كلام جميل للامام ابن حزم رحمه الله من كتاب الاخلاق والسير
ـ[خالد أبو عبد الله الجزائر]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 07:26]ـ
النصيحة مرتان: فالأولى فرض وديانة
والثانية تنبيه وتذكير
وأما الثالثة فتوبيخ وتقريع وليس وراء ذلك إلا التركل واللطام اللهم إلا في معاني الديانة فواجب على المرء تزداد النصح فيها رضي المنصوح أو سخط تأذى الناصح بذلك أو لم يتأذ. وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً وبتعريض لا تصريح إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك فلا بد من التصريح. ولا تصرح على شرط القبول منك فإذا تعديت هذه الوجوه فأنت ظالم لا ناصح وطالب طاعة وملك لا مؤدي حق أمانة وأخوة.
من كتاب الاخلاق والسير(/)
حمل شرح قصيدة بانت سعاد للشيخ إبراهيم الباجورى
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 03:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب الإسعاد شرح بانت سعاد للشيخ إبراهيم الباجورى - رحمه الله تعالى - (منقول من مكتبة المصطفى
http://www.4shared.com/get/ZjF15_B5/_______.html
ـ[إسلام إبراهيم عثمان]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 04:40]ـ
بارك الله فيك أيها الفاضل
هلا تأكدت من الرابط!، فهو لا يعمل عندي
بوركتَ
ـ[طراد]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 05:36]ـ
الرابط لا يعمل
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 05:42]ـ
إعادة رفع الرابط حمل من هنا
أستغفر الله العظيم ( http://http://www.4shared.com/********/ZjF15_B5/_______.html)
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 05:46]ـ
أو من هنا ( http://www.4shared.com/********/ZjF15_B5/_______.html)
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 05:53]ـ
أو من هنا واعذرونى فخبرتى فى الرفع قليلة (أين أبو حاتم؟ أين المستهدى بالله) أين من يمكنه إصلاح الرابط
http://www.4shared.com/********/ZjF15_B5/_______.html
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 08:11]ـ
بارك الله فيكم
http://www.4shared.com/get/ZjF15_B5/_______.html
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 08:19]ـ
جزاك الله خيرا أبا حاتم
(بس عرفنى إزاى بتعملها علشان مش كل مرة أتعبك معايه ويا ترى إيه الغلط اللى أنا بعمله) (ابتسامة بالفصحى)(/)
قصيدة الهلالي في الدفاع عن اللغة العربية ـ لغة القرآن الكريم
ـ[الصقر الشاهين]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 08:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة هي من القصائد
التي تدافع عن اللغة العربية
وهي لغة القرآن الكريم
وقد صاغها الشاعر على شكل
قصة جميلة ومحاورة جذابة
وهي للأستاذ الشاعر:
محمد حسن ظافر الهلالي
المملكة العربية السعودية ـ الجنوب ـ محافظة المجاردة
سبحان من في علمه السر كالجهر ... مقسّم الأزراق في البر والبحر
ومن بعد هذا يا أخي هاك قصة ... مشوّقة الأحداث قد شغلتْ فكري
لقد خِلتُ حوراء العيون جميلة ... لها أثرٌ في القلبِ أقوى من السحر
فتاة كأن البدر يشبه وجهها ... ولكنها أبهى جمالاً من البدر
ولكنني لما رأيت دموعها ... تسيل على الخدين كالماء بالنهر
تفطر قلبي بالهموم وبالأسى ... وصِرت بما أدريه من قبل لا أدري
فقلت لها من أنت؟ قالت أنا التي ... حفِظت لكم قَدراً وضيّعتمُوا قَدري
فقلت لها بالله ربك أفصِحي ... فقالت أنا أمّ المشاعر والشعر
أنا لغة الأعراب من كل أمةٍ ... أنا لغة الآداب من سابق الدهر
أنا لغةٌ قد شرف الله قدرها ... بها أنزل القرآن في ليلة القدر
فقلت لها أهلاً وسهلاً ومرحباً ... عليك سلام الله يا لغة الذكر
ولكن لماذا تظهرين حزينة؟ ... فقالت لما قد حلّ بالشعر والنثر
بأسباب قوم لست أرغب ذكْرهم ... وإن ذُكروا عندي يضيق بهم صدري
أناس أراهم ينظمون قصائدا ... ضِعافاً بها قد شوهوا سمعة الشعر
ومن عجبٍ قالوا درسْنا علومها ... وما عرفوا مواضع النصب والكسر
فقلت لها لا تحزني وتصبّري ... قليلاً فلا تحيا الضفادع في البحر
وحاورتها حتى تبدل حالها ... وقالت لقد حرّرت فكري من الأسر
وأخرجتني من بيت هم دخلته ... وأبدلتني عن حالة العسر باليسر
وقالت جزاك الله عني محمداً ... بخير جزاء حيث بينت لي أمري
وصلوا على المختار من خير أمة ... شفيع عباد الله في موقف الحشر
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 09:28]ـ
الله اكبر ما اجملها من قصيدة وما اروعه من نظم
ـ[طراد]ــــــــ[10 - Jul-2010, صباحاً 01:42]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الصقر الشاهين]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 10:12]ـ
شكراً لكم على ردودكم الجميلة(/)
قصيدة رثاء رائعة ـ مرثية الهلالي لوالده يرحمه الله تعالى
ـ[الصقر الشاهين]ــــــــ[10 - Jul-2010, مساء 10:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في فجر يوم الخميس 11 ـ 3 ـ 1431هـ الموافق 25 ـ 2 ـ 2010م
وفي محافظة المجاردة ـ جنوب المملكة العربية السعودية
انتقل الوالد الغالي حسن ظافر الهلالي إلى رحمة الله تعالى
نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته
وهذه القصيدة لإبنه: محمد يرثيه بها:
مرثية الهلالي:
أيّ ليلٍ وأيّ صبحٍِ صباحيْ ... من يُداريْ ومن يُداويْ جراحي
لا تلُمْني لما ترى لست تدريْ ... رُبّ صاح تظنه غير صاح
لا تَلُمْني فإن في القلب شيءٌ ... لا يُدارى وليس يمحوه ماحي
وفراقِ الآباء شيءٌ عظيمٌ ... ما لذكرى همومه من بَراح
كيف أنسى من كان كالبدر نوراً ... قد أضاءتْ من نورهِ كلُّ ساحِ
وسراجاً إلى المعالي منيراً ... ودليلاً إلى دروبِ النجاح
كيف أنسى من كان حبّي وقلبي ... وحياتي وجنّتي وارْتِيَاحي
كان بالليل كالسراج منيراً ... فتوارى بنوره في الصباح
قد سما للسماء والروح صارت ... في جوارِ العليمِ بالأرواح
في جوارٍ أنعم به من جوارٍ ... هو أهل الثناء والأمداح
رَبِّ ألهمْه ثابت القول واجعلْ ... حوله القبرَ من جنانٍ فِساحِ
وتقبّله صابراً وشهيداً ... ورفيقاً أهلَ التقى والصلاحِ
فزْتَ يا والديْ بقولٍ سديدٍ ... وبوجهٍ يُنيرُ كالمصباحِ
لكَ فرضٌ وواجبٌ في صلاتي ... بدعاءٍ بوافرِِِ الإلحاحِ
لكَ خيرُ الدعاءِ ما دمْتُ حياً ... ورجائيْ فيْ فالقِ الإصباحِ
أنت حيٌ أراك في كل دربٍ ... من دروبي وحَيثما كنتُ ناحي
في بيوتٍ بنيتها شاهقاتٍ ... شاهداتٍ بخيرِ كفٍ وراحِ
أنت حيٌّ أراك في البدر لما ... يتجلّى بنوره الوضّاحِ
أنت حيٌ ذكراك في كل شيء ... في وصاياك في جميع النواحي
ذكريات أصولها من نخيلٍ ... باسقاتٍ وزهرها من أقاح
حكمة منك يا أبي كيف أنسى ... حين جمع الأكف راحاً براحِ
لك ذكرى كثيرة في الوصايا ... كنت والله سيّد النّصّاحِ
كنت تروي قلوبَنا بالوصايا ... وطبيباً مداوياً للجراحِ
ولبيباً إذا تغلّق باب ... جاء منك الجواب كالمفتاحِ
نادرٌ في الرجال شهمٌ كريمٌ ... حسنُ الخلقِ ظافرٌ بالمداحِ
فسلامٌ عليك في كل ليل ... وسلام عليك كل صباحِ
وسلامٌ عليكَ ما طارَ طيرٌ ... أو تغنّي بصوتهِ الصّدّاحِ
وسلامٌ عليكَ ما قامَ نَبْتٌ ... واسْتمالتْ أغصانُهُ بالرياحِ
وسلامٌ عليكَ ما شَعّ نورٌ ... أو توارَى في غَدوةٍ أو رواحِ
وسلام عليك في كل حين ... يا شبيهاً للبدر في الإيضاح
توضيح بعض المعاني:
توارى بنوره في الصباح = إشارة إلى وقت الوفاة
فزت يا والدي بقول سديد = نطق الشهادة
حين جمع الأكف راح براح = عندما جمع ايدي اولاده ليوصيهم عند موته رحمه الله
حسنُ الخلقِ ظافرٌ بالمداح = في هذا البيت إشارة إلى اسم الفقيد ـ حسن ظافر ـ يرحمه الله
ملاحظة: عند نقل القصيدة لمنتدى آخر يجب اختيار نوع الخط Arial للمحافظة على تنسيق الأبيات
ـ[أبو همام اللغبي]ــــــــ[19 - Nov-2010, مساء 06:55]ـ
رحم الله الفقيد رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته
قصيدة جميلة من ولد حزين مبدع
أسأل الله لأهله الصبر والسلوان
أبو همام اللغبي
ـ[مهندس مصري]ــــــــ[20 - Nov-2010, صباحاً 07:21]ـ
قصيدة مُبكية رائعة(/)
من يشرح لي هذا البيت للبحتري؟
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 02:24]ـ
قال البحتري
شَرِّق وغرِّب فعهد العاهِدين بما ............... طالبتَ في ذَمَلَان الأينُقِ الذُّمُلِ
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[13 - Jul-2010, صباحاً 10:16]ـ
أرى أن البيت فيه تعبير الشاعر عن عدم تحقق أمل المخاطب وخيبة سعيه فهو لن يجني من وراء سعيه مهما شرق وغرب إلا جري (ذملان) رواحله (الأينق) فقد ألف الناس أن يروا هذه النتيجة في كل سعيه (ألفو ا أن يروا ذملان أينقه لا تحقق مطلوبه) ....................... والله أعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 12:16]ـ
بالعكس بارك الله فيك!
بل يقول: رزقك في السفر!
ونظائره من الشعر لا تحصى
قال الثعالبيي في ثمار القلوب:
7 - (أرض الله) قد أكثر الناس في الحث على السير في الأرض لطلب الرزق قال منصور بن ماذان
(فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... فما الكرج الدنيا ولا الناس قاسم)
وقال البحترى
(شرق وغرب فعهد العاهدين بما ... طالبت في ذملان الأينق الذمل)
(ولا تقل أمم شتى ولا فرق ... فالأرض من تربة والناس من رجل)
وقال سعيد بن محمد الطبرى
(سأغنى بالهبيد وباللبيد ... وبالفلوات عن قصر مشيد)
(فأرض الله واسعة أمامى ... إذا ضاق الفضاء على البليد)
ومعنى الهبيد الحنظل واللبيد الجوالق أى أستغنى بالحنظل ومرعى البر عن استصحاب زاد
وكأن أحسن ما قيل من ذلك مقتبس من قوله عز ذكره (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 12:25]ـ
بارك الله فيك اخي /خزانة الادب ........................ وهذا جزائي أن تصديت لشرح البيت ارتجالا وأنا لم اعرف ماقبله وما بعده ....................... فمن تحدث في غير فنه فقد اتى بالعجائب .................... سامحني الله ........... وزادني وإياك علما .............. يبدو أنك خزانة حقيقية للأدب
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 01:43]ـ
الاخ مصطفى بوركت جزاك الله خيرا
خزانة الادب لله درك بالفعل هذا البيت أتيت به من كتاب ثمار القلوب للثعالبي وقد نسبه الآخير للبحتري بيد أني لم أجده في ديوانه بل ولا حتى في المنسوب إليه على أية حال البيت لم يُفك وثاقه بعد هل من مزيد إيضاح جزاكم الله خيرا
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[13 - Jul-2010, مساء 04:54]ـ
قال البحتري
شَرِّق وغرِّب فعهد العاهِدين بما ............... طالبتَ في ذَمَلَان الأينُقِ الذُّمُلِ
من المستحسن أن نذكر القصيدة ولقد وجدتها في الموسوعة الشعرية وهذا نصها
جاءَ الوَلِيُّ فَبَلَّ الأَرضَ رَيِّقُهُ
وَغُلَّتي مِنهُ ما أَفضَت إِلى بَلَلِ
وَقَد سَأَلتُ فَما أُعطيتُ مَرغَبَةً
وَكانَ حَقِّيَ أَن أُعطى وَلَم أَسَلِ
أَرمي بِظَنّي فَلا أَعدو الخَطاءَ بِهِ
إِعجَب لِأَخطاءِ رامٍ مِن بَني ثُعَلِ
أَسيرُ إِذ كُنتُ في طولِ المُقامِ بِها
أُكدي لَعَلِّيَ أُجدي عِندَ مُرتَحَلي
وَرُبَّما حَرِمَ الغازونَ غُنمَهُمُ
في الغَزوِ ثُمَّ أَصابوا الغُنمَ في القَفَلِ
شَرِّق وَغَرِّب فَعَهدُ العاهِدينَ بِما
طالَبتَ في ذَمَلانِ الأَنيُقِ الذُمُلِ
وَلا تَقُل أُمَمٌ شَتّى وَلا شِقَقٌ
فَالأَرضُ مِن تُربَةٍ وَالناسُ مِن رَجُلِ
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 12:38]ـ
الأبيات في الديوان 4/ 1873 من قصيدة في مدح إبراهيم بن المدبِّر
والمعنى ظاهر
يقول: سافر في طلب الرزق لأن الذي تطلبه - أي الغنى - قد عَهِدَ الناسُ وجودَه في الأسفار.
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[14 - Jul-2010, صباحاً 12:46]ـ
أي نعم قد وجدته في ديوانه بارك الله فيك أستاذنا الفاضل(/)
رشاقة القلم
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 08:13]ـ
من طبع القلم أن يكون سهلاً عند التناول، وعند التأمل في صفته تجد " رشاقة " ممزوجة بلطافة.
وتكتمل رشاقته وجماله حينما تضمه أصابع صادقة متصلة بالقلب العامر بالحب للكبير المتعال، والقلب له اتصال بفكر راق وعقل مضاء بنور الوحي المبين.
إنني أهمس إليك أن لا تترك القلم على مكتبتك وحيداً، فالغربة قاتلة، والعزلة لا تليق به، بل سارع لاحتوائه لتلك الأصابع لعله يجد حلاوة الاجتماع فيكتب قصته.
إن إشارة القلم ترفع وتخفض وتبين الحق المبين وتدافع عن بيضة الدين، إن عرائس الفكر لا تستوي على الأرض إلا عبر سطور القلم.
إن قلمك لا يعجبنا صمته، ولا نحب وقوفه، بل يسرنا جريانه ليعظم الأثر وليبق الذِّكر، فهيا نحوه ليكون أداة للحق وسلاحاً في معركة الغزو الفكري، ومجاهداً في ساحة الحوار الصحفي.
انزل أيها القلم برشاقتك المعتادة وأرنا خير ما عندك كما عودتنا، فالشوق لدموعك ملأ الفؤاد.
إن الأمة ترجو بشغف " شجاعة القلم " الذي يخسف بالباطل، أو على الأقل يصيبه بجراح.
ويؤلمنا " مرض القلم بداء الجُبن " أو " الخوف " وكلاهما مزمنان ويساهمان في علو الباطل وانتشار الطعن في الثوابت.
أيا قلم الحق أما آن لك أن ترشق أعداء الحق بسلاحك الهادئ القاتل؟!.
إن عليل الهم والطموح وموعوك التقدم والنجاح قد سرى داؤه إلى قلمه فالكل عليل موعوك، ومن تجاوز ذلك وبرئ من دائه، وأفاق من مصابه هو المقدام وقلمه الساري في كل أوان.
أيا قلم الدفاع انتفض من مكانك وزلزل صاحبك، وأقنعه بأن المسألة " فرض عين ".
إن رشاقة القلم لا بد أن ترشق كل مخالف وترمي كل ضال معاند، وتناصح من قارب العدو جاهلاً أو عالماً.
إن لروحك أثر على رشاقة قلمك، فمداده من الروح وبقاء المداد من ذات الروح.
سر يا قلم وأثلج الصدر وابسط النفس، وجدد الأنس وانفث الروح في الأموات من المشاهدين.
أيا قلم، هيا فالعدو أعلن الحرب وجهز العتاد والمداد.
يا قلم الحق على خطى الأبرار ليكن مسارك وعلى ذات الطريق لتكن إشاراتك.
أيا قلم الحق قم فالقيام شرط في الإمام.
الزم طريق الجادين واسكن في مكتبة الصادقين وأنخ في رياض المجاهدين، انتهز فرصة الإمكان فقد يأتي الوقت الذي تتعذر فيه المشاركة.
يا قلم، اضرب سطور الورق بقوة الحق وانشر حكمتك عبر فضاء النت، لتستحوذ على الجمهور قبل أن يسبق العدو، هيا لتسد الخلة وتصلح الشأن، وتقوِّم الاعوجاج وتلم الشعث وتقنع القارئ بأن الإسلام هو دين السلام.
يا قلم، إن سلطانك قوي متين، فاهبط به على أرض الواقع ولا تنتظر فقد مللنا الانتظار.
هيا لمنزلة الاحتساب من بوابة القلم الذي علت همته وتعالت حكمته.
هيا يا قلم لتستولي على العقول والقلوب فإن ضعفت همتك فقد يكسب المعركة صاحب القلم الآخر.
يا قلم الصدق إن عليك حقوق واجبة وأخرى مستحبة.
ألم تتذكر أن لك رحماً بعلماء الإسلام فأين أثر الصلة يا قلم؟!.
لقد لاح الحق وأسفر الصبح وانكشف القناع، وذهب الامتراء وظهر للجميع أن العداء قائم فأين الأقلام؟!
الكل ينتظر أن تفصح له وتوضح له وتصرح له؛ لأن الشبه ملأت الفضاء عبر قنوات الفضاء.
نحن نترقب إسعافك يا قلم، فالمرضى كثير والداء تملكه فلا تبخل ولا تكسل.
يا قلم الحق، فالأمة تنتظر إحسانك عبر كلمة أو إشارة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
قم يا قلم مرتدياً النية الجميلة والكلمة الطيبة الحكيمة عبر قانون الاتباع لا الابتداع، قم بالدعوة والبيان وابذل وسعك وغايتك.
قم يا قلم وقارع لتغلب وجاري لتسبق، وناصر لتنتصر، وبارز لتقهر، وقاوم لتبقى، وخاصم كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
قم يا قلم وجاهد غوغاء الناس ولفيفهم وأراذلهم وهمجهم وسقَّاطهم وسفلتهم وحثالتهم فقد زاد أثرهم وكثر شرهم، والمستعان الله.
إن شيعة الباطل وحزب الضلالة وجنود إبليس قد سخروا الأقلام لمناصبة العداء فأين الأقلام المجاهدة؟!.
يا أولياء الله يا حزب الهدى يا أنصار الدين يا سيوف الله، يا كتائب النصر، نحن نرجو إفاقة القلم ونهضته ليقاوم ويصلح ما فسد.
هيا ليشرف القلم بالانضمام إلى أقلام دعاة الحق كأحمد وسفيان وابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وغيرهم، قم يا قلم ألا تغار من أقلام السابقين، قم يا قلم أما أقلقتك أقلام المنافقين؟.
انهض يا قلم، فالدين ينتظر رشاقتك وشجاعتك وحكمتك ودموعك.
والله لقد سرني وأبهجني ورفع ناظري ما نراه من أقلام ناصرة للدين، مدافعة عن بيضته من شباب وفتيات آثروا مراد الرب وسلكوا طريق المجد، واختاروا جهاد القلم عبر مشاركات في فضاء النت إذ هو السبيل المتاح المباح لهم، لا الجرائد المحتكرة على أصدقاء الرئيس وزمرة الإعلام من هواة النقد وزعماء الإسقاط وأرباب الاتهام ممن سفلت همته ونزل قدره.
فيا عشاق القلم استقيموا على الطريق وواصلوا المسير، فالقلم المدافع عن الدين هو الباقي ((وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)) [الرعد:17].
وتاريخنا شاهد فأين أقلام رؤوس الابتداع وسدنة السلطان وأعداء الإسلام، لقد زالت وزالوا، أما أقلام العلماء والأولياء فسارت كالشمس وأشرقت في الأرض، وبقيت لتسقي الرواد من الطلاب، فسقوا وصحت عقائدهم ومبادئهم وارتووا بماء العلم عبر بوابة القلم.
فعجباً لقلم هو الدواء والغذاء والسقاء.
هيا اعزم المسألة وتشبه بأقلام العلماء واشحن العقول بالحكمة واملأ القلوب بالموعظة.
قم بلا خوف ولا جزع ولا هلع، قم بالحكمة لا بالعجلة، واختر حروفك من بين القائمة لترشد من له نفس قائمة.
أيها القلم لا مستراح لك إلا عند السكرات، وبعد السكرات سيبقى ذكرك في المدن .. في الدول .. في القارات.
وفي أرض المحشر ستعرف حقاً معنى " رشاقة القلم ".(/)
موقع للفكر العربي الإسلامي والأدب ,, دعوة مفتوحة
ـ[إبن الجزيرة]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 09:37]ـ
تلال عربية , موقع لأمور الفكر العربي والأدب في النطاق الإسلامي ..
دعوة عامة للجميع للتسجيل والإفادة والإستفادة ..
في إنتظاركم ..
هذا رابط الموقع .. ( http://tlal.dahek.net/)
في إنتظاركم ..
ـ[إبن الجزيرة]ــــــــ[18 - Jul-2010, صباحاً 08:39]ـ
بإمكان الجميع الدخول للموقع , وتحميل أعداد من مجلة الرسالة للزيات دجدونها في تلة المراجع والكتب , ولا تنسوا إفادتنا بغرفة من بحركم ..(/)
من شعر حسن الحضري
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 10:35]ـ
تواضعت للرحمن فيما ينوبني ... وأيقنت أن الله ليس بغافل
وأيقنت أن الله إن شاء شيئةً ... مضت وتأتت من قريب ونائل
فلست بجازعٍ حياتي وباسمه ... تمسكت دهري غير أعسرَ واجل
وكم كربة طافت عليَّ لقيتها ... بصدرٍ رحيبٍ غير أشأمَ ناكل
سألت برب البيت هل ليَ دونه ... وليٌّ على الأيام عند التخاذل
وهل لي سواه ملجأٌ حين ألتجي ... وهل دون ربي أرتجي للنوازل
رفعت أكف السؤْل لله فارعوت ... بفيض مناها غير غثَّاء ثاكل
ومن يرع حق الله في كل أمره ... يجده ملاذًا للخطوب الغوائل
حسن عبد الفتاح خلف الحضري
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[19 - Jul-2010, صباحاً 09:39]ـ
الشطر الأول من البيت الثالث أخي الحبيب أرى فيه ثقلا رغم إتيانه على وزن الطويل ولكن بنوع من الوقوف المتعمد عند حدود التفعيلات
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 05:30]ـ
الشطر الأول من البيت الثالث أخي الحبيب أرى فيه ثقلا رغم إتيانه على وزن الطويل ولكن بنوع من الوقوف المتعمد عند حدود التفعيلات
أخي مصطفى:
اعلم أن كل ما هو مباح للضرورة، مما لا يخل بالنحو والصرف واللغة إخلالًا ظاهرًا، فلا عيب فيه ولا حرج؛ كل ما في الأمر أني أهملت تحريك الياء في كلمة (حياتي) وهذا لا ينكره امرؤ القيس لو قام من مرقده ...
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[20 - Jul-2010, صباحاً 09:42]ـ
نعم نعم أخي العزيز .................... ولكني رصدت إحساسي أثناء قراءة البيت .............. والأمر لا يحتاج إلى قيام امرئ القيس من مرقده فقد اضطر هو إلى مثل ذلك في قوله:
اليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 08:42]ـ
نعم نعم أخي العزيز .................... ولكني رصدت إحساسي أثناء قراءة البيت .............. والأمر لا يحتاج إلى قيام امرئ القيس من مرقده فقد اضطر هو إلى مثل ذلك في قوله:
اليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل
لكن ليست هذه كتلك؛ فتحريك ياء الإضافة ليس في خطر تسكين المضارع المرفوع، وقد كان أجدر وأولى أن يقول:
اليوم فاشربْ غير مستحقب ... إثمًا من الله ولا واغل
موجهًا الخطاب إلى نفسه، بدلًا من قوله واقعًا تحت سطوة الضرورة الفاحشة بقوله:
اليوم أشربْ .................
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 11:22]ـ
على العموم الكل ضرورة ....................... والسلام ة منها خير من الوقوع فيها ..................... تقبل تحياتي وامتناني على تواصلك معي تواصلا مباشرا ................ أدام الله مودتنا وخلتنا دنيا وأخري
ـ[محمد أحمد المصري]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 05:35]ـ
راق لي إحساسك ورصانة لفظك، فما عكر هذا الصفو إلا البيت الثالث، أدعوك أخي لإعادة النظر إليه، والأمر أحسبه عليك هينا إن شاء الله تعالى
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 05:59]ـ
أخي الكريم:
ما الذي عكر الصفو بالضبط في البيت الذي تتحدث عنه؟ هل هو إهمال تحريك ياء الإضافة الذي كان لغرض ضبط الوزن؟ إن يكن ذاك فما هي إلا ضرورة يسيرة مسموح بها، وما هي بجانب آلاف القصائد من شعري؟!!!
ـ[محمد أحمد المصري]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 06:50]ـ
أخي الكريم إن تسكين هذه الياء المتحركة لا شيء فيه بل إنه خارج من دائرة الضرورات عند استقراء النصوص العربية استقراء وافيا يقول ابن جني في المحتسب: " الذي يعمل عليه في هذا أن يكون أراد: ثاني اثنين (التوبة: 40) كقراءة الجماعة، إلا أنه أسكن الياء تشبيهًا لها بالألف. قال أبو العباس. هو من أحسن الضرورات، حتى لو جاء به إنسان في النثر كان مصيبًا. فإن قيل: كيف تجيزه في القرآن هو موضع اختيار لا اضطرار؟ قيل قد كثر عنهم جدًا ... وشواهد سكون هذه الياء في موضع النصب فاش في الشعر، فإذا كثر هذه الكثرة وتقبله أبو العباس ذلك التقبل ساغ حمل تلك القراءة عليه ".
وعليه فليست في المسألة خطأ إنما كل ما في الأمر هو التذوق وهو شيء لا يمكن أن يضبطه علم.
البيت من حيث الصحة العروضية صحيح أما جمال الموسيقى فقد رأيتها في سائر أبياتك عداه، وقد نغصني قولك "جازع" ولا أدري لذلك سببا
تقبل إعجابي وشكري
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 10:07]ـ
فلست بجازعٍ حياتي وباسمه ... تمسكت دهري غير أعسرَ واجل
يا إخوة يا أفاضل
أنتم أحسستم أنَّ هذا البيت ليس في درجة سائر الأبيات من جهة الموسيقى، وجمالها.
لكنكم أغربتم حين رددتم السبب إلى تسكين الياء في (حياتي)!
مع أن هذه الياء حقها - أصلا - أن تكون ساكنة ما لم يأت قبلها ساكن، أو يأتِ بعدها همزة وصل أو قطع.
ولو نظرتم إلى رواية (حفص) في قوله تعالى:
(أن طهرا بيتيَ للطائفين).
(لن تستطيع معيَ صبرا).
(وليَ فيها مآرب أخرى).
ونحو ذلك - لعرفتم أنها ليست رواية العامة، وليست القاعدة المطردة.
وإنما المطرد تسكينها كما في:
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله).
كل الياءات ساكنة إلا ياء محياي لسكون ما قبلها.
إذًا تسكين أخينا حسن الحضري للياء في قوله (حياتي) هو الأصح من جهة اللغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 10:12]ـ
أما الثقل الذي أحسستم به فسببه الأكيد قوله:
فلست بجازعٍ
فعولُ مفاعلن
وأظنه لو قال:
بمجزاعٍ
مفاعيلن
لكانت أخفَّ وقعًا،، والله أعلم.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 06:00]ـ
لو جاء بمجزاع بدلا من جازع أستاذنا المليجي لأفاد نفي المبالغة ولم يفد نفي الاتصاف بالصفة أصلا إلا إذا خرجناها بما خرج به قوله تعالي "وما أنا بظلام للعبيد "ولكن هيهات للثرى ان يلحق بالثريا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Aug-2010, صباحاً 10:29]ـ
الغرض يا أخ مصطفى - جزاك الله خيرًا على المتابعة - أن نردَّ الثقل إلى قوله: ولست بجازع.
وله بعد ذلك أن يغير إلى ما شاء على أن يجيء بـ فعولن مفاعيلن.
وأنا لا أخفيك يا صديق ..
أن البيت الذي في "القواعد الأساسية في النحو والصرف":
ولست بمفراح إذا الدهر سرني ..
قد رنَّ في أذني عند كتابة المشاركة السابقة هكذا: ولست بمجزاع إذا الدهر عضني
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 08:31]ـ
الغرض يا أخ مصطفى - جزاك الله خيرًا على المتابعة - أن نردَّ الثقل إلى قوله: ولست بجازع.
وله بعد ذلك أن يغير إلى ما شاء على أن يجيء بـ فعولن مفاعيلن.
وأنا لا أخفيك يا صديق ..
أن البيت الذي في "القواعد الأساسية في النحو والصرف":
ولست بمفراح إذا الدهر سرني ..
قد رنَّ في أذني عند كتابة المشاركة السابقة هكذا: ولست بمجزاع إذا الدهر عضني
على أية حال، قولي في البيت:
فلست بجازع حياتي وباسمه ...........................
وليس:
.................... إذا الدهر عضني
فإن قلت: ولست بمجزاع ................. نفيت المبالغة ولم أنف مجرد وجود الجزع؛ وعامة فإن فعولن مفاعلن واردة كثيرًا في الشعر العربي:
قال امرؤ القيس:
مسح إذا ما السابحات على الونى ... أثرن الغبار بالكديد المركل
وقال زهير:
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم
وقال قيس بن الخطيم:
فمثلك قد أصبيت ليست بكنة .. ولا جارة ولا حليلة صاحب
وووووووو ...................... ....(/)
هَلُمُّوا ... هَلُمُّوا .... !!!
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 05:32]ـ
الحلقةُ الأولى
س1 / من القائل؟
فيا أمة الإسلام إن شئت عزة ** فإن كتاب الله هاد مقوم
[حافظ إبراهيم] [أحمد شوقي] [علي عبد العظيم]
س2/ من صاحب هذا القول المأثور؟
الخير بالخير والبادي أكرم , والشر بالشر والبادي أظلم.
[عبد الله بن عمر بن الخطاب] [عبد الله بن العباس] [علي بن أبي طالب]
س3 / يَلْبَسُ المصريونَ القطنَ الذي تُنتِجُهُ بلادُهم.
المجاز المرسل في المثال السابق علاقته:
[علاقته الجزئية] [علاقته المحلية] [علاقته اعتبار ما كان]
س4/ انتهيت من قراءة القصةِ ............... ـ الاختيار الصحيح هو:
[السابعةَ عشرَ] [السابعة َعشرة َ] [السابعةِ عشرةِ]
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 06:29]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
س 1 علي عبد العظيم
س 2 علي بن أبي طالب
س 3 علاقته المحلية
س 4 السابعةَ عشرةَ
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 11:27]ـ
استاذتنا أم مُهاب
جزاك ِ الله خيرا
إجاباتك صحيحة إلا واحدة
هل تعيدين النظر؟
أم أقول الصحيح
تقديري واحترامي
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 12:00]ـ
المجاز المرسل علاقته اعتبار ما كان
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 01:38]ـ
أستاذنا: مصطفى بارك الله فيك
وزادك علما وتقًى
إجابتك صحيحة , فلا تذهب بعيدا فلدينا المزيد والمزيد.
وأشكر مرورك المبارك
وكذلك أختنا الأستاذة: أم مُهاب
جزاها الله خيرا
تقديري واحترامي لكما
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 02:37]ـ
الحلقةُ الثَّانية ُ
س1/ أول من حيَّا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتحية الإسلام.
[أبو بكر الصديق] [أبو ذر الغفاري] [أبو هريرة]
س2/ تضم مكتبتي " 952 " قصة. الطريقة الفصيحة والصحيحة للعبارة السابقة هي:
[تضم مكتبتي اثنتان وخمسين وتسعُ مئةِ قصَّة ٍ]
[تضم مكتبتي اثنين وخمسين وتسعَ مئةِ قصَّة ً]
[تضم مكتبتي اثنتين وخمسين وتسعَ مئةِ قصَّة ٍ]
س3/ وَمَنْ في كَفّه مِنْهُمْ قَنَاةٌ ... كمَنْ في كَفّه منهُمْ خِضابُ
الكناية في البيت السابق " كناية عن:
[نسبة] أو [موصوف] أو [صفة]
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 05:05]ـ
جزاكم الله خيراً الأخ الكريم على إدارة هذه المسابقة الرائعة , ها هي محاولتي في المجموعة الثانية
س 1 أبو ذر الغفاري
س 2 تضم مكتبتي اثنين وخمسين وتسع َ مئة ِ قصة ً
س 3 موصوف
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 03:56]ـ
وجزاك .. كذلك ....... أستاذتنا أم مُهاب
لي عودة مع التصحيح
تقديري واحترامي
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 11:36]ـ
تضم مكتبتي اثنتين وخمسين وتسع مائة قصة
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 11:41]ـ
تضم مكتبتي اثنتين وخمسين وتسع مائة قصة
لماذا هذه يا أخي , لو تكرمت أنت َأو صاحب الموضوع الأخ محمد بمزيد إيضاح؟
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:11]ـ
أستاذتنا: أم مهاب
جزاك الله خيرا وزادك علما وتقًى
السؤال الأول: إجابة صحيحة.
السؤال الثاني: للأسف إجابة تجنبها الصواب.
السؤال الثالث: السؤال إجابة صحيحة.
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:20]ـ
أستاذنا: مصطفى
جوزيت خيرا
نقوم بشرح القاعدة:
تضم مكتبتي اثنتين وخمسين وتسع مائة قصة
مكتبتي: " فاعل مرفوع ومضاف " [مختتصر]
كلمة اثنتين تطابق كلمة قصة
إعرابها"
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بالمثنى.
قصة ٍ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة " تمييز " تسع مائة أو " تسع مئة تكتب بطريقتين.
خمسين: معطوفة على اثنتين منصوبة بالياء لأنها ملحق بجمع المذكر السالم " لفظ عقد "
مئة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 06:08]ـ
الحلقة ُ الثَّالثة ُ
س1/ من زوجة أبي بكر الصديق , أم عائشة ـ رضي الله عنهما ـ؟
[فاطمة بنت يوسف] [زينب بنت عاوة] [ليلى بنت موازر]
س2/ إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ ... كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ
التشبيه في الببت السابق
[مرسل مجمل] أو [تشبيه بليغ] أو [مرسل مفصل]
س3/ في العبارة التالية أخطاء إملائية اكتشفها.وضع الشدة فوق كل حرف يحتاجها.
[يأيها المرء اسبغ وضوؤك , ولا تقصر بوضوءك , ثم تجمل بردائك وأتي مصلاك في تؤدة , واخشع لبارئك في الصلاة.]
س4 / إعراب ما تحته خط في البيت التالي هو:
خبير بنو لهب فلا تك ملغيا ... مقالة لهبي إذا الطير مرت
[خبر تك] أو [خبر المبتدأ] أو [مفعول به]
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 03:24]ـ
أيْنِ أهلُ العِلْمِ؟
هلْ غادروا الديارَ؟ أم أرْهقَتْهُم الأسئلةِ؟
فلنصبر, ففي الصبر الفائدة والأجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهيرة]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 02:17]ـ
س1/ من زوجة أبي بكر الصديق , أم عائشة ـ رضي الله عنهما ـ؟
ليلى بنت موازر]
س2/ إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ ... كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ
التشبيه في الببت السابق
[مرسل مفصل]
س3/ في العبارة التالية أخطاء إملائية اكتشفها.وضع الشدة فوق كل حرف يحتاجها.
[يأيّها المرء اسبغ وضوءك , ولا تقصّر بوضوئك , ثم تجمّل بردائك وأت مصلاك في تؤدة , واخشّع لبارئك في الصّلاة.]
س4 / إعراب ما تحته خط في البيت التالي هو:
خبير بنو لهب فلا تك ملغيا ... مقالة لهبي إذا الطير مرت
[مفعول به]
والله أعلم
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 06:03]ـ
التشبيه مجمل لأنه ذكر أركانه جميعا عدا وجه الشبه
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 06:06]ـ
أستاذتنا /أم مهاب ....................... لفظ (اثنان) يطابق المعدود تذكيرا وتأنيثا
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 03:12]ـ
التصحيح مع وضع الدرجات يوم الخميس من كل أسبوع
تقديري واحترامي لكل أساتذتي الكرام
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 05:55]ـ
س1/ من زوجة أبي بكر الصديق , أم عائشة ـ رضي الله عنهما ـ؟
[ليلى بنت موازر]
أستاذتنا: زهيرة
إجابتك: للأسف غيرصحيحة
التصحيح هو:زينب بنت عاوة
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 06:00]ـ
س2/ إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ ... كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ
التشبيه في الببت السابق
[مرسل مفصل]
أستاذتنا: زهيرة
إجابتك: للأسف غيرصحيحة
والصحيح هو: مرسل مجمل
كما ذكر أخونا: مصطفى مدني
جزاه الله خيرا
لأن المشبه: قلوبهم أي الشجعان والمشبه به: قلوبهن أي السيوف
وذكرت أداة الشبه ولم يذكر وجه الشبه
الدرجة [100%] ممتاز
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 06:05]ـ
س3/ في العبارة التالية أخطاء إملائية اكتشفها.وضع الشدة فوق كل حرف يحتاجها.
[يأيّها المرء اسبغ وضوءك , ولا تقصّر بوضوئك , ثم تجمّل بردائك وأت مصلاك في تؤدة , واخشّع لبارئك في الصّلاة.]
إجابتك صحيحة
جزاك الله خيرا
الدرجة [100 %] ممتازة
ـ[محمد بن نايل]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 06:08]ـ
س4 / إعراب ما تحته خط في البيت التالي هو:
خبير بنو لهب فلا تك ملغيا ... مقالة لهبي إذا الطير مرت
[مفعول به]
إجابتك صحيحة
جزاك الله خيرا
الدرجة [100 %] ممتازة
إلى اللقاء في حلقة قادمة
تقديري واحترامي(/)
الفرق بين العروضيين والنحويين
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[21 - Jul-2010, مساء 08:29]ـ
النحويون يعلقون أشياء كثيرة مما يرد عن الشعراء على الضرورة الشعرية ..
أما العروضيون فيعرفون كيف يوجهونها توجيهًا سليمًا بعيدًا عن الضرورة، وإن كانت واردة بوجه اللجوء إلى الضرورة.
النحويون يتوجه إحساسهم نحو مواقع الكلمات فقط ...
العروضيون يسري إحساسهم إلى كل صغيرة وكبيرة.
النحويون إذا نسوا بيتًا من الشعر حاروا فيه ...
العروضيون إذا نسوا ذكَّرهم العروض.
كل عروضي نحوي، وليس كل نحوي عروضيًّا.
إذا غرَّتك نفسك فاصطنعها ... لرب العالمين تعش سعيدا
حسن الحضري
شاعر كلاسيكي وناقد أدبي وكاتب أطفال.
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 10:44]ـ
هذا لللعلم
أم للتعريض بالنحاة؟؟
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[22 - Jul-2010, صباحاً 11:55]ـ
ما ذكرته أخي / حسن الحضري كلام جيد في بعض وجوهه .......................... ولكن ك أغفلت شيئا هاما وهو أن الشاعر ليس هو النحوي فقط أو العروضي فقط وإنما هو مزيج منهما وزيادة عليهما .................... فما كا ن النحو وحده والا العروض وحده ليصنع شعرا ولا علاقة لأحدهما بالاحساس الاحساس الذي هو نفس الشعر ودعامته ولكن علاقتهما بمكونات الشعر لا تنكر
الشعر زفرة روحنا وجروحنا .... وصروح أحلام ودفقة خاطر
منذورة أوصاله لوصولنا ..... للبوح عبر لهاة هذا الشاعر
فإذا تخلف في الجوانح رعشة ... طفق القريض يقودها للناظر
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 10:42]ـ
هذا لللعلم
أم للتعريض بالنحاة؟؟
أخي الحبيب:
أنا لا أعرِّض، لكني أوضح أمرًا.(/)
أرجو أن يهمكم ما يهمني .. !
ـ[حفيظ موسى]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 04:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي: أنا وجدت كتاباً لي عناية بموضوعه عناية كبيرة، معنوناً بـ: " موازين شعرية "، ولا أدري حقيقة اسم مؤلفه، وهو ملف "وورد " وعندما فتحتُ وجدته يطلب رقماً سرياً وما وجدتُّ له ما طلب كي يفتح!
فلو توفر عند أحدكم الكتاب فليعلمني برقمه السريّ، أو كتاب آخر بهذا العنون، فليسعفني به - فكما أسلفتُ - لم أعرف حتى اسم مؤلفه!
وجزاكم الله أجزل الثواب وأوفره ...
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 04:51]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم في برامج تحذف كلمة السر إن كان ملف مضغوط. rar يعني
ـ[حفيظ موسى]ــــــــ[22 - Jul-2010, مساء 10:54]ـ
لالالا يا أخي مو هيك باعرف الملف المضغوط أنا
بس هاد ملف الوورد نفسو ...
بوركت ابنَ الخضراء ..
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 12:36]ـ
الأمر يسير , تحتاج إلى برنامج إستعادة كلمة السر وهو هنا
http://www.topshareware.com/Advanced-Office-XP-Password-Recovery-Pro-transfer-1667.htm
حمله ثم ثبته ثم افتح البرنامج وافتح ملفك المحمي بكلمة مرور عن طريق زر ملف الذي في نفس البرنامج في الأعلى
ثم اختر Dictionary Attack ثم اضغط على صورة المفاتيح بعدها سيظهر لك الرقم السري للملف إن شاء الله.
أتمنى أن يكون الشرح وافي وواضح.
ـ[حفيظ موسى]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 05:43]ـ
واضح أختي
جُزيتِ الخير كله ..(/)
على وجه مي مسحة من ملاحة
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 11:57]ـ
ذكر أن ذا الرمة كان يشبب بميِّ و كانت أجمل الناس و كانت لم تره قط فجعلت عليها لله بدنه إن رأته فلما رأته وجدته رجلا دميما أسود فقالت و اسوأتاه.
فقال:
أَلا حَبَذَا أَهْل الْمَلا غَيْر أَنَه
إِذَا ذُكِرَت مَيٌّ فَلَا حَبَذَا هِيَا
أَيَا مَيُّ قَد أشمَت بِي وَيْحَك الْعِدَا
و قَطَعْت حَبْلا كَان يَا مَي بَاقِيَا
فَيَا مَيُّ لا مَرْجُوْع لِلْوَصْل بَيْنَنَا
و لَكِن هَجْرَا بَيْنَنَا و تَلَاقَيَا
عَلَى وَجْه مَيٌّ مَسْحَة مِن مَلَاحَة
و تَحْت الثِّيَاب الْخِزْي لَو كَان بَادِيا
أَلَم تَر أَن الْمَاء يُخْلُف طَعْمُه
إِذَا كَان لَوْن الْمَاء أَبْيَضَا صَافِيَا
إِذَا مَا أَتَاه وَارِد مِن ضَرُوْرَة
تَوَلَّى بِأَضْعَاف الَّذِي جَاء ظَاميَا
كَذَلِك مُيٌّ فِي الثِّيَاب اذَا بَدَت
و أَثْوَابِهَا يُخْفِيْن مِنْهَا الْمَخَازِيَا
فَلَو أَن غَيْلان الْشَّقِي بَدَت لَه
مُجَرَّدَة يَوْما لِمَا قَال ذَا لِيَا
كَقَوْل مَضَى مِنْه و لَكِن لِرَدِّه
إِلَى غَيْر مَيٌّ أَو لَأَصْبَح سَالِيَا
فَيَا ضَيْعَة الْشِّعْر الَّذِي لَج فَانْقَضَى
بِمَيٍّ و لَم أَمْلِك ضَلَال فُؤَادِيَّا
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:09]ـ
أخي الكريم:
ضبطُ الأبيات بهذا الشكل به أخطاء كثيرة، فهل هذا ضبطُك أنت، أم وجدت هذا الضبط في كتاب أو مرجع؟
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[24 - Jul-2010, صباحاً 12:26]ـ
هذا ضبك خدمة قوقل تشكيل
http://tashkeel.googlelabs.com/
لقد عدلت بعض الكلمات
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 12:15]ـ
هذا الضبط مليء بالأخطاء الفاحشة، لعل القائمين عليه من غير ذوي العلم .. نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع.(/)
قصيدتان رائعتان فمن وجد خللا في علم العروض فليصحح وجزاه الباري خير الجزاء
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَنْظُومَةُ نِهَايَةُ الصَّبَاحِ فِي تَحْرِيرِ خُلْفِ حَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ الْمِصْبَاحِ لِأَبِي الْكَرَمْ الشَّهْرَزُورِي رَحِمَهُ الله
نَظْمُ الْفَقِيرِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ
كَمَالْ بنْ مُحَمَّد الْمَرُوشْ
عَفَا اللهُ عَنْهُ وَعَنْ وَالِدَيْهِ وَشُيُوخِهِ وَالْمُسْلِمِينَ
يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةَ الْإِلَهِي ___كَمَالٌ مِنْ آلِ الْمَرُوشِ يَنْتَهِي
أُهْدِي صَلاَتِي لِلنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى___صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا أَزْكَى صَلَى
وَبَعْدُ خُذْ خُلْفاً لِحَفْصِنَا دَسِمْ___لِطَيِّبَهْ يَأْتِيكَ مَنْدَلاً سَلِمْ
مَضْمُونَ مِصْبَاحٍ سَأَحْكِي فَاعْلَمَنْ____حِرْزَ الْأَمَانِيِّ اعْتِمَادِي فَافْهَمَنْ
فَوَسِّطَنْ مُتَّصِلاً وَكُنْ عَقِلْ_____وَقَصِّرَنْ مُنْفَصِلاً وَلَا تَخِلَ
وَعِنْدَ فِرْقٍ رَقِّقاً كَمَا عُلِمْ____وَضُعْفَ عِنْدَ الرُّومِ فَافْتَحاً حُسِمْ
وَهَمْزَ وَصْلٍ مِثْلَ كَأَللهُ تَلاَ_____فَأَبْدِلَنْ بَابَهْ وَكُنْ مُرَتِّلاَ
وَسَكِّنَنْ ءَاتَانِ مَعْ سَلاَسِلاَ____لَدَى وُقُوفِكْ قولُ مَنْ تَسَلْسَلاَ
شُورَى وَمَرْيَمْ عَيْنَهُ وَسِّطْ فَقَطْ_______أَشْمِمْ بِتَأْمَنَّا وَدَعْ رَوْماً سَقَطْ
أَظْهِرْ لَدَى يَاسِينَ مَعْ نُونٍ لَهُ___يَلْهَثْ كَذَا إِرْكَبْ بِإِدْغَامٍ لَهُ
وَرَا وَلاَماً غُنَّةً فَدَعْ لَهُ_________مُسَيْطِرُونَ السِّينَ فَاقْرأً لَهُ
وَصَادَ يَبْسُطْ بَسْطَةً مُسَيْطِرِ_________وَسَكْتَ قَبْلَ الْهَمْزِ فَامْنَعاً حرِ
وَعِنْدَ مَنْ رَاقَ وبابِهُ فَكُنْ________بِسَاكِتٍ فِيهِ كَحِرْزِنَا فَطِنْ
وَإِنْ تَشَأْ فَكَبِّرْ آخِرَ السُّوَرٍ_____وَأَكْتَفِي فَهَذَا مُبْتَغىً أَغَرْ
فَقَدْ خَتَمْتُ النَّظْمَ فَادْعُ لِي دُعَادُ_________عَاءَ عَفْوٍ مِنْ إِلَهِنَا عَلاَ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَنْظُومَةُ عُمْدَةُ الْمُتَأَمِّلْ فِي تَحْرِيرِ خُلْفِ حَفْصٍ مِنْ طَرِيقِ رَوْضَةِ ابْنِ الْمُعَدِّلْ رَحِمَهُ الله
نَظْمُ الْفَقِيرِ إِلَى عَفْوِ رَبِّهِ
كَمَالْ بنْ مُحَمَّد الْمَرُوشْ
عَفَا اللهُ عَنْهُ وَعَنْ وَالِدَيْهِ وَشُيُوخِهِ وَالْمُسْلِمِينَ
رَجَوْتُ رَبِّي رَحْمَةً فِي عُلاَ_________ وَرِفْعَةً مِنْهُ رَبِّ تَفَضَّلاَ
صَلاَةُ رَبِّي مَعْ سَلاَمِهِ عَلَى _________مُحَمَّدٍ خَيْرِ الرُّسُلْ مُبَجَّلاَ
وَهَاكَ مَا فِي رَوْضَةِ الْمُعَدَّلِ__________ مُفَصَّلاً فِي طَيِّبَةٍ فَأَنْهَلاَ
وَشَاطِبِيَّةَ اعْتَمَدْتُ يَا فَتَى _________فَكُنْ نَبِيلاً عَاقِلاً لِتُقْبَلاَ
وَمُتَّصِلْ وَسِّطْ وَخُذْ لِتَعْقِلاَ_________ مُنْفَصِلاً قَصِّرْ هُدِيتَ لِلْعُلاَ
سَلاَسِلَ فِي وَقْفِكَ احْذِفاً وِلاَ ________وَيَاءَ ءَاتَانِ احْذِفاً تَسَبَّلاَ
وَنُونَ مَعْ يَاسِينَ فِيلُ أَظْهَرَا________ وَعَكْسُهُ زَرْعَانَ وَهْوَ أُعْمِلاَ
وَأَدْغِمَنْ إِرْكَبْ وَيَلْهَثاً عُلاَ __________وَأَبْدِلَنْ الآنَ فَاحَ مَنْدَلاَ
أَشِمَّ تَأْمَنَّا فَقَدْ تُنُخِّلاَ ________وَفَخِّمَنْ فِرْقٍ تَفُحْ قَرَنْفُلاَ
وَعَيْنَ قَصْرٌ هَلِّلاً تُبَجَّلاَ_________ وَمَحْضَ نَخْلُقْكُمْ فَطِبْ تَنَزُّلاَ
وَبَسْطَةً يَبْسُطْ بِصَادِ زَرْعَنٍ______ وَفِيلُنَا بِالسِّينِ صَحَّ فَاعْتَلاَ
مُصَيْطِرٍ زَرْعَانَ صَادُهُ عَلاَ _______وَقُلْ بِسِينِ الْفِيلِ ذَاعَ غَيْطَلاَ
وَسَكْتُ هَمْزٍ دَعْ وَغُنَّةً وِلاَ ______وَأَدْرِجاً فِي سَكْتِهِ تَفَعَّلاَ
مُصَيْطِرُونَ السِّينَ عَنْهُ أُعْمِلاَ _______لَكِنَّ تَكْبِيراً بِمَنْعِهِ تَلاَ
أَحْمَدُ رَبِّي أَنْ أَتَمَّ نَظْمَنَا_________ تَقَبَّلاً رَبِّي وَزِدْ تَفَضُّلاَ
وَصَلِّ تَعْظِيماً عَلَى مُحَمَّدٍ _____________وآلِهِ مَعْ صَحْبِهِ وَمَنْ تَلاَ
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 06:57]ـ
هل من مجيب؟ احسن الله الى من صنع معروفا.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 10:59]ـ
أخي الكريم:
ضبطك للأرجوزتين به كثير من الأخطاء، منها ما يؤثر على ضبط الوزن، مثال ذلك:
(وَأَبْدِلَنْ الآنَ فَاحَ مَنْدَلاَ) والصواب تشديد نون (أبدلن) ليستقيم الوزن ..
إضافة إلى عدم وضع التشكيل فوق الحرف الخاص به أحيانًا، وبعض الأخطاء الإملائية.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 03:37]ـ
احسنت لو مكرمت ان تكمل المعروف فتبين جميع الاخطاء في الوزن فحسب وجزاك الله خيرا
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 09:38]ـ
الأخ العراقي صاحب الموضوع
من أدراك أنهما رائعتان؟؟!
الأخطاء العروضية وأخطاء الضبط كثيرة، وأقولها في هذا المكان بين هؤلاء الثلة من اللغويين والأدباء كما قلتها في موضع آخر.
وأنت تريد أن يصلحها من جاد مقولا، لكن هذا سيكون ترقيعًا.
أيضا هذا الناظم (؟) يقول:
وَهَاكَ مَا فِي رَوْضَةِ الْمُعَدَّلِ__________ مُفَصَّلاً فِي طَيِّبَةٍ فَأَنْهَلاَ
فمن أين له بطريق روضة المعدل مفصلا في طيبة النشر، وعندنا أسانيد ابن الجزري لرواية حفص في كتاب النشر، وليس فيها روضة المعدل البتة.
صحيح قد نظم هذا الطريق أفاضل، مثل الشيخ عامر، والشيخ السمنودي، وفي نظمهما - إن صح هذا الطريق من النشر - غنية،، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 10:35]ـ
أخي المرشدي العراقي، بارك الله فيك، جهودك مشكورة في هذا المجلس، والقصيدتان رائعتان لي من فداحة أخطائهما العروضية خصوصا، فإن كان صاحب هذا الكلام يريد التدرب على النظم، فليتعلم علمي العروض والقافية أولا، وليقرأ في كتب الأدب ثانيا، ولن أعلق على الكلمتين من حيث علم التجويد والقراءات، لكن أقول لك: الأصل أن هذا الكلام من الرجز المزدوج، يعني أن آخر الشطر الأول قافيته مع آخر الشطر الثاني، فأين القافية أخي الكريم في هذه الأبيات:
يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةَ الْإِلَهِي ___كَمَالٌ مِنْ آلِ الْمَرُوشِ يَنْتَهِي
أُهْدِي صَلاَتِي لِلنَّبِيِّ الْمُصْطَفَى___صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا أَزْكَى صَلَى
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 01:19]ـ
هل من مجيب؟ احسن الله الى من صنع معروفا.
من أحسن فوائد الشعر التي استفادت بها أمة الإسلام الشعر التعليمي (المنظومات العلمية)، فمن ألفية ابن مالك، ومن أراجيز كثيرة في اللغة والتجويد والقراءات وأصول الفقه وغيرها.
وأرى أن أفضل منظومة علمية من الناحية الأدبية وأرقاها بلاغة وبيانا وذوقا وصياغة - منظومة (حرز الأماني) للإمام الشاطبي رحمه الله تعالى
ومنظومتاك أخي حفظك الله تعالى أوافق إخوتي الفضلاء الذين أبدوا فيها تعليقاتهم أعلاه، وأرى أنك توافقهم؛ حيث ذكرتَ مع عنوانها طلبَ التصحيح ممن وجد الخلل
دمت في حفظ الباري
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 01:41]ـ
أخي الكريم:
من أخطائك أيضًا (صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا أَزْكَى صَلَى) كلمة (صلى) الصواب (صلا) لأن أصلها (صلاة) استغنى الراجز عن التاء المغلقة ضبطًا للوزن.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:14]ـ
هي ليست لي ولكن عرضت على ولبس لي باع عريض في علم القافية والوزن،واحب جدا من اسدى معروفا ان بتسلل الى النفوس بدون ايذاء خاصة كلام القارئ المليجي ربما جعلتني اهرب من ركن القراءات وعلوم القران،والان من ركن اللغة وعلومها فعلى رسلك اخي المحب الاجدر هو تشجيع صاحب النظم لانه في بداية الطريق فلعله يكون له مستقبل زاهر من خلال تعليمكم وتوجيكم على كل شكر الله الجميع على ما تفضلوا به من ارشاد ونصح وكنت قد عرضتها على بعض المراقبين على الخاص لكنه اعتذر والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:28]ـ
أخي الكريم:
ربما أخطأ القارئ المليجي في حدَّة النقد، لكن لا تحزن؛ الأرجوزتان يبدو أنهما ليستا لمن عرضهما عليك؛ لأن الذي يعيبهما هو عدم دراية الناقل فقط، والدليل أني عللت لك بعض الأخطاء، معنى ذلك أن الراجز لم يخطئ ولكن أخطأ الناقل عنه، كمن يروي شعرًا ليس له، وهو غير متمكن من أدوات الشعر .. أما بخصوص القافية التي علق عليها الأخ الباحث النحوي، فقد أخطأ خطأً فاحشًا، لأن الأرجوزة هنا بطريقة المثنوي، ولعله يعرف معنى المثنوي فيدرك خطأه.
وفقنا الله جميعًا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:34]ـ
ولماذا ذكرْتَني تحديدًا على أني آذيت ...
مع أن الإخوة الأفاضل يتفقون معي في الحكم على هذا النص ...
عمومًا إذا كان صاحب هذا النظم في بداية الطريق كما ذكرت، فينبغي أن يختار واحدًا من طريقين:
= إما أن يترك كتابة المنظومات، وليس في هذا ما يعيبه، خاصة أنه من أهل القرآن وكفى بهذا شرفًا.
= وإمَّا أن يوطِّن نفسه على الصبر على التعليقات، ويكون ذلك حافزًا له على تطوير قدراته، ولعلَّ الله يُحدث بعد ذلك أمرًا.
لا أخفيك، أستاذي الذي عرضت عليه محاولاتي الأولى في الشعر أمسك بالأوراق ومزقها ....
ثم مدحني بعد ذلك حين أحسنت أو تحسنت.
= =
وصاحب هذا النظم - إذا لم تكن تعلم - قد عرضه في أكثر من مجلس، منها "منتدى شبكة القراءات القرآنية" ولما ذكرت له تعليقي هناك ردَّ بثقة وإصرار:
[[ما كتبته هنا لا يدل على اخلاق الشيوخ ولا طلاب اهل العلم فلست انت من سيقول لي ان اترك النظم
وكان اولى ان تقول لي اين الخلل في النظم لاتداركه واصلحه
ارجوا ان يكون الكلام وصل
والقصيدة عرضت على الشيوخ وصححوها فان كان هناك خطا انصحني به بدون مهز وغمز]]
وهذا يحتاج إلى تقويم؛ لأن الشيوخ لا يمكن أن يكونوا صححوها وهي بهذا الشكل.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:42]ـ
الأخ القارئ المليجي:
نريد أن نصلح بينكم .. وكان أولى أن توجهه بنفس طريقتي التي وجهته بها، في النهاية هو يقول: إنهما ليستا له، أفتتعاركان من أجل عارض عرض أرجوزتين (ليستا لمن عرضهما عليه أصلًا)؟!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:49]ـ
جزاك الله خيرا يا أستاذ/ حسن الحضري
وكتب أجرك.
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 02:50]ـ
أما بخصوص القافية التي علق عليها الأخ الباحث النحوي، فقد أخطأ خطأً فاحشًا، لأن الأرجوزة هنا بطريقة المثنوي، ولعله يعرف معنى المثنوي فيدرك خطأه.
وفقنا الله جميعًا.
أدب بسكه در محفلش فرش بود ... نمي جست أز شعله شمع دود
سبنديكه در مجمرش سوختند ... بتمكين لب نا له آش دوختند
حد علمي أخي الكريم أن المثنوي يكون في الشعر الفارسي
أرجو أن تصحح لي وأن تذكر لي من قال إن الرجز المزدوج مثنوي، ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%86 %D9%88%D9%8A) وأنه داخل في شعر العرب؛ وذلك طبعا بالإحالة على المصادر، حتى يتضح للقراء الخطأ الفاحش، وبوركتم!(/)
دورات في العروض لمن يرغب
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[25 - Jul-2010, مساء 01:48]ـ
قد قررت بإذن الله عقد دورات في علم العروض، لمن يرغب من سكان القاهرة؛ تشمل الدورة شرحًا وافيًا للبحور الستة عشر، بصورها المختلفة، ومذكرة تحريرية تحوي نماذج وأمثلة مع الشرح.
من يرغب الرجاء المراسلة على الخاص، أو على الإيميل: ha_10000_22@yahoo.com
حسن الحضري
شاعر كلاسيكي وناقد أدبي وكاتب أطفال(/)
أبيات شعرية عن الموت
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 12:13]ـ
خور الموت أتى قال لي هيا فقم
قلت إني واهن منذ شهر لم أنم
قال ما مر يسير ما سيأتي فيه غم
أنت مردود لحال فيه يشتد الألم
فيه آهات وويل وسواد مدلهم
قلت إني لا أطيق كل ذا قال نعم
بغيتي أني أراك تبتغي الموت ولم
بغيتي أن تعلم الحالُ غدا قيح ودم
بغيتي نار الفراق أن تجيء وتعم
ليس عندي رحمة لا ولا عندي رحم
كلكم عندي سواء هل ترى هذا يذم
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 01:26]ـ
بارك الله فيك.
فليكن هذا الموضوع لجمع هذه الأبيات فإنها مفيدة في الخطب والمواعظ.
خويلد بن خالد ين محرث أبوذؤيب من بني هذيل بن مدركة المضري
شاعر مخضرم، قال:
وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها ... أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 10:47]ـ
وهذا من عندي
الموت جان والثمار نفوسنا .... ما عذره في تركه خير الجنى
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 11:23]ـ
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ... متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها ... وإن الردى مما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوا ... وفي ظننا أنا نموت وتخرب
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[04 - Aug-2010, صباحاً 11:31]ـ
وفي البداية والنهاية:
وقال الفضيل: استدعاني الرشيد يوما وقد زخرف منازله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها، ثم استدعى أبا العتاهية فقال له: صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعم فقال:
عش ما بدا لك سالما * في ظل شاهقة القصور
تسعى عليك بما اشتهي * ت لدى الرواح إلى البكور
فإذا النفوس تقعقعت * عن ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا * ما كنت إلا في غرور
قال: فبكى الرشيد بكاء كثيرا شديدا.
فقال له الفضل بن يحيى: دعا أمير المؤمنين تسره فأحزنته؟ فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[04 - Aug-2010, مساء 12:21]ـ
ما في الحياة بقاء .... ما في الحياة ثبوت
نبني البيوت وحتما ... تنهار تلك البيوت
تموت كل البرايا ... سبحان من لا يموت
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 07:04]ـ
ولابن الجوزي- رحمه الله تعالى -فيما أظن-:
عِشتَ وَظِلُّ الشَبابِ مَمدُودُ ... وَالغُصنُ يَهتَزُّ وَالصَبا رُودُ
فَأَقبَلَ الشَيبُ في عَساكِرِهِ ... أُسودُ غابٍ فَغابَت السودُ
كُنتَ في ظُلمَةٍ فَأشرَقَ فَجرُ المَشيـ ... ـبِ فَاللَيلُ عَنهُ مَطرودُ
قَد مَيَّسَ الغُصُنُ في نَضارَتِهِ ... لَكِنَّهُ بَعدَ أَن ذَوَت عَودُ
وَجاءَكَ المَوتُ فَانتَظِرهُ وَذا العُمـ ... رُ يَسيرُ وَالسَيرُ مَعدودُ
لا بُدَّ مِن مُزعِجٍ عَلى غَرَرٍ ... هَيهاتَ بابُ البَقاءِ مَسدودُ
تَرَحَّل عَن كُلِّ مَا تَخلُفُهُ ... وَيَأكُلُ الجِسمُ في البِلى الدُودُ
نَعَم وَيَمحو الثَرى مَحاسِنَهُ ... لا تُعرَفُ البيضُ فيهِ وَالسودُ
وَالسَمعُ قَد صُمَّ عَن مَواعِظِهِ ... وَالجَهلُ فاشٍ وَالقَلبُ جُلمودُ
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 10:45]ـ
ولطرفة
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ..... لكالطول المرخى وثنياه باليد
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي .... عقيلة مال الفاحش المتشدد
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 06:10]ـ
وفي العقد الفريد:
تمثّلَ معاوية عند الموت بهذا البيت:
هُو الموتُ لا مَنْجَى من الموت والذي ... نُحاذِر بعد الموت أَنْكَى وأَفْظَعُ
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 11:00]ـ
وتمثلت السيدة عائشة بهذا البيت عند موت أبيها رضي الله عنه:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر رضي الله عنه ذاك والله رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتمثل معاوية - وقيل: الوليد بن عبد الملك - بهذين البيتين:
وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
ومن ذلك أيضا:
نموت وأيامنا تذهب ونلعب والموت لا يلعب
عجبت لذي لعب قد لها عجبت وما لي لا أعجب
أيلهو ويلعب من نفسه تموت وأيامه تذهب
أرى الليل يطلبنا والنهار وليس لنا منهما مهرب
وكل له مدة تنقضي وكل له اثر يكتب
وقال الآخر:
أتيت القبور فناديتها …فأين المعظم والمحتقر
فصمّوا جميعاً فما مخبر …وماتوا جميعاً ومات الخبر
تروح وتغدو بنات الثرى……فتفني محاسن تلك الصور
فيا سائلي عن أناس مضوا ……أما لك فيمن مضى معتبر
وقال الآخر:
فلو أنا إذا متنا تركنا ……لكان الموت غاية كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ……ونسأل بعده عن كل شي
وقال الآخر:
ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً …والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا …في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
وقال الآخر:
فارقت موضع مرقدي……يوماً ففارقني السكون
القبر أول لليلة ……بالله قل لي ما يكون
وقال الآخر:
والله لو عاش الفتى في عمره ……ألفاً من الأعوام مالك أمره
متنعماً فيها بكل لذيذة ……متلذذاً فيها بسكنى قصره
لا يعتريه الهم طول حياته ……كلا ولا ترد الهموم بصدره
ما كان ذلك كله في أن يفي …بمبيت أول ليلةٍ في قبره
وهذان البيتان اللذان تمثل بهما سيبويه عند موته:
يؤمل دنيا لتبقى له فوافى المنية دون الأمل
حثيثا يروي أصول الفسيل فعاش الفسيل ومات الرجل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 05:13]ـ
وتمثلت السيدة عائشة بهذا البيت عند موت أبيها رضي الله عنه:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل
هذه عجيبة!
قطعا وقع خطأ في اللصق والنسخ!
وبيت أم المؤمنين الذي قالته عند أبيها:
نقله ابن الأثير في الكامل في التاريخ:
(قال أبو بكر بن حفص بن عمر: لما حضرت أبا بكر الوفاة حضرته عائشة وهو يعالج الموت فتمثلت:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك ولكن (جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) ق:! رضي الله عنه) اهـ.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[10 - Aug-2010, صباحاً 11:50]ـ
لا أكره الموت لكني أسائله ...... هل ذقت ما أنت بالإنسان فاعله
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 01:42]ـ
هذه عجيبة!
قطعا وقع خطأ في اللصق والنسخ!
وما العجب في ذلك هذه رواية وهذه رواية والرواية لا تدفع بالرواية. أليس كذلك؟
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 03:50]ـ
ركوبُك النعشُ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ إلى ... مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ نَعْلٍ ومَنِ فَرَسِ
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيَقَتَهَا ... إنَّ السَّفَينَةَ لاَ تَجْرِيَ علَى يَبَسِ
وقوله:
الموت كأس وكل الناس شاربه ... يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما ... يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما ... فاختر لنفسك أي الدار تختار
ـ[أبو أسماء الحنبلي النصري]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 05:22]ـ
هذه عجيبة!
قطعا وقع خطأ في اللصق والنسخ!
وما العجب في ذلك هذه رواية وهذه رواية والرواية لا تدفع بالرواية. أليس كذلك؟
بلى؛ أحسنت،فلقد عجلتُ.(/)
من سيرة المصطفى (شعر/ حسن الحضري)
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[29 - Jul-2010, صباحاً 12:23]ـ
هذه أبيات من بداية قصيدة نظمتها عام ألفين وأربعة، سردت فيها ما يسر الله لي من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، ابتداء من مولده حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، وهي قصيدة طويلة، هذا جزء منها ..
امدد يديك لحبل الله واعتصمِ ... واستغفر الله من جرم ومن لممِ
فالله ربك غفار لمن قفلت ... به الرِّكاب إلى التسبيح والندم
هو الذي بعث المختار شافعنا ... فشق بالنور ما أعيى من الظلَم
جاءت ولادته بشرى ومنذرة ... وفي الخلائق كم غاو ومعتصم
سماه ربك في التوراة قد علموا ... من أمة فضلها يسمو على الأمم
واختاره الله أميًّا يعلمهم ... لم يتل من كتبٍ أو خط بالقلم
نور أضاءت به الدنيا ويشرها ... من فضل ربك بالآيات والحكَم
فارتدت الجن حين ارتاد منصتها ... إلى السماء وذاقوا الذل من أَمَم
واهتز إيوان كسرى حين عاينه ... نور النبي فأرجاه إلى السَّقَم
في لحظة شهد التاريخ روعتها ... ومشهد أوقف الدنيا على قدم(/)
تنبية:كلمة جميلة ومشهورة قالها البيساني ونسبت خطاءً للعماد الأصفهاني
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 04:17]ـ
قال القاضي الفاضل أستاذ العلماء البلغاء عبد الرحيم البيساني وهو يعتذر إلي العماد الأصفهاني عن كلام استدركه عليه:" إنه قد وقع لي شيء وما أدري أوقع لك أم لا؟ وها أنا أخبرك به وذلك إني رأيتُ أنه لا يكتب أحد كتاباً في يومهِ إلا قال في غَدِهِ: لوُ ُغَّيرَ هذا لكان أحسن ولو زيد هذا لكان يُستحَسن ولو قُدَّم هذا لكان أفضل ولو تُرِك هذا لكان أجمل. وهذا أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر "
راجع: كتاب كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (14/ 1) للعلامة: مصطفى بن عبد الله المشهور بسم: ((الحاج خليفة أوحاجي خليفة بالهجة التركية)) وكذلك كتاب: أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيانأحوال العلوم (70/ 1) للعلامة صديق حسن خان القنوجي ويقول الشيخ الفاضل مشهور حسن سلمان:كان الأُستاذ أحمد فريد الرِّفاعي (ت 1376 هـ) هو الَّذي شهَّر هذه الكلمةَ؛ حيث وضعها أوَّلَ كلِّ جزء من أجزاء " مُعجم الأدباء " للياقوت الحمويّ، وغيره من الكُتب، وتداولَها النَّاس عنه منسوبةً إلى العماد الأصفهانيّ!! والصَّواب نسبتُها للقاضي الفاضل عبدالرحيم بن علي البيسانيّ، بعثَ بها إلى العماد؛ كما في أوَّل" شرح الإحياء " للزَّبيديّ (1/ 3)، و" الإعلام بأعلام بيت الله الحرام " لقطب الدِّين محمد بن أحمد النهرواليّ الحنفيّ (ت 988 هـ). نقلاً عن: إعلام العابد في حكم تكرار الجماعة في المسجد الواحد "،: ص7، دار المنار- الخرج، ط2.
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[01 - Aug-2010, صباحاً 11:48]ـ
بارك الله فيك أخي الراقي وأنا كنت ممن يعتقد نسبتها الى العماد الاصفهاني لأنني قرأتها منسوبة إليه كذلك أول عهدي بها منذ أمد بعيد في مقدمة "كتاب معجم الاعراب والاملاء للدكتور اميل بديع يعقوب" والغلط من العلماء والافاضل وارد في مثل هذا والله المستعان.
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 12:31]ـ
الأخ ابو وائل الجزائري شكر الله لك مرورك،
وهذه ترجمة مختصرة لهذا الأديب البارع من سير أعلام النبلاء للأمام الذهبي عليهما رحمة الله حيث قال:
«القاضي الفاضل المولى الإمام العلامة البليغ، القاضي الفاضل، محيي الدين، يمين المملكة، سيد الفصحاء، أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن المفرج، اللخمي، الشامي، البيساني الأصل، العسقلاني المولد، المصري الدار، الكاتب، صاحب ديوان الإنشاء الصلاحي.
ولد سنة تسع وعشرين وخمس مئة.
سمع في الكهولة من أبي طاهر السلفي، وأبي محمد العثماني، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي الطاهر بن عوف، وعثمان بن فرج العبدري.
وروى اليسير.
وفي انتسابه إلى بيسان تجوز، فما هو منها، بل قد ولي أبوه القاضي الاشرف أبو الحسن قضاءها.
انتهت إلى القاضي الفاضل براعة الترسل وبلاغة الإنشاء، وله في ذلك الفن اليد البيضاء، والمعاني المبتكرة، والباع الأطول، لا يدرك شأوه، ولا يشق غباره، مع الكثرة.
قال ابن خلكان: يقال إن مسودات رسائله ما يقصر عن مئة مجلد، وله النظم الكثير.
