلات ساطعاً، فمن أخذ به نجا وسلم، ومن عدل عنه هلك وهوى وندم. قال الله عز وجل: " وَإنَّهُ لكِتَابٌ عَزِيرٌ لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيم حَمِيدٍ ".
من عهد عبد الله عبد الكريم، الإمام الطائع لله أمير المؤمنين، إلى محمد بن الحسين بن موسى.
صبح الاعشى – القلقشندي -: 4/ 194.
ـ[الونشريسي]ــــــــ[28 Jan 2008, 10:27 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة المشاركين الذين أضافوا معلومات قيمة رائعة، والفضل لله أولا ثم لصاحب الفكرة.
وأنا أقول: قال الله تعالى {الر {} كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} [سورة هود الآية 1]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[28 Jan 2008, 06:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
'' كتاب الله بينة بصائره وآي فينا منكشفة سرائره، وبرهان منجلية ظواهره، مديم البرية أسماعه، قائد إلى الرضوان أتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، فيه بيان حجج الله المنورة وعزائمه المفسرة ومحارمه المحذره، وتبيانه الجالية وجمله الكافية وفضائله المندوبة ورخصه الموهوبة وشرائعه المكتوبة ''
بلاغات النساء: ص 7.
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر ابن طيفور (المتوفى: 280هـ)
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[31 Jan 2008, 08:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
'' فأما القرآن العظيم وما انطوى عليه من المعجزات، فمعجزاته كثيرة نحصرها في عشرة أوجه:
- الوجه الأول: حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحته، ووجوه إيجازه، وبلاغته الخارقة عادة العرب، وذلك أنهم خصوا من البلاغة والحكم ما لم يخص به غيرهم من الأمم، وحسبك أن القرآن أنزل بلغتهم، ومع ذلك فقد قرعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم به، ووبخهم وسفه أحلامهم، وسب آلهتهم، وذكم آباءهم، وشتت نظامهم، وفرق جماعتهم، وأنزل الله تعالى فيهم ما أنزل من قوله عز وجل: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [يونس 38]. " وقوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ {24} [البقرة]، وقوله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء88] وغير ذلك، فنكصوا عن معارضته، وأحجموا عن مماثلته، ورضوا بقولهم {قلوبنا غلفٌ} و {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت5] و {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت26]، واعترف فصحاؤهم عند سماعه أنه ليس من كلام البشر، كالوليد بن المغيرة وعتبة ابن ربيعة.
- الوجه الثاني: صورة نظمه العجيب، المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها، وسجعها ورجزها وهزجها وقريضها، ومبسوطها ومقبوضها، كما قال الوليد بن المغيرة لقريش عند اجتماعهم كما قدمناه، ومن ذلك جمعه بين الدليل والمدلول، وذلك أنه احتج بنظم القرآن، وحسن وصفه وإيجازه وبلاغته، وأثناء هذه البلاغة أمره ونهيه ووعده ووعيده، فالتالي له يفهم موضع الحجة والتكليف معاً من كلام واحد.
- الوجه الثالث:- ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات، وما لم يكن ولم يقع فوجد، كما جاء في قوله تعالى: " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ". وقوله في الروم: {و َهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم3]. وقوله: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [لست أدري هل يقصد التوبة:33، أو الصف: 9؟؟] وقوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ} [النور55] .... الآية.
وقوله: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [الفتح 1] ... السورة، فكان جميع ذلك: فتح الله مكة، وغلبت الروم فارس، وأظهر الله رسوله [?]، ودخل الناس في دين الله أفواجا، واستخلف الله المؤمنين في الأرض، ومكن دينهم وملكهم أقصى المشارق والمغارب، وما فيه من الإخبار بحال المنافقين واليهود، وكشف أسرارهم، وغير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوجه الرابع: ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة، والأمم البائدة والشرائع الداثرة، مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا من مارس العلوم من أهل الكتاب، واطلع على الكتب المنزلة القديمة، كقصص النبياء مع قومهم، وخبر موسى [عليه السلام] والخضر وذي القرنين ولقمان وابنه وبدء الخلق، وغير ذلك مما في كتبهم القديمة مما اعترف بصحته العلماء من أحبار يهود، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه مع عدم إنكارهم لصحته، قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} [المائدة15].
- الوجه الخامس: الروعة التي تلحق قلوب سامعيه، وأسماعهم عند سماعه، والهيبة التي تعتريهم عند تلاوته؛ قال الله عز وجل: {[اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ] تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر23] وقال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر21] هذا في حق المؤمنين به، وأما من كذب به فكانوا يستثقلون سماعه، ويودّون انقطاعه، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القرآن صعب مستصعب على من كرهه [ميسر على من تبعه] وهو الحكم " [أخرجه: الخطيب فى الجامع لأخلاق الراوى وآداب السامع (2/ 189 رقم 1573) وأوره الذهبى فى ميزان الاعتدال (5/ 371 ترجمة 6552) والحافظ ابن حجر فى اللسان (4/ 391، ترجمة 1193) كلاهما فى ترجمة عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمى].وقد تقدم أن عتبة بن ربيعة لما سمع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ قوله: " صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود " [فصلت 13]، أمسك على في النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الرحم أن يكف.
- الوجه السادس: كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا، وقد تكفل الله تعالى بحفظه فقال: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " [الحجر 9]. وقال تعالى " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " [فصلت 42]، وسائر معجزات الأنبياء انقضت بانقضاء أوقاتها، فلم يبق إلا خبرها، والقرآن العزيز باق منذ أنزله الله تعالى وإلى وقتنا هذا، وما بعد إن شاء الله إلى آخر الدهر، حجته قاهرة، ومعارضته ممتنعة.
- الوجه السابع: أن قارئه لا يمل قراءته، وسامعه لا تمجه مسامعه، بل الإكباب على تلاوته وترديده يزيده حلاوة ومحبة، لا يزال غضا طريا، وغيره من الكلام ولو بلغ ما عساه أن يبلغ من البلاغة والفصاحة يمل مع الترديد، ويسأم إذا أعيد، وكذلك غيره من الكتب لا يوجد فيها ما فيه من ذلك، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن " أنه لا يحلق على كثرة الرد ولا تنقضي عبره، ولا تفنى عجائبه، هو الفصل ليس بالهزل ". [1].
- الوجه الثامن: أن الله تعالى يسر حفظه لمتعلميه، وقربه على متحفظيه، قال الله تعالى: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكرٍ " [القمر 17]، فلذلك إن سائر الأمم لا يحفظ كتبها الواحد منها، وإن لازم قراءاتها، وداوم مدارستها، لم يسمع بذلك عن أحد منهم، والقرآن قد يسر الله تعالى حفظه على الغلمان في المدة القريبة والنسوان، وقد رأينا من حفظه على كبر سنه، وهذا من معجزاته.
- الوجه التاسع: مشاكله بعض أجزائه بعضا، وحسن ائتلاف أنواعها، والتئام أقسامها، وحسن التخلص من قصة إلى أخرى، والخروج من باب إلى غيره على اختلاف معانيه، وانقسام السورة الواحدة على أمر ونهي، وخبر واستخبار ووعد ووعيد، وإثبات نبوة وتوحيد، وتقرير وترغيب وترهيب، إلى غير ذلك، دون خلل يتخلل فصوله، والكلام الفصيح إذا اعتوره مثل هذا ضعفت قوته، ولانت جزالته، وقل رونقه، وتقلقلت ألفاظه، وهذا من الأمور الظاهرة التي لا يحتاج عليها إقامة دليل، ولا تقرير حجة، ولا بسط مقال.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الوجه العاشر: وجمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا علماء أهل الكتاب، ولا اشتمل عليها كتاب من كتبهم، فجمع فيه من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقليات، والرد على فرق الأمم بالبراهين الواضحة، والأدلة البينة السهلة الألفاظ، الموجزة المقاصد، لقوله تعالى: " أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم " [يس 81]، وقوله: " قل يحييها الذي أنشأها أول مرةٍ " [يس 79]، وقوله: " لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا " [الأنبياء 22] إلى غير ذلك مما اشتمل عليه من المواعظ والحكم وأخبار الدار الآخرة، ومحاسن الآداب، وغير ذلك مما لا يحصيه واصفٌ، ولا يعده عادٌ، قال الله تعالى: " ما فرطنا في الكتاب من شيءٍ " [الأنعام 38]، وقال تعالى: " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثلٍ " [الروم 58]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أنزل على القرآن آمراً وزاجراً، وسنةً خالية، ومثلا مضروبا، فيه نبأكم وخبر ما كان قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، لا يخلقه طول الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الحق ليس بالهزل، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فلج، ومن قسم به أقسط، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، ومن طلب الهدى من غيره أضله الله، ومن حكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والشفاء النافع، عصمةٌ لمن تمسك به، ونجاةٌ لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد " [2] وقد عدوا في إعجازه وجوها كثيرة غير ما ذكرناه فلا نطول بسردها. ".
من كتاب نهاية الارب في فنون الادب:6/ 126.
باب ذكر معجزاته [رسول الله صلى الله عليه وسلم].
المؤلف: الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم البكري التميمي القرشي المعروف بالنويري الكندي المتوفى سنة 733هـ - 1331م (رحمه الله تعالى).
طبعة: دار الكتب المصرية بمصر- سنة 1923م.
-------------
هامش [1] و [2]:
و أنا أفتش عن تخريج هذا الحديث الذي أورده الشيخ النويري، عثرت على هذه الفوائد عن حديثين في فضل القرآن الكريم فرأيت نقلها الى منتدانا المبارك:
* * الحديث الأول:حدثنا الحسين بن علي الجعفي، قال: سمعت حمزة الزيات، عن أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث، قال: وقد فعلوها، قلت: نعم، قال أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إنها ستكون فتنة))؛ فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم)). خذها إليك يا أعور.
أخرجه الترمذي باب ما جاء في فضل القرآن الحديث رقم 2906 - (5/ 172/2906)، والدارمي (2/ 526/3331 - الكتاب العربي)، والبزار (3/ 71 - 73/ 836)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 325 - 326/ 1935و1936) من طريق الحسين بن علي الجعفي، و قد جمعت طرقه في الموسوعة الحديثية كنز العمال للمتقى الهندي: (1/ 176 – 177).
* حكم أبو عيسى الترمذي: (هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول، وفي الحارث مقال). اهـ.
* حكم البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي ولا نعلم رواه عن علي إلا الحارث). اهـ.
- وقد اختلف في هذا الحديث على حمزة الزيات؛ فرواه شعيب بن صفوان عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به.
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 4).
(يُتْبَعُ)
(/)
وشعيب بن صفوان؛ قال الحافظ: "مقبول". وقال ابن عدي: " عامة ما يرويه لا يتابع عليه ".
أخرجه الدارمي (2/ 527/3332)، والبزار (3/ 70 - 71/ 835).
وهكذا نرى أن العلماء حصروا العلة في الحارث الأعور.
و للحديث طريقاً آخر عند الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/ 321) من طريق خلف بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أبي الحسناء، حدثنا أبو الصباح عبد الغفور، عن أبي هاشم، عمن سمع علياً [رضي الله عنه].
و قد أعل العلماء هذا الطريق، و قالوا هذا أيضاً إسناد واهي؛ في علل:
- قال الإمام أحمد: "" خلف بن عبد الحميد "لا أعرفه ".
- الرجل المبهم [عمن سمع علياً]؛ وهو [الحارث الأعور كما في جميع طرق الحديث].
* كما حكم بضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة (2/ 528 - 529/ 1776).
وفي ضعيف الجامع: انظر حديث رقم: 2081.
* أما ابن كثير – رحمه الله – فقد تعرض الى هذا الحديث في مقدمة تفسيره أثناء كلامه عن فضائل القرآن، و هو الحديث الثالث، قال رحمه الله [تفسير ابن كثير 1/ 21 - 22. تحقيق: سامي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلامة - دار طيبة للنشر والتوزيع. الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م]:
'' قلت: لم ينفرد بروايته حمزة بن حبيب الزيات، بل قد رواه محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب القرظي، عن الحارث الأعور، فبرئ حمزة من عهدته، على أنه وإن كان ضعيف الحديث إلا أنه إمام في القراءة والحديث، مشهور من رواية الحارث الأعور وقد تكلموا فيه، بل قد كذبه بعضهم من جهة رأيه واعتقاده، أما إنه تعمد الكذب في الحديث فلا والله أعلم.
وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، وقد وَهِم بعضهم في رفعه، وهو كلام حسن صحيح على أنه قد روي له شاهد عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن: حدثنا أبو اليقظان، حدثنا عمار بن محمد الثوري أو غيره عن أبي إسحاق الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عِصْمَة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر" [ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 555) من طريق الهجري به]. وهذا غريب من هذا الوجه، وقد رواه محمد بن فضيل عن أبي إسحاق الهجري، واسمه إبراهيم بن مسلم، وهو أحد التابعين، ولكن تكلموا فيه كثيرا.
وقال أبو حاتم الرازي: لين ليس بالقوي. وقال أبو الفتح الأزدي: رفَّاع كثير الوهم. قلت: فيحتمل، والله أعلم، أن يكون وهم في رفع هذا الحديث، وإنما هو من كلام ابن مسعود، ولكن له شاهد من وجه آخر، والله أعلم'' أ. ه كلام ابن كثير.
* وقال القرطبي في الجامع (1/ 4 - 6) (وأسند (يعني الدارمي) عن الحارث عن علي رضي الله عنه وخرجه الترمذي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (وذكر الحديث)
ثم قال: (الحارث رماه الشعبي بالكذب وليس بشيء ولم يبن من الحارث كذب وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله له على غيره ومن ها هنا والله أعلم كذبه الشعبي لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى أنه أول من أسلم قال أبو عمر بن عبد البر وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين.''
* * الحديث الثاني:
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: ((إنَّ هَذا القرآنَ مآدبةُ اللهِ، فاقبلوا من مأدبتِهِ ما استَطعتُمْ، إنَّ هذا القرآنَ هُو حبلُ اللهِ، والنورُ المبينُ، والشفاءُ النافعُ، عصمةٌ لِمنْ تَمسَّكَ بِهِ، ونجاةٌ لِمنْ تَبعَهُ، لا يَزيغُ فَيُستعتبُ، ولا يَعوجُّ فَيقومُ، ولا تَنقضِي عَجائِبَهُ، ولا يَخلقُ مِنْ كَثرةِ الرَّدِّ. اتلُوهُ فإنَّ اللهَ يَأجُرُكمْ عَلَى تِلاوتِهِ، كُلُّ حَرفٍ عَشرَ حَسنات أمَّا إنِّي، أقُولُ، آلم حرفٌ، ولَكنْ ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)).
الحديث روي مرفوعا وموقوفا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرجه محمد بن نصر في ((قيام الليل)) (72)، والحاكم (1/ 555)، وابن حبان في ((المجروحين)) (1/ 100) من طرق عن إبراهيم بن مسلم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا، وقد رواه عن إبراهيم هكذا مرفوعا جماعة منهم ابن فضيل وأبو معاوية وابن الأجلح وصالح بن عمر.
ورواية الوقف تابعه عليها جماعة عن أبي الأحوص، وهم:
1 - أبو الزعراء عبد الله بن هانئ: عند البزار في مسنده (5/رقم2055).
2 - علي بن الأقمر: عنده أيضا في المسند (5/رقم2056).
3 - عطاء بن السائب: عند الطبراني في الكبير (9/رقم8648 و8649).
4 - عبد الملك بن ميسرة: عند ابن المبارك في الزهد (787).
5 - عاصم بن بهدلة: عند الطبراني في الكبير (9/رقم8643 و8644)، واختصر متنه.
6 - أبو إسحاق السبيعي: عند الطبراني أيضا (9/رقم8645)، واختصر متنه أيضا.
* وقد أورده العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (867) وقال في الحاشية تعليقا على كلام المنذري عند قوله:
" رواه الحاكم من رواية صالح بن عمر بن إبراهيم عن أبي الأحوص عنه. وقال: تفرد به صالح بن عمر عنه، وهو صحيح ".
قال العلامة الألباني:
'' قلت: تعقبه الذهبي بقوله: " لكن إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف ".
قلت: وروي موقوفا، وهو الصحيح، لكن الجملة الأخيرة قد توبع عليها كما حققته في الصحيحة (3327)، وهو في الصحيح في أول الباب.ا. هـ
* و هذا قول الالباني – رحمه الله - في السلسلة الصحيحة 2/ 159 - (3327):
'' ... قال ابن نصر في " قيام الليل " (70) حدثنا يحيى أخبرنا أبو معاوية عن الهجري عن أبي الأحوص به بلفظ أتم منه و نصه: " إن هذا القرآن مأدبة الله ...... الحديث "،و هذا إسناد لا بأس به في المتابعات، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير الهجري و اسمه إبراهيم بن مسلم و هو لين الحديث. و من طريقه أخرجه الحاكم (1/ 555) و قال: " صحيح الإسناد ". و رده الذهبي بقوله: " إبراهيم ضعيف ".
و له متابع آخر أخرجه الحاكم (1/ 566) عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الأحوص به نحو حديث عطاء و قال: " صحيح الإسناد " و أقره الذهبي.
و أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (808) موقوفا: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به. و شريك سيء الحفظ.
وممن صححه موقوفا الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع في " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " (ص 460) فقال: ولم يثبت مرفوعا.
* أما الشيخ ابى اسحاق الحوينى فقد صحح الحديث في جزئه الأخير مرفوعا، قال: وأما آخر الحديث ((اتلوه، فإن الله يأجركم … الخ)) فقد صح عن ابن مسعود مرفوعا وقد خرجته في ((الانشراح في آداب النكاح)) (رقم 147).
النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة ص 62، و لذلك فهو صحيح انشاء الله مرفوعا و موقوفا.
و الله أعلم.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[29 Apr 2008, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
'' سبحان من أرسل رسوله بالهدى ودين الحق وبين له من الشعائر الشرائع كل ما جل ودق أنزل عليه أظهر بينات وأبهر حجج قرآنا عربيا غير ذي عوج مصدقا لما بين يديه من الكتاب ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ناطقا بكل أمر رشيد هاديا إلى الصراط العزيز الحميد آمرا بعبادة الصمد المعبود كتابا متشابها مثاني تقشعر منه الجلود تكاد الرواسي لهيبته تمور ويذوب منه الحديد ويميع صم الصخور حقيقا بأن يسير به الجبال وييسر به كل صعب محال معجزا أفحم كل مصقع من مهرة قحطان وبكت كل مفلق من سحرة البيان بحيث لو اجتمعت الإنس والجن على معارضته ومباراته لعجزوا عن الإتيان بمثل آيه من آياته نزل عليه على فترة من الرسل ليرشد الأمة إلى أقوم السبل فهداهم إلى الحق وهم في ضلال مبين فاضمحل دجى الباطل وسطع نور اليقين فمن أتبع هداه فقد فاز بمناه وأما من عانده وعصاه وإتخذ إلهه هواه فقد هام في موامي الردى وتردى في مهاوي الزور ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور صلى الله عليه وعلى آله الأخيار وصحبه الأبرار ما تناوبت الأنواء وتعاقبت الظلم والأضواء وعلى من تبعهم بإحسان مدى الدهور والأزمان ''
من مقدمة تفسير أبو السعود محمد بن محمد العمادي
دار إحياء التراث العربي – بيروت.
ـ[عبدالرحمن الرويشد]ــــــــ[29 Apr 2008, 10:47 ص]ـ
وكتاب اللّه لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد، ونحن يتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة، وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة موسى بالسحر وفي معجزة عيسى بالأطباء، فإن اللّه إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبدع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره؛ فكان السحر قد انتهى في مدة موسى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في زمن محمد صلى الله عليه وسلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[29 Apr 2008, 11:00 ص]ـ
من أجمل ما قرأت في حق القرآن الكريم، قول الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله تعالى ـ
فهذا القرآن ليس ألفاظاً وعبارات يحاول الإنس والجن أن يحاكوها. إنما هو كسائر ما يبدعه الله يعجز المخلوقون أن يصنعوه. هو كالروح من أمر الله لا يدرك الخلق سره الشامل الكامل، وإن أدركوا بعض أوصافه وخصائصه وآثاره.
والقرآن بعد ذلك منهج حياة كامل. منهج ملحوظ فيه نواميس الفطرة التي تصرف النفس البشرية في كل أطوارها وأحوالها، والتي تصرف الجماعات الإنسانية في كل ظروفها وأطوارها. ومن ثم فهو يعالج النفس المفردة، ويعالج الجماعة المتشابكة، بالقوانين الملائمة للفطرة المتغلغلة في وشائجها ودروبها ومنحنياتها الكثيرة.
يعالجها علاجاً متكاملاً متناسق الخطوات في كل جانب، في الوقت الواحد، فلا يغيب عن حسابه احتمال من الاحتمالات الكثيرة ولا ملابسة من الملابسات المتعارضة في حياة الفرد وحياة الجماعة. لأن مشرع هذه القوانين هو العليم بالفطرة في كل أحوالها وملابساتها المتشابكة.
أما النظم البشرية فهي متأثرة بقصور الإنسان وملابسات حياته. ومن ثم فهي تقصر عن الإحاطة بجميع الاحتمالات في الوقت الواحد؛ وقد تعالج ظاهرة فردية أو اجتماعية بدواء يؤدي بدوره إلى بروز ظاهرة أخرى تحتاج إلى علاج جديد!
إن إعجاز القرآن أبعد مدى من إعجاز نظمه ومعانيه، وعجز الإنس والجن عن الإتيان بمثله هو عجز كذلك عن إبداع منهج كمنهجه يحيط بما يحيط به.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[27 May 2008, 01:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:ألا إنها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال: "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء و لا تلتبس به الألسنة و لا يشبع منه العلماء و لا يخلق على كثرة الرد و لا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن عمل به أجير ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم " رواه الترمذي
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[27 May 2008, 01:50 ص]ـ
قالت أستاذتنا الجليلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن رحمها الله:
" على مدى أربعة عشر قرنا، لم يكن للأمة ملاذ يحمي بقاءها، وتحقق به وجودها غير القرآن.
وفي صراع القوى المعنوية بين الإسلام وخصومه، وصراع القوى المادية بين شعوب أمته وأعدائه، لم يعرف تاريخ الإسلام هدفا لعدوه - من أي جنس وملة، وفي أي عصر أو قطر - سوى هذا الكتاب بسلطانه النافذ على ضمير الأمة، ولوائه الموحد لشملها على تنائي الديار وتباعد العصور وتفاوت الأجيال، واختلاف الأجناس والألوان ... "
القرآن والتفسير العصري:5 - اقرأعدد 335 - دار المعارف بمصر
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 May 2008, 11:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[12 Aug 2008, 08:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ الرزقي الشرفاوي الأزهري:
" ... و قد جاء كتاب الله يشرح للمسلمين العقائد و قواعد الشرائع و فلسفة الآداب و سياسة الشعوب يخبرهم عن الماضي و الأتي و يحكي لهم مخبآت الضمائر و ما تكنه الصدور و يرشدهم الى الاعتبار بأنواع المخلوقات، و يصف لهم الكائنات بأنواعها من حيوان و نبات و جماد و ما فيها من ضروب الحكم و أنواع الاعتبار و هو يؤيد بعضه بعضا {لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه} الآية، يبين لهم سنن الاجتماع و نواميس العمران و طبائع العلل موافقا للفطرة في أوامره و نواهيه متفقا مع المصلحة العامة في تعاليمه يتصافح مع العلم و يتآخى مع الدليل و يتعانق مع المدينة في كل مكان و زمان، و بالجملة انك لا ترى مسألة أخلاقية بين علماء العمران و علماء الاجتماع و مقرري الآيات و العادات و علماء الاقتصاد إلا وجدت كتاب الله أتى على آخر رأي فيها مما رجعوا إليه بعد الاختلاف و طول المطاف، و من اطلع على ما قدمه علماء الاجتماع و
(يُتْبَعُ)
(/)
الأطباء لحكوماتهم في أوروبا من التقارير في شأن الطلاق و المضاربات في تحريم الخمر و الخنزير علم ما قلناه "
و هذه ترجمة للشيخ الشرفي الزرقاوي الأزهري من العلماء المصلحين - حتى يطلع اخواننا المشارقة عن علماء الدعوة الإصلاحية في الجزائر -:
إسمه و مولده و أسرته:
محمد الرزقي بن محمد وعلي الشرفاوي، ينحدر من عائلة ابن القاضي التي كانت تحكم إمارة كوكو بجبال جرجرة، و لد سنة 1302 هـ / 1880 م بشرفة بهلول، و هي قرية لا تبعد كثيرا عن مدينة اعزازقة (تيزي وزو) بمنطقة زواوة الجزائر.
نشأته و طلبه العلم:
نشأ وسط أسرة كبيرة العدد تمتهن الفلاحة، أدخله والده زاوية قريتهم شرفة بهلول لحفظ القرآن الكريم، انتقل بعدها الى زاوية احمد الإدريسي البجائي [العالم الفقيه الأصولي أستاذ العلامة ابن خلدون ت 760هـ] فانتظم في سلك طلبتها حيث تعلم العربية وعلومها، و حفظ بعض المتون في الفقه و التوحيد، و أتقن القرآن الكريم حفظا و رسما و تجويدا.
انتقل بعدها الى الجزائر العاصمة ليدرس بالمدرسة الثعالبية و هي من المدارس الرسمية لكنها محافظة على منهج التعليم الديني الإسلامي العربي، الذي لم يتأثر بسياسة الاستعمار الثقافية، وفي هذه المدرسة حضر دروس العلامة الشيخ عبد القادر المجاوي الذي تأثر به و بدروسه و افكاره، و هو الذي شجعه على الكتابة في مجلة التلميذ التي كانت تصدرها المدرسة الثعالبية، كما واظب على حضور دروسه الخارجية.
رحلته إلى مصر:
كان التلميذ الشرفاوي يسمع ثناء أساتذته عن علماء الأزهر الشريف و ينوهون و يستشهدون بأقوالهم و بأفكارهم، فتأثر أيما تأثر و تمنى ان يلتحق بهذا الجامع الشريف ليتخرج منه عالما يشار له بالبنان، و رسخت هذه الفكرة في رأسه فجمع مبلغا من المال، و يذكر لمن عرفه أنه سافر على ظهر باخرة من ميناء الجزائر العاصمة في رحلة – انتحارية - شاقة و مضنية كاد يهلك فيها، لأنه كان راكبا في الجزء المخصص للحيوانات، و لم يصل إلى الإسكندرية إلا بعد أن تقيأ مرات و كرات و لاقى من المصاعب التي أنهكت قواه و ألزمته الفراش أياما، انتقل بعدها إلى القاهرة ليلتحق بمساعدة بعض الطلبة المغاربة بدروس الأزهر الشريف، " ... وقد التزم بعهد قطعه على نفسه [مع بداية الدراسة في الأزهر]، وهو أن لا يكاتب أهله و لا يقرأ رسالة ترد عليه منهم حتى ينتهي من دراسته، فعل ذلك خشية أن يكون في تلك الرسائل ما يثير حنينه إليهم، و يشغله عن مواصلة الدراسة، و المثير في كل هذا انه وفى بهذا العهد الذي ابرمه على نفسه، و قضى قرابة أربعة عشر سنة دون أن يقرأ رسالة واحدة من الرسائل التي وردت عليه من الجزائر.
و كم كانت الفاجعة أليمة عندما أنهى دراسته بإحرازه على شهادة العالمية، و فتح رزمة الرسائل التي اجتمعت لديه طيلة كل هذه السنوات، فوجد واحدة تنعي إليه والدته، وأخرى تنعي إليه والده و ثالثة تنعى أخته، و رابعة تنعى إليه الأخ الأكبر، و خامسة تنعى إليه اخوين آخرين، و لا يمكننا تخيل وقع هذه الفواجع في نفسه.
وقد ذكر في أوراقه انه تردد طويلا في قراءاتها أو إحراقها خوفا من الصدمة النفسية و ظل ينظر إليها بقلب خافق، و نفس مضطربة و أخيرا تكلف من التجلد و الشجاعة ما لا بد منه، فما كاد ينتهي من قراءتها حتى اغبر لون الوجود في عينيه، ... و لا عجب فان أقاربه هؤلاء، و إن ماتوا في فترات متباعدة، و لكنهم بالنسبة إليه ماتوا في وقت واحد".
وقد التقى لما كان بالأزهر الشريف رفقة مجموعة من الطلبة الجزائريين الإمام عبد الحميد بن باديس عندما رجع الإمام من أداء فريضة الحج و عرج على الأزهر عام 1332 هـ/ 1914م.
اشتغاله بالتدريس في الأزهر:
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد كد سنوات التحصيل، و متابعة و إتقان لكل ما يدرس في الأزهر من مختلف الفنون و العلوم ينال الشيخ الشرفاوي شهادة العالمية و تجيزه هيئتة إجازة عامة في التدريس و التعليم و ذلك سنة 1339 هـ / 1921 م [يذكر الشيخ لطلبته احتفاء الطلبة المغاربة بنجاحه و فرحهم به، و يذكر كيف أن بعضهم بكى من شدة فرحه بهذا النجاح]، ثم يرشح للتدريس بالأزهر فقدم دروسا انتفع بها طلبة العلم لمدة احد عشر سنة، كما كان يتردد على المكتبات العامة بالقاهرة يعكف على المطالعة و دراسة التراث الإسلامي و العربي، و يشارك بين الفينة و الأخرى في كتابة مقالات في مجلة الأزهر و غيرها.
عودته إلى الجزائر:
عاد سنة 1351 هـ / 1933م بعد أن أدى فريضة الحج حيث التقى ببعض أقاربه فأهاجوا أشواقه إلى الجزائر و حن إليها حنين الإلف فارقه القرين، فأثاروا فيه الذكريات، فأرسل رسالة إلى أهله يعلمهم باعتزامه العودة إلى الجزائر بصفه نهائية، و ما إن بلغهم الخبر حتى اهتزوا فرحا، و رأوا أن عودة العالم الذي قضى في الشرق أمدا طويلا يدرس العلم حتى صار قمة شامخة سوف تفتح لهم بهذا العالم صفحة مشرقة في حياة المنطقة، و سوف يكون لهم به عز و أي عز و مكانة و أي مكانة، لا شك انه وسام شرفهم و عنوان مجدهم، فما كان إلا أن اجتمع أعيان قرية شرفة بهلول، و قرروا أن يجمعوا له مبلغا من المال و هو ما كان و أرسلوه إليه عن طريق حوالة بريدية على عنوانه بمصر، كما قرروا بناء منزل يليق بمقامه بجوار زاوية الشرفة، و قد سرى خبر عودته الى الجزائر حتى بلغ مسامع القرى و المدن المجاورة ووصل إلى علماء الجزائر، و لذلك ما إن وصلت الباخرة التي كانت تقله إلى ميناء العاصمة حتى وجد في استقباله جمعا غفيرا من العلماء و طلبة العلم و الأعيان و الأقارب في مقدمتهم احمد بن زكري مدير المدرسة الثعالبية و الشيخ الطيب واعمر شيخ زاوية احمد الإدريسي البجائي،
و زاره بعدها بأيام كل من العالمين الجليلين الأستاذ عبد الحميد بن باديس و الشيخ الطيب العقبي و عرضا عليه الانضمام الإقامة في العاصمة للعمل معهم في صف جمعية العلماء المسلمين و يقوم بواجبه في الإصلاح و التعليم، لكنه اعتذر منهما، واعلمهما بأنه وعد الشيخ الطيب واعمارة شيخ زاوية احمد الإدريسي البجائي بأنه سيقوم بمهمة التدريس في المعهد اليلولي، و اخبرهما بأنه سيكون إلى جانب رجال الجمعية في عملهم الإصلاحي، و هذا ما كان حيث أنه لم ينقطع عن جمعية العلماء المسلمين فكان يمد صحفها بالمقالات و الدراسات، و لقاء زملائه العلماء من حين لأخر للتشاور و تبادل الرأي بالعاصمة.
تدريسه بالمعهد اليلولي:
بدأ الشيخ التدريس في المعهد اليلولي بعد راحة قصيرة، وقد فرح به الطلبة فرحا شديدا، و تسامع الناس به، فأقبلوا يسجلون أبنائهم مهللين فرحين، بل بلغ الأمر ببعض الطلبة القدامى الذين انهوا دراستهم و اخذوا يباشرون أعمالا مختلفة في مناطقهم بعد أن سمعوا به أن عادوا إلى مقاعد الدراسة، و هناك من التحق بدروسه و قد جاوز الخمسين من العمر.
وكانت الدروس التي برمجها في تلك السنة و ظل على اغلبها طوال إقامته بالمعهد لمدة عشر سنين هي:
- التفسير و كان يعتمد على تفسير (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) لمؤلِّفه محمود الآلوسي البغدادي، أبو الثناء شهاب الدين، لأنه يرى أنه تفسيراً جامعاً، لآراء السلف رواية ودراية، ومشتملاً على أقوال الخلف بكل أمانة وعناية.
- الفقه بمتن خليل و شرح الخرشي.
- الحديث الشريف و كان يدرسه من ((سبل السلام، شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام)) لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، (ت 1182هـ).
- علوم اللغة العربية من بلاغة و نحو و صرف.
- الرياضيات و الحساب و المنطق و التاريخ.
" ... و مثار العجب أو الدهشة، أن الشيخ يقوم بهذه الدروس كلها وحده بحيث يبدأ بالحديث إثر صلاة الصبح، و ينتهي بعد صلاة العشاء بدرس الفقه، و ليس له في اليوم إلا راحتان بعد الغذاء و قبيل المغرب، وحتى هذه الأخيرة لا يرتاح فيها إلا قليلا جدا لأنه يستقبل فيها السائلين و المفتين من الطلبة و المواطنين فلا يكاد ينتهي من إجاباتهم إلا مع قرب آذان المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان الشيخ منضبطا كل الانضباط حريصا جد الحرص على وقت الدرس و كثيرا ما يزوره شخص ذو قيمة علمية أو مكانة اجتماعية فيظن الطلبة أنها فرصة للراحة و يستبشرون خيرا، و لكن ما يروعهم إلا أن يروا الشيخ يستعد للدرس أو يدخل إلى القاعة و قد خلف للزائر من يؤنسه.
و قد ذكر الشيخ المهدي بوعبدلى – رحمه الله – انه جاءه زائرا مع قاضي بجاية و كان وقت الدرس قد آن، فظن انه لن يتركهما و يلتحق بدرسه، و لكن بعد أن رحب بهما اعتذر منهما و اقبل على درسه تاركا معهما احد الطلبة الكبار.
حاول الاستعمار الفرنسي أن يضيق عليه الخناق لأنه كان يندد به و يهاجمه و يهاجم أذنابه من الخونة و المرتدين الذين باعوا دينهم ووطنهم بأبخس الأثمان، و تنكروا لأصالتهم و أمجاد وطنهم.
لكن الله سبحانه و تعالى قيض له رجل هو صديقه الأستاذ احمد بن زكري – رحمه الله – مدير المدرسة الثعالبية الرسمية الذي كان يدافع عنه، فما إن يبلغ مسامعه أن هناك من يريد به شرا أو يحوم حوله حتى يحول بينه و بين الشيخ الشرفاوي و ذلك لما له من مكانة عند السلطات الفرنسية نظرا للمنصب المرموق و المنزلة العلمية اللتان يتمتع بهما.
أعلنت الزوايا و الطرقية حربا شعواء ضده، فقد لاقى منهم مقاومة و مغالطة و جحود، فراحوا يشيعون عنه الأكاذيب و انه يفتي بما لم يفتي احد من العالمين و يتهمونه بالجهل بقضايا الدين و بأنه يسب الأولياء و الصالحين و غيرها من الأباطيل.
و هكذا عانى و يعاني رجال العلم و الإصلاح في كل زمان و مكان.
شيوخه و أساتذته:
من الشيوخ الذين اثروا كثيرا في حياة مترجمنا نذكر:
1 - الشيخ عبد القادر المجاوي (ت سنة1332هـ/ 1914م): " كان عالما مفكرا عاملا بعلمه، يقوم بتطبيق ما يراه من مناهج الإصلاح وأساليب التربية والتعليم، ابتدأ التدريس في مدينة قسنطينة سنة 1286مدرسا متطوعا، ثم عين مدرسا بجامع الكتاني سنة1290. وتولى التدريس بالمدرسة الكتانية سنة 1295، ثم أبعدته الحكومة الفرنسية من قسنطينة إلى مدينة إلى الجزائر سنة 1316 فدرس في المدرسة الثعالبية، ونالت دروسه إقبال الناس، وأحبوا فيه صدق اللهجة وصفاء السريرة، وظل يخاطب القلوب ويربي النفوس إلى إن أدركته الوفاة، وله مؤلفات كثيرة منها:
- إرشاد المتعلمين
- المرصاد في مسائل الاقتصاد
- شرح منظومة في إنكار البدع والمفاسد الاجتماعية.
- رسالة في التربية و التعليم
- رسالة في علم الكلام سماها القواعد الكلامية.
2 - الإمام الفقيه الموسوعي، الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي الذي كان يلقب بالأستاذ الأكبر (ت 1354 هـ/ 1935 م) مفتي الديار المصرية، ومن كبار فقهائها، لم ينقطع عن التدريس، و يذكر الأستاذ الشرفاوي ان شيخه لم ينقطع أبدا عن التدريس و إفادة الطلبة بالإرشاد و التوجيه و إجابة المستفتين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي نيفا و ستين سنة.
من مؤلفاته:
- إرشاد الامة إلى أحكام أهل الذمة
- أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدع من الاحكام
- حسن البيان في دفع ما ورد من الشبه على القرآن
- الكلمات الحسان في الاحرف السبعة وجمع القرآن
- القول المفيد في علم التوحيد
و غيرها.
3 - الأستاذ يوسف الدجوي (ت سنة 1365 هـ/ 1946 م) من هيئة كبار علماء الأزهر، و المحرر في مجلة نور الإسلام، كف بصره في غرة طفولته و رغم هذه العاهة فقد جد في طلب العلوم و المعارف حتى صار قمة شامخة في الفتوى رغم بعض المآخذ التي كان سجلها عليه معاصروه، من مؤلفاته:
- رسائل السلام ووسائل الإسلام.
- الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف في الكتاب الشريف.
- تنبيه المؤمنين لمحاسن الدين.
- الرد على كتاب الإسلام و أصول الحكم لمصطفى عبد الرزاق.
و مما يروي عنه الشيخ الشرفاوي حرصه الشديد على التحدث بالعربية الفصحى حيث يرى أن للأمة العربية شخصيتها التاريخية العظيمة و لا سبيل إلى التعرف عليها إلا بواسطة هذه اللغة.
تلامذته:
كان عدد الطلبة الذين تخرجوا على يديه بالمعهد اليلولي خلال عشرة أعوام – و هي المدة التي قضاها فيه – لا يعد و لا يحصى، إذ وصل عددهم في بعض السنوات إلى 300 طالب من مختلف أرجاء الوطن، استفادوا من علمه و طريقته في التربية و التعليم، يذكر تلميذه محمد الصالح الصديق منهم:
- الأستاذ الأديب نعماني المكي
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأستاذ الشيخ احمد حسين الطالب بجامع الزيتونة الذي كان يلتحق بالمعهد اليلولي في العطل الصيفية لان عطلة الزيتونة طويلة، و قد تولى التدريس بمعهد الامام ابن باديس، ثمة مديرا للشؤون الدينية، ثم عضوا بالمجلس الإسلامي، و كان رحمه الله يقول عن أستاذه الشرفاوي: " عرفت الشرفاوي بمعرفة أساتذة الزيتونة المشاهير فهو لا يقل عنهم و يفوق بعضهم.
- الأديب الأستاذ العربي بن عيسى الذي لقبه ابن باديس بالقمقوم لتضلعه في اللغة العربية، و قد التحق بالمعهد بعد الدراسة على عبد الحميد بن باديس في أوائل الأربعينات، و كان يعينه بإلقاء الدروس في اللغة و الأدب و القواعد.
- الأستاذ العربي سعدوني – رحمه الله – الذي تولى وزارة الأوقاف خلال الستينات، و كان الشيخ يحبه و يرأف عليه.
- صديقي الطيب المجاهد الكبير الذي ترقى أثناء الثورة التحريرية حتى وصل الى رتبة رائد، و هو الآن عضو الأمانة الوطنية للمجاهدين.
و غيرهم ممن أفادوا قومه و رفعوا لواء الإسلام و العربية في ربوع الجزائر الطاهرة.
وفاته:
توفي رحمه الله زوال يوم الاربعاء 11 محرم 1364 هـ، بعد مرض اصابه اثر نزلة برد، و شيعت جنازته في مشهد رهيب حضره العلماء و الاعيان و الطلبة و جمهور كبير، و صلى عليه و ابنه تلميذه الأستاذ العربي بن عيسى الملقب بقمقوم في زاوية شرفة بهلول.
مؤلفاته:
" ... ألف كتبا كثيرة قيمة في مختلف الفنون، و لكنها مع الأسف الشديد ضاعت معظمها خلال الثورة التحريرية، و منها ما نهبه الناهبون الذين طمس الله على قلوبهم فعليها غباوة و على أعينهم غشاوة و على ضمائرهم كدرة، منها:
1 - كتاب ((الخلاصة المختارة في فضلاء زواوة))
2 - كتاب ((إرشاد الطلاب إلى ما في الآيات من الإعراب))
و الكتاب كما ترشدنا أوراق منه اطلعنا عليها عند طلبة الشيخ ... انه يعنى بالقرآن [الكريم] من حيث اللغة و الإعراب، فهو يشرح الكلمة الغامضة ثم يعربها أو يعرب كامل الجملة مع إيراد ما يوافق ذلك من كلام العرب الفصيح، و قد يدير حول الآية سؤالا و يثيرا استشكالا ثم يعالج تاويلها و توجيهها بطريقة الباحث البصير و الناقد الخبير ... و الكتاب – حسب هذه الاوراق – ينطق بقوة النظر، و عمق التفكير، و دقة الاستنتاج و حسن التصرف و طول الباع.3 - كتاب ((الدروس الانشائية لطلبة زوايا الزواوية)):
4 - كتاب: ((بغية الطلاب في علم الآداب))
5 - ((الرسالة الفتحية في الاعمال الجيبية)) و لم نعثر من هذا الكتاب الا على ورقة عند شيخ يناهز عمره المائة سنة، و كان بالورقة ضنينا لانه يتبرك بها – حسب قوله – و لم يسمح بتصويرها الا بعد محاضرة طويلة القيناها عليه فيما ينتظره من الأجر العظيم عند الله تبارك و تعالى اذا سمح بها ".أ. هـ.
مقالاته:
يتعذر استقصاء ما نشره في الصحف المصرية أو الجزائرية لقلة المراجع (منها النجاح، الصديق، مجلة الإسلام الأزهرية، الثبات، الأمة).
أما أكثر المقالات فقد نشرها في البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ففي سنة 1936 م نشر سلسلة من المقالات حول اثبات هلال ومضان بالطريقتين الشرعية و الفلكية.
وفي سنة 1938 م نشر سلسلة مقالات اختار لها عنوانا هذه الآية الكريمة من قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} النحل125.
بين فيها شروط الدعوة إلى الإصلاح، و أن للإصلاح فروعا كثيرة و مسالك متشعبة
شخصيته و صفاته:
عرفنا من خلال سردنا لترجمة الشيخ الشرفاوي - رحمه الله - قوة العزيمة و الصمود و الكفاح من اجل طلب العلم و المعرفة منذ صغره، و أفسح المجال لتلميذه محمد الصالح الصديق – حفظه الله – يحدثنا عن شخصية شيخه فيقول: (( ... كان رحمه الله ثابت العقيدة لا يتذبذب، صادق الإيمان لا يشك، رزين الطبع لا يستخفه طرب، و لا يستفزه غضب، عفيف لا يفتح فمه لهجر، و لا أذنه للغو ... وكانت حياته منذ الطفولة سلسلة متصلة الحلقات من متاعب و مشاق و حرمان
(يُتْبَعُ)
(/)
و حتى بعد عودته من مصر إلى الجزائر و استقراره بمسقط رأسه بين أهله و خلانه لم يذق طعم الحياة أو طعم الراحة النفسية، اذ كان أعداء العلم و الإصلاح يكدرون عليه صفو حياته، فعوض ان يقابلوه بالتكريم و التقدير و الاعتزاز و يحاولون أن ينتفعوا بعلمه قابلوه بالجحود و التنكر و بالإعراض و الهجران، و بالمكائد و الدسائس و ما كل ذلك لم يهن عزمه، و لم تلن قناته، و لم يضعف يوما او يتخل عن نضاله الفكري و الإصلاحي و دعوته إلى الكتاب و السنة و لسان حاله يقول:
مناي من الدنيا علوم أبثها .... و انشرها في كل باد و حاضر
دعاء إلى الكتاب و السنة التي ... تناسى رجال ذكرها في المحاضر
يراه من لا يعرفه فيهابه لأول وهلة و يحسبه خشن الطبع مما يوحي به مظهره من المهابة و الجلال، و ينطق به وجهه من التحدي، و لكنه لا يلبث أن يغير رأيه فيه عندما يفاتحه بالحديث فيجده طيب النفس، رقيق المزاح، مرهف الحس، متدفق الشعور، يعجب بالخبر الطريف، و يرتاح للفكاهة المسلية، و يميل إلى النوادر الحلوة، كما يهتز للبطولة، و يطرب للمنظر الجميل، و يرتاع للمشهد البائس
و كان درسه لا يمل بالرغم من مستوى الطلبة العلمي لأنه كلما أحس بفتور يغزو أو يهدد حلقة الدرس استأنس بنادرة من نوادر الظرفاء، أو طرفة من طرف النبلاء، فتنشط العقول و تنتعش النفوس، فتعود إلى مواكبة الدرس بعزيمة و عناية، و قد لاحظ فيه هذا الطبع حتى حساده و الذين عجزوا عن ملاحقته فذكروه و سجلوه، يضاف إلى ذلك كله ذوقه في ميدان التقى و الورع، فهو يواظب على تلاوة القرآن الكريم بقلب خاشع و نفس متهدلة، و عقل بصير، و تدمع عيناه إذا مرت به آية في عظمة الله تعالى أو في رحمته و عذابه حتى تخضل الدموع ثوبه و كان في شهر رمضان يعني بالقرآن الكريم عناية خاصة و يتوافر توافرا جديا على تدبر معانيه، و استنتاج أسراره و الغوص على جواهره ... و تذكر زوجته أنها إذا طهت طعاما خاصا في مناسبة او في موسم أوصاها أن تكثر منه و تذيق الجيران الفقراء و كان يقول لها ما معناه ومؤداه: " للمسلم عيد يوم الجمعة و للنصراني يوم الأحد و لليهودي يوم السبت، أما عيد الفقير فهو يوم يسرُ فيه."
و إذا أرسلت إليه هدية مما يؤكل أوصى زوجته بأن لا تنس الجيران)).
المصادر و المراجع:
- " الشيخ الرزقي الشرفاوي حياة و آثار، شهادات و مواقف " لمحمد الصالح الصديق - دار الأمة، الطبعة الأولى 1998م [و من هذا الكتاب كانت معظم مادة هذه الترجمة].
- " أعلام من منطقة القبائل " لمحمد الصالح الصديق - ديوان المطبوعات الجامعية طبعة 2007م.
- " الأعلام " خير الدين الزركلي - دار العلم للملايين - بيروت لبنان- الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980 م.
- " الجزائر أرض عقيدة و ثقافة" (باللغة الفرنسية) تأليف الوزير السابق كمال بوشامة – طبع دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع – الجزائر 2007 م.
- مجلة الثقافة الجزائرية - العدد 22 – شهر سبتمبر 1996م.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[15 Aug 2008, 09:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[ QUOTE= ابو مريم الجزائري;59040] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ الرزقي الشرفاوي الأزهري:
" ... و قد جاء كتاب الله يشرح للمسلمين العقائد و قواعد الشرائع و فلسفة الآداب و سياسة الشعوب يخبرهم عن الماضي و الأتي و يحكي لهم مخبآت الضمائر و ما تكنه الصدور و يرشدهم الى الاعتبار بأنواع المخلوقات، و يصف لهم الكائنات بأنواعها من حيوان و نبات و جماد و ما فيها من ضروب الحكم و أنواع الاعتبار و هو يؤيد بعضه بعضا {لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه} الآية، يبين لهم سنن الاجتماع و نواميس العمران و طبائع العلل موافقا للفطرة في أوامره و نواهيه متفقا مع المصلحة العامة في تعاليمه يتصافح مع العلم و يتآخى مع الدليل و يتعانق مع المدينة في كل مكان و زمان، و بالجملة انك لا ترى مسألة أخلاقية بين علماء العمران و علماء الاجتماع و مقرري الآيات و العادات و علماء الاقتصاد إلا وجدت كتاب الله أتى على آخر رأي فيها مما رجعوا إليه بعد الاختلاف و طول المطاف، و من اطلع على ما قدمه علماء الاجتماع و الأطباء لحكوماتهم في أوروبا من التقارير في شأن الطلاق و المضاربات في تحريم الخمر
(يُتْبَعُ)
(/)
و الخنزير علم ما قلناه "
جريدة الامة الجزائرية لصاحبها أبو اليقضان
عدد 55 تاريخ 17 ديسمبر 1935م.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Aug 2008, 04:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا مريم ..
ورمضان فرصة طيبة للوقوف مع مثل هذه الأقوال وتأملها ..
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[19 May 2009, 05:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" ... إن القرآن [الكريم] نزل لهداية البشر إلى ما فيه صلاح الدنيا والآخرة، وهذه الغاية بثلاثة أمور أولها تصحيح عقائد فيما يختص بذات الإله وما يجب لها من صفات الكمال، وثانيها تهذيب الأخلاق بالمواعظ الحسنة وتكميل النفوس وترغيبها في العبادات والأعمال الصالحة والأخلاق الطيبة التي أجمعت العقول على حسنها، وثالثها إصلاح حال الجماعة بتجديد علائق بعضهم ببعض ووصف العلاج الناجع الذي يشفي الجماعة من أمراضها المستعصية وهو في كل ذلك لم يعرض إلا قليلا لجزئيات الأمور، لأن الجزئيات كثيرة التغير سريعة التحول، فقرر القواعد العامة التي تتمارى العقول فيها والتي ترمي إلى إصلاح العقول والنفوس من غير إخلال بمصالح الجسد، واكتفى من الجزئيات بذكر ما فيه نقع ظاهر أو ما فيه ضرر بَيِِنٌ.
فالقرآن [الكريم] لم ينزل لتقرير قواعد العلوم وتفصيل مسائل الفنون إذ لو كذلك لكان كسائر الكتب العلمية التي لا ينتفع بها إلا قليل من الناس، وإذا يفوت الغرض المقصود منه – أعني هداية البشر- ولو انزل تفصيل قواعد العلوم وتفصيل مسائلها لاستنفد عمر الإنسانية في إدراك قواعده والتصديق بمسائله، فهو إذا عرض لذكر شيء من الآيات الكونية في سياق التدليل بها على ما يقرره من القضايا فإنما يتناوله بالقدر الذي يشترك في التسليم به كافة الناس عامتهم وعلماؤهم، ويلفت الأذهان إلى ما في تلك الآيات من أسرار تدق عقول الدهماء في أسلوب يحفز العقول إلى المعرفة، ويستثير ما كمن في النفوس من القوى إلى التبسط في العلم واستجلاء آيات الله في الكائنات مجزلا للعلماء حظهم من الثناء والتكريم.
فتراه حين يدلل على وحدانية الله بما في خلق السموات والأرض، وكذا اختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر وما ينفع الناس إلى غير ذلك من الآيات الكونية تراه حين يدلل على الوحدانية في هذه الكائنات وغيرها من سنن ثابتة محكمة مطردة تدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وقدرته، وان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ومعرفة ما فيها من آيات، ويسوق النفوس والهمم إلى البحث واستجلاء ما في الكائنات من أسرار.
محمود محمد الغمراوي.
مجلة الشهاب العدد 68 الخميس 11 جمادى الأولى 1345هـ/ 15 نوفمبر 1927م. الصفحة 16.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Jul 2009, 11:24 م]ـ
قال قتادة:
(ماجالس القرآن أحد إلا فارقه بزيادة أو نقصان)
ثم قرأ:
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[15 Jul 2010, 04:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا مريم ..
ورمضان فرصة طيبة للوقوف مع مثل هذه الأقوال وتأملها ..
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[15 Jul 2010, 04:50 ص]ـ
رحم الله الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي يوم أن قال في قصيدته البديعة، الموسومة «بنونية القحطاني» عن وصف القرآن وفضله:
تنزيلُ رب العالمين ووحيهُ
بشهادة الأحبار والرهبان
وكلامُ ربي لا يجئ بمثله
أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها
ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه
ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورةٍ أو آيةٍ
فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكنْ
رب البرية وليقلْ سبحانى
فإذا تناقض نظمه فليلبسنْ
ثوب النقيصة صاغرًا بهوان
أو فليقرَ بأنه تنزيل من
سماهُ في نصِ الكتاب مثاني
لا ريب فيه بأنه تنزيلهُ
وبدايةُ التنزيل في رمضان
الله فصله وأحكم آيهُ
وتلاه تنزيلاً بلا ألحان
هو قوله وكلامه وخطابهُ
بفصاحةٍ وبلاغةٍ وبيان
هو حكمه هو علمه هو نورهُ
وصراطهُ الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها
فيه يصولُ العالم الرباني
قصصٌ على خير البرية قصهُ
ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامهُ
ونهى عن الآثامِ والعصيان
من قال إن الله خالقُ قولهِ
فقد استحلَ عبادةَ الأوثان
وقال رحمه الله أيضًا:
قلْ غيرُ مخلوقٍ كلام إلهنا
وأعجلْ ولاتكُ في الإجابة واني
وكلامه صفةٌ له وجلالةٌ
منه بلا أمدٍ ولا حدثان
وقال العلامة حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله في قصيدته الموسومة «بسلم الوصول إلى علم الأصول» في التوحيد:
كلامُهُ جل عن الإحصاءِ
والحصرِ والنفادِ والفناءِ
لو صار أقلامًا جميع الشجرِ
والبحر تلقى فيه سبعةٌ أبحرِ
والخلق تكتبه بكل آنِ
فنت وليس القول منهُ فان
والقول في كتابه المفصلْ
بأنه كلامه المنزلْ
على الرسول المصطفى خيرِ الورى
ليس بمخلوقٍ ولا بمفترى
يُحفظ بالقلب وباللسان
يُتلى كما يُسمع بالآذان
كذا بالأبصار إليه ينظرُ
وبالأيادي خطه يسطرُ
وكل ذي مخلوقة حقيقةْ
دون كلام بارئ الخليقة
وقال أيضًا رحمه الله:
جلت صفاتُ ربنا الرحمن
عن وصفها بالخلقِ والحدثان
فالصوت والألحان صوتُ القاري
لكنما المتلو قول الباري
ما قالَهُ لا يقبل التبديلا
كلا ولا أصدق منهُ قيلا
وأعتذر لقلة التنسيق لأني على عجل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[16 Jul 2010, 02:10 ص]ـ
" ... فبَيِّنٌ ألا بيانَ أبْيَنُ، ولا حكمةَ أبلغُ، ولا منطقَ أعلى، ولا كلامَ أشرفُ - مِن بيانٍ ومنطقٍ تحدّى به امرؤٌ قوماً في زمانٍ هم فيه رؤساءُ صناعةِ الخُطَبِ والبلاغةِ، وقيلِ الشعرِ والفصاحةِ، والسجعِ والكِهانةِ، على كلِّ خطيبٍ منهم وبليغٍ، وشاعرٍ منهم وفصيحٍ، وكلِّ ذي سجعٍ وكِهانةٍ - فسفَّه أحلامَهم، وقصَّر بعقولِهم، وتبرّأ من دينهم، ودعا جميعَهم إلى اتِّباعِه، والقبولِ منه والتصديقِ به، والإقرارِ بأنه رسولٌ إليهم من ربهم، وأخبرهم أن دلالتَه على صدقِ مقالتِه، وحجّتَه على حقيقةِ نبوتِه، ما أتاهم به من البيانِ والحكمةِ والفُرقانِ، بلسانٍ مثلِ ألسنتِهم، ومنطِقٍ موافقةٍ معانيه معانيَ منطقهم، ثم أنبأ جميعَهم أنهم عن أن يأتوا بمثل بعضِه عَجَزةٌ، ومن القُدرة عليه نقَصةٌ، فأقرَّ جميعُهم بالعجزِ، وأذْعَنوا له بالتصديقِ، وشهِدوا على أنفسِهم بالنقصِ، إلا مَن تجاهل منهم وتعامى، واستكبر وتعاشَى، فحاول تكلُّفَ ما قد علِم أنه عنه عاجزٌ، ورام ما قد تيقَّن أنه عليه غير قادرٌ، فأبدى مِن ضعفِ عقلِه ما كان مُستتِرا، ومن عِيِّ لسانه ما كان مَصوناً، فأتى بما لا يَعجِزُ عنه الضعيفُ الأخرقُ، والجاهل الأحمقُ ... ".
[تفسير الطبري 1/ 10 ح التركي]
" ... فبَيِّنٌ أن القرآن آيات بيناتٌ في صدورِ الذين أوتوا العلم، فإنه من أعظم الآيات البينة الدالة على صدق مَن جاء به، وقد اجمتع فيه من الآيات ما لم يجتمع في غيره، فإنه هو الدعوة والحجة، وهو الدليل والمدلول عليه والحكم، وهو الدعوى، وهو البينة على الدعوى، وهو الشاهد والمشهود به ".
[دقائق التفسير، لابن تيمية 2/ 298 ح الجليند]
ـ[زمرد]ــــــــ[01 Aug 2010, 06:31 ص]ـ
يقول العلامة حافظ حكمي رحمه الله في ميميته:
96 - هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ يَقْرَؤُهُ .. كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ بالكَلِمِ
97 - هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ الْ .. ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى لَمُعْتَصِمِ
98 - هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ .. َتَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ مُنْبَهِمِ
99 - هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ ... هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ عَمِي
100 - هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى وهو ... الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن سَقَمِ
101 - لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ عَمِلُوا ... بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ حِكَمِ
102 - أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو عَمًى ... لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ عُمِي
103 - فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ لَهُ ... خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ والنِّعَمِ
104كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ إلَى ... دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ والألَمِ
إلى آخر وصيته المتينة بكتاب الله عز وجل
وأوصيكم بالرجوع إليها مضبوطة وإلى شرحها للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله من موقعه بصيغة PDF
ـ[عطاء الله الأزهري]ــــــــ[01 Aug 2010, 11:53 ص]ـ
كلام قديم لا يمل سماعه ... تنزه عن قول وفعل ونيتي
به أشتفي من كل داء ونوره ... دليل لقلبي عند جهلي وحيرتي
فيا ربِّ متعني بسر حروفه ... ونوِّر به سمعي وقلبي ومقلتي
منقول عن أحد المواقع
البيت الأول فيه إشكال، ويحتاج إلى شرح وإيضاح؛ فمن يبينه لنا مشكوراً.
أراد الناظم أن يقول في البيت الأول:
ـ إن كلام الله ليس بحرف ولا صوت.
ـ وإلى أنه غير مخلوق.
ـ وإلى أنه غير حال في شيء مخلوق.
فأشار إلى ذلك كله بقوله: "قديم" ثم فصل وأكد تنزهه عن الحرف والصوت بقوله: "تنزه عن قول" وأشارة إلى أنه غير مخلوق بقوله: "وفعل" وأشار إلى أنه غير حال في شيء مخلوق بقوله: "ونيتي"
وقائل الأبيات هو ابن عراق الكناني الدمشقي وهو أشعري المعتقد رح1
معرفتي بهذه الأبيات ومعانيها جاءت لأني أدرس في الأزهر المذهب الأشعري وكثير ما ترد هذه المصطلحات في كتب العقيدة
جزاكم الله خيرا
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[01 Aug 2010, 05:06 م]ـ
من أجمل ما قرأت لسيد قطب رح1 عن القرآن:
ًإنّ إيقاع هذا القرآن المباشر في حِسِّي مُحال أن أُترجمه في ألفاظي وتعبيراتي، ومن ثَمَّ أحس دائما بالفجوة الهائلة بين ما أستشعره منه وما أترجمه للناس في هذه الظلال .. ًً
بارك الله فيك أخ أبو مريم الجزائري على هذه النافذة العطرة ...
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[01 Aug 2010, 06:27 م]ـ
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} الإسراء88
اعتقد انه لن يمدح احد القران كمدح قائله جل في عليائه.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:20 ص]ـ
قال الإمام الخطابي رحمه الله:
" إنك لا تسمع كلاما غير القرآن، منظوما و لا منثورا، إذا قرع السمع خلص له القلب من اللذة و الحلاوة في حال، ومن الروعة و المهابة في أخرى، ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، و تنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه، عادت مرتاعة، قد عراها الوجيب والقلق، و تغشاها الخوف و الفرق، تقشعر منه الجلود، و تنزعج له القلوب، يحول بين النفس ومضمراتها وعقائدها الراسخة فيها ... "
ثلاث رسائل في إعجاز القرآن:70 ـ الطبعة الرابعة ـ دار المعارف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زمرد]ــــــــ[02 Aug 2010, 10:28 ص]ـ
مقولة سمعتها وأتمنى أجد قائلها و مصدرها:
" من قدر على هذا الكتاب فهو على غيره من العلوم أقدر".
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Aug 2010, 02:03 م]ـ
كتابٌ منزلٌ ميسرٌ مبينٌ آياتٌ بيناتٌ مباركٌ
نورٌ عزيزٌ محكمٌ هدايةٌ موعظةٌ شفاءٌ رحمةٌ وبشرى للمؤمنين
(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) الإسراء (9)
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) الشورى (52)
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)) فصلت
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) يونس (57)
ـ[خلوصي]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:01 ص]ـ
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=21351(/)
لماذا نزل القرآن؟؟؟ تريد الجواب .... إذاً تفضل.
ـ[العدواني]ــــــــ[05 Jun 2003, 06:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:-
لقد أنزل الله كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم ليعمل به،ويبلغه فيعمل به من بلغه.
قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} الأنعام /155.
وقال جل وعلا: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون} الأعراف/3
فاتباع القرآن يعني:أن نجعله لنا إماماً، وعندئذٍ يقودنا إلى رضوان الله والجنه،أما إذا هجرناه فإن العاقبة ستكون أليمةً في الدنيا والأخرة.
والقرآن- إخوتي في الله-إما أن يكون حجةً لصاحبه،وذلك إذا قرأه وعمل به،ووقف عند حدوده،وأحل حلاله،وحرم حرامه، وإما أن يكون وبالاً عليه،وذلك إذا اكتفى بمجرد تلاوته ولم يعمل به.
يقول الخطيب البغدادي -رحمه الله -:>>والعلم يراد للعمل،كما يراد العمل للنجاة فإذا كان العلم قاصراً عن العمل كان العلم كلاً على صاحبه،ونعوذ بالله من علم عاد كلاً، وأورث ذلاً، وصار في رقبة صاحبه غلاً<<
إنتهى من اقتضاء العلم العمل /ص 158 .. أسأ الله أن ينفع بهذه المشاركه ..
ـ[الحارث]ــــــــ[05 Jun 2003, 10:18 ص]ـ
حياك الله أخي العدواني عضواً في هذا الملتقى , وأحسنت في هذه المشاركة النافعة.
وبإمكانك أن تختار (تحرير) في الشريط في أسفل موضوعك لتزيل هذه الوجوه الطارئة من الموضوع.
ـ[العدواني]ــــــــ[06 Jun 2003, 05:16 ص]ـ
أشكرك أخي الحارث وأسأل الله لك الجنه ولمن قرأ هذه المشاركه ...... آمين(/)
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Jun 2003, 04:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك من الأسرار البيانية في القرآن الكريم ما يهتز طالب العلم طرباً عندما يقرأها أو يستنبطها، وقد امتلأت كتب العلماء من السلف والخلف بمثل هذه الأسرار واللمسات البيانية الخلابة، تجدها وأنت تقرأ في كتب التفسير، وفي كتب البلاغة، وربما في كتب التراجم أحياناً.
وسأبدأ في هذه المشاركة بشيء من هذا اللون المساند للمفسر في تفسيره لكتاب الله، فهي ليست من صلب التفسير حتى لا يعترض معترض، ولكنها من المسائل التي لا يأباها المعنى والدليل إن شاء الله.
وقد أخذت عنوان المشاركة من كتابٍ بديعٍ للأستاذ الدكتور فاضل بن صالح السامرائي وفقه الله وبارك في علمه، حيث قد كتب كتاباً بهذا العنوان طبعته دار عمار في الأردن. وأصل الكتاب كان بحثاً قدمه في المؤتمر الأول للإعجاز القرآني المعقود بمدينة السلام بغداد في شهر رمضان عام 1410هـ، وطبعت بحوث ذلك المؤتمر في كتاب قيم بعنوان (الإعجاز القرآني)، طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية.
وأشكر أخي الكريم الشيخ سعيد الرقيب وهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير الذي أشار إلى أن هناك برنامج يقدمه الدكتور فاضل السامرائي في قناة الشارقة تحت نفس العنوان (لمسات بيانية)، وهو برنامج أسبوعي يسير مع كتابه هذا في مهيع واحد، وكتابه الآخر الرائع كذلك (التعبير القرآني)، وكتابه (بلاغة الكلمة).
وللفائدة فإن كتب الدكتور فاضل بن صالح السامرائي كلها ذات قيمة علمية كبيرة، وخاصة لطلاب العلم المتخصصين في التفسير والدراسات القرآنية، ولو لم يكن له من المصنفات إلا كتاب (معاني النحو) لكفاه ذلك فخراً، ومن تأمل كتابه هذا عرف قدر الرجل وعلمه.
وسأبدأ في هذه المشاركة بذكر لمسة بيانية واحدة حتى لا تملوا، وهكذا في كل مشاركة قادمة إن شاء الله، وأرجو من الزملاء الكرام المشاركة بقدر الطاقة، مع الحرص على الانتقاء، وسأعتمد على ما ذكره الدكتور فاضل السامرائي، وأحرص على رصد ما أجده بإذن الله في غيره من كتب التفسير والبلاغة مستقبلاً، وقد مر عليَّ أثناء قراءتي لكتب عبدالقاهر الجرجاني، والدكتور محمد أبو موسى، والدكتور عبدالعظيم المطعني من ذلك شيء كثير، فلعلي أعود إليها بإذن الله مستقبلاً، وأنتقي منها ما يمتع وينفع بإذن الله.
اللمسة البيانية الأولى:
من سورتي المعارج والقارعة
قال تعالى في سورة المعارج: (وتكون الجبال كالعهن) [الآية 9].
وقال في سورة القارعة: (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) [الآية 5].
فزاد كلمة (المنفوش) في سورة القارعة على ما في المعارج، فما سبب ذاك؟
والجواب - والله أعلم:
1 - أنه لما ذكر القارعة في أول السورة، والقارعة من (القَرْعِ)، وهو الضرب بالعصا، ناسب ذلك ذكر النفش؛ لأن من طرائق نفش الصوف أن يُقرعَ بالمقرعة. كما ناسب ذلك من ناحية أخرى وهي أن الجبال تهشم بالمقراع - وهو من القَرْع – وهو فأس عظيم تحطم به الحجارة، فناسب ذلك ذكر النفش أيضاً.
فلفظ القارعة أنسب شيء لهذا التعبير. كما ناسب ذكر القراعة ذكر (الفراش المبثوث) في قوله: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) أيضاً؛ لأنك إذاقرعت طار الفراش وانتشر. ولم يحسن ذكر (الفراش) وحده كما لم يحسن ذكر (العهن) وحده.
2 - إن ما تقدم من ذكر اليوم الآخر في سورة القارعة، أهول وأشد مما ذكر في سورة المعارج. فقد قال في سورة المعارج: (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة * فاصبر صبراً جميلاً * إنهم يرونه بعيداً* ونراه قريباً). وليس متفقاً على تفسير أن المراد بهذا اليوم، هو اليوم الآخر. وإذا كان المقصود به اليوم الآخر فإنه لم يذكر إلا طول ذلك اليوم، وأنه تعرج الملائكة والروح فيه. في حين قال في سورة القارعة: (القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة) فكرر ذكرها وعَظَّمها وهوَّلها. فناسب هذا التعظيم والتهويل أن يذكر أن الجبال تكون فيه كالعهن المنفوش. وكونها كالعهن المنفوش أعظم وأهول من أن تكون كالعهن من غير نفش كما هو ظاهر.
3 - ذكر في سورة المعارج أن العذاب (واقع) وأنه ليس له دافع (سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع) ووقوع الثقل على الصوف، من غير دفع له لا ينفشه بخلاف ما في القارعة، فإنه ذكر القرع وكرره، والقرع ينفشه وخاصة إذا تكرر، فناسب ذلك ذكر النفش فيها أيضاً.
4 - التوسع والتفصيل في ذكر القارعة حسَّن ذكر الزيادة والتفصيل فيها، بخلاف الإجمال في سورة المعارج، فإنه لم يزد على أن يقول: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
5 - إن الفواصل في السورتين تقتضي أن يكون كل تعبير في مكانه، ففي سورة القارعة، قال تعالى: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعهن المنفوش). فناسبت كلمة (المنفوش) كلمةَ (المبثوث).
وفي سورة المعارج، قال: (يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن*). فناسب (العهن) (المهل).
6 - ناسب ذكر العهن المنفوش أيضاً قوله في آخر السورة: (نار حامية) لأن النار الحامية هي التي تذيب الجبال، وتجعلها كالعهن المنفوش، وذلك من شدة الحرارة، في حين ذكر صفة النار في المعارج بقوله: (كلا إنها لظى * نزاعة للشوى). والشوى هو جلد الإنسان. والحرارة التي تستدعي نزع جلد الإنسان أقل من التي تذيب الجبال، وتجعلها كالعهن المنفوش، فناسب زيادة (المنفوش) في القارعة من كل ناحية. والله أعلم.
7 - كما أن ذكر النار الحامية مناسب للقارعة من ناحية أخرى، ذلك أن (القَرَّاعة) – وهي من لفظ القارعة – هي القداحة التي تقدح بها النار.
فناسب ذكر القارعة، ذكر الصوف المنفوش، وذكر النار الحامية، فناسب آخر السورة أولها.
وبهذا نرى أن ذكر القارعة حسَّنَ ذكر (المبثوث) مع الفراش، وذكر (المنفوش) مع الصوف، وذكر النار الحامية في آخر السورة. والله أعلم.
المصدر:
(لمسات بيانية في نصوص من التنزيل) لفاضل السامرائي حفظه الله ص 198 - 200
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 06:44 م]ـ
اللمسة البيانية الثانية
من سورتي الطور والقلم.
قال تعالى في سورة الطور: (فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون).
وقال في سورة القلم: (ما أنت بنعمة ربك بمجنون).
فزاد قوله: (بكاهن) على ما في سورة القلم، فما سبب ذاك؟
والجواب: أن هناك أكثر من سبب دعا إلى هذه الزيادة.
1 - منها أنه فصل في سورة الطور في ذكر أقوال الكفرة في الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ذكروا أنه كاهن، وذكروا أنه مجنون، وذكروا أنه شاعر. (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون). وقالوا إنه كاذب: (أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون).
في حين لم يذكر غير قولهم إنه مجنون في سورة القلم: (ويقولون إنه لمجنون) فناسب ذكر هذه الزيادة في سورة الطور.
2 - ومنها أنه ذكر في سورة الطور قوله: (أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين) والاستماع مما تدعيه الكهنة لتابعيهم من الجنِّ، فناسب ذلك ذكر الكهنة فيها.
3 - ومنها أنه ذكر السحر في سورة الطور فقال: (أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون). فناسب ذكر السحر ذكرَ الكهنة.
4 - ومما حسن ذلك أيضاً أنه توسع في القَسَم في أول سورة الطور بخلاف سورة القلم، فقد قال: (والطور * وكتاب مسطور * في رق منشور * والبيت المعمور * والسقف المرفوع* والبحر المسجور).
في حين لم يقسم في سورة القلم إلا بالقلم وما يسطرون. فناسب التوسع في الطور هذه الزيادة.
5 - ذكر في سورة القلم في آخر السورة قول الكفرة، إنه لمجنون ولم يزد على هذا القول، فقال: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون) فرد عليهم في أول السورة بنفي الجنون عنه فقال: (ما أنت بنعمة ربك بمجنون). فناسب آخر السورة أولها.
ثم انظر من ناحية أخرى كيف ناسب التأكيد بالباء الزائدة في النفي (بمجنون) التوكيد باللام في الإثبات (لمجنون) لأن الباء لتوكيد النفي واللام لتوكيد الإثبات. والله أعلم.
من (لمسات بيانية) للسامرائي ص 168 - 169(/)
آيات القرآن للدعاية
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[05 Jun 2003, 05:49 م]ـ
لقد رأيت لوحة إعلانات كبيرة لأحد أكبرموزعي الفاكه في المملكة
وقد سطرها بقوله تعالى (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون)
هل عمله هذا صحيح؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 06:05 م]ـ
هذا العمل يأخي الكريم لا ينبغي. وينبغي ان تنصحه بالتي هي أحسن ذلك أنه لا تشابه بين فاكهة الجنة , وفاكهة الدنيا فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء.
وكتابتها بهذا الشكل مما يقللها في أعين الناس على حد قول الشاعر:
ألم تر أن السيف ينقص قدره ... إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[22 Apr 2009, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه وبعد
ينبغي علينا جميعاً أن نسهم في توعية هؤلاء الباعة لأي سلعة من السلع أو أي أحد من المسلمين يقوم بفتح محال من المحالات ثم يتخذ له لافته دعوية اقتباساً من آيات القرآن الكريم فعلينا أن ننصح هؤلاء الناس ونبين لهم أن آيات القرآن الكريم يجب أن تنزه عن ذلك أيضاً يجب علينا أن نخطر البلديه بأن تتخذ معه الأجراءات اللازمة خاصة إذا نصحناه ثم أصر علي موقفه فالقرآن الكريم ينبغي أن يعظمه المسلمون
ومن المضحك بل المبكي حقاً أن أحد الحلاقين كتب لافته علي دكانه مكتوب فيها قول الله تعالي (ولا تحلقو رؤوسكم حتي يبلغ الهدي محله) وغيره الكثير والكثير ممن لم يحترموا القرآن فنسأل الله العفو والعافية والهداية والتوفيق لنا ولجميع المسلمين
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[23 Apr 2009, 08:17 ص]ـ
السلام عليكم
أذكر أنني خطبت خطبة حول هذا الموضوع
وفيه من الاستهزاء والعبث بآيات الله تعالى الشيء الكثير
وأذكر على سبيل المثال ما يحصل عند الانتخابات للمجالس البلدية أو النيابية من وضع بعض المرشحين (إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت)، وعلى واجهة مبنى مكتبة كبيرة فيها السمين والغث - بل فيها الإلحاد - يكتبون (فيها كتب قيمة)، وغير ذلك من صور العبث والاستهزاء نعوذ بالله تعالى.
والذي يزيد القلب ألما وحسرة ما نجده من المتعلمين - وأخص الشرعيين - من تهاون واستهزاء في استخدام بعض الآيات القرآنية كقول أحدهم وقد وضع إبريق الشاي وبعض الفناجين من نفس الطراز فقال (هذا الإبريق أصابه الكِبر وله ذرية ضعفاء) وغير ذلك الكثير الكثير.
وقد كتب شيخنا جمال الباشا حفظه الله كتابا ماتعا - جزاه الله خيرا - وسماه (الحذر بمعرفة أنّ من هزأ بالدين كفر)
فلينتبه طلاب العلم والعلماء لأنني حضرت بعض المجالس التي يبادر فيها بعضهم باستخدام آيات أو أجزاء منها لأغراض اللعب واللهو والله تعالى الموفق(/)
قواعد في التفسير (آية تحتمل معنيين)
ـ[همس]ــــــــ[05 Jun 2003, 06:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته لنشر العلم وعموم النفع لنحاول حميعاً من خلال هذه الزاوية تلخيص كل قاعدة في التفسير تمر بنا أو مرت سابقاً علينا مع محاولة توثيق المصدر المستنبط منه القاعدة وذكر مثال لتسهيل الفهم وأول قاعدة أذكرها أن الآية القرآنية التي تحتمل معنيين لها حالتين إما أن يكون المعنيين لا يتنافيان فنحاول الجمع بينهما أو يتنافيان عند ذلك وجب الترحيح فإن لم يوجد مرجح وجب التوقف مثال قال تعالى في سورة البقرة (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66) فما المراد ب (ها) وما خلفها ورد عدة معاني ولانستطيع الجمع بينها ولا يوجد مرجح، (ها) إذا قلنا عائدة على القرية فالمعنى ما كان بجانب القرية من القرى مكاناً أو بجانب القرية زماناً أي من آتى معهم وبعدهم من القرى فتكون هذه العقوبة نكال لهم أما إذا قلنا (ها) عائدة على العقوبة فالمراد مابين يديها من الأعمال -لا الزمان ولا المكان - فالمعاصي التي سبق ان فعلوها لا يعودوا لها والمعاصي التي لم يفعلوما يحذرون منها ... وهنا عندما لم نجد مرجح وجب التوقف وذكر كلا القولين والله اعلم (المصدر مستنبط من تفسير الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -لسورة البقرة)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jun 2003, 06:26 م]ـ
الأخ همس
قد رجعت إلىمكتوبك هذا بناءً على طلبك، ورجعت إلى تفسير الشيخ الذي أصدرته دار ابن الجوزي، ولم يظهر لي كلام الشيخ من كلامك، وأنت تذكر أنه مستنبط، ولا أدري ما هو المستنبط، لأن في كلامك ما لا يوجد في المصدر الذي رجعتُ إليه.
أما القاعدة التي ذكرت ففيها ما يحتاج إلى إعادة صياغة، فأقول:
إذا ورد في الآية معنيان متغايران صحيحان، فالأولى حمل الآية عليهما على سبيل التنوع.
ويحسن التنبه هنا إلى أنَّ الآية التي وقع تفسيرها على التغاير صارت بمثابة الآيتين، فتفسَّر مرة على هذا الوجه الصحيح، وتفسَّر مرة أخرى على الوجه الآخر الصحيح.
وإذا رُجِّحَ أحدهما بمرجِّح؛ كدلالة سياق، أو قول جمهور، أو غير ذلك، فإنه على سبيل تقديم القول الأَولى، دون اطراح الرأي الآخر.
هذا فيما يبدو لي صيغة ما ذكرتَ، والله الموفق.
ـ[همس]ــــــــ[13 Jun 2003, 08:33 م]ـ
فضيلة الشيخ شكر الله تجاوبك ولكن أنا لم أرجع للكتاب المطبوع مع وجوده لدي ولكن سبق لي قبل سنوات أن نسخت عدد من أشرطة الشيخ رحمه الله وكانت هذه الإستنباطات مما كتبته أنا وليس مما طبع فيما بعد وإن إردت رجعت لرقم الشريط وشكر الله لك مرة آخرى(/)
حل مشكلة التردد بين التفاسير وطلب التوجيه!
