ـ[أرشيف ملتقى أهل التفسير]ـ
تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
رابط الموقع: http://tafsir.net(/)
الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن(/)
رسالة الملتقى
ـ[إدارة الإشراف]ــــــــ[01 Apr 2003, 10:19 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وببركة عونه تتكامل الأعمال والحسنات، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، وخاتم أنبيائه، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه الذين بلغوا لنا هذا الدين على أكمل وجه فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، أما بعد:
فإن من أجلِّ العمل الصالح، والعلم النافع خدمة كتاب الله، والاشتغال بنشر علومه، وتسهيل سبل الانتفاع بها. وقد تفنن العلماء في كل عصر برعايتها، والعناية بها تفنناً عجباً، يكاد يكون مختصاً بها، فألفوا كل ما يعزز علوم القرآن الكريم وتفسيره، ويحفظها ويحافظ عليها، في نقلها وضبطها، وتحملها وتبليغها، ونشرها وإشاعتها. وفي كل عصر يتجدد من أنواع حفظ القرآن الكريم ما يصدق وعده سبحانه وتعالى بقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وقد ظهرت الشبكة العنكبوتية للعالم، فتوجسنا منها خيفة، وحذر كثير من أهل العلم منها، خوفاً من شرها، وما تحمله من السموم والأخطار على الأمة المسلمة، ثم شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الشبكة من أفضل الوسائل للدعوة إلى الله، ومن أنجع السبل لنشر الخير، وتبليغه للناس في أنحاء العالم، بأسهل طريق، وأيسر جهد. وقد بدأت المواقع الإسلامية الجادة تأخذ مكانها اللائق بها على هذه الشبكة، وجزى الله من قام على مثل تلك المشروعات الدعوية والعلمية الجادة خيراً.
وقد كانت فكرة إنشاء ملتقى متخصص في تفسير القرآن الكريم بالدرجة الأولى ليكون ملتقى للمتخصصين وطلاب العلم، يناقش مسائله المطروحة للنقاش بعمق علمي، ومسؤلية كاملة في تحمل وتبليغ العلم تشغل الذهن منذ زمن، ثم شاء الله أن يتأخر العمل في هذا الملتقى حتى الآن، وقد تم التشاور في ذلك مع نخبة من المتخصصين الجادين.
وقد وعد الكثير من المتخصصين خيراً بالمناقشة، واستبشروا بمثل هذا الملتقى، والهدف الذي نسعى إليه هو خدمة كتاب الله، وخدمة أبناء الأمة الإسلامية في أنحاء العالم؛ ليكون لهم هذا الملتقى موقعاً موثوقاً في علم التفسير، يأخذون منه العلم وهم مطمئنون لسلامة الطرح، ووضوح المنهج.
والمواقع التي تعنى بالقرآن الكريم على الشبكة العالمية كثيرة ومتنوعة ولله الحمد، وبعضها يكمل بعضاً، ولذلك كان الحرص على أن يكون هذا الموقع متخصصاً في التفسير بالدرجة الأولى وما يتعلق به من علوم القرآن في الدرجة الثانية؛ لأن التخصص أدعى إلى تركيز الجهود، ووضوح الرؤية وعمقها وهذا ما نسعى إليه، وهو الأمر الذي سيدعونا للمواصلة والاستمرار إن شاء الله.
وسوف نحرص على متابعة الجديد في هذا التخصص إن شاء الله – بالتعاون مع المواقع الأخرى على الشبكة من مكتبات ودور نشر ومواقع حوارية أخرى، ونظرتنا ليست نظرة مستعجلة، فمع الوقت تتكامل الجهود، وتتطور الإمكانيات، وإذا صدق العزم، وخلصت النية، تكللت الجهود بالنجاح بإذن الله.
ورجائي من الإخوة الكرام أن يسجلوا بأسماءهم الصريحة ولا سيما المتخصصين لأن ذلك أدعى إلى إعطاء النقاش قيمة أكبر، وأدعى لحفظ حقوق الباحثين المشاركين في المناقشات، وإن أرادوا التسجيل بأسماء مستعارة فالأمر متروك لهم، وأرجو أن تكون أسماء ذات دلالات علمية مُوحية، لا كما نلاحظه في بعض المنتديات من الأسماء الغريبة وفقكم الله جميعاً.
كما أود في الختام أن أدعو كافة الزملاء والمطلعين على هذا الملتقى أن يساهموا معنا بما يرونه نافعاً، فغرضنا الأول والأخير هو خدمة هذا العلم والاستفادة بقدر المستطاع، ولولا هذا الأمل الذي نسعى إليه، ما تكلفنا القيام بإنشاء هذا الملتقى ولا فكرنا فيه. فنحن نعلم قيمة وقت طالب العلم، وأن الوقت أثمن من أن يقضيه طالب العلم كله وراء الشاشة، ولكن لا بأس بشيء من الوقت ينفع به طالب العلم نفسه أولاً، وإخوانه المسلمين ثانياً، ولا سيما أن هذه الشبكة تربط طلاب العلم من شتى أنحاء العالم، وأرجو إن شاء الله أن أرى المشاركين في هذا الملتقى من أنحاء العالم حتى نشعر جميعاً بهذه الروح والأخوة الإسلامية.
سنحرص على نشر هذا الملتقى بقدر المستطاع، ونرجو من الإخوة الذين يشاركوننا هذا الاهتمام المساعدة في ذلك، والله الموفق لكل خير، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(/)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الأول: مقدمات)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Apr 2003, 09:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وأفضل المرسلين محمد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين،وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه بداية مشاركاتي في هذا المنتدى الطيب المبارك - إن شاء الله - وستكون مرتبطة بالقرآن الكريم من خلال دراسة موضوعات علوم القرآن دراسة تأصيلية نقدية.
عسى الله أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، كما أسأله سبحانه أن يجعلنا داخلين فيمن قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وتعلمه) رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وبهذه المناسبة؛ فإني أرحب بمشاركات الأعضاء الجادة والمفيدة، وتسرني تعليقاتهم وملاحظاتهم البناءة، وأرحب باستفساراتهم وأسئلتهم في هذا الموضوع.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. آمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Apr 2003, 09:12 ص]ـ
من المهم أن نعلم أن علم علوم القرآن مِمَّا ينبغي الحرص عليه والاهتمام به؛ لارتباطه الوثيق بالأصل الأول من أصول العلم - الذي هو القرآن الكريم -.
فعلوم القرآن علمٌ يعين على فهم القرآن، ولاشك أن فهم القرآن مِمَّا يتعين على كل مسلم يريد العلم بما في القرآن، فكيف بطالب العلم الذي يريد أن يكون عالماً فقيهاً مُعَلِّماً ناصباً نفسه للعلم.
وأودُّ التأكيد هنا على أهمية تأصيل مباحث وموضوعات علوم القرآن، وذلك بالرجوع إلى أصول العلم بدلاً من الرجوع إلى آراء الرجال وما كتبوه من مؤلفات، وقبولِ أقوالهم وأخذها على أنها من المسلّمات.
ولو أننا نظرنا نظرة فاحصة في مؤلفات علوم القرآن - وخاصة المتأخرة - لوجدنا أنّ أكثرها ترجع في الغالب إلى ما كتبه كل من الزركشي في (البرهان في علوم القرآن) والسيوطي في (الإتقان في علوم القرآن) دون الرجوع إلى المصادر التي اعتمدوا عليها ورجعوا إليها.
ومن أهم الأصول التي لابُدّ من الرجوع إليها ونحن نبحث في موضوعات علوم القرآن، كتب السنة، ولو أن العلماء وطلبة العلم جَرَدُوا كتب السنة واستخرجوا ما فيها من أحاديث تتعلق بموضوعات ومباحث ومسائل علوم القرآن لوجدوا علماً طيباً مباركاً، يغنيهم عن كثير من الأقوال والآراء التي لا مستند لها من نقل صحيح، وقد تخالف في كثير من الأحيان ما تدل عليه النصوص الصحيحة الثابتة.
وهذا يقودنا إلى الحديث عن أمر مهم يتفرع عن أهمية الاعتماد والرجوع إلى أصول العلم المعتبرة وهو: وجوب ردّ الأقوال المخالفة لهذه الأصول، فإذا ورد قول في مسألة من مسائل علوم القرآن أو في أي علم آخر، وهذا القول يخالف مخالفة صريحة كتاب الله تعالى وسنة نبيه r وما أجمع عليه سلف هذه الأمة الصالح من الصحابة والتابعين ومَن تبعهم بإحسان من الأئمة المهديين - فإنه يجب رده، ولايُلتفت إليه؛ بل لايُعدُّ قولاً من الأقوال - ولا كرامة -.
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (قال أبو عمر: ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من نقل الثقات، وجاء عن الصحابة، وصح عنهم فهو علمٌ يدان به، وما أحدث بعدهم ولم يكن له أصل فيما جاء عنهم فبدعة وضلالة) [من كتاب جامع بيان العلم وفضله 2/ 946].
ومن أمثلة الأقوال التي ذكرت في كتب علوم القرآن واشتهرت مع مخالفتها لنصوص القرآن الكريم الصريحة، قولهم: إن القرآن له نزولان:
الأول: نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
الثاني: نزوله من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم. [هكذا قال مؤلف كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم الدكتور محمد أبو شهبة ص46]
فهذا القول بعضه صحيح وبعضه ضعيف مردود، فالصحيح هو أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا؛ لثبوت ذلك في آثار صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، كما سيأتي - إن شاء الله -، والضعيف المردود هو قولهم: إن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من السماء الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا قول يخالف مخالفة صريحة ما جاء في آيات كثيرة من أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الله مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام، كما قال سبحانه وتعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ.نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ) [الشعراء: 192 - 194]، وقوله جلَّ وعلا: (وَالَّذِينَ ءَاتَيْناَهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَبِّكَ بِالْحَقِّ) [الأنعام: 114]، وقوله تعالى: (يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) [المائدة: 67].
فهذه الآيات - وغيرها كثير - تدل بوضوح أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من ربه جلّ وعلا، لا من السماء الدنيا ولا من اللوح المحفوظ ولا من غير ذلك.
وسيأتي تقرير ذلك في الكلام عن كيفية نزول القرآن إن شاء الله.
ثُمَّ إن ذكر مثل هذه الأقوال المخالفة للأصول المعتبرة فيه تكثير للأقوال، وتسويدٌ للصفحات بدون فائدة تذكر، وأقرب مثال على ذلك ما ورد من أقوال في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف حتى أوصلها بعضهم إلى أكثر من خمسة وثلاثين قولاً، وأكثرها أقوال مبنية على اجتهادات عقلية لايدلّ عليها دليل، بل كثير منها يخالف مخالفةً صريحة دلالة الأحاديث الصحيحة كقول من قال: إن العدد {سبعة} لا مفهوم له وإنَّما يراد به التكثير والمبالغة من غير حصر.
فهذا قول ضعيف مردود - وإن كان له مستند في اللغة - لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة التي دلت على أن العدد سبعة الذي بعد الستة وقبل الثمانية هو المراد.
وهنا أمرٌ آخر مهم في التعامل مع القول المخالف للأصول الصحيحة المعتبرة عند أهل العلم، وهو أنه لاينبغي اعتماد هذه الأقوال أصلاً، ولا ذكرها على أنها أقوال في المسألة إلاَّ في أضيق الحدود وعند الحاجة إلى ذلك.
ومن باب أولى لاينبغي الاشتغال بالرد عليها؛ لأنها لاتستحق ذلك.
وقد أشار ابن عبد البر - رحمه الله - إلى أن القول المخالف لما جاء في القرآن، ولما ثبت في السنة، ولما أجمع عليه علماء الأمة لاينبغي الاشتغال به وبالرد عليه.
قال - رحمه الله - وهو يقرر ثبوت النسخ في أحكام الله: (وفيه أيضاً دليلٌ على أن في أحكام الله - عزوجل - ناسخاً ومنسوخاً على حسب ما ذكر الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، واجتمعت على ذلك أمته r فلا وجه للقول في ذلك) ا هـ. [التمهيد 17/ 47 - 48]
وقال في موضع آخر: (وفي ذلك دليلٌ على أن في أحكام الله تعالى ناسخاً ومنسوخاً وهو ما لا اختلاف فيه بين العلماء الذين هم الحجة على مَن خالفهم) ا هـ. [الاستذكار 7/ 204]
فقوله هذا يدل على أن المسائل الواضحة الثبوت، الظاهرة الاستدلال لاتحتاج إلى إطالة القول فيها، ولا إلى كثرة الاستدلال على تقريرها.
ومِن هنا نعلم أن الذين ألفوا في علوم القرآن وأكثروا من إيراد الشبه المخالفة للصواب وتوسعوا في الرد عليها لم يوفقوا للمنهج السديد الذي كان ينبغي أن يسلكوه ويسيروا عليه، وهو عدم التعرض لهذه الشبه أصلاً وعدم إيرادها فضلاً عن الاشتغال بالرد عليها.
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان؟!.
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا، بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها، ونشراً لها، واهتماماً بها.
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه.
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه، وعن سماعها، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/ 138 - 148، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه. ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510 - 516].
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين.
بل إقامة الحجة على أهل الباطل مِمَّا أوجبه الله عزوجل على أهل العلم، وإيضاح الحق لهم عند الحاجة أمرٌ متعين، ولايجوز لمن كان عنده علم أن يكتمه إذا وجدت الحاجة إليه.
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى: (الحق من ربك فلا تكن من الممترين) [آل عمران: 60]: (وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.) انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Apr 2003, 09:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكن تقسيم موضوعات علوم القرآن إلى قسمين:
أحدهما: موضوعات لابُدّ من تعلّمها وإتقانها لمن أراد دراسة القرآن الكريم ومعرفة أحكامه.
ومن هذه الموضوعات علم الناسخ والمنسوخ، وقد ذكر ابن عبد البر في باب (معرفة أصول العلم وحقيقته، وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقاً) قولاً ليحيى ابن أكثم، قال فيه: ليس من المعلوم كلها علم هو أوجب على العلماء، وعلى المتعلمين، وكافة المسلمين على العلماء وعلى المتعلمين، وكافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً، والعلم به لازم ديانة، والمنسوخ لايُعمل به، ولاينتهي إليه، فالواجب على كل عالم علمُ ذلك لئلا يوجب على نفسه أو على عباد الله أمراً لم يوجبه الله عزوجل، أو يضع عنه فرضاً أوجبه الله عزوجل) ا هـ. [جامع بيان العلم وفضله 1/ 767]
فهذا يبيّن أن علم الناسخ والمنسوخ لابُدّ من تعلمه ومعرفته وإتقانه، لأهميته في فهم القرآن الكريم، والعمل بأحكامه.
ومِمَّا يعين على معرفة الناسخ والمنسوخ معرفة زمن النزول، وأين نزل، وفيمن نزل، ومعرفة المكي والمدني، ومعرفة السيرة والتاريخ، ولذلك كانت هذه من العلوم التي ينبغي الوقوف عليها والعناية بها والميل بالهمة إليها كما قال ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى -.
والقسم الثاني: موضوعات يحسن تعلمها ومعرفتها، لما لها من أثر محمود على مَن علمها وأتقنها.
ومن ذلك معرفة فضائل الآيات والسور وأي ذلك أفضل وأعظم عند الله.
أخرج مسلم في صحيحه، عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا المنذر! أتدري أيّ آية في كتاب الله معك أعظم؟} قال: قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: {يا أبا المنذر! أتدري أيّ آية في كتاب الله معك أعظم؟} قال: قلتُ: {ا؟ للَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ"} [البقرة: 255] قال: فضرب في صدري، وقال: {والله! ليَهْنِكَ العلمُ أبا المنذر} أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف، وآية الكرسي رقم [810] ص 316 (ط: بيت الأفكار الدولية).
ذكر ابن عبد البر هذا الحديث في كتابه جامع بيان العلم وفضله، باب: معرفة أصول العلم وحقيقته ... مستدلاً به على أن معرفة فضائل الآيات مِمَّا يطلق عليه اسم العلم، ومهما يُهنّأ مَن علمه على علمه به، ويستحق المدح والثناء على هذا العلم.
__________________
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 02:48 م]ـ
بسم الله
هذا الدرس في تعريف مصطلح علوم القرآن:
علوم القرآن مركب إضافي، يتضح معناه ببيان معنى جزأيه، وهما "علوم" و "قرآن".
ف"علوم" جمع علم، والعلم في اللغة: مصدر بمعنى الفهم والمعرفة، يُقال علمت الشيء أعلمه علماً:عرفته) كما في لسان العرب. والعلم ضد الجهل.
وأما في الإصطلاح؛ فقد اختلفت في تعريفه عبارات العلماء باختلاف الإعتبارات.
فعلماء الشريعة يعرفونه بتعريف، وأهل الكلام يعرفونه بتعريف آخر،وله عند الفلاسفة والحكماء تعريف ثالث.
وليس شيء من تعريفات هؤلاء بمراد هنا؛ وإنما المراد: العلم في اصطلاح أهل التدوين، فهم يطلقونه على مجموعة مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة، كعلم التفسير، وعلم الفقه، وعلم الطب ..... ، وهكذا، وجمعه:علوم. فعلوم العربية: العلوم المتعلقة باللغة العربية، كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والشعر والخطابة وغيرها. هذا ما يتعلق بلفظ "علوم".
وأما لفظ " القرآن" فقد اختلفوا فيه، فقيل: إنه اسم غير مشتق، وقيل: إنه مشتق، والقائلون باشتقاقه اختلفوا أيضاً، فمنهم من قال: إنه مهموز مشتق من "قرأ"، ومنهم من قال: إنه غير مهموز مشتق من "القَري"، أو من "قرن" على خلاف بينهم ليس هذا محل تفصيله.
ولعل أرجح الأقوال وأقواها في معنى القرآن في اللغة: أنه مصدر مشتق مهموز من قرأ يقرأ قراءة وقرآناً، فهو مصدر من قول القائل: قرأت، كالغفران من "غفر الله لك"، والكفران من "كفرتك"، والفرقان من "فرّق الله بين الحق والباطل".
وأما تعريف القرآن في الإصطلاح فهو: كلام الله تعالى، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته
وأما تعريف " علوم القرآن" كمركب إضافي، فله معنيان:
أحدهما: لغوي يُفهم من هذا التركيب الإضافي بين "علوم" و "القرآن" وهو أنها العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم، سواء كانت خادمة للقرآن بمسائلها أو أحكامها أو مفرداتها، أو أن القرآن دل على مسائلها، أو أرشد إلى أحكامها.
فالمعنى اللغوي لعلوم القرآن يشمل كل علم خدم القرآن، أو أُخذ من القرآن، كعلم التفسير، وعلم التجويد، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم الفقه، وعلم التوحيد، وعلم الفرائض، وعلم اللغة وغير ذلك.
والثاني: اصطلاحي خاص بعلم مدون؛ ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه: علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً.
وهذا التعريف _في نظري _ أجود تعريف لعلوم القرآن من بين التعاريف الأخرى التي ذكرها من عرف هذا العلم. والله الموفق والهادي إلى سواء سبيل.
من المراجع التي أفدت منها فيما ذكرته سابقاً:
1 - كتاب: المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ المحقق محمد محمد أبو شهبة.
2 - كتاب:دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي.
3 - كتاب:القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد بن عمر بازمول.
4 - مذكرة علوم القرآن لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في الرياض للشيخ مناع القطان.
وغير ذلك من مراجع علوم القرآن المعروفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2005, 07:32 ص]ـ
لم تكن علوم القرآن بخافية على العلماء المبرزين قبل التدوين بل كانت مجموعة في صدورهم إلا أن اصطلاح (علوم القرآن) لم يظهر إلا في فترة متأخرة، حيث ظهر هذا الاصطلاح في أول ما ظهر في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجري حين ألف محمد بن خلف بن المرزبان (ت309هـ) كتابه (الحاوي في علوم القرآن).
واعتقد بعض الباحثين أن أول عهد لظهور اصطلاح (علوم القرآن) هو بداية القرن الخامس حين ألف علي بن إبراهيم الحوفي (ت430هـ) كتابه (البرهان في علوم القرآن) وهذا غير صحيح؛ لأن اسم كتاب الحوفي (البرهان في تفسير القرآن)؛ ولأنه ظهرت كتب في القرن الذي قبله تناولت علوم القرآن بمعناها المدون وأسبقها ما ذكرت لابن المزربان وغيره.
أهم المؤلفات في علوم القرآن (كفن مدوّن) قديماً:
ظهرت مؤلفات كثيرة بعد ذلك في علوم القرآن كفن مدون ففي القرن الرابع الهجري. ألف أبو الحسن الأشعري (ت324هـ) كتابه (المختزن في علوم القرآن)، وألف محمد بن علي الأدفوي (ت388هـ) كتابه (الاستغناء في علوم القرآن).
وفي القرن السادس الهجري ألف ابن الجوزي (ت597هـ) كتابه (فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن) و (المجتبى في علوم القرآن) و (المجتنى من المجتبى).
وفي القرن السابع الهجري ألف القزويني (ت625هـ) كتابه (الجامع الحريز الحاوي لعلوم كتاب الله العزيز) وألف أبو شامة المقدسي (ت665هـ) كتابه (المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز)، وألف ابن تيميه (ت827هـ) كتابه (مقدمة في أصول التفسير) وهي مع إيجازها قيمة جداً وطبعت مراراً.
وفي القرن الثامن الهجري ألف بدر الدين الزركشي (ت794هـ) كتابه (البرهان في علوم القرآن) وطبع في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، وهو من أفضل المؤلفات في علوم القرآن الكريم ومن أحسنها تنظيماً وتبويباً وأسلوباً.
وفي القرن التاسع الهجري ألّف جلال الدين السيوطي (ت911هـ) كتابه (التحبير في علوم التفسير) ذكر فيه 102 نوعاً من علوم القرآن، ثم ألف كتابه القيم (الإتقان في علوم القرآن) ذكر فيه ثمانين نوعاً من أنواع علوم القرآن على سبيل الإجمال والدمج، ثم قال بعد سردها (ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاث مائة)، وقد طبع الكتاب عدة مرات وصدر أخيراً في أربعة مجلدات بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، ويعد هذا الكتاب أصل من الأصول المؤلفة في هذا العلم ولئن قيل أن المفسرين عيال على تفسير الطبري، فإن علماء علم القرآن عيال على الإتقان.
فترت همة التأليف بعد ذلك بل قال بعض العلماء أن التأليف تلك الفترة توقف أو كاد وظهرت مؤلفاته معدودة مثل (الفوز الكبير في أصول التفسير) تأليف ولي الله الدهلوي (ت1176هـ)، وألف ابن عقيله (ت1150هـ) كتابه (الزيادة والإحسان في علوم القرآن).
المؤلفات في علوم القرآن بمعناه المدون في العصر الحديث:
وقد نشط التأليف في العصر ا لحديث فصدرت مؤلفات كثيرة وأبحاث عديدة ليس المقام مقام إيرادها ولا حصرها ولعل من أشهرها:
1. "مناهل العرفان في علوم القرآن": للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، وطبع في مجلدين وهو بحق من أ فضل المؤلفات في هذا العلم، فهو إضافة إلى اشتماله على كثير من علوم القرآن، فقد اعتنى صاحبه بالرد على الشبهات الواردة في كل علم قديماً أو حديثاً وهو حين يوردها يسوق حججها وبراهينها ثم يكر عليها فلا يبقى لها أثراً، وإضافة إلى هذا فإنه يقدم هذه العلوم بأسلوب أدبي يشدك إليه شداً حتى لتحسب نفسك، وأنت تخوض عويص القضايا تقرأ قطعة أدبية ولست أعنى بها سلامته من كل عيب ففيه هنات لا تكاد تذكر.
2. "المدخل لدراسة القرآن الكريم": للدكتور محمد محمد أبو شهبه ألفه لطلبة الدراسات العليا في الجامعة الأزهرية، ويقع في مجلد تبلغ صفحاته نحو خمس مائة صفحة.
3. "مباحث في علوم القرآن": للدكتور صبحي الصالح ألفه لطلبة كلية الآداب بجامعة دمشق ويقع في نحو ثلائمائة صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4. "مباحث في علوم القرآن": للشيخ مناع القطان ويقع في نحو ثلاثمائة صفحة وقال في مقدمته: كانت طبعته الأولى استجابة لرغبة بعض إخواننا في تقديم أبحاث مختصرة عن أهم مباحث علوم القرآن يستطيع شبابنا المسلم الذي لا يتيسَّر له التعمق في الدراسات الإسلامية أن يجد فيها من الثقافة اللازمة له ما يكفيه مئونة البحث في مراجع هذا العلم، ويجنَّبَه عناء فهم أساليبها، وقد أصاب وفقه الله فقد سد كتابه هذا ثغرة في حاجة طلبة العلم.
5. "التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريقة الإتقان": تأليف الشيخ طاهر الجزائري، وهي مباحث انتخبها الجزائري انتخاب العالم الذواق والمحقق المتقن، اعتنى بنشرها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.
6. "لمحات في علوم القرآن": تأليف الشيخ محمد الصباغ وهي محاضرات ألقاها على طلاب كليتي الآداب والتربية في جامعة الرياض.
7. "علوم القرآن الكريم": للدكتور عدنان زرزور وهي محاضرات ألقاها على طلابه ويقع في مجلد تبلغ صفحاته 460 صفحة.
8. "المنار في علوم القرآن": للدكتور محمد علي الحسن وهي محاضرات ألقاها على طلابه في كلية التربية بجامعة الرياض.
9. "مدخل إلى علوم القرآن والتفسير": للدكتور فارق حماده وهو أيضاً محاضرات ألقاها على طلاب كلية اللغة العربية بمراكش.
10. "علوم القرآن والحديث": للشيخ محمد على داود وهي محاضرات ألقاها على طلبة دائرة اللغة العربية في جامعة اليرموك.
11. "من علوم القرآن": للدكتور فؤاد علي رضا ويقع في نحو 240 صفحة.
12. "التبيان في علوم القرآن": للدكتور القصيبي محمود زلط تجاوزت صفحات المائتين.
13. "دراسات في علوم القرآن": للدكتور أمير عبد العزيز وتبلغ صفحاته نحو الثلاثمائة صفحة.
هذه بعض المؤلفات في العصر الحديث في علوم القرآن كفن مدوَّن والمؤلفات غيرها كثيرة، ولعلك تلاحظ أن أغلبها قد ألفها أصحابها لطلابهم، وأحسب أن هذا يؤدي إلى الإجمال في الحديث وتيسير المادة وعدم الخوض في دقائق المسائل ووعر المسالك، واختيار السبيل الأسهل والأيسر، وهذا المنهج يحرم الباحثين المتخصصين من نيل مرادهم والحصول على بغيتهم، كما يحرم المؤلفين من الإبداع في القول، ومن إعمال الذهن والتجديد في الآراء، بل أدى بهم إلى التسليم في كثير من المسائل والقضايا ونقلها كما هي من غير تمحيص خشية من الدخول في تفاصيل تخرج به عن هدفه من التأليف.
والحق أن كثيراً من المباحث في علوم القرآن لا تزال بحاجة إلى النظر في مسائلها وإعادة الكتابة فيها، وعدم الاكتفاء والتسليم بما قاله فلان وفلان من غير دليل، وعلوم القرآن أوسع من أن يحيط بها أبناء جيل أو أجيال من البشر.
ومما لا شك فيه أن التاريخ كله لا يعرف كتاباً درسه الدارسون وألف في علومه المؤلفون وصنف فيه المصنفون مثل القرآن الكريم، ولا تزال المؤلفات تدون ولا يزال العلماء يبحثون ويتدبرون، ولا يزال القرآن نقياً لم تكدره الدلاء وفائضاً لم تنقصه كثرة الواردين، وسيظل نوراً يستضيء به طلاب الحقيقة، وهدي يُهتدى به الناس إلى يوم القيامة.
منقول من هنا ( http://www.islamweb.net.qa/quran/3loom/4.htm)
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Jul 2005, 02:29 م]ـ
جزاكم الله خير ا شيخنا الكريم وإن شاء الله تتواصل هذه المجالس المباركة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2005, 02:43 م]ـ
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الثاني: مسائل مهمة في نزول القرآن) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الثالث: مسائل في الوحي) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=372&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الرابع: في الأحرف السبعة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الخامس: وقفات حول النسخ في القرآن) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=25&highlight=%E3%CC%C7%E1%D3+%CF%D1%C7%D3%C9)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[13 Jul 2005, 03:31 م]ـ
بلرك الله فيك أخي في الله.
وانتظروا موضوعي الجديد في الأحرف السبعة, فهو مهم جدا.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Jul 2005, 06:39 م]ـ
هل علم الناسخ والمنسوخ من المباحث المتعلقة بعلوم القرآن كعلما على فن معين مثل أسباب النزول والمكي والمدني؟
أم أنها علما مستقلا بذاته كالتجويد والتفسير وغيرها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jul 2005, 08:09 م]ـ
ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه: علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً.
لعل في هذا التعريف جواباً لسؤال الأخ سلسبيل ...
فعلم الناسخ والمنسوخ من حيث العموم يبحث في علم أصول الفقه ...
ثم منه ما يتعلق بالقرآن الكريم، وهو علم: ناسخ القرآن ومنسوخه
ومنه ما يتعلق بالسنة النبوية، وهو علم: ناسخ الحديث ومنسوخه.
وقد أفرد بالتصنيف من هذه الجهات الثلاث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[18 Jul 2005, 06:14 ص]ـ
جزاكم الله خير على هذه الإفادة
ـ[الباحث7]ــــــــ[09 Mar 2007, 02:56 م]ـ
هل هناك كتاب يمكن اعتباره موسوعة في هذا العلم بحيث يغني عن غيره من الكتب؟
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 Mar 2007, 12:34 ص]ـ
جزاكم الله خير ا ياشيخ محمد ونفع بكم ...
وإن شاء الله تتواصل هذه المجالس المباركة ..(/)
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Apr 2003, 09:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن:
أولاً- التفسير
المرحلة الأولى:
التفسير الوجيز للواحدي أو زبدة التفسير للأشقر إضافة إلى التفسير الميسر، ويمكن أن يستفاد من تفسير الجلالين.
المرحلة الثانية:
الوسيط للواحدي مع تفسير البغوي أو اختصار الرفاعي لتفسير ابن كثير أو المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير.ومن الكتب الجيدة في هذه المرحلة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي.
المرحلة الثالثة:
تفسير ابن كثير [مع الحرص على الطبعات الجيدة له، ومن أفضل طبعاته الطبعة التي حققها البنا في سبع أو ثمان مجلدات، وطبعة دار طيبة بتحقيق السلامة في ثمان مجلدات، ومن أفضلها في تحقيق الأحاديث والآثار طبعة جديدة حققها جماعة من إصدار مكتبة أولاد الشيخ للتراث - ثم صارت إلى دار عالم الكتب - في خمسة عشر مجلداً]. ويمكن الإكتفاء لغير المتخصصين بفتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد كنعان فهو أجود مختصرات ابن كثير الكاملة.
ويرجع الباحثون إلى تفسير ابن جرير الطبري وابن عطية،وتفسير القرطبي وأبي حيان.
وإذا ما أراد طالب العلم أن يكون له كتب يكثر من الرجوع إليها فليحرص على أضواء البيان للشنقيطي وتفسير السعدي وظلال سيد قطب.
ومن الكتب التفسيرية المتميزة بالدقة والتحرير تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور.
ثانياً - علوم القرآن:
المرحلة الأولى:
أصول في التفسير للشيخ ابن عثيمين، وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداري
المرحلة الثانية:
التحبير في علوم التفسير للسيوطي، و مباحث في علوم القرآن للقطان أو دراسات في علوم القرآن لفهد الرومي.
المرحلة الثالثة:
البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي ويستفاد من ترتيبه وتهذيبه لمحمد عمر بازمول.ومن الكتب الجيدة كتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع، ويستفاد كذلك من كتاب:في علوم القرآن عرض ونقد للدكتور أحمد حسن فرحات.
ومن الكتب الجيدة كتاب: إتقان البرهان في علوم القرآن الأستاذ الدكتور: فضل حسن عباس، ففيه تحرير جيد.
ثالثاً- أصول التفسير وقواعده:
المرحلة الأولى:
بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد الرومي، والقواعد الحسان في تفسير القرآن للسعدي.
المرحلة الثانية:
فصول في أصول التفسير للدكتور مساعد الطيار، وتفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه لعلي العبيد.مع مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
المرحلة الثالثة:
قواعد التفسير لخالد السبت، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي.
رابعاً- مناهج المفسرين:
المرحلة الأولى:
القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي.
المرحلة الثانية:
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي. [وعلى هذا ملاحظات كثيرة]
المرحلة الثالثة:
التفسير والمفسرون للذهبي، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للرومي، وكتاب المفسرون بين النفي والإثبات في آيات الصفات للمغراوي.
خامساً – كتب غريب القرآن:
المرحلة الأولى:
الترجمان والدليل لآيات التنزيل للمختار الشنقيطي
المرحلة الثانية:
غريب القرآن لابن قتيبة.
المرحلة الثالثة:
مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، وعمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
ويستفاد من أمهات كتب اللغة، وخاصة كتاب معجم مقاييس اللغة لابن فارس.
سادساً – كتب أسباب النزول:
يستفاد من كتب أسباب النزول للواحدي والسيوطي، مع الحرص على معرفة الصحيح منها بالرجوع إلى كتاب الوادعي: الصحيح المسند من أسباب النزول.
ومن أهم الكتب في هذا الباب كتاب العجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر؛ إلا أن المطبوع منه ناقص.
سابعاً- كتب الناسخ والمنسوخ:
يستفاد من الكتب المشهورة في هذا العلم وهي:
الناسخ والمنسوخ للنحاس بتحقيق اللاحم، وكتاب القاسم بن سلام الهروي بتحقيق المديفر، وكتاب الإيضاح في ناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب بتحقيق أحمد حسن فرحات وغيرها.
ومن الكتب المهمة في دراسة هذا الفن: كتاب النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد: فهذه الكتب المقترحة اجتهاد من كاتبها، وأرحب بإضافاتكم ومقترخاتكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2003, 12:08 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مجاهد
وهذه قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن لغير المتخصصين كنت كتبتها إجابة لطلب بعض الإخوة وأغلبها ذكره أخي أبو مجاهد وفقه الله أعلاه.
وهي قائمة ببعض كتب التفسير وعلوم القرآن والتجويد ومناهج المفسرين وأصول التفسير، من أراد الاقتصار عليها كفته بإذن الله، ولم يحتج إلى غيرها، بشرط أن يدمن النظر فيها ويراجعها حتى يتقنها، ومن أراد بعد ذلك أن يتوسع فالقرآن الكريم وما دار حوله من علوم لا يكاد يأتي عليها الحصر، وأما إتقان تلاوة كتاب الله فلا بد فيها من التلقي عن المقرئين المتقنين، ولا يكفي فيها الأخذ من الكتب أو الأشرطة إلا لمن عجز، والله الموفق لمن يشاء من عباده للاستفادة من دقائق العمر في ما ينفع.
1 - علم التجويد – أحكام نظرية وملاحظات عملية وتطبيقية، ليحيى عبدالرزاق الغوثاني، الطبعة الأولى 1417هـ.
2 - مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني، تحقيق صفوان عدنان داوودي، ط. دار القلم بدمشق – الطبعة الأولى 1412هـ.
3 - الوجيز في علوم الكتاب العزيز لمشعل الحداري (وليس الحداد)، ط. غراس للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1423هـ.
4 - التفسير الوجيز للواحدي، تحقيق عدنان داوودي، ط. دار القلم (مجلدان)
5 - تفسير الإمام ابن كثير، ط. دار المعرفة ببيروت (مجلد واحد)، الطبعة الأولى 1423هـ.
6 - زاد المسير في علم التفسير لعبدالرحمن بن الجوزي، تحقيق زهير الشاويش، ط. المكتب الإسلامي (مجلد واحد)، 1423هـ
7 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله بن يوسف الجديع، نشر مركز البحوث ببريطانيا – ليدز – توزيع مؤسسة الريان، الطبعة الأولى 1422هـ
8 - أسباب النزول للواحدي، بتحقيق السيد أحمد صقر أو غيره.
9 - القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لأبي عبدالله محمد الحمود النجدي، ط. مكتبة دار الإمام الذهبي – الطبعة الأولى 1412هـ.
10 - تفسير القرآن الكريم – أصوله وضوابطه، للدكتور علي بن سليمان العبيد، ط. مكتبة التوبة، الطبعة الأولى 1418هـ
والآراء في هذا متباينة والغرض واحد منها جميعاً والتوسع في دراسة التفسير وعلوم القرآن الكريم يعني التوسع في علوم الآلة ولا بد وأهمها علوم اللغة العربية فهي من أنفع العلوم للتدبر في معاني كتاب الله. والله الموفق
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 07:01 م]ـ
بسم الله
أرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يضيفوا ما يرونه مناسباً من الكتب في التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين إلى هذا الموضوع، حتى يتيسر الإطلاع عليها في مكان واحد.
وأضيف هنا: صدر حديثاً كتاب جيد في أسباب النزول بعنوان: صحيح أسباب النزول للعلي، بتقديم الدكتور صلاح الخالدي.
وقد صدر قبل مدة اختصار أحمد شاكر لتفسير ابن كثير كاملاً، حيث كان المختصر شاكر رحمه الله قد انتهى من تسويده كاملاً قبل وفاته، وكان قد طبع سابقاً بعنوان عمدة التفسير من تفسير ابن كثير في خمسة أجزاء في مجلدين إلى سورة الأنفال.
وهذه الطبعة الجديدة اهتم بها المعتني بها [لا يحضرني اسمه الآن] وراجع أصلها وحققه على نسخ خطية.
وهذا الاختصار في تلاثة مجلدات كبار.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 11:03 م]ـ
شكر الله لك ابامجاهد على هذا الجهد ولي ملاحظة يسيرة وهي: ذكرت ان تفسير الجلالين يصلح للمبتدئين ويرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خلاف ذلك بل يراه لطلاب العلم ولا ينصح به للمبتدئ ذكر هذا عند تعليقه على تفسير الجلالين سورة الزمر اخر الشريط العاشر ووجهة نظره ان المؤلف يذكر اشياء لللاختصار وتحتاج الى بيان يقصر عنها فهم المبتدئ وانا اوفق الشيخ رحمه الله على هذا والشواهد كثيرة ويدل على هذا كثرة الحواشي والتعليقات على تفسير الجلالين واخرها صنيع الشيخ رحمه الله فما رايك وفقك الله
ـ[ابو حيان]ــــــــ[22 Apr 2003, 07:10 م]ـ
السلام عليكم
من المفيد في هذا الباب كتاب الدكتور مساعد الطيار:أنواع التصنسف في علم التفسير
و كذلك الدورة التي ألقاها فضيلته في الدمام قبل عامين في الصيف قبل الماضي وهي دورة قيمة كانت عن مقدمات في علم التفسير أنصح الإخوة بالرجوع إليها وقد ذكر الشيخ طريقة جيدة وعملية في طلب علم التفسير.
وللشيخ اليوم محاضرة بعنوان: كيف يستفيد طالب العلم من كتب التفسير تستطيع سماعها من موقع البث الإسلامي في الساعة 8:15
و للشيخ خالد السبت دورة بعنوان مهمات في علوم القرآن قدمها في الصيف الماضي في الدمام وفيها فوائد قيمة.
وبالنسبة للمبتدئين فالشيخ خالد ينصح دائما بكتاب التفسير الميسر وبالمناسبة فإن الكتاب يقرأ على الشيخ وكان قد بدأ فيه من مدة وقطع جزءا كبير منه وهو الآن في سورة الدخان تقريبا (وهذا قلما يتفق لأحد في هذا الزمان أن يشرح هذا القدر من التفسير هذا ان وجد من يلقي دروسا في التفسير!) والدرس ينقل في موقع البث الإسلامي
وهو درس قيم جدا وقد شرفني الله يحضور جزء لا بأس منه أسأل الله التوفيق والمداومة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 May 2003, 09:08 ص]ـ
للرفع؛ من أجل إعادة النظر، مع الرجاء من الأخوة كتابة ما يرونه مناسباً، وإضافة ما يرونه صالحاً للقراءة للمتخصصين وغيرهم، ولعل هذا الموضوع يكون مكاناً مناسباً للسؤال عن الكتب في هذه الفنون.
ـ[مرهف]ــــــــ[07 May 2003, 05:51 م]ـ
وجهة نظر
إن هذه البادرة الطيبة في رسم منهج لإخراج طالب علم متأصل في التفسير تعد خطوة مهمة وممتازة في وقتنا الذي يعز فيه المتخصصون، ولكن لي وجهة نظر في رسم المنهج، ألا وهي:
ـ مراعاة سن الطالب، واختيار الكتاب الذي يتناسب مع مستواه العمري.
ـ مراعاة القدرات العقلية لكل سن ولسن واحد، أي لربما يتوافق اثنان في سنً لنفرض (15) سنة ولكن أحدهما يعي أكثر من الآخر فما يتناسب مع القوي لا يتناسب نع الضعيف، وما يتناسب مع الضعيف يتناسب مع القوي ولكن يؤخر مستواه إن لم يتأثر الضعيف به.
ـ مراعاة المراحل التي يمر بها الطالب، ووضع الأنسب له، فيقرأ أولاً ـ لمن كان سنه (15)، ذو مستوى وسط ـ أصول التفسير بقواعد مبسطة خارجة عن الخلافيات، ثم يدرس معها مختصراً من مختصرات تفسير ابن كثير لأن الأصل استوعب هذه القواعد، أو أي تفسير طبق الأصول المتفق عليها في التفسير ز
ويدرس معها كتاب مبسط في علوم القرآن يعرفه بالمباحث العامة لعلوم القرآن ككتاب مورد الظمآن في علوم القرآن للشيخ صابر حسن محمد أبو سليمان ن ط الدار السلفية، وهكذا نرتقي به درجة وراء درجة.
ـ مراعاة الخلفية العلمية، فيقترح لكل من يريد قراءة تفسير ما تفسيراً يتناسب ومستواه الثقافي وتخصصه فليس كل القراء يصبرون على البلاغة و الإعراب ...
مراعاة المدرس لهذا الطالب.
وأعرض بعض الأسماء لكتب علوم القرآن والتفسير مع التعريف بها تعريفاً يسيراً:
التحبير في علم التفسير، لجلال الدين السيوطي، ط دار الكتب العلمية، وكأن السيوطي رحمه الله كتبه قبل أن يكتب الإتقان، ويعرض فيه مباحث علوم القرآن بشكل مختصر مفيد.
علوم القرآن الكريم للأستاذ الدكتور الشيخ نور الدين عتر حفظه الله، ط دار الخير، وهو كتاب منهجي أكاديمي كذلك يعرض فيه مباحث علوم القرآن مبسطة سهلة وبعبارة واضحة، وهو مقرر في كلية الشريعة في دمشق وغيرها.
القرآن الكريم هدايته وإعجازه، محمد الصادق عرجون، ط دار القلم، وهو كتاب علمي أراد به الكاتب تأصيل جوانب من التفسير على منهج السلف الصالح بنظرة متأصلة، وهو كتاب جدير بالقراءة.
إعجاز القرآن، محمد صادق الرافعي، ط دار القلم، وهو كتاب غني عن التعريف لا ينفك المتخصص أن يكون في مكتبته.
هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكير بالأكوان، للمحدث الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله،ط دار الفلاح حلب، وهو كتاب يعرض للعوالم التي تحدث عنها القرآن كالكرسي والملائكة والجن و ... وشرح هذه العوالم بالأحاديث النبوية، وأعتبر هذا الكتاب من كتب التفسير العلمي البديع.
دراسات في التفسير وأصوله، للدكتور محيي الدين البلتاجي، ط دار الثقافة وهو كناب يحدث فيه عن تاريخ التفسير ومناهجه العامة ومدارسه ويناقش موضوعات تتعلق في علوم القرآن.
أصول التفسير وقواعده لخالد عبد الرحمن العك، ط دار النفائس وهو كتاب واسع حاول مؤلفه أن يستوعب الموضوع من جوانبه فوفق في جوانب، ويؤخذ عليه جوانب ولكنه كتاب نافع في الجملة.
أوجز التفاسير من تفسير ابن كثير لخالد عبد الرحمن العك، ط دار البشائروهو تفسير كاسمه اختصر فيه تفسير ابن كثير اختصاراً شديداً واستكمل بعض الأمور من تفسير القرطبي وذبل معه أسباب النزول مخرجة واعتمد على صحيحها كما قال، وقدم للكتاب بمقدمة لطيفة في أصول التفسير والتعريف به،
العجاب في بيان الأسباب، أحمد بن علي، شهاب الدين أبو الفضل المتوفى سنة 773 هـ تحقيق عبد الحكيم محمد الأنيس، ط دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى 1997، وهو كتاب في أسباب النزول لم أطلع عليه بعد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jun 2003, 07:16 ص]ـ
يرفع لإعادة النظر بعد تعديلات وإضافات يسيرة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Sep 2003, 05:43 م]ـ
بسم الله
تتمة: من كتب التفسير التي يحسن إضافتها إلى ما سبق:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني، وقد صدر قبل سنوات في ستة مجلدات عن دار الوطن بالسعودية، وحققه أبو تميم ياسر بن إبراهيم، وأبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم.
2 - زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي.
ويضاف إلى الكتب التي تقرأ في المرحلة الثانية، وهو كتاب يذكر الأقوال في الآية مع نسبتها إلى قائليها بدون أسانيد، ولا يعلق على تلك الأقوال إلا قليلاً.
وقد طبع في تسعة مجلدات عن المكتب الإسلامي بتحقيق جيد، وجمعت هذه المجلدات التسعة في مجلد كبير مضغوط بنفس التحقيق.
ويكثر السؤال عن أحسن كتب التفسير، وهذا سؤال لا جواب له؛ إذ كل تفسير له ما يميزه عن غيره.
ولو أردنا تحديد كتب للتفسير يمكن أن يكتفي بها القارئ فذلك يختلف باختلاف القراء، ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام:
طلبة علم متخصصون في التفسير: وهؤلاء ينبغي أن يقتنوا أكثر كتب التفسير، وأهم الكتب التي ينبغي العناية بها، والإكثار من قراءتها ثمانية:
1 - جامع البيان لابن جرير الطبري
2 - المحرر الوجيز لابن عطية
3 - التفسير الكبير للفخر الرازي
4 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
5 - البحر المحيط لأبي حيان
6 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير
7 - التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
8 - أضواء البيان للشنقيطي.
القسم الثاني: طلبة علم غير متخصصين في التفسير: ويمكن أن يقتصروا على خمسة كتب من الثمانية السابقة، وهي: تفاسير: ابن جرير وابن عطية وابن كثير والطاهرابن عاشور والشنقيطي.
وأما القسم الثالث: فهم عامة الناس، وهؤلاء ينصحون بالكتب المختصرة الواضحة التي صنفها أهل السنة والجماعة، ويمكن أن يختار لهم من هذه الكتب ما يناسب حالهم:
· تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني
· معالم التنزيل للبغوي
· أحد مختصرات تفسير ابن كثير الجيدة، وهي ثلاثة: فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير [وهو في ظني أحسن ما يصلح لهم، مع حاجة طلاب العلم إليه] واختصار أحمد شاكر المسمى: عمدة التفسير، والمصباح المنير الذي للمباركفوري.
· وتفسير السعدي تيسر الكريم الرحمن، وهو يصلح لجميع الأقسام.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Dec 2003, 04:04 ص]ـ
قال الطاهر ابن عاشور في مقدمة تفسيره الفريد: التحرير والتنوير:
والتفاسير وإن كانت كثيرة فإنك لا تجد الكثير منها إلا عالة على كلام سابق بحيث لاحظ لمؤلفه إلا الجمع على تفاوت بين اختصار وتطويل.
وإن أهم التفاسير: تفسير الكشاف، والمحرر الوجيز لابن عطية، ومفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي،
وتفسير البيضاوي الملخص من الكشاف ومن مفاتيح الغيب بتحقيق بديع،
وتفسير الشهاب الآلوسي، وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على الكشاف، وما كتبه الخفاجي على تفسير البيضاوي، وتفسير أبي السعود، وتفسير القرطبي، والموجود من تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي من تقييد تلميذه الأبي وهو بكونه تعليقا على تفسير ابن عطية أشبه منه بالتفسير لذلك لا يأتي على جميع آي القرآن وتفاسير الأحكام، وتفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري، وكتاب درة التنزيل المنسوب لفخر الدين الرازي، وربما ينسب للراغب الأصفهاني.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Dec 2003, 08:00 ص]ـ
جولة في المصادر القرآنية
تجدون هنا مقال قيم فيه التعريف بكثير من المؤلفات في الدراسات القرآنية المتنوعة هذا الموقع ( http://islameiat.com/doc/article.php?sid=457)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jan 2004, 10:53 م]ـ
سئل الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريقي: ما هي الكتب التي لا ينبغي أن تخلو منها مكتبة طالب العلم المعتني؟
فكان جوابه:
(الجواب: سألت عما يهم طالب العلم من الكتب فهذه كتب تهم طالب العلم المعتني، في جميع أبواب العلم التي لا غنى لمن أراد الوصول إلى مرتبة عليا عنها، ذكرت في كل باب من العلم ما أهم:
ففي كتب القرآن وتفسيره وعلومه ينبغي اقتناء ما يلي ذكره، مع الحرص على التزود عند الحاجة وما أذكر فيه
ا لكفاية والبلاغ:
1 - جامع البيان عن تأويل القرآن لأبي جعفر ابن جرير الطبري.
3 - تفسير القرآن لابن أبي حاتم.
4 - تفسير القرآن لأبي بكر عبد الرازق بن همام الصنعاني.
5 - تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء عماد الدين ابن كثير.
6 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور لأبي الفضل جلال الدين عبدالرحمن للسيوطي.
7 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي.
8 - شرح معاني القرآن للفراء.
9 - تفسير القرآن لأبي بكر ابن المنذر.
10 - أحكام القرآن لأبي بكر الرازي الجصاص.
11 - الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد القرطبي.
12 – زاد المسير في علم التفسير لأبي الفرج جمال الدين ابن الجوزي
13 - النشر في القراءات العشر.
14 - الشاطبية مع بعض الشروح لها.
15 - مقدمة التفسير لأحمد بن تيمية.
16 – إعراب القرآن للصافي ..... ) ثم ذكر بقية الفنون
انظر الإجابة
هنا ( http://forum.fwaed.org/showthread.php?s=&threadid=49025)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[07 Apr 2004, 05:58 ص]ـ
هذا موضوع كثير ما يسأل عنه طلاب العلم، وليت الإخوة يواصلون اقتراحاتهم وآراءهم حول كتب التفسير.
وقد سمعت جواباً للعلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله في برنامج نور على الدرب عن أحسن كتب التفسير، قال فيه:
(الكتب في التفسير كثيرة، ومن أحسنها بل أحسنها تفسير ابن كثير، رحمه الله، تفسير البغوي، وابن جرير، هذه الكتب عظيمة ونافعة ومفيدة، وهي أحسن كتب التفسير، كذلك تفسير الشوكاني كتاب طيب مفيد، ويضاف إليه تفسير الجلالين تفسير مختصر مفيد فيه بعض الأخطاء إذا كانت عندها بصيرة تعرف الأخطاء في الصفات ونحو ذلك فلا بأس، وإلا تسأل عما قد يشكل عليها، وكثيراً ما قد يكون فيه من التأويل لصفات الله واسمائه أو بعض الأخطاء في آيات الأحكام وطلبة العلم التي عندها بصيرة تعرف ذلك، وإلا تسأل.
وأحسن ما يكون تفسير ابن كثير هو تفسير عظيم لكنه قد يكون فيه صعوبة على التي ليس عندها بصيرة وليس عندها مزيد علم، فهو كتاب مطول.
المقدم
البغوي مع الخازن سماحة الشيخ؟
الشيخ
البغوي طيب. نعم.)
ويمكن سماعه وقراءته من هذا الموقع:
http://www.binbaz.org.sa/RecDisplay.asp?f=n-03-1408-0200006.htm
ـ[قطز]ــــــــ[07 Apr 2004, 01:37 م]ـ
ما رأي الاخوة في كتاب أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله؟ فلقد اشتريته منذ أيام قليلة و هل ينفع المبتدئين في التفسير مثلي و هل به أخطاء؟
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[06 Jun 2004, 07:16 ص]ـ
اطلعت على تفسير: المقتطف من عيون التفاسير للعلامة مصطفى المنصوري بتحقيق محمد بن علي الصابوني في خمسة مجلدات.
وقد أعجبني هذا التفسير جداً.
فما رأي المشايخ المتخصصين فيه؟
ـ[سليمان العجلان]ــــــــ[06 Jun 2004, 10:21 م]ـ
من باب المشاركة مع الأخوة أود أن أضيف الكتب التالية مع اعتذاري الشديد في حال ذكرت كتاباً ذكر من قبل، وذلك لطول بعض المشاركات مما قد ينسي بعضه بعضاً، وهاكم ما أود إضافته من الكتب وهي:
1 - تفسير التابعين، عرض ودراسه، للدكتور محمد بن عبد الله الخضيري، وهو كتاب قيم جداً، قد أولاه مؤلفه عناية فائقه، ومما زاد الكتاب جمالاً مارصعه به مؤلفه من الفوائد الجمه.
2 - الإجماع في التفسير،وهو رسالة ماجستير لفضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري.
3 - الوسيط في تفسير القرآن المجيد، لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري، وهو مطبوع ومحقق في أربعة أجزاء ضخمه.
4 - مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في التفسير للدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان.
5 - ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم للدكتور محمد بن عبد الله الفالح،وقد أخبرني عنه أثناء كتابتي لهذا الموضوع، ثم سألته: هل لازال تحت الطبع؟ فأخبرني أن له مالايقل عن الشهرين في المكتبات.
6 - التسهيل لتأويل التنزيل، لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي، وهو مناسب جداً للمبتدئن حيث إنه على طريقة السؤال والجواب، وحسب علمي أنه لم يفرغ منه بعد، وقد ذكر لي أنه يمنح من حفظ ما تم تفسيره مجاناً وذلك ترغيباً منه لحفظ القرآن فجزاه الله خيراً.
7 - بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب، لمؤلفه: علي بن عثمان التركماني،تحقيق الدكتور علي حسين البواب.
التفسير الموضوعي لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله،جمع أصوله وحقق نصوصه وخرج أحاديثه الدكتور عبد الرحمن عميره.
وبعد: هذا ما تيسر ذكره في هذه العجاله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Feb 2005, 01:17 ص]ـ
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين هذا السؤال في برنامج نور على الدرب:
ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها وخصوصاً لطلبة العلم مأجورين؟
فأجاب:
(يُتْبَعُ)
(/)
(كتب التفسير الحقيقة تختلف مشاربها فتفسير ابن كثير من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك وتفسير ابن جرير وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول وفي الآثار الواردة فيه ما هو غثٍ وسمين فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كتفسير الزمخشري فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ويكون قد استسلم لها فيضل ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ تفسير ابن كثير ما دام في أول الطلب أو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله أو تفسير أبي بكر الجزائري وهذا ما اطلعت عليه وقد يكون في تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها لكن هذا ما اطعلت عليه ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب فليراجع كل ما تيسر من التفاسير.)
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3107.shtml
وقال جواباً عن سؤال آخر:
(كتب التفسير في الواقع كثيرة ومتشعبة والعلماء رحمهم الله كل يأخذ بجهة من جهات القرآن الكريم فمنهم من يغلب عليه تفسير المعاني بقطع النظر عن الأعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه مسائل الإعراب والبلاغة وما أشبه ذلك ومنهم من يغلب عليه استنباطات من الآيات العلمية والعملية فهم يختلفون لكن من خير ما يكون من التفاسير فيما أعلم تفسير ابن كثير رحمه الله فإنه تفسير جيد سلفي لكن يؤخذ عليه أنه يسوق بعض الإسرائيليات في بعض الأحيان ولا يتعقبها وهذا قليل عنده ومن التفاسير الجياد تفسير الشيخ عبد الرحمن بن الناصر بن سعدي رحمه الله فإنه تفسير سلفي سهل المأخذ ينتفع به حتى العامي ومن التفاسير الجياد تفسير القرطبي رحمه الله ومنها تفسير محمد الأمين الشنقيطي الجكني لا سيما في آخر القرآن الذي أدركه ومن التفسير الجياد في البلاغة والعربية تفسير الزمخشري لكن أحذره في العقيدة فإنه ليس بشيء ومن التفاسير الجياد تفسير ابن جرير الطبري لكنه لا ينتفع به إلا الراقي في العلم هناك تفاسير أخري لا نعرفها إلا بالنقل عنها لكن الإنسان يجب عليه أنه إذا لم يفهم الآية من التفاسير أن يسأل عنها أهل العلم حتى لا يفسر القرآن بغير مراد الله تعالى به.)
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3130.shtml
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[20 Feb 2005, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[29 Mar 2005, 09:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل يمكن تلخيص منهج الواحدي في تفاسيره ومميزاتها وكذلك التحرير والتنوير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Mar 2005, 04:04 ص]ـ
أخي أبا بكر
سبق التعريف بكتاب البسيط للواحدي هنا: القيمة العلمية لتفسيرالواحدي المسمى بالبسيط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=441&highlight=%C7%E1%C8%D3%ED%D8)
وتجد في مكتبة الموقع هذا البحث: بحث في منهج الطاهر بن عاشور في تفسيره وتعريف به ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=98&book=839)
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[30 Mar 2005, 05:23 ص]ـ
شيخ أبا مجاهد
جزاكم الله خيراً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Jun 2005, 10:15 ص]ـ
إجابة لسؤال الأخ قطز عن كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبوبكر الجزائري أقول: هو تفسير مختصر جيد للعامة وللمبتدئين من طلبة العلم، وهو يفسر الآيات حسب الطريقة الحديثة في التفسير، فيبدأ بذكر معني بعض المفردات، ثم يذكر المعنى العام للآيات، ثم يذكر ما يستفاد منها تحت عنوان: هداية الآيات.
والشيخ وفقه الله يقرأ تفسيره هذا في المسجد النبوي، ويقوم بشرحه والتعليق عليه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2005, 09:41 ص]ـ
بسم الله
تتمة: من كتب التفسير التي يحسن إضافتها إلى ما سبق:
1 - تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني، وقد صدر قبل سنوات في ستة مجلدات عن دار الوطن بالسعودية، وحققه أبو تميم ياسر بن إبراهيم، وأبو بلال غنيم بن عباس بن غنيم.
2 - زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويضاف إلى الكتب التي تقرأ في المرحلة الثانية، وهو كتاب يذكر الأقوال في الآية مع نسبتها إلى قائليها بدون أسانيد، ولا يعلق على تلك الأقوال إلا قليلاً.
وقد طبع في تسعة مجلدات عن المكتب الإسلامي بتحقيق جيد، وجمعت هذه المجلدات التسعة في مجلد كبير مضغوط بنفس التحقيق.
ويكثر السؤال عن أحسن كتب التفسير، وهذا سؤال لا جواب له؛ إذ كل تفسير له ما يميزه عن غيره.
ولو أردنا تحديد كتب للتفسير يمكن أن يكتفي بها القارئ فذلك يختلف باختلاف القراء، ويمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام:
طلبة علم متخصصون في التفسير: وهؤلاء ينبغي أن يقتنوا أكثر كتب التفسير، وأهم الكتب التي ينبغي العناية بها، والإكثار من قراءتها ثمانية:
1 - جامع البيان لابن جرير الطبري
2 - المحرر الوجيز لابن عطية
3 - التفسير الكبير للفخر الرازي
4 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
5 - البحر المحيط لأبي حيان
6 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير
7 - التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور
8 - أضواء البيان للشنقيطي.
القسم الثاني: طلبة علم غير متخصصين في التفسير: ويمكن أن يقتصروا على خمسة كتب من الثمانية السابقة، وهي: تفاسير: ابن جرير وابن عطية وابن كثير والطاهرابن عاشور والشنقيطي.
وأما القسم الثالث: فهم عامة الناس، وهؤلاء ينصحون بالكتب المختصرة الواضحة التي صنفها أهل السنة والجماعة، ويمكن أن يختار لهم من هذه الكتب ما يناسب حالهم:
· تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني
· معالم التنزيل للبغوي
· أحد مختصرات تفسير ابن كثير الجيدة، وهي ثلاثة: فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير [وهو في ظني أحسن ما يصلح لهم، مع حاجة طلاب العلم إليه] واختصار أحمد شاكر المسمى: عمدة التفسير، والمصباح المنير الذي للمباركفوري.
· وتفسير السعدي تيسر الكريم الرحمن، وهو يصلح لجميع الأقسام.
ومن التفاسير الجامعة التي يجدر بالمتخصصين الاهتمام بها، والرجوع إليها كثيراً: روح المعاني للعلامة الألوسي؛ فهو تفسير جامع، ولمؤلفه شخصية بارزة في هذا التفسير.
ـ[الجعفري]ــــــــ[04 Aug 2005, 06:41 ص]ـ
تفسير أضواء البيان من أفضل ما قرأت فيه ومؤلفه رحمه الله بارع في تفسير القرآن بالقرآن وجمع الآيات في الموضوع الواحد.
"وما راء كمن سمعا"
ـ[أبو حسن]ــــــــ[15 Aug 2005, 06:47 ص]ـ
وهناك كتاب مهم في علوم القرآن للدكتور زاهر الألمعي
وفي أصول التفسير أشرطة نافعة للدكتور مساعد الطيار
ـ[أبو حسن]ــــــــ[21 Aug 2005, 12:51 م]ـ
لكن أن بعض الكتب التي ذكرت غير موجودة
ـ[إمداد]ــــــــ[04 Sep 2005, 12:58 ص]ـ
ما رأي الاخوة في كتاب أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله؟ فلقد اشتريته منذ أيام قليلة و هل ينفع المبتدئين في التفسير مثلي و هل به أخطاء؟
الجواب في رأيي انه كتاب قيم ومفيد جدا وخاصة للمبتدئين وهو بعيد عن التأويلات التي لادليل عليها
فأنصحك بالأستفادة منه
ـ[الراية]ــــــــ[10 Dec 2005, 01:58 م]ـ
المرحلة الثانية:
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي.
[وعلى هذا ملاحظات كثيرة]
.
أبا مجاهد هلا ذكرت هذه الملاحظات لنستفيد منها
جزاك ربي خيرا.
وهذا تعريف موجز للكتاب من موقع ثمرات المطابع
http://www.thamarat.com/images/BooksBig/1567k.jpg
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين
تأليف: صلاح عبدالفتاح الخالدي
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع - دمشق - سوريا
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 631
مقاس الكتاب: 17 × 24 سم
نبذة عن الكتاب:
هذا كتاب موجز يعرف فيه المؤلف بأهم مناهج التفسير ومدارسه واتجاهاته ويعرض لأهم القواعد والخصائص في كل منهج، كما يعرف بأشهر التفاسير المؤلفة في القديم والحديث.
وقد جاءت هذه الدراسة في ثمانية فصول، وفي كل فصل عدد من المباحث:
الفصل الأول: عرض فيه بعض المقدمات التمهيدية لمعرفة مناهج المفسرين.
الثاني: في أهم الشروط والضوابط والعلوم والآداب والتوجيهات التي لابد من تحقيقها في المفسرين وكتبهم.
الثالث: عن تفسير القرآن بالقرآن والسنة.
الرابع: في التفسير بالمأثور ومصادره وقواعده وضوابطه.
(يُتْبَعُ)
(/)
الخامس: في التفسير الأثري النظري ومصادره وقواعده وضوابطه.
السادس: في التفسير بالرأي المحمود وضوابطه وشروطه ومصادره.
السابع: في رصد أهم الاتجاهات المنحرفة في التفسير وفرقه ومصادره.
الثامن: عن التفسير في العصر الحديث وأهم اتجاهاته ومصادره.
الفهرس: مقدمة .... 5
الفصل الأول: مقدمات تمهيدية في مناهج المفسرين ...... 13
المبحث الأول: مناهج المفسرين: تعريفها وأهمية معرفتها ...... 15
المبحث الثاني: التفسير والتأويل: معناهما والفرق بينهما .... 23
المبحث الثالث: مع حركة التفسير في مسيرتها التاريخية ..... 35
الفصل الثاني: المفسرون وتفاسيرهم: شروط وضوابط وتوجيهات ..... 49
المبحث الأول: العلوم الضرورية للمفسر .... 51
المبحث الثاني: صفات وآداب المفسر ....... 61
المبحث الثالث: أحسن طرق التفسير ...... 67
المبحث الرابع: أسباب اختلاف المفسرين ..... 81
المبحث الخامس: أهم أخطاء المفسرين ..... 121
المبحث السادس: ضوابط لتقويم التفاسير ...... 138
الفصل الثالث: تفسير القرآن بالقرآن والسنة ...... 145
المبحث الأول: تفسير القرآن بالقرآن ..... 147
المبحث الثاني: تفسير القرآن بالسنة ...... 173
المبحث الثالث: تفسير الرسول للقرآن: مقداره وصوره ووجوده ... 191
الفصل الرابع: التفسير بالمأثور: مفهومه وقواعده وخطواته وأعلامه ..... 197
المبحث الأول: مفهوم التفسير المأثور ومصادره ..... 199
المبحث الثاني: قواعد التفسير بالمأثور وضوابطه ..... 209
المبحث الثالث: خطوات التفسير بالمأثور واتجاهاته ...... 224
المبحث الرابع: عبد الله بن عباس ومنهجه في التفسير ...... 233
المبحث الخامس: الحسن بن يسار البصري ومنهجه في التفسير ..... 254
المبحث السادس: سفيان بن سعيد الثوري ومنهجه في التفسير .... 272
المبحث السابع: جلال الدين السيوطي وتفسيره (الدر المنثور) ..... 290
الفصل الخامس: التفسير الأثري النظري: أشهر المفسرين به وتعريف بتفاسيرهم .. 299
المبحث الأول: أشهر التفاسير بالمنهج الأثري النظري ...... 301
المبحث الثاني: محمد بن جرير الطبري ومنهجه في التفسير ..... 342
المبحث الثالث: إسماعيل بن كثير ومنهجه في التفسير ..... 381
الفصل السادس: التفسير بالرأي المحمود: مفهومه وشروطه واعلامه ..... 411
المبحث الأول: مفهوم التفسير بالرأي المحمود والموقف منه وشروطه ... 413
المبحث الثاني: أشهر المفسرين بالرأي المحمود ..... 425
المبحث الثالث: الإمام فخر الدين الرازي ومنهجه في التفسير .... 464
الفصل السابع: الاتجاهات المنحرفة في التفسير: أسبابها وفرقها وأشهر تفاسيرها .. 493
المبحث الأول: أسباب الانحراف في التفسير ومظاهره ..... 495
المبحث الثاني: أشهر الفرق المنحرفة في التفسير ...... 501
المبحث الثالث: أشهر التفاسير المنحرفة ...... 518
المبحث الرابع: جار الله الزمخشري ومنهجه في التفسير ...... 532
الفصل الثامن: التفسير في العصر الحديث: طبيعته واتجاهاته وأعلامه ... 559
المبحث الأول: طبيعة العصر الحديث ...... 561
المبحث الثاني: اتجاهات التفسير في العصر الحديث .... 565
المبحث الثالث: أعلام المفسرين في العصر الحديث ...... 569
المبحث الرابع: سيد قطب ومنهجه في التفسير ..... 596
الخاتمة ....... 619
المراجع ...... 621
الفهرس ......... 629
التقويم:
هذه دراسة مجملة تفيد الدارسين المبتدئين وطلبة الجامعات في أقسام التفسير وعلومه.
الملاحظات:
- خصص المؤلف - وفقه الله - مبحثاً في الفصل الثامن تحدث فيه عن تفسير العصر- كما وصفه - (في ظلال القرآن) عرف فيه بمؤلفه - رحمه الله - وقصة تأليفه الكتاب ومراحله ومنهجه التفسيري وما تميز به.
والدكتور صلاح الخالدي من أشهر المعتنين بمؤلفات سيد قطب رحمه الله، وله جهود عديدة في إبراز موضوعاتها وعرض مناهجها والإحالة عليها والاستفادة منها، وقد أصدر في ذلك ثلاثة كتب، كما أنه كتب في ترجمة سيد قطب - رحمه الله - كتاباً واسعا سماه " سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد " طبع دار القلم.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2265
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 Nov 2007, 09:22 م]ـ
المرحلة الثانية:
تعريف الدارسين بمناهج المفسرين لصلاح الخالدي. [وعلى هذا ملاحظات كثيرة]
هلَّا بيَّنتها؟.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Nov 2007, 09:02 ص]ـ
الملحوظات التي أشرت إليها نبهني عليها أخي الدكتور مساعد الطيار في مدارسة حول هذا الكتاب بعد صدوره بمدة وجيزه قبل سنوات. ولم يتيسر لي جمعها إلى الآن، وأذكر أنها كانت حاضرة عند أخي الدكتور مساعد.
ولعل الله أن ييسر لي فرصة لبيانها، وإن كفاني الدكتور مساعد فله مني الشكر والدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[14 Jan 2008, 10:54 م]ـ
س/ مارأي الأساتذة المتخصصين بكتاب (الضوء المنير على التفسير) المجموع من كلام ابن القيم - رحمه الله - في التفسير، جمع الأستاذ: صلاح الخالدي؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jan 2008, 11:31 ص]ـ
س/ مارأي الأساتذة المتخصصين بكتاب (الضوء المنير على التفسير) المجموع من كلام ابن القيم - رحمه الله - في التفسير، جمع الأستاذ: صلاح الخالدي؟
هذا الكتاب ليس لصلاح الخالدي، وإنما هو للشيخ علي الحمد الصالحي
وقد جمع فيه تفسير ابن القيم – رحمه الله – من تآليفه المطبوعة. وهو مطبوع في ستة مجلدات.
وهذا الكتاب أحد الكتب التي جمعت أقوال ابن القيم في التفسير، وهو من أكثرها استيعاباً لأقوال ابن القيم، إلا أن جامعه أدخل فيه نقولاً خارجة عن التفسير، وذكر فيه استطرادات يمكن الاستغناء عنها لعدم صلتها المباشرة بتفسير الآيات، كما أنه لم يصدر كل موضع بذكر الآية أو الآيات التي فسرها ابن القيم، بل يبدأ مباشرة في النقل.
والخلاصة أن هذا الكتاب يحتاج إلى حسن الترتيب، كما يحتاج إلى اختصار وتهذيب.
وهذا بيان بالكتب التي جمع تفسير ابن القيم:
(نظراً لأهمية الأقوال التفسيرية لهذا الإمام، قام بعض الباحثين بجمعها وترتيبها، وإخراجها في كتب مستقلة:
وأول هذه الكتب: كتاب» التفسير القيّم «الذي جمعه الشيخ محمد أويس الندوي، ثم راجعه على أصوله، وقام بتحقيقه والإضافة إليه والإشراف على نشره الشيخ محمد حامد الفقي.
وهو مطبوع في مجلد واحد، يحوي إحدى وثلاثين وستمائة صفحة.
الثاني: كتاب» الضوء المنير في علم التفسير «للشيخ علي الحمد الصالحي، جمع فيه تفسير ابن القيم – رحمه الله – من تآليفه المطبوعة. وهو مطبوع في ستة مجلدات.
الثالث: كتاب» بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيّم الجوزية «جمع وتحقيق: يسري السيد محمد. وهو مطبوع في خمسة مجلدات.
وقد أفدت من الكتابين الأخيرين في جمع اختيارات ابن القيم وترجيحاته في التفسير، غير أنه لا صلة لها بموضوع البحث الأساس؛ إذ اقتصر جامعوها على جمع أقواله من كتبه المطبوعة، ولم يتناولوا هذه الأقوال بالدراسة والتعليق إلا في القليل النادر.
فالكتب السابقة كتب جامعة لأقوال ابن القيم في التفسير على سبيل العموم، وهي متفاوتة في استيعابها لأقواله؛ فالأول منها لم يستوف تفسير ابن القيم، ولم يقارب.
والثاني يعد من أكثرها استيعاباً لأقوال ابن القيم، إلا أن جامعه أدخل فيه نقولاً خارجة عن التفسير، وذكر فيه استطرادات يمكن الاستغناء عنها لعدم صلتها المباشرة بتفسير الآيات، كما أنه لم يصدر كل موضع بذكر الآية أو الآيات التي فسرها ابن القيم، بل يبدأ مباشرة في النقل. والخلاصة أن هذا الكتاب يحتاج إلى حسن الترتيب، كما يحتاج إلى اختصار وتهذيب.
وأما الثالث؛ فهو أحسنها عرضاً وترتيباً، وأفضلها من حيث تخريج الأحاديث والحكم عليها. كما أنه قدّم له بمقدمة حول تفسير ابن القيم، ومنهجه فيه.
ويؤخذ على هذا الكتاب أنه لم يستوعب جميع أقوال ابن القيم في التفسير، بل فاته عدد غير قليل منها، كما يؤخذ عليه إدخاله فيه ما ليس من تفسير ابن القيم؛ فقد أدخل فيه الأقوال التي جمعها من كتاب» الفوائد المشوق «المنسوب خطأً إلى ابن القيم،مع أنه ليس له. وقد نبّه الجامع على هذا الخطأ، وذكر أنه سيستدركه في طبعة أخرى، كما ذكر أنه قد استوعب ما فاته. [وقد صدرت طبعة جديدة لهذا الكتاب في ثلاثة مجلدات]
وقد قام الأستاذ إياد بن عبداللطيف القيسي بجمع تفسير ابن القيم، حيث ذكر أنه استوعب كل أقواله المجموعة في الكتب السابقة، وأضاف إليها ما فاتهم، وأضاف إليه أيضاً شيئاً يسيراً من تفسير ابن القيم الذي لم يطبع بعد، حيث حصل على ورقات مخطوطة في تفسير سورة البيِّنة لابن القيملم تطبع قبل.
والكتاب لم يطبع بعد، وقد اطلعتُ على أكثره مصوراً. وإذا يسّر الله نشره فسيكون أشمل الكتب التي جمعت تفسير ابن القيم، وأحسنها.)
منقول من بحثي للدكتوراه: ترجيحات ابن القيم في التفسير.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[15 Jan 2008, 04:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Feb 2009, 12:52 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
كان هنالك لقاء على إذاعة القرآن الكريم مع الدكتور. مساعد الطيار وذكر مراحل طلب علم التفسير
[وقد قمت ببعض التعديلات والإضافات، وهي بالخط الأزرق]
المرحلة الأولى:
يقول الدكتور هي مرحلة مهمه جداً لطالب العلم المبتدئ وذكر قواعد مهمة، وأكد على أن المنهج التالي لطالب العلم وليس للعامي
القاعدة (1):يتنبه طالب العلم إلى اختيار الكتاب السهل المختصر.
فمثلاً كتاب (تفسير الجلالين) كتاب مختصر لكن ليس بسهل، ولا يصلح لطالب العلم المبتدئ
لأنه صعب وفيه مصطلحات لغوية تحتاج إلى بيان وشرح، ولا يصلح إلا لمرحلة متقدمة.
*ومن كتب التفسير التي انصح بها كتاب (التفسير الميسر) الذي صدر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وهذا الكتاب يحوي المعنى الإجمالي لكن لا يدرك فائدتة إلا من مارس التفسير.
[ومن التفاسير المناسبة جداً في هذه المرحلة: التفسير الواضح الميسر للصابوني]
-ويمكن أن يستفيد من أيسر التفاسير للشيخ أبو بكر الجزائري، وكتاب السعدي وهذه فيها سهولة وقد تناسب المرحلة الأولى لبعض الطلاب
*مع كتاب في غريب القرآن:
وأنصح بكتاب (السراج في غريب القرآن لمحمد الخضيري) ويمكن أن يجعل أصلاً.
القاعدة (2):لابد لطالب العلم المبتدئ في هذه المرحلة أن يكون قارئا للكتاب قراءة تامة.
القاعدة (3):أي قارئ لابد أن يواجه شيئ أثناء القرأة فيقيد المشكلات ويكون منظماً، ويخصص صفحات يقيد فيها الفوائد والمشكلات.
........
المرحلة الثانية:
هي مرحة متقدمة يحرص فيها طالب العلم بالإعتناء بالأوجة المتعددة للآية، وتحرير الألفاظ (غريب القرآن).
*ما يصلح لهذة المرحلة من كتب التفسيركتاب (زاد المسير لابن الجوزي).
ميزته يعطينا ما في الآية من أقوال متعددة، فيضيف لطالب على ما تعلمة في المرحلة الأولى مجموعة أقوال لمعاني الآية.
*أما في غريب القرآن فيُنصح بكتاب (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة) أو كتاب (نزهة القلوب للسجستاني).
قاعدة:لا يحرص طالب العلم في هذه المرحلة على الترجيح بين الأقول.
..................
المرحلة الثالثة:
في هذه المرحلة يعمد طال العلم إلى قضية الترجيح.
*ما ينصح به من كتب التفسير مثل:
كتاب (تفسير ابن كثير)،كتاب (تفسير ابن جرير).
كتاب (المحرر الوجيز لابن عطية)، (تفسير التحرير والتنوير).
كتاب (أضواء البيان).
وهي كتب تعتني بالترجيح والتنوير.
*وفي غريب القرآن كتاب (المفردات في غريب القرآن).
ثم أكد الشيخ بارك الله بعلمة ونفع به وأي شيئ يستفيدة الطالب يقيدة على الأصل الأول الذي بدأ به.
المصدر/برنامج الدراسات القرآنية
إذاعة القرآن الكريم
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[15 Feb 2009, 09:50 ص]ـ
جزاكم الله ألف خير قد أورتم الشيء الكثير من كتب التفسير وسؤالي ماهي الكتب التي تصحون بها في جانب التفسير الموضوعي والتحليلي وبارك الله فيكم / أخوكم المحب
ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[16 Feb 2009, 05:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأفادكم الله على هذا المجهود المبارك فحياكم الله جميعا
ونود ألا ينقطع اهتمامكم بالمبتدئين في هذا العلم وشكر الله لكم وأجزل لكم الأجر والمثوبة والعطاء
ـ[مجاهدالشهري]ــــــــ[13 Jul 2009, 02:58 ص]ـ
للرفع للفائدة
ـ[فهد الحمود]ــــــــ[15 Jul 2009, 06:27 م]ـ
السلام عليكم
انظر هذا الرابط
برامج مقترحة لتعلم القرآن والعلوم التابعة له ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=83308&posted=1#post83308)
ـ[محمود سمهون]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:02 م]ـ
السلام عليكم ....
بعد الإطلاع على الموضوعات المتعلقة بهذا الموضوع تبين لي في هذا الملتقى المشاركات التالية، التي تحتاج حقيقة إلى الجمع بينها وترتيبها، وحبذا لوتخرج هذه المشاركات بعد إعادة ترتيبها وتنظيمها بشكل كتيب يخرج عن مركز تفسير للدراسات القرآنية، ويتعبر كمنهجية لطالب علم التفسير ....
الموضوعات الموجدة في الملتقى:
1 - كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26)
2- برامج مقترحة لتعلم القرآن والعلوم التابعة له. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=83308&posted=1)
3- كيف تحصل الملكة في التفسير؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5694)
4- تلخيص محاضرة المنهجية العلمية لدراسة التفسير للدكتور مساعد الطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17674)
5- المادة المسجلة لمحاضرة (المنهجية العلمية لدراسة التفسير) للدكتور مساعد الطيار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=17637)
ـ[أبو فهد]ــــــــ[17 Nov 2009, 06:44 ص]ـ
بوركت أخي أبي مجاهد على ما طرحت ,وهذه بعض الاضافات المنهجية وأيضا العلمية:
هناك شرح تعليقات للمصباح المنير للشيخ خالد السبت وهي تعليقات مفيدة جدا بالذات للمبتدئين,
رسالة في أصول التفسير للسيوطي وهي رسالة مستلة من كتاب النقاية وقد شرحت عدة شروح من أفضلها شرح صوتي للدكتور مساعد
كتاب للسعدي بعنوان تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القران
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Apr 2010, 04:51 م]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم يا أبا مجاهد ومقالكم مميز وموفق أدام الله عليكم فضله ومتابع له منذ كتابته الأولى سددكم الله، وأقترح عليكم أصاب الله بكم الخير أن يكون هذا الموضوع نواة لموضوع بعنوان (كيف يبني طالب علم التفسير مكتبته)، لاسيما وأهل الفضل والتخصص متوافرون في الملتقى، وإذا لم يخرج من أهل الملتقى مثل هذا فممن يخرج، ويكون الحديث فيها عن الكتب المؤلفة في جميع أقسام علوم القرآن، والإشارة إلى التفاسير المهمة والدراسات الجادة حولها والمصصحة والمستدركة عليها والمختصرة لها، مع مراعاة جانب الاختصار حتى لا يزهد في الموضوع، ويكون الحديث فيها للطالب المبتدئ والمنتهي، وأعلم أن الخروج برؤية توافقية ترضي الجميع أمر يعزّ لكن هي محاولة تتمم وتسدد مستقبلاً وإن حصل رضا لها ولو بنسبة 50 % فهي الغاية، والله يحفظكم ويرعاكم، ويحرم أناملكم على النار.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[28 May 2010, 06:34 م]ـ
من الكتب المهمة التي صدرت مؤخرا: اختلاف السلف في التفسير بين التنظير والتطبيق
وهو نفيس جدا.
وكذلك المحرر للدكتور: مساعد.
وشرح مقدمة شيخ الإسلام للشيخين: السبت وبازمول,
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jul 2010, 07:45 م]ـ
شكر الله لك ابامجاهد على هذا الجهد ولي ملاحظة يسيرة وهي: ذكرت ان تفسير الجلالين يصلح للمبتدئين ويرى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خلاف ذلك بل يراه لطلاب العلم ولا ينصح به للمبتدئ ذكر هذا عند تعليقه على تفسير الجلالين سورة الزمر اخر الشريط العاشر ووجهة نظره ان المؤلف يذكر اشياء لللاختصار وتحتاج الى بيان يقصر عنها فهم المبتدئ وانا اوفق الشيخ رحمه الله على هذا والشواهد كثيرة ويدل على هذا كثرة الحواشي والتعليقات على تفسير الجلالين واخرها صنيع الشيخ رحمه الله فما رايك وفقك الله
صدر أكثر من تهذيب لهذا التفسير لأجل تقريبه، واستدراك ما وقع فيه من نقص وأخطاء. ينظر هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=110964#post110964) للتعريف بتهذيبين منها.
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[24 Aug 2010, 06:36 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل على ما قدمتم، وأسأل الله تعالى أن يزيدكم علماً وفضلاً.
لدي سؤال: ما أفضل تحقيق لتفسير المحرر الوجيز لابن عطيه؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Aug 2010, 06:52 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل على ما قدمتم، وأسأل الله تعالى أن يزيدكم علماً وفضلاً.
لدي سؤال: ما أفضل تحقيق لتفسير المحرر الوجيز لابن عطيه؟
الذي أعلم أن أفضل الموجود التحقيق الذي أصدرته ونشرته وزارة الأوقاف القطرية.
وقسم التفسير في كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية لديهم مشروع جاهز لتحقيق هذا التفسير في رسائل دكتوراه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Nov 2010, 07:51 ص]ـ
اطلعت على تفسير: المقتطف من عيون التفاسير للعلامة مصطفى المنصوري بتحقيق محمد بن علي الصابوني في خمسة مجلدات.
وقد أعجبني هذا التفسير جداً.
فما رأي المشايخ المتخصصين فيه؟
هذا سؤال قديم، والإجابة عنه تجدها هنا:
تنويه بكتاب (المقتطف من عيون التفاسير) لمصطفى الخيري المنصوري (ت1390هـ) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=22909)
ـ[عبد الغني عمر ادراعو]ــــــــ[11 Nov 2010, 03:13 م]ـ
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=2265
الرابط لا يعمل عندي وهذا رابط آخر:
http://www.4shared.com/file/22902770...6/__-____.html (http://www.4shared.com/file/229027708/c12d3f56/__-____.html)(/)
أهمية علم التفسير
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[03 Apr 2003, 12:15 م]ـ
علم التفسير من أهم العلوم التي ينبغي لطالب العلم العناية بها إذ أن شرف العلم بشرف المعلوم، قال ابن عبد البر رحمه الله: فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه، وكل ما يعين على فهمه فواجب معه.
وقال ابن عطية رحمه الله: فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أُعِدُّ أنواره لظُلَمِ رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنواراً علم كتاب الله جلت قدرته وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي استقل بالسنة والفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض هو العلم الذي جعل للشرع قواماً واستعمل سائر المعارف خداماً، ... إلى أن قال: قال الله تعالى {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} (المزمل:5) قال المفسرون: أي علم معانيه والعمل بها ا. هـ
وقال ابن تيمية رحمه الله: قد فتح الله علَيَّ في هذه المرة من معاني القرآن ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن.
ولعل في الاشتراك بهذا المنتدى مما يعين على فهم القرآن مما سيطرح ان شاء الله فيه فأدعوا الأخوة الى زيارته واثرائه.
ـ[ثائر]ــــــــ[03 Apr 2003, 03:18 م]ـ
وأنا أول حسنات هذه الدعوة الخالصة ....
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[17 Apr 2003, 05:04 م]ـ
السلام عليكم
وهل من الممكن أن يقوم أحد الأخوة بدراسةٍ تأصيلية كمقدمة لهذا الفن؟(/)
تعريف بأهم مواقع التفسير على الانترنت
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2003, 01:06 م]ـ
في هذه المشاركة بداية تعريف بأهم مواقع تفسير القرآن الكريم على الانترنت، بحيث يتم وضع تقييم تقريبي عن الموقع وكيفية الاستفادة منه، ونحو ذلك. أرجو المشاركة حول ذلك وفق الله الجميع.
أولاً: موقع مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بالأردن.
http://www.altafsir.com/home.asp
مميزات الموقع:
يبدو لي أن هذا الموقع هو أشمل موقع لكتب التفسير على الانترنت، حيث قد تم تبني خطة شاملة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من كتب التفسير مقسمة ومرتبة ترتيباً مناسباً، ومعروض عرضاً رائعاً وميسراً يمكنك اختيار السورة والآية والتفسير الذي تريده ومن ثم يظهر ذلك التفسير المطلوب.
وهو موقع مدعوم من الأسرة المالكة في الأردن.
وهو موقع شامل للقرآن وله ستة عشر ترجمة للغات وهذه اللغات هي (الانجليزية – الفرنسية – الألمانية –الإيطالية – الإسبانية – البرتغالية –الصينية – اليابانية –التركية –الفارسية –الأردية –الإندونيسية –الروسية –الماليزية –الهندية –البنغالية).
ونتحدث هنا عن ما يتعلق بملتقى أهل التفسير وهو كتب التفسير وعلوم القرآن، فهو يشتمل على التفاسير مرتبة حسب المدارس
كتب التفسير المتوفرة في الموقع:
- أمهات كتب التفسير، وجعل تحتها التفاسير التالية:
- جامع البيان في تأويل آي القرآن للطبري
- الكشاف للزمخشري.
- مجمع البيان للطبرسي.
- مفاتيح الغيب للرازي
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
- أنوار التنزيل للبيضاوي
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
- تفسير الجلالين.
- فتح القدير للشوكاني.
- تفاسير أهل السنة:
- تفسير القرآن لابن عباس. (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- بحر العلوم للسمرقندي.
- النكت والعيون للماوردي
- تفسير البغوي.
- المحرر الوجيز لابن عطية (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- زاد المسير لابن الجوزي.
- تفسير القرآن للعز بن عبدالسلام (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- مدارك التنزيل للنسفي
- لباب التأويل للخازن. (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- البحر المحيط لأبي حيان
- التفسير لابن عرفة (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- غرائب القرآن ورغائب الفرقان للقمي (غير متوفر في الموقع لحد الآن)
- الجواهر الحسان للثعالبي.
- اللباب في علوم الكتاب لابن عادل. (غير متوفر لحد الآن)
- نظم الدرر للبقاعي. (غير متوفر لحد الآن)
- الدر المننثور للسيوطي. (غير متوفر لحد الآن)
- فتح القرآن للعليمي. (غير متوفر لحد الآن)
- إرشاد العقل السليم لأبي السعود
تفاسير أهل السنة (هكذا) الصوفية:
- تفسير القرآن للتستري. (غير متوفر لحد الآن)
- حقائق التفسير للسلمي.
- التفسير الكبير للقشيري.
- عرائس البيان في حقائق القرآن للبقلي. (غير متوفر لحد الآن)
- رحمة الرحمن لابن عربي. (غير متوفر لحد الآن)
- بحر الحقائق والمعاني الكبرى. (غير متوفر لحد الآن)
- السراج الوهاج في التفسير للكاشي. (غير متوفر لحد الآن)
- روح البيان في تفسير القرآن للحقي. (غير متوفر لحد الآن)
- البحر المديد لابن عجيبة. (غير متوفر لحد الآن)
- تفاسير الشيعة الاثني عشرية:
- تفسير القرآن للقمي. (غير متوفر لحد الآن)
- التبيان الجامع لعلوم القرآن للطوسي. (غير متوفر لحد الآن)
- تفسير صدر المتألهين لصدر المتألهين. (غير متوفر لحد الآن)
- الصافي للفيض الكاشاني.
- تفسير بيان السعادة للجنابذي. (غير متوفر لحد الآن)
- تفاسير الزيدية:
- تفسير القرآن لابن راشد (غير متوفر لحد الآن)
- تفسير الحبري للحبري. (غير متوفر لحد الآن)
- تفسير فرات الكوفي.
- تفسير الأعقم (غير متوفر لحد الآن)
تفاسير الإباضية:
- تفسير كتاب الله العزيز للهواري.
- هميان الزاد إلى دار المعاد. (غير متوفر لحد الآن)
- تيسير التيسير لأطفيش.
- جواهر التفسير للخليلي. (غير متوفر لحد الآن)
التفاسير الحديثة:
- روح المعاني للألوسي.
- في ظلال القرآن لسيد قطب. (غير متوفر لحد الآن)
- التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
- أضواء البيان للشنقيطي. (غير متوفر لحد الآن)
- الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي.
- الوسيط في تفسير القرآن الكريم لسيد طنطاوي. (غير متوفر لحد الآن)
كتب علوم القرآن:
أولاً: أسباب النزول. يعتمدون على أسباب النزول للواحدي.
ثانياً: معاني القرآن، ويوجد كتابان هما:
1 - معاني القرآن للفراء.
2 - معاني القرآن للنحاس
ثالثاً: إعراب القرآن: يعتمدون على إعراب القرآن للنحاس.
رابعاً: مواضيع القرآن. تستطيع البحث عن الآيات التي تتحدث حول أي موضوع من الموضوعات المخزنة في قائمة بها كل موضوعات القرآن.
خامساً: أحكام القرآن، ويعتمدون على ثلاثة كتب هي:
- أحكام القرآن للكيا الهراسي.
- أحكام القرآن، لابن العربي.
-أحكام القرآن، للإمام الشافعي.
سادساً: فضائل القرآن
لا أدري على أي كتاب يعتمدون وإنما يشيرون إلى ما يسمونه (المرجع) عند عدم وجود فضائل للسورة أو الآية. فيقولون: لا يوجد في المرجع فضائل لهذه السورة/ الآية.
سابعاً: الناسخ والمنسوخ.
يعتمدون على كتاب الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي القيسي،. يتم عرضه مفرقاً حسب الآيات، والآية التي لم يرد لها سبب نزول يكتب لك رسالة أنه لم يرد في الكتاب أي شيء حول هذه الآية. هذا ما تيسر كتابته حول هذا الموقع المميز ومن له إضافة فجزاه الله خيراً.
ويتلوه إن شاء الله الحديث عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
http://www.qurancomplex.org/arb/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2003, 10:17 ص]ـ
http://www.qurancomplex.org/arb/
وهذا الموقع يشتمل على العديد من المعلومات حول القرآن الكريم وتلاوته وتاريخ المصحف ومخطوطاته ويمكنك الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم من خلاله. وهو متوفر بعدة لغات (عربي - أردو - إنجليزي - فرنسي - أسباني -إندونيسي-هوسا).
ويشتمل على تلاوات بأصوات كل من القراء (علي الحذيفي - إبراهيم الأخضر - محمد أيوب - عبدالله بصفر) وهي من إنتاج المجمع نفسه، وبها خدمات جميلة جداً حيث يمكنك حفظ هذه التلاوات على جهازك بالصيغة التي تريد ( MP3 أو Real Player ).
كما يوجد تعريف بالقرآن، وعرض نص القرآن، و تحفيظ القرآن، وغريب القرآن ولا زالت هذه الصفحة تحت الإنشاء.
موضوعات القرآن:
وهذه من أفضل خدمات الموقع وهو البحث الموضوعي في القرآن الكريم. حيث يمكنك البحث عن موضوع من خلال القرآن الكريم كاملاً. ويمكنك بعد ذلك يدوياً استخراج الموضوع من خلال سورة محددة بعد ذلك.
والفرق بين هذه الوظيفة هنا ونفس الوظيفة في موقع آل البيت بالأردن أن البحث الموضوعي في موقع آل البيت أدق وأشمل. فيمكنك البحث فيه عن الموضوع الواحد آلياً من خلال القرآن الكريم كاملاً أو من خلال سورة أو من خلال آيات معينة. وأيضاً الموضوع الواحد مقسم إلى عناصر (فمثلاً: عند البحث عن قصة إبراهيم عليه السلام تجد أن هناك الحديث عن إبراهيم مع قومه - إبراهيم مع الملائكة - إبراهيم وولديه -اعتزال إبراهيم لقومه وبشارتهم الخ).
كما يوجد في الموقع (المعجم المفهرس)
بحيث يمكنك البحث عن أي كلمة بأكثر من طريقة بالجذر أو بالكلمة المطابقة وعدد تكرارها في القرآن. وهي خدمة رائعة.
كما يشتمل على (معجم المصطلحات):
وفيه تعريف بمصطلحات تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، وقد عرفوا حتى الآن بتسعة عشر مصطلحاً هي (أسماء السور - الإشمام - الإمالة - الجزء - الحروف المقطعة - الحزب - الرسم العثماني - الركوع - السبع الطوال - سجدة التلاوة - الضبط - علامات الوقف - القراءات - القراءات المشهورة - المعانقة - المعوذتان - المفصل - المنزل - الوقف اللازم)
كما يشتمل على جدول يحتوي على (فهرس القرآن) به رقم السورة واسمها وعدد آياتها.
وأما علوم القرآن في الموقع فقد تم التعريف حتى الآن ببعض موضوعات علوم القرآن المهمة وهي:
- المكي والمدني: وتم التعريف به تعريفاً شاملاً.
- الناسخ والمنسوخ (تحت الإنشاء).
- أسباب النزول (تحت الإنشاء).
- تجويد القرآن: وقد تم تفصيل مسائله تفصيلاً جيداً اعتماداً على عدد من المراجع ذكرت في نهاية الباب.
- مشكل إعراب القرآن، وقد تولى الدكتور المتقن أحمد الخراط (أستاذ النحو والصرف بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود في المدينة المنورة) هذه المهمة في كتابه المجتبى في مشكل إعراب القرآن حيث تم وضع هذا الكتاب على الموقع، ويمكنك البحث عن أي آية مشكلة، وقد ذكر الدكتور أحمد منهجه في الكتاب في المقدمة. وله كتاب المفصل في إعراب القرآن ولا أظنه قد نجز.
كتب التفسير في هذا الموقع:
يحتوي هذا الموقع على التفاسير التالية:
- الطبري:
وقد قاموا بجهد عظيم في وضعهم لتفسير الطبري ومعه تعليقات وتحقيقات الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ محمود محمد شاكر وهذا جهد ضخم لو لم يكن لهم غيره لكان كافياً. وقد تفننوا في تصميمه بطريقة فريدة بحيث تضع المؤشر على الأثر وتنقر عليه فيخرج لك كلام المحقق ويمكنك طباعته بعد ذلك، وكذلك مع الشواهد الشعرية والتعليقات اللغوية وغيرها للمحقق.
وكما هو معلوم أن تعليقات الشيخ محمود شاكر توقفت عند الأثر رقم (20787) في تفسير الآية رقم (27) من سورة إبراهيم. ويمكنك من خلال الموقع تحديد الجزء والصفحة والإحالة إليهما وإن كانت غير دقيقة تماماً.
وقد قاموا بالمواصلة في التخريج للشواهد الشعرية معتمدين في ذلك على طبعة البابي الحلبي وأما الآثار فلم يواصلوا ترقيمها وليتهم فعلوا ذلك حيث لم ترقم في طبعة أخرى إلى الآن حتى الطبعة الأخيرة التي قام على تحقيقها الشيخ عبدالله التركي وفقه الله.
- ابن كثير (تحت الإنشاء)
- السعدي: وقد قاموا بوضع النسخة الأخيرة من تفسير السعدي رحمه الله وهي النسخة التي طبعت في مجلد واحد وقام على تحقيقها الدكتور عبدالرحمن اللويحق وفقه الله.
- البغوي (تحت الإنشاء).
- التفسير الميسر:
وهو التفسير الذي أصدره المجمع وطبعه طبعات مختلفة الحجم، وقد عز وجوده في المكتبات التجارية ولا يكاد يجده الباحث إلا بصعوبة، ولذلك فوجوده على الانترنت هنا يعد خدمة كبيرة للباحثين.وهو تفسير ميسر مختصر يصلح للمبتدئين ويصلح أصلا للترجمة. وقد شارك فيه عدد كبير من العلماء المتخصصين في الدراسات القرآنية والتفسير. فجزاهم الله خيراً.
كما يشتمل الموقع على (فتاوى القرآن).
وهذه الفتاوى مجموعة من فتاوى العلماء من المتقدمين والمتأخرين فهي مأخوذة من فتاوى ابن تيمية وفتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز وخليل هراس ومحمود شلتوت وغيرهم حتى الوقت الراهن للشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله
كما يشتمل الموقع على معلومات قيمة عن (تاريخ المصحف) من حيث تطور كتابة المصحف - صور للمصاحف القديمة - زخارف إسلامية للمصاحف - نماذج من خطوط المصحف - معلومات عن القرآن)
كما يحتوي الموقع على العديد من الخدمات لكنها لم تكتمل بعد كالحديث عن الترجمات الجديدة للقرآن الكريم وبعض الترجمات غير الصحيحة للقرآن الكريم والتقنيات الجديدة التي خدم بها القرآن الكريم ونحو ذلك.
خلاصة حول الموقع:
والموقع مشروع إسلامي ضخم، ولا غرابة في ذلك فالمجمع أصبح معلماً إسلامياً عالمياً ذا إمكانيات مادية ضخمة، فالمتوقع منه أكبر من الواقع. وأقترح على القائمين على الموقع إتاحة الشراء عبر الانترنت للزوار من الموقع من إصدارات المجمع. وفق الله القائمين على هذا المشروع لكل خير وجزاهم خيراً.
وإلى لقاء آخر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2004, 12:19 ص]ـ
يرفع للتنبه على أن موقع التفاسير قد تم إضافة عدد من التفاسير التي لم تكن مضافة من قبل.
وأما موقع المجمع فقد تم إضافة تفسير ابن كثير، وتفسير البغوي كاملة محققة، فصار الموقع يحوي إضافة إلى التفسيرين السابقين: تفسير ابن جرير، وتفسير السعدي، والتفسير الميسر، وكلها تم اختيار أفضل التحقيقات لها.
فالحمد لله على تيسيره هذه الماقع التي تعين الباحث وتيسر له الاطلاع على أشهر كتب التفسير.
ـ[إبراهيم منصور]ــــــــ[02 Jan 2006, 03:54 م]ـ
كتاب تفسير البحر المديد
قام بتحقيقه الدكتور /أحمد القرشى وطبعه على نفقة أحد المحسنين وهو موجود بمكتبات مصر الأن
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[08 Dec 2009, 08:39 م]ـ
ليتك يا فضيلة المشرف الدكتور عبد الرحمن الشهري، أو غيرك، تواصل في هذا الموضوع فإنه نافع، جزاك الله خيرا.
ـ[محمد ليث]ــــــــ[08 Dec 2009, 08:54 م]ـ
من المواقع القرآنية المفيدة:
http://www.learnquran.mohdy.com/
http://www.55a.net/firas/arabic/
http://www.attaweel.com/vb/
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Dec 2009, 10:34 م]ـ
الحمد لله،وبعد ..
جزاكم الله خيراً يا فضيلة الشيخ على هذه الدلالة الطيبة المباركة، فلا حرمنا خيركم وفضلكم.
قلتم رضي الله عنكم في وصف كتب فضائل القرآن: (لا أدري على أي كتاب يعتمدون وإنما يشيرون إلى ما يسمونه (المرجع) عند عدم وجود فضائل للسورة أو الآية. فيقولون: لا يوجد في المرجع فضائل لهذه السورة/ الآية.)
فهاك بيان حال هذا المرجع:
هذا كتاب يسير، جمعَه ذاك الرجل المتنقل بين المذاهب الفاسدة والنحل الباطلة المدعو حسن السقاف، فأراد بجمعه لهذا الكتاب أن يجمع كل ما قيل في الفضائل، وقد حشاه بالأحاديث الضعيفة وإن كان فيه أحايث صحاح، لكنَّ منهجه لا يخفى عليكم، وتلاعبه بالسنة وعلى هواه أمر ظاهر من التحسين والتصحيح أو التضعيف، ومسلكه غير محمود.وقالوا: أن بعض أهل العلم قد راجعه!! وبلسانه أنها مطالعة لا مراجعة!
وقد بعث لي منه نسخة مؤلفه (السقاف _ وكذا سائر مؤلفاته _ وطالبته بالكتابة على طرتها إهداء (ولي هدف) حين زارني في منزلي مع بعض تلاميذه ليبحث بعض مسائل علمية عقدية حين عجز بعض طلبته في بعض المناظرات، وكان القبول بالزيارة بعد استشارة بعض مشايخي مع الحذر مما يحاول دسه هنا او هناك.
الشاهد أن الكتاب الجامع ليس له في ميزان النقد الحديثي قيمة يعوَّل عليه، وغيره من كتب الفضائل خير منه بكثير.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Dec 2009, 07:38 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم.
هذا الموضوع كنتُ كتبته أول ما أطلقنا ملتقى أهل التفسير رغبة في التعريف بالمواقع التي تتصل بالقرآن الكريم وخدمته، وتكون موثوقة. وقد كثرت المواقع الآن ولله الحمد ولو تفرغ أحدنا للتعريف بها لاستغرق ذلك منه وقتاً كبيراً.
فلو تعاونا على التعريف بها بطريقة مناسبة لاستفدنا منها جميعاً.
ومن المواقع الجيدة الآن موقع
http://www.mp3quran.net/
فهو يوفر لك القرآن صوتاً بقراءات وأصوات مختلفة بصيغة MP3 الشهيرة التي يقبل عليها الناس اليوم على هواتفهم المحمولة وأجهزة الـ MP3 وفي السيارات.
ومثله موقع
http://www.tvquran.com/
وفق الله القائمين عليها وتقبل منهم أعمالهم وجعلها خالصة لوجه الله سبحانه.
ولدي موضوع أشمل من ذلك كتبته قبل مدة وما زلتُ أضيف عليه حتى بلغ عدة صفحات على جهاز محمول عندي، ثم توقف الجهاز المحمول فجأة وعجزتُ عن استخراج ما فيه ولم أنشط لإعادة كتابة الموضوع، وفيه تفصيل للخدمات التي حظي بها القرآن على الانترنت حتى اليوم مع تفصيل هذه الخدمات وطرقها وفوائدها ... والله المستعان.(/)
أجمع التفاسير للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم و السلف
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[03 Apr 2003, 02:31 م]ـ
هي تفاسير: ابن جرير و ابن المنذر و عبد بن حميد و ابن أبي حاتم، قال ابن حجر عنها:
فهذه التفاسير الأربعة قل أن يشد عنها شيء من التفسير المرفوع و الموقوف على الصحابة و المقطوع عم التابعين (العجاب ص:57).
و المراد التفاسير المسندة.
و أما غير المسندة فكتاب السيوطي (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) الغاية في الباب، و قد اختصره من كتابه الكبير (ترجمان القرآن) حيث حذف أسانيد تلك الأخبار الواردة في تفسير الآي و غيرها.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[29 Sep 2008, 03:23 ص]ـ
للرفع ... بارك الله في كاتب الموضوع ...(/)
طلب التعريف بتفسير جمال الدين القاسمي رحمه الله
ـ[المنتقى]ــــــــ[04 Apr 2003, 11:18 م]ـ
مارأيكم في تفسير القاسمي للقاسمي وهل تنصحون بان يبتدي فيه طالب العلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Apr 2003, 07:03 ص]ـ
تعريف بالمؤلف
المؤلف هو محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم القاسمي الشامي الحسني. ولد في دمشق في جمادى الأولى سنة 1283هـ وتوفي في دمشق في جمادى الأولى سنة 1332هـ. أي أنه عاش تسعة وأربعين عاماً وما بلغ الخمسين عاماً! بينما بلغت مؤلفاته وأعماله أكثر من مائة كتاب ورسالة. فيالها من حياة مليئة بالعمل والعلم والجهاد والإصلاح والتأليف والتصنيف!
كان رحمه الله إماماً وخطيباً في دمشق، وكان يلقي عدة دروس في اليوم الواحد، للعامة والخاصة، ويشارك في الحياة الاجتماعية، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقوم بواجبه في الدعوة والإصلاح، والنصح والتذكير، والنقاش والحوار، ومواجهة البدع والخرافات، والانحرافات والضلالات. وكان يلقبه محمد رشيد رضا بعلامة الشام.
من أشهر كتبه المطبوعة: تفسيره محاسن التأويل وسيأتي الحديث عنه، وقواعد التحديث في مصطلح الحديث وهو نفيس، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد، وتاريخ الجهمية والمعتزلة، وغيرها. وقد صدرت عنه عدة دراسات من آخرها ما كتبه الدكتور نزار أباظة بعنوان (جمال الدين القاسمي). وقد صدر عام 1417هـ.
تفسيره محاسن التأويل
ابتدأ القاسمي تفسيره في صدر شبابه حيث بدأ في تأليفه في شوال سنة 1316هـ، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، وراجعه سنة 1329هـ قبل وفاته بثلاث سنوات.
ويقع تفسيره في سبعة مجلدات كبار، والطبعة القديمة منه تقع في سبعة عشر مجلداً، وعدد صفحاتهها 6316 صفحة من غير المقدمة، وقد استغرقت المقدمة منها الجزء الأول كاملاً، بينما استغرقت المقدمة من الطبعة التي أملكها 200 صفحة من القطع الكبير.
وقد سبق القاسميَّ إلى تفسير القرآن في زمنه الشيخ الألوسي في روح البيان ومحمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده في تفسير المنار وطنطاوي جوهري في الجواهر، وفي هذا المحيط المتنوع لكتب التفسير بدأ القاسمي في تأليف تفسيره.
والحق أن القاسمي قرأ كثيراً في كتب السابقين، ونقل الكثير في تفسيره، حتى إن كثيراً من الآيات جاء شرحها معزواً إلى غيره – وتلك أمانة – دون أن يشترك بتعقيب كاشف، ولكنه تمتع بميزة حسنة، هي البعد عن مسائل النحو والبلاغة، ونظريات الفلسفة والمنطق، مما نجده لدى أمثال الزمخشري والفخر الرازي، وصحيح أن أي تفسير لا يمكن أن يستغني عن شذور من مسائل النحو والبلاغة والمنطق، إذا أعوز المقام تلك الشذور، وقد جاء القاسمي بها في مناسبتها الملحَّة، ولكن الإكثار منها كما في تفسير البحر المحيط للغرناطي، وتفسير الكشاف للزمخشري، ومن نحا منحاهما تضخم يكاد يكون ورماً، وقد خلص منه تفسير محاسن التأويل.
وقد افتتح التفسير بمقدمة حافلة، تتحدث في إسهاب عن أمور جوهرية تتعلق بعلم التفسير، إذ تتضمن الحديث عن معرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وقصص الأنبياء، وشيوع الإسرائيليات بها، وجريان القرآن على اللسان العربي، ومعنى التفسير الباطن والتفسير الظاهر، وأيهما أصح وأسلم، والسنة المطهرة ومنزلتها من تفسير القرآن، والمكي والمدني في كتاب الله، والاعتدال في التفسير بالمأثور والرأي، وأسرار التكرار في القرآن، والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ومسائل أخرى غاية في الأهمية. وهي مقدمة جديرة بالدراسة والفهم.
وأحسن طبعات (محاسن التأويل) تلك التي أشرف عليها الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله، حيث صحح التفسير ورقمه، وخرج آياته وأحاديثه وعلق عليه. وقد صدرت طبعته الأولى بين عامي 1376 - 1377هـ من دار إحياء الكتب العربية، ثم تتابعت الطبعات بعد ذلك.
وقد تحدث القاسمي عن صلته بالقرآن وتفسيره، فقال: (وإني وإن كنت حركت الهمة إلى تحصيل ما فيه من الفنون، والاكتحال بإثمد مطالبه لتنوير العيون، فأكببت على النظر فيه، وشغفت بتدبر لآلي عقوده ودراريه، وتصفحت ما قدر لي من تفاسير السابقين، وتعرفت – حين درست – ما تخللها من الغث والسمين – ورايت كلاً – بقدر وسعه – حام حول مقاصده، وبمقدار طاقته جال في ميدان دلائله وشواهده.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن صرفت في الكشف عن حقائقه شطراً من عمري، ووقفت على الفحص عن دقائقه قدراً من دهري، أردت أن أنخرط في سلك مفسريه الأكابر، قبل أن تبلى السرائر، وتفنى العناصر، وأكون بخدمته موسوماً، وفي حملته منظوماً .. فشحذت كليل العزم، وأيقظت نائم الهم ... واستخرت الله تعالى في تقرير قواعده، وتفسير مقاصده، في كتاب اسمه بعون الجليل: (محاسن التأويل). أودعه ما صفا من التحقيقات، وأوشحه بمباحث هي المهمات، وأوضح فيه خزائن الأسرار، وأنقد فيه نتائج الأفكار، وأسوق إليه فوائد التقطتها من تفاسير السلف الغابر، وفرائد عثرت عليها في غضون الدفاتر، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر، مما قادني الدليل إليه، وقوى اعتمادي عليه.
وسيحمد السابح في لججه، والسانح في حججه، ما أودعته من نفائسه الغريبة البرهان، وأوردته من أحاديثه الصحاح والحسان، وبدائعه الباهرة للأذهان ... فإنها لب اللباب، ومهتدى أولي الألباب! ولم أطل ذيول الأبحاث بغرائب التدقيقات بل اخترت حسن الإيجاز في حل المشكلات ... ولا يخفى أن من القضايا المسلمة، والمقدمات الضرورية، أنه مهما تأنق الخبير في تحرير دقائقه السنية، فما هو إلا كالشرح لشذرة من معانيه الظاهرة، وكالكشف للمعة يسيرة من أنواره الباهرة، إذ لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب، وما تضمنه من لب اللباب، لأنه منطو على أسرار مصونة، وجواهر حكم مكنونة، لا يكشفها بالتحقيق إلا من اجتباه مولاه، ولا تتبين حقائقها إلا بالتلقي عن خيرته ومصطفاه.
وكان شروعي في هذه النية الحميدة، بعد استخارته تعالى أياماً عديدة، في العشر الأول من شوال في الحول السادس عشر بعد الثلاثمئة وألف).
والقاسمي رحمه الله كثيراً ما ينقل نقولاً طويلة عن علماء السلف كالإمام أحمد بن حنبل وابن جرير الطبري وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والعز بن عبدالسلام والشاطبي وابن حزم والقرطبي وغيرهم. والحق أن النقول في كتابه قد زادت زيادة كانت مصدر العجب، بحيث لو طار كل نص إلى أصله ما يكاد يبقى شيء للقاسمي غير تعليقات ضئيلة، ولكن الزمن الذي ظهر فيه الكتاب أول مرة كان في حاجة إلى تلك النقول، لتعذر مصادرها على الكثير، وبدراسة أمثال هذه النقول الشافية نجد أنها لم تسق جزافاً، وإنما خضعت لفحص وتأمل واستيعاب، ثم ترجيح واختيار، فالقارئ المتعجل يظن المفسر قد نقل ما أمامه دون جهد كبير، وهذا عمل قل من يحسنه كالقاسمي رحمه الله.
ثم إن الكتاب قد ألف في أوائل القرن الماضي، أيام كانت هذه البحوث جديدة طريفة يتقبلها القارئ باشتياق، ولكن مُضيَّ قرنٍ عليها، أتاح لطلاب الدراسات العليا في كليات الشريعة وأصول الدين أن يبدعو الرسائل العلمية الشافية، وأن يبرزوا في هذا الحقل ما يروق القارئ المعاصر، ومحاولة المقارنة بينهم وبين صنيع القاسمي محاولة ظالمة، لأن الرجل رائد يسير الخطوات الأولى في طريق غير ممهد، وقد مضت عقود متوالية في مضمار البحث القرآني حتى اعتدل السير، واستقام الطريق، وهنا يحفظ للرائد مكان الريادة، ولا نطالبه بما نطالب به اللاحق من ابتكار وتجويد. وهو يحرص على أن يستشهد بالصحيح والحسن من الأحاديث في تفسيره. وفي اللغة يرجع إلى كتب اللغة كالقاموس والصحاح وغيرهما.
منهجه في مسائل الاعتقاد
كان القاسمي رحمه الله سلفي المنهج على منهج أهل السنة والجماعة، فهو من أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة السلف من قبل هؤلاء ومن بعدهم. وقد تعرض لمضايقات كثيرة بسبب هذا المنهج فاتهم بالوهابية – نسبة خاطئة إلى الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله – وحقق معه، واتهم بتسفيه آراء الأئمة المتقدمين من أصحاب المذاهب، ثم خرج بعد ذلك من تلك المحن وهو أقوى ما يكون حجة، وأصلب عوداً. والقارئ في تفسيره يرى منهج السلف ظاهراً، فهو يكثر النقل عن علماء السلف، ويورد حججهم وأدلتهم، وردودهم على شبه الخصوم، مما يؤكد أن المؤلف رحمه الله كان يجعل همه كل همه الإصلاح ليس إلا، وإنما يورد هذه النصوص ليلجم بها الخصوم، فإنهم إن استطاعوا جدلاً رد أقواله، صعب عليهم إبطال أقوال علماء بهم يقتدون، وبعلمهم يعترفون فكانت حجتهم لهم غالبة.
وهو في أحيان كثيرة لا يزيد في تفسير الآية على نقل كلام السلف فيها، وانظر مثلاً لذلك تفسيره لقوله تعالى: (ثم استوى على العرش) فقد استغرق منه تفسير هذه الآية 47 صفحة أغلبها نقول عن السلف، وهو إنما يربط كلامهم بعضه ببعض.
وقد أكد في مقدمة تفسيره أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف، أورد فيه نقولاً لبعض العلماء في إثبات ذلك.
خلاصة الجواب للأخ منتقى
تفسير محاسن التأويل للقاسمي من أنفس كتب التفسير، وقد أتى فيه بدرر ونفائس، ولكنه لا يصلح للقارئ المبتدي لأنه طويل النفس جداً، وأكثره نقول كما تقدم عن السابقين، ويحتاج في فهمه إلى صبر وأناة، والمبتدئ يفتقر في الغالب إلى تلك الصفات، وإنما يهمه في المرحلة الأولى فهم الغريب من الألفاظ والتراكيب وبعض المقدمات الضرورية، ولذلك فإنني أنصحك يا أخ منتقى أن تراجع ما كتبه الأخ أبو مجاهد وفقه الله في هذا الملتقى حول الكتب التي يحسن بطالب علم التفسير أن يبتدأ بها ويتدرج في فهمها حتى ينال حظاً وافراً من فهم القرآن الكريم، وتجد كلامه على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=26 ويمكننا النقاش حول هذا إن بدا لك سؤال، أو كان ثمة إشكال، وما أسعدنا بمشاركة الإخوة حول هذا الموضوع، فما كتبته لا يعدو كونه اجتهاداً. وفق الله الجميع للحق والسداد، والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2003, 05:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني أحد الإخوة الكرام عن تفسير القاسمي، وقيمته العلمية، فذكرت له أنه تفسير نفيس، ينفرد بكثير من المزايا، وتذكرت أثناء ذلك أنه قد مر بي كلام للغماري يذكر فيه قصةً له حول طباعة تفسير القاسمي، وأنه قد طبع ناقصاً بسبب جرأة من أشرف على طباعته حينذاك في حذف ما يراه غير مناسب، ولم يكن من أهل هذا الشأن. ثم رجعت بعد ذلك إلى كتاب (بدع التفاسير) للغماري فوجدته يقول في صفحة 161 من كتابه:
(تفسير القاسمي لا بأس به، يميل إلى وضوح العبارة، وتبسيط البحث الذي يتعرض له، مع جنوح إلى الاجتهاد والاستقلال في الرأي، وقد ينساق مع الإسرائليات أحياناً.
وحين أريد تقديمه إلى المطبعة أشرف على طبعه شخص في عقله شيء. زرته مرة ببيته، فأطلعني على نسخة التفسير بخط القاسمي، سلمها إليه ابنه ليشرف على طبعها، فإذا هو قد ضرب بالقلم الأحمر على بحث النسخ الذي ذكره المؤلف عند قوله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها). فسألته عن سبب شطب هذا البحث، فقال: لأنه لا يليق بمقام القاسمي الذي كان يسميه الشيخ رشيد رضا: عالم الشام، فحذفته وحذفت ما كان من قبيله عديم الفائدة، قليل الجدوى.
قلت له: لكن هذا ينافي الأمانة العلمية!
فقال: التفسير لم يطبع قبل الآن، ولا أحد يعرف ما حذف منه. ونجل المفسر – وهو نقيب المحامين بدمشق – أباح لي التصرف فيه حسبما أراه مصلحة، وهذه البحوث لا تليق بالقاسمي وبشهرته العلمية.
قلت له: اتركها كما كتبها المؤلف، وعلق عليها برأيك، فأبى، وأصر على حذفها.
وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص في عدة مواضع، وهذه خيانة علمية ما كان ينبغي أن تحصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). أهـ.
وهذا الأمر مما ابتليت به كثير من كتب السلف، حيث يقوم على تصحيحها من ليس من أهل الشأن فيفسد من حيث يريد الإصلاح، والأحاديث والقصص في هذا كثيرة ذكرها من صنف في هذه الأمور. حتى إن بعض عمال المطابع يتدخل في ذلك، وأذكر أن الأستاذ محمد عدنان سالم صاحب دار الفكر قال في كتابه (هموم ناشر عربي) وهو يحكي قصة طريفة وقعت له أنه مرة صحح كلمة (إقرأ) على ظهر غلاف كتاب معد للطبع، فحذف همزة القطع التي جعلت خطأ في أولها، وأرجعها همزة وصل، وتأكد من حذفها على آخر تجربة قبل الطبع، وعندما قدمت له نسخة مطبوعة من الكتاب، راعه أنه وجد همزة (إقرأ) قد عادت لتحتل مكانها عنوة تحت الألف! فلما تتبع الموضوع وجد أن عامل التصوير - لما يعلم من اهتمامه وكلفه بالهمزة - قد تطوع وأثبتها، وهو يحسب أنه قد أحسن صنعاً، وأسدى إلى اللغة العربية معروفاً بفعله هذا!!
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[26 May 2005, 02:59 ص]ـ
ما رأيكم يا أهل التفسير في مشروع لاختصار تفسير القاسمي؟ فهو كثير النقل عن غيره، وفي بعض النقول طول، وفي بعضها تكرار.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 May 2005, 05:17 م]ـ
هناك مختصر لتفسير القاسمي على حاشية المصحف في مجلد واحد. وقد فات علي اسم المختصر - بكسر الصاد.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 May 2005, 06:02 م]ـ
المختصر الذي أشار إليه الأخ عبدالرحمن هو: ري الغليل من محاسن التأويل للشيخ صلاح الدين أرقه دان
إلا أنه مختصر جداً، قال مختصره في مقدمته: (ولقد حرصت أن أعتمد ألفاظ القاسمي كما وردت في تفسيره ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ورجحت ما رجحه عند تعدد الروايات، وأخذت بعض الأحاديث والتعليقات وأسباب النزول من تفسير ابن كثير، وأسباب النزول للواحدي، وأشرت إليها حيث وردت.)
وهو مطبوع في حاشية مصحف دار النفائس
ـ[سلطان الدين]ــــــــ[03 Jun 2005, 02:02 م]ـ
أشكر الشيخين الفاضلين: الشيخ عبدالرحمن والشيخ أبا مجاهد على ماتفضلا به من اثراء للموضوع , ولكن أحب أن أضيف تعقيباً على تفسير القاسمي , فأقول:
لا شك أن من أجال نظره في كتب التفسير وجد أنها على ثلاث أقسام:
الأول: كتب هي عمدة أهل العلم , كتفسير ابن جرير وابن كثير وابن سعدي وغيرهم , فهذه تأكلها أكلا ولاتخشى التخمة.
الثاني: كتب هي السم الزعاف , وهي تفاسير أهل البدع من الرافضة والمعتزلة وغيرهم , فهذه تطرح وتلقى ولا كرامة.
الثالث: كتب خلطت علماً نافعاً وآخر سيئاً , فهذه ينتفع بها طالب العلم , والمبتديء يصرف عنها إلى حين .... أما بعد:
فتفسير القاسمي من أيها؟
مكثت فترة ليست بالطويلة أرجع إلى تفسير القاسمي لاسيما المجلد السابع , فوجدت جنوح القاسمي - رحمه الله - للإجتهاد أوقعه بأمور منكرة خالف فيها أهل السنة والجماعة , فمن ذلك:
1) ذكر الطوفي الحنبلي في (7/ 48) وأثنى على بحثه في المصلحة المرسلة , وجعله بحثاً جيداً يحن الرجوع إليه , مع ما في بحثه الموجود في شرح حديث (لاضرر ولاضرار) من الأربعين النووية , من توسع قبيح في دائرة المصلحة!! وهذه مسألة مشهورة عن الطوفي ما زال نكير أهل العلم عليها.
2) تكلم في مسألة الموالاة والمعاداة بكلام يحتاج إلى تتبع وتحرير , فانظر (7/ 59) و (7/ 78).
3) زلَّ زلة قبيحة - غفر الله له - ورد حديث البخاري في سحر لبيد بن الأعصم النبي صلى الله عليه وسلم , وكان رده للحديث على طريقة المعتزلة أعداء السنن انظر ذلك في (7/ 417).
وبعد ... فليس هذا جهد المتتبع والمتقصد لاستخراج الأخطاء إنما هي تقييدات قيدتها وأنا أرجع إلى المجلد السابع , وأظن لو فرغت نفسي أو أحد من أخواني طلاب العلم لوجد أكثر من ذلك , فبناء على هذا , فتفسير القاسمي من التفاسير التي لا ينصح بها بإطلاق , ولا يحذر منها بإطلاق , إنما تجعل من التفاسير الجيدة ولكنها مدخولة وفيها دخن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[19 Jul 2005, 09:10 م]ـ
بارك الله فيك يا استاذ عبد الرحمن الشهري.
ـ[السائح]ــــــــ[19 May 2006, 03:40 ص]ـ
ثم رجعت بعد ذلك إلى كتاب (بدع التفاسير) للغماري فوجدته يقول في صفحة 161 من كتابه:
( .....
وحين أريد تقديمه إلى المطبعة أشرف على طبعه شخص في عقله شيء. زرته مرة ببيته، فأطلعني على نسخة التفسير بخط القاسمي، سلمها إليه ابنه ليشرف على طبعها، فإذا هو قد ضرب بالقلم الأحمر على بحث النسخ الذي ذكره المؤلف عند قوله تعالى: [سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها]. فسألته عن سبب شطب هذا البحث، فقال: لأنه لا يليق بمقام القاسمي الذي كان يسميه الشيخ رشيد رضا: عالم الشام، فحذفته وحذفت ما كان من قبيله عديم الفائدة، قليل الجدوى.
قلت له: لكن هذا ينافي الأمانة العلمية!
فقال: التفسير لم يطبع قبل الآن، ولا أحد يعرف ما حذف منه. ونجل المفسر – وهو نقيب المحامين بدمشق – أباح لي التصرف فيه حسبما أراه مصلحة، وهذه البحوث لا تليق بالقاسمي وبشهرته العلمية.
قلت له: اتركها كما كتبها المؤلف، وعلق عليها برأيك، فأبى، وأصر على حذفها.
وبناء على هذا فالتفسير المذكور ناقص في عدة مواضع، وهذه خيانة علمية ما كان ينبغي أن تحصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
جزاك الله خيرا.
قال الأستاذ مازن المبارك في مقال نشره في مجلة معهد المخطوطات 3/ 340:
كان ينبغي للناشر أن يُقدّم التفسير بكلمة تعرّف بالأستاذ القاسمي، وتبيّن إذا كان الناشر قد حافظ على الأصل المخطوط كما وضعه صاحبه، أم كان له في تحقيقه [!] رأي دعا إلى الزيادة فيه أو النقص منه [!]
ولست أدري: أكتب الأستاذ مازن ذلك من جرّاء تخوّف وتوجّس أو توسّم وتفرّس، أم أنه قد اتّصل بسمعه نبأ التصرف في الكتاب بالحذف، على أنه قد دبّج يراعه هاتيك المقالة قبل نحو خمسين سنة!
ـ[الراية]ــــــــ[22 Jun 2006, 02:49 م]ـ
وجدت رسالة تعرف بهذا التفسير ولا اعلم هل طبعت ام لا؟
القاسمي ومنهجه في تفسيره " محاسن التأويل *
ابراهيم علي صالح الحسن
المشاركون: عبدالله ابراهيم الوهيبي: مشرف
الجامعة: جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1408
لغة الرسالة: العربية
الأبعاد: 473ص
موضوعات: شخصيات إسلامية
القاسمي
تفسير القرآن
نوع الرسالة: بحث
المستخلص:
تحتوي الرسالة على ثلاثه أبواب وعدة فصول وخاتمة، ويتناول الباحث في الباب الاول حياة القاسمي وأثاره ويبدأ بعصره الحالة السياسية والدينية والعلمية ثم القاسمي ونشأته ومولده واسمه ونسبه وشيوخه وعقيدية ووفاته ثم أعماله وموافقه ثم مكانته العلمية وأثاره من خلال تلاميذه ومؤلفاته وتأريخ تأليف محاسن التأويل، وفي الباب الثاني مصادر القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن ظاهرة النقل في التفسير القاسمي ثم مصادره من كتب التفسير ومصادره من غير كتب التفسر، وفي الباب الثالث منهج القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن الطريقه والمنهج ثم عناية بالاثر ومراعاة للنظر واهتمامه باللغة العربية وعناية بالعقيدة وموقفه من آيات الأحكام
وموقف القاسمي عن مدرسة الشيخ محمد عبده ثم الخاتمة والفهارس
ـ[الراية]ــــــــ[20 Jul 2007, 02:19 م]ـ
وجدت رسالة تعرف بهذا التفسير ولا اعلم هل طبعت ام لا؟
القاسمي ومنهجه في تفسيره " محاسن التأويل *
ابراهيم علي صالح الحسن
المشاركون: عبدالله ابراهيم الوهيبي: مشرف
هل من جديد حول طبع هذه الرسالة؟
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[20 Jul 2007, 05:06 م]ـ
الله يجزيكم خير وبارك سعيكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2007, 05:31 م]ـ
رسالة الأخ الدكتور إبراهيم الحسن (القاسمي ومنهجه في تفسيره محاسن التأويل) لم تطبع بعدُ أخي الكريم الراية.
ـ[سلطان الدين]ــــــــ[21 Jul 2007, 11:38 ص]ـ
ظهر كتاب اسمه (الصواعق المرسلة على تاريخ الجهمية والمعطلة لجمال الدين القاسمي) لعبدالحميد الرفاعي
ومازلت متوجساً خيفة من الثناء المفرط على الشيخ حتى وقفت على مقدمة قواعد التحديث له طبعة الرسالة فأهالني ما فيه من مخالفات , فأرجو من الأخوة التريث والتثبت في الإطراء.
ـ[الراية]ــــــــ[21 Jul 2007, 04:21 م]ـ
رسالة الأخ الدكتور إبراهيم الحسن (القاسمي ومنهجه في تفسيره محاسن التأويل) لم تطبع بعدُ أخي الكريم الراية.
اتمنى ان كانت لكم بفضيلة الدكتور إبراهيم الحسن اتصال او معرفة
عرض طبع هذه الرسالة.
شكر الله لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2007, 05:50 م]ـ
الدكتور إبراهيم الحسن صديقنا،وهو أستاذ مساعد بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين. ولعلي أعرض عليه هذا بإذن الله استجابة لطلبكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[27 Aug 2009, 06:40 ص]ـ
للفائدة:
لما أتى القاسمي مصر مع بقية السلف ـ كان ينعته العلامة محمود شكري الآلوسي بهذا النعت في رسائله ومكتوباته للقاسمي ـ الشيخ عبد الرازق البيطار فسأله ـ أي سأل القاسمي الأستاذ الإمام محمد عبده ـ وقال له: " إني شرعت في تفسير القرآن الكريم، وتمر معي الآية مجملة، فهل يسوغ لنا أن نكملها من التوراة أو غيرها من كتب أهل الكتاب؟ فقال له الإمام: لا يسوغ ذلك لأننا قرآننا نقل بالتواتر " وسأله أيضاً: " إني أقرأ درساً للعامة، فأي كتاب تختار؟ فقال الإمام: الإحياء للغزالي بعد تجريده من الأحاديث غير الصحيحة ومما لا يفيد "
((تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري ج1 ص299))
شيوخ القاسمي:
(1) والده الشيخ محمد سعيد قاسم
(2) الشيخ عبد الرحمن المصري
(3) الشيخ أحمد الحلواني
(4) الشيخ رشيد قزيها
(5) الشيخ سليم العطار
(6) الشيخ بكر العطار
(7) الشيخ محمد الخاني
(8) الشيخ حسن جبينة
(9) الشيخ طاهر الآمدي
(10) الشيخ محمود الحمزاوي
(11) الشيخ محمد المرتضي الجزائري
(12) الشيخ نعمان الآلوسي
((من كتاب القاسمي وأرؤه الاعتقادية علي محمود دبدوب، بتصرف ط. دار المحدثين، القاهرة))
آراء العلماء فيه:
قال صاحب المنار:"هو علامة الشام، وبادرة الأيام، والمجدد لعلوم الإسلام، محيي السنة بالعمل
والتعليم، والتهذيب والتأليف، وأحد حلقات الاتصال بين هدي السلف، والارتقاء
المدني الذي يقتضيه الزمن ".اهـ مجلة المنار المجلد السابع عشر ج8ص558
وقال في موطن آخر:" لايمكن أن تصلح الدولة العثمانية إلا بأن يؤلف لها كتاب ديني عصري يقدم إلى مجلس الأمة، ثم بعد التصديق عليه ينشر للعمل، ولايستطيع أحد أن يؤلفه إلا جمال الدين القاسمي ".اهـ (تاريخ علماء دمشق ج1ص300)
قال أمير البيان شكيب أرسلان في مقدمته لقواعد التحديث " وإني لأوصي جميع الناشئة الإسلامية التي تريد أن تفهم الشرع فهما ترتاح إليه ضمائرها، وتنعقد عليها خناصرها أن لا تقدم شيئا على قراءة تصانيف المرحوم جمال الدين القاسمي ".اهـ مقدمة قواعد التحديث ص7
وقال الشيخ محب الدين الخطيب في مقدمته لكتاب إصلاح المساجد:" السيد جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله ـ مصباح من مصابيح الإصلاح الإسلامي التي ارتفعت فوق دياجير حياتنا الحاضرة المظلمة في الثلث الأول من القرن الهجري الرابع عشر فنفع الله بعلمه وعمله ما شاء أن ينفعهم ".اهـ ((مقدمة إصلاح المساجد من البدع والعوائد:تأليف / محمد جمال الدين القاسمي، خرج أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني ص6نشر المكتب الإسلامي بيروت ط5سنة 1403هـ 1983م.))
وقال الشيخ عبد الله بن مصطفى المراغي:" كان القاسمي في مقدمة علماء دمشق،وامتاز عن كثير منهم، واشتهر أمره، وكان مستقل الرأي، لا يميل إلى الخرافات، محتفظاً بكرامته، لا يحب الفضول والزلفى، ولم يكتف بالتبحر في العلوم الشرعية بل درس العلوم العصرية "
((الفضل المبين في طبقات الأصوليين تأليف الأستاذ عبد الله بن مصطفى المراغي ج3ص168طبع ونشر عبد الحميد أحمد حنفي ـ مصر.))
وقال الشيخ عبد الرازق البيطار في ترجمته له:" كان القاسمي علامة الشام، آية في المحافظة على الوقت، والمواظبة على العمل، كان يجهد نفسه بدراسة التفاسير الكثيرة، ومدونات السنة وشورحها، ومؤلفات في أصول الدين وأمهات الفقه وأصوله، ومطولات التاريخ والأدب، وكتب المقالات والنحل .... " ((حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، تأليف الشيخ عبد الرازق البيطار، تحقيق محمد بهجة البيطار ج1ص438،ص439 طبع المجمع العلمي بدمشق سنة 1382هـ 1963م.))
وقال الأستاذ نقولا زيادة:" هذا الرجل الذي لم يعمر حتى نصف القرن، كان يشغل وقته كله بالكتابة والتأليف، عندما لا يكون يذاكر أو يعطي درساً كان يكتب في كل مكان ".اهـ
((أعلام عرب محدثون للأستاذ نقولا زيادة صـ 127، ط. الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت 1994))، وقال في موضع آخر من الكتاب:" لقد حرك القاسمي مياة الفكر الراكدة فأثار من حوله للاهتمام بالعلم، وخلق جيلاً من أهل الفكر الإسلامي في دمشق وما إليها ".اهـ
((المرجع السابق صـ 132))
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الأستاذ محمد بك كرد علي:" ولكن إرادة المولى قضت بأن لا تحرم هذه الأمة من أعلام يصدعون بالحق فيجددون لها أمر دينها، ويستطيبون الأذى في إثارة العقول والرجوع بالشرع إلى الحد الذي رسمه الشارع وأصحابه والتابعون والأئمة الهادون المهديون، ومنهؤلاء المجددين نابغة دمشق فقيدنا العزيز السيد ((جمال الدين القاسمي)) ".اهـ
((تفسير القاسمي، ط. دار الحديث القاهرة ت: حمدي صبح، أحمد بن علي، 2002م، صـ 9،8))، وقال في نفس الموضع أيضاً ": تذرع الفقيد بعامة ذرائع النفع لهذه الأمة فكان إماماً في تآليفه الوفيرة، إماماً في محرابه ومنبره ومصلاه، رأساً في مضاء العزيمة، ورأساً في العفة ". اهـ ((المرجع السابق نفس الصفحة))
وقال الأستاذ أنور الجندي: " ولو ذهبنا نستقصي كل ما كتبه العلماء في الإشادة بفضل القاسمي لطال بنا المقام، ولكن نكتفي بما ذكر ونحيل على الباقي خشية الإطالة ".اهـ
((تراجم العلماء المعاصرين للعالم الإسلامي، تأليف أنور الجنْدي، ص69ـ78،طبع مكتبة الأنجلو المصرية)).
ومن تلميذه:
(1) الشيخ محب الدين الخطيب ((المستدرك على معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية تأليف عمر رضا كحالة 576،577 طبع مؤسسة الرسالة ط.1 سنة 1406،1985هـ، الأعلام للزكلي ج5ص282، القاسمي وأرؤاه الاعتقادية لدبدوب صـ 96))
(2) د/ صلاح القاسمي (الأعلام للزكلي ج3ص208،209،المستدرك على معجم المؤلفين ص297.
(3) حامد التقي (الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين 8/ 452، المستدرك على معجم المؤلفين
ص184، الأعلام للزركلي ج2،ص160.
(4) محمد بهجة البيطار ((تاريخ علماء دمشق ج2ص918ـ925،المستدرك على معجم المؤلفين ص614،615))
(5) أحمد محمد شاكر ((النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين للدكتور /محمد رجب البيومي ج4ص115ـ140،طبع مجمع البحوث الإسلامية السنة الخامسة، الكتاب الثالث، سنة 1405،1984،الأعلام ج1ص253))
(6) محمد جميل الشطي (تاريخ علماء دمشق ج704ـ 708الأعلام ج6ص73))
وغيرهم ....
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[08 Dec 2009, 12:55 ص]ـ
وجدت رسالة تعرف بهذا التفسير ولا اعلم هل طبعت ام لا؟
القاسمي ومنهجه في تفسيره " محاسن التأويل *
ابراهيم علي صالح الحسن
المشاركون: عبدالله ابراهيم الوهيبي: مشرف
الجامعة: جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1408
لغة الرسالة: العربية
الأبعاد: 473ص
موضوعات: شخصيات إسلامية
القاسمي
تفسير القرآن
نوع الرسالة: بحث
المستخلص:
تحتوي الرسالة على ثلاثه أبواب وعدة فصول وخاتمة، ويتناول الباحث في الباب الاول حياة القاسمي وأثاره ويبدأ بعصره الحالة السياسية والدينية والعلمية ثم القاسمي ونشأته ومولده واسمه ونسبه وشيوخه وعقيدية ووفاته ثم أعماله وموافقه ثم مكانته العلمية وأثاره من خلال تلاميذه ومؤلفاته وتأريخ تأليف محاسن التأويل، وفي الباب الثاني مصادر القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن ظاهرة النقل في التفسير القاسمي ثم مصادره من كتب التفسير ومصادره من غير كتب التفسر، وفي الباب الثالث منهج القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن الطريقه والمنهج ثم عناية بالاثر ومراعاة للنظر واهتمامه باللغة العربية وعناية بالعقيدة وموقفه من آيات الأحكام
وموقف القاسمي عن مدرسة الشيخ محمد عبده ثم الخاتمة والفهارس
هل طبعت الرسالة؟ وكيف نحصل عليها؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Dec 2009, 10:11 ص]ـ
ارجو ان لا يتسرع الاخوة بالقاء جوازف التهم على العلماء السابقين دون ترو
كما فعل سلطان الدين بوصفه كتب تفسير المعتزلة بانها السم الزعاف
فهذا ما لا يجوز في حق هؤلاء الذين تصدوا لتفسير كتاب الله تعالى واظهار ما فيه من محاسن
نعم وقعوا في اخطاء لكن اعمالهم كلها ليست خاطئة
وارجو ان لا يفهم الاخوة من كلام الدكتور الفاضل وشيخنا الحبيب عبد الرحمن الشهري ان الشيخ القاسمي والشيخ محمد عبده والشيخ رشيد قد ادركوا الالوسي
فالالوسي توفي قبل ان يكون محمد عبده مدركا للعلم والعلماء
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[14 Dec 2009, 07:37 م]ـ
للفائدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مجلة الجامعة الإسلامية ـ غزة، المجلد الحادي عشر، العدد الأول، ص 87 ـ ص 146، 2003م)
منهج القاسمي في تفسيره محاسن التأويل
دراسة تحليلية ونقدية
محمد جمال الدين القاسمي
(1283 ـ 1332 هـ = 1866 ـ 1914م)
إعداد الباحث
عبد الرحمن يوسف الجمل
بطاقة الكتاب
العنوان: منهج القاسمي في تفسيره محاسن التأويل – دراسة تحليلية ونقدية.
إعداد الباحث: عبد الرحمن يوسف الجمل.
عدد الصفحات: 60 صفحة
الرابط: http://www.4shared.com/file/14498056...___-_.html?s=1
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:39 م]ـ
وجدت رسالة تعرف بهذا التفسير ولا اعلم هل طبعت ام لا؟
القاسمي ومنهجه في تفسيره " محاسن التأويل *
ابراهيم علي صالح الحسن
المشاركون: عبدالله ابراهيم الوهيبي: مشرف
الجامعة: جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
الكلية: أصول الدين
القسم: القرآن وعلومه
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1408
لغة الرسالة: العربية
الأبعاد: 473ص
موضوعات: شخصيات إسلامية
القاسمي
تفسير القرآن
نوع الرسالة: بحث
المستخلص:
تحتوي الرسالة على ثلاثه أبواب وعدة فصول وخاتمة، ويتناول الباحث في الباب الاول حياة القاسمي وأثاره ويبدأ بعصره الحالة السياسية والدينية والعلمية ثم القاسمي ونشأته ومولده واسمه ونسبه وشيوخه وعقيدية ووفاته ثم أعماله وموافقه ثم مكانته العلمية وأثاره من خلال تلاميذه ومؤلفاته وتأريخ تأليف محاسن التأويل، وفي الباب الثاني مصادر القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن ظاهرة النقل في التفسير القاسمي ثم مصادره من كتب التفسير ومصادره من غير كتب التفسر، وفي الباب الثالث منهج القاسمي في تفسيره ويبدأ بتمهيد عن الطريقه والمنهج ثم عناية بالاثر ومراعاة للنظر واهتمامه باللغة العربية وعناية بالعقيدة وموقفه من آيات الأحكام
وموقف القاسمي عن مدرسة الشيخ محمد عبده ثم الخاتمة والفهارس
هل من جديد عن هذه الرسالة، وهل طبعت؟ وكيف نصل إليها؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[07 Apr 2010, 01:28 ص]ـ
هل من جديد عن هذه الرسالة؟، وهل من جديد في الرسائل العلمية عن علاَّمة الشام جمال الدين القاسمي ـ رحمه الله ـ؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[03 May 2010, 09:10 م]ـ
هل من جديد عن هذه الرسالة؟؟(/)
إستفسار عن كتاب مناهل العرفان
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 Apr 2003, 11:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، ما هو تقييمكم لكتاب (مناهل العرفان في علوم القرءان) للزرقاني؟ و بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2003, 12:49 ص]ـ
مؤلف الكتاب
هو الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني بضم الزاي وتشديدها، من أهالي الجعفرية في المحافظة الغربية من مصر. ونسبته إلى زرقان وهي بلدة تابعة لمحافظة المنوفية. ولد في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتوفي سنة 1367هـ
تقويم ودراسة لمناهل العرفان
كتب الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت وفقه الله بحثاً - أظنه لمرحلة الماجستير - بعنوان: (كتاب مناهل العرفان للزرقاني - دراسة وتقويم) وقد طبع الكتاب في مجلدين. طبعته دار ابن عفان سنة 1418هـ
فهو قد درسه دراسة متوسعة. وسأنقل لك ما ذكره في الخاتمة بتصرف قليل.
يقول وفقه الله في الخاتمة 2/ 927: (كان كتاب مناهل العرفان من أهم واشمل ما كتب في هذا الموضوع - أي علوم القرآن - حيث إن مؤلفه تعرض فيه لأهم مباحث هذا العلم وأكثرها فائدة، كما قام بدمج الموضوعات، والأنواع المتشابهة في مبحث واحد، ولم يفرقها كما فعل غيره، مع صياغته لعبارة هذا الكتاب بأسلوب رفيع، ودملجة - أي تسوية - محكمة، في الوقت الذي جمع فيه مادته العلمية من مؤلفات كثيرة ومتنوعة، تزيد على المائة - حسب عزو المؤلف إليها، مع أنه تبين أن المؤلف كان يعزو إليها عن طريق كتاب آخر - ولم يكن نقل المؤلف واستفادته منها مقتصراً على بعض دون بعض.
ومع استفادة المؤلف من كلام غيره من أهل العلم إلا أن ذلك لم يحوله إلى مجرد ناقل لما يكتبون، بل له أسلوبه الخاص، ومنهجه المستقل في البحث والنظر، مع كون بعض مباحث هذا الكتاب تعد إعادة صياغة لما كتبه السيوطي في الإتقان.
لكن ذلك ليس بغالب على الكتاب ولله الحمد، فإن فيه مباحث ومسائل هامة، بل مباحث كاملة زائدة على البرهان للزركشي، والإتقان للسيوطي؛ الأمر الذي جعل من الكتاب مرجعاً مهماًيستقي منه من جاء بعد مؤلفه، ممن أراد التأليف في هذا الفن.
والمؤلف رحمه الله وإن لم يكن قد استوعب جميع أنواع هذا الفن إلا أنه أحاط بالضروري منها تقريباً.
ومع محاسن ومزايا الكتاب هذه إلا أن الكتاب لا يخلو من بعض الملحوظات والمآخذ المهمة، كتقرير مؤلفه لعقيدة الأشاعرة في عامة المواضع ذات التعلق بموضوع الاعتقاد، مع تلقيب الأشاعرة - دائماً - بـ أهل السنة، إضافة إلى النيل من أهل السنة والتشنيع عليهم في بعض المواضع!
كما وقع للمؤلف رحمه الله نوع من المجاراة لأصحاب التصوف في بعض عباراتهم ولحونهم.
هذا مع تأثر ظاهر بالعصر الذي عاش فيه المؤلف، حيث أصبح المسلك الدفاعي - عن الإسلام - سمة بارزة في ذلك الكتاب.
لذلك نجد المؤلف يكثر من إيراد الشبه بعد كل مبحث ثم يحاول الجواب عنها.
ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض الشبه تعتبر من صنع المؤلف وتركيبه (انظر على سبيل المثال مناهل العرفان 1/ 80، 2/ 137) والبعض الآخر نطق به أعداء الإسلام، وثالث الأنواع هو عبارة عن أقوال لبعض الأئمة في مسائل متنوعة من أمور العلم التي يختلفون فيها ...
وقد كان لمدرسة الأفغاني وتلميذه محمد عبده أثر بين في منهج الزرقاني.
ومما يلاحظ على الكتاب غير ما سبق كثرة الاستطرادات مع شيء من الإسهاب إضافة إلى حاجته إلى توثيق في كثير من مادته، سواء في النقولات التي يوردها المؤلف، أو في كثير من مسائل العلم التي يقررها.
كما أنه بحاجة إلى صياغة متينة محكمة للتعاريف التي يوردها مؤلفه حيث إنه يصوغ كثيراً منها بطريقة إنشائية.
انتهى كلام الشيخ خالد السبت.
أحال الشيخ خالد السبت على طبعة مناهل العرفان التي طبعت في دار إحياء الكتب العربية (البابي الحلبي) الطبعة الثالثة.
أرجو أن يكون في هذا كفاية في معرفة تقويم الكتاب، وإن أردت تفصيلاً أكثر فالكتاب متوفر ولله الحمد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 Apr 2003, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن، وأسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في الخير ... أمين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 03:05 م]ـ
بسم الله
أولاً - أحيي أخي الكريم محمد بن يوسف ضيفاً عزيزأ على هذا الملتقى
ثانياً - إضافة إلى ما ذكره أخي عبدالرحمن وفقه الله؛ أنبه على أن الزرقاني عفا الله عنه قد تخبط كثيراً في المسائل العقدية التي ذكرها في كتابه هذا، وقد رد عليه كل من:
الشيخ سليمان العلوان في كتابه: القول الرشيد في حقيقة التوحيد.
الدكتور توفيق العلوان في كتابه: نقض عقائد الأشاعرة في كتاب مناهل العرفان.
ومع ذلك فكتابه هذا يعد من الكتب المتميزة في هذا الفن.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[16 Apr 2003, 12:17 ص]ـ
ولا يعني تعقيب شيخنا الفاضل أبي مجاهد أن دراسة شيخنا المحقق الشيخ خالد السبت لم تتعرض لمناقشة الزرقاني في كثير من مسائل الاعتقاد التي خالف فيها منهج السلف بل قد أجمل شيخنا منهج الرجل في العقيدة في أول الرسالة ص (45، وما بعدها) ثم ناقشه في كثير من هذه المسائل في ثنايا دراسته؛وقد بلغت عدد المسائل العقدية التي جاءت في فهرس المسائل العلمية في آخر الرسالة ما يقرب من ست وستين مسألة أحال عليها شيخنا في مواضعها المتفرقة من رسالته المباركة، نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع وأن يجعلنا من أنصار دينه .. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[16 Apr 2003, 02:09 ص]ـ
مع ذلك نجد في الكتاب حرية علمية لم تتقيد بقيد التقليد للسابقين من المؤلفين
وتلك منقبة قلّ أن توجد -- خصوصاً عند المتأخرين --
فاستفد من الكتاب وانتبه للأخطاء
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[16 Apr 2003, 04:03 م]ـ
جزى الله الاخوة خير الجزاء، و بالنسبة للاستفادة من الكتاب أخي المنصور فأنا بالفعل أستفيد منه و أدرسه الأن، وبالنسبة لمسائل المعتقد فرب ضرة نافعة، فأنا أناقش أحد الدكاترة في كلية أصول الدين بالأزهر فيما ورد فيه من عقائد الأشاعرة وأرى أن ذلك يكسبني ملكة في هذا الأمر، خاصة وأن معظم الأزاهرة أشاعرة كما هو معروف، بارك الله في جهودكم وزادكم علما ... أمين
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[23 Oct 2005, 04:52 م]ـ
التعريف بكتاب " مناهل العرفان في علوم القرآن " ذكر أخي الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري ما يلي:
-------------------
مؤلف الكتاب
هو الشيخ محمد عبدالعظيم الزرقاني بضم الزاي وتشديدها، من أهالي الجعفرية في المحافظة الغربية من مصر. ونسبته إلى زرقان وهي بلدة تابعة لمحافظة المنوفية. ولد في مطلع القرن الرابع عشر الهجري وتوفي سنة 1367هـ). انتهى الاقتباس
**********
و لي تعقيب بسيط، و محله إن كان صاحب " مناهل العرفان " هو نفسه صاحب " شرح الزرقاني لموطأ مالك "، و إلا فلا:
فالزرقاني، نسبة إلى " زرقان "،
* و بما أن عائلتي - لأبي رحمه الله - استوطنت و ما زالت تلك البلدة - منذ ما يقرب من ثلاثة قرون، بعد أن نزحت من " البهنسا " تلك البلدة المشهورة بوجود كثير من الصحابة رضوان الله عليهم مدفونين فيها عقب استشهادهم
في الفتوحات الإسلامية لمصر زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - فليسمح لي أخي الكريم بالقول:
فالزرقاني عند اطلاق اللقب يراد به صاحب الشرح المشهور لموطأ الإمام مالك، و هو الشيخ محمد بن يوسف بن عبد الباقي الزرقاني، فإن كان هو صاحب " مناهل العرفان " أيضا فذلك اسمه،
و أما وفاته فكانت في سنة 1255 هجرية،
فإن لم يكن هو نفس صاحب " مناهل العرفان "، فما ذكره أخي الكريم عن وفاة هذا في عام 1367 هجرية فيه نظر و فيه بعد، فأخوكم كاتب هذا و مواطنه ولد بعد ذلك بعشر سنوات، و عليه يكون أبي رحمه الله من أقران الزرقاني أو معاصريه، و لم يجر ذكر لذلك بيننا، على كثرة ما كان بيننا من ذكر للعلم و العلماء و الأقران.
و أما "زرقان " فهي بضم الزاي - كما قال الشيخ الشهري - و هي بلدة من قري محافظة المنوفية، و تتبع مدينة تلا،
و لا علاقة له بالجعفرية التابعة لمحافظة الغربية.
* و الذي نعرفه في بلدتنا تلك هو أن الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني - صاحب شرح الموطأ - هو من أبناء البلدة، و أهلها الأزهريون - و القدامى منهم على وجه الخصوص - يعلمونه و يفخرون به.
* و كان كثير منهم يتبعون مذهب الإمام مالك رضي الله عنه، مع كثرة الشافعية في مصر،
و لعل ذلك يرجع إلى أن العائلة - و ربما عائلات أخري - نزحت إليها من صعيد مصر المالكي المذهب في أكثريته، و كذا إلى الأصول العربية للعائلة من
العرب الأشراف - و هذا يتناقله الخلف عن السلف شفاهة - و كانوا على عمل أهل المدينة و فقههم، و هو من أصول مذهب الإمام مالك، إمام دار الهجرة رضي الله عنه،
و لعل ذلك ما دفع الشيخ الزرقاني إلى شرح " الموطأ " للإمام مالك
هذا، و الله تعالى اعلم و أحكم
كتبه
أبو بكر بن عبد الستار آل خليل (الزرقاني)
الصيدلاني
مصر
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Oct 2005, 12:37 ص]ـ
و إن كنت أرجح أن هذا غير ذاك، لما بينهما من اختلاف في بلدة المولد و كذا في تاريخ الوفاة - وفقا لما ذكره الشيخ الشهري - و إن اتفقا في اللقب، و إن كان صاحب شرح الموطأ " زرقاني " بالأصل،
و هو أقدم، و في كل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2005, 12:03 ص]ـ
أخي الحبيب أبا بكر وفقه الله
كتبت ما كتبته أعلاه ناقلاً لترجمة الزرقاني من أحد المصادر التي ترجمت له، ولست على يقين من موطنه الأصلي، وأما تاريخ ميلاده فهذا هو المشهور في ترجمته. وليتك تتكرم بمراجعة ترجمته وإفادتي، فأنا بعيد الآن عن كتبي، ولن أعود إليها إن عدت إن شاء الله إلا بعد نصف شهر. وفقك الله ورضي عنك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[25 Oct 2005, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرى أن كثيرا من الملاحظات قد ذكرت على هذا الكتاب القيم ... وهي ملاحظات صحيحة في مجملها، إلا أنني أؤكد ما قاله الأخ المنصور، في أن هذا الكتاب تميز عن غيره من الكتب الأخرى بالتحقيق في عدد من المسائل، فحاول مناقشة الأقوال بعيدا عن النقل المجرد، كما هو حال عدد من الكتب، وهذه ميزة مهمة للكتاب.
ومع ذلك فلا يخلو من ملاحظات أشار إليها مشايخنا الكرام
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[25 Oct 2005, 11:38 م]ـ
نعم، الشيخ عبد العظيم الزرقاني صاحب " مناهل العرفان " هو غير العلامة الزرقاني صاحب الشرح المشهور على موطأ مالك،
و قد وقع مني تقديم و تأخير في اسمه، و الصواب كما ذكر في خاتمة شرحه المذكور، قال فيها: " هذا وقد أنعم الله الجواد الكريم الرؤوف الرحيم بتمام هذا الشرح المبارك على الموطأ لجامعه العبد الفقير الحقير محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن شهاب الدين بن محمد الزرقاني ". (شرح الزرقاني ج4/ص561)
- و أما وفاته: ففي سنة (1122) هجرية، كما ذكر صاحب " كشف الظنون "، قال: (وشرح المواهب -[يعني: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية في السيرة النبوية في مجلد للشيخ الامام شهاب الدين أبي العباس احمد بن محمد القسطلاني المصري المتوفي سنة 923 ثلاث وعشرين وتسعمائة وهو كتاب جليل القدر كثير النفع ليس له نظير في بابه)،ذكره صاحب كشف الظنون]- المولى العلامة خاتمة المحدثين محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المصري المالكي المتوفي سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف شرحا حافلا في أربع مجلدات جمع فيه أكثر الأحاديث المروية في شمائل المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم وسيره وصفاته الشريفة جزاه الله خيرا).
- و هو من بلدتنا " زرقان "، التي تتبع - الآن - مدينة " تلا " في محافظة المنوفية بمصر، كما ذكرت في المشاركة المتقدمة،
- أما صاحب " مناهل العرفان في علوم القرآن " فهو من العلماء المعاصرين - كما ذكر الشيخ د. عبد الرحمن الشهري - و قد اتفقا في اللقب، و إن اختلفا في المولد و الموطن، رحمهما الله.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[26 Oct 2005, 10:08 ص]ـ
و إنما دفعني لإيضاح التفرقة بينهما دفع ما ذكر من مؤاخذات على " الزرقاني " صاحب " مناهل العرفان " عن العلامة الإمام " الزرقاني " - محمد بن عبد الباقي - صاحب الشرح المشهور على موطأ الإمام مالك رحمهم الله، و معذرة على الالتباس بسبب اطلاق اللقب المشترك، و لعله كان مفتاحا للخير، للتعريف بذلك العلامة
ـ[ابن العربي]ــــــــ[05 Nov 2005, 11:37 ص]ـ
وللشيخ محمد بن خميس تعقيب على الأخطاء العقدية في مناهل العرفان مطبوع في مجلدين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2007, 06:12 ص]ـ
ويمكن تحميل كتاب الدكتور خالد السبت من موقع الدكتور خالد السبت من هنا ( http://www.khaledalsabt.com/downloads/mnahel%20al%20irfan.pdf) .
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Nov 2007, 07:22 ص]ـ
أنبه على أن الزرقاني عفا الله عنه قد تخبط كثيراً في المسائل العقدية التي ذكرها في كتابه هذا، وقد رد عليه كل من:
الشيخ سليمان العلوان في كتابه: القول الرشيد في حقيقة التوحيد.
الدكتور توفيق العلوان في كتابه: نقض عقائد الأشاعرة في كتاب مناهل العرفان.
وللشيخ محمد بن خميس تعقيب على الأخطاء العقدية في مناهل العرفان مطبوع في مجلدين
أرى أن كثيرا من الملاحظات قد ذكرت على هذا الكتاب القيم ... وهي ملاحظات صحيحة في مجملها،
؛وقد بلغت عدد المسائل العقدية التي جاءت في فهرس المسائل العلمية في آخر الرسالة ما يقرب من ست وستين مسألة أحال عليها شيخنا في مواضعها المتفرقة من رسالته المباركة، نسأل الله أن يبارك في جهود الجميع وأن يجعلنا من أنصار دينه .. آمين
رحم الله من قال:
والحي يغلب ألف ميت
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Nov 2007, 06:56 م]ـ
رحم الله شيخ مشايخنا الزرقاني وأسكنه فسيح جناته، وأقدَرَنا على فهم ما قاله أو تصنيف معشار ما صنَّف.(/)
طلب تقييم لبعض الكتب
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 Apr 2003, 04:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. إخواني الكرام، ما ردكم على من يقول بأننا لا يمكن أن نحمل لفظ (إنزال القرءان) على حقيقته التي هي الانحدار من علو الى سفل، أو الحلول و الأوي في مكان، زاعما أن ذلك يستلزم المكانية و الجسمية للقرءان، و القرءان ليس جسما حتى ينزل من مكان أو يحل في مكان؟
س ـ ما هو تقييمكم للكتب الأتية:
1ـ أسباب النزول للسيوطي
2ـ أسباب النزول للواحدي
3ـ تفسير ايات الأحكام للسايس (و ما هو مذهب المؤلف)
4ـ تفسير ايات الأحكام للصابوني
5ـ الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 Apr 2003, 09:22 م]ـ
مع العلم بأن المعنى المجازي الذي حملوا عليه لفظ الإنزال هو [الإعلام] فالله أنزل القرءان على نبيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ أي أعلمه للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2003, 02:31 ص]ـ
أولاً: الجواب عن الشبهة حول نزول القرآن كما يبدو لي، وأرجو من الإخوة المشاركة.
معنى النزول في لغة العرب
النُزول في أصل استخدامه اللغويِّ هو الانحطاطُ من عُلوٍّ إلى سفل، فتقول نزل فلان من الجبل، ونزل عن الدابة.
ويطلق على الحلول، فيقال: نزل فلان في المدينة أي حل بها، والإنزال:الإحلال، قال تعالى: (رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين).
ولم يرد الإنزال في اللغة العربية بمعنى الإعلام في ما اطلعت عليه من معاجم اللغة ولا في كتب مفردات القرآن.
معاني النزول في القرآن الكريم
وقد وردت مادة نزل في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة حيث بلغت أربعة وأربعين تصريفاً في مائتين وخمس وتسعين آية، وقد جاء النزول في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع:
الأول: نزول مقيد بأنه من الله جل وعلا.
الثاني: نزول مقيد بأنه من السماء.
الثالث: نزول مطلق غير مقيد بهذا أو بذاك.
النوع الأول وهو المقيد بأنه من عند الله اختص بالقرآن الكريم فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة. مثل:
(قل نزله روح القدس من ربك بالحق).
(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).
(حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم).
(حم * تنزيل من الرحمن الرحيم).
(تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
(تنزيل من رب العالمين).
وهذا التنصيص بأنه من الله جل وعلا، وتخصيص القرآن بذلك له دلائله:
- ففيه بيان أنه منزل من الله لا من مخلوقات الله، كما تقول بذلك بعض الطوائف.
- وفيه بيان بطلان القول بخلق القرآن.
- وفيه بطلان القول بأنه فاض على نفس النبي صلى الله عليه وسلم من العقل الفعال أو غير ذلك من أقاويل أهل الكلام. [فتاوى ابن تيمية12/ 120].
يقول ابن تيمية: (فعلم أن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء، ولا من اللوح، ولا من جسم آخر، ولا من جبريل، ولا من محمد ولا غيرهما .. ). الفتاوى 12/ 126
واختيار مادة النزول وما تصرف منها للكلام عن مصدر القرآن الكريم فيه تشريف وتكريم لهذا الكتاب وبيان علو منزلته كما قال تعالى: (حم * والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) فالنزول لا يكون إلا من علو.
وأما النوع الثاني وهو النزول المقيد بأنه من السماء فيتناول نزول المطر من السحاب ونزول العذاب ونزول الملائكة من عند الله. مثل (وأنزل من السماء ماء .. )
وأما النوع الثالث وهو الإنزال المطلق فهو عام لا يختص بنوع منه. من ذلك: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) فقد فسر الإنزال هنا بجعلنا، وأظهرنا، وخلقنا. قال ابن تيمية في هذه الآية: ( ... ربما يتناول الإنزال من رؤوس الجبال كقوله: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) وغيرها من الآيات، والمنزَل منه هنا لم يعين، فهو يفسر بحسب السياق، أو بما ورد موضحاً له في مواضع أخرى.
ويبقى المعنى الأصلي للإنزال الذي تقدم في بداية الكلام في كل استعمالاته، وقد تبين لابن تيمية رحمه الله تعالى من استقرائه للآيات أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وأن هذا هو اللائق بالقرآن الكريم لآنه نزل بلغة العرب. الفتاوى 12/ 257
فتبين أن نزول القرآن الكريم مقيد بأنه من عند الله، فلم يرد إلا معه في آيات كثيرة، وتفسير الإنزال بالإعلام لم يقل به أحد من مفسري السلف. ولذلك فإن هذا القول مردود ابتداء لأنه لم يعضده اللسان ولا قول من قوله حجة ينبغي التسليم لها.
وأما قولهم أن تفسير الإنزال بمعناه الأصلي في اللغة وهو الانحطاط من علو إلى سفل يستلزم الجسمية فغير مُسلَّم، فما وجه التلازم بين النزول والجسمية؟ ومثل هذه الشبهات التي لا تستند إلى دليل كثيرة، وعرضها يكفي في ردها. بل إن كثيراً من الشبهات انتشرت من خلال ردها، ولو لم يرد عليها لما جاوزت قائلها.
وقد استفدت جل ما كتبته أعلاه من كتاب (نزول القرآن الكريم) لشيخنا الكريم الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع حفظه الله وإن كان لم يتعرض لهذه الشبهة التي في السؤال.
أخي الكريم محمد يوسف وفقه الله! هذا جوابٌ عاجل، ولعلكم تبينون ما فيه من النقص أو الخطأ بتأملكم، كما أدعو الإخوة الكرام للنظر فيه بعين النقد، وإضافة ما يرونه حول هذا الجواب، وإنما يظهر صواب الرأي من خطأه بالنقد والتمحيص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2003, 02:54 ص]ـ
أسباب النزول للواحدي
الواحدي هو الإمام الكبير اللغوي النحوي المفسر أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي النيسابوري. المتوفى سنة 468هـ رحمه الله.