أخذ الصنعة عن الموفق يوسف بن الخلال صاحب الإنشاء للعاضد، ثم خدم بالثغر مدة، ثم طلبه ولد الصالح بن رزيك، واستخدمه في ديوان الانشاء.
قال العماد: قضى سعيدا، ولم يبق عملا صالحا إلا قدمه، ولا عهدا في الجنة إلا أحكمه، ولا عقد بر إلا أبرمه، فإن صنائعه في الرقاب، وأوقافه متجاوزة الحساب، لا سيما أوقافه لفكاك الأسرى، وأعان المالكية والشافعية بالمدرسة، والأيتام بالكتاب، كان للحقوق قاضيا، وفي الحقائق ماضيا، والسلطان له مطيع، ما افتتح الأقاليم إلا بأقاليد آرائه، ومقاليد غناه وغنائه، وكنت من حسناته محسوبا، وإلى آلائه منسوبا، وكانت كتابته كتائب النصر، ويراعته رائعة الدهر، وبراعته بارية للبر، وعبارته نافثة في عقد السحر، وبلاغته للدولة مجملة، وللمملكة مكملة، وللعصر الصلاحي على سائر الاعصار مفضلة.
نسخ أساليب القدماء بما أقدمه من الأساليب، وأعربه من الإبداع، ما ألفينه كرر دعاء في مكاتبة، ولا ردد لفظا في مخاطبة.
إلى أن قال: فإلى من بعده الوفادة؟، وممن الإفادة؟، وفيمن السيادة؟، ولمن السعادة؟ ..... » سيرة أعلام النبلاء (21/ 338 - 340)
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 04:02]ـ
هل تعلم أخي القاري الكريم إن صاحب هذه الكلمة هو
كاتب ووزير صلاح الدين الأيوبي؟؟ الذي قال عنه: «ما فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بأقلام القاضي الفاضل».
ثم انظر أيها القاري الكريم ماذا قال عنه صلاح الدين الإيوبي أثناء وفاته!!!!
وحكى شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري قال: لما مرض السلطان صلاح الدين بحران مرضاً شديداً حتى حصل اليأس منه، وبقي أياماً لا يأكل ولا يشرب، فدخل عليه القاضي ضياء الدين الشهرزوري عائداً فبكى السلطان، فقال له ضياء الدين: يا مولانا مثلك ما يسامح أنت ربُيت بين سمر الرماح وبيض الصفاح وعرضت نفسك على الموت مراراً في عدة حروب وأنت الآن تفزع من الموت وأنت في هذا السن؟ فقال: والله ما خطر لي هذا ببال!! ولكن فكرت الساعة في القاضي الفاضل كيف يكون إذا بلغته وفاتي، فأشفقت عليه لعلمي به وما يجده من أجلي. (الوافي في الوفيات للصفدي) (6/ 132)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 04:39]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ مصطفى ....
وأنت كنت ممن وقع في هذه الهفوة زمانا ثم تبينت لك بعد ولم تشر إلى ذلك لا من قريب ولا من بعيد:) {ابتسامة} ....
ـ[أبو جبير الديسي]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 08:55]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 05:23]ـ
شيخنا وطبيبنا ابوبكر الذيب، نعم صدقت فيما قلت، وكما قَالَ بَعْضُ حُكَمَاءِ الْعَرَبِ: لِكُلِّ جَوَادٍ كَبْوَةٌ , وَلِكُلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، وَلِكُلِّ عَالِمٍ!! هَفْوَة ٌ:):)
فجزاك الله خيراً وكذلك الأخ أبوجبير الديسي وشكراً لمروركم
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 05:27]ـ
ومن خطابات البيساني البليغة هذا الجواب الذي كتبه عندما ورد إليه كتاب يخبر بانتصار الجيش الإسلامي على الجيش الصليبي حيث ابتدأه بقوله عز وجل: " يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضلٍ وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ".
وصلت بشرى المجلس السامي - أعلاه الله وشيده، وأسعده وأصعده، وشكر مشهده وأنجح مقصده، وملأ بالحسنات أمسه ويومه وغده، وأهلك وعادى أعداءه وحسده، واجتب بسيفه زرع الكفار وذراه وحصده - بما من الله سبحانه من نصرة المسلمين عند لقاء عدوهم، وما وليهم الله من القوة والإظهار، وما قذف في قلوب الكفر من الخوف والحذار، وشرح القضية شرحاً شرح الصدور، واستوى فيها الغياب مع الحضور، فكانت البشارة منه وكانت المباشرة له، وما كل من بشر باشر، ولا كل من غار غاور، ولا كل من خبر عن السيوف لقيها بوجهه، ولا كل من حدث عن الرماح عانقها بصدره. فنفعه الله بالإسلام كما نفع الإسلام به، وأتم النعمة عليه كما أتمها فيه، وتقبل جهاده الذي جلا فيه الكربات، وابتغى فيه القربات. ويتوقع إن هان العدو في العيون، وظهر منه غير ما كان في الظنون، أن يكسر الله بكم مصافه، ويفتح عليكم بلاده، ويطهر بسيوفكم الشام، ويسر بنصركم الإسلام، ويشرف بيوم نصركم الأيام. والخير يغتنم إذا عنت فرصه، ويصاد إذا أمكن الصائد قنصه، والجهاد فرضٌ على المطيق تقتضيه عزائمه ولا تقتضيه رخصه. وقد حضر المولى وحضر كل خير، وحضر من رأيه ما يكفي أمر العدو ولو لم يكن إلا رأيه لا غير، فكيف وفي يده من الغضب، مثل ما في صدره من القلب، كلاهما حديدٌ لا تكل مضاربه، ولا تخونه ضرائبه، ولا تفنى إذا عددت عجائبه، فكم له من يومٍ أغر محجل الأطراف، وليلةٍ في سبيل الله دهماء الأهوال بيضاء الأوصاف، والنفوس واثقةٌ بأن الظفر على يده يجري، والمبشر من جهته يسر ويسري. والله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وكتب عبدالرحيم البيساني أيضاً في مثل ذلك: ورد كتاب المجلس - نصر الله عزمته، وشكر همته، وأتم عليه نعمته، وصرف به وعنه صرف كل دهرٍ وملمته ومؤلمته، وأعان أولياءه علىأن يؤدوا خدمته، ويستوهبوا له فضل الله ورحمته، وأجزل قسمه من الخير الذي يحسن بين محبيه قسمته - سافراً عن مثل الصباح السافر، متحدثاً عن روض أفعاله بلسان النسيم السحري الساحر، حاملاً حديث بيضه وسمره حديث السامر. وهنأ بالفتح وهو المهنأ به، وكيف لا يهنأ بالفتح من هو فاتحه! وكيف لا يشرح خبره من هو فاتح كل صدرٍ وشارحه! ولقد دعا له لسان كل مسلمٍ وساعدت لسانه جوارحه، وعلم أنه باشر الحرب وتولى كبرها، وأخمد جمرها، ولقى أقرانها، وافترس فرسانها، وجبن شجعانها، وشجع جبانها، وأنفق الكريمين على النفس: النفس والمال، وحفظ على الإسلام الطرفين: الفاتحة والمآل. وإذا تأمل المجلس الدنيا علم أن الذي يبقى بها أحاديث، وإذا نظر إلى المال علم أن الذي في الأيدي منه مواريث، فالحازم من ورث ماله ولم يورثه لغيره، والسعيد من لم يرض لنفسه من الحديث إلا بخيره. وما يخفى عن أحدٍ ما فعله، ولا ما بذله، ولا ما هان عليه، ولا ما أهان الله كرائم المال بيديه، ولقد حلت نعمة الله في محلها لديه، وكان كفأها الكريم الذي أصدقها ما في كفيه.
هذا ثنائي وهاتيكم مناقبكم ... يا أعين الناس ما أبعدت إسهادي
" ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلماً ولا هضماً "، بل هو سبحانه يوفي عباده مثاقيل الذر، وللصابرين عنده الأجر بغير حسابٍ لجلالة قدر الصبر. والمجلس صبر نفسه على المشقات فليبشر بثوابها، وكثر أعمال البر فهو يدخل الجنة بفضل الله من جميع أبوابها. وكما يهنأ المجلس بالافتتاح فهو يهنأ بالجراح، ولا يغسل ثوب العمل إلا الدم المسفوح، وكل جرحٍ إنما هو بابٌ إلى الجنة مفتوح. والحمد لله على أن أمتع الأمة بنفسه التي بذلها، وقد باعها له وأبقاها لنا وقبلها. " وإن ربك لذو فضلٍ على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون "
منقول من كتاب: نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري (ج2 ص 75)
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 04:56]ـ
قال الشيخُ عليٌّ الطنطاوي عليه رحمة الله في ذكرياته عندما تحدث عن أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية المقاصد الخيرية في لبنان: «هو الأستاذُ مصباح محرم، وهو قاض كبير نسيهُ الناسُ كما نسوا من أمثالهِ الكثير، لأن مكانهم في أذهانهم امتلأ بأسماءِ المغنين والممثلين ولاعبي الكرة في الملعبِ واللاعبين بمصالحِ الأممِ من السياسين في المجالسِ والأحزابِ» 8/ 36
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 05:28]ـ
ومما يذكر لهذا القاضي الفاضل أن إمامنا الشاطبي المقرئ صاحب حرز الأماني لما دخل مصر وحل بالفسطاط أكرمه القاضي عبد الرحيم بن علي البيساني المعروف بالقاضي بالفاضل وعرف قدره وكان قد تصدر أولا في جامع عمرو بن العاص للإقراء والإفادة فنقله القاضي الفاضل إلى مدرسته التي أنشأها "بالمعزية القاهرة "وأفرد له فيها حجرة لطيفة مرخمة على يسار الداخل من الباب وأفرد إلى أهله دار أخرى خارج المدرسة ولم يزل على ذلك إلى وفاته "
وفي هذه المدرسة التي أنشأها القاضي الفاضل كان الفتح المبين لهذا الإمام وذلك بعد أن نظم القصيدة المشهورة المعروفة بحرز الأماني ووجه التهاني والتي طارت بها الركبان وانكب الناس عليها في كافة الأزمان وعنها يقول الحافظ الذهبي:
"وقد سارت الركبان بقصيدته (حرز الأماني)، وحفظها خلق لا يحصون، وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع وأوجز وسهَّل الصعب"
ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 02:32]ـ
وأفرد إلى أهله دار أخرى خارج المدرسة ولم يزل على ذلك إلى وفاته "
الصواب دارا وهو سبق كيبورد:)
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 12:23]ـ
وقال ابن مماتي: كنت في مجلس الفاضل فحدثه بعض حاضري مجلسه أن الغزالي لما ورد بغداد سئل عن أبي المعالي الجويني فقال: تركته بنيسابور وقد أسمه الشفاء، وقد كان شرع في مطالعة كتاب الشفاء لابن سينا، قال: فجعل القاضي يتعجب من حسن قوله أسقمه الشفاء ويتمايل له ويقول: والله إن هذا كلام حسن بديع. وكان عنده ابن ولد الوزير ابن هبيرة فقال: كلام جدي في هذا المعنى أحسن وأبلغ قال له: وما هو؟ قال: قوله الشفاء ترك الشفاء، والنجاة ترك النجاة، فقال الفاضل: لا ولا كرامة، بين الكلامين بون لا يطلع عليه إلا أرباب الصنائع. وكتب إليه تاج الدين بن جراح: الخفيف
أنا أهذي وأنت تقرا وترمي ... والليالي تمر والله حسبي
فكتب فوق قوله: أنا أهذي، أنت اعترفت بالهذيان، وكتب في قوله: وأنت تقرأ وترمي الهذيان مرمى. وفوق قوله: والليالي تمر. نعم تمر علي وعليك. وكتب فوق قوله: والله حسبي، وحسبي أيضاً.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 02:21]ـ
بارك الله فيك يا شيخ مصطفى على هذا التنبيه، كنا نعتقد نسبتها إلى العماد الأصفهاني حتى قراءة هذه الأسطر ..
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[29 - Aug-2010, صباحاً 03:08]ـ
وفيكم بارك الله أخي ضيدان.
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 01:13]ـ
[ justify]
فلما مات أسد الدين شيركوه ترشح أكابر الدولة لمكانه وطمع فيها من هو أهل لذلك، ولم يكن صلاح الدين ممن تطمع نفسه في تلك الرتبة، واتفق أنه اجتمع بالفاضل في دار السلطان وجرى حديث من ترشح للولاية، وبسط صلاح الدين الحديث في ذكرهم ولم يذكر نفسه، فجذبه الفاضل إليه وقال له سراً: هل عندك قوة لأن تلي هذا الأمر؟ فقال صلاح الدين: وأنى لي بذلك وهنا مثل فلان وفلان وعدد الأكابر، فقال له: لا عليك فإني أدبر أمرك فاستعد لذلك. فبينا هما في الحديث، استدعي الفاضل إلى مجلس العاضد واستشير فيمن يولى، ولم يكن شيركوه دفن بعد، لأن من عادتهم أن الذي يتولى يلبس في الجنازة أخضر دون كل من فيها ونهي إمارة الولاية، فقال الفاضل: رأي أمير المؤمنين أعلى وهو أعرف، فقال العاضد: ما تقول في فلان فوهى أمره وذكر شيئاً صدفه عنه، إلى أن ذكر جماعة كلهم كذلك، فقال للفاضل: فمن ترى أنت؟ قال: ما رأيت في الجماعة أحسن طريقة من يوسف ابن أيوب ابن أخي الميت، فإني اختبرته ورأيته يرجع إلى دين وأمانة، فقال العاضد: إني أخاف أن لا يرضى به القوم، فقال الفاضل: يا أمير المؤمنين أنت ألبسه وأجلسه وهو يبذل الأموال ويصلح حال الرجال ففعل ذلك. وخرج الناس وعلى صلاح الدين الأخضر من دون الجماعة فعرفوا أنه صاحب الأمر، وساعدته السعادة فلم يقل أحد كلمة وفرق خزاين شيركوه وعامل الناس بالإحسان وبذل المال فأحبوه وتم أمره وصار القبض والبسط إلى الفاضل. وفوض صلاح الدين إليه أمور دولته وصار لا يصدر عن رأيه، واستنابه في جميع أموره ورعى له تلك الحال، فجرى في تصاريفه على أحسن قانون، وأحسن إلى أرباب البيوت، وجمع كتباً مشهورة بلغني أنها تكون سبعين ألف مجلد في فنون العلم وأنواعه. الوافي في الوفيات للصفدي
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 08:28]ـ
قال القاضي محي الدين عبد اللّه بن عبد الظاهر في كتاب الدر النظيم في أوصاف القاضي الفاضل عبد الرحيم، ومن جمله بنائه دار التمر بمصر المحروسة، ولها دخل عظيم يجمع ويشترى به الأسرى من بلاد الفرنج، وذلك مستمر إلى هذا الوقت، وفي كل وقت يحضر بالأسارى فيلبسون ويطوفون ويدعون له، وسمعتهم مرارا يقولون: يا اللّه يارحيم أرحم القاضي الفاضل عبد الرحيم. وقال القاضي جمال الدين بن شيث: كان للقاضي الفاضل ريع عظيم يؤجره بمبلغ كبير فلما عزم على الحج ركب ومر به ووقف عليه. وقال: اللهم إنك تعلم أن هذا الخان ليس شيء أحب إلي منه، أو قال أعز علىّ منه، اللهم فاشهد أني وقفته على فكاك الأسرى من بلاد الفرنج.
((مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية العدد55 - 56))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 06:55]ـ
والله صدق الاستاذ فيما رواه لزميله وانها لحالة تعترينا كلما راجعنا ما كتبناه مرة ثانية فكانه في قلوبنا وافكارنا ونفوسنا
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 09:58]ـ
ومن كلمات القاضي الجميلة وصفه للخيام حيث قال: إن الخيام فقد بليت وصارت أمشاجاً ورقت فخالطت كأس الغمام مزاجاً، ولقيت معنا الشدة وكانت شدتنا أن رأينا بها انفراجاً، وفيها من السماء رقاع وكأنما أخذها في شق الثياب سماع، وإذا هبت الرياح فهي بتقدمها وتأخرها في نزاع حثيث ونزع من الشيطان خبيث، طلقتنا وهي بعد في حبالنا، وظعنت وهي بعد في عقالنا، إن أرسلت الريح آية ظلت أعناقها لها خاضعة، وإن قعدنا فيها فعلى قارعة الطريق وهي قاعدة على طريق القارعة، وإن وقعت ليلاً فما لوقعتها الخافضة الرافعة، بها للدهر جراح الإبر لا تقطبها، ومنها على الدهر أطلال تصدقها العين تارة وتكذبها، قد فرجت سماؤها وانشقت وأذنت إربها وحقت، لم يبق في أدمها بشرة تعاتب، ولا في صبرها سكة تجاذب، كأنها وأخواتها إذا هبت الرياح المجرمون رأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب بحيث يرى حماها نافضاً، والعارض - وقد دخل عليها على الحقيقة - عارضاً فعمدها الأغصان هزها البارح وشرائطها الشرار أطاره القادح. أما إذا نشأت السحائب فسلت سيوف برقها وسلسلت سيول ودقها، فإنها أمام تلك السيوف جرحى ووراء تلك السيول طرحى، تود ما ود ابن نوح يوم لا عاص، وتراها كبط الماء ونحن بين غريق وعائم نضربها في كل يوم فوق الحد ونأخذها في المصيف بحرب حر وفي الشتاء ببرد برد.(/)
ابتهال ... للعلامة أبي تراب الظاهري
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 09:55]ـ
ابتهالات و دموع رائقات و اعترافات بين يدي رب الأرض و السموات جل و علا،،،
من شعر الإمام العلامة أبي تراب عبد الجميل بن عبد الحق الهاشمي الظاهري -عليه رحمة الله تعالى -:
***** ابتهال *****
إنْ مَسَّنا الضرُّ أو ضاقَتْ بنا الحيلُ
فلن يخيبَ لنا في ربّنا أَمَلُ
وإن أناختْ بنا البَلْوى فإنَّ لنا
ربّاً يحولها عنّا فتنتقلُ
الله في كلّ خَطْبٍ حَسْبُنا وكفى
إليه نرفع شكوانا ونبتهلُ
مَنْ ذا نلوذُ به في كشف كُربتنا
ومَنْ عليه سوى الرحمن نَتَّكِلُ
وكيف يُرجى سوى الرحمن من أحدٍ
وفي حياض نَداهُ النَّهْل والعَللُ
لا يُرتجى الخير إلاَّ من لديه ولا
لغيره يتوقى الحادث الجللُ
خزائن الله تُغني كلَّ مفتقرٍ
وفي يد الله للسُؤَّال ما سألوا
وسائِل الله ما زالت مسائله
مقبولةً ما لها ردٌّ ولا مَللُ
فافزعْ إلى الله واقرع باب رحمته
فهو الرجاء لمنْ أعيتْ به السُّبُل
وأَحسِن الظنَّ في مولاك وارضَ بما
أولاك ينحلُّ عنك البؤسُ والوجَلُ
وإن أصابك عسر فانتظر فرجاً
فالعسر باليسر مقرون ومتصلُ
وانظر إلى قوله ادعوني أستجب لكمو
فذاك قول صحيح ما له بَدَلُ
كم أنقذ الله مضطراً برحمته
وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا
يا مَالِكِ الملك فادفع ما ألمَّ بنا
فما لنا بتولّي دفعه قِبلُ
فأنت أكرم من يُدعى وأرحم من
يرجى وأمرك فيما شئت ممتثلُ
فلا ملاذَ ولا ملجأ سواك ولا
إلا إليك لحي عنك مرتحلُ
يارب عطفا فإن المسلمين معا
مما يقاسون في أكبادهم شُعلُ
وقد شكوا كلَّ ما لاقوه من ضرر
إليك يا مالك الأملاك وابتهلوا
يارب وانصر جنود المسلمين على
أعدائهم وأَعنْهم أينما نزلوا
يارب فارحم مسيئا مذنبا عظمتْ
منه المآثم والعصيان والزللُ
قد أثقل الذنب والأوزار عاتقه
وعن حميد المساعي عاقه الكسلُ
ولا تسوّد له وجهاً إذ أُغْشيت
وجوه أهل المعاصي من لظى ظُلَل
يا خجلتي من عتاب الله يوم غدٍ
إن قال خالفت أمري أيها الرجلُ
يارب فاغفر ذنوبي كلها كَرماً
فإنني اليوم منها خائف وَجِلُ
واغفر لأهل ودادي كلَّ ما اكتسبوا
وحُطَّ عنهم من الآثام ما احتملوا
واعمم بفضلك كلَّ المؤمنين وتُبْ
عليهمو وتقبل كلَّ ما فعلوا
وصلِّ رب على المخُتار من مضر
محمد خير من يحفى وينتعلُ
وآله الغرِّ والأصحاب عن طرف
فإنهم غُررُ الإسلام والحجلُ
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 06:29]ـ
ذكرى!
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 12:22]ـ
بارك الله فيكم
هذه القصيدة تنسب إلى الشيخ الضمدي رحمه الله أيضاً
والله أعلم
وتفسيري للأمر لو كانت هى قصيدة الضمدى أن العلامة أبا تراب قد نسخها في أوراق ولما رآها بعض ورثته بعد وفاته رحمه الله ظن أنها من شعره فأعطاها للجزيرة لنشرها.
والله أعلم بالحقيقة
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=21583(/)
أريد مراجع لقضية الشعر الحر
ـ[صالح الجسار]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 10:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما هو واضح من العنوان, أريد مراجع تكلمت عن الشعر الحر بحيث لا تقل عن خمسة مراجع. وأرجو أن يُرد علي بأسرع وقت ممكن.
جزى الله من يُعينني خيرًا وأدخله الجنة.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 08:48]ـ
أخي الكريم:
اعلم أنه لا يوجد شيء اسمه الشعر الحر، إنما هو مسمى لا أساس له، من اختراع أدعياء الأدب
ـ[صالح الجسار]ــــــــ[31 - Jul-2010, مساء 11:41]ـ
أخي الكريم:
اعلم أنه لا يوجد شيء اسمه الشعر الحر، إنما هو مسمى لا أساس له، من اختراع أدعياء الأدب
جزاك الله خيرًا
أخي الكريم سمِّه ما شئت لكن أريد مراجع تكلمت عن هذا النوع!!
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 06:27]ـ
الأخ العزيز /حسن الحضري ................ أختلف معك حول ما أطلقته في قضية الشعر الحر فأنا من كتابه ومتذوقيه وبدأت حين بدأت بكتابة الشعر المقفى وكنت أتبنى ما تتبناه الآن من الرأي ولكن التجارب الجادة في هذا الضرب من الشعر جعلتني أتراجع عن رأيي فيه وبدأت بدراسته وممارسته واكتشفت أنه أصعب من الشعر المقفى ..... فلا تتعجل في الحكم لانك شاعر كلاسيكي ................. قد يصدق ما قلته على ما يسمى بقصيدة النثر لكن الشعر الحر فلا ..... وأنصحك بقراءة صلاح عبد الصبور وأمل دنقل وبدر شاكر السياب ومحمود درويش وغيرهم لتقف على فنيات هذا الشعر ....... أما الأخ/صالح الجسار ........ فهناك عديد من المراجع حول الشعر الحر منها (قضايا الشعر العربي) لنازك الملائكة ومؤلفات الدكتور عز الدين إسماعيل والدكتور صلاح فضل وغيرهم وتجربة صلاح عبد الصبور الخاصة المعنونة ب (حياتي في الشعر)
ـ[صالح الجسار]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 10:37]ـ
اأما الأخ/صالح الجسار ........ فهناك عديد من المراجع حول الشعر الحر منها (قضايا الشعر العربي) لنازك الملائكة ومؤلفات الدكتور عز الدين إسماعيل والدكتور صلاح فضل وغيرهم وتجربة صلاح عبد الصبور الخاصة المعنونة ب (حياتي في الشعر)
جزاك الله خيرًا أخي مصطفى وبارك فيك
ـ[ملكان]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 09:46]ـ
مؤسس الشعر الحر هي نازك الملائكة بالإمكان القراءة لها ..
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 10:29]ـ
وفيك بارك أخي العزيز .................. تمنياتي لك بالتوفيق(/)
مالكم لا تغضبون (شعرا)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 11:21]ـ
مالكم لا تغضبون
مالكم لا تغضبون في الحياة سادرون
ولهتك الستر عنكم في البرايا تضحكون
ولأبواب الغذاء والدواء توصدون
هل غرقتم في نعيم أم سكرتم بالظنون
أم رسفتم في قيود أم قبعتم في السجون
في سجون شادها الأعداء والمستهترون
من تربوا في النوادي ومواخير المجون
فغدوا فيها رقودا في قيود يرسفون
ليت قومي يعلمون ولديني ينصرون
غزة العزة فيها محنة هل تفهمون
إن جند الله فيها لليهود يقهرون
فانصروهم وادعموهم قبل إدراك المنون
واعلموا علم يقين أنكم مستهدفون
لا تضنوا لا تناموا فاليهود في جنون
يقتلون القلب منا فاعلموا ما يفعلون
وعلى شيخ كبير إنهم يستأسدون
ولأطفالي وأهلي في بلادي يسحقون
لا يراعون صراخا لحريم ينزفون
ولأطفال وحرقى منهم مستهدفون
إنهم شذاذ آفا ق الوجود التائهون
إنهم فئران من صو ت الهواء يهربون
إنهم أشرار هذاالكون هم مستكبرون
جبلوا للشر دوما وبه يستمسكون
من وراء الجُدْرِ يلقو ن السرايا خائفون
إنهم في الحرب مثل الهر ليسوا يصمدون
بل بهم خسة خنزير وكلب في المجون
لا تخافوهم وقوموا للجهاد تنصرون
(قاتلوهم) واعلموا سر الجهاد تفلحون
(قاتلوهم) فالعذاب من يديكم يحصدون
وانصروا غزة يا من قد شردتم ترهبون
ترهبون من يهود ليتكم تستذكرون
أنَّ ربَّ الناس أقوى فانصروه تنصرون
وله أعطوا الولاء في الحياة تفلحون
17 / محرم الحرام / 1430 هـ
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 11:02]ـ
إنهم لا يسمعون ..... "مالكم لا تغضبون "
قد أصموا الأذن واستغ ... شواثياب الميتين
وارتضوا طعم الثريد ال ... مجتبى منذ سنين
لا تسلهم عن حياض ال ... موت فالجبن مكين
قل لغزة ليس منا ... من هم أسد العرين
فابحثي عنهم بأحلا ... م الصغار الطاهرين
من أقاموا بانصهار ال ... الخوف إعصار القرون
وأعادوا ذكريات المجد ... من محض الحنين
من حجارتهم ستبنى ... للغد الحر حصون
واتركي الموتى نياما .... إنهم لا يسمعون
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 06:06]ـ
أخي الكريم الأستاذ (أبو الخير) قصيدتك بها بعض الأبيات المكسورة، راجع مجزوء الرمل، كما أن بها بعض الهنات في النحو .. وفقنا الله جميعًا.(/)
هل يصح أن أسمي هذا صدر بيت من الرجز: "والخازباز السّنِم المجودا"؟
ـ[المهذب]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 04:41]ـ
السلام عليكم
هل يصح أن أسمي هذا صدر بيت من الرجز؟
وَالخَازِبَازِ السَّنِمَ المَجُودَا
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وكذلك هذا هل يصح تسميته صدر بيت من الرجز؟
يَاخَازِبَازِ أرْسِلِ اللَّهَازِمَا
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 10:32]ـ
يصح أخي العزيز إن شاء الله
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 11:23]ـ
أظن أنه يسمَّى بيتًا مشطورًا.
ـ[المهذب]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 12:09]ـ
بارك الله فيكما
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[05 - Aug-2010, صباحاً 11:11]ـ
وفيك بارك
ـ[عمر خلوف]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 07:52]ـ
كيف نسميه صدرَ بيتٍ، وهو شطر مفرد؟
إنما يُسمى هنا شطراً من الرجز
وأكثر ما يجيء الرجز مشطوراً
ولكنهم ربما أطلقوا على شطر الرجز بيتاً لاكتفائه بذاته، من باب تسمية الجزء باسم الكل.
والله تعالى أعلم
ـ[المهذب]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 04:10]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 11:27]ـ
الشطر المسئول عنه يا أخي من الرجز ووزنه مستفعلن مستعلن متفعلن فإن كان البيت مكونا من شطرين صح أن يسمى هذا صدر بيت من الرجز كما ذكرت أما إذا كان ما ذكرت هو البيت كله فهو من الرجز المشطور وبالله التوفيق
ـ[أبو محمد حمادة سالم]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 12:38]ـ
حفظكم الله يا شيخ محمود حفظكم الله ونفع بكم ,,,, فوالله إنني أجد فيكم كل يوم صدق ما قاله فيكم الدكتور شكري الطوانسي الأستاذ بآداب الزقازيق , حيث قال عن شخصكم الكريم: " هو عالم من العلماء , استفد منه " , كذا قال وصدق والله.
حفظكم الله يا شيخنا ونفع بعلمكم المسلمين. اللهم آمين
ـ[المهذب]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 10:53]ـ
ياشيخ محمود كيف أعرف أنه مكون من شطرين
يَاخَازِبَازِ أرْسِلِ اللَّهَازِمَا
ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
وَالخَازِبَازِ السَّنِمَ المَجُودَا
وبارك الله ونفع بك
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 11:50]ـ
القول الفصل في ذلك كله أنه إذا اعتمدت الأرجوزة على الشطر كوحدة بناء، فهي من مشطور الرجز أو منهوكه، حسب عدد التفعيلات؛ وإذا اعتمدت على البيت كوحدة بناء فهي من تام الرجز أو مجزوئه، حسب عدد التفعيلات .. وتعرف اعتمادها على البيت أو الشطر من خلال القافية (متضمنة الروي).
ـ[عمر خلوف]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 09:41]ـ
جاء في اللسان:
والخازِبازِ: ذُباب، اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الكسر لا يَتَغَيَّر في الرفع والنصب والجر؛ قال
عمرو بن أَحمر:
تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي**وجُنَّ الخَازِبازِ به جُنُونا
الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ به، وهما صوتانِ جُعِلا واحداً لأَن صوته خازِبازِ، ومن أَعربه نزله بمنزلة
الكلمة الواحدة، فقال خازِبازُ، وقيل: أَراد النبت، وقيل: أَراد ذِبَّانَ الرِّياض، وقيل: الخازِبازِ حكاية لصوت الذباب فسماه به، وقيل: الخَازِبازِ ذباب يكون في الروض، وقيل: نبت؛ وأَنشد أَبو نصر تقوية لقوله:
أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُودٍ عُودَا
الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا
والخَازِبازِ السَّنِمَ المَجُودا
بحيث يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُودَا
وعامر ومسعود: هما راعيان.
قال ثعلب: الخازِبازِ بقلتان، فإِحداهما الدَّرْماءُ، والأُخرى الكَحْلاءُ؛
وقيل: الخازِباز ثمر العُنْصُلَة.
والخازِبازِ في غير هذا: داء يأْخذ الإِبلَ والناسَ في حُلوقها.
وقال ابن سيده: الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ في الحَلْق، وفيه لغات؛ قال:
يا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِما
إِني أَخافُ أَن تكون لازِما
ومنهم من خص بهذا الداء الإِبلَ، والخِزْبازُ لغة فيه؛ وأَنشد الأَخفش:
مثل الكلاب تَهِرُّ عند جِرائِها ... ورِمَتْ لهَازِمُه من الخِزْباز
أَراد الخازِبازِ فبنى منه فعلاً رباعيْاً؛ قال ابن بري صواب إِنشاده:
مثل الكلاب تهر عند دِرابِها ... ورِمَت لهَازِمُها من الخِزْباز
والدِّرابُ: جمع دَرْب. واللَّهازِم: جمع لِهْزِمة، وهي لحمة في أَصل الحَنَك، شبههم بالكلاب النابحة
عند الدُّرُوب.
ابن الأَعرابي: خازبازُ وَرَمٌ، قال أَبو علي: أَما تسميتهم الورم في الحلق خازِبازَ فإِنما ذلك لأَن الحلق طريق مجرى الصوت،
وقال ابن سيده: الخازِبازِ ذباب يكون في الروض، وقيل: هو صوت الذباب، وقيل: خازِبازِ نبت، وقيل: كثرة النبات.
والخازِبازِ: السِّنَّوْر؛ عن ابن الأَعرابي.
قال ابن سيده: وأَلف خازِبازِ واو لأَنها عين، والعينُ وَاواً أَكثرُ منها ياءً.
ـ[المهذب]ــــــــ[12 - Aug-2010, مساء 11:10]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 02:22]ـ
بارك الله فيك يا أخ عمر لقد ضبطت لنا كلمة المجودا بضم الجيم وعليه تكون التفعيلة الأخيرة قد أصابها القطع وهو كما قيل من الكامل:
والقطع في المجموع حذف مسكن مع أن تسكن ردفه بثبات
وعليه فوزن الشطر هو: مستفعلن مستعلن فعولن
بارك الله فيك والسلام
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[14 - Aug-2010, صباحاً 12:05]ـ
اسمحوا لي أن أشارك معكم - مع أن خبرتي في العروض قليلة - فقد قرأت في أحد المواقع أن الرجز المشطور قد يأتي عروضه وضريه مقطوعا ومن ذلك:
قد شمرت عن ساقها فشدوا
وجدت الحرب بكم فجدوا
وقوله:
هذا أوان الشد فاشتدي زِيَمْ
قد لفها الليل بسواق حُطَمْ(/)
تهنئة بالمولودين يوسف وبسملة
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 12:00]ـ
رُزِق زميلي الأستاذ / محمد بهاء بمولودة سماها "بسملة"، وبعدها بأيام رُزِق زميلي الأستاذ / أحمد سالم حامد بمولود سماه "يوسف".
فقلتُ للأول:
بورك في الموهوب وشكرتَ الواهب، ورُزقتَ بِرَّه وبلغ أشده
1 - أجاب الإلهُ لِيَ المسأله = وآنسني بابنتي بسمله
2 - لك الحمدُ يا خالقي دائما = على ما وهبتَ بلا معضله
3 - فبارِكْ بها ربَّنا واهدني = لشكرك يا رافع المنْزِله
4 - وأسألُك البِرَّ منها دوامًا = على كِبَري واهدها للصِّلَه
...
5 - فطِبْ وابتهجْ دائما يا بهاءُ = وطيِّبْ لسانك بالحمدلهْ
6 - وأبشر بخيرٍ عظيم وفير = من الله ولْتَنْسِب الفضْلَ لَهْ
7 - وواللهِ إنا سعِدنا كثيرا = لأنك صرت أبا بسملهْ
وقلتُ للثاني:
بورك في الموهوب وشكرتَ الواهب، ورُزقتَ بِرَّه وبلغ أشده
1 - يوسفُ الميمون أهلاً مرحبا = زار قلبي قبل بيتي واختبا
2 - كم دعوتُ الله يهديني وليدًا = كم أتى في خاطري منذ الصِّبا
3 - كم تفكَّرتُ بنَجْلي كيف يبدو = وتخيلت الْمُحيَّا قُرِّبا
4 - كنت أصبو أن أربِّيه شجاعًا = صارمًا في الحقِّ، يجتاز الرُّبا
5 - لا يهابُ الناس، ذا جِدٍّ، قويًّا = عالما، عن كل خيرٍ معْرِبا
6 - ذا لسانٍ مقنِعٍ، حرًّا، أبيًّا = ليس يرضى أيَّ ذلٍّ مَذهبا
**** = ****
7 - ربَّنا حقِّق رجائي في وليدي = وأعِذْه أن يكون الْمُسْهَبا
8 - وتقبله إلهي بقبول = حسن وامنحه رزقا طيبا
9 - ربنا فهمه فهما ألمعيا = أعطه علما غزيرا يجتبى
10 - أحسنَ الأخلاق وفِّقْه إليها = واجعل الإحسان منه أقربا
11 - ربنا واجعله معطاء كريما = وابلاً بالخير دوما صيِّبا
**** = ****
12 - يا إلهي أنت بالدنيا عليمٌ = هان حال الناس من أن يعزبا
13 - قد فشا في الناس عصيانٌ وسوء = وبحق بلغ السيل الزبى
14 - واضمحل الوازع الذينيُّ فينا = ورأينا في التنائي المهربا
15 - نجِّ ذرياتنا يا ربنا = من زمان الهرج أن تَستعذبا
16 - نجِّنا من جورنا معْ كل باغ = واتخاذ الظلم يوما مركبا
17 - ربنا حقق لنا آمالنا = واهدنا شُكر الوليد المُوهَبا
18 - فلَكَ الحمدُ إلهي كلَّ حينٍ = ولك الشكر بأن صرتُ أبَا
أحمد عبد الله حسين
الهلالي
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 12:45]ـ
ما شاء الله تبارك الرحمن، أحب سماع الأخبار السعيدة
تحياتي العطرة للأستاذين الكريمين
****************************** ********
http://www.altasawwof.net/services/cards/suitability/c_mawlood_1.jpg
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 06:19]ـ
وقع في نفسي شيء في اسم بسملة فهل من كشف لهذا.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[07 - Aug-2010, صباحاً 09:43]ـ
أولا بورك في الموهوبين وفي أبويهما وأميهما.
وقع في نفسي شيء في اسم بسملة فهل من كشف لهذا.
لا أدري ...
لكني سميت ابني الأول بـ (ورش) وأبدى بعض الإخوان استغرابهم، حتى ممن لديهم علم بالأئمة.
ولما رُزقتُ بعده بعام ببنتٍ عرض الإخوان عليَّ أسماءً، ولم يمهلوني خشية أن أُغرب:)
فكان من بين ما اقترحوه اسم (بسملة)
ومع أني لم آخذ بهذا الاقتراح إلا أني سألت صاحبه عن السبب ..
فقال: لأنك سميت أخاها (ورشًا) وورش له بين السورتين: الوصل والسكت والبسملة.
فتُنبِّه باسمها على مذهب أخيها.
فقال آخر: بل تسميها - إذًا - سهيلة .... لأن ورشًا له تسهيل بعض الهمزات:)
يا أخي، لا تستقصِ عن هذه التسميات ...
في كتاب الفاضل المنسوب للمبرد أن غلامًا كان يسمَّى (طَلّ).
فقرأتْ عليةُ بنتُ المهدي - وكانت نُهيت عن ذكر اسمه -: فإن لم يصبها وابل فـ .. (الذي نهاها عنه أمير المؤمنين) - راجع القصة في فاضل المبرد.
واعذرني في هذه المداخلة، فما هي إلا مداعبة لمناسبة الحال.
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 12:51]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا
شكرا وسعدا وبِرا
حمدلة وحوقلة وبسملة
وَرْشا وسهيلة وطلاًّ
يا أهلا يا أهلا
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 01:03]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله الشيخ الفاضل القارئ المليجي.
أضحك الله سنك.
وبارك الله فيك قصة أعجبتني.
وقولك وأبدى بعض الإخوان استغرابهم أظن أننا ملزمين بعدم استعمال الأسماء الغريبة والتسمية يجب مراعات عرف البلد.
وقولك واعذرني في هذه المداخلة، فما هي إلا مداعبة لمناسبة الحال، بل سررت جدا بها وأتشرف بالتكلم معك أخي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
مثل" الثور يحمي أنفه بروقه" وما قيل فيه. ...
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 10:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعجبتني أبيات عامر بن فهيرة فا قتنصت هذه الفوائد لكم:
أولا: المثل هو: " الثورُ يحَمِيْ أَنفَهُ بَروقِهِ " والروق القرن يُضرَبُ فِي الحَثِ عَلَى حفْظِ الحَرِيْم وَالذَّبِ بِمَا أَمكَنْ.
ثانيا: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا، قَالَتْ لَمّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ، قَدِمَهَا وَهِيَ أَوْبَأ أَرْضِ اللّهِ مِنْ الْحُمّى، فَأَصَابَ أَصْحَابهُ مِنْهَا بَلَاءٌ وَسَقَمٌ فَصَرَفَ اللّهُ تَعَالَى ذَلِكَ عَنْ نَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ. قَالَتْ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَبِلَالٍ، مَوْلَيَا أَبِي بَكْرٍ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ فَأَصَابَتْهُمْ الْحُمّى، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَعُودُهُمْ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْنَا الْحِجَابُ وَبِهِمْ مَا لَا يَعْلَمُهُ إلّا اللّهُ مِنْ شِدّةِ الْوَعْكِ فَدَنَوْتُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ تَجِدُك يَا أَبَت؟ فَقَالَ:
كُلّ امْرِئٍ مُصَبِّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ
قَالَتْ فَقُلْت: وَاَللّهِ مَا يَدْرِي أَبِي مَا يَقُولُ. (أي من شدة الحمى) قَالَتْ ثُمّ دَنَوْتُ إلَى عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ فَقُلْت لَهُ كَيْفَ تَجِدُك يَا عَامِرُ؟ فَقَالَ
لَقَدْ وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... إنّ الْجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ
كُلّ امْرِئٍ مُجَاهَدٌ بِطَوْقِهِ ... كَالثّوْرِ يَحْمِي جِلْدَهُ بِرَوْقِهِ
(بِطَوْقِهِ) يُرِيدُ بِطَاقَتِهِ و (الروق: القرن): قَالَتْ فَقُلْت: وَاَللّهِ مَا يَدْرِي عَامِرٌ مَا يَقُولُ قَالَتْ وَكَانَ بِلَالٌ إذَا تَرَكَتْهُ الْحُمّى اضْطَجَعَ بِفِنَاءِ الْبَيْتِ ثُمّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ (صوته) فَقَالَ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَن لَيْلَةً ... بِفَخّ وَحَوْلِي إذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَن يَوْمًا مِيَاهَ مَجِنّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُونَ لِي شَامَةٌ وَطُفَيْلُ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: شَامَةٌ وَطُفَيْلٌ جَبَلَانِ بِمَكّةَ. (فخ) هو واد بمكة، (الاذخر): بكسر الهمزة والخاء المعجمة بينهما ذال معجمة: نبت طيب الرائحة. (جليل): بالجيم واللام: نبت ضعيف له خوص أو ما يشبهه. (مجنة): بكسر الميم وفتحها: سوق بأسفل مكة. (يبدون): أئ يظهرن
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 11:23]ـ
أحسن الله إليك
الأبيات لعمرو بن أمامة وإنما تمثل بها عامر بن فهيرة رضي الله عنه
وطفيل هنا بفتح الطاء لا بضمها
والجليل هو الثمام
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 11:58]ـ
شكر الإله صنيعك وتصحيحك.
فلقد أثلجت صدر بهذا الايضاح.
فيكون بعد التصحيح:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَن لَيْلَةً ... بِفَخّ وَحَوْلِي إذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَن يَوْمًا مِيَاهَ مَجِنّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُونَ لِي شَامَةٌ وَطَفَيْلُ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 12:02]ـ
أحسنت
وَهَلْ يَبْدُونَ لِي شَامَةٌ وَطَفَيْلُ
وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ(/)
الأرنب والسلحفاة
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[06 - Aug-2010, صباحاً 07:25]ـ
الأرنب والسلحفاة
يحكى أن أرنبا نظر لنفسه يومًا متأملاً حاله معجبًا، فهدته نفسه إلى معرفة جميل أحواله، فظن أنه حق له أن يفخر بها، فهو من أسرع الحيوانات فلا يكاد يجاريه في سرعته أحدٌ، كما أنه ذكي وجميل المحيا، وقد أهَّلته هذه المزايا أن يكون أهلًا لرغد العيش وستمتد به الحياة حتى يملها هو ...
مشى متبخترًا في الغابة معجبًا بنفسه، فليس ثمَّ من هو أفضل منه، بل هو .. الأفضل، رأى على البعد سلحفاة قد أنهكتها السنون وعركتها الحياة فأسرع إليها كالبرق وعيناه تومضان في إثارة .. ها قد وجد بعض التسلية أخيرا!!
دار حولها دورتين في سرعة فتوقفت ونظرت إليه وابتسمت، فقابل تبسمها بالازدراء وتمعر وجهه، ثم فتح فاه فانسكبت منه حماقة الكلمات، متنقصًا متفاخرًا ...
لم تخفت ابتسامة السلحفاة، بل اتسعت في حلم وأناة وفتحت فاها فانسكبت حكمة الحياة:
- "أيها الأرنب الحبيب، قد عرفتَ أنك سريع الحركة جميل المحيا، ومن الذكاء أن تدرك نعم الله عليك، فإذا تعرّف العبد على نِعَمِ الخالق فعليه فيها أمران، أن يحمد الله عليها باللسان والجنان، وأن يشكر الله تعالى على نعمه بالعمل بالأركان كما قال الله تعالى:" اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " سورة سبأ -13، فيستغل العبد نعم الله في طاعته ويسخرها لخدمة دينه، وما وُفِّق إليه من الحمد والشكر أعظم مما أُعْطِيَ من النعم."
ولكن أنّى لمن سقط في ذاك الفخ أن تسمع أذنيه أو يعي قلبه!! بل لابد له أن يذوق وبال أمره ويجرع كأس مرارته حتى الثمالة فإن وُفِّق بعدها أفاق منه قلبه المخمور ..
قال بصوت يهتز زهواً:
- أيتها السلحفاة البطيئة، لا يسعني إلا أن أشفق على أمثالك ممن يتشدقون بالكلمات وأنا رجل الأفعال، فسابقيني تعرفي من الأفضل ..
- وا صديقي التعس! ترى لماذا لم تسابق الغزال أو الفهود؟؟! حقًا إن البغاث بأرضنا يستنسر!
- هلمي يا حاملة الأحجار سابقيني وكفي عن الشجار، إن أحدًا من هؤلاء الذين ذكرتِ لم يمطرني بما تشدقتي به من العبر ودروس الأخلاق .. موعدنا عند الشجرة العجوز في آخر الغابة.
وانطلقت ضحكاته الساخرة تجلجل أصداؤها بين ربوع الغابة.
لم تخفت ابتسامة السلحفاة الحكيمة بل قلّبت الأمور على نواحيها وتفكرت فيما لديها من الوسائل المعينة فلم تجد خيرًا من عون الله لها سبيلًا ولم ترجُ أحدًا غيره وكيلًا وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله. وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم
فقالت في نفسها: إنني قوية بإيماني بالله ولسوف أنطلق على بركة الله مستعينة به سبحانه فإن سبقتُ فهذا يعلِّم صاحبنا درسًا وإلا فإنّ لي في هذه الرحلة من العبر والفوائد ما لا يحصيه إلا الله ..
كيف ظننتِ أيتها السلحفاة أنك قد تسبقين هذا الأرنب؟؟! هل رأيت بعين البصيرة أن غروره سيوقعه في حماقات تعوق انتصاره؟؟ أم أن ثقتك بالله أنبأتك أن هناك حسابات أخرى للنصر؟! ... :" وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" سورة آل عمران -126
تسابقا فجرى الأرنب في خفة لبرهة من الزمان ثم نظر خلفه، فوجد السلحفاة بعيدة تَجِدُّ السير في بطئها المعهود، فقارن بين حاله وحالها وقاس المسافات وقدّر الحسابات فلم يجد بأسًا من أن يخلد لنوم لذيذ تحت شجرة وارفة الظلال إمعانا في الإذلال، ولم يكن قد أمضى أكثر من منتصف الطريق ..
لماذا أيها الأرنب قارنت بينك وبين منافستك؟ أما كان يجب عليك أن تحقق أهدافك بلا مقارنات تؤدي للفتور؟ لماذا لم تنطلق في سرعتك من غير أن تنظر للخلف حتى تصل إلى الشجرة العجوز في أخر الغابة ... هدفك، ثم تنام هنالك قرير العين بعد أن تسدد رميتك؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ألأن هدفك لم يكن ساميا؟؟ ألأن قلبك قد خالطه الدغل؟؟ أَقَد حطك الكبر والإعجاب من علٍ؟؟ يا صديقي إنك قد غفلت عن أعلى الأسباب في تحقيق المآرب الشرعية والدنيوية ... إنّ توفيق الإله العظيم إنما هو لمن خشع قلبه وأخبت واستعان بالله ولم يعجز فحقق الله له المراد بعد أن كان الكل يجزم أنه ذاك مستحيل ... "وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ" سورة العنكبوت- 22
لو كنتَ يا صغيري أصبتَ التفكير لاجتهدتَ في إصابة الهدف وتخطي كل العواقب وسَبْقِ ما حققه الأولون قبلك بغير التفاتٍ لغيرك .. ولكن أنّى لمن غفل عن ذكر الله أن يُوَفَّق! "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ" سورة إبراهيم -27
أهذا ما يفعله بنا الكبر والعجب؟؟!! نقارن بين أحوالنا وبين حال غيرنا فمن وجدناه أقل شأنًا تنقصناه وفترنا، فأخلدنا إلى الأرض، ومن وجدناه أعلى كعبًا حسدناه وألجمنا الإحباط عن العمل ... "فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" سورة الحج-46
نام الأرنب وهو يظن أن بطء السلحفاة سيُمَكِّنُهُ من اللحاق بها وقتما شاء!
أما السلحفاة فتسائلت، ما هي الإمكانيات التي وهبنيها ربي؟ قد وهبني ربي مثابرة وجد في العمل، وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم:" سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل" رواه البخاري.
فتوكلت على الله: أي استعانت به سبحانه وشرعت في العمل، وإن "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل"صححه الألباني- صحيح الترمذي، لم تفكر في النتائج بل لم تعبأ بها فإن المحاولة شرف وإن العمل ولو بدا للآخرين مستحيلًا فإنه بعون الله وتوفيقه سهلًا يسيرًا فيارب إنه "لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا "صححه الألباني- السلسلة الصحيحة.
وما الذي ستخسره؟! إن التجربة خبرة ولو فشلت، وستستفيد منها فهي حريصة على ما ينفعها،سترى الغابة كلها وتصل إلى الشجرة العجوز وتشرب من الينبوع العذب بجوارها حتى لو وصلت متأخرة.
سيتهمونها بالجنون؟؟ .. لا بأس فإن المثَبِّطون في كل مكان دأبوا على اتهام العباقرة بالجنون ..
شرعت في العمل وفي كل خطوة لا تنسى أن تستعينَ بالله وتَجِدَّ السير فأحسنتِ التوكل مع صدق النية والإخلاص، لم تنظر خلفها ولم تهتم بمعرفة مبلغ علم الأرنب المغرور، إن الالتفات لا يفيد بل يلهي عن الطريق، شردت مع كلمات ابن القيم الساحرة "قيل للحسن: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة فقال إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم" [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn1)
استيقظ الأرنب وتمطى في كسل، نظر خلفه فلم ير صاحبته على مرمى البصر، وإن العيب في العين الناظرة، فتبسم في سخرية وانطلق يجري في خفة فوق العشب الرطب، فلما تراءت له الشجرة العجوز توقف في ذهول!
كانت السلحفاة تغفو في دعة وسكون وقد شربت من الماء العذب وأكلت من أطيب الثمار، واستراحت من وعثاء السفر، لم تستوحش الطريق رغم قلة السالكين ولم تغتر رغم كثرة الهالكين [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn2) ، ولم تتلفت عن الشمال ولا عن اليمين، رغم ما رأته في المضمار من طيب الثمار وظلال الأشجار على جانبي السبيل، لم تتوقف مع العوائق ولا تعلقت بالعلائق: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" سورة العنكبوت-69
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref1) كتاب الفوائد – ابن القيم
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref2) مدارج السالكين – ابن القيم
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[06 - Aug-2010, مساء 02:21]ـ
جميل.
أدام الله حبركِ للخير و في الخير.
ـ[أمة القادر]ــــــــ[07 - Aug-2010, صباحاً 12:16]ـ
عبرة ..
أثابكِ الله و بارككِ
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 08:20]ـ
جميل.
أدام الله حبركِ للخير و في الخير.
آمين وبارك الله فيكِ وأعانك على الخير
ـ[حفيدة المتولي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 09:54]ـ
جزاكي الله خيرا
ـ[طالب بالماجستير]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 10:37]ـ
أول ما قرأت هذه القصة تذكرت فورا ذلكم الملتزم الذي هو في أول أيام التزامه ويظن نفسه أنه الذي لم يتكرر ثم ما فتئ ان تداعت أركانه وتصدعت جنبات التزامه ومن كان يحقرهم في دينهم وعلمهم وخلقهم إذ بهم قد سبقوه ونالوا ما من المعالي ما يحسدهم عليه ذلكم الملتزم سابقا.
آه .. آه .. آه على أحوالنا قابلت أحد المشايخ وهو نحسبه على خير ويقول أنه في تردي فما اقول أنا!!
بورك فيكم كالمعتاد تلمس لواقع مرير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 08:16]ـ
عبرة ..
أثابكِ الله و بارككِ
وأثابك وبارك فيك
جزاك الله خيرا
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 06:30]ـ
جزاكي الله خيرا
وجزاك فيك بارك الله
ـ[سارة بنت محمد]ــــــــ[13 - Nov-2010, مساء 01:10]ـ
أول ما قرأت هذه القصة تذكرت فورا ذلكم الملتزم الذي هو في أول أيام التزامه ويظن نفسه أنه الذي لم يتكرر ثم ما فتئ ان تداعت أركانه وتصدعت جنبات التزامه ومن كان يحقرهم في دينهم وعلمهم وخلقهم إذ بهم قد سبقوه ونالوا ما من المعالي ما يحسدهم عليه ذلكم الملتزم سابقا.
آه .. آه .. آه على أحوالنا قابلت أحد المشايخ وهو نحسبه على خير ويقول أنه في تردي فما اقول أنا!!
بورك فيكم كالمعتاد تلمس لواقع مرير.
نسأل الله السلامة(/)
واعلم بأن العسر فيه اليسر للمستبصرين (شعرا)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 06:37]ـ
واعلم بأن العسر فيه اليسر للمستبصرين
لا تجعلن القلب يغفُلُ عن كلام الواعظين
بل فاجعلنْه مسترقا للكتاب المستبين
وارحم لنفسك في شبابك واسلكن درب اليقين
درب الهداية والتقى ورسول رب العالمين
فإذا وهنت وصرت شيخا غافلا في السادرين
وتنكبت منك الجوارح للهدى والمؤمنين
وسلكت مسلك من تربوا في بيوت الغافلين
فمتى تيقَّظُ ترعوي وتؤوب للحق المبين
ماذا يضيرك لو صحوت وإن تجاوزت المئين
فاحرص على زهر الشباب فلا تضيِّع في السنين
واحرص على وقت النشاط ولا تكن في النائمين
نظم حياتك يا أخي واسلك سبيل العارفين
وارفع لرايات الجهاد ولا تكن في الخالفين
واصبر فإن الصبر نصر للكماة الواثقين
فالعز تجني بعد ذل يا سليل الفاتحين
قدسي وتصرخ كل شهم أنقذوا حرمي الحزين
بل أنقذوني من يهود الغدر والمستعمرين
قد دنسوا طهر المساجد واستذلوا الساجدين
ولقد بغوا في الأرض حتى ضج في الأرض الأنين
قف واستمع شكوى المجون على الشباب الغارقين
وتفكَّرَنَّ بحالهم واذرف دموع المخلصين
واعلم بأن العسر فيه اليسر للمستبصرين
واعلم بأن الخير فيه الشر للمستكبرين
أين العروبة والشهامة أين آساد العرين
بل أين خالد والمغيرة بل صلاح المنقذين
هل تتركوني لليهود وقد خلوا من كل دين
هل تتركوني للشراذم والبغاة الغادرين
هبوا لنصرة مسجدي فنراكُمُ في الخالدين
لا لن يضير جموعكم أن صرتمُ في السابقين
بل نلتمُ شرف الشهادة في سجل الخالدين
حيا الإله من استعادوا المجد مجد المؤمنين
وجزاهُمُ خير الجزاء وقد أتاهم باليقين
المدينة المنورة: 1431 هـ
أبو الخير
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 08:44]ـ
أخي الكريم:
قصيدتك رائعة، سوى أقل القليل، وهو اللحن في قولك:
هل تتركوني لليهود وقد خلوا من كل دين
هل تتركوني للشراذم والبغاة الغادرين
فأين نون رفع المضارع الذي هو من الأفعال الخمسة؟!
لو قلت في البيتين:
أتركتموني لانضبط لك النحو، دون خلل بالوزن .. مجزوء الكامل.
وفقنا الله جميعًا.
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 11:10]ـ
بوركتَ أخي الفاضلَ،
ما ذكره أخونا الشاعر-وفقه الله-صحيحٌ لا لحنَ فيه، واللهُ أعلمُ.
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:33]ـ
بوركتَ أخي الفاضلَ،
ما ذكره أخونا الشاعر-وفقه الله-صحيحٌ لا لحنَ فيه، واللهُ أعلمُ.
لكن الفعل (تتركوني) من الأفعال الخمسة، فأين نون رفعه؟!
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 08:42]ـ
بوركتَ أخانا الفاضلَ،
قال ابن هشامٍ في مغنيه: "ونحوُ {تأمُرونِّي} يجوز فيه الفك، والإدغام، والنطق بنون واحدة، وقد قرئ بهن في السبع، وعلى الأخيرة فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل: نون الوقاية، وهو الصحيح."
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 10:46]ـ
أخي الكريم:
قصيدتك رائعة، سوى أقل القليل، وهو اللحن في قولك:
هل تتركوني لليهود وقد خلوا من كل دين
هل تتركوني للشراذم والبغاة الغادرين
فأين نون رفع المضارع الذي هو من الأسماء الخمسة؟!
لو قلت في البيتين:
أتركتموني لانضبط لك النحو، دون خلل بالوزن .. مجزوء الكامل.
وفقنا الله جميعًا.
أقصد (الأفعال) وكتبت سهوًا: (الأسماء)، ورغم إرسال تنبيه إلى المشرفين، لا أدري لمَ لمْ يحذفوها أو يستبدلوا الصواب بها؟
ـ[مجلس المشرفين]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 12:14]ـ
أقصد (الأفعال) وكتبت سهوًا: (الأسماء)، ورغم إرسال تنبيه إلى المشرفين، لا أدري لمَ لمْ يحذفوها أو يستبدلوا الصواب بها؟
بارك الله فيك
ينبغي لك تحرير مشاركاتك (أو مواضيعك) ومراجعتهما قبل المسارعة بكتابتها هنا
فقد كثرت طلباتك بالحذف والتعديل وهذا يدل على عجلة في الكتابة
وفقنا الله واياك لسداد القول والعمل(/)
قصيدة تنشر للمرة الاولى هدية لشيخنا واستاذنا الاديب القارئ المليجي
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[07 - Aug-2010, مساء 10:01]ـ
هذه القصيدة هي لنابغة مدينة السلام – بغداد – وحسان الأيام احمد الشاوي الحميري البغدادي، على أسلوب العرب العرباء،وقد أثنى عليها وعرف علو كعبها كثير من الأدباء فضلا عن غيرهم من العلماء أهل اللغة الفصحاء، وهي من البحر الطويل البسيط الوافر وهو الغالب في أوزان شعراء الجاهلية،ووزنه فعولن مفاعيلن اربع مرات، وقد قام بتشطيرها وتخميسها جمع ممن وقعت بأيدهم موقعا حسنا لطيفا، وقد اشتملت على ما ينبغي أن يتخلَّق به العالم من الآداب، كالصبر وحُسْن التلطف، والمصاحبة، والأخوة الصادقة، وحسن الضيافة، وسعة الصدر، ومغفرة الزلات، وقَبول العثرات، ثم ما ينبغي أن يترفَّع عنه العالم من الأخلاق الذميمة، كالكبر، والحسد، والجفاء، والقطيعة، ومقابلة الإساءة بالإساءة أو أشد، إلى غير ذلك مما تضمنته القصيدة مع فوائدَ أخرى على غرار ما تبه إليه العلامة المقدسي في الآداب المرعية،وهي هدية لشيخنا واستأذنا الأديب كنز الأدب صاحب البيان الأريب وعباب الفضل والعرفان،الحبيب القارئ المليجي وفقه الله ورعاه وحفظه وأهله وحماه، وأيده بروح القدس في مقارعة اهل الزيغ واجتباه،وما توفيقي إلا بالله واليه أنيب وتنشر للمرة الأولى في منتدانا الكريم وقد شرحها علامة عصره وفريد أوانه ونابغة دهره وزمانه علامة العراق وشيخ الإسلام اللغوي الأديب الشاعر الأريب محمود شكري الالوسي رحمه الله وطيب ثراه واعلي مقامه في مجلد لطيف بلغ اثر من 80 صفحة لم يطبع إلى ألان وستأخذ طريقها للنشر قريبا بتحقيقي وتخريجي باذان الله وضمن مجموع الالوسي رحمه الله الكبيرلاستاذنا القيسي رعاه الله.
معتبى – لو أعتب الدهر – للدهر ... بما قد جرى لا تنقضي آخر العمر
وحربي مع الايام لا صلح بعده ... ولا هدنه حتى أوسد في القبر
وكيف وقد روعنني بفراق من ... على فراقيه أمر من الصبر
أخ ما جد مات دنس اللؤم عرضه ... ولا خاط كشحيه على الغدر والمكر
ولا قلب قلب الموده إن يغب ... له صاحب يدميه بالناب والظفر
ولكنه يعطي الأخوة حقها ... ويجمع لخل الوفاء مع النصر
ولا هو ممن همه لبس فروة ... يباهي بها أقرانه من بني المصر
وينفض تيها مذروية مفاخرا ... ويدفع من فرط التكبر بالصدر
ويرفل في أثوابه متبخترا ... وينظر كيما يرهب الناس عن شزر
ولوعدلت من ظالم الدهر قسمة ... لعدلت بالضفع الذي فيه من صعر
وعلمته كيف السيادة عندنا ... وكيف يسود المرء من حيث لا يدري
وعرفته أن المعاني لم تكن ... بأردية حمر وأردية صفر
وأن الفتى لا يمتطي صهوة العلا ... بأكل لباب البر يلبك بالتمر
لعمري لقد جربت أبناء دهرنا ... برمتهم في حالة الخير والشر
وقلبتهم ظهرا لبطن بأسرهم ... مرارا لدى الحاجات في العسر واليسر
فما سمعت اذاني ما سر منهم ... ولا أبصرت عيناي وجه فتى حر
وما إن رأى إنسان عيني واحدا ... كما شئت إنسانا يعد سوى (شكري)
ولو لم ين في حاضر العصر مثله ... لقلنا على الدنيا العفاء بذا العصر
فقل لغبيّ قاسه بسوائه ... ولم يعرف التبر المصفى من التبر:
عادك الحجا أين الثريا من الثرى ... وأين حصى الحصباء من درر البحر؟
وهل يستوي لا درَّ درك عالم ... وفّهٌ جهول ناقص الدين والحجر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 10:46]ـ
أبى المرشدي العراقي إلا ظرفًا.
الهدية مقبولة يا طيب الأعراق، من نجباء العراق، وقد وقعتْ من أخيك موقعا حسنًا.
أسأل الله - عزَّ وجلَّ - بدعوات صادقات أن يمنَّ على شعب العراق المسلم الباسل بالفتح والتمكين، والنصر المبين، وأن يطهر أرضهم من رجس الصليبيين.
ونسأله - سبحانه - أن يجملنا بآداب طالب العلم، وأن يُجنبنا زيغه وزغله.
وأسأل الله أن يوفقك إلى نشر تراث علماء العراق، ومنهم علامة الآفاق ... الآلوسي.
وأهمس في أذن أخي المرشدي:
لو عرضت هذه القصيدة التي هي لنابغة مدينة السلام - بغداد - وحسان الأيام أحمد الشاوي الحميري البغدادي .... تحت عنوان غير هذا، لكان ذلك أوقع في نفوس قرائك وأحظى، وأروج لها في هذا المجلس العلمي وأنَضّ.
يعني لو كنت مكانك لوضعت عنوانًا: قصيدة رائعة شرحها العلامة الآلوسي .. أهديها للمليجي:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[08 - Aug-2010, صباحاً 11:17]ـ
زادك الله دقة نظر أيها المليجي .................... وحبذا لو نصحت كاتب القصيدة أن يدقق في نقلها لأن ثمة كسور تبدو بها أظن أنها من عدم الدقة في النقل والكتابة
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:43]ـ
الأخ المرشدي العراقي:
القصيدة جيدة، لكن أفقدها جودتها ما انتابها من كسر ولحن وخطأ إملائي.
وفقنا الله جميعًا.
ـ[رشيد الكيلاني]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 03:41]ـ
الأخ المرشدي العراقي:
القصيدة جيدة، لكن أفقدها جودتها ما انتابها من كسر ولحن وخطأ إملائي.
وفقنا الله جميعًا.
قد اكون تعجلت في نقلها غافلا عن الخطاء الاملائي،واكراما للغالي صاحب المعالي القارئ المليجي ارفعها مرة اخرى خالية - ان شاء الله - من اي لحن او كسر بل هي كما جادت قريحة الشاعر اللبيب الحميري بها،وحسبما نقلتها من المخطوط الذي بين يدي لعلامة بغداد الالوسي عليه الرحمة،ولا يخفى انها عرضت امام فحول الشعراء وقل من يسلم من لسانهم وهجائهم - ابتسامة -.
معتبى – لو أعتب الدهر – للدهر ... بما قد جرى لا تنقضي آخر العمر
وحربي مع الأيام لا صلحَ بعده ... ولا هدنة حتى أوسد في القبر
وكيف وقد روّعنني بفراق من ... علىَّ فراقيهِ أمرّ من الصبر
أخ ما جد ما دنّس اللؤم عرضه ... ولا خاط كَشْحَيْهِ على الغدر والمكر
ولا قلّبٌ قلْب الموده إنْ يَغبْ ... له صاحب يدميه بالناب والظفر
ولكنه يعطي الأخوّة حقها ... ويجمع لخلّ الوفاء مع النصر
ولا هو ممن همّه لبس فروة ... يباهي بها أقرانه من بني المصر
وينفض تيهاً مِذْرَوَيْةِ مفاخراً ... ويدفع من فرط التكبر بالصدر
ويرفل في أثوابه متبختراً ... وينظر كيما يُرهب الناس عن شزر
ولو عدلت من ظالم الدهر قسمة ... لعدلت بالضفع الذي فيه من صعر
وعلمته كيف السيادة عندنا ... وكيف يسود المرءُ من حيث لا يدري
وعرّفته أن المعانيَ لم تكن ... بأردية حمر وأردية صفر
وأن الفتى لا يمتطي صهوة العُلا ... بأكل لُباب البرِّ يُلْبَك بالتمر
وما ذاق حلو المجد من لم تلدّه ... ويغفر زلاّت الأخلاء بالمرّ
لعمري لقد جربت أبناء دهرنا ... برمتهم في حالة الخير والشرّ
وقلّبتهم ظهراً لبطن بأسرهم ... مراراً لدى الحاجات في العسر واليسر
فما سمعت اذاني ما سرَّ منهم ... ولا أبصرت عيناي وجه فتى حرّ
وما إنْ رأى إنسان عيني واحداً ... كما شئت إنساناً يعد سوى (شكري)
ولو لم يكن في حاضر العصر مثله ... لقلنا على الدنيا العفاء بذا العصر
فقل لغبيّ قاسه بسوائه ... ولم يعرف التبر المصفى من التبر:
عادك الحجا أين الثريا من الثرى ... وأين حصى الحصباء من درر البحر؟
وهل يستوي لا درَّ درك عالم ... وفّهٌ جهول ناقص الدين والحجر
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 04:28]ـ
بوركت أيها الفاضل.
وهذه محاولة مني لخدمة الأبيات.
[أيا] معتبي – لو أعتب الدهر – للدهر * * * بما قد جرى لا تنقضي آخر العمر
وحربي مع الأيام لا صلحَ بعده ... ولا هدنة حتى أوسد في القبر
وكيف وقد روّعْنني بفراق من ... علىَّ فراقيهِ أمرُّ من الصبر
أخ ماجدٌ ما دنَّس اللؤمُ عرضَه ... ولا خاط كَشْحَيْهِ على الغدر والمكر
ولا قُلَّبٌ قلْب المودة إنْ يَغبْ ... له صاحب يدميه بالناب والظفر
ولكنه يعطي الأخوّة حقها ... ويجمع للخلّ الوفاء مع النصر
ولا هو ممن همّه لبس فروة ... يباهي بها أقرانه من بني المصر
وينفض تيهاً مِذْرَوَيْهِ مفاخراً ... ويدفع من فرط التكبر بالصدر
ويرفل في أثوابه متبختراً ... وينظر كيما يُرهب الناس عن شزر
ولو عدلت من ظالم الدهر قسمة ... لعَدَّلتُ بالصفع الذي فيه من صعر
وعلمته كيف السيادة عندنا ... وكيف يسود المرءُ من حيث لا يدري
وعرّفته أن المعانيَ لم تكن ... بأردية حمر وأردية صفر
وأن الفتى لا يمتطي صهوة العُلا ... بأكل لُباب البُرِّ يُلْبَك بالتمر
وما ذاق حلو المجد من لم تلدّه ... ويغفر زلاّت الأخلاء بالمرّ
لعمري لقد جربت أبناء دهرنا ... برمتهم في حالة الخير والشرّ
وقلّبتهم ظهراً لبطن بأسرهم ... مراراً لدى الحاجات في العسر واليسر
فما سمعت أُذْناي ما سرَّ منهم ... ولا أبصرت عيناي وجه فتى حرّ
وما إنْ رأى إنسان عيني واحداً ... كما شئت إنساناً يعد سوى (شكري)
ولو لم يكن في حاضر العصر مثله ... لقلنا على الدنيا العفاء بذا العصر
فقل لغبيّ قاسه بسوائه ... ولم يعرف التبر المصفى من التبر:
عداك الحجا أين الثريا من الثرى ... وأين حصى الحصباء من درر البحر؟
وهل يستوي لا درَّ درك عالم ... وفَهٌّ جهول ناقص الدين والحِجر(/)
قصيدة ((يا طالب التوجيهي)) أبو عبد الله الرياني!!!
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 03:49]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم .....
بقلم: أبي عبد الله الرياني
(محمود الصقور)
نظرا لأنه كانت نتائج علامات التوجيهي اليوم ((السبت)) التاريخ 7\ 8 \2010 م ...
فقد كتبتُ هذه الأبيات اليوم في طالب التوجيهي ... حين تذكّرتُ أني كنتُ في تلك الأيّام ...
طالب توجيهي ....
رجعت بي الذكرياتُ عاما كاملا ... لكني استشعرتُ همّ العام هذا ... :)))
ولعلّها تعزية لطلّاب التوجيهي وشد لأزرهم فهناك من هم أشد منهم بلاءً ,,,
:))
أسميت القصيدة يا طالب التوجيهي ...
((يا طالب التوجيهي))
أقول فيها:
يا طالبا علما أصبحتَ تَوجيهي ... ما مرّ طالبنا إلّا ويأتيهِ
فالقلبُ في وجَلٍ والحُزنُ ساكِنهُ ... أفكارهُ الثكلى قدْ جُمّعتْ فيهِ
والأكلُ أفضلُهُ ما كان يقتلُهُ ... فالهمُّ يُطعمُهُ والغمّ يُسْقيهِ
والعينُ سهّدها ما كان يقرأهُ ... والجِسْمُ منهلكٌ في ما يقاسيهِ
ما صَابهُ داءٌ لكنّه يشكو ... لم يدرِ ما يشكو من ذا يداويهِ
اللّعْبُ أمنيةٌ للقلبِ تفرحُه ... بل إنه حُلُمٌ يأتي يُسلّيهِ
والنومُ في أرقٍ والسّهْدُ في زَهَقٍ ... فالنومُ متّهمٌ والسّهْدُ قاضيهِ
نومٌ فمنقطعٌ وقيامهُ أولَى ... فالليلُ يسهرُهُ والصبحُ يَقضيهِ
مصائبٌ تمضي مصائبٌ ولّت ... مصائبٌ جاءتْ تأتِي تلاقيهِ
والعقلُ منشغِلٌ في ألفِ مشغلةٍ ... في كلّ مشغلةٍ ألفٌ تُوافيهِ
دوسيّةٍ لوحٍ شرحٍ ومدرسةٍ ... سبّورةٍ قَلَمٍ بَلْ مَن سيبْريهِ
لوحٍ وأستاذٍ دفاترٍ علمٍ ... درسٍ معلّمِه بل أينَ مُلقِيهِ
والعلمُ إن بارى جهلا يذللّهُ ... يحطّمه فورا يثني تراقيهِ
والعلمُ لو علمُوا كالنورِ إذ يسنو ... من كان أعمشَ عينٍ سوفَ يُعميهِ
الكلّ في هلعٍ والكلّ في جزعٍ ... والكلّ في خوفٍ مما سيأتيهِ
أمورُه عجبٌ بل أيّما عجبٍ ... خذها ففسّرها واشرحْ قوافيهِ
فالكيمِيا سهْمٌ والفيزِيا قوسٌ ... كِلاهُما صاباهُ في مراميهِ
أحياؤهم موتٌ علومُ أرضهِِمُ ... أمستْ سماءَهمُ ليستْ أراضيهِ
والدينُ علّمَكُم فيهِ معلّمُكُم ... لا شيءَ في دينٍ بل في حواشيهِ
لغاتُهُم عَربيْ والإنجليزيْ بل ... يدرونَ بالعربيزِي في معانيهِ
ثقافةٌ عمّتْ شلّتْ عقولَهمُ ... فالحفظُ هدامٌ فيما سيبنيهِ
هلّا رياضيّاتٍ كنتَ تفهمُها ... فاجمع بها مالا كيْما تنمّيهِ
واضْربْ به سهْما قسّم به إرْثًا ... وابتعْ به أرضا بالأسّ تشريهِ
لا تبتئس أبدا فالأمر أهونُه ... هذا ولم أكشفْ حقا بلاويهِ
فالإمتحانُ غدا قد جاءَ موعدُهُ ... فالقلبُ محروقٌ والخوفُ يشويهِ
فالرعبُ أقلقَهُ والرعبُ أغلقَهُ ... والرعبُ أشرقَهُ ماذا تسمّيهِ
علامةٌ لكمُ جاءتْ تبشّرُكُمْ ... نجاحُكمُ حقّا قد صرْتُ أرْويهِ
إن كان آخره بالعهدِ يطعمْكمْ ... كعكا و"قاتُوهًا" فيما يُحلّيهِ
قد قالَ: أُهلكْنا من عامِ توجيهي ... قلتُ: ادخلوا طبّا فلتنظروا فيهِ
إن الشّبابَ مَعِيْ في الطبّ إجماعا ... إن ذاكَرُوا سُخفا قالوا كـ ((توجيهي))
وسلامتكم ....