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[05 Jun 2003, 07:50 م]ـ
انا اخبرتكم با اني مبتدى بالتفسير ووضعتم لي رابط في العديد من التفاسير فكيف افهمها وماهي طريقتها في التفسير ومن اين اعرف سبب النزول ارجو المساعده
ـ[همس]ــــــــ[05 Jun 2003, 09:09 م]ـ
ما شاء الله عليك ما دام أنك مشرف الحوار الإسلامي في الرد على الرافضة والصوفية فمؤكد أن هذا منك تواضع كبير نفعنا الله وإياك بالقرآن العظيم.
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[05 Jun 2003, 09:24 م]ـ
استغفر الله العظيم
الرابط الذي قراته في مجموعه كبيره من الكتب , اقصد المبتدى في التفسير هل يبدا مباشره في القراءه والحفظ او يحتاج الى التعرف بمقدمات للتفسير واي نوع منها افضل ارجو الأفاده منكم بارك الله فيكم جميعا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Jun 2003, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ناصر السنة وفقه الله.
كثير من الطلاب يسألون مثل هذا السؤال، ويشكون من الحيرة والاضطراب بين كتب العلم بصفة عامة، وكتب التفسير لكثرتها بصفة خاصة، ويطلبون حلاً سريعاً لهذه المشكلة.
والمشكلة في أساسها مشكلة ذهنية في التفكير، وخلل في التصور الصحيح للعلم، فالمسلم الذي لم يتخصص في العلم الشرعي - مهما كانت عاطفته جياشة وصادقة - لا بد له من التزود بالحد الأدنى من العلم الشرعي، الذي يمكنه من التعبد والفهم الصحيح لخطاب الشارع على الوجه الصحيح.
وتفسير القرآن الكريم أمر فهمه سهل وميسور - ولله الحمد. والاكتفاء بكتاب واحد أو كتابين من كتب التفسير تكفي وتغني بإذن الله، وليكن كتاب التفسير للسعدي كمرحلة أولى، وتفسير ابن كثير كمرحلة أخيرة ومستمرة منهجاً لغير المتفرغ المتخصص.
فإدمان القراءة في هذين الكتابين، والتكرار لهذه القراءة باستمرار، والسؤال عما يشكل فهمه وسيكون قليلاً، كفيل بإذن الله بتحصيل التفسير، وسيصبح القرآن الكريم واضحاً مفهوماً له، ولن يفوت عليه شيء ذو بال. فإن كل مفسر قد وضع تفسيره ليستغني به طالب العلم، وقد اجتهد السعدي وابن كثير في تفسيرهما غاية الاجتهاد، وتحريا غاية التحري، فمن اقتصر على كتابيهما وأتقنهما كفاه ذلك إن شاء الله.
وأما ما يتعلق بعلوم القرآن كأسباب النزول ونحوه، فقد ذكر ابن كثير والسعدي منه ما لاتفهم الآية إلا به، وإن استعنت بكتاب (الوجيز في علوم الكتاب العزيز) الذي سبقت الإشارة إليه لمشعل الحداري، وهو مختصر جداً يشرح أهم علوم القرآن باختصار وتركيز، لكان في ذلك خير كثير إن شاء الله يا أخي ناصر السنة.
أؤكد أخي الكريم على أن الأمر يحتاج منك إلى عزيمة صادقة، وهمة عالية، ولا تظنن أن الانترنت مهما كانت مليئة بالكتب ستكون معتمداً في تكوين العلم وتأصيله، ولابد لك من العناية والسؤال والمباحثة، وإلا فلا تعجب من عدم التحصيل، والحيرة والتردد في طلب العلم، فطريق طلب العلم، هو طريق من طرق الجهاد في سبيل الله، ولذلك عبر الله عن الرحلة لطلب العلم بلفظة (النفر) التي تستخدم للنفير للقتال، فقال: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون). فتأمل هذه الآية وفقك الله.
أسأل الله العظيم، أن يوفقك للعلم النافع، والعمل الصالح، وأن يفتح عليك من فضله وجوده، فهو الجواد الكريم، الذي يعطي بغير حساب، ولا تنس أن تكثر من الدعاء والتضرع بأن يوفقك الله، وأن يفتح لك أبواب العلم والتوفيق، فهي بيده وحده سبحانه وتعالى.
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[06 Jun 2003, 01:58 ص]ـ
اخي الحبيب عبدالرحمن الشهري بارك الله فيك , والله يا اخي نحتاج الى النصيحه والتوجيه منكم خاصه ان علم التفسير يرتبط بعلوم كثيره و انا ارغب في الأستفاده
ادعو الله عز وجل ان يوفقكم لكل مايحبه ويرضاه
اخوكم المحب
ناصر
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[30 Sep 2008, 02:14 ص]ـ
للرفع ...(/)
هل صح أن قراءة آخر سورة الكهف يعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر؟
ـ[أبو أحمد99]ــــــــ[05 Jun 2003, 08:12 م]ـ
إلى جميع الاخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه أول مرة أدخل المنتدى. أريد أن أسأل عن قول بعض العلماء عن آواخر سورة الكهف وماصح من أنها تعين على الاستيقاظ لصلاة الفجر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jun 2003, 06:14 ص]ـ
ورد أثر عن زر بن حبيش أنه قال: من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها.
قال عبدة [بن أبي لبابة - راوي الأثر عن زر]: فجربناها فوجدناها كذلك.
وهذا الأثر أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن في باب فضل سورة هود وبني اسرائيل والكهف ومريم وطه، ثم قال: قال أبو عبيد: وقال ابن كثير [أحد رواة الأثر]: وقد جربناها أيضاً في السرايا غير مرة فأقوم في الساعة التي أريد. قال: وابتدئ من قوله: (إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً) إلى آخرها.
وقد روي مرفوعاً بسند ظاهره الضعف: ( ... ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن رقم 203 باب في فضل سورة الكهف.
وقد أورد كل هذه الآثار صاحب كتاب: لمحات الأنوار ونفحات الأزهار وري الظمآن لمعرفة ما ورد من الآثار في ثواب قارئ القرآن، وهو محمد بن عبدالواحد الغافقي 0 (ت:619). 2/ 801.
أما عن الحكم عن هذه الآثار، فلعل أخانا الكريم الشيخ خالد الباتلي يفيدنا به؛ لأنه مرجع في هذا الباب. وفقه الله.
ـ[أبو أحمد99]ــــــــ[06 Jun 2003, 05:43 م]ـ
أبو مجاهد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أملك لك ولأمثالك الا الدعاء بإن يحفظكم ويزيدكم علما
والسلام ختام(/)
سؤال عن (القرآن بلغة الإشارة)
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[05 Jun 2003, 09:17 م]ـ
تعلمون وفقكم الله ما انتشر في الآونة الآخيرة من ما يسمى بلغة الإشارة حيث في كثير من المحاضرات والندوات إضافة إلى خطب الجمعة من الحرمين ايقوم التلفزيون السعودي وغيره بنقلها على الهواء مباشرة.
وحيث أن تلك المحاضرات والنوات والخطب تشتمل على آيات قرآنية يستشهد بها.
بدر لدي سؤال وهو عن ترجمة تلك الآيات بلغة الإشارة حكمها وكيفيتها وإمكانيتها.
فمن لديه علم بذلك فليتحفنا به.
علما أنني سبق وأن وقفت على بحث يشابه هذه المسألة نوعا ما وهو بحث لسماحة الشيخ عبدالله المطلق عن كتابة القرآن بلغة برايل.
ـ[السلطان]ــــــــ[06 Jun 2003, 01:20 ص]ـ
الأخ الفاضل ناصر الصائغ وفقه الله:
أحب أن أزيد هذا الموضوع اللطيف بياناً:
هناك فرق بين مسألة كتابة المصحف بلغة برايل، وبين ترجمة القرآن بلغة الإشارة.
أما كتابة المصحف بلغة برايل فالمكتوب هو نص القرآن وإنما كتب بأحرف برايل المعروفة، فالخلاف فيه منبي على جواز كتابة المصحف بغير اللغة العربية لا على جواز ترجمته إذ لا يوجد ترجمة في لغة برايل.
أما ترجمة القرآن بلغة الإشارة فلا أظنها تسمى ترجمة لأن الإشارة ليست لغة خطابية فيها كلمات تترجم، أي لا يوجد كلمة مكان كلمة وإنما هو إيصال لمعنى الكلام، وعلى هذا فلا يمكن نقل القرآن بلغة الإشارة كما هو من حيث لغته وبيانه، وإنما يمكن نقل معناه بهذه الطريقة. ولو اعتبرناه ترجمة فلا يمكن ترجمة القرآن حرفياً كما هو معلوم إنما الممكن ترجمة معانيه
والله الموفق.(/)
أبو مبارك: طالب دراسات عليا من اليمن يريد استشارة علمية
ـ[أبو مبارك]ــــــــ[06 Jun 2003, 05:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الأستاذ / مساعد الطيار 000 الإخوة الكرام الذين تفاعلوا مع هذا الموضوع الحيوي الذي يُعنَى به كل من ارتبط بالدراسات العليا وفقهم الله، لقد سرَّني ما كتبتم، وإني أتمنى أن يكثر الطرح في هذا الموضوع؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضو جديد قد تعرفت على هذا المنتدى بالأمس، وقد كنت أبحث منذ فترة كبيرة على مثل هذا الملتقى، والحمد لله أن وفَّقني لهذا المنتدى، فأرجو من الأخوة في هذا الملتقى، قبولي بينهم كعضو جديد، وأن يزوِّدوني بما يخدمني في ديني ودنياي 0
أنا طالب متقدِّم في برنامج الماجستير في إحدى الجامعات اليمنية، وقد أخذت موضوع في الدِّراسات الإسلاميَّة، تخصص لغة عربيَّة، بعنوان: ((الجملة الخبريَّة في القرآن الكريم، دراسة نحويَّة بلاغيَّة))، (المقصود الخبر قرين الإنشاء)، فأرجو أن تزوِّدوني بكل ما يفيدني حول هذا الموضوع، أو تدلُّونني على من يعينني على هذا، فقد رأيت أنَّكم أهلاً لمثل هذا، واعذوني إن لم أحسن الدُّخول، فإنني جديد على التَّعامل مع الإنترنت 0 وكذا اعذروني على خروجي عن الموضوع الأساسي، وأرجو منكم، إن تفضَّلتم، تزويدي بالنَّصائح؛ كي أستفيد منكم ومن توجيهاتكم، وأن يكون بحثي هام ينفعني الله به، وينفع إخواني المسلمي 0
وأرجو المسامحة والمعذرة على الإطالة، وأن لا تغفلوا موضوعي، وأن توجهوني إلى الاستخدام الأمثل لطرح موضوعي هذا في مكانة 0
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
أخوكم بو مبارك حفظه الله ورعاه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jun 2003, 01:48 م]ـ
حياك الله أبا مبارك في ملتقى أهل التفسير وأرجو أن تحاول قراءة أكبر قدر ممكن من موضوعات الملتقى وخاصة الموضوع الذي طرحه أخي الكريم الشيخ أحمد البريدي وفقه الله
موضوعات مقترحة للرسائل العلمية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=155)
فسيفيدك إن شاء الله فيما سألت عنه. ويسعدنا تواصلك العلمي معنا في هذا الملتقى ومرحباً بكم يا أهل اليمن، وأرجو أن تدعو بقية الإخوة طلاب العلم الذين لك بهم صلات علمية، حتى يتكامل الجهد، ويثمر العمل إن شاء الله.
وقد قمت بفصل موضوعك عن الموضوع الأصلي الذي طرحت مشاركتك فيه، وقمت بتعديل العنوان بما أرجو أن يكون مناسباً إن شاء الله بناء على رغبتكم الكريمة.
أخوكم/
عبدالرحمن الشهري(/)
ما هي قاعدة السبر والتقسيم في القرآن الكريم؟
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[07 Jun 2003, 05:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرت بي كلمة (السبر والتقسيم) بهذا اللفظ؛ ولا أعلم هل هي كذلك أم أن لها اسما آخر؟؟ ثم إذا كانت كذلك؛ فما معناها؛ وأين تطبق؟ ومتى تطبق؛ وعلى أي شيئ تطبق؟ كل هذه الأسئلة أحتاج الى إجابة عليها.
آمل من الإخوان أصحاب الإختصاص فقط التفضل ومساعدتنا في هذا ونكون لهم من الشاكرين.
والسلام عليكم؛؛؛؛؛؛؛؛
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 Jun 2003, 08:00 م]ـ
السبر و التقسيم هو أحد مسالك إثبات العلة للحكم الشرعي، ويكون هذا المسلك حيث لم يأت نص صريح في العلم ن وحتى يكون الأمر أيسر وأوضح، فنعرض المسألةعرضا شاملا مختصرا مبسطا، فنقول:
إذا عرفنا الحكم الشرعي من النص فلابد من وجود علة لهذا الحكم في الغالب ـ وإلا فقد يكون تعبديا ـ ومعرفة العلة ضرورية في عملية القياس إذ العلة هي الجامع الذي يربط المقيس بالمقيس عليه ... طيب .. وكيف نعرف هذه العلة؟
لمعرفة العلة طريقان:
الأول / النص
الثاني / الاستنباط
و لكل من الطريقين ثلاثة أضرب، أو ثلاثة أقسام، والسبر والتقسيم هو أحد الأضرب الثلاثة أو الأقسام الثلاثة لطريقة الاستنباط،
فهذا هو أول شئ عرفناه
(السبر و التقسيم هو طريق من طرق استنباط العلة من النص)
و ما هي حقيقة هذه الطريقة؟
تقوم هذه الطريقة على خطوتين، إحداهما تسبق الأخرى:
الأولى / (التقسيم) و هو عملية حصر للأوصاف الواردة ـ لأن هذه الأوصاف سيكون أحدها العلة بعد ذلك ـ
الثانية / (السبر) و هو عملية اختبار ـ فالسبر هو الاختبار ـ لكل الأوصاف التي قد تم جمعها فنستبعد كل الأوصاف التي لا تصلح لكونها عة يعلل بها الحكم، ونستبقي الوصف الذي يصلح لكونه علة للحكم ...... و كيف تتم هذه العملية؟
العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ قد وضعوا للعلة شروطا حتى تصلح علة للحكم، من هذه الشروط كون العلة منضبطة ومتعدية ومناسبة ـ ينظر تفصيل ذلك في كتب الأصول ـ فيتم إنزال الشروط على كل وصف من الأوصاف التي قد جمعت في عملية التقسيم، وما قبل الشروط عللنا به الحكم، وبالتالي فيمكن أن نعطي هذا الحكم لمسألة أخرى في عملية القياس إذا توفرت في هذه المسالة العة التي اخترناها في عملية السبر
و لا يشكلن عليك انعكاس الترتيب في قولهم (السبر و التقسيم) بناءا على أن عملية التقسيم تكون قبل عملية السبر، لأن الواو لا تفيد الترتيب كما هو ظاهر
أما فائدة هذه العملية في القرآن فواضح لا إشكال فيه، فالكتاب هو المصدر الأول و الرئيس للأحكام الشرعية، فهو النص الأول، وعلم أصول الفقه إنما هو للإعمال في النصوص، وإثبات العلة و القياس و ما الى ذلك فهو لب علم الأصول، بل قد قال البعض بان القياس هو أعقد مسائل علم الأصول، و لا نستبعد ذلك
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[07 Jun 2003, 08:23 م]ـ
بسم الله
أحسنت أخي الكريم وبارك فيك وزادك الله من العلم والتقوى؛ ونفعنا وإياك بما نقول ونسمع.
ولكن أخي الكريم كما يقال: (بالمثال يتضح المقال)؛ فهلا تفضلت علينا أخي الكريم بإعطائنا مثالا من كتاب الله عز وجل أو من السنة النبوية المطهرة.
فإن كان هذا يشق عليك فلا بأس أن يشاركنا أحد إخواننا الأفاضل بذلك.ولكم الشكر الجزيل جميعا.
. [ COLOR=seagreen] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jun 2003, 10:42 م]ـ
الأخ سابر الأغوار الكريم ...
هذه مشاركة في بيان ما سألت عنه وفقك الله:
1 - التعريف اللغوي:
السبر لغة: الاختبار تقول سبرتُ كذا إذا اختبرته.
والتقسيم لغة:التفرقة والتجزئة.
2 - السبر والتقسيم عند أهل الأصول:
والسبر والتقسيم دليل عند أهل الأصول مسلك من مسالك معرفة العلة كما ذكر أخي الكريم محمد يوسف:
وتعريفه عندهم:
(حصر الأوصاف التي يُتصور صلاحيتها للتعليل في الأصل ثم إبطال ما لا يصلح منها فيتيعن الباقي).
3 - مثال مختصر:
وللتمثيل السريع: تقول مثلاً: الربا يجري في البر لكن ما علة ذلك: الجواب: قد تكون العلة الطعم، وقد تكون الكيل، وقد تكون الاقتيات أو الادخار.
ثم تقول مثلاً: الكيل لا يصلح والطعم لا يصلح فيتعين أن العلة الاقتيات والادخار.
4 - تقسيم هذا المسلك من مسالك العلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المسلك من مسالك معرفة العلة بالاجتهاد والاستنباط ينقسم إلى قسمين:
أ ـ التقسيم (وهو الحصر).
ب ـ السبر (الإبطال).
أولاً التقسيم: وهو:
(أن يحصر المجتهد جميع الأوصاف التي يمكن صلاحيتها).
وهو ينقسم إلى قسمين:
1ـ تقسيم حاصر: وهو ما دار بين النفي والإثبات بحيث يحصر جميع الأوصاف الممكنة في الأصل حتى لا يُجَوِّزُ العقلُ وجود غيرها. (وهذا يكون في العقليات والمجمع عليها).
ومثاله في العقليات: تقول: العالم إما حادث وإما قديم.
ومثاله في الشرعيات: تقول ولاية الإجبار على الصغيرة إما معللة وإما غير معللة، وكونها غير معللة باطل، وإن كانت معللة إما بالصغر أو بالبكارة أو بشيء آخر. فهذا حصر قطعي. (وهو من حيث الإبطال قد يكون قطعياً وقد يكون ظنياً)
2 - تقسيم منتشر: وهو يكون في كل ما لم يتفق على تعليله في الأصل.
مثل جريان الربا في البر معلل لكن بماذا؟. وهذا التقسيم ظني.
س / ما هي طرق الحصر في التقسيم المنتشر؟
هنا حالتان في العلل:
1 - إما أن يوافق الخصم على أنه لا توجد علة غير ما ذُكر كأن يتفق الفقهاء على أن البرمعلل إما بالكيل وإما بالطعم أو القوت ثم تبطل اثنين منهما فتبقى العلة الثالثة هي العلة الصحيحة لول أنركوها كان ذلك نقضاً لاتفاقهم الأول.
2 - وإما أن لا يوافق الخصم لكن يعجز عن أن يأتي بوصف آخر فيكون قد سلم اضطراراً.
ثانياً: الإبطال:
وهو:
حذف ما لا يصلح من العلل السابقة وذلك بتسليط شروط العلة عليها أو القوادح.
تنبيه:
لماذا قدموا كلمة السبر على التقسيم؟
إما أن يكونوا نظروا أن الحاصر إنما يعمل سبراً أولياً حتى يحصر الأوصاف التي يمكن أن تكون علة فكأنه سبر ثم قسم ثم سبر.
أو أن السبر هو المقصود والتقسيم وسيلة له.
كما سبق في المثال السابق.
وهذا الموضوع دقيق في مسالك العلة.
وله تفريعات ذكرها علماء الأصول رحمهم الله تعالى وأسكنهم فسيح جناته.
والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jun 2003, 12:19 ص]ـ
بسم الله
التقسيم المتعلق بالقرآن الكريم وعلومه ذكره السيوطي وغيره في مباحث بدائع القرآن وهو النوع الثامن والخمسون في إتقان السيوطي، وهذا نص ما ذكره حول التقسيم:
(التقسيم: هواستيفاء أقسام الشيء الموجودة،لا الممكنة عقلًا، نحو {هو الذي يريكم البرق خوفًا وطمعًا} إذ ليس في رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق والطمع في الأمطار ولا ثالث لهذين القسمين.
وقول {فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} فإن العالم لا يخلومن هذه الأقسام الثلاثة: إما عاص ظالم لنفسه وإما سابق مبادر للخيرات وإما متوسط بينهما مقتصد فيها.
ونظيرها (وكنتم أزواجًا ثلاثة. فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة. وأصحاب المشأمة. والسابقون السابقون) وكذا قوله تعالى (له ما بين أيدينا وما بين خلفنا وبين ذلك) استوفى أقسام الزمان ولا رابع لها.
وقوله {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع} استوفي أقسام الخلق في المشي.
وقوله {الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم} استوفى جميع هيئات الذاكر
وقوله {يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا} استوفي جميع أحوال المتزوجين ولا خامس لها.) انتهى من الإتقان للسيوطي
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[09 Jun 2003, 05:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر كلا من الإخوان / محمد يوسف
والأخ / فهد الوهبي؛ والأخ المشرف / أبو مجاهد العبيدي؛ على التفاعل مع الموضوع.
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[10 Jul 2003, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبو مجاهد وفقه الله آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... وبعد:
هلاّ تفضلت عليّ وبحثت لي عن كتاب يجمع قواعد التفسير؛ مثل هذه القاعدة وأشباهها حتى تعم الفائدة بإذن الله جل وعلا.
أو على الأقل رابط سواء في هذا الملتقى أو غيره يمكن أن يخدمني في هذا الموضوع!!؟
وأكون لك من الشاكرين بعد شكر ربنا تبارك وتعالى.
والسلام عليكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Jul 2003, 08:23 م]ـ
الأخ الكريم سابر الأغوار .. وفقه الله أرى أننا بحاجة ماسة لدراسة أصول الفقه،
حيث أن كثيراً من المسائل في التفسير وغيرها تعتمد على هذا العلم ..
كما أن كثيراً من القواعد التفسيرية تشترك مع القواعد الأصولية واللغوية ..
بارك الله فيك ووفقك لكل خير ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2003, 03:31 ص]ـ
بسم الله
أخي الكريم سابر الأغوار زادني الله وإياك من فضله
هناك كتاب جيد في قواعد التفسير بعنوان:
قواعد التفسير جمعاً ودراسة للشيخ الفاضل خالد السبت
ويمكنك الرجوع لأهم كتابين في علوم القرآن وهما:
كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي
وكتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
ففيهما الكثير الكثير مما يشبع رغبة الباحثين في علوم القرآن وأصول التفسير ونحو ذلك.
ومن أدمن النظر في هذين الكتابين استفاد كثيراً.
ولا بد من السؤال عما أشكل حتى يتضح المراد، وتحصل الفائدة المرجوة.
وقد ذكرت كتباً كثيرة مقسمة على مراحل متدرجة يمكنك الرجوع إليه هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العبيدي]ــــــــ[15 Jul 2003, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و عندي سؤال و هو كيف نفرق بين الأحكام التعبدية الغير معقولة و المعقولة (التي فيها علة)
و جزاكم الله خيرا
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[12 Nov 2003, 03:41 ص]ـ
الإخوة الكرام أعضاء ملتقى أهل التفسير أسأل الله أن يفقهنا وإياكم في الدين ويعلمنا التأويل
اطلعت على الاستفسار الذي عرضه الأخ: سابر الأغوار حول موضوع السبر والتقسيم، وأود أن أحيله على تفسير الشيخ الشنقيطي أضواء البيان حول تفسير قول الله تعالى (اطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا) في سورة طه حيث تكلم بكلام شاف كاف عن هذا المسلك في الاستدلال فهذا الدليل عقلي منطقي، وهو أوسع وأكثر شمولاً مما ذكره بعض الإخوة من محاولة حصر استعماله في استحراج العلة في القياس عند الأصوليين؛ فإن هذا استخدام خاص لهذا المسلك كما ذكر الشنقيطي
وللشنقيطي كتاب اسمه آداب البحث والمناظرة تكلم فيه عن هذا الدليل في الجزء الثاني صفحة 8 تقريباً
أخيراً: فقد أستطيع خدمة من أراد الاستزادة حول هذا الموضوع لتخصصي فيه دراسة وبحثاً واطلاعاً، وهذا شرف لي أن اخدم طلبة العلم وخاصة المهتمين بالدراسات القرآنية، ثم إن لي تعقيب على ما كتبه أبو مجاهد من أن هذا الموضوع ليس له علاقة بالموقع؛ بل لا يكاد يستغني ناظر أو مناظر أو مستدل في علم المناظرة والجدل عن معرفة هذا المسلك، وإلا فقد يحطب في الليل ويكثر من الويل
محبكم:
سعيد بن متعب القحطاني
جامعة الملك خالد - كلية الشريعة - قسم أصول الفقه
E-MAIL:ENAS44@HOTMAIL.COM
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2003, 04:08 م]ـ
شكر الله للجميع ما أدلو به، وأشكر الأخ سابر الأغوار على فتحه باب النقاش حول هذا الموضوع. وأؤيد ما ذهب إليه أخي الكريم الشيخ سعيد بن متعب حفظه الله، وهو من المتخصصين في أصول الفقه ونحن تلاميذ له في هذا العلم وفقه الله، في أن هذا الموضوع ليس خاصاً بكونه أحد مسالك استخراج العلة للحكم في أصول الفقه. بل هو أوسع وأشمل من ذلك.
ومنذ تكرم أبو عبدالمحسن الشيخ سعيد بن متعب بالتسجيل معنا في الموقع منذ إنشاءه تقريباً وأنا أنتظر منه مشاركة، أو تعقيب، وبعد مدة منَّ الله علينا بمشاركته. مما يؤكد ما أنا مقتنع به من أن الملتقى مع الاستمرار إن شاء الله سيجذب إليه أمثال الشيخ سعيد متعب بإذن الله، ويا حبذا يا أبا عبدالمحسن لو أقنعت الدكتور يحيى السعدي بالمشاركة معنا في هذا الموقع، فالمسائل المشتركة بين أصول الفقه وعلوم القرآن كثيرة، وهي مطروحة للنقاش في هذا الموقع وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[12 Nov 2003, 04:53 م]ـ
الموقع الرائع يفرض نفسه، ويزداد الشرف بالمشاركة به، وكل مشاركه به تعتبر إضافة في السيرة الذاتية للمشارك
سعيد بن متعب القحطاني
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Nov 2003, 07:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أخي الكريم سعيد بن متعب، وشكر الله لك على ما أبديته من ثناء على هذا الملتقى.
وقد استفدت من مداخلتك، ورجعت إلى كلام الشنقيطي رحمه الله حول هذه المسألة، وقد وجدته كلاماً قيماً، فأحببت نقله هنا ليقرأه من لم يتيسر له الرجوع إلى الكتاب المذكور.
قال رحمه الله: (قوله تعالى: {أَطَّلَعَ ?لْغَيْبَ أَمِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداًكَلاَّ}. اعلم أن الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة رد على العاص بن وائل السهمي قوله: إنه يؤتى يوم القيامة مالا وولداً، بالدليل المعروف عند الجدليين بالتقسيم والترديد، وعند الأصوليين بالسير والتقسيم. وعند المنطقيين بالشرطي المنفصل.
وضابط هذا الدليل العظيم أنه متركب من أصلين: أحدهما ـ حصر أوصاف المحل بطريق من طرق الحصر، وهو المعبر عنه بالتقسيم عند الأصوليين والجدليين، وبالشرطي المنفصل عند المنطقيين.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني ـ هو اختيار تلك الأوصاف المحصورة، وإبطال ما هو باطل منها وإبقاء ما هو صحيح منها كما سترى إيضاحه إن شاء الله تعالى. وهذا الأخير هو المعبر عنه عند الأصوليين «بالسبر»، وعند الجدليين «بالترديد»، وعند المنطقيين، بالاستثناء في الشرطي المنفصل. والتقسيم الصحيح في هذه الآية الكريمة يحصر أوصاف المحل في ثلاثة، والسبر الصحيح يبطل اثنين منها ويصحح الثالث. وبذلك يتمم إلقام العاص بن وائل الحجر في دعواه: أنه توتى يوم القيامة مالاً وولداً.
أما وجه حصر أوصاف المحل في ثلاثة فهو أنا نقول: قولك إنك تؤتي مالاً وولداً يوم القيامة لا يخلو مستندك فيه من واحد من ثلاثة أشياء:
الأول ـ أن تكون اطلعت على الغيب، وعلمت أن إيتاءك المال والولد يوم القيامة مما كتبه الله في اللوح المحفوظ.
والثاني ـ أن يكون الله أعطاك عهداً بذلك، فإنه إن أعطاك عهداً لن يخلفه.
الثالث ـ أن تكون قلت ذلك افتراءً على الله من غير عهد ولا اطلاع غيب.
وقد ذكر تعالى القسمين الأولين في قوله: {أَطَّلَعَ ?لْغَيْبَ أَمِ ?تَّخَذَ عِندَ ?لرَّحْمَـ?نِ عَهْداً} مبطلاً لهما بأداة الإنكار. ولا شك أن كلا هذين القسمين باطل. لأن العاص المذكور لم يطلع الغيب. ولم يتخذ عند الرحمن عهدا. فتعين القسم الثالث وهو أنه قال ذلك افتراءً على الله. وقد أشار تعالى إلى هذا القسم الذي هو الواقع بحرف الزجر والردع وهو قوله، {كَلاَّ} أي لأنه يلزمه ليس الأمر كذلك، لم يطلع الغيب، ولم يتخذ عند الرحمن عهداً، بل قال ذلك افتراءً على الله، لأنه لو كان أحدهما حاصلاً لم يستوجب الردع عن مقالته كما ترى. وهذا الدليل الذي أبطل به دعوى ابن وائل هذه هو الذي أبطل به بعينه دعوى اليهود: أنهم لن تمسَّهم النار إلا أياماً معدودة في سورة «البقرة»، وصرح في ذلك بالقسم الذي هو الحق، وهو أنهم قالوا ذلك كذباً من غير علم. وحذف في «البقرة» قسم اطلاع للغيب المذكور في «مريم» لدلالة ذكره في «مريم» على قصده في «البقرة» كما أن كذبهم الذي صرح به في «البقرة» لم يصرح به في «مريم» لأن ما في «البقرة» يبين ما في «مريم» لأن القرآن العظيم يبين بعضه بعضاً. وذلك في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ?لنَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ?للَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ ?للَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ?للَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} فالأوصاف هنا هي الأوصاف الثلاثة المذكورة في «مريم» كما أوضحنا، وما حذل منها يدل عليه ذكره في «مريم» فاتخاذ العهد ذكره في «البقرة ومريم» معاً والكذب في ذلك على الله صرح به في «البقرة» بقوله: {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ?للَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} وأشار له في «مريم» بحرف الزجر الذي هو {كَلاَّ} واطلاع الغيب صرح به في «مريم» وحذفه في «البقرة» لدلالة ما في «مريم» على المقصود في «البقرة» كما أوضحنا.
مسائل تتعلق بهذه الآية الكريمة.
المسألة الأولى
اعلم أن هذا الدليل الذي هو السبر والتقسيم تكرر وروده في القرآن العظيم، وقد ذكرنا الآن مثالين لذلك أحدهما في «البقرة» والثاني في «مريم» كما أوضحناه آنفاً. وذكر السيوطي في الإتقان في كلامه على جدل القرآن مثالاً واحداً للسبر والتقسيم، ومضمون المثال الذي ذكره باختصار، هو ما تضمنه قوله تعالى: {ثَمَـ?نِيَةَ أَزْوَ?جٍ مِّنَ ?لضَّأْنِ ?ثْنَيْنِ وَمِنَ ?لْمَعْزِ ?ثْنَيْنِ}، فكأن الله يقول للذين حرموا بعض الإناث كالبحائر والسوائب دون بعضها، وحرموا بعض الذكور كالحامي دون بعضها: لا يخلو تحريمكم لبعض ما ذكر دون بعضه من أن يكون معللاً بعلة معقولة أو تعبدياً. وعلى أنه معلل بعلة فإما أن تكون العلة في المحرم من الإناث الأنوثة، ومن الذكور الذكورة. أو تكون العلة فيهما معاً التخلق في الرحم، واشتمالها عليهما، هذه هي الأقسام التي يمكن ادعاء إناطة الحكم بها. ثم بعد حصر الأوصاف بهذا التقسيم نرجع إلى سبر الأقسام المذكورة. أي اختبارها ليتميز الصحيح من الباطل فنجدها كلها باطلة بالسبر الصحيح، لأن كون العلة الذكورة يقتضي تحريم كل ذكر وأنتم تحلون بعض الذكور، فدل ذلك على بطلان التعليل بالذكورة لقادح النقض الذي هو عدم الاطراد. وكون العلة الأنوثة يقتضي تحريم كل أنثى كما ذكرنا فيما قبله. وكون العلة اشتمال
(يُتْبَعُ)
(/)
الرحم عليهما يقتضي تحريم الجمع. وإلى هذا الإبطال أشار تعالى بقوله: {قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ?لأُنثَيَيْنِ أَمَّا ?شْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ?لأُنثَيَيْنِ} أي فلو كانت العلة الذكورة لحرم كل ذكر. ولو كانت الأنوثة لحرمت كل أنثى. ولو كانت اشتمال الرحم عليهما لحرم الجميع. وكون ذلك تعبدياً يقتضي أن الله وصاكم به بلا واسطة. إذ لم يأتكم منه رسول بذلك. فدل ذلك على أنه باطل أيضاً، وأشار تعالى إلى بطلانه بقوله: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّـ?كُمُ ?للَّهُ بِهَـ?ذَا} لم بين أن ذلك التحريم بغير دليل من أشنع الظلم، وأنه كذب مفتري وإضلال بقوله: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ?فْتَرَى? عَلَى ?للَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ ?لنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِي ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ} ثم أكد عدم التحريم في ذلك بقوله: {قُل لاَ أَجِدُ فِى مَآ أُوْحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَى? طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ ?للَّهِ بِهِ}.
والحاصل ـ أن إبطال جميع الأوصاف المذكورة دليل على بطلان الحكم المذكور كما أوضحنا. ومن أمثلة السبر والتقسيم في القرآن قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ?لْخَـ?لِقُونَ} فكأنه تعالى يقول: لا يخلو الأمر من واحدة من ثلاث حالات بالتقسيم الصحيح. الأولى ـ أن يكونوا خُلقوا من غير شيء أي بدون خالق أصلاً. الثانية ـ أن يكونوا خلقوا أنفسهم. الثالثة ـ أن يكون خلقهم خالق غير أنفسهم. ولا شك أن القسمين الأولين باطلان، وبطلانهما ضروري كما ترى، فلا حاجة إلى إقامة الدليل عليه لوضوحه. والثالث ـ هو الحق الذي لا شك فيه، وهو جل وعلا خالقهم المستحق منهم أن يعبدوه وحده جل وعلا.
واعلم أن المنطقيين والأصوليين والجدليين كل منهم يستعملون هذا الدليل في غرض ليس هو غرض الآخر من استعماله، إلا أن استعماله عند الجدليين أعم من استعماله عند المنطقيين والأصوليين.
المسألة الثانية
اعلم أن مقصود الجدليين من هذا الدليل معرفة الصحيح والباطل من أوصاف محل النزاع،
وهو عندكم يتركب من أمرين: الأول ـ حصر أوصاف المحل. والثاني ـ إبطال الباطل منها وتصحيح الصحيح مطلقاً، وقد تكون باطلة كلها فيتحقق بطلان الحكم المستند إليها، كآية {قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ} المتقدمة. وقد يكون بعضها باطلاً وبعضها صحيحاً: كآية «مريم والبقرة، والطور» التي قدمنا إيضاح هذا الدليل في كل واحدة منها. وهذا الدليل أعم نفعاً، وأكثر فائدة على طريق الجدليين منه على طريق الأصوليين والمنطقيين.
المسألة الثالثة
اعلم أن السبر والتقسيم عند الأصوليين يستعمل في شيءٍ خاص، وهو استنباط علة الحكم الشرعي بمسلك السبر والتقسيم. وضابط هذا الملك عند الأصوليين أمران: الأول ـ هو حصر أوصاف الأصل المقيس عليه بطريق من طرق الحصر التي سنذكر بعضها إن شاء الله تعالى. والثاني ـ إبطال ما ليس صالحاً للعلة بطريق من طرق الإبطال التي سنذكر أيضاً بعضها إن شاء الله تعالى. وزاد بعضهم أمراً ثالثاً ـ وهو الإجماع على أن حكم الأصل معلل في الجملة لا تعبدي، والجمهور لا يشترطون هذا الأخير، والحاصل ـ أن هذا الدليل يتركب عند الأصوليين من أمرين. الأول ـ حصر أوصاف المحل. والثاني ـ إبطال ما ليس صالحاً للعلة، فإن كان الحصر والإبطال معاً قطعيين فهو دليل قطعي، وإن كانا ظنيين أو أحدهما ظنياً فهو دليل ظني. ومثال ما كان الحصر والإبطال فيه قطيعين قوله تعالى: {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ?لْخَـ?لِقُونَ} لأن حصر أوصاف المحل في الأقسام الثلاثة قطعي لا شك فيه، لأنهم إما إن يخلقوا من غير شيء أو يخلقوا أنفسهم أو يخلقهم خالق غير أنفسهم. ولا رابع البتة. وإبطال القسمين الأولين قطعي لا شك فيه: فيتعين أن الثالث حق لا شك فيه. وقد حذف في الآية لظهوره. فدلالة هذا السبر والتقسيم على عبادة الله وحده قطعية لا شك فيها، وإن كان المثال بهذه الآية للقطعي من هذا الدليل إنما يصح على المراد به عند الجدليين دون الأصوليين، لأن المراد التمثيل للقطعي من هذا الدليل ولو بمعناه الأعم، والقعطي منه لا يمكن الاختلاف فيه. وأما الظني فإن العلماء
(يُتْبَعُ)
(/)
يختلفون فيه لاختلاف ظنون المجتهدين عند نظرهم في المسائل. وقد اختلفوا في الربا في أشياء كثيرة كالتفاح ونحوه. والنورة ونحوها بسبب اختلافهم في إبطال ما ليس بصالح فيقول بعضهم: هذا وصف يصح إبطاله، ويقول الآخر: هو ليس بصالح فيلزم إبطاله كقولهم مثلاً في حصر أوصاف البر الذي هو الأصل مثلاً المحرم فيه الربا إذا أريد قياس الذرة عليه مثلاً، أما أن يكون علة تحريم الربا في البر الكيل أو الطعم أو الاقتيات والادخار أو هماً وغلبة العيش به أو المالية والملكية يقول المالكي غير الاقتيات والادخار باطل، ويدعى أن دليل بطلانه عدم الاطراد الذي هو النقض. ويقول الحنفي والحنبلي غير الكيل من تلك الأوصاف باطل، والكيل هو العلة هي مناط الحكم، ويستدل على ذلك بأحاديث كحديث حيان بن عبيد الله عند الحاكم، وفيه بعد ذكر الستة التي يمنع فيها الربا. وكذلك كل ما يكال أو يوزن وبالحديث الصحيح الذي فيه. وكذلك الميزان كما قدمناه مستوفى في سورة البقرة في الكلام على آية الربا. ويقول الشافعي غير الطعم باطل، والعلة في تحريم الربا في البر الطعم، ويستدل بحديث معمر بن عبد الله عند مسلم «الطعام بالطعام مثلاً بمثل» الحديث كما تقدم إيضاحه أيضاً في البقرة. وهذا النوع من القياس الذي يختلف المجتهدون في العلة فيه هو المعروف عند أهل الأصول بمركب الأصل، وأشار إليه في مراقي السعود بقوله: وإن يكن لعلتين اختلفا تركب الأصل لدي من سلفا
وأشار إلى مركب الوصف بقوله:
مركب الوصف إذا الخصم منع وجود ذا الوصف في الأصل المتبع
والقياس المركب بنوعه المذكورين لا تنهض الحجة به على الخصم خلافاً لبعض الجدليين. وإلى كون رده بالنسبة للخصم المخالف هو المختار. أشار في مراقي السعود بقوله: ورده انتفى وقيل يقبل وفي التقدم خلاف ينقل
والضمير في قوله «ورده» راجع إلى المركب بنوعيه وهذا هو الحق. فلا تنهض الحجة بقول الشافعي إن العلة في تحريم الربا في البر الطعم ـ على الحنفي والحنبلي القائلِينِ إنها الكيل كالعكس وهكذا. أما في حق المجتهد ومقلَّديه فظنه المذكور حجة ناهضة له ولمقلديه. واعلم أن لحصر أوصاف المحل طِرقاً. منها أنْ يكون الحصر عقلياً كما قدمنا في آية {أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ?لْخَـ?لِقُونَ}. وكقولك: إما أنْ يكون النَّبي صلى الله عليه وسلم عالماً بهذا الأمر الذي تدعو الناس إليه أو غير عالم به: كما يأتي إيضاحه. فأوصاف المحل محصورة في الأمرين المذكورين إذ لا ثالث البتة. أنه لا واسطة بين الشيء ونقيضه كما هو معروف. ومنها أن يدل على الحصر المذكور إجماع. ومثل له بعض الأصوليين بإجبار البكر البالغة على النكاح عند من يقول به. فإن علة الإجبار إما الجهل بالمصالح، وإما البكارة: فإن قال المعترض: أين دليل حصر الأوصاف في الأمرين؟ أجيب ـ بأنه الإجماع على عدم التعليل بغيرهما، فلو ادعى المستدل حصر أوصاف المحل، فقال المعترض: أين دليل الحصر؟ فقال المستدل: بحثتُ بحثاً تاماً عن أوصاف المحل فلم أجد غير ما ذكرت، أو قال: الأصل عدم غير ما ذكرت، فالصحيح أن هذا يكفيه في إثبات الحصر. فإن قال المعترض: أنا أعلم وصفاً زائداً لم تذكره. قيل له: بينه، فإن لم يبينه سقط اعتراضه. وإن بيَّن وصفاً زائداً على الأوصاف التي ذكرهما المستدل بطل حصر المستدل بمجرد إبداء المعترض الوصفَ الزائد. إلا أن يبين المستدل أنه لا يصلح العلية فيكون إذا وجوده وعدمه سواءً. وقول من قال: إنه لا يكفيه قوله، بحثتُ فلم أجد غير هذا ـ خلاف التحقيق. وأشار في مراقي السعود إلى هذا المسلك من مسالك العلة بقوله: والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
معترض الحصر في دفعه يرد بحثت ثم بعد بحثي لم أجد
أو انعقاد ما سواها الأصل وليس في الحصر لظن حظل
وهو قطعي إذا ما نميا للقطع والظني سواه وعيا
حجية الظني عند الأكثر في حق ناظر وفي المناظر
إن يبد وصفاً زائداً معترض وفي به دون البيان الغرض
وقطع ذي السبر إذاً منحتم والأمر في إبطاله منبهم
وقوله في هذه الأبيات «في حق ناظر وفي المناظر» محله ما لم يدع المناظر علة غير اعلته،
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن ادعاها فلا تكون علة أحدهما حجة على الآخر، كما أوضحناه آنفاً، وكما أشار له بقوله المذكور آنفاً «ورده انتفى .. » الخ.
وإذا حصل حصر أوصاف المحل فإبطال غير الصالح منها له طرق معروفة:
(منها) بيان أن الوصف طردي محض، إما بالنسبة إلى جميع الأحكام كالطول والقصر، والبياض والسواد، أو بالنسبة إلى خصوص الحكم المتنازع في ثبوته أو نفيه، كالذكورة والأنوثة بالنسبة إلى باب العتق، فإنه لا فرق في أحكام العتق بين الذكر والأنثى، لأن الذكورة والأنوثة بالنسبة إليه وصفان طرديان. وإن كانا غير طرديين في غير العتق كالإرث والشهادة، والقضاء وولاية النكاح. فإن الذكر في ذلك ليس كالأنثى. ويعرف كون الوصف طردياً (أي لا مدخل له في التعليل أصلاً) باستقراء موارد الشرع ومصادره، إما مطلقاً، وإما في بعض الأبواب دون بعضها كما قدمناه آنفاً.
ومثال إبطال الطردي في جميع الأحكام ـ ما جاء في بعض روايات الحديث في المجامع في رمضان. فإن في بعض الروايات أنه أعرابي. وفي بعضها أنهُ جاء ينتف شعره ويضرب صدره. والقاعدة المقَرَّرة في الأصول: أن المثال لا يعترض. لأن المراد منه بيان القاعدة. ويكفي فيه الفرض ومطلق الاحتمال، كما أشار له في مراقي السعود بقوله:
والشأن لا يعترض المثال إذ قد كفى الغرض والاحتمال
فإذا عرفت ذلك فاعلم: أن كونه أعرابياً، وكونه جاء يضرب صدره وينتف شعره من أوصاف المحل في هذا الحكم، وهي أوصاف يجب إبطالها وعدم تعليل وجوب الكفارة بها. لأنها أوصاف طردية لا تحصل من إناطة الحكم بها فائدة أصلاً، فالأعرابي وغيره في ذلك سواء. ومن جاء في سكينة ووقار، ومن جاء يضرب صدره وينتف شعره في ذلك سواء أيضاً. ومثال الإبطال يكون الوصف طردياً في الباب الذي فيه النزاع دون غيرهِ وحديث «من أعتق شركاً له في عبد وكان له مال يبلغ ثمن العبدِ قوم العبد عليه قيمة عدل، فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه العبد .. » الحديث، وهو متفق عليه من حديث ابن عمر، وقد قدمنا في سورة «الإسراء والكهف» فلفظُ العبد الذكر في هذا الحديث وصف طردي. فمن أعتق شركاً له في أمة فكذلك. لأنه عرف من استقراء الشرع أن الذكورة والأنوثة بالنسبة إلى العتق وصفان طرديان لا تناط بهما أحكام العتق، وإن كانت الذكورة والأنوثة غير طرديين في غير العتق كالميراث والشهادة كما تقدم. والوصف الطردي في اصطلاح أهل الأصول: هو ما عُلمَ من الشرع إلغاؤه وعدم اعتباره، لأنه ليس في إناطة الحكم به مصلحة أصلاً فهو خالٍ من المناسبة، ومن طرق الإبطال بعد ثبوت الحصر ألا تظهر للوصف مناسبة. والمناسبة في اصطلاح أهل الأصول: هي كون إناطة الحكم بالوصف تترتب عليها مصلحة فعدم المناسبة المذكورة من طرق إبطاله في مسلك السبر، وإن كان عدم ظهور المناسبة في الوصف لا يبطله في بعض المسالك غير السبر كالإيماء على الأصح والدوران. فالأحوال ثلاثة:
الأول: أن تظهر المناسبة، وظهورها لا بد منه في مسلك السبر ومسلك المناسبة والإخالة. الثاني: ألا تظهر المناسبة ولا عدمها. وهذا يكفي في الدوران والإيماء على الصحيح.
الثالث: أن يظهر عدم المناسبة، فيكون الوصف طردياً كما تقدم قريباً.
ومن طرق الإبطال بعد ثبوت الحصر ـ كون الوصف ملغي وإن كان مناسباً للحكم المتنازع فيه، ويكون الإلغاء باستقلال الوصف المستبقي بالحكم دونه في صورة مجمع عليها. حكاه الفهري. ومثاله ـ قول الشافعي: إن الكيل والاقتيات ونحو ذلك أوصاف ملغاة بالنسبة إلى تحريم الربا في ملء كفٍّ من البُرِّ. لأنه لا يُكال ولا يُقات لقلته. فعلة تحريم الربا فيه الطعم لاستقلال علة الطعم بالحكم دون غيرها من الأوصاف في هذه الصورة،
والقصد مطلق التمثيل، لا مناقشة الأمثلة.
ومن طرق الإبطال بعد ثبوتِ الحصرِ ـ كونُ الوصفِ الذي أبقاهُ المستدل متعدياً من محل الحكمِ إلى غيره، والوصفُ الَّذي يريد المعترض إبقاءَه قاصرٌ على محل الحكم. قال صاحب (الضياء اللامع): وذلك يشبه تعارضَ العلة المتعدية والقاصرة، وهو كما قال، ومثاله: أختلاف الأئّمة رحمهم الله في علة الكفارة في الإفطار عمداً في نهار رمضان. فبعضهم يقول: العلة في ذلك خصوص الجماع. وبعضهم يقول: العلة في ذلك انتهاك حرمةِ رمضان. فكونُ الوصفِ المعلل به في هذا الحكم الجماع يقتضي عدم التعدي عن محل الحكم إلى غيره، فلا تكون كفارة إلا في
(يُتْبَعُ)
(/)
الجماع خاصة. وكونه في هذا الحكمِ انتهاكُ حرمةِ رمضان يقضِي التعدي في محل الحكم إلى غيره، فتلزم الكفارة في الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان بجامع انتهاك حرمة رمضان في الجميع من جِمَاعٍ وأكلٍ وشُربٍ، فيترجح هذا الوصف بكونه متعدياً على الآخر لقصوره على حمل الحكم وقصدنا التمثيل لا مناقشة الأمثلة، ولا ينافي ما ذكرنا أن يأتي من يقول: العلة الجِمَاع بمرجحات أخر لعلته، وأشار في مراقي السعود إلى طرق الإبطال المذكورة بقوله:
أبطل لما طردا يرى ويبطل غير مناسب له المنخرل
كذلك بالإلغا وإن قد ناسيا ويتعدى وصفه الذي اجتبى
هذا هو حاصل كلام أهل الأصول في المقصود عندهم بهذا الدليل الذي هو السبر والتقسيم.
المسألة الرابعة
اعلم أن المقصود من هذا الدليل المذكور عند المنطقيين يخالف المقصود منه عند الأصوليين والجدليين. فالتقسم عند المنطقيين لا يكون إلا في الأوصاف التي بينها تنافٍ وتنافر، وهذا التقسيم هو المعبَّر عنه عندهم بالشرطي المنفصل. ومقصودهم من ذكر تلك الأوصاف المتنافية هو أنْ يستدلوا بوجود بعضها على عدم بعضها، وبعدمه على وجوده، وهذا هو المعبر عنه عندهم (بالاستثناء في الشرطي المنفصل) وحرف الاستثناء عندهم هو «لكن» والتنافي المذكور بين الأوصاف المذكورة يحصره العقل في ثلاثة أقسام:
لأنه إما أن يكون في الوجود والعدم معاً، أو الوجود فقط، أو العدم فقط، ولا رابع البتة.
فإن كان في الوجود والعدم معاً فهي عندهم الشرطية المنفصلة المعروفة بالحقيقية، وهي مانعة الجميع والخلو معاً، ولا تتركب إلا من النقيضين، أو من الشيء ومساوي نقيضيه. وضابطها أن طرفيها لا يجتمعان معاً ولا يرتفعان معاً. بل لا بد من وجود أحدهما وعدم الآخر، وعدم اجتماعها لما بينهما من المنافرة والعناد في الوجود، وعدم ارتفاعهما لما بينهما من المنافرة والعناد في العدم، وضروبها الأربعة منتجة، كما لو قلت: العدد إما زوج وإما فرد. فلو قلت: لكنه زوج أنتج فهو غير فرد. ولو قلت: لكنه فرد أنتج فهو غير زوج. ولو قلت: ولكنه غير زوج أنتج فهو فرد. ولو قلت: لكنه غير فرد أنتج فهو زوج. وضابط قياسها أنه يرجع إلى الاستدلال بعدم النقيض، أو مساويه على وجود النقيض، أو مساويه كعكسه.
وإن كان التنافر والعناد بين طرفيها في الوجود فقط ـ فهي مانعة الجمع المجوزة للخلو، ولا يلزم فيها حصر الأوصاف، ولا تتركب إلا من قضية وأخص من نقيضها، وضابطها: أن طرفيها لا يجتمعان لما بينهما من المنافرة والعناد في الوجود، ولا مانع من ارتفاعهما لعدم العناد والمنافرة بينهما في العدم، ومانعة الجمع المذكورة ينتج من قياسها ضربان، ويعقم منه ضربان. ومثالها قولك: الجسم إما أبيض، وإما أسود، فإن استثناء عين كل واحد من الطرفين ينتج نقيض الآخر.
بخلاف استثناء نقيض أحدهما فلا ينتج شيئاً. فلو قلت: الجسم إما أبيض، وإما أسود لكنه أبيض، أنتج فهو غير أسود. وإن قلت: لكنه أسود أنتج فهو غير أبيض. بخلاف ما لو قلت: لكنه غير أبيض فلا ينتج كونه أسود. لأن غير الأبيض صادق بالأسود وغيره. وكذلك لو قلت: لكنه غير أسود فلا ينتج كونه أبيض لصدق غير الأسود بالأبيض وغيره، فلا مانع من انتفاء الطرفين وكون جسم غير أبيض وغير أسود. لأن مانعة الجميع تجوز الخلو من الطرفين بأن يكونا معدومين معاً. وإنما جاز فيها الخلو من الطرفين معاً لواحد من سببين.
الأول ـ وجود واسطة أخرى غير طرفي القضية المذكورة. فقولنا في المثال السابق: الجسم إما أبيض، وإما أسود يجوز فيه الخلو عن البياض والسواد لوجود واسطة أخرى من الألوان غير السواد والبياض. كالحمرة والصفرة مثلاً. فالجسم الأحمر مثلاً غير أبيض ولا أسود.
السبب الثاني ـ ارتفاع المحل، كقولك: الجسم إما متحرك، وإما ساكن، فإنه إن انعدم بعض الأجسام التي كانت موجودة ورجع إلى العدم بعد الوجود فإنه يرتفع عنه كل من طرفي القضية المذكورة، فلا يقال للمعدوم: هو ساكن ولا متحرك، لأن المعدوم ليس بشيء، بدليل قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً}، وقوله: {أَوَلاَ يَذْكُرُ إلإِنْسَـ?نُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان العناد والمنافرة بين طرفيها في العدم فقط ـ فهي مانعة الخلو المجوزة للجمع. وهي عكس التي ذكرنا قبلها تصوراً وإنتاجاً، ولا تتركب إلا من قضية وأعم من نقيضها. وضابطها ـ أن طرفيها لا يرتفعان لما بينهما من المنافرة والعناد في العدم، ولا مانع من اجتماعهما لعدم المنافرة والعناد بينهما في الوجود. ومثالها: الجسم إما غير أبيض، وإما غير أسود، فإن هذا المثال قد يجتمع فيه الطرفان فلا مانع من وجود جسم موصوف بأنه غير أبيض وغير أسود، كالأحمر فإنه غير أبيض وغير أسود، ولكنه لا يمكن بحال وجود جسم خالٍ من طرفي هذه القضية التي مثلنا بها، فيكون خالياً من كونه غير أبيض وغير أسود. لأنك إذا نفيت غير أبيض أثبت أنه أبيض، لأن نفي النفي إثبات. وإذا أثبت أنه أبيض استحال ارتفاع الطرف الثاني الذي هو غير أسود. لأن الأبيض موصوف ضرورة بأنه غير أسود، وهكذا في الطرف الآخر. لأنك إذا نفيت غير أسود أثبت أنه أسود، وإذَا أثبت أنه أسود لزم ضرورة أنه غير أبيض، وهو عين الآخر من طرفي القضية المذكورة، وقياس هذه ينتج منه الضربان العقيمان في قياس التي قبلها، ويعقم منه الضربان المنتجان في قياس التي قبلها. فتبين أن استثناء نقيض كل واحد من الطرفين في قياس هذه الأخيرة ينتج عين الآخر، وأن استثناء عين الواحد منهما لا ينتج شيئاً.
فقولنا في المثال السابق: الجسم إما غير أبيض وإما غير أسود لو قلت فيه لكنه أبيض أنتج، فهو غير أسود. ولو قلت: لكنه أسود أنتج فهو غير أبيض، بخلاف ما لو قلت: لكنه غير أبيض فلا ينتج نفي الطرَف الآخر ولا وجوده، لأن غير الأبيض يجوز أن يكون أسود، ويجوز أن يكون غير أسود بل أحمر أو أصفر. وكذلك لو قلت: لكنه غير أسود لم يلزم منه نفي الطرف الآخر ولا إثباته، لأن غير الأسود يجوز أن يكون أبيض وغير أبيض لكونه أحمر مثلاً ـ هذه خلاصة موجزة عن هذا الدليل المذكور في نظر المنطقيين.
المسألة الخامسة
اعلم أن لهذا الدليل آثاراً تاريخية، وسنذكر هنا إن شاء الله بعضها.
فمن ذلك ـ أن هذا الدليل العظيم جاء في التاريخ: أنه أول سبب لضعف المحنة العظمى على المسلمين في عقائدهم بالقول يخلق القرآن العظيم. وذلك أن محنة القول بخلق القرآن نشأن في أيام المأمون، واستفحلت جداً في أيام المعتصم، واستمرت على ذلك في أيام الواثق. وهي في جميع ذلك التاريخ قائمة على ساق وقدم.
ومعلوم ما وقع فيها من قتل بعض أهل العلم الأفاضل وتعذيبهم، واضطرار بعضهم إلى المداهنة بالقول خوفاً.
ومعلوم ما وقع فيها لسيد المسلمين في زمنه «الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل» تغمده الله برحمته الواسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيراً من الضرب المبرح أيام المعتصم. وقد جاء أن أول مصدر تاريخي لضعف هذه المحنة وكبح جماحها هو هذا الدليل العظيم.
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد في الكلام على ترجمة «أحمد بن أبي دَؤَاد»: أخبرنا محمد بن الفرج بن علي البزار، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي، حدثني محمد بن يوسف الشاشي، حدثني إبراهيم بن منبه قال: سمعت طاهر بن خلف يقول: سمعت محمد بن الواثق الذي يقال له المهتدي بالله يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلاً أحضرنا ذلك المجلس، فأتى بشيخ مخضوب مقيد فقال أبي: ائذنوا لأبي عبد الله وأصحابه (يعني ابن أبي دؤاد) قال: فأدخل الشيخ والواثق في مصلاه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له: لا سلم الله عليك? فقال: يا أمير المؤمنين، بئس ما أدبك مؤدبك? قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} والله ما حييتني بها ولا بأحسن منها. فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم. فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني (يعني ولي السؤال) فقال له: سل: فقال له الشيخ: ما تقول في القرآن؟ فقال مخلوق: فقال: هذا شيء عَلِمه النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون؟ أم شيء لم يعلَموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله شيء لم يعلمه النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون، علمته أنت?؟ قال: فخجل. فقال: أقلني والمسألة بحالها. قال نعم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: ما تقول في القرآن؟ فقال مخلوق. فقال: هذا شيء علمه النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء الراشدون أو لم يعلموه؟ فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه قال:
أفلا وسعك ما وسعهم?؟ قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة واستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شيء لم يعلمه النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا الخلفاء الراشدون علمته أنت? سبحان الله شيء علمه النَّبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم، والخلفاء الراشدون ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟؟ ثم دعا عماراً الحاجب، فأمر أن يرفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار، ويأذن له في الرجوع، وسقط من عينه ابن أبي دؤاد، ولم يمتحن بعد ذلك أحداً. ا هـ منه. وذكر ابن كثير في تاريخه هذه القصة عن الخطيب البغدادي، ولما انتهى من سياقها قال: ذكره الخطيب في تاريخه بإسناد فيه بعض من لا يعرف ا هـ.
ويستأنس لهذه القصة بما ذكره الخطيب وغيره: من أن الواثق تاب من القول بخلق القرآن.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: قال الخطيب: وكان ابن أبي دؤاد استولى على الواثق وحمله على التشديد في المحنة، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن: قال: ويقال إن الواثق رجع عن ذلك قبل موته. فأخبرني عبد الله بن أبي الفتح، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن الحسن، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، حدثني حامد بن العباس، عن رجل عن المهتدي: أن الواثق مات وقد تاب من القول بخلق القرآن.
وعلى كل حال فهذه القصة لم تزل مشهورة عند العلماء، صحيحة الاحتجاج فيها إلقام الخصم الحجر.
وحاصل هذه القصة التي ألقمَ بها هذا الشيخ الذي كان مكبلاً بالقيود يراد قتله أحمد بن أبي دؤاد حجراً، هو هذا الدليل العظيم الذي هو السبر والتقسيم: فكان الشيخ المذكور يقول لابن أبي دؤاد: مقالتك هذه التي تدعو الناس إليها لا تخلو بالتقسيم الصحيح من أحد أمرين: إما أن يكون النَّبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون عالمين بها أو غير عالمين بها ولا واسطة بين العلم وغيره. فلا قسم ثالث البتة. ثم إنه رجع بالسبر الصحيح إلى القسمين المذكورين فبين أن السبر الصحيح يظهر أن أحمد بن أبي دؤاد ليس على كل تقدير من التقديرين.
أما على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان عالماً بها هو وأصحابه، وتركوا الناس ولم يدعوهم إليها ـ فدعوه ابن أبي دؤاد إليها مخالفة لما كان عليه النَّبي وأصحابه من عدم الدعوة لها، وكان يسعه ما وسعهم.
وأما على كون النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه غير عالمين بها فلا يمكن لابن أبي دؤاد أن يدعي أنه عالم بها مع عدم علمهم بها. فظهر ضلاله على كل تقدير، ولذلك سقط من عين الواثق، وترك الواثق لذلك امتحان أهل العلم. فكان هذا الدليل العظيم أول مصدر تاريخي لضعف هذه المحنة الكبرى. حتى أزالها الله بالكلية على يد المتوكل رحمه الله، وفي هذا منقبة تاريخية عظيمة لهذا الدليل المذكور.
ومن آثار هذا الدليل التاريخية ـ ما ذكره بعض المؤرخين: من أن عبد الله بن همام السلولي وشى به واشٍ إلى عبيد الله بن زياد. فأدخل ابن زياد الواشي في محل قريب من مجلسه، ثم نادى ابن همام السلولي وقال له: ما حملك على أن تقول في كذا وكذا .. !؟ فقال السلولي: أصلح الله الأمير? والله ما قلت شيئاً من ذلك?! فأخرج ابن زياد الواشي، وقال: هذا أخبرني أنك قلت ذلك. فسكت ابن همام هنيهة ثم قال مخاطباً للواشي: وأنت امرؤ ائتمنتك خاليا فخنت وإما قلت قولان بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا بمنزلة بين الخيانة والإثمِ
فقال ابن زياد: صدقت? وطرد الواشي. وحاصل هذين البيتين الَّذين طرد بهما ابن زياد الواشي ولم يتعرض للسلولي بسوء بسببهما ـ هو هذا الدليل العظيم المذكور. فكأنه يقول له: لا يخلو قولك هذا من أحد أمرين: إما أن أكون ائتمنتك على سرٍّ فأفشيته. وإما أن تكون قلته علي كذباً. ثم رجع بالسبر إلى القسمين المذكورين فبين أن الواشي مرتكب ما لا ينبغي على كل تقدير من التقديرين، لأنه إذا كان ائتمنه على سر فأفشاه فهو خائن له، وإن كان قال عليه ذلك كذِباً وافتراءً فالأمر واضح.
المسألة السادسة
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلم أن بين الدليل التاريخي العظيم يوضح غاية الإيضاح موقف المسلمين الطبيعي من الحضارة الغربية. وبذلك الإيضاح التام يتميز النافع من الضار، والحسن من القبيح، والحق من الباطل. وذلك أن الاستقراء التام القطعي دل على أن الحضارة الغربية المذكورة تشتمل على نافع وضار: أما النافع منها ـ فهو من الناحية المادية وتقدمها في جميع الميادين المادية أوضح من أن أبينه. وما تضمنته من المنافع للإنسان أعظم مما كان يدخل تحت التصور، فقد خدمت الإنسان خدمات هائلة من حيث إنه جسد حيواني. وأما الضار منها ـ فهو إهمالها بالكلية للناحية التي هي رأس كل خير، ولا خير البتة في الدنيا بدونها، وهي التربية الروحية للإنسان وتهذيب أخلاقه. وذلك لا يكون إلا بنور الوحي السَّماوي الذي يوضح للإنسان طريق السعادة، ويرسم له الخطط الحكمية في كل ميادين الحياة الدنيا والآخرة، ويجعله على صلة بربه في كل أوقاته.
فالحضارة العربية غنية بأنواع المنافع من الناحية الأولى، مفلسة إفلاساً كلياً من الناحية الثانية.
ومعلوم أن طغيان المادة على الروح يهدد العالم أجمع بخطر داهمٍ، وهلاك مستأصل، كما هو مشاهد الآن. وحل مشكلته لا يمكن البتة إلا بالاستضاءة بنور الوحي السماوي الذي هو تشريع خالق السمو?ات والأرض، لأن من أطغته المادة حتى تمرد على خالقه ورازقه لا يفلح أبداً.
والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حصراً عقلياً لا شك فيه:
الأول ترك الحضارة المذكورة نافعها وضارها.
الثاني أخذها كلها وضارها ونافعها.
الثالث أخذ ضارها وترك نافعها.
الرابع أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلة بلا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك.
أما الثلاثة الباطلة: فالأول منها تركها كلها، ووجه بطلانه واضح، لأن عدم الاشتغال بالتقدم المادي يؤدي إلى الضعف الدائم، والتواكل والتكاسل، ويخالف الأمر السماوي في قوله جل وعلا: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ?سْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأَذى حتَّى يراق على جوانبهِ اطدم
القسم الثاني من الأقسام الباطلة ـ أخذها، لأن ما فيها من الانحطاط الخلقي وضياع الروحية والمثل العليا للإنسانية ـ أوضح من أن أبينه. ويكفي في ذلك ما فيها من التمرد على نظام السماء، وعدم طاعة خالق هذا الكون جل وعلا {ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ?للَّهِ تَفْتَرُونَ}. {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ?لدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ?للَّهُ}. والقسم الثَّالث من الأقسام الباطلة ـ هو أخذ الضار وترك النافع، ولا شك أن هذا لا يفعله من له أقل تمييز. فتعينت صحة القسم الرابع بالتقسيم والسبر الصحيح، وهو أخذ النافع وترك الضار.
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل، فقد انتفع بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، مع أن ذلك خطة عسكرية كانت للفرس، أخبره بها سلمان فأخذ بها. ولم يمنعه من ذلك أن أصلها للكفار. وقد هم صلى الله عليه وسلم بأن يمنع وطء النساء المراضع خوفاً على أولادهن، لأن العرب كانوا يظنون أن الغيلة (وهي وطء المرضع) تضعف ولدها وتضره، ومن ذلك قول الشاعر: فوارس لم يغالوا في رضاع فتتبوا في أكفهم السيوف
فأخبرته صلى الله عليه وسلم فارس والروم بأنهم يفعلون ذلك ولا يضر أولادهم، فأخذ صلى الله عليه وسلم منهم تلك الخطة الطبية، ولم يمنعه من ذلك أن أصلها من الكفار.
وقد انتفع صلى الله عليه وسلم بدلالة ابن الأُريقط الدؤلي له في سفر الهجرة على الطريق، مع أنه كافر.
فاتضح من هذا الدليل أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية ـ هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية، ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا فتصلح لهم الدنيا والآخرة. والمؤسف? أن أغلبهم يعكسون القضية، فيأخذون منها الانحطاط الخلقي، والانسلاخ من الدين، والتباعد من طاعة خالق الكون، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي. فخسروا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. وما أحسن الدين والدنيا إذا جتمعا وأَقبح الكفر والإفلاس بالرجل
وقد قدمنا طرفاً نافعاً في كون الدين لا ينافي التقدم المادي في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى:
إِنَّ هَـ?ذَا ?لْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ} فأغنى ذلك عن إعادته هنا. وقد عرف في تاريخ النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ أنهم كانوا يسعون في التقدم في جميع الميادين مع المحافظة على طاعة خالق السمو?ات والأرض جل وعلا.) انتهى من أضواء البيان.
ـ[سعيد بن متعب]ــــــــ[13 Nov 2003, 07:01 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ محمد إضافة كلام الشيخ محمد الشنقيطي، ولم أتمكن من إضافته هنا لعدم وجود البرنامج اللازم لإنزاله، ولانشغالي عن الكتابة اليدوية0
أسأل الله أن يعظم لكم المثوبة ويجزل لكم الأجر، وأكرر الشكر لكم - القائمين على هذا الموقع أنت والشيخ عبدالرحمن الشهري والدكتور مساعد والشيخ البريدي، وسائر الإخوة الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[13 Nov 2003, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الله اولا؛ على منه وكرمه بكل نعمة أنعم بها علينا في قديم أوحديث؛ ثم أثني بالشكر لكل من ساهم أو تفاعل واثرى هذا الموضوع ولو فقط بالدخول إليه وقراءته.
وانني ابتعدت عن الملتقى فترة ليست والله بالسهلة؛ وعن الشبكة عموما لظروف ألمت بي جعلتني لا أجد للحاسب ولا الجلوس عنده أي وقت يذكر؛ ثم منّ الله عليّ بتوفر الوقت ولم أبدأ والله بأي موقع بعد بريدي الإلكتروني الا بملتقى أهل التفسير لشوقي لرؤية ما هو الجديد بين دفات هذا الملتقى المبارك؛ وإذا بي أتفاجأ بان موضوع السبر والتقسيم في الصفحة الأولى فعرفت أن الموضوع قد نال اهتمام البعض؛ وعندما دخلت على صلب الموضوع رأيت عجبا مما قد أضيف إليه وكاد هذا الموضوع أن يصبح بحثا مستقلا شبه متكامل علىحد ظني؛ وقد لا يحتاج الى إلا إستكمال بعض جوانبه التي تخفى علينا.
وأخيرا أشكر الجميع؛ ونطمع في المزيد مع مراعاة (أن كل ما قل ودل؛ خير مما كثر وألهى)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛؛؛؛؛؛
حرر في يوم الخميس الموافق: 18/ 9 / 1424 هـ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Nov 2003, 09:28 م]ـ
حياك الله أخي الكريم عبدالله، وعوداً حميداً.
وأرجو أن يكون سبب انشغالك خيراً.
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[10 Apr 2009, 09:17 م]ـ
شكر الله لكل من أسهم في إثراء هذا البحث و أثمر الله الخير على أياديكم ولا عدمنا برها و أعاننا الله على شكرها و أسأله كما يسر السبر و التقسم أن ييسر أنوار الربيع في أنواع البديع و إلى طلب آخر والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته(/)
الأحاديث والآثار الواردة في أن قراءة آخر الكهف معين على القيام من الليل
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[07 Jun 2003, 06:14 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد أشار عليّ أخونا ومشرفنا الشيخ / أبو مجاهد العبيدي، بمراجعة هذه المسألة، وإشارته أمر، وإنني أشكره بهذه المناسبة على حضوره المتوقد في هذا المنتدى بهذا الكم والكيف من المشاركات والبحوث والفوائد، بحيث إن الوقت يضيق عن متابعتها فضلا عن إعدادها وكتابتها، فأسأل الله أن يبارك في وقته وعلمه وولده.
وأما مايتعلق بالمسألة، فأقول وبالله التوفيق:
ورد في هذه المسألة التي سأل عنها السائل مايلي – حسبما وقفت عليه -:
1 - مارواه إسماعيل بن رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي من فتنة الدجال، ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء ".
وهذا الحديث أخرجه ابن الضريس في (فضائل القرآن) ص160 قال: أخبرنا يزيد بن عبدالعزيز ثنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع فذكره.
وهو بهذا الإسناد ضعيف جدا للعلل الآتية:
أ- ضعف إسماعيل بن رافع كما عليه جمهور الأئمة، بل ذهب النسائي والدارقطني إلى أنه: متروك. انظر: تهذيب الكمال 3/ 85
ب-الانقطاع بين إسماعيل وبين النبي صلى الله عليه وسلم، فإسماعيل بن رافع من الطبقة السابعة وهم كبار أتباع التابعين – حسب اصطلاح الحافظ في التقريب – فيكون الحديث على هذا معضلا حسب اصطلاح المحدثين.
قال الحافظ في النخبة:" والسقط إما أن يكون من مبادئ السند من مصنف أو من آخره بعد التابعى أو غير ذلك، فالأول: المعلق، والثاني: المرسل، والثالث إن كان باثنين فصاعدا مع التوالى فهو: المعضل وإلا فالمنقطع "
فتكون قد سقطت حلقة التابعي والصحابي من السند.
ج - إسماعيل بن عياش الحمصي الشامي، صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، وشيخه في السند إسماعيل بن رافع وهو مدني.
ويزيد بن عبدالعزيز لم يذكر فيمن روى عن إسماعيل بن عياش – كما في تهذيب الكمال – فينظر في حاله.
والحديث عزاه الغافقي في (لمحات الأنوار) 2/ 803 إلى (رغائب القرآن) لأبي مروان عبدالملك بن حبيب السلمي، فمن يعرف هذا الكتاب فليفدنا به.
2 - عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض ولكاتبها من الأجر مثل ذلك ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن قرأ العشر الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء؟ "قالوا: بلى يا رسول الله، قال:" سورة أصحاب الكهف ".أخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 5/ 356.
3 - عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له رجل: إني أضمر أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم، فقال: " إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي .. إلى آخر السورة، فإن الله تعالى يوقظك متى شئت من الليل ".ذكر هذا القرطبي 11/ 72 وعزاه إلى الثعلبي.
4 - عن زر بن حبيش – من كبار التابعين 81هـ - قال:"من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقوم من الليل قامها" أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص246 والدارمي رقم (3406) وابن أبي الدنيا في كتاب (التهجد وقيام الليل) ص 370 رقم (318). وفي سنده محمد بن كثير الصنعاني متكلم فيه.
هذا ماتيسر، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2003, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالعزيز على هذه الفوائد النفيسة، والإجابات النافعة. ومثل هذه الفوائد مما يسافر له. وفقك الله ونفع بك.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Jun 2003, 12:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل الباتلي , وأكثر من أمثالك ,
وكم أتمنى أن تلتفت أخي الحبيب إلى جانب الأسانيد والروايات التي يُسأل عنها في الملتقى , لتتكامل الفائدة المرجوة فيه , وليستغني به من وقف عليه , ولك منا جميل الثناء وصالح الدعاء.(/)
قراءة دعوية لآية قرآنية (1)
ـ[محمد صفاء حقي]ــــــــ[09 Jun 2003, 06:36 م]ـ
قراءة دعوية لآية قرآنية (3)
بقلم الدكتور / محمد صفاء حقي
لكل إنسان شرعة وغاية، وقائد وراية، يسعى نحو الغاية خلف الراية، يحرص على الوصول بأقصر موصول، يريد الضمانة خشية الانحراف عن سبيل الهداية، فينحى نحو الغاشية والعين الآنية، حين تنفرج بينه وبين الغاية الزاوية، يومها تزداد الهوة، فيكون المصير السيء نارا حامية، ولأجل تحقيق المراد بسبل الرشاد، أرسل الله إلى العباد أنبياء ورسل ودعاة، عليهم جميعاً أزكى الصلوات والتحيات،فأنزل على الرسل وحياً معجزاً، بأفصح عبارة، وأجمل مقالة، وأمر الأنبياء بتبليغ وحي السماء،ووجه الدعاة لاتباع سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ليتحقق للبشر أسمى غاية،جنان عالية،وعيون جارية، ونمارق مصفوفة، راحة بال وسعادة حال، بينوا المنهج في غاية الوضوح، ووضحوا السبيل بالقول الصريح، وأرشدوا إلى الضمانة كي لا يكون المنزلق والجنوح، ((أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون)) منهج واضح بين،وغاية سامية نبيلة، دعوة للعبادة والطاعة، والاستسلام للرب والانقياد له بصراحة، هو من يعلم ما توسوس به نفسك، وما يضمره صدرك، وما تخون به عينك،فهو من خلقك فأوجدك، ويسر أمرك ورزقك، دعوة واضحة مثل شمس الضحى، اعبدوه فلا تشركوا به شيئاً، وانقادوا له فلا تعترضوا على أمره، هو الرب المستحق للعبادة دون غيره، له من الأفضال عليك الكثير، ومن الخيرات الشيء الجليل، حتى إنك تعجز عن عدها أو شكرها، ناهيك عن ردها أو مثلها، فكن كما أمرك، وقد أمرك باتباع أنبيائه، ونهج مسلك أتباعه، فإياك أن تضل عنهم، أو أن تسلك مسلك غيرهم، فتضيع خلف الأهواء، وتنجرف مع الشهوات، اتبعهم واقتدي بهم، وانهج خطهم، وستنجو بهذا الاتباع بفضل الله ورحمته، وتوفيقه ومنته،إنهم الصلة بينك وبين ربك، وهم المؤيدون بالوحي دون غيرهم، باتباعهم الخلاص والنجاة، وبمخالفتهم تكون مع أهل الجحيم وأصحاب الضلالات، لا تبتدع في الدين فتهلك كما أصناف من الأولين والآخرين، فكل بدعة في الدين ضلالة، وصاحب كل ضلالة في النار صائر، إلا أن يعفوا أو يصفح الرب الرحيم،فيجعلك في الناجين، وحتى تتيقن السلامة وعدم الانحراف، وتطمئن للنجاة وعدم الهلاك عليك بالتزام التقوى، فتلك الضمانة الأكيدة، التقوى حين تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، فتعمل بالتنزيل، وتستعد ليوم الرحيل، أن تجعل من الله عليك رقيباً، في سرك وعلانيتك، وفي خلوتك عليك أن تعلم أن الله يراك، فتستحي منه وتخشى أن تعصيه أو أن لا تطيعه، وتعلم أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور،وفي الجهر بالذنب عليك أن تعلم أن الصغيرة تحسب عليك كبيرة،الزم التقوى كي يمنحك ربك فرقاناً ((إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً)) فتميز بين الحق والباطل، وبين الصحيح والسقيم،والمعوج والقويم، حاسة يمنحها ربك لك أنت أيها المتقي دون غيرك، فاحرص يا هداني الله وإياك على الغاية والنهج القويم، واحرص يا أصلحني الله وإياك على اتباع الأنبياء والمرسلين وعدم الابتداع في الدين، واحرص يا وفقني الله وإياك على التقوى والضمانة كي لا تنحرف جهة الضالين المضلين الهالكين.(/)
سؤال عن معنى بيت من الشعر
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[09 Jun 2003, 10:13 م]ـ
أورد ابن كثير عند تفسيره لقوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله ... } (غافر: 7) الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَ أُمَيَّةَ فِي شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ فَقَالَ:
رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ ... وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ.
قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد، وهو يقتضي أن حملة العرش اليوم أربعة. أ. هـ
والسؤال: كيف يدل هذا البيت على أن حملة العرش أربعة؟
ارجو توثيق المعلومة لكل من يورد جواباً على هذا السؤال.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Jun 2003, 12:03 ص]ـ
بسم الله
أخي أحمد
علق الدكتور البنا على هذا البيت الذي أورده الحافظ ابن كثير بقوله:
(البيت في خزانة الأدب 1/ 248، ويقول البغدادي عن محمد بن حبيب: " يقال: إن حملة العرش ثمانية:رَجُل، وثور، ونسر، وأسد ... " ثم يقول ابن حبيب: " وبلغني لكل ملك منهم أربعة وجوه: وجه رجل، ووجه ثور، ووجه أسد، ووجه نسر.) انتهى من تفسير ابن كثير بتحقيق الدكتور محمد إبراهيم البنا 7/ 3066 حاشية رقم 2.
ولا بد لمعرفة الشرح الصحيح لهذا الحديث من الرجوع إلى شروح كتب السنة التي ورد فيها هذا الحديث، وهو في المسند وغيره.