ويعد هذا الكتاب من أوائل الكتب المصنفة في أسباب النزول وأشهرها. حتى إنه اشتهر الواحدي بهذا الكتاب، مع إن له غيره من الكتب التي تعد أعمق منه كالبسيط والوسيط والوجيز ثلاثتها في التفسير، وشرح ديوان المتنبي.
ومعظم الذين جاءوا بعده أخذوا من كتابه وعولوا عليه. يقول رحمه الله في مقدمته: (وبعد هذا فإن علوم القرآن غزيرة وضروبها جمة كثيرة ... غير أن الرغبات اليوم عن علوم القرآن صادقة كاذبة فيها، قد عجزت قوى الملام عن تلافيها، فآل الأمر بنا إلى إفادة المبتدئين المتسترين بعلوم الكتاب إبانة ما أنزل فيه من الأسباب؛ إذ هي أوفى ما يجب الوقوف عليها، وأولى ما تصرف العناية إليها؛ لامتناع معرفة تفسير الآية وقصد سبيلها، دون الوقوف على قصتها وبيان نزلها. ولا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلاب، وقد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العثار في هذا العلم بالنار ... والسلف الماضون رحمهم الله كانوا من أبعد الغاية احترازاً عن القول في نزول الآية. ... وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئاً ويختلق إفكاً وكذباً ملقياً زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن والمتكلمون في نزول القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويجدوا في تحفظه بعد السماع والطلب ولا بد من القول أولاً في مبادئ الوحي وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعهد جبريل إياه بالتنزيل والكشف عن تلك الأحوال والقول فيها على طريق الإجمال ثم نفرع القول مفصلاً في سبب نزول كل آية روى لها سبب مقول مروي منقول والله تعالى الموفق للصواب والسداد والآخذ بنا عن العاثور إلى الجدد).
مآخذ العلماء على هذا الكتاب:
- اشتماله على روايات ضعيفة ورد أغلبها عن طريق الكلبي التي هي من أوهى الطرق عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، ويسميها علماء الحديث سلسلة الكذب.
- اشتماله على روايات لا تمت إلى أسباب النزول بصلة. مثل قوله إن سبب نزول سورة الفيل هو قدوم الحبشة لهدم الكعبة، فإن ذلك ليس من اسباب النزول في شيء، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية. لأن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات مبينة لحكمه وقت وقوعه).
- عدم استيعابه للروايات التي وردت في أسباب النزول.
- أنه ورد فيه روايات عن الصحابة هي من قبيل التفسير للآية وليست من قبيل سبب النزول.
طبعات الكتاب:
طبع كتاب الواحدي طبعات عديدة، أجودها ما قام على تحقيقه العلامة السيد أحمد صقر رحمه الله، فقد حققها تحقيقاً بديعاً كعادته، وضبط النص ضبطاً تاماً، ولكنه لم يخرج الروايات تخريجاً على طريقة أهل الحديث، فلم يكن ذلك من صناعته رحمه الله. ففات على القارئ لنشرته معرفة المقبول من المردود من تلك الروايات في الغالب. ثم حققه الشيخ عصام الحميدان وفقه الله قريباً وخرج الكثير من الروايات، وحكم عليها، وإن كان لم يستوعب.
بعض المؤلفات التي دارت حول هذا الكتاب:
ولأهمية كتاب الواحدي رحمه الله، اختصره الجعبري بحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئاً، ثم جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله بعد أن رأى عكوف الناس عليه فصنف اعتماداً عليه كتابه (العجاب في بيان الأسباب) متتبعاً فيه الإمام الواحدي في كتابه أسباب النزول، وروى في خطبة كتابه كلام الواحدي في مقدمته ثم علق على ذلك بقوله: (فوجدته رحمه الله – أي الواحدي – قد وقع فيما عاب من إيراد كثير من ذلك بغير إسناد، مع تصريحه بالمنع إلا فيما كان بالرواية والسماع.
ثم فيما أورده بالرواية والسماع ما لا يثبت لوهاء بعض رواته، ثم اقتضاه كلامه أن الممنوع أن يساق الخبر من غير رواية دون أن يساق برواية أو سماع لا يكون فيه ذلك، ليس بمسلم طرداً ولا عكساً، بل المحذور أن يكون الخبر من رواية من لا يوثق به سواء ساق المصنف سنده به أم لم يسقه، فكم من سند موصول برواية كذاب أو متروك أو فاحش الغلط، وكم من خبر يذكر بغير سند، وينبه على أنه من تصنيف فلان – مثلاً – بسند قوي.
أفيرتاب من له معرفة أن الاعتماد على الثاني هو الذي يتعين قبوله؟؟ أو يشك عالم أن الاعتماد على الأول هو الذي يتعين اجتنابه؟؟
ثم إن ظاهر كلامه أنه استوعب ما تصدى له، وقد فاته منه شيء كثير، فلما رأيت الناس عكفوا على كتابه، وسلموا له الاستبداد بهذا الفن من فحوى خطابه تتبعت – مع تلخيص كلامه – ما فاته محذوف الأسانيد غالباً، لكن مع بيان حال ذلك الحديث من الصحة والحسن والضعف والوهاء قصد النصح للمسلمين، وذباً عن حديث سيد المرسلين، ولا سيما فيما يتعلق بالكتاب المبين.
فأبدأ غالباً بكلام الواحدي، ثم بما استفدته من كلام الجعبري، ثم بما التقطته من كتب غيرهما من كتب التفاسير، وكتب المغازي، وكتب المسانيد والسنن والآثار، وغير ذلك من الأجزاء المتفرقة، ناسباً كل رواية لراويه، وكل مقالة لمخرجها، ثم لا أذكر من الزيادات ما هو سبب نزول بادىء الرأي، لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من تأويل، وقد أورد الواحدي من ذلك أشياء ليست بكثيرة، فلم أحذف منها شيئاً، بل جعلت علامة ما أزيده (ز) يكتب على أول القول، وأما ما أزيده في أثناء كلامه، فهو بغير علامة، لكن ربما عرف إذا كان في صورة الاعتراض مثلاً).
فهذا رأي ابن حجر كما رأيت في الكتاب، وقد بنى رحمه الله كتابه عليه. وكتاب ابن حجر (العجاب في بيان الأسباب) المطبوع الذي وصل إلينا وأمكن إخراجه لم يكتمل بل وقف عند قوله تعالى: (أينما تكونوا يدرككم الموت) النساء 78.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2003, 03:18 ص]ـ
لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي
جاء الإمام جلال الدين السيوطي (ت911هـ) متأخراً عن الواحدي (468هـ)، وابن تيمية (728هـ)، والجعبري (732هـ) وابن حجر العسقلاني (852هـ) فكتب كتابه لباب النقول ووصفه بقوله: (إنني ألفت فيه – أي في أسباب النزول - كتاباً حافلاً موجزاً محرراً لم يؤلف مثله في هذا النوع، سميته لباب النقول). وعند النظر في الكتاب تجد أنه رحمه الله قد بالغ في وصف كتابه هذا، وبقي كتاب الواحدي خيراً منه في هذا الباب، وكان المتوقع أن يفوق الواحدي، ويتقي ما وقع فيه الواحدي من الأخطاء. وإن كان زاد عليه جمعه في كتابه بين الرواية والدراية.
فهو قد اعتمد على الواحدي، وأخذ معظم رواياته وحذف أسانيدها، وأضاف لها بعض الروايات الأخرى.
ويؤخذ عليه:
- عدم تحري ما صح من اسباب النزول، ففي كتابه الكثير مما لم يصح منها.
- كما أنه ترك روايات كثيرة صحيحة.
وقد ذكر فيه أسباب نزول لمئة سورة واثنتين.
وقد طبع الكتاب طبعات كثيرة. وهو من أنفع الكتب في هذا الباب حيث استفاد من الأئمة قبله كابن تيمية والزركشي وابن حجر وإن كان لم يشر إليه. وقد أعاد في مقدمته ما قاله في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) باختصار وكذلك ما اشار إليه في كتابه (التحبير).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2003, 04:10 ص]ـ
الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل الوادعي اليماني
وهو من المؤلفات المعاصرة، ومؤلفه توفي قبل عامين تقريباً رحمه الله رحمة واسعة. وهذا الكتاب كان في الأصل بحثاً تقدم به المؤلف للجامعة الإسلامية، وقد ذكر في مقدمته أسباب اختياره لهذا الموضوع. وهو من المؤلفات التي لقيت قبولاً في أوساط طلاب العلم، واحتاج الناس إليه.
وقد ذكر في مقدمته أنه لن يورد إلا ما صح من أسباب النزول، واهتم بتصحيح السند، ولم يستوعب الروايات الصحيحة كلها، فما أورده من الروايات أقل من المائتين، ما بين أسباب نزول، وتفسير للصحابة، فما صح عنده ثلث الروايات الصحيحة، كما يبدو هذا من خلال مقارنة كتابه بما كتب في صحيح أسباب النزول. حيث لم يذكر إلا أسباب نزول 56 سورة وقد طبع كتابه قبل عام 1983م. وطبعته التي بين يدي هي الطبعة الخامسة وقد زاد فيه ونقح وأضاف بعض الأسانيد التي كانت محذوفة في الطبعات السابقة. وهو من الكتب النافعة في هذا الباب ولكنه لم يستوعب.
خاتمة حول كتب أسباب النزول
كثرت المؤلفات في أسباب النزول كثرة بالغة ما بين كتب مقتصرة على الرواية وكتب مقتصرة على الدراية وكتب جمعت بينهما، وقد كتب المتأخرون كتابات حسنة جامعة في هذا الموضوع. ومن هذه الكتب:
- الصحيح من أسباب النزول للشيخ عصام بن عبدالمحسن الحميدان، وهي دراسة جيدة في هذا الباب وقد ذيلها ببعض النتائج والتوصيات التي ذكر فيها أنه قد درس كل ما كتب في أسباب النزول قديماً وحديثاً مخطوطاً ومطبوعاً، وزادت قناعته بالحاجة لمؤلف في هذا الفن غير هذه الكتب جميعاً يختار الصحيح فقط من أسباب النزول، لتتضح الحقيقة أمام الباحثين، وتحمل عنهم عناء التمحيص والنقد. ويمكن مراجعة بقية كلامه وفقه الله.
- تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول الجامع بين روايات الطبري والنيسابوري وابن الجوزي والقرطبي وابن كثير والسيوطي. لمؤلفه الشيخ خالد بن عبدالرحمن العك. وهو كتاب جيد في بابه. وعنوانه كما تلاحظ لا يحتاج لشرح. فهو لم يقتصر على الصحيح فقط بل جمع كل ما ذكره هؤلاء. والنيسابوري هو الواحدي.
والله الموفق، وللحديث بقية غداً إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2003, 12:41 م]ـ
أولاً: تفسير آيات الأحكام لمجموعة من العلماء:
يعد هذا الكتاب (تفسير آيات الأحكام) أول المؤلفات الحديثة في أحكام القرآن ثم تلاه كتاب الشيخ محمد علي الصابوني، ثم كتاب الأستاذ أحمد الحصري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الكتاب في الأصل مذكرات أملاها أساتيذ التفسير في الجامع الأزهر على طلاب كلية الشريعة، ثم قام بعض هؤلاء العلماء بجمعها وتنسيقها، وقد رأيت بعض طبعاته خالية من اسم المؤلف، وبعضها كتب عليها أسماء ثلاثة من علماء الأزهر وهم الشيخ السايس والشيخ عبداللطيف السبكي والشيخ محمد إبراهيم كرسون. ويبدو أنها كذلك لهم جميعاً وإن كان النصيب الأكبر للسايس رحمه الله.
تعريف بالشيخ السايس رحمه الله:
هو محمد بن علي السايس، ولد في مدينة مطوبس التابعة لمحافظة كفر الشيخ إحدى محافظات الوجه البحري لمصر عام 1319هـ. وتوفي عن عمر يناهز السابعة والسبعين عاماً عام 1396هـ.
تخصص في القضاء الشرعي، وشغل عدة مناصب علمية في الأزهر، ونال عضوية علماءه، وكان عميداً لكلية أصول الدين بالأزهر عام 1957م. ثم عميداً لكلية الشريعة بعد ذلك، حتى أحيل للتقاعد عام 1959م. قبل بلوغه السن القانونية لمعارضته لتغيير نظام التعليم في الأزهر رحمه الله.
من أهم مؤلفاته: تاريخ التشريع الإسلامي، وبقية مؤلفاته مناهج خاصة بطلاب كلية الشريعة. وله بحث (تحديد أوائل الشهور العربية).
أشرف وناقش عدداً كبيراً من الرسائل العلمية ومن أصحاب تلك الرسائل الشيخ محمد حسين الذهبي صاحب كتاب التفسير والمفسرون، والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم.
وقد توفي رحمه الله عقب مناقشته لإحدى رسائل الدكتوراه بثلاث ساعات غفر الله له.
منهج الكتاب:
يقوم بشرح المفردات الغريبة، ثم يبين سبب النزول إن وجد باختصار. ثم يبين بعد ذلك ما يستفاد من الآية أو الآيات من الأحكام الفقهية أو غير الفقهية على هيئة نقاط مختصرة. وهو كتاب ماتع نفيس، أسلوبه سهل ميسر.
وأما مذهب المؤلفين فيه، فلم يلتزموا مذهباً معيناً، بل ذكروا أقوال العلماء كلها، ورجحوا أحياناً، وأحياناً لم يرجحوا قولاً بعينه بل اكتفوا بعرض الأقوال. فهو أشبه ما يكون بكتاب فقهي مقارن للأقوال. وهذا ملاحظ في كتب أحكام القرآن عند المعاصرين أنها تخلو من صفة التمذهب بمذهب معين، بخلاف كتب أحكام القرآن المتقدمة كأحكام القرآن لابن العربي والجصاص وغيرهما رحمهم الله جميعاً.
فقد تميز المصنفون في أحكام القرآن من المتقدمين بالاستيعاب والتمذهب بمذهب معين. فالجصاص حنفي، وابن العربي مالكي، والبيهقي والكيا الهراسي على المذهب الشافعي وغير ذلك.
بينما تميز المتأخرون أو المعاصرون بعدم التمذهب بمذهب معين، ولكنهم لم يستوعبوا الآيات الخاصة بالأحكام كاملة وذلك لارتباطهم بالمناهج الدراسية في الكليات، فياحبذا لو جمع أحد المعاصرين بين الاستيعاب والإشارة إلى الحكم من التشريع، والرد على المطاعن والشبهات ونحو ذلك حتى يجمع بين حسنات المتقدمين والمتأخرين.
طبعات الكتاب:
طبع الكتاب ثلاث طبعات بمصر:
الأولى: في مطبعة الشرق الإسلامي سنة 1939م وهي غفل، ليس عليها اسم الجامع أو المنسق أو المصحح، وهي مع ذلك أوسع هذه الطبعات وأصحها.
الثانية: في مطبعة حجازي سنة 1948م وقد ذكر في مقدمتها أنه أشرف على جمعها وتنسيقها الشيخ عبداللطيف السبكي (من هيئة كبار العلماء) والشيخ محمد إبراهيم كرسون وكيل الشريعة.
الثالثة: في مطبعة صبيح سنة 1953م وهي أشهر طبعات التاب وأردؤها وقد أثبت على ظهرها أنه جمعها ونسقها وصححها الشيخ محمد علي السايس رحمه الله تعالى.
الرابعة: نشرته دار ابن كثير بدمشق بالتعاون مع دار القادري، وصححه حسين السماحي سويدان، ولعل هذه هي أكمل طبعات هذا الكتاب وتقع في مجلدين.
وهناك فروق بين الطبعات، فبعضها تحتوي على تفسير آيات الأحكام في سورتي العنكبوت والروم، وبعضها لا.
مآخذ على الكتاب:
- أنه لم يستوعب آيات الأحكام في القرآن الكريم كاملاً.
- أنه مؤلف لطلاب كلية الشريعة في الأزهر، فهو مقيد بالمنهج الدراسي المقرر عليهم، فكان به من الاختصار المخل، ولأدلة الأقوال ما ألجأ إليه ضيق الوقت، والالتزام بالمنهج المقرر.
- الاضطراب في بعض العبارات والتعبيرات بسبب تعدد المؤلفين لهذا الكتاب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2003, 12:53 م]ـ
روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن للصابوني
المؤلف هو الأستاذ محمد بن علي بن جميل الصابوني، المولود في مدينة حلب بسوريا عام 1928م.
(يُتْبَعُ)
(/)
حصل على الماجستير من الأزهر في تخصص القضاء الشرعي سنة 1954م. اشتغل بالتدريس في سوريا، ثم انتدب للتدريس بمكة المكرمة في كلية الشريعة، ولا زال – فيما أظن – إلى الآن يعيش في مكة المكرمة وفقه الله لكل خير.
له مؤلفات كثيرة منها:
- من كنوز السنة وهي دراسات أدبية ولغوية من الحديث الشريف.
- المواريث في الشريعة الإسلامية.
- النبوة والأنبياء.
- روائع البيان في تفسير آيات الأحكام في القرآن. وهو كتابنا الذي نتحدث عنه. وله صفوة التفاسير، وله مختصر لتفسير ابن كثير دار حوله نقاشات ومجادلات وله التبيان في علوم القرآن.
وصف الكتاب ومنهجه:
ويقع كتابه (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن) في مجلدين متوسطي الحجم. وقد انتهى منه قديماً في رجب عام 1391هـ. وصدرت طبعته الأولى في نفس العام، وطبعته الثانية التي عندي صدرت عام 1397هـ.
وقد وضح المؤلف منهجه في كتابه بقوله في المقدمة:
جمعت فيه الآيات الكريمة (آيات الأحكام خاصة) على شكل محاضرات علمية جامعة تجمع بين القديم في رصانته والحديث في سهولته، وسلكت في هذه المحاضرات طريقة ربما تكون جديدة ميسرة وهي أنني عمدت إلى التنظيم الدقيق مع التحري العميق فتناولت الآيات التي كتبت عنها من عشرة وجوه على الشكل الآتي:
أولاً: التحليل اللفظي مع الاستشهاد بأقوال المفسرين وعلماء اللغة.
ثانياً: المعنى الإجمالي للآيات الكريمة بشكل مقتضب.
ثالثاً: سبب النزول إن كان للآيات الكريمة سبب.
رابعاً: وجه الارتباط بين الآيات السابقة واللاحقة.
خامساً: البحث عن وجوه القراءات المتواترة.
سادساً: البحث عن وجوه الإعراب بإيجاز.
سابعاً: لطائف التفسير وتشمل (الأسرار والنكات البلاغية والدقائق العلمية).
ثامناً: الأحكام الشرعية وأدلة الفقهاء، مع الترجيح بين الأدلة.
تاسعاً: ما ترشد إليه الآيات الكريمة بالاختصار.
عاشراً: خاتمة البحث وتشتمل (حكمة التشريع) لآيات الأحكام المذكورة). انتهى كلامه.
مميزات هذا الكتاب:
- أنه لم يورد الأحكام الفقهية جافة من غير أن يدعو إلى تطبيقها في المجتمعات الإسلامية، وإزالة ما أصابها من ضعف أو إبعاد.
- قل أن يتناول حكماً شرعياً إلا ويبين محاسنه ومزاياه، ورد ما يلصق به من لدن خصومه، كتشريع تعدد الزوجات، والحجاب.
المآخذ على الكتاب:
- أنه لم يستوعب آيات الأحكام كاملة فقد ترك آيات هامة مثل آيات المورايث في سورة النساء وربما تركها لكونه قد ألف كتاباً في المواريث خاصة. وترك بعض الآيات الهامة غير آيات المواريث.
ولعل السبب في ذلك كون هذا الكتاب كان محاضرات ألقاها على طلابه في كلية الشريعة ثم طبعها بعد ذلك. وهذا المآخذ يكاد ينطبق على كل كتب أحكام القرآن المعاصرة، فلا تكاد تجد فيها كتاباً مكتملاً بسبب ارتباطها بمقررات دراسية.
- أنه توسع في أبحاث كان حقها الاختصار، واختصر في جوانب تستحق البسط مثل جوانب حكم التشريع ولا سيما أنه لم يسبق أن أشبعها من قبله أحد.
والكتاب يعد من أفضل الكتب التي كتبت في أحكام القرآن، بأسلوب سهل ميسر للجميع، والشيخ محمد علي الصابوني من الذين يتبنون المذهب الأشعري في مسائل الاعتقاد فيتنبه طالب العلم لذلك. وقد جرت بينه وبين بعض العلماء ردود ومناقشات حول بعض مسائل العقيدة في كتبه التي كتبها. ومن أفضل ما اطلعت عليه حول ذلك كتاب صغير الحجم بعنوان (منهج الأشاعرة في العقيدة) للشيخ الجليل الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي وفقه الله. وهو مع بعض كتبه الأخرى على هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Warathah/safar/index.htm
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 02:36 م]ـ
بسم الله
لقد ذكر أخي المشرف العام عبدالرحمن الشهري وفقه الله ما فيه بركة وكفاية؛ وعندي إضافة حول ما سأل عنه أخونا الكريم محمد بن يوسف عن تعريف نزول القرآن، وهذه هي الإضافة:
معنى النزول:
النزول في اللغة: النزول في الأصل انحطاط من علو، ويطلق ويراد به الحلول، كقوله تعالى: (فإذا نزل بساحتهم) أي: حلّ. يقال: نزل فلان بالمدينة: أي حل بها.
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز .... ) اه من مجموع الفتاوي [12/ 257].
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال: إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى. [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف:مناهل العرفان 1/ 42 - 43، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44، 45.]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن.
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله تعالى: (ونزّلناه تنزيلاً)، وقوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً).
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507: (وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً) اه.
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة:
1 - كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2 - كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 Apr 2003, 10:06 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن، و بالنسبة لقولك في مسألة النزول للقرءان، فأراه كافيا شافيا فبارك الله فيكم
وأنا ـ إن شاء الله تعالى ـ سأدرس كتاب (تفيسر ايات الأحكام) للسايس، في العام القادم في كلية الشريعة الاسلامية بالأزهر، و لكن نظرا للجانب السلبي المذكور فأطلب النصيحة في مرجع ـ أي كتاب ـ يكون شاملا واسعا غير مقيد بالمذهب حيث يمكنني الرجوع إليه للاستقصاء، وهل من المتقدمين من ألف في هذا الباب بأسلوب الفقه المقارن؟
بارك الله فيك شيخنا أبي مجاهد، و قد أفدتني كثيرا في نقلك الاجماع عن النحاس، لأنه ألزم القائلين بالمجازية في معنى النزول بأحد شيئين: إما أن يقولوا بالحقيقة وهذا هو الحق الذي نريده، وإما أن يخالفوا إجماع النحويين في كون التأكيد بالمصدر ينفي المجاز
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[07 Dec 2005, 05:22 م]ـ
بارك الله في الجميع .. وشكرا للأخ د. الشهري على مجهوده الرائع(/)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 02:38 م]ـ
بسم الله
هذا الدرس في تعريف مصطلح علوم القرآن:
علوم القرآن مركب إضافي، يتضح معناه ببيان معنى جزأيه، وهما "علوم" و "قرآن".
ف"علوم" جمع علم، والعلم في اللغة: مصدر بمعنى الفهم والمعرفة، يُقال علمت الشيء أعلمه علماً:عرفته) كما في لسان العرب. والعلم ضد الجهل.
وأما في الإصطلاح؛ فقد اختلفت في تعريفه عبارات العلماء باختلاف الإعتبارات.
فعلماء الشريعة يعرفونه بتعريف، وأهل الكلام يعرفونه بتعريف آخر،وله عند الفلاسفة والحكماء تعريف ثالث.
وليس شيء من تعريفات هؤلاء بمراد هنا؛ وإنما المراد: العلم في اصطلاح أهل التدوين، فهم يطلقونه على مجموعة مسائل وأصول كلية تجمعها جهة واحدة، كعلم التفسير، وعلم الفقه، وعلم الطب ..... ، وهكذا، وجمعه:علوم. فعلوم العربية: العلوم المتعلقة باللغة العربية، كالنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والشعر والخطابة وغيرها. هذا ما يتعلق بلفظ "علوم".
وأما لفظ " القرآن" فقد اختلفوا فيه، فقيل: إنه اسم غير مشتق، وقيل: إنه مشتق، والقائلون باشتقاقه اختلفوا أيضاً، فمنهم من قال: إنه مهموز مشتق من "قرأ"، ومنهم من قال: إنه غير مهموز مشتق من "القَري"، أو من "قرن" على خلاف بينهم ليس هذا محل تفصيله.
ولعل أرجح الأقوال وأقواها في معنى القرآن في اللغة: أنه مصدر مشتق مهموز من قرأ يقرأ قراءة وقرآناً، فهو مصدر من قول القائل: قرأت، كالغفران من "غفر الله لك"، والكفران من "كفرتك"، والفرقان من "فرّق الله بين الحق والباطل".
وأما تعريف القرآن في الإصطلاح فهو: كلام الله تعالى، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته
وأما تعريف " علوم القرآن" كمركب إضافي، فله معنيان:
أحدهما: لغوي يُفهم من هذا التركيب الإضافي بين "علوم" و "القرآن" وهو أنها العلوم والمعارف المتصلة بالقرآن الكريم، سواء كانت خادمة للقرآن بمسائلها أو أحكامها أو مفرداتها، أو أن القرآن دل على مسائلها، أو أرشد إلى أحكامها.
فالمعنى اللغوي لعلوم القرآن يشمل كل علم خدم القرآن، أو أُخذ من القرآن، كعلم التفسير، وعلم التجويد، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم الفقه، وعلم التوحيد، وعلم الفرائض، وعلم اللغة وغير ذلك.
والثاني: اصطلاحي خاص بعلم مدون؛ ويُعرّف "علوم القرآن" عَلَماً على علم مدون بأنه: علم يضم أبحاثاً كليةً هامةً، تتصل بالقرآن العظيم من نواحٍ شتى، يمكن اعتبار كل منها علماً متميزاً.
وهذا التعريف _في نظري _ أجود تعريف لعلوم القرآن من بين التعاريف الأخرى التي ذكرها من عرف هذا العلم. والله الموفق والهادي إلى سواء سبيل.
من المراجع التي أفدت منها فيما ذكرته سابقاً:
1 - كتاب: المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ المحقق محمد محمد أبو شهبة.
2 - كتاب:دراسات في علوم القرآن للدكتور فهد الرومي.
3 - كتاب:القراءات وأثرها في التفسير والأحكام للشيخ محمد بن عمر بازمول.
4 - مذكرة علوم القرآن لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين في الرياض للشيخ مناع القطان.
وغير ذلك من مراجع علوم القرآن المعروفة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 03:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الدرس الثاني من دروس علوم القرآن، وسيكون في موضوع مهم من موضوعات هذا العلم، وقد وقع أكثر من كتب فيه من المؤلفين في علوم القرآن في أخطاء وزلات ينبغي التنبه لها والحذر من الوقوع فيها.
وسيكون الحديث في هذا الموضوع في مسائل:
المسألة الأولى:في معنى النزول:
النزول في اللغة: النزول في الأصل انحطاط من علو، ويطلق ويراد به الحلول، كقوله تعالى: (فإذا نزل بساحتهم) أي: حلّ. يقال: نزل فلان بالمدينة: أي حل بها.
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز .... ) اه من مجموع الفتاوي [12/ 257].
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال: إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى. [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف:مناهل العرفان 1/ 42 - 43، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44، 45.]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن.
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله تعالى: (ونزّلناه تنزيلاً)، وقوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً).
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507: (وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً) اه.
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة:
1 - كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2 - كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت.
وللحديث بقية ............................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[03 Sep 2009, 03:52 ص]ـ
الشيخ الدكتور أبو مجاهد العبيدي:
أرجو أن تكمل الموضوع، فإنه شيق جداً، وأسلوبك سهل ومختصر، ومناسب جداً للقراءة السريعة، ويا حبذا لو تضمنونه بعض تلك القواعد مثل ما مر من كلام الإمام النحاس ...
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Sep 2009, 02:16 م]ـ
الشيخ الدكتور أبو مجاهد العبيدي:
أرجو أن تكمل الموضوع، فإنه شيق جداً، وأسلوبك سهل ومختصر، ومناسب جداً للقراءة السريعة، ويا حبذا لو تضمنونه بعض تلك القواعد مثل ما مر من كلام الإمام النحاس ...
وجزاكم الله خيراً.
جزاك الله خيرا أخي أبا عمار
لهذا الموضوع تتمة تجد بعضها هنا:
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الثاني: مسائل مهمة في نزول القرآن) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=371)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الثالث: مسائل في الوحي) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=372)
وسأضيف بقية الروابط إن شاء الله(/)
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 02:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مدة ليست بالقصيرة وأنا أفكر في جمع ما كتب في التفسير من غير كتب التفسير؛ وخاصة عندما أجد كلاماً مهماً في تفسير بعض الآيات وليس موجوداً في أكثر كتب التفسير.
وهذا المشروع يحتاج إلى جهود كبيرة لا يستطيع أن يقوم به فرد واحد، بل ولا جماعة قليلة؛ ومن هذا المنطلق، وبمناسبة افتتاح هذا الملتفى المبارك إن شاء الله حرصت أن نبدأ جميعاً في الكتابة في هذه السلسلة، وفي هذا المشروع الضخم، مع الحرص التام على مراعاة ما يأتي:
أولاً - أن يكون المنقول هنا ليس من كتب التفسير كشرط رئيسي.
ثانياً - الحرص على كتابة المرجع بدقة، مع ذكر رقم الجزء والصفحة، وبيان معلومات الطبعة المستفاد منها.
ثالثاً - أن تستبعد أقوال العلماء الذين جمعت أقوالهم في التفسير في كتب مستقلة كابن القيم مثلاً، إلا إذا كان المنقول مما ليس في المجموع.
اسأل الله أن يبارك عملنا في هذا المشروع، وأحث جميع أعضاء هذا الملتقى على المشاركة في هذه السلسلة حتى تعم الفائدة، ويحصل النفع للجميع.
ـ[المشارك7]ــــــــ[17 Apr 2003, 02:22 م]ـ
موضوع رائع والعثور علىالفوائد في هذا الباب له حالان:
1 - ان يكون العثور على ذلك عرضا بان يقرا المرء في كتاب او يبحث في مسالة ففي اثناء ذلك يجد كلاما لاحد العلماء في التفسير والذي يفيد كثيرا في هذا دفتر الفوائدالذي يجعله الطالب لتقييد الفوائد فيه.
2 - ان يمكن العثور على ذلك قصدا ولذلك حالان:
أ-يكون العثور على التفسير يسيرا وذلك في نحو كتب الفتاوى فانها ترتب ومن اقسام ذلك قسم التفسير ومن امثلة ذلك:الحاوي للفتاوى للسيوطي وفتاوى السبكي وفتاوى ابن الصلاح وغيرها.
ب-يحتاج العثور الى بعض الوقت وذلك في الكتب الحديثة المفهرسة فان فيها فهرسا للايات فينظر في الفهرس في رقم الصفحة ويرجع اليها.
وهذه الطريقة قد تكون الفوائد فيها كثيرة وذلك في نحو كتب التراجم التي تشتمل على ذكر فوائد عن المترجم له.
وقد تحتاج الفوائد الى صبر فقد تنتقل في الفهرس من اية الى اية وتنظر في الكلام عليها فتجدها مذكورة ضمن ايات نظائر لها او تجد الاستشهاد بها لمعنى واضح او نقلا لكلام احد المفسرين من كتابه او نحوذلك.
وعليه فانني انصح من اراد العناية بهذا الباب ان يجعل البحث في النوع الاخير في غيراوقات النشاط وصفاء الذهن وبهذا يستغل وقته اكبراستغلال فلاتضيع عليه اوقات الركود هذه االا في النافع.
والان الى الفوائد:
1 - قوله تعالى (وثيابك فطهر) المدثر4 تكلم عليها ابن تيمية في شرح العمدة الجزء الثاني تحقيق المشيقح طبع دار العاصمة من ص404 - 408وهو مهم ولم انقله لطوله وانقل ما رجحه قال:
"والاشبه والله اعلم ان الاية تعم نوعي الطهارة وتشمل هذا كله فيكون مامورا بتطهير الثياب المتضمنة تطهير البدن والنفس من كل ما يستقذر شرعا من الاعيان والاخلاق والاعمال".
2 - قال ابن تيمية:
(وقوله "لاخذنا منه باليمين "
قيل لاخذنا بيمينه كما يفعل بمن يهان عند القتل:خذه بيده فيجر بيده ثم يقتل فهذا هلاك بعزة وقدرة من الفاعل واهانة وتعجيل هلاك للمقتول.
وقيل لاخذنا منه باليمين اي بالقوة والقدرة فان الميامن اقوى ممن ياخذ بشماله كما قال" فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر"
وكما قال "ان بطش ربك لشديد "
لكنه قال:اخذنا منه ولم يقل لاخذناه فهذا يقوي القول الاول) النبوات 2/ 898.
ـ[المشارك7]ــــــــ[17 Apr 2003, 02:28 م]ـ
ومن فوائد كتاب طبقات الشافعية للسبكي:
1 - (ومن فوائد الشيخ كمال الدين بن الزملكاني في تفسير قوله تعالى" التائبونالعابدون الحامدون السائحون "الاية في الجواب عن السؤال المشهور وهوانه كيف ترك العطف في جميع الصفات وعطف النهي عن المنكر علىالامر بالمعروف بالواو؟
قال:عندي فيه وجه حسن وهو ان الصفات تارة تنسق بحرف العطف وتارة تذكر بغيره ولكل مقام معنى يناسبه فاذا كان المقام مقام تعداد صفات من غير نظر الى جمع او انفرادحسن اسقاط حرف العطف وان اريد الجمع بين الصفتين او التنبيه على تغايرهما عطف بالحرف وكذلك اذا اريد التنويع بعدم اجتماعهما اتي بالحرف ايضا.
وفي القران الكريم امثلة تبين ذلك) ثم ذكر مثالين وهما في سورة التحريم اية 5.وصدرسورة غافر ووضحهما. طبقات الشافعية 9/ 203 طبعة دار هجر.
2 - (ومن مباحثه [اي محمد بن علي البارنباري الملقب طوير الليل] في السؤال الذي يورد في قوله تعالى
"لاتاخذه سنة ولانوم " وتقرير ان السنة اعم من النوم ويلزم من نفي العام نفي الخاص فكيف قال"ولانوم"بعد قوله"لاتاخذه".
وقد اجاب الناس عن هذا باجوبة كثيرة ومن احسنها ما نحاه هذا الرجل فانه قال:
الامر في الاية على خلاف مافهم،والمنفي اولا انما هو الخاص وثانيا العام ويعرف ذلك من قوله تعالى "لاتاخذه "اي لاتغلبه ولايلزم من عدم اخذ السنة له التي هي قليل من نوم او نعاس عدم اخذ النوم له فقال "ولانوم "وعلى هذا فالسؤال منتف وانما يصح ايراده ان لو قيل:لا يحصل له سنة ولانوم.
هذا جوابه وهو بليغ،الا ان لك ان تقول:فلم لا اكتفىبنفي اخذ النوم على هذا التقرير الذي قررت وما الفائدة حينئذ في ذكر السنة؟) 9/ 250.
وما اورده السبكي يمكن الجواب عنه.
3 - (سمعت الوالد يقول في قوله تعالى "ارايت من اتخذ الهه هواه "انه سمع شيخه ابا الحسن الباجي يقول لم لا قيل اتخذ هواه الهه؟.
قال الوالد:فما زلت مفكرا في الجواب مذ اربعين سنة حتى تلوت ماقبلها وهو قوله "واذا راوك "الى قولهم "ان كاد ليضلنا عن الهتنا "فعلمت ان المراد الاله المعبود بالباطل الذي عكفوا عليه وصبروا واشفقوا من الخروج عنه فجعلوه هواهم) 10/ 270.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Apr 2003, 05:22 م]ـ
بسم الله
أخي الكريم المشارك 7
جزاك الله خيراً على بدايتك وفتحك الباب في هذه السلسلة
وأرجو أن تكون مشاركاً فاعلاً معنا في هذا الملتقى، مع رجائنا أن تكون مشاركتك باسمك الصريح لعدة اعتبارات.
ولك أن تجعل اسمك في مكان التوقيع ليظهر في أسفل مشاركاتك.
وشكر الله لك مرة أخرى.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Apr 2003, 06:11 م]ـ
الفكرة بحدّ ذاتها رائعة
وهي مع ذلك عائمة
لسببين:
1 - أن التفاسير في غير كتب التفسير إنما هي في الغالب منقولةٌ من كتب المفسّرين؛ وكمثالٍ على ذلك:
بعض تقريرات ابن تيمية في التفسير إنما هي ((بالنص)) من كلام الزمخشري أو البغوي في بعض الأحيان.
2 - أن التفسير بهذا الشكل لايعطي أي بعدٍ منهجيٍ أو فكريٍ للقارئ .
3 - و شريطة ألا يكون أصل التفسير موجوداً في كتب التفسير؛ ((وإن كان فيه بعض الصعوبة على المشاركين)) حتى تستمرّ الأهمية
فحبذا التخصص والتخصص أكثر في نوعية الفوائد المنتقاة
وإلا فجميع كتب الإسلام هي شروح لكتاب الله عز وجل وتطبيقٌ لمعانيه
ولتكن الفكرة - مثلاً - تفسير البلاغي من كتب العقائد
أو التفسير العلمي في الكتابات والبحوث المعاصرة
ـ[ابو حيان]ــــــــ[18 Apr 2003, 11:53 م]ـ
احيي صاحب الفكرة ولكن
الفكرة جادة وتحتج الجدية والترتيب
فأقترح التالي
ان يسجل الشاب جميع ما يعرض له من الفواءد في التفسير في قراءته المعتادة ولكن قبل ذلك يخبر الاخوة بالكتاب الذي يقرؤه الآن ويأخذ فوائده حتى لا تكون الجهود مبعثرة
وارجو من الاخ المقترح ان يضع خطة واضحة لهذا المشروع مع استشارة اهل الاختصاص وعلى رأسهم الدكتور خالد بن عثمان السبت والدكتور الطيار
وجزاكم الله خيرا
واخبرك اني لم اسجل في اي منتدى ولكن لما تصفحت هذا المنتدى سجلت مباشرة لما رأيته فيه من الجدية وأرجو الاستمرار
وتقبلوني عضوا جديدا
والسلام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2003, 01:25 ص]ـ
إخوتي الكرام (المشارك 7 - عبدالله الخضيري - أبا حيان) وفقهم الله جميعاً
أشكركم على تفاعلكم مع الفكرة، وهذا في حد ذاته مؤشر طيب في بداية الأمر للمشاركات إن شاء الله، وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!
الفكرة كما ظهر لي يقصد بها الأقوال النادرة التي يجدها طالب العلم وهو يقرأ في غير كتب التفسير، ولم يسبق له أن قرأها في كتب التفسير، حتى إنه يقوم من فوره فيقيدها في كناش أو نحوه خشية فواتها. والفكرة أشبه ما تكون بفكرة زوائد الحديث، فيصح أن يقال فيها: زوائد غير المفسرين على المفسرين، أو فرائد التفسير عند غير المفسرين.
حيث إن طالب العلم وهو يقرأ كتب التراجم أو كتب الأدب أو حتى كتب شروح الشعر العربي أحياناً يقع على قول فريد، ورأي سديد في تفسير بعض الآيات القرآنية، لم يتعرض له أحد من أهل التفسير. وقديماً قيل: تجد في السواقي ما لا تجد في الأنهار! وتأمل فوائد الأخ (مشارك7) من كتاب طبقات الشافعية ما أجملها.
وهذا الأمر إن اردنا أن يكون على وجهه لا بد له من استقراء واسع، فإن طالب العلم المبتدئ يجد كل شيء جديداً، فلو وجد تفسيراً لآية في شرح ابن هشام - مثلاً - لقصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير رضي الله عنه قال: هذه من نوادر التفسير، ولم أطلع عليها من قبل! فيجعلها من هذا النوع.
وهذا ليس مقصوداً لأخي أبي مجاهد فيما أظن. وإنما يقصد بالتفسير في غير كتب التفسير، أن يكون الطالب على علم بما في كتب التفسير، فإن رأى في غيرها ما ليس فيها عرفه وقيده وقدره حق قدره. وبهذا عرف العلماء في القديم. وهو الاستقراء الواسع لمسائل وكتب العلوم. حتى قيل إذا قال لك فلان: لا أدري، فلا تسأل عنها بعده أحداً.
انظر إلى كتب زوائد الحديث، هل يستطيع أحد أن يدعي أن هذا الحديث من زوائد أبي داوود على الصحيحين إلا إذا كان يحفظ الصحيحين جيداُ، فإذا سمع الحديث الذي ليس فيهما قال: هذا الحديث ليس في الصحيحين، لأنه يعرف أحاديث الصحيحين. وإلا لو لم يحفظهما لما عرف ما زاده أبو داوود. وهكذا.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن هذا الشرط عزيز، ولا يكاد يمكن لأن كتب التفسير كثيرة، وكثير منها غير مطبوع. وإنما يكفي أن تكون هذه الفائدة التفسيرية من دقائق المسائل التي تستحق الوقوف، ويستغرب وجود مثلها في ذلك المكان، حتى إن طالب العلم يقول: لو كانت هذه الفائدة في تفسير فلان كالطبري أو القرطبي لكانت أولى، ثم يقوم فيكتب هذه المسألة هناك أو في دفتر مستقل أعده لذلك.
وأما التفسير الذي يجده طالب العلم في غير كتب التفسير مما قد أشبعه المفسرون في كتب التفسير فهذا لا فائدة من ذكره لسهولة الوصول إليه في كتب التفسير.
وهذه الفكرة ستظهر بجلاء مدى استقراء واطلاع المشارك، حيث ستظهر إن كان ينقل كلاماً من غير كتب التفسير وهو في كتب التفسير قد بحث ووضح وضوحاً لا خفاء فيه. وما ذكره صاحبه لا يعدو أن يكون كلاماً مبتسراً لا جديد فيه.
وبين مشارك يأتي بفوائد، تستحق شد الرحال، وقطع المسافات الطوال لتحصيلها، ولا يعد ذلك خسارة في جنب تحصيلها!
وهذا المشروع لا يقدره حق قدره إلا من نخل كتب التفسير نخلاً، ثم هو الآن يتجول في غيرها، فيصادف مسائل كان يتمنى العثور عليها من قبل، وبحث في كتب التفسير فما رجع بطائل، فلما وقع عليها أكرم نزلها، وحفظها في مستقر العلم في قلبه وعقله، ولطرافتها وحبه لها تجده يقول في مجالسه: وقد ظفرت في كتاب كذا بكذا وكذا، وقد وقعت في كتاب كذا على كذا. كأنه يتحدث عن جوهرة، أو يحدث عن إلف فقده ثم جمعته به تصاريف الزمان بعد طول شوق وانتظار.
ولعل أبا مجاهد يؤكد كلامي أو يفنده. وفق الله الجميع.
وأشكر الأخ الكريم أبا حيان على لفتته التشجيعية حيث أشعرنا أننا صنعنا شيئاً مفيداً مما جعله ينضم إلى أسرة ملتقى أهل التفسير وهذه شهادة نسعد بها كثيراً.
فما أجمل أن يرى الإنسان لعمله صدى حسناً عند من يقدر العلم النافع، والهدف النبيل.
وأما طلبه أن نستمر على هذا المنهج فهذا ما ننويه، وعلى الله الاتكال، ونحن نسعى للكمال ولكن يا ترى هل نستطيع أن نقاربه؟! أسأل الله ذلك.
وليس لدي شك أنه إذا صدقت النيات، وتظافرت الجهود فسيتحقق كثير من الأهداف بإذن الله، وسينضم إلينا من كان من المعرضين عنا، لأن الناس قد ملت من الطرح التافه، والكلام الفارغ، وأصبحت تبحث عن الجدية في كل الأمور.
أشكرك يا أبا حيان، فقد جددت الأمل، وبعثت على الجد والعمل، ولا تبخل علينا بمثل هذا التحريض بين الحين والآخر، فالعزائم تضعف، والعوائق تعوق، وارتفاع ثمن فواتير الهاتف قد يثبط عن الاستمرار!! وإن كان هم هذا الملتقى سيجعلنا بإذن الله نتغلب على كل ذلك، وقديماً قال المتنبي:
ليس عزماً ما مرَّض المرء فيه ** ليس همَّاً ما عاق عنه الظلامُ
وأما طلبك بأن نتقبلك عضواً فقد كان، ولكننا نطالبك بأن لا تكتفي من التصفح بالقراءة فحسب واعلم أن لنا حقاً عليك ألا تغادر الملتقى إلا وقد أبديت رأياً، أو طرحت سؤالاً، أو شاركت بعلم نافع جاد جيد جديد. وبهذا نتعاون، ولا يدركنا الملل والسأم، ولا يصبح ملتقى أهل التفسير موقعاً ميتاً لا جديد فيه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Apr 2003, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع، سواء بمشاركة في الموضوع، أم برأي وتوجيه، أم بنقد هادف بناء؛ وبهذا التفاعل إن شاء الله تتبلور الفكرة، وتتحدد معالمها.
وهذه الفكرة قد استشرت فيها بعض المشايخ وطلبة العلم، ومنهم الشيخ مساعد الطيار وفقه الله، وقد ذكر لي بأن الفكرة كانت عنده من زمن، وقد شجعني على البداية في تنفيذها، وذكر لي أن هناك بعض الأقوال التفسيرية في كتب قد لا يتنبه لها الباحث في التفسير.
وحتى لا تكون هذه الفكرة عائمة غير محددة المعالم؛ فإني اقترح أن نبدأ بجمع الأقوال التفسيرية من المصنفات التي ألفت قبل بداية القرن الرابع الهجري، أي أن وفاة مصنفيها قبل عام500هـ.
وها أنا أبدأ سائلاً الله التوفيق والسداد.
جاء في كتاب السنة للإمام أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي المتوفى سنة 294هـ:
(حدثنا أبوقدامة قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كنت أقرأ هذه الآية فلا أعرفها: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا) (البقرة: من الآية106) أقول: هذا قرآن، وهذا قرآن، فكيف يكون خيراً منها؟ حتى فسر لي فكان بيّناً: نأت بخير منها لكم، أيسر عليكم، أخف عليكم، أهون عليكم.) انتهى ص 186، وهو أثر صحيح كما قال محقق الكتاب الدكتور عبد الله البصيري. وهو مما فات جامع تفسير سفيان بن عيينة.
وجاء في نفس المرجع السابق:
(قال أبو عبد الله [هو المصنف]: وقال: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ) (البقرة: من الآية231) فتأولت العلماء أن الحكمة ها هنا هي السنة؛ لأنه قد ذكر الكتاب ثم قال: والحكمة، ففصل بينهما بالواو، فدل ذلك على أن الحكمة غير الكتاب، وهي: ما سن الرسول r مما لم يذكر في الكتاب؛ لأن التأويل إن لم يكن كذلك فيكون كأنه قال: وأنزل عليك الكتاب والكتاب، وهذا مما يبعد.) الخ كلامه ص 269 - 270
وأخيراً: أحب أن أنبه على أنه ليس من شرط ما يذكر هنا أن يكون غير موجود في كتب التفسير؛ لأن ذلك من الصعوبة بمكان، ولكن يكفي أن يكون للقول المذكور هنا أهمية وقوة وأصالة.
وليلعم جميع الإخوة الكرام بأن هذه الفكرة لا زالت في مراحلها الأولى، وأنا على يقين بأننا لو واصلنا المسير في جمع الأقوال التفسيرية من غير كتب التفسير لتحصل لدينا ثروة غنية غير موجودة في كتب التفسير المشهورة والمعروفة.
وفق الله الجميع لما فيه مرضاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[20 Apr 2003, 10:37 م]ـ
قناعةٌ تامة بمعاني الآيات
أعلم تناول القصة في غير باب التفسير (إلى الوعظ أقرب)
لكن لمّا عثرت على الفائدة أحببت لإخواني وأحبابي قراء هذا الملتقى تلك الفائدة
فمعذرةً
قصة ذكرها الغزالي في إحياء علوم الدين 1/ 65 - 66
حاثاً على نوعية معينةٍ من العلم إذ يقول: بل ينبغي أن يكون المتعلم من جنس ما روى عن حاتم الأصم تلميذ شقيق البلخي رضي الله عنهما أنه:
قال له شقيق: منذ كم صحبتني؟
قال حاتم: منذ ثلاث وثلاثين سنة.
قال: فما تعلمت مني في هذه المدة؟
قال: ثماني مسائل.
قال شقيق له: إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب عمري معك ولم تتعلم إلا ثماني مسائل.
قال: يا أستاذ لم أتعلم غيرها؛ وإني لا أحب أن أكذب.
فقال: هات هذه الثماني مسائل حتى أسمعها.
قال حاتم: نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو مع محبوبه إلى القبر
فإذا وصل إلى القبر فارقه فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخل محبوبي معي.
فقال: أحسنت يا حاتم. فما الثانية؟
فقال: نظرت في قول الله عز وجل} وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [40] فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [41] {[سورة النازعات]، فعلمت أن قوله سبحانه وتعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى.
الثالثة: أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل ممن معه شيء له قيمة ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت إلى قول الله عز وجل} مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ {،فكلما وقع معي شيء له قيمة ومقدار وجهته إلى الله ليبقى عنده محفوظاً.
الرابعة: أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال وإلى الحسب والشرف والنسب فنظرت فيها فإذا هي لا شيء ثم نظرت إلى قول الله تعالى} إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13} {، فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة: أني نظرت إلى هذا الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل} أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {32} {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت أن القسمة من عند الله سبحانه وتعالى فتركت عداوة الخلق عني.
السادسة: نظرت إلى هذا الخلق يبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت إلى قول الله عز وجل} إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6} {، فعاديته وحده واجتهدت في أخذ حذري منه لأن الله تعالى شهد عليه أنه عدو لي فتركت عداوة الخلق غيره.
السابعة: نظرت إلى هذا الخلق فرأيت كل واحد منهم يطلب هذه الكسرة فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت إلى قوله تعالى} وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ {6} {،فعلمتُ أني واحد من هذه الدواب التي على الله رزقها فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت ما لي عنده.
الثامنة: نظرت إلى هذا الخلق فرأيتهم كلهم متوكلين على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعته وهذا على صحة بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت إلى قوله تعالى} وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {3} {ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبي.
قال شقيق: يا حاتم وفقك الله تعالى؛ فإني نظرت في علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم فوجدت جميع أنواع الخير والديانة وهي تدور على هذه الثمان مسائل فمن استعملها فقد استعمل الكتب الأربعة فهذا الفن من العلم لا يهتم بإدراكه والتفطن له إلا علماء الآخرة فأما علماء الدنيا فيشتغلون بما يتيسر به اكتساب المال والجاه، ويهملون أمثال هذه العلوم التي بعث الله بها الأنبياء كلهم عليهم السلام
ودمتم مع كتاب الله طلاباً ومعلمين وموفقين
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 06:46 م]ـ
ومما ورد في كتاب السنة للمروزي أيضاً من كلام له تعلق مباشر بالتفسير، وهو من النصوص النفيسة القيمة = قوله:
(وسمعت اسحاق يقول في قوله: (وأولي الأمر منكم) (النساء: 59): قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم، وعلى أمراء السرايا؛ لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه، وليس ذلك باختلاف.
وقد قال سفيان بن عيينة: ليس في التفسير اختلاف إذا صح القول في ذلك، وقال: أيكون شيء أظهر خلافاً في الظاهر من) الخنس (؟! قال عبد الله بن مسعود: هي بقر الوحش، وقال علي: هي النجوم. قال سفيان: وكلاهما واحد؛ لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل، والوحشية إذا رأت إنسياً خنست في الغيضان وغيرها، وإذا لم تر إنسياً ظهرت. قال سفيان: فكلٌ خُنّس.
قال اسحاق: وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمدٍ r في الماعون، يعني أن بعضهم قال: هو الزكاة، وقال بعضهم: عارية المتاع. قال: وقال عكرمة: أعلاه الزكاة، وعارية المتاع منه.
قال اسحاق: وجهل قومٌ هذه المعاني، فإذا لم توافق الكلمة الكلمة قالوا:هذا اختلاف، وقد قال الحسن – وقد ذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا -، فقال: إنما أُوتي القوم من قبل العجمة.) انتهى ص41 - 43، وهو كما يرى القارئ الواعي من أنفس النقول، يستحق شد الرحال للحصول عليه، فقد جاءكم هو فاقبلوه.
وكلام سفيان بن عيينة السابق لم يذكره أحمد صالح محايري الذي جمع تفسير سفيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 06:53 م]ـ
ومن أقوال الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام المتوفى سنة 224هـ في التفسير ما نقله ابن القيّم عنه بقوله في تأويل الإستثناء في آية النور: (إلا الذين تابوا ... ):
(قال أبو عبيد في كتاب القضاء: وجماعة أهل الحجاز ومكة على قبول شهادته [أي: القاذف]، وأمّا أهل العراق فيأخذون بالقول الأول أنه لا تقبل أبداً، وكلا الفريقين إنما تأولوا القرآن فيما نرى، والذين لا يقبلونها يذهبون إلى أن المعنى انقطع من عند قوله: (ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً) ثم استأنف فقال: (وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا) فجعلوا الاستثناء من الفسق خاصة دون الشهادة.
وأما الآخرون فتأولوا أن الكلام تبع بعضه بعضاً على نسق واحد، فقال: (ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا) فانتظم الاستثناء كل ما كان قبله.
قال أبو عبيد: وهذا عندي هو القول المعمول به؛ لأن من قال به أكثر،وهو أصح في النظر ولا يكون القول بالشيء أكثر من الفعل، وليس يختلف المسلمون في الزاني المجلود أن شهادته مقبولة إذا تاب.) انتهى نقلاً عن اعلام الموقعين لابن القيم 2/ 239 - 240 بتحقيق مشهور آل سلمان.
وقد ذكر أبو عبيد كلاماً قريباً من هذا في كتابه الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز، وفيه تفصيل أكثر مما ذكره هنا. [ينظر هذا الكتاب ص 153 - 154 بتحقيق مجمد المديفر].
ـ[ابو حيان]ــــــــ[22 Apr 2003, 06:29 ص]ـ
قال الخطابي (توفي388):
.. ذلك أن في الكلام الفاظا متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في افادة بيان مراد الخطاب كالعلم والمعرفة والحمد والشكر ... وكقولك: اقعد واجلس ... والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك لأن لكل لفظه منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها وإن كانا يشتركان في بعضها.
ثم ضرب بعض الأمثلة وفصل قيها إلى أن قال- وهنا الفائدة-
ومن ههنا تهيب كثير من السلف تفسير القرآن وتركوا القول فيه حذرا ان يزلوا فيذهبوا عن المراد وإن كانوا علماء باللسان فقهاء في الدين. أ. هـ
بيان اعجاز القرآن للخطابي ص34 طبع دار المعارف بعنوان ثلاث رسائل في الاعجاز ومنها هذه وهي قيمة جدا بعيدة عن التكل فوالانشاء الذي يوجد عادة عند من يتحدثون عن الاعجاز في القرآن.
وانا اسأل هل هناك طبعة أخرى لهذا الكتاب؟
والسلام
ـ[المشارك7]ــــــــ[26 Apr 2003, 10:54 م]ـ
بالنسبة لاقتراح الشيخ ابي مجاهد وعمله بهذا الاقتراح وهو ان تخص الفوائد بمن قبل عام 300 فان هذا التخصيص او اي تخصيص غيره يذهب كثيرا من مزايا وفوائد هذه الفكرة وذلك لان هذه الفكرة تقوم على اقتناص الفوائد من هنا وهناك.
ومن ادلة ذلك ان المشاركات في هذا الموضوع على قلتها لم تلتزم بذلك.
واما ما ذكره الشيخ الخضيري من كون هذه الفكرة عائمة فيمكن حل ذلك بان يوضع لهذا الموضوع -بعد ان تكثر المشاركات -فهرسا فتوضع قائمة منسدلة فيها جميع سور القران وتوضع كل فائدة في موضعها وبذا يستفيد من كان يبحث في سورة معينة في اثراء بحثه او في ترجيح بعض الاقوال على بعض كما في الفائدة التي نقلتها عن ابن تيمية.
ويضاف للفهرس مع سور القران عنوان "منهج التفسير" او نحو ذلك ويوضع فيه ما ذكره الاخوة هنا من فوائد تتعلق بمنهج التفسير.
ويبقى مع هذا الفهرس الموضوع مفتوحا وكلما اضيفت مشاركة بقيت المشاركة في الموضوع واضيفت للفهرس وهكذا.
فما رايكم في هذا بارك الله فيكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Apr 2003, 04:49 م]ـ
بسم الله
أشكرك أخي المشارك 7
وبالنسبة لما ذكرته من كون تحديد الأقوال بمدة معينة يقلل من المشاركات ويقيدها
أقول: إني لم أقصد استبعاد الأزمان الأخرى، وإنما أردت وضع خطة زمنية للعمل في هذا المشروع الكبير،فنبدأ بالكتب المتقدمة المؤلفة قبل عام 500هـ، ثم ننتقل إلى مرحلة أخرى تليها،وهكذا.
ومع ذلك فمن وجد فوائد تفسيرية لا تتقيد بهذه المدة فالأمر فيه سعة، ولكن حبذا لو سرنا على منهج واحد وطريقة واحدة.
وأشكرك على ملاحظتك واهتمامك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2003, 01:57 م]ـ
بسم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن نفائس أهل اللغة في التفسير هذه المقتطفات من كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد من تأليف أبي العباس المبرد المتوفى سنة 285 هـ.
(ومن ذلك [أي: من المتفق لفظه المختلف معناه] المُقوي للقوي والضعيف، قال الله تعالى: (وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ) (الواقعة: من الآية73) أي: الضعفاء؛ تقول العرب: أكثِر من فلان فإنه مقوٍ، أي: ذو إبل قويّة.
ومن ذلك الرجاء؛ يكون في معنى الخوف .... قال المفسرون في قوله تعالى: مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (نوح:13) أي: لا تخافون لله عظمة.وكلُ من آثر أن يقول ما يحتمل معنيين فواجب عليه أن يضع ما يقصد له دليلاً ? لأن الكلام وضع للفائدة والبيان.
ومما اتفق لفظه واختلف معناه قوله تعالى: (إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (البقرة: من الآية78) هذا لمن شك؛ ثم قال: (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ) (البقرة: من الآية46) فهذا يقين؛ لأنهم لو لم يكونوا مستيقنين لكانوا ضلالاً شكاكاً في توحيد الله تعالى.
ومثله في اليقين قول المؤمن: (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ) (الحاقة:20) ? أي: أيقنت.
ومثله قوله تعالى: (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا) (الكهف: من الآية53) أي: أيقنوا .....
ومما جاء متفق اللفظ مختلف المعنى: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (الرحمن:39) ? ومثله: (هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) (المرسلات:35) ثم قال: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:24) فليس هذا ناقضاً للخبر الأول عن ذلك.
وكان مجاز قوله: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) أي: لا يسأل عن ذنبه ليُعلمَ ذلك من قبله؛ والدليل عليه قوله تعالى: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ) (الرحمن: من الآية41) وقوله: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) يقول: موبّخُون؛ كما يقول المعاقِب للمعاقَب: ألست الفاعل كذا؟ أتذكر يوم كذا؟ أما فعلت كذا؟ ليس ذلك ليعلم ذلك من قبله؛ ولكن لتوبيخه بما فعل. ... ) إلخ
والكتاب على اختصاره مشتمل على أقوال وفوائد تفسيرية طيبة مباركة ? يجدر بالباحثين الرجوع إليها ? والإفادة منها.
والكتاب يقع في ثمان وستين صفحة مع المقدمة والفهارس والحواشي بتحقيق الدكتور محمد رضوان الداية. الطبعة الأولى عن دار البشائر – دمشق
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2003, 02:04 م]ـ
بسم الله
ومن أقوال أهل اللغة في التفسير أيضاً هذه المقتطفات من أقوال أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة 255هـ من كتابه:كتاب الأضداد:
(قال أبو حاتم: اجتمعت العرب على أن ندّ الشيء مثلُه وشبهه وعدله، ولا أعلمهم اختلفوا في ذلك.
قال لبيد:
أحمد الله فلا ند له بيديه الخير ما شاء فعل
والجمع أنداد. قال الله تعالى: فلا تجعلوا لله أنداداً. .......
ومن ذلك [أي: من الأضداد] وراء؛ تكون في معنى: خلف، ومعنى: قدام. ففي القرآن في معنى بعد وخلف قوله تعالى: (فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) (هود: من الآية71) قال أبو حاتم في الحديث عن وراء أن وراء ها هنا ولد الولد. وقوله تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي) (مريم:5) والموالي هم بنو العم. ...
وفي القرآن في معنى قدام قوله تعالى: (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف: من الآية79) يعني: قدامهم وأمامهم. قال أبو حاتم: حدثني أبو عامر العقدي ويعقوب القارئ، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أن ابن عباس قرأ: {وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً}.
وقال تعالى: (وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) (ابراهيم: من الآية17) أي: من بين يديه، وهو كثير في القرآن. .......
وقالوا: عسى شكٌّ، وعسى يقين. وهي من الله يقين. ويروى في الحديث في تفسير قوله تعالى: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) (التوبة: من الآية102) عسى من الله واجب. ومن الشك قول الشاعر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب. .....
قال أبو حاتم: يقال: صار فلانٌ الشيء قطعه، وصاره جمعه. وقال في هذه الآية: (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) (البقرة: من الآية260) أي: قطعهن واجمعهن في التفسير. قال أبو حاتم: قال مجاهد: أراد فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن: فقدم وأخر. .... ) انتهى المراد نقله.
ويظهر من هذا الكتاب أن أبا حاتم رحمه الله يتورع عن الكلام في التفسير ويتقيه مخافة الخطأ والزلل، كما يظهر أنه كثيراً ما ينقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ويتعقبه في مواضع متعددة.
وأحسب أن أقوال هذا الإمام في التفسير جديرة بالجمع والدراسة، وهي تصلح لتكون موضوعاً لرسالة ماجستير؛ فله كتب كثيرة بين المطبوعة والمخطوطة. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 May 2003, 05:50 م]ـ
بسم الله
وهذه مقتطفات من أقوال أئمة متقدمين في التفسير انتقيتها من الكتاب القيّم النفيس: كتاب الفقيه والمتفقه للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي، المشهور بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 462هـ، من الطبعة التي صدرت عن دار ابن الجوزي بتحقيق عادل الغرازي.
(روى المصنف بإسناده الصحيح [كما قال المحقق] عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير في قوله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) (الكهف: من الآية28) قال: مجالس الفقه. [1/ 92]
وأورد بسند رجاله ثقات [كما قال المحقق] أن أبا العباس أحمد بن يحيى المعروف بـ (ثعلب) سئل عن قوله: (ويعلمهم الكتاب والحكمة) (البقرة: 129) فقال: الحكمة فقه الشيء. قيل له: فالكتاب غير الحكمة؟ فقال: «لا يكون حكيماً حتى يعلم القرآن والفقه، فإن علم أحدهما لا يقال له حكيم حتى يجمعهما، معناه: يعلمهم الكتاب ويعلمهم معانيه». اهـ[1/ 133 - 134]
قال المصنف: فالعلم الرباني: هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل، ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد، وقد دخل في له بأنه رباني وصفُه بالصفات التي يقتضيها العلمُ لأهله، ويمنع وصفه بما خالفها.
ومعنى الرباني في اللغة: الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قول الله تعالى: (لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَار) (المائدة: من الآية63)، وقوله تعالى: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران: من الآية79).
ثم ذكر آثاراً في معنى الربانيين، ومنها ما أورده بسنده الصحيح [كما قال المحقق] أن ثعلباً سئل عن هذا الحرف (رباني)، فقال: سألت ابن الأعرابي، فقال: «إذا كان الرجل عالماً، عاملاً، معلماً، قيل له رباني، فإن خرم عن خصلة منها لم يقل له رباني.» [1/ 184 - 185].
ومما رواه المصنف بإسناد صحيح أيضاً عن أبي العباس ثعلب المتوفى سنة 291هـ رحمه الله، أنه سئل عن قول الله تعالى: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة: من الآية269) فقال: الفهم. [1/ 190].
وروى المصنف بسنده رواته ثقات عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار في قول الله تعالى: (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) (البقرة: من الآية196) قال: «أيتهن شاء» وعن عمرو بن دينار قال: «كل شيء في القرآن (أو ... أو) له أيّهُ شاء.»
قال ابن جريج: «إلا قول الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) (المائدة: من الآية33) فليس بمخيّر فيها.»
قال الشافعي: «كما قال ابن جريج وغيره في المحاربة في هذه المسألة أقول.» [1/ 221 - 222]
ووما جاء في هذا الكتاب مما له صلة بالتفسير، قول المصنف الخطيب البغدادي في شرحه لحديث: «وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً» قال: وقوله: «يقم لهم دينهم» أي ملكهم وسلطانهم. والدين: الملك والسلطان، ومنه قول الله تعالى: (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) (يوسف: من الآية76). انتهى [1/ 297]).
انتهى المراد نقله من كتاب الخطيب البغدادي الفقيه والمتفقه.
أقول: وهو كتاب جدير بالدراسة، وفيه أقوال قيمة نفيسة في التفسير وعلوم القرآن، وأحسب أن دراسة أقوال الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن تصلح بحوثاً للماجستير أو الدكتوراه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2003, 05:32 م]ـ
بسم الله
وهذه تتمة لأقوال ومرويات التفسير في كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(قال الخطيب البغدادي في كتابه السابق: (وقد ورد القرآن بتسمية ما ليس بحجة حجة،قال الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) (النساء: من الآية165) وقال تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) (البقرة: من الآية150)
فأما الآية الأولى فإن تقديرها: بعثت الرسل، وأزحت العلل؛ حتى لا يقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين، ولا يقولوا: لولا أرسلت إلينا رسولاً، فأزاح الله العلل بالرسل؛ حتى لا يكون لهم حجة فيما ارتكبوه من المخالفة، ويجب أن تعلم أن الله تعالى لو ابتدأ الخلق بالعذاب لم يخرج بذلك عن الحكمة، ولا كانت عليه حجة وله أن يفعل ذلك؛ لأنه قِسم من أقسام التصرف في ملكه، فبان أن ما يقولونه ليس بحجة، إذ ليس ذلك من شرط عذابه، وإنما سماه حجة لأنه يصدر من قائله مصدر الحجاج والاستدلال.
وأما الآية الأخرى فإنها نزلت في اليهود؛ وذلك أنهم قالوا: لو لم يعلم محمد أن ديننا حق ما صلى إلى بيت المقدس، فأنزل الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ) يعني: اليهود في قولهم هذا، وإن لم يكن حجة في الحقيقة، وليس تفرق العرب بين ما يؤدي إلى العلم أو الظن أن تسمِّيه حجة ودليلاً وبرهاناً.) ثم روى بإسناده أن ثعلباً سئل عن البرهان، فقال: الحجة؛ قال الله تعالى: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: من الآية111) أي: حجتكم. [انتهى من كتاب الفقيه والمتفقه 2/ 45 - 46.]
ومن الآيات التي قد يرى الناظر فيها أن بينها تعارضاً قوله تعالى: (وأن تجمعوا بين الأختين)، وقوله سبحانه: (ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) فالآية الأولى تدل على تحريم الجمع بين الأختين بملك اليمين، والثانية تدل على أن الرجل غير ملوم إذا لم يحفظ فرجه عن زوجه وما ملكت يمينه. قال الخطيب البغدادي في الترجيح والجمع بينهما: (ووجه الترجيح أن يقول: روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: «حرمتها آيةٌ، وأحلتها آيةٌ، والتحريم أولى.»؛ لأن قوله: (وأن تجمعوا بين الأختين) قصد به بيان التحريم، وليس كذلك قوله تعالى: (أو ما ملكت أيمانهم)، فإنه قصد به مدح قوم، فكان ما قصد به التحريم وبيان الحكم أولى بالتقديم، ويجب حمله على ظاهره، وترتب الآية الأخرى عليه.) انتهى [2/ 94 - 95]
وروى الخطيب بإسناده الصحيح عن أبي بكر محمد بن علي الأدفوي النحوي قوله: (إذا تعلم الإنسان من العالم واستفاد منه الفوائد فهو له عبد، قال الله تعالى: (وإذ قال موسى لفتاه) [الكهف: 60]، وهو يوشع بن نون، ولم يكن مملوكاً له، وإنما كان متلمذاً له، متبعاً له، فجعله الله فتاه لذلك.) انتهى [2/ 197]
ومن مرويات الخطيب في التفسير، ما رواه بإسناد حسن عن يحيى بن آدم أنه قال: سمعت في تفسير هذه الآية: (وأما السائل فلا تنهر) [الضحى: 10] قال: «هو الرجل يسألك عن شيء من أمر دينه، فلا تنهره، وأجبه». [2/ 387].)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2003, 05:40 م]ـ
بسم الله
ومن أقوال الإمام أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري ومروياته في التفسير التي أوردها في كتابه خلق أفعال العباد هذه المقتطفات:
·قال أبو عبد الله [البخاري] في تفسير قول الله تعالى: (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) [البقرة: 255]: يعني: إلا بما بيّن. [ص42]
·وقال معلقاً على حديث شهادة هذه الأمة على الأمم السابقة، الذي قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة: من الآية143)
قال أبو عبد الله: هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم». [96]
· وروى بإسناد صحيح عن قتادة، (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) (البقرة: من الآية146) قال: يعرفون أن الإسلام دين الله، وأن محمداً رسول الله، مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل. [167]
(يُتْبَعُ)
(/)
·قال أبو عبد الله: وقال ابن عيينة في قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية) [الحاقة: 12]: أذن وعت عن الله عز وجل. [167]
·قال البخاري: ويذكر عن إبراهيم أو مجاهد: (والذي جاء بالصدق وصدق به) [الزمر: 33]: هم أهل القرآن إذا عملوا به. [175]
هذه المقتطفات من كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري بتحقيق عمرو عبد المنعم سليم. الطبعة الأولى 1423هـ - دار ابن القيم – الدمام.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 May 2003, 11:36 م]ـ
بسم الله
ومن كتب اللغة كذلك – التي حوت مادة تفسيرية قيمة نفيسة – كتاب الأضداد لمحمد بن القاسم الأنباري المتوفى سنة 327هـ، وهذه بعض المقتطفات من هذا الكتاب:
·ذكر في مقدمة كتابه أن كلام العرب جاء على ثلاثة أضرب:
أحدها: الحروف التي تقع على المعاني المختلفة، فلا يعرف المعنى المقصود منها إلا بما يتقدم الحرف أو يتأخر بعده مما يوضح تأويله، وهذا الضرب نوعان:
الأول منهما: ما يجري مجرى الأضداد، فيكون للحرف الواحد معنيان متضادان، وهذا النوع هو موضوع كتابه هذا.
والثاني: ألا تكون هذه المعاني التي دل عليها الحرف متضادة، مثل لفظ الأمة؛ له معاني متعددة، منها: تبّاع الأنبياء، والجماعة، والصالح الذي يؤتم به، والحين من الزمان، وغيرها. وهذا الضرب بنوعيه هو القليل الظريف في كلام العرب.
الضرب الثاني: أن يقع اللفظان المختلفان على المعنيين المختلفين، كقولك: الرجل والمرأة، والجمل والناقة، واليوم والليلة ... ؛ وهذا هو الكثير الذي لا يحاط به.
والضرب الثالث: أن يقع اللفظان المختلفان على المعنى الواحد، كقولك: البر والحنطة، والعَير والحمار، وجلس وقعد، وذهب ومضى.
ثم ذكر كلية مهمة تتعلق بالضرب الثالث، فقال: (قال أبو العباس عن ابن الأعرابي: كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد؛ في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا به، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله.)
ثم قال ابن الأنباري بعد أن ذكر قولاً آخر: (وقول ابن الأعرابي هو الذي نذهب إليه).
ومما جاء في كتابه هذا من الأقوال:
·الظن يقع على معان أربعة: معنيان متضادان: أحدهما الشك، والآخر اليقين الذي لا شك فيه.
فأما معنى الشك فأكثر من أن تحصى شواهده. وأما معنى اليقين فمنه قول الله عز وجل: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبا ً) (الجن:12)، معناه: علمنا. وقال جلّ اسمه: (وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا) (الكهف: من الآية53)، معناه: فعلموا بغير شك. ......
والمعنيان اللذان ليسا متضادين: أحدهما الكذب، والآخر التهمة؛ فإذا كان الظن بمعنى الكذب قلت: ظن فلان، أي كذب، قال الله عز وجل: (إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (الجاثية: من الآية24)، فمعناه: إن هم إلا يكذبون؛ ولو كان معنى الشك لاستوفى منصوبيه أو ما يقوم مقامهما. وأما معنى التهمة فهو أن تقول: ظننت فلاناً، فتستغني عن الخبر؛ لأنك اتهمته، ولو كان معنى الشك المحض لم يقتصر به على منصوب واحد. ... قال الله عز وجل: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) (التكوير:24)، فيجوز أن يكون معناه: بمتهم، ويجوز أن يكون معناه بضعيف، من قول العرب: وصلُ فلان ظنون، أي ضعيف، فيكون الأصل فيه: وما هو على الغيب بظنون، فقلبوا الواو ياءً ...
قال أبو العباس: إنما جاز أن يقع الظن على الشك واليقين؛ لأنه قولٌ بالقلب؛ فإذا صحت دلائل الحق وقامت أماراته كان يقيناً، وإذا قامت دلائل الشك، وبطلت دلائل اليقين كان كذباً، وإذا اعتدلت دلائل اليقين والشك كان بابه شكاً لا يقيناً ولا كذباً. [انظر كتاب الأضداد لابن الأنباري ص 14 - 16 بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم]. ونذكر بقية المقتطفات التفسيرية من كتابه هذا في وقت لاحق إن شاء الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 May 2003, 11:47 ص]ـ
وهذه مقتطفات تفسيرية من كتاب الأضداد لابن الأنباري:
(يُتْبَعُ)
(/)
· وأسررت من الأضداد أيضاً، يكون أسررت بمعنى كتمت، وهو الغالب على الحرف. ويكون بمعنى أظهرت، قال الله تعالى: (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) (الانبياء: من الآية3) يعني: كتموا.
وقال تبارك وتعالى في غير هذا الموضع: (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ) (يونس: من الآية54)،قال الفراء والمفسرون: معناه كتم الرؤساء الندامة من السفلة الذين أضلوهم. وقال أبو عبيدة وقطرب: معناه: وأظهروا الندامة عند معاينة العذاب .... ص45 - 46
· وبعد حرف من الأضداد، يكون بمعنى التأخير، وهو الذي يفهمه أكثر الناس، ولا يحتاج مع شهرته إلى ذكر شواهد له. ويكون بمعنى «قبل»، قال الله عز وجل: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) (الانبياء: من الآية105) فمعناه عند بعض الناس: من قبل الذكر؛ لأن الذكر القرآن. ... وقال الله عز وجل: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات:30) فمعناه: والأرض قبل ذلك دحاها؛ لأن الله خلق الأرض قبل السماء. والدليل على هذا قوله: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) (فصلت: من الآية11).
وقال ابن قتيبة: خلق الأرض قبل السماء ربوة في يومين، ثم دحا الأرض بعد خلقه السموات في يومين، ومعنى دحاها: بسطها.
قال أبو بكر: وهذا القول عندنا خطأ؛ لأن دحو الأرض قد دخل في إرسائها والتبريك فيها، وتقدير أقواتها، وذلك أنه قال عز وجل: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) (فصلت: من الآية10) علمنا أن الدحو دخل في هذه الأيام الأربعة، وهذه الأيام الأربعة قبل خلق السماء. ... [ثم أطال في تقرير ما ذهب إليه] فلينظر ص107 - 111
· وقال بعض أهل اللغة: أوزعت حرف من الأضداد، يقال: أوزعت الرجل إذا أغريته بالشيء وأمرته به، وأوزعته إذا نهيته وحبسته عنه. قال الله عز وجل: (فهم يوزعون) [النمل: 17] أي: يحبس أولهم على آخرهم.
قال أبو بكر: والصحيح عندنا أن يكون أوزعت بمعنى: أمرت وأغريت، ووزعت بمعنى: حبست، والدليل على هذا قوله عز وجل: (رب أوزعني) معناه: ألهمني ... ص139 - 140
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 May 2003, 12:45 ص]ـ
بسم الله
ومن الأقوال التفسيرية التي وردت في كتاب الأضداد لابن الأنباري:
· سمعت أبا العباس يقول: يقال للساكن: رَهْو، وللواسع: رهو، وللطائر الذي يقال له الكُركيّ: رهو؛ قال الله جل وعز: (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) (الدخان:24)، فمعناه: ساكناً. [ص150]
· فسِّر قول الله عز وجل: (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (التين: من الآية6) على ثلاثة أوجه: فقال بعضهم: المحسوب. وقال آخرون: المنون: الذي لا يمن به، فالله عز وجل لا يمن بإنعامه
على من ينعم عليه ... ، ويقال: الممنون: المقطوع الذي قد ذهبت مُنَّته، وإنما سميت المنونُ المنونَ لأنها تذهب بمُنَّة الإنسان وتضعفه. [ص156]
· ومما يشبه الأضداد: الأصفر؛ يقع على الأصفر، وربما أوقعته العرب على الأسود. قال الله عز وجل: (صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا) (البقرة: من الآية69) قال بعض المفسرين: هي صفراء .. ، وقال آخرون: الصفراء السوداء. وقال جل اسمه: (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) (المرسلات:33)
قال عدة من المفسرين: الصفر: السود .... عن الحسن في قوله: (كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ) قال: الصفر: السود. ........... [ص160 - 161]
· يقال: خبتِ النار إذا سكنت، وخبت إذا حميت .... وقول الله جل وعز: (كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) (الاسراء: من الآية97) قال بعض المفسرين: معناه توقدت. وهذا ضد الأول. حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا بكر بن الأسود، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن اسماعيل، عن أبي صالح في قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ) قال: معناه كلما حميت. وأخبرنا عبدالله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج في قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ) قال: خبُوُّها توقدها؛ فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئاً صارت جمراً تتوهج؛ فإذا أعادهم الله خلقاً جديداً عاودتهم. عن ابن عباس. قال أبو بكر [المصنف]: والذين يذهبون إلى أن الخبو هو السكون يقولون: معنى قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ): كلما خبت سكنت، وليس سكونها راحة لهم؛ لأن النار يسكن لهبها ويتضرم جمرها؛ هذا مذهب أبي عبيدة. وقال غير أبي عبيدة: نار جهنم لا تسكن البتة؛ لأن الله تعالى قال: (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) (الزخرف: من الآية75)، وإنما الخبو للأبدان. والتأويل: كلما خبت الأبدان زدناهم سعيراً، أي إذا احترقت جلودهم ولحومهم، فأبدلهم الله جلوداً غيرها ازداد تسعر النار في حال عملها في الجلود المبدلة. أخبرنا عبدالله، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة في قوله: (كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) قال: كلما احترقت جلودهم بُدلوا جلوداً غيرها. [ص175 - 176 وللكلام بقية مهمة يرجع إليها من أراد التوسع والفائدة].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العبيدي]ــــــــ[28 May 2003, 05:28 م]ـ
و للشاطبي في "الاعتصام" تفسير لقول الله عز و جل {ورهبانية ابتدعوها ... }
في المجلد الثاني من طبعة دار التوحيد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jun 2003, 11:53 ص]ـ
بسم الله
كنت قد ذكرت مقتطفات من أقوال الإمام ابن الأنباري في التفسير من كتابه القيّم: الأضداد.
وهذا الكتاب مليء بالأقوال التفسيرية القيمة، فأنصح بالرجوع إليه والاستفادة منه.
ومن باب التنبيه أقول: إن ابن الأنباري إمام جليل، ولأقواله قيمة علمية كبيرة، ومصنفاته خير برهان على ذلك، وقد قدم أحد الزملاء موضوعاً لنيل درجة الدكتوراه في القرآن وعلومه حول أقوال هذا الإمام في التفسير، ولا أدري ما خبرها الآن.
وأنبه أيضاً إلى أنه يحيل في كتابه الأضداد كثيراً على كتاب له بعنوان: الرد على أهل الإلحاد في القرآن فهل هناك أحد يعرف خبر هذا الكتاب، الذي يبدو من الإحالة عليه أنه من أنفس كتب ابن الأنباري؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[18 Jun 2003, 02:51 م]ـ
بارك الله في المشائخ الفضلاء
لقد قام الشيخ طارق عوض الله محمد جزاه الله خيراً بجمع تفسير ابن رجب الحنبلي من كتبه مثل فتح البارئ والتخويف من النار فعل من أراد أن ينقل التفسير عن ابن رجب الحنبلي فليعد إلى هذا الكتاب وجزاكم الله خير
ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Jun 2003, 04:51 م]ـ
عبارات الشكر قليلة في حق صاحب الفكرة ومن تفاعل لها. فجزاهم الله خيرا أجمعين
ولكن كم كنت أتمنى كغيري أن تتم المشورة في الأمر حتى يتم تجميع الفكرة وترتيبها وتوزيع الأدوار لتوحيد الجهود .... قبل بدء العمل بها
ولا أدري هل بقي بصيص أمل من الاقتراحات أم لا ..
لأننا لو أردنا أن نجمع كل كلام يختص بالتفسير في كل كتاب فهذا يعني أننا سنقرأ كل الكتب .... ولنفرض أن الكتب الدينية تقارب المليون كتاب ... فكل عضو سيتولى عددا من هذه الكتب حتى يتوزع الجميع الأدوار.
فهل نستطيع ذلك؟
عقلا وفطرة يكون الجواب بـ: لا
إذن هل نكتفي بطريقة من قرأ كتابا _ أي كتاب _ يضع لنا الفوائد التفسيرية التي فيه؟
أليست هذه الطريقة غير مرتبة؟
فربما اتفقنا قدرا على قراءة كتاب معين على حساب كتب أخرى.
وربما انشغلنا بكتب قليلة فيها الآيات المفسرة على حساب كتب كثيرة فيها الآيات المفسرة ..
.... الخ
ثم إن انتهينا هل نرتب موضوعا منفردا فنضع كل فائدة استخلصناها تحت ما يناسبها من آيات القرآن بحيث نخرج في نهاية الفكرة والموضوع بتفسير للقرآن من غير كتب التفسير؟
أسئلة كثيرة وربما عند غيري أكثر ... وأهم سؤال حسب نظري القاصر هو:
هل لو أمضينا ولو ما يقارب ستة أشهر في التفكير فقط في أنسب طريقة .. هل تعد هذه نقطة إيجابية توحد الجهود وتحمسها أم لا؟
...
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:07 م]ـ
بسم الله
أشكر الأخ الذي رمز لنفسه بـ (أخوكم) على ما ذكره من استفسارات حول فكرة هذا الموضوع - الذي استشكل طريقته البعض -، وأود هنا النبيه على أن الغرض من هذا الموضوع ليس ما يفهم من عنوانه، وإنما الغرض منه فتح أبواب لمن أراد أن يجمع بعض أقوال التفسير من غير كتبه، ولذلك من قرأ ما كتبته في الحلقات السابقة يجد أني أشير إلى أقوال بعض العلماء الذين لهم أقوال في التفسير في كتب ليست تفسيرية، ثم أنبه في آخر النقل عن كل عالم ببعض التنبيهات التي تفيد الباحثين.
ففي الرسائل العلمية في الجامعات نجد كثيراً من الرسائل في هذا الإطار، فهناك مثلاً رسائل جمعت أقوال الأزهري، والخطابي، وابن فارس، والشاطبي، والقاضي عياض، وابن رجب، والحافظ ابن حجر، وغيرهم.
فمثل هذه النقول التي نذكرها هنا تفتح آفاقاً للبحث وجمع أقوال بعض العلماء عندما يعلم القارئ بأن أقوالهم تستحق الجمع.
وقد أشرت سابقاً إلى أن من العلماء الذين ينبغي العناية بأقوالهم في التفسير - ولم تجمع أقوالهم حسب علمي -:
الخطيب البغدادي، وأباعبيد القاسم بن سلام، وأبا حاتم السجستاني.
ولكن يبدو أن الإشكال في عنوان الموضوع، ولذلك فلعلي أغيره إلى عنوان آخر، وأنتظر رأيكم جزى الله الجميع خيراً
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[05 Jul 2003, 12:25 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 29]
وقال تعالى: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [النازعات، الآيات: 27 - 30]
ظاهر آية البقرة وآيات النازعات التعارض، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أقوالاً في الجمع بينهما، وقد وقفت على رأي لابن حزم الظاهري (ت: 456 هـ) رحمه الله في الجمع بين تلك الآيات - وذلك عند جمعي لآرائه في التفسير - رأيته مهجوراً على الرغم من وجاهته وقوته.
قال ابن حزم:
وكان مما اعترض به أيضا ً (1) أن ذكر قول الله تعالى: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} قال: فذكر في هذه الآية أن دحو الأرض، وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد رفع سمك السماء، وبعد بنائها وتسويتها وإحكام ليلها ونهارها، ثم قال في آية أخرى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} قال: فذكر في هذه الآية ضد ما في الأولى، وذلك أن التسوية للسماء كانت بعد خلق ما في الأرض.
قال ابن حزم: والقول في هذا أن بظاهر هاتين الآيتين يكتفي عن طلب تأويل أو تكلف مخرج، وهو: أنه تعالى ذكر في الآية التي تلونا أولاً: أنه عز وجل بنى السماء، ورفع سمكها، وأحكم الدور الذي به يظهر الليل والنهار، وأنه بعد ذلك أخرج ماء الأرض ومرعاها وأرسى الجبال فيها.
وذكر تعالى في الآية الأخرى: أن تسويته تعالى السماوات سبعاً، وتفريقه بين تلك الطرائق السبع - التي هي مدار الكواكب المتحيرة والقمر والشمس - كان بعد خلقه كل ما في الأرض.
فلم يفرق هذا الجاهل المائق بين قوله تعالى: إنه سوى السماء ورفع سمكها، وبين قوله تعالى: إنه سواهن سبع سماوات.
وإنما أخبر أن تسوية السماء جملة واختراعها كان قبل دحو الأرض، وأن دحو الأرض كان قبل أن تقسم السماء على طرائق الكوكب السبع، فلاح أن الآيتين متفقتان يصدق بعضهما بعضاً. (2)
==========================
(1) يريد ابن النغريلة اليهودي.
(2) رسالة في الرد على ابن النغريلة اليهودي، ضمن مجموع رسائل ابن حزم (3/ 46 - 47).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2003, 07:49 ص]ـ
بسم الله
فهذا موضوع كتبه الشيخ مساعد الطيار وفقه الله هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=541
وله تعلق بهذا القسم، ومن باب الفائدة وجمع المتفرقات في موضع واحد أنقله هنا:
نفائس الوزير ابن هبيرة في تعليقاته على بعض الآيات
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد فتح الأخ الفاضل أبو مجاهد زاوية مفيدة في هذا الملتقى، وأعاد عنوانها للتوافق مع مضمونها أكثر، ولتكون واضحة لمن أراد أن يشارك فيها.
أقوال في التفسير من غير كتب التفسير (مع التنبيه على فوائد تهم الباحثين في هذا المجال)
وهذه الزاوية نفيسة جدًّا، لأنك قد تجد في كتابٍ من كتاب الأدب، أو من كتب التاريخ، أو من كتب التراجم، أو غيرها = تعليقات على بعض الآيات هي كالشوارد التي لا يمكن أن تُعقَل بعقالٍ إلا عقال التقييد، وقد كفانا الأخ الفاضل أبو مجاهد في هذا الملتقى مكان عقلِ هذه الفوائدِ، فكل من ظفر بصيد طرحه في هذه الزاوية، حتى يجتمع لأرباب هذا التخصص فوائد هذه الشوارد في مكان واحد يرتادونه، وينهلون منه.
وإني أستأذنه في طرح هذه المشاركة مستقلة، لطولها، ثمَّ يمكن بعد ذلك ضمُّها إلى زاويته المباركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الصيد الذي أقدمه لكم من نفائس الوزير الحنبلي ابن هبيرة (ت: 560)، وهي تدلُّ على فكر ثاقب، ونظر عميق، وتدبر في كتاب الله، وسعة اطلاعٍ في العلم، وسأرتبها مرقمة، وسأحذف مما ذكره المصدر ما لا علاقة له بالآيات، وهو صالح لأن يخرج في كراسٍ صغير مع التعليق عليه، وموازنته بما ذكره غيره من العلماء في الآيات التي أظهر فيها فوائد والله الموفق.
قال ابن رجب في ذيل الطبقات 1/ 264
قال ابن الجوزي في المقتبس:
(1) سمعت الوزير يقول: الآيات اللواتي في الأنعام (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) [الأنعام: من الآية151] محكمات، وقد اتفقت عليها الشرائع، وإنما قال في الآية الأولى: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة: من الآية73] في الثانية: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: من الآية152] وفي الثالثة: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: من الآية21]؛ لأن كل آية يليق بها ذلك، فإنه قال في الأولى: (أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) [الأنعام: من الآية151] والعقل يشهد أن الخالق لا شريك له، ويدعوا العقل إلى بر الوالدين، ونهى عن قتل الولد، وإتيان الفواحش؛ لأن الإنسان يغار من الفاحشة على ابنته وأخته، فكذلك هو، ينبغي أن يجتنبها، وكذلك قتل النفس، فلما لاقتت هذه الأمور بالعقل، قال: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ولما قال في الآية الثانية: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ) [الأنعام: من الآية152] والمعنى: أذكر لو هلكت فصار ولدك يتيماً، واذكر عند ورثتك، لو كنت الموروث له، واذكر كيف تحب العدل لك في القول؟ فاعدل في حق غيرك، وكما لا تؤثر أن يخان عهدك فلا تخن، فلاق بهذه الأشياء التذكر، فقال: (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: من الآية152] وقال في الثالثة: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام: من الآية153]، فلاق بذلك اتقاء الزلل، فلذلك قال: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: من الآية21].
(2) قال: وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) [صّ: من الآية80] قال: ليس هذا بإجابة سؤاله، وإنما سأل الانتظار، فقيل له: كذا قدر، لا أنه جواب سؤالك، لكنه مما فهم.
(3) وسمعته يقول في قوله تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا) [التوبة: من الآية51] قال: إنما لم يقل: ما كتب علينا؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له، إن كان خيراً فهو له في العاجل، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل.
(4) وسمعته يقول في قوله تعالى: (حِجَاباً مَسْتُوراً) [الاسراء: من الآية45] قال أهل التفسير: يقولون: ساتراً، والصواب: حمله على ظاهره، وأن يكون الحجاب مستوراً عن العيون فلا يرى، وذلك أبلغ.
(5) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ) [الكهف: من الآية39] قال: ما قال: ما شاء الله كان ولا يكون، بل أطلق اللفظ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن.
(6) قال: وتدبرت قوله تعالى: (لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) [الكهف: من الآية39] فرأيت لها ثلاثة أوجه.
أحدها: أن قائلها يتبرأ من حوله وقوته، ويسلم الأمر إلى مالكه.
والثاني: أنه يعلم أن لا قوة للمخلوقين إلا بالله، فلا يخاف منهم؛ إذ قواهم لا تكون إلا بالله، وذلك يوجب الخوف من الله وحده.
والثالث: أنه رد على الفلاسفة والطبائعيين الذين يدعون القوى في الأشياء بطبيعتها، فإن هذه الكلمة بينت أن القوىّ لا يكون إلاَّ بالله.
(7) وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) [الكهف:97] قال (التاء) من حروف الشدة، تقول في الشيء القريب الأمر: ما استطعته، وفي الشديد: ما استطعته، فالمعنى: ما أطاقوا ظهوره لضعفهم، وما قدروا على نقله لقوته وشدته.
(يُتْبَعُ)
(/)
(8) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا) [طه: من الآية15] قال: المعنى إني قد أظهرت حين أعلمت بكونها، لكن قاربت أن أخفيها بتكذيب المشرك بها، وغفلة المؤمن عنها، فالمشرك لا يصدق كونها، والمؤمن يهمل الاستعداد لها.
(9) قال: وقرأت عليه ما جمعه من خواطره، قال: قرأ عندي قارئ، قال: (هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي) [طه: من الآية84] فأنكرت في معنى اشتقاقها، فنظرت فإذا وضعها للتنبيه، والله لا يجوز أن يخاطب بهذا، ولم أر أحداً خاطب الله عز وجل بحرف التنبيه إلا الكفار، كما قال الله عز وجل: (رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ) [النحل: من الآية86]، (رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا) [لأعراف: من الآية38] وما رأيت أحداً من الأنبياء خاطب ربه بحرف التنبيه، والله أعلم.
فأما قوله: (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) [الزخرف:88] فإنه قد تقدم الخطاب بقوله: يا رب، فبقيت (ها) للتمكين، ولما خاطب الله عز وجل المنافقين، قال: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [النساء: من الآية109] وكرم المؤمنين بإسقاط (ها) فقال: (هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ) [آل عمران: من الآية119] وكان التنبيه للمؤمنين أخف.
(10) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ) [الانبياء: من الآية110] المعنى: أنه إذا اشتدت الأصوات وتغالبت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان. والله عز وجل يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع عن سمع.
(11) قال: وقوله: (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ) [الانبياء: من الآية112] قال: المراد منه: كن أنت أيها القائل على الحق؛ ليمكنك أن تقول: احكم بالحق، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول: احكم بالحق.
(12) وقال في قوله تعالى: (لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) [النور: من الآية53] قال: وقع لي فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أن المعنى: لا تقسموا واخرجوا من غير قسم، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم؛ فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه.
والثاني: أن المعنى نحن نعلم ما في قلوبكم، وهل أنتم على عزم الموافقة للرسول في الخروج؟ فالقسم هاهنا إعلام منكم لنا بما في قلوبكم. وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب.
والثالث: أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم. وبهذا المعنى وقع المتنبي، فقال:
وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم
(13) وسمعته يقول في قوله تعالى: (أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) [الفرقان:8] قال: العجب لجهلهم حين أرادوا أن يلقى إليه كنز أو تكون له جنة. ولو فهموا علموا أن كل الكنوز له وجميع الدنيا ملكه. أو ليس قد قهر أرباب الكنوز، وحكم في جميع الملوك؟ وكان من تمام معجزاته أن الأموال لم تفتح عليه في زمنه؛ لئلا يقول قائل قد جرت العادة بأن إقامة الدول، وقهر الأعداء بكثرة الأموال، فتمت المعجزة بالغلبة والقهر من غير مال، ولا كثرة أعوان، ثم فتحت الدنيا على أصحابه، ففرقوا ما جمعه الملوك بالشره، فأخرجوه فيما خلق له، ولم يمسكوه إمساك الكافرين، ليعلموا الناس بإخراج ذلك المال: أن لنا داراً سوى هذه، ومقراً غير هذا.
وكان من تمام المعجزات للنبي ?: أنه لما جاءهم بالهدى فلم يقبل، سلّ السيف على الجاحد، ليعلمه أن الذي ابتعثني قاهر بالسيف بعد القهر بالحجج.
ومما يقوي صدقه أن قيصر وكبار الملوك لم يوفقوا للإيمان به؛ لئلا يقول قائل: إنما ظهر لأن فلان الملك تعصب له فتقوى به، فبان أن أمره من السماء لا بنصرة أهل الأرض.
(14) وقال في قوله تعالى: (فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ) [الفرقان: من الآية19] قال: المعنى: فقد كذبكم أصنامكم بقولكم؛ لأنكم ادعيتم أنها الآلهة وقد أقررتم أنها لا تنفع فإقراركم يكذب دعواكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
(15) وقال في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ) [الفرقان: من الآية20] قال: فهو يدل على فضل هداية الخلق بالعلم، ويبين شرف العالم على الزاهد المنقطع؛ فإن النبي ? كالطبيب، والطبيب يكون عند المرضى، فلو انقطع عنهم هلكوا.
(16) وسمعته يقول في قوله تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) [النمل: من الآية19] قال: هذا من تمام برّ الوالدين. كأن هذا الولد خاف أن يكون والده قصرا في شكر الرب عز وجل، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما؛ ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا.
(17) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ) [القصص: من الآية80] قال: إيثار ثواب الآجل على العاجل حالة العلماء، فمن كان هكذا فهو عالم. ومن آثر العاجل على الآجل فليس بعالم.
(18) وسمعته يقول في قوله تعالى: (مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ) [القصص: من الآية71] وفي الآية التي تليها: (أَفَلا تُبْصِرُونَ) [القصص: من الآية72] قال: إنما ذكر السماع عند ذكر الليل والإبصار عند ذكر النهار؛ لأن الإنسان يدرك سمعه في الليل أكثر من إدراكه بالنهار، ويرى بالنهار أكثر مما يرى بالليل.
وقال المبرد: سلطان السمع في الليل، وسلطان البصر في النهار.
(19) وسمعته يقول في قوله تعالى: (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) [فاطر: من الآية3] قال: فطلبت الفكر في المناسبة بين ذكر النعمة وبين قوله تعالى: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) [فاطر: من الآية3] فرأيت أن كل نعمة ينالها العبد فالله خالقها، فقد أنعم بخلقه لتلك النعمة، وبسوقها إلى المنعم عليه.
(20) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى) [سبأ: من الآية46] قال: المعنى: أن يكون قيامكم خالصاً لله عز وجل، لا لغلبة خصومكم، فحينئذ تفوزون بالهدى.
(21) وسمعته يقول في قوله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) [يّس: من الآية20] وفي الآية الأخرى: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى) [القصص: من الآية20] فرأيت الفائدة في تقديم ذكر الرجل وتأخيره: أن ذكر الأوصاف قبل ذكر الموصوف أبلغ في المدح من تقديم ذكره على وصفه؛ فإن الناس يقولون: الرئيس الأجل فلان، فنظرت فإذا الذي زيد في مدحه، وهو صاحب يس أمر بالمعروف، وأعان الرسل، وصبر على القتل، والآخر إنما حذر موسى من القتل، فسلم موسى بقبوله مشورته. فالأول هو الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، والثاني هو ناصر الآمر بالمعروف. فاستحق الأول الزيادة. ثم تأملت ذكر أقصى المدينة، فإذا الرجلان جاءا من بُعد في الأمر بالمعروف، ولم يتقاعدا لبعد الطريق.
(22) وسمعته يقول في قوله تعالى: (يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي) [يّس: من الآية 26ـ27] قال: المعنى: يأتيهم يعلمون بأي شيء وقع غفرانه. والمعنى: أنه غفر لي بشيء يسير فعلته، لا بأمر عظيم.
(23) وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلاءِ لَيَقُولُونَ. إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ. فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ) [الدخان: من الآية 34ـ37] قال: ربما توهم جاهل أنهم لم يجابوا عما سألوا، وليس كذلك؛ فإن الذي سألوا لا يصلح أن يكون دليلاً على البعث؛ لأنهم لو أجيبوا إلى ما سألوا لم يكن ذلك حجة على من تقدم، ولا على من تأخر، ولم يزد على أن يكون لمن تقدم وعدا، ولمن تأخر خبراً، اللهم إلا أن يجيء لكل واحد أبوه، فتصير هذه الدار دار البعث. ثم لو جاز وقوع مثل هذه كان إحياء ملك يضرب به الأمثال أولى، كتبع، لا أنتم يا أهل مكة، فإنكم لا تعرفون في بقاع الأرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
(24) وسمعته يقول في قوله تعالى: (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) [غافر: من الآية7] قال: علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين، فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم. وأحسن القرب أن يسأل المحب إكرام حبيبه، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده، حيث تحته على إكرام محبوبه.
(25) وسمعته يقول في قوله تعالى: (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً) [الواقعة: من الآية65] (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً) [الواقعة: من الآية70] قال: تأملت دخول اللام وخروجها، فرأيت المعنى: أن اللام تقع للاستقبال، تقول: لأضربنك، أي فيما بعد، لا في الحال. والمعنى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ. أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ. لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً) [الواقعة: من الآية 63ـ65] أي: في مستقبل الزمان إذا تم فاستحصد، وذلك أشد العذاب، لأنها حالة انتهاء تعب الزراع، واجتماع الدين عليه، لرجاء القضاء بعد الحصاد، مع فراغ البيوت من الأقوات.
وأما في الماء: فقال: (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً) [الواقعة:70] أي الآن؛ لأنا لو أخرنا ذلك لشرب العطشان، وادخر منه الإنسان.
(26) وسمعته يقول في قوله تعالى: (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) [الممتحنة: من الآية5] قال: المعنى: لا تبتلينا بأمر يوجب افتتان الكفار بنا، فإنه إذا خذل المتقي ونصر العاصي فتن الكافر، وقال: لو كان مذهب هذا صحيحاً ما غلب …
(27) وذكر صاحب سيرة الوزير قال: سمعته يقول في قوله تعالى: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى. قَالَ هِيَ عَصَايَ) [طه:18ـ17] قال: في حمل العصا عظة؛ لأنها من شيء قد كان نامياً فقطع، فكلما رآها حاملها تذكر الموت.
قال: ومن هذا قيل لابن سيرين رحمه الله: رجل رأى في المنام أنه يضرب بطبل؟ فقال: هذه موعظة؛ لأن الطبل من خشب قد كان نامياً فقطع، ومن أغشية كانت جلود حيوان قد ذبح. وهذا أثر الموعظة.
(28) وسمعته يقول في قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) [البقرة: من الآية10] قال: المريض يجد الطعوم على خلاف ما هي عليه، فيرى الحامض حلواً، والحلو مراً. وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلاً، والباطل حقاً …
(29) قال وسمعته يقول في قوله تعالى: (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ) [المدثر:25] قال: العرب لا تعرف ذا ولا هذا إلا في الإشارة إلى الحاضر. وإنما أشار هذا القائل إلى هذا المسموع. فمن قال: إن المسموع عبارة عن القديم، فقد قال: هذا قول البشر …
(30) وكان يقول في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا) [الأنعام: من الآية123] إنه على التقديم والتأخير، أي: جعلنا مجرميها أكابر …
(31) وقال: الحبس غير مشروع إلا في مواضع.
أحدها: إذا سرق فقطعت يمينه، ثم سرق فقطعت رجله، ثم سرق: حبس ولم يقطع، في إحدى الروايتين.
الثاني: أمسك رجل رجلاً لآخر فقتله: حبس الممسك حتى يموت، في إحدى الروايتين أيضاً.
الثالث: ما يراه الإمام كفَّا لفساد مفسد؛ لقوله تعالى: (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ) [صّ:38] وما يراه أبو حنيفة في قطاع الطريق، فإنه يحبسهم حتى يتوبوا، فأما الحبس على الدين فمن الأمور المحدثة، وأول من حبس فيه شريح القاضي، وقضت السنة في عهد رسول الله ? وأبي بكر وعمر وعثمان: أنه لا يحبس على الدين، ولكن يتلازم الخصمان.
فأما الحبس الذي هو الآن فإني لا أعرف أنه يجوز عند أحد من المسلمين. وذلك أنه يجمع الجمع الكثير في موضع يضيق عنهم، غير متمكنين من الوضوء والصلاة، ويتأذون بذلك بحره وبرده. فهذا كله محدث. ولقد حرصت مراراً على فكه، فحال دونه ما قد اعتاده الناس منه، وأنا في إزالته حريص والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
(32) وقال في حديث الزبير في شراج الحرة: فيه جواز أن يكون السقي للأول، ثم الذي بعده. إلا أن هذا في النخل خاصة، وما يجري مجراه. وأما الزرع وما لا يصبر على العطش أكثر من جمعة ونحو ذلك: فإن الماء يتناصف فيه بالسوية، كما قال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) [القمر: من الآية28].
(33) وقال في سورة الضحى لما توالى فيها قسمان، وجوابان مثبتان، وجوابان نافيان، فالقسمان: (وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) [الضحى: 1ـ2] والجوابان النافيان: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) [الضحى:3] والجوابان المثبتان: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) [الضحى: 4ـ5].
ثم قرر بنعم ثلاث، وأتبعهن ثلاث: كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها.
فإحداهن: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) [الضحى:6] وجوابها: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [الضحى:9].
والثانية: (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) [الضحى:7] فقابلها بقوله: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى:10] وهذا لأن السائل ضال يبغي الهدى.
والثالثة: (وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) [الضحى:8] فقابلها بقوله: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى:11].
وإنما قال: (وَمَا قَلَى) [الضحى: من الآية3] ولم يقل: وما قلاك؛ لأن القلى بغض بعد حب، وذلك لا يجوز على الله تعالى. والمعنى: وما قلى أحداً قط، ثم قال: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) [الضحى:4] ولم يقل: خير من الإطلاق. وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك.
وقوله: (فَآوَى) [الضحى: من الآية6] ولم يقل: فآواك، لأنه أراد: آوى بك إلى يوم القيامة …
(34) وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه (الإفصاح) فوائد غريبة.
فذكر في أول كلامه: أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة محدثة، فلا يقال: هذه مساجد أصحاب أحمد، فيمنع منها أصحاب الشافعي، ولا بالعكس؛ فإن هذا من البدع. وقد قال تعالى في المسجد الحرام: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) [الحج: من الآية25] وهو أفضل المساجد …
انتهى، ولله الحمد والمنة. انتهى ما أورده الشيخ مساعد
وأود التنبيه هنا أن كتاب الإفصاح لابن هبيرة يحتاج للرجوع إليه حتى يعلم هل لابن هبيرة أقوال تفسيرية تصلح أن تكون بحثاً للماجستير أو للدكتوراه؛ لأن أقواله كما هو ظاهر لها قيمة علمية، وهي جديرة بالبحث
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Oct 2003, 12:50 م]ـ
وجدت للإمام محمد بن سلام الجمحي (ت231هـ) رحمه الله في كتابه الثمين (طبقات فحول الشعراء) بتحقيق الشيخ محمود شاكر رحمه الله ما يلي:
قال محمد بن سلام: قال يونس: - أي ابن حبيب - كل شيء في القرآن: (فَأَتْبَعَهُ): أي طَالَبَه، و (اْتَّبَعَه)، يتلوه.
قال المحقق في الحاشية: هذا الفرق غير واضح في كتب اللغة، ولم يذكروا مقالة يونس، وانظر: اللسان ومشارق الأنوار.
وهذا يدخل في باب الفروق اللغوية وأثرها في التفسير، وقد بحثها شيخنا الدكتور محمد الشايع في كتابه (الفروق اللغوية وأثرها في التفسير).
أحببت أن أذكر هذه الفائدة هنا لعل أحداً يزيدها أيضاحاً من الإخوة وفقهم الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Oct 2003, 03:27 م]ـ
بسم الله
الفرق بين (أَتبع) و (اتّبع) تكلم عنه المفسرون وغيرهم عند تفسيرهم لآية سورة الكهف: (فأتبع سبباً) ففيها قراءتان سبعيتان.
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره: (وقوله: فأتبع سببا اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة: «فاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، بمعنى: سلك وسار، من قول القائل: اتبعت أثر فلان: إذا قفوته وسرت وراءه.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة فأتبع بهمز، وتخفيف التاء، بمعنى لحق.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: قراءة من قرأ: «فاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، لأن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن مسير ذي القرنين في الأرض التي مكن له فيها، لا عن لحاقه السبب)
وصنيع ابن جرير يدل على أن بينهما فرقاً.
وجاء في تفسير القرطبي: ({فأتبع سببا} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي «فأتبع سببا» مقطوعة الألف. وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو «فاتبع سببا» بوصلها؛ أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها. قال الأخفش: تبعته وأتبعته بمعنى؛ مثل ردفته وأردفته، ومنه قوله تعالى: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (الصافات: 10) ومنه الإتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح. قال النحاس: واختار أبو عبيد قراءة أهل الكوفة قال: لأنها من السير، وحكى هو والأصمعي أنه يقال: تبعه واتبعه إذا سار ولم يلحقه، وأتبعه إذا لحقه؛ قال أبو عبيد: ومثله {فأتبعوهم مشرقين} (الشعراء: 60). قال النحاس: وهذا من التفريق وإن كان الأصمعي قد حكاه لا يقبل إلا بعلة أو دليل. وقوله عز وجل: {فأتبعوهم مشرقين} ليس في الحديث أنهم لحقوهم، وإنما الحديث: لما خرج موسى عليه السلام وأصحابه من البحر وحصل فرعون وأصحابه انطبق عليهم البحر.
والحق في هذا أن تبع واتبع وأتبع لغات بمعنى واحد، وهي بمعنى السير، فقد يجوز أن يكون معه لحاق وألا يكون.)
وقال أبو حيان: (والظاهر أنهما بمعنى واحد.)
ولعل ما ذهب إليه ابن جريرمن التفريق بينهما أرجح والله أعلم.
وبعد هذا الاستطراد نعود إلى الموضوع الأصلي، وهو التفسير من غير كتب التفسير، فأقول:
إن في كتب الإمام البيهقي [المتوفى:458] أقوالاً كثيرة قيمة في التفسيرتحتاج إلى جمع ودراسة، فإن لم تكن قد جمعت فهي تستحق أن تجعل مشروعاً لعدة رسائل في التفسير.
ولعلي أذكر شيئاً من أقواله مستقبلاً إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Oct 2003, 12:39 ص]ـ
بسم الله
من الأئمة الكبار الذين لهم أقوال في التفسير تستحق الجمع والدراسة الإمام المحدث الحافظ ابن خزيمة صاحب الصحيح، وهذا نص قيم من كتابه التوحيد:
قال رحمه الله تعالى:
(·
((82): (باب ذكر الدليل على أن قوله عز وجل-):
(وهو الذي يحييكم ثم يميتكم ثم يحييكم) ليس ينفي أن الله (عز وجل) يحيى الآنسان أكثر من مرتين.
على أن من ادعى ممن انكر عذاب القبر، وزعم أن الله لا يحيى احداً في القبر قبل يوم القيامة، احتجاجاً بقوله: (ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين .. ).
وهذه الآية من الجنس التي قد أعلمت في مواضع من كتبنا في ذكر العدد الذي لا يكون نفياً لما زاد على ذلك العدد فافهموه لا تغطالوا.
قال الله (عز وجل): (او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال إني يحيى هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام ثم بعثه) فقد احيا الله (عز وجل) هذا العبد مرتين قبل البعث يوم القيامة (وسيبعث يوم القيامة)، فهذه الآية: تصرح أن الله (تعالى) (قد احيا هذا العبد مرتين اذ) قد احياه المره الثانية بعد مكثه ميتاً مائة سنة، وسيحييه يوم القيامة، فيبعثه، وقال جل وعلا: (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم).
وقد كنت بينت في كتابي الاول كتاب معاني القرآن أن هذا الامر أمر تكوين، اماتهم الله بقوله (موتوا) لأن سياق الآية دال على أنهم ماتوا والاحياء إنما كان بعد الاماتة، لأن قوله عزوجل: (ثم احياهم)، دال على أنهم قد كانوا ماتوا فأحياهم الله بعد الموت، فهذه الجماعة قد احياهم الله مرتين، قبل البعث، وسيبعثهم الله يوم القيامة احياء، فالكتاب دال على أن الله يحيى هذه الجماعة مع ما تقدم من احياء الله إياهم ثلاث مرات.
لو كان كما ادعت هؤلاء الجهلة أن الله (عز وجل) لا يحيى احداً في القبر قبل وقت البعث فكيف وقد ثبت في كتاب الله وسنن نبيه ‘ خلاف دعواهم الداحضة، خبر الله (عز وجل): أن آل فرعون يعرضون علىالنار غدواً وعشياً، وسياق الآية دال على أن النار، إنما تعرض عليهم غدواً وعشياً قبل يوم القيامة ومحال أن تعرض النار على جسد لا روح فيه، ولا يعلم أن النار تعرض عليه، والنبي ‘ قد أخبر أيضاً أن النار تعرض على كل ميت إذا كان من اهلها، كذلك أخبر أن الجنة تعرض على كل ميت غدواً وعشياً إذا كان من اهلها.
( .... ): حدثنا يحيى بن حكيم قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ‘ قال: "إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعدة بالغداة والعشي، أن كان من أهل النار، فقالوا: هذا مقعدك حتى تبعث إليه".
قال أبوبكر: قد أمليت طرق هذا الخبر في كتاب الجنائز في أبواب عذاب القبر، وهذا الخبر يبين ويوضح أن المقبور يحيا في قبره، ويبين ويوضح أيضاً: أن الجنة والنار مخلوقتان، لا كما ادعت الجهمية أنهما لم تخلقا بعد فاسمعوا خبراً يدل على مثل ما دلت عليه الآي التي تلوتها، والبيان أن الله (عز وجل) يحيى المقبور قبل البعث يوم القيامة مما لم اكن ذكرته في أبواب عذاب القبر، إذ ليس في الاخبار التي اذكرها ذكر العذاب، إنما فيها ذكر الاحياء في القبر دون ذكر العذاب.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Oct 2003, 10:51 م]ـ
بسم الله
ومن أقوال الإمام أبي بكر ابن خزيمة في التفسير من كتابه التوحيد:
(على إني قد أعلمت في بعض كتبي أن العرب قد تضع الواو في موضع أو، كقوله تعالى:) فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع (ولا شك ولا امتراء أن معناه، أو ثلاث أو رباع.)
ومنها قوله: (فاما دعواهم: أن (قط) انها: الكتاب، فعلماء التفسير قد اختلفوا في تأويل هذه اللفظة. ولسنا نحفظ عن أحد منهم أنهم تأولوا (قط: الكتاب)
31 - (138): حدثنا محمد بن يحيى، قال ثنا بن يوسف، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: في قوله (عجل لنا قطنا) قال: عذبنا وثنا محمد بن يخيى، قال: ثنا ابن يوسف، قال: ثنا سفيان، عن اشعث بن سوار، عن الحسن في قوله (ربنا عجل لنا قطنا): قال " عقوبتنا "
32 - (139): حدثنا عمي إسماعيل بن خزيمة، قال: ثنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: " نصيبنا من النار".
(يُتْبَعُ)
(/)
33 - (139): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان عن ثابت بن هرمز، عن سعيد بن جبير، في قوله: (عجل لنا قطنا) قال: نصيبنا من الجنة.
34 - (141): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن سعيد بن جبير: (عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب): قال: " نصيبنا من الآخرة "
35 - (142): حدثنا عمي " إسماعيل "، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن عطاء الخراساني، في قوله (قطنا) قال: "قضاءنا".
36 - (143): حدثنا محمد بن عمر المقدمي ثنا شعث بن عبدالله، عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله (عجل لنا قطنا) قال: "رزقنا".
ومنها قوله: (والله (جل وعلا) قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من خلقه.
ودل ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، (فقال (عز وجل): (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وهذه الآية من الجنس الذي نقول: مجملة غير مسفرة، معناها: (قل يا محمد: لو كان البحر مداداً لكلمات ربي فكتبت به كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد) كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا.
والآية المفسرة لهذه الآية: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (إن الله عزيز حكيم) .. ).
فلما ذكر الله الاقلام في هذه الآية، دل ذوي العقول بذكر الاقلام أنه اراد: لو كان ما في الأرض، من شجرة أقلام، يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مداداً فنفد ماء البحر لو كان مداداً لم تنفد كلمات ربنا.
وفي قوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) أيضاً ذكر مجمل، فسره بالآية الأخرى، لم يرد في هذه الآية: أن لو كتبت بكثرة هذه الاقلام، بماء البحر كلمات الله، وإنما أراد، لو كان ماء البحر مداداً كما فسره في الآية الأخرى.
وفي قوله جل وعلا: (لو كان البحر مداداً) الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار، في هذه الآية، أي (على البحار كلها)، واسم البحر قد يقع على البحار كلها لقوله: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك .. ) الآية.
وكقوله: (والفلك تجري في البحر بأمره)، والعلم محيط أنه لم يرد في هاتين بحراً واحداً من البحار، لأن الله يسير من أراد من عباده في البحار.
وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر الله، لا أنها كذا في بحر واحد وقوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة اقلام) يشبه أن يكون من الجنس الذي يقال: إن السكت ليس خلاف النطق، لم يدل الله بهذه الآية أن لو زيد من المداد على ماء سبعة أبحر لنفدت كلمات الله (جل وعلا) عن أن تنفد كلماته.
والدليل على صحة ما تأولت هذه الآية: أن الله جل وعلا: قد أعلم في هذه الآية الاخرى، أن لو جيء بمثل البحر مداداً لم تنفد كلمات الله.
معناه لو جيء بمثل البحر مداداً، فكتب به أيضاً كلمات لم تنفد. واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلها، ولو كان معنى قوله في هذا الموضع (قل لو كان البحر مداداً) بحراً واحداً، لكان معناه في هذا الموضع) (أنه لو كان به بحر واحد، لو كان مداداً لكلمات الله) وجئ بمثله أي ببحر ثان لم تنفد كلمات الله.
فلم يكن في هذه الآية دلالة أن المداد لو كان أكثر من بحرين فكتب بذلك أجمع كلمات الله نفدت كلمات الله.
لأن الله قد أعلم في الآية الأخرى: أن السبعة الأبحر لو كتب بهن جميعاً كلمات الله لم تنفد كلمات الله.)
وأختم بهذا القول له:
قال أبوبكر: وقد اختلف عن ابن عباس في تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى): فروى بعضهم عنه أنه رآه بفؤاده.
11 - (282): حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: ثنا عبدالله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن زياد بن حصين عن أبي العاليه، عن ابن عباس _ما في قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى) قال: "رآه بفؤاده".
12 - (283): حدثنا عمي: إسماعيل، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، قال: (رآه بقلبه).
13 - (284): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي يلمة عن ابن عباس _ما قال: قدر رأى محمد ربه.
14 - (285): حدثنا أبو موسى، وبندار قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: (فأوحى إلى عبده ما أوحى)، قال: عبده: محمد.
وقال قتادة: قال الحسن: "عبده جبريل".
قال بندار: قال الحسن: (عبده: جبريل لم يقولاها هنا).
15 - (286): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، قال: ثنا سفيان عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس _ما، قال: (رآه مرتين).
قال أبوبكر: احتج بعض أصحابنا بهذا الخبر أن ابن عباس _ما وأبا ذر كانا يتأولأن هذه الآية أن النبي ‘ رأى ربه بفؤاده لقوله بعد ذكر ما بينا (فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى).
وتؤول أن قوله: (ثم دنا فتدلى) إلى قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى): أن النبي ‘ دنا من خالقه (عز وجل) قاب قوسين أو أدنى، وإن الله (عز وجل) أوحى إلى النبي ‘ (ما أوحى، وإن فؤاد النبي ‘) لم يكذب ما رأى، يعنون رؤيته خالقه جل وعلا.
قال أبوبكر:" وليس هذا التأويل الذي تأولوه لهذه الآية بالبين، وفيه نظر، لأن الله إنما أخبر في هذه الآية أنه رأى من آيات ربه الكبرى.
ولم يعلم الله في هذه الآية أنه رأى ربه جل وعلا. وآيات ربنا ليس هو ربنا جل وعلا. فتفهموا لا تغالطوا في تأويل هذه الآية.)
وأخيراً؛ أؤكد على أهمية بحث أقوال هذا الإمام في التفسير ودراستها، فلعل أحد طلبة الدراسات العليا يسجله موضوعاً للماجستر، و لن يندم إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Oct 2003, 04:45 م]ـ
بسم الله - عليه توكلت وبه أستعين
ومن أقوال التفسير من غير كتبه ما أورده الإماممحمد بن الحسين الآجري في كتابه الشريعة، ومنها قوله:
(باب
ذكر قول الله عز وجل: وتقلبك في الساجدين
قال محمد بن الحسين رحمه الله: اعلموا رحمنا الله وإياكم، أن النكاح كان في الجاهلية على أنواع غير محمودة، إلا نكاحاً واحداً، نكاح صحيح: وهو هذا النكاح الذي سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، يخطب الرجل إلى الرجل وليته، فيزوجه على الصداق وبالشهود، فرفع الله عز وجل قدر نبينا صلى الله عليه وسلم، وصانه عن نكاح الجاهلية، ونقله في الأصلاب الطاهرات بالنكاح الصحيح، من لدن آدم عليه السلام، ينقله من أصلاب الأنبياء، وأولاد الأنبياء، حتى أخرجه بالنكاح الصحيح صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال: أشهد على أبي يحدثني، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم، إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء.
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد الشاهد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري قال: أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه قال: أن رسول الله في صلى الله عليه وسلم قال: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح.
وحدثنا أبو سعيد أيضاً قال: حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا الحسن بن بشير الهمداني قال: حدثنا الوليد، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس فى قول الله عز وجل: وتقلبك في الساجدين قال: ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه.
وهذا القول الذي ذكره في تفسيرهذه الآية لم أره في تفسير ابن جرير رحمه الله
ـ[نصرمنصور]ــــــــ[14 Mar 2007, 02:32 م]ـ
موضوع شيق، يحتاج إلى متابعة
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[31 Jan 2008, 09:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لست أدري ان كانت هذه المشاركة على شرطكم أم لا؟
جمعت من مطالعاتي لكتاب " المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر " مطبعة نهضة مصر بالقاهرة، دون تاريخ، بتحقيق الدكتورين: أحمد الحوفي، وبدوي طبانة في أربع مجلدات، لابن الأثير الصاحب ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الاثير الجزري، الكاتب البليغ المتوفى سنة 637 ه، مجموعة من النكت و الفوائد المتعلقة بالاعجاز البياني في القرآن الكريم، و سانشر اولاها اليوم فان كانت في المستوى، اواصل نشر الباقي و الا فنبهوني حتى اتوقف.
'' ابن الاثير هو الصاحب العلامة الوزير ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الاثير الجزري مولده بجزيرة ابن عمر في سنة ثمان وخمسين وخمس مئة، وتحول منها مع أبيه وإخوته، فنشأ بالموصل، وحفظ القرآن، وأقبل على النحو واللغة والشعر والاخبار.
ولإبن الأثير هذا أخوان يعرف كل منهما أيضا بابن الاثير الجزري. احدهما الأكبر و هو المحدث المشهور مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري، صاحب " جامع الأصول " و " النهاية في غريب الحديث " المتوفى سنة 606 ه.
والأخ الثاني هو المؤرخ المشهور، عز الدين واسمه علي بن محمد بن محمد بن الاثير الجزري توفي سنة 630، صاحب " الكامل في التاريخ " و " " كتاب اخبار الصحابة " و غيرها.
(لمزيد من المعلومات ينظر ترجمته عند الامام الذهبي تذكرة الحفاظ: 4/ 1316، الاعلام للزركلي: 7/ 125، مرآة الجنان وعبرة اليقطان في معرفة حوادث الزمان وتقليب أحوال الإنسان - أبو محمد عبدالله بن أسعد بن علي اليمني المعروف باليافعي: 2/ 176).
'' كانوا ثلاثة اخوة فضلاء، رأيت منهم الضياء، كان شيخاً حسن الصورة فاضلاً حلو الحديث كريم الطبع، له تصانيف كثيرة منها: المثل السائر كتاب في علم البيان في غاية الحسن، وكتاب في شرح الألفاظ الغريبة التي وردت في أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وغيرهما.
' (آثار البلاد و أخبار العباد 1/ 143).
الصناعة اللفظية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد رأيت جماعةً من مدعي هذه الصناعة [البيان و الفصاحة] يعتقدون أن الكلام الفصيح هو الذي يعز فهمه، ويبعد متناوله، وإذا رأوا كلاماً وحشياً غامض الألفاظ يعجبون به ويصفونه بالفصاحة، وهو بالضد من ذلك لأن الفصاحة هي الظهور والبيان، لا الغموض والخفاء.
وسأبين لك ما تعتمد عليه في هذا الموضع، فأقول: الألفاظ تنقسم في الاستعمال إلى جزلة ورقيقة، ولكل منهما موضع يحسن استعماله فيه.
فالجزل منها يستعمل في وصف مواقف الحروب، وفي قوارع التهديد والتخويف، وأشباه ذلك.
وأما الرقيق منها فإنه يستعمل في وصف الأشواق وذكر أيام البعاد، وفي استجلاب المودات، وملاينات الاستعطاف، وأشباه ذلك.
ولست أعني بالجزل من الألفاظ أن يكون وحشياً متوعراً عليه عنجهية البداوة، بل أعني بالجزل أن يكون متيناً على عذوبته في الفم ولذاذته في السمع، وكذلك لست أعني بالرقيق أن يكون ركيكاً سفسفاً، وإنما هو اللطيف الرقيق الحاشية الناعم الملمس، وسأضرب لك مثالاً للجزل من الألفاظ والرقيق، فأقول:
انظر إلى قوارع القرآن عند ذكر الحساب والعذاب والميزان والصراط، وعند ذكر الموت ومفارقة الدنيا، وما جرى هذا المجرى، فإنك لا ترى شيئاً من ذلك وحشي الألفاظ، ولا متوعراً، ثم انظر إلى ذكر الرحمة والرأفة والمغفرة، والملاطفات في خطاب الأنبياء، وخطاب المنيبين والتائبين من العباد، وما جرى هذا المجرى، فإنك لا ترى شيئاً من ذلك ضعيف الألفاظ ولا سفسفاً.
فمثال الأول وهو الجزل من الألفاظ قوله تعالى: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ {68} وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ {70} وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ {71} قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ {72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74} [سورة الزمر الآيات 68 – 74].
فتأمل هذه الآيات المضمنة ذكر الحشر على تفاصيل أحواله وذكر النار والجنة، وانظر هل فيها لفظة إلا وهي سهلة مستعذبة على ما بها من الجزالة؟؟.
وكذلك ورد قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} الأنعام94.
وأما مثال الثاني: وهو الرقيق اللفظ فقوله تعالى في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم: {وَالضُّحَى {1} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى {2} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى {3} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى {4} الضحى ... إلى آخر السورة، وكذلك قوله تعالى في ترغيب المسألة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة186.
وهكذا ترى سبيل القرآن الكريم في كلا هذين الحالين من الجزالة والرقة، و يستحيل أن يقاس به كلام العرب الأول في الزمن القديم مما ورد نثراً أو نظما.
لمقالة الأولى: 1/ 59 - 60.
فصل: في الصناعة اللفظية
باب: في اللفظة المفردة.(/)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الثاني: مسائل مهمة في نزول القرآن)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 Apr 2003, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الدرس الثاني من دروس علوم القرآن، وسيكون في موضوع مهم من موضوعات هذا العلم، وقد وقع أكثر من كتب فيه من المؤلفين في علوم القرآن في أخطاء وزلات ينبغي التنبه لها والحذر من الوقوع فيها.
وسيكون الحديث في هذا الموضوع في مسائل:
المسألة الأولى:في معنى النزول:
النزول في اللغة: النزول في الأصل انحطاط من علو، ويطلق ويراد به الحلول، كقوله تعالى: (فإذا نزل بساحتهم) أي: حلّ. يقال: نزل فلان بالمدينة: أي حل بها.
وأمّا معنى النزول في الشرع فهو نفس معناه في اللغة، فالمراد الشرعي بكلمة "نزول" هو حقيقتها اللغوية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ليس في القرآن ولا في السنة لفظ "نزول" إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولاً إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطاباً بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز .... ) اه من مجموع الفتاوي [12/ 257].
إذا تقرر هذا تبين لنا خطأ من قال: إن المعنيين اللغويين للنزول لا يليقان بنزول القرآن على وجه الحقيقة لاقتضائهما الجسمية والمكانية والإنتقال، فلا بد من حمل نزول القرآن على معنى مجازي، وليكن هذا المعنى المجازي لإنزال القرآن هو الإعلام في جميع إطلاقاته، إلى آخر ما ذكروه في هذا المعنى. [ذكر معنى هذا الكلام كثير ممن ألف في علوم القرآن وتكلم عن نزوله، ومن أشهرهم الزرقاني في كتابه المعروف:مناهل العرفان 1/ 42 - 43، والشيخ محمد أبو شهبه في كتابه: المدخل لدراسة القرآن الكريم ص 44، 45.]
فهذا الكلام الذي ذكروه مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولا حاجة لتفسير النزول بمعان مجازية غير معروفة في الكلام العربي الذي نزل به القرآن.
فنزول القرآن نزول حقيقي ليس بمجاز، ويدل على هذا بوضوح الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله تعالى: (ونزّلناه تنزيلاً)، وقوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً).
قال النحاس رحمه الله في إعراب القرآن 1/ 507: (وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازاً) اه.
يمكن الرجوع إلى المراجع التالية لمن أراد الإستزادة:
1 - كتاب القراءات وأثرها في التفسير والأحكام
2 - كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية كلاهما للشيخ محمد بن عمر بازمول.
3 - كتاب مناهل العرفان للزرقاني دراسة وتقويم للشيخ خالد بن عثمان السبت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الثانية من مسائل نزول القرآن: كيف أنزل القرآن؟
من المعلومات التي لا مجال للشك فيها في دين الإسلام أن القرآن الكريم لم ينزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة كما هو الشأن في الكتب السالفة كالتوراة والإنجيل، وإنما نزل مفرقاً حسب الوقائع والأحداث منذ البعثة حتى آخر حياة النبي عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً). وقال جلّ وعلا: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً).
ولا يتعارض هذا مع الآيات التي صرح فيها بإنزال القرآن في شهر رمضان في الليلة المباركة التي هي ليلة القدر كما في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)، وقوله سبحانه: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)، وقوله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
فالمراد بإنزال القرآن في الآيات الثلاث السابقة إما ابتداء نزوله كما ذهب إلى ذلك بعض علماء السلف، وهو وجه محتمل. وأقوى منه أن المراد بالإنزال في هذه الآيات ما صح وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أنه نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قوله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فكان الله تبارك وتعالى ينزّل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قالوا: (لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً). [أثر صحيح أخرجه ابن جرير والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات وقال محققه عبدالله الحاشدي: إسناده صحيح، وكذا صححه السيوطي في الإتقان، وقد خرجه محمد بازمول بالتفصيل في كتاب القراءات وأثرها في الأحكام 1/ 35، وذكر أن إسناده صحيح].
تنبيه مهم: لا يفهم من أثر ابن عباس السابق، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام، حيث تكلم الله بالقرآن، وتلقاه منه جبريل، ثم نزل به على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاه منه، كما دلت على ذلك الآيات التي فيها التصريح بأن القرآن نزل من الله إلى رسوله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( ... وكذلك قد أخبر في غير موضع من القرآن أن القرآن نزل منه، وأنه نزل به جبريل منه، ... قال تعالى: (أفغير الله أبتغي حكماً وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلاً والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق)، وقال تعالى: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) .... فبين أن جبريل نزّله من الله لا من هواء، ولا من لوح، ولا من غير ذلك ..........
فقد بين الله في غير موضع أنه منزل من الله، فمن قال إنه منزل من بعض المخلوقات كاللوح والهواء فهو مفتر على الله، مكذب لكتاب الله، متبع لغير سبيل المؤمنين.) انتهى المراد باختصار [مجموع الفتاوي 12/ 519 - 520].
وقد فهم هذا الفهم الباطل أكثر الكاتبين والمتكلمين في هذا الموضوع، ثم انقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: بعض أهل السنة الذين لا يشكون في نزول القرآن من الله تعالى بواسطة الأمين جبريل عليه السلام على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فأدى بهم هذا الفهم إلى إنكار الآثار الثابتة عن ابن عباس وغيره وتضعيفها.
ومن هذا القسم الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً، فقد ألف رسالة لبيان بطلان القول بأن القرىن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وبين أن هذا القول دسيسة اعتزالية لإنكار أن يكون الله تبارك وتعالى تكلم بالقرآن؛ لأن المعتزلة عن الحق ينكرون إثبات صفة الكلام لله عز وجل. [أشار إلى ذلك الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد في كتابه: تهذيب التفسير 1/ 409 - 410].
ومنهم كذلك الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، حيث سأله سائل فقال: ينسب إليكم أنكم ضعفتم قول ابن عباس بأن القرآن أنزله الله في رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا، فهل هذا صحيح؟ وهل من دليل على خلافه؟. فأجاب رحمه الله بقوله: (نعم، الأدلة على خلافه أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم ...... ) إلخ كلامه من كتاب اللقاء الشهري مع فضيلة الشيخ مجمد بن صالح العثيمين رقم 3 ص 30، 31.
والقسم الثاني: أثبت هذه الآثار، وفهم منها أن للقرآن نزولين: أحدهما من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة، والثاني: من السماء الدنيا إلى محمد صلى الله عليه وسلم منجماً مفرقاً بواسطة جبريل.
وأكثر المؤلفين في علوم القرآن من هذا القسم، كالزركشي في البرهان، وابن حجر، والزرقاني في مناهل العرفان، وغيرهم كثير.
والمتأمل في أقوال ابن عباس يجد أنها تدل على النزول الأول الذي ذكروه صراحة، وأما النزول الثاني فإنها لا تدل عليه كما هو ظاهر لمن تأملها.
والخلاصة التي توصلت إليها بعد طول بحث وتأمل في أقوال العلماء في هذه المسألة أن للقرآن الكريم نزولين:
نزول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وكان هذا النزول في ليلة القدر التي هي الليلة المباركة من شهر رمضان كما تدل على ذلك الآيات الثلاث المذكورة سابقاً مع الآثار الثابتة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي صحيحة لا غبار عليها، ولا يمكن دفعها. [ولعل أحد الإخوة الذين لهم دراية بالتخريج ودراسة الأسانبد يفيدوننا بالتفصيل في ثبوت هذه الآثار عن ابن عباس.]
والنزول الثاني نزول مباشر من الله تعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام.
فهذا الذي ينبغي أن يصار إليه، أما أن يفهم من الآثار عن ابن عباس أن جبريل لم ينزل بالقرآن من الله تعالى، وإنما نزل به من السماء الدنيا، ثم يوصل هذا الفهم إلى القول بضعف هذه الآثار، بل إلى إبطالها لمخالفتها القرآن كما ظنوا، فهذا استعجال أدى إليه عدم فهم هذه الآثار على وجهها الصحيح.
وبقي بعض التنبيهات المتعلقة بهذا المبحث نرجئها إلى درس آخر، والله أعلم.
تنبيه: للتوسع في هذا الموضوع ينظر كتاب الأستاذ الدكتور: محمد الشايع نزول القرآن الكريم؛ فقد توسع في ذكر الأقوال في كيفية نزول القرأن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Apr 2003, 09:01 م]ـ
أخي الكريم الشيخ / أبا مجاهد العبيدي
جزاك الله خيرا على ماتتحفنا به من هذه الفوائد والدرر، فواصل المسيرة بارك الله فيك
وأود أن أستوضح منكم حول ماجاء في المشاركة من قولك:
لا يفهم من أثر ابن عباس السابق، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام.
فما حقيقة الفرق بين القولين؟
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2003, 09:54 م]ـ
استأذنك يا شيخ خالد في المشاركة، والشيخ أبو مجاهد يصوب فهمي أو يرده علي:
الفرق بين القولين كما فهمته هو أن ابن عباس يرى أن القرآن الكريم نزل إلى السماء الدنيا كله مرة واحدة. ثم نزل بعد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً، والواسطة في التنزلين هو جبريل عليه الصلاة والسلام.
لكن الشيخ أبا مجاهد خشي أن نظن أن جبريل عليه السلام بعد ذلك كان ينزل بالقرآن منجماً من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يكون ذلك منجماً من الله كذلك. بل يكتفي بالنزول به من السماء الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم.
بل الصحيح هو أن جبريل كان بعد ذلك ينزل بالوحي من الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة. ولا يكتفي بكون القرآن قد نزل إلى السماء الدنيا فلا يأخذه عن الله كل مرة.
وهذا على رأي ابن عباس كما شرح أبو مجاهد. أرجو أن لا أكون أسأت الفهم إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:01 ص]ـ
بسم الله
أشكرك أخي خالد على حسن ظنك بأخيك، ومتابعتك لما يكتب
أما ما ذكرته في سؤالك؛ فالجواب كما ذكر الأخ عبد الرحمن
وما ذكره بقوله: (لكن الشيخ أبو مجاهد خشي أن نظن أن جبريل عليه السلام بعد ذلك كان ينزل بالقرآن منجماً من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يكون ذلك منجماً من الله كذلك. بل يكتفي بالنزول به من السماء الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم.)
أقول: هذا الفهم قد وقع فيه أكثر من كتب في هذا الموضوع من المتأخرين؛ حيث فهموا من أثر ابن عباس أن جبريل أخذ القرآن من السماء الدنيا، وليس من الله مباشرة. ولهذا رد بعض العلماء هذا الأثر وضعفوه لما ظنوا أنه يدل على هذا المعنى كما وقع من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما ذكرت ذلك سابقاً.
وأرحب بمداخلاتك أخي عبدالرحمن، وآذن لك في الجواب على أي استفسار من الأعضاء الكرام.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 02:39 م]ـ
مبحث في نزول القرآن منجماً:
القرآن نزل على الرسول r منجماً مفرقاً حسب الوقائع والأحداث وحسب الحاجة إليه.
وهذه إحدى الحِكَم الكثيرة لنزول القرآن منجماً.
وقد أثار هذا التنجيم للقرآن أعداء القرآن من المشركين واليهود وغيرهم، فتساءلوا: لماذا لم ينزل القرآن جملة واحدة؟ وهذا السؤال تولّى الله الإجابة عليه في موضعين من كتابه، فقال تعالى في سورة الفرقان: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً.وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 32، 33]، وقال في سورة الإسراء: {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً} [الإسراء: 106].
ومن هذه الآيات يُمكن أن نأخذ أربع حكم أساسية لنزول القرآن منجماً، وهي:
1 - تثبيت فؤاد النبي r وتقوية قلبه، كما قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ}.
2 - مواجهة ما يطرأ من أمور وأحداث تمس الدعوة، قال تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}.
3 - تعهد هذه الأمة التي أُنزل عليها القرآن، وتعليمها ما تحتاج إليه بتدرج، كما قال الحكيم الخبير: {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - التنبيه على وجه من وجوه إعجاز القرآن، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {كَذَ! لِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} وقوله: {وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}.
وبيان ذلك: أننا إذا لاحظنا أن القرآن نزل مفرقاً على حسب أحداث ووقائع لم تكن على ترتيب أو نسق معين، ثُمَّ قد وُضعت كل آية أو مجموعة آيات نزلت في مكان خاص بها من سورة من سور القرآن التي أمر الرسول r حسب أمر الوحي له بوضع الآية أو الآيات فيها، حتى إن سورة البقرة كانت أول ما نزل من القرآن في المدينة واستمر نزولها بتتابع فكان فيها آخر ما نزل من القرآن قاطبة، وهي أطول سورة في القرآن، ثُمَّ يقرأ القارئ المتدبر هذا القرآن بعد ذلك فيجد الترابط المحكم، والانسياق العجيب، وكأن السورة الطويلة بناءٌ محكم الترابط، تام التكوين، مِمَّا يدل دلالة قاطعة على أن هذا القرآن تنزيل من حكيم عليم، أحاط علمه بما هو كائن كما قال تعالى: {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماَواَتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الفرقان: 6].
فهذه أظهر الحِكَم لنزول القرآن منجماً. [هذه الحكم الأربع نقلتها من كتاب علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص 28 - 34 بتصرف واختصار.]
وهناك حِكَمٌ أخرى كثيرة، بعضها يرجع إلى القرآن نفسه، وبعضها يرجع إلى يرجع إلى المتلفتين لهذا القرآن من المؤمنين وغيرهم، والبعض الآخر يرجع إلى الظروف والملابسات التي لابست نزول الوحي.
ومَنْ أراد الوقوف بالتفصيل على هذه الحكم فليرجع إلى ما كتبه المؤلفون في علوم القرآن، وخاصة المتأخرون منهم.
[وممن توسع في ذكر هذه الحكم:
l صاحب كتاب القرآن المبين وكيف نزل به الروح الأمين: محمد بحيرى إبراهيم.
l صاحب كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن: عبدالعظيم الزرقاني.
l صاحب كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم: محمد محمد أبي شيبة.
l صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن صبحي الصالح.
l صاحب كتاب مباحث في علوم القرآن مناع القطان.]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 03:13 م]ـ
يرفع للنظر والتأمل بعد التعديل والتقسيم الجديد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 Jul 2003, 10:33 م]ـ
جاء في تفسير الطبري:
29177 - حدثنا ابن المثنى (محمد بن المثنى أبو موسى البصري، ثقة ثبت) , قال: ثني عبد الأعلى (ثقة) , قال: ثنا داود (بن أبي هند، ثقة متقن) , عن عكرمة (ثقة ثبت) , عن ابن عباس , قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا , فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
29178 - حدثنا ابن المثنى قال: ثنا عبد الوهاب (ثقة) , قال: ثنا داود , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال: أنزل الله القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر , وكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه , فهو قوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
* - قال: ثنا ابن أبي عدي (محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، ثقة) , عن داود , عن عكرمة , عن ابن عباس , فذكر نحوه , وزاد فيه. وكان بين أوله وآخره عشرون سنة.
29180 - حدثني يعقوب , قال: ثنا هشيم , قال: أخبرنا حصين , عن حكيم بن جبير (شيعي متروك) , عن ابن عباس , قال: نزل القرآن في ليلة من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة , ثم فرق في السنين , وتلا ابن عباس هذه الآية: {فلا أقسم بمواقع النجوم} قال: نزل متفرقا.
29183 - قال: ثنا جرير (بن عبد الحميد، ثقة فيه تشيع) , عن منصور (ثقة ثبت) , عن سعيد بن جبير (ثقة ثبت) , عن ابن عباس , في قوله {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر , إلى السماء الدنيا , فكان بموقع النجوم , فكان الله ينزله على رسوله , بعضه في إثر بعض , ثم قرأ: {وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[09 Jul 2003, 05:36 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجميعن، وبعد.
أخوتي الكرام في ملتقى أهل التفسير!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما تكون هذه المرة الأولى التي أكتب بها في هذا الملتقى بمشاركة علمية، وإنما آثرت خلال الفترة الماضية أن أكون قارئاً ومستفيداً؛ لعلمي بقدر نفسي من هذا العلم، وحفاظاً على قوة هذا الملتقى الذي ظهر بقوة علمية مميزة، وذلك بفضل الله ثم بسبب جهود الأخوة القائمين على هذا الملتقى العملي المتخصص.
ثم لما رأيت هذا الموضوع، وقد كان سبق لي بحثه من سنين = أحببت أن أفيدكم بما لدي، فلعلي لا أكون ثقيلاً على ملتقاكم.
أما نزول القرآن، فلنا فيه أصلٌ مقرر عند أهل السنة والحديث، وهو أن القرآن كلام الله تعالى، تكلم الله به حقيقة، وأوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل، ودلائل هذا الأصل متقررة في كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ كقوله تعالى: (وإن أحد من المؤمنين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، ودلائل ذلك مبسوطة في كتب أصول الدين.
وكلام الله تعالى -كما هو معلوم - صفةٌ ذاتية باعتبار أن الله لم يزل ولا يزال متكلماً، وفعليةٌ من باعتبار آحاد الكلام.
وقد دلت الدلائل من الكتاب والسنة على أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله، ولهذا نجد أن الله يتكلم عن أشياء وقت في زمن التنزيل بلفظ المضي، مما يدل أن الكلام وقع عقيبه، ولا يصح أن يقال إن الله تكلم بشيء لم يحدث وأخبر عنه بصيغة المضي، وذلك مثل قول الله تعالى: (عبس وتولى) فنعلم أن الله إنما تكلم به بعد عبوس النبي صلى الله عليه وسلم في وجه ابن أم مكتوم، وكذلك أيضاً قوله تعالى: (وإذ غدوت تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال)، وكذلك قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)، وقوله: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء)، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على هذا الأصل.
ومن السنة ما رواه البخاري عن ابن مسعود معلقاً: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات شيئاً، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا: ماذا قال ربكم قالوا: الحق»، ورواه أبو داود برقم (4738) موصولاً، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال فيقولون يا جبريل ماذا قال ربك فيقول الحق فيقولون الحق الحق».
وهو في البخاري برقم (4800) عن أبي هريرة يقول: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: للذي قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء».
وهذا الحديث فيه بيان حال الملائكة حين يقضي الله بالأمر من السماء، ومنه كلامه بالوحي كما دلت عليه رواية أبي دواد، وفيه أن جبريل ينزل به عقيب سماعه، وصعق الملائكة لسماع الوحي، وهو دال على أن الله يتكلم بالقرآن حين أنزاله.
وأيضاً فمن المتقرر في دلائل الشرع أن الله نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ومنجماً حسب الوقائع والأحوال، كما في قول الله تعالى: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً)، وقوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)، وهذا معلوم ثابت بالإجماع من دين المسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أخرج الطبري (2/ 154)، والنسائي (6/ 519)، والحاكم (2/ 242)، والبهيقي (4/ 306)، عن ابن عباس رضي الله عنه بالأفاظ متقاربه أنه قال: «أنزل الله القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا منه انزله من حتى جمعه»، والحديث إسناده صحيح، وقد صححه الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 620).
ثم ظنت طائفة من المتكلمين وغيرهم ممن ينفون صفة الكلام عن الله، قالوا: إن جبريل كان يأخذ القرآن من اللوح المحفوظ، كما زعم ذلك السيوطي وغيره، وقد ألف الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رسالة في إبطال هذا القول، لكنه لم يضعف أثر ابن عباس كما ذكر الأخ أبو مجاهد العبيدي وفقه الله، والرسالة في مجموع فتاواه رحمه الله.
وقد كان شيخنا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله يتردد في صحة الأثر عن ابن عباس، وسبب الإشكال عند الشيخ أنه فهم منه رحمه الله أنه يتعارض مع ما ذكرت أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله!!
وهذا الإشكال ليس بظاهر، لأن الناظر في أثر ابن عباس يجد أن هناك إنزالين للقرآن:
الأول من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا.
والثاني: وهو الوحي الذي يوحيه الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عن طريق جبريل عليه السلام.
وعند النظر نجد أن النصوص صرحت أن إنزال الله القرآن عل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم = وحيٌ، وفيه ان الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله كما ذكرنا سابقاً.
أما نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، فلم يذكر في شيء من الروايات انه يقتضي أن الله تكلم به في هذا الإنزال، بل كونه مكتوبا قبلُ في اللوح المحفوظ لم يقتضِ ذلك.
وحقيقة هذا الإنزال أنه إنزال كتابي؛ إذ هو إنزال من مكتوب إلى مكتوب، وليس في شيء من الروايات الصحيحة لهذا الأثر أو غيره = أن جبريل يأخذ من اللوح المحفوظ.
وبهذا يزول الإشكال الذي من أجله تررد شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في صحة هذا الأثر.
إذا تقرر هذا فقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، يقال فيها: إنها تشمل نوعي الإنزال الذي أشار إليه أثر ابن عباس:
الأول: الذي هو إنزال الوحي، و يكون المراد منه إنزال أوله.
الثاني: نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب: ابن أبي حاتم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 Jul 2003, 05:16 ص]ـ
بسم الله
أشكر الأخ الكريم ابن أبي حاتم على مداخلته القيمة، ولي مع ما ذكر وفقه الله هذه الوقفات:
الوقفة الأولى: أشكره على التنبيه على أن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله لم يضعف أثر ابن عباس رضي الله عنهما.
والذي حملني على ما ذكرت هو ما نقله عنه الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد في تفسيره تهذيب التفسير وتجريد التأويل مما ألحق به من الأباطيل ورديء الأقاويل؛ حيث قال: وقد ألف مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله رسالة لبيان بطلان القول بأن القرآن نزل جملة إلى السماء الدنيا، وأن جبريل نجمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة .... إلخ كلام الشيخ عبدالقادر 1/ 409 - 410.
ولازم ما نقله عنه أنه يرد أثر ابن عباس الذي يدل على هذا المعنى الذي أبطله.
وعذري أن الرسالة ليست عندي، ولم أرجع إليها مباشرة بل نقلت عنها بواسطة.
ولعلك أخي تتأكد من نص كلام الشيخ إن كانت الرسالة عندك، أو يمكنك الإطلاع عليها.
الوقفة الثانية: ما ذكرته وفقك الله بقولك:إذا تقرر هذا فقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)، يقال فيها: إنها تشمل نوعي الإنزال الذي أشار إليه أثر ابن عباس:
الأول: الذي هو إنزال الوحي، و يكون المراد منه إنزال أوله.
الثاني: نزوله جملة واحدة إلى السماء الدنيا.
فيه نظر من جهتين:
الأولى: لا بد من إثبات أن أول القرآن نزل في رمضان حتى يصح قولك، والمعروف المشهور في السيرة أن نزول القرآن ابتدأ في غير رمضان في غار حراء _ على خلاف في هذه المسألة _.
(يُتْبَعُ)
(/)
والثانية: ما ذكره الشيخ محمد الشايع في كتاب نزول القرآن الكريم الذي أحلت عليه سابقاً بقوله: القول بأن المراد بالآيات الثلاث من سورة البقرة والدخان والقدر هو ابتداء النزول؛ هو صرف لها عن ظاهرها بغير صارف، وهو يحتاج إلى تقدير محذوف. فقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي ابتدأنا إنزاله. وهو يقتضي حمل القرآن على أن المراد بعض أجزائه وأقسامه، فقوله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنزلنا بعضه. انتهى كلام الشيخ.
فالذي أرى _ والله أعلم _ هو أن الجمع بين الأقوال يكون بما ذكرتُه سابقاً.
وجميلٌ مفيدٌ ما قاله الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في تتمته لأضواء البيان، حيث قال: (والواقع أنه لاتعارض كما تقدم بين كونه في اللوح المحفوظ ونزوله إلى السماء جملة، ونزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً؛ لأن كونه في اللوح المحفوظ، فإن اللوح المحفوظ فيه كل ما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة، ومن جملة ذلك القرآن الذي سينزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
ونزوله جملة إلى سماء الدنيا، فهو بمثابة نقل جزء مِمَّا في اللوح وهو جملة القرآن، فأصبح القرآن موجوداً في كل من اللوح المحفوظ كغيره مِمَّا هو فيه، وموجوداً في سماء الدنيا، ثُمَّ ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم منجماً.
ومعلومٌ أنه الآن هو أيضاً موجود في اللوح المحفوظ، لم يخل منه اللوح ... وقد بينت السنة تفصيل تنزيله مفرقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير} الحديث في صحيح البخاري.
وفي أبي داود وغيره: {إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان}.
وعلى هذا يكون القرآن موجوداً في اللوح المحفوظ حينما جرى القلم بما هو كائن وما سيكون، ثُمَّ جرى نقله إلى سماء الدنيا جملة في ليلة القدر، ثُمَّ نزل منجماً في عشرين سنة، وكلما أراد الله إنزال شيء منه تكلم سبحانه بما أراد أن ينزله، فيسمعه جبريل - عليه السلام - عن الله تعالى، ولا منافاة بين تلك الحالات الثلاث، والله تعالى أعلم) ا هـ. [من تتمة أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ عطية محمد سالم 9/ 382، 383 باختصار.]
والذي بَدَا لي - والله أعلم - أن سبب هذا الخلاف في كيفية نزول القرآن هو أن بعض العلماء فهم من اختلاف تعبيرات السلف عن نزول القرآن وكيفيته أنها أقوال مختلفة متغايرة، فمن ثَمّ جعلوها أقوالاً في المسألة، ونسبوا كل قول إلى مَن قال به، ثُمَّ رجحوا بين هذه الأقوال، فقوّوا بعضها، وضعفوا البعض الآخر، ثُمَّ جاء العلماء الذين ألفوا وكتبوا في علوم القرآن، ونقلوا هذه الأقوال، كلٌّ ينقل عمّن سبقه من غير تأمل ولا بحث في حقيقة المسألة.
ولو أنهم رجعوا إلى الآيات القرآنية التي تكلمت عن نزول القرآن، وعرفوا تفسيرها، ثُمَّ نظروا في الآثار التي وردت عن السلف؛ لعلموا أنها متفقة غير مختلفة، ولكن كلٌّ عبّر عن فهمه بأسلوبه، فكان في أساليبهم في التعبير عمّا فهموه بعض التغاير والاختلاف، فظن من جاء بعده أنه اختلاف تضاد، وهو في الحقيقة اختلاف تنوع، والله أعلم بالصواب.
ولك الشكر مني على مشاركتك القيمة.وفقنا الله جميعاً للصواب وعصمنا من الزلل.
ـ[ابن العربي]ــــــــ[14 Feb 2004, 12:51 م]ـ
بسم الله
الأخ ابن أبي حاتم لا فض فوك وبارك الله فيك
وشكراً لك أبا مجاهد
ومن باب المشاركة ينظر إلى كتاب حاشية مقدمة التفسير لعبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله
وقد شرحها الشيخ الدكتور سعد الشثري حفظه الله تعالى وسدده في درس علمي في جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض وهي مسجلة على أشرطة
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2005, 02:41 م]ـ
مما توصلت إليه في كيفية نزول القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما نبهت عليه بقولي:
(تنبيه مهم: لا يفهم من أثر ابن عباس السابق، وغيره من الآثار في هذا المعنى أن نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم كان من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام، بل الصحيح أن نزول القرآن عليه صلى الله عليه وسلم كان من الله جل وعلا مباشرة بواسطة جبريل عليه السلام، حيث تكلم الله بالقرآن، وتلقاه منه جبريل، ثم نزل به على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاه منه، كما دلت على ذلك الآيات التي فيها التصريح بأن القرآن نزل من الله إلى رسوله.)
وقد وجدت في تفسير القرطبي لسورة القدر ما نصه: (وحكى الماوَرْدِيّ عن ابن عباس قال: نزل القرآن في شهر رمضان، وفي ليلة القدر، في ليلة مباركة، جملة واحدة من عند الله، من اللوح المحفوظ إلى السَّفَرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا؛ فنجّمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل عشرين سنة، ونجمه جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم عشرين سنة.
قال ابن العَرَبيّ: «وهذا باطل؛ ليس بين جبريل وبين الله واسطة، ولا بين جبريل ومحمد عليهما السلام واسطة».)
وهذا توكيد لما ذكرته أعلاه، والحمد لله على توفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jul 2007, 06:43 ص]ـ
وهذا بحث الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ حول مسألة نزول القرآن
وعنوانه: التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم
أو:
نقد قول السيوطي في الاتقان: أن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد
وهو ملحق في ملف وورد.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Jun 2009, 10:24 ص]ـ
وقد فهم هذا الفهم الباطل أكثر الكاتبين والمتكلمين في هذا الموضوع، ثم انقسموا إلى قسمين:
القسم الأول: بعض أهل السنة الذين لا يشكون في نزول القرآن من الله تعالى بواسطة الأمين جبريل عليه السلام على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فأدى بهم هذا الفهم إلى إنكار الآثار الثابتة عن ابن عباس وغيره وتضعيفها.
ومن هذا القسم الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً، فقد ألف رسالة لبيان بطلان القول بأن القرىن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وبين أن هذا القول دسيسة اعتزالية لإنكار أن يكون الله تبارك وتعالى تكلم بالقرآن؛ لأن المعتزلة عن الحق ينكرون إثبات صفة الكلام لله عز وجل. [أشار إلى ذلك الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد في كتابه: تهذيب التفسير 1/ 409 - 410].
ومنهم كذلك الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، حيث سأله سائل فقال: ينسب إليكم أنكم ضعفتم قول ابن عباس بأن القرآن أنزله الله في رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا، فهل هذا صحيح؟ وهل من دليل على خلافه؟. فأجاب رحمه الله بقوله: (نعم، الأدلة على خلافه أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم ...... ) إلخ كلامه من كتاب اللقاء الشهري مع فضيلة الشيخ مجمد بن صالح العثيمين رقم 3 ص 30، 31.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للعقيدة السفارينية
قال في شرح السفارينية:
41 – كلامه سبحانه قديم.
أعيى الورى بالنص يا عليم
قوله: (قديم): أي أن القرآن قديم، وهذا ليس بصحيح،
فالقرآن ليس بقديم بل إن الله عز وجل تكلم به حين إنزاله صحيح أن الكلام جنسه قديم ولكن آحاده حادثة وليست قديمة، الله عز وجل يحدث من أمره ما شاء {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم محدثٌ إلا استمعوه وهم يلعبوه} (الأنبياء 2).
فالقرآن ليس بقديم، أما كلام الله من حيث هو كلام الله فهو قديم النوع فإن الله لم يزل ولا يزال متكلماً،
فلو أن المؤلف قال بدل (قديم) (كلامه سبحانه عظيم)،
لأن الله قال: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} (الحجر 87)
أو كريم، لأن الله قال: {إنه لقرآنٌ كريم} (الواقعة 77).
أما (قديم): فهي كلمة محدثة غير صحيحة بالنسبة للقرآن أن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ ونزل إلى بيت العزة في السماء ثم صار ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت المناسب الذي يؤمر بتنزيله فيه؟
الجواب: نعم، روي ذلك عن ابن عباس ولكن ظواهر القرآن ترده ونحن لا نطالب إلا بما دل عليه القرآن،
فأما قوله تعالى: {بل هو قرآنٌ مجيد، في لوحٍ محفوظ} (البروج 21 – 22)، فإنه لا يتعين أن يكون القرآن نفسه مكتوباً في اللوح المحفوظ * بل يكون الذي في اللوح المحفوظ ذكره دون ألفاظه،
وهذا لا يمتنع أن يقال إن القرآن فيه كذا والمراد ذكره كما في قوله تعالى: {وإنه لفي زبر الأولين} (الشعراء 196) وإنه: أي القرآن، {وإنه لفي زبر الأولين}: والمراد بلا شك ذكره في زبر الأولين، لأنه ما نزل على أحد قبل محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن المراد ذكره،
والدليل على ذكره أو لم يكن لهم آية أن يعلم علماء بني إسرائيل وكلنا يقرأ قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} (المجادلة 1) ولو كان القرآن العظيم مكتوباً في اللوح المحفوظ بهذا اللفظ لأخبر الله عن سمع ما لم يكن، والله قال: {قد سمع} ثم قال: {والله يسمع} بالمضارع الدال على الحال والحاضر،
يعني لو قال قائل: قد سمع عبر عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه؟
قلنا: هذا قد نسلِّمه لكن يمتنع مثل هذه الدعوى في قوله: {والله يسمع} فإن {يسمع} فعل مضارع تدل على الحاضر،
(يُتْبَعُ)
(/)
فالراجح عندي: أن القرآن تكلم الله به عز وجل حين نزوله وأن ما في اللوح المحفوظ إنما هو ذكره وأنه سيكون ويمكن فيه ثناء أيضاً كما قال تعالى: {بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ} (البروج 21 – 22) يعني أنه ذكر في اللوح المحفوظ بالمجد والعظمة وما أشبه ذلك،
وعلى كلٍّ فقول المؤلف: (قديم): كلمة ضعيفة لا يجوز أن يوصف بها القرآن الكريم، فإن القرآن الكريم يتكلم الله به عز وجل حينما ينزله على محمد صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام الشيخ ابن عثيمين، وهو يقرر هنا ما ذكرته عنه سابقاً.
أقول: وقد رجع الشيخ عن رأيه هذا، وقد علّق محقق الكتاب على كلام الشيخ قائلاً:
(قال مقيده غفر الله له: (هذا الكلام ذكره الشيخ رحمه الله في شرحه الأول على العقيدة الواسطية (2/ 198) الذي شرحه في سنة 1408 هـ، وقد شَرَحَ (العقيدة السفارينية) في سنة 1408 هـ، ورجع عنه رحمه الله في شرحه الثاني على الأربعين النووية في الشريط الحادي عشر في الوجه الثاني من الشريط عند شرحه للحديث الثالث والعشرون عند قوله صلى الله عليه وسلم: (والقرآن حجةٌ لك أو عليك) فقال: (وكونه في الكتاب المكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في اللوح المحفوظ أو أن المكتوب ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا؟ الأول، لكن يبقى النظر: كيف يُكتب قبل أن تخلق السماوات بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل: قوله {وإذ غدوت من أهلك تبوئ للمؤمنين مقاعد للقتال}، ومثل قوله: {قد سمع الله التي تجادلك} وهو حين كتابته قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع لأن المجادلة ما خلقت أصلاً حتى تسمع مجادلتها؟ فالجواب أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ كما أنه قد علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عز وجل بقوله: {كن فيكون}، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو مما تطمئن إليه النفس، وكنت قبلاً أقول: إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن، لا القرآن، بناءً على أنه يعرج بلفظ المضي قبل الوقوع، وأن هذا كقوله تعالى – عن القرآن –: {وإنه لفي زبر الأولين} والذي في زبر الأولين ليس القرآن، الذي في زبر الأولين ذكر القرآن والتنويه عنه، ولكن بعد أن اطلعت على قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى انشرح صدري إلى أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ ولا مانع من ذلك، ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل، هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن)، وقد شرح الشيخ كتاب (الأربعين النووية) مرةً ثانية في دورته الصيفية الأخيرة في سنة 1421 هـ التي قبل وفاته ببضعة أشهر وشرحه موجودٌ منتشر وعدد أشرطته (19 شريطاً)، والصحيح: ما رجع إليه الشيخ رحمه الله وهو أن القرآن الكريم مكتوبٌ كله في اللوح المحفوظ، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (12/ 126 و 127، 15/ 223) فاقتضى ذلك التنبيه والتنويه على ذلك، والله أعلم).)
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[01 Jun 2009, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً، جهود مشكورة، ولي عود إن شاء الله تعالى.
ـ[محبة القرآن]ــــــــ[01 Jun 2009, 10:07 م]ـ
إنزال القرآن
إنزاله: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في بيت العزة في السماء الدنيا، وأنزل منجمًا بحسب الوقائع، يلقيه جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليه، ويأتيه في مثل صورة الرجل يكلمه.
وثبت أنه أنزل على سبعة أحرف، قيل: المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة كـ"هلم وأقبل" وكتب في الرقاع وغيرها في عهد النبوة، ثم في الصحف في عهد أبي بكر، ثم جمع عثمان الناس على مصحف واحد، والجمهور أنه مشتمل على ما يحتمله رسمها ومتضمنتها العرضة الأخيرة، وترتيب الآيات بالنص والسور بالاجتهاد.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المؤلف هنا: "إنزاله: أُنزل القرآن جملة" يعني مرة واحدة "في ليلة القدر إلى بيت العزة في السماء الدنيا" ورد ت عدد من النصوص تدل على أن القرآن نزل في ليلة القدر، قال -تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقال -سبحانه: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ وقال -جل وعلا: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
واختلف العلماء وفي تفسير هذه الآيات على قولين:
الأول: أن المراد إنزال القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا مكتوبا وهذا قول ابن عباس وتلاميذه، وقد ورد ذلك عنه بأسانيد متعددة صحيحة.
والقول الثاني: أن المراد بذلك ابتداء إنزال القرآن، فإن أول نزول القرآن نزل في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجما، ولا مانع أن يكون كل من القولين صحيحا.
وهذا القول الثاني قال به جماهير الصحابة، وقد رجحه جماعة وقالوا بأن نصوص القرآن تدل عليه، وقول الصحابي لا يعمل به إذا كان قد خالفه غيره وظواهر القرآن تدل على خلافه، ولا مانع أن يكون كل من القولين صحيحا، إذ لا تعارض بينهما، فإن إنزال القرآن جملة واحدة كان في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ولا يمنع هذا من كون جبريل -عليه السلام- قد سمع القرآن من الله -سبحانه وتعالى- بعد ذلك.
وقول المؤلف: "وأنزل منجما بحسب الوقائع" يعني: أن جبريل ينزل بالقرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- مفرقا على وفق أسباب النزول، وليس معناه: أن جبريل نقله من الكتاب الموجود في السماء الدنيا، بل الصواب: أن جبريل -عليه السلام- قد سمعه من الله -سبحانه وتعالى.