المصدر (( abuabdullah.0jet.com)) (http://abuabdullah.0jet.com/AEa-UEI-Caaa-CaNiCai-b1/iC-OCaEC-UaaC-AOEIEo-EaIiai-b1-p27.htm)
أبو عبد الله الريّاني(/)
خواطر من الحرمين
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:28]ـ
خواطر من الحرمين
(1)
لو كانت الألفاظ قادرة على وصف المعاني كلها وصفا دقيقا، كما تتمثل في الأذهان، وكما تلوح في الخواطر، لما كان لأرباب الأدب، وأساطين البلاغة، فضل على غيرهم من عامة الناس. فما تميز هؤلاء، ولا تفردوا، إلا لأن اختيار الألفاظ والتراكيب التي تقرب المعاني المختلجة في الصدور، صنعةٌ تحتاج إلى ذهن شديد الصفاء، وبراعة محكمة، وجهد مكرث. فهي لذلك صنعة لا يتقنها إلا الأفذاذ من الناس.
ثم إن قصارى جهد هؤلاء الأفذاذ أن يقربوا المعنى إلى ذهن القارئ تقريبا. أما أن يأتوا به على وجهه كما تصوره صاحبه، فذلك ما لا سبيل إليه بحال.
وأما من دونهم من الذين يتكلفون الكتابة وليسوا من أهلها، فالأمر أعسر، والخطب أعظم.
وما علمت أن ألفاظي تخذلني في شيء المعاني، كما تخذلني إن أردت التعبير عما يدور بخلدي، وما يعتمل بمهجتي من المشاعر، حين تضمني رحاب الحرمين ..
ولقد احتبست ألفاظي بعد مخاض طويل، حين أردت أن أصف شعوري خلال حجتي التي كانت منذ نحو تسع سنوات، فما سطرت سوداء على بيضاء.
وها أنا اليوم، أتجشم مثل الذي تجشمت من قبل .. وأمامي شاشة الحاسوب المضيئة، يغريني فراغها بالكتابة. فما أدري: هل يأتي المخاض بولادة مباركة، أم يتعسر الحال كما تعسر من قبل؟
(2)
كانت الساعة تقترب من الثالثة والنصف صباحا، حين انبعثت بنا سيارة الأجرة من مطار المدينة النبوية، تنتهب الأرض انتهابا، لا يحول بينها وبين الانطلاق – في هذا الوقت من السحر - شيء من زحام الطرقات.
وما لبثت أن بلغت إلى مشارف المسجد النبوي .. وإذا بالمصلين يتحركون أرسالا ليجيبوا داعي (حي على الفلاح)، وعلى سمتهم مسحة من الوقار، وفي همساتهم عبق من طهر الإيمان، وخطاهم الحثيثة تنساب نحو المسجد النبوي المتلألئ بأضواء الجمال والجلال، كما تنساب مياه الغدران نحو غاياتها التي كتبت لها.
وتلتفت يمينا وشمالا، فلا ترى إلا مقبلا على خير ..
وتصيخ بأذنيك، فلا تسمع فجورا ولا لغوا ..
وتستنشق الهواء بأقصى ما تحمله رئتاك، كأنك تحمل من هذا الهواء الطاهر، زادا تجلبه معك إذا رجعت إلى بلدك.
وتمشي حيث يمشي الناس .. وأبواب المسجد تفتح ذراعيها، لتحتضنك في عناق دافئ، ينسيك ما سلف من أيام الغفلة .. ولا تملك في هذا الحضن الرفيق، إلا أن تستسلم لنداء القلب المشحون، فترسل العنان لدموع تثج من مكامنها ..
(3)
لأي شيء تنهل دموعك يا صاحبي؟
ألأنك ذكرت ساعات الغفلة، التي أفنيت فيها زهرة شبابك، حتى مضت بك رواحل الأيام، تخب بك في فيفاء الحياة، إلى حيث لا رجوع؟
ألأنك تأملت حالك مع الدنيا المُطغية، فإذا بك تتحسر على ما التهمته من فلذات قلبك، وما سودته من صفحات مهجتك؟
ألأنك ذكرت الذنوب التي تناسلت في أركان بدنك وروحك، كما تتناسل الجراثيم المدمرة، حين يتاح لها شيء من العفن تقتات منه؟
ألأن فؤادك المكلوم ذاق حلاوة الطهر في تلك البقاع المنيفة، وتذكر مرارة الغفلة في الربوع التي تركها وراءه، فكرِه أن يُسْلمه ما يستقبل من أيامه إلى تلك الغفلة الخانقة .. وزاد من ألمه الممض أنه يعلم أن الرجوع حتم عليه، لا سبيل له إلى تنكبه .. فجزع لهذا الخاطر، كما يجزع المحكوم عليه بالقتل صبرا حين يقدم إلى جلاده .. ؟
لم تبكي يا صاحبي؟
ألمنظر هذه الجموع المشتاقة إلى الطاعة، المنتظمة في سلك التقرب إلى الله؟
ألصوت هذا النداء الرباني الذي يرتفع عاليا، يشق أديم السماء، فترتفع معه القلوب، مشتاقة إلى رضوان بارئها، متخلصة من قيود التراب؟
ألذكرى الصالحين الذين مروا من هذا المكان، الذي تطأ أرضه، وتستنشق أريجه؟
يا لها من ذكرى تتقطع من ملامستها نياط القلوب!
من هذا المكان، انبجست ينابيع الإيمان والحكمة، فطمت أرجاء المعمورة ..
في هذا المكان، قامت دولة الإسلام الوليدة، بين خلق من الأعداء يتربصون بها الدوائر، كما يتربص أحفادهم بالمسلمين اليوم .. فما زالت تلك الدولة تنمو على عين ربها، حتى تفيأ الكونُ ظلالها الوارفة ..
في هذا المكان، أنزلت آيات القرآن غضة طرية، ثم طبقت في المجتمع الوليد، على أبهى ما يكون من الصور، وأجمل ما يكون من الأحوال ..
من هذا المكان مر الخلفاء الراشدون، تحيط بهم هالة العدل، وتكتنفهم نسائم التقوى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
من هنا مر الصحابة الأكرمون، والتابعون المبجلون، والأئمة المجتهدون ..
في هذا المكان كان الذي يتلقى الوحي من السماء .. بأبي هو وأمي .. سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم ..
حق لك يا صاحبي أن تذرف دموعك هنا .. فالمحروم من يبست عيناه في مثل هذا المقام:
حُرِم الذي لم يسكب العبرات = في مسجد المبعوث بالرحماتِ
(4)
وعلى ذكر الحرمان والمحرومين، فقد جرى لي كلام مع بعض أهل البلاد، فعلمت أن منهم من يزور المدينة – على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - والمسجدَ النبوي، لأول مرة في حياته! ثم علمتُ من أناس آخرين – والعهدة عليهم فيما يزعمون – أن هذا ليس نادرا عند أهل بعض المناطق.
سبحان الله!
أليس المسجد النبوي من المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها؟
أليس الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه – غير المسجد الحرام؟
وقد قست هذا إلى حال بعض الناس عندنا، ممن يحنون إلى زيارة الحرمين، فهم يصبحون على شوق، ويمسون على شوق. وتمتد أمامهم جبال من العراقيل، فإذا هم يعالجونها بما يضاهيها من الصبر، فلا يزالون في مغالبة ومدافعة، حتى يمن الله تعالى بالفرج، فلا تسل عن فرحهم يوم ينزلون من الطائرة، وتطأ أقدامهم أرض الجزيرة لأول مرة ..
قست حال هؤلاء إلى حال أولئك، فتعجبت من تباين الأحوال، بين من يُبذل له الشيء المرغوب سهلا ميسرا، فيعرض عنه؛ ومن يسعى إلى ذلك الشيء، ويكد في سعيه، حتى يكاد كيانه ينهد من شدة ما يلقى من الجهد.
ولكن ليس كل الناس يحسن تقدير ما يرفل فيه من النعم. وما ألذ التوفيق إلى شكر النعمة!
والحق أن الحرمان ألوان ..
فمن المحرومين أقوام رأيتهم في المسجد الحرام، في وقت السحر، يخوضون في قيل وقال، وأحاديث الدنيا، وما لا نفع يرجى منه غير تزجية الأوقات، حتى رأيت بعض من بجانبهم، يهجر جوارهم متأففا!
ومنهم نساء وفتيات في المسجد الحرام، يلبسن من الأثواب ما لا يشك أنه من الزينة المتعين سترها، وإن كانت تظنه حجابا أو كالحجاب. وما فائدة الحجاب إن كان فتنة؟ ثم لا تسلْ عن التغنج في الكلام، والتصنع في الحركات! ولعل جلوس أمثالهن في بيوتهن أن يكون أولى بهن، وأسلم لهن في دينهن، من السعي إلى تلك البقعة الطاهرة على هذه الحال.
ومنهم رجل رأيته، فأنكرت منظره، وطال تعجبي من حاله: على بدنه إزار الإحرام ورداؤه، وفي كفه سيجارة ينفث من دخانها، بين خطوة وأخرى، وهو في طريقه إلى المسجد الحرام!
ومنهم أقوام من الموسرين عندنا، فتح الله لهم أبواب الرزق، وألبسهم من سرابيل العافية، ثم لا تجد الواحد منهم يخطر بباله حج ولا عمرة! وقد يتعلل بكثرة الأشغال، لكنه إذا جاء موسم العطلة الصيفية، حزم أمتعته، واصطحب عياله، في رحلة إلى إسبانيا أو فرنسا أو غيرها من بلاد الغرب!
ومنهم أناس تتيسر لهم أبواب الحج والعمرة، في أموالهم وأبدانهم، فيسوفون لغير مسوغ، ويتأخرون لغير مبرر، حتى يأتيهم من العوائق ما يجعلهم يندمون على ما فرطوا، ولات حين مندم! ولقد كنت أنصح بعضهم منذ سنوات بالمبادرة إلى هذا الخير، فيزورّ ويتأخر، حتى جاءنا نظام القرعة في الحج، فلقد رأيته بعدُ متحسرا محزونا.
ومنهم رجل من أهل العلم عندنا – لكنه على بدعة في العقيدة خطيرة – ذُكر لي عنه أنه حكى لبعض تلامذته عن بعض الصعاب التي لاقاها في حجه، ثم ختم حديثه بأن قال: (فلما رجعت إلى بلدي، ودخلت بيتي فرحا مسرورا، شرعتُ أقبّل جدرانه واحدا واحدا .. ). فهل رأيت أعجب من هذا الحرمان؟
(5)
ما الذي يجعل للمسجد الحرام هذه الهيبة في صدور قاصديه؟ وما الذي يجعل للكعبة الشريفة هذا الجلال الذي يسحر ألباب الناظرين إليها، ويأخذ بمجامع قلوبهم؟
أتذكر يا صاحبي حين دلفت إلى داخل المسجد الحرام، تحثّ خطاك لتصل إلى مكان الطواف، والسواري أمامك تحجب عنك منظر الكعبة المنيفة، لكنها تتكشف مع كل خطوة تخطوها عن جزء يسير منها، فكأنها تشفق على قلبك الضعيف أن يفجأه ذلك المنظر المهيب، دون أن يسبق ذلك شيء من التدرج والاستعداد؟ حتى إذا انتهيت إلى محاذاة آخر سارية، وقفت تُفتّح عينيك إلى أقصى ما يطيقه جفناك، وتتأمل أفواج الطائفين حول الكعبة، منيبين مبتهلين، وضجيج أدعيتهم يملأ الأسماع.
ما أجمد العين التي لا تهمي عبراتها في ذلك الموقف! بل ما أقسى القلب الذي لا يتفطر أمام هذا المنظر المتجذر في السمو؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أتذكر يا صاحبي حين اندفعت إلى الحجر الأسود تشير إليه، وتبدأ طوافك حول الكعبة؟ ألم يخطر ببالك حينئذ عظيم نعمة الله عليك، إذ فتح لك أبواب التقرب إليه، ويسر لك أسباب الرحيل إلى بيته المحرم؟
كم كانت جمةً – يا صاحبي - تلك العراقيل التي انتصبت أمامك لسنوات طوال، فصرفتك عن هذا الخير العميم. فلما صدقت اللجأ إلى مولاك الكريم، انزاحت عنك كلها في طرفة عين كما تنجاب الغيمة، إذا خرقتها أشعة الجوناء.
أتذكر يا صاحبي حين وقفت على الصفا تلهج بالأدعية المأثورة وسط جموع الداعين، وفي ذهنك سؤال يلح عليك، حتى يكاد يصرفك عن كثير من الخشوع: قد خلفت وراءك أقواما لست بأحرص منهم على بلوغ هذا المقام، ولا هم بأقل شوقا منك إلى نيل هذا الفضل الجسيم. فكيف اختارك الكريمُ دونهم، وأسبغ عليك هذه النعمة وأخرهم عنها – ولو إلى حين؟
أما تخشى أن يكون هذا امتحانا، يرى فيه كيف تصنع؛ فتنجح فيه إن أحسنت شكر هذه النعمة، وترسب – والعياذ بالله – إن رجعت إلى بلدك، وليس عليك شيء من آثار الشكر؟
وتنطلق يا صاحبي نحو المروة تسعى، وفي قلبك عزيمة على خوض الامتحان – يسر الله أسباب النجاح ..
(6)
ما أصدق من قال: (رب أخ لك لم تلده أمك).
ذكرت هذا حين التقيت قرب المسجد الحرام الشيخ الكريم عبد الرحمن بن عمر الفقيه الغامدي الأزدي، كان الله له بإحسانه.
وقد كان الشيخ الفقيه في ذهني، لما يقرب من العقد من الزمان، اسما على صفحات ملتقى أهل الحديث، لا صورة ترافقه. لكنني أحببت هذا الاسم، وتعلق قلبي به، كما لو كان الرجل من الخلان الذين أجالسهم كل صباح، وكل مساء.
ولا غرو، فقد عشت مع كلمات الشيخ، وموضوعاته، وردوده، ورسائله. وعايشت مشروعه الجليل: (ملتقى أهل الحديث) منذ أن ولد، إلى أن نما واستوى على سوقه، يعجب طلبة العلم وأهل السنة والجماعة، ويغيظ المبتدعة الأصاغر.
وقد بلغ من تعلقي بالشيخ خلال السنوات الأخيرة أنني كنت في كثير من الأحيان، أضع رأسي في الليل على الوسادة، وأتخيل أنني في مكة، أجالس الشيخ الفقيه، وأجاذبه أطراف الأحاديث.
فلا والله ما كان شخص الرجل بعد اللقاء إلا أعظم وأجل وأكرم، من كل ما كنت أتخيله – وإن كان هو في خيالي من قبل عظيما جليلا كريما.
ثم التقيت بعد الشيخ عبد الرحمن بأخيه الشيخ خالد، فوجدت منه ما وجدت من أخيه: علم وحلم وحكمة وأناة وكرم، وأخلاق هي أخلاق أهل الحديث حقا.
ولقد ذاكرت أحد أحبتي بعد رجوعي إلى المغرب، وكان قد سبقني إلى لقاء الشيخين. فلما أخبرته بما رأيت منهما، قال لي:
-''وهل رأيت أباهما؟ ''
فقلت:
-''لا، ما قدر لي أن أراه''.
فقال:
-''لو رأيته، لعلمت من أين جاءهما ما أعجبك''.
قد كنت أسمع عن جود الرجال فما = أظنه غير أخبار من الكذبِ
حتى رأيت الفتى الأزديَّ يكرمني = فشمت من جوده ضربا من العجب
ويقتفيه أخوه اللوذعيُّ فما = زال الندى من فعال القوم في تعب
(7)
التقيت في المسجد الحرام بين صلاتي المغرب والعشاء ذات يوم، الأخ الكريم عبد الرحمن الجار الله، فكانت جلسة طيبة، تذاكرنا فيها شيئا من الفقه والأصول. ورأيت من أريحية الرجل ما يسُر.
وقد كان من أفضل ما استفدته منه خلال هذا اللقاء: سلام عطر من الأخ الكريم الشيخ عبد الله العتيق، وأخبار طيبة عن الأخ الكريم الشيخ زياد المطيري.
ولقد وددت – والله – لو كانت لي أجنحة توصلني إلى بلاد نجد، بلا تأشيرة ولا جواز، فألتقي بالرجلين الفاضلين، وبغيرهما من أهل الخير في تلك الأصقاع.
(8)
زرت خلال مقامي بمكة – بمبادرة كريمة من الشيخ عبد الرحمن الفقيه - الشيخَ المحدث عبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي. وكانت جلسة طيبة مفيدة، تخللتها بعض الأخبار عن مجالس السماع، ما عقد منها وما هو في طور الإعداد.
وقد تفضل الشيخ الفقيه فاستجاز لي من الشيخ الهاشمي، فأجاب الطلب، وأجازني إجازة عامة بجميع ما يسوغ له التحديث به وروايته، وسلمني الإجازة المكتوبة، وفقه الله تعالى لمرضاته.
ثم وفقني الله تعالى في يوم آخر إلى زيارة الشيخ الفاضل المحقق محمد عزير شمس – حفظه الله تعالى – في رفقة الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والشيخ محمد رجل محبب بشوش، يدخل قلب محاوره بغير استئذان. وقد كانت الجلسة في موضوعات شتى، منها: وصف الشيخ لزيارته الأخيرة لبلاد المغرب، وشيء من الكلام على كتب ابن تيمية وابن القيم – والشيخُ بها خبير -، وتحقيقات الشيخ التي تصدر عن دار عالم الفوائد، ونحو ذلك. وقد اشتكيتُ إلى الشيخ من عدم وصول هذه التحقيقات إلى المغرب، ولكن يبدو أن المشكل ليس له حل في الوقت الراهن.
وقد حضر الجلسة أحد الدعاة السلفيين، اسمه عبد الغفار، وأصله من بلاد الهند. وقد حدثنا عن شيء من أحوال أهل السنة في تلك البلاد مع البريلوية المبتدعة، وتعصب القوم هناك على السلفية وأهلها.
ثم وفقني الله أيضا، فحضرت مجلسا طيبا بدار آل الموجان العامرة. وكان لي مذاكرة طيبة مع الشيخ عبد الرحمن بن حسين الموجان، عن موضوع رسالتي للدكتوراه، وعن بعض كتب المالكية التي تحقق في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وهموم نشر الكتب التي تحقق في الجامعة، ونحو ذلك.
ثم ذاكرت الشيخ الدكتور عبد الله بن حسين الموجان – حفظه الله تعالى - واستفدت من علمه الجم، وأخلاقه الرفيعة، وفكره المعتدل. واكتشفت أن له زيارات كثيرة إلى المغرب، وأن له به وبأهله معرفة بالغة.
وقد تفضل بإهدائي بعض مؤلفاته وتحقيقاته النفيسة، جزاه الله أفضل الجزاء.
وعلى العموم، فقد عرفت من آل الموجان في تلك الجلسة، علما، وكرما، وفضلا؛ زادهم الله من توفيقه.
وكانت هنالك لقاءات أخرى مفيدة نافعة، لا أنشط لوصفها جميعها.
(9)
وقد خبرت خلال زيارتي هذه لبلاد الحرمين، ما للإلف والعادة من ثقل في النفوس.
فمن ذلك أنني جربت أن ألبس (الغترة) لأكون موافقا للباس أهل البلد، ولا أتميز بلباسي المغربي عنهم.
ولكن رأسي ما قبل ذلك، ولا استمسكت (الغترة) فوقه!
فإذا سجدت سابقَتني إلى موضع سجودي فأنشغل بإماطتها، وإذا ركعت كان مبلغ همي أن أنشغل بإصلاحها لكي لا تفر من فوق رأسي، وإذا هب نسيم ألوت هاربة فتتبعتها كفي، لكي لا تطير فينكشف ما تحتها – والعهد بحلق العمرة قريب -!
ولقد أطلت التعجب من القوم، كيف يفعلون مع هذا الثوب العجيب؟!
ولكن صدق من قال: (لكل امرئ من دهره ما تعودا)!
وإذا كان رأسي لم يقبل (الغترة)، فإن لساني ما استساغ (القهوة العربية)، بل ما أطقت رائحتها، ولا وجدت لها في فمي مسلكا.
وقد اتهمت نفسي، لما رأيت القوم يحبونها، ويستزيدون منها، فسألت بعض من لقيت من أهل المغرب، فثبتوني على رأيي، وآنسوني في ذوقي. و (للناس فيما يعشقون مذاهب).
(10)
آه ما ألذ تلك اللحظات .. وما أطيب تلك السويعات ..
ولولا أمل الرجوع، لكانت أوجاع الموت أيسر من آلام الوداع ..
فاللهم لا تحرمنا من أوبة تقضى بها الحوبة، ومن رجوع إلى ذلك المقام يعجل بمحو الذنوب والآثام.
والحمد لله، وصلى الله على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
البشير عصام
27 شعبان 1431
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 10:58]ـ
الله المستعان
ـ[عبدالعزيز الحربي]ــــــــ[09 - Aug-2010, صباحاً 03:56]ـ
أهنئك على زيارة الحرمين، ولقاء آل الموجان وقبلهم الفقيه وشمس عزير ولعلك حظيت بلقاء صديق عزير المحقق العمران فهو رديفه في مشاريعه بل المشرف على المشروع كاملا، فقد عشت معهم سنون لا تنس وأيام لا تمحى، وقد وهبت أسلوباً جميلاً نفع الله بك وكتب لك عودة ومقاماً في أرض الحرمين.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 02:20]ـ
الله المستعان
بارك الله فيكم.
وقد حاولت أن أتشرف بزيارتكم، لكن لم يتيسر.
أسأل الله تعالى أن ييسر لقاء آخر قريبا إن شاء الله تعالى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 02:21]ـ
أهنئك على زيارة الحرمين، ولقاء آل الموجان وقبلهم الفقيه وشمس عزير ولعلك حظيت بلقاء صديق عزير المحقق العمران فهو رديفه في مشاريعه بل المشرف على المشروع كاملا، فقد عشت معهم سنون لا تنس وأيام لا تمحى، وقد وهبت أسلوباً جميلاً نفع الله بك وكتب لك عودة ومقاماً في أرض الحرمين.
آمين.
أما الشيخ علي العمران، فلم أتمكن من لقائه.
وقد كان الوقت ضيقا، لا يسمح إلا بالقليل من اللقاءات.
ـ[ابراهيم النخعي]ــــــــ[13 - Aug-2010, مساء 01:06]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 09:45]ـ
كلمتي ليست في محل العتاب بقدر ما هي تحسر على الحرمان الذي هو ببعض ذنوبي
فلقي أمثالكم مغنم وفواته مغرم-أحسبكم والله حسيبكم-
والحمدلله رب العالمين(/)
قصيدة لعيون فلسطين
ـ[وسام اليونس]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 12:41]ـ
أنين القدس
يا أنينا ً شق َّ الفضاء ِ بصوته ِ
خبّر ْ ملائكة َ السماء ِ ما فينا. . .
فالنّصر ُ قد غاب َ مُذ ْ غابَت ْ وجوهَهُم ُ
كانوا ضياء ً للأرض ِ هادينا. . .
ماتت ْ فلسطين ُ ولم ْ تُدفن ْ معالِمُها
يأبى التراب ُ أن ْ تموت َ فلسطين َ. .
هذه ِ حسناء ُ الشام ِ قد كَبُرَت ْ. . .
فرسانُها من كلّ مكان ٍ آتينا. .
دمشق ُ لبست ْ ثوب َ عز ٍّ وتأهّبَت ْ
وتأهّب ُ الفرسان ِ خطب ٌ يُحاكينا. . .
وسام قاسم اليونس(/)
الشيب في نظر العلماء وفي حس الأدباء!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 05:08]ـ
الشيب ظاهرة مؤثرة في المشاعر البشرية والقرائح الشعرية والشيب في نظر العلماء نذير من نذر الموت يوجب التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود وأهم مظاهر التجافي عن دار الغرور الإقلاع عن المعاصي وبخاصة الموبقات المهلكات ولهذا ورد في الحديث {ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامه ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه و لا يبيع إلا بيمينه}.
وأما في حس الأدباء فله دلالات كثيرة تحلق في عالم الخيال احياناً وتلامس الحقيقة احياناً اخرى حتى تنفذ إلى أعماق القلوب كقول أبي الحسن التهامي في رثاء ولده:-
وتلهب الأحشاء شيب مفرقي .... هذا الشعاع شرار تلك النار
فالحزن الشديد يورث أهله الشيب السريع وقد لا يقتصر تأثير المشاعر القلبية على مجرد شرار الشيب المتناثر في الرأس بل قد يعمه حتى يقلبه رأساً وبخاصة إذا حل بالقلب ماهو أعظم من الحزن، ومن أعجب ما قرأته في هذا الصدد ماذكره ابن القيم في كتاب الروح أنه بينما راكب يسير بين مكه والمدينه اذ مر بمقبرة فإذا برجل قد خرج من قبر يلتهب ناراً مصفداً في الحديد فقال: يا عبد الله انضح ياعبدالله انضح وخرج آخر يتلوه فقال ياعبدالله لاتنضح وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى العرج وأصبح وقد ابيض شعره فأخبر عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بذلك فنهى ان يسافر الرجل وحده ا. هـ
وهذا لا ينافي عقيدة أهل السنه في أن عذاب القبر ونعيمه غيب عن الثقلين لأن الله سبحانه وتعالى قد يكشفه لبعض خلقه لحكمه وقد وقع شئ من ذلك في عهد الصحابه كما ذكره ابن القيم في الكتاب المذكور. وأعظم من هذا الفزع مايكون يوم القيامة حين يأمر الله آدم (ص) بإخراج بعث النار من ذريته، فيقول: يارب ومابعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون! فعند ذاك يشيب الولدان!!
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[10 - Aug-2010, مساء 08:48]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو سفيان الحنبلى]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 01:14]ـ
ما زلت توليه النصيحة يافعا الى ان بد للعارضين قتير
بيت فى الشيب تذكرته شكرا لكم
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 02:36]ـ
شكرا لك أخي
قال الشاعر:
عيرت بالشيب وهو وقار ** ليتها عيرت بما هو عار
فإذا شابت الذوائب مني ** فالليالي تضيئها الأقمار
تحيتي(/)
بيني وبين الشيخ عمر الشيلخاني -رحمه الله-
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 02:46]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
قال ابن القيم رحمه الله:- "ولو قدر أن يتخيل أهل العلم للعلم صورة لكانت أبهى من ضوء الشمس "
وكيف لا والعلم هو أشرف شيء يطلب وأعلى شيء يتمناه العقلاء، قال تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]، وقال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]
العلم أشرف مطلوب وطالبه ... لله أكرم من يمشي على قدم
لأنه أرث حق دائم أبدا ... وما سواه إلى الإفناء والعدم [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn1)
ولما كان العلم بهذه المكانة السامية والرتبة العالية استمد أهله شرفهم من شرفه ومكانتهم من مكانته، فإن شرف العلم من شرف المعلوم، ولذا قسم العلماء العلم إلى علم ممدوح وعلم مذموم، فالعلم الممدوح يفخر به أهله، والعلم المذموم يكون عاراً وشناراً على أهله.
ومن أهم العلوم التي يتشرف الساعي إليها بسعيه وينفق فيها أوقاته ويهلك فيها ماله، ويستثمر فيها قوته ونشاطه علم أصول الفقه الذي هو بمثابة الموازين التي يبني عليها الفقيه فقهه والعالم رأيه، والتي بدونها يضيع العلم ويذهب العدل وينحرف ميزان القسط، وقد قالوا: " ما منعهم من الوصول إلا تضييع الأصول "
وقد أجمع العلماء على أن الفقيه والمفتي والمجتهد لا يستغني أحدهم عن معرفته ولا يستقيم رأيه إلا به قال ابن بدران رحمه الله تعالى: (وأعلم أنه لا يمكن للطالب أن يعتبر فقيهاً ما لم تكن له دراية في الأصول ولو قرأ الفقه سنين وأعوام .... ثم يقول: ومن أدعى غير ذلك كان كلامه جهلاً ومكابرة) أ. هـ.
*وقد توالى حمل هذا العلم خلفاً عن سلف حتى وصل إلينا بأبهى صوره وأجمل حلله في المذاهب الأربعة المتبوعة .. وغيرها، ما بين ملخص ومسهب ومتن وشرح وحاشية ونظم ومسائل مفردة كانت الغاية في الترف العلمي النافع الذي يدل على نضوج الفكرة وبعد النظرة وقوة الفهم.
ولما كان علم الأصول بهذه المكانة تلقيت النصائح من مشايخي وأساتذتي واحداً تلو الآخر بأن أوليه إهتمامي وأن أصرف فيه أوقاتي تعلماً وتعليماً ومحاضرة ومذاكرة، فاختلفت في طلبه (سوى دراستي الجامعية) إلى عدد كبير من الأساتذة والمختصين، وقرأت فيه بعض الكتب المفيدة وكتبت فيه ملخصات لبعض أبحاثه، فلم أجد فارساً أعلى كعباً ولا أشرف مكاناً من شيخي وأستاذي وقدوتي ووالدي الأستاذ الدكتور / عمر بن عبد العزيز الشيلخاني (رحمه الله) الذي كان لي بمثابة الوالد والصديق قبل أن يكون شيخاً ومعلماً وأستاذاً وقد حُمل إليَّ نبأ وفاته في صبيحة يوم / الأحد 25 يوليو 2010م، 13 شعبان 1431هـ
فانخلع قلبي لنبأ وفاته وانهملت عيني بدموع تختلط بالحزن والأسى لفقد الأمة عالماً من علمائها وأصولياً – ولست مبالغاً –لم أر مثله في عصرنا، فَقَدَت توجيهه وفَقَدَت الأمة علمه.
قال الحسن: كانوا يقولون: " موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار " [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn2)
وموت قوم كثير العد أيسر من ... حبر يموت مصاب واسع الألم
كما منافعه في العالم اتسعت ... وللشياطين أفراح بموتهم
تالله لو علموا شيئاً لما فرحوا ... لأن ذلك من أعلام حتفهم [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn3)
طلبه للعلم:
(يُتْبَعُ)
(/)
- تلقى الشيخ علمه في المراحل الدراسية ببلدته (شيلخان) وذلك بعد أن حفظ القرآن الكريم، وفي أثناء دراسته للعلوم الشرعية كان يتلقى عن والده الشيخ / عبد العزيز الشيلخاني – رحمه الله – علوم الفقه والأصول واللغة والمنطق وقد كان يمدح شيخنا - رحمه الله – والده كثيراً ويثني عليه في علمه ويطلب منا الدعاء له ويذكر لنا أنه كان ينصحه بدراسة الكتب القديمة في الأصول وغيرها، وأن والده كان له تعليقات وحواشي على كتب الفقه والأصول واللغة وهكذا مدحه غير واحد ممن كان معنا من أهل بلدة الشيخ – رحمه الله.
وبعد أن أتم الدراسة النظامية جاء إلى "الأزهر" قبلة العلم والعلماء ومنارة الدين في أرض الله تعالى، فحصل من الأزهر على الدراسات العليا ثم الماجيستير ثم الدكتوراه.
شيوخه من الأزهر ورأي الشيخ في الأزهر:-
كان شيخنا يمدح الأزهر كثيرا، ويثني على علمائه، ويثني على شعب مصر ثناءاً حسناً، بل قال لي مرة: "أريد شراء قطعة أرض بمصر وبناء بيت عليها لأعيش في مصر بقية عمري وفاءاً بحقها ورضاً بأخلاق أهلها"، وكان يمزح ويقول: "بس الأرض هاتبقى بإسمك يا علي، وبعدين أخاف تقولي مالكش حاجة" [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn4).
- ولم يمدح شيخي أمامي ولا أمام طُلابه غير شيخ واحد وهو الشيخ العلامة الأُصولي الفقيه اللغوي / مصطفى عبد الخالق [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn5) ، وكان من كلامه عنه: "أنه كان لا يمسك ورقة ولا يُحْضر كتاب بل كان يُحَاضر من حفظه، قال: وكنتُ أكتب خَلْفَه حتى اجتمع لي عددٌ كبير من الأوراق يليق بأن يكون كتاباً – قال: فقلت له: يا شيخنا نريد طباعة هذه الأوراق فقال: ليس لها قيمة، فقلت له أطبعها بإسمي؟ قال: اطبعها،، فالعلم علم المصطفى، والكتاب باسم عمر، وهكذا غاية الإخلاص والتجرد لله تعالى ".
وقال لي مرة: "يا عليّ كان شيخي مصطفى مجتهداً، فنظرتُ إليه! نظرَ المتعجب! لأني أعلمُ تشدد شيخي في شروط المجتهد، فقال لي بصوت ذي نبرة عالية، يا علي كان مجتهداً بالمعنى الإصطلاحي، وأنا أعي ما أقول".
وإن كان الشيخ لم يمدح لنا أحداً باسمه غير الشيخ مصطفى إلا أنه كان يذكر كثيراً أنه تتلمذ في مصر على يد مجموعة كبيرة من أهل العلم الذين لا يُشهد غُبارهم، ولم يجد الزمان بمثلهم، على حد تعبير شيخنا – رحمه الله.
علم الشيخ:-
كان الشيخ من علماء الأصول الأفذاذ الذين قل أن نجد مثلهم في جودة الفهم وحسن التعبير والمهارة في التعليم، فقد جلست بين يدي كثير من أساتذة الأصول فلم أفهم من أحد ذلك الفهم مثل ما فهمت من شيخنا – رحمه الله – فقد كان يُفَصِّل المسائل ويَفْضِل بينها، في حين تجد الكثير ممن يتصدون للتعليم تختلط في ذهنك المسائل إذا استمعت إلى شرحهم، وتلتبس عليك الأمور، وهذا يعني أن الشيخ – رحمه الله عانى في طلب العلم وعرف غوامضه وما يُشكِل على طلابه.
وقد أثنى على شيخنا جميعٌ من رآه واستمع إليه وعايشه في حياته، ومنهم:
- الأستاذ الدكتور / علي محيى الدين القُرة داغي (شيخي وأستاذي) فقد ألقى شيخنا – رحمه الله – محاضرة في الجامعة القطرية يحضرها أساتذة الفقه والأصول والحديث والعقيدة وغيرها، وكان عنوانها "سد الذرائع" فقال في تقديمه له: فارس ميدان علم الأصول.
- الأستاذ الدكتور / محمد الدسوقي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بقطر وكلية دار العلوم بمصر، وكان مما قال عقب هذه المحاضرة "الشيخ يتكلم في الأصول بلغة القدماء، وهذه لغة صعبة، الشيخ كانه يخاطب التفتازاني أو ابن النجار أو الغزالي.
- الأستاذ الدكتور / أكرم ضياء العُمَري، وقد كان ممن حضر هذه المحاضرة، وأثنى على شيخنا كثيراً ودعا له بخير.
- الأستاذ الدكتور /سُعود الشُريم، فقد زار قطر وسأل عن الشيخ وقال كنت أتمنى أن يكون مشرفاً على رسالتي.
- الشيخ / محمد إسماعيل المقدَّم، وقد كان يوصي بالشيخ وملازمته وممن أخبرني بذلك صهر الشيخ المقدَّم الشيخ / محمد القفاش – حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
- جميع الذين لازموا الشيخ في المدينة المنورة شهدوا بعلمه وخبرته وعلو كعبه، وقد أخبرني بنفسه أنه كان في المدينة المنورة منذ فترة مبكرة من عمره، وأنه ساهم بنصيب كبير في تأسيس قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية.
كتب الشيخ شاهدة بعلمه وثقابة فهمه ودقة بحثه، ومنها:-
1 - مباحث التخصيص عند الأصوليين (وهي رسالة الدكتوراه) مطبوعة بحمد الله.
2 - الزيادة على النص عند الأصوليين.
3 - النقص من النص.
وهذه الكتب الثلاثة أهداني إياها الشيخ – حفظه الله – وغير هذه الكتب أيضاً مما حصلت عليه من المكتبات.
نشاط الشيخ العلمي:-
كان الشيخ– رحمه الله – (ورغم كبر سنه) شعلة من النشاط في حركته وطريقة تدريسه فتراه يشرح ويتحرك كأنه شاب صغير السن في حكمة الكبار وتؤدة المجربين الممارسين للعلم بكل صُوَره وأنواعه.
1 - في الجامعة: كان يُدرِّس في الجامعة ما تُقرره على الطلاب من كتب ولا يبالي أي كتاب قررته،لأنه كان ذو موسوعية في تخصصه، فكان يُصوب ويُصحح ويبين ويلتزم في تدريسه بألفاظ القدماء من أهل هذا الفن، فشرح لنا كتاب أصول الفقه للأستاذ عبد الوهاب خلاف، وأصول الفقه لمحمد شلبي.
2 - في المسجد: درَّسَ لنا في المسجد المجاور لبيته ونحن في دولة قطر، كتاب شرح الكوكب المنير لابن النجار الحنبلي، واستمر في تدريسه أربعة أعوام تقريباً، وسجلها أحد الإخوة، وهو الأخ خالد مفتاح الليبي [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn6)، وكنا نكتفي بتسجيله نائباً عنا، وكان ذلك بطلب الشيخ – رحمه الله –، وقد كان الشيخ – رحمه الله – يخاطبني أثناء الشرح كثيراً بإسمي ويدعو لي ويمزح معي.
- وكان للشيخ درس في تفسير القرآن بمسجد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وهو المسجد الذي يخطب فيه الدكتور/ يوسف القرضاوي.
3 - في البيت: كان الشيخ يدعو الناس لزيارته في بيته وكان لا يرد أحداً فكنا نغشاه في بيته ونسأله ويجيب بكل أدب ورحابة صدر، وأذكر أن الأستاذ الدكتور المربي / أسامة عبد العظيم حمزة – حفظه الله – زار الشيخ في بيته، وأثنى عليه كثيراً، وكنت ممن حضر معهم على الغداء، وذكروا لي أن شيخي – رحمه الله – أجَّلَ تقديم الغداء لهم حتى أحضُر، وكنتُ تأخرتُ عليهم، فأثنى الشيخ الأصولي / أسامة عبد العظيم على الدكتور عمر وأمرنا بلزومه والاستفادة من غزير علمه ووفير أدبه، بل ذكر لنا الدكتور عمر – رحمه الله – أنه لما زار مصر، وزاره الدكتور أسامة في مسكنه كان الدكتور أسامة يحمل معه مختصر ابن الحاجب ويسأل شيخنا عن بعض ألفاظه، فقال له شيخنا: أحب أن نجلس هكذا فقد حجبني عنك ابن الحاجب.
4 - وللشيخ كثير من المؤلفات التي تشهد بغزير علمه وتحقيقه وتدقيقه وذكرت بعضها آنفا.
الأعمال التي تولها الشيخ:-
تولى الشيخ كثير من الأعمال معظمها في التدريس والبحوث العلمية، ومن ذلك:-
1 - تولى تدريس علم الأصول في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وذلك لمدة خمسة عشر عام تقريباً، وقد قام خلال هذه المدة بالإشراف على كثير من رسائل الماجيستير والدكتوراه وقد قال لي مرة "كنت أشرف على بعض رسائل الموضوعات في الأصول، وكنت أظن أن رسائل تحقيق المخطوطات أيسر، فلما أشرفت على رسالة تحقيق ودراسة مخطوط وجدتها صعبة جداً، فقلت له: ولم؟ فقال: صاحب الموضوع يكتب ما يفهم، وصاحب المخطوط يفهم ما كتبه غيره، وهذا أصعب، فلما عملت أنا في رسالتي للماجستير وكانت مخطوطاً عرفت حقيقة ما ذكر لي شيخي – رحمه الله.
2 - تولى تدريس علم الأصول في جامعة أم القرى مدة أذكر أنها تزيد على أربعة أعوام – كما ذكر لي بنفسه.
3 - تولى تدريس مادة أصول الفقه في جامعة قطر – كلية الشريعة – قسم الفقه والأصول، وكانت آخر الجامعات التي دَرَّسَ فيها.
4 - كان - رحمه الله - يحضر مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي بدعوة رسمية منه.
5 - كان آخر عمل للشيخ في إدارة الشئون الإسلامية بقطر في تحقيق مخطوطات في الأصول.
ديانة الشيخ وورعه: -
كان شيخنا – نحسبه كذلك والله حسيبه – تقياً ورِعاً يخافُ من القول بلا علم ومن التعدي في أمور الدنيا فيبتعد عن الشُبُهات، ويتحاشى المُحرَّمات.
أما في أمور العلم فأذكر لي معه موقفين: -
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: أنني لما كتبت بحثاً في الفقه المقارن وهو "تحقيق المقال في رمي الجمار قبل الزوال " طلبت من شيخي أن يقرأه، ففعل تواضعاً منه – رحمه الله – كلما سألته قال: البحث طيب، فقلت له: أطمع في مقدمه من فضيلتك لهذا البحث قبل طباعته، فقال لي: لا، لكن إذا كتبت في علم الأصول سأفعل إن شاء الله.
وهذا يدل على ورع الشيخ العلمي، فإنه يؤْمِن بالتخصص، وهذا لا يعني أنه ليس بفقيه بل هو فقيه حنفي بارع، وأصولي متين، لكنه يريد أن يستمر طالب العلم في تخصص بحيث يمهر فيه ويتقنه فلا تزل قدمه ولا يضل فهمه ولا يطيش قلمه، ويطبق ذلك على نفسه.
الثاني: أنه اتفق معنا على أن يدرس لنا يوماً آخر غير يوم تدريس الأصول، والمادة المقررة كانت كتاب النكاح من بداية المجتهد لابن رشد، وكان هذا بناء على توجيه ومشورة من الدكتور / أسامة عبد العظيم حمزة، واتفق على هذا الدرس الأخ الفاضل الشيخ / محمد بيضون التميمي، فلما بدأنا في الدرس قرأنا تعريف النكاح فمن ذاهب إلى أنه ملك البضع ومن ذاهب إلى أنه إباحة البضع فقال الشيخ – رحمه الله – وإيه الفرق يعني، هو الزوج لو كان يملك البضع هيأجره، فقلت: شيخنا قد ذكر بعض أهل العلم الثمرة المترتبة على هذا الإختلاف في التعريف، فقالوا: إذا وُطئت المرأة بنكاح فيه شبهة وهي متزوجة، كأن يطأها أجنبي على أنها زوجته فهذا يوجب مهر المثل، فإن قلنا أنه ملك البضع يكون مهر المثل للزوج، وإن قلنا: إنه إباحة البضع فيكون مهر المثل للمرأة، فسكت الشيخ ولم يبد شيئاً، فلما جن علينا الليل اتصل بي وقال لي كرر لي ما ذكرت في الدرس فإني لم أنتبه له، فاعتذرت منه وحاولت عدم الكلام حياءاً وخجلاً، وأنا والله لم أقصد شيئاً، فقال هذا حق فأعده عليَّ فأعدت عليه الكلام فقال جزاك الله خيراً، ثم اعتذر عن الدرس ولم يكمله وأنا لم أفاتحه في سبب توقف الدرس، لكن أظن أن ورع الشيخ وإيمانه بالتخصص هو الذي منعه، وأما أنا فعاتبت نفسي كثيراً على ذلك، قلت: سوء أدبي تسبب في توقف مثل هذا الخير، أسأل الله العافية والمغفرة.
وأما في أمور الدنيا:-
فقد كان الشيخ يتحرز منها جداً، فيحافظ على موعد المحاضرة ويخلص فيها ويتحر الحلال، وأذكر منها أيضاً موقفين:-
الأول: أني زرته في بيته بعد إجازة الصيف، وأخذت معي كيلوان من عسل النحل المصري ولم يرها وتركتها بعد جلوسي معه وخرجت، فما أن وصلت إلى البيت حتى اتصل بي وكلمني وهو مغضب جداً: ما هذا؟ فقلت: هذا شيء يسير وبيني وبين فضيلتكم من الود ما يسمح بذلك، فقال لي: أنا أستاذك في الجامعة أليس كذلك؟ قلت: بلى، قال: وهل يجوز أن يُهدي الطالب لأستاذه؟ قلت: لا، لكن الشبهة أنت بريء منها! قال: لا، فإذا تخرجت من الجامعة فأهدني ما شئت، تعالى الآن فخذ هذا العسل.
الثاني: أنه كان إذا غاب محاضرة في الجامعة أو تأخر عنها يحاول أن يعوض طلبته الوقت قدر طاقته ولا يألو جهداً في ذلك، وكان يصرح لنا بذلك أحياناً ليدفع عن نفسه الشبهة وليبين لنا الطريق الصحيح.
أخلاقه وأدبه وكرمه وتواضعه:
كان شيخنا – رحمه الله – شديد التواضع يعامل جميع من يلقاه ببشاشة الوجه ولين الجانب حتى يشعر العامي إذا عامله أنه عامي مثله، ولا يشعر طالب العلم أن الشيخ يفوقه في شيء، ولا يتسلل إلى نَفْس العَالِم أن الشيخ إمام جِهبِز، وفارس في علمه لا يبارى إنما يعرفه إذا نزل حلبة الميدان ولبس لأمَة أهل العلم التي لها وقتها، وهذه السمة مفقودة في كثير من الناس بل أكثرهم، حتى نجد بعض الطلاب الذين لا يبلغون درجة طالب من طلاب شيخنا يحاولون التزييف على الناس بسمتهم المقفهر الوجه المتقطب الجبين المتشبع بما لم يُعْط من زَعْمِ العلم والعمل والتُقى والوَرَع.
وكان من تواضعه أنه كان يسألني الدعاء، ولا سيما إذا كنت في حج أو عمرة، ثم إذا قلت له أفعل، قال: وماذا ستقول؟ قلت: أقول اللهم اغفر لشيخي ووفقه ونحو ذلك، فيقول لي: ولكن قل: اللهم اغفر لعبدك عمر ...... إلخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تواضعه – رحمه الله - أنه كان يقبل الهدية ولو كانت ممن هو أدنى منه مثلي ويطمئن على طلابه، فقد كان يتصل بي من حين لآخر، ويقول: أين أنت؟ أنا قلقت عليك، وهذا مما إذا فعله الشيخ مع تلميذه يظن بعض الأغرار أنه شيء أو أمر يحتاج الشيخ إليه ولا يستغني عنه، - ولا حول ولا قوة إلا بالله – ولا يدر أنه كمال أدب الشيوخ الذين هم آباء طلابهم.
آبَاءُ أَجْسَادِنَا هُمْ سَبَبٌ ... لَأَنْ جُعِلْنَا عَرَائِضَ التَّلَفِ
مَنْ عَلَّمَ النَّاسَ كَانَ خَيْرَ أَبٍ ... ذَاكَ أَبُو الرُّوحِ لَا أَبُو النُّطَفِ [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn7)
كرمه:-
كان الشيخ كريماً في بيته وخارج بيته، حريصاً على الوفاء بحقوق المسلمين فيعود المريض ويصحب له معه هدية، وقد حصل هذا معي منه مراراً وإذا دخلت بيته تجد أسلوباً عجيباً في الضيافة ما بين طعام وشراب وحسن لقاء ونحو ذلك.
سخاء نفسه:-
كان شيخنا – رحمه الله – سخي النفس لا يحمل في قلبه ضغينة لأحد، شديد التسامح مع من أخطأ في حقه، محباً لأهل العلم غير حاقد عليهم ولا ناقماً، بل كان يحب لقاء الدعاة البسطاء ويستفيد منهم وكثيراً ما سمعته يمدح الدعاة المشهورين بالوعظ والإرشاد، مع أنهم بالنسبة له في العلم لا يبلغون قلامة ظفر وهم أعلم بذلك، ولطالما دعاهم إلى بيته وقبل زيارتهم إذا طلبوها، ومثل هذه النفس قلما تجتمع في قلب عبد مع ما هو فيه من المكانة العلمية.
ضبطه نفسه عند الغضب:
كان شيخنا - رحمه الله – لا يغضب غضباً يخرجه عن طوره أو يدفعه إلى نسيان الخلق الكريم الذي يجب أن يكون عليه المسلم بل كان دائماً بَاسم الثغر، حُلو المنطق، لا يقول هجراً، ولا يسفه ولا يجهل ولا يجرح بل كان ينهى عن ذلك، وقد ذكرتُ أمامه مرة بعض الطلاب فتجاوزت حدي فنهاني وأدبني – فجزاه الله عني خيرا – مع أنه لم يُسيء إليَّ وإنما قال لي: أنا أعلم حسن نيتك وحبك للخير، وأنك لا ترجو بما قلت إلا وجه الله، ولكن رفقاً بطلاب العلم وكل واحد منا لا يخلو من شيء يشينه، ولكن الله تعالى ستير يحب الستر.
خاتمة:-
أشهد الله يا شيخي أني أحببتك في الله، ولن يتوقف لساني عن الدعاء لك والوفاء بعهدك الذي فارقتنا عليه.
ويا أيها الطالبون للعلم هذا هو العلم يقبض أمامنا بقبض العلماء، فهل من مشمر لحمل الراية وسد الثغر والقيام بالحق، فالزموا طريق الحق ولا تلتفتوا فإن من أكثر الإلتفات فاته من الخير الكثير، رحم الله شيخنا وجعله في عليين وألحقنا به غير خزايا ولا مبدلين ولا مفتونين، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وألق على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وجيراناً خيراً من جيرانه وولداً خيراً من ولده، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النيران آمين آمين آمين.
وهذا آخر ما سال به القلم في رثاء شيخي وأستاذي فضيلة الدكتور /
عمر بن عبد العزيز الشيلخلاني – رحمه الله -.
وكتبه الفقير الحقير / علي بن محمد ونيس
الروضة الشريفة – المدينة المنورة
فجر يوم الإثنين الموافق 2 أغسطس 2010 م
21 شعبان 1431 هـ
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref1) { المنظومة الميمية للحكمي}
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref2) سنن الدارمي رقم (333)
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref3) { المنظومة الميمية للحكمي}
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref4) ( هكذا باللهجة العامية المصرية)
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref5) وهو أخو العلامة الشيخ عبد الغني عبد الخالق – رحم الله الجميع -
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref6) وأنا أطالب الأخ خالد بأن يعطينا نسخة من هذه الأشرطة لنقوم بخدمتها والإستفادة منها
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref7) أدب الدنيا للماوردي ص 79
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1346848#post1 346848(/)
أريد ضبط هذا البيت وإعرابه: وما السعادة في الدنيا سوى شبح يرجى فإن صار جسما مله البشر
ـ[محب عبد القاهر]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 06:16]ـ
اضبط البيت الآتي وأعربه:
وما السعادة في الدنيا سوى شبح يرجى فإن صار جسما مله البشر
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[11 - Aug-2010, مساء 06:27]ـ
البيت يا أخي الفاضل من بحر البسيط، وضبطه كالآتي:
وَمَا السَّعَادَةُ في الدُّنيا سِوَى شَبَحٍ يُرْجَى فَإِنْ صَارَ جِسْمًا مَلَّهُ البَشَرُ
وأما الإعراب فهو سهل وحاول أنت، وأذكر لك أن السعادة مبتدأ وسوى خبرها، وجملة يرجى في محل جر نعت لشبح، والبشر فاعل، وهذا القدر يكفيك، والسلام
ـ[عمر خلوف]ــــــــ[12 - Aug-2010, صباحاً 11:18]ـ
وَمَا السَّعَادَةُ في الدُّنيا سِوَى شَبَحٍ ... يُرْجَى .. فَإِنْ صَارَ جِسْمًا مَلَّهُ البَشَرُ(/)
ما رأيكم في هذه الأبيات:
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 04:34]ـ
أقسمْتُ أنَّ اللهَ صاغك رحْمَة……وبراكِ وُدًّا خالصًا وحنانا
وشهدتُ أنِّى ما لمستُ بكفها……لحْمًا ولكنْ قدْ لمسْتُ أمانا
تلكُمْ سُعادُ وما أقُولُ بحُسنها………مهْما بلغْتُ منَ القريضِ مكانا
هذا اعْترافى بالقُصُور أسوقُهُ……دُرًّا يُطوِّقُ جيدَها وجُمانا
لمْ يبقَ فى قلبى لغيرك ذرَّة………فلقدْ ملأتِ القلْبَ والوجدانا
فدعِى الملامة إنْ رأيْتِ مُتيَّمًا……قدْ جُنَّ حينَ تجرَّع الحرْمانا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 04:38]ـ
رائعة .. وإن كان لها وقع السهام
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[14 - Aug-2010, مساء 11:13]ـ
فريدة من نوعها تلك الأبيات الوجدانية الصادقة ...
عميقة في التعبير عن ما يخالج الفؤاد المضطرب بأمواج الصبابة .. و لجج التتيم
سحرية التصوير ...
من تلاها فكأنه يصبح طللا باليا من العهد القديم قد انهدَّ عِظَمُهُ، و اشتدَّ قِدَمُهُ .. هاله صورة بدتْ له من المشرق كمثل الشمس في الضياء فهو يتفكر رفيق السذاجة و يقول للشمس: كأنها هي ..
فتقول: كأنه ميت عفى بتناوب الأرواح و القطر ..
ثم تختال في مشيتها و تقول: دعنا منه فقد بلي ..
فيقول:
ودعْتُ سروري عند من يتحلَّمُ ... أسيرًا و قد يطغى الكريم فيأثمُ
ـ[أبو صالح الحوراني]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 12:12]ـ
لو كان قائلها ذاق حلاوة الحب الحقيقي - حب الله ورسوله - لما بالغ كل هذه المبالغة
ولو أنه نظر إلى تقصيره مع ربه لما قالها أيضا
الأحرى أن ننظر إل أن قلبه كان يخلو من حب الله ورسوله أو أن حبها أخرج حبهما من قلبه
أسأل الله العافية
:):):):)
:):):)
:):)
:)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 09:48]ـ
حقا نسأل الله العافية، لكن اعلم ـ أبا صالح ـ أن الشعراء كما قال المولى: يقولون ما لايفعلون وعليه فلا يجوز لنا أن نحكم عليهم بما ظهر على ألسنتهم وإلا ................. وانظر إلى قول الله عز وجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون) انظر إليه كيف درأ الحد عن الفرزدق، يقولون: إن الفرزدق كان ينشد أمير المؤمنين قصيدة في وصف العذارى، فذكر بيتا ادعى فيه أنه ارتكب الفاحشة؛ إذ قال:
فبتن كأنهن مصرعات ... وبت أفض أغلاق الختام
فقال أمير المؤمنين: لقد وجب عليك الحد يا فرزدق، فقال الفرزدق: يا أمير المؤمنين لقد درأ عني الحد قوله تعالى: (وأنهم يقولون ما لا يفعلون) فلا تحكم ـ أبا صالح ـ على اعتقاد الشاعر بما ظهر على لسانه؛ فرب شاعر كشاعرنا هذا يحب الله ورسوله وانظر أيضا إلى الصحابى الذي تكرر منه شرب الخمر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بجلده فلعنه رجل فقال النبي لا إنه يحب الله ورسوله ـ اللهم ارزقنا حبك وحب رسولك ـ، خلاصة القول أبا صالح أن الشعر كما قالوا بمعزل عن الدين، والله الموفق، والسلام.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[15 - Aug-2010, صباحاً 10:49]ـ
أبدت مباهجها فهاجت شوقنا .... وتخللت من لطفها الوجدانا
واحتك معناها بمزن معينها ..... في الروح فانسال الحيا طوفانا
أجرت بساحتها خيول حنينها .... فجرى براحتها المدى تحنانا
فارفق بروح الصائمين ففطرهم ... ما حل بعد.أتظمئ الظمآنا؟!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 04:07]ـ
الحب الطبيعي لا ينافي حب العبادة، و لا يجوز أن يظنَّ أن هناك تشابها بين النوعين، فحبُّ الطعام و الشراب و النساء و الخيل و نحوها ضرورةٌ جِبِلِّيَّةٌ لا محيد عنها إلا لمريض أو مكابر، و أمَّا حب العبادة فهو الذي يصرف إلى الله تعالى وحده لا شريك له و هو المقتضي تقديم محابِّ الله على محابِّ غيره، و له توابع و هي: المحبة في الله ..
بيد أن الحب - كما قال ابن القيم في بعض كتبه - هو أصل الحركات و السكنات في العالم، ذكر ذلك في الجواب الشافي و غيره،،،
و بالله التوفيق و الهدى و العصمة من الضلال.
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 04:00]ـ
ليس لي كبير عناية بقرض الشعر، على أن لي محاولات فيه.
فلما أعجبت بما كتبتم من أبيات أردت أن أشرك نفسي وإياكم بثلاثة من الأبيات جادت بها القريحة، وأنتم النقاد.
فلقاك ربي بالحبيب وعجلا .... ومن الجنون شفاك والحرمانا
واربأ بنفسك أن تكون مصفدا .... في غل عشق كانئا ما كانا
وارفق بروح المفطرين فصومهم ... ولى، وأخشى عليهم الشيطانا (ابتسامة)
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 07:00]ـ
هذا اعتراف بالقصور تسوقه ... وكذاك حال العاشقين زمانا
قد كان شعرهم لمثلك أسوة ... لا لم تبالغ إن هم من كانا
مثلي لعذل العاشقين ترحم ... فارحم فؤادا جُرع الحرمانا
ودع الملامة والجنون تعقلا ... واهجر سعادا والزم الديانا
هذه أبيات أخر، أرجو التقييم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 10:40]ـ
أخي في الله أبا العسل،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قرأت أبياتك التي عارضت فيها ما كنت كتبتُه شابا، وقد أعجبت بها أيما إعجاب، ولا أدري كيف تقول عن نفسك: (ليس لي كبير عناية بقرض الشعر، على أن لي محاولات فيه.) مع أنك تملك منه ما لا أملك، ومثلي يا أخي لم يعد قادرا على النقد والتقييم أو التقويم، لكن لي ملاحظة نحوية وهي: لم نصبت يا أخي كلمة الحرمان في البيت الأول وهي معطوفة على الجنون المجرورة بمن؟، كما أن المصراع الثاني للبيت الثاني: (ولى وأخشى عليهم الشيطانا) خرج عن وزن الكامل بألف أخشى؛ فتنبه كما أن كلمة عجَّلا لا يجوز أن تكون عروضًا إلا إذا كانت القصيدةُ لاميةً، ولو أنك قلت: (فلقاك ربي بالحبيب مُعَجِّلًا) لجاز واستقام الأمر، كما أرجو أن تهتم بمراجعة ما تكتب إملائيا فقد كتبتَ (كائنا) كانئا، هذا وأبشِّرُك ـ يا أخي ـ بأنني تركت سعاد، وطهرت منها الفؤاد
عَبَدُتها صَنَمًا وَاليَوْمَ أحْطمُهُ ***** كُفْرًا وإنِّي عَلى مَا فاتَ ندْمَانُ
واللهُ يعصِمُني مِنْ شَرِّ مَنْ لَبِسَتْ ***** ثَوْبَ الهِدَايةِ زُورًا وَهْيَ شَيْطانُ
هذا والله الموفق، والسلام.
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 01:47]ـ
هنيئا لكم لقد أنصفتم الشعر حفظكم الله
كان بودي لو جاريت الأبيات ولكن القريحة جفت
على كل لو عادت المياه إلى مجاريها لأنصفت الشعر معكم
تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام
ـ[ابو العسل التسامرتي]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 02:20]ـ
أما فيما قلته في "أخشى" و "عجلا" فقد أصبت، وقد دار ذلك في خلدي، فأيقنت أن الوزن لا يستقيم إلا بحذف الألف المقصورة، وغلب على ظني أن "عجلا" لا تلائم لأنها ثقيلة على لساني.
وأما فيما ذكرته من خطأ نحو، فقد ذهلت عنه، لأن عقلي انشغل بمجموعه على إقامة الوزن (ابتسامة).
أتمنى أن تنظر فيما أضفته من ابيات.
أدام الله ودكم،،،(/)
إلا سعاد .... مع اعتذاري لنون النسوة
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 10:10]ـ
إلا سعاد
قدْ رُحتُ أدْعُو مخلصا أن تنمحي……كُلُّ النسَاءِ فينمَحِي الجَبرُوتُ
فإذا بصَوْتٍ رَنَّ يسْألُ داخلي……وسُعَادُ أيْضًا مثلهن تمُوتُ؟
فخرَجْتُ عَنْ صَمْتى وقلتُ بحُرْقةٍ……مُتضَرِّعًا يا مَنْ لهُ الملكُوتُ
إلا سُعَادَ فإنهَا الرُّوحُ التي …… أحْيا بها وإذا تمُوتُ أمُوتُ
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 10:45]ـ
و إذا تموتُ أموتُ ...
لئن قلتَ ذلك لأقولنَّ:
عاش الفتى متعطِّرًا بهنائه ... حرًّا أبِيًّا قلبُه الملكوتُ
إلا زمانًا حلَّ في أحشائه ... قَلَقٌ يكاد له الفؤاد يموتُ
فدعا الكريمَ تخلُّصًا من كربِه ... فأبى المنادي الهاتف المنكوتُ
أنا لستُ عنك مهاجرًا أو صابرًا ... فلتدعُ وصلاً من له الجبروتُ
-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 12:13]ـ
كادت سعاد لجنسها إذ أمعنت .... في دفع عاشقها ـ علاه سكوت ـ
نحوالتضرع للمليك بموت من .... قالت سعاد:"لجنسهن نميت"
ما أفلحت في أن تزكي خافقا .... سكنته. كيف يطيق لفظ "تموت "؟!
لو كنت قد أحببتها لدعوت أن ... تبقى النساء وإن بقي الجبروت
تبقى النساء كرامة لعيونها ..... ولأجلها يحيين وأنا القوت
من أدمن السكنى بعين حبيبة .... عشق العيون لأنهن بيوت
وإذا غزا حب الحياة كيانه .... قال: الحياة لمن بهن حييت
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 05:38]ـ
حميل ماقرأت وجميل الاستطراد
كل الود(/)
مقيِّمة رمضانية .. و ليستْ مقامةً
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 10:56]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
تقارب الزمان، و ضعف المسلمون ونقص الإيمان، و طغا الكفر و العصيان، و بدت الأشراط للعيان، فاستوجب ذلك النصح و التبيان، و الذكرى - بالحسنى - لعُبَّاد الرحمان، أن أقبلوا على ربكم بالتوبة من الحَوْبة، و أجهزوا على ذنبكم بالنوبة فالنوبة و سيروا على دربكم: فليس فيه جَوْبَة، و نقوا ثيابكم فنعمت الرَوْبَة، هذا شهر رمضان المعظم، و الزمن المكرم، خصه ذو الجلال الأكرم، بالفضل المقدم، و الأجر الوفير الأجسم، فاهتبلوا الفرصة و ادخلوا ' البرصة '، و عليكم بكلام الله فرتلوه، و بأصواتكم زينوه، و بدموعكم أخلصوه، و بخشوعكم - ظاهرا و باطنا - عظموه، و بالكثرة ثبتوه، و اجتنبوا اللغو و الكلام الزائد، فإنه للمراء قائد، و على الخير بالنقص عائد، فقللوه أو اعدموه، و اتقوا الله في النظر و السمع و البطش، و استعينوا بالله على التعبد، و الذكر و التهجد، و أتقنوا طاعة الوالدين، و أجيدوا تربية الولدين -و للذكر مثل حظ الأنثيين -، .... فهكذا في رياض الخير دون أذى و لا ضير، يجد بكم إلى الله و الجنة السير، و تتخلصون من عوائق الحيف و النَيْر، و تترفعون عن سفساف الأخلاق، و كلام الأسواق، و تكونون في الصالحين، و إن الله مع الصابرين ...
- كتبها: أبو محمد الطيب بن محمد العامري.
ـ[محمد أبومعاذ البخاري]ــــــــ[15 - Aug-2010, مساء 11:03]ـ
كتب ربي أجرك .. و أحسن إليك .. وطبت وطابت أيامك ..(/)
بيتان من الشِّعر يشتمل واحد منهما على (40320) بيتاً
ـ[محمود داود دسوقي خطابي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 01:42]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيتان من الشِّعر يشتملان على (40320) بيتاً
قال العلامة ابن القيِّم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد، جـ 3 ص 244
" قال بعض الفضلاء: بيتاً من الشعر يشتمل على (40320) بيت وهو زين الدين المقري:
1 - لقلبي حبيب مليح ظريف ... بديع جميل رشيق لطيف.
وبيان ذلك أن هذا البيت ثمانية أجزاء يمكن أن ينطق بكل جزء من أجزائه مع الجزء الآخر ... ومثله لي قلته في القدس:
2 - محب صبور غريب فقير ... وحيد ضعيف كتوم حمول
". انتهى.
وقد قال الإمام ابن القيِّم:"
وبيان ذلك أن هذا البيت ثمانية أجزاء يمكن أن ينطق بكل جزء من أجزائه مع الجزء الآخر فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات فالجزءان الأولان لقلبي حبيب يتصور منهما صورتان بالتقديم والتأخير
ثم خذ الجزء الثالث فيحدث منه مع الأولين ست صور لأن له ثلاثة أحوال تقديمه عليهما وتأخيره وتوسطه ولهما حالان فاضرب أحواله في الحالين يكن ستة
ثم خذ الجزء الرابع وله أربعة أحوال فاضربها في الصور المتقدمه وهي السته التي لما قبله تكن أربعة وعشرين
ثم خذ الخامس تجد له خمسة أحوال فاضربها في الصور المتقدمة وهي أربعة وعشرون تكن مائة وعشرين
ثم خذ السادس تجد له سته أحوال فاضربها في مائة وعشرين تكن سبع مائة وعشرين
ثم خذ السابع تجد له سبعة أحوال فاضربها في سبع مائة وعشرين تكن خمسة آلاف وأربعين
ثم خذ الثامن تجد أحواله ثمانية فاضربها في خمسة آلاف وأربعين تكن أربعين ألفاً وثلاث مائة وعشرين بيتاً فامتحنها تجدها كذلك".انتهى.
أي أن مضروب ال 8 = 8 × 7×6×5×4×3×2×1= 40320 بيتاً من الشعر.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 02:15]ـ
وفيه مع هذا ضعف شديد.
لضعف تماسك الكلمات بعضها ببعض، بل هي كلمات متناثرة على وزن (فعولن).
وإنما الشعر الجيد الذي تنادي كل لفظة فيه على ما بعدها، وخاصة القافية.
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 02:33]ـ
على قدر فهمي الضعيف أن هذا البيت يشتمل على 1440بيتا فقط.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 02:49]ـ
هذه المسألة التي ذكرها أخونا محمود داود دسوقي تندرج تحت باب (التباديل) في علم الجبر.
وأظن أن تطبيقها صحيح ونتيجتها صحيحة.
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 03:30]ـ
أوافقك يا أخي أنها تندرج تحت باب التباديل، ونتيجتها صحيحة إذا أجريناها بالشكل السابق، ولكن لا أرى أن إجراءها يكون هكذا، لأن ما يندرج تحت التباديل هو ستة ألفاظ فقط، الثلاثة ألفاظ الأولى من كل شطر ثم نضرب الناتج في اثنين وهو تباديل اللفظتين الباقيتين اللتين لا تتغيران إلا فيما بينهما فقط. والله أعلم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 - Aug-2010, صباحاً 11:16]ـ
هذا فهم جيد.
لكن يمنع من الأخذ به هنا أن أصحاب هذه النكتة لم يشترطوا تصريعًا ولا خلافه، بل كل لفظة في البيت تصلح عندهم قافية، وتأمَّل:
أن هذا البيت ثمانية أجزاء يمكن أن ينطق بكل جزء من أجزائه مع الجزء الآخر ... ومثله لي قلته في القدس:
2 - محب صبور غريب فقير ... وحيد ضعيف كتوم حمول
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[17 - Aug-2010, صباحاً 11:26]ـ
أيها القارئ المليجي نفعنا الله بعلمك الغزير، وأدعو الله أن ببارك فيك ويزيدك علما وفهما. ادع الله لي بمثلها.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 02:13]ـ
وأنا لا أملك إلا أن أقول: رحم الله شيخ الإسلام ابن القيم لم يشغله العلم الشرعي عن تعلم الرياضيات من تباديل وتوافيق ..... الخ رحمه اللهُ ورحمَ شيخَهَ ابنَ تيمية آمين آمين(/)
صورة من ضعف الشيخوخة!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[16 - Aug-2010, مساء 08:33]ـ
لايفكر كثير من الناس في المعاناة والألم التي يعيشها كثير ممن بلغ مرحلة الشيخوخة وبخاصة أولئك الذين كان شبابهم مليئا بالقوة والعطاء وأكثر هؤلاء تموت مشاعرهم في صدورهم لأن القدرة على التعبير الصادق المؤثر موهبة لايمتلكها إلا الأقل منهم. وممن أحسن التعبير عن مشاعره في هذه المرحلة الشاعر ابن منقذ في قوله:-
مع الثمانين عاث الضعف في جسدي /// وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذاكتبت فخطي خط مضطرب /// كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما /// من بعد حطم القنا في لبة الأسد
فقل لمن يتمنى طول مدته /// هذي عواقب طول العمر والمدد
وهذا الضعف الناشئ عن طول العمر والمدد يذكرنا بقول الأخطل:
والناس همهم الحياة ولا أرى /// طول الحياة يزيد غير خبال!
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد /// ذخرا يكون كصالح الأعمال
فاللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح ومتعنا جميعا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا آمين(/)
سعاد ... ومن تكون!
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 01:52]ـ
سُعادُ .... ومَنْ تكونُ سُعَاد؟!
ومَا سُعَادُ سِوَى حُوريَّةٍ نزَلَتْ……مِنَ الجنانِ تُرينا صِنعَةَ البَاري
تُريكَ شمَسَ الضُّحَى فى الأفْقِ ساطِعَةً……فَلَسْتَ تملكُ إلا غَضَّ أبْصَارِ
وَفى المسَاءِ تُريكَ البَدْرَ مُؤْتلِقًا……لَيْلَ التَّمَامِ فيَجْلِي ظُلْمَةَ السَّارِي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[17 - Aug-2010, مساء 02:02]ـ
وهل سعاد لم تَحلولَ لك إلا في رمضان يا أخ محمود!!
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 08:42]ـ
وَفى المسَاءِ تُريكَ البَدْرَ مُؤْتلِقًا……لَيْلَ التَّمَامِ فيَجْلِي ظُلْمَةَ السَّارِي
جاء ليلُ التمام هذا في قول الأُبَيْرِدِ بنِ المُعَذَّرِ:
أراقبُ من ليلِ التِّمامِ نجومَه ........ لَدُنْ غابَ قرنُ الشمسِ حتّى بدا الفجرُ
قال أبو علي القالي-رحمه الله-في ذيلِ الأمالي والنوادر له في شرح هذا البيت: "ليلُ التِّمامِ بالكسرِ لا غير، ولا تنزعُ منه الألفُ واللامُ، فيقال: ليلُ تِمامٍ (1)، فأمَّا في الولدِ، فيجوز الكسرُ والفتحُ ونزعُ الألفِ واللامِ (2)، فيقال: وُلِدَ الولدُ لتِمامٍ ولتَمامٍ، وأمَّا ما سواهما فلا يكون فيه إلا الفتح، يقال: خذ تَمامَ حقِّكَ، وبلغَ الشيءُ تَمامَه، فأمَّا المثلُ فبالكسر، وهو قولُهم: "أبى قائلُها إلا تِمًّا".
فيَجْلِي ظُلْمَةَ
لعلك تريد: فيُجلِي أو فيَجلو، أليس كذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) جاء في اللسانِ: "ويقال ليلٌ تِمامٌ وليلُ تِمام على الإضافة وليلُ التِّمام وليلٌ تِمامِيٌّ ... "
(2) " وحكى ابن بَريّ عن الأَصمعي: ولدَتْه للتَّمام بالأَلف واللام قال: ولا يَجيء نكِرةً إلاّ في الشعر" كذا في اللسان أيضًا.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[18 - Aug-2010, صباحاً 11:15]ـ
سائل سعاد. أترضى أن تنم بها ..... بين الخلائق أم ترضى بإضمار؟
إن كان يعجبها إعلان عاشقها ...... عن اسمها لا يني يزهو بتكرار
فالأصل في الدر أن يحمي نفاسته ... في جوف أصدافه يُغشَى بأسرار
ومن يغار على حِبٍّ يعد له ...... في حبة القلب روضته بأسوار
كذا المحب جميل في أنانية ......... في منطق الحب لا يرضى بإيثار
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 01:58]ـ
جميلٌ كلُّ ما كتبتم،،
فقد أتحفنا محمود بهذه القطعة الشعرية الفنية و التي جاءت تباعًا تصف حال (الفتى) مع (سعده) و (سعاده)!