قال البيهقي في كتابه الأسماء والصفات بعد أن أورد هذا الحديث في باب ما جاء في القدم والرجل: (فهذا حديث يتفرد به محمد بن اسحاق بن يسار بإسناده هذا، وإنما أريد به ما جاء في حديث آخر عن ابن عباس أن الكرسي يحماه أربعة من الملائكة، ملك في صورة رجل، وملك في صورة أسد، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر. فكأنه إن صح بيّن أن الملك الذي في صورة رجل والملك الذي في صورة ثور يحملان من الكرسي موضع الرجل اليمنى، والملك الذي في صورة النسر والذي في صورة الأسد وهو الليث يحملان من الكرسي موضع الرجل الأخرى، أن لو كان الذي عليه ذا رجلين.) انتهى 2/ 207 - 208 بتحقيق عبدالله الحاشدي
وقد صحح المحقق الحديث.(/)
برامج الحاسب الآلي هل تغني عن اقتناء الكتب؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Jun 2003, 01:10 ص]ـ
هذا الموضوع مطروح للنقاش.
وصورته:
أن كثيراً من الباحثين يكتفي بأخذ المعلومة من برامج الحاسب دون الرجوع للمصادر الأصلية.
وذلك لأسباب، منها:
1 - أنه يصعب عليه اقتناء جميع الكتب التي يحتاج إليها في بحثة وذلك لكثرتها وارتفاع تكلفتها.
2 - سرعة وسهولة الوصول للمعلومة.
3 - الوقوف على عدد أكبر من المصادر للمادة التي يبحث عنها، خاصة في تخريج الأحاديث، والتراجم.
4 - وغير ذلك من الأسباب.
فهل هذه الطريقة صحيحة؟ وهل تغني هذه البرامج عن الرجوع للمصادر الأصلية؟
وهل ينتقد الباحث على هذه الطريقة؟
اطرح هذا الموضوع للأخوة أعضاء الملتقى لنتعرف على وجهات نظرهم حيال هذه القضية، وبيان سلبيات وإيجابيات الاعتماد على برامج الحاسب دون الرجوع للمصادر الأصلية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2003, 01:25 ص]ـ
أخي العزيز أحمد القصير وفقه الله ونفع به
أنت تسأل عن رأي كل منا في هذا الأمر، والذي أراه في هذا الأمر هو أن .. كل الشموع مهما كانت مضيئة لا تغني عن ضوء الشمس! ولا يستغني طالب العلم عن الرجوع للكتاب الأصلي وتقليبه والتحقق من المعلومة فيه.
وأما برامج الحاسب الآلي فينتفع بها في البحث السريع كما تفضلتم في مقال لكم – وفقكم الله - شرحتم فيه أهم ما يحتاجه طالب العلم من برامج الحاسب الآلي، وينتفع بها في معرفة المصادر، والتحقق من شمولية البحث الذي بحثه الباحث، ثم هو بعد ذلك يعود للكتب الأصلية. وإن كانت هذه الطريقة قد أفقدت كثيراً من طلاب العلم لذة الوصول إلى المعلومة، وما يلقى الطالب في طريقه من الفوائد والمسائل. وكم مرة بحثت عن مسألة، فلقيت في طريقي مسألة ذهبت بي بعيداً عن الطريق فقعدت تحت ظلها ونسيت المسألة الأصلية. وهذا لا تجده في أقراص الليزر (المفترة!!).
والسبب في ذلك أمور:
الأول: أن البرامج ليست على درجة واحدة في الدقة والتثبت في الإحالة، وأدقها برنامج (جامع الفقه الإسلامي) لا تستطيع أن تعتمد عليه في الإحالة بالجزء والصفحة مع ما بذلوا وفقهم الله. ولا زالت صناعة البرامج العربية تشكو من إعواز شديد، وإن كان هناك بوادر صحوة برمجية للشركات الإسلامية يسر الله اكتمالها.
الثاني: أن برامج الحاسب الآلي كما تعلم كثيرة الأعطال، سريعة التلف، فهي تخذلك أحوج ما تكون إليها، أما الكتاب فأمره كما تعلم.
الثالث: أن الاكتفاء بالبرامج لا يصنع طالب علم، مع كثرة ما ينتج من البرامج المعينة على تحفيظ القرآن وترتيله، إلا أن لأخذ العلم طرقاً أصلية لا يستغنى عنها، وأما الحاسب الآلي فهو من المكملات والمتممات لذلك.
الرابع: أما طالب العلم إذا كان لا يملك من المال ما يمكنه من شراء المراجع، ففي رأي يمكنه الاستعانة بالبرامج والموسوعات الحاسوبية في الإحالة على المصادر الأصلية، ثم يعود هو بعد ذلك إلى الكتب - ولا بد - في المكتبات العامة وهي متيسرة في أغلب البلاد.
والخلاصة أن إعطاء كل شيء ما يستحقه هو السبيل القويم، فلا إفراط ولا تفريط. فهذه البرامج قد سهلت الطريق إلى العلم، ولكنها لا تصنع طالب علم متمكن. لأن ما يأتي بسهولة يذهب كذلك، والعكس صحيح.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jun 2003, 05:21 م]ـ
الأخ الفاضل أحمد القصير
أشعر بأن جواب سؤالك مبطَّنٌ فيه، وهو أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتب ببرامج الحاسب الآلي مطلقًا.
لكن لو كان طرح المسألة بصورة أخرى، وهي: كيف يستفيد طالب العلم من الأقراص المدمجة؟
أرى أن ذلك أسلم.
ومن المعلوم أن من أهم فوائد هذه الأقراص:
1 ـ جمع المعلومة من مصادر شتى، ومظانٍ لا تخطر على ذهن الباحث.
2 ـ سرعة الوصول إلى المعلومة.
ولا يخفى ما طرحه الأخ عبد الرحمن من وجود مشكلات كثيرة في هذه الأقراص إلا ما ندر.
ولكم تحياتي، والسلام.(/)
هل معنى (بعوضة فما فوقها) أن هناك حشرة أخرى فوق ظهر البعوضة؟ أرجو الإفادة.
ـ[ام محمد]ــــــــ[10 Jun 2003, 05:21 ص]ـ
ارجو ان تقبلوني ضيفه معاكم
قد يستحي الانسان احيانا ان يسأل
لأن هناك من يسخر انك لاتعرف الاجابه!!
وقد لا يجد من هو اجدر بالاجابه عليه افيدونا يا اهل الذكر
سمعت في احدى القنوات الفضائيه امرأه تقول ان ما فوق البعوضه حشره ايضا اخرى
قد لا ترى بالعين المجرده وهي تشرح عن البعوضه واستدلت بهذه الايه هل هي على حق
ان هناك حشره اخرى
ام ماذا يقصد القران بكلماه ما فوقها؟؟؟
ـ[جمالالسلفيتي]ــــــــ[10 Jun 2003, 10:31 ص]ـ
نعم ايتها الاخت الكريمة
ما تقوله الاخت عن البعوضة ومافوقها صحيح ان شاء وهذا شئ بسيط من عظمه خالقنا عزوجل وعظيم بالنسبة لنا.
بارك الله فيك
ـ[جمالالسلفيتي]ــــــــ[10 Jun 2003, 10:48 ص]ـ
البعوضة هذا المخلوق الضعيف العجيب
سبحان الخالق
قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ) (26) سورة البقرة
البعوضة هذا المخلوق الضعيف العجيب .. الله سبحانه وتعالى عندما ضرب مثلا بعوضة، فهو ليبين للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه00 عظيم في خلقه.
* إليكم هذه المعلومات عنها:
1. هي أنثى
2. لها مائة عين في رأسها
3. لها في فمها 48 سن
4. لها ثلاث قلوب في جوفها بكل أقسامها
5. لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل واحدة وظيفتها
6. لها ثلاث أجنحة في كل طرف
7. مزودة بجهاز حراري يعمل مثل نظام الأشعة تحت الحمراء
وظيفته: يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمة إلى لون بنفسجي
حتى تراه.
8. مزودة بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز إبرتها دون
أن يحس الإنسان وما يحس به كالقرصة هو نتيجة مص الدم ..
9. مزودة بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء.
10. مزودة بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا.
11. مزودة بجهاز للشم تستطيع من خلاله شم رائحة عرق الإنسان من مسافة تصل الى (60) كم.
12. واغرب ما في هذا كله أن العلم الحديث اكتشف أن فوق ظهر البعوضة
تعيش حشرة صغيرة جداً لا تُرى الا بالعين المجهرية وهذا مصداق لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا .. )
يا مَنْ يرى مدَّ البعوضِ جناحها ***** في ظلمةِ الليلِ البهيمِ الأليلِ
ويرى مَناطَ عُروقِها في نحرِها ***** والمُخَّ في تلكَ العِظامِ النُّحَّلِ
أُمنُنْ عَلَيَّ بتوبةٍ تمحو بها ***** ما كان مني في الزمانِ الأوَّلِ
فسبحان الله!!!
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[10 Jun 2003, 03:32 م]ـ
قوله تعالى: {فما فوقها} في معناها احتمالان:
الاحتمال الأول: أن معنى {فما فوقها} فما دونها في الصغر والحقارة، ويؤيد هذا القول حديث: «لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء» أخرجه الترمذي.
الاحتمال الثاني: أن معنى {فما فوقها} ما هو أكبر منها، ويكون المراد ما هو أعظم منها في الجثة، ويؤيد هذا القول ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة».
والخلاصة أن الآية تحتمل معنيين:
1 - فما فوقها في الصغر.
2 - فما فوقها في الكبر.
وكلا الاحتمالين صحيح كما قال المفسرون.
وليس في الآية ما يفيد أن البعوضة أصغر المخلوقات، وأن ليس هناك ما هو أصغر منها، غاية ما في الآية أن الله تعالى بين أنه لا يستحيي ولا يخشى أن يضرب مثلاً ما، أي مثل كان، بأي شيء كان، صغيراً كان أو كبيراً، ومن هذه الأشياء البعوضة، والله تعالى أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Jun 2003, 05:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
كنت قد اطلعت على السؤال، ولم أفهم المقصود منه حتى كلَّمني أحد الفضلاء يسأل عن اكتشاف حشرة تكون فوق جسم البعوضة، هي أصغر منها، وأن تكون هذه الحشرة هي المقصودة بأنها فوق البعوضة؛ أي فوقية مكانية.
فلما سألني تذكرت هذا السؤال الوارد في الملتقى، وقد كفاني الأخ أحمد القصير التفصيل في المراد بالفوقية، وما قاله هو التحقيق في المعنى المراد بالفوقية، والاختلاف إنما هو من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، فلا يقال إنَّ بين المعنيين تضادًّا، فهذا يذهب إلى الصِّغر، وذاك يذهب إلى الكِبر، لانفكاك الجهة في المراد بالكبير والصغير، إذ ليس واحدًا بعينه فيقع التضاد.
لكن لو رجَّح مرجح أحد المعنيين بدلائله المذكور فإن في الأمر سَعَةً أيضًا، إذ اختلاف التنوع يدخله ترجيح الأولى، وليس فيه ردٌّ مطلق للقول الآخر.
ويبقى القول: هل يراد بالآية هذه الحشرة التي تكون فوق البعوضة، ويكون هذا مما يسمى بـ (الإعجاز العلمي)؟
والجواب عن هذا أن يقال:
إن كان المراد قصر المعنى على هذه الحشرة دةن غيرها ففيه نظر من جهتين:
الأول: أنَّ هذا لا يتوافق مع نظم الآية العربي؛ لأنه لو كان المراد الفوقية المكانية لقيل: ((وما فوقها))، ولو كان النظم هكذا لاحتمل الفوقية المكانية وغيرها. أما نص الآية على نظمها فلا يحتمل الفوقية المكانية، والله أعلم.
الثاني: أن قصر المراد بالفوقية على هذه الحشرة التي لم يظهر أمرها إلا في هذا العصر ـ لو صحَّ التفسير بها ـ فيه تجهيل للأمة بدأً بالصحابة وختمًا بعلماء هذا العصر، وهو يستلزم أن يكون في القرآن ما لم يُعلم معنها، ولا أُدرك المراد منه إلا في هذا العصر، وذلك أمر باطل بلا ريب.
وقصر الآية على ما ظهر من الاكتشافات الحديثة مزلق وقع فيه بعض من كتب فيما يسمى بـ (الإعجاز العلمي).
لكن لو قيل: إن هذه الحشرة تدخل في عموم قوله ((فما فوقها)) أي في الصِّغَرِ، لجاز، ومن ثَمَّ فليس لهذه الحشرة مزية على غيرها البتة، والله أعلم.
ـ[همس]ــــــــ[12 Jun 2003, 05:46 م]ـ
أنقل لك قول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -في تفسيره سورة البقرة الجزء الأول حيث قال رحمه الله "قوله تعالى "فما فوقها ":هل المراد بما فوق أي فما فوقها في الحقارة، فيكون المعنى أدنى من البعوضة أو فما فوقها في الأرتفاع فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة؟ فأيهما أعلى خلقه: الذباب أو البعوضة؟ الجواب: الذباب أكبر وأقوى لاشك لكن مع ذلك قد يكون معنى الأية فما فوقها أي فما دونها لأن الفوقية تكون للأدنى وللأعلى كما أن الوراء تكون للأمام وللخلف كما في قوله تعالى "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً " أي كان أمامهم " ا. ه(/)
ما رأيكم في كتاب المصاحف لسجستاني؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[10 Jun 2003, 05:58 ص]ـ
السلام عليكم يا إخوان
هل منكم من عنده نبذة عن كتاب المصاحف لأبي بكر السجستاني؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Jun 2003, 01:35 م]ـ
الأخ أحمد حفظه الله، السلام عليكم ورحمة الله ةبركاته، اما بعد:
فقد طُبِعَ الكتاب مؤخَّرًا عن أصل رسالة علمية في جامعة أم القرى، نال بها الباحث درجة الدكتوراه.
ومحقق الكتاب هو محب الدين عبد السبحان واعظ، وقد ذكر في الفصل الخامس من مقدمته (قيمة الكتاب العلمية).
وفي مقدمة المحقق مناقشة للمستشرق آثر جفري، وقد انتقده في عمله ومنهجه العلمي.
أما الكتاب، فهو كتاب آثارٍ فيما يتعلق بالمصاحف وما يتعلق بها من الرسم والقراءة وغيرها، وهو ثروة في هذا الموضوع، ومرجع مهمُّ، لكنه كغيره لا يخلو من آثارٍ فيها نظر، وقد تتبعها المحقق وبينها، فانظرها عنده مشكورًا.
والكتاب من مطبوعات دار البشائر الإسلامية.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 04:02 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا الجليل وجزاكم الله خيراً
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Jul 2005, 03:40 م]ـ
مع أن خلاصة أقوال علماء الجرح والتعديل تصل إلى نتيجة أن ابن أبي داود صدوق إلا أن قول أبيه فيه وهو أخبر الناس بابنه يورث شكا أيما شك فيما ينفرد به من آثار عجيبة جدا مع صحة إسنادها طبعا بالنسبة لمن فوقه
قال أبو داود ابني كذاب
ـ[موراني]ــــــــ[27 Jul 2005, 04:52 م]ـ
بكامل الاحترام لما جاء أعلاه حول (المصاحف) أودّ أن أذكر التالي:
ذكر ابن النديم في الفهرست , كما لا يخفى ذلك على أحد , تأليف سور القرآن على ترتيب مصحف ابن مسعود
وهناك الترتيب التالي:
سورة الشعراء .............. تليها سورة الصافات
وفي مصحف في صنعاء نجد نفس الترتيب: تنتهي سور الشعراء ويبتديء (على نفس اللوحة , طبعا!) سورة الصافات.
كما هناك أيضا الترتيب من سورة الملك الى سورة نوح. وهذا الترتيب قريب مما ذكره ابن النديم:
سورة الحجرات .... سورة الملك ...... سورة التغابن ........ سورة المنافقون ............ سورة الجمعة ...... سورة الصف ......... سورة الجن ........... سورة نوح ............ سورة المجادلة
كما هناك ترتيب آخر لم يذكره ابن النديم:
سورة الجن ............. سورة الذاريات
وأيضا: سورة الملك ....... سورة المطففين
وذلك في جميع الأحوال ودائما على نفس اللوحة.
فلا شك في أن هذه الظواهر تحتاج الى بحث متواصل ودقيق.
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Jul 2005, 02:58 ص]ـ
دكتور موراني: ما علاقة هذا الذي تذكره - وانتهى منه أهل العلم بحثا وتدقيقا منذ فجر الإسلام - بالسؤال في هذا الرابط؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Jul 2005, 02:47 م]ـ
لم نفهم مرادك يا دكتور موراني؟
فإن كنت تقصد أن لبعض الصحابة مصاحف تختلف في ترتيب السور عن المصحف الإمام الذي كتبه عثمان بن عفان، فقد بين العلماء هذه المسألة وأفاضوا في الكلام عليها، وهي من البيان بوضوح بحيث لا تحتاج إلى توجيه، ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يكتبون لأنفسهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مصاحف خاصة يجتهدون في ترتيبها، فبعضهم يرتبها حسب النزول، والآخر حسب طول السور، وهكذا.
ـ[موراني]ــــــــ[28 Jul 2005, 03:37 م]ـ
أحمد القصير وفقك الله ,
لقد نسخت هذه المصاحف بعد عصر الصحابة وبعد المصحف العثماني بالكثير وهي تلقي ضوء
على وجود مصاحف عدة في أواخر القرن الأول وفي القرن الثاني. كما عني السجستاني بجمع القراءات فأرى أنه لا يجوز تجنب هذه المصاحف في الأبحاث العلمية.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 Jul 2005, 03:39 م]ـ
باب ترتيب القرآن في مصحف عبد الله بن مسعود
قال الفضل بن شاذان وجدت في مصحف عبد الله بن مسعود تأليف سور القرآن على هذا الترتيب البقرة النساء آل عمران المص الأنعام المائدة يونس براءة النحل هود يوسف بني إسرائيل الأنبياء المؤمنون الشعراء الصافات الأحزاب القصص النور الأنفال مريم العنكبوت الروم يس الفرقان الحج الرعد سبأ المليكة إبراهيم ص الذي كفروا القمر الزمر الحواميم المسبحات حم المؤمن حم الزخرف السجدة الأحقاف الجاثية الدخان إنا فتحنا الحديد سبح الحشر تنزيل السجدة ق الطلاق الحجرات تبارك الذي بيده الملك التغابن المنافقون الجمعة الحواريون قل أوحي إنا أرسلنا نوحاً المجادلة الممتحنة يا أيها النبي لم تحرم الرحمن النجم الذاريات الطور اقتربت الساعة الحاقة إذا وقعت ن والقلم النازعات سأل سائل المدثر المزمل المطففين عبس هل أتى على الإنسان القيامة المرسلات عم يتساءلون إذا الشمس كورت إذا السماء انفطرت هل أتاك حديث الغاشية سبح اسم ربك الأعلى والليل إذا يغشى الفجر البروج انشقت اقرأ باسم ربك لا أقسم بهذا البلد والضحى ألم نشرح لك والسماء والطارق والعاديات أرأيت القارعة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب الشمس وضحاها والتين ويل لكل همزة الفيل لإيلاف قريش التكاثر إنا أنزلناه والعصر إن الإنسان لفي خسر إذا جاء نصر الله إنا أعطيناك الكوثر قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب قل هو الله أحد الله الصمد فذلك مائة سورة وعشر سور وفي رواية أخرى الطور قبل الذاريات قال أبو شاذان قال ابن سيرين وكان عبد الله بن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه ولا فاتحة الكتاب وروى الفضل بإسناده عن الأعمش قال في قوله في قراءة عبد الله حم سق قال محمد بن إسحاق رأيت عدة مصاحف ذكر نساخها أنها مصحف بن مسعود ليس فيها مصحفين متفقين وأكثرها في رق كثير النسخ وقد رأيت مصحفاً قد كتب منذ مائتي سنة فيه فاتحة الكتاب والفضل بن شاذان أحد الأئمة في القرآن والروايات فلذلك ذكرنا ما قاله دون ما شهدناه.
(من كتاب الفهرست لابن النديم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Jul 2005, 04:40 م]ـ
الدكتور موراني وفقه الله للخير
ما مدى الاستفادة من هذه المصاحف في الأبحاث العلمية كما ترونه؟
ـ[الباجي]ــــــــ[28 Jul 2005, 04:52 م]ـ
دكتور موراني: ما علاقة هذا الذي تذكره - وانتهى منه أهل العلم بحثا وتدقيقا منذ فجر الإسلام - بالسؤال في هذا الرابط؟
دكتور موراني: السؤال لا زال قائما، ما علاقة ما تذكره بسؤال الأخ الأزهري في هذا الرابط؟
ـ[موراني]ــــــــ[28 Jul 2005, 05:10 م]ـ
الدكتور مساعد الطيار وفقك الله ,
الى جانب المصحف العثماني عدة مصاحف أخرى يرجع عمرها الى القرن الأول الهجري
عند مقارنة هذه المصاحف قد يتبين لنا اذ كانت هذه المصاحف ترجع الى مصحف واحد أو الى عدة مصاحف
وفي هذه المرحلة يبدو للمتخصصين الذين أقاموا بصنعاء أنه من الأفضل أن نتطلق من مصاحف عدة في وقت واحد وبمختلف ترتيبها.
أما المصحف العثماني فهو ما زال في حكم المفقود وما يقال عنه أنه المصحف العثماني الأصلي فلم تثبت صحة هذه المقولة اذ لم يقم أحد بفحص الرق ولا الحبر ولا الألوان.
يضاف الى ذلك أيضا أنّ في هذه المصاحف من القرن الأول الى القرن الرابع قراءات لم يسجلها المعجم للقراءات القرآنية (الكويت).
للتنبيه: البحث العلمي لا يسعى الى خلق ترتيب جديد للقرآن كما هو بين يدينا اليوم , بل يسعى الى رسم نشأة المصاحف والى تطور الرسوم فيها ومن هنا يعالجها كما يعالج أي مخطوط آخر.
لكل مخطوط , مصحفا كان أو كتابا في الحديث أو في الفقه , تأريخ. وكما قام الدكتور سعد عبد العزيز الراشد بجمع الكتابات الاسلامية من رواوة المدينة المنورة (على سبيل المثال) فما هو المانع للبحث في هذه المصاحف وهي أقرب الى عصر النبوة من غيرها؟ لا يشك أحد في اختلاف ترتيب السور كما أبرز ذلك القدماء. أما الآن فنستطيع اعادة النظر في هذا الموضوع الذي لمسه القدماء بالرجوع الى الأصول.
ـ[موراني]ــــــــ[28 Jul 2005, 05:12 م]ـ
الباجي:
دفعني الى ذكر ذلك ما جاء في المشاركة الرقم 4.
ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[28 Jul 2005, 09:39 م]ـ
الإخوة الأفاضل ...
سبق لي مناقشة موضوع كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني رحمه الله تعالى في أحد منتديات الحوار الديني.
وكان بعنوان: كتاب المصاحف للسجستاني ودعوى تحريف القرآن الكريم
وذلك لما شكلته الروايات الواردة فيه من إشكالات وشبهات وبخاصة في صيانة القرآن الكريم عن التحريف.
وللحق فإن موضوع الكتاب والكاتب ـ غفر الله له ـ من أهم المواضيع المطلوب بحثها ..
ولا أبالغ إن قلت إنه يصل إلى فرض الكفاية لما يحويه بين دفتيه من أصول لشبهات تنال في قدسية القرآن الكريم.
وقد سبق رسالة الدكتوراة القيمة (التي طبعتها وزارة الأوقاف القطرية) وبحثت عنها في الدوحة كثيراً ولم أجد نسخة إلا في مكتبة الجامعة!!!
الناقد المبدع الأستاذ محمد الصادق عرجون بحث بعنوان " اقلام مسمومه يجب ان تحطمها الاقلام المسلمه: المستشرق آرثر جفري يقدم لطبعه كتاب المصاحف لابن ابي داود " نشر في مجلة الوعي الإسلامي 76 ربيع الآخر 1390 مايو 1971 ص67 - 77 و " نقد ودراسه لكتاب المصاحف لابن ابي داود " في ذات المجلة 72 ذي الحجه 1390 يناير 1971 ص 19 - 25 وكذا في العدد 74 صفر 1391 مارس 1971 ص44 - 50
مما جاء في ردي (مع اعتذاري لبعض العبارات الواردة فلكل مقام مقال) ...
===================
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله ..
ذكر أحد الزملاء أن كتاب المصاحف الذي ((رجع إليه)) هو لأبي داود السجستاني:
والمعروف أنه:
أبو داود سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو بن عامر السجستاني. ولد سنة 202 هـ.
وهو من أئمة الحديث المعروفين.
مصنفات أبي داود السجستاني:
1. السنن.
2. المراسيل.
3. المسائل (مسائل فقهية سألها للإمام أحمد).
4. سؤالات الآجري (مسائل في الجرح والتعديل وعلم رجال الحديث سأله إياها أبو عبيد الآجري).
5. الرسالة (رسالته الشهيرة لأهل مكة).
6. تسمية الإخوة الذين روي عنهم الحديث.
7. كتاب الزهد.
8. الرد على أهل القدر.
9. الناسخ والمنسوخ.
10. التفرد.
11. فضائل الأنصار.
12. مسند حديث مالك.
13. دلائل النبوة.
14. الدعاء.
15. ابتداء الوحي.
16. أخبار الخوارج.
17. معرفة الأوقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس بينها كتاب يدعى: المصاحف.
لمن كتاب المصاحف إذن؟
.
.
.
.
.
.
.
.
إن كتاب المصاحف هو لابنه عبد الله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهو أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني. ولد سنة 230 هـ
وهو ضعيف ....
بل اتهمه أبوه بالكذب.
وحكمُهُ على الأحاديث غير مقبول عند المحققين.
وهذا يجعلنا نشكك في صحة الروايات التي انفرد بها، في كتاب المصاحف.
جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 302 " قال السلمي: سألت الدارقطني عن ابن أبي داود، فقال: كثير الخطأ في الكلام في الحديث " وفيه " قال أبو داود: ابني كذاب ".
وانظر: ميزان الاعتدال 2/ 433
والعبر 2/ 164.
و قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ج 4/ 226
" ... علي بن الحسين بن الجنيد يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول ابني عبد الله هذا كذاب.
وكان بن صاعد يقول كفانا ما قال أبوه فيه.
سمعت موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى الأشيب يقول حدثني أبو بكر قال سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول أبو بكر بن أبي داود كذاب ".
والمعروف أن أبا داود من أئمة الجرح والتعديل المعول على تعديلهم وتجريحهم.
وهو ثقة ثبت إمام حجة في الحديث وعلم رجاله.
ومن أعلم بالابن أكثر من الأب؟!!
أرأيتم دقة الضبط والورع عند علماء الحديث.
لم يتورع عن وصف ابنه بما يستحق ...
وقد أخبر البغوي أنه: " كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله فيها عن لفظ لحديث جده. فلما قرأ رقعته قال: أنت عندي والله منسلخ عن العلم ".
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي 10/ 583.
ورغم كل هذا .... اعتمد عليه العديد من الزملاء ... منهم الزميل الراعي
غريب أن تجد في النادي من يصر (رغم أني حلفته بالله وبأعز مقدساته) ويناقش في تحريف القرآن الكريم معتمداً على كتاب قال إنه لأبي داود السجستاني؟؟؟؟؟!!!!
ودافع عن ذلك دفاعاً مستميتاً لعدة أسابيع منذ تاريخ 2/ 9 / 2004م؟؟؟؟!!!!!!!!
وهذا فيه قدر كبير من عدم المصداقية.
فخوفاً من اكتشاف أن الكتاب لأبي بكر السجستاني الضعيف.
نسبه لأبيه: الإمام العالم أبو داود السجستاني صاحب السنن.
وهذا تدليس يقصد به إضفاء الشرعية على ذلك الكتاب.
وقلت لكم أكثر من مرة ...... إن التدليس معروف جداً في مواقع الإنترنت التنصيرية بهدف خلط الصحيح المتواتر بالضعيف والموضوع.
فماذا تتوقعون ممن يتتلمذون على يديها؟!!
ويلتجئ إليها طالباً العون والمساعدة.
سبحانك يا رب قلت وقولك الحق ... " الضالين ".
فماذا يحل بمن يتبع ضالاً؟
قد ضل من كانت العميانُ تهديه!!
وقد يتساءل أحدٌ ..
هل الأب والابن واحد؟!
كلا ..
فالأب: سليمان بن الأشعث السجستاني.
يختلف عن ابنه: عبد الله بن سليمان السجستاني في الطبيعة والمشيئة.
ومن جعلهما واحد فنقول له: nocomment:
ومن هنا تتيقنون إخوتي من مدى تخبط من يحاول مناطحة صخرة القرآن العظيمة ... دون أن يملك أية أداة تساعده.
فيلجأ إلى الانقلاب على أسس وقواعد البحث العلمي ...
ويلجأ إلى التزوير وعدم المصداقية ..
لأن البحث العلمي الموضوعي سيقوده يقيناً إلى إثبات عدم تحريف الكتاب الكريم.
قارنوا ذلك الجهد المهزوز بجهد المشركين على مر الزمان وكبار المستشرقين والمثقفين والأكاديميين.
فإن لم يفلح جهد وعلم وخبرة ووقت أولئك الأشد قوة والأكثر علماً وتفرغاً ودواعي ورواتب ومناصب لإثبات تحريف القرآن الكريم.
أيفلح هؤلاء الضعفاء
بالمختصر المفيد:
من لا مصداقية له في نسبة كتاب إلى مؤلفه الحقيقي ....
وفي نسبة أقوال المفسرين إلى كتبهم ....
لا يقبل العقل أن نلتفت لقوله في تحريف القرآن الكريم
---------
(وبعد رد أحد المنصرين المعروف باسم الراعي جاء ردي التالي)
----------------
تلخيص لما ورد في ابن أبي داود السجستاني رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته ..
أولاً: التوثيق:
1. ابن عدي: مقبول عند أصحاب الحديث.
2. أبو محمد الخلال: كان أحفظ من أبيه.
3. الذهبي: كان من كبار الحفاظ (وأكثر من ذكر أمثلة تدل على حفظه).
4. ابن شاهين: أملى 30 ألف حديث من حفظه.
5. أبو تمام الزيني: لم أر مثله.
6. صلى عيه 300 ألف شخص ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ.
ثانياً: التضعيف:
1. الدارقطني: ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث.
2. أبو داود: ابني كذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. ابن صاعد: كفانا فيه ما قال أبوه فيه.
4. إبراهيم الأصفهاني: كذاب.
5. البغوي: منسلخ عن العلم.
6. الوزير علي بن عيسى: شيخ زيف.
الآن:
من قواعد الجرح والتعديل المعروفة في علم الجرح والتعديل:
" إذا تعارض الجرح والتعديل يقدم الجرح على التعديل لأن:
1. فيه زيادة ثقة (فأسباب الجرح منضبطة أكثر من أسباب التعديل، وللجارح علم زائد عن المعدِّل).
2. الحديث دين ... ويجب الحيطة في الدين ". ا. هـ
وتزداد شروط الحيطة شدة إن كان النص المروي عن ذلك الشخص في العقيدة
فلو روى الشخص (المختلف في توثيقه وتضعيفه) حديثاً عن الإيمان بالملائكة مثلاً.
فإننا نتوقف في الأخذ بحديثه الذي انفرد بروايته احتياطاً للدين.
ولكن إذا روى حديثاً يحث على محاسن الأخلاق كالصدق والأمانة أو ذكر قصة من قصص السيرة التي لا ينبني عليها حكم نأخذ بحديثه ... ما لم (((يخالف))) الأصح منه.
ومن هنا:
فالأحاديث التي ذكرها ابن أبي داود حول وجود آية كذا في مصحف أبي بن كعب .. وآية كذا في مصحف ابن مسعود ... إلخ (رضي الله عنهم أجمعين).
لا نقبل ما يرويها منفرداً لأن القرآن الكريم في صلب العقيدة بل هو أساس كل عقيدة المسلمين
ليس طعناً في شخصه ـ رحمه الله تعالى وألحقنا به في عليين ـ ولكن صيانة للدين وحفظاً للعقيدة.
والتزاماً بتعريف القرآن الكريم: ...... المنقول بالتواتر
قضية أخرى حول الحافظ ابن أبي داود رحمه الله تعالى ..
تتبعوا معي إخوتي ما جاء في تعديله فغالبها أجمع على حفظه.
وهل الحفظ فقط هو الشرط الوحيد في تصحيح الحديث .. ؟
كلا فالحديث حتى يصح يجب أن تتوفر فيه خمسة شروط:
1. اتصال السند.
2. عدالة الراوي.
3. ضبط الراوي.
4. خلو الحديث من الشذوذ (مخالفة الأصح منه).
5. خلو الحديث من العلة.
أما إن كان الحديث في العقائد فيجب أن تتوفر فيه شروط أشد ليكون (قطعي الثبوت).
وليس في العقائد الإسلامية ما هو أوجب وآكد من ثبوت صحة القرآن الكريم.
النتيجة:
من خلال ما سبق .. لا يمكن اعتبار ما انفرد به ابن أبي داود السجستاني في كتاب المصاحف قطعي الثبوت.
سؤال آخر:
هل المادة العلمية في كتاب المصاحف تدل على تحريف القرآن الكريم؟
1. حسب قواعد الجرح والتعديل .. تضعيف ابن أبي داود أحكم من توثيقه .. وخاصة فيما يروي بموضوع كلام الله تعالى (القرآن الكريم).
ولذلك لا نتمسك بما انفرد به ولا يعتبر حجة يؤخذ بها يقيناً.
2. ما رواه ابن أبي داود في كتابه من مرويات حول قراءات مصاحف الصحابة غالبها إسناده ضعيف لا يحتج به ـ بغض النظر عن توثيق ابن أبي داود ـ .... وبعضها صحيح لغيره ولكنه آحاد .. وهنالك ما يمكن تأويله بأنه قراءة تفسيرية تخص الصحابي في مصحفه الخاص ... وقد ييسر الله لي ذكر أمثلة عليها قريباً.
3. ما صح فيها من حديث آحاد (وهو قليل) يخالف الإجماع .. بل إن مما أجمع عليه المسلمون ثبوت صحة المصحف العثماني.
4. وكذلك هذا الآحاد يخالف المتواتر الأقوى منه.
بل أجمع علماء المسلمين وعامتهم أن رواية الآحاد (رغم صحتها سنداً) لا تعد قرآناً بحال من الأحوال.
وهذا ما تجده في كل كتب العقائد الإسلامية وأصول الفقه ولم يخالفه أحد من أئمة المسلمين وعامتهم.
5. ذكر ابن أبي داود السجستاني ـ رحمه الله تعالى ـ في كتاب المصاحف عدم جواز اعتبار ما ذكره من قراءة أبي بن كعب وابن مسعود في مصاحفهما جزءاً من القرآن ..
قال ما نصه ص53:
" قال عبد الله بن أبي داود: لا نرى أن نقرأ القرآن إلا بمصحف عثمان، الذي اجتمع عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن قرأ إنسان بخلافه في الصلاة، أمرته بالإعادة ".
وهذا الكلام منه شخصياً يقطع كل احتجاج بما ورد في كتابه بأنه ضاع من القرآن شيء ... أو ثبت فيه تحريف.
والله أكبر ولله الحمد
==========
=========
من حيث الشكل:
لكتاب المصاحف مخطوطتان أصليتان:
الأولى: نسخة المكتبة الظاهرية.
وهي تحمل رقمين: الأول قديم (407).
وحديث (1198).
انظر: كتاب " فهارس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ": علوم القرآن – المصاحف، التجويد، القراءات 2/ 286.
عدد أوراقها: 98.
مقاسها: 20 في14
عدد الأسطر في الصفحة الواحدة: (أقصاها 23 وأقلها 20).
اسم الناسخ: غير معروف لفقدان الصفحة الأولى منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
تاريخ الانتهاء من النسخ: غير معروف. لعدم كتابته في الصفحة الأخيرة وفقدان الصفحة الأولى.
وتوجد (منقولة عنها) مخطوطة في دار الكتب المصرية.
الثانية: نسخة شستربيتي.
رقمها (3586).
عدد أوراقها: 83 (عبارة عن لوحات).
مقاسها: 23 في 32.
عدد الأسطر 21 في كل لوحة.
اسم الناسخ: محمد المقدسي .. (كما في الصفحة الأولى).
تاريخ الانتهاء من النسخ 19 / ذو القعدة / 1150 هـ
ملاحظة: هي ليست منقولة عن نسخة الظاهرية لوجود الصفحة الأولى ووجود قليل من الاختلافات اليسيرة في الألفاظ ويبدو ذلك واضحاً في الصفحة الأخيرة.
وقد تتابع طبع الكتاب الذي كان أول من نبه إليه وأشار إلى أهميته: المستشرق: آرثر جفري.
الذي أخرج نسخة مشوهة عن النسخة الحقيقية .. والتي اعتمدتها مواقع الإنترنت التنصيرية ومن سار خلفها.
ولكن أبطال الإسلام بينوا زيف أولئك وقاموا بعدة دراسات نقدية لما زيفه ولفقه ذلك المستشرق .. وتتبعوا من طار بها فرحاً من منصرين.
وبالدليل والبرهان.
قبل الختام لي تعقيبان:
الأول: ليس الأمر كما ظن العزيزان الزميل المتمرد والزميل الدليل والبرهان من أن النسخة الوحيدة للكتاب هي في المكتبة الظاهرية فقط.
بل هناك مخطوطات أصلية بسماع مختلف عن المؤلف كما في نسخة شستربيتي.
ومخطوطات منبثقة عنها (بنفس السماع) كالموجودة حالياً في دار الكتب المصرية.
وفي مكتبات خاصة تسمى إحداها: الأرموني، والثانية: الحارثي.
وهي من أوضح المخطوطات ... وأرخصها ثمناً .. كما هو معروف عند المهتمين بجمع المخطوطات.
الثاني: لا يفرح الزميل الدليل والبرهان كثيراً ويظن بأني تناقضت في موضوع المكتبة الظاهرية.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ببساطة:
زميلي العزيز الدليل والبرهان:
آسف ...
جميع المخطوطات التي كانت موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق / قرب المسجد الأموي.
تم نقلها إلى مكتبة الأسد / ساحة الأمويين / مقابل وزارة الإعلام.
لعدة أسباب أنت غير معني بها.
وكان زميلك العبد الفقير إلى الله يقف على جزء من عملية الجرد، التي تلت نقل تلك المخطوطات.
هل تأكدت عزيزي من أني أعرف كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني قبل أن أتعرف على شخصكم الكريم؟
------------
ثم نقاش أشد المنصرين قسوة ويدعى " الدليل والبرهان "
---------------
عزيزي دليل ..
إن اختلاف اليماني مع ابن عدي في معرفة رجال السند المذكور أعلاه أو غيره لا يغير من الموضوع شيئاً.
فاليماني لم يعرف رجال السند .. ولكن ابن عدي عرفهم.
ومن عرف حجة على من لا يعرف.
وكما قلت في البداية ...
ابن أبي داود ليس كذاباً (الكذب الاصطلاحي) بمعنى أن حديثه موضوع.
وإلا لما قلت لك بأني أرى جواز الأخذ بما يروي من حديث في الشريعة والأخلاق.
ولكني قلت بأن حاله كحال أي راو اختلف في توثيقه وتضعيفه ..
القاعدة هنا ..
تقديم التضعيف على التوثيق صيانة للدين .. وحماية للشريعة.
وبالنسبة للتضعيف الخاص بابن أبي داود ..
فهو ليس اتهامه بالنسيان بل هو حافظ.
وأنا أيضاً أقول بذلك.
ولكن للحديث الصحيح شروطاً أخرى.
وليس كل حديث ضعيف يكون راويه كذاباً.
فهذا لم يقل به أحد.
بل هو ما صرح به اليماني أكثر من مرة.
وخاصة في مناقشاته للشيخ الألباني والشيخ زاهد الكوثري رحمهم الله جميعاً ..
كما تابع ذلك المهتمين بهذا الفن.
باختصار ..
أنا لا أتهم ابن أبي داود بأنه (كذاب: حديثه موضوع).
وفي المقابل ..
أتوقف في كل رواية (((((انفرد))))) في روايتها.
وخاصة إن تعلقت بالعقيدة (كلام الله تعالى).
وينبغي الإشارة هنا إلى عدم رواية أصحاب الكتب التسعة أحاديثاً عن ابن أبي داود.
============
مع محبتي
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Jul 2005, 09:46 م]ـ
دكتور موراني:
هذه المصاحف التي تذكر أنها كتبت بعد عصر الصحابة وبعد المصحف العثماني بكثير، هل لديك من أدلة تثبت أنها فعلاً كتبت في هذا الوقت، ومن أين نسخت هذه المصاحف؟ وبناء على ماذا كتبت بهذا الترتيب الذي تذكره؟
إن من أهم أساسيات البحث العلمي أن لا تبنى النتائج على مجرد ظنون - إن سلمنا أنها ظنون- وليتك تتحفنا بشيء من هذه المخطوطات لنقف سوياً على ما فيها من حقائق.
ـ[موراني]ــــــــ[28 Jul 2005, 11:54 م]ـ
أحمد القصير المحترم ,
للتوضيح: لم أكن عضوا في هذه الفرقة من الباحثين الذين أقاموا بصنعاء في الثمانينيات.
من المسلم به أن بعض هذه المصاحف ترجع فعلا الى القرن الأول الهجري: حسب فحص كاربون 14 وحسب الرسم (الحجازي المائل والكوفي العتيق بمختلف أنواعه).
سؤالك في محله:
ومن أين نسخت هذه المصاحف؟ وبناء على ماذا كتبت بهذا الترتيب الذي تذكره؟
حسب علمي لم يتم البحث في علاقات المصاحف بعضها ببعض (ان كانت!) الى الآن.
أما الترتيب فهو ليس مشكلة في نظري: الترتيب هذا مذكور حتى ولو على وجه التقريب عند القدماء أيضا كما ذكرت هذا أعلاه.
لكي نجيب على هذا السؤال الوجيه: بناء على ماذا كتبت المصاحف بهذا الترتيب ,
فعلى الباحثين المقارنة الدقيقة بين هذه المصاحف باعتبار المادة (الرق) والحبر والرسم واشكال اللوحة وحجمها وألوانها. هناك مصاحف كتبها نساخ ولا ناسخ واحد , والتحويل في الكتابة على نفس اللوحة.
هذه الأبحاث أراها من الضروريات في علوم القرآن , وأضيف أن الباحثين المسلمين أولى بهذا الأمر. غير أن المشروع قد توقف منذ مدة. للأسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 Jul 2005, 09:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
انا عندي ان كتاب ابن ابي داوود من أخطر الكتب وكان ينبغي على المحقق ان يشير الى هذا الخطر ذلك ان الروايات الموجودة فيه بعضها لو سلم لاطاح بمسلمات كثيرة عند المسلمين لكن السؤال هل كان ابن ابي داوود يعتقد صحة ما جاء في كتابه
اما انا فارى ان كل فصل من فصول الكتاب يحتاج الى نقد خاص وقد قمت بعمل بعض الشيء حيث قدمت بحثين احدهما دراسة ما روي عن عثمان في شان لحن القران ودراسة ما روي عن عائشة في شان تخطئتها كتاب المصاحف وذلك اعتمادا على روايات ابن ابي داوود وغيره وقد قبل البحثان بفضل الله وسينشران في مجلة جامعة الزرقاء الاهليه بالاردن وعندما ينشران ساعرضهما عل السادة المشاركين في هذا المنتدى الطيب
وفق الله الجميع لنيل مرضاته
ـ[الباجي]ــــــــ[31 Jul 2005, 12:54 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخوان - و الله أنا لست عالما حتى يأخذ بكلامي أو ملاحظاتي
و لكن عندي مداخلة صغيرة
فأسم الكتاب بـ " المصاحف ... " يوحي للبعض أن هناك أكثر من قرآن كريم
و هذا الإيحاء أراه لا يجوز
فنحن المسملين - دائما نفتخر و نباهي أهل الكتاب بأننا لا نملك إلا كتاب واحدا
فكل كتب القرآن الكريم في الدول الإسلامية كتاب واحد برسم واحد
كيف - نأتي الآن و نناقض أنفسنا بوجود مصاحف بقرءات و برسم مختلف!!!
نرجوا الإفادة بارك الله فيكم
/////////////////////////////////////////////////
أخي الفاضل: مراد أهل العلم فيما تجده من قولهم: كتاب (المصاحف) أو (المحكم في نقط المصاحف) أو (هجاء مصاحف الأمصار) ... هو المصاحف العثمانية التي نسخها الصحابة الكرام بأمر الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وأرسلها إلى مجموعة من الأمصار الكبرى في العالم الإسلامي لتوحيدهم على مصحف واحد ...
وما الاختلاف الضئيل بينها في الرسم إلا لتحقيق الخبر النبوي في نزول القرآن على سبعة أحرف توسعة على الأمة في قراءته حسب لهجاتها ... مع ما في هذا الاختلاف من ضروب الإعجاز التي أعيت البلغاء، وأخرست الفصحاء، وغابت معرفته عن أهل العجمة الكناء ...
قال الشيخ محمد حسنين مخلوف مجيبا عن مثل تساؤلك حول هذا الاختلاف القليل في بعض الألفاظ في المصاحف العثمانية وليس في المعاني: (إن هذا الاختلاف بين تلك المصاحف؛ إنما هو اختلاف قراءات في لغة واحدة، لا اختلاف لغات، قصد بإثباته إنفاذ ما وقع الاجماع عليه إلى أقطار بلاد المسلمين، واشتهاره بينهم.
وإنما كتبت هذه في البعض بصورة، وفي أخرى بأخرى؛ لأنها لو كررت في كل مصحف لتوهم نزولها كذلك.
ولو كتبت بصورة في الأصل، وبأخرى في الحاشية لكان تحكما مع إيهام التصحيح، ومثل هذا - بعد أمر عثمان رضي الله عنه، وبعثه إلى كل جهة ما أجمع الصحابة على الأخذ به - لا يؤدي إلى تنازع أو فتنة، لأن أهل كل جهة قد استندوا إلى أصل مجمع عليه، وإمام يرشدهم إلى كيفية قراءاته.
والحاصل: أن المصاحف العثمانية كتبت لتسع من القراءات ما يرسم بصورة مختلفة إثباتا وحذفا وإبدالا، فكتبت في بعضها برواية، وفي بعضها برواية أخرى تقليلا للاختلافات في الجهة الواحدة بقدر الإمكان، فكما اقتصر على لغة واحدة في جميع المصاحف، اقتصر على رسم رواية واحدة في كل مصحف، والمدار في القراءة على عدم الخروج عن رسم تلك المصاحف ... ).
منقول عن مقدمة < معجم القراءات القرآنية > صـ 50 - 51.
ـ[الباجي]ــــــــ[31 Jul 2005, 01:42 م]ـ
الباجي:
دفعني الى ذكر ذلك ما جاء في المشاركة الرقم 4.
للأسف الشديد دكتور موراني؛ ليس هناك أي رابط بين ما جاء في المشاركة 4 وبين مشاركتك إلا زيادة التلبيس على صاحبها؛ وقد علمتَ دكتور أن تلك المصاحف مهما تناهت في القدم لا تعني شيئا بالنسبة للمسلمين، ويفترض أن لا تعني شيئا لغيرهم أيضا بعد إجماع الصحابة على المصحف المنقول عن طريق الكافة عن الكافة إلينا، وأن ما عداه لاغ، ولا عبرة به، وقد قام الخليفة الراشد بإحراق مثل هذه المصاحف وأجمعت الأمة على صحة فعله هذا ... وسبب إحراقها لا يخفى على مثلك.
وأما الكلام عن الاستفادة من هذه الصحف في البحث العلمي فقد أجاب عنه جولدزيهر في مذاهب التفسير الإسلامي 299 بقوله: ( ... ولا أهمية في الانتفاع العملي لهذا الأسلوب الخاص في ترتيب السور بذلك البدل الشيعي عن قرآن عثمان السني).
ولا تنسى دكتور وأنت في هذا الخضم القواعد العلمية في أصول نقد النصوص ونشر الكتب كما ذكرها جوتهلف برجستراسر: (إن أقدار النسخ الخطية لكتاب ما متفاوتة جدا، فمنها ما لا قيمة له أصلا في تصحيح الكتاب، ومنها ما يعول عليه ويوثق به، ووظيفة الناقد أن يقدر قيمة كل نسخة من النسخ، ويفاضل بينها وبين سائر نسخ الكتاب، متبعا في ذلك قواعد منها:
- أن النسخ الكاملة أفضل من النسخ الناقصة.
- والواضحة أحسن من غير الواضحة.
- والقديمة أفضل من الحديثة.
- والنسخ التي قوبلت بغيرها أحسن من التي لم تقابل، إلى غير ذلك.
والقاعدتان الأخيرتان أهم من غيرهما، فإن النسخة التي قيست بغيرها نفيسة وقيمة، إلاّ أنه يجب مراعاة أن لهذه القواعد شواذ .. ).
فهل تجد هذه القواعد وغيرها ينطبق على ما وجده غيرك من صحف متناثرة هنا أو هناك؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[31 Jul 2005, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الباجي، وتساؤلاتك في محلها.
والأهم من هذا كله: لماذا يعمد الدكتور موراني إلى مثل هذه الموضوعات لإثارتها بين الفينة والأخرى؟
هذه الإثارة تذكرنا بالمستشرقين القدامى الذين يعمدون إلى الشبة ليتخذوها وسيلة للطعن في الدين الإسلامي والتشكيك فيه.
لا زلنا نحسن الظن بالدكتور موراني، لكن تركيزه على هذه الموضوعات يجعلنا في ريبة وشك.
ـ[موراني]ــــــــ[31 Jul 2005, 08:19 م]ـ
أحمد القصير , وفقك الله ,
لكي أؤكد لكم جميعا:
ليس في طرح هذا الموضوع شيء من الطعن في الدين أو النية للطعن فيه , اذ أنا أبعد الناس عن ذلك
الا أنني من أقرب الناس في آن نفسه الى أخذ بالتراث المكتوب لا أكثر ولا أقل. وهذا يشمل تطور كتابة المصاحف ورسومها.
وان قرأت مشاركتي أعلاه وجدت أنه ليس هناك أحد يريد ترتيبا آخر للقران الا أن هذه المصاحف موجودة وما ورد فيها يجب أن يكون موضوعا للبحث كما كان موضوعا للبحث عند القدماء ...
وكما قلت فان المسلمين أولى بذلك. وكذلك لم أتركز على هذا الموضوع بل حاولت فحسب أن أجيب على الأسئلة التي طرحتموها اليّ من وجهة نظري بعدم تشويه أو طعن في الدين من قريب أو بعيد.
ولكم احترامي وتقديري
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[01 Aug 2005, 10:00 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي الفاضل " الباجي " على هذا الرد الطيب
و لكن يا أخي و يا إخواني الأكارم
لا أدري هل أناقش موضوعي هذا هنا أم أفتح فيه موضوع جديدا!!!؟؟؟
الذي تعلمته - بأن القرآن كتاب فيه من البلاغة بحيث لا يضاهيه أي كتاب على وجه الأرض
و الذي أيضا تعلمته - من أن البلاغة تكون في إختار الكلمة المناسبة بحيث لا يمكن لأي
مخلوق بأن يأتي بكلمة ثانية - و يقول بأن المعنى واحد لا يتغير
و الذي اراه بمن يقول بوجود كلمات عربية أخرى تؤدي الي نفس المعنى - ليس دقيق
فكلمة " ملك " تختلف عن " مالك يوم الدين " ..... و هكذا
فهل أفتح موضوعا جديدا - أم أكمل هنا!!!!؟؟
و جزاكم الله خيرا كثيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[الباجي]ــــــــ[01 Aug 2005, 11:51 ص]ـ
أيها الفاضل الكريم الرأي ما يراه المشايخ الكرام، وإن كان لي من رأي فحبذا أن تبدأ موضوعا جديدا لهذا.
ولكن هنا ملاحظة - واعذرني فيما أقول - وهو أن يكون لك من العلم بلغة العرب وآدابها ما يهيئك لتفهم ما يبديه لك الإخوة من بيان أوجه الإعجاز والفصاحة والبيان في الآيات القرآنية ... فكا وتركيبا.
فلن تستطيع ولن أستطيع أن أتبين وجه الفصاحة والبلاغة في أي كلام ما لم أكن قد تشربتُ اللغة التي أبحث في فصحاتها وبيانها، وأدرس أساليبها وتراكيب جملها ... وعلمت يقينا أسرارها ودررها ...
فإدراك سر البيان، ومعرفة دلائل الإعجاز ... في وضع الكلمات والجمل منوط بالمعرفة الشاملة باللغة المدروسة، فبقدر ما تحيط بهذا معرفة وتذوقا ... بقدر ما يظهر لك وجه البلاغة أو عدمها في القول الذي تبحث فيه وتدرسه، أو يكون إدراكك سليما صحيحا لجواب من يبين لك ذلك.
أقول أيها الفاضل بالمناسبة: ولما بدا هذا التقصير واضحا عند جماعة كبيرة من المستشرقين وغيرهم ممن رام تناول ما تشير إليه من أمر لغة القرآن وبلاغته التي كانت إحدى دلائل إعجازه، وموطنا من مواطن تحديه لبلغاء العرب وفصحائهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه فعجزوا = أقول: ظهر الخلل واضحا جليا في كتاباتهم وبحوثهم وأتوا بأمور في هذا تضحك الثكلى، وأبانوا فيها فوق ضعفهم في علوم لغة العرب وآدابها؛ عن جهلهم المطبق بمنهجم المزعوم < الدراسة المقارنة الاجمالية للنصوص > synopsis ، والذي لا شك فيه أن من أهم أسسه المعرفة التامة بلغة البحوث والكتب التي يدرسونها بالمنهج المشار إليه.
اسمع إلى لانجلوا وسنيوبوس ماذا يقولان في < المدخل إلى الدراسات التاريخية >: (وتحديد المعنى الحرفي للنص عملية لغوية، ولهذا عدت الفيلولوجيا < علم اللغات > من بين العلوم المساعدة للتاريخ، فلفهم نص ما ينبغي أولا معرفة اللغة التي كتب بها، لكن المعرفة التامة باللغة لا تكفي، فلتفسير جريجوار دي تور، لا تكفي معرفة اللاتينية بصورة عامة، بل لا بد أيضا من تفسير تاريخي خاص لتكييف هذه المعرفة العامة مع لاتينية جريجوار دي تور ... ).
هذا أيها الفاضل ما يشترطونه في نقد نصوص الوثائق التاريخية .. فكيف يفترض أن يكون عليه من معرفة لغة العرب وآدابها من رام تناول الكتاب الذي تحدى العرب الفصحاء أرباب اللغة الأم ... ؟!! أترك تقدير ذلك لك.
والحديث ذو شجون، قل لي أيها الفاضل ماذا يكون حال الإنجليزي - وقد ألمّ بشئ من اللغة الألمانية - عند الألمان لو تناول إحدى قصائد جوته الأديب الكبير عند قومه بالتحليل والنقد، وزعم أن فيها خللا لغويا ولحنا، وتفككا في الأسلوب .. و ... كيف ينظر إليه الألمان وقد جهل لغة جوته .. ؟!!
والعكس صحيح فكيف لو كان تناول نولدكه أو فوللرز أو غيرهم من كبار المستشرقين الألمان الذين درسوا القرآن الكريم؛ ماذا لو كانت طريقة تناولهم تلك - مع ضعفهم اللغوي - لقصيدة من قصائد شكسبير، وكتبوا عنها مثلما كتبوا عن القرآن وكانت بعض نتائجهم: لحن في لغة شكسبير، وتفكك في الأسلوب، وسجع كهان، أسلوب قصصي ينقصه التسلسل ... وفيه إنقطاع ... وتكرار في الألفاظ والعبارات لا مسوغ له ...
ماذا يقول عنهم الإنجليز؟ ألا يصبحون محل تندرهم وسخريتهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباجي]ــــــــ[01 Aug 2005, 02:14 م]ـ
أحمد القصير , وفقك الله ,
لكي أؤكد لكم جميعا:
ليس في طرح هذا الموضوع شيء من الطعن في الدين أو النية للطعن فيه , اذ أنا أبعد الناس عن ذلك
الا أنني من أقرب الناس في آن نفسه الى أخذ بالتراث المكتوب لا أكثر ولا أقل. وهذا يشمل تطور كتابة المصاحف ورسومها.
وان قرأت مشاركتي أعلاه وجدت أنه ليس هناك أحد يريد ترتيبا آخر للقران الا أن هذه المصاحف موجودة وما ورد فيها يجب أن يكون موضوعا للبحث كما كان موضوعا للبحث عند القدماء ...
وكما قلت فان المسلمين أولى بذلك. وكذلك لم أتركز على هذا الموضوع بل حاولت فحسب أن أجيب على الأسئلة التي طرحتموها اليّ من وجهة نظري بعدم تشويه أو طعن في الدين من قريب أو بعيد.
ولكم احترامي وتقديري
دكتور موراني:
لا مجال هنا للإتهام ... أو غيره، الإخوة هنا يتباحثون ويتدارسون فيما بينهم، وكل يقول بما أداه إليه اجتهاده نقلا أو تحقيقا.
وقد نزلت بساحتهم باحثا ودارسا ولك رأيك وموقفك من كثير من القضايا بحكم تخصصك العلمي، وما أظنهم هنا إلا على كامل الاستعداد لسماعه وتفهمه ... كما يتفهمون جيدا منطلقك ودوافعك العلمية في هذا.
فقل ما شئتَ وابحث كما يحلو لك، ولكن ليكن عندك من الشجاعة ما يدعوك للإقرار بالحق متى ما ظهر، وهذا جزء مهم من احترام العلم عند كافة العقلاء، وأنت أهل لذلك فيما أحسب ...
وأمر آخر دكتور هو إتمام المباحثة متى ما بدأتَها، والوضوح التام في عرض القضايا ... والصراحة في المواقف من القضايا المطروحة ...
أما اتباع المنهجية العلمية ... فهذه لك، وأنت ابن بجدتها فيما أحسب، واعذرني في ذكرها فما أنا إلا في مقام التلميذ بالنسبة لك.
دكتور موراني تقول في هذه المشاركة: (الا أن هذه المصاحف موجودة وما ورد فيها يجب أن يكون موضوعا للبحث كما كان موضوعا للبحث عند القدماء ... ).
سؤالي هنا هل ذكر الخبيران الألمانيان في تقريرهما النهائي - إن كان - أنهما عثرا على مصحف كامل بخط موحد بين هذه القصاصات التي عثر عليها في سقف المسجد الكبير بصنعاء؟
ـ[موراني]ــــــــ[01 Aug 2005, 03:48 م]ـ
السؤال:
سؤالي هنا هل ذكر الخبيران الألمانيان في تقريرهما النهائي - إن كان - أنهما عثرا على مصحف كامل بخط موحد بين هذه القصاصات التي عثر عليها في سقف المسجد الكبير بصنعاء؟
فأجيب: ليس هناك تقرير نهائي ولا أعلم ما هو السبب لذلك.
كما سبق لي أن قلت انني لم أكن عضوا في هذا الوفد العلمي الى صنعاء. حسب علمي ليس هناك مصحف كامل بخط واحد غير أن هذا الأمر لا يقلل من أهمية ما هناك.
وبهذا أود أن أكتفي.
ـ[الباجي]ــــــــ[01 Aug 2005, 06:07 م]ـ
سياسة قل كلمتك ثم امض، لا تحسن في لغة العلم، بل لا بد لمن تكلم تصريحا أو تلميحا أن تكون عنده الشجاعة الكافية، والثقة العلمية التامة لكي يستمر في المباحثة، ويدفع كل ما يحيط بكلامه من استشكالات أو اعتراضات، بهذا وغيره حدد العلماء مفهوم العالِم المتمكن في بحثه وعلمه، فقالوا ما معناه: إن من علامته قدرتَه التامة على دفع كل الإيرادات على تخصصه.
وعليه فالقول بأنه: ... ليس هناك مصحف كامل بخط واحد غير أن هذا الأمر لا يقلل من أهمية ما هناك.
أقول: إن هذا القول مجاف للصحة، وبعيد عن المنهجية العلمية، وذلك أنه لا أحد يستشكل أو يقارن النسخة الكاملة من كتاب مّا، المنسقة، والمقابلة، والمسندة بسماعاتها المتواترة؛ لا أحد يقارنها بمجموعة من الصحف المتناثرة المبتورة المختلطة. فلا أهمية تذكر لهذه الصحف مع وجود النص الكامل المحفوظ كتابة في الصحف، وحفظا في الصدور عن طريق جماعات متتالية، وأمواج بشرية متعاقبة على مر العصور.
وقد سبق أن نقلتُ قول جوتهلف برجستراسر في كتابه < أصول نقد النصوص ونشر الكتب > حول كيفية النظر في هذا الشأن عند حديثه عن النسخ، فلا أعيده.
ولسائل أن يسأل هنا: لو وجدنا نصا لصحيح البخاري أملاه على تلميذ له، والنسخة بخط هذا التلميذ , هل نضعه جانبا.
أقول: هذا سؤال وارد، وما تضمنه واقع، وكان تعامل العلماء معه كما هو معروف من خلال شروح الجامع الصحيح للبخاري لا إهمال ولا وضع ... بل تنوع أو ترجيح.
ولكن يمكن أن نضيف نحن على السؤال بعض القيود لننظر كيف يكون الجواب عندها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ماذا لو أن هذا التلميذ سمع من البخاري كتابه هذا وهو في أثناء جمعه ولمّا يتمه؟ ثم لم تتم أيضا عملية ترتيبه بسبب عدم اكتمال جمعه وتأليفه ... وزيادة على ذلك رأينا هذا التلميذ يضيف بعض الكلمات في هذا المروي عن البخاري توضيحا وشرحا لبعض قوله أو نقله، و لايبين ذلك، وهذا سبب خلطا في كلام البخاري ونقله بكلام التلميذ، بل وجدنا هذا التلميذ يجتهد في ترتيب بعض فصوله وأبوابه حسب الزمان الذي كتب فيه البخاري كتابه، وليس حسبما يريد البخاري من ترتيبه، بل ربما خالف المنهجية العلمية، فرأيناه مثلا يقدم باب النكاح على باب الطهارة، وباب البيوع على باب الحج ... وهذا مخالف لأعرافهم في التصنيف، ومخالف للمنهج الذي يسير عليه الإمام في تصنيف كتابه، ومخالف لكل الروايات الأخرى الصحيحة لتلاميذ البخاري في صحيحه.
فهل إذا وجدنا كل ذلك لنا أن نعتد بهذه النسخة لهذا التلميذ ونستشكل بها أو نقارنها ببقية النسخ الأخرى الكاملة المضبوطة من كتاب البخاري؟ ما أظن عاقلا يلتفت لتلك النسخة، فضلا أن يعارض بها النسخ الصحيحة الموثقة المدققة.
بل نقول مطمئنين: إن هذا التلميذ لم يرو النسخة المكتملة للكتاب، ولم يحضر الإمام عندما أنهى جمع كتابه وتصنيفه، وإنما أخذ منه جزءا وبقيت عليه أجزاء ... ، وأنه: اجتهد في ترتيبه وفي كتابة بعض الكلمات الشارحة لمعانيه لعلمه بأن هذا الكتاب محفوظ عن طريق رواية الكثيرين من تلاميذ البخاري الآخرين ... ومدونا في نسخة الإمام التي أشرف عليها ... فكيف إذا كان قد أذن له الإمام في قراءة بعض ألفاظه بما يراه مناسبا للغته التي تعودها ولا فكاك له عنها ... حتى يعلم مدى قدرة البخاري على تنويع كلاماته ... معى المحافظة على المعنى سليما صحيحا.
ثم إن هذا التلميذ لمّا جاءته الأنباء بأن الإمام قد ضبط كتابه على نسخة واحدة، وترتيب منسق منهجي سليم ... وأمر كل من أخذ كتابه قبل ذلك على غير النسخة الأخيرة أن يمحوا نسخته تلك ويتبع النسخة المدققة المصححة الكاملة، فبادر التلميذ إلى ذلك، وألقى نسخته في اليم طائعا، وقد علم يقينا أن النسخة الجديدة فيها ما عنده وزيادة ما نقص عنده مما كان متتابعا في جمع الإمام لكتابه، وترتيب ما أغفله الإمام سابقا من الترتيب بسبب عدم إكتمال الكتاب .. فهل يلام هذا التلميذ، أو يعاب؟ أم أنه قد أتى البيوت من أبوابها، واتبع ما يمليه عليه العلم والمنهجية الحقة؟
ثم إذا قدّر ووجدنا بعض تلاميذ هذا التلميذ قد احتفظوا لأنفسهم بنسخ من تلك النسخة التي ألقاها في اليم لما ذكرنا، وواجهوا بها التلميذ لإلزامه بما فيها، فماذا يكون رده في رأي القراء الكرام؛ أليس يقول لهم اتركوا هذه النسخ واتبعوا نسختي هذه الجديدة، التي وصلتني بطرق صحاح عن الإمام، فقد حوت ما عندكم وزيادة ما لم أتحصل عليه قبل من علم الإمام، فقد تركتُه ولمّا يتم كتابه بعدُ، إضافة إلى حسن ترتيبها وتنسيقها، الذي كنت اجتهدتُ فيه - من عندي - سابقا، فأخطأت في أشياء وأصبت شيئا ... فمن استجاب له - لا شك - رشد وهدي صراطا مستقيما، ومن أعرض فقد أخطأ وضل وحرم علما عظيما.
فإن قال القائل: اعتمادك على روايات حول الكافة عن الكافة للنص القرآني ليست الا بروايات ...
قلت: إن كان قصد المتكلم هنا أن هذه الروايات أحادية، ولسيت بنقل الكافة عن الكافة - بمعنى الجماعة الكثيرة عن الجماعة الكثيرة - إن كان يقصد هذا؛ فقد خالف بداهات العقول، وأنكر الأمر الملموس المحسوس، وأقول له: دونك أقطار الأرض فاضرب في مشارقها ومغاربها، وبحرها وبرها، وأرضها وسمائها ... وسآئل التلميذ صاحب العشر سنوات والمسن ذي المائة عام عن كتابه الذي يتعبد الله به، فإن وجدتَ بينهم خلافا في نقله وحفظه وترتيبه ونظمه ... ، فلقولك نصيب من الصحة، وإلا ... فاتبع طريق العلم، واترك هذا القول الذي أنت عليه مجانبا فيه لما ثبت بالعلم والبرهان صحته، فما فائدة هذا الذي أنت عليه؛ من دعواك المنهجية العلمية الشاملة الصارمة؟ فما قولك هذا؛ إلا حديث خرافة، وقد تركه أكثر الناس مخالفة لأهل هذا الكتاب الكريم، وبداؤا يبحثون عن طرق أخرى للكلام حول هذا الكتاب المعجز الذي نؤمن بصحته وسلامته - معشر المسلمين - إيمانا مطلقا، عن علم وبينة، وبأدلة دامغة داحضة لكل من يروم قول غير ذلك. بل ونناقش بالحسنى كل من يخالفنا في ذلك، ونسمع قوله - كما سمع أجدادنا أقوال غيره منذ القدم وردوها، وبينوا خطأها وخطلها - ونرده بعلم وحلم، وحجة نيرة، وأدلة علمية عقلية ونقلية، كتابية أو سماعية، فكيفما أراد ناقشناه، وبينا له مقدار ما عليه من مجافاة للمنهجية العلمية بكافة نواحيها، ونحتمل منه أن يقول عنا ما يشاء: من أننا ننطلق من إيماننا المطلق بصحة هذا الكتاب وسلامته من الزيادة والنقصان، أو قوله: إننا نتكلم بحماسة ... أو غير ذلك.
يتبع - إن شاء الله -.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 Jun 2006, 07:59 م]ـ
إن اختلاف اليماني مع ابن عدي في معرفة رجال السند المذكور أعلاه أو غيره لا يغير من الموضوع شيئاً.
فاليماني لم يعرف رجال السند .. ولكن ابن عدي عرفهم.
أرى أن اليماني رحمه الله قد أخطأ في هذا الباب وبالغ نكاية بخصمه. لكن النفس لا تسكن لما ذهب إليه. والله أعلم.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[08 Jun 2006, 07:06 م]ـ
ابن أبي داود شيخ جليل وحسبه أنه ابن ذلك الرجل.
وهل يجرحه كلام أبيه إذا كان أبوه قد مات سنة 275هـ وهو مات 316 إذا لم تخني ذاكرتي؟
أي أنه قد عاش أكثر من نصف عمره بعد وفاة أبيه.
ومن منا لم يقل له أبوه في يوم ما: كذاب؟!!
هل لصقت فيه لصوق الصمغ؟ ويبقى كذاباً إلى قيام الساعة
أربعوا على الرجل. وكيف يخرج له أصحاب الكتب التسعة وما فيهم قرناؤه، فالنسائي آخرهم موتاً قد مات سنة 303!! فكيف يروون عنه؟
ثم هذا كتابه أمامنا
لقد ظلمتم الرجلين المؤلف والمستشرق المحقق!!
حسب المؤلف فخراً أن كتابه من أقدم مصادر تاريخ تدوين المصحف الشريف ومما لا يستغني عنه مؤرخ أو عالم. وحسب المستشرق وقد جاء في عصر بدأ فيه العلم يتجه الى الموضوعية أن يلفت انتباه الناس الى هذا الكتاب وأن يقوم بقراءته وطباعته. وكل محقق كتب يعرف فضل القراءة الأولى والطبعة الأولى للكتاب. فهي تخفف عنك على الأقل أعباء القراءة ولو أنقذتك من خطأ واحد في قراءة كلمة لكانت متفضلة!!
نحن نريد الإنصاف فقط.
يحمل بعض الناس حبه للقرآن وإيمانه أن يخاف عليه مما لا يخيف.
وقد أرى أن علينا التحرر من عقدة الخوف إزاء كل مقاربة علمية، حتى إن صدرت ممن لا يؤمن بأن القرآن كلام الله. لأن قضية تدوين المصحف عمل تاريخي صرف، ونحن نفتخر بما قام به الصحابة والمسلمون من بعدهم، ولا شكّ أن كبار مؤرخي المصحف كنولدكة وبرجشتراسر وجفري وغيرهم هم من أكثر الناس تقديرا للجهود العظيمة للمسلمين في حفظ المصحف.
وإذا كنا نثق بالشفاهية أكثر مما يثقون فهذا يعود الى موقف تكويني لا أيديولوجي: ذلك أننا ما زلنا نتربى على الثقافة الشفاهية، وقد ورثنا عنها المبالغة في تقدير الذاكرة.
نريد حدًّا فاصلاً بين العلماء والعامة. نريد غرفة خاصةً تجعل الناس طبقتين على الأقلّ. لعلنا نتطفل فنكون في خانة جمهور أهل العلم. متى يأتي ذلك اليوم؟
ـ[الجكني]ــــــــ[08 Jun 2006, 08:17 م]ـ
وأضم صوتي لصوتك يادكتور،وياليت - ولو من باب الظرافة التي لابد منها لطالب العلم حتى يجدد نشاطه - أن نجعل هنا استفتاء بنعم أو لا لهذه الفكرة 0والله من وراء القصد
ـ[السائح]ــــــــ[09 Jun 2006, 01:35 م]ـ
أرى أن اليماني رحمه الله قد أخطأ في هذا الباب وبالغ نكاية بخصمه. لكن النفس لا تسكن لما ذهب إليه. والله أعلم.
ليتك حاولتَ إقامة البرهان على خطإ الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى.
ولا يكفي في هذا المقام الاسترواح والاكتفاء برواية ابن عدي للخبر.
بل لا بدّ من تحقيق وإثبات صحة الخبر إلى أبي داود قبل البتّ بإلصاق تهمة الكذب بابن أبي داود.
وليتَكَ تأملت في الضوابط العشرة التي ينبغي مُراعاتها قبل تنزيل الحكم على راوٍ من عامة الرواة، فكيف بحافظ من أكابر الحفاظ، وقد ذكرها الشيخ المعلمي في تنكيله.
وقد بُلِيَ على ابن عدي الرواية عن بعض التالفين الهلكى في كتابه الكامل؛ منهم: أحمد بن أبي يحيى، والحسن بن عثمان ...
والأمر جدٌّ يستدعي فضلَ نظرٍ وأناةٍ، ولا يسوغ البتّة البتُّ بإسقاط ابن أبي داود إلاّ بعد إثبات صحة السند إلى أبي داود، ثم التأمل في التوجيه الوجيه الذي دبّجه يراع ذهبي العصر، والكلام في هذا مُفتقرٌ إلى علم سابغ وورع ثخين.
والله أعلم.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[24 Dec 2006, 11:30 م]ـ
فوائد عن كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني:
1 - قام المستشرق آرثر جفري بتحقيق الكتاب بهدف التشكيك في النقل الكتابي للقران الكريم.
2 - اخذ المستشرق النسخة الخطية للكتاب من الشيخ محمد زاهد الكوثري وكيل المشيحة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية.
3 - كان الشيخ الكوثري ممن يجرح ابن أبي داود , وقد ألف في ذلك كتابه (تأنيب الخطيب) يعني الخطيب البغدادي الذي كان يري تعديل و توثيق ابن أبي داود , و قد رد الشيخ المعملي اليماني عليه بكتابه (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل).
4 - سار علي الدرب في تجريح ابن أبي داود الشيخ محمد الصادق عرجون و الذي نقد تحقيق و تقديم آرثر جفري لكتاب المصاحف و خاصة ما يتعلق بقصة كاتب الوحي الذي مات و لفظته الأرض مرات فقد أكد الشيخ محمد الصادق عرجون علي بطلان هذه القصة من حيث السند و المتن و ذلك علي صفحات مجلة الوعي الإسلامي العدد 72 لسنة 1390هجريا 1971
5 - ثم جاء الأستاذ الدكتور حمودة داود أستاذ التفسير و علوم القران بجامعة الأزهر و كتب بحثاً بعنوان قصة حديث كاتب الوحي الذي مات فلفظته الأرض نشر في حولية كلية الدراسات الإسلامية و العربية جامعة الأزهر العدد الثاني عشر , بين فيه قيمة كتاب المصاحف و حكي قصة تحقيق آرثر جفري له ثم ناقش الشيخ محمد الصادق عرجون في اتهامه لابن أبي داود و خلص الدكتور حمودة داود إلي توثيقه بل أكد علي تصحيح الرواية التي جاءت في كتاب المصاحف عن قصة كاتب الوحي و بين الشيخ أن هذه القصة أخرجها الإمام البخاري في صحيحه ثم قال (لم يدر بخلدي حين درست تحقيق ابن أبي داود أن هذه الرواية في البخاري و لم يطلع عليها أستاذنا أو الشيخ رشيد رضا رحمهما الله تعالي إذ لو كان اطلعا عليها لما فعلا ما فعلا في رفض رواية ابن أبي داود و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) و انتهي من بحثه قائلا (أما علماء الإسلام .... و قد أدي بهم النظر العابر كذلك و شدة عاطفتهم و غيرتهم علي كتاب الله عز وجل إلي التحامل علي ابن أبي داود مؤلف كتاب المصاحف و طعن في بعض روايته و تضعيفها في صحيحة الأمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2006, 06:00 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا محمد، وجزاكم خيراً على هذه الإضافة النافعة.
ـ[بويوسف]ــــــــ[28 Dec 2006, 09:07 م]ـ
صدرت طبعة حديثة لكتاب المصاحف:
(كتاب الْمصاحف) للإمام: ابن أبِي داود (230 - 316) تحقيق الشيخِ سليمِ الهلالي
ط: غراس 1427 هـ - 2006 م في 902 صَفحة.
كتب على غلافه: [الطبعة الْمتكاملة محقَّقة على ثلاث نسخ خطِّية].
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Feb 2007, 06:32 م]ـ
من أين يمكن الحصول على هذه الطبعة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Feb 2007, 11:58 م]ـ
هذه الطبعة تباع في مكتبات السعودية في الرياض، ولا أدري كيف يمكن الحصول عليها لمن هو في كندا يا شيخ محمد. لكن جرب المكتبات التي تبيع الكتب على الانترنت كالنيل والفرات فربما تجده لديها مع التوصيل لبريدكم رعاكم الله.(/)
معلومات عن الآيات .. منظومه في أبيات ... فمن يحفظها؟؟
ـ[العدواني]ــــــــ[10 Jun 2003, 02:11 م]ـ
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله.
هذه بعض الأبيات الجميله في حساب آيات القرآن،ومناسباتها وهي سهلة الحفظ إن شاء الله.
قال الناظم رحمه الله:
إن شئت حصر الآيي في القرآن ** فهاك نظماً فيه بالبيانِِِِ
ستةُ آلاف وست مئهْ ** وستٌ معْ ستين فخذ بياني
فوعدهُ ألفٌ كذا وعيدهْ ** وأمرهُ ونهيهُ ألفانِ
ومنه ألفٌ قصصٌ أخبارُ ** عبارةُ أمثالْ ألفٌ ثاني
وجاء في التحليل والتحريم ** خمسُ مئةٍ من أول القرآنِ
وجاء في التسبيح والدعاءِ ** مئةُ آيةٍ لذي الإيمانِ
وجاء في الناسخ والمنسوخِ ** ستونَ معْ ستٍ هذا بياني
والحمد لله وصلى الله على ** الرسول أمدَ الزمانِ
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 Jun 2003, 05:44 م]ـ
أخي الكريم
ما ذكر في هذه المنظومة من كون عدد آيات القرآن هو (6666) ليس بصحيح، بل هي شبهة يروجها بعض النصارى، للتنفير عن القرآن، حيث إن كثيرا من النصارى يتشاءمون من الرقم الذي يكون كله ستات مكررة.
والصحيح أن عدد الآيات في القرآن على العد الكوفي (6236) آية.
ومن المعلوم أن هناك اختلافا يسيرا في عد الآي فأحيانا تدمج آيتان في آية أو تقسم آية إلى آيتين
ومن التصانيف التي أُلفت في عدد آي القرآن: كتاب (عدد المدني الأول) لنافع بن عبدالرحمن المدني، وكتاب (العدد الثاني) لنافع أيضاً، وكتاب (العدد) لعطاء بن يسار، وكتاب (العدد) لحمزة الزيات، وكتاب (العدد) لخلف بن هشام، وكتاب (العدد) لمحمد بن عيسى، وكتاب (العدد) للكسائي، وكتاب (العدد) لعاصم الجحدري، وكتاب يحيى بن الحارث الذماري، وكتاب (العدد) لخالد بن معدان، وكتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، وكتاب (عد آي القرآن) لأبي حفص الطبري، وكتاب (عد آي القرآن على مذهب أهل البصرة) لأبي العباس الكيالي، وكتاب (البيان في عد آي القرآن) لعثمان بن سعيد. ولابن فيره الشاطبي منظومة رائية في عد الآيات وتعيين فواصل السور، بعنوان (ناظمة الزهر)، ولبرهان الدين الجعبري منظومتان، الأولى بعنوان (عقد الدرر في عد آي السور)، والثانية بعنوان (حديقة الزهر في عد آي السور) ولم يذكر أحد من هؤلاء الآئمة الذين عدوا الآي أن عدد الآي 6666، والله أعلم.