ومن هنا نعلم خطأ بعض المؤلفين عندما قال: إن جبريل نقله من اللوح المحفوظ أو نقله من هذا المكتوب الموجود في السماء الدنيا في بيت العزة، هذا قول خاطئ مخالف لما دلت عليه النصوص الشرعية، والله -سبحانه وتعالى- لا يمتنع أن يكون قد أنزله ثم يتكلم به بعد ذلك، لا مانع من هذا فإن القرآن موجود في اللوح المحفوظ الذي سجل فيه ما في الدنيا، ومع ذلك أنزله الله -سبحانه وتعالى- من عنده إلى السماء الدنيا.
ويدل على ذلك أن الله -عز وجل- ذكر بعض أفعال العباد بصيغة الماضي مما يدل على أنه لم يتكلم به إلا بعد فعلهم لذلك الفعل، ومنه قوله -سبحانه: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا فالسماع إخبار عن أمر ماض، والمجادلة أمر ماض ويستحيل أن يتكلم الله -سبحانه وتعالى- بما سيأتي بهذه الصيغة، مما يدل على أن قوله -سبحانه- وكلامه بذلك إنما حصل بعد حصول السماع والمجادلة.
ويدل على هذا قوله -سبحانه: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا وقوله: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ والمراد بالمحدث: الذي أنزل جديدا، فإن الله -سبحانه وتعالى- كان يتكلم بالقرآن وينزله شيئا بعد شيء.
ونمثل لهذا بمثال -ولله المثل الأعلى- كتابة أعمال العباد، كان الله -عز وجل- قد كتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يعملها العباد، ثم أمر الملائكة بعد ذلك بكتابة أعمال العباد بعد أن يفعلوها، كما قال جل وعلا وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
ومن هنا نعلم خطأ من قال: إن جبريل -عليه السلام- نقل القرآن من اللوح المحفوظ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم، أو من هذا المكتوب الموجود في بيت العزة في السماء الدنيا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم.
وقد ألف الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى- رسالة في بيان خطأ هذا القول وبيان مخالفته لمعتقد أهل السنة والجماعة.
ومن فوائد كون القرآن منجما: تثبيت فؤاد النبي -صلى الله عليه وسلم- وتثبيت فؤاده -صلى الله عليه وسلم- يحصل بأمرين:
الأول: تقوية قلبه ضد الشبهات التي قد تعرض له من وساوس الشياطين.
والثاني: زيادة حفظه للقرآن، لكون القرآن غير مكتوب، فحينئذ ناسب أن يفرق من أجل أن يتمكن من حفظه.
ومن فوائد كون القرآن منجما أن يكون نزوله بأسباب معلومة يتيسر على الناس فهم القرآن من خلال معرفة هذه الأسباب، ومن فوائد التنجيم أيضا حصول التدرج في التشريع، ليقبل الناس بأحكام الشريعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن فوائده أيضا وجود الناسخ والمنسوخ، قال المؤلف هنا: "يلقيه جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في مثل صلصلة الجرس" ذكر المؤلف هنا أنواع الوحي من حيث كيفيته.
الكيفية الأولى: أن يكون مثل صلصلة الجرس، قال: "وهو أشده عليه" وقد ورد في حديث ابن مسعود مرفوعا إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفا، قال: فيفزعون حتى يأتيهم جبريل، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: يا جبريل، ماذا قال ربك؟ فيقول جبريل: الحق فدل ذلك على أن جبريل يسمع كلام الله، وعلى أن هذا الوحي مسموع.
جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل كيف يأتيك الوحي؟ قال: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فأعي ما يقول فهذه طريقتان وكيفيتان في تلقي الوحي، ولذلك ذكر المؤلف الطريقة الثانية "فقال: ويأتيه في مثل صورة الرجل يكلمه".
وقد ذكر بعض المفسرين النفث في الروع: والنفث في الروع في حقيقته لا يخرج عن الكيفية الأولى، وذكر بعضهم مكالمة الله -سبحانه وتعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، وذلك مثل حديثه له في الإسراء، ولكن هذا مكالمة وليست وحيا.
قول المؤلف هنا: "ثبت أنه أنزل القرآن على سبعة أحرف" وذلك لأنه قد روى أكثر من عشرين نفسا من الصحابة -رضوان الله عليهم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا اللفظ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" مما جعل العلماء يذكرون أن هذا الحديث من المتواترات.
ويدخل في السبعة أحرف طرق الأداء واختلاف التصريف والإعراب مثال ذلك "ليس البرُّ" و"ليس البرُّ" والأداء في مثل الإمالة ونحوه "أتى وأتي" ويدخل في ذلك أيضا مراعاة لهجات العرب في كلامها، ويدخل في ذلك أيضا تغير بعض الحروف فبدل الباء قد تكون نونًا مثل "بشرى نشرى" ومثل "ننشرها وننشزها" ومثل "فتثبتوا وفتبينوا" ونحو ذلك مما ورد في القرآن.
ولكن هذه الأحرف ليست متضادة ولا متعاكسة، وإنما متوافقة، إما أن تدل على معنى واحد، وإما أن تدل على معان مختلفة غير متقابلة ومتضادة، فهذا فيه مزية للقرآن وبيان لإعجازه، فإن هذه الأحرف مع تنوعها وتعددها لم يحصل بينها تضاد ولا اختلاف.
قال المؤلف: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" هذه الأحرف السبعة لا تخرج عن خط المصحف العثماني، والقراءات السبع المشهورة المتداولة بعض هذه الأحرف وليس جميع الأحرف النازلة.
قال المؤلف: "وقيل" يعني أن هناك قولا آخر في حقيقة الأحرف السبعة، وقول المؤلف "قيل" إشارة إلى ضعف هذا القول، وأنه ليس قولا راجحا: "إن هذه الأحرف السبعة هي المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة" ومن أمثلته "هلم وأقبل" فكلاهما طلب للإتيان والمجيء.
والمؤلف قد ضعف هذا القول، وقد ورد هذا القول عن أبي بكر وأُبي بن كعب، ولا يفهم من هذا أنهم يقولون يجوز قراءة القرآن بالمعنى بحيث إذا جاءنا لفظ "هلم" أبدلناه بـ "أقبِل" ونحو ذلك.
هذا لا يقولنه هم، وإنما يفسرون قول النبي -صلى الله عليه وسلم- "أنزل القرآن على سبعة أحرف" فإذا أتينا بمعنى من عند أنفسنا فإن هذا المعنى لم ينزل به وحي، والحديث نص على أن هذه الأحرف السبعة نازلة من عند الله "أنزل" وهؤلاء الصحابة أيضا أتوا بهذا التمثيل لبيان أن هذه الأحرف السبعة غير متضادة ولا متقابلة، وأنها متفقة في المعنى وإن وقع فيها اختلاف.
وليس المراد عندهم هذه الألفاظ بخصوصها "هلم وأقبل" وإنما مرادهم التمثيل، ولو أتي بمثل "فتثبتوا" وقراءة "فتبينوا" لكان أوضح وأولى، لأن كلا منهما دال على نفس المعنى وكلاهما نازل، وقد ورد كلاهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم. المقصود أن مثل هذا القول لا يدل على أن هؤلاء الصحابة يجيزون رواية القرآن بالمعنى.
"وكتب في الرقاع وغيرها في عهد النبوة" يعني أنه في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب في الرقاع والعسف، وكان موجودا في صدور الرجال، ثم بعد ذلك في عهد أبي بكر كتب في الصحف، وذلك أنه أتى عمر -رضي الله عنه- بأبي بكر وقال إن القتل استحرّ في قُراء القرآن، وذلك بعد معارك اليمامة، وإني أخشى أن يذهب القرآن، فإن مواطن الجهاد يخشى أن يستحر القتل فيها بالقراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإني أرى أن نأمر بالقرآن أن يكتب وأن يجمع، فلم يزل عمر يكرر هذا القول على أمير المؤمنين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حتى شرح الله صدره لذلك، فأمر زيد بن ثابت فجمعه من العسف واللحاق وصدور الرجال، وسجلت في هذه الصحف.
والقرآن قد جمعه وحفظه في عهد النبوة جماعة، فليس معناه أن القرآن لم يكن محفوظا قبل هذه الصحف، وإنما كان موجودا في صدور الرجال، وقد حفظه في عهد النبوة جماعة وبعد ذلك العهد حفظه جماعات.
وقول بعضهم: إنه لم يحفظه إلا أربعة، وورد في بعض الألفاظ: لم يجمع القرآن في عهد النبوة إلا أربعة، معناه: أن هؤلاء هم الذين كانوا يتولون إقراء القرآن للناس، فكان الناس يرجعون إليهم في إقراء القرآن، وليس المرد به أنه لم يحفظه إلا هؤلاء الأربعة فقط.
هذه الصحف التي كتبها زيد بن ثابت بقيت عند أبي بكر حياته، ثم أخذها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، ثم بعد ذلك كانت عند حفصة بنت عمر أم المؤمنين -رضي الله عنها، فلما عهد عثمان كان الناس يتداولون صحفا مختلفة متفرقة، وهذه الصحف تختلف فيها اللهجات وفيها قراءات شاذة، فحينئذ خُشي من اختلاف الناس وعدم انضباط أمورهم.
فجاء حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- إلى عثمان وقد أفزعه اختلاف الناس في القراءة، فأشار عليه بكتابة المصحف، بحيث يكتب من الصحف التي كتبها أبو بكر نُسخا أخرى توزع على البلدان فيعتمدها الناس، فكتبت هذه النسخ وأرسلت إلى الأفاق، أرسل إلى كل أفق من الأفاق بمصحف.
وليس معناه أن القرآن لم يكن موجودا إلا في هذه المصاحف، بل الناس كانوا يحفظون القرآن، وكانوا قد دونوه في صحفهم، ولكن كما تقدم أن بعضهم لديه قراءة شاذة، وبعضهم يقرأه باختلاف اللهجات، وحينئذ خشي من اختلاف الناس فكتبت هذه المصاحف.
قال المؤلف: "والجمهور أنه مشتمل على ما يحتمله رسمها ومتضمنتها العرضة الأخيرة" يعني: أن جمهور أهل العلم يرون أن هذا المصحف العثماني قد اشتمل على جميع الأحرف السبعة باحتمال رسمه، فرسم مصحف عثمان يحتمل القراءات المتعددة، ومن هنا قرر الفقهاء بأن كل قراءة تخرج عن مصحف عثمان فإنها قراءة شاذة.
"العرضة الأخيرة" هي قراءة جبريل أو عرض جبريل القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر رمضان من حياته فإنه قد عرض عليه القرآن كاملا، فقد عرض عليه القرآن مرتين وهذا العرض قد تضمن جميع الأحرف التي نزل بها القرآن.
قال: "وترتيب الآيات بالنص" يعني: أن ترتيب الآيات في السورة الواحدة ثابت بواسطة النص، ودليل ذلك ما ورد في الأحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نزلت عليه الآيات قال: اجعلوها في السورة التي يذكر فيها كذا بعد آية كذا، ويدل على ثبوت ترتيب الآيات بالنص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ سور القرآن كاملة، وهذه القراءة تكون بهذا الترتيب الذي بين أيدينا.
ويدل عليه أيضا ما ورد من الأحاديث في إثبات أوائل السور أو أواخرها كما في الحديث: ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر النساء في قضية الكلالة، وكما في "صحيح مسلم": من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف وقي من فتنة الدجال - وفي لفظ - من آخر سورة الكهف ويدل على ذلك ما ورد في قوله -تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشدهم إلى موضعها تحديدا.
قال المؤلف: "والسور بالاجتهاد" يعني: أن ترتيب سور القرآن ليس بطريق نصي وإنما هو ثابت بطريق الاجتهاد، وهذا رأي الجماعة من المفسرين، والعلماء واستدلوا عليه بعدد من الأدلة منها ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال لعثمان: "ما حملكم على أن عمدتم إلى سورة الأنفال وهي من المثاني وإلى سورة براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما؟ " فدل ذلك على أن هذا الترتيب باجتهاد منهم، فقال عثمان: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي ولم يفصل بينهما ولم أسأله عنهما.
واستدلوا على ذلك ثانيًا بأن الصحابة -رضوان الله عليهم- قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن، ولذلك يقولون تأليف ابن مسعود وترتيبه لسور القرآن يخالف ترتيب غيره.
واستدلوا ثالثا على كون ترتيب سور القرآن اجتهاديا وليس نصيا ما ورد في حديث حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة الليل فقرأ سورة البقرة ثم سورة النساء ثم سورة آل عمران مما يدل على أن الترتيب اجتهادي وليس نصيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقول الآخر بأن ترتيب سور القرآن ثابت بالنص وليس ثابتا بطريق الاجتهاد واستدلوا على ذلك بعدد من الأدلة، منها: أن القرآن قد أنزل إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، كما ورد عن ابن عباس مكتوبا، وهذه الكتابة لا بد أن تكون بترتيب، والمصحف الذي بين أيدينا مماثل لذلك المصحف المنزل إلى السماء الدنيا وكان موافقا له في ترتيبه.
واستدلوا على ذلك ثانيا بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد عرض على جبريل القرآن في رمضان الأخير عرضة تامة كاملة مرتين، وهذا العرض لا بد أن يكون بترتيب فيكون موافقا للترتيب الذي بين أيدينا.
واستدلوا على ذلك ثالثا بما ورد في حديث المرأة التي وهبت نفسها للنبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يردها النبي -صلى الله عليه وسلم- فجاء رجل فقال: يا رسول الله، زوجنيها فقد جاء في بعض الروايات أنهم قالوا: وكان معه سورة البقرة، والسورة التي تليها مما يدل على أن الترتيب كان موجودا.
واستدلوا على ذلك رابعا بما ورد في الحديث أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم القيامة يقدمه سورة البقرة وسورة آل عمران مما دل على أن هذا الترتيب معني ومقصود.
واستدلوا على ذلك أيضا بما ورد من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ السبع الطوال في ركعة مما يدل على أنها مرتبة كذلك.
واستدلوا عليه بما ورد في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: اقرءوا الزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما فقرن بينهما مما يدل على أن هاتين السورتين قد حفظ ترتيبهما نصا.
ويدل على ذلك أيضا نظم القرآن، فهذا القرآن في تنظيمه لو كان باجتهاد من الصحابة لجمع الصحابة بين السور المتشابهة في أوائلها، لجمعوا بين السور التي في أوائلها (حمد)، أو السور التي في أوائلها (تسبيح)، أو السور التي في أوائلها (حم)، ولكن الصحابة لم يجمعوا بينها مما يدل على أنهم قد تلقوا ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم.
ويدل عليه أيضا ما ورد في حديث ابن مسعود أنه قال: أنا أعرف القرائن، أي: السور التي يقرن بينها النبي -صلى الله عليه وسلم، ثم عددها على هذا الترتيب المعروف، وهذا القول أقوى من القول الأول، وأما حديث حذيفة فيحتمل أنه كان قبل العرضة الأخيرة، فلم يكن هذا الترتيب معروفا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول الأمر، ثم لما عرض القرآن على جبريل رتبه هكذا.
وعلى كل من القولين القول القائل بأن ترتيب السور اجتهادي والقول القائل أن ترتيب السور نصي، فإن هذا الترتيب قطعي لوقوع الإجماع عليه، الإجماع القطعي المتواتر، وإذا ورد دليل قطعي على مسألة حرمت مخالفته، وحينئذ يحرم علينا مخالفة ترتيب سور القرآن، فمن قال سأرتب سور القرآن بحسب نزولها، قيل: هذا الترتيب خاطئ مخالف لما وقع عليه إجماع الأمة القطعي.
ويتعلق بمصحف عثمان مسألة وهي: هل يجب علينا المحافظة على رسم المصحف، أو يجوز لنا إبداله وتغييره بحسب ما يعرفه الناس ويتداولونه من قواعد الإملاء ونحو ذلك؟
الصواب في هذا: أنه لا يجوز، وذلك لثلاثة أمور:
الأمر الأول: وقوع إجماع الصحابة والتابعين وجميع الأمة على هذا المصحف بهذا الخط، فيحرم مخالفتهم.
والثاني: أنه قد لوحظ في هذا الخط جمعه للأحرف التي نزل بها القرآن فيكون حاويا للقراءات، فإذا بدلنا هذا الرسم فإنه حينئذ لا يكون رسم القرآن محتويا على هذه الأحرف.
والوجه الثالث: أن في ذلك وسيلة وسبيلا إلى تبديل القرآن وتغييره والله -عز وجل- قد أمرنا بالمحافظة على هذا القرآن وبذل الأسباب لاجتناب تغييره وتبديله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
من كتاب أصول التفسير
للشيخ: عبد الرحمن القاسم
شرح الشيخ: سعدبن ناصر الشثري حفظه الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Mar 2010, 09:57 م]ـ
من كتاب أصول التفسير
للشيخ: عبد الرحمن القاسم
شرح الشيخ: سعدبن ناصر الشثري حفظه الله
اسم الكتاب الصحيح: مقدمة التفسير للشيخ عبدالرحمن بن قاسم، وهي مقدمة ألفها هو، وكتب عليها حاشية، وطبعت بعنوان: حاشية مقدمة التفسير.
وشرح الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري متن المقدمة شرحاً جيداً في إحدى دورات مسجد ابن تيمية بالرياض.
وقد طبع الشرح.(/)
سلسلة: مشكل التفسير (1)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Apr 2003, 12:48 ص]ـ
هذه سلسلة بعنوان: مشكل التفسير وسأتناول فيها ان شاء الله ما أشكل من هذا العلم سواء فيما يتعلق بمسائله ومتعلقاته أومشكل الأيات مع الأنتباه غلى ان الإشكالُ والاختلافُ فيما يتعلق في الآيات إنّما هو في نظرِ المجتهد وليس في الواقعِ، ويجبُ على المُفسِّر أنْ يُطيلَ النظر في الآيات، ويتعرّف على المواضع التي أشْكل فهْمُها على الناس، وعلى ما قد يُظنّ أنّ فيها إشْكالاً أو تعارضاً ويجيبَ عليها.
وأطلب من الأخوة المشاركة واثراء الموضوع لننتفع به جميعا.
فأقول مستعينا بالله:
المرادُ بِالمُشْكل ما غَمُضَ معناه وأشْكَلَ فهْمُه، وسُمِّيَ بذلك لأنّهُ دَخَلَ شَكْلَ غيرِه فأشْبَهَهُ وشَاكَلَه، فهو أعمُّ من مُوهِمِ التعارُضِ،فإذا أُطْلِقَ المُشْكل دَخَلَ فيه مُوهِمِ التعارُضِ، ولا عكْسَ فالتعارُضُ أَخَصُّ ولِذا فكُلُّ مُتعارضٍ مُشْكِلٌ وليس كلُّ مُشْكِلٍ مُتعارِض.
الحلقة الأولى:
ورد عن ابن عباس رضي الله عنه في البخاري قوله "كيف تسألون أهلَ الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أُنزلَ على رسول الله أحدث " وورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قوله "لا تسألوا أهلَ الكتاب عن شيء، فإنّهم لن يهدوكم وقد ضلّوا "رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم
هذه اقوالهم إإلا أنه قد ذكر شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنّ ابن عباس رضي الله عنهما مِمّنْ نقلَ عن أهل الكتاب وكذا ابن مسعود نص على ذلك في المقدمة
والواقع أنّه لا يُمكن إنكارُ أنّ ابن عباس رضي الله عنهما مِمّنْ روى الإسرائيليات إذْ يوجد له ما يزيد على (352) رواية وابن مسعود روى ايضا عنهما ولذا فلا بُدَّ من توجيه كلام ابن عبّاس وابن مسعود رضي الله عنهما إذْ لا يُمكن أنْ يخالفَ فِعْلُهما قولَهُما، ولذا فلعلّهما كانا يُحذِّرُان، لئلا يُسأل من ليس بأهل فيقع في شكٍّ أو حيرةٍ، في حين أنّ العالِم المتمكِّنَ الذي لا يُخشى عليه منْ ذلك له أنْ يسأل مستفيداً منَ الرخصة.
أو نقول: يُحمَلُ فِعْلُهُ على أنّها من باب القسم الذي أباحه رسول الله، حيث قال: [بلّغوا عني ولو آية، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ويُحْمَلُ النهيُ عن سؤالهم فيما جاء في القرآن والسنّة ما يُكَذِّبُه. ولذا عندما قال سعيد بن جبير لابن عباس رضي الله عنهما: إنّ نوفاً البكالي يَزْعُمُ أنّ موسى صاحب بني إسرائيل، ليسَ هو موسى صاحب الخَضِر، فقال: كذَبَ عدوّ الله، سَمِعْتُ أبيّ بن كعبٍ يقول:
سَمِعْتُ رسول الله e يقولُ: [قامَ موسى u خَطِيباً في بني إسرائيل ... الحديث
هذا ما ظهر لي وأرجو من الأخوة المشاركة لمن عنده مزيد علم.
ـ[المنصور]ــــــــ[16 Apr 2003, 01:57 ص]ـ
لعل المراد من النهي أن تستخدم الإسرائيليات في بيان كتاب الله تعالى
أما روايتهما للإسرائيليات فهي في غير التفسير، بل لبيان بعض المبهمات أو ذكر بعض القصص أو تدعيم التفسير الصحيح برواية عن بني اسرائيل
تأمل ماذكرته فلعلك تجد فيه الجواب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Apr 2003, 06:04 م]ـ
بعد التأمل تبين لي وجه ثالث بل لعله أقواهما:
وهو ان نهيهما وارد في السؤال لأهل الكتاب ابتداء اما الرواية فلم يتعرضا لهما وفرق بين السؤال والرواية ولذا فليس هناك مخالفة بين القول والفعل والله اعلم.
اما ما ذكره اخي المنصور فان لا يمكن الجزم بما تقول الا بعد الاستقراء لمروياتهما حتى نعلم انهما لم يبينا كتاب الله بالاسرائيليات فما رايك.
ـ[الإداوة]ــــــــ[04 May 2003, 02:53 ص]ـ
جزيت خير الجزاء ..
وإن كنت رايت التوجيه الثالث أقواها وهوحمل النهي على السؤال، فقد روي أن ابن عباس سال أبالجلد .. فهل الرواية ضعيفة؟ أم أن التوجيه غير متأت هنا؟
ـ[المشارك7]ــــــــ[08 May 2003, 12:35 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن عبد الله الخضيري بعد ان ذكر حديث البخاري المذكور هنا:
(ومع هذا فقد كان ابن عباس يكثر من سؤال كعب الاحبار فعن عبد الرحمن بن الاعرج قال:كان ابن عباس يقرأ"في عين حمئة "ثم فسرها ذات حمأة قال لنافع: واسال عنها كعب الاحبار ..... ) تفسيرالتابعين2/ 885
وبناء عليه رجح الشيخ الراي الاول الذي ذكرتموه.وهو راي قوي لااشكال فيه بخلاف الاقوال الاخرى.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 Jul 2003, 09:05 ص]ـ
الشيخ الفاضل البريدي،
* أولا:
هل لي بمثال صحيح عن رواية ابن مسعود للإسرائيليات؟؟
فإنني لم أقف له، مع قلة اطلاعي وعلمي، على رواية ينقل بها عن أهل الكتاب ..
* ثانيا:
بالنسبة للوجهين الأول والثاني الذين ذكرتهما، يبدو أنهما وجهين ضعيفين، فلقد روي عن ابن عباس آثار منكرة لا يمكن كونها من القسم الذي أبيح لنا روايته عن أهل الكتاب، كالأثر الذي فيه تمثل الشيطان بصورة سليمان وإتيانه أزواجه أثناء فترة حيضهن .. وغيره من الآثار، ولم يثبت عنه أنه كان يرويها من باب التحذير ..
بقي لنا الوجه الثالث، وإن كان هو تبرير أكثر منه تعليل ..
بانتظار مشاركات الأخوة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Jul 2003, 06:06 ص]ـ
شكر الله لكم جميعا:
الأخ الفاضل: أبو حسن الشامي كلامك جيد وما زلت اطلب من الأخوة المشاركة حتى نصل لتخريج صحيح سالم من القوادح يسر الله لنا ذلك.
أما ابن مسعود فلقد نص شيخ الاسلام على روايته للاسرائيليات في مقدمة التفسير وقد اشرت إلى ذلك لكن هل يوجد له مرويات فهذا يحتاج إلى بحث واستقراء.
ولقد وجدت تخريجا يضاف إلى ما تقدم للشيخ ابن عثيمين ذكره في كتابه اصول في التفسير انقله بنصه قال الشيخ:
"وأما سؤال أهل الكتاب عن شيء من أمور الدين، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله: "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء؛ فإنهم لن يهدوكم، وقد ضلوا، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، وإنه لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني" (5).
وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم أحدث الأخبار بالله مَحضاً، لم يُشَبْ، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله، وغيروا، فكتبوا بأيديهم، قالوا: هو من عند الله؛ ليشتروا بذلك ثمناً قليلاً، أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم؟ فلا والله ما رأينا رجلاً منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم".
فهو قد جعل النهي عن سؤالهم في أمور الدين وهذا مما يقوي ما ذكرت في الاحتمال الثالث والله اعلم
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[01 Oct 2010, 12:31 ص]ـ
أين تكملة السلسلة بارك الله فيكم؟
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[01 Oct 2010, 11:21 م]ـ
الموضوع جميل جدا ولكن ما ذكر في الحلقة الأولى لا دخل له في التفسير فهو خارج عن العنوان في نظري، والايات المشكلة كثيرة والبحث يحتاج إلى أناة وتروي، ومآخذ الإشكال في تلك الآيات متعددة، فالموضوع جيد وليت الدكتور بدأ مشروعه بواحدة من تلك الآيات.
وقد جمعتُ الآيات التي ورد فيها إشكال في حق الآنبياء عليهم الصلاة والسلام والكتاب تحت الطبع.(/)
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Apr 2003, 06:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ن وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فيكثر استشهاد الوعاظ وغيرهم بآيات مساقاتها الكاملة لا تدلُّ على ما استشهدوا به، كما فعل بعضهم بوضع رسمٍ للدشِّ (اللاقط الفضائي)، وكتب تحتها جزءَ آيةٍ، وهي قوله تعالى: (;يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) الحشر: 2
ولو نظرت إلى مساق الآية كاملاً لعلمت أنَّه في يهود بني النظير، وانها تذكر ما حصل لهم لما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجهم من حصونهم المنيعة، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأبْصَارِ) الحشر: 2
فهل يصحُّ هذا الاستدال وأمثاله؟
هذا ما سأجتهد في تأصيله في هذه المقالة الموجزة.
إنَّ في الموضوع جانبان متقاربان:
الأول: الاستشهاد بجزء من الآية في غير ما وردت من أجلِه في الأصل.
الثاني: تنْزيل الآية على واقعة حادثةٍ، وجعلُها مما يدخل في معنى الآيةِ.
فهل يوجد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ومن بعدهم ما يدلُّ على صحَّةِ هذا العملِ؟
1 ـ في تفسير قوله تعالى: (وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) الكهف: 54، يورد بعض المفسرين ما ورد في خبر علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: ألا تُصَلِّيان؟!
فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئًا، ثم سمعته وهو مُوَلٍّ يضرب فخذه ويقول: (وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) الكهف: 54 أخرجه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
وإذا رجعت إلى مساق الآيات التي ورد فيها هذا الجزء من الآية وجدته حديثًا عن الذين كفروا، قال تعالى: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً، وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً، وَرَأى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً، وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً، وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً، وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُواً، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً، وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) الكهف: 51 ـ 58
ومن هذه السياقات يتضح أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اقتطع هذا الجزء الذي يصدق على حال علي رضي الله عنه، ولا يعني هذا أنَّه ممن اتصف بباقي تلك الصفات المذكورات أبدًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 ـ في تفسير قوله تعالى: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) الأحقاف: 20 [1]، ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهمًا فقال: ما هذا الدرهم؟
قال: أريد ان أشتري لحمًا لأهلي قَرِمُوا إليه.
فقال: أفكلما اشتهيتم شيئًا اشتريتموه؟! أين تذهب عنكم هذه الآيةُ: (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا) الأحقاف: 20.
والآية التي يستشهد بها أمير المؤمنين جاءت في سياق التقريع والتوبيخ للكافرين، وليست في سياق المؤمنين، قال تعالى: (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُون) الأحقاف: 20، ومع ذلك استشهد بها أمير المؤمنين ونزَّلها على أهل الإيمان.
وهناك عدَّة آثارٍ ستأتي لاحقًا، والمراد مما مضى أنَّ أصل هذا الموضوع موجودٌ في السنة وأقوال الصحابة.
إذا تأمَّلت هذه المسألةُ وجدت أنها ترجع إلى أصلٍ من أصولِ التفسيرِ، وهو التفسيرُ على القياسِ، والمرادُ به: إلحاقُ معنًى باطنٍ في الآيةِ بظاهرِها الَّذي يدلُّ عليه اللَّفظُ.
قالَ ابن القيِّم (ت: 751): (وتفسيرُ النَّاسِ يدورُ على ثلاثةِ أصولٍ:
تفسيرٌ على اللَّفظِ، وهو الَّذي ينحو إليه المتأخِّرونَ.
وتفسيرٌ على المعنى، وهو الَّذي يذكرُهُ السَّلفُ.
وتفسيرٌ على الإشارةِ والقياسِ، وهو الَّذي ينحو إليه كثيرٌ من الصُّوفيَّةِ وغيرِهم). [2]
والتفسير على القياس موجودٌ في تفسيرِ السلفِ؛ لكنَّه أقلُّ من القسمين الآخَرين. ومن أمثلتِه، ما ورد في قوله تعالى: (فَلَمَّا زَاغُوا أزَاغَ الله) الصف: 5، أنها نزلتْ في الخوارجِ. [3]
فالمفسِّر انتزع هذا المقطع من الآيةِ، ونزَّله على الخوارجِ الذين لم يكونوا عند نزولِ هذه الآياتِ، وإنما جاءوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي، وإذا نظرتَ إلى سياقِ الآيةِ، وجدتَ أنه في الحديثِ عن بني إسرائيل، وأنهم هم الموصوفون بهذا الوصف، قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) الصف: 5
والمفسِّرُ هنا إنما أراد أنْ يُنبِّه إلى دخولِ الخوارجِ في حكمِ هذه المقطع من الآيةِ، وأنهم مثالٌ لقومٍ مالوا عن الحقِّ، فأمالَ اللهُ قلوبهم جزاءً وفاقاً لميلِهم، وتنْزيل ذلك المقطع من الآية على الخوارجِ إنما هو على سبيلِ القياسِ بأمرِ بني إسرائيلَ، وليس مراده أنهم هم سبب نزولها، فهذا لا يقول به عاقل.
وعلى هذا يُقاسُ ما وردَ عن السلفِ في حكايةِ نزولِ بعض الآياتِ في أهلِ البدعِ، وأنهم أرادوا التنبيه على دخولهم في حكم الآيةِ، لا أنهم هم المعنيون بها دون غيرهم، خاصةً إذا كانَ المذكورون غيرُ موجودينَ في وقتِ التنْزيل؛ كأهلِ البدعِ الذينَ نُزِّلتْ عليهم بعضُ الآياتِ، واللهُ أعلمُ.
قال الشاطبي: (…كما قاله القاضي إسماعيل ـ في قوله تعالى: (إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ) الأنعام: 159 بعد ما حكى أنها نزلت في الخوارج ـ: وكأنَّ القائل بالتخصيص، والله أعلم،لم يقل به بالقصد الأول، بل أتى بمثالٍ مما تتضمنه الآية؛ كالمثال المذكور، فإنه موافق لما قال، مشتهراً (كذا) في ذلك الزمان، فهو أولى ما يمثل به، ويبقى ما عداه مسكوتاً عن ذكره عند القائل به، ولو سئل عن العموم لقال به.
وهكذا كل ما تقدم من الأقوال الخاصة ببعض أهل البدع، إنما تحصل على التفسير، ألا ترى أن الآية الأولى من سورة آل عمران إنما نزلت في قصة نصارى نجران؟! ثمَّ نُزِّلت على الخوارج، حسبما تقدم، إلى غير ذلك مما يذكر في التفسير، إنما يحملونه على ما يشمله الموضع بحسب الحاجة الحاضرة لا حسب ما يقتضيه اللفظ لغةً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا ينبغي أن تفهم أقوال المفسرين المتقدمين، وهو الأولَى لمناصبهم في العلم، ومراتبهم في فهم الكتاب والسنة). [4]
وفي قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال: 71 قال ابن عطيَّةَ (ت: 542): (وأما تفسير الآية بقصة عبد الله بن أبي السرح، فينبغي أن يُحرَّرَ، فإن جُلبتْ قصةُ عبد الله بن أبي السرح على أنها مثالٌ، كما يمكن أن تُجْلَبَ أمثلةٌ في عصرنا من ذلك، فحسنٌ. وإن جُلبت على أنَّ الآية نزلت في ذلك، فخطاٌ؛ لأنَّ ابن أبي السرحِ إنما تبيَّن أمره في يوم فتح مكة، وهذه الآية نزلت عَقِيبَ بدرٍ). [5]
وفي قوله تعالى: (فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) الفجر: 15 ـ 20
قال ابن عطية (ت: 542): (ذكر الله تعالى في هذه الآية ما كانت قريش تقوله وتستدلُّ به على إكرام الله تعالى وإهانته لعبده، وذلك أنهم كانوا يرون أن من عنده الغنى والثروة والأولاد، فهو المُكرَم، وبضدِّه المهانُ.
ومن حيثُ كان هذا المقطع غالباً على كثير من الكفار، جاء التوبيخُ في هذه الآية لاسم الجنسِ؛ إذ قد يقع بعض المؤمنين في شيء من هذا المنْزع [6]، ومن ذلك حديث الأعرابِ الذين كانوا يقصدون المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم، فمن نال منهم خيراً، قال: هذا دين حسنٌ، ومن نال منهم شرٌّ، قال: هذا دين سوءٍ). [7]
وقال ابن عطية (ت: 542) في قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) الأنبياء: 1: (وقوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) عامٌّ في جميع الناسِ، وإن كان المشارُ إليه في ذلك الوقت كفار قريشٍ، ويدلُّ على ذلك ما بعدها من الآياتِ، وقوله: (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)؛ يريد: الكفار.
قال القاضي أبو محمد [8] رحمه الله: (ويتَّجِهُ من هذه الآيةِ على العُصاةِ من المؤمنين قِسْطُهُم.
وقوله تعالى: (ما يأتيهم) وما بعدها مختصٌّ بالكفارِ). [9]
وقال في قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يونس: 12).
وقوله: (مرَّ) يقتضي أن نزولها في الكفار، ثم هي بَعْدُ تتناول كل من دخل تحت معناها من كافرٍ أو عاصٍ). [10]
وقد ذكر الشنقيطي (ت: 1393) ـ في معرضِ ردِّه على التقليدِ ـ آياتٍ في النهي عن التقليدِ، فقال: (… وقال جل وعز: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ) الزخرف: 23 ـ 24، فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء، فقالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون.
وفي هؤلاء ومثلهم قال الله عزَّ وجل: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) الأنفال: 22، وقال: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ، وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ) البقرة: 166 ـ 167، وقال عز وجل ـ عائباً لأهل الكفر وذامّاً لهم ـ: (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) [11]، وقال: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) الأحزاب: 67، ومثل هذا في القرآن كثير في ذمِّ تقليد الآباء والرؤساء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد احتجَّ العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد، ولم يمنعهم كفرُ أولئك [12] من الاحتجاج بها؛ لأنَّ التشبيه لم يقع منهم من جهة كفرِ أحدهما وإيمانِ الآخرِ، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجةٍ للمقلِّد، كما لو قلَّد رجلٌ، فكفرَ، وقلَّدَ آخرٌ، فأذنبَ، وقلَّدَ آخرٌ في مسألةِ دنياه، فأخطأ وجهها، كان كلُّ واحدٍ ملوماً على التقليدِ بغيرِ حجةٍ؛ لأنَّ كل تقليدٍ يشبه بعضه بعضًا، وإن اختلفت الآثامُ). [13]
ومن هذه النقولِ يتحصَّلُ ما يأتي:
1 ـ أنَّ مثلَ هذه التفاسيرِ أو الاستشهادات إنما جاءتْ على سبيلِ القياسِ.
2 ـ أنَّ هذا الأسلوبَ معروفٌ في السنة وآثار السلف ومن جاء بعدهم من العلماءِ، ولذا حكموا بإبطالِ التقليدِ اعتمادًا على الآياتِ النازلةِ في الكفارِ.
3 ـ أنَّ القياسَ إنما هو بالاتصافِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ التي قد تقع من عموم الناسِ. أما الأوصاف التي تختصُّ بوصف الكفرِ الأكبر؛ كنواقض الإسلام العشرة التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فهذه لو عمل بشيء منها فإنه يخرج عن مسمى الإيمان إلى الكفر، ولا يدخل في ما سيق البحث من أجله.
وليس يلزمُ من تنْزيلِ الحكمِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ على أحدِ العصاةِ، أنه مُتَّصفٌ بكاملِ أوصاف الكفارِ، وإلاَّ لكان الكلامُ عن كفارٍ، لا عن مؤمنينَ، وهذا ما وضَّحه الشنقيطيُّ (ت: 1393) في المثال الذي ذكره في حكمِ التقليدِ.
* ضوابط وتنبيهات في مسألة الاستشهاد وما جرى مجراها:
أولاً: يحسُنُ ذكرُ مدلولِ الآيةِ المطابقِ، وهو أنها نازلةٌ في الكفارِ، وأنه يُستفادُ منها أنَّ من اتصف بهذه الصفةِ من المسلمينَ، فأنه يُلحقُ بحكم الكفارِ، ولكنْ كلٌّ بِحَسَبِه، فهذا كافرٌ كفراً محضاً، وهذا مسلمٌ عاصٍ وافق الكفارَ في هذه الصفةِ، واللهُ أعلمُ.
ثانيًا: إنَّ من سلكَ هذا الطريقَ، فإنه لا يصحُّ أنْ يقصِرَ الآيةَ على ما فسَّرَ به قياساً، ولو فعلَ لكانَ فِعْلُه تحكُّماً بلا دليلٍ، كما هو حالُ أهل البدعِ، والتَّحَكُّمُ لا يَعجزُ عنه أحدٌ.
ثالثًا: يلزمُ أن يكونَ بين معنى الآيةِ الظاهرِ وبين ما ذكرَه من الاستشهاد أو التفسيرِ قياساً ارتباطٌ ظاهرٌ، وإلاَّ كانَ الاستشهاد بالآية أو حملُها على التفسيرِ القياسيِّ خطأً.
وليعلم أنَّ الاستشهاد أشبهَ حكاية الأمثال التي يتمثَّلُ بها الناس في محاوراتهم، مع ملاحظة الفارقِ بين الأمرين كما سيأتي، فكم من الناس يتمثَّل بقول الشاعر:
تكاثرت الظباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد
وخراش في هذا البيت كلب صيدٍ، وقد يحسبه السامعون اسم رجلٍ، والاستشهاد به على أنه كلب ليس يعني أبدًا أنَّ المستشهد عليه يكون كلبًا، فالمثل يُحكى كما قيل، ويستفاد منه في الأحوال المشابهة لأصل المثل، ولا يعني هذا التماثل في كل شيء.
غير أنَّ الاستشهاد بالآية القرآنية يلزم منه معرفة الأصل الذي تدلُّ عليه الآيةُ، وإلاَّ لما أمكن إدراك وجه الشبه بين المستشهَد به والمستشهَدِ عليه.
كما يلزم إثبات ذلك الأصل والقولَ به، ثمَّ الاستدلال به بعد ذلك، وهذا لا يلزم في المثلِ، فكم من مثل تنَزِّله على واقعة معيَّنة، وأنت لا تعرف أصل حكاية هذا المثلَ، ولا يضير هذا شيئًا إن كنت تعرف مكان ضربه، وهذا ما لا يتأتَّى مع آيات القرآن.
ومما يُنبَّه عليه هنا أنه لا يجوز الاستشهاد بالقرآن في مواطن الهزل، فهذا حرام لا يجوز القول به، ومثله الاقتباس الذي يعمله بعض الشعراء في شعرهم، فيدخلون مقطعًا من آيةٍ في مواطن هزلية أو غير لائقة بالقرآن، فيجب الحذر من ذلك؛ لنه من المحرمات، فالقرآن جِدٌّ كلُّه ليس فيه هزل، كما قال تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) الطارق: 14
وأخيرًا، يجبُ أن يُعلمَ أنَّ هذا الاستشهاد أو حمل الآية على التفسير بالقياس أنه من التفسيرِ بالرأي، ولذا يلزمُ الحذرُ منه، والتأكُّدُ من صحةِ حملِ الآيةِ عليه.
ـــــــــ
* الحواشي:
(1) انظر الدر المنثور (7:445 - 446) وقد أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي، كما أورد السيوطي عدة آثار عن عمر بن رضي الله عنه في نفس المعنى (7:446 - 447).
(2) التبيان في أقسام القرآن، تحقيق طه شاهين ص 51
(3) ورد ذلك عن أبي أمامة، انظر تفسير الطبري. ط. الحلبي (28:86 - 87)
(4) الاعتصام للشاطبي، تحقيق محمد رشيد رضا (1:103)
(5) المحرر الوجيز، ط. قطر (6:386 - 387)
(6) نقل الطاهر بن عاشور هذه الجملة عن ابن عطية، ولم يعترض عليها، انظر: التحرير والتنوير (30:326 - 327)
(7) المحرر الوجيز، ط. قطر (10:122)
(8) هو ابن عطية.
(9) المُحرر الوجيز، ط. قطر (10:122)
(10) المحرر الوجيز، ط. قطر عند تفسير الآية.
(11) كذا وردت عند الشيخ، وفي هذا وهم لأنه جمع بين آيتين من سورتين مختلفتين فيهما القصة نفسها، والآيات التي تصلح لغرضه ما في سورة الشعراء من قوله تعالى: (واتل علهم نبأ إبراهيم .. ) إلى قوله: (قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون). الشعراء:69 - 74
(12) يقصد فكر المقلدين من الكفار الذين نزلت الآيات حاكية أمرهم في تقليد الآباء والرؤساء.
(13) أضواء البيان (7:490 - 491)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[01 May 2003, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد:
فشكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار مقاله النافع، وتأصيله الماتع، وجعل ما خطه في موازين حسناته، ورفعة في درجاته، ثم محبة في الأنس بمشاركة أهل العلم، والانتظام في سلك مجالسهم، رقمت هذه السطور، ليطلع عليها فضيلته فيقوم عوجها، ويتم مخدجها، معتذرا عن ما قد يوهم الرد من عدم مراعاة الأدب، فلست ممن يخطئ الشيخ أو يستدرك عليه:
وابن اللبون إذا ما لز في قَرَنٍ * لم يستطع صولة البزل القناعيسِ
لكنني أحببت الإشارة إلى رأي خاص في تنزيل الأمثلة المذكورة على القسم الأخير من الأقسام التي ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في أقسام القرآن، فظهر لي أن دخولها في المعنى الثاني هو الأقرب إلى مراد الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى، ويتضح ذلك مما يلي:
1 - أن التفسير بالقياس قد نص ابن القيم في تقسيمه أنه كثير عند الصوفية بينما الأمثلة التي ذكرها هي الغالب في تفسير السلف، وهو معلوم بالاستقراء من كلامهم
2 - أن ابن القيم رحمه الله قد ذكر الأمثلة التي تنزل على القياس مما يوضح مراده بذلك، قال رحمه الله تعالى: (وقال قتادة الموريات هي الخيل توري نار العداوة بين المقتتلين وهذا ليس بشيء وهو بعيد من معنى الآية وسياقها وأضعف منه قول عكرمة هي الألسنة توري نار العداوة بعظيم ما نتكلم به وأضعف منه ما ذكر عنه مجاهد هي أفكار الرجال توري نار المكر والخديعة في الحرب وهذه الأقوال إن أريد أن اللفظ دل عليها وأنها هي المراد فغلط وإن أريد أنها أخذت من طريق الاشارة والقياس فأمرها قريب وتفسير الناس يدور على ثلاثة ......... ) ثم ذكر الكلام الذي نقله فضيلة الدكتور.
قلت:
ويتضح من ذلك أن الأقوال التي مثل بها للتفسير بالقياس بعيدة من جهة اللفظ والمعنى فلا تدخل في العموم، فأنت تلاحظ أن المعنى المستنبط بين الخيل التي توري النار بقوائمها وبين أفكار الرجال وجدته بعيدا كما أشار ابن القيم رحمه الله، فلا يدخل في اللفظ لا مطابقة ولااقتضاء ولا يشمله عموم.
ثم قال أورد رحمه الله شروط التفسير بالقياس ويظهر منها عدم دخول الامثلة فيه:
حيث قال في الشروط:
1 - أن لا يناقض معنى الآية
2 - وأن يكون معنى صحيحا في نفسه
3 - وأن يكون في اللفظ إشعار به
4 - وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارتباط وتلازم فإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا.
قلت: فأقوى ما هناك إشعار أو ارتباط أو تلازم أما دخول في اللفظ فلا، هذه غاية التفسير بالقياس.
3 - أن دخول بعض أفراد العام في اللفظ العام ليس قياسا كما هو معلوم
4 - أن الاستدلال بالآية في مواضع الاحتجاج على أنها من القياس أضعف عند الترجيح ومعارضة الادلة من الاستدلال بدخولها في العام وهذا يمكن أن يكون ثمرة الخلاف المهمة في هذا المبحث، بل يجعل من السهل رد الاستدلال بقوادح القياس الكثيرة تارة، وبعدم اكتمال أركانه تارة أخرى، فما أسهل أن يرد الخارجي عن دخول الخوارج في قوله تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، بأنه قياس مع الفارق وهو إيراد لا يمكن دفعه
5 - قد يقول قائل لا مشاحة في الاصطلاح فالقياس هنا ليس قياس الفقهاء المعروف، نقول بل هو هنا أضعف من القياس عند الفقهاء فالعلة الجامعة عند الفقهاء لا بد أن تكون ظاهرة واضحة وليس خفية بل بعيدة أحيانا كما هو في الإشارة والقياس
6 - أنقل كلاما نفيسا- اقرأه عافاك الله لزاما- (وهو معلوم مشهور لكني أكفي الأخوة مؤونة مراجعته) قال شيخ الأسلام في مقدمة التفسير: وهو يتكلم عن خلاف السلف التفسير وانقسامه إلى صنفين: قال [مجموع الفتاوى ج: 13 ص: 337]: (الصنف الثانى أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ الخبز فأرى رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده مثال ذلك ما نقل فى قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق
(يُتْبَعُ)
(/)
يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات فالمقتصدون هم أصحاب اليمين والسابقون السابقون أولئك المقربون ثم إن كلا منهم يذكر هذا فى نوع من أنواع الطاعات كقول القائل السابق الذي يصلى فى أول الوقت والمقتصد الذي يصلى في أثنائه والظالم لنفسه الذى يؤخر العصر إلى الاصفرار ويقول الآخر السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم يأكل الربا والعادل بالبيع والناس في الأموال إما محسن وإما عادل وإما ظالم فالسابق المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات والظالم آكل الربا أو مانع الزكاة والمقتصد الذي يؤدى الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا وأمثال هذه الأقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل فى الآية ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا أشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز وقد يجىء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية نزلت فى كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كأسباب النزول المذكورة فى التفسير كقولهم ان آية الظهار نزلت فى امرأة أوس بن الصامت وان آية اللعان نزلت فى عويمر العجلانى أو هلال بن أمية وأن آية الكلالة نزلت فى جابر بن عبدالله وأن قوله وان أحكم بينهم بما أنزل الله نزلت في بنى قريظة والنضير وان قوله ومن يولهم يومئذ دبره نزلت فى بدر وان قوله شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت نزلت فى قضية تميم الداري وعدى بن بداء وقول أبى ايوب أن قوله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة نزلت فينا معشر الأنصار الحديث ونظائر هذا كثير مما يذكرون أنه نزل فى قوم من المشركين بمكة أو في قوم من أهل الكتاب اليهود والنصارى أو فى قوم من المؤمنين. فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الاعيان دون غيرهم فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق والناس وان تنازعوا فى اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا فلم يقل أحد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وانما غاية ما يقال أنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التى لها سبب معين ان كانت أمرا ونهيا فهى متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وان كانت خبرا بمدح أو ذم فهى متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان بمنزلته أيضا).
قال الشيخ مساعد وفقه الله: (والمفسِّرُ هنا إنما أراد أنْ يُنبِّه إلى دخولِ الخوارجِ في حكمِ هذه المقطع من الآيةِ، وأنهم مثالٌ لقومٍ مالوا عن الحقِّ، فأمالَ اللهُ قلوبهم جزاءً وفاقاً لميلِهم،
قلت: هذا كلام متين، يبين المراد، فدخولهم تحت المقطع من باب الدخول تحت حكم العام
وأنفس ما فيه قوله: دخولهم تحت المقطع، فلم يقل دخولهم في النوع الذي نزلت فيه أو في مجمل الآية، وتأمل قوله في المقطع فهو ملحظ نفيس.
ثم قال (وفقه الله): (وتنْزيل ذلك المقطع من الآية على الخوارجِ إنما هو على سبيلِ القياسِ بأمرِ بني إسرائيلَ، وليس مراده أنهم هم سبب نزولها).
قلت: هنا محل الإشكال، فنفي أن يكونوا الخوارج سبب نزول الآية، لا يلزم منه أن تنزيل الآية عليهم على سبيل القياس، وعند التأمل يظهر ذلك جليا،
فلا يلزم من عدم نزول الآية فيهم أن لا يدخلوا في حكمها إلا من طريق القياس،وهذا لا يقول به فضيلة الشيخ كما أعلم، فهم يدخلون في العموم كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما نقلت قريبا.
ولذا قرر الشيخ الدكتور مساعد (رفع الله درجته) بنفسه بقوله: (وعلى هذا يُقاسُ ما وردَ عن السلفِ في حكايةِ نزولِ بعض الآياتِ في أهلِ البدعِ، وأنهم أرادوا التنبيه على دخولهم في حكم الآيةِ، لا أنهم هم المعنيون بها دون غيرهم، خاصةً إذا كانَ المذكورون غيرُ موجودينَ في وقتِ التنْزيل؛ كأهلِ البدعِ الذينَ نُزِّلتْ عليهم بعضُ الآياتِ، واللهُ أعلمُ.
قال الشاطبي:» …كما قاله إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً?القاضي إسماعيل ـ في قوله:] الأنعام: 159 [بعد ما حكى أنها نزلت في الخوارج ـ:?لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ وكأنَّ القائل بالتخصيص، والله أعلم،لم يقل به بالقصد الأول، بل أتى بمثالٍ مما تتضمنه الآية؛ كالمثال المذكور، فإنه موافق لما قال، مشتهراً] كذا [في ذلك الزمان، فهو أولى ما يمثل به، ويبقى ما عداه مسكوتاً عن ذكره عند القائل به، ولو سئل عن العموم لقال به.اهـ
ولذا فإني آمل من فضيلة الشيخ الدكتور سدده الله أن يفيدنا وقراء الملتقى بمسائل:
1 - تحرير معنى التفسير بالإشارة والقياس تحرير تدقيقا ننتفع به مع التمثيل له.
2 - تفصيل الكلام عن معنى كلام ابن القيم الذي نقله في أقسام التفسير.
وأسجل في الختام اعترافا بأني بأني من الركبان، وليس لي علم بصيارفة البلد وأسعار السوق، وقد نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الركبان، فمن تلقاهم فهم بالخيار عند نزولهم الأسواق، وعفا الله عمن عفا، ووجد الخرق متسعا فرقع ورفا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله المستكملين الشرفا.
كتبه عبدالله بن بلقاسم عفا الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد القرناس]ــــــــ[07 May 2003, 09:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وبعد؛ فكم والله سعدت بهذا الموقع المبارك؛فأسرعت الدخول مذ رأيت إعلانه في الردادي. ولكن لضيق الوقت لم أستطع المعاودة - مع شدة إعجابي بالمنتدى وقناعتي بكفاءة القائمين عليه سدد الله خطاهم - فلما كان بالأمس القريب إذا بتزكية قوية لهذا المحفل تصلني من شيخ لي كريم مصحوبة بحث على المشاركة في الملتقى،فازداد الإعجاب به ولزمت المبادرة إليه. وأنا الآن أتقدم بالشكر الجزيل والدعاء الخالص لشيخي مساعد فليست بأول بركاتك -عليِّ- أبا عبدالملك.
وكم شدني الطرح المحرر والعرض المدرر في هذا الموضوع من شيخنا وممن أثروا الموضوع وأخص الأخ الكريم:عبدالله بن بلقاسم.
ولي وقفة سريعة حول الضابط الأول الذي ذكره شيخنا-رعاه الله -حيث قال:
(أولاً: يحسُنُ ذكرُ مدلولِ الآيةِ المطابقِ، وهو أنها نازلةٌ في الكفارِ، وأنه يُستفادُ منها أنَّ من اتصف بهذه الصفةِ من المسلمينَ، فأنه يُلحقُ بحكم الكفارِ، ولكنْ كلٌّ بِحَسَبِه، فهذا كافرٌ كفراً محضاً، وهذا مسلمٌ عاصٍ وافق الكفارَ في هذه الصفةِ، واللهُ أعلمُ.)
فأقول ألا ترى أبا عبد الملك أن الشواهد التي أثريت بها المسألة (قصة المصطفى صلى الله عليه وسلم مع علي وفاطمة رضي الله عنهما-وقصة عمر مع جابر رضي الله عنهما) لم تحو هذا الضابط فلم نشترطه أو نحسنه؟ إلا إن كان ذلك في مقام تعليم فلا بأس.
آمل أن تبدو لي وجة نظركم والله يرعاكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 May 2003, 11:57 ص]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة وبركاته
لقد اطلعت على مشاركاتكم وتعقيباتكم على هذا المقال، وأعدكم ـ إن يسَّر الله ـ أن أرد على الملاحظات التي لاحظها بعض الكرام: عبد الله بالقاسم وأبا محمد قرناس، حفظ الله الجميع.
وكم أسعدتني هذه الملاحظات التي تنِمُّ عن فهم لما طُرح، وتصحيح لما يقع من خطأ أو قصور في العبارة، وزيادةٍ له في ذكر ما قد غُفِلَ عنه.
أتمنى أن يبقى التواصل العلمي على هذا النحو الرائع، ووفق الله الجميع
محبكم: أبو عبد الملك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jun 2003, 07:07 ص]ـ
بسم الله
تساؤل يتعلق بالمثال الأول في شأن علي رضي الله عنه؛ وهو: أليس الأولى والأظهر أن المراد بالإنسان في قوله تعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) عموم الإنسان، فيدخل فيه المؤمن والكافر؟! وهل دلالة السياق التي ذكرتها - وفقك الله - كافية لتخصيص هذا العموم؛ إذ المتقرر عند المفسرين أنه لا يجوز قصر العام على بعض أفراده إلا بحجة يجب التسليم لها.
والذي يظهر لي - والله أعلم - أن دلالة السياق هنا لا تقوى لتخصيص العموم؛ فلقائل أن يقول: إن قوله تعالى: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) مستأنف، وظاهر الآية يدل على أن المراد عموم الناس.
هذه وجهة نظر قابلة للمناقشة، وإذا كانت مقبولة فالمثال خارج عن المراد تقريره في موضوع الاستشهاد بالآيات في غير نزلت فيه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Jun 2003, 03:08 ص]ـ
نشكر فضيلة الدكتور مساعد الطيار رعاه الله على هذا الموضوع القيم، وأحب أن أضيف ما يلي:
1 - تحرير المسألة:
ومن باب زيادة الإيضاح: فهل المراد من التنزيل: أن يأتي المفسر لآية نزلت في ذم الكفار أو أفعال لهم ثم يُطلق حكمها على المسلمين. إن كانت هذه المسألة:
ألا يمكن أن يقال:
أن ما نزل في الكفار على أقسام:
أ ـ منه ما نزل في فعل لا يشاركهم فيه غيرهم كقوله تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الأنفال: 71. فهذا المعنى لا يجوز إطلاقه على المسلمين إذ لا يمكن أن يتصور من مسلم إرادة خيانة الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
ب ـ ومنه ما نزل فيهم لصفات قد يشترك فيها معهم غيرهم من المسلمين كقوله تعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً) ومما يدل على اشتراك الجميع (أل) المفيدة للعموم في قوله الإنسلن. فهنا يمكن إطلاق هذا اللفظ على غير الكفار لعدم اختصاصهم به.
2 - صلة هذا الموضوع بباب العموم والقياس:
ويبدو لي والله أعلم أن هذا الموضوع مسيس بباب العموم والقياس.
والأصل في العام شموله لجميع أفراده إلا لمخصص.
وأما القياس فإذا اتفقت العلة فالقياس صحيح.
ولذا فإذا وجد لفظ عام يدخل تحته أفراد كثيرة فلا يمكن تخصيصه ببعضهم إلا لمخصص صحيح.
وإذا عرفت علة الذم للكفار فإن تحققت في غيرهم جاز أن يتناول الذمُ من تحققت فيه العلة إذ الشارع لا يفرق بين المتماثلات ولا يجمع بين المفترقات.
3 - التفريق بين الكلام في سبب النزل وفي عموم المعنى:
ومعنى ذلك أن سبب الآية لا يمكن لأحد أن يدعي أنه متأخر عنها.
لكن الكلام هنا حسب ما فهمته من فضيلة شيخنا الدكتور مساعد رعاه الله هو في عموم المعنى هل يشمل غير من نزلت فيهم الآية.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jun 2003, 02:45 م]ـ
بسم الله
يرفع للتذكير وإعادة النظر. وأضيف سؤالاً هنا له تعلق بهذا الموضوع، وهو:
ما مدى صحة ما ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره وهو يفصل الحكم في التفسير بالرأي المنهي عنه بقوله:
وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلاً من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به، كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول: قال الله تعالى: (اذهب إلى فرعون إنه طغى) ويشير إلى قلبه، ويومئ إلى أنه المراد بفرعون، وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسيناً للكلام وترغيباً للمستمع وهو ممنوع لأنه قياس في اللغة، وذلك غير جائز).
انتهى من تفسير القرطبي 1/ 33]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jul 2004, 10:26 م]ـ
وجدت في فتاوي ابن الصلاح المطبوعة ضمن مجموعة الرسائل المنبرية مسألة عن تفاسير الصوفية لها صلة بموضوع القياس في التفسير، وهو أن تفسر الآية بتفسير بعيد قياساً على تفسيرها المعروف.
سئل ابن الصلاح عن قول بعض المتصوفة في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} (التوبة: من الآية123): قالوا: هي النفس. وكان يقول أحدهم: أُمرنا بقتال من يلينا لأنهم أقرب إلينا، وأقرب شر إلى الإنسان نفسه.
فكان مضمون ما أجاب به بعد تهذيبه واختصاره: (أقول: الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئاً من أمثال ذلك فإنه لا يذكره كتفسير وشرح للكلمة المذكورة في الآية من القرآن الكريم، وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن؛ فإن النظير يذكر بالنظير. فمعنى قوله الذي ذكره السائل: أمرنا بقتال النفس مع من يلينا من الكفار.
ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك لما فيه من الإيهام والالتباس. والله أعلم.)
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 Jul 2004, 01:32 ص]ـ
ذكر القرطبي عند تفسيره لقول الله تعالى " أجعلتم سقاية الحاج زعمارة المسجد الحرام .. " الآية
فإن قيل: فعلى هذا يجوز الاستدلال على المسلمين بما أنزل في الكافرين ومعلوم أن أحكامهم مختلفة؟
قيل له: لا يستبعد أن ينتزع مما أنزل الله في المشركين أحكام تليق بالمسلمين ... [ثم استشهد بقول عمر ثم قال " وهذه الآية نص في الكفار ومع ذلك ففهم منها عمر الزجر عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة ولم ينكر عليه أحد من الصحابة فيمكن أن تكون هذه الآية من هذا النوع وهذا نفيس وبه يزول الإشكال ويرتفع الإبهام.إ. هـ
قلت: وقد روى البخاري في أفراده قصة الأسود لما كان في حلقة ابن مسعود ومر عليهم حذيفة رضي الله عنه فوقف عليهم وسلم ثم قال لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم قال الأسود: سبحان الله إن الله يقول " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " فتبسم ابن مسعود وجلس حذيفة في ناحية المسجد ... إلى آخر الحديث
وذكر البخاري في صحيحه معلقا مجزوما به ووصله ابن أبي حاتم قالت عائشة رضي الله عنها إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ولا يستخفنك أحد.
ولا شك أن الآية في سياق المنافقين ولهذا شيخنا ابن عثيمين منع من الاستشاد فيما اعتاد الناس عليه وهذا هو حجته رحمه الله
ولكن قد يقول قائل إن القاعدة التي تلقيت بالقبول " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب شاهدة بجواز استخدامها حتى على المسلمين فيما يصح الاستشاد بها والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 Jul 2004, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومما قد يقال أنه يدخل في هذا الباب (أعني (الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ)
ماجاء في مواهب الجليل
(وفي المسائل الملقوطة قال مالك: لا تزوج إلى القدرية يعني أنه يفسخ النكاح الواقع بين أهل السنة وبينهم. هذا على القول بتكفيرهم، وأما على القول بأنهم فساق فهم كالفاسق بجوارحه وأشد لانه يجرها إلى اعتقاده ومذهبه ولا يتزوج منهم ولا يزوجون من نساء أهل السنة. وقول مالك في القدرية جار فيمن يساويهم في البدعة، وفي بعض الروايات أن مالكا تلا قوله تعالى * (ولعبد مؤمن خير من مشرك) * وهذا يدل على أنه أراد تكفيرهم. اه من تسهيل الامهات. انتهى
وفي الشفا: (و اختلفت الروايات عن مالك، فاطلق في رواية الشاميين: أبي مسهر، و مروان بن محمد الطاطري الكفر عليهم، و قد شوور في زواج القدري، فقال: لا تزوجه، قال الله تعالى: ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم [سورة البقرة / 2، الآية: 221].) انتهى
فقوله (يدل على أنه أراد تكفيرهم) وقوله (الكفر عليهم) قد ينازع فيه بأنه لم يرد ذلك وإنما اراد الاستشهاد.
بيان ذلك في الشفا: (قال إسماعيل القاضي: و إنما قال مالك في القدرية و سائر أهل البدع: يستتابون، فإن تابوا و إلا قتلوا، لأنه من الفساد في الأرض، كما قال في المحارب: إن رأى الإمام قتله، و إن لم يقتل، قتله، و فساد المحارب إنما هو في الأموال و مصالح الدنيا، و إن كان قد يدخل أيضاً في أمر الدين من سبيل الحج و الجهاد، و فساد أهل البدع معظمه على الدين، و قد يدخل في أمر الدنيا بما يلقون بين المسلمين من العداوة.
)
وفي الشفا: (و هذا قول محمد بن المواز في الخوارج و عبد الملك بن الماجشون، و قول سحنون في جميع أهل الأهواء، و به فسر قول مالك في الموطأ، و ما رواه عن عمر بن عبد العزيز و جده و عمه، من قولهم في القدرية يستتابون، فإن تابوا و إلا قتلوا.
و قال عيسى عن ابن القاسم ـ في أهل الهواء من الإباضية و القدرية و شبههم ممن خالف الجماعة من أهل البدع و التحريف، لتأويل كتاب الله: يستتابون أظهروا ذلك أو أسروه. فإن تابوا إلا قتلوا، و ميراثهم لورثتهم.
و قال مثله أيضاً ابن القاسم في كتاب محمد في أهل القدر و غيرهم، قال: و استتابتهم أن يقال لهم: اتركوا ما أنتم عليه.
و مثله له في المبسوط في الإباضية و القدرية و سائر أهل البدع، قال: و هم مسلمون، و إنما قتلوا لرأيهم السوء، و بهذا عمل عمر بن عبد العزيز.) انتهى
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البحيصي]ــــــــ[01 May 2006, 10:17 ص]ـ
أستاذي الكريم د. مساعد الطيار
بارك الله فيك على هذا الجهد القيم والبحث الطيب
أستفدت منه جداً
جازاك الله خيرا
ـ[ابو حنين]ــــــــ[01 May 2006, 04:13 م]ـ
طيب .... ألا يمكن القول:إن ذلك ليس للإستشهاد و إنما للتحذير في الوقوع فيما وقع فيه الكفار و وجوب البعد عن ذلك فاليهود (يخربون بيوتهم بأيديهم و أيدي الؤمنين)
=============
و قد قال تعالى ((يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذو موسى فبرأه الله مما قالوا))
و الخطاب موجه لأصحاب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و هم لم يؤذوه ... حاشاهم ..
=============
و الخطيب قد يأتي بالآية ليس للإستشهاد ... و إنما للتحذير من مشابهتم في فعلهم ....
وفقك الله ..... هل كلامي هذا صحيح؟؟؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Jul 2006, 06:40 ص]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة وبركاته
لقد اطلعت على مشاركاتكم وتعقيباتكم على هذا المقال، وأعدكم ـ إن يسَّر الله ـ أن أرد على الملاحظات التي لاحظها بعض الكرام: عبد الله بالقاسم وأبا محمد قرناس، حفظ الله الجميع.
وكم أسعدتني هذه الملاحظات التي تنِمُّ عن فهم لما طُرح، وتصحيح لما يقع من خطأ أو قصور في العبارة، وزيادةٍ له في ذكر ما قد غُفِلَ عنه.
أتمنى أن يبقى التواصل العلمي على هذا النحو الرائع، ووفق الله الجميع
محبكم: أبو عبد الملك.
لعل شيخنا الكريم أن يقوم بما وعدنا به، ويرد على بعض السؤالات المطروحة تعقيباً على هذا الموضوع المهم.
ولعل الله أن ييسر له ذلك.
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[01 Aug 2006, 08:12 م]ـ
بسم الله .. والحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله ...
يُرفَع للتذكِرة ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[03 Oct 2006, 12:58 م]ـ
] بسم الله .. والحمد لله ... والصلاة والسلام على رسول الله ...
يُرفَع للتذكِرة ..
وأرجو من أساتذتنا الأفاضل أن يزيدونا فى هذا الأمر .. خاصّة وما انتشر بشدة من الاستشهاد بالآيات فى غيرِ موضِعِها
إطلاقًا ..
إلى أن وصل الأمر بأن وضع أحدهم على مكتبتِه قوله تعالى " فيها كُتُبٌ قيّمة "!!
وسبحان الله كم ضل كثير وأضلوا بسبب عدم الفهم الصحيح والاستشهاد الصحيح بالآيات ..
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا .. اللهم آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
ـ[شمس الدين]ــــــــ[15 Nov 2008, 12:24 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الرحمن، مقال رائع بل أكثر.
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب وجزاكم الله خيرا، وعندي مداخلة بسيطة: الشيعة الإمامية -وغيرهم من أهل البدع المفلسين من الأدلة على بدعتهم- يلجؤون دائما لإقتطاع أجزاء من الآيات ثم إنزالها على أهوائهم، ولو رجعت إلى أصل الآية وسبب نزولها وسياقها لوجدتها شرقا ووجدت هذا المبتدع المسكين يفسر غربا!، وأذكر مثلا قولهم عن قوله تعالى: ((وإن من شيعته لإبراهيم))، أي أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم هو فرد من شيعة علي رضي الله عنه! وهذا القول لا يقوله عاقل فضلا عن عالم بأن الآية نزلت في نوح عليه الصلاة والسلام وأن إبراهيم من شيعته.
فقد قال تعالى: ((وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (82) وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84))). الآيات.
فالحمدلله على نعمة التوحيد السنة.
وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.
ـ[محب القران]ــــــــ[15 Nov 2008, 06:37 ص]ـ
بسم الله
يرفع للتذكير وإعادة النظر. وأضيف سؤالاً هنا له تعلق بهذا الموضوع، وهو:
ما مدى صحة ما ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره وهو يفصل الحكم في التفسير بالرأي المنهي عنه بقوله:
وتارة يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلاً من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به، كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي فيقول: قال الله تعالى: (اذهب إلى فرعون إنه طغى) ويشير إلى قلبه، ويومئ إلى أنه المراد بفرعون، وهذا الجنس قد يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسيناً للكلام وترغيباً للمستمع وهو ممنوع لأنه قياس في اللغة، وذلك غير جائز).
انتهى من تفسير القرطبي 1/ 33]
اذا تأذن لي أخي مجاهد ويأذن لي الشيخ مساعد
ما تفضلت بنقله عن القرطبي هو ما ذكره الشيخ مساعد في ماكتبه بأنه التفسير الاشاري وهو أحد انواع التفسير بالرأي وله شروطه وضوابطه من حيث ذمه وجوازه
ولعل ما تطرق إليه الشيخ مساعد في مبحثه هو ايضا ما يدور عليه كلام القرطبي فالغرض الصحيح كما عبر به القرطبي ومثل له (مجاهدة القلب القاسي) لا يكون مبررا لأن يورد الانسان استشهادا له بآية بعيده كل البعد في معناها وألفاظها اللغوية عن الدلالة عليه
وهو ما يعبر عنه في اصول الفقه (الغاية لا تبرر الوسيلة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[12 Feb 2009, 07:44 ص]ـ
شكر الله سعي جميع الإخوة المشاركين وجزاهم الله خيرا
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[13 Feb 2009, 04:28 م]ـ
أولا أود أن أشكر فضيلة شيخنا د/ مساعد على هذا البحث القيم وجميع الإخوة الذي عقبوا على الموضوع فمنكم نستفيد ونأمل أن يتحفنا بما وعدنا به من تكملة لهذا المقال الشيق
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:57 ص]ـ
جزاكم الله خير على الموضوع يادكتور ونتمنى حفظكم الله أن تستمروا بالبيان والإستشهاد تلميذكم /أبوسلمان/قطر
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[14 Feb 2009, 09:59 ص]ـ
جزاكم الله خير على الموضوع يادكتور ونتمنى حفظكم الله أن تستمروا بالبيان والإستشهادبالتفسير الموضوعي للأيات تلميذكم /أبوسلمان/قطر
ـ[بلال الجزائري]ــــــــ[19 Feb 2009, 10:22 م]ـ
بداية أشكر شيخي الفضال الدكتور مساعد على هذا الطرح الماتع، ولفت نظري قوله في الهامش (11) أن الشيخ الأمين عليه رحمة الله قد وهم، بجمعه بين آيتين من سورتين في القصة نسفها، وبالرجوع إلى تفسير الشيخ الشقيطي 5/ 93، سورة القتال الآية (24) طبعة دار إحياء التراث العربي بيروت، ط1/ 1417هـ ـ 1996م، وجدته ذكر آية الأنبياء (52، 53)، وهي صالحة، والاستدلال بها مستقيم، فلعله وقع في طبعة الشيخ مساعد تصحيف أو تحريف.
وبالمناسبة فالإمام الشنقيطي قد أطال النفس في تفسير هذه الآية الكريمة، ولعل الله ييسر فنرجع إليها، وننقل بعضاً من درر ما قاله وقرره.
والله أعلم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[29 May 2010, 11:30 ص]ـ
اللهم علمنا ما جهلنا
كنت أقرأ في كتاب الجديع المقدمات، وبما أني استفدت من هذا الموضوع النافع فيما سبق تعجبت من مثال أورده الجديع، واحترت بسبب المعلومات الواردة هنا وما دل عليه الأثر، وهو:
" أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدْ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} " أهـ
فكيف يجمع طالب العلم بين ما قيل هنا عن تنزيل آيات الكفار على المؤمنين، وبين هذا الأثر، وماذا عن قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، هل هي على إطلاقها أم هناك ما يخصصها، هذا محير!
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[29 May 2010, 12:47 م]ـ
اللهم علمنا ما جهلنا
كنت أقرأ في كتاب الجديع المقدمات، وبما أني استفدت من هذا الموضوع النافع فيما سبق تعجبت من مثال أورده الجديع، واحترت بسبب المعلومات الواردة هنا وما دل عليه الأثر، وهو:
" أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدْ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} " أهـ
فكيف يجمع طالب العلم بين ما قيل هنا عن تنزيل آيات الكفار على المؤمنين، وبين هذا الأثر، وماذا عن قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، هل هي على إطلاقها أم هناك ما يخصصها، هذا محير!
جزاكم الله خيرا.
الأخت الفاضلة أم عبد الله
أعتقد أن الشيخ مساعد قد أجاب على سؤالك بما يذهب حيرتك حيث قال:
وليس يلزمُ من تنْزيلِ الحكمِ بشيءٍ من أوصافِ الكفارِ على أحدِ العصاةِ، أنه مُتَّصفٌ بكاملِ أوصاف الكفارِ، وإلاَّ لكان الكلامُ عن كفارٍ، لا عن مؤمنينَ، وهذا ما وضَّحه الشنقيطيُّ (ت: 1393) في المثال الذي ذكره في حكمِ التقليدِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[30 May 2010, 10:20 ص]ـ
شكر الله لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار وجزاكم خيرا على الجهود المبذولة من طرفكم في مجال التأصيل في هذا العلم الجليل. ونحن سعداء إذ نتتلمذ على أيديكم في هذا الملتقى المبارك. حفظكم الله وسدد خطاكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
بالنظر إلى ما تحصّل من خلال المقالة التأصيلية يتبين أن تلك التفاسير أو الاستشهادات هي على سبيل القياس. وهذا في نظري يؤكده روح القرآن والسنة، إذا اعتبرنا أن ما جاء في القرآن الكريم مخبرا عن الأقوام السابقين صالح قياسا للاعتبار، وذلك كي لا يقع المسلمون في أخطاء من سبق من الأمم.
وأورد هنا بعض الأمثلة من القرآن والسنة وسيرة الصحابة رضوان الله عليهم:
- {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ*} الفاتحة الآيتان 6 - 7
- {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} البقرة108
- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} البقرة104
- لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن
- لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا.
- سألت أبي: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}. هم الحرورية؟ قال: لا، هم اليهود والنصارى، أما اليهود: فكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى: كفروا بالجنة وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. وكان سعد يسميهم الفاسقين.
- عن أبي موسى قال: قلت لعمر: إن لي كاتبا نصرانيا قال: ما لك قاتلك الله، أما سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض} ألا اتخذت حنيفيا؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه، قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله
كما أن ربط الاستشهادات بالأمثال عن طريق الشبه، وذلك لأن الاستشهاد بالآية كما الاستشهاد بالمثل، كل منهما يحتاج إلى ضوابط علمية تصون مستعمليها عن الزلل الحاصل عن الاستعمال الفاسد.
فمن حيث فقه الأمثال يحتاج إلى العالمية لأن القضية تحتاج إلى التذكر والتفكر
يقول تعالى:
{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} إبراهيم25
{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} العنكبوت43
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر21
بينما يكون الضلال في حالة الاستعمال السيئ للمثال:
{انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً} الإسراء48
بارك الله فيكم،ونحن بانتظار المزيد من عطاءاتكم المتميزة
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 10:39 ص]ـ
أسئلة الأخت أم عبد الله أسئلة وجيهة وتستحق الرد من صاحب الموضوع د مساعد.فهي تسأل عن: قاعدة العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، هل هي على إطلاقها أم هناك ما يخصصها، هذا محير!
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 10:55 ص]ـ
في حديث أبي واقد الليثي، رضي الله عنه: (أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم،ْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه،ِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة.) وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة: (ونحن حديثو عهد بكفر)
هذا الحديث رواه الإمام أحمد21390، والترمذي 2180وقال: حسن صحيح، وابن أبي عاصم في السنة، وقال المناوي: إسناده صحيح، وصححه الألباني في رياض الجنة رقم 76]
هذا الحديث دل دلالة واضحة على إسقاط قول الكافرين على المؤمنين. ومثله كثير في القرآن والسنة والآثار.
أنا أظن أن أمر الإسقاط ليس ممنوعاً على اطلاقة. لأن السبب الرئيس في إنزال قصص الكافرين وأحوالهم هو لأجل الإعتبار والحذر. أظن أن الدكتور مساعد سيعمل على إعادة النظر بتلك المسألة. فكلنا يؤخذ منه ويرد ويوضحها من الإشكال الذي يشوبها ولن يترك الموضوع الذي أثاره فضيلته على تلك الشاكلة. وإني أظنه أهلاً لذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 May 2010, 11:40 ص]ـ
العبرة بعموم اللفظ إذا لم ينتزع اللفظ من المعنى الذي سيق فيه، فقوله تعالى:
(لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) يصلح لكل من فعل نفس المعنى الذي دلت عليه الآية، فمن فرح بما أتى من أفعال الكفر وأحب أن يحمد بما لم يفعل من أمور الإيمان والخير، فالآية صادقة في حقه.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 12:05 م]ـ
العبرة بعموم اللفظ إذا لم ينتزع اللفظ من المعنى الذي سيق فيه، فقوله تعالى:
(لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) يصلح لكل من فعل نفس المعنى الذي دلت عليه الآية، فمن فرح بما أتى من أفعال الكفر وأحب أن يحمد بما لم يفعل من أمور الإيمان والخير، فالآية صادقة في حقه.
إذاً استاذي الكريم المسألة المطروقة بحاجة الى إعادة ترتيب فتوضع هذه الإستثناءات ولا ندع الأمر على غاربه. وهذا ما نظنه بأخينا الدكتور مساعد لأنه هو صاحب الموضوع
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 May 2010, 12:08 م]ـ
العبرة بعموم اللفظ إذا لم ينتزع اللفظ من المعنى الذي سيق فيه، فقوله تعالى:
(لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا) يصلح لكل من فعل نفس المعنى الذي دلت عليه الآية، فمن فرح بما أتى من أفعال الكفر وأحب أن يحمد بما لم يفعل من أمور الإيمان والخير، فالآية صادقة في حقه.
أخي الفاضل أبا سعد جزاك الله خيرا.
لقد ذكر الجديع أن المثال الذي ذكرته مفيد للدلالة على هذه القاعدة، أما في كتاب زرزور على ما أذكر ذكر هذا المثال على أنه تحت قاعدة العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، فالأمر محير. وأشكرك على محاولة إفادة أختك.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 May 2010, 12:12 م]ـ
في حديث أبي واقد الليثي، رضي الله عنه: (أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم،ْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ خَضْرَاءَ عَظِيمَةٍ، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْتُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه،ِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة.) وعند ابن أبي عاصم في كتاب السنة: (ونحن حديثو عهد بكفر)
هذا الحديث رواه الإمام أحمد21390، والترمذي 2180وقال: حسن صحيح، وابن أبي عاصم في السنة، وقال المناوي: إسناده صحيح، وصححه الألباني في رياض الجنة رقم 76]
هذا الحديث دل دلالة واضحة على إسقاط قول الكافرين على المؤمنين. ومثله كثير في القرآن والسنة والآثار.
أنا أظن أن أمر الإسقاط ليس ممنوعاً على اطلاقة. لأن السبب الرئيس في إنزال قصص الكافرين وأحوالهم هو لأجل الإعتبار والحذر. أظن أن الدكتور مساعد سيعمل على إعادة النظر بتلك المسألة. فكلنا يؤخذ منه ويرد ويوضحها من الإشكال الذي يشوبها ولن يترك الموضوع الذي أثاره فضيلته على تلك الشاكلة. وإني أظنه أهلاً لذلك.
أشكرك على اهتمامك بأختك واستفساراتها، وننتظر كتابك الذي كتبته فيما يخص النسوان أن يرى النور نحن جميعا العضوات والمتابعات.أشكرك أخي الفاضل.
والشيخ الكريم مساعد ليس ملزم بالرد على أحد.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[30 May 2010, 12:14 م]ـ
وللفائدة:
قال الشيخ مساعد الطيار في كتابه مقالات في علوم القرآن:
نشأ عند ابن جرير الطبري قاعدة:
الخبر على عمومه حتى يأتي ما يخصصه، وهذه القاعدة من أكثر القواعد التي اعتمدها الطبري.
ثم قال:
فائدة: لم يرد عن السلف مصطلح العموم والإطلاق المقابلان للتخصيص والتقييد، وهذان المصطلحان من تقييدات المتأخرين." أهـ
فلم لا تخصص الأسباب الألفاظ العامة إذن؟
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 May 2010, 12:19 م]ـ
أشكرك على اهتمامك بأختك واستفساراتها، وننتظر كتابك الذي كتبته فيما يخص النسوان أن يرى النور نحن جميعا العضوات والمتابعات.أشكرك أخي الفاضل.
والشيخ الكريم مساعد ليس ملزم بالرد على أحد.
أختي أم عبد الله
لقد كتبت بكتابي عن (النسوان) أن المرأة يجب أن تملك قلباً قوياً لا يشوبه تردد. فإن سؤالك فيه حق. وإن من واجب د مساعد أن يجيبك عليه مع جواز أن يرد عليه أي إنسان ولكن أصل الإجابة تكون من أصل صاحب الموضوع حفظه الله فلا تترددي بذلك. وهو قدوتنا ولا أظنه سيتأخر. ربما يكون مشغولاً ولكنني متأكد أنه سيرد
أما بالنسبة لكتاب أسرار المرأة المسلمة فهو مطبوع موجود في مكتبات الاردن. ولكنه ليس موجوداً الكترونياً. وبارك الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حيان]ــــــــ[01 Jun 2010, 04:56 ص]ـ
السلام عليكم
هذان نقلان لابن تيمية رحمه الله تعالى لعل فيهما إضافة إلى الموضوع
الأول:
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى:
[الفتاوى 10/ 105] فطائفة من المفسرين تقول في هذه الآيات وما أشبهها كقوله: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} [يونس: 12]، وأمثالها مما ذكر اللّه في عيوب الإنسان وذمها، فيقول هؤلاء: هذه الآية في الكفار، والمراد بالإنسان هنا الكافر، فيبقى من يسمع ذلك يظن أنه ليس لمن يظهر الإسلام في هذا الذم والوعيد نصيب، بل يذهب وهمه إلى من كان مظهرًا للشرك من العرب، أو إلى من يعرفهم من مظهري الكفر، كاليهود والنصارى ومشركي الترك والهند، ونحو ذلك، فلا ينتفع بهذه الآيات التي أنزلها اللّه ليهتدي بها عباده.
فيقال: أولًا: المظهرون للإسلام فيهم مؤمن ومنافق، والمنافقون كثيرون في كل زمان، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار.
ويقال: ثانيًا: الإنسان قد يكون عنده شعبة من نفاق وكفر، وإن كان معه إيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ". فأخبر أنه من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق .... وإذا عرف هذا علم أن كل عبد ينتفع بما ذكر اللّه في القرآن من مدح شعب الإيمان وذم شعب الكفر.
الثاني:
[مجموع الفتاوى 94/ 15] وأما تفسيره بمجرد ما يحتمله اللفظ المجرد عن سائر ما يبين معناه، فهذا منشأ الغلط من الغالطين؛ لا سيما كثير ممن يتكلم فيه بالاحتمالات اللغوية فإن هؤلاء أكثر غلطًا من المفسرين المشهورين، فإنهم لا يقصدون معرفة معناه، كما يقصد ذلك المفسرون
وأعظم غلطًا من هؤلاء وهؤلاء من لا يكون قصده معرفة مراد الله، بل قصده تأويل الآية بما يدفع خصمه عن الاحتجاج بها، وهؤلاء يقعون في أنواع من التحريف، ولهذا جوز من جوَّز منهم أن تتأول الآية بخلاف تأويل السلف، وقالوا: إذا اختلف الناس في تأويل الآية على قولين، جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث، بخلاف ما إذا اختلفوا في الأحكام على قولين، وهذا خطأ، فإنهم إذا أجمعوا على أن المراد بالآية إما هذا، وإما هذا، كان القول بأن المراد غير هذين القولين خلافًا لإجماعهم، ولكن هذه طريق من يقصد الدفع لا يقصد معرفة المراد، وإلا فكيف يجوز أن تضل الأمة عن فهم القرآن، ويفهمون منه كلهم غير المراد، [ويأتي] متأخرون يفهمون المراد، فهذا هذا والله أعلم
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Jun 2010, 06:34 ص]ـ
وللفائدة:
قال السيوطي في الإتقان:
ومن لم يعتبر عموم اللفظ قال: خرجت هذه الآية ونحوها لدليل آخر، كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقاً لدليل قام على ذلك ......
ثم قال:
. فإن قلت: فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم قوله (لا تحسبن الذين يفرحون) الآية، بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب. قلت: أجيب على ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعم من السبب، لكنه بين أن المراد باللفظ خاص، ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (ولم يلبسوا أيمانهم بظلم) بالشرك من قوله (إن الشرك لظلم عظيم) مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم." أهـ(/)
سؤال عن تفسير مجاهد رحمه الله
ـ[المنصور]ــــــــ[16 Apr 2003, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم
نسأل الله تعالى لهذا المنتدى كل توفيق
وسؤالي حول نسبة تفسير مجاهد بن جبر إليه
فقد قيل إنه تفسير آدم بن أبي إياس
فهل يعرف الإخوة بحثاً حول هذا الموضوع؟؟
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[16 Apr 2003, 12:59 م]ـ
أخي الكريم يمكنك الاستفادة من هذا الرابط:
تفسير مجاهد - ملتقى أهل الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7514) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2003, 05:40 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي المنصور على السؤال
وجزاك الله خيراً يا أبا تيمية على الجواب والرابط.
وقد كان لدي بعض الكلام حول موضوع تفسير مجاهد أردت قوله عندما رأيت السؤال البارحة ولكن غلبني النوم فقلت غداً إن شاء الله.
ثم رأيت هذه المناقشات الجادة، فأحببت شكركم. أسأل الله لكم التوفيق. ولعل هذا يدفعني إلى عدم الإجابة مباشرة على الاستفسارات خشية من الافتئات على أمثالكم من العلماء. ورب عجلة تهب ريثاً.
وحبذا لو رأينا عملكم يا أبا تيمية في تفسير مجاهد وفي التفسير بالمأثور بصفة عامة وفقكم الله، وأرجو المعذرة على فقدان بعض مشاركاتكم بسبب الخلل في الموقع والذي سبق أن أخبرتكم به.
ـ[المنصور]ــــــــ[17 Apr 2003, 06:00 م]ـ
أشكل علي تشكيك البعض في أنه تفسير مجاهد
وحسب اطلاعي وعلمي فقد اعتاد اهل العلم رواية الأجزاء والكتب مع الزيادة عليها بأسانيد من طرقهم الخاصة
والدليل: أن أغلب المرويات في المطبوع مسندة لمجاهد
ومع أني لاأملك احصائية دقيقة بذلك، إلا أن هذا الأمر ظاهر جداً
ويستبعد أن لايكون لآدم أو حتى ورقاء أسانيد لغير مجاهد من السلف، فبالتالي هذا ليس تفسيراً لهم
وهناك طريقة سريعة للكشف عن المؤلف الحقيقي _ لاأدري إن كان أحد الإخوة قد قام بها من قبل _ وهي أن أهل العلم نقلوا عن تفسير ورقاء وتفسير آدم فلينظر هذا النقل هل هو موجود في المطبوع أم لا؟
وآمل أن نبدأ من اليوم:
فكل واحد منا يبحث عن عزو لهذين الكتابين، فإذا وجده فليشر إليه في هذا المنتدى
وبذلك ستجتمع عدد من المرويات يمكن على ضوئها معرفة المؤلف.
وجزاكم الله خيراً
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Apr 2003, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* * * لا مُنتهى لسعادتي بهذا المُنتدى * * *
وهذه أولى مشاركاتي أنقل فيها:
رأي الدكتور: حكمت بشير ياسين , في نسبة هذا التفسير لمجاهد , أنقل بعضه من كتابه: استدراكات على تاريخ التراث العربي , مج 2 , صـ23:-
ذكر الشيخ من الأدلة على أن التفسير لآدم ما نقله الزبيدي (1205هـ) , في تخريجه لأحاديث إحياء علوم الدين , فقد استخدم تفسير آدم ابن أبي إياس هذا ونقل منه بالنص , حيث روى آدم ابن أبي إياس في تفسسير سورة القارعة حديثاً مرسلاً عن الحسن البصري: .... , نقله الزبيدي بنصه وفصه , وفي هذا دليل آخر أنه ليس من تفسير مجاهد حيث ورد من طريق الحسن البصري , بل في الروايات الأخرى عشرات الشيوخ والمفسرين من غير طريق مجاهد. أ. هـ
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[17 Apr 2003, 10:19 م]ـ
الأخوين الكريمين عبد الرحمن الشهري و المنصور
جزاكما الله خير و بارك فيكما
و الحقيقة أنني أتمنى أن أكتب في هذا ما كنت قد حررته قبل سنوات حول تفسير مجاهد و الذي سيصدر عمّا قريب - بإذن الله - ..
و قد اجتهدت كثيرا في توثيق نصوصه المخرجة في كتب الأئمة الحفاظ ..
و قد كتبت شيئا من ذلك ردا على رسالة أخي المنصور، جاء فيها:
و بخصوص الكتاب المنسوب لمجاهد فكما قلت في المنتدى
الكتاب هو لآدم بن أبي إياس و هو غير تفسيره الكبير
فلآدم كما لغيره مصنفات، و هذا معروف لدى المتقدمين بـ (تفسير ورقاء و غيره لآدم) و هذا التفسير ذكره الخطيب البغدادي 10/ 292 و الخليلي في الإرشاد (2/ 686)
و قد نقموا فقط على راويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني عدم سماعه له من ابن ديزيل لا أن الكتاب مختلق، فالكتاب معروف لديهم بما ذكرنا.
و قد روى من نفس طريق الكتاب: الحاكم و البيهقي في جميع مصنفاته و ابن الجوزي و التفصيل يطول
و الله أعلم
و كتب أبو تيمية
و الكتاب آمل صدوره في هذه السنة
و الله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2004, 05:24 ص]ـ
أخي الكريم أبا تيمية وفقه الله
آمل إفادتنا بأخبار تفسير مجاهد هل من جديد؟ فالعام أوشك على الانصرام.
وفقك الله وأعانك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Sep 2006, 12:15 ص]ـ
أخي الكريم أبا تيمية وفقه الله
آمل إفادتنا بأخبار تفسير مجاهد هل من جديد؟ ...............
وفقك الله وأعانك.
هل من جديد؟
ـ[شمس الدين]ــــــــ[14 Nov 2008, 10:40 م]ـ
هل من جديد؟
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[15 Nov 2008, 09:26 م]ـ
الإخوة الفضلاء ...
الكتاب كما سبق حديثي عنه = كان في طور إعداده للنشر في إحدى الدور؛ لكني تفاجأت بما قرأته عن وجود نسخة ثانية منه في دار الكتب المصرية ..
وكان اعتمادي في تحقيق نصه على النسخة العتيقة المحفوظة بدار الكتب، ولولا أني أعلم بأن خبر هذا المخبِر قد يكون صحيحا متيقنا أو قريبا منه = ما ترددت في إخراجه ونشره
وأنا أبذل جهدا في سبيل الحصول عليها؛ و السبب في عدم حصولي عليها إلى ساعتي هذه، أن الفاضل المشار إليه الذي اطلع عليها لا يعرف رقما لها.
ولم أقف عليها فيما دون من فهارس
فلعل من عنده علم بهذه النسخة يفيدني بمعلومات عنها، وجزاه الله عني خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[16 Nov 2008, 01:26 م]ـ
اعتادت دار الكتب انتساخ نسخة حديثة مكتوبة باليد من الكتب العتيقة
فلعل صاحبك يقصد نسخة حديثة كتبها نساخ الدار في السنوات الماضية
فلعل من حدثك بوجود نسخة ثانية يقصد مثل هذه النسخ
فإن كانت هي
فقيمتها قليلة لكونها منقولة عن النسخة القديمة
وقد يستفاد منها في قراءة بعض الكلمات
والله الموفق
ـ[أبو تيمية]ــــــــ[16 Nov 2008, 01:42 م]ـ
كلامك أخي المنصور = هو ما أنا متوقعه، واستنتاجك هو في محله ...
فتلك عادة نساخ دار الكتب مع الكتب العتيقة، ولدي من هذا نماذج، مثالها: كتاب مختصر الحجة لنصر المقدسي طبع عن نسخة بدار الكتب، وله نسخة أخرى لم يعتمدها المحقق منسوخة عن تللك النسخة، وهي في حوزتي ..
و فائدة النسخة المستنسخة = تقويم واستدراك ما قد يقع في النسخة الأصلية بفعل عوامل التآكل للمخطوطات، ناهيك عن ضياع بعض النسخ كما حصل لنا عند بحثنا عن بعض الكتب أو سرقة أوراق من النسخة الأصلية كما واقعنا ذلك، ناهيك أيضا عن تلفها بالكلية ...
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Nov 2008, 09:57 م]ـ
اقترح العودة الى رسالة الدكتور احمد نوفل والمطبوعة بدار الفرقان بالاردن فهي حول تفسير مجاهد وما قيل فيه(/)
سؤال عن كيفية دراسة (أضواء البيان)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[16 Apr 2003, 04:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، بالنسبة لتفسير [أضواء البيان] للشنقيطي، ما هي الطريقة المثلى لدراسته، هل يستفاد منه أثناء الدراسة الجامعية الأزهرية؟ أم أجعل له مرحلة خاصة به يدرس فيها جردا بالكامل من أوله الى اخره فتكون دراسة خاصة به؟ وبارك الله في جهودكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2003, 03:00 ص]ـ
كتاب أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من الكتب المتينة في التفسير.
ومؤلفه إمام كبير، وهو كتاب متقدم لايستفيد منه حق الاستفادة إلا من عاش معه وكان ذا علم بعلوم الآلة ولاسيما اللغة بفروعها وأصول الفقه، فالشيخ رحمه الله له في كل تلك العلوم اليد الطولى. وهو يفترض فيمن يقرأ كتابه أنه يعرف هذه العلوم جيداً فيكتفي بالإشارات أحياناً. وهذا يجعل المبتدي في حيرة أحياناً.
فإن كنت مبتدأ في التفسير فدعه الآن، وليكن لك إليه عودة بعد ذلك إن شاء الله. وأنا كنت أطالع فيه أيام دراستي في كلية الشريعة، فكنت أجد فيه صعوبة بالغة، فهجرته دهراً، حيث كان يستغلق علي أكثر مسائله. ثم عاودت النظر فيه بعد ذلك بزمن، فندمت على أني لم أكن اعتنيت به من قبل، ثم تبين لي أن تقدم العمر، وتغير المدارك له دور في ذلك، ولذلك لم أعرف للكتاب قدره إلا بعد ذلك.
فالحكم على الكتاب يحتاج إلى طول ممارسة، وأذكر أنني سمعت سائلاً يسأل الدكتور عبدالله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي مؤلف أضواء البيان يسأله هذا السؤال: كيف يمكن الاستفادة من كتاب (أضواء البيان)؟
فأجاب بنحو من قولي هذا، وقال إنه لا بد لكي تنتفع من هذا الكتاب من أن تعيش معه. والأمر كما قلت لك قبل، الشنقيطي رحمه الله برز في علم التفسير لأنه أتقن كل علوم الآلة التي يحتاج إليها المفسر كتخصصات.
فهو لغوي لا يشق له غبار، ونحوي لا يبارى ولا يجارى حتى إنه قيل إذا سألت محمد الأمين الشنقيطي عن مسألة في النحو فقال لك: لا أدري، فلا تتعب نفسك في البحث عنها؟ وقد جرب الطلاب ذلك فوجدوه كذلك.
وهو أصولي نحرير، وله مصنفات في ذلك. وهو منطقي متقن وله في ذلك ألفية منظومة، وله كتاب مطبوع.
وهو إلى ذلك فقيه مالكي من الدرجة الأولى، وهو بعد كل هذا يكاد يستظهر تفسير القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) وهو فوق ذلك عالم بالأنساب بكل معنى الكلمة. وبعد ذلك هو حافظ لأشعار العرب ولا سيما الجاهلي منه والإسلامي. وهو شاعر مطبوع، فقل لي بالله عليك ماذا ينقص مثل هذا؟ ومن الذي يجرؤ ليقول أنه ليس إماماً عز نظيره، وقل شبيهه. رحمه الله.
فاستعان بكل تلك الملكات والقدرات العلمية في التفسير، فأخرج لنا من بين ذلك كله (أضواء البيان) والكتاب ليس مصنفاً عادياً كبقية كتب التفسير، وما أكثرها. لا! بل هو تفسير محرر، تحتاج للوقوف عند كلامه كثيراً حتى تتصور مسائله، وتفهم مراده.
فالأمر إذا كما قلت لك: عليك بما يتناسب مع مستواك العلمي والذهني، وقد كتب في المنتدى ما يتعلق بذلك من قبل، فراجعه.
أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بالعلم، وأن يجعلنا ممن يعمل بعلمه. والله الموفق.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 Apr 2003, 02:24 م]ـ
أمين ........ بارك الله فيك شيخنا العزيز، وزادك علما وفهما، و قد استفدت والله من كلامكم
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[17 Feb 2007, 01:58 م]ـ
شيخنا الكريم
هل سلك الشنقيطي رحمه الله النهج نفسه في دروسه التي كان يلقيها ,التي طبعت باعتناء الشيخ:خالد السبت؟
لأني قرأت في الأضواء وفي العذب النمير فوجدت نوعاً من الاختلاف لكني بعيد عهد بالاثنين إلا ماكان من مراجعة بعض المسائل في الأضواء؟
كيف ترى هذا التفسير؟ أو ماتقييم الأفاضل ممن اطلع عليه له؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Feb 2007, 08:37 م]ـ
الأخ محمد بن مزهر وفقه الله
بالنسبة للفرق بين أضواء البيان ودروس الشيخ الأمين رحمه الله في التفسير فلا شك أن هناك فرقاً بيناً فكتاب أضواء البيان ركز الشيخ رحمه الله فيه على أمرين هما: تفسير القرآن بالقرآن، والثاني: المسائل الفقهية في الآيات.
ولذا تجد الشيخ رحمه الله يطيل الحديث في بعض السور كسورة الحج مثلاً ويختصر في غيرها لهذين الاعتبارين، بل يترك آيات بلا تفسير ..
وأما دروسه في المسجد النبوي فقد كانت كما يسمى (تفسيراً تحليلياً) فكانت تقرأ عليه الآيات فيقوم بتفسيرها بذكر معاني المفردات الغريبة وأسباب النزول والأحكام وغير ذلك ويستعين بما ذكره الشيخ عبد الرحمن وفقه الله من ملكات نادرة عند غيره، وبالإمكان الاستماع إلى الأشرطة أو قراءة العذب النمير لمعرفة ذلك.
ومن الفروق أيضاً أن الشيخ قد فسر بهذه الطريقة جميع آيات القرآن ولكن لم يسجل كثير منها أو أنه قد فقد ..
ولمزيد من الاطلاع حول هذا وغيره آمل زيارة الرابط التالي:
ذكريات تربوية وعلمية .. مع العلامة الأمين (صاحب أضواء البيان) لا تجدها في كتاب ... ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=260&highlight=%D0%DF%D1%ED%C7%CA+%CA%D1%C8%E6%ED%C9)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[18 Feb 2007, 07:50 ص]ـ
أخي فهد وفقك الله
أسأل الله أن يهبك علما يضيء به قلبك. وأن يغفر لك ذنبك.
لكن هل أجد ماسجل من دروس الشيح رحمه الله في مكتبة الحرم المدني؟ لأنني أعتزم زيارته قريبا! وقد وجدت بعضها على الشبكة لكني أفضل الكاسيت؟ وكم عدد الأشرطة الموجودة؟
لاحرمنا الله من فوائدك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Feb 2007, 06:10 م]ـ
الأخ محمد بورك فيك ..
الأشرطة موجودة في المكتبات الصوتية داخل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ولا أدري هل هي موجودة في مكتبة المسجد النبوي ولكن الأفضل أن تشتريها من التسجيلات لجودة إخراجها في ألبوم لكل سورة ولعل تسجيلات اليرموك وخالد واليقين في المدينة لديها هذه الأشرطة، وأما عدد الأشرطة فقد ذكر الدكتور خالد السبت في العذب النمير أنه وجد 76 شريطاً وهي كما يلي:
سورة البقرة (3).
سورة الأنعام (25).
سورة الأعراف (27).
سورة الأنفال (11).
سورة التوبة (10).
هذا ما تسنى لمؤلف العذب النمير الحصول عليه ..
وأوصيك بشراءها وسماعها فهي من أكبر الحوافز لطالب العلم ومن ألذ المسموعات لمحب التفسير ومريد معرفة سير العلماء الأفذاذ ..
بورك فيكم ...(/)
ما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟
ـ[طالبة دراسات عليا]ــــــــ[16 Apr 2003, 05:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام, يسعدني اليوم أن أنضم إلى منتداكم الزاهر هذا , لما رأيت فيه من فوائد طيبة , طيبة العلم الذي تخدمونه حفظكم الله ورعاكم.
وباعتباري طالبة ماجستير , تخصص كتاب وسنة , ومهتمة بعلم التفسير جملة وتفصيلا ,فقد أحببت ان أطرح عليكم مسألة في علم التفسيررأيتها حساسة , فأردت توضيحا منكم , وهي تتمثل فيما يلي: نحن نعلم حسب دراستنا جميعا لتاريخ التفسير أنه قد قسم إلى تفسير بالمأثور وتفسير بالرأي , لكن الإشكال عندي هو أني أثناء دراستي وبحثي لم أجد فرقا بينهما , وهنا وجدتموني إخوتي الكرام أتساءل ما هي المقاييس التي تحكم الفرق بينهما, ولعلمكم أنا لا أقصد حين أقول التفسير بالرأي التفسير المذموم , فذاك ملغى دون نقاش لكني أقصد التفسير بالرأي الذي اعتمده العلماء , وشكرا مسبقا والسلام
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[16 Apr 2003, 08:56 م]ـ
الأخت الكريمة / سلسبيل
السلام عليكم وبعد
يقسم أهل العلم التفسير إلى أقسام متعددة باعتبارات متنوعة، فمن ذلك أن التفسير ينقسم باعتبار طريق وصوله إلينا إلى قسمين:
الأول: ما يكون طريق الوصول إليه عن طريق الأثر، وهو التفسير بالمأثور.
الثاني: ما يكون طريق الوصول إليه عن طريق الاجتهاد، وهو التفسير بالرأي.
وهذا مكمن الفرق بينهما
وإليك شيئاً من التعريف بهذين النوعين:
1. التفسير بالمأثور:
وهو تفسير القرآن بالقرآن نفسه، وبالسنة وبالآثار عن الصحابة والتابعين.
وقيل في تعريفه: "التفسير الذي يعتمد على صحيح المنقول والآثار الواردة في الآية فيذكرها، ولا يجتهد في بيان معنى من غير دليل، ويتوقف عما لا طائل تحته، ولا فائدة في معرفته ما لم يرد فيه نقل صحيح" ().
وهو أفضل مناهج التفسير وأعلاها، ومراعاته علامة الصواب، وقاعدة لضبط التجديد في فهم القرآن ().
والتفسير بالمأثور يجب الأخذ به، ولا يجوز العدول عنه إذا صح ().
2. التفسير بالرأي ():
وهو التفسير بالاستنباط والاجتهاد.
"والرأي في الأصل مصدر "رأى الشيء يراه رأياً" ثم غلب استعماله على المرئي نفسه، من باب استعمال المصدر في المفعول، كالهوى في الأصل مصدر هويه يهواه هوى، ثم استعمل في الشيء الذي يُهوى؛ فيقال: هذا هَوَى فلان، والعرب تفرق بين مصادر فعل الرؤية بحسب محالها فتقول: رأى كذا في النوم رؤيا، ورآه في اليقظة رؤية، ورأى كذا لا يعلم بالقلب ولا يرى بالعين رأياً، ولكنهم خصوه بما يراه القلب بعد فِكْرٍ وتأمل وطلب لمعرفة وجه الصواب مما تتعارض فيه الأمارات؛ فلا يقال لمن رأى بقلبه أمراً غائباً عنه مما يحس به إنه رأيه، ولا يقال أيضاً للأمر المعقول الذي لا تختلف فيه العقول ولا تتعارض في الأمارات إنه رأى، وإن احتاج إلى فكر وتأمل كدقائق الحساب ونحوها" ().
ويقسمه أهل العلم إلى قسمين:
أ. الرأي المحمود:
وهو ما كان مبناه على علم أو غلبة ظن، بحيث إنه يجري على موافقة معهود العرب في لسانها وأساليبها في الخطاب، مع مراعاة الكتاب والسنة وما أثر عن السلف. فالمفسر هنا من يبذل جهده ووسعه في فهم النص القرآني، وأصول الشريعة في الفهم والاستنباط، مع الاطلاع على المأثور في تفسير الآية.
وقد قال أبو بكر t: " إني قد رايت في الكلالة رأياً، فإن كان صواباً فمن الله وحده لا شريك له، وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان والله منه بريء" ().
وقال ابن المبارك: "ليكن الذي تعتمد عليه هذا الأثر، وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث" ().
وسلوك هذا السبيل جائز لا حرج فيه لمن اجتمعت عنده أدواته، وساق بعضهم أدلة تقرر هذا الحكم يضيق عنها المقام هنا ().
ب. الرأي المذموم:
وهو التفسير بالجهل والهوى ().
وهذا النوع حرام لا يجوز الإقدام عليه كما قال شيخ الإسلام: "فأما التفسير بمجرد الرأي فحرام" ().
والأدلة والآثار في تحريمه وذمه كثيرة جداً ().
فالمتكلم في هذا النوع متقحم متكلف ما لا علم له به، لم يراع في تفسير القرآن قوانين اللغة ولا نصوص الشريعة وأصول الاستنباط، قد جعل هواه رائده ومذهبه قائده.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2003, 09:38 م]ـ
أشكر الأخت السائلة وأرجو لها التوفيق والنفع إن شاء الله، وهذا الملتقى في أمس الحاجة إلى تعاون المتخصصين من طلاب العلم فحياكم الله.
وأشكر الشيخ الكريم خالد الباتلي على تكرمه بالإجابة، وفقه الله وبارك في علمه.
وكنت كتبت جواباً حول هذا الموضوع، ولو علمت بتصدي الشيخ خالد للإجابة لأمسكت، أما وقد كتبت الجواب فأحببت أن أضعه لعل الشيخ خالد يرى فيه رأياً فيصوبه إن كان صواباً، أو يصلحه إن لم يكن،و الفائدة مقصد الجميع.
وأما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي فالجواب عليه في نقاط:
الأولى: أن مصطلح التفسير بالمأثور مصطلح حادث، والمصطلحات يجب أن يدقق فيها أثناء وضعها وأثناء فهمها، وعندما يدخل الخلل في وضع المصطلح أو فهمه يحدث الاضطراب في الفهم وفي التطبيق ولا تنضبط المسائل كما سيأتي.
الثانية: التفسير بالمأثور: هو ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم- وعن صحابته وعن التابعين وعن تابعيهم ممن عُرفوا بالتفسير، وكانت لهم آراء مستقلة مبنية على اجتهادهم.
ولا شك أن ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن صح السند إليه هو المقدم، ثم ما صح عن صحابته رضي الله عنهم. وقد حرص السيوطي رحمه الله على جمع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة فقط دون أن يكون فيه شيء من أقوال التابعين في كتابه المفقود (ترجمان القرآن) وقد تم كتابه ذاك في خمسة مجلدات.
قال السيوطي في مقدمة كتابه قطف الأزهار: (وبعد فإن الله سبحانه، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه، وتتبع أسراره ودقائقه، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل وسمعوا منه التفسير والتأويل، وقد تم –ولله الحمد- في خمس مجلدات، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين، ولا من بعدهم.
وهذا لعمري هو التفسير – ولا زال الكلام للسيوطي – فإن الكلام في معاني القرآن ممن لم ينزل عليه ولا سمع من المنزل إليه، إنما هو رأي محض، فإن كان موافقاً للقواعد فهو التأويل، وإن كان خرج عنها، وأخطأ المراد، فتحريف وتبديل ... فإذن الواجب الاقتصار في التفسير على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإن في ذلك كفاية ومقنعاً.
ومن زعم أنه يأتي بأحسن مما أتوا به، فإنه متهم في دينه، مخدوع في عقله، نعم يبقى النظر في الترجيح إذا اختلفت الرواية عن الصحابة، وذلك غير ممتنع عن المتأهل لذلك، أما إحداث قول زائد على ما ورد عنهم فلا، ولا كرامة.
ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضاً، ليس فيه إعراب، ولا سر بياني، ولا نكتة بديعية، ولا استنباط حكم، إلا نادراً، أردفته بكتب في ذلك .. ) أهـ.
ثم أشار بعد ذلك إلى كتبه: الإتقان، ولباب النقول في أسباب النزول، والإكليل في استنباط التنزيل، وغيرها. ولم يشر إلى كتابه (الدر المنثور) وهذا يدل على أنه لم يؤلفه بعدُ حين كتب ذلك الكتاب، أو أنه لم يرد الاستقصاء عندما ذكر كتبه بدليل قوله: (حتى صنفتُ في تعليقاته كتباً شتى، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن)).
وقد حدثني أحد الإخوة أنه عثر على نسخة كاملة من هذا التفسير (ترجمان القرآن)، في تركيا قبل مدة يسيرة، ولكنه حدث له حادث حرمه منها، ولا زلت متحسراً على ذلك، إن كان صادقاً فيما ذكر ولا أحسبه إلا كذلك!!
ثم يأتي بعد ذلك ما روي عن التابعين، وعن أتباعهم رحمهم الله جميعاً، والسبب في قبول رواياتهم معروف، ومذكور في كتب أهل العلم، وقد درس الدكتور محمد الخضيري تفسير التابعين دراسة جيدة فلتراجع وهي بعنوان (تفسير التابعين- عرض ودراسة مقارنة).
ولكنه لا يرتبط بالتفسير بالمأثور حكم من حيث القبول والرد، بل يعتمد ذلك على صحة النقل، فما صح قبل، وما لم يصح لم يقبل.
وهنا ينتهي الحديث عن التفسير بالماثور. ولا يتعدى الحديث فيه إلى جعله قسيماً للتفسير بالرأي، فهنا مكمن الخلل!!
(يُتْبَعُ)
(/)
الثالثة: أما التفسير بالرأي هو أن يفسر المفسر القرآن باجتهاده ورأيه، بناء على ضوابط وقواعد معروفة ذكرها أهل العلم، وقد ذكرتِ في سؤالك أن التفسير بالرأي المذموم غير مقصود في سؤالك وفقك الله، فلا داعي للتنصيص على إن المقصود بالحديث هنا هو الرأي المقبول.
فيدخل فيه تفسير الصحابي، وتفسير التابعي، ومن بعدهم إلى زمننا هذا.
فإذاً التفسير بالمأثور قد يكون بالرأي، وينسب إلى من فسره، سواء كان من الصحابة أو من التابعين، أو من بعدهم.
فالمسألة اصطلاحية فحسب، أراد العلماء أن ييسروا التقسيمات على طلاب العلم، لدراسة تاريخ التفسير، وكيف تطور، ولكن حدث هذا الخلط غير المقصود، فالله المستعان. فأصبح الخطأ شائعاً عند المتأخرين، ينقله بعضهم عن بعض دون تمحيص، وهو أن يقسم التفسير إلى قسمين:
- تفسير بالمأثور.
- وتفسير بالرأي.
وقسموا كتب التفسير إلى:
- كتب التفسير بالأثر.
- وكتب التفسير بالرأي.
وممن يفهم من كلامه مثل هذا التقسيم الطاهر بن عاشور رحمه الله، حيث يقول في التحرير والتنوير 1/ 32 - 33: (أما الذين جمدوا على القول بأن تفسير القرآن يجب ألا يعدو ما هو مأثور، فهم رموا هذه الكلمة على عواهنها، ولم يضبطوا مرادهم من المأثور عمن يؤثر.
- فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسير بعض آيات إن كان مروياً بسند مقبول من صحيح أو حسن، فإذا التزموا هذا الظن بهم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن، وينابيع ما يستنبط من علومه، وناقضوا أنفسهم فيما دونوه من التفاسير، وغلطوا سلفهم فيما تأولوه، إذ لا ملجأ لهم من الاعتراف بأن أئمة المسلمين من الصحابة فمن بعدهم لم يقصروا أنفسهم على أن يرووا ما بلغهم من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة وهو ما يظهر من صنيع السيوطي في تفسيره الدر المنثور لم يتسع ذلك المضيق إلا قليلاً، ولم يغن عن أهل التفسير فتيلاً، لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل سوى ما يروى عن علي بن أبي طالب على ما فيه من صحيح وضعيف وموضوع ...
- وإن ارادوا بالمأثور ما كان مروياً قبل تدوين التفاسير الأُوَل مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود، فقد أخذوا يفتحون الباب من شَقِّه، ويقربون ما بعد من الشُّقَّة، إذ لا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالاً في معاني القرآن لم يسندوها ولا ادعوا أنها محذوفة الأسانيد، وقد اختلفت أقوالهم في معاني آيات كثيرة اختلافاً ينبئ إنباء واضحاً، بأنهم إنما تأولوا تلك الآيات من أفهامهم، كما يعلمه من له علم بأقوالهم، وهي ثابتة في تفسير الطبري ونظرائه.
وقد التزم الطبري في تفسيره أن يقتصر على ما هو مروي عن الصحابة والتابعين، لكنه لا يلبث في كل آية أن يتخطى ذلك إلى اختياره منها، وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب، وحسبه بذلك تجاوزاً لما حدده من الاقتصار على التفسير بالمأثور، وذلك طريق ليس بنهج، وقد سبقه إليه بقيُّ بن مَخْلَد، ولم نقف على تفسيره، وشاكل الطبري فيه معاصروه، مثل ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم، فلله درّ الذين لم يحبسوا أنفسهم في تفسير القرآن على ما هو مأثور، مثل الفراء وأبي عبيدة من الأولين، والزجاج والرماني ممن بعدهم، ثم من سلكوا طريقهم، مثل الزمخشري وابن عطية).
ومن الخطأ في هذا التقسيم أنهم يعدون تفسير جامع البيان - مثلاً – من كتب التفسير بالمأثور، وهو قد جمع بين الآثار، وبين النقد والترجيح، أي الرأي على رأي من وضع المصطلح. فيخرجون من هذا بقولهم (وممن جمع بين التفسير بالأثر والتفسير بالرأي الإمام محمد بن جرير الطبري ... ). ولو تبينوا الوجه، لعلموا أن النوعين لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر، وأن التفسير بالماثور ليس قسيماً للتفسير بالرأي. ولي وقفة إن شاء الله حول مسألة (تحرير المصطلحات) وخاصة في الدراسات القرآنية بإذن الله في مشاركة قادمة.
وقد قسموا التفسير بالمأثور إلى أربعة أقسام هي:
1 - تفسير القرآن بالقرآن.
2 - تفسير القرآن بالسنة.
3 - تفسير القرآن بأقوال الصحابة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - تفسير القرآن بأقوال التابعين.
ولو دققوا النظر لتبين لهم أن تفسير القرآن بالقرآن ينسب إلى من فسر به. فهو إن كان من الصحابي فهو من قبيل تفسيره بالرأي المنسوب للصحابي وكذلك للتابعي وهكذا. ولو محص النظر أكثر لكان كل تفسير بالرأي يعتبر بالنسبة لمن بعده تفسيراً بالمأثور. فكل محدث يعتبر قديماً ومأثوراً لمن بعده وهكذا. ولكنهم قصروه على هذه الأنواع الأربعة، مع اختلافهم في كون تفسير التابعي حجة، وليس في كونه مأثوراً أم غير مأثور، إذ لم يكن مصطلح (المأثور) معروفاً ولا شائعاً عند المتقدمين.
وختاماً: فأنا أعجب من مؤلفين متخصصين معاصرين سارا على هذه الطريقة، ولم يتنبها لهذه النقطة تنبهاً يدل على اتضاح الأمر لهما، مع إن عنواني كتابيهما تدلان على أنهما دققا وحللا المصطلحات وهما:
1 - فضيلة الشيخ الكريم الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه (في علوم القرآن – عرض ونقد وتحقيق). حيث يقول ص 251: (من خلال ما قدمناه يتبين لنا أن التفسير ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما: التفسير بالمأثور، والتفسير بالرأي. فالتفسير بالمأثور هو التفسير بالرواية، وهو يشمل تفسير القرآن بالقرآن - وتفسير القرآن بالسنة النبوية - وتفسير القرآن بقول الصحابي - وتفسير القرآن بقول التابعي ... )
2 - فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي في كتابه (مصطلحات علوم القرآن – عرض وتحليل واستدراك). حيث قال ص 264: (يقسم العلماء التفسير إلى نوعين رئيسين وهما: التفسير المأثور، والتفسير بالرأي أو الدراية، ومنهم من يضيف إليه التفسير الإشاري كنوع ثالث والذي يخرجه الكثير عن حيز التفسير كما سنرى فيما بعد).
فهما بالرغم من أنهما كتبا هذين الكتابين خلال العامين المنصرمين، إلا أنهما لم يتعرضا لنقد هذا المصطلح، وهذا التقسيم غير الدقيق. فأين النقد، والتحليل، والاستدراك إذاً؟
وقد نقد الدكتور مساعد الطيار مصطلح التفسير بالمأثور في كتابه (فصول في أصول التفسير)، وكتب بعد ذلك مقالة مفيدة في نقد مصطلح التفسير بالمأثور في مجلة البيان العدد (76) في شهر ذي الحجة عام 1414هـ. إن أردتِ وضعتها في الملتقى.
ـ[المشارك7]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جزاكم الله خيرا على هذا المنتدى المبارك باذن الله ووفقكم الله وسددكم وبارك فيكم ونفع بمنتداكم.
هذه مقالة للشيخ مساعد الطيار نافعة في هذه المسالة:
(التفسير بين الأثر والرأي:
لقد ظهر ـ من خلال الأمثلة الدالة على جواز الرأي ـ أن الرأي قد برز في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان قليلاً، ثم اتسع وانتشر أكثر في عهد الصحابة ومَنْ بعدهم.
كما ظهر أن مِن الصحابة والتابعين وأتباعهم مَنْ فسروا القرآن برأيهم، فهل نُسمِّي ما ورد عنهم تفسيراً بالمأثور، وما ورد عن غيرهم تفسيراً بالرأي؟
إن تقسيم التفسير على هذا النحو فيه قصورٌ ظاهرٌ (26)، وذلك لأمرين:
الأول: أن أغلب من قسّم هذا التقسيم جعل حكم المأثور وجوب الأخذ به على إطلاقه، مع أن بعضهم يحكي خلاف العلماء في قبول أقوال التابعين، كما ينسى حكم ما اختلفوا فيه: كيف يجب الأخذ به مع وجود الاختلاف بينهم؟
الثاني: أن في ذلك تناسياً للجهد التفسيري الذي قام به السلف، وتجاهلاً لرأيهم في التفسير الذي يُعَدّون أول من بذره وأنتجه.
إن هؤلاء السلف قالوا في القرآن بآرائهم، كما قال المتأخرون بآرائهم، ولكن شتان بين الرأيين؛ فرأي السلف هو المقدّم بلا إشكال.
إن المقابلة بين التفسير بالمأثور (على أنه تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين) والتفسير بالرأي (على أنه ما عدا ذلك) خطأ محضٌ لا دليل عليه من قول السلف أو من العقل.
إن تسمية تفسير السلف تفسيراً بالمأثور باعتبار أن طريق الوصول إليه هو الأثر تسميةٌ لا غبار عليها، وهو بهذا لا يقابل التفسير بالرأي، بل التفسير بالرأي ممتزج فيه؛ لأن من تفسيرهم ما هو نقلٌ لا يصح تركه أو إنكاره؛ كأسباب النزول، ومنه ما هو استدلال وقولٌ بالرأي، وكلا هذين عنهما؛ إنما طريقنا إليه هو الأثر.
كتب التفسير بين الرأي والأثر:
(يُتْبَعُ)
(/)
بناءً على ما وقع من مقابلة التفسير المأثور بالتفسير بالرأي، وقع تقسيم التفاسير إلى تفاسير بالمأثور وتفاسير بالرأي، وقد نشأ بسبب ذلك قصورٌ آخر، وذلك في أمرين:
الأول: أنه قَلّ أن تترك التفاسير المعتبرة أقوال السلف، بل تحرص على حكايتها، ومع ذلك تجد أن بعض هذه التفاسير حُكِمَ عليه بأنه من التفسير بالمأثور والآخر من التفسير بالرأي (27).
والصواب أن يقال: إن المفسر الفلاني مكثر من الرواية عن السلف مكثر من الاعتماد على أقوالهم، والآخر مقلّ من الرواية عنهم أو الاعتماد عليهم.
الثاني: أن من حُكِمَ على تفسيره بأنه من التفسير بالمأثور قد حِيفَ عليه وتُنُوسي جهده الخاص في الموازنة والترجيح بين الأقوال التي يذكرها عن السلف، وأشهر مثالٍ لذلك إمام المفسرين ابن جرير الطبري، حيث يعدّه من يقابل بين التفاسير بالمأثور والتفسير بالرأي من المفسرين بالأثر، وهذا فيه حكم قاصرٌ على تفسير الإمام ابن جرير، وتعامٍ أو تجاهلٌ لأقواله الترجيحية المنثورة في كتابه.
هل التفسير منسوب إليه أم إلى من يذكرهم من المفسرين؟!
فإذا كان تفسيره هو؛ فأين أقواله وترجيحاته في التفسير؟!
أليست رأياً له؟
أليست تملأ ثنايا كتابه الكبير؟!
بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟!
إن تفسير ابن جرير من أكبر كتب التفسير بالرأي، غير أنه رأي محمود؛ لاعتماده على تفسير السلف وعدم خروجه عن أقوالهم، مع اعتماده على المصادر الأخرى في التفسير.
كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح.
ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ أبي حاتم (ت: 327) الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟
وأخيراً .. هذه بعض قضايا في التفسير بالرأي، والموضوع يحتاج إلى بحث أعمق وأطول، والله الموفق.
الهوامش:
(26) قد فصلت القول في مصطلح التفسير بالمأثور، انظر مجلة البيان عدد 76.
(27) انظر على سبيل المثال محمد حسين الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) وتقسيمه التفاسير بين المأثور والرأي من غير أن يورد ضابطاً يمكن التعويل عليه في هذا التقسيم، وقد قلّده آخرون في هذا من غير استدراك ولا تعقيب.)
وللشيخ مساعد مجموعة رسائل منها ماذكره الشيخ عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيرا في نقد مصطلح التفسير بالماثور ومنها ماذكرته في التفسير بالراي وغيرها ومن هذه الرسائل فهي في هذا الرابط:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6945&pagenumber=2
ولكن يلزم لفتحها برنامج WinRAR .
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Apr 2003, 09:47 ص]ـ
الإخوة الكرام: لقد كتبت حول هذا الموضوع في كتابي (مفهوم التفسير والتأويل والتدبر والاستنباط والمفسر) بحثًا فيه طول، وأستميحكم في المشاركة به.
إنَّ مصطلح التفسير بالمأثور معروف عند العلماء السابقين، لكنَّ تعريفه بأنه: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين = مصطلحٌ معاصر.
وقد جُعِلَ مصطلحِ التفسير بالمأثور هذا مقابلاً للتفسير بالرأي؛ أي أنَّ ما لم يكن من التفسير بهذه الأنواع الأربعة، فهو من التفسير بالرأي.
ومما بُنِيَ على هذين المصطلحين من نتائج: تقسيم كتب التفسير على هذين المصطلحين.
وهناك غير ذلك مما ذكره من كتب في هذا المصطلح سيأتي ذكر بعضها أثناء الحديث عنه.
مناقشة هذا المصطلح:
أولاً: في تحديد التفسير بالمأثور في هذه الأنواع الأربعة:
1 ـ إنَّ من جعل التفسيرَ بالمأثور يشمل هذه الأنواع الأربعة، لم يبين سبب تحديد المأثورِ بها. وهذا التحديد اجتهادٌ، وهو قابل للأخذ والردِّ، كما هو الحال في غيره من المصطلحات العلميَّةِ غير الشرعيَّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأقدم من رأيته نص على كون هذه الأربعة هي التفسير بالمأثور الشيخ محمد بن عبد العظيم الزرقاني (ت:)، حيث ذكر تحت موضوع (التفسير بالمأثور) ما يأتي:» هو ما جاء في القرآن أو السنة أو كلام الصحابة تبياناً لمراد الله من كتابه «().
ثم جاء بعده الشيخ محمد حسين الذهبي (ت: 1397)، فذكر هذه الأنواع الأربعة تحت مصطلح (التفسير المأثور)، فقال:» يشمل التفسير المأثور: ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته، وما نُقلَ عن الرسول ?، وما نُقلَ عن الصحابة رضوان الله عليهم، وما نُقِلَ عن التابعين، من كل ما هو بيان وتوضيح لمراد الله تعالى من نصوص كتابه الكريم «().
ثمَّ تتابع بعض المعاصرين على هذا المصطلحِ بتقسيماته الأربعة. لذا فإنَّ كثرة وجوده في كتب علوم القرآن المعاصرة، أو غيرها من كتب مناهج المفسرين، أو مقدمات بعض المحققين لبعضِ التفاسير () = لا يعني صحَّته على الإطلاق، بل هؤلاء نقلوه عن كتاب ((التفسير والمفسرون)) بلا تحرير ولا تأمُّلٍ فيه، إلا القليل منهم.
2 ـ أن المعروف من لفظة مأثور: ما أُثرَ عن السابقين، وتحديد زمنٍ معيَّنٍ إنما هو اصطلاحٌ. وإذا كان ذلك كذلك؛ فكيف يكون تفسير القرآن بالقرآن مأثورًا، وأنت ترى الله يَمُنُّ عليك بتفسير آيةٍ بآيةٍ، فعن من أثرته؟!
عن من أَثَرَ ابن كثيرٍ (ت: 774) تفسيراتِه القرآنيةِ للقرآنِ؟! وكذا محمد الأمين الشنقيطيُّ (ت: 1393) في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، عمَّن أَثَرَ تفسيراتِه القرآنيةِ للقرآنِ؟!
وإذا كان ذلك واضحًا لك، فكيف يكون اجتهاد المتأخرين والمعاصرين وأهل البدع الذين يحملون بعض الآي على بعضٍ و يفسِّرونها بها، كيف يدخل كلُّ هذا في المأثورِ عن الصحابة والتابعين؟!
لا شكَّ أن حمل معنى آية على آية هو من اجتهاد المفسِّر، سواءً أكان المفسر من الصحابة، أم كان من التابعين، أم كان ممن جاء بعدهم، والاجتهاد عرضة للخطأ، ويوزن بميزانٍ علميٍّ معروفٍ، ولا يقبل إلاَّ إذا حَفَّتْ به شرائطُ القبولِ، كأيِّ اجتهادٍ علميٍّ آخر ().
ومن هنا يجب أن تُفَرِّقَ بين كون القرآن مصدرًا من مصادر التفسير، أو أنه أحسن طرق التفسير، وبين كون التفسير به يُعدُّ من التفسير بالمأثور، والفرق بين هذين واضحٌ.
3 ـ أين يقع تفسير أتباع التَّابعين في هذين المصطلحين، وما علَّةُ جعلِه مأثورًا أو غير مأثورٍ عند هؤلاء؟
لقد عَلَّلَ محمد حسين الذهبي (ت: 1397) لسبب إدخال تفسير التَّابعين في المأثور، فقال:» وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما رُوي عن التابعين ـ وإن كان فيه خلاف: هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرَّأي؟ () ـ لأننا وجدنا كتب التفسير المأثور ـ كتفسير ابن جرير وغيره ـ لم تقتصر على ما ذكر مما روي عن النبي ? وما روي عن الصحابة، بل ضمَّنت ذلك ما نقل عن التابعين في التفسير «().
وإذا تأمَّلت هذه العلَّة التي ذكرها، وجدتها أنها تندرج على مفسِّري أتباع التابعين الذين ترى أقوالهم منثورةً في كتب التفسير التي تُعنى بنقل أقوال مفسري السلف ـ كتفسير الطبري وابن أبي حاتم وغيرهما ـ بل قد لا يوجدُ في مقطع من مقاطع الآية إلا تفسيرُهم، فَلِمَ لمْ يعُدَّها من التفسيرِ بالمأثورِ؟!.
4ـ أن بيان أصل الخلطِ في هذا المصطلحِ يدلُّ على عدمِ تحريره وصحَّته، فقد كان أصل النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728) في حديثه عن أحسن طرق التفسير، وهي تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة، ثم بأقوال الصحابة، ثم بأقوال التابعين ().
ومما يبيِّنُ أنهم اعتمدوا على ما قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّةَ (ت: 728) وغيَّرُوا المصطلحَ من طرق التفسيرِ إلى التفسيرِ بالمأثور أنهم حكوا الخلاف في كونِ تفسير التابعين يُعَدُّ من التفسيرِ بالمأثورِ أو لا يُعدُّ، قال الزرقانيُّ (ت:):» وأمَّا ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء: منهم من اعتبره من المأثور؛ لأنهم تلقوه من الصحابة غالبا، ومنهم من قال: إنه من التفسير بالرأي «().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال محمد حسين الذهبي (ت: 1397):» وإنما أدرجنا في التفسير المأثور ما رُوي عن التابعين ـ وإن كان فيه خلاف: هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرَّأي؟ () ـ لأننا وجدنا كتب التفسير المأثور ـ كتفسير ابن جرير وغيره ـ لم تقتصر على ما ذكر مما روي عن النبي ?، وما روي عن الصحابة، بل ضمنت ذلك ما نقل عن التابعين في التفسير «().
والأصلُ الذي نقلا منه ـ وهو رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728) ـ جاء فيه ما يأتي:» وقال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة، فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم. وهذا صحيح. أمَّا إذا اجتمعوا علي الشَّيء فلا يُرتابُ في كونه حُجَّةً، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن والسُّنَّةِ، أو عموم لغة العربِ، أو أقوال الصحابةِ في ذلك «().
وإذا وازنت بين هذه النُّقولِ تبيَّنَ لك أنَّهم تركوا مصطلحَ» طرق التفسير «إلى مصطلحٍ أحدثوه بدلاً عنه، وهو مصطلح» التفسير بالمأثور «، ونزَّلوا ما ذكرَه شيخ الإسلام في حديثه عن» طرق التفسيرِ «على هذا المصطلحِ الذي اصطلحوا عليه.
ثانيًا: علاقة المأثور بالرأي:
يُفهم ممن جعل التفسير بالرأي قسيمًا للتفسير بالمأثور، أنَّ التفسير بالرأي ما عدا الأربعة المذكورة في التفسير بالمأثور، وهذا فيه عدم تحرير، وقد ظهر من ذلك نتائج؛ منها: أنَّ التفسير المأثور أصح من التفسير بالرأي، وأنه يجب الاعتمادُ عليه.
وهذا الكلام من حيث الجملة صحيحٌ، إلا أنه لم يقع فيه تحديد مصطلح الرأي، ومعرفة مستندات الرأي لكلِّ جيلٍ من العلماءِ، وإذا تبينت هذه الأمور بانت العلاقة بينهما،وإليك بيانُ ذلك باختصار.
أولاً: ألم يقع الاجتهاد في التفسير عن السلف؟
إنَّ تسمية هذه الأربعة بأنها مأثور جعل بعض الباحثين الذين اعتمدوا هذا المصطلح يغفل عن وقوع الاجتهاد في التفسير عند السلف، فإذا كان لهم اجتهاد، فهل هو تفسير بالرأي، أو يُعدُّ بالنسبة لهم مأثورًا؟
فإذا كان المفسِّر المجتهد من الصحابة، فهل يُعدُّ تفسيرُه مأثورًا بالنسبة لغيره من الصحابة؟
وإذا كان المفسر المجتهد من التابعين، فهل يُعدُّ تفسيرُه بالنسبة للصحابة مأثورًا؟
لا شكَّ أنَّ الجواب: لا، لا يُعدُّ مأثورًا.
لكنَّ تفسير الصحابةِ بالنسبة للتابعين وأتباعهم مأثورٌ.
وتفسير التابعين بالنسبة لأتباع التابعين مأثورٌ.
والمراد بالمأثور هنا مطلق المعنى اللغوي أو الاصطلاحي عند علماء مصطلح الحديث. ولا يعني وصفه بأنه مأثور مطلق القبول، وتقديمه على غيره؛ لأنَّ في الأمر تفصيل ليس هذا محلُّه.
ولا يُخرجُ من هذه الإشكالات إلا إن قال من اصطلح على هذا المصطلح: أنا أريد بالرأي: الرأيَ المذمومَ، وهذا ما لم يشر إليه من درج على هذين المصطلحين.
ولبيان المسألة أكثر، أقول: بعد أن تشكَّل تفسيرُ السلفِ، وتحدَّد في طبقاتِه الثلاثِ (الصحابة والتابعين وأتباع التابعين) كما هو ظاهرٌ من نقولِ المعتنين بكتابة علم التفسيرِ من علماء أهل السُّنة، الذين اعتمدوا النقل أو الترجيح بين الأقوالِ، صار التفسير المأثور عن السلف مصدرًا يجب الرجوع إليه، والاعتماد عليه، وهذا ظاهر لا مشكلة فيه.
لكن هل يعني وصفه بأنه مأثور أنه لم يقع فيه تفسير بالرأي؟
إنَّ التفسيرَ بالرأي كان منذ عهد الصحابةِ الكرام، وكان لهم مستندهم في الرأي، من القرآن والسنة واللغة وأسباب النُّزول وشيءٍ من مرويات بني إسرائيل، وأحوال من نزل فيهم القرآن ... الخ.
وجاء التابعون، وكان جملةٌ كبيرةٌ من تفسيرِهم بالرأي، وكان لهم اختيارٌ في التفسيرِ قد يخالفُ اختيارَ أفراد الصحابةِ، وكانت مستندات الرأي عندهم ما كان عند الصحابةِ، وزاد في مصادرهم تفسيرُ الصحابةِ؛ لأنهم جاءوا بعدهم.
ثمَّ جاء أتباع التابعين، وكان الحالُ كما كان في عهد التابعين، وعليهم وقف النقلُ في التفسير، كما هو ظاهر من كتب التفسير التي نقلت أقوال السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان تفسيرُ كل طبقة بالنسبة لمن جاء بعدهم مأثورًا، لكنه لا يحملُ صفة القبولِ المطلقِ لأنه مأثورٌ فقط؛ لأنَّ فيه جملة من الاختلاف التي تحتاج إلى ترجيح القول الأولى = بل له أسباب أخرى مع كونه مأثورًا.
إذا تبين ما سبق، فإنَّ التفسيرَ المأثورَ عن السلف على قسمين:
القسم الأول: المنقول المحض الذي لا يمكن أن يرد فيه اجتهاد، ويشمل تفسيرات النبي ? وأسباب النُّزول وقصص الآي والغيبيات.
والقسم الثاني: ما كان لهم فيه اجتهاد، ويظهر فيما يرد عليه الاحتمال من التفسير.
وما دام في تفسيرهم رأي، فما نوع الرأي الذي عندهم، وما نوع الرأي الذي جاء بعدهم؟
أما الرأي الوارد عنهم، فهو من قبيل الرأي المحمود؛ لأنهم لم يكونا يقولون في القرآن بغير علم، كما لم يكن عندهم هوى مذهبي يجعلهم يحرفون معاني الآيات إلى ما يعتقدونه، فلما سلِموا من هذين السببين اللذين هما من أكبر أسباب الوقوع في التحريف في التفسير، وكانوا يفسرون كلام الله على علمٍ، كان رأيهم محمودًا في التفسير.
ووجود قول ضعيف في تفسيرهم لا يعني أنه من الرأي المذموم، وما ورد من تفسيرات غريبة عن بعضهم؛ أعني بعض تفسيرات مجاهد (ت: 104) لمسخ بني إسرائيل قردة وخنازير، والميزان، والنظر إلى وجه الله إنما هي أفراد في تفاسيرهم، وهي نادرة لا تكاد تذكر.
وأما الرأي الذي جاء بعد تفسير السلف فهو على قسمين:
القسم الأول: رأيٌ محمودٌ، وهو المبني على علم، وهو نوعان:
النوع الأول: الاختيار من أقوالهم بالترجيح بينها إذا دعى إلى ذلك داعٍ، بشرط أن يكون المرجِّح ذا علم، ولا يختار من أقوالهم حسب هواه وميوله. ولا بدَّ أن يكون المرجِّح على علم بأنواع ما يقع من الاختلاف عنهم، وهو قسمان:
القسم الأول: أن يكون الخلاف راجعا إلى معنى واحدٍ، ويكون الخلاف بينهم خلاف عبارة، ويدخل الرأي هنا في توجيه أقوالهم على كونها على قول واحد ولا خلاف حقيقي ولا معتبر فيها.
القسم الثاني: أن يكون الخلاف بينهم راجعا إلى أكثر من معنى، فاختيار أحد هذه المعاني من المفسرين الذين جاءوا بعدهم إنما يكون برأي واجتهادٍ، كما فعل الطبري (ت: 310).
ثانيًا: الإتيان بمعنى جديد صحيح لا يناقض تفسيرهم، ولا يقصر معنى الآية عليه:
لا شكَّ في أن المعاني تنتهي، ولكن هذا لا يعني أن تفسير القرآن قد توقَّف على جيل أتباع التابعين، وأنه لا يجوز لغيرهم أن يفسِّر القرآن.
نعم لا يعني هذا، ولكن لابدَّ من ضوابط في هذا، وهو ما يشير إليه عنوان الفقرة من أن يكون المعنى صحيحًا واردًا في اللغة، وأن يكون غير مناقض لقول السلف، وأن لا يعتقد المفسر بطلان قولهم وصحة قوله فقط. فإذا حصلت هذه الضوابط = صحَّ ـ والله أعلم ـ التفسير الجديد، وصار من التفسير بالرأي المحمود المعتمد على علمٍ، والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[17 Apr 2003, 09:52 ص]ـ
القسم الثاني: رأي مذموم، وله عدة صور، ويغلب عليه أن يكون تفسيرًا عن جهل أو عن هوى، وعلى هذا أغلب تفاسير المبتدعة من المعتزلة والرافضة والصوفية وغيرهم.
وبعد هذا يتبين ما يأتي:
1 ـ أنَّ جعل التفسير بالمأثور مقابلا للتفسير بالرأي لا يصح.
2 ـ أنَّ تسمية الوارد عن السلف بأنه مأثور لا إشكال فيه، لكن لا يقابله غيره على أنه تفسير بالرأي؛ لأنَّ في هذا نسيان للرأي الواردِ عن السلفِ.
3 ـ أنَّ الحكم على التفسير المأثور بالقبول، يصحُّ من حيث الجملة، لكنه لا يتلاءم مع الاختلاف المحقق الوارد عنهم؛ وفي هذه الحال لابدَّ من معرفة القول الأولى أو القول الصحيح في الآية، وهذا يحتاج إلى رأي جديد، فهل تقف عند الاختلاف بزعم قبول المأثور، أم ترجِّح ما تراه صوابًا، فتكون ممن قال برأيه؟
4 ـ إنَّ ما ورد عن الصحابة أو التابعين أو أتباعهم، فإنه مأثورٌ، ولكنه لا يقبل لأجل هذه العلةِ، وإنما لعلل أخرى؛ كأن يكون إجماعًا منهم، أو قول جمهورهم، أو غيرها من الأسباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا، ولقد تتبَّعتُ مصطلحَ» مأثور «و» المأثور «، فلم أظفر على هذا التَّقسيمِ الرُّباعيِّ الذي ذكرهُ هؤلاءِ، بل يطلقُه العلماءُ على ما أثرَ عن الرسول ? أو عن السلفِ، أو الصحابةِ، أو عن التابعينَ ()، وأحسبُ أنَّ هذه القضيَّةَ ليست بحاجةٍ إلى نقلٍ لتدعيمِها؛ لكثرةِ ما تردُ في كتب اللغة، ومصطلح الحديث، وغيرها، فتجد المأثور في اللغةِ: ما نقله الخلف عن السلفِ، وقد يكون اصطلاحًا عند بعضهم على ما أُثِرَ عن الرسولِ ?، أو عن أصحابِه أو عن التَّابعينَ، وهو في كلِّ هذه الاصطلاحاتِ لم يخرج عن المعنى العامِّ للفظةِ.
وقد يُسمَّى المأثورُ عنهم بالتفسيرِ المنقولِ، ويقسمونَ التفسيرَ إلى نقليٍّ واجتهاديٍّ، ولكن لا يعنون أنَّ ما نُقِلَ عنهم لا يقعُ فيه اجتهادٌ، بل مرادهم اجتهادُ المفسِّر في أيِّ عصرٍ كان ().
أو يُسمَّى المنقولُ عنهم بالرِّوايةِ، والمأخوذُ من طريقِ الاجتهادِ بالدِّرايةِ ()، ولكن يجب أن تنتبه إلى أنَّ لهم في تفسيرِهم درايةٌ، ثمَّ صار لمن بعدهم روايةً.
وأيًّا ما اصطلحتَ على المنقولِ عن السَّلفِ، فإنه يجبُ أن تتنبَّه إلى ورودِ الاجتهادِ عنهم، وأنَّهم صاروا بعد ذلك مصدرًا لمن جاء بعدهم، يعتمدُ عليهم، ويتخيَّرُ من أقوالِهم، أو يضيفُ ما صحَّ من المعنى ولم يناقض أقوالَهم.
ويمكنُ تلخيصُ هذا الموضوعِ فيما يأتي:
1 ـ أنَّ إطلاقَ المأثور على المرويِّ عن الرسولِ ? والسَّلفِ من الصحابة والتَّابعين وأتباعهم إطلاقٌ صحيحٌ.
2 ـ أنَّ هذا المأثورَ عنهم هو أهمُّ المراجع التي يجبُ أن يرجعَ إليها المفسِّرون الذي جاءوا بعدهم.
3 ـ أنَّ الصَّحيحَ المرويَّ من تفسيرِ الرسولِ ? المباشرِ حجَّةٌ في تفسيرِ الآيةِ بلا خلافٍ.
4 ـ أنَّ جملةً من التفسيرِ المرويِّ عن السلفِ معتمدُه النَّقل، وهو كسائر المنقولاتِ من حيثُ اعتمادُ الصحيحِ منها، ويدخل في ذلك أسباب النُّزول وقصص الآي، وغيرها من المغيَّباتِ التي تفتقرُ إلى النَّقلِ.
وهذه المنقولات تردُ عن الصحابةِ وعن التابعين وأتباعهم ويختلفُ قبولها بين هذه الطبقاتِ، فالمرويُّ عن صحابيٍّ ليس كالمرويِّ عن تابعيٍّ، ولا عن تابع تابعيٍّ.
والمرويُّ عن جماعةٍ منهم، ليس كالمرويِّ عن فردٍ منهم، وهكذا غيرها من القرائن التي تحفُّ بقبولِ الأخبارِ.
5 ـ أنَّ جملةً من تفسير السَّلفِ تفسيرٌ بالرأي المحمودِ، ولهم في ذلك معتمدَاتٌ؛ كالقرآنِ واللغةِ، والعلمِ بأحوال من نزل فيهم الخطابُ، والعلمُ بأحوالِ المصطفى ?، وغيرها.
6 ـ أنَّ القرآن مصدرٌ مهمٌّ من مصادرِ التَّفسيرِ، ولا يُقبلُ التَّفسيرُ به لمجرَّدِ كونِه تفسيرَ قرآنٍ بقرآنٍ، بل لاعتبارٍ آخر؛ كأن يكونَ من تفسيرِ النَّبيِّ ?، أو مما لا يمكنُ الاختلافُ في كونه مفسَّرًا بقرآنٍ، أو مما يكونُ مجمعًا عليه، أو بالنَّظرِ إلى عُلُوِّ مرتبةِ مفسِّرِه، أو غيرها من القرائنِ التي تدلُّ على صحَّةِ التفسيرِ به.
وإذا كان التفسيرُ بالقرآن ممن هو دون النَّبيِّ ?، فهو من اجتهادِ المفسِّرِ به، لذا قد يختلفُ مفسرٌّ وغيرُه في حمل آيةٍ على آيةٍ، وإنما كان ذلك بسبب الاجتهادِ.
7 ـ أنَّ التَّعاملَ مع تفسيرِهم يختلفُ من مثالٍ إلى غيرِه، فقد يكونُ في موطنٍ لا يصحُّ أن يُتعدَّى ما قالوا، وفي بعضِ المواطنِ قد يجتهدُ المفسِّرُ ويختارُ من أقوالِهم ما يراه الأصوبَ، وقد يجوزُ له في موطن غيره أن يزيدَ على ما قالوا من المعاني الصحيحةِ التي تحتملها الآيةُ ولا تناقضُ ما قالوا.
ثالثًا: ما ترتب على مصطلح التفسير بالمأثور
لقد ترتَّبت نتائج على مصطلح التفسير بالماثور فيها خلل علمي، وسأذكر بعض هذه النتائج.
الأولى: الحكم عبى التفسير بالمأثور بأنه يجب الأخذ به.
قال مناع القطان:» التفسير بالمأثور هو الذي يجب الأخذ به؛ لأنه طريق المعرفة الصحيحة، وهو آمن سبيل للحفظ من الزلل والزيغ في كتاب الله «().
.وهذا كلام ينقصه التحرير، من جانبين:
الأول: أن أغلب تفسير القرآن بالقرآن من قبيل الاجتهاد، وهو يدخل في التفسير بالرأي، وقبوله إنما تكون من جهة أخرى لا من جهة كونه مأثورًا فقط، كما سبق بيانه.
الثاني: كيف يجب الأخذ بالتفسير الذي يقع فيه الاختلاف بين السلف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل يقبل الاختلاف على إطلاقه، أم في الأمر تفصيل؟
أما قبول الاختلاف على إطلاقه، فلا يُتصوَّر القول به.
وأما إذا رجع الأمر إلى اختيار القول الأَولى أو الصحيح، فقد دخلت في التفسير بالرأي والاجتهاد؛ لأنك ترى أن هذا القول أولى من غيره.
وبهذا تكون قد خرجت عن التفسير بالمأثور على هذا الاصطلاح المذكور.
الثانية: افتراض وقوع الاختلاف بين المأثور والرأي:
جاء في كلام بعضهم فيه فرضيات عقلية لا تثبت أمام العمل التفسيري، ولم يُعملْ بها من قبل، ولا أُخِذَ بها من بعد.
وسأذكر لك من كلام من أصلَّ هذا التقسيم وانتشر من بعده ما يدلُّ على ما قلت لك.
عقد عبد العظيم الزرقاني (ت:) في كتابه مناهل العرفان مبحثًا بعنوان (التعارض بين التفسير بالرأي والتفسير بالمأثور وما يتبع في الترجيح بينهما)، وقال فيه:» ينبغي أن يعلم أن التفسير بالرأي المذموم ليس مرادا هنا لأنه ساقط من أول الأمر فلا يقوى على معارضة المأثور.
ثم ينبغي أن يعلم أن التعارض بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي المحمود معناه: التنافي بينهما، بأن يدل أحدهما على إثبات والآخر على نفي؛ كأن كلا من المتنافيين وقف في عرض الطريق فمنع الآخر من السير فيه.
وأما إذا لم يكن هناك تناف، فلا تعارض، وإن تغايرا؛ كتفسيرهم الصراط المستقيم بالقرآن أو بالسنة أو بطريق العبودية أو طاعة الله ورسوله، فهذه المعاني غير متنافية وإن تغايرت ...
إذا تقرر هذا، فإن التفسير بالمأثور الثابت بالنص القطعي لا يمكن أن يعارض بالتفسير بالرأي؛ لأن الرأي: إما ظني، وإما قطعي؛ أي مستند إلى دليل قطعي: من عقل أو نقل، فإن كان قطعيا، فلا تعارض بين قطعيين، بل يؤول المأثور؛ ليرجع إلى الرأي المستند إلى القطعي إن أمكن تأويله، جمعا بين الدليلين.
وإن لم يكن تأويله، حُمِلَ اللفظ الكريم على ما يقتضيه الرأي والاجتهاد، تقديما للأرجح على المرجوح.
أما إذا كان الرأي ظنيا، بأن خلا من الدليل القاطع، واستند إلى الأمارات والقرائن الظاهرة فقط، فإن المأثور القطعي يقدم على الرأي الظني ضرورة أن اليقين أقوى من الظن. هذا كله فيما إذا كان المأثور قطعيا، أما إذا كان المأثور غير قطعي في دلالته؛ لكونه ليس نصا، أو في متنه؛ لكونه خبر آحاد، ثم عارضه التفسير بالرأي فلا يخلو الحال: إما أن يكون ما حصل فيه التعارض مما لا مجال للرأي فيه، وحينئذ فالمعوَّل عليه المأثور فقط، ولا يقبل الرأي.
وإن كان للرأي فيه مجال، فإن أمكن الجمع فبها ونعمت، وإن لم يكن قدِّمَ المأثور عن النبي أو عن الصحابة؛ لأنهم شاهدوا الوحي، وبعيد عليهم أن يتكلموا في القرآن بمجرد الهوى والشهوة.
أما المأثورعن التابعين، فإذا كان منقولا عن أهل الكتاب، قدم التفسير بالرأي عليه. وأما إذا لم ينقل عنهم، رجعنا به إلى السمع، فما أيده السمع، حُمِلَ النظم الكريم عليه، فإن لم يترجح أحدهما بسمع ولا بغيره من المرجحات، فإننا لا نقطع بأن أحدهما هو المراد، بل نُنَزل اللفظ الكريم منْزلة المجمل قبل تفصيله والمشتبه أو المبهم قبل بيانه «().
إنك في هذا النَّصِّ أمام فَرَضيات مبنية على أن التفسير بالمأثور ليس فيه رأي، وأنه يمكن أن يناقضه التفسير بالرأي، ويظهر لي أن ههنا معركة دائرة بين أشياء متوهَّمة؛ لذا لم يذكر الزرقاني أمثلة لهذه الفرضيات التي استنتجها، وقد جاء بمصطلحات لا تستخدم إلا عند المتكلمين ممن كتب في علم الكلام أو في علم الأصول، وذهب يعمل بطريقة السبر والتقسيم في المحتملات التي يمكن أن ترد في التعارض المزعوم بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي.
ولعلك تلحظ فيه روح أحد علماء الكلام الذين يقدمون العقل على النقل في قوله:» إذا تقرر هذا، فإن التفسير بالمأثور الثابت بالنص القطعي لا يمكن أن يعارض بالتفسير بالرأي؛ لأن الرأي: إما ظني، وإما قطعي؛ أي: مستند إلى دليل قطعي من عقل أو نقل، فإن كان قطعيا فلا تعارض بين قطعيين بل يؤول المأثور ليرجع إلى الرأي المستند إلى القطعي إن أمكن تأويله جمعا بين الدليلين «.
وبهذا صار حظُّ التفسير بالمأثور أن يكون عرضةً للعقول تؤوِّله على ما تراه مناسبًا لها، وليس مقدَّمًا عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأعيد فأقول: إن هذا الكلام لو خرج ممن لم يقرأ في التفسير، ولا كتب في علوم القرآن لما كان مستغربًا، لكن أن يكون في كتاب من أهم كتب علوم القرآن المعاصرة، فهذا ما يُعجبُ منه!
وإني أظنُّ أنَّ قارئًا لو أراد أن يطبق هذه الفرضيات التي ذكرها لظهر له زيفُها وبُعْدُها عن التحقيق، مع ما تتَّسمُ به ـ من أول وهلة ـ بالنظر والتحرير والتقسيم والتحبير، لكنها في الواقع بعيدة كل البعد عن طريقة التفسير ومهيعه المعروف عند العلماء ().
الثالثة: تقسيم كتب التفسير بين المأثور الرأي:
كان من أكبر نتائج مصطلحي المأثور والرأي أن قُسِّمت كتب التفسير بين هذين النوعين، وليس هناك حجة واضحة في هذا التوزيع، ولا تكاد تجد حدًّا فاصلاً في عَدِّ تفسير من التفاسير بأنه من المأثور او من الرأي، ومن ذلك تقسيم محمد حسين الذهبي (ت: 1397)، فقد جعل كتب التفسير المأثور ما يأتي:
جامع البيان، لابن جرير الطبري (ت: 310)، وبحر العلوم، لأبي الليث السمرقندي (ت: 375)، والكشف والبيان عن تفسير القرآن، لأبي إسحاق الثعلبي (ت: 427)، ومعالم التنْزيل، لأبي محمد الحسين البغوي (ت: 516)، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية الأندلسي (ت: 542)، والجواهر الحسان في تفسير القرآن، لعبد الرحمن الثعالبي (ت: 876)، والدر المنثور في التفسير المأثور، للسيوطي (ت: 911) ().
وجعل من كتب التفسير بالرأي المحمود:
مفاتح الغيب، للفخر الرازي (ت: 606)، وأنوار التنْزيل وأسرار التأويل، للبيضاوي (ت: 685)، ومدارك التنْزيل وحقائق التاويل، للنسفي (ت: 701)، ولباب التاوي في معاني التنْزيل، للخازن (ت: 741)، والبحر المحيط، لأبي حيان (ت: 745)، وغرائب التنْزيل ورغائب التأويل، للنيسابوري (ت: 728)، وتفسير الجلالين، والسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الخبير، للشربيني (ت: 977)، وإرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، لأبي السعود (ت: 982)، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، للآلوسي (ت: 1270) ().
ثم ذكر التفسير بالرأي المذموم، وذكر ضمنه بعض كتبه؛ ككتاب تنْزيه القرآن عن المطاعن، للقاضي عبد الجبار (ت: 415)، وأمالي الشريف المرتضى (ت: 436)، والكشاف، للزمخشري (ت: 538).
وإليك بعض الملحوظات على توزيعاتهم:
1 ـ يعدون تفسير الطبري (ت: 310) من كتب التفسير بالمأثور، ويغفلون عن ذكر تعرضه لتوجيه الأقوال والترجيح بينها، وإذا كانت هذه طريقته، فلم لا يكون من التفسير بالرأي، وما الحدُّ الفاصل في جعله من كتب التفسير بالمأثور لا من كتب التفسير بالرأي؟!
فالتفسير ينسب إليه، وفيه آراؤه في التفسير، وفيه مصادره التي من أعظمها التفسير المأثور عن السلف، ومنها اللغة، ولو سلك من يكتب عن تفسيره الأسلوب الذي انتهجه هؤلاء في عدِّهم لتفسيره أنه من التفسير بالمأثور بسبب أسانيده ورواياته لتفسير السلف، لو عدَّه من كتب التفسير اللغوي بسبب كثرة اعتماده عليها، لما أبعد في ذلك.
لكن النظر هنا إلى تحريراته في التفسير، لا إلى مصادره، وإذا كان النظر من هذه الزاوية، وهي الصحيحة لا غير، فهو من أعظم كتب التفسير بالرأي المحمود.
2 ـ يعدُّون تفسير الخازن المسمى (لباب التأويل في معاني التَّنْزيل) من التفسير بالرأي ()، مع أن مؤلفه نصَّ في المقدمة على أنه ليس له في هذا التفسير سوى النقل، قال:» ... ولما كان هذا الكتاب كما وصفت] يعني كتاب معالم التنْزيل للبغوي [أحببت أن أنتخب من غرر فوائده، ودرر فرائده، وزواهر نصوصه، وجواهر فصوصه = مختصرًا جامعًا لمعاني التفسير، ولباب التنْزيل والتعبير، حاويًا لخلاصة منقوله، متضمنًا لنكته وأصوله، مع فوائد نقلتها، وفرائد لخصتها من كتب التفاسير المصنفة في سائر علومه المؤلفة، ولم أجعل لنفسي تصرفًا سوى النقل والانتخاب، وحذفت منه الإسناد؛ لأنه أقرب إلى تحصيل المراد ... «().
(يُتْبَعُ)
(/)
يظهر من هذا النص أن الخازن (ت: 741) قد اختصر تفسير البغوي (ت:516)، وأنه قد انتخب من غيره من التفاسير، وأنه ليس له فيها سوى النقل والانتخاب. وتراهم قد عدَّوا تفسير البغوي (ت: 516) من كتب التفسير بالمأثور ()، فلِمَ لم يجعلوا المختصر الخازنيَّ من كتب التفسير بالمأثورِ تبعًا لأصله البغويِّ؟!
تصحيح المسار في مصطلح التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
ليكن قد خرج من ذهنك المقابلة المفتعلة بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، فإذا كان، فإني سأرشدك إلى نظرٍ آخر يبين لك ما يقع فيه الرأي وما لا يقع فيه بناءً على ما ورد في كتب التفسير من المصادر التي اعتمدوها من تفسير للقرآن بالقرآن، وتفسير له بالسنة أو بتفسيرات النبي ?، أو تفسير بسبب نزول، أو تفسير لصحابي، أو التابعي أو لتابع تابعي، أو لمن جاء بعدهم إلى أن تقوم الساعة، فما حركة التفسير التي نشأت ولا زالت حتى هذا اليوم؟
أولاً: التفسير الذي لا يدخله الرأي:
يشمل التفسير الذي لا يدخله رأي نوعين:
الأول: ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا من التفسير، لأنه لو احتمل أكثر من معنى لكان اختيار أحد المعاني دون غيرها يعتمد على الرأي والاجتهاد.
الثاني: جملة من التفسير المنقول الذي ليس للمفسر فيه إلاَّ النقل، كائنًا من كان هذا المفسر، ويشمل هذا القسم:
1 ـ التفسير النبوي الصريح.
2 ـ أسباب النُّزول.
3 ـ الأخبار الغيبية الواردة في الآيات من قصص وأوصاف للأشياء، وأسماء للمبهمات وغيرها.
والمقام هنا مقام وصفٍ لا مقام ترجيح، فلو ورد سبب نزول صريح ضعيف، فإنَّ الحكم من حيث الوصف عليه أنه مما لا يمكن أخذه إلا من طريق الرواية، لكن لا يلزم كونه كذلك أن يكون تفسيرًا للآية، وهكذا غيره من المنقولات؛ لأنه يشترط فيها الصحة.
ثانيًا: التفسير الذي يدخله الرأي:
يشمل هذا القسم كل التفسيرات التي فيها أكثر من احتمال في المراد من الآية؛ لأن الاحتمال عرضة للاختلاف والاجتهاد في معرفة أيها المراد.
وهذا يشترك فيه كل المفسرين من عهد الصحابة إلى يوم الدين، ولهم مصادر معروفة، وهي: التفسير المنقول الذي سبق ذكره، والقرآن، والسنة، واللغة، وهم يجتهدون على حسب ما عندهم من العلم.
والتابعون يزيد عندهم مصدر، وهو تفسير الصحابة، وكذا أتباع التابعين يزيد عندهم مصدر، وهو تفسير التابعين، وكذا من جاء بعدهم يكون تفسير السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم مصدرًا لهم.
وبعد هذا، فإن كل ما يُنقل عن النبي ?، أو عن السلف من تفسير القرآن، فإنه يصحُّ أن يُطلق عليه» تفسير مأثور «()، وهذا يعني كيفية الوصول إليه، فأنت لا تدرك هذه المنقولات عنهم بعقلك، بل لابدَّ من أن تأخذها عن طريق الأثر؛ لذا تذهب إلى من اعتنى بالمنقول عنهم؛ كعبد الرزاق (ت: 211)، والطبري (ت: 310)، وابن أبي حاتم (ت: 327)، وغيرهم، ثمَّ تقرأ ما رَوَوه عن السلف، وتعتبر ما جاء عنهم ـ من حيث الجملة ـ من أهم مصادر التفسير.
والحديث هنا ـ كما قلت لك ـ وصف للتفسير باعتبار مصادره، وليس حديثًا عما يقبل وما لا يقبل من التفسير، فهذا له مجال آخر من الحديث.
ـ[طالبة دراسات عليا]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:33 م]ـ
شكرا لكم إخوتي الكرام على الرد المفصل الدي تفضلتم بإفادتي به , والدي أزال الغموض الدي كان في دهني حول هدا الموضوع, فقد توصلت من خلال اطلاعي للعديد من كتب التفسيرأن هدا التقسيم فيه خلل لأن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم قد فسروا القرآن باجتهاداتاهم, واستعمالهم التأويل , فتساءلت أيعتبر تفسيرهم هدا من قبيل التفسير بالمأثور أو التفسير بالرأي , كما اندهشت لصنيع بعض المؤلفين من تصنيفهم كتاب الجامع للطبري بأنه تفسير بالمأثور مع أنه ويكفي تصفحه لندرك أنه ليس تفسيرا بالمأثور بالمصطلح المتداول لأنه استعمل التأويل واجتهاده خاصة في الاتجاه اللغوي , وهدا ما يؤكد أن التقسيم الوارد غير منضبط ويحتاج إلى تصحيح, لكن شككت في الأمرو أن يصل فهمي - مع قلة باعي - إلى استنتاج أن هناك خللا في التقسيم , لكنكم أساتدتي الكرام قد أزلتم مشكورين هدا الاتباس عن دهني , وأوضحتم لي ما كان غامضا, و أكدتم لي ما توصلت إليه, فشكرا لكم وبارك والله فيكم وجازاكم عني وعن طلبة العلم خير الجزاء.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Mar 2005, 04:06 ص]ـ
موضوع جدير بالرفع للقراءة والإفادة، مع الشكر لمن شارك وأفاد
ـ[سلسبيل]ــــــــ[26 Mar 2006, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ما هي طريقه اهل التصوف في التفسير؟؟
وما هي أبرز مؤلفاتهم؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 Mar 2007, 05:02 م]ـ
للرفع وتجديد الإفادة
والعجيب حقا أن هذه القضية (نقد مفهوم المأثور والرأي في التفسير) لم تجد ما تستحقه من النشر والتنويه خصوصا ممن يتصدى لتدريس علوم القرآن
مع أنها من أولى ما ينبغي أن يشغل الطلاب وقبلهم المعلمين!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2007, 08:51 م]ـ
التفسير الصوفي الإشاري:
أما الاتجاه الإشاري أو الفيضي، فللقوم فيه جولات وشطحات، وهو تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة.
والفرق بينه وبين التفسير الصوفي النظري؛ أن النظري ينبني على مقدمات علمية تنقدح في ذهن الصوفي أولاً ثم ينزل القرآن عليها بعد ذلك، أما الإشاري فلا يرتكز على مقدمات علمية، بل يرتكز على رياضة روحية يأخذ بها الصوفي نفسه حتى تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الإشارات القدسية. كما أن التفسير الصوفي النظري يرى صاحبه أنه كل ما تحتمله الآية من معان وليس وراءها معنى آخر، أما الإشاري فيرى أن هناك معنى آخر تحتمله الآية ويراد منها أولاً وقبل كل شيء وهو المعنى الظاهر.
ويقول الدكتور محمد حسين الصغير في:
المنهج الصوفي أو الباطني للتفسير:ولايراد به تفسير تلك الطبقة التي بلغت من النقاء والصفاء ما امتزجت به، بالحب الالهي المطلق أو الجمال الروحي المحض، وإنما المراد به تلك الآراء الغريبة التي تفسر القرآن تفسيراً باطنياً بعيداً عن ظواهر الكتاب، ودلالة السنة، وسيرة المتشرعة، ففسروا القرآن بأهوائهم حتى حملوا الشريعة - والقرآن مصدرها الأول - على أفكار اتسمت بالحلول تارة. وقالت بالتجسيد تارة أخرى معتمدين على فيوضات والهامات تخيلوها عين الصواب، وهي مجانبة للرشد ومنحرفة عن الصراط المستقيم.
ويعدل في أغلب هذا المنهج عن الظواهر العربية وينتقل به من الماديات الى المعنويات ويفسر الحسي بالعقلي، والملموس بالذهني.