و كان العجب يدور في صدري: لأمرٍ ما نظم صاحبي نسيبه في رمضان! حتى صرَّح بالعجب القارئ المليجي، و ليس إلا محمودٌ من يزيل عجبنا ... هذا إن وافق له الطرف الآخر (:
و أبو بكر المحلي أتحفنا بالنكتة على لفظة:" ليل التمام " و كنتُ أنطقها إلا بفتح تائها، و الذي بقي من الإشكال عندي: هل يعنى بليل التِّمام الليل الطويل أم ماذا؟
و زادنا تحفةً الشاعر مصطفى مدني بمعارضته محمودًا، وهذا أمرٌ قلَّ من يسطيعُهُ، إلا أنَّ في البيت الرابع وهو قوله:ومن يغار على حِبٍّ يعد له ...... في حبة القلب روضته بأسوار
في هذا البيت نقص في الميزان ظاهرٌ، أعني: في العَجُزِ، و لا أدري ماذا يسمي العروضيون هذا العيب إلا أنه يمكنه أن يقول - تصحيحًا للوزن -: في حبة القلب سكناهُ بأسوارِ.
يعني المشكل في لفظة: روضته ..
و بالله التوفيق!
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[18 - Aug-2010, مساء 02:59]ـ
أخي أبا بكر المحلي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم ـ رحمني الله وإياك ـ أن ما سوى المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمأخوذ من كلامه ومتروك، وأنا شاكرٌ لك توجيهي إلى ما زلَّ فيه القدم، وطغى فيه القلم، لكن اعلم أيضا أن قوما من المعجميين قالوا بما قلتُ؛ إذ جاء في المعجم االوسيط في مادة: تمم جاء:
(التَّمام) تمامُ الشيء ما يتم به وليلة التَّمام ليلة أربع عشرة من الشهر القمري حين يستوي القمر فيصير بدرا ويقال بدر تمام وبدر تمام وليلُ التَّمام: أطول ليلة في السنة
(التِّمام) ليل التِّمام أطول ليلة في السنة ويقال بدر تمام وبدر تمام
فكما ترى أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة ـ أو أورد ـ اللغتين في ليل التمام بفتح التاء وكسرها. على أني لا أقصد ليل التمام الذي هو بمعنى أطول ليلةٍ في السنة، وإنما أقصدُ ليلة التمام التي قال فيها شيخ الإسلام في نونيته: كالبدر ليل الست بعد ثماني، غير أني لضرورة وزن البيت الذي هو من بحر البسيط حذفت التاء، وأنتم تعلمون أن الشعر يجوز فيه ما لا يجوز في غيره، وصدق الناظم إذ يقول:
وجاز في الشعر لهم ثلاثةُ ... الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
هذا عن الأمر الأول، وأما عن الأمر الثاني فلعلك تعلمُ أن هناك أفعالا في العربية تأتي لاماتها بالواو والياء بمعنى واحد كعزوته وعزيته، وكنوته وكنيته، وحثوته وحثيته، ومنها: جلوته وجليته وقد نظم هذه الأفعال ابن مالك رحمه الله فقال:
قل إن نسبت عزوته وعزيته **** وكنوت أحمد كنية وكنيته
ومنها قوله:
والسيف أجلوه وأجليه معا **** وغطوته وغطيته غطَّيته
فالأمر ـ وإن كان كلامك صحيحا ـ فيه سعة، والله الموفق، والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[19 - Aug-2010, صباحاً 11:44]ـ
الأخ العزيز /الطيب الصياد .................. وكأنك كنت داخلي وأنا أعالج كتابة البيت فقد جاءت نفس الكلمة (سكناه) على خاطري كما جاء غيرها ولكني أحسست المعني في كلمة (روضته) فآثرتها على الضبط الموسيقي والذي اصطدته أيها الصياد رغم طيبتك وطيبك ............. فبارك الله فيك وجنبك مضايق الشعر وضروراته بعد أن يجنبك مضايق الحياة وضروراتها
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 01:29]ـ
فهذا يعني من غرايب الصدف،
و كما قلتَ صديقي: فلفظة الروضة أطيب وقعًا من لفظة السكنى، كأني بالروضة توحي بشدة العناية و الإكرام لذلك (الحبيب) وفيها معنى عاطفي يفوق معنى ما تتضمنه السكنى .. و الله أعلم.
شكرًا لمداعبتك عزيزي!
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 03:32]ـ
وعليكم السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه.
بارك اللهُ في الإخوةِ المشاركين كلِّهم، وزادكم توفيقًا وسدادًا.
أخي محمودًا،
العجيبُ أنَّ صاحبَ التَّاجِ (بالرغم من تأخرِه) -لم يذكرْ هذه اللغةَ، ولا أشار إليها، وأعلى من الوسيط صاحبُ المصباحِ، فقد رأيتُه ذكرها، لكن يبقى أن يُعلمَ عن مَّن حكاها من أهل الروايةِ والمشافهة!
على أني لا أقصد ليل التمام الذي هو بمعنى أطول ليلةٍ في السنة، وإنما أقصدُ ليلة التمام التي قال فيها شيخ الإسلام في نونيته: كالبدر ليل الست بعد ثماني
رحِم اللهُ الإمامَ ابنَ القيّم، ذكّرني قولُه بيتًا رائقًا مثلَه للحارثيّ من مَّرثيتِه المشهورةِ في أخيه:
وأبيضُ وضّاحُ الجبينِ كأنّه ........ سنا قمرٍ أوفى على العشرِ أربعا
غير أني لضرورة وزن البيت الذي هو من بحر البسيط حذفت التاء، وأنتم تعلمون أن الشعر يجوز فيه ما لا يجوز في غيره، وصدق الناظم إذ يقول:
وجاز في الشعر لهم ثلاثةُ ... الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
بوركتَ وبوركتْ فوائدُك!
لكن إذا كان الحذفُ يؤدي إلى نحوِ ما ظنَنَّاه، أيُعَدُّ ارتكابُه ضرورةً أم لَبْسًا؟
لعلك تتحفنا بنظيرِ ذلك من شعرِ العربِ، واللهُ يحفظُك.
والسيف أجلوه وأجليه معا
جزاك اللهُ خيرًا على الفائدةِ، ولعلك تَلْحَظُ أنّي كنتُ مستفهمًا.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 06:06]ـ
أخي في الله أبا بكر المحلي،
السلام علكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأود أن أنبهك ـ يا أخي ـ في هذه العجالة إلى شيء بسيط، وهو أنك رفعت كلمةَ أبيض في بيت الحارثي الآتي:
وأبيضُ وضّاحُ الجبينِ كأنّه ........ سنا قمرٍ أوفى على العشرِ أربعا
فعلت ذلك ظنا منك أن الكلمة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة , والواقع يا أخي أن الكلمة مبتدأ حقا، لكن مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال محل الإعراب بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد المحذوف (رب) والواو التي قبلها هي واو رب، وعلامة الجر هنا الفتحة لأن الكلمة ممنوعة من الصرف للوصف ووزن الفعل، وأما وضاح فهي مجرورة بالكسرة، وشبيه بهذا قوله:
وأبيضَ فياضٍ يداه غمامة
هذا والله الموفق، والسلام
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[19 - Aug-2010, مساء 10:58]ـ
أخي في الله مصطفى مدين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا عجب في أن تعارض أشعاري؛ وكيف أعجب وأنا أعلم أن عواطفك جياشة، وقريحتك متقدة، وأنك قد ملكت زمام القريض؟ لكنَّ لي همسة أهمسها في أذنك:
واللهِ ما سُعادُ إلا رَمزُ ***** ففيمَ غمزُكم وفيمَ اللمْزُ؟
ثم اعلم يا أخي أن أخانا الطيب ـ وهو لا يقول إلا الطيب ـ قد لاحظ في إحدى تفعيلاتك نقصا، والواقع أنه ليس بنقص وإنما هو لو صح التعبير زيادةٌ حيث حرَّكت ساكن مستفعلن فأصبحتْ مُتفاعلن، وبهذا انكسر وزن البسيط، على أنك لو سكَّنت التاء في رَوْضَتْهُ ضرورة لاستقام لك الوزنُ، وهذا (أعني حذف الحركة) أمر جائز في الشعر، لكنه ثقيلٌ؛ ولهذا فالأفضل أن تقول كما كان يختلج في صدرك , وكما أشار أخونا الطيب: سكناه بأسوار، أو تقول: سكنىً ذات أسوار، وإن كنت مصمما على الروضة فلتقل: بستانا بأسوار، وعلى كل فالأمر سهل، ثم إن في قولك: ومن يغار ضرورةً أيضا حيث لم تجزم الفعل المضارع بمن، وهذ أمر يمكن تجويزه بقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ****** بما لاقتْ لبون بني زياد
هذا، والله الموفق، والسلام.
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 01:28]ـ
ومن يغار على حِبٍّ يعد له ...... في حبة القلب روضته بأسوار
الأخ مصطفى اعذرني فقد وجدت في هذا البيت شيئا آخر، فقولك: (يعد له) تدل على أن الروضة لم توجد بعد، وقولك: (روضته) بالإضافة يدل على أنها موجودة، والأولى كما قال الأخ محمود (بستانا) بالتنكير. تقبل تحياتي
وهذ أمر يمكن تجويزه بقول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ****** بما لاقتْ لبون بني زياد
أليس هذا خاصا بالفعل الناقص دون غيره؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 04:55]ـ
أخي كمال أحمد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الجامع بينهما ـ يا أخي ـ أنه يجوز للشاعر أن يجري المعتل من الأفعال مجرى السالم، فإن قلت: إن هذا خاص بالأفعال الناقصة، فابحث له عن مجِّوز آخر، قلت: وهو الصواب إنه يجوز للشاعر أن يرد الألف التي تسقط من الفعل لالتقاء الساكنين كقول الشاعر:
ما كان إلا طلقَ الأمهاد **** حتى تحاجزن على الدوادي ... تحاجُزَ الريِّ ولم تكاد
فالراجز هنا رحمك الله لما أطلق القافية رد الألف التي تحذف لالتقاء الساكنين، وكذلك فعل أخونا مصطفى فإنه لما اضطر إلى تحريك محل الإعراب، رد الألف التي حذفت للتخلص من التقاء الساكنين،
هذا والله الموفقُ، والسلام.
ِ
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 11:01]ـ
الأخ محمود وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
ومن يغار على حب يعد له .... في حبة القلب روضته بأسوار
باعتبار أن الشاعر اضطر إلى التحريك لضبط الوزن كما تفضلتم، فلم اختار الضم ولم يختر الفتح مع أنه أخف؟ - كما هو معلوم - فكونه ضمَّ دليل على انتفاء الاضطرار، فلا يلزمه ما قلت. والسلام
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 11:42]ـ
الأخ كمال،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأين وجدت الضم في قول أخينا مصطفى، وهو لم يضع حركة على الراء، وأنا والله لم أنطق الفعل إلا مفتوح الراء كما ننطق الدال في يعدَّ مفتوحة رغم أن الفعل مجزوم، وأنت تعلم السبب؛ فإن الفتحة أخف الحركات ثم إن أخانا حفظه الله لو قال:
إنَّ الغيور على حِب يُعدُّ له ***** في حبة القلب سكنىً ذات أسوار
لو قال ذلك لكان قد أغنانا عن التكلف في التخريج والتأويل ,
هذا والله الموفق، والسلام
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Aug-2010, صباحاً 10:02]ـ
الإخوة الأفاضل/
كمال أحمد.
أبو بكر المحلي.
محمود محمد مرسي.
مصطفى مدني.
أعجبتني مشاركاتكم، بارك الله في علمكم جميعًا.
الأخ محمود ....
فضلا لا أمرًا .... هل سُكنى مصروفة؟
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 05:22]ـ
أخي في الله القارئ المليجي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلعلك تُلمِّح إلى التنوين الذي وُضِعَ على طرف ألف سُكنى، لا يا أخي إن الكلمةَ ممنوعة من الصرف؛لوجود ألف التأنيث بها، وهي علة ـ كما هو معلوم ـ تغني عن علتين، كما أشار العمريطي رحمه الله بقوله:
فألف التأنيث أغنت وحدها **** وصيغة الجمع الذي قد انتهى
فهي إذن ممنوعة من الصرف، ثم ليس في البيت ضرورة حتى نحتاج إلى صرفها؛ فالوزن مستقيم بالتنوين وعدمه، فكيف وضعت إذن؟ وضعت خطأ يا أخي؛ فجزاك الله خيرا على التنبيه، والسلام
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 04:31]ـ
أخي الفاضلَ محمود، أحسن اللهُ إليك.
قلتَ:
رفعت كلمةَ أبيض في بيت الحارثي الآتي:
وأبيضُ وضّاحُ الجبينِ كأنّه ........ سنا قمرٍ أوفى على العشرِ أربعا
فعلت ذلك ظنا منك أن الكلمة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة , والواقع يا أخي أن الكلمة مبتدأ حقا، لكن مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال محل الإعراب بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد المحذوف (رب) والواو التي قبلها هي واو رب، وعلامة الجر هنا الفتحة لأن الكلمة ممنوعة من الصرف للوصف ووزن الفعل، وأما وضاح فهي مجرورة بالكسرة
جزاك الله خيرًا، ولعلّ الخطبَ أيسرُ من ذلك، ولي أنّ أخرّج ما ذكرتُ على أنّ (أبيضُ) خبرٌ لمحذوفٍ تقديرُه هو، يؤيده البيتُ الذي قبله:
رُزِئتُ به خيرَ الرزايا ولم أجدْ ........... له خلفًا في الغابرين فأقنعا
أو التقديرُ: وأنتَ أبيضُ وضاحُ ... ، كما يدلُّ عليه سياق القصيدةِ، ولو راجعتَ القصيدةَ لعلمتَ أنها جاءت بعد المقدمة في شكلِ حوارٍ بينه وبين أخيه المرثيّ، فمن ذلك قوله:
وقد كنتَ لي أنفًا حميًّا ففاتني ......... بكَ القدرُ الجاري فأصبحتُ أجدعا
وقولُه:
فيا سيدًا قد كان للحيّ عِصْمةً ......... ويا جبلا قد كان للحيّ مفزعا
ولو غضضنا الطرفَ -جدلا-عن السياقِ الذي جاءت القصيدة فيه، لم نكن بدعًا إن قلنا: إنّ (أبيضُ) مبتدأٌ مرفوعٌ، والخبرُ: كأنّه سنا قمر، واللهُ أعلمُ.
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[24 - Aug-2010, صباحاً 10:14]ـ
إخواني جميعا ...............
بارك الله فيكم وأنا في غاية الامتنان لهذا النصح الصادق وهذا الحس العلمي الأدبي العميق
وأنا مقر بكل ما فيه
تقبلوا تحياتي
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 02:24]ـ
ومن يغارُ على حِبٍّ يُعِدُّ له .... في حبة القلب روضاتٍ بأسوار
كثّر اللهُ من أمثالكم إخوتي الفضلاء!
أرى أنّ هذا البيتَ (الكريمَ قائلُه) صحيحٌ بالضبطِ الذي أوردتُّه، ولا داعيَ لجعلِ "مَن" شرطيةً على هذا، وإنما تكون موصولةً، وقول أخي كمالٍ-حفظه الله-في الشطرِ الثاني:
فقد وجدت في هذا البيت شيئا آخر، فقولك: (يعد له) تدل على أن الروضة لم توجد بعد، وقولك: (روضته) بالإضافة يدل على أنها موجودة،
-يمكنُ أن يجابَ عنه بأنّها روضةُ الحبيب بالإضافةِ بالنظرِ إلى ما يكون بعد، كما تقولُ لولدِك: سأبني لك بيتك هنا ... ، وكما تقول الأمُّ لولدها: سأُعِدُّ لك عشاءَك الآنَ، على أنّا نُؤثِرُ استعمالَ "روضات" أو نحوِها فرارًا من ارتكاب الضرورةِ اللفظيةِ، لا لما ذكره أخي -حفظه الله-، واللهُ أعلمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 03:17]ـ
أرى أنّ هذا البيتَ (الكريمَ قائلُه) صحيحٌ بالضبطِ الذي أوردتُّه، ولا داعيَ لجعلِ "مَن" شرطيةً على هذا، وإنما تكون موصولةً.
الأخ الكريم أبا بكر المحلي بارك الله فيك،
إنما قلنا إن (من) في البيت ينبغي أن تكون شرطية لا موصولة؛ لأن البيت مبني على الإبهام، فالشاعر يريد أن كل من يغار ... يعد ... ، وهذا يناسبه استخدام الشرط، وأما الموصول فيناسب ما كان معروفا، كأن تقول: جاء الذي أكرمته، وأنت تريد واحدا بعينه، كأحمد أو زيد .... إلخ.
-يمكنُ أن يجابَ عنه بأنّها روضةُ الحبيب بالإضافةِ بالنظرِ إلى ما يكون بعد، كما تقولُ لولدِك: سأبني لك بيتك هنا ... ، وكما تقول الأمُّ لولدها: سأُعِدُّ لك عشاءَك الآنَ.
اعلم أخي أن هذا المثال: سأبني لك بيتك قد وقع في ذهني أيضا، ومثله قول الخاطبة لمن يبحث عن عروس: سأحضر لك عروسك إلى غير ذلك، ولكن هناك فرق بين هذه الأمثلة وبين ما قاله الأخ مصطفى مدني بارك الله فيه، وذلك أنك حينما تقول لابنك: سأبني لك بيتك، إنما قلت ذلك لأن في ذهن ولدك هذا الأمر، وهو أن يُبنَى له بيت، ولا يجوز لك إذا كان ابنك خال الذهن من بناء بيت أن تقول له: سأبني لك بيتك، بل الواجب حينئذ أن تقول: سأبني لك بيتا.
هذا ما بدا لي، والعلم عند الله عز وجل، والسلام.
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 03:48]ـ
بارك اللهُ فيك، وحفظك.
إنما قلنا إن (من) في البيت ينبغي أن تكون شرطية لا موصولة؛ لأن البيت مبني على الإبهام،
اعلم-رحمك الله- أنّ العلماء يجعلون الموصولة في نحو هذا بمنزلةِ الشرطية، فيقولون: إنّ نحوَ "يغارُ" شبه شرطٍ، وما بعدها شبه الجواب لهذا الشرط، وها هو ذا ابن هشامٍ -رحمه الله-يذكرُ أنّ في قولك: (من يكرمني أكرمه) -الأوجهَ الأربعةَ في من، وهن: الشرطية والموصولة والاستفهامية والموصوفة.
ولا يجوز لك إذا كان ابنك خال الذهن من بناء بيت أن تقول له: سأبني لك بيتك، بل الواجب حينئذ أن تقول: سأبني لك بيتا.
يمكن أن ينزل منزلةَ المتهيّئ لذلك، وإن كان غيرَ متهيّئ، فأيّ شيء في قولك له: سأبني لك بيتك هنا، وهو خالي الذهن!
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 04:18]ـ
اعلم-رحمك الله- أنّ العلماء يجعلون الموصولة في نحو هذا بمنزلةِ الشرطية، فيقولون: إنّ نحوَ "يغارُ" شبه شرطٍ، وما بعدها شبه الجواب لهذا الشرط،
يا أخي ما ذكرته من جعل الموصول بمنزلة الشرط قليل، فلم يخرج عن باب الضرورة التي قدرها الأخ محمود.
فلا يجوز جعل الموصول يأتي بمعنى الشرط، فالموصول موصول والشرط شرط، هذا له أحكامه، وهذا له أحكامه.
وها هو ذا ابن هشامٍ -رحمه الله-يذكرُ أنّ في قولك: (من يكرمني أكرمه) -الأوجهَ الأربعةَ في من، وهن: الشرطية والموصولة والاستفهامية والموصوفة.!
هل ذكر ابن هشام - رحمه الله - أن هذه الأوجه الأربعة لها معنى واحد؟؟؟!!!!
فأيّ شيء في قولك له: سأبني لك بيتك هنا، وهو خالي الذهن!
فيه أنك تضيف له ما لا يعلم عنه شيء، ولا أرى هذا جائزا. بارك الله فيك
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 06:29]ـ
أحسنَ اللهُ إليك.
يا أخي ما ذكرته من جعل الموصول بمنزلة الشرط قليل، فلم يخرج عن باب الضرورة
من ذكر أنّ ذلك قليلٌ؟، وإن كان كذلك، فأيّ ضرورةٍ في ارتكابِه!
هل ذكر ابن هشام - رحمه الله - أن هذه الأوجه الأربعة لها معنى واحد؟
لا لم يذكرْ ذلك، لكن المعنى-على كونها موصولةً أو شرطيةً-قريبٌ، واللهُ أعلمُ.
فيه أنك تضيف له ما لا يعلم عنه شيئًا
على سبيل التمليك له، ثُمَّ إنّك تعلمُه ذلك بشيء من الوصفِ، قولك: (أعد لك عَشاءَك الذي تحبُّ)، هو يعلم جنس العشاء، وكذلك في البيتِ جنس الرياضِ معلومٌ، كما أنّ السياق سياقُ غائب، كقولك: سأبني لولدي بيته ذا أسوارٍ، وكذلك الأمر هنا، المعنى: يعدّ الحبيب روضةَ حبيبِه في قلبه ذات أسوار، وحديثي-بارك اللهُ فيك-عن مطلق الجوازِ الذي أبيتَه، وإلا فالأولى أن يقالَ: روضات أو نحوُها، واللهُ أعلمُ
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 12:10]ـ
أخوي العزيزين / أبو بكر المحلي وكمال أحمد
بارك الله لكما في علمكما ونفع بكما ........................ والله إني لأشعر بشيء من السعادة بخروج هذا البيت مني على هذا النحو لأني ألقيت به حجرا وحركت راكدا واستنطقت به من مخزون علمكما ما رأيناه ............... فزادنا الله وإياكما علما ويقظة في الذود عن حياض لغة القرآن.
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 12:55]ـ
الأخ الكريم مصطفى مدني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا التواضع الجم الذي تبديه لطلاب العلم من أمثالي، ولا تدري مدى السعادة التي أشعر ها حينما أسمع مثل هذا الكلام من أمثالك ممن جاد الله عليهم بالتبحر في العلم والشعر، فقد جمعت بين الأمرين ولم يمنع ذلك من أن تتواضع مع من هو أقل منك في العلم والشعر، فجزاك الله عني خير الجزاء، والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[26 - Aug-2010, مساء 12:24]ـ
والله أخي العزيز ما هو بالتواضع ولكنه معرفة مقدار النفس الناقصة التي بين جنبي .................. ووالله لقد أفدت منكما الكثير ولابدأن ينسب الأمر لأهله ..................... وأن ينسب السهم لمن رماه.(/)
نظم الضرورات الشعرية
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - Aug-2010, صباحاً 10:26]ـ
إخواني في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا نظم للضرورات الشعرية، نظمته منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما , وجعلته خاتمة لمنظومتي في العروض التي وسمتها: بالكافي في علمي العروض والقوافي، وهاهي الأبيات:
وجازَ في الشعر لهم ثلاثةُ ****** الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
فالحذفُ كالتنوين حين ينحذفْ ***** من مُتمكن الأسامي المنصرِفْ
ومثلُه ترخيمُك اسما وردا ****** غيرَ منادى إنْ يجزْ فيه الندا
وقصرُك الأسماءَ إذ تمدُّ ***** وأن تخفِّفَ الذي يُشَدُّ
وحذفُهم للفاءِ في جوابِ ***** شرطٍ يجوزُ دونما ارتيابِ
وطرحُهم حركةً لحرفِ ***** في الاضطرارِ جازَ دون خُلفِ
وزوَّدوا حرفًا لأجْل الوزنِ ***** في مثل: تنوين المنادى المبني
ومثلُه أنْ تصرفَنْ ما يمتنعْ ***** أو تُشبعَنَّ الحركاتِ فاستمِعْ
ومدُّك المقصورَ في اضطرار ***** قدْ جوَّزوا لناظمي الأشعار
وجوَّزوا أيضا زيادةً لألْ ***** في علمٍ خالٍ وتمييزٍ حصلْ
وجازَ في التغيير قطعُ ما وُصِلْ ... من همزةٍ وعكْسُه عندي ابْتذِل
وأنْ تؤنِّثَ المذكرَ اغتُفِرْ **** وعكْسُه لدى اضطرارٍ قدْ غُفِر
والفصلُ بين تابعٍ وما تبعْ **** بأجنبيٍّ جازَ أيضا أنْ يقعْ
وفكُّ مُدغم وعكْسَه استبحْ **** وسبقُ معطوفٍ إذا المعنى اتضحْ
وجوَّزوا ضرورةً في النثرِ **** لسجعٍ او تناسبٍ كالشعرِ
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 03:36]ـ
ما شاء الله، نظم جيد ورائق، جزاك الله خيرًا.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 03:37]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلا ومرحبا بكم أيها الأستاذ الفاضل
منظومة رائقة رائعة ملمة
وجهد تشكر عليه ونرجو المزيد من إثراءاتكم اللغوية
كتب الله أجركم ونفع بكم
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 04:09]ـ
ما شاء الله أيها الأخ محمود لقد أجدت وأحسنت بارك الله فيك، ولي استفساران:
الأول: الأبيات من الثاني إلى السادس تتحدث عن الحذف، ومن السابع إلى العاشر عن الزيادة، ومن الحادي عشر إلى الرابع عشر عن التغيير، والأخير عن السجع. صحيح؟
الثاني: قولك: وعكسه استبح بنصب (عكسه). صحيح؟
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[20 - Aug-2010, مساء 05:23]ـ
أخي في الله كمال أحمد،
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأما البيت الأخير من النظم فقد بينتُ فيه أنَّ ما يجوزُ في الشعر من الضرورات يجوزُ في النثر؛ لسجع أو لتناسب، وأما عن ضبط كلمة وعكسه في قولي: (وعكسه استبح) فهي ولا شك بفح السين؛ لأنها تعرب مفعولا به مقدما للفعل استبح، وأنا لا أدري كيف وُضِعت الضمة، وسبحانَ من له الكمالُ الخالص، وليس في أفعاله نقائص، وأكرر لك يا أخي الفاضل شكري لما تبديه من ملاحظات تضع أقدامنا على الطريق المستقيم، ثم اعلم ـ يا أخي ـ أني حديث عهد بالمنتديات، ولا أدري كيف ترفع هذه الضمة، فإن كنت تعلم فافعل،
# تم تصويب الكلمة في النظم، مع جزيل الشكر # الإشراف#
هذا والله الموفق، والسلام
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 12:40]ـ
ما شاء الله، عمل رائع.
ولي استفساران - اقتداء بالأخ كمال:
1 - رأيت في النظم ضرورة لجأ إليها الناظم لكنه لم يذكرها في الضرورات؛ وتلك قوله:
ومثلُه أنْ تصرفَنْ ما يمتنعْ
2 - قوله:
وجازَ في التغيير قطعُ ما وُصِلْ ... من همزةٍ وعكْسُه عندي ابْتذِل
هل أشار بكلمة (ابتذل) إلى كثرة حصولها، وشيوعها، وهو الأقرب عندي، أم قصد تقبيح هذا العكس وأنه مبتذل، غير جيد؟
وتظل كلمة (وعكسه) أيضًا كتنبيه الأخ كمال.
ـ[سالم اليمان]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 12:51]ـ
أخي في الله كمال أحمد،
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأما البيت الأخير من النظم فقد بينتُ فيه أنَّ ما يجوزُ في الشعر من الضرورات يجوزُ في النثر؛ لسجع أو لتناسب، وأما عن ضبط كلمة وعكسه في قولي: (وعكسه استبح) فهي ولا شك بفح السين؛ لأنها تعرب مفعولا به مقدما للفعل استبح، وأنا لا أدري كيف وُضِعت الضمة، وسبحانَ من له الكمالُ الخالص، وليس في أفعاله نقائص، وأكرر لك يا أخي الفاضل شكري لما تبديه من ملاحظات تضع أقدامنا على الطريق المستقيم، ثم اعلم ـ يا أخي ـ أني حديث عهد بالمنتديات، ولا أدري كيف ترفع هذه الضمة، فإن كنت تعلم فافعل،
# تم تصويب الكلمة في النظم، مع جزيل الشكر # الإشراف#
هذا والله الموفق، والسلام
لعلك جعلت الواو اسئنافية (وعكسه) وما بعدها مبتدأ والخبر جملة فعلية ليس لها إلا هذا الوجه
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 01:42]ـ
لعلك جعلت الواو اسئنافية (وعكسه) وما بعدها مبتدأ والخبر جملة فعلية ليس لها إلا هذا الوجه
الخبر لا يكون جملة إنشائية على الراجح.
ولماذا ما ذهبت إليه، مع أنه قد تم التصويب برضا الناظم.
يعني: أبوها راض وأخوها راض:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 01:48]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
نظم جيد جعله الله في ميزان حسنات ناظمه، ولعله يتحفنا بمنظومته في العروض والقوافي، وبعدها نطلب منه شرحا لها (ابتسامة).
وللفائدة فبعض الضرورات مختلف فيها، أعني في جواز استعمالها في الشعر؛ كما قال ابن مالك:
وقصر ذي المد اضطرارا مجمع .......... عليه والعكس بخلف يقع
فليت الناظم ذكر هذا القيد في قوله:
ومدُّك المقصورَ في اضطرار ***** قدْ جوَّزوا لناظمي الأشعار
حتى لا يظن أنه جائز باتفاق.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 05:08]ـ
أخي في الله القارئ المليجي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم يا أخي، أنني حصرت الضرورات الشعرية في: الحذف والتغيير والزيادة، وضربت لكل نوع أمثلة، ولكن لم أستوف الكلام على الأمثلة التي تندرج تحت كل أصل، وإلا لطال النظم، والضرورة التي أشرتَ إليها قد كان لي مندوحة عنها لو أنني قلت: ومثله أن تصرف الذي امتنع، لكن حداثة السن أوقعتني في هذا، وقد ذكرت أن هذه الأبيات نُظمت منذ أكثرَ من خمسة وعشرين عاما، وقد ذكَّرني بها ما دار بيني وبين الأخ أبي بكر المحلي في تجويز الكلمة التي ذكرها أخونا الشاعر مصطفى مدين هذا أولا
وأما ثانيا: فأنا أقصد بكلمة ابتذل أن وصل همزة القطع للضرورة أمر ممتهن أي مطروق شائع كما ذكرتم ـ حفظك الله، ونفع بك ـ، وليس معناه أنه قبيح؛ وكيف وهذه الضرورة عندي أخف من عكسها أعني: قطع همزة الوصل، ثم اعلم يا أخي أن قولي وعكسه ابتذل مغاير تماما لقولي وعكسه استبح التي أشار إليها الأخ أبو بكر المحلي فعكسُه هنا مبتدأ خبره الجملة الفعلية المكونة من الفعل المبني لما لم يسم فاعله ونائب الفاعل الضمير المستتر الذي يعود على عكسه، بخلاف عكسَه استبح، والأمر لا يخفى عليك، هذا والله الموفق، وجزاك الله خيرا، والسلام.
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[21 - Aug-2010, مساء 07:13]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
الفاضل الأستاذ/ محمود مرسي، بارك الله فيك ونفع الله بك
خاتمة المنظومة تدل على منظومة جيدة، ولا تعليق
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[22 - Aug-2010, صباحاً 10:28]ـ
وقد ذكَّرني بها ما دار بيني وبين الأخ أبي بكر المحلي في تجويز الكلمة التي ذكرها أخونا الشاعر مصطفى مدين
نعم أخي الكريم، أنا متابع لما دار بينكم من فوائد لغوية قيمة، أثَمِّنها وأثني عليكم بها، فقد أنعشْتُم بها مجلسنا الموقَّر.
وأذكر قولك:
وصدق الناظم إذ يقول:
وجاز في الشعر لهم ثلاثةُ ... الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
وأما قولكم:
وأما ثانيا: فأنا أقصد بكلمة ابتذل أن وصل همزة القطع للضرورة أمر ممتهن أي مطروق شائع كما ذكرتم ـ حفظك الله، ونفع بك ـ، وليس معناه أنه قبيح
الحمد لله، اتفقنا.
ثم اعلم يا أخي أن قولي وعكسه ابتذل مغاير تماما لقولي وعكسه استبح التي أشار إليها الأخ أبو بكر المحلي فعكسُه هنا مبتدأ خبره الجملة الفعلية المكونة من الفعل المبني لما لم يسم فاعله ونائب الفاعل الضمير المستتر الذي يعود على عكسه، بخلاف عكسَه استبح، والأمر لا يخفى عليك، هذا والله الموفق، وجزاك الله خيرا، والسلام.
هذا من حسن ظنك بأخيك.
وحقًّا هذا الأمر لا يخفى على الكثير من الأفاضل هنا، لكن قد كان الأمر أكثر وضوحًا وبيانًا لو ضبطتم كلمة (ابتذل) بضم التاء، هكذا (ابتُذل)؛ إذًا لزال هذا الإشكال ...
بارك الله فيك، فقط أردت الاسترسال معكم.
ـ[ابو خالد المصرى]ــــــــ[22 - Aug-2010, مساء 01:55]ـ
بارك الله فيك
نظم رائع بارك الله فيك
وارجوا الاخذ باقتراحات الاخوة
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[25 - Aug-2010, صباحاً 06:39]ـ
بارك اللهُ فيك، وزادك توفيقًا وسدادًا.
وقد ذكَّرني بها ما دار بيني وبين الأخ أبي بكر المحلي في تجويز الكلمة التي ذكرها أخونا الشاعر مصطفى مدين
كان الخلافُ في قولك: ليل التمام، لا في قول شاعرنا مصطفى-وفقه الله-، وقد قلتَ ثَمَّ:
غير أني لضرورة وزن البيت الذي هو من بحر البسيط حذفت التاء، وأنتم تعلمون أن الشعر يجوز فيه ما لا يجوز في غيره، وصدق الناظم إذ يقول:
وجاز في الشعر لهم ثلاثةُ ... الحذفُ والتغييرُ والزيادةُ
فقلتُ لكم:
لكن إذا كان الحذفُ يؤدي إلى نحوِ ما ظنَنَّاه، أيُعَدُّ ارتكابُه ضرورةً أم لَبْسًا؟
لعلك تتحفنا بنظيرِ ذلك من شعرِ العربِ، واللهُ يحفظُك.
فأتحفتنا بمنظومتك-جزاك اللهُ خيرًا-، ولعلك تجيبني عن مَّا أوردتُّ، واللهُ الموفقُ بفضلِه.
- قوله:
وجازَ في التغيير قطعُ ما وُصِلْ ... من همزةٍ وعكْسُه عندي ابْتذِل
هل أشار بكلمة (ابتذل) إلى كثرة حصولها، وشيوعها، وهو الأقرب عندي، أم قصد تقبيح هذا العكس وأنه مبتذل، غير جيد؟
لو قال ناظمُنا-حفظه اللهُ-:
وجاز في التغييرِ وصلُ ما قُطِعْ ........ من همزةٍ وعكسُه لم يَمتنِعْ
لو قال ذلك لكان أحسنَ وأدعى لفهمِ المراد، كما أنّ فيه تقديمَ وصلِ المقطوع، وهو أولى، لما أنّ ذلك أخفُّ وأكثرُ، واللهُ أعلمُ.
ثم اعلم يا أخي أن قولي وعكسه ابتذل مغاير تماما لقولي وعكسه استبح التي أشار إليها الأخ أبو بكر المحلي
بارك اللهُ فيك، ولعلك تريد: الأخَ كمالا-حفظه اللهُ-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[25 - Aug-2010, مساء 04:15]ـ
أخي في الله أبا بكر المحلي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد صدقت ـ يا أخي ـ فقد كانت المدارسة بيني وبينك حول تجويز ليل التَّمام بفتح التاء هي التي استدعت هذه الأبيات التي نظمتها منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، ثم اعلم أن قولك سددك الله:
وجاز في التغييرِ وصلُ ما قُطِعْ ........ من همزةٍ وعكسُه لم يَمتنِعْ
هو أفضل من قولي ولا شك، لكن اعلم أنني آثرت الإبقاء على ما كنت نظمت، ولو أنني حاولت نظم هذه الضرورات الآن، لجاء النظم أجود سبكا , وأدق معنى، وأحسن لفظا.
ثم إن قولي: (ثم اعلم يا أخي أن قولي وعكسه ابتذل مغاير تماما لقولي وعكسه استبح التي أشار إليها الأخ أبو بكر المحلي) نسبت فيه إليك الإشارة خطأ، والذي أشار بذلك هو الأخ كمال كما نبهتم، ولعل داء السكري هو الذي ولَّد مثل هذه الأخطاء غير المقصودة، ألم تسمعْ ـ يا أخي ـ إلى قولي:
قبَّلتُ فاها آخذا بلسانها ***** فأصابني مِنْ ريق فيها السُّكَّري
وقولي:
وما أحلى الحلاوةَ من يديها **** فكيفَ إذا تخالطُ ماءَ فيها
كأنَّ لعابها عسلٌ مصفَّى ***** وتلك حقيقةٌ لا شكَّ فيها
هذا ولولا أنْ يغضبَ القارئُ المليجي، لأكملتُ لك القصيدة، بل يأبى عليَّ اللهُ والصيامُ،
هذا والله الموفق، والسلام.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 04:54]ـ
اخي محمود مرسي
تحية وسلاما
بوركت واحسنت فقد اطلعت هذه الساعة على هذه الابيات التي نظمتها ومن جنابكم الكريم سوف نستفيد
فالح الحجية(/)
شَهْقَةُ النادم!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 11:20]ـ
http://www.www.way2jannah.com/vb/images/bsm.gif
شَهْقَةُ النَّادِم
أخرج ابن الشجري في (أماليه الحديثية) بإسناده المتصل إلى إبراهيم بن عبد الله [بن] الجنيد [الختَّلي] قال: سمعت رجلاً من البكَّائين النوَّاحين يقول:
(واموتاه ... ليس من الموت مَنْجَى، كأني بالموت قد غاداني أو ماساناي-أي أتاني بالمساء- وكأني عن قليل لا أُزَارُ ولا أُوتَى، وكأني عن قليل أُودِّع الدين والدنيا، وكأني عن قليل أتخذ القبر بيتا، واللحد مُتَّكَأ، وكأني عن قليل أُوَسَّدُ بِلَبِنةٍ وأُسْتَرُ بأخْرَى، وكأني عن قليل أُجاور أهل البِلَى، وكأني عن قليل أُجاور قوما جُفاة، واغفلتاه ... وَاهَوْلاه ... أيُّ الأهوال أتذكَّر؟ وأيها أنْسَى؟ لو لم يكن إلا الموت وغُصَصُه، وما بعد الموت أعظم [وأدهى] إسرافيل لو قد نادى فأسمع النِّدَا، لأزعجني غدا من ضيق لحدي وحيدا منفردا، مُتَغيِّر اللون شاخصا بصري، مُقَلَّدًا عملي، قد ألجمني عَرَقي، وتَبرَّأ الخليقة مني، نعم: وأُمِّي وأبي، نعم: ومَنْ كان له كَدِّي وسَعْيي، فبقيتُ في ظُلَم القيامة مُتَحيِّرًا؟ فمنْ يقبل ندائي، ومَنْ يُؤَمِّن رَوْعَتي؟ ومَنْ يُطْلِقُ لساني إذا غَيَّبني في التراب، ثم سألني عما أنتَ أعلم به مني، فإنْ قلتُ: لم أفعل! [قال]: ألم أكن شاهداً أرى؟ وإنْ قلتُ: قد فعلتُ؟ فأين المهرب مِنْ عَدْلِك؟ فمِنْ عَدْلِك مَنْ يُجِيرُني؟ ومِنْ عذابك من يُنْجيني؟ يا ذخري وذخيرتي، وإن سألتُ غيرك لم يعطني، فرضاك قبل لقائك، ورضاك قبل نزول النار، يا لها من فظاعة ليلةٍ بِتُّها بين أهلي قد استوحشوا لمكاني عندهم، وقد كانوا قبلُ يأنسون بِقُرْبِي، خَمَدْتُ فما أجبتُ داعيا، ولا باكيا، حين يبكون ميتا، بين أظهرهم مُسَجَّى، ما كان همتهم حين أصبحوا إلا غاسلا، نزعوا خاتمي، وجرَّدوا عني ثيابي، ووضَّؤني لغير صلاة، حتى إذا فرغوا قالوا: جَفِّفُوه، وقرَّبوا أكفانا فأدرجوني، وأنا سطيح على أعواد المنايا إلى عسكر الموتَى ينقلوني، مرُّوا بي على الناس: فَكَمْ ناظر متفَكِّر؟ وآخرَ عن ذلك لاهٍ؟ بكَى أهلي وأيقنوا أنها غيْبَتي لا يرجون لقائي، نادوا باسمي فأسمعوا مَنْ حولي ولم يسمعوني، ولقد عَظمَ الذي إليه يحملوني، نزل قبري ثلاثة كأنهم [بذنوبي يطلبوني]، فَدُلِّيتُ في أضيقَ مَضْجَعٍ، وصار الرأس تحته الثَّرَى وبه وسَّدوني، فيا رب: ارحم غُرْبتي، وآنِسْ وَحْشتي، وبَرِّدْ مَضْجَعي، ونَوِّر في القبور قبري).
قلت: كلما تبصَّرتُ حروف هذا الكلام، وقلَّبْتُ في تأمل معانيه البصائر والأفهام، شَهَقْتُ شهقةَ النادم، وتأسَّفْتُ تأسُّف المذنب الآثم! ولقد خلوتُ به ليلا والناس نيام، وجعلت أُرَدِّده تحت دَيَاجِي دَيَاجِير الظلام، فشعرتُ أن روحي وكأنها تخرج من جسمي، وأحْسَسْتُ بِوَهِيج حرارة الأنفاس ما بين لحمي وعَظْمي.
فيا ويل نفسي حين يحين رمْسي، ويا ويح روحي حين خروج روحي!
فبالله: كم في غياهب القبور من عيونٍ كَحيلةٍ قد أذابتْها غارباتُ الليالي والأزمان!؟
وكم: في حُفَر الأقفار من خُدُودٍ أسيلةٍ قد أكَلتْهَا حشراتُ الأرض وهَوامُ المكان؟!
وكم هناك: من قُدودٍ جميلة قد صارت ترابًا يطَأَهُ كلُّ غادٍ ورائح!؟
بالله كم: من خُصُورٍ رشيقةٍ صارت رمادًا بعد أنْ بكَتْ عليها العيونُ وصاح الصائح!
فاللهم قد ساءتْ الظنون إلا منك، وانقطعتِ الآمال بالبعد عنك! وليس لدينا من الأعذار، ما يحجب عنا أبواب النار!
فوا حسْرتاه على أيامٍ خلتْ بمعصيتكِ، ووا طُولَ حُزْناه عل أوقاتٍ مضتْ في مخالفتك! ووا فضيحتُنا منك يوم نلقاك، ووا خِذْلاننا مِنْ سواد صحيفتنا يوم النشور!
ومَا لنا لا نَنُوحُ على أنفسنا وليس لنا مَنْ ينوح عليها سوانا؟! وما لنا لا نَنْدُب قبيح فعالنا وهي الجانية علينا بما يُفْسِدُ دنيانا وأُخْرَانا؟
فاللهم: إن كنا قد عصيناك سهوًا فقد غرَّنا عفوك! وإن كنا قد خالفناك جهلا فقد خَدَعَنا حِلْمُك وكرمُك!
أيُّ عيشٍ يطيب وأنت علينا غاضب يا مولانا؟
وأيُّ لذَّة تُسْتَساغ وأنت علينا ساخطٌ يا سيدنا؟
فاللهم: توبةً نتخلَّصُ بها من تلك الأقذر! وطاعةً مقبولةً نتقرَّبُ بها من منازل الأبرار، ورحمة عاجلة نهرب ببركتها من لهيب لفحات نيران دار البوار، وقد أتيناك ونحن في قيود الذِّلة وسلاسل الإِسَار! وليس لدينا ما نتشفَّع به إليك - ونحن منه على يقين- سوى توحيدك، والإقرار بشرائعك، والإيمان بنبيِّك، فهل أنت براضٍ يا مولانا؟
فنسألك بك ألاَّ عذَّبت لسانًا ذَكَرَك، أو قلبًا شَكَرك، أو وجهًا سَجَدَ لك، أو جسدًا خرَّ لعظمتك، أو عينًا بكتْ - ولو دمعة - من خشيتك.
ثم متى عهدناك لا تقبل التوبة؟ ومتى شاهدناك لا تغفر الحَوْبة؟
فنحن على الباب وإنْ طَرَدتَّنا! ولسنا نغادر رحابك وإنْ أبعدتَّنا! ولن نرضى منك بدون العفو عنا يا خالقنا وملاذنا.
وختامًا: نسأل الله حُسْنها ... إذا بلغتْ الروح المنتهى.
فإنه بكل جميل كفيل ... وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتبه: العبد الفقير، والجاني على نفسه بِويْلات الأمور: أبو المظفَّر سعيد بن محمد السِّنَّاري القاهري ... ذلك الأثيم العاثر .. سامحه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[24 - Aug-2010, مساء 11:32]ـ
الله
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 12:21]ـ
الله
واتقِ اللّه فتقوى اللّه ما ... جاوزَتْ قلبَ امرئٍ إِلا وصلْ
ليس من يقطعُ طرقاً بطلاً ... إنما من يتقي اللّه البطلْ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Aug-2010, صباحاً 12:41]ـ
بعيداً عن البيان الحسن، وحال الرقة التي أزت له = فإن هذا التوهم والتخييل بدعة ابتدعها الصوفية في أوائل القرن الثالث الهجري، لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا عرفته صحابته ولا القرون المفضلة، ومن أراد وعظ النفس وتذكيرها ففي كلام الله وكلام نبيه غنية عن هذه التخييلات الصوفية وليدة المواعظ النصرانية ..
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 12:18]ـ
بعيداً عن البيان الحسن، وحال الرقة التي أزت له = فإن هذا التوهم والتخييل بدعة ابتدعها الصوفية في أوائل القرن الثالث الهجري، لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا عرفته صحابته ولا القرون المفضلة، ومن أراد وعظ النفس وتذكيرها ففي كلام الله وكلام نبيه غنية عن هذه التخييلات الصوفية وليدة المواعظ النصرانية ..
كنتُ أرغب عن التحاور في حاشية هذا الموضوع؛ تخوفًا من إفساده بسيف الأخذ والرد! لكن عبارة المعترض تنتفخ منها المَساحِر! وتتفنَّج لها لغاديد أهل التغضُّب لأئمة المسلمين! وكيف لا وصاحبها يجعل من استحضار توبيخ النفس في مقام التقريع، والوقوف بها موقفَ أهل الذلة في ساحة الإدانة = من قبيل التخييلات الصوفية، التي هي وليدة المواعظ النصرانية!
ثم استولد من قيثارة اعتراضه نغمة أخرى؟ زاعمًا أن هذا الطراز من تقريع الذات في مقام الملام لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم ولا عرفته صحابته ولا القرون المفضلة! كذا يقول؟ كأنه وقف على فم القرون الأولى، واستقرأ رجالاتها من السلف الصالح، ثم اصطحب أنفاسهم في مناجاتهم لمولاهم، فلم يسمع لهذا الطراز في دعواتهم دبيبًا؟ ولا استرق سمعه ولو من ذَلاذِل توبيخهم لأنفسهم حظًا ولا نصيبًا!
والحقيقة: أن تلك دعوى هي أكبر من عمامة قائلها! وكلماتها تتنافر حروف مبناها عن استقامة ألفاظ معناها من جراء غوائل غوائلها!
ونحن نُوقِفُ المعترض وغيره من كلام السلف الصالح على ما أنكره، ونُوجِده من هذا الطراز ما يُقرُّ به المنصف ولا يدحره!
وقد كان يكفي المقْنِع عما ننهض به إليه في هذا المقام = تلك الآيات المنثورات، والأحاديث المأثورات، التي تموج معانيها باستحضار أهوال القبور، ومشاهد يوم القيامة، مع تصوير النفس في مقام مناقشة الحساب، كيما ينظر الخائف حاله بم يرجع إليه قبل موته؟ فيرعوي عن استزاف الموبقات، ويحجم عن استقطاب صنوف المهلكات، فضلا عن كون هذا الاعتراض يعدُ برهانًا على أن صاحبه ليس بالمستكثر من التَّجْوال في أحوال السلف المبثوثة في كتب الزهد والرقائق لمتقدمي أئمة المسلمين -ومنها أقيم الحجة عليه! - فحرم نفسه من لذة دونها مَذْقةٌ الشهد، ومن شربة هي العسل المحض! ثم أنكر على من ذاق فانتشى، وانتهض إلى التعرض لتباريح رهبان الليل وأسود الشَّرَى! ولو أنه ذاق لكان عرف، ومن أنهار مناجاة أهل الله اغترف، لكن الأمر كما قال الأوَّل:
ولو يذوق عاذلي صبابتي ... صَبَا معي .. لكنه ما ذاقها!
فترك المعترض أُولاها! فأمكنَ القارَة من راماها!
تابع البقية: ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 02:51]ـ
ولن نرضى منك بدون العفو عنا يا خالقنا وملاذنا
في النفس من هذي العبارة شيء يشي بأنها جانبت حد الأدب مع الله عز وجل,
وشكر الله للشيخ الفاضل أبي المظفر .. وفقه الله وسدده
على سعايته في بث معاني الرقاق التي تهذب النفوس وتداوي القلوب
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 11:16]ـ
وقبل الشروع في تسطير المراد، أذكر شذارت من كلام السلف الصالح في الحث على محاسبة النفس، وتذكيرها بأحوال الدار الأخرة، وتصوُّر مشاهد النفس في مقام العذاب والنعيم، لتتخلص في تلك الحياة من وخزات ألم الآثام المقيم.
فرُوِّينا عن أبي بكر الصديق -بإسناد ليِّن - أنه قال: (من مقت نفسه في ذات الله؛ آمنه الله من مقته).
(يُتْبَعُ)
(/)
وروينا بالإسناد الصحيح عن ثابت بن الحجاج أنه قال: قال عمر بن الخطاب: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم .. )
وروينا بالإسناد الثابت عن أبي الدرداء أنه قال: (لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتا).
وروينا بأصح إسناد عن راشد بن سعد، قال: (جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: أوصني فقال أبو الدرداء: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكرت الموتى فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من أمور الدنيا فانظر إلى ما تصير إليه).
وروينا بالإسناد الصحيح عن الحسن البصري أنه قال: (لا يلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدما لا يعاتب نفسه).
وصح عنه أنه قال: (إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته).
وصح عنه أنه قال: (المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة).
وصح عن مالك بن دينار قال: (رحم الله عبدا قال لنفسه النفيسة: ألَسْتِ صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ذمها ثم خطمها).
ودونك طرفًا من طراز تلك التخيُّلات في تقريع الذات، الواقعة في كلام السلف أصحاب الهمم العاليات: فمن ذلك:
ما رُوِّيناه بالأسانيد الصحيحة والمقبولة عن الحسن البصري وزبيد اليامي وجعفر بن برقان وصالح بن مسمار وغيرهم من أئمة السلف الصالح أنهم ذكروا: -واللفظ لجعفر وصالح- في سياق قصة حارثة بن مالك المشهورة قوله للنبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله عن حقيقة إيمانه؟ قال: (عزَفَتْ نفسي من الدنيا، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي حين يجاء به، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار).
قلت: وقد ورد هذا الحديث موصولا ومرسلا، والمرسل أصح كما قاله ابن رجب وغيره.
فانظر: إلى استحضار حارثة نفسه في موقف الحساب، حتى كأنه لينظر إلى عرش ربه حين يجي، ويسمع صرخات أهل النار، وتلك الحال من أعلى منازل اليقين بالله، الباعثة على صلاح النفس بتذكيرها تلك المشاهد التي تشيب لهولها ولدان أهل الدنيا!
قال الشمس ابن القيم في كتابه: (الروح): (فهذه الطمأنينة أصل أصول الإيمان التي قام عليه بناؤه ثم يطمئن إلى خبره عما بعد الموت من أمور البرزخ وما بعدها من أحوال القيامة حتى كأنه يشاهد ذلك كله عيانا ... ). ثم ساق حديث حارثة الماضي.
وروينا من طرق يقوي بعضها بعضًا عن سليمان الفارسي أنه قال: (ثَلَاثٌ أَعْجَبَتْنِي حَتَّى أَضْحَكَتْنِي، وَثَلَاثٌ أَحْزَنَتْنِي حَتَّى أَبْكَتْنِي ... ) فذكر التي أضحكته ثم قال: (وَأَمَّا الَّتِي أَبْكَتْنِي فَفُرَاقُ الْأَحِبَّةِ يَعْنِي مَوْتَ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَالثَّانِي هَوْلُ الْمَطْلَعِ يَعْنِي نُزُولَ الْمَوْتِ، وَالثَّالِثُ الْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، لَا أَدْرِي إِلَى أَيْنَ يَأْمُرُ بِي رَبِّي؟ إِلَى الْجَنَّةِ أَمْ إِلَى النَّارِ؟).
فتأمل تخيُّله الوقوف بين يدي الجبار مع وجَلِه من عاقبة أمره؟
وروينا بالإسناد الصالح عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ قَالَ: (بَاتَ هَرِمٌ الْعَبْدِيُّ عِنْدَ حُمَمَةَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: فبات حممة يَبْكِي لَيْلَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ لَهُ هَرِمٌ: يَا حُمَمَةُ، مَا أَبْكَاكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا تُبَعْثَرُ الْقُبُورُ فَيَخْرُجُ مَنْ فِيهَا، قَالَ: وَبَاتَ حُمَمَةُ عِنْدَ هَرِمٍ فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ، فَسَأَلَهُ حِينَ أَصْبَحَ مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا تَنَاثَرُ نُجُومُ السَّمَاءِ فَأَبْكَانِي ذَلِكَ ... ).
تابع البقية: ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 11:26]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وروينا بالإسناد الصحيح عن السيد الجليل عون بن عبد الله بن عتبة مسعود الهذلي أحد أئمة التابعين زهدًا وورعًا وفقهًا وعملا، أنه كان يقول في بكائه وذِكْرِ خطيئته: (وَيْحِي بأي شئ لم أعص ربي؟ ويحي إنما عصيته بنعمته عندي، ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها عندي، في كتاب كتبه كتاب لم يغيبوا عني، واسوأتاه لم أستحيهم ولم أراقب ربي، واسوأتاه، وَيْحي حفظوا ما ضيعت مني، ويحي طاوعت نفسي وهي لا تطاوعني، ويحي طاوعتها فيما يضرها ويضرني، ويحها ألا تطاوعني فيما ينفعها وينفعني؟ أريد إصلاحها وتريد أن تفسدني، ويحها إني لأنصفها وما تنصفني! أدعوها لأرشدها وتدعوني لتغويني! ويحها إنها لعدو لو أنزلتها تلك المنزلة مني، ويحها تريد اليوم أن ترديني وغدا تخاصمني، رب لا تسلطها على ذلك مني، رب إن نفسي لم ترحمني فارحمني، رب إني أعذرها ولا عذرتْني، إنه إنْ يك خيرا أخذلها وتخذلني، وإنْ يك شرا أحبها وتحبني، رب فعافني منها وعافها مني حتى لا أظلمها ولا تظلمني، وأصلحني لها وأصلحها لي فلا أهلكها ولا تهلكني، ولا تكلني إليها ولا تكلها إليَّ، ويحي كيف أفر من الموت وقد وكِّلَ بي، ويحي كيف أنساه ولا ينساني، ويحي إنه يقص أثري فان فررت لقيني وإنْ أقمت أدركني، ويحي هل عسى أن يكون قد أظلني فمسَّاني وصبَّحني، أو طرقني فبغتني، ويحي أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي ولا يتجافى جنبي، ولا تدمع عيني ولا تسهر لي، ويحي كيف أنام على مثلها ليلي، ويحي هل ينام على مثلها مثلي، ويحي لقد خشيت أن لا يكون هذا الصدق مني، بل ويلي إنْ لم يرحمني ربي، ويحي كيف لا توهن قوتي ولا تعطش هامتي، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف لا أنشط فيما يطفئها عني، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي ولا يبعثني إلى ما يذهبها عني، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي كيف تنكأ قرحتي ما تكسب يدي، ويح نفسي بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي لا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة ولا تذكرني الآخرة من خطيئتي بسوء ما ركبت من الأولى، فويلي ثم ويلي إن لم يتم عفو ربي، ويحي لقد كان لي فيما استوعبت من لساني وسمعي وقلبي وبصري اشتغال فويل لي إن لم يرحمني ربي، ويحي إن حُجِبْتُ يوم القيامة عن ربي فلم يزكِّني ولم ينظر إلَّي ولم يكلمني، فاعوذ بنور وجه ربي من خطيئتي، وأعوذ به أن أعطى كتابي بشمالي أو وراء ظهري فيسود به وجهي، وتزْرَقَّ به مع العمى عيني، بل ويلي إن لم يرحمني ربي، ويحي بأي شيء أستقبل ربي؟ بلساني أم بيدي؟ أم بسمعي؟ أم بقلبي؟ أم ببصري؟ ففي كل هذا له الحجة والطلبة عندي، فويل لي إن لم يرحمني ربي، كيف لا يشغلني ذكر خطيئتي عما لا يعنيني، ويحك يا نفسي مالك لا تنسين ما لا يُنْسى وقد أتيت ما لا يُؤتى، وكل ذلك عند ربك يحصى، في كتاب لا يبيد ولا يبلى، ويحك لا تخافين أن تجزى فيمن يجزى يوم تجزى كل نفس بما تسعى، وقد آثرت ما يفنى على ما يبقى، يا نفس ويحك ألا تستفيقين مما أنت فيه؟ إنْ سقمتِ تندمين، وإن صَحِحْتِ تأثمين، مالك إن افتقرت تحزنين؟ وإن استغنيت تُفْتنين، مالك إن نشطتِ تزهدين، فلم إنْ دٌعيت تكسلين؟ أراكِ ترغبين قبل أن تنصبي فلم لا تنصبين فيما ترغبين؟ يا نفس ويحك لم تخالفين؟ تقولين في الدنيا قول الزاهدين وتعملين فيها عمل الراغبين؟ ويحك لم تكرهين الموت؟ لم لا تذعنين وتحبين الحياة؟ لم لا تصنعين؟ يا نفس ويحك أترجين أن ترضي ولا تراضين؟ وتجانبين وتعصين؟ مالكِ إنْ سألت تكثرين؟ فلم إن أنفقت تقترين؟ أتريدين الحياة ولم تحذرين بتغير الزيادة ولم تشكرين، تعظمين في الرهبة حين تسألين، وتقصرين في الرغبة حين تعملين، تريدين الآخرة بغير عمل، وتؤخرين التوبة لطول الأمل، لا تكوني كمن يقال هو في القول مُدِلٌّ، ويستصعب عليه الفعل، بعض بني آدم إن سقم ندم، وإن صح أمن، وإن إفتقر حزن، وإن استغنى فُتِن، وإن نشط زهد، وإن رغب كسل، يرغب قبل أن ينصب ولا ينصب فيما يرغب، يقول قول الزاهد ولا يعمل عمل الراغب، يكره الموت لما لا يدع ويحب الحياة لما لا يصنع، إن سأل أكثر، وإن أنفق قَتَر، يرجو الحياة ولم يحذر، ويبغي الزيادة ولم يشكر، يبلغ في الرغبة حين يسأل ويقصر في الرغبة حين يعمل، يرجو الأجر بغير عمل، ويح لنا ما أغرنا، ويح لنا ما أغفلنا، ويح لنا ما أجهلنا، ويح لنا لأي
(يُتْبَعُ)
(/)
شئ خلقنا للجنة أم للنار؟ ويح لنا أي خطر خطرنا؟ ويح لنا من أعمال قد أخطرتنا، ويح لنا مما يراد بنا، ويح لنا كأنما يُعْنَى غيرنا، ويح لنا إن ختم على أفواهنا وتكلمت أيدينا وشهدت أرجلنا، ويح لنا حين تفتش سرائرنا، ويح لنا حين تشهد أجسادنا، ويح لنا مما قصرنا، لا براءة لنا ولا عذر عندنا، ويح لنا ما أطول أملنا، ويح لنا حيث نمضي إلى خالقنا، ويح لنا ولنا الويل الطويل إن لم يرحمنا ربنا، فارحمنا يا ربنا، رب ما أحكمك وأمجدك وأجودك وأرأفك وأرحمك وأعلاك وأقربك وأقدرك وأقهرك وأوسعك وأقضاك وأبينك وأنورك وألطفك وأخبرك وأعلمك وأشكرك وأحلمك وأحكمك وأعطفك وأكرمك، رب ما أرفع حجتك وأكثر مدحتك، رب ما أبين كتابك وأشد عقابك، رب ما أكرم مآءبك وأحسن ثوابك، رب ما أجزل عطاؤكواجل ثناؤك، رب ما أحسن بلاءك وأسبغ نعماءك، رب ما أعلى مكانك وأعظم سلطانك، رب ما أمتن كيدك وأغلب مكرك، رب ما أعز ملكك وأتم أمرك، رب ما أعظم عرشك وأشد بطشك، رب ما أوسع كرسيك وأهدى مهديك، رب ما أوسع رحمتك وأعرض جنتك، رب ما أعز نصرك وأقرب فتحك، رب ما أعمر بلادك وأكثر عبادك، رب ما أوسع رزقك وأزيد شكرك، رب ما أسرع فرجك وأحكم صنعك، رب ما ألطف خيرك وأقوى أمرك، رب ما أنور عفوك وأجل ذكرك، رب ما أعدل حكمك وأصدق قولك، رب ما أوفى عهدك وأنجز وعدك، رب ما أحضر نفعك وأتقن صنعك، ويحي كيف أغفل ولا يغفل عني؟ أم كيف تهنئني معيشتي واليوم الثقيل ورآئي؟ أم كيف لا يطول حزني ولا أدري ما يفعل بي؟ أم كيف تهنئني الحياة ولا أدري ما أجلي؟ أم كيف تعظم فيها رغبتي والقليل فيها يكفيني؟ أم كيف آمن ولا يدوم فيها حالي؟ أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري؟ أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري! أم كيف يشتد عليها حرصي ولا ينفعني ما تركت فيها بعدي؟ أم كيف أوثرها وقد أضرت بمن آثرها قبلي؟ أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي؟ أم كيف يشتد إعجابي بما يزايلني وينقطع عني؟ أم كيف أغفل عن أمر حسابي وقد أظلني واقترب مني؟ أم كيف أجعل شغلي فيما قد تكفل به لي؟ أم كيف أعاود ذنوبي وأنا معروض على عملي؟ أم كيف لا أعمل بطاعة ربي وفيها النجاة مما أحذر على نفسي؟ أم كيف لا يكثر بكائي ولا أدري ما يراد بي؟ أم كيف تقر عيني مع ذكر ما سلف مني؟ أم كيف أعرض نفسي لما لا يقوى له هوائي؟ أم كيف لا يشتد هولي مما يشتد منه جزعي؟ أم كيف تطيب نفسي مع ذكر ما هو أمامي؟ أم كيف يطول أملي والموت في أثري؟ أم كيف لا أراقب ربي وقد أحسن طلبي؟ ويحي فهل ضرت غفلتي أحدا سوائي؟ أم هل يعمل لي غيري إن ضيعت حظي؟ أم هل يكون عملي إلا لنفسي؟ فلم أدخر عن نفسي ما يكون [لي] نفعه، ويحي كأنه قد تصرم أجلي ثم أعاد ربي خلْقي كما بدأني، ثم أوقفني وسألني، وسأل عني وهو أعلم بي، ثم أشهدت الأمر الذي أذهلني عن أحبابي وأهلي، وشغلت بنفسي عن غيري، وبُدِّلتِ السموات والأرض، وكانتا تطيعان وكنت أعصي، وسُيِّرت الجبال وليس لها مثل خطيئتي، وجُمِع الشمس والقمر وليس عليهما مثل حسابي، وانكدرت النجوم وليست تُطلب بما عندي، وحشرت الوحوش ولم تعمل بمثل عملي، وشاب الوليد وهو أقل ذنبا مني، ويحي ما أشد حالي وأعظم خطري، فاغفر لي واجعل طاعتك همي، وقَوِّ عليها جسدي، وسُخْ نفسي عن الدنيا واشغلني فيما ينفعني، وبارك لي في قواها حتى ينقض مني حالي، وامْنُنْ علي وارحمني حين تعيد بعد اللقاء خلْقي، ومن سوء الحساب فعافني يوم تبعثني فتحاسبني، ولا تعرض عني يوم تعرضني بما سلف من ظلمي وجرمي، وآمِنِّي يوم الفزع الاكبر يوم لا تهمني إلا نفسي، وارزقني نفع عملي يوم لا ينفعني عمل غيري، إلهي أنت الذي خلقتني، وفي الرحم صورتني، ومن أصلاب المشركين نقلتني قرنا فقرنا حتى أخرجتني في الأمة المرحومة، إلهي فارحمني، إلهي فكما مَنَنْتَ علي بالإسلام فامْنُنْ علي بطاعتك، وبترك معاصيك أبدا ما أبقيتني، ولا تفضحني بسرائري، ولا تخذلني بكثرة فضائحي، سبحانك خالقي، أنا الذي لم أزل لك عاصيا، فمن أجل خطيئتي لا تقر عيني، وهلكت إن لم تعف عني، سبحانك خالقي بأي وجه ألقاك؟ وبأي قدم أقف بين يديك؟ وبأي لسان أناطقك؟ وبأي عين أنظر إليك؟ وأنت قد علمت سرائر أمري، وكيف أعتذر إليك إذا ختمت على لساني، ونطقت جوارحي بكل الذي قد كان مني، سبحانك خالقي فأنا تائب إليك متبصبص، فاقبل توبتي
(يُتْبَعُ)
(/)
واستجب دعائي، وارحم شبابي وأقلني عثرتي، وارحم طول عبرتي، ولا تفضحني بالذي قد كان مني سبحانك خالقي، أنت غياث المستغيثين، وقرة أعين العابدين، وحبيب قلوب الزاهدين، فإليك مستغاثي ومنقطعي، فارحم شبابي واقبل توبتي، واستجب دعوتي ولا تخذلني بالمعاصي التي كانت مني، إلهي علمتني كتابك الذي أنزلته على رسولك محمد صلى الله عليه وسلم، ثم وقعت علي معاصيك وأنت تراني، فمن أشقى مني إذا عصيتك وأنت تراني؟ وفي كتابك المنزل قد نهيتني إلهي، أنا إذا ذكرت ذنوبي ومعاصي لم تقر عيني للذي كان مني، فأنا تائب إليك، فاقبل ذلك مني، ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي وإيماني بك، فاغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين، برحمتك آمين ربَّ العالمين).
قلت: فهذا - والله - هو السحر الحلال الذي يلعب بالعقول، ويدع الإعجاب بحسنه يقوم ويقول، فيا لها من موعظة لامست شغاف القلوب فَفُتِّحتْ لها الأبواب، وكأنها لو قُرِئَتْ على إبليس لخرج من عباءة شره وقد تاب إلى ربه وأناب! وسأفرد لها موضوعًا خاصًّا بعون الملك الوهاب.
وأنا أذكر إسنادي إلى قائلها من باب التماس بركات تلك الأنوار الربانية، وأنصب سُلَّم ارتقائي إليها لأفوز بنفحات تلك الأنفاس السُنيَّة السلفية، فأقول:
أخبرنا شيخ تطوان أبو إدريس محمد الأمين المغربي، وعبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، وإدريس بن محمد الكتاني وجماعة غيرهم - إجازة - كلهم عن محمد عبد الحي الكتاني عن شيخه عبد الله بن درويش السكري عن شيخه عبد الرحمن بن محمد الكزبري عن شيخه محمد مرتضى الزبيدي عن شيخه حسن بن عليّ العجيمي عن شيخه البرهان إبراهيم الميموني عن شيخه الشمس الرملي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر عن شيخه إبراهيم بن علي القطبي وجماعة آخرين عن النجيب أبي الفرج عبد اللطيف ابن عبد المنعم بن علي الحراني بإجازته من أبي المكارم أحمد بن محمد اللبان ومن مسعود بن أبي منصور الجمال كلاهما عن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أنبأنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن محمد ثنا أحمد بن الحسين ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني يحيى بن معين ثنا الحجاج بن محمد أنبأنا عبد الرحمن المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود به ...
تابع البقية: ...(/)
الكتب التي تناولت موضوع الشعر الجاهلي من حيث ثبوته وصحته
ـ[حسن خاطر]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 02:22]ـ
السلام عليكم
أريد أن أعرف: ما هي الكتب التي تناولت موضوع الشعر الجاهلي من حيث ثبوته وصحته وعدم نحله؟
أرجو من كل من يعرف أن يدلني وله الأجر -إن شاء الله - جزيل الشكر
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 02:54]ـ
يمكنك الرجوع أخي إلى:
- محمود محمد شاكر، قصة الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام
- ناصر الدين الأسد، مصادر الأدب الجاهلي وقيمتها التاريخية
- مصطفى الجوزو، قراءة جديدة لقضية الشك في أدب الجاهلية
- ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء
- الرافعي، الباب الثاني الجزء الأول: تاريخ آداب العرب
المشككون: على رأسهم مارجليوث (أصول الشعر العربي) ثم من تبعه كطه حسين وإسماعيل ادهم، لذا يرجع للمؤلفات التي انتقدت طه حسين من كتابه (في الشعر الجاهلي) مثل:
- محمود مهدي الاستنبولي: طه حسين في ميزان العلماء والأدباء
- سيد بن حسين العفاني: أعلام واقزام في ميزان الإسلام 1/ 231.
وغير ما ذكرت .......
ولعل أساتذتنا وكرام الألوكة يفيدوك أكثر مني أخي الفاضل.
موفق بإذن الله.
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 03:31]ـ
السلام عليكم ...
"تاريخ الشعر العربي حتى أواخر القرن الثالث الهجري" لدكتور محمد نجيب البهبيتي.
ـ[حسن خاطر]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 06:21]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن هل من مزيد؟
ـ[ابن علي الجزائري]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 07:44]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
يهمل كثير من المختصين -للأسف- حينما يتحدثون عن المشككين في الشعر الجاهلي الإشارة إلى المستشرقين الألمان، رغم أنهم كانوا هم السباقين إلى الشك فيه في العصر الحديث، قبل ظهور مقالة مرجليوث بنحو ستين سنة، و أظن أن عامل اللغة كان السبب في ذلك. و مما كتب هؤلاء المستشرقون الألمان:
Beitraege zur Kenntniss der Poesie der alten Araber. Theodor Noeldeke.
Bemerkungen ueber die Aechtheit der alten arabischen Gedichte. Wilhelm Ahlwart
Geschichte der Arabischen Literatur. Karl (carl) Brockelmann.
و هناك مقالات أخرى لإريش بروينليش Erich Braeunlich و فريتس كرنكوف Friz Krenkow يدافعان فيها عن الشعر الجاهلي.
أخوكم
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[11 - Sep-2010, صباحاً 08:14]ـ
السلام عليكم ...
تفبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم وجميع أعضاء المجلس بخير
معلومة مهمة أخ ابن علي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 02:27]ـ
وقد نشر عبد الرحمن بدوي (دار العلم للملايين) ووهيب الجبوري (دار الغرب) ترجمة لعددٍ من دراسات المستشرقين عن الشعر الجاهلي ..
ومن الكتب المفيدة كمدخل: قضية الشعر الجاهلي (المؤسسة العربية الحديثة) لمحمد رجب البيومي؛فقد لخص القضية تلخيصاً حسناً ..
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 06:35]ـ
عل من مضيف؟
ـ[السليماني]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
وطه حسين مقلد بل ناسخ لأبحاث مرجيلوث اليهودي وهو كذاب سخيف عرف بحقده على الإسلام والمسلمين
وتجاهل طه ماقام به علماء اللغة المسلمين من نقد بناء للنصوص الأدبية وبيان المنحول منها والصحيح
وكأن مرجيلوث هو الذي انتبه لهذا الأمر!!!
ولكن الطيور على أشكالها تقع ...
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 03:47]ـ
المفهم لأشعار العرب لعبد الله الطيب أظن أنه تكلم عنها.(/)
من سير الصالحين
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 07:39]ـ
1 - يزيد بن هارون الواسطي
قال بن المديني:ما رايت رجلا قط احفظ من يزيد بن هارون
وقال بن سنان ما رايت عالما قط احسن صلاة من يزيد بن هارون يقوم كانه اسطوانة
قال بن عرفة سالت يزيد فقلت يا اباخالد ما فعلت العينان الجميلتان فقال ذهبا بهما بكاء الاسحار
ـ[ابومنذر الفاخري]ــــــــ[30 - Aug-2010, صباحاً 07:42]ـ
قال الذهبي عنه:الامام القدوة شيخ الاسلام ثقة حجة كبير الشأن(/)
اطروحه في العصر العباسي ...