ـ[العدواني]ــــــــ[10 Jun 2003, 11:44 م]ـ
أشكرك أخي على ردك المؤدب والنافع والمؤصل علمياً
وقد أخذت هذه المنظومه من دكتور وكلانا لايعرف المصدر.(/)
مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن
ـ[محمد صفاء حقي]ــــــــ[10 Jun 2003, 04:06 م]ـ
مجرد وجهة نظر مكررة للباحثين من أهل القرآن
السلام عليكم أيها الأحبة الكرام في ملتقى أهل القرآن.
بارك الله فيكم رواد ملتقى أهل التفسير، ونفع بكم، و سرني أن أقرأ لكم هذه الأفكار المطروحة، والحوارات الحية المفيدة، ومشاركة معكم ولتقديم ما أتصور أن فيه نفع أقول: لقد سبق أن تحدثت إلى بعض أهل العلم الكرام عن موضوعات أهل القرآن، وأبديت لهم يومها شيئاً من الامتعاض في انصراف طلبة العلم الأفاضل لموضوعات لا تمس الواقع، ولا تتصل بحياة الناس، والحال والمطلب أن يعيش الباحث زمانه، ويجتهد في عرض كل ما يمس حياته وحياة أهل زمانه على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ليسيروا وفق هدي الكتاب على نهج الرسول صلوات الله عليه، ووفق أمره، وهو ما كان يفعله سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، حين عالجوا رحمهم الله أمور حياتهم بشكل سليم بعرضها على كتاب الله وسنة رسول الله وخرجوا لنا بهذا الكم الهائل من المصنفات والمؤلفات، بل وصل الأمر بهم أنهم تعرضوا لأمور لم تقع ماذا لو وقعت، فأين نحن منهم؟!!، إن المنتسبين للتخصصات الأخرى غير الشرعية يبذلون جهود تذكر فتشكر في هذا الاتجاه في عصرنا هذا على الخصوص، فتجدهم ينحون جهة البحوث العملية والدراسات الميدانية، والتي تمس حاجيات الناس، ولهذا تجد لهم حضوراً واضحا وتأثيراً قوياً في التوجيه .. ولعلني أضرب مثالا يبين للقارئ الكريم كيف تهمل موضوعات هي في غاية الأهمية وتصرف الجهود إلى موضوعات أخرى،هي ليست يأية حال في هذه الدرجة من الأهمية.
إنه الطفل وما يتعلق به وبحياته وتربيته ونشأته وتوجيهه وتعليمه وتثقيفه،ومن ثم التفكير الجاد لمستقبل يليق بالأمة في بناء جيل يحمل هم الدعوة بوعي سديد وفهم عصري سليم منضبط بضوابط السلف رضوان الله عليهم أجمعين، ليعيش النشئ بالقرآن ومع القرآن وللقرآن.
مرة نقل إليَّ طفلي الكبير، استفسار أستاذه القدير، عن ضوابط التفسير التي من المفترض التزامها لتفهيم كلام الله للمسلم الصغير. يومها لم أجد إلا النذر اليسير من المطلوب جواباً لهذا السؤال الكبير.
أريد أن أقول: متى سيجعل طلبة العلم في تخصص القرآن وعلومه الطفل ضمن اهتماماتهم العلمية ودراساتهم العملية، فيقدموا للكُّتاب والمؤلفين التربويين على سبيل المثال الضوابط السليمة والمناهج المفيدة لتفسير القرآن للناشئة، وطرق تقديمها، والوسائل التي تحقق المطلب، والتكنولوجيا المتبعة لذلك، فيقدموا له شيئاً ينافس التقدم الرهيب الذي حصل في العملية المعرفية، وتسخير الوسائل للوصول إلى قلب الطفل وعقله ووجدانه.
لقد اهتم شرعنا الحنيف وكتابنا العظيم بالطفل اهتماماً منقطع النظير، ووجه الأتباع إلى الاهتمام بكل ما يتعلق به في شتى الميادين. غير أننا لو نظرنا إلى ثمرات مطابعنا الشرعية ربما لا نخرج إلا باليسير النادر من العناوين التي تناولت الطفل، أما الموضوعات القرآنية التي تناولت الطفل فقد نعدم ذلك تماماً، بل سنفتقد بالتأكيد أي بحث يتناول منهج تعليم الطفل مضمون كلام الله وفق رؤية عصرية نعيشها ويعيشها أطفالنا.
إننا إلى هذا اليوم لا زلنا نعلم أطفالنا مضامين كتاب ربهم كما نعلم الكبار تماماً دون أي اعتبار لسن الطفل وقدراته وثقافته واهتماماته. كما أننا نهمل تماماً مناهج التعليم وطرق التدريس الحديثة في تعليمهم أمور دينهم.
أبلغني أحد المهتمين بالطفل أنه زار مكتبة في مدينة روما فوجدهم يقدمون الإنجيل ومضمونه لناشئتهم بنحو (150) طريقة وذكر لي منها صوراً يدل على الهم الذي يعيشه أولئك لرسم الصليب وتعاليم الإنجيل في عقول الصغار وقلوبهم، قال: من تلك الوسائل أنهم يقدمون وسادة للنوم يضعها الطفل تحت رأسه، هذه الوسادة مكونة من خمسين طبقة من الاسفنج الناعم الملون والمصور، كل طبقة منها على شكل صفحة تفتح من الجانب، تضم جملة من تعاليم الإنجيل يقرأها الطفل وهو مرتاح البال قبيل النوم ليعيش حسب اعتقادهم بأمان مع كلام الانجيل!!! طبعا مع الفارق بين كتاب محرف وآخر قال فيه الرب (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)
إنني آمل من طلبة العلم الكرام الذين يعيشون هم الأمة أن يجعلوا الطفل من ضمن اهتماماتهم، فيقبلوا على كتاب الله ويقرؤه مرات للطفل المسلم فلعله لا يضيع في زمن الفضائيات والملهيات ومدن الألعاب، والبلايستيشن.
متى سنجعل الطفل مدار اهتمامنا؟! ومتى سيجتهد طلبة العلم وأهل البحث في الوسائل الشرعية والمشروعة لتعليم الطفل؟ ومتى ستعرض تلك الوسائل المكتشفة وغيرها ليجتهد العلماء في حكمها في ضوء العصر وحاجة النشئ؟ بل متى سيتعاون أهل القرآن مع أهل الاكتشاف مع التربويين لينتجوا لنا وسائل أكثر نفعاً لتعليم النشئ أمر الشرع؟ أرجو أن تكون البداية من هذا المنتدى المبارك .. وليكن من الموضوعات المقدمة لقسم القرآن الكريم من شخص تربوي يهتم بالطفل: تفسير القرآن للناشئة الضوابط والوسائل. أو بعنوان: تفسير القرآن للناشئة رؤية عصرية. اهتمام القرآن بالطفولة. ثقافة الطفل المسلم في كتاب الله. ودمتم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمجيد]ــــــــ[11 Jun 2003, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ محمد السلام عليكم ورحمة الله. لقد سعدت كثيرا بطرح هذه الفكرة التي قلما تناقش أو تطرح بين طلاب العلم ولا أدل على ذلك عدم وجود أي تعليق على مقالك، إلا أني أشكر لك جهدك وطرحك وإن لم يكن لدي الآن ما أسهم بخصوص هذا الموضوع لكن ستكون بإذن الله محط الاهتمام والبحث. ولكم جزيل الشكر وخالص الدعاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 05:13 م]ـ
أخي الكريم الدكتور محمد صفاء حقي وفقه الله لكل خير
أشكرك أولاً على تكرمك بمشاركتنا في ملتقى أهل التفسير، وأسأل الله أن يبارك لك في وقتك وعلمك.
وأما موضوع (الطفل وما يتعلق به وبحياته وتربيته ونشأته وتوجيهه وتعليمه وتثقيفه) الذي أشرتم إلى أهمية معالجته في بحوث أهل الدراسات القرآنية فأتفق معك في ذلك، وأدعو إلى ما دعوت إليه.
إن دراسة مثل هذه الموضوعات تجمع بين الدراسات القرآنية والدراسات التربوية. وربما يكون هذا سبباً من أسباب إعراض طلاب الدراسات القرآنية عن مناقشة هذه الموضوعات، وطرحها في رسائل علمية، وذلك لحاجتها إلى تخصص مساند كتبت فيه دراسات كثيرة، وهو مليئ بالنظريات التي ينظر إليها أهل العلوم الشرعية نظرة سلبية في مجملها، وهو تخصص (التربية).
وقد كتب الدكتور ماجد عرسان الكيلاني كتباً تربوية ربطها بالقرآن الكريم ربطاً لم أجد من أهل الدراسات القرآنية، ولا الدراسات الشرعية الأخرى من قام بمثل ما قام به.
إن القرآن الكريم مصدر فريد معجز، لا يشبع منه العلماء، ولا طلاب العلم، ولا الباحثون، ولو تأمل طلاب العلم في آياته، لفتحت لهم آفاق من البحوث الجادة التي تعالج قضايا ومشكلات أمتنا المتعددة. ولكن التأمل والتدبر له قليل، ولذلك تجد الراغبين في تسجيل البحوث الأكاديمية يكثرون من التردد، والحيرة، عندما يهمون بتسجيل موضوعات للماجستير أو الدكتوراه.
أرجو أن ينال اقتراحكم هذا صدى في نفس أحد الطلاب الذين يتهيئون الآن لتسجيل موضوعات لمرحلة الدكتوراه - وهم كثير - ويقدم على دراسة هذا الموضوع أو غيره من أمثاله.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[16 Aug 2009, 04:06 م]ـ
ربما كُتبت رسائل علمية عن هذا الموضوع
ولكن أين وصل بنا الحال العملي هذه الأيام؟(/)
أكثر من ستين فائدة من قصة داود و سليمان عليهما السلام .. من سورة ص فقط
ـ[فرحان العطار]ــــــــ[10 Jun 2003, 05:24 م]ـ
1 - أن الله يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اخبار من قبله، ليثبت فؤاده، و ليطمئن نفسه، و يذكر له من عبادتهم وصبرهم و انابتهم ما يشوقه الى منافستهم، والتقرب الى الله الذي تقربوا له والصبر على اذى قومه، و لهذا - في هذا الموضع - لما ذكر الله ما ذكر من اذية قومه و كلامهم فيه و فيما جاء به اوره بالصبر وان يذكر عبده داود فيتسلى به.
2 - و منها ان الله يمدح و يحب القوة في طاعته، قوة القلب و البدن، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة و حسنها و كثرتها، مالا يحصل مع الوهن و عدم القوة، و ان العبد ينبغي له تعاطي اسبابها، و عدم الركون الى الكسل و البطالة المخلة بالقوى المضعفة بالنفس.
3 - و منها ان الرجوع الى الله في جميع الأمور من اوصاف انبياء الله و خواص خلقه، كما اثنى الله على داود و سليمان بذلك، فليقتد بهما المقتدون، و ليهتد بهداهم السالكون (اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده) ا. هـ من قوله تعالى لكل منهما (إنه اواب) اي رجاع الى الله في جميع الأمور 4 - ومنها ما اكرم الله به نبيه داود من حسن الصوت العظيم، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم، و الطيور البهم، يجاوبنه اذ رجع صوته بالتسبيح، و يسبحن معه بالعشي والاشراق.
5 - و منها ان من اكبر نعم الله على العبد ان يرزقه العلم النافع، و يعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله على عبده داود عليه السلام.
6 - و منها اعتناء الله بأولياءه و اصفياءه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته اياهم و ابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور، و يعودونبه الى اكمل من حالتهم الأولى، كما جرى لداود و سليمان عليهما السلام.
7 - و منها ان انبياء الله معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى لأن مقصود الرسالة لا يحصل الا بذلك، وانه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي، ولكن الله يتداركهم و يبادرهم بلطفه سبحانه و تعالى
8 - و منها ان داود عليه السلام كان في اغلب احواله لازما لمحرابه لخدمة ربه، لهذا تسور الخصمان عليه المحراب، لأنه كان اذا خلا في محرابه لا يأتيه احد، فلم يجعل كل وقته للناس، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام، بل قد جعل له وقتا يخلو فيه بربه، و تقر عينه بعبادته، و تعينه على الاخلاص له في جميع الأمور.
9 - و منها انه ينبغي الأدب في الدخول على الحكام و غيرهم، فإن الخصمان لما دخلا على داود في حالة غير معتادة فزع منهم، وا اشتد ذلك عليه، و رآه غير لأئق بالحال.
10 - و منها انه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء ادب الخصم و فعله ما لا ينبغي.
11 - و منها جواز قول المظلوم لمن ظلمه " انت ظلمتني " او " يا ظالم " و نحو ذلك او " باغ علي " لقولهما (خصمان بغى بعضنا على بعض)
12 - و منها ان الموعوظ و المنصوح و لو كان كبير القدر جليل العلم، إذا نصحه احد او وعظه، لا يغضب ولا يشمئز، بل يبادر بالقبول والشكر، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب، و لم يثنه ذلك عن الحق، بل حكم بالحق الصرف.
13 - و منها: ان المخالطة بين الأقارب و الأصحاب، و كثرة التعلقات الدنيوية المالية، موجبة للتعادي بينهم، و بغي بعضهم على بعض، و انه لا يرد عن ذلك الا استعمال تقوى الله عز وجل، والصبر على الأمور، بالإيمان والعمل الصالح، وان هذا من اقل شيء في الناس.
14 - و منها ان الاستغفار و العبادة، خصوصا الصلاة من مكفرات الذنوب، فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره و سجوده.
15 - و منها إكرام الله لعبده داود و سليمان بالقرب منه، و حسن الثواب، ولا يظن ان ما حصل لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى، و هذا من تمام لطفه بعباده المخلصين، انه إذا غفر لهم و أزال اثر ذنوبهم، أزال الآثار المترتبة عليه كلها، حتى ما يقع في قلوب الخلق، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم، و قع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى، فأزال الله تعالى هذه الآثار، و ما ذاك بعزيز على الكريم الغفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - و منها ان الحكم بين الناس مرتبة دينية، تولاها رسل الله و خواص خلقه، وان وظيفة القائم بها الحكم بالحق و مجانبة الهوى، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، و كيفية ادخالها في الحكم الشرعي، فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم، ولا يحل له الاقدام عليه.
17 - و منها انه ينبغي للحاكم ان يحذر الهوى، و يجعله منه على بال فإن النفوس لا تخلومنه، بل يجاهد نفسه بأن يكون الحق مقصوده، و ان يلقي عنه و قت الحكم كل محبة او بغض لأحد الخصمين.
18 - و منها ان سليمان عليه السلام من فضائل داود ومن منن الله عليه حيث وهبه له، وان من اكبر نعم الله على عبده ان يهب له ولدا صالحا، فإن كان عالما فإنه نور غلى نور.
19 - ومنها ثناء الله على سليمان و مدحه (نعم العبد إنه أواب)
20 - و منها كثرة خير الله و بره بعبيده، ان يمن عليهم بصالح الأعمال و مكارم الأخلاق، ثم يثني عليهم بها و هو المتفضل الوهاب.
21 - و منها تقديم سليمان عليه السلام محبة الله تعالى على محبة كل شيء
22 - و منها ان كل ما اشغل العبد عن الله فإنه مشؤم مذموم، فليفارقه وليقبل على ما هو انفع له.
23 - و منها القاعدة المشهورة " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس، تقديما لمحبة الله، فعوضه الله خيرا من ذلك، بأن سخر له الريح الرخاء اللينة، التي تجري بأمره الى حيث اراد و قصد، غدوها شهر و رواحها شهر، و سخر له الشياطين اهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون.
24 - و منها ان تسخير الشياطين لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام.
25 - و منها ان سليمان كان ملكا نبيا، يفعل ما اراد، و لكنه لا يريد إلا العدل، بخلاف النبي العبد فإنه تكون ارادته تابعة لأمر الله، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، و هذه الحال أكمل.
انتهت الفوائد من تفسير ابن سعدي رحمه الله
26 - أن من اتى البيوت من غير أبوابها فإن فعله هذا سبب للخوف و الفزع.
27 - ان الأنبياء بشر يلحقهم من الطبائع البشرية كما يلحق غيرهم لقوله (ففزع منهم)
28 - أنه يجب ان يطمئن المفزع من فزع منه لقوله (لا تخف)
29 - لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة العداوة بينهما حيث قال (إن هذا أخي).
30 - أنه ليس جميع الخلطاء يحصل منهم البغي لقوله (و إن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض) و لم يقل كلهم.
31 - أن الذين آمنوا لا يحصل منهم البغي، يمنعهم ايمانهم و عملهم الصالح لقوله (إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات).
32 - أن الذي يجمع بين الايمان و العمل الصالح قليل لقوله (و قليل ما هم).
33 - أن الأنبياء قد يفتنون و يختبرون لقوله (و ظن داود أنما فتناه) يعني ايقن
34 - أن كل شخص محتاج الى ربه مفتقر اليه لقوله (فاستغفر ربه).
35 - أن السجود خضوعا لله من سنن الأنبياء لقوله (و خر راكعا) وهل يشرع أن يصلي ركعتين أم يفعل ما فعله داود عليه السلام؟
جاءت شريعتنا: أن يتوضأ و يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه
36 - في قوله (يا داود) اثبات كلام الله عز وجل، و فيها رد على من انكر ذلك
37 - أنه لا مانع أن يقال للسلطان ذوي السلطة العليا في الأرض أن يقال له: انه خليفة الله، و لا يعني ذلك أن الله محتاج أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق، ولكنه خلفه أي جعله حاكما بين الناس كما شرع سبحانه.
38 - أن اتباع الهوى سبب للضّلال لقوله (و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)
39 - أن المتبعين للهوى متوعدون بالعذاب الشديد.
40 - أن من أسباب الضلال نسيان يوم الحساب لقوله (بما نسوا يوم الحساب)
41 - أن عادة عرض الخيول و التمتع يجريها آخر النهار عادة قديمة الى اليوم، و قل من تجده يفعل ذلك في أول النهار.
42 - أنه ينبغي اختيار الخيل الجميلة الجيدة في هيئتها و سرعتها لقوله (الصافنات الجياد)
ف (الصافنات) جمال في الهيئة و الشكل و (الجياد) دليل على سرعتها و قوة جريها.
43 - أن الانشغال بامور الدنيا يسبب الاعراض عن ذكر الله و هذا امر مذموم.
(يُتْبَعُ)
(/)
44 - إثبات أن الشمس هي التي تدور على الأرض لقوله (حتى تورات بالحجاب) و هذا يؤيده كثير من النصوص مثل قوله تعالى (و الشمس تجري) و قوله (و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين …….).
45 - في قوله تعالى (توارت بالحجاب) دليل على كروية الأرض لأنه لما أثبت أنها هي التي تتوراى " أي الشمس " بالحجاب، دل على أن أ لأرض هي التي تحجبها، وهذا أمر مقطوع به.
46 - جواز التعزير باتلاف المال، و هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء:
فمنهم من قال بأنه لا يجوز لأن إتلاف المال إفساد له، و يمكن أن نعزره بأخذ المال دون إتلافه، فنأخذه منه و ننفقه في جهة اخرى.
و منهم من قال: بأن ذلك جائز و استدلوا: بأن الغال من الغنيمة يحرق رحله و هذا اتلاف له مع أن الجيش قد يكون في حاجة، و هذا هو القول الراجح أنه يجوز التعزير بإتلاف المال، و ذلك لأن السنة دلت على ذلك أولا ثم إن إتلافه أنكى وأ عظم أثرا، ثالثا: لو قلنا نأخذه و لا نتلفه لفتحنا بابا للولاة الظلمة، إذا أرادوا المال أقاموا دعوىعلى شخص ما، ثم قالوا نعزره بأخذ ماله، ثم يأخذون ماله على أن يكون في بيت مال المسلمين، فيأخذونه في جيوبهم!
47 - أن الانسان لا بأس أن يعزر نفسه بإتلاف ماله بنفسه، لفعل سليمان عليه السلام.
48 - قوة سلطان سليمان عليه السلام و كثرة جنوده لقوله (ردوها على) فلم يقل ردها على، بل قال (ردوها).
49 - أن لسليمان عليه السلام كرسيا يجلس عليه كما يجلس الملوك، لأن الله جمع له بين الملك و النبوة.
50 - تعلق قلب سليمان عليه السلام بالآخرة، يؤخذ من قوله (رب إغفر لي و هب لي .. ) فطلب الآخرة قبل الدنيا.
51 - جواز الذنوب على الأنبياء، من قوله (رب إغفر لي)، و لو لم يكن هناك ذنب لم يستغفر.
52 - جواز طلب الانسان الملك، تطلب من الله أن يملكك شيئا، و لكن يشترط أن يكون له استعداد و قدرة للقيام بما يطلب.
53 - التوسل الى الله تعالى بالاسم المناسب، فقوله (إنك أنت الوهاب) مناسب لطلبه (هب لي)، و هذا من ضمن تفسير قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
انتهت فوائد ابن عثيمين رحمه الله و غفر له، وهذه فوائد اخرى:
54 - مشروعية صلاة الضحى لقوله تعالى (والاشراق) قال البقاعي رحمه الله: في الجامع لعبد الرزاق أن ابن عباس رضي الله عنه قال: صلاة الضحى في القرآن، ولكن لا يغوص عليها إلا غائص ثم قرأ الآية، واليها الإشارة – والله أعلم بصلاة الأوابين (إنه أواب) وروى مسلم في الصحيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " ا. هـ بتصرف
55 - جواز استعراض الحاكم القائد قواته تفقدا لها وإظهارا للقوة، و رفعا لمعنوياتها.
56 - إطلاق لفظ الخير على الخيل، فيه تقرير أن الخيل إذا ربطت في سبيل الله كان طعامها و شرابها حسنات لمن ربطها في سبيل الله كما في الحديث الصحيح (الخيل ثلاث …)
57 - أن آلات الحرب اليوم من الطائرات و غيرها و إعدادها و تفقدها حل محل ربط الجياد.
58 - الثناء على العبد بالتوبة الفورية التي تعقب الذنب مباشرة.
59 - التثبت والأناة في جميع الأمور من أعظم الأمور المعينة على التوفيق للصواب قال البقاعي رحمه الله: فكانت هذه الدعوى تدريبا لداود عليه السلام في الأحكام، و ذكرها للنبي صلى الله عليه و سلم تدريبا له على الأناة في جميع اموره على الدوام. ا. هـ
60 - أن في هذه الآيات تقرير لنبوة نبينا عليه الصلاة والسلام، إذ مثل هذه القصص لا تتأتى إلا بوحي.
وسأقف هنا بانتظار المزيد من المشاركات لتعم الفائدة، وستأتي بعض الفوائد ان شاء الله
ملاحضة: الفوائد السبع الأخيرة من تفسير الجزائري حفظه الله ما عدا الفقرة رقم 59
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم الدكتور فرحان العطار على هذه المشاركة، ونعتذر لعدم ظهورها ابتداءً بكونها كانت مشروطة بقبول المشرف لها دون الانتباه لذلك وفقك الله.
ـ[فرحان العطار]ــــــــ[14 Jun 2003, 02:49 م]ـ
شكرا لكم دكتور عبدالرحمن على التوضيح و بارك فيك اخي
و اريد ان اذكر لك بأني لست بدكتور و لكن يكفيني شرف الانتساب لهذا الدين، احسن الله ختام الجميع
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[06 Oct 2009, 05:59 م]ـ
جهد مشكور
وقول الأستاذ (37 - أنه لا مانع أن يقال للسلطان ذوي السلطة العليا في الأرض أن يقال له: انه خليفة الله، و لا يعني ذلك أن الله محتاج أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق، ولكنه خلفه أي جعله حاكما بين الناس كما شرع سبحانه.)
قال صاحب التحرير والتنوير: (والخليفة في الأصل الذي يخلف غيره أو يكون بدلاً عنه في عمل يعمله).
فالخلافة هي تعاقب الناس في الحكم وليست ذات الحكم، وعليه فكلمة (خليفة الله) لا تصح على المعنى الأول، وهو الاستخدام الصحيح للكلمة.
والله أعلم
والسلام عليكم(/)
ما معنى قوله تعالى (إلا أن تتقوا منهم تقاة)
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[10 Jun 2003, 10:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الفضلاء
ما معنى قوله تعالى (إلا أن تتقوا منهم تقاة)؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[10 Jun 2003, 11:59 م]ـ
الأخ أبا عبد الله: هاك نقلاً من بعض التفاسير
من (الجامع) للقرطبي
قال معاذ بن جبل ومجاهد: كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين؛ فأما اليوم فقد أعز الله الإسلام أن يتقوا من عدوهم. قال ابن عباس: هو أن يتكلم بلسانه وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا يقتل ولا يأتي مأثما. وقال الحسن: التقية جائزة للإنسان إلى يوم القيامة، ولا تقية في القتل. وقرأ جابر بن زيد ومجاهد والضحاك {إلا أن تتقوا منهم تقية {وقيل: إن المؤمن إذا كان قائما بين الكفار فله أن يداريهم باللسان إذا كان خائفا على نفسه وقلبه مطمئن بالإيمان والتقية لا تحل إلا مع خوف القتل أو القطع أو الإيذاء العظيم. ومن أكره على الكفر فالصحيح أن له أن يتصلب ولا يجيب إلى التلفظ بكلمة الكفر؛ بل يجوز له ذلك على ما يأتي بيانه في {النحل {إن شاء الله تعالى.
------------------------------------------------------------------------------------
وفي (الجامع) للطبري
إلا أن تكونوا في سلطانهم، فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل. كما: حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} قال: نهى الله سبحانه المؤمنين أن يلاطفوا الكفار، أو يتخذوهم وليجة من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللطف، ويخالفونهم في الدين. وذلك قوله: {إِلا أن تتقوا منهم تقاة}.
------------------------------------------------------------------------------------
وفي تفسير ابن كثير
إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره، لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء: أنه قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم. وقال الثوري: قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل، إنما التقية باللسان، وكذا رواه العوفي عن ابن عباس: إنما التقية باللسان، وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس. ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى:
{من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره}
(النحل: 106) الآية. وقال البخاري: قال الحسن: التقية إلى يوم القيامة،
------------------------------------------------------------------------------------
وفي (فتح) الشوكاني
{إِلا أَن تَتقوا منهم تقاة} على صيغة الخطاب بطريق الالتفات، أي: إلا أن تخافوا منهم أمراً يجب اتقاؤه، وهو: استثناء مفرغ من أعم الأحوال. وتقاة مصدر واقع موقع المفعول، وأصلها وقية على وزن فعلة قلبت الواو تاء، والياء ألفاً، وقرأ رجاء، وقتادة تقية. وفي ذلك دليل على جواز الموالاة لهم مع الخوف منهم، ولكنها تكون ظاهراً لا باطناً. وخالف في ذلك قوم من السلف، فقالوا: لا تقية بعد أن أعز الله الإسلام.
وقال:
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، من طرق عنه قال: نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار، ويتخذوهم، وليجة من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللطف، ويخالفونهم في الدين، وذلك قوله تعالى: {إِلا أَن تَتقوا منهم تقاة}. وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن السدي: {وَمَن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} فقد بريء الله منه. وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق العوفي، عن ابن عباس في قوله: {إِلا أَن تَتقوا منهم تقاة} قال: التقية باللسان من حمل على أمر يتكلم به، وهو معصية الله، فيتكلم به مخافة الناس، وقلبه مطمئن بالإيمان، فإن ذلك لا يضره، إنما التقية باللسان. وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه عنه في الآية قال: التقاة التكلم باللسان، والقلب مطمئن بالإيمان، ولا يبسط يده، فيقتل، ولا إلى إثم، فإنه لا عذر له. وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن أبي العالية في الآية قال: التقية باللسان، وليس بالعمل. وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، عن قتادة {إِلا أَن تَتقوا منهم تقاة} قال إلا أن يكون بينك، وبينه قرابة، فتصله لذلك. وأخرج عبد بن حميد، والبخاري، عن الحسن قال: التقية جائزة إلى يوم القيامة. وحكى البخاري عن أبي الدرداء أنه قال: إنا نبش في وجوه أقوام، وقلوبنا تلعنهم، ويدل على جواز التقية، قوله تعالى:
{إِلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمانِ ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}
(النحل: 106). ومن القائلين بجواز التقية باللسان أبو الشعثاء، والضحاك، والربيع بن أنس.
------------------------------------------------------------------------------------
وفي (أنوار التنزيل) للبيضاوي
إلا أن تخافوا من جهتهم ما يجب اتقاؤه، أو اتقاء. والفعل معدى بمن لأنه في معنى تحذروا وتخافوا. وقرأ يعقوب «تقية». منع عن موالاتهم ظاهراً وباطناً في الأوقات كلها إلا وقت المخافة، فإن إظهار الموالاة حينئذ جائز كما قال عيسى عليه السلام: كن وسطاً وامش جانباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[11 Jun 2003, 04:47 ص]ـ
أثابك الله يا شيخ خالد وجعلك مباركا أينما كنت
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 11:21 ص]ـ
بسم الله
ومن باب الفائدة، هذه إجابة للشيخ عبدالرحمن المحمود وفقه الله للسؤال المذكور أعلاه:
ما المراد بالتقاة في قوله تعالى: (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)؟ وما حكم بداءة اليهود والنصارى بالسلام؟ وما حكم مصافحتهم؟
--------------------------------------------------------------------------------
جـ/ الحمد لله وحده، وبعد:
فسياق الآية (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) الآية. حيث اشتملت على وعيد شديد لمن يوالي الكافرين، ثم قال: (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) فاستثنى هذه الحالة التي يغلب فيها العدو فيخاف منه بحيث يتقيه المؤمنون بأمور مادية ظاهرة لا بأمور باطنة، ولذا ورد عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن التقية باللسان لا بالعمل، وهذه من أحوال المدافعة للعدو، أما معاونة العدو الكافر على المسلمين ومناصرته عليهم فغير داخلة، وحكمها معلوم والله المستعان.
أما بدء اليهود والنصارى بالسلام فلا يجوز للحديث الصحيح الوارد في ذلك بالنهي عن بدئهم بالسلام، ومن باب أولى المصافحة. والله أعلم، وصلى الله على محمد.
المرجع
هنا ( http://www.almoslim.net/rokn_elmy/print_question.cfm?id=215)
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[13 Jun 2003, 04:55 ص]ـ
اثابك الله يا شيخ أبو مجاهد.
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[18 Jun 2003, 04:47 ص]ـ
يرفع للفائدة(/)
من يدلني على تفسير المنار لمحمد رشيد رضا على الانترنت؟
ـ[مناضل]ــــــــ[10 Jun 2003, 11:33 م]ـ
السلام عليكم
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
تفسير المنار
في البرامج الحاسوبية أو مواقع الشبكة
نصحاً
ـ[سهير العيسى]ــــــــ[10 May 2004, 04:06 م]ـ
كاتب الرسالة الأصلية: مناضل
السلام عليكم
هل من يدلني على تفسير سيدنا محمد رضا
تفسير المنار
في البرامج الحاسوبية أو مواقع الشبكة
نصحاً(/)
من يدلني على القرآن الكريم بالنص العثماني جزاه الله خيراً
ـ[السلطان]ــــــــ[11 Jun 2003, 03:03 ص]ـ
الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك ..
الحقيقة إنني أحتاج لكتابة القرآن في بعض البحوث بالخط العثماني ولم أجد هذا البرنامج ..
فأرجو ممن وجده أن يضع لي رابطه هنا وجزيتكم خيراً ..
ـ[حسين]ــــــــ[11 Jun 2003, 05:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام
من هنا يمكنكم تحميل المصحف بالرسم العثماني، وليس الإملائي
http://www.qurankareem.info/a/OthmanyQuran.zip
وهنا للمزيد ولتحميل الخطوط التي تعرضه
http://qurankareem.info/
http://www.qurankareem.info/a/OthmanyFonts.zip
ـ[مصلح سلامة]ــــــــ[10 Mar 2009, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم
يمكنك تحميل مصحف النشر المكتبي (مصحف المدينة) من الموقع التالي
http://www.qurancomplex.org/MaterialCMS/viewSection.asp?matId=134&id=135&l=arb&matLang=arb&SecOrder=15&SubSecOrder=2¬Menu=true
وإن فشلت المحاولة ابحث عن مصحف المدينة وستجد مجموعة من المواقع لتحميل المصحف مع تمنياتنا لكم بالتوفيق
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[10 Mar 2009, 01:40 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14909&highlight=%D3%ED%E3%C7%E4%E6%D1(/)
هل لمشايخنا الكرام أن يقيموا لنا تفسير القاسمي - رحمه الله -
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 Jun 2003, 09:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام: أرجو أن تفيدونا وتعرفونا بتفسير القاسمي وما هي مميزاته وهل عليه من استدراكات أو ملاحظات. وما المنهج الذي سلكه صاحبه في تفسيره
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Jun 2003, 11:43 ص]ـ
بسم الله
أخي صفوت؛ سبق التعريف بهذا التفسير هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=36)(/)
الشيخ المحقق أحمد شرشال و بحوثه القيمة في القرآن و علومه
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[11 Jun 2003, 09:57 م]ـ
الدكتور أحمد بن أحمد بن معمّر شرشال الجزائري
أحد العلماء المتخصصين في الرسم القرآني و ضبطه، و العارفين بعلوم القرآن، و له في ذلك كتب قيمة، يعرفها أهل التخصص و المهتمون بعلوم القرآن، و قد أحببت أن أسرد لإخواننا أهل التفسير قائمة بأعماله المطبوعة و المخطوطة، و ذلك لما أعلمه من جهل الكثير بمؤلفات الشيخ و تحقيقاته، و لعلمي بقدر الشيخ في هذا الفن، و خاصة في فن الرسم القرآني، و كذلك لغيرته الشديدة على كتاب الله، و بعده عن الأضواء و ما يكون سببا للشهرة، و هذا سياقٌ لدراساته القرآنية:
1 - مختصر التبيين لهجاء التنزيل للإمام أبي داود سليمان بن نجاح المتوفى 496 في خمس مجلدات، خصص المجلد الأول منه للدراسة، و قد طبع بمجمع الملك فهد 1423
2 - الطراز في شرح ضبط الخراز للإمام التنسي المتوفى سنة 899 و طبع بالمجمع أيضا.
3 - أصول التربية و التعليم كما رسمها القرآن الكريم - تأليف و هو في الأصل بحث محكم، طبع مرتين، الأولى بدار الحرمين بالقاهرة و الأخرى بالكويت، بوزارة الأوقاف - قطاع المساجد.
4 - مخالفات النساخ و لجان المراجعة و التصحيح لرسم المصحف الإمام - تأليف، و بحث محكم طبع بدار الحرمين.
5 - الوقف و الوصل في القرآن الكريم، تأليف طبع بدار الحرمين.
6 - النهج السديد في مقررات التجويد، بحث قيم، لم ينشر بعد، أطلعني عليه.
7 - أصول الضبط لأبي داود سليمان بن نجاح، و هو ذيل كتابه مختصر التبيين الذي سبق ذكره، و سيطبع بالمجمع قريبا، مضافا للمختصر و هو المجلد السادس.
8 - الذكر و مقاصده في القرآن الكريم، لم يطبع بعد، و بحوث أخرى تجديدية كثيرة.
و الله الموفق.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 01:08 ص]ـ
بسم الله
شكراً لك أخانا الكريم الغائب منذ فترة (أبوتيمية) على هذه المعلومات التي كنت أبحث عنها؛ فقد قرأت بعض مقالات هذا الشيخ الفاضل فأعجبتني، ولم أكن أعرفه جيداً.
وهذان مقالان قيمان له وفقه الله:
الأول:أثر التفسير في بناء الشخصية واتزانها
هنا ( http://www.islamselect.com/index.php?ref=532&pg=mat&ln=1)
والثاني:فهم القرآن وتدبره هنا ( http://www.islamselect.com/index.php?ref=501&pg=mat&ln=1)
ورجاؤنا يا أبا تيمية أن تدعو الشيخ أحمد للمشاركة معنا في هذا الملتقى، فبلغه دعوتنا، وشأن الكريم تلبية الدعوة.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[12 Jun 2003, 04:30 م]ـ
سأفعل - بإذن الله -
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Apr 2004, 07:50 م]ـ
الأخ الكريم أبا مجاهد وفقك الله
بلغت الشيخ بطلبكم أول ما لقيته، لكنه اعتذر لأسباب، لا أرى داعيا لذكرها، لكني أطلعته على مشاركات المشايخ، فاستحسن ذلك جدا، و أثنى على الجهود المبذولة في نشر علوم القرآن و خدمة كتاب الله ...
كما أعلم الإخوان بأن من جديد ما نشره الدكتور الشيخ أحمد شرشال كتابا عنوانه:
ردود القرآن على ذوي الجحود و الإنكار، طبع بدار الحرمين بالقاهرة.
و هو في الأصل بحث محكم.
كذلك أبشر إخواني أن كتاب:أصول الضبط و كيفيته على جهة الاختصار للإمام أبي داود سليمان بن نجاح ت 496هـ، و هو يقع في مجلد بتحقيق الدكتور أحمد شرشال، يطبع حاليا في مجمع الملك فهد للمصحف الشريف.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Apr 2004, 07:58 م]ـ
و للعم فقد اختير الشيخ أحمد عضوا في اللجنة التأسيسة للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن التابعة للرابطة بجدة.
كما اختير مرتين لعضوية لجنة تحكيم جائزة حاكم دبي لحفظ القرآن الكريم، لكنه رفض ذلك، خوفا على نفسه من أمراض القلوب، مع ضخامة المبلغ الذي يكافئ به، وهو من أحق من يحكم فيها!!
فقد حفظ القرآن في الصغر و كتبه في اللوح أربع مرات من حفظه، وأم به، و والده الشيخ أحمد شرشال من المتقنين الكبار للقرآن، لم ير حاملا مصحفا قط منذ أن حفظه، و هو في الثمانين، و هو يختمه غيبا كل خمسة أيام و يؤم به الناس.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[20 Apr 2004, 10:00 م]ـ
صورة غلاف الكتاب الجديد (ردود القرآن ... )
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[04 Jun 2004, 09:22 م]ـ
في * العدد 198* صفر 1425هـ * مارس - ابريل 2004م من مجلة البيان ?أرسل الدكتور عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين ـ كلية الشريعة بالإحساء ـ السعودية، إلى المجلة يقول: «أسأل الله ـ تعالى ـ أن يثيبكم على جهودكم المباركة، وجميع العاملين في مجلة البيان، وآمل التكرم بقبول الاقتراح الآتي: سبق أن نشر في مجلة البيان العدد 194 صفحة 10 ـ 12 مقالاً بعنوان: (سلبيات فصل العلوم عن أصلها القرآني) للدكتور أحمد بن أحمد شرشال، فقد قرأت الموضوع الرائع، وأعجبني حسن العرض للكاتب الكريم، وأسلوبه العلمي الرصين، وتوثيقه الأمين، وأتمنى أن يقوم الكاتب بكتابة بحث أو مؤلَّف في هذا الموضوع يفيد به الأمة الإسلامية من خلال طرحه المتميز، ولعل هيئة التحرير أن ترى إفراد موضوع (قواعد مهمة في التعامل مع كتاب الله الكريم) في ملف خاص للمجلة، وهذه دعوات قلب محب لكم بالتوفيق والسداد.
البيان: والمجلة تشكر الدكتور الكريم على ثنائه ودعائه، وتعده بدراسة اقتراحه القيم، وبحث إمكانية نشره عاجلاً بمشيئة الله تعالى.
http://www.albayan-magazine.com/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 Jun 2004, 03:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
جزاك الله خيراً أبا تيمية على هذه الفوائد و الأخبار النافعة. كنت أرغب في معرفة موضوع كتاب ردود القرآن للشيخ و ليتك تتحفنا بعرض فهرس الكتاب و كذلك سعره إن لم يكن في هذا إثقال.
ـ[همام حسين]ــــــــ[27 Dec 2007, 05:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من جديد بخصوص مؤلفات الشيخ - حفظه الله -؟؟؟
وهل تم الانتهاء من طباعة كتاب (أصول الضبط)؟؟؟
وكيف يمكن الحصول على هذه الإصدارات القيمة للمجمع لمن هم خارج المملكة؟؟ وهل يشارك المجمع في معرض القاهرة الدولي للكتاب؟؟
حفظ الله شيخنا، وبارك فيه وبه .. وتقبل الله منا ومنكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Dec 2007, 02:54 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
((كما اختير مرتين لعضوية لجنة تحكيم جائزة حاكم دبي لحفظ القرآن الكريم، لكنه رفض ذلك، خوفا على نفسه من أمراض القلوب، مع ضخامة المبلغ الذي يكافئ به، وهو من أحق من يحكم فيها!!
فقد حفظ القرآن في الصغر و كتبه في اللوح أربع مرات من حفظه، وأم به، و والده الشيخ أحمد شرشال من المتقنين الكبار للقرآن، لم ير حاملا مصحفا قط منذ أن حفظه، و هو في الثمانين، و هو يختمه غيبا كل خمسة أيام و يؤم به الناس))
الله أكبر، جانب من السيرة عزيز، وكلمات تشدُّ بقوَّة لِلُقياه.
إن سيرة هذا العلم العالِم _ الذي ربما لا يعرفه إلا بعض أهل التخصص _ لجديرة بالإفراد والتصنيف.
وهكذا فليكن أهل العلم.
حفظ الله الشيخ ونفع به، وفتح علينا كما فتح عليه
وجزاك الله خيراً أخي أبا تيمية على ما نقلت.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[30 Dec 2007, 09:30 م]ـ
جزى الله الأخ همام خيرا على إحيائه هذا الموضوع بمشاركته فيه، وأنا أطلع عليه للمرة الأولى، وسرني ما خطه الأخ الفاضل أبو تيمية في التعريف بأخينا العزيز أحمد بن أحمد شرشال، وهو صاحب جهد طيب مبارك وبحث عميق في علم رسم المصحف وضبطه وسائر علوم القرآن المجيد، وتحقيقه لكتابي مختصر التبيين والطراز جهد متميز، زاده حسنا طباعته المتميزة في مجمع الملك فهد، والحمد لله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 09:36 م]ـ
وتنشر بعض بحوثه في مصر =دار الحرمين .....
ـ[محب القراءات]ــــــــ[31 Dec 2007, 07:09 ص]ـ
مما اطلعت عليه من بحوث الدكتور / أحمد بن أحمد شرشال (حفظه الله)
بحث قيم له بعنوان: (التوجيه السديد في رسم القرآن المجيد وضبط بلاغته) وهو منشور في مجلة البحوث الفقهية المعاصرة , في العدد السابع والأربعون _ السنة الثانية عشرة _ ربيع الآخر _جمادى الأولى 1421.
وهذا العدد موجود في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض , ويمكن تصويره هذا البحث منه لمن أراد.
ومما ذكره في خلاصة البحث في آخره:
وبعد أن انتهيت من تدوين هذا البحث الذي استغرق مني جهودا مضنية , فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , أحمده سبحانه وأشكره وأستعينه وأستغفره.
مرت على القرآن الكريم العصور والدهور المتتابعة , ولا يزال غضا طريا بدون زيادة ولا نقصان , ومن حفظ الله له عناية المسلمين به عناية عظيمة تفوق الوصف , فكرس علماء القراءات جهودهم , ولم يدخروا وسعا في بيان حروفه ومعانيه , ووصفوا هجاء حروفه بالوصف والإحصاء الدقيق.
ولما تعددت المصاحف , وكثرت الاختلافات والمصطلحات في الرسم والضبط مما قد يحير القارئ والمتأمل كان لابد من بذل المجهود في التقريب بين وجهات نظر المشارقة والمغاربة ومحاولة إيجاد صلة تجمع بينهما بعد بيان الأسباب التي أدت إلى التعدد والاختلاف , فكان هذا البحث موفيا بالغرض , إن شاء الله.
ثم ذكر ثمرات البحث.
وقد بلغ عدد صفحات هذا البحث 57 صفحة , وهو جدير بالاطلاع عليه والاستفادة منه.(/)
حول إعراب القرآن (رسم القرآن)
ـ[الراغب]ــــــــ[12 Jun 2003, 04:28 م]ـ
الإخوة الأفاضل ..
هل تشكيل آي القرآن توقيفي أم اجتهادي؟ وعلى كلتا الحالتين فما السر في مخالفة شكل بعض الآيات للمعهود كإزالة الألف الفارقة في الكلمات: (جاءو) و (فاءو) و (باءو)، مع إثباتها في قوله سبحانه: (والله يدعواإلى دار السلام) [يونس 25].
ومثل آية الفتح (ومَن أوفى بما عاهد عليهُ الله .. )، ضمت الهاء والمعهود كسرها؟.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 12:46 ص]ـ
يرفع للبحث في المسألة، ولطلب الجواب
ـ[محمد عزت]ــــــــ[22 Jun 2003, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على رسول الله
أولاً ما تتحدث عنة من حذف حرف أو إثباتة فهذا رسم المصحف وليس تشكيلة فالتشكيل هو وضع علامات الإعراب على الحروف مثل واو صغيرة فوق الحرف المضموم و ..... إلخ
أما رسم المصحف فإليك هذا الموضوع القيم:
رسم المصحف وتطوير خطه
المراد برسم المصحف الكيفية التي كُتبت بها حروفه وكلماته، وَفق المصاحف العثمانية. فمن المعلوم أن الصحف التي كُتبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والمصاحف العثمانية التي وُزعت على البلدان الإسلامية فيما بعد، كانت خالية من الشكل والنقط.
ولا ريب أن رسم المصاحف العثمانية كان يقوم على إملاءٍ خاصٍ به، يختلف عن الرسم الإملائي المعروف لدينا اليوم.
وظل الناس يقرؤون القرآن في تلك المصاحف على تلك الشاكلة، إلى أن تطرق الفساد والخلل إلى اللسان العربي نتيجة الاختلاط بالأعاجم، ما دفع أولي الأمر إلى ضرورة كتابة المصحف بالشكل والنقط وغيرها، حفاظاً على القرآن من أن يُقرأ على غير الوجه الصحيح.
وكان أبو الأسود الدؤلي - وهو تابعي - أول من وضع ضوابط اللسان العربي، وقام بتشكيل القرآن الكريم بأمر من علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وكان السبب المباشر لهذه الخطوة ما سمعه من قارئٍ يقرأ خطأً، قوله تعالى: {إن الله بريء من المشركين ورسولَه} (التوبة:3) فقرأ الآية بجر اللام من كلمة (رسولِه) فغيَّر بذلك المعنى تغييراً كلياً، فأفزع هذا الخطأ أبا الأسود ما دفعه إلى وضع علامات لشكل الحروف والكلمات، فجعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف، وعلامة الكسرة نقطة أسفله، وعلامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف، وجعل علامة السكون نقطتين. وقد أعانه على هذه المهمة بعض العلماء، من بينهم الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي كان أول من صنف كتاباً في رسم نقط الحروف وعلاماتها، وكان كذلك أول من وضع الهمزة والتشديد وغيرها من العلامات الضابطة، ثم دُوِّن علم النحو ليكون خادماً وضابطاً لقراءة القرآن على الوجه السليم.
بعد ذلك تدرَّج الناس، فقاموا بكتابة أسماء السور في رأس كل سورة، ووضعوا رموزاً فاصلة عند رؤوس الآيات، وقسموا القرآن إلى أجزاء - ثلاثين جزءً - وأحزاب - 60 حزباً - وأرباع، ووضعوا لكل ذلك علامات خاصة تدل على ما أشارت إليه، حتى إذا كانت نهاية القرن الهجري الثالث، بلغ الرسم القرآني ذروته من الجودة والحسن والضبط.
وقد منع أكثر أهل العلم كتابة المصحف بما استحدث الناس من قواعد الإملاء المعروفة، وذلك حفاظاً على رسم المصحف كما وصل إلينا. وقد صرح كثير من الأئمة بتحريم كتابة المصحف بغير الرسم العثماني، ونُقل عن الإمام أحمد أنه قال: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف وغير ذلك. ونقل مثل هذا عن كثير من أهل العلم.
فإن سألتَ - أخي الكريم - إذا كان الأمر على ما ذكرت، فكيف جاز للأوائل أن يضعوا النقط وأسماء السور؟
وفي الجواب نقول: إن العلماء أجازوا ذلك لضرورة استدعت هذا الأمر، وذلك بعد أن ظهر اللحن في قراءة القرآن، فخشي أولوا الأمر أن يلتبس الأمر على الناس، فوضعوا النقط على الحروف؛ تمييزاً لبعضها من بعض، وحدث إجماع على قبول هذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
بقي أن نقول لك في هذه العجالة: إن القول بمنع جواز كتابة القرآن بغير الرسم العثماني، متعلق بكتابة القرآن في المصاحف التي يتداولها الناس اليوم، أما كتابة آيات منه، أو كلمات معينة بالخط الإملائي المعتاد على ألواح التعليم، أو أوراق الكتابة الخاصة بالتعليم، فلا حرج في ذلك تسهيلاً على المتعلمين وتيسيراً عليهم، وخاصة إذا كانوا من المبتدئين في العلم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين.
الشبكة الإسلامية http://islamweb.net (http://)
ـ[محمد عزت]ــــــــ[22 Jun 2003, 01:09 ص]ـ
الخط القرآني والخط الإملائي
(الشبكة الإسلامية)
من المسائل التي شغلت بال العلماء، ونالت قسطاً من أبحاثهم مسألة الرسم القرآني، أو بتعبير أبسط طريقة كتابة القرآن، فمن المعلوم أن للقرآن الكريم منهجاً خاصاً في الكتابة، يختلف نوعاً ما عن الكتابة التي ألِفَها الناس.
وقد قسم العلماء الرسم الكتابي - الخط الإملائي - إلى قسمين رئيسين، الأول أطلقوا عليه اسم الرسم القياسي، ويقصدون به كتابة الكلمة كما تلفظ، مع الأخذ بعين الاعتبار حالتي الابتداء بها والوقف عليها.
أما القسم الثاني فأطلقوا عليه اسم الرسم التوقيفي، ويقصدون به الرسم العثماني، نسبة إلى عثمان رضي الله عنه، إذ هو الرسم الذي كُتبت به المصاحف.
وقد صنف العلماء في هذا المجال ما عُرف بـ "علم الرسم القرآني" ووضعوا كتباً خاصة في هذا الموضوع، منها على سبيل المثال لا الحصر، كتاب "المقنع في معرفة رسم مصاحف الأمصار" لـ أبي عمرو الداني، وكتاب "التنزيل" لأبي داود سليمان نجاح.
وكما أشرنا بداية، فإن الرسم العثماني خالف الرسم القياسي من بعض الوجوه، أهمها خمسة وجوه، نذكرها فيما يأتي مع التمثيل لها:
الوجه الأول: الحذف، وهو كثير، ويقع في حذف الألف، والواو، والياء. فمن أمثلة حذف الألف، قوله تعالى: {العلمين} حيث حُذفت الألف بعد العين، وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، والأصل في كتابتها حسب الرسم الإملائي (العالمين).
ومن أمثلة حذف الواو، قوله تعالى: {الغاون} (الشعراء:94) وقد وردت في موضعين من القرآن، والأصل فيها (الغاوون).
ومن أمثلة حذف الياء، قوله تعالى: {النبين} (البقرة:61) وقد وردت كذلك في جميع مواضعها في القرآن، وعدد مواضعها ثلاثة عشر موضعاً، والأصل في كتابتها (النبيين).
ومن وجوه الحذف أيضاً، حذف اللام والميم، فمثال حذف اللام، قوله تعالى: {اليل} (آل عمران:190) وقد كُتبت كذلك في جميع مواضعها، وعددها ثلاثة وسبعون موضعاً، والأصل فيها (الليل).
ومثال حذف النون قوله تعالى: {نجي} (الأنبياء:88) وهو الموضع الوحيد في القرآن، الذي حذفت فيه النون من ثلاثة مواضع وردت فيه الكلمة، والأصل في رسمها (ننجي).
الوجه الثاني: الزيادة، وتكون في الألف، والواو، والياء. فمثال الزيادة في الألف، قوله تعالى: {وجائ} (الزمر:69) وردت في موضعين، والأصل فيها (وجيء).
ومثال الزيادة في الواو، قوله تعالى: {سأوريكم} (الأعراف:145) وردت في موضعين، والأصل فيها (سأريكم).
ومثال الزيادة في الياء، قوله تعالى: {بأييد} (الذاريات:47) وهو الموضع الوحيد في القرآن، والأصل فيها (بأيد).
الوجه الثالث: الهمز، حيث وردت الهمزة في الرسم العثماني تارة برسم الألف، وتارة برسم الواو، وتارة برسم الياء. فمن أمثلة ورودها ألفاً، قوله تعالى: {لتنوأ} (القصص:76) وهو الموضع الوحيد، والأصل فيها (لتنوء).
ومن أمثلة ورودها واواً، قوله تعالى: {يبدؤا} (يونس:4) وهي كذلك في مواضعها الستة من القرآن، والأصل فيها (يبدأ).
ومن أمثلة مجيئها ياءً، قوله تعالى: {وإيتائ} (النحل:90) وهو الموضع الوحيد من ثلاثة مواضع، والأصل فيها (وإيتاء).
الوجه الرابع: البدل، ويقع برسم الألف واواً أو ياء. فمن مجيئها واواً، قوله تعالى: {الصلوة} (البقرة:3) وهي كذلك في جميع مواضعها الأربعة والستين، والأصل (الصلاة) ومثلها (الزكاة).
ومن صور رسمها ياءً، قوله تعالى: {يأسفى} (يوسف:84) والأصل فيها (يا أسفا).
ومن ذلك أيضاً، قوله تعالى: {والضحى} (الضحى:1) ولم ترد إلا في هذا الموضع، والأصل فيها (والضحا).
الوجه الخامس: الفصل والوصل، فقد رُسمت بعض الكلمات في المصحف العثماني متصلة مع أن حقها الفصل، ورُسمت كلمات أخرى منفصلة مع أن حقها الوصل، فمن أمثلة ما اتصل وحقه الفصل ما يلي:
- (عن) مع (ما) حيث رسمتا في مواضع من القرآن الكريم متصلتين، من ذلك قوله تعالى: {عما تعملون} (البقرة:74) وقد وردت كذلك في جميع المواضع.
- (بئس) مع (ما) رسمتا متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: {بئسما اشتروا}) (البقرة:90) وهي كذلك في مواضعها الثلاثة.
- (كي) مع (لا) رُستما متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم} (آل عمران:153) وهي كذلك في مواضعها الأربعة.
ومن أمثلة ما انفصل وحقه الوصل ما يلي:
- قوله تعالى: {كل ما ردوا إلى الفتنة أُركسوا فيها} (النساء:91) وقد جاءت كذلك في ثلاثة مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في خمسة عشر موضعاً.
- قوله تعالى: {أين ما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً} (البقرة:148) وقد جاءت كذلك في ثمانية مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في أربعة مواضع.
هذه الوجوه الخمسة التي أتينا على ذكرها، مع شيء من التمثيل لها، هي أهم الوجوه التي فارق فيها الرسم العثماني الرسم الإملائي، أو ما سُمي بالرسم القياسي، وقد عرضناها لك - أخي الكريم - بشيء من الاختصار والتبسيط، لتكون على بينة من أمرها. وقد بقيت مسائل تتعلق بهذا المبحث تركناها مخافة السآمة. وأخيراً ندعو الله لنا ولك بالتوفيق والسداد في الأمر كله، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 05:34 م]ـ
الأخ الفاضل محمد عزَّت حفظه الله، شكرًا لك على ما طرحته، ولي في الموضوع وجهة نظر أعرضها بين يدي قراء هذا الملتقى المبارك:
أولاً: إن رسم المصحف (أي: كتابته) كانت على ما تعلمه الصحابة من معلميهم، وعلى ما عهدوه من إملاء عصرهم، ولم يثبت أنهم تركوا إملاء عصرهم إلى إملاءٍ خاصٍّ بالقرآن، بدلالة توافق ما وُجِد من بعض الوثائق والمدونات الصخرية والنقودية التي ترجع إلى عصرهم، وهذه مسألة مهمة تحتاج إلى مزيد بحث وعناية، وقد طرح الدكتور الفاضل غانم قدُّوري في بحث له في مجلة المورد (م 15 / ع 4/ 1986) بعنوان (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة).
ثانيًا: إذا ثبت أنهم لم يخترعوا رسمًا خاصًّا، فإن رسم المصحف هو الرسم الإملائي الموافق لعصرهم، وتسميته بالرسم العثماني اصطلاح نشأ بعدهم، ولم يرد عنهم الحديث عنه.
وهذه المسألة أرى أنها من الأهمية بمكان، وهي الموافقة لطبيعة التطور الذي حصل في الرسم، ومن تتبع علاقة المرسوم بالملفوظ في الدراسات التي كتبت عن تطور الخط سيجد مصداق ما أذكره.
وهذا يعني أنهم كتبوا المصحف على ما استقر عليه الرسم عندهم، ثمَّ ما زال يتطور الرسم، ويأخذ في التغيُّر حتى صار إلى ما هو عليه اليوم، وبقي رسم المصحف على ما كتبه الصحابة لا يُهيَّج عليه، ولا يجوز خلافه فما لو أريد كتابة مصحف كاملٍ.
ومن مارس العمل في المخطوطات يظهر له جليًّا ختلاف الرسم بين عصر، وعصر، وهذا مجال بحثٍ، لعل من له خبرة به أن يتحف الملتقى بشيء منه.
ثالثًا: أن صور الكلمات المذكورة في السؤال هي من باب اختلاف التنوع الكائن في الرسم، سواءًا أكان رسم المصحف (الرسم العثماني) أو الرسم الإملائي على مرِّ عصوره، أو الرسم الإملائي في هذا العصر.
والأمثلة في الرسم المعاصر وفيرة، وهي تدلُّ على أصل ما ذكرته من تنوع الرسم، وليس في ذلك سرٌّ آخر.
ومن أمثلة ما وقع في الرسم المعاصر الاختلاف في الهمزة المتوسطة في لفظة (شؤون) فهي تكتب على الواو كما سبق، وبعضهم يرى أنها تكتب على نبرة هكذا (شئون)، وقس على ذلك غيره من الاختلاف الذي هو من باب التنوع، ولا يلزم أن يكون وراءه سرٌّ آخر.
رابعًا: قد يرد لبعض الرسم علل معينة، مثل ما يُذكرُ من موافقة بعض القراءات، وهذا ممكن، ووارد أن يُراد، لكن لا يلزم أنهم اخترعوا هذا الرسم ليوافق هذه القراءة، بل يقال: إن هذا الرسم كان عندهم، فكتبوه هنا ليوافق القراءة، بدلالة أن هذه الموافقة غير لازمة في كلِّ المقروءِ، إذ قد تردُ القراءة، ولا يرد الرسم موافقًا لها، ومن ذلك على سبيل المثال لفظ (ضنين) من قوله: (وما هو على الغيب بضنين) فقد ذكر أبو عبيد أن جميع المصاحف العثمانية اجتمعت على كتابتها بالضاد، والضاد لا تحتمل قراءة الظاء، وهي القراءة الأخرى المتواترة، فدلَّ ذلك على أن الرسم قد يتخلف عن القراءة، ويمكن القول: إن الروواية قاضية على الرسم لا العكس.
خامسًا: كما وقع الحذف والاختصار والاقتصار والزيادة وغيرها في الرسم العثماني، فإن ذلك واقع كذلك في الرسم الإملائي على مرِّ عصوره، وهو واقع في الإملاء المعاصر كذلك، وكل ذلك راجع إلى الاصطلاح، والاصطلاح قد يتغير من زمن إلى زمن، إلا أن رسم المصحف ثبت على ما كُتِبَ عليه في عصر عثمان.
وهذه الفكرة فيها ردٌّ على من يزعم صعوبة الرسم العثماني، ويدعوا إلى تغيير الرسم العثماني، حيث يقال له: ما تلاحظه على الرسم العثماني، فإنه موجود في الرسم الإملائي المعاصر، إذ لا يلزم أن يكون كل الرسم المكتوب اليوم يوافق المنطوق بحذافيره، بل قد يكون فيه زيادة أو نقص، لكنَّ تعارفَ الناس عليه أذهب الاستيحاش منه، ولو تعلموا رسم المصحف مع الرسم الإملائي لزال كثير من الاستيحاش الحاصل من الرسم القرآني، والله أعلم.
والموضوع طويل لا يكفيه هذا الابتسار، وإنما هو على سبيل التذكرة، والله الموفق.
ـ[محمد عزت]ــــــــ[23 Jun 2003, 07:47 ص]ـ
جزاكم الله خيراً و تقبل منكم(/)
الاهتمام بالتفاسير المخطوطة
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[12 Jun 2003, 04:56 م]ـ
أود أن ألفت انتباه الإخوان إلى أن هناك من الكتب التي تعد في حيز المفقود موجودة في مكتبات العالم المهتمة بالمخطوطات الإسلامية، لكنها غير مذكورة في فهارسها سبب عدم معرفة عنونها و مؤلفها، و هي المصطلح عليها بالكتب المجهولة، مجهولة العنوان أو المؤلف أو كليهما، و الأخير هو المهم، لأنه بمعرفة العنوان يمكن معرفة مؤلفه إلا في نطاق ضيق جدا، حيث يكون العنوان الموجود عنون به جماعة من العلماء كتابا لهم، فحينئذ يلجأ إلى عوامل أخرى في معرفة صاحب الكتاب كمقدمة الكتاب و مؤخرته و النقل عنه و غيرها ..
و الذي أريده من هذا أن عددا من التفاسير كنت قد عرفت مؤلفيها لما كنت أعمل باحثا بقسم المخطوطات، فشعرت بالرغبة الشديدة في التنقيب في هذا البحر الكبير، و هو بحر الكتب المجهولة المؤلف و العنوان، و أخص بالذكر كتب التفسير منها ..
و من ذلك أن أحد إخواني الأفاضل حدثني بأنه عثر على تفسير الطبراني- قطعة منه - بمصر و عرف ذلك من أسانيده، و الكتاب مبتور الأول و الآخر، فالحقيقة أنه ينبغي شحذ الهمم للقيام بهذه المهمة التي يرجى نفعها باكتشاف ما كان مفقودا.
علما أن كثيرا من الكتب المفهرسة على أنها مجهولة المؤلف لم يبذل فيها أي جهد بحثي لمعرفة مؤلفها، فيمكنك أخي الباحث إذا طلبت الكتاب أن تنظر بداخله فلعل الناسخ قال قال فلان - يعني مؤلفه - كما هي عادة النساخ في تكرار هذه العبارة، أو تجد الكتاب مقسما إلى أجزاء، و الجزء الأول قد ضاعت ورقته الأولى لكن باقي الأجزاء عليها عنوان الكتاب و قد لا ينتبه لهذا، و غير ذلك مما يمكنك به معرفة مؤلف الكتاب
و أشير على الباحثين بالاهتمام بالكتب المسندة فهي الأصل و الله الموفق.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[21 Jun 2003, 11:55 ص]ـ
للتفاعل مع الموضوع
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Jun 2003, 02:11 م]ـ
بسم الله
الموضوع جيد، والتنبيه مهم.
ولي رجاء: وهو أن تذكر لنا أمثلة - إن كان يحضرك شيء منها -، وأرجو منك أخي أبا تيمية أن تدلنا على بعض المخطوطات التي تحتاج إلى تحقيق، إما في موضوع مستقل، أو في موضوع بحوث مقترحة للبحث.(/)
قواعد في التفسير .... المراد والمعنى
ـ[همس]ــــــــ[12 Jun 2003, 06:06 م]ـ
من أهم قواعد التفسير والتي يجب فهمها أن لكل آية مراد ومعنى فما الفرق بين المعنى والمراد؟
المراد:ما دل عليه السياق - سيلق الآية -
المعنى:ما دل عليه اللفظ في اللغة العربية
مثال قوله تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة:13)
ِ
فالسفهاء:المراد بقوله " كما أمن السفهاء " هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعمون وقوله تعالى:" هم السفهاء " الكفار كما يُفهم من السياق.
أما معنى السفهاء وهو ما دل عليه اللفظ في اللغة من السفه وهو من ليس له رشد وعقل ومن لا يحسن التصرف ... والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 11:49 م]ـ
أخي الكريم همس
كلام جيد، فهل له من مرجع؟
وللتذكير؛ يعتبر ذكر المرجع أو المصدر للمعلومات المذكورة من الأمور المهمة عند طلبة العلم؛ فحبذا لو راعينا هذا الأمر في مشاركاتنا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Jun 2003, 02:45 م]ـ
الأخ الكريم همس
لقد ذكرت أن لكل آية مرادًا ومعنى، وهذا التعميم فيه نظر؛ لأنه غير لازمٍ في كل آية.
وقد فهمت من مرادك التفريق بين المعنى اللغوي والمعنى السياقي.
فالمعنى السياقي هو ما اصطلحتَ عليه بالمراد، بدلالة أنك فسَّرت السفهاء ـ على زعم المنافقين ـ بأنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
والمعنى اللغوي للسفهاء الذي هو من السَّفه: هو من ليس له رشد وعقل ومن لا يحسن التصرف.
وهذا التعميم الذي ذكرته لا ينطبق على بعض الآيات، فإنَّ المعنى اللغوي قد يكون هو المعنى السياقي، إذ لا يراد به غيره، ومن ذلك تفسير قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (الضحى:3)، فالمعنى اللغوي لهذه الألفاظ هو المعنى السياقي، فلا يختلف التفسير بينهما، ويكون التفسير: ما تركك ربك وما أبغضك.
وهذا الموضوع الذي تطرحه فيه بعدٌ آخر في أصول التفسير أرجو أن ييسر الله لي طرحه في هذا الملتقى، والله الموفق.
ـ[همس]ــــــــ[13 Jun 2003, 05:38 م]ـ
أشكر الشيخين الفاضلين على ردهما. أما عن الاستفسار عن المصدر فهو من شرح الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله -في تفسير سورة البقرة
أما عن ذكر المصدر فقد كان هذا رأيي عندما أقترحت فكرة قواعد في التفسير وهذا ما طبقته في القاعدة الأولى حيث ذكرت المصدر ولكن أعتذر عن عدم ذكري للمصدر حيث إعتمدت على أنه نفس المصدر السابق - مع موافقتك بضرورة ذكر المصدر - شكر الله لك
أما قول الشيخ الدكتور مساعد فما أنا إلا ناقلة ولم أنقل إلا للفائدة الذاتية والفائدة المتعدية ولك جزيل الثواب على ما توضحه لنا مما يلتبس على أمثالى ممن ليس لديهم فقه ورجائي لك الرجوع للقاعدة الأولى -السابقة - فقد يكون لك تعليق عليها. وجزاك الله خير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Dec 2006, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، إن ما ذكر من ضرورة التفريق بين المراد والمعنى أمر صحيح، ولكن معاجته تحتاج إلى ضبط المصطلحات، والاطلاع على العلوم اللغوية قديمها وحديثها، لنتمكن من ضبط آليات الفهم و التواصل. ولا يخفى على من له صلة بما ذكرناه أن الأمر يتعلق بمستويين لغويين:
المستوى الأول: الدلالة.
المستوى الثاني: التداول.
في المستوى الدلالي يحاول الباحث تحديد المعنى من خلال المكونات اللغوية للخطاب، وتحديد السياق اللغوي (المقال) وغير اللغوي (المقام). أما في المستوى التداولي فإننا نحاول استخلاص المعنى عن طريق المكونات غير اللغوية، وفيه يتم الحديث عن المراد أو المقصد، والمراد ليس مرادا واحدا بل هو مرادات: مراد صاحب الخطاب، ومراد الخطاب، ومراد متلقي الخطاب.
ومما سبق يتبين أن المسألة معقدة لأنها متصلة بالخطاب من حيث الإنتاج و التلقي ومن حيث هو خطاب.
كما أحب أن أشير إلى خطأ لغوي شائع، فلا نقول نفس المصدر، وإنما المصدر نفسه، فالمؤَكِد حقه التأخير، وهذا توكيد معنوي نحو كله و عينه.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
ما معنى قوله تعالى {وما ينطق عن الهوى} هل الرسول عليه السلام معصوم في كل شيء؟؟؟
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[12 Jun 2003, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلما قرأت قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا وحيٌ يوحى}؛ أتمال في عصمته صلى الله عليه وسلم من الخطأ والزلل خاصة فيما يبلغه عن ربه جل وعلا وعن أحكام الدين؛ وتشريعات الإسلام الحنيف.
ولكن هل رسول الله صلى عليه وسلم أيضا معصوم من الخطأ حتى في أمور الدنيا؟؟
فإذا كان الأمر كذلك؛ فكيف تقول في قصة تأبير النخل عندما مر عليه السلام وبعض الصحابة يلقحون نخلهم فقال لهم: إنه لا يغني شيئا؟؟ فلم يثمر كما كان يثمر لو لقحوه؛ والصحابة قد تركوا التلقيح عندما سمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم؟
هذا الكلام سألنيه أحد الإخوان ولم يكن عندي مجال للبحث عن صحة القصة المأثورة أو حتى إذا كان هناك خلاف في هذه المسألة؛ فققرت طرح هذا الموضوع ونستمع من الاخوة الكرام مما علمهم الله شيئا في هذا الأمر.
آمل أن يحضى هذا الأمر باهتمام أكثر من الاخوة الكرام؛ لتعم الفائدة المرجوة إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم؛؛؛؛؛؛
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jun 2003, 12:01 ص]ـ
بسم الله
هذا جواب على سؤالك أخي عبدالله على وجه السرعة لضيق الوقت، وهو للإمام ابن باز رحمه الله:
(الأنبياء معصومون فيما يبلغونه
س: سمعت من عالم إسلامي يقول إن الرسول يخطئ، فهل هذا صحيح؟ وقد سمعت أيضا أن الإمام مالك يقول: كل منا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، مع بيان حديث الذباب بعد أن تجرأ على تكذيبه بعض الناس؟
جـ: قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام. كما قال عز وجل: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم، وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضا إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر، وقد تقع منه الصغيرة لكن لا يقر عليها، بل ينبه عليها فيتركها، أما من أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك. كما وقع من النبي لما مر على جماعة يلقحون النخل فقال ما أظنه يضره لو تركتموه فلما تركوه صار شيصا، فأخبروه فقال عليه الصلاة والسلام: إنما قلت ذلك ظنا مني وأنتم أعلم بأمر دنياكم أما ما أخبركم به عن الله عز وجل فإني لم أكذب على الله رواه مسلم في الصحيح، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون النخل وكيف يغرسون وكيف يبذرون ويحصدون.
أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك.
فقول من قال: إن النبي يخطئ فهذا قول باطل، ولا بد من التفصيل كما ذكرنا، وقول مالك رحمه الله: ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر- قول صحيح تلقاه العلماء بالقبول، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين، وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني، وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول، فكل واحد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه، أما الرسول فهو لا يقول إلا الحق، فليس يرد عليه، بل كلامه كله حق فيما يبلغ عن الله تعالى، وفيما يخبر به جازما به أو يأمر به أو يدعو إليه.
أما حديث الذباب فهو حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه، وقد أخبر به النبي جازما به، فقال عليه الصلاة والسلام: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وحديث أنس بن مالك، وكلها صحيحة، وقد تلقتها الأمة بالقبول ومن طعن فيها فهو غالط وجاهل لا يجوز أن يعول عليه في ذلك، ومن قال إنه من أمور الدنيا وتعلق بحديث أنتم أعلم بشئون دنياكم - فقد غلط؛ لأن الرسول جزم بهذا ورتب عليه حكما شرعيا ولا قال أظن، بل جزم وأمر، وهذا فيه تشريع من الرسول؛ لأنه قال إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فهذا أمر من الرسول وتشريع للأمة، وهو لا ينطق عن الهوى إن
(يُتْبَعُ)
(/)
هو إلا وحي يوحى.
والله ولي التوفيق.)
المرجع:
هنا ( http://www.ibnbaz.com/displayprint.asp?f=Bz01116.htm&print=on)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[13 Jun 2003, 12:19 ص]ـ
حديث النهي عن تأبير النخل مروي في صحيح مسلم (حديث «4356» ترقيم العالمية) قال مسلم: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وللعلماء أقوال في الجواب على هذا الحديث والجمع بينه وبين قوله تعالى {وما ينطق عن الهوى} وهاك جملاً منها:
قال الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 426):
«جَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَوْنِهِ أَنَّهُ قَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْإِنَاثَ فِي غَيْرِ بَنِي آدَمَ لَا تَأْخُذُ مِنْ الذُّكْرَانِ شَيْئًا , وَهُوَ الَّذِي يَغْلِبُ عَلَى الْقُلُوبِ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم إخْبَارًا عَنْ وَحْيٍ , وَإِنَّمَا كَانَ مِنْهُ عَلَى قَوْلٍ غَيْرِ مَعْقُولٍ ظَاهِرٍ مِمَّا يَتَسَاوَى فِيهِ النَّاسُ فِي الْقَوْلِ , ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ فَيَتَبَيَّنُ ذَوُو الْعِلْمِ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُمْ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ , وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كَانَ يُعَانِي ذَلِكَ وَلَا مِنْ بَلَدٍ يُعَانِيهِ أَهْلُهُ ; لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم إنَّمَا بَلَدُهُ مَكَّةُ وَلَمْ تَكُنْ دَارَ نَخْلٍ يَوْمَئِذٍ , وَإِنَّمَا كَانَ النَّخْلُ فِيمَا سِوَاهَا مِنْ الْمَدِينَةِ الَّتِي صَارَ إلَيْهَا صلى الله عليه وسلم , وَكَانَ مَعَ أَهْلِهَا مِنْ مُعَانَاةِ النَّخْلِ وَالْعَمَلِ مَا يُصْلِحُهَا مَا لَيْسَ مِثْلُهُ مَعَ أَهْلِ مَكَّةَ وَكَانَ الْقَوْلُ فِي الْأَمْرِ الَّذِي قَالَ: فِيهِ مَا قَالَ: وَاسِعًا لَهُ أَنْ يَقُولَ فِيهِ وَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ عَلَى مَا نَفَى مَا يَسْتَحِيلُ عِنْدَهُ وَيَكُونُ مِنْهُ عَلَى الظَّنِّ بِهِ , فَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا حَكَاهُ عَنْهُ طَلْحَةُ لِبَعْضِ مَنْ رَآهُ يُعَانِي اللِّقَاحَ ثُمَّ قَالَ: مَا حَكَتْهُ عَنْهُ عَائِشَةُ وَأَنَسٌ فِي قَوْمٍ آخَرِينَ مِمَّنْ رَآهُمْ يُعَانُونَ التَّلْقِيحَ وَقَالَ: مَا فِي حَدِيثِ جَابِرٍ لِقَوْمٍ آخَرِينَ , وَأَنَّهُمْ يُعَانُونَ التَّلْقِيحَ فَحَكَى كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: شَيْئًا مِمَّا سَمِعَهُ يَقُولُهُ وَكُلُّهُمْ صَادِقٌ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ , وَكُلُّ أَقْوَالِهِ الَّتِي قَالَهَا صلى الله عليه وسلم مِمَّا حَكَاهُ عَنْهُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ كَمَا قَالَ: وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ». أ. هـ
وقال ابن القيم في زاد المعاد (5/ 375):
«إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بالوحي وبما أراه الله لا بما رآه هو .... ، وهذا في الأقضية والأحكام والسنن الكلية، وأما الأمور الجزئية التي لا ترجع إلى أحكام، كالنزول في منزل معين، وتأمير رجل معين، ونحو ذلك مما هو متعلق بالمشاورة المأمور بها بقوله: {وشاورهم في الأمر} [آل عمران 159] فتلك للرأي فيها مدخل، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم في شأن تلقيح النخل: «إنما هو رأي رأيته» فهذا القسم شيء والسنن الكلية شيء آخر» أ. هـ.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان (10/ 277):
«الذي يظهر أن التحقيق في هذه المسألة أنه صلى الله عليه وسلم ربما فعل بعض المسائل من غير وحي في خصوصه، كإذنه للمتخلفين عن غزوة تبوك قبل أن يتبين صدقهم من كذبهم، وكأسره لأسارى بدر، وكأمره بترك تأبير النخل ... إلى غير ذلك.
وأن معنى قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى} لا إشكال فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق بشيء من أجل الهوى ولا يتكلم بالهوى.
وقوله: {إن هو إلا وحي يوحى} يعني أن كل ما يبلغه عن الله فهو وحي من الله لا بهوى ولا بكذب ولا افتراء، والعلم عند الله تعالى».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ام محمد]ــــــــ[13 Jun 2003, 06:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
وماذا عن ان الرسول صلى الله عليه وسلم صد وعبس عن ابن ام مكتوم وانا هنا لا ابحث عن خطأ صدر من رسول
الله لكن هو بشر مثلنا قد يخطئ في امور الدنيا وانا مع الاخوان جزاهم الله خير انه لايخطئ في ما يبلغه
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[13 Jun 2003, 01:48 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا رسول الله /
أشكر كل من ساهم في إثراء هذا الموضوع الهام؛ وأسال المولى عز وجل أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم.
وهذا الموضوع لم أطرحه إلا للفائدة المرجوة بإذن الله لكل من يقرأ هذا الموضوع أو يزور هذا المنتدى المبارك.
ويا إخوتي ما أسهل العلم على من سهله الله عليه وآتاه البركة في وقته لكي؛ يتبحر في علوم الشريعة ويغوض في دقائق العلم الهامة التي تخفى على كثير من الناس.
أما نحن فقد شغلتنا الدنيا عن الآخرة؛ وعن العلم الذي يبتغى به وجه اله تعالى؛ فتجدنا نسأل عن كثير من الأمور التي بإمكاننا أن نجد لها جوابا من حولنا أو بجهد يسير ولكن الكسل والتشاغل وعدم الرغبة الملحة في القراءة والبحث هو السبب الرئيس في ذلك كله؛ ولا سيما إذا حالف ذلك قلة التوفيق وعدم الفتح من الله تعالى.
وأخيرا وليس آخرا اتمنى للجميع التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[27 Jul 2005, 12:53 م]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسول عليه الصلاة و السلام بشر - يصيب و يخطأ
فالرسل و الأنبياء ثبت خطأهم في القرآن الكريم
و لكن لم يثبت أبدا أنهم تقولوا على الله سبحانه و تعالى أو أخطئوا في تبليغ الرسالة
فلهذا - ارى - و الله أعلم
أنه يجوز أن يخطأ الأنبياء و الرسل في الأمور الدنيوية التي ليست من الدين
فلا ضرر في الرسالة أبدا
فخاطب الله سبحانه و تعالى نبيه بـ " لم تحرم ما أحل الله ........ الآية " فهذا لا شك أنه عتاب من الله سبحانه وتعالى
و الأهم - بأن التحريم الذي جاء به النبي عليه الصلاة و السلام لم يكن وحيا
و إلا كيف يخاطبه الله سبحانه وتعالى بهذا الكلام و هو يبلغ الوحي!!!