وإمام هذا الفن هو الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي (ت: 638 هجري) في تفسيره للقرآن، وبه يذهب الى التفسير تفسيراً عرفانياً تارة، وباطنياً صوفياً تارة أخرى، ويومي إلى الاشارات أحياناً، مما خالفه به كثير من الباحثين، ونحن لانحمل أقواله إلا على المحمل الحسن. ففي قوله تعالى: (ولاتأكُلُوا أمْوالَكُمْ بَيْنَكُم بِالباطِلِ وَتُدْلُوا بِها الى الْحُكّامِ) يقولون: لا تأكلوا معارفكم ومعلوماتكم بباطل شهوات النفس ولذاتها، بتحصيل مآربها، واكتساب مقاصدها الحسية والخيالية باستعمالها وترسلوا الى حكام النفوس الامارة بالسوء.
وللعلم فإن تفسير القرآن الكريم أي بيان معانيه هو تفسير إسلامي بغير صفة أخرى، معتمدا على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى معرفة اللغة العربية ومدلولاتها، وعلى أقوال الصحابة الموثوقين المعروفين بالتفسير والتأويل.
وأما ما استجد من صفات تُطلق على التفسير، كالتفسير الصوفي والتفسير الفلسفي وتفسير المتكلمين، فهذه أمور لا تُعتمد في تفسير القرآن الكريم، والإنسان الذي يرى في نفسه توجها لتفسير الآيات تفسيرا معينا يتعلق بالقلب وبالإحساس يبقي هذا لنفسه، ولا يترتب على هذا أية أحكام.
وأهم كتب التفسير الإشاري:
(تفسير القرآن العظيم) لأبي محمد سهل بن عبد الله التستري المتوفى سنة 273 هـ، وقد طعن بعض العلماء في هذا التفسير، فقد صنفه السيوطي ضمن مَن صنف في التفسير من المبتدعة، وقال:
"إنما أوردته في هذا القسم لأن تفسيره غير محمود" (انظر طبقات المفسرين ص 31)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وما ينقل في حقائق السلمي عن جعفر الصادق عامته كذب على جعفر كما
قد كذب عليه في غير ذلك" (منهاج السنة، ج 4، ص 155).
وتفسير (حقائق التفسير) لأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، المتوفى سن 412هـ،
وتفسير (عرائس البيان في حقائق القرآن)؛
لأبي محمد روزبهان بن أبي النصر الشيرازي الصوفي، المتوفى سنة 666هـ.
ولعل لطائف الإشارات لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ت. 465/ 1072) والذي يمكن اعتباره أول تفسير صوفي كامل وصلنا. طُبع هذا التفسير الإشاري في مصر سنة 1969 بتحقيق الدكتور إبراهيم بسيوني وطبع بعد ذلك عدة مرات. التفسير يتكون من ثلاثة مجلدات (أكثر من 2000 صفحة).
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[09 Mar 2007, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الطالبة الفاضلة، الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فقد سبق لي أن تطرقت لهذا الموضوع في هذا الموقع المبارك و غيره من المواقع المناظرة، وقد حاولت من خلال بحثي في المسألة أن أبين منهج أهل السنة و الجماعة في تصنيف مناهج التفسير، و قد و جدتهم لا يخرجون عن الأمرين التاليين:
1 - التفسير المأثور و هو الذي له أصل في الشرع.
2 - التفسير على المذهب و هو الذي لا أصل له في الشرع.
و ابتعدوا بذلك عن تقسيم التفاسير بناء على الأدوات المعرفية الموظفة فيه: العقل أو النقل، لما لذلك من خطورة على الشخصية المسلمة، حيث يعمل ذلك على تقسيمها إلى قسمين، إما أن تكون مع العقل أو مع النقل، في حين موقف الإسلام من القضية هو أن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، و من ثم لا مجافاة بينهما.
ولمزيد بيان أحيلكم على الروابط التالية:
1 - تصنيف أهل السنة لمناهج التفسير: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6248
2- التفسير و التأويل لغة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6152
3- التفسير و التأويل اصطلاحا: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6153
4- الفرق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة و الجماعة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6159
5- مرتكزات التفريق بين التفسير و التأويل عند أهل السنة و الجماعة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6160
6- التأويل المقبول و التأويل المردود: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6162
7- حكم التأويل: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6163
و تفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز لمسلك]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:54 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم الشيخ عبد الرحمن على هذه التنبيهات والتحقيقات المفيدة
ووالله لقد أزلتم عنا بها إشكالات كثيرة
فلله الحمد والمنة(/)
فوائد وتنبيهات ولطائف في التفسير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:31 ص]ـ
بسم الله
هذه فوائد متنوعة، ولطائف متفرقة، وتنبيهات متعددة متعلقة بالتفسير وأصوله قيدتها أثناء اطلاعي على كتب أهل العلم، أو انتقيتها مما أجده أثناء تصفحي لبعض المواقع عبر شبكة المعلومات [الإنترنت] أسأل الله تعالى أن ينفعني بها، كما أسأله سبحانه أن يجعل فيها الخير والبركة لكاتبها وقارئها. وإلى أول هذه الفوائد:
بينما كنت أقرأ ما ذكره المفسرون حول تفسير قوله تعالى في سورة المائدة 44: (يحكم بها النبيون الذين أسلموا ... )
رأيت أن أكثرهم على أن وصف النبيين ب (الذين أسلموا) فيه مدح لهم، ثم وقفت على نقل أعجبني كثيراً، ذكره القاسمي نقلاً عن الناصر ابن المنير في تعليقه على الكشاف.
وحاصل ما ذكره ابن المنير أن جعل الصفة لمدح النبيين ليس بسديد؛ لأن النبوة أعظم وأخص من الإسلام، والأصل أن يمدح الإنسان بما يختص به، لا بما يشاركه فيه آحاد أتباعه.
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن الصفة يؤتى بها أحياناً لمدح الموصوف، وقد يؤتى بها لتشريف الصفة، وبيان أهميتها.
ووصف النبيين هنا بالذين أسلموا من النوع الثاني، فهي لبيان شرف الإسلام بكونه دين هؤلاء النبيين عليهم السلام.
وهذا على حد قول الشاعر:
ما إن مدحت محمداً بقصيدتي ... لكن مدحت قصيدتي بمحمدِ
ثم وجدت المفسر المتميز ابن عاشور قد ذكر هذا المعنى مختصراً في التحرير والتنوير.
وحتى تظهر قيمة هذه اللطيفة التفسيرية اللغوية أنصح القراء الكرام بالرجوع إلى محاسن التأويل للقاسمي
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 02:48 م]ـ
بسم الله
هذه لطيفة من لطائف القرآن الكريم، ومن أسرار تشبيهاته البديعة مقتبسة من الموقع المشار إليه أسف هذه المشاركة:
وردت فى القرآن آيات شبه الله تعالى فيها الدنيا بالماء
ومن ذلك قوله تعالى {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس:24]
وقوله تعالى {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} [الكهف: من الآية45]
فلم مثل الله تعالى الدنيا بالماء؟
قيل لأن الماء ليس له قرار وكذلك الدنيا
وقيل لأن الماء إن أمسكته تغير ونتن وكذلك الدنيا لمن أمسكها بلية
وقيل لأن الماء يأتى قطرة قطرة ويذهب دفعة واحدة وكذلك الدنيا وأيضا الماء يستر الأرض وكذلك المال (وهو رمز للدنيا) يغطى عيب الرجل
وأيضا الماء طبعه النقصان كذلك الدنيا
وأيضا الماء يكون فى موضع كثير وفى موضع قليل كذلك الدنيا
وأيضا لا يقدر أحد أن يرد المطر كذلك لا يقدر أحد أن يرد الرزق
وقيل الماء قليله رى للعطشان وكثيره داء كذلك الدنيا
وقيل الزرع يفسد بالماء الكثير كذلك القلب يفسد بالمال الكثير
وأيضا الماء كله لا يكون صافيا كذلك المال فيه الحلال والحرام والشبهة
وأيضا الماء يطهر النجاسات كذلك المال الطيب الحلال يطهر دنس الآثام، قال الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: من الآية103]
وعلى الجملة فإن هذا التشبيه يفيد أن كلا من المشبه والمشبه به
(الدنيا والماء إذا نزل وأثمر ثمرته) يمكث ما شاء الله وهو فى إقبال وبركة ثم عما قليل يضمحل ويزول والعلم عند الله تعالى.
أعلى الصفحة
موقع طريق القرآن www.quranway.net
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2003, 02:30 م]ـ
بسم الله
قال شيخ الإسلا م في مجموع الفتاوي 6/ 584: (وقد نقل عن بعضهم أن كرسيه: علمه. وهو قول ضعيف؛ فإن علم الله وسع كل شيء كما قال: ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً. والله يعلم نفسه ويعلم ما كان وما لم يكن ? فلو قيل: وسع علمه السماوات والأرض لم يكن هذا المعنى مناسباً ? ولا سيما وقد قال تعالى: وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا (البقرة: من الآية255) أي: لا يثقله ولا يكرثه ? وهذا يناسب القدرة لا العلم ? والآثار المأثورة تقتضي ذلك. ... ) انتهى المراد.
وقد صح عن ابن عباس أنه فسر الكرسي بموضع القدمين.
تنبيه مهم: علق محمود شاكر رحمه الله تعليقاً نفيساً على قول ابن جرير: (وأما الذي يدل على صحته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال: هو علمه.) وبيّن اضطراب ابن جرير وتناقضه في هذا الموضع. ومما أورده في تعليقه هذا: (وأما أبو منصور الأزهري فقد قال في ذكر الكرسي: «والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره. قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روي عنه في الكرسي أنه العلم؛ فقد أبطل».) ثم قال شاكر: وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله. انظر تفسير ابن جرير بتحقيق شاكر 5/ 401.
وقال أخوه أحمد شاكر في اختصاره لتفسير ابن كثير المعروف بعمدة التفسير تعليقاً على رواية ابن عباس أن الكرسي هو موضع القدمين: (وهذا هو الصحيح الثابت عن ابن عباس، وأما الرواية السابقة عنه بتأويل الكرسي بالعلم فهي رواية شاذة لا يقوم عليها دليل من كلام العرب. .... ) ثم ذكر كلاماً قريباً مما ذكر أخوه محمود. عمدة التفسير 2/ 163
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2003, 05:37 م]ـ
بسم الله
سأل سائل عن سر تقديم الجار والمجرور في آية يس (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى)؛ فكان الجواب:
أولاً – اعلم أخي السائل وفقك الله وزادك من فضله أن آية القصص (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) جاءت على الترتيب المعروف، حيث تقدم الفاعل وهو هنا (رجل) وهذا موافق للترتيب المعروف في اللغة.
وأما في سورة يس فقد تأخر الفاعل وتقدم الجار والمجرور عليه، وبناءً على ذلك فمحل البحث هنا هو آية يس ولم تأخر الفاعل فيها؟.
ثانياً - تكلم العلماء رحمهم الله حول هذا الموضع وذكروا أجوبة متعددة لسر تقديم الجار والمجرور وهو قوله تعالى (من أقصى المدينة) على الفاعل في آية سورة يس، ومن الأجوبة التي ذكروها:
1.أن في تقديم الجار والمجرور على الفاعل إشارة إلى معنى جليل وهو أن بعد المكان لا يعوق من أراد الإستجابة واتباع المرسلين، كما أن القرب قد لا يكون من دواعي الإجابة. وكأن في هذه الآيات التي وردت هذه الآية في سياقها مثالاً لحال كفار قريش من أهل مكة، وحال الأنصار من أهل المدينة، حين جاء أهل المدينة مع بعدهم وآمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكفار قريش من أهل مكة لم يؤمنوا مع قربهم. [انظر تفصيل هذا الإستنباط في كتاب:ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل للحافظ أحمد بن ابراهيم الغرناطي 2/ 904 - 907].
2. أن في ذلك إشادة بأهل أقصى المدينة وثناء عليهم، وأنه قد يوجد الخير في الأطراف ما لايوجد في الوسط، وأن الإيمان يسبق إليه الضعفاء الذين يسكنون في الغالب في أطراف المدن؛ لأنهم لا يصدهم عن الحق ما فيه أهل السيادة من ترف وعظمة إذ المعتاد أنهم يسكنون وسط المدينة. [ذكر هذا التوجيه الطاهر ابن عاشور في التحرير والتنوير 11/ 365 - 366].
3. أن في ذلك تبكيتاً للمخاطبين من القوم الذين كفروا بالرسل، إذ جاء هذا الرجل الناصح من أقصى مكان فيها وهو لم يحضر ما يحضرون، ولم يشهد ما يشهدون من الآيات والنذر. [ذكره الإسكافي في درة التنزيل نقلاً عن كتاب خصائص التعبير القرآني لعبد العظيم المطعني 2/ 187 - 188].
ومن الأجوبة كذلك: أن ترتيب كلمات الجملة في الآية على حسب السياق والمقصود منه. ففي قصة موسى في سورة القصص كان المقصود هو الإشارة إلى موقف الرجل الناصح الذي جاء يحذر موسى، وينصحه بمغادرة المدينة، ولم يكن المقصود بيان المكان الذي جاء منه. وأما في قصة أصحاب القرية في سورة يس فإن المقصود هو المكان الذي قدم منه الرجل أولاً، ليشير إلى وصول دعوة الرسل الثلاثة إلى أبعد نقطة في المدينة، وهي أقصى المدينة، فلماذا لا يستجيب أهل القرية للرسل وهم قريبون منهم؟! ولهذا قدم المكان والله أعلم. [مع قصص السابقين في القرآن لصلاح الخالدي 3/ 252 - 253].
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 May 2003, 11:40 م]ـ
بسم الله
من لطائف الاستنباطات:
- (يقال:لم يصف الله سبحانه أحداً من خلقه بصفة أعزّ من الحلم، وذلك حين وصف اسماعيل به. ويقال: إن أحداً لا يستحق اسم الصلاح حتى يكون موصوفاً بالحلم؛ وذلك أن إبراهيم صلوات الله عليه دعا ربه فقال: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) (الصافات:100) فأجيب بقوله: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) (الصافات:101) فدلّ على أن الحلم أعلى مآثر الصلاح، والله أعلم.) [من كتاب: شأن الدعاء للخطابي ص64 بتحقيق أحمد يوسف الدقاق].
وهذه فائدة في الفرق بين الغفار والغفور في أسماء الله تعالى:
-الغفور، والغفار من أسماء الله تعالى، واشتقاقهما من أصل واحد، (وسبيل الاسمين من أسماء الله جلّ وعزّ المذكورين على بناءين مختلفين – وإن كان اشتقاقهما من أصل واحد – أن تطلب لكل واحد منهما فائدة مستجدة، وأن لا يحملا على التكرار. فيحتمل – والله أعلم – أن يكون الغفار معناه: الستار لذنوب عباده في الدنيا بأن لا يهتكهم ولا يشيدها عليهم، ويكون معنى الغفور منصرفاً إلى مغفرة الذنوب في الآخرة، والتجاوز عن العقوبة فيها.) [المرجع السابق ص 65].
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[14 May 2003, 06:21 م]ـ
الطريقة المثلى لتفسير كلام الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول مستعيناً بالله تعالى: أفضل الطرق لتفسير القرآن الكريم هي التي تحقق المقصد والهدف من التفسير على أكمل وجه.
ولسائل أن يسأل ويقول: وما المقصد والهدف من التفسير؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال أنبه على أن المسلم لا يمكن أن ينتفع بالقرآن ويهتدي به على أكمل الوجوه حتى يقوم بهذه الأمور الثلاثة التي هي من أهم مقاصد إنزال القرآن الكريم، وهي:
أولاً – تلاوة آياته وترتيلها كما أمر الله سبحانه بذلك في قوله: (ورتل القرآن ترتيلاً).
ثانياً – تدبر آياته والتفكر فيها كما قال الله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب).
ثالثاً – العمل بما فيه، وتطبيق أحكامه، والتحاكم إليه كما قال عز وجل: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم).
فالأمر الأول يعين على تحقيقه علم التجويد والقراءات مع الحرص على تلقي القرآن من أفواه المقرئين المتقنين لتلاوته.
والأمر الثاني – وهو التدبر – لا يمكن أن يحصل على الوجه المطلوب إلا بفهم معاني القرآن وبيان المراد منه، وهذا هو التفسير.
والأمر الثالث – وهو العمل بالقرآن – يكون بتطبيق ما ترشد إليه الآيات وتدعو إليه، وهذا يؤخذ من الآيات عن طريق استنباط الأحكام والفوائد والعبر والعظات من الآيات.
وعليه؛ فإن الهدف من التفسير هو تحقيق التدبر لكتاب الله، ومعرفة المعنى الصحيح للآية المؤدي إلى الإستنباط الصحيح.
وبناءً على جميع ما سبق؛ يمكن أن يقال: إن الطريقة المثلى لتفسير القرآن الكريم هي التي يراعى فيها تحقيق الأمور الثلاثة السابقة، وذلك باتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: أن تتلى الآيات المراد تفسيرها قراءة صحيحة مرتلة مجودة.
الخطوة الثانية: أن يبين ما يحتاج إلى بيان في هذه الآيات، وذلك ببيان معنى اللفظ المشكل، وإيراد سبب النزول، ومعرفة السياق الذي وردت فيه، وغير ذلك مما لا يتضح معنى الآيات إلا بمعرفته. مع مراعاة عدم الخوض في تفصيلات وتفريعات قد لا تدعو الحاجة إليها، لأن الخوض في مثل هذه التفاصيل التي تكثر في كثير من كتب التفسير قد يكون عائقاً عن المعاني المهمة التي لها تعلق بالعمل والتطبيق.
الخطوة الثالثة: استنباط الأحكام والفوائد التربوية والعملية والإيمانية من هذه الآيات، وهذا من أهم ما ينبغي أن يراعى في التفسير، وهو الذي يحصل بسببه علم كثير وخير عظيم لمن اهتم به وحرص عليه.
وهذه الطريقة – بخطواتها الثلاث – يمكن أن يستدل عليها بقول الله تعالى: (ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم)
فالخطوة الأولى (يتلو عليهم آياتك)، والخطوة الثانية (ويعلمهم الكتاب والحكمة)، والخطوة الثالثة (ويزكيهم).
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الخطوات: ("يتلو عليهم آياتك" لفظاً وحفظاً وتحفيظاً، "ويعلمهم الكتاب والحكمة" معنىً، "ويزكيهم" بالتربية على الأعمال الصالحة، والتبري من الأعمال الردية التي لا تزكو النفوس إلا معها.) اه كلامه رحمه الله وهو على اختصاره من أجمل ما ذكر في التفسير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 May 2003, 06:48 ص]ـ
كثيراً ما كنت أقف عند ما يذكره العلماء والباحثون في علوم القرآن أثناء بحثهم لتفسير النبي صلى الله عليه مسلم والصحابة للقرآن الكريم، وما يذكرونه من خلاف حول القدر الذي فسره النبي عليه الصلاة والسلام؛ هل فسر القرآن كاملاً؟ أو لم يفسر إلا بعضه؟
وهل ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم تفسير للقرآن كاملاً؟ أم لم يثبت عنهم إلا تفسير لبعض آياته؟ وما مقدار ذلك التفسير الذي أثر عنهم؟.
ولست هنا بصدد ذكر الخلاف في هذه المسائل، وأقوال العلماء فيها؛ وإنما الذي أريد أقرره وأبينه أن العلماء عندما بحثوا فيما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة من تفسير للقرآن اقتصروا على جانب واحد من جوانب التفسير، ألا وهو التفسير القولي؛ أي ما ثبت عنهم من أقوال في تفسير الآيات وبيان مدلولها ومعناها، وسبب نزولها، وما شابه ذلك مما يتعلق بالتفسير من علوم ومباحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك جوانب أخرى للتفسير المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة تتمثل في السلوك والأعمال التي أثرت عنهم. وهذا يعرف من خلال دراسة سيرتهم العملية، وكيف كانوا يطبقون القرآن في وا قعهم؟ وماذا كان موقفهم من آياته على اختلاف أنواعها من آيات في الأحكام، وآيات في العقائد، وآيات في الوعد والوعيد،وآيات في القصص، وآيات في الترغيب والترهيب.
وهذا هو المقصود من قول عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ فقالت: كان خلقه القرآن.رواه مسلم في حديث طويل [رقم 746].
أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يفسر القرآن بأقواله وأعماله وتصرفاته، حتى صار القرآن خلقاً له لا ينفك عنه بحال.
فآيات الأحكام فسرها صلى الله عليه وسلم لصحابته وأمته بما ثبت عنه من أقوال وأفعال وتقريرات في بيانها.
وآيات العقائد – ويدخل فيها الأمور الغيبية والمتشابه من القرآن – بينها لأمته وفسرها من خلال بيانه عليه الصلاة والسلام للموقف الصحيح الذي يجب عليهم أن يقفوه تجاهها من الإيمان بها على الوجه الصحيح، وعدم الخوض في تفصيلات لم يكلفوا بها، وأن يكون موقفهم موقف الراسخين في العلم الذين وصف الله حالهم بقوله: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا).
وآيات الوعيد والوعد كان تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لها بتأثرهم بها خوفاً ورهبة عند الوعيد، ورجاءً ورغبة عند الوعد، مع العمل الذي يؤدي إلى الحذر من الوقوع في أسباب الوعيد، والسعي فيما يوصل إلى الإتصاف بصفات أهل والوعد والتصديق.
وأما آيات القصص؛ فتفسيرهم لها حصل بتصديق ما جاء فيها، واتعاظهم بما فيها من عبر وعظات.
وآيات الترغيب والترهيب فسروها بأن بادروا وسارعوا إلى فعل كل ما رغب الله فيه، وفروا من كل ما جاء فيه أدنى ترهيب، واجتنبوا الوقوع فيه وفي الأسباب الموصلة إليه.
وبذلك جمعوا بين العلم والعمل؛ فكانوا بحق كما وصفهم وأخبر عنهم أبو عبد الرحمن السلمي بقوله: (حدثنا من كان يُقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات، فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل. [أخرجه الإمام أحمد في المسند.
وبهذه النظرة المتكاملة إلى واقع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وبهذا الشمول في معنى التفسير نستطيع أن نقرر باطمئنان وبدون ارتياب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فسروا القرآن كاملاً.
وهذا ما يوافق الأدلة التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما نزل إليهم، مثل قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل / 44].
وغير ذلك من الآيات والأحاديث التي تدل على ذلك.
ولعل هذه النظرة المتكاملة الشاملة هي التي دفعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن يقول: (يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه؛ فقوله تعالى: (لتبين لهم ما نزل إليهم) يتناول هذا وهذا ..... ) إلخ كلامه رحمه الله في مقدمته في أصول التفسير.
وللحديث بقية إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2003, 06:54 ص]ـ
مما سبق تقريره في الدرس السابق يتبين لنا أهمية معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العملية في فهم القرآن الكريم، ومعرفة تفسيره على الوجه الصحيح.
وكذلك سيرة أصحابه رضي الله عنهم وخاصة خلفائه الراشدين، لمعرفتها أثر واضح في فهم القرآن الكريم.
ونظراً لكون العلماء رحمهم الله والمفسرين قد اهتموا بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من أقوال في تفسير آيات القرآن الكريم؛ فسأحاول في هذه الدروس أن أركز على الجانب العملي في سيرتهم، وذلك بذكر مواقف عملية للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته تعتبر تفسيراً عملياً للقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال هذه المواقف وبعد تأملها وأخذ العبر والعظات منها يتبين لنا الفرق بين تلقي ذلك الجيل لآيات القرآن الكريم، وتلقي غيرهم لها؛ حيث كانوا يهتمون بالتطبيق وبالعمل أكثر من اهتمامهم بالأقوال التي لا فائدة منها،ويتبين أيضاً أنهم كانوا يتركون الخوض في تفصيلات لا حاجة إليها ولا صلة لها بالواقع العملي الذي كانوا يهتمون به، وهذا هو ما يميز علم السلف –أهل الجهاد والعمل – عن علم الخلف – أهل الكلام والجدل – إلا من رحم ربك، وقليل ما هم.
[لابن رجب الحنبلي رسالة رائعة نفيسة بعنوان: فضل علم السلف على علم الخلف؛ من المناسب والجدير بطالب العلم أن يرجع إليها ويحرص على قراءتها.]
وقبل أن أذكر المواقف العملية التي تفسر لنا كلام ربنا وتبينه لنا، أرى من المناسب في هذا المقام أن أنقل مقتطفات من كلام أحد المفسرين الذين أكدوا على الجانب العملي في تفسير القرآن الكريم،وهو سيد قطب رحمه الله.
وأترك للقراء الكرام المجال لإبداء الرأي في قيمته ونفاسته، وذلك بعد قراءة كلامه التالي بتمعن وتأمل.
قال رحمه الله: (إن المسألة – في إدراك مدلولات هذا القرآن وإيحاءاته – ليست هي في فهم ألفاظه وعباراته، ليست هي تفسير القرآن كما اعتدنا أن نقول!
المسألة ليست هذه .. إنما هي استعداد النفس برصيد من المشاعر والمدركات والتجارب تشابه المشاعر والمدركات والتجارب التي صاحبت نزوله، وصاحبت حياة الجماعة المسلمة وهي تتلقاه في خضم المعترك .. معترك الجهاد جهاد النفس .. جهاد الشهوات جهاد الأعداء ... والبذل والتضحية، والخوف والرجاء، والضعف والقوة، والعثرة والنهوض، ... جو مكة، والدعوة الناشئة، والقلة والضعف، والغربة بين الناس ... جو الشِّعب والحصار، والجوع والخوف، والإضطهاد والمطاردة، والإنقطاع إلا عن الله .... ثم جو المدينة: جو النشأة الأولى للمجتمع المسلم بين الكيد والنفاق والتنظيم والكفاح .. جو بدر وأحد والخندق والحديبية وجو الفتح وحنين وتبوك، جو نشأة الأمة المسلمة .......
في هذا الجو الذي تنزلت فيه آيات القرآن حية نابضة واقعية .. كان للكلمات وللعبارات دلالاتها وإيحاءاتها .. وفي مثل هذا الجو الذي يصاحب محاولة استئناف الحياة الإسلامية من جديد يفتح القرآن كنوزه للقلوب، ويمنح أسراره، ويشيع عطره، ويكون فيه هدى ونور .. ) اه
وقال رحمه الله: (إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ، وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي. وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية، تتنزل اليوم لتعالج مسائل اليوم، ولتنير الطريق إلى المستقبل. لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل، أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود.
ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا، كما
كانت الجماعة الإسلامية الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعية ..
وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد، وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية، تنبض وتتحرك وشير إلى معالم الطريق .. ).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2003, 06:57 ص]ـ
تابع دروس التفسير
من روائع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الآيات
سبقت الإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لأمته معاني القرآن أتم بيان، سواء كان ذلك بأقواله أم بأفعاله ومواقفه من آياته، فكان كما قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن).
وهذا الموقف يبين لنا كيف كان يفسر القرآن، وكيف كان عليه الصلاة والسلام يتأثر به ويقف مع توجيهاته:
أخرج البخاري في صحيحه [رقم 4770 وكذلك مسلم برقم 204، 205 بألفاظ مقاربه] عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما نزلت: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:214) صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي – لبطون قريش – حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو. فجاء أبو لهب وقريش، فقال – عليه الصلاة والسلام -: (أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟) قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً.
قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد).
فقال أبولهب: تباً لك سائر اليوم. ألهذا جمعتنا؟! فنزلت: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ... ) السورة (المسد:1، 2).
فمن هذا الموقف يتبين لنا بوضوح كيف كان صلى الله عليه وسلم يبادر بالإستجابة لأوامر الله تعالى في القرآن، ويأتمر بما أمره الله به فوراً من غير تردد ولا تأخر مهما كانت الظروف، ومهما واجهه من الصعوبات والأذى.
وما أحوجنا إلى تدبر هذا الموقف الرائع من النبي عليه الصلاة والسلام من هذه الآية الكريمة التي لا تتجاوز كلماتها الأربع كلمات، وما أحوجنا إلى الوقوف عندها! ومن ثَّم تطبيق هذا الأمر الإلهي الذي ورد فيها، وإنذار الأقربين من عشائرنا.
فكم من داعية في هذا الزمان، وكم من طالب علم يقرأ القرآن، ولكن لا يقف عند هذه الآية، ولا يطبق ما جاء فيها، فهو لا يهتم بأقاربه، ولا يدعوهم إلى الله عز وجل، ولا يحذرهم من معصية الله؛ وهذا بلا شك دليل على بعدنا عن تعاليم القرآن، وعدم وقوفنا عند آياته على الوجه المطلوب، والله المستعان.
فإذا كنا - إخواني الكرام - حريصين على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فلنفعل كما فعل، مستعينين بالله، من غير تأخر ولا تردد.
وليقم كل واحد منا بالدعوة إلى الله بكل ما يستطيع من الوسائل،وليبدأ بأهله وذويه وأقرب الناس إليه.
وإذا كنا حريصين على الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فلنعلم أن أعظم شيء يدل على حسن وكمال التأسي به هو القيام بالدعوة إلى الله على بصيرة: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2003, 07:01 ص]ـ
هذا تفسير عجيب، وموقف فريد، قل أن تجد له مثيلاً، أو تسمع له نظيراً. إنه موقف أحد تلاميذ مدرسة النبوة، يفسر به آية طالما قرأناها وسمعناها ولكن إلى الله نشكو حالنا!!
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان (((أحب أمواله إليه بيرحاء))) وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما أنزلت هذه الآية
(((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)))
قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول:
(((لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)))
وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين) فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. [أخرجه البخاري رقم 4279 ومسلم رقم 998].
فهذا الموقف ذكره يكفي و يغني عن التعليق عليه؛ ولكن إذا أردنا أن نكون على بينة من روعة هذا الموقف العملي المفسر لهذه الآية فلننظر إلىحالنا مع هذه الآية، وما موقفنا منها عندما تتلى علينا؟!
هل فكر أحدٌ منا أن ينفق أحب ما يملك فضلاً على أن يفعل ذلك؟!
وماذا لو طُلب من أحدنا أن يفسر هذه الآية؟ ماذا كان يفعل؟!
إن فعل أبي طلحة رضي الله عنه هو التفسير المنشود، الذي نحتاج إليه، وهو ما عنيته سابقاً عندما أشرت إلى أننا بحاجة إلى تفسير عملي لآيات القرآن الكريم أكثر من حاجتنا إلى التفاسير الكلامية التي أكثرنا منها حتى مللنا من كثرة الكلام.
فما أروع هذا الموقف! إنه الإيمان الراسخ، واليقين بما عند الله، وإيثار
ما يبقى على ما يفنى، وهذا ما دفعهم إلى اتخاذ مثل هذه المواقف الرائعة.
فنسأل الله أن يلحقنا بهم بحبنا لهم، أما أعمالنا فلن توصلنا إلى ما وصلوا إليه ولو أنفقنا مثل جبل أحد ذهباً.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2003, 09:26 ص]ـ
القرآن الكريم لم ينزل لمجرد التلاوة اللفظية فحسب؛ بل نزل من أجل هذا ومن أجل ما هو أعم وأكمل؛ وهو فهم معانيه وتدبر آياته ثم التذكر والعمل بما فيه، وهو المنصوص عليه في قوله - تعالى -: ((ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم)) [{البقرة: 129]}.
إن تلاوة كتاب الله - تعالى - تعني شيئاً آخر غير المرور بكلماته بصوت أو بغير صوت، إنها تعني تلاوته بفهم وتدبّر ينتهي إلى إدراك وتأثر، وإلى عمل بعد ذلك وسلوك.
إن تلاوة كتاب الله لا تعني الحرص على إقامة المدّ والغنّة ومراعاة الترقيق والتفخيم فحسب؛ وإنما تعني ذلك مع ترقيق القلوب وإقامة الحدود.
وقد عد شيخ الإسلام ابن تيمية المبالغة والحرص في تحقيق ذلك وسوسة حائلة للقلب عن فهم مراد الله - تعالى - (1).
والأمر الجامع لذلك: كما أننا مُتعبدُون بقراءة ألفاظ القرآن صحيحة وإقامة حروفه على النحو الذي يرضيه - جلّ وعلا - متعبدون بفهم القرآن والتفقه فيه دون سواه، والاستغناء به عن غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" (2).
قال - تعالى -: ((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته)) [{البقرة: 121]} وقد فسر قتادة أن الصحابة هم الذين كانوا يتلونه حق تلاوته (3).
والتلاوة لها معنيان:
أحدهما: القراءة المرتلة المتتابعة، وقد أمر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ((وأمرت أن أكون من المسلمين. وأن أتلو القرآن)) [النمل: 91، 92]. وكان يتلوه على كفار قريش قال - تعالى -: ((قل لو شاء الله ما تلوته عليكم)) [يونس: 16].
والثاني: الاتباع؛ لأن من اتبع غيره يقال تلاه؛ ومنه قوله - تعالى -: ((والقمر إذا تلاها)) [الشمس: 2]، روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: "يتبعونه حق اتباعه"، ثم قرأ: ((والقمر إذا تلاها)) أي: اتبعها (4).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونقل القرطبي عن عكرمة قوله: "يتبعونه حق اتباعه باتباع الأمر والنهي فيُحلون حلاله، ويحرمون حرامه ويعملون بما تضمنه" (5)، أقول: والجمع بين المعنيين هو المتعين، ويصح فيها جميعاً؛ فالتلاوة بإقامة الألفاظ وضبط الحروف، ثم العمل بما تضمنته الآيات المتلوة، وعبّر عن الفهم والتدبر بالتلاوة حق التلاوة ليرشدنا إلى أن ذلك هو المقصود من التلاوة، وليس مجرد التلاوة وتحريك اللسان بالألفاظ بدون فهم وفقه واهتداء.
وقد بين عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ معنى حق التلاوة فقال: "والذي نفسي بيده! إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلالَه، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوَّل منه شيئاً على غير تأويله" (6)، وهذا البيان من عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ واسع وجامع لمعنى التلاوة، وهي قراءته كما أنزل، وفهمه وتفسيره والعمل به.
ولهذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - لا يتجاوزون خمس آيات أو عشراً حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل.
قال أبو عبد الرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين -: حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: "فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً" (7).
وروى الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: "كان الرجلُ منَّا إذا تعلمَ عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرفَ معانيهن والعمل بهن" (8)، وهذا يدلُّ على أن الصحابة - رضي الله عنهم - نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة (9)؛ فبين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه: ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)) [النحل:44]} فنقل معاني القرآن عنه صلى الله عليه وسلم كنقل ألفاظه سواء، بدليل قوله - تعالى -: ((وما على الرسول إلا البلاغ المبين)) [النور: 54]، "وهذا يتضمن بلاغ المعنى، وأنه في أعلى درجات البيان" (10).
قال ابن تيمية وابن القيم: "والصحابة - رضي الله عنهم - أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لفظ القرآن ومعناه" (11).
وهكذا تلقى الصحابة - رضي الله عنهم - هذا القرآن لفظاً ومعنى، وكان التعلم والتعليم عندهم مبناهما على التفقه في القرآن دون سواه.
ذكر الحافظ ابن كثير عن الضحاك فقال: "قال الضحاك في قوله - تعالى -: ((كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون)) [آل عمران:79] قال: "حقٌّ على كل من تعلم القرآن أن يكون فقيهاً" ومعنى تَعْلَمون: تفهمون معناه، وقرئ: تعلمون بالتشديد من التعليم وبما كنتم تدرسون تحفظون ألفاظه، والجمع بين القراءتين متعيَّن، فكانوا يَعْلَمونه ويُعلِّمونه ولا يكتفون بالعلم حتى يضموا إليه التعليم (12).
قال الرازي: "ودلّت الآية على أن العلمَ والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربانياً؛ فمن اشتغل بذلك لا لهذا المقصد ضاع سعيُه وخاب عملُه" (13).
ونقل هذا المعنى رشيد رضا وقال: "فبعلم الكتاب ودراسته وتعليمه للناس ونشره والعمل به يكون الإنسان ربانياً مَرضِيّاً عند الله" (14). هكذا كان دأبُ الصحابة - رضي الله عنهم كما ذكره ابن القيم فقال: "ولم يكن للصحابة كتابٌ يدرسونه وكلامٌ محفوظ يتفقهون فيه إلاَّ القرآن وما سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا إذا جلسوا يتذاكرون إلا في ذلك" (15).
فكان القرآن عندهم هو العلمُ الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً.
وقد فسر حَبْرُ الأمة ابن عباس الحكمة بفهم القرآن وفقه ما فيه من علوم. أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله - تعالى -: ((يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)) [البقرة: 269] قال:"المعرفة بالقرآن: ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله" (16).
وفسرها الحافظ ابن كثير بالسنة وعزا ذلك إلى غير واحد من السلف وهو ما أُخِذَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم سوى القرآن، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
ونزع ابن عباس في تفسيره للحكمة إلى المعرفة بالقرآن وفقه ما فيه من العلوم، وهو من أوسع التفسيرات، وهو لا ينافي من فسّر الحكمة بالسنة؛ لأن بها يحصل بيانُ القرآن وفهمُه وفقهُه؛ فهي المفسّرة والمبيّنة للقرآن، وتعني - من بين ما تعنيه - الفقه والفهم، يدلّ على ذلك قوله - تعالى -: ((وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب)) [ص: 20].
قال مجاهد: "يعني الفهم والعقل والفطنة" (18) ومن أعطاه الله ويسّر له فقه القرآن وعلومَه والعمل به فقد حاز فضلاً عظيماً وخيراً جزيلاً.
قال القرطبي: "إن من أُعْطِيَ الحكمة والقرآن فقد أُعطي أفضل مما أُعطي مَنْ جمع علم كتب الأولين من الصحف وغيرها" (19).
فكتاب الله حكمة، وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم حكمة، وأصل الحكمة ما يُمتنَع به من السفه، ومن ثَمَّ اشتركت الحكمة في نسق تعليم الكتاب: ((ويعلمهم الكتاب والحكمة)) [البقرة: 129] وقد حث الله - عز وجل - على التدبر والاعتبار بما في آي القرآن من المواعظ فقال: ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)) [ص:29]، وقال: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)) [محمد: 24]، وقال: ((ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون)) [الزمر: 27] ففي مثل الآيات ونحوها دليل على وجوب معرفة معاني القرآن والاتعاظ بمواعظه وفقه ما فيه من الهداية والرشاد، ولا يقال لمن لا يفهم تفسيره: اعتبر بما لا فهم لك به، ولا يقال ذلك إلا لمن كان بمعاني القرآن بصيراً وبكلام العرب عارفاً (20).
وأقول: وتدبر القرآن مرحلة تالية لمرحلة الفهم، ولا يمكن أن يتأتى التدبر لمن لم يفهم معاني القرآن.
قال القرطبي: "وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن، ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذّ؛ إذ لا يصحّ التدبر مع الهذّ" وقد شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه من هجر قومه للقرآن فقال: ((وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)) [الفرقان: 30].
وهجر التفسير والفهم والتدبر نوع من أنواع هجره. قال ابن القيم وابن كثير: "ترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه" (21).
قال ابن تيمية: "وأما في باب فهم القرآن فهو {أي: قارئ القرآن} دائم التفكر والتدبر لألفاظه واستغنائه بمعاني القرآن وحكمه عن غيره من كلام الناس، وإذا سمع شيئاً من كلام الناس وعلومهم عرضه على القرآن؛ فإن شهد له بالتزكية قَبِلَهُ وإلا ردّه" (22).
ويشهد لما تقدم ما رواه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري حيث قال: "والله ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كلَّه ما يُرى له في خُلُقٍ ولا عملٍ" (23).
فكلام ابن كثير يدل على أن انصراف الطلاب إلى طلب العلم في غير القرآن نوع من أنواع هجره، وكلام شيخ الإسلام يدل على أن الواجب على الطلاب أن يستغنوا بمعاني القرآن وأحكامه عن غيره من كلام البشر، ويدل لهذا ما ذكر ابن أبي الحواري أن فضيل بن عياض قال لقوم قصدوه ليأخذوا عنه العلم: لو طلبتم كتاب الله لوجدتم فيه شفاءاً لما تريدون، فقالوا: تعلمنا القرآن، فقال: إن في تعلُّمكم القرآن شغلاً لأعماركم وأعمار أولادكم، قالوا: كيف يا أبا علي؟ قال: "لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه - تفسيره وبيانه - ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه، فإذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة" (24).
فهذا فضيل بن عياض اعتبر التفقه في غير القرآن شغلاً لا طائل من ورائه، ثم هو يصحّح لهؤلاء الطلاب التوجهات الصحيحة لطلب العلم في زمنه ويردهم إلى طلب التفقه في القرآن نفسه.
وهكذا كان بعض السلف يقدمون القرآن وعلومه وتفسيره على أي علم آخر؛ فقد وجد من يمنع طلب علم الحديث وكتابته قبل حفظ القرآن، وكانوا يختبرونهم في بعض معانيه؛ فهذا عبد الله بن المبارك يختبر من جاء يطلب الحديث عنده في القرآن وبعض علومه (25).
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن عبد البر عن علي قوله: "أعزم على كل من كان عنده كتاب إلاّ رجع فمحاه؛ فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم"، وذكر عن عمر: "أن قوماً كانوا يكتبون كتباً فأكبوا عليها وتركوا كتاب ربهم" (26)، نقل ابن القيم عن الإمام البخاري قوله: "كان الصحابة إذا جلسوا يتذاكرون كتاب ربهم وسنةَ نبيهم، ولم يكن بينهم رأي ولا قياس، ولم يكن الأمر بينهم كما هو في المتأخرين: قوم يقرؤون القرآن ولا يفهمونه، وآخرون يتفقهون في كلام غيرهم ويدرسونه، وآخرون يشتغلون في علوم أخرى وصنعة اصطلاحية، بل كان القرآن عندهم هو العلم الذي به يعتنون حفظاً وفهماً وتفقهاً" (27).
ما أشبه الليلة بالبارحة! والقصة نفسها تتكرر في بعض طلبة هذا الزمن؛ إذ يهجرون حفظ القرآن وفهمه وتفسيره والتفقه فيه إلى كتب فلان وفلان، وإنك لتعجب من بعضهم؛ إذ انحرف في الطلب، فتجده لا يحفظ من القرآن إلا قصار السور ونحوها ولا يفهمها، وتجد له جرأة عجيبة على اقتحام علم الجرح والتعديل ونحوه؛ فمثل هذا وأمثاله لم يستوعب التصور الصحيح لمنهج التربية والتعليم الذي رسمه القرآن وبيَّنه.
فليزن طلاب علم هذا الزمن تعليمهم بهذا المنهج الذي رسمه القرآن وفعله السلف، ولينظروا أين مكانهم من فهم القرآن والتفقه فيه، وما حظهم من هدايته؟
الهوامش:
(1) التفسير الكبير، 6/ 71.
(2) رواه مسلم (2699).
(3) الجامع للقرطبي، 1/ 91.
(4) تفسير ابن كثير، 1/ 175، الرازي 2/ 36.
(5) الجامع للقرطبي، 1/ 92.
(6) تفسير ابن كثير، 1/ 175.
(7) الإتقان، 2/ 389، التفسير الكبير، 2/ 132.
(8) جامع البيان، 1/ 35.
(9) التفسيرالكبير، 2/ 132.
(10) الصواعق المرسلة، 440.
(11) التفسير الكبير، 2/ 104، 253، الصواعق، 440.
(12) ابن كثير، 1/ 405، القرطبي، 2/ 115.
(13) تفسير الرازي، 4/ 123.
(14) تفسير المنار، 3/ 348.
(15) الصواعق المرسلة، 441.
(16) الإتقان، 2/ 385، ابن كثير، 1/ 345.
(17) رواه أحمد، ح/ 16546.
(18) تفسير ابن كثير، 4/ 33.
(19) الجامع للقرطبي، 2/ 300.
(20) جامع البيان، 1/ 35.
(21) تفسير ابن كثير، 3/ 349، تفسير ابن القيم، 3/ 292.
(22) التفسير الكبير، 6/ 71.
(23) تفسير ابن كثير، 4/ 36.
(24) الجامع، 1/ 30، فتح القدير، 1/ 14.
(25) المحدث الفاصل، 203.
(26) جامع بيان العلم، 1/ 76،77.
(27) أفردنا هذا الموضوع في بحث مستقل سبق أن نشرته مجلة البيان في العدد (133).
Cd مجلة البيان مقال للكاتب أحمد بن شرشال
انظره هنا ( http://www.islamselect.com/conts/tafsear_oloomqoran/fhmalgoraanwatdabboroh.htm)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 May 2003, 10:18 ص]ـ
بسم الله
هذا كلام جيد، فيه تنبيهات مهمة للشيخ محمد الشنقيطي في أضرب التفسير وأنواعه، ذكره عند شرحه لأحاديث سنن الترمذي، أحببت ذكره هنا لتعم الفائدة.
قال وفقه الله تعالى: [وعند العلماء-رحمهم الله- أن تفسير القرآن على أضرب:
الضرب الأول: تفسير القرآن بالقرآن.
والضرب الثاني: أن يفسر القرآن بسنة النبي-صلى الله عليه وسلم- الصحيحة الثابتة عنه.
الضرب الثالث: أن يفسر القرآن بلغة العرب ولسانهم.
الضرب الرابع: أن يفسر بالرأي الصحيح المستند إلى أصول الشريعة.
فهذه أربعة أضرب لتفسير القرآن أولها وأعلاها تفسير القرآن بالقرآن؛ لأن الله-تعالى- يقول: (كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) قالوا كتاباً متشابهاً أي يشبه بعضه بعضاً ويفسر بعضه بعضاً على أحد الأوجه في تفسير هذه الآية الكريمة فلما قال الله: (كِتَاباً مُتَشَابِهاً) أي أن الآيات يشبه بعضها بعضاً ويفسر بعضها المراد من البعض الآخر، وهذا التفسير تفسير القرآن بالقرآن يأتي على صور تارةً يكون التفسير مباشراً فيذكر المجمل ثم من بعده المبين وتذكر الآية المحتاج إلى تفسيرها ثم يأتي التفسير من الله- صلى الله عليه وسلم - لتلك الآية الكريمة ومن أمثلته قوله-تعالى-: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ففسر من هم المتقون فذكر من صفاتهم الإيمان بالغيب وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فهذا من تفسير القرآن بالقرآن عقيب ذكر الآية المحتاج إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
تفسيرها، وكذلك - أيضاً - من أمثلته قوله-تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ. نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ) وكذلك قوله-تعالى-: (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَه. نَارٌ حَامِيَةٌ) ... فهذا من تفسير القرآن بالقرآن ويكون عقيب الآية.
وقد يأتي التفسير في موضع آخر وله أمثله كثيرة بمعنى أن تأتي الآية في موضع مجملة ثم تأتي مفسرة في موضع منها الزكاة مثلاً لما ذكر الله (وَآتُوا الزَّكَاةَ)، ذكر الزكاة أمراً ... ثم بين ضرب من أضرب الزكاة وهو زكاة الخارج من الأرض في قوله-تعالى-: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه) فبين أن من أصناف الزكاة الخارج من الأرض من الحبوب والثمار أنها تزكى ولها أمثلة كثيرة في القرآن في المواضع المختلفة.
والضرب الثاني: تفسير السُّنة للقرآن أن يأتي إجمال في كتاب الله- صلى الله عليه وسلم - ثم تأتي السُّنة تبين هذا الإجمال وهذا نظائره كثيرة وأمثلته مشهورة.
والدليل على إثبات هذا النوع: قوله-تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم)، (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ) هو السُّنة (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِم) وهو القرآن فالسُّنة تفسر القرآن والدليل على ذلك: أن الله أمر بالصلاة فلم يبين عدد ركعاتها ولا مواقيتها تفصيلاً فجاءت السُّنة وبينت هذه الصلاة بينت شروطها وأركانها وواجباتها، وكذلك - أيضاً - أمر الله- U- بالزكاة فجاءت السُّنة مبينة كيف تكون الزكاة من اشتراط الحول فيما يشترط فيه الحول وبلوغ النصاب، وكذلك أمر الله بالصوم فبين النبي- صلى الله عليه وسلم - جملة من أحكام الصوم وما ينبغي الإمساك عنه.
كذلك - أيضاً - أمر الله بالحج وجاء مجملاً وبين الله بعضه ثم فسرت السُّنة البعض الآخر فاشترك تفسير القرآن والسُّنة ومن ذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال: ((خذوا عني مناسككم)) فبين الحج-صلوات الله وسلامه عليه- فهذا من تفسير القرآن بالسُّنة،ويشترط فيه ثبوت الخبر وصحته عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فلا يفسر كتاب الله بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة.
كذلك - أيضاً يفسر القرآن بلغة العرب قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: إن في القرآن ما لا يعرفه إلا العرب قال: ما كنت أعلم قول الله- تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض) حتى اختصم إليَّ رجلان في بئر فقال أحدهما: إني فطرتها يعني حفرتها فعلم أن قوله-تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض) أي خالق السموات والأرض وموجِدُها، وهذا التفسير تفسير بلغة العرب؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين والله-تعالى- أشار إلى ذلك.
فاللغة العربية هي سلاح المفسر الذي يتسلح به في معرفة دلالات القرآن ومعاني القرآن ومغازي القرآن؛ فللقرآن معانٍ ظاهرة ومعانٍ يكنى بها كما قال-تعالى-: (أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) قال ابن عباس-رضي الله عنه-: " إن الله يكني "، (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنّ) ليس المراد مجرد المس؛ وإنما هو معاني جميلة جليلة روعي فيها أدب الكلام وأدب الخطاب وجاءت على أتم وأكمل ما يكون به الكلام (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ).
فهذه الأسرار والمعاني لا يمكن أن تعرف إلا في لسان العرب، ومن أُوتي اللسان واللغة فقد أوتي مفتاحاً من مفاتيح القرآن ويفهم بها معاني القرآن.
وأما النوع الرابع وهو: التفسير بالرأي، الرأي: رأيان في شريعة الله-عز وجل-:
الأول: رأي محمود مأجور صاحبه غير مأزور.
الثاني: رأي مذموم صاحبه صاحب هوى مسلوب الرضا منتكس الفطرة-والعياذ بالله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأما الرأي المحمود فهو الرأي المستنبط من الأدلة الشرعية وفق القواعد المرعية عند أئمة العلم. والدليل على أن الرأي منه محمود ومنه مذموم أن الله-تعالى- امتدح رأياً في مقام وذم الرأي في مقام آخر فقال الله-تعالى-: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً) فقال-سبحانه-: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) فجعل التفهيم مرتبة فوق مرتبة العلم، وهذا لا يكون إلا بقوة الملكة في الفهم والوعي وهذا ما يسمّى بقوة الرأي المبني على الأصول الشرعية؛ لأنه إذا كان مبنياً على الأصول الشرعية فقد فهم من الوحي وهذا معنى (فَفَهَّمْنَاهَا) فأسند التفهيم إليه-سبحانه-، وأشار النبي- صلى الله عليه وسلم - إليه بقوله: ((من يرد الله به خيراً يفقهة في الدين)) والفقه في لغة العرب الفهم، ومنه قوله-تعالى-: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي) أي يفهموه، وكذلك أثنى رسول الأمة- صلى الله عليه وسلم - على الرأي الذي بذل فيه العالم جهده وأخبر أن الله لا يضيع أجره فقال- صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب كان له أجران، وإذا اجتهد وأخطأ كان له أجر واحد)) فانظر-رحمك الله- كيف أصبح الاجتهاد تارةً يصيب وتارةً يخطئ؛ ولكنه يثاب في كلتا الحالتين إلا أنه قال: ((إذا اجتهد الحاكم)) ولم يقل الناس والحاكم هو المجتهد الذي تأهل للحكم وتولي هذا المقام في الحكم عن الله ورسوله في تبليغ الرسالة وهم ورثة الأنبياء الذين حملهم الله-عز وجل- هذه المسؤولية، فالمقصود من هذا أنه إذا كان الرأي مبنيّاً على أصول شرعية صح تفسير القرآن به، ومن هنا فسر أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - كتاب الله-تعالى- بكتاب الله، وفسروه بسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، وفسروه بلسان العرب، وفسروه باجتهاد منهم مبني على أصول شرعية.
والدليل على ذلك: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال في ابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)) ففتح عليه في فهم القرآن وفهم أدلته ودلالاته-رضي الله عنه وأرضاه- فهذا الحديث مثال من أمثلة تفسير القرآن بالسُّنة.
وأما تفسير القرآن بالهوى والرأي فاجتهادات وآراء لا تمت إلى الدين بصلة يقول بها من حرم سداد القول، ويجتريء عليها من سلب الورع-والعياذ بالله- وأوتي الجرأة على محارم الله وحدود الله، فأنزل نفسه في منزلة لا يليق به أن ينزلها فيها ذلك أن الله-عز وجل- جعل أمور الدين لأئمة العلم ودواوين العلم فقال-سبحانه-: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فمن سأل من ليس من أهل الذكر فقد حمل وزر المعونة على القول على الله بدون علم-والعياذ بالله-، ولذلك قرن الله-عز وجل- هذا النوع من الرأي والاجتهادات في الدين الذي لا يمت إلى الشريعة بصلة قرنه بأشد الأشياء وأشنعها (وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) فقرن الله-تعالى- هذا الرأي المذموم بأعظم الأشياء وهو الشرك وقال-تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) فقال: (وَمَنْ) أي ولا؛ لأن (من) في لغة العرب تستعمل بمعنى النفي، أي ولا أظلم ممن افترى على الله كذباً، فالذي يقول في كتاب الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ودين الله وشرع الله برأيه وهواه واجتهاده فإنه قد قال على الله ما لم يقله وافترى في دين الله-عز وجل- والحكمة المشهورة وتروى مرفوعة، والصحيح أنها لا تثبت «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب»، صحيح أنه أصاب لو أنه أصاب فقد أصاب لكنه أخطأ أي سيسأله الله-عز وجل- عن كونه يجتريء أن يتكلم في شيء كان ينبغي أن يسأل عنه من هو أعلم منه وأبصر منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد شاع في هذه الأزمنة المتأخرة الجرأة على كتاب الله-تعالى- وتفسير كتاب الله-عز وجل- بأشياء ليست لها أصول شرعية ولم يبن فيها القول على القواعد المرعية، وربما تطاول أمثال هؤلاء على أئمة السلف ودواوين العلم حتى إنك تجده يقول: إن هذا التفسير كان القدماء يقولون كذا وكذا وكان القدماء يفسرون هذه الآية بكذا وكذا وتبين لنا أنها كذا وكذا؛ ومن أنت حتى يتبين لك ومن أنت حتى أصبحت بصيرتك أولى وأوعى عن الله ورسوله من أولئك الذين صقلت قلوبهم روحانية الكتاب والسُّنة.
نعم الآن مثلاً قد تطرأ أشياء أو أمور تكتشف مثلاً يقول بعضهم (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح) فسر بعض أهل العلم أن الريح قد تلقح النخل وهذا ثابت ومعروف أن من النخل ما لا يحتاج إلى لقاح وأنه تلقحه الرياح وأن الرياح قد تلقح بعض الأشياء الموجودة من النباتات وتعني عن لقاح بعضها لبعض بقدرة الله-تعالى- فيأتي ويقول الأقدمون كانوا يفهمون أن قوله: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِح) بكذا وكذا والآن ثبت علمياً أنها تلقح السحب بعضها مع بعض نعم هذا نوع من الاكتشاف؛ لكن لا ينبغي استهجان السلف؛ لأنه إن اكتشف ذلك فليس عنده الملكة التي يفهم فيها ويغني إذ لو كان يفهم ويعي لقال إن النص عام لواقح في القديم بما يفهمه أهل القديم، ولواقح في الحديث بما يفهمه أهل الحديث، وأضف القديم إلى الحديث حتى يصبح قديم القرآن جديداً وجديده قديماً لا يتغير ما تغير الزمان وتعاقب الملوان (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ). ومن قال لك إن التفسير هو الذي تقوله أنت؟! هنا الإشكال فالإشكال أنه يفسر القرآن بحدود ضيقة يقال إنه الآن اكتشف والآن يفسر ثم ربما بولغ في هذا المقام إلى درجة أنه يسفه رأي الأقدمين حتى حضرت بعضهم ممن يشتغل بهذا ويقول نفكر الآن أن تفسير قوله-تعالى-: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أن المراد به الصعود إلى القمر (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ. وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ. وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ. وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) حتى قال هذا: إنهم لا يطلعون إلا عند اكتمال القمر وعند هذا تكون الآية مفسرة على هذا الوجه. والآية واردة في مسألة هي أعظم المسائل وهي مسألة عقدية وهي كفر أهل الشرك باليوم الآخر وعدم إيمانهم به فأقسم الله بالشفق (وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ.وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ. لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي أنهم ليمرون بأطباق الآخرة حتى يلقوا الله-جل وعلا- فيمرون بها مرحلة بعد مرحلة ومنزلة بعد منزلة كما بينتها الآيات الأخر. فالمقصود من هذا ينبغي الورع وينبغي أن ننزل تفسير القرآن عند من هو أهل، راعينا هذه المسألة؛ لأنها عمت بها البلوى ويحتاج الناس إلى أن يضبطوا أنفسهم بالضوابط الشرعية، وعلى الخطباء والأئمة أن ينبهوا الناس على الرجوع إلى الكتاب والسُّنة والرجوع إلى العلماء، وعدم قبول تفسير كتاب الله وسنة النبي- صلى الله عليه وسلم - من كل من هبّ ودبّ، وكذلك - أيضاً - إنزال هذا العلم بأهله ممن عرف باشتغاله بتفسير القرآن وأتقن ذلك وألم به أو عرف بتفسير السُّنة وأتقن ذلك وألم به فقد يكون الرجل فاهماً لحديث تخفى عليه أحاديث أخر مقيدة لمطلق هذا الحديث أو مخصصه لعمومه فيأتي ويظن أن الفهم ما فهمه والواقع أن هذا يحتاج إلى ضبط بضوابط أخرى، وكم من أحاديث ظواهرها شيء و المقصود منها في شرع الله شيء آخر، وقد تأتي الأوامر على أوجه، والنواهي على أوجه لا يعرفها إلا الراسخون في العلم، ومن هنا وصف الله- U- العلم بأنه مراتب ومنازل فقال-سبحانه-: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم) فالذي يريد النجاة من هذه الفتن التي عمت خاصةً في زماننا وأصبح الناس شذر مذر من كثرة الآراء والأهواء والتفسيرات والاجتهادات أن يردوا إلى شيء أمرهم الله أن يرجعوا إليه ولن تجد الأمة تعاني أيَّ شيء ولن تشتكي أيّ شكوى ولن تنزل بها أيّ مشكلة أو معضلة إلا إذا ضيعت أمر الله-تعالى- فإذا قال لك القائل كثرت علينا الأقوال والاجتهادات والله-تعالى- يقول: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) نعم كثرت حينما أصبح الإنسان يقبل
(يُتْبَعُ)
(/)
الآراء والاجتهادات ويترك بها النصوص الصحيحة الصريحة الواضحة التي تدل على حكم الله وشرع الله.]
انتهى من كلام الشيخ الشنقيطي بشيء من التصرف، وهذا رابط الموضوع هنا ( http://www.shankeety.com/t205.htm)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Jun 2003, 11:29 م]ـ
بسم الله
السؤال:
أي كتب التفسير القرآن تنصح بقراءتها؟ وحفظ القرآن , إذا حفظ الإنسان ونسي فهل هناك وعيد فيه؟ وكيف يحافظ الإنسان على ما حفظ؟.
الجواب:
الحمد لله
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب بقوله: القرآن وعلومه متنوعة , وكل مفسرٍّ يُفسرُُّ القرآن يتناول طرفاً من هذه العلوم ولا يمكن أن يكون تفسيراً واحداً يتناول القرآن من جميع الجوانب.
فمن العلماء من ركز على التفسير النظري كالزمخشري وغيره ولكن أنا أرى أن يفسر الآية هو بنفسه أولاً ـ أي يكرر في نفسه أن هذا هو معنى الآية ـ ثم بعد ذلك يراجع ما كتبه العلماء فيها؛ لأن هذا يفيده أن يكون قوياً في التفسير غير عالة على غيره , وكلام الله - عز وجل - منذ بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم (بلسان عربي مبين).
وإن كان يجب الرجوع إلى تفسير الصحابة؛ لأنهم أدرى الناس بمعانيه , ثم إلى كتب المفسرين التابعين , لكن مع ذلك لا أحد يستوعب كلام الله - عز وجل -.
فالذي أرى أن الطريق المثلى أن يكرر الإنسان تفسير الآية في نفسه , ثم بعد ذلك يراجع كلام المفسرين فإذا وجده مطابقاً فهذا مما يُمكنّهُ من تفسير القرآن وييسره له إن وجده مخالفاً رجع إلى الصواب.
وأما حفظ القرآن فطريقة حفظه تختلف من شخص إلى لآخر بعض الناس يحفظ القرآن آية آية بمعنى أنه يحفظ آية يقرأها أولاً ثم يرددها ثانياً وثالثاً ثم يحفظ حتى يحفظها ثم يحفظ التي بعدها ثم يكمل ثمن أو ربع الجزء أو ما أشبه ذلك , وبعض الناس يقرأ إلى الثمن جميعاً ويردده حتى يحفظه ومثل هذا لا يمكن أن نحكم عليه بقاعدة عامة فنقول للإنسان استعمل ما تراه مناسباً لك في حفظ القرآن.
لكن المهم أن يكون عندك علم لما حفظت متى أردت الرجوع إليه , وأحسن ما رأيت في العلم أن الإنسان إذا حفظ شيئاً اليوم يقرأه مبكراً الصباح التالي فإن هذا يعين كثيراً على حفظ ما حفظه في اليوم الأول هذا شيء فعلته أنا فإن هذا يعين كثيراً على الحفظ الجيد.
أما الوعيد على من ينسى , قال الإمام أحمد: (ما أشد ما ورد فيه) أي حفظ آية ونسيها والمراد بذلك من أعرض عنها حتى تركها , وأما من نسيها لسبب طبيعي أو لأسباب كانت واجبة أشغلته فإن هذا لا يلحق به إثم (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) البقرة / 286.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بأصحابه فنسي آية فذكره أحد الصحابة بها بعد الصلاة فقال: (هلا ذكرتني بها) فالإنسان الذي ينساه تهاوناً به أو أعراضاً عنه لا شك أنه خاسر وأنه مستحق الإثم , وأما الذي ينساه لشيء واجب عليه أوجبه الله - سبحانه وتعالى - عليه أو نسياناً طبيعياً فهذا لا يلحقه شيء.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة (136).
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 Jun 2003, 10:08 م]ـ
الأخ أبا مجاهد العبيدي
السلام عليكم، بارك الله فيك على هذه الانتقائية.
بالنسبة لتشبيه الدنيا بالماء ألا ترى أن المشبه به في آية يونس ليس الماء فقط، وإنما هو عدة صور، تبتدئ بنزول الماء ثم اختلاطه بنبات الأرض ثم اشتداد النبات وزهوه واخضراره وركون الناس لهذا النبات، ثم إصابته بأمر الله وصيرورته إلى الحصيد؟ أي أن المشبه به جملة وليس مفرداً. وقد نسب القرطبي في تفسير آية الكهف (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (الكهف:45) هذا القول للحكماء.
خالد
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jun 2003, 08:11 م]ـ
بسم الله
أولاً - أشكرك أخي خالد على تنبيهك، والأمر كما ذكرت، فالتشبيه تشبيه مركب، ولكن كان المقصد ذكر بعض لطائف تشبيه الدنيا بالماء من حيث الجملة، من دون تفصيل في نوع التشبيه، وبيان وجه الشبه. وأشكرك على اهتمامك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانياً - هذه فائدة في طريقة التفسير:
المنهج القويم في تفسير القرآن الكريم
(الشبكة الإسلامية)
ليس للمفسر أن يسير في تفسيره لكتاب الله خبط عشواء، وإنما لابد له من منهج ينتهجه حتى يأتي بالتفسير على الصورة المرضية المقبولة، ولذلك قال أهل العلم: على من يفسر كتاب الله - تعالى - أن يبحث عن تفسيره في القرآن ـ فإن لم يجد فليطلبه فيما صح وثبت في السنة، فإن لم يجد فليطلبه في أقوال الصحابة، وليتحاش الضعيف، والموضوع، والإسرائيليات، فإن لم يجد في أقوال الصحابة، فليطلبه في أقوال التابعين، فإن اتفقوا على شيء كان ذلك أمارة - غالبًا - على تلقيه عن الصحابة، وإن اختلفوا: تخير من أقوالهم، ورجح ما يشهد له الدليل، فإن لم يجد في أقوالهم ما يصلح أن يكون تفسيرًا للآية لكونه ضعيفًا، أو موضوعًا أو من الإسرائيليات التي حملوها عن أهل الكتاب الذين أسلموا: فليجتهد رأيه ولا يألوا - أي لا يقصر -، إذا استكمل أدوات هذا الاجتهاد، وعليه أن يراعي القواعد الآتية:
1 - أن يتحرى في التفسير مطابقة التفسير للمفسَّر، وأن يتحرز في ذلك عن نقص لما يحتاج إليه في إيضاح المعنى، أو زيادة لا تليق بالغرض: أي لا يوجز فيخل، ولا يطيل ويستطرد فيمل.
2 - أن يُعنى بأسباب النزول؛ فإن أسباب النزول كثيرًا ما تعين على فهم المراد من الآية.
3 - أن يُعنى بذكر المناسبات بين الآيات؛ لأن في ذلك الإفصاح عن خصيصة من خصائص القرآن الكريم وهي الإعجاز، وللمناسبات في الكشف عن أسرار الإعجاز ضلع كبير.
وقد اختلفت مناهج المفسرين في هذين الأخيرين، فمنهم: من يذكر المناسبة، لأنها المصححة لنظم الكلام، وهي سابقة عليه، وبعضهم: يذكر السبب أولاً، لأن السبب مقدم على المسبب.
والتحقيق: التفصيل بين أن يكون وجه المناسبة متوقفًا على سبب النزول كآية: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله كان نعمَّا يعظكم به، إنَّ الله كان سميعًا بصيرًا}، فهذا ينبغي فيه تقديم السبب على المناسبة، لأنه حينئذ من باب تقديم الوسائل على المقاصد، وإن لم يتوقف وجه المناسبة على ذلك: فالأولى تقديم المناسبة على سبب النزول لبيان تآلف نظم القرآن، وتناسقه، وأخذ آياته بعضها بحجز بعض.
4 - أن يجرد نفسه عن الميل إلى مذهب بعينه، حتى لا يحمله ذلك على تفسير القرآن على حسب رأيه ومذهبه، ولا يزيغ بالقرآن عن منهجه الواضح، وطريقه المستقيم.
5 - مراعاة المعنى الحقيقي والمجازي، حتى لا يصرف الكلام عن حقيقته إلى مجازه إلا بصارف، وليقدم الحقيقة الشرعية على اللغوية وكذلك الحقيقة العرفية، وليراع حمل كلام الله على معان جديدة أولى من حمله على التأكيد، وليراع الفروق الدقيقة بين الألفاظ.
6 - مراعاة تأليف الكلام، والغرض الذي سبق له، فإن ذلك يعينه على فهم المعنى المراد، وإصابة الصواب، قال الزركشي في البرهان: ليكن محط نظر المفسر مراعاة نظم الكلام الذي سبق له، وإن خالف أصل الوضع اللغوي، لثبوت التجوز.
7 - يجب على المفسر البداءة بما يتعلق بالمفردات، وتحقق معانيها ثم يتكلم عليها بحسب التركيب، فيبدأ بالإعراب إن كان خفيًا، ثم ما يتعلق بالمعاني، ثم البيان، ثم البديع، ثم ليبين المعنى المراد، ثم ما يستنبط من الآيات من الأحكام والآداب، وليراع القصد فيما يذكر من لغويات، أو نحويات، أو بلاغيات، أو أحكام، حتى لا يطغى ذلك على جوهر التفسير.
8 - التحاشي عن ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة، والروايات المدسوسة: من الإسرائيليات ونحوها، حتى لا يقع فيما وقع فيه كثير من المفسرين السابقين من الموضوعات، والإسرائيليات في أسباب النزول، وقصص الأنبياء والسابقين، وبدء الخلق والمعاد ونحوها.
موقع طريق القرآن www.quranway.net
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Jun 2003, 08:43 ص]ـ
بسم الله
هذا سؤال وجوابه للشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
لماذا وجه الله الخطاب إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، في قوله: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّك} [يونس: 106] مع أن النبي، صلى الله عليه وسلم، معصوم من الشرك؟
الجواب:
الخطاب هنا للرسول، صلى الله عليه وسلم، في ظاهر سياق الآية.
وقال بعض العلماء: لا يصح أن يكون للرسول، صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول، صلى الله عليه وسلم، يستحيل أن يقع منه ذلك والآية على تقدير (قل) وهذا ضعيف لإخراج الآية عن سياقها.
والصواب: أنه إما خاص بالرسول، صلى الله عليه وسلم، والحكم له ولغيره، وإما عام لكل من يصح خطابه ويدخل فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم، وكونه يوجه إليه مثل هذا الخطاب لا يقتضي أن يكون ذلك ممكنًا منه قال – تعالى -: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] فالخطاب له ولجميع الرسل ولا يمكن أن يقع، فلا يمكن أن يقع منه، صلى الله عليه وسلم، باعتبار حاله شرك أبدًا، والحكمة من النهي أن يكون غيره متأسيًا به فإذا كان النهي موجهًا إلى من لا يمكن أن يقع منه باعتبار حاله فهو إلى من يمكن منه من باب أولى.
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين - (1/ 326)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:17 ص]ـ
من الآيات التي قد تشكل على البعض:
قوله تعالى في آخر سورة الزخرف: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ} 88
فما معنى قوله: (وقيله) وما موقعها من الإعراب؟
وإجابة لهذين السؤالين أنقل تفسير أشهر إمامين من أئمة التفسير؛ لعل فيما ذكراه إزالة لإشكال.
قال ابن جرير: (وَقَوْله: {وَقِيلِهِ يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ} اخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله: {وَقِيله} فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَمَكَّة وَالْبَصْرَة " وَقِيله " بِالنَّصْبِ , وَإِذَا قُرِئَ كَذَلِكَ ذَلِكَ , كَانَ لَهُ وَجْهَانِ فِي التَّأْوِيل:
أَحَدهمَا: الْعَطْف عَلَى قَوْله: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَع سِرّهمْ وَنَجْوَاهُمْ} 43 80 وَنَسْمَع قِيله يَا رَبّ ,
وَالثَّانِي: أَنْ يُضْمَر لَهُ نَاصِب , فَيَكُون مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ: وَقَالَ قَوْله: {يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ} وَشَكَا مُحَمَّد شَكْوَاهُ إِلَى رَبّه.
وَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة {وَقِيله} بِالْخَفْضِ عَلَى مَعْنَى: وَعِنْده عِلْم السَّاعَة , وَعِلْم قِيله.
وَالصَّوَاب مِنْ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار صَحِيحَتَا الْمَعْنَى فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب , فَتَأْوِيل الْكَلَام إِذَنْ: وَقَالَ مُحَمَّد قِيله شَاكِيًا إِلَى رَبّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَوْمه الَّذِينَ كَذَّبُوهُ , وَمَا يَلْقَى مِنْهُمْ: يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرْتنِي بِإِنْذَارِهِمْ وَأَرْسَلْتنِي إِلَيْهِمْ لِدُعَائِهِمْ إِلَيْك , قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ. كَمَا: 23994 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله: {وَقِيله يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ} قَالَ: فَأَبَرّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَوْل مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 23995 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {وَقِيله يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ} قَالَ: هَذَا قَوْل نَبِيّكُمْ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام يَشْكُو قَوْمه إِلَى رَبّه. * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة {وَقِيله يَا رَبّ} قَالَ: هُوَ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ}.) انتهى
وقال ابن كثير: (أَيْ وَقَالَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيله أَيْ شَكَا إِلَى رَبّه شَكْوَاهُ مِنْ قَوْمه الَّذِينَ كَذَّبُوهُ فَقَالَ يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ كَمَا أَخْبَرَ تَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى " وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اِتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا " وَهَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ هُوَ قَوْل اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَعَلَيْهِ فَسَّرَ اِبْن جَرِير قَالَ الْبُخَارِيّ وَقَرَأَ عَبْد اللَّه يَعْنِي اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " وَقَالَ الرَّسُول يَا رَبّ " وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله " وَقِيله يَا رَبّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْم لَا يُؤْمِنُونَ " قَالَ يُؤْثِر اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَوْل مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قَتَادَة هُوَ قَوْل نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو قَوْمه إِلَى رَبّه عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ حَكَى اِبْن جَرِير فِي قَوْله تَعَالَى " وَقِيله يَا رَبّ " قِرَاءَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا النَّصْب وَلَهَا تَوْجِيهَانِ أَحَدهمَا أَنَّهُ مَعْطُوف عَلَى قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " نَسْمَع سِرّهمْ وَنَجْوَاهُمْ " وَالثَّانِي أَنْ يُقَدَّر فِعْل وَقَالَ قِيله وَالثَّانِيَة الْخَفْض وَقِيله عَطْفًا عَلَى قَوْله " وَعِنْده عِلْم السَّاعَة " وَتَقْدِيره وَعِلْم قِيله.) انتهى
وخلاصة ما سبق:
أولاً - قيله تعني قوله، مصدر قال. فالقول والقال والقيل بمعنى واحد.
والضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم على الصحيح، وقيل عائد على عيسى عليه السلام.
وأما إعرابها: ففيها قراءتان سبعيتان صحيحتان:
قراءة النصب، وقراءة الجر، ولكل قراءة توجيه. كما هو واضح في كلام ابن جرير وابن كثير، فلا حاجة لإعادتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jun 2003, 06:22 ص]ـ
(وإذا أظلم عليهم قاموا) ما معنى قاموا؟
قوله تعالى: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:20)
الإشكال هنا في لفظ "قاموا" من قوله تعالى: (وإذا أظلم عليهم قاموا)
حيث يظن البعض أن معناه القيام المعروف الذي هو ضد الجلوس؛ وليس الأمر كذلك؛ بل معناه هنا الثبات في المكان، فالمعنى إذاً: أقاموا على نفاقهم وثبتوا على ضلالهم. كما في تفسير الطبري.
قال السمين الحلبي في كتابه القيم [عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ]: (وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا) أي ثبتوا ووقفوا متحيرين. وليس المراد القيام من قعود. انتهى
وبهذا نعلم أن من معاني القيام: الثبات والإستمرار؛ وعليه فإن من معاني إقامة الصلاة: الثبات والإستمرار على أدائها مع إتقانها ورعايتها.
ومن الآيات التي ورد فيها القيام بمعنى الثبات قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75)
فقوله: (إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً) أي ثابتاً على طلبه. كما في المرجع السابق [مادة:ق و م]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2003, 05:37 ص]ـ
وردت يشري في كتاب الله بمعنى: يبيع
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) البقرة: 207 أي: يبيع.
وقال تعالى في سورة يوسف: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) 20 أي: باعوه.
وأما يشتري فهي بمعنى الشراء.
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: 111
وقال تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) البقرة: 16
فكل من تمسك بشيء وترك غيره فقد اشتراه.
قال ابن الأنباري في الأضداد: (اشتريت حرف من الأضداد، يقال: اشتريت الشيء على معنى: قبضته وأععطيت ثمنه. وهو المعنى المعروف عند الناس.
ويقال: اشتريته إذا بعته، قال الله تعالى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى) قال جماعة من المفسرين: معناه: باعوا الضلالة بالهدى.
وقال بعض أهل اللغة: كل من آثر شيئاً على شيء فالعرب تجعل الإيثار له بمنزلة شرائه .... ) إلخ كلامه ص72
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2003, 05:42 ص]ـ
يستدل بعض المتخاذلين والمقصرين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) 105
فيقول: إن الله أمرنا بأن نهتم بأنفسنا، ,وأن نجتهد في إصلاحها؛ ثم لا يضرنا بعد ذلك من ضل إذا اهتدينا.
وللرد على من قال هذا القول نقول: إنك لم تفهم معنى الآية؛ فليس تفسيرها كما توهمت؛ وإليك كلام بعض العلماء المحققين في تفسيرها:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما مختصره: (قوله ـ تعالى علواً كبيراً: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]، لا يقتضى ترك الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، لا نهياً ولا إذناً، كما في الحديث المشهور فى السنن عن أبى بكر الصديق ـ رضى اللّه عنه ـ أنه خطب على منبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها فى غير موضعها، وإني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يَعُمَّهُم اللّه بعقاب منه).
وكذلك فى حديث أبى ثعلبة الخشنى ـ مرفوعا ـ في تأويلها: (إذا رأيت شُحّا مُطاعا، وهَوًى متبعًا، وإعجاب كل ذى رأى برأيه، فعليك بخويْصة نفسك). وهذا يفسره حديث أبى سعيد فى مسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان). فإذا قوى أهل الفجور حتى لا يبقي لهم إصغاء إلى البر، بل يؤذون الناهي لغلبة الشح والهوى والعجب سقط التغيير باللسان فى هذه الحال، وبقى بالقلب. ......
وما ذكره الصديق ظاهر؛ فإن اللّه تعالى قال: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} أي: الزموها وأقبلوا عليها، ومن مصالح النفس فعل ما أمرت به من الأمر والنهي، وقال: {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإنما يتم الاهتداء إذا أطيع الله وأدى الواجب من الأمر النهي وغيرهما، ولكن فى الآية فوائد عظيمة:
أحدها: ألا يخاف المؤمن من الكفار والمنافقين فإنهم لن يضروه إذا كان مهتديا.
الثاني: ألا يحزن عليهم ولا يجزع عليهم؛ فإن معاصيهم لا تضره إذا اهتدى، والحزن على ما لا يضر عبث، وهذان المعنيان مذكوران فى قوله: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ} [النحل: 127].
الثالث: ألا يركن إليهم، ولا يمد عينه إلى ما أوتوه من السلطان والمال والشهوات، كقوله: {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [الحجر: 88]، فنهاه عن الحزن عليهم والرغبة فيما عندهم فى آية، ونهاه عن الحزن عليهم والرهبة منهم فى آية، فإن الإنسان قد يتألم عليهم ومنهم، إما راغبا وإما راهباً.
الرابع: ألا يعتدى على أهل المعاصي بزيادة على المشروع فى بغضهم أو ذمهم، أو نهيهم أو هجرهم، أو عقوبتهم، بل يقال لمن اعتدى عليهم: عليك نفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت، كما قال: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} الآية [المائدة: 8]، وقال: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وقال: {فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: 193]، فإن كثيراً من الآمرين الناهين قد يتعدى حدود اللّه، إما بجهل وإما بظلم، وهذا باب يجب التثبت فيه، وسواء في ذلك الإنكار على الكفار والمنافقين والفاسقين والعاصين.
الخامس: أن يقوم بالأمر والنهي على الوجه المشروع، من العلم والرفق، والصبر، وحسن القصد، وسلوك السبيل القصد؛ فإن ذلك داخل في قوله: {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} وفى قوله: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
فهذه خمسة أوجه تستفاد من الآية لمن هو مأمور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيها المعنى الآخر، وهو إقبال المرء على مصلحة نفسه علما وعملا، وإعراضه عما لا يعنيه، كما قال صاحب الشريعة: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، ولاسيما كثرة الفضول فيما ليس بالمرء إليه حاجة من أمر دين غيره ودنياه، لاسيما إن كان التكلم لحسد أو رئاسة.
وكذلك العمل، فصاحبه إما معتد ظالم، وإما سفيه عابث، وما أكثر ما يصور الشيطان ذلك بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل اللّه، ويكون من باب الظلم والعدوان.
فَتَأمُّل الآية فى هذه الأمور من أنفع الأشياء للمرء) انتهى مختصراً من مجموع الفتاوي14/ 291 .... .
بل إن الرازي نقل في تفسيره قولاً جميلاً لعبدالله بن المبارك رحمه الله يدل على فقهه وحسن فهمه لهذه الآية؛ قال: (هذه أوكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه ـ سبحانه ـ قال: ((عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ)) ويعني عليكم أهل دينكم، ولا يضركم من ضل من الكفار، بأن يعظ بعضكم بعضاً، ويرغّب بعضكم بعضاً في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات) [تفسير الرازي: 6/ 118]؛ لأن المؤمنين إخوة في الدين.
وهنا تنبيه مهم؛ وهو: أن القرآن يستعمل لفظ (أنفسكم) كثيراً بمعنى إخوانكم، وتأمل أخي القارئ هذه الفائدة وأثرها العظيم على من وفقه الله لفهمها. ثم اقرأ معي هذا الكلام الجميل القيم ولا تستطله فإنه نفيس [افتح هذا الرابط لتجد المقال كاملاً]
[ http://www.islamselect.com/index.php?ref=532&pg=mat&ln=1
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2003, 12:37 ص]ـ
(وكان الكافر على ربه ظهيراً)
قال تعالى في سورة الفرقان: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا) 55
[ COLOR=red] فما المراد بقوله جل وعلا: (وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا)؟
أولاً - كلمة "ظهيراً" تعني: المعين والناصر، قال تعالى: (وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) [التحريم: 4]. وقال سبحانه: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88].
ثانياً- معنى هذه الآية؟:
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: (يخبر تعالى عن جهل المشركين في عبادتهم غير الله من الأصنام التي لا تملك لهم نفعاً ولا ضراً، بلا دليل قادهم إلى ذلك، ولا حجة أدتهم إليه؛ بل بمجرد الآراء والتشهي والأهواء،فهم يوالونهم ويقاتلون في سبيلهم ويعادون الله ورسوله والمؤمنين فيهم ولهذا قال تعالى: " وكان الكافر على ربه ظهيرا " أي:عونا في سبيل الشيطان على حزب الله؛وحزب الله هم الغالبون كما قال تعالى " واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون" أي آلهتهم التي اتخذوها من دون الله لا تملك لهم نصرا،وهؤلاء الجهلة للأصنام جند محضرون يقاتلون عنهم ويذبون عن حوزتهم،ولكن العاقبة والنصرة لله ولرسوله وللمؤمنين في الدنيا والآخرة.
قال مجاهد " وكان الكافر على ربه ظهيرا" قال: يظاهر الشيطان على معصية الله ويعينه.
وقال سعيد بن جبير: " وكان الكافر على ربه ظهيرا " يقول عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك) انتهى.
ولابن القيم رحمه الله كلام قيّم حول هذه الآية في كتاب الفوائد؛ حيث قال: (قوله تعالى: (وكان الكافر على ربه ظهيرا) هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه وان المؤمن دائما مع الله علي نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه؛ وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، فهو مع الله علي عدوه الداخل فيه والخارج عنه، يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه كما يكون خواص الملك معه علي حرب اعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك غير مهتمين به؛ والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه علي ربه.
وعبارات السلف علي هذا تدور
ذكر بن أبي حاتم عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير قال: عونا للشيطان علي ربه بالعداوة والشرك
وقال ليث عن مجاهد قال: يظاهر الشيطان علي معصية الله يعينه عليها
وقال زيد بن أسلم ظهيرا أي مواليا
والمعني أنه يوالي عدوه علي معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معينا له علي مساخط ربه.
فالمعية الخاصة لتي للمؤمن مع ربه وإلهه قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه وقربانه.
ولهذا صدر الآية بقوله: (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم) وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا أعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه بخلاف وليه سبحانه فانه معه علي نفسه وشيطانه وهواه وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله وبالله التوفيق) انتهى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2003, 12:42 ص]ـ
ما التفسير الصحيح لقوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) النجم:39؟
يظن الكثير أن معنى هذه الآية: أن الإنسان ليس له من ثواب الأعمال إلا ما عمله بنفسه وهو سعيه؛ ثم يجعلونها دليلاً على أن الميت لا ينتفع بسعي الأحياء.
وفي هذا الفهم نظر؛ ولا يصح لهم الإستدلال بهذه الآية على ما ذكروا.
ولبيان معنى الآية الصحيح أنقل هنا كلاماً قيماً للشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: (وقد استدل بقوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) من يرى أن القرب لا يفيد إهداؤها للأحياء ولا للأموات قالوا لأن الله قال: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ مَا سَعَى) فوصول سعي غيره إليه مناف لذلك، وفي هذا الاستدلال نظر، فإن الآية إنما تدل على أنه ليس للإنسان إلا ما سعى بنفسه، وهذا حق لا خلاف فيه، وليس فيها ما يدل على أنه لا ينتفع بسعي غيره، إذا أهداه ذلك الغير له، كما أنه ليس للإنسان من المال إلا ما هو في ملكه وتحت يده، ولا يلزم من ذلك، أن لا يملك ما وهبه له الغير من ماله الذي يملكه.)
وهذا ما ذهب إليه أيضاً تلميذه العلامة محمد العثيمين رحمة الله على الجميع فقال رحمه الله:
(قوله – تعالى-: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) المراد – والله أعلم – أن الإنسان لا يستحق من سعي غيره شيئاً، كما لا يحمل من وزر غيره شيئاً؛ وليس المراد أنه لا يصل إليه ثواب سعي غيره؛ لكثرة النصوص الواردة في وصول ثواب سعي الغير إلى غيره وانتفاعه به إذا قصده به، فمن ذلك:
1 - الدعاء: فإن المدعو له ينتفع به بنص القرآن الكريم والسنة، وإجماع المسلمين، قال الله –تعالى –لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) وقال – تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقول:ون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم).
فالذين سبقوهم بالإيمان هم المهاجرون والأنصار، والذين جاؤوا من بعدهم هم التابعون فمن بعدهم إلى يوم الدين؛وثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –أنه أغمض أبا سلمة، وقال: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه، وافسح له في قبره، ونور له فيه". وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على أموات المسلمين، ويدعو لهم، ويزور المقابر، ويدعو لأهلها، واتبعته أمته في ذلك حتى صار هذا من الأمور المعلومة بالضرورة من دين الإسلام؛ وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه…"
وهذا لا يعارض قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم لأن المراد به عمل الإنسان نفسه، لا عمل غيره له؛ وإنما جعل دعاء الولد الصالح من عمله؛ لأن الولد من كسبه، حيث إنه هو السبب في إيجاده، فكأن دعاءه لوالده دعاء من الوالد نفسه – بخلاف دعاء غير الولد لأخيه، فإنه ليس من عمله – وإن كان ينتفع به -؛ فالاستثناء الذي في الحديث من انقطاع عمل الميت نفسه لا عمل غيره له، ولهذا لم يقل: انقطع العمل له، بل قال: "انقطع عمله". وبينهما فرق بين.)
ثم ذكر أمثلة أمثلة كثيرة بتفصيل وتحرير عجيب قيّم أنصح الجميع بقراءته، وهو في كتاب:مجموع فتاوي ورسائل 2/ 310 وما بعدها في جواب السؤال رقم363.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2003, 12:13 م]ـ
أنكر بعض العلماء - ومنهم فما أذكر الإمام الشنقيطي - وصول الناس إلى القمر بحجة أنه في السماء، وقد أخبر الله أن السماء محفوظة من الشياطين - ويدخل في ذلك شياطين الإنس من الكفار - فهل هذا الكلام صحيح؟ وما التوجيه الصحيح للآيات في ذلك؟
هذا ردٌّ للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وإليكم نصه:
قال: (وقد تأملنا ما ورد في الكتاب العزيز من الآيات المشتملة على ذكر الشمس والقمر والكواكب، فلم نجد فيها ما يدل دلالة صريحة على عدم إمكان الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب وهكذا السنة المطهرة لم نجد فيها ما يدل على عدم إمكان ذلك وقصارى ما يتعلق به من أنكر ذلك أو كفر من قاله، ما ذكره الله في كتابه الكريم في سورة الحجر، حيث قال سبحانه: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ وقال تعالى في سورة الفرقان: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا وقال في سورة الصافات: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ
وقال سبحانه في سورة الملك: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ وقال في سورة نوح: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وظنوا أن ما ذكره الله في هذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها يدل على أن الكواكب في داخل السماء، أو ملصقة بها، فكيف يمكن الوصول إلى سطحها، وتعلقوا أيضا بما قاله بعض علماء الفلك: من أن القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة.
وقد نقل ذلك كثير من المفسرين وسكتوا، والجواب أن يقال: ليس في الآيات المذكورات ما يدل على أن الشمس والقمر وغيرهما من الكواكب في داخل السماء ولا أنها ملصقة بها، وإنما تدل الآيات على أن هذه الكواكب في السماء وأنها زينة لها، ولفظ السماء يطلق في اللغة العربية على كل ما علا وارتفع، كما في قوله سبحانه: أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ
قال جماعة من المفسرين في هاتين الآيتين: إن (في) للظرفية، وأن السماء المراد بها: العلو، واحتجوا بذلك على أن الله سبحانه في جهة العلو فوق العرش، وما ذاك إلا لأن إطلاق السماء على العلو أمر معروف في اللغة العربية وقال آخرون من أهل التفسير: إن (في) هنا بمعنى على، وأن المراد بالسماء هنا: السماء المبنية، كما قال سبحانه: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أي على الأرض، وعلى هذا يكون المعنى: أن الله سبحانه فوق
السماء، فيوافق ذلك بقية الآيات الدالة على أنه سبحانه فوق العرش، وأنه استوى عليه استواء يليق بجلاله عز وجل، ولا يشابهه فيه استواء خلقه، كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال سبحانه: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
وقال تعالى: فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ومن أنكر هذا المعنى ووصف الله سبحانه وتعالى بخلافه، فقد خالف الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، الدالة على علو الله سبحانه، واستوائه على عرشه استواء يليق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، كما خالف إجماع سلف الأمة، ومن هذا الباب قوله سبحانه في سورة البقرة يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
ذكر جماعة من المفسرين أن المراد بقوله سبحانه في هذه الآية: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً أن المراد بالسماء هنا: هو السحاب، سمي بذلك لعلوه وارتفاعه فوق الناس، ومن هذا الباب أيضا قوله عز وجل في سورة الحج: مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ الآية. قال المفسرون: معناه فليمدد بسبب إلى ما فوقه من سقف ونحوه، فسماه سماء لعلوه بالنسبة إلى من تحته، ومن هذا الباب قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
الآية فقوله هنا: في السماء أي في العلو، وقال صاحب القاموس: سما سموا ارتفع، وبه أعلاه كأسماه، إلى أن قال: والسماء معروفة تؤنث وتذكر وسقف كل شيء انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
والأدلة في هذا الباب من كلام الله سبحانه وكلام رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وكلام المفسرين، وأئمة اللغة، على إطلاق لفظ السماء على الشيء المرتفع كثيرة، إذا عرف هذا فيحتمل أن يكون معنى الآيات أن الله سبحانه جعل هذه الكواكب في مدار بين السماء والأرض، وسماه سماء لعلوه، وليس فيما علمنا من الأدلة ما يمنع ذلك، وقد ذكر الله سبحانه أن الشمس والقمر يجريان في فلك في آيتين من كتابه الكريم وهما قوله عز وجل في سورة الأنبياء وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وقوله سبحانه في سورة يس: لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ولو كانا ملصقين بالسماء لم يوصفا بالسبح لأن السبح هو الجري في الماء ونحوه
وقد ذكر ابن جرير رحمه الله في تفسيره المشهور أن الفلك في لغة العرب هو الشيء الدائر، وذكر في معناه عن السلف عدة أقوال، ثم قال ما نصه: (والصواب من القول في ذلك: أن يقال كما قال الله عز وجل: فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ وجائز أن يكون ذلك الفلك كما قال مجاهد: كحديدة الرحا، وكما ذكر عن الحسن كطاحونة الرحا، وجائز أن يكون موجا مكفوفا، وأن يكون قطب السماء وذلك أن الفلك في كلام العرب: هو كل شيء دائر، فجمعه أفلاك) ونقل رحمه الله عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنه قال ما نصه: (الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم، والشمس والقمر، وقرأ: تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا
وقال: تلك البروج بين السماء والأرض وليست في الأرض) انتهى.
وقد نقل الحافظ بن كثير - رحمه الله - في التفسير كلام ابن زيد هذا، وأنكره ولا وجه لإنكاره عند التأمل، لعدم الدليل على نكارته،
وقال النسفي في تفسيره ما نصه: (والجمهور على أن الفلك موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر والنجوم) انتهى.
وقال الألوسي في تفسيره: (روح المعاني) ما نصه: (وقال أكثر المفسرين هو موج مكفوف تحت السماء تجري فيه الشمس والقمر) انتهى
وعلى هذا القول في تفسير الفلك والآيات المتقدمة آنفا، لا يبقى إشكال في أن الوصول إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب لا يخالف الأدلة السمعية، ولا يلزم منه قدح فيما دل عليه القرآن من كون الشمس والقمر في السماء، ومن زعم أن المراد بالأفلاك السماوات المبنية فليس لقوله حجة يعتمد عليها فيما نعلم، بل ظاهر الأدلة النقلية وغيرها يدل على أن السماوات السبع غير الأفلاك، ويحتمل أنه أراد بالسماء في الآيات المتقدمة: السماء الدنيا، كما هو ظاهر في آية الحجر وهي قوله سبحانه: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وصريح في آية الملك وهي قوله سبحانه: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ولم يرد سبحانه أن البروج في داخلها، وإنما أراد سبحانه أنها بقربها وتنسب إليها كما يقال في لغة العرب فلان مقيم في المدينة، أو في مكة وإنما هو في ضواحيها وما حولها، وأما وصفه سبحانه للكواكب بأنها زينة للسماء فلا يلزم منه أن تكون ملصقة بها، ولا دليل على ذلك، بل يصح أن
تسمى زينة لها، وإن كانت منفصلة عنها، وبينها وبينها فضاء كما يزين الإنسان سقفه بالقماش والثريات الكهربائية ونحو ذلك من غير ضرورة إلى إلصاق ذلك به، ومع هذا يقال في اللغة العربية: فلان زين سقف بيته، وإن كان بين الزينة والسقف فضاء،
وأما قوله سبحانه في سورة نوح: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا فليس في الأدلة ما يدل على أن معناه أن الشمس والقمر في داخل السماوات، وإنما معناه عند الأكثر: أن نورهما في السماوات لا أجرامهما فأجرامهما خارج السماوات ونورهما في السماوات والأرض،
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد روى ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ما يدل على هذا المعنى حيث قال في تفسير حدثنا عبد الأعلى، قال حدثنا ابن ثور، عن معمر عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماوات، وأقفيتهما قبل الأرض انتهى وفي سنده انقطاع. لأن قتادة لم يدرك عبد الله بن عمرو، ولعل هذا إن صح عنه مما تلقاه عن بني إسرائيل، وظاهر الآية يدل على أن نورهما في السماوات لا أجرامهما، وأما كون وجوههما إلى السماوات وأقفيتهما إلي الأرض فموضع نظر، والله سبحانه وتعالي أعلم بذلك. وأما قول من قال من أهل التفسير: أن ذلك من باب إطلاق الكل على البعض لأن القمر في السماء الدنيا، والشمس في الرابعة، كما يقال: رأيت بني تميم وإنما رأى بعضهم فليس بجيد، ولا دليل عليه، وليس هناك حجة يعتمد عليها فيما نعلم، تدل على أن القمر في السماء الدنيا والشمس في الرابعة، وأما قول من قال تلك من علماء الفلك، فليس بحجة عليها لأن أقوالهم غالبا مبنية على التخمين والظن، لا على قواعد شرعية، وأسس
قطعية، فيجب التنبه لذلك،
ويدل على هذا المعنى: ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله سبحانه: َ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا الآية حيث قال ما نصه: قوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا أي واحدة فوق واحدة وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط. أو هو من الأمور المدركة بالحس مما علم من التسيير والكسوفات، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضا، فأدناها القمر في السماء الدنيا، وهو يكسف ما فوقه، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة، وأما بقية الكواكب وهي الثوابت، ففي فلك ثامن يسمونه: (فلك الثوابت)، والمتشرعون منهم يقولون: هو الكرسي، والفلك التاسع: وهو الأطلس، والأثير عندهم: الذي حركته على خلاف حركة سائر الأفلاك وذلك أن حركته مبدأ الحركات، وهي من المغرب إلى المشرق وسائر الأفلاك عكسه من المشرق إلى المغرب، ومعها يدور سائر الكواكب تبعا، ولكن للسيارة حركة معاكسة لحركة أفلاكها، فإنها تسير من المغرب إلى المشرق، وكل يقطع فلكه بحسبه، فالقمر يقطع فلكه في كل شهر مرة، والشمس في كل سنة مرة، وزحل في كل ثلاثين سنة مرة، وذلك بحسب اتساع أفلاكها، وإن كانت حركة الجميع في السرعة متناسبة، هذا ملخص ما يقولونه في هذا المقام على اختلاف بينهم، في مواضع كثيرة لسنا بصدد بيانها) انتهى
فقول الحافظ رحمه الله هنا: على اختلاف بينهم ... إلخ يدل: على أن علماء الفلك غير متفقين على ما نقله عنهم آنفا، من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية، والزهرة في الثالثة والشمس في الرابعة .. إلخ وغير ذلك مما نقله عنهم، ولو كانت لديهم أدلة قطعية على ما ذكروا، لم يختلفوا، ولو فرضنا أنهم اتفقوا على ما ذكر فاتفاقهم ليس بحجة؛ لأنه غير معصوم،
وإنما الإجماع المعصوم هو إجماع علماء الإسلام الذين قد توافرت فيهم شروط الاجتهاد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طافئة من أمتي على الحق منصورة الحديث فإذا اجتمع علماء الإسلام على حكم، اجتماعا قطعيا لا سكوتيا، فإنهم بلا شك على حق؛ لأن الطائفة المنصورة منهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تزال على الحق، حتى يأتي أمر الله
وظاهر الأدلة السابقة، وكلام الكثير من أهل العلم أو الأكثر كما حكاه النسفي، والألوسي: أن جميع الكواكب ومنها الشمس والقمر تحت السماوات، وليست في داخل شيء منها، وبذلك يعلم أنه لا مانع من أن يكون هناك فضاء بين الكواكب والسماء الدنيا، يمكن أن تسير فيه المركبات الفضائية، يمكن أن تنزل على سطح القمر أو غيره من الكواكب ولا يجوز أن يقال بامتناع ذلك إلا بدليل شرعي صريح يجب المصير إليه، كما أنه لا يجوز أن يصدق من قال إنه وصل إلى سطح القمر أو غيره من الكواكب، إلا بأدلة علمية تدل على صدقه، ولا شك أن الناس بالنسبة إلى معلوماتهم عن الفضاء، ورواد الفضاء يتفاوتون، فمن كان لديه معلومات قد اقتنع بها بواسطة المراصد أو غيرها، دلته على صحة ما ادعاه رواد الفضاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمريكيون أو غيرهم، من وصولهم إلى سطح القمر فهو معذور في تصديقه، ومن لم تتوافر لديه المعلومات الدالة على ذلك فالواجب عليه: التوقف، والتثبت حتى يثبت لديه ما يقتضي التصديق أو التكذيب، عملا بالأدلة السالف ذكرها،
ومما يدل على إمكان الصعود إلى الكواكب: قول الله سبحانه في سورة الجن فيما أخبر به عنهم: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا فإذا كان الجن قد أمكنهم الصعود إلى السماء حتى لمسوها، وقعدوا منها مقاعد فكيف يستحيل ذلك على الإنس في هذا العصر الذي تطور فيه العلم،
والاختراع حتى وصل إلى حد لا يخطر ببال أحد من الناس، حتى مخترعيه قبل أن يخترعوه، أما السماوات المبنية فهي محفوظة بأبوابها وحراسها، فلن يدخلها شياطين الإنس والجن، كما قال الله تعالى: وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ وقال تعالى: وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ وثبت في الأحاديث الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج به إلى السماء مع جبريل، لم يدخل السماء الدنيا وما بعدها إلا بإذن، فغيره من الخلق من باب أولى وأما قوله سبحانه في سورة الرحمن: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ فليست واضحة الدلالة على إمكان الصعود إلى الكواكب لأن ظاهرها وما قبلها وما بعدها يدل على أن الله سبحانه أراد بذلك بيان عجز الثقلين، عن النفوذ من أقطار السماوات والأرض
وقد ذكر الإمام ابن جرير رحمه الله وغيره من علماء التفسير في تفسير هذه الآية الكريمة أقوالا أحسنها قولان. أحدهما: أن المراد بذلك يوم القيامة، وأن الله سبحانه أخبر فيها عن عجز الثقلين يوم القيامة عن الفرار من أهوالها، وقد قدم ابن جرير هذا القول، وذكر أن في الآية التي بعدها ما يدل على اختياره له والقول الثاني: أن المراد بذلك: بيان عجز الثقلين عن الهروب من الموت لأنه لا سلطان لهم يمكنهم من الهروب من الموت، كما أنه لا سلطان لهم على الهروب من أهوال يوم القيامة، وعلى هذين القولين يكون المراد بالسلطان: القوة، ومما ذكرناه يتضح أنه لا حجة في الآية، لمن قال إنها تدل على إمكان الصعود إلى الكواكب، وأن المراد بالسلطان: العلم، ويتضح أيضا أن أقرب الأقوال فيها
قول من قال: إن المراد بذلك يوم القيامة، أخبر الله سبحانه فيها أنه يقول ذلك للجن والإنس في ذلك اليوم، تعجيزا لهم وإخبارا أنهم في قبضة الله سبحانه، وليس لهم مفر مما أراد بهم، ولهذا قال بعدها: يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ فالمعنى - والله أعلم -: أنكما لو حاولتما الفرار في ذلك اليوم، لأرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران منهما، أما في الدنيا فلا يمكن لأحد النفوذ من أقطار السماوات المبنية. لأنها محفوظة بحرسها وأبوابها كما تقدم ذكر ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
انظر هنا: http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz00119
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Jul 2003, 10:46 م]ـ
سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أى التفاسير أقرب الى الكتاب والسنة الزمخشرى أم القرطبى أم البغوى أو غير هؤلاء؟
فأجاب: (وأما التفاسير التى فى ايدى الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبرى فانه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير والكلبى والتفاسير غير المأثورة بالأسانيد كثيرة كتفسير عبدالرزاق وعبد بن حميد ووكيع وابن أبى قتيبة وأحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه.
وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والاحاديث الضعيفة البغوى لكنه مختصر من تفسير الثعلى وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التى فيه وحذف أشياء غير ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الواحدى فانه تلميذ الثعلبى وهو أخبر منه بالعربية لكن الثعلبى فيه سلامة من البدع وان ذكرها تقليدا لغيره وتفسيره و تفسير الواحدى البسيط والوسيط والوجيز فيها فوائد جليلة وفيها غث كثير من المنقولات الباطلة وغيرها.
وأما الزمخشرى فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من انكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من اصول المعتزلة
وأصولهم خمسة يسمونها: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وانفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
لكن معنى التوحيد عندهم يتضمن نفى الصفات ولهذا سمى ابن التومرت أصحابه الموحدين وهذا انما هو إلحاد فى أسماء الله وآياته
ومعنى العدل عندهم يتضمن التكذيب بالقدر وهو خلق أفعال العباد وارادة الكائنات والقدرة على شىء ومنهم من ينكر تقدم العلم والكتاب ...
وأما المنزلة بين المنزلتين فهى عندهم أن الفاسق لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه كما لا يسمى كافرا فنزلوه بين منزلتين و انفاذ الوعيد عندهم معناه أن فساق الملة مخلدون فى النار لا يخرجون منها بشفاعة ولا غير ذلك كما تقوله الخوارج
و الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يتضمن عندهم جواز الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدى أكثر الناس اليها ولا لمقاصده فيها مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين
و تفسير القرطبى خير منه بكثير وأقرب الى طريقة أهل الكتاب والسنة وأبعد عن البدع وان كان كل من هذه الكتب لابد أن يشتمل على ما ينقد لكن يجب العدل بينها واعطاء كل ذى حق حقه.
و تفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشرى وأصح نقلا وبحثا وأبعد عن البدع وان اشتمل على بعضها بل هو خير منه بكثير بل لعله أرجح هذه التفاسير لكن تفسير ابن جرير أصح من هذه كلها.
وثم تفاسير أخر كثيرة جدا كتفسير ابن الجوزى والماوردى.) انتهى باختصار يسير. مجموع الفتاوي 13/ 379
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Oct 2003, 08:30 ص]ـ
كتب الإمام محمد بن عبدالوهاب مقارنة فريدة بين مطلع المدثر ومطلع سورة العلق فقال:
الأولى: أول اقرأ فيه الأمر بطلب العلم، وأول المدثر فيه الأمر بالعمل به.
الثانية: أول اقرأ فيه معرفة الله، وأول المدثر فيه الأدب معه.
الثالثة: أول اقرأ فيه الاستعانة، وأول المدثر فيه الصبر.
الرابعة: أول اقرأ فيه إخلاص الاستعانة، وأول المدثر فيه العبادة.
الخامسة: أول اقرأ فيه الاستعانة، وأول المدثر فيه العبادة.
السادسة: أول اقرأ فيه فضله عليك، وأول المدثر فيه حقه عليك.
السابعة: أول اقرأ فيه أدب المتعلم، وأول المدثر فيه أدب العالم.
الثامنة: أول اقرأ فيه معرفة الله ومعرفة النفس، وأول المدثر فيه الأمر والنهي.
التاسعة: أول اقرأ فيه معرفتك بنفسك وبربك، وأول المدثر فيه العمل المختص والمتعدي.
العاشرة: أول اقرأ فيه أصل الأسماء والصفات وهما العلم والقدرة، وأول المدثر فيه أصل الأمر والنهي وهو الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
الحادية عشرة: في أول اقرأ ذكر القلم الذي لا يستقيم العلم إلا به، وأول المدثر فيه ذكر الصبر الذي لا يستقيم العمل إلا به.
الثانية عشرة: في أول اقرأ ذكر التوكل وأنه يفتح المغلق، وأول المدثر فيه الصبر الذي يفتحه.
الثالثة عشرة: في أول اقرأ العمل المختص، وأول المدثر فيه العمل المتعدي.
الرابعة عشرة: في اقرأ ست مسائل من الخبر، وأول المدثر فيه ست مسائل من الإنشاء.
الخامسة عشرة: في أول اقرأ ذكر بدء الخلق، وأول المدثر ذكر الحكمة فيه.
السادسة عشرة: في أول اقرأ ذكر أصل الإنسان، وأول المدثر فيه كماله.
السابعة عشرة: في أول اقرأ الربوبية العامة، وأول المدثر الربوبية الخاصة.
الثامنة عشرة: في أول اقرأ شاهد لقوله: «اعقلها واتكل» وفي أول المدثر الصبر الذي هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
التاسعة عشرة: في أول اقرأ ابتداء النبوة، وأول المدثر ابتداء الرسالة.
العشرون: في السورتين شاهد لقوله: «العلم قبل القول والعمل») انتهى
من مؤلفات محمد بن عبدالوهاب 5/ 266 - 367
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Dec 2003, 01:57 م]ـ
اطلعت على هذا المقال فرأيت نقله لما فيه من التنبيهات المهمة:
(مفهوم مضلِّل
(يُتْبَعُ)
(/)
«هجر لفظ: (الكفار) والاكتفاء بتعبير (غير المسلمين) مطلقاً»
يحرص بعض المسلمين على إطلاق عبارة «غير المسلمين» على الكفار والمشركين بجميع مللهم وكافة أحوالهم دون أي قيد، تأدباً في حمل الدعوة وتأليفاً لقلوب الكفار وحملهم على الدخول في الإسلام. ومن أدلتهم على ذلك قوله تعالى:) لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [[الممتحنة] ومن برهم والإقساط إليهم أن نقول لهم وعنهم «غير المسلمين»، أي عند مخاطبتهم وعند الحديث عنهم وعند مكاتبتهم، فنتحاشى كلمة الكفر ومشتقاتها في كل حال. واستدلوا بقوله تعالى:] قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وأنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون [[سبأ]، فلم يقل نحن على هدى وأنتم في ضلال، ولم يقل ولا نسأل عما تجرمون، وهذا من اللين الذي أمرنا به في حمل الدعوة، والذي أمر الله به موسى وهارون عند مخاطبتهما لفرعون في قوله تعالى:] فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى [[طه]. واستدلوا بقوله تعالى:] فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر [[الكهف/18] فإن الله سبحانه خيَّرهم بين الإيمان والكفر، وهذا منتهى الديمقراطية وحرية الاعتقاد، واللين في الخطاب، واستدلوا بقوله تعالى:] يا أيها الناس إنا خلقناكم [[الحجرات/13]] يا أيها الناس اتقوا ربكم [[النساء/1] وهذا الخطاب يشمل المؤمن والكافر، وهذا من اللين في الخطاب. ويمكنهم أن يستدلوا - ولم أسمعه منهم - بقوله سبحانه:] ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [[آل عمران] فالله سبحانه أطلق على ملل الكفر «غير الإسلام» فيقاس عليه «غير المسلمين»، وبقوله تعالى:] أفغير دين الله يبغون [[آل عمران/3] وغير دين الله هو الكفر، فكأنه سبحانه يقول: أفالكفر يبغون، ولكنه سبحانه خاطبهم بالقول اللين. لا خلاف في جواز بر الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا والإقساط إليهم. إلا أن هذه الآية لا تدل على مسألتنا، فليس لها علاقة بموضوع تسمية الكفار بغير المسلمين، بل هي ترخص في برهم والإقساط إليهم، وتسميتهم بغير المسلمين ليست من برهم ولا من الإقساط إليهم. إذ إن المقصود ببرهم هو صلتهم والدليل على ذلك أن لفظ «تبروهم» حقيقة لغوية لم تنقل فتفهم كما وصفها العرب، قال في القاموس البر: الصلة، وقال في اللسان: بررته براً وصلته، وقال النووي في تحرير ألفاظ التنبيه: بررت فلاناً أي وصلته، وقال الأزهري في الزاهر، وبررت فلاناً أبرُّه براً إذا وصلته. وقال القرطبي: هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين يعادون المؤمنين ولم يقاتلوهم. وقال الطبري: أن تبروهم وتصلوهم. وقال ابن الجوزي: هذه الآية رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين. ويؤكد هذا ما ورد في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله r فاستفتيت رسول الله r قلت وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال نعم صلي أمك. وزاد البخاري في رواية عن ابن عيينة وهو أحد رواة الحديث أنه قال أي سفيان: فأنزل الله تعالى فيها:] لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين [ ... [الممتحنة/8]. وأخرج الحاكم سبب نزول هذه الآية من حديث عبدالله بن الزبير قال: قدمت قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد من بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وكان أبوبكر طلقها في الجاهلية فقدمت على ابنتها بهدايا ضباباً وسمناً وأقطاً فأبت أسماء أن تأخذ منها وتقبل منها وتدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله r فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها فأنزل الله عز وجل:] لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم [ ... إلى آخر الآيتين. ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد كان الصحابة يبرون أقاربهم المشركين والكفار ويصلونهم، ففي الحديث المتفق عليه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: رأى عمر بن الخطاب حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريتها فلبستها يوم الجمعة وللوفد، قال إنما يلبسها من لا خلاق له في الآخرة، ثم جاءت حلل فأعطى رسول
(يُتْبَعُ)
(/)
الله r عمر منها حلة، فقال أكسوتنيها وقلت في حلة عطارد ما قلت؟ فقال: إني لم أكسكها لتلبسها، فكساها عمر أخاً له بمكة مشركاً. وأخرج سعيد بن منصور وابن قدامة في المغني عن سعيد عن سفيان عن أيوب عن عكرمة أن صفية بنت حيي باعت حجرتها من معاوية بمئة ألف وكان لها أخ يهودي فعرضت عليه أن يسلم فيرث فأبى فأوصت له بثلث المئة. فالمقصود بقوله تعالى:] تبروهم [تصلوهم وليس من الصلة أن نمتنع عن إطلاق لفظ الكفار عليهم والاقتصار على عبارة «غير المسلمين». وكذلك قوله تعالى:] وتقسطوا إليهم [لا تفيد أن من الإقساط إليهم عدم نعتهم بالكفار ونعتهم «بغير المسلمين»، ذلك أن] وتقسطوا إليهم [لا تخرج عن أحد معان ثلاث: الأول: تعدلوا فيهم. الثاني: تعطوهم قسطاً من أموالكم. والثالث الإنفاق على من وجبت نفقته. فليس من معانيها تسميتهم «غير المسلمين» والامتناع عن تسميتهم كفاراً، بل ليس منها اللين في القول، مع أنه ثابت بدليل آخر. فلا حجة لهم في هذه الآية. ثم إن حكم الآية محصور في نوع من الكفار هم الذين لم يقاتلونا في الدين ولم يخرجونا من ديارنا وهذا لا ينطبق لا على إسرائيل ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا إسبانيا ولا صربيا ولا اليونان ولا أرمينية ولا روسيا ولا الصين ولا استراليا ولا الفلبين ولا الهند ولا كندا ولا بولنده ولا أوغنده ولا الحبشه، فإن اشترطنا أن يكون بيننا وبينهم عهد بدليل ما ورد في حديث أسماء المتفق عليه حيث تقول "قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله r..." أي زمن عهد الحديبية، واعتبرنا وجود العهد قيداً للبر والإقساط فلا يوجد قوم على وجه الأرض بيننا وبينهم عهد أبرمه خليفة المسلمين أو من ينوب عنه، وإن لم نجعل العهد قيداً عملاً بعموم الآية فلا يتصور إلا الأسكيمو أو الزولو أو سكان حوض الأمازون وأمثالهم ممن ينطبق عليهم حكم هذه الآية.
وأما استدلالهم بقوله تعالى:] قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون [[سبأ] فإن فيه شبهة دليل لهم على جواز الإنصاف في الخطاب والتلطف واللين في وصفهم بالضلال لأنه لم يصرح بذلك وإنما أبْهَمَ إذ «أو» في الآية الأولى للإبهام ولا يمكن أن تكون للشك. ولا حاجة للخوض فيما قاله المفسرون، وكذلك القول في] تعملون [ولم يقل تجرمون فإنه يدخل في باب اللين في الخطاب، وهذا مما لا ينكر وليس تضليلاً، فقد قال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام) فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ([طه]، وفي حديث أبي سفيان المتفق عليه ذكر كتاب رسول الله r إلى هرقل وفيه: "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين. ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" فرسول الله r خاطبه بقوله «عظيم الروم». ولا حجة في حديث محمد بن كعب القرظي الذي ورد فيه أن رسول الله r كَنّى عتبة بن ربيعة فقال له: «يا أبا الوليد»، هذا الحديث رواه البيهقي في الاعتقاد وذكره ابن هشام في السيرة وفيه مجهول هو الذي حدث عنه محمد بن كعب ولفظه: عن محمد بن كعب القرظي قال: حُدثت أن عتبة بن ربيعة بالبناء للمجهول، وحديث جابر الذي أخرجه أبويعلى أصلح إسناداً من حديث محمد بن كعب فرجاله ثقات غير الأجلح فإنه مختلف فيه، وليس فيه أن رسول الله r كنى عتبة بل قال: أفرغت؟ وفيه أن رسول الله r قرأ عليه أوائل سورة فصلت وفيها قوله تعالى:] قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إيه واستغفروه وويل للمشركين، الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون [وقوله:] قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين [وقوله:] فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [بل إن حديث جابر هذا أخرجه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وفيه أنه r قال لعتبة أفرغت؟ ولم يكنه. فلا يُنكر إنصاف الخصم ولا لين الكلام في خطابه، إنما ينكر
(يُتْبَعُ)
(/)
الاقتصار على هذا والتحرج والتحرز من مخاطبته بقارص الكلام، ووصفه بالأوصاف التي يستحقها، وإنذاره وتخويفه، وبيان سوء عاقبته، وعيب آلهته، وتسفيه عقله، كما ورد في الآيات التي قرأها r على عتبة. وكما في قوله تعالى:] قل يا أيها الكافرون [[الكافرون]] تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ما له وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد [وقوله:] مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار [[الجمعة/5] وقوله:] وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير [[الملك] وقوله:] فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ 8 وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ 9 وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ 10 هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ 11 مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ 12 عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ 13 أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ 14 إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [[القلم] وقوله:] وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا، إن لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما [[المزمل] وقوله:] سأصليه سقر، وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر [[المدثر] وقوله:] فما لهم عن التذ1كرة معرضين، كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة [[المدثر] وقوله:] لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم [[المائدة/17] وقوله:] لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [[المائدة/73] وقوله:] يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون [[آل عمران] وقوله:] وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون [[البقرة] وقوله:] ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [[البقرة] وقوله:] سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [[البقرة] وقوله:] إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [[البقرة] وقوله:) إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ([الأنبياء] وغير هذه الآيات المصرحة بكفرهم وسوء عاقبتهم على اختلاف مللهم في الخطاب والغيبة. وروى ابن حبان في صحيحه عن عروة قال: "قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: ما أكثر ما رأيت قريشاً أصابت من رسول الله r فيما كانت تظهر من عداوته؟ قال: قد حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم في الحجر فذكروا رسول الله r فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفّه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا فبينا هم في ذلك إذ طلع رسول الله r فأقبل يمشي حتى استلم الركن فمر بهم طائفاً بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض القول، قال وعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى r، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه، ثم مضى r، فمر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ثم قال: أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح، قال فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا لكأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وطأة قبل ذلك يترفؤه بأحسن ما يجيب من القول، حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم انصرف راشداً فوالله ما كنت جهولاً فانصرف رسول الله r حتى إذا كان من الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا باداكم بما تكرهون تركتموه، وبينا هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله r فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وأحاطوا به يقولون له: أنت الذي تقول كذا وكذا لِما كان يبلغهم منه من عيب آلهتهم ودينهم قال: نعم أنا الذي أقول ذلك، قال فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بمجمع ردائه، وقام أبوبكر الصديق رضي الله عنه دونه يقول وهو يبكي أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشاً بلغت منه قط" فكيف يقال للمسلمين بعد هذا اقتصروا في حديثكم مع الكفار وعنهم بعبارة «غير المسلمين». وأما استدلالهم بقوله تعالى:] فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ([الكهف/29] على أن الله سبحانه خيرهم بين الإيمان والكفر وهذا من لين الخطاب، فإن هذا استدلال فاسد ساقط، فالله سبحانه لا يمكن أن يخير بين الإيمان والكفر، إذ الكفر ليس بخيار، ولو كان كذلك لما عذبه الله عليه، وتتمة الآية] إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا بماء يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا (هذا وقد اتفق المفسرون على أن هذا الكلام وإن كان خارجاً مخرج التخيير فهو على وجه التهديد والوعيد وليس هو بترخيص بين الإيمان والكفر. وأما الاستدلال بقوله تعالى:] يا أيها الناس [فغير صحيح إذ إن الله سبحانه يكلف المؤمن والكافر فلا بد من لفظ يعم النوعين فكان هذا اللفظ العام محققاً الغرض، وكذلك الحال في إخبار النوعين، فهو ليس من اللين في القول.
ولو استدلوا على جواز تسمية الكفار «بغير المسلمين» أخذاً من قوله تعالى:] ومن يبتغ غير الإسلام دينا ([آل عمران/85] وقوله:] أفغير دين الله [لكان استدلالاً صحيحاً، لكن المسألة ليست جواز إطلاق هذه العبارة على الكفار، بل المسألة أن نعتبرها دليلاً على جواز الإقلاع عن لفظ الكفار، والمداومة على استعمال عبارة «غير المسلمين»، هذا ما هو مطلوب من المسلمين اليوم في حوارهم مع الكفار وفي أحاديثهم فيما بينهم وفي مناهجهم الدراسية وفي إعلامهم، ومن تتبع القنوات الفضائية والإذاعات فإنه لا يكاد يسمع كلمة «الكفار» إلا أن تكون فلتة على لسان أحدهم ربما يوبخ عليها أو لا يسمح له بالظهور ثانية في وسائل الإعلام. وهذه جزئية من الإسلام الذي يريده لنا الكفار والمنافقون. يريدوننا مدجنين خانعين حريصين على مشاعرهم، بعد أن نكتفي بالجهاد على الإنترنت) انتهى.
منقول من
هنا [مقال في مجلة الوعي] ( http://www.al-waie.org/home/issue/198/htm/198w08.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Dec 2003, 06:47 م]ـ
:
الأشياء التي تقدم على غيرها في الترجيح
قال الشنقيطي رحمه الله - عند تفسيره للحياة الطيبة في آية النحل: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ? (النحل:97) -: (وقد تقرر في الأصول: أنه إذا دار الكلام بين التوكيد والتأسيس رجح حمله على التأسيس: وإليه أشار في مراقي السعود جامعاً له مع نظائر يجب فيها تقديم الراجح من الاحتمالين بقوله: كذاك ما قابل ذا اعتلال من التأصل والاستقلال
ومن تأسس عموم وبقا الأفراد والإطلاق مما ينتقي
كذاك ترتيب لإيجاب العمل بماله الرجحان مما يحتمل
ومعنى كلام صاحب المراقي: أنه يقدم محتمل اللفظ الراجح على المحتمل المرجوح،
كالتَّأصل، فإنه يقدم على الزيادة: نحو: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} يحتمل كون الكاف زائدة،
ويحتمل أنها غير زائدة. والمراد بالمثل الذات. كقول العرب: مثلك لا يفعل هذا. يعنون أنت لا ينبغي لك أن تفعل هذا. فالمعنى: ليس كالله شيء. ونظيره من إطلاق المثل وإرادة الذات {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِى? إِسْرَ?ءِيلَ عَلَى? مِثْلِهِ} أي على نفس القرآن لا شيء آخر مماثل له، وقوله: {مَّثَلُهُ فِي ?لظُّلُمَـ?تِ لَيْسَ} أي كمن هو في الظلمات.
وكالاستقلال، فإنه يقدَّم على الإضمار. كقوله تعالى: {أَن يُقَتَّلُو?اْ أَوْ يُصَلَّبُو?اْ}. فكثير من العلماء يضمرون قيوداً غير مذكورة فيقولون: أن يقتلو إذا قتلوا، أو يصلبوا إذا قتلوا وأخذوا المال، أو تقطع أيديهم وأرجلهم إذا أخذوا المال ولم يقتلوا .. الخ.
فالمالكية يرجحون أن الإمام مخير بين المذكورات مطلقاً. لأن استقلال اللفظ أرجح من إضمار قيود غير مذكورة. لأن الأصل عدمها حتى تثبت بدليل. كما أشرنا إليه سابقاً (في المائدة)
وكذلك التأسيس يقدم على التأكيد وهو محل الشاهد. كقوله: {فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ} (في سورة الرحمن)، وقوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} (في المرسلات). قيل: تكرار اللفظ فيهما توكيد، وكونه تأسيساً أرجح لما ذكرنا. فتحمل الآلاء في كل موضع على ما تقدم. قيل: لفظ ذلك التكذيب فلا يتكرر منها لفظ. وكذا يقال (في سورة المرسلات) فيحمل على المكذبين بما ذكر، قيل كل لفظ الخ. فإذا علمت ذلك فاعلم ـ أنا إن حملنا الحياة الطيبة في الآية على الحياة الدنيا كان ذلك تأسيساً. وإن حملناها على حياة الجنة تكرر ذلك مع قوله بعده: {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم}. لأن حياة الجنة الطيبة هي أجرهم الذي يجزونه.
وقال أبو حيان (في البحر): والظاهر من قوله تعالى: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَو?ةً طَيِّبَةً} أن ذلك في الدنيا. وهو قول الجمهور. ويدل عليه قوله {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم} يعني في الآخرة.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jan 2004, 01:44 م]ـ
قال تعالى عن يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ):
قرأت في تفسير اطلعت عليه [وهو تفسير لأحد الشيعة]
(وفي اللّغة أيضاً ورد هذا الشيء: أنّ بلوغ الأشدّ يتم إذا ذهبت آثار الصبّاوة بحيث تكون تصرفاته ليست تصرفات الصبي، وهو الوصول إلى سن 17 إلى 18 سنة ويستمر ذلك حتى يكمل العقل ويتم الرشد.
وفي القرآن الكريم توجد آيات من هذا القبيل: {وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الإسراء/34) أي حتى يقدر أن يتصرف هو. وفي قضية خضر وموسى عليهما السلام {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} (الكهف/82). أو في آية أخرى في قضية موسى عليه السلام {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (القصص/14) واستوى أي كامل {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (القصص/14).
{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} (الأحقاف/15) على أساس هذه الآية ذكر بعض المفسرين أنّ الذي بلغ أشّده يعني الذي بلغ أربعين سنة، وطبّق هذه الآية على سورة يوسف فقال: ولما بلغ أشّده أي صار عمره أربعين سنة.
هذا التفسير باطل، والسبب:
أولاً: إن ظاهر الآية خلاف ذلك حيث أنَّه كان غلاماً ومن ثم انتقل إلى مرحلة البلوغ.
ثانيا: لو كان المقصود أن عمر يوسف صار أربعين سنة عندما بلغ، إذن لكانت امرأة العزيز حينئذٍٍ ربما في السبعينات فهي عجوز أيضاً {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا}.
ثالثا: بالرجوع للآية السابقة التي كُررت بها كلمة {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِين سَنَةً} نعرف أن الذي بلغ أشده غير الذي بلغ أربعين سنة، هذا بلغ أشده وعاش حتى صار عمره أربعين سنة، وليس كل من بلغ أشده بلغ أربعين سنة، بالإضافة إلى الشاهد التي ذكرناها بالنسبة إلى عزيز مصر وامرأة العزيز.
إذن بلغ أشده عندما وصل إلى حد البلوغ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Sep 2006, 07:34 ص]ـ
(* فائدة: النفي المحض لا يكون كمالا، ولهذا في مقامات المدح كل نفي في القرآن فإنه يفيد فائدتين: نفي ذلك النقص المصرح به، وإثبات ضده ونقيضه ; فيدخل في هذا أشياء كثيرة أعظمها أنه أثنى على نفسه بنفي أمور كثيرة تنافي كماله، نفي الشريك في مواضع متعددة فيقتضي توحُّده بالكمال المطلق، وأنه لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وسبح نفسه في مواضع، وأخبر في مواضع عن تسبيح المخلوقات، والتسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وعن أن يماثله أحد، وذلك يدل على كماله، ونفى عن نفسه الصاحبة والولد، ومكافأة أحد ومماثلته، وذلك يدل على كماله المطلق وتفرُّده بالوحدانية والغنى المطلق والملك المطلق، ونفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت؛ لكمال حياته وقيوميته، ونفى كذلك الظلم في مواضع كثيرة، وذلك يدل على كمال عدله وسعة فضله، ونفى أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء؛ وذلك لإحاطة علمه وكمال قدرته، ونفى العبث في مخلوقاته وفي شرعه؛ وذلك لكمال حكمته.
وهذه فائدة عظيمة فاحفظها في خزانة قلبك، فإنها خير الكنوز وأنفعها.)
من كتاب: تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الفرآن لابن سعدي.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2007, 07:34 ص]ـ
قرأت في مقدمة تفسير الشوكاني فتح القدير ما نصه: (واعلم أن الأحاديث في فضائل القرآن كثيرة جداً، ولا يتم لصاحب القرآن ما يطلبه من الأجر الموعود به في الأحاديث الصحيحة حتى يفهم معانيه فإن ذلك هو الثمرة من قراءته.)
وقد أشكل عليّ هذا الكلام؛ لأن فيه نفي حصول الأجر لمن قرأ القرآن وهو لا يفهم المعنى.
ثم وجدت كلاماً للشوكاني نفسه يدل على خلاف ذلك، حيث قال: (وأما سؤاله - عافاه الله - عن الذي يقرأ القرآن ولا يعرف معناه كالعوام؛ فنقول: الأجر على تلاوة القرآن ثابت، لكنه إذا كان يتدبر معانيه ويمكنه فهمه فأجر مضاعف، وأما أصل الثواب لمجرد التلاوة فلا شك فيه، والله سبحانه لا يضيع عمل عامل، وتلاوة كتابه من أشرف الأعمال لفاهم وغير فاهم، وإذا أضاع أحد ما اشتمل عليه القرآن من الأحكام أثم من جهة الإضاعة لا من جهة التلاوة.) انتهى من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاي 4/ 1901 نقلا عن كتاب القرآن لطارق عوض الله ص 215.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Feb 2009, 12:21 ص]ـ
بسم الله
هذه فوائد متنوعة، ولطائف متفرقة، وتنبيهات متعددة متعلقة بالتفسير وأصوله قيدتها أثناء اطلاعي على كتب أهل العلم، أو انتقيتها مما أجده أثناء تصفحي لبعض المواقع عبر شبكة المعلومات [الإنترنت] أسأل الله تعالى أن ينفعني بها، كما أسأله سبحانه أن يجعل فيها الخير والبركة لكاتبها وقارئها. وإلى أول هذه الفوائد:
بينما كنت أقرأ ما ذكره المفسرون حول تفسير قوله تعالى في سورة المائدة 44: (يحكم بها النبيون الذين أسلموا ... )
رأيت أن أكثرهم على أن وصف النبيين ب (الذين أسلموا) فيه مدح لهم، ثم وقفت على نقل أعجبني كثيراً، ذكره القاسمي نقلاً عن الناصر ابن المنير في تعليقه على الكشاف.
وحاصل ما ذكره ابن المنير أن جعل الصفة لمدح النبيين ليس بسديد؛ لأن النبوة أعظم وأخص من الإسلام، والأصل أن يمدح الإنسان بما يختص به، لا بما يشاركه فيه آحاد أتباعه.
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن الصفة يؤتى بها أحياناً لمدح الموصوف، وقد يؤتى بها لتشريف الصفة، وبيان أهميتها.
ووصف النبيين هنا بالذين أسلموا من النوع الثاني، فهي لبيان شرف الإسلام بكونه دين هؤلاء النبيين عليهم السلام.
وهذا على حد قول الشاعر:
ما إن مدحت محمداً بقصيدتي ... لكن مدحت قصيدتي بمحمدِ
ثم وجدت المفسر المتميز ابن عاشور قد ذكر هذا المعنى مختصراً في التحرير والتنوير.
وحتى تظهر قيمة هذه اللطيفة التفسيرية اللغوية أنصح القراء الكرام بالرجوع إلى محاسن التأويل للقاسمي
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا نص ما أورده القاسمي في تفسيره: (قال الزمخشريّ: قوله تعالى: {الَّذِينَ أَسْلَمُواْ} صفة أجريت على النبيين على سبيل المدح. كالصفات الجارية على القديم سبحانه. لا للتفصلة والتوضيح. وأريد بإجرائها التعريض باليهود، وأنهم بعداء من ملة الإسلام التي هي دين الأنبياء كلهم في القديم والحديث، وأن اليهودية بمعزل منها. انتهى.
قال الناصر في " الانتصاف ": وإنما بعثه على حمل هذه الصفة على المدح دون التفصلة والتوضيح، أنَّ الأنبياء لا يكونون إلا متّصفين بها. فذكر النبوّة يستلزم ذكرها. فمن ثَمَّ حمله على المدح، وفيه نظر؛ فإن المدح إنما يكون غالباً بالصفات الخاصة التي يميّز بها الممدوح عمن دونه. والإسلام أمر عام يتناول أمم الأنبياء ومتبعيهم كما يتناولهم. ألا ترى أنه لا يحسن في مدح النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يقتصر على كونه رجلاً مسلماً؟ فإن أقل متبعيه كذلك.
فالوجه - والله أعلم - أن الصفة قد تذكر للعظم في نفسها ولينوّه بها إذا وصف لها عظيم القدر. كما يكون ثبوتها بقدر موصوفها. فالحاصل أنه كما يراد إعظام الموصوف بالصفة العظيمة قد يراد إعظام الصفة بعظم موصوفها. وعلى هذا الوصف جرى وصف الأنبياء بالصلاح في قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 112]. وأمثاله. تنويهاً بمقدار الصلاح؛ إذ جُعِل صفةَ الأنبياء، وبعثاً لآحاد الناس على الدأب في تحصيل صفته. وكذلك قيل في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7]. فأخبر، عن الملائكة المقربين، بالإيمان. تعظيماً لقدر الإيمان وبعثاً للبشر على الدخول فيه، ليساووا الملائكة المقربين في هذه الصفة. وإلاّ فمن المعلوم أن الملائكة مؤمنون ليس إلاّ. ولهذا قال: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} يعني من البشر لثبوت حقّ الأخوة في الإيمان بين الطائفتين.
فكذلك - والله أعلم - جرى وصف الأنبياء في هذه الآية بالإسلام تنويهاً به. لقد أحسن القائل في أوصاف الأشراف، والناظم في مدحه صلى الله عليه وسلم:
~فلئن مدحتُ محمداً بقصيدتي ***** فلقد مدحتُ قصيدتي بمحمّدِ
والإسلام، وإن كان من اشرف الأوصاف، إذ حاصله معرفة الله تعالى بما يجب له ويستحيل عليه ويجوز في حقه، إلاَّ أن النبوة أشرف وأجلّ، لاستعمالها على عموم الإسلام مع خواص المواهب التي لا تسعها العبارة. فلو لم نذهب إلى الفائدة المذكورة في ذكر الإسلام بعد النبوة، في سياق المدح، لخرجنا عن قانون البلاغة المألوف في الكتاب العزيز، وفي كلام العرب الفصيح، وهو الترقي من الأدنى إلى الأعلى، لا النزول على العكس. ألا ترى أن أبا الطيب كيف تزحزح عن هذا المهيع في قوله:
~شمس ضحاها هلال ليلتها ... درّ تقاصيرها زبرجدها!
فنزل عن الشمس إلى الهلال، وعن الدر إلى الزبرجد في سياق المدح. فمضغت الألسن عرض بلاغته، ومزقت أديم صيغته. فعلينا أن نتدبّر الآيات المعجزات، حتى يتعلق فهمنا بأهداب علوّها في البلاغة المعهود لها. والله الموفق.) انتهى من تفسير القاسمي
وأما نص عبارة ابن عاشور فهو: (فالمراد بالّذين أسلموا الّذين كان شرعهم الخاصّ بهم كشرع الإسلام سواء، لأنّهم كانوا مخصوصين بأحكام غير أحكام عموم أمّتهم بل هي مماثلة للإسلام، وهي الحنيفية الحقّ، إذ لا شكّ أنّ الأنبياء كانوا على أكمل حال من العبادة والمعاملة، ألا ترى أنّ الخمر ما كانت محرّمة في شريعة قبل الإسلام ومع ذلك ما شربها الأنبياء قط، بل حرّمتها التّوراة على كاهن بني إسرائيل فما ظنّك بالنّبيء. ولعلّ هذا هو المراد من وصيّة إبراهيم لبنيه بقوله: {فلا تموتُنّ إلاّ وأنتم مسلمون} [البقرة: 132] كما تقدّم هنالك. وقد قال يوسف عليه السّلام في دعائه: {توفَّنِي مُسلماً وألْحقني بالصّالحين} [يوسف: 101]. والمقصود من الوصف بقوله: {الّذين أسلموا} على هذا الوجه الإشارة إلى شرف الإسلام وفضله إذ كان دين الأنبياء.) انتهى
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Nov 2009, 05:47 م]ـ
جاء في محاسن التأويل للقاسمي:
(لطيفة:
قال الناصر: في الآية سر بديع من البلاغة، يسمى قطع النظير عن النظير. وذلك أنه قطع الظمأ عن الجوع، والضحو عن الكسوة، مع ما بينهما من التناسب. والغرض من ذلك تحقيق تعداد هذه النعم وتصنيفها , ولو قرن كلا بشكله لتوهم المعدودات نعمة واحدة. وقد رمق أهل البلاغة سماء هذا المعنى قديما وحديثا، فقال الكندي الأول:
~كأني لم أركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال
~ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل لخيلي: كري كرة بعد إجفال
فقطع ركوب الجواد عن قوله: لخيلي كري كرة , وقطع تبطن الكاعب عن ترشف الكاس، مع التناسب. وغرضه أن يعدد ملاذه ومفاخره ويكثرها.
على أن هذه الآية سرا لذلك، زائدا على ما ذكر، وهو قصد تناسب الفواصل. ولو قرن الظمأ بالجوع فقيل: إن لك أن لا تجوع فيها ولا تظمأ, لانتثر سلك رؤوس الآي. وأحسن به منتظما. انتهى. وهذا السر الذي سماه: قطع النظير عن النظير يسمى بالوصل الخفي. ومما قيل في وجه القطع: أن فيه التنبيه على أن الأولين، أعني الشبع والكسوة أصلان. وأن الأخيرين متممان. فالامتنان على هذا أظهر. ولذا فرق بين القرينتين. فقيل إن لك وأنك وأيضا روعي مناسبة الشبع والكسوة. لأن الأول يكسو العظام لحما. وأما الظمأ والضحى فمن واد واحد. وقيل: إن الغرض تعديد هذه النعم. ولو قرن كل بما يشاكله، لتوهم المقرونان نعمة واحدة.(/)
سؤال عن ترجمة عبدالصمد الغزنوي مؤلف (تفسير الفقهاء)؟ وأين توجد نسخ المخطوطة؟
ـ[سنابل الخير]ــــــــ[17 Apr 2003, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي اخواتي الافاضل ..
احدى اخواتنا في الله تبحث عن ترجمة للمؤلف
لعبد الصمد محمود يونس الغزنوي رحمه الله تعالى (حنفي)
ولكن لم تجد، فمن يدلنا ويساعدنا في ذلك؟؟
شاكرين لكم تعاونكم و جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم.
ـ[المنصور]ــــــــ[17 Apr 2003, 05:29 م]ـ
تفسيره اسمه تفسير الفقهاء وتكذيب السفهاء
وله أكثر من نسخة خطية
ـ[سنابل الخير]ــــــــ[17 Apr 2003, 06:05 م]ـ
أخي المنصور
كل التراجم التي وجدها مختصرة جدا
وماهي ملاحظاتك
أرجو أن تفيدني؟؟
وهل تنفع هذه المخطوطة للتحقيق أم أبحث عن غيرها
أرجو أن أجد المساعدة لديكم جميعا.
ـ[سنابل الخير]ــــــــ[24 Apr 2003, 08:14 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Feb 2004, 05:00 ص]ـ
ترجمة الغزنوي في الموسوعة الميسرة لأئمة التفسير 2/ 1233، ومعجم المفسرين 1/ 285، وهدية العارفين 1/ 574، وإيضاح المكنون 1/ 309
وربما تكون كلها تراجم مختصرة كما أشرتِ وفقك الله. وبما أنك تنوين تحقيق التفسير أو جزءاً منه، فيعود الأمر إلى قيمة هذا التفسير، ويظهر لك ذلك بعد قراءته قراءة أولية، يتبين لك منها قيمته من عدمها، وفي مثل هذه الحالات يكون للباحث نوع من السبق إلى تجلية حالة كثير من العلماء غير المشهورين في التراث الإسلامي. فبعض طلاب العلم يحرص على تتبع كتب المشهورين، ويعرض عن غيرهم ظناً أنها ليست بذات قيمة علمية، والأمر قد يكون بخلاف ذلك. وكان بودي أن يكون الأخ المنصور قد أفادكم بما عنده من تفصيلات، وقد يكون فعل ولم نره وفقه الله، فالعبرة بالفائدة للجميع. جزاكم الله خيراً.
ـ[المنصور]ــــــــ[07 Feb 2004, 11:40 م]ـ
كنت أنوي العمل على هذا التفسير قبل فترة، وأوقفني عن العمل أمران:
1/ أنني قرأت في النسخة التي كانت تسمى تفسير الطبراني وثبت لاحقاً أنها للغزنوي، أقول قرأت فيها عبارة استوقفتني: حيث قال المؤلف في ثنايا الكلام: (هكذا في كتاب عبد الصمد) وهذه العبارة توحي أن الكتاب مختصر من تفسير الغزنوي.
2/ عرضت موضوع الكتاب على أخي الفاضل ابراهيم باجس الباحث في مركز الملك فيصل، فأفادني أن أحد الباحثين المحققين المشهورين - ولعله الدكتور على البواب إن لم تخني الذاكرة - قد توقف عن العمل في الكتاب لما لاحظه من الاختلاف بين النسخ.
والكتاب مفيد جداً، وقد كان مؤلفه يحكي قول أهل السنة مع حكايته لأقوال المخالفين لهم في تفسير الآيات المتعلقة بالصفات، بالإضافه لتنوع المباحث التي يوردها في تفسيره، وكان كثير النقل عن السلف من الصحابة والتابعين.
وللفائدة فقد كان هذا الكتاب يروى ضمن مرويات العلماء، ويراجع لهذه النقطة فهرس كتاب: الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي، بتحقيق الحلو - قسم الفهرس المتعلق بالكتب.
وللكتاب قطعة مخطوطة في المغرب، فمن المهم الاطلاع عليها، ومقارنتها بالمخطوطات المتوفرة لهذا الكتاب قبل الإقدام على تقديمه كرسالة علمية جامعية، والخير أردت بهذا الكلام، والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2004, 02:50 ص]ـ
كما ذكر أخي المنصور فقد كتب الأخ إبراهيم باجس عبدالكريم مقالة عن هذا التفسير في مجلة (عالم المخطوطات والنوادر) المجلد الثاني - العدد الأول بتاريخ المحرم - جمادى الآخرة عام 1418هـ بعنوان (تفسير الطبراني أم تفسير الغزنوي). وقد تحدث فيها عن خطأ نسبتها للطراني رحمه الله. وذكر نسبتها للغزنوي. كما أنه ذكر باختصار أسلوب التفسير ومنهج المفسر. كما ذكر نسخ هذا التفسير المخطوطة وهي:
- نسخة متحف طبقوسراي 1828 في 213 ورقة، كتبت سنة 696هـ.
- نسخة أخرى في 483 ورقة، كتبت سنة 801هـ وبعدها إلى آخر الربع الثالث من القرآن الكريم.
- نسخة مكتبة محمد شاه سلطان برقم 25 المجلد الثاني منها، ويقع في 400 ورقة كتبت سنة 935هـ
وذكر نسخ أخرى. ويمكن الرجوع للمقالة في للعدد المذكور ص 98 - 107
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[28 Jun 2009, 08:35 ص]ـ
الاسم الصحيح لتفسير الطبراني .. وتعيين مؤلفه: http://www.tafsir.org/vb/showthread....2384#post82384
ـ[حمزة عسيري]ــــــــ[01 Jul 2009, 07:00 م]ـ
هذا الكتاب حسب علمي قد سجل مشروعاً في جامعة أم القرى، وحسب إفادة أحد الإخوة المشاركين في تحقيقه أنه وزع على ثمانية عشر باحثاً.(/)
نفحات من خصائص الكتاب العزيز
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[17 Apr 2003, 01:42 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإنَّ الكتب كثيرةٌ جداً لاتقع تحت الحصر، لكنما كتاب ربنا اختص من بينها بخصائص لعلي أطرحها بين أيديكم لعلها تزيد هذا الكتاب في القلوب محبة وبهاء وإجلالا وإقبالا
فمن خصائص الكتاب العزيز:
1. المنزلة العالية، والفضل الكبير على ما سواه من الكتب، وقد سبقت الإشارة إلى طرف من ذلك.
2. لفظه ومعناه من الله تعالى، فهو كلامه منه بدأ وإليه يعود.
3. تواتر نقله كله، فثبوته وطريق وروده إلينا قطعي.
4. الحفظ من الزيادة والنقصان.
كما تكفل الله تعالى بذلك في قوله سبحانه: (((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))) (الحجر:9).
5. الإعجاز.
قال تعالى: (((قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا))) (الإسراء:88).
ثم تحداهم بعشر سور بل بسورة من مثله فثبت عجز البشر عن الإتيان بمثله أو بمثل بعضه، في ألفاظه ومعانيه.
6. الشفاعة.
كما ثبت في حديث أبي أمامة الباهلي رض1 قال: سمعت رسول الله صل1 يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".
7. أنه شفاء.
قال تعالى: (((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))) (الإسراء:82).
8. التعبد بتلاوته والفضل في ذلك.
عن ابن مسعود رض1 قال: قال رسول الله صل1: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
9. حفظه في الصدور.
10. اشتراط الطهارة للمسه.
وهذا مذهب جمهور العلماء.
لما روى عبدالله بن أبي بكر بن حزم أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صل1 لعمرو بن حزم: أن لا يمس القرآن إلا طاهر.
11. قوة أسلوبه وجزالة ألفاظه وتصوير معانيه بحث إنه يأخذ بمجامع العقول ويسلب الألباب، كما قال جبير بن مطعم رض1: سمعت النبي صل1 يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: (((أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ))) (الطور:35 - 37) قال: كاد قلبي أن يطير.
وله نظم عجيب يتفرد به لا يشبهه غيره.
وفي قصة إسلام أبي ذر رض1 أن أخاه أنيس لما رجع من مكة قال له: "لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله، قلت (أبو ذر): فما يقول الناس؟ قال: يقولون: شاعر، كاهن، ساحر، وكان أنيس أحد الشعراء، قال أنيس: لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم، ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر، والله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون".
وفي وصف الوليد بن المغيرة لما سمع القرآن: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليحطم ما تحته، وإنه ليعلو وما يعلى.
12. تقسيمه إلى سور وآيات.
وهذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها غيره من الكتب (1).
انظر: دراسات في علوم القرآن للرومي ص63، وذكر أن له كتاباً مستقلاً في هذا، تيسير علم أصول الفقه للجديع ص111.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 Apr 2003, 05:39 م]ـ
بسم الله
جزاك الله خيراً أخي خالد على موضوعك هذا
ولنا رغبة في الاستفادة منكم في مجال تخصصكم
ولذلك فإني أرجو منك أن تبين لنا درجة حديث عبد الله بن مسعود الذي ذكرته في فضل قراءة القرآن
وأجو منك الاطلاع على ما كتب تحت هذا الرابط:
ما صحة رفع حديث: من قرأ حرفا من كتاب الله .... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6397)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2010, 06:24 م]ـ
انظر: دراسات في علوم القرآن للرومي ص63، وذكر أن له كتاباً مستقلاً في هذا
وفقكم الله يا أبا عبدالعزيز، وجزاكم خيراً.
نعم يوجد للدكتور فهد كتاب بعنوان (خصائص القرآن الكريم) وهو مع بقية مؤلفات شيخنا الأستاذ الدكتور فهد الرومي على هذا الرابط في الملتقى
جميع مؤلفات الأستاذ الدكتور فهد الرومي - حفظه الله - هدية لملتقى أهل التفسير ( http://tafsir.net/vb/t18854.html)
دمت موفقاً.(/)
الزمخشري و الرازي وابن عاشور وسيّد
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[17 Apr 2003, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكم على هذا الملتقى الرائع اسمه ورسمه (مثلما: ملتقى أهل القرآن)
هل يوجد موقع أو cd يدلنا على كتب التفسير لهؤلاء الأعلام
الزمخشري و الرازي وابن عاشور وسيّد
أرجو إفادتي مع الشكر للجميع
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Apr 2003, 10:02 م]ـ
من خلال متابعتي لجانب كتب التفسير , لم أجد إلى الآن اسطوانات ( cd ) لتفسير:
الزمخشري , والرازي , والطاهر ابن عاشور , أما تفسير سيد - رحمه الله - فظهر في ( cd ) مستقل من إصدار:الخطيب.
ومجموعة التفسير وعلوم القرآن التي أصدرتها (التراث) فيها نقص وإعواز , فكل التفاسير الأربعة السابقة غير موجودة , وغيرها من الأصول في التفسير , وإن كانت مفيدة لتفردها بهذا الأصدار , وإمكانية البحث فيه.
هذا ما انتهى إليه علمي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[17 Apr 2003, 10:05 م]ـ
وبالنسبة إلى المواقع المفيدة في هذا الباب , فستجد ما يسرك في هذا الرابط - إن شاء الله -.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=29
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2003, 01:16 ص]ـ
أخي أبا بيان وفقه الله اشكرك على إجابتك الكريمة.
وبالنسبة لموسوعة التفسير وعلوم القرآن التي أصدرتها (دار التراث) فإني أريد أن نكتب نقداً تفصيلياً لها، وقد كنت تتبعت بعض الجوانب فيها، رغبة في نقدها نقداً علمياً هادفاً، عسى أن يأخذ الإخوة في دار (التراث) بذلك إن شاء الله.
وأنا أقترح عليك يا أخي الكريم أن تتكرم بعمل ذلك، وسنحاول أن نعقب بعد ذلك بما يكمل النقص إن وجد ولا أظنه يكون بعدكم مجال للمتعقب إن شاء الله. فما رأيكم؟
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Apr 2003, 04:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أخي الكريم / أبي بيان
أفدتني كثيراً فيما يتعلّقُ بتفسير سيد فجزاك الله خيراً
أما ما نسيت – أنا – ذكره فهو ابن عطية؛ فهل من جديدٍ عنه؟؟
وأما الموقع المسمى بـ: آل البيت يخدم كثيراً، في تفاسير الزمخشري والرازي، ويبقى تفسير ابن عطية وتفسير ابن عاشور
لكن يبقى السؤال: أين sd من هذه التفاسير
مع تقديري للجميع على اهتمامهم بالموضوع.
أما فيما يتعلّق بخدمات شركة التراث وغيرها من موزعي برامج القرآن الكريم ففيها أخطاءٌ وأغلاط وقد يكون أولها؛ ضعف الخدمات المقدّمة في البحث والمقارنة، والمساعدة.
آملاً أن نجد برامج تنفع وتخدم أكثر.
أما بالنسبة لأخطائها فالمأمول من أعضاء المنتدى موافاة المشاركين بأساسيات تلك البرامج وما تحتاج إليه من تقويم، وما يحتاجه الباحثون أيضاً من معرفة بمواطن الخلل فيها
وجزاكم الله خيراً
عبد الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2003, 10:55 م]ـ
أولاً: أحب أن أرحب بالأخ الكريم عبدالله الخضيري في ملتقى أهل التفسير وأشكره على مشاركاته، ومعذرة على التأخر في ذلك.
ثانياً: موقع آل البيت لكتب التفسير يحتوي على تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور ضمن التفاسير الحديثة. وهذه خدمة جليلة. فما أدري ما معنى قولك: (ويبقى تفسير ابن عطية وتفسير ابن عاشور)؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Apr 2003, 11:44 م]ـ
السلام عليكم
شكراً أخي عبد الرحمن
وفقكم الله
فالمعلومة تأكدت لي بعد البحث في الموقع
ولكن يبقى أن كتاب ابن عطية غير متوفّرٍ حتى الآن
وإن كانت تهمني الكتب التفسيرية السابقة أكثر
فلكم مني كل
المحبّة
ـ[أبو عمران]ــــــــ[20 Apr 2003, 09:36 ص]ـ
بارك الله في منتداكم الرائع هذه
أخي هذا هو رابط تفسير سيد قطب الأكثر من الرائع أسأل الله تعالى ان تستفيد منه
http://www.ikhwan-info.net/thelal.asp?step1=step1&ne=0
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[20 Apr 2003, 01:02 م]ـ
شكراً لك أبا عمران
وهكذا العلم رحم بين أهله
جعلني الله وإياك والقراء من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
وسترى في هذا الملتقى من الإخوان كل ما تحب - إن شاء الله -
آملاً أن تتكرر زيارتك لهذا الموقع
وأن يستيطع الإخوان في الملتقى (((ولست أتحدّث باسمهم ولا باسم المشرف لكني عضوٌ آمل أن أشارك في السفينة العلمية مع ربّانها))) أن يقدّموا لك ما تحتاجه في هذا الفن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2003, 08:33 م]ـ
شكراً لك يا أبا عمران على هذا الرابط، وأرحب بك مرة أخرى بعد ترحيب الأخ عبدالله الخضيري
وقد كنت أتمنى أن أجد رابطاً للظلال لكي أفيد أخي عبدالله الخضيري حيث كان يسأل عنه فالحمد لله وهذه ثمرة طيبة لهذا الملتقى الوليد.
وأما أنت يا أخي عبدالله الخضيري فرحب بمن تشاء، فالبيت بيتك! وفقك الله وكلنا مشرفون على هذا الملتقى.
عبدالرحمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمران]ــــــــ[21 Apr 2003, 09:47 ص]ـ
إخواني الكرام
حقيقة ما يقارب أكثر من اربع سنوات و انا أتنقل بين المواقع الإسلامية لم اجد حتى الأن أرقى و أحسن و أفيد من هذا الموقع خصوصا انا من محبي التفاسير ... و بعد ترحيبكم هذا أحسست انه يجب علي أن يكون موقعكم هي الموقع الرئيسي لجهازي ...
و لكن سيكون مواضيعي قليلا حيث أنني لا أجيد اللغة العربية جيدا كوني كرديا فقط أستطيع القراءة و كتابة بعض الجمل طبعا بشق الأنفس .. لم يبقى لي سوى أن أدع لكم بالموفقية و انا أعلم علم اليقين أن الله يكون معكم و ان الملائكة وضعت اجنحتها لكم رضى بما سلكتم حيث سلكتم انبل علوم الكون و انكم مشغولون بكلام رب الأرباب حيث لم يبقى للمسلمين الأن سوى هذا الكتاب لينور قلوبهم و عقولهم و حياتهم ... و إن شاء الله سيكون شفيعا لنا و لكم يوم القيامة
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[27 Apr 2003, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً
الأخ / أبا بيان، أبا عمرو المصري، أبا عمران
زادهم الله من الحكمة والإيمان
أولاً / أخي أبا بيان: بلّغ سلامي وتقديري العميقين لأبي عمرو المصري، ولك شخصياً.
ثم يا أخي الكريم بالإمكان إرسال الرسائل سواءً الخاصة أو العامة تحت إي موضوعٍ أكتبه من خلال أيقونتي ((رسائل أو email )) الموجودتين أسفل كلِّ موضوع.
ثم إن الرابط واللنك الموجود لأصل سؤالي توجد فيه الإشارة إلى التفاسير السابقة، ومن ضمن المشاركات؛ المشاركة التي سرّتني كثيراً من أبي عمران الكردي وفقه الله والتي يقول فيها:
(((إخواني الكرام
حقيقة ما يقارب أكثر من اربع سنوات و انا أتنقل بين المواقع الإسلامية لم اجد حتى الأن أرقى و أحسن و أفيد من هذا الموقع خصوصا انا من محبي التفاسير ... و بعد ترحيبكم هذا أحسست انه يجب علي أن يكون موقعكم هي الموقع الرئيسي لجهازي ...
و لكن سيكون مواضيعي قليلا حيث أنني لا أجيد اللغة العربية جيدا كوني كرديا فقط أستطيع القراءة و كتابة بعض الجمل طبعا بشق الأنفس .. لم يبقى لي سوى أن أدع لكم بالموفقية و انا أعلم علم اليقين أن الله يكون معكم و ان الملائكة وضعت اجنحتها لكم رضى بما سلكتم حيث سلكتم انبل علوم الكون و انكم مشغولون بكلام رب الأرباب حيث لم يبقى للمسلمين الأن سوى هذا الكتاب لينور قلوبهم و عقولهم و حياتهم ... و إن شاء الله سيكون شفيعا لنا و لكم يوم القيامة))
وهي كلماتٌ أثّرت في نفسي كثيراً، أسأل الله أن تكون في ميزان حسناته وأن نلتقي على الخير والإيمان وأن يجمع الله القلوب بمنه وكرمه.
وتبقى أنها في المواقع على الشبكة العنكبوتية، وهي تحتاج لمزيد من الوقت والجهد والاتصال ((البطيئ)) نسبياً، لكن الحمد لله على توفُّرها.
وشكراً للبيان عن هذه الاسطوانات التي تخدم أكثروتوفّر من الجهد شيئاً كبيراً، فجزاكم الله خيراً.
والشكر الصادق موصولٌ من أعماقي لكلِّ من شارك في هذا الموضوع، سائلاً الله تعالى التوفيق للجميع، ولهذا الملتقى الرائع مزيداً من النجاح.
أبا بيان، أبا عمرو، أبا عمران:
أكرر شكري وتقديري البالغين لجنابكم الكريم
ـ[وائل]ــــــــ[27 Apr 2003, 05:34 م]ـ
الاخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على حد علمي فإن مركز التراث للبرمجيات قد أعلن عن الإصدار الثالث من مكتبة التفسير وعلوم القرآن وهي تحتوي على عدد 2 CD وتشمل الكتب التالية:
أولاً:- كتب التفسير
*أضواء البيان للشنقيطي
*التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي
الدر المنثور للسيوطي
*الكشاف للزمخشري
*المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي
تفسير أبي السعود
*تفسير ابن أبي حاتم
تفسير ابن كثير
تفسير البغوي
تفسير البيضاوي
تفسير الثعالبي
تفسير الثوري
تفسير الجلالين (للمحلي والسيوطي)
*تفسير السعدي
*تفسير السمرقندي
*تفسير السمعاني
تفسير الصنعاني
تفسير الطبري
تفسير القرطبي
تفسير النسفي
تفسير الواحدي
تفسير مجاهد
*تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
دقائق التفسير لابن تيمية
روح المعاني للألوسي
زاد المسير لابن الجوزي
فتح القدير للشوكاني
معاني القرآن للنحاس
ثانياً:- أحكام القرآن وغريبه
رسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير لابن تيمية
صحيح البخاري (الجزء الخاص بالتفسير)
فتح الباري (الجزء الخاص بالقرآن) لابن حجر
(يُتْبَعُ)
(/)
سنن الترمذي (الجزء الخاص في التفسير)
موطأ مالك (الجزء الخاص بالقرآن)
المستدرك (للحاكم الجزء الخاص بالقرآن)
تذكرة الأريب في تفسير الغريب؟
أحكام القرآن للجصاص
أحكام القرآن للشافعي
*أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي
*التبيان في تفسير غريب القرآن للهائم للشافعي
*المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني
تفسير الباقيات الصالحات للعلائي
غريب القرآن للسجستاني
ثالثاً:- علوم القرآن
الإتقان في علوم القرآن للسّيوطي
البرهان في علوم القرآن للزركشي
مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني
رابعاً:- الناسخ والمنسوخ
المصفى من علم الناسخ والمنسوخ لابن الجوزي
الناسخ والمنسوخ لهبة الله المقري
الناسخ والمنسوخ لقتادة السدوسي
الناسخ والمنسوخ لمرعي الكرمي
الناسخ والمنسوخ لابن حزم
الناسخ والمنسوخ للنحاس
ناسخ القرآن ومنسوخه لابن البازري
نواسخ القرآن لابن الجوزي
خامساً:- القراءات
صول القراءات للحموي
*إبراز المعاني من حرز الأماني لأبي شامة الدمشقي
إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي
وجوه الإعراب والقراءات لأبي البقاء العكبري
الأحرف السبعة لأبي عمرو الداني
التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني
الحجة في القراءات السبع لابن خالويه
الدرة المضية في القراءات الثلاث لابن الجزري
السبعة في القراءات لابن مجاهد البغدادي
تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج
جزء فيه قراءات النبي للدوري
حجة القراءات لابن زنجلة
حرز الأماني لابن فيرة الشاطبي
سادساً:- فضل القرآن
فضائل القرآن للنسائي
من فضائل سورة الإخلاص وما لقارئها للخلال
سابعاً:- نزول القرآن
العجاب في بيان الأسباب لابن حجر
تنزيل القرآن للزهري
لباب النقول للسيوطي
ثامناً:- إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري
مشكل إعراب القرآن للقيسي
تاسعاً:- مواضيع في علوم القرآن
أسرار التكرار في القرآن للكرماني
أسرار ترتيب القرآن للسيوطي
إعجاز القرآن للباقلاني
اختصاص القرآن بعوده إلى الرحمن الرحيم للمقدسي
*البيان في عد آي القرآن لأبي عمرو الداني
الأمثال في القرآن لابن القيم
رسالة في لفظ السنة في القرآن
فضل حملة العلم لجمال الدين الجيشي
التبيان في آداب حملة القرآن للنووي
التبيان في أقسام القرآن لابن القيم
الرد على من يقول القرآن مخلوق للنجاد
الفرائض في القرآن للسهيلي
المناظرة في القرآن لابن قدامة
تحفة الأطفال للجمزوري
جواهر القرآن للغزالي
حجج القرآن لابن المختار الرازي
دلائل الإعجاز للجرجاني
فهم القرآن للمحاسبي
ما دل عليه القرآن للآلوسي
نقط المصاحف للداني
عاشراً:- تراجم المفسرين
طبقات المفسرين للسيوطي
طبقات المفسرين للداودي
معرفة القراء الكبار للذهبي
إحدى عشر:- المعاجم وأسماء الكتب
الألفاظ المؤتلفة للجياني
التعاريف للمناوي
التعريفات للجرجاني
الحدود الأنيقة لزكريا الأنصاري
الفائق للزمخشري
لسان العرب لابن منظور
مختار الصحاح للرازي
معجم البلدان لياقوت الحموي
معجم ما استعجم للبكري
أبجد العلوم للقنوجي
الفهرست لابن النديم
كشف الظنون لحاجي خليفة
ويمكن زيارة الموقع الخاص بها على العنوان التالي
http://www.turath.com/arabic/product.php?id=1
وكم هو ملاحظ فقد تم إضافة العديد من الكتب على هذا الإصدار
ولكم التحية جميعا(/)
معالم قرآنية في التعامل مع الواقع
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Apr 2003, 12:21 ص]ـ
إن الأحداث الجارية بما فيها من مفاجئات غريبة أصابت كثيراً من الناس باليأس والقنوط، وأصبح فيها الحليم حيراً،، ولقد رأيت مشاهد اليأس تدب في نفوس الكثير من الناس حتى ظهر ذلك في حديثهم في المجالس، بل في دعائهم وقنوتهم، ولسان حال بعضهم يقول: أين دعائنا أين قنوتنا، أين نصر الله للمظلومين وانتقامه من الظالمين، ولذا كان ولابد أن يكون لنا استلهام للتوجيهات القرآنية في مثل هذا الحدث من أجل تثبيت القلوب وترسيخ المبادئ الشرعية وبيان الحق و الواجب، ومن هنا جاءت هذه المشاركة وستكون سلسلة متتابعة بإذن الله.
المعلم الأول / قوله تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لايحب الظالمين، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)
هذه الآيات الكريمة نزلت في غزوة أحد حينما أصاب المسلمين قرح وجرح من أعدائهم فقتل من الصحابة مايزيد على السبعيين، وأثخن العدو فيهم الجراح، بعد أن كانت الدائرة لهم على الكفار، فإذا بالتوجيه الإلهي لهم يتنزل من السماء بهذه الآيات العظيم (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) علق الأمر بالإيمان الإيمان بالله تعالى وبنصره وبمدافعته عن المؤمنين، وليبن الله تعالى أن من وراء هذه الهزيمة حكمة من الله ليعلم الذين آمنوا، ويتخذ منهم شهداء، ويمحصهم، ويمحق الكافرين، من هنا فإننا نقول يجب ألا نهون ونحزن ونيأس من روح الله ونصره، فما أصاب المسلمين من جرح فهو بحكمة من الله، فهل ياترى نأخذ هذا التوجيه الرباني بأن تقوى قلوبنا بالإيمان بالله واليقين بنصره وأن نستمسك بالعروة الوثقى ونعتصم بحبل الله جميعاً ونجتمع على راية الحق والجهاد، ونلح على الله تعالى ونتضرع ونستمر على مانحن عليه من الدعاء، ولنظن بربنا خيرا ولا نيأس من روح الله ولا نضعف ونستكين، وتأمل أيها المسلم أيات جاءت بعد الآيات السابقة، فقد قال الله تعالى بعدها (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين)، فهل كان حالنا مثل حال الأولين فاستغفرنا الله تعالى من ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وصححنا ما نحن عليه من قصور، وسألنا الله الثبات والنصر على الأعداء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2003, 12:37 ص]ـ
أرحب بالشيخ محمد الربيعة وفقه الله وأشكره على هذه الوقفات التي سوف تتالى كما وعدنا جزاه الله خيراً.