ـ[ام الجوري]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 03:26]ـ
طلب مساعده في موضوع اطروحه ماجستير تخص العصر العبااسي والأدب الذي فيه وان يكون موضوع متعدد المصادر
وجزاكم الله خيرا
ـ[سيدي الفقيه]ــــــــ[20 - Sep-2010, صباحاً 02:05]ـ
أي معلومات تخص العصر العباسي الأول أنا كفيل بها. أرجو مراسلتي على هذا البريد: H.alfageeh.s@yahoo.com(/)
(عِبْرَة) للشيخ علي الطنطاوي
ـ[المصباح المنير]ــــــــ[31 - Aug-2010, صباحاً 03:36]ـ
هو حديث إذاعي من الأحاديث التي كان يلقيها أديب الكبير الشيخ علي الطنطاوي بإذاعة دمشق منذ أكثر من 60 عاما ثم أودعها في كتابه رجال من التاريخ 1405هـ يتحدث فيه عن بكاء الأنذال وتضييع البلاد ..
...
عِبْرَة
الشيخ: علي الطنطاوي
كنت أتمنى ألا أحدثكم إلا أحاديث المكارم والمفاخر، ولا أقص عليكم إلا أخبار النصر والظفر ولكني رجل مؤرخ، وحياة الأمم كحياة الأفراد، فيها الصفاء وفيها الكدر، وفيها الأعراس وفيها المآتم. ولا أكون أمينًا على التاريخ، ولا صادقًا في الرواية، ولا ناصحًا للقارئين، إذا أريتكم صفاء الماضي دون كدره، وسردت عليكم مباهجه دون مآسيه، ولعل العبرة في الهزيمة أكبر من العبرة بالنصر.
وأنا أستجديكم اليوم الدمع، وأدعوكم إلى البكاء لا بكاء أبي عبد الله الصغير الذي سأحدثكم حديثه فهذا بكاء الأنذال، إنما أريد بكاء الرجال، والرجل قد تجيش عاطفته، ويسيل قلبه دمعًا من عينيه، ثم يمسح الدمعة، وينسى العاطفة، ويحكم العقل، ويمضي إلى العمل فلئن ضاعت منا الأندلس (وسترون لم ضاعت) فقد أبقت لنا عبرة، ولقنتنا درسًا.
حديث اليوم عن الفردوس الإسلامي الذي فقدناه، عن المأساة التي لم ير تاريخنا مثلها، اللهم إلا مأساة فلسطين، التي ستغدو لنا إن بقينا على غفلتنا وانقسامنا، أندلسًا جديدة، ولن يكون ذلك إن شاء الله مادام في السماء رب عادل، وعلى الأرض شعب مسلم.
* * *
الحديث عن أبي عبد الله الصغير، وعن سقوط الأندلس، وما هو (مع الأسف) إلا إشارات عابرة لتلكم الأحداث الجسام، وكلمات قليلة عن هاتيكم الفواجع الكبار التي ملأت صحف التاريخ أسىً وحزنًا.
نحن الآن في أواخر العهد بالأندلس، فلقد تقلص ذلك المجد المنبسط، وانزوت تلك الراية التي كانت ترفرف على أسوار طليطلة وقصور قرطبة، وعلى سيف البحر من المرية إلى برشلونة، والتي جازت جبال البرنس (البيرنة) حتى بلغت قلب فرنسا، لقد مضى ذلك كله وانقضى، فلا أمية باقية، تلوح أعلام قوادها وهي على عرش الخضراء في دمشق، أو على عرش الزهراء في قرطبة، ولا الموحدون تموج (الزلاقة) بفرسانهم الذين ينتزعون النصر من بين فكي الدهر، لقد ذهبت الدول الحاكمة القوية، فناد اليوم لا يلبك القائد عبد الرحمن الغافقي، ولا الأمير عبد الرحمن الداخل، ولا الخليفة عبد الرحمن الناصر، ولا يجبك الملك المظفر أسد الصحراء ابن تاشفين. وقد ذهبت الإمارات القوية، فما في البلاد اليوم مثل الحاجب المنصور ولا مثل ابن عباد، ما فيها إلا إمارة صغيرة حقيرة فيها عرش صغير حقير، تخر سوس الخلاف باطنه، وهدت فؤوس الأسبان جوانبه، ولا يزال أهله يتنازعون عليه، ويتقاتلون من حوله، عرش بني الأحمر في غرناطة.
* * *
أتعرفون من أين جاءت هذه الإمارة التي كتب الله أن يكون ضياع الأندلس على أيديها؟.
كانت دولة الموحدين تحكم البلاد كلها، والموحدون صحراويون أشداء، لم تكن الحضارة بترفها قد أفسدتهم يوم أقبلوا، ولا المدن بنعيمها، فكانوا ينامون بمثل عين الذئب، ويكشرون عن مثل أنياب الأسد، كانوا أسود قفر، فانجحرت منهم الذئاب، وفرت من أمامهم، فلما ذاقوا منع الحضارة، واستراحوا إلى النعيم صاروا طواويس، فاستأسدت من ضعفهم الثعالب.
وخرج عليهم ابن هود، فاقتطع لنفسه ما استطاع من بلادهم، وخرج على ابن هود ابن الأحمر، فانتزع منه ما قدر عليه من بلاده، وكان الموحدون في الأصل خارجين على الإمامة العظمى، فكانت مملكة بني الأحمر هذه، مملكة خوارج على خوارج على خوارج.
ولم ينج ابن الأحمر من أمراء كانوا أصغر منه، فخرجوا عليه، يشترون منه ملكه برأس ماله، وكان يحميهم الأسبان الذين كانوا يمدون أيديهم أبدًا من وراء ستار، فيضرمون هذه النار، فلم يجد وسيلة لاستبقاء لذة الحكم، إلا أن يبيع نفسه للشيطان، ويخضع للأسبان، ويجعل من نفسه ملكًا على المسلمين، وتابعًا لأعدائهم وكذلك يصنع حب السلطان.
وهذه مصيبتنا دائمًا، الانقسام وشهوة الحكم.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تتنبه في نفسه حمية المسلم، وتستيقظ عزة المؤمن، فيقطع حبل مودة الأسبانيين، وتقوم الحرب بينه وبينهم، ويعينه ملوك المغرب بجامع الإخوة الإسلامية التي لا تنفصم قط عراها، فينتصر عليهم.
ويتسلسل الملك في أولاده، إلى العهد الذي أحدثكم حديثه، حين يقوم النزاع على هذا العرش الصغير الذي لا يستحق أن يتنازع عليه غريبان، فضلاً عن أن يتقاتل من أجله أخوان، أبو عبد الله الكبير المعروف بالزغل، وأبو الحسن والد أبي عبد الله الصغير، وغلب الثاني على الملك، وإن كان الأول أقوى وأحزم وأبرع وأحكم واستهوته حلاوة هذا العسل، فأنسته السم الكامن في قرارته، وحُمَات النحل التي تحوم من حوله، وغرق في لذائذه، وكانت له زوجة شريفة عفيفة من بنات عمه اسمها عائشة، هي أم ولديه محمد وهو أبو عبد الله الصغير ويوسف، فتركها وعشق فتاة أسبانية بارعة الجمال فاتنة الحسن، وارتكب جريمة مثلثة اللعنات:
1 – حكمها في نفسه وقصره، واطلعها على دخيلته وسره هي وقومها الاسبان أعداؤه وأعداء بلاده ودينه، وزواج الخلفاء ببنات الأعداء كلت من أكبر أسياب الضياع.
2 – وظلم من أجلها زوجته الشرعية وجافاها وأذلها.
3 – ثم عمل ما لا يعمله رجل شريف، فحبسها هي وولديها في البرج، وبقيت الحمراء كلها لهذه الأسبانية ترح فيها هي وأعوانها، وتكيد للعرش وصاحبه، وتخدم قومها الأسبان وهي محمية بعرش الملك المسلم.
* * *
وكانت هذه السيدة عائشة امرأة قادرة داهية أريبة، فلم ترض لنفسها هذا المصير، وأعدت العدة للفرار من البرج العالي وكاتبت أنصارها، وهيأتهم للثورة على زوجها، ثم شققت الستائر والملاحف، واتخذت منها حبالاً تعلقت بها وولداها وهبطت من البرج.
وبينما كان أبو عبد الله الكبير يقاتل الأسبان، ينازل جيشًا لهم جرارًا جاء ليقضي على هذه البقية من دولة العرب في الأندلس، كانت عائشة وابنها أبو عبد الله الصغير يقاتلان الملك العربي، الأب يؤثر لذته على مروءته، ويسيء لولده أرضاء لزوجته، والابن يحارب أباه، وكل ذلك والعدو على الأبواب.
هذا العدو الذي لم يكفه ما اقتطع من بلاد العرب، ولم يكفه ما أراق من دمائهم، فهو لا يزال لما يرى من تخاذلهم وانقسامهم وغفلتهم، يطمع في القضاء عليهم.
وانتزع أبو عبد الله الصغير هذا العرش المنحوس من أبيه، وغلبه عليه ولكن الأسبان جاءوا فأسروا أبا عبد الله الصغير، وحرموه بر الوالد، ولذة الحكم.
وراحت عائشة تعمل عملها، تستبيح كل شيء لتنقذ ولدها، لقد غلبتها عاطفتها فنسيت حقوق الأمة، وواجبات الدين، وأحكام الشرف، فعرضت على الأسبان معاهدة تخضع البلاد كلها لحكم ملك قشتالة، ويؤدي أهلها الجزية إليه بعد أن كانوا هم الذين يأخذونها منه، معاهدة الذل والخزي والعار، ومع ذلك فقد تدلل الأسبان وأعرضوا، وشمخوا بأنوفهم، لأنه لم يعد يرضيهم وقد رأوا العرب يفقدون سلائق آبائهم، وبطولات ماضيهم إلا أخذ كل شيء. ولم يطلقوا أبا عبد الله الصغير من الأسر إلا بعد ثلاث سنين.
ودفعت البلاد حريتها ثمن حريته، وبذلك كرامته وحياتها ليتربع على عرشه – وعاد معه الانقسام، وانشطرت البلاد الإسلامية شطرين: شطر تبع هذا الملك الذي باع نفسه للشيطان كما فعل جده من قبل، فكان ملكًا على المسلمين وعبدًا للأسبان، وشطر بقي على الولاء لعمه أبي عبد الله الكبير.
ووقعت الحرب الأهلية، وأعان الأسبان صنيعتهم وتابعهم، فطرد عمه وانفرد على هذا العرش الملطخ بالأوضار.
* * *
ورحل أبو عبد الله الكبير إلى المغرب، وكان بطلاً مجربًا وقائدًا حازمًا أريبًا، ورأى الأسبان أنه لم يبق في الميدان إلا هذا الشاب الضعيف، أبو عبد الله الصغير، فقرعوا طبول الحرب، وأعلنوا أن قد أزفت ساعة إخراج العرب من أسبانيا التي كان دخولهم إليها سبب نعم الله عليها، نقلها من الجهل إلى العلم، ومن الهجمية إلى المدنية، وأقام فيها صرح الحضارة الخيّرة التي أرساها على العلم والإيمان، فأثمرت السيادة والسعادة والأمان وقبست أوربة منها ومن المشرق أسباب الثقافة والعرفان.
وكانت عائشة قد أغضبت الله لترضي الأسبان، وألبست قومها الذل والعار، ليستمتع ابنها بهذه اللعبة الحلوة التي اسمها العرش، فلم تستبق العرش، ولا رضا الأسبان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكانت المعركة الأخيرة، وبدأ الهجوم الغادر على القرى المسلمة في الضواحي، فكان منها أمثال ((دير ياسين)) و ((تل الزعتر))، وورد اللاجئون بالآلاف المؤلفة على غرناطة، وهاج الناس وماجوا يفتشون عن القائد.
والمسلمون مهما قل عددهم، ونضب موردهم وساءت حالهم، وانقطع مددهم، لا يفقدون بطولتهم ما داموا يجدون القائد الذي يقودهم في المعركة الحمراء – فلما ظهر هذا القائد وكان البطل الفارس المغوار موسى بن الغسان ورفع لهم لواء الجهاد، وسل سيف القتال، عصفت في رؤوسهم نخوة العروبة، وغلت في دمائهم عزة الإيمان وأقدموا بدافعون، ولولا ضعف أبي عبد الله الصغير، ولولا هذه الحاشية حاشية السوء، ولولا الانقسام وتدخل النساء في شؤون الملك، لبدأت هذه الفئة المجاهدة، عهدًا جديدًا في تاريخ الأندلس، قد يمتد قرونًا أُخر، وما كان طارق يوم هبط هذه الجزيرة، أقوى عدة ولا كان أكثر عددًا، ولكن كان جنده أشد اتفاقًا وطاعة، وأكثر إيمانًا.
لقد أبدى موسى وهؤلاء الأبطال المجاهدون من ضروب البطولة، وألوان التضحيات، ما لم يعرف التاريخ أعظم منه روعة، وأكثر جلالاً، لكن كانت لله إرادة في العرب والأسبان، فلم يكن لهذه التضحيات وهذه البطولات ثمرة تقطف من رياض النصر. لقد قر رأي هذه الملك الضعيف العاجز وحاشيته على التسليم وكانت الهدنة.
وعقدوا معاهدة جديدة مع الأسبان ونسوا أنهم كلما عاهدوا عهدًا نقضوه. معاهدة ظنوا أنهم سيحفظون بها للعرب أملاكهم وحريتهم في دينهم ودنياهم، فلم يكن منها إلا ما حدثكم التاريخ، وقص عليكم الرواة.
وتلفتوا يفتشون عن نصير، فلم يجدوا نصيرًا، واستجاروا بإخوانهم المسلمين فلم يلقوا مجيرًا، وكان آل عثمان في أوج سلطانهم، يحكمون ما بين خراسان وأسوار فينا، ولكن لم يلتفت إليهم السلطان سليمان عاهل آل عثمان، الذي كان يومئذ أعظم ملوك أوربة، رغم الصرخة القوية التي أطلقها الشاعر الأندلسي، فدوت في أرجاء الأرض ولا تزال تدوي في جواء الزمان.
* * *
وخرج الملك المسلم، سليل الأبطال، ليضع بين يدي عدوه أمانة القرون التي انتهت إليه، ليلقي على قدميه بكرامة المسلمين وأمجادهم، ليفتح له عاصمة ملكه، ويبيحه أبهاء الحمراء ومقاصرها، فلما تلاقيا هم بأن ينزل عن فرسه، مترجلاً أمام فردينند، فمنعه من الترجل وتقبل خضوعه واستخذاءه، ثم حوله إلى زوجته ايزابيلا فقدم إليها طاعته وولاءه. وسلمها مفاتيح غرناطة.
* * *
وانتهى هذا السفر الضخم الذي ملأناه مجدًا وفضيلة وعلمًا، فكانت خاتمته الخزي والعار، وهكذا تقوض هذا الصرح الذي أقمناه على جماجم أبطالنا، ونضحنا عليه دماء شهدائنا، ثم هدمناه بمعاول التفرق والانقسام، وشهوة الحكم وانتهاب اللذات، وهكذا انتهت في لحظة حياة ثمانمائة سنة عاشها العرب في الأندلس جعلوها فيها شعلة نور، وروضة زهر وثمر، على حين كانت أوربة صحراء موحشة، تائهة تحت سجف الظلام. وبكى أبو عبد الله بكاء الجبان الذليل فصرخت أمه عائشة: ابك مثل النساء ملكًا لم تحافظ عليه مثل الرجال.
ومشى أبو عبد الله حتى إذا بلغ تل غرناطة، وقف وتلفت ينظر من بعيد إلى شرفات القصر الذي كان منزل آبائه وملعب صباه وعرش ملكه فصار لعدوه.
فهو لن يدخل أبهاءه مرة ثانية ولن يمرح في جناته، ولن تكتحل عينه برؤية الماء يفور من نوافيره ولن يصافح أنفه ريا عبيره. وأدار رأسه، ومشى إلى الأمام يستقبل الآتي المجهول. وغابت عن عينيه أبراج الحمراء إلى الأبد.
علي الطنطاوي(/)
دمعات بعد
ـ[سجال]ــــــــ[11 - Sep-2010, مساء 01:37]ـ
أريد أن تلقي نظرة على تلك الأبيات و هي من نظمي في رثاء قريبي محمد
فلا تبخل بنقدٍ حتى لو كان عابرا خصوصا المتخصصين
كُلِمَ الْفُؤَاْدُ الْمُتْعَبُ
فَمَتَىْ بِدَمْعٍ أُغْلَبُ؟
مُقَلٌ تَذُوْبُ مَحَبَّةً
وَ الْصَّبْرُ هَوْلٌ يُرْكَبُ
بِجَوَاْنِحِيْ وَ مَحَاْجِرِيْ
دَمَعَاْتُ بُعْدٍ تُسْكَبُ
كَمَقَاْبِرٍ يَبْدُوْ غَدِيْ!
أوَ مَنْ يَكُوْنُ الأَقْرَبُ؟
قَدَرِيْ شَرِيْدُ وَسَاْوِسٍ
وَمَضَتْ بِعَقْلٍ قُلَّبُ
غَدَرَتْ فَغَاْرَتْ بَيْنَنَاْ
سُفُنُ الْحَيَاْةِ وَ أَتْرَبُوْا
غَرَقُ الْعُيُوْنِ بِدَمْعِهَاْ
هِيَ آيَةٌ تُسْتَجْلَبُ
أَبَوَاْنِ مَاْ فَتِئَتْ عُيُوْ
نُهُمُ الْمَبَاْكِيَ تَشْرَبُ
سَلَكَ الْأَسَى فِيْ دَاْخِلِيْ
طُرُقَ الرِّثَاْ, مَاْ السَّبْسَبُ؟
أَ مُحَمَّدٌ! كَيْفَ اللِّقَاْ؟
قُبِرَ الشَّبَاْبُ الْأَنْجَبُ
أَ مُحَمَّدٌ! لَكَ جَنَّةٌ
فَوْقَ السَّمَاْ تَتَأْهَبٌ
أَ مُحَمَّدٌ! لَيَ مُهْجَةٌ
مِنْ سَاْكِنٍ تَتَعْجَبُ!
أَ مُحَمَّدٌ! مَاْذَاْ أَرَىْ؟
لَحْدًا, وَ قَبْرُكَ أَغْرَبُ
قَبَرُوْكَ فِيْ ظُلَلٍ مَعِيْ
سُكِنَ الْخَيَاْلُ الْأَرْحَبُ
قَبَرُوْكَ قُرْبَ فُؤَاْدِهَاْ
فَفُؤَاْدُ أُمِّكَ يُحْطَبُ
أَ تَقُوْلُ: أَحْزَاْنٌ بِهَاْ؟!
وَلِكُلِّ ضِلْعٍ مَسْرَبُ!
فَتَصَبَّرِيْ َلاْ تَجْزَعِيْ
أَ أُخَيَّتِيْ مَا الْمَهْرَبُ؟
أَوَ لَمْ تَرَيْ عَدَدَ الْوَرَىْ؟
بِصَلَاْتِهِمْ نَتَقَرَّبُ
رَفَعَ الْكَثِيْرُ أَكُفَّهُمْ!
وَ دُعَاْؤُهُمْ يَاْ أَقْرَبُ!
ظَعَنَ الْأَحِبَّةُ فَجْأَةً
فَمَقَاْمَهُمْ ,هَلْ نَرْهَبُ؟
قَدَرٌ مَضَىْ فَكَأَنَّهُ
هَوَ خَيْرُ أَمْرٍ يُكْتَبُ
سَرَتِ النُّعُوْشُ ِبَنرْجِسٍ
أَرِجَ الْفَضَاْ فَتَطَيَّبُوْا
قُضِيَ الْقَضَاْءُ فََلاْ أَرَىْ
زَمَنًا يَطُوْلُ فَيُسْلَبُ
صَمَتَ الْبَيَاْنُ لِسَاْعَةٍ
فَأُسِيْلَ خَدٌّ مُلْهَبُ
ليلة الثامن و العشرين من رمضان 1431 هـ
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 09:31]ـ
دمعات سالت بالأبيات ... فالله لهاتيك الدمعات
بالصبر تكفكف والسلوا ... ن ويخلف أجركم الحسرات(/)
الإطار و أسلوب التفكير و الرياضيات
ـ[عبيد الله التونسي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 12:56]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على إمام المرسلين و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
سأحاول معكم, أحبّتي في الله, إعطاء أمثلة, كيف أن الإطار الحضاري و أسلوب التفكير يؤثر في البحث الرياضي, سأبدأ بأمثلة طريفة من التاريخ غير معروفة ثمّ أقدّم أمثلة موضوعية.
هل تعلم
أنّ ستالين في بعض أحلك أوقات الإتحاد السوفياتي ظلامية و قهرا إعتبر "نظرية الزمر" نظرية برجوازية و منعها من التدوال. و لكن تطبيقات النظرية فرضت على السوفيات إعادة تدريسها بعد مدّة.
هل تعلم أنّه كان هنالك تجمع سياسي في اليونان القديمة قائم على الأرقام الطبيعية و أنّه تمّ كسر هذا التجمع ب جذر2
هل تعلم أنّ الولايات المتحدّة الأمريكية ألزمت بعض البحوث في المعادلات و الهندسة التفاضلية بطابع السرّية في الستّينات من القرن الماضي و ذلك خوفا من وقوعها في يد الإتحاد السفياتي.
تأثير الإطار الحضاري و الرؤية للوجود
أقدّم لكم أقتباس من كتابة لي سابقة.
" وكمثال لنأخذ المعادلات التفاضلية.
المعادلات التفاضلية هيّ أداة دراسة كلّ ماهوّ حتمي. بمعنى لنأخذ مثلا قارورة (بلاستيكية و فارغة لتطمإنوا) و أقذفها على رأس هذا الطفل المشاكس الذي لا يكفّ عن الصياح أمام منزلي. تقع على أمّ رأسه. لو أعدت التجربة بنفس المعطيات من حجم و وزن القارورة إلى مقاومة الهواء إلى زاوية قذف القارورة ... ستقع حتما على أمّ رأسه في نفس النقطة. هذه الحتمية تدار رياضيا و رمزيا بالمعادلات التفاضلية. المعادلات التفاضلية من إنتاج نيوتن (وهو معروف بأنّه مسيحي متطرّف, و لا أقول هذا للحطّ من المعادلات التفاضلية و لكنّها معلومة قد لا يعرفها الكثير). و تمّ إستغلال, و توجيه النظرية الحتمية خارج الرياضيات في أمور خطيرة أثّرت بشكل راديكالي في التاريخ البشري, كالماركسية و الداروينية و كثير غيرها ... إلى أن جاء علماء فيزياء الكمّ في أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين, فطعنوا في إطلاقية هذه النظيرية وأعترفوا بأثرها في الفيزياء الكلاسكية فقط. و آستعملوا التفاضل في إحتمالية حدوث الوقائع لا في الحدوث ذاته. و للتوضيح خذ مثلا جهاز تلفازك و شغله دون البث, ستجد الشاشة بيضاء و الإلكترونات تصطدم بالشاشة. فالنأخذ الإلكترون الأوّل, إنطلق وآصطدم بالشاشة. الإلكترون الثاني إنطلق بنفس المعطيات و لكنّه لم يقع في نفس نقطة الإلكترون الأول. فيزياء الكمّ تقول بحتمية وقوعه ضمن قرص دائرة مركزها موقع الإلكترون الأول. يعني الألكتروني الثاني يحتمل أن يقع في أيّ مكان من هذا القرص. هذا الإحتمال هوّ المحدّد بحتمية المعادلة التفاضلية. و ليست نقطة وقوع الإلكترون الثاني هيّ المحدّدة بالمعادلة."
نرى هنا كيف أنّ فهمك للوجود و الكون (الحتمية مثلا) هوّ الأساس الأول للإنتاج الفكري و الرياضي (المعادلات التفاضلية)
لن أطيل عليكم أمرّ إلى أسلوب التفكير
سأقارن مثالين من أمثلة التفكير الإسلامي في الرياضيات بمثالين خارج هذا التفكير الأول منها قديم و الآخر حديث
المثال الأول
قم بعمليّة الجمع بين رقميّ 16 و 14 بشكل عمودي مثلما كنّا نفعل في الإبتدائي.
16
+
14
-------
30
طيّب الآن إستعمل الأرقام الرومانية عوض الأرقام العربية (وهي عربية رغم أنف المستشرقين و المؤرخين المعاصرون الذين يلصقونها بالهند. واليموتوا بغيضهم)
بالأرقام الرومانية يكون شكل العملية
XVI
+
XIV
---------
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا جواب
لا يمكن القيام بأبسط عمليّة بهذه الأرقام. سؤالان:
1) لماذا لا يمكن الحصول على جواب؟
2) ما دخل أسلوب التفكير في هذا؟
الجواب
1) لا يمكن الحصول على جواب بالأرقام الرومانية لغياب العنصر المحايد في عملّية الجمع ألا وهو الصفر.
2) ما دخل أسلوب التفكير في هذا؟
من خاصيات التفكير الإسلامي في الرياضيات أنّه تفكير مفاهيم و بنى.
المفاهيم: إسمحوا لي إخوتي بالإطالة قليلا في هذه النقطة لأنّها خطيرة جدّا. المفاهيم في الإسلام معرّفة و واضحة إلى أبعد الحدود بل و تجد في وضوحها بعض الغرابة و أقتبس لكم مثال كتبته في مواضيع أخرى:
(يُتْبَعُ)
(/)
"و من الرقائق التي خطرت ببالي هوّ, أنّه في كثير من الأحيان, تعريف ما هوّ "معنوي" أو "أدبي" في اللغة العربية, أوثق و أوضح ممّا هوّ مادي. و ذلك لتبيان أنّنا لسنا بحاجة إلى التوهان في البحث عن التعريفات و المفاهيم. فلغتنا تغنينا عن ذلك. تذكروا معي حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في الإسلام و الإيمان و الإحسان
الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً
الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره
الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
هذه المفاهيم هيّ مفاهيم غير مادية و يعرفّها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم, بأبلغ ما يكون, بحيث أنّ المعنى لا يمكن له أن يتزحزح قيد أنملة عن التعريف.
وآلنأخذ الآن كلمة "حديد"
, هوّ معدن: الحديد.
الكلّ يعرفه. نعرفه بترقيمه الكيميائي أيضا, إن أردتم.
المسمّى و التعريف واضحين هنا.
ليس تماما ..
" فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ?لْيَوْمَ حَدِيدٌ " ق22. هنا, كلمة "حديد" يمكن توجيهها إلى أمر آخر غير المعنى المتعارف عليه.
هل يمكن توجيه كلمة إسلام إلى أمر آخر؟
الجواب: لا."
أعود إذا و أقول أنّ المفاهيم معرّفة بشكل دقيق في لغة العرب و في الفقه الإسلامي.
طيّب! أين تكمن الخطورة في عدم التأكّد من وضوح المفاهيم؟
أعطيكم مثالا من الحياة و التاريخ الإنساني.
قد يضنّ البعض أن المثال بسيطا و لكن يعلم الله كم إنجرت عنه من المآسي و الإبتلاءات و الحروب.
في اللغة الأرامية القديمة كانت كلمة "أب" تعني ممّا تعنيه التعظيم و ليس فقط الإشارة إلى الأب البيوليوجي. فيقال لزعيم القبيل "أب" و يقال لعظيم من العظماء "أب" حتّى أنّهم وصفوا الله, جلّ و على علوا كبيرا, بهذه الكلمة للتعظيم. و عندما ترجمت التورات من الأرامية إلى لغات أخرى, بقيت الكلمة على حالها و غاب معناها, فتوّجه الناس إلى إستعمال الكلمة بمفهومها البيوليوجي. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وتعلمون ماإنجرّ عن هذا المفهوم من قول النصارى و المشركين في أنّ عيسى المسيح, عليه و على نبينا السلام, من أنّه إبن الله, وقدّ كفروا بذلك," مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبً"
أكتفي بهذا المثال لتبيان أهمّية تحديد المفهوم على أمل كتابة خاطرة لي في هذا الموضوع لاحقا, إن شاء الله.
نعود. ما علاقة هذا بالرياضيات؟
إنّ إضافة الصفر في الأرقام ليست لضرورة عملية فقط كي لا تكتب الأرقام بشكل طويل كما يضنّ البعض. بل إنّ إضافة الصفر هيّ إضافة لرقم محايد يمكّن من تشكيل بنية رياضية تسمح بعمليات مبدأية كالجمع و الطرح و الضرب و القسمة و تسمح أيضا بالتوسع في النشاط حتّى الحصول على بنى جبرية لم يكن بالإمكان الحصول عليها دون هذا العنصر المحايد كبنية الزمرة.
يعني أنّ الفقه الإسلامي في الرياضيات تفكير من ركائزه البنى.
ونفهم من هنا لماذا لا نستطيع القيام بعمليّة الجمع بالأرقام الرومانية لأنّ الأساس من أرقامهم كان العدّ فحسب. فوقعوا في مطبّين أولّهما أنّه لا يستقيم العدّ عمليّا بهذه الأعداد مع الأرقام الكبيرة و ثانيهما أنّهم لا يستطيعون القيام بأبسط العمليّات. أمّا النتيجة الأخطر فهي تقييد هذه الأرقام للتفكير الرياضي كما يقيّد الفقر اللّغوي التفكير الإنساني. و هذا موضوع آخر نتناوله, إن كتب الله لنا ذلك, لاحقا.
هذا إذا مثال مقارنة بين أسلوب التفكير الرياضي في الفقه الإسلامي و أسلوب التفكير الرياضي القديم.
هل تريدون مثالا من الرياضيات الحديثة؟
بما أنّي وحدي الآن في الغرفة أعتبر أنّ الجواب نعم.
لنأخذ طريقة تحليل الدالّة ب متسلسلة قوى ( développement en série entière) مثل متسلسة تيلور. لا أدري إن كانت ترجمتي للمصطلح صحيحة.
هذه الطريقة تقول, إذا كانت لديك دالّة معقّدة و لم تستطع دراستها كليّا. إختر نقطة من نقاط رسم الدّالة و في جوار مناسب لهذه النقطة يمكن تشبيه رسم الدالة المعّقدة برسم كثيرة حدود Polynôme ( إعذروا ترجمتي) مع ترك هامش خطأ. على إعتبار أنّ دراسة كثير الحدود سهلة.
يعني أنّ طبيعة المادة المدروسة (الدّالة المعّقدة) ليست خطّية مثلا (على إعتبار أنّ أسهل كثيرات الحدود هيّ التّي يكون رسمها خطّ مستقيم) , هيّ دالة معقدة.
مالعمل؟
نقّطعها نقاطا نقاطا. نجاور كلّ نقطة. نحاول إيجاد كثير حدود مناسب في كلّ جوار. نترك هامشا يمكننا "التضحية به".
يوم كان المسلمون روّادا و يوم يعودون, إن شاء الله, لم يكن, و لن يكون, هذا أسلوب تفكيرهم. وآلنأخذ مثالا.
حساب المثلثي Trigonométrie أنتجها علماء الإسلام, هيّ دراسة من جوانبها المنحنيات و هيّ إلى الآن من أهمّ منابع البحث في الرياضيات (على سبيل المثال les ondelettes ). الدوال هنا منحنية (تفهمون قصدي آسف للترجمة) و ليست خطّية. لم يقل علماء الإسلام نجعلها خطّية بالقوّة و لو في جوار. بل قالوا طبيعتها كذلك, علينا أقلمة عقولنا مع الطبيعة و ليس التقوى على الطبيعة لأقلمتها مع ما هوّ ممكن لعقولنا. فأنتجوا الحساب ألمثلثي.
شكرا لكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم محمد عبد الله]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 02:32]ـ
طرح جميل، بارك الله فيك
ـ[بن مصدق]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:43]ـ
بارك الله فيك
انتظر تواصلك مع: منتديات تونيزيا واب ( http://www.tunisia-web.com/forum/index.php)(/)
سأحدثّكم اليوم عن قمر
ـ[عبيد الله التونسي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 01:00]ـ
تطّلب عملي أن أسافر إلى سويسرا لمدّة شهر. فآكتريت شقّة مع مجموعة من الأصدقاء. عبد الرزّاق من المغرب من مدينة طنجة, خفيف الظلّ, صاحب نكتة, حادّ الذكاء و طيّب جدّا. ثمّ كريم من الجزائر من مدينة تيزي وزّو, مدينة الجبال و الجمال, رجل حرّ و راق إلى أبعد الحدود, هاديء, وسيم, نقّي القلب و يحبّ الله و رسوله, صلّى الله عليه و سلّم, بشكل عجيب, حتّى أنّك لو عرّفته بشخص إسمه محمد, يغيب عنك لثانية, و يسبح بعيدا, كأنّك ذكّرته بحبيب, فيذبل و يذوب شوقا لرؤيته, ثمّ يستفيق عائدا من بعيد و يسلّم عليك وعليه. يذكّرني دائما بالصحابّي الجليل مصعب بن عمير, رضي الله عنه. ومحمّد من تونس من مدينة قليبيا الساحلية في الشمال الشرقي للبلاد, مدينة فلاحة و صيد بحري و أبوا محمد فلاحين. رجل عمّلي منظم, لا يترك ثانية من وقته تضيع دون أن يستغلّها إما في أمر دنوي أو في ذكر و حفظ لكتاب الله. تضنه صعب الطباع وهو في الأصل جواد, يغطي رقّة قلبه بصرامة سلوكه, و لكنّ المواقف تخونه أحيانه فينكشف إمّا بدموع عينيه لدى سماعه القرآن أو بإظطرابه لو حاصره طفل بأسئلة محرجة. و أخيرا العبد الفقير إلى رحمة الله, مخاطبكم.
كان جيراننا في الشقة المقابلة لنا, عائلة من البوسنة, فقد ربّ العائلة في الحرب, فرّج الله عنه و عن جميع المسلمين, وهاجرت الأم بطفليها فخر الدين و قمر إلى سويسرا لمّا إشتدّت الوطأة على المسلمين و بقيا فيها منذ ذلك الزمن.
كان فخر الدين في الخامسة من العمر و كان محيطه البشري مكوّن من النساء فقط, أي أمّه و أخته قمر ذات التسع سنوات, لذا كان لعبه و تصرّفاته كلّها مرتبطة بلعب و تصرّفات أخته قمر. فقد كان يلعب بدمى قمر, و ليس له أحد يتكّلم معه من الصغار سوى قمر.
إلتقيت بفخر الدين لمّا عدت من عملي. وجدته أمام باب العمارة مع أخته يصعدون الدرج إلى الطابق الثالث, أين نسكن نحن. حملت فخر الدين على ضراعيّ و أوصلته إلى شقتّه و في الأثناء مازحته قليلا:
"ما شاء الله أنت رجل الآن كم تزن؟ ".
قلتها كأيّ كلمات تقال للأطفال بشكل طبيعي. أحسست أنّ كلمة "أنت رجل الآن" إستوقفته. فقد لمعت عيناه لدى سماعه لها.
لمّا وضعته على الأرض أمام باب شقّته, قال لي ببراءة:
"أنت تسكن بجنبنا".
أجبت "نعم كما ترى, و يمكنك زيارتي متى شئت بعد ان تستأذن من والديك طبعا (لم أكن أعلم بقصّة الأب بعد) ".
ثمّ أضفت "أنت صديقي الآن".
"حقًا!!؟ "
"نعم حقّا. هل تريد أن تكون صديقي؟ "
أجابني "نعم".
قالها مسرورا و أخته قمر تراقب حوارنا صامتة وأمّه التي فتحت الباب و سمعت ما دار بيننا, سلّمت ثمّ أدخلتهما.
جائنا فخر الدين و قمر في المساء, ففرح بهما الأصدقاء فرحا شديدا, فقد أدفأا الجوّ في هذه البلاد الباردة طقسا و طباعا. و آندمج هوّ معنا إلى أبعد الحدود. أظنه أولّ مرّة يجد محيطا خاصا به من الرجال. فلم يعد يفارقنا.
مرّت الأيام و أصبح فخر الدين و قمر لا يفارقان شقّتنا.
أخذت أعلّم فخر الدين الملاكمة. تجاوب معي بشكل سريع, فتعلّم التغطية و توجيه اللكمات و تفاديها, و في بعض الأحيان تأخذه الشقاوة فيسدد لي ضربة بقدمه. فأمثّل الألم. "أي .. وجعتني يا فخر الدين, هذه الضربة ليست قانونية, نضرب باليدين فقط".
يجيبك "نسيت" و تفضحه إبتسامته الماكرة.
تعلّق بي فخر الدين فلم يعد يفارقني, وكانت قمر عندما يتركها الأصدقاء بعض الوقت, تراقبنا في صمت و لم تكن توّجه لي الكلام إلّا النزر القليل. كانت تضّن أنّي إستوليت على إهتمام أخيها الوحيد, الذي كانت تلعب معه.
يوم الأحد, يوم عطلتهم الأسبوعيّة, كنت جالسا في حديقة العمارة أطالع الجريدة و أترشّف قهوتي. أحسست بحضور. كانت قمر. جلست بجنبي.
"السلام عليك قمر, كيف حالك؟ "
"و عليك السلام, الحمد لله"
ثمّ بقيت تنظر إليّ بعيني من لديها ما تقول و لا تدري من أين تبدأ
"فخر الدين يحّبك كثيرا"
"ذلك شرف لي يا قمر, أنا أيضا أحبكما كثيرا"
"تحبّنا نحن الإثنان؟ "
"نعم بالتأكيد"
"لماذا؟ "
"أولا نحن إخوة من نفس الأمّة"
"كيف ذلك؟ أنا لست أختك, أنا أخت فخر الدين"
"أنت مسلمة, أليس كذلك؟ "
"نعم, قالت لي أمّي أننّا مسلمون"
(يُتْبَعُ)
(/)
"أنا أيضا مسلم. اللّه, الذي خلقنا و أنعم علينا بالإسلام, قال لنا أنّ كلّ المسلمين أخوة. إذا أنا و أنت و فخر الدين و عبد الرزّاق و كريم و محمد إخوة في الإسلام."
"كان فخر الدين يمضي كلّ وقته معي, و الآن كلّما رآكم يتركني و يأتي إليكم" أخيرا أخرجت الطفلة الملاك ما يشغل بالها.
"يسعدني ذلك, و لكن أتدرين ماالذي يسعدني أكثر؟ "
"ماذا؟ "
"عندما تأتين أنت أيضا. أفرح كثيرا. خصوصا عندما يعلّمك كريم القرآن. هل أقول لك سرّا؟ "
"نعم"
"أنت ترتّلين القرآن أحسن منّي, أتمنّى أن أرتّله مثلك."
لمعت عيناها الكبيرتان دهشة و فرحا. وآزدادت بشرتها البيضاء نورا.
"حسنا عليّ الذهاب الآن, يومك سعيد"
"قمر, سنتمّشى بعد الظهر في الجبل, إن وافقت أمّك يمكنك المجيء أنت و فخر الدين معنا."
"حقّا, حقّا!!! سأطلب من أمّي السماح لي بالذهاب. أخبر فخر الدين في الحال"
ذهبت تجري و قبل الدخول إلى باب العمارة إلتفت إليّ وآبتسمت.
كوني رجل رياضيات, بإمكاني إيجاد وحدات قياس لمعظم ما يمرّ بي في الدنيا. إبتسامة قمر تلك, لا تقاس. كيف تقاس سرعة لمحة عين, حاملة البراءة و الفرح من باب عمارة إلى قلبك؟ كيف يقاس وزن حبّ أطفال, كورد البساتين, علبّوه في إبتسامة ثمّ قدّموه إليك؟ هيّ لحظة تحتوي القياس و لا يحتويها قياس.
عند الغابة في الجبل, مشي فخر الدين بيننا. رجل بين الرجال. يسبقنا تارة و تارة يلتفّ حولنا ثمّ يمشي بجنبي. و قمر, ممسكة بيد كريم تحكي له عن كلّ ما يخطر ببالها, من زميلاتها في المدرسة, إلى شريط الصور المتحركة الذي شاهدته, إلى الكلمات التي تعلّمتها من عبد الرزّاق باللهجة المغربية, و إنّ خطر ببالها موضوع تضنّه مهمّ, تمسك بيديه و تمشي أمامه القهقري, ناظرة مباشرة إلى عينيه و مثّبتة نضراته معها كيّ يركزّ مع ما تقول. و كريم, الحليم دائما, يماريها و قد يسألها عن بعض التفاصيل.
لاح فجأة نسر في الأفق, طائر مهيب, ما إن لمحه فخر الدين حتّى أمسك بيدي بشدّة.
"ما بك فخر الدين؟ لا تخف!! أنت رجل الآن"
نظر إليّ و قد كبرت عيناه مندهشا كالذي إكتشف في نفسه أمرا لم يكن يعرفه
"أضن أننّي لم أصبح رجلا بعد!!! "
رأيت إبتسامات الشباب الخفيّة.
حفظك الله يا طفل الإسلام ستكون إن شاء الله من الرجال العظام.
بعد قليل رأى محمد مجموعة من البطّ حول بحيرة جبلية, و بخبرة إبن الفلّاح قال:
"لا بدّ من وجود بيض بطّ هنا, اليوم أطبخ لكم عجّة لم تأكلوا مثلها قبلا" (العجّة أكلة تونسية من بيض و توابل و طماطم و الهريسة التونسية, وهي معجون فلفل أحمر حار. و التوانسة إذا أردت القضاء عليهم, إحرمهم من الهريسة شهرا واحدا. لا تغيب عن طعامهم).
أضنّ أنّ قمر لم تنتبه لما يخططّ له محمد.
و بخبرة عجيبة و في بضع دقائق حدّد محمد مكان بيضة, فأخذها فرحا كأشدّ ما يكون الفرح, فقد سإمنا الطبخ السويسري و لم نأكل بيضا طبيعيّا منذ مدّة. كلّه بيض مداجن.
أشّع وجه محمد و عرض علينا البيضة بفخر.
"ما هذا؟ " صرخت قمر
أجاب محمد مندهشا من ردّة فعلها"بيضة!!! "
"أعدها الآن"
كانت تصرخ بهستيريا و قد تحّولت بشرتها البيضاء إلى لوحة عجيبة من الألوان. حمرة الوجنتين الغاضبتين و الشرايين الخضراء البارزة على جبينها الأبيض, المحاط بخصلات شعرها الأسود. ملاك هذه الطفلة حتّى وهي غاضبة.
أمسكها كريم برفق و قال بصوت هادئ عذب كي يهدئ من روعها "طيّب, طيّب يا قمر, ما الأمر؟ ما بك؟ "
"أمّها"
"ما بها يا قمر؟ "
" ستحزن إن لم تجد بيضتها, نحن أخذنا إبنتها"
يا سبحان الله, ما هذه البراءة! ما هذا النقاء! هل هوّ ما عاشته من أهوال الحرب و وحشيّة الصرب الجبناء و فقدان الوالد, ما جعلها تقيّم الأمور بهذه الحساسية, و يتعصّر قلبها لمجردّ فكرة فقدان أمّ لإبنها. حتّى و لو كانت الأمّ بطّة.
أجابها محمد المتمسك بكنزه و مشروع عشائه, محاولا إقناعها, و متوسلا بعض الشيء:
" حبيبتي قمر, شغل أمّ البطّ, أن تعطينا بيضا لنأكله. ستفرح الأمّ إن أخذنا البيضة"
صرخت بصوت أعلى من السابق" أعدها الآن". واضح أنّها لم تقتنع.
حاول محمد تكتيكا آخر:
" طيّب يا قمر, إن كنت خائفة على البطّة. أمسك بالبطّة الأمّ و نطبخها مع البيضة و هكذا لن يحزن أحدهما على الآخر".
بهتت للحظة .. كأنّها تريد أن تستوعب هذا المنطق!!!
الحقيقة, أننّا نظرنا كلّنّا إلى محمد, نريد أن نستوعب المنطق!!
الواضح أنّه كان يريد الحفاظ على بيضته بأيّ ثمن.
لم تهدأ قمر إلّا بعد أن أعاد محمد البيضة إلى مكانها.
كان محمّد يحدّق فيها بطرف عينيه طوال طريق العودة. لم يترك شيئا أمامه من غصن أو حجر إلا ركله برجله, فإن لم يجد يركل الهواء. غاضب لضياع عشائه, عاجز أن يفعل أيّ شيء لهذا الملاك الطاهر قمر.
حملها عبد الرزّاق على كتفيه. أعجبت الفكرة فخر الدين. فعلمت أنّه عليّ أن أعدّ كتفاي.
أرسلت إلينا أمّ قمر عشاءا أحضرته لنا خصيصا.
كان ذلك من كرمها و كان لذيذا فنسي محمد صورة البيضة العالقة في مخّيلته.
مرّت الأيام سريعا و عدت من سويسرا. غابت عنّي قمر و أخبار الشباب.
حفظهم الله(/)
المشاكس في الجزائر
ـ[عبيد الله التونسي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 01:03]ـ
شجرة التوت في الملعب البلدي لمدينة باجة, ضخمة ومهيبة. و كانت تغيضنا بثمارها المحميّة بالجدار و حارس الملعب و كلبه المتوحّش.
كنّا أطفالا نتسوّر السور ثمّ نجري لنصعد فوق الشجرة. نأكل بعض حبّات التوت بسرعة و نهم, ثمّ ننزل منها ونهرب خوفا من أن يمسك بنا الحارس.
يومها قلت لصديقي محمد, عوض أن نأكل فوق الشجرة خائفين, نحمل أكياس بلاستك, نعبئ الأكياس بسرعة, ثمّ نتلذّذ بالأكل على راحتنا بعد ذلك.
و كان كذلك.
إلّا أنّ محمد لم يلتزم أو نسي الخطّة. عوض أن يملأ الحقيبة كانت عيناه وهو على الشجرة تجولان في أرجاء الملعب بحثا عن الحارس و يديه تنتقلان من حبّات التوت على الأغصان, إلى فمه, بتواتر سريع و أوتوماتكيا.
أكل التوت المواجه له ثمّ بدأ بقطف التوت الذي بجانبيه, دون إلتفات, مراقبا أمامه بيت الحارس خوفا من أن يفاجأانا هوّ و كلبه.
قطف التوتة الأولى و كلّ حواسه, عدى الذوق, مركزّة على الحراسة.
أكل التوتة الثانية.
إلتقم الثالثة و ضغط عليها بأسنانه. الطعم متغيّر.
جمد للحظة, و عيناه لا زالتا تراقبان بعيدا.
ضغط ثانية للتأكد. هنالك بعض لزوجة و ملوحة في هذه الحبّة.
ليس هذا طعم توت!!!
أخرج ما في فمه ليرى ..
كانت خنفساء سوداء إلتقفها من الغصن الذي على يمينه!!
أترككم تتخيّلون لحظة الذهول التّي مرّ بها.
"عبد الله أمّي تناديك"
أخي الصغير يصرخ من الجانب الآخر للسور. و أنا فوق الشجرة.
أجبته مرعوبا, منكمشا, خوفا من أن يسمع الحارس صوته, و لا أدري إن كان ردّي صراخا أو همسا.
"أصمت"
فات الأوان. أفاق الحارس من قيلولته على نداء أخي. خرج يجري مع كلبه صارخا: "يا .... ماذا تفعلون هناك".
عجيب أمر الخوف!!! يمكنّك من فعل أشياء لا يمكن أن تقوم بها و أنت في وضع طبيعي. كان قفزي من الشجرة ثمّ تسلّقي السور, نطّا, ثمّ قفزة أخرى, من السور إلى الخارج و هربي, في ثلاث حركات رياضية لا غير: قفز – تسلّق - قفز, ثمّ الهروب.
ذكّرني هذا بالمرّة التي كان يلاحقني فيها كلب ضخم في الحيّ, ووجدت نفسي أمام حائط مغلقا الزقاق.
إلى يومنا هذا, لم أفهم و لا أستطيع تفسير كيف وجدت نفسي جالسا على أعلى الحائط و الكلب تحته ينبح!! طرت؟ قفزت؟ تسلّقت؟ ... لست أدري! كلّ ما أذكره أنّي كنت جالسا على أعلى الحائط و الكلب ينبح حانقا في الأسفل.
عدت إلى المنزل.
"نعم أمّي. ناديتني؟ "
"كنت في الملعب ثانية؟ "
رمقت أخي الصغير ثمّ أنزلت بصري أمامها و لم أجب.
في العادة, عندما ينكشف أمري أعدّ نفسي لعقاب.
هيّ تعلم أنّ شجرة التوت تابعة للملك البلدي و مآل ثمارها التلف. و لو كانت ملكا لأشخاص لكان الإستقبال مباشرة بصفعة.
أميّ لا تناقش في أمرين: الدراسة و حقوق الناس.
"أعدّ نفسك للذهاب إلى أخيك في قسنطينة" قالتها دون أن تنظر إليّ.
كي أضعكم في الصورة. نحن نسكن في مدينة باجة التونسية. أخي يدرس الحقوق في جامعة قسنطينة الجزائرية, وذلك لأنّ شعبة الحقوق في الجزائر تدّرس بالعربيّة, و في تونس كانت الحقوق تدّرس بالفرنسيّة. عرّبت الآن و الحمد لله. و تبعد قسنطينة عن باجة قرابة الثلاثة مائة و خمسين كيلومترا. أصعب ما في السفرة, الإنتظار الذي قد يتجاوز إثنا عشر ساعة على الحدود, حتّى تسمح لنا الشرطة و الجمارك بالمرور.
عمري أربعة عشر سنة. أميّ تطلب منّي الذهاب إلى الجزائر بنفس النبرة التي تطلب فيها منّي الذهاب إلى السوق لإحضار الخضار!!!
أجبت: "طيّب, متى أذهب؟ "
"اليوم في قطار العصر. ستسلّم هذا المال إلى أخيك".
تحويل الأموال بين تونس و الجزائر لم يكن ممكنا بالبنوك. حتّى و لو تمّ ذلك, في أوقات نادرة, فإن التحويل في حدّ ذاته لا فائدة مالية منه بالنسبة للطالب. فتحويل الفرنك الفرنسي في البنك الجزائري كان بنسبة واحد فرنك يساوي واحد دينار. أمّا تحويله في السوق السوداء فكان الفرنك بثلاث دينارات و نصف.
فكان لزاما على الطلبة التوانسة الدارسين في الجزائر تدّبر أمورهم, كلّ حسب إمكانياته و أسلوبه, لتوفير إحتياجاته من المال. و يتمّ إرسال المال في المغلب بالتهريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت أمّي منشغلة. جالسة. و قد أفرغت علبة معجون الأسنان من المعجون. و بجانبها أوراق من الفرنك الفرنسي ملتفّة في ورق بلاستكيّ رهيف شفّاف.
أدخلت لفّات الأوراق في العلبة الفارغة برفق ثمّ أخذت قمعا صغيرا و أعادت إدخال المعجون في العلبة, كيّ يغطّي المال و لا ينكشف وجوده. حتّى لو ضغط رجل الجمارك على العلبة فسيخرج المعجون أوّلا و لن يشّك في أنّ ما بقي بداخلها هوّ مال.
أمّي إمرأة مجاهدة حقّا. تعبت كثيرا معنا و هيّ ذات شخصيّة حاسمة, كريمة, و قلبها نقّي. علّمتها التجارب كيف تحافظ على رباطة جأشها و تماسكها. هي لا تشتكي أمام الناس أبدا.
يومها, رأيت فيها إضطرابا تحاول إخفائه.
وأنا في تلك السنّ لم أكن قادرا على فهم ذاك الخوف في عينيها بل و لم أعره بالا. فالأمر بالنسبة لي, مغامرة أخرى من مغامرات الطيش أتت في قالب سفرة. سأهرّب أموالا لأخي. مالأمر في ذلك!!؟
اليوم, كلّما مرّت بخاطري ذكرى ذلك الخوف في عينيها , تدمع عيناي.
الآن أفهم.
أمّ تضطرّ لإرسال إبنها في مهّمة خطرة. وقلبها مقطّع بين إبنها الطالب في الجزائر المعوز الذي ليس له ما يقتاته منذ شهور, و إبنها الآخر الذي ترسله في أمر قد يؤدي به إلى مخفر الشرطة. و الشرطة كما تعلمون في خدمة الشعب.
و تعلمون أيضا كيف يكون الأمر لو قبض خدمنا علينا.
و المرور بالحدود يتطلّب صبرا و جهدا. فالمسافة, في حدّ ذاتها, ليست مرهقة و لكنّ الإجراءات و الإنتظار و صلف الجمارك و الشرطة هوّ الأمر الثقيل. حينها كان المرور عبر الحدود, صعبا.
تغيّر الحال الآن, و الحمد لله. و أصبح السفر فعلا متعة, و الموّظفين من شرطة و جمارك على الحدود على خلق و مهنية مع المسافرين.
اللهمّ أدمها نعمة.
فهمت لماذا لم تصفعني أمّي من أجل التوت. كانت ترى أنّه كثير عليّ عقابي و إرسالي إلى المجهول في يوم واحد. شخصيّا, لو صفعتني لما لاحظت أيّ تغيير.
على كلّ. أخذت جواز سفري و ركبت القطار. زرت الجزائر سابقا, و لكنّها أوّل مرّة أزور فيها أخي في قسنطينة.
أعفيكم من صور الإنتظار و الملل على الحدود حتّى يتكّرم خدمنا بالسماح لنا بالمرور.
لم يخطر ببال الجمركي أنّ شخصا في عمري مسافر لتهريب الأموال. سألني عن وجهتي فأخبرته أنّي ذاهب لزيارة أخي لإعلامه أنّ خطيبته فسخت الخطوبة نتيجة لمزاحه الثقيل.
قصّة من خيالي رميتها للجمركي.
أخي لم يخطب أحدا بعد.
الواقع أنّي وجدت متعة في مشاكسة أخي حتّى وهو غائب.
تعاطف الجمركي مع أخي وطلب منّي أن أوصيه بعدم الحزن و أنّها ليست الفتاة الوحيدة في الدنيا و يوجد غيرها بالآلاف ممّا يتمّنونه زوجا. وآسترسل في الحديث إلى الحدّ الذي نسيت فيه أنّي إخترعت القصّة و كدت أسأله عمن تكون الفتاة التي يتّحدثّ عنها.
فهمت أنّه مرّ بتجربة رفضته فيها فتاة. فبطل العجب.
دخلنا التراب الجزائري.
وصل القطار إلى قسنطينة في منتصف الليل. مدينة خلاّبة, من أجمل مدن العالم, لو تمّ الإعتناء بها. مغلب مدن الجزائر جميلة و خصوصا العاصمة و لكن تنقصها العناية. الفرق مع قسنطينة انّ نقص العناية لا يرى فيها, وهو موجود. فالمدينة, المتدرّعة الثلج شتاءا, مبنيّة على جبلين شاهقين تربط بينهما قناطر عالية. جمال التضاريس يغّطي عن أي فعل إنساني, أكان الفعل إيجابّيا كالعمارة, أو سلبيا كعدم العناية بالنظافة.
أعلم أنّ الأمر تبدّل الآن فقد زرت الجزائر أخيرا بعد غياب طويل و كنت سعيدا بما رأيته من تغيير في إدارة المدن.
سألت عن المبيت الجامعي فأوصلني رجل طيّب بسيّارته. كان ينتظر قريبه في محطّة القطار. شكرته, فآستغرب مبتسما! عن ماذا أشكره؟ الناس في الجزائر أهل مروءة, يستغربون من عدم وجودها, أيّ المروءة, لا من وجودها.
حارس المبيت نائم. دخلت و لم أوقضه.
تتبعت الأرقام فوجدت غرفة أخي. طرقت الباب. لم يفتح أحد.
طرقت بقوّة. دقائق و يفتح لي أخي, عيناه لم تفتحا تماما بعد.
كان كمن يمشي نائما غير واعي: "عبد الله, ألم أقل لك لا توقضني سأشكوك لأمّي غدا"
و أغلق الباب.
بقيت في الرواق أمام الباب مشدوها!! بعد كلّ ما مرّ عليّ اليوم لأوصل له المال, يغلق الباب في وجهي؟ ضنّ عندما رآني أنّه في المنزل.
فتح الباب ثانية دون دقّ منّي هذه المرّة.
"عبد الله!!؟ ماذا تفعل هنا؟ "
"إستفقت الآن؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
لا لم يستفق بعد. بقي ينظر إليّ محاولا فهم ماذا أفعل في الجزائر في منتصف الليل أمام باب غرفته.
صرخت في وجهه " هل أدخل أم ستتركني أمام الباب؟ "
"أدخل".
جمدت نظرات أخي عليّ, كأنّه يتسائل, هل هوّ فعلا أنا أم أنّه أحد كوابيسه أو أحلامه.
ملأ كفيه بماء و رمى به وجهه.
أفاق.
الحمد لله.
"ماذا تفعل هنا؟ "
"أمّي أرسلتني"
"لماذا؟ "
"لأعطيك هذه"
قدّمت له علبة معجون الأسنان دون أن أخبره بالمال الذي بداخلها.
أمسك بها. أدارها. حملق فيها, رفع عينيه إليّ و قال:
"معجون أسنان!! "
لو أردت تعليم الأطفال صيغة التعجّب في اللغة, خذ صورة لأخي وهو يسألني هذا السؤال.
لم أستطع منع نفسي من مشاكسة أخيرة فأجبته: "قالت أميّ أنّنا شممنا رائحة فمك في تونس, فأرسلت لك المعجون".
بقي فمه مفتوحا و لم يجبني. كان قدومي إليه للمبيت في قسنطينة, في منتصف الليل, آخر شيء يمكن أن ينتظره.
حان الوقت لأخبره
"أميّ ارسلت إليك مالا في هذه العلبة."
صدق عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: كاد الفقر أن يكون كفرا.
تأمل أخي, المعوز منذ شهور, العلبة لحظة, ثمّ إنقضّ عليها بأسنانه.
قطّع الغطاء إربا, و أنفاسه اللاحثة أظاعت كلّ نسق, لا في الصوت و لا في تواترها, فكانت بين الشخير و الشهيق. تلطّخ وجهه بالمعجون. و أخرج لفّات المال ثمّ نزع عنها غطاءها البلاستكي الرهيف.
أخذ الأوراق. فتحها. رفعها بيديه الإثنتين أمام عينيه. ثمّ ..
بدأ يرقص.
أوّل مرّة أرى أخي الكبير يرقص.
ثاني مرّة كانت في زواج أخي الصغير.
أخذني معه في الصباح إلى الجامعة. لم أدخل جامعة من قبل.
عصريّة, ببرجها الشاهق و مبناها الذي يشبه كتابا مفتوحا. عرّفني ببعض أصدقائه و كانوا من أقطار عربّية مختلفة.
قدّم لي شاب سوداني كأسا ضننت أنّه كأس شاي, و من عاداتي و أنا طفل شرب أي كأس يقع في يدي جرعة واحدة و بسرعة, أكان حليبا أو ماءا أو شايا ...
كان أخي يعرف عادتي تلك. طبعا, الآن و بعد أنّ هدانا الله إلى سنّة الحبيب المصطفى, صلّى الله عليه و سلّم, تغّيرت الكثير من العادات و الطباع.
على كلّ حال, إلى هذه اللحظة لا أدري ماذا شربت من ذالك الكأس الذي قدّمه لي السوداني (وهو للعلم رجل فاضل). هوّ حشائش مثل الشاي, كلّ ما أذكره أنّ رأسي دار و لم أعد أفرّق يميني من يساري.
المهمّ. وقعت على الأرض, و الجماعة يتضاحكون. في العادة أنا الذي أشاكس. كنت مغتاظا من ضحكهم.
عند العودة, أرسل معي بعض الطلبة كتبا كانت ممنوعة من الدخول إلى تونس مع أدوات للرسم التقني, وذلك لبيعها لطلبة و تلامذة معاهد و كلّيات الهندسة. كأقلام و ألواح الرسم الهندسي. حيث كانت هذه الأدوات غالية جدّا في تونس, في حين أنّ حكومة الجزائر تدعمها, فتباع بأسعار رخيصة. و كانت هذه التجارة تدّر على الطلبة بعض الربح المادي فيعينون به أنفسهم.
وضعوا الكتب في كرتون كبير و فوق الكتب مجّلات أطفال عادية باللغة الفرنسية.
كنت جالسا على الكرتون في القطار أطالع إحدى هذه المجّلات. مرّ الجمركي. طلب منّي الوقوف لرؤية ما في الكرتون. لمّا رأى المجّلات ضنّ أنّ كلّ ما في الكرتون على شاكلتها, فلم يفتّش تحتها.
"جيّد يا بني, طالع وآدرس. نريد أن نراك رجلا ناجحا."
قالها ناظرا إلّي من علوّ و أنا جالس على الكرتون, وكان متمتعا بلعب دور من يلقي النصائح. لو علم ما خفي في الكرتون لما كانت النصيحة.
وجدت أمّي في حالة قلق كبير. مجّرد ضهور القلق عليها, دلالة على حجمه.
عنّقتني.
نادرا ما تفعل ذلك, ليس لجفاف منها, حاشاها, فهي أصدق و أرّق إنسان رأيته, بل لأنّ السلوك و الطيش الذي كنت عليه لا يتركان لأحد فرصة لإبراز مشاعر رقيقة تجاهي.
حفظك الله يا غالية و نوّر دربك في الدنيا و الآخرة, و جعل ما قمت به من أجلنا في ميزان حسناتك.
ـ[خويلد رقية]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 10:21]ـ
صباح الخير أخي مشاكس في الجزائر والله وانا أقرء قصتك الجميلة والرائعة لقد كنت ممثلا بارعا وقمت بدورك على الوجه الكامل رغم الخطورة التي كانت تحفو بك من كل جانب
والله لم أشعر بالزمن كيف كان يطوى طيا وأنا أتتبع الأحداث بشغف كبير ,الحمد لله أنك وصلت ثم رجعت لإمك بخير
أريدك هذه المرة أن تعيد الكرة ولكن ليس فلوس في علبة معجون الأسنان وإنما علبة حلوى جميلة من الحلوى الشامية (حلوة الترك) وتزور الجزائر على الرحب واكتشف المزيد من جمال هاته البلاد الساحرة بمناضرها الطبيعية الخلابة سننتظرك إن شاء الله وننتظر منكم الدعوة إلى زيارة تونس الخظراء.
الله يبارك في عمر والدتك بلغ لها سلامي
ـ[همام العرب]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 11:22]ـ
للمتابعة
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 11:23]ـ
لست بناصحٍ للأخ بزيارة "تونس" ...
وحسبك أخبار "القيروان" لتتونَّس! ...
وإلاَّ فالزيارة إليها قد تكون ...
لكن بعد حط الرحال إلى: "سِيلون! " ...
وإن عاندت وأردت إلاَّ الذهاب ...
فتحصَّن بأذكار السنة والكتاب ...
وفوِّض أمرك للمَلك الوهاب ...
وأعانك الله .. واصبر واحتسب ..
ولا تنسى توديع الأهل والأصحاب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعيد الباتني]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 01:01]ـ
بارك الله فيك
أسلوبك الجيد أنسانا طول القصة
استمتعت بما كتبت
جزاك الله خيرا
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 01:39]ـ
ما شاء الله
فعلا جعلتنا نقرأ القصة حتى النهاية
أمتعتنا
جميل
ثم: أهلا بالمشاكس في الجزائر
ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 09:42]ـ
جميل جداً جداً بل روووووعة.
ـ[عبيد الله التونسي]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 06:07]ـ
صباح الخير أخي مشاكس في الجزائر والله وانا أقرء قصتك الجميلة والرائعة لقد كنت ممثلا بارعا وقمت بدورك على الوجه الكامل رغم الخطورة التي كانت تحفو بك من كل جانب
والله لم أشعر بالزمن كيف كان يطوى طيا وأنا أتتبع الأحداث بشغف كبير ,الحمد لله أنك وصلت ثم رجعت لإمك بخير
أريدك هذه المرة أن تعيد الكرة ولكن ليس فلوس في علبة معجون الأسنان وإنما علبة حلوى جميلة من الحلوى الشامية (حلوة الترك) وتزور الجزائر على الرحب واكتشف المزيد من جمال هاته البلاد الساحرة بمناضرها الطبيعية الخلابة سننتظرك إن شاء الله وننتظر منكم الدعوة إلى زيارة تونس الخظراء.
الله يبارك في عمر والدتك بلغ لها سلامي
بارك الله فيك و رضي عنك و أرضاك
لك أخ في تونس فأهلا و سهلا و مرحبا بك في أيّ وقت. أمّا عن الجزائر فهي قرّة عيني بين البلدان بعد التّي أمرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم بشدّ الرحال إليها.
حفظك الله و رعاك
للمتابعة
شكرا على مرورك
لست بناصحٍ للأخ بزيارة "تونس" ...
وحسبك أخبار "القيروان" لتتونَّس! ...
وإلاَّ فالزيارة إليها قد تكون ...
لكن بعد حط الرحال إلى: "سِيلون! " ...
وإن عاندت وأردت إلاَّ الذهاب ...
فتحصَّن بأذكار السنة والكتاب ...
وفوِّض أمرك للمَلك الوهاب ...
وأعانك الله .. واصبر واحتسب ..
ولا تنسى توديع الأهل والأصحاب ..
بارك الله فيك يا أخي
لا أوافقك الرأي. فتونس إفريقيّة بلد الأسود و العزّ رغم انف من أراد تدجينها و إبعادها عن أمتّها و لكن هيهات هيهات, هيّ في القلب من الأمّة. درع و عرين للإسلام. و لا تعتقد انّ ما أقوله مجرّد كلمات, فقد خبرنا لويس التاسع يوم أسره سكان حلق الواد (مدينة صغيرة على الساحل التونسي و لم يستدعي الأمر لجيش) يوم حاول معنا حربه الصليبية فبقي عندنا في الأسر تسع سنوات تجمع فيها فرنسا مال فديته. حينها عرفت فرنسا أنّ رجال إفريقية الأسود لا يؤخذون بالقوّة. ففعلت فعلها الغادر مع من باع دينه من بني جلدتنا. ولولا ضيق المجال لكتبت لك كتابا عن أحرار تونس من الرجال و النساء الآن و قبل الآن.
حفظك الله و رعاك, أعلم أنّ الغمّة طالت. و لكن إعلم أن طولها مؤشرّ أفولها, و أنّها مرحلة صغيرة من تاريخنا فلا تأخذ كلّ ما نحن عليه من تاريخ بما نعيشه الآن. بل أقول الصبر الصبر.
أقول لكلّ الأحبّة, زوروا أهلكم في تونس فستقرّون عينا إن شاء الله بما ستجدون.
بارك الله فيك
أسلوبك الجيد أنسانا طول القصة
استمتعت بما كتبت
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك على المرور الطيّب أخي
ما شاء الله
فعلا جعلتنا نقرأ القصة حتى النهاية
أمتعتنا
جميل
ثم: أهلا بالمشاكس في الجزائر
بارك الله فيك و حفظك و نوّر دربك
الكرم و الضيافة من شيمكم. شكرا لك
جميل جداً جداً بل روووووعة.
بارك الله فيك على المرور الطيّب
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 07:43]ـ
تغيّر الحال الآن, و الحمد لله. و أصبح السفر فعلا متعة, و الموّظفين من شرطة و جمارك على الحدود على خلق و مهنية مع المسافرين.
هذا غير صحيح، فلا هم على خلق، ولا هم محترفون!!
وحسبك أنهم = قطاع طرق، يأكلون أموال الناس بالباطل ...
والله المستعان
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 08:04]ـ
أخي الكريم " التونسي" حفظك الله وبارك فيك: لم أقصد سوى أنني أخاف على أي أخ جزائري وهو بمظهره الإسلامي السُني وليست له حصانة دبلوماسية! أخاف عليه أن يقع في: "حيص بيص! " -كما يقال-فمن تحقيق .. إلى سيلون بدون فاكس أو تيلفون! وقد لا يحصل-فيه- على رغيف يابس من دقيق! -وهذا بعد التحقيق- ... ثم ما يدرينا فقد يُبعث في رحلة سياحية دون تأشيرة أو إشارة -للأهل -إلى (قواتناموا)؟! .. وطبعا هذه الإمتيازات لهذا الصنف من أبناء الجزائر محروم منها الكثير منهم كبني وي .. وي .. وما أدراك ما هم .. وكذا: تجار اللحوم الحمراء وبنوعيها!: (البيضاء والسمراء)، وكذا أصحاب: النقوذ والترهيب! باستبدال الراء هاء! والقاف فاء! والعكس صالح! ... فهذه الفئات الأخيرة مسكينة ليس لها حظ فيما ذكرت من مميزات!