/////////////////////////////////////////////////
ـ[د. أنمار]ــــــــ[27 Jul 2005, 04:07 م]ـ
مسألة تأبير النخل قرأت فيها كلاما للشيخ عبد الله سراج رحمه الله في كتاب سيدنا محمد رسول الله
غير ما هو متداول ومشهور أعرضه على حضراتكم هنا
فغاية ما في الأمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أنتم أعلم بأمور دنياكم
قال مسلم في صحيحه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن ثابت عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم
قال الشيخ أي أعلم بأمور دنياكم منكم بأمور دينكم
لا أنهم أعلم بأمور دنياهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كيف هذا بأبي هو وأمي وعلمه لا عن البشر بل بتعليم رب الناس قال تعالى: وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما
أما عن معنى الحديث فهو كما في حديث الذراع إذ قال ناولني الذارع للمرة الثالثة فأجاب الصحابي وهل للشاة إلا ذراعان
فقال لو سكت لناولنيها
أي لو سلم لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لوجد بركة ذلك رزقا من عند الله
ومثله عن التأبير قال لو لم تفعلوا لصلح
اهـ بمعناه
أما عن مسألة وما بنطق عن الهوى فيراجع كتاب "السنة النبي وحي"
للدكتور خليل ابراهيم ملة خاطر العزامي في المدينة المنورة
فقد وفى البحث حقه مما لن تراه في كتاب فجزاه الله خير الجزاء
ـ[ابن العربي]ــــــــ[30 Jul 2005, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث تأبير النخل في سنده كلام وبعضهم قال لا يصح
والعصمة ما قاله الأخ أبو مجاهد حق إن شاء الله
وها هو من كراستي في نقاط حتى يتضح:
عصمة الأنبياء والمرسلين تنقسم إلى قسمين:
1/ عصمة وقوع
2/ عصمة اقرار
عصمة الوقوع:
تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم أن يقع الذنب منه وارتكابه.
وهذا القسم ليس على الاطلاق لأن الذنوب أنواع فالنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من وقوع بعض الذنوب دون بعض.
فمعصوم من ثلاثة أنواع:
1/ الشرك وأسبابه معصوم النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء من الوقوع في الشرك وأسبابه مطلقا
2/ ما يخل بمقصود الرسالة كالكذب والخيانة ونحوها لأن مثل هذه تنافي مقصود الرسالة فعصم منها النبي صلى اله عليه وسلم وسائر الأنبياء
3/ معصوم صلى الله عليه وسلم مما يخل بالشرف وطهارة العرض كالزنا، واللواط، وشرب الخمر ونحوها
وما سوى هذه الأنواع فتقع الذنوب من الأنبياء كغيرهم من البشر ومثال ذلك:
موسى عليه السلام قتل النفس بغير حق
آدم عليه السلام أكل من الشجرة فعصى
وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم وقع منه الذنب مثل
1/ لما أذن للمنافقين في غزوة تبوك عندما جاء المنافقون يعتذرون في غزوة تبوك فقبل النبي عذرهم دون تمحيص بين الصادق منهم والكاذب
فعاتبه الله تعالى فقال:" عفا اله عنك لم أذنت لهم .... "
وقوله " عفا الله عنك " يدل على أنه ذنب عفوه صلى اله عليه وسلم عن المنافقين
2/ عبوسه صلى الله عليه وسلم في وجه ابن أم مكتوم فعاتبه الله تعالى:" عبس وتولى ... "
إذن النبي يقع منه الذنب لكنه معصوم من الأقرار مطلقاً بمعنى لا يمكن أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ذنب ابداً
لأن الله ينبهه كما سبق في الآيات
بخلاف البشر قد يموت وعليه ذنوب
وهذه عصمة الاقرار وهي خاصة بالأنبياء إذ لا يمكن أن يموت نبي وعليه ذنب لابد أن ينبه بالوحي.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[31 Jul 2005, 07:34 م]ـ
حديث تأبير النخل في سنده كلام وبعضهم قال لا يصح
أخي الكريم ابن العربي: آمل إفادتي بذكر من ضعف الحديث، أو تكلم على إسناده؛ لأني - حسب اطلاعي - لم أقف على أحد تكلم على إسناده، أو انتقده.
ـ[ابن العربي]ــــــــ[31 Jul 2005, 11:22 م]ـ
أخي الكريم ابن العربي: آمل إفادتي بذكر من ضعف الحديث، أو تكلم على إسناده؛ لأني - حسب اطلاعي - لم أقف على أحد تكلم على إسناده، أو انتقده.
الشيخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً نبهت بمشاركتك هذه
الحديث عند الإمام أحمد
قال حدثنا بهز وعفان قالا حدثنا أبو عوانه عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رؤوس النخل فقال:" ما يصنع هؤلاء قالوا يلقحونه .... ، الحديث
أخرجه الإمام أحمد في المسند وإسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين وابن حرب صدوق حسن الحديث أخرج له مسلم دون البخاري
وأخرجه الإمام أحمد في موضع آخر من المسند عن أنس بن مالك وإسناده صحيح على شرط مسلم
جزاك الله خيراً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 Aug 2005, 04:05 ص]ـ
5. حديث أنتم أعلم بأمور دنياكم
أخرج مسلم في صحيحه في الأصول: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري –وتقاربا في اللفظ وهذا حديث قتيبة– قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله r بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله r: « ما أظن يُغني ذلك شيئاً». قال فأُخبِروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسول الله r بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظناً. فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل».
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15|116): «قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً كما بيّنه في هذه الروايات».
وأخرج مسلم في الشواهد:
حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي وعباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالوا حدثنا النضر بن محمد (مستور) حدثنا عكرمة –وهو ابن عمار– (مدلّسٌ فيه كلام) حدثنا أبو النجاشي حدثني رافع بن خديج قال: قدم نبي الله r المدينة وهم يأبرون النخل –يقولون يلقحون النخل– فقال: «ما تصنعون؟». قالوا كنا نصنعه. قال: «لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً». فتركوه فنفضت أو فنقصت. قال فذكروا ذلك له، فقال: «إنما أنا بشر. إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأي، فإنما أنا بشر». قال عكرمة: «أو نحو هذا» (قلت هذا دلالة على عدم حفظه). قال المعقري: «فنفضت»، ولم يشك.
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر، قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة (له أوهام كثيرة): عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس: أن النبي r مَرَّ بقوم يلقحون. فقال: «لو لم تفعلوا لصلح». قال فخرج شيصا. فمر بهم، فقال: «ما لنخلكم؟». قالوا: قلت كذا وكذا. قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص29): «عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح. قوله r في حديث طلحة "ما أظن يغني ذلك شيئاً"، إخبارٌ عن ظنه. وكذلك كان ظنه، فالخبرُ صِدقٌ قطعاً. وخطأ الظن ليس كَذِباً. وفي معناه قوله في حديث رافع "لعلكم ... ". وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد (بن سلمة)، لأن حماداً كان يخطئ. وقوله في حديث طلحة "فإني لن أكذب على الله" فيه دليلٌ على امتناع أن يكذب على الله خطأ، لأن السياق في احتمال الخطأ. وامتناعه عمداً معلومٌ من باب أولى، بل كان معلوماً عندهم قطعاً».
(يُتْبَعُ)
(/)
يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي r لم يقل «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وحاشاه أن يقول ذلك. كما بيّن النبي r أن ذلك مجرد ظنٌّ منه. وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً، وهذا ضابط مهم في الفقه. فقال منذ البداية «ما أظن»، ولم ينههم. ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه، فقال: «فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن». فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة، أعلم بأمور دنيانا منا.
ونلاحظ كذلك أنه لم يكن يخاطبهم أصلاً، ولم يسمعوه هم يتكلم بل نقل هذا الكلام عنه أحد أصحابه. فلما علم بذلك، أخبرهم أن ذلك كان من الظن (كما صرح أول مرة) ولم يكن خبراً من الله. فلم يتركوا تلقيح النخل أصلاً، كما في الروايتين الضعيفتين اللتين في الشواهد. ففي إسناد الشاهد الأول عكرمة بن عمار، وفيه كلام. وبالغ ابن حزم فاتهمه بالكذب ووضع الحديث كما في كتابه الإحكام (6|199). وهو غير عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، فلا تخلط بينهما. والراوي عنه هو النضر بن محمد، فيه جهالة، لم يوثقه إلا العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وتوثيقهما أضعف أنواع التوثيق. وإخراج مسلم له ليس بتوثيق، لأنه في الشواهد لا في الأصول.
كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة. وهو وإن كان من أئمة أهل السنة، فهو كثير الأوهام خاصة لما كبر. وفوق هذا فهو يروي بالمعنى ويتوسع جداً بهذا، وكثيراً ما يتحرّف الحديث ويصبح حسب فهمه أو وهمه. قال عنه ابن حبان في صحيحه (1|154): «كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين، فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ». وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9|66): «حماد ساء حفظه في آخر عمره». وروى الذهلي عن أحمد أنه قال: «كان حماد بن سلمة يخطئ –وأومأ أحمد بيده– خطأً كثيراً». وقال الذهبي في "السير" (7|446): «قال أبو عبد الله الحاكم: قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد، ولم يخّرج له مسلم في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت». وكلام الحاكم موجود مطولاً بالأمثلة في كتابه "المدخل إلى الصحيح" باب "من عيب على مسلم إخراج حديثه والإجابة عنه". وأشار الترمذي في علله (1|120) إلى أن بعض أهل الحديث قد تكلموا في حفظ حماد. ونقل الذهبي في السير (7|446 و 452) والزيلعي في نصب الراية (1|285)، عن البيهقي في "الخلافيات" أنه قال في حماد بن سلمة: « .. لما طعن في السن ساء حفظه. فلذلك لم يحتج به البخاري. وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سُمِعَ منه قبل تغيّره. وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثاً في الشواهد دون الاحتجاج. فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات». قلت وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات، والكتاب والسنة وأمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.
وهذه الزيادة الباطلة صارت مفتاحاً لبني علمان ضدنا. حتى أن أحد العلمانيين كتب كتاباً بعنوان «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، يدعو به للفصل بين الدين والسياسة، وهذا كفرٌ وردة بلا خلاف.
http://www.ibnamin.com/daef_bukhari_muslim.htm#_Toc92456648
ـ[عبدالحميد حسن بالفاس]ــــــــ[29 Aug 2005, 11:50 م]ـ
اخي ابن العربي هذة فائدة جميلة منك عصمة الانبياء والمرسلين تنقسم الى قسمين
1 - عصمة وقوع
2 - عصمة اقرار
ولكن من قال بهذا التقسيم او بصيغة اخرى من اين استفدت الفائدة بارك الله فيك(/)
استدلال في بعض المسائل العقدية، اطلب فيه تقويما
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 Jun 2003, 07:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، سأنقل لكم كلاما بنصه، و هو لأحد العلماء ذكره في مقدمة له في أحد كتبه و هو يتكلم على الشهادة، و المطلوب هو إفادتي بصحة هذا الكلام من بطلانه، ووجه مناسبته هنا هو استدلاله بالآيات على ما ذكره من معتقد، يقول:
((فالإيمان تصديق القلب بما علم ضرورة مجئ الرسول به من عند الله كالتوحيد و النبوة و البعث و الجزاء و افتراض الصلوات الخمس و الزكاة والصيام و الحج، و المراد بتصديق القلب به إذعانه به و قبوله له بالتكليف به، و إن كان من الكيفيلت النفسية دون الأفعال الاختيارية إنما هو بالتكليف بأسبابه كإلقاء الذهن و صرف النظر و توجيه الحواس و رفع الموانع. و ذهب جمهور المحدثين و المعتزلة و الخوارج الى أن الايمان مجموع ثلاثة أمور: اعتقاد الحق، و الاقرار به، و العمل بقتضاه. فمن أخل بالاعتقاد وحده فهو منافق، و من أخل بالاقرار فهو كافر، و من أخل بالعمل فهو فاسق وفاقا، و خارج عن الايمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة))
ثم قال بعدها مباشرة مؤيدا مذهبه ((و الذي يدل على أنه التصديق وحده أنه تعالى أضاف الايمان الى القلب فقال [كتب في قلوبهم الايمان] [و قلبه مطمئن بالايمان] [و لم تؤمن قلوبهم] [و لما يدخل الايمان في قلوبكم]
و عطف عليه العمل الصالح في مواضع كثيرة و قرنه بالمعاصي فقال [و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا] [يآءيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى] [الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم]))
ثم قال ((و لما كان تصديق القلب أمرا باطنا لا اطلاع لنا عليه جعله الشارع منوطا بالشهادتين من القادر عليه، قال تعالى [قولوا آمنا بالله]))
الى آخر كلامه الذي استدل به على مذهبه، و لكن انتهى موضع الشاهد من الاستشهاد بالآيات
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Jun 2003, 09:29 م]ـ
الأخ محمد وفقه الله:
المسألة التي أشرت إليها هي خلاف أهل السنة مع المرجئة والجهمية في مسمى الإيمان وهي ذات شقين:
الشق الأول: ما المراد بالإيمان عند الإطلاق , والجواب ذكره ابن تيمية بقوله:القول المطلق والعمل المطلق ; في كلام السلف يتناول قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح فقول اللسان بدون اعتقاد القلب هو قول المنافقين وهذا لا يسمى قولا إلا بالتقييد. كقوله تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} وكذلك عمل الجوارح بدون أعمال القلوب هي من أعمال المنافقين ; التي لا يتقبلها الله.
الشق الثاني: هل هناك فرق بين الإيمان اللغوي والإيمان الشرعي:
فالجهمية يرونهما واحدا وقد رد عليهم شيخ الإسلام وعلى من قال بقولهم وإليك كلامه في الفتاوى:
قال القاضي أبو بكر في " التمهيد ": فإن قالوا: فخبرونا ما الإيمان عندكم؟ قيل: الإيمان هو التصديق بالله وهو العلم , والتصديق يوجد بالقلب فإن قال: فما الدليل على ما قلتم؟ قيل: إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون في اللغة إيمانا غير ذلك ويدل على ذلك قوله تعالى: {وما أنت بمؤمن لنا} أي بمصدق لنا. ومنه قولهم: فلان يؤمن بالشفاعة وفلان لا يؤمن بعذاب القبر أي: لا يصدق بذلك. فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان المعروف في اللغة ; لأن الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ولو فعل ذلك لتواترت الأخبار بفعله وتوفرت دواعي الأمة على نقله ولغلب إظهاره على كتمانه , وفي علمنا بأنه لم يفعل ذلك بل إقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأسره على ما كان دليل على أن الإيمان في الشريعة هو الإيمان اللغوي ومما يبين ذلك قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} وقوله: {إنا جعلناه قرآنا عربيا}. فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا وجه للعدول بهذه الآيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوقيف على أن القرآن نزل بلغتهم ; فدل على ما قلناه من أن الإيمان ما وصفناه دون ما سواه من سائر الطاعات من النوافل والمفروضات , هذا لفظه. وهذا عمدة من نصر قول الجهمية في " مسألة الإيمان " وللجمهور من أهل السنة وغيرهم
(يُتْبَعُ)
(/)
عن هذا أجوبة. (أحدها): قول من ينازعه في أن الإيمان في اللغة مرادف للتصديق ويقول هو بمعنى الإقرار وغيره. و (الثاني): قول من يقول: وإن كان في اللغة هو التصديق ; فالتصديق يكون بالقلب واللسان وسائر الجوارح كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " {والفرج يصدق ذلك أو يكذبه} ". و (الثالث): أن يقال: ليس هو مطلق التصديق بل هو تصديق خاص مقيد بقيود اتصل اللفظ بها وليس هذا نقلا للفظ ولا تغييرا له فإن الله لم يأمرنا بإيمان مطلق بل بإيمان خاص وصفه وبينه. و (الرابع): أن يقال: وإن كان هو التصديق ; فالتصديق التام القائم بالقلب مستلزم لما وجب من أعمال القلب والجوارح فإن هذه لوازم الإيمان التام , وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم , ونقول: إن هذه اللوازم تدخل في مسمى اللفظ تارة وتخرج عنه أخرى. (الخامس): قول من يقول: إن اللفظ باق على معناه في اللغة ولكن الشارع زاد فيه أحكاما. (السادس): قول من يقول: إن الشارع استعمله في معناه المجازي ; فهو حقيقة شرعية مجاز لغوي. (السابع): قول من يقول: إنه منقول. فهذه سبعة أقوال: (الأول): قول من ينازع في أن معناه في اللغة التصديق ويقول: ليس هو التصديق ; بل بمعنى الإقرار وغيره. " قوله ": إجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن هو التصديق. فيقال له: من نقل هذا الإجماع؟ ومن أين يعلم هذا الإجماع؟ وفي أي كتاب ذكر هذا الإجماع؟. (الثاني): أن يقال: أتعني بأهل اللغة نقلتها كأبي عمرو والأصمعي والخليل ونحوهم ; أو المتكلمين بها؟ فإن عنيت الأول ; فهؤلاء لا ينقلون كل ما كان قبل الإسلام بإسناد وإنما ينقلون ما سمعوه من العرب في زمانهم وما سمعوه في دواوين الشعر وكلام العرب وغير ذلك بالإسناد ولا نعلم فيما نقلوه لفظ الإيمان فضلا عن أن يكونوا أجمعوا عليه. وإن عنيت المتكلمين بهذا اللفظ قبل الإسلام ; فهؤلاء لم نشهدهم ولا نقل لنا أحد عنهم ذلك. (الثالث): أنه لا يعرف عن هؤلاء جميعهم أنهم قالوا: الإيمان في اللغة هو التصديق ; بل ولا عن بعضهم وإن قدر أنه قاله واحد أو اثنان ; فليس هذا إجماعا. (الرابع): أن يقال: هؤلاء لا ينقلون عن العرب أنهم قالوا: معنى هذا اللفظ كذا وكذا ; وإنما ينقلون الكلام المسموع من العرب وأنه يفهم منه كذا وكذا وحينئذ فلو قدر أنهم نقلوا كلاما عن العرب يفهم منه أن الإيمان هو التصديق ; لم يكن ذلك أبلغ من نقل المسلمين كافة للقرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا كان مع ذلك قد يظن بعضهم أنه أريد به معنى ولم يرده ; فظن هؤلاء ذلك فيما ينقلونه عن العرب أولى. (الخامس): أنه لو قدر أنهم قالوا هذا ; فهم آحاد لا يثبت بنقلهم التواتر و " التواتر " من شرطه استواء الطرفين والواسطة وأين التواتر الموجود عن العرب قاطبة قبل نزول القرآن؟ إنهم كانوا لا يعرفون للإيمان معنى غير التصديق. فإن قيل: هذا يقدح في العلم باللغة قبل نزول القرآن ; قيل: فليكن. ونحن لا حاجة بنا مع بيان الرسول لما بعثه الله به من القرآن أن نعرف اللغة قبل نزول القرآن , والقرآن نزل بلغة قريش والذين خوطبوا به كانوا عربا وقد فهموا ما أريد به وهم الصحابة ثم الصحابة بلغوا لفظ القرآن ومعناه إلى التابعين حتى انتهى إلينا فلم يبق بنا حاجة إلى أن تتواتر عندنا تلك اللغة من غير طريق تواتر القرآن , لكن لما تواتر القرآن لفظا ومعنى وعرفنا أنه نزل بلغتهم ; عرفنا أنه كان في لغتهم لفظ السماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك على ما هو معناها في القرآن. وإلا فلو كلفنا نقلا متواترا لآحاد هذه الألفاظ من غير القرآن ; لتعذر علينا ذلك في جميع الألفاظ لا سيما إذا كان المطلوب أن جميع العرب كانت تريد باللفظ هذا المعنى فإن هذا يتعذر العلم به , والعلم بمعاني القرآن ليس موقوفا على شيء من ذلك ; بل الصحابة بلغوا معاني القرآن كما بلغوا لفظه. ولو قدرنا أن قوما سمعوا كلاما أعجميا وترجموه لنا بلغتهم ; لم نحتج إلى معرفة اللغة التي خوطبوا بها أولا. (السادس): أنه لم يذكر شاهدا من كلام العرب على ما ادعاه عليهم ; وإنما استدل من غير القرآن بقول الناس: فلان يؤمن بالشفاعة وفلان يؤمن بالجنة والنار وفلان يؤمن بعذاب القبر
(يُتْبَعُ)
(/)
وفلان لا يؤمن بذلك. ومعلوم أن هذا ليس من ألفاظ العرب قبل نزول القرآن ; بل هو مما تكلم الناس به بعد عصر الصحابة لما صار من الناس أهل البدع يكذبون بالشفاعة وعذاب القبر , ومرادهم بذلك هو مرادهم بقوله: فلان يؤمن بالجنة والنار وفلان لا يؤمن بذلك. والقائل لذلك وإن كان تصديق القلب داخلا في مراده ; فليس مراده ذلك وحده , بل مراده التصديق بالقلب واللسان فإن مجرد تصديق القلب بدون اللسان لا يعلم حتى يخبر به عنه. (السابع): أن يقال: من قال ذلك ; فليس مراده التصديق بما يرجى ويخاف بدون خوف ولا رجاء ; بل يصدق بعذاب القبر ويخافه ويصدق بالشفاعة ويرجوها. وإلا فلو صدق بأنه يعذب في قبره ولم يكن في قلبه خوف من ذلك أصلا لم يسموه مؤمنا به كما أنهم لا يسمون مؤمنا بالجنة والنار إلا من رجا الجنة وخاف النار , دون المعرض عن ذلك بالكلية مع علمه بأنه حق. كما لا يسمون إبليس مؤمنا بالله وإن كان مصدقا بوجوده وربوبيته , ولا يسمون فرعون مؤمنا وإن كان عالما بأن الله بعث موسى وأنه هو الذي أنزل الآيات وقد استيقنت بها أنفسهم مع جحدهم لها بألسنتهم , ولا يسمون اليهود مؤمنين بالقرآن والرسول وإن كانوا يعرفون أنه حق كما يعرفون أبناءهم. فلا يوجد قط في كلام العرب أن من علم وجود شيء مما يخاف ويرجى ويجب حبه وتعظيمه ; وهو مع ذلك لا يحبه ولا يعظمه ولا يخافه ولا يرجوه , بل يجحد به ويكذب به بلسانه أنهم يقولون: هو مؤمن , بل ولو عرفه بقلبه وكذب به بلسانه لم يقولوا: هو مصدق به. ولو صدق به مع العمل بخلاف مقتضاه لم يقولوا هو مؤمن به. فلا يوجد في كلام العرب شاهد واحد يدل على ما ادعوه. وقوله: {وما أنت بمؤمن لنا} قد تكلمنا عليها في غير هذا الموضع فإن هذا استدلال بالقرآن وليس في الآية ما يدل على أن المصدق مرادف للمؤمن فإن صحة هذا المعنى بأحد اللفظين لا يدل على أنه مرادف للآخر كما بسطناه في موضعه. (الوجه الثامن): قوله: لا يعرفون في اللغة إيمانا غير ذلك. من أين له هذا النفي الذي لا تمكن الإحاطة به؟ بل هو قول بلا علم. (التاسع): قول من يقول: أصل الإيمان مأخوذ من الأمن كما ستأتي أقوالهم إن شاء الله. وقد نقلوا في اللغة الإيمان بغير هذا المعنى. كما قاله الشيخ أبو البيان في قول. (الوجه العاشر): أنه لو فرض أن الإيمان في اللغة التصديق ; فمعلوم أن الإيمان ليس هو التصديق بكل شيء , بل بشيء مخصوص وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ; وحينئذ فيكون الإيمان في كلام الشارع أخص من الإيمان في اللغة. ومعلوم أن الخاص ينضم إليه قيود لا توجد في جميع العام , كالحيوان إذا أخذ بعض أنواعه وهو الإنسان كان فيه المعنى العام ومعنى اختص به وذلك المجموع ليس هو المعنى العام. فالتصديق الذي هو الإيمان ; أدنى أحواله أن يكون نوعا من التصديق العام فلا يكون مطابقا له في العموم والخصوص من غير تغيير اللسان ولا قلبه ; بل يكون الإيمان في كلام الشارع مؤلفا من العام والخاص كالإنسان الموصوف بأنه حيوان وأنه ناطق. (الوجه الحادي عشر): أن القرآن ليس فيه ذكر إيمان مطلق غير مفسر ; بل لفظ الإيمان فيه إما مقيد وإما مطلق مفسر. " فالمقيد " كقوله {يؤمنون بالغيب} وقوله: {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه} , و " المطلق المفسر " كقوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} الآية. وقوله: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ونحو ذلك. وقوله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}. وأمثال هذه الآيات. وكل إيمان مطلق في القرآن فقد يبين فيه أنه لا يكون الرجل مؤمنا إلا بالعمل مع التصديق ; فقد بين في القرآن أن الإيمان لا بد فيه من عمل مع التصديق كما ذكر مثل ذلك في اسم الصلاة والزكاة والصيام والحج. فإن قيل: تلك الأسماء باقية ولكن ضم إلى المسمى أعمالا في الحكم لا في الاسم كما يقوله القاضي أبو يعلى وغيره. قيل: إن كان هذا صحيحا قيل مثله في الإيمان. وقد أورد هذا السؤال لبعضهم ثم لم يجب عنه بجواب صحيح بل زعم أن القرآن لم يذكر فيه ذلك. وليس كذلك بل القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
والسنة مملوءان بما يدل على أن الرجل لا يثبت له حكم الإيمان إلا بالعمل مع التصديق. وهذا في القرآن أكثر بكثير من معنى الصلاة والزكاة. فإن تلك إنما فسرتها السنة " والإيمان " بين معناه الكتاب والسنة وإجماع السلف. (الثاني عشر): أنه إذا قيل: إن الشارع خاطب الناس بلغة العرب ; فإنما خاطبهم بلغتهم المعروفة وقد جرى عرفهم أن الاسم يكون مطلقا وعاما ثم يدخل فيه قيد أخص من معناه كما يقولون: ذهب إلى القاضي والوالي والأمير يريدون شخصا معينا يعرفونه دلت عليه اللام مع معرفتهم به. وهذا الاسم في اللغة اسم جنس لا يدل على خصوص شخص وأمثال ذلك. فكذلك الإيمان والصلاة والزكاة إنما خاطبهم بهذه الأسماء بلام التعريف وقد عرفهم قبل ذلك أن المراد الإيمان الذي صفته كذا وكذا. والدعاء الذي صفته كذا وكذا. فبتقدير أن يكون في لغتهم التصديق. فإنه قد يبين أني لا أكتفي بتصديق القلب واللسان فضلا عن تصديق القلب وحده بل لا بد أن يعمل بموجب ذلك التصديق كما في قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا} {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} وفي قوله صلى الله عليه وسلم " {لا تؤمنون حتى تكونوا كذا} ". وفي قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}. وفي قوله: {ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء}. ومثل هذا كثير في الكتاب والسنة كقوله عليه السلام: " {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن} ". وقوله: " {لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه} ". وأمثال ذلك. فقد بين لهم أن التصديق الذي لا يكون الرجل مؤمنا إلا به هو أن يكون تصديقا على هذا الوجه. وهذا بين في القرآن والسنة من غير تغيير للغة ولا نقل لها. (الثالث عشر): أن يقال: بل نقل وغير. قوله: لو فعل لتواتر. قيل: نعم. وقد تواتر أنه أراد بالصلاة والزكاة والصيام والحج معانيها المعروفة. وأراد بالإيمان ما بينه بكتابه وسنة رسوله من أن العبد لا يكون مؤمنا إلا به كقوله: {إنما المؤمنون} وهذا متواتر في " القرآن والسنن " ومتواتر أيضا أنه لم يكن يحكم لأحد بحكم الإيمان إلا أن يؤدي الفرائض. ومتواتر عنه أنه أخبر أنه: من مات مؤمنا دخل الجنة ولم يعذب وأن الفساق لا يستحقون ذلك ; بل هم معرضون للعذاب. فقد تواتر عنه من معاني اسم الإيمان وأحكامه ما لم يتواتر عنه في غيره فأي تواتر أبلغ من هذا وقد توفرت الدواعي على نقل ذلك وإظهاره ولله الحمد. ولا يقدر أحد أن ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا يناقض هذا. لكن أخبر أنه يخرج منها من كان معه شيء من الإيمان. ولم يقل: إن المؤمن يدخلها , ولا قال إن الفساق مؤمنون. لكن أدخلهم في مسمى الإيمان في مواضع كما أدخل المنافقين في اسم الإيمان في مواضع مع القيود. وأما الاسم المطلق الذي وعد أهله بالجنة ; فلم يدخل فيه لا هؤلاء ولا هؤلاء. (الوجه الرابع عشر): قوله: ولا وجه للعدول - بالآيات التي تدل على أنه عربي - عن ظاهرها ; فيقال له: الآيات التي فسرت المؤمن وسلبت الإيمان عمن لم يعمل ; أصرح وأبين وأكثر من هذه الآيات. ثم إذا دلت على أنه عربي ; فما ذكر لا يخرجه عن كونه عربيا. ولهذا لما خاطبهم بلفظ الصلاة والحج وغير ذلك ; لم يقولوا: هذا ليس بعربي. بل خاطبهم باسم المنافقين وقد ذكر أهل اللغة أن هذا الاسم لم يكن يعرف في الجاهلية ولم يقولوا: إنه ليس بعربي ; لأن المنافق مشتق من نفق إذا خرج ; فإذا كان اللفظ مشتقا من لغتهم وقد تصرف فيه المتكلم به كما جرت عادتهم في لغتهم ; لم يخرج ذلك عن كونه عربيا. (الوجه الخامس عشر): أنه لو فرض أن هذه الألفاظ ليست عربية فليس تخصيص عموم هذه الألفاظ بأعظم من إخراج لفظ الإيمان عما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف , فإن النصوص التي تنفي الإيمان عمن لا يحب الله ورسوله ولا يخاف الله ولا يتقيه ولا يعمل شيئا من الواجب ولا يترك شيئا من المحرم ; كثيرة صريحة. فإذا قدر أنها عارضها آية ; كان تخصيص اللفظ القليل العام أولى من رد النصوص الكثيرة الصريحة. (السادس عشر): أن هؤلاء واقفة في ألفاظ العموم لا يقولون بعمومها , والسلف يقولون: الرسول وقفنا على معاني الإيمان
(يُتْبَعُ)
(/)
وبينه لنا. وعلمنا مراده منه بالاضطرار وعلمنا من مراده علما ضروريا أن من قيل: إنه صدق ولم يتكلم بلسانه بالإيمان مع قدرته على ذلك ولا صلى ولا صام ولا أحب الله ورسوله ولا خاف الله ; بل كان مبغضا للرسول معاديا له يقاتله ; أن هذا ليس بمؤمن. كما قد علمنا أن الكفار من المشركين وأهل الكتاب الذين كانوا يعلمون أنه رسول الله وفعلوا ذلك معه ; كانوا عنده كفارا لا مؤمنين فهذا معلوم عندنا بالاضطرار أكثر من علمنا بأن القرآن كله ليس فيه لفظ غير عربي. فلو قدر التعارض ; لكان تقديم ذلك العلم الضروري أولى. فإن قالوا: من علم أن الرسول كفره علم انتفاء التصديق من قلبه. قيل لهم: هذه مكابرة , إن أرادوا أنهم كانوا شاكين مرتابين. وأما إن عني التصديق الذي لم يحصل معه عمل ; فهو ناقص كالمعدوم ; فهذا صحيح. ثم إنما يثبت إذا ثبت أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه وذاك إنما يثبت بعد تسليم هذه المقدمات التي منها هذا فلا تثبت الدعوى بالدعوى مع كفر صاحبها. ثم يقال: قد علمنا بالاضطرار أن اليهود وغيرهم كانوا يعرفون أن محمدا رسول الله ; وكان يحكم بكفرهم. فقد علمنا من دينه ضرورة أنه يكفر الشخص مع ثبوت التصديق بنبوته في القلب إذا لم يعمل بهذا التصديق بحيث يحبه ويعظمه ويسلم لما جاء به. ومما يعارضون به أن يقال: هذا الذي ذكرتموه إن كان صحيحا ; فهو أدل على قول المرجئة , بل على قول الكرامية , منه على قولكم , وذلك أن الإيمان إذا كان هو التصديق كما ذكرتم فالتصديق نوع من أنواع الكلام , فاستعمال لفظ الكلام والقول ونحو ذلك في المعنى واللفظ , بل في اللفظ الدال على المعنى , أكثر في اللغة من استعماله في المعنى المجرد عن اللفظ , بل لا يوجد قط إطلاق اسم الكلام ولا أنواعه: كالخبر أو التصديق والتكذيب والأمر والنهي على مجرد المعنى من غير شيء يقترن به من عبارة ولا إشارة ولا غيرهما ; وإنما يستعمل مقيدا. وإذا كان الله إنما أنزل القرآن بلغة العرب ; فهي لا تعرف التصديق والتكذيب وغيرهما من الأقوال إلا ما كان معنى ولفظا أو لفظا يدل على معنى ; ولهذا لم يجعل الله أحدا مصدقا للرسل بمجرد العلم والتصديق الذي في قلوبهم حتى يصدقوهم بألسنتهم. ولا يوجد في كلام العرب أن يقال: فلان صدق فلانا أو كذبه إذا كان يعلم بقلبه أنه صادق أو كاذب ولم يتكلم بذلك. كما لا يقال: أمره أو نهاه إذا قام بقلبه طلب مجرد عما يقترن به من لفظ أو إشارة أو نحوهما. ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " {إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس} ". وقال: " {إن الله يحدث من أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة} " اتفق العلماء على أنه إذا تكلم في الصلاة عامدا لغير مصلحتها ; بطلت صلاته. واتفقوا كلهم على أن ما يقوم بالقلب من تصديق بأمور دنيوية وطلب لا يبطل الصلاة وإنما يبطلها التكلم بذلك. فعلم اتفاق المسلمين على أن هذا ليس بكلام. وأيضا ففي " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به} " فقد أخبر أن الله عفا عن حديث النفس إلا أن تتكلم ; ففرق بين حديث النفس وبين الكلام وأخبر أنه لا يؤاخذ به حتى يتكلم به , والمراد حتى ينطق به اللسان باتفاق العلماء. فعلم أن هذا هو الكلام في اللغة ; لأن الشارع - كما قرر - إنما خاطبنا بلغة العرب. وأيضا ففي " السنن " {أن معاذا قال له: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم} ". فبين أن الكلام إنما هو ما يكون باللسان. وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل} ". " وفي الصحيحين " عنه أنه قال: " {كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم} " وقد قال الله تعالى: {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا} {ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {أفضل الكلام بعد القرآن أربع كلمات وهن في القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر} ". رواه مسلم. وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} ومثل هذا كثير. وفي الجملة: حيث ذكر الله في كتابه عن أحد من الخلق من الأنبياء أو أتباعهم أو مكذبيهم أنهم قالوا ويقولون وذلك قولهم وأمثال ذلك ; فإنما يعني به المعنى مع اللفظ. فهذا اللفظ وما تصرف منه من فعل ماض ومضارع وأمر ومصدر واسم فاعل من لفظ القول والكلام ونحوهما ; إنما يعرف في القرآن والسنة وسائر كلام العرب إذا كان لفظا ومعنى وكذلك أنواعه كالتصديق والتكذيب والأمر والنهي وغير ذلك. وهذا مما لا يمكن أحدا جحده فإنه أكثر من أن يحصى. ولم يكن في مسمى " الكلام " نزاع بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان وتابعيهم لا من أهل السنة ولا من أهل البدعة. بل أول من عرف في الإسلام أنه جعل مسمى الكلام المعنى فقط هو عبد الله بن سعيد بن كلاب وهو متأخر - في زمن محنة أحمد بن حنبل - وقد أنكر ذلك عليه علماء السنة وعلماء البدعة فيمتنع أن يكون الكلام الذي هو أظهر صفات بني آدم - كما قال تعالى: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون}. ولفظه لا تحصى وجوهه كثرة - لم يعرفه أحد من الصحابة والتابعين وتابعيهم حتى جاء من قال فيه قولا لم يسبقه إليه أحد من المسلمين ولا غيرهم. فإن قالوا: فقد قال الله تعالى: {ويقولون في أنفسهم} وقال: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة} ونحو ذلك. قيل: إن كان المراد أنهم قالوه بألسنتهم سرا فلا حجة فيه. وهذا هو الذي ذكره المفسرون. قالوا: كانوا يقولون: سام عليك فإذا خرجوا يقولون في أنفسهم أي يقول بعضهم لبعض: لو كان نبيا عذبنا بقولنا له ما نقول. وإن قدر أنه أريد بذلك أنهم قالوه في قلوبهم فهذا قول مقيد بالنفس مثل قوله: " {عما حدثت به أنفسها} " ولهذا قالوا: {لولا يعذبنا الله بما نقول} فأطلقوا لفظ القول هنا والمراد به ما قالوه بألسنتهم لأنه النجوى والتحية التي نهوا عنها كما قال تعالى: {ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول}. مع أن الأول هو الذي عليه أكثر المفسرين وعليه تدل نظائره ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " {يقول الله: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه} " ليس المراد أنه لا يتكلم به بلسانه بل المراد أنه ذكر الله بلسانه. وكذلك قوله: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول} هو الذكر باللسان والذي يقيد بالنفس لفظ الحديث يقال: حديث النفس , ولم يوجد عنهم أنهم قالوا: كلام النفس وقول النفس ; كما قالوا: حديث النفس ولهذا يعبر بلفظ الحديث عن الأحلام التي ترى في المنام كقول يعقوب عليه السلام: {ويعلمك من تأويل الأحاديث}. وقول يوسف: {وعلمتني من تأويل الأحاديث} وتلك في النفس لا تكون باللسان ; فلفظ الحديث قد يقيد بما في النفس بخلاف لفظ الكلام فإنه لم يعرف أنه أريد به ما في النفس فقط. وأما قوله تعالى: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} فالمراد به القول الذي تارة يسر به فلا يسمعه الإنسان وتارة يجهر به فيسمعونه كما يقال: أسر القراءة وجهر بها وصلاة السر وصلاة الجهر. ولهذا لم يقل: قولوه بألسنتكم أو بقلوبكم وما في النفس لا يتصور الجهر به وإنما يجهر بما في اللسان وقوله: {إنه عليم بذات الصدور} من باب التنبيه. يقول: إنه يعلم ما في الصدور فكيف لا يعلم القول كما قال في الآية الأخرى: {وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى} فنبه بذلك على أنه يعلم الجهر ويدل على ذلك أنه قال: {وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور} فلو أراد بالقول ما في النفس لكونه ذكر علمه بذات الصدور لم يكن قد ذكر علمه بالنوع الآخر وهو الجهر. وإن قيل: نبه , قيل: بل نبه على القسمين. وقوله تعالى: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا} قد ذكر هذا في قوله: {ثلاث ليال سويا} وهناك لم يستثن شيئا , والقصة واحدة وهذا يدل على أن الاستثناء منقطع والمعنى آيتك ألا تكلم الناس لكن ترمز لهم رمزا كنظائره في
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن , وقوله: {فأوحى إليهم} هو الرمز ولو قدر أن الرمز استثناء متصل لكان قد دخل في الكلام المقيد بالاستثناء كما في قوله: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}. ولا يلزم من ذلك أن يدخل في لفظ الكلام المطلق ; فليس في لغة القوم أصلا ما يدل على أن ما في النفس يتناوله لفظ الكلام والقول المطلق ; فضلا عن التصديق والتكذيب فعلم أن من لم يصدق بلسانه مع القدرة لا يسمى في لغة القوم مؤمنا كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان. وقول عمر رضي الله عنه: زورت في نفسي مقالة أردت أن أقولها حجة عليهم. قال أبو عبيد: التزوير: إصلاح الكلام وتهيئته قال: وقال أبو زيد: المزور من الكلام والمزوق واحد وهو المصلح الحسن , وقال غيره: زورت في نفسي مقالة أي هيأتها لأقولها. فلفظها يدل على أنه قدر في نفسه ما يريد أن يقوله ولم يقله فعلم أنه لا يكون قولا إلا إذا قيل باللسان وقبل ذلك لم يكن قولا لكن كان مقدرا في النفس يراد أن يقال كما يقدر الإنسان في نفسه أنه يحج وأنه يصلي وأنه يسافر إلى غير ذلك فيكون لما يريده من القول والعمل صورة ذهنية مقدرة في النفس ولكن لا يسمى قولا وعملا إلا إذا وجد في الخارج كما أنه لا يكون حاجا ومصليا إلا إذا وجدت هذه الأفعال في الخارج ولهذا كان ما يهم به المرء من الأقوال المحرمة والأفعال المحرمة لا تكتب عليه حتى يقوله ويفعله وما هم به من القول الحسن والعمل الحسن إنما يكتب له به حسنة واحدة فإذا صار قولا وفعلا كتب له به عشر حسنات إلى سبعمائة وعوقب عليه - إذا قال أو فعل - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " {إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل} ". وأما البيت الذي يحكى عن الأخطل أنه قال: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فمن الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره. وقالوا: إنهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه , وهذا يروى عن محمد بن الخشاب. وقال بعضهم: لفظه: إن البيان لفي الفؤاد. ولو احتج محتج في مسألة بحديث أخرجاه في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم لقالوا: هذا خبر واحد ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول وهذا البيت لم يثبت نقله عن قائله بإسناد صحيح لا واحد ولا أكثر من واحد ولا تلقاه أهل العربية بالقبول فكيف يثبت به أدنى شيء من اللغة فضلا عن مسمى الكلام. ثم يقال: مسمى الكلام والقول ونحوهما ليس هو مما يحتاج فيه إلى قول شاعر فإن هذا مما تكلم به الأولون والآخرون من أهل اللغة وعرفوا معناه في لغتهم كما عرفوا مسمى الرأس واليد والرجل. وأيضا فالناطقون باللغة يحتج باستعمالهم للألفاظ في معانيها لا بما يذكرونه من الحدود فإن أهل اللغة الناطقين لا يقول أحد منهم: إن الرأس كذا واليد كذا والكلام كذا واللون كذا بل ينطقون بهذه الألفاظ دالة على معانيها فتعرف لغتهم من استعمالهم. فعلم أن الأخطل لم يرد بهذا أن يذكر مسمى " الكلام " ولا أحد من الشعراء يقصد ذلك البتة ; وإنما أراد: إن كان قال ذلك ما فسره به المفسرون للشعر أي أصل الكلام من الفؤاد وهو المعنى ; فإذا قال الإنسان بلسانه ما ليس في قلبه فلا تثق به ; وهذا كالأقوال التي ذكرها الله عن المنافقين ذكر أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ; ولهذا قال: لا يعجبنك من أثير لفظه حتى يكون مع الكلام أصيلا إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا نهاه أن يعجب بقوله الظاهر حتى يعلم ما في قلبه من الأصل ; ولهذا قال: حتى يكون مع الكلام أصيلا. وقوله: " مع الكلام " دليل على أن اللفظ الظاهر قد سماه كلاما وإن لم يعلم قيام معناه بقلب صاحبه وهذا حجة عليهم ; فقد اشتمل شعره على هذا وهذا ; بل قوله: " مع الكلام " مطلق. وقوله: إن الكلام لفي الفؤاد. أراد به أصله ومعناه المقصود به , واللسان دليل على ذلك. و " بالجملة " فمن احتاج إلى أن يعرف مسمى " الكلام " في لغة العرب والفرس والروم والترك وسائر أجناس بني آدم بقول شاعر فإنه من أبعد الناس عن معرفة طرق العلم. ثم هو من المولدين ; وليس من الشعراء القدماء وهو نصراني كافر مثلث واسمه الأخطل والخطل فساد في الكلام وهو نصراني والنصارى قد أخطئوا في مسمى الكلام فجعلوا المسيح القائم بنفسه هو نفس كلمة الله. فتبين أنه إن كان " الإيمان " في اللغة هو التصديق والقرآن إنما أراد به مجرد التصديق الذي هو قول ولم يسم العمل تصديقا فليس الصواب إلا قول المرجئة: إنه اللفظ والمعنى. أو قول الكرامية: إنه قول باللسان فقط فإن تسمية قول اللسان قولا أشهر في اللغة من تسمية معنى في القلب قولا. كقوله تعالى: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} وقوله: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} وأمثال ذلك بخلاف ما في النفس فإنه إنما يسمى حديثا. والكرامية يقولون: المنافق مؤمن وهو مخلد في النار لأنه آمن ظاهرا لا باطنا وإنما يدخل الجنة من آمن ظاهرا وباطنا. قالوا: والدليل على شمول الإيمان له أنه يدخل في الأحكام الدينية المتعلقة باسم الإيمان كقوله تعالى: {فتحرير رقبة مؤمنة} ويخاطب في الظاهر بالجمعة والطهارة وغير ذلك مما خوطب به الذين آمنوا. وأما من صدق بقلبه ولم يتكلم بلسانه فإنه لا يتعلق به شيء من أحكام الإيمان لا في الدنيا ولا في الآخرة ولا يدخل في خطاب الله لعباده بقوله: {يا أيها الذين آمنوا} فعلم أن قول الكرامية في الإيمان وإن كان باطلا مبتدعا لم يسبقهم إليه أحد فقول الجهمية أبطل منه وأولئك أقرب إلى الاستدلال باللغة والقرآن والعقل من الجهمية.(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 1
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[12 Jun 2003, 09:13 م]ـ
الإخوة الفضلاء في النتدى .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمن نعم الله علينا هذا المنتدى المبارك الذي يفتح لنا آفاق جديدة في تذاكر العلم، وتدارس معنى كتاب الله.
وإني كنت أقرأ في تفسير القرطبي فيشكل علي بعض كلامه، ونقوله فأحببت أن أضعها بين أيديكم فمن كان عنده فهم، أو مزيد اطلاع فليتحفنا مما آتاه الله مشكورا مأجورا.
فمن ذلك:
1 - ذكر القرطبي في نفسير قوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ) - بكسر الأرحام - كلاما لسيبويه في علة منع عطف الاسم الظاهر على الضمير المخفوض قائلاَ [لم يعطف على المضمرالمخفوض؛ لأنه بمنزلة التنوين، والتنوين لايعطف عليه] انظر (2/ 5) ط:دار الكتب المصرية.
وسؤالي هو: ما وجه التشابه بين الضمير المخفوض والتنوين؟!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jun 2003, 05:57 م]ـ
بسم الله
الأخ محمد [آل عبدالهادي] [الاسم هكذا أنسب، وأصح] سؤالك هذا يدل على فهمك وحرصك وفقك الله. ونعتذر عن التأخر في الجواب لكثرة المشاغل.
والجواب عن سؤالك: أن الضمير المخفوض يشبه التنوين في شدة وقوة اتصاله بالاسم، فكما أن التنوين لا ينفك عن الاسم، فكذلك الضمير المخفوض. فكأنه جزء من الاسم الذي أضيف إليه.
ثم إن ما ذهب إليه سيبويه من منع عطف الاسم الظاهر على المضمر هو قول البصريين، وذهب الكزفيون إلى جوازه، وهو الصحيح كما دلت على ذلك قراءة حمزة بكسر الأرحام. والله أعلم.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[15 Jun 2003, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة فيما يتعلق باسمي أولا وللإجابة على سؤالي ثانيا.
ولكن بقي عندي استفسار على قضية: شدة اتصال الضمير المخفوض بالاسم وهو: ألا يمكن أن يقال هذا في الضمير المنصوب والمرفوع؟! وجزاك الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jun 2003, 12:09 ص]ـ
بسم الله
الإيراد الذي أوردته وفقك الله أورده السمين الحلبي في الدر المصون في تفسير آية البقرة رقم 217: (وكفربه والمسجد الحرام) ,ذكر أنه يرد على علة المانعين من عطف الظاهر على المضمر إلا بإعادة الخافض - وهي ما ذكرته سابقاً عن سيبويه - وبينت لك معنى كلامه. [انظر المرجع السابق 2/ 396 بتحقيق الخراط].
وقد ذكر المانعون جواباً على هذا الإيراد، وهو أن الضمير المخفوض يختلف عن المنصوب والمرفوع من جهة كونه لا يكون إلا متصلاً بخلاف الأخيرين؛ فإنهما يكونان منفصلين أحياناً.
والكلام في هذه المسألة محله كتب النحو، ولعل فيما ذكرت كفاية. والله المستعان.
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[18 Jun 2003, 07:43 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأخي محمد ونفع الله بك أمة الإسلام .. آمين.(/)
تفسير اية سورة هود
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[13 Jun 2003, 05:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الفضلاء
ما معنى قوله تعالى في سورة هود (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شا ربك)
أثابكم الله؟
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[14 Jun 2003, 10:28 م]ـ
؟؟؟
ـ[فرحان العطار]ــــــــ[15 Jun 2003, 03:41 ص]ـ
ذكر ابن القيم رحمه الله في حادي الارواح تفسير العلماء لهذه الآية منها:
1 - ان هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت و البعث و هو البرزخ، ثم يصيروا الى الجنة، ثم هو خلود الأبد
2 - قالت طاهو استثناء استثناه الرب تعالى ولا يفعله، كما تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك، و انت لا تراه بل بضربه.
3 - و قالت طائفة: أن المقصود بأنهم مع خلودهم فيها فهم في مشيئته، و هذا كما قال لنبيه (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك)
4 - و قالت فرقة بأن " ما " بمعنى من، كقوله (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) و المعنى إلا من شاء ربك أن يدخله الله النار بذنوبه من السعداء
5 - و قالت طائفة المراد بالسماوات و الأرض سماء الجنة و ارضها، و هما باقيتان ابدا.
هذه بعض الأقوال التي ذكرها بن القيم رحمه الله، نقلتها مختصرة، ثم علق بعد ذلك فقال رحمه الله:
" أخبر سبحانه عن خلودهم في الجنة كل و قت إلا وقتا يشاء ان لا يكونوا فيها، و ذلك يتناول و قت كونهم في الدنيا و في البرزخ و في موقف القيامة و على الصراط و كون بعضهم في النار مدة،
و على كل تقدير فهذه الآية من المتشابه، و قوله فيها (عطاء غير مجذوذ) محكم، و كذلك قوله (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد) و قوله (أُ كلها دائم و ظلها) و قوله (و ما هم منها بمخرجين)
و قد اكد الله سبحانه خلود اهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع، وا خبر أنهم (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) و هذا الاستثناء منقطع، وإذا ضممته الى الاستثناء في قوله (إلا ما شاء ربك) تبين لك المراد من الآيتين، وا ستثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود، كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت، فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية، و ذاك مفارقة للجنة تقدم على خلودهم فيها، و بالله التوفيق " ا. هـ
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[15 Jun 2003, 05:23 ص]ـ
أثابك الله يا شيخ فرحان
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[15 Jun 2003, 05:57 م]ـ
هل من توضيح أكثر للمسألة؟
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[18 Jun 2003, 04:52 ص]ـ
يرفع لزيادة التوضيح(/)
تفسير سورة يوسف للشيخ عليش من الكتب الجديدة
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[13 Jun 2003, 01:46 م]ـ
من الكتب التي صدرت مؤخرا كتاب في جزأين في تفسير سورة يوسف، من تأليف الشيخ عليش البني، و مطبوع بالكويت طبعة خيرية، و الكتاب فيه جهد كبير يشكر عليه مؤلفه، و أنا على معرفة بالكتاب و المؤلف و تابعته في بعض مراحل تأليفه، و الشيخ عليش مولع جدا بالحديث عن قصة يوسف، كثير الغوص في بحارها، و كثيرا ما يخرج لك منها جواهر و دررا، لم تكن من قبل تراها، و لهذا لقبه أهل مسجده (صاحب يوسف صاحب قصة يوسف)
و الحقيقة تأليفه المذكور نافع و فيه من الجمع و التأليف الحسن الشيء الكثير، و قد حبس نفسه بين الكتب لتأليفه سنوات
و الله الموفق.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jun 2003, 11:31 م]ـ
بسم الله
أخي الكريم (أبو تيمية)
شكر الله هذه المعلومات الجديدة والمفيدة، وليتك تتحفنا ببعض المعلومات عن هذا الكتاب، وهل يمكن الحصول عليه هنا في السعودية، أو بالمراسلة.
وللفائدة: الشيخ ناصر العمر له اهتمام بالغ بهذه السورة، وقد ذكر الكثير من فوائدها في دروسه العلمية، وهو يسجل الآن حلقات تلفزيونية حول هذه السورة بعنوان: آيات للسائلين.
وأنا على يقين بأنه سيفرح كثيراً بمثل هذا الكتاب، ويمكن لك أن تراسله عن طريق موقعه على الإنترنت:
http://www.almoslim.net/
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[20 Jun 2003, 12:45 م]ـ
الكتاب طبع طبعة خيرية بالكويت، في جزأين،سنة 1421هـ و لا أعرف هل وصل إلى مكتبات المملكة أم لا؟
و الجهة الموزعة لكتابه هي الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية - لجنة مسلمي آسيا،
و للعلم فالمطبوعة هي الموسوعة الميسرة كما قال المؤلف و هي اختصار من الموسوعة الأم.(/)
سؤال حول فهم معاني الآيات
ـ[ابو حيان]ــــــــ[13 Jun 2003, 06:01 م]ـ
الأخوة الكرام وعلى رأسهم الشيخ مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
عندي هذا السؤال أرجو الاجابة عليه:
هل يجب على المسلم فهم معاني جميع آيات القرآن بحيث إذا قرأ آية منه فإنه يفهم المراد منها؟ وهل يأثم إذا كان لا يفهم بعض الآيات التي يقرؤها؟
و أقصد المعنى العام للآية بحيث ان كانت أمرا عرف المأمور به أو نهيا عرف المنهي عنه أو خبرا عرف المخبر عنه وهكذا.
وارجو التفصيل والتوضيح في الإجابة لأن هذا حال كثير من المسلمين والله المستعان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 12:43 ص]ـ
يرفع لطلب الجواب، فمن كان عنده جواب فلا يبخل به.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:12 ص]ـ
الإخوة الكرام، لقد كنت أظن أنه قد وقع الجواب عن ذلك، لكني وجدته مدونًا عندي، ولأم أقم بإنزاله في الملتقى، وما سأذكره يتعلق بجواب السؤال، وهو ضمن كتابة فيأصول التفسير أقوم بها، ولعل فيها ما يفيد السائل، وهي كما يأتي:
حكم التفسير
التفسير كغيره من العلوم الإسلامية، فأصل تعلمه فرض كفاية، إذ لا يجب على كل الأعيان، لكن لا يجوز أن يخلو الزمان من تعلم التفسير، ولا من عارف به يبين معاني كلام الله لعباده.
وقد خففَ الأمرَ وجودُ كتب التفسير التي يمكن أن تُغني في بعض الأحيان من أراد معرفة تفسير كلام الله (1)، لكنَّ هناك قدرًا من هذا العلم لا يمكن أخذه من هذه الكتب، بل لا بدَّ من قدرٍ زائدٍ يؤخذ بالتعلُّم والممارسة، ومبدؤه تعلم أصول التفسير.
وإذا أردت أن تقسم الناس حسب معرفتهم لما في كتاب الله، فإنه سيظهر لك من تقسيمهم ما يأتي:
1 ـ ما لا يقوم الإسلام إلا به، وهذا لابدَّ لكل مسلم من تعلُّمه، وغالبًا ما يكون ذلك مما يتعلق بأصول الدين من معاملات وأخلاق وتشريعات، ومن جهلها وجب عليه تعلُّمها.
فإذا سمع قوله تعالى: (وأحل الله البيع وحرَّم الربا) (البقرة: 275)، فلا بدَّ أن يعرف صور الربا التي حرَّمها الله ليأتي بما في هذه الآية من الحكم.
وإذا سمع قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء: 32)، فلا بدَّ أن يعرف المراد بالزنى ليجتنبه.
وإذا سمع قوله تعالى: (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) (الحجرات: 12)، فلا بدَّ ان يعرف المراد بالغيبة ليجتنبها.
وإذا سمع قوله تعالى: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (طه: 14)، فلا بدَّ أن يعرف معنى التوحيد، والعبادة الحقة لئلا يقع في الشرك، وهكذا غيرها من الأمور التي هي من فرائض الدين على المسلمين، وقد ورد ذكرها في القرآن.
2 ـ الأحكام العامة، والألفاظ الغريبة، والمعاني المجملة التي ترد في القرآن، وغالب هذه مما يدخل في المتشابه النسبي الذي يخفى على كثير من الناس، لكن يعلمه العلماء، وهذا القسم من فروض الكفايات؛ لأنه لا يلزم كل مسلم تعلُّم جميع معاني القرآن، حتى ولو كان في معاني أسماء الله، وإن كان تعلمها أكمل وأشرف للمسلم.
وهنا يجب العلم بأن الإيمان بالمقتضى أصل لا ينفك بالجهل، فلو جهل بعضهم معنى ((الصمد)) في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) (الإخلاص: 2)، فإنه لا يعني نفي مدلول هذا الاسم عن الله، وإن كان لا يلزمه أن يعرف هذا المدلول بعينه.
فإن قلت: ألا يكفي حصول التفسير في الكتب من أن يقوم أفراد بمعرفة أصول التفسير والقيام به على وجه التحرير؟
فالجواب: أن وجوده في الكتب لا يغني شيئًا، إذ في التفسير اختلاف وأقوال مرذولات، ومستحدثاتٌ من الأقاويل، فمن يقوم ببيان هذا، ويميز الصحيح من السقيم، والأصيل من الدخيل؟
إذًا لابُدَّ تعلمه وتعلم أصوله؛ لتكون الميزان الذي يقوم التفاسيرَ، ويبين الصحيح من العليل.
…………………
(1) يقول ابن عرفة المالكي التونسي (ت: 803): ((وحكمه أنه فرض كفاية، وهو الآن ساقط لحصوله في الكتب، وقام به جمع كثير)). تفسير ابن عرفة برواية الأبي (1: 60).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: ((فتحصل من هذا أن فرض الكفاية باعتبار أصل التفسير قد ارتفع قبل أن يقع بقيام البعض به، وفرض الكفاية باعتبار نقل التفسير لم يزل باقيًا)). تفسير ابن عرفة برواية الأبي (1: 62).
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:21 م]ـ
لدي حول هذا الموضوع مشاركتان:
الأولى: تتعلق بالسؤال، والثانية: بما كتبه فضيلة الدكتور مساعد حفظه الله، وأرجو أن يكون فيهما فائدة.
فأما مايتعلق بالسؤال فأنقل نصا للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- يتعلق مباشرة بما سأل عنه الأخ كما يظهر من صيغة السؤال.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- "تَعَلُّمُ التفسير واجب لقوله تعالى:] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ [(ص: 29)، ولقوله تعالى:] أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [(محمد: 24).
وجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها.
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها.
ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
وقال أبو عبدالرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقرِؤوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما، أنهم إذا تعلموا من النبي r عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم."
انظر: تفسير ابن عثيمين 1/ 28
ويظهر أن مراد الشيخ معرفة المعنى العام للخطاب الذي يتأتى به الامتثال من العلم بالأوامر والنواهي ونحو ذلك، ولايعني وجوب معرفة أصول المفردات وعلوم القرآن المتصلة بالتفسير وتفاصيل الأحكام والأخبار وماإلى ذلك، والله أعلم.
ـ[ابو حيان]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:22 م]ـ
ما نقله الشيخ الباتلي-جزاه الله خيرا- عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله واضح
وجزى الله الشيخ مساعد على هذا البيان و أرجو ان يتقبل مني هذا الاستفسار:
هل يفهم من كلامك أنه لا اشكال على انسان يقرأ آية من القرآن لا يعرف معناها العام إذا كانت هذه الآية لا تتضمن أمرا يجب على مثله العمل به وامتثاله؟
مثلا لو قرأ انسان قوله تعالى: (والعاديات ضبحا فالموريات قدحا ... ) الآيات وهو لا يعرف ماذا يقسم الله به ثم قرأ (إن الانسان لربه لكنود) وهو لا يعرف معنى (كنود) وقس على هذا ما هو مثله، فهل يجب عليه أن يسأل أهل العلم عنها أو يبحث في كتب أهل التفسير أم انه لا عتب عليه حين يتجاوزها وهو لا يعرف معناها؟
و أشكر الشيخ ابي مجاهد على احيائه هذا الموضوع بمشاركته فقد كنت كتبت هذا السؤال منذ اسبوع تقريبا ولكني أعلم أن الاخوة مشغولين بغيره مما هو أولى منه.
وأجدد الشكر مرة أخرى لمن أفادنا في هذا الشؤال وللقائمين على هذا المنتدى ولكل من أسهم في تفعيله ونشر الفائدة فيه
وجزاكم الله خيرا
ابو حيان القضاعي
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[22 Jun 2003, 09:29 م]ـ
المشاركة الثانية: حول تعليق فضيلة الدكتور مساعد، ولامزيد على ماذكره حفظه الله، ولكني أطرح بين يديه ماجال في خاطري، وأنا في انتظار تصحيح الخطأ، وإزاحة المشكل، بحسن بيانكم، وجودة تحقيقكم كما عهدناه.
1 - ذكرت – حفظك الله - هذين القسمين للناس حسب معرفتهم لما في كتاب الله، وكأن القسمين لتفسير القرآن أو معاني آيات الكتاب العزيز.
وأما الناس حسب معرفتهم لما في كتاب الله فعلى قسمين:
أ-من يعرف معاني كلام الله تعالى بالفعل أو بالقوة القريبة من الفعل.
ب-من يجهل ذلك أو بعضه.
2 - ذكرت القسم الأول: ما لا يقوم الإسلام إلا به، وهذا لابدَّ لكل مسلم من تعلُّمه، ومثلت له بقوله تعالى: (وأحل الله البيع وحرَّم الربا) (البقرة: 275)، وأنه لا بدَّ لكل مسلم أن يعرف صور الربا.
ولايخفى على فضيلتكم أن صور الربا من أدق وأعوص أبواب الفقه، حتى قال ابن قاسم رحمه الله في حاشية الروض:"باب الربا من أشكل الأبواب على كثير من أهل العلم "، فهل يطالب كل مسلم ومسلمة بمعرفة صور الربا على تنوعها وإشكالها؟
أرجو من فضيلتكم تجلية الأمر.
3 - ذكرت – وفقك الله – القسم الثاني: الأحكام العامة .. ، ويبدو أن الأحكام العامة داخلة في القسم الأول، فما لايقوم الإسلام إلا به ولابد لكل مسلم من تعلمه؛ أحكام عامة وليست خاصة ببعض المكلفين دون بعض، فلم يظهر لي التمايز بين القسمين.
أرجو من فضيلتكم التوضيح في هذه المسألة الهامة.
شاكرين لكم ماتتحفونا به من الفوائد والتحريرات، زادكم الله وإيانا من فضله.
والسلام عليكم،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Sep 2006, 10:40 ص]ـ
أرجو من فضيلتكم التوضيح في هذه المسألة الهامة.
شاكرين لكم ماتتحفونا به من الفوائد والتحريرات، زادكم الله وإيانا من فضله.
والسلام عليكم،،،
يرفع للمدارسة
ـ[ابو حيان]ــــــــ[01 Jun 2010, 05:02 ص]ـ
السلام عليكم
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
[مجموع الفتاوى 17/ 440] فإن قيل: أفلا يجب على كل مسلم معرفة معنى كل آية؟ قيل: نعم، لكن معرفة معاني الجميع فرض على الكفاية، وعلى كل مسلم معرفة ما لا بد منه، وهؤلاء ذمهم اللّه؛ لأنهم لا يعلمون معاني الكتاب إلا تلاوة، وليس عندهم إلا الظن، وهذا يشبه قوله: {وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} [هود: 110].
وعليه فالذي يجب أن يكون في المسلمين من يعرف معنى العاديات والموريات و كلمة "كنود"
لكنه فرض كفاية ويكفي على المسلم العادي أن يعلم أن جحد النعم من الصفات السيئة وإن لم يعرف معنى الآية
والله أعلم
بارك الله في الجميع(/)
القيمة العلمية لتفسيرالواحدي المسمى بالبسيط
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[13 Jun 2003, 11:22 م]ـ
لقد استفرغ أبو الحسن جهده في هذا التفسير، ووضع فيها عصارة علمه، واستودعه مكنون معلوماته، ونفيس فوائده وبحوثه ودراساته، وكان -رحمه الله- قد أعد العدة لذلك سنين طويلة، قال عن نفسه:"وقد كنت تعبت دهراً طويلاً من عنفوان صباي إلى أن تناهى أيام شبيبتي في إحكام مقدمات هذا العلم، رجاء أن أقتدر بها على تلخيصه وتهذيبه وترهيصه، فحقق الله بفضله ذلك الرجاء، وأتم بإتمامه علي النعماء".
وقد حقق الله رجاء الواحدي، حيث نال تفسيره مكانة عالية بين التفاسير المؤلفة، وصار مرجعاً للعلماء، وبغْية للطالبين، تتداوله الأيدي، ويَتنافس على اقتنائه المؤلفون، وينهل من معينه المستفيدون، يشهد لذلك ويدل عليه: تلك الشهادات الرائعة من العلماء اللاحقين لهذا التفسير الذي جمع في طياته محاسن جمة، فمن ذلك:
1 - أنه قيل للغزالي: لم لا تصنف في التفسير، فقال: يكفي ماصنف فيه شيخنا الإمام أبو الحسن الواحدي. ولعل هذا الإعجاب من الغزالي حمله على أن يسمى تواليفه الثلاثة في الفقه بأسماء كتب الواحدي الثلاثة في التفسير.
2 - ومدحه القفطي فقال: وصنف التفسير الكبير، وسماه البسيط، وأكثر فيه من الشواهد واللغة، ومن رآه علم مقدار ماعنده من العربية".
3 - وأثنى عليه ابن قاضي شهبة قائلاً: ومن تصانيفه: البسيط في خمسة عشر مجلداً، وهو من أحسن التفاسير، ولم يصنف مثله.
4 - وقال ابن خلكان –مترجماً للواحدي-: صاحب التفاسير المشهورة ... ورزق السعادة في تصانيفه، وأجمع الناس على حسنها، وذكرها المدرسون في دروسهم، منها: البسيط في تفسير القرآن الكريم .... ".
5 - ومع أن شيخ الإسلام ابن تيمية نقد تفاسير الواحدي وشيخه الثعلبي، إلا أنه قال: وتفسيره –يعني الثعلبي- وتفسير الواحدي- البسيط والوسيط والوجيز -فيها فوائد جليلة".
6 - انتفاع العلماء والمؤلفين ممن جاء بعد الواحدي بهذا التفسير، وإحالتهم عليه، واستشهادهم بما فيه، علماً بأن المستفيدين من هذا التفسير هم طبقة العلماء، ومن لديه الملكة على فهم بحوثه اللغوية من طلبة العلم، أما غيرهم فهم مع البسيط كما قال الواحدي: كمزاول غلقاً ضاع منه المفتاح، ومتخبط في ظلماء ليل خانه المصباح".
وإليك بياناً بأسماء طرف من الأئمة الذين استفادوا من البسيط، سواء في التفسير وعلوم القرآن أو في غيرهما من علوم الشريعة واللغة:
ففي مجال التفسير وعلوم القرآن، أذكر ما يلي:
1 - الفخر الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب"
وهذا ظاهر لمن نظر في تفسير الرازي، حيث إنه ينقل عنه كثيراً، مصرحاً باسم الواحدي وتفسيره البسيط، وقد يغفل ذلك ويطيل في بعض المواقع النقل عنه. ولذا فإنه يعد أكثر المفسرين انتفاعاً بتفسير البسيط، بل إنه بنى كتابه عليه مع مصادر أخرى.
2 - أبو حيان في البحر المحيط:
أفاد أبو حيان في تفسيره من البسيط، ونص على اسمه، ونقل عن الواحدي تصريحاً، وقد ينقل عنه بلا عزو أحياناً، وغير بعيد أن يكون أبو حيان قد اتخذ من الرازي في تفسيره واسطة بينه وبين الواحدي
3 - السمين الحلبي في كتابه: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون.
نقل السمين الحلبي عن الواحدي كثيراً، من غير تصريح باسم الكتاب الذي أخذ منه، لكن مع المقارنة تجدها في البسيط، مما يدل على اعتماده عليه.
4 - الكرماني في غرائب التفسير.
5 - النيسابوري في غرائب القرآن.
6 - الخازن في تفسيره.
7 - البسيلي في التفسير الكبير.
8 - أبو السعود محمد بن محمد العمادي في تفسيره: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم.
9 - الخطيب الشربيني في تفسيره.
10 - سليمان بن عمر العجيلي الشهير بالجمل في تفسيره: الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية.
11 - الآلوسي في روح المعاني.
ويغلب على الظن أن هؤلاء الثمانية من المفسرين قد أفادوا من تفسير البسيط بواسطة تفسيري الرازي أو أبي حيان؛ لكونهما من التفاسير التي اعتمدهما المتأخرون، وعولوا عليهما، ونقلوا جل ما فيهما، والله أعلم.
وأما في علوم القرآن: فقد أفاد منه الكاتبون في هذا المضمار، وعلى رأسهم إماما هذا الشأن:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - بدر الدين الزركشي. في كتابه البرهان في علوم القرآن حيث أفاد من تفسير البسيط كثيراً ونقل عنه مصرحاً أحياناً باسم الواحدي أو باسمه واسم تفسيره.
2 - جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن،ولعل الزركشي كان واسطة بينه وبين الواحدي في أغلب المواضع؛ لأنه بنى كتابه على البرهان.
وأما في المجالات الأخرى من علوم الشريعة فأقتصر على ذكر اثنين مكثرين من التأليف من أعلام الأمة ممن انتفعوا وأفادوا من تفسير البسيط للواحدي –رحمه لله- في مؤلفاتهما الكثيرة.
أولهما: أبو زكريا محيي الدين، يحيي بن شرف النووي في كتبه.
لقد كان النووي متأثراً بالواحدي، معظماً له، ومستفيداً بوضوح من كتبه سواء في التفسير أو اللغة أو الفقه، ويشهد على ذلك نقولاته الكثيرة في سائر كتبه، كالمجموع شرح المهذب، وشرح صحيح مسلم وكتاب الأذكار، وروضة الطالبين، والتبيان في آداب حمله القرآن، وتهذيب الأسماء واللغات، بل إنه جعله في هذا الأخير أحد مصادره التي بنى كتابه عليها، فقال في مقدمة التهذيب:" وأما اللغات فمعظمها من تهذيب اللغة للأزهري ... ومن كتب تفسير القرآن كالبسيط للواحدي ... ".
ثانيهما: شمس الدين ابن القيم في كتبه:
لقد أفاد ابن القيم –رحمه الله- من كتب الواحدي، وضمن مؤلفاته نقولاً عنه، فهو يصرح بالنقل عن الواحدي في الأعم الأغلب، وقد يصرح باسم تفسيره البسيط أحياناً، وبدون تصريح بأي منهما في مواضع من كتبه فهذه ثلاثة أحوال.
فمن الأول: ماذكره في إغاثة اللهفان، والتبيان في أقسام القرآن، وحادي الأرواح
على بلاد الأفراح، وكتاب الروح، وشفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والتعليل، وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، والفوائد.
ومن الثاني: ماذكره في تحفة المودود، ومدارج السالكين.
ومن الثالث: ماذكره في أحكام أهل الذمة، وإعلام الموقعين عن رب العالمين، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، والطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
إن هذه المكانة العلمية العلية، والمنزلة الرفيعة التي تبوأها تفسير البسيط تعود إلى أمور منها:
أولاً: ثراء هذا التفسير من الناحية العلمية، خصوصاً في مجال النحو واللغة، فقد كانت قناعة أبي الحسن الواضحة في أن اللغة أساس لابد منه، وركيزة لايستعاض عنها، في تفسير القرآن الكريم، ومن نظر في الكتاب وجد أنه ثري بمادته التفسيرية، وجمعه لأقوال الصحابة والتابعين في تفسير القرآن، غير مقصر فيما عدا ذلك، كالحديث والفقه والبلاغة ونحوها.
ثانياً: جمع الواحدي في تفسيره هذا بين منهجي التفسير: التفسير بالرواية، والتفسير بالدراية، ووازن بينهما دون أن يطغى أحدهما على الآخر،
ثالثاً: كانت غالب مصادر الواحدي في تفسيره أصولاً ومصادر قيمة في بابها، فهو يختار في كل فن من مراجعه المرضية عند العلماء، المقبولة في ذلك العلم،
رابعاً: ولكثرة مصادره، وضخامة استفادته منها، فإنه يعتبر مرجعاً مهماً لنصوص كثيرة، نقلها من كتب مفقودة الآن، لاسبيل لنا للرجوع إليها إلا عن طريق الواحدي وأمثاله ممن أفادوا منها، وضمنوها مؤلفاتهم، ككتب المبرد، وابن الأنباري، ونظم القرآن للجرجاني.
خامساً: عناية الواحدي بالفوائد والنكات التفسيرية، ومثل هذه الفوائد إذا جاءت من خبير، ودبجت ببراعة كاتب قدير، ممزوجة بحسن العرض، وجمال الأسلوب، فإنها تكون زينة للكتاب، ومطلباً عظيماً للمستفيدين والكتَّاب، فكم حل بها من إشكال، وأزيل بها من إعضال، ولفتت الإنظار إلى معنى مهم، ومقصد من مقاصد الشرع عظيم.
سادساً: لم يكن الواحدي ناقلاً همه الجمع والتأليف بين المنقولات، بل كان ناقلاً ناقداً، يرجح ويختار، ويرد ويناقش، يصحح الأقوال ويضعفها، ويبين عوار السقيم منها، ويؤيد حجج الصحيح ويقويه، فشخصيته جدُّ ظاهرة في كتابه هذا، ولعله لهذا السبب اُشتهر وتلقاه علماء الأمة بالرضا والقبول.
ومع هذه القيمة العلمية العلمية لهذا التفسير الجليل القدر فإنه لايخلو من ملاحظات ومآخذ يمكن إجمالها فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: انتهاجه طريقة المتكلمين المنتسيين للأشعري في تفسير الآيات العقدية، مخالفاً بذلك طريق السلف الصالح، ذوي المذهب الأعلم والأحكم والأسلم، وهم من أشاد بهم الواحدي والتزم تقديم أقوالهم في تفسير القرآن، بيد أنه في هذه الآيات وتلك القضايا لم يلتزم ماالتزم به، ونحا غير طريقتهم، وسلك درباً غير دربهم.
ثانياً: ذكره لبعض الروايات الإسرائيلية المنكرة، التي هي عيب كثير من كتب التفسير، وقد كان فيها متأثراً بتفسير شيخه الثعلبي، وإن كان أقل منه بكثير في هذا الباب، إلا أنه لم يسلم، مع أنه قد وعد في مقدمة كتابه بالإعراض عنها، وعن مثلها، فقال: "فأما الأقوال الفاسدة، والتفسير المرذول الذي لايحتمله اللفظ، ولا تساعده العبارة، فمما لم أعبأ به، ولم أضيع الوقت بذكره". لكنه –رحمه الله- أخل بما التزم، ولم يوف بالشرط على الوجه الذي ذكر.
ثالثاً: إيراده الروايات الموضوعة والضعيفة، كالتفسير الذي رواه عطاء عن ابن عباس، وقد بينت فيما سبق ضعف هذا التفسير، وضعف غيره من المرويات التي اعتمدها عن ابن عباس دون تمحيص أو بيان، كرواية الكلبي والعوفي.
رابعاً: الإطالة الواضحة في المباحث اللغوية والنحوية بما يخرج الكتاب عن مقصوده الأعظم، وهو تفسير كلام الله، ولذا ثرب السيوطي عليه قائلاً: "فالنحوي تراه ليس له هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، ونقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته، كالزجاج والواحدي في البسيط".
وقبل السيوطي عد الزركشيُّ تفسير البسيط مما غلب عليه شرح الغريب حيث يقول:" ... وقد أكثر الناس فيه-أي التفسير- من الموضوعات، مابين مختصر ومبسوط، وكلهم يقتصر على الفن الذي يغلب عليه، فالزجاج والواحدي في البسيط يغلب عليهما الغريب .... ".
خامساً: كثرة النقول وطولها، وهذا عين ما عيب على شيخه الثعلبي، قال شيخ الإسلام: " والثعلبي يذكر ماقاله غيره، سواء قاله ذاكراً أو آثراً، مايكاد هو ينشئ من عنده عبارة ". هذا فضلاً عن اختلاف منهجه في العزو،فمرة يذكر القائل ومرة يغفله تماماً، وقد ينقل كلاماً لغيره لايعزوه، ثم يعزو إليه جملة في آخره، توهم أن هذه الجملة فقط من كلامه، بينما جميع ماتقدم كان منه وليس من الواحدي.
سادساً: رواية الواحدي عن شيوخه بأسماء غير مااشتهروا بها، وهذا مايسمى عند علماء مصطلح الحديث: تدليسَ الشيوخ، وهو أقل أنواع التدليس خطورة. ومن أمثلته، عندما يذكر شيخه سعيد بن محمد الحيري، يذكره مرة هكذا، ومرة يقول: سعيد بن محمد المقرئ.
وهكذا عندما يذكر أبا علي الفارسي، يذكره في بعض المواضع قائلاً: أبو علي الفسوي.
وقال في موضع: "وقد أخبرنا أبو الحسين بن أبي عبدالله الفسوي –رضى الله عنه- أنبا أحمد بن محمد الفقيه "، يعني بالأول شيخه عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، فذكره بكنيته وذكر أباه كذلك، ونسبه إلى قريته "فسا"، ويعني بالثاني: أحمد بن محمد الخطابي البستى، فأغمض في اسميهما، وأبعد في التعريف بهما –رحمه الله-.
سابعاً: ضخامة الكتاب، وغلظ حجمه مما أضعف الانتفاع به، وحد من انتشاره، وهذا أمر قد انتقده الواحدي على بعض المتقدمين، حيث إنه عندما ذكر سبب تأليفه، بين أن بعض التلاميذ "شكوا إلى غلظ حجم المصنفات في التفسير، وأن الواحدة منها تستغرق العمر كتبتها، ويستنزف الروح سماعها وقراءتها، ثم صاحبها بعد أن أنفق العمر على تحصيلها، ليس يحظى منها بطائل تعظم عائدته، وتعود عليه فائدته".
وقد وقع –رحمه الله- فيما عاب عليه غيره، من أهل التفسير، والعجيب أنه مع تلك الإطالة الظاهرة يدعي الإيجاز فيما جاء به، فيقول: " ... سالك نهج الإعجاز في الإيجاز، مشتمل على مانقمت على غيري إهماله، ونعيت عليه إغفاله، خالٍ عما يكسب المستفيد ملالة، ويتصور عند المتصفح إطالة "، ويقول:" ثم إن هذا الكتاب عجالة الوقت، وقبسة العجلان، وتذكرة يستصحبها المرء حيثما حل وارتحل" ثم وعد بكتاب أوفى منه وأجمع.
ثامناً: ومما يؤخذ على الواحدي في جانب الرواية جمع روايات الضعفاء في القصة الواحدة، وسوقها مساقاً واحداً دون تمييز، حتى لايدرى خبر الثقة من غيره، وهذه قد وقع فيها الواحدي تبعاً لشيخه الثعلبي.
ومن ذلك قول الثعلبي عند قول الله تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) [البقرة: 286] قال الثعلبي: "روت الرواة بألفاظ مختلفة، فقال بعضهم: لما نزلت هذه الآية ... وهذا قول ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وابن عباس ..... " وسرد جماعة من التابعين وأتباعهم. ونقل مثله الواحدي في تفسير الآية، قال الحافظ ابن حجر – معلقاً على هذا الصنيع -: وهذا من عيوب كتابه، ومن تبعه عليه، يجمعون الأقوال عن الثقات وغيرهم، ويسوقون القصة مساقاً واحداً على لفظ من يُرمى بالكذب أو الضعف الشديد، ويكون أصل القصة صحيحاً، والنكارة في ألفاظٍ زائدة كما في هذه القصة، من تسمية الذين ذكروا، وفي كثير من الألفاظ التي نقلت، والسياق في هذه بخصوصها إنما هو لبعضهم".