وما أحوجنا إلى التمسك بكتاب ربنا، والعض عليه بالنواجذ، ولا سيما في غمرة الفتن، التي عصفت بكثير من الناس. نسأل الله أن يثبت قلوبنا على الحق حتى نلقاه.
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2003, 12:57 ص]ـ
آمل استمرار تلك المعالم
ولو بشيئٍ قليل من إحالةٍ على كلام السابقين أو المعاصرين
لتكتمل الفكرة ويتناسق المعنى
وشكراً للشخ محمد هذا اللفتة في الآيات واختيارها
ونحن بانتظار المزيد
ـ[محب الخير]ــــــــ[20 Apr 2003, 07:19 ص]ـ
إن المتتبع لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يدرك تماما مدى الواقعية التي يعشها، وهذه هي السمة المميزة في دعوته وتربيته صلى الله عليه وسلم، وأحسب أن الشيخ الكريم أباعبدالله قد سار على هذا المنهج الرباني في أطروحته المباركة " معالم قرآنية في التعامل مع الواقع "، والتي آمل أن تكون بداية الانطلاق في طريق بيان وتوضيح وتفسير المزيد من المعالم القرآنية.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[26 Apr 2003, 12:57 م]ـ
الإشارة الثانية / في قول الله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) ويقول سبحانه (إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)
إننا يجب أن نرسّخ في قلوبنا في كل وقت وفي هذا الوقت خاصة ونحن نرى تسلط أعدائنا ونصرهم الظاهر ـ يجب أن نرسخ في قلوبنا ـ أن قوة الله تعالى فوق كل قوة، وأن قهره فوق كل قهر، وأن كيده فوق كل كيد، وأن أخذه للظلم أليم شديد، يجب أن نستيقن بأن مايقع لأعدائنا من التمكين إنما هو إملاء وإمهال واستدراج من الله تعالى، (وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)، والله إننا لنظن بربنا عز وجل خيرا وهو حسبنا وناصرنا وحده، ونعلم أن ماتفعله دولة الكفر والصليب أمريكا اليوم من تسلط وهيمنة واستكبار في الأرض إنما هو سنة الله في استدراج الأمم الكافرة الظالمة، وأن مكرهم يقابله مكر الله، وأن كل مايقع لهم بعلم الله تعالى وأمره. فإذا أيقنا ذلك فلماذا تعظم في نفوسنا قوة الكفر، لماذا نرهب تلك الدولة الصاغرة الذلية عند الله، ونحن نؤمن بقوة الله تعالى وجبروته وقهره، لماذا نغفل عن سنة الله في الكيد والمكر والإمهال، لماذا ننسى أخذ الله للظالمين المستكبرين في الأرض، (حق على الله ماارتفع شيء من الدنيا إلا وضعه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[26 Apr 2003, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللفتات الطيبة في وقتها المناسب
ولدي اقتراح أسوقه لك: أن تكون هذه المعالم في حلقات مفردة بمعنى أن تفرد كل تعليق بمشاركة خاصة مستقلة وهذا أجدى في متابعتها وعلم القراء بها، فتكون حلقات مرقمة: الحلقة الأولى مع قوله تعالى .. ثم الثانية والثالثة .. وهكذا.
والسلام عليكم
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[24 Mar 2007, 03:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً على إثارة هذا الموضوع، وأحب أن أضيف هذه المشاركة المتواضعة؛ عسى أن يكون فيها ما ينفع.
قواعد قرآنية في فقه الواقع
يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي -مشخصاً الداء الذي تعاني منه الأمة الإسلامية-: " إن مشكلتنا ليست في الاستعمار، وإنما في قابليتنا للاستعمار". وهذا الأمر ما زال يَصْدُقُ على أمتنا في هذا الزمن، رغم المدة الطويلة التي مرت على هذه الكلمات؛ فالهزيمة والتمزق والضعف الذي نعيشه ليس هو المشكلة الحقيقية ... مشكلتنا ليست الهزيمة، وإنما الانهزامية.
وإن ما نسمعه اليوم على لسان كثير من الناس من دعوة إلى الذل والخنوع والخضوع سببه عدم فقههم بالقواعد والسنن التي ينبغي أن نفهمها ونعتقدها حتى يَحْسُنَ تعامُلُنا مع الواقع الذي نعيش، وحتى نكون إيجابيين في عملنا لتغيير هذا الواقع، ومن هذه القواعد:
أولاً: أن نوقن بأن الله تعالى هو الفاعل الحقيقي للأشياء ... كل شيء بقدر الله، وكل شيء بإرادة الله. وفي قصة موسى وفرعون تحدٍّ للمنطق العقلي ... تأملوا معي: عَلِمَ فرعون أن هلاكه سوف يكون على يد مولود من بني إسرائيل؛ فأمر بأن يُقتل كلُّ مولود، أراد فرعون أن لا يعيش، وأراد الله أن يعيش، بل كان قَدَرُهُ سبحانه أن يعيش موسى عليه السلام في قصر فرعون، وأن يتولى فرعون بنفسه تربيته! خرج موسى غريباً مطارداً فأَمّنهُ الله وزوَّجه، عاد نبيًّا وداعياً إلى الله وهو مطلوب الدم، ويدخل على أعظم ملوك الأرض، ثم يخرج بعد ذلك منتصراً. خرج بقومه بني إسرائيل، فأتبعه فرعون بجنوده، وكل قوانين الأرض تحكم أنه هالك لا محالة؛ فخلْفه جيش مدجج بالأسلحة، وليس معه سوى مجموعة لا تملك إلا إيماناً ضعيفاً مهزوزاً، وعصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى، ولكن ... كيف كان موقفه وقد أيقن أن كل شيء بقدر الله: (قال أصحاب موسى إنا لمدركون. قال كلاّ إن معي ربي سيهدين) [الشعراء: 61 - 62]. فكانت النجاة لموسى ومن معه، وكانت الهلكة لفرعون وجنوده.
ثانياً: أن نزن الأمور بحقائقها لا بظواهرها: المسلمون في غزوة حنين قاسوا الأمور بالظواهر فقالوا: لن نغلب اليوم من قلة، فأنزل الله تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً) [التوبة: 25]. وأما في بدر: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) [آل عمران: 123] فليست العبرة بالعدد هذه قلة وهذه كثرة، بل قلة معها الله، وكثرة معها الشيطان، وما ينطبق على العدد ينطبق على العُدَّة .. واللبيب من يعتبر بما حصل سابقاً ليُسْقِطَه على الواقع.
ثالثاً: أن نراعي السنن الكونية في فهم الواقع: فهناك سنن كونية لا بد من الأخذ بها، وأي تغافل عنها هو هروب من فهم الواقع وحقيقته. وهذه السنن لا تتغير ولا تحابي أحداً (ولن تجد لسنة الله تبديلاً) (الأحزاب: 62) (دمّر الله عليهم وللكافرين أمثالها) (محمد: 10). وإنما الذي يكسبها هو الذي يستطيع أن يغير في حياته وواقعه.
ولعل من فقه الواقع والعمل لتغييره اصطحاب تغير الأنفس وما جبلت عليه من الوهن والضعف (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد: 11) فإذا أردنا تغيير واقعنا ينبغي علينا – أولاً – أن نغير أنفسنا.
وقد جعل الله عز وجل سنة للنصر لا تتخلف إلى يوم القيامة فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (محمد: 7). فلما لم نراع هذه السنة أصبح حالنا كما نرى.
وجعل الله عز وجل للبركة والغنى وسعة الرزق سنة كريمة: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) (الأعراف: 96). وأمتنا اليوم تعيش أزمة الفقر والجوع والجهل والمرض رغم الثروات الهائلة التي تملكها.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: أن لا نكون رهناً لظروفنا وأوضاعنا: وهذا ما ألمح إليه مالك بن بني عندما حلّل ظاهرة استعمار البلاد الإسلامية؛ فجعل من أسباب ذلك (قابلية) هذه الأمة للاستعمار. وهذا لا يعني أن نغفل مواطن الضعف في مجتمعنا، وإنما – أولاً – قراءة الواقع بـ (روح الإقدام)، ثم حسن التعامل معه والإيجابية في العمل لتغييره؛ للوصول إلى مستقبل أفضل (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) (محمد: 35)، فإذا اجتمعت معية الله مع العمل فالمستقبل لنا ولن يضيع الله أعمالنا.
أما التخاذل والانهزامية بحجة (الوضع الراهن) وقوة العدو فنتيجته الضياع والتيه حتى يأتي الجيل الذي يستحق الفتح (قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها) (المائدة: 22) فماذا كان حكم الله فيهم؟! (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) (المائدة: 26).
خامساً: أن نقرأ الواقع قراءة شمولية لا تجزيئية، جماعية لا فردية، والابتعاد عن ظاهرة (الشخصنة)؛ فالكثير منا عندما ينظر إلى حال المسلمين يعود به الحنين إلى شخص صلاح الدين - رحمه الله، علماً بأنه كان ثمرة من ثمرات عمل جماعي متراكم، بل وأصبحت بعض الفرق ترى في ظاهرة (الشخصنة) سبيل النجاة من أوضاعنا وظروفنا الصعبة، كفكرة المهدي في الفكر الشيعي.
أما منهج القرآن فهو: (وقل اعملوا ... ) (التوبة: 105) فالخطاب موجه إلى مجموع الأمة لا لفرد منها.
سادساً: أن نعلم بأنه لا تمكين إلا بعد ابتلاء: وهذه إحدى العبر المستفادة من سورة يوسف؛ فيوسف عليه السلام ابتلي بفراق الأهل وفتنة النساء والسجن وفتنة المُلك والحُكم، ولكن ماذا كانت النتيجة: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين) [يوسف: 56].
ولذلك -أيها الإخوة- لا تحزنوا لفرحة ظالم ولا لغلبة باطل؛ فإن للباطل جولة وللحق جولات. وكثير من الآيات ختمت بقوله تعالى: (حَبِطَت أعمالهم) في شأن الكافرين، ومعنى (حبط) في أصل وضعها اللغوي: هو أن تأكلَ الدابة نباتاً سامًّا فتنتفخ ثم تموت، فيظن قصار النظر أن انتفاخها دليلُ عافيتها وقوتها. وهذا الأمر ينطبق على اليهود والأمريكان، فإنهم يعيشون الآن في مرحلة الانتفاخ والعلو والطغيان، ولكن من آتاه الله بُعْدًا في النظر، وصدقًا في اليقين، يعلم أن الله تعالى يأبى إلا أن ينصر دينه (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلّين. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) [المجادلة: 20 - 21]. النصر قادم بإذن الله، ولكن بعد أن نقوم بواجبنا (إن تنصروا الله ينصركم) [محمد: 7]، وبعد أن ندفع ضريبة النصر ... (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مسّتهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) (البقرة: 214).(/)
ما صحة هذا التفسير؟
ـ[ابن رجب السلفي]ــــــــ[18 Apr 2003, 05:42 ص]ـ
إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
أحد الإخوة في مجلس علم قال:
سيدنا عيسى يعلم علم اليقين ان الله لا يغفر لمن مات على الشرك فهو لم يطلب دلك من ربه على سبيل الطمع فى المغفرة لهم ولكنه يريد ان يظهر طلاقة قدرة الله فى العداب والمغفرة فهو القادر على كل شىء
المقام مقام تقديس وليس مقام طلب او دعاء ولدلك ختمت الاية فانك انت العزيز الحكيم فلو كان مقام طلب او دعاء لقال الغفور الرحيم ولكنه مقام إجلال ..
هل هذا ورد في أحدالتفاسير المعتبر بها؟ وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2003, 02:01 م]ـ
أخي الكريم ابن رجب السلفي وفقه الله
أشكرك على انضمامك إلينا وأسأل الله لك النفع والتوفيق، وأما ما سألت عنه من تفسير هذه الآية الكريمة فأقول:
نعم وردت الإشارة إلى هذا التفسير في العديد من كتب التفسير، والذي يحضرني منها الآن:
1 - قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية: (هذا الكلام يتضمن رد المشيئة إلى الله عز وجل. فإنه الفعال لما يشاء. (لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون).
ويتضمن التبرؤ من النصارى الذين كذبوا على الله ورسوله. وجعلوا لله ندا وصاحبة وولدا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا. أ. هـ.
أي: إن تعذبهم فإنك تعذب عبادك، ولا اعتراض على المالك المطلق فيما يفعل بملكه.
وفيه تنبيه على أنهم استحقوا ذلك لأنهم عبادك، وقد عبدوا غيرك. وإن تغفر لهم فلا عجز ولا استقباح. لأنك القادر القوي على الثواب والعقاب، الذي لايثيب ولا يعاقب إلا عن حكمة وصواب.
فإن المغفرة مستحسنة لكل مجرم. فإن عذبتَ فعدلٌ، وإن غفرت ففضلٌ.
وعدم غفران الشرك هو مقتضى الوعيد، فلا امتناع فيه لذاته، ليمتنع الترديد والتعليق بحرف (إن). ويمكن مراجعة تفسير البيضاوي حول هذه النقطة.
وهذا يعني أن المغفرة وإن كانت قطعية الانتفاء بحسب الوجود، لكنها لما كانت بحسب العقل، تحتمل الوقوع وعدمه، استعمل فيها حرف (إن) فسقط ما يتوهم أن تعذيبهم، مع أنه قطعي الوجود، كيف استعمل فيه (إن). وإن كما تعلم هي أم أدوات الشرط.
وعدم وقوع العفو بحكم النص والإجماع.
والمعروف عند المعتزلة ولا سيما جمهور البصريين منهم أنهم يرون أن غفران الشرك جائزٌ عقلاً؛ لأن العقاب للمشرك حق لله تعالى.
2 - وقال القاسمي رحمه الله في تفسيره (محاسن التأويل) وهو نص فيما سألتَ عنه – وفقك الله: وبالجملة فليس قوله تعالى: (إن تغفر لهم) تعريضاً بسؤاله العفو عنهم. وإنما هو لإظهار قدرته على ما يريد، وعلى مقتضى حكمه وحكمته.
ولذا قال: (إنك أنت العزيز الحكيم) تنبيهاً على أنه لا امتناع لأحد عن عزته، فلا اعتراض في حكمه وحكمته.
3 - وقال الرازي في تفسيره عند هذه الآية: قال قومٌ: لو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم، أشعر ذلك بكونه شفيعاً لهم. فلما قال: فإنك أنت العزيز الحكيم، دل ذلك على أن غرضه تفويض الأمر بالكلية إلى الله تعالى، وترك التعرض لهذا الباب من جميع الوجوه.
4 - وأختم بما نقله القاسمي عن صاحب (العناية) ملخصاً حول هذه الآية قال: إن ما ظنه بعضهم من أن مقتضى الظاهر (الغفور الرحيم) بدل (العزيز الحكيم) كما وقع في مصحف عبدالله بن مسعود – فقد غاب عنه سر المقام؛ لأنه ظن تعلقه بالشرط الثاني فقط، لكونه جوابه. وليس كما توهم، بل هو متعلق بهما.
ومن له الفعل والترك عزيز حكيم. فهذا أنسب وأدق وأليق بالمقام.
أو هو متعلق بالثاني، وإنه احتراس؛ لأن ترك عقاب الجاني قد يكون لعجز ينافي القدرة، أو لإهمال ينافي الحكمة، فبين أن ثوابه، وعقابه مع القدرة التامة والحكمة البالغة.
وهذه الآية لها شأن عظيم، ونبأ عجيب. وقد ورد عن أبي ذر رضي الله عنه فيما أخرجه الإمام أحمد قال: (صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فقرأ بآية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فلما أصبح قلت: يا رسول الله! لم تزل تقرأ هذه الآية حتى أصبحت. تركع بها، وتسجد بها؟
قال: إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي، فأعطانيها، وهي نائلة – إن شاء الله – لمن لا يشرك بالله شيئاً). وأخرجه النسائي أيضاً.
وأختم بحديث عبدالله بن عمرو بن العاص في صحيح مسلم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: (رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني .. ) الآية. وقول عيسى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فرفع يديه وقال: اللهم أمتي أمتي!! وبكى.
فقال الله تعالى: يا جبريل! اذهب إلى محمد – وربك أعلم – فاسأله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال – وهو أعلم.
فقال الله: يا جبريل! اذهب إلى محمد، فقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك).
اللهم إنا نسألك المغفرة والعفو عن الذنوب، ونستجير بك من عذاب النار يا أكرم الأكرمين، هذا ما تيسر جواباً لهذا السؤال، ومن وجد غير ذلك فليذكره، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب السلفي]ــــــــ[18 Apr 2003, 08:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم شيخنا الكريم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2004, 08:08 م]ـ
الكلام المسؤول عنه قريب مما ذكره ابن القيم في مدارج السالكين في كلامه عن منزلة الأدب، فقد ذكر أمثلة من أدب الأنبياء مع ربهم، وقال في هذا السياق:
(ثم قال [يقصد عيسى كما أخبر الله عنه]: (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) ولم يقل: الغفور الرحيم وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى. فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار. فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة. بل مقام براءة منهم. فلو قال: فإنك أنت الغفور الرحيم لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم. فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم. فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة، المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم.
والمعنى: إن غفرت لهم فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم. ليست عن عجز عن الانتقام منهم، ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم، وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره لعجزه عن الانتقام منه. ولجهله بمقدار إساءته إليه. والكمال: هو مغفرة القادر العالم. وهو العزيز الحكيم. وكان ذكر هاتين الصفتين في هذا المقام عين الأدب في الخطاب.) انتهى المراد نقله.(/)
محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الإمام الطبري رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2003, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيممحمود محمد شاكر و تفسير الإمام الطبري
هناك في إقليم طبرستان في ناحية آمُل من بلاد المشرق الإسلامي ولد الإمام محمد بن جرير الطبري عام 224هـ وتوفي عام 310هـ عن ستة وثمانين عاماً قضاها في العلم والعمل والتصنيف، ورزقه الله القبول فسارت تصانيفه مسير الشمس والقمر، فقد أوتي رحمه الله قدرة وبراعة على التصنيف، وواسطة عقد مصنفاته رحمه الله تفسيره العظيم (جامع البيان في تأويل آي القرآن)، ذلك الكتاب الذي لو سافر مسافر إلى الصين من أجل تحصيله ما كان ذلك كثيراً في حقه كما قال أبو حامد الإسفرايني عندما طالعه. [طبقات المفسرين للداوودي 2/ 106] واستعار ابن خزيمة تفسير ابن جرير من ابن بالويه ثم رده بعد سنين، وقال: (نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير) [سير أعلام النبلاء للذهبي 14/ 272].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأما التفاسير التي في أيدي الناس، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير والكلبي) [مقدمة التفسير لابن تيمية].
هذا التفسير النفيس لقي من العناية في حياة مصنفه وبعده ما لم يلقه كتاب آخر، وتنافس العلماء والأمراء في اقتنائه وشراءه، ولا زال إلى يوم الناس هذا في المقدمة بدون منازع، على كثرة المصنفات في التفسير، فإنها – ولا أبالغ – قد زادت على الألف.
وفي العصور المتأخرة فُقِدَ كتابُ ابن جرير ولم يكد يوجد منه إلا نقول هنا وهناك حتى قال المستشرق الألماني (نيلدكه) عام 1860م بعد اطلاعه على بعض فقرات من هذا الكتاب "لو حصلنا على هذا الكتاب لاستطعنا أن نستغني عن كل كتب التفسير المتأخرة عليه، ولكنه يبدو - للأسف - مفقوداً بالكلية) [مذاهب التفسير الإسلامي لجولد زيهر ص 108].وقبل ذلك لم يذكره إسماعيل البغدادي في كتابه (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون).
وبفضل من الله سبحانه وتعالى تم العثور على نسخة كاملة مخطوطة من هذا التفسير العظيم عند أمير (حائل) الأمير حمود من آل رشيد من أمر اء نجد، وقد طبع الكتاب على هذه المخطوطة قريباً، مع المخطوطة التي وجدت في دار الكتب المصرية بالقاهرة وإن كانت ناقصة، والمخطوطة الناقصة كذلك التي وجدت في حلب في مكتبتها الأحمدية، وقد ابتهجت الأوساط العلمية بطباعته في ذلك الحين، واقرأ ذلك في كتاب جولد زيهر حيث صور الفرحة التي عمت أوساط المستشرقين بطباعته، وقد رصدت أكاديمية الفنون الجميلة بباريس عام 1900 جائزة لمن يتصدى لدراسة التفسير وبيان منهج مؤلفه فيه!! ولك أن تعجب.
* أهم طبعات الكتاب:
- طبعة المطبعة الميمنية، سنة 1321هـ الموافق 1901م في ثلاثين جزءاً.
- طبعة مصطفى البابي الحلبي في عشرة أجزاء عام 1321هـ الموافق 1901م.
- طبعة بولاق عام 1323هـ في ثلاثين جزءاً وبهامشه تفسير غريب القرآن للنيسابوري وانتهت هذه الطبعة عام 1330هـ.
- طبعة المطبعة الأميرية عام 1333هـ في ثلاثين جزءاً وبهامشه غريب القرآن للنيسابوري.
- طبعة أخرى لمكتبة البابي الحلبي في ثلاثين جزءاً عام 1373هـ، وهي من أفضل طبعات تفسير الطبري، ذلك أنها روجعت على عدة نسخ خطية، مع ضبط النص على يد علماء أجلاء منهم مصطفى السقا رحمه الله الذي كتب خاتمة ضافية بين فيها عمل اللجنة في نشر الكتاب، وقد شرحوا الشواهد الشعرية، وصنعوا فهارس لكل جزء من الآيات المفسرة والموضوعات والقوافي.
- وقد أصدرت مطبعة البابي الحلبي نشرة مصورة من هذه النشرة عام 1388هـ.
- وقد اطلعت على طبعة لدار الفكر في بيروت متوافقة تماماً مع هذه الطبعة البابية السابقة ولكنها قامت بحذف المقدمة والخاتمة ولم تشر إلى أنها نشرة مطبعة البابي الحلبي.
- أما واسطة عقد طبعات تفسير الطبري، التي لو تمت لما ساغ لأحد بعدها أن يقدم على تحقيق هذا الكتاب، ولا ادعاء ذلك، فهي الطبعة التي قام عليها العالم الجليل محمود محمد شاكر وأخوه العلامة المحدث أحمد محمد شاكر رحمهم الله جميعاً ابتداء من عام 1374هـ ونشرته دار المعارف بالقاهرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه هي طبعات الكتاب المشهورة التي عنيت بالكتاب عناية يطمئن إليها مع ما فيها من السقط وعدم وضوح المراد – أحياناً – لطول الفصل وعد وجود علامات ترقيم تهدي القارئ أثناء قراءته عدا الطبعة الأخيرة وهي التي سقنا الحديث من أجلها.
يقول محمود شاكر رحمه الله في مقدمة الجزء الأول من تفسير الطبري مبيناً الباعث له على القيام بتحقيقه بعد أن بين مكانة الكتاب وقيمته قال: ((بيد أني كنت أجد من المشقة في قراءته ما أجد. كان يستوقفني في القراءة كثرة الفصول في عبارته، وتباعد أطراف الجُمَل، فلا يسلم لي المعنى حتى أعيد قراءة الفقرة منه مرتين أو ثلاثاً. وكان سبب ذلك أننا ألفنا نهجاً من العبارة غير الذي انتهج أبو جعفر، ولكن تبين لي أيضاً أن قليلاً من الترقيم في الكتاب، خليق أن يجعل عبارته أبينَ، فلما فعلت ذلك في أنحاء متفرقة من نسختي، وعُدْتُ بَعْدُ إلى قراءتها، وجدتها قد ذهب عنها ما كنت أجد من المشقة ... فتمنيت يومئذ أن ينشر هذا الكتاب الجليل نشرة صحيحة محققة مرقمة، حتى تسهل قراءتها على طالب العلم، وحتى تجنبه كثيراً من الزلل في فهم مراد أبي جعفر)). (تفسير الطبري 1/ 11)
وهناك سبب آخر دعا إلى نشره وتحقيقه وهو ((أن ما طبع من تفسير أبي جعفر، كان فيه خطأ كثير وتصحيف وتحريف)). (تفسير الطبري 1/ 12)
وقد عقد محمود شاكر رحمه الله عزمه على نشر هذا الكتاب نشرة علمية بعد أن رأى الحاجة ماسةَ، ورغبة في التقرب إلى الله حيث قال ((فأضمرت في نفسي أن أنشر هذا الكتاب، حتى أؤدي بعض حق الله عليَّ، وأشكر به نعمة أنالها – أنا لها غير مستحق – من رب لا يؤدي عبد من عباده شكر نعمة ماضية من نعمه، إلا بنعمة منه حادثة توجب عليه أن يؤدي شكرها، هي إقداره على شكر النعمة التي سلفت، كما قال الشافعي رضي الله عنه)). (تفسير الطبري 1/ 12)
منهجه في التحقيق والنشر:
1 - تم التحقيق بالمشاركة مع شقيقه الأكبر العلامة المحدث أحمد محمد شاكر رحمه الله بحيث يقوم الشيخ أحمد شاكر بدراسة الأسانيد والحكم عليها من حيث الصناعة الحديثية، ويقوم محمود شاكر بالباقي: مقابلة النسخ، وتحقيق النص، وتخريج الأقوال والشواهد الشعرية، ووضع علامات الترقيم، وضبط النص وما يتعلق بذلك من شرح غريب ونحو ذلك.
2 - مراجعة ما في تفسير الطبري من الآثار على كتاب الدر المنثور للسيوطي وفتح القدير للشوكاني، لأنهما يكثران النقل عن الطبري.
3 - الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لم يقتصر على نقل الآثار، بل نقل بعض كلام أبي جعفر الطبري بنصه في مواضع متفرقة، وكذلك نقل أبو حيان في البحر المحيط، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن في مواضع قليلة من تفسيرهما، فقام بمقابلة المطبوع والمخطوط من تفسير الطبري على هذه الكتب. ولكن محمود شاكر رأى أن الاستمرار على هذا النهج يطيل الكتاب على غير جدوى فبدأ منذ الجزء الثاني يغفل ذكر المراجع إلا عند الاختلاف، أو التصحيح، أو غير ذلك مما يوجب بيان المراجع.
4 - قام بمراجعة كثير مما في التفسير من الآثار، على سائر الكتب التي هي مظنة لروايتها، وبخاصة تاريخ الطبري نفسه، ومن في طبقته من أصحاب الكتب التي تروي الآثار بالأسانيد. وقد استطاع المحقق أن يحرر أكثر هذه الآثار في التفسير تحريراً حسناً مقبولاً.
5 - ما تكلم فيه الطبري من مسائل اللغة والنحو، فقد راجعه على أصوله مثل (مجاز القرآن) لأبي عبيدة، و (معاني القرآن) للفراء وغيرهما ممن يذكر أقوال أصحاب المعاني من الكوفيين والبصريين.
6 - شواهد تفسير الطبري الشعرية من أبرز ما في التفسير، وهي تزيد على ألفي شاهد (2000) شعري، وقد قام المحقق رحمه الله بتتبع شواهده في دواوين العرب، ونسب ما لم يكن منسوبا، وشرحها شرحاً جيداً، وحقق ما يحتاج إلى تحقيق من قصائدها، ملتزماً في ذلك الاقتصار حسب الاستطاعة.
7 - ظهر للمحقق رحمه الله كما قال أثناء مراجعاته أن كثيراً ممن نقل عن الطبري، ربما أخطأ في فهم مراد الطبري، فاعترض عليه، لمّا استغلق عليه بعض عبارته. فقام بتقييد بعض ما بدا له خلال التعليق، ولكنه لم يستوعب ذلك مخافة الإطالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - الطبري رحمه الله في تفسيره يكثر من ترداد مصطلحات النحاة القديمة التي استقر الاصطلاح على خلافها، فقام المحقق بتتبع هذه المصطلحات، وقام بوضع فهرس خاص بالمصطلحات النحوية في آخر كل جزء من الأجزاء التي قام بتحقيقها.
9 - كان المحقق يحب أن يبين ما انفرد به الإمام الطبري من الآراء في تأويل بعض الآيات، ويشرح ما أغفله غيره من المفسرين، ولكنه لم يفعل حيث خشي الإطالة مع أهمية هذا الأمر وفي هذا دعوة للباحثين الجادين للقيام على هذا الأمر الذي أراه من المباحث المهمة في حقل الدراسات القرآنية.
أما منهجه في وضع الفهارس فقد كان ينوي ترك الفهارس حتى نهاية التفسير، ولكنه رأى الكتاب كبيراً، وحاجة الناس إلى مراجعة بعضه على بعض، وربط أوله بآخره فآثر أن يفرد لكل جزء فهارسه الخاصة في نهايته فكانت على هذا النحو:
- فهرس للآيات التي استدل بها الطبري في غير موضعها من التفسير. فإن الطبري ربما ذكر تفسيراً للآية في هذه المواضع لم يذكره عند تفسيره لللآية في موضعها من التفسير والذي هو مظنة ذلك القول.
- فهرساً لألفاظ اللغة، لأن الطبري كثير الإحالة على ما مضى في كتابه، وليكون هذا الفهرس مرجعاً لكل اللغة التي رواها الطبري، وكثير منها مما لم يرد في المعاجم، أو جاء بيانه عن معانيها أجود من بيان أصحاب المعاجم.
- فهرس لمباحث العربية، لأن الطبري كثيراً ما يحيل على هذه المواضع، ولما فيها من النفع لقارئ التفسير.
- فهرساً خاصاً بالصطلحات النحوية القديمة التي استقر الاصطلاح على غيرها، وهي كثيرة التكرار في تفسير الطبري.
- فهرس للرجال الذين تكلم عنهم العلامة أحمد شاكر في المواضع المتفرقة من التفسير.
- فهرس عام اقتصر فيه على سوى ما ذكر في الفهارس المتقدمة.
لم يقم المحقق بعمل فهارس للشواهد الشعرية في نهاية كل جزء حيث قد عزم على صنع فهرس عام للأشعار التي وردت في التفسير عند تمامه على نمط اختاره لصناعته، وكذلك فهرس أسانيد الطبري، وفهرس الأعلام، وفهرس الأماكن، وفهرس المعاني، والفهارس الجامعة لما أفرده من الفهارس في كل جزء. كل ذلك لم يتم لأنه لم يصل إلى الموعد الذي وعد بها عند بلوغه، رحمه الله.
وقد قام المحقق بترقيم الآيات وأثبتها في رأس الصفحة فما على الباحث إلا معرفة رقم الآية من السورة المرادة ثم طلبها في أعلى الصفحة من الجزء المراد فيجد في أعلى الصفحة مثلاً (البقرة: 140) أي آية 140 من سورة البقرة وهكذا.
وقد استمر العمل في تحقيق الكتاب بداية من عام 1374هـ وتم إصدار ثلاثة عشر جزءاً حتى عام 1377هـ حيث توفي العلامة أحمد شاكر رحمه الله في نهاية شهر ذي القعدة عام 1377هـ، وقد عبر عن ذلك محمود شاكر في مقدمة الجزء الثالث عشر فقال: ((وبعد: ففي الساعة السادسة من صبيحة يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة سنة 1377 (14 يونية سنة 1958م) قضى الله قضاءه بالحق، فألحق بالرفيق الأعلى أخي وشقيقي السيد أحمد محمد شاكر، مودعاً بالدعاء، محفوفاً بالثناء)).13/ 1
ثم صدر الجزء الرابع عشر سنة 1378هـ والجزء الخامس عشر سنة 1380هـ والجزء السادس عشر والأخير سنة 1388هـ وتوقف عن الآية رقم 28 من سورة إبراهيم.
وسبب توقفه عن الاستمرار في التحقيق هو خلاف نشأ بينه وبين دار المعارف التي قامت على نشر الكتاب فيما ذكر من تحدث عنه وترجم له مؤخراً [محمود محمد شاكر لعمر القيَّام ص 67]، وقد توفي الشيخ محمود محمد شاكر رحمه الله عام 1418هـ ولم يتم تحقيق الكتاب إلى الآن، وقد ترك رحمه الله فراغاً كبيراً في الثقافة الإسلامية بعامة فقد كان يمثل منهجاً كاملاً قل من يقوم به بعده مع أن هناك تلامذة مخلصون من تلاميذه من أمثال الدكتور إحسان عباس والدكتور محمد أبو موسى هم من خيرة من ترك من التلاميذ قدرةً على قراءة التراث الإسلامي، وتذوقاً له، ولكن لم يبلغوا شأوه رحمه الله ولا أظنهم يزعمون ذلك!!
وقد قرأت بشرى سارة عن تحقيق هذا الكتاب كاملاً في دار هجر بالقاهرة بالتعاون مع معالي الشيخ عبدالله التركي وفقه الله، وسوف يخرج في خمسة وعشرين مجلداً. (مقدمة تحقيق البداية والنهاية لابن كثير للدكتور عبدالسند حسن يمامة) ولعله بهذا قد نشر كاملاً نشراً علمياً متقناً كما تعودنا من دار هجر التي عنيت مؤخراً بإخراج نفائس الكتب المطولة كالمغني والبداية والنهاية وغيرها. انتهت المقالة المنشورة.
قلت: وقد صدر تفسير ابن جرير مؤخراً ولله الحمد، ويوزعه مكتب الشيخ عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بالرياض. كما يباع في المكتبات التجارية.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Oct 2003, 01:37 م]ـ
يرفع للفائدة
مع تحياتنا لكاتب المقال
ـ[العرباض]ــــــــ[10 Jul 2004, 03:36 م]ـ
بمناسبة ذكر تفسير الطبري يقوم الدكتور الحسين آيت سعيد المغربي محقق كتاب"بيان الوهم و الإيهام" لابن القطان، بتحقيق تفسير الطبري مع الاكتفاء بتخريج الأحاديث المرفوعة فقط و الحكم عليها كما أخبرنا بذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ mokasser] ــــــــ[10 Jul 2004, 05:54 م]ـ
هل يعنى ذلك أن كتاب التاريخ لابن كثير (البداية و النهاية) قد تم تحقيقه بالكامل و خدم خدمة شاملة بحيث يعرف صحيح ما ورد فيه من روايات و أخبار من سقيمها؟
و هل هو متوافر حالياً فى الأسواق؟
و السلام عليكم و رحمة الله
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[10 Jul 2004, 06:10 م]ـ
نعم كتاب البداية والنهاية حققه الدكتور التركي , ويباع ب 500 درهم , طباعة دا رعالم الكتب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المنهوم]ــــــــ[10 Jul 2004, 06:17 م]ـ
نفع الله بك يا أخ / عبدالرحمن
ومزيدا من الفوائد
ـ[جنتان]ــــــــ[20 Jun 2007, 09:24 م]ـ
لاحرمتم الأجر شيخنا د. عبد الرحمن(/)
هل للمعتزلة أثرٌ في التفسير الموضوعي
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[18 Apr 2003, 04:38 م]ـ
تحيةً طيبةً
فقد رأيت بعض المتخصصين في دراسة وتقويم التفسير الموضوعي الثناء منهم على المعتزلة وكونهم قد خطوا الخطوات الأولى فيه، وقد حظي هذا الموضوع باهتمام بالغٍ من شخصياً لأهميته العلمية؛ فهل لدى الإخوة الكرام جديدٌ أو إضافة أوتعليقٌ حول الموضع؟؟
آمل ذلك
مع أمنياتي للجميع بالتوفيق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Apr 2003, 02:28 ص]ـ
أخي الكريم عبدالله الخضيري وفقك الله
ما دام هذا الأمر قد حظي بعنايتك، واهتمامك البالغ، فلماذا لا تتحفنا بما عندك إذاً، وبعدها يعلق الأعضاء؟!
وإن كان وقتك ضيقاً فضع أهم النقاط التي تبينت لك، ولا سيما يا أخي الكريم أنك تعلم أن التصنيف في التفسير الموضوعي من الناحية التأصيلية لا زال في بداياته إلى حد ما، وغالب المؤلفات التي كتبت فيه عبارة عن محاضرات تم تأليفها للطلاب، ثم جمعت بعد ذلك في كتب، وهذا يؤثر على طبيعة المادة العلمية.
ويحضرني من تلك المؤلفات على سبيل المثال: كتاب الشيخ أحمد الكومي، وكتاب الشيخ عبدالستار فتح الله سعيد وكتاب الشيخ زاهر الألمعي، وكتاب الشيخ مصطفى مسلم، وكتاب الخالدي وغيرها.
أرجو منك أن تجيب لنا لو تكرمت على سؤالك الذي طرحته علينا لنستفيد منك، وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2003, 08:01 ص]ـ
زعم بعض الباحثين
أن الفضل في التفسير الموضوعي يعود للمعتزلة، وكونهم بدأوا الخطوات فيه
وهذا الرأي يعتمد على تأصيل البدايات لهذا الفن.
وقد كانت للعبد الضعيف وقفات حول هذا الرأي - أرجو أن ترى النور قريباً -
ولكن المهم هنا: تسجيل كما تذكر - أخي عبد الرحمن - أهم النقاط؛ والتي هي كالتالي:
1 - جمع الآيات ذات الموضوع الواحد، في المكان الواحد يُعدُّ تفسيراً موضوعياً!!
2 - تفسير الآيات المتشابهة المعاني المختلفة الألفاظ يعدُّ ضمن التفسير الموضوعي!!
3 - التقسيم الموضوعي حسب الآيات؛ يعدُّ تفسيراً موضوعياً!!
4 - تقسيم الآيات حسب الموضوع؛ يعدُّ تفسيراً موضوعياً!!
ولا أزعم في هذا المجال أن سآتي بجديد حول تحديد المفهوم للتفسير الموضوعي؛ فالموضوع أكبر من ومني قدراتي المتواضعة بكثير، وقد وقع في شراك تحديد مفهومه أساطين الفن، واختلف آخرون، وتوقّف مثلهم الباقون؛ فأنى لمثلي أن يأتي بقولٍ فصلٍ.
ولكن حدود اهتمامي إنما هي في اللبنة الأولى للتفسير الموضوعي:
هل تصدُقُ أن تكون من المعتزلة أو من غيرهم؟
هل كان لهم - بحق - أثرٌ في التفسير الموضوعي - أياً كان اتجاهه -
هذا ما طرحته وما سأحاول مع - نصيحة الباحثين والمحبين أمثال روّاد هذا الملتقى - الوصول إليه
متمنياً - من كلّ قلبي - التوفيق لخدّام كتاب الله الكريم
عبد الله
ـ[عبدالله القرني]ــــــــ[19 Apr 2003, 02:46 م]ـ
الأخوين عبد الله وعبد الرحمن
المتأمل في نشأت التفسير الموضوعي يرى أن بدايته في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم:
مثل تفسير آية بأخرى وقد أشار إلى ذلك الشيخ عبدالستار فتح الله سعيد وغيره.
وكما هو معروف أنه علم لم يعرف بهذا المصطلح إلا في العصر الحديث.
وليس للمعتزلة أثر فيه. ولم أطلع على من نسب هذا العلم إليهم، والله أعلم.
ـ[طالبة دراسات عليا]ــــــــ[19 Apr 2003, 04:48 م]ـ
طالما أن الأخ الكريم قد تطرق مشكورا لموضوع التفسير الموضوعي فالرجاء من الإخوة الكرام إفادتنا بما قد تم تصنيفه من مؤلفات في هدا المجال سواء حديثة أم قديمة ,أو إحالتنا على مواقع مهتمة بالموضوع وشكرا مسبقا والسلام
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Apr 2003, 12:01 ص]ـ
حدثني أحد أبرز تلاميذ الشيخ: أحمد الكومي , وهو الدكتور أمين باشا - وأظنه لازال في جامعة أم القرى - , قال:
إن أول من كتب في التفسير الموضوعي بهذه الصورة العلمية الحديثة التي أصبحت عَلَماً على التفسير الموضوعي هو الشيخ الكومي , وكل من جاء بعده نقل منه , ومنهم الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد - حفظه الله -.
وقد أخذت مذكرته منه بعد أن درسها لنا في الأزهر, وهو رجل كفيف , باقعة في الحفظ والذكاء , ويناقش رسائل علمية كثيرة , ويحظر لمناقشاته من العامة , أكثر ممن يحظرلها من طلبة العلم والأساتذة.أ. هـ.
وقد وجدت في رسالة: " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " لشيخ الإسلام ابن تيمية , الموجودة في أول المجلد الـ 13 , من الفتاوى , تفسيراً موضوعيّاً لكلمة الفرقان , وورودها في القرآن , على المنهج الذي يذكره من كتب في التفسير الموضوعي إجمالاً.
فلماذا لايكون شيخ الإسلام ابن تيمية أول من كتب في التفسير الموضوعي؟ وهذا على سبيل المثال.
وأقصد من هذا أنه من السهل أن يدعي مدعٍ أن أول من كتب في التفسير الموضوعي هم المعتزلة , بمعنى إفراد موضوع قرآنيٍّ مثلاً بمصنف مفرد , ولكن هذا بعيد على الأقل من الحدود المشتركة التي يتفق عليها كل من كتب عن التفسير الموضوعي.
((وهذا رأي فطير = بادرته قبل نضوجه = ليشارك الأحبة القراء في تأمله))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[21 Apr 2003, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم
تحيةً طيبةً
وبعد
أشكر لكم تفاعلكم العلمي مع هذه القضيّة،
وشكر خاص للشيوخ:
أولاً / عبد الله القرني، جزاه الله كل خير، ولكن ألا تتفق معي، أخي عبد الله - أنك أجبت على نفسك بقولك: مثل ((تفسير آية بأخرى)) فهذا المسألة لها بابها، ونحن هنا لا نستطيع أن نجزم بذلك، ولا أن ندّعي أنها غير داخلةٍ في بدايات التفسير الموضوعي بدعوى أنها: لم تشمل جميع مفردات وكلمات ومرادفات ما يحتاجه الموضوع من كلماتٍ وآلياتٍ مساعدة.
أو أنها: غير داخلة في مجال تفسير الموضوع بمثله.
وحينئذٍ لانستطيع الجزم - حتى الآن - بشيئٍ مما توقّف فيه العلماء الكبار، أو ما اختلفوا في تحديد مفهومه.
شاكراً لمداخلتك الطيبة.
الأخ المحايد / سلسبيل،
أشكر لك فضلك وإنصافك؛ متمنياً لك مزيداً من التجرُّد للحق
ودمت موفّقاً
الأخ الفاضل / أبو بيان ((لا أستطيع جرَّ الأبوّة فيك - رزقك الله الذرية الصالحة -))
شكر الله لك ما كتبت وما تفضّلت به - وزادنا الله وإياك من العلم والتوفيق -
لا زلتُ آمل من جميع من يدخل - هنا - للحوار في تلك القضية؛ التفريق بين بدايات التأصيل لهذا الفن والتقعيد له
والكتابة عنه، وبين من كتب في الآيات على طريقة الموضوعات القرآنية. ((وهذا في الحقيقة ما أسعى من خلال
تلك المسألة إلى الخروج منها بنتجةٍ إيجابية لمستوى الكتابة عند المتقدّمين في تفسير الآيات القرآنية أو حتى - على
الأقل - في عرضهم لها.
وأما بخصوص ما تذكره من كلام ابن ابن تيميةَ - رحمه الله - في كتابه " الفرقان " وطريقة عرضه في ذلك
الكتاب، فلا أخفيك:
أنني أتفق معك تماماً في أن شيخ الإسلام مشى في تلك الرسالة على المنهج الاستقرائي للكلمات القرآنية، وهو ما
يؤكد عليه غالب من كتبوا في التفسير الموضوعي من المعاصرين،
ولتأكيد ما ذكرته؛ فلننظر إلى هذه الكلمات والمواضيع التي استقرأها شيخ الإسلام في تلك الرسالة:
الولاية لله، أصول الإيمان، طبقات الأولياء، الإيمان المجمل والإيمان المفصّل، الفقر ومفهومه، حقيقة
الإتباع، الشرعة والشريعة، الملائكة، بين التخييل والوسوسة وبين الوحي، المعية، الأمر الديني،
الأمر القدري، القضاء القدري والشرعي، والإرسال الكوني والشرعي، الشياطين، السماع، الجن.
فأنا أتفق معك من هذه الناحية، لكن الحقيقة أن شيخ الإسلام قد سُبِقَ إلى ذلك، كما إنه يعدّ متأخراً في القرن الثامن
إذا أدركنا أنه قد سُبِقَ بقرون في تأصيل هذه الطريقة،
وتبقى مسألة من بدأ التفسير الموضوعي طريقةً واختطّه منهجاً ((من أهل القرون الأولى))
فليس من المقبول - علمياً وأدبياً - أن نرى من ينسب الفضل لأحد من الناس، وبلمسة قلم طائشةٍ يبعثر فردٌ - ما -
الحقيقة ويعميها عن الآخرين، فكان من النصف في القول المأمور به شرعاً في قول الله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ
كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ {8} {، ولا يُفهم من هذا أني أجزم بحكمٍ من الآن - كلا - ولكن هذا:
ما سنحاول - جميعاً - الإجابة عليه من خلال المناقشات والأطروحات العلمية في هذا المجال
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Nov 2009, 12:38 م]ـ
هذا الموضوع من أوائل الموضوعات التي كتبت في الملتقى بواسطة الزميل العزيز الشيخ عبدالله الخضيري وفقه الله ورعاه، وقد كان من أنشط الأعضاء في بداية انظلاق ملتقى أهل التفسير، وأرجو أن يعود لسابق عهده.
وقد رفعت الموضوع لأمرين:
أولاً: للسؤال عن حبيبنا عبدالله الخضيري، فقد انقطعت عنا أخباره، وأتوقع أنه قد انتهى بإذن الله من الدكتوراه أو كاد.
وثانياً: لنقاش هذا الموضوع مرة أخرى بعد أن طرحت الكثير من الأبحاث حول أصل التفسير الموضوعي ومسائله.
وفق الله الجمع لكل خير.(/)
سؤال يتعلق بأسباب النزول
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 Apr 2003, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، هل هناك تلازم بين الفهم الصحيح للأية ومعرفة سبب النزول، بمعنى / من اكتملت لديه علوم الالة من لغة وأصول ونحوهما هل يمكنه التفسير الصحيح دون معرفة سبب النزول؟ فإن ظاهر كلام الواحدي يمنع من ذلك، حيث قال: لا يمكن معرفة تفسير الاية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها
وملام ابن تيمية يقتضي خلاف ذلك حيث قال معرفة سبب النزول يعين على فهم الاية ........ والأمثلة تؤيد كلام الواحدي فإن ما فهمه عروة من نفي الجناح عن الطواف بين الصفا والمروة يمكن ـ لولا معرفة سبب النزول ـ أن يفهمه أي أصولي مبتدئ أو متمكن
فنرجو التوضيح وبارك الله فيكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Apr 2003, 01:37 م]ـ
بسم الله
الذي يظهر لي - والعلم عند الله - أن من أسباب النزول ما لا بد منه لمعرفة تفسير الآية.
ومنها ما يعين على معرفة تفسير الآية وليس شرطاً في ذلك.
وحتى يتضح الفرق: أسأل أخي محمد يوسف: هل يمكن أن تعرف تفسير قوله تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر ... ) الآية من سورة التوبة دون معرفة سبب نزولها؟.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 Apr 2003, 11:01 م]ـ
بالفعل لا ..... وأيضا كالمثال الذي ذكرته لك في رفع الحرج عن الساعي بين الصفا والمروة
بارك الله فيك شيخنا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 Apr 2003, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، علمت أن سبب النزول إن جاء مرسلا فلابد لقبوله من شرطين:
الأول / أن يعضده مرسل تابعي اخر
الثاني / أن يكون ممن التابعين الذين قد عرفوا بالتفسير، والأخذ عن الصحابة فيه
فهذا الشرط الثاني هل يشترط في كلا التابعين أم في أحدهما؟
وبارك الله فيكم
ـ[أبو مسفر]ــــــــ[20 Apr 2003, 01:29 م]ـ
بمانسبة التحدث عن أسباب النزول
فإن لإبن تيمية كلاما نفيسا عن أسباب النزول في حديثه عن هذا الموضوع إذ هناك فروف بين العبارات مثل قولهم
الآية نزلت في كذا - سبب نزول الأية هو - وغير ذلك فهو بحث مهم تحدث عن شيخ الإسلام ابن تيمة في مقدمة التفسير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 07:13 م]ـ
بسم الله
جواباً على سؤالك أخي محمد يوسف أقول:
ذكر العلماء أن رواية سبب النزول إذا كانت عن تابعي فهي في حكم المرفوع المرسل، وتقبل بشروط:
الأول: أن يصح السند إلى التابعي.
الثاني: أن يكون من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد ابن جبير.
الثالث:أن يعتضد بمرسل آخر.
ذكر هذه الشروط السيوطي في الإتقان وغيره.
وسؤالك يا أخي محمد عن الشرط الثاني غير واضح، فحبذا لو أوضحته.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Apr 2003, 08:50 م]ـ
كان سؤالي يتعلق بالشرط الثاني في كونه شرطا للتابعي صاحب المرسل الأول و شرط أيضا للتابعي صاحب المرسل الثاني في كون التابعي الأول من المعروفين بتلقي التفسير عن الصحابة و التابعي الثاني كذلك، أم أن هذا الشرط يكون في أحدهما و يعضده الثاني و إن لم يكن على شرطه؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 01:31 م]ـ
بسم الله
أخي محمد يوسف زادني الله وإياك من فضله
اتضح سؤالك، والجواب عليه واضح لمن تأمل الشروط جيداً
فالشرط الثاني يتعلق بالتابعي الذي صح السند إليه، وهو الأصل، والشرط الثالث لا يشترط فيه كون التابعي من كبار التابعين المعروفين بالرواية عن الصحابة؛ لأنه عاضد وليس أصلاً.
هذا ما اتضح لي، والله أعلم. وإن كان في فهمي خطأ أو زلل فأسأل الله المغفرة، ثم أطلب من إخواني التصويب، وخاصة المتخصصين في علم الحديث والرواية.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 Apr 2003, 12:08 م]ـ
فهمك صواب و إجابتك أيضا ......... سددك الله ورزقني و إياك الاخلاص(/)
تفسير آيات الجهاد؟؟؟
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2003, 12:49 ص]ـ
وقع فيما بين يدي من كتب
كتابٌ بعنوان " الاستشهاد بآيات الجهاد " لإبراهيم بن عمر البقاعي 809 - 885
ويليه: " كلام السعداء على أرواح الشهداء " لجلال الدين السيوطي
بتحقيق مرزوق علي إبراهيم
تقديم: علي جمعة
الناشر: دار الرسالة بالقاهرة.
والكتاب يحتاج لعدة وقفات:
1 - عندما تتصفح الكتاب؛ نجد المؤلف ذكر الآيات فقط، ولم يتعرّض لتفسيرها فكان التأليف بمثابة جمع موضوعي لآيات الجهاد.
2 - و نجد -كذلك - أن المحقق قام بتفسير آيات الجهاد التي ذكرها البقاعي رحمه الله معتمداً على المتقدمين من المفسرين
3 - وعندي أن إخراج الكتاب بتفسير المحقق غير لائق - خاصةً - بتلك الطريقة التي أُخرج عليها الكتاب، وأنها للبقاعي!!!
4 - رسالة السيوطي، حاول المحقق أن يحقق النص لكنه لم يوفّق أبداً في تخريج الأحاديث على الطريقة الصحيحة؛ خاصةً عند اختلاف الألفاظ، كذلك لم يعزو بعض تلك الألفاظ إلى مصادرها؛ وكمثالٍ على ذلك:
# حديث: الشهداء على بارق نهرٍ بباب الجنة في قبةٍ خضراء يخرج إليهم رزقهم بكرةً وعشياً؟؟؟ أنظر ص 355
# ألفاظ حديث: أرواح الشهداء في " جوف طير " حواصل طير وغيرها أنظر ص 350
والحقيقة أن الكتاب رائع العنوان!!
ويبقى بحاجة إلى دراسةٍ أوسع وأشمل تليق بالباب والمصنف ولعلها تكون رسالةً علميةً لأحدٍ من طلاب الدراسات العليا مستفيداً من الكتاب منطلقاً منه بحيث تكون دراسته عن:
" الجهاد في ظلال القرآن الكريم "
دراسة موضوعية
متمنياً للجميع دوام التوفيق
عبد الله
ـ[الباحث]ــــــــ[19 Apr 2003, 05:38 ص]ـ
السلام عليكم
اتقصد برائع العنوان
أنه لا ينفع
أو لم يعجبك
لا تستعجل قد تجد بعض المباحث في الموضوع الذي تريد
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[19 Apr 2003, 07:41 ص]ـ
شكراً أخي الباحث على نصيحتك الغالية
والحقيقة أن الكتاب رائع العنوان:
" الاستشهاد بآيات الجهاد "
ونصيحتك بعدم الاستعجال:
أضعها فوق رأسي، مقدّراً مثل هذه النصائح.
لكن ألا ترى حبيبي الباحث، أن ترك المرء رأيه حبيساً في صدره - بعيداً عن وجهته العلمية - بعد أن يتمحض؛ هو آفةٌ قد تأكل مع الإنسان وتشرب، أكثر من مرضٍ متوهمٍ باسم ((العجلة))
وهاأنذا أقومُ مقدّراً لوجاهة تعليلك
((فربما تجد بعض المباحث في الموضوع الذي تريد))
فعلاً لو كان الكتاب مقسماً لفصولٍ أو مباحث، ولكن للأسف فالكتاب على هيئته تلك
لا يخدم سوى في جمع آيات الجهاد (مع قلتها)!!
والباحثون لا ينقصهم سوى توجههم لشرارة البداية وسنجد - إن شاء الله - باحثين يقومون بتلك المهمة على أكمل وجه
مكرراً شكري وتقديري لجنابك الكريم
آملاً أن يدوم التواصل
ولك مني فائق المحبة
عبد الله(/)
الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم للسبكي
ـ[الأثري]ــــــــ[20 Apr 2003, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذا المنتدى، وأود السؤال عن مخطوط الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم لأبي الحسن السبكي ..
هل حقق؟ ومن يعرف مكانه فلا يبخل علينا في بيان ذلك ..
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 07:30 م]ـ
بسم الله
أخي الأثري بارك الله فيك
التفسير الذي سألت عنه مخطوط، وقد حدثني أحد الإخوة من قسم العقيدة في كلية أصول الدين بالرياض بأنه يحاول الحصول عليه منذ فترة، ولكنه لم يستطع، وذكر أن الحصول عليه من الصعوبة بمكان.
وهو حسب المعلومات التي أذكرها عنه موجود إما في تركيا، أو في مكتبة برلين بألمانيا [وهي مكتبة مشهورة لا يحضرني اسمها الآن].
وهو لم يحقق بعد حسب علمي، وحسب ما أفادني به الأخ الذي أشرت إليه أعلاه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 May 2003, 10:44 ص]ـ
بسم الله
قابلت الأخ الذي أشرت له سابقاً، وأفادني بما نصه من كتابته بخط يده: (مكتبة الأمبروزيانا بميلانو في إيطاليا، وهو مخطوط في عداد المفقود لتعذر الحصول عليه إن لم يكن استحالة الوصول إليه،وذلك لأنه في حالة لا يمكن تصويرها، وقد سبق الكتابة إلى المكتبة عدة مرات وأفادوا بذلك).
ولتصيح المعلومات التي ذكرتها في الجواب الأول أوردت هذا الجواب الناسخ لما سبقه.
ـ[الأثري]ــــــــ[04 May 2003, 06:36 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مجاهد .. على ما تفضلت به من معلومات.(/)
(ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما)
ـ[فتى القرآن]ــــــــ[21 Apr 2003, 02:06 م]ـ
(ومن أوفى بما عاهدعليهُ الله فسيؤتيه أجرا عظيما)
لماذا قرأت بالضم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Apr 2003, 02:34 م]ـ
أهلاً وسهلاً بكم يا فتى القرآن في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله لنا ولكم العون والتوفيق.
هذه الآية يا أخي الكريم فيها قراءتان للقراء:
الأولى:هي ضم الهاء من (عليهُ) وهذا الوجه قرأ به حفص بن سليمان رحمه الله، مع ملاحظة تفخيم لفظ الجلالة، وقد وافق حفصاً في هذا الوجه قارئ أهل مكة محمد بن عبدالرحمن ابن محيصن رحمه الله، وقراءة حفص بالضم هنا على الأصل. وللألوسي كلام جيد في توجيه الضم هنا لعلك تراجعه في تفسيره روح المعاني رعاك الله أو ننقله هنا فيما بعدُ.
الثانية: كسر الهاء من (عليهِ) وهذه قرأ بها الباقون مع ملاحظة ترقيق لفظ الجلالة في هذه الحالة.
وعند الوقف على كلمة (عليهْ) فإنه يوقف بالسكون عند الجميع.
وأما قولك لماذا قرأت هكذا فهكذا وردت الرواية بها كما تعلم، وهكذا أخذت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والقراءة كما هو معلوم سنة متبعة يأخذها الأخر عن الأول وإن كان قد بحث العلماء علة هذا الضم كما تقدم.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[فتى القرآن]ــــــــ[02 May 2003, 08:51 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
لكن سؤالي هل فيها إعراب لغوي؟
كذلك قوله تعالي (جنات تجري تحتها الأنهار) كل آيات القران فيها (من) إلا هذه الآية في سورة التوبة، فهل فيها سر لغوي أو إعرابي او نحوه؟
والله أعلم
ـ[أبو محمد المصري]ــــــــ[03 May 2003, 12:17 م]ـ
الأخ الكريم فتى القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد سألت عن علة رفع حفص عن عاصم للهاء في قوله تعالى (عليه الله) وأحب أن أشير إلى أن حفص لم يرفع هذه الهاء فقط وإنما رفع الهاء كذلك في قوله تعالى (وما أنسانيه إلا الشيطان) في سورة الكهف والعلة كما ذكر الإمام نصر بن علي المعروف بابن أبي مريم في كتابه الموضح في وجوه القراءات وعللها.
قال: (الأصل في الهاء أن تكون على الضم، وكسرتها إنما تكون لياء أو كسرة تقعان قبلها، وتوصل هذه الهاء بواو زائدة تتقوى بها لأن الهاء حرف خفي، فيخرج بها عن الخفاء إلى البيان، فيزاد في المذكر واو وفي المؤنث ياء. .... إلى أن قال رحمه الله وأما رواية عاصم (أنسانيه، ومن عاهد عليه الله) بالضمة فإنها على الأصل ـ أي على ضم الهاء لأن الضم أصل فيها ـ وأما روايته (ويخلد فيه مهاناً) في سورة الفرقان فعلى قلب الواو ياء لأجل الياء التي قبل الهاء كما قدمنا ذكره، وفي مثل ذلك اتباع الأثر ـ أي الرواية المسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ مع الأخذ باللغتين. أهـ بشيء من التصرف
وإن شاء الله أجيب لك علة جنات تجري تحتها الأنهار، أرجوا أن أكون قد أفدتك وجزاك الله خيراً
ـ[أبو محمد المصري]ــــــــ[03 May 2003, 12:24 م]ـ
قال ابن أبي مريم في الكتاب السالف الذكر:
(جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من قرأها ابن كثير وحده، وقرأ الباقون (تجري تحتها) بغير (من).
والوجه أن من أدخل (من) قد جعل (تحت) اسماً ولم يجعله ظرفاً، كما أن فوق قد يأتي ويُراد به الاسم، قال تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) والمراد من أعلاهم ومن أسفلهم، فإذا دخل (من) خرج عن كونه ظرفاً، لأن دخول الجار منع من تقدير جار آخر، ومن نصب (تحتها) ولم يُدخل (من) جعل (تحتها) ظرفاً، وقدر معنى في، وجعلها مفعولاً فيه.
والفرق بين القراءتين في المعنى أنه إذا ألحق (من) أفاد أن (الأنهار) مبتدأ جريُها من أسفل الجنات، لأن (من) لابتداء الغاية، ومن نصب لم يُلحق (من) أفاد أن الأنهار جارية من جهة أسفلها. أهـ بتصرف بسيط جداً
أخوك أبو محمد
ـ[أبو محمد المصري]ــــــــ[03 May 2003, 01:53 م]ـ
قال ابن أبي مريم في الكتاب السالف الذكر:
(جنات تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من قرأها ابن كثير وحده، وقرأ الباقون (تجري تحتها) بغير (من).
والوجه أن من أدخل (من) قد جعل (تحت) اسماً ولم يجعله ظرفاً، كما أن فوق قد يأتي ويُراد به الاسم، قال تعالى (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) والمراد من أعلاهم ومن أسفلهم، فإذا دخل (من) خرج عن كونه ظرفاً، لأن دخول الجار منع من تقدير جار آخر، ومن نصب (تحتها) ولم يُدخل (من) جعل (تحتها) ظرفاً، وقدر معنى في، وجعلها مفعولاً فيه.
والفرق بين القراءتين في المعنى أنه إذا ألحق (من) أفاد أن (الأنهار) مبتدأ جريُها من أسفل الجنات، لأن (من) لابتداء الغاية، ومن نصب لم يُلحق (من) أفاد أن الأنهار جارية من جهة أسفلها. أهـ بتصرف بسيط جداً
أخوك أبو محمد(/)
بعض مظاهر عناية الشيعة بالتفسير الموضوعي على الانترنت؟؟؟
ـ[طالبة دراسات عليا]ــــــــ[21 Apr 2003, 07:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني اليوم أن أتدخل بهده الكلمة ... وذلك بعد السؤال الذي أثاره أحد الإحوة سابقا والمتعلق بالتفسير الموضوعي وأثر المعتزلة فيه.
فقد قمت ببحث بسيط على النت ... للاطلاع على الجديد المكتوب في الميدان
و كانت دهشتي عظيمة ... لأن أغلب ما كتب على النت وماهو مطبوع من كتب في الموضوع من إنتاج الشيعة ... تخيلوا ... الظاهر أنهم قد حملوا اللواء ... بينما بقينا نحن أهل السنة في موقف المتفرج؟
لم أفهم ما يحدث؟؟؟
ـ[أم عمر]ــــــــ[23 Apr 2003, 08:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والطلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
حقيقة إن الشيعة منذ زمن ليس بقريب يحاولون اجتذاب القلوب إليهم بما لديهم من براعة في سبك الكلام،ورصانة في الأفكار والأساليب التي يخاطبون بها الفئة المثقفة .. - ولا يضيرنا أن نشهد لهم بذلك فهو فيهم حقا- .. ولكن يجب ألا نستغرب ذلك .. يجب ألا نستغرب إن نشروا أفكارهم بهذا الشكل، لأنهم بكل بساطة انطلقوا وقعدنا .. و جدوا وتكاسلنا ..
فيجب أن لا نلوم الأخرين إن أدلجوا بليل ورقدنا .. فالفوز والسؤدد للساعي .. وهي سنة لله في خلقه .. " وقل اعملوا "، " إن الله لا يضيع عمل عامل منكم .. " .. فالمطلوب منا أن نحاول اللحاق بالركب، بالعمل والسعي ..
فهذه دعوة من هذا المنبر لكل صاحب همة أن يشمر عن ساعد الجد في ذلك .. وأرى في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله فاتحة خير .. فكل من لديه ما يضيفه لهذا الحقل" التفسير الموضوعي" من معلومات واقتراحات وبحوث فلا يبخل بها علينا جزاكم الله خيرا ..
ولعلي أقوم قريبا إن شاء الله بسرد بعض مؤلفات الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات في هذا الباب، فهي من أروع وأدق ما قرأت بحق. والمطلع الجاد والباحث الحق هو الذي يستطيع تمييز الجيد من غيره ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
طالبة علم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2003, 12:22 ص]ـ
حياكما الله
وبالنسبة لما ذكرته الأخت سلسبيل حول حمل الشيعة للراية في التفسير الموضوعي فقد رأيت هذه المشاركة، وأعرضت عن المشاركة حولها حتى يتسنى لي الحديث بشكل مركز حول هذا الأمر. ولكن لا بد من الإشارة هنا إلى أمور:
أولاً: البحث في التفسير الموضوعي من الناحيتين النظرية التأصيلية، والناحية التطبيقية لا زال فيه نقص كبير، ولا سيما في المطبوعات، فلعل أول من كتب في التفسير الموضوعي من الناحية التأصيلية هو الشيخ أحمد الكومي رحمه الله وهو قريب أظنه توفي بعد سنة 1383هـ. ثم توالت المؤلفات بعد ذلك، وكلها تدور في فلك بعض، فليس هناك تجديد.
ثانياً: أنك قلت أنك بحثت في الانترنت - (النت) على حد تعبيرك - وهي كما تعلمين حديثة، وكل الذي وضع على الانترنت من الكتب والبحوث لا يعادل.0001% من المطبوعات التي في بطون الكتب. ولا سيما الكتب العربية، فلا بد من أخذ هذا بعين الاعتبار. والنسبة التي ذكرتها هنا من عندي فلست معتمداً على إحصاءات وليس العدد هنا مقصوداً، وإنما القصد المبالغة في فقر الشبكة في المواد العربية.
ثالثاً: أن لأهل السنة ولله الحمد بحوثاً كثيرة جداً في التفسير الموضوعي، ولا سيما في الجانب التطبيقي، وأغلبها إن لم يكن كلها على شكل رسائل جامعية، لم تطبع بعد.
ولعله يتاح الحديث حول التفسير الموضوعي بطريقة تأصيلية جدية، يمكن التعليق عليها من قبل الجميع، والأخت طالبة علم تقول أن لها عناية بهذا اللون من التفسير فالحمد لله الذي جمع هذه المواهب والقدرات في صعيد واحد.
والمشايخ الكرام في هذا الملتقى وعدونا بطرح بحوث جادة، وهي تحتاج إلى وقت، فليس من المعقول أن يطرح كل يوم بحث عميق مؤصل. فهذا يحتاج لوقت وجهد، ومع الوقت بإذن الله يتعمق البحث، ويرتقي الملتقى بإذن الله
ـ[طالبة دراسات عليا]ــــــــ[24 Apr 2003, 06:36 م]ـ
تحية طيبة أخي الكريم وبعد
لم أقصد من كلامي أن أهل السنة لم يكتبوا في هدا اللون من التفسير - يعني التفسير الموضوعي - ولكني قصدت وهدا واضح من كلامي أن الشيعة حملوا اللواء يعني هم يحاولون بث ما أنتجوه من كتب وبحوث ودراسات على النت, وبعبارة أوضح ضربتهم في مقتل فقد توجهوا إلى وسيلة عالمية وهي الشبكو العنكبوتية -النت- لنشر أفكارهم وتوجهاتهم , وهم فعلا يقومون بعرض الكثير من منتجاتهم عليها , وهدا إنما يدل على حرصهم على إيصال ما يودون إيصاله للعالم أجمع من آرائهم ... بينما نحن -أقصد أهل السنة والجماعة -نمشيي بخطى ثقيلة إن لم أقل محتشمة في هدا الدرب, فلو سبقونا كيف لنا أن نلحق بهم, وكيف لنا بعدها أن نصحح ما بثوه من أفكار وآراء.
نحن مسبوقون جدا إخوتي الكرام ... هده حقيقة لا يجب علينا إنكارها ... بل تجب مواجهتها ومحاولة التصدي لها والتقليل من زحفها ... النت سلاح دو حدين ... أي ضربة منه تصيب الكبد مباشرة ... فالناس من قبل ظهور النت كان توجههم للكتب قليل ... والآن صار أقل بكثير ... يجب أن نتنبه لهده المسألة.
وأنا ما قصدت أبدا التقليل من شأن أهل السنة والجماعة وكتاباتهم ... حاشا أن أفعل دلك ... وإنما أردت أن أدكر نفسي وإخوتي من خطورة الأمر ... لا أكثر ولا أقل ... وعلى كل أنا اعتدر إن كنت تماديت في الأمر ... وشكرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[26 Apr 2003, 07:51 ص]ـ
تحيةً طيبةً وبعد
الأخ سلسبيل / شكراً لك على هذا الموضوع ((الموازي))
ولكن يبدو أنك لم تميّز بدقّة ما قد كتبته (أنا) في أثر المعتزلة في التفسير الموضوعي؛ لأسباب:
1 - لم أجزم في ذلك الموضوع بشيئ نفياً أو إثباتاً؛ حتى يتسنى للإخوة الكرام معرفة الموضوع بكامله ومن جميع جهاته.
2 - القول بأن الشيعة حملو لواء التفسير الموضوعي؛ بناءً على النت والكمبيوتر؛ خطأٌ علمي ومنهجي - كما أشار إلى بعض ذلك الشيخ عبد الرحمن الشهري.
3 - يجب أن نفرّق بين قولنا (أثر المعتزلة في التفسير الموضوعي في المرحلة التأسيسية، أو أثر أهل السنة كذلك) وبين قولنا إن الشيعة لهم جهود معاصرة في التفسير الومضوعي؛ فالمسألة بحوث علمية لا يجوز بحالٍ أن نقلّل أهميتها ورونقها.
4 - ويجب أن نستوعب أننا نبحث عن الحق، وكما ذكر الشيخ الشهري عن أحمد الكومي؛ فإننا في الوقت نفسه نجد من الباحثين - في مناهج ا التفسير - أصّلوا للتفسير الموضوعي بداياته ونشأته؛ قد ذكروا أثر المعتزلة فيه.
5 - لاتخفى جهود الشيعة في الوقت المعاصر - لأسبابٍ أرجو أن يتسنى لي الحديث عنها لاحقاً -، ولكن يجب ألا تخلط الأمور - سامحك الله -؛ ولا تكن كالذي قال كلمة في الهواء ثم صدّقها
6 - أرجو أن تطّلع على هذا الرابط بكلِّ إنصاف - كما كنت كتبت لك من قبل - ((الأخ المحايد / سلسبيل،
أشكر لك فضلك وإنصافك؛ متمنياً لك مزيداً من التجرُّد للحق ودمت موفّقاً)) أرجو أن تكون عند حسن الظن http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=71
راجياً من الله التوفيق للجميع(/)
تفسير القران بالقران للصنعاني
ـ[المشارك7]ــــــــ[21 Apr 2003, 08:14 م]ـ
مر علي أن للصنعاني تفسيراً للقرآن بالقرآن، وأنه قد حُقِّق فمن يعرف عن هذا التفسير شيئا من جهة الدار التي طبعته؟ وهل يوجد الآن في الأسواق؟ وأين أجده؟ وماهي طريقته في هذا التفسير.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[21 Apr 2003, 10:36 م]ـ
الكتاب اسمه: مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر والقرآن مخطوط في الجامع الكبير بصنعاء حقق جزء منه في الجامعة الاسلامية بالمدينة وحسب معلوماتي انه لم يطبع حتى الان.
ـ[الكشاف]ــــــــ[04 Mar 2006, 04:51 م]ـ
الكتاب طبع، وقد اشار له الأخ أبو المعتز القرشي في الملتقى. انظر:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4306
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[26 Jun 2010, 10:59 م]ـ
الكتاب حقق في رسالة ماجستير للباحثة هدى القباطي رحمها الله في جامعة صنعاء
والكتاب مطبوع
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[27 Jun 2010, 10:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
المشاركة التي أشار إليها الأخ الكشاف فيها مشاركة للأخ أبي إياد حول التفسير وهو ممن حقق جزءأ منه في الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية أنصح بالاستفادة منها
وما حققته الأخت هدى رحمها الله هو جزء من التفسير من أول البقرة إلى الشعراء ثم تتابع ثلاثة من الأخوة في المدينة على تحقيق ما تبقى مما وجد من التفسير إلى سورة الفتح
والمطبوع هو ما حققته الأخت هدى طبعه مركز الكلمة الطيبة في صنعاء، وفقكم الله
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[27 Jun 2010, 01:36 م]ـ
بارك الله فيكم
المشاركة التي أشار إليها الأخ الكشاف فيها مشاركة للأخ أبي إياد حول التفسير وهو ممن حقق جزءأ منه في الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية أنصح بالاستفادة منها
وما حققته الأخت هدى رحمها الله هو جزء من التفسير من أول البقرة إلى الشعراء ثم تتابع ثلاثة من الأخوة في المدينة على تحقيق ما تبقى مما وجد من التفسير إلى سورة الفتح
والمطبوع هو ما حققته الأخت هدى طبعه مركز الكلمة الطيبة في صنعاء، وفقكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
شكر الله سعيك وبارك في جهدك ... أخي محمود.
في كلامك - وفقك الله - شيء من الغموض، أوضحهها فيما كتبته عن هذا التفسير في الفضل التمهيدي في رسالتي لنيل درجة الماجستير " تفسير القرآن بالقرآن، جمعا ودراسة من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة النساء"
قلت عن تفسير " مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن":
وهذا الكتاب نسبه الشوكاني ومن تبعه لابن المؤلف إبراهيم، وقد تصدّى للرد على ذلك محققوا الكتاب، وأنه وهم من الشوكاني.
وقد صدر جزء من هذا الكتاب عن مركز الكلمة الطيبة للبحوث والدراسات العلمية، بتحقيق هدى بنت محمد بن سعد المقاطي – رحمها الله -، وقدم لها العلامة المؤرخ المحقق القاضي إسماعيل بن علي الأكوع.
وفيه دراسة عن الصنعاني، وتحقيق جزء من تفسيره، حيث بدأ بتفسير سورة الفاتحة والبقرة إلى الآية 228منه، ثم فسر مقتطفات من مجموعة سور. وأول من بدأ في تحقيق الكتاب الدكتور/ عبد الله بن سوقان الزهراني، في أطروحته للماجستير في الجامعة الإسلامية عام 1410هـ، وقد حقق سور: الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم، كما حقق الشيخ/ أمين بن عائش المزيني في أطروحته للماجستير في الجامعة الإسلامية من أول سورة لقمان إلى نهاية سورة الصافات، وحقق الشيخ/ حامد مرزوق المطيري من أول سورة ص إلى نهاية سورة الدخان، ويقوم الدكتور عبد الله الزهراني بتحقيق جزء من الكتاب من سورة الأحقاف إلى الآية الثالثة والعشرين من سورة الفتح، وهو نهاية الموجود من الكتاب.(/)
الأوجه التي نزل عليها القران
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 Apr 2003, 11:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، أما بعد فهذه مسألة حيرتني بعض الشئ، ألا وهي مسألة الأحرف السبعة التي نزل عليها القران أو الأوجه السبعة كما فسرها الزرقاني في (مناهل العرفان) و ما حيرني في الأمر هو أن الزرقاني ـ رحمه الله ت ذهب الى أن المصحف العثماني قد حوى كل هذه الأوجه السبعة إلا أن هناك تفصيل في بعض هذه الأوجه، وهذا التفصيل يقتضي أن تخرج بعض الطرق من كونها من القران فهي منسوخة بالعرضة الأخيرة من جبريل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ و الدليل على هذا النسخ هو مخالفتها للإجماع الذي انعقد من الصحابة ومن الأمة على المصحف الذي جمعه عثمان ـ رضي الله عنه ـ وعلى هذا فيكون من قرأ بقراءة فيها تقديم أو تأخير أو زيادة أو نقصان أو تبديل أو وجه إعراب أو اسم أو تصريف لفعل أو لهجة لا يجمعها المصحف العثماني فإنه يكون قد قرأ بمنسوخ و دليل النسخ هو الاجماع على المصحف العثماني، فيكون كل ما خرج عنه منسوخ.
وهذا أفهمني ما كنت درسته في متن (زاد المستنقع) من أنه لا تصح القراءة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان
و لكن ما أشكل عليّ هو أن العثيمين ـ رحمه الله ـ في كتابه [الشرح الممتع على زاد المستنقع] ذهب الى أن القراءة إذا صح سندها فإنها تصح القراءة بها وإن كانت مخالفة للمصحف العثماني، ووجه الالتباس لدي هو أنه كيف أصحح القراءة وقد دل الاجماع على نسخها بالعرضة الأخيرة؟!!!!
أرجو الافادة واعلموا أني دخلت الى هذا الموقع مستفيدا أكثر مني مفيدا ـ هذا إذا كنت مفيدا أصلا ـ
تنبيه: أنا الان أدرس (مناهل العرفان) للزرقاني، وهو أول دراسة لي في علوم القران ـ سوى أصول الفقه ـ فأرجو من مشايخي الكرام أن يتنبهوا لذلك ويرفقوا بي في التوضيح ويراعوا الخال من كوني مبتدئ حتى لا أتشتت، و يشهد الله أني أحبكم في الله
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 01:59 م]ـ
بسم الله
أخي محمد وفقك الله
أولاً: أشكرك على سؤالك
ثانياً: مسائل الأحرف السبعة لم تشكل عليك وحدك، بل هي من أكثر المسائل التي أشلكت على العلماء، فضلاً عن طلبة العلم.
ثالثاً: ما ذكرته عن الزرقاني واضح ومعروف؛ لأن هذا هو الذي يتوافق مع رأيه في المراد بالأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن. ولعله يأتي مناسبة للحديث عن هذا الموضوع بتفصيل أكثر في وقت لاحق.
وأما رأي الشيخ ابن عثيمين فأرى أن تذكره بلفظه مع ذكر ما قبله وما بعده مما يتعلق بهذه المسألة بدقة حتى نستطيع مناقشة رأي الشيخ بوضوح.
\وفقك الله، نحن في انتظار ذكر نص كلام السيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2003, 04:41 م]ـ
أشكرك يا أخي محمد يوسف على سؤالك، وتعجبني أسئلتك التي تدل على أنك قارئ جيد، تفهم ما تقرأ، وهذه علامة من علامة الذكاء، وقديماً قال العلماء: السؤال نصف العلم!
وأشكرك يا أبا مجاهد على تفضلك بالإجابة.
وبالنسبة لسؤالك يا أخي الكريم، فإجيب عنه جواباً مختصراً الآن، وموسعاً في وقت لا حق إن شاء الله، لأنني أكتب من أحد مقاهي الانترنت لانقطاع الهاتف عن منزلي!
كأنك تشير إلى شرح ابن عثيمين لقول صاحب الزاد في باب صفة الصلاة: (ولا تصح الصلاة بقراءة خارجة عن مصحف عثمان).
والذي أذكره أن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - يرى أنه إذا صح سند القراءة فإنه يجوز القراءة بها، ولو خالفت مصحف عثمان. ولكنه يشترط أن يكون ذلك عند غير العامة، وإنما عند طلبة العلم ومن يعرف هذه القراءات، حتى لا يؤدي ذلك إلى شك العامة في القرآن، والتشويش عليهم.
وأذكر أنه عرض لرأي العلماء في القراءة بالقراءات الشاذة داخل الصلاة وخارجها، ثم صحح القول بجواز القراءة بما صح سنده ولو خالف مصحف عثمان. ولكن بالشرط السابق حتى يبقى للقرآن هيبته في صدور العامة.
وذكر حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟!). ومعنى ما يعرفون: أي ما يقدرون على فهمه واستيعابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابن عثيمين أن ذلك قد يضر بالعامي في عقيدته فضلاً عن عمله، فهذا جواب إشكالك يا أخي محمد. أرجو أن يكون الإشكال قد اندفع!! وللحديث بسط لاحقا، إن شاء الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 Apr 2003, 10:28 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الرحمن، وكلامك هذا يشجعني على الاستمرار فبارك الله فيك
جزاك الله خيرا على اهتمامكم بالسؤال شيخنا أبا مجاهد العبيدي.
وهاك نص العثيمين ـ رحمه الله ـ من كتابه (الشرح الممتع): [مصحف عثمان رضي الله عنه هو الذي جمع الناس عليه في خلافته، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي و القرآن لم يحمع، بل كان في صدور الرجال و في عسب النخل و في اللخاف (الحجارة البيضاء الرهيفة) وما أشبه ذلك، ثم جمع في خلافة أبي بكر رضي الله عنه حين استحر القتل بالقراء في اليملمة ثم جمع في عهد عثمان رضي الله عنه و سبب جمعه: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (إن القران أنزل على سبعة أحرف) فكان الناس يقرأون بهذه الأحرف، وقد اختلفت لهجات الناس فصلر فيه خلاف في الأجناد الذين يقاتلون في أطراف المملكة الإسلامية فخشي بعض القواد من الفتنة، فكتبوا إلى عثمان رضي الله عنه في ذلك فاستشار الصحابة بجمع المصحف، بل القراءات على حرف واحد يعني على لغة واحدة وهي لغة قريش، واختارها لأنها أشرف اللغات حيث إنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم، و هي أعرب اللغات أيضا يعني أرسخها في العربية فجمع المصاحف كلها على مصحف واحد وأحرق ما سواها، فاجتمعت الأمة على هذا المصحف ونقل الينا نقلا متواترا ينقله الأصاغر عن الأكابر و لم تختلف فيه الأيدي ولا النقلة، بل هو محفوظ بحفظ الله عز وجل الى يوم القيامة، لكن هناك قراءات خارجة عن هذا المصحف الذي أمر عثمان بجمع المصاحف عليه، وهذه القراءات صحيحة ثابتة عمن قرأ بها عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها تعتبر عند القراء اصطلاحا شاذة، وإن كانت صحيحة.
و قد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه القراءة الشاذة في أمرين:
الأمر الأول: هل تجوز القراءة بها داخل الصلاة، وخارجها، أو لا تجوز.
الأمر الثاني: هل هي حجة في الحكم أو ليست بحجة؟ فمنهم من قال: إنها ليست بحجة، ومنهم من قال: إنها حجة.
وأصح هذه الأقوال: أنه إذا صحت هذه القراءة عمن قرأ بها من الصحابة فإنها مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصح القراءة بها في الصلاة وخارج الصلاة، لأنها صحت موصولة الى رسل الله صلى الله عليه وسلم.] إنتهى كلامه رحمه الله
وواضح من كلامه رحمه الله أنه يريد بالأحرف السبعة أي لغات سبع، ولكن كيف يسوغ للصحابة أن يتفقوا على جمع لغة واحدة وإهمال ست لغات أخر رخص فيها النبي صلى الله عليه عليه وسلم؟
وأيضا أقول: مما يدل على كون الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع أنه لو كانت كذلك ما خشي الصحابة رضي الله عنهم من هذا الاختلاف الذي جعلهم يجمعون المصحف على حرف واحد، بل يكون هذا من الخلاف المحمود ـ خلاف التنوع ـ الذي أقره النبي صلى الله عليه وسلم، و هل خلاف الناس و تنازعهم في لغات قد نزل القران بها كلها يجعلهم يجمعون الناس على لغة واحدة؟!!
كان الأولى بهم أن يعالجوا الأمر كما عالجه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأن يقروا كل منهم على ما قرأ و يعلمون الناس أن القران أنزل على هذه اللغات جميعا و أن يقرأ كل بما تيسر له، فهذا يدل ـ والله أعلم ـ على أن الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع، وقد فصّل في ذلك الزرقاني في (منهل العرفان)
فأرجو الإفادة وبارك الله فيكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 Apr 2003, 12:14 م]ـ
أعتذر عن الأخطاء الكثيرة التي وقعت حين الكتابة، و لكني بطئ الكتابة على اللوحة فأحاول أن أسرع لأجل وقتي فأقع في هذه الأخطاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2003, 01:41 م]ـ
أخي محمد يوسف وفقه الله
لقد قمت بإصلاح الأخطاء في مشاركتك، ويمكنك لاحقاً أن تقوم أنت بذلك عن طريق (تحرير) في أسفل الصفحة.
وليتك أكملت النقل عن ابن عثيمين، حيث قد أجاب عن سؤالك بعد المكان الذي وقفت عنده. فأكمل النقل قليلاً ليتبين المراد، وللأحرف السبعة حديث قادم قريب إن شاء الله فالأمر فيها يحتاج إلى بسط.
وفقك الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 Apr 2003, 09:11 م]ـ
لا أفهم كلام الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ ففي بداية كلامه يظهر ـ لي ـ أن الشيخ يريد بلأحرف السبعة أنها اللغات السبع، ثم لذكره الكلام على قراءة ابن مسعود يظهر ـ لي ـ أن المراد بها القراءات
لا أخفيكم سرا أنني بدأت في التشتت، فأرجو الان:
أولا / ما هو مراد العثيمين بالأحرف السبعة ـ أي ما هو مذهبه فيها ـ من خلال الشرح الممتع، حيث أن الكتاب مفرغ من أشرطة و قد لا يقصد ما أفهمه
ثانيا / إذا كان مذهبه فيها أنها اللغات السبع، فكيف يمثل بقراءة ابن مسعود مع أنها ليست بلغة مختلفة و إنما هي من باب الزيادة على القراءة المشهورة، فلا وجه حينئذ لأن نقول بأنها قراءة بلغة خارجة عن اللغة الوحيدة من السبع التي جمع عليها مصحف عثمان
فارجو الارفاق بي لما علمتم من حالي أن هذا هو أول دخول لي في هذا الباب من العلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 Apr 2003, 04:54 م]ـ
للأهمية
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Apr 2003, 01:50 م]ـ
أخي الكريم: الشيخ يرى أن الأحرف السبعة هي لغات سبع، وقد صرح بذلك في تعليقه على كتاب فضائل القرآن من صحيح البخاري.
كما صرح بأنه لم يبق الآن إلا حرف واحد وهو حرف قريش وذلك حينما جمع عثمان المصحف وبقية الأحرف مجهولة لنا الآن.
أما كلام الشيخ رحمه الله في (الممتع) فإنما هو في القرآءات الشاذة الخارجة عن خط المصحف، لا في الأحرف السبعة.
وقد أورد أمرين وهما:
- هل تجوز القراءة بهما أم لا تجوز؟
- والثاني هل هو حجة أم لا؟
وأجاب عن الأول ولم يتعرض للثاني.
وما أورده من الخلاف في الأول خلاف مشهور في كتب الفقه فراجعه في مظانه.
وسأورد لك كلام ابن تيمية في هذا الأمر، ولست هنا مناقشا لصحة هذا الأمر من عدمه، وإنما للإيضاح فقط حيث إن ابن عثيمين ساق هذا الخلاف، كما أورده ابن تيمية باختصار له.
قال ابن تيمية في الفتاوى: "وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الشَّاذَّةُ الْخَارِجَةُ عَنْ رَسْمِ الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ مِثْلَ قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَمَا قَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَمِثْلَ قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ وَكَقِرَاءَتِهِ: (إنْ كَانَتْ إلَّا زقية وَاحِدَةً وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ إذَا ثَبَتَتْ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْعُلَمَاءِ هُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَرِوَايَتَانِ عَنْ مَالِكٍ. " إحْدَاهُمَا " يَجُوزُ ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ فِي الصَّلَاةِ. " وَالثَّانِيَةُ " لَا يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ لَمْ تَثْبُتْ مُتَوَاتِرَةً عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ ثَبَتَتْ فَإِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بالعرضة الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ {عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ والعرضة الْآخِرَةُ هِيَ قِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِ} وَهِيَ الَّتِي أَمَرَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَكَتَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فِي صُحُفٍ أُمِرَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِكِتَابَتِهَا ثُمَّ أَمَرَ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَإِرْسَالِهَا إلَى الْأَمْصَارِ وَجَمْعِ النَّاسِ عَلَيْهَا بِاتِّفَاقِ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ. وَهَذَا النِّزَاعُ لَا بُدَّ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ السَّائِلُ وَهُوَ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هَلْ هِيَ حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ أَمْ لَا؟ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَنَّهَا حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ؛ بَلْ يَقُولُونَ: إنَّ مُصْحَفَ عُثْمَانَ هُوَ أَحَدُ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ للعرضة الْآخِرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرِيلَ وَالْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ الْمَشْهُورَةُ الْمُسْتَفِيضَةُ تَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ. وَذَهَبَ طَوَائِفُ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْكَلَامِ إلَى أَنَّ هَذَا الْمُصْحَفَ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَرَّرَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الباقلاني وَغَيْرِهِ؛ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ تُهْمِلَ نَقْلَ شَيْءٍ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى نَقْلِ هَذَا الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ الْعُثْمَانِيِّ وَتَرْكِ مَا سِوَاهُ حَيْثُ أَمَرَ عُثْمَانُ بِنَقْلِ الْقُرْآنِ مِنْ الصُّحُفِ الَّتِي كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَتَبَا الْقُرْآنَ فِيهَا ثُمَّ أَرْسَلَ عُثْمَانُ بِمُشَاوَرَةِ الصَّحَابَةِ إلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ بِمُصْحَفِ وَأَمَرَ بِتَرْكِ مَا سِوَى ذَلِكَ. قَالَ هَؤُلَاءِ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْهَى عَنْ الْقِرَاءَةِ بِبَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ. وَمَنْ نَصَرَ قَوْلَ الْأَوَّلِينَ يُجِيبُ تَارَةً بِمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَى الْأُمَّةِ وَإِنَّمَا كَانَ جَائِزًا لَهُمْ مُرَخَّصًا لَهُمْ فِيهِ وَقَدْ جُعِلَ إلَيْهِمْ الِاخْتِيَارُ فِي أَيِّ حَرْفٍ اخْتَارُوهُ كَمَا أَنَّ تَرْتِيبَ السُّوَرِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَيْهِمْ مَنْصُوصًا؛ بَلْ مُفَوَّضًا إلَى اجْتِهَادِهِمْ؛ وَلِهَذَا كَانَ تَرْتِيبُ مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ تَرْتِيبِ مُصْحَفِ زَيْدٍ وَكَذَلِكَ مُصْحَفُ غَيْرِهِ. وَأَمَّا تَرْتِيبُ آيَاتِ السُّوَرِ فَهُوَ مُنَزَّلٌ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا آيَةً عَلَى آيَةٍ فِي الرَّسْمِ كَمَا قَدَّمُوا سُورَةً عَلَى سُورَةٍ لِأَنَّ تَرْتِيبَ الْآيَاتِ مَأْمُورٌ بِهِ نَصًّا وَأَمَّا تَرْتِيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلَى اجْتِهَادِهِمْ. قَالُوا: فَكَذَلِكَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ أَنَّ الْأُمَّةَ تَفْتَرِقُ وَتَخْتَلِفُ وَتَتَقَاتَلُ إذَا لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ اجْتَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ اجْتِمَاعًا سَائِغًا وَهُمْ مَعْصُومُونَ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ تَرْكٌ لِوَاجِبِ وَلَا فِعْلٌ لِمَحْظُورِ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ التَّرْخِيصَ فِي الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ؛ لِمَا فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا فَلَمَّا تَذَلَّلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ يَسِيرًا عَلَيْهِمْ وَهُوَ أَرْفَقُ بِهِمْ أَجْمَعُوا عَلَى الْحَرْفِ الَّذِي كَانَ فِي العرضة الْآخِرَةِ. وَيَقُولُونَ: إنَّهُ نُسِخَ مَا سِوَى ذَلِكَ. وَهَؤُلَاءِ يُوَافِقُ قَوْلُهُمْ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: إنَّ حُرُوفَ أبي بْنِ كَعْبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا يُخَالِفُ رَسْمَ هَذَا الْمُصْحَفِ مَنْسُوخَةٌ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِالْمَعْنَى فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا قَالَ: قَدْ نَظَرْت إلَى الْقُرَّاءِ فَرَأَيْت قِرَاءَتَهُمْ مُتَقَارِبَةً وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ أَوْ كَمَا قَالَ. ثُمَّ مَنْ جَوَّزَ الْقِرَاءَةَ بِمَا يَخْرُجُ عَنْ الْمُصْحَفِ مِمَّا ثَبَتَ عَنْ الصَّحَابَةِ قَالَ يَجُوزُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزْهُ فَلَهُ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ: تَارَةً يَقُولُ لَيْسَ هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ وَتَارَةً يَقُولُ: هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ الْمَنْسُوخَةِ وَتَارَةً يَقُولُ: هُوَ مِمَّا انْعَقَدَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ وَتَارَةً يَقُولُ: لَمْ يُنْقَلْ إلَيْنَا نَقْلًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْقُرْآنُ. وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُتَقَدِّمِينَ والمتأخرين. وَلِهَذَا كَانَ فِي الْمَسْأَلَةِ " قَوْلٌ ثَالِثٌ " وَهُوَ اخْتِيَارُ جَدِّي أَبِي الْبَرَكَاتِ أَنَّهُ إنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فِي الْقِرَاءَةِ الْوَاجِبَةِ - وَهِيَ الْفَاتِحَةُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا - لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ؛
(يُتْبَعُ)
(/)
لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَدَّى الْوَاجِبَ مِنْ الْقِرَاءَةِ لِعَدَمِ ثُبُوتِ الْقُرْآنِ بِذَلِكَ وَإِنْ قَرَأَ بِهَا فِيمَا لَا يَجِبُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَتَى فِي الصَّلَاةِ بِمُبْطِلِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا. وَهَذَا الْقَوْلُ يَنْبَنِي عَلَى " أَصْلٍ " وَهُوَ أَنَّ مَا لَمْ يَثْبُتْ كَوْنُهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ فَهَلْ يَجِبُ الْقَطْعُ بِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْهَا؟ فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ إذْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا أَوْجَبَ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ بِهِ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ قَطْعِيًّا. وَذَهَبَ فَرِيقٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ إلَى وُجُوبِ الْقَطْعِ بِنَفْيِهِ حَتَّى قَطَعَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ - كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ - بِخَطَأِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ أَثْبَتَ الْبَسْمَلَةَ آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ سُورَةِ النَّمْلِ لِزَعْمِهِمْ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْقَطْعُ بِنَفْيِهِ وَالصَّوَابُ الْقَطْعُ بِخَطَأِ هَؤُلَاءِ وَأَنَّ الْبَسْمَلَةَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ فِي الْمُصْحَفِ إذْ لَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ إلَّا الْقُرْآنَ وَجَرَّدُوهُ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ كَالتَّخْمِيسِ وَالتَّعْشِيرِ وَأَسْمَاءِ السُّوَرِ؛ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُقَالُ هِيَ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؛ بَلْ هِيَ كَمَا كُتِبَتْ آيَةٌ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ السُّورَةِ وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. وَسَوَاءٌ قِيلَ بِالْقَطْعِ فِي النَّفْيِ أَوْ الْإِثْبَاتِ فَذَلِكَ لَا يَمْنَعُ كَوْنَهَا مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي لَا تَكْفِيرَ وَلَا تَفْسِيقَ فِيهَا لِلنَّافِي وَلَا لِلْمُثْبِتِ؛ بَلْ قَدْ يُقَالُ مَا قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ: إنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ وَإِنَّهَا آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ وَلَيْسَتْ آيَةً فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ؛ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَصِلُونَ وَلَا يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ."
أما بخصوص قراءة ابن مسعود فهي قراءة تفسيرية، قال ابن كثير في تفسيره:وهذه إذا لم يثبت كونها قرآنا متواترا، فلا أقل أن يكون خبراً واحداً أو تفسيرًا من الصحابة وهو في حكم المرفوع.
وفي الختام أحب أن أنبه إلى أن للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - آراء فيما يتعلق بالقراءات لم تحرر، ولذا اختلف رأيه فيها، ولعل هذا يعود إلى أنه لم يقصد هذا المسائل للتحرير، وإنما يتعرض لها أثناء دروسه.
والله الموفق للصواب.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 Apr 2003, 08:11 م]ـ
من الحجج التي نفى بها بعض أهل العلم ـ الزرقاني في مناهل العرفان ـ أن تكون الأحرف السبعة هي اللغات السبع:
1ـ أن لغة قريش كانت جامعة لكل اللغات العربية فكانت لها الزعامة في ذلك.
2 ـ أن اختلاف اللغات كان من حكمة التشريع و إن كان النزاع الذي حدث في زمن عثمان كان نزاعاً حول هذه اللغات فإن ذلك حدث في عهده ـ صلى الله عليه و سلم ـ و كان الأجدر بالصحابة أن يعالجوه بما عالجه به ـ صلى الله عليه و سلم ـ لا أن يضيعوا ما أثبته النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ مع وجود نفس العلة و هي الخلاف الواقع.
3 ـ أن بعض أوجه الخلاف الواقعة ليست من باب الخلاف في اللغات أو اللهجات إنما هي من باب الخلاف في التقديم أو التأخير.
ثم تأملت فسألت نفسي: نحن متفقون على إثبات القراءات، وهذه القراءات فيها ما هو من باب اختلاف اللهجات، من إمالة و إظهار و إدغام، الى غير ذلك، مع أن اللهجة واحدة و هي لهجة قريش، فيلزم من ذلك أن تكون قريش جامعة للهجات العرب، فإن كانوا يقولون بذلك فإذا لم يفعل عثمان شيئا لأنه يكون قد أحرق المصاحف التي بلهجات العرب، و جمعهم على لهجات العرب التي هي مجموعة في لهجة قريش، وإن كانوا لا يقولون بذلك ـ أي بأن لهجة قريش جامعة للهجات العرب ـ فسيلزم من ذلك كثرة من لهجات العرب لا أظنها ـ و الله أعلم ـ معهودة، لأنها ستكون لهجات قريش المعروفة في اختلاف القراءات عندنا مضافاً إليها اللهجات الست التي ألغاها عثمان ـ رضي الله عنه ـ.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[29 Apr 2003, 11:55 م]ـ
الأهمية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 Apr 2003, 08:16 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، وبعد فهذه بعض الخواطر التي طرأت على ذهني حول الخلاف السابق في كون الأحرف السبعة هل هي اللغات السبع أو الأوجه السبع التي ذكرها الزرقاني، أردت ان أدونها ليقيمها الشيخ الشهري ـ حفظه الله ـ فأقول:
كان الخلاف الذي وقع في طرق القراءة في عهد عثمان أشد في الأمصار منه في الحجاز و المدينة ……… .. لماذا؟
لأن الأمصار لم تكن تعرف الأوجه السبعة التي نزل عليها القران، أما الحجاز و المدينة فقد كانوا قريبين عهد بتبيين النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ لهم ذلك ………. و لعل ذلك فيه إشارة الى أن الأحرف السبعة تعني الأوجه السبعة، لأنه لو كانت اللغات السبع ما كانوا سيختلفون هذا الاختلاف، لأنه سيتبين لهم حينئذ أن الاختلاف اختلاف لغة، فكل منهم يعرف أن لغته غير اللغة التي يتكلم بها غيره، فكانوا سيتصرفون على أحد وجهين أحدهما أظهر من الأخر:
الأول / إما أن يذهبوا الى أن القران نزل بهذه الحروف جميعا، أي هذه اللغات جميعا، وهذا الاحتمال هو الأقرب لأن عقولهم سترفض أن يكون الله تعالى قد اختص لهجتهم خاصة من سائر اللهجات، وحينئذ فلن يكون هناك خلاف حاصل.
الثاني / أو يذهبوا الى أن القران نزل بلغتهم وحدهم ـ و مع بعد هذا الاحتمال ـ فإن العقول السليمة سيكون تصرفها المنتظر و المتوقع أن ترد القران الى الصحابة ليقرّوا أحد هذه اللغات و يكونوا قد كفوا شر الخلاف و القتال، و لكن ذلك لم يحدث.
بل الخلاف الذي وقع بينهم يدل على اعتقاد كل فريق منهم بأن الفريق الاخر قد حرّف في القران، و لا يتأتّى هذا الاعتقاد بمجرد أن يرى كل فريق منهم من الاخر مجرد اختلاف في اللهجة، بل سيكون أحد الوجهين المذكورين انفا.
و مما أراه يشير أيضا الى كون الأحرف السبعة ليست هي اللغات السبع، أن الخلاف الذي وقع بين الصحابة في عهده ـ صلى الله عليه و سلم ـ وورد إلينا لم يكن خلافا في لهجة، و إنما كان خلافا في زيادة أو نقصان، فلم يكن من اللائق أن تكون إجابة النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ (نزل القران على سبع لغات) لأن الإشكال ما زال قائما لأنهم لم يختلفوا في لغة و إنما اختلفوا في زيادة و نقص، ثم لو كان ذلك الخلاف في لغة، لكان فيه الوجهين المذكورين في بداية الكلام و ما كان هناك الانكار الشديد من بعض على بعض، هذا إن قالوا بأن لغة قريش إنما هي لغة من اللغات مستقلة بنفسها، أما إن قالوا بأنها تجمع كل اللغات ـ كما يقول الزرقاني ـ فلن يكون هناك أي إنكار من بعضهم على بعض لأن كلا منهم قد قرأ بلغة قريش.
ثم كيف نقول بأنهم اختلفوا وحدثت فتن بسبب اختلاف اللغات أو اللهجات من إمالة و إظهار و إدغام الى غير ذلك، ثم لا نسمع و لا يبلغنا أن حدث بينهم أي خلاف أو فتن عند اختلافهم في الابدال أو التقديم و التأخير ووجوه الاعراب و الاسماء من تذكير و تأنيث و تثنية و و حمع و إ فراد، مع أن المخالفة في ذلك أظهر، و هذا النوع من الخلاف في القراءة واقع لا محالة؟!!!
هذه مجرد خواطر أدت تسجيلها، و أرجو من مشايخنا و من الاخوة الارفاق بي في التوضيح، لأن هذه أول دراسة لي في هذه العلوم(/)
سلسلة دروس التفسير [مع ابن جرير في تفسيره]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Apr 2003, 03:20 م]ـ
بسم الله، عليه توكلت، وبه أستعين.
[وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ] هود:88
هذه سلسلة دروس في التفسير، نتدارس فيها ما أورده شيخ المفسرين وإمامهم ابن جرير الطبري في تفسيره العجاب: جامع البيان في تأويل آي القرآن.
وسوف تكون الطريقة في هذه السلسلة كالتالي:
أولاً- أذكر ما كتبه ابن جرير في تفسيره - مبتدئاً بالمقدمة -.
ثانياً- نتدارس ما اشتمل عليه هذا الكلام من مسائل تفسيرية
ثالثاً- مناقشة بعض ترجيحات ابن جرير الواردة في كل درس.
وأخيراً أسأل الله أن يعيننا على الإستمرار في كتابة هذه السلسلة، وأرجو من القراء أن يشاركوا بجدية في هذه السلسلة لما لها من الأهمية.
وفي انتظار آرائكم ومشاركاتكم قبل البداية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2003, 04:07 م]ـ
فكرة موفقة، مع الحرص على العمق والتحرير والاستمرار وأرجو من جميع المشاركين الحرص على هذه الأمور حتى يثمر العمل بإذن الله، وعدم طرح مشاركات مبتسرة تدل على الاستعجال والفهم الناقص لمراد ابن جرير الطبري فكثيراً ما ينتقد الطبري وإنما أتي المنتقد من سوء فهمه على حد قول المتنبي:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
وفقك الله يا أبا مجاهد، وأعدك بالمشاركة إن شاء الله، ولكن ابدأ أنت أولاً حتى يتبين لنا المنهج الذي يسار عليه ويتضح.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 11:02 ص]ـ
بسم الله
أرى أنه من المناسب قبل البداية في كتابة دروس هذه السلسلة أن نتعرف باختصار على طريقة الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره.
وقد كتب الشيخ مساعد الطيار ملخصاً جيداً لطريقة ابن جرير في تفسيره، في هذا الملتقى تحت هذا الرابط:
ملخص في منهج الطبري في تفسيره ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=95)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 11:30 ص]ـ
بسم الله نبدأ:
قال الإمام ابن جرير رحمه الله في مقدمة تفسيره بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله:
(أما بعد، فان من جسيم ما خصّ اللّه به أمة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم من الفضيلة، وشرّفهم به على سائر الأمم من المنازل الرفيعة، وحباهم به من الكرامة السنية، حفظَه ما حفظ - جلّ ذكره وتقدّست أسماؤه - عليهم من وحيه وتنزيله، الذي جعله على حقيقة نبوّة نبيهم صلى اللّه عليه وسلم دلالة، وعلى ما خصَّه به من الكرامة علامة واضحة، وحجة بالغة، أبانه به من كل كاذب ومفترٍ، وفصل به بينهم وبين كل جاحد وملحد، وفرق به بينهم وبين كل كافر ومشرك الذي لو اجتمع جميع مَنْ بين أقطارها، من جنها وانسها، وصغيرها وكبيرها، على أن يأتوا بسورة من مثله، لم يأتوا بمثله، ولَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهيراً. فجعله لهم في دجى الظلم نورا ساطعا، وفي سَدَف الشبه شهابا لامعاً، وفي مضلة المسالك دليلا هاديا، وإلى سبل النجاة والحق حاديا. يهدي به اللّه من اتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم، حرسه بعين منه لا تنام، وحاطه بركن منه لا يضام، لاتهى على الأيام دعائمه، ولا تبيد على طول الأزمان معالمه، ولا يجوز عن قصد المحجة تابعه، ولا يضلّعن سبل الهدى مصاحبه، من اتبعه فاز وهدى، ومن حاد عنه ضلّ وغوى. فهو موئلهم الذي إليه عند الاختلاف يئلون، ومعقلهم الذي إليه في النوازل يعتقلون، وحصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون، وحكمة ربهم التي إليها يحتكمون، وفصل قضائه بينهم الذي إليه ينتهون، وعن الرضا به يصدرون، وحبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون.
اللّهم فوفقنا لإصابة صواب القول، في محكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه، وعامه وخاصه، ومجمله ومفسره وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه، وتأويل آيه، وتفسير مشكله، وألهمنا التمسك به، والاعتصام بمحكمه، والثبات على التسليم لمتشابهه، وأوْزِعنْا الشكر على ما أنعمت به علينا، من حفظه والعلم بحدوده، انك سميع الدعاء، قريب الإجابة، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله، وسلم تسليماً كثيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
اعلموا عباد اللّه، رحمكم اللّه، أن أحق ما صرفت الى علمه العناية، وبلغت في معرفته الغاية، ما كان للّه في العلم به رضا، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى، وأن أجمع ذلك لباغيه، كتاب اللّه الذي لاريب فيه، وتنزيله الذي لا مرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسنى الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
و نحن في شرح تأويله، وبيان ما فيه من معانيه، منشئون - إن شاء اللّه ذلك - كتاباً، مستوعباً لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه جامعاً، ومن سائر الكتب غيره في ذلك كافياً، ومخبرون في كل ذلك، بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه الأمة، واختلافها فيما اختلفت فيه منه، ومبينو علل كل مذهب من مذاهبهم، وموضحو الصحيح لدينا من ذلك، بأوجز ما أمكن من الإيجاز في ذلك، وأخصر ما أمكن من الاختصار فيه، واللّه نسأل عونه وتوفيقه، إما يقرّب من محابه، ويبعد من مساخطه، وصلى اللّه على صفوته من خلقه، وعلى آله، وسلم تسليماً كثيراً.
و إن أول ما نبدأ به من القيل في ذلك، الإنابة عن الأسباب التي البداية بها أولى، وتقديمها قبل ما عداها أحرى، وذلك البيان عما في آى القرآن من المعاني، التي مِنْ قِبَلِها يدخل اللبسُ على من لم يعان رياضة العلوم العربية، ولم تستحكم معرفته، بتصاريف
وجوه منطق الألسن السليقية الطبيعية.) انتهى كلامه رحمه الله.
ومما سبق نعلم أن المصنف يرى أن كتابه هذا يتميز بالتالي:
أولاً - أنه مستوعب لما يحتاج الناس إليه من علم تفسير القرآن.
ثانياً - أنه يكفي عن غيره من الكتب.
ثالثاً - أنه يذكر فيه ما انتهى إليه من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه الأمة.
رابعاً - أنه يذكر فيه الخلاف الذي وقع فيه من سبقه من الأئمة، مع بيان علل كل مذهب من مذاهبهم، وذكر الصحيح من أقوالهم لديه، مع مراعاة الاختصار في ذلك ما أمكن.
وهنا استفسار اطرحه للإخوة الكرام حول قوله رحمه الله: (وتأويل آيه، وتفسير مشكله)، وهو: هل يمكن أن يؤخذ من قوله هذا أن التأويل أعم من التفسير، فالتأويل يكون لكل آي القرآن، وأما التفسير فيكون لما أشكل من الآيات؟ فإذا ذكر التأويل مع التفسير فلكل منهما معنى يخصه، وإذا تفرقا كانا بعنى واحد؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 May 2003, 11:48 ص]ـ
بعد مقدمة ابن جرير السابقة قال رحمه الله: (وأولُ ما نبدأ به من القِيل في ذلك: الإبانةُ عن الأسباب التي البدايةُ بها أولى، وتقديمها قبل ما عداها أحْرى. وذلك: البيانُ عما في آي القرآن من المعاني التي من قِبَلها يدخل اللَّبْس على من لم يعان رياضةَ العلوم العربية، ولم تستحكم معرفتُه بتصاريف وجوه منطق الألسُن السليقية الطبيعية.)
فهو يرى أن هناك مقدمات لا بد من الإيتداء بها لأنها كالأسباب الموصلة إلى المقصود، ويفهم من كلامه السابق أن هذه المقدمات متعلقة بالأمور التي يمكن أن يدخل اللبس في فهمها على من لم يكن من أهل العلوم العربية الممارسين لها، ومن ثم يحصل الخطأ والزلل عند تفسير كلام الله لمن لم يتقن هذه المعاني.
ثم بدأ بذكر هذه المقدمات، فذكر كل مقدمة على هيئة مبحث أو فصل، ولنبدأ مع أول هذه المقدمات:
قال رحمه الله:
(القولُ في البيانِ عن اتفاق معاني آي القرآن، ومعاني منطِق مَنْ نزل بلسانه القرآن من وَجْه البيان -والدّلالة على أن ذلك من الله تعالى ذكره هو الحكمة البالغة- مع الإبانةِ عن فضْل المعنَى الذي به بَايَن القرآنُ سائرَ الكلام)
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبريّ، رحمه الله:
إن من أعظم نعم الله تعالى ذكره على عباده، وجسيم مِنَّته على خلقه، ما منحهم من فَضْل البيان الذي به عن ضمائر صُدورهم يُبينون، وبه على عزائم نفوسهم يَدُلّون، فذَلَّل به منهم الألسن وسهَّل به عليهم المستصعب. فبِهِ إياه يُوَحِّدون، وإيَّاه به يسَبِّحون ويقدِّسون، وإلى حاجاتهم به يتوصّلون، وبه بينهم يتَحاورُون، فيتعارفون ويتعاملون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم جعلهم، جلّ ذكره -فيما منحهم من ذلك- طبقاتٍ، ورفع بعضهم فوق بعض درجاتٍ: فبَيْنَ خطيب مسْهِب، وذَلِقِ اللسان مُهْذِب، ومفْحَمٍ عن نفسه لا يُبين، وَعىٍّ عن ضمير قلبه لا يعبَر. وجعل أعلاهم فيه رُتبة، وأرفعهم فيه درجةً، أبلغَهم فيما أرادَ به بَلاغًا، وأبينَهم عن نفسه به بيانَا. ثم عرّفهم في تنزيله ومحكم آيِ كتابه فضلَ ما حباهم به من البيان، على من فضّلهم به عليه من ذى البَكَم والمُستَعْجِم اللسان فقال تعالى ذكرُه: أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ [سورة الزخرف: 18]. فقد وَضَحَ إذا لذوي الأفهام، وتبين لأولي الألباب، أنّ فضلَ أهل البيان على أهل البَكَم والمستعجمِ اللسان، بفضل اقتدار هذا من نفسه على إبانة ما أراد إبانته عن نفسه ببيانه، واستعجام لسان هذا عما حاول إبانته بلسانه.
فإذْ كان ذلك كذلك -وكان المعنى الذي به باينَ الفاضلُ المفضولَ في ذلك، فصار به فاضلًا والآخرُ مفضولًا، هو ما وصفنا من فضْل إبانة ذى البيان، عما قصّر عنه المستعجمُ اللسان، وكان ذلك مختلفَ الأقدار، متفاوتَ الغايات والنهايات- فلا شك أن أعلى منازل البيان درجةً، وأسنى مراتبه مرتبةً، أبلغُه في حاجة المُبِين عن نفسه، وأبينُه عن مراد قائله، وأقربُه من فهم سامعه. فإن تجاوز ذلك المقدار، وارتفع عن وُسْع الأنام، وعجز عن أن يأتي بمثله جميعُ العباد، كان حجةً وعَلَمًا لرسل الواحد القهار -كما كان حجةً وعَلَمًا لها إحياءُ الموتى وإبراءُ الأبرص وذوي العمى، بارتفاع ذلك عن مقادير أعلى منازل طبّ المتطببين وأرفع مراتب عِلاج المعالجين، إلى ما يعجز عنه جميع العالَمِين. وكالذي كان لها حجةً وعَلَمًا قطعُ مسافة شهرين في الليلة الواحدة، بارتفاع ذلك عن وُسع الأنام، وتعذّر مثله على جميع العباد، وإن كانوا على قطع القليل من المسافة قادرين، ولليسير منه فاعلين.
فإذْ كان ما وصفْنا من ذلك كالذي وصفْنا، فبيّنٌ أنْ لا بيان أبْيَنُ، ولا حكمة أبلغُ، ولا منطقَ أعلى، ولا كلامَ أشرفُ- من بيان ومنطق تحدّى به امرؤ قومًا في زمان هم فيه رؤساء صناعة الخطب والبلاغة، وقيلِ الشعرِ والفصَاحة، والسجع والكهانة، على كل خطيب منهم وبليغ وشاعر منهم وفصيح، وكلّ ذي سجع وكهانة -فسفَّه أحلامهم، وقصَّر بعقولهم وتبرأ من دينهم، ودعا جميعهم إلى اتباعه والقبول منه والتصديق به، والإقرار بأنه رسولٌ إليهم من ربهم. وأخبرهم أن دلالته على صدْق مقالته، وحجَّتَه على حقيقة نبوّته- ما أتاهم به من البيان، والحكمة والفرقان، بلسان مثل ألسنتهم، ومنطق موافقةٍ معانيه معانيَ منطقهم. ثم أنبأ جميعهم أنهم عن أن يأتوا بمثل بعضه عَجَزَة، ومن القدرة عليه نقَصَةٌ. فأقرّ جميعُهم بالعجز، وأذعنوا له بالتصديق، وشهدوا على أنفسهم بالنقص. إلا من تجاهل منهم وتعامى، واستكبر وتعاشى، فحاول تكلُّف ما قد علم أنه عنه عاجز، ورام ما قد تيقن أنه عليه غير قادر. فأبدى من ضعف عقله ما كان مستترًا، ومن عِيّ لسانه ما كان مصُونًا، فأتى بما لا يعجِزُ عنه الضعيف الأخرق، والجاهل الأحمق، فقال: "والطاحنات طحنًا، والعاجنات عجنًا، فالخابزات خبزًا، والثاردات ثَرْدًا، واللاقمات لَقْمًا"! ونحو ذلك من الحماقات المشبهةِ دعواه الكاذبة.
فإذْ كان تفاضُلُ مراتب البيان، وتبايُنُ منازل درجات الكلام، بما وصفنا قبل -وكان الله تعالى ذكرُه وتقدست أسماؤه، أحكمَ الحكماء، وأحلمَ الحلماء،- كان معلومًا أن أبينَ البيان بيانُه، وأفضلَ الكلام كلامه، وأن قدرَ فضْل بيانه، جلّ ذكره، على بيان جميع خلقه، كفضله على جميع عباده.
فإذْ كان كذلك -وكان غيرَ مبين منّا عن نفسه مَنْ خاطبَ غيره بما لا يفهمه عنه المخاطب- كان معلومًا أنه غير جائز أن يخاطبَ جل ذكره أحدٌا من خلقه إلا بما يفهمه المخاطَبُ، ولا يرسلَ إلى أحد منهم رسولًا برسالة إلا بلسانٍ وبيانٍ يفهمه المرسَلُ إليه. لأن المخاطب والمرسَلَ إليه، إن لم يفهم ما خوطب به وأرسل به إليه، فحالهُ -قبل الخطاب وقبل مجيء الرسالة إليه وبعدَه- سواءٌ، إذ لم يفدْه الخطابُ والرسالةُ شيئًا كان به قبل ذلك جاهلا. والله جل ذكره يتعالى عن أن يخاطب خطابًا أو يرسل رسالةً لا توجب فائدة لمن خُوطب أو أرسلت إليه، لأن ذلك فينا من فعل أهل النقص والعبث،
(يُتْبَعُ)
(/)
والله تعالى عن ذلك مُتَعالٍ. ولذلك قال جل ثناؤه في محكم تنزيله: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [سورة إبراهيم: 4]. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [سورة النحل: 64]. فغير جائز أن يكونَ به مهتديًا، منْ كانَ بما يُهْدَى إليه جاهلًا.
فقد تبين إذًا -بما عليه دللنا من الدِّلالة- أن كلّ رسول لله جل ثناؤه أرسله إلى قوم، فإنما أرسله بلسان من أرسله إليه، وكلّ كتاب أنزله على نبي، ورسالة أرسلها إلى أمة، فإنما أنزله بلسان من أنزله أو أرسله إليه. فاتضح بما قلنا ووصفنا، أن كتاب الله الذي أنزله إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بلسان محمد صلى الله عليه وسلم. وإذْ كان لسان محمد صلى الله عليه وسلم عربيًّا، فبيِّنٌ أن القرآن عربيٌّ. وبذلك أيضًا نطق محكم تنزيل ربنا، فقال جل ذكره: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [سورة يوسف: 2]. وقال: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [سورة الشعراء: 192 - 195].
وإذْ كانت واضحةً صحةُ ما قلنا -بما عليه استشهدنا من الشواهد، ودللنا عليه من الدلائل- فالواجبُ أن تكون معاني كتاب الله المنزَل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لمعاني كلام العرب موافقةً، وظاهرُه لظاهر كلامها ملائمًا، وإن باينه كتابُ الله بالفضيلة التي فضَلَ بها سائرَ الكلام والبيان، بما قد تقدّم وَصْفُنَاهُ.
فإذْ كان ذلك كذلك، فبيِّن -إذْ كان موجودًا في كلام العرب الإيجازُ والاختصارُ، والاجتزاءُ بالإخفاء من الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمالُ الإطالة والإكثار، والترداد والتكرار، وإظهارُ المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار في بعض الأوقات، والخبرُ عن الخاصّ في المراد بالعامّ الظاهر، وعن العامّ في المراد بالخاصّ الظاهر، وعن الكناية والمرادُ منه المصرَّح، وعن الصفة والمرادُ الموصوف، وعن الموصوف والمرادُ الصفة، وتقديمُ ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرُ ما هو في المعنى مقدّم، والاكتفاءُ ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارُ ما حظه الحذف- أن يكون ما في كتاب الله المنزَل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك، في كلّ ذلك له نظيرًا، وله مِثْلًا وشبيهًا.
ونحن مُبَيِّنو جميع ذلك في أماكنه، إن شاء الله ذلك وأمدّ منه بعونٍ وقوّة.) انتهى كلام المصنف.
فهذه المقدمة كما يفهم من ترجمة المصنف لها تشتمل على أمرين:
الأمر الأول: بيان أن المعاني التي نزل بها القرآن متفقة مع المعاني التي يستعملها العرب في كلامهم الذي نزل به هذا القرآن؛ لأن هذا هو مقتضى الحكمة، فما من نبي إلا وقد أرسل بلسان قومه ليبين لهم.
الأمر الثاني:بيان فضل المعنى الذي باين به القرآن سائر الكلام،وهو أن القرآن الذي هو كلام الله تعالى قد فاق كل كلام، وتجاوز الحد الذي يطيقه البشر من القدرة على الإبانة، وبلغ أعلى درجات الفصاحة، وأسمى مراتب البلاغة.فصار بذلك معجزةً تؤيد من أوحاه الله إليه، وحجة على من كذب وأعرض عن الإيمان به وبمن أنزله الله إليه. ويلاحظ أن المصنف قد بدأ بتقرير هذا الأمر، وجعله كالمقدمة لتقرير الأمر الأول الذي ختم كلامه السابق بإيضاحه.
وقد ذكر المصنف في ختام كلامه السابق أنه سيفصل ما أجمله هنا في أماكنه، وهذا ما قام به فعلاً كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وهذه فوائد مستنبطة من كلام ابن جرير السابق:
1.أعلى منازل البيان، وأسنى مراتبه مرتبة: ما كان أبلغه في حاجة المبين عن نفسه، وأبينه عن مراد قائله، وأقربه إلى فهم سامعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2.القرآن كلام الله تعالى، الذي هو أحكم الحكماء، وأحلم الحلماء، فكلامه سبحانه أفضل الكلام، وبيانه أبين البيان؛ فغير جائز – إذا كان الأمر كذلك – أن يخاطب ربنا جلّ ذكره أحداً من خلقه إلا بما يفهمه المخاطب، ولا يرسل إلى أحد منهم رسولاً إلا بلسانٍ وبيانٍ يفهمه المرسل إليه. [وقد يؤخذ من هذا أن ابن جرير يرى أنه ليس في كلام الله تعالى ما لا يفهمه المخاطب؛ حتى الحروف المقطعة. وقد رجح أنها تُحمل على جميع المعاني التي تحتملها مما ورد في تفسيرها عن المفسرين من السلف – كما سيأتي إن شاء الله -].
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 May 2003, 01:55 م]ـ
بسم الله
بعد أن قرر الإمام الطبري أن القرآن الكريم نزل بلسان العرب، وأن أوجه البيان التي استعملها متفقة مع أوجه البيان التي يستعملها العرب الذين نزل القرآن بلسانهم؛ وهذا هو مقتضى الحكمة = عقد مبحثاً أورد فيه ما قد يظنه البعض معارضاً لما ذكر، وهو:
القول في البَيَان عن الأحرف التي اتفقت فيها ألفاظ العرب وألفاظ غيرها من بعض أجناس الأمم
ثم قال:
(قال أبو جعفر: إن سألنا سائل فقال: إنك ذكرت أنه غيرُ جائز أن يخاطب الله تعالى ذكرهُ أحدًا من خلقه إلا بما يفهمه، وأن يرسل إليه رسالة إلا باللسان الذي يفقهه .....
1 - فما أنت قائل فيما حدثكم به محمد بُن حُميد الرازي، قال: حدثنا حَكّام بن سَلْم، قال: حدثنا عبْسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبي موسى: (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) [سورة الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر، بلسان الحبشة.
2 - وفيما حدثكم به ابن حُمَيْد، قال: حدثنا حكام، عن عَنبسة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ) [سورة المزمل: 6] قال: بلسان الحبشة إذا قامَ الرجلُ من الليل قالوا: نَشأ.
3 - وفيما حدّثكم به ابن حميد قال: حدّثنا حكام، قال: حدثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة: (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ) قال: سبِّحي، بلسان الحبشة؟
قال أبو جعفر: وكل ما قلنا في هذا الكتاب "حدّثكم" فقد حدثونا به.
4 - وفيما حدّثكم به محمد بن خالد بن خِداش الأزديّ، قال: حدثنا سلم ابن قتيبة، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سأل عن قوله: (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [سورة المدثر: 51] قال: هو بالعربية الأسد، وبالفارسية شار، وبالنبطية أريا، وبالحبشية قسورة.
5 - وفيما حدثكم به ابن حميد قال: حدّثنا يعقوب القمّى، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جُبَير قال: قالت قريش: لولا أنزِل هذا القرآن أعجميٌّا وعربيًّا؟ فأنزل الله تعالى ذكره: (لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [سورة فصلت: 44] فأنزل الله بعد هذه الآية في القرآن بكل لسان فيه. (حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [سورة هود: 82، وسورة الحجر: 74] قال: فارسية أعربت "سنك وكل.
6 - وفيما حدثكم به محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهديّ، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان.
وفيما أشبه ذلك من الأخبار التي يطولُ بذكرها الكتاب، مما يدل على أن فيه من غير لسان العرب؟
قيل له: إنّ الذي قالوه من ذلك غير خارج من معنى ما قلنا -من أجل أنهم لم يقولوا: هذه الأحرف وما أشبهها لم تكن للعرب كلامًا، ولا كان ذاك لها منطقًا قبل نزول القرآن، ولا كانت بها العرب عارفةً قبل مجيء الفرقان- فيكون ذلك قولا لقولنا خِلافًا. وإنما قال بعضهم: حرف كذا بلسان الحبشة معناهُ كذا، وحرفُ كذا بلسان العجم معناه كذا. ولم نستنكر أن يكون من الكلام ما يتفق فيه ألفاظ جميع أجناس الأمم المختلفة الألسن بمعنى واحد، فكيف بجنسين منها؟ كما وجدنا اتفاق كثير منه فيما قد علمناه من الألسن المختلفة، وذلك كالدرهم والدينار والدواة والقلم والقرْطاس، وغير ذلك -مما يتعب إحصاؤه وُيمِلّ تعداده، كرهنا إطالة الكتاب بذكره- مما اتفقت فيه الفارسية والعربية باللفظ والمعنى. ولعلّ ذلك كذلك في سائر الألسن التي نجهل منطقها ولا نعرف كلامها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلو أن قائلا قال -فيما ذكرنا من الأشياء التي عددْنا وأخبِرْنا اتفاقَه في اللفظ والمعنى بالفارسية والعربية، وما أشبهَ ذلك مما سكتنا عن ذكره-: ذلك كله فارسي لا عربي، أو ذلك كله عربي لا فارسي، أو قال: بعضه عربي وبعضه فارسي، أو قال: كان مخرج أصله من عند العرب فوقع إلى العجم فنطقوا به، أو قال: كان مخرج أصله من عند الفرس فوقع إلى العرب فأعربته - كان مستجهَلًا لأن العربَ ليست بأولى أن تكون كان مخرجُ أصل ذلك منها إلى العجم، ولا العجم أحقَّ أن تكون كان مخرج أصل ذلك منها إلى العرب، إذ كان استعمال ذلك بلفظ واحد ومعنى واحد موجودًا في الجنسين.
وإذْ كان ذلك موجودًا على ما وصفنا في الجنسين، فليس أحدُ الجنسين أولى بأن يكون أصلُ ذلك كان من عنده من الجنس الآخر. والمدّعي أن مخرج صل ذلك إنما كان من أحد الجنسين إلى الآخر، مدّعٍ أمرًا لا يوصَل إلى حقيقة صحّته إلا بخبر يوجب العلم، ويزيل الشكّ، ويقطع العذرَ صحتُه.
بل الصواب في ذلك عندنا: أن يسمَّى: عربيًّا أعجميًّا، أو حبشيًّا عربيًّا، إذ كانت الأمّتان له مستعملتين -في بيانها ومنطقها- استعمالَ سائر منطقها وبيانها. فليس غيرُ ذلك من كلام كلّ أمة منهما، بأولى أن يكون إليها منسوبًا- منه.
فكذلك سبيل كل كلمة واسم اتفقت ألفاظ أجناس أمم فيها وفي معناها، ووُجد ذلك مستعملا في كل جنس منها استعمالَ سائرِ منطقهم، فسبيلُ إضافته إلى كل جنس منها، سبيلُ ما وصفنا -من الدرهم والدينار والدواة والقلم، التي اتفقت ألسن الفرس والعرب فيها بالألفاظ الواحدة والمعنى الواحد، في أنه مستحقٌّ إضافته إلى كل جنس من تلك الأجناس- اجتماعٌ واقترانٌ.
وذلك هو معنى من روينا عنه القولَ في الأحرف التي مضت في صدر هذا الباب، من نسبة بعضهم بعضَ ذلك إلى لسان الحبشة، ونسبة بعضهم بعضَ ذلك إلى لسان الفرس، ونسبة بعضهم بعضَ ذلك إلى لسان الروم. لأنّ من نسب شيئًا من ذلك إلى ما نسبه إليه، لم ينفِ -بنسبته إياه إلى ما نسبه إليه- أن يكون عربيًّا، ولا من قال منهم: هو عربيّ، نفى ذلك أن يكون مستحقًّا النسبةَ إلى من هو من كلامه من سائر أجناس الأمم غيرها. وإنما يكون الإثبات دليلا على النفي، فيما لا يجوز اجتماعه من المعاني، كقول القائل: فلان قائم، فيكون بذلك من قوله دالًا على أنه غير قاعد، ونحو ذلك مما يمتنع اجتماعه لتنافيهما. فأمّا ما جاز اجتماعه فهو خارج من هذا المعنى. وذلك كقول القائل فلان قائم مكلِّمٌ فلانًا، فليس في تثبيت القيام له ما دلَّ على نفي كلام آخر، لجواز اجتماع ذلك في حالٍ واحدٍ من شخص واحد. فقائل ذلك صادق إذا كان صاحبه على ما وصفه به.
فكذلك ما قلنا -في الأحرف التي ذكرنا وما أشبهها- غيرُ مستحيل أن يكون عربيًّا بعضها أعجميًّا، وحبشيًّا بعضها عربيًّا، إذ كان موجودًا استعمالُ ذلك في كلتا الأمتين. فناسِبُ ما نَسبَ من ذلك إلى إحدى الأمتين أو كلتيهما محقٌّ غيرُ مبطل.
فإن ظن ذو غباءٍ أن اجتماع ذلك في الكلام مستحيلٌ -كما هو مستحيل في أنساب بني آدم- فقد ظنّ جهلًا. وذلك أن أنساب بني آدم محصورة على أحد الطرفين دون الآخر، لقول الله تعالى ذكره: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ) [سورة الأحزاب: 5]. وليس ذلك كذلك في المنطق والبيان، لأنّ المنطق إنما هو منسوب إلى من كان به معروفًا استعمالُه. فلو عُرِف استعمالُ بعض الكلام في أجناس من الأمم -جنسين أو أكثر- بلفظ واحد ومعنى واحد، كان ذلك منسوبًا إلى كل جنس من تلك الأجناس، لا يستحق جنسٌ منها أن يكون به أولى من سائر الأجناس غيره. كما لو أنّ أرضًا بين سَهل وجبل، لها هواء السهل وهواء الجبل، أو بين برٍّ وبحرٍ، لها هواء البر وهواءُ البحر- لم يمتنع ذو عقل صحيح أن يصفها بأنها سُهْلية جبلية أو بأنها بَرِّية بِحْرية، إذ لم تكن نسبتها إلى إحدى صفتيها نافيةً حقَّها من النسبة إلى الأخرى. ولو أفردَ لها مفردٌ إحدى صفتيها ولم يسلبها صفتها الأخرى، كان صادقًا محقًّا.
وكذلك القول في الأحرف التي تقدم ذكرناها في أول هذا الباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا المعنى الذي قلناه في ذلك، هو معنى قول من قال: في القرآن من كل لسان- عندنا بمعنى، والله أعلم: أنّ فيه من كلّ لسان اتفق فيه لفظ العرب ولفظ غيرها من الأمم التي تنطق به، نظيرَ ما وصفنا من القول فيما مضى.
وذلك أنه غيرُ جائز أن يُتوهّم على ذي فطرة صحيحة، مقرّ بكتاب الله، ممن قد قرأ القرآن وعرف حدود الله -أن يعتقد أنّ بعضَ القرآن فارسي لا عربيّ، وبعضه نبطي لا عربيّ، وبعضه روميّ لا عربيّ، وبعضه حبشي لا عربي بعد ما أخبر الله تعالى ذكرُه عنه أنه جعله قرآنًا عربيًّا. لأن ذلك إنْ كان كذلك، فليس قولُ القائل: القرآن حبشيٌّ أو فارسيٌّ، ولا نسبةُ من نسبه إلى بعض ألسن الأمم التي بعضُه بلسانه دون العرب- بأولى بالتطويل من قول القائل هو عربي. ولا قولُ القائل: هو عربيٌّ بأولى بالصّحة والصواب من قول ناسبه إلى بعض الأجناس التي ذكرنا. إذ كان الذي بلسان غير العرب من سائر ألسن أجناس الأمم فيه، نظيرَ الذي فيه من لسان العرب.
وإذا كان ذلك كذلك، فبيِّن إذًا خطأ من زعم أن القائل من السلف: في القرآن من كل لسان، إنما عنى بقيله ذلك، أنّ فيه من البيان ما ليس بعربيّ، ولا جائز نسبته إلى لسان العرب.
ويقال لمن أبى ما قلنا -ممن زعم أن الأحرف التي قدمنا ذكرها في أول الباب وما أشبهها، إنما هي كلام أجناس من الأمم سوى العرب، وقعت إلى العرب فعرَّبته-: ما برهانك على صحة ما قلت في ذلك، من الوجه الذي يجب التسليم له، فقد علمتَ من خالفك في ذلك، فقال فيه خلاف قولك؟ وما الفرقُ بينك وبين من عارضك في ذلك فقال: هذه الأحرف، وما أشبهها من الأحرف غيرها، أصلها عربي، غير أنها وقعت إلى سائر أجناس الأمم غيرها فنطقت كل أمة منها ببعض ذلك بألسنتها- من الوجه الذي يجبُ التسليم له؟
فلن يقول في شيء من ذلك قولا إلا ألزم في الآخر مثله.
فإن اعتلَّ في ذلك بأقوال السلف التي قد ذكرنا بعضها وما أشبهها، طولبَ -مطالبَتنا من تأوَّل عليهم في ذلك تأويله- بالذي قد تقدم بيانه. وقيل له: ما أنكرتَ أن يكون من نسب شيئًا من ذلك منهم إلى من نسبه من أجناس الأمم سوى العرب، إنما نسبه إلى إحدى نسبتيه التي هو لها مستحق، من غير نَفيٍ منه عنه النسبة الأخرى؟ ثم يقال له: أرأيتَ من قال لأرض سُهْلية جبلية: هي سُهلية، ولم ينكر أن تكون جبلية، أو قال: هي جبلية، ولم يدفعْ أن تكون سُهْلية، أنافٍ عنها أن تكون لها الصفة الأخرى بقيله ذلك؟
فإن قال: نعم! كابر عَقْلَه. وإن قال: لا، قيل له: فما أنكرت أن يكون قولُ من قال في سجّيل: هي فارسية، وفي القسطاس: هي رومية- نظيرَ ذلك؟ وسأل الفرقَ بين ذلك، فلن يقولَ في أحدهما قولا إلا ألزِم في الآخر مثله.) انتهى كلامه
ومما سبق يعلم أن الطبري ينكر وجود ألفاظ غير عربية في القرآن، ويرى أن ما نقل عن السلف من نسبة بعض الألفاظ إلى بعض الألسن إنما هو من باب توافق اللغات بين هذه الألسن في تلك الألفاظ.
ولم يشر ابن جرير إلى كون هذه الألفاظ نقلت من لغة إلى أخرى، وإنما نص على أنها ألفاظ مشتركة بين تلك اللغات.
وقد تعقبه ابن عطية بقوله: (وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل أحدهما أصل، والأخرى فرع في الأكثر؛ لأنا لا ندفع أيضاً جواز الاتفاق قليلاً شاذاً.) [المحرر الوجيز 1/ 37]
وقال محمد تقي الدين الهلالي مستدركاً على ابن جرير أيضاً: (ابن جرير إمام المفسرين في زمانه وما بعده، وفد أخطأ في هذا الرأي؛ إذ لا يمكن أن تتكلم هذه الشعوب المتباينة في أنسابها ولغتها المتباعدة في أوطانها على سبيل المصادفة والاتفاق وتوارد الخواطر بتلك الكلمات الكثيرة العدد. على أن الذين قالوا في القرآن كلمات كانت في الأصل غير عربية ثم صارت بالاستعمال عربية لم يقل أحد منهم أن الكلمة التي أصلها فارسى قد اتفق فيها الفرس مع العرب والنبط والحبشة، بل إذا كانت الكلمة فارسية كالأباريق مثلا لم تكن حبشية ولا نبطية والكلمة التي قيل إنها حبشية كـ (ابلعي) من قوله تعالى: {يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} لم يقل أحد أنها توافق الفارسية والنبطية .. وهكذا يقال في سائر الكلمات كما سيأتي في ذكر الكلمات التي نسب أصلها إلى غير العربية .. ) انتهى كلام الهلالي من بحث له بعنوان: ما وقع في القرآن بغير لغة العرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
تنبيه: من تعليقات محمود شاكر رحمه الله على ما ذكر الطبري في هذا الموضوع = ما ذكره بقوله:
(وكلام الطبري يحتاج إلى فضل بيان - من أول قوله: "وذلك أنه غير جائز أن يتوهم .. " إلى قوله: "ولا جائز نسبته إلى كلام العرب". فأقول:
أراد الطبري أن يقول: إنه لا يستقيم في العقل أن يكون الرجل مؤمنًا بكتاب الله، عارفًا بمعانيه وحدوده، مقرًا بأن الخبر قد جاء من ربه أنه جعل القرآن "قرآنا عربيا"، ولم يجعله أعجميا بقوله "ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي"- ثم يعتقد مع ذلك: أن بعض القرآن فارسي لا عربي، وبعضه نبطي لا عربي، وبعضه رومي لا عربي، وبعضه حبشي لا عربي. فإنه إن فعل، فقد نفى عن بعض القرآن أنه عربي، والله يصف القرآن كله بأنه عربي. وأثبت لبعض القرآن أنه أعجمي، والله تعالى ينفي عن جميعه أنه أعجمي.
وخبر الله تعالى عن كتابه أنه جعله "قرآنا عربيا" صفة شاملة لا يجوز لأحد أن يخصص شمولها على بعض القرآن دون بعض. ولو جاز لأحد أن يخصص شمولها من عند نفسه فيقول: "بعض القرآن حبشي لا عربي، أو فارسي لا عربي .. "، لجاز أيضًا لقائل أن يقول من عند نفسه: "القرآن حبشي أو فارسي أو رومي، أو أعجمي".
وحجة الطبري في ذلك: أن الذي يخصص شمول الصفة من عند نفسه على بعض القرآن بأنه عربي، ويقول إن بعضه الآخر يوصف بأنه حبشي أو فارسي أو رومي- يدعى أن وصف القرآن بأنه عربي، محمول على تغليب إحدى الصفات على سائر الصفات الأخرى. ولو جاز ذلك، لجاز لقائل أن يقول: "القرآن حبشي أو فارسي أو رومي"، لأنه فعل مثله، فغلب إحدى الصفات على الصفات الأخرى.
وإذا اقتصر المقتصر على صفة بعضه فقال: "القرآن حبشي أو فارسي"، لم يكن أولى بأن ينسب إلى التوسع في الكلام والتزيد في الصفة، من القائل: "القرآن عربي"، لأنه اقتصر أيضًا على صفة بعضه، فتوسع في الكلام وتزيد في الصفة.
وإذا كان ما في القرآن من فارسي ورومي ونبطي وحبشي، نظير ما فيه من عربي، فليس قول القائل: "القرآن عربي"، أولى بالصحة والصواب من قول القائل: "القرآن فارسي أو حبشي"، فكلاهما أطلق صفة أحد النظيرين على الآخر. وإذا جاز لأحدهما أن يفعل ذلك مصيبًا في قوله، جاز للآخر مثله مصيبًا في قوله.
وهذا فساد من القول وتناقض، ومخالف لقوله تعالى: "ولو جعلناه قرآنًا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي"، فهذه شهادة من الله تعالى بأنه لم يجعله أعجميًا، كشهادته سبحانه بأنه جعله "قرآنًا عربيا". وقد اقتضى مذهب هذا القائل أن يقال: "القرآن حبشي أو فارسي". كما يقال: "القرآن عربي" سواء. فناقض هذا قول الله سبحانه. وهذا قول "غير جائز أن يتوهم على ذي فطرة صحيحة، مقر بكتاب الله، ممن قرأ القرآن، وعرف حدود الله" كما قال الطبري رحمه الله.
وإذن فقول القائل من السلف: "في القرآن من كل لسان"، ليس يعني به أن فيه ما ليس بعربي مما لا يجوز أن ينسب إلى لسان العرب- بل معناه أن فيه ألفاظًا استعملتها العرب، وهذه الألفاظ أنفسها مما استعملته الفرس أو الروم أو الحبش، على جهة اتفاق اللغات على استعمال لفظ واحد بمعنى واحد، لا على جهة انفراد الكلمة من القرآن بأنها فارسية غير عربية، أو رومية غير عربية. فإن السلف أعرف بكتاب الله وبمعانيه وبحدوده، لا يدخلون الفساد في أقوالهم، مناقضين شهادة الله لكتابه بأنه عربي غير أعجمي.) انتهى تعليق شاكر.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 May 2003, 02:00 م]ـ
بسم الله
كانت المسألة السابقة التي ذكرها ابن جرير، وفصل القول فيها، هي مسألة:هل في القرآن من غير لسان العرب؟
والخلاف في هذه المسألة مبسوط في كتب التفسير وعلوم القرآن، وقد بحثت هذه المسألة في بحوث مستقلة.
وقد أحسن القرطبي في تصوير هذه المسألة بقوله: (لا خلاف بين الأئمة أنه ليس في القرآن كلام مركب على أساليب غير العرب، وأن فيه أسماء أعلام لمن لسانه غير لسان العرب كإسرائيل وجبريل وعمران ونوح ولوط.
واختلفوا: هل وقع فيه ألفاظ غير أعلام مفردة من غير كلام العرب ... ) ثم ذكر الخلاف في هذه المسألة. [تفسير القرطبي 1/ 68
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الخلاصات الجيدة التي فيها جمع بين الأقوال في هذه المسألة ما نص عليه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام بقوله: (والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء إلا أنها سقطت إلى العرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، من قال إنها عربية فهو صادق ومن قال أعجمية فصادق.) نقله عنه ابن فارس في كتابه المعرب ص6.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 May 2003, 06:27 م]ـ
بسم الله بعد أن بيّن الإمام ابن جرير أن القرآن الكريم نزل بلسان العرب، وأنه لا يوجد فيه كلمات خارجة عن لسانهم [غير أسماء الأعلام] = عقد مبحثاً آخر لبيان أي لغة من لغات العرب نزل بها القرآن، وقد ذكر في هذا المبحث الأحاديث والآثار التي دلت على نزول القرآن على سبعة أحرف، وبين معناها، ورجح ما يراه راجحاً من الأقوال في ذلك. قال رحمه الله: (القول في اللغةالتي نزل بها القرآن من لغات العرب قال أبو جعفر: قد دللنا، على صحة القول بما فيه الكفاية لمن وُفِّق لفهمه، على أن الله جل ثناؤه أنزل جميع القرآن بلسان العرب دون غيرها من ألسن سائر أجناس الأمم، وعلى فساد قول من زعم أن منه ما ليس بلسان العرب ولغاتها. فنقول الآن -إذ كان ذلك صحيحًا- في الدّلالة عليه بأيِّ ألسن العرب أنزل: أبألسن جميعها أم بألسن بعضها؟ إذ كانت العرب، وإن جمَع جميعَها اسمُ أنهم عرب، فهم مختلفو الألسن بالبيان، متباينو المنطق والكلام. وإذْ كان ذلك كذلك -وكان الله جل ذكرُه قد أخبر عبادَه أنه قد جعلَ القرآن عربيًّا وأنه أنزل بلسانٍ عربيّ مبين، ثم كان ظاهرُه محتملا خصوصًا وعُمومًا- لم يكن لنا السبيلُ إلى العلم بما عنى الله تعالى ذكره من خصوصه وعمومه، إلا ببيان مَنْ جعل إليه بيانَ القرآن، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذ كان ذلك كذلك - وكانت الأخبار قد تظاهرت عنه صلى الله عليه وسلم.) [ثم ذكر الأحاديث والآثار التي تدل على نزول القرآن على سبعة أحرف] ثم قال: (قال أبو جعفر: صحّ وثبتَ أنّ الذي نزل به القرآن من ألسن العرب البعضُ منها دون الجميع، إذ كان معلومًا أن ألسنتها ولغاتِها أكثرُ من سبعة، بما يُعْجَزُ عن إحصائه. فإن قال: وما برهانك على أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، وقوله: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف"، هو ما ادَّعيتَ - من أنه نزل بسبع لغات، وأمِرَ بقراءته على سبعة ألسُن- دون أن يكونَ معناهُ ما قاله مخالفوك، من أنه نزل بأمر وزجر وترغيب وترهيب وقَصَص وَمثَل ونحو ذلك من الأقوال؟ فقد علمتَ قائلَ ذلك من سلف الأمة وخيار الأئمة. قيل له: إنّ الذين قالوا ذلك لم يدَّعوا أن تأويلَ الأخبار التي تقدم ذكرُناها، هو ما زعمتَ أنهم قالوه في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن دون غيره، فيكونَ ذلك لقولنا مخالفًا، وإنما أخْبروا أن القرآن نزل على سبعة أحرف، يعنون بذلك أنه نزل على سبعة أوجهٍ. والذي قالوه من ذلك كما قالوا. وقد رَوَينا - بمثل الذي قالوا من ذلك - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن جماعة من أصحابه، أخبارًا قد تقدم ذكرُنا بعضها، ونستقصى ذكر باقيها ببيانه، إذا انتهينا إليه، إن شاء الله. فأما الذي تقدم ذكرُناه من ذلك، فخبر أبيّ بن كعب، من رواية أبي كُريب، عن ابن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، الذي ذكر فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرفٍ، من سبعة أبواب من الجنة".والسبعة الأحرف: هو ما قلنا من أنه الألسن السبعة. والأبواب السبعة من الجنة: هي المعاني التي فيها، من الأمر والنهي والترغيب والترهيب والقصص والمثَل، التي إذا عَمل بها العامل، وانتهى إلى حدودها المنتهى، استوجب به الجنة. وليس والحمد لله في قول من قال ذلك من المتقدمين، خلافٌ لشيء مما قلناه. والدلالةُ على صحة ما قلناه - من أنّ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "نزل القرآن على سبعة أحرف"، إنما هو أنه نزل بسبع لغات، كما تقدم ذكرناه من الروايات الثابتة عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، وسائر من قدمنا الرواية عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في أول هذا الباب- أنهم
(يُتْبَعُ)
(/)
تمارَوْا في القرآن، فخالف بعضهم بعضًا في نفْس التلاوة، دون ما في ذلك من المعاني، وأنهم احتكموا فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستقرأ كلَّ رجل منهم، ثم صَوَّب جميعَهُم في قراءتهم على اختلافها، حتى ارتاب بعضُهم لتصويبه إياهم، فقال صلى الله عليه وسلم للذي ارتاب منهم عند تصويبه جميعَهم: "إنَ الله أمرني أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف". ومعلوم أن تمارِيهم فيما تمارَوْا فيه من ذلك، لو كان تماريًا واختلافًا فيما دلت عليه تلاواتهم من التحليل والتحريم والوعد والوعيد وما أشبه ذلك، لكان مستحيلا أن يُصوِّب جميعهم، ويأمرَ كل قارئ منهم أن يلزم قراءته في ذلك على النحو الذي هو عليه. لأن ذلك لو جاز أن يكون صحيحًا، وجبَ أن يكون الله جلّ ثناؤه قد أمرَ بفعل شيء بعينه وفَرَضَه، في تلاوة من دلّت تلاوته على فرضه - ونهى عن فعل ذلك الشيء بعينه وزَجر عنه، في تلاوة الذي دلت تلاوته على النهي والزجر عنه، وأباح وأطلق فعلَ ذلك الشيء بعينه، وجعل لمن شاء من عباده أن يفعله فِعْلَه، ولمن شاء منهم أن يتركه تَرْكَه في تلاوة من دَلت تلاوته على التخيير! وذلك من قائله إنْ قاله، إثباتُ ما قد نفى الله جل ثناؤه عن تنزيله وحُكْم كتابه فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [سورة النساء: 82].وفي نفْي الله جلّ ثناؤه ذلك عن حُكْم كتابه، أوضحُ الدليل على أنه لم ينزل كتابه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم إلا بحكمٍ واحدٍ متفق في جميع خلقه، لا بأحكام فيهم مختلفة. وفي صحة كون ذلك كذلك، ما يبطل دعوى من ادَّعى خلاف قولنا في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزِل القرآن على سبعة أحرف" للذين تخاصموا إليه عند اختلافهم في قراءتهم. لأنه صلى الله عليه وسلم قد أمرَ جميعهم بالثبوت على قراءته، ورضى قراءة كل قارئ منهم - على خلافها قراءةَ خصومه ومنازعيه فيها- وصوَّبها. ولو كان ذلك منه تصويبًا فيما اختلفت فيه المعاني، وكان قولُه صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" إعلامًا منه لهم أنه نزل بسبعة أوجُهٍ مختلفة، وسبعة معان مفترقة - كان ذلك إثباتًا لما قد نفى الله عن كتابه من الاختلاف، ونفيًا لما قد أوجب له من الائتلاف. مع أنّ في قيام الحجة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقض في شيء واحد في وقت واحد بحكمين مختلفين، ولا أذن بذلك لأمته - ما يُغْنى عن الإكثار في الدلالة على أن ذلك منفيٌّ عن كتاب الله. وفي انتفاء ذلك عن كتاب الله، وجوبُ صحة القول الذي قلناه، في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، عند اختصام المختصمين إليه فيما اختلفوا فيه من تلاوة ما تلَوْه من القرآن، وفسادِ تأويل قول من خالف قولنا في ذلك. وأحْرى أنّ الذين تمارَوْا فيما تمارَوْا فيه من قراءتهم فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن منكَرًا عند أحد منهم أن يأمرَ الله عبادَه جلّ ثناؤه في كتابه وتنزيله بما شاء، وينهى عما شاء، ويعِدَ فيما أحبَّ من طاعاته، ويوعِدَ على معاصيه، ويحْتِمَ لنبيه ويعظه فيه ويضربَ فيه لعباده الأمثال- فيُخاصمَ غيرَه على إنكاره سماعَ ذلك من قارئه. بل على الإقرار بذلك كلِّه كان إسلامُ من أسلم منهم. فما الوجهُ الذي أوجبَ له إنكارَ ما أنكر، إن لم يكن كان ذلك اختلافًا منهم في الألفاظ واللغات؟ وبعد، فقد أبان صحةَ ما قلنا الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصًّا. وذلك الخبر الذي ذكرنا:47 - أن أبا كُريب حدثنا قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن حماد ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بَكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال جبريل: اقرإ القرآنَ على حرف. قال ميكائيل عليه السلام: استزدْه. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستَّة أو سبعةَ أحرف، فقال: كلها شافٍ كافٍ، ما لم يختم آيةَ عذاب بآية رحمة، أو آيةَ رحمة بآية عذاب، كقولك: هلمَّ وتعال. فقد أوضح نصُّ هذا الخبر أنّ اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ، كقولك "هلم وتعال" باتفاق المعاني، لا باختلاف معانٍ موجبةٍ اختلافَ أحكامٍ. وبمثل الذي قلنا في ذلك صحت الأخبارُ عن جماعة من السَّلَف والخلف. 48 - حدثني أبو السائب سَلْمُ بن جُنادة
(يُتْبَعُ)
(/)
السُّوَائي، قال: حدثنا أبو معاوية - وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا ابن أبي عديّ عن شعبة - جميعًا عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله: إني قد سمعت إلى القَرَأةِ، فوجدتُهم متقاربين فاقرأوا كما عُلِّمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال. 49 - وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابنَ مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحوَّلَنَّ، ولو أعلمُ أحدًا أعلمَ مني بكتاب الله لأتيتُه. 50 - وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن رجل من أصحاب عبد الله، عن عبد الله بن مسعود، قال: من قرأ على حرف فلا يتحوّلنّ منه إلى غيره. فمعلوم أنّ عبد الله لمَ يعْن بقوله هذا: من قرأ ما في القرآن من الأمر والنهي فلا يتحولنّ منه إلى قراءة ما فيه من الوعد والوعيد، ومن قرأ ما فيه من الوعد والوعيد فلا يتحولنَّ منه إلى قراءة ما فيه من القَصص والمثَل. وإنما عنى رحمة الله عليه أنّ من قرأ بحَرْفه - وحرْفُه: قراءته، وكذلك تقول العرب لقراءة رجل: حرفُ فلان، وتقول للحرف من حروف الهجاء المقطَّعة: حرف، كما تقول لقصيدة من قصائد الشاعر: كلمة فلان- فلا يتحولنّ عنه إلى غيره رغبة عنه. ومن قرأ بحرف أبيّ، أو بحرف زيد، أو بحرف بعض من قرأ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الأحرف السبعة - فلا يتحولنّ عنه إلى غيره رغبة عنه، فإن الكفرَ ببعضه كفرٌ بجميعه، والكفرُ بحرف من ذلك كفرٌ بجميعه يعني بالحرف ما وصفنا من قراءة بعض من قرأ ببعض الأحرف السبعة. 51 - وقد حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: قرأ أنس هذه الآية: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [سورة المزمل: 6] فقال له بعض القوم: يا أبا حَمزة، إنما هي "وأقْوَمُ" فقال: أقْوَمُ وأصْوَبُ وأهَيأ، واحدٌ. 52 - حدثني محمد بن حُميد الرازي، قال: حدثنا حَكَّام، عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآنَ على خمسة أحرُفٍ.53 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا حَكَّام، عن عنبسة، عن سالم: أن سعيدَ بن جُبَيرٍ كان يقرأ القرآن على حرفين. 54 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مُغِيرة، قال: كان يزيدُ بن الوليد يقرأ القرآن على ثلاثة أحرف. أفترى الزاعمَ أن تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآنُ على سبعة أحرف"، إنما هو أنه أنزل على الأوجه السبعة التي ذكرنا، من الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل - كان يرى أنّ مجاهدًا وسعيدَ ابن جبير لم يقرآ من القرآن إلا ما كان من وجهيه أو وجوهه الخمسة دون سائر معانيه؟ لئن كانَ ظن ذلك بهما، لقد ظنَ بهما غير الذي يُعرفان به من منازلهما من القرآن، ومعرفتهما بآي الفرقان! 55 - وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُليَّة، قال حدثنا أيوب، عن محمد، قال: نُبئت أن جبرائيل وميكائيل أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبرائيل: اقرإ القرآن على حرفين. فقال له ميكائيل: استزده. فقال: اقرإ القرآن على ثلاثة أحرف. فقال له ميكائيل: استزده. قال: حتى بلغ سبعة أحرف، قال محمد: لا تختلفُ في حلال ولا حرام، ولا أمرٍ ولا نهي، هو كقولك: تعال وهلم وأقبل، قال: وفي قراءتنا (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً) [سورة يس: 29، 53]، في قراءة ابن مسعود (إن كانت إلا زقية واحدة). 56 - وحدثني يعقوب قال: حدثنا ابن عُلية، قال: حدثنا شُعيب - يعني ابن الحَبْحَاب - قال: كان أبو العالية إذا قرأ عنده رجل لم يقل: "ليس كما يقرأ" وإنما يقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي، فقال: أرى صاحبك قد سمع: "أنّ من كفَر بحرفٍ منه فقدْ كفر به كله".57 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب: أن الذي ذكر الله تعالى ذكره [أنه قال] (إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ) [سورة النحل:103] إنما افتُتِن أنه كان يكتب الوحيَ، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميعٌ عليمٌ، أو عزيزٌ حكيمٌ، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو عَلى الوحي، فيستفهمُ رسولَ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم فيقول: أعزيز حكيمٌ، أو سميعٌ عليم أو عزيز عليم؟ فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيّ ذلك كتبت فهو كذلك. ففتنه ذلك، فقال: إن محمدًا وكَلَ ذلك إليّ، فأكتبُ ما شئتُ. وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة. 58 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: من كفر بحرف من القرآن، أو بآية منه، فقد كفر به كله. قال أبو جعفر: فإن قال لنا قائل: فإذْ كان تأويلُ قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف" عندك، ما وصفت، بما عليه استشهدتَ، فأوْجِدنا حرفًا في كتاب الله مقروءًا بسبع لغات، فنحقق بذلك قولك. وإلاَّ، فإن لم تجد ذلك كذلك: كانَ معلومًا بِعَدَ مِكَهُ - صحةُ قول من زعم أن تأويل ذلك: أنه نزل بسبعة معان، وهو الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل- وفسادُ قولك. أو تقولَ في ذلك: إن الأحرف السبعة لغاتٌ في القرآن سبعٌ، متفرقة في جميعه، من لغات أحياءٍ من قبائل العرب مختلفة الألسن- كما كان يقوله بعض من لم يُنعم النظرَ في ذلك. فتصير بذلك إلى القول بما لا يجهل فسادَه ذُو عقل، ولا يلتبس خَطؤه على ذي لُب. وذلك أنّ الأخبار التي بها احتججتَ لتصحيح مقالتك في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نزل القرآن على سبعة أحرف"، هي الأخبار التي رويتها عن عُمرَ بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب، رحمة الله عليهم، وعمن رويتَ ذلك عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأنهم تماروْا في تلاوة بعض القرآن، فاختلفوا في قراءتهُ دون تأويله، وأنكر بعضٌ قراءةَ بعض، مع دعوى كل قارئ منهم قراءةً منها: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه ما قرأ بالصفة التي قرأ. ثم احتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، أن صوَّب قراءة كل قارئ منهم، على خلافها قراءةَ أصحابه الذين نازعوه فيها، وأمرَ كل امرئ منهم أن يقرأ كما عُلِّم، حتى خالط قلبَ بعضهم الشكُّ في الإسلام، لما رأى من تصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءةَ كل قارئ منهم على اختلافها. ثم جَلاهُ الله عنه ببيان رسول الله صلى الله عليه وسلم له: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف. فإن كانت الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، عندك -كما قال هذا القائل- متفرقةً في القرآن، مثبتةً اليوم في مصاحف أهل الإسلام، فقد بطلت معاني الأخبار التي رويتها عمن رويتها عنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم اختلفوا في قراءة سورة من القرآن، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر كلًّا أن يقرأ كما عُلم. لأن الأحرف السبعة إذا كانت لغات متفرقة في جميع القرآن، فغير مُوجب حرفٌ من ذلك اختلافًا بين تاليه؛لأن كل تالٍ فإنما يتلو ذلك الحرفَ تلاوةً واحدةً على ما هو به في المصحف، وعلى ما أنزل. وإذْ كان ذلك كذلك، بطل وجه اختلاف الذين رُوى عنهم أنهم اختلفوا في قراءة سورة، وفسد معنى أمر النبي صلى الله عليه وسلم كلَّ قارئ منهم أن يقرأه على ما عُلم. إذْ كان لا معنى هنالك يُوجب اختلافًا في لفظ، ولا افتراقًا في معنى. وكيف يجوز أن يكون هنالك اختلافٌ بين القوم، والمعلِّم واحدٌ، والعلم واحدٌ غير ذي أوجه؟ وفي صحة الخبر عن الذين رُوى عنهم الاختلافُ في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، على ما تقدم +وَصْفُنَاهُ- أبينُ الدلالة على فساد القول بأن الأحرُف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغاتٌ مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني. مع أن المتدبر إذا تدبر قول هذا القائل - في تأويله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وادّعائه أنّ معنى ذلك +أنها سبعُ لغات متفرقة في جميع القرآن، ثم جَمع بين قِيله ذلك، واعتلالِه لقيلِه ذلك بالأخبار التي رويت عمن رُوِيَ ذلك عنه من الصحابة والتابعين أنه قال: هو بمنزلة قولك تعالَ وهلم وأقبل؛ وأن بعضهم قال: هو بمنزلة قراءة عبد الله "إلازقيةً"، وهي في قراءتنا "إلا صَيْحَة" وما أشبه ذلك من حُججه - علم أن حججه مفسدةٌ في ذلك مقالتَه، وأن مقالته فيه مُضادةٌ حججه. لأن الذي نزل به القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
عندَه إحدى القراءتين -: إما "صيحة"، وإما "زَقية" وإما "تعالَ" أو "أقبل" أو "هلم" - لا جميع ذلك. لأن كلّ لغة من اللغات السبع عنده في كلمة أو حرف من القرآن، غيرُ الكلمة أو الحرف الذي فيه اللغة الأخرى. وإذْ كان ذلك كذلك، بطل اعتلاله لقوله بقول من قال: ذلك بمنزله "هلم" و "تعال" و "أقبل"، لأنّ هذه الكلمات هي ألفاظ مختلفة، يجمعها في التأويل معنى واحد. وقد أبطل قائل هذا القول الذي حكينا قوله، اجتماعَ اللغات السبع في حرف واحد من القرآن. فقد تبين بذلك إفسادُ حجته لقوله بقوله، وإفساد قوله لحجته.قيل له: ليس القولُ في ذلك بواحد من الوجهين اللذين وصفتَ. بل الأحرف السبعة التي أنزل الله بها القرآن، هنّ لغات سبع، في حرف واحد، وكلمة واحدة، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، كقول القائل: هلم، وأقبل، وتعال، وإليّ، وقصدي، ونحوي، وقربي، ونحو ذلك، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب من المنطق وتتفق فيه المعاني، وإن اختلفت بالبيان به الألسن، كالذي رَوَينا آنفًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمن روينا ذلك عنه من الصحابة، أن ذلك بمنزلة قولك: "هلمّ وتعالَ وأقبل"، وقوله "ما ينظرون إلا زَقيةً"، و "إلا صيحة".فإن قال: ففي أيّ كتاب الله نجدُ حرفًا واحدًا مقروءًا بلغات سبع مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى، فنسلم لك صحةَ ما ادّعيت من التأويل في ذلك؟ قيل: إنا لم ندع أن ذلك موجود اليوم، وإنما أخبرنا أن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، على نحو ما جاءت به الأخبار التي تقدم ذكرناها. وهو ما وصفنا، دون ما ادعاه مخالفونا في ذلك، للعلل التي قد بَيَّنا. فإن قال: فما بال الأحرف الأخَرِ الستة غير موجودة، إن كان الأمر في ذلك على ما وصفتَ، وقد أقرأهن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأمر بالقراءة بهنّ، وأنزلهن الله من عنده على نبيه صلى الله عليه وسلم؟ أنسخت فرُفعت، فما الدلالة على نسخها ورَفعها؟ أم نسيتهن الأمة، فذلك تضييعُ ما قد أمروا بحفظه؟ أم ما القصةُ في ذلك؟ قيل له: لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة وهي مأمورة بحفظها. ولكنّ الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخُيِّرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت. كما أمرت، إذا هي حَنثتْ في يمين وهي مُوسرة، أن تكفر بأيِّ الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق، أو إطعام، أو كسوة. فلو أجمعَ جميعها على التكفير بواحدة من الكفارات الثلاث، دون حَظرها التكفيرَ بأي الثلاث شاءَ المكفِّر، كانت مُصيبةً حكمَ الله، مؤديةً في ذلك الواجبَ عليها من حق الله. فكذلك الأمة، أمرت بحفظ القرآن وقراءته، وخُيِّرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت - لعلة من العلل أوجبتْ عليها الثباتَ على حرف واحد- قراءتَهُ بحرف واحدٍ، ورفْضَ القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحْظُرْ قراءته بجميع حروفه على قارئه، بما أذن له في قراءته به. فإن قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثباتَ على حرف واحد دون سائر الأحرف الستة الباقية؟ 59 - قيل: حدثنا أحمد بن عَبْدةَ الضَّبي، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدّرَاوَرْدي، عن عُمارة بن غزِيَّة، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد ابن ثابت، عن أبيه زيد، قال: لما قُتل أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة، دخل عمرُ بن الخطاب على أبي بكر رحمه الله فقال: إنّ أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمامة تهافتوا تهافتَ الفَراش في النار، وإني أخشى أن لا يشهدوا موطنًا إلا فعلوا ذلك حتى يُقتَلوا - وهمْ حملةُ القرآن- فيضيعَ القرآن ويُنسَى. فلو جمعتَه وكتبتَه! فنفر منها أبو بكر وقال: أفعل ما لم يفعلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم! فتراجعا في ذلك. ثم أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت، قال زيد: فدخلت عليه وعُمر مُحْزَئِلٌ فقال أبو بكر: إن هذا قد دَعاني إلى أمر فأبيتُ عليه، وأنت كاتبُ الوحي. فإنْ تكن معه اتبعتكما، وإن توافِقْني لا أفعل. قال: فاقتصَّ أبو بكر قولَ عمر، وعمر ساكت، فنفرت من ذلك وقلت: نفعلُ ما لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم! إلى أن قال عمر كلمة: "وما عليكما لو فعلتما ذلك؟ " قال: فذهبنا ننظر، فقلنا: لا شيء والله! ما علينا في ذلك شيء! قال زيد: فأمرني أبو بكر فكتبته في قطَع الأدَم وكِسَرِ الأكتاف والعُسُب. فلما هلك أبو بكر وكانَ عُمر
(يُتْبَعُ)
(/)
كتبَ ذلك في صحيفة واحدةٍ، فكانت عنده. فلما هلك، كانت الصحيفةُ عند حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم. ثم إن حذيفة بن اليمان قدِم من غزوة كان غزاها بِمَرْج أرْمينِية فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان فقال: "يا أمير المؤمنين: أدرِكِ الناس! فقال عثمان: "وما ذاك؟ " قال غزوت مَرْج أرمينية، فحضرها أهلُ العراق وأهلُ الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبيّ بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهلُ العراق، فتكفرهم أهلُ العراق. وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع به أهل الشام، فتكفِّرهم أهلُ الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بن عفان أكتبُ له مُصْحفًا، وقال: إنّي مدخلٌ معك رجلا لبيبًا فصيحًا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه فارفعاه إليّ. فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص، قال: فلما بلغنا (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ) [سورة البقرة: 248] قال: زيد فقلت: "التابوه" وقال أبان بن سعيد: "التابوت"، فرفعنا ذلك إلى عثمان فكتب: "التابوت" قال: فلما فرغتُ عرضته عَرْضةً، فلم أجد فيه هذه الآية: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [سورة الأحزاب: 23] قال: فاستعرضتُ المهاجرين أسألهم عنها، فلم أجدْها عند أحد منهم، ثم استعرضتُ الأنصارَ أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم،، حتى وجدُتها عند خُزيمة بن ثابت، فكتبتها، ثم عرَضته عَرضَةً أخرى، فلم أجد فيه هاتين الآيتين: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [سورة التوبة: 128، 129] فاستعرضت المهاجرين، فلم أجدها عند أحد منهم، ثم استعرضت الأنصارَ أسألهم عنها فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها مع رَجل آخر يدعى خُزيمة أيضًا، فأثبتها في آخر "براءة"، ولو تمَتْ ثلاثَ آيات لجعلتها سورة على حِدَةٍ. ثم عرضته عرضةً أخرى، فلم أجد فيه شيئًا، ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة، وحلف لها ليردنها إليها فأعطته إياها، فعرض المصحف عليها، فلم يختلفا في شيء. فردَّها إليها، وطابت نفسه، وأمرَ الناس أن يكتبوا مصاحفَ. فلما ماتت حفصةُ أرسل إلى عبد الله بن عمر في الصحيفة بعزمة، فأعطاهم إياها فغسلتْ غسلًا .... 61 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا أيوب، عن أبي قِلَابة، قال: لما كان في خلافة عثمان، جعل المعلِّم يعلِّم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءةَ الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين - قال أيوب: فلا أعلمه إلا قال-: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض. فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبًا فقال: "أنتم عندي تختلفون فيه وتلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد فيه اختلافًا وأشد لحنًا. اجتمعوا يا أصحابَ محمد، فاكتبوا للناس إمامًا". قال أبو قلابة، فحدثني أنس بن مالك قال: كنت فيمن يملى عليهم، قال: فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعلهُ أن يكون غائبًا أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويَدعون موضعها، حتى يجيءَ أو يُرْسَلَ إليه. فلما فرغ من المصحف، كتب عثمان إلى أهل الأمصار: "إني قد صَنعتُ كذا وكذا، ومحوتُ ما عندي، فامحوا عندكم".62 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري: أنه اجتمع في غزوة أذربيجان وأرمينيةَ أهلُ الشام وأهل العراق، فتذاكرُوا القرآن، واختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة. فركبَ حُذيفةُ بن اليمان - لما رأى اختلافهم في القرآن - إلى عثمان، فقال: "إنّ الناس قد اختلفوا في القرآن، حتى إني والله لأخشى أن يصيبهم مثلُ ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف". قال: ففزع لذلك فزعًا شديدًا، فأرسل إلى حفصة فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر أمر زيدًا بجمعها، فنسخ منها مصاحف، فبعث بها إلى الآفاق. 63 - حدثني سعيد بن الربيع، قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع، وإنما كان في الكرانيف والعسب. 64 - حدثنا سعيد بن الربيع قال: حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن صعصعة أنّ أبا بكر أوَلُ من وَرَّث الكلالةَ وجمعَ المصحف. قال أبو جعفر: وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعاب جميعها الكتابُ، والآثار الدالة على أن إمامَ المسلمين وأميرَ المؤمنين عثمانَ بن عفان رحمة الله عليه، جمع المسلمين - نظرًا منه لهم، وإشفاقًا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حِذارَ الردّةِ من بعضهم بعدَ الإسلامَ، والدّخولِ في الكفر بعد الإيمان، إذ ظهر من بعضهم بمحضَره وفي عصره التكذيبُ ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، مع سماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم النهيَ عن التكذيب بشيء منها، وإخباره إياهم أنّ المِراء فيها كفر- فحملهم رحمةُ الله عليه، إذْ رأى ذلك ظاهرًا بينهم في عصره، ولحَدَاثة عهدهم بنزول القرآن، وفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بما أمِنَ عليهم معه عظيم البلاء في الدين من تلاوة القرآن - على حرف واحد.وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وخَرَّق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه. وعزم على كل من كان عنده مُصحفٌ مخالفٌ المصحفَ الذي جمعهم عليه، أن يخرقه. فاستوسقتْ له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أنّ فيما فعلَ من ذلك الرشدَ والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامُها العادلُ في تركها، طاعةً منها له، ونظرًا منها لأنفسها ولمن بعدَها من سائر أهل ملتها، حتى دَرَست من الأمة معرفتها، وتعفت آثارها، فلا سبيلَ لأحد اليوم إلى القراءة بها، لدثورها وعُفُوِّ آثارها، وتتابعِ المسلمين على رفض القراءة بها، من غير جحود منها صحتَها وصحةَ شيء منها ولكن نظرًا منها لأنفسها ولسائر أهل دينها. فلا قراءة للمسلمين اليوم إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيقُ الناصحُ، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية. فإن قال بعضُ من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم تَركُ قراءة أقرأهموها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها؟ قيل: إن أمرَه إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمرَ إباحة ورخصة. لأنّ القراءة بها لو كانت فرضًا عليهم، لوجب أن يكونَ العلمُ بكل حرف من تلك الأحرف السبعة، عند من تقوم بنقله الحجة، ويقطع خبرهُ العذر، ويزيل الشك من قَرَأةٍ الأمة. وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين، بعد أن يكون في نقلة القرآن من الأمة من تجبُ بنقله الحجة ببعض تلك الأحرف السبعة. وإذْ كان ذلك كذلك، لم يكن القوم بتركهم نقلَ جميع القراآت السبع، تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما فعلوا. إذْ كانَ الذي فعلوا من ذلك، كان هو النَّظرَ للإسلام وأهله. فكان القيامُ بفعل الواجب عليهم، بهم أولى من فعل ما لو فعلوه، كانوا إلى الجناية على الإسلام وأهله أقرب منهم إلى السلامة، من ذلك.وأما ما كانَ من اختلاف القراءة في رفع حرفٍ وجرِّه ونصبه، وتسكين حرفٍ وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتّفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف" – بمعزل. لأنه معلوم أنه لا حرفَ من حروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء به كفرَ الممارى به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراءِ فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرتْ عنه بذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب. فإن قال لنا قائل: فهل لك من علم بالألسن السبعة التي نزل بها القرآن؟ وأي الألسن هي من ألسن العرب؟ قلنا: أما الألسن الستة التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها، لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليومَ بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيل إن خمسة منها لعَجُر هوَازن، واثنين منها لقريش وخزاعة. رُوي جميعُ ذلك عن ابن عباس، وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله. وذلك أن الذي رَوَى عنه: "أن خمسة منها من لسان العجز من هوازن"، الكلبي عن أبي صالح، وأنّ الذي روى عنه: "أن اللسانين الآخرين لسانُ قريش
(يُتْبَعُ)
(/)
وخزاعة"، قتادة، وقتادة لم يلقَه ولم يسمع منه. 65 - حدثني بذلك بعض أصحابنا، قال: حدثنا صالح بن نصر الخزاعي، قال: حدثنا الهيثم بن عدي، عن سعيد بن أبي +عَروبة، عن قتادة، عن ابن عباس، قال: نزل القرآنُ بلسانُ قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار واحدةٌ. 66 - وحدثني بعض أصحابنا، قال: حدثنا صالح بن نصر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الأسود الدُّثَلي، قال: نزل القرآن بلسان الكَعبين: كعب بن عمرو وكعب بن لؤيّ. فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تعجبُ من هذا الأعمى! يَزعم أنّ القرآن نزل بلسان الكعبين؛ وإنما أنزل بلسان قريش! قال أبو جعفر: والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر ابن معاوية، وثقيف.وأما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم، إذْ ذكرَ نزول القرآن على سبعة أحرفٍ: إن كلها شافٍ كافٍ - فإنه كما قال جل ثناؤه في صفة القرآن: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [سورة يونس: 57]، جعله الله للمؤمنين +شفاءً، يستشفون بمواعظه من الأدواء العارضة لصدورهم من وَساوس الشيطان وَخطراته، فيَكفيهم ويغنيهم عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.) انتهى كلامه باختصار يسير جداً. وقد تضمن كلام ابن جرير السابق بعض المسائل المهمة، والمسألة التي نالت الحظ الأكبر من كلامه السابق هي مسألة نزول القرآن على سبعة أحرف، وقد يسّر الله التعليق عليها وذكر أقوال العلماء فيها هنا:
الأحرف السبعة وأقوال العلماء فيها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=373)
فليراجعها من شاء. وتضمن أيضاً بعض المسائل الأخرى نرجئ التعليق عليها إلى حلقة قادمة إن شاء الله من حلقات هذه السلسلة. ولا زال الأمل معقوداً في مشاركة الإخوة الأعضاء الكرام الذين لم نر لهم مشاركة في هذه السلسلة، مع أن عندهم خيراً كثيراً
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 May 2003, 06:51 ص]ـ
بسم الله
بقيت مسألة أشار إليه ابن جرير في آخر كلامه السابق، وهي ما ذكرها بقوله: (فإن قال لنا قائل: فهل لك من علم بالألسن السبعة التي نزل بها القرآن؟ وأي الألسن هي من ألسن العرب؟)
وقد ذكر أنه لا حاجة بنا إلى معرفة الألسن التي نزل بها القرآن. ثم أورد بعض ما قيل فيها، وبيّن ضعفه.