أما عما ذكرته أخ الفاضل من أبطالها فلا أدل على كلامكم حفظكم الباري من مالك الصغير والقريوان والشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله ومدرسة الزيتونة وما خرجته من أعلام وعلماء من الجزائر خاصة، كمثل العلامة ابن باديس رحمه الله ومدرسته المباركة بإذن الله تعالى ... وأعلم علم اليقين أن هناك رجالا ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولكن السلامة لا يعدلها شيء ... ومرحبا بك في الجزائر ضيفا مكرما عزيزا .. وأسأل الله تعالى أن يصلح حال حكام المسلمين وحكامكم خاصة ويهديهم إلى الإسلام الحق، ويصلح لهم البطانة، وأن ينصر أهل السنة في كل مكان .. آمين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومحمدالامين]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 06:48]ـ
بورك فيك أخي أمتعتنا بجميل عباراتك، ولطف اختياراتك(/)
عاد المجس فأين أنت يا فارق ... ؟
ـ[سفيان الميلي]ــــــــ[14 - Sep-2010, مساء 11:54]ـ
مجرد محاولة شعرية
سَوَادُ قُلُوبٍ تَرْجَمَتْهُ العَمَائِمُ * وكَيْدُ مَجُوسٍ أَظْهَرَتْهُ الجَرَائِمُ
كَذَالِكَ هُمْ قَوْمٌ وذَالِكَ دِينُهُمْ * وتِلْكَ بِلاَدُ الفُرْسِ مِنْهُمْ تُزَاحَمُ
أَرَادَ بِهِمْ كِسْرَى إِعَادَةَ مُلْكِهِ * وأَنَّى لِمُلْكٍ مَزَّقَتْهُ الضَرَاغِمُ
يُغَطُّونَ بِالإسْلاَمِ شَرًا مُبَيَّتًا * لِأُمَّتِنَا والخَيْرُ لِلشَّرِّ هَازِمُ
وَيُخْفُونَ في السِّرْدَابِ دِينًا مُحَنَّطًا * فَلاَ الدَّهْرُ يُبْلِيهِ وَلاَ هُوَ قَائِمُ
وَيَبْنُونَ بِالأَصْنَامِ لِلشِّرْكِ دَوْلَةً * وإِنِّي لِمَا يَبْنُونَ بِالشِّعْرِ هَادِمُ
أُذَكِّرُهُمْ بِالقَادِسِيَّةِ إِنَّهَا * لَأَرْوَعُ ذِكْرَى سَطَّرَتْهَا المَلاَحِمُ
بِجَيْشٍ مِنَ الفَارُوقِ يَمْشِي مُكَبِّرًا * وَسَعْدٌ يَقُودُ الجَيْشَ والنَّصْرُ قَادِمُ
فَتَحْنَا بِلاَدَ الفُرْسِ فَتْحًا مُؤَزَّرًا * وفِيهَا نَشَرْنَا الدِّينَ والكُفْرُ رَاغِمُ
أُسُودُ أَبَا حَفْصٍ أَبَادَتْ كَيَانَهُمْ * ولِلأُسْدِ أَشْبَالٌ ولِلسَيْفِ قَائِمُ
فَيَا أَيُّهَا الشِّيعِيُّ هَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ * وإِلاَّ فَأَنْتَ الحَاقِدُ المُتَعَالِمُ
فَإِنَّكَ بَيْنَ الجَهْلِ والحِقْدِ فَاعِلٌ * وفِعْلُكَ بَيْنَ الأَمْرِ وَ النَّهْيِ هَادِمُ
تُقَدِّسُ مَنْ في قُمَّ يَزْنِي ويَسْرِقُ * وتَعْبُدُ مَنْ في القَبْرِ كَالصَّخْرِ جَاثِمُ
وتَلْعَنُ أَصْحَابَ النَِّبيِّ مُحَمَّدٍ * وإِبْلِيسُ مِنْ رَشَّاشِ لَعْنِكَ سَالِمُ
وتَطْعَنُ في عِرْضِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ * وعِرْضُكَ يَا إِبْنَ الدَّعَارَةِ فَاحِمُ
فَنَسْلُكَ مَشْبُوهٌ وَأَصْلُكَ فَاسِدٌ * وشَيْخُكَ مِنْ أَمْثَالِ أُمِّكَ غَانِمُ
وَإِبْنَتُكَ العَذْرَاءُ في حِجْرِ فَاسِقٍ * يَقُولُ لَهَا إِنِّي بِذَا الدَّينِ عَالِمُ
عَلَى أَيِّ عِرْضٍ بَعْدَ أُمِّي سَتَفْتَرِي * وَعِرضُكَ مِنْ كُلِّ الجَوَانِبِ ثَالِمُ
أَتَحْسَبُنِي عَنْ كُلِّ ذَالِكَ صَامِتٌ * وأَنِّيَ مِنْ سُمِّ التَّقِيَّةِ بَاكِمُ
بَلَى إِنَّهُ الصَّمْتُ الَّذِي كَانَ حَاضِرًا * عَلَى سَاحَتِ القِرْطَاسِ وَالحِبْرُ هَاجِمُ
وإِنْ لَمْ يَكُنْ لِي جَيْشُ سَعْدٍ وهَاشِمٍ * فَإِنِّيَ بِالحَرْفِ المُدَجَّجِ قَادِمُ
فَوَيْلٌ لِأَهْلِ البَاطِنِيَّةِ عِنْدَمَا * تَهِيجُ عَلَى البَحِْر الطَوِيلِ العَزَائِمُ
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 05:25]ـ
جميل ماسطرت لنا
مزيدا من التالق
كل الود لك(/)
أُمَّاهُ عُذْرًا نظم الشيخ ابي الحجاج يوسف آل علاوي - حفظه الله -
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 02:20]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
هذه قصيدة
أُمَّاهُ عُذْرًا
في الدفاع عن أمنا عائشة رضى الله عنها
نظم الشيخ ابي الحجاج يوسف آل علاوي - حفظه الله
نَشْكُو إِلَى اللّهِ الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ=مِمَّا جَنَتْهُ يَدَا الخَبِيثِ الخَاسِرِ
أَرْخَى الْلِسَانَ بِسَبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا=وَالنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِرِ
جَابَ الْبِلَادَ مُجَاهِرًا فِي كُفْرِهِ=لَا يَنْثَنِي يَا وَيْلَهُ مِنْ كَافِرِ
يُحْيِي الْمَوَالِدَ لِلسِّبَابِ مُكَذِّبًا=وَمُعَارِضًا قَوْلَ الْإِلَهِ الْبَاهِرِ
جُدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْلِ لِسَانِهِ=وَاجْعَلْهُ مُعْتَبَرًا لِكُلِّ مُنَاظِرِ
وَاللّهِ لَوْ أَبْصَرْتُهُ لَقَتَلْتُهُ=لَوْ أَنْ تَحَامَى بِالْجُيُوشِ الْعَسَاكِرِ
حَتَّى لَوْ اتَّخَذَ الْكَوَافِرَ مَلْجَأً=أَوْ قَدْ تَلَقَّى نُصْرَةً مِنْ كَافِرِ
هَذَا الْمُنَافِقُ حَقُّهُ وَنَصِيبُهُ= مِنْ دِرَّةِ الْفَارُوقِ؛ وَيْلٌ لِعَاثِرِ
أَوْ حَدُّ سُيْفٍ يَقْطَعُ الرَّأْسَ الَّذِي= فِيهِ اعْتِقَادُ الْكَافِرِينَ الْخَوَاسِرِ
لَا تَحْسَبُوا فِعْلَ الْخَبِيثِ تَفَرُّدًا=وَتَصَرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِرِ
بَلْ دِينُهُمْ سَبُّ الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ=أَوْ جُلِّهِمْ قُلْ كَابِرًا عَنْ كَابِرِ
وَالطَّعْنُ فِي قَوْلِ الْإِلَهِ وَزَعْمُهُمْ=قَدْ نَابَهُ التَّحْرِيفُ مِنْ كُلِ تَاجِرِ
يَتَسَتَّرُونَ بِحُبِّ آلِ نِبِيِّنَا=وَالْآلُ قَدْ نَصَبُوا الْعِدَاءَ لِغَادِرِ
فَالْآلُ وَالْأَصْحَابُ رُوحٌ وَاحِدٌ=لَا يَرْتَضُونَ مَهَانَةً مِنْ غَامِرِ
دِينُ الرَّوَافِضِ قَائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِي=أَزْوَاجِ خَيْرِ الْعَالَمِينَ الْحَاشِرِ
يَتَعَبَّدُونَ بِنَيْلِهِمْ مِنْ أُمِّنَا=فِي عِرْضِهَا بُعْدًا لِكُلِ مُهَاتِرِ
فَالطَّعْنُ فِي عِرْضِ الْعَفِيفَةِ مُخْرِجٌ=مِنْ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ دُونَ تَشَاوُرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا فَالْكَلَامُ سِلَاحُنَا=لَا يَشْفِي غِلًا مِنْ ذَلِيلٍ صَاغِرِ
زَوْجُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ مَنْ ذَا لَهَا= لِيَذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِبٍّ خَاسِرِ
فَالْقَلْبُ يَشْكُو حُرْقَةً وَمَرَارَةً=وَالْعَيْنُ تُغْرِقُهَا دُمُوعُ النَّوَاهِرِ
يَا مُسْلِمُونَ تَجَرَّدُوا لِلذَّبِ عَنْ=عِرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ
أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ سَادَاتُ الْوَرَى=مِنْ كُلِّ حُرٍ قَائِمٍ أَوْ ثَائِرِ
لِيُنَافِحُوا عَنْ عِرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَا=هَذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِنْ عَاذِرِ
وَيُزَلْزِلُوا هَذَا الْخَبِيثَ وَحِزْبُهُ=حِزْبُ الرَّوَافِضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِرِ
هِيَ أُمُّنَا عِرْضِي الْفِدَاءُ لِعِرْضِهَا=مَعْ عِرْضِ أُمِّي وَالنِّسَاءِ الْحَرَائِرِ
وَكَذَاكَ مِنْ أَرْوَاحِنَا وَدِمَائِنَا=وَقُلُوبِنَا وَمِنَ الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
هِيَ عِنْدَنَا أَغْلَى الْغَوَالِي إِنَّهَا=زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَامِ الْعَامِرِ
هَذِي الْمَصُونُ حَبِيبَةٌ لِنَبِيِّنَا= هِيَ زَوْجُهُ فِي عَاجِلٍ وَالْآخِرِ
هِيَ بِكْرُهُ لَمْ تَلْقَ زَوْجًا قَبْلَهُ=هِيَ حِبُّهُ رُوحِي فِدَاءُ الطَّاهِرِ
وَهِيَ ابْنَةُ الصِّدِيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ=وَبِهِ تُفَاخِرُ فَوْقَ كُلِّ مُفَاخِرِ
وَهِيَ التَّي نَزَلَ الْقُرَانُ بِطُهْرِهَا=فِي عَشْرِ آيٍ مُحْكَمَاتٍ غَرَائِرِ
وَهِيَ التَّي مَاتَ النَّبِيُّ بِحَجْرِهَا=مَا بَيْنَ سَحْرِكِ أُمَّنَا وَالنَّاحِرِ
هَذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَوَارِحِي=وَسَطَرْتُهَا مِنْ دَمْعِ عَيْنٍ مَاطِرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا لَسْتُ أَقْدِرُ غَيْرَهُ= فَالْعُذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرِ الْعَاذِرِ
وَخِتَامُهَا أَرْجُو الْإِلَهَ بِعَفْوِهِ=أَن لَّا يُؤَاخِذَنَا بِفِعْلِ الْحَائِرِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيْ=وَالَآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ وَسَائِرِ
فِي نَهْجِهِمْ حتَىَّ يُلَاقِي رَبَّهُ=مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَائِبٍ أَوْ حَاضِرِ
الرابط
http://www.4shared.com/********/G_qB7py5
/_________-___-.html
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 03:46]ـ
جيدة، كتب الله أجرَه وأجر ناقلها.
إلا أنَّ بها قصورًا في بعض الأبيات:
- لو أن تحامى بالجيوش العساكر
- ويلٌ لِعاثر ..... ولعل صوابها: ويلُ العاثرِ
- اعتقاد الكافرين الخواسر
- قد نابه التحريف من كل تاجر
- لا يشفي غلاًّ .......
- دموع النواهر
- والنساء الحرائر
- ومن العيون النواظر
- محكمات غرائر
مع هفوات في الضبط وغير ذلك.
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 07:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ياشيخ القارئ المليجي
سانقل ماتفضلتم به للشيخ ابو الحجاج ان شاء الله
شكر الله لكم أأثابكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأصيلة]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 10:35]ـ
شكرا لكم قصيدة جدا رااااااائعة الكلمات اثرت فيني ,, ايه والله فداها الروح
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 06:07]ـ
بارك الله فيكم اختي الفاضلة
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Sep-2010, مساء 09:25]ـ
أحسن الله إليك .. أخي
أمّاه عذرا فالزمان دهاني .. بعصابة الألحان والأخدان
أمّاه عذرا والكتائب تنحني ... لعبادة الصلبان والمردان
امّا عذرا ليس لي من قوة ... غير القصيد مكسّر الاوزان
أمّاه عذرا والدموع تطايرت .. كتطاير الأشلاء في الميدان
أمّاه عذرا والبحار تسعّرت .. من وطأت الأشجان والأحزان
أمّاه عذرا ليت لي من كرّة .. تسقي السمّوم لأفسد الأديان
والحمد للّه ربّ العالمين
ـ[السليماني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 07:00]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابن عامر الشامي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 08:06]ـ
هذه النسخة المعدلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه القصيدة (أماه عذرا) في الدب عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها
وهي من نظم شيخنا الفاضل
أبي الحجاج يوسف بن أحمد آل علاوي- حفظه الله - وهذه النسخة معدلة
أُمَّاهُ عُذْرًا
نظم أبي الحجاج
يوسف بن أحمد آل علاوي
5/شوال/1431هـ
نَشْكُو إِلَى اللّهِ الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ ... مِمَّا جَنَتْهُ يَدَا الخَبِيثِ الخَاسِرِ
أَرْخَى الْلِسَانَ بِسَبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا ... وَالنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِرِ
جَابَ الْبِلَادَ مُجَاهِرًا فِي كُفْرِهِ ... لَا يَنْثَنِي يَا وَيْلَهُ مِنْ كَافِرِ
يُحْيِي الْمَوَالِدَ لِلسِّبَابِ مُكَذِّبًا ... وَمُعَارِضًا قَوْ لَ الْإِلَهِ الْقَادِرِ
جدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْلِ لِسَانِهِ ... وَاجْعَلْهُ مُعْتَبَرًا لِكُلِّ مُنَاظِـ ـرِ
وَاللّهِ لَوْ أَبْصَـ ـرْتُهُ لَقَتَلْتُهُ ... لَوْ أَنْ تَحَامَى بِالْحُمَـ ـاةِ عَسَاكِرِ
حَتَّى لَوِ اتَّخَذَ الْكَوَافِـ رَ مَلْجَأً ... أَوْ قَدْ تَلَقَّى نُصْـ ـرَةً مِنْ كَافِرِ
هَـ ذَا الْمُنَافِقُ حَقُّهُ وَنَصِيبُهُ ... مِـ ـنْ دِرَّةِ الْفَارُوقِ؛ وَيْلَ الْعَاثِرِ
أَوْ حَدُّ سَيْفٍ يَقْطَعُ الرَّأْسَ الَّذِي ... فِيهِ اعْتِقَادُ مُضَلِّلِينَ كَـ ـوَافِرِ
لَا تَحْسَبُوا فِعْلَ الْخَبِيثِ تَفَرُّدًا ... وَت َصَرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِرِ
بَلْ دِينُهُمْ سَبُّ الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ ... أَوْ جُلِّهِمْ قُلْ كَابِرًا عَنْ كَابِـ رِ
وَالطَّعْنُ فِي قَوْلِ الْإِلَهِ وَزَعْمُهُمْ ... قَدْ نَابَهُ تَحْرِيفُ كُلِّ مُتَاجِرِ
يَتَسَتَّرُونَ بِحُـ ـبِّ آلِ نِبِيِّنَا ... وَالْآلُ قَدْ نَصَبُوا الْعِدَاءَ لِغَادِرِ
فَالْآلُ وَالْأَصْحَابُ رُوحٌ وَاحِدٌ ... لَا يَرْتَضُـ ـونَ مَهَانَةً مِنْ غَامِرِ
دِينُ الرَّوَافِضِ قَائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِي ... أَزْوَاجِ خَيْرِ الْعَالَمِينَ الْحَاشِرِ
يَتَعَبَّدُونَ بِنَيْلِهِمْ مِنْ أُمِّنَا ... فِي عِرْض ِهَا بُعْدًا لِكُلِ مُهَاتِرِ
فَالطَّعْنُ فِي عِرْضِ الْعَفِيفَةِ مُخْرِجٌ ... مِنْ مِلَّـ ةِ الْإِسْلَامِ دُونَ تَشَاوُرِ
أُمَّاهُ عُذْرً ا فَالْكَلَامُ سِلَاحُنَا ... لَمْ يَشْفِ غِلًّا مِنْ ذَلِيلٍ صَاغِرِ
زَوْجُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ مَنْ ذَا لَهَا ... لِيَـ ـذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِبٍّ خَاسِرِ
فَالْقَلْبُ يَشْكُو حُرْقَةً وَمَرَارَةً ... وَالْعَيْنُ تُدْمِعُهَا هُمُومُ ضَمَائِرِي
يَا مُسْلِمُونَ تَجَرَّدُوا لِلذَّبِّ عَنْ ... عِرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ
أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ سَادَاتُ الْوَرَى ... مِنْ كُلِّ حُـ ـرٍّ قَائِمٍ أَوْ ثَائِرِ
لِيُنَافِحُوا عَنْ عِرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَا ... هَـ ـذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِنْ عَاذِرِ
وَيُزَلْزِلُوا هَذَا الْخَبِيثَ وَحِزْبَهُ ... حِـ ـزْبُ الرَّوَافِضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِرِ
هِيَ أُمُّنَا عِرْضِي الْفِدَاءُ لِعِرْضِهَا ... مَعْ عِرْضِ أُمِّي وَابْنَتِي وَأَوَاصِرِي
وَكَذَاكَ مِنْ أَرْوَاحِنَا وَدِمَائِنَا ... وَعُيُونِنَا وَدَمِ الْفُـ ـؤَادِ الْعَاطِرِ
هِيَ عِنْدَنَا أَغْلَى الْغَوَالِي إِنَّهَا ... زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَامِ الْعَامِرِ
هَذِي الْمَصُونُ حَبِيبَةٌ لِنَبِيِّنَا ... هِيَ زَوْجُه ُ فِي عَاجِلٍ وَالْآخِرِ
هِيَ بِكْرُهُ لَمْ تَلْقَ زَوْجًا قَبْلَهُ ... هِيَ حِبُّهُ رُوحِي فِدَا ءُ الطَّاهِرِ
وَهِيَ ابْنَةُ الصِّدِيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ ... وَبِهِ تُفَاخِرُ فَـ ـوْقَ كُلِّ مُفَاخِرِ
وَهِيَ التَّي نَزَلَ الْقُرَانُ بِطُهْرِهَا ... فِي عَشْرِ آيٍ مِنْ كَلَامِ الْغَافِرِ
وَهِيَ التَّي مَاتَ النَّبِيُّ بِحَجْرِهَا ... مَا بَيْنَ سَحْـ ـرِكِ أُمَّنَا وَالنَّاحِرِ
هَذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَوَارِحِي ... وَسَطَـ ـرْتُهَا مِنْ دَمْعِ عَيْنٍ مَاطِرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا لَسْتُ أَقْدِر ُ غَيْرَهُ ... فَالْعُـ ـذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرُ الْعَاذِرِ
وَخِتَامُهَا أَرْجُـ و الْإِلَهَ بِعَفْوِهِ ... أَن لَّا يُؤَاخِـ ـذَنَا بِفِعْلِ الْحَائِرِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيْ ... وَالَآلِ وَالصَّحْبِ الْكِرَامِ وَسَائِرِ
فِي نَهْجِهِمْ حتَىَّ يُلَاقِي رَبَّهُ. .. مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَائِب ٍ أَوْ حَاضِرِ
شارك في الذب عن عرض أمك المصون عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بنشر هذه القصيدة على حسب قدرتك حشرك الله فيمن ذب عنها يوم القيامة(/)
دُروسٌ نَافعةٌ: مقدِّمة فِي الأدَبِ العَرَبي لـ. د عَادِل بَانعْمَة.
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 07:33]ـ
(مقدمة في الأدب العربي) للشيخ الدكتور: عادل بانعمة.
* عقد الشيخ الدكتور "عادل باناعمة " دورة في الكلام عن الأدب العربي, وهذه الدروس دارت على محاورَ أربعة:
المحور الأول: تعريف الأدب ونشأته وعلاقة العلماء به؟
المحور الثاني: عصور الأدب وأهم الملامح من معالم الأدب.
المحور الثالث: المصادر الأدبية , ومحاولة التعريف بها.
المحور الرابع: الفكر الأدبي وكيفية تنميته.
ج - وكانَ مقصود هذه الدورة رفع الهمة إلى دراسة الأدب العربي وجميع فنونهِ, وهي دروسة نافعة ممتعة مهمة.
· من تواضع الشيخ في بداية الدورة أنه قال: لا أريد أن تكونوا كما حصل مع الحريري لما سمع به رجل عن شعره وأدبه, فلما رآه صغير القامة, ليس بذي الخلقة قال:
ما أنت أول سار ٍ غره قمر ... ولا أنت أول راعٍ غره خضرة الدم
مثّل لنفسك شخصيإنني رجل ... لك المعيدي إسمع بي ولا ترني ..
وهذه نبذة من الدرس الأول:
· الأدب لغة واصطلاحا: يرجع الأصل إلى (أ, د, ب) عدة معان:
أولها: الدعوة إلى الطعام والشراب, فمنه قولهم: أدب الرجل إلى الطعام. أي دعاه. و (الآدب) عند العرب هو الداعي إلى الطعام والشراب. وتكون الدعوة عندهم على نوعين:
(1) عامة, وتسمى (الجَفَلا). (2) خاصة, وتسمى (النَّقَرا) لأن صاحبها يتنقر الناس أي يختار.
فهذا المعنى اشتقاقه من (المأدَُِبة) وهي الوليمة التي يُدعى إليها, أما التي لا يدعى إليها فتسمى (المائدة) لأن الناس تميد عليها من صول.
ثانيها: الدعوة إلى كمال الأخلاق وتغيير الأطباع, ومنه ما جاء (أدبني ربي فأحسن تأديبي) ومن قولهم (أدب الرجل يؤدبه تأديبا وأدبا) وهو مستعمل كثيراً.
وله معانٍ كثيرة جداً رأس المعاني ما ذكرناه من المعنيين, وقد ذهب صاحب (مقاييس اللغة) أن هذه الكلمة ترجع إلى معنى –الاجتماع- فالناس تجتمع على الطعام, والناس تجمتع على حسن الأخلاق, والرجل يأدب الأرض حسنا وعدلاً.
ودلالة الأدب على الشعر والنثر دلالة (حادثة) كما أنَّ لفظ الصلاة بالمعنى الشرعي التي هي: عبادة مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالسليم (دلالة حادثة).
- وقال العلماء: لما كان لفظ (الأدب) وهو الدعوة إلى الطعام والشراب دالٌ على (الكرم وحده) توسَّعت مفهوم الكلمة إلى (عموم المحاسن والمكارم) من حسنِ القول والمنطق والتعبير, ومدح الأمراء والخلفاء بالكلام الرونق, فصار الأدب العربي علامة الحياة عندهم.
- ثمَّ لما جاء عصر (بني أمية) واشتهرت الدولة بالسياسة والخلافة احتاجوا إلى من يربِّي أولادهم, فعُنوا هؤلاء المعلمين إلى تربيتهم بالأخلاق الحميدة, ويزيدهم على ذلك بالعلوم الشرعيةِ وكل ما يسمى علماً يسمى (أدباً) فصار (الأديب) من أخذ من كل علما فناً.
- ثم لما توسعت فتوح الإسلام والخلافةِ, صار ما يتعلق بالعلوم الشرعية (أدباً) والعلوم العربية (أدباً) ثم دارت دورتها الأخيرة فأصبح كل فرعٍ من فروع العربية له تسمية خاصة, فخص علم المعاجم بدلالة المفردات, وتقويم اللسان بعلم النحو, وخصَّ الأدب: بالكلام البليغ الصادر من عاطفةٍ صادقةٍ من الشعرِ والنثرِ. فانتهى المعنى إلى هذا. والدليل على هذا:
قال ابن خلدون في "مقدمته": هذا العلم لا موضوع له، ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها. وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته، وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور، على أساليب العرب ومناحيهم، فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الكلمة، من شعر عالي الطبقة وسجع متساو في الإجادة ومسائل من اللغة والنحو، مبثوثة أثناء ذلك، متفرقة، يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية، مع ذكر بعض من أيام العرب، يفهم به ما يقع في أشعارهم منها .... والمقصود بذلك كله: أن لا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفحه، لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهمه، فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقف عليه فهمه. انتهى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالأديب يحتاج في أدبه إلى أن يكون عالما بطرائق العرب وسبلهم, فلاتعبير الفصيح البيلغ لا يتم إلا بمعرفة ما كان في (الشعرِ, أخبار العرب وأيامهم, معرفة النحوِ والصرف) فبهذا يكتمل الأدب .. فليس الأديب: الشاعر فقط!! ومن بابِ الطرافةِ على هذا:
كان ابراهيم طوقان الذي مارس التدريس وخبره وهو يرد على أميرالشعراء شوقي الذي لم يمارس التدريس ولم يجربه القائل في وصف المعلم:
قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا
فقال على إثرها ابراهيم طوقان:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي ... قمللمعلم وفه التبجيلا
ويكاد يقتلنيالأمير بقوله ... (كاد المعلم أن يكون رسولا (
اقعد فديتك هل يكون مبجلا ... من كان للنشء الصغارخليلا
لو جرَّب التعليم شوقي ساعة ... لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسبالمعلم غمة وكآبة ... مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت ... وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أن بالتصليح نفعاً يرتجى ... وأبيكلم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أصلح غلطةنحوية مثلاً ... واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغر من آياته أو ... بالحديث مفصلاًتفصيلا
وأغوص في الشعر القديمفانتقي ... ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أَبعثُ سيبويهِ من البلى ... وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلِّه ... رفعالمضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إنصحت يوماً صيحةً ... ووقفت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته ... إن المعلم لا يعيش طولا.
أهمية علم الأدب واعتناء الإسلام به:
إن الإسلام اهتم بهذا العلم وحرص عليهِ, ويتجلى ذلك بأمور:
(1) ثناء الإسلام على الشعرِ, فقد كان حسان بن ثابت يهجو المشركين, ويقول عليه الصلاة والسلام: اهجهم وجبريل معك!! وقول النبي عليه الصلاة والسلام: أصدق كلمةٍ قالها شاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... ..............
(2) ثناء النبي عليه الصلاة والسلام على البيان والفصاحةِ, قال –عليه الصلاة السلام-: إن من البيانِ لسحراً, وإن من الشعرِ لحكمةٍ. ووصف النبي البيان بالسحرِ ليس ذمَّا. قال ابن حجر في "الفتح": فإن أريد بالحديث المدح فالمعنى أنه يستمال به القلوب ويرضى به الساخط ويستنزل به الصعب.
(3) ما جاء في الحث على استماع الشعرِ, والديل ما جاء في صحيح مسلم: عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِى الصَّلْتِ شَيْئًا». قُلْتُ نَعَمْ قَالَ «هِيهِ». فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ «هِيهِ». ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ «هِيهِ». حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ.
- وصحَّ عن النبي صلى الله عليه والسلام: أن النابغة الجعدي أنشد رسول الله هذا الشعر فأعجبه:
(بلغنا السماء مجدنا وثراءنا % وإنا لنرجو فوق ذلك مظهر)
فقال لي إلي أين المظهر يا أبا ليلى؟ قال قلت إلى الجنة!! قال كذلك إن شاء الله, زدني, فأنشد:
(فلا خير في حلم إذا لم تكن له % بوادر تحمي صفوه أن يكدرا)
(ولا خير في جهل إذا لم يكن له % حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا)
فقال النبي أجدت لا يفضض فوك!! قال يعلى فلقد رأيته ولقد أتى عليه نيف ومائة سنة وما ذهب له سن. رواه البيهقي.
- وصح عند الترمذي: عن جابر بن سمرة قال: جالست النبي صلى الله عليه و سلم أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت فرما تبسم معهم. والأحاديث والآثار الواردة في ذلك كثيرة جدا.
(4) تمثل النبي عليه الصلاة والسلام بالشعر: فصح عن الترمذي: عن عائشة قالت: قيل لها هل كان النبي صلى الله عليه و سلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت كان يتمثل بشعر ابن رواحة ويتمثل ويقول: (ويأتيك بالأخبار من لم تزود).
- وكان عليه السلام يتمثل بقول ابن رواحة, ويقول: إن أخاً لكم لا يقول الرفث:
وَفِينَا رَسُولُ اللهِ يَتْلُو كِتَابَهُ * إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ.
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا * بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ.
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ * إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْمُشْرِكِينَ الْمَضَاجِعُ.
رواه البخاري.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتكمُلُ أهمية الأدب: ارتباطه بفهم كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام واستدلال العلماء له, فالقرآن أنزل بلسان عربي مبين, فعربية القرآن وعربية النبي عليه الصلاة والسلام تمنع اعتراض المعترضين كما لا يخفى. والأمثلة على ذلك كثيرةٌ جداً, وأمثلتُهُ لا تحصَر.
((وقد ذكرَ الشيخ حفظه الله أمثلة كثيرة مشهورة فليراجع من أرادها)).
ثم إن علم الأدب له تأثير قويٌ في النفوس وتأثيراً, ولا أدلَّ على ذلك ما حصل من:
ج - المروي عن أحمد بن أبي داود القاضي أنه قال: ما رأيت رجلاً عرض على الموت فلم يكترث به إلا تميم بن جميل الخارجي! كان قد خرج على المعتصم ورأيته قد جيء به أسيراً فأدخل عليه في يوم موكب وقد جلس المعتصم للناس مجلساً عاما ودعا بالسيف والنطع فلما مثل بين يديه نظر المعتصم فأعجبه شكله!! وقده ورآه يمشي إلى الموت غير مكترث به فأطال الفكرة فيه ثم استنطقه لينظر في عقله وبلاغته!!
فقال: يا تميم إن كان لك عذر فأت به! فقال: أما إذا أذن أمير المؤمنين جبر الله به صدع الدين ولمَّ به شعث المسلمين وأخمد شهاب الباطل وأنار سبل الحق .. فالذنوب يا أمير المؤمنين تخرس الألسن وتصدع الأفئدة وأيِّمِ الله لقد عظمت الجريمة وانقطعت الحجة وساء الظن ولم يبق إلا العفو وهو الأليق بشيمتك الطاهرة ثم أنشد:
أرى الموت بين السيف والنطع كامناً ... يلاحظني من حيثُ لا أتلفَّتُ
وأكثر ظنيّ أنك اليوم قاتلي ... وأيُّ امرىءٍ مما قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يأتي بعذرٍ وحجةٍ ... وسيف المنايا بين عينيه مُصْلَت
وما جزعي من أن أموت وإنني ... لأعلم أنّ الموت شيءٌ موقّت
ولكن خلفي صبيةً قد تركتهم ... وأكبادُهُم من حسرةٍ تتفتَّت
كأنيّ أراهم حين أُنعى إليهمُ ... وقد لطموا تلك الخدود وصوّتوا
وإن عشت عاشوا سالمين بغبطةٍ ... أذود الردى عنهم وإن متُّ موِّتوا
وكم قائلٍ لا يبعد الله داره ... وآخر جذلان يسرُّ ويشمت
قال: فبكى المعتصم وقال (إن من البيان لسحراً) ثم قال كاد والله يا تميم أن يسبق السيف العذل وقد وهبتك لله ولصبيتك وأعطاه خمسين ألف درهم.
ج - أخذ مصعب بن الزبير رجلاً من أصحاب المختار فأمر بضرب عنقه، فقال: أيها الأمير ما أقبح بك أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك الحسنة هذه، ووجهك هذا الذي يستضاء به فأتعلق بأطرافك وأقول: أي ربِّ سلْ مصعباً فيم قتلني. قال: أطلقوه قال: اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض، قال: فأعطوه مائة ألف. قال: بابي أنت وأمي، أشهد الله أن لابن قيس الرقيات خمسين ألفاً، قال: ولم؟ قال: لقوله فيك:
إنما مصعب شهاب من اللَّـ ... ـه تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك رحمة ليس فيه ... جبروت يخشى ولا كبرياء
يتقي الله في الأمور وقد ... أفلح من كان همّه الاتقاء
فضحك مصعب وقال: أرى فيك موضعاً للصنيعة، وأمره بلزومه وأحسن إليه، فلم يزل معه حتى قتل.
* وما ورد في قدح الشعر في القرآنِ والحديثِ فإنه لا تعارض بين النصوص إذا أمكن الجمع, ومما ورد في ذلك:
أ-عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- «خُذُوا الشَّيْطَانَ أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا».فإنها يجاب عن ذلك بأمرين:
(1) جاء في بعض الروايات لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعراً. فالمقصود بالشعر كما قال أبو عبيد: الشعر الذي هجى النبي عليه الصلاة والسلام, وهجاء النبي كفرٌ!
(2) إذا غلب عليه الشعر فشغل عن أمور دينه قصر عليه عبادته وواجباته, وهذا التخريج أقوى.
ب_ وما ورد في القرآن قوله تعالى [وما علمناه الشعر وما ينبغي له] ففد أجاب عبد القاهر الجرجاني ردا قوياً, وأثبت أنه ليس المقصود ذم الشعر فإنه قال: وإذا كان هذا كذلك فينبغي أن يعلم أن ليس المنع في ذلك منع تنزيه وكراهة بل سبيل الوزن في منعه عليه السلام إياه سبيل الخط حين جعل عليه السلام لا يقرأ ولا يكتب في أن لم يكن المنع من أجل كراهة كانت في الخط بل لأن تكون الحجة أبهر وأقهر، والدلالة أقوى وأظهر، ولتكون أكعم للجاحد، وأقمع للمعاند، وأرد لطالب الشبهة، وأمنع في ارتفاع الريبة. (دلائل الإعجاز).وإلا فإن الشعر قاله النبي –عليه الصلاة والسلام- وكان يرتجز به, وكذلك الصحابة والتابعون وأئمة السلف.
ج-قال تعالى [وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)] والجواب عن هذا ما قاله تعالى بعد ذلك [إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)] فالمقصود بالذم من لم يكن على هذه السبل!!.
وسئل الشيخ: ما تجاه الطالب في جميل المنطق في كتب الأدب؟
ج: هذا الشيء مجود في جميع الفنون من العلم, وأسباب النسيان كثيرة:
(1) ما جاء عن الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ... ونور الله لا يُهدى لعاصي
(2) تقييد الفوائد, فقد جاء عن الشافعي:
العلم صيد و الكتابة قيده ... قيِّد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الجهالة أن تصيدغزالة ... وتتركها وسط البراري طالقة
(3) تكرار الفائدة لفظاً, فإن التكرار يولد الإقرار, فقد ورد عن العلماء أنهم كانوا يحفظن الكتب كأسمائهم فما بالك في هذه الفوائد, وقد حدثنا الشيخ العلامة الددو أن الطلبة كانوا يعيدون الدرس أكثر من خمسين مرة.
* والدورة كلها مليئة بالفوائد والفرائد, أنصح جميع طلبة العلم بسماعها, وكان بودي تفريغ الدروس كلها إلاَّ أن في الصوت "خنَّة" لا أفهم لها كثيرا, إلا من امتلك برنامج "توضيح الأصوات".
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221771 منقول.(/)
قراءة في كتاب (من بساتين الكتب) بقلم أحمد خلاف
ـ[الأيام]ــــــــ[15 - Sep-2010, مساء 09:09]ـ
من بساتين الكتب
بقلم أحمد خلاف
هو كتاب يجمع في سطوره ثماراً يانعة من أشجار العلم، وأفنان الحكمة، وحدائق المعرفة، فيه من الشعر والنثر، ويحوي أجمل الحكم والعظات، جمعه وأعدّه الشاعر والباحث مصطفى قاسم عباس.
لم يقتصر على كتّاب أو شعراء طبقة معينة أو زمن محدود، فهو رحلة يمتزج فيها الماضي مع الحاضر، وهو نحلةٌ تأخذ رحيق أزهار الكتب من شتى الأفانين والبساتين، لتصنع منه شهداً وعسلاً مختلفاً ألوانه لذةً للشاربين.
وعلى كل حال لكل كاتب أسلوبه ولكل قارئ مزاجه وحريته فيما يقرأ ويختار، ولكلّ رونقه ولكلّ جماليته، وللناس فيما يعشقون مذاهب ومن مقتطفاته:
- فقد الشبّاب وفرقة الأحباب
شيئان لو بكت الدّماء عليهما عيناي حتى تؤذِنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقيهما فقدُ الشّباب وفرقةُ الأحباب
-في مدح كاتب
لك في المفاخر معجزاتٌ جمّة أبداً لغيرك في الورى لم تُجمعِ
بحران بحرٌ في البلاغة شابَهُ شعرُ الوليد ِوحسن لفظ الأصمعي
- ماذا يفعل الطبيب؟
يقول لك الطّبيبُ دواك عندي إذا ماجسَّ كفّك والذّراعا
ولو عرف الطبيّبُ دواءَ داءٍ يردُّ الموتَ ماقاسى النّزاعا
- من أجمل ماقيل في الفخر
قال هبة الله بن سناء الملك المتوفى سنة 532هـ مفتخراً:
سوايَ يهابُ الموت أو يرهب الرّدى وغيريَ يهوى أن يعيش مخلّدا
ولكنّني لاأرهب الدَّهر إن سطا ولا أحذرُ الموتَ الزّؤامَ إذا عدا
ولو مدَّ نحوي حادثُ الدّهر كفّه لحدّثت نفسي أن أمدّ له يدا
توقّد عزمي يترك الماءَ جمرةً وحيلةُ حلمي تتركُ السّيف مبردا
- رثاء محزن جداً
وقال بهاء الدين زهير المتوفى سنة 656هـ يرثي ابنه:
أراكَ هجرتني هجراً طويلاً وماعوّدتني من قبلُ ذاكا
عهدتك لاتطيق الصّبر عنّي وتعصي في ودادي من نهاكا
فكيف تغيّرت تلك السّجايا ومن هذا الذي عنّي ثناكا
- لماذا لانفكّر من جديد؟
لماذا لانفكر من جديد في كثير من الأمور التي تجري من حولنا؟ وفي كثير من الأفكار التي ترسبت مع مرور الزمن في عقولنا وقلوبنا.؟
لماذا لانفكر من جديد في كثير من الصداقات التي كوّناها خلال السنوات الماضية؟ والتي اكتشفنا أنها كانت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً، أو كالباحث عن الغول والعنقاء!
هل فكرنا في الحسد ومايصنع في القلوب حتى نراها تكاد تميّز من الغيظ؟
وفي الضغينة وماتخلّف من أحقاد وعداوات ورزايا؟ وفي الرياء الذي أصبح فطرةً عند بعض الناس والغيبة، التي أصبحت جزءاً من لسان أقوام يحبون أكل لحوم إخوتهم وهم أمواتٌ؟ وفي النفاق الذي استشرى في صدور كثير من أبناء مجتمعاتنا، وكأن ابن أبي سلول له خلائق وأحفادٌ؟
لماذا لانفكر في الكاتب الذي يظن أن كتاباته عَقِمَ القلمُ بعد أن ولدت، وأن كلماته في رونقها يتيمة الدهر، وفي علوّها ورفعتها مُعلّقات هذا العصر، أمّا كتابات غيره وكلماتهم فهي قد أكل وشربَ عليها الدهر؟
لماذا لانفكر في الشاعر العجوز الهرم الذي يتحدث عن الغزل والحب زاعماً أنه خليفة عمر في زماننا ولكن ليس ابن الخطاب بل ابن أبي ربيعة.
وفي الشاعر الذي يحدثك عن التواضع وهو أول المتكبرين، وعن الوفاء وهو أول الخائبين، وعن الشجاعة وهو أول الجبناء الخائفين؟
دعونا نفكر معاً من جديد، لأن الأمر يتطلب منا تفكيراً جديداً بين الفينة والأخرى، حتى لاتتراكم وتترسب وتتربع على عرش عقولنا وقلوبنا رواسب الزمن وعاداته وتقاليده لنفكرفي كل ماحولنا، فما أشد حاجة الإنسان إلى لحظة يعيد فيها حساباته، ويفكر فيها من جديد.
وفي الختام نقول:
ماأجمل أن يكون للنفس الإنسانية ظلالٌ على ترائب الصحائف!
وماأجمل أن نضع القيم الأخلاقية، والمعاناة الإنسانية، والصور الجمالية في إطار الإبداع الفني للإنسان!
ماأروع أن نرسم بالكلمات! وماأحرانا أن نبذل لذلك أعذب الكلام؟
هذا الكتاب سِفرٌ أسفر عن مكنون جواهره، وقد أحسن المؤلف اختيار عنوانه «من بساتين الكتب» ليقدم للقارئ ثماراً متنوعة المذاق، من أدب ناظمٍ وحكمة ناثرة، أو طرفة نادرة، أو فكاهة مستطرفة، أو ومضة مشجية، أو حكايات مسلّية، أو فائدة تاريخية أو خبر مستغرب، أو نصيحة خُلقية.
فيه لفحاتٌ ونفحاتٌ، فيه ذكرياتٌ ومواقف، فيه ابتسامة مشرقة تبعث في النفس إشراقة أمل، وفيه زفرة ملهوف ودّعته الأفراح.
منقول
( http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/08/31/208271.html)
ـ[الأصيلة]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 10:16]ـ
يبدو انه كتاب جميل ومشوق شكرا لك
ـ[الأيام]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 02:13]ـ
فعلا هو كتاب نافع ومفيد بارك الله بك
ـ[الغريب الحموي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 01:41]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الأستاذ مصطفى قاسم عباس خطيب مفوّه حضرت له خطباً كثيرة في جامع المدفن في مدينتي حماة وهو باحث مجتهد وقارئ متبحر في التراث العربي وأظن أنه مشروع مصنِّف له شأن إن شاء الله .. ومن يدري لربما أتحفنا في القادمات من الأيام بمصنفات أدبية كبرى كنفح الطيب والمستطرف وثمار القلوب وغيرها
ولكني أرسل له همسة عتب مع المحبة .. يا شيخ مصطفى رأيتك في قناة الصوفية تقرأ قصيدة لطيفة في مديح النبي عليه الصلاة والسلام جزاك الله بها كل خير ولكن المشكلة ليست في القصيدة ولكن في حضورك مجلساً للراقصين نعم الراقصين الذي يدّعون الأحوال والمواجد وليسوا إلا أصحاب أهواء .. مكانك يا شيخ ليس بين هؤلاء الجهال(/)
(سوانح الأيام) منهج نضالٍ شريفٍ لإبراز الحق .. وسيرة عطرة يحتذى بها
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 12:22]ـ
بعد الحمد والبسملة .. وبعد التحسب والحوقلة .. وبعد النظر والإطلاع والقراءة المدققة؛ أقول:
يا أمة الإسلام قاطبة .. يا عباد الله الأوحد .. يا أتباع الرسول محمد .. يا أطياف المسلمين .. يا أرباب العقلاء المميزين .. أيها المنصفون العارفون .. والمتجردون من التقليد هاربون .. والبعيدون عن الغلاة المتعصبون .. أخاطبكم بخطاب النصح ومريد النصيحة، وأكلمكم بكلام الصدق والحقيقة؛ دعوة للوقوف على الواقع المرير، والنظر في راهن الوضع الخطير.
أخاطب أهل التشيع قبل أهل التسنن .. أخاطب صاحب العمامة والمقلد له قبل أن أخاطب صاحب الفضيلة والمستفتي منه .. أخاطب العقل السليم، والفهم الحكيم .. أخاطب من أراد طوقا للنجاة، وأحب السلامة والمعافاة.
وأخصك أنت أيها (الموالي) .. أخصك أنت أيها (الشيعي) .. أخصك أنت؛ لأنك من تسبح في الطوفان .. فغارق فيه أو ناجٍ منه سالم.
طوقك للنجاة = عقل صحيح، ونظر دقيق، وعلمٌ مفيد، وعرضٌ وتدقيق، وتمسك بكتاب الله، وصحيح سنة رسول الله، ومرجعٌ صادقٌ ناصح .. مبتعداً كل البعد عن تقليدٍ أعمى، وعرض نفسك للدغات كل أفعى .. فأنتم رجال وهم رجال!!
من منكم نظر إلى مراجع التصحيح بعين الإنصاف وإرادة الحقيقة؟!
من منكم قرأ كتاباتهم بعيدا عن التعصب ونفي الحقيقة؟!
من منكم قارن بينهم وبين غيرهم طلباً للحقيقة؟!
من منكم لم يجلس مع نفسه ويخاطبها معاتباً إياها: هل نحن الآن ممن يتبع الحقيقة؟!
تحكم .. تسلط .. تنويم مغناطيسي .. تسيد .. هضم للحقوق .. كبت للمشاعر .. غلق للأفكار .. سيطرة .. هتك للشعور .. وما ذا بعد؟!! الخافي أعظم.
قد ضرب من نفسه لكم نموذجاً فدائيا مناضلاً تحتذون به .. وضحى بعمره وحياته من أجلكم، لكي ينشلكم من هذه الجهالات والظُّلامات .. أفنى عمره مرسخاً ومقعداً لصحوة إسلامية وجد بلده وأهله وطائفته بأمس الحاجة لها؛ لأنه بان له الحق وعرفه .. ووضح له الطريق فسلكه، فعزت نفسه أن يسير فيه وحيدا؛ فدفع عمره ثمناً لتعبيد هذا الطريق وتذليله لكم .. فمتى ستنفضون الغبار وتسيرون سواء الصراط.
نعم .. هو ذاك المجدد المجاهد، والمضحي المناضل، العالم العلامة السيد أبو الفضل البرقعي رحمه الله رحمة واسعة.
ولست هنا في هذه السطور ممن يعلي من شأن رجلٍ (مخالف) أو يداهن لـ (موافق)؛ لا ورب البيت، إنما هي الحقيقة الغائبة عن كثير من المسلمين سنةً وشيعة .. لأنه قد تعمد تغييبها وطيها لتنسى.
رجلٌ أعلن خلع ثياب الجهل والظلام .. أعلن خلع ثياب التعصب والغلو .. أعلن خلع ثياب التبعية العمياء والتقليد الأرعن.
جهاد حياة بقي أثره انتصاره بعد مماته .. سطره سوانح أيامٍ للأيام .. مذكرات حياة عالم دينٍ مصلحٍ في إيران.
دعوة صادقة جادة لكل المسلمين لقراءة هذه السوانح الخالدة، والتي سطرها رحمه الله تعالى بيده التي كثيراً ما كتبت المنهج الصحيح الحق دفاعاً عن الحق، في دولة تبنت هدم الحق.
كتاب (سوانح الأيام) تأليف آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي .. سيرة عبقة، ومناهج مسطرة، ومادة محررة، وقبسات نيرة.
فهلا طرحنا عن عقولنا أيها الشيعة أغلال التبعية، وفتحننا فكرنا ليتنور بنور التحرر والحرية!(/)
أخي كمال، هذا بحر السريع
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 09:00]ـ
بحر السريع
شَطْرُ السَّرِيعِ قَدْ رَوَى الثِّقَاتُ **** (مُسْتفعلنْ) زوْجًا وَ (مفْعُولاتُ)
وَقَدْ تَسَمَّى البَحْرُ بالسَّريعِ **** لِسُرْعةٍ في الذَّوقِ والتَّقْطيعِ
إذْ خفَّتِ الأسْبَابُ في ازْدِيَادِ **** وَتِلْكَ أَسْرعُ مِنَ الأَوْتادِ
وَاسْتعْمَلُوهُ وَافِيًا في الشِّعْرِ ***** حِينًا وَحِينًا جَاءَنا ذا شَطْرِ
وَلَمْ يَكُنْ ذا جَزْءٍ اوْ ذا نهْكِ **** خَوْفَ اشْتِباهِ رَجَزٍ أوْ شَكِّ
فأوَّلٌ عرُوضُهُ مطويَّةُ ***** مَكْسوفةٌ في شعرِهِم مَرويَّةُ
ضرُوبُها المطْوِيُّ والموْقُوفُ ***** ومِثلُها المطْوِيُّ والمكْسُوفُ
وثَالِثُ الضرُوبِ جَاءَ الأَصْلمُ **** وَرَبُّنا عزَّ وجَلَّ الأعْلمُ
وَقَدْ أتتْ لهُ عرُوضٌ حَلَّا ***** برُكْنِها الكَسْفُ وزَادَتْ خَبْلا
وَضَرْبُ تِلْكَ مِثْلُهَا وَقَدْ نُقِلْ ***** عَنِ الخَلِيلِ صَلْمُهُ لَمَّا سُئِلْ
وَقِيلَ بلْ ذَلِكَ نفسُ الأوَّلِ ****** مِنْ بعْدِ إِضْمَارٍ عَرَاهُ في الجَلِي
مَشْطُورُهُ عرُوضُهُ موقوفةْ ********* وَتارةً تجِيئُُنَا مَكْسُوفةْ
وَحَيْثُما تُكسَفْ فَسَوْفَ يشْتَبِهْ **** بالرَّجَزِ المشْطُورِ ذِي القَطْعِ انْتبِهْ
وَجَعلُ ذا مِنَ السَّريع أَحْسَنُ **** إذْ كَسْفُهم مِنْ قطْعِهم ذا أهْوَنُ
وَحسَّنُوا الطَّيَّ به وقبَّحُوا ******* خَبْلًا وأمَّا الخبْنُ فهْو يَصْلُحُ
وَجَاز في المشْطُورِ أنْ يَحِلَّ في ***** ضَرْبيهِ خبنٌ إِنْ تقفْ أو يُكْسفِ
وَقيلَ جَازَ في العرُوضِ الأُولَى ******* وَقَوْلُهُم هَذَا أتَى مَرْذُولا
وَعِلَّةُ اسْتِعْمَالِه بالكَسْفِ ******** وَالوَقْفِ مَعْزُوٌّ لأمرِ الوقفِ
إِذْ لا يجُوزُ مطلقًا أنْ نقفا ***** على مُحَرَّكٍ بآخرٍ وفَى
ـ[رضا العربي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 07:35]ـ
السلام عليكم
أحسنت-أبا سريع- في توصيفك البديع للسريع
شكر الله لك وبارك في عملك وزادك علما وفضلا .. أخانا الدرعمي الحبيب .. جعلت المنظوم بغرض التعليم شعرا لطيفا بديعا سائغا يؤدي الغرض ويسلك مسلكا إلى النفس لطيفا
وأعجب لقلة الانتباه لعملك الطيب الجدير بالالتفات والاحترام والتقدير
....... أسأل الله أن يجزيك عن إخلاصك فيه وإحسانك إياه خيرا عميما
ودم بفضل من الله ونعمة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[06 - Nov-2010, صباحاً 11:06]ـ
السلام عليكم
أحسنت-أبا سريع- في توصيفك البديع للسريع
شكر الله لك وبارك في عملك وزادك علما وفضلا .. أخانا الدرعمي الحبيب .. جعلت المنظوم بغرض التعليم شعرا لطيفا بديعا سائغا يؤدي الغرض ويسلك مسلكا إلى النفس لطيفا
وأعجب لقلة الانتباه لعملك الطيب الجدير بالالتفات والاحترام والتقدير
....... أسأل الله أن يجزيك عن إخلاصك فيه وإحسانك إياه خيرا عميما
ودم بفضل من الله ونعمة
الأستاذ محمود محمد مرسي أبو سريع
بارك الله فيك وفي أعمالك، وزادك علمًا وفضلا وألَقًا.
اعذرنا في قلَّة تفاعُلنا مع إبداعاتك، فلسْنا نقوى في الحقيقة على مُجاراتك.
وقد كنتُ كتبتُ قديمًا في مثل هذا:
يا أديبًا بلغتَ ما أتمنَّى * * * فعلى هَدْيِ ما خطوتَ طريقي
أنتَ غرَّدتَ للأنامِ فلمَّا * * * ضِقتَ بالأرْضِ لُذتَ بالتَّحْليقِ
فَجناحاكَ يَحْملانِكَ خِفًّا * * * في فضاءٍ يَسْمو عن التَّضْييقِ
عجَزَ النَّاسُ عنْ دِراكِكَ فاعذُرْ * * * ليْس للنَّاسِ من جَناحٍ طَليقِ
فجرَوْا خلف ذي جناحٍ مَهيضٍ * * * كرَّموهُ بالزَّمْر والتَّصْفيقِ
من أبيات كثيرة قلَّما تجود بمثلها القرائح.
ـ[إبراهيم حسن إبراهيم]ــــــــ[06 - Nov-2010, مساء 01:08]ـ
جزاك الله خيرًا كثيرًا
موضوع مفيد و قيّم بوركت
:)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[08 - Nov-2010, صباحاً 08:22]ـ
أخي في الله وأستاذنا القارئ المليجي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأما عن قولك عن الأبيات التي جادت بها قريحتُك: (قلما تجودُ القرائحُ بمثلها) فهو صحيحٌ لا أشكُّ فيه، وأرجو أن تتفضَّل علي ببقيتها، وأما عن ردِّي فلا أجدُ ما أردُّ به على تواضع شيخنا الجمِّ إلا أن أقول: غفر الله لك يا شيخنا المليجي، وزادك بتواضعك رفعة وعلوًّا، وبلغك في الدنيا والآخرة ما تتمنَّى، , واسمحْ لي ـ يا أخي ـ أن أذكرَ مثلًا لي ولك، فما أنا ـ يا أبا ورشٍ ـ إلا حشرةٌ تزحف على الأرضِ، وأمَّا أنتمْ فملوكُ الجوِّ، وصدقَ أبو ماضي إذ يقُولُ:
الأرضُ للحشَرَات تزحفُ فوقها ****** وَالجوُّ للبازيِّ والشَّاهينِ
ومعْذرةً ـ يا أخي فأنا الآن مشغولٌ، والسَّلام.(/)
محاولة
ـ[أم هانئ]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 10:54]ـ
- نفسي تتوق لتلك الرحابْ **** أٌراها بعيني كطيف السرابْ
- بروحي أسابق حج الرِّكابْ **** أحوم أحلق فوق السحابْ
- يُطَوِّف قلبي طوافَ الرِّبابْ **** بعيدًا ولكن كرؤيا الضبابْ
- فدوما إليها أروم المثابْ **** لهفا وشوقا لذاك الثوابْ
- بزمزمَ أطفئُ شوقَ الغيابْ **** يُغَسِّلُ نفسي طََهُورُ الشّرابْ
- هناك أعفر وجهي الترابْ **** لعلِّي أنالُ نقاء الكتابْ
- وأبكي حنينا رجاء المثابْ **** فَأَخْلِفْنِي ربي إليها المآبْ
ـ[فهدة]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 04:19]ـ
محاولة طيبة .. وغرض نقي
وإن كان لابد من النقد فراجعي وزن الشطر الأخير فَأَخْلِفْنِي ربي إليها المآبْ (وصياغته أيضا!)
وفقك الله.
ـ[أم نور الهدى]ــــــــ[18 - Sep-2010, صباحاً 05:04]ـ
جميل جدااا ..
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 02:31]ـ
على درب القريض ...................... وستصلين إن أخلصت له
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:13]ـ
محاولة طيبة .. وغرض نقي
وإن كان لابد من النقد فراجعي وزن الشطر الأخير فَأَخْلِفْنِي ربي إليها المآبْ (وصياغته أيضا!)
وفقك الله.
ولماذا نسيت يا أختاه قولها:
لهفا وشوقا لذاك الثوابْ
فإن التفعيلة الأولى لم تأت على وزن فعولن، ومع ذلك أقول: من سار على الدرب وصل، وفقك الله، والسلام
ـ[أم هانئ]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 12:38]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم ..
- أما عن الوزن والتفعيلة: فالبضاعة في العروض - يعلم الله - مزجاة
إنما هي كلمات خرجت عفو الخاطر بلا ضابط غير الأذن غير المثقلة بعلم في ذلك الفن.
فمن استطاع التصويب فليتفضل لطفا لا أمرا.
- وأما بالنسبة للصياغة: ففضلا أعلمونا محل الخطأ علّنا نصلحه إن استطعنا.
وفي الأخير: ما عرضته عليكم إلا بغية الفائدة ... بورك في الجميع.
ـ[فهدة]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 12:57]ـ
محاولة طيبة .. وغرض نقي
وإن كان لابد من النقد فراجعي وزن الشطر الأخير فَأَخْلِفْنِي ربي إليها المآبْ (وصياغته أيضا!)
وفقك الله.
ولماذا نسيت يا أختاه قولها:
لهفا وشوقا لذاك الثوابْ
فإن التفعيلة الأولى لم تأت على وزن فعولن، ومع ذلك أقول: من سار على الدرب وصل، وفقك الله، والسلام
وعليكم السلام والرحمة
بل شعرتُ به؛ لكن ألا ترى أنك لو قرأته: بتسكين الهاء في لهفا، ثم أدغمت نون لهفن في الواو بعدها؛ونون شوقن في اللام بعدها لمشى الحال؟ أم ما ذا؟
ثم لتعذرني أيها الفاضل ولتعذرني أختنا أم هانئ فلست ممن يتقن العروض ولكني أزنه بأذني فحسب؛ لذا طلبت منها المراجعة، ومنكم أستفيد .. رحمني الله وإياكم.
ـ[فهدة]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 01:04]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم ..
- أما عن الوزن والتفعيلة: فالبضاعة في العروض - يعلم الله - مزجاة
إنما هي كلمات خرجت عفو الخاطر بلا ضابط غير الأذن غير المثقلة بعلم في ذلك الفن ...
.
لا يصلح هذا:)
ما دمتِ تكتبين شعرا فلا بد من دراسة العروض أو على أقل الأحوال عرضه على أهل الفن بعد نظمه للتأكد .. وفقك الله دوما.
وجزاك خيرا وزادك من فضله.
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 01:20]ـ
هذه محاولة للتصحيح ذكرتها باللون الأحمر
- فؤادى يتوق لتلك الرحابْ ****أَراها بعيني كطيف السرابْ
- بروحي أسابق حج الرِّكابْ **** أحوم أحلق فوق السحابْ
- يُطَوِّف قلبي طوافَ الرِّبابْ **** بعيدًا ولكن كرؤيا الضبابْ
- فدوما إليها أروم المثابْ **** بلهفٍ وشوقٍ لذاك الثوابْ
- بزمزمَ أطفئُ شوقَ الغيابْ **** يُغَسِّلُ نفسي طَهُورُ الشّرابْ
- هناك يُعفر وجهي الترابْ **** لعلِّي أنالُ نقاء الكتابْ
- وأبكي حنينا رجاء المثابْ **** فأدعوك ربي إليها المآبْ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أم هانئ]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 04:46]ـ
لا يصلح هذا:)
ما دمتِ تكتبين شعرا فلا بد من دراسة العروض أو على أقل الأحوال عرضه على أهل الفن بعد نظمه للتأكد .. وفقك الله دوما.
وجزاك خيرا وزادك من فضله.
جزاك الله خيرا وبارك فيك أختنا الكريمة
أما عن دراسة العروض فلا أظنني فاعلة
وأما عن كتابة الشعر فلست بقاصدة
وأما عن عرض ما كتب عفو الخاطر على أهل الفن فها أنا أفعل
أحسن الله إليك على ما تفضلت به آمين
ـ[أم هانئ]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 04:55]ـ
هذه محاولة للتصحيح ذكرتها باللون الأحمر
- فؤادى يتوق لتلك الرحابْ ****أَراها بعيني كطيف السرابْ
- بروحي أسابق حج الرِّكابْ **** أحوم أحلق فوق السحابْ
- يُطَوِّف قلبي طوافَ الرِّبابْ **** بعيدًا ولكن كرؤيا الضبابْ
- فدوما إليها أروم المثابْ **** بلهفٍ وشوقٍ لذاك الثوابْ
- بزمزمَ أطفئُ شوقَ الغيابْ **** يُغَسِّلُ نفسي طَهُورُ الشّرابْ
- هناك يُعفر وجهي الترابْ **** لعلِّي أنالُ نقاء الكتابْ
- وأبكي حنينا رجاء المثابْ **** فأدعوك ربي إليها المآبْ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
فضلا ما الفرق بين: هناك يُعفّر و هناك أُعفّر
فقد أبدلتَ حرفا منحركا بآخر مثله وبقي الحرف التالي بل باقي حروف الكلمة على حالها؟
علما بأن (أعفر) فاعله أنا التي تسجد فتعفر
بينما (يعفر) فاعله التراب وهذا المعنى ليس مرادا حيث لا يتضمن معنى السجود.
وفي الأخير جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د: ابراهيم الشناوى]ــــــــ[19 - Sep-2010, صباحاً 09:22]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
فضلا ما الفرق بين: هناك يُعفّر و هناك أُعفّر
فقد أبدلتَ حرفا منحركا بآخر مثله وبقي الحرف التالي بل باقي حروف الكلمة على حالها؟
علما بأن (أعفر) فاعله أنا التي تسجد فتعفر
بينما (يعفر) فاعله التراب وهذا المعنى ليس مرادا حيث لا يتضمن معنى السجود.
وفي الأخير جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به.
وجزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
يظهر الجواب حين ننظر إلى الجملتين التاليتين معا:
أُعفر وجهى الترابا ــــــــــــــــــ أُعفر وجهى فى التراب
ففى الجملة الأولى جعلت الفعل " أعفر " متعدياً لمفعولين وهذا خطأ والصواب أنه متعد لمفعول واحد كما فى الجملة الثانية قال فى التاج:"عَفَرَه في التُّرَابِ يَعْفِرُه بالكَسْر عَفْراً وعَفَّرَهُ تَعْفِيراً فانْعَفَرَ وتَعَفَّر: مَرَّغَهُ فيه أَوْ دَسَّهُ. وفي حديثِ أَبِي جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكم؟ يُرِيد به سُجُودَهُ في التُّرابِ؛ ولِذلِكَ قال في آخِرِه: لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِه أَو لأُعفِّرَنَّ وَجْهَه في التُّراب يريد إِذْلالَه " فظهر أن هذا الفعل سواء كان مخففا أو مشددا لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد بنفسه فإن أردنا تعديته لمفعول ثان كان بالحرف لا بنفسه وهو يتعدى بالحرف " فى " كما سبق
هذه واحدة وأخرى أن السياق هو قرينة المعنى فسياق الأبيات واضح كل الوضوح فلا يمكن أن يصح عند عاقل أن يكون المعنى هو أن التراب يعفر وجهى لأن الجو مترب أو لأن المكان غير ... حاشا لله، ومن فهم مثل هذا فقد أساء كل الإساءة فى فهم ما هو واضح كل الوضوح غاية ما هنالك أن المعنى انتقل من الحقيقة (أنك أنت التى تعفرين وجهك فى التراب) إلى المجاز العقلى وهو نسبة تعفير الوجه للتراب فهو كقولنا: نبت الزرع ونام محمد ومرض على و ... الخ ثم إن من أساء فى فهم المعنى الثانى ربما تعنت وأساء فى فهم المعنى الأول أيضا إذ المعنى الأول لم يكن فيه ذكر للسجود صراحة بل كان بطريق الكناية بدلالة الالتزام إذ يلزم من تعفير الوجه بالتراب السجود لكن هذا ليس بلازم أيضا - عند من يريد أن يسئ الفهم - إذ ربما أخذ الإنسان التراب بيديه من فوق الأرض وعفر به وجهه ثم إن من تعنت فى فهم المعنى الثانى إنما كان لأنه فهم هذا الشطر بمفرده بعيدا عما سبقه ولحقه فإذا فعل ذلك وألقى سائر الأبيات بعيدا عن عقله فليلق معها اسم الإشارة " هناك " فعلى أى شئ يعود وما سبب تعفير التراب الوجه هناك وأى ميزة لتعفير الوجه هناك عن أى مكان آخر.أظننى أطلت كثيراً مع أن المعنى من الوضوح بمكان.
ثم إنى أحب أن أذكر أننى إنما حاولت ألا أخرج عن الألفاظ الواردة فى الأبيات فلهذا عدلتها بما عدلتها به. والله أعلم
لعل أحدا لا ينتبه لهذا التعديل فقد عدلت تشكيل الألف من " أراها " فقد كانت مضمومة فى الأصل فجعلتها مفتوحة وبينهما فرق كبير ف"أُرَى " بالضم: فعلٌ مُلازِمٌ للبناءِ للْمَجْهُولِ، ومعناه أظُن وليس له معني هنا وأما أَرَى بالفتح فمن الرؤية وهو المراد هنا
والله أعلم وهو ولى التوفيق
ـ[أم هانئ]ــــــــ[19 - Sep-2010, مساء 05:36]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم على ما تفضلتم به(/)
من أصدق المراثي
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 06:45]ـ
::دموع في مآقي الزمن::
شعر الشيخ: محفوظ ولد الوالد؛ حفظه الله.
هو الدهر والأقدار يجري بها الدهر ......... فما لامرئ نهي على الدهر أو أمر
فصبرا ولا تجزع لما فعل القضا ......... وإن جل خطب الدهر واستفظع الأمر
إذا حل عسر فاصبرن لزواله .............. فإن جميل الصبر يتبعه اليسر
وإن لم تطق صبرا بأول صدمة ............ تصبر فإن الصبر يأتي به الصبر
تصبر ولو أن الذي عال صبرُه ............. مصابك هذا قد يكون له عذر
مصاب به هالت مصائب أمةٍ ............. على عتبات الكفر ينحرها الكفر
مصاب بمن مِن فقدهم تذرف السما .......... وتنتحب الأرضون والبر والبحر
كأن المنايا إن تُغير وتنتقي .......... لها دليل بيننا ولها وِتر
فسبحان من أغرى المنايا بأهله ............... كأن لها ثأرا وليس لها ثأر
ليختار من يختار منهم ويصطفي ........... له الحكمة العليا له النهي والأمر
توخى الردى فاختار في الناس وانتقى ....... خيارا كراما مثلما ينتقى التبر
عصائب نزاع من الأرض كلها .......... يوحدهم دين ويجمعهم فكر
توحدهم في الله أقوى عقيدة .......... ولا نسب غير العقيدة أو صهر
فما جمعتهم في الأصول قبيلة ........... وما ضمهم حي ولم يحوهم قطر
دعتهم ثغور العز من كل موطن ........ فطاروا سِراعا ما لهم دونها صبر
ثبات ووحدان من الأرض كلها ........... يوحدهم هم وأوطانهم كثر
نفى عنهم هم التنعم همُّهم .......... فأبدانهم شعث وأثوابهم غبر
نحافا وسمرا كالرماح تراهم ......... وتحمد عند الطعن شعث القنى السمر
ويحمد في العظم البلى وهو قاطع ........ ويحسن في الخيل المسومة الضمر
مضوا يشربون الموت كأسا شهية ......... ولو أن طعم الموت مستثقل مر
ولكن في ذات الإله ودينه .......... لمن أشرب الإيمان يستعذب الصبر
أبوا أن يعشوا كالعبيد بعالم ......... تحكم فيه الظلم واستحكم الكفر
فليست تُطيق الضيم نفس أبية ........ ولا يقبل الإذلال في دينه حر
ففي الأرض منأى للكريم عن الأذى .......... وفي الموت منأى عنه إن لزم الأمر
فما عاش من عاش الحياة بذلة .......... ولو طال ذاك العيش ما بقي الدهر
وما مات من في الله ماتوا فمبتدا .......... حياتهم من حيث ينتهي العمر
أولئك إخواني على كل جبهة بها ........... منهم ذكر وفي ثغرها قبر
قبورهم بين الثغور غريبة ........... يباعد منها السهل والجبل الوعر
وكم من غريب في بلاد غريبة .......... وفي الملأ الأعلى له الشأن والذكر
تقل هناك الباكيات عليهم ........... وفي أرضهم باكون لو علموا كثر
تعمِّر آفاقَ الثغور قبورهم ......... وأوطانهم منهم مرابعها قفر
سقاهم إله العرش من بحر جوده .......... حيا مستمرا لا بطيء ولا نذر
أولئك إخواني فمن لي بمثلهم ............ بمثلهم يستنزل النصر والقطر
رفاق بدرب العز والمجد والعلا ........... فصحبتهم فخر لمن همه الفخر
وعز به يثنى على المرء في الدُّنا ......... ودين به في الله يلتمس الأجر
وكانت بها الأيام أحلى من المنى .......... فطابت بها الدنيا وطاب بها العمر
لئن كان أفناكم من الدهر صرفه ........... فإن لكم ذكرى سيفنى به الدهر
لدى ذكركم تحيا المحامد والعلا .......... وما مات من في ذكره للعلا ذكر
فإن سترت تلك القبور جسومكم .......... فثم خصال ليس يسترها قبر
فثمَّ التقى والجود والحلم والنقى ............ وصدق اللقا يوم الكريهة والطهر
مغاوير في الهيجا مصابيح في الدجى ........... بكم في ليالي الكرب يستطلع الفجر
تجودون بالأرواح إن ضن غيركم ............ وما تستوي الأرواح في البذل والوفر
من المجد نلتم غاية بعد غاية ................. يقودكم عزم ويدفعكم صبر
ونلتم خصالا لا يغير أهلَها ............. إذا حل عسر بينهم أو أتى يسر
وثم خصال دونها في علوها .............. وإشراقها في ليلنا الأنجم الزهر
ولو رام شعر حصر كل خصالكم .......... لأحصر ثم الحصر وانقطع الشعر
لو أن امرءا أنجاه بِر من الردى ............ لأنجاكم مما أصابكم البر
ولكنها الآجال إن حان حينها ............. فما لامريء بَر يقيه ولا بحر
شربتم بكأس قد سقيتم بمثلها ............. مرارا وما في ذاك عار ولا نكر
ففتكتكم في الكفر لم يُر مثلها ............. وما فاق حتى الآن من هولها الكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا زال مصعوقا بها مترنحا ............ كأن به سكرا وليس به سكر
من السكر ما تأتي به الخمر غالبا ............. ومنه الذي يأتي به الذعر لا الخمر
فلله عزم من أولى العزم صادق ............. ولله صبر ما رأى مثله الصبر
ولله ضرب لم ترى البيض مثله ............. ولا سمعت عنه الردينية السمر
ولا فعلة في الكفر كانت كفعله ............. ولا فتكة فيه عوان ولا بكر
نطحتم بعزم هامة الكفر نطحة ............. تهشم منها الرأس وانقصم الظهر
فخرت قلاع الكفر للأرض بعدما ............... تبخر منه الشطر واشتعل الشطر
فقامت من الهول الرهيب قيامة .......... تحير في أوصافها الفكر والشعر
وأضحى حمى الأعداء للنار مرتعا ........... وكان حمى حظرا وما نفع الحظر
ففروا فرارا يجمحون كأنهم ............ من الذعر فئرانا تملكها الذعر
فأدركتم ثأرا من الكفر ضائعا ........... بثأر كهذا الثأر فليدرك الثأر
فأنهلتم منه الردى ثم فارتوى ............. وعل ولم يعجنه من عله الصدر
شفيتم صدورا ملؤها الغيظ قبلكم ........... ألا بعد طول الغيظ قد شفي الصدر
وأيقظتم التاريخ بعد سُباته ............... فقد نهضت حطين واستيقظت بدر
كتبتم نشيدا خالدا بصنيعكم ............ تغني به الدنيا وينشده الدهر
سنبقى كما كنا على العهد بيننا ........... غزاة بنا يشقى وقد شقي الكفر
نذلل سبْل المجد بالبذل والعطا ............ وبالصبر للاعدا إذا جزع الصبر
عن الدرب ما حدنا على العهد لم نزل ........... إلى أن يحين الحين أو يسعف النصر
إذا ما نزلنا ساحة الكفر في الوغى ............ تفشى هناك الموت وانتشر الذعر
فإن نحن نلنا ما نريد ونبتغي ............... فذاك وإلا كان في موتنا عذر
يذكرنيكم كل حزن يصيبني ........... وكل سرور لي بكم عنده فكر
ولا عجب إن الشجى يبعث الشجى .......... وكل سرور منه في جنسه ذكر
إذا طلعت شمس النهار ذكرتكم .............. وأذكركم ذكرا إذا طلع البدر
وإن جن جنح الليل جدد ذكركم .............. وجدده فجري إذا طلع الفجر
ففيكم ولو سطَّرت كل قصائدي ............. لما بلغت في القدر ما أوجب القدر
يعزي أخاكم أنه لاحق بكم ............. وإن مد في الآجال وانفسح العمر
رحمهم الله، وألحقنا بهم غير مبدلين ولا مغيرين!
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 05:10]ـ
حقيقة لاول مرة اقرأوها رغم كثرة اطلاعي
شكرا لك على الطرح(/)
دراسة الشعر الجاهلي-الأموي - العباسي (للمشاركة) حتى يستفيد الجميع
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 03:43]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال مهم،بالإجابة عليه تتفتح أبواب مغلقة وتعبد سبل وعرة
هو:
لماذا ندرس الشعر الجاهلي -الأموي -العباسي؟
السؤال الثاني
بعد أن عرفنا سبب دراستنا للشعر، لا بد أن نسأل أنفسنا، كيف نصل إلى تلك الاستفادة؟ أو قل: ما الطرق التي من خلالها نصل إلى الاستفادة المرجوة من دراسة الشعر الجاهلي-الأموي - العباسي؟
وقد كررت كثيرا ذكر:الجاهلي الأموي العباسي
لأن كل عصر له مميزاته
الموضوع مفتوح للأعضاء لإثرائه، خاصة أستاذنا أبي مالك العوضي
والسلام على أمة الإسلام
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 06:45]ـ
أرجو من الإخوة أم يشاركوا
ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 01:04]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
اشكرك على طرحك للموضوع الجيد , فعلاً أثرت لدي هذا السؤال الذي إجابته ليست بالسهلة.
أعتقد بدراسته , نستفيد لغوياً ونحوياً ,
خاصة وهم على سليقتهم يتحدثون العربية في كل شؤونهم لم تخالطها اللهجات.
أنا أستفدت ذلك , مع أني لم أبلغ الفصاحة بعد.
كذلك الشعر هو وسيلتهم لتسجيل الأخبار والأيام و الوقائع وبذلك نأخذ نظرة شاملة عن مجتمعهم وحياتهم.
أما كيف نصل للفائدة , بدراسته والتمعن فيه.
هذا إعتقادي والله أعلم.
ـ[ابن مالك النحوي]ــــــــ[21 - Sep-2010, صباحاً 08:35]ـ
جزاك الله خيرا
ولكني قصدت أن نعرف سيمة كل عصر وما يميزه حتى نستطيع الاستفادة(/)
قصيدة دفاعا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاعر احمد الصديق
ـ[اوس العربي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 12:28]ـ
نصرة لأمنا عائشة قصيدة
أم المؤمنين .. الصديقة بنت الصديق
إليكِ تحايا الحب والبِر والثنا
حبيبة خيرِ المرسلين .. وأمّنا
مبرأة من كل عيب .. وإنما
عدوك من أزرى به الفحش والخنا
فداؤكِ منا الروح يا من بطهرها
تنزّل وحي الله .. والعرض عرضنا
ومن قبلنا عرض الرسول وأهله
وكل أذى قد مسّه فهو مسّنا
وكل افتراءِ فهو من صنع طغمةٍ
لها المكر والإفسادُ قد بات ديدنا
يدّسون في خير القرون سمومهم
ومن دسّها يرجع بما دسّ مثخنا
يريدون بالإسلام شر مكيدة
وتشويه من شاد الحضارة وابتنى
وكلِّ جهاد في حماهُ تحررت
شعوبٌ وشاعت شٍرعة الحق في الدنى
وعزّ على الطاغوت أن زال ملكه
فأعماه حقدٌ صار بالحرب معلنا
* * *
ُأعائشة الصدّيقة العفة التي
هي الكوكب الدري يسطع بالسنا
وريحانة الإسلام تنفح بالتقى
مطيّبة الاعراق اصلاً ومعدنا
أبوك أحبُ الناس للمصطفى كما
وحبُّكِ منهُ في الفؤادِ تمكنا
ألستِ لهُ زوجاً بأمرِ من السَّما؟
تعالى إله العرش رباً مهيمنا
قضى أنه للطيّبين مثيلهم
ُّمن الطيباتِ المحصناتِ تيقنا
وحسبكِ من زوج وداد ورحمة
وأنكِ قد أحرزتِ في قربه المنى
بلغتِ من المجد الذري فاسعدي به
وما كان من حُسنٍ فقد كنتِ أحسنا
اثيرة خير الخلق .. موضع سرّه
َوقلبك بالعلم النفيس قد اغتنى
وبيتك مهد الوحي يأتيه دونما
سواه فما هذا الخصوص؟ وما عنى؟
وهذا اختيار يلفت العقل والنهى
إليه .. ويسترعي قلوباً وأعينا
وعندكِ كانت للنبي وفاته
وصدركِ عند النزع قد كان محضنا
وريقكِ بالمسواكِ خالط ريقه
فصار به المسواك كالقلب ليّنا
وذلك فضل لا يضاهيه مثله
ولا ما يدانيه من الفضل أو دنا
فكيف تمادى بالأذيّة جاهل
وويلٌ لمن سنّوا لطعنكِ ألسُنا
وما طعنُهم إلا بأنفسهم .. أجل
وإلا فمَن شاء البيان .. تبيّنا
ومستمرئ الإيذاء للناس لم يذق
أماناً .. ولن يلقى من الله مأمنا
وتكذيبهم لله ماذا عقابه؟
وفيم ترى المفتون بالجهل أرعنا؟!