تاسعاً: ومما يؤخذ على الواحدي عدم تبيين الراوي عن ابن عباس وغيره في بعض المواطن-،فلا يدرى هل هو من الطرق الصحيحة، أو من غيرها؟، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بتخريج الأثر، إن وجد من يرويه بالسند، ولاشك أن هذا فيه إتعاب للباحث، وتلبيس على القارئ، وهذا مما أخذ على شيخه الثعلبي أيضاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[13 Jun 2003, 11:29 م]ـ
وإليكم أيها الأحبة منهج الواحدي في كتابه كما عبر عن ذلك في مقدمته
لقد ابتدأ الواحدي كتابه بذكر منهجه في مقدمة الكتاب، وضمنها أموراً كثيرة، أطال في تفصيل بعضها وخلاصتها كما يلي:
1 - بين الباعث له على تأليف هذا التفسير.
2 - ثم ثنى بأهمية تعلم اللغة وإحكامها في جميع فنونها لمن أراد فهم كلام الله سبحانه، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تقليد لأحد.
3 - ثم ثلّث بذكر طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين، ثم أرباب المعاني الذين اقتصروا على الإعراب ونهج الخطاب، وآثر –رحمه الله – الاختصار فيمن جاء بعد ذلك، معللاً بأن الإفاضة فيه تطول وتخرج عن المقصود، وأن الاشتغال بما يعنينا أولى من بيان درجتهم، والكشف عن نقصهم ومزيتهم.
4 - ثم ذكر طلبَه للعلم، وبذله جهده ووقته في إحكام أصول علم التفسير.
5 - ثم ذكر شيوخه الذين تلقى عنهم هذه الأصول، وختم ذلك بقوله: ولو أثبتُّ المشايخ الذين أدركتهم، واقتبست عنهم هذا العلم، من مشايخ نيسابور وسائر البلاد التي وطئتها طال الخطب ومل الناظر.
6 - ثم أثنى المؤلف على كتابه، وأشاد بهذا التفسير.
7 - وبين الطبقة التي تستفيد من هذا الكتاب.
8 - ثم ذكر جملة قصيرة من منهجه في تفسيره حيث قال: وأبتدئ في كل آية عند التفسير بقول ابن عباس ما وجدت له نصاً، ثم بقول من هو قدوة في هذا العلم، من الصحابة وأتباعهم، مع التوفيق يبين قولهم ولفظ الآية .. .
9 - ثم بين موقفه من الأقوال الضعيفة والروايات السقيمة قائلاً:"فأما الأقوال الفاسدة والتفسير المرذول الذي لايحتمله اللفظ ولا تساعده العبارة فمما لم أعبأ به، ولم أضيع الوقت بذكره".
10 - أما القراءات فقال:" وذكرت وجوه القراءات السبع التي اجتمع عليها أهل الأمصار دون تسمية القراء".
11 - وختم المقدمة مبيناً أن هذا التفسير "عجالة الوقت وقبسة العجلان، وتذكرة يستصحبها المرء حيثما حلَّ وارتحل".
12 - ووعد –رحمه الله- بإرداف هذا التفسير بكتاب هو أكثر نضجاً، يضمنه عجائب ماكتب، ولطائف ماجمع.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Oct 2003, 12:31 ص]ـ
بسم الله
أخي الكريم - الشيخ محمد الخضيري وفقه الله
حسب علمي = أن تفسير البسيط قد انتهى مشروع تحقيقه، فهل من سبيل للتنسيق مع المشاركين في تحقيقه حتى يطبع، فهو من كتب التفسير المهمة.
أرجو أن تسعوا لتحقيق هذا الأمر، وفقكم الله.
ـ[الميموني]ــــــــ[22 Jul 2005, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
و كما أشرتم: فليس يعرف قدر تفاسير الواحدي إلا من عانى عزو أقوال الأئمة و تعمق في الأثار المروية عن السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم
و من كان له نظر في علوم العربية و أوجه الإعراب و أقول علماء المعاني من النحاة فسيعرف عند اطلاعه على الوسيط فضلا عن البسيط قدر ما بذل الإمام الواحدي في تفاسيره و منزلته من العلم و من التفسير و فنونه خاصة
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Jul 2005, 08:31 م]ـ
مقال مفيد جدا وإعطاء كل ذي حق حقه
ـ[أحمد الطريقي]ــــــــ[13 Aug 2007, 04:52 م]ـ
احسنت واجدت وافدت وتشكر على هذا الاستيعاب للقيمة العلمية عند ابي الحسن على بن احمد الواحدي في تفسيره البسيط ولو رجعنا لتفسيره الوسيط لوجدناه عجبا في بابه فقد اختصر الاقوال ووازن بينها وذكر ارجحها عنده
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2007, 05:19 م]ـ
الحمد لله رب العالمين. وكتاب البسيط تحت الطباعة الآن وأرجو أن يخرج قريباً بإذن الله.
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[04 Dec 2008, 01:22 م]ـ
هل من خبر حول طباعة الكتاب؟ وهل طبع كاملاً؟
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[09 Jan 2009, 02:00 ص]ـ
للرفع والتذكير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jan 2009, 04:37 م]ـ
لم يخرج بعدُ، وهو سُيطبعُ - في حال نَجَحَ أمرُ طباعته في جامعة الإمام - كاملاً إن شاء الله.
ـ[أبو يوسف السلفي]ــــــــ[09 Jan 2009, 07:45 م]ـ
لم يخرج بعدُ، وهو سُيطبعُ - في حال نَجَحَ أمرُ طباعته في جامعة الإمام - كاملاً إن شاء الله.
بارك الله فيك على إفادتك شيخنا الفاضل
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[09 Jan 2009, 08:27 م]ـ
لم يخرج بعدُ، وهو سُيطبعُ - في حال نَجَحَ أمرُ طباعته في جامعة الإمام - كاملاً إن شاء الله.
جزاك الله خيراً
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[01 Sep 2010, 04:10 ص]ـ
وما زلنا منتظرين ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Sep 2010, 05:03 ص]ـ
الهدية الرمضانية الثانية: التفسير البسيط للواحدي ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21326)(/)
الصلة بين تفسير الواحدي البسيط وتفسير شيخه الثعلبي (الكشف والبيان)
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[13 Jun 2003, 11:46 م]ـ
استفاد الواحدي من هذا التفسير حقاً بل إنه لخصه في تفسيره، واعتمد عليه في نقل آثار التفسير، وإذا قال: "قال المفسرون" فإنه في الغالب يعنيه، وفي الوقت ذاته أعرض عن تطويلات الثعلبي في سرد الأخبار والقصص والإسرائليات وجمع الأحاديث ذات الموضوع الواحد، كما استغنى عن نقل كثير من أسانيده.
وقد أثنى الواحدي على هذا التفسير وعلى صاحبه ثناءً عاطراً، وقرأه عليه)، وأشهر نسخ الكشف هي التي قرأها الواحدي، ومع ضخامة الاستفادة والنقل إلا أن الواحدي قلما يشير إلى نقله منه، إلا بتلك الطريقة التي قدمتها،وهي قوله: قال المفسرون.
مثال ذلك قوله: "قال المفسرون: ومعنى (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) (البقرة: 164): تَقْليبُها قَبُولاً ودَبُورًا وشمالا وجنوبا، كما بَيَّنَّا، وتصريفها مرةً بالرحمة ومرةً بالعذاب، وتصريفها مرة حارةً ومرةً باردةً، ومرة لينةً ومرةً عاصفة ". فهذا يراد به الثعلبي.
وقد أفاد الواحدي من تفسير شيخه في نقل مرويات التفسير والأحكام الفقهية، والأخبار والإسرائيليات، كما أفاد منه في جانب اللغة والنحو.
ومن أمثلة ذلك في جانب مرويات التفسير:
ما ذكره الواحدي عند تفسير قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ) الآية. قال: قال ابن عباس: الوَيْل شِدّة العَذَاب.
وكذلك ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة:170) قال الواحدي:قال الضحاك، عن ابن عباس: نزلت في كفار قريش.
فهاتان المرويتان من تفسير الثعلبي دون عزو إليه.
ومن أمثلة ذلك في جانب الأحكام الفقهية:
قول الواحدي في تفسير آيات الصيام:" والمرض الذي يبيح الإفطار هو كل مرض كان الأغلبُ من أمر صاحبه بالصوم الزيادةَ في علته زيادةً لا يحتمله، والأصل فيه: أنه إذا أجهده الصوم أفطر.
وحدُّ السَّفَرِ الذي يبيح الإفطار: ستة عشر فرسخا فصاعداً. والإفطار رخصة من الله للمسافر، فمَنْ أَفْطَرَ فبرخصة الله أخذ، ومن صام ففرضه أدّى، على هذا عامة الفقهاء ".
فهذا النص منقول من تفسير الثعلبي دون عزو إليه.
ومثال آخر في جانب النحو واللغة:
ماذكره عند قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) (البقرة: 234) قال الواحدي:"?وعشرًا? بلفظ التأنيث، وأراد الأيام، وإنما كان كذلك تغليب الليالي على الأيام إذا اجتمعن في التاريخ وغيره، وذلك أن ابتداء الشهر يكون بالليل، فلما كانت الليالي الأوائل؛ غلبت لأن الأوائل أقوى من الثواني ".
فهذا منقول من تفسير الثعلبي دون عزو.
ولم يكن الواحدي ينقل من تفسير شيخه بغير بصيرة بل كان ينقد بعض آراء الثعلبي، ولايكاد يصرح باسمه).
وعلى كل فتفسير الثعلبي كالعمود الفقري وعمود الخيمة بالنسبة لتفسير البسيط.
ويمكن أن أسجل هنا مقارنة بين كشف البيان للثعلبي والبسيط للواحدي في النقاط الآتية:
1 - يعتبر تفسير الثعلبي من تفاسير الرواية المسندة، حيث يروى كثيراً من الأحاديث والآثار والأخبار والأشعار بسنده، بينما لانجد هذا في البسيط إلا قليلاً. وغالب مافيه من المرويات مأخوذ من تفسير شيخه.
2 - بسط الواحدي البحث في مجال اللغة والقراءات تدقيقاً وتحقيقاً ومناقشة وتوجيهاً، بينما نجد هذين الجانبين في تفسير الثعلبي على نحو مختصر، وكأن كتاب الواحدي استدراك على كتاب شيخه في هذين الجانبين.
3 - أكثر الثعلبي في كتابه من الإسرائليات والأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد تقدم أنه ذكر الحديث الموضوع في فضائل السور، وهذا مما أخذ عليه، قال ابن الجوزي عن تفسير الكشف والبيان: "ليس فيه مايعاب به، إلا ماضمنه من الأحاديث الواهية التي هي في الضعف متناهية، خصوصاً أوائل السور".
ويقول شيخ الإسلام –رحمه الله-: لقد أجمع أهل العلم بالحديث أنه روى طائفة من الأحاديث الموضوعة، كالحديث الذي يرويه في أول كل سورة، وأمثال ذلك، ولهذا يقال: هو كحاطب ليل").
ويقول أيضاً "والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير و دين، وكان حاطب ليل، ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع".
ويقول في موضع آخر: الثعلبي والواحدي وأمثالهما، هؤلاء من عادتهم يروون مارواه غيرهم، وكثير من ذلك لا يعرفون: هل هو صحيح أم ضعيف؟ ويروون من الأحاديث الإسرائيليات ما يعلم غيرهم أنه باطل في نفس الأمر، لأن وظيفتهم النقل لما نُقل، أو حكاية أقوال الناس، وإن كان كثير من هذا وهذا باطلاً، وربما تكلموا على صحة بعض المنقولات وضعفها، ولكن لا يطردون هذا ولا يلتزمون".
بينما نجد أن الواحدي لقلة الرواية في تفسيره هذا نسبة إلى تفسير شيخه قد تجاوز كثيراً من المرويات السقيمة والإسرائليات، ولم يعرج عليها، وإن كان لم يسلم منها، ومما يحمد له أنه لم يذكر حديث فضائل السور الموضوع في البسيط، لكنه ذكره في الوسيط.
4 - بين الثعلبي –رحمه الله- في مقدمة تفسيره أسانيده إلى أئمة التفسير، الذين شهروا بالتفسير كابن عباس وابن مسعود ومجاهد.
بينما لم يذكر الواحدي هذه الأسانيد في مقدمة كتابه وإنما ذكر بعضاً منها مفرقاً في ثنايا كتابه.
5 - ذكر الثعلبي في مقدمته أنه بنى كتابه على أربعة عشر أساساً وعد منها: الحِكم والإشارات، يعني: التفسير الإشاري، وقد نقل شيئاً من ذلك في كتابه من كتاب شيخه أبي عبدالرحمن السلمي، الذي قال عنه الثعلبي: "قرأته كله على مصنفه أبي عبدالرحمن السلمي، فأمر لي به") كما أفاد من كتب أخرى في هذا الباب: كتفسير القرآن العظيم لسهل التستري،لكن الثعلبي لم يتابع شيخه السلمي فيما أخطأ فيه، وانتُقد بسببه، وصان تفسيره من التأويلات الرمزية التي تخالف اللغة العربية). بينما لم يلتفت الواحدي إلى شيء من ذلك، وعرفنا موقفه من تفسير السلمي فيما تقدم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Mar 2007, 12:16 ص]ـ
شكر الله لأخي الكريم الدكتور محمد الخضيري هذا البيان عن الصلة العلمية بين تفسير البسيط للواحدي وتفسير شيخه الثعلبي.
وقد أشار إشارة لطيفة إلى موقف كل منهما من تفسير (حقائق التفسير) للسلمي. وليته يزيدنا علماً في جانب موقف الواحدي من تفسير السلمي، فإنني أحسب أنَّ من أثنى على تفسير السلمي قد صنع ذلك مصانعة للسلمي لمكانته في عهده، وقربه من الوزير المشهور نظام الملك وأخيه أبي القاسم.
والواحدي كذلك كان مقرباً معظما لدى نظام الملك إلا أن الواحدي كان شجاعاً في نقده للسلمي مع معرفته بمكانته لدى الوزير نظام الملك الذي كان يقرب الصوفية كالسلمي، بل كان للسلمي حظوة بالغة عند الوزير، وكان في غاية الظهور والتقريب، إلا أن الواحدي تجاسر على نقده بتلك العبارات الصريحة دون مجاملة لمكانته، إخلاصاً للعلم، ونصرة للحق.
قال الواحدي: صنف أبو عبدالرحمن السلمي كتاب (حقائق التفسير)، ولو قال: إن ذلك تفسير للقرآن لكفر به)
وإلى هذا يشير عبدالغافر الفارسي في كتاب السياق في انتقاده للواحدي بقوله: كان حقيقاً بالاحترام لولا ما كان فيه من إزرائه على الأئمة المتقدمين وبسط اللسان فيهم بما لا يليق).
ويقصد بالأئمة الصوفية.
وقد كانت عبارة الواحدي تلك مفتاحاً لعدد من العلماء لنقد كتاب السلمي، فنقده ابن الجوزي في تليس إبليس، وابن تيمية في مواضع من كتبه، والذهبي وغيرهم.
فرحم الله الإمام الواحدي وأجزل ثوابه، وكتاب حقائق التفسير للسلمي فيه تفصيل ليس هذا محله، ولعل فيما يعقب به الدكتور محمد الخضيري ما يفتح باباً للحديث حول تفسير السلمي (حقائق التفسير).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 04:17 م]ـ
يسر الله لي قراءة معظم تفسير البسيط للواحدي في نسخته المحققة، وهو على وشك الصدور بإذن الله عن جامعة الإمام، وقد ظهر لي صحة ما تفضل به الدكتور محمد الخضيري هنا من كيفية الإشارة للثعلبي في تفسير الواحدي، وندرة النص على اسمه أو تفسيره.
وأحد محققي تفسير الثعلبي الذين شاركوا في تحقيقه في جامعة أم القرى يقوم الآن بالتنسيق لنشر تحقيقه الذي تم في جامعة أم القرى في ما يقارب العشرين رسالة علمية. أسأل الله أن ييسر له تمام هذا العمل. فنكون قد كسبنا خروج تفسيرين مهمين هما تفسير البسيط للواحدي والكشف والبيان للثعلبي.
في 15/ 10/1428هـ(/)
نبذة مختصرة عن تفسير الثعلبي رحمه الله
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[14 Jun 2003, 01:56 ص]ـ
فقد قرأت ما خطه قلم الشيخ الفاضل والزميل الغالي محمد بن عبدالعزيز الخضيري وفقه الله بعنوان (الصلة بين تفسير الواحدي البسيط وتفسير شيخه الثعلبي) مما أثار شجنا من أشجاني حول هذا التفسير.
فرأيت أن أرفق في هذا الملتقى المبارك نبذة عن الكشف والبيان في تفسير القرآن لأبي إسحاق الثعلبي ت 427هـ وهي جزء من مقدمة رسالتي الماجستير والتي كانت في تحقيق جزء منه.
آمل أن ينفع الله بها وأن تنال رضاكم.
المبحث الأول
إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه
إن كتاب " الكشف والبيان عن تفسير القرآن " هو من تصنيف أبي إسحاق الثعلبي بلا ريب، وقد توافرت الأدلة على ذلك. ومن الأدلة:
أولاً: كتب على غلاف نسخ الكتاب المخطوطة هذا العنوان أو نحوه منسوباً إليه ومصرحاً به ولم اقف على ما يدل على خلاف ذلك.
ثانياً: رواية الكتاب بالإسناد المتصل إلى مؤلفه وممن روى هذا التفسير:
أ - أبو عمران موسى بن علي بن الحسن الجزري المقريء.
فيوجد في أول كتاب " الكشف والبيان " إسناد متصل يرويه أبو عمران الجزري عن شيخه الإمام الأوحد الحافظ أبي محمد عبدالله بن علي التكريتي في شوال سنة 581 قال أخبرنا الشيخ الإمام بقية الشرق أبو الفضل ابن أبي الخير اليمني قال: " أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن على بن أحمد الواحي قال أخبرنا الأستاذ المصنف أبو إسحاق الثعلبي ... ".
ب - أبوبكر بن خير الأشبيلي فقد رواه أيضاً بسنده من طريق الواحدي عنه.
جـ - عز الدين ابن الأثير علي بن محمد الجزري فقد رواه أيضاً بسنده من طريق أحمد بن خلف الشيرازي عنه.
ثالثاً: رواية تلاميذ الثعلبي لهذا الكتاب عنه كالواحدي والشريحي وأبي معشر الطبري والفرخرادي والشيرازي.
رابعاً: أن تفسير البغوي " معالم التنزيل " اختصار للكشف والبيان للثعلبي. قال ابن تيمية رحمه الله: " والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي ".
وقد صرح البغوي في تفسيره بأن ما يقله عن ابن عباس رضي الله عنهما ومن بعده وأكثره مما أخبره به الشيخ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي الخوارزمي عن الثعلبي.
ويوجد تشابه كبير بين التفسيرين مما جعلني أستفيد من تفسير البغوي في بعض ما يشكل في المقابلات، فكل هذا مما يدل على صحة نسبة كتاب " الكشف والبيان " للثعلبي.
خامساً: ومن الأدلة عناية العلماء به بالنقل منه واختصاره ونحو ذلك وعزوها للثعلبي وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث عن أهمية الكتاب.
سادساً: ومن الأدلة شهرة نسبة الكتاب إلى الثعلبي حيث نسبه إليه معجم من ترجم له.
سابعاً: كثرة مخطوكات الكشف والبيان ونسخه منسوباً إليه.
وبعد هذه الأدلة يتبين لنا صحة نسبة كتاب الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي رحمه الله.
المبحث الثاني
أهمية الكتاب وذكر مصادره فيه
أولاً: أهمية الكتاب
يعتبر كتاب الكشف والبيان للثعلبي من كتب التفسير المهمة وتكمن أهميته في عدة أمور منها:
1 - أنه من الكتب المسندة والإسناد له أهمية كبيرة ن خاصة في التفسير، فيه يتأكد من صحة نسبة القول لقائله، وبه يمكن الترجيح بين الأقوال المتعارضة وغير ذلك.
فالكتاب يعتبر موسوعة تفسيرية ضخمة، فهو يحمل عدداً كبيراً من مأثور التفسير من أحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة على الصحابة والتباعين ومن بعدهم من سلف الأمة.
وهذه الثروة من مأثور الأحاديث والآثار جعلت الكتاب مرجعاً هاماً نهل منه العلماء، ونقل منه المفسرون وغير المفسرين وجعلته مصدراً من مصادر التوثيق.
2 - أن الثعلبي اعتمد في تفسيره على عدة مصادر متنوعة ذكرها في مقدمته وبعض هذه المصادر في عداد المفقودات أو من المخطوطات وهذا يجعل الكتاب موسوعة عظيمة تحتوي على مصادر نادرة في التفسير وعلومه.
3 - تقدم الكتاب على كثير من كتب التفسير المشهورة حيث تقدمت وفاة مؤلفه إذ عاش في القرن الرابع الهجري وتوفى سنة 427هـ فهومتقدم على معظم المفسرين المشهورين كالواحدي (ت 468) والسمعاني (ت541) والبغوي (ت516) والزمخشري (ت538) وابن عطية (ت541) والقرطبي (ت671) وغيرهم.
بل إن كتاب الثعلبي يعتبر من أهم مصادر هذه التفاسير وهذا الأمر مما يدل على القيمة العلمية الكبيرة لتفسير الثعلبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - ومن الأدلة على أهمية تفسير الثعلبي: اهتمام العلماء وعنايتهم به ولو لم يكن للكتاب تلك القيمة العالية لما كان هذا الاهتمام وتلك العناية.
ومن مظاهر هذا الاهتمام ما يلي:
? الرحلة لسماع هذا الكتاب.
فقد كان عدد من طلاب العلم يرحلون من مسافات بعيدة لسماع تفسير الثعلبي قال الواحدي: " وقد كان يؤتى إليه من أقاصي البلاد ودانيها، كي يسمع منه ويتلقى التفسير ".
وهذا يدل دلالة واضحة على قيمة هذا التفسير.
وممن رحل لسماع هذا الكتاب: أبو سعد عبدالكريم السمعاني ت562، وأحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني ت 540، وابو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي ت 544.
قال السمعاني: " وخرجنا صحبة واحدة إلى نوقان طوس لسماع كتاب التفسير لأبي إسحاق الثعلبي ".
? روايتهم للكتاب بالإسناد المتصل إلى مؤلفه.
? تناوله بالتهذيب والاختصار. وممن اختصره:
- البغوي في تفسيره معالم التنزيل فهو مختصر لتفسير الثعلبي.
- محمد بن الوليد بن محمد القرشي الطوطوشي المعروف بابن أبي رَنْدقة ت520 اختصره بعنوان " مختصر الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي " ومنه نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة.
- بهزاد أبو محمد بن علي بعنوان " مختصر تفسير الثعلبي ".
- مختصر مجهول بعنوان " مختصر الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي.
? كثرة نسخ الكتاب مع ما فيه من طول.
فقد بلغ في النسخة التركية 1678 ورقة فهذا يدل على عناية العلماء به وتناقله بينهم.
?وضع الحواشي عليه. وممن فعل ذلك:
عبدالقادر بن أبي القاسم بن محمد بن إدريس ت 1288 له حاشية بعنوان " حاشية على تفسير الثعلبي ".
? الجمع بينه وبين كتاب آخر. وممن فعل ذلك:
المبارك بن محمد الشيباني أبو السعادات المعروف بابن الأثير ت 606 صاحب كتاب جامع الأصول فقد قال السبكي في ترجمته: " ومن تصانيفه كتاب (الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف تفسيري الثعلبي والزمخشري) ".
? نقد الكتاب وبيان ما فيه. وممن فعل ذلك:
بدر الدين أبو الفضائل أحمد بن محمد بن المظفر بن المختار الرازي ت 631 تقريباً له كتاب بعنوان " مباحث التفسير " ويوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة عليها خط المؤلف.
? النقل عنه والتخريج منه.
فنقل عن الكشف والبيان للثعلبي أغلب من جاء بعده من المفسرين كالقرطبي وابن كثير وغيرهم.
ولم يقتصر النقل على المفسرين بل نقل عنه غيرهم من العلماء باختلاف تخصصاتهم ومن هؤلاء:
1 - النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 177.
2 - ابن قدامة المقدسي في كتابه التوابين 273.
3 - ابن حجر في عدد من كتبه منها تلخيص الحبير 3/ 183 و 4/ 40.
4 - أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز ص112، 124، 125.
5 - الزيلعي في نصب الراية 3/ 84 وفي عدة مواضع من كتابه تخريج أحاديث الكشاف.
6 - ابن تيمية في مجموع الفتاوى 7/ 28.
وغيرهم كثير وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
وهذه الأمور وغيرها توضح لنا أهمية هذا الكتاب، وقيمته العلمية العالية، وأنه كنز من كنوز تراثنا الإسلامي يجب إخراجه من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات لينتفع به مع ضرورة تحقيقه التحقيق العلمي حتى يتميز صحيحه من سقيمه.
ثانياً: مصادر الثعلبي في تفسيره.
لقد كفانا الثعلبي مؤونة البحث والتنقيب عن مصادره في ثنايا كتابه إذ أنه قد ذكر في مقدمة تفسيره ثبت الكتب التي عليها مباني كتابه وذكرها بإسناده عن مؤلفيها وجعلها في المقدمة لئلا يحتاج إلى تكرار الأسانيد.
وها هو سرد لمصادره بدون ذكر إسناده إليها.
التفسيرات المنصوصات.
تفسير ابن عباس، ومجاهد والضحاك، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء الخراساني، وعطاء بن دينار، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي وأبي العالية، الرياحي، والربيع بن أنس وأبي جعفر الرازي، ومحمد بن كعب القرظي، ومقاتل بن حيان، ومقاتل بن سليمان، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وهشيم بن بشير، وشبل بن عباد المكي، وورقاء بن عمرو، وزيد بن أسلم، وروح بن عبادة التنيسي، ومحمد ابن يوسف الفريابي، وقبيصة بن عتبة السواري، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وسعيد بن منصور، وعبدالله بن وهب القرشي، وعبدالحميد بن حميد الكشي، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبي بكر الأصم، وأبي سعيد
(يُتْبَعُ)
(/)
عبدالله بن سعد الكندي الأشج، وأبي حمزة الثمالي، والمسيب ابن شريك.
مصنفات أهل عصره.
تفسير عبدالله بن حامد، وتفسير أبي بكر بن عبدوس ولم يكمله، وتفسير أبي عمرو الفراتي (البستان)، وتفسير أبي بكر بن فورك، وتفسير أبي القاسم بن حبيب، وتفسير جبريل، وتفسير النبي ?، وتفسير الصحابة لمحمد بن القاسم أبو الحسن الفقيه، وكتاب الواضح لأبي محمد عبدالله بن المبارك الدينوري، وحقائق التفسير للسلمي.
كتب الوجوه والنظائر.
كتاب الوجوه لمقاتل بن سليمان، وكتاب النظائر لعلي بن الحسين بن واقد.
كتاب المعاني.
معاني القرآن للفراء، ومعاني القرآن للكسائي، ومعاني القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام، ومعاني القرآن للزجاج، ونظم القرآن للجرجاني الحسن بن يحيى.
كتاب الغرائب والمشكلات.
مجاز القرآن لأبي عبيدة، وغريب القرآن للأخفش، وغريب النضر بن شميل، وغريب المؤرج بن عمرو السدوسي، وغريب القرآن لابن قتيبة الدينوري، ومشكل قطرب، وتأويل مشكل القرآن لابن فتيبة الدينوري.
كتب القراءات المجموعات.
قراءة الأنصاري الفضل بن العباس، وقراءة خلف بن هشام، وقراءة أبي عبيد القاسم بن سلام، وقراءة أبي حاتم السجستاني، وقراءة أبي معاذ الفضل بن خالد، وقراءة هارون بن حاتم المقرىء، وقراءة محمد بن يحيى القطيعي، وسبع بن مجاهد، وسبع النقاش، وكتاب الأنوار، وكتاب الغاية لابن مهران. ومن مصادره كتاب المبتدأ، وكتاب المغازي لابن إسحاق.
فهذه بعض مصادر الثعلبي في تفسيره، وهي تبلغ 100 كتاب ذكرها في مقدمته ويرويها بإسناده عن مؤلفيها.
وهناك مصادر له لم يذكرها في المقدمة بل أشار إليها بقوله:
" فاستخرت الله تعالى في تصنيف كتاب شامل مهذب مخلص، مفهوم منظوم، مستخرج من زهاء مائة كتاب مجموعات مسموعات، سوى ما التقطته من التعليقات والأجزاء المتفرقات، وتلقفته عن أفواه المشائخ الأثبات وهم قريب من ثلاثمائة شيخ ".
ومن مصادر الثعلبي الأساسية والتي لم يشر إليها في مصادره في المقدمة جامع البيان للطبري إمام المفسرين ويعتبر تفسير الطبري مصدراً أساسياً له، يظهر ذلك بالمقارنة بين الكتابين.
المنهج العام:
- يذكر السورة ثم يذكر مكان نزولها، وبعد ذلك يذكر عدد آياتها وكلماتها وحروفها.
- ثم يذكر الأحاديث الدالة على فضل هذه السورة والأحاديث والآثار المتعلقة بالسورة بشكل عام.
- ثم يبدأ بتفسير السورة فيفسر الآية بآية أخرى إن وجد فيقول مثلاً نظيرها كذا، أو ومثله كذا، ثم يفسر بما ورد من أقوال الصحابة والتابعين بلا إسناد اكتفاء بذكر الإسناد في أول الكتاب فيقول: قال ابن عباس وقال عكرمة وقال ... وأحياناً بسند.
- إن كان في الآية قراءة أخرى ذكرها غالباً ويوجه القراءة أحياناً، ويذكر أحياناً ما في الآية من قراءات شاذة.
- ويتعرض للمسائل النحوية ويخوض فيها إن كان لها مجال في الآية، ويشرح الكلمات اللغوية وأصولها وتصاريفها.
- ويستشهد على ما يقول بالشعر العربي.
- ويذكر ما يتعلق بالآية من أحكام فقهية وربما عقد الفصول استطراداً في ذلك أو في نواح علمية متعددة ربما يخرجه عن دائرة التفسير.
- ويذكر الإسرائيليات بدون تعقب ويستطرد فيها، فهو مولع بالقصص وله كتاب خاص في ذلك.
هذا منهج عام موجز ومع طول الكتاب واتساعه إلا أن المؤلف من أوله إلى آخره استمر على هذا المنهج.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Jun 2003, 05:21 م]ـ
شكر الله لك يا أبا محمد ما سطرت:
ولقد كنت عزمت على كتابة ما طرحت حتى رأيت مشاركتك وفقك الله. وبما أنك قد بدأت الموضوع فلي طلب لعله يجد عندك متسعاً من الوقت , ألا وهو بيان قيمة النسخة المطبوعة من تفسير الثعلبي , فلقد اطلعت عليها على عجالة فرأيت فيها تصحيفات كثيرة , وسقط في آخرها , وفقك الله لكل خير.
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[14 Jun 2003, 07:05 م]ـ
عذرا أبا خالد .......
فإني لم أقف على المطبوع من تفسير الثعلبي وإني في تطلبه، ولعل الله إذا وفقني للوقوف عليه أن أكتب ما تيسر من ملاحظات.
وأملي من جميع الأخوة المشاركين في تحقيقه أن يبدوا ملاحظاتهم على المطبوع. وأن ينثروها في هذا الملتقى المبارك. لتعم الفائدة.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[المديني]ــــــــ[26 Feb 2004, 01:20 ص]ـ
من خلال اطلاعي على تفسير الكشف والبيان الموجود في المكتبات لاحظت أن هذه الطبعة مليئة بالأخطاء والتصحيفات والسقط.
كما لاحظت أن عمل المحقق سيئ إلى درجة أنه ينبه إلى بعض السقط، ثم يفاجأ القارئ بأن ما اعتبره المحقق سقطاً موجود، لكنه في مكان آخر، والمثال على ذلك ما ورد في المجلد الثالث ص (116)، حيث ذكر في الحاشية رقم (5) أن هناك سقطاً في أصل المخطوط من الآية (97) إلى الآية (102) من سورة آل عمران، لكن عند الوصول إلى الصفحة (150) من ذات المجلد نجد أن تفسير الآيات المذكورة موجود، وهو بالطبع في غير محله الصحيح.
ولدي من الملاحظات الكثير، ولعل الله ييسر الوقت للتنبيه عليها، وجزى الله الجميع خيراً على إسهامهم في هذا الملتقى المبارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المديني]ــــــــ[26 Feb 2004, 03:43 م]ـ
أود أن أشير أولاً إلى أن فضل السبق في هذا الموضوع للأخ الكريم «أبي بيان» إذ أشار في إحدى مشاركاته الرائعة في هذا الملتقى إلى أن الطبعة التي ظهرت لتفسير (الكشف والبيان) للإمام الثعلبي تشتمل على خلل وأخطاء كثيرة، كما أشار إلى أن الذين تولوا تحقيقه من الرافضة، فله جزيل الشكرعلى هذه الفائدة وغيرها من الفوائد والدرر التي يتحفنا بها دوماً.
وعند مطالعتي هذا التفسير تأكد لي أن القائمين على إخراج هذا الكتاب الموجود في المكتبات هم من الرافضة، فقد أشاروا في مقدمته إلى أن من طريقة المؤلف أن يذكر فضائل أهل البيت عند ذكر الآيات النازلة في حقهم (انظر 1/ 7 - 10)، ثم وجَّهوا الشكر بعد ذلك إلى بعض الرافضة لمساهمتهم في الحصول على بعض النسخ من هذا التفسير.
وحين قرأت تفسير قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وجدت عجباً، حيث أضافوا العنوان التالي (أقوال المفسرين والعلماء باختصاصها بأصحاب الكساء) وتحت هذا العنوان في أكثر من ست صفحات أوردوا نقولاً كثيرة عن مجموعة من العلماء في إثبات أن المراد بهذه الآية علي بن أبي طالب وآل بيته، والغريب أن أكثرها نقول عن علماء ومصنفين بعد زمن الثعلبي، بل إن بعضهم من المعاصرين، وأدخلوا هذا المقطع الطويل بصورة توهم أنه من كلام الثعلبي كما قد يبدو لكثير من الناس (انظر: 8/ 36 - 42).
وربما يظهر من خلال قراءة بقية هذا الكتاب ما يكشف وجوهاً أخرى من التزييف والخيانة والتلاعب بالكتاب.
ولهذا فإنه لا يمكن الاعتماد على هذه الطبعة من هذا التفسير بوجه من الوجوه، ويجب تحذير الناس من اقتنائها أو الركون إليها، والله المستعان.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Feb 2004, 10:25 م]ـ
حياك الله أخي الحبيب " المديني " ونسأل الله تعالى أن يكثر في هذا الملتقى وفي هذا العلم من أمثالك.
وحقيقة كان من عزائم النفس إخراج موضوع أستعرض فيه بعض الملاحظات الطباعية والفنية والمنهجية من ناحية التحقيق وغيره, من ما تيسر لي الاطلاع عليه من كتب التفسير, وها أنت أخي الفاضل تقطف ثمرة يانعة من هذه الفكرة, وأنت أحق بها وأهلها.
وهذا الموضوع من المشاع الذي لافضل لمتقدم على متأخر فيه, والحمد لله على ظهوره والإشارة إليه بعد تبصر ومعاينة.
واختصاراً أقول:
إنني أتفق معك تماماً فيما وصلت إليه في قولك:
ولهذا فإنه لا يمكن الاعتماد على هذه الطبعة من هذا التفسير بوجه من الوجوه، ويجب تحذير الناس من اقتنائها أو الركون إليها، والله المستعان.ا. هـ
وأخفف الحكم فأقول:
إن هذه الطبعة في حكم الميتة التي لا يُصار إليها إلا عند ضرورة, وبالإمكان الاستغناء عنها بالرسائل الجامعية التي تولت تحقيق هذا التفسير في جامعة أم القرى, وهي أكثر من ثلاثين رسالة, أغلبها ماجستير, فإن لم يتيسر ذلك فعليك أخي الباحث بمعرفة رأي الثعلبي من جهةٍ أخرى لتأكيد ما تقف عليه في هذه الطبعة المشؤومة ومن ذلك مثلاً:
الرجوع إلى تفسير البغوي الذي هو في الأصل اختصار لتفسير الثعلبي,
أو تفاسير الواحدي المطبوعة أو المحققة في جامعة الإمام فإنه من اختص بالثعلبي في هذا الفن.
فإن لم تجد فخذ من هذه الطبعة بحذر , ولا تنظر إلى ما تحت خط الأصل إلا لتجتنبه, بعد أن تستعيذ بالله ثلاثاً وتنفث عن يسارك!.
وهذا بعض ما كنت وقفت عليه من ملاحظات ومنها ما سبق الإشارة إليه في موضوعٍ نسيته أنا ولم يذكره المديني (ابتسامة):
- الحاشية رقم (2) في 4/ 359, وهي حاشية طويلة في ذكر خرافات في فضائل فاطمة رضي الله عنها, ومناظرات ينتصر فيها الشيعة قبل أن تبدأ.
- المصيبة العظمى التي تجعل الباحث في حذر شديد من كل تحقيقات ((الإمام أبي محمد بن عاشور)) محقق هذه الطبعة, وهي في 8/ 36, وذلك بإقحام قرابة ستة صفحات في أصل الكتاب من خارج التفسير, من كتب مختلفة أكثرها بعد عصر الثعلبي, وبنفس تنسيقات الأصل وبدون أي فاصل يشعر به القارئ العادي, وبنفس طريقة الثعلبي في ذكر بعض الفصول أثناء تفسيره, وبعدها مباشرة يدخلك بانسياب تام في تفسيرالثعلبي بقوله: وقال آخرون .. .
وكل هذه الصفحات المزيدة في بيان اختصاص آية الأحزاب (33) بأصحاب الكساء, وهو ما أشار إليه أخي المديني.
ولا يقول طيب القلب محسن الظن أنها من خطإ الناسخ أو الطابع , ومن مارس القراءة والطباعة يعرف ذلك,
وهذه كفيلة برفع اليد عن كل تحقيقات هذا المحقق, واجتناب ما يتعامل معه من كتب أهل السنة على الخصوص, أما كتب الرافضة فلن يزيدها إلا ظلمة.
- في 8/ 245, قال المحقق في الحاشية بعد أن ذكر الثعلبي إحدى عجائب الروايات:
لم نجدها فيما بين أيدينا من مصادر العامة, فانظر: أمالي الشيخ الصدوق: 98.
- في 9/ 232, لم يحتمل المحقق قول الثعلبي في الأصل عند آية (10) من سورة الحديد:
وفي هذه الآية دلالة واضحة وحجة بينة على فضل أبي بكر بتقديمه لأنه أول من أسلم. ا. هـ
فعلق عليها في الحاشية رقم (4) بقوله:
اتفقت الرواية عن النبي والصحابة والتابعين بكون علي أول من أسلم وأول من صلى وأول من آمن: .. .
ثم سوّدَ قريباً من ثلاث صفحات - في الحاشية هذه المرّة - في ذكر ما اجتمع له من تلك الأوهام.
وهناك جانب آخر في هذه الطبعة , لا تحتاج فيه إلى قراءة أكثر من بضع صفحات لتدرك أنك بحاجة إلى صفحة سليمة من خطإ مطبعيّ أو تحريف , أو تصحيف , أو سقط, أو بتر, في الأصل.
في عجائب أخرى لايحتاجها القارئ البصير.
" اعتذار:
ليس من عادتي أن أتلفظ ببعض ما سبق لكن من عرف عذر, وإلا فالمؤمن عفيف الوجه واليد واللسان, وقد ازددت بصيرة في هذا الصنف من الخلق الذين قال عنهم الشافعي: ما رأيت أكذب من الرافضة. وما قاله الشعبي: لو كانوا من الطير لكانوا رخماً, ولو كانوا من البهم لكانوا حُمُراً. فكيف يُؤتمن أمثال هؤلاء على كتب السلف, بله التفسير".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المديني]ــــــــ[28 Feb 2004, 06:33 ص]ـ
قد يتساءل البعض عن سبب اهتمام الرافضة بتفسير الإمام الثعلبي مع أنه ليس من تفاسيرهم، والذي يظهر لي أن سبب اهتمامهم بهذا التفسير هو كثرة الروايات التي رواها الإمام الثعلبي عن آل البيت وفضائلهم، ولذلك كان من المآخذ التي أخذها العلماء على هذا الإمام كثرة تلك الروايات في تفسيره مما هو في غالبه موضوع وغير صحيح، والله أعلم.(/)
من أول من أحدث الأجزاء والأحزاب؟
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[15 Jun 2003, 05:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الفضلاء
من أول من أحدث الأجزاء والأحزاب في المصحف وما أثر ذلك في تلاوة القران؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Jun 2003, 05:33 ص]ـ
الأخ الكريم أبو عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، يمكنك الرجوع ـ تكرمًّا لا أمرًا ـ إلى كتاب جمال القراء وكمال الإقراء، للسخاوي (1: 124 ـ 187) فقد تحدث في هذه الصفحات عن تجزئة القرآن، ولعلك تجد بغيتك فيه.
ومن باب الفائدة، فإن كتاب جمال القراء من الكتب النفيسة في علوم القرآن، وقد قسَّمه المؤلف على عشرة أجزاء، سمَّى كل جزءٍ كتابًا، وقد اعتمد في تسمية كتبه على السجع، وهذه عناوينه:
الكتاب الأول:نثر الدرر في ذكر الآيات والسور.
الكتاب الثاني: الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز.
الكتاب الثالث: منازل الإجلال والتعظيم في فضائل القرآن العظيم.
الكتاب الرابع: تجزئة القرآن.
الكتاب الخامس: أقوى العُدَد في معرفة العَدَد.
الكتاب السادس: ذكر الشَّواذ.
الكتاب السابع: الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ.
الطتاب الثامن: مراتب الأصول وغرائب الفصول.
الكتاب التاسع: منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق.
الكتاب العاشر: علم الاهتداء في الوقف والابتداء.
وفي الكتاب نفائس، وقد أشرت إلى عناوينه تذكرة بهذا الكتاب، وتنبيهًا عليه.
وإني لأرجو أن تجد بغيتك فيه، وأن تتحف قراء الملتقى بما تجد، ولك من الله الجزاء الأوفى.
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[16 Jun 2003, 06:16 ص]ـ
أثابك الله يا شيخنا مساعد
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[18 Jun 2003, 04:49 ص]ـ
لو أتحفتنا بالفائدة ياشيخ مساعد لإن الكتاب ليس في متناول يدي
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[22 Jun 2003, 05:06 ص]ـ
عفوا شيخنا مساعد فإن الكتاب ليس موجودا عندي ,ولم أجده
فلو أتحفتنا بالفائدة أثابك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2003, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر السخاوي رحمه الله في (جمال القراء) في الكتاب الرابع منه (تجزئة القرآن) كلاماً طويلاً نافعاً عن تفاصيل أجزاء القرآن وأرباعه وأسباعه وأثمانه وغيرها بدقة ينتفع بها الحافظ لكتاب الله، ومن يرغب في حفظه بسهولة ويسر. وأشار إلى أن معنى التجزئة والتحزيب ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه ورد (طرأ عليَّ حزبي من القرآن) و (إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن .. ). وذكر قصة جمع الحجاج بن يوسف للقراء والحفاظ في عهده وسؤالهم عن عدد آيات القرآن، وعن منتصف القرآن وربعه وثلثه وغيرها. وقد استند على هذه الحادثة كثير من العلماء الذين كتبوا في تاريخ القرآن، وقالوا بأن أول من أحدث الأجزاء والأحزاب هو الحجاج بن يوسف الثقفي (ت110هـ).
وقال الزركشي في البرهان ذكر عند الحديث عن تحزيب القرآن 1/ 349 بتحقيق المرعشلي: (وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. وقد أخرج أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجه عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟
قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من ق حتى يختم).
وتحدث ابن تيمية في مجموع الفتاوى 13/ 405 حديثاً طويلاً عن تحزيب القرآن تحسن مراجعته إن أمكن، ذهب فيها إلى أن التحزيب بالسور أفضل من التحزيب الحاصل، والذي يقف فيه القارئ أحياناً على مواضع مرتبطة بما بعدها، والبدء بمواضع لها تعلق بما قبلها، وأشار إلى سبق الحجاج إلى تجزية القرآن بالحروف.
والذي عليه العلماء وهو الصحيح إن شاء الله أن (تجزئة القرآن وتحزيبه وقسمة الأرباع على الصورة التي توجد في مصاحف المسلمين اجتهادية، ولها أصل من فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكن على غير هذه القسمة، وكان السلف يختلفون في ذلك، وليس المعنى فيه تعبدياً وإنما هو لتيسير أخذ القرآن). انظر: المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع ص 147
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فصل القول في ذلك الشيخ محمد الدويش في رسالة له عن تحزيب القرآن تجدها على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=661) .
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[25 Oct 2006, 08:38 ص]ـ
عجبت لأخي الفاضل الأستاذ الدكتور مساعد الطيار
على تقسيمه هذا لكتاب جمال القراء وكمال الإقراء
لعلم الدين السخاوي، المتوفى سنة 643هـ
هذا التقسيم الذي ذكره آنفا
والشيئ بالشيئ يذكر
وذكرتني ـ ياأخي الحبيب ـ بالطعن بعد أن كنت ناسيا!!!!
أولا: قصتي مع هذا الكتاب:
لي مع هذا الكتاب قصة عجيبة!!!!
فقد قمنا أنا وصديقي الأستاذ الباحث محسن خرابة، بتحقيق هذا الكتاب على نسختين مخطوطتين
الأولى: محفوظة بالمكتبة الأحمدية، بحلب.
والثانية: محفوظة في المكتبة الظاهرية، بدمشق
وأنفقنا من سني عمرنا خمس سنوات في تحقيقه
ثم دفعناه إلى دار المأمون للتراث بدمشق، لطبعه سنة 1988م
وعانينا ما عانينا من أجل إخراجه، حيث بقي الكتاب بعد آخر تصحيح سنة 1988 رهين المكتبة
لأن الناشر - رحمة الله عليه- لم يجد من يموله
واستطعت بالأخير أن أطبعه على نفقة أبناء شمو الشيح حمدان بن محمد بن خليفة آل نهيان - رحمة الله عليه-
وقام هؤلاء مشكورين بطبع عشرة آلاف نسخة من الكتاب، وزعت مجانا في دولة الإمارات العربية المتحدة
ومن هنا لم يلاق هذا الكتاب الشهرة المرجوة، لأنه وزع على الناس كافة
وكان نصيب العلماء، والباحثين منه النزر اليسير
بل إن بعضهم لم يعرف بطبعتنا هذه.
ثانيا: أقول، حول تقسيم الكتاب، وأنقل ذلك من فهرس الكتاب (بتحقيقنا):
1 - الكتاب الأول: نثر الدرر في ذكر الآيات والسور 1/ 39 - 99.
2 - الكتاب الثاني: الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز 1/ 101 - 109.
3 - الكتاب الثالث: منازل الإجلال والتعظيم، في فضائل القرآن الكريم 1/ 110 - 273.
وفي هذا الكتاب:
أ- فضل حامل القرآن، ومتعلمه، ومعلمه، وما يطالب به حملة القرآن، وكيف كان قراء السلف، والصدر الأول.
وهو من صفحة (181) إلى صفحة (211).
ب- ذكر ختم القرآن 212/ 213.
ج- تجزئة القرآن، وعد آياته 213/ 273.
4 - الكتاب الرابع: أقوى العُدد في معرفة العَدد 1/ 274 - 334.
وفي هذا الكتاب:
أ- عدد حروف القرآن وكلماته.
ب- ذكر الشواذ.
5 - الكتاب الخامس: الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ 1 - 2/ 335 - 499.
6 - الكتاب السادس: مراتب الأصول، وغرائب الفصول 2/ 501 - 634
وفي هذا الكتاب:
أ- تسمية أهل القرآن من السلف.
ب- باب الاستعاذة.
ج- التسمية.
د- باب الإدغام.
هـ - ذكر الإمالة.
و- وغير ذلك.
7 - الكتاب السابع: منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق 2/ 635 - 662.
8 - الكتاب الثامن: قصيدة عمدة المفيد، وعدة المجيد، في معرفة التجويد 2/ 662 - 666.
9 - الكتاب التاسع: علم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء 2/ 667 - 784.
ثالثاً: وقد طبع الكتاب في مجلدين، وظهر في (881) صفحة.
واحتلت الفهارس الفنية فيه من صفحة (785) إلى صفحة (880).
رابعاً: والحمد لله أن قيض لهذا الكتاب ناشر في شامنا الحبيب
وفي دمشق الحبيبة، حيث بدأ في هذا الصيف بإعادة طبع هذا الكتاب، بدار الغوثاني -عمرها الله-
وإن شاء الله قريباً، يكون بين أيدي الباحثين والمحققين.
ودمتم سالمين
ـ[نور القرآن]ــــــــ[26 Oct 2006, 05:13 م]ـ
أستاذنا الفاضل:د/عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا فما من سؤال إلا وقد اسعفت سائله بالإجابةوأعنته بقوة على المعرفة دون تسويف أو إحالة بارك الله فيك وفي جميع القائمين على هذا المنتدى القمة
ـ[منصور مهران]ــــــــ[26 Oct 2006, 06:58 م]ـ
التقسيم الذي أورده الدكتور مساعد الطيار، أخذه من طبعة عبد الكريم الزبيدي، الصادرة عن دار البلاغة ببيروت سنة 1413 هج = 1993 م.
والتقسيم الذي أورده الدكتور مروان الظفيري مأخوذ من نسخته التي تولى تحقيقها، وأشار في كلامه أنها طبعت في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم ترها العيون.
فكلا الرجلين أصاب حقيقة ما عنده؛ لأن هذا الكتاب هو في حقيقته عدة كتب وهناك طبعتان أخريان:
إحداهما بتحقيق الدكتور علي حسين البواب، صدرت عن مكتبة التراث بمكة المكرمة سنة 1408 هج = 1987 م.
والأخرى جزء من رسالة بتحقيق عبد الحق عبد الدايم سيف القاضي - من أول الكتاب إلى نهاية الطود الراسخ - وقد صدرت عن مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت سنة 1419 هج = 1999م.
والمتأمل في جميع هذه الطبعات يجد اختلافا كثيرا في بعض أجزاء الكتاب أو الكتب لأنها هي حقيقته القائمة فليس جمال القراء كتابا واحدا فضلا على تعدد مخطوطاته مع أن المشترك بينهم جميعا نسختا: حلب والظاهرية، وبالله التوفيق.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Oct 2006, 07:25 م]ـ
شكر ا لأخي الحبيب الأستاذ المحقق المدقق منصور مهران
على هذا التوضيح؛ الذي اعتقدته؛ لذلك فاتني
ولذلك اقترح أخي المحقق الستاذ عبد العزيز رباح ـ رحمه الله، وبرد مضجعه ـ
وهو صاحب دار المامون بدمشق، والتي تولت طبع الكتاب آنذاك
أن تطبع هذه الأجزاء أيضا مستقلة؛ وذلك بعد طبع الكتاب كاملا
ولكن حدث ماحدث، والأمر يومئذ لله
ومن هنا أيضا، سوف تخرجه دار الغوثاني بدمشق كاملا، ثم مجزءا(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 2
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[15 Jun 2003, 06:25 م]ـ
ذكر القرطبي عند تفسير قوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم .... ]
مانصه " العاشرة: وقد استدل بعض العلماء في رد شهادة العبد بهذه الآية فقال: جعل الله تعالى الحاكم شاهدا في هذه الآية؛ وذلك أدل دليل على أن العبد ليس من أهل الشهادة؛ لأن المقصود منه الاستقلال بهذا المهم إذا دعت الحاجة إليه، ولايتأتى ذلك من العبد أصلا فلذلك ردت الشهادة " (414/ 5) ط: الكتب المصرية.
فما معنى هذا النقل؟ وماوجه الاستدلال من الآية؟ (لم أفهمه)
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2004, 12:44 ص]ـ
يرفع طلباً للإجابة ...............................
هل من مجيب؟(/)
جامع البدع في القراءة والتفسير
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[16 Jun 2003, 10:42 ص]ـ
في هذه الصفحة نقوم بإذن الله بجمع بدع القراء والمفسرين فليساهم كل واحد منكم بما يعلمه في هذا الباب ليكون مرجعا للجميع ومجمعا للموضوع
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[16 Jun 2003, 03:19 م]ـ
َ وأنا أبدؤكم أيها الأحبة بهذا النقل عن شيخ الإسلام
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 31 - 316: (إِنَّ إعْطَاءَ أُجْرَةٍ لِمَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَهْدِيه لِلْمَيِّتِ بِدْعَةٌ لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ ; وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ الْعُلَمَاءُ فِيمَنْ يَقْرَأُ لِلَّهِ وَيَهْدِي لِلْمَيِّتِ. وَفِيمَنْ يُعْطِي أُجْرَةً عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وُجُوهٌ. فَأَمَّا الِاسْتِئْجَارُ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَإِهْدَائِهَا فَهَذَا لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَلَا أَذِنَ فِي ذَلِكَ ; فَإِنَّ الْقِرَاءَةَ إذَا كَانَتْ بِأُجْرَةِ كَانَتْ مُعَاوَضَةً فَلَا يَكُونُ فِيهَا أَجْرٌ وَلَا يَصِلُ إلَى الْمَيِّتِ شَيْءٌ وَإِنَّمَا يَصِلُ إلَيْهِ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَالِاسْتِئْجَارُ عَلَى مُجَرَّدِ التِّلَاوَةِ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ وَإِنَّمَا تَكَلَّمُوا فِي الِاسْتِئْجَارِ عَلَى التَّعْلِيمِ)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jun 2003, 07:43 م]ـ
وهذه فتوى في حكم قول صدق الله العظيم بعد القراءة:
حكم قول صدق الله العظيم عند انتهاء قراءة القرآن
سؤال:
إنني كثيرا ما أسمع من يقول: إن (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، وقال بعض الناس: إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وكذلك قال لي بعض المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له: حسبك، ولا يقول: صدق الله العظيم، وسؤالي هو هل قول صدق الله العظيم جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا؟
جواب: اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا صدق الله العظيم عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده لعدم الدليل، وأما قوله تعالى:
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فليس في هذا الشأن، وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلا على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتا ولا معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.
ولما قرأ ابن مسعود على النبي أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا قال له النبي حسبك قال ابن مسعود فالتفت إليه فإذ عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله سبحانه: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ أي يل محمد على هؤلاء شهيدا، أي على أمته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي: حسبك، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به.
من مجموع فتاوى ومقالات_الجزء السابع للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
تذييل مهم: هذان رابطان مهمان للتوسع في بحث هذه المسألة لأحد طلبة العلم:
http://forum.fwaed.net/showthread.php?s=&threadid=10122
http://forum.fwaed.net/showthread.php?s=&threadid=11169
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 Jun 2003, 12:11 ص]ـ
أذكر أنني قرأت قديماً كلاماً للشيخ بكر أبي زيد، حفظه الله، في رسالة عن بدع القراء فيه أن ترتيل القرآن العظيم في كلمات الوعظ بدعة، وعلى الواعظ أن يقرأ الآية كطريقته في الكلام. لكنني سمعت من في الشيخ العثيمين - رحمة الله عليه - أن هذا لا بأس به، وأن له تأثيراً، كما أن لطريقة الرافضة في التلحين تأثيراً في الشعور، أو كلاماً قريباً من هذا.
خالد
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[17 Jun 2003, 04:34 م]ـ
أشكر للأخوين الكريمين أبي مجاهد خالد مشاركتهما وإثراءهما الموضوع بهذه الفوائد النفيسة.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[18 Jun 2003, 02:45 م]ـ
قرأت في بدع القراء لفضيلة الشيخ بكر ابو زيد بدعية التكبير عقب سورة الضحى حتى الوصول إلى سورة الناس
لكن وفقكم الله قرأت في سنن القراء لفضيلة الشيخ عبدالعزيز القارى أن هذا الفعل سنة فمن يوضح لي بارك الله فيكم هذا الإشكال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[19 Jun 2003, 12:17 ص]ـ
الأخ الفاضل طلال
سألت عن هذا الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، فقال إنه وارد.
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله 13/ 417
"وسئل رحمه الله عن جماعة اجتمعوا فى ختمة وهم يقرؤون لعاصم وأبى عمرو فاذا وصلوا الى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا الى آخر الختمة ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا وهل الحديث الذى ورد فى التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا
فأجاب الحمد لله نعم اذا قرؤوا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل بل المشروع المسنون فان هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا فى أوائل السور ولا فى أواخرها فإن جاز لقائل أن يقول ان ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله ((جاز لغيره أن يقول ان هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله ((اذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التى نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد اضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله (صلى الله عليه وسلم (فان أهل التواتر لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعى الى نقله فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم (اقرأهم بتكبير زائد فعصوا لأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
هذا نص فتوى شيخ الإسلام [مع الإعتذار للأخ خالد؛ لأنه ذكرها مبتورة] (أبومجاهد):
(السؤال:
وسئل- رحمه الله- عن جماعة اجتمعوا في ختمة، وهم يقرءون لعاصم وأبي عمرو، فإذا وصلوا إلى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا إلى آخر الختمة، ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا؟ وهل الحديث الذي ورد في التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا؟.
الجواب:
قال شيخ الإسلام، تقي الدين أبوالعباس أحمد بن تيمية: الحمد لله، نعم إذا قرؤا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل، بل المشروع المسنون، فإن هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا في أوائل السور ولا في أواخرها.
فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله فيه، إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن أهل التواتر، لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعي إلى نقله، فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أقرأهم بتكبير زائد، فعصوا لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتركوا ما أمرهم به، استحق العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله عن مثل ذلك.
وأبلغ من ذلك البسملة، فإن من القراء من يفصل بها، ومنهم من لا يفصل بها، وهي مكتوبة في المصاحف، ثم الذين يقرؤون بحرف من لا يبسمل لا يبسملون؛ ولهذا لا ينكر عليهم ترك البسملة إخوانهم من القراء الذين يبسملون، فكيف ينكر ترك التكبير على من يقرأ قراءة الجمهور؟ وليس التكبير مكتوبا في المصاحف، وليس هو في القرآن باتفاق المسلمين؟ ومن ظن أن التكبير من القرآن، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
بخلاف البسملة، فإنها من القرآن، حيث كتبت في مذهب الشافعي، وهو مذهب أحمد المنصوص عنه في غير موضع، وهو مذهب أبي حنيفة عند المحققين من أصحابه وغيرهم من الأئمة، لكن مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهم أنها من القرآن، حيث كتبت البسملة، وليست من السورة. ومذهب مالك ليست من القرآن إلا في سورة النمل، وهو قول في مذهب أبي حنيفة وأحمد.
ومع هذا فالنزاع فيها من مسائل الاجتهاد، فمن قال: هي من القرآن حيث كتبت، أو قال: ليست هى من القرآن إلا في سورة النمل كان قوله من الأقوال التي ساغ فيها الاجتهاد.
وأما التكبير: فمن قال: إنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأمة، والواجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، فكيف مع هذا ينكر على من تركه؟! ومن جعل تارك التكبير مبتدعا، أو مخالفا للسنة، أو عاصيا فإنه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام، والواجب عقوبته، بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قدر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه، أو استحبابه، فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء، ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه، ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب، وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول: إنه مستحب، وهذا خلاف البسملة، فإن قراءتها لمن لم ير الفصل بها، فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته. وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور، فليس هذا موضع تفصيله.)
المرجع: http://www.qurancomplex.org/qfatwa/display.asp?f=10&l=arb&ps=subFtwa
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2003, 01:31 م]ـ
بسم الله
تعليقاً على مسألة التكبير أقول: ألف سيخ المقرئين في المدينة إبراهيم الأخضر القيّم رسالة بعنوان: تكبير الختم بين القراء والمحدثين
ذكر في مقدمة هذه الرسالة أن سبب كتابته لها هو ما لاحظه من تعلق الناس بما ينقل لهم من أخبار فيها حث على عبادة في أمر في الأمور مع أن هذه الأخبار تكون ضعيفة أو واهية، وتشتهر عند الناس حتى يظنها الكثير سنة وهي ليست كذلك.
ومن أمثلة ذلك قول: صدق الله العظيم بعد القراءة [وقد سبق التنبيه على هذه المسألة].
ثم ذكر أن من أمثلة ذلك أيضاً: التكبيرعند ختم القرآن، فهو من هذا الباب.
ثم ذكر في خاتنة هذه الرسالة ما نصه: (ومن خلال ما تقدم من بحث أحوال الروايات، وتحقيق سندها، وتراجم رجالها لم نجد غير رواية البزي كما ذكر العلماء، وهي رواية تسلسلت بالضعفاء والمجروحين، ولم تعضدها رواية أخرى من غير طريق البزي، وذلك كما صرح كثير من علماء الروايات، على أن بعضاً من مشاهير القراء كابن مجاهد في كتابه السبعة لم يورد التكبير، وكذلك أبو القاسم الهذلي في كتبه الكامل لم يورد التكبير أيضاً، وهذا مما يدل على عدم ثبوت الرواية عندهما، والله أعلم .... ) ثم ختم بقوله: (وبهذا فلا نثبت سنة بخبر كهذا، بل الأفضل والأولى تركه سواء في رواية البزي أو رواية غيره من القراء، وذلك صوناً لكتاب الله، وتجريداً له عن كل ما ليس منه ممن يظن أنه سنة وهو ليس بسنة. والحمد لله رب العالمين). انتهى.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[21 Jun 2003, 10:01 ص]ـ
وفق الله الإخوة المشاركين وبارك فيهم حيث أفادونا بهذه الفوائد القيمة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Jun 2003, 01:58 م]ـ
ونشكرك كذلك يا شيخ محمد، ولي طلب أرجو أن تتكرم بتلبيته، وهو النظر في هذا الموضوع:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=501
وإفادتنا حوله، حيث كان لكم اهتمام بهذه الموضوع.
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[24 Jun 2003, 05:31 ص]ـ
هذا رابط بحث في مسألة تكبيرالختم للشيخ عبدالله زقيل
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
ـ[ترتيل السلفية]ــــــــ[29 Feb 2004, 08:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحببت أن أضيف أن هناك كتيب صغير في حجمه، جمع بعض من بدع القرآء، اسم الكتيب ((بدع القرآء))، للشيخ: بكر أبوزيد حفظه الله، كما أن الشيخ قد بين في كتابه تصحيح الدعاء، بعض أخطاء الأئمة في الدعاء والقرآءة، فيا حبذا لو ترجعون إليه ..
وفقكم الله ..
ـ[الشيخ أبو أحمد]ــــــــ[29 Feb 2004, 10:06 م]ـ
(وأنا أبدؤكم أيها الأحبة بهذا النقل عن شيخ الإسلام)!!!!!!!!!!!
والله الذي لا إله إلا هو, إني لأحب الصالحين والعلماء, وابن تيمية منهم ... ولكني أحب (التوحيد) في الامر كله ...
فقولك هذا يا اخي الخضيري (وأنا أبدؤكم أيها الأحبة بهذا النقل عن شيخ الإسلام) , هو مما يجوز القول فيه {وما أهل لغير الله به} ... فابدأنا بقول ربنا أو رسول ربنا, فلا خير فيما لم يستهل به لله ....
والله لا أقول هذا إلا غيرة على الله ورسوله, وحبا في الله ورسوله, فالتمس لي العذر والظن الحسن ...
اللهم اغفر لي ولاخي ..
ـ[عبدالله بن محمد السليمان]ــــــــ[29 Feb 2004, 10:31 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فأما ماذكره أخونا أبو مجاهد من نقله عن كتاب الشيخ المقرئ شيخ القراء في الحرم النبوي أبي محمد إبراهيم الأخضر بن علي القيم فهو ماقرأت به على فضيلته وقرأت على آخرين بإثبات التكبير كما هو مذكور في الشاطبية والطيبة بل ويستغربون هذا الرأي من فضيلته ومنهم الشخ إبراهيم السمنودي العالم الكبير والشيخ علي الحذيفي كما نقله عن شيخه أحمد الزيات وآخرين.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 Mar 2004, 05:56 ص]ـ
أما البزي فهو حجة في القراءات صادق في نفسه ونقله للتكبير هو من صميم تخصصه فقوله حجة وقد تلقاها القراء بالقبول فلا وجه لإنكارها وتبديع فاعلها.
وإلى متى ننكر مسألة التخصص في العلم وقد وضع أصلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كما أن التكبير كان معروفا واشتهر العمل به عند أهل مكة وأقرها من السلف من لا يحصون وعلى رأسهم الإمام الشافعي وعده سنة من سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فإن كان كذا وعليه العمل عند أهل مكة فمثل هذا لا يسأل عن إسناده، ويقال فيه ما يقال في عمل أهل المدينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن آدم]ــــــــ[07 Mar 2004, 03:35 م]ـ
إخوتي الفضلاء
بالنسبة لكتاب فضيلة الشيخ الأخضر الذي ذكر فيه بدعية التكبير فهو اجتهاد من الشيخ جانبه الصواب ولكل جواد كبوة
وقد الف أحد القراء المتخصصين وهو أحمد الزعبي من مدينة درعا في سوريا
كتابا في الرد على رسالة الشيخ الأخضر اسمه (إرشاد البصير إلى سنية التكبير عن البشير النذير صلى الله عليه وسلم
ويقع في 72 صفحة
فال في التقديم:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد العرب والعجم وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار
وبعد فهذه رسالة صغيرة جمعت فيها أقوال العلماء والفقهاء والمحدثين، ممن قالوا بسنية التكبير عند سورة الضحى، والرسالة حاوية على جملة من أقاويل العلماء الذين يعتبرون حجة في هذا الفن. وأوردت فيها حديث التكبير الذي أخرجه الحاكم في مستدركه، والحديث ليس مردوداً عند المحدثين بل صححه الحاكم على شرط الشيخين.
وقد قرأت هذه الرسالة على أساطين علماء القراءات في هذا العصر. فقد قرأتها على أستاذنا الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات أعلى القراء سنداً في هذا العصر، وأجازني بطباعتها وكتب عليها كلمة، وكذلك شيخنا الشيخ عبدالفتاح المرصفي فأجازني بطبعها، كما تكرم بقراءتها أحد الإخوة المحبين من طلبة العلم على فضيلة الشيخ حسن دمشقية شيخ القراء في لبنان فأجاز بطباعتها وكتب عليها كلمة.
وفي الختام أسأل الله عز وجل أن يستر عيوبنا ويغفر ذنوبنا وأن يكون هذا العمل مقبولاً فما كان من خير فمن الله وماكان من تقصير فمن نفسي وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.)
ثم ورد في الكتاب تقريظ للشيخ عامر السيد عثمان
وتقريظ للشيخ حسن دمشقية
ثم المقدمة
وفيها:وهناك أناس طعنوا في جانب من جوانب علم القراءات وهو التكبير لا اقول إنه قرآن. بل يلحق بعلم القراءات من حيث أسانيده وتلقيه.
وقد أُلفت رسالة صفيرة في التكبير خلاصتها: أن التكبير ليس سنة بل هو بدعة مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
فقد قال صاحب هذه الرسالة _نور الله بصيرته_: إن التكبير من جملة الأشياء المردودة واستدل بحديث (من عمل عملا ليبس عليه أمرنا فهو رد)
ومؤلف هذه الرسالة هو الأستاذ إبراهيم الأخضر واسم كتابه: تكبير الختم بين القراء والمحدثين
وبعد قراءتي لتلك الرسالة وقفت حائراً كيف يدعي بعض الناس أن التكبير ليس بسنة؟ وقد تلقيناه عن مشايخنا الأثبات بالأسانيد المتواترة
فأردت أن أبين حكم التكبير والتحقق من أنه سنة فكتبت هذه الرسالة وسميتها:
إرشاد البصير إلى سنية التكبير عن البشير النذير صلى الله عليه وسلم
وقسمت الرسالة إلى أبواب:
1ـ ورود التكبير وسببه
2ـ أقوال المحدثين في حديث التكبير
3ـ سنة التكبير عند المفسرين
4ـ سنة التكبير عند الفقهاء
5ـ سنة التكبير عند الفراء
أقول: إن هذا الكتاب هو أفضل ما أفرد في هذه المسألة وما قرأه أحد عنده تجرد وإنصاف إلا اقتنع بما فيه من الحجج والنقولات عن علماء وآئمة كبار
أو على الأقل يحترم القول بسنية التكبير ولا يصفه بأنه بدعة.
والله أعلم
غفر الله لي ولكم وللمؤلف وللشيخ الأخضر
الشيخ الأخضر حبيب لنا و الحق احب إلينا منه
ـ[د. حسين بن علي الحربي]ــــــــ[13 Mar 2004, 08:07 م]ـ
مع التحية للاخوة المشاركين في هذه الصفحة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
رأيت عامة المشاركات نحت حول بدع القراء، ولم يطرق محور بدع التفسير رغم أن عنوان الصفحة يشير إلى ذلك، فلعله ينال شيئا من الطرح بشكل أفضل
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Mar 2004, 10:13 م]ـ
قال الشيخ المقرئ الرحالة عبد الله بن صالح العبيد في كتابه الإتقان في تجويد القرآن ص109:
وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن فهو لحفص من طريق الطيبة، وجعله بعض أفاضل علمائنا، ومعاصرينا من البدع، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم، وهو اجتهاد منهم حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع، والتحقيق: أنه سنة صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه، وعن جماعة من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم لكن لما كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء أئمة الأداء غير المطبوعة ـ ككتب الداني، والهذلي، وأبي العلاء الهمذاني، والأهوازي، وابن الباذش ـ ولم يكن لهم معرفة بها؛ قطعوا بعدم صحته، وقد أفردت جزء نفسيا تكلمت فيه على الآثارالمرفوعة، والموقوفة، والمقطوعة، واتصال التكبير للكاتب مسلسلا من غير وجه فلله الحمد والمنة.اهـ.
وذكر في كتابه ص 107 قرابة العشرين بدعة في القراءة.
ـ[الحسن محمد السوسي]ــــــــ[02 Sep 2010, 09:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واصلوا بارك الله فيكم هذا الموضوع(/)
جامع الفتاوى في القرآن
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[16 Jun 2003, 10:45 ص]ـ
في هذه الصفحة نقوم بإذن الله بجمع فتاوى العلماء في القرآن وأحكامه فليساهم كل واحد منكم بما يعلمه في هذا الباب ليكون مرجعا للجميع ومجمعا للموضوع
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[16 Jun 2003, 03:08 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ محمد على هذه الفكرة النيرة والإبداع في الطرح.
وحبذا لو تفضلت بافتتاح هذا الجامع بذكر مثال لذلك حتى يحتذى حذوه.
ويشرفني أن أشارك في فهذا الموضوع بأن أحيل على فهرس مجلة البحوث الإسلامية (للشيخ القعود والذي يشتمل على فهرس المجلة من العدد 1 حتى العدد 60). ص 510 حتى صفحة534 قسم التفسير.
واشتمل افهرس على عدد من الفتاوى المتنوعة في التفسير مبينا فيها رقم الفتوى ورقم العدد والصفحة وهذه المواضيع هي:
القرآن وعلومه، جمع القرآن وترتيبه، تعدد القراءات في القرآن، تلاوة القرآن وتحزيبه، تحسين الصوت في القراءة، رفع الصوت في القراءة، احترام القرآن ويشتمل (كتابة الآيات وتعليقها، كتابة الآيات على ساعات اليد، كتابة الآيات على معلقات، دخول الخلاء وهو يحمل المصحف، قراءة القرآن لغير المسلم، ترجمة معاني القرآن، حمل المصحف إلى بلد يهان فيه، كنابة الآيات بما يهان من المصحف والوصفات الطبية وغير ذلك، حكم رمي الجرائد في الزبائل، استعمال ألفاظ القرآن فيما يعتاده الناس من أفعال) اللحن في التلاوة، نسيان القرآن الكريم، هجر القرآن، قراءة ومس المصحف ممن به حدث أكير أو أصغر (قراءة الجنب، قراءة الحائض، قراءة من به حدث أصغر، قراءة من به سلس،) رد السلام من القاريء، تسمية القرآن بنظم علمي، حكم إقامة مسابقة لحفظ القرآن، أخذ الأجرة على تلاوة القرآن، ماذا يعمل بالمصحف المغلوط أو الممزق، قراءة القرآن، قول بعض الكلمات عند سماع القرآن،حكم تقبيل المصحف، رفع المرأة صوتها بالقراءة، حكم الاستماع للقرآن من المذياع، ترجمة معاني القرآن، مقدمة في التفسير، تفسير سورة الفاتحة، تفسير سورة البقرة ....... تفسير سورة العاديات.
علما أن المواضيع السابقة تشتمل على تفريعات متنوعة.
فمن يرغب الإطلاع على تلك الفتوى الرجوع للفهرس للدلالة على موضع الفتوى ومن ثم الرجوع للفتوى من مجلة البحوث.
والسلام ختام.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Jun 2003, 07:28 م]ـ
بسم الله
وهذا رابط مهم يحتوي على الكثير من الفتاوي المهمة المتعلقة بالقرآن الكريم
http://www.qurancomplex.org/arb/DEFAULT.ASP?Frame=qfatawa.htm
أو هنا http://www.qurancomplex.org/qfatwa/tree.asp
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[24 Jun 2003, 05:56 ص]ـ
فتوى حول القراءة الجماعية من موقع الشبكة الإسلامية بإشراف الدكتور عبالله بلفقيه
هل يجوز قراءة القرآن جماعة؟
السؤال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قراءة القرآن جماعة لها أربع صور:
الصور الأولى: أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له، فهذه الصورة مستحبة لا تكره بغير خلاف، لما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال: أمسك فإذا عيناه تذرفان.
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 5/ 345: وأما قراءة واحد والباقون يستمعون له فلا يكره بغير خلاف وهي مستحبة، وهي التي كان الصحابة يفعلونها كأبي موسى وغيره.
الصور الثانية: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يعيد غيره ما قرأ الأول لأجل مدارسة القرآن، فهذه الصورة مستحبة باتفاق الفقهاء لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم برمضان يعرض كل منهما على الآخر. قال الحافظ في الفتح: يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، هذا عكس ما وقع في الترجمة لأن فيها أن جبريل كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل وتقدم في بدء الوحي، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فيحمل على أن كلا منهما كان يعرض على الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في مطالب أولي النهى 1/ 598: وأما لو أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا يكره؛ لأن جبريل كان يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن برمضان وهذا ما قرره البهوتي رحمه الله في كشاف القناع انظر 1/ 433.
وقال الخرشي في شرحه على مختصر خليل 1/ 353: كما لا نكره المدارسة بالمعنى الذي كان يدارس به جبريل النبي صلى الله عليه وسلم برمضان من قراءته وإعادة النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى
الصورة الثالثة: أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره بما بعد قراءته، فذهب جمهور أهل العلم إلى أن ذلك حسن لا يكره، وذهب الحنابلة إلى كراهة تلك الصورة، قال ابن مفلح في الفروع 1/ 554: وكره أصحابنا قراءة الإدارة، وقال حرب: حسنة، وحكاه شيخنا -أي ابن تيمية رحمه الله- عن أكثر العلماء.
والراجح في هذه الصورة أنها لا تكره، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وإذا اتفق الحنابلة مع الجمهور على استحباب الصورة الأولى فلا وجه للكراهة هنا .. إذ لا فرق بين أن يعيد القارئ ما قرأ الأول أو أن يقرأ من حيث ما وقف الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى 5/ 345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء.
وقال الإمام النووي في التبيان: فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: لا بأس به. انتهى
الصورة الرابعة: أن يقرأ الكل مجتمعين بصوت واحد.
فمذهب الحنابلة والشافعية استحباب ذلك وهو القول الثاني عند الأحناف، قال البهوتي رحمه الله في شرح منتهى الإرادات 1/ 256: ولا تكره قراءة جماعة بصوت واحد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى 5/ 345: وقراءة الإدارة حسنة عند أكثر العلماء ومن قراءة الإدارة قراءتهم مجتمعين بصوت واحد، وللمالكية قولان في كراهتها. انتهى
وقال محمد بن محمد الخادمي في بريقه محمودية: وكره أن يقرأ القرآن جماعة لأن فيه ترك الاستماع والإنصات المأمور بها، وقيل لا بأس به ولا بأس باجتماعهم على قراءة الإخلاص جهراً عند ختم القرآن، والأولى أن يقرأ واحد ويستمع الباقون. انظر 3/ 270
القول الثاني: كراهة قراءة الجماعة معاً بصوت واحد لتضمنها ترك الاستماع والإنصات، وللزوم تخليط بعضهم على بعض، وهو المعتمد عند الحنفية والمالكية.
قال صاحب غنية المتملي: يكره للقوم أن يقرءوا القرآن جملة لتضمنها ترك الاستماع والإنصات وقيل: لا بأس به.
وقد أثبت المالكية القول بالكراهة في كتبهم وشنعوا على القائلين بالجواز بلا كراهة، وقد عقد ابن الحاج رحمه الله فصلاً في المدخل 1/ 94 وما بعدها رد فيه على الإمام النووي رحمه الله، وما نقله من أدلة وآثار عن السلف فليراجع.
وقال الطرطوشي في الحوادث والبدع: لم يختلف قوله -يعني الإمام مالكاً - أنهم إذا قرؤوا جماعة في سورة واحدة أنه مكروه.
ونقل عن مالك كراهة القراءة بالإدارة وقوله: وهذا لم يكن من عمل الناس.
وقال أبو الوليد ابن رشد: إنما كرهه مالك للمجاراة في حفظه والمباهاة والتقدم فيه. انتهى
ولهذا ينبغي ترك هذه الصورة الأخيرة، فإن الخير في اتباع من سلف، وحذراً من المجاراة والمباهاة واختلاط الأصوات وترك الإنصات.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2003, 07:50 ص]ـ
حكم قراءة الفاتحة على روح الميت وقراءتها بعد انتهاء قراءة القرآن وقبل الزواج
السؤال: ما حكم القول: الفاتحة على روح فلان؟ أو الفاتحة الله ييسر لنا ذلك الأمر؟ وبعد الميلاد يقرأون سورة الفاتحة، أو بعد أن يقرأ القرآن وينتهي من قراءته يقول: الفاتحة، ويقرأ الحاضرون، وكذلك جرى العرف على قراءة الفاتحة قبيل الزواج؟
فما حكم ذلك؟
الجواب: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
قراءة الفاتحة بعد الدعاء، أو بعد قراءة القرآن، أو قبل الزواج بدعة، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من صحابته - رضي الله عنهم - وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وبالله التوفيق. وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبدالعزيز بن باز رحمه الله
الأعضاء
عبدالله بن قعود رحمه الله
عبدالله بن غديان حفظه الله
عبدالرزاق عفيفي رحمه الله
رقم الفتوى 8946 المجلد الثاني الصفحة 384 من فتاوى اللجنة الدائمة.