قلت: تكلم العلماء عن هذه المسألة، وذكروا فيها أقوالاً متباينة. وممن تعرض لها ابن عبدالبر في كتابه التمهيد، حيث ذكر خلاف العلماء فيها، ثم بيّن رأيه فيها.
وهذا نص كلامه المتعلق بهذه المسألة: (قال جماعة من العلماء: إن السبع لغات التي نزل القرآن عليها راجعة إلى لغات العرب كلها يمنها ونزارها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهل شيئاً منها، وقد أوتي جوامع الكلم.
وقال آخرون: إن هذه اللغات السبع إنَّما تكون في مضر، وقالوا: جائز أن يكون منها لقريش، ومنها لكنانة، ومنها لأسد، ومنها لهذيل، ومنها لتميم، ومنها لضبة، ومنها لقيس، فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات على هذه المراتب.
وأنكر آخرون أن تكون كلها في مضر، وقالوا: في مضر شواذٌّ لايجوز أن يقرأ القرآن عليها، مثل كشكشة قيس، وعنعنة تميم، فهي لغات يُرغب بالقرآن عنها، ولايحفظ عن السلف فيه شيء منها.
وقال جماعة من العلماء: إن القرآن نزل بلغة قريش خاصة، وهذا مروي عن عمرَ بن الخطاب، وعثمان بن عفان - رضي الله عنهما -.
فأمَّا عمر فقد كتب إلى ابن مسعود - رضي الله عنهما -: (أمَّا بعد، فإن الله أنزل القرآن بلسان قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقريء الناس بلغة قريش، ولاتقرئهم بلغة هذيل، والسلام).
وأمَّا عثمان فقد ثبت عنه أنه أمر زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبدالله ابن الزبير، وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، أن يكتبوا المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم.
قال أبو عمر: قول من قال: إن القرآن نزل بلغة قريش، معناه عندي: في الأغلب - والله أعلم -؛ لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات من تحقيق الهمزات ونحوها، وقريش لاتهمز) (1) ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعليقاً على كلام ابن عبدالبر السابق أقول: معلومٌ أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين كما أخبر الله بذلك في كتابه الكريم في أكثر من موضع، فليس المراد باللغة هنا ما يخالف اللغة العربيَّة من لغات أخرى كالفارسية والرومية والتركية وغيرها من اللغات الأخرى الأعجمية، وإنَّما المراد باللغة هنا ما يطلق عليه في الاصطلاح العلمي الحديث: اللهجة، وهي مجموعة من الصفات اللغوية التي تخص بيئة معينة، يشترك في هذه الصفات جميع أفراد تلك البيئة (2).
وبيئة اللهجة جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات لكل منها خصائصها، ولكنها تشترك جميعاً في مجموعة من الظواهر اللغوية.
وتلك البيئة الشاملة التي تتألف من عدة لهجات هي التي اصطلح على تسميتها باللغة، فالعلاقة بين اللغة واللهجة هي العلاقة بين العام والخاص، فاللغة تشتمل على عدة لهجات لكل منها ما يميزها، وجميع هذه اللهجات تشترك في مجموعة من الصفات اللغوية التي تؤلف لغة مستقلة عن غيرها من اللغات.
ويُعبِّر القدماء عمّا نسميه الآن باللهجة بكلمة {اللغة} كثيراً، فيشير أصحاب المعاجم إلى لغة تميم، ولغة طيء، ولغة هذيل، وهم يريدون بذلك ما نعنيه نحن الآن بكلمة {اللهجة} وقد يعبّرون بكلمة {اللسان}، وهو التعبير القرآني: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] (3).
وقد ذكر ابن عبدالبر - رحمه الله - أقوال العلماء في اللغات التي نزل عليها القرآن، واختار أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش في الأغلب.
والذي يظهر - والله أعلم - أن القرآن الكريم نزل بلغة قريش قوم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك لِحِكَم جليلة، أهمها (4):
1 - أن قريشاً هم قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جرت سنة الله في رسله أن يبعثهم بألسنة أقوامهم كما قال تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4].
2 - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُمر بتبليغهم أولاً كما في قوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] فلابد من مخاطبتهم بما يألفون ويعرفون ليستبين لهم أمر دينهم فأنزل الله القرآن بلغتهم وأساليبهم التي يفضلونها، في مستوى رفيع من البلاغة لايجاري.
وهذا ما دلت عليه الآثار المروية عن عمر وعثمان - رضي الله عنهما -.
3 - أن لغة قريش أفصح اللغات العربيَّة، وهي تشمل معظم هذه اللغات لاختلاط قريش بالقبائل، واصطفائها الجيد الفصيح من لغاتهم، فإنزال القرآن بلغة قريش يعني نزوله بألسنة العرب جميعاً من حيث الجملة، ولذلك ترجم البخاري لحديث عثمان السابق بقوله: (باب نزل القرآن بلغة قريش والعرب قرآناً عربياً بلسان عربي مبين ... وذكر حديث عثمان - رضي الله عنه - (5).
ويجاب عمّا قاله ابن عبدالبر - رحمه الله - من وجود غير لغة قريش في صحيح القراءات، وكذلك وجود بعض الكلمات التي قيل إنها بلغات غير لغة قريش (6) بأجوبة:
منها: أن ما ورد من هذه الألفاظ وإن كانت في الأصل من غير لغة قريش لكن قريشاً أخذتها واستعملتها حتى صارت قرشية بالاستعمال، ومعروف أن مركز قريش هيأ لها أن تأخذ من اللغات الأخرى أعذبها وأسلسها.
ومنها: أن هذه الكلمات واللغات المذكورة مِمَّا توافقت فيه لغة قريش وغيرها إلاَّ إنها عند غير قريش أشهر وأعرف.
وتوافق اللغات في بعض الكلمات أمر غير مستنكر ولا مستغرب، وأيّاً كان الحال، فوجود هذه الكلمات واللغات في القرآن لاينافي كون القرآن نزل بلغة قريش.
ومثل هذه الكلماتُ التي جاءت في القرآن وقيل: إنها غير عربية في الأصل كالمشكاة والقسطاس، واستبرق، ونحوها، فإنها إمَّا صارت عربية بالاستعمال، أو أنها مِمَّا توافقت فيها لغة العرب وغيرهم، ولم يطعن وجودها في كون القرآن نزل بلسان عربي مبين (7).
الحواشي السفلية
(1) انظر: التمهيد 8/ 276 - 280.
(2) انظر: كتاب لغة القرآن الكريم للدكتور: عبدالجليل عبدالرحيم ص 40.
(3) انظر: كتاب نزول القرآن على سبعة أحرف لمناع القطان ص 4.
(4) انظر: كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 57، 58، 59.
(5) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن 8/ 625 مع الفتح.
(6) انظر هذه اللغات في الإتقان للسيوطي، النوع السابع والثلاثون فيما وقع في القرآن بغير لغة الحجاز 1/ 417 - 426.
(7) انظر: كتاب المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شيبة ص 165.
تنبيهات مهمة أختم بها هذا الموضوع:
أولاً - ذكر ابن جرير رحمه الله أن الخلاف في الأحرف السبعة راجع إلى الألفاظ واللغات، لا إلى المعاني.
ثانياً - من منهج الطبري في ذكر اللآثار: بيان ضعف الآثار عند الحاجة إلى ذلك. ومن دواعي ذلك: كون الأثر مخالفاً لآثار أخرى صحيحة، أو مخالفاً للقول الذي دلت الدلائل على صحته.
ثالثاً - رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس لا يحتج بها. ورواية قتادة عنه لا يحتج بها أيضاً لأنه لم يلقه ولم يسمع منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر الغامدي]ــــــــ[09 Jan 2006, 08:01 م]ـ
للرفع
رفع الله قدر كاتبها
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Apr 2006, 08:23 ص]ـ
سأواصل إن شاء الله تعالى كتابة هذه التعليقات على تفسير الطبري، سائلاً الله التوفيق والسداد.
وقد قمت بتعديلات وإضافات على ما ذكرته في المجالس السابقة؛ فلينظرها من شاء غير مأمور.
ولعلي أظفر منكم - إخواني القراء - بتوجيه أو نصح ليكون عوناً لي على ما عقدت العزم عليه.
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[15 Apr 2007, 07:16 ص]ـ
أرجو من الدكتور العبيدي مواصلة هذه الدروس جزاه الله خيرا
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[16 Apr 2007, 04:22 ص]ـ
شيخنا المبارك واصلوا مسيرتكم فنحن نقرأ ونستفيد بارك الله فيكم وفي علمكم ولعل الباحثين الذين تعرضوا لهذا التفسير الجليل أن يتحفونا ببعض الفوائد والتعليقات.
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وقدما إلى الأمام.(/)
ملخص في منهج الطبري في تفسيره
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Apr 2003, 05:55 م]ـ
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأقدم لكم ملخصًا موجزًا يصف طريقة ابن جرير في كتابه، وهو من باب التذكرة، إذ الكلام المفصل على منهج هذا الإمام لا يحتمله هذا المقام، وما لا يُدركُ كله لا يُترك جُلُّه من أجل عدم إدراك الكلِّ.
أملى ابن جرير كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن على تلاميذه من سنة (283) إلى سنة (290)، ثمَّ قُرئ عليه سنة (306)، وقد أطبق العلماء على الثناء على كتابه.
وقد قدَّمَ الطبريُّ لتفسيرِه بمقدمة علميَّةِ حشدَ فيها جملة من مسائل علوم القرآن، منها: اللغة التي نزل بها القرآن والأحرفُ السبعة، والمعربُ، وطرق التفسيرِ، وقد عنون لها بقوله: (القول في الوجوه التي من قِبَلِها يُوصلُ إلى معرفةِ تأويلِ القرآنِ)، وتأويل القرآنِ بالرأي، وذكر من تُرضى روايتهم ومن لا تُرضى في التَّفسيرِ.
ثمَّ ذكر القولَ في تأويلِ أسماء القرآنِ وسورِه وآيه، ثمَّ القول في تأويلِ أسماء فاتحة الكتابِ، ثمَّ القول في الاستعاذةِ، ثُمَّ القول في البسملةِ.
ثمَّ ابتدأ التفسيرَ بسورة الفاتحة، حتى ختم تفسيرَه بسورةِ النَّاسِ.
ـ كان يُجزِّئ الآيةَ التي يُريدُ تفسيرَها إلى أجزاء، فيفسرها جماة جملة، ويعمدُ إلى تفسير هذه الجملة، فيذكر المعنى الجملي لها بعدها، أو يذكره أثناء ترجيحه عن كان هناك خلاف في تفسيرها.
ـ إذا لم يكن هناك خلاف بين أهل التأويل فسَّر تفسيرًا جُمْلِيًا، ثم قال: وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ـ وإذا كان بين أهل التأويل خلاف، فقد يذكر التفسير الجملي، ثم ينص على وجود الخلاف، ويقول: واختلفَ أهلُ التَّأويلِ في تأويلِ ذلكَ، فقال بعضهم فيه نحوَ الذي قلنا فيه
ـ وقد يذكر اختلاف أهل التأويل بعد المقطع المفسَّرِ مباشرةً، ثمَّ يذكر التفسير الجملي أثناء ترجيحه.
ـ ومن عادته أن يُترجمُ لكل قولٍ بقوله: فقال بعضهم ….، ثمَّ يقول: ذكر من قال ذلك، ثمَّ يذكر أقوالهم مسندًا إليهم بما وصله عنهم من أسانيد.، ثمَّ يقول: وقال غيرهم، وقال آخرون …، ثمَّ يذكر أقوالهم، فإذا انتهى من عرضِ أقوالِهم، رجَّحَ ما يراه صوابًا، وغالبًا ما تكون عبارته: قال أبو جعفر: والقول الذي هو عندي أولى بالصواب، قول من قال، أو يذكر عبارة مقاربةً لها، ثمَّ يذكر ترجيحَه، ومستندَه في الترجيحِ، وغالبًا ما يكون مستندُه قاعدةً علميَّة ترجيحيَّةً، وهو مما تميَّزَ به في تفسيرِه.
ـ اعتمدَ أقوال ثلاث طبقات من طبقات مفسري السلف، وهم الصحابة والتابعون وأتباع التابعين، ولم يكن له ترتيب معيَّن يسير عليه في ذكر أقوالهم، وإن كان يغلب عليه تأخير الرواية عن ابن زيد (ت: 182).
ـ ويحرص على ذكر ما ورده عنهم بالإسناد إليهم، ولو تعدَّدت الأسانيد في القول الواحد.
ـ وقد يورد قول الواحد منهم ويعتمده إذا لم يكن عنده غيره.
ـ ولم يخرج في ترجيحاته عن قول هذه الطبقات الثلاث إلا نادرًا، وكان شرطه في كتابه أن لا يخرج المفسر عن أقوال هذه الطبقات الثلاث (ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي 1: 41).
ـ ولهذا ردَّ أقوال أهل العربية المخالفة لأقوال السلف أدنى مخالفةٍ، ولم يعتمد عليها إلا إذا لم يرد عن السلف في مقطع من مقاطع الآية شيء (ينظر تفسيره للواو في قوله (والذي فطرنا) فقد اعتمد ما ذكره الفراء من احتمالات).
وإذا ذكر علماء العربية فإنه لا يذكر أسماءهم إلا نادرًا، وإنما ينسبهم إلى علمهم الذي برزوا فيه، وإلى مدينتهم التي ينتمون إليها، كقوله:» قال بعض نحويي البصرة «.
وغالب ما يروي عنهم مما يتعلق بالإعراب.
ـ اعتمد الطبري النظر إلى صحة المعنى المفسَّرِ به، وإلى تلاؤمه مع السياق، وقد كان هذا هو المنهج العامَّ في تفسيره، وكان يعتمد على صحة المعنى في الترجيح بين الأقوال.
ـ وكان لا يبين درجة إسناد الآثار إلا نادرًا، ولم يكن من منهجه نقد أسانيد التفسير، كما أنه لم يعمد إلى ما يقال من طريقة: من أسندك فقد أحالك.
ـ وكان ـ في الغالب ـ لا يفرق بين طبقات السلف في الترجيح، وقد يقدم قول أتباع التابعين أو التابعين على قول الصحابي.
ـ وإن كان في بعض المواطن يقدم قول الصحابة، خصوصًا فيما يتعلق بالنُّزول.
ـ يقدم قول الجمهور على قول غيرهم، وقد يعدُّه إجماعًا، ويَعُدُّ القول المخالف لهم شاذًّا.
ـ يَعُدُّ عدم قول السلف بقولٍ دلالة على إجماعهم على تركه، ويرجح بهذه الحجة عنده.
ـ لم يلتزم بالأخذ بقول الصحابي في الغيبيات.
ـ لم يُعْرِضْ عن مرويات بني إسرائيل لأنه تلقاها بالآثار التي يروي بها عن السلف، وقد يبني المعنى على مجمل ما فيها من المعنى المبيِّن للآية (ينظر: تفسير الطبري، ط: الحلبي: 1: 274).
ـ يؤخر أقوال أهل العربية، ويجعلها بعد أقوال السلف، وأحيانًا بعد ترجيحه بين أقوال السلف.
ـ لا يقبل أقوال اللغويين المخالفة لأقوال السلف، ولو كان لها وجه صحيح في المعنى.
هذا ما أردت التنبيه عليه من منهج الطبري، وقد بقي بعض المسائل لعل الله أن يمن بكتابتها ـ خصوصًا ما يتعلق بالقراءات ـ والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2003, 07:04 م]ـ
جزاك الله خيراً أيها الشيخ الكريم، فقد أشرت إشارات بديعة، تبصرةً للمنتهي، وتذكرةً للمنتهي.
ولا زلنا ننتظر بقية الإشارات حول منهج هذا الإمام الذي لم يظفر إلى الآن بدراسة شاملة لكتابه في التفسير على كثرة ما كتب حوله حسب ما رأيت وقرأت.
وكم كنت أتمنى أن يتم الكتاب الذي وعد به الشيخ محمود محمد شاكر في بداية تحقيقه لكتابه، حيث وعد بأن يكتب كتاباً مستقلاً يبين فيه منهج ابن جرير الطبري في التفسير ولكن حالت دون ذلك حوائل، ومات رحمه الله، وما رأينا ذلك الكتاب، وقديماً قيل: كمْ قطعَ تطلبُ الكمال، الكثيرَ من جلائل الأعمال.
وأذكر هنا فائدة حول تفسير الطبري:
وهي أنك تجد في تفسيره كلاماً في اللغة قل أن تظفر به في كتب اللغة العربية ومعاجمها. وأضرب لذلك مثالاً عند تفسيره للآية رقم (79) من سورة آل عمران في تفسير قوله تعالى: (ولكن كونوا ربانيين) بعد ذكره لأقوال المفسرين.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال عندي بالصواب في (الربانيين) أنهم جمع (ربَّاني)، وأن الرَّبانيِّ المنسوب إلى (الرَّبَّان)، الذي يرُبَّ الناس، وهو الذي يصلح أمورهم، ويربها، ويقوم بها ... فإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا = وكان الرَّبَّانُ ما ذكرنا، والرَّبَّانيُّ هو المنسوب إلى من كان بالصفة التي وصفتُ = وكان العالم بالفقه والحكمة من المصلحين يربُّ أمور الناس، بتعليمه إياهم الخير، ودعائهم إلى ما فيه مصلحتهم = وكان كذلك الحكيم التقي لله، والوالي الذي يلي أمور الناس على المنهاج الذي وليه المقسطون من المصلحين أمور الخلق، بالقيام فيهم بما فيه صلاح عاجلهم وآجلهم، وعائدة النفع عليهم في دينهم، ودنياهم = كانوا جميعاً يستحقون أن يكونوا ممن دخل في قوله عز وجل: (ولكن كونوا رَبَّانيينَ).
فالرَّبَّانيُّونَ إذاً، هُم عِمَادُ النَّاسِ في الفقه والعلم وأمور الدين والدنيا.
ولذلك قال مجاهد: (وهمْ فوق الأَحبارِ)؛ لأن الأحبار هم العلماء.
والرباني الجامع إلى العلم والفقه، البصر بالسياسة والتدبير والقيام بأمور الرعية، وما يصلحهم في دنياهم ودينهم. أ. هـ.
وقد علَّق على هذا الكلام الشيخ أبو فهر محمود محمد شاكر رحمه الله بقوله: هذا التفسير قلَّ أن تجده في كتاب من كتب اللغة، وهو من أجود ما قرأت في معنى الرباني، وهو من أحسن التوجيه في فهم معاني العربية، والبصر بمعاني كتاب الله. فرحم الله أبا جعفر رحمة ترفعه درجات عند ربه.
قلتُ: ورحمَ الله الشيخ أبا فهرٍ فقَلَّ مَن يتنبهُ لفضل أمثالِ هؤلاءِ الأئمةِ، وقديماً قيل: لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[25 Apr 2003, 05:54 ص]ـ
للرفع
ـ[أم عاصم]ــــــــ[09 Jul 2005, 04:40 ص]ـ
لقد ذكر الطبري روايات دون أن يمحصها أو يقف منها موقف الناقد البصير.
ومن الأمثلة على ذلك رواية ذكرها في مقدمة تفسيره ولم يعلق عليها بشيء، وهي:
"حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا ابن وهب، قال: حدثنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيّب: أن الذي ذكر الله تعالى ذِكره [أنه قال] ?إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ? [النحل: 103] إنما افتُتِن أنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميعٌ عليمٌ، أو عزيزٌ حكيمٌ، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على الوحي، فيستفهمُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيقول: أعزيزٌ حكيمٌ، أو سميعٌ عليم أو عزيز عليم؟ فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيّ ذلك كتبت فهو كذلك». ففتنه ذلك، فقال: إن محمدا وكَلَ ذلك إلي فأكتبُ ما شئتُ. وهو الذي ذكر لي سعيد بن المسيب من الحروف السبعة ".
فأين قدسية القرآن حين يكون لهذا الكاتب اختيار ما شاء من العبارات المذكورة لكتابتها؟؟
وكيف لم يَشُكّ الطبري في صحة هذه الرواية، التي تعارض مبدأ حفظ القرآن من التحريف؟؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2005, 05:00 ص]ـ
الذي يظهر للمتتبع لتفسير ابن جرير أنه رحمه الله يهتم بإيراد الروايات أكثر من اهتمامه بتمحيصها - أي من جهة السند -. بل إنه يبني على هذه الرويات تفسيره ولو كان فيها ما فيها من النكارة أو الغراية خاصة إذا اتفقت على معنى واحد. أما إذا تعددت معانيها فإنه يجتهد في الموازنة بينها، ويقوم بتمحيصها. هذا منهجه الغالب.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[20 Aug 2010, 12:38 ص]ـ
للرفع.
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[29 Oct 2010, 01:07 م]ـ
...
ـ[د. لولوه القضيبي]ــــــــ[29 Oct 2010, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل ونفع بعلمك
ابن جرير الطبري رح1يلاحظ عليه ترجيح القراءات على بعضها، وقد سار بعض المفسرين على نهجه كالشوكاني رح1،
وسؤالي: ماحكم ترجيح القراءات على بعضها خاصة إذا كانت صحيحة، وهل يُعتبر هذا من المآخذ على بعض المفسرين.
وفقكم الله لماا يحبه ويرضاه.(/)
رأي آخر في الإسرائيليات في كتب التفسير
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Apr 2003, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الصباح (السبت 2/ 3/1424) كنت أود أن أُتحف هذا الملتقى الرائع بموضوع، فتذكرت كلامًا كنت علَّقته على موضوع الإسرائيليات أثناء شرحي لرسالة شيخ الإسلام في أصول التفسير ـ أسأل الله أن ييسر طباعتها ـ فرأيت أن أنقل لكم ما شرحت به كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى. ولما نظرت إليه وجدته طويلاً جدَّا، فأعتذر لكم سلفاً عن هذا الطول الذي قد ينسي آخرُهُ أولَه في مثل صفحات ملتقى أهل التفسير على الإنترنت.
وأفيدكم أني قد وجدت ما كتبه الأخ الفاضل أبو بيان زاده الله بيانًا، فأعجبني طرحه، إذ الموافقة بين ما سأطرحه وما طرحه متمثلة في شيء كثير، والحمد لله على مثل هذه المواطآت العلمية التي تريح الباحث حينما يجد أن غيره ـ بلا مواطأة واتفاق مسبق ـ قد توصل إلى ما توصل إليه هو.
كما أشكر الأخ الفاضل أحمد البريدي الذي طرح سؤالاً في سلسلته في هذا الملتقى (مشكل التفسير) حول أثر ابن عباس في النهي عن سؤال أهل الكتاب، وقد وعدته بالإجابة على هذا الأثر أثناء لقاء تمَّ بيننا، كما أنَّ في حديثي هذا إجابة أخرى عنه.
وهذا أوان الشروع في الحديث عن الإسرائيليات، وهو مجتزءٌ من حديثٍ قبله.
.......
أولاً: أن بعض أخبار بني إسرائيل منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحًا، ولا ريب في قبول هذه الأخبار، حتى لو كانت فيما لا يقوم عليه علم أو عمل، كاسم صاحب موسى أنه الخَضِرُ.
ثانياً: أنَّ أخبار بني إسرائيل على ثلاثة أحوال:
- أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق فذاك صحيح.
- والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه. والضابط في القبول والردِّ في هذا هو الشرع، فما كان موافقًا قُبِلَ، وما كان مخالفًا لم يُقبل.
ويدل لذلك أمثلة، منها ما رواه الطبري (ت: 310) عن سعيد بن المسيب، قال: قال علي رضي الله عنه لرجل من اليهود: أين جهنم؟
فقال: البحر.
فقال: ما أراه إلا صادقًا، (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)، (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) مخففة «[تفسير الطبري، ط: الحلبي (27: 18)]. فصدَّقه أمير المؤمنين عليٌّ رضي الله عنه؛ لوجود ما يشهد له من القرآن.
وما رواه البخاري (ت: 256)، قال: وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب. صحيح البخاري ج: 6 ص: 2679
وقد يقع الردُّ من بعض الناس لبعض الإسرائيليات بدعوى مخالفة الشرع، ولا يكون ذلك صحيحًا في الحقيقة؛ لأنَّ ما ينسبه إلى الشرع قد لا يكون صحيحًا، بل هو رأي عقلي محضٌ وقع فيه شبه عنده أنه من الشرع، ويظهر ذلك جليًا فيما يتعلق بعصمة الأنبياء، إذ معرفة حدود هذه العصمة قد دخله التخريج العقلي، والتأويل المنحرف بدعوى تنْزيه الأنبياء، فظهر بذلك مخالفة ظاهر القرآن.
- والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه.
ويلاحظ في هذا القسم أنه تجوز حكايته، وعلى هذا عمل السلف في التفسير وغيره، ولم يقع النكير على هذا بينهم إلا بسبب الإكثار من الرجوع إليهم، أو بسبب تصديقهم فيما يقولون. كما يلاحظ أنَّ غالب هذا القسم مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.
وهذه الأخبار قد تكون منقولة عن الصحابة، وما كان كذلك فالنفس إليه أسكن، وقد تكون منقولة عن التابعين، وهذا النقل أقل في القبول من المنقول عن الصحابي لاعتبارات، منها:
1 ـ أنَّ المنقول عن الصحابة أقل من المنقول عن التابعين.
2 ـ احتمال أن يكون رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عمن أخذها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3 ـ أن جزم الصحابي بما يقوله لا يتصور معه أنه نقله عن بني إسرائيل.
ويلاحظ هنا أنَّ ضابط العقل أو الغرابة ليس مما يُتفقُ عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) الأحزاب: 69، ورد الخبر الآتي:
إن موسى كان رجلاً حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرَى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستَتِر هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برصٌ، وإما أُدْرَةٌ، وإما آفةٌ.
وإن الله أراد أن يُبَرِّئه مما قالوا لموسى، فَخَلا يومًا وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عَدَا بثوبه، فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عُرْيانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون.
وقام الحجر، فأخذ ثوبه، فلبسه، وطَفِقَ بالحجر ضربًا بعصاه، فوالله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا، فذلك قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) الأحزاب: 69.
فهذا الخبر لا تخفى غرابته، وقد لا يحتمل العقل تصديقه، لكن إذا علِمت أنه خبر صحيح مرويٌّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري (ت: 256) وغيره = سلَّمت لذلك الخبر، وأدركت أنه خبر حقيقي واقع، مع ما فيه من الغرابة.
وليس يعني هذا أن يُقبل كل خبرٍ مع ما فيه من الغرابة، لكن المراد أنَّ الغرابة ليست ضابطًا كافيًا في ردِّ مثل هذه الأخبار، والله أعلم.
ومن الأمور التي يحسن التنبه لها أنَّ رواية السلف للإسرائيلية ـ خصوصًا الصحابة ـ لا يعني قبول ما فيها من التفاصيل، ومرادهم بها بيان مجمل ما ورد في القرآن بمجل ما ذُكِرَ في القصة، دون أن يلزم ذكرهم لها إيمانهم بهذه التفاصيل التي تحتاج في نقلها إلى سند صحيح، وذلك عزيز جدًّا فيما يرويه بنو إسرائيل في كتبهم
وقد ورد عنهم أنهم يميزون كذبها ويعرفونه، ولا يصدقون كل ما يُروى لهم من الإسرائيليات، وإن كان الذي يذكرها لهم محله الصدق عندهم، ومن ذلك ما ورد في خبر الخليفة معاوية بن أبي سفيان.
قال البخاري (ت: 256): وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة، وذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب صحيح البخاري ج: 6 ص: 2679
قال ابن حجر:» وقال ابن حبان في كتاب الثقات: أراد معاوية أنه يخطئ أحيانا فيما يخبر به، ولم يُرِدْ أنه كان كذابًا.
وقال غيره: الضمير في قوله لنبلو عليه للكتاب لا لكعب، وإنما يقع في كتابهم الكذب؛ لكونهم بدَّلوه وحرَّفوه.
وقال عياض: يصح عوده على الكتاب، ويصح عوده على كعب وعلى حديثه، وإن لم يقصد الكذب ويتعمده؛ إذ لا يشترط في مسمى الكذب التعمد، بل هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه، وليس فيه تجريح لكعب بالكذب.
وقال ابن الجوزي: المعنى: إن بعض الذي يخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذبًا، لا أنه يتعمد الكذب، وإلا فقد كان كعب من أخيار الأحبار «[فتح الباري (13: 335)]
بعض الأمور التي تتعلق بالإسرائليات:
إن من يستقري الإسرائيليات التي وردت عن السلف، سيجد الأمور الآتية:
1 ـ أنها أخبار لا يبنى عليها أحكام عملية.
2 ـ أنه لم يرد عن السلف أنهم اعتمدوا حكمًا شرعيًا مأخوذًا من روايات بني إسرائيل.
3 ـ أنه لا يلزم اعتقاد صحتها، بل هي مجرد خبر.
4 ـ أنَّ فيها ما لم يثبت عن الصحابة، بل عن من دونهم.
5 ـ أن تعليق الأمر في بعض الإسرائيليات على أنه لا يقبلها العقل أمر نسبي، فما تراه أنت مخالف للعقل، قد يراه غيرك موافق للعقل.
6 ـ أن الكثرة الكاثرة في هذه الإسرائيليات لا يوضح أمرا يتعلق بالتفسير بل يكون التفسير واضحا بدونها وقد يكون معلوما من حيث الجملة والإسرائيلية لاتفيد فيه زيادة ولا قيد.
7 ـ أن هذه الإسرائيليات من قبيل التفسير بالرأي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كون الإسرائيليات مصدرًا يستفيد منه المفسر في حال بيان معنى كلام الله لا يعني أن تقبلَ كلَّ ما يُفسَّر به هذا من طريق هذا المصدر، فهذه الإسرائيليات كالتفسير باللغة، وليس كل ما فسِّر به من جهة اللغة يكون صحيحًا، وكذلك الحال هنا.
ولما كان التفسير بالرأي قد يقع في ربط آية بآية، وربط حديث بآية، فكذلك يقع بربط قصة إسرائيلية بآية، مع ملاحظة الفرق بين هذه المصادر من جهة قوة الاعتماد عليه، والوثوق به من حيث هو، لا من حيث الربط الذي يكون بالاجتهاد، والاجتهاد قد لا يصح ولو كان من باب تفسير آية بآية.
وإذا كان المراد بالتفسير بيان المعنى، فاعتبر الإسرائيلية مثالاً في التفسير لبيان المعنى، وليست حاكمة على النص القرآني، ولا قاطعةً بهذا المعنى دون غيره من المعاني المحتملة، ولست ملزمًا بقبولها.
ولاحظ أن بعض الآية التي فُسِّرت بالإسرائيليات معروفة المعنى على جهة الإجمال، والمراد بها واضح لا لبس فيه، لكن يقع المراد بتعيين هذا المجمل، هل هو ما جاء في القصة الإسرائيلية، أو هو غير ذلك.
وإذا جعلت نظرك إلى أصل القصة دون تفاصيلها التي لا يمكن أن تضبط من طريق الإسرائيليات، واعتبرت هذا الجزء الجملي فيها، وجعلته مما يوضح معنى الآية، كما يمكن أن توضحه بأي قصة أخرى ترد عليك، فإنك تسلم من إشكالية القول بالاعتماد على الإسرائيليات، وإني لأرجو أن يكون هذا هو منهج السلف في هذه الإسرائيليات، وأنهم يستشهدون بها، ولا يعتمدون عليها، والله أعلم.
ولأضرب لك مثالاً يُحتذى، وهو ما ورد في تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ) [ص: 34].
قال ابن كثير:» قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغيرهم يعني شيطانا ثم أناب أي رجع إلى ملكه وسلطانه وأبهته قال ابن جرير وكان اسم ذلك الشيطان صخرا قاله ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة وقيل آصف قاله مجاهد وقيل صرد قاله مجاهد أيضا وقيل حقيق قاله السدي وقد ذكروا القصة مبسوطة ومختصرة «. تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 35
ثم ذكر القصة عن بعض السلف، ثم قال:» وأرى هذه كلها من الإسرائيليات، ومن أنكرها ما قاله ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالوا حدثنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (وألقينا علىكرسيه جسدا ثم أناب) قال أراد سليمان عليه الصلاة والسلام أن يدخل الخلاء فأعطى الجرادة خاتمه وكانت الجرادة امرأته وكانت أحب نسائه إليه فجاء الشيطان في صورة سليمان فقال لها هاتي خاتمي فأعطته إياه فلما لبسه دانت له الإنس والجن والشياطين فلما خرج سليمان عليه السلام من الخلاء قال لها هاتي خاتمي قالت قد أعطيته سليمان قال أنا سليمان قالت كذبت ما انت بسليمان فجعل لا يأتي أحدا يقول له أنا سليمان إلا كذبه حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة فلما / رأى ذلك سليمان عرف أنه من أمر الله عز وجل قال وقام الشيطان يحكم بين الناس فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يرد على سليمان سلطانه ألقى في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان قال فأرسلوا إلى نساء سليمان فقالوا لهن تنكرن من سليمان شيئا قلن نعم إنه يأتينا ونحن نحيض وما كان يأتينا قبل ذلك فلما رأى الشيطان أنه قد فطن له ظن أن أمره قد انقطع فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر فدفنوها تحت كرسي سليمان ثم أثاروها وقرءوها على الناس وقالوا بهذا كان يظهر سليمان على الناس ويغلبهم فأكفر الناس سليمان عليه الصلاة والسلام فلم يزالوا يكفرونه وبعث ذلك الشيطان بالخاتم فطرحه في البحر فتلقته سمكة فأخذته وكان سليمان عليه السلام يحمل على شط البحر بالأجر فجاء رجل فاشترى سمكا فيه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فدعا سليمان عليه الصلاة والسلام فقال تحمل لي هذا السمك فقال نعم قال بكم قال بسمكة من هذا السمك قال فحمل سليمان عليه الصلاة والسلام السمك ثم انطلق به إلى منزله فلما انتهى الرجل إلى بابه أعطاه تلك السمكة التي في بطنها الخاتم فأخذها سليمان عليه الصلاة والسلام فشق بطنها فإذا الخاتم في جوفها فأخذه فلبسه قال فلما لبسه دانت له الجن
(يُتْبَعُ)
(/)
والانس والشياطين وعاد إلى حاله وهرب الشيطان حتى لحق بجزيرة من جزائر البحر فأرسل سليمان عليه السلام في طلبه وكان شيطانا مريدا فجعلوا يطلبونه ولا يقدرون عليه حتى وجدوه يوما نائما فجاءوا فبنوا عليه بنيانا من رصاص فاستيقظ فوثب فجعل لا يثب في مكان من البيت إلا انماط مع الرصاص قال فأخذوه فأوثقوه وجاءوا به إلى سليمان عليه الصلاة والسلام فأمر به فنقر له تخت من رخام ثم أدخل في جوفه ثم سد بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر فذلك قوله تبارك وتعالى ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم أناب يعني الشيطان الذي كان سلط عليه.
إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قوي، ولكن الظاهر أنه إنما تلقاه ابن عباس رضي الله عنهما ـ إن صح عنه ـ من أهل الكتاب، وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه الصلاة والسلام، فالظاهر أنهم يكذبون عليه [إن كذب اليهود على أنبياء الله أمر ظاهر لمن قرأ أسفارهم، وهم يتعمَّدون الحطَّ من مقام الأنبياء ليسلم لهم ما يرتكبونه من الذنوب، وكأنهم يريدون أن يقولوا: إن هذا مما لم يسلم منه الأنبياء فضلا عمن هو دونهم. ومن العجيب من أخبارهم أنهم يصفون داود بالملك دون النبي، وهم يتجاهلون وصفه بالنبوة عن قصد؛ إما لأن زمنه هو الزمن الذي عزَّ فيه اليهود، وصاروا ذوي شأن وبسطة، وإما لأن يجعلوا ما يصفونه به زورًا وبهتانًا محطًّا لهم في الاقتداء به متى شاءوا، أو تركه متى شاءوا؛ لأنه ليس بنبي.
هذا، ومفهوم النبوة وما يتعلق بها من الأوصاف التي كانوا يطلقونها على بعض الأنبياء ـ كالكاهن وغيره ـ مما يحتاج إلى بحث لمعرفة أثر هذا المفهوم على اعتقادهم وعملهم]
ولهذا كان في هذا السياق منكرات من أشدها ذكر النساء، فإن المشهور عن مجاهد وغير واحد من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان، بل عصمهن الله عز وجل من تشريفا وتكريما لنبيه عليه السلام.
وقد رويت هذه القصة مطولة عن جماعة من السلف رضي الله عنه كسعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة آخرين وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب «.تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 36تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 37
وقد أورد البخاري في ترجمة سليمان عليه السلام من أخبار الأنبياء في صحيحه تفسير الجسد بالشيطان، وأورد أيضًا الحديث الآتي:
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة؛ تحمل كل امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله.
فقال له صاحبه: إن شاء الله، فلم يقل، ولم تَحْمِل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شقيه.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قالها لجاهدوا في سبيل الله.
قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين، وهو أصح «. صحيح البخاري ج: 3 ص: 1260
وقد حكى الثعلبي (ت: 427) أنَّ بعض المفسرين جعل هذا الحديث تفسيرًا للجسد في الآية. [الكشف والبيان (8: 206 ـ 207)]
تحليل التفسير:
إنَّ أمامك في هذه الآية عددًا من الروايات الإسرائيلية الواردة عن السلف، ومعها خبرٌ صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأمر هنا هو النظر في معنى الآية، والمراد بالفتنة التي فتنها سليمان عليه السلام، وليس النظر هنا إلى صحة الأخبار، وإنما إلى صحة حمل هذه الأخبار على فتنة سليمان عليه السلام، لبيان ما وقع فيه سليمان عليه السلام.
فأيهما أولى: التفسير بمجمل الروايات التي وردت عن السلف، أو التفسير بهذا الحديث الوارد في أخبار سليمان عليه السلام؟
إن حمل الآية على هذا أو ذاك من باب الرأي، لكن أيهما أنسب في فهم الآية، وسياقها؟
إنَّ مجمل الأخبار التي حكاها المفسرون أنَّ الشيطان سُلِّط على سليمان عليه السلام، وأنه بلغ من تسليطه أن سلبه ملكه، وأنكره الناس، حتى عاد إليه ملكه وانتقم من هذا الشيطان العاتي.
وعلى هذا المجمل وردة روايات المفسرين، وهو قول الجمهور منهم، حتى إنه لا يكاد يوجد خلاف بين السلف على هذا المجمل من القصة، والسياق يشير إليه، وذلك لأنه لما طلب المُلْكَ الذي لا ينبغي لأحد من بعده، كان منه تحكمه في الشياطين، ولم يكن قبل فتنه معصومًا عن تسلطهم عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس في هذا الأمر غرابة؛ لأن الله يبتلي عباده بما يشاء، ويبتلى الرجل على قدر دينه، وكون الله قد قدَّر تسلط بعض الشياطين على الأنبياء، فإن ذلك مما لا ينكره إلا من تجرَّد من قبول الأخبار، إذ قد صح الخبر بلا نكير أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سُحِرَ، وكان سحره فيما يتعلق ببشريته دون نبوته، وما السحر إلا تسلط من الشيطان، وكان ذلك من البلاء الذي قدَّره الله على أفضل خلق صلى الله عليه وسلم، ثمَّ نجَّاه منه.
فإذا كان هذا مستقرًا عنك بلا نكير، ولم تكن ممن يرد الأخبار الصحاح التي وردت في مثل هذا المقام، فمالذي يدعوك إلى إنكار أصل القصة التي وردت في فتنة سليمان، وأنه كان فيها تسليط للشيطان عليه، لكن ما مدى هذا التسليط، وما التفاصيل التي حصلت، فهذا مما لا يمكن إدراكه إلا بخبر معصوم، والخبر المعصوم ليس موجودًا في هذه الروايات، لذا كان انتقاد هذه التفاصيل دون أصلها.
أما ما رواه البخاري (ت: 256) من خبر سليمان عليه السلام، فلا يصلح أن يكون تفسيرًا للآية، قال الطاهر بن عاشور (ت: 1393):» وليس في كلام النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك تأويل هذه الآية. ولا وضع البخاري ولا الترمذي الحديث في التفسير في كتابيهما.
قال جماعة: فذلك النصف من الإنسان هو الجسد الملقى على كرسيه، جاءت به القابلة، فألقته له وهو على كرسيه، فالفتنة على هذا خيبة أمله، ومخالفة ما أبلغه صاحبه.
وإطلاق الجسد على ذلك المولود؛ إما لأنه وُلِدَ ميتًا، كما هو ظاهر قوله: شق رجل، وإما لأنه كان خلقه غير معتاد، فكان مجرد جسد.
وهذا تفسير بعيدٌ؛ لأن الخبر لم يقتض أن الشقَّ الذي ولدته المرأة كان حيًّا، ولا أنه جلس على كرسي سليمان.
وتركيب هذه الآية على ذلك الخبر تكلُّف «. [التحرير والتنوير (23: 260)]
وبعد هذا، لو لم يكن عندك خبر من أخبار بني إسرائيل، ولا غيره من الآثار، فهل يخفى عليك البيان الجملي، والمعنى المراد بالآية؟
لا أظنَّ أن ذلك يخفى عليك، فأنت ستدرك المعنى والمراد دون الاعتماد على مرويات بني إسرائيل التي تتميز بذكر تفاصيل في القصة قد تزيد المعنى وضوحًا، دون أن تكون أصلاً في فهم المعنى.
ويصعب الأمر في تفسير الآية حين لا يرد عن السلف إشارة إلى غير الإسرائيليات، وفيها ما فيها من الغرابة والنكارة، ومن ذلك ما ورد في تفسير قوله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ % إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ % إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ % قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ % يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) ص: 21 ـ 26
قال ابن كثير (ت: 774):» قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذة من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديث لا يصح سنده؛ لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه.
ويزيد، وإن كان من الصالحين، لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة، وأن يرد علمها إلى الله عز وجل، فإن القرآن حق، وما تضمن فهو حق أيضًا «. [تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، تحقيق: سامي السلامة (7: 60)]
ولم يتكلم ابن كثير (ت: 774) على هذه الآيات، ولا ذكر قصتها. وما ذلك إلا لكونها مشكلة عنده رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما القصة، فقد ذكرها غيره، وهم كثير، ومن رواياتها:
قال الطبري (ت: 310):» حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله: (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) قال: إن داود قال: يا رب قد أعطيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب من الذكر ما لوددت أنك أعطيتني مثله.
قال الله: إني ابتليتهم بما لم أبتلك به، فإن شئت ابتليتك بمثل ما ابتليتهم به وأعطيتك كما أعطيتهم.
قال: نعم.
قال له: فاعمل حتى أرى بلاءك.
فكان ما شاء الله أن يكون، وطال ذلك عليه، فكاد أن ينساه، فبينا هو في محرابه، إذ وقعت عليه حمامة من ذهب، فأراد أن يأخذها، فطارت إلى كوة المحراب، فذهب ليأخذها، فطارت، فاطَّلع من الكوة، فرأى امرأة تغتسل، فنَزل نبي الله من المحراب، فأرسل إليها، فجاءته، فسألها عن زوجها وعن شأنها، فأخبرته أن زوجها غائب، فكتب إلى أمير تلك السرية: أن يؤمره على السرايا؛ ليهلك زوجها، ففعل، فكان يصاب أصحابه وينجو، وربما نُصروا، وإن الله عز وجل لما رأى الذي وقع فيه داود أراد أن يستنقذه، فبينما داود ذات يوم في محرابه إذ تسوَّر عليه الخصمان من قِبَلِ وجهه، فلما رآهما وهو يقرأ فزع وسكت.
وقال: لقد استُضعفت في ملكي حتى إن الناس يستورون علي محرابي.
قالا له: لا تخف، خصمان بغى بعضنا على بعض، ولم يكن لنا بُدٌّ من أن نأتيك، فاسمع منا.
قال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة أنثى، ولي نعجة واحدة، فقال: أكفلنيها؛ يريد أن يُتَمِّمَ بها مئة، ويتركني ليس لي شيء، وعزني في الخطاب.
قال: إن دعوتُ ودعا كان أكثر، وإن بطشتُ وبطش كان أشد مني، فذلك قوله: (وعزني في الخطاب).
قال له داود: أنت كنت أحوج إلى نعجتك منه (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) إلى قوله: (وقليل ما هم)، ونسي نفسه، فنظر الملكان أحدهما إلى الآخر حين قال ذلك، فتبسم أحدهما إلى الآخر، فرآه داود، وظن أنما فُتِنَ، فاستغفر ربه، وخَرَّ راكعًا، وأناب أربعين ليلة حتى نبتت الخضرة من دموع عينيه، ثم شدد الله له ملكه «. [تفسير الطبري، ط: الحلبي (23: 146)]
هذه أخفُّ الروايات في شأن هذا الابتلاء الذي أصيب به داود عليه السلام، وهي كما ترى فيها ما فيها.
وورد في الروايات الأخرى أنَّ الرجل قُتِلَ في الغزو بسبب طلب داود من أمير حربه أن يجعله ممن يتقدمون بالتابوت؛ لأنَّ من يتقدم به لا يجوز له أن يفر حتى يموت أو يضعه بين يدي العدو وينجو، وإن كان الغالب على حملة التابوت الموت.
فلما تقدم الرجل بالتابوت كان ممن مات، فلما انتهت عِدَّةُ امراته تقدم إليها داود عليه السلام فتزوجها.
حاشية: [ينظر ـ على سبيل المثال ـ في هذه القصة: تفسير الطبري، ط: الحلبي (23: 147 ـ 150)، ويلاحظ أن الرواية الإسلامية لهذه الإسرائيلية قد خلت من البهتان الذي ألصقته يهود بنبي الله داود من أنه زنى بالمرأة ـ والعياذ بالله ـ وزوجها في الغزو، ثم أنه
قدمه في حملة التابوت ... القصة.
فهذا من البهتان العظيم الذي يستحيا من ذكره في حقِّ أصفياء الله، وإنما أوردته لأنه يُظهِر أن الذين نقلوا الإسرائيليات لم ينقلوا كل ما فيها من البهتان، والله أعلم.]
وهذا الخبر مشهور في بني إسرائيل، وهو في أسفارهم كما هو مروي عن السلف، لكن من دون ذكر اتهامه عليه السلام بشنيعة الزنا، وظاهر أن السلف تلقوه منهم، وأنهم لم يذكروا هذه التهمة الباطلة.
وجائز أن يكون للقصة أصل صحيح، لكن زيد عليها زيادات أبعدتها عن الصحة، وليس ذلك بغريب على أمة قتلت الأنبياء وكذبت عليهم، هذا فضلا عن تقادم العهد، وعدم تدوين مثل هذه الأخبار وقت وقوعها ولا بُعيده، مما يعطي فرصة لدخول مثل هذه التفاصيل الغريبة.
ولو أُخِذَ الأمر على أنه أراد أن تكون هذه المرأة زوجةً له، وأنه تمنى أن لو قُتِلَ زوجها في سبيل الله، ولكن الله لم يقدِّر له الموت، كما هو ظاهر الرواية السابقة عن ابن عباس (ت: 68)، فأرسل الله له الملائكة على صورة المختصمين في أمر النِّعاج ـ وهي إشارة للزوجات ـ ليُبَيِّنوا له ما وقع فيه من الخطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا القدر يدخل في النطاق البشري، ولا يوجد ما يمنع وقوعه من النبي سوى الرأي بأنه مما يُخلُّ بالمروءة، وقد يكون هذا الأمر مما يجوز في شريعتهم، فالشرائع تختلف.
وداود عليه السلام لم يقتله، ولا أمر بذلك، وإنما كان هو في الغزو، والغزاة إنما يذهبون للجهاد، وهم متيقنون بالموت.
والموت في سبيل الله شرف يطلبه كل مسلم، فقدَّمه لذلك الشرف حرصًا منه على هذه المرأة، فكان في ذلك الخطأ، والله أعلم.
ولقد كان داود غنيًا عن مثلها، لكن الله ابتلاه، ولله أن يبتلي عباده بما شاء، فأي مانع من أن تكون البلوى على هذه الصورة؟
هذا، والله أعلم بما كان. ولو كان، فهل يلزم أن تكون هذه القصة هي المرادة من هذه الآيات.
خذ الآيات على ظاهرها، وفسِّرها بهذا الظاهر، دون أن يكون في ذهنك مثل هذه القصة، ماذا سيكون التفسير؟
يقول الله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ) ص: 21؛ أي: هل جاءك خبر من بني إسرائيل حين قفزوا إلى بيت داود، ودخلوا عليه، وهو في مكان عبادته.
ولو كانوا ملائكة لما احتاجوا أن يقفزوا، فكان في قوله تعالى: (تسوروا المحراب) إشارة واضحة أنهم من البشر، كما أنَّ في الإخبار عنهم أنهم خصمة إشارة إلى وقوع أمر يتخاصمون عليه، وهو شأن هذه الغنم، وأنهم لم يكن لهم بدُّ من فعل ذلك الأمر المشين، وهو تسور المحراب على داود، وليس ذلك الخُلقُ بغريب على قَتَلَتِ الأنبياء.
فالموضوع في نظرهم لا يستحق بلغ درجة لا يُحتمل معها الانتظار، ففعلوا ما فعلوا، ولم يراعوا حرمة بيت داود، ولا وقته الذي لم يكن فيه مستعدًّا لتلقي الخصوم.
ولا زال حال بعض الناس اليوم على هذا، فتراه يتصل على المفتي في أي ساعة من ليل أو نهار يطلب الفتوى، وليس في نظره همُّ ولا شغل غيرها، وهو غير مراع لآداب الوقت، والمناسب منه في طلب الفتوى.
قوله تعالى: (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ) ص: 22.
لقد كان من الطبعي أن يخاف داود عليه السلام هؤلاء الداخلين عليه محرابه في ساعة لا يستقبل فيها أحدًا، لكنهما بادراه بما يريدان، وهو ما شغلهم، وجعلهم يأتونه في هذا الوقت الغريب، وأعلماه بأنهما متخاصمان، وطلبا منه على سجية بني إسرائيل المتعنتة أن يحكم بينهم بالحق ولا يميل مع أحدهما على الآخر، وأنَّى لنبي الله داود عليه السلام الذي أوتي الحكمة وفصل الخطاب أن يَحيف على المتخاصمين، لكنها هِنَةٌ من أخلاق بني إسرائيل الذين قالوا لموسى، وهو يأمرهم أن يذبحوا البقرة: (أتتخذنا هزوا) البقرة: 67، وأنَّى لنبي الله موسى أن يهزأ.
قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) ص: 23
هذه هي الخصومة، خصومة بين صاحبي نعاج، وهي نعاج حقيقة، فمجتمع داود عليه السلام مجتمع رعوي زراعي، يدل على ذلك تلك الخصومة التي ذكره الله سبحانه في سورة الأنبياء بين أصحاب الغنم وأصحاب الحرث، قال تعالى: (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) الأنبياء: 78
وهذه المشكلة حصلت بين أصحاب الماشية، ولتصور الحدث أحكي لك واقع الحدث تخيُّلاً لا تحقيقًا؛ لتقريب تلك الصورة التي وقعت:
هذان جاران، أحدهما يملك تسعة وتسعين نعجة، والآخر يملك نعجة واحدة، ومن عادة أهل القرى أن تسرح ماشيتهم مع الراعي حتى المساء، فإذا عادت في المساء دخلت تلك النعجة المنفردة مع نعاج صاحبه الكثيرة.
ثمَّ يأتي صاحب النعجة ليخرج نعجته من بين نعاج صاحبه، فتخيل ماذا يحدث من إزعاج صاحب النعاج كل ليلة حينما يدخل صاحب النعجة ليخرج نعجته من بين تلك النعاج.
لما كان الحال كذلك، قال له صاحب النعاج: أكفلنيها؛ أي: اجعلها في كفالتي، تبقى مع نعاجي، وتأكل وتشرب، دون أن تزعجني كل ليلة وتزعج نعاجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن صاحب النعجة رجل مُتَعَنِّتٌ، ضيِّق الفهم، فركب رأسه ورأى أنَّ في هذا تجنٍ عليه، ومضايقة له في نعاجه، وكان رجلاً خَصِمًا، فخاصم، وكان هو المتحدث عند داود عليه السلام، فانطلق في الشكاية، وأظهر أنه صاحب حقٍّ، مع أن صاحبه يريد أن يَبَرَّه، ولم يزد عن قوله: أكفلنيها، ولكنه زعم أن صاحب النعاج قد غلبه في الخطاب والمخاصمة.
ثمَّ تكلَّم داود مستعجلاً في الحكم في القضية قبل أن يسمع حجة الرجل الآخر، فقال: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ) ص: 24، وبهذا الاستعجال، وعدم سماع الخصم الآخر، وقع داود في ما يستحق عليه المعاتبة، ثم استدرك عجلته في القضية، فأدرك أنها الفتنة التي اختبره الله بها، فاستغفر ربه، وخر راكعً منيبًا لربه.
ثم قال الله معقبًا على قضية الخصوم: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) ص: 26، فالمقدمة للقصة، وتضاعيفها وتعقيبها كله في الحكم والقضية، ولا يظهر لأمر المرأة شيء، فقد جاءت المقدمة منوهةً بما أعطى الله داود من الحكمة وفصل الخطاب في قوله تعالى: (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ) ص: 20، ثم ذكر بعدها قضية الخصوم الذين تسوروا المحراب، ثمَّ عقَّب بتذكير داود بأن الله جعله خليفة في الأرض وأمره له بأن يحكم بين الناس بالحق، هذا هو ظاهر الآيات، والله أعلم بالصواب.
مسائل تتعلق بالإسرائليات:
أولاً: تعليق الأمر بالإسرائيلية دون راوي الإسرائيلية.
إن الخبر الغيبي إذا كان مرتبطًا بقصص بني إسرائيل على سبيل الخصوص، فإن الأولى أن يقال فيه: فيه شبه الخبر الإسرائيلي، حتى يتوقف فيه، دون أن يكون التعليق على راوي الخبر، فلا يقال: يتوقف فيه لأنه من رواية ابن عباس (ت: 68)، وهو مشهور بالأخذ عن أهل الكتاب؛ لأن هذا يلزم منه التوقف في كل خبر غيبي يرويه ابن عباس (ت: 68)، إذ سيقال: يتوقف في هذا النقل؛ لأن ابن عباس (ت: 68) يروي عن بني إسرائيل، وعند التحقيق لا تجد الأمر كذلك.
والوارد عن الصحابة له خصوصية، كما قال شيخ الإسلام (ت: 728):» ... وما نُقِل في ذلك عن الصحابة نقلاً صحيحًا، فالنفس إليه أسكن مما نُقِل عن بعض التابعين؛ لأن احتمال أن يكون سمعه ومن النبي صلى الله عليه وسلم أو من بعض من سمعه منه أقوى، ولأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين، ومع جزم الصحابي بما يقوله، كيف يقال: إنه أخذه عن أهل الكتاب، وقد نُهوا عن تصديقهم «. [مقدمة في أصول التفسير، تحقيق: عدنان زرزور (ص: 58)]
وابن عباس (ت: 68) قد اشتهر أخذه عن بني إسرائيل، وصحَّ عنه بعض الأمور الغيبية، فلو عُمِلَ بهذه القاعدة لما قٌبِلَ قوله فيها، ولكنَّ الأمر على خلاف ذلك، فقد قُبِلَ قوله، وأُخِذَ به، ومن ذلك ما ورد عنه في الكرسي، قال عبد الله بن احمد بن حنبل: حدثني أبي، نا ابن مهدي، عن سفيان، عن عمار الدُّهْنِي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره «. [السنة (2: 454)، وقد روي في غير ما كتاب من كتب السنة]
فإذا أعملت هذه القاعدة، وهي أن من عُرِفَ بالأخذ عن بني إسرائيل، وكنت ممن ظهر له أن ابن عباس (ت: 68) قد أخذ عنهم، فإنك ستتوقف في دلالة هذا الخبر، وهذا ما لم يعمل به أهل السنة، بل تلقوا خبره بالقبول، وأثبتوا به هذه العقيدة التي يتضمنها الخبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذ ابن عباس (ت: 68) عن أهل الكتاب مما لا يحتاج إلى إثبات، لكن الأمر الذي يحتاج إلى بحث ما ورد عنه في صحيح البخاري (ت: 256)، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، أخبرنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل إليكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث، تقرءونه محضًا لم يُشَبْ، وقد حدَّثكم أن أهل الكتاب بدَّلوا، وغيَّروا، وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلاً، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله، ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذى أنزل إليكم «.
فما مراده من هذا النهي؟
لقد حرصت على تتبع هذا الأثر عن ابن عباس لعلي أظفر بشرح يبين مقصوده، لكني لم أظفر بشيء في ذلك، وقد اجتهدت في تبيُّن الاحتمالات التي جعلت ابن عباس (ت:68) يقول هذا، مع أنه قد ورد عنه الأخذ عن بني إسرائيل، فظهر لي منها:
أولاً: أن يكون يريد الأحكام والعقائد دون غيرها من الأخبار؛ لأن هذين الأمرين لا يجوز أن يؤخذا عن غير المعصوم في خبره.
أما الأخبار الأخرى فإنها مما لا يلزم تصديقه ولا تكذيبه، ولا يُبنى عليها علم، وليس فيها هدى، قال ابن كثير (ت: 747):» ثم ليعلم أن أكثر ما يتحدثون به غالبه كذب وبهتان لأنه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل وما أقل الصدق فيه ثم ما أقل فائدة كثير منه لو كان صحيحا قال ابن جرير 213 حدثنا ابن بشار أبو عاصم أخبرنا سفيان عن سليمان ابن عامر عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير عن عبد الله هو ابن مسعود قال لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل فإنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا وفي قلبه تالية تدعوه إلى دينه كتالية المال «.
ثانيًا: أن يكون رأيًا متأخرًا له.
ثالثًا: أنه رأى كثرة الرجوع إليهم، فأراد أن يسد هذا الباب.
ثانيًا: معرفة المصدر الذي نقلت منه الإسرائيلية.
ثالثًا: الموقف من كتب التفسير التي تروي الإسرائيليات.
لا تخلو كتب التفسير التي تنقل أخبار بني إسرائيل من حالتين:
الأولى: أن تنقل من كتب أهل الكتاب مباشرة، كما تجده في كتاب التحرير والتنوير، للطاهر بن عاشور (ت: 1393).
الثانية: أن تكون كتب التفسير تنقل بالرواية عمن نقل هذه الإسرائيليات، وعلى هذا أغلب كتب التفسير، كتفسير ابن جرير الطبري (ت: 310)، والكشف والبيان للثعلبي (ت: 427)، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير (ت: 774)، وغيرها من كتب التفسير التي تعنى بالمأثور عن السلف.
وهذا النوع من كتب التفسير قد يوجه النقد إلى أصحابها بأنهم يروون الإسرائيليات، ولا ينقدونها.
وإذا تأمَّلت هذه النقود مليًّا، وجدتها لا توجَّه إلى هؤلاء المفسرين فحسب؛ لأنهم نقلوا ما وجدوا في الآثار عن السلف، لكنه في حقيقته يعود إلى نقد منهج السلف في التعامل مع هذه الإسرائيليات، وذكرهم لها في تفاسيرهم.
إن هذا هو نتيجة نقد الكتب التي تذكر الإسرائيليات ولا تنقدها، فهل يقع اللوم على المفسر الذي نقل المرويات، أو يقع على الذين تُروى عنهم من السلف؟!
إن وجود الإسرائيليات ليس عيبًا يخدش قيمة التفسير، وليس من الأخطاء لتي يتحملها المؤلفون في التفسير حينما ينقلون ما بلغهم عن مفسري السلف، وقد أشار إلى ذكر القاسمي (ت: 1332) تحت قاعدة بعنوان (قاعدة في قصص الأنبياء والاستشهاد بالإسرائيليات)، قال:» ... فإذً لا يخفى أن من وجوه التفسير معرفة القصص المجملة في غضون الآيات الكريمة، ثم ما كان منها غير إسرائيلي؛ كالذي جرى في عهده صلى الله عليه وسلم، أو أخبر عنه، فهذا تكفل ببيانه المحدثون، وقد ررو بالأسانيد المتصلة، فلا مغمز فيه.
وأما ما كان إسرائيليًا، وهو الذي أخذ جانبًا وافرًا من التنْزيل العزير، فقد تلقى السلف شرح قصصه، إما مما استفاض على الألسنة ودار من نبئهم، وإما من المشافهة عن الإسرائيلين الذين آمنوا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهؤلاء كانوا تلقفوا أنباءهم من قادتهم؛ إذ الصحف كانت عزيزة لم تتبادلها الأيدي كما هو في العصور الأخيرة. واشتهر ضنُّ رؤسائهم بنشرها لدى عمومهم، إبقاءً على زمام سيطرتهم، فيروون ما شاءوا غير مؤاخَذين ولا مناقَشين، فذاع ما ذاع.
ومع ذلك فلا مغمز على مفسرينا الأقدمين في ذلك، طابق أسفارهم أم لا، إذ لم يألوا جهدًا في نشر العلم وإيضاح ما بلغهم وسمعوه؛ إما تحسينًا للظن في رواة تلك الأنباء لا يروون إلا الصحيح، وإما تعويلاً على ما رواه الإمام أحمد والبخاري والترمذي عن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:» بلغوا عني ولول آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج «. ورواه أبو داود بإسناد صحيح عن أبي هؤيرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:» حدثوا عن بني إسرائي ولا حرج «. فترخَّصوا في روايتها كيفما كانت، ذهابًا إلى أن القصد منها الاعتبار بالوقائع التي أحدثها الله تعالى لمن سلف؛ لينهجوا منهج من أطاع، فإُثنِي عليه وفاز، وينكبوا عن مهيع من عصى فحقت عليه كلمة العذاب وهلك. هذا ملحظُهم رضي الله عنهم.
وقد روى الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يقول:» إذا روينا في الأحكام شددنا، وإذا روينا في الفضائل تساهلنا «. فبالأحرى القصص. وبالجملة: فلا ينكر أن فيها الواهيات ـ بِمَرَّة ـ والموضوعات؛ مما استبان لمحققي المتأخرين.
وقد رأيت ممن يدعي الفضل ـ الحطَّ من كرامة الإمام الثعلبي ـ قدَّسي الله سره العزيز ـ لروايته الإسرائيليات، وهذا ـ وايم الحقِّ ـ من جحد مزايا ذوي الفضل ومعاداة العلم، على أنه ـ قُدِّس سرُّه ـ ناقل عن غيره، وراوٍ ما حكاه بالأسانيد إلى أئمة الأخبار، وما ذنب مسبوق بقول نقله باللفظ، وعزاه لصاحبه؟!
فمعاذًا بك اللهم من هضيمة السلف ... «. [محاسن التأويل (1: 41 ـ 42)]
رابعًا: بعض قصص القرآن لا يوجد في كتب بني إسرائيل.
إن دراسة الإسرائيليات الواردة عن السلف تحتاج إلى موازنة مع القصص الغيبية الأخرى التي يُقطع بأنها لم ترد عن بني إسرائيل، وليست من أخبارهم؛ كقصص قوم هود وقوم صالح وقوم شعيب، ويُنظر هل ورد فيها عنهم أخبار عجيبة وغريبة أم لا؟
إن ورود غرائب في قصص هؤلاء الأنبياء لا يمكن أن يكون مأخوذًا عن بني إسرائيل قطعًا؛ لأنه لا يوجد في أخبار بني إسرائيل غير نبأ آدم ونوح وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ويوسف، ثم أخبار أنبياء بني إسرائيل بدءًا بموسى عليه السلام.
أما غيرهم من الأنبياء في الأمم الأخرى ـ خصوصًا العرب الذين كانوا يحقدون عليهم ـ فلا يوجد لهم ذكر في أسفارهم.
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 May 2003, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا عبدالملك على هذا الطرح العميق، والدراسة الجادة، وهذا ما نحرص عليه جميعاً من المستوى في ملتقى أهل التفسير، وأرجو من كافة الأعضاء الحرص بقدر الاستطاعة على ذلك.
كما أشكر الأخ أبا بيان على فتحه باب النقاش في الإسرائليات والتي سبق أن أشار إليها وأهمية الحديث عنها في رسالة خاصة بعث بها لي وفقه الله. ولعل هذه المشاركات تجمع لاحقاً بعد التعقيبات والملاحظات في ملف واحد في ملتقى أهل التفسير، ومثل هذه المشاركات ستدفعنا في نهاية الأمر إلى تطوير الملتقى لما هو أعلى من مجرد منتدى حواري على الانترنت، ولعلنا نحاول تغيير الصورة السائدة عن ملتقيات الانترنت.
وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى.
وأختم بهذه الفائدة:
أورد الإمام مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه قول يحيى بن أبي كثير: (لا يستطاع العلم براحة الجسم).
فعلق النووي على ذلك بقوله:
جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم محضة , مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة , فكيف أدخلها بينها؟ وحكى القاضي عياض - رحمه الله تعالى - عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما - رحمه الله تعالى - أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو , وكثرة فوائدها , وتلخيص مقاصدها , وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام وغيرها , ولا نعلم أحدا شاركه فيها , فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا فقال: طريقه أن يكثر اشتغاله وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم , هذا شرح ما حكاه القاضي.
رحمهم الله جميعاً،، وقديماً قال الأول:
أعاذلتي على إتعاب نفسي ... ورعيي في الدجى روض السهاد
إذا اعتاد الفتى خوض المعالي ... فأهون فائتٍ طيبُ الرقادِ
ـ[الغزالي]ــــــــ[04 May 2003, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيراً، د. مساعد.
ـ[متعلم]ــــــــ[28 Oct 2003, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ.
ما رأي فضيلتكم في رسائل ماجستير توزع على مجموعة من الطلاب بعنوان (الإسرائليات في كتب التفاسير) ويوزع بحسب اجزا القرآن، ويقومون بجمع كل الاإسرائليات ومن ثم دراستها بالرجوع لكتب السنة وكذلك بالرجوع لكتاب العهد القديم والعهد الجديد.
حتى يتيسر ضبط كتب التفسير وصونها من الكذب على الانبياء، وتمييز الصحيح من السقيم.
فما رأيكم؟؟
وكذلك الأخ عبد الرحمن وبقية الاخوة، ارجوا الادلاء بآرائهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 Oct 2003, 10:06 ص]ـ
الأخ الدكتور الدكتور مساعد الطيار وفقه الله
مقالتك فيها فوائد عديدة لكن لي بعض التعليقات عليها فأرجو أن يتسع لها صدرك:
قصة موسى عليه السلام والحجر ليست مستنكرة لأنه ليس فيها أن بني إسرائيل قد شاهدوا عورته. وعورة الرجل على الصوب هي السوئتين. ورؤيتهم لجلده دليل على أنه ليس أبرص. أما الأُدْرَةٌ فلا يشترط لنفيها أن يروا عورته بل يكفي أن لا يروها في غير موضعها الطبيعي. أرجو أن تكون الفكرة قد وصلت لأن كلامي غير واضح. وقد قرأت شرحاً للحديث لابن حزم أجد فيه.
==============
القصة اليهودية التي تطعن في سليمان عليه السلام تقول عنها: وليس في هذا الأمر غرابة!!!
يا أخي كيف ليس في الأمر غرابة؟
النبوة لا تكون في خاتم، ولا يسلبها النبي، ولا ينزع عنه. وهذه المعجزات قد أتت سليمان لأنه نبي لا لأن معه خاتم سحري! كما أن الناس يتبعوه لأنه نبي يأتي بالهدى من رب العالمين وليس لمجرد امتلاكه خاتماً. واليهود لا يعتبرون سليمان نبياً وإنما كان ساحراً قد دان له الجن بفعل القوة السحرية لخاتمه. و في الفرية اليهودية أن جميع الناس أنكروه لمجرد أنه لم يعد بيده الخاتم، حتى نساءه أنكرنه! ثم إن الله تعالى لا يُمكّن الجني من التمثل بصورة النبي، ولا يمكن الشيطان بأن يحكم الناس بإسم النبي. ولو كان ذلك لفسدت الشرائع كلها، ولفتحنا الباب على مصراعيه أمام الملاحدة للطعن في الدين، وهو بالذات ما أراده اليهود من هذه الفرية العظيمة. فلعل هؤلاء الذين رآهم الناس في صورة إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ما كانوا أولئك، بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة لأجل الإغواء والإضلال، ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية.
والغريب أن ابن عباس قد روى تلك الخرافة اليهودية بتفاصيلها بما فيها أن الشيطان قد زنى بنساءه وجامعهن حتى في حيضهن. وقد أخذ سعيد هذه القصة فرواها كذلك مع ما فيها من الطعن بشرف المؤمنات الشريفات. وتبعه عدد من المفسرين المتأخرين، مع العلم أنهم لما وصلوا لقوله تعالى {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} (10) سورة التحريم. اتفقوا على أن الخيانة ليست الزنا أبداً لأن الله لا يمكن امرأة نبي من الزنا تكريماً له، وإنما الخيانة هي الشرك. فانظر حرصهم على النيل من المؤمنات الطاهرات وتبرءة المشركات. ويا للعجب من هذا.
أما الحسن فقد أنكر هذا من القصة وقال بأن الشيطان لن يسلطه الله على نساء النبي. لكنه للأسف بدلاً من أن يستدل بذلك على سقوط القصة كلها، حذف هذا الجزء فحسب، ثم أضاف لنهاية الأسطورة قصة لو حُكيت لأطفال لسخروا منها. وكذلك مجاهد اكتفى بحذف هذا الجزء من القصة وتابع الباقي. مع أن أصل القصة هو ابن عباس عن وهب بن منبه عن كتب اليهود. ومع ذلك كل واحد يعدل فيها على كيفه حتى يشوق الناس أكثر لها ويضيف ويزيد ثم يقرر أن هذا ما حدث!!!
==========
قوله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ % إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ % إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ % قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ % يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) ص: 21 ـ 26
الداخلان على داود عليه كانا خصمين من البشر، والنعاج حقيقية وليست مجازية. وليس في ظاهر التلاوة ما يقتضي ان يكونا ملكين. وبعيد على الملائكة أن يكذبون ويدعون أن بينهما خصومة وأن أحدهما قد أخذ نعجة الثاني، ويكون كل ذلك كذب لم يحصل. فهذا بعيد كل البعد. وليس ظاهر الآية يدعم هذه الأسطورة ولا فيها حديث مرفوع، وإنما أكذوبة يهودية لا حاجة لنا بها.
والتفسير الذي تفضلت به هو الموافق لظاهر الآية وهو الذي يقبله المنطق. فالأمر متعلق بالحكم فقط وليس بالطمع بالنساء بدليل الآية الثانية تتحدث عن الحكم بالعدل {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Oct 2003, 11:34 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فأشكر لكم مشاركتكم وملاحظتكم، وأود أن أصحح شيئًا مما قلته، فأقول:
أولاً: ما ورد في حق موسى عليه السلام من أنه عريان هذا هو نصُّ الحديث كما في البخاري وغيره، ففي صحيح البخاري في كتاب الأنبياء باب رقم 28، ورد النص: ((فرأوه عريانًا أحسن ما خلق الله))، فهل يُفهم من لفظة عريانًا أن كان عليه ما يستر العورة؟
وأنت تعلم أن من طبائع بني إسرائيل الإيمان بالمحسوسات، فكان من شدة أذيتهم لموسى عليه السلام ما ادَّعوه عليه، ثمَّ كان ما أذن الله به قدرًا أن يكون بهذه الحال، والله أعلم.
ثانيًا: عدم الغرابة التي أقصدها في قصة سليمان هو جواز تسليط الشيطان على النبي عليه السلام، أما التفاصيل التي وردت في القصة فلسنا ملزمين بها، ولي في ذلك تحرير أرجو أن أتمكن من طرحه ليتبين كيفية التعامل مع هذه المرويات الإسرائيلية، والله الموفق.
ـ[الخطيب]ــــــــ[03 Jul 2005, 06:20 م]ـ
رغم إعجابي بمستوى الوعي الذي تتحلون به - فضيلة الدكتور - في مناقشة كثير من القضايا التفسيرية والمنهجية التي تتعرضون لها لكن اسمح لي أن أستجلي منكم موقفكم هذا من الإسرائيليات هل هو تبرير لواقع أم قناعة بأنها حاجة تفسيرية لبيان مجمل القرآن حيث عللتم بذلك استشهاد السلف بها؟
ثم ما الفائدة التي ترتبت على وجود هذه الروايات في كتبنا؟
وإذا كنا ننعي الربط بين الآية وسبب النزول ربط العلة بالمعلول إيمانا بقدم النص الكريم وحدوث السبب مع أن سبب النزول مواكب للنزول ومن أخطر آثار ذلك تأييد الحداثيين في دعوى تاريخية القرآن الكريم، فهل ترانا مهيئين لقبول روايات إسرائيلية يخل أكثرها بمقام عصمة الأنبياء ومكانتهم بلا توهم لذلك؟ ويعمل باقيها على تقييد الرحابة التي يملكها النص الكريم بحدث إسرائيلي أقل ما يمكن أن يوصف به هو عدم وجود فائدة من ورائه كما قلتم بالنص:
" إن من يستقري الإسرائيليات التي وردت عن السلف، سيجد الأمور الآتية:
1 ـ أنها أخبار لا يبنى عليها أحكام عملية.
2 ـ أنه لم يرد عن السلف أنهم اعتمدوا حكمًا شرعيًا مأخوذًا من روايات بني إسرائيل.
3 ـ أنه لا يلزم اعتقاد صحتها، بل هي مجرد خبر.
4 ـ أنَّ فيها ما لم يثبت عن الصحابة، بل عن من دونهم.
5 ـ أن تعليق الأمر في بعض الإسرائيليات على أنه لا يقبلها العقل أمر نسبي، فما تراه أنت مخالف للعقل، قد يراه غيرك موافق للعقل.
6 ـ أن الكثرة الكاثرة في هذه الإسرائيليات لا يوضح أمرا يتعلق بالتفسير بل يكون التفسير واضحا بدونها وقد يكون معلوما من حيث الجملة والإسرائيلية لاتفيد فيه زيادة ولا قيد.
7 ـ أن هذه الإسرائيليات من قبيل التفسير بالرأي ”
بالقطع لا يمكن أن نوافق على انتزاع إسرائيلية من كتاب لأن موقفنا مع الكتب التراثية هو موقف المؤتمن مع الأمانة التي كلفها وليس من حقنا ولا من حق أي أحد أن ينتزع شيئا منها، لكن من حقنا أن ننتقد في بحوث خارجية أو في حواشي هذه الكتب ما نراه قابلا للنقد، وهذا دورنا.
فما رأيكم دام فضلكم ولعلنا نثري هذا الموضوع بفتح باب النقاش فيه من جديد، فأنا حقيقة لم أقرأ هذا البحث إلا عن طريق إحالة الأخ الحبيب أبي صفوت الذي يشاركنا – كما أعرف ذلك عن قرب - الإعجاب بالدكتور مساعد الطيار وجهوده
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[06 Jul 2005, 06:57 م]ـ
بارك الله في الجميع وفي الأستاذ الفاضل: د. مساعد
وأضم صوتي لصوت أخينا في الله أ. د. أحمد سعد الخطيب, فلقد ثكر حفظه الله ما كنت أردت أن أقوله في موضوعكم, وقد أعددته وكتبته على الكمبيتر, ثم دخلت إلى هنا فوجدته قد كتب ما كنت أنوي أن أذكره.
بارك الله في الجميع.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Jul 2005, 03:12 م]ـ
أخي أبو صلاح / حفظك الله
أتمنى لو طرحت ما كتبت، فلعل فيه ما يفيد مناقشة الموضوع، ولا ما نع من تواطئ الأفكار، وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[07 Jul 2005, 03:50 م]ـ
والله أخي في الله د. مساعد, ليس فيما كتبت أنا أي جديد عما ذكره د. الخطيب, وأنا لا أحب التكرار أو الإعادة خاصة في هذا النتدى العلمي البحثي (شبه الاكاديمي) الرصين.
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجوا منك أستاذنا د. مساعد أن تراسلني على بريدي الإلكتروني dr_reda_gad@yahoo.com
ولكم جزيل الشكر, واسف جدا على إرهاقكم. بارك الله فيكم, وزادكم بسطة في العلم والجسم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Jul 2005, 12:06 ص]ـ
الدكتور مساعد وفقه الله
من باب الاستفادة وإثراء المناقشة في هذا الموضوع المهم
قلتم - وفقكم الله -
ومن الأمور التي يحسن التنبه لها أنَّ رواية السلف للإسرائيلية ـ خصوصًا الصحابة ـ لا يعني قبول ما فيها من التفاصيل،ومرادهم بها بيان مجمل ما ورد في القرآن بمجل ما ذُكِرَ في القصة، دون أن يلزم ذكرهم لها إيمانهم بهذه التفاصيل التي تحتاج في نقلها إلى سند صحيح، وذلك عزيز جدًّا فيما يرويه بنو إسرائيل في كتبهم [/ b]
ألا يلزم من قبولهم لمجمل القصة دون ما فيها من تفاصيل منكرة سكوتهم عن بيان الحق ومعلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز كما هو معلوم لديكم ففي قصة سليمان سلمنا بأن الشيطان قد يكون له تسلط على بعض الأنبياء لكن أن يصل تسلطه إلى هذا الحد فهذا ما لا يقبل المقصود أن الصحابة خصوصا إذا أخبروا بمثل هذه القصة وكان مجملها صحيحا دون التفاصيل المنكرة فلا يليق بمقامهم حتى وإن سلموا ببعضها عدم بيان ما فيها من منكرات وغرائب ومخالفات هذا أمر
والآخر: انه باتفاق بين من اشترط إعمال الأسانيد في التفسير وبين من لم يشترط إعمالها فكل فريق منهما يوافق الآخر أنه إذا كان بالقول المروي في التفسير شذوذ ونكارة فإنه في تلك الحال يجب النظر في السند وتحقق صحته وهذا ما قررتم نحوه في مقالكم على أسانيد التفسير
والسؤال: أليست المنكرات الواردة في بعض الإسرائيليات أولى بتطبيق هذا عليها من الأقوال الواردة عن السلف في التفسير؟
هذه مجرد استشكالات عرضت للذهن بعد قراءة مقالكم هذا وكلي أمل في الاستفادة منكم
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Feb 2006, 11:22 م]ـ
يرفع للفائدة ولإكمال المناقشة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 Feb 2006, 08:53 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور مساعد الطيار
قال ابن كثير في مقدمة تفسيره:
"ولهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير في تفسيره، عن هذين الرجلين: عبد الله بن مسعود وابن عباس، ولكن في بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب، التي أباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "بَلِّغوا عني ولو آية، وحَدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَج، ومن كذب عَلَىَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري عن عبد الله (10)؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو يوم اليرموك قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح (1).
والثاني: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني؛ ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدّتهم، وعصا موسى من أي الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ونوع الشجرة التي كلَّم الله منها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم. ولكن نَقْلُ الخلاف عنهم في ذلك جائز، كما قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 22]، فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا، فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ
(يُتْبَعُ)
(/)
لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فقال في مثل هذا: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب. فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم فالأهم. فأما من حكى خلافًا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، إذ قد يكون الصواب في الذي تركه. أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضًا. فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ، وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالا متعددة لفظًا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور، والله الموفق للصواب."
وقال العلامة محمود شاكر في مقدمته على تفسير الطبري:
"ولمَّا رأيتُ أن كثيرًا من العلماء كان يعيبُ على الطبري أنه حشَدَ في كتابِهِ كثيرًا من الرواية عن السالفين، الذين قرأوا الكُتُب، وذكروا في معاني القرآنِ ما ذكروا من الرواية عن أهل الكتابَيْن السالِفَيْن: التَّوراة والإنجيل - أحببتُ أن أكشف عن طريقة الطبري في الاستدلال بهذه الرواياتِ روايةً روايةً، وأبيّن كيف أخطأ الناسُ في فهم مقصده، وأنّه لم يَجْعل هذه الروايات قطُّ مهيمنةً على كتاب الله الذي لاَ يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه. وأحببتُ أن أبيّن عند كُلِّ روايةٍ مقالة الطبريّ في إِسنادِها، وأنه إسنادٌ لاَ تقوم به حُجَّةٌ في دين الله، ولا في تفسير كتابه، وأن استدلاله بها كان يقوم مقام الاستدلالِ بالشِّعر القديم، على فهم معنى كلمة، أو للدلالة على سياقِ جملة. وقد علقتُ في هذا الجزء 1: 454، 458 وغيرهما من المواضع تعليقًا يبينُ عن نهج للطبري في الاستدلال بهذه الآثار، وتركتُ التعليقَ في أماكنَ كثيرة جدًّا، اعتمادًا على هذا التعليق." يقصد في تعليقه على تفسير ابن جرير الاية:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) " في تفسيرقوله تعالى: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} ( http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=2&nAya=30)
" هذا التعقيب على خبر ابن عباس، دليل على ما ذهبنا إليه في بيان طريقة الطبري في الاستدلال بالأخبار والآثار انظر ص: 453 - 454. فهو لم يروه لاعتماد صحته، بل رواه لبيان أن قول الله سبحانه: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"، إنما هو خطاب فيه لفظ العموم"الملائكة"، ويراد به الخصوص لبعض الملائكة، كما هو معروف في لسان العرب. وأن قول هؤلاء الملائكة: "أتجعل فيها من يفسد فيها. . . "، لم يكن عن علم عرفوه من علم الغيب، بل كان ظنًّا ظنوه. وسيأتي بعد ما يوضح مذهب الطبري في الاستدلال، كما سأشير إليه في موضعه." واضاف:" نقد الطبري دال أيضًا على ما ذهبنا إليه من الاستدلال بالآثار كاستدلال المستدل بالشعر. وأنت تراه ينقض هذا الخبر نقضًا، ويبين الخطأ في سياقه، وتناقضه في معناه. وهذا بين إن شاء الله."
وقال تعليقا على كلام الطبري "وهذا الذي ذكرناه هو صفةٌ منا لتأويل الخبر، لا القول الذي نختاره في تأويل الآية" قال -محمود شاكر-:"وهذا أيضًا دليل واضح على أن استدلال الطبري بالأخبار والآثار، ليس معناه أنه ارتضاها، بل معناه أنه أتى بها ليستدل على سياق تفسير الآية مرة، وعلى بيان فساد الأخبار أنفسها مرة أخرى. وقد أخطأ كثير ممن نقل عن الطبري في فهم مراده، وتحامل عليه آخرون لم يعرفوا مذهبه في هذا التفسير."
نقل كلام الشيخ محمود شاكر من الموسوعة الشاملة الاصدار الثاني.ولم ارجع لتحقيقه مباشرة.
والقرطبي في مقدمته بين ان من منهجه:"وأضرب عن كثير من قصص المفسرين، وأخبار المؤرخين، إلا مالا بد منه ولا غنى عنه للتبيين، واعتضت من ذلك تبيين آي الاحكام، بمسائل تفسير عن معناها، وترشد الطالب الى مقتضاها، فضمنت كل آية لتضمن حكما أو حكمين فما زاد، مسائل نبين فيها ما تحتوي عليه من أسباب النزول والتفسير الغريب والحكم، فإن لم تتضمن حكما ذكرت ما فيها من التفسير والتأويل، هكذا الى آخر الكتاب."
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[24 May 2006, 12:42 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذا الطرح
وقد كان يشغل بالي كثيرا هذا الموضوع
وذلك أن الصحابة أعلم بما يجوز على الله ورسله وما يمتنع، ومع ذلك نراهم قصوا تلك القصص والحكايات، فهل نحن أورع من الصحابة في ذلك!؟ أو أعلم منهم حتى نردها دون معرضتها بأقوال من الصحابة مثلها
ثم أن بعض الصحابة رتب أفعالا على مثل هذه الأخبار، فمثلا خبر (هاروت وماروت) كان ابن عمر إذا رأى كوكب الزهرة قال (لا حياك الله يا صاحبة الملكين) رغم أنه صح عن ابن عمر أنه أخذه من كعب الأحبار، فمثلا خبر الملكين يوجه أن عصمة الملائكة تكون في الصورة التي خلقهم الله عليها، فإذا خرجوا من هذا الوصف، بإن ركبت فيهم الشهوة نزعت منهم العصمة .. والله أعلم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 May 2006, 02:51 م]ـ
قال رحمه الله في كتابه أحكام القرآن عند ذكره لمسائل قصة أمر موسى لبني إسرائيل بذبح البقرة:
(فِي الْحَدِيثِ عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ: كَثُرَ اسْتِرْسَالُ الْعُلَمَاءِ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ فِي كُلِّ طَرِيقٍ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: {حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ}. وَمَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ الْحَدِيثُ عَنْهُمْ بِمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ وَقِصَصِهِمْ لَا بِمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ غَيْرِهِمْ؛ لِأَنَّ أَخْبَارَهُمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مُفْتَقِرَةٌ إلَى الْعَدَالَةِ وَالثُّبُوتِ إلَى مُنْتَهَى الْخَبَرِ، وَمَا يُخْبِرُونَ بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ إقْرَارِ الْمَرْءِ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ قَوْمِهِ؛ فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ. وَإِذَا أَخْبَرُوا عَنْ شَرْعٍ لَمْ يَلْزَمْ قَوْلُهُ؛ فَفِي رِوَايَةِ مَالِكٍ، عَنْ {عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أُمْسِكُ مُصْحَفًا قَدْ تَشَرَّمَتْ حَوَاشِيهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قُلْت: جُزْءٌ مِنْ التَّوْرَاةِ؛ فَغَضِبَ وَقَالَ: وَاَللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إلَّا اتِّبَاعِي}.)
ـ[سيف الدين]ــــــــ[26 May 2006, 10:53 م]ـ
اقتباس
----------
قال بأن الشيطان لن يسلطه الله على نساء النبي
----------
قال تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} (10) سورة التحريم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Sep 2010, 11:31 ص]ـ
التسليط الذي نفيته هو ما ذُكر في بعض الإسرائيليات من أن الشيطان جامع نساء سليمان، وليس ما ذهبت إليه بالاستشهاد بالآية، فموضوعها في مقام الخيانة الدينية، أي: النفاق.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[25 Sep 2010, 05:37 م]ـ
هل هناك من كتب في هذا الموضوع بحثا علميا ((جادا)).(/)
بعض مؤلفات الفراهي
ـ[أم عمر]ــــــــ[23 Apr 2003, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
أختكم عضوة جديدة انضمت لهذا المنتدى المبارك الذي ما إن قرأت الدعوة إليه في منتدى أهل الحديث حتى سارعت إلى الاتحاق بركبه الذي لطالما انتظرته .. فبوركتم وبوركت جهودكم .. ونفع الله بكم المسلمين ..
أود أن أنوه بداية إلى أنني تحرجت من ذكري اسمي لأني حقيقة طالبة علم لم أرق لمستوى رواد هذا المنتدى المبارك .. كما أنه لا طائل من ذلك حقيقة بالنسبة لي ولكم ..
ولكن يكفي أن أعرف بأني طالبة أدرس في مرحلة الماجستير في الفقه وأصوله، وإن كان ميلي ورغبتي الأساسية هي التفسير، وبشكل أخص التفسير الموضوعي وإعجاز القرآن ..
وأحب بهذا الصدد أن أذكر أننا درسنا على يد شيخ جليل ومحقق علامة_ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- وهو الشيخ الدكتور أحمد حسن فرحات .. والذي درسنا على يديه التفسير الموضوعي وإعجاز القرآن .. ويكفي لبيان فضل الشيخ الاطلاع على مؤلفاته وتحقيقاته خاصة لمكي بن أبي طالب في تفسير القرآن .. وأن من طلابه الدكتور صلاح الخالدي وغيره ..
وما يهم ذكره هنا هو ذكر بعض مؤلفات العلامة الفراهي الهندي التي لم تذكر ومنها:
- بعض تفاسيره للقرآن: ومن ذلك:
-تفسير سورةالفيل.
-وسورة القيامة.
- وسورة البقرة: واسم الكتاب هو: تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان سورة البقرة: والتي كانت من آخر وأبدع ما ألف -رحمه الله- في التفسير، حيث يجد الدارس لتفسيره هذا أن تغيرا كبيرا طرأعلى نهجه في التفسير وترتيبه كذلك. ولكن للأسف انخرم عمره - رحمه الله- قبل أن يتيسر له تفسير السورة كاملة فتوقف عند الآية (62) ولكن كما ذكر مقدم كتابه " وإن كان تفسير السورة لم يكتمل،فإن مقدمته تامة، وتشتمل على عشرة فصول .. " وهو مطبوع بواسطة الدائرة الحميدية - مدرسة الإصلاح - سرائي مير، أعظم كره (الهند) ط (1) 1420هـ، 2000م. وقدم له تلميذه: سليمان الندوي بترجمة مختصرة، ولكنها وافية. وحقيقة التفسير جد رائع لمن أحب الاطلاع عليه .. وللمهتمين بالتفسير الموضوعي خاصة.
- وله كتاب القائد إلى عيون العقائد يتناول موضوع الاعتقاد، وقد قسمه إلى أبواب: أولها الألوهيات، وثانيها الرسالة، وثالها المعاد ..
- كما أن له ما يربو على 44 مؤلفا مذكورا في ترجمته في كتابيّ الإمعان وتفسير نظام القرآن لسورة البقرة. ..
هذا ما لدي من معلومات حول كتبه غير ما ذكر آنفا .. وأعتقد ان التعريف المفصل لجهود هذا المفسر ومؤلفاته من الأهمية بمكان .. وفق الله كل من تصدى لذلك ..
والله الموفق
طالبة علم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Apr 2003, 11:59 م]ـ
أرحب بأختنا طالبة علم ونسأل الله لنا ولها التوفيق والإخلاص
وبالنسبة للاسم فالأمر إليك جزاك الله خيراً ونرحب بمشاركاتك وأسئلتك ولا سيما أن أهل أصول الفقه مشهورون ومولعون بإيراد الانتقادات والاعتراضات على الأدلة والحجج، مما يثري النقاشات والمشاركات. فنحن نريد للمتخصصين من أمثالك أن يبدوا آرائهم، وأن تكون قراءاتهم نقدية أكثر منها للاطلاع فقط.
وبالنسبة لما أشرت إليه من كتب الفراهي رحمه الله فسأقوم بطرح موضوع للنقاش بإذن الله حول أحد أهم كتبه يوم الجمعة القريب بإذن الله. وسأفصل الحديث عن مؤلفاته وترجمته، وأرجو أن أرى مشاركاتك حول هذا الموضوع.
وشكراً لك على هذه المشاركة وعلى بقية المشاركات.
وبالنسبة لتفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر رحمه الله المطبوع فهو كما تفضلت نادر الوجود، ولكن لو لزم الأمر أمكننا توفيره بإذن الله لاحقاً. ولكنه الآن متوفر على الانترنت كما أشرت سابقاً في مشاركة حول هذا الأمر وهي على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=35
وجزاك الله خيراً
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[26 Apr 2003, 01:05 م]ـ
الأخت / طالبة علم
ماأحوجنا إلى المتخصصات من أمثالك بارك الله فيك، وأود أن أسأل عن إمكانية الحصول على كتاب الفراهيد لتفسير سورة البقرة حيث لايتوفر في الأسواق وهل من عنوان يمكن الاتصال من خلاله على الدار التي قامت بطباعته، وشكراً
ـ[باحثة اسلامية]ــــــــ[10 Dec 2007, 09:18 ص]ـ
الأخت / الفاضلة
أرغب فى معرفة اين يوجد هذا التفسير لعبد الحميد الفراهى فى مصر لأننى بحاجة الى الإطلاع عليه وأشارك الأخ الذى طالب عنوان الدار التى قامت بطباعته وشكرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Dec 2007, 06:46 ص]ـ
وللشيخ عبد الحميد الفراهي رحمه الله كتاب: (مفردات القرآن) حققه: الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي، وطبع بدار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى عام 2002م.
وللشيخ رحمه الله رأي مبتكر في تفسير الأحرف المقطعة بداية السور، ذكره في تفسير سورة البقرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مسعد الشايب]ــــــــ[19 Oct 2010, 12:16 ص]ـ
بورك فيكم(/)
شرح مبسط .. أريد المساعدة
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[24 Apr 2003, 09:20 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ محمد بن رزق الرطهوني حفظه الله ورعاه في أحد محاضراته عن السنة ومكناتها وحجيتها التالي:
"هم يقولون: القرآن متواتر، والسنة آحاد. فنقول: القرآن الكريم لفظه متواتر، ولكن دلالته بالاتفاق ظنية، فدلالة القرآن على الاعتقاد وغيره دلالة ظنية.
والعمل إنما يكون بالدلالة لا بالثبوت، فنحن نعتقد ونعمل بما نظن ولا نعتقد ونعمل بذات النص، فإذا كان النص ثابتاً بطريقة ظنية أو بطريقة قطعية فلا يعنينا هذا، وإنما يعنينا أن الجميع دلالته ظنية، فإذاً نحن نعمل بالظن سواءٌ كان الثبوت قطعياً أم ظنياً."
هل منكم من يستطيع أن يشرح لي كلام الشيخ .. ؟ أفادكم الله وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2003, 02:55 م]ـ
أخي الكريم أحمد الأزهري وفقه الله ورعاه
أرحب بك في ملتقى أهل التفسير، وأما جواب معنى الكلام الذي يبدو أنك نقلته بالمعنى إلى حدٍ ما ففي مسائل:
المسألة الأولى: القرآن الكريم قطعي الثبوت، بمعنى أن أسانيده ثابتة، وإن كان يوجد فيه قراءات شاذة، لكن شذوذها لمخالفتها للرسم العثماني وليس لعدم صحة سندها، فأما ما لم يصح سنده من القراءات فلا يجوز القراءة به مطلقاً بالإجماع.
المسألة الثانية: أن السنة النبوية فيها المتواتر، وفيها الآحاد، والعمل بما صح سنده واجب بحسبه، سواء كان ذلك في العقائد أو في العمليات، ولكن لا بد من البحث عن إسناد الحديث قبل البحث في دلالته على الحكم.
المسألة الثالثة: أن قول الشيخ وفقه الله (أن دلالة القرآن ظنية بالاتفاق) ليس على إطلاقه. بل فيه ما دلالته قطعية، وفيه ما دلالته ظنية. وذلك أن دلالة اللفظ على المعنى تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - النص، وهو اللفظ الذي لا يحتمل غير معنى واحد، أو هو اللفظ الصريح في معناه، بحيث لا يتطرق احتمال في الدلالة على المعنى. مثل قوله تعالى: (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة). فهذا نص في أن المقصود عشرة أيام تماماً، ليست تسعة ولا أحد عشر.
2 - الظاهر، وهو اللفظ الذي دل على معنى واحد، واحتمل معنى آخر احتمالاً مرجوحاً. مثل قوله تعالى: (وآتوا الزكاة). فالزكاة هنا تدل على المعنى الشرعي وهو الحق الشرعي الذي يجب في المال بشروطه، ويحتمل أن تدل هنا على المعنى اللغوي للزكاة وهو النماء والزيادة ولكن دلالتها على المعنى الشرعي هنا أظهر من دلالتها على المعنى اللغوي.
3 - المجمل، وهو أن يحتمل اللفظ الدلالة على معنيين أو أكثر بلا ترجيح لمعنى على آخر. والمجمل يحتاج إلى بيان لكي يمكن العمل به. ومثال الإجمال في القرآن قوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء). فلفظ القرء متردد بين معنيين: الحيض والطهر بدون ترجح لأحدهما على الآخر، فلا يزول ذلك الإجمال إلا بدليل يعين المراد، ولهذا اختلف العلماء في المراد بالقرء في هذه الآية.
فهنا يا أخي أحمد يتبين أن القرآن دلالته قطعية إذا كان اللفظ نصاً في المعنى المراد، و شبيهة بالقطعية إذا كان المعنى ظاهراً في المراد، وظنية إذا كان اللفظ مجملاً.
فليست دلالة القرآن ظنية على كل حال بل الأمر فيه تفصيل.
ومن هنا يتبين معنى كلام الشيخ محمد الطرهوني حفظه الله، حيث يرى الشيخ من خلال كلامه الذي نقلته أن العبد مكلف بما غلب على الظن ثبوته، ولم يتعبد دائماً بما كان قطعي الثبوت، بل كما قال ابن تيمية رحمه الله أن غالب العبادات يكفي فيها الظن الغالب، ولا يشترط القطع.
ويستوي في النهاية ما عمله العبد بدليل قطعي مع ما عمله بدليل ظني، إذ عمل بهما، وإن كانا من حيث الثبوت ليسا سواء بدون شك، فما ثبت بدليل قطعي مقدم على ما ثبت بدليل ظني.
وهذا معنى قوله: (والعمل إنما يكون بالدلالة لا بالثبوت، فنحن نعتقد ونعمل بما نظن ولا نعتقد ونعمل بذات النص، فإذا كان النص ثابتاً بطريقة ظنية أو بطريقة قطعية فلا يعنينا هذا، وإنما يعنينا أن الجميع دلالته ظنية، فإذاً نحن نعمل بالظن سواءٌ كان الثبوت قطعياً أم ظنياً).
وأظن عبارة الشيخ هنا مأخوذة من محاضرة له، وكلام المحاضرات – في الغالب – قد يكون ارتجالاً، فلا يكون محرراً أحياناً، ويكون فيه تسامح في العبارات، فليتنبه لهذا، فكلام الشيخ واضح، وإن كان فيه تجوز بسبب المقام.
أرجو أن يكون هذا الكلام واضحاً ولا يحتاج إلى شرح، وإن لزم زيادة الإيضاح فعلنا، والله الموفق. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[24 Apr 2003, 06:29 م]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن شكر الله لكم وجزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم ..
الحمد لله المسألة الآن رسخت في ذهني وفهمت مقصد الشيخ حفظه الله، ما نقلته هو من محاضرة كما ذكرت سابقاً عن السنة ومكانتها وهي ضمن الدورة المفتوحة التي يعقدها الشيخ على الإنترنت في الحديث الشريف وعلومه. ونص المحاضرات موجود على موقعه أيضاً .. على العموم أنا الحمد لله الآن فهمت قصد الشيخ وجزاكم الله خيراً على هذا الشرح الممتع(/)
تفسير ابن القيم في قوله تعالى ((يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)).سورة آل عمران
ـ[المحب]ــــــــ[24 Apr 2003, 11:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد:
فلقد ذكر ابن القيم رحمه الله تفسيرين لقوله تعالى: ((يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)).هذه الاية التي نزلت في المنافقين عندما تخلفو عن غزوة أحد فقال:1
-أن معنى قوله تعالىيظنون بالله غير الحق:الظن هو ان المسلمين لن ينتصروا في هذه المعركة وان الله خاذلهم والعياذ بالله.
2 - وأن ماحصل للمسلمين في غزوة أحد لم يكن بتقدير الله وحكمته.
وقد أحببت ذكر تفسير هذه الاية لأبين كراهية المنافقين للمؤمنين لاسيما وأنهم قد ازدادوا في عصرنا هذا والله أعلم ...... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Apr 2003, 11:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي المحب للخير
ـ[جنتان]ــــــــ[19 Jun 2007, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي المحب وزادك الله علماً وهدى وتقى ..(/)
ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[24 Apr 2003, 01:22 م]ـ
هل أحسن طبعة لتفسير ابن كثير هي التي حققها الشيخ سامي السلامة؟
وهل يقال إن الطبعة التي حققها الشيخ مقبل الوادعي وأكملها تلاميذه (إلى الأنفال) أفضل من حيث التخريج والحكم على الأسانيد؟
ما هو أفضل مختصر لتفسير الن كثير؟
ـ[السلامي]ــــــــ[24 Apr 2003, 05:34 م]ـ
أفضلها في نظري طبعة الشيخ الحويني إلا أنها لم تكمل والله أعلم ..............
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[25 Apr 2003, 01:57 ص]ـ
الأخ الفاضل وفقه الله
لعل أفضل طبعة من حيث تحقيق النص هي الطبعة الثانية للشيخ سامي حتى الآن فيما أعلم
أما من ناحية التخريج فتخريج الشيخ أبي إسحاق مطول جداً، ويصلح للمكتبات العامة فقط، فقد يصل إلى خمسين مجلداً كما سمعت. حيث إنه أخرج المقدمة والفاتحة في مجلد.
وقد ذكر لنا الشيخ عبدالكريم الخضير أنه أشرف على تلخيصٍ جديدٍ لابن كثير هو الأفضل من ناحية التحقيق، وعمل المحقق هو: حذف الاسرائليات والأسانيد فقط.
والله يرعاك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Apr 2003, 10:56 ص]ـ
الشيخ أحمد شاكر في مختصره حذف الأسانيد والإسرائيليات
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 09:23 ص]ـ
بسم الله
أما أحسن طبعات تفسير ابن كثير فيمكن النظر إليها من عدة جوانب:
أولاً: من حيث ضبط النص، وقلة السقط فطبعة دار ابن حزم بتحقيق الدكتور البنا في ثمان مجلدات، ثم طبعة دار طيبة بتحقيق سامي السلامة، والأولى هو الجمع بين النسخ، فقد تجد في إحداها ما ليس في الأخرى.
أما من جهة التحقيق، فلا شك أن طبعة الحويني أفضل الطبعات؛ إلا أنه قد لا يستطيع إكمالها على نفس طريقته في المجلدين الذين صدرا.
وقد صدرت قبل مدة طبعة جيدة من حيث التخريج والحكم على الأحاديث والآثار حققها جماعة من المحققين في خمسة عشر مجلداً عن مكتبة أولاد الشيخ للتراث بمصر، وقد حصلت عليها ولله الحمد، وهي من الطبعات الجيدة.
أما مختصرات تفسير ابن كثير فلا أشك أن أفضل المختصرات له هو كتاب: فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد أحمد كنعان. في ست مجلدات، ومن اطلع عليها عرف ذلك جيداً.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Apr 2003, 12:37 ص]ـ
كنت في مجلس فتذاكرنا تفسير ابن كثير فذكر أحد الإخوة أنه يحقق على نسخ خطية جديدة بإشراف الشيخ صالح بن حميد مع العلم أن كل الطبعات الموجودة كما أخبرني الأخ أنها ناقصة والله أعلم.
وعندي أن طبعة دار الأندلس في سبعة مجلدات من أحسن الطبعات، إلا إنها غير متوفرة فيما أعلم بكثرة وهي عندي والحمدلله.
وأقصد من جهة إخراج النص، وإلا فهي غير مخرجة الأحاديث والآثار.
ـ[الراغب في مدارج السالكين]ــــــــ[30 Apr 2003, 11:24 ص]ـ
أولاً الشكر الجزيل للإخوة الأفاضل القائمين على هذا الموقع، فهو بحق استغلال أمثل لأوقات متصفحي الإنترنت وخصوصا طلاب العلم، وبالأخص المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن، فجزى الله الجميع خير الجزاء، هذا أولا بمناسبة اشتراكي في هذا الموقع وكتابتي للمرة الأولى فيه.
أما بالنسبة لطبعات تفسير ابن كثير رحمه الله، فقد عرض الأحبة الأفاضل درراً جيدة في الموضوع، ولعلي أشير بما يلي:
أولا: هناك طبعة جيدة قامت بها دار الشعب، يظهر فيها تحقيق النص بشكل جيد إلىحد ما، وبها بعض التخريجات وإن كانت قليلة، لكن هذه الطبعة يعيبها أنها حققت على نسخة ناقصة.
ثانيا: هذة الطبعات الموجودة اليوم هي إما علمية جيدة لكنها لم تكتمل كطبعة الوادعي والحويني، وإما تجارية لم تأخذ نصيبها من التحقيق والتخريج، فهي أشبه ما تكون بعمل طباعين طماعين.
ثالثا: هذا الكتاب نفع الله به كثيراًَ، وحاجة الناس إليه ماسة ورغم ذلك لم يأخذ حقه من الاهتمام في مسألة التحقيق والتخريج، ولذلك فإنه بحاجة ماسة إلى جهد جماعي تحت إشراف علمي رصين.
رابعا: لايفوتني أن أذكر بصدور اختصار أحمد شاكر للكتاب لكامل التفسير ويقع في ثلاث مجلدات، فيمكن الاستفادة منه، والله الموفق.
ـ[المحرر]ــــــــ[02 May 2003, 05:35 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قام أحد المشايخ الفضلاء بتحقيق الجزء الأول من القرآن من تفسير ابن كثير، وقد قدمه إلى جامعة الإمام محمد بن سعود، وقد اطلع على طبعة السلامة قبل تقديمه رسالته بوقت قصير، فطلب منه تقييمها على عجل، فوجد قرابة (120 أو 150) سطر سقطاً دون تتبع دقيق ...
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 May 2003, 10:59 م]ـ
الأخ المحرر:
ليتك تحرر لنا اسم الشيخ صاحب الرسالة؛ ليدلنا على موضع هذا السقط الضخم، فالتفسير الذي بين يدينا ظاهره متسق جدا ولا يظهر أن فيه سقطا كهذا وهذا ظاهر لكل من قرأ الكتاب.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Jul 2004, 06:16 م]ـ
حول سؤال الأخ عبدالرحمن السديس عن الباحث الذي حقق جزءاً من تفسير ابن كثير.
هو محمد بن عبدالله الفالح. ورسالته للدكتوراه كانت بعنوان: تفسير القرآن العظيم. لإسماعيل القرشي. من أول الكتاب إلى آخر الآية (141) من سورة البقرة. تحقيقاً ودراسة.
والمشرف هو الأستاذ الدكتور محمد الشايع.
وثانياً: حول طبعات تفسير ابن كثير سئل الشيخ المحقق الخبير بالكتب وطبعاتها - وهو إمام في ذلك - فقال:
(طبعات تفسير ابن كثير كثيرة جداً، لكن من أصحها إن لم نجزم بأنها الأصح طبعة خرجت حديثا في 15 جزء طُبعت في مصر مطبعة أولاد الشيخ وهي محققة ومخرجة.
طبعة البنا والتي أصلها طبعة الشعب، والحق بها الإضافات التي أضافها ابن كثير، طبعة جيدة.
لان طبعة الشعب ما يوجد فيها من كلام هو الأصح على الإطلاق، لأنه اعتُمِدَ فيها على اقدم النسخ وهي النسخة الأزهرية، فما تفرع عن طبعة الشعب كطبعة البنا يكون صحيحاً.
لان الحافظ ابن كثير ألّف الكتاب في العرضة الأولى خالية من النقول لم ينقل فيها عن الرازي ولا عن الزمخشري ولا عن القرطبي ولا عن البيضاوي، فالنقل عن هؤلاء غير موجود في طبعة الشعب، لأنها العرضة الأولى.
ولذا فالبعض يتهم طبعة الشعب بأن فيها خروم وإسقاط!!
وبعد ذلك أضاف الحافظ هذه النقول و أفاد منها، ووجدت في النسخ المتأخرة.
بالنسبة للطبعة التي حققها/سامي السلامة وطبعتها دار طيبة، من الطبعات الجيدة ولا أقول احسن الطبعات، إنما هي طبعة جيدة لا سيما الإصدار الثاني فهي افضل من الأولى بكثير، لأنه استدرك فيها كثير من الأخطاء.
طبعة الشيخ مقبل الوادعي وهو الشيخ المعروف بتجرده وتحقيقه، لا تناسب مستواه وليس فيها شيء يذكر.) انتهى
منه هنا: فوائد من شرح الشيخ عبدالكريم الخضير رسالة اصول التفسير للسوطي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=2109)
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[16 Jul 2004, 05:35 م]ـ
أعرف أحد الأخوان نصحته أن يقرأ تفسير ابن كثير من طبعة السلامة الثانية فإن أشكل عليه شئ قارن بطبعة البنا (ابن حزم)، فوجد في المجلد الأول بعض الإشكالات-وهي كثيرة- كسقوط كلمة، ونحوها فإذا رجع لطبعة البنا زال الإشكال واتضح!!
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 Jul 2004, 03:14 ص]ـ
أيها المشايخ: الذي ظهر لي بعدد تتبع:
أن أفضل طبعة من حيث النص هي طبعة الشعب وقد قارنتها بأكثر من خمس طبعات فظهر لي أنها أحسن النسخ
وقارنت معها طبعة الشيخ المحقق والهمام المدقق أبي إسحاق الحويني وقرأت المجلدين كاملين وقارنته بطبعة الشعب وغيرها فوجدت أنها طبعة جيدة أيضا والشيخ بذل جهدا واضحا في تحرير النص ولكن قد قيدت أخطاء مطبعية وأخطاء تصحيفية وسقطا لبعض الكلمات وليس هذا بمنقصة للشيخ ولولا كثرتها لأدرجتها هنا لعل الشيخ يصلحها في طبعته القادمة
وأما من حيث تخريج الأحاديث فلا جدال في أن طبعة الشيخ الحويني ستكون أفضل الطبعات، أما والكتاب لم يكمل فالذي يظهر لي أن طبعة المهدوي في ستة مجلدات هي أفضل الطبعات من حيث التخريج وأما من حيث النص فهي غير جيدة بل إنني أعتقد أن المحقق كان لا يهتم بنقل متن الأحاديث من المطبوع السابق بل يأتي بالحديث بمتنه من مصدره الذي نقل منه ابن كثير وهذا في غاية الخطأ وقد أومأ إلى ذلك المحقق في مقدمته والله المستعان
المقرئ
ـ[المحرر]ــــــــ[24 Jul 2004, 04:57 ص]ـ
لقد التقيت بشيخنا الشيخ محمد الفالح - حفظه الله - بعد صلاة الجمعة الماضية 6/ 6 / 24 وسألته عن طبعة (أولاد الشيخ)؟!
فقال: هي سيئة من حيث التحقيق، فلم يعتمدوا إلا على نسخة ملفقة غير كاملة!
ـ[أويس القرني]ــــــــ[27 Jul 2004, 01:24 ص]ـ
أريد أن أعرف رأي الشيخ عبد الرحمن الشهري في هذه الطبعات عفا الله عنه ونفع به
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Jul 2004, 09:41 ص]ـ
وماذا عن كتاب (المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير)
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jul 2004, 02:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
في طبعة السلامة الثانية أخطاء أيضا، وظهري لي منها عرضا ـ من غير مقابلة بنسخة أخرى ـ عدد لا بأس به لعلي أنشط فيما بعد فأنقلها هنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Jul 2004, 02:03 م]ـ
كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير فرحت به لما صدر، ولكن ما لبث هذا الفرح أن تغير
وقد ظهر لي بعد كثير من المراجعة لمواضع متعددة منه أن المختصرين له ليسوا من أهل الفن المتخصصين فيه
فطريقة اختيارهم للأقوال التي يثبتونها لا تدل على أنهم بذلوا جهداً كبيراً في النظر في الأقوال، وما الذي يصلح منها للاعتماد، وما الذي ينبغي تركه.
وعلى كل حال: رأيي الشخصي - وهو غير ملزم - أنه اختصار مخل، وليس فيه نفًس ابن كثير، وعليه ملحوظات كثيرة.
ولو كان عندي سعة من الوقت لضربت الأمثلة
وعسى الله أن ييسر ذلك في المستقبل.
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 Jul 2004, 02:53 م]ـ
إلى المشايخ الكرام:
هل قرأ أحد اختصار تفسير ابن كثير المسمى: لباب التفسير من ابن كثير لـ د / عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن إسحاق آل الشيخ
فيفيدنا برأيه به
المقرئ
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[27 Jul 2004, 11:29 م]ـ
الأخ المقرئ هل اطلعت على طبعة البنا (ابن حزم) وهو ممن أخرج طبعة الشعب؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 Jul 2004, 12:48 ص]ـ
إلى أخي محمد بن عبد الهادي:
أقرب نسخة لنسخة دار الشعب هي طبعة دار ابن حزم ولكنها غير مطابقة لنسخة دار الشعب وهي نسخة جيدة
المقرئ
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[28 Jul 2004, 01:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا.
هل نستطيع أن نقول -من خلال النظر في مشاركات الأفاضل- أن: "تفسير ابن كثير" لم يلقَ -حتى الآن- العناية اللائقة به، وأنه لا يزال بحاجة إلى خدمة؟
----------------------
أخي الكريم الشيخ الفاضل (المقرئ) -حفظه الله-
من فضلك: طالع صندوق رسائلك الخاصة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2005, 06:00 ص]ـ
أخي العزيز أويس القرني وفقه الله. طبعة دار الشعب، التي اشترك في تحقيقها ثلاثة هم (عبدالعزيزغنيم، ومحمد أحمد عاشور، ومحمد إبراهيم البنا) هي طبعة صحيحة، وهي الوحيدة التي أملكها.
وقد صدرت طبعة جديدة لتفسير ابن كثير غير ما تقدمت الإشارة إليه صدرت عن دار عالم الكتب بالرياض الطبعة الأولى منها (1425) من تفسير القرآن العظيم للحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي في خمسة عشر مجلداً.
وقد قام على تحقيقه خمسة من الباحثين هم:
- مصطفى السيد محمد.
- محمد السيد رشاد.
- محمد فضل العجماوي.
- وعلى أحمد عبدالباقي.
- وحسن عباس قطب.
وقد كتبوا على غلاف الكتاب العبارة الآتية: «هذه الطبعة أول طبعة مقابله على النسخه الأزهرية وكذلك على نسخة كامله بدار الكتب المصرية».
وقد قدم المحققون للكتاب بمقدمه ترجموا فيها للمؤلف ترجمة موجزة وتحدثوا باختصار عن منهج الحافظ بن كثير في تفسيرة ثم ختموا المقدمة ببيان منهجهم في التحقيق والتخريج ولم يشيروا إلى الطباعات السابقة للكتاب.وقد ختموا التفسير بفهارس شاملة وطباعة الكتاب جيدة.
ولم يتسن لي موازنة هذه الطبعه مع طبعة مكتبة أولاد الشيخ لتفسير ابن كثير التي أشار إليها الشيخ أبو مجاهد العبيدي أعلاه، ولعل أحداً من الفضلاء أعضاء الملتقى ينشط للموازنة بينهما على وجه العموم، وفي نظري أن هذه الطبعة خيارٌ جيد لطالب العلم الذي لم يقتنِ تفسير ابن كثير بعدُ.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Mar 2005, 07:25 ص]ـ
الطبعة التي ذكرتها أخي عبدالرحمن هي طبعة مكتبة أولاد الشيخ للتراث التي ذكرتها في التعليق رقم 5.
والطبعة التي بين يدي منها صدرت عام 1421 هـ.
وقد تكون الطبعة التي أشرتَ إليها طبعة جديدة لهذه النسخة صدرت عن الدار التي ذكرتَها وفقك الله.
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[01 Feb 2006, 04:23 ص]ـ
جزاكم الله خير بما اتحفتمونا به من معلومات قيمة
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[01 Feb 2006, 02:26 م]ـ
من خلال اطلاعي على طبعات التفسير، وجدت تخريجاً جيداً له وهو للشيخ عبدالرزاق المهدي. والشيخ في الحقيقة قد خدم عدة تفاسير من حيث التحقيق والتخريج، وأجود أعماله حسب علمي هو تحقيقه لتفسير القرطبي. ومن جهوده المشكورة: تخريج تفسير ابن كثير، وتحقيق زاد المسير، وتفسير البغوي وغيرها. فجزاه الله خيراً.
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Feb 2006, 05:49 م]ـ
لكني لم أجد من نبه على طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق أنس مصطفى الخن وهي من حيث ضبط النص والروايات برأيي أفضل من طبعة الشعب والتي بمراجعة عبد القادر أرناؤوط بعد مقابلة بعض النصوص من النسخ على بعضها، أما بالنسبة لطبعة عبد الرزاق المهدي فإنها برأيي لا تتميز عن باقي الطبعات إلا بالتخريج ولكون مسألة التخريج مهمة فأقول ـ وهو رأي شخصي أيضاً ـ أن مثل هذه الكتب المصادر من التفسير كابن كثير والطبري لا تحتاج إلى مثل هذا التخريج المطول خاصة وأن ابن كثير رحمه الله قد علق على أسانيد الكتاب مع ذكره للأحاديث بأسانيدها وأهم ما ينبغي فعله هو ضبط النص والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[05 Feb 2006, 01:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. ما ذكره الأخ مرهف ليس بصحيح. بل يحتاج كل قارئ لتفسير ابن كثير والطبري إلى تخريج علمي مضبوط، لكثرة الأحاديث الواردة في التفسيرين. وما فعله الشيخ عبدالرزاق المهدي جهد مشكور، وليس تخريجه مطولاً كما ذكر الأخ.
وابن كثير لم يعلق على أكثر الأحاديث والآثار الواردة في التفسير، حتى الأحاديث التي أوردها ابن كثير بالأسانيد، هل يستطيع كل طالب علم أن يميز بين الصحيح والضعيف بمجرد النظر في الأسانيد. وليس معرفة الصحيح من الضعيف أمر اجتهادي فحسب بل هناك ضوابط وقواعد مشى عليها أهل الحديث، فالشيخ عبدالرزاق مثلاً لا يضعف اتلحديث إلا لأن فيه فلاناً ضعفه أئمة الجرح والتعديل، وهكذا. فليست الأمر بالهين كما يظن الأخ مرهف. وفق الله الجميع للحق والهدى. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[09 Feb 2006, 09:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. أفضل طبعة عني فيها بضبط أسماء الرواة: طبعة دار السلام، بإشراف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
ـ[فايز]ــــــــ[21 Feb 2006, 05:59 م]ـ
قراءة في طبعات تفسير ابن كثير و مقارنة بينها
للشيخ د. خالد بن عثمان السبت
طبعة الشعب
طبعة دار المعرفة
طبعة دار ابن الجوزي - تحقيق: الحويني --------> أثنى عليها الشيخ (و هي نسخته الخاصة)
طبعة دار الصديق بالجبيل و مؤسسة الريان
طبعة التوفيقية بمصر
طبعة مكتبة الصفا
طبعة دار ابن حزم
طبعة دار الفجر
طبعة دار طيبة - تحقيق: سامي سلامة --------> هي أفضل الطبعات
طبعة دار الراية
طبعة ابن كثير --------> أثنى عليها الشيخ
--------------------------------------------------------------------------------
لمزيد التفصيل هنا رابط المادة الصوتية لدرس الشيخ:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=11844
ـ[عبدالله الحضرمي]ــــــــ[21 Feb 2006, 10:37 م]ـ
أحسن الله اليك اخي فايز وجزاك الله خير
ـ[المتدبر]ــــــــ[23 Feb 2006, 03:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي فايز ..........
لكن هل بإمكاني الإتصال بالشيخ خالد السبت؟، وشاكرين لكم تعاونكم ...
ـ[فايز]ــــــــ[24 Feb 2006, 07:50 ص]ـ
قال الشيخ د/ عبدالكريم الخضير - حفظه الله -:
(أفضل الطبعات: البنا عن الشعب، السلام، طيبة (الطبعة الثانية)
أفضل طبعة على الإطلاق: أولاد الشيخ في مصر عن الأزهرية)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[09 Jun 2006, 10:01 ص]ـ
على فكرة، ما أفضل طبعة مصرية لتفسير ابن كثير؟
وما تقييمكم لطبعة دار الحديث (7 مجلدا)؟
ـ[ابن كثير]ــــــــ[30 Mar 2007, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Aug 2007, 10:20 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ...
قرأت هذا الموضوع والردود ثم لاحظت أنه قد يصعب على القارئ التركيز لكثرة الردود وتفرق الحديث حول عدد من الطبعات ..
ثم أحببت تلخيص هذا الموضوع بردوده حتى يتسنى للقارئ أن يجد الكلام حول كل طبعة مجتمعاً فيسهل عليه الاستفادة من آراء الإخوة الفضلاء ..
وقد رتبت الطبعات بحسب ورودها في الردود وليس بحسب قيمتها العلمية ثم أضفت داخل كل طبعة ما ذكره المشائخ الكرام حيث أذكر الاسم ثم نص الكلام ..
اسأل الله أن يجعل في ذلك تقريباً لهذا الموضوع، كما أدعو الإخوة الأكارم لمثل هذا العمل من باب تيسير الموضوعات في الملتقى فيكون نوعاً من الإضافة ...
1 - طبعة دار طيبة بتحقيق سامي سلامة:
عبد الرحمن الهرفي: " لعل أفضل طبعة من حيث تحقيق النص هي الطبعة الثانية للشيخ سامي حتى الآن فيما أعلم".
أبو مجاهد العبيدي: " من حيث ضبط النص، وقلة السقط فطبعة دار ابن حزم بتحقيق الدكتور البنا في ثمان مجلدات، ثم طبعة دار طيبة بتحقيق سامي السلامة، والأولى هو الجمع بين النسخ، فقد تجد في إحداها ما ليس في الأخرى."
المحرر: " قام أحد المشايخ الفضلاء بتحقيق الجزء الأول من القرآن من تفسير ابن كثير، وقد قدمه إلى جامعة الإمام محمد بن سعود، وقد اطلع على طبعة السلامة قبل تقديمه رسالته بوقت قصير، فطلب منه تقييمها على عجل، فوجد قرابة (120 أو 150) سطر سقطاً دون تتبع دقيق ... ".
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو مجاهد نقلاً: "بالنسبة للطبعة التي حققها/سامي السلامة وطبعتها دار طيبة، من الطبعات الجيدة ولا أقول احسن الطبعات، إنما هي طبعة جيدة لا سيما الإصدار الثاني فهي افضل من الأولى بكثير، لأنه استدرك فيها كثير من الأخطاء.".
عبد الرحمن السديس: " في طبعة السلامة الثانية أخطاء أيضا، وظهري لي منها عرضا ـ من غير مقابلة بنسخة أخرى ـ عدد لا بأس به لعلي أنشط فيما بعد فأنقلها هنا.".
فايز نقلاً عن د. خالد السبت: " هي أفضل الطبعات".
2 - طبعة الشيخ أبي إسحاق الحويني:
السلامي: " أفضلها في نظري طبعة الشيخ الحويني إلا أنها لم تكمل والله أعلم .. ".
عبد الرحمن الهرفي: " أما من ناحية التخريج فتخريج الشيخ أبي إسحاق مطول جداً، ويصلح للمكتبات العامة فقط، فقد يصل إلى خمسين مجلداً كما سمعت. حيث إنه أخرج المقدمة والفاتحة في مجلد.".
أبو مجاهد العبيدي: " أما من جهة التحقيق، فلا شك أن طبعة الحويني أفضل الطبعات؛ إلا أنه قد لا يستطيع إكمالها على نفس طريقته في المجلدين الذين صدرا ".
المقرئ: " والشيخ بذل جهدا واضحا في تحرير النص ولكن قد قيدت أخطاء مطبعية وأخطاء تصحيفية وسقطا لبعض الكلمات وليس هذا بمنقصة للشيخ ولولا كثرتها لأدرجتها هنا لعل الشيخ يصلحها في طبعته القادمة، وأما من حيث تخريج الأحاديث فلا جدال في أن طبعة الشيخ الحويني ستكون أفضل الطبعات".
فايز نقلاً عن رأي الدكتور خالد السبت: " تحقيق: الحويني: أثنى عليها الشيخ (و هي نسخته الخاصة) ".
3 - طبعة دار ابن حزم بتحقيق الدكتور البنا في ثمان مجلدات:
أبو مجاهد العبيدي: "أما أحسن طبعات تفسير ابن كثير فيمكن النظر إليها من عدة جوانب:
أولاً: من حيث ضبط النص، وقلة السقط فطبعة دار ابن حزم بتحقيق الدكتور البنا في ثمان مجلدات، ثم طبعة دار طيبة بتحقيق سامي السلامة، والأولى هو الجمع بين النسخ، فقد تجد في إحداها ما ليس في الأخرى. ".
أبو مجاهد نقلاً: " طبعة البنا والتي أصلها طبعة الشعب، والحق بها الإضافات التي أضافها ابن كثير، طبعة جيدة.".
المقرئ: " أقرب نسخة لنسخة دار الشعب هي طبعة دار ابن حزم ولكنها غير مطابقة لنسخة دار الشعب وهي نسخة جيدة".
4 - طبعة أولاد الشيخ بمصر:
أبو مجاهد العبيدي: " وقد صدرت قبل مدة طبعة جيدة من حيث التخريج والحكم على الأحاديث والآثار حققها جماعة من المحققين في خمسة عشر مجلداً عن مكتبة أولاد الشيخ للتراث بمصر، وقد حصلت عليها ولله الحمد، وهي من الطبعات الجيدة ".
أبو مجاهد العبيدي نقلاً: " طبعات تفسير ابن كثير كثيرة جداً، لكن من أصحها إن لم نجزم بأنها الأصح طبعة خرجت حديثا في 15 جزء طُبعت في مصر مطبعة أولاد الشيخ وهي محققة ومخرجة ".
المحرر: " لقد التقيت بشيخنا الشيخ محمد الفالح - حفظه الله - بعد صلاة الجمعة الماضية 6/ 6 / 24 وسألته عن طبعة (أولاد الشيخ)؟! فقال: هي سيئة من حيث التحقيق، فلم يعتمدوا إلا على نسخة ملفقة غير كاملة! ".
عبد الرحمن الشهري في موضوع آخر ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=8378&highlight=%D8%C8%DA%C7%CA+%C7%C8%E4+%DF%CB%ED%D1): " أما تفسير ابن كثير فطبعة مكتبة أولاد الشيخ التي نشرتها أيضاً دار عالم الكتب في الرياض هي التي أنصحك بها، وإن كانت قد نفدت للأسف من الأسواق ومن المكتبة نفسها، وقد نشرتها وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية في طبعة جيدة وهي توزع مجاناً لطلبة العلم مع غيرها من الكتب ".
5 - طبعة الشعب:
الراغب في مدارج السالكين: " هناك طبعة جيدة قامت بها دار الشعب، يظهر فيها تحقيق النص بشكل جيد إلى حد ما، وبها بعض التخريجات وإن كانت قليلة، لكن هذه الطبعة يعيبها أنها حققت على نسخة ناقصة".
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو مجاهد نقلاً: " لان طبعة الشعب ما يوجد فيها من كلام هو الأصح على الإطلاق، لأنه اعتُمِدَ فيها على اقدم النسخ وهي النسخة الأزهرية، فما تفرع عن طبعة الشعب كطبعة البنا يكون صحيحاً. لأن الحافظ ابن كثير ألّف الكتاب في العرضة الأولى خالية من النقول لم ينقل فيها عن الرازي ولا عن الزمخشري ولا عن القرطبي ولا عن البيضاوي، فالنقل عن هؤلاء غير موجود في طبعة الشعب، لأنها العرضة الأولى. ولذا فالبعض يتهم طبعة الشعب بأن فيها خروم وإسقاط!! وبعد ذلك أضاف الحافظ هذه النقول و أفاد منها، ووجدت في النسخ المتأخرة.".
المقرئ: " أن أفضل طبعة من حيث النص هي طبعة الشعب وقد قارنتها بأكثر من خمس طبعات فظهر لي أنها أحسن النسخ".
عبد الرحمن الشهري: " طبعة دار الشعب، التي اشترك في تحقيقها ثلاثة هم (عبدالعزيزغنيم، ومحمد أحمد عاشور، ومحمد إبراهيم البنا) هي طبعة صحيحة، وهي الوحيدة التي أملكها.".
متفرقات:
عبد الرحمن الهرفي: " وقد ذكر لنا الشيخ عبدالكريم الخضير أنه أشرف على تلخيصٍ جديدٍ لابن كثير هو الأفضل من ناحية التحقيق، وعمل المحقق هو: حذف الاسرائليات والأسانيد فقط.".
أبو مجاهد العبيدي: " أما مختصرات تفسير ابن كثير فلا أشك أن أفضل المختصرات له هو كتاب: فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير للقاضي محمد أحمد كنعان. في ست مجلدات، ومن اطلع عليها عرف ذلك جيداً. ".
أحمد البريدي: " كنت في مجلس فتذاكرنا تفسير ابن كثير فذكر أحد الإخوة أنه يحقق على نسخ خطية جديدة بإشراف الشيخ صالح بن حميد مع العلم أن كل الطبعات الموجودة كما أخبرني الأخ أنها ناقصة والله أعلم. وعندي أن طبعة دار الأندلس في سبعة مجلدات من أحسن الطبعات، إلا إنها غير متوفرة فيما أعلم بكثرة وهي عندي والحمدلله. وأقصد من جهة إخراج النص، وإلا فهي غير مخرجة الأحاديث والآثار".
أبو مجاهد نقلاً: " طبعة الشيخ مقبل الوادعي وهو الشيخ المعروف بتجرده وتحقيقه، لا تناسب مستواه وليس فيها شيء يذكر".
المقرئ: " فالذي يظهر لي أن طبعة المهدوي في ستة مجلدات هي أفضل الطبعات من حيث التخريج وأما من حيث النص فهي غير جيدة بل إنني أعتقد أن المحقق كان لا يهتم بنقل متن الأحاديث من المطبوع السابق بل يأتي بالحديث بمتنه من مصدره الذي نقل منه ابن كثير وهذا في غاية الخطأ وقد أومأ إلى ذلك المحقق في مقدمته والله المستعان".
أبو مجاهد العبيدي: " كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير فرحت به لما صدر، ولكن ما لبث هذا الفرح أن تغير، وقد ظهر لي بعد كثير من المراجعة لمواضع متعددة منه أن المختصرين له ليسوا من أهل الفن المتخصصين فيه فطريقة اختيارهم للأقوال التي يثبتونها لا تدل على أنهم بذلوا جهداً كبيراً في النظر في الأقوال، وما الذي يصلح منها للاعتماد، وما الذي ينبغي تركه. وعلى كل حال: رأيي الشخصي - وهو غير ملزم - أنه اختصار مخل، وليس فيه نفًس ابن كثير، وعليه ملحوظات كثيرة. ولو كان عندي سعة من الوقت لضربت الأمثلة وعسى الله أن ييسر ذلك في المستقبل.".
عبد الرحمن الشهري: " وقد صدرت طبعة جديدة لتفسير ابن كثير غير ما تقدمت الإشارة إليه صدرت عن دار عالم الكتب بالرياض الطبعة الأولى منها (1425) من تفسير القرآن العظيم للحافظ إسماعيل بن كثير الدمشقي في خمسة عشر مجلداً.
وقد قام على تحقيقه خمسة من الباحثين هم:
- مصطفى السيد محمد.
- محمد السيد رشاد.
- محمد فضل العجماوي.
- وعلى أحمد عبدالباقي.
- وحسن عباس قطب.
وقد كتبوا على غلاف الكتاب العبارة الآتية: «هذه الطبعة أول طبعة مقابله على النسخه الأزهرية وكذلك على نسخة كامله بدار الكتب المصرية».
وقد قدم المحققون للكتاب بمقدمه ترجموا فيها للمؤلف ترجمة موجزة وتحدثوا باختصار عن منهج الحافظ بن كثير في تفسيرة ثم ختموا المقدمة ببيان منهجهم في التحقيق والتخريج ولم يشيروا إلى الطباعات السابقة للكتاب.وقد ختموا التفسير بفهارس شاملة وطباعة الكتاب جيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يتسن لي موازنة هذه الطبعه مع طبعة مكتبة أولاد الشيخ لتفسير ابن كثير التي أشار إليها الشيخ أبو مجاهد العبيدي أعلاه، ولعل أحداً من الفضلاء أعضاء الملتقى ينشط للموازنة بينهما على وجه العموم، وفي نظري أن هذه الطبعة خيارٌ جيد لطالب العلم الذي لم يقتنِ تفسير ابن كثير بعدُ.".
أبو عمار المليباري: " من خلال اطلاعي على طبعات التفسير، وجدت تخريجاً جيداً له وهو للشيخ عبدالرزاق المهدي. والشيخ في الحقيقة قد خدم عدة تفاسير من حيث التحقيق والتخريج، وأجود أعماله حسب علمي هو تحقيقه لتفسير القرطبي. ومن جهوده المشكورة: تخريج تفسير ابن كثير، وتحقيق زاد المسير، وتفسير البغوي وغيرها. فجزاه الله خيراً.".
مرهف: " طبعة مؤسسة الرسالة بتحقيق أنس مصطفى الخن وهي من حيث ضبط النص والروايات برأيي أفضل من طبعة الشعب والتي بمراجعة عبد القادر أرناؤوط بعد مقابلة بعض النصوص من النسخ على بعضها، أما بالنسبة لطبعة عبد الرزاق المهدي فإنها برأيي لا تتميز عن باقي الطبعات إلا بالتخريج ولكون مسألة التخريج مهمة فأقول ـ وهو رأي شخصي أيضاً ـ أن مثل هذه الكتب المصادر من التفسير كابن كثير والطبري لا تحتاج إلى مثل هذا التخريج المطول خاصة وأن ابن كثير رحمه الله قد علق على أسانيد الكتاب مع ذكره للأحاديث بأسانيدها وأهم ما ينبغي فعله هو ضبط النص والله أعلم".
أبو عمار المليباري: " ما ذكره الأخ مرهف ليس بصحيح. بل يحتاج كل قارئ لتفسير ابن كثير والطبري إلى تخريج علمي مضبوط، لكثرة الأحاديث الواردة في التفسيرين. وما فعله الشيخ عبدالرزاق المهدي جهد مشكور، وليس تخريجه مطولاً كما ذكر الأخ. وابن كثير لم يعلق على أكثر الأحاديث والآثار الواردة في التفسير، حتى الأحاديث التي أوردها ابن كثير بالأسانيد، هل يستطيع كل طالب علم أن يميز بين الصحيح والضعيف بمجرد النظر في الأسانيد. وليس معرفة الصحيح من الضعيف أمر اجتهادي فحسب بل هناك ضوابط وقواعد مشى عليها أهل الحديث، فالشيخ عبدالرزاق مثلاً لا يضعف اتلحديث إلا لأن فيه فلاناً ضعفه أئمة الجرح والتعديل، وهكذا. فليست الأمر بالهين كما يظن الأخ مرهف. وفق الله الجميع للحق والهدى".
أبو عمار المليباري: " أفضل طبعة عني فيها بضبط أسماء الرواة: طبعة دار السلام، بإشراف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.".
الجمعة
27/ 7 / 1428هـ
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[10 Aug 2007, 11:26 م]ـ
أشكرك أخي فهد الوهيبي على جمعك للأقوال وعمل جيد لكن في خضم الأقوال لا أرى من أشار إلى المختصرات لتفسير ابن كثير إلا مختصرين فقط مع سؤال الأخ السديس عنه وأرى في وجهة نظري أن أفضل مختصر لابن كثير هو مختصر تفسير القران العظيم لأحمد شاكر والله أعلم
ـ[ابوجمان]ــــــــ[12 Apr 2009, 03:13 م]ـ
ماذا عن طبعة دار الحديث حقق احاديثها السيد محمد السيد ووجيه محمد احمد ومصطفى عبد الحكيم وسيد صادق وهي طبعة ملونة على حسب ذاكرتي وهي ثمان مجلدات
ـ[كاسيمان]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:50 ص]ـ
شكر الله شيوخنا على هذه الآراء القيمة
إلا أني وقعت في حيرة من الآراء
ومما تزيدني حيرة أن عندي في البيت من تفسير ابن كثير ما يلي:
1) مختصر تفسير ابن كثير للشيخ نسيب الرفاعي -- اقتنيته عن طريق الشراء
2) مختصر تفسير ابن كثير للصابوني -- اقتنيته عن طريق الشراء
-----
3) تفسير ابن كثير طبعة جمعية إحياء التراث الإسلامي (4 مجلدات) -- هدية التخرج من الدراسة
4) تفسير ابن كثير تحقيق البنا (8 مجلدات) -- اقتنيته عن طريق الشراء
5) تفسير ابن كثير طبعة دار السلام (مجلد واحد) -- أهدانيه أحد الأحبة
فهل يلزمني شراء الجديد من الطبعات، وماذا أشتري؟ وخاصة أن بيتي الصغير - نسأل الله سبحانه أن يتاح لي شراء أو اقتناء البيت الكبير، وإلى الآن لم يكن لدي بيت، إنما أنا أستأجر - لم يعد يتحمل ازدياد الكتاب الجديد، وهناك ثلاثة كرتونة من الكتب لم يكن لها رفوف
أفيدونا أفادكم الله
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:08 م]ـ
بمشيئة الله ستخرج الطبعة التي حققها الشيخ مقبل الوادعي وأكملها كبار تلامذته وهي تحت الطبع في دار الأثار ولا ندري لماذا التأخر في إخراجها مع أن لها سنوات تحت الطبع(/)
التفسير بالماثور والرأي وتطبيقات على ذلك
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[24 Apr 2003, 05:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذن شيخنا الفاضل في نقل موضوع قد كتبتة في ملتقي اهل الحديث في هذا الموضوع واحتاج الي تعليقة علية وجزاة الله خيرا
التفسير بالماثور والراي وامثلة عليهما
بسم اللة الرحمن الرحيم
سوف نبداء بحمد اللة تيمننا دراسة لنوعين من انواع التفاسير كما ذكرا شيخنا الشيخ مساعد الطيار
الاول التفسير بالماثور
تفسيرالامام المفسر الفقية المورخ البارع ابن جرير الطبري
الثاني التفسير الراي
تفسير التفسير الكبير لامام فخر الدين الرازي
المطلب الاول تعريف بصاحب التفسير
المطلب الثاني منهج المفسرواسلوبة الذي اتبعة في تفسيرة
المطلب الثالث توفير الكتاب لدرستةان امكن
اولا التفسير بالماثور
كتاب الامام المفسر الفقية البارع ابن جرير الطبري
المقدمة
قبل البدء في تعريف الامام ابن جرير احب ان انقل قول الشيخ مساعد الطيار حتي لايستدرك علينا احد الاخوةفيقول ان الشيخ قد وصف تفسير ابن جرير بانة قد يدخل في التفسير بالراي المحمود
قال الشيخ
من حُكِمَ على تفسيره بأنه من التفسير بالمأثور قد حِيفَ عليه وتُنُوسي جهده الخاص في الموازنة والترجيح بين الأقوال التي يذكرها عن السلف، وأشهر مثالٍ لذلك إمام المفسرين ابن جرير الطبري، حيث يعدّه من يقابل بين التفاسير بالمأثور والتفسير بالرأي من المفسرين بالأثر، وهذا فيه حكم قاصرٌ على تفسير الإمام ابن جرير، وتعامٍ أو تجاهلٌ لأقواله الترجيحية المنثورة في كتابه.
هل التفسير منسوب إليه أم إلى من يذكرهم من المفسرين؟!
فإذا كان تفسيره هو؛ فأين أقواله وترجيحاته في التفسير؟!
أليست رأياً له؟
أليست تملأ ثنايا كتابه الكبير؟!
بل أليست من أعظم ما يميّز تفسيره بعد نقولاته عن السلف؟!
إن تفسير ابن جرير من أكبر كتب التفسير بالرأي، غير أنه رأي محمود؛ لاعتماده على تفسير السلف وعدم خروجه عن أقوالهم، مع اعتماده على المصادر الأخرى في التفسير.
كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح. ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ أبي حاتم (ت: 327) الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟
المطلب الاول
التعريف بابن جرير الطبري:
هو أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، الإمام الجليل، المجتهد المطلق، صاحب التصانيف المشهورة، وهو من أهل آمل طبرستان، ولد بها سنة 224هـ أربع وعشرين ومائتين من الهجرة، ورحل من بلده في طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، سنة ست وثلاثين ومائتين، وطوّف في الأقاليم، فسمع بمصر والشام والعراق، ثم ألقى عصاه واستقر ببغداد، وبقى بها إلى أن مات سنة عشر وثلاثمائة.
مبلغه من العلم والعدالة:
كان ابن جرير أحد الأئمة الأعلام، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظًا لكتاب الله، بصيرًا بالقرآن، عارفًا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم .. هذا هو ابن جرير في نظر الخطيب البغدادي، وهي شهادة عالم خبير بأحوال الرجال، وذكر أن أبا العباس بن سريج كان يقول: محمد بن جرير فقيه عالم، وهذه الشهادة جد صادقة؛ فإن الرجل برع في علوم كثيرة، منها: علم القراءات، والتفسير، والحديث، والفقه، والتاريخ، وقد صنف في علوم كثيرة وأبدع التأليف وأجاد فيما صنف.
مصنفاته:
كتاب التفسير،
وكتاب التاريخ المعروف بتاريخ الأمم والملوك،
وكتاب القراءات،
والعدد والتنزيل،
وكتاب اختلاف العلماء،
وتاريخ الرجال من الصحابة والتابعين،
وكتاب أحكام شرائع الإسلام،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكتاب التبصر في أصول الدين
وغير هذا كثير.
ولكن هذه الكتب قد اختفى معظمها من زمن بعيد، ولم يحظ منها بالبقاء إلى يومنا هذا وبالشهرة الواسعة، سوى كتاب التفسير، وكتاب التاريخ.
وقد اعتبر الطبري أبا للتفسير، كما اعتبر أبا للتاريخ الإسلامي، وذلك بالنظر لما في هذين الكتابين من الناحية العلمية العالية، ويقول ابن خلكان: إنه كان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدًا، ونقل: أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ذكره في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين، قالوا: وله مذهب معروف، وأصحاب ينتحلون مذهبه، يقال لهم الجريرية، ولكن هذا المذهب الذي أسسه ـ على ما يظهر ـ بعد بحث طويل، ووجد له أتباعًا من الناس، لم يستطع البقاء إلى يومنا هذا كغيره من مذاهب المسلمين؛ ويظهر أن ابن جرير كان قبل أن يبلغ هذه الدرجة من الاجتهاد متمذهبًا بمذهب الشافعي، يدلنا على ذلك ما جاء في الطبقات الكبرى لابن السبكي، من أن ابن جرير قال: أظهرت فقه الشافعي، وأفتيت به ببغداد عشر سنين.
علو همته:
كان رحمه الله عالي الهمة متوقد العزم ـ قال: عند تفسيره للقرآن: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ قال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا هذا ما يفني الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة.
اتهامه بالوضع للروافض:
وقد اتُهِمَ رحمه الله بأنه كان يضع للروافض، وهذا رجم بالظن الكاذب، ولعله أشبه على صاحب هذا القول ابن جرير آخر، وهو محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي.
وفاته:
مرض أبو جعفر بذات الجنب فجاءه الطبيب فسأل أبا جعفر عن حاله، فعرّفه حاله وما استعمل وما أخذ لعلته، وما انتهى إليه في يومه، فقال له الطبيب: ما عندي فوق ما وصفته لنفسك شيء، فلما كان يوم السبت لأربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة كانت منيته ودفن يوم الأحد، ولم يؤذن به أحد، فاجتمع على جنازته ما لا يحصى عددهم إلا الله، وصلى على قبره شهورًا ليلاً ونهارًا.
هذا هو ابن جرير؛ وهذه هي نظرات العلماء إليه، وذلك هو حكمهم عليه، ومن كل ذلك تبين لنا قيمته ومكانته.
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يعتبر تفسير بن جرير من أقوم التفاسير وأشهرها، كما يعتبر المرجع الأول عند المفسرين الذين عنوا بالتفسير النقلي؛ وإن كان في الوقت نفسه يعتبر مرجعًا غير قليل الأهمية من مراجع التفسير العقلي؛ نظرًا لما فيه من الاستنباط، وتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، ترجيحًا يعتمد على النظر العقلي، والبحث الحر الدقيق.
ويقع تفسير ابن جرير في ثلاثين جزءًا من الحجم الكبير، وقد كان هذا الكتاب من عهد قريب يكاد يعتبر مفقودًا لا وجود له، ثم قدّر الله له الظهور والتداول، فكانت مفاجأة سارة للأوساط العلمية في الشرق والغرب أن وجدت في حيازة أمير (حائل) الأمير حمود ابن الأمير عبد الرشيد من أمر اء نجد نسخة مخطوطة كاملة من هذا الكتاب، طبع عليها الكتاب من زمن قريب، فأصبحت في يدنا دائرة معارف غنية في التفسير المأثور.
ما قيل في تفسيره:
ولو أننا تتبعنا ما قاله العلماء في تفسير ابن جرير، لوجدنا أن الباحثين في الشرق والغرب قد أجمعوا الحكم على عظيم قيمته، واتفقوا على أنه مرجع لا غنى عنه لطالب التفسير، فقد قال السيوطي رضي الله عنه " وكتابه ـ يعني تفسير محمد بن جرير ـ أجل التفاسير وأعظمها، فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط، فهو يفوق بذلك على تفسير الأقدمين ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وأما التفاسير التي في أيدي الناس، فأصحها تفسير ابن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين، كمقاتل بن بكير والكلبي ".
وقال النووي: " أجمعت الامة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري ".
ويذكر صاحب لسان الميزان: أن ابن خزيمة استعار تفسير ابن جرير من ابن خالوية فرده بعد سنين، ثم قال: " نظرت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير ".
وقال ابو حامد الإسفرايني: " لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرًا ".
اختصار الطبري لتفسيره:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هذا التفسير كان أوسع مما هو عليه اليوم، ثم اختصره مؤلفه إلى هذا القدر الذي هو عليه الآن، فابن السبكي يذكر في طبقاته الكبرى " أن أبا جعفر قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة، فقالوا: هذا ربما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة، ثم قال: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟، قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوًا مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا لله، ماتت الهمم، فاختصره في نحو ما اختصر التفسير " أ. هـ.
أولية تفسيره:
هذا ونسطيع أن نقول إن تفسير ابن جرير هو التفسير الذي له الأولية بين كتب التفسير، أولية زمنية، وأولية من ناحية الفن والصناعة.
أما أوليته الزمنية، فلأنه أقدم كتاب في التفسير وصل إلينا، وما سبقه من المحاولات التفسيرية ذهبت بمرور الزمن، ولم يصل إلينا شيء منها، اللهم إلا ما وصل إلينا منها في ثنايا ذلك الكتاب الخالد الذي نحن بصدده.
وأما أوليته من ناحية الفن والصناعة؛ فذلك أمر يرجع إلى ما يمتاز به الكتاب من الطريقة البديعة التي سلكها في مؤلفه، حتى أخرجه للناس كتابًا له قيمته ومكانته
ونريد أن نعرض هنا لطريقة ابن جرير في تفسيره، بعد أن أخذنا فكرة عامة عن الكتاب، حتى يتبين للقارئ أن الكتاب واحد في بابه، سبق به مؤلفه غيره من المفسرين، فكان عمدة المتأخرين، ومرجعًا مهمًا من مراجع المفسرين، على اختلاف مذاهبهم، وتعدد طرائقهم،
طريقة ابن جرير في تفسيره:
تتجلى طريقة ابن جرير في تفسيره بكل وضوح إذا نحن قرأنا فيه وقطعنا في القراءة شوطًا بعيدًا، فأول ما نشاهده، أنه إذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يقول " القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا، ثم يفسر الآية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التفسير المأثور عنهم في هذه الآية، وإذا كان في الآية قولان أو أكثر، فإنه يعرض لكل ما قيل فيها، ويستشهد على كل قول بما يرويه في ذلك عن الصحابة أو التابعين.
ثم هو لا يقتصر على مجرد الرواية، بل نجده يتعرض لتوجيه الأقوال، ويرجح بعضها على بعض، كما نجده يتعرض لناحية الإعراب إن دعت الحال إلى ذلك، كما أنه يستنبط الأحكام التي يمكن أن تؤخذ من الآية من توجيه الأدلة وترجيح ما يختار.
ويوكد ما سبق قول الشيخ مساعد الطيار وكذلك ذكرة الشيخ صالح ال الشيخ
إنكاره على من يفسر بمجرد الرأي:
ثم هو يخاصم بقوة أصحاب الرأي المستقلين في التفكير، ولا يزال يشدد في ضرورة الرجوع إلى العلم الراجع إلى الصحابة أو التابعين، والمنقول عنهم نقلاً صحيحًا مستفيضًا، ويرى أن ذلك وحده هو علامة التفسير الصحيح، فمثلاً عند ما تكلم عن قوله تعالى في الآية (49) من سورة يوسف (ثم يأتي من بعد ذلك عامٌ فيه يغاث الناسُ وفيه يعصِرون) نجده يذكر ما ورد في تفسيرها عن السلف مع توجيهه للأقوال وتعرضه للقراءات بقدر ما يحتاج إليه تفسير الآية، ثم يعرج بعد ذلك على من يفسر القرآن برأيه، وبدون اعتماد منه على شيء إلا على مجرد اللغة، فيفند قوله، ويبطل رأيه، فيقول ما نصه " .. وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب، يوجه معنى قوله (وفيه يعصرون) إلى وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث، ويزعم أنه من العصر، والعصر التي بمعنى المنجاة، من قول أبي زبيد الطائي:
صاديا يستغيث غير مغاث ولقد كان عصرة المنجود
أي المقهور
وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه خلافه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين.
موقفه من الأسانيد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن ابن جرير وإن التزم في تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها، إلا أنه في الأعم الأغلب لا يتعقب الأسانيد بتصحيح ولا تضعيف، لأنه كان يرى ـ كما هو مقرر في أصول الحديث ـ أن من أسند لك فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة أو الجرح، فهو بعمله هذا قد خرج من العهدة ومع ذلك فابن جرير يقف من السند أحيانًا موقف الناقد البصير، فيعدل من يعدل من رجال الإسناد، ويجرح من يجرح منهم، ويرد الرواية التي لا يثق بصحتها، ويصرح برأيه فيها بما يناسبها، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى في الآية (94) من سورة الكهف: ( .. فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا) يقول ما نصه: " روى عن عكرمة في ذلك ـ يعني في ضم سين سدًا وفتحها ـ ما حدثنا به أحمد بن يوسف، قال: حدثنا القاسم، قال: حدثنا حجاج، عن هرون، عن أيوب، عن عكرمة قال: ما كان من صنعة بني آدم فهو السَّد يعني بفتح السين، وما كان من صنع الله فهو السُّد،ثم يعقب على هذا السند فيقول: وأما ما ذكر عن عكرمة في ذلك، فإن الذي نقل ذلك عن أيوب هرون، وفي نقله نظر، ولا نعرف ذلك عن أيوب من رواية ثقاة أصحابه " أ. هـ.
موقفه من القراءات:
كذلك نجد أن ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على المعاني المختلفة، وكثيرًا ما يرد القراءات التي لا تعتمد على الأئمة الذين يعتبرون عنده وعند علماء القراءات حجة، والتي تقوم على أصول مضطربة مما يكون فيه تغير وتبديل لكتاب الله، ثم يتبع ذلك برأيه في آخر الأمر مع توجيه رأيه بالأسباب، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية (81) من سورة الأنبياء (ولسليمان الريح عاصفة) يذكر أن عامة قراء الأمصار قرءوا (الريح) بالنصب على أنها مفعول لـ "سخرنا" المحذوف، وأن عبد الرحمن الأعرج قرأ (الريح) بالرفع على أنها مبتدأ ثم يقول: والقراءة التي لا استجيز القراءة بغيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار لإجماع الحجة من القراء عليه.
سبب عناية ابن جرير بالقراءات:
ولقد يرجع السبب في عناية ابن جرير بالقراءات وتوجيهها إلى أنه كان من علماء القراءات المشهورين، حتى أنهم ليقولون عنه: إنه ألف فيها مؤلفًا خاصًا في ثمانية عشر مجلدًا، ذكر فيه جميع القراءات من المشهور والشواذ وعلل ذلك وشرحه، واختار منها قراءة لم يخرج بها من المشهور، وإن كان هذا الكتاب قد ضاع بمرور الزمن ولم يصل إلى أيدينا، شأن الكثير من مؤلفاته.
تقديرة الاجماع الائمة
كذلك نجد ابن جرير في تفسيره يقدر إجماع الأمة، ويعطيه سلطانًا كبيرًا في اختيار ما يذهب إليه من التفسير، فمثلاً عند قوله تعالى في الآية (230) من سورة البقرة (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره) يقول ما نصه: " فإن قال قائل: فأي النكاحين عنى الله بقوله: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره؟ النكاح الذي هو جماع؟ أم النكاح الذي هو عقد تزويج؟ قيل كلاهما؛ وذلك أن المرأة إذا نكحت زوجًا نكاح تزويج ثم لم يطأها في ذلك النكاح ناكحها ولم يجامعها حتى يطلقها لم تحل للأول، وكذلك إن وطئها واطئ بغير نكاح لم تحل للأول؛ لإجماع الأمة جميعًا، فإذا كان ذلك كذلك " فمعلوم أن تأويل قوله: فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره، نكاحًا صحيحًا، ثم يجامعها فيه: ثم يطلقها، فإن قال: فإن ذكر الجماع غير موجود في كتاب الله تعالى ذكره، فما الدلالة على أن معناه ما قلت؟ قيل: الدلالة على ذلك إجماع الأمة جميعًا على أن ذلك معناه ".
تحاكمة الي المصطلحات النحوية
تاثر ابن جرير بنحاة الكوفين و كلام العرب، ذلك أنه اعتبر الاستعمالات اللغوية بجانب النقول المأثورة وجعلها مرجعًا موثوقًا به عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها، وترجيح بعض الأقوال على بعض.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين .. ) (هود/40) نراه يعرض لذكر الروايات عن السلف في معنى لفظ التنور، فيروى لنا قول من قال: إن التنور عبارة عن وجه الأرض، وقول من قال: إنه عبارة عن تنوير الصبح، وقول من قال إنه عبارة عن أعلى الأرض وأشرفها، وقول من قال: إنه عبارة عما يختبز فيه .. ثم قال بعد أن يفرغ من هذا كله: " وأولى هذه الأقوال عندنا بتأويل قوله (التنور) قول من قال: التنور: الذي يختبز فيه، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب، وكلام الله لا يوجه إلا إلى الأغلب الأشهر من معانيه عند العرب.