كلاب تعاوى في الجحيم وما لهم
من الله إلا جاحم النار مسكنا
هو الإفك والبهتان .. باءوا بإثمه
يظنون عند الله ذلك هينا
ألستِ لهم أماً فأين وفاؤهم؟!!
ولستُ أرى في جمعهم قط مؤمنا
حريَّ بمن يؤذيكِ وهو ملوث
بأرجاسه في أن يذم ويلعنا
وهذا أبوكِ الشهم يغلي بغيظه
ولكنه ينصاع لله مذعنا
فيعفو .. ويعطي من أساء استجابة
لوحي أتى بالعفو والصفح مؤذنا
وطوبى لعبد يكظم الغيظ .. قادراً
على الثأر .. لكن قد تجاوز محسنا
ويبقى حديث الإفك درساً وعبرة
وآياته تتلى هنالك أو هنا
وكلٌّ له منها حصائده التي
جناها .. وقد خاب الشقي بما جنى
شعر: أحمد محمد الصديق
الدوحة / قطر(/)
جزى الله خيرا من ينقد هذه القصيدة!!
ـ[سجال]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 11:19]ـ
هذه القصيدة من نظمي و آمل منك الاطلاع عليها و نقد ما فيها من سقم أو جمال و جزاكم الله خيرا
لاْ تَنَمْ
جَرِّدْ حُسَاْمَكَ , لَاْ تَنَمْ
وَ ادْفَعْ جَوَاْدَكَ , لَاْ يُحَمْ
وَانْهَضْ سَرِيْعًا نَحْوَنَاْ
لِرِيَاْضِنَاْ قُرْبَ الْقِمَمْ
سَبَقَ الْعِدَاْ! وَ الْعُمْرُ كَمْ
سَيُذِيْبُهُ شَيْبُ الْهَرَمْ؟!
وَقَفَ الزَّمَاْنُ لِبَعْضِنَاْ
فَمَضَوْا ... وَ الْحَتْمُ يَمْ
شَهِدَ الرِّجَاْلُ مَضَاْجِعًا
فَتَفَاْوَتُوْا حَسَبَ الشِّيَمْ
فَمُكَرَّمٌ لِعَطَاْئِهِ
وَ مُكَبَّلٌ ... بِئْسَ النَّدَمْ!
أَفَلَمْ نَكُنْ رَمْزَ الْعَطَاْ؟
أَوَلَمْ نَكُنْ أَهْدَىْ أُمَمْ؟
فَأَتَتْ (بَلَىْ) كُنَّاْ كَذَاْ!
فَإِجَاْبَةٌ أَذْكَتْ حِمَمْ
لِعَجَاْئِبٍ لَمَعَتْ سَنَا
فَأَضَاْءَتِ الدُّنْيَاْ هِمَمْ
قَصُرَتْ رَكَاْئِبُ قَوْمِنِاْ
عَنْ نَجْمِنَاْ ... صُنِعَ الْعَدَمْ!
حَنَقُ الْبُدُوْرِ عَلَى الْجَمَا (م)
لِ كِنَاْيَةُ النَّقْصِ الْأَتَمْ
نَعَتِ الْبَلَاْدَةُ نَفْسَهَاْ
شُرِبَ الْبَلَا, أُكِلَ الْأَلَمْ
طُعِنَ الْجَمِيْعُ فَلَاْ شِفَا
سُفَهَاْؤُنَاْ بَعْضُ الْفَدَمْ
وَ يُرِيْدُ بَعْضُ رِجَاْلِنَاْ
أَنْ نَعْبُدَ الْغَرْبَ الْمُذَمْ
هُوَ دِيْنُهُمْ وَ دِثَاْرُهُمْ
تَحْرِيْرُ عَبْدٍ مِنْ أَدَمْ
حَكَمَ الدَّمَاْرُ بِحُكْمِهِمْ
فتَمَثَّلُوْا دِيْنِيْ أَصَمْ
مُتَهَاْمِسِيْنَ بِفِكْرَةٍ
بِضِيَاْئِهِمْ كَثُرَتْ ظُلَمْ
أَتَتِ الْمَبَاْدِئَ نَكْبَةٌ
وَ نَذِيْرُهُمْ بِالْخَطْبِ عَمْ
سُفَهَاْؤُنَاْ لَهُمُ الدُّنَاْ
وَلَئِيْمُهُمْ خَلْفَ الْأَكَمْ
سُفَهَاْؤُنَاْ تِيْجَاْنُنَاْ؟!!
عُقَلَاْؤُنَاْ بَاْتُوْا نَعَمْ؟!!
أُخِذَ الْأَنَاْمُ بِصَوْتِهِمْ
وَ لَقَدْ عَلَاْ الشِّقَّ الْقَدَمْ
فَتَمَاْيَلُوْا وَ تَرَاْقَصُوْا!
أَ حُدَاْؤُهِمْ أَشْجَىْ نَغَمْ؟!
شُكِلَ اللِّسَاْنُ بِعُجْمَةٍ
مِنْ شَاْطِئٍ ظَلَمَ النَّسَمْ
حُرِّيَّةٌ وَ غَرَاْئِبٌ
تَبْدُوْ إِهَاْبًا للِْقَتَمْ
دَلَفَ الْكَثِيْر لِرَكْبِهِمْ
فَتَغَرَّبُوْا؛ خَوْفَ الْكَدَمْ
لُغَتِيْ بَكَتْ لِشَرِيْعَتِيْ
لِشُعُوْبِنَاْ عَاْدَ الْسَّأَمْ
رَبَّيْ لَقَدْ ضَاْقَ الْفَضَاْ
ثُقِفَتْ رِمَاْحٌ لِلْعَجَمْ
رَبَّيْ لَقَدْ حَلَّ الْبَلَاْ
وَتَعَاْظَمَ الَخَطْبُ اللَّمَمْ
بَرَقَتْ سَحَاْئِبُ شَرْعِنَاْ!
سُقِيَتْ بِوَبْلٍ مِنْ دِيَمْ!
حُفِظَتْ بِلَاْدَيَ وَانْتَهَىْ
مُتَمَاْلِئٌ وَ الدَّمْعُ دَمْ!
غَرِقَ الْقَصِيْدُ بِأَدْمُعِيْ
أَفَلَاْ فَرَرْتَ إِلَىْ الْأَجَمْ؟!
شَرْعٍ يَفِيْضُ مَبَاْدِئًا
فَمَطَاْلِعِيْ لُغَةُ الْقَلَمْ
لِتُعَاْنِقَ الْمَجْدَ الْأَشَمْ
جَرِّدْ حُسَاْمَكَ لَاْ تَنَمْ
ـ[سجال]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 02:42]ـ
أين جهابذة اللغة؟؟
نقدكم سلبا أو إيجابا(/)
قصيدتا عائشة رضي الله عنها والقرآن
ـ[عبد الله احمد الجرابلسي]ــــــــ[22 - Sep-2010, صباحاً 06:59]ـ
كتبتُ في الأيامِ الماضيةِ قصيدتين الأولى في الدفاعِ عن القرآنِ عندما أرادَ قِسٌّ أن يحرَقَهُ فَصَرفَهُ الله عن ذلك، وإليكم عنوان ومطلع هذه القصيدة:
((هَذَا هُوَ الْقُرْآنُ))
قُرْآنُنُا قَبَسٌ لِلنَّاسِ تِبْيَانُ
آيَاتُهُ دُرَرٌ لِلْخَيْرِ عُنْوَانُ
وَحْيٌ مِنَ اللّهقَدْ جَاءَ الأَمِينُ بِهِ
نُورٌ أَضَاءَتْ بِهِ أَرْضٌ وَأَكْوَانُ
هَاتُوا لَنَا كَلِماً فِي مِثْلِ رُتْبَتِهِ
لَمْ يَسْتَطِعْ فَعْلَ ذَا إنْسٌ وَلاَ جَانُ
والقصيدةُ الثانيةُ في الدفاعِ عن أمّ المؤمنين عَائشَةٍ رضي الله تعالى عنها، وإليكموها:
((عَائشَةٌ إلْفُ النَّبِيّ وَزَوْجُهُ))
1_مَقَامُ عَائشَةٍ يَسْمُو عَلَى الشُّهُبِ
وَعِرْضُ عَائشَةٍ أَنْقَى مِنَ السُّحُبِ
2_فِي رَوْضِ أَحْمَدَ وَالصِّدِّيْقِ مَنْبِتُهُا
اللّهُ بَرَّأَهَا فِي أَصْدَقِ الْكُتُبِ
3_هِيَ الْحَصَانُ الرَّزَانُ الطُّهْرُ سِيْرَتُهُا
هِيَ الْعَفِيْفَةُ فَوْقَ الشَّكِ وَالرِّيَبِ
4_كَمْ يَهْبِطُ الْوَحْيُ آيَاتٍ بِمَنْزِلِهَا
كَنَظْمِ دُرٍّ ثَمِيْنٍ غَايَةَ الْعَجَبِ
5_يَا عُصْبَةَ الْإفْكِ قَدْ خَابَتْ تِجَارَتُكُمْ
وَخَابَ قَوْمٌ أَتَوْا بِالزُّورِ وَالْكَذِبِ
6_أُمَّاهُ عُذراً لإفكٍ مِنْ رُوَيْبِضَةٍ
عَزَاؤُكِ الْيَوْمَ فِي أَبْنَائِكِ النُّجُبِ
7_لَمْ يَسْكُتُوا أَوْ يَغُضُّوا الطَّرْفَ مِنْ خَوَرِ
فَاهْتَزَّتِ الْأَرْضُ إِذْ ثَارُوا مِنَ الْغَضَبِ
8_مَا زَالَ فِيْهِمْ بَقَايَا مِنْ جُدُودِهِمُ
فَطَابَ فَرْعٌ نَمَى مِنْ خَالِصِ النَّسَبِ
9_نَقَلْتِ لِلنَّاسِ هَدْيًا عَنْ نَبِيِّهِمُ
مَعِيْنُ عِلْمٍ صَفَا مِنْ غَيْرِ مَا نَضَبِ
10_مَا بَيْنَ سَحْرٍ وَنَحْرٍ مِنْ تَرَائِبِهَا
مَاتَ النَّبِيُّ رِضًا يَا خَيْرَ مُنْقَلَبِ
11_تَيْمِيَّةُ الْأَصْلِ وَالصِّدِّيْقُ وَالِدُهَا
وَالزُّوْجُ أَحْمَدُ يَا لَلْمَجْدِ وَالْحَسَبِ
12_لا تَحْسِبُوا مَا جَرَى شَّرّاً لِأُمَّتِنِا
قَدْ يَأْتِيَ الْخَيْرُ صِنْوَ الْجَهْدِ وَالْكُرَبِ
ـ[قلم و ورقة]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:45]ـ
سلمت يمينك وصح لسانك أسأل الله تعالى أن يجعل ماكتبته في موازيين حسناتك.
ـ[أبو أسامة العزيزي]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 10:05]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
ونفع الله بك
ـ[ابو خالد المصرى]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 02:08]ـ
لا فض فوك
بارك الله فيك
الى الامام
ان من الشعر لحكما
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 08:17]ـ
في كل عصر شذاها سار إن لها .... في محكم الذكر ما يأتي على الريب
خصت بتطهير رب العرش ساحتها ... فلينقلب مرجف بالويل والحرب
وليشتعل قلبه نارا فسيرتها ..... أنقى من الطل إذ يروي عن السحب
مال السفوح إذا الهامات من قمم ... قد طالعت وجهها في أعين الشهب
هي الحصان التي طاف العفاف بها ... وخمر الطهر طلعتها مع الحجب
فازت بقلب نبي الله. أي علا ... يحكي علاها؟! فقد فازت بقلب نبي
قد طيب الله ما قد ضم خافقه ... فليهنها الطيب ما دامت على الحقب
ما بين سحر ونحر كان موعده ... مع الجنان وشهد الريق لم يذب
وفي ثرى بيتها قد كان مرقده .... أكرم بروض ثوى في أشرف الطنب
لطالما استعجل المختارليلتها .... وهو يعاني سهام السقم والكرب
أبعد هذا يسوق الإفك جحفله .... شر الجنود جنود الإفك والكذب
وينفث السم ثعبان ورقيته ... في أسطر الدهر لا في أسطر الكتب؟!
مت في سمومك لا تطلب نقيصتها ... جلت عن النقص من حلت ذرا الرتب
أماه لاتحزني إن الإله قضى ... ألا يغيض معين الأجر فاحتلبي
هم أحرقوا العود فانسال العبيرعلى ... كل الوجود وعرف العود لم يخب
ـ[ابو جهاد عبد الاله]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 09:31]ـ
بارك الله فيك
ـ[زياد كرير]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 01:16]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك وجمعنا في الجنة جميعا ان شاء الله
ـ[الباحث العربى]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:25]ـ
جزاك الله خيرا(/)
أسمار: دعابات أبي الغصن! (من أمتع ما أنت قارئ)
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[23 - Sep-2010, مساء 10:37]ـ
أسمار- دُعَاباتُ أبي الغُصْنِ!.
(قال أبو عَمْرو بن العلاء: اكتُبُوا الحِكْمَةَ وارْووها ولو عَنْ مَعْتُوه)
حمداً لله؛ وبعدُ:
فأحسبُ أن هذا العُنْوانَ سَيُثِيرُ التَّساؤُلَ في أّذهانِ بعضِ القراءِ على الأقل، ورُبّما كانَ من المُسْتَغْربِ عِنْدَ آخَرينَ عَقْدُ مُسامَرةٍ (للدُعَابَةِ) في وَقْتٍ زَاحَمَ الجِدُّ فيهِ الجِدَّ؛ ولَمْ تُبْقِ تَكالِيفُ الحَياةِ وقْتاً (لِحَكِّ الرأسِ!) كما تَقُولُ العامَّةُ في المثَل! وأصْبَحَتِ اللحَظَاتُ والأَعْمَارُ تُقَدَّرُ عِنْدَ مُهَنْدِسي الحياةِ (بالدينارِ والدولار)!!، وأغْرَبُ من ذلكَ أن كثيرينَ من القُرَّاءِ سَيُفَاجِئُهُم ما حَظِيَ به أبو الغُصْنِ مِنَ الشهْرَةِ الواسِعَةِ والمَحْدِ المُؤَثّلِ العَريقِ بِدُعابَاتِهِ تِلك؛ وبِما تَحْويهِ مِنْ حِكَمِ الطَّرائفِ وطَرَائفِ الحِكَمِ!.
وأينَ مَحَلُّ (أَبي الغُصْنِ) بما حازَهُ مِنْ شُهْرَةٍ ملأَتْ ما بَينَ الخافِقَينِ مِمّا يَقَعُ لأهْلِناَ مَثَلاً في بِيتِ المَقدِسِ وأكنافِ بيتِ المَقْدِسِ من الأرضِ المُبارَكَةِ الطيبَةِ ولِسانُ حالِهمْ يُتَرْجِمُ عنهمْ فيقول:
خَرَجْنا إلى المَوْتِ شُمَّ الأُنُوفِ كما تَخْرُجُ الأُسْدُ مِنْ غابِها
نَسيرُ على شَفَراتِ السيُوفِ ونَأتِي المَنِيَّةَ من بابها
سَيَعْلَسمُ أَعْداؤُنا أنَّنا رَكِبْنا المَنايا حَناناً بِها
ولولا أَنَّنِي أَتَّقِي بِحُلُمِ السادَةِ القُرَّاءِ أن تُصِيبَنِيِ سِهامٌ منَ اللوْمِ لا تُخْطِئُ لكانَ لي معَ هذه التسْمِيَةِ شَأْنٌ آخرُ.
سَمِيرٌ وابْنَاهُ:
وأَنا أََحِبُّ - كان الله لي ولكَ – أنْ تَجْنِيَ مِنْ حَدائقِ هذه الأسْمارِ قُطُوفاً دَانِيَةً، أما الكَلامُ فإنَّهُ - وللهِ الحمدُ - يَسْنَحُ لي سَهْلُهُ؛ ولا يَجْمَحُ علَيَّ وعْرُهُ، وأنا أتَخَيَّرُ مِنهُ إنْ شاءَ اللهُ ما رَقَّتْ حَوَاشِيهِ؛ وراقَتْ مَقاصِدُهُ ومَعانِيهِ، وَإِنَّما اخْتَرْتُ تَسْمِيَةَ حَديثِي إلَيكَ بِهذا الاسمِ لأنَّهم ذَكَرُوا أنَّ السمَرَ حَدِيثُ الليلِ خاصَّةً؛ وذلكَ حِينَ يَلْبَسُ الكَوْنُ ثِيابَ الراحَةِ والدَّعَةِ، وتَسْكُنُ الخلائقُ إلاّ ما شاءَ اللهُ تَعالَى!، (وقيلَ: بلْ أَصلُ السمَرِ: ضَوْءُ القَمَر؛ لأنّهم كانُوا يَتَحَدَّثُونَ فيه!)، ورأَيْتُ أنَّ ذلكَ أَدْعَى لِقُبُولكِ؛ وأَرْوَحُ لِنَفْسك، وأَرْجَى لِفَوْزِك!؛ فإنّنِي لا أُعْلَمُ عَنكَ إلا أَنكَ وابْنا سَمِيرٍ (وسميرٌ هو الدهرُ؛ وابْناهُ هما الليلُ والنهار) كفَرَسَيْ رِهانٍ، فإما لكَ وإما عَليك!.
ومِن مَقاصِدِ هذه (المُسامَرات) ما يتَعَلَّقُ بإفهامِ الناسِ كثيراً من الحَقائقِ التي أفلَ نَجْمُها مِنْ حَياتِ كَثِيرينَ، ولَعَلَّها - ولو بَعْدَ مُحاوَلاتٍ عديدةٍ – تُشْرِقُ شَمْسُها عَلَيْهم مِن جديد؛ بعْدَ أن احتَجَبَتْ عَنْهمْ بِعَساكِرِ الأَهْواءِ وَالْفِتَنِ والنفُوسِ الأمَّاراتِ بالسوء والجُنْدِ المُرْصَدِينَ مِنْ شياطينِ الثَّقَلَينِ!؛ ولا سَبِيلَ لِخَرْقِ هذهِ الحُجُبِ إلا بِالتّحَيُّلِ المَشْرُوعِ في إبْلاغِ الحقِّ للخَلْقِ؛ و (الحَرْبُ خَدْعَةٌ) كما تَواتَرَ به النقلُ عن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
فإنْ طالَتْ بِنا الحَياةُ - والأيامُ دُوَلٌ – شافَهْتُكَ والسامِرَةَ (وهم جَماعَةُ السُّمَّار) بِهَذه الأسْمارِ - إنْ شاءَ الله تَعالَى - هُناكَ في بَيْتِ المَقْدِسِ زَادَهُ الله شَرَفاً؛ وقدْ أشْرَقَت الشمْسُ مِنْ مَطْلَعِها؛ وعادَتْ الأُمُورُ إلى مَنْزَعِها؛ وأَخَذَ القَوْسَ بارِيها؛ وسَكنَ الدارَ بَانِيها.
واعْلَمْ بأنَّ (السامِرَةَ) لَفْظَةٌ تَطْلَقُ أَيْضاً على غيرِ المَعْنى الذي أَشَرْتُ إليه؛ وهُوَ مَعْنَىً لا أَقْصِدُهُ قَطْعاً؛ فَيُرادُ بِها قَوْمٌ من اليَهُودِ مِن قَبائلِ بني إسرائيلَ، يُخالِفُونَهمْ (أي اليهودَ) في بعضِ أحْكامِهم؛ كإنْكارِهم نُبُوَّةَ مَنْ جاءَ بعدَ مُوسَى عليه السلامُ!؛ وزَعْمِهمْ أن نابُلْسَ هي بيتُ المَقْدِس!، وهم صِنْفانِ: الكوشانُ والدُّوشان؛ وإليهم يُنْسَبُ السامِريُّ الذي عَبَدَ العِجْلَ!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكرَ العلامَةُ المُرْتَضى الزبِيدِيُّ مُصنفُ تاجِ العَروس المُتَوفَّى سنةَ (1205) للهجْرة قال: وأكثرهم في جَبَل نابُلُس؛ وقد رأيتُ منهم جماعةً أيام زِيَارَتِي للبَيْت المُقَدس؛ ومنهم الكاتِبُ الماهر المُنْشِئ البليغ: غَزَالٌ السّامِرِي ذاكَرَنِي في المَقَامَاتِ الحَرِيرِية وغيرها وعَزَمَنِي إلى بُسْتَان له بثَغْرِ يافا؛ وأَسلَم وَلَدُه وسُمِّيَ مُحَمَّداً الصادق وهو حي الآنَ.
وقد ذكرَ الإمامُ ابنُ حجَرٍ العَسْقَلانِيُّ في بَعْضِ كُتُبِهِ مِمّنْ أَسْلَمَ من اليَهُودِ السامِرَةِ شِهابَ الدينِ السامِرِيَّ رَئيسَ الأطِباءِ بِمِصْرَ؛ أسلمَ على يَدِ الملكِ الناصرِ؛ وكانَ فيه فَضيلَة. انتهى.
واللهُ أَضْحَكَ وَأَبْكى:
وذلكَ سِرٌّ مِن الأسرارِ التي يَنْطَوي عليْها خَلْقُ الإنسان؛ وقَدْ قِيلَ إنَّ الله تعالى مَيزّ الإنسانَ بالضحكِ والبُكاءِ مِنْ بينِ سائرِ المَخْلُوقات!؛ وقيل: إنَّ القِرْدَ يَضْحَكُ ولا يَبْكي!؛ والإبلَ تَبْكي ولا تَضْحك!، ولمْ يَجْتَمِعا إلاّ في ابنِ آدمَ!.
هكذا قيل؛ لكنّني وجَدْتُ في الموسوعاتِ العِلْمِيَّةِ ذِكْراً لطائرٍ سَمِينٍ رَمادِيِّ اللونِ؛ يَبْلغُ طُولُهُ نَحْو (46) سَنتيمِتْراً؛ يُدْعَى (الحَمارَ الضاحِك)!؛ وذَكَرُوا أنَّهُ سُمِّيَ بذلكَ لأن صَيْحاتِهِ تُشْبِهُ الضحك!؛ ويُطْلَقُ عليه في الإنجِليزيَّةِ اسمُ ( Kookaburra)؛ وهو اسمٌ مَشْتَركٌ لأربَعَةِ أنواعٍ من الطيورِ تَعِيشُ في اسْتُراليا وغِينْيا الجديدة.
قالوا: وَمِنَ العَجَبِ أنه لا يَعْلَمُ أحدٌ قَبْلَ وقتِ الضحِكِ أو البُكاءِ أنه يَضْحكُ أو يَبْكي!؛ ولا أنهُ يأتيهِ ما يُعْجِبُهُ أو يُحْزِنُهُ؛ ولو قيل لهُ حالةَ الضحكِ أنّهُ بعْدَ ساعَةٍ يَبْكي لأنكرَ ذلك!؛ وربما أَدْرَكَهُ ما أبْكاهُ في وقتِ الضحكِ؛ أو أَضْحَكَهُ في وَقْتِ البُكاء!.
وأعجبُ من هذا أن الإنسانَ يضحكُ غَداً مما أَبْكاهُ اليوم، ويَبْكِي اليومَ مما أَضْحَكَهُ بالأَمْسِ في غَيْرِ جُنُونٍ ولا ذُهُول!.
وقالُوا أيْضاً: تَعْليلُ الضحكِ بَقُوةِ التَّعَجُّبِ غَيرُ صَحيح، لأنَ الإنسانَ رُبَّما بُهِتَ عندَ رُؤْيَةِ الأمُورِ العَجِيبَةِ ولم يَضْحَك!. وكذلك التعْليلُ بِقُوة الفَرَحِ لأنّهُ قدْ يَبْكي!.
حُلْوٌ ومَالِحٌ:
ولا ضَيْرَ فهكذا هو شَأْنُ الحياةِ!؛ شأْنٌ لا يَنْقَضِي مَعَهُ العَجَب!، لا مُغَيِّرَ لِنافِذِ القَضاءِ والحُكْمِ؛ ولا مُبَدِّلَ لسابقِ العِلِمِ، يَخْتَلطُ فيها الفرحُ والحُزْنُ؛ والأمَلٌ والألمُ؛ والسعادَةُ والبُؤْسُ؛ والغِنَى والفَقْرُ؛ والرّخاءُ والشدَّة، كما يختلطُ فيها العِلمُ والجَهلُ؛ والحياةُ والمَوْتُ، وكما يختلطُ فيها الأبْيَضُ والأسْودُ؛ واللَّيِّنُ واليابِسُ؛ والحُلْوُ والمالِحُ؛ وأمْثالُ ذلكَ، وكما يَخْتَلِطُ فيها الجِدُّ والهَزْلُ ولا فَرْقَ.
وتَجِدُ هذا في طَبائِعِ الناسِ كما تَجِدُهُ في المَعَانِي التي حَوْلَكَ؛ لأنَّ الناسَ أشْبَهُوا في ذلكَ أُمَّهُمُ الأَرْضَ التي خُلِقُوا مِنْها!، وفي الأرْضِ السهلُ والحَزْنُ؛ والفَسيحُ والضيِّقُ؛ والمُرْتِفِعُ والمُنْخَفِضُ؛ والأبْيَضُ والأسْوَدُ، وعلى هذهِ الجَدِيلَةِ اخْتِلافُ الألْسِنَةِ والأَلْوانِ؛ وكانَ أَمْرُ الله قَدَراً مَقْدورا.
وأَعْقَلُ الناسِ مَنْ عَاشَ الحياةَ عَلَى ما خَلَقَها الله تَعالَى عَلَيْهِ؛ فَعَرَفَ حُلْوَها ومُرَّها؛ وحَسَنَها وقَبِيحَها؛ وأَعْطَى كُلَّ مَعْنَىً مِن مَعانِيها حَقَّهُ الذي أَعْطاهُ لَهُ رَبُّهُ وخالِقُه؛ لا يَزِيدُ عَلَيْهِ ولا يَنْقُصُ مِنْه، ولَمْ يَطْلُبْ مِنَ الدنْيا حالاً واحِداً لا تَحُولُ عَنْه؛ وإلاّ كانَ الإنْسانُ إذْ يُكَلِّفُ الأشْياءَ ضِدَّ طِباعِها كَمَنْ يَطْلُبُ في المَاءَ جَذْوَةَ نار!؛ وفَهْمُ هذا النامُوسِ الكَوْنِيِّ مِنْ أعْظَمِ أسْبابِ السعادَةِ التي ضلَّ عَنْها كَثِيرٌ مِن الناسِ!.
وَوَرَاءَ الدُّعابات أسْرارٌ دَفينَة:
فليْسَتْ هي – ما دَامَتْ تَسلُكُ سَبيلَ الأدَبِ - للتَرْويحِ عن النفسِ من كَبْتِ الحَياةِ وأثقالِها فَحَسْبُ.
بل تَحْمِلُ في أطْوائِها (أنْحائِها) الحِكْمَةَ العِلْمِيَّةَ والعَمَليَّةَ؛ وخُلاصَةَ دَرْسٍ مِن دُروسِ الحياةِ!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقَبْلَ هذا وذاك فَهِيَ تَعْبِيرٌ عَمَّا تُكِنُّهُ ضَمائرُ الأُمَمِ والشعُوبِ مِنَ المَشاعِرِ والأَحَاسيسِ؛ وما تَصُوغُهُ في دَوَاخِلِها مِنَ المَبادئِ والأفكارِ، على وَجْهِ يَتَجَرَّدُ عن الزّمانِ والمَكان؛ بِعِيداً عَن سِحْرِ الدِّعايَةِ وبَريقِ التلفيقِ والتّزْوير.
وشأْنُها في ذلك شأنُ ما يَرُوجُ في الأُمَمِ مِن الرُّؤى المَنامِيَّةِ والأقاصيصِ والأمْثالِ؛ حتى قيل: ألْسِنَةُ الخَلْقِ أقلامُ الحقِّ!.
والحقُّ أن كثيراً منها يَجْري مَجرى الأمْثالِ التي قِيلَ فيها: هيَ حِكْمَةُ الشعبِ وتاريخهُ وَوِجْدانُه؛ وهي الوجْهُ الصادقُ لِحياةِ الأُمم والشعوبِ، تَحْوِي خُلاصَةَ التجارِبِ العَميقَةِ التي تَمَرّسَتْ بها خِلالَ تاريخِها، وهِيَ خُلاصَةُ مُعاناتِها وشقائها؛ وسَعادَتِها وغَضَبِها ورِضاها.
ويُقالُ - على سَبيلِ الإحاطَةِ بأطرافِ ما نَكْتُبُ فيه – إِنَّ (الكُومِيدْيا) التي نَشأَتْ في (أثينا اليونان) في القَرْنِ الخامِسِ قَبْلَ الميلادِ وُجِدَتْ للتّعْبِيرِ عَنْ مَكْنُوناتِ الضمائرِ كما ذكَرْنا في الدعَابات؛ وكانَتْ تَدُورُ في بدَاياتِها حَوْلَ معاني الحياةِ والمُعْضِلاتِ المُتَعَلِّقَةِ بالوجُودِ الإنساني، ثم انتقلتْ إلى (الكُوميدْيا) الجديدةِ التي تَعْتَمِدُ النقْدَ القاسِيَ الصريحَ في القرنِ الرابعِ قَبْلَ المِيلاد، ثم إلى (الكوميديا) الصامِتَةِ في القرنِ الثانِي قَبْلَ الميلاد، وفي العصُورِ الأورُوبِيَّةِ الوسْطى أُدْخِلَتْ فَواصِلُ هَزَلِيَّةٌ إلى القصصِ التوراتِيَّةِ مِمّا شَوّشَ على كثيرٍ مِنَ المَفاهيمِ في الديانَةِ النصرانِيَّة!، إلى أن جاء ( Ben jonson) في القَرْنَينِ السادس عَشرَ والسابعِ عَشرَ - وكان مُعاصِراً ل (شَكْسْبير) - وقدّمَ نَظَريَّةً حَوْلَها مُشْتَقَّةً مِنْ عِلْمِ وَظائِف الأعْضاء الإنسانيِّ وعِلْمِ النفْسِ؛ اسْتَنَدَ فِيها إِلَى ما كانَ سائِداً في وَقْتِهِ مِنْ أَنَّ الجِسْمَ يَحْوي سَوائِلَ أَرْبَعَةً يَتَحَكَّمُ تَوازُنُها ونِسْبَتُها في الأدَاءِ المِثالِيِّ للجِسْمِ والعَقْلِ فِي الإنْسانِ، وفي القَرْنِ الثامِنِ عَشر نَشأتْ في بريطانيا (كومِيديا الأساليب) وأَصْبَحَتْ باباً لِنَقْدِ كَثِيرٍ مِنَ المَظاهِرِ المَرْفُوضَةِ في الحَياةِ المُعَاصِرَة!!، ثم حَصلَتْ تَطَوُّراتٌ لها في القَرْنَيْنِ الأخِيرَيْنِ ضَرَبْتُ عَنهُ الذِّكْرَ صَفْحاً.
وَوَجَدْتُ في بَعْضِ الكُتُبِ؛ وأَظُنُّهُ عن هارونَ الرشيدِ أنه قال: النوادِرُ تَشْحَذُ الأَذْهانَ؛ وتَفْتِقُ الآذان!.
وقال حمادُ بنُ سَلَمَةَ: لا يُحِبُّ المُلَحَ إلاَّ ذُكْرانُ الرِّجالِ؛ ولا يَكْرَهُها إلاَّ إناثُهُم!!.
وما عَلَيكَ لَوْ جَمَعْتَ إلى الترْويحِ عَنِ النفْسِ خُلاصَةَ الحِكْمَةِ ولُبابَها؛ وأنْتَ تَرى الزارِعَ يُمَتِّعُ ناظِرَيْهِ بِحُقُولِ القَمْحِ وَسنابِلِهِ الذهَبِيَّةِ ولَيْسَ يُغْنِيهِ ذلكَ عنْ جَنْيِهِ وحصادِهِ!.
فَخْذْ إذنْ مِنَ الطرائِفِ ما تُرْشِدُكَ إلى التَّعَلُّمِ مِنْ نَظَائِرِها؛ حتّى إذا ما مَلَكْتَ زِمامَ الدُرْبَةِ والمِراسِ؛ ورُزِقْتَ حَصافَةَ الرأيِ وَوَفْرَةَ الحِجَى؛ وذكاءَ القَلْبِ؛ ونَفاذَ البَصيرَةِ!؛ صَنَعَتْ مِنْكَ - بإذنِ الله - في مَيْدَانِ الحِكْمَةِ سَبَّاقَ غاياتٍ وَمُدْرِكَ نِهَايات.
طُرْفَةُ المَلِكِ والهَنادِكَة:
وقدْ حُكِيَ أنّ بَعْضَ الظَلَمَةِ من المُلُوكِ لَمَّا ماتَ حَضَرَ جَنازَتَهُ جَمْعٌ كبيرٌ مِنَ المُلُوكِ والأعْيانِ؛ فَرَوَّجَ شَعْبُهُ المَظْلُومُ قِصَّةً في جَنازَتِهِ جاءَ فيها أنّ بَعْضَ أعْيانِ الهَنادِكَةِ حَضَرَ مَراسِمَ الدفْنِ، وكانَ الهِنْديُّ يَنْتِظرُ حَرْقَ الجُثَّةِ كَما جَرَتْ بِهِ العادَةُ عِنْدَ كَفَرَةِ الهِنْدِ في جَنائِزِهم!؛ فَلَمَّا صِيرَ بالجُثَّةِ إلى القَبْرِ ولم يَرَ الهِنْديُّ مِنْ ذلكَ شَيْئاً؛ سَألَ بَعْضَ الحُضُورِ مِنْ أَعْوانِ المَلكِ عن ذلكَ؟!؛ فقالَ له: الأَمْرُ عِنْدَنا على خِلافِ ما هُوَ عِنْدَكُمْ؛ فالحَرْقُ عِنْدَكُمْ أولاً والدفنُ ثانياً، أما عِنْدَنا فالدفنُ أوّلاً؛ ثمّ الحرْقُ في القَبْرِ ثانِياً!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَمْرانِ سِيَّانِ عَلى لِدَةٍ واحِدَةٍ أنْ تَكونَ القِصَّةُ صحيحَةً في نَفْسِ الأمرِ أم رَوَّجَ الناسُ لها تَفَكُّهاً وتَنَدُّراً، فذلك مِن الأُمَّةِ نَفْثَةُ مَصْدُورٍ وصَرْخَةُ مَكْلُومٍ، عُبِّرَ عَنْها في صُورَةِ الدُّعابَةِ؛ وهو الشُّعُورُ الجَمْعِيُّ الذي لا يَقْبَلُ التحريفَ والتبْديلَ.
كُلُّنا حَمَامِيزُ الله!!.
كذلكَ ما يُحْكى في الطرائِفِ مَثَلاً أنّ رَجُلاً صَحبَ وَلَداً لهُ إلى السوقِ، فلَمّا كانا هُناكَ سَمِعا رَجُلاً يُنادِي صَبِياً يَقولُ: يا عَبْدَ الله!؛ فأجابَهُ الصبِيُّ بِقَوْلِهِ: يا عَمُّ؛ كُلُّنا عَبِيدُ الله فأيَّ عَبْدٍ تُريدُ؟!، فقالَ الرجلُ مُنَبِّهاً ولَدَهُ ومُعَلِّما: انظُرْ يا بُنَيَّ إلى ما يَقُولُ الغُلامُ المُباركُ!.
فَلَما كانا مِنَ اليَوْمِ التالي وهما في ناحِيَةٍ مِنَ السوقِ سَمِعَ الصبِيُّ رَجُلاً يُناديهِ؛ يا حَمْزَةُ!؛ فبادَرَهُ بِقَوْلِهِ: يا عَمُّ كُلُّنا
حَمامِيزُ اللهِ؛ فأيَّ حَمْزَةٍ تُريدُ؟!!، فقالَ أبُوهُ: أُسْكُتْ يا مَنْ أَخْمَدَ اللهُ بهِ ذِكْرَ أبِيهِ!.
فتأَمَّلْ فيما انْطَوَتْ عَليهِ هذه الحِكايَةُ مِنَ:
1 - الإشارَةِ إلى النِّعْمَةِ بالولد ...
2 - وإلى التَّفاوُتِ في مَراتِبِ هذه النِّعْمَةِ ...
3 - وأنَّ العُقُولَ مَراتِبٌ مُتَفاوِتَةٌ أَيْضاً ...
3 - وأَنَّ الأَخْلاقَ مِنها ما هُوَ جِبِلِّيٌّ فِطْرِيُّ؛ ومِنْها ما هُوَ كَسْبِيٌّ تَحْصِيلِيٌّ كما هُوَ مَذهَبُ المُحَقِّقِينَ مِنَ العُلَماء، وخِلافاً لِما قِيلَ مِنْ أنَها كَسْبِيَّةٌ فَقط كما ذهبَ إليه جَمْعٌ منَ الفَلاسِفَةِ المُتَقَدِّمِينَ مِنْ أمْثالِ الفارابِيِّ وابْنِ سينا؛ ومِنَ المُتأخّرين مِنْ أمثالِ (مانْدِفِي؛ ت:1733)؛ و (تُومَاسْ هويز؛ ت:1796).
4 - وأنَّ الوَلدَ الصالحَ الفَطِنَ مِنْ أعظم نِعْمِ الله على العَبد؛ وفي تَرْجَمَةِ الإمامِ الكَبيرِ ابنِ الجَزَريِّ الشافِعِيِّ مِنْ طَبقاتِ الحُفاظِ للسيوطي (ص:467) أنَّ والِدَ الجَزريِّ كانَ تاجِراً ومَكثَ أرْبَعينَ سَنَةً لا يُولَدُ له؛ فلما حجَّ شربَ من ماءِ زَمْزَمَ ونَوَى حُصُولَ الوَلدِ؛ فأعْطاهُ الله ما تَمَناهُ في هذا الابنِ السعيد!.
5 - وما جَعَلَ الله تَعَالَى في الوالِدِ مِن المَحَبَّةِ لِوَلدِهِ والشفقَةِ عليهِ حَتَّى إنَّهُ يُحِبُّ أنْ يَكَونَ فَوقَهُ وأَعْلَى مِنْهُ مَنْزِلَةً وفِطْنَةً وذَكاءً؛ ولا يُحبُّ ذلكَ لأحَدٍ سِواهُ!؛ مِمَّا يَدُلُّكَ على سِرٍّ مِنْ أَسرارِ الحياةِ وبَقاءِ النوعِ الإنسانيِّ فيها إلى ما شاءَ الله تعالى.
حكايَةُ الوزيرِ والخَدَمِ:
ومِمّا رُوِيَ من الطرائِفِ الحِكَمِيَّةِ أنّ سُلَيمانَ بنَ عبدِ المَلكِ الخليفَةَ الأُمَوِيَّ كَتَبَ إلى أحَدِ وُلاَتِهِ يُقالُ لهُ ابْنُ حَزم يسْأَلُهُ عَنْ عَددِ منْ عِنْدَهُ من الخَدَمِ، فأَمْلَى على كاتِبِهِ يَقُولُ له: أَحْصِ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الخَدَمِ، بالحاءِ المُهْمَلَةِ سادِسَةِ الحروفِ؛ غيرَ أن الكاتِبَ أَخْطأَ فكتَبَها بالخاءِ المُعْجَمَةِ (أخْصِ!)؛ مِنَ الخِصاءِ الذي هُوَ رَضُّ الخُصيَتَينِ لِتَذْهبَ شَهوةُ النكاح؛ ويقالُ له في العَربِيَّةِ: الثَّرْدُ؛ أيضاً!، فما كانَ مِنَ الوالِي إلا أنْ جَمَعَ العَبيدَ وكانُوا أرْبَعَةَ آلافٍ؛ فجَبَّ مَذاكيرَهُم أَجْمَعين!!، وكانَ الدلاّلُ واحِداً ممَّنْ خُصِيَ!.
فَتَعَلَّمْ مِنْ هَذا - الذي يَذكُرُهُ المُحَدِّثُونَ مِثالاً لمَساوئِ التصْحيفِ سِوى الفُكاهَةِ - أمانَةَ الكَلَمَةِ وأثَرَها في الأُمَّةِ والمُجْتَمعِ!، وتَذكرْ بأنّ ما فعلَهُ الوالِي ظُلْمٌ وعُدْوانٌ لا يَجوزُ حتى وإن أمَرَ به الخليفة؛ لأنّهُ لا طاعَةَ لمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الخالق، وقد قيلَ في قوله تعالى: {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ}: المُرادُ به الخِصاءُ، وهكذا قيلَ فيما رُوِيَ عنِ النبيِّ صلى الله عليهِ وسلّم أنه (نَهى عن صَبْرِ ذي الروح).
أمَّا أبو الغصنِ مَلكُ الدعاباتِ وسلطانُ الفُكاهات:
وما أدْراكَ ما أبو الغُصْنِ؟!.
- فَلَمْ تَعْرْفه الأمَمُ العَربِيَّةُ وَحْدَها!.
- بل شاعَ ذِكْرُهُ في كلِّ عَصْرٍ ومِصْر، وجَرى خَبَرُهُ على الألْسِنَةِ بِلا فَرْقٍ بينَ ساكِنِ خَيْمَةٍ وقَطينِ قَصْر!.
(يُتْبَعُ)
(/)
- عَرَفَتْهُ شُعُوبُ الأرْضِ قاطِبَةً؛ وتَمَدَّحُوا بِنِسْبَتِهِ إليهم وَزَعْمِ أنهُ مِنهم، كما هُوَ شأنُهم معَ لقمان الحكيم!.
- ونَشَرتْ صَحيفَةُ الحياةِ البَيْرُوتِيَّةِ عَنْهُ مَقالاً بِتاريخِ (9/ 1/1971)؛ وفيهِ نَقْلٌ عنْ إحْدى الصحُفِ الأجْنَبِيَّة!.
- وذكَرت الصحيفَةُ أن الشعُوبَ عَرَفَتْهُ بأسماءٍ مُتَشابِهة!.
- فقيلَ هُوَ في آسيا الوُسْطَى (هُودْجا)!.
- وفي مالطَةَ عُرِفَ باسْمِ (جَيْهان)!.
- وفي بلادِ االسكْسون باسم (جُوكا)؛ هذا ما في الصحِيفَة.
- ولعلّ كلِمَةَ ( JOKE) في الإنجليزية وتعْني الطُّرْفَةَ أو المِزاحَ مأخُوذةٌ من ذلك.
- وأزيدُكَ بأَنَّهُ عُرِفَ عِندَ أُممِ الفُرسِ وأَصْنافِ التُّركِ باسْمِ (مُلاَّ نَصْرِ الدين!)؛ مَعَ سِرٍّ في هذه التسمية!.
- وعُرِفَ عِندَ أَمَمِ الهِنْدِ باسم (شَيخ جلِّي) بالجيم الفارسيةِ المُثلثة؛ وتُلْفَظُ كما تُلْفَظُ ( CH) الإنجليزية!.
- وأمَّا عِندَ العربِ فأولُ مَنْ ذكرهُ هو الجاحظُ في تَآليفِهِ؛ في رِسالَةِ عليٍّ والحكمين؛ وكتابِ البِغال!، هكذا في الأعْلامِ للزرِكْلِيِّ عن (شارْل بلا).
- وله ذِكرٌ عِندَ ابنِ النديمِ في (الفِهْرِسْتِ)؛ وأن بعضَ العلماءِ ألفَ كتاباً خاصاً في نَوادِره!.
- وذكرَ الذهَبِيُّ في (سِيَرِ الأَعْلامِ) أنَّ أبا الغُصْنِ صاحبَ النوادرِ هُوَ دُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ اليَرْبُوعِيُّ، وحكى عَن مَكِّيِّ ابنِ إبراهيمَ أنهُ قال: الذي يُقالُ فيه مَكْذُوبٌ عليه؛ وكانَ فَتىً ظريفاَ؛ وكانَ له جيرانٌ مُخَنَّثُونَ يُمازِحُونَهُ ويزيدُونَ عليْه!.
- وهكذا زَعَمَ الدُّمَيْرِيُّ في حَياةِ الحَيَوَانِ؛ وأيَّدَه بالنَّقْلِ عَنْ عَبْدِ الرحْمنِ بنِ مَهْدي الإمام!.
- كما ذكرَ الذهَبِيُّ رجلاً آخَرَ يقالُ له: أبو الغُصْنِ ثابتُ بنُ قيس، وحكى أنه من صِغارِ التابِعينَ، وخَطّأَ منْ زَعَمَ أنه صاحبُ النوادر. فهما إذن اثنانِ رُبما اشتَبَها؛ فتنَبَّه.
- لكنْ نَفَى ما قَدَّمْناهُ عن السِّيَرِ جمعٌ من العُلماء؛ مِنهم ابنُ حِبانَ الإمام، وابْنُ الصلاح؛ وابنُ حجرٍ العسقلاني؛ وبُرْهانُ الدينِ الأبناسيُّ في كتابِهِ (الشذا الفَيَّاح)!.
-وذكرَ الجاحِظُ أن اسْمَهُ (نوح)، وأنّهُ أربى على المئةِ عامٍ؛ وأدركَ المَنْصورَ الخَليفَةَ؛ وكان يَسكنُ الكوفة، وقيلَ: بل اسْمُهُ: اسحاق!.
- وقدْ عَمِلَ الناسُ على لِسانِهِ كثيراً من النوادِرِ؛ حتى أَلَّفَ في ذلك أَبو اليُمْنِ الغِفاريُّ كتاباً في ألفِ ورقة!.
- وقالَ الزمَخْشَريُّ: والحكاياتُ لا تَضْبَطُ عنه كثْرَةً!.
- وقيلَ إنَّ أمَّ أبي الغُصْنِ كانتْ خادِمَةً لأنَسِ بنِ مالك صاحبِ رسُولِ الله صلى الله عليهِ وسلم!.
- وقيلَ أيضاً إنه أدركَ أبا مُسلم الخُراسانِيَّ صاحبَ الدعْوَةِ العباسِيَّةِ، ودَخَلَ عليهِ في الكوفَةِ، أدْخَلَهُ عليه أبو يَقْطين مَولَى أبي مُسلم، فقال أبو الغُصْنِ: يا يقْطينُ!؛ أيُّكُما أبو مُسلم؟!.
- ومِنْ نَوادرهِ أنه لما دَخَلَ على أبي مُسلمْ قالَ له: لَقدْ نَذرْتُ إن رَأيتُكَ أن آخذّ مِنكَ ألفَ دِرْهم!؛ فضحكَ أبو مُسلمْ وقالَ له: مَنْ نَذَر شَيْئاً فَإنَّما يُعْطي ولا يَأْخُذُ!؛ ثم أعطاه.
- وقيلَ: إنَّ عُمَرَ بنَ أبي رَبيعَةَ ذكرهُ في شِعْرِهِ؛ فإنْ صحَّ دلَّ على اشتِهارِ أمْرِهِ قبلَ أبي مُسلمْ بأكثرَ مِنْ أرْبَعِينَ سنة!، ومَقْتلُ أبي مسلمٍ كانَ على يَدِ أبي جَعْفَر المَنْصورِ سنةَ (137).
- وفي أعلامِ الزرِكْلِيِّ أَيْضاً عن مَخْطُوطَةٍ سُمِّيَتْ (قِطْعَةٌ من تَراجِمِ أَعْيانِ الدنْيا الحِسان) أنَّ أبا الغُصْنِ بَغداديُّ تُوفِّيَ في خلافَةِ المَهْديِّ العَباسِيِّ.
- وفيه أيضاً أن التُّرْكَ نَحَلُوا أخبارَ أبي الغُصْنِ لصاحِبِهم (مُلاّ أو خُوجَةَ نَصْرِ الدين) وزادُوا فيها أضعافَ أضعافِها!، ويُظَنُّ أنه صاحبُ الضريحِ الكبيرِ في بَلْدَةِ (آق شَهْر)، وأن مُؤَلِّفَ رِحْلَةِ الشتاءِ والصيْفِ قدْ مَرَّ به. ُ
- ولما كَتَبَ جَلالُ الدينِ الرُّومِيُّ مُؤَسِّسُ الطريقَةِ المَوْلَوِيَّةِ المُبْتَدَعَةِ في تُركيا كِتابَهُ المَثْنَوِيّ ضَمنَهُ بعْضَ نوادِره!.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وبِسَبَبِ اخْتِلاطِ الحِكاياتِ بينِ أبي الغُصْنِ العَرَبيِّ والآخرِ الرُّومِيِّ ذهبَ بعضُ الكُتابِ إلى أنهُ أُسْطُورَةٌ خيالِيَّةٌ لا حَقيقَةَ لها، كما في مَقالٍ لِمُحَمد فريد أبي حديد في مَجَلَّةِ العَرَبي في العدد (41/ 66)!.
- وأخيراً فقدْ كتبَ (عَليُّ المِصْراتيُّ) كتاباً عن نَوادِرِهِ في (ليبيا)!.
- وللأديبِ عَباسِ بنِ مَحْمُودٍ العقَّادِ كتابُ عَنْهُ وصَفَهُ فيه بالضاحِكِ المُضْحِك!.
- وكَتبَ عن حِكاياتِ (أَبي الغُصْنِ العَرَبِيِّ) محمدُ بنُ رَجَبٍ النجارُ كتاباً خَاصاً.
- أما عَليُّ بنُ أحْمدَ باكثير الحَضرَميُّ أُصولاً الأنْدُنُوسِيُّ مَوْلِداً؛ الشاعِرُ القَصصِيُّ المُتوفّى سَنَةَ (1389) فله مَسْرَحِيَّاتٌ نَثْرِيةٌ مَطْبُوعَةٌ مِنْها مَسرحيَّةٌ حِيكَتْ حَولَ أَخبارِهِ!.
- وَوَفاةُ أبي الغُصْنِ على ما قِيلَ كانتْ في سنةِ (130) للهجرَة.
أبُو الغُصْنِ وأعْلى نَوادِرِهِ:
وكُلُّ ما سَبَقِ مِنَ الأخْبارِ التي جَمَعْناها عنهُ مِنْ عَشَراتِ المَصادِرِ - وكَثيرٌ مِنْها مِنْ غَيرِ مَظَانِّهِ - فَإنَّما هِيَ لِمَنْ عُرِفَ بَينَ الناسِ باسمِ (جُحَا)؛ وأَبو الغُصْنِ كُنْيَتُه؛ ودُجَينُ اسْمُهُ؛ والذي يَضْرِبُ الناسُ بهِ المَثَلَ في الغَفْلَةِ والحَماقَةِ تارَةً فيقولونَ: أَحْمَقُ مِنْ جَحا!، ويَجْعَلُونَهُ مِثالاً للدهاءِ والفطْنَةِ تارَةً أُخْرى كما في كَثِيرٍ مِنْ أخباره!.
وأعْلى ما وَجَدْتُ مِنْ ذكرِ (جحا) وَنَوَادِرِهِ ما قرَأْتُهُ في كتابِ كشفِ النِّقابِ لابنِ الجوزي نقلاً عن حاشِيَةِ مَخْطُوطَةِ الكتابِ منْ أنه وُجدَ بخطِّ الحافِظِ ابنِ ناصِرِ الدينِ الدِّمَشْقِيِّ ما يَلي: حَدّثَ اسماعيلُ الصفَّارُ بِسَنَدِهِ إلى قَبيصَةَ بنِ عُقْبَةَ قال: اجْتَزْتُ بِجُحا وهو جالِسٌ على الطريقِ يأكلُ خُبْزاً؛ فقلتُ له: يا أبا الفضلِ تُجالِسُ جَعْفَرَ بنَ مُحمدٍ وتأكلُ في الطريق؟!؛ فقال: حدثني جَعْفَرُ بن محمد عن نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلمَ قال: مَطلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ - (والمَطْلُ: تأخيرُ الحقِّ عن صاحِبه) -؛ فطالَبَتْنِي نَفْسي بالمأكولِ؛ وخُبْزي في كُمِّي؛ فلم أُحِبَّ أنْ أَمْنَعَها فأمْطُلَها فَأَلْقَى الله ظالِماً!!.
والعَجَبُ في أنّ أكثرَ النوادِرِ تُنْسَبُ إليهِ مَعَ وُجودِ غَيرهِ مِنْ أصحابِ النوادِر مِنْ أمثالِ: ابنِ أبي عَتيق؛ وأشعَبَ الطمع؛ وأبي العَنْبسِ؛ وابنِ الْجَصّاصِ مَزْيَدَ المَدَنِيِّ، وغيرِهم؛ كما في صبحِ الأعْشى للقَلْقَشَنْدي.
وكذا الحمقى؛ من مِثل: أزهرَ الحمّارِ الأحمقِ، وأبي مُحمَّدٍ الصَّيدَلانِيِّ الأحْمقِ، وغَيرِهم، كما في أخبار الحمقى لابنِ الجَوزي!.
وكُلُّ ذي دُعابَةٍ جُحا:
هكذا رأيْتُ الناسَ يَصْنَعُون!؛ ففي (إنباءِ الغَمْرِ) لابنِ حَجر رحمه الله تَرْجَمةٌ لأحدِ خَواصِّ الأشرافِ والذي ماتَ مسجوناً في قَلْعَةِ (صَفَدٍ) من أرضِ فِلَسطينَ في سَنةِ (847)، وقال عنه السخاوِيُّ في الضوْءِ اللامِعِ: كانَ فيه خِفَّةُ رُوحِ ومُجونٌ ودُعابةٌ؛ فلقَّبَ جُحا!.
ولُقِّبَ به أيضاً: محمدُ بنُ إبراهيمَ الخانكي، ويونسُ بنُ حُسَيْنٍ الواحِيُّ الجَزار، كذا في الضوء اللامعِ المذكور، وفي كَتُبِ التراجِمِ كثيرٌ مِنْ هؤلاءِ لا نَطيلُ بِذِكْرِهم.
ومِنَ الطرائفِ المَنْسُوبَةِ إلى بَعْضِ هؤلاءِ مَثَلاً: ما في الدُّرَرِ الكامِنَةِ لابنِ حجر؛ وأعيانِ العَصْرِ للصَّفديِّ؛ في أخبارِ أحمدَ بنِ محمدٍ بنِ الحريرِيِّ وكانَ شَكِلاً ضَخماً مُفْرِطَ السِّمَنِ له نوادِرُ مُضْحكةٌ من نَمَطِ ما يُحْكَى عن جُحا!.
حكاية:
كان السلطانُ قد عَيَّنَ أحمدَ المذكورَ مُدَرِّساً في المَدْرَسَةِ الصالِحيَّةِ؛ فدَخلَ أَحْمَدُ المدرَسَةَ مَرّةً ورأَى الشيخَ نَجْمَ الدينِ القَحْفازِيَّ خارِجاً مِنْ مَحلِّ الطَّهارَةِ (بيت الخلاء)؛ فقالَ له أحمدُ: يا مَولانا!؛ آنَسْتُمْ مَحَلَّكُم!!، فقالَ له الشيخُ: قَبَّحَكَ الله!.
حِكايَةُ الحكايات:
(يُتْبَعُ)
(/)
وأَخالُكُ - كانَ الله لي ولك – فيما أَصْنَعُهُ مِنَ الاسْتِطْرادِ والتطْويلِ في (مُسامَراتِنا) هذه بينَ مُؤَيِّدٍ يَرَاها فُرْصَةً سانِحَةً لاقْتِناصِ ما أَمْكنَ مِن فَرائدِ الفوائدِ!؛ ومُعارِضٍ يُرَجِِّحُ جانِبَ الاخْتِصارِ في زَمَنِ الاخْتِصار!، وبينَ هذا وذاك آراءٌ وآراءٌ!، ولله الحِكْمَةُ البالغة.
أما أنا فأَكْرَهُ الاخْتِصارَ!، وأُشْفِقُ على الفائدَةِ أنْ تَبْقَى حَبِيسَةَ فِكْري وعَوَاناً في صَدْري؛ بَعْدَ أنْ بَذَلتُ في تَحْصِيلِها وجَمْعِها وضَمِّها إلى نَظائِرها رُبُعَ قَرْنٍ من الزمانِ بل أكثر!، وأَرَانِي أتَحاشَى الحَشْوَ فيما أَكْتُبُ ما اسْتَطَعْتُ إلى ذلك سَبيلاً؛ وأتَخَوَّلُ القارِئَ بالفائِدَةِ بعْدَ الفائِدَةِ مَخافَةَ السآمَة.
ولَسْتَ بِمَلُومٍ وإنْ خالَفْتَني في ذلك، فالمَوْطِنُ يَتَّسعُ للخِلافِ ولله الحَمد؛ وذاكَ هُوَ شأْنُ العَقْلِ البَشَرِيِّ، قادِرٌ على مَدْحِ ما يَشاءُ وذمِّ ما يَشاءُ!، مُتَناقِضٌ!؛ قدْ يَمْدَحُ الشيءَ تارَةً ويَذمُّهُ أخرى!؛ وكلُّ ذي رأْيٍّ أو مَذهبٍ أو نِظامٍ أو عَقيدَةٍ يَرَى ما هُوَ عَلَيهِ حَقّا ويَراهُ مُخالِفُوهُ باطِلاً!!.
وقِصَّةُ جُحا معَ حِمارِهِ دليلٌ لهذا!:
فقد حَكى حَمَلةُ الآثارِ ورُواةُ الأخبارِ أنَّ (أبا الغُصْنِ جُحا) قَصدَ السوقَ يَوماً راكِباً على حِمارٍ لهُ وقدْ أرْدفَ وَلدَهُ خَلْفَه، فَمَرّ على نَفَرٍ جُلُوس؛ فقالَ قائلُهم: ألا تَرَوْنَ إلى هذينِ وقدْ نَزَعَ الله الرّحْمَةَ منْ قَلْبَيْهِما؛ فلم يَرْحَما الدابَّةَ ولم يُشْفِقا عَلَيها!، فتَركَ ولدَهُ على ظَهْرها ومَضى يَمْشي؛ حتى أَتى على قَوْمٍ آخَرينَ؛ فَلَما رَأوْهما قالوا: وَلَدٌ لا أَدَبَ عِنْدَهُ!؛ ولم يُحْسنْ أبوهُ تأَدِيبَه!!، فأَمَرَ ولَده بالمَشْيِ ورَكبَ هو؛ فلَما كانا بِبَعْضِ الطريق سَمِعَ من يَقُول: شيخٌ قسا قَلْبُهُ؛ ولا يَرْأفْ بِحالِ صَبِيِّهِ الصغير!، فنزلا عن حِمارِهما يَمْشيانِ وخَلَّياهُ؛ فقيلَ والله أَعْلَمُ بالقائل: ما رأيناَ أَحْمقَ مِن هذينِ!؛ يَمْشِيانِ على أَقْدَامِهِما؛ والحِمارُ وحده؛ وما خَلقَ الله الحميرَ إلاّ لِتُركب!!.
وقيل: فما كانَ مِنْهما إلاّ أنْ حَملا الحِمارَ ومَضَيا به!!!.
و لَعْمْرُ اللهِ إنْ كانَتْ إلاّ مِن بَدائعِ الحِكَم!؛ وهاكَ إن شِئتَ شِعْراً نَظَمْتُهُ في التَعْليقِ عليها؛ والعَنْدمُ في البَيتِ الخامس: الدَّمُ، وجَعْدُ اليَدَينِ في البيتِ السابع: البَخيلُ. (والنظْمُ مِنْ بحرِ المُتقارب)؛ فقلتُ:
وأَحْلِفُ باللهِ لنْ يِسْلَما وإن مَرَّ دَهْرٌ ونالاَ السمَا
فَدَعْكَ فَمنْ في الوَرَى كَجُحَا يُقِلُّ الحِمارَ وما اسْتَسْلَما
خَلِيلََيَّ دُنْيا وَجَرّبْتُها تُرِيكَ الثَّرى قَد غَدا أَنْجُما!.
وَكُلٌّ يُريكَ بِها ما يَرَى فكمْ مَنْ يَقُولُ؟ ومَنْ؟ وفَما؟!.
فَلَوْ قُلتَ: دِجْلَةُ شَهْداً جَرى!؛ لَقِيلَ: الفُراتُ جَرى عَنْدَما!.
وكَمْ مِنْ عَيِيٍّ بِها باقِلٍ يُقالُ: أَبانَ كَما أَفْهَما!.
وَجَعْدِ اليَدَينِ بَدا حِرْصُهُ!؛ يُقالُ: الجَوَادُ!؛ وغَيْثٌ هَمى!.
وَهَذا يَئِنُّ؛ وهذا يَرِنُّ!؛ لِحَقٍّ يَضيعُ؛ ومَالٍ نَما!.
فيارَبُّ ما لي بِها حِيلَةٌ؛ وأَنْتَ المُعِينُ على كُلِّ ما
وصانَ الإلَهُ جُحا وابْنَهُ؛ وَدُوما لَنا طُرْفَةً واسْلَما!.
سَفِينَةُ النَّجاةِ في بَحْرِ المَهالك:
ولأجْلِ هَذا الذي شَرَحتُ لكَ منِ اضطِرابِ العُقُولِ البَشَريَّةِ واصطِلامِها كانَ الإنِسانُ في دُنْياهُ كَمَنْ أشْرَفَ في طَريقِ سَفَرهِ على غابَةٍ كثيرَةٍ الشعابِ والمَخاوِفِ ولا مَناصَ لهُ مِنْ سُلُوكِها؛ فَليسَ يَسلمُ إلا بِدَليلٍ خِرِّيتٍ (ماهرٍ) عالمٍ بِمَخاطِرها وطُرُقِ النجاةِ فيها!.
وتَعَيَّنَ على الإنسانِ بل على البَشريةِ كُلِّها أنْ تَرْجِعَ إلى مِيزانِ قِسطٍ وعَدْلٍ لا يَتَأَثَّرُ بِما تَتَأثَّرُ بهِ الموازِينُ البَشَرِيَّةُ المُخْتَرَعَةُ مِنَ المُيُولاتِ النّفْسيَّةِ والأهواءِ القَلْبِيَّةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومِنَ العَبَثِ بلا مِرْيَةٍ ولا رَيبٍ أنْ يُفْتَرَضَ مُجْتَمَعٌ بَشَريٌّ يَتَّفِقُ كُلُّهُ على قَانُونِ عَدْلٍ ومِيزانٍ يَفْصِلُ بَيْنَ الحقِّ والباطِلِ؛ ويُعْطِي كُلَّ ذي حَقِّ حَقَّهُ ويُنْزِلُ كُلاًّ مَنْزِلَتَهُ دُونَ أن يَكَونَ إلهِيّاً سَماوِيّا، لأنَّ بِناءَ الإنسانِ عَلى النقْصِ كما قَدْ عَلِمْتَ؛ وتَفَرَّعَ عن هذا اخْتِلافٌ في المَفاهِيمِ وتَفاوتٌ فِي الأذْواقِ والمَشارب؛ وتَعارُضٌ في القِيَمِ والمَبادِئِ، فَكانَ افْتِراضُ ذلكَ يَعْني افْتِراضَ أُمَمٍ مِنَ البَشَرِ الكامِلِينَ لا يَعْتَرِيهم قُصُورٌ ولا نَقْصٌ؛ بل هُمْ على سَجِيَّةٍ واحِدَةٍ لا تَبايُنَ بينَها ولا تَفاوُتَ؛ ولا تتغَيَّرُ ولا تتبَدَّلُ!!، وذلكَ مُخالِفٌ كُلَّ المُخالَفَةِ للأَمْرِ الكَوْنِيِّ القَدَريِّ في خلْقِ الإنسان!، ولهذا صَرحَ بعْضُ خُبَراءِ القانُونِ بأنكَ لو سألْتَ عَشرَةً من القانُونيينَ عنْ تَعْريفِ القانُونِ فإنَّ عَلَيكَ أن تَسْمَعَ أحدَ عَشرَ جَواباً!!.
وكُلُّ دَعْوى على خِلافِ ذلكَ فهيَ وَهْمٌ خادِعٌ وسَرابٌ كاذِب، وما صاحِبُها إلاَّ الذئبَ في ثِيابِ الطبيبّ!.
وإلاّ فَهؤُلاءِ اليهُودُ أَحَطَّ أُمَمِ الأَرْضِ قَدْراً؛ وأخَسُّهمْ طِينَةً؛ المَغْضوبُ عَليهمٍ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ يَدَّعُونَ أرْضَ فِلَسْطينَ وأنَّهمْ أهْلُها وأَحَقُّ بِها!!، فهَلْ يَسْتَقِيمُ اللقَاءُ بَينَ هؤلاءِ المُدَّعِينَ؛ وبَينَ أصحابِ الحَقِّ مِنَ المُسلِمينَ الذين يَعْمُرُونَها بَنُورِ التوحيدِ والإيمان إلا في ذِهْنِ مَنْ يُقالُ فيه: (أَحْمقُ مِنْ جُحا)!.
وهلِ الدَّعْوةُ إلى هذا وأمْثالِهِ إلا مِنْ قَبيلِ الدعْوةِ إلى طَحْنِ الدُّرِّ والبَعْرِ وخَلْطِهما وعَجْنِهِما في كُتْلَةٍ واحِدة!.
شَهادَةُ مُهَنِدِسِي الحَياةِ على حِمارٍ مَقْطُوعِ الذيلِ والأُذُنَيْنِ!.
ولقدْ وَصَفَ كثيرٌ مِنَ الكُتابِ والباحِثينَ دِراسَةَ القانُونِ في القَرْنِ العِشرينَ بأَنَّها الهَنْدَسَةُ الاجْتِماعِيَّةُ!؛ والتي سَيتَمَكَّنُ خَبَراءُ القانُونِ بِزَعْمِهمْ عَنْ طِريِقِها مِنْ وَضْعِ قَوانِينَ ثَابِتَةٍ للحَياةِ الإنسانِيَّةِ كالتي يَضَعُها المُهَنْدِسُ لآلاَتِهِ!؛ غَيرَ أنَّ الجَمَلَ تَمَخَّضَ في هذه المَرَّةِ لا لِِيَلِدَ فَأْراً كما يُقالُ؛ بلْ ولَدَ عُتْعُتاً (وهو ولَدُ الحِمار!؛ ويُقالُ له في اللغَةِ الجَحْشُ و التَّوْلبُ والتِّلْوُ والعَفْوُ بِتَثْلِيثِ العَيْنِ) مَبْتُورَ الذَّنَبِ مَجْدُوعَ الأنْفِ ذاهِبَ العَيْنَينِ أَسَكَّ الأُذُنينِ!!؛ واعْتَرَفُوا - ويالَهُمْ مِنْ مُهْنْدسِين! – بالعَجْزِ عن التَّوَصُّلِ إلى مِعْيارٍ قَانُونِيٍّ تَتَّفِقُ الأُمُمُ عليه!!.
وكانَ الكِبارُ مِنْ فَلاسِفَتِهِمْ مِنْ أمْثالِ (كَانْتَ الألمانِيِّ؛ المُتوفّى سنَةَ: 1804) الذي أسّسَ المَذهَبَ النقْدِيَّ في الفَلْسَفِةِ الحَدِيثَةِ وحاوَلَ التوْفيقَ بين الاتِّجاهِ العَقْلِيِّ والحِسِّيِّ في الفَلْسَفَةِ قدْ اعْتَرفَ بأن المُشْكِلَةَ الكُبْرَى للنَّوْعِ الإنْسانِيِّ هيَ الوُصُولُ إلى مُجْتَمَعٍ مَدَنِيِّ يَحْكُمُهُ قَانون!!، لكِنَّ مُحَاوَلاتِ المُهندِسينَ! انْتَهتْ إلى الفَشَلِ؛ بل اعْتَرَفَ كِبارُ القانُونِيينَ مِنْ أمْثالِ (فُولَر) L.L.) (Fuller بِأَنّ (القانُونَ لَم يكشفْ عَنْ نفسِهِ بعدُ!)؛ و (فولر) هذا هو الذي وَضَعَ كتاباً أسماهُ: (القانونُ يَبْحَثُ عَنْ نفسه، The Law in Quest of Itself)!.
واعْتَرَفَ القانُونِيُّ ( G.W. Paton) بأنّ السبيلَ الوَحِيدَ للوُصُولِ إلى مَعَايِيرَ مُتَّفَقٍ علَيْها للقانُونِ هو الاعْتِرافُ بالوحي السماوِيِّ قانُونا!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا - والأُمورُ تُذْكَرُ بِنَظائِرها - يُثْبِتُ فَشَلَ نَظَرِيَّةِ التَّطَوُّرِ الذي حَاوَلَ جَمْعٌ مِنَ الفلاسِفَةِ المُتأَخِّرينَ مِنْ أمْثالِ الإنْجِليزِيِّ (هَرْبرتْ سبِنْسَرْ) فَرْضَ سُلْطانِها على الأصولِ والمبادِئِ والأخْلاقِ والقِيَمِ؛ وهُمْ بِذلكَ يُريدُونَ جَرَّ أَذيالِها على الدينِ والعَقِيدَةِ والشريعَةِ؛ تَحْتَ زَعْمِ أنَّ المُجْتَمَعَ الإنْسانِيَّ جَاوَزَ الطُفُولَةَ إلى الرَّشْدِ!!، وأنَّهُ يَسْتَطِيعُ الاسْتِغْناءَ عَنِ خَالِقِهِ وهِدَايَتِهِ وشَرْعِهِ!؛ وهِيَ نِحْلَةٌ مُنْتَزَعَةٌ مِنْ نَظَرِيَّةِ (دَارْوِنَ) الإلْحادِيَّةِ في النَّشوءِ والارْتِقاءِ للكائِنِ الحيِّ؛ جُعِلَتْ قَانُوناً اجْتِماعِيّاً!.
وقدْ عارَضها فلاسِفَةٌ غَربِيونَ آخَرونَ مِثْلُ (الدكتور كريسي موريسون)؛ وقامَتْ براهينُ كثيرَةٌ على بُطْلانِها.
حِكايَةُ الجُمْجُمَتَين!:
وههُنا قِصَّةٌ لا بُدَّ من حكايَتِها، تَدُلُّكَ على قُصُورِ العقْلِ البَشَريِّ بالِغاً ما بلغَ مِنَ البحثِ والتجْرِبَةِ، وأَنَّهُ ما دامَ لا يَهْتَدِي بِهُدَى اللهِ فلا يَزَالُ يَقْرَعُ سِنَّهُ حَيْرَةً؛ وَيَنكُثُ الأرضَ حَسْرَةً؛ ويَعَضُّ على يَدَيْهِ نَدَما!.
فَفي أَوائلِ القرْنِ العِشرينَ حينَ راجَ أمْرُ (نَظَريَّةِ التطَوُّرِ) في الكائنِ الحيِّ التي اخْتَرَعَها (دَارْون) واحْتَدَمَ الصراعُ حَوْلَها؛ قامَتْ طائِفَةٌ من أَنْصارِ هذه النظريَّةِ بِعَمَلِيَّةٍ مِنْ أشْهَرِ عَمَليَّاتِ التَّزْويرِ في حَقْلِ البَحْثِ العِلْمِيِّ!!؛ وتُعْرَفُ باسْمِ عَمَلِيَّةِ ( Piltdown man)؛ وتَعْنِي الاكتِشافَ المَزْعُومَ (لإنسانِ ما قَبْلَ التاريخ) قرْبَ مَدينَةِ ( piltdown) الإنجِليزية؛ حيثُ قامَ أنصارُ النظرِيَّةِ المَذكُورُونَ في عامِ (1912) بِتَرْكيبِ جُمْجُمَةٍ مِنْ قَحْفِ إنسانٍ على فكِّ قِردٍ مَعَ إضافَةِ أسنانِ إنسانٍ إلى الفكِّ!، وقُدِّمتْ هذه الجُمْجُمَةُ على أنها الحَلَقَةُ المَفْقُودَةُ فِي تاريخِ التَّطَوُّرِ بَينِ القِردِ والإنسانِ!!؛ والذي يَهُمُّنا هنا أن هذه الجُمْجُمَةَ خَدَعَتْ كِبارَ عُلَماءِ (البَيُولُوجِيا) وأطِباءِ الأسنان الذينَ فَحَصُوا الجُمْجُمَةَ مَدَّةَ أرْبَعينَ عاماً!؛ وألَّفُوا حَوْلَها مِئاتِ الكُتُبِ!؛ وقُدِّمَتْ لدِراسَتِها رَسائلُ (دُكْتُوراه)!؛ وكُتِبَ حَوْلَها نَحْوُ خَمْسمائةِ أَلْفِ مَقالَة!!.
وفي عامِ (1953) أثْبَتَ (كِينيثْ أُوكْلِي) مِنْ خِلالِ التحاليلِ الكيميائِيَّةِ أنَّ الجُمْجَمَةَ ليسَتْ سِوى تَزْويرٍ وخِداعٍ؛ وقدْ تَمَّ ذلكَ بِمَهارَةٍ على أَيدِي أُناسٍ مُحْتَرفينَ، وطُلِيَتْ عِظامُ الجُمْجُمَةِ بالحديدِ والمَنْغَنِيزِ لِتَظْهَرَ عليها آثارُ القِدَم!!.
وفي (24/مايو) منْ عام (1996) أعْلنَ (براين غارْدِينَر)، أستاذُ عِلْمِ الدِّرَاسَاتِ القَدِيمَةِ في كليّةِ الْمَلِك في (لندن/إنْجِلْترا) في إجْتِماعٍ عامٍّ الكشْفَ عَنْ أَسرارِ خَدِيعَةِ إنسانِ ما قَبْلَ التاريخ!.