وهي منقولة من كتاب (من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن) الذي جمعه الشيخ الكريم عبدالكريم بن عبدالمجيد الدرويش وفقه الله، والذي طبعته مكتبة الرشد عام 1420هـ. وهو كتاب نافع في هذا الباب من المشاركات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[28 Jun 2003, 12:25 ص]ـ
جاء إلى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الاستفتاء الآتي: ما حكم الجهر في المسجد بتسبيح أو قراءة قرآن، خصوصا سورة الكهف يوم الجمعة، كما أن أغلب المقرئين يقرؤون: مريم، أو طه، أو الضحى. هل ذلك جائز؟
الجواب:
إن قراءة سورة الكهف -كما هو معهود الآن في المسجد- يوم الجمعة بصوت مرتفع قبل صلاة الجمعة، بدعة مستحدثة، لم تعرف في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا في زمن الصحابة والسلف الصالح، ويظن العامة أن قراءتها بهذه الكيفية -في ذلك الوقت- من شعائر الإسلام. فهي مكروهة- لا سيما- وأن قراءتها على هذا الوجه تحدث تشويشا على المصلين، وقد خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أصحابه، وهم يصلون، ويجهرون بالقراءة، فقال: أيها الناس كلكم يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض. وكذلك الحكم في قراءة سورة الكهف من القرآن، وفي الجهر بالتسبيح أو التهليل، مما يحدث تشويشا على المصلين، بل نص بعض المالكية على أن ذلك، إذا أحدث تشويشا كان حراما
شيخ الجامع الأزهر
عبد المجيد سليم
المجلد 19 من مجلة الأزهر ص 838 نقلا عن: الفتاوى الأمينية تأليف الشيخ: أمين محمود خطاب. الجزء الأول. الطبعة الأولى. ص: 54]
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:22 م]ـ
هل تنطبق هذه الآية على غزو الفضاء؟ د. رياض المسيميري ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=263)
المجاز في القرآن ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=62)
هل البسملة آية من الفاتحة ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=255)
بأي التفاسير تنصحون؟ اجاب عنه: د. الطريري ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=262)
حمل الكافر للمصحف ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16789)
قراءة القرآن من غير تجويد د. مساعد بن سليمان الطيار ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16700)
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:27 م]ـ
إستماع القرآن عند النوم عبد الله بن سليمان بن منيع ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16754)
المساجلة بآيات القرآن ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16751)
حكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم د. رياض بن محمد المسيميري ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=3125)
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:31 م]ـ
معالجة المسحور بالقرآن ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=1022)
هل استماع القرآن يعدل قراءته؟ ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=8683)
الاقتباس من القرآن في الكلام د. رشيد بن حسن الألمعي ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=10078)
تعليق الآيات القرآنية د. سعود بن عبدالله الفنيسان ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=5842)
المسابقات القرآنية د. أحمد بن محمد الخليل ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=11393)
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:38 م]ـ
خلق القرآن
أرجو من فضيلتكم إخباري عن كيفية الرد على من قال إن القرآن مخلوق غير منزل، مع الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة، وما حكم من قال إن القرآن مخلوق وليس منزلاً؟ علماً أنهم يقولون في تفسير كلمة نزلنا إنه منزل من الفوقية إلى الأسفل أو التحتية، أرجو أن تكون محاضرة أو مقال كامل عن هذا الموضوع، وما هي الكتب والمراجع التي تعينني على ذلك؟
المجيب د. أحمد بن سعد بن حمدان الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الجواب:
القرآن الكريم كلام الله – عز وجل – المنزل بلفظه ومعناه كما دل عليه القرآن نفسه وليس هناك أي دليل يعارض ذلك.
ومن الأدلة قوله – تعالى -: " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله" [التوبة:6] وقوله – تعالى –:" وكلم الله موسى تكليماً" [النساء:164]. وقال – عز وجل - لموسى:" وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري" [طه:14] وهذا القول سمعه موسى – عليه السلام- فممن سمعه؟ سمعه من الله – عز وجل -. وعلى هذه العقيدة علماء الأمة المحققون.
وأورد اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة أقوال أكثر من خمسمائة وخمسين عالماً قالوا بهذا القول. ويراجع كتاب (مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد 12 وعنوانه: القرآن كلام الله" والفتاوى الكبرى له المجلد 6 آخره) ففيها تفصيل للمسألة، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=5575
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[01 Jul 2003, 10:55 م]ـ
تعليق لوحات الآيات القرآنية اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=11004
)
هل في القرآن أخطاء إملائية ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=15230)
تسمية سور القرآن بألفاظ فيها د. مساعد بن سليمان الطيار ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=20373)
قطع القراءة قبل تمام المعنى د. مساعد بن سليمان الطيار ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=21777)
السور التي جاءت أحاديث صحيحة في فضلها د. محمد بن سريّع السريّع ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=23656)
القول بأن للقرآن ظاهراً وباطناً د. رشيد بن حسن الألمعي ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=24341)
ـ[الراية]ــــــــ[02 Jul 2003, 01:23 ص]ـ
علامات الترقيم في كتابة القرآن ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=9509)
إهداء ترجمات معاني القرآن للكفار ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=9588)
الاجتماع لقراءة القرآن على الشبكة خالد بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=12668)
القراءة الصامتة للقرآن ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=13310)
هل فسر الرسول القرآن ناصر بن محمد الماجد ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=13586)
ـ[الراية]ــــــــ[02 Jul 2003, 01:26 ص]ـ
معنى: أنزل القرآن على سبعة أحرف ............... د. رياض بن محمد المسيميري ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=308)
القراءة بمثل تلاوات المرتلين ................. د. عبد العزيز بن علي الحربي ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=16273)
التنقل بين القراءات في السورة الواحدة ................. د. رياض بن محمد المسيميري ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=24399)
ما هي القراءات السبع؟ ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=14454)
ـ[الراية]ــــــــ[02 Jul 2003, 01:49 ص]ـ
تنكيس الآيات والسور ....... د. مساعد بن سليمان الطيار ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=7293)
النسخ في القرآن الكريم ........... د. سعود بن عبدالله الفنيسان ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=921)
ذكر الله نفسه بصيغة الجمع ....... عبد الرحمن بن ناصر البراك ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=12262)
ـ[الراية]ــــــــ[02 Jul 2003, 01:56 ص]ـ
هذه مجموعة من الأسئلة أجاب عنها الشيخ سلمان العودة ... حفظه الله
كتابة المصحف ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=16423)
تقبيل المصحف. ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=3499)
هل أذكر الآية بالمعنى؟ ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=597)
قراءة القرآن من غير طهارة. ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=4357)
حكم مس المصحف بغير طهارة للتعليم. ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=4240)
تعليق الآيات القرآنية على الجدارن ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=5426)
هل البسملة آية من الفاتحة؟ ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=6518)
قراءة القرآن بنية الإهداء للميت ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=14171)
تحصين المنزل بتشغيل أشرطة القرآن ( http://www.islamtoday.net/pen/show_question_content1.cfm?id=13656)
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[03 Jul 2003, 09:27 ص]ـ
شكر الله لأخينا (الراية) هذا التفاعل الطيب والمشاركة الجميلة
ومزيدا من الجهد وفقك الله وبارك فيك ونفع بك محبيك
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jul 2003, 03:15 م]ـ
إهداء الكفار ترجمة معاني القرآن ......... فتاوى اللجنة الدائمة ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=10694&dgn=3)
حمل المصحف عند دخوله الحمام ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=6223&dgn=3)
حكم الاتجار بالمصاحف ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=6783&dgn=3)
أجر قراءة ترجمة القرآن الكريم ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=2589&dgn=3)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jul 2003, 03:27 م]ـ
فتاوى الامام الشيخ / عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
حكم الإسلام فيمن زعم أن القرآن متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=529)
هل ثبت التكبير من سورة الضحى إلى آخر القرآن؟ ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=742)
معنى التغني بالقرآن ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3063)
هل في القرآن مجاز ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1291)
حكم قول صدق الله العظيم عند انتهاء قراءة القرآن ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1972)
من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك؟ ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2201)
حكم وضع القرآن الكريم على الأرض ( http://http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2390)
ـ[محمد بن عبدالعزيز الخضيري]ــــــــ[03 Jul 2003, 04:50 م]ـ
لقد تسلمت راية الفتاوى بحق يا أيها الراية
اسم على مسمى
زادك الله حرصا ونفع بك
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jul 2003, 07:12 م]ـ
تابع لفتاوى الشيخ الامام / عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
معنى التغني بالقرآن ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3063)
حكم دعاء ختم القرآن ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3067)
يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة فهل يسجد ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3113)
. أيهما أفضل قراءة القرآن أم استماعه عبر الأشرطة المسجلة ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3074)
. قراءة القرآن متتابعا في صلوات المغرب والعشاء والفجر ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3205)
حكم قراءة القرآن على الأموات ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3432)
قراءة سورة يس أو غيرها من القرآن على القبر بعد الدفن ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3545)
علامات الوقف في القرآن الكريم ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3545)
حكم أخذ أجرة قراءة القرآن على الأموات ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3596)
. للمسلم والمسلمة قراءة القرآن ولو كانا على غير طهارة ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4461)
خذ من القرآن ما شئت لما شئت هل هذا الأثر صحيح ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4462)
ما جزاء من قام بحرق القرآن الكريم سهوا ولم يعرف إلا بعد ما مضى هذا الفعل؟ ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4463)
ما حكم الاستماع إلى تلاوة النساء في مسابقات القرآن الكريم ( http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4464)
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jul 2003, 08:02 م]ـ
فتاوى للشيخ د. عبدالعزيز الراجحي - حفظه الله -
هل القرآن الكريم نزل جملة واحدة في اللوح المحفوظ؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=547&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
هل في القرآن مجاز؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=165&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
(يُتْبَعُ)
(/)
ما حكم تنقيط القرآن وتشكيله كما هو موجود في المصاحف الآن؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1632&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
آخر آية نزلت من القرآن الكريم ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1638&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
ما حكم بيع القرآن الكريم؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=600&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
الاطلاع على نسخ من القرآن المزعوم عند الرافضة ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=923&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=0)
ما حكم التكسب من بيع مصاحف القرآن وكذلك أشرطة القرآن؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=262&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
هل أخذ الأجرة على تدريس القرآن جائز، حيث أنني مدرس قرآن، وما حكم راتبي ذلك؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=571&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
هل يجوز للنفساء أن تقرأ على طفلها إذا كان مريضا من القرآن، وأن ترقيه؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1504&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
تعلم القرآن بغير أحكام التجويد ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=163&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
(يُتْبَعُ)
(/)
كتابة القرآن على حرف واحد ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1630&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=40)
ما حكم من غنى بالقرآن؟ وهل يعتبر مرتدا؟ وما هو الحد الذي يفترض أن يقام عليه؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1556&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=60)
قول: صدق الله العظيم بعد القراءة ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=1559&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=60) هل يجوز مس المصحف بدون وضوء للنقل أو للحمل بدون قراءته؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=870&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=80)
هل يجوز للبنت الصغيرة دون السابعة مسَّ المصحف بدون وضوء كي تُعلَّم القرآن؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=674&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=80)
ما حكم تعليق الآيات على الجدران؟ ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=173&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=100)
الكتابة أو وضع علامة في المصحف ( http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=FatwaHighLightView&fid=273&search=1&SrchFields=FatwaSubject,Question,Answer,Approved&SrchValues=%C7%E1%DE%D1%C2%E4,%C7%E1%DE%D1%C2%E4,% C7%E1%DE%D1%C2%E4,1&SearchText= القرآن& ReturnFields=FatwaSubject,Question,FatwaID&ReturnFieldsTypes=1,1,0&SrchType=root,root,root,root&SrchLevel=QBE,QBE,QBE,QBE&Offset=100)
ـ[الراية]ــــــــ[03 Jul 2003, 08:06 م]ـ
ممكن أن يستفاد من هذه الفكرة مستقبلا واخراج الفتاوى والاجوبة في كتاب مطبوع
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[09 Jul 2003, 12:12 ص]ـ
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7339):
س3:هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش، علماً بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم؟.
ج3: القراءة برواية ورش عن نافع صحيحة معتبرة في نفسها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بها لمن لم يعهدها،
بل عهد غيرها- كالقراءة برواية حفص مثلاً- تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان
القارئ بها في صلاته منفرداً فيجوز؛ لعدم المانع.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبدالله بن قعود-عضو
عبدالله بن غديان-عضو
عبد الرزاق عفيفي-نائب رئيس اللجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
عبد العزيز بن عبدالله بن باز-الرئيس.
ـ[ابواحمد]ــــــــ[11 Jul 2003, 06:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذه أول مشاركة نسال الله ان ينفع بها.
أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية
السؤال: ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل؟؟
الجواب: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى (أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم.
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
فتاوى اللجنة الدائمة: 4\ 145.
49ـ سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين: هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: () يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى:: () كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) (الرحمن الايات 26 - 28)
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض).
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع: كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله.ص157.
* * *
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان:
((حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة.)).
.. تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة [العدد 1447 الخميس 21 محرم 1415هـ الموافق 30 يونيو 1994] صـ 23، وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير:
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة،وأنه تفسيرٌ باطلٌ ..
.. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب أفهامهم وآرائهم ..
أو يفسرون القرآن بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
؛ وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة وإظهاراً لمكانة القرآن .. إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز ..
قال صلى الله عليه وسلّم: (من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار.)
.. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ كما هو معلوم عند العلماء المحققين ..
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وآله وصحبه.
اقوال العلماء في الاعجاز العلمي على ملف وورد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراية]ــــــــ[17 Jul 2003, 05:06 ص]ـ
استخدام آيات مسجلة من القرآن الكريم لتحويل خط هاتفي ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-6&l=arb)
مس الأطفال للمصحف ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-2&l=arb)
المصحف الممزق ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=2-2&l=arb)
كتابة القرآن على الأواني للتداوي ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=3-3&l=arb)
تلحين القرآن موسيقيا وتصويره فنيا ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=8-2&l=arb)
حكم العاجز عن أداء حرف الضاد من مخرجه ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=8-4&l=arb)
كتابة المصحف بغير الرسم العثماني ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=9-2&l=arb)
كتابة القرآن الكريم بالمعنى في الاختبارات ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=9-5&l=arb)
التمايل يمينا وشمالا أثناء قراءة القرآن ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=10-9&l=arb)
توزيع شيء من المأكولات أو المشروبات عند ختم القرآن الكريم ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=10-48&l=arb)
قراءة المرأة جهرا ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-8&l=arb)
السفر إلى مكة أو المدينة لقصد حضور الختمة ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-4&l=arb)
تتبع ختمات القرآن الكريم في المساجد ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-3&l=arb)
مسابقات ترتيل القرآن للنساء ( http://www.qurancomplex.org/qfatwa/Hits.asp?f=11-9&l=arb)
ـ[الراية]ــــــــ[06 Sep 2003, 08:42 م]ـ
كتابة الأسماء على المصاحف جائزة
السؤال: كثير ما يكتب بعض تواريخ المناسبات مع كلمات إهداء في المصحف هل مسموح بهذا العمل؟.
الجواب:-
الحمد لله
يجوز إذا أراد أن يهدي هذا المصحف يمكن أن يكتب هذه هدية لفلان بمناسبة كذا وكذا، لا مانع إن شاء الله أو يهدي إليه كتاباً ويذكر ذلك سواء نسخاً باليد أو بالمطبعة فلا بأس.
فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين مجلة الدعوة العدد/1795 ص/45.
حكم أخذ الإنجيل من الكافر ليقبل بأخذ القرأن ... أجاب عنه ... الشيخ ابن عثيمين ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=8885&dgn=3)
هل الأفضل أن أقرأ القرآن وأنا أنظر إلى المصحف، أو أقرأ حفظاً؟. ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=32594&dgn=3)
تحريف القرآن عند الرافضة ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=21500&dgn=3)
لماذا لم ترتب سور المصحف على أولية النزول؟ ... أجاب عنه ... الشيخ/محمد المنجد ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=3214&dgn=3)
هل للأحجار الكريمة ذكر في القرآن؟ ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=33583&dgn=3)
ـ[الراية]ــــــــ[21 Feb 2004, 08:29 م]ـ
الدخول بالجوالات التي فيها القرآن إلى الخلاء
السؤال:
انتشر في الآونة الأخيرة أجهزة الإلكترونية والجوال يمكن تخزين القران الكريم عليهم (بالصوت) فما حكم إدخال هذه الأجهزة في أماكن الخلاء؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يحرم إدخال هذه الجوالات إلى الخلاء لأنها ليس لها حكم المصحف، ولو بعد تسجيل القرآن داخلها، لأنه صوت داخلي مخفيٌّ وليس بكتابة ظاهرة. والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=21792&dgn=4
ـ[الراية]ــــــــ[19 Jul 2005, 02:02 ص]ـ
صدر حديثا
كتاب جمع الفتاوى حول القران الكريم في ثلاثة مجلدات
جمعه د. محمد بن موسى الشريف
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:28 ص]ـ
وفي المكتبات كتاب بعنوان "كتاب القرآن" ضمن سلسلة جامع المسائل الحديثية، جمع وترتيب وتعليق أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد.
وهو يشتمل على مسائل ورسائل لكبار الأئمة حول ما يتعلق بالقرآن الكريم. ويقع في مجلد مشتمل على 487 صفحة.
ومن الفتاوي التي حواها هذا الكتاب:
(ومن الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي: وسئل رضي الله عنه: عن رجل فسر آية من آيات القرآن المبين بتفسير أبي الحسن الواحدي وابن عباس والزجاج وعطاء وغيرهم من العلماء المجتهدين المعتبرين كما فسر في تفسيرهم، هل يجوز له ذلك أم لا؟.
فأجاب بقوله: إنه لا حرج على من ذكر تفاسير الأئمة على وجهها من غير أن يتصرف فيها بزيادة أو نقص بل هو مأجور مثاب على ذلك، لكن ينبغي له إن كان يذكر ذلك التفسير للعامة أن يتحرى لهم الأليق بحالهم مما تحتمله عقولهم فلا يذكر لهم شيئا من غرائب التفسير ومشكلاته التي لا تحتملها عقولهم؛ لأن ذلك يكون فتنة لهم وضلالا بينا، ومن ثمة يجب على الحاكم أصلحه الله منع من يفعل ذلك من جهة الوعاظ لأنهم يضلون ويضلون، وكذلك يجب عليه أيضا أن يمنع من ينقل التفاسير الباطلة كتفسير من يتكلم في التفسير برأيه مع عدم أهليته لذلك، ومن يتكلم في التفسير بما قاله الأئمة لكن لا يفهمه على وجهه لعدم الآلات عنده، فإن التفسير علم نفيس خطير لا يليق بكل أحد أن يتكلم فيه ولا أن يخوض فيه إلا إذا أتقن آلاته التي يحتاج إليها كعلم السنة والفقه واللغة والنحو والمعاني والبيان وغيرها من العلوم المتعلقة بلسان العرب، فمن أتقن ذلك يساغ له الكلام فيه. ومن لم يتقن ذلك اقتصر على مجرد نقل ما قاله أئمة التفسير بما ذكره الأئمة المتأخرون عنهم كالواحدي والبغوي والقرطبي والإمام الفخر الرازي والبيضاوي وغيرهم، ولا يذكر من كلام هؤلاء الأئمة إلا ما يليق بمن يذكره لهم من غير أن يتصرف فيه بشيء.
والحاصل أن هذا مسلك خطر وطريق وعر فينبغي التحري في سلوكه حذرا من الضلال والإضلال، والله سبحانه وتعالى أعلم.)(/)
دفع دعوى التعارض بين آيات القرآن. من كان عنده شيء فى هذالموضوع فليخبرنا جزاه الله خيرا
ـ[ osama] ــــــــ[16 Jun 2003, 01:05 م]ـ
أفيدوني
ـ[ناصر الصائغ]ــــــــ[16 Jun 2003, 01:57 م]ـ
السلام عليكم.
المراد بالتعارض في القرآن: أن تتقابل آيتان بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى مثل أن تكون إحداهما مثبة لشيء والأخرى نافية له.
ووقوع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري غير ممكن لأنه يلزم منه كون إحداهما كذبا وهو مستحيل في أخبار الله تعالى (ومن أصدق من الله حديثا).
وغير ممكن أيضا أن يقع بين آيتين مدلولهما حكمي لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخي منها أو مثلها) وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض.
وهناك أمثلة كثيرة لما يوهم التعارض بين آيات القرآن، والواجب على المسلم تجاهها أن يجمع بينها فإن لم يتبين وجب التوقف وسؤال أهل العلم عن ذلك.
ومن الأمثلة قوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) فنفى الهداية عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) أثبت الهداية له.
والجمع أن الهداية الأولى المراد بها هداية التوفيق وهي منفية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره، والثانية المراد بها هداية دلالة وإرشاد وهي ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم وغيره.
ومن الكتب المفيدة في هذا الجانب كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة (ت276) والذي رد فيه على من طعن في القرآن ومن تلك المطاعن دعواهم التناقض بين آيات القرآن.
ومن الكتب دفع أيهام الإضطراب عن آي الكتاب للشنقيطي وهو من أجمع الكتب في هذا الموضوع.
وفي جامعة أم القرى رسالة علمية بعنوان (موهم الاختلاف والتناقض في القرآن الكريم) من إعداد ياسر الشمالي جمع فيها آيات من القرآن الكريم ظاهرها التناقض وقام بالتوفيق بينها.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Jun 2003, 02:09 م]ـ
المؤلفات في هذا الموضوع على نوعين:
النوع الأول: الدراسات الأكاديمية (أي: الجامعية):
وفيه رسالتان جامعيتان:
الرسالة الأولى: موهم الاختلاف والتناقض في القرآن وآراء العلماء فيه.
إعداد الباحث: محمد محمد إبراهيم عبد العال.
إشراف: د / محمد عبد المنعم القيعي.
رسالة ماجستير في كلية أصول الدين في جامعة الأزهر، عام 1979 م.
وقد تناول فيها الباحث موهم الاختلاف والتناقض بين آيات القرآن الكريم دافعاً ذلك الإيهام بشكل موجز.
الرسالة الثانية: موهم الاختلاف والتناقض في القرآن الكريم.
إعداد الباحث: ياسر أحمد الشمالي.
إشراف: د / مسعد عبد المعطي النبراوي.
رسالة ماجستير في قسم الكتاب والسنة، في كلية الدعوة وأصول الدين، في جامعة أم القرى، عام 1408 هـ.
وقد جمع فيها الباحث الآيات التي ظاهرها الاختلاف والتناقض ووفق بينها مرتباً إياها حسب موضوعاتها.
النوع الثاني: الدراسات الغير أكاديمية:
وفيه ثلاث كتب:
الأول: تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة (ت 276 هـ):
أورد المؤلف في هذا الكتاب الرد على الطاعنين في وجوه القراءات، وما ادعوه على القرآن من اللحن، ومن التناقض والاختلاف بين آيه، وما قالوه في المتشابه، ثم تكلم عن المجاز ومعاني الحروف المقطعة وما ادعي على القرآن بها من الاستحالة وفساد النظم.
الكتاب الثاني: تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء، لابن تيمية (ت 727 هـ):
وهذا الكتاب كما هو واضح من عنوانه تناول فيه المؤلف الآيات المشكلة سواء في ذاتها أو فيما بينها.
الكتاب الثالث: دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب، للشنقيطي:
ويتناول الآيات التي يوهم ظاهرها التعارض فيما بينها.
هذا ما وقفت عليه من كتب حول هذا الموضوع، والله الموفق.
ـ[يزيد بن هارون]ــــــــ[19 Jun 2003, 10:34 ص]ـ
تم تسجيل رسالتين علميتين في هذا الموضوع نفسه في كلية أصول الدين بالرياض، وهذان الموضوعان من المواضيع التي أبدع الطلاب في اختيارها وأبدعت الكلية في الموافقة عليها.
ـ[يزيد بن هارون]ــــــــ[20 Jun 2003, 06:27 م]ـ
ومن الكتب التي تعنى بهذا الموضوع:
الرد على الجهمية والزنادقة فيما تأولته على غير تأويله، فهذا الكتاب ذكر فيه الإمام احمد رحمه الله جملة كبيرة مما يشكك به الزنادقة ويزعمون أنه متعارض.
وكتب الرد على الجهمية للدارمي، والرد على المريسي للدارمي، وكتاب التوحيد لابن خزيمة، فهؤلاء يذكرون ما تشكك به الطوائف المنحرفة عن الحق ثم يجيبون عن ذلك.
ومن الكتب: كتب التفاسير وبخاصة الكبار منها كروح المعاني للآلوسي، وتفسير القرطبي.
ومنها: كتب العقائد، فهي معنية إلى حد كبير بهذا الجانب.
ومنها: كتب اللغة فهي تذكر ما ظاهره التعارض ثم تجمع بينها.(/)
مسائل الإجماع المذكورة في (مناهل العرفان) للزرقاني
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[16 Jun 2003, 10:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته، مشايخي الأفاضل في ملتقى أهل التفسير، كم استفدت أنا من مشايخ و أعضاء هذا الملتقى الرفيع في مستواه العلمي، و الذي أرجو من الله تعالى أن يظل مشرفوه على نفس المستوى من الحزم و الجدية الظاهرة فيهم عملا على ألا يتفلت الأمر فيلقى مصير غيره من المنتديات التي كانت تسمى علمية، كم استفدت من هذا الملتقى و أتعبت مشرفوه و بعض أعضائه كثيرا، و كم كانت رغبتي في المساهمة في علمية هذا الملتقى، و لكن بضاعتي في علوم القرآن قليلة، و أول كتاب درسته في علوم القرآن هو كتاب (مناهل العرفان) للزرقاني، و قد فرغت منه منذ ما يقرب من أسبوعين، وكنت أجمع خلال دراستي للكتاب المسائل التي ذكرها الزرقاني من كونها مجمع عليها أو متفق عليها أو أن الخلاف منفي عنها، فكل ما جاء في الكتاب من مسائل الاجماع أو الاتفاق أو نفي الخلاف فقد أفردته بالكتابة، والآن أضعه على الملتقى لعل أحدهم يستفيد منه، و لكن الاشكال أنني لن أستطيع الاحالة لأن النسخة التي درستها ليست هي (دار إحياء التراث العربي ـ عيسى الحلبي) المعتمدة، بل هي دار الحديث بالقاهرة، فساحيل عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ لأني لن أستطيع الحصول على النسخة المعتمدة الآن .............
و الله تعالى المستعان
1 ـ ذكر السيوطي أن القرطبي نقل حكاية الاجماع على نزول القرآن جملة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في السماء الدنيا.
2 ـ يكاد ينعقد الاجماع على كون الكتب السماوية نزلت جملة واحدة الا القرآن فإنه نزل متفرقا منجما.
3 ـ أجمعوا على حكم السبب باق قطعا فيكون التخصيص قاصرا على ما دون سبب النزول (في مسألة عموم اللفظ و خصوص السبب و هي مسألة أصولية)
4 ـ أجمعت الامة على مصحف عثمان فيكون كل ما خرج عنه منسوخ بالعرضة الأخيرة.
5 ـ سورتي البقرة و آل عمران مدنيتان بالاجماع. 169
6 ـ اتفقوا على عشرين سورة بأنها مدنية، و على اثنتين و ثمانين سورة بأنها مكية. 170
7 ـ الاجماع انعقد على الصلاة لا تصح بنصف آية. (قاله الهزلي و نقله الزرقاني) 291
8 ـ انعقد إجماع الامة على أن ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذي نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ عن الله تعالى، وأنه لا مجل للرأي و الاجتهاد فيه (نقله عن الزركشي في البرهان / و أبو جعفر في المناسبات) 292
9 ـ الاجماع المنعقد على مصحف عثمان يدل ضمنا على الاجماع على الترتيب بين السور التي في مصحف عثمان (واضح أن ذلك اجتهادا منه و الا فالجمهور على أن الترتيب بين السور اجتهادي كما ذكر الزرقاني نفسه) 298
10 ـ كادت تتفق كلمة المؤرخين على أن قريشا في مكة لم تأخذ الخط إلا عن طريق حرب بن أمية بن عبد شمس. 305
11 ـ جواز الكتابة بالرسم العثماني و وجاهنه ودقّته محل اتفاق و تسليم. 319
12 ـ أجمعوا على ثبات الرسم في مصحف عثمان ـ رضي الله عنه ـ. ص317 ص 321
13 ـ قال الزرقاني [أما تفسير بعض القرآن ببعض، و تفسير القرآن بالسنة الصحيحة المرفوعة الى النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فلا خلاف في وجاهته وقبوله] ج2 22
14 ـ من أنواع العلوم الثلاثة في القرآن: علم لم يطلع اله عليه أحد من خلقه بل استأثر به وحده، كمعرفة حقيقة ذاته وصفاته وغيوبه التي لا يعلمها الا هو، وهذا النوع لا يجوز في لأحد الكلام إجماعا ج2 45
15 ـ متفق على جواز الكلام والاجتهاد في تفسير الايات المتعلقة بالأحكام و الحكم ـ بكسر الحاء ـ و الأمثال و المواعظ ج2 46
16 ـ متفق على هدايات القرآن المستفادة من معانيه الأصلية فهذه محل اتفاق و لا نزاع فيها ج2 106
17 ـ ((أجمع علماء الاسلام سلفا و خلفا على أن كل تصرف في القرآن يؤدي الى تحريف في لفظه أو تغيير في معناه ممنوع منعا باتا ومحرم تحريما قاطعا)) ج2 113 نقلا عن مجلة صوت الأزهر
18 ـ أجمعت الأمة على عدم جواز رواية القرآن بالمعنى ج2 128
19 ـ الناس جميعا ـ مسلمين و غير مسلمين ـ تواضعوا على أن الأعلام لا يمكن ترجمتها (الأعلام جمع علم و هو مادل علىالذات دلالة مباشرة دون الاحتياج الى قرينة خارجة) و هذا في باب ترجمة القرآن. ج2 128
20 ـ تكاد كلمة الفقهاء تتفق على منع قراءة ترجمة القرآن بأي لغة كانت. ج2 134
21ـ أجمعوا على جواز شرح الشرع للعجم بلسانهم ج2 140 نقلا عن المستصفى للغزالي
22 ـ لتحقق النسخ لابد من تحقق أربعة أمور: أن يكون المنسوخ حكما شرعيا
و أن يكون دليل النسخ شرعيا
وأن يكون هذا الدليل متراخيا عن المنسوخ
و ألا يمكن الجمع
قال الزرقاني / تلك أربعة لابد من تحققها في النسخ باتفاق جمهرة الباحثين. ج2 150
رغم تقييد الزرقاني الاتفاق بالجمهور إلا أني أوردته لاطلاعي على ما يسمى / إجماع الجمهور و الذي جمهور الاصوليين على كونه ليس إجماعا
23 ـ النسخ جائز عقلا وواقع سمعا، و عليه إجماع المسلمين ج2 155
24 ـ نسخ لفظ الخبر دون مدلوله جائز بإجماع من قالوا بالنسخ ج2 176
قوله / بإجماع من قالوا بالنسخ، قد يسبب إشكالا لأنه قد ذكر إجماع المسلمين على النسخ جوازا عقليا ووقوعا سمعيا
25 ـ اتفقوا على كون القرآن كله متشابها في إحكامه و اتقانه، و على كونه كله محكما ومتقنا، و على كونه ينقسم الى ما اتضحت دلالته على مراد الله و ما خفيت دلالته ج2 226
26 ـ المتشابه إن كان له تأويل واحد يفهم منه فهما قريبا وجب القول به إجماعا. ج2 238
27 ـ الاجماع على أن للمحكم مزية على المتشابه. ج2 249
و الحمد لله رب العالمين
و أرجو ممن يطلع على هذه الاجماعات و الاتفاقات المذكورة أن يذكر لنا تعليقاته، فإن بعضها لا يطمئن إليه قلبي، وما هي مصادر نقله للإجماع، و هل يطلق الزرقاني الاجماع على ما هو معلوم بالضروروة؟
زادكم الله تعالى علما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2003, 12:46 م]ـ
اشكرك أخي محمد يوسف على هذه التقييدات من مناهل العرفان، وأرجو التحقق من صحة النقل فيها كلها ليكون الحوار مبنياً على أساس متين إن شاء الله. وسيكون للحديث صلة بإذن الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Jun 2003, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الدكتور عبد الرحمن
إن أريد بالتثبت التثبت من نسبتها الى المناهل فأنا متثبت من ذلك ولله الحمد، وإن أريد من التثبت التثبت من كونها إجماعات من الأصل فهذا ما أريد معرفته، وأنوي بحثه و لكن ليس الآن مطلقا(/)
لماذا لا يكون لأهل الدراسات القرآنية دور في الأحداث وهم أهل القرآن؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[16 Jun 2003, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
أما بعد
فقد سافرت بذكر المنتدى القوافل، وتغنت بذكره المحافل، وتراجع الحديث عنه قائل وقائل، فانشرحت صدور المحبين، وطابت نفوس الوادين، حين شب عن الطوق، وعجزت عن إدراكه النوق، ولو كان لها من الحطم السوق،
والنفوس التواقة، للخير مشتاقة، فلا ترضيها ما دون، ولو ركبت الشعاب والحزون،
وقد تغيبت عن المنتدى حينا، وأغمضت عنه عينا، وما بي قلة الأشواق، أو نجع الترياق، لكن شغلتني البصلات، عن المسائل المعضلات، والمنتديات النافعات، فأستغفر الله من ذنوب، أوقعتنا في العيوب،
فياليت شعري، ويا وجع صدري، من فوات الفوائد، وضيعة الشرائد،
فها قد قرت عيني بالإياب، وانفهقت نفسي لزوال الحجاب، فعدت للنادي ببضاعة البادي،
ولي بعد اقتراح، عسى الله أن يجعل له في قلوبكم الانشراح،
وهو أنكم تسمعون الحوادث والنوازل، وترون البواقع والقلاقل، وقد أصغى لها كل مسلم ليتا، ورفع ليتا،
وقد مرجت العهود، واختلطت البنود،
وتقاطرت الأنباء بالأدواء، وتصايحت الدهياء بالأنحاء،
فكل يوم من سبأ نبأ، ورحم الأحداث تلقح قبل رضع اللبأ،
وأهل القرآن هم جديل النكبات، وعذيق البليات، تبرأ الجرباء بهنائهم، ويصح السليم بدوائهم،
لكن أهل التفسير القواقل، في غمرة مطارحة المسائل، غفلوا أو تغافلوا، وتغاضوا وتجاهلوا، كأن الأمر لا يعنيهم، والسوق لا يغريهم،
فضربوا عن الأحداث صفحا، وعادت خيولهم على الوقائع رمحا،
فتيميون عند قضاء الأمور، مغيبون في الإيراد والصدور،
فهل كان كذلك الترجمان النبراس، أعنى الفتى ابن عباس، معرضا عن توضيح المعضلات، وتنزيل الأيات على الوقائع والمشكلات، وتنوير الدروب المدلهمات بآيات بينات،
أم تلك طريقة صاحب السواد، الهذلي السجاد العباد، إمام العلم والزهد، ابن ام عبد،
أم ذاك ديدن الأصحاب، من سمعوا التنزيل والكتاب،
وكيف كان الإمام شيخ الإسلام المفسر الفخم الهمام فتى حران، مفسر القرآن، وفارس الفرسان،
كيف خاض بسلاح الآيات المعامع، وركب بنور التنزيل إلى حاميات المجامع،
فاقتراحي وانشراحي، أن يكون للمنتدى سهم في توضيح معضلات العصر، ونقل عن الأئمة في مشكلات الدهر، أخاصة ما يهم الأمة في مجموعها، ويشغلها في غدوها ورجوعها، من تسلط الأعادي، وتشرذم النوادي، والفتن العوادي،
بتأصيل أصيل، وعلم نزيه جليل،
اتكاء على تفسير الأئمة للآيات، وإعمالا للقرآن في واقع الحياة،
فيا معاشر الأطباء، هاتوا لنا الدواء، وننزل من القران ما هو شفاء
اللهم صل على أبي الزهراء البتول، النبي الرسول، وعلى آله وأصحابه، ما تضيفت شمس للأفول،
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jun 2003, 08:14 ص]ـ
بسم الله
الأخ الكريم عبدالله بلقاسم حياك الله بعد هذا الغياب الذي فقدناك خلاله.
ثم إن ما افتتحت به مشاركاتك في هذا الملتقى بعد هذا الغياب - وهو هذا الاقتراح الوجيه، والرأي السديد - يدل على ما وراءه من الحرص على علاج مشاكل أمتنا، والمساهمة في إصلاح ما وهى من بنيانها؛ فشكر الله لك هذا الاقتراح، وهو محل اهتمام المشرفين والأعضاء الكرام.
وأذكر بهذه المناسبة أن العلامة الشنقيطي رحمه الله ذكر أن القرآن الكريم يشتمل على حلول كل المشاكل، وعلاج كل الأمراض بما يهدي إليه من الطريقة القويمة، ويدعو إليه من العقائد الصحيحة والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة. ففيه بيان كل ما تحتاجه الأمة، وتفصيل كل ما فيه صلاحها وقيامها.
ذكر ذلك بتوسع وتفصيل عند كلامه عن قوله تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ... ) في سورة الإسراء.
فلعل من كان لديه متسع من الوقت، وعنده حرص على إفادت إخوانه أن يذكر لنا بعض القواعد والأصول المهمة التي نبه عليها رحمه الله في كتابه الذكور أعلاه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، ورزقنا حسن الفهم لكتابه الكريم.
وبالمناسبة، لقد ذكر الدكتور محمد صفاء الحقي اقتراحاً قريباً من اقتراحك أخي عبدالله؛ فانظره غير مأمور هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=408)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2003, 02:18 م]ـ
حياكم الله أخي العزيز عبدالله وأشكرك على عودتك
وأما ما أشرت إليه فأتفق معك فيه، وهناك مشاركات ولكنها ليست بالمستوى المطلوب، ولكن في هذا الزمن الذي أصبح يتحدث الصحفيون فيه عن الأمور العظيمة، ويخرج عليك كل يوم من يتسمى بالمحلل الاستراتيجي، والخبير الاستراتيجي، والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، وغيرها من العبارات توارى حامل القرآن - للأسف - خلف الأضواء بحجج كثيرة بعضها مقنع وكثير منها ضعيف. وأرى منهم الآن عودة صادقة لممارسة دروهم الذي يجب أن يقوموا به ولا بد، وإذا تولى أهل القرآن عن قيادة الناس وتوجيههم، فسيقوم بالمهمة غيرهم والله المستعان، ولم يعد هناك قبول للمبررات التي تبرر القعود للعلماء وأهل الخير في هذا الزمن العصيب الصعب.
أشكرك أخي الكريم، وأرجو أن نرى مشاركات تثلج الصدر، وجهوداً تفرح المؤمنين بإذن الله، والطريق طويل، والمشروع عظيم، ولا بد من بذل الجهد، والصبر الطويل، والله يحب الصابرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الله 1]ــــــــ[19 Jun 2003, 11:24 م]ـ
أثابك الله ياأخي عبدالله
يرفع للتأييد والمشاركة
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[29 Sep 2008, 03:59 ص]ـ
يبدو أن العيب في الطرفين: العيب الأول في الصحافة: فلم تقدر نفسها حق قدرها وسمحت لنفسها بالتسلط على كل المجالات بالكتابة السمجة الهزيلة ....
والعيب الثاني: في بعض أهل القرآن - ولكن هذا البعض كثير- قد انشغلوا عن الواقع وانصرفوا نحو الكتب فما عادوا يفقهون في سنن الله الكونية شيئا!! وإنما التميز يأتي من الجمع بين حسنيين ... بين علم الكتاب وعلم الدنيا فنضبط علوم الدنيا بما ورد في الكتاب ونقدم الحلول الرصينة المبنية على الخبرة الكبيرة والعين البصيرة بأحكام الكتاب ووقائع الأيام ...
وقد أعجبني جدا منظر محاضر رأيته على قناة الجزيرة مباشر يتحدث عن العولمة والأمركة ,بطريقة علمية رصينة (وليست خطابية) فإذا به أستاذ تفسير في المملكة ... وقد كان واسع الإطلاع على كتابات هاتنجتون وفوكوياما وغيره من الغربيين والعرب ...
فكانت فرصة التحليل الرصين والحكم الصائب كبيرة عند هذا الشيخ الجليل ....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 Sep 2008, 07:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين. اقتراح موفق طالما طرحته مثلك يا شيخ عبدالله ولكن وجدت الكثير من التمعر والامتعاض بحجة الغربة وأن أفضل حل للغربة هو أن يكون خير مالك غنم تتبع بها شعف الجبال. الخير معقود بنواصيكم ونواصي أمثالكم، أيها الجواد، أعانني الله وإياك والقراء على العمل والتنفيذ.(/)
أين أجد هذه المقولة؟
ـ[بندر الحربي]ــــــــ[17 Jun 2003, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته:
في الحقيقة لم أتقدم بهذا السؤال إلا بعد البحث الطويل عن إجابت هذا السؤال ولكن لم أجده:
وهو مصدر ومرجع مقولة الإمام الشافعي عليه رحمة الله في فضل سورة العصر
عنما قال " لو ماأنزل الله على الناس إلا هذه السورة لكفتهم " أريد المرجع من كتب الإمام الشافعي ولو أمكن في أي فصل
ولكم من أخوكم بندر خالص الدعوات ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 Jun 2003, 09:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أخي بندر في رياض الصالحين للنووي، رحمه الله: باب التعاون على البر والتقوى، وذكر سورة العصر في الآيات، ثم قال: " قال الإمام الشافعي -رحمه الله - كلاماً معناه: إن الناس أو أكثرهم في غفلة عن تدبر هذه السورة ". والنووي - رحمه الله - شافعي.
خالد
ـ[بندر الحربي]ــــــــ[17 Jun 2003, 09:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي خالد الشبل.
ولكن هل وردت هذه المقولة في مصنفات الشافعي مثل أحكام القران أوغيره ..
وجزاك الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2003, 12:56 م]ـ
أخي العزيز بندر وفقه الله
لقد تتبعت هذه المقولة قديماً ولم أجد لها أثراً في مصنفات الشافعي، ثم وقفت بعد ذلك على تفسير الشافعي الذي جمعه مجدي بن منصور الشوري فلم يتعرض لسورة العصر مع أنه قد استقصى كلام الشافعي في آيات القرآن حسب الطاقة.
وإذا علمت أن مؤلفات الشافعي قليلة ومحصورة، تبين لك أن هذه المقولة مما حفظ عنه رحمه الله، واشتهر عنه ونقله العلماء في ترجمته، والكتب التي كتبت في مناقبه. ونقلها عنه ابن تيمية رحمه الله، وابن كثير في تفسير سورة العصر وغيرهم.
ولا يزال البحث جارياً ..
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 Jun 2003, 02:11 م]ـ
ذكرها شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ج 28 وفي الاستقامة ج 2 وذكرها القاسمي في المحاسن نقلاً عن ابن القيم في المفتاح، وليست في الرسالة للشافعي، ولعلك تقف على من حقق الأصول الثلاثة تحقيقاً علمياً موثقاً، فهي اشتهرت من جراء ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب لها فيه. رحمهم الله، تعالى.
خالد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2003, 05:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رجعت إلى شروح الأصول الثلاثة التي عندي - ولا أظنه فاتني منها شرح ذو بال، فما رايت أحداً أشار إلى مصدر هذه المقولة في كتب الشافعي، وكلهم يحيلون إلى كتاب مفتاح دار السعادة لابن القيم، وتفسير ابن كثير وأمثالهما. والسبب فيما يبدو لي أن معنى هذه المقولة صحيح، ومأخذه واضح، فيكتفون بتدبر القول، ولا يدققون في كونه مدوناُ في كتب الشافعي أو منقولاً عنه في كتب أصحابه.
وقد قرأت اليوم بحثاً جيداً للشيخ الجليل الدكتور سليمان بن إبراهيم اللاحم في مجلة جامعة الإمام العدد 39 الصادر في رجب عام 1423هـ بعنوان (ربح العمر في تدبر سورة العصر). فوجدته أشار إلى قول الشافعي هذا، وأحال إلى كتب ابن القيم وتفسير ابن كثير فقط. مع كون هذا البحث مظنة لكثرة تفتيش الباحث عن مصدر هذا القول، مما رجح عندي ما تقدم من رأي.
وفقكم الله جميعاً.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[01 May 2006, 09:31 م]ـ
ولذلك قال المصنف ـ يرحمه الله ـ ((قال الشافعي رحمه الله تعالى: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم)) وهذه المقولة التي حكاها المصنف ـ يرحمه الله ـ عن الإمام الشافعي هي مقولة مشتهرة عن الإمام الشافعي، أثبتها عنه أصحابه وغيرهم، ومن الكتب التي أثبتت ذلك ((تفسير البقاعي)) ـ يرحمه الله ـ في تناسب الآيات والسور، فقد أثبت هذه القولة للشافعي، وممن أثبت هذه القولة أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية ـ يرحمه الله ـ كما في ((مجموع الفتاوى))، وقال: (وقد صدق فيما قال) ـ يعني الإمام الشافعي يرحمه الله ـ في قولته آنفة الذكر.
مفتاح الوصول بشرح ثلاثة الأصول لفضيلة الشيخ: صالح الأسمري حفظه الله
ص: 24
ـ[ابو حنين]ــــــــ[02 May 2006, 01:01 ص]ـ
الله أكبر .... لكل مقام مقال.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[02 May 2006, 11:48 ص]ـ
كلام الإمام الشافعي مروي في مقدمة (المجموع للنووي)، فانظرها هناك، وبالله التوفيق.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[05 Jul 2006, 01:52 ص]ـ
و فقكم ربي اخانا بندر الحربي
بينما كنت اتتبع بعض شروح الأصول الثلاثة إذا بي أقف على ثلاثة أقوال وها هي هنيئا مريئا
1 / عندما تعرض الشيخ علي بن خضر الخضير لمقولة الشافعي قال: لم أقف على مقالة الإمام الشافعي - رحمه الله - بإسنادها ولم أقف على أحد ذكرها بهذا اللفظ و الذي وقفت عليه في " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية {28/ 152} و في " التبيان " {ص 57} و " إغاثة اللهفان " {1/ 25} و في " مسألة السماع " {ص 404} لابن القيم أنه روى عن الإمام الشافعي أنه قال " لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم " و بنحوه في " رياض الصالحين " للنووي في باب: " التعاون على البر و التقوى " و هكذا في " تفسير ابن كثير ". إهـ
2 / قال الشيخ أبو عبيدة المصراتي في شرحه للقولة: هذا الأثر بهذا اللفظ لم يثبت**
و إنما ثبت بلفظ " لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم " كما ذكر ابن كثير في تفسيره {4/ 550} و مراد الشافعي بهذا الكلام أن هذه السورة جمعت أصول الدين. إهـ
3 / و قال عنها الشيخ عبد الله بن فوزان الفوزان: و قد جاء في " تفسير ابن كثير " ما يختلف عن العبارة التي ذكرها المصنف هنا فقد جاء فيه " قال الشافعي - حمه الله - لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم " إهـ
لا تنساني من دعائك
--------------------------------
** قال الشيخ: و فيه أيضا نكارة في المتن فإن هذه السورة لم تذكر الأحكام من حلال أو حرام أو حدود و غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[05 Jul 2006, 07:07 ص]ـ
ذكر ابن كثير في تفسيره: 1/ 63 عن الشافعي بلفظ " لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم ". وذكره ابن القيم في التبيان ص53 وفي مفتاح دار السعادة 1/ 56، وفي الاستقامة 2/ 259، وفي عدة الصابرين ص 60 عن الشافعي أيضاً بلفظ " لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم ".
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[05 Jul 2006, 12:43 م]ـ
إضافة لما سبق إليك بعض المراجع وأقوال العلماء الذين ذكروا المقولة التي عن الشافعي:
عقيدة الفرقة الناجية لمحمد بن عبد الوهاب ص4
قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.
ثلاثة الأصول لمحمد بن عبد الوهاب ص185
قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم
أضواء البيان ج9/ص96
روي عن الشافعي رحمه الله أنه قال لو تأمل الناس هذه السورة لكفتهم
تفسير ابن كثير ج1/ص63
قال الشافعي رحمه الله لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم.
التبيان في أقسام القرآن ج1/ص53
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم فيها لكفتهم.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 28/ص152
وروى عن الشافعى رضى الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة والعصر لكفتهم.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية ص59
وروي عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال لو فكر الناس كلهم سورة العصر لكفتهم.
الاستقامة لابن تيمية 2/ص259
وروى عن الشافعي رضي الله عنه انه قال لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم.
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ص21
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس كلهم في سورة العصر لكفتهم.
إغاثة اللهفان ج1/ص25
قال الشافعي رحمه الله لو فكر الناس في سورة والعصر لكفتهم.
مفتاح دار السعادة لابن القيم ج1/ص56
قال الشافعي رضى الله عنه لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[05 Jul 2006, 10:52 م]ـ
وقال ابن علان الصديقي الشافعي في دليل الفالحين:
لم أقف على لفظه المذكور.(/)
أصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[17 Jun 2003, 01:03 م]ـ
سلام الله عليكم ياأهل القرآن.
وجعل ماقمتم به في ميزان اعمالكم.
وهديتي اليكم (موضوع قد كتبته في ملتقى أهل الحديث) وأرى انه مناسب لكم فدونكم اليه:
اصحاب الروايات المنقطعة الصحيحة:
1 - ابراهيم النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه0
2 - سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه0
3 - طاوس عن معاذ بن جبل رضي الله عنه0
4 - عبدالجبار عن ابيه رض الله عنه0
5 - ابو عبيدة عن ابيه0
6 - رواية الليث بن سليم وابن جريج وابن أبي نجيح عن مجاهد رحمهم الله جميعاً.
قال ابن حبان (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن بزة
وأخذ الحكم بن ابان وليث بن سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن
عيينة من كتابه ولم يسمعوا من مجاهد 00) الثقات (7/ 330) 0
وقد سألت الشيخ الاجل الطريفي عن رواية هولاء في غير التفسير
فقال ضعيفة ماعدا رواية القاسم بن بزة فهي صحيحة0
فائدة:قال سفيان بن عيينة (لم يسمع -من مجاهد- الا القاسم)
تعليق بشار 0 تهذيب الكمال (23/ 339) 0
*الاصل في في الاسانيد السابقة الصحة مالم يروي مايستنكر0
مع ان بعض الروايات ثبت بالاجماع عدم السماع0
*تنبيه:الترمذي رحمه الله تعالى في بعض المواضع من سننه يصحح رواية أبي عبيدة عن ابيه0
(وفي بعض المواضع يقول (لم يسمع من ابيه000).
ـ[البخاري]ــــــــ[19 Jun 2003, 04:33 ص]ـ
أحسنت وبارك الله فيك
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[21 Jun 2003, 01:37 م]ـ
أخي الكريم:البخاري
وفيك بارك.(/)
احذر الوقوع في هذا الخطأ!! (مع تنبيهات متعلقة بالاستعاذة)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jun 2003, 06:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه على خطأ شائع:
نسمع الكثير من المتكلمين والوعاظ يقولون: (قال الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)!! وهذا خطأ واضح؛ فالاستعاذة ليست من كلام الله، وليست آية من القرآن بالإجماع، وإنما أمر الله بها في قوله جل وعلا: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل:98).
وأعجب من بعض المقرئين عندما يلقن الطالب المتعلم الاستعاذة بتركيز شديد، ويطبق عليها أحكام تلاوة القرآن؛ مع أنها ليست آية. فالأولى أن تقرأ الاستعاذة قبل التلاوة قراءة عادية بلا ترتيل حتى يعلم السامع – خاصة من ليس من أهل العلم – أنها ليست من القرآن. وأذكر أني كنت في حلقة إقراء عند أحد المقرئين المشهورين، فأوقف أحد الطلاب عند الاستعاذة حتى أملّه، وكان يطالبه بتحقيق المخارج الصحيحة لحروف كلماتها، إظهار صفات تلك الحروف كما ينبغي، وهكذا .. .!!
ثم وقفت على كلام قيّم للسيوطي له تعلق بما ذكرته هنا، فأحببت أن أنقله للفائدة.
جاء في رسالة صغيرة الحجم موسومة بـ: ثلاث رسائل علمية من الحاوي للفتاوي للعلامة السيوطي رحمه الله = ما نصه:
(وقع السؤال عمّا يقع كثيراً إذا أرادوا إيراد آية قالوا: «قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ويذكرون الآية.
هل (بعد) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا؟ وهل أصاب القارئ في ذلك أم أخطأ؟
فأقول: [الكلام للسيوطي] الذي ظهر لي من حيث النقل والاستدلال أن الصواب أن يقول: قال الله تعالى، ويذكر الآية ولا يذكر الاستعاذة، فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين فمن بعدهم.
أخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس قال: قال أبو طلحة: «يا رسول الله! إن الله يقول:) لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (زإن أحب أموالي إليّ بيرحاء ... » الحديث. ... [ثم ذكر روايات أخرى حول هذه الآية، وأحاديث لا تخلو من مقال] ثم قال:
والأحاديث والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر، فالواجب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك، فإن الباب باب اتباع، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ) إنما هي عند قراءة القرءان للتلاوة، أما إيراد آية منه للاحتجاج والاستدلال على حكم فلا.
وأيضاً؛ فإن قوله: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله، تركيب لا معنى له، وليس فيه متعلق للظرف، وإن قدر تعلقه بقال ففيه الفساد الآتي!
وإن قال: قال الله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وذكر الآية، ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله، وليست من قوله.
وإن قدّم الاستعاذة ثم عقبها بقوله: قال الله، وذكر الآية، فهو أنسب من الصورتين غير أنه خلاف الوارد،وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلتوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج جليّ واضح.) انتهى المراد نقله من الرسالة المذكورة ص14 - 19 وعنوان الرسالة: القُذاذة في تحقيق محل الاستعاذة. حققها: أبو عبدالرحمن محمود. المكتب الإسلامي – بيروت 1410 هـ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2003, 06:36 ص]ـ
بسم الله
وقفت على كلام جيد للطاهر بن عاشورله تعلق بما سبقت الإشاررة إليه أعلاه، حيث قال رحمه الله وهو يفسر آية النحل: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) 98:
وعلى الأقوال كلها فالاستعاذة مشروعة للشروع في القراءة أو لإرادته، وليست مشروعة عند كلّ تلفّظ بألفاظ القرآن كالنّطق بآية أو آيات من القرآن في التعليم أو الموعظة أو شبههما، خلافاً لما يفعله بعض المتحذّقين إذا ساق آية من القرآن في غير مقام القراءة أن يقول كقوله تعالى بعدَ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويسوق آية. انتهى من التحرير والتنوير 7/ 278
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2003, 06:41 ص]ـ
فائدة نفيسة قل من يتنبه لها، حتى من طلاب العلم. وفقك الله أبا مجاهد لكل خير، وبارك في علمك.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 Jun 2003, 07:52 ص]ـ
أحسنت
و (القُذاذةُ) من كلِّ شيء: ما قُذَّ منه وسَقَطَ، كالريش وأَطرافِ الذَّهَب والفِضة وغير ذلك. والجمع: قُذَاذات.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 Jul 2003, 01:53 م]ـ
أولا: جزاكم الله خيرا على الفائدة.
ثانيا: ألا يمكن أن يقال إن الاستعاذة هنا جملة اعتراضية، ومفهوم من السياق والقرائن أنها ليست من القرآن، فيكون مثلها مثل جملة (تعالى) فأنت عندما تقول: قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين
لو طبقنا كلام السيوطي لقلنا إن القائل أوهم أن الآية هي: تعالى الحمد لله رب العالمين!، وأوهم أن تعالى من كلام الله!
وما نجيب به عن جملة (تعالى) يمكن أن نجيب به عن جملة الاستعاذة، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2003, 10:58 م]ـ
بسم الله
شكر الله لأخينا العزيز على قلوبنا الشيخ أبي خالد مداخلته هذه.
وتعليقاً على كلامه أقول: الفرق ظاهر وكبير بين كلمة تعالى، وكلمة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فكلمة تعالى _ وما أشبهها من جمل وكلمات الثناء _ ظاهرة الاتصال بلفظ الجلالة، ثم هي تصلح أن تكون قولاً له تعالى، فقد جاء في القرآن الكريم أنه قال: (تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل: من الآية3) غيرها.
أما كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا تصلح بحال من الأحوال أن تكون من كلام الله لا عقلاً ولا شرعاً.
وعليه _ شيخَنا الكريم _ تكون وجهة نظرك _ من وجهت نظري _ ليست في محلها، مع تقديري لمشاركتك.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[27 Jul 2003, 04:26 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل الشيخ / أبو مجاهد
وفقه الله ونفع به
جزاك الله خيراً أخي أبو مجاهد، فهي بحق فائدة نفيسة، يحسن التصحيح منا لهذا الخطأ.
بارك الله في علمكم ونفع بكم.
محبكم
أبو العالية
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Sep 2003, 02:13 ص]ـ
وإتماماً للكلام عن بعض مسائل الاستعاذة أذكر هنا فائدة لابن القيم رحمه الله.
قال رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان وهو يذكر حكم وفوائد الاستعاذة قبل قراءة القرءان:
(ومنها أن الاستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن المأتى به بعدها القرآن، ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره، بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها هو التلاوة، فاذا سمع السامع الاستعاذة استعد لاستماع كلام الله تعالى، ثم شرع ذلك للقارىء، وإن كان وحده، لما ذكرنا من الحكم وغيرها.
فدل كلامه هذا على أن الاستعاذة مرتبطة بالقرآن الكريم، وأنه لا يشرع الإتيان بها قبل غير القرآن.
فهل ما ذكره صحيح على إطلاقه؟
إذا كان الأمر كما قال؛ فالبداءة بالاستعاذة قبل كلام غير القرآن مما يضاف إلى الأخطاء التي يقع فيها بعض المتكلمين. فليتنبه لذلك.
وفقنا الله للصواب.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Sep 2003, 11:50 م]ـ
ومما ذكره أهل العلم، وله صلة بمسألتنا هذه ما جاء في كتاب المقدمات الأساسية لعلوم القرآن لعبدالله الجديع:
(وهي [أي الاستعاذة] مستحبة لكل قارئ، قرأ وحده، أو قرأ في جماعة؛ ولكنها لا تستحب للآية أو الآيات في ثنايا الخطب والمواعظ وأجوبة فتاوي الناس؛ فإن السنن قد استفاضت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر الاستعاذة عند الاستدلال أو اللإستشهاد بآية من القرآن، وهذا خلاف ما يفعله بعض الوعاظ اليوم.)
ـ[أخوكم]ــــــــ[04 Oct 2003, 07:17 ص]ـ
إخواني:
جزاكم الله كل خير على خلقكم وعلمكم الجم.
وقد تبادر إلى ذهني أمرا استحسنت أن لا أكتمه عليكم حول الموضوع.
إن كانت كلمة " تعالى " ظاهرة " الانفصال عن الآيات بدلالة قربها وعلاقتها من لفظ الجلالة
فالاستعادة " ظاهرة "الانفصال بدلالة القرائن والسياق والحال
ولها أدلة لا تكاد تنحصر لغة وعرفا، وإن شاء الله إن وجدت أو استحضرت شيئا لكم من ذلك دونته هنا
وأما تعليقكم حفظكم الله على كلام الأخ أبو خالد السلمي _ حفظه الله _ الذي ذكر كلمة " تعالى " كمثال، فتم رده بأن الله سبحانه لم يقل كلمة " تعالى " في القرآن، فعلى الرد مأخذ فهناك أمثلة أخرى غير كلمة " تعالى " ولم تذكر في القرآن مثل " عز وجل "
إنما مشاركتي حتى لا يتبادر إلى ذهن مسلم أن المسألة فيها جزم بالتحريم وأتمنى مزيد تحرير لها.
وتقبلوا من أخيكم كل محبة واحترام وأخوة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 May 2004, 01:57 م]ـ
تنبيه حول تقدير آية الأمر بالاستعاذة، وهي قول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (النحل:98)
قال ابن القيم رحمه الله: (وأما قوله تعالى فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم النحل 98 فعلى ما ذكرنا من التعبير عن إرادة الفعل بالفعل هذا هو المشهور.
وفيه وجه ألطف من هذا؛وهو: أن العرب تعبر بالفعل عن ابتداء الشروع فيه تارة وتعبر عن انتهائه تارة فيقولون فعلت عند الشروع وفعلت عند الفراغ وهذا استعمال حقيقي.
وعلى هذا فيكون معنى قرأت في الآية: ابتداء الفعل؛ أي: إذا شرعت وأخذت في القراءة فاستعذ؛ فالإستعاذة مرتبة على الشروع الذي هو مباديء الفعل ومقدمته وطليعته. ومنه قوله "فصلى الصبح حتى طلع الفجر" رواه مسلم والترمذي والنسائي؛ أي: أخذ في الصلاة عند طلوعه.)
وقال ابن الجزري رحمه الله معلقاً على الآية: (وتقديرها عند الجمهور: إذا أردت القراءة فاستعذ .....
وعندي أن الأحسن في تقديرها: إذا ابتدأت وشرعت كما في حديث جبريل عليه السلام: "فصلى الصبح حتى طلع الفجر" أي: أخذ في الصلاة عند طلوعه ... ) انتهى باختصار من النشر 1/ 256.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنهوم]ــــــــ[21 May 2004, 03:15 م]ـ
مقتبس
فائدة نفيسة قل من يتنبه لها، حتى من طلاب العلم. وفقك الله أبا مجاهد لكل خير، وبارك في علمك.
ـ[أبو معاذ الكناني]ــــــــ[23 May 2004, 12:33 ص]ـ
1/ اتفق تماما معك في خطأ قال الله تعالى أعوذ .................
2/ في كلامك من ترتيل الاستعاذة نظر كبير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
3/ ملاحظة أضيفها إلى موضوعك وهي أن بعض المدرسين للقرءان في الحلق والمدارس يعودون الطلاب على الفصل بين المقطعين من القرءان أو على المقصع المنهي والمراد إعادته بالاستعاذة في ذلك كله وليس هذا محل للاستعاذة بل محلها عند بدأ القراءة ((فإذا قرأت القرءان .... ))
والله يرعاكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 May 2004, 12:54 ص]ـ
أخي أبا معاذ وفقك الله
أشكرك على تعليقك، وإضافتك.
ولكن؛ هلا بينت أي نظر كبير في كلامي عن ترتيل الاستعاذة؟
أرجو منك التوضيح؛ وإذا كنا متفقين على كون الاستعاذة ليست قرآناً؛ فلم ترتل؟
أليس الأولى أن تكون قراءتها بطريقة تظهر الفرق بينها وبين كلام الله المتلو؟
لعلك تتحفنا بوجهة نظرك، والقضية محل حوار لنصل إلى الهدف المنشود.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 May 2004, 08:06 ص]ـ
لترتيلها وجه، يشبه ترتيل قولك آمين، ويراجع فيها كلام الفقهاء، وتجد بعضه في الأذكار.
وقد قرأ عندي من يقول أعوز بالله من الله العزيم.
فهل أتركه أم أعلمه اللفظ العربي الفصيح.
ولو قلت بل أعلمه
أقول: وماذا يمنعني من تعليمه ترقيق الهمزة، ولام لفظ الجلالة، وتخليص الكسر في الميم وتفخيم الظاء.
والذي أراه أن في ترتيلها تدريب على الأحكام كمقدمة قبل الدخول في تجويد آيات الله المبين.
ثم أن ما بعد كلمة (أعوذ) من قولك (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
في قوله تعالى: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
فأكثر من ثلاثة أرباعها كلمات من كلام الله، فلم لا يتعلم الطالب تجويدها.
نعم ينبه أنها ليست قرآنا بل هي ذكر يسبق تلاوة القرآن
والله أعلم.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[23 May 2004, 05:44 م]ـ
بخصوص ذكر الاستعاذة في كلام المحتجين بالقرآن و المستشهدين به و نحوهما من المقاصد غير التلاوة منها = فهو خلاف المأثور عنه صلى الله عليه و سلم و المأثور عن أصحابه، فما أكثر ما صح عن نبينا صلى الله عليه و سلم من الاحتجاج بالآيات و الاستشهاد و التمثيل بها، و لا ينقل عنه استعاذة و لا نحوها، بل يسوق الآية دونما استعاذة، و هذا مشهور في سنته.
و كذا هو مشهور أيضا في الأخبار المأثورة عن صحابه الكرام.
و بخصوص تعليل قول المستعيد: قال الله - أعوذ بالله ... -
فالذي أراه - و العلم عند الله - أنها قد تكون من باب ما ذكره أخونا الشيخ أبو خالد نحوا - أعني أنها نحويا تعرب إعراب الجمل الاعتراضية؛ لكن حصول اللبس بكمال الاتصال و طول الكلام = يشعر بأن الأولى لقائلها تركها أو التعبير - إن كان المقام مقام تلاوة - أن يقول - بعد أعوذ ... - و هو جائز، لكن الأحسن من كل هذا أن يقدم الاستعاذة بين يدي التلاوة أولا ثم يتلو ما شاء ..
و الله أعلم
ـ[متعلم]ــــــــ[26 May 2004, 08:32 م]ـ
رفع الله قدرك أبا مجاهد على هذه الفائدة النفيسة
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 May 2004, 02:54 م]ـ
سمعت شيخنا ابن عثيمين أكثر من مرة ينبه على هذا ويقول: فرق بين القراءة والتلاوة وبين الاحتجاج والاستدلال فلا يرى ترتيل الآيات للخطيب في خطبته ولا قراءة الاستعاذة ويستدل بمثل ما ذكره الإخوة
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 Jun 2004, 10:35 م]ـ
جزى الله كل من أسهم في هذا المنتدى خيرا:
إشارة لا بد منها:
إذا أراد أن يقرأ القارئ آية الكرسي، وقال " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" ثم قرأ قوله تعالى: " الله لا إله إلا هو ... الآية" فإن ذكر لفظ الجلالة بعد كلمة " الرجيم" فيه ما فيه من المحظور
فإن قال قائل: لفظ الجلالة مرفوع، وكلمة الرجيم مجرورة فليس هناك أي لبس.
قلت: العربية لها وجوه عديدة في الإعراب، فإن لفظ الجلالة " الله" بمكن أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف تقديره
هو. وكلمة "هو" ترجع إلى " الرجيم"، أو نقول إن الجملة الإسمية من "هو الله" في محل جر بدل.
ولهذا فإني أستحسن أن نقرأ قبل آية الكرسي وكل آية تبتدئ بأسماء الله وصفاته العليا الاستعاذة والبسملة. والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Mar 2005, 04:16 ص]ـ
وقريب من تنبيه الأخ الكريم مصطفى الفاسي ما ذكره السيوطي في الاتقان بقوله: (قال القراء: ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة} {وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان.) يعني: ويتأكد النطق بالبسملة بعد الاستعاذة عند البدء بمثل هذه الآيات.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Sep 2006, 12:21 ص]ـ
حكم ترتيل الاستعاذة قبل القراءة ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3748)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Feb 2007, 12:28 ص]ـ
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى:
(أرى لزامًا عليّ أن أنبه على خطأ شائع من كثير من طلاب العلم وغيرهم ألا وهو: أنهم إذا كانوا في مجلس علم وأراد أحدهم أن ينزع بآية وأن يستدل بها أو أراد أن يسأل عن دلالتها أو عما ينبغي التوفيق بينها وبين حديث ما يقول السائل: قال الله عز وجل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) مثلًا، أو قال: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ونحو ذلك من الأقوال، فهذا خطأ محض فيه نسبة شيء إلى الله لا يقصده القائل ولكنه يدان بلفظه فيقع في مخالفةِ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إياك ومايعتذر منه)، فنحن حينما نستدرك على بعض الناس فنقول لهم أين قال الله:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ) لايوجد شيء من هذا إطلاقًا، لكن أدري كما يدري كل فرد منكم إن هذا القارئ أو هذا المستدل أو هذا السائل إنما يقول هذه الكلمة ويذكر هذه الاستعاذة بين يدي الآية إعمالًا منه أو تطبيقًا منه لقوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) هكذا يقولون حينما نعترض عليهم مذكرًا لهم بأن هذا لاينبغي أن يكون كذلك، لأنك قولك قال الله بعد كذا يعني أن الله قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا) وبخاصة إذا قيل قال الله بعد أعوذ بالله،هذه البعدية إنما تتعلق به ولاتتعلق بالله تبارك وتعالى،وعلى ذلك فينبغي لكل من ساق آية يريد الاستدلال بها أو يريد السؤال عنها أن يتلوها مباشرة ولا يقول قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ) ولايقول قال الله بعد أعوذ بالله وإنما رأسًا يذكرها فيقول ما التوفيق بين قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) وبين حديث كذا، هكذا يجب أن تنتبهوا، حتى لا تقعوا في مؤاخذة مخالفة قول الرسول عليه السلام: (إياك ومايعتذر منه)، (لاتكلمن بكلام تعتذر به عند الناس) دائمًا الناس يقولوا: والله قصدت كذا، ياأخي قصدك في قلبك لايعرفه إلا ربك، لكن أحسن التعبير عن قصدك بلفظك، ألم تسمعوا إنكار الرسول عليه السلام الشديد على ذلك الصحابي الذي سمع موعظةً من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام ليظهر خضوعه واتباعه وإطاعته للنبي بقوله: ماشاء الله وشئت يارسول الله، فماذا كان موقفه عليه السلام قال: (أجعلتني لله ندًّا؟! قل ماشاء الله وحده) أترون بأن هذا الصحابي قصد بقوله مخاطبًا لنبيه: "ماشاءالله وشئت" أن يجعله شريكًا مع الله؟ ماآمن برسول الله يقينًا إلا فرارًا من الشرك، إذن لماذا بالغ الرسول عليه السلام في الإنكار عليه بهذه العبارة الشديدة: (أجعلتني لله ندًا قل ماشاء الله وحده)، إذن لاينبغي أن تسوغوا أخطاءكم اللفظية بصوابكم القلبي، هذا لا يسوغ ذاك فعلينا إذا تكلمنا بكلام أن يكون كلامنا مطابقًا لحسن قصدنا و وألايكون كلامنا سيئًا وقصدنا حسنًا بل يجب أن يطابق اللفظ مافي القلب هذه تذكرة وهذه تنفع المؤمنين إن شاء الله).
من الشريط رقم 33 من سلسلة فتاوي جدة
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[10 Apr 2007, 06:24 ص]ـ
فوائد كثيرة وطيبة انتفعت بها
وهل هناك بحث خاص بمسائل الاستعاذة؟
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[10 Apr 2007, 09:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا مجاهد على هذه الفائدة وقد تفاعل الفضلاء معك ومنهم (أبو خالد السلمي) ومما قال:
ثانيا: ألا يمكن أن يقال إن الاستعاذة هنا جملة اعتراضية، ومفهوم من السياق والقرائن أنها ليست من القرآن، فيكون مثلها مثل جملة (تعالى) فأنت عندما تقول: قال الله تعالى الحمد لله رب العالمين
وتعليقاً على كلامه أقول: الفرق ظاهر وكبير بين كلمة تعالى، وكلمة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فكلمة تعالى _ وما أشبهها من جمل وكلمات الثناء _ ظاهرة الاتصال بلفظ الجلالة، ثم هي تصلح أن تكون قولاً له تعالى، فقد جاء في القرآن الكريم أنه قال: (تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النحل: من الآية3) غيرها.
أما كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلا تصلح بحال من الأحوال أن تكون من كلام الله لا عقلاً ولا شرعاً.
وعليه _ شيخَنا الكريم _ تكون وجهة نظرك _ من وجهت نظري _ ليست في محلها، مع تقديري لمشاركتك.
وعليه أقول _ولعل هذا الملتقى المبارك يجمعنا أكثر من القسم وممرات الكلية _الفرق بين كلمة تعالى وكلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ظاهر وليس بكبير، وما ذكرت في تعقيبك من أن كلمة تعالى تصلح أن تكون قولا لله واستشهدت بالآية فقد أخذت كلمة تستشهد بها ولو فعل أبو خالد السلمي أو غيره كما فعلت لوجد ما يشهد لقوله مثلا قوله أعوذ هي من كلام الله في قوله تعالى (وأعوذ بك من همزات الشياطين)
وبقية الجملة (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)، ومع ما في كلامك من فائدة كما ذكر الدكتور عبد الرحمن، ألا أنني أميل لما قاله الدكتور أنمار، وينبه الطالب كما ذكرت وجزى الله الجميع خيرا0
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[10 Apr 2007, 09:30 م]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لترتيل البسملة كلام د/ أنمار وجيه ومصيب.
وبالنسبة لهذا القول:" وقريب من تنبيه الأخ الكريم مصطفى الفاسي ما ذكره السيوطي في الاتقان بقوله: (قال القراء: ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة} {وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان.) يعني: ويتأكد النطق بالبسملة بعد الاستعاذة عند البدء بمثل هذه الآيات)) ا. هـ
هذا الكلام مردود عند أكثر القراء وهذا ثابت عند تعليقهم علي قضية ((الأربع الزهر)) فهناك من الآيات تبدأ بمثل ما قال الشيخ الفاضل.
قال في النشر:" ..... وإنما اختاروا ذلك لبشاعة وقوع مثل ذلك إذا قيل: أهل المغفرة لا، أو: ادخلي جنتي لا، أو: لله ويل، أو: وتواصوا بالصبر ويل، من غير فصل ففصلوا بالبسملة للساكت، وبالسكت للواصل ولم يمكنهم البسملة له لأنه ثبت عنه النص بعدم البسملة فلو بسملوا لصادموا النص بالاختيار وذلك لا يجوز.
والأكثرون على عدم التفرقة بين الأربعة وغيرها وهو مذهب فارس بن أحمد وابن سفيان صاحب الهادي وأبي الطاهر صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي صاحب المستنير والإرشاد والكفاية وسائر العراقيين وهو اختيار أبي عمرو الداني والمحققين والله تعالى أعلم.
وعليه الاستدال بالبشاعة مردودة. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2007, 06:19 ص]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لترتيل البسملة كلام د/ أنمار وجيه ومصيب.
وبالنسبة لهذا القول:" وقريب من تنبيه الأخ الكريم مصطفى الفاسي ما ذكره السيوطي في الاتقان بقوله: (قال القراء: ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة} {وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان.) يعني: ويتأكد النطق بالبسملة بعد الاستعاذة عند البدء بمثل هذه الآيات)) ا. هـ
هذا الكلام مردود عند أكثر القراء وهذا ثابت عند تعليقهم علي قضية ((الأربع الزهر)) فهناك من الآيات تبدأ بمثل ما قال الشيخ الفاضل.
قال في النشر:" ..... وإنما اختاروا ذلك لبشاعة وقوع مثل ذلك إذا قيل: أهل المغفرة لا، أو: ادخلي جنتي لا، أو: لله ويل، أو: وتواصوا بالصبر ويل، من غير فصل ففصلوا بالبسملة للساكت، وبالسكت للواصل ولم يمكنهم البسملة له لأنه ثبت عنه النص بعدم البسملة فلو بسملوا لصادموا النص بالاختيار وذلك لا يجوز.
والأكثرون على عدم التفرقة بين الأربعة وغيرها وهو مذهب فارس بن أحمد وابن سفيان صاحب الهادي وأبي الطاهر صاحب العنوان وشيخه عبد الجبار الطرسوسي صاحب المستنير والإرشاد والكفاية وسائر العراقيين وهو اختيار أبي عمرو الداني والمحققين والله تعالى أعلم.
وعليه الاستدال بالبشاعة مردودة. والله أعلم
والسلام عليكم
قال ابن الجزري: (وقد كان الشاطبي يأمر بالبسملة بعد الاستعاذة في قوله تعالى (الله لا إله إلا هو) وقوله (إليه يرد علم الساعة) ونحوه لما في ذلك من البشاعة، وكذا كان يفعل أبو الجود غياث بن فارس وغيره وهو اختيار مكي في غير التبصرة.
(قلت) وينبغي قياساً أن ينهى عن البسملة في قوله تعالى: {الشيطان يعدكم الفقر}، وقوله: {لعنه الله} ونحو ذلك للبشاعة أيضاً.)
النشر في القراءات العشر - (ج 1 / ص 305)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[11 Aug 2007, 10:55 ص]ـ
إن كان الترتيل في الاستعاذة ممتنع ففي الاذكار والأذان والتأمين والدعاء أولى.
ثم إن ترك الترتيل في الاستعاذة وفي البسملة عند من يجعلها آية وفي تكبير الختم إزعاجاً للإذن لأن فيه انتقال سريع في طريقة الاداء وهذا نشاز مزعج للإذن مذهب للخشوع.
ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن؟؟
وأما مايذكره البعض أن في ترك الترتيل تميز للاستعاذة والدعاء من القرآن , فهذا عجيب جدً. فهل تعرف أجهل عامي يخلط بين القرآن وغيره للاشتراك في الترتيل؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Aug 2007, 01:25 م]ـ
إن كان الترتيل في الاستعاذة ممتنع ففي الاذكار والأذان والتأمين والدعاء أولى.
ثم إن ترك الترتيل في الاستعاذة وفي البسملة عند من يجعلها آية وفي تكبير الختم إزعاجاً للإذن لأن فيه انتقال سريع في طريقة الاداء وهذا نشاز مزعج للإذن مذهب للخشوع.
ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن؟؟
وأما مايذكره البعض أن في ترك الترتيل تميز للاستعاذة والدعاء من القرآن , فهذا عجيب جدً. فهل تعرف أجهل عامي يخلط بين القرآن وغيره للاشتراك في الترتيل؟؟
أخي الكريم
حياك الله، وبارك فيك، وشكر لك على هذه المسائل والتعليقات
وتعليقاً على ما ذكرت أقول - وبالله التوفيق -:
أولاً: من قال بأن الترتيل في الاستعاذة ممتنع؟
ذكرت في المشاركة رأيي، وهو أن تركه أولى - ولم أزد على ذلك.
أما قولك: ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن؟؟
فالجواب عنه: أن الترتيل شيء، وتحسين الصوت بالقراءة شيء آخر، فالترتيل هو التجويد بالمعنى الاصطلاحي، وهو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه. فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به إلا للقرآن.
وأما قولك: وأما مايذكره البعض أن في ترك الترتيل تميز للاستعاذة والدعاء من القرآن , فهذا عجيب جدً. فهل تعرف أجهل عامي يخلط بين القرآن وغيره للاشتراك في الترتيل؟؟
فالجواب عنه يمكنك معرفته بنفسك عندما تسأل بعض العامة من الناس ومن عامة طلبة العلم كذلك، وسترى أن منهم من يظن أن الاستعاذة من القرآن، وأنها من كلام الله.
وقد سألتُ أكثر من واحد فتفاجأت بأنهم يظنون أن قول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" من كلام الله.
وأخيراً: المسألة لا تعدو أن تكون مسألة خلافية قابلة لوجهات النظر، مع الاتفاق على بعض جوانبها.
السبت: 28/ 7 / 1428 هـ
أبها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[12 Aug 2007, 06:58 ص]ـ
أما قولك: ثم من أين لك أن الترتيل مخصوص بتلاوة القرآن؟؟
فالجواب عنه: أن الترتيل شيء، وتحسين الصوت بالقراءة شيء آخر، فالترتيل هو التجويد بالمعنى الاصطلاحي، وهو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه. فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به في القرآن.