كذلك نجد ابن جرير يتعرض كثيرًا لمذاهب النحويين من البصريين والكوفيين في النحو والصرف، ويوجه الأقوال، تارة على المذهب البصري، وأخرى على المذهب الكوفي، فمثلاً عند قوله تعالى: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف) (إبراهيم/18) يقول ما نصه: " اختلف أهل العربية في رافع (مثل) فقال بعض نحويي البصرة: إنما هو كأنه قال: ومما نقص عليكم مثل الذين كفروا، ثم أقبل يفسره كما قال: مثل الجنة .. وهذا كثير.
وقال بعض نحويي الكوفيين: إنما المثل للأعمال، ولكن العرب تقدم الأسماء لأنها أعرف، ثم تأتي بالخبر الذي تخبر عنه مع صاحبه، ومعنى الكلام: مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد .. إلخ.
والحق أن ما قدمه لنا ابن جرير في تفسيره من البحوث اللغوية المتعددة والتي تعتبر كنزًا ثمينًا ومرجعًا في بابها، أمر يرجع إلى ما كان عليه صاحبنا من المعرفة الواسعة بعلوم اللغة وأشعار العرب، معرفة لا تقل عن معرفته بالدين والتاريخ، ونرى أن ننبه هنا إلى أن هذه البحوث اللغوية التي عالجها ابن جرير في تفسيره لم تكن أمرًا مقصودًا لذاته، وإنما كانت وسيلة للتفسير، على معنى أنه يتوصل بذلك إلى ترجيح بعض الأقوال على بعض، كما يحاول بذلك ـ أحيانًا ـ أن يوفق بين ما صح عن السلف وبين المعارف اللغوية بحيث يزيل ما يتوهم من التناقض بينهما.
تعرضة الاحكام الفقهية
، يعالج فيه ابن جرير أقوال العلماء ومذاهبهم، ويخلص من ذلك كله برأي يختاره لنفسه، ويرجحه بالأدلة العلمية القيمة، فمثلاً نجده عند تفسيره لقوله تعالى: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) (النحل /8) نجده يعرض لأقوال العلماء في حكم أكل لحوم الخيل والبغال والحمير، ويذكر قول كل قائل بسنده .. وأخيرًا يختار قول من قال: إن الآية لا تدل على حرمة شيء من ذلك، ووجه اختياره هذا فقال: ما نصه: " والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثاني ـ وهو أن الآية لا تدل على الحرمة ـ وذلك أنه لو كان في قوله تعالى ذكره ـ (لتركبوها) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للركوب لا للأكل، لكان في قوله (فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) (النحل/5) دلالة على أنها لا تصلح إذ كانت للأكل والدفء وللركوب، وفي إجماع الجميع على أن ركوب ما قال تعالى ذكره (ومنها تأكلون) جائز حلال غير حرام، دليل واضح على أن أكل ما قال (لتركبوها) جائز حلال غير حرام، إلا بما نص على تحريمه، أو وضع على تحريمه دلالة من كتاب أو وحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما بهذه الآية فلا يحرم أكل شيء.
وقد وضع الدلالة على تحريم لحوم الحمر الأهلية بوحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى البغال بما قد بينا في كتابنا كتاب الأطعمة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع؛ إذ لم يكن هذا الموضع من مواضع البيان عن تحريم ذلك، وإنما ذكرنا ما ذكرنا ليدل على أن لا وجه لقول من استدل بهذه الآية على تحريم الفرس " أ. هـ.
واخيرا منهجهة في الخوض في في مسائل اهل الكلام
ولا يفوتنا أن ننبه على ما نلحظه في هذا التفسير الكبير، من تعرض صاحبه لبعض النواحي الكلامية عند كثير من آيات القرآن، مما يشهد له بأنه كان عالمًا ممتازًا في أمور العقيدة، فهو إذا ما طبق أصول العقائد على ما يتفق مع الآية أفاد في تطبيقه، وإذا ناقش بعض الآراء الكلامية أجاد في مناقشته، وهو في جدله الكلامي وتطبيقه ومناقشته، موافق لأهل السنة في آرائهم، ويظهر ذلك جليًا في رده على القدرية في مسألة الاختيار.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (الفاتحة/7) نراه يقول ما نصه: " وقد ظن بعض أهل الغباء من القدرية أن في وصف الله جل ثناؤه النصارى بالضلال بقوله (ولا الضالين) وإضافة الضلال إليهم دون إضافة إضلالهم إلى نفسه، وتركه وصفهم بأنهم المضللون كالذي وصف به اليهود أنه مغضوب عليهم، دلالة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة القدرية، جهلاً منه بسعة كلام العرب وتصاريف وجوهه، ولو كان الأمر على ما ظنه الغبي الذي وصفنا شأنه،لوجب أن يكون كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل لا يجوز أن يكون فيه سبب لغيره،وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك من فعله، ولوجب أن يكون خطأ قول القائل: تحركت الشجرة إذا حركتها الرياح، واضطربت الأرض إذا حركتها الزلزلة،وما أشبه ذلك من الكلام الذي يطول بإحصائه الكتاب، وفي قوله جل ثناؤه (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم) (يونس/22) وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها، ما يدل على خطأ التأويل الذي تأوله مَن وصفنا قوله، في قوله (ولا الضالين)، وادعائه أن في نسبة الله جل ثناؤه الضلالة إلى من نسبها إليه من النصارى، تصحيحًا لما ادعى المنكرون أن يكون لله جل ثناؤه في أفعال خلقه سبب من أجله وجدت أفعالهم، مع إبانة الله عز ذكره نصًا في آيٍ كثيرة من تنزيله: أنه المضل الهادي، فمن ذلك قوله جل ثناؤه: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) (الجاثية/23) فأنبأ جل ذكره أنه المضل الهادي دون غيره، ولكن القرآن نزل بلسان العرب على ما قدمنا البيان عنه في أول الكتاب، ومن شأن العرب إضافة الفعل إلى من وجد منه وإن كان مشيئة غير الذي وجد منه الفعل غيره، فكيف بالفعل الذي يكتسبه العبد كسبًا،ويوجده الله جل ثناؤه عينًا منشأة، بل ذلك أحرى أن يضاف إلى مكتسبه كسبًا له بالقوة منه عليه، والاختيار منه له، وإلى الله جل ثناؤه بإيجاد عينه وإنشائها تدبيرًا.أ. هـ.
وعلى الإجمال فخير ما وصف به هذا الكتاب ما نقله الداودي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني في تاريخه حيث قال: فثم من كتبه ـ يعني محمد بن جرير ـ كتاب تفسير القرآن، وجوده، وبين فيه أحكامه، وناسخه ومنسوخه، ومشكله وغريبه، ومعانيه، واختلاف أهل التأويل والعلماء في أحكامه وتأويله، والصحيح لديه من ذلك، وإعراب حروفه، والكلام على الملحدين فيه، والقصص، وأخبار الأمة والقيامة، وغير ذلك مما حواه من الحكم والعجائب كلمة كلمة، وآية آية، من الاستعاذة، وإلى أبي جاد، فلو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد وعجيب مستفيض لفعل " أ. هـ.
هذا وقد جاء في معجم الأدباء ج18 ص64ـ65 وصف مسهب لتفسير ابن جرير، جاء في آخره ما نصه " وذكر فيه من كتب التفاسير المصنفة عن ابن عباس خمسة طرق،وعن سعيد بن جبير طريقين، وعن مجاهد بن جبر ثلاث طرق، وعن الحسن البصري ثلاث طرق، وعن عكرمة ثلاثة طرق وعن الضحاك بن مزاحم طريقين،وعن عبد الله بن مسعود طريقًا،وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم،وتفسير ابن جريج، وتفسير مقاتل بن حبان، سوى ما فيه من مشهور الحديث عن المفسرين وغيرهم، وفيه من المسند حسب حاجته إليه، ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به، فإنه لم يدخل في كتابه شيئًا عن كتاب محمد بن السائب الكلبي، ولا مقاتل بن سليمان، ولا محمد بن عمر الواقدي؛ لأنهم عنده أظناء والله أعلم، وكان إذا رجع إلى التاريخ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد بن السائب الكلبي، وعن ابنه هشام، وعن محمد بن عمر الواقدي، وغيرهم فيما يفتقر إليه ولا يؤخذ إلا عنهم.(/)
حديث ابن مسعود: (من قرأ حرفا من كتاب الله ... ) بين الرفع والوقف
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[24 Apr 2003, 10:16 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فبناء على طلب أخي الكريم الشيخ: أبي مجاهد العبيدي – وهو أحد المشرفين على هذا المنتدى – مراجعة حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ".
أقول وبالله التوفيق:
حديث ابن مسعود هذا يرويه عنه جماعة من الرواة واختلف عليه فيه وقفا ورفعا كما يلي:
1 - رواية الرفع:
رواها عنه محمد بن كعب القرظي، أخرجها: الترمذي (2910) والبيهقي في شعب الإيمان 4/ 548 (1831) وابن مندة في (الرد على من يقول الم حرف) ص 54 رقم (14).
كلهم من طريق محمد بن كعب عن ابن مسعود مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - رواية الوقف:
رواها عن ابن مسعود جماعة منهم:
أ-أبو الأحوص.
أخرجها ابن المبارك في الزهد (808) والطبراني 9/ 140 وابن أبي شيبة 10/ 462 والدارمي2/ 308 والحاكم 1/ 566.
وأبو الأحوص ثقة، وهي أقوى الروايات ويعضدها مايأتي.
ب-قيس بن السكن.
أخرجها ابن أبي شيبة 10/ 461 وابن مندة رقم (15).
وقيس ثقة من رجال مسلم ثبت سماعه من ابن مسعود.
ج-أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن أبيه موقوفا.
أخرجها عبدالرزاق 3/ 367 والطبراني 9/ 139
وهو ثقة لكن لايصح سماعه من أبيه.
د- علقمة أو الأسود عن ابن مسعود موقوفا
أخرجها ابن أبي شيبة 10/ 462 وفيه: (كان له بكل حرف عشر حسنات ومحو عشر سيئات)
وعلقمة والأسود كلاهما ثقة، لكن في الإسناد إليهما مقال.
هـ - أبو البختري الطائي عن ابن مسعود موقوفا.
أخرجها الآجري في (أخلاق حملة القرآن) ص 17
وهو ثقة ثبت لكن روايته عن ابن مسعود مرسلة.
و- القاسم بن عبدالرحمن عن ابن مسعود موقوفا
أخرجها ابن مندة في (الرد على من يقول الم حرف) ص 57 بلفظ:" أما إني لست ممن يزعم أن بكل آية عشر حسنات ولكن أزعم أن بكل حرف من حروف المعجم عشر حسنات "
والقاسم لم يدرك ابن مسعود.
ز- يسير أو أسير بن عمرو عن ابن مسعود موقوفا
أخرجها ابن مندة في (الرد على من يقول الم حرف) ص 58
ويسير صدوق، لكن في سندها السري بن عاصم متروك واتهمه بعضهم.
وهذ الروايات الخمس (ج – ز) لاتخلو من مقال وضعف في أفرادها لكنها تتقوى برواية أبي الأحوص الأولى.
أما رواية الرفع فسندها حسن إن ثبت سماع محمد بن كعب من ابن مسعود وهو مختلف فيه، فأثبته أبو داود وصححه العلائي في (جامع التحصيل) ص 268 ونفاه آخرون.
والحديث رواه البخاري في (التاريخ الكبير) 1/ 216 بسنده إلى محمد بن كعب قال: سمعت عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. قال البخاري:لاأدري حفظه أم لا؟
وبالرجوع إلى ترجمة محمد بن كعب نجد أن ولادته في سنة 40 هـ أي بعد وفاة ابن مسعود بثمان سنين , واختلف في سنة وفاته على خمسة أقوال تنحصر بين 108 – 129 هـ وعمره 78 سنة، وعلى أقل الأقوال نجعل وفاته سنة 108 هـ فيكون مولده سنة 30 هـ أي كان عمره حين وفاة ابن مسعود سنتين فيبعد أن يتحمل عنه في هذا السن.
وقول الشيخ الجديع في تحقيقه لكتاب ابن مندة:"جميع ماقيل في وفاته وعمره أقوال متقاربة وأي ذلك كان الصواب فإنه ولد قطعا بعد موت عبدالله بن مسعود " متعقب بأن أبا نعيم وابن أبي شيبة والترمذي وغيرهم نصوا على أن وفاته كانت سنة 108 هـ فيكون ولد قبل موت ابن مسعود لكن بحيث لايمكنه التحمل منه.
وعليه تكون روايته عنه مرسلة، ويترجح رواية الوقف ومن مرجحاتها الكثرة كما سبق. فاجتمع في رواية الرفع: الانقطاع ومخالفة الأكثر.
والحديث ساقه الألباني رحمه الله في الصحيحة 2/ 267 بالرفع قال: وإسناده جيد وقد خرجته في تعليقي على الطحاوية ص 201 ط الرابعة.
والطبعة التي عندي هي الثامنة وليس فيها فهرس للأحاديث، ولم أجد الحديث في فهرس طبعة التركي والأرناؤوط.
وصححه في التعليق على المشكاة 1/ 659.
وصححه مرفوعا من المتأخرين أيضا الشيخ:عبدالقادر الأرناؤوط في تعليقه على جامع الأصول 8/ 498.
بينما رجح الوقف الشيخ: عبدالله الجديع في بحث مسهب في تحقيقه لكتاب (الرد على من يقول الم حرف) لابن مندة،وهو أوسع من تكلم على الحديث فيما أعلم.
وأنبه أخيرا أنه حتى على القول بترجيح الوقف فإن هذا مما لا مجال للرأي فيه فيكون من المرفوع الحكمي.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2003, 01:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالعزيز على هذا العلم النافع، والترتيب البديع الذي لا يستغرب من مثلكم. وهكذا فتكن التحريرات والفوائد.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 09:12 ص]ـ
بسم الله
جزاك الله خيراً أخي خالد، وزادك علماً وتقى وخشية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[18 May 2009, 12:04 م]ـ
ويبقى النظر في معنى "الحرف" في الحديث، وما المراد به؟
وقد كنت كتبت بياناً مختصرا في هذه المسألة في رسالة الماجستير، ونصه:
(الحرف في الأصل: الطرف والجانب والحدّ، فحرف الشيء طرفه، ومنه حرف الجبل، والسيف والسفينة لأطرافها، وحروف الهجاء: أطراف الكلمة، والحروف العوامل في النحو: أطراف الكلمات الرابطة لبعضها ببعض ([1]).
وأمَّا كلمة حرف في الاصطلاح فلها عدة إطلاقات:
فهي تطلق على حرف الهجاء في اصطلاح الكاتبين والقارئين، وتطلق على الكلمة غير المستقلة بالمعنى التي تربط بين الاسم والفعل أو بين الاسم والاسم في اصطلاح النحويين، مثل على وعن ونحوهما، وتطلق على كل كلمة تقرأ على وجوه متعددة من القرآن في اصطلاح علماء القراءات، تقول: هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود ([2]).
وأمَّا معنى الحرف في عرف الشارع فهو الكلمة لا حرف الهجاء، ولذلك فإن لفظة {حرف} من الألفاظ التي شاع لها معنى غير المعنى المراد بها شرعاً ([3]).
فالمشهور الشائع عند أكثر الناس عندما يسمعون - مثلاً - حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: {من قرأ القرآن، فله بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول (الم) حرف، لكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف} ([4]) أن معنى الحرف هنا حرف الهجاء، ويبنون على هذا الفهم أن قراءة كلمة (الحمد) مثلاً يحصل القارئ لها على خمسين حسنة لأن له بكل حرف عشر حسنات، وهذا فهم خاطيء وإن كان هو المشهور عند أكثر الناس.
والصحيح أن معنى {الحرف} في هذا الحديث هو {الكلمة}.
قال ابن الجزري ([5]) - رحمه الله -: (وقد سألت شيخنا شيخ الإسلام ابن كثير - رحمه الله تعالى -: ما المراد بالحرف في الحديث؟ فقال: الكلمة، لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: {من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف}.
وهذا الذي ذكره هو الصحيح، إذ لو كان المراد بالحرف حرف الهجاء لكان ألف بثلاثة أحرف، ولام بثلاثة، وميم بثلاثة، وقد يَعْسُر على فهم بعض الناس فينبغي أن يتفطن له، فكثير من الناس لايعرفه) ([6]) ا هـ.)
الحواشي والتعليقات
----------------------------
([1]) انظر: تهذيب اللغة للأزهري 5/ 12، 13، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 42، ولسان العرب لابن منظور 3/ 127، 128، وانظر كذلك: مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 228، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي 1/ 453.
([2]) انظر: تهذيب اللغة ولسان العرب في المواضع السابقة، وانظر: كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 120.
([3]) انظر: كتاب الحقيقة الشرعية في تفسير القرآن العظيم والسنة النبوية لمحمد عمر بازمول ص 78.
([4]) أخرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن، باب: ماجاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ماله من الأجر رقم [2910] 5/ 161 من حديث عبدالله بن مسعود، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم [2327] 3/ 9: صحيح. وقد قرر الدكتور خالد أن الصحيح وقفه.
([5]) هو: محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين الدمشقي، المشهور بابن الجزري شيخ الإقراء في زمانه، ومن حفاظ الحديث، من كتبه: النشر في القراءات العشر، ومنجد المقرئين، وطيبة النشر في القراءات العشر، وغيرها كثير، توفي سنة 833 هـ. انظر: الأعلام للزركلي 7/ 45، 46.
([6]) النشر في القراءات العشر لابن الجزري 2/ 453 - 454، وانظر: تقرير ذلك في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 12/ 103 - 113.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2010, 11:50 م]ـ
فضلُ الله أوسعُ يا أبا مجاهد رعاك الله وجزاك خيراً.
ألا ترى أن القطع بأنَّ الحرف في الحديث ليس حرف الهجاء قابلٌ للنقاش، فالحديث ليس قاطعاً - في نظري - بأنه ليس المقصود حرف الهجاء كما فهم ابن كثير رحمه الله. ولعله أيده كما تقول ابن تيمية وغيره. فهل من بيان أوسع لمثلي حول هذه النقطة وفقك الله؟
ـ[المشارك7]ــــــــ[29 Apr 2010, 02:53 م]ـ
لاثراء الحوار ...
قال الشيخ الفاضل ابو مجاهد وفقه الله وسلمه:
وأمَّا معنى الحرف في عرف الشارع فهو الكلمة لا حرف الهجاء.
وعليه:
فمعنى قول ابن مسعود ((من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات))
فله بكل كلمة عشر حسنات هذا معنى متبادر وظاهر وهو الذي يفهم بناء على ما سبق.
السؤال: لم قال ابن مسعود بعد ذلك:
((لا أقول (الم) حرف))؟
قاله لدفع توهم.
والتوهم الذي يُراد دفعه في الظاهر هو المعنى المتبادر السابق ذكره.
ولاسيما مع ملاحظة ان الحديث سيق لبيان عظم اجر قارئ القران وهذا الاجر وهو ان بكل كلمة عشر حسنات مفهوم ظاهر من كلام ابن مسعود ان بكل حرف عشر حسنات ولكن لعل ظاهر الكلام ان ابن مسعود اراد اثبات اجر اعظم من الذي يتبادر الى الذهن. ولذلك تراه فصل وقال: الف حرف ولام حرف وميم حرف. ولو كان على ما رجحه الشيخ ابو مجاهد لم يكن داع لهذا التفصيل.
لعلكم شيخنا الفاضل تتأملون في هذا وتفيدوننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Apr 2010, 05:37 م]ـ
{الم} ثلاثون حسنة، {ألم} عشر حسنات ( http://www.saaid.net/Doat/ehsan/121.htm)
ـ[المشارك7]ــــــــ[29 Apr 2010, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولعل هذا هو موطن الاشكال ..
هل تمثيل ابن مسعود رضي الله عنه ب ((الم)) بسبب التوهم في خصوص الحروف المقطعة
وعليه فجوابكم واضح.
ام ان الكلام كان لتوضيح المعنى ووقع التمثيل ب ((الم)) عرضا.
لاشك ان المعنى الثاني اعم.
و ((الم)) من حيث الرسم حرف واحد - فلعل التمثيل به وقع من هذه الحيثية -
ومن حيث نطق البشر ثلاثة احرف.
والله أعلم.
ـ[المشارك7]ــــــــ[29 Apr 2010, 07:41 م]ـ
معذرة فقد ظننت المذكور ردا فاذا هو رابط لموضوع جميل للشيخ ابي طارق.
ولكن يبقى الرد كما هو ولعله يوضح موضع الاشكال.(/)
أسماء131 كتابا من كتب التفسير المطبوعة
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Apr 2003, 12:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا أما بعد:
فهذه مشاركة كتبتها على عجل بمناسبة افتتاح ملتقى أهل التفسير المبارك النافع بإذن الله، وقد اختصرت في العناوين، ولم أذكر المحقق في الغالب، ولا عدد الأجزاء، ولا دار النشر؛ لأن ذلك يأخذ مني وقتا كبيرا، وذلك لقلة دربتي على الطباعة في الحاسب، لكن اجعل هذه الأسماء كالفهرس لكتب التفسير، وأيضا لم أرتبها لكن حاولت على عجل أن أجعل المختصرات بجوار الأصول وكتب الأحكام متوالية وأما الباقي فهي في الغالب مبعثرة من غير ترتيب وبإمكانك أن تنقلها إلى الوورد في جهازك وترتبها على الحروف إن شئت ففيه هذه الميزة على ما أطن، وبإمكانك البحث فيها من خلال الضغط على ctrl + f ولاحظ أني لم أذكر كتب غريب ومفردات القرآن ولا كتب الإعراب، ولم أستوعب كل المطبوع فقد فاتني شيء كثير لعل من وقف على شيء منه أن يوافي به مشكورا، وتنبيه أخير، قد يوجد أخطاء في أسماء الكتب أو المؤلفين نظرا لأني لم أقف عليها جميعها بل بعضها مأخوذ بواسطة إما فهارس أومراجع و ..
وإليك المقصود:
1 - جامع البيان / الطبري
2 - مختصر تفسير الطبري /التجيبي
3 - تفسير الطبري / تهذيب صلاح الخالدي
4 - مختصر تفسير الطبري / الصابوني
5 - تفسير القرآن العظيم /ابن كثير
6 - مختصر تفسير ابن كثير /آل الشيخ
7 - مختصر تفسير ابن كثير/ الرفاعي
8 - مختصر تفسير ابن كثير المسمى عمدة التفسير/ أحمد شاكر
9 - مختصر تفسير ابن كثير/ الصابوني
10 - مختصر تفسير ابن كثير /محمد كريم راجح
11 - مختصر تفسير ابن كثير / محمد موسى نصر
12 - مختصر تفسير ابن كثير/ المباركفوري
13 - فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير / محمد كنعان
14 - أيسر التفاسير من ابن كثير / خالد العك
15 - تفسير القرآن العظيم/ ابن أبي حاتم
16 - معالم التزيل /البغوي
17 - تفسير القرآن العظيم/ عبد الرزاق الصنعاني
18 - أضواء البيان /الشنقيطي
19 - فتح القدير /الشوكاني
20 - زبدة التفسير من فتح القدير / الأشقر
21 - نفح العبير زبدة التفسير من فتح القدير / الأشقر
22 - الفتح الرباني مختصر تفسير الشوكاني / عبد العزيز آل الشيخ
23 - فتح البيان /صديق القنوجي
24 - الجلالين /المحلي والسيوطي
25 - حاشية الصاوي على الجلالين / الصاوي
26 - الفتوحات الإلهية على تفسير الجلالين / العجيلي
27 - قرة العينين على تفسير لجلالين/ محمد أحمد كنعان
28 - مهذب تفسير الجلالين /علي مصطفى خلوف وآخرون
29 - قرة العين من البيضاوي والجلالين / النبهاني
30 - الدر المنثور/السيوطي
31 - مدارك التنزيل /النسفي
32 - البحر المحيط / أبو حيان
33 - التسهيل /ابن جزي الكلبي
34 - روح المعاني / الألوسي
35 - تيسير الكريم الرحمن / السعدي
36 - تفاسير الأحكام: زاد المسير /ابن الجوزي
37 - الجامع لأحكام القرآن / القرطبي
38 - مختصر تفسير القرطبي / دار الكتاب العربي
39 - أحكام القرآن / الجصاص
40 - التفسيرات الأحمدية في بيان الآيات الشرعية /ملا جيون
41 - أحكام القرآن / إلكيا الهراسي
42 - أحكام القرآن / جمعه البيهقي من كلام الشافعي
43 - القول الوجيز في أحكام الكتاب العزيز /السمين الحلبي
44 - أحكام القرآن / ابن العربي
45 - نيل المرام في تفسير آيات الأحكام /صديق خان القنوجي
46 - تفسير آيات الأحكام / مناع القطان
47 - تفسير آيات الأحكام / أشرف على طبعه وتنقيحه محمد علي السايس
48 - الإكليل في استنباط التنزيل / السيوطي
49 - روائع البيان في تفسير آيات الأحكام / الصابوني
50 - تفسير آيات الأحكام / محمد علي قطب
51 - تفسير آيات الأحكام / أحمد الحصري
52 - المصطفى من آيات الأحكام / د. فريد مصطفى
53 - أيسر التفاسير / أبو بكر الجزائري
54 - الكشاف / الزمخشري (تنبيه: الكشاف من تفاسير المعتزلة لكنه أساس في علم البلاغة حتى قيل المفسرون عيال على الزمخشري في البلاغة لذلك ذكرته دون غيره من كتب التفسير للمعتزلة والرافضة)
55 - المحرر الوجيز / ابن عطية
56 - التحرير والتنوير / ابن عاشور
57 - توفيق الرحمن / فيصل آل مبارك
58 - محاسن التأويل /القاسمي
59 - مختصر تفسير القاسمي / صلاح ارقه دان
60 - صفوة التفاسير /الصابوني
(يُتْبَعُ)
(/)
61 - الضوء المنير على التفسير/ الصالحي (جمع لتفسير ابن القيم وقد جمع باسم التفسير القيم وجمع باسم بدائع التفسير)
62 - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور / البقاعي (ليست تفسيرا خالصا)
63 - بصائر ذوي التمييز / الفيروز آبادي (ليست تفسيرا خالصا)
64 - تفسير القرآن الكريم / ابن عثيمين (طبع منه عدة أجزاء)
65 - كتب التفسير العلمي (5): التفسير الكبير (مفاتيح الغيب) / تفسير الرازي
66 - مختصر تفسير الرازي / خالد العك
67 - الجواهر /طنطاوي جوهري
68 - كشف الأسرار النورانية القرآنية / محمد الأسكندراني
69 - القرآن ينبوع الغلوم والمعارف / علي فكري
70 - التفسير العلمي للآيات الكونية / حنفي أحمد
71 - التفسير الكبير / بن تيمية (جمع د. عبدالرحمن عميرة)
72 - أنوار التنزيل / البيضاوي
73 - تفسير البيضاوي وبهامشه حاشية الكازروني
74 - حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي / الشهاب
75 - حاشية محيي الدين زاد على البيضاوي
76 - مواهب الجليل من تفسير البيضاوي
77 - لباب التأويل /الخازن
78 - مختصر تفسير القرآن الكريم العظيم / محمد علي قطب (مختصر لتفسير الخازن)
79 - إرشاد العقل السليم / أبو السعود
80 - التفاسير الاجتماعية (5): في ظلال القرآن / سيد قطب
81 - تفسير المراغي / المراغي
82مختصر تفسير المراغي / د. حميدة النيفر
83 - صفوة الآثار والمفاهيم / عبد الرحمن الدوسري (لم يكمل)
84 - تفسير القرآن الكريم / محمود شلتوت
85 - تفسير المنار / محمد رشيد رضا
86 - بحر العلوم / السمرقندي
87 - الكشف والبيان /الثعلبي
88 - الجواهر الحسان/الثعالبي
89 - غرائب القرآن / النيسابوري
90 - السراج المنير /للخطيب الشربيني
91 - النهر الماد من البحر / أبو حيان (مختصر من البحر)
92 - الدر اللقيط من البحر المحيط / تاج الدين الحنفي (مختصر للمحيط)
93 - تفسير ابن باديس / ابن باديس
94 - تنوير المقباس من تفسير ابن عباس/ أبو الطاهر الفيروز آبادي (ينظر في صحته)
95 - تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة / عبد العزيز الحميدي
96 - تفسير ابن عباس / علي بن أبي طلحة / راشد الرجال
97 - تفسير الثوري / سفيان الثوري
98 - اللباب / ابن عادل الحنبلي
99 - التفسير الوسيط / الواحدي
100 - الوجيز في تفسير الكتاب العزيز / الواحدي
101 - تفسير القرآن / العز بن عبد السلام
102 - روح البيان / البروسوي
103 - تنوير الأذهان من تفسير روح البيان / تحقيق الصابوني
104 - التفسير المنير / د. الزحيلي
105 - تبصير الرحمن وتيسير المنان / المهايمي
106 - تفسير القرآن / الماوردي
107 - تفسير سفيان بن عيينة
108 - التفسير المختصر المفيد / محمد رضا
109 - التفسير الواضح / محمد أحمد حجازي
110 - المختار من تفسير القرآن / محمد متولي الشعراوي
111 - التفسير الوجيز / د. الزحيلي وأصحابه
112 - التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب / جمع إبراهيم حسن
113 - تفسير ابن جريج / علي حسن عبد الغني
114 - تفسير القرآن الكريم / عبد الجليل عيسى
115 - المنتخب في تفسير القرآن / الزرقاني
116 - تفسير السدي الكبير / محمد عطا
117 - تفسير الحسن البصري / جمع د. محمد عبد الرحيم
118 - تفسير القرآن وإعرابه وبيانه / محمد علي الدرة
119 - المنتخب في تفسير القرآن / لجنة القرآن والسنة /دار الأرقم
120 - الميسر /لجنة من العلماء في وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية
121 - تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن / السعدي
122 - تفسير محمد بن إسحاق / محمد بن إسحاق / تحقيق محمد أبو صعيليك
123 - فتح الرحمن في تفسير القرآن / عبد المنعم تعليب
124 - تفسير القرآن / أبو المظفر السمعاني
125 - تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها/ جمع عبد الله أبو السعود بدر
126 - مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها /جمع سعود الفنيسان
127 - التسهيل في علوم التنزيل / مصطفى العدوي (على شكل أسئلة وأجوبة ولم يكمل)
128 - الروض الريان في أسئلة القرآن / الحسين بن سليمان بن ريان
129 - تفسير محمد البهي (طبع كل سورة لوحدها)
130 - الوجيز في تفسير القرآن الكريم / شوقي ضيف
131 - التفسير الوسيط / محمد سيد طنطاوي.
= نسخة لملتقى أهل الحديث.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Apr 2003, 01:45 ص]ـ
يضاف:
132 - تفسير ابن رجب / جمع طارق عوض الله
133 - مرويات الإمام أحمد في التفسير / الدكتور حكمت بشير
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[25 Apr 2003, 10:58 ص]ـ
يضاف:
134 - تفسير الإمام ابن المنذر
135 - تفسير ابن أبي زمنين
أفاده أخونا صقر.
ـ[عبد الحكيم]ــــــــ[13 Apr 2004, 10:37 م]ـ
السلام عليكم, كنت اريد السؤال عن اماكن طبع بعض التفسيرات عموما و بيعها في مصر خصوصا ان امكن
1 - تهذيب الطبري للخالدي
2 - مختصر الرازي للعك
3 - تفهيم القران للمودودي
4 - تففسير ابن باديس [/ size][/size]
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Apr 2004, 11:33 م]ـ
إخوتي الكرام:
شكر الله سعيكم، وكم أتمنى لو اكتمل التعريف بالمفسِّر؛ كنية واسمًا ولقبًا ووفاةً.
كما يُستحسن ذكر اسم التفسير لتتم الفائدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[14 Apr 2004, 04:26 م]ـ
= تفسير ابن أبي زمنين: مختصر لتفسير يحيى بن سلام
= أحكام القرآن للطحاوي: في مجلدين
بعض الكت تحتاج لتنبيه مهم في أسمائها
ـ[معروفي]ــــــــ[25 Oct 2006, 10:10 ص]ـ
الأخ عبدالحكيم:
مختصر (تهذيب و تقريب تفسير الطبري) للدكتور صلاح الخالدي - طبع دار القلم بدمشق.
في سبعة مجلدات
ـ[منصور مهران]ــــــــ[25 Oct 2006, 10:41 ص]ـ
ويضاف:
1 - تفسير الحداد اليمني
2 - تفسير السُّلمي
3 - تفسير عبد الرزاق صاحب المصنف
4 - تفسير ابن وهب الدينوري، المسمى: الواضح في تفسير القرآن الكريم
5 - تفسير يحيى بن سلام صاحب (التصاريف)
6 - جامع البيان في تفسير القرآن - محمد بن عبد الرحمن الإيجي الشيرازي
7 - مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد - محمد بن عمر الجاوي
8 - التفسير الوسيط - تأليف الدكتور وهبة الزحيلي
9 - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - محمد الأمين الهرري
10 - زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة (لم يتمه المؤلف)
ـ[طالب المعالي]ــــــــ[25 Oct 2006, 11:58 م]ـ
وانا اضع صوتي مع صوت الشيخ مساعد في اهمية ذكر الاسم والكنية واللقب والوفاة
ـ[عبدالقادر]ــــــــ[26 Oct 2006, 12:04 ص]ـ
هناك أيضا التفسير القيم لابن القيم
ـ[منصور مهران]ــــــــ[26 Oct 2006, 03:42 ص]ـ
وهذا (تفسير التستري) أبي محمد سهل بن عبد الله التستري المتوفى سنة 283 هج.
وحقيقته أجوبة أجاب بها لما سُئل عن بعض آيات في القرآن الكريم، وكانت الأجوبة ذات مغزى صوفي، سمعها منه مريدوه، وجمعها أبو بكر البلدي وهو ابن أحد تلامذة المؤلف - كما نقله المعتني بالكتاب عن غيره.
فليس هذا تفسيرًا لجميع القرآن، ووجدت فيه فوائد كثيرة بغض النظر عن نزعة التصوف التي فيه، والكتاب غني بالشواهد من الأحاديث القدسية والنبوية والأشعار وتخريجاتها جميعا متواضعة جدا، وصفحات الكتاب نحو مئتي صفحة بخلاف المقدمة المقتضبة والفهارس.
ومما يؤسف له أن هذه النشرة لم تؤخذ عن مخطوطة بل هي مأخوذة عن إحدى طبعتين مصريتين قديمتين: طبعت الأولى سنة 1908 م والثانية سنة 1911 م.
والله المستعان.
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Oct 2006, 04:15 ص]ـ
1 - تفسير السلمي: مجلدان
2 - تفسير ابن عربي الصوفي: مجلدان
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 Oct 2006, 05:03 م]ـ
هناك أيضا التفسير القيم لابن القيم
ينظر الرقم 61، من موضوع الشيخ السديس وفقه الباري.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[06 Nov 2006, 05:09 م]ـ
ويضاف:
3 - تفسير عبد الرزاق صاحب المصنف
بارك الله فيكم
تقدم ورقمه 17.
وهنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7759&highlight=%DF%CA%C8+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%E 3%D8%C8%E6%DA%C9
في مشاركة رقم 8 شيء من الترتيب لهذا التفاسير.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[01 Aug 2008, 02:07 ص]ـ
أريد تعريفا بتفسير فتح البيان للقنوجى
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[07 Aug 2008, 05:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورفع الله قدرك
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Oct 2009, 07:47 م]ـ
تفسير ابن باديس المسمى " مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير" أعيد طبعه قريبا باعتناء وتخريج الشيخ أبي عبد الرحمن محمود الجزائري حفظه الله تعالى، طبع هنا بالجزائر، ولعله يكون في معرض الكتاب الذي سيقام قريبا هنا بالعاصمة [27 أكتوبر]، طبع الكتاب في مجلدين مع تصدير الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله، وهو عبارة عن دروس تفسيرية كان العلامة عبد الحميد ابن باديس رحمه الله يلقيها في مسجده بقسنطينة حتى ختم القرآن كله، وكان يوم الختم يوما مشهودا عظيما، إلا أن ما كتب منه عبارة عن بعض السور والمواضع فقط التي كتبها المصنف في مجلته الغراء الشهاب، فجمعت وطبعت، إلا تفسير المعوذتين، فكتبها البشير الإبراهيمي -مقتبسا من درس الختم-وكان حاضرا- من حفظه، رحمه الله، وهذا من العجائب!
ـ[نادية]ــــــــ[03 Apr 2010, 11:10 م]ـ
لو تعلمونا جزاكم الله خيرا عن كتاب (تفسير الحداد اليمني) متى وفاته وماهي طبعاته الجيدة وهل كتب أحد في بيان منهجه؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2010, 11:24 م]ـ
لو تعلمونا جزاكم الله خيرا عن كتاب (تفسير الحداد اليمني) متى وفاته وماهي طبعاته الجيدة وهل كتب أحد في بيان منهجه؟؟
أبو بكر الحداد العبَّادي اليمني توفي سنة 800هـ رحمه الله بمدينة زبيد اليمنية، واسم تفسيره (كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل) وقد طبع في ستة مجلدات في دار المدار الإسلامي في بيروت.
وقد حققه الدكتور محمد إبراهيم يحيى، ودرس منهجه في كتاب آخر بعنوان (المدخل إلى تفسير القرآن الكريم: الحداد نموذجاً) ونشرته دار المدار الإسلامي أيضاً عام 1422هـ.
وقد سبق الحديث عن هذا التفسير في الملتقى في عدة موضوعات يمكن مراجعتها بواتسطة البحث في الملتقى.(/)
الرافضه يحرفون القرآن الكريم (الحلقة الأولى)
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[25 Apr 2003, 08:39 ص]ـ
قال ابن تيميه: بل هذه صفة الرافضه، شعارهم الذل، ودثارهم النفاق و التقيه وراس مالهم الكذب و الأيمان الفاجره، ويكذبون على جعفر الصادق .. وقد نزه الله اهل البيت ولم يحوجهم أليه فكانوا أصدق الناس وأعظمهم ايماناً ((فدينهم التقوى لا التقيه)).
وحتى القرآن الذي كان ينبغي ان يكون المرجع الجامع لنا ولهم على التقارب نحو الوحدة _ لم يسلم- فإن أصول الدين عندهم قائمه من جذورها على تأويل آياته وصرف معانيها الى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم والى غير مافهمه منها أئمة الإسلام عن الجيل الذي نزل عليه القران. بل ان احد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي الذي بلغ من اجلالهم لها عند وفاته أنهم دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف ((بأشرف وأقدس البقاع عندهم)) هذا العالم النجفي ألف سنة 1292 كتاب سماه ((فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)) جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأن القرآن قد زيد فيه ونقص منه. وقد كرهوا جمعه لهذه النصوص من مختلف الكتب خشية الفضيحة فيكون حجة عليهم ماثله أمام أنظار الجميع ولما ابدى عقلاؤهم هذه الملاحظات خالفهم فيها مؤلفه وألف كتاباً اخر سماه ((رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب)) ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملاً بعقيده التقية فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبره يثبت بها أنهم جازمون بالتحريف ويؤمنون به، ولكن لايحبون ان تثور الضجه حول عقيدتهم في القرآن.
وقد استشهدوا عل وقوع النقص في القران بعدة امثلة لانريد الاطله بذكرها ولكن نذكر منها: زعمهم بإسقاط آية ((وجعلنا علياً صهرك)) في سورة ((الشرح)) الم نشح لك صدرك. وهم لايخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن سورة الشرح مكيه وإنما كان صهره الوحيد بمكه العاص بن الربيعه الاموي، واذا كان علياً رضي الله عنه صهراً للنبي صلى الله عليه وسلام على احدى بناته، فقد جعل عثمان رضي الله عنه صهراً له على ابنتيه الاثنتين. وقال لو كان لنا ثالثه لزوجناكها قلت ((فهم إذاً يؤمنون بل ويجزمون بتحريف القرآن ونقصه، والله سبحانه وتعالى يقول: ((انا نحن نزلنا الذكر وأنا له الحافظون)) وهؤلاء وهؤلاء للحمقا بل المجانين يكذبون الله فأي كفر بعد هذا؟ وقد اجمع العلماء على كفر من كذب الله ورسوله.
ـ[الغزالي]ــــــــ[25 Apr 2003, 05:20 م]ـ
أحسن الله إليك، وجزاك الله خيراً، أخي ناصر السنة.
واصل إبداعك.(/)
الرافضه يحرفون القرآن الكريم (الحلقة الثانية)
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[25 Apr 2003, 08:51 ص]ـ
الرافضة يقولون بتحريف القرآن الكريم
إن الرافضة التي تسمى في عصرنا بالشيع يقولون إن القرآن الذي عندنا ليس هم الذي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، بل غير وبدل وزيد فيه ونقص منه. وجمهور المحدثين من الشيعة يعتقدون التحريف في القرآن كما ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) (1).
وقال محمد بن يعقوب الكليني في (أصول الكافي) تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة): ((عن جابر قال: سمعت أبا جعفر يقول ما أدعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل الله إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب و الأئمة من بعده)).
وذكر أحمد الطبرسي في (الاحتجاج) و الملا حسن في تفسيره (الصافي) ((أن عمر قال لزيد بن ثابت: إن علياً جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضائح وهتك المهاجرين و الأنصار. وقد أجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد أبطل كل ما عملتم؟ فقال عمر: ما الحيلة؟ قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة، فقال عمر: ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر ذلك.
فلم استخلف عمر سألوا علياً - رصي الله عنه - أن يدفع إليهم القرآن قيحرفوه فيما بينهم فقال عمر: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه؟ فقال هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليه و لا تقولوا يوم القيامة (إنا كنا عن هذا غافلين) (2). أو تقولوا: (ما جئتنا) (3). إن هذا القرآن لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي، فقال عمر: فهل وقت لإظهار معلوم؟ فقال علي: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه)) (4).
ومهما تظاهر الشيعة بالبراءة من كتاب النوري الطبرسي عملا بعقيدة التقية، فإن الكتاب ينطوي على مئات النصوص عن علمائهم في كتبهم المعتبرة، يثبت أنهم جازمون بالتحريف ومؤمنون به ولكن لا يحبون أن تثرو الضجة حول عقيدتهم هذه في القرآن.
ويبقى بعد ذلك أن هناك قرآنين أحدهما معلوم و الآخر خاص مكتوم ومنه سورة الولاية، ومما تزعم الشيعة الرافضة أنه أسقط من القرآن آية وهي: ((وجعلنا عليا صهرك)) زعموا أنها أسقطت من سورة (ألم نشرح) وهم لا يخجلون من هذا الزعم مع علمهم بأن السورة مكية ولم يكن علي - رضي الله عنه - صهرا للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[29 Apr 2003, 04:06 م]ـ
للرفع(/)
مخاطبات القرآن هل من أحد يجيبني؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[25 Apr 2003, 11:17 ص]ـ
مخاطبات القرآن
السلام عليكم
بالنسبة لموضوع مخاطبات القرآن ما هي أهم الكتب التي تناولت هذا الموضوع وهل توجد على الشبكة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2003, 01:29 م]ـ
حياك الله يا أبا صفوت
لو وضحت ماذا تعني بمخاطبات القرآن أكثر، فهو موضوع واسع الأطراف، فالقرآن كله مخاطبات من أوله إلى آخره.
وفقك الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Apr 2003, 02:40 م]ـ
تنُّوع ضُروب الخطاب والتصرُّف فيها بألوانِ التصرُّفِ تحْسينًا في الكلام، أو تقريرًا للمعاني المختلفة؛ معْروفٌ في كلام العرب وأسْلوبٌ من أساليب خطابهم.
ولقد تنَوَّع الخطابُ في القرآن على وجوهٍ متعدِّدة؛ أوْصَلها بعض أهل العلْم إلى أكثر مِنْ ثلاثين وجْهًا ومنها:
أولاً: ما وجَّه الخطاب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أنْ يقوم الدليل على أنّه خاصٌّ به فيختَصُّ به.
القسم الثاني: أنْ يقوم الدليل على أنّه عامٌّ فَيَعُمّ.
القسم الثالث: أنْ لا يدلَّ دليل على هذا ولا على هذا، فيكون خاصًّا به لفْظًا، عامًّا له وللأمّة حكْمًا.
ثانيًا: خطاب الاثنين بلفْظِ الجمْع.
ثالثًا: خطابُ المفْرد بعدَ الجمْع
رابعًا: خطابُ العامّ والمراد به الخصوص
خامسًا: خطابُ الخاصّ والمراد به العموم
سادسًا: خطاب التلْوين وهو الالتفات
ولكل أمثلة وقد تكلم عليها الزركشي في البرهان والسيوطي في الاتقان وغيرهما
ـ[مداد]ــــــــ[25 Apr 2003, 03:21 م]ـ
ثمة رسالة ماجستير في هذا الموضوع، بإشراف د. محمد الصامل. من جامعة الإمام.
إن كنت في حاجة علمية، راسلني؛ للحصول على عنوان الاتصال بالدكتور أو الباحث ..(/)
سؤال حول طبعات كتاب الإتقان؟
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[25 Apr 2003, 08:33 م]ـ
ما تقويمكم لتحقيق: فواز زمرلي لكتاب (الإتقان) للسيوطي؟
وهل هناك طبعة أفضل منها؟
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Apr 2003, 08:56 م]ـ
طبعات كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي:
نظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تعددت طبعاته، وكثرت نشراته في الشرق والغرب فمنها:
1 - طبعة صدرت في كلكته عام 1271هـ
2 - طبع بمصر أيضاً سنة 1278هـ.
3 - أعيد طبعه بمصر سنة 1279هـ.
4 - طبع مرة أخرى بمصر سنة 1279هـ.
5 - وفي عام 1306هـ أعيد طبعه بمصر بمطبعة عثمان عبدالرزاق وبهامشه إعجاز القرآن للباقلاني في جزأين.
6 - طبع بالمطبعة الميمنية بمصر عام 1317هـ.
7 - وبالأزهرية بمصر عام 1318هـ.
8 - ثم طبعة حجازي بالقاهرة سنة 1368هـ
9 - صور في بيروت بعالم الفكر سنة 1380هـ
10 - طبع في القاهرة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي في جزأين بمجلد واحد وبأسفله إعجاز القرآن للباقلاني.
11 - ولا يزال يصدر في طبعات مصورة عن هذه الطبعة حتى حققه الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أربعة أجزاء ونشره في مكتبة المشهد الحسيني في القاهرة سنة 1387هـ
12 - ثم صورت هذه الطبعة في بيروت في المكتبة العصرية سنة 1407هـ
13 - كما صور عن هذه الطبعة في إيران وهي في مجلدين سنة 1343هـ
14 - ثم قدم للكتاب وعلق عليه محمد شريف سكر ومصطفى القصاص، وطبع في بيروت في دار إحياء العلوم، وفي مكتبة المعارف بالرياض سنة 1407هـ.
15 - وأخيراً قام بالتعليق عليه الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا وطبعه في دار ابن كثير بدمشق الطبعة الأولى سنة 1407هـ. وهذه من أجود الطبعات للكتاب في مجلدين. وقد طبع الطبعة الثالثة سنة 1416هـ
وأما الطبعة التي سألت عنها - وفقك الله - فلا أعلم عنها شيئاً. ولعل الإخوة الذين اطلعوا عليها يفيدوننا حولها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[26 Apr 2003, 04:13 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا العرض الطيب
وسلمت لنا يامشرفنا العزيز
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 Feb 2004, 06:54 ص]ـ
سعادة الأستاذ الشهري
جزاك الله خيرا
وما شاء الله تعالى.
لقد بهرتني تلك المعلومات التي جمعتها في تلك الأسطر القليلة.
لكن هل لي أن أسألك سؤالا.
من أين حصلت على هذه المعلومات التاريخية القيمة.
هل هو اهتمام شخصي أم أن هناك كتب جمعت مثل هذه المعلومات النادرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2004, 11:42 م]ـ
أخي الكريم راجي وفقه الله
هذا طرف مما عندكم وفقكم الله، وليس في الأمر ما يبهر، وإنما هي معلومات تسقطتها من كتب تاريخ التراث منذ مدة، وعلقتها على غلاف طبعة الإتقان التي معي، ونحن نحتاج مثل هذه المعلومات في التدريس ونحوه، فلما سأل عنها أخي الكريم خالد الباتلي وفقه الله نقلتها هنا فقط. وهي مبذولة على كل حال في الكتب التي اعتنت بدراسة الإتقان مؤخراً وبأوعب مما كتبتُ فيما أظن إن شاء الله.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[15 Sep 2006, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أثناء بحثي في مكتبات اليمن الشقيق في شهر رجب الماضي وجدت في إحدى المكتبات طبعة جديدة للإتقان بتحقيق كل من الدكتور محمود أحمد القيسية، والأستاذ محمد أشرف سيد سليمان الأناسي.
نشر مؤسسة النداء، وتقع في خمسة مجلدات.
وقد ذكر المحققان أنها اعتمدا على نسخ خطية مع الرجوع إلى الطبعات القديمة، وخاصة طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم واستدركا ما وقع في الطبعات السابقة من أخطاء وتصحيفات.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[15 Sep 2006, 05:59 م]ـ
15 - وأخيراً قام بالتعليق عليه الأستاذ الدكتور مصطفى ديب البغا وطبعه في دار ابن كثير بدمشق الطبعة الأولى سنة 1407هـ. وهذه من أجود الطبعات للكتاب في مجلدين. وقد طبع الطبعة الثالثة سنة 1416هـ
.
طبعا هي جودة في ظاهرها أما في حقيقة الأمر فالأمر للأسف الشديد لا يعدو إعادة صف الكتب بحرف واضح وغلاف جديد. ولم أر فيها خدمة تذكر للكتاب سامحهم الله، وما صحيح البخاري بخاف عنكم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Sep 2006, 07:07 م]ـ
أخي الدكتور الباحث المدقق
عبدالرحمن الشهري
جزاكم الله خيرا على هذا التقصي الدقيق
لطبعات الإتقان للعلامة جلال الدين السيوطي
ولكن الكتاب ـ بحد علمي ـ وللآن لم يجد العناية اللائقة به
وأما طبعة البغا فهي مسروقة من طبعة أبي الفضل إبراهيم
حذوك القذة للقذة، وبعجرها وبجرها
وعايشناها منذ الساعة الأولى لصدورها
ولو ـ فقط ـ صنع لها فهارس فنية تخدمها
لأسدى للغة القرآن خدمة لاتنسى
سامحه الله
وكان أستاذنا العلامة الجليل ـ علامة الديار الشامية ـ
أحمد راتب النفاخ، رحمه الله، وبرد مضجعه، يقول عن هؤلاء:
قتلتهم شهوة إخراج الكتب، ومن ثمة المباهاة بكثرة مايطبعون!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2006, 08:59 م]ـ
الدكتور أنمار وفقه الله: أتفق معكم فيما تفضلتم به، وكنت ذكرت هذا في رد سابق حيث قلتُ:وأما أفضل طبعة لكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للإمام السيوطي رحمه الله (911هـ) فهي - حسب علمي - فيما هو مطبوع الآن طبعة الدكتور مصطفى ديب البغا، التي طبعتها دار ابن كثير، وهي أفضل من حيث جودة الطباعة والحرف، كما أنه خرج الأحاديث تخريجاً مختصراً في الغالب، وقد اعتمد على الطبعات التي قبله ولا سيما طبعة المحقق الكبير محمد أبو الفضل إبراهيم. وللإتقان طبعات كثيرة تجد خبرها هنا إن شئت. غير أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على وشك إصدار طبعة محققة للكتاب، وسبقت الإشارة إلى ذلك في هذا الملتقى. انظر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1329) .
وأرجو ألا يطول انتظارنا للإتقان أكثر من هذا عن مجمع الملك فهد، فقد مضى على البدء به سنوات، وأظنه الآن على وشك الصدور.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[16 Sep 2006, 01:08 م]ـ
ما رأيكم في طبعة مكتبة المعارف بالرياض التي تقع في جزئين
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[16 Sep 2006, 03:19 م]ـ
وهناك طبعة أخرى بتحقيق أحمد بن علي نشرتها دار الحديث في القاهرة 1425، في مجلد واحد، وقد انتقد محققها طبعة محمد أبو الفضل، وهذه الطبعة أفضل الطبعات التي اطلعت عليها من حيث التحقيق والإخراج.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[17 Sep 2006, 10:28 ص]ـ
وهناك طبعة أخرى بتحقيق أحمد بن علي نشرتها دار الحديث في القاهرة 1425، في مجلد واحد، وقد انتقد محققها طبعة محمد أبو الفضل، وهذه الطبعة أفضل الطبعات التي اطلعت عليها من حيث التحقيق والإخراج.
إنما بنى طبعته على طبعة أبي الفضل، وادعى أنه قابلها على ثلاث نسخ مخطوطة، وبالرغم أنه وضع صورها لكن السؤال هو: ما مدى صحة تلك النسخ وتاريخها وسماعاتها إلخ ... ؟
ولم يظهر لي جدية التحقيق في هذه النسخة بدليل أنه صرح بأنه إنما ينتقي انتقاء من تلك المخطوطات
وظهر ذلك في محدودية الاستدراكات في هوامش الكتاب
فالله أعلم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[21 Oct 2006, 10:07 م]ـ
ماذا عن طبعة المكتبة التوفيقية بتحقيق: طه عبد الرؤوف سعد؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Oct 2007, 07:32 ص]ـ
وأخيرا ولله الحمد صدرت طبعة مجمع الملك فهد في 7 مجلدات
انظر:
صدور كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=534)
ـ[زمرلي]ــــــــ[03 Jul 2009, 12:09 ص]ـ
أخوتي الأكارم
لقد قمت بتحقيق كتاب الإتقان للسيوطي بالمقارنة بين طبعاته المختلفة ـ المتشابهة لربما في الأخطاء والسقط ـ، وبالرجوع إلى أغلب مصادر الإمام السيوطي الكثيرة، وخرجت أحاديثه ـ على كثرتها ـ وآثاره، وعزوت أغلب الأقوال إلى قائليها ومصادرها
وسيجد القارئ الكريم مدى الجهد الذي بذلته في إخراج الكتاب بهذا التحقيق، وهو سيشحذ الهمم لإكمال ما فاتني من ذلك، وخاصة بيان الفروق بين نسخه المخطوطة، وهذا ما كان ينقصني
الله أسأل التوفيق والسداد والقبول من عنده أخوكم فواز زمرلي
ـ[زمرلي]ــــــــ[03 Jul 2009, 12:13 ص]ـ
أخوتي الأكارم
لقد قمت بتحقيق كتاب الإتقان للسيوطي بالمقارنة بين طبعاته المختلفة ـ المتشابهة لربما في الأخطاء والسقط ـ، وبالرجوع إلى أغلب مصادر الإمام السيوطي الكثيرة، وخرجت أحاديثه ـ على كثرتها ـ وآثاره، وعزوت أغلب الأقوال إلى قائليها ومصادرها
وسيجد القارئ الكريم مدى الجهد الذي بذلته في إخراج الكتاب بهذا التحقيق، وهو سيشحذ الهمم لإكمال ما فاتني من ذلك، وخاصة بيان الفروق بين نسخه المخطوطة، وهذا ما كان ينقصني
الله أسأل التوفيق والسداد والقبول من عنده أخوكم فواز زمرلي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2009, 03:22 م]ـ
أرحب بأخي الكريم الأستاذ فواز زمرلي في ملتقى أهل التفسير وأسأل الله أن ينفع به وبعلمه.
ـ[زمرلي]ــــــــ[11 Aug 2009, 11:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً على الجهود المبذولة من قبلكم ومن قبل جميع الأخوة الأفاضل في هذا الملتقى الطيب المبارك، وجعلها الله تعالى في ميزان حسناتكم
ويا حبذا لو تتكرمون فتقبلوني في هذا الملتقى
فأنا استعمل تسجيل ولدي
مشكورين(/)
مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[25 Apr 2003, 10:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي))
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الكرسي (في آية الكرسي) بأنه موضع قدمي الله عز وجل، وقد صح ذلك عنه موقوفاً، وروي مرفوعاً لكن لا يصح.
قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله –: " أهل السنة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق ".
وقال الشيخ: " وما قيل من أن ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ عن بني إسرائيل فلا صحة له، بل الذي صح عنه في البخاري أنه كان ينهى عن الأخذ عن بني إسرائيل ".
[تفسير الشيخ (3/ 254)]
ولكن عند التحقيق فإن ابن عباس له روايات كثيرة عن أهل الكتاب، وقد ذكر العلماء أن تفسير الصحابي يكون حجة وله حكم الرفع، إذا توفرت فيه شروط منها: أن يكون قوله ليس للرأي فيه مجال، ولم يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل.
وقول ابن عباس في هذه المسألة ينطبق عليه الشرط الأول دون الثاني، وهذه المسألة مشكلة خصوصاً أن عامة أهل السنة أخذوا بقول ابن عباس رضي الله عنهما في هذه المسألة.
آمل من الأخوة ممن له علم بهذه المسألة الأفادة كل بحسبه، والله المستعان.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Apr 2003, 10:57 م]ـ
لم يتبين لي ما الاشكال يا شيخ احمد ارجو ان توضح ما تريد اكثر
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[29 Apr 2003, 10:30 م]ـ
أخي الكريم / أحمد
السلام عليكم وبعد
فأشير فيما يتعلق بالمسألة إلى بعض النقاط – على عجل -:
1 - أن اشتراط كون الصحابي غير معروف بالأخذ عن بني إسرائيل ليس شرطا متفقا عليه أو مجمعا عليه، فأول من تعرض له – حسب علمي القاصر - الحافظ العراقي وهو من المتأخرين، وتبعه عليه تلميذه ابن حجر في (النزهة) و (النكت)، وخالفهما تلميذه السخاوي فقال في فتح المغيث 1/ 148 – لما ذكر هذا الشرط -:" قلت: وفي ذلك نظر فإنه يبعد أن الصحابي المتصف بالأخذ عن أهل الكتاب يسوغ حكاية شئ من الأحكام الشرعية التي لامجال للرأي فيها، مستندا لذلك من غير عزو، مع علمه بما وقع فيه من التبديل والتحريف، بحيث سمى ابن عمرو بن العاص صحيفته النبوية: الصادقة، احترازا عن الصحيفة اليرموكية "
2 - أن هذا الإشكال حتى يكون قائما يحتاج إلى مقدمة وهي: إثبات أن ابن عباس رضي الله عنهما ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات.
نعم ذكروا أنه سمع من كعب الأحبار لكن لايعني هذا وصفه بكونه ممن عرف بالأخذ عن أهل الكتاب أو الإسرائيليات، والفرق بين المعنيين واضح.
وأحيل في هذا إلى نص دقيق لابن حجر في (النكت) 2/ 532 وذكر أمثلة لذلك بعبدالله بن سلام وابن عمرو.
3 - من القرائن التي تنفي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما ماأشار إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وهو ماثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث تقرؤونه محضا لم يشب وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من ثم الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل عليكم. أخرجه البخاري (7363).
ومن ذلك أن ابن عباس منع كعب الأحبار من بعض أحاديثه، ولو وافق كتابنا، وقال: إنه لاحاجة بنا إلى ذلك. ذكره في فتح المغيث 1/ 149.
والمسألة جديرة بالبحث، فلعل هذا النقاش يثريها.
والله أعلم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Apr 2003, 12:07 ص]ـ
الشخ خالد وفقه الله فيما يتعلق برواية ابن عباس جوابه تجده في سلسلة مشكل التفسير على هذا الرابط http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=42
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[16 Nov 2004, 09:31 م]ـ
السلام عليكم
أنا لا أعرف لماذا يجزم المرحوم إبن عثيميين بقوله ((قال الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله –: " أهل السنة والجماعة عامتهم على أن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل، وبهذا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وغيرهما من أهل العلم وأئمة التحقيق "))
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أنه هناك آراء أخرى لدى معظم علماء أهل السنة مختلفة عن رايه
ولقد نقل القرطبي في تفسيره النقولات التالية
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
##. وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: كُرْسِيّه عِلْمه. وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيّ , قَالَ: وَمِنْهُ الْكُرَّاسَة الَّتِي تَضُمّ الْعِلْم , وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُلَمَاءِ: الْكَرَاسِيّ ; لِأَنَّهُمْ الْمُعْتَمَد عَلَيْهِمْ , كَمَا يُقَال: أَوْتَاد الْأَرْض قَالَ الشَّاعِر: يَحُفّ بِهِمْ بِيض الْوُجُوه وَعُصْبَة كَرَاسِيّ بِالْأَحْدَاثِ حِين تَنُوب أَيْ عُلَمَاء بِحَوَادِث الْأُمُور
##. وَقِيلَ: كُرْسِيّه قُدْرَته الَّتِي يُمْسِك بِهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض , كَمَا تَقُول: اِجْعَلْ لِهَذَا الْحَائِط كُرْسِيًّا , أَيْ مَا يَعْمِدهُ. وَهَذَا قَرِيب مِنْ قَوْل اِبْن عَبَّاس
##فِي قَوْله " وَسِعَ كُرْسِيّه ". قَالَ الْبَيْهَقِيّ: وَرُّوِينَا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " وَسِعَ كُرْسِيّه " قَالَ: عِلْمه.
## وَسَائِر الرِّوَايَات عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره تَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهِ الْكُرْسِيّ الْمَشْهُور مَعَ الْعَرْش قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: الْكُرْسِيّ مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ وَلَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْل
##. قَالَ الْبَيْهَقِيّ: قَدْ رُوِّينَا أَيْضًا فِي هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَذَكَرْنَا أَنَّ مَعْنَاهُ فِيمَا يُرَى أَنَّهُ مَوْضُوع مِنْ الْعَرْش مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ مِنْ السَّرِير , وَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَات الْمَكَان لِلَّهِ تَعَالَى
.
## قَالَ اِبْن عَطِيَّة: فِي قَوْل أَبِي مُوسَى " الْكُرْسِيّ مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ " يُرِيد هُوَ مِنْ عَرْش الرَّحْمَن كَمَوْضِعِ الْقَدَمَيْنِ مِنْ أَسِرَّة الْمُلُوك , فَهُوَ مَخْلُوق عَظِيم بَيْن يَدَيْ الْعَرْش نِسْبَته إِلَيْهِ كَنِسْبَةِ الْكُرْسِيّ إِلَى سَرِير الْمَلِك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2004, 07:15 ص]ـ
أخي الكريم أحمد القصير.
إن ما تذكره من كون هذه مشكلة، فهو بلا شكٍّ مشكلة، وكما ذكر الشخ خالد الباتلي، فليس ذلك القيد مما اتُفق عليه.
وأقول: لو عدِّل القيد إلى (أن لا يكون في القول المروي شُبهة الخبر الإسرائيلي) بدلاً عن القول (أن لا يكون الصحابي معروفًا بالأخذ عن بني إسرائيل)، وفي ذلك فائدتان:
الأولى: الأدب مع مقام الصحابة وعلمهم، بحيث لا يُُنسبون إلى الأخذ من بني إسرائيل، ومعهم الهدى التام، وهذا أحد المحامل التي تُحمل عليه عبارة ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في النهي عن الأخذ من بني إسرائيل، بخلاف التحديث بأخبارهم الذي أجازه النبي صلى الله عليه وسلم.
الثانيه: أن يكون تعليق الردِّ على الرواية لا على الراوي، فالإشكال فيها، وليس في من رواها.
وقد سبق في هذا الملتقى بحث شيء من هذا الموضوع، لعلي أراجع رابطه، فأضعه هنا، أو يضعه من يصل إليه، ولكم من الله الجزاء الأوفى.
والله الموفق لما يحب ويرضى.
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 Nov 2004, 01:54 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: أحمد القصير
قولكم وفقكم الله: [وقد صح ذلك عنه موقوفاً]
هل هذا نتيجة بحث في أسانيد الأثر عن ابن عباس أم ماذا؟
والذي أعرفه أنه لم يثبت هذا عن ابن عباس بل الثابت عنه خلافه
وأنا في عجلة من أمري ولعلي بعد تعقيبكم أوضح ما عندي
المقرئ
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[29 Nov 2004, 11:26 م]ـ
أثر ابن عباس الموقوف أخرجه الدارقطني في الصفات والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح.
وقال الألباني في مختصر العلو: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وروي عن أبي موسى الأشعري أنه فسر الكرسي أيضا بمثل ما فسره ابن عباس وصحح إسناده عن أبي موسى: الحافظ ابن حجر في الفتح.
والحديث يحتاج إلى مزيد من البحث والتخريج لعل البعض يفيدنا بذلك.
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 Dec 2004, 01:25 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل: أحمد القصيرأعتذر عن التأخر فأنا أدخل الملتقى على فترات قد تطول
كنت قديما قد بحثت هذا الأثر فتوصلت إلى ضعفه وأسرد لك معتصر المختصر ولعله يفي بالغرض
أثر ابن عباس:
رواه ابن جرير وغيره
من طريق مطرف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به موقوفا
رواه عن مطرف جماعة
قال ابن مندة: ولم يتابع عليه جعفر وليس هو بالقوي في سعيد
ومما يدل على عدم ضبطه:
ما رواه البخاري معلقا ووصله الحافظ في التغليق من طريق سفيان الثوري عن جعفر عن سعيد بن جبير من قوله
بل إن مسلم البطين وهو أوثق من جعفر في سعيد رواه عن سعيد عن ابن عباس بلفظ " الكرسي موضع القدمين "
ولهذا أنكر الأئمة ما نقل عن ابن عباس:
1 - قال أبو منصور في تهذيب اللغة: وما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي أنه العلم فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار وقال أيضا: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل
2 - ابن كثير رجح أن المحفوظ هو تفسير ابن عباس للكرسي بأنه موضع القدمين
3 - قال ابن أبي العز: وقيل كرسيه علمه وينسب إلى ابن عباس والمحفوظ عنه والمحفوظ عنه ما رواه ابن أبي شيبة [يعني موضع القدمين] ومن قال غير ذلك فليس له دليل إلا مجرد الظن.
4 - قال أحمد شاكر: هي رواية شاذة لا يقوم عليها دليل من كلام العرب
وسأنقل لك مبحثا لأحد المتقدمين جدا من أنفس النقول التي وقفت عليها في هذه المسألة وأحسب أنه مفق أيما توفيق فيها
المقرئ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Dec 2004, 02:18 م]ـ
الرواية عن ابن عباس جاءت بلفظين:
الأولى: بلفظ (موضع القدمين).
الثانية: بلفظ (موضع قدمي الله عز وجل)
ويظهر لي أن الأولى هي الأصح، ولكن هل هناك فرق في المعنى بين الروايتين؟
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[01 Dec 2004, 02:35 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ مساعد الطيار حفظه الله:
قلت في تعليقك السابق على هذه المسألة:" لو عدِّل القيد إلى (أن لا يكون في القول المروي شُبهة الخبر الإسرائيلي) بدلاً عن القول (أن لا يكون الصحابي معروفًا بالأخذ عن بني إسرائيل) ".
ولكن كيف نميز الخبر الإسرائيلي، وهل هناك من ضوابط تفرق بينه وبينه غيره من الآثار؟ والذي أعرفه أن المسألة تتفاوت فيها الأنظار، فهناك عدد من الأحاديث المرفوعة التي اختلف فيها النقاد، ما بين قادح لها بتهمة أنها من الإسرائيليات، بينما نجد آخرين ينفون عنها هذه التهمة.
وخذ على سبيل المثال: الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَام - بَعْدَ الْعَصْرِ، مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ".
فهذا الحديث مما وقع فيه خلاف بين النقاد، وعلى هذا فقس.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 03:49 م]ـ
الأخ القصير
فرق واضح في معنى الروايتين
((الرواية عن ابن عباس جاءت بلفظين:
الأولى: بلفظ (موضع القدمين).
الثانية: بلفظ (موضع قدمي الله عز وجل)
ويظهر لي أن الأولى هي الأصح، ولكن هل هناك فرق في المعنى بين الروايتين؟))
فالاولى ((موضع القدمين)) فيها تنزيه لله عز وجل عن الجسمية والجوارح لإنها لم تنسب القدبين لله تعالى وتركت مبهمة مجملة ---قال البيهقي ((: قَدْ رُوِّينَا أَيْضًا فِي هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَذَكَرْنَا أَنَّ مَعْنَاهُ فِيمَا يُرَى أَنَّهُ مَوْضُوع مِنْ الْعَرْش مَوْضِع الْقَدَمَيْنِ مِنْ السَّرِير , وَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَات الْمَكَان لِلَّهِ تَعَالَى))
أما الرواية الثانية--ففيها إثبات الجوارح لله وكذلك المكان وهو مما يتناقض مع تنزيه المولى
___________________________________
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[01 Dec 2004, 06:27 م]ـ
أخي الكريم: إن إثبات القدمين لله تعالى لا ينافي تنزيهه تعالى بل هي قدمين تليق بجلال الله وعظمته. وهذا هو مذهب سلف الأمة.
فكلُّ ما وَصَف الله به نفْسَه أو وصفه به رسوله يجبُ عليك أن تُبْقِيَه على ظاهره، لكن تعلم أنّ ظاهره ليس كالذي ينسب لك؛ فاستهزاءُ الله ليس كاستهزائِنا؛وقُرْبُ الله ليس كقُرْبِنا؛ واستواءُ الله على عرْشه ليس كاستوائِنا على السرير؛ وهكذا بقيَّة الصفات نُجْريها على ظاهرها، ولا نقول على الله ما لا نعلم؛ ولكن ننزه ربّنا عما نزَّه نفسه عنه من مماثلة المخلوقين؛ لأن الله تعالى يقول {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: من الآية11).
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 Dec 2004, 08:57 م]ـ
أخي البريدي
الموقع موقع تفسير ولا حاجة لمناقشة قضايا خلافية
إلا أن ما تفضلت به مقبول علي ونسميه ((التفويض)) --
ولم يرد نص بالرجلين والله أعلم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 Dec 2004, 12:30 ص]ـ
أخي الشرباتي وفقك الله
ما تعريف التفويض؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم
التفويض هو---ترك البحث عن معاني آيات وأحاديث الصفات وتجنب تفسيرها--وآيكال معناها لله عز وجل---مثل حديث ((القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء)) فإن تفسير الحديث إعادة قراءته
والعلماء أمام أحاديث وآيات الصفات على ثلاثة مذاهب
1 - التفسير بالظاهر وعدم الخوض بالكيفية
2 - التفويض--أي عدم التفسير (أمروها كما جاءت)
3 - التأويل--أي البحث عن معنى آخر يحتمله اللفظ كالقول في حديث التقليب بالأصابع أنه كناية عن تحكم الله سبحانه بقلب الإنسان وتوجهاته لأن الأصابع أداة تحكم وسيطرة
وعلى المسلمين عدم إنكار كل فريق على الآخر توجهه
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Dec 2004, 04:09 ص]ـ
ان كان التفويض لكيفية الصفة فهذا حق .. وان كان التفويض .. فى اصل المعنى .. فهذا شر المذاهب ..
وعلى العموم فمذهب التفويض الخلفي .. متهافت ومتناقض ... فهم يزعمون انهم لم يفهموا شيئا من "الاستواء"ولا "الرجلين"ولا"العينين" .. فقالوا خاطبنا الله بما لا نفهم ولا نعقل .. وكذبوا:
والدليل على كذبهم .. تجربة صغيرة جدا ...
الرحمن على العرش استوى
الرحمن على العرش يبلابتلاقت
ان كان مذهب التفويض البدعي صحيحا .. فالجملتان .. متساويتان .. من حيث الدلالة .. لانهم جعلوا استوى .. بمنزلة ... يبلابتلاقت ...
لكن العربي ... اي عربي .. صغيرا كان ام كبيرا ... جاهليا كان ام مسلما .. سيرى ان للجملة الاولى معنى .. اما الجملة الثانية .. فهي لغو .. محض .. ولو قدر ان هذه الجملة جاءت فى القرآن ... لقال حينئذ .. هي لغو عندى وافوض معناها لله .... وانى يكون ذلك وكلمة استوى بلسان عربي فصيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[06 Dec 2004, 06:46 ص]ـ
أنا لا أرى أخي أن طريقة الإقصاء مناسبة في الدعوة والمناقشات
فبينما قلت أنا على كل فرقة أن لا تشنع على الاخرى
كنت أنت تبدع وتكذب القائلين برأي مخالف لرأيك
فرويدك أخي وتمهل---فنحن جميعا في خندق واحد
وها هو إبن قدامة في لمع الإعتقاد يقول بالتفويض الذي وصفته بأنه شر رأي وشر مذهب
وهو منكم قطعا فتامل (((وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله))
فما معنى قوله ((وترك التعرض لمعناه)) عير تفويض المعنى لله تعالى؟؟
وقال أيضا ((وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله آل عمران 7 فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم ثم حجبهم عما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه وما يعلم تأويله إلا الله.))
والتأويل عنده وعند غيره بمعنى التفسير---فهو ينكر على من يفسر الآيات المتشابهة---فهل نصف هذا العالم الجليل بما وصفت اهل التأويل من صفات الكذب والتبديع
ونقل لنا قول الإمام أحمد رضي الله عنه
((قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ينزل الى سماء الدنيا و إن الله يرى في القيامة
وما أشبه هذه الأحاديث نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها ونعلم أن ما جاء به الرسول حق ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم))
لاحظ قوله ((ونصدق بها لا كيف ولا معنى))
لا كيف ولا معنى وهذا هو مذهب التفويض ومهما قلتم فعبارته لا مجال لصرفها عن حقيقة أنه يوكل المعنى لله في أحاديث وآيات الصفات
فهل هو كاذب كما وصفت القائلين بالتفويض؟؟؟
لا والله---ولكنك تسرعت وأنا على يقين بأنك بعد تفكير مستنير ستتراجع عن وصفك لفئة كبيرة جدا جدا جدا من المسلمين بما وصفت
ودمت أخي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=1288&PHPSESSID=186227b52422e91603af1f77d47b1899
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Dec 2004, 06:21 م]ـ
ونصدق بها لا كيف ولا معنى
ونصدق بها لا كيف ولا معنى
ونصدق بها لا كيف ولا معنى
ما ابعدكم عن البلاغة واسرار الكلام .. قال الامام. لا كيف ولا معنى ... ولم يقل لا معنى ولا كيف ...
هل تدرك الفرق ..
الكيف فرع عن وجود المعنى .. فهل تعتقد انت ان الامام احمد الشيباني العربي الفصيح .. ينفى الفرع ثم ينفي الاصل بعد ذلك .. هذا عي فى الكلام فهل تقول لم اجد كتابا مفتوحا .. ولم اجد كتابا .. وهل تقول لم ياتني طويل ولا انسان ... وهل تقول .. قطعوا على التلفون وليس لى تلفون .. كل هذا سفه وركاكة ...
بل تقول ... لم اجد كتا با لا مفتوح ولا غير مفتوح ... بل تقول ... لم ياتني انسان لا طويل ولا غير طويل ..
فلو اراد الامام نفي المعنى الاصلي .. لما احتاج الى نفي الكيفية .. ولما نفى الكيفية فهذا دليل على انه لا ينفي اصل المعنى ..
اعيد كلامي مرة اخرى ولا داعي للحيد عنه ... بسرد روايات عن فضلاء ... .. هل اذكرك .. بما قال ائمة الاشاعرة .. فى ايمان المقلد .. ...
والدليل على كذبهم .. تجربة صغيرة جدا ...
الرحمن على العرش استوى
الرحمن على العرش يبلابتلاقت
ان كان مذهب التفويض البدعي صحيحا .. فالجملتان .. متساويتان
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[06 Dec 2004, 07:48 م]ـ
الرفق الرفق ولي عودة وفقكم الله
أخي الشرباتي - وفقكم الله - اسم الكتاب لمعة الاعتقاد.
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 Dec 2004, 10:42 م]ـ
يا أستاذ أبا عبد المعز ما معنى (يبلابتلاقت)؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 Dec 2004, 11:19 م]ـ
والله ياأستاذ ابا علي .. ان سؤالك لسؤال العقلاء .. الكلمة التي سألت عنها ما هي الا .. ضرب عشوائي على كاتبة الحاسوب .. كلمة خنفشارية ..
ولكن .. ناشدتك الله .. لم سألتني عن تلك .. ولم تسألني عن "استوى" ..
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Dec 2004, 09:13 ص]ـ
أستاذ أبا المعز
لم أسألك عن (استوى) لأن الاستواء معلوم والكيفية هي التي لا نعلمها، وكلمة (استوى) من المتشابه التي لا ينبغي لنا أن نتأول كيفيتها.
قال فريق من العلماء في _ (استوى على العرش) = استقر له الأمر بعد إتمام كل شيء وإكماله.
فهل قولهم هذا تفسير لمعنى الاستواء أم لكيفية الاستواء؟
ننتظر الإفادة من الإخوة.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 Dec 2004, 03:29 م]ـ
اخي اباعلي ...
لم تسأل عن استوى .. لان لها معنى معروفا فى اللغة .. وسألت عن اللغو السابق. لانك لم تعهدها من قبل ..
ولو قدر ان لها معنى .. لفوضته الى عالمه ..
ان اهل التفويض .. زعموا .. انهم لم يفهموا .. اي شيء من الصفات التي نعت بها الرب سبحانه نفسه .. ففوضوها الى الله .. وهذا غير صحيح .. كما لمست انت بنفسك .. عندما فرقت بين الكلمة واللغو ..
اما معنى الاستواء .. فهو الاعتلاء ... والعلو فوق العرش .. مع تفويض الكيفية كما قلت.
.....
اما التأويل الذي اوردته .. فهو اقرب الى التحريف .. والذين قالوا به .. انما الجأهم اليه .. تصورهم الاستواء .. على الكيفية الآدمية ... فهالهم ذلك .. فأسرعوا الى .. تعطيل معانى الاستواء كلها .. والبحث عن معانى لوازم .. يسمونها كنايات واستعارات ..
ولعل مكمن الخطأ عند هؤلاء انهم .. لم يميزوا بين .. الكلمة عند الاطلاق والكلمة عند التقييد ...
ففهموا الاستواء .. المطلق .. باستواء الانسان .. اي بتقييده ونسبته الى الانسان ..
فكأنهم فهموا .. استواء الرحمن ... كما لو قيل استواء الانسان الذي هو للرحمن .. فوجدوا ان المعنى غير معقول ...
ففوضوا وأولوا ..
وللكلام بقية ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[07 Dec 2004, 08:09 م]ـ
إخوتي الأفاضل:
رجائي من الجميع أن يكون النقاش في حدود المسألة المطروحة (مسألة مشكلة في تفسير آية الكرسي)، وأن لا يخرج الحوار عن هذه الجزئية.
ولنحرص على النقاش العلمي الهادف متحلين بآداب الحوار المعروفة.
بارك الله في الجميع.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[27 Apr 2006, 02:26 م]ـ
للفائدة:
===
القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/printthread.php?t=22720
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[27 Apr 2006, 10:51 م]ـ
أخي الشرباتي:
تعقيبك على كلام العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ليس في محله إذ إنه يقصد بأهل السنة والجماعة أهل الحديث والأثر ليس الأشاعرة ولا الماتريدية.
أما عن النصوص التي تثبت القدم والرجل فقد قال البخاري رحمه الله في صحيحه: باب {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}
4897 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ. حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطِ قَطِ ".
4898 ـ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ، سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يُوقِفُهُ أَبُو سُفْيَانَ " يُقَالُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطِ قَطِ ".
4899 ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضى الله عنه قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ. قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابٌ أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطٍ قَطٍ قَطٍ. فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلاَ يَظْلِمُ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا ".
ـ[محمد بن عبد الله]ــــــــ[30 Apr 2006, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم جميعا
تقسم الكلمة إلى لفظ ومعنى
ولو وضعت كلمة بمجرد اللفظ بدون فائدة المعنى لكانت الكلمة حشوا وتعالى الله الخبير العليم عن الحشو
ولذلك يقال نثبت أصل المعنى ونفوض كيفه إلى الله رب العالمين وهو قول أهل السنة والجماعة
و أرجو الله لنا ولكم حسن الخاتمة
أخوكم(/)
كيفية توثيق قواعد التفسير؟
ـ[أبو أنس]ــــــــ[25 Apr 2003, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فنبارك لكم هذا الموقع الذي نسأل الله ألا يحرمكم من أن تكونوا ممن علم القرآن وعلمه، ونرجو أن يحذو أصحاب التخصصات الأخرى حذوكم وأن يكون موقعكم هذا شامة في جبين الإنترنت ................ ولولا بطئي في الكتابة لأطلت معكم .....
سؤال: ما هي الطريقة العلمية للإحالة على قاعدة من قواعد التفسير في بحث علمي؟
مثال قاعدة إذا أمكن حمل اللفظ القرآني على محامله فإنه يحمل عليها جميعاً ........
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Apr 2003, 04:43 م]ـ
بسم الله
نرحب بالأخ أبي أنس، ونشكره على مشاركته معنا
وأما ما سألت عنه من كيفية الإحالة على قاعدة تفسيرية فجوابه:
من المؤسف أنه لا يوجد كتب قديمة أصيلة أفردت القواعد التفسيرية بالتصنيف حتى يحال إليها مباشرة؛ وإنما توجد هذه القواعد مبثوثة في كتب التفسير، وخاصة تفسير ابن جرير الطبري.
ولذلك إذا أردت الإحالة على مرجع أصيل لقاعدة من قواعد التفسير؛ فإنك تستعين بالمراجع المتأخرة التي جمعت هذه القواعد واعتنت بها، وخاصة كتابي:
قواعد التفسير لخالد السبت، وقواعد الترجيح عند المفسرين لحسين الحربي
ومن خلال هذه الكتب المتأخرة يمكنك التوصل إلى مكان ذكر القاعدة التي تريد توثيقها ثم ترجع إلى ذلك المرجع بنفسك للتأكد من صحة العزو.
كما تعدُّ كتب علوم القرآن من المراجع المهمة لتوثيق تلق القواعد التفسيرية؛ ففي كتابي البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي قواعد كثيرة من قواعد التفسير.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:00 ص]ـ
يضاف الي هذين الكتابين كتاب الدكتور خليل الكبيسي علم التفسير اصوله وقواعده فقد خص قواعد التفسيربما يزيد عن 225صفحةوعزاها الي مصادرها من كتب الاصول والتفسير واللغة الخ
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Mar 2007, 11:28 ص]ـ
قال الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري في مقال له بعنوان: مقدمة في قواعد التفسير ( http://www.islamselect.com/conts/new1/year1426h/3/1_10/7740.htm)
( المؤلفات في قواعد التفسير:
غالب ما ألف في قواعد التفسير إنما هو في علوم القرآن الكريم ككتاب (التيسير في قواعد علم التفسير) لمحمد بن سليمان الكافيجي (ت 879)، و (أصول التفسير وقواعده) لخالد بن عبد الرحمن العك.
أما التأليف في القواعد ذاتها جمعاً ودراسة ففيه رسالتان فريدتان:
1 ـ قواعد التفسير جمعاً ودراسة، لخالد بن عثمان السبت في مجلدين وهي رسالة دكتوراه مقدمة في الجامعة الإسلامية.
2 ـ قواعد الترجيح عند المفسرين، لحسين بن علي الحربي في مجلدين، وهي رسالة ماجستير مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وموضوع الثانية أخص من الأولى؛ إذ هي في القواعد الترجيحية.
وقد ضمَّن الكاتبون في علوم القرآن وفي أصول التفسير كتبهم فصولاً في قواعد التفسير ككتاب البرهان لبدر الدين الزركشي (794هـ)، والإتقان لجلال الدين السيوطي (911هـ).
إضافة إلى ما زخرت به مقدمات المفسرين في تفاسيرهم كـ مقدمة (النكت والعيون) للماوردي، ومقدمة (التسهيل) لابن جزي الكلبي، ومقدمة (التحرير والتنوير) للطاهر بن عاشور. ومقدمة ابن كثير في تفسيره والتي استفادها من كتابة شيخ الإسلام في أصول التفسير.
أما المصدر التطبيقي الثّر فهي كتب المفسرين المؤصلة كتفسير الطبري، والمحرر الوجيز لابن عطية، وأضواء البيان للشنقيطي.)(/)
فوائد قرآنية (الحلقة الأولى)
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[26 Apr 2003, 12:25 ص]ـ
فوائد قرآنية (الحلقة الأولى)
الفائدة الأولى:
لم يجيء إعداد العذاب المهين في القرآن إلا في حق الكفار:
كقوله تعالى: {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} وقوله: {وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا} وقوله: {فباؤا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين} وقوله: {إنما نملى لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} [مجموع الفتاوى، لابن تيمية (15/ 366)]
الفائدة الثانية:
الفرق بين مغفرة الذنوب، وتكفير السيئات في القرآن الكريم:
حيثما وردت الذنوب في القرآن فالمراد بها الكبائر، وحيثما وردت السيئات فالمراد بها الصغائر.
وعند التأمل في آيات القرآن الكريم نجد: أن لفظ (المغفرة) يرد مع الذنوب، ولفظ (التكفير) يرد مع السيئات، قال تعالى: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} [آل عمرا: 193] وذلك لأن لفظ المغفرة يتضمن الوقاية والحفظ، ولفظ التكفير يتضمن الستر والإزالة.
والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها: قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] [مدارج السالكين (1/ 317)].
الفائدة الثالثة:
ورد في القرآن الكريم {يغفر لكم ذنوبكم} و {يغفر لكم من ذنوبكم}
والفرق بين الأسلوبين:
أنه حيثما كان الخطاب في الآية من المؤمنين أو للمؤمنين؛ فإن التعبير يكون بلفظ {يغفر لكم ذنوبكم} لأن المؤمن إذا استغفر الله غفرت له جميع ذنوبه.
وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين؛ فإن التعبير يكون بلفظ: {يغفر لكم من ذنوبكم}، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره. [بدائع الفوائد (2/ 53)]
الفائدة الرابعة:
حيثما ورد نداء المؤمنين في القرآن الكريم ضمن لفظ الألوهية، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} وذلك لأن المؤمن مقر بتوحيد الألوهية.
وحيثما ورد نداء الناس في القرآن الكريم فالغالب تضمينه لفظ الربوبية، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ} وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} وذلك لأن لفظ (الناس) عام يدخل فيه المؤمن والكافر، والكفار أغلبهم مقر بتوحيد الربوبية دون الألوهية.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2003, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي الكريم الشيخ أحمد على هذه الفوائد الثمينة، ونشكرك على تكرمك بالانضمام إلينا، وننتظر منكم بحوث جادة تطرح للنقاش بإذن الله ففكر من الآن فصاعداً في ملتقى أهل التفسير، واقتنص الفوائد والشوارد وأشركنا معك فيها، فالعلم رحم بين أهله. وفقك الله وبارك فيك.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[26 Apr 2003, 01:30 م]ـ
نشكر الأخ أحمد على هذه الفوائد / وهنا توضيح حول الفائدة الثالثة حيث ذكر حفظه الله أن ماورد من قول الله تعالى (ويكفر عنكم سيئاتكم) فهي للمؤمنين، وقد ورد في سياق الخطاب عن المؤمنين في سورة البقرة (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكقر عنكم من سيئاتكم) والسر في ذلك كما ذكر المفسرون أن الصدقات لاتكفر السيئات كلها ولذا قال (من سيئاتكم)، والله أعلم.
ـ[المشارك7]ــــــــ[26 Apr 2003, 07:57 م]ـ
أخي الشيخ أحمد جزاك الله خيرا على هذه الفوائد وننتظر المزيد.
أشكل علي في الفائدة الثالثة: (وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين؛ فإن التعبير يكون بلفظ: {يغفر لكم من ذنوبكم}، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره).
وذلك لأن الكافروهو متلبس بكفره لا يغفر له أي ذنب فلا تنطبق عليه هذه الاية.
فلعل للتفريق وجها آخر.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[28 Apr 2003, 01:55 ص]ـ
تعليقاً على الفائدة الثالثة وعلى ما استشكله أحد الأخوة حول قولي: إن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره، أسوق كلام الزركشي في هذه المسألة حتى ينحل الإشكال، قال الزركشي رحمه الله تعالى: فإن قيل: فإذا غفر للبعض كان البعض الآخر معاقبا عليه، فلا يحصل كمال الترغيب في الإيمان إلا بغفران الجميع.
وأيضا: فكيف يحسن التبعيض فيها مع أن الإسلام يجب ما قبله، فالجواب من وجوه:
1 - أن الكافر إذا آمن فقد بقي عليه ذنوب، وهي مظالم العباد، فثبت التبعيض بالنسبة للكافر.
2 - أن قوله: (ذنوبكم) يشمل الماضية والمستقبلة، فإن الإضافة تفيد العموم فقيل (من) لتفيد أن المغفور الماضي، وعدم إطماعهم في غفران المستقبل بمجرد الإسلام حتى يجتنبوا المنهيات. أ. هـ[البرهان (4/ 362 – 364) (طبعة دار المعرفة، تحقيق يوسف المرعشلي)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مداد]ــــــــ[28 Apr 2003, 04:28 م]ـ
بارك الله في علمك، ونفع بك.
أرجو المتابعة على هذا المنوال، فذي فوائد قيمة، كلنا بحاجة إلى استظهارها.
ـ[الغزالي]ــــــــ[28 Apr 2003, 10:27 م]ـ
جزيت خيراً، شيخ أحمد.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[12 Jun 2003, 02:34 م]ـ
1
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Apr 2006, 07:31 ص]ـ
ألا يمكن أن يقال: إن قوله تعالى: {يغفر لكم ذنوبكم} في حق أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وقوله: {يغفر لكم من ذنوبكم} في حق الأمم السابقة؟
والجوابات التي ذكرها الزركشي لا تخلو من إشكال.
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Apr 2006, 09:34 ص]ـ
قال نوح صلى الله على نبينا وعليه وسلم: يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِين، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ، يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ .... )
هؤلاء ارتكبوا ذنوبا عن جهالة (كانوا يجهلون أنها عمل قبيح لا يرضي الله) حتى جاء نوح بشرع الله فتبين لهم أنه من عمل الشيطان، هذه ذنوب يغفرها الله لهم إن تابوا منها.
وهناك ذنوب أخرى يعلم الإنسان أنها ظلم وعمل إجرامي قبيح ومع ذلك تسول له نفسه ارتكاب الجريمة، فقاطع الطريق الذي يسلب الناس متاعهم هل يحتاج إلى رسول من الله ليقول له إنه عمل غير صالح؟
إذن فهؤلاء ارتكبوا ذنوبا بجهالة وذنوبا أخرى عن علم أنها جرائم وظلم وأعمال قبيحة. فأي من هذه الذنوب التي تغتفر بالتوبة؟
إنها الذنوب التي ارتكبت بجهالة، أما الذنوب المتعمدة فهي تحتاج إلى كفارة.
إذن (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ= ليست كل الذنوب وإنما يغفر منها فقط التي ارتكبت بجهالة.
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Apr 2006, 10:36 ص]ـ
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ.)
أخذهم الله بذنوبهم تعني أخذهم متلبسين بذنوبهم.
مثلا: مجرم له سوابق إجرامية أطلق سراحه ثم سمع عنه أنه عاد لتجارة المخدرات.
هل تكتفي الشرطة بشهادة من أبلغ عنه أم تنصب له كمينا لتلقي عليه القبض وهو متلبس بالجريمة؟
لو اكتفت الشرطة فقط بشهادة فاعل الخير المبلغ عن المجرم لأنكر المجرم ولادعى أنه تاب، أما لو نصبت له كمينا وألقت عليه القبض متلبسا بجريمته فتلك هي الحجة بالحق.
كذلك الله تعالى يأخذ المجرمين متلبسين بذنوبهم، وقد كان الكمين الذي نصب لقوم لوط هو إرسال ملائكة على هيئة رجال حسان المظهر مما يشتهي قوم لوط، فجاء قوم لوط يهرعون إلى الشراك الذي نصب لهم فأخذهم الله متلبسين بذنبهم.
وكذلك آل فرعون أغرقهم الله وهم متلبسين بذنوبهم، وذنبهم هو مطاردتهم لبني إسرائيل لمنعهم من الخروج مع موسى عليه السلام، وقد كان أمر الله لموسى وأخيه هارون هو: فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.
هذا هو الهدف الأساسي لرسالة موسى عليه السلام إلى فرعون لتخليص قومه من فرعون.
فلما رفض فرعون أمر الله وسعى إلى مطاردة بني إسرائل بالفعل لإهلاكهم أخذه الله متلبسا بمطاردته لبني إسرائيل.(/)
مجالس في دراسة بعض موضوعات علوم القرآن (المجلس الثالث: مسائل في الوحي)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 09:50 ص]ـ
بسم الله
الوحي في اللغة: الإشارة، والكتابة، والإلهام، والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك. [لسان العرب لابن منظور 15/ 239 - 240، مادة (وحي)]
وأصل الوحي: الإشارة السريعة كما في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ص 858، وقال بعضهم: أصله في اللغة إعلامٌ في خفاء كما في عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي 4/ 335.
وأمَّا تعريف الوحي في الاصطلاح الشرعي، فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريفه، فمنهم من أوجز فقال: (هو الإعلام بالشرع، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه، أي الموحى، وهو كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم) [فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 14 – 15].
ومنهم من أسهب فقال: (الوحي معناه في الشرع أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كلّ ما أراد إطلاعه إليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر) [مناهل العرفان لمحمد عبدالعظيم الزرقاني 1/ 64].
ومنهم من أراد أن يأتي بما لم يأت به السابقون فقال: (وقد عرفوه شرعاً: بأنه إعلام الله تعالى لنبي من أنبيائه بحكم شرعي ونحوه، أمَّا نحن فنعرفه على شرطنا بأنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة أو بغير واسطة، والأول بصوت يتمثل لسمعه أو بغيرصوت، ويفرق بينه وبين الإلهام بأن الإلهام وجدان تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب من غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور) [هذا تعريف محمد عبده للوحي في رسالة التوحيد كما نقله عنه تلميذه محمد رشيد رضا في كتاب الوحي المحمدي ص 44، 45، ونقله غيره من العلماء الذين ألّفوا في علوم القرآن. وانظر نقد هذا التعريف وبيان المآخذ عليه كتاب منهج المدرسة العقليَّة الحديثة في التفسير للدكتور فهد ابن عبدالرحمن الرومي 2/ 486 ومابعدها.]
وكل التعريفات السابقة لم تخل من مقال ونقد.
ولعل الأقرب في بيان معنى الوحي في الشرع أن يقال: هو إعلام الله تعالى لمن اصطفاه من عباده بطريق خفية سريعة. [من كتاب علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر ص 15.]
وهذا التعريف عندما يطلق الوحي ويراد به المصدر.
وأمَّا إذا أطلق وأريد به اسم المفعول (الموحَى) فإنه يقال في تعريفه: هو ما أنزله الله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم. [من كتاب الوحي المحمدي لمحمد رشيد رضا ص 44].
ولمزيد من الإيضاح والبيان لمعنى الوحي الاصطلاحي الشرعي يُقال: (ينقسم الوحي بمعناه الاصطلاحي إلى قسمين أساسين:
1 - وحي الله إلى ملائكته.
2 - وحي الله إلى رسوله من البشر.
وبيان ذلك: أنه قد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يبين أن الله يكلم الملائكة ويوحي إليهم، كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ... } الآيات [البقرة: 30]، وقال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا"} الآية [الأنفال: 12].
والمذهب الصحيح الذي عليه أهل السنة والجماعة في كيفية وحي الله إلى جبريل بالقرآن أن جبريل - عليه السلام - قد سمع القرآن الكريم من الله تعالى بكلامه المخصوص وبالكيفية التي يعلمها الله تعالى وحده.
ويؤيد هذا ويدل عليه ماجاء في الحديث الشريف عن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفاً من الله عزوجل، فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخرّوا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل - عليه السلام - فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثُمَّ يمر جبريل على الملائكة كلما مرّ بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: (قال الحق وهو العلي الكبير) فيقولون كلهم مثلما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عزوجل}. [هذا الحديث أخرجه الطبري في تفسيره 10/ 373، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/ 511
(يُتْبَعُ)
(/)
- 512 رقم [435] وقال محققه: إسناده ضعيف. وأخرجه أيضاً البغوي في تفسيره 6/ 398، وذكره ابن كثير في تفسيره 3/ 516 وعزاه لابن أبي حاتم ثُمَّ قال: (وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم - رحمه الله -).
والحديث ضعفه الألباني في ظلال الجَنَّة 1/ 227.
والحديث ثابت بلفظ قريب من هذا، وهو: (إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجرس السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلايزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم جبريل فزّع عن قلوبهم، قال: فيقولون: يا جبريل! ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق، فيقولون: الحق الحق). فقد ذكره الألباني بهذا اللفظ في الصحيحة برقم [1293] ثُمَّ قال: (أخرجه أبو داود 2/ 536 - 537 الحلبي) وابن خزيمة في التوحيد ص 95 - 96، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 200 عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق عن عبدالله قال: قال رسول الله r فذكره. قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ... ) السلسلة الصحيحة 3/ 282 - 283. وانظر أيضاً في تخريجه: كتاب شرح لمعة الاعتقاد للشيخ محمد بن عثيمين، بتحقيق أشرف بن عبدالمقصود ص 76، 77 - حاشية).]
وأمَّا وحي الله إلى رسله من البشر فهو على نوعين:
النوع الأول: الوحي بغير واسطة وهو قسمان:
أولهما: الرؤيا الصالحة في النوم.
ثانيهما: الكلام الإلهي من وراء حجاب بدون واسطة في اليقظة لا في المنام.
النوع الثاني: الوحي إلى الرسل بواسطة الملك، وهو الذي نزل به القرآن، وله كيفيات متنوعة، وآثار كثيرة سيأتي بيانها - إن شاء الله -). [ما بين القوسين مأخوذ باختصار شديد وبتصرف يسير من كتابي: مباحث في علوم القرآن للقطان ص 34 - 39، وبحوث منهجية في علوم القرآن الكريم لموسى إبراهيم الإبراهيم ص 17 - 19.]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 10:15 ص]ـ
صور وكيفيات نزول الوحي
أشار ابن عبدالبر - رحمه الله - إلى أن لنزول الوحي صوراً وضروباً كثيرة، وقد ذكر منها الصور التالية:
1 - أن يأتي الوحي في مثل صلصلة الجرس - أي في مثل صوت الجرس -، وقد كان الوحي يأتي النبي r بهذه الصورة فيفصم عنه وقد وعى ما قال.
وهذه الصورة أشد الصور على النبي صلى الله عليهوسلم، وفيها يأتيه جبريل على صورته الملكية ولكنه لايراه، ويعرف مجيئه بهذا الصوت الذي يشبه صوت الجرس، أو يكون له دوي كدوي النحل كما في بعض الأحاديث.
وقد دلّ على هذه الصورة حديث عائشة الذي سأل الحارث ابن هشام فيه النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يأتيك الوحي؟ قال: {أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال ... } الحديث.
وعن عبدالرحمن بن عبدٍ القاريِّ (1) قال: سمعتُ عمر بن الخطاب يقول: كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي نسمع عند وجهه كدويّ النحل (2)، فمكثنا ساعة، فاستقبل ورفع يديه، فقال: {اللهم زدنا ولاتنقصنا، وأكرمنا ولاتهنّا، وأعطنا ولاتحرمنا، وآثرنا ولاتؤثر علينا، وارضنا وارض عنا، ثُمَّ قال: {أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة} ثُمَّ قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ ا؟ لْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] حتى ختم عشر آيات (3).
ولاتعارض بين كون الوحي يأتيه على مثل صلصلة الجرس، وكونه يُسمع له صوت كدوي النحل؛ لأن سماع الدوي بالنسبة للحاضرين - كما في حديث عمر - حيث قال: يُسمع عند وجهه كدوي النحل، والصلصلة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه، أفاد ذلك ابن حجر (4).
2 - أن يتمثل الملك رجلاً، فيكلم النبي صلى الله عليه وسلم فيعي ما يقول: وهذه الصورة أهون الصور على النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء، ذلك في رواية عند أبي عوانة في صحيحه، حيث زاد في آخر حديث عائشة السابق {وهو أهونه عليّ} (5).
وقد أشار ابن عبدالبر إلى هذه الصورة بقوله: (وأحياناً يأتيه جبريل في هيئة إنسان فيكلمه مشافهة كما يكلم المرء أخاه، وذلك بيّن في حديث عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر في الإيمان والإسلام، وحديثه حين جاءه جبريل في صفة دحية الكلبي) (6) ا هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذه الصورة يأتي فيها جبريل في صورة رجل، يراه الحاضرون ويسمعون قوله ولايعرفون حقيقته، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم علم اليقين أنه جبريل، ويعي ما يقول.
وهي أخف من سابقتها، حيث يكون التناسب بين المتكلم والسامع ويأنس رسول النبوة عند سماعه من رسول الوحي، ويطمئن إليه اطمئنان الإنسان لأخيه الإنسان (7).
وقد دلّ على هذه الصورة أحاديث كثيرة:
منها حديث عائشة السابق، وفي آخره: {وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعى ما يقول} ().
ومنها حديث عمر بن الخطاب الذي رواه عنه ابنه عبدالله، حيث قال عمر في أول الحديث: بينما نحن جلوس عند النبي r ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لايُرى عليه أثر السفر، ولايعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي r ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه ... الحديث وفيه سؤال ذلك السائل النبي r عن الإسلام والإيمان والإحسان، وسؤاله عن الساعة وأماراتها، وفي آخره: أن النبي r قال لعمر: {يا عمر، أتدري من السائل؟} قلتُ: الله ورسوله أعلم، قال: {فإنه جبريل آتاكم يعلمكم دينكم} أخرجه مسلم ().
وفي رواية للإمام أحمد عن ابن عمر قال: وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي r في صورة دحية الكلبي ().
وفي صحيح البخاري عن أبي عثمان (8) قال: أنبئت أن جبريل أتى النبي rوعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي r لأم سلمة: مَن هذا؟ أو كمال قال، قالت: هذا دحية، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلاَّ إياه، حتى سمعت خطبة النبي r يخبر خبر جبريل، أو كما قال (9).
قال ابن حجر (10): (وكان جبريل يأتي النبي r غالباً على صورته) (11).
3 - أن يأتي جبريل في صورته التي خلقه الله عليها: وهذه الصورة نادرة، وقد ورد عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرَ جبريل على هذه الحالة إلاَّ مرتين، مرة في الأرض وهو نازل من غار حراء، ومرة أخرى في السماء عند سدرة المنتهى ليلة المعراج - كما سيأتي في كلام ابن القيم - رحمه الله -.
وهذه الصورة أشار إليها ابن عبدالبر بقوله: (وقد كان صلى الله عليه وسلم يُبَدّى له جبريل بين السماء والأرض، وذلك بيّن في حديث جابر بن عبدالله) ا هـ.
وحديث جابر هذا رواه البخاري في كتاب بدء الوحي، ولفظه: (قال ابن شهاب: وأخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن (12) أن جابر بن عبدالله الأنصاري قال - وهو يحدث عن فترة الوحي - فقال في حديثه: {بينا أنا أمشي، إذ سمعت صوتاً من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسي بين السماء والأرض، فرُعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني، فأنزل الله تعالى: {يَأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ} إلى قوله: {وَا؟ لرُّجْزَ فَا؟ هْجُرْ} [المدثر: 1 - 5] فحمي الوحي وتتابع}).
وأمَّا المرة الثانية التي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيها جبريل على صورته فكانت في السماء، عند سدرة المنتهى، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى.عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 13، 14].
قال البغوي (13) - رحمه الله - في تفسيره: ({وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} يعني: رأى جبريل في صورته التي خلق عليها نازلاً من السماء نزلة أخرى، وذلك أنه رآه في صورته مرتين، مرة في الأرض، ومرة في السماء) (14).
قال ابن القيم - رحمه الله -: (وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أن المراد بقوله تعالى: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى.عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 13، 14] جبريل عليه الصلاة والسلام، رآه على صورته التي خلق عليها مرتين ... في صحيح مسلم عن أبي هريرة {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى = 13} قال: رأى جبريل عليه السلام (15).
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي صحيحه أيضاً عن مسروق (16) قال: كنت متكئاً عند عائشة فقالت: ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلتُ: ما هنّ؟ قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال: وكنت متكئاً فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولاتعجليني؛ ألم يقل الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَءَاهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: 23] {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله r فقال: {إنَّما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء سادّاً عظم خلقه ما بين السماء والأرض} فقالت: أولم تسمع أن الله عزوجل يقول: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] أولم تسمع أن الله عزوجل يقول: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ" إِنَّهُ , عَلِيٌّ حَكِيمٌ = 51} [الشورى: 51] الحديث (17).
والمقصود أن المخبر عنه بالرؤية في سورة النجم هو جبريل) (18) ا هـ.
الحوشي السفلية
(1) هو: عبدالرحمن بن عبدٍ القارىّ المدني، ولد في أيام النبوة، وهو من جلة تابعي المدينة وعلمائها، توفي إحدى وثمانين، وقيل: ثمانين وله ثمان وسبعون سنة. انظر: الاستيعاب لابن عبدالبر 2/ 381، 382.
(2) دوي النحل هو ما يُسمع منه إذا تجمع. انظر: معجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/ 309.
(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 255، 256 رقم [223] بتحقيق أحمد شاكر وقال: إسناده صحيح، ورواه الترمذي في تفسير القرآن، باب: ومن سورة المؤمنين 5/ 305 رقم [3073]، ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ورواه البغوي في شرح السنة وقال: هذا حديث حسن 5/ 177، وفي صحة الحديث اختلاف بين المحدثين ذكره أحمد شاكر في تحقيقه على المسند 1/ 255، 256، وانظر: ضعيف الجامع الصغير وزيادته للألباني رقم [1208].
(4) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري 1/ 27.
(5) أشار إلى هذه الرواية ابن حجر في الفتح 1/ 29.
(6) الاستذكار 8/ 65، 66.
(7) انظر: مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 39.
(8) هو: أبو عثمان النهدي، الإمام الحجة، عبدالرحمن بن مُِلّ - وقيل: ابن مَلي - البصري، مخضرم معمر، أدرك الجاهليَّة والإسلام، وغزا في خلافة عمر، روى عن كبار الصحابة وهو أكبر من صغارهم، كان كثير الصلاة والعبادة، يقوم الليل ويصوم النهار، ويصلي حتى يُغشى عليه، مات سنة مائة. انظر: السير 4/ 175 - 178.
(9) صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزل الوحي وأول ما نزل رقم [4980] 8/ 619 مع الفتح.
(10) هو: أحمد بن عليّ بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، من أئمة العلم والتاريخ، وأمير المؤمنين في الحديث، علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره، قال السخاوي: انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر، تصانيفه كثيرة جداً، وهي مشهورة متداولة بين أهل العلم، ولد سنة 773 هـ، ومات سنة 852 هـ. انظر: الأعلام للزركلي 1/ 178، 179.
(11) فتح الباري 8/ 621.
(12) هو: أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، الحافظ، أحد الأعلام بالمدينة، كان طلاّبة للعلم فقيهاً، مجتهداً كبير القدر، حجة، كثير الحديث، توفي سنة 94 بالمدينة وهو ابن 72 سنة. انظر: السير 4/ 287 - 292.
(13) هو: الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ، محيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن الفراء، البغوي الشافعي، المفسّر المحدث، صاحب التصانيف النافعة كشرح السنة، ومعالم التنزيل والمصابيح وغيرها، وقد بورك له فيها، ورزق فيها القبول، كان زاهداً قانعاً باليسير، توفي سنة 516 هـ بمرو. انظر: السير 19/ 439 - 443.
(14) تفسير البغوي 7/ 404.
(15) رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب: معنى قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} وهل رأى النبي e ربّه ليلة الإسراء رقم [175].
(16) هو: مسروق بن الأجدع، أبو عائشة الهمداني، الكوفي، الفقيه، أحد الأعلام، من أصحاب عبدالله بن مسعود، قال ابن المديني: ما أقدم على مسروق أحداً من أصحاب عبدالله، وقد صلى خلف أبي بكر الصديق، توفي سنة 63 - رحمه الله -. انظر: طبقات علماء الحديث 1/ 102، 103، سير أعلام النبلاء 4/ 63، 69.
(17) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب: معنى قول الله عزوجل: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى} وهل رأى النبي e ربه ليلة الإسراء رقم [177] ص 97 (ط: بيت الأفكار الدولية).
(18) بتصرف واختصار من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية 4/ 282 - 284.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 10:27 ص]ـ
4 - - الرؤيا الصادقة في المنام: وكانت مبدأ الوحي إلى النبي r كما في صحيح البخاري عن عائشة قالت: أول ما بدئ به رسول الله r من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لايرى رؤيا إلاَّ جاءت مثل فلق الصبح ....
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: (ولا خلاف بين العلماء أن رؤيا الأنبياء وحي بدليل قوله عزوجل حاكياً عن إبراهيم وابنه صلوات الله عليها: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} [الصافات: 102] يعني ما أمرك الله به في منامك. وهذا واضح، والحمد لله كثيراً) (1) ا هـ.
فرؤيا الأنبياء وحيٌ بلاشك، ومِمَّا يدل على ذلك أيضاً ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رؤيا الأنبياء وحي (2).
وأمَّا رؤيا غير الأنبياء فقد أخبر النبي r أن الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزاءً من النبوة (3).
ووجه كون الرؤيا الحسنة جزءاً من النبوة محتمل لأمور ذكرها ابن حجر - رحمه الله - وهي باختصار:
الأول: أن الرؤيا إن وقعت من نبي فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة، وإن وقعت من غير النبي فهي جزء من أجزاء النبوة على سبيل المجاز.
الثاني: أن الرؤيا تجيء على موافقة النبوة لا أنها جزء باق من النبوة.
الثالث: أنها جزء من عِلْمِ النبوة؛ لأن النبوة وإن انقطعت فعلمها باق (4).
وأمَّا ابن عبدالبر فقال في وجه كون الرؤيا الحسنة جزءاً من النبوة: (وقد يحتمل أن تكون الرؤيا جزءاً من النبوة لأن فيها ما يعجز ويمتنع كالطيران، وقلب الأعيان، ولها التأويل الحسن، ورُبَّما أغنى بعضها عن التأويل) (5).
وهذه الأقوال كلها محتملة، ولا تعارض بينها، فهي متوافقة غير متدافعة ولا متعارضة. ولايلزم منها أن تكون النبوة باقية لبقاء جزء منها، وذلك لأن جزء الشيء إذا ثبت فلايلزم من ذلك كون الشيء ثابتاً موجوداً، كمن قال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله رافعاً صوته لايسمى مؤذناً، ولايُقال إنه أذن، وإن كانت جزءاً من الأذان، وكذا لو قرأ شيئاً من القرآن وهو قائم لايسمى مصلياً وإن كانت القراءة جزءاً من الصلاة (6).
وإذا كانت الرؤيا الحسنة الصادقة من الرجل الصالح الصادق جزءاً من النبوة، فهل تعتبر وحياً يترتب عليه ما يترتب على وحي الأنبياء من تشريع الأحكام، والعمل بمقتضاها كما في رؤيا إبراهيم عندما رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل؟.
قال ابن عبدالبر - رحمه الله - عند شرحه لحديث عبدالله بن زيد، الذي رأى فيه أنه رأى رجلاً في المنام فعلمه صفة الأذان، فلما أخبر بها النبي r قال: إنها لرؤيا حق - إن شاء الله -، قال: (وفي ذلك أوضح الدلائل على أن الرؤيا من الوحي والنبوة، وحسبك بذلك فضلاً لها وشرفاً، ولولم تكن من الوحي ما جعلها عليه السلام شرعة ومنهاجاً لدينه، والله أعلم) (7) ا هـ.
وهذا الذي ذكره ابن عبدالبر يُفهم منه أن مشروعية الأذان كانت بناءً على هذه الرؤيا، وهذا المفهوم مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة من الإجماع على أنه لايترتب على رؤيا غير الأنبياء تشريع حكم شرعي، وإنَّما تكون تأنيساً للرائي أو تبشيراً له أو إنذاراً (8).
قال المحقق الشاطبي (9) في كتاب الاعتصام وهو يبين مآخذ أهل البدع: (وأضعف هؤلاء احتجاجاً قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المقامات وأقبلوا وأعرضوا بسببها، فيقولون: رأينا فلاناً الرجل الصالح، فقال لنا: اتركوا هذا، واعملوا كذا، ويتفق مثل هذا كثيراً للمتمرسين برسم التصوف، ورُبَّما قال بعضهم: رأيت النبي r في النوم، فقال لي كذا، وأمرني بكذا، فيعمل بها ويترك بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة، وهو خطأ؛ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لايحكم بها شرعاً على حال إلاَّ أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلاَّ وجب تركها والإعراض عنها، وإنَّما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأمَّا استفادة الأحكام فلا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولايُقال: إن الرؤيا من أجزاء النبوة فلاينبغي أن تهمل، وأيضاً: إن المخبِر في المنام قد يكون النبي r وهو قد قال: {من رآني في النوم فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لايتمثل بي} (10) وإذا كان كذلك فإخباره في النوم كإخباره في اليقظة؛ لأنا نقول: إن كانت الرؤيا من أجزاء النبوة، فليست إلينا من كمال الوحي، بل جزء من أجزائه، والجزء لايقوم مقام الكل في جميع الوجوه، بل إنَّما يقوم مقامه في بعض الوجوه، وقد صرفت إلى جهة البشارة والنذارة، وفيها كفاية.
وأيضاً فإن الرؤيا التي هي جزء من أجزاء النبوة من شرطها أن تكون صالحة من الرجل الصالح، وحصول الشرط مِمَّا يُنظر فيه، فقد تتوفر وقد لاتتوفر.
وأيضاً فهي منقسمة إلى الحلم، وهو من الشيطان وإلى حديث النفس، وقد تكون [سبب] (11) هيجان بعض أخلاط، فمتى تتعين الصالحة التي يحكم بها وتترك غير الصالحة؟.
ويلزم أيضاً على ذلك أن يكون تجديد وحي يحكم به بعد النبي r وهو منهي عنه بالإجماع ... .
وأمَّا الرؤيا التي يخبر فيها رسول الله r الرائي بالحكم فلابد من النظر فيها أيضاً، لأنه إذا أخبر بحكم موافق لشريعته فالحكم بما استقر، وإن أخبر بمخالف فمحال؛ لأنه r لاينسخ بعد موته شريعته المستقرة في حياته؛ لأن الدين لايتوقف استقراره بعد موته على حصول المرائي النومية؛ لأن ذلك باطل بالإجماع، فمن رأى شيئاً من ذلك فلا عمل عليه، وعند ذلك نقول: إن رؤياه غير صحيحة، إذ لو رآه حقاً لم يخبره بما يخالف الشرع) (12) ا هـ.
وعلى هذا فما ذكره ابن عبدالبر في شرحه لحديث عبدالله بن زيد من كون الرؤيا هي الأصل في مشروعية الأذان غير مسلّم، وإنَّما الذي يؤخذ من الحديث ومن قول النبي r فيه: {إنها لرؤيا حق - إن شاء الله - فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت} () أن النبي r رضى هذه الرؤيا واستبشر بها، وأقره على ماجاء فيها (13).
قال النووي (14) - رحمه الله - في شرحه لصحيح مسلم: (رأى عبدالله بن زيد الأذان فشرعه النبي r بعد ذلك إمَّا بوحي وإمَّا باجتهاده r على مذهب الجمهور في جواز الاجتهاد له r . وليس هو عملاً بمجرد المنام، هذا ما لايشك فيه بلا خلاف) (15).
5 - أن يأتي الملَكُ فيلقي في روع النبي r وقلبه من غير أن يراه، مع تيقنه أن ما ألقى إليه من قبل الله، وهذا النوع قليل، ومنه ماجاء في الحديث أن النبي r قال: {إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولايحملنكم استبطاء الرزق على أن تبطلوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لاينال إلاَّ بطاعته}.
ولم يبق من الصور المشهورة إلاَّ صورة واحدة، وهي:
6 - الكلام من وراء حجاب: أي كلام الله للرسول مباشرة بغير واسطة من وراء حجاب، وهذه الصورة ثابتة لموسى عليه السلام كما قال الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164]، وقال تعالى: {وَلَمَّا جَآءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ , رَبُّهُ , قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ... } [الأعراف: 143].
وهذه الصورة أو المرتبة ثابتة لنبينا محمد r أيضاً، وذلك ليلة الإسراء والمعراج كما صحت بذلك الأحاديث. [انظر: مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 38، وانظر ذكر هذه الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم. انظر: صحيح البخاري كتاب الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة في الإسراء رقم [349] ص 90، 91 (ط: بيت الأفكار الدولية. وانظر: صحيح مسلم كتاب الإيمان، باب: الإسراء بالرسول e إلى السماوات وفرض الصلوات رقم [163] ص 91، 92 (ط: بيت الأفكار الدولية).]
الحواشي السفلية:
(1) الاستذكار 27/ 120.
(2) المعجم الكبير للطبراني 12/ 6 رقم [12302] وأخرجه الطبري في تفسيره بلفظ: {كانت رؤيا الأنبياء وحياً} 15/ 554 بتحقيق أحمد شاكر، وذكره ابن كثير عن ابن عباس بلفظ: {رؤيا الأنبياء في المنام وحي} وقال بعده: ليس هو في شيء من الكتب التسعة من هذا الوجه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي صحيح البخاري في كتاب الوضوء، باب: التخفيف في الوضوء عن عبيد بن عمير قال: رؤيا الأنبياء وحي، ثُمَّ قرأ {إِنِّي% أَرَى فِي ا؟ لْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} ص 52، 53 حديث رقم [138] (ط: بيت الأفكار الدولية).
(3) الحديث أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الرؤيا، باب: ماجاء في الرؤيا عن أنس بن مالك أن رسول الله e قال: {الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة} ص 278، وأخرجه البخاري في التعبير، باب: رؤيا الصالحين رقم [6582].
وللحديث روايات أخرى كثيرة فيها غير هذا العدد، ففي رواية أخرجها مسلم في صحيحه رقم [2263] من حديث أبي هريرة: { ... جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة} وفي أخرى عند مسلم أيضاً رقم [2265] من حديث ابن عمر: {جزء من سبعين جزءاً من النبوة}. وانظر في التوفيق بين هذه الروايات: التمهيد لابن عبدالبر 1/ 283، وفتح الباري لابن حجر 12/ 380 - 385.
(4) انظر: فتح الباري لابن حجر 12/ 380.
(5) التمهيد 1/ 285.
(6) انظر: فتح الباري لابن حجر 12/ 392.
(7) الاستذكار 4/ 10 ومثله في التمهيد 24/ 27.
(8) انظر: كتاب الرؤى والأحلام في النصوص الشرعية لأسامة الريّس ص 210.
(9) هو: إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي، الشهير بالشاطبي، أصولي حافظ، صاحب: {الموافقات في أصول الشريعة} و {الاعتصام}، توفي سنة 790 هـ. انظر: الأعلام للزركلي 1/ 75.
(10) في صحيح البخاري في كتاب التعبير، باب: من رآى النبي e في المنام يمن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي e : { من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لايتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة} 12/ 399 - 400 مع الفتح.
وقال أبو قتادة: قال رسول الله e : { من رآني فقد رأى الحق} 12/ 400. وانظر: شرح السنة للبغوي 12/ 225 - 228.
(11) لعله: بسبب.
(12) من كتاب الاعتصام للشاطبي ص 189، 191 باختصار وتصرف يسير.
(13) انظر: كتاب الرؤى والأحلام في النصوص الشرعية لأسامة الريّس ص 78.
(14) هو: الإمام الفقيه الحافظ، محيي الدين، أبو زكريا، يحيى بن شرف النووي أو النواوي، الشافعي، صاحب التصانيف المشهورة، مثل: رياض الصالحين، والمجموع شرح المهذب، وكتاب الأذكار، والأربعون النووية، وغير ذلك من المصنفات الحافلة النافعة، وكان شديد الورع والزهد، معرضاً عن الدنيا وملاذها، مات سنة 676 هـ. انظر: طبقات علماء الحديث 4/ 254 - 275.
(15) شرح صحيح مسلم للنووي 4/ 318، وانظر: فتح الباري لابن حجر 2/ 98.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Apr 2003, 10:56 ص]ـ
.
إن الناظر في الأدلة الواردة في بيان صور ومراتب الوحي، وفي كيفية نزول القرآن يدرك من خلالها أن القرآن الكريم إنَّما نزل بواسطة جبريل عليه السلام، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ. نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194] فالروح الأمين هنا هو جبريل بإجماع. [انظر: تفسير ابن عطية 12/ 79.]
وظاهر الآيات يقتضي أن جميع القرآن نزل به الروح الأمين على قلب النبي صلى الله عليه وسلم. [انظر: تفسير روح المعاني للألوسي 10/ 124.]
وهذا لاينافي ماجاء في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلاَّ اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلاَّ اليوم، فسلّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلاَّ أعطيته. [أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافر وقصرها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة 6/ 339 رقم [806].]
لأن الحديث لايدل على أن هذا الملك هو الذي نزل بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، وإنَّما فيه ما يدل على أنه بشّر النبي r بها، وهو قد أوتيها ونزل بها جبريل عليه السلام من قبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاينافي كذلك ما ثبت في صحيح مسلم أيضاً من حديث ابن مسعود قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ... الحديث.
وفيه: فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أعطى الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغُفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المُقْحِمَات. [أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب ذكر سدرة المنتهى 3/ 5 النووي رقم [173]. والمُقْحِمَات: الذنوب العظام التي تقحم أصحابها النَّار: أي تلقيهم فيها. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 4/ 19، مادة (قحم).]؛ لأن هذا ليس فيه تصريح بأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها، فيجوز أن يكون جبريل نزل بها تأكيداً وتقريراً، أو نحو ذلك، وقد ثبت نزوله عليه السلام بالآية الواحدة مرتين. [انظر: روح المعاني للألوسي 10/ 124، وانظر: النوع الحادي عشر في الإتقان للسيوطي وهو ما تكرر نزوله 1/ 113، وانظر: تهذيب وترتيب الإتقان في علوم القرآن لمحمد عمر بازمول ص 147.]
وأمَّا كيف كان جبريل ينزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
فالجواب ذكره الرسول r عندما قال في حديث عائشة: {أحياناً يأتيني في مثل صلصلة الجرس وهو أشده عليّ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول}.
وبهذا يتضح لنا معنى قول ابن عبدالبر في شرحه لهذا الحديث: ( ... ولكنه أراد بهذا الحديث نزول ما يُتلى - والله أعلم -) وقوله: (ولكن المقصد بهذا الحديث إلى نزول القرآن - والله أعلم -).
ولعل ما ذكره ابن عبدالبر هنا أولى من قول الحافظ ابن حجر: (وأُورد على ما اقتضاه الحديث - وهو أن الوحي منحصر في الحالتين - حالات أخرى: إمَّا في صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل، والنفث في الروع، والإلهام، والرؤيا الصالحة، والتكليم ليلة الإسراء بلا واسطة، وإمَّا في صفة حامل الوحي كمجيئه في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح، ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سدّ الأفق.
والجواب: منع الحصر في الحالتين المقدم ذكرهما، وحملهما على الغالب، أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال، أو لم يتعرض لصفتي الملك المذكورتين لندورهما فقد ثبت عن عائشة أنه لم يره كذلك إلاَّ مرتين، أو لم يأته في تلك الحالة بوحي، أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس فإنه بيّن بها صفة الوحي لا صفة حامله) (فتح الباري لابن حجر 1/ 27.) ا هـ.
فحملُ الحالتين المذكورتين في الحديث على نزول القرآن خاصة، وحمل بقية الحالات التي وردت بها الأحاديث والآثار الأخرى على ما سوى القرآن يزيل الإشكال، ويرد على الإيراد الذي أورده ابن حجر وذكر وجوهاً متعددة في الجواب عليه.
ولايعني هذا أن غير القرآن لاينزل بالحالات المذكورة في حديث عائشة، بل هو ينزل بها وبغيرها، قال الحافظ ابن حجر: (والظاهر أن نزول الوحي بهذه الكيفية لايختص بالقرآن كما يدل على ذلك حديث يعلى بن أمية في قصة لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج، فإن فيه أنه رآه صلى الله عليهوسلم حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط) (من فتح الباري لابن حجر 1/ 28 بتصرف واختصار) ا هـ.
ومِمَّا يقوي ما ذهب إليه ابن عبدالبر - من حمل حديث عائشة على نزول القرآن - ويرجحه أنه لم يرد في الأحاديث والآثار التي ذكر فيها حالات أخرى غير الحالتين المذكورتين في الحديث السابق - ما يدل على أن شيئاً من القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بها، وإنَّما غاية ما تدل عليه أن الوحي نزل على النبي r فيها، ومعلومٌ أن من الوحي ما هو قرآن ومنه ما ليس بقرآن كما سيأتي بيانه - إن شاء الله - في أقسام الوحي.
وبهذا نعلم (أن وحي القرآن الكريم من قبيل الوحي الجليّ - وهو ما كان عن طريق إرسال أمين الوحي جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليوحي إليه قرآناً عربياً في اليقظة لا في المنام، بالكلام لا بالإلهام -.
وهذا النوع هو أشهر أنواع الوحي وأكثرها وقوعاً كما قال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين ُ. عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ا؟ لْمُنذِرِينَ} [الشعراء: 193 - 194].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد نفى كثير من العلماء الأجلاء أن يكون في القرآن الكريم شيء من غير هذا الطريق (طريق الوحي الجلي) كالوحي عن طريق الإلهام أو المنام، أو التكليم المباشر.
ومن هؤلاء العلماء الإمام السيوطي، فعند حديثه عن الكيفية الخامسة للوحي وهي أن يكلمه الله إمَّا في اليقظة، كما في ليلة الإسراء أو في المنام كما في حديث معاذ {أتاني ربي فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى ... } [حديث اختصام الملأ الأعلى أخرجه الترمذي رقم [3233] في تفسير سورة ص%، وأحمد في المسند 5/ 243، من حديث معاذ بن جبل، وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال: حسن صحيح.] الحديث قال: (وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم) (انظر: الإتقان 1/ 142، 143.).) [من كتاب القرآن المبين وكيف نزل به الروح الأمين للدكتور محمد بحيرى إبراهيم ص 40، 41 بتصرف.] ا هـ.
والذي تدل عليه الأدلة أيضاً أن القرآن الكريم كله نزل في الحالة الأولى وهي الحالة التي يكون فيها جبريل على ملكيته، ويأتي الوحي فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مثل صلصلة الجرس.
وهذا ما رجحه الشيخ المحقق محمد أبو شهبة - رحمه الله - حيث قال: (والذي نقطع به - والله أعلم - أن القرآن الكريم كله نزل في الحالة الأولى، وهي الحالة التي يكون فيها جبريل على ملكيته، وتحول النبي r من البشرية إلى الملائكية، وهذا هو الذي يليق بالقرآن الكريم، ونفى أي احتمال أو تلبيس في تلقيه.
ولم أقف على رواية تفيد نزول شيء من القرآن عن طريق جبريل وهو في صورة رجل، وكل ما جاء من ذلك في الأحاديث الصحاح كحديث جبريل المشهور وسؤاله النبي r عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأشراطها، فإنَّما هو في وحي السنة لا في وحي القرآن ... .
وأيضاً فلو أنزل شيء من القرآن في الحالة الثانية وهي مجيء جبريل في صورة رجل لكان هذا مثاراً للشك والتلبيس على ضعفاء الإيمان، ولكان فيه مستند للمشركين في قولهم: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103] (المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة ص 60 - 61 باختصار.).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Apr 2003, 09:58 م]ـ
الوحي - بمعنى اسم المفعول - وهو ما أنزله الله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم - ينقسم إلى قسمين كما يفهم ذلك من كلام ابن عبدالبر:
أحدهما: ما يُتلى، وهو القرآن.
والثاني: ما لايُتلى، وهو السنة.
قال ابن عبد البر- رحمه الله -: (وفي قوله - عليه السلام -: {كذلك قال لي جبريل} دليلٌ على أن من الوحي ما يُتلى وما لايُتلى، وما هو قرآن، وما ليس بقرآن).
ومن هنا نعلم أن الذين عرّفوا الوحي - عندما يطلق ويراد به الموحَى - بأنه كلام الله المنزل على نبي من أنبيائه. [انظر: مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ص 33]، قد قصروا الوحي على أحد القسمين، وهو كلام الله الذي يُتلى، وهذا نقص في التعريف؛ ولذلك فإن التعريف المختار للوحي في الشرع - عندما يطلق ويراد به اسم المفعول (الموحى) - هو أنه ما أنزله على أنبيائه وعرّفهم به من أنباء الغيب والشرائع والحكم. [المدخل لدراسة القرآن الكريم للشيخ محمد أبو شهبة ص 79.]
وهذا التعريف بلا شك يشمل القسمين ما يُتلى، وما لايتلى.
وأوضح دليل على أن ما نطق به النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّا ليس بقرآن يعتبر وحياً قوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4].
قال القرطبي: (وفيها أيضاً دلالة على أن السنة كالوحي المنزل في العمل، وقد تقدّم في مقدمة الكتاب حديث المقداد بن معدي كرب في ذلك والحمد لله). [تفسير القرطبي 17/ 15.]
(يُتْبَعُ)
(/)
وحديث المقداد هذا ذكره في مقدمة تفسيره تحت باب: تبيين الكتاب بالسنة وما جاء في ذلك، فقال: (وروى أبو داود عن المقداد بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لايحل لكم الحمار الأهليّ ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلاَّ أن يستغني عنها صاحبها ومَن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه}. [رواه أبو داود في كتاب السنة، بابٌ في لزوم السنة 5/ 10 - 12 رقم [4604]، وأخرجه الترمذي في العلم حديث [2666] باب: ما نهى عنه أن يقال عند حديث النبي e ، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقال الألباني: صحيح كما في صحيح سنن أبي داود 3/ 871 رقم [3848].]
قال الخطابي: قوله: {أوتيت القرآن ومثله معه} يحتمل وجهين من التأويل:
أحدهما: أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو، مثل ما أعطى من الظاهر المتلو.
والثاني: أنه أوتي الكتاب وحياً يُتلى، وأوتي من البيان مثله، أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص [ويزيد عليه ويشرع ما ليس له في الكتاب ذكر، فيكون وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن]) ا هـ. [تفسير القرطبي 1/ 37، 38. وفي نقله عن الخطابي نقص وخلل أكملته وضبطت نصه من معالم السنن للخطابي بحاشية سنن أبي داود 5/ 10.]
وقال ابن القيم - رحمه الله - في تفسير آيتي سورة النجم: (ثُمَّ قال: {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 4] فأعاد الضمير على المصدر المفهوم من الفعل، أي ما نطقه إلاَّ وحي يوحى، وهذا أحسن من قول من جعل الضمير عائداً إلى القرآن، فإنه يعم نطقه بالقرآن والسنة وأن كليهما وحي يوحى، وقد احتج الشافعي لذلك فقال: لعل من حجة من قال بهذا قوله: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 113] قال: ولعل من حجته أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم: {والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: الغنم والخادم ردٌّ عليك ... } [الحديث رواه البخاري في كتاب المحاربين، باب: الاعتراف بالزنا 6/ 2502 رقم [6440] ورواه مسلم أيضاً في الحدود رقم [1697، 1698] ورواه أيضاً غيرهما.]
وقد صح عنه أنه قال: {ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه}.
وهذا هو السنة بلاشك، وقد قال تعالى: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 113] وهما القرآن والسنة، وبالله التوفيق) ا هـ. [من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن قيم الجوزية جمع يسرى السيد محمد 4/ 276 - 278 باختصار.
وماجاء في الكلام السابق من الاستدلال بحديث {لأقضين بينكما بكتاب الله} قد أشار إليه ابن عبدالبر - رحمه الله - عندما شرح هذا الحديث فقال: (والقول الآخر أن معنى قوله عليه السلام: {لأقضين بينكما بكتاب الله عزوجل} أي لأحكمن بينكما بحكم الله، ولأقضين بينكما بقضاء الله، وهذا جائز في اللغة، قال الله عزوجل: {كِتَابَ ا؟ للَّهِ عَلَيْكُمْ} [النساء: 24] أي حكمه فيكم وقضاؤه عليكم. على أن كل ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حكم الله، قال الله عزوجل: {مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80] وقال: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] وقد ذكرنا قبل أن من الوحي قرآناً وغير قرآن) ا هـ. [التمهيد 9/ 78.]
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} ما رواه أحمد عن عبدالله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلاَّ الحق} ورواه أبو داود. [رواه أبو داود في كتاب العلم، باب: في كتاب العلم 4/ 60 رقم [3646] ورواه أيضاً الإمام أحمد 2/ 162، 192، والحاكم 1/ 105 - 106، وهو حديث صحيح كما قال الألباني في صحيح الجامع رقم [1196] وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني [1532] 4/ 45، 46.]
وذكر أيضاً ما رواه أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لا أقول إلاَّ حقاً} قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟ قال: {إني لا أقول إلاَّ حقاً} [رواه الترمذي في كتاب البر والصلة، باب: ماجاء في المزاح 4/ 314 رقم [1990] وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد 2/ 340 و 360 وسنده حسن. وانظر: شرح السنة للبغوي 13/ 179.]
وقد استدل ابن عبدالبر أيضاً على أن السنة وحي بما قاله طائفة من أهل العلم بالقرآن في قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} [الأحزاب: 34] قالوا: القرآن: آيات الله، والحكمة: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لاينطق عن الهوى.
وممن قال بهذا قتادة - رحمه الله - كما رواه ابن جرير في تفسيره حيث قال: (ويعني بالحكمة: ما أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحكام دين الله، ولم ينزل به قرآن، وذلك السنة. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل). [تفسير الطبري 10/ 299.]
ثُمَّ ذكر بسنده عن قتادة في قوله: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} أي السنة، قال: يمتن عليهم بذلك. ا هـ.
(واعلم أن الحكمة في القرآن نوعان: مفردة، ومقترنة بالكتاب، فالمفردة فسرت بالنبوة، وفسرت بعلم القرآن، وأمَّا الحكمة المقرونة بالكتاب فهي السنة، كذلك قال الشافعي وغيره من الأئمة. وقيل: هي القضاء بالوحي، وتفسيرها بالسنة أعم وأشهر). [من كتاب بدائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن القيم 2/ 76، 77 باختصار.]
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Jun 2003, 03:20 م]ـ
يرفع بعد التعديل
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[30 Jun 2003, 02:50 م]ـ
بارك الله فيك ياأبا مجاهد وجزاك خيرأً على هذه المجالس المباركة والنافعة بإذن الله وأسأله سبحانه أن يبارك لك في وقتك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[29 Jun 2006, 08:17 ص]ـ
الشيخ خالد السبت: المهمات في علوم القرآن - الوحي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1520)(/)
الحلقة الأولى: حول كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للعلامة عبدالحميد الفراهي رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2003, 01:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجميعن، أما بعد:
فنحمد الله أن هيأ لنا هذا الملتقى المبارك، لنتبادل فيه الآراء الجادة، والمباحثات الدقيقة، حول مسائل علم التفسير وعلوم القرآن، في طرح جاد عميق، وأدب علمي رفيع، حتى نجعل من ملتقى أهل التفسير مثلاً يحتذى في أدب العلم، ومدارسته، واحترام عقلية المتلقي، والرقي بالجانب النقدي لدى المشاركين، والخروج من العقلية النقلية المحضة، إلى العقلية النقدية التي تحرص على الفهم والتمحيص لما تقرأ، أكثر من حرصها على الجمع والنقل، والتدريب على هذه الروح العلمية النقدية التي قل أن تعتني بها الجامعات في دراساتها العليا وما دونها، فقد غلب الطابع النقلي على دراساتنا وبحوثنا حتى فقدت أو كادت روح النقد العلمي النزيه، الذي يتبادل في جو من الإخوة والمحبة في الله، والرغبة الجادة في العلم، مع الحرص على التزام أدب العلم وأخذه ونقله في ذلك كله بإذن الله، وهذا هو المظنون بكل من سيشارك، فما أحسب أحداً من أعضاء هذا الملتقى إلا وهو على قمة الهرم في الأدب، والخلق، وهما صفتان من الصفات اللازمة لطالب العلم، لاتنفكان عنه، ولا يجادل في لزوم اتصافه بهما.
أهداف حلقات النقاش العلمية:
1 - تعريف طلاب العلم بالكتب والمؤلفات والرسائل والبحوث القيمة في التفسير وعلوم القرآن، مع الحرص على الانتقاء والاختيار.
2 - التعريف بالعلماء المتميزين في علم التفسير والدراسات القرآنية، والتنويه بمكانتهم، وبيان جوانب التميز لديهم.
3 - الاستفادة من خبرات الباحثين المتخصصين في ملتقى أهل التفسير الذين يزيدون ولله الحمد يوماً بعد يوم، وكذلك خبرات المشاركين من غير المتخصصين، وتبادل الآراء حول ما يطرح للنقاش، بأسلوب علمي رصين، وأدب علمي جمّ.
4 - جمع المناقشات والطروحات الجادة في النهاية على هيئة ملفات بحثية متكاملة، يتم تنسيقها ووضعها بطريقة مناسبة في ملتقى أهل التفسير، والسعي لنشر المتميز منها عن طريق ملتقى أهل التفسير بإذن الله، مع حفظ حقوق الباحثين والمشاركين جميعاً بإضافة كل جهد إلى صاحبه، وهنا تظهر أهمية المشاركة بالاسم الصريح.
5 - تكون المشاركات إما بنقد المؤلف في أفكاره التي طرحها أو تأييده فيها وذكر من وافقه ومن خالفه، أو طرح بحث حول المؤلف أو الكتاب، أو إحالة تتعلق بالموضوع، أو فائدة محررة حول الموضوع، أو سؤال حول الكتاب أو الموضوع أو المؤلف، أو ما يغلب على ظن المشارك أن له علاقة بالموضوع، مع احتفاظ إدارة ملتقى أهل التفسير بحق استبعاد المشاركات التي لا تمت للموضوع محل النقاش بصلة دون الرجوع للمشارك الكريم.
7 - المرجو من جميع الإخوة الأعضاء أن يشاركوا بجدية في هذه الحلقات التي نرجو أن تفتح للباحثين آفاقاً بلا حدود إن شاء الله، فكم من فكرة كانت خاطرةً صغيرة، تكاملت بفضل الله فكانت مشاريع عظيمة نفع الله بها الأمة نفعاً عظيماً، فلا تحقرن من المعروف شيئاً.
8 - من كانت لديه فكرة ورغب في طرحها في حلقات النقاش في ملتقى أهل التفسير فعليه بمراسلة المشرف العام حول هذا، لترتيب الأمر، حرصاً على التنظيم والترتيب.
****
وسنبدأ بإذن الله باكورة حلقات النقاش العلمية في ملتقى أهل التفسير، بمناقشة ما دار من أفكار أعتبرها جديدة على دراسات علوم القرآن، في كتاب لعالم من علماء الهند المتألقين الجهابذة، والذي لم يأخذ مكانته اللائقة به بعدُ لدى الدارسين والمتخصصين في الدراسات القرآنية بوجه خاص، وهو العلامة عبدالحميد الفراهي.
وكتابه الذي سوف نتناوله هو كتابه الماتع (إمعان في أقسام القرآن) وهو كتاب يتحدث عن أسلوب القسم في القرآن الكريم، بطريقة فريدة لم يسبق إليها.
...
ترجمة الفراهي:
مصادر ترجمته:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الترجمة الذاتية التي كتبها الفراهي بخطه لنفسه في دفتر مذكرات العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي عندما زاره في قريته في 17 رمضان سنة 1342هـ. أي قبل وفاة الفراهي بسبع سنوات. وهي تعد أوثق المصادر لترجمته. ثم ما كتبه تقي الدين الهلالي نفسه عن المؤلف في مذكراته.
2 - رسائل العلامة شبلي النعماني إلى الفراهي، وهي منشورة ضمن مجموعة رسائل شبلي النعماني.
3 - نزهة الخواطر للعلامة الشريف عبدالحي الحسني المتوفى سنة 1341هـ وقد زاد في الترجمة العلامة أبو الحسن علي الندوي رحمه الله.
4 - ثلاث مقالات في سيرة المؤلف كتبها العلامة سليمان الندوي في ترجمته الأولى كتقديم لكتاب (إمعان في أقسام القرآن) والثانية تقديم لبعض السور التي قام الفراهي بتفسيرها وطبعت، والثالثة للشيخ أمين أحسن الإصلاحي تلميذ الفراهي. وقد كتب كتاباً في ترجمة الفراهي نشر مؤخراً بعنوان (ذكر فراهي) في 840 صفحة بالأردية.
اسمه ومولده:
هو عبدالحميد بن عبدالكريم بن قربان قنبر بن تاج علي، حميد الدين أبو أحمد الأنصاري الفراهي.
ولد رحمه الله يوم الأربعاء سادس جمادى الآخرة سنة 1280 هـ في قرية (فَرِيها) من قرى مديرية (أعظم كره) في الإقليم الشمالي بالهند. وهي الآن ولاية أترابراديش ( U.P). وقد ولد لأسرة كريمة معروفة بنسبها وعلمها ومكانتها الاجتماعية، ويعد أهلها من أعيان المنطقة ووجهائها، فنشأ الفراهي وترعرع في رخاء ورفاهية. وكان ابن خال العلامة والمؤرخ الشيخ شبلي النعماني رحمه الله.
طلبه للعلم ومناصبه:
اشتغل بعدما ترعرع في طلب العلم، فحفظ القرآن، وقرأ – كدأب أبناء العائلات الشريفة في الهند – اللغة الفارسية، وبرع فيها، فنسج وهو ابن ستة عشر عاماً قصيدة فارسية صعبة الرديف، بارى فيها شاعر الفارسية الطائر الصيت خاقاني الشرواني [ت 595هـ] فأتى فيها بما أعجب الشعراء.
ثم اشتغل بعد ذلك بطلب العربية، فاستظل بعطف أخيه الشيخ شبلي النعماني، وهو كان أكبر منه بست سنين. فأخذ منه العلوم العربية كلها من صرفها ونحوها، ولغتها وأدبها، ومنطقها وفلسفتها.
ثم سافر إلى لكنؤ مدينة علم الولايات المتحدة الهندية. وجلس في حلقة الفقيه المحدث الإمام الشيخ أبي الحسنات عبدالحي اللكنوي [ت 1304هـ] صاحب التعاليق المشهورة.
ثم ارتحل إلى لا هور، وأخذ الأدب العربي من إمام اللغة العربية وشاعرها المفلق في ذلك العصر الشيخ الأديب فيض الحسن السهارنفوري [ت 1304هـ] شارح الحماسة والمعلقات شرحاً ثلاثي اللغات، وأستاذ اللغة العربية في كلية العلوم الشرقية بلاهور. فبرع في الآداب العربية، وفاق أقرانه في الشعر والإنشاء. قرأ دواوين الجاهلية كلها، وحل عقد معضلاتها، وقنص شواردها. فكان يقرض الشعر على منوال الجالهيين، ويكتب الرسائل على سبك بلغاء العرب وفصحائهم.
ثم عرج على اللغة الانجليزية، وهو ابن عشرين سنة. ودخل في كلية عليكرة الإسلامية التي أصبحت جامعة في ما بعد. ونال بعد سنين شهادة الليسانس من جامعة (الله آباد).
وبرع في الفلسفة الحديثة، وكان عالماً بالعلوم العربية والدينية، ومشاركاً في العلوم العصرية، فكان سلفياً معاصراً إن صح التعبير.
وبعد أن قضى وطره من التعلم، انتصب للتدريس والتعليم بمدرسة الإسلام بكراتشي عاصمة السند، فدرس فيها سنين، وكتب وألف عدداً من المصنفات.
ثم انقطع إلى تدبر القرآن ودرسه، والنظر فيه من كل جهة، وجمع علومه من كل مكان، فقضى فيه أكثر عمره. وقد تأسف على ضياع وقته في غير تدبر القرآن، والاشتغال به في ترجمته لنفسه حيث يقول: (ولما كانت هذه المشاغل تمنعني عن التجرد لمطالعة القرآن المجيد، ولا يعجبني غيره من الكتب التي مللت النظر في أباطيلها، غير متون الحديث، وما يعين على فهم القرآن، تركت الخدمة، ورجعت إلى وطني، وأنا بين خمسين وستين من عمري، فيا أسفا على عمر ضيعته في أشغال ضرها أكبر من نفعها! ونسأل الله الخاتمة على الإيمان).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومات وهو مكب على أخذ ما فات من العلماء، ولف ما نشروه، ولم ما شتتوه، وتحقيق ما لم يحققوه. فكان لسانه ينبع علماً بالقرآن، وصدره يتدفق بحثاً عن معضلاته. و كان يعتقد أن القرآن مرتب بيانه، ومنسقة النظام آياته. وكل ما تقدم وتأخر من سوره وآيه بني على الحكمة والبلاغة ورعاية مقتضى الكلام. فلو قدم ما أخر، وأخر ما قدم لبطل النظام، وفسدت بلاغة الكلام. وهذا أمر قد سبقه إليه كثير من العلماء من أبرزهم الإمام الكبير عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني.
وكان يرى أن القرآن يفسر بعضه بعضاً، فأعرض عن القصص وما أتى به المفسرون من الزخارف والعجائب. هذا كان دأبه في تفسيره الذي سماه (نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان). وكان حسن النظر في كتب اليهود والنصارى. فاستمتع بها في مباحثه ومؤلفاته.
وانتخب سنة 1907م لتدريس اللغة العربية بكلية عليكرة الإسلامية، وكان يؤمئذ أستاذ اللغة العربية بها هو المستشرق الألماني الشهير يوسف هارويز [ت1931م]. وكان هذا المستشرق يتقن اللغة العبرية لغة اليهود. فتعلم منه الفراهي العبرية وعلمه العربية.
ثم تولى الفراهي بعد ذلك تدريس اللغة العربية في هذه الكلية، وبقي هناك أعواماً، حتى انتقل منها إلى حيدر أباد الدكن رئيساً لمدرسة دار العلوم العربية الأميرية النظامية التي كانت تخرج قضاة البلاد وولاتها.
وهو الذي ارتأى تأسيس جامعة أردية تدرس العلوم الدينية بالعربية، والعلوم العصرية بالأردية، وبذل جهده في تحقيق هذا الأمل وإنجاز هذا العمل، حتى نال القبول من المسئولين والمجتمع. وسميت بالجامعة العثمانية، وهي يومئذ من أحدث جامعات العالم سناً، ولكن من أعجبها نظاماً.
ثم استقال بعد ذلك، ولزم بيته، وانقطع للعلم، وكان قد أسس قريباً من قريته مدرسة عربية دينية سماها (مدرسة الإصلاح)، فكان ينظر في شؤونها، ويجريها على أمثل طريق اخترعه، وأحسن أسلوب أبدعه. ومن أجل مقاصدها تحسين طريقة تعليم العربية، وإيجاز قائمة دروسها المتعبة العقيمة، وإلغاء العلوم البالية القديمة، والعكوف على طلب علوم القرآن، والبحث عن معانيه ونظمه وأحكامه وحكمه، وتدريس الحديث النبوي والفقه الإسلامي بعيداً من التعصب المذهبي.
وكان رئيساً للجنة المديرين لدار المصنفين التي أسست تذكاراً لأخيه الشيخ شبلي النعماني، فكان هو أحد مؤسسيها. وكان يبذل أوقات فراغه في التأليف، والتدوين، والنظر في القرآن ومعانيه، وإلقاء دروسه على تلامذته الملتفين حوله. فسمح خاطره المتدفق بما يخل به القدماء من علومه، وفرق على العفاة ما لم يجمعه الأوائل في صحفهم.
كان رحمه الله منقطعاً إلى هذا البر من العمل، حتى أتاه الأجل في التاسع عشر من جمادى الثانية سنة 1349هـ الحادي عشر من نوفمبر سنة 1930م.
مات غريباً في مدينة (متهورا) كعبة الوثنيين في الهند. كان رحل إليها عليلاً يستشير طبيباً نطاسياً من أبناء بلدته موظفاً هناك، فلم ينفع الدواء، عندما حم القضاء. وأنهكته العلة التي ألمت به، ولم تنجح العملية التي أجراها الطبيب. فمات رحمه الله متأثراً بعلته، غفر الله ذنبه، ورفع درجته، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في جنات النعيم.
مؤلفاته المطبوعة بغير العربية::
- أسباق النحو، جزءان بالأردية، وهو من أنفع الكتب لتعليم النحو والصرف بطريقة سهلة جديدة سهلة عجيبة، لغير الناطقين بالعربية كما ثبت ذلك بالتجربة.
- ديوانه الفارسي.
- وخردنامه، كتاب نظم فيه حكمة سيدنا سليمان عليه السلام بالفارسية القحة لا تشوبها كلمة عربية.
- مقالة في الشفاعة والمفارة باللغة الانجليزية، رد بها على بعض علماء النصارى.
مؤلفاته المطبوعة بالعربية::
- الرأي الصحيح في من هو الذبيح.
وقد طبع بدار القلم بدمشق 1420هـ وهو من أنفس ما كتب في قصة ذبح إسماعيل عليه السلام ومكانها، على كثرة ما كتب في هذا الباب ولعل باحثاً يتصدى لأبرز الأدلة التي عول عليها في كتابه هذا رحمه الله فيعرضها ويجليها.
- تفسير سور من القرآن، وهو جزء من أجزاء تفسيره نظام القرآن. وقد نشر منه الأجزاء التالية:
o فاتحة نظام القرآن وهي مقدمة تفسيره.
o تفسير البسملة وسورة الفاتحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
o تفسير سورة الذاريات، والتحريم، والقيامة، والمرسلات، وعبس، والشمس، والتين، والعصر، ةوالفيل، والكوثر، والكافرون، واللهب، والإخلاص.
- إمعان في أقسام القرآن
وهو موضوع حلقة النقاش لهذا الشهر إن شاء الله وسيأتي الحديث عنه.
- أساليب القرآن.
وقد طبع بالدائرة الحميدية بمدرسة الإصلاح بأعظم كره الهند طبعته الثانية سنة 1411هـ. وهذا الكتاب يبحث في وجوه الأساليب في القرآن ومفاهيمها ومواقع استعمالاتها، وقد كان الفراهي وضع كتاباً آخر كتوطئة واستطراد لها الكتاب يعرف بمفردات القرآن وسيأتي. وذلك أن الطالب لا بد أن يعرف الألفاظ المفردة وبعد أن يفرغ منها يترقى إلى معرفة الجمل والتراكيب، فهنا يأتي دور (أساليب القرآن) لتسليط الضوء على الطرق الموجهة لفهم دلالة التراكيب المختلفة الوجوه التي تدل عليها الأساليب المختلفة.
ومن مزايا هذا الكتاب أن كل ما يحتوي عليه من آداب القرآن وأساليبه إنما يقوم على أساس متين ودعامة وثيقة من معرفة سنن العرب في كلامها.
- التكميل في أصول التأويل.
وهو كتاب أفرده لذكر أصول لتأويل القرآن إلى صحيح معناه. فموضوعه الكلمة والكلام من حيث دلالته على المعنى المراد. وغايته فهم الكلام وتأويله إلى المعنى المراد المخصوص، بحيث ينجلي عنه الاحتمالات. وهذا من جهة العموم؛ فإن قواعد التأويل تجري في كل كلام، ونفعها عام يتعلق بفهم معنى الكلام من أي لسان كان، ولكن النفع الأعظم منه في فهم كتاب الله ومعرفة محاسنه للاعتصام به.
ولعل باحثاً يقرأ هذا الكتاب، فيبين لنا منهج الفراهي فيه بياناً شافيا، ويظهر لنا الأفكار الجديدة التي طرحها إن وجدت، فالفراهي عالم عجيب قل أن يكرر في كتبه ما قاله الآخرون دون الوقوف عندها وقفات في غاية الحسن والنفع.
- مفردات القرآن.
وهذا الكتاب من أنفس كتبه، وقد طبع طبعتين، أولاهما عام 1358هـ، والثانية عام 1422هـ بتحقيق محمد أجمل أيوب الإصلاحي. وله في هذا الكتاب نظرات جديدة قل من تنبه لها من العلماء السابقين الذين كتبوا في مفردات القرآن الكريم، وقد وعدنا الشيخ الكريم محمد مصطفى السيد وفقه الله بالكتابة حول هذا الكتاب في ملتقى أهل التفسير بإذن الله.
- دلائل النظام.
وهو كتاب مطبوع مع كتاب التكميل في أصول التأويل، وكتاب أساليب القرآن في الهند عام 1411هـ الطبعة الثانية.
وقد شرح في كتابه هذا فكرة النظام في القرآن الكريم، وهو أمر فوق القول بوجود المناسبات في القرآن الكريم، بل يعتبر القول بالمناسبة في القرآن جزءاً من أجزاءه. وقد ذهب إلى هذا القول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في الظلال، وقريب منه الدكتور محمد عبدالله دراز في كتابه النافع (النبأ العظيم).
وقد وضح الفراهي فكرته في كتابه هذا حيث يثبت أن للترتيب والنظام حظاً وافراً في كل مركب، ولا سيما في القرآن الحكيم، والذين يزعمون خلاف ذلك فإنهم أخطأوا في زعمهم، ولم ينصفوا كتاب الله. ثم يصرح بعد ذلك بأن القرآن الحكيم كلام منظم، ومرتب من أوله إلى آخره – على غاية حسن النظم والترتيب – وليس فيه شيء من الاقتضاب. لا في آياته ولا في سوره، بل آياته مرتبة في كل سورة كالفصوص في الخواتم. ولعله يأتي لهذا الكتاب مناسبة بإذن الله. وقد تحدث عنه الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه الأخير علوم القرآن عرض ونقد وتحقيق وشرح فكرته فيه ص 88 فليراجع.
وله كتب أخرى منها ما طبع ومنها مالم يطبع بعد. منها:
بقية تفسير سور من القرآن، جمهرة البلاغة، فلسفة البلاغة، سليقة العروض، الدر النضيد في النحو الجديد، ملكوت الله، والرائع في اصول الشرائع، وإحكام الأصول بأحكام الرسول، والقائد إلى عيون العقائد، وكتاب العقل وما فوق العقل، والإكليل في شرح الإنجيل، وأسباب النزول، وتاريخ القرآن، وأوصاف القرآن، وفقه القرآن، وحجج القرآن، وكتاب الرسوخ في معرفة الناسخ والمنسوخ، ورسالة في إصلاح الناس، وديوانه الشعري بالعربية وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يتأمل أسماء هذه الكتب، وتلك المسائل التي تعرض لها في هذه المصنفات، لا ينقضي عجبه من سعة علم هذا العالم، ودقة نظره، وبعد غوره رحمه الله. وعسى أن يقيض الله لهذه الكتب التي لم تطبع بعد من يخرجها للناس لنتفعوا بها فما أظنها إلا بديعة كالتي طبعت. فكل الكتب التي طبعت له إلى الآن لا تخلو من إبداع ومتانة في الطرح في غالبها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2003, 01:13 م]ـ
http://www.tafsir.net/images/emaaan.jpg
خلاصة كتاب إمعان في أقسام القرآن:
1 - أن القسم إذا كان مجرداً عن المقسم به – لأنه ليس من لوازمه – فإنما يراد به تأكيد قول أو إظهار عزم وصريمة.
2 - أما إذا أقسم بشيء فإن المقصود هو الإشهاد، حتى في الأيمان الدينية، وإنما اختلط به معنى التعظيم من جهة المقسم به لا من جهة أصل معنى القسم.
3 - وربما يكون القسم لمحض الاستدلال.
4 - أما أقسام القرآن فليست إلا للاستدلال والاستشهاد بالآيات الدالة.
ولترى فائدة هذا البحث وأثرها العظيم في التفسير، يمكنك الرجوع إلى تفسير المؤلف للسور التي طبعت وهي: الذاريات، والمرسلات، والقيامة، والشمس، والتين، والعصر.
طبعات الكتاب:
وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات في مصر وفي الهند وفي الكويت، وكانت آخر طبعة له في دار القلم بدمشق عام 1415هـ وهي أجود الطبعات لهذا الكتاب. وقد قام بضبطه وتحقيقه الدكتور عبيدالله الفراهي.وقدم له بتعريف بديع الشيخ العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله، وترجم له ترجمة حافلة السيد سليمان الندوي رحمه الله. ومن ترجمته نقلت هذه الترجمة.
مقتطفات من الكتاب:
1 - لايخفى عليك مما سبق من أقوال العلماء رحمهم الله أن أحسنهم قولاً من يقول إن هذه الأقسام دلالات. ولكن الغمة التي لم تنجل عنهم، والمضيق الذي لم يخرجوا منه هو ظنهم بكون القسم مشتملاً على تعظيم المقسم به لا محالة. وذلك هو الظن الباطل الذي صار حجاباً على فهم أقسام القرآن، ومنشأ للشبهات. فنبطله أولاً حتى يتبين أن أصل القسم ليس في شيء من التعظيم، وإنما يفهم من بعض أقسامه.
2 - دُعينا إلى أن نبحث عن تاريخ القسم وحاجة الناس إليه قديماً وحديثاً وطرقه المتنوعة، ونبين معاني كلمات القسم ومفهومه الأصلي ومفاهيمه المتشعبة الثلاثة من الإكرام والتقديس والاستدلال المجرد عن التعظيم.
3 - وذلك لأن القسم ليس إلا التأكيد، ولا تحتاج إلى تقدير المقسم به في كل موضع. وعلى هذا الأصل كل ما ترى في القرآن من لام اليمين، وإذا جاءت قبلها كلمة تدل على اليقين والجزم كانت مشابهة بكلمة القسم.
4 - فكل ما ذكرنا من طريق اليمين والحلف وتعبيراته يدلك على أن المقسم به ليس من لوازم القسم حتى تقدره كلما لم يذكر، إنما أرادوا بالقسم تأكيداً محضاً للقول أو إظهار عزم وصريمة ألزموا به على أنفسهم فعلاً أو ترك فعل.
5 - فأما معنى تعظيم المقسم به فذلك مما انضم به في بعض الأحوال فهو من عوارض القسم.
6 - وبعدما علمت حقيقة القسم وأصل مفهومه نذكر لك المفاهيم التي هي فروع على الأصل، وهي الإكرام والتقديس والاستدلال، ونذكرها بالترتيب لتفهم وجوهها وتميز بين معانيها، حتى يسهل لك النظر في أقسام القرآن، فتعرفها على وجهها، وتكون على بصيرة في تأويلها.
7 - وجملة الكلام أن الأيمان الدينية أيضاً أصلها الإشهاد. وإنما اختلط بها معنى التعظيم من جهة المقسم به، لامن جهة محض الإشهاد الذي هو أظهر معنى القسم بالشيء.
ويتضح هذا الأمر من نوع آخر من أقسامهم التي أشهدوا فيها بالمقسم به على وجه الاستدلال لا غير. وهو مسلك لطيف من البلاغة.
8 - من أهم فصول الكتاب: (15) الأدلة المأخوذة من نفس القرآن على ما فيه من الأقسام الاستدلالية.
9 - والقرآن صرح بذلك وندب إلى التفكر والتدبر فيها. بل صرح بأنها لا يفهمها إلا العاقلون المتقون، كما جاء كثيراً في القرآن والصحف الأولى. ومع ذلك لا نشك في أنها دلائل قاطعة وحجج ساطعة. فهذا التحري هو الخطوة الأولى للتأمل وإعمال العقل حتى تنحل الإشكالات ويطمئن القلب بعد العلم. وإني بحمد الله تعالى لم أطمئن لهذا الرأي إلا بعد أن تأملت في جميع أقسام القرآن، حتى تبين لي أنها دلائل. ولم يدلني عليه إلا القرآن من وجوه عديدة كما مر ذكرها آنفاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - هذا، والعرب لذكائهم وكبرهم كانوا يحبون الإيجاز أكثر من أقوام أخر .. ولذلك لا ترى شيئاً من القرآن إلآ ومعناه أوفر من اللفظ، فإن أطنب قولاً من وجه أوجزه من وجوه أخر. ولذلك لا تنقضي عجائبه.
11 - ولا يخفى أن القسم إذا كان من الله بخلقه وكلماته فلا مظنة فيه للشرك، ولا معنى له إلا الشهادة الخالية عن معنى التعظيم.
12 - وقد رأيت كيف راعى القرآن هذا التمييز في حكم القسم، وليس هذا موضع تفصيله في سائر أحكام هذه الشريعة الكاملة، ولكن نذكر الآن ما يحسن وما لا يحسن منه إتماماً لما ذكرنا من معاني القسم، وتنبيهاً على طرف آخر من بلاغة القرآن، وحثاً على بذل الجهد في معرفة اللغة العربية فإن بعض الجهل بها يضر بدين المرء.
13 - فترى في سورة البراءة ذكر القسم من المنافقين في سبعة مواضع، فلم يأت به إلا بكلمة الحلف لدناءتهم وكذبهم في اعتذارهم.
وما جاءت هذه الكلمة في سائر القرآن إلا حيث يشنع لما فيها من قلة المبالاة بشرف النفس والنزوع إلى ما يلقيها في الكذب والإلحاح.
****
محاور النقاش المقترحة حول الكتاب:
1 - هل سبق أن اطلعت على الرأي الذي ذكره الفراهي عند غيره من المتقدمين أو المتأخرين بهذه الصورة؟
2 - ما رأيك في تناوله لما قاله الرازي وابن القيم في القَسَم؟ وهل تراه مديناً في رأيه لهما؟
3 - هل تؤيد الفراهي في ما ذهب إليه من تقسيم القسم إلى هذه الأنواع؟
4 - هل تؤيده في حديثه عن تاريخ القسم، واستنباطاته من كلام العرب هذه الاستنباطات؟
5 - هل تشعر أن لعجمته أثراً في فهمه للغة العربية؟ أم تراه فاق العرب في لغتهم؟
6 - هل ترى أنه لا يزال هناك جوانب لم تكتمل بعد من الحديث حول القسم في القرآن الكريم؟
7 - ما وجه المقارنة بين ما ذهب إليه الفراهي وما كتبه ابن القيم والرازي من المتقدمين وما كتبه محمد مختار السلامي في كتابه (القسم في اللغة وفي القرآن) فيما يتعلق بموضوع القَسَم؟
8 - ما رأيك بتفردات الفراهي النقدية في كتبه؟
9 - ما رأيك في منهجية الفراهي في البحث والنقد والتمحيص والمقارنة؟ وهل كان لمعرفته الواسعة باللغات دور في هذه الملكات؟
10 - هل تعد الفراهي من المبدعين المجددين في العلوم التي تناولها؟ وإن كان فما وجه هذا الإبداع؟
11 - هذه بعض المحاور التي ظهرت لي ومن وجد إضافة من المتخصصين فالأمر يحتمل المزيد.
وقد تم إرفاق ملف به الكتاب مطبوعاً على هيئة ملف وورد وعلى هيئة ملف PDF ليتمكن العاجز عن الحصول عليه من المشاركة والاستفادة من هذا الكتاب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2003, 01:47 م]ـ
كتاب إمعان في أقسام القرآن على هيئة ملف مضغوط ببرنامج winzip
ويحتوي على ملفين: الكتاب على هيئة ملف وورد للاستفادة منه في الرد والمناقشة.