والذي يَهُمَّنا هُنا لَيْسَ هُوَ الاكْتِشافَ الفَذَّ لِزَيفِ الجُمْجُمَةِ!!؛ بَلْ تِلْكَ الجُمُوعَ مِنَ العُلَماءِ والباحِثينَ الذينَ انْطَلَتْ عَلَيْهم الحِيلَةُ - مَعَ ما تَوَفَّرَ لَدَيْهِمْ مِنْ وَسائلِ العِلْمِ وأدَواتِ البَحْثِ – طِيلَةَ السنَواتِ الأرْبَعين!؛ والتي تَحْكِي تِيهَ اليَهُودِ في الأرْضِ أَرْبَعِينَ عاماً؛ لِيَكُونَ ذلكَ جَزاءً وِفاقاً لِكُلِّ مَنْ أعْرَضَ عَنْ دينِ الله وهُدَاهُ!.
وأَدلُّ ما تَشِيرُ إلَيهِ هذه الحِكايَةُ؛ والخُلاصَةُ التي نَنْتَهِي إِلَيْها أنّ العَقْلَ البَشَرِيَّ بالغاً ما بلغَ لا يُمْكنُ أن يَكونَ مِيزاناً ومَرجِعاً للحقِّ والباطلِ والصوابِ والخطَأ؛ وأن البَشَريَّةَ لا نَجاةَ لها إلا بالدينِ الذي ارتَضاهُ لها خالقُها الذي يَعْلَمُ السرَّ وأخْفى.
سَنُريهم آياتِنا في الآفاقِ وفي أنْفُسِهِم:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا تَزَالُ بِحَمْدِ اللهِ تَتَوَالَى الشَّوَاهِدُ وتَنْهَضُ البَراهِينُ والحُجَجُ الكُوْنِيَّةُ والآفَاقِيِّةُ عَلَى الدَّلالَةِ علَى طِريقٍ واحِدٍ للخلاصِ؛ وهُوَ الذي لا يُنْكِرُهُ العُقَلاءُ مِنَ الأُمَمِ، وهو (الإسلامُ) الذي جاءَ به مَحمدٌ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليْهِ؛ ولا طريقَ سِواه.
ودُونَكَ شَهادَاتِ أمْثال (الدكتور جرِينِيه) الفَرَنِسيِّ الذي أسلمَ وكانَ عُضْواً سابِقاً في مَجْلِسِ النُّواب؛ حيثُ ذكرَ عن سَببِ إسلامِهِ أنهُ تتبَّعَ كلَّ الآياتِ القرْآنِيَّةِ التي تتحدَّثُ عن العُلومِ الطبيعِيَّةِ والصحِّيَّةِ والكَوْنِيَّةِ فوجَدَها مُطابِقَةً للمَعارِفِ الحدِيثَةِ؛ فأسلم.
وَشَهادَةَ (بثورث سميثْ) في كتابِهِ (حياة مُحمد) الذي شَهِدَ للنبِيِّ صَلى الله عليهِ وسلمَ بأنّهُ مُؤسِّسُ أُمَّةٍ ومَمْلَكَةٍ ودِيانَة!؛ كما شَهْدَ للقُرْآنِ بأنهُ نَقِيُّ العِبارَةِ مِن الألفاظِ المُسْتَهْجَنَةِ؛ باهِرُ الحِكْمَةِ والحقائقِ؛ وأنهُ أعْظَمُ مُعْجِزَةٍ للنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم.
وَشَهادَةَ المُسْتَشرِقِ الألماني (الدكتور شُوميس) بأنَّ القرْآنَ وحْيٌّ من الله تَعالَى؛ وأنَّ جُمْلةً واحدَةً تُغْنِي عن مُؤَلّفات!!؛ وذلك أكبرُ مُعْجَزَةٍ أتى بها مُحَمَّدٌ مِنْ رَبِّهِ!.
وشَهادَةَ المؤَرِّخِ الإنْجِليزِيِّ (بوسْوُورْثْ سِمِيثْ) في كِتابِهِ (محمد والدينُ المُحمَّدي) بأنَّ القرْآنَ يَحْوي أدَباً وقانوناً؛ وأخلاقاً عامَّةً؛ وكُتُباً مُقَدَّسةً في كِتابٍ واحد؛ وانتَهى إلى القولِ بأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله حَقّا!!.
وشَهادَةَ (سنكس) بأَنَّ تعاليمَ القرْآنِ أكثَرُ انطِباقاً على نَوامِيسِ الطبيعَةِ وقوانِينها والعَقْلِ الإنسانِي!.
وشَهادَةَ (آرْثَرْ ليُونَرْد) بأنَّ محَمداً خَلَّفَ للعالَمِ كِتاباً هوَ آيَةُ البَلاغَةِ وِسِجِلُّ الأخلاقِ!؛ وأنه ليسَ بَينَ المُكْتَشَفاتِ العِلِمِيَّةِ حَديثاً مَسألَةٌ تتعارَضُ مَعَ الأسسِ الإسلامِيَّة، فالانسِجامُ تامٌّ بينَ تعاليمِ القُرْآنِ والقَوانينِ الطبِيعِيَّة!!.
ومِثْلُ هذه الشهادَاتِ كثيرٌ؛ وكُلُّها إمامٌّ لا يَضِلُّ؛ ودَليلٌ لا يَزِلُّ على أّنَّ دينَ الإسلامِ الذي اخْتارَهُ اللهُ للبَشَريَّةِ وَثِيقُ العُرَى؛ وَكِيدُ القُوى؛ حَصينُ العِصْمَةِ؛ مَأْمُونُ الوَصْمَةِ؛ لا يأْتِيهِ الباطِلُ من بَينِ يديهِ ولا مِن خَلْفِهِ.
وكَمْ أَتَمَنَّى لو اضطلعَ بَعْضُ الغَيُورِينَ بِمُهِمَّةِ القِيامِ على عَمَلٍ مَوسُوعِيٍّ يَجْمَعُ أَمْثالَ هذه الشهادَاتِ مِنَ مَشاهِيرِ المُنْصِفِينَ مِنَ الأُممِ الأخرى؛ والذينَ أنْصَفُوا الإسلامَ ونَبِيَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ والقرْآنَ عَبْرَ التاريخ، مُبَوَّباً بِحَسبِ المَواضِيعِ التي وقعَتْ الشهادَةُ عليها، وإذنْ لكانَ تَصْدِيقاً لِقَولِهِ تعالى في سُورَةِ الأَنْبِياء: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}.
وَخَاتِمَةُ هذِهِ المُسامُرَة:
أَنِّنِي – وقاكَ اللهُ شَرَّ كُلِّ ذي شَرٍّ – لا زِلْتُ أَعْجَبُ مِمَّنْ اسْتَزَلَّهُ الشيطانُ واسْتَهْواهُ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنا اللاجِئِينَ إلى حِصْنِ الإسلامِ وَحِرْزِهِ؛ والمُتَمَسِّحِينَ بِمُسُوحِهِ (ثِيابِهِ)؛ وهُمْ مِنَ الإسْلامِ وما جاءَ بهِ عَلَى نَقِيضِ ما قَالَهُ أولئكَ المُنْصِفُونَ مِن عُلَماءِ الغَرْبِ الذينَ قَدَّمْنا لكَ أقوالَهم!!، فكانُوا كالشاةِ العائِرَةِ بَينَ الغَنَمَينِ لا إلى هؤلاءِ ولا إلى هؤلاء!.
ونَحنُ بِحاجَةٍ اليَوْمَ إلى تَصْحِيحِ مَفْهُومِ مِيزَانِ الخَيرِ والشرِّ في الأذْهان؛ خاصَّةً بَعْدَ أنْ صَنَعَ البَشَرُ لأَنْفُسِهِمْ مَوازِينَ مِنْ قَبيلِ المَوازِينِ التي سَبَقَتْ في حِكايَةِ أبي الغُصْنِ لا تَنْتَسِبُ إلى العَدْلِ بِحالٍ؛ بلْ هِيَ وَليدَةُ جَهالَةِ الإنسانِ وشَقاوَتِهِ؛ وشَكِّهِ وَحَيْرَتِه!.
إنَّ مَظاهِرَ القُوَّةِ التي يَتَمَتَّعُ بِها العالَمُ المادِّيُ اليَومَ جَعَلَتْ الحَقَّ عِنْدَ الأمَمِ الغَرْبِيَّةِ وَمُقَلِّدِيها للقُوَّةِ!؛ كما قالَ (الفَيلَسوفُ الإنجليزيُّ سبِنْسَرُ) للأسْتاذ مُحَمَّد عَبْده حِينَما لَقِيَهُ في (برايْتُون) من جَنُوبِ (إنجِلْتْرا) في العاشر من شَهرِ (أغسطس) سَنَةَ (1903)، فأجابَهُ الأستاذُ: ومَظاهِرُ القوّةِ هي التي حَمَلَتْ الشرقِيينَ على تَقْليدِ الأورُوبِيينَ فيما لا يُفيدُ مِنْ غَيرِ تَدقيقٍ في مَعْرِفَةِ مَنابِعِها!!. انتَهى.
وقدْ عَرَفْتَ المِيزانَ فالزَمْ!؛ ولا عَلَيْكَ مِما يُتَمْتِمُ بِهِ أُولئكَ هنا وهُناك!، فالدرُّ هو الدرُّ حيثُما كان!.
وَما عَلَى العَنْبَرِ الفَوَّاحِ مِنْ حَرَجٍ أَنْ ماتَ مِنْ شَمِّهِ الزَّبَّالُ والجُعَلُ.
وقَدْ جَرَتْ سُنَّةُ الله تعَالَى بأَنْ جَعَلَ لكُلِّ شَيءٍ في هذهِ الحَياةِ قَدْراً؛ وما قُدِّرَ للباطلِ مِنَ البقاءِ في الأرْضِ وإنْ طالَ مُكْثُهُ لا يُنْزِلُهُ مَنْزِلَةَ الحقِّ!؛ بلْ ولا بَعْضَ مَنْزِلَتِهِ!، وأَنّى للباطلِ ذلك وقدْ اجْتُثَّ مِنْ فَوقِ الأرْضِ أَصْلُهُ!؛ وانتُزِعَ منْ جَوْفِها جَلَدُهُ!.
وباللهِ التوْفِِيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 04:54]ـ
جميل ماقرأت
شكرا لك على هذا الانتقاء المميز
كل الود
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 01:11]ـ
قال صاحب الأسمار - سلمه الله -:
فإنْ طالَتْ بِنا الحَياةُ - والأيامُ دُوَلٌ – شافَهْتُكَ والسامِرَةَ (وهم جَماعَةُ السُّمَّار) بِهَذه الأسْمارِ - إنْ شاءَ الله تَعالَى - هُناكَ في بَيْتِ المَقْدِسِ زَادَهُ الله شَرَفاً؛ وقدْ أشْرَقَت الشمْسُ مِنْ مَطْلَعِها؛ وعادَتْ الأُمُورُ إلى مَنْزَعِها؛ وأَخَذَ القَوْسَ بارِيها؛ وسَكنَ الدارَ بَانِيها.
وأقول: حفظك الله يا أبا الوليد، وأقر عينيك بما تحب!
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 10:37]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 03:51]ـ
- وأخيراً فقدْ كتبَ (عَليُّ المِصْراتيُّ) كتاباً عن نَوادِرِهِ في (ليبيا)!.- وللأديبِ عَباسِ بنِ مَحْمُودٍ العقَّادِ كتابُ عَنْهُ وصَفَهُ فيه بالضاحِكِ المُضْحِك!.
- وكَتبَ عن حِكاياتِ (أَبي الغُصْنِ العَرَبِيِّ) محمدُ بنُ رَجَبٍ النجارُ كتاباً خَاصاً.
- أما عَليُّ بنُ أحْمدَ باكثير الحَضرَميُّ أُصولاً الأنْدُنُوسِيُّ مَوْلِداً؛ الشاعِرُ القَصصِيُّ المُتوفّى سَنَةَ (1389) فله مَسْرَحِيَّاتٌ نَثْرِيةٌ مَطْبُوعَةٌ مِنْها مَسرحيَّةٌ حِيكَتْ حَولَ أَخبارِهِ!.
ومن الذاكرة أكتب:
في الديوان الأول للشاعر محمود غنيم .. أن كامل كيلاني ألقى محاضراتٍ عن (جُحا) ... ويبدو أنه بالغ في وصف عبقريته على طريقة دراسة "العبقريات" في تلك الحقبة، فكتب الشاعر محمود غنيم أبياتًا عن تلك المحاضرات، يقول في أولها:
كُنَّا نظنُّ جُحا مجانةَ ماجنٍ
ومنها:
فإذا به رجل عظيم الشانِ
ومنها:
ما زال يُطريهِ ويَذكُر فضلَهُ
ومنها:
حتَّى ظننتُ جُحا ابنَ سينا عصرِه * * * أو من أقاربِ كامل الكيلاني(/)
خواطر مبعثره
ـ[صياد الخواطر]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 01:39]ـ
لم أجد أفضل من السلامة بالسكوت وتجنّب الكلام وإن نُفخَت فيه روح الإخلاص
ذلك أن السكوت في بعض الأحيان أولى من الكلام خاصةً إذا كان الكلام الذي تقوله من ضَرْب الفضول لا يترتب عليه بيان واجب شرعي أو إنكار منكر. فاللسان هو من يغرف ما بعقلك فيتذوق حلوه ومرّهُ غيرك. وبعضه يجلب العداوات وأمور لاتُحمد عقباها، فالسكوت لا يعادله شيئاً لا فضةً ولا ذهباً ولا زئبقاً أحمرا، وهي دعوة للبُعد عن التكلّف والتشدّق ولنحرص على أن يكون لله وإلا فسيزلُّ عن القلوب كما يزل الماء عن الصَّفا.
- ما أجمل أن تكتب لنفسك في دفترٍ لايطّلع عليه غيرك، فيأتي الكلام وتأتي الأفكار كالسيل المتدفّق لإخلاصك لنفسك ولإبتعادك عن التزيّن بكتاباتك أمام الخلق.
- قال ابن تيمية - رحمه الله -: " الناس كالقطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض " أ. هـ. فأكثر من في الأرض إمّعية لا ألمعية يكدحون كدحاً في منافسة الناس على الحسِّيَّات والماديَّات ويستوحشون من التفرّد، فإن وجد أحدهم سُلَّماً للصعود إلى الفرودس الأعلى لربما يُلقيه في نحرك، فهو زاهدٌ بآخرتك التي تجتهد لها كما أنك زاهدٌ في متاع الغُرور الذي غرّهُ فيها الغَرور.
- الناس يُشغلهم عنك أي عارض فلا تكترث بهم كثيراً، فنم قرير العين ياعزيزي وأطع ربك وأمك وأباك وخالق الناس بخُلقٍ حَسَن.
- الباطل لايَرُوج إلا إذا شِيبَ بحق: فوائد بنكية، أناشيد إسلامية، مؤثرات صوتية ... وهلمَّ جرّا!!
- يُقسِّم بعض علماء النفس الناسَ إلى بصري وسمعي وحسِّي. فالبصري هو من يهتم بالأشياء المُشاهدة، فلربما تتحدث معه الساعات الطوال بحديثٍ مهم، ثم ينصرف بعدها ولم يفقه كثيراً مما تقول، ولا يستطيع أن يتذكّر شيئاً من كلامك إلا بقرينة مشاهدة. كرفع يدك عندما تحدثت عن الأمر الفلاني، وإغماض عينيك عندما تحدّثت عن الأمر الفلاني، وإسراعك المشي عندما تحدثت عن الأمر الفلاني وشيئاً لاح لكم وشاهده حينما تطرّقت للأمر الفلاني ... وهكذا، وهذا النوع أَغْدِق عليه بالكماليات والمحسوسات ليصفوا لك ودّه. أما الحسِّي فيستحضر ماقلت بقرائن حسّية شعورية داخلية، أو من الجو المحيط به. أما السَّمعي فيهتم بالصوت من حيث ارتفاعه وانخفاضه ووضوحه وغموضه ... ، فيأتيك بكلامك بنفس النبرة، ويتحدث بلسانك لكأنما هو أنت.
والتقسيمات الثلاثة - أقصد الحسي والسمعي والبصري - تجدها في كل شخص، لكن كل شخصٍ منا يطغى عليه واحداً منها. أما أنا فأحدثكم عن نفسي بأني أتأرجح بين السمعي والحسّي. لكن الجانب السمعي هو الذي أثبت وجوده في إختبارات الأيام. وأظن بأن السمعي هو أفضل الأقسام الثلاثة - ليس لأني كذلك - لكن أرى فيه روح التواصل والإفادة والإستفادة، فهو الذي يلقي السمع وهو شهيد، فحريٌ أن تُعْمِلَ الحكمة في قلبه الأنوار فيمشي على نور وبصيرة لا كقلب الحسِّي الذي يمشي مكبّاً على وجهه جرّاء تحليلاته المعقِّدة لكل كلمة يسمعها، يمر (متن) الكلام أمامه واضحاً كوضوح الشمس ليس فيه لَبْس، لكنَّه يُضعِّفُ (راويه) زاعماً أن هناك علّةٌ (قادحة) سببها خُبث الطويّة!
فهو يعيش الويلات كلما زادت عنده هذه الحساسية المُفرطة.
ـ[خويلد رقية]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 09:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بارك الله فيك أخي صياد الخواطر لقد كانت كلماتك لها الوقع الكبير على النفس فهيا شاملة ومختصرة وتحمل كل معاني فضيلة الصمت في المواقع التي لايجب الثرثرة فيها لإن هناك أماكن يجب أن نتكلم ونذوذ عن الحق وإلى نكونوا شياطين خراصاء الله ينفع بك الأمة ومزيد من الخواطر المعبرة
ـ[خويلد رقية]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 09:57]ـ
نسير كما تسير الحياة ونتبعها أينما راحت ويحلو لنا المسير وكم هياجميلة
لو علمنا كيف نسير وكيف نقتفي آثارنا ونتتبع خطواتنا نحو الطريق الصحيح
هكذا الحياة تلهو بنا فتأخذ بي عقولنا ذات اليمين وذات الشمال ....
ولا ندري أين سترمي بنا إلى أعلى الجنان أو قاع النيران
ألا نسأل أنفسنا يوما؟ إلى أينا نسير إلى أي إتجاه نحن نطير
أيها البحر العميق باالله عليك هل من سبيل إلى بر الأمان ............
بر الخلود والإطمئنان والسعادة ونوم الأنام
هاته الدنيا سراب في سراب مثل الضلام ..............
روحي إلى خالق الجنان تتوق وتعشق أنشودة الآذان
روحي إلى بارئها تطيركطائر الهدهد إلى سليمان ..
رحماك ربي بروحي فأنت خالقها وخالق الحور .....
رضائك عنا هو دعائنا فرضى عنا ياخالق الأكوان.
ـ[صياد الخواطر]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 10:10]ـ
وبارك الله فيكم وفي كلماتكم أخي خويلد
رضائك عنا هو دعائنا فرضى عنا ياخالق الأكوان.
اللهم رضاك نبغي ; ولو كان الأنام غضاب!(/)
كاميليا والخائنون (قصيدة)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Sep-2010, مساء 06:09]ـ
كاميليا والخائنون (قصيدة)
عبدالحميد ضحا
http://www.alukah.net/World_Muslims/0/25461/
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[26 - Sep-2010, صباحاً 01:45]ـ
أحسن الله إليك، وجزاك خيرًا ..
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 06:01]ـ
بارك الله فيكم
http://www.wathakker.net/uploading_center/images/6_5.jpg(/)
أجمل ما قيل عن الصداقة
ـ[أحمد السمري الحنبلي]ــــــــ[26 - Sep-2010, مساء 06:45]ـ
اليكم هذه الكلمااات المعبرة اهدي
(أجمل ماقيل عن الصداااقة)
كلمة فوق الكلمات ..
معنى فوق المعاني ..
وأي كلمة؟؟؟
كلمة تسرح بها في خيالك .. لعلك تصل الى بحر ليس له نهاية
كلمة تحلم بها دائما .. تتمناها .. تتوق لتحقيقها
حروف هذه الكلمة .. ليست كالحروف ..
ص: الصدق
د: الدم الواحد
ي: يد واحدة
ق: قلب واحد
الصداقة كالمظلّة
كلما إشتّد المطر
كلما إزدادت الحاجة لها
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
الصداقة لا تغيب مثلما تغيب الشمس
الصداقة لا تذوب مثلما يذوب الثلج
الصداقة لا تموت
إلا .. اذا مات الحب
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
الصداقة ود وإيمان
الصداقة حلماً وكيان يسكن الوجدان
الصداقة لاتوزن بميزان ولاتقدر بأثمان
فلابد منها لكل إنسان
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
ثمار الأرض تجنى كل موسم .. لكن ثمار الصداقة تجنى كل لحظة ..
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
الصداقة هي الوردة الوحيدة التي لا أشواك فيها ..
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
الصداقة هي الوجه الاخر غير البراق للحب , ولكنه الوجه الذي لا يصدأ ..
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
الصداقة عصفور بلا أجنحة ..
فمن هو الصديق الحقيقي
وهل يوجد صديق في هذا الزمان؟
** الصديق الحقيقي **
هو الصديق الذي تكون معه,
كما تكون وحدك
** الصديق الحقيقي **
هو الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت
و يسد مسدك في غيابك
?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°? ?° ?°?°?
لعلك تحاول الوصول لها .. وقد لا تصل .. فاعلم انك ستجد في النهاية أروع مما كنت تحلم به ..
شخص عزيز .. وفي .. بئر لكل أسرارك .. لتبني معه أقوى جسر لا تهدمه الرياح مهما كانت قوتها
ستجد في النهاية .....
شخص يعينك ..
يبكي لبكاءك ..
يمسح دموعك ..
أخ يساندك .. يعاونك .. يحبك أكثر من نفسه
الصديق الحقيقي: هو الصديق الذي تكون معه , كما تكون وحدك اي هو الانسان الذي تعتبره بمثابة النفس
هو الذي يقبل عذرك و يسامحك أذا أخطأت
هو الذي يظن بك الظن الحسن
وأذا أخطأت بحقه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد
الصديق الحقيقي: هو الذي يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك
الصديق الحقيقي: هو الذي يكون معك في السراء و الضراء
و في الفرح و الحزن و في السعه و الضيق و في الغنى و الفقر
الصديق الحقيقي: هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما
الصديق الحقيقي: هو الذي ينصحك اذا راى عيبك و يشجعك اذا رأى منك الخير و يعينك على العمل الصالح
الصديق الحقيقي: هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام اذا لقاك و يسعى في حاجتك اذا احتجت اليه
الصديق الحقيقي: هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون ان تطلب منه ذلك
الصديق الحقيقي: هو الذي يحبك بالله و في الله دون مصلحة مادية او معنوية
الصديق الحقيقي: هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه
الصديق الحقيقي: هو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته و السير معه
الصديق الحقيقي: هو الذي يفرح اذا احتجت اليه و يسرع لخدمتك دون مقابل
الصديق الحقيقي: هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه
ولذا قيل
* الكنز ليس دائماً صديقاً و لكن الصديق دائماً كنز ..
اتمنى ان تعجبكم ..
السلام عليكم
أدعو لي بظاهر الغيب
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 03:41]ـ
شكرا لك على هذا التحليل الرائع للصديق والصداقة
كل الود(/)
من يشرح بالتفصيل قول حفني ناصف ... للمدارسة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 11:55]ـ
الإخوة الأفاضل
هل من أخٍ فاضل يشرح لنا بالتفصيل قولَ حفني ناصف لصاحبه الشَّاعر حافظ إبراهيم:
أتذْكُر إذ كنَّا على القبرِ ستَّةً * * * نُعدِّد آثارَ الإمام ونندبُ
وقفْنا بترْتيبٍ وقد دبَّ بيْننا * * * مماتٌ على وفق الرِّثاء مرتَّبُ
= =
من الإمام، ومن الستة؟
وما الحكاية؟
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 01:38]ـ
الإمام هو الشيخ محمد عبده والبيتان من قصيدة قصتها أنّ حفني ناصف كان أحد المشاركين في تأبين الشيخ محمد عبده، واستوقفه فيما بعد أن المشاركين في التأبين وافتهم المنية بالترتيب الذي وقفوا به على قبر محمد عبده، فكان الشيخ أحمد أبو خطوة أولهم وفاة بعد أشهر من وفاة محمد عبده سنة 1906م وتلاه حسن باشا عاصم رئيس ديوان الخديوي فتوفي يوم 10 نوفمبر 1907م وتلاه عبد الرازق باشا والد شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق وأخيه علي، ثم وافت المنية قاسم أمين (صاحب تحرير المرأة) فتوفي يوم 21/ 4/ 1908م ولم يبق في الميدان غير حافظ إبراهيم وحفني، فخطر في بال حفني أن القدر سيوافيه بمنيته على هذا الترتيب قبل حافظ، فبعث إليه بهذه القصيدة:
(أتذكرُ إذ كُنا على القبرِ ستةً ... نعدّد آثار الإمام ونندبُ) ...
(وقفنا بترتيبٍ وقد دبّ بيننا ... مماتٌ على وفق الرثاء مرتبُ) ...
(أبو خطوة وليّ وقفّاه عاصمٌ ... وجاء لعبد الرازق الموتِ يطلبُ) ...
(فلبّى وغابت بعده شمس قاسم ... وعما قليل نجم مَحياي يغربُ) ...
(فلا تخشَ هُلكاً ما حييتُ وإن أمتْ ... فما أنت إلا خائفٌ تترقبُ) ...
(فخاطر وقع تحت الترام ولا تخفْ ... ونم تحت بيت الوقف وهو مخربُ) ...
(وخُض لُججَ الهيجاء أعزلَ آمنا .... فإن المنايا منك تعدو وتهربُ) ...
ثم صح ما تنبأ به حفني وتوفي يوم 25 فبراير1919م فرثاه حافظ بالقصيدة التي أولها:
(آذَنَت شَمسُ حَياتي بِمَغيبِ ... وَدَنا المَنهَلُ يا نَفسُ فَطيبي) ...
وفيها قوله يشير إلى قصيدة حفني:
(قَد وَقَفنا سِتَّةً نَبكي عَلى .... عالِمِ المَشرِقِ في يَومٍ عَصيبِ) ...
(وَقَفَ الخَمسَةُ قَبلي فَمَضَوا ... هَكَذا قَبلي وَإِنّي عَن قَريبِ) ...
(وَرَدوا الحَوضَ تِباعاً فَقَضَوا ... بِاِتِّفاقٍ في مَناياهُم عَجيبِ) ....
(أَنا مُذ بانوا وَوَلّى عَهدُهُم ... حاضِرُ اللَوعَةِ مَوصولُ النَحيبِ) ...
(هَدَأَت نيرانُ حُزني هَدأَةً .... وَاِنطَوى حِفني فَعادَت لِلشُبوبِ) ..
المصدر
http://www.alwaraq.net/Core/dg/rare_indetail?id=1117
ـ[رضا العربي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 02:41]ـ
أحسن الله إليك أخي عبد الله وجزاك وجزى حبيبنا القارئ المليجي عنا خيرا عميما
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 03:33]ـ
جزاكما الله خير الجزاء.
وقد أشار الشاعر حافظ إبراهيم إلى هذا الموضوع أيضًا في قصيدته الشهيرة، التي قالها لحفني ناصف في حفل تكريمه بنادي طنطا عندما انتقل من القضاء إلى التفتيش، ومطلعها:
يا يومَ تكريمِ حِفني * * * أرْهفتَ للقولِ ذِهني
فقال فيها:
أخْشى عليكَ المنايا * * * حتَّى كأنَّك منّي
إذا شكوتَ صداعًا * * * أطلْت تسهيدَ جفْني
وإنْ عراكَ هزالٌ * * * هيَّأتُ لَحْدي وقطْني
وإن دعوتُ لحيٍّ * * * يومًا فإيَّاك أعْني
عمري بعمرك رهنٌ * * * فعِشْ أعِشْ ألفَ قرْن
نبْقى وإبليس فيها * * * نبكي اللَّيالي ونُفني
:):):)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 03:58]ـ
جزاكما الله خير الجزاء.
وقد أشار الشاعر حافظ إبراهيم إلى هذا الموضوع أيضًا في قصيدته الشهيرة، التي قالها لحفني ناصف في حفل تكريمه بنادي طنطا عندما انتقل من القضاء إلى التفتيش، ومطلعها:
يا يومَ تكريمِ حِفني * * * أرْهفتَ للقولِ ذِهني
فقال فيها:
أخْشى عليكَ المنايا * * * حتَّى كأنَّك منّي
إذا شكوتَ صداعًا * * * أطلْت تسهيدَ جفْني
وإنْ عراكَ هزالٌ * * * هيَّأتُ لَحْدي وقطْني
وإن دعوتُ لحيٍّ * * * يومًا فإيَّاك أعْني
عمري بعمرك رهنٌ * * * فعِشْ أعِشْ ألفَ قرْن
نبْقى وإبليس فيها * * * نبكي اللَّيالي ونُفني
:):):)
رحم الله حافظاً ما أظرفه.
شكراً لك أستاذنا القارئ وللإخوة الفضلاء، قصة ما بين شوقي وحافظ رحمهما الله:
فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
فضيعها الإنسان والكلب حافظُ
وانظر لَها google.com :) :) :)
هَل صَحّتْ؟ وهل فيها أكثر من ذينِكَ البيتين اليتيمين؟ وعلى صِحّتِها هل مِن مصدر نعزوها إليه فإن الاكتفاء بالرواية عن الشيخ غوغل جرحة في طالب العلم:).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:02]ـ
فإن الاكتفاء بالرواية عن الشيخ غوغل جرحة في طالب العلم:).
وفقك الله وسدد خطاك
هذا كما قيل في المثل: الكل يذمه والكل لا يستغني عنه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:27]ـ
بالنسبة لـ Google
فليس هو مرجعي في القصة التي افتتحت بها هذه الصفحة.
بل القصة عندي بهذا التفصيل في كتاب
((حفني ناصف .. بطولته في مختلف الميادين))
بقلم / محمود غنيم
الشاعر المشهور، وهو بلديي ... يعني من مليج:)
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 04:42]ـ
أضحك الله سنك أبا مالك ... هو والله ما قلتَ، إلا أني تحرزتُ من ذمِّه على الإطلاق بحصر المذمة في الاكتفاء به.:)، وهو ما أحاوله بالسؤال المطروح عن مرجع القصة، ولستُ أدّعي - إلى الآن على الأقل - أن لي فيها شيخاً غير غوغل (نفع الله به) ... :)
____
لعل أستاذنا المليجي خشِي ما وقعَ لي أو تَوقّى ظن القراء به فبادر بالاعتذار عن نفسه وكشف مصدره، وإلا فإني لَم أعنِه في خبر الشيخ غوغل، وهو يعلم ذلك، إنّما سألتُه عن خبر حافظ وشوقي فهو مِمن نظن أن له بِمثل هذا علماً.
وفق الله الجميع.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 05:05]ـ
بيتا شوقي وحافظ لم أقرأ فيهما قصة [يا للخجل ... فلستُ مِمَّن يُظن أن له بِمثل هذا علماً].
لكني قرأتهما قديما في مجلة "الوعي الإسلامي" [وليست تحضرني الآن] ..
يقولون إن الشوق نار ولوْعةٌ * * * فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
-
وأودعتُ إنسانًا وكلبًا أمانةً * * * فضيَّعها الإنسان والكلب حافظُ
وكان كاتب الموضوع هو الشاعر محمود غنيم أيضًا ...
وذكر أنَّ مثل هذه المطارحات بين الشعراء متكررة، وذكر لنفسه منها مُخاطبًا الشاعر محمود الخفيف:
صاحِ قد جُعتُ فهيِّئْ * * * لي طعامًا ورغيفا
واسْقني شايًا ثقيلاً * * * قبَّح الله الخفيفا
:):)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 05:08]ـ
هذا كما قيل في المثل: الكل يذمه والكل لا يستغني عنه!
كالشعير مأكول ومذموم ..
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 05:43]ـ
شكراً لك يا أبا ورش، لا عدمناك.
كالشعير مأكول ومذموم ..
أو كقولِهم: يَجري بُلَيْقٌ ويُذَمُّ.:) (بُلَيق تصغير أبلق)
أو: أكلاً وذَمّاً.:)
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 12:40]ـ
اللأخ الكريم: القارئ المليجي
حياك الله! بما أنك قد اعترفت بأنك بلدي الشاعر الكبير: محمود غنيم؛ فإن أخاك يطالبك بما تيسر من كتبه ودواوينه العذاب - إن كان ذلك في مُكنتك - سلمك الله!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 02:32]ـ
الأخ أبا سهل، أذهبَ اللهُ عنك الحزن.
راجع الخاص مشكورًا ...
.......
...
لتعذرَني:)(/)
علم العروض (ميزان الشعر العربي) بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 06:44]ـ
علم العروض
(ميزان الشعر العربي)
بقلم الشاعر فالح الحجية الكيلاني
العروض علم واسع ومستقل يُبحث في الموسيقى الشعرية للشعر العربي او عن أحوال الأوزان المعتبرة فيه، أو هو الميزان الشعري الدقيق يعرف به نوع موسيقى القصيدة العربية بمعرفة نوع التفاعيل المؤلفة لها ومعرفة القصيدة التامة الوزن من الهزيلة او الضعيفة او المكسورة او الناقصة الوزن
فالشعر العربي مكون من بيت واحد او مكون من بيتين اثنين ويسمى (النتفة) اوثلاثة الى ستة ابيات وتسمى (مقطوعة) وقدتزيد على ذلك فتسمى (قصيدة) فالقصيدة العربية مكونة من سبعة ابيات فاكثر وقد تصل الى الف بيت شعري او تزيد الا ان القصائد العربية تكون بين العشرة ابيات والمائة بيت في الاغلب
والبيت الشعري مكون عدة تفعيلات في الجزء الاول منه والذي يسمى (الصدر اوالشطر) ومثلها في الجزء الثاني من البيت الذي يسمى (العجز) والشطر والعجز متساويان في الميزان من حيث الوزن وعدد الاحرف وحركاتها وفي كل من الشطر والعجز تفعيلة مهمة جدا فالموجودة في نهاية الشطر او الصدر تسمى (العروض) ومنها اشتق اسم هذا العلم فسمي (علم العروض) وسميت بهذا الاسم لانها تقع في وسط البيت فاستقت اسمها من اسم العا رضة التي كانت توضع في وسط الخيمة او البيت فتحمله ويكون ثقل البيت عليها لاهميتهاالكبيرة
اما التفعيلة المهمة الثانية في البيت الشعري فتسمى (الضرب) وهي اخر تفعيلة في الشطرالثاني من البيت او هي اخره وسميت بالضرب لان البيت الشعري يبنى عليها فالقصيدة بكل ابياتها التالية تبنى على تفعيلة الضرب فاذا بني البيت الاول على ضرب معين اوهيكلية معيةاونمط معين بنيت عليه كل القصيدة بما فيها حركتها على الحرف الاخير.وتسمى بالقافية ايضا
اما بيقية التفعيلات في الشطر او في العجز فانها تسمى (الحشو) فالحشو اذن هو كل البيت الشعري عدا تفعيلتي (العروض والضرب)
ربما يستطيع الشاعرالمتمكن ذو الحس المرهف او ذو الاذن الموسيقية الحادة من قول الشعر دون ان يلم بعلم العروض و لكنه مهما اوتي من امكانية شعرية يبقى بحاجة إلى دراسة هذا العلم للاطلاع عليه وعلى اهميته في مجال نظم القصيدة، فأذن الشاعر الموسيقية مهما كانت درجة رهافتها ربما لاتستجيب جيدا لصاحبها في التمييز بين الأوزان الشعرية وخاصة المتقاربة منها والجائز وغيرالجائز في الوزن اذا علمنا ان الاوزان الشعرية يدخلها بعض المعايب المسموحة مثل الخبن والكف والطي والزحاف وما اليها مما تؤثر تاثيرا كبيرا على الاذن الموسيقية في معرفة احالة البيت الى هذا البحرالشعري اوذاك وكذلك بين قافية سليمة وأخرى معيبة، وان جهل الشاعر الموهوب بأوزان الشعر و بحوره المختلفة قد يحصر شعره في بعض أوزان خاصة، وبذلك يحرم نفسه من العزف على أوتار شتى تجعل شعره منوع الأنغام و الألحان،ولو اني لا ارجح هذه الفكرة رغم انها لها نوع من الصحة من العمل الشعري فاني كشاعر ا فضل ان ا كتب في البحر الكامل او البسيط او الهزج مثلا اكثر مما اكتب في غيرها فانها تتلائم مع نفسيتي. موسيقاها ترن في اذني افضل من غيرها وهذا لا يعني اني لا اكتب في غيرها او لااتمكن من الكتابة في غيرها فأهمية دراسة الشاعر لعلم العروض توسع مداركه وتشد اذانه الموسيقية وتعطيه دعما ان لاتخطا اذانه في موسيقى هذا البحراو ذاك كم تؤهله الى معرفة أصول البحور الشعرية وسعة نغمات كل منها ايضا.
هناك صلة تجمع بين علم العروض وعلم الموسيقى، و هذه الصلة تتمثل في الجانب الصوتي، فالموسيقى تقوم على تقسيم الجمل الكلامية إلى مقاطع صوتية أو وحدات صوتية وفي علم العروض ايضا يتم تقسيم البيت من الشعر إلى وحدات صوتية معينة أو إلى مقاطع صوتية تعرف بالتفاعيل او الاوزان الشعرية وقد استحدث علماء واساتذة وفنانوا الموسيقى رموزا للانواط الموسيقية وفقا للانغام المختلفة وكذلك في علم العروض فقد وجدت رموز خاصة به وفقا للحركة اللغوية وحركة الحرف العربي والذي بعده تخالف الكتابة الإملائية وتعتمد على الحروف المكونة للكلمات المكونة للبيت الشعري وفقا لتفاعيله فيرمز للبحرالطويل التام او السليم مثلا فنرمز\ ن للحرف المتحرك و \ -
(يُتْبَعُ)
(/)
للحرف المتحرك الذي بعده ساكن والذي تعاعيله او موسيقاه تاتي كالاتي \
فعولن \مفاعيلن \ فعولن \ مفاعل \ في الشطر
فعولن \ مفاعيلن \ فعولن \ مفاعيلن \ في العجز
ترمز لها عند بعض علماء العروض بمايلي\
ن- - \ ن - - - \ ن- - \ ن- ن - \ في الشطر
ن- - \ ن - - - \ ن - - \ ن - - - \ في العجز
بينما الرموز في بحر الكامل تكون موسيقاها اكثر شفافية واكثرا الحانا واكثر حركات فهي تاتي على وزن \
متفاعلن \ متفاعلن \ متفاعلن في الشطر مثلها في العجز
ويرمز لها \
ن ن – ن - \ ن ن – ن - \ ن ن – ن - في الشطر ومثلها في العجز ايضا ا
اما الايقاع الموسيقي او النغم الموسيقي ربما يخرج عن فن الايقاع الشعري الا انهما متلا زمان مترابطان ولد احدهما في رحم الاخر وترعرع معه وفي كنفه فالايقاع الموسيقي العربي ودساتين هذا الايقاع هي السبابة والوسطى والبنصر والخنصر على التوالي اساسا لنغم الموسيقى وقد جعل اسحاق الموصلي الانغام تسعا وضوعفت بمرور الوقت فاصبحت ثماني عشرة نغمة وقد بنى العرب الحانهم على ايقاعات معينة اذكر منها على سبيل المثال\- الثقيل الاول متكون من ثلاث نقرات متتالية ثم نقرة ساكنه ثم يكرر او تعاد لتشكل نغما موسيقيا خاصا ويرمز لها ن ن ن -- رمزنا للنقرة المتحركة \ن وللساكنة \ - او كما في النوطة الموسيقية الثقيل الثاني متكون من ثلاث نقرات متوالية واخرى ساكنة تتبعها اخرى متحركةويرمز لها \ ن ن ن - ن – خفيف الثقيل متكون من ثلاث نقرات متتالية لايمكن ان يكون بين واحدة زمن نقرة وبين كل ثلاث نقرات نقرتان زمن نقرة ويرمز لها
ن ن ن – ن ن \
(لاحظ مقالتي النغم الايقاع المنشورة في موقعي اسلام سيفلايزيشن وكتابي في الادب والفن)
وقبل ان اختم مقالتي اود ان اضيف ان البحورالشعرية فقد ااكتشفها او اول من كتب فيها فهو الخليل بن احمد الفراهيدي البصري المولود سنة \100 هجرية و المتوفي 174 هجرية وكان له الفضل الاول فيها وكان اماما في النحو واللغة ايضا وثبت في بحوثه خمسة عشر بحرا هي \ الطويل والكامل والبسيط والهزج والمديد والوافر والرمل والرجز و الخفيف والسريع والمنسرح والمضارع والمجتث و المقتضب والمتقارب وتداركه الاخفش في بحر واحد اسماه \ المتدارك او المحدث وهذه هي البحورالشعرية الستة عشر التي نظم فيها الشعر العربي جميعه
وعلى العموم فان الشاعر لا يستطيع أن يرتقي بشعره إلا إذا تعلم أصول علم العروض بما فيها الوزن و القافية، وان معرفته لعلم العروض تمثل الاساس التطبيقي لاصول القصيدة العربية ويبقى الشاعر محتاجا الى عكاز ليستند اليه الا وهو علم العروض وكذلك هذا العروض يحتاجه الناقد والكاتب في عمليهما الدؤوب
ولعلي اعود فاكتب فيه مرة اخرى فاغوص في اعماق هذا العلم والله الموفق
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني 13\ 9\2010(/)
الشعر العربي الحديث - بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 10:37]ـ
الشعر العربي الحديث
هو كل الشعر الذي كتب او قيل او نظم في العصر الحديث باللغة العربية. والعصر الحديث يُقصد به الزمن او المدة الزمنية الذي تتميز فيها معالم الحياة الحديثة عن الأزمنة الماضية التي مرت بالامة العربية. فهو آخرً حلقة في السلسلةٍ الزمنية المرتبطة بالشعروالتي وجد لها تسميات عديدة وهذه التسميات هي العصر الجاهلي وهو بداية تكوين الشعر العربي او ما توصل الينا منه في هذه الحقبة الزمنية والتي تنتهي بظهور الاسلام ثم ياتي العصر الاسلامي او عصر صدر الاسلام كما يسمونه ايضا ويتناول كل الشعرالذي قيل في هذه الفترة بدءا من انتهاء العصر الجاهلي وحتى قيام الدولة الاموية في الشام وهكذا العصر الاموي والعصر العباسي والاندلسي وعصرالركود او مايسمى الفترة الراكدة او المظلمة التي مرت على الامة العربية ابتداءا من احتلال المغول لبغداد وتدمير كل معالم الحضار ة فيها حتى بداية بواد ر النهضة العربية الحديثة حيث اطلق عليه تسمية الشعرالحديث بدءا من منتصف القرن التاسع عشر وحتى ستينا ت القرن العشرين والذي يحمل تغييرات كثيرة في القصيدة الشعرية العربية الحديثة منها الشعرالحر والشعرالتمثيلي وظهور قصيدة النثر اضافة الى بقاء القصيدة العمودية التي اساس الشعرالعربي قائمة والتي لازال العربي يتذوقها ويحس بها ويتفاعل معها يفوق كل التفاعلات مع غيرها وكل هذه الالوان الشعرية الحديثة هي امتداد وتطور لمقاصد الشعر العربي القديم فقد كان الشعرالتمثيلي او المسرحي نواته الحكايات اوالمقاطع الكلامية في شعرعمر بن ابي ربيعة مثلا اثناء مطارداته الغرامية اما الشعرالحر فهو امتداد للموشحات وظهورالازجال الاندلسية التي انتشرت في عموم الوطن العربي انذاك وكذلك ظهور المربع والمخمس في الشرق العربي والتشطير وتبعها الكان كان و المواليا وهكذا وجدت انواع مختلفة محسوبة على الشعرالعربي قد اخرجته عن اصالته المعهودة في الوزن والقافية وسمي هذا بالتطور او التحديث تبعا للظروف الزمنية وحاجة الشعر الى التطور والتعايش مع الاداب العالمية الاخرى وقد اطلق على الشعر الذي قيل بعد هذا التاريخ بالشعر المعاصر
ويمكن تصنيف الأدب العربي ككل وفقا لتصنيف الشعر العربي بحسب الفترات الزمنية التي واكبت العهود الزمنية المختلفة للخلافات او الامارا ت المتعاقبة او الدول التي حكمت الامة العربية وبضمنها التي فتحت علي ايدي العرب واصبحت تحت راية الحكم العربي كبلاد الاندلس وبلاد فارس. كما يمكن ان نصنفه بحسب المواقع التي قيل فيها من مختلف الاقطارالعربية والإسلامية. فنقول الشعر العراقي او الشعر المصري او الجزائري اي يصطبغ بصفة محلية الا اني لا احبذ هذه التسميات المحلية التي هي في الواقع تبعد الصيغة العامة للشعر العربي عن تسميته الاصلية ومساراته الاصلية وافضل ان تكون التسمية اشارة فقط كأن تقول الشعر العربي في الجزائر او الشعراء العرب في مصر اولبنان او المغرب وهكذا حيث ان الوازع النفسي او الانطباع العام للشعرالعربي يكاد يكون واحدا في كل مواقع انتا جه وفي كافة مراميه ومقاصده
وعلى العموم اعتاد مؤرخوا الشعر العربي على تصنيفه إلى فترتين أساسيتين: الشعر القديم والشعر الحديث. فالشعر القديم يقصد به كل شعر عربي قيل او كتب قبل عصر النهضة العربية وربما اضيف اليه لدى بعض المرخين للشعر كل شعر كتب على نمطه اثناء وبعد النهضة ايضا.وقد يطلق على هذا الشعر اي الذي قيل في زمن النهضة او بعدها واصطبغ بالاسلوب الشعري العربي من حيث الوزن والقافية بالشعر التقليدي كونه نظم على غرار الشعر العربي القديم او قل حمل في طياته النزعة العربية التقليدية وربما يسمونه ايضا بعمود الشعراو الشعر العمودي وهذه التسمية افضل من الاولى وذلك لكون قصيدته جاءت عمودية متكونه من شطر وعجز وقافية موحدة ووزن ثابت في ظل احد البحور العربية الفراهيدية الستة عشر
اما الشعر العربي الحديث فيقصد به كل شعر عربي كتب بعد النهضة العربية. وهذا قد يختلف عن الشعر القديم في أساليبه ومعانيه وفي مضامينه وموسيقاه وكذلك موضوعاته واغراضه او فنونه الحديثة تبعا لمتطلبات العصر وهذه سمة في الشعر حيث لكل عصر من العصورالشعرية مثل هذه التغييرات فيعرف منها الشعر الى اي عصر يعود فليس الشعرالجاهلي كالشعرالعباسي مثلا من حيث الصياغة والفنية والنغم اوالموسيقى الشعرية التي رقت والحا جة المقال فيها والطبيعة التي يعيشها الشعراء في كل عهد واوان ولا الشعرالاندلسي ورقته تشبه قوة وجفاء الشعر الجاهلي والصحراء العربية فلكل وقت وزمان شعره وفنونه وشعراؤه وعلى هذا نستطيع القول ان كل ما قيل من شعر منذ بداية النهضة العربية وحتى يومنا هذا تتمثل فيه الحداثة وتظهر واضحة جلية كلما تقدم زمن قول هذه القصيدةاوتلك نحو الحاضر تبعا لظروف القصيدة والشاعر العربي وتاثره بمحيطه المعاش ممثلة لكل الاحداث التي مرت بها الامة العربية فالشاعر العربي ابن وقته ويترجم ما يعتمل في نفسه ومجتمعه وما يكتنفه من احداث رضي ام لم يرض فلا يوجد شاعرعربي حديث الا كتب عن قضية فلسطين مثلا وعليه فالشعر الحديث يمثل نفسية الشاعرالعربي في نظرته للوطن العربي الحديثة والواقع العربي المعاش منذ زمن النهضة العربية وحتى وقتنا الحاضر
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
7\ 9\ 2010(/)
فن الرثاء في الشعر العربي المعاصر- بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:16]ـ
فن الرثاء في الشعر العربي المعاصر
بقلم فالح الحجية
الرثاء من الفنون الشعرية القديمة التي استمرت عبرالعصور وفي هذا العصر المعاصر او قل الحديث والمعاصر تغيرت بعض جوانب هذا الفن فاصبح بدل البكاء والنواح والحنين على شخص ما اصبح الرثاء يبكي شهداء الامة ويرفع من مكانتهم الى ارقى درجاتها العالية واختلف تعبير اليوم عن تعبير الامس لدى بعض الشعراء المعاصرين وبقي على حاله لدي البعض منهم
وراح كل شاعر ينشد رثاءه وما يحس به اتجاه هذا المتوفي اوذاك بما يختلج في اعماق قلبه من احساسيس مشاعر يراها الافضل في اسلوبه الخاص وطبيعة هذه الاساليب وفقا لما اوجد من
معا يير ابتدعها شعراء المعاصرة والحداثة او بمعنى اخروفقا لما حفروامن أنهار القول الشعري بمخيال التجربة الجديدة، فأنشأوا مدائن الشعر المفارقِ صورةَ التقديس المبالغ فيه للتجارب السابقة. ومن أولئك الشاعر محمد علي شمس الدين الذي قرأ وداع أمه قراءة مشعرنة، فكتب في ديوان المراثي المعاصرة قصيدة تعد أنموذجاً في سموّ الرؤيا والتشكيل. أعني قصيدته (الفراشة) التي تماهى فيها روح أمه بفراشة بيضاء في غرفته بعد أن أهال آخر حفنة فوق التراب من التراب.
(فراشة) شمس الدين تُخرج الشاعر من رؤية حزنه العادي المألوف إلى رؤيا ذات فضاء صوفي يتجاوز به المعنى الأفقي للموت، بتمثلات وتقنيات شعرية تقيم ألفةً ما مع الموت،
وتجارب الشعراء المعاصرين مع الموت تشف عن معاناة إبداعية تعيد تشكيل هذه اللحظة. و قد يكون الشعر بالنسبة للإنسان السعيد ترفاً ذهنياً محضاً، غير أنه بالنسبة للمحزون وسيلة حياة جدبدة مابعد الموت هكذا اوجدها شعراء المقاومة في فلسطين في قصائدهم بتمثل قدسية الشهيد وانبعاث حياته جديدة في اطار واضح المعالم فياض المشاعر وكذلك امتد ت هذه التجربة لتشمل شهداء الحروب دفاعا عن الوطن في العراق وغيره من بقاع الارض العربية وقدسيتها مروية بدم ابنائها الابرار
ثمة مقاربة أخرى للرثاء جديدة، ولعل فراشة شمس الدين تعبر عن تفاصيل أخرى خاصة، في حميمية العلاقة بين الابن وأمه واسترجاع صورتها غير النمطية وتناصّ تسميتها المتماهية في صورة روحانية تضفي على النص بهاءً، يفضي إلى طمأنينةِ واشراق يقول الشاعر محمد علي شمس الدين\
=
رأيتُ ثمة وجه أمّي،
ويقال إن الله سمّاها على اسم الرحمة الأولى،
فآمنةُ التي مثل الحمامة لم يشُبْها السوءُ،
مازالت الأسماء رحمتها،
وتسحب في مدار الشمس رايتها العظيمة،
فالسلام على التي ولدت محمد
(وهو نور النور)،
واغتسلت ضحًى بالماء،
فانبعثت على الأشياء صورتها البهي
ورأيت رؤيا:
في الليل،
في الحلَك العظيم،
وبعدما ألقيتُ آخرَ حفنةٍ،
فوق التراب من الترابِ،
ومن قصائدي هذه القصيدة في ذكرى استشهاد الضابط رعد طه الحجية الكيلاني في الحرب العراقية الايرانية \
من فوق جفون الشمس
على جبل النور الازلي
وقف شامخا كالعملاق
شامخا كالطود مقطب الجبين
غضب غضب
تنبعث منه انوار عجيبة
يتلالا في عينيه ضياء مهيب
يمتطي صهوة جواد عربي اصيل يحد ق فيه بقوة الصمود
يرنو الى الافق البعيد
الى محراب صلاتي
ا لى ارض بلادي
واشجار نخيل باسقة
******
من سعفات النخيل المتطاولة الاعناق
من دم الشهداء الابرار
من نور الشمس ا لعروية
ودجى ليل الاعداء
صنعنا ثوب زفافه
ضمخناه بالعطر واريج البرتقال
ارتداه يوم زفافه
محمولا على الاكف
رافلا بالثوب
براية الحرية *
حملوك نعشا فوق رؤوسهم
فخرا ---
وحملتك مفتدى
نسرا ابيا ماجدا
---
* –رايةالحرية-تعني العلم العراقي الذي يدرج فيه جثمان الشهيد(/)
فن المدح والفخر في الشعر العربي بقلم فالح الحجيةالكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 06:23]ـ
فن المدح والفخر في الشعر العربي
بقلم الشاعر فالحج الحجية الكيلاني
شعر الفخر او شعر المدح هذا الفن الجاهلي الذي عبر كل القرون قويا ناهضا ووصل الينا لايزال في موقعه فالدح في العصرالجاهلي والعصورالتي تلته كان في الحكام والمتنفذين ولا يزال فاغلب الشعراء قالوا المدح في العصر الحالي قالوا المدح في رؤساء وملوك الدول العربية رغم علمهم ان بعضا منهم لايستحق كل هذا المدح والاطراء الباذخ و النفاق المبرقع فقصائد المدح التي تقال في المهرجانات والاحتفالات اغلبها زائفة وطمح اغلب الشعراء في نيل حضوة اوجاه اومال اومكانة ازاءها فمثلهم كمثل شعراء العصور الاخرى بدءا من العصر الجاهلي وكل رئيس او خليفة او ملك او امير او قل رئبس دولة اتخذ من بعض الشعراء مداحين له ومطبلين والشعراء يتبعهم الغاوون
اما شعرالفخر فقد فخر الشعراءبالمجاهدين والمقاتلين من ابطال العروبة الذين قتلوا في ساحات الوغي حتى الاستشهاد و الذين ضحوا بارواحهم في سبيل كرامة وعزة الامة العربية وفخروا باوطانهم وعزتها عليهم والدفاع عنها بالنفس و المال والكلمة الصادقة ومن شعر الفخر هذه الابيات للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد يفخر بها في وطنه الصبور الذي تكالبت عليه الدول الاكلة ولا تزال لتقيده وتأكل كل مافيه وتسحق اهله الصابرين وتمزق لحمتهم وتشرد الطيبين منهم يقول -
قالوا وظلَّ .. ولم تشعر به الإبلُ
يمشي، وحاديهِ يحدو .. وهو يحتملُ ..
ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ
حتى أناخ َ ببابِ الدار إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا
صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ!
وصبرَ كل العراقيين يا جملُ
صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ
يغوصُ حتى شغاف القلب ينسملُ
ما هدموا .. ما استفزوا من مَحارمهِ
ما أجرموا .. ما أبادوا فيه .. ما قتلوا
وطوقُهم حولهُ .. يمشي مكابرةً
ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغِلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ
وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ
إلا بيارق أمريكا وجحفلُها
وهل لحرٍ على أمثالها قَبَلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
هل بعده غير أن نبري أظافرنا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!
يا سيدي .. يا عراق الأرض .. يا وطناً
تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ
لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه
ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ
يا أجملَ الأرضِ .. يا من في شواطئه
تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ
اما في مدح شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وال بيته الاطهار فقد ابدع كثير من الشعراء قديما وحديثا وفخروا به نعم الفخار ومن شعر المدح والفخر النبوي الشريف يقول الشاعر العراقي وليد الاعظمي -
عفوا رسول الله يا نبراسنا فلقد أصاب المسلمين تفرق
دب التناحر والتباغض بينهم فتهاونوا في دينهم وتمزقوا
أنا من شباب محمد وجنوده وبغير هدي محمد لا أنطق
بايعت ربي أن أظل مجاهدا وبغير حبل الله لاأتعلق
أنا مسلم بعقيدتي وبمنهجي عهد علي مدى الحياة وموثق
أن لا أهادن كافرا أو ظالما عهدا ولو من أجل ذلك أشنق
و في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فخر به في قصيدة في ذكرى ميلاده
الله يغرس في الانسان عاطفة
منذ الطفولة في فهم وفي جهل
والناس صنفان صنف عاش في دعة
وصنف عاش في لهو وفي سفل
والمرء يظهر ما فاضت منابعه
في ساح فطرته البيضاء من خصل
فما احبوا من الاحوال او كرهوا
الا لما في نفوس الناس من علل
يا مالك الملك ما جاشت مشاعرنا
الا بما شئت من فرض ومن نفل
اذ يرتوي القلب ايمانا فيغمره
فيض المحبة والالالهام والامل
حتى تراى لفيض الوجد مصدره
حب الرسول وما فيه من النهل
ربي اليك فؤادي حين يغبطه
حب الرسول مواجيد بها جذلي
00000
اني بحب المصطفى المختار في وله
ينازع النفس والاشجان في كلل
يا سيدي يا رسول الله حبكموا
فرض علينا وما تراى له مقلي
فالقلب يخفق والامال واجفة
والشوق يكبر والايمان كالجبل
في حضرة المصطفى المختار انشده
شعرا ينازعني والعين في همل
ان لامني بعض اصحابي على زلل
فما بحب رسول الله من زلل
الشاعر فالح الحجية
-----------------(/)
قصيدة بعنوان بلادي ... أرجو أن تحظي ببعض القبول
ـ[ابو مريم عاطف]ــــــــ[29 - Sep-2010, صباحاً 07:36]ـ
بلادي
و كان في مدرستي حديقة
و حجرة للأغنيات
كانت لنا قلوب طير ... حالمات
كنا نغني يا بلادي
يا هوي القلب البرئ
يا وردة من دمنا
يا صحوة الحلم الجرئ
يا وطني
كم كنت أهواك!
كان فؤادنا يطير حين نشدو يا بلادي
لك حبي و فؤادي
أتعرفين يا بلادي؟
ما عاد لي من أصدقاء مذ هجرتني
يا بلادي!
فلقد كنت .. صديقتي و دربي و نشيدي
ثم انتهينا هكذا؟؟
دون وداع أو دموع
لم افترقنا يا بلادي هكذا؟
بلا رجوع
يا وطني
كان هنا .. قلب بصدري
و حديقة
و أطفال صغار
ثم اختفي ضوء النهار
كتبت في 13 سبتمبر 2010
4 شوال 1431
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 08:15]ـ
لا بأس يا أبا مريم.
للأمام.
ـ[ابو مريم عاطف]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 01:11]ـ
شكرا لك أخي علي تعليقك اللطيف(/)
لا تغضبوا مني إذا
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 01:52]ـ
لا تغْضَبُوا مِنِّي إِذا ما فُتُّكُمْ ******* فَلَقَدْ شُغِلْتُ الآنَ بالتَّعْلِيمِ
رُوحِي مِنَ الحِصَصِ الْكَثِيرةِ قَدْ دَنَتْ ***** يَا إِخْوَتي في اللهِ مِنْ حلْقُومِي
وتراكمَتْ فوقِي الدفاترُ واشْتكى ***** قلَمِي مِنَ التَّصْحِيحِ والتَّقْوِيمِ
ـ[رضا العربي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 02:25]ـ
أصلح الله شانك، وعلى ذلك الهم أعانك، وبالحلم على بنينا زانك، وحفظك وأقرانك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 02:35]ـ
اِجْعَلْ نَوَافِذَنَا دَفَاتِرَ خَطِّكُمْ! /// فَلَقَدْ عَهِدْتُ الحُسْنَ بِالتَّتْمِيمِ!
(ابتسامة)
يعز علينا فراقكم، ولكن اجعل لنا نصيبا من بين تلك الدفاتر، ولن تشغلكم عن التدريس والتقويم إن شاء الله
كتب الله أجركم ونفع الله بكم
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 03:16]ـ
لا تشكونَّ من الرسالة إنها * * * أدْنى إلى التَّبجيل والتَّكريمِ
واجعل نوافذَنا لراحتكمْ إذا * * * كثُرتْ شواغلُكم .. مع التَّنظيمِ
ـ[فهدة]ــــــــ[29 - Sep-2010, مساء 07:05]ـ
لا تغْضَبُوا مِنِّي إِذا ما فُتُّكُمْ ******* فَلَقَدْ شُغِلْتُ الآنَ بالتَّعْلِيمِ
رُوحِي مِنَ الحِصَصِ الْكَثِيرةِ قَدْ دَنَتْ ***** يَا إِخْوَتي في اللهِ مِنْ حلْقُومِي
وتراكمَتْ فوقِي الدفاترُ واشْتكى ***** قلَمِي مِنَ التَّصْحِيحِ والتَّقْوِيمِ
أضحك الله سنّك .. من جرّب مثل تجربتك عرف أنك قد صدقت،
جعل الله عملك خالصا لوجهه الكريم وأعانك!(/)
يَا مِسْكِيْن / إيّ واللّهِ نحْنُ مَسَاكِين!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 01:09]ـ
* سير أعلام النبلاء (4/ 440):
قال الفضيل بن عياض –رحمه الله-: يا مسكينُ، أنت مسيءٌ وترى أنك محسن ٌ، وأنت جاهلٌ وترى أنك عالمٌ، وتبخلُ وترى أنك كريمٌ، وأحمقُ وترى أنك عاقلٌ، أجلك قصيرٌ، وأملك طويلٌ.
قال الذهبي –رحمه الله-: إيّ واللهِ، صَدَقَ، وأنت ظالمٌ وترى أنك مظلومٌ، وآكلٌ للحرام وترى أنك متورعٌ، وفاسقٌ وتعتقد أنكَ عدلٌ، وطالبُ العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله!! اهـ.
* وفي سير أعلام النبلاء (16/ 178):
كان أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي خطيبا مفوها بليغاً , فأعجبته نفسه، فقال: حتى متى أعظُ ولا أتعظُ، وأزجرُ ولاأزدجرُ، أدلُّ على الطريق -المستدلين-،وأبقى مقيما مع -الحائرين-،! كلا! إن هذا لهو البلاء المبين. اللهم فرغبني لما خلقتنيله، ولا تشغلني بما تكفلت لي به اهـ.
! -فيا عبد الله ... حاسب نفسكَ ... ومقِّتها في ذاتِ الله-!
من http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=223087
ـ[السليماني]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 03:17]ـ
نسأل الله العافية
ـ[أبو فهر الصغير]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:12]ـ
جزاكم الله خيرًا، ونفع الله بكم!(/)
المراة العربية في الشعر الجاهلي - بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Sep-2010, صباحاً 06:41]ـ
المرأة العربية في الشعر الجاهلي
بقلم فالح الحجية الكيلاني
1
الأمة العربية وطبيعتها وبيئتها في الجزيرة العربية والظروف التي عاشت بها وهياتها للثقافة العربية ان الشعر العربي ديوان العرب وجامع لكل مفردات حياتهم العامة والخاصة في جزيرتهم فهو ديوان مفاخرهم ومأثرهم في الحرب والسلم اضافة الى معتقداتهم وثقافتهم ومعارفهم واللغة العربية وان كانت ادبية وفنية وانشادية مخالفة لكلام العامة في الجاهيلية بعض الشئ وقد حدد المؤرخون للشعر العربي بانه قد تكامل القول فيه وبقوته وبيانه وفنونه في فترة لاتتجاوز العقدين من الزمن قبل مبعث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقد كانت العرب احوج الامم الى الشعر بدواعي حياتهم الاجتماعية وهذا يستوجب ان يكون لهم شعر قديم بلغتهم القديمة اذ لم يبق منه شئ من عروضه التي اختلطت بأعاريض الشعر الجاهلي وذلك لأن بحوره المتنوعة تدل بتعددها على قدم زمانها وكثرة المران فيها اذ انها الالحان الموسقية لذلك الشعر فجات ساذجة يسهل تناقلها كما تتناقل الالحان والاصوات المتجانسة فتغير عبارات معينة ثم ان اللغة التي نظم فيها هذا الشعر لتدل على رقي عظيم في التعبير والجمالية وقد كثر الشعراء في العر بية في العصر الجاهلي وفي غيره حتى لنقول انها امة شاعرة وعاطفية وحتى الان الامة العربية امة العاطفة ولم يترك الشعراء مجالا الا قالوا فيه الشعر لاحظ قول احدهم في مطلع معلقته ((هل غادر الشعراء من متردم ام هل عرفت الدار بعد توهم)) ومن خلا ل دراسة الشعر نلاحظ ان الأوزان الشعرية القصيرة فيه اقدم زمنا من الاوزان الطويلة وسبب ذلك حاجتهم وظروف حياتهم من ذلك قول الشاعر الاسود بن يعمر وهومن قدماء الشعراء الجاهليين
ونحن قوم لنا رماح وثروة من مال صميم
لانشتكي تاوهم في الحرب ولا نئن منها كتأنان السليم
وهذا الشعر لايستقيم الابالغناء وخاصة الحداء او الانشاد
ولماكانت ظروف الجزيرة العربية قاسية والحياة فيها تنقلية طلبا للعيش ومراعي الانعام من الابل والغنم والحلال كانت المعارك والغزوات دائرة رحاها بين القبائل العربية واوجدت نوعا من الشعر هو شعر الرجز وهوضرب من شعر القتال والمبارزة وقد قال فيه الشعراء الكثير منه على سبيل المثال قول الشاعر عصمة بن حدرة اليربوعي
الله قد امكنني من عبس ساغ شرابي وشفيت نفسي
وكنت لا اشرب فضل الكأس ولااشد بالوخاف رئسي
ان النتاج الروحي في جميع الامم يتوقف نشاطه على شدة الاحداث التي تنزل بها والاحوال التي تعتريها ونستطيع القول ان حرب البسوس التي امتدت طويلا بين قبيلتي بكر وتغلب كانت من العوامل المنشطة للشعر العربي وحظها من القصيد والرجز وهوشعر الحرب كان كبير ا وكانت من الاسباب الواجدة للفرسان المقاتلين الشعراء الفرسان وما قيل في هذه قيل في حرب داحس والغبراء وفي شعر الصعاليك من الشعراء.
كانت المرأة في العصر الجاهلي ذات مقام كبير ومكانتها عالية تزاول الكثير من شوءون الحياة مع الرجل في التجارة مثلا وكان لاءكثرهن حق الاختيار في الزواج والطلاق لكنهن لايورثن مع الرجال وكن يسبين في الحرب ولا يحضرن مجالس الشورى والمؤتمرات التي كانت تعقد ايام الجاهلية وكان يقع عليهن زواج الشغار والتزويج بالجبر والاكراه احيانا هذا الزواج لازالت بقاياه موجودة في مجتمعاتنا غيرالمتحضرة لحد الان وهومايسمى بزواج الكصة بالكصة وكذلك كثرة الضرائر حسب ارادة الزوج ومكانته الاجتماعية والمالية الا انها بقيت ذات المكانة العالية فكانت منهن من ملكت رقاب الرجال واطيعت مثل بلقيس في اليمن وقصتها مشهورة والزباء في تدمر ومنهن الشاعرة كالخنساء وليلى التغلبية وكان الجاهليون يحترمون المراءة في الاغلب احترام القوي للضعيف ويحدبون عليها حدب الشفيق على العزيز ويجدون فيها والعون على شؤون الحياة ويعتدون بمخاطبتها في اشعارهم حتى ان بعضهم قد استهل قصيدته بها والتغزل فيها في مطالع هذه القصائد ومنهم فحول الشعراء من اصحاب المعلقات والشعر الغزلي اوما يسمى بالنسيب هو ان ينسب الشعر بالمراءة التي احب ويذكر محاسنها جهارا ويشير الى هواه لها وهواها له ويذكر ما يعتريه ازاءها من شوق ووجد
(يُتْبَعُ)
(/)
والتياع وما يكن في قلبه من حب وهيام وغرام لها ومما يذكر ان النسيب على وزن فعيل اى وزن من اوزان الاصوات وهذا يدلل انه كان يوءدى بطريقة انشادية غنائية تمثل الشوق والحنين والشكوى وهو حثهم للغزل والتشبيب فالغزل في الاصل حديث الفتيان الفتيات فهو شعر الشباب والتشبيب و وصف حالة الحب في ايام الشباب فالشاعر يدور بشعره حول الذكرى فتعاوده الاشواق والاحزان وصوغ طربه شعرا من ذلك قول الشاعرالمنخل اليشكرى
ولقد دخلت على الفتاة في الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت مشي القطاة الى الغدير
ولثمتها فتنفست كتنفس الظبي البهير
ورنت وقالت يا منخل ما بجسمك من فتور
وللعرب غزل مصنوع نشأ من الغزل المطبوع اتخذه الشعراء في اوائل قصائدهم وهوضرب من مصطنع التصابي والتشاجي او الاستهتار في بعض الاحيان بمودة المرأة واصله مبني على الشوق والتذكر لمعاهد الا حبة واثار الديار العافية والمندرسة وشخوص الاطلال الباعثة على الحسرة والتوجع وهذا ما تعهده اصحاب المعلقات من فحول الشعراء كأمرئ القيس في قصيدته التي استهلها
-
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
او ما انشده طرفة بن العبد:-
لخولة اطلال ببرقة ثمهد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
او معلقة زهير بن ابي سلمى ومطلعها:-
امن ام اوفى دمنة لم تكلم بحومانة الدراج فالمتثلم
او معلقة الشاعر الاعشى:-
ودع هريرة ان الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل
او معلقة النايغة الذبياني:-
يا دارمية بالعلياء فالسند اقوت وطال عليها سالف الامد
وغير هذه القصائد كثير واذكر ان سقط اللوى والدخول وحومل وحومانة الدراج والمتثلم والعلياء والسند أماكن كانت معروفة في الجزيرة العر بية في حينها إلا ان المرأة العربية ابتليت بلاء ما بعده بلاء الا وهو الوئد اذ كان بعض العرب يدفون بناتهم الاتي اتين الى الدنيا حديثا اوحديثات الولادة عند ولادتهن خوف العار حيث كانت المراءة تسبى اثناء الحروب وتعد من المغانم الحربية ومتاعها والغالب يسبي نساء المغلوب ويفعل بهن مايشاء مثل المتاع لذا وخوفا من العار كانوا يدفون البنات احياء ا وقد ذكر القران الكريم ذلك بعد مجئ الاسلام وحرمه ((واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ايمسكه على هون ام يدسه في التراب الا ساء مايحكمون)) –
سورة النحل أية 70
وكذلك قوله تعالى في سورة التكوير ((واذا الموؤدة سوؤلت باي ذنب قتلت)) وقالوا ان من اسبابه الغيرة على المرأ ة ومخافة العار اذا سبيت وقيل ان بني تميم قد منعوا النعمان بن المنذر الاتاوة فحاربهم وانتصر عليهم واستاق نعمهم وسبى نسائهم فكان ذلك من اسباب وادهم االاناث وفي ذلك قول الشاعر الجاهلي ابي المشرج اليشكري:-
لما رأوا راية النعمان مقبلة قالوا ياليت دارنا عدن
ياليت ام تميم لم تكن عرفت مرا وكانت كمن اودى به الزمن
وكان منهم من يئد البنات من كانت زرقاء شيماء بها علا مة او قبيحة او برشاء او كسيحة ومنهم كان يئد خشية الاتفاق و الفقر وقد نزل فيهم قوله تعالى ((ولا تقتلو اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطاءا كبيرا)) سورة الاسراء اية 30
وا لقسم الا خر كان يكره البنات ومما لاشك فيه ان القبائل وأدت بناتها لأنهن دون البنين محبة ولأنهن لايسهمن في كسب العيش ولافي الدفاع والقتال وقد هجر الشاعر ابو حمزة الضبي امراءته لأنها ولدت بنتا وفي احد الايام مر بخبائها وهي تراقص ابنتها تقول:-
مالأبي حمزة لايأتينا يظل في البيت الذي يلينا
غضبان ان لانلد البنينا تالله ماذلك في ايدينا
وانما نأخذ ما اعطينا ونحن كالارض لزارعينا
ننبت ما زرعوه فينا
على ان حالة الواءد لم تكن عامة فالكثرة لم تئد بدليل حب الشعراء بل والرجال عامة للمرأة وفخارهم بها يقول الشاعر الفارس ابو الفرج بن معن بن اوس الشاعر الفارس المشهور
رأيت ناسا يكرهون بناتهم وفيهن لانكذب نساء صوالح
وفيهن والايام تعثر بالفتى نوادب لا يمللنه ونوائح
اما عنترة العبسي فيقول:-
ايا عبل ماكنت لولا هواك قليل الصديق كثير الاعادي
وحقك لازال ظهر الجواد مقبلي وسيفي ودرعي وسادي
(يُتْبَعُ)
(/)
اما السبي فحالة اخرى لازمت المرأة وكان العرب يكرمون المراة المسبية ويخلطونها مع نسائهم احيانا وحسب مكانة المرأة المسبية في قومها وقوتها وربما يتزوجونها فتكون اما لأبنائهم وكثير من سادات العرب اولاد سبايا مثل دريدبن الصمة فامه ريحانة بنت معد يكرب اسرها الصمة بن عبد الله ثم تزوجها فانجبت دريدا واخوته يقول عمرو بن معد يكرب في ذلك:