أولاً: أشكرك جداً على سعة صدرك , وأعتذر عن التجرؤ عليكم.
ثانياً: كلمة " الترتيل" أنت الذي ذكرتها حينما قلت "فالأولى أن تقرأ الاستعاذة قبل التلاوة قراءة عادية بلا ترتيل"
وأنا لم أفسر كلامكم بتحسين الصوت , فأنا تركتك على اصطلاحك فلو أردت به التحسين أو التجويد بالمعنى الاصطلاحي _وهذا هو مرادك كما أعتقد_ أو غيرها , فكلامي شامل لجميع هذه المعاني مادمت تعني التفريق بين الاستعاذة وقراءة القرآن في الطريقة.
فأقصد: ترك التفريق بين قراءة الاستعاذة والقرآن في التجويد والترتيل وغيرها.
وأما قولكم رعاكم الله: ((فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به في القرآن)).
فأنا أحتاج لشرح هذه الجملة رعاكم الله.
وأود أن أنبه على خطأ مطبعي في مشاركتي الاولى , وموضعه: ((ثم إن ترك الترتيل في الاستعاذة وفي البسملة عند من يجعلها آية ..... ))
والصواب: ((عند من لم يجعلها آية)).
أما من جعلها آية فلا إشكال عند أحد في ترتيلها.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Aug 2007, 01:19 م]ـ
وأما قولكم رعاكم الله: ((فهذا الترتيل الخاص لم يأت الأمر به في القرآن)).
فأنا أحتاج لشرح هذه الجملة رعاكم الله.
أقصد: لم يأت الأمر به إلا للقرآن، وذلك في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلاً}
فهو خطأ طباعي.
ـ[أبو عبدالبر السوسي]ــــــــ[12 Aug 2007, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هده الفائدة النفيسة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 May 2008, 06:00 م]ـ
فائدة: قال الحافظ ابن الجزري في النشر: "إذا قرأ جماعة جملة واحدة هل يلزم كل واحد الاستعاذة أو تكفي استعاذة بعضهم؟
لم أجد فيها نصًّا ويحتمل أن تكون كفاية وأن تكون عيناً على كل من القولين بالوجوب والاستحباب، والظاهر الاستعاذة لكل واحد لأن المقصود اعتصام القارئ والتجاؤه بالله تعالى عن شر الشيطان كما تقدم فلا يكون تعوذ واحد كافياً عن آخره" أهـ والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Dec 2009, 12:17 ص]ـ
ومما له تعلق بالأخطاء الشائعة في استعمال الاستعاذة في غير موضعها ما يفعله بعض الخطباء في نهاية الخطبة الأولى من خطبتي الجمعة، حيث يقولون: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقرأون بعدها آية أو أكثر تناسب الموضوع الذي يتحدثون عنه.
جاء في كتاب الشامل في فقه الخطيب والخطبة:
(تخصيص الخطيب الآية التي يقرآها في آخر الخطبة أو نحو ذلك بالاستعاذة أو البسملة دون غيرها من الآيات:
ما يلتزمه بعض الخطباء في خطبهم من التغاير اللافت عند الاستشهاد بالآيات هو محل نظر، حيث إن بعض الخطباء لا يزيد على قوله: قال الله تعالى، ثم يقرأ الآية أو يقول نحو ذلك، ولكنه إذا أراد أن يختم الخطبة بآية قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقرأ الآية فتجده يخصص الآية الأخيرة بالاستعاذة دون سواها، ولاشك أن هذا لا وجه له لأمور ثلاثة:
أحدها: أن هذا ليس بقراءة، وإنما هو استشهاد بآية، والله يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة النحل، آية: 98. والمراد بالقراءة هنا التلاوة.
وثانيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك حسب الاستقراء في استشهاداته بالآيات، فلم يرد أنه كان يستعيذ بالله إذا استشهد بآية، إلا في حالة واحدة وهي التي ذكرناها سابقاً في سورة الكوثر، حيث بدأها بالبسملة.
وثالثها: أن مثل هؤلاء الخطباء يلتزم الاستعاذة في الآية الأخيرة، دون ما يسبقها من آيات، ولا شك أن هذا تخصيص بدون مخصص، وهنا مثار الإشكال والنقص، فالأولى أن يأتي بالاستعاذة فيها كلها، أو يترك الاستعاذة فيها كلها.)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[20 Dec 2009, 07:04 ص]ـ
ختم الخطبة الأولى بآيات من القرآن والاستعاذة قبلها عهدناه من مشايخ كبار يشهد لهم بالعلم والفضل وأذكر من هؤلاء الشيخ عبد الله خياط رحمه الله تعالى.
فلا أدري هل لفعلهم هذا دليل خاص؟
أم أنهم تمسكوا بعموم قول الله تعالى:
(فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) سورة النحل (98)؟
وهل يثرب على من تمسك بهذا العموم ولم ير فرقا بين قراءة الآية والآيتين والعشر والسورة؟
وأما قول صاحب كتاب الشامل:
"ولاشك أن هذا لا وجه له لأمور ثلاثة" فهو محل نظر.
فقوله:
"أحدها: أن هذا ليس بقراءة، وإنما هو استشهاد بآية، والله يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} سورة النحل، آية: 98. والمراد بالقراءة هنا التلاوة."
أقول: إنه تفريق وتخصيص لمعنى الآية دون دليل.
وقوله:
"وثانيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يفعل ذلك حسب الاستقراء في استشهاداته بالآيات، فلم يرد أنه كان يستعيذ بالله إذا استشهد بآية، إلا في حالة واحدة وهي التي ذكرناها سابقاً في سورة الكوثر، حيث بدأها بالبسملة."
أقول: يكفى دليل واحد على جواز الفعل.
وقوله:
"وثالثها: أن مثل هؤلاء الخطباء يلتزم الاستعاذة في الآية الأخيرة، دون ما يسبقها من آيات، ولا شك أن هذا تخصيص بدون مخصص، وهنا مثار الإشكال والنقص، فالأولى أن يأتي بالاستعاذة فيها كلها، أو يترك الاستعاذة فيها كلها.) "
أقول: إن الأمر فيه سعة فإن ترك فقد فعله "أي: الترك" النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره هو في الوجه الثاني.
وإن فعل فقد أخذ بعموم القرآن، ثم إن العادة أن الخطيب يختم الخطبة بآيات هي بمثابة التلخيص لما قاله في خطبته وفي الاستعاذه عندها تنبيه وتحفيز للسامع الذي ربما قد طال وكثر عليه الكلام وأنساه آخره أوله وكأن الخطيب يقول له إليك زبدة الكلام.(/)
إعجاز القرآن الكريم في أكل الفاكهة!!!
ـ[سابر الأغوار]ــــــــ[17 Jun 2003, 08:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توصلت الدراسات الحديثة الطبية الى أن أكل الفاكهة قبل الأكل أنفع وأجدى منه بعد الأكل خاصة إذا كان هناك وقت كافٍ لهضم وامتصاص السكريات سريعة الهضم في الفواكه.
وسجل ذلك كبراءة إختراع في أحدى الدول الغربية.
ولكن أولئك أصيبوا بالإحباط لما أخبرهم علماء المسلمون بأن ذلك قد ذكره الله تعالى في كتابه العزيز قبل ما يزيد عن (1400) سنة مضت وذلك في قوله تعالى {وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون}؛ فقدم جل وعلا أكل الفاكهة على أكل اللحم!!
والله تعالى أعلى وأعلم ورد العلم إليه أسلم؛؛؛؛؛؛(/)
حتى نجد للقرآن حلاوة كما وجدها الجيل الأول-رضي الله عنهم-
ـ[الاثر]ــــــــ[18 Jun 2003, 03:05 م]ـ
هذه كلمات للاستاذ سيد قطب رحمه الله- تتضمن جوابا لمن اراد ان يعرف الطريقة المثلى لتدبر القرآن والاستفادة من علومه وكيفية ايجاد حلاوته عند التلاوة, واعلم اخي الكريم ان من تمسك بهذه الطريقة فقد انفتح له الباب الاعظم في علم التفسير وقويت معرفته وازدادت بصيرته واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلفات, وعن البحوث الخارجية, وخصوصا اذا كان قد اخذ من علوم العربية جانبا قويا ,وكان له المام واهتمام بسيرة النبي صلى الله عيه وسلم وأحوله مع اولياءئه واعدائه, فإن ذلك أكبر عون على هذا المطلب.
ومتى علم العبد أن القرآن فيه تبيان كل شئ, انه كفيل بجميع المصالح ,مبين لها, حاث عليها ,زاجر عن المضار كلها, وجعل هذه القاعدة نصب عينيه ,ونزلها على كل واقع وحادث سابق أو لاحق ,ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمراتها والله اعلم.
قال سيد قطب -رحمه الله-: (إن النصوص القرآنية لاتدرك حق ادراكها بالتعامل مع مدلولاتها البيانية واللغوية فحسب إنما تدرك وقبل كل شئ بالحياة في جوها التاريخي الحركي وفي واقعيتها الايجابية وتعاملها مع الواقع الحي وهي ان كانت أبعد مدى وابقى أثرا من الواقع التاريخي الذي جاءت تواحهه لاتنكشف عن هذا المدى البعيد الا في ضؤ ذلك الواقع التاريخي ثم يبقى لها إيحاؤها الائم وفاعليتها المستمرة ولكن بالنسبة للذين يتحركون بهذا الدين وحدهم ويزاولون منه شبه ماكان يزاوله الذين نزلت هذه النصوص عليهم أول مرة ويواجهون ماكان هؤلاء يواجهون) 3\ 1453 الظلال
وقال سيد: (ولكن الناس بعدوا عن القرآن، وعن أسلوبه الخاص، وعن الحياة في ظلاله، عن ملابسة الأحداث والمقوّمات التي يشابه جوُّها الجوُّ الذي تنزّل فيه القرآن .. وملابسةُ هذه الأحداث والمقوّمات، وتَنسُّمُ جوها الواقعي، هو وحده الذي يجعل هذا القرآن مُدرَكاً وموحياً كذلك. فالقرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكان الجهد والجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقة، ومن معاناة هذا الأمر العسير وجرائره وتضحياته وآلامه، ومعاناة المشاعر المختلفة التي تصاحب تلك المكابدة في عالم الواقع، في مواجهة الجاهلية في أي زمان!
إن المسألة-في إدراك مدلولات هذا القرآن وإيحاءاته- ليست هي فهم ألفاظه وعباراته، ليست هي "تفسير" القرآن- كما اعتدنا أن نقول! المسألة ليست هذه. إنما هي استعداد النفس برصيد من المشاعر والمدركات والتجارب، تشابه المشاعر والمدركات والتجارب التي صاحبت نزوله، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهي تتلقاه في خضم المعترك .. معترك الجهاد .. جهاد النفس وجهاد الناس. جهاد الشهوات وجهاد الأعداء. والبذل والتضحية. والخوف والرجاء. والضعف والقوة. والعثرة والنهوض .. جو مكة، والدعوة الناشئة، والقلة والضعف، والغربة بين الناس .. جو الشَّعب والحصار، والجوع والخوف، والاضطهاد والمطاردة، والانقطاع إلا عن الله .. ثم جو المدينة: جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم، بين الكيد والنفاق، والتنظيم والكفاح .. جو "بدر" و "أحد" و "الخندق" و "الحديبية". وجو "الفتح"، و "حنين" و "تبوك". وجو نشأة الأمة المسلمة ونشأة نظامها الاجتماعي والاحتكاك الحي بين المشاعر والمصالح والمبادئ في ثنايا النشأة وفي خلال التنظيم.
في هذا الجو الذي تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية .. كان للكلمات وللعبارات دلالاتها وإيحاءاتها. وفي مثل هذا الجو الذي يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلامية من جديد يفتح القرآن كنوزه للقلوب، ويمنح أسراره، ويشيع عطره، ويكون فيه هدى ونور ..
لقد كانوا يومئذ يدركون حقيقة قول الله لهم:
"يَمنُّون عليك أن أسلموا. قل: لا تمنّوا عليّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" ..
(الحجرات: 17)
وحقيقة قول الله لهم:
"يا أيها الذين آمنوا استجيبوا الله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم. واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون. واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذي ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب. واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض، تخافون أن يتخطفكم الناس. فآواكم وأيدكم بنصره، ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون".
(الأنفال: 24 - 26)
وحقيقة قول الله لهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون" ..
(آل عمران: 123)
وحقيقة قول الله لهم:
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله. وتلك الأيام نداولها بين الناس. وليعلم الله الذين آمنوا، ويتخذ منكم شهداء. والله لا يحب الظالمين. وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. ولقد كنتم تَمَنَّون الموت من قبل أن تلقوه، فقد رأيتموه وأنتم تنظرون" …
(آل عمران: 139 - 143)
وحقيقة قول الله لهم:
"لقد نصركم الله في مواطن كثيرة. ويوم حنين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت، ثم وَليتم مدبرين. ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنوداً لم تروها، وعذب الذين كفروا. وذلك جزاء الكافرين" ..
(التوبة: 25، 26).
وحقيقة قول الله لهم:
"لتبلَوُن في أموالكم وأنفسكم، ولتسمعُنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً. وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور" ..
(آل عمران: 186)
كانوا يدركون حقيقة قول الله لهم في هذا كله، لأنه كان يحدثهم عن واقعيات في حياتهم عاشوها، وعن ذكريات في نفوسهم لم تغب معالمها، وعن ملابسات لم يبعد بها الزمن، فهي تعيش في ذات الجيل ..
والذين يعانون اليوم وغداً مثل هذه الملابسات، هم الذين يدركون معاني القرآن وإيحاءاته. وهم الذين يتذوقون حقائق التصور الإسلامي كما جاء بها القرآن. لأن لها رصيداً حاضراً في مشاعرهم وفي تجاربهم، يتلقونها به، ويدركونها على ضوئه .. وهم قليل .. )
وقال سيد ايضا:
((إن الذي نعنيه بالحياة في جو القرآن هو أن يعيش الإنسان في جو وفي ظروف وفي حركة وفي معاناة وفي صراع وفي اهتمامات كالتي كان يتنزل فيها هذا القرآن أن يعيش الإنسان في مواجهة هذه الجاهلية التي تعم وجه الأرض اليوم وفي قلبه وفي همه وفي حركته أن ينشى ء الإسلام في نفسه وفي نفوس الناس وفي حياته وفي حياة الناس مرة أخرى في مواجهة هذه الجاهلية بكل تصوراتها وكل اهتماماتها وكل تقاليدها وكل واقعها العملي ; وكل ضغطها كذلك عليه وحربها له ومناهضتها لعقيدتها الربانية ومنهجه الرباني ; وكل استجاباتها كذلك لهذا المنهج ولهذه العقيدة ; بعد الكفاح والجهاد والإصرار هذا هو الجو القرآني الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان ; فيتذوق هذا القرآن فهو في مثل هذا الجو نزل وفي مثل هذا الخضم عمل والذين لا يعيشون في مثل هذا الجو معزولون عن القرآن مهما استغرقوا في مدارسته وقراءته والاطلاع على علومه والمحاولة التي نبذلها لإقامة القنطرة بين المخلصين من هؤلاء وبين القرآن ليست بالغة شيئا إلا بعد أن يجتاز هؤلاء القنطرة ; ويصلوا إلى المنطقة الأخرى ; ويحاولوا أن يعيشوا في جو القرآن حقا بالعمل والحركة وعندئذ فقط سيتذوقون هذا القرآن)) مقدمة سورة الانعام
وقال ايضا: ((ولكي نحصل نحن من القرآن على قوته الفاعلة وندرك حقيقة ما فيه من الحيوية الكامنة ونتلقى منه التوجيه المدخر للجماعة المسلمة في كل جيل ينبغي أن نستحضر في تصورنا كينونة الجماعة المسلمة الأولى التي خوطبت بهذا القرآن أول مرة كينونتها وهي تتحرك في واقع الحياة وتواجه الأحداث في المدينة وفي الجزيرة العربية كلها ; وتتعامل مع أعدائها وأصدقائها ; وتتصارع مع شهواتها وأهوائها ; ويتنزل القرآن
حينئذ ليواجه هذا كله ويوجه خطاها في أرض المعركة الكبيرة مع نفسها التي بين جنبيها ومع أعدائها المتربصين بها في المدينة وفي مكة وفيما حولهما وفيما وراءهما كذلك أجل يجب أن نعيش مع تلك الجماعة الأولى ; ونتمثلها في بشريتها الحقيقية وفي حياتها الواقعية وفي مشكلاتها الإنسانية ; ونتأمل قيادة القرآن لها قيادة مباشرة في شؤونها اليومية وفي أهدافها الكلية على السواء ; ونرى كيف يأخذ القرآن بيدها خطوة خطوة وهي تعثر وتنهض وتحيد وتستقيم وتضعف وتقاوم وتتألم وتحتمل وترقى الدرج الصاعد في بطء ومشقة وفي صبر ومجاهدة تتجلى فيها كل خصائص الإنسان وكل ضعف الإنسان وكل طاقات الإنسان ومن ثم نشعر أننا نحن أيضا مخاطبون بالقرآن في مثل ما خوطبت به الجماعة الأولى وأن بشريتنا التي نراها ونعرفها ونحسها بكل خصائصها تملك الاستجابة للقرآن والانتفاع بقيادته في ذات الطريق إننا بهذه النظرة سنرى القرآن حيا يعمل في حياة الجماعة المسلمة الأولى ; ويملك أن يعمل في حياتنا نحن أيضا وسنحس أنه معنا اليوم وغدا)) مقد مة سورة آل عمران
ـ[روضة]ــــــــ[01 Jan 2007, 12:39 ص]ـ
للرفع(/)
أبحث عن تعريف بالألوسي وكتابه روح المعاني
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[18 Jun 2003, 05:06 م]ـ
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jun 2003, 05:41 م]ـ
بسم الله
إلى الأخ أحمد؛ هذا جواب مختصر سريع لما سألت عنه، مع أنك لم تبين بالتفصيل ما تريد، هل تريد مجرد ترجمة وتعريف، أم أنك تريد تفصيلاً أكثر عن هذا التفسير الجامع.
وعلى كل: انظر ما كتب تحت هذا الرابط، ثم اقرأ التعقيب عليه، مع العلم أن الذهبي رحمه الله غير دقيق في بيان عقيدة كل مفسر، فهو يعد الأشاعرة أهل السنة.
http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=139
ولي على ما في الرابط المذكور - وهو منقول من التفسير والمفسرون للذهبي - هذا التعقيب:
معلوم عند المتخصصين في علم التفسير أن كتاب الآ لوسي في التفسير من أوسع الكتب وأجمعها إلا أن كتابه هذا قد اشتمل على الكثير من الأخطاء وخاصة في العقيدة فهو يميل إلى التصوف، وهو يذكر في آخر كل مقطع يفسره كلاماً في التفسير الإشاري يذكر فيه بلايا وأوابد وشطحات خطيرة ينبغي الحذر منها.
وعلى كل حال فتفسيره هذا يصلح للمتخصصين وطلبة العلم الذين يميزون الغث من السمين ويفرقون بين الصحيح والضعيف والحق والباطل
ويمكن أن يرجع من أراد التوسع في معرفة هذا التفسير إلى:
ا _ القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لمحمد الحمود النجدي صفحة 54 - 58
2 - المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات لمحمد المغراوي 3/ 1292 - 1336
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[20 Jun 2003, 07:13 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم، ما ذكرتموه يكفي الحاجة إن شاء الله .. وبارك الله فيكم
ـ[کوثر]ــــــــ[26 Mar 2006, 07:00 م]ـ
الأخ أحمى الأزهري
إن سي دي موجود تحت عنوان "مكتبة التفسير و علوم القرآن"
فهناك تجد تفسير آلوسي
ومن الله التوفيق
ـ[حليمة ساسوي]ــــــــ[28 Mar 2006, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر المرحوم محمد الفاضل بن عاشور في كتابه " التفسير و رجاله " تعريفا مفصلا بالألوسي و عصره و تفسيره، و ستجد في الكتاب إن شاء الله معلومات مهمة جدا عن مذهبه العقدي و الفقهي، و أيضا عن منهجه في تفسيره مع الحديث عن الواقع الاجتماعي و السياسي الذي عرفه العراق زمن الألوسي، كل هذه المعلومات باسلوب أدبي سلس وممتع.
إضافة إل كتاب "التفسير و رجاله" ستجد عند الزركلي في أعلامه تعريفا بالشهاب الألوسي و قائمة من مؤلفاته.
ـ[سعد بن عبد الله]ــــــــ[29 Mar 2006, 02:34 ص]ـ
السلام عليكم ..
بالنسبة لتفسير روح المعاني فليس لي عناية به، لكن مشائخنا يحذرون من كثرة التفسير
الإشاري (الباطني) فيه فلذلك يكون طالب العلم على حذر منه مع الاستفادة مما فيه من خير ..
والله تعالى أعلم.(/)
مدارسة في تفسير القرطبي 3
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[18 Jun 2003, 07:50 م]ـ
نقل القرطبي في تفسيره عن أبي حنيفة والشافعي المنع من المسح على الجوربين إلا أن يكونا مجلدين وهو أحد قولي مالك. (6/ 102) ط: دار الكتب المصرية.
فما معنى قوله: مجلدين؟ هل يقصد بذلك أن يكون الجورب مخلوط بالجلد؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jun 2003, 08:01 م]ـ
بسم الله
جَوْرَبٌ مُجَلَّدٌ وُضِعَ الْجِلْدُ عَلَى أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:54 م]ـ
إلى الأخ محمد القحطاني- وفقه الله - نفعنا الله بعلمك، هلا ذكرت المصدر الذي نقلت منه هذه المعلومة.(/)
إذا أخطأ عليك أحد فكيف تتصرف؟ (انظر توجيه القرآن في ذلك)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:05 م]ـ
لايكاد يخلو المرء منا من أن يُعتدى أو يخطأ عليه في حياته، إما في بدنه أو ماله أو عرضه أو غير ذلك.
وماأكثر مايحصل البغي والعدوان في مقابلة ذلك حتى من بعض أهل الخير والصلاح، وقد جاء القرآن هاديا وموجها في هذا.
فالأحوال – في مقابلة ذلك الاعتداء - ثلاثة:
1.القصاص: و هذا جائز.
2.الظلم: وهذا ممنوع.
3.العفو: وهذا مندوب، ولكن يقيد بما إذا كان فيه إصلاح.
فطريقة القرآن إباحة الاقتصاص من المعتدي ومقابلته بمثل عدوانه وهذه الحالة الأولى.
والنهي عن ظلمه، وهذه الثانية.
والندب إلى العفو والإحسان، وهذه الثالثة.
وجمعت هذه المراتب الثلاث في قوله تعالى] وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [(الشورى:40).
وهذا التوجيه السامي وارد في آيات كثيرة كقوله] وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ [(النحل:126)، ولما كان القتال في المسجد الحرام محرماً قال تعالى:] فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ [(البقرة:91)] فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ [(البقرة:193 - 194) وهو كل ما حرمه الله وأمر باحترامه، فمن انتهكه فقد أباح الله الاقتصاص منه بقدر ما اعتدى به لا أكثر، وقوله:] فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ [(البقرة:194).
وقال سبحانه:] يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى .. [(البقرة:178)] وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ .. [(المائدة:45)] لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ [(النساء:148).
وفي النهي عن مقابلة العدوان بالظلم قال تعالى:] وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا [(الإسراء:33) والآيات في هذا المعنى كثيرة والله أعلم.
انظر: القواعد الحسان – مع تصرف وزيادة – وتعليقات الشيخ ابن عثيمين عليها، وإنني أنصح إخواني بسماع تلك التعليقات لما فيها من التهذيب والتحرير، كما في كلامه على قصة الغرانيق ورأيه في ذلك مثلا، بل ربما ناقش شيخه وخالفه كما في تحقيقه لقوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف:110).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2004, 01:20 ص]ـ
من آذاه الناس الناس في ماله أو عرضه أو نفسه شرع له أن يصبر، وهذا النوع من الصائب يصعب الصبر عليه جداً، لأن النفس تستعدي المؤذي لها، وهي تكره الغلبة، فتطلب الانتقام، فلا يصبر على هذا النوع إلا الأنبياء والصديقون، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا أوذي يقول «يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» وأخبر عن نبي من الأنبياء أنه ضربه قومه فجعل يقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» وقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه جرى له هذا مع قومه، فجعل يقول مثل ذلك.
فجمع في هذا ثلاثة أمور: العفو عنهم، والاستغفار لهم، والاعتذار عنهم بأنهم لا يعلمون، وهذا النوع من الصبر يثمر النصر والعز والسرور والأمن والقوة في ذات الله، وزيادة محبة الله ومحبة الناس له وزيادة العلم، ولهذا قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (السجدة 24) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين؛ فإن انضاف الى هذا الصبر قوة اليقين والإيمان ترقى العبد في درجات السعادة بفضل الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا قال الله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم «34» وما يلقاها} يعني الأعمال الصالحة مثل العفو والصفح {إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} فصلت 34 - 35، نصيب وافر وهي الجنة، ويعين العبد على هذا الصبر عدة أشياء ذكرها غابن القيم في مدارج السالكين:
أحدها
أن يشهد أن الله سبحانه وتعالى خالق أفعال العباد حركاتهم وسكناتهم وإراداتهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة إلا بإذنه ومشيئته، فانظر إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك؛ تستريح من الهم والغم والحزن.
الثاني
أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} (الشورى 30) فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطتهم عليه، عن ذمهم ولومهم والوقيعة فيهم، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي صارت في حقه نعمه.
قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه كلمة من جواهر الكلام: «لايرجونّ عبد إلا ربه، ولا يخافنّ عبد إلا ذنبه» وروى عنه وعن غيره: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة).
الثالث
أن يشهد العبد حسن الثواب الذي وعده الله لمن عفى وصبر، كما قال تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين}، ولما كان الناس عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام: ظالم يأخذ فوق حقه؛ ومقتصد يأخذ بقدر حقه؛ ومحسن يعفو ويترك حقه. ذكر الأقسام الثلاثة في هذه الآية فأولها للمقتصدين، ووسطها للسابقين، وآخرها للظالمين، ويشهد نداء المنادي يوم القيامة {ألا ليقم من وجب أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفى وأصلح} وإذا شهد مع ذلك فوت الأجر بالانتقام والاستيفاء سهل عليه الصبر والعفو.
الرابع
أن يشهد أنه إذا عفى وأحسن أورثه ذلك من سلامة القلب لإخوانه، ونقائه من الغش، والغل، وطلب الانتقام، وإرادة الشر، وحصل له من حلاوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته عاجلاً وآجلا على المنفعة الحاصلة له بالإنتقام أضعافاً مضاعفة، ويدخل في قوله تعالى {والله يحب المحسنين} آل عمران، فيصير محبوبا لله، ويصير حاله حال من أخذ منه دراهم فعوض عنها الوفا من الدنانير، فحينئذ يفرح بما من الله عليه أعظم ما يكون فرحا.
الخامس
أن يعلم أنه ما انتقم أحد قط لنفسه إلا أورثه ذلك ذلا وجده في نفسه فإذا عفى أعزه الله، وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام حيث يقول: «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا» رواه مسلم فالعز الحاصل له بالعفو أحب إليه وأنفع له من العز الحاصل له بالانتقام، فإن هذا عز في الظاهر وهو يورث في الباطن ذلا؛ والعفو ذل في الظاهر وهو يورث العز باطناً وظاهراً.
السادس
وهي من أعظم الفوائد- أن يشهد أن الجزاء من جنس العمل وأنه نفسه ظالم مذنب، وأن من عفى عن الناس عفى الله عنه، ومن غفر غفر الله له، فإذا شهد أن عفوه عنهم وصفحه وإحسانه مع إساءتهم إليه، سبب لأن يجزيه الله كذلك من جنس عمله فيعفو عنه ويصفح ويحسن إليه على ذنوبه، سهل عليه عفوه وصبره ويكفي العاقل هذه الفائدة.
السابع
أن يعلم أنه إذا اشتغلت نفسه بالانتقام وطلب المقابلة ضاع عليه زمانه وتفرق عليه قلبه، وفاته من مصالحه، ما لا يمكن استدراكه، ولعل هذا يكون أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفى وصفح فرغ قلبه وجسمه لمصالحه التي هي أهم عنده من الانتقام.
الثامن
أن انتقامه واستيفائه وانتصاره لنفسه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط، فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه مع أن أذاه أذى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خلق مذموم، وأحقها بكل خلق جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لها، فكيف ينتقم أحدنا لنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور بل الرجل العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها.
التاسع
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أوذي على ما فعله لله أو على ما أمره به من طاعته ونهى عنه من معصيته وجب عليه الصبر ولم يكن له الانتقام، فإنه قد أوذى في الله، فأجره على الله، ولهذا لما كان المجاهدون في سبيل الله ذهبت دماؤهم وأموالهم في الله لم تكن مضمونة، فإن الله تعالى اشترى منهم أنفسهم وأموالهم، فالثمن على الله لا على الخلق، فمن طلب الثمن منهم لم يكن له على الله ثمن، فإنه من كان في الله نفقه كان على الله خلفه.
وإن كان قد أوذي على معصية فليرجع باللوم على نفسه، ويكون في لومه لها شغل عن لومه لمن آذاه.
وإن كان قد أوذي على حظ، فليوطن نفسه على الصبر، فإن نيل الحظوظ دونه أمرٌ أمرُّ من الصبر، فمن لم يصبر على حر الهواجر، والامطار والثلوج، ومشقة الاسفار، ولصوص الطريق، وإلا فلا حاجة له في المتاجر وهذا أمر معلوم عند الناس أن من صدق في طلب شيء من الأشياء بذل من الصبر في تحصيله بقدر صدقة في طلبه.
العاشر
أن يشهد معية الله معه إذا صبر، ومحبة الله له ورضاه، ومن كان الله معه دفع عنه من أنواع الأذى والمضرات ما لايدفع عنه أحد من خلقه، قال الله تعالى: {واصبروا إن الله مع الصابرين} الانفال 46 وقال: {والله يحب الصابرين} آل عمران
الحادي عشر
أن يشهد أن الصبر نصف الإيمان، فلا يبدل من إيمانه جزء في نصرة نفسه، فإن صبر فقد أحرز إيمانه وصانه من النقص والله تعالى يدافع عن الذين آمنوا.
الثاني عشر
أن يشهد أن صبره حكم منه على نفسه وقهر لها، وغلبة لها، فمتى كانت النفس مقهورة معه مغلوبة، لم تطمع في استرقاقة، وأسره وإلقائه في المهالك، ومتى كان مطيعاً لها سامعاً منها مقهوراً معها لم تزل به حتى تهلكه، أو تتداركه رحمة من ربه. فلو لم يكن في الصبر إلا قهره لنفسه ولشيطانه؛ فحينئذ يظهر سلطان القلب ويثبت جنوده، فيفرح ويقوى ويطرد العدو عنه.
الثالث عشر
أن يعلم أنه إن صبر فالله ناصره ولابد، فإن الله وكيل من صبر وأحال ظالمه عليه، ومن انتصر بنفسه لنفسه وكله الله إلى نفسه فكان هو الناصر لها، فأين من ناصر الله خير الناصرين، إلى من ناصره نفسه أعجز الناصرين وأضعفه.
الرابع عشر
أن صبره على من آذاه واحتماله له يوجب رجوع خصمه عن ظلمه وندامته واعتذاره، ولوم الناس له فيعود بعد إيذائه له مستحيا منه، نادماً على ما فعله؛ بل يصير موالياً له وهذا معنى قوله: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم «34» وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}. فصلت
الخامس عشر
ربما كان انتقامه سبباً لزيادة شر خصمه وقوة نفسه وفكرته في أنواع الأذى التي يوصلها إليه كما هو المشاهد، فإذا صبر وعفى أمن من هذا الضرر، والعاقل لا يختار أعظم الضررين بدفع أدناهما، وكم قد جلب الانتقام والمقابلة من شر عجز صاحبه عن دفعه، وكم قد ذهبت به نفوس ورياسات وأموال وممالك لو عفى المظلوم لبقيت عليه.
السادس عشر
أن من اعتاد الانتقام ولم يصبر، لابد أن يقع في الظلم، فإن النفس لا تقتصر على قدر العدل الواجب لها. لا عملاً، ولا إرادة وربما عجزت عن الاقتصار على قدر الحق، فإن الغضب يخرج بصاحبه إلى حد لا يعقل ما يقول وما يفعل، فبين هو مظلوم ينتظر النصر والعز إذا انقلب ظالماً ينتظر المقت والعقوبة.
السابع عشر
أن هذه المظلمة التي ظلمها هي سبب، إما لتكفير سيئة، أو رفع درجة، فإذا انتقم ولم يصبر لم تكن مكفرة لسيئته ولا رافعة لدرجته.
الثامن عشر
أن عفوه وصبره من أكبر الجند له على خصمه، فإن من صبر وعفى كان صبره وعفوه موجبا لذل عدوه، وخوفه وخشيته منه، ومن الناس، فإن الناس لا يسكتون عن خصمه وإن سكت هو، فإذا انتقم زال ذلك كله ولهذا تجد كثيراً من الناس إذا شتم غيره أو آذاه يحب أن يستوفي منه، فإذا قابله استراح وألقى عنه ثقلاً كان يجده.
التاسع عشر
أنه إذا عفى عن خصمه، استشعرت نفس خصمه أنه فوقه، وأنه قد ربح عليه فلا يزال يرى نفسه دونه وكفى بهذا فضلاً وشرفاً للعفو.
العشرون
أنه إذا عفى وصفح كانت هذه الحسنة، فتولد له حسنة أخرى، وتلك الأخرى تولد أخرى، وهلم جرا، فلا تزال حسناته في مزيد، فإن من ثواب الحسنة الحسنة، كما أن من عقاب السيئة السيئة بعدها، وربما كان هذا سبباً لنجاته وسعادته الأبدية، فإذا انتقم وانتصر زال ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[09 May 2004, 01:04 ص]ـ
هذا النقل الذي تفضل أخونا ابو مجاهد بنقله عن ابن القيم، يكاد يكون بحروفه في قاعدة كتبها شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، عنوانها: (قاعدة في الصبر) ضمن جامع المسائل 1/ 165.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 May 2004, 07:32 ص]ـ
أشكر أخي الكريم عمر المقبل على تنبيهه السابق.
ومن باب الأمانة في النقل أنبه على أني قد نقلت الموضوع السابق من موقع صيد الفوائد، وقد ذكر بلا مرجع، ولما قرأت المشاهد المذكورة فيه ذكرتني بكلام لابن القيم في مدارج السالكين، فأضفت الإحالة إليه من عندي وهي ليست في المقال السابق الذي يظهر أنه منقول من المرجع الذي ذكره الشيخ عمر.
وأما كلام ابن القيم فهذا نصه في مدارج السالكين عند كلامه عن منزلة الخُلق. قال رحمه الله:
(وههنا للعبد أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه.
أحدها: المشهد الذي ذكره الشيخ رحمه الله. وهو مشهد القدر وأن ما جرى عليه: بمشيئة الله وقضائه وقدره. فيراه كالتأذي بالحر والبرد، والمرض والألم، وهبوب الرياح، وانقطاع الأمطار. فإن الكل أوجبته مشيئة الله. فما شاء الله كان. ووجب وجوده. وما لم يشأ لم يكن. وامتنع وجوده. وإذا شهد هذا: استراح. وعلم أنه كائن لا محالة. فما للجزع منه وجه. وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت.
فصل
المشهد الثاني: مشهد الصبر فيشهده ويشهد وجوبه، وحسن عاقبته، وجزاء أهله، وما يترتب عليه من الغبطة والسرور. ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام. فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة. وعلم أنه إن لم يصبر اختياراً على هذا -وهو محمود- صبر اضطراراً على أكبر منه. وهو مذموم.
فصل
المشهد الثالث: مشهد العفو والصفح والحلم فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته: لم يعدل عنه إلا لعشى في بصيرته. فإنه "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعلم بالتجربة والوجود. وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل.
هذا، وفي الصفح والعفو الحلم: من الحلاوة والطمأنينة والسكينة، وشرف النفس، وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام: ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.
فصل
المشهد الرابع: مشهد الرضى وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة، سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله. فإذا كان ما أصيب به في الله، وفي مرضاته ومحبته: رضيت بما نالها في الله. وهذا شأن كل محب صادق، يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره. ومتى تسخط به وتشكي منه، كان ذلك دليلا على كذبه في محبته. والواقع شاهد بذلك، والمحب الصادق كما قيل:
من أجلك جعلت خدي أرضا__للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه، فلينزل عن درجة المحبة. وليتأخر فليس من ذا الشأن.
فصل
المشهد الخامس: مشهد الإحسان وهو أرفع مما قبله. وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان. فيحسن إليه كلما أساء هو إليه. ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه. وأنه قد أهدى إليه حسناته، ومحاها من صحيفته. وأثبتها في صحيفة من أساء إليه. فينبغي لك أن تشكره، وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك.
وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب. وهذا المسكين قد وهبك حسناته. فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها، لثبت الهبة. وتأمن رجوع الواهب فيها.
وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم. وأهل العزائم.
ويهونه عليك أيضاً: علمك بأن الجزاء من جنس العمل. فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه. وأحسنت إليه، مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك. فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك. يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك. فهذا لابد منه. وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها.
فصل
(يُتْبَعُ)
(/)
المشهد السادس: مشهد السلامة وبرد القلب وهذا مشهد شريف جداً لمن عرفه، وذاق حلاوته. وهو أن لا يشتغل قلبه وسره بما ناله من الأذى، وطلب الوصول إلى درك ثأره، وشفاء نفسه. بل يفرغ قلبه من ذلك. ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له. وألذ وأطيب. وأعون على مصالحه. فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ماهو أهم عنده، وخير له منه. فيكون بذلك مغبوناً. والرشيد لا يرضى بذلك. ويرى أنه من تصرفات السفيه. فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس، وإعمال الفكر في إدراك الانتقام؟.
فصل
المشهد السابع: مشهد الأمن فإنه إذا ترك المقابلة والانتقام: أمن ماهو شر من ذلك. وإذا انتقم: واقعه الخوف ولابد. فإن ذلك يزرع العداوة. والعاقل لا يأمن عدوه، ولو كان حقيرا. فكم من حقير أردى عدوه الكبير؟ فإذا غفر، ولم ينتقم، ولم يقابل: أمن من تولد العداوة، أو زيادتها. ولابد أن عفوه وحلمه وصفحه يكسر عنه شوكة عدوه. ويكف من جزعه، بعكس الانتقام. والواقع شاهد بذلك أيضا.
فصل
المشهد الثامن: مشهد الجهاد وهو أن يشهد تولد أذى الناس له من جهاده في سبيل الله. وأمرهم بالمعروف. ونهيهم عن المنكر. وإقامة دين الله، وإعلاء كلماته.
وصاحب هذا المقام: قد اشترى الله منه نفسه وماله وعرضه بأعظم الثمن. فإن أراد أن يسلم إليه الثمن فليسلم هو السلعة ليستحق ثمنها. فلا حق له على من آذاه. ولا شيء له قبله، إن كان قد رضي بعقد هذا التبايع. فإنه قد وجب أجره على الله.
وهذا ثابت بالنص وإجماع الصحابة رضي الله عنهم. ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين من سكنى مكة -أعزها الله- ولم يرد على أحد منهم داره ولا ماله الذي أخذه الكفار. ولم يضمنهم دية من قتلوه في سبيل الله.
ولما عزم الصديق رضي الله عنه على تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين وأموالهم. قال له عمر بن الخطاب -بمشهد من الصحابة رضي الله عنهم- تلك دماء وأموال ذهبت في الله. وأجورها على الله، ولا دية لشهيد فأصفق الصحابة على قول عمر. ووافقه عليه الصديق.
فمن قام لله حتى أوذي في الله: حرم الله عليه الانتقام. كما قال لقمان لابنه " وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ".
فصل
المشهد التاسع: مشهد النعمة وذلك من وجوه.
أحدها: أن يشهد نعمة الله عليه في أن جعله مظلوماً يترقب النصر. ولم يجعله ظالما يترقب المقت والأخذ. فلو خير العاقل بين الحالتين -ولابد من إحداهما- لاختار أن يكون مظلوماً.
ومنها: أن يشهد نعمة الله في التكفير بذلك من خطاياه. فإنه ما أصاب المؤمن هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه. فذلك في الحقيقة دواء يستخرج به منه داء الخطايا والذنوب. ومن رضي أن يلقى الله بأدوائه كلها وأسقامه، ولم يداوه في الدنيا بدواء يوجب له الشفاء: فهو مغبون سفيه. فأذى الخلق لك كالدواء الكريه من الطبيب المشفق عليك. فلا تنظر إلى مرارة الدواء وكراهته ومن كان على يديه. وانظر إلى شفقة الطبيب الذي ركبه لك، وبعثه إليك على يدي من نفعك بمضرته.
ومنها: أن يشهد كون تلك البلية أهون وأسهل من غيرها. فإنه ما من محنة إلا وفوقها ما هو أقوى منها وأمر. فإن لم يكن فوقها محنة في البدن والمال فلينظر إلى سلامة دينه وإسلامه وتوحيده. وأن كل مصيبة دون مصيبة الدين فهينة. وأنها في الحقيقة نعمة. والمصيبة الحقيقية مصيبة الدين.
ومنها: توفية أجرها وثوابها يوم الفقر والفاقة. وفي بعض الآثار: أنه يتمنى أناس يوم القيامة لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض، لما يرون من ثواب أهل البلاء.
هذا. وإن العبد ليشتد فرحه يوم القيامة بما له قبل الناس من الحقوق في المال والنفس والعرض. فالعاقل يعد هذا ذخراً ليوم الفقر والفاقة. ولا يبطله بالانتقام الذي لا يجدي عليه شيئاً.
فصل
المشهد العاشر: مشهد الأسوة وهو مشهد شريف لطيف جداً. فإن العاقل اللبيب يرضى أن يكون له أسوة برسل الله، وأنبيائه وأوليائه، وخاصته من خلقه. فإنهم أشد الخلق امتحاناً بالناس، وأذى الناس إليهم أسرع من السيل في الحدور. ويكفي تدبر قصص الأنبياء عليهم السلام مع أممهم. وشأن نبينا صلى الله عليه وسلم وأذى أعدائه له بما لم يؤذه من قبله. وقد قال له ورقة بن نوفل لتكذبن. ولتخرجن. ولتؤذين وقال له ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وهذا مستمر في ورثته كما كان في مورثهم صلى الله عليه وسلم.
أفلا يرضى العبد أن يكون له أسوة بخيار خلق الله، وخواص عباده: الأمثل فالأمثل؟.
ومن أحب معرفة ذلك فليقف على محن العلماء، وأذى الجهال لهم. وقد صنف في ذلك ابن عبد البر كتاباً سماه محن العلماء.
فصل
المشهد الحادي عشر: مشهد التوحيد وهو أجل المشاهد وأرفعها. فإذا امتلأ قلبه بمحبة الله، والإخلاص له ومعاملته، وإيثار مرضاته، والتقرب إليه، وقرة العين به، والأنس به، واطمأن إليه. وسكن إليه. واشتاق إلى لقائه، واتخذه ولياً دون من سواه، بحيث فوض إليه أموره كلها. ورضي به وبأقضيته. وفني بحبه وخوفه ورجائه وذكره والتوكل عليه، عن كل ما سواه: فإنه لا يبقى في قلبه متسع لشهود أذى الناس له ألبتة. فضلا عن أن يشتغل قلبه وفكره وسره بتطلب الانتقام والمقابلة. فهذا لا يكون إلا من قلب ليس فيه ما يغنيه عن ذلك ويعوضه منه. فهو قلب جائع غير شبعان. فإذا رأى أي طعام رآه هفت إليه نوازعه. وانبعثت إليه دواعيه. وأما من امتلأ قلبه بأعلى الأغذية وأشرفها: فإنه لا يلتفت إلى ما دونها. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم.) انتهى من مدارج السالكين 3/ 94 - 103 بتحقيق عبدالعزيز الجليل. طبعة دار طيبة.(/)
كتاب الإكسير في علم التفسير للطوفي، حاول تحصيله
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:38 م]ـ
من أحسن الكتب التي وقفت عليها مما يتعلق موضوعها بعلوم القرآن كتاب الإكسير في علم التفسير للعلامة الطوفي، و قد طبع الكتاب طبعتين، إحداهما قبل ثلاثين سنة و الأخرى مصورة عنها.
و عندي هاهنا اقتراحان:
الأول: أن يقوم الإخوان في المنتدى بدراسة ما فيه من اجتهادات للطوفي رحمه الله و هي كثيرة.
و الثاني: البحث عن أصوله الخطية، و إعادة إخراجه إخراجا علميا يليق به، مع خدمة فقراته و جمله بعزو الآيات و تخريج الأحاديث و عزو الأقوال و توثيقها من مصادرها الأولى، و كافة صنوف الدراسة العلمية للكتاب، و هذا الأخير لمن وجد في نفسه الأهلية لذلك، علما أن الكتاب ينفع طرحه ضمن مراحل الدكتوراه أو الماجستير لطلاب الداراسات العليا في كليتي الشريعة و الآداب؛ لأن مادة الكتاب شملت علمي التفسير و البلاغة، و الله الموفق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Jun 2003, 04:58 م]ـ
الأخ الفاضل أبو تيمية حفظه الله
الكتاب كما ذكرتَ، غير أن اسمه كما ذكر مؤلفه سليمان بن عبد القوي الحنبلي المعروف بالطوفي (ت: 716) (الإكسير في قواعد علم التفسير)، ولا أدري لم لم يوضع عنوان مؤلفه على الغلاف الكتاب.
وقد قال في سبب تأليفه لهذا الكتاب:» فإنه لم يزلْ يتلجلجُ في صدري إشكال علمِ التفسيرِ، وما أطبق عليه أصحاب التفاسير، ولم أر أحدًا منهم كشفه فيما ألَّفه، ولا نحاه فيما نحاه، فتقاضتني النفس الطالبة للتحقيقِ، الناكبةُ عن جمرِ الطريقِ؛ لوضع قانونٍ يعوَّلُ عليه، ويصار في هذا الفنِّ إليه، فوضعت لذلك صدرَ هذا الكتاب، مُرْدِفًا له بقواعدَ نافعةٍ في علم الكتابِ، وسميتُه الإكسير في قواعد علم التفسير، فمن ألَّفَ على هذا الوضعِ تفسيرًا، صار في هذا العلمِ أوَّلاً وإن كان أخيرًا، ولم أضع هذا القانون لمن يجمدُ عند الأقوالِ، ويصمدُ لكلِّ من أطلق لسانَه وقال، بل وضعته لمن لا يغترُّ بالمحالِ، وعرف الجالَ بالحقِّ، لا الحقَّ بالرجالِ، وجعلته بحسبِ هذا على مقدمةٍ وأقسام «(ص: 1).
وأقسام الكتاب كما يأتي:
? مقدمة في بيان التفسير والتأويل (ص: 1 ـ 2).
? القسم الأول: سبب احتياج بعض قراء القرآن للتفسير والتأويل (ص: 3 ـ 16).
? القسم الثاني: في بيان العلوم التي اشتمل القرآن عليها، وينبغي للمفسر النظر فيها (ص: 17 ـ 28).
? القسم الثالث: في علم المعاني والبيان؛ لكونهما من أنفس علوم القرآن (ص: 29 ـ 233).
وجلُّ مباحث هذا الكتاب في علم البلاغة، وقد طرح في القسم الأول كلامًا مهمًا في يدخل في علم أصول التفسير؛ كإشارته إلى بعض قواعد الترجيح.
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Jun 2003, 05:09 م]ـ
الشيخ مساعد وفقكم الله و بارك الله فيكم
ما ذكرتموه صحيح،،،
فالكتاب أكثر مباحثه في علم البلاغة، و هي بلا شك من الأدوات التي ينبغي للمفسر تحصيلها، و لذلك تجد الطوفي في كتابه الإكسير يمزج بينهما، كما تقرأ ذلك في مباحث الكتاب، و يمكن القول أن جل مباحث الكتاب تخريج للبلاغة على آيات القرآن، فهو يمثل بالآيات في تضاعيف مباحث البلاغة، و بخصوص ما قدم به لكتابه، فهو حقيقة لب الكتاب و هو القانون الذي وضعه لفهم أقاويل المفسرين و الترجيح بينها و كأنه استفاد كثيرا منه من شيخ الإسلام ابن تيمية و الله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 Aug 2007, 05:28 ص]ـ
لعل الطبعة المقصودة هي طبعة مكتبة الآداب سنة 1977م بتحقيق د. عبد القادر حسين
وهي طبعة سيئة، مليئة بالتصحيف والتحريف، والخطأ في فهم كلام المؤلف، والخطأ في ترجمة الأعلام وغير ذلك.
هل طبع الكتاب طبعة أفضل؟!(/)
سؤالان حول تفسير الصحابي (من أجوبة الدكتور مساعد الطيار لملتقى أهل الحديث)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:49 م]ـ
قال السائل: تفسير الصحابي للآية، هل يعتبر حجة يجب الأخذ بها؟ خصوصاً إذا لم يتابعه عليه أحد.
أجاب الشيخ مساعد الطيار وفقه الله:
إن هذا افتراض عقلي، فهل يوجد له مثال كي يُتكلَّم عنه، وإلا فلو أُجيب عن كل افتراض لكثر الكلام، وطال المقام، والنتيجة المحصَّلة ليست بشيء، فأرجو منك أيها الأخ الكريم أن تذكر مثالاً لذلك ليناقش عبر المثال.
وقولك: (ولم يتابعه عليه أحد) ماذا يعني؟
هل يعني أنه عُرِفَ التفسير عنه، ولم يؤخذ به، فإن كان ذلك كذلك، فأين مثاله.
أو أنه لم يُعرف، وهو قول غير مشهورٍ، وهو قول مطمور وُجِدَ بعد زمن من الأقوال المنقولة.
وكل هذا مما يحتاج إلى مثال، لكن مما يجب أن يُعلم أن قول الصحابي ـ من حيث الجملة ـ معتبر في التفسير، والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:51 م]ـ
السؤال: إذا اختلف في التفسير اثنان من الصحابة، أحدهما ابن عباس؛ هل يجب الأخذ بقول الحبر؟ أم ينظر في ذلك إلى القرائن، كمطابقة ظاهر اللغة، والمعلوم من خطاب الشارع، ونحو هذا؟
أجاب الشيخ مساعد الطيار وفقه الله:
لا يلزم الأخذ بقول الحبر مطلقًا، لأنَّ في ذلك إدعاءٌ العصمة له من الخطأ، وذلك ما لا يقال به، لكن إذا وقع الاختلاف في التفسير بينهم، عُمِدَ إلى المرجِّحات عن كان الاختلاف يحتاج إلى ترجيح، لكن إذا كان الاختلاف من باب التنوع، والآية تحتمل هذه الأقوال، فليس أحدها متروكًا، بل كلها معتبرة، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:00 ص]ـ
يرفع للفائدة ... وبارك الله في الشيخ عبد الرحمن والشيخ مساعد ....(/)
دراسات لأسلوب القرآن الكريم للعلامة محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[19 Jun 2003, 01:53 م]ـ
هذا الكتاب من أنفس ما خطته أيدي المتأخرين في علوم القرآن، شهد بذلك كل من شمَّ رائحة العلم!
و سؤالي:
هل هناك دراسات عن المؤلف الشيخ عبد الخاق رحمه الله؟
و عن كتابه؟
هل هناك من اختصره، أو انتقى منه أو تعقبه أو نكت عليه؟؟
وأيضا لم لا يوضع الكتاب على الشبكة العنكبوتية - بعد استئذان أصحادب الحق في طباعته؟
و الله الموفق.
ـ[منير العتيبي]ــــــــ[28 Oct 2003, 08:45 م]ـ
بدل الطبعة القديمة الرديئة(/)
لمذا نحن دائما مسبوقون؟
ـ[يزيد بن هارون]ــــــــ[19 Jun 2003, 04:57 م]ـ
كثير من برامج الحاسب الآلي الإسلامية أول من يقوم بوضعها كثير من غير المسلمين وبخاصة نصارى العرب، فبعض برامج القرآن الكريم القائمون على الشركة تجار مسلمون جزاهم الله خيرا لكن الأفكار والرؤى من غيرهم، ونحن دائما عالة عليهم، فماذا لا يكون لنا قصب السبق في إنتاج البرامج الإسلامية، فأقسم بالله أنه لن يكون في أحد الغيرة على ديننا مثل ما يكون لدينا.
وأنا أطرح بعض المشاريع التي تهم أهل القرآن ومنها على سبيل المثال:
إنشاء برامج تعنى بالقراءات القرآنية من حيث ضبطها و و و. . . الخ مما لإخواني أعلم به مني فيه.
إنشاء برنامج فيه جميع القراءات يمكن نسخه على الوورد، فبعض طلبة العلم يواجهه عند تحقيق المخطوطات ان المؤلف يذكر القراءة القرآنية بقراءة غير قراءة حفص، فلا يستطيع الباحث تابتها بالرسم العثماني.
جمع التفاسير في إسطوانة واحدة أو موقع واحد ويكون فيه التكشيف قويا، يجتمع عليه طلاب علم أفاضل عرفوا بالقوة العلمية وهم من ذوي الاختصاص ثم يقومون يتكشبف هذه التفاسير، ووضعها على شكل موضوعات بحيث يتسنى لكل قاربء الإفادة من هذه التقنيات الحديثة.
التعريف بالمفسرين والقراء ومعربي القرآن تعريفا كاملا مع الإحالة إلى أكبر قدر ممكن من المصادر.
إلى غير ذلك من المشاريع.
نعم أنا أعرف أن هذا العمل شاق وشاق، لكنه يسهل ما هو أشق منه {فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة} إنه طريق إلى الجنة.
إن أهل الدنيا ما استصعبوا مثل هذه الأمور، فلم يستصعبها مريد الله والدار الآخرة.(/)
تفسير قوله تعالى: " وما ربك بظلام للعبيد "
ـ[طالب العلم]ــــــــ[19 Jun 2003, 07:41 م]ـ
أطلب من مشايخ هذا الملتقى الأفاضل بيان تفسير قوله تعالى: " وما ربك بظلام للعبيد "، مع االحكمة في التعبير عن الفعل بصيغة المبالغة " ظلام " دون مجرد الصفة " ظالم "، مع ذكر المرجع لزيد الفائدة. ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jun 2003, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي السؤال: ما سألت عنه أجاب عنه العلماء رحمهم الله، ومن أجمع ما قرأته حول ما أوردته ما ذكره الزركشي في برهانه بقوله:
(ومن المشكل قوله تعالى (وما ربك بظلام للعبيد) وتقريره: أنه لايلزم من نفي الظلم بصيغة المبالغة نفي أصل الظلم، والواقع نفيه قال الله تعالى: (إن الله لايظلم الناس شيئاً) (إن الله لايظلم مثقال ذره) وقد اجيب عنه باثني عشر جوابا
أحدما:أن ظلاما وإن كان يراد به الكثرة لكنه جاء في مقابله العبيد وهو جمع كثرة، إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا، ويرشح هذا الجواب أنه سبحانه وتعالى قال في موضع آخر (علام الغيوب) فقابل صيغة فعال بالجمع،وقال في موضع آخر (عالم الغيب) فقابل صيغة فاعل الدالة على أصل الفعل بالواحد، وهذا قريب من الجواب عن قوله تعالى: (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون) حيث احتج به المعتزله على تفضيل الملائكة على الانبياء،وجوابه أنه قابل عيسى بمفرده بمجموع الملائكة وليس النزاع في تفضيل الجمع على الواحد.
الثاني:أنه نفي الظلم الكثير فينتفي القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة ظلمه في حق من يجوز عليه النفع كان الظلم القليل في المنفعة أكثر.
الثالث: أنه على النسب واختاره ابن مالك، وحكاه في شرح الكافية عن المحققين أي ذا ظلم كقوله: «وليس بنبال» أي بذي نبل، أي لاينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار.
الرابع: أن فعالا قد جاء غير مراد به الكثرة كقوله طرفه:
ولست بحلال التلاع مخافة = ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لايريد أنه يحل التلاع قليلا لآن ذلك يدفعه قوله يسترفد القوم ارفد هذا بدل على نفي الحال في كل حال لان تمام المدح لايصل بإيراد الكثرة.
الخامس: أن أقل القليل لو ورد منه سبحانه وقد جل عنه لكان كثيرا لاستغنائه عنه كما يقال زله العالم كبيرة ذكره الحريري في الدرة قال وإليه أشار المخزومي في قوله: كفوفه الظفر تخفى من حقارتها = ومثلها في سواد العين مشهور
السادس: أن نفي المجموع يصدق بنفي واحد ويصدق بنفي كل واحد ويعين الثاني في الآية للدليل الخارجي وهو قوله إن الله لايظلم مثقال ذرة.
السابع: أنه اراد ليس بظالم ليس بظالم ليس بظالم فجعل في مقابله ذلك وما ربك بظلام.
الثامن: أنه جواب لمن قال ظلام والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم كما إذا خرج مخرج الغالب.
التاسع: أنه قال بظلام لآنه قد يظن أن من يعذب غيره عذاب شديدا ظلام قبل الفحص عن جرم الذنب.
العاشر: أنه لما كان صفات الله تعالى صيغة المبالغة فيها وغير المبالغة سواء في الإثبات جرى النفي على ذلك ..
الحادي عشر: أنه قصد التعريض بأن ثمة ظلاما للعبيد من ولاة الجور.) انتهى من البرهان 3/ 85 - 88 بتحقيق المرعشلي وجماعة.
ـ[طالب العلم]ــــــــ[21 Jun 2003, 01:39 م]ـ
الأخ أبومجاهدالعبيدي حفظه الله:
أشكر لك أخي الكريم ما تفضلت به من الإفادة حول هذا الموضوع ولك مني خالص الشكر والدعاء(/)
ما رأيكم في الإجماع؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jun 2003, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو النصر الحدادي السمرقندي في كتابه المدخل لعلم تفسير كلام الله تعالى: (أجمع أهل التفسير على أنه للشمس [يقصد الضمير في «توارت»]، أي: غابت الشمس وراء الحجاب، وهو جبل دون المغرب.) ص408 بتحقيق صفوان داوودي.
ذكر هذا في باب الكناية عما لم يسبق ذكره.
وقد اطلعت على تعليق جيد لصفي الدين المباركفوري على تفسير الجلالين لسورة ص~
حيث ذكر أن الضمير هنا ليس للشمس؛ إذ لم تذكر من قريب ولا بعيد، ولا إشارة ولا صراحة. ومرجع الضمير هو الخيل: أي أنه أجرى الخيل حتى غابت عن الأنظار، ثم أمر بردها حتى رجعت ... ص931 طبعة دار السلام.
فما تعليق الإخوة على هذين النقلين؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[21 Jun 2003, 03:11 م]ـ
الأخ أبو مجاهد حفظه الله
لقد اطلعت على ما ذكرت من الإجماع، وقد رجعت إلى بعض كتب التفسير، ولم أجد عن السلف غير هذا القول الذي اعترض عليه المحقق صفي الدين، وقد ورد عن ابن مسعود وقتادة والسدي كما عند الطبري.
ومن هنا جاء ذكر الإجماع فيما يبدو.
والنظر الذي يحسن هنا بعد ورود هذا القول عن السلف هو النظر في احتمال القول الذي ذكره المحقق صفي الدين، وليس الاعتراض على قول السلف.
وإذا صحَّ قوله في معنى الآية، فإنه يكون معنىً آخر غير ما ذكره السلف، والمتواري شيء واحد إما الشمس وإما الخيل، وإذا كان هذا هو النظر فالاختلاف اختلاف تضاد، ومن ثَمَّ، فما ذكره السلف أولى، والله أعلم.
أما قوله حفظه الله:أن الضمير لم يذكر للشمس لا من قريب ولا من بعيد، فقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله ردًّا على هذا، قال: ((وأهل اللغة يقولون: يعني الشمس، ولم يجر لها ذكر ولا أحسبهم أعطوا في هذا الفكرة حقه؛ لأن في الآية دليلا على الشمس، وهو قوله: ((بالعشي))، ومعناه عُرِض عليه بعد زوال الشمس حتى توارت الشمس بالحجاب، ولا يجوز الإضمار إلا أن يجري ذكر أو دليل ذِكْرٍ فيكون بمنزلة الذكر)).
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 Sep 2006, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، فإن من خواص الإسلام الثبات و التطور، فالعقيدة تمثل الثابت الذي لا يقبل التغيير، أما الجانب التشريعي فإنه ثابت من حيث الأصول و القواعد العامة، و متغير من حيث التفاصيل الإجرائية، ومن ثم يجوز لنا القول إن التفسير هو الآخر تحكمه هذه الخاصية، ففيه الإجماع، و فيه المختلف فيه، ذلك أن التفسير هو استنباط مراد الله تعالى من القرآن الكريم حسب القدرة البشرية، بغية تنزيله على الواقع، حتى نعبد الحياة كل الحياة لله رب العالمين. فالتفسير في اعتقادي هو مشروع حضاري. فالإنسان المسلم في كل زمان و مكان يرجع إلى القرآن الكريم ليعرف حكم الله في الواقع المعيش و ما تكتنفه من أحوال استجدت تحتاج منا إلى معرفة حكم الله تعالى فيها، و شيء طبيعي أن تكون بعض الأمور هي التي استجدت ومن ثم فهي التي تشكل الجانب المتطور أو المتغير من الحياة. ولعل عدم الانتباه إلى ربط التفسير بالواقع الذي أنتجه هو الذي يجعل كثير من المتعاملين مع التفاسير يخرجون بانطباع تشابه التفاسير، وأن بعضها يمكن أن يغني عن الباقي. أما إذا ربطنا التفسير بالواقع فسنكتشف الجانب الثابت و المتطور في التفسير. و لكن مثل هذا العمل يحتاج إلى تضافر الجهود و إلى الصبر و الدربة العلمية لاستخراج المجمع عليه في التفسير، و تمييزه عن المختلف فيه و درجة الاختلاف و نوعيته، و تمييز ما يعتد به منها لموافقته لقواعد التفسير و أصوله.
و قد بدأت في جامعتنا هذا العمل مع زمرة من طلبة الإجازة الذين كلفوا بإعداد فهرسة شاملة لأقوال المفسيرين من عصور مختلفة لمعرفة ماحصل حوله الإجماع و ما اختلف فيه. و العمل لا زال في بدايته، و هو مجهود نافع إن شاء الله تعالى، ذلك أنه يتوخى اقتصاد المجهود و توفيرالوقت للبحث في المختلف فيه، و تجريد تفاسيرنا من التكرار.
و الله الموفق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[07 Sep 2006, 11:17 ص]ـ
فيسمح لي فضيلة المشرف:
الإجماع لما يحويه من مرتبة عالية في الاحتجاج دعوة تساهل فيها كثير من المتأخرين صراحة حتى صارت في محل نظر .. والأمر يدعو إلى استقراء وتمحيص
ولعل المسألة لائقة بما ذكره فضيلة الدكتور: أحمد بزوي الضاوي حيث ذكر الفكرة رشيدة جدا وتحتاج إلى جهد فائق.
يالتنا نراها في عدة مؤلفات خاصة تكون نواة لهذه الموسوعة ولتكن البداية (الإجماع في ءايات الأحكام)(/)
ما حد استخدام العقل المجرد في التفسير
ـ[أبو مسفر]ــــــــ[20 Jun 2003, 05:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أقرا آيات في كتاب الله ثم يظهر لي معنى من هذه الآية. هل أعده تفسيراً؟ هذا إذا كنت عامياً ليس لدي علم ولا معرفة بأي شيء من تفسير القرآن، ولكن لدي عقل راجح مثلاً.
ثم إذا كانت عندي معلومات عن القرآن ولكنها قاصرة هل أستخدم عقلي؟ إذن هل العقل وحده ممكن أن يفسر به القرآن؟
ثم ما هي المدرسة العقلية التي فسرت القرآن مع ذكر المآخذ عليها؟
وتفسير الشعراوي فيأي خانة نضعه؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 May 2004, 06:01 م]ـ
للتذكير بالسؤال وطلب الإجابة عليه لأهميته. أرجو المشاركة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 May 2004, 10:50 م]ـ
أخي الكريم في سؤالك عدد من النقاط أقسمها وأتحدث عنها على حدة:
الأولى: قولك: ((عندما أقرا آيات في كتاب الله ثم يظهر لي معنى من هذه الآية. هل أعده تفسيراً؟ هذا إذا كنت عامياً ليس لدي علم ولا معرفة بأي شيء من تفسير القرآن، ولكن لدي عقل راجح مثلاً)
أولاً: لا يمكن أن تمنع نفسك من بادي الرأي الذي يظهر لك أثناء قراءتك لكتاب الله سبحانه، وهذا القدر لست مؤاخذًا به، لأنه لا يمكنك الانفكاك عنه.
ثانيًا: أن تتبنَّى هذا الرأي دون أن ترجع إلى العلماء ليصحِّحوا لك ما ظهر لك من التفسير أو الاستنباط، فالبِدار بالقول ببادي الرأي وتبنيه ونشره وحالك ـ كما قلت ـ: أنك عاميٌّ ليس لديك علم ولا معرفة، فإن هذا من القول على الله بغير علم، وهو من الكبائر التي نهى الله عنها في قوله: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينَزِّل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف: 33). فانظر كيف قرن القول عليه بغير علم مع هذه الكبائر خصوصًا الشرك بالله.
ومن هذه الآية تعلم خطر القول على الله بغير علم، وأنت قد نصصت على ذلك، والعلم أصل أساس في القول بالرأي المحمود، ولا يكفي في ذلك العقل، لأن العقل غير المنضبط بالشرع لا يهدي للصواب دائمًا، وإن وقع منه في بعض الأحيان.
وبمناسبة ذكر العلم والعقل، ومن باب تمليح الكلام استطرد في ذكر مناظرة أقامها شاعر بين العلم والعقل فقال:
علم العليم وعقل العاقل اختلفا=من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا؟
فالعلم قال: أنا أحرزت غايته =والعقل قال: أنا الرحمن بي عُرِفا
فأفصح العلم إفصاحًا وقال له:= بأيِّنا الله في فرقانه اتَّصفا؟
فبان للعقل أن العلم سيدُه = فقبَّل العقلُ رأس العلم وانصرفا
ثانيًا: قولك: ((ثم إذا كانت عندي معلومات عن القرآن ولكنها قاصرة هل أستخدم عقلي؟ إذن هل العقل وحده ممكن أن يفسر به القرآن؟))
فإن جواب سؤالك في سؤالك، فما دمت تحكم بقصور معلوماتك، فليس لك أن تفسر القرآن، ثم هل أنت ملزم بأن تستخدم عقلك في التفسير وهذا حالك؟
أرى أنك لست ملزمًا، بل عليك الرجوع إلى أهل العلم، والقراءة في كتب التفسير لتتبصر بما قاله أهله.
والعقل وحده لا يكفي في تفسير القرآن، ولا يمكن أن يستقل به دون المصادر الأخرى التي يعتمد عليها من يريد أن يفسر القرآن برأيه.
وحال هذا كحال رجل يدِّعي الطبَّ ويداوي الناس، فقد يصيب شيئًا، لكن أخطاءه وطوامَّه أكثر من إصابته للحق.
وهذا إذا كان غير مرضيِّ في علوم البشر، فما بالك بعلم يتعلق بالله سبحانه؟ وهو بيان مراد الله بكلامه.
ثالثًا: قولك: ((ثم ما هي المدرسة العقلية التي فسرت القرآن مع ذكر المآخذ عليها؟))
أطلق مصطلح المدرسة العقلية على مجموع المتكلمين الذين يستخدمون عقولهم دون الاعتماد على النصوص، وقد صار يطلق على وجه الخصوص على المعتزلة قديمًا، ثمَّ على محمد عبده ومن سار على نهجه حديثًا.
ونسبتهم إلى العقل اصطلاحٌ، وإلا فالعقل الصحيح ليس معهم، بل معهم العقل المجرَّدُ، أو العقل المعتمد على مصادر غير إسلامية، كالمنطق والفلسفة وأفكار الحضارة الغربية وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يُتعجَّب منه أن هؤلاء يُنسبون إلى العقل، وكأن مقابليهم ليس لهم عقول، ولكن الأمر ليس كذلك، بل هؤلاء اعتمدوا على عرض الشريعة على عقولهم التي أصابها فساد إما من جهة الشبهات، وإما من جهة الشهوات، فصارت تسيِّر عقولهم في أمورهم الفكرية، فردُّوا بعض نصوص الكتاب والسنة لهذا السبب.
ويمكن القول بأن العقل على مراتب:
الأول: استخدام العقل المجرد عن أي مصدر، وغالبًا ما يكون ذلك عند فقدان النصِّ أو عند بادئ الرأي.
الثاني: الاعتماد على العقل المعتمد على مصادر فاسدة أو غير صحيحة؛ كما وقع لكثير من المعتزلة، وكذلك بعض المعاصرين الذين لا يرون حرمة النص القرآني، ويتعاملون معه كأي نص عربي، وهؤلاء عندهم مصدرهم، لكنه مصدر مخالف للصواب، وهذا أكثر من سابقه بكثير.
الثالث: الاعتماد على العقل المعتمد على مصادر الشريعة، وهذا الذي ينتج الرأي المحمود الذي لا زال العلماء يتعاملون به إلى اليوم.
وإذا تأملت هذه القسمة علمت أن نسبتهم إلى العقل تحكُّمٌ، فلو رٌبِط العقل بوصف زائد لكان أولى.
ولما كثر وصفهم بذلك جعلوا مقابلهم أهل النص والأثر، وزعم من زعم أن هؤلاء لا يستعملون نقولهم، وأنهم جمدوا مع النص، وأنهم لا يقدمون لأمة جديدًا، وهذا الزعم مخالف لواقع العلماء في الحكم على المستجدات، وطريقة التعامل معها.
لكن هؤلاء يريدون الانفلات من النص دون رقيب ولا حسيب، فينتسبون إلى العقل، والعقل الصريح منهم براء.
وأحب أن أنوه هنا إنه قد سبق التعليق على مصطلح مدرسة الذي شاع استخدامه في الدراسات القرآنية، ولعلي أذكر الرابط فأضعه لاحقًا من باب الفائدة.
ويمكن للسائل إن أراد أن يعرف المدرسة العقلية الحديثة ما لها وما عليها أن يرجع إلى كاب المدرسة العقلية الحديثة للأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي، وهي في مجلدين، وهناك دراسات أخرى في هذا الباب.
الرابع: قولك: ((وتفسير الشعراوي في أي خانة نضعه؟))
أما تفسير الشعراوي فهو من التفاسير التي لقيت قبولاً عند العامة، وذلك من منة الله سبحانه على هذا الرجل، ويمكن أن نتلمس في طريقة درسه الإلقائي عوامل نجاحه في هذا الدرس، ومنها:
1 ـ طريقة إلقائه للمعلومة، وذلك باستخدام بعض العبارات التي يجذب بها الجمهور.
2 ـ السكتات التي يستخدمها في حديثه، وطريقته فيها، إذ فيها تنبيهات وجذب للانتباه.
3 ـ الأداء الحركي لأعضائه من اليد والجسم والعينين وغيرها ـ وذلك لمن يشاهده، وهو بالمشاهدة أكثر تأثيرًا ـ وهذه لا تتأتى لكل أحد، بل قد يستطيعها بعضهم لكنه يتركها خشية القالة.
4 ـ استفادته من المعلومات العامة المخزونة في ذاكرته في درسه في التفسير، وغالبًا ما تكون هذه المعلومات من باب الملح واللطائف، أو من باب بيان قضايا تتعلق بالشريعة لا التفسير، وفيها من الجدَّة والطرافة ما فيها.
5 ـ النُّزول بالأسلوب التعبيري إلى الفهم العامي، وذلك من السهل الممتنع الذي لا يستطيعه كل أحد، كما أنه يستفيد من واقع الناس في عباراتهم ومعاشهم في تفسيره، ويوظِّف هذا توظيفًا عجيبًا.
6 ـ استخدام أسلوب السؤال، وبعض الأساليب الكلامية المشوقة التي تجعل السامع منجذبًا إليه.
وهناك غيرها، وهذا ما خرج من عفو الخاطر، وهو استطراد أريد أن افتح به بابًا انغلق، كان قد سأل عنه الأخ الفاضل عبد الله بالقاسم، ولعله أن يرجع بسؤاله عن الطريقة المثلى في إلقاء درس التفسير في هذا العصر.
أما تفسيره من جهة الرأي، ففيه رأي واضحٌ، وذلك ظاهر في استنباطاته وتفسيراته، ومن تفسيراته التي ذكرها أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل المذكور في سورة الإسراء هو ما نشاهده اليوم من إفساد بني إسرائيل.
ومنها تفسير الأوتاد بأنها الأهرامات.
ولكنه في عموم تفسيره لم يخرج عن تفسير المتقدمين عليه، لكنه لما أوتي من حسن أسلوب يظن من ليس عنده علم أنه جاء بجديد، وهو جديد على سامعه لكن ليس ابتكارًا حادثًا له.
وأذكر أن أحد الأقارب المعجبين بتفسيره يذكر ـ معجَبًا ـ ما فسر به التين والزيتون ويقول: من قال بهذا؟ على سبيل الإعجاب وأنه من بنات أفكار الشيخ، فذكرت له أن هذا محكي عن السلف، لكن لجهله لا يعلم أن الشيخ مسبوق بهذا التفسير، لكن الشيخ تميَّز بأسلوب عرضه لهذه المعلومة فحسب.
ويمكن القول بأن الرأي في تفسيره على أقسام:
الأول: رأي حادث في التفسير لم يسبق إليه، وهذا قليل.
الثاني: اختيار قول في التفسير، وهذه هي الطريقة الغالبة على تفسير المتأخرين.
الثالث: رأي في مسائل لا علاقة لها بالتفسير من المعارف المتعددة.
وعلى العموم فإن تفسيره مسموعًا نافع جدًّا، لولا ما فيه من هنات في المعتقد يعرفها من يعرف عقيدة السلف، والله يغفر لنا وله.
أما الآراء في العلم سواءً أكان تفسيرًا أو فقهًا أو غير ذلك، فإن الأمر فيها واسع ما دامت في باب الاجتهاد المقبول، والله أعلم.(/)
أسئلة حول تفسير الصحابة
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[20 Jun 2003, 07:21 م]ـ
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
حياكم الله يا إخواني .. هل لديكم أقوال أهل العلم حول قبول تفسير الصحابي؟ وهل هو في حكم المرفوع؟
ثانياً .. متى يقدم قول المتأخرين على قول السلف؟ هل لذلك ضوابط وما هي؟
ولدي سؤال أخير خارج عن الموضوع، هل منكم من يعرف قول الإمام الشافعي حول الخطاب العام والخاص في القرآن؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jun 2003, 04:39 م]ـ
الأخ الفاضل أحمد الأزهري
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فأسئلتك من الأسئلة التي تحتاج إلى تحرير وتدقيق، وقد كنت بحثت في موضوع تفسير الصحابي، فوجدت أن التقعيد قد يختلف عن التطبيق، وإن كان قد يستفيد منه العالم في تقرير ما يذهب إليه في بعض الأحيان، وإجمالاً للقول،أقول:
أولاً: لا يكاد يختلف العلماء على تقديم قول الصحابي، دون تمييز بين ما يرويه من أسباب النزول، وبين ما يجتهد فيه.
ثانيًا: إن المسألة إنما يُعملُ بها فيما إذا لم يكن عندك في المسألة إلا قول الصحابي، وقول المتأخرين، ويظهر لك بادي الرأي أن قول المتأخرين أقرب للصواب، وهنا تأتي المشكلة في هذه المسألة.
ولقد نظرت في بعض ما يقع فيه الاعتراض على قول الصحابي (أو قول بعض السلف من التابعين وتابعيهم) فوجدته ـ في غالبه ـ يظهر من قصوٍر في فهم مسالكهم في التعبير عن التفسير.
ثالثًا: إذا وقع الاختلاف في التفسير بين الصحابة، وكان من الاختلاف المحقق الذي لابدَّ فيه من الترجيح، فإنه لا يُتصوَّر في هذه المسألة ورود السؤال عن تقديم قول االصحابي، لأن قول بعضهم ليس حجة على قول الآخر.
رابعًا: إن بعض الأسئلة المفترضة لا يكون لها رصيد من المثال، فياحبذا لو كان في سؤالك مثالاً يُنطلق منه لنقاش المسألة، بدلاً من أن تكون المسألة مسألة مفترضة، وقد لا يكون لها رصيد من واقع الأمثلة.
أما ما سألت عنه من تقديم قول المتأخرين، فإنه أيضًا مفترض بلا مثال، لكن لا يصح البتة تقديم قول المتأخرين على قول السلف؛ لأن فيه إغماضًا في حقهم، ودعوى أنَّ السلف لم يفهموا شيئًا من القرآن، وفهمه المتأخرون، وهذا أمر عظيم.
وأقول لك لأجل نقاش هذه المسألة بدقة أكثر: حدِّد مرادك بالمتأخرين، واذكر مثالاً لما تسأل عنه، والله الموفق.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[23 Jun 2003, 08:25 ص]ـ
شيخنا العزيز مساعد الطيار ..
أولاً .. بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً على ردكم الكريم
ثانياً: الذي دعاني لطرح تلك الأسئلة أنني كنت في نقاش مع بعض طلبة العلم حول مسئلة الغناء وقوله تعالى في سورة لقمان (ومن الناس من يشترى لهو الحديث .. الآية). ومن هنا فُتح النقاش حول أقوال الصحابة وتفسير المتقدمين ..
فبعضهم قال لي .. أن قول الصحابي لا يُقدّم بإطلاق إلا في أسباب النزول، ومن هذا المنطلق طرحت أسئلتي
ثالثاً: أعرف أن هذا الموضوع طُحن بحثاً وتنقيباً ولكني مبتدىء في طلب العلم وخصوصاً التفسير.
ـ[الاثر]ــــــــ[25 Jun 2003, 11:08 م]ـ
أولا: الاتباع هو الأصل في ديننا بل هو الدين كله قال الله تعالى (ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا) وقال تعالى (اتبع مايوحى إليك من ربك)
معنى الاتباع لغتا: السير في طريق مسلوك
والاتباع الشرعي يعني:السير على طريق من رضي الله عن سيرهم قال تعالى (واتبع سبيل من أناب إلى) (والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)
ومن هنا نعلم أن للاتباع شرطيين:
1 - لغوي: وهو أن يكون العمل أو القول مسبوقا به
2 - شرعي: وهوان يكون العمل أو القول صادرا ممن أناب الى الله تعالى والمنيبون لا يعرفون إلا بتزكية الله ورسوله لهم.
أما الابتداع لغتا: فهو إحداث طريق جديد لم يسلك أو اختراع قول لم يسبق وابتدأ فعل لم يفعل.
واهل السنة والجماعة يتسمون أيضا قديما أهل الحديث وأهل الأثر وأهل الاتباع لتميزهم بهذه الأمور عن غيرهم. والفرقة الناجية هي التي وصفها الرسول بقوله (هم من كان على مثل ماانا عليه واصحابي) فاستبان بهذا البيان وجوب اتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)