وعلى هيئة ملف PDF للطباعة بطريقة منسقة أو لمن لا يمكنه فتح ملف الوورد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إمعان في أقسام القرآن ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=757)
ـ[أم عمر]ــــــــ[26 Apr 2003, 11:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
نهنئك شيخنا على هذه البادرة جعلها الله في ميزان حسناتك، آمين، وإني إذ أغبطك وأغبط كل من سيفيد من حلقة النقاش هذه، لشديدة الأسف على عدم قدرتي على المشاركة فيها حاليا بسبب ضغوط الدراسة والتي تشارف الآن على نهايتها - بحول الله-، فاعذرنا إن لم نشارك، ولكن ثق بأن هذا ليس لعدم إحساسنا بجدوى المشاركة، بل للسبب الذي قدمناه ..
و حرصي على تشجيع كل خطوة رائدة، هو ما دفعني لتقديم هذا الاعتذار ..
وفقكم الله لما يحب ويرضى، فقد أثلجتم والله بهذا المنتدى قلوب كثير من طلبة العلم ومحبي التفسير والغوص على معاني وأسرار كتاب الله عز وجل ..
والله من وراء القصد
طالبة علم
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Apr 2003, 05:14 م]ـ
بسم الله
الحمد لله الذي هيأ لنا مثل هذه الملتقيات التي وجدنا فيها الكثير مما افتقدناه في الجامعات وغيرها من أماكن طلب العلم.
وأثني بالشكر لأخي عبد الرحمن المشرف العام على هذا الملتقى على هذه الفكرة الجادة المتميزة.
وأخيراً: أنبه الإخوة الأعضاء على أهمية المشاركة، مع الحرص على الدقة في قراءة أفكار الكتاب، وعدم الاستعجال في الحكم على مسألة ما حتى تتضح تماماً.
ولعل فترة النقاش تستمر لمدة شهر ونصف إلى شهرين تقريباً حسب الحاجة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Apr 2003, 11:55 م]ـ
شكر الله للمشرف هذا الجهد
واقترح ان تطرح نقاط النقاش نقطة نقطة حتى يتحدد الموضوع إذ ان نقاط الكتاب كثيرة
ـ[فتى القرآن]ــــــــ[02 May 2003, 08:54 م]ـ
بارك الله في هذه الجهود العظيمة
ـ[أمين نورشريف]ــــــــ[03 May 2003, 10:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخناالحبيب على هذه البادرة الطيبة والمتميزة ونفع الله بك و بجميع من أسهم في هذا العمل وجعله في ميزان حسناتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 May 2003, 01:09 م]ـ
أشكر الإخوة على تفاعلهم مع حلقة النقاش، ولست مستغرباً من عدم المشاركة حتى الآن، لأن المقصود قراءة الكتاب بتأنٍ وإمعان، ثم بعد ذلك يمكن طرح وجهات النظر، والمناقشات حول أي نقطة تستوقف القارئ الكريم في الكتاب، وستكشف كل مشاركة عن ما وراءها من العلم والفهم.
وأما طلب تحديد نقاط المناقشة نقطة نقطة، فالأمر فيه سعة، والكتاب ليس بذاك الكتاب الطويل، وموضوعاته آخذ بعضها برقاب بعض فلا تكاد تجد بينها انفصالاً، فنقاش أي نقطة فيه سيفتح الباب للحوار إن شاء الله حول هذا الكتاب.
وبحسبي أن ينتشر الكتاب بين طلاب العلم الذين لم يكونوا قد سمعوا به، وأن يقرأ الموضوع هذا العدد من القراء. ولا أزال أؤمل في هذه الفكرة أن تؤتي ثمراً طيباً، وسنحاول الاستمرار بإذن الله في طرح مثل هذه الكتب المتميزة، والبحوث الجادة للنقاش العلمي الهادف. ويهمني رأي الإخوة في هذا فلا تبخلوا علينا رحمكم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 May 2003, 03:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
فقد مضى على طرح كتاب (إمعان في أقسام القرآن) للشيخ عبدالحميد الفراهي رحمه الله في ملتقى أهل التفسير ما يزيد على الشهر، وهذه هي المدة المقررة لبدء النقاش حول الكتاب، ولعلني أبدأ في الإشارة إلى بعض المسائل المتعلقة بالكتاب وموضوعه، فأقول:
أولاً: الكتاب مليء بالنظرات التي تستحق الإشادة والشكر، وأسلوب الفراهي في مناقشة المسائل أسلوب يتسم بالجرأة والثقة بالنفس، وهذه صفة لا بد منها للعالم الذي يعتقد صواب قوله، لا بد له من الجرأة ونبذ التردد، ولا سيما في المسائل العلمية التي يتسع فيها مجال الأخذ والرد، ولا يستطيع طرف أن يدعي أنه قال القول الفصل فيها، وقد أشار عدد كبير من العلماء من السلف والخلف إلى أهمية هذه الصفة لطالب العلم، ولكن الذين يأخذون أنفسهم بها قليل.
وهنا نقطة جديرة بالتأمل، وهي أن عدداً كبيراً من طلاب الدراسات العليا لا يملك الشجاعة الكافية للمناقشة والحوار في أثناء مناقشة الرسائل العلمية، ويلزم جانب المسايرة والصمت أحياناً للمناقشين حرصاً على السلامة، وخوفاً من الحصول على تقدير غير مرضي، وسار الناس على هذا فافتقدت مناقشة الرسائل العلمية حيويتها، وأهميتها، وأصبحت مملة للجميع، خالية من الفائدة التي يجب أن تكون حافلة بها، وأهمها ما يجري من نقاشات علمية جادة يستفيد منها الطالب والجمهور على حد سواء.
ثانياً: سبقت الإشارة إلى أسبقية الفراهي لطرح موضوع القسم بهذه الصورة الواضحة، التي دعمها بالأدلة والشواهد، وجلاها على أحسن وجه، غير أن هناك من سبقه إلى بعض ما قاله، ولو لم يكن ذلك بالصورة التي ظهرت لدى الفراهي رحمه الله، وهذه سنة التطور في الأمم وفي العلوم، يأتي المتأخر فيبني على ما تركه الأول، وما أصدق قول أبي تمام: كم ترك الأول للآخرِ!
ثالثاً: من الذين ناقشوا آراء الفراهي رحمه الله في كتابه هذا، الدكتور حسين نصار صاحب المصنفات البديعة، والتي يعد كتاب (المعجم العربي) من أشهرها وأسيرها، وذلك في كتابه (القسم في القرآن الكريم) ضمن سلسلة أصدر عدداً منها وهي سلسلة إعجاز القرآن.
وقوف مع مسألة القسم بالأشياء
رابعاً: أقف في هذه المشاركة عند نقطة القسم بالأشياء أو بالمخلوقات.
وهذه المسألة جعلت العلماء يحاولون تبرير الإقسام بالأشياء، ويلتمسون العلل والتخريجات لهذه المسألة، وقد أثمر ذلك ثروة من الأقوال لا تزال تتزايد حتى اليوم.
فمجاهد بن جبر، ومحمد بن السائب الكلبي يريان أن الله أقسم بالطور لما أودع فيه من أنواع نعمه. ونقل القرطبي عن محمد بن السائب الكلبي أن الله أقسم بها لشرفها وفضلها. واتفق معهما على ذلك الألوسي في روح المعاني.
وقتادة بن دعامة السدوسي كان يذهب إلى أن الله أقسم بها لعظم شأنها عنده.
ومحمد بن الحسن الطوسي جعل العظمة مبدأ عاماً فقال: القسم بالشيء تنبيه أو دليل على عظم شأنه. وقال في موضع آخر: يقسم بخلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه، لأن القسم يدل على عظم شأن المقسم به.
ورد الزمخشري عظمة بعض ما أقسم الله به إلى أمرين: دلالته، ومنفعته.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث قال: أقسم بالقلم تعظيماً له، لما في خلقه وتسويته من الدلالة على الحكمة العظيمة، ولما فيه من المنافع والفوائد التي لا يحيط بها الوصف.
وعلل الزركشي الإقسام بها بأن العرب كانت تعظمها وتقسم بها، فنزل القرآن على ما يعرفون.
وأتى جلال الدين السيوطي بصيغة ثالثة للمبدأ العام، قصر فيها المقسم به على المعظمات، فقال: لا يكون القسم إلا باسم معظم.
والدكتور عبدالله شحاته رحمه الله ذهب إلى أن العلماء والمفسرين ذهبوا إلى أن الله أقسم بمخلوقاته لبيان نواحي العظمة فيها، وجلال قدرها.
وذكر الزمخشري أن المراد بالإقسام في سورة التين: الإبانة عن شرفها.
وذكر أبو القاسم عبدالكريم بن هوازن القشيري في كتابه (كنز اليواقيت): القسم بالشيء لا يخرج عن وجهتين:
- إما لفضيلته، كقوله: (وطور سينين * وهذا البلد الأمين).
- أو لمنفعته كقوله: (والتين والزيتون).
وجعل القرطبي القسم تنبيها على الفضل.
وأتى محمد بن علي الشوكاني بالأمر في صورة قاعدة عامة، فقال: ما من شيء أقسم الله به إلا وفي ذلك دلالة على فضله على جنسه.
وعلل الطوسي الإقسام بهذه الأشياء مرة بعظم النفع أو الفائدة فيها، وهداية النفوس إلى تدبير مصالحها، وأخرى بالتنبيه على كثرة الانتفاع بها.
وسبق أن القشيري والزمخشري يجعلان مجرد المنفعة أحد علتي الإقسام بها.
وقال الرازي: اعلم أنه تعالى ينبه عباده دائماً بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة، حتى يتأمل المكلف فيها، ويشكر عليها. وعللها أكثر من مرة بما فيها من منافع الدنيا والدين. ثم شرح هذه المنافع ووضعها في قاعدة عامة، نصها:
اعلم أن هذه الأشياء التي أقسم الله بها لابد أن يكون فيها إما فائدة دينية مثل كونها دلائل باهرة على التوحيد، أو فائدة دنيوية توجب بعثاً على الشكر أو مجموعهما.
وذهب القرطبي إلى أن القسم بهذه الأشياء تكرمة لها.
وأتى الدكتور محمد أبو شهبة بالأمر في صورة قاعدة عامة: فقال: قد يكون القسم لمنزلته وإظهار كرامته عند الله.
وقال ابن القيم: قال جماعة من المفسرين: أقسم الله بالتين والزيتون لمكان العزة فيهما.
وقال طنطاوي جوهري: أقسم الله بهذه الأشياء إذ رأى نوع الإنسان يقسم بما عز عليه.
وخرج عن هذا الرأي السابق اثنان، دافع كل منهما عن رأيه دفاعاً مستفيضاً، وهما العلامة عبدالحميد الفراهي صاحبنا، والدكتورة عائشة بنت عبدالرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ، في كتابها (الإعجاز البياني للقرآن ومسائل نافع بن الأزرق). المطبوع بدار المعارف بالقاهرة.
أما الفراهي فقد صرح في بداية كتابه بأنه ألفه من أجل ثلاثة مقاصد، كان الأول منها إبطال الظن بأن القسم مشتمل على تعظيم المقسم به لا محالة، ذلك الظن الباطل الذي صار حجاباً على فهم أقسام القرآن، ومنشأ للشبهات.
فأصل القسم – عنده – ليس في شيء من التعظيم. واستدل لذلك بما يلي:
للقسم كلمات ليست في شيء من تعظيم المقسم به.
ربما أقسم القرآن بما ليس فيه شرف، وما ليس من الجلالة بحيث يقسم بها خالقها، إن كان الإقسام بها لأجل شرفها.
التعظيم من عوارض القسم.
وكشف عن السبب فيما وصفه بالظن الباطل، فقال: وإذ كانت الشهادة بالله أكبر الشهادات، كثر القسم بها. ولذلك ظن من قل التفاته إلى أساليب الكلام وفنون بلاغته أن الإشهاد لا يكون إلا بالمعبود، وعلى جهة التعظيم.
وخلص إلى أن القسم نوعان متباينان:
· أقسام بصفات الله.
· وأقسام بالمخلوقات.
ولا يراد التعظيم من القسم إلا إذا كان بالله وشعائره. أما القسم بالمخلوقات فليس إلا لكونها آيات دالة.
كما خلص إلى أن في أسلوب القسم خصوصية تشبه ما في بعض الأساليب الأخرى، كما نرى – مثلاً – تأكيد الإثبات والإنكار بأسلوب الاستفهام أو التعجب، في أكثر الألسنة، أو تأكيد التعجب بالنداء.
وذهب الدكترو حسين نصار إلى أن الذي جعل الفراهي يذهب هذا المذهب هو خلطه بين التعظيم والتقديس والعبادة.
واستنبط ذلك من قوله: المقسم به في هذه الأقسام – وإن كان عند المتكلم كريماً ومضنوناً به – لكنه لا يكون مما يعبده ويقدسه، وأمثال هذا القول.
والفراهي رحمه الله – وإن كان من علماء الهند – إلا أنه ضليع في لغة العرب، قل أن يفوته مثل هذا الفرق الظاهر بين هذه العبارات كما ظن الدكتور حسين نصار.
وأما الدكتورة بنت الشاطئ فقد ذهبت إلى أن جمهرة المفسرين اتجهوا بالأقسام إلى تعظيم المقسم به، ثم مضوا يلتمسون وجه هذه العظمة.
وأكثر ما ذكروه يدخل في الحكمة، وهي تختلف تماماً عن العظمة. فما من شيء في الكون خلق عبثاً. وكل ما خلقه الله، خلقه لحكمة ظاهرة لنا أو خفية علينا.
أما العظمة فلا يهون القول بها لمجرد لمح وجه لظاهر الحكمة في المقسم به.
ثم إنهم لم يراعوا القيد في المقسم به.
واضطربوا كذلك في ربط القسم بهذه الواو بجواب قسمه. فأين الصلة بين عظمة العاديات ضبحا، وبين كنود الإنسان لربه، وبعثرة ما في القبور.
وأخيرا خلصت إلى ما يشبه ما ذهب إليه الفراهي رحمه الله.
فقد صرحت بأن الذي أطمأنت إليه – بعد طول التدبر للسياق – هو أن الواو في هذا الأسلوب قد خرجت عن أصل معناها اللغوي الأول في القسم للتعظيم إلى معنى بلاغي.
انتهى النقل من كتاب (القسم في القرآن) للدكتور حسين نصار، مع بعض التصرف وهو كتاب ثمين في الناحية التاريخية لموضوع القسم في القرآن الكريم، وله وقفات كثيرة مع الفراهي رحمه الله
وللحديث صلة إن شاء الله، مع رجاء المشاركة في الموضوع وفقكم الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القميحي]ــــــــ[01 Jun 2003, 01:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الحلقة
وقد علمت بها الآن وقد حملت الكتب الآن وسأنظر فيه ثم أتابع الحلقة معكم
د. عثمان عبد الرحيم
ـ[ barsoom] ــــــــ[02 Jun 2003, 08:07 ص]ـ
السلام عليكم
لي سؤال بخصوص كتاب الفراهي
ما الفائدة من استدلاله بأقوال اليونانيين على أنواع القسم واستدلاله ايضا بعبارات من كتب النصارى - مع أن كل هذه الكتب لم تكتب باللغة العربية والموجود منها عربياً هو فقط ترجمة؟ فكيف تصبح الترجمة حجة؟؟ وأيضاً باللغة العربية متسع ليستدل منها على ما يشاء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jul 2003, 06:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب برسوم وفقه الله.
أشكرك على قراءتك لكتاب الفراهي مع كثرة أشغالك في موقعك المميز بروسوميات. وأقدر لك جهدك فيه وفقك الله وبارك في جهدك.
وأما قولك - وفقك الله:ما الفائدة من استدلال الفراهي بأقوال اليونانيين على أنواع القسم واستدلاله أيضا بعبارات من كتب النصارى؟
مع أن كل هذه الكتب لم تكتب باللغة العربية والموجود منها عربياً هو فقط ترجمة؟ فكيف تصبح الترجمة حجة؟؟ وأيضاً في اللغة العربية متسع ليستدل منها على ما يشاء.
فأقول يا أخي الكريم:
إن الفراهي رحمه الله استدل بما ذكرت ليثبت أن هذا الأسلوب وهو - القسم - بتفصيلاته التي ذكرها، أسلوب مشترك بين جميع الأمم. وليس مما اختصت به العرب دون غيرها من الأمم السابقة. وهذا أمر محمود له رحمه الله، تميز به عن غيره في الدراسات المقارنة، قلَّ من يحسنه؛ لحاجته إلى معرفة لغات القوم وكتبهم، وهو كان من عجائب الزمن في هذا الباب، فكان لكتبه من النفع ما لم يكن لغيره.
وأما قولك أن في لغة العرب متسع للاستدلال، فأقول: نعم، صدقت وفقك الله.
والفراهي في كتابه هذا قد صال وجال في الاستدلال باللغة العربية بطريقة فريدة قل من فعلها، ولكن الأمر كما ذكرت لك، هو يستدل للأسلوب، وقد يقف مع بعض المفردات من باب المقارنة أيضاً، وهذا أمر محمود في الدراسات لا يثرب على من فعله، بل يحمد له ذلك، لقلة القائمين به في كل زمن.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[الكشاف]ــــــــ[10 Feb 2006, 12:46 ص]ـ
فكرة تدارس الكتب المتميزة في الدراسات القرآنية فكرة جيدة ورائدة، وهذه بداية موفقة لو لقيت تفاعلاً من الجميع، ولا سيما أن عدد القراء قارب الألفين. ولو استمرت هذه الحلقات لكان فيها نفع لنا جميعاً.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[14 Feb 2006, 02:19 م]ـ
بارك الله في الشيخ عبدالرحمن على هذه الفكرة المميزة ووفقه وكل أهل هذا الملتقى لكل خير ....
لكن رابط الكتاب لا يعمل!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2006, 05:56 م]ـ
تم إصلاح رابط الكتاب، وجزاك الله خيراً على التنبيه يا أبا حسن الشامي.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Jan 2010, 12:18 م]ـ
يرفع بعد مدة طويلة لعله يوجد من ينشط للمناقشة والتحليل وإبداء الرأي، وأرى أن آراء الفراهي في القسم تصلح للدراسة في بحث تكميلي بعنوان:
آراء الفراهي في القسم - عرض ونقد
ـ[مني لملوم]ــــــــ[26 Dec 2010, 05:11 م]ـ
فكرة رائدة من الشيخ
ولقد اقترحت هذا الاقتراح ونحن في العام 1432 وقد سبق إليه الشيخ ب5 سنوات
فلعل الفكرة لا تزال قائمة لديه
ونقوم بإعادة تنفيذها
فما رأيكم؟
وتكون في موضوع يتم اختيار اسم له (كتاب للمناقشة أ، كتاب الشهر أ، حلقات نقاشية- كما ذكر الشيخ-، ... إلخ) ومن ثم تكون هناك قوائم منبثقة من الموضوع باسم الشهر والكتاب محل النقاش حتي يسهل علي الباحثين الوصول إليها.(/)
تتمة موضوع:" كتب التفسير على اسطوانات الليزر "
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Apr 2003, 12:23 ص]ـ
هذه رسالة وصلتني من أحد الزوار الكرام لهذا الملتقى المبارك , أنقلها كما هي , وهي متصلة بموضوع ما سُجِّلَ على cd من كتب التفسير الموجود على هذا الرابط:
ابن عطية والزمخشري و الرازي وابن عاشور وسيّد ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=60)
يقول أخونا المبارك جزاه الله خيراً:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت أثناء تصفحي لملتقى اهل التفسير سؤالا من أخ يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكم على هذا الملتقى الرائع اسمه ورسمه (مثلما:
ملتقى أهل القرآن)
هل يوجد موقع أو cd يدلنا على كتب التفسير لهؤلاء
الأعلام
الزمخشري و الرازي وابن عاشور وسيّد
أرجو إفادتي مع الشكر للجميع
والجواب: نعم توجد هذه التفاسير على cd
وهو مكتبة الحديث الإصدار السادس وأرجو أن تبلغ الأخ
السائل بهذه المعلومة لأنني لم أجد بريدا له وأحببت ألا
أفوت عليكم هذه الفائدة بل وأزيدكم فائدة أخرى مهمة ألا
وهي وجود أضواء البيان للعلامة الشنقيطي على نفس
البرنامج الذي ذكرته لكم ولا تنسوني من دعوة صالحة
أخوكم في الله
أبو عمرو المصري
ـ[عبدالله الخضيري]ــــــــ[27 Apr 2003, 12:57 ص]ـ
الأخ / أبا بيان، أبا عمرو المصري، أبا عمران
زادهم الله من الحكمة والإيمان
أولاً / أخي أبا بيان: بلّغ سلامي وتقديري العميقين لأبي عمرو المصري، ولك شخصياً.
ثم يا أخي الكريم بالإمكان إرسال الرسائل سواءً الخاصة أو العامة تحت إي موضوعٍ أكتبه من خلال أيقونتي ((رسائل أو email )) الموجودتين أسفل كلِّ موضوع.
ثم إن الرابط واللنك الموجود لأصل سؤالي توجد فيه الإشارة إلى التفاسير السابقة، ومن ضمن المشاركات؛ المشاركة التي سرّتني كثيراً من أبي عمران الكردي وفقه الله والتي يقول فيها:
(((إخواني الكرام
حقيقة ما يقارب أكثر من اربع سنوات و انا أتنقل بين المواقع الإسلامية لم اجد حتى الأن أرقى و أحسن و أفيد من هذا الموقع خصوصا انا من محبي التفاسير ... و بعد ترحيبكم هذا أحسست انه يجب علي أن يكون موقعكم هي الموقع الرئيسي لجهازي ...
و لكن سيكون مواضيعي قليلا حيث أنني لا أجيد اللغة العربية جيدا كوني كرديا فقط أستطيع القراءة و كتابة بعض الجمل طبعا بشق الأنفس .. لم يبقى لي سوى أن أدع لكم بالموفقية و انا أعلم علم اليقين أن الله يكون معكم و ان الملائكة وضعت اجنحتها لكم رضى بما سلكتم حيث سلكتم انبل علوم الكون و انكم مشغولون بكلام رب الأرباب حيث لم يبقى للمسلمين الأن سوى هذا الكتاب لينور قلوبهم و عقولهم و حياتهم ... و إن شاء الله سيكون شفيعا لنا و لكم يوم القيامة))
وهي كلماتٌ أثّرت في نفسي كثيراً، أسأل الله أن تكون في ميزان حسناته وأن نلتقي على الخير والإيمان وأن يجمع الله القلوب بمنه وكرمه.
وتبقى أنها في المواقع على الشبكة العنكبوتية، وهي تحتاج لمزيد من الوقت والجهد والاتصال ((البطيئ)) نسبياً، لكن الحمد لله على توفُّرها.
وشكراً للبيان عن هذه الاسطوانات التي تخدم أكثروتوفّر من الجهد شيئاً كبيراً، فجزاكم الله خيراً.
والشكر الصادق موصولٌ من أعماقي لكلِّ من شارك في هذا الموضوع، سائلاً الله تعالى التوفيق للجميع، ولهذا الملتقى الرائع مزيداً من النجاح.
أبا بيان، أبا عمرو، أبا عمران:
أكرر شكري وتقديري البالغين لجنابكم الكريم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2003, 10:06 م]ـ
مع التحية والتقدير للأخوين الكريمين أبي بيان وعبدالله الخضيري ولبقية الأعضاء الكرام
صدر حديثاً النسخة الثالثة من مكتبة التفسير وعلوم القرآن من مركز التراث للبرمجيات، وقد اشتريتها اليوم بمائتي ريال من معرض الكمبيوتر في الرياض، على أمل أن أقوم إن شاء الله إذا تيسر الأمر بالكتابة حولها في ملتقى أهل التفسير، أو أحد الأعضاء الكرام بعد استخدامها، ومعرفة مزاياها وعيوبها إن وجدت. وهي تحتوي على عدد كبير من الكتب والرسائل التي يمكنك الاطلاع عليها بالذهاب إلىهذا الرابط ( http://www.turath.com/arabic/details.php?id=111) وقد حاولت تنصيبه، وعندما حاولت الحصول على الرقم التشغيلي من موقعهم على الانترنت، ظهرت لي رسالة تقول: (تأكد من
(يُتْبَعُ)
(/)
رقم المنتج!) فتأكدت مرات كثيرة من غير جدوى. فأعدته إلى علبته، والله المستعان. وعسى أن أعود غداً - إن شاء الله - به إليهم، وأخشى أن يطلبوا مني أن أقسم بالله العظيم أن هذا ما حدث، ويعطونني نسخة من فتوى اللجنة الدائمة بحرمة نسخ البرامج!!!
ومركز التراث للبرمجيات قد اكتسب شهرة كبيرة في الآونة الأخيرة لكثرة برامجه المتعلقة بالعلوم الشرعية كالموسوعة الألفية في السنة، وكتب الفقه والأصول، وغيرها. غير أنني ألاحظ مع استخدامي لها عدم الحرص على الجودة بما تعنيه هذه الكلمة، والتي ينبغي الحرص عليها في مثل هذه المشروعات الرائعة، مع التخفيف قليلاً من قيود تشغيل البرامج التي ينتجونها، حيث يضعون لها كلمات سر كثيرة، وأرقام تشغيلية، تتعب حتى تكتمل لديك الأرقام الكافية للتشغيل، وأنا أقدر ما يعانونه من قراصنة البرامج، ولكن يمكن البحث عن طريقة برمجية - وما أكثرها - يستغني فيها المستخدم بعد شراءه للبرنامج عن الشركة، والاتصال بها أو بموقعها على الانترنت، وكان يكفي - من وجهة نظري - أن يكلوا الناس إلى ذلك القسم العظيم، الذي يستفتحون به تحميل برامجهم، وإنه لقسم تقشعر له القلوب، ولا أظن مسلماً يتجاوزه كاذباً، فكيف بطالب علم؟! وقد يقول قائل: أنت لا تعرف الناس! فأقول له: صدقت.
وإنني على كثرة البرامج التي تخرج في العلوم الشرعية لم أجد أدق من القرص الذي أصدرته شركة صخر (حرف) حالياً للكتب التسعة، حيث قد اعتنت به عناية فائقة من حيث التصميم، والدقة، والإخراج. فلم تستطع برامج التراث على كثرتها منافسته في ذلك.
وكنت ولا زلت أرجو من القائمين على شركة التراث - وهم إخوة فضلاء كرام - أن يولوا هذا الجانب عنايتهم، وأنا على ثقة بأنهم سيربحون المال والناس، والأجر قبل وبعد ذلك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Nov 2005, 05:44 م]ـ
ما زالت الحاة ماسة إلى كتابة مقالة نقدية هادفة للبرامج التي صدرت على أقراص ليزر لكتب الدراسات القرآنية. مثل شركة العريس، وحرف، والتراث، وغيرها.وهناك أقراص رائعة صدرت عن مؤسسة مكة اشتملت على المصحف بالقراءات مع الترجمة والتفسير. فتستمع إلى رواية ورش مع ظهور الصفحة بنفس الرواية، وعلى الجانب الأيسر يظهر التفسير بثلاث لغات (العربية - الانجليزية - الفرنسية). والتلاوة بأصوات متميزة. وفقهم الله لكل خير.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[02 Nov 2005, 11:29 ص]ـ
وهذا موقع لا يوجد مثيله ولوعلى سي دي التفسير اغلب كتب التفسير به أسال الله أن يبارك في القائمين عليه
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=0&tTafsirNo=0&tSoraNo=1&tAyahNo=1&tDisplay=no(/)
صفوة التفاسير .. للصابوني
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[27 Apr 2003, 05:34 ص]ـ
سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
إخواني الأعزاء .. أريد منكم - بارك الله فيكم - تقييم لكتاب صفوة التفاسير لمحمد بن على الصابوني
سمعت من بعض المشايخ أن على هذا الكتاب مآخذ ..
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله القرني]ــــــــ[30 Apr 2003, 01:16 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
سألت الشيخ الدكتور سليمان الصادق البيرة فقال " كتاب صفوة التفاسير فيه جهد مبذول من حيث جمع أقوال المفسرين واختصارها وتقديمها في قالب ميسور يستفيد منه الناس على مختلف مستوياتهم، وهذا جهد يذكر فلاينكر، أما الحكم على هذا العمل من حيث هو عمل علمي بناء على مواقف سابقة اتسع فيها الخلاف بين صاحب الكتاب وغيره فلاينبغي لأن ما هو موجود في الكتاب جهد علمي محض غفر الله لنا وله ولأهل الملتقى ولجميع المسلمين "
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2003, 01:27 م]ـ
أخي الكريم عبدالله القرني بيض الله وجهك
لقد هممت بكتابة جواب لهذا السؤال عدة مرات، ولكنني أتركه إلى غيره، خوفاً من أن لا يفهم رأيي كما أريد، وحباً في مشاركة مثلك من طلاب العلم في ملتقى أهل التفسير. فالحمد لله الذي جاء بك.
وأتفق معك فيما ذكرته عن الكتاب، فالكتاب كله نقول عن العلماء السابقين، وليس للمؤلف وفقه الله كما أشار بنفسه إلا الترتيب والربط بين كلام العلماء.
وقد تكلم العلماء في كتابه هذا بما لا مزيد عليه، ولا داعي للخوض في ذلك تارة أخرى. وبحسب طالب العلم أن يتنبه لما فيه من تأويل كما يتنبه من نفس المزلق في تفسير القرطبي وفتح الباري لابن حجر وغيرهما رحمهم الله جميعاً، فكلنا عالة في كثير من العلوم عليهم. ونسأل الله أن يوفقنا لكلمة الحق في الرضا والغضب، وأن يجنبنا الظلم في القول والعمل، فإننا نلمس في الأوساط العلمية في زماننا هذا، ظلماً كثيراً، وخوضاً كثيراً فيما كان الإمساك عن كثير منه أليق بصاحبه، نسأل الله التوفيق والسداد.
جزاك الله خيراً يا أخي عبدالله القرني، وجزى الله الشيخ الكريم سليمان الصادق خيراً، وأرجو إبلاغه شكري الخاص وتقديري، ورغبتنا جميعاً في مشاركته لنا في ملتقى أهل التفسير، وله الفضل في ذلك، والأجر عند الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2004, 10:17 م]ـ
سئل الشيخ عبدالله بن جبرين زاده الله توفيقاً وسداداً عن هذا التفسير فقال:
(هذا الكتاب قد اجتهد فيه مؤلفه، وجمعه من عدة تفاسير، واطلع على أقوال العلماء المتقدمين والمتأخرين، لكن المؤلف على معتقد الأشاعرة في الأسماء والصفات، وقد ظهر أثر عقيدته في الكثير من الآيات التي تعرض لتأويلها، وصرف دلالتها، ولو على وجه الرمز والاختفاء، وهي معلومة لكل مسلم صحيح المعتقد،
وأما بقية التفسير فلا مانع من قراءته، وهو أقل أخطاء من كتب الأشاعرة كالرازي وأبي السعود والبيضاوي ونحوهم.)
المرجع: هنا ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=fatawa&fatwa_id=76)
وهذا رابط آخر له صلة: هنا ( http://www.islamonline.net/daawa/arabic/display.asp?hquestionID=1434)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 May 2004, 10:18 ص]ـ
تأثير عقيدة الأشاعرة موجود محسوس لكنه ليس قوياً. والكاتب يتأثر ببعض الأحاديث الضعيفة لأنه ليس من أهل الاختصاص. لكن الكتاب عموماً جيد، خاصة للمبتدئين إذ أنه تلخيص لأبرز كتب التفسير.
ـ[فلاسه]ــــــــ[08 Nov 2008, 09:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبحان الله بعد أن اشتريت الكتاب قرأت بعض الملاحظات عليه ... والآن الكتاب أمامي بغلافه فهل افتحه واستفيد ام أبقيه بغلافه وأرجعه للمكتبه؟ خاصه بعد اطلاعي على بعض ما كتب عن هذا الكتاب ولا أدري هل اضع رابط على ما كتب عنه أم لا .. لأنني جديده وهذه أول مشاركة لي ...
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبوحسام الدين]ــــــــ[10 Feb 2009, 09:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
جزى الله الدكتور عبد الرحمن خير الجزاء على هذه اللفتة الطيبة، وجزى الله الكتبة الكرام، وإن أعمال الدكتور محمد علي الصابوني في القرآن والتفسير لها جهد طيب، وجزاه الله خيرا على ما قدم، والرجل أشعري العقيدة على منهج كثير من المفسرين الأشاعرة ونحن نقرأ كتبهم ونقتنيها لما فيها من علم غزير، ونتجنب ما فيها من مزالق وأخطاء. وما منا إلا راد ومردود عليه إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد اعتنى العلماء الأفاضل بكلام الشيخ الصابوني في التفسير وما فيه من مزالق الأشاعرة ونبهوا عليها في كتب نشرت تجدها في مقدمة كتاب: (التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير) للشيخ بكر عبد الله أبو زيد رحمه الله
منها:
1 - ((الرد على أَخطاء محمد علي الصابوني في كتابه: صفوة التفاسير, ومختصر تفسير ابن جرير)). وعليه تقريظ للشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط, إِمام وخطيب المسجد الحرام سابقاً, وعضو هيئة كبار العلماء حالياً.
2 - ((مخالفات هامة في مختصر تفسير ابن جرير الطبري للشيخ محمد علي الصابوني)). كلاهما في غلاف واحد, تأْليف الشيخ محمد بن جميل زينو مدرس التفسير في دار الحديث الخيرية بمكة –حرسها الله تعالى– طُبعا عام 1406 هـ
3 - ((تنبيهات هامة على كتاب صفوة التفاسير)): تأْليف الشيخ محمد بن جميل زينو. وفيه إِضافات إِلى رسالته السابقة, طبع عام 1407 هـ, وفي مقدمته تقاريظ وكلمات مؤيدة من عدد من العلماء, وفي آخره ردود لبعض العلماء هي:
4 - ((ملاحظات على كتاب صفوة التفسير)): للشيخ سعد ظلام, عميد كلية اللغة العربية بمصر: (ص / 103 , 109) من مجلة منار الإسلام في العدد الرابع من السنة العاشرة, ونشر بعضها في مجلة التوحيد المصرية في العدد السادس عام 1408 هـ لشهر رجب.
5 - ((ملاحظات على صفوة التفاسير)): للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين, عضو الرئاسة العامة لإِدارات البحوث العلمية والإِفتاء والدعوة والإِرشاد: (ص /110 , 119)
6 - ((ملاحظات عامة على كتاب صفوة التفاسير للصابوني)): للشيخ صالح الفوزان الأُستاذ بجامعة الإِمام وعضو هيئة كبار العلماء: (ص / 120 , 147).
7 - للشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي من بلاد المغرب في كتابه: ((المفسرون بين التأْويل والإِثبات في آيات الصفات)): (ص / 148 , 149). وقد طبع الكتاب في مجلدين عام 1405 هـ. فانظر منه: (2/ 371 , 379).
8 - ((تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير)): للشيخ صالح الفوزان. مطبوع على الآلة الراقمة. ثم طبعته جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية, وفيه نحو من (155) ملاحظة.
9 - في مقدمة الجزء الرابع من: ((السلسلة الصحيحة)) للأَلباني: (ص / هـ - م) , تعقيبات على ((مختصر تفسير ابن كثير)).
10 - وفي مواضع من الجزئين الثالث والرابع من ((السلسلة الضعيفة)) للأَلباني: (3/ 310 , 471 , 593) – (4/ 51 , 412).
11 - تعميم وزارة الحج والأَوقاف برقم 945/ 2 / ص في 16/ 4 / 1408 هـ من المديرية العامة للأَوقاف والمساجد في منطقة الرياض المتضمن مصادرة ((صفوة التفاسير)) وعدم توزيعه حتى يصلح ما فيه من أَخطاء عقدية.
12 - ((ملاحظات على مختصر تفسير ابن جرير الطبري)): للشيخ إِسماعيل الأَنصاري مصورتها لدي.
13 - وكتاب الشيخ عثمان بن عبد القادر الصافي الطرابلسي, وعنوانه: ((الأَخطار على المراجع العلمية لأَئمة السلف)) دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي الإِسلامي, والتحذير من العبث به, على ضوء وجهة نظر في كتابَي: ((مختصر تفسير ابن كثير)) , و ((صفوة التفاسير)) للشيخ علي الصابوني. طبعت على الراقمة في (82) صفحة عام 1403 هـ. وهي رسالة علمية جديرة بالاهتمام, لأَن الردود المذكورة إِن كانت في قضايا عينية للتدليل على التحريف و. . . فإِن هذا الكتيب يقتلع الموضوع من أَساس فكرة الاختصار والتصفية, بعيدة عن ضوابطها العلمية, والآداب التأْليفية الشرعية.
هذه الردود تتعلق بالكتب الثلاثة: ((صفوة التفاسير)) , ((مختصر تفسير ابن جرير الطبري)) , ((مختصر تفسير ابن كثير)).
14 - ((تنبيهات هامة على ما كتبه الشيخ علي الصابوني في صفات الله عزَّ وجلَّ)): لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
15 - تعقيبات الشيخ صالح الفوزان.
16 - ((منهج الأَشاعرة في العقيدة – تعقيب على مقالات الصابوني)): للشيخ سفر الحوالي. طبع في رسالة, عام 1407 هـ.
17 - ((تعقيبات على مقالات الصابوني)): للشيخ إِدريس بن محمد علي. مطبوع على الراقمة في (26) صفحة, مصورته لدي.
18 - ((محرر خطي)): للشيخ محمد بن سعيد القحطاني, رئيس قسم القراءات في كلية الدعوة وأُصول الدين بجامعة أُم القرى. . مصورته لدي.
19 - محضر اتخذ عليه في مناقشة المشايخ له فيما نشره في مجلة المجتمع. وهو من محفوظات كلية الشريعة بجامعة أُم القرى في 16/ 3 / 1404 هـ أَدانته اللجنة فيه.
20 - ((نظرات في كتاب النبوة والأَنبياء)): تأْليف الشيخ محمد محمود أَبو رحيم. طبع عام 1406 هـ.
21 - الرد على الصابوني فيما سماه: ((الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح)): تأْليف الشيخ محمد بن يوسف العجمي. طبع عام 1406 هـ.
22 - ((الكشف الصريح عن أَغلاط الصابوني في صلاة التراويح)): تأْليف الشيخ علي بن حسن عبد الحميد الحلبي. مصورتها لدي.
وأسأل الله أن ينفع بكم جميعا
أخوكم
أبوحسام الدين الطرفاوي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد العنزي]ــــــــ[12 Feb 2009, 01:08 ص]ـ
سمعت الشيخ خالد السبت حفظه الله سئل عن الكتاب فنقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه قال عن صفوة التفاسير أنه حثالة التفاسير.
وكانت في دورة أظنها في مكة عن كتب التفسير أو شيء من هذا
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[12 Feb 2009, 02:55 ص]ـ
تجدون مرفقا برسالة العلامة بكر أبو زيد - رحمه الله - في التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير.
ـ[مصطفى جاد الحق]ــــــــ[15 Feb 2009, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم
في كتاب التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير، صـ 10 نجد هذا النص:
2 - ومنها: عند تفسير قول الله تعالى في سورة ((ص)): ? قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ?. َبدل لفظ ? بِيَدَيَّ ? كما هي في نص كلام ابن جرير إِلى لفظه: ((بذاتي)) فراراً من إِثبات ما أ أَثبته لنفسه. فقال في: ((صفوة التفاسير)) (3/ 65): (أَي قال له ربه: ما الذي صرفك وصدك عن السجود لمن خلقته بذاتي من غير واسطة أَب أَو أَم).
ولكن بالرجوع إلى النسخة التي لدي " طبعة المكتبة العصرية -بيروت - الطبعة الأولى 1424 - مجلد واحد، وجدت غير ذلك:
صـ 1056 - - كتبت "بيدي" كما بالأية
هل هذه النسخة منقحة من تلك المآخذ؟
ـ[مامودو محمد كوما]ــــــــ[03 Mar 2009, 03:16 م]ـ
ما رأي الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور مساعد الطيارفي ما نقله الأخ زيد العنزي عن ابن عثيمين رحمه الله بأن صفوةالتفاسير من حثالة التفاسيروهل يتناسب هذه العبارة مع هذا التفسير؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Mar 2009, 04:31 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:
لقد جرت رياح التعليقات بما لا تشتهي سفينة أخينا الفاضل الدكتور عبد الرحمن.
وإني أتسأل لماذا كل هذه المؤلفات التي ألفت في الرد على الصابوني والتي أوردها أخونا أبو حسام الدين في مشاركته؟
هل كل واحد من هذه المؤلفات المحذرة احتوى على ما لم تحتوي عليه البقية؟
أما كان الأجدى لو تصدى بعض هؤلاء وأخرج لنا عملاً مشابهاً لعمل الصابوني خالياً من المأخذ التي أخذت عليه، بدل من التكرار؟
ثم ألا يمكن أن تصبح هذه قاعدة في الرد على الأخطاء إذا استوعبها مؤلف واحد أن يكتفى به وبهذا يتوفر جهد العالم ووقت طالب العلم وماله في نفس الوقت؟
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[03 Mar 2009, 08:46 م]ـ
السلام عليكم و بعد
فنصحا لأصحاب هذا المنتدى المبارك - زاده الله بركة - أنقل بعض ما قاله العلامة بكر أبو زيد - رحمه الله -
قال الشيخ في كتابه الردود (ص 311):
" صفوة التفاسير " اسم فيه تغرير وتلبيس، فأنَّى له الصفاء وهو مبني على الخلط بين التبر والتبن، إذ مزج بين تفسيري ابن جرير وابن كثير السلفييْن، وتفسير الزمخشري المعتزلي، والرضي الرافضي، والطبرسي الرافضي، والرازي الأشعري، والصاوي الأشعري القبوري المتعصب، وغيرهم، ولا سيما وهذا المزج على يد من لا يعرف الصنعة ولا يتقنها كهذا الذي تسوَّر هذا الصرح بلا سلَّم، وإلا فإن أهل العلم يستفيدون من المفسرين المتميزين بما لا يخرج عن الجادة: مسلك السلف، وضوابط التفسير، وسَنن لسان العرب ".
و قا أيضا - عفا الله عنه - في نفس المرجع (ص 313، 314):
" فيفيد وصفه بالجهل أنه: يصحح الضعاف، ويضعِّف الصحاح، ويعزو أحاديث كثيرة إلى الصحيحين، أو السنن الأربعة أو غيرها وليس في الصحيحين – مثلاً – أو ليس في بعضها، ويحتج بالإسرائيليات، ويتناقض في الأحكام.
ويفيد وصفه بالإخلال بالأمانة العلمية: بتر النقول، وتقويل العالم ما لم يقله، وتحريف جمع من النصوص والأقوال، وتقريره مذهب الخلَف في كتب السلف.
ويفيد خَلْفيته في الاعتقاد: مسخه لعقيدة السلف في مواضع من تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وبأكثر في " صفوة التفاسير "، وما تحريفه لعدد من النصوص إلا ليبرر هذه الغاية ".
بصرنا الله بالحق و رزقنا اتباعه .....
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[03 Mar 2009, 09:10 م]ـ
يا أيها الإخوة
الردود على الشيخ الصابوني معروفة عند الذين أثنوا على الكتاب، وهي ردود لا تقلل من مكانة الكتاب وجهد مؤلفه فيه، ولو نظر إلى هذا التفسير بميزان العدل والإنصاف لكان الغالب فيه هو الخير، والظاهر فيه هو التميز.
ولقد نظرت فيه وقرأت كثيرا من المقاطع فيه فوجدته على اسمه: "صفوة التفاسير" ولا يخلو من أخطاء وزلات ككل كتب التفسير، فالانصاف الانصاف يا أمة العدل والانصاف.
ـ[هشام الشويكي]ــــــــ[05 Mar 2009, 10:10 ص]ـ
يا أيها الإخوة
الردود على الشيخ الصابوني معروفة عند الذين أثنوا على الكتاب، وهي ردود لا تقلل من مكانة الكتاب وجهد مؤلفه فيه، ولو نظر إلى هذا التفسير بميزان العدل والإنصاف لكان الغالب فيه هو الخير، والظاهر فيه هو التميز.
ولقد نظرت فيه وقرأت كثيرا من المقاطع فيه فوجدته على اسمه: "صفوة التفاسير" ولا يخلو من أخطاء وزلات ككل كتب التفسير، فالانصاف الانصاف يا أمة العدل والانصاف.
منْ ذا الذي ما ساء قط .... ومنْ له الحسنى فقط؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[05 Mar 2009, 11:09 ص]ـ
الحمد لله
لا بد في مثل هذه القضايا النصح للمسلمين حتى يكونوا على بينة من أمرهم، ويأخذوا حذرهم إن كان في الكتاب ما يحذر منه،
فمدح الكتاب مع كثرة المخالفات -خاصة في العقيدة- لا بد من بيانها والتحذير منها، حتى لا يغتر بها المبتدئ، فالنصيحة خاصة للمبتدئ، أما المنتهي فإنه يستخرج الأخطاء ويعرفها ولا تعلق به.
إن الذين يشاهدون ويقرؤون في هذا المنتدى منهم العالم ومنهم الجاهل، ومنهم الفطن ومنهم دون ذلك، فلا بد من النصح والتحذير إذا وجد في كتاب ما يضر قارءه.
وقد قرأتم ما سألت عنه الأخت فلاسه، فلا بد لنا من نصحها وإرشادها إلى كتاب آخر لبعض المعاصرين الذين ألفوا في التفسير بأسلوب سهل وصحيح وهي كثيرة وذكر في هذا المنتدى بعضها. وأما أن نستر على الكتاب أخطاءه، فهذا أظنه كتمان لمن سألنا، وغش لمن استنصحنا، وهذا لا يعني الطعن في المؤلف وأنه من أهل النار، ولكن تفاسيره التي كتبها ومختصراته التي اختصرها يجعلنا لا نثق بها لكثرة ما فيها من المخالفات التي نبه عليها العلماء الذين ذكروا قبل.
وينبغي أن لا نتأثر بمن غلوا في الرد فنكون ناقصين في النصيحة والبيان. ولا يدفعنا الاعتدال والإنصاف إلى السكوت والإجحاف. والله أعلم
ـ[أبوحسام الدين]ــــــــ[11 Mar 2009, 02:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في جميع المشاركين، وأود أن أنبه أني لم أنقل ما كتب عن الشيخ الصابوني تنقيصا منه ولا من كتابه، فكل مخلوق يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من تمام المشاركة أردت ذكر هذه المصادر حتى يرجع إليها من أراد القراءة في كتب الصابوني والاستفادة منها أن يتجنب ما وقع فيه الشيخ (حفظه الله)، فمن أنا حتى انتقص من مثل هؤلاء؟!!!
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[13 Mar 2009, 08:25 م]ـ
وأما أن نستر على الكتاب أخطاءه، فهذا أظنه كتمان لمن سألنا، وغش لمن استنصحنا، ....
أردت تصحيح خطإ نحوي:
فالصحيح
فهذا أظنه كتمانا لمن سألنا، وغشا لمن استنصحنا،
ومعذرة
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[29 Sep 2009, 10:24 م]ـ
إخوتي في الله
المعصوم في عقيدتنا من عصمه الله تعالى وهو سيدنا محمد رسول الله عليه وعلى آله وأصحابه أزكى الصلاة والسلام
.... وأما غيره فلقد سبق قول مالك بن أنس وأطبقت الأمة على صحة ما قال: ((ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر -صلوات الله وسلامه عليه-))
فعقيدة العصمة لغير رسول الله عقيدة غيرنا ولو ثبت بالدليل الصحيح لما اسنكفنا عنها ولما رددناها
وأهل السنة والجماعة كما عليه السواد الأعظم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم منهم الأشاعرة والماتريدية ومنهم أهل الأثر في العقيدة ومنهم أتباع المذاهب الأربعة التي نالت من عموم الأمة بالقبول ومنهم أتباع الاتجاهات الظاهرية في فهم النصوص من غير المشبهة والمجسدة كما منهم المؤولة بضوابط لا تعطل النصوص وتعملها وفق الضوابط المعروفة وتحتملها النصوص
وكلنا يعلم أن هناك أموراً مجمع عليها وهناك أموراً مختلف فيها أختلفت ملة التوحيد فيها من لدن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مالم يرد فيها نص قاطع ولم تجمع الأمة فيه على معناه والمراد فيه فالاحتمال فيها وارد وهي دائرة الخلاف والحمد الله هي مسائل فروع لا أصول في غالبها
ولكن أن نحكم على قول من وجة نظر ونعتبر الآخر ضلالات وانحرافات فهذا مما لاينبغي أن يسمع ولا يقرأ ولا يكتب
بين وجه الحق من وجهة النظر التي تراها الأصوب ولكن حذار حذار من التطرف في الحكم على المخالف بالضلالة إلا فيما أجمع عليه وهذا مخالف لمنهج السلف وأئمة الأمة وفقهاؤهم الأمناء على هذا الدين والموقعين عن رب العالمين في بيانهم وبلاغهم الذين علمونا الأدب مع المخالف فيما يحتمل
وللشيخ محمد على الصابوني ردود على العلماء الذين لم يوافقوه بل خالفوه فلتذكر كما حشدت جمهرة المخالفين له والمشنعين عليه وخرج بعضهم عن أدب أهل العلم من سلف الأمة فيما كتب وقال
ولا نريد أن نعود إلى حقبة التناوش من بعيد والتضليل والتسفيه والاتهامات بين أقران أو اتجاهات ومذاهب ومدارس لم يكتب لأحدها عصمة دون غيره فلنبق في ملتقى علمي ينضبط بضوابطه ويتأدب بآدابه من غير محاباة ولا مداراة نقول القول بدليله وبآدابه وحلته العلمية الربانية
فليبين كلمنا وجه الحق الذي يدين الله به بدليله ولكن بأدب الربانيين عباد الله وأتباع رسوله ومصطفاه
وجزاكم الله كل خير
أخوكم ومحبكم في الله طارق
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[25 Dec 2009, 10:10 م]ـ
الصابوني قد تصرف ببعض التفاسير مخرجا اياها عما قاله صاحب التفسير وهذا افسد الكثير من عمله. وبمثله ما فعله في مختصر تفسير الطبري وللأسف هذا يفقدهذا الكتاب قيمته.
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[25 Dec 2009, 11:08 م]ـ
للشيخ عبد الله بن عبد الغني خياط, إِمام وخطيب المسجد الحرام سابقاً, وعضو هيئة كبار العلماء حالياً.
الشيخ عبدالله خياط متوفى منذ زمن طويل رحمه الله فكيف يكون عضوا حاليا
ارجو تصحيح المعلومة واكتفي بما اشار اليه الاخوة قبلي من الردود فلاحاجة لنا بالتنقيب والتهويش وما دام علم الخطاء فيجتنب ويستفاد مما فيه من حق والحق ابلج والباطل لجلج
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:04 م]ـ
الأخ الفاضل مجدي أبو عيشة ما قلته:
((الصابوني قد تصرف ببعض التفاسير مخرجا اياها عما قاله صاحب التفسير وهذا افسد الكثير من عمله. وبمثله ما فعله في مختصر تفسير الطبري وللأسف هذا يفقدهذا الكتاب قيمته))
مجرد دعوى!!! فلتبين لنا مواطن تصرفاته التي أفسدت ذلك الإفساد حتى لا يكون الكلام بغير بيان أو دليل وحتى نزنها بميزان الحق والاعتدال ونتجنب الزلل إن كان الرجل زل فيها ... وفقنا الله وإياك للحق الذي أراده ويرضاه لعباده
وذات مرة كنت في جلسة في بيت رجل ذو شهرة واسعة في أواخر السبعينيات أيام دراستي في الجامعة في كلية الشريعة في جامعة دمشق ... قصدته لأتبين بعض المنقولات عنه وبعض مقالاته في مخالفيه من غير ذوي مذهبه (وإن كنت ممن يتلقى عنهم في الجامعة) وكان الرجل لامذهبيا كما يقولون ... فإذا به مذهبي متعصب .... ((سئل عن مختصر الصابوني لابن كثير فقال: لم أقرأه إلا لأخينا محمود نسيب الرفاعي مختصراً خير منه فهو صحيح المعتقد ومن إخواننا ... )) فقلت في نفسي يومها حسبنا الله ونعم الوكيل هل هذا جواب رجل له من القدر مايشاع عنه ... وهل هذا جواب عالم يعلم ما يقول
وسألته أنا متحققا مما نقله عنه أحد العلماء في بعض كتبه من تعليقات له على بعض الأحاديث التي جنعها بعض العلماء .... أنك قلت عنها ((ليس في هذه الأحاديث كبير فائدة .... )) فقال لي (الدكتور فلان) أجهل من (أبو جهل) في علم الحديث)) ولي رد عليه إلا أنه في المطبعة وسيخرج عما قريب ..... فقلت: حسبنا الله هل هكذا يقيم الرجل علماء وإن كانوا من مخالفيه يضللهم ويشنع عليهم تشنيعا يخرج فيه عن أدب العلماء الربانيين مع مخالفيهم ومعارضيهم فعزفت بعدها عنه وعن كتبه وعن مجالسه وأمثاله وأضرابه
أخي نحن نريد قولا بدليل لا تهويلات أو تهويشات من غير دليل أو بيان .... فالملتقى أغلب من يرتاده من أهل العلم فأرجو حسن البيان
أخوكم طارق
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[21 Sep 2010, 07:37 م]ـ
لو أردنا أن نحاكم أي كتاب ونعرضه للعقل والآراء لوجدنا ما نجده في تفسير الصابوني كالذي نجده في أي مؤلف آخر حتى ولو كان بحر العلوم وتاج العلم وقارب النجاة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Sep 2010, 09:49 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:
لقد جرت رياح التعليقات بما لا تشتهي سفينة أخينا الفاضل الدكتور عبد الرحمن.
صدقتَ يا أبا سعد، وما أكثر ما تجري الرياح بما لا أشتهي في حوارات هذا الملتقى، ولكنني وطنتُ نفسي على ذلك، وعلمتُ أنَّ لكلٍٍّّ وجهةٌ هو موليها، وأنَّ اختلاف زوايا النظر للمسائل يثريها ويفتح الذهن على أمور لم يكن يتنبه لها، وأنا أكثر المستفيدين منها في هذا الملتقى، وما دام الأدبُ يُجلِّلُ حواراتنا فلا ضير في اختلاف وجهات نظرنا إن شاء الله، نسأل الله ألا يجعل للشحناء والتفرق طريقاً إلى قلوبنا.
وإني أتسأل لماذا كل هذه المؤلفات التي ألفت في الرد على الصابوني والتي أوردها أخونا أبو حسام الدين في مشاركته؟
هل كل واحد من هذه المؤلفات المحذرة احتوى على ما لم تحتوي عليه البقية؟
أما كان الأجدى لو تصدى بعض هؤلاء وأخرج لنا عملاً مشابهاً لعمل الصابوني خالياً من المأخذ التي أخذت عليه، بدل من التكرار؟
ثم ألا يمكن أن تصبح هذه قاعدة في الرد على الأخطاء إذا استوعبها مؤلف واحد أن يكتفى به وبهذا يتوفر جهد العالم ووقت طالب العلم وماله في نفس الوقت؟
كلامك جميل حقاً.
وأنت أعلم مني بأنَّ كتاب (صفوة التفاسير) قد حظي في مرحلة سابقة بانتشار واسع جداً، خاصة في السعودية، حيث طبعه الشيخ الشربتلي على نفقته فكثرت نسخه جداً، في وقتٍ كان المطبوع نادراً في التفسير ولا تكاد تجد كتاباً في التفسير غيره يتداوله العامة، ولذلك أصبحتَ تَجدهُ في المساجد في كل مكان، وأذكر ذلك قبل خمس وعشرين سنة أو أكثر في النَّماص التي كان لا يصل الكتابُ إليها إلا إذا عافه الناس في كل مكان، فكيف بغيرها من حواضر السعودية، مما جعل عامة الناس يكثرون السؤال عنه، والكتابة في ذلك للعلماء، فكتب كل واحد منهم جواباً، والنشر كان قليلاً أيضاً فلم يعلم بعضهم ببعض، واليوم لما سهلت وسائل النشر استكثرنا إنفاق هؤلاء العلماء كلهم ذلك الوقت للرد على كتاب واحد. والأمر هو هذا والله أعلم.
نسأل الله أن يرزقنا أخلاق العدل والإنصاف ويثبتنا على الحق، ويأخذ بأيدينا للهداية، فهي محض فضل من الله سبحانه وتعالى.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 Sep 2010, 10:54 م]ـ
السلام عليكم
المشكلة تكمن في اقتناء العوام لهذا التفسير
يعني لو كان طالب علم قد درس العقيدة الصحيحة فيفرق بين الصواب والخطأ، لكان الأمر أهون، ولكن العامي لا يفرق، فيقبل ما هو موجود في التفسير، فتنحرف عقيدته في بعض المسائل، وقد رأيت انحرافات عند عدد من العوام في العقيدة على الانترنت، منها في المنتديات، ومنها في موقع أجوبة جوجل، ومنها في اليوتوب في التعليقات على بعض المقاطع.
والحل هو نشر التفاسير المختصرة والميسرة الخالية من المخالفات العقدية بين العوام، حتى يكون بديلا للتفاسير التي فيها مخالفات في العقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[22 Sep 2010, 01:57 ص]ـ
ردا على قول زياد العنزي:"سمعت الشيخ خالد السبت حفظه الله سئل عن الكتاب فنقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه قال عن صفوة التفاسير أنه حثالة التفاسير. وكانت في دورة أظنها في مكة عن كتب التفسير أو شيء من هذا". لم اشم من صياغة كلامك أخي الكريم ما يجزم بأن الشيخ رحمه الله قد قال ذلك، والذي اعرفه من خلال دراستي لمناهج المفسرين أن صفوة التفاسير ليس حثالة التفاسير، ومن خلال ما قرات من من مشاركتك ومشاركات الإخوة أجد الذم متجه عليه من جهة كون صاحبه جمع بين تفاسير السلف وتفاسير الاشاعرة، واقول من خلال معرفتي بهذا الكتاب خصوصا، فكتاب الشيخ هو جمع لأسهل وأبسط معنى لأقوال المفسرين، ولكن بعبارته هو، وأحيانا يورد عبارة من نقل عنهم بذاتها، بحيث يفهمه عامة المسلمين، وابتعد فيه عن التعقيد في العبارة، وعن المسائل الفقهية، والكلامية والنحوية، وحاول ان يقدم اقرب فكرة ممكنة تساعد قارئ القرآن على فهم وتدبر ما يقرؤه، وكذلك الكتاب لا يمثل قول مفسر بذاته، فلا يؤخذ عليه إن خالف من قال أنه يأخذ منهم، لأنه لم يقل أنا أنقل أبسط عبارة، بل إنه صاغ ابسط عبارة توصل للمعنى الذي أورده أصحاب التفاسير، ولا أجد حرجا في أن يقرأ الكتاب ويستفاد منه، ويا أخي الكريم الحكمة ضالة المؤمن، وحيث وجدت ما يشكل عليك فاسأل أهل الاختصاص عنه، ويمكن أن ألخص جل ما اخذ عليه بكونه يظهر نفس عقيد الاشاعرة في الكتاب، أما من الناحية التخصصية، فقد اجتهد الرجل وأمرهي إلى الله، فمن شاء فليقراه ومن شاء فليدعه، ولم يحصر علم التفسير به، وكتب التفسير كثيرةفأقرأ منها ما شئت، ولعل احوطها تفس وأشكر الاخ هشام على ما قاله: منْ ذا الذي ما ساء قط .... ومنْ له الحسنى فقط؟؟
هذا والله اعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2010, 05:41 ص]ـ
السلام عليكم
المشكلة تكمن في اقتناء العوام لهذا التفسير
يعني لو كان طالب علم قد درس العقيدة الصحيحة فيفرق بين الصواب والخطأ، لكان الأمر أهون، ولكن العامي لا يفرق، فيقبل ما هو موجود في التفسير، فتنحرف عقيدته في بعض المسائل، وقد رأيت انحرافات عند عدد من العوام في العقيدة على الانترنت، منها في المنتديات، ومنها في موقع أجوبة جوجل، ومنها في اليوتوب في التعليقات على بعض المقاطع.
والحل هو نشر التفاسير المختصرة والميسرة الخالية من المخالفات العقدية بين العوام، حتى يكون بديلا للتفاسير التي فيها مخالفات في العقيدة.
كلام صحيح وموفق، وقد انتشرت اليوم مثل هذه التفاسير الميسرة والموثوقة ولله الحمد.(/)
نظرة في مصطلح (التفسير العلمي)
ـ[مرهف]ــــــــ[27 Apr 2003, 09:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة في مصطلح (التفسير العلمي)
هذه أول مشاركة لي في منتدى أهل التفسير، وهو شرف لي أن أكون أحد أعضائه وبعد:
إننا نجد اليوم من يكتب في الإعجاز العلمي، والتفسير العلمي في القرآن الكريم، وأكثر من يكتب ليس مختصاً في التفسير مما يستدعي الشطط والخروج عن التفسير، مما استدعى إيضاح كثير من النواحي الغامضة في الأسلوب الذي ينبغي أن يسلكه من أراد الخوض في هذه المجازفة، ومن المعلوم أن أفضل أسلوب للنتاج العلمي هو تلاقح الأفكار وتبادل السؤال والجواب مع الدليل.
ولعل القارئ الكريم يعلم أن العلمانيين حاولوا إسقاط التصور الغربي للدين ـ المتمثل بالكنيسة ـ على الإسلام، وإقناع مثقفي المسلمين بأن (الدين) يختلف عن العلم، بل يحارب العلم كما كانت تفعل الكنيسة بمن يتصدر لإبداء نظرية علمية، وظل التفريق بين العلم والدين يأخذ دوراً كبيراً ويعزز في أذهان المسلمين حتى اقتنع فئة كبيرة بهذا التفريق من المثقفين وممن سيطرت عليهم هجمة الإرهاب العالمي، مما أدى إلى انقسام الدعاة إلى فريق يدافع عن الإسلام بأنه شجع على العلم بشتى أنواعه، وفريق يبرهن على ذلك ولكن بأسلوب المقارنة بين الدين والعلم، فصرت ترى مثلاً (خلق الإنسان بين العلم والقرآن) وغير ذلك مما شابهه، ومن المعلوم أن الواو تفيد المغيرة، يعني أن القرآن غير العلم، ومع بدء الغرب بالاكتشافات العلمية ـ في الوقت الذي كان يسعى فيه الأعداء عند احتلالهم لبلاد المسلمين بعد سقوط الخلافة وإقامة النظم العلمانية إلى تجهيل المسلمين وإبعادهم عن سبل البحث العلمي وتطويره ـ ثم تقدم الغرب في ذلك مما أدى إلى انبهار كثير من العلماء بالغرب واكتشافاته، فأرادوا أن يبينوا للناس أن القرآن قد سبق إلى هذه العلوم فأخذوا يبحثون في آيات الله تعالى ـ كلما ظهرت نظرية لم يتحقق صدقها بعد ـ عن آية تبين ما اكتشفه الغرب فظهرت تفاسير محمد عبده الغريبة لبعض آيات من كتاب الله أخرجت الألفاظ القرآنية عن مقتضى دلالتها، وأبعد النجعة في بيان معانيها، وظهر تفسير الجواهر الذي حوى من العلوم ما لا علاقة له بالتفسير، فشط بعيداً عن التفسير.
وما زالت التجارب مستمرة في الكتابة في التفسير العلمي، ولكن ألا ترون أن هذا المصطلح الذي صار علماً على تفسير الآيات التي تتحدث عن الكونيات مصطلحاً علمانياً؟
إنني أرى عدم جواز استخدام هذا المصطلح وذلك لأننا نخرج التفسير بالمأثور عن كونه علمياً، مع أننا نجد كثيراً مما ورد عن السلف الصالح من تفسير الآيات التي تتحدث عن الكونيات قد أكدها البحث والاكتشافات الحديثة ومثال ذلك قوله تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (الحجر:21) فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما نقص المطر منذ أنزله الله ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر أخرى، وقرأ هذه الآية.).و أخرج ابن جرير وغيره عن الحكم بن عتبة قال: (ما من عام بأكثر مطراً من عام آخر، ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون، وربما كان في البحر.)
وهذا الذي أكدته الإحصائيات الحديثة بأن نسبة المطر التي تنزل في العالم واحدة ولكن تزيد عند دول وتنقص عند أخرى، ومنه يكون الفيضانات والخراب عند قوم، والجفاف والقحط عند آخرين بتقدير الله تعالى، فماذا نسمي ما قاله ابن عباس رضي الله عنه، ثم ماذا نسمي تفسير الآيات التي تتحدث عن العبادات والحدود والجهاد .. الخ أليست هي علم في شريعتنا؟.
إن مفهوم العلم عند المسلمين يشمل كل جوانب الحياة ولا يختص بمجموعة دون أخرى، ولعل ما يؤكد ذلك هو قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28)
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن قوله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) جاء سياقها بعد ذكر أنواع المخلوقات وإبداع خلق الله تعالى لها ليعمم الوصف على كل الاختصاصات العلمية من شرعية وكونية، والأحاديث النبوية التي حضت على طلب العلم تؤكد هذا كالحديث الذي أخرجه مسلم وغيره: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة).فتنكير العلم في الحديث دل على العموم في العلم المراد طلبه والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2003, 10:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم مرهف على انضمامه إلينا في ملتقى أهل التفسير، وأرجو أن يتحفنا دائماً بمثل هذه المشاركة، مع الحرص قدر الاستطاعة على تحرير المشاركات قبل اعتمادها، أو تحريرها بعد ذلك، والعناية بها، والأمر في ذلك قريب وميسور والحمد لله.
وأما ما أشرت إليه يا أخي الكريم حول مصطلح (التفسير العلمي)، وأنه مصطلح تشم منه رائحة العلمانية، وأن فيه ما يشبه اللمز لغيره من أنواع التفسير، فيمكن الحديث حوله في مسائل:
الأولى: أننا لا ننكر أن العلمانية قد القت بظلالها على جوانب كثيرة في حياة المسلمين اليوم، وأن الذي يقرأ الكتب التي درست هذا الأمر دراسة عميقة لا يساوره شك في هذا الأمر. وأخص بالذكر كتابين أراهما من أهم ما قرأته في هذا الباب، وهما كتاب (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة) للدكتور عبدالوهاب بن محمد المسيري وفقه الله وبارك في علمه وجزاه عن الإسلام خير الجزاء، ويقع كتابه في جزأين جمع فيهما بين النظرية والتطبيق وتحدث بعمق لم يسبق إليه في هذا الموضوع، والكتاب الثاني كتاب (العلمانية - نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة) للدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي وفقه الله ورفع درجته. وذلك في حديثهم عن أثر العلمانية وفصلها بين العلم والدين سواء في بلاد المنشأ أو في العالم الإسلامي. والحديث في هذا الأمر يطول.
الثانية: أن (التفسير العلمي) مصطلح حادث، والأصل في المصطلحات عدم المشاحة، وإذا بين أهل الاصطلاح مرادهم بالمصطلح بما لامحذور فيه، فلست أرى في ذلك إشكالاً، على أن الأمر قابل للأخذ والرد في هذا الباب، حيث يمكن أن يقال: لماذا لا يبحث عن مصطلح غير موهم، حتى نخرج من الخلاف. وهذا أمر مقبول، فما لا خلاف حوله أولى. ومن الملاحظ أن أكثر من اعتنى بهذا اللون من التفسير وتحمس له، هم علماء الكون والطبيعة والكيمياء ونحوهم، وليسوا من علماء الشريعة. وقد ثارت في الخمسينات من هذا القرن الميلادي العشرين معركة جدلية على صفحات الصحف المصرية خاصة، بين فريقين من العلماء حول هذه القضية، ولا يزال الخلاف قائماً.
الثالثة: أن المراد (بالتفسير العلمي) هو تفسير الآيات التي تتحدث عن الكون وخلق الإنسان ونحو ذلك بما توصل إليه العلم الحديث من اكتشاف واطلاع على حقائق لم يهتد إليها السابقون.
وهذا نوع من التفسير لا يمكننا أن نغفل أثره في إظهار صدق القرآن، وإعجازه للناس، وزيادة الإيمان في قلوب المطلعين عليه، والعلماء الذين قالوا به لم يتركوا الأمر مهملاً، بل وضعوا له ضوابط لقبوله من أهمها:
1 - أن لا يصادم هذا التفسير أصلاً قد علم بدلالة القرآن الكريم أو السنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فإن صادم هذا التفسير شيئاً من ذلك فهو رد.
2 - أن يحتمل اللفظ في اللغة العربية هذا التفسير الذي ذهب المفسر إليه، فإن لم يتحقق هذا الشرط رد هذا التفسير.
3 - أن يكون هذا التفسير العلمي من الحقائق العلمية التي ثبتت ثبوتاً لا شك فيه، بالبراهين والحجج الصادقة. فإن كان هذا التفسير مجرد نظريات لم تثبت، فلا يقبل هذا التفسير، ولا يجعل القرآن الكريم غرضاً لتجارب الناس.
فإذا اجتمعت هذه الشروط فما المانع من قبول هذا النوع من التفسير بعد ذلك.
وما معنى قول الله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)؟ ألا يدل تدبرها على مثل هذه المعاني؟ من أن الله قد وعد بأن يكشف لخلقه من الآيات في الأنفس وفي الآفاق ما يجعلهم يوقنون بأن هذا القرآن وهذا الدين وهذا النبي صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيه ولا لبس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كتب الشيخ جودت سعيد وفقه الله كثيراً من التأملات الجديرة بالوقوف والتأمل حول هذه المعاني في كتبه حول الآيات في الأفآق والأنفس.
الرابعة: أن فكرة (التفسير العلمي) ليست حديثة، فقد نبه عدد من الأطباء وغيرهم من قبل على أشياء، وربطوها بالقرآن، لكنها لم تبلغ ما بلغه العلم اليوم. ولك أن تراجع كتاب القانون لابن سينا، وكتب الرازي، وكتاب (الإنباء في تراجم الأطباء) لابن أبي أصيبعة لتجد في تراجم عدد من الأطباء مثل هذه الإشارات.
وفي العصر الحديث خلال القرن الماضي، ألف الشيخ طنطاوي بن جوهري المصري المتوفى سنة 1358هـ تفسيره المسمى بالجواهر، وملأه بذكر الاكتشافات العصرية، وربطها بالقرآن، وكان يمثل بالصور في كتابه هذا، فرفضه الناس وعابوه، لما رأوا فيه من التكلف والمبالغة. حتى منعته الحكومة السعودية في حينها بناء على فتاوى العلماء من دخول السعودية، وبقي ممنوعاً حتى عهد قريب.
الخامسة: أنه قد كتب فيه أناس من أفاضل العلماء قديماً وحديثاً، فمن الذين كتبوا فيه قديماً الغزالي (ت 505هـ)، وفخر الدين الرازي، وابن أبي الفضل المرسي، وبدر الدين الزركشي، وجلال الدين السيوطي (911هـ) وإن كانت كتابتهم لم تخرج من حيز النظرية إلى التطبيق. وإنما يبقى لهم فضل السبق.
وأما في العصر الحديث فالكتابات فيه كثيرة، والذي اطلعت عليه وقرأته منها قليل، ومن أهمها:
- ما كتبه الشيخ محمد عبده في كتابه (الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية)، وطنطاوي جوهري في تفسيره الذي أشرت إليه، وقد نحى هذان العالمان منحى الغلو والإفراط في هذا الجانب، والذي يبدو لي أن نفور الناس من هذا النوع من التفسير بسبب ما كتبه أماثل هذين العالمين، غفر الله لهما، فقد تعسفا كثيراً في طريقتهما في التفسير حتى أنكر عليهما الكثيرون.
- ما كتبه المراغي في تفسيره، وعبدالحميد بن باديس في مجالسه في التفسير، ومحمد عبدالله دراز في كتابه الثمين (مدخل إلى دراسة القرآن)، ومصطفى الرافعي، ومحمد أحمد الغمراوي. والغمراوي هذا من أدق من تناول هذا الموضوع على حد علمي، فهو من العلماء الربانيين، الذين كتب لكتبهم الذيوع والقبول، وقد كتب في ما يسمى بالتفسير العلمي كتباً، ورد على أقوال المانعين. ولكنه من القائلين بالتفسير العلمي بطريقة مقبولة، غير مُفرِط ولا مفرِّط. وله في ذلك كتاب (الإسلام في عصر العلم)، ولعله يكون لنا عودة إلى كتب الغمراوي مرة أخرى في ملتقى أهل التفسير.
- للطاهر ابن عاشور رحمه الله في كتابه التحرير والتنوير كلام جيد في ضوابط قبول هذا النوع من التفسير ذكرها في المقدمة الرابعة من تفسيره (فيما يحق أن يكون غرض المفسر) فلتراجع حتى لا أطيل.
- ما كتبه الشيخ محمد حسين الذهبي في كتابه (التفسير والمفسرون) حيث تحدث عن هذا النوع ومثل له.
- من الكتب المتأخرة التي كتبت في هذا النوع من التفسير كتابة في غاية النفاسة ما كتبه علامة العراق السيد محمود شكري الآلوسي رحمه الله (1273 - 1342هـ) في كتابه الثمين (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان). وقد طبعه زهير الشاويش وخرج أحاديثه العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، وهو كتاب حري بالقراءة والتأمل، والمكان يضيق عن التفصيل.
- ما كتبه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وفقه الله وبارك فيه في كتابه القيم (كيف نتعامل مع القرآن العظيم) حيث تحدث عن نشأة هذا اللون من التفسير، واختار رأياً وسطاً بين المجيزين والمانعين. فيمكن مراجعته.
- ومن آخر الكتب التي كتبت في التفسير العلمي بتوسع ما كتبه الدكتور أحمد بن عمر أبو حجر وفقه الله في كتابه (التفسير العلمي للقرآن في الميزان) وهو رسالة دكتوراه، بسطت الحديث حول هذا الموضوع بشكل جيد فجزاه الله خيراً. كما إنني اطلعت على رسالة جيدة حول موضوع التفسير العلمي في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وفات علي اسم الباحث وسنة البحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أشير إلى أن أخي الشيخ ناصر الماجد وهو أحد الزملاء بقسم القرآن بكلية أصول الدين بالرياض وأحد أعضاء ملتقى أهل التفسير المتخصصين، قد عزم على الكتابة في التفسير العلمي كتابة جديدة في بحثه لنيل درجة العالمية التي يسمونها الدكتوراه، وقد قرأ ما كتب في هذا الموضوع، ووجد أنه بقي مجال للمتعقب، فتقدم بموضوعه للكلية، لكنه حالت دون الشروع في البحث حوائل، فصرف النظر عنه. وأنا أطلب منه أن يعقب على هذا الموضوع بما لديه وفقه الله.
ومعذرة فقد تشعب بي الحديث، والله أعلم.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 May 2003, 11:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ عبد الرحمن حفظه الله وأيده:
فإني في غاية الامتنان لك فيما تقوم به من جهود في الملتقى فجزاك الله خيراً، وأما بخصوص مداخلتك الطيبة المباركة على موضوع (التفسير العلمي) فأود أن أبين أولاً أنني لست من منكري هذا النوع من التفسير، بل إنني أدعي أن هذا اللون من التفسير ليس حديثاً بل كان مرافقاً لنزول القرآن، والمثال الذي ضربته حول نزول الأمطار بنسبة واحدة على الأرض ولكنها تختلف من موطن لآخر دليل واضح على ذلك، ثم أخذ هذا اللون من التفسير يتطور ويتوسع مع تطور العلم التجريبي، وظهور اكتشافات علمية حقيقية لا مجرد نظريات، وكان لهذه الاكتشافات الحقيقية محل في دلالات الآيات القرآنية ومتسع.
وأوافقك الرأي في أن (التفسير العلمي هو مصطلح حادث)، وأنه لا مشاحة في الاصطلاحات، ولكن إن لم يكن لهذا المصطلح مصداقية علمية واقعية، ووإن لم يكن مصوغاً على أيدٍ مختصة فإن رده أولى من قبوله، وبما أن مصطلح (التفسير العلمي) يدخل في اختصاص التفسير، والتفسير من جملة العلوم الشرعية، فينبغي علينا استخدام مدلول العلم كما هو في الإسلام كما استخدمنا معنى التفسير موافقاً ما عليه المختصون، ولكن مصطلح التفسير العلمي مصطلح ملفق ما بين المدلول الشرعي والمدلول المادي،إذ كلنا يعلم أن مفهوم العلم في الإسلام أوسع مما يطلقه العلمانيون ويريدون به (النظريات العلمية ـ أو النواحي المادية المحسوسة التي لها تفسير علمي) سواء كانت حقيقية أم لا وكم كنت أتضايق عندما أسمع أحدهم يقول بأن (الآيات العلمية) في القرآن الكريم هي أكثر من ثلث القرآن وهل القرآن انقسم إلى أيات علمية وآيات غير علمية وهل أضحى كتاب الهداية والتشريع كتاب علوم في الطب والهندسة والجيولوجيا والفلك .... فالعلوم الكونية هي جزء من (العلم) وعلم التفسير جزء من (العلم)، وأما المصطلح الذي أراه مناسباً لهذا الموضوع فهو: (الإشارات الكونية في القرآن الكريم) لأن القرآن أشار إلى علوم كثيرة في آياته والمطلوب منا استنباط هذه العلوم على مستعينين بالاكتشافات العلمية الحديثة التي خرجت من النظرية إلى الحقيقة، فالعلوم خادمة للقرآن والكون من أدوات التفسير الضرورية لتفسير القرآن.وما زال الكلام قابل للأخذ والرد في الموضوع.
ولعل مما يؤيد كلامي هذا أن السيوطي عقد فصلاً في كتابه الإتقان (النوع الخامس والستون: في العلوم المستنبطة من القرآن الكريم) حبذا لو يقرأ هذا الفصل بتمعن ودراية.
وكان مما قاله السيوطي في هذا الفصل: (وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل الطب والجدل والهيأة والهندسة والجبر والمقابلة ... ) فجعل السيوطي هذه العلوم من جملة العلوم المستنبطة من القرآن، ولم يجعلها العلم بعينه ولعل أكثر من أفلح من المتقدمين بهذا الشأن هو الفخر الرازي رحمه الله في كتابه مفاتح الغيب المعروف بالتفسير الكبير، والمشهور بتفسير الرازي.
وأما بالنسبة للضوابط التي ذكرتها لهذا اللون من التفسير فحبذا لو كان لكل ضابط مثالاً حتى تتضح الفكرة أكثر.
وإما الكتب التي ذكرتها من المراجع فإني لم أطلع على بعضها وحبذا لو ترشدني إلى رابط لهذه الكتب:
ـ العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة للدكتور عبد الوهاب بن محمد المسيري.
ـ الإسلام في عصر العلم للسيخ أحمد الغمراوي
ـ ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان لمحمود سكري الآلوسي
وحبذا لو أعلم كيف لي الإتصال بالشيخ ناصر الماجد الذي تحدثتم عنه.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2003, 11:34 ص]ـ
حياكم الله أخي مرهف
وسألبي كل طلباتك إن شاء الله في أول فرصة ممكنة، وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jun 2003, 06:25 م]ـ
أخي مرهف وفقه الله.
أما كتاب (العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة) للدكتور عبد الوهاب بن محمد المسيري، فهو من إصدارات دار الشروق بالقاهرة، الطبعة الأولى 1423هـ ويمكنك شراءه عن طريق الانترنت عن طريق مكتبة النيل والفرات على الشبكة، والأسعار مبينة هناك.
وأما كتاب (الإسلام في عصر العلم) للدكتور أحمد الغمراوي رحمه الله، فربما تجده في المكتبات العامة لديكم حيث إنه كتاب قديم وربما لا يوجد في المكتبات التجارية بكثرة.
وأما كتاب (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان) لمحمود سكري الآلوسي، فهو متوفر في المكتبات، وهو ليس كبيراً، طبعه المكتب الإسلامي في سوريا.
وأما كيفية الاتصال بأخي الكريم الشيخ ناصر الماجد فيمكنكم مراسلته عن طريق هذا البريد بريد ( NMMAJID@GAWAB.COM) وستجد لديه ما يسرك إن شاء الله.
وفقكم الله جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Jun 2003, 02:37 ص]ـ
أشكر الأخ الكريم مرهف على مشاركاته الجميلة .. والشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري على تعقيباته العلمية المفيدة ..
وأود أن أضيف في هذا الموضوع المهم ما يلي:
أولاً:
ينبغي الوقوف عند حقيقة هذا العلم المسمى بالتفسير العلمي من جهتين:
أ ـ الجهة الأولى: من جهة محتواه وهو الأهم:
وتعريف التفسير العلمي كما ذكره الدكتور أحمد أبو حجر في رسالته التفسير العلمي هو: (التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم والكشف عن سر من أسرار إعجازه من حيث إنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن فدل على أنه ليس من كلام البشر ولكنه من عند الله خالق القوى والقدر) هذا ما ذكره الدكتور في رسالته بعد عرضه لبعض التعاريف.
ويمكننا الوقوف مع هذا التعريف وقفات تأمل:
= هل يعني ذلك أن مهمة المفسر هي البحث عن أدلة ما ثبت صحته علمياً. فإن كان كذلك فهذا منهج ليس بسليم إذ العلماء قد ذكروا أن القرآن لم يدل على كل شيء صراحة وأما استنباطاً فهو يدل على ما لمثله جاءت الشرائع في الغالب ولا أظن أنه يقول قائل بدلالة القرآن على كل شيء عموماً حتى المكتشفات العلمية العصرية إلا ما نسب لبعض المتصوفة.
= ما مدى الثقة بما ثبت علمياً عند علماء العصر في العلوم الكونية، فما ثبت عنهم هو تغير كثير من النظريات السابقة وتبدلها، فهل يثق المفسر بما ثبت اليوم وأنه لا يمكن تغيره فيما يستقبل.
= فرق بين ثبوت دلالة القرآن على التفكر في السماوات والأرض وحثه على تعلم العلوم والتأمل في ملكوت السماوات والأرض وبين أن نقول أن القرآن قد فصل نظريات هذا الكون الفسيح، والمسلم عندما يتأمل الكون يزداد إيماناً بربه العظيم وقد قال الشاعر:
تأمل سطور الكائنات فإنها ..... من الملك الأعلى إليك رسائلُ
وقد خُطَّ فيها لو تأملت خطها .... ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ
وأما عندما يقال له إن القرآن قد دل على أن الأرض كروية ثم يقال بعدم ثبوت هذه النظرية فإن ذلك ولا شك ذو أثر سيء على المسلم.
= من الذي يتولى هذا التفسير.
= من يستطيع التمييز بين صحيحه وسقيمه.
وبعد فلا أقول أن هذا التفسير غير صحيح لكنني أقول بأنه بحاجة إلى نظر وبحث وتأصيل.
ب ـ الجهة الثانية: من حيث التسمية:
فهل يُعد هذا النوع من الربط بين الآيات والعلوم الكونية تفسير أم استنباط، فإن كان تفسيراً فهل يمكن القول بأن تفسير الآية كان مجهولاً إلى عصر المفسر العلمي إن صحت التسمية.
وإن كان استنباطاً فهل يصح استنباط قوانين الكون من نصوص القرآن غير ذات الدلالة الصريحة في ذلك، إذ إن عدداً من القوانين قد صرح بها القرآن كجريان الشمس والقمر وأن كلاً في فلك يسبحون.
لأن من شروط معرفة صحة الاستنباط معرفة صحة الاستنباط في ذاته وهذا الأمر متعذر في الاستنباطات الكونية فهو لا يمكن إثبات صحته من عدمه إلا ظناً، وإذا ثبت ذلك فهل يفسر القرآن بمظنون.
ثانياً:
بالنسبة لرسالة الدكتور أحمد عمر أبو حجر فأحب أن أقدم وصفاً سريعاً لها وإن كان فضيلة الشيخ عبد الرحمن قد ألمح إلى شيء من ذلك:
الرسالة عنوانها (التفسير العلمي للقرآن في الميزان)
طبعت الطبعة الأولى سنة 1411هـ في دار قتيبة.
وهي رسالة دكتوراه ذكر المؤلف فيها المباحث التالية:
- معنى التفسير والتأويل 15 - 18.
- نشأة التفسير 21 - 46
- التفسير بالرأي 50 - 59
- مفهوم التفسير العلمي 63 - 66
- نشأة التفسير العلمي وموقف العلماء منه 71 - 130
- أشهر من تناوله من المفسرين القدامى والمحدثين 146 - 263
- أشهر المعارضين 275 - 334
- التفسير العلمي في حاضره وماضيه 341 - 355
- القضايا التي يركز حولها التفسير العلمي 361 - 427
- التفسير العلمي بين المنهج والتطبيق 433 - 501
- خاتمة.
والكتاب جميل وفيه فوائد علمية كثيرة كما أن فيه بعض الملحوظات التي لا يخلو منها كتاب بشري ولعله في مشاركة قادمة أذكر بعض هذه الملحوظات من وجهة نظر قد تكون غير صحيحة.
والله تعالى أعلم.(/)
سؤال حول كتاب "المقدمات الأساسية في علوم القرآن" لعبد الله الجديع .. مع ترجمة مؤلفه
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[28 Apr 2003, 12:02 م]ـ
ماذا يقول المتخصصون عن هذا الكتاب من جهة التحقيق العلمي، وهل أضاف شيئاً في هذا العلم له اعتبار، أم أنه في عداد هذا الزخم الهائل الذي تقذفنا به المكتبات صباح مساء مما لا يغني ولايسمن من جوع!! كتب تحمل ألقاب نكرة ولا تكاد تجد فيها سوى النقل المحض والتكرار المجرد لأراء العلماء المتقدمين والمتأخرين بلا تمحيص ولا تحرير ولا حتى فهم في بعض الأحيان!! ـ أستغفر الله ـ
لا تظنوا أنني ألمز أحداً بعينه، ولكنها الحقيقة المرة!! ومن جرب كتجربتي عرف كمعرفتي ـ وهي تجربة محدودة وقاصرة ـ
عفواً اخوتي الفضلاء تجاوزت المقصود لكن هذه هموم وأشجان ظاهرة في حياتنا العلمية. نسأل الله أن يقيض لها من أمثال الشيخ الفاضل / مساعد الطيار ـ حفظه الله ورعاه ـ
من يحترم التخصص ويبدع فيه، ويتمثل بقول الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ: دققوا كي لا يضيع دقيق العلم = من يحفظ لنا دقائق العلم.
اخوتي الفضلاء: من اطلع على كتاب الجديع فليخبرنا عنه بشرط أن يكون متخصصا، أو مطلعا ناقداً، ومن له صلة بالشيخ الفاضل/ مساعد الطيار، فلينقل لنا رأيه في الكتاب.
دمتم بخيروعافية ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2003, 05:15 م]ـ
أخي الكريم أبا حاتم وفقه الله
أشكرك على هذا السؤال الذي يدل على ما وراءه من العقل والعلم، وقديماً قيل: اختيار المرء قطعة من عقله.
الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله وبارك في علمه رجل محقق، صاحب عمق علمي قل أن تجده عند غيره، وله في علم الحديث اليد الطولى، وله مشاركة بديعة في بقية العلوم، وهو لا يرى التصنيف إلا إذا كان فيه تجديد وإضافة، وإلا فإنه يرى أن الترك أولى إذا لم يكن فيه شيء من ذلك.
وقد اطلعت على عدد من كتبه، وأخص منها بالذكر المصنفات التالية:
1 - تيسير علم أصول الفقه. وهو من أنفع ما قرأت في أصول الفقه على كثرة المصنفات فيه.
2 - العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية، طباعة دار الإمام مالك والصميعي.
3 - المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف - طباعة مؤسسة الريان.
4 - كشف اللثام عن طرق حديث غربة الإسلام.
5 - تحقيقه لكتاب المقنع في علوم الحديث لابن الملقن.
6 - الأجوبة المرضية عن الأسئلة النجدية.
7 - تحقيق كتاب اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن لضياء الدين المقدسي.
8 - تحقيق كتاب الأسامي والكنى لأحمد بن حنبل.
9 - تحقيق كتاب الرد على من يقول (ألم) حرف لعبدالرحمن بن مندة الأصفهاني.
10 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن - من منشورات مركز البحوث الإسلامية - بليدز - بريطانيا. وسيأتي الحديث عنه.
وله كتب مخطوطة بعضها يطبع الآن، وبعضها لم يطبع إلى الآن، وهي حسب علمي:
1 - أحكام العورات في ضوء الكتاب والسنة.
2 - إقامة البرهان على تحريم المحل المكروه.
3 - التبيين لطرق حديث الأربعين.
4 - تحرير البيان في سجود القرآن.
5 - تحرير علوم الحديث. طبع مؤخراً. 1425هـ
6 - تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
7 - حكم الطهارة لغير الصلوات.
8 - طرق حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف).
9 - علل الحديث.
10 - الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام.
11 - إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح.
12 - إعفاء اللحية (دراسة حديثية فقهية).
13 - الإعلام بحكم القراءة خلف الإمام.
14 - التبيين لطرق حديث الأربعين.
15 - تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
وغيرها.
ومؤلفات الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع مؤلفات محررة في أسلوبها، ولغتها، وعلمها، بل وفي طباعتها.
فهو من الذين يحرصون على دقيق العلم - كما تفضلت - ولا يلقي الكلام على عواهنه، دون خطام أو زمام. وله في كتبه اجتهادات قد يوافق عليها وقد يخالفه البعض شأن كل من سلك طريق التحقيق في العلم.
وأما كتابه المقدمات الأساسية في علوم القرآن
http://www.tafsir.net/images/mogdemattt.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
فهو من منشورات المركز الإسلامي في ليدز، وهو المركز الذي يرأسه الشيخ الجديع، بعد رحيله إلى ليدز بعد حرب الخليج الثانية نظراً لأنه - حسب علمي كما أخبرني من أثق به - كان في الكويت، ورحل بعد الحرب إلى بريطانيا وأنشأ هذا المركز ولا يزال إلى الآن.
ولي مع هذا الكتاب تجربة شخصية، حيث قرأته ولله الحمد - إلى الآن مرتين قراءة كاملة فاحصة سوى الرجوع إليه في بعض المسائل، وقفت عند عباراته، ووازنت كلامه بكلام المؤلفين، وانتفعت به أيما انتفاع، ولا زلت أرغب في إعادة قراءته، وأنصح من يستشيرني من الطلاب بقراءة هذا الكتاب، فقد اعتنى به عناية كبيرة، فانتقى مباحثه العلمية، وحرر عباراته، وأجاد تقسيمه، وأجاد طباعته حتى أصبح بغية طلاب العلم. وهو يقع في 604 صفحات.
وحتى لا يظن ظان أنه لم يأت بجديد، وإنما كرر ما قاله السابقون، قال في المقدمة: (لقد كانت الرغبة لدي في تحرير مقدمات مهمة تتصل بالكتاب العزيز قديمة، وذلك على سبيل المشاركة في تقريب العلوم الأساسية لفهم الكتاب والسنة، دون بخس لما سبق به أهل العلم في هذا الباب، ولكن بمنهج محرر يجمع بين صحيح النقل، وصريح العقل دون تكلف، مجانب الاستدلال بالضعيف من الأخبار، غير جار على المعتاد من التقليد لا في المضمون ولا في الأسلوب، إذ لو كنا مجرد نقلة لكان الإبقاء على مؤلفات الأقدمين أولى من تكلف التصنيف).
وقد حصر حديثه في مقدمات أساسية في علوم القرآن، لأن علوم القرآن بمعناها العام لا حصر لها بأنواع معينة. ولذلك فإن الكلام فيها إنما هو من حيث النظر إلى معرفة مقدمات أساسية ينبغي الإلمام بها لكل راغب في دراسة القرآن العزيز، توضح مزاياه، وتحقق إسناده، وتهدي إلى معرفته وفهمه.
ومن خلال الدراسة تحصل له أن البحث في ذلك يتناول معرفة المقدمات الست التالية:
المقدمة الأولى: نزول القرآن.
المقدمة الثانية: حفظ القرآن.
المقدمة الثالثة: نقل القرآن.
المقدمة الرابعة: النسخ في القرآن.
المقدمة الخامسة:تفسير القرآن.
المقدمة السادسة: أحكام قراءة القرآن.
وقد أدرج مباحث أخرى مثل الكلام على خصائص القرآن، وأسلوبه اللغوي، وأسلوب القصة فيه، وقوانين الجدل والمناظرة، وطريقة وأنواع الأحكام فيه، وشبه ذلك.
فالكتاب من أفضل ما قرأت في علوم القرآن على الإطلاق، مع أنني لا أدع كتاباً في علوم القرآن إلا وأشتريه وأقرأه، أو أطلع عليه اطلاعاً يكشف لي عن مميزاته سواء كان لمتقدم أو لمعاصر. وهذا الكتاب ينتفع به المتخصص وغير المتخصص على حد سواء، بل إنني أنصح بعض الطلاب بإدمان النظر في هذا الكتاب، والاستغناء به عن غيره لمن لا يسعفه الوقت. ومحاسنه كثيرة، وربما يُخالَف في قليل مما ذكره واعتمده ورجحه، ولكنني أحترم رأيه وما ذهب إليه، ولا يدعني ذلك أقلل من شأنه وفقه الله.
والمشكلة التي نعاني منها في تقييمنا للكتب أحياناً، أننا نحكم على كتب محررة رائعة، بأحكام عامة باردة، قد يقولها كل أحد، فلو سأل أحدنا عن رأيه في كتاب لابن جرير، قال: جيد!! ينتفع به!! وربما يقول البعض: لابأس به. ويقول مثل هذا في (كتيبات) تصدر لبعض المؤلفين المغمورين، فلم يعد لكلمة جيد معنى.
من أجل ذلك أحببت أن أذكر بقيمة هذا الكتاب، لعل طالب علم يقرأه فيدعو لي بدعوة صالحة بظهر الغيب أنا في أمس الحاجة إليها.
وأرجو أن ييسر الله حديثاً قادماً حول مباحث منتقاة من هذا الكتاب في ملتقى أهل التفسير.
ـ[أبو أنس]ــــــــ[28 Apr 2003, 11:38 م]ـ
شيخنا الفاضل / عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبعد: فنشكر لك هذا البيان الشافي والرد المؤصل الذي لا يدل إلا على أنك سبرت هذا الكتاب كغيره، ولقد سبق وأن أوصيت بقراءة كتب هذا الشيخ المبارك لكني بحثت عنها كثيراً فـ (ـلم أجدها فيما بين يدي من مراجع!!!!) فهل لك أن تتكرم بذكر مظان وجوده في المكتبات التجارية أو على أي المواقع الالكترونية؟؟ وجزاك الله خيراً ونفعنا بالعلم وجعلنا من أهله .......
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Apr 2003, 11:51 م]ـ
حياك الله يا أبا أنس وأسأل الله لنا ولك العون والتوفيق.
وأما بالنسبة لكتب الشيخ عبدالله الجديع وفقه الله، فهي متوفرة في مكتبات الرياض كالرشد والعبيكان والتدمرية وربما يكون بعض كتبه عزيز الوجود كالمنهاج المختصر في النحو والصرف ولكنني رأيته كثيراً في المكتبات التي تبيع الكتاب المستعمل، فكنت أرشد إليه بعض الإخوة المهتمين بكتبه.
وأما في أبها فربما تجدها في مكتبة الرشد أو العبيكان في أبها، ولست على يقين لبعد عهدي بها كما تعلم.
ويؤسفنا يا أبا أنس أنه لا يوجد في ملتقى أهل التفسير حتى الآن خدمة التوصيل للمنازل!!
أسأل الله لك التوفيق.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[29 Apr 2003, 09:17 ص]ـ
لا عدمناك أيها الشيخ الفاضل/عبدالرحمن الشهري سلمك الله، ورزقني وإياك من العلم مانرجوا ..
أشكرك جدا على هذا التفصيل،وعلى هذا الرد العلمي الرصين ..
لعلي أشرع في قراءة الكتاب في هذا الأسبوع بحول الله .....
تحية خاصة لمشرفنا / عبدالرحمن الشهري وللأعضاء جميعا ......
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jun 2003, 08:42 ص]ـ
ترجمة عبدالله بن يوسف الجديع بقلمه وفقه الله
وهذا أمر له صلة بما تقدم.
وهو أنني كنت كتبت رسالة للشيخ الكريم عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله ورعاه، وسألته فيها عن بعض المسائل العلمية في كتابه هذا، وفي غيره، كما سألته عن كتبه التي لم تطبع بعد، وطلبت منه أن يكتب لي ترجمة لنفسه. فأجابني -وفقه الله - برسالة طويلة. فأحببت أن أضع هنا ما يتعلق بترجمته منها، ليطلع الجميع على ترجمة هذا الشيخ الجليل وفقه الله، وقد ذكرت له في رسالتي أنني أريد ترجمته لنشرها، فأنا أعتبر نشري لها بناء على أصل سؤالي له، وهذه الترجمة هو الذي كتبها بنفسه. قال وفقه الله:
(بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري، وأحبك الله كما أحببتني فيه، وجمعنا وإياك في الجنة.
أخي الكريم .. اعذرني ابتداء على تأخر إجابتي، فكثرة انشغالي حالت بيني وبين ذلك.
ما سألت عنه من كتبي إن كان منشوراً أو غير منشور، فالشأن في جميع ما سميت مما لم تطلع عليه بعد أنه لم ينشر بعد، سوى كتاب (تحرير علوم الحديث) فإنه على وشك الصدور، تمم الله بخير.
وأما ما رغبت في ترجمة لأخيك، فالعجالة لا تسمح بتفصيل، لكني أذكر لك بإيجاز:
أنا عبدالله بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب الجديع العنزي.
بصري المولد والنشأة، من أسرة عملها الحرث والزرع، في قضاء أبي الخصيب من مدينة البصرة، في قرية تسمى بـ (اليهودي) مع أن لا أثر فيها ليهودي!
ولدت سنة 1959 ميلادية.
تلقيت الدراسة الابتدائية في قريتي، كما تلقنت قراءة القرآن وحفظت منه طرفاً وتعلمت أحكام التجويد على شيخي الأول محمود بن فالح، رفع الله قدره، ثم وأنا ابن اثنتي عشرة سنة لحقت بالمدارس الشرعية، والتي سميت من بعد بـ (المعهد الإسلامي) في مدينة البصرة، وبقيت في هذا المعهد حتى تخرجت منه سنة 1978م، وفيه بنيت لدي قاعدة العلوم الشرعية، تلقيت فيه العلوم على منهاجها القديم الأزهري على مشايخ كرام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، رفع الله أقدارهم وأحسن ثوابهم، أجلهم في نفسي شيخي العلامة أبو عمر عادل بن كايد البصري، رحمه الله، والذي عنه تلقيت علوم الحديث والعقائد والفرق.
وأستاذي في العربية العلامة خليل بن عبدالحميد العقرب، والذي كان يقول: إني أجد للحن إذا سمعته ألماً في أذني، وشيخي الفقيه الشافعي عبدالكريم الحمداني، وابنه شيخنا نزار الحمداني، وشيخي وخالي إبراهيم الفائز، وشيخي الفقيه نجم الفهد، وغيرهم، أحسن الله جزاءهم.
رقيت المنبر وأنا ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة، وعملت إماماً في مدينة (الزبير) لأكثر من سنتين، قبل أن أفارق العراق إلى دولة الكويت صيف سنة 1978م، وهناك بقيت حتى سنة 1993م، وكانت محل تنمية العلوم الشرعية، كانت فسحة العمر في تخريج الفروع على الأصول.
عملت إماماً في وزراة الأوقاف وخارجها لنحو من ثماني سنين، ومشرفاً على برامج السنة النبوية في شركة (صخر) أول جهة تصدر برامج السنة على الحاسب الآلي، وذلك لمدة أربع سنين. كما أتممت حفظ القرآن وما فتح الله به من السنة أثناء مكثي في الكويت.
وفي هذه الفترة كتبت عدداً كبيراً من الأبحاث، وجميع ما نشر لي قبل سنة 1993م فهو مما أنجزته في الكويت، إلى أبحاث أخرى من إنجاز تلك الفترة لم تنشر بعد.
وفي بريطانيا أرض المهجر، اجتهدت في إيجاد صيغة أبقى من خلالها في نفس طريقي في البحث والتحقيق، فأنشأت مركزاً خاصاً بي للبحث العلمي، والحمد لله نحن ماضون في ذلك على هذا النحو.
أحد أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والذي يضم عدداً كبيراً من علماء الأمة، وشغلت وظيفة الأمين العام للمجلس لمدة سنتين، طلبت العفو منها دفعاً عن نفسي الانشغال بعمل إداري، وأرأس اللجنة الفرعية للفتوى التابعة للمجلس، كذلك المستشار الشرعي لمسجد مدينة ليدز الكبير، وأقوم بالعمل الاستشاري في المجالات المالية الإسلامية لبعض الشركات.
لي ولدان: محمد ويوسف. وزوجتي إنجليزية مسلمة، والحمد لله.
هذه خلاصة في السيرة الذاتية).
ثم أجاب على الأسئلة ثم ذيل ذلك فكتب (وفقكم الله، وإلى صلة إن شاء الله.
أخوكم
عبدالله بن يوسف الجديع).
وقد أحببت نشرها لأن عدداً كبيراً من طلاب العلم لا يعرف تفاصيل سيرة هذا الشيخ الجليل مع كثرة تآليفه وكتبه، ولا سيما في علم الحديث، ولا أعرف له ترجمة أوسع من هذه، فلعل طالباً للعلم ينتفع بها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 May 2004, 01:12 ص]ـ
يرفع للفائدة، فهو موضوع جدير بالقراءة
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[11 May 2004, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه المعلومات القيمة.
وأشكرك أخي عبدالرحمن على كتاباتك المميزة. وهذا الرجل كنت منذ زمن أبحث عن ترجمته والآن شفيت غليلي بارك الله فيك وفيه. ويا حبذا لو واصلت التعريف بمثل هذه الكتب المميزة في الدراسات القرآنية لنستفيد جميعاً، خاصة من لم يكن متخصصاً فيعرف ما يعتني به وما يعرض عنه.
أظن أن كتابه تحرير علوم الحديث طبع فقد رأيته في إحدى المكتبات في مجلدين. فهل رأيته أخي الكريم؟
أخوك
فهد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحرر]ــــــــ[14 May 2004, 01:14 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14786&highlight=%C7%E1%CC%CF%ED%DA
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2004, 06:51 م]ـ
صدر للشيخ عبدالله بن يوسف الجديع ثلاثة كتب جديدة، وكلها من منشورات مركز الجديع للبحوث والاستشارات بليدز ببريطانيا، وتوزيع مؤسسة الريان، وهي:
1 - الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام. الطبعة الأولى 1425هـ. ويقع في 635 صفحة من القطع العادي.
2 - إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح. دراسة فقهية مفصلة في ضوء نصوص الكتاب والسنة، الطبعة الأولى 1425هـ. ويقع في 264 صفحة من القطع العادي.
3 - اللحية (دراسة حديثية فقهية). ويقع في 334 صفحة من القطع العادي.
.. للإحاطة والفائدة. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
حرر في 28/ 7/1425هـ.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[22 Aug 2005, 02:19 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[أبو حسن]ــــــــ[22 Aug 2005, 02:27 م]ـ
شيخنا الفاضل هل بالإمكان إعطائنا رأيكم في كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان
ودراسات في علوم القرآن للرومي
وقد بحثت عن كتابي القول المختصر المبين في مناهج المفسرين لحمود النجدي وكتاب الوجيز في علوم القرآن العزيز لمشعل الحداري
ولم أجدها هل بالإمكان إرشادي إلى مظانها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2005, 11:09 م]ـ
أما كتاب شيخي مناع القطان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، فهو كتاب مشهور، زادت طبعاته عن خمس وثلاثين طبعة، وأجودها طبعة دار المعارف كما قال رحمه الله. والكتاب تلقي بالقبول، وقرر في الكليات والأقسام المتخصصة وما يزال. ولعله يكون للحديث عنه وفقت آخر.
وأما كتاب الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي حفظه الله، فهو كتاب قيم، وقد سبق أن تعرضت لبعض مزايا طبعته الأخيرة في موضوع بعنوان:
كتاب (دراسات في علوم القرآن الكريم) للأستاذ الدكتور فهد الرومي في طبعته الثالثة عشرة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3316)
وفيه كفاية إن شاء الله.
ـ[أبو حسن]ــــــــ[23 Aug 2005, 12:10 ص]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Dec 2006, 08:49 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن.
ولكن لي وقفة تحرير مع الكتاب أرجو كتابتها قريباً
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[21 Dec 2006, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
وقع بين يدي منذ شهور كتابيه " تحرير علوم الحديث. "و تحقيقه لكتاب: "المفاريد " لأبي يعلى الموصلي.
فوجدته بحكم تخصصي قد أزال الاشكال عن كثير من القضايا خصوصا أنه يعتمد كلام المتقدمين مع العزو إلى مصدره، مع مناقشة هادئة للمتأخرين، ولازالت كتب الشيخ تزيل الغبار عن كثير من تراث الأمة، نسأل الله أن يطيل في عمره
قال صادق الرافعي: " ألا ليت المنابر الإسلامية لا يخطب عليها إلا من يحمل قوة المدافع، لا من يحمل ألواحا من خشب."
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Dec 2006, 10:34 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ولكن ليته فعل ذلك التحرير والعزو في المقدمات جزاه الله خيراً كما فعل في كتابيه.
فهي أشبه ما تكون كتابة إجمالية مأصلة على الراحج عنده.
جزاه الله خيراً ونفع به الإسلام والمسلمين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Dec 2006, 06:51 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن.
ولكن لي وقفة تحرير مع الكتاب أرجو كتابتها قريباً
ودمتم على الخير أعواناً
وأنت كذلك أخي الكريم. ونحن في انتظار تحريراتك التي تضاف لهذا الكتاب وفقك الله.
ـ[أبو أنس العبسي]ــــــــ[13 Apr 2007, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Jan 2008, 07:21 ص]ـ
يمكن تحميل الكتاب مصوراً من هنا
http://www.archive.org/download/mdqsoimdqsoi/maoq.pdf
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 Jan 2008, 03:03 م]ـ
يمكن تحميل الكتاب مصوراً من هنا
http://www.archive.org/download/mdqsoimdqsoi/maoq.pdf
الرابط لا يعمل
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Jan 2008, 07:36 م]ـ
الرابط لا يعمل
وكذلك المشكلة نفسها عندي
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس العبسي]ــــــــ[04 Jan 2008, 09:23 م]ـ
على حد علمي أن الشيخ لا يجيز نشر كتبه في النت , والكتاب متوفر في المكتبات بسعر لا يتجاوز الثلاثين ريالا.(/)
الأدوات التي يحتاج إليها المفسر
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Apr 2003, 02:51 ص]ـ
الأدوات التي يحتاج إليها المفسر:
اشترط العلماء في المفسر الذي يريد تفسير القرآن بالرأي؛دون أن يلتزم الوقوف عند حدود المأثور منه فقط،أن يكون ملماً بجملة من العلوم التي يستطيع بواسطتها أن يفسر القرآن تفسيراً عقلياً مقبولاً،وجعلوا هذه العلوم بمثابة أدوات تعصم المفسر من الوقوع في الخطأ وتحميه من القول على الله بدون علم؛فلا بد للمفسر أن يتمكن منها،وهي: (بشكل مختصر)
1 ـ علم اللغة.
2 ـ علم النحو.
3 ـ علم الصرف.
4 ـ علم الاشتقاق.
5 ـ علوم البلاغة الثلاثة: المعاني، البيان، البديع.
6 ـ علم القراءات.
7 ـ علم أصول الدين (علم الكلام أو علم العقيدة).
8 ـ علم أصول الفقه.
9 ـ علم أسباب النزول.
10 ـ علم القصص.
11 ـ علم الناسخ والمنسوخ.
12 ـ الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم،ليستطيع توضيح ما يشكل عليه.
13 ـ أقول: لابد من إضافة علم مصطلح الحديث ليدرس الروايات التي يعتمد عليها في تفسيره، سواء كانت أحاديث مرفوعة أو موقوفة أو مقطوعة والله أعلم.
14 ـ علم الموهبة: وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بعلمه، وإليه الإشارة بقوله تعالى:] واتقوا الله ويعلمكم الله [[البقرة / 282].
15 ـ علم أحوال البشر، (علم التاريخ)،ليعرف أطوار البشر وأدوارهم،ومناشىء اختلاف أحوالهم من قوة وضعف،وعزة وذل،وعلم وجهل … وغير ذلك،ومن جملته أيام الجاهلية، و السيرة النبوية.
16 ـ الإلمام بمسلمات العلوم الحديثة،والاستعانة منها بما يخدم التفسير وخاصة ضمن الآيات الكونية، كنشوء الرياح والسحاب والأمطار وطبقات الأرض … وغير ذلك.
17 ـ أقول: وينبغي أيضاً إضافة شرط معرفة المفسر للاتجاهات والتيارات الفكرية المعاصرة، والتحديات التي تحرف فكر وعقيدة وسلوك المسلم،و الرد عليها استدلالاً من القرآن الكريم، خاصة في مثل عصرنا هذا الذي يجابه فيه المسلم انفتاحات مختلفة، تشوه المصطلحات العلمية الإسلامية،وتسقط عليها المصطلحات التي تخدم مصالح جهات معينة،والله الناصر،والله أعلم.
انظر هذا البحث في الإتقان 1/ 180 ـ182، التفسير والمفسرون 1/ 265 ـ 272،للذهبي
علوم القرآن صـ 87، 88 د نور الدين عتر.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[29 Apr 2003, 12:35 م]ـ
لعلنا لو قمنا بإنزال هذه الشروط على واقع المفسرين لم يبق لنا مفسر , إذ إن الإحاطة بالعلوم على هذا الوجه من المتعذر غالبا، ومن رام من العلماء الجمع بين العلوم بان تخليطه ولا بد في بعضها.
هذه الشروط تشبه تماما الشروط التي يذكرها علماء الأصول في مباحث الإجتهاد، ولم يجد العلماء على مر العصور عالما واحدا توفرت فيه هذه الشروط.
عموما هذه الشروط تحتاج إلى ضوابط ...
يمكن الرجوع إلى كتاب: "مفهوم التفسير والتأويل ..................... " للشيخ الفاضل/ مساعد الطيار سلمه الله.
فقد كتب في مفهوم المفسٍّر .....
مع العلم أن الشيخ لم يتعرض لهذه الشروط في تحديد مفهوم المفسٍّر، فلا أدري هل أعرض عن ذكرها رداً لها، ـ وهو الأقرب عندي ـ أم لم تكن لها علاقة ببحثه .........
دمتم بخير ......
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Apr 2003, 08:21 م]ـ
الأخ مرهف .. أشكركم على هذه المشاركة الجميلة ..
وحقيقة أنا مع أخي الشافعي في هذه الملحوظة:
لا يمكن اشتراط كل هذه الشروط لأمور:
1 - تعذر وجودها مكتملة في مفسر لا سيما في الوقت المعاصر. ولا بد من الإلماح إلى قضية تعدد الاجتهاد وتجزئه.
2 - هناك عدد كبير من الآيات لا يشترط في معرفتها إلا اللسان العربي كقوله تعال: " والله على كل شيء قدير " فالقارئ العربي يفهم هذه الآية بلا تكلف.
3 - ما ذكر من الشروط يوصل المفسر لمرتبة الاجتهاد ولا يقول أحد بوجوب الاجتهاد قبل التفسير ..
هذه إلماحة عابرة أردت تقييدها هنا ..
والله أعلم
ـ[مرهف]ــــــــ[30 Apr 2003, 03:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخوة الشافعي و فهد على هذه الملاحظة ولكن قبل المبادرة بالجواب أقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
نحن نجد كثيرين من المتسلطين على كتاب الله تعالى يفسرونه حسب أهوائهم دون ضوابط تحكمهم، فعلى سبيل المثال ظهر على أحد القنوات الفضائية رجل لايعرف التكلم بالعربية الفصحى وأراد بيان أنه اكتشف الاستنساخ من سورة الحج الآية الخامسة، وعندما جوبه قال: أنا أتكلم العربية مثلكم؟
وعلى سبيل آخر نشر كتاب بعنوان (اقتربت الساعة) لمؤلف لا علاقة له بالعلوم الشرعية عداك عن التفسير وأقحم نفسه بما لا يعلم وأخذ يغرف مما لا يعرف وعقد فصلاً من كتابه بعنوان (الإعجاز العلمي في القرآن) وذكر فيه أحداث 11 أيلول وأنها من الإعجاز العددي في القرآن انظر صـ 115، وهذا المثال من هذا الكتاب غيض من فيض سواء عند تفسيره للآيات أو عند شرحه للأحاديث.
وإنني أرى أنه ينبغي التأكيد على هذه الأدوات وبشكل مستمر لأسباب عديدة منها:
ـ استعمال أعداء الإسلام مصطلح (حرية الرأي) وحرية الفكر، وحرية التعبير، دون وضع ضوابط لهذه الشعارات الزائفة، وإلا بماذا تفسر ظهور كتب القراءات المعاصرة في القرآن والسنة للمدعو (محمد شحرور، وهو مهندس عاش زمناً في روسيا وتعلم العربية من الشيوعية، ونصر حامد أبو زيد، ومحمد حبش وأمثالهم كثير من بني جلدتنا.
ـ لكل علم ضوابط وأدوات تمنع تسلط المتطفلين من التسرب إلى هذه العلوم، وعلوم الشريعة الإسلامية هي الأولى بهذا الشأن.
ثم إنه لا يشترط في المفسر أن يكون حافظاً لهذه الأدوات عن ظهر قلب بل يكفي أن يكون متمرساً على التعامل معها تعاملاً سليماً منهجياً يوظف المدلول توظيفاً لا يخرج فيه عن الجادة.
ثم إن هذه الأدوات اتفق عليها الأئمة من أهل السنة والجماعة، وهي أدوات مستنبطة أيضاً من معرفة الأطوار التي مرّ بها التفسير من لدن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة ثم التابعين وهكذا، وسأبين هذه الأطوار بشكل مختصر في أعداد من المشاركات أسأل الله تعالى تيسيرها.
ثم إن هذه الأدوات تدخل في أصول التفسير التي ذكرها ابن تيمية في رسالته في أصول التفسير والله أعلم
وهذه الشروط لا يستحيل توافرها فيمن اعتنى بنفسه وجاهد واجتهد في طلب العلم وتمرس على يد أهل الذكر، وإلا فما فائدة من يخوض في كتاب الله تعالى وهو لا يميز بين الغث والثمين؟
يقول ابن مسعود رضي الله عنه: إياكم والتفسير فإنه الكلام عن الله تعالى.
وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وحسنه: (من قال في القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده في النار).
ولولا أن للرأي ضوابط ما تجرأ أحد أن يتكلم بحرف من كتاب الله تعالى.
وللأمانة العلمية: إن شرط معرفة المفسر لعلم مصطلح الحديث ولمسلمات العلوم الحديثة والتيارات الفكرية والمذاهب العقائدية الوضعية وما شابهها هي من إضافتي عندما قدمت رسالة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن في تحقيق جزء من تفسير ابن عادل الدمشقي.
وأخيراً أكرر شكري وجزاكم الله خيراً وحبذا لو تعلموني بهاتف فضيلة الشيخ مساعد الطيار أو إميله أو فاكسه، وكذلك الشيخ عبد المجيد الزنداني لأنني أقدم رسالة دكتوراه في منهج التفسير العلمي وتطبيقاته وكان الله في عونكم
Eml : mor2001@al-islam.com
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2003, 09:06 ص]ـ
أخي الكريم مرهف وفقه الله
أشكركم على هذا التحرير، وأرجو لك التوفيق فيما أنت بسبيله من البحث. وأما الشيخ الدكتور مساعد الطيار فيمكنك مراسلته عن طريق بريده في الملتقى هنا فهو أحد أعضاء ملتقى أهل التفسير كما تعلم. وسيجيبك بإذن الله، ولعله يقرأ هذا الموضوع. وأرجو منك الاستمرار.
وبالنسبة لمحمد شحرور فإنني أرجو منك الكتابة حوله بشيء من التفصيل إن تيسر الأمر مستقبلاً، حيث قد اغتر بكتبه بعض الناس. وفقكم الله
ـ[علي حنانة]ــــــــ[30 Nov 2004, 01:41 ص]ـ
أنا أتعجب كيف يكتب الكاتب هذا عن أستاذ فاضل يتعلم منه الآلاف من أبناء سوريا وربما أكثر من ذلك عبر المحطات الفضائية ومن موقعه في البرلمان ينبري للدفاع عن كتاب الله وسنة رسوله
الدكتور محمد حبش من أشهر من خدموا القرآن الكريم على مستوى سوريا فقد حفظ القرآن الكريم ناشئاً صغيراً وأتقن القراءات وحصل على الدكتوراة في القراءات بإشراف الدكتور وهبة الزحيلي وأشرف علمياً على مصحف التجويد وكتب تفسيراً عظيماً للقرآن الكريم هو تفسير النور وهو إمام أشهر المساجد في دمشق
نعم وقع خلاف بينه وبين جماعة كفتارو ولكن خلافه لا ينبغي أن يدفعنا إلى كيل الاتهامات له خاصة أن الخلاف له أسباب عائلية،
يا أخي إن هذا الكلام يشكل إهانة للملايين التي تحب شيخنا الدكتور حبش وقراءته في المحطات الفضائية حيث هو اليوم أبرز من يقدم غذاء الروح القرآني للأمة الإسلامية عبر القنوات الفضائية
أنا أتعجب كيف يكتب الكاتب هذا عن أستاذ فاضل يتعلم منه الآلاف من أبناء سوريا وربما أكثر من ذلك عبر المحطات الفضائية ومن موقعه في البرلمان ينبري للدفاع عن كتاب الله وسنة رسوله
الدكتور محمد حبش من أشهر من خدموا القرآن الكريم على مستوى سوريا فقد حفظ القرآن الكريم ناشئاً صغيراً وأتقن القراءات وحصل على الدكتوراة في القراءات بإشراف الدكتور وهبة الزحيلي وأشرف علمياً على مصحف التجويد وكتب تفسيراً عظيماً للقرآن الكريم هو تفسير النور وهو إمام أشهر المساجد في دمشق
نعم وقع خلاف بينه وبين جماعة كفتارو ولكن خلافه لا ينبغي أن يدفعنا إلى كيل الاتهامات له خاصة أن الخلاف له أسباب عائلية،
يا أخي إن هذا الكلام يشكل إهانة للملايين التي تحب شيخنا الدكتور حبش وقراءته في المحطات الفضائية حيث هو اليوم أبرز من يقدم غذاء الروح القرآني للأمة الإسلامية عبر القنوات الفضائية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Nov 2004, 06:25 ص]ـ
علي حنانة
هل لديك شيئا مكتوبا عن الدكتور محمد حبش أو له شخصيا
وشكرا
ـ[طاهر]ــــــــ[30 Jan 2005, 05:30 م]ـ
تذكروا جميعا
اننا نعبد الله وحده وليس شيخ معين او مفسر
ولو كثر اتباعه ومؤيديه
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 Jan 2005, 06:48 م]ـ
طاهر
ما هي رسالتك بالضبط؟؟
ـ[مرهف]ــــــــ[25 Sep 2005, 02:04 ص]ـ
بسم الله: أخي الغيور علي حنانة يؤسفني أني لم أقرأ توضيحك إلا الآن مع أنه لا يهمني الرد عليه كثيراً،فأنا لا يهمني الأشخاص بقدر ما يهمني شرع الله تعالى والناس تقاس بأفعالها إن كانت توافق الشرع، لعلك لا تدري أن محمد حبش أبرز من ينبري للدفاع عن المصارف الربوية ويشجع على التعامل معها ويشكك بالمصارف الإسلامية وينفر من التعامل معها وبالمناسبة فإني كتبت رداً مطولاً على مقالته التي نشرها في جريدة الثورة السورية التي ادعى فيها إجماع العلماء في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر على جواز التعامل مع المصارف الربوية وبينت كذب هذه الدعوى مع الرد على كلامه وإن لم تقرأها فهي موجودة على موقع: kantakji.org مركز أبحاث فقه المعاملات بعنوان نظرات في قرار مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر حول المصارف والربا، وقد وعد بالرد عليها ولكنه لم يرد منذ نشرت من أكثر من سنتين، ولعلك لم تقرأ تفسيره لسورة البقرة واختياراته في التفسير التي لا يقدر ضررها إلا المختصون ولعلك لا تعرف عمله وكذبه على العلماء في كتابه عن تحرير المرأة ولعلك ... ولعلك .. ولعلك ... فأنا أعرفه في كتبه أكثر من معرفتك له في القنوات وهذه الخدمة التي ذكرتها لا ينقص الإسلام بدونها شيء وكنت أحبه كما تحبه أنت الآن ولكن حبي له كان في الله وبغضي له الآن في الله لا لذاته، ومجرد خدمة عمل رجل فيما يظنه الناس خير لا يمنع من إظهار شروره وخداعه إن كثرت وصارت خطيرة فقد قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل أبلى بلاء حسناً ومع ذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه في النار ثم انتحر الرجل فقال صلى الله عليه وسلم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ثم ما له في الآخرة من خلاق.والحديث في البخاري اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه(/)
ما هي زينه النساء المباحة في الاية ...
ـ[ Iman] ــــــــ[29 Apr 2003, 07:33 م]ـ
في الاية الكريمه 31من سورة النور يقول تبارك وتعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
فما المقصود بالزينه وهل تشمل الاقدام؟
وماذا عن الحناء والكحل هل تعتبر زينه مباحة؟
جزاكم الله خيرا أفيدوني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Apr 2003, 03:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد صح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه تفسير الزينة بالثياب الظاهرة من المرأة.
والمقصود بها كل ما تتزين به المرأة عادة من الحلي، والثياب، وجميع البدن فإنه من زينة المرأة، ولا شك أن الوجه مجمع الزينة في المرأة.
لكن لأن الثياب الظاهرة كالعباءة التي تلبسها المرأة وغطاء الوجه، والقفازات لابد من ظهورها، ولا بد لها منها في حجابها استثناها الله عفواً منه بقوله: (إلا ما ظهر منها) أي من الثياب الظاهرة التي جرت عادة النساء أن يتحجبن بها، إذا لم يكن في هذه الثياب فتنة.
ومما يؤسف عليه أن كثيراً من النساء الآن يلبسن حجاباً يدعو للفتنة بهن هداهن الله، من العباءات ذات الخصر، واللمعان، وغطاء الوجه الصفيق الخفيف، الذي يشف عما تحته، ويبرزن العيون بعد تكحيلها فافتتن بهن كثير من الناس والله المستعان.
ولذلك فإن الله تعالى قد أمر النساء في الآية نفسها بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن، والخُمُر جَمعٌ، ومفرده (خِمَار)، وهو - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - ما تغطي به المرأة الرأس والوجه والعنق.
وكلام العلماء في معنى هذه الآية كثير جداً، ولم يفسر مفسر هذه الآية من السلف والخلف إلا ويتعرض لهذا الأمر، ويؤكد على تغطية المرأة لوجهها، ومن هؤلاء العلماء أختار قولاً واحداً.
قال الإمام ابن عطية رحمه الله في كتابه المحرر الوجيز: (ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وجهها، وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لا بد منه، ونحو ذلك، فما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه).
وهنا ملحظ مهم وهو أن لفظ الآية: (إلا ما ظهر منها)، أي من الزينة، أي ظهر بالرغم من محاولة إخفاءه، ولم يقل: (إلا ما أظهرن منها).
ومن هنا يعرف أن كل زينة يمكن للمرأة إخفاؤها فهي مأمورة بإخفائها، سواء كان الوجه والكفان، أو الكحل والخاتم، أو الثياب، وأنها لو قصرت في إخفاء مثل هذه الزينة، وكشفتها تعمداً تؤاخذ على ذلك، وأن كل زينة لا يمكن إخفاؤها – مثل الثياب الظاهرة – أو يمكن إخفاؤها، ولكنها انكشفت من غير قصد لكشفها، أو شعور بذلك، فإنها لا تؤاخذ عليه، ولا تعاتب على ذلك، كما أنها لا تؤاخذ ولا تعاتب إذا كشفتها عمداً – لأجل حاجة أو مصلحة ملجئة.
فقوله تعالى: (إلا ما ظهر منها) في معنى قوله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
وأما الأقدام فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإرخاء الثياب شبراً، فقيل له: إذاً تنكشف القدمان، فقال: ترخي ذراعاً ولا تزيد. فهذا نص في وجوب تغطية القدمين. ومعنى كلامه صلى الله عليه وسلم في غاية الوضوح.
هذا هو معنى هذه الآية باختصار، والأصل في المؤمنة التي تبحث عن الحق، أنها عندما تسمعه وتعرفه تقول: (سمعنا وأطعنا)، ولا تبحث عن رأي فلان أو فلان. فما ضل كثير من الناس إلا باتباعهم للهوى. (ومن أضل من اتبع هواه بغير هدى من الله)؟!
وأما الحناء والكحل فهي من الزينة المباحة ولله الحمد.
وقد شرح الأدلة في هذا الموضوع، من القرآن الكريم، والسنة النبوية، وفعل الصحابة والتابعين، والسلف الصالحين بما لامزيد عليه، الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن إسماعيل المقدم في كتابه الثمين (عودة الحجاب) وخاصة في قسم الأدلة. فجزاه الله خيراً.
فأوصي الأخت الكريمة السائلة أن تنتفع بهذا الكتاب إن استطاعت الحصول عليه.
ورسالة السندي في أدلة الحجاب من أجمع الرسائل لأدلة الحجاب، ودراستها دراسة حديثية.
وكلام العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز كذلك في الحجاب وفتاواه كثيرة، ويمكن الاطلاع عليها من خلال موقعه رحمه الله على هذا الرابط ( http://www.binbaz.org.sa/default.asp ) ويمكن البحث بكلمة (الحجاب) وستظهر فتاوى كثيرة للشيخ رحمه الله.
كما يمكن للأخت السائلة الاطلاع على (رسالة الحجاب) للشيخ ابن عثيمين على هذا الرابط ( http://www.binothaimeen.com/ebook-06.shtml)
نسأل الله الهداية والسداد، والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 May 2003, 07:35 م]ـ
بسم الله
هناك كلام نفيس للإمام الشنقيطي حول هذا اللفظ في القرآن [أقصد لفظ الزينة]
حيث ذكر ما خلاصته أن الزينة للشيء هي ما يتزين به مما هو خارج عنه.
فالنجوم زينة للسماء وليست جزءاً منه، وما على الأرض زينة لها وليس منها.
فباستقراء آيات الزينة في القرآن وجد الشيخ رحمه الله أن جزء الشيء لا يسمى زينة.
وعليه؛ فزينة المرأة ما تزينت به من ملابس وأصباغ وغيرها، وأما وجهها وكفيها ونحو ذلك فليس من الزينة المقصودة في الآية.
وبهذا يتبين معنى الآية، وهو أن المرأة منهية عن إبداء ما تتزين به مما يترتب عليه رؤية لأجزاء بدنها كالكحل والأصباغ التي توضع على الوجه ونحوها، وأما ما ظهر من الزينة وهو الملابس وما لا بد من ظهوره فهذا مستثنى من تلك الزينة لأنه لا يمكن إخفاؤه. والله أعلم.
يمكن الرجوع لأضواء البيان للتوسع حول ما ذكرته مختصراً، ويمكن كذلك الاستفادة من كتاب الشيخ بكر أبو زيد: حراسة الفضيلة؛ فأذكر أنه فصل القول في هذه المسألة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[10 Aug 2005, 08:02 ص]ـ
أريد أن أدلي بدلوي القاصر في هذه المسألة المهمة:
لقد قرأت في هذه المسألة كثيراً مما كتب الشيخ الألباني رحمه الله وما رد عليه من العلماء وبعض الرسائل في ذلك والردود - وقد أصابني التشبع كما يقال -ومن أفضل ما قرأت كتاب حجاب المرأة المسلمة , وكتاب عودة الحجاب , وكذلك ما سطره العلامة الشنقيطي في تفسيره - كما أشار الأخوة - وصار عندي قناعة بعد ذلك أن الحق هو في تغطية الوجه وهو ما عليه اتفاق المسلمين العملي قبل دعوات السفور والتحرير- كما يقال - إن الأدلة التي استدل بها المجيزون لكشف الوجه هي نفسها أدلة من كتب في تحرير المرأة في السابق.
إخواني لدي سؤال أرجو ممن يكتب في جواز هذه المسألة أن يجيب عليه بتجرد , هل تأتي الشريعة بالتفرقة بين المتشابهات؟ أو تنهى عن شيء وتبيح ما هو أشد منه؟ ما حكم كشف القدمين؟ أهو جائز؟ أيهما أكثر فتنة الوجه الذي هو مجمع الفتنة - كما أشار الأخوة - أم القدمان؟!! , إن سفور المرأة وجهها خصوصاً الشابة والجميلة لهو مدعاة للنطر إليها وهو أمر محرم وما أدى إلى محرم أخذ حكمه.
إيك أخي أن تقارن بين المرأة المتبرجة السافرة الكاسية العارية وبين من أظهرت وجهها فقط. لا شك أن الأخيرة أفضل , إن كثيراً ممن خالفوا القول الموافق للحق في المرأة في الحجاب قد وقعوا تحت ضغط الواقع الأليم الذي حصل في العالم الإسلامي.
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[12 Nov 2010, 04:37 م]ـ
قال الشيخ العثيمين رح1 في رسالة الحجاب:
3 ـ إن الله تعالى نهى عن إبداء الزينة مطلقاً إلا ما ظهر منها، وهي التي لا بد أن تظهر، كظاهر الثياب ولذلك قال:
(((إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا))) ولم يقل إلا ما أظهرن منها
ثم نهى مرة أخرى عن إبداء الزينة إلا لمن استثناهم، فدل هذا على أن الزينة الثانية غير الزينة الأولى.
فالزينة الأولى هي الزينة الظاهرة التي تظهر لكل أحد ولا يمكن إخفاؤها
والزينة الثانية هي الزينة الباطنة التي يتزين بها، ولو كانت هذه الزينة جائزة لكل أحد لم يكن للتعميم في الأولى
والاستثناء في الثانية فائدة معلومة. أهـ
سؤالي:
ما فائدة التفريق بين الزينتين بالظاهرة والباطنة؟
مع أن إبداء الزينتين جائز للمستثنين، ولا يجوز للأجانب الأمران كذلك!
وأيضاً لا حرج على المرأة فيما ظهر من الزينتين بغير قصد
فلا يؤاخذن عليه إذا بادرن إلى ستره.
لم يظهر لي وجه الاستدلال هنا؟
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[12 Nov 2010, 06:42 م]ـ
بعد بحثي في الموضوعات المشابهة على صفحات الملتقى
وقفت على نقل للشيخ الألباني رح1 من كتابه الجلباب، الشاهد منه قوله:
[ .. فالزينة الأولى هي عين الزينة الثانية كما هو معروف في الأسلوب العربي: أنهم إذا ذكروا اسما معرفا ثم كرروه، فهو هو
فإذا كان الأمر كذلك، فهل الآباء ومن ذكروا معهم في الآية لا يجوز لهم أن ينظروا إلا إلى ثيابهن الباطنة؟! .. ]
أنتظر إفادة أهل الاختصاص
ـ[النجدية]ــــــــ[13 Nov 2010, 06:50 ص]ـ
فقد صح عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه تفسير الزينة بالثياب الظاهرة من المرأة.
جزاكم الله خيرا يا كرام
وحبذا لو تكرمتم علينا بدليل صحة قول ابن مسعود رض1 بأن الزينة هي الثياب، وهل هناك من تابعه من السلف الصالح؟
فأنا بصدد إعداد دراسة حول المسألة
والله الموفق(/)
طلب تقييم لاختصار التجيبي لتفسير الطبري رحمهم الله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[30 Apr 2003, 02:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله بركاته، أرجو من مشايخي الكرام تقييم لمختصر الطبري المطبوع على هامش بعض المصاحف المتداولة، و هو لأحد المتقدمين ـ لا أذكر اسمه الان ـ و لعله (الجيبي) أو ما يشبه هذا الرسم، و أذكر أن تاريخ وفاته هو 417 من الهجرة
و بارك الله فيكم
ـ[المشارك7]ــــــــ[30 Apr 2003, 07:26 م]ـ
وكذا مارايكم في تهذيب تفسير الطبري لصلاح الخالدي.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[28 Mar 2005, 11:25 ص]ـ
(مختصر ابن صمادح، وهو أبو يحيى محمد بن صمادح التجيبي الأندلسي المتوفى سنة 484هـ، وكان متداولاً بين طلبة العلم بالأندلس حتى القرن الثامن الهجري، ويعرف بـ " تلخيص الطبري "
وهو مجرد تفسير لغريب القرآن الكريم مأخوذ من تفسير الطبري، ولم يتناول تفسير الآيات، ولم يعرض لآراء المفسرين في الآية ....
وقام السيد محمد أبو العزم الزفيتي بتحقيقه وطبعه في مجلدين، ثم طبعته دار الشروق على هامش المصحف، وأسمته "مصحف الشروق المفسر الميسر " عام 1397هـ، ويقع في 724 صفحة من القطع الكبير.) انتهى باختصار يسير من كتاب: الإمام الطبري للدكتور محمد الزحيلي ضمن سلسلة أعلام المسلمين رقم 33.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Aug 2008, 09:55 ص]ـ
"مختصر تفسير الطبري للتجيبي" ليس اختصاراً لتفسير ابن جرير، ولم يسّمه هو اختصاراً، وإنما هو تفسير لغريب القرآن، قصد منه مؤلفه تفسير اللفظة غير الجارية على ألسنة الناس، ولا المتعارفة بين أكثرهم.
هذا مضمون ما أورده المؤلف في مقدمته، وسبب تسميته بـ"مختصر تفسير الطبري" قوله في المقدمة: (وكل ما نقلته فيه فمن "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" لمحمد بن جرير الطبري أخذته، ومنه استخرجته ... ).
وعلى هذا فلا يستقيم الحكم عليه على أنه اختصار لتفسير الطبري؛ فنقول: "إنه اختصار مخل أو غير مخل"، لأنه لم يقصد الاختصار. وإنما يحكم عليه من خلال التزام مصنفه بما قصده من جمعه وتأليفه.
هذا ما تبين لي، وهو ما أراه حول هذا التفسير المختصر لغريب القرآن.
ومنشأ الإشكال يعود إلى تسميته بهذا الاسم: " مختصر تفسير الطبري"، مع أن مؤلفه لم يسمه هكذا.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[11 Aug 2008, 01:44 م]ـ
ومن مختصري الطبري الشيخ محمد الصابوني، والدكتور بشار عواد.
فنرجو من المختصين تقييم ما ذكر من المختصرات.
وهل يمكن إدخال تفسير ابن كثير في مختصرات الطبري
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Dec 2008, 05:00 م]ـ
"تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن" للدكتور بشار عواد معروف، اقتصر فيه على ذكر كلام ابن جرير الطبري في تفسيره، وحذف ما أورده فيه من الآثار والأقوال.
وأما تفسير ابن كثير فلا يعد اختصاراً لتفسير ابن جرير، بل هو كتاب مستقل له منهجه وطريقته كما هو معروف، وقد أفاد من تفسير الطبري كما أفاد منه غيره.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Jan 2009, 09:33 م]ـ
"مختصر تفسير الطبري للتجيبي" ليس اختصاراً لتفسير ابن جرير، ولم يسّمه هو اختصاراً، وإنما هو تفسير لغريب القرآن، قصد منه مؤلفه تفسير اللفظة غير الجارية على ألسنة الناس، ولا المتعارفة بين أكثرهم.
هذا مضمون ما أورده المؤلف في مقدمته، وسبب تسميته بـ"مختصر تفسير الطبري" قوله في المقدمة: (وكل ما نقلته فيه فمن "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" لمحمد بن جرير الطبري أخذته، ومنه استخرجته ... ).
وعلى هذا فلا يستقيم الحكم عليه على أنه اختصار لتفسير الطبري؛ فنقول: "إنه اختصار مخل أو غير مخل"، لأنه لم يقصد الاختصار. وإنما يحكم عليه من خلال التزام مصنفه بما قصده من جمعه وتأليفه.
هذا ما تبين لي، وهو ما أراه حول هذا التفسير المختصر لغريب القرآن.
ومنشأ الإشكال يعود إلى تسميته بهذا الاسم: " مختصر تفسير الطبري"، مع أن مؤلفه لم يسمه هكذا.
ومما يدل على ما ذكرتُه هنا ما ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام بقوله: (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن صُمادح التجيبي الصمادحي السرقسطي. ...
وله مختصر في غريب القرآن يدل على فضله ومعرفته.).(/)
باب في وجوب الحكم والتحاكم إلى الشريعة
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[01 May 2003, 01:51 ص]ـ
المطلب الأول: تعريف الحكم والتحاكم:
قال ابن فارس: مادة (ح ك م) أصل واحد هو المنع ([1])
قال الراغب الأصفهاني ـ رحمه الله ـ (حَكَمَ: أصله منع منعا لإصلاح، ومنه سميت اللجام: حكمة الدابة، فقيل: حَكَمْته وحَكمْتُ الدابة: منعتها بالحكمة، وأحكمتها جعلتُ لها حكمة، وكذلك حكمت السفيه وأحكمته قال الشاعر:
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم
والحكم بالشيء أن تقضي بأنه كذا، أو ليس بكذا، سواء ألزمت ذلك غيرك أو لم تلزمه، .. ويقال حاكم لمن يحكم بين الناس، ويقال الحَكَمُ للواحد والجمع وتحاكمنا إلى الحاكم) ([2])
وأما التحاكم والتحكيم: فالعرب تقول: حكَّمت فلانا إذا أطلقت يده فيما يشاء واحتكموا إلى الحاكم بمعنى، ويقول العرب أيضا: حكمت وأحكمت وحكَّمت بمعنى منعت ورددت ([3])
ونجد أن مادة الحكم تأتي في القرآن على عدة معان منها: الفقه والحكمة والفصل والقضاء والموعظة والفهم والعلم النبوة وحسن التأويل. ([4])
ـ
--------------------
([1]) معجم مقاييس اللغة ـ 2/ 91 ـ مطبعة الحلبي
([2]) مفردات ألفاظ القرآن ـ مادة حكم 248 ـ دار القلم
([3]) تهذيب اللغة ـ 4/ 114
([4]) انظر الحكم والتحاكم في خطاب الوحي ـ عبدالعزيز مصطفى كامل ـ دار طيبة ـ ط: الأولى
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[01 May 2003, 01:55 ص]ـ
تعريف الحاكم في الشرع:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (وكل من حكم بين اثنين فهو قاض سواء كان صاحب حرب أو متولي ديوان أو منتصبا للاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى الذي يحكم بين الصبيان في الخطوط فإن الصحابة كانوا يعدونه من الحكام) ([5]) فكل من انتصب للقضاء بين الناس فهو حاكم ولا يشترط أن يكون في دار قضاء، فتأمل هذا المعني جيدا.
===========
([5]) مجموع الفتاوى 18/ 170
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[01 May 2003, 01:58 ص]ـ
المطلب الثالث: علاقة الحكم بما أنزل الله بتوحيد الألوهية:
انها قضية الحكم والشريعه والتقاضي - ومن ورائها قضية الألوهيه والتوحيد والايمان - والقضيه في جوهرها تتلخص في الاجابه على هذا السؤال: أيكون الحكم والشريعه والتقاضي حسب مواثيق الله وعقوده وشرائعه التي استحفظ عليها اصحاب الديانات السماويه واحده بعد الأخرى وكتبها على الرسل، وعلى من يتولون الأمر بعدهم ليسيروا على هداهم؟ أم يكون ذلك كُله للأهواء المتقلبه، والمصالح التي لا ترجع الى أصل ثابت من شرع الله، والعرف الذي يصطلح عليه جيل أو أجيال؟ وبتعبير آخر: أتكون الألوهيه والربوبيه والقوامة لله في الأرض وفي حياة الناس؟ أم تكون كلها أو بعضها لأحد من خلقه يشرع للناس ما لم يأذن به الله؟ الله - سبحانه - يقول: إنه هو الله لا آله إلا هو. وإن شرائعه التي سنها للناس بمقتضى ألوهيته لهم وعبوديتهم له، وعاهدهم عليها وعلى القيام بها هي التي يجب أن تحكم هذه الأرض، وهي التي يجب أن يتحاكم إليها الناس، وهي التي يجب أن يقضي بها الأنبياء ومن بعدهم من الحكام. . والله - سبحانه - يقول: إنه لا هوادة في هذا الأمر، ولا ترخص في شيء منه، ولا انحراف عن جانب ولو صغير. وإنه لا عبرة بما تواضع عليه جيل، أو لما اصطلح عليه قبيل، مما لم يأذن به الله في قليل ولا كثيرا! والله - سبحانه - يقول: إن المسألة - في هذا كله - مسألة إيمان أو كفر أو إسلام أو جاهلية وشرع أو هوى. وإنه لا وسط في هذا الأمر ولا هدنة ولا صلح! فالمؤمنون هم الذين يحكمون بما أنزل الله - لا يخرمون منه حرفا ولا يبدلون منه شيئا - والكافرون الظالمون الفاسقون هم الذين لا يحكمون بما أنزل الله. وأنه إما أن يكون الحكام قائمين على شريعة الله كاملة فهم في نطاق الإيمان. وإما أن يكونوا قائمين على شريعة أخرى مما لم يإذن به الله، فهم الكافرون الظالمون الفاسقون. وأن الناس إما أن يقبلوا من الحكام والقضاة حكم الله وقضاءه في أمورهم فهم مؤمنون. . وإلا فما هم بالمؤمنين. . ولا وسط بين هذا الطريق وذاك ولا حجة ولا معذرة، ولا احتجاج بمصلحة. فالله رب الناس يعلم ما يصلح للناس ويضع شرائعة لتحقيق مصالح الناس الحقيقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس أحسن من حكمه وشريعته حكم أو شريعة. وليس لأحد من عباده أن يقول: إنني أرفض شريعة الله، أو إنني أبصر بمصلحة الخلق من الله. . فإن قالها - بلسانه أو بفعله - فقد خرج من نطاق الإيمان. . هذه هي القضية الخطيرة الكبيرة التي يعالجها هذا الدرس في نصوص تقريرية صريحة. . ذلك إلى جانب ما يصوره من حال اليهود في المدينة، ومناوراتهم ومؤامراتهم مع المنافقين: (من الذين قالوا: آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم). وما يوجه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمواجهة هذا الكيد الذي لم تكف عنه يهود، منذ أن قامت للإسلام دولة في المدينة. . والسياق القرآني في هذا الدرس يقرر أولا: توافي الديانات التي جاءت من عندالله كلها على تحتيم الحكم بما أنزله الله وإقامة الحياة كلها على شريعة الله وجعل هذا الأمر مفرق الطريق بين الإيمان والكفر وبين الإسلام والجاهلية وبين الشرع والهوى. . فالتوراة أنزلها الله فيها هدى ونور: (يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء). . (وعندهم التوارة فيها حكم الله). . (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس. . الخ). . والإنجيل آتاه الله عيسى بن مريم (مصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين. وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه). . والقرآن أنزله الله على رسوله (بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) وقال له: (فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق). . (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). . (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون). . (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون). . (أفحكم الجاهلية يبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟). . وكذلك تتوافى الديانات كلها على هذا الأمر، ويتعين حد الإيمان وشرط الإسلام، سواء للمحكومين أو للحكام. . والمناط هو الحكم بما أنزل الله من الحكام، وقبول هذا الحكم من المحكومين، وعدم ابتغاء غيره من الشرائع والأحكام. . والمسألة في هذا الوضع خطيرة والتشدد فيها على هذا النحو يستند إلى إسباب لا بد خطيرة كذلك. فما هي يا ترى هذه الأسباب؟ إننا نحاول أن نتلمسها سواء في هذه النصوص أو في السياق القرآني كله، فنجدها واضحة بارزة. . إن الاعتبار الأول في هذه القضية هو أنها قضية الإقرار بألوهية الله وربوبيته وقوامته على البشر - بلا شريك - أو رفض هذا الإقرار. . ومن هنا هي قضية كفر أو إيمان، وجاهلية أو إسلام. . . . . والقرآن كله معرض بيان هذه الحقيقة. . إن الله هو الخالق. . خلق هذا الكون، وخلق هذا الإنسان. وسخر ما في السماوات والأرض لهذا الإنسان. . وهو - سبحانه - متفرد بالخلق، لا شريك له في كثير منه أو قليل. وإن الله هو المالك. . بما أنه هو الخالق. . ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما. . فهو - سبحانه - متفرد بالملك. لا شريك له في كثير منه أو قليل. وإن الله هو الرازق. . فلا يملك أحد أن يرزق نفسه أو غيره شيئا. لا من الكثير ولا من القليل. . وإن الله هو صاحب السلطان المتصرف في الكون والناس. . بما أنه هو الخالق المالك الرازق. . وبما أنه هو صاحب القدرة التي لا يكون بدونها خلق ولا رزق ولا نفع ولا ضر. وهو - سبحانه - المتفرد بالسلطان في هذا الوجود. والإيمان هو الإقرار لله - سبحانه - بهذه الخصائص. الألوهية، والملك، والسلطان. . . متفردا بها لا يشاركه فيها أحد. والإسلام هو الاستسلام والطاعة لمقتضيات هذه الخصائص. . هو إفراد الله - سبحانه - بالألوهية والربوبية والقوامة على الوجود كله - وحياة الناس ضمنا - والاعتراف بسلطانه الممثل في قدره والممثل كذلك في شريعته. فمعنى الاستسلام لشريعة الله هو - قبل كل شيء - الاعتراف بألوهيته وربوبيته وقوامته وسلطانه. ومعنى عدم الاستسلام لهذه الشريعة، واتخاذ شريعة غيرها في أية جزئية من جزئيات الحياة، هو - قبل كل شيء - رفض الاعتراف بألوهية الله وربوبيته وقوامته وسلطانه. . ويستوي أن يكون الاستسلام أو الرفض باللسان أو بالفعل دون القول. . وهي من ثم قضية كفر أو إيمان وجاهلية أو إسلام. ومن هنا يجيء هذا النص
(يُتْبَعُ)
(/)
: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون). . (الظالمون). . (الفاسقون). والاعتبار الثاني هو اعتبار الأفضلية الحتمية المقطوع بها لشريعة الله على شرائع الناس. . هذه الأفضلية التي تشير إليها الآية الأخيرة في هذا الدرس: (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون؟). . والاعتراف المطلق بهذه الأفضلية لشريعة الله، في كل طور من أطوار الجماعة، وفي كل حالة من حالاتها. . هو كذلك داخل في قضية الكفر والإيمان. . فما يملك إنسان أن يدعي أن شريعة أحد من البشر، تفضل أو تماثل شريعة الله، في أية حالة أو في أي طور من أطوار الجماعة الإنسانية. . ثم يدعي - بعد ذلك - أنه مؤمن بالله، وأنه من المسلمين. . إنه يدعي أنه أعلم من الله بحال الناس وأحكم من الله في تدبير أمرهم. أو يدعي أن أحوالا وحاجات جرت في حياة الناس، وكان الله - سبحانه - غير عالم بها وهو يشرع شريعته أو كان عالما بها ولكنه لم يشرع لها! ولا تستقيم مع هذا الادعاء دعوى الإيمان والإسلام. مهما قالها باللسان! فأما مظاهر هذه الأفضلية فيصعب إدراكها كلها. فإن حكمة شرائع الله لا تنكشف كلها للناس في جيل من الأجيال. والبعض الذي ينكشف يصعب التوسع في عرضه هنا. . في الظلال. . فنكتفي منه ببعض اللمسات: إن شريعة الله تمثل منهجا شاملا متكاملا للحياة البشرية يتناول بالتنظيم والتوجيه والتطوير كل جوانب الحياة الإنسانية في جميع حالاتها، وفي كل صورها وأشكالها. . وهو منهج قائم على العلم المطلق بحقيقة الكائن الإنساني، والحاجات الإنسانية، وبحقيقة الكون الذي يعيش فيه الإنسان وبطبيعة النواميس التي تحكمه وتحكم الكينونة الإنسانية. . ومن ثم لا يفرط في شيء من أمور هذه الحياة ولا يقع فيه ولا ينشأ عنه أي تصادم مدمر بين أنواع النشاط الإنساني ولا أي تصادم مدمر بين هذا النشاط والنواميس الكونية إنما يقع التوازن والاعتدال والتوافق والتناسق. . الأمر الذي لا يتوافر أبدا لمنهج من صنع الإنسان الذي لا يعلم إلا ظاهرا من الأمر وإلا الجانب المكشوف في فترة زمنية معينة ولا يسلم منهج يبتدعه من آثار الجهل الإنساني ولا يخلو من التصادم المدمر بين بعض ألوان النشاط وبعض. والهزات العنيفة الناشئة عن هذا التصادم. وهو منهج قائم على العدل المطلق. . أولا. . لأن الله يعلم حق العلم بم يتحقق العدل المطلق وكيف يتحقق. . وثانيا. . لأنه - سبحانه - رب الجميع فهو الذي يملك أن يعدل بين الجميع وأن يجيء منهجه وشرعه مبرأ من الهوى والميل والضعف - كما أنه مبرأ من الجهل والقصور والغلو والتفريط - الأمر الذي لا يمكن أن يتوافر في أي منهج أو في أي شرع من صنع الإنسان، ذي الشهوات والميول، والضعف والهوى - فوق ما به من الجهل والقصور - سواء كان المشرع فردا، أو طبقة، أو أمة، أو جيلا من أجيال البشر. . فلكل حالة من هذه الحالات أهواؤها وشهواتها وميولها ورغباتها فوق أن لها جهلها وقصورها وعجزها عن الرؤية الكاملة لجوانب الأمر كله حتى في الحالة الواحدة في الجيل الواحد. . وهو منهج متناسق مع ناموس الكون كله. لأن صاحبه هو صاحب هذا الكون كله. صانع الكون وصانع الإنسان. فإذا شرع للإنسان شرع له كعنصر كوني، له سيطرة على عناصر كونية مسخرة له بأمر خالقه بشرط السير على هداه، وبشرط معرفة هذه العناصر والقوانين التي تحكمها. . ومن هنا يقع التناسق بين حركة الإنسان وحركة الكون الذي يعيش فيه وتأخذ الشريعة التي تنظم حياته طابعا كونيا، ويتعامل بها لا مع نفسه فحسب، ولا مع بني جنسه فحسب! ولكن كذلك مع الأحياء والأشياء في هذا الكون العريض، الذي يعيش فيه، ولا يملك أن ينفذ منه، ولا بد له من التعامل معه وفق منهاج سليم قويم. ثم. . إنه المنهج الوحيد الذي يتحرر فيه الإنسان من العبودية للإنسان. . ففي كل منهج - غير المنهج الإسلامي - يتعبد الناس الناس. ويعبد الناس الناس. وفي المنهج الإسلامي - وحده - يخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده بلا شريك. . إن أخص خصائص الألوهية - كما أسلفنا - هي الحاكمية. . والذي يشرع لمجموعة من الناس يأخذ فيهم مكان الألوهية ويستخدم خصائصها. فهم عبيده لا عبيد الله، وهم في دينه لا في دين الله. والإسلام حين يجعل الشريعه
(يُتْبَعُ)
(/)
لله وحده، يخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ويعلن تحرير الإنسان. بل يعلن "ميلاد الإنسان". . فالإنسان لا يولد، ولا يوجد، إلا حيث تتحرر رقبتة من حكم إنسان مثله وإلا حين يتساوى في هذا الشأن مع الناس جميعاً أمام رب الناس. . إن هذه القضيه التي تعالجها نصوص هذا الدرس هي أخطر وأكبر قضايا العقيده. . إنها قضية الألوهيه والعبوديه. قضية العدل والصلاح. قضية الحريه والمساوا. قضية تحرر الإنسان - بل ميلاد الإنسان - وهي من أجل هذا كله كانت قضية الكفر أو الإيمان، وقضية الجاهلية أو الإسلام. . (هامش رقم 897) والجاهليه ليست فتره تاريخيه إنما هي حاله توجد كلما وجدت مقوماتها في وضع أو نظام. . وهي في صميمها الرجوع بالحكم والتشريع إلى أهواء البشر، لا إلى منهج الله وشريعته للحياة. ويستوي أن تكون هذه الأهواء أهواء فرد، أو أهواء طبقه، أو أهواء أمه، أو أهواء جيل كامل من الناس. . فكلها. . ما دامت لا ترجع إلى شريعة الله. . أهواء. . يشرع فرد لجماعه فإذا هي جاهليه. لأن هواه هو القانون. . أو رأيه هو القانون. . لا فرق إلا في العبارات! وتشرع طبقه لسائر الطبقات فإذا هي جاهليه. لأن مصالح تلك الطبقه هي القانون - أو رأي الأغلبيه البرلمانيه هو القانون - فلا فرق إلا في العبارات! ويشرع ممثلوا جميع الطبقات وجميع القطاعات في الأمه لأنفسهم فإذا هي جاهليه. . لأن أهواء الناس الذين لا يتجردون أبداً من الأهواء، ولأن جهل الناس الذين لا يتجردون أبداً من الجهل، هو القانون - أو لأن رأي الشعب هو القانون - فلا فرق إلا في العبارات! وتشرع مجموعه من الأمم للبشريه فإذا هي جاهليه. لأن أهدافها القوميه هي القانون - أو رأي المجامع الدوليه هو القانون - فلا فرق إلا في العبارات! ويشرع خالق الأفراد، وخالق الجماعات، وخالق الأمم والأجيال، للجميع، فإذا هي شريعة الله التي لا محاباه فيها لأحد على حساب أحد. لا لفرد ولا لجماعه ولا لدوله، ولا لجيل من الأجيال. لأن الله رب الجميع والكل لديه سواء. ولأن الله يعلم حقيقة الجميع ومصلحة الجميع، فلا يفوته - سبحانه - أن يرعى مصالحهم وحاجاتهم بدون تفريط ولا إفراط. ويشرع غير الله للناس. . فإذا هم عبيد من يشرع لهم. كائناًمن كان. فردً أو طبقه أو أمه أو مجموعه من الأمم. . ويشرع الله للناس. . فإذا هم كلهم أحرار متساوون، لا يحنون جباههم إلا لله، ولا يعبدون إلا الله. ومن هنا خطورة هذه القضيه في حياة بني الإنسان، وفي نظام الكون كله: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن). . فالحكم بغير ما أنزل الله معناه الشر والفساد والخروج في النهايه عن نطاق الإيمان. . بنص القرآن. . الدرس الأول: 40 ذم المنافقين لتحاكمهم إلى غير الله ورسوله (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر، من الذين قالوا: آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، ومن الذين هادوا. . سماعون للكذب، سماعون لقوم آخرين لم يأتوك، يحرفون الكلم من بعد مواضعه.
ـ[عبدالرحمن بن محمد الهرفي]ــــــــ[01 May 2003, 02:01 ص]ـ
المطلب الرابع: علاقة الحكم بما أنزل الله بالرضا بنبوة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ:
الرضى بنبوة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أصل الإيمان وهذا مما لا ينازع فيه أحد من المسلمين ومن مقتضى هذا الرضا الرضى بحكمه وتحكيم أمره ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (وأما الرضى بنبيه رسولا فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه فلا يتلقى الهدى إلا من مواقع كلماته، ولا يحاكم إلا إليه، ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم غيره اللبته لا في شيء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله ولا في شيء من أذواق حقائق الإيمان ومقامه ولا في شيء من أحكام ظاهره وباطنه، لا يرضى في ذلك بحكم غيره، ولا يرضى إلا بحكمه، فإن عجز عنه كان تحكيمه غيره من باب غذاء المضطر إذا لم يجد ما يقيته إلا من الميتة والدم. وأحسن أحواله أن يكون من باب التراب الذي إنما يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور) ([11]) وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (فالرضا بالقضاء الديني الشرعي واجب، وهو أساس الإسلام وقاعدة الإيمان فيجب على العبد أن يكون راضيا به بلا حرج ولا منازعة ولا معارضة، ولا اعتراض.
قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء: 65] فأقسم أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله، وحتى يترفع الحرب عن نفوسهم من حكمه وحتى يسلموا لحكمه تسليما، وهذا حقيقة الرضى بحكمه. فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإيمان والتسليم في مقام الإحسان) ([12])
وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: يقسم تعالى بذاته المقدسه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ولهذا قال: (ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء: 65] أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة كما ورد في الحديث: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) ([13]).
----------------------------
([11]) مدارج السالكين ـ ابن القيم ـ تحقيق: عبدالعزيز بن ناصر الجليل ـ الأولى ـ 1423هـ ـ دار طيبة ـ 2/ 456
([12]) مندارج السالكين ـ ابن القيم ـ 2/ 201
([13]) تفسير ابن كثير ــ 1/ 520.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2003, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الشيخ الكريم على هذا اللباب. وملتقى أهل التفسير ينتظر منكم الكثير وفقكم الله، ونفع بكم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2004, 09:58 م]ـ
وهذا نقل قيم للعلامة الشنقيطي صاحب أضواء البيان ذكره عند تفسيره لقول الله تعالى: (قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) (الكهف:26)
قال رحمه الله:
(قوله تعالى: {وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا}. قرأ هذا الحرف عامة السبعة ما عدا ابن عامر «ولا يشرك» بالياء المثناة التحتية، وضم الكاف على الخبر، ولا نافية ـ والمعنى: ولا يشرك الله جل وعلا أحداً في حكمه، بل الحكم له وحده جل وعلا لا حكم لغيره ألبتة، فالحلال ما أحله تعالى، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه. والقضاء ما قضاه. وقرأه ابن عامر من السبعة. «ولا تشرك» بضم التاء المثناة الفوقية وسكون الكاف بصيغة النهي، أي لا تشرك يا نبي الله. أو لا تشرك أيها المخاطب أحداً في حكم الله جل وعلا، بل أخلص الحكم لله من شوائب شرك غيره في الحكم. وحكمه جل وعلا المذكور في قوله: {وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا} شامل لكل ما يقضيه جل وعلا. ويدخل في ذلك التشريع دخولاً أولياً.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الحكم لله وحده لا شريك له فيه على كلتا القراءتين جاء مبيناً في آيات أخر. كقوله تعالى: {إِنِ ?لْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُو?اْ إِلاَّ إِيَّاهُ} وقوله تعالى: {وَقَالَ ي?بَنِىَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَ?دْخُلُواْ}، وقوله تعالى: {وَمَا ?خْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ?للَّهِ}، وقوله تعالى: {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ ?للَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَ?لْحُكْمُ للَّهِ ?لْعَلِىِّ ?لْكَبِيرِ}، وقوله تعالى: {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ?لْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وقوله تعالى: {لَهُ ?لْحَمْدُ فِى ?لاٍّولَى? وَ?لاٌّخِرَةِ وَلَهُ ?لْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، وقوله: {أَفَحُكْمَ ?لْجَـ?هِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ?للَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. وقوله تعالى: {أَفَغَيْرَ ?للَّهِ أَبْتَغِى حَكَماً وَهُوَ ?لَّذِى? أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ?لْكِتَـ?بَ مُفَصَّلاً}، إلى غير ذلك من الآيات.
ويفهم من هذه الآيات كقوله {وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا} أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله. وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر. كقوله فيمن اتبع تشريع الشيطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ?سْمُ ?للَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّه
لَفِسْقٌ وَإِنَّ ?لشَّيَـ?طِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَـ?دِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم. وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى ـ هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ ي?بَنِى? ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ?لشَّيطَـ?نَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌوَأَنِ ?عْبُدُونِى هَـ?ذَا صِرَ?طٌ مُّسْتَقِيمٌ}، وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم: {ي?أَبَتِ لاَ تَعْبُدِ ?لشَّيْطَـ?نَ إِنَّ ?لشَّيْطَـ?نَ كَانَ لِلرَّحْمَـ?نِ عَصِيّاً}، وقوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَـ?ثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَـ?ناً مَّرِيداً} أي ما يعبدون إلا شيطاناً، أي وذلك باتباع تشريعه. ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: {وَكَذ?لِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ?لْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَـ?دِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ}. وقد بين النَّبي صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى: {?تَّخَذُو?اْ أَحْبَـ?رَهُمْ وَرُهْبَـ?نَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ?للَّهِ} ـ فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل
(يُتْبَعُ)
(/)
الله فاتبعوهم في ذلك، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أرباباً.
ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب. وذلك في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى ?لَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُو?اْ إِلَى ?لطَّـ?غُوتِ وَقَدْ أُمِرُو?اْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ?لشَّيْطَـ?نُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَـ?لاً بَعِيداً}.
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم.
تنبيه
اعلم أنه يجب التفصيل بين النظام الوضعي الذي يقتضى تحكيمه الكفر بخالق السموات والأرض، وبين النظام الذي لا يقتضى ذلك.
وإيضاح ذلك ـ أن النظام قسمان: إداري، وشرعي. أما الإداري الذي يراد به ضبط الأمور وإتقانها على وجه غير مخالف للشرع، فهذا لا مانع منه، ولا مخالف فيه من الصحابة، فمن
بعدهم. وقد عمل عمر رضي الله عنه من ذلك أشياء كثيرة ما كانت في زمن النَّبي صلى الله عليه وسلم. ككتبه أسماء الجند في ديوان لأجل الضبط، ومعرفة من غاب ومن حضر كما قدمنا إيضاح المقصود منه في سورة «بني إسرائيل» في الكلام على العاقلة التي تحمل دية الخطأ، مع أن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ولم يعلم بتخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك إلا بعد أن وصل تبوك صلى الله عليه وسلم. وكاشترائه ـ أعني عمر رضي الله عنه ـ دار صفوان بن أمية وجعله إياها سجناً في مكة المكرمة، مع أنه صلى الله عليه وسلم لم يتخذ سجناً هو ولا أبو بكر. فمثل هذا من الأمور الإدارية التي تفعل لإتقان الأمور مما لا يخالف الشرع ـ لا بأس به. كتنظيم شؤون الموظفين، وتنظيم إدارة الأعمال على وجه لا يخالف الشرع. فهذا النوع من الأنظمة الوضعية لا بأس به، ولا يخرج عن قواعد الشرع من مراعاة المصالح العامة.
وأما النظام الشرعي المخالف لتشريع خالقي السموات والأرض فتحكيمه كفر بخالق السموات والأرض. كدعوى أن تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث ليس بإنصاف، وأنهما يلزم استواؤهما في الميراث. وكدعوى أن تعدد الزوجات ظلم، وأن الطلاق ظلم للمرأة، وأن الرجم والقطع ونحوهما أعمال وحشية لا يسوغ فعلها بالإنسان، ونحو ذلك.
فتحكيم هذا النوع من النظام في أنفس المجتمع وأموالهم وأعراضهم وأنسابهم وعقولهم وأديانهم ـ كفر بخالق السموات والأرض، وتمرد على نظام السماء الذي وضعه من خلق الخلائق كلها وهو أعلم بمصالحها سبحانه وتعالى عن أن يكون معه مشرع آخر علواً كبيراً {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ?لدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ?للَّهُ}، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ?للَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ?للَّهِ تَفْتَرُونَ}، {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ?لْكَذِبَ هَـ?ذَا حَلَـ?لٌ وَهَـ?ذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى? ?للَّهِ ?لْكَذِبَ إِنَّ ?لَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى? ?للَّهِ ?لْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} وقد قدمنا جملة وافية من هذا النوع في سورة «بني إسرائيل» في الكلام على قوله تعالى:
{إِنَّ هَـ?ذَا ?لْقُرْءَانَ يِهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ}.) انتهى كلامه رحمه الله
ـ[أبو صلاح الدين]ــــــــ[22 Jun 2005, 04:12 م]ـ
أرجوا أن تنظروا مقالي " غزو معاقل التكفير" للتعليق عليه, والاستفادة من علمكم ... , فالعلم رحم بين أهله.
انظر:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=13372#post13372(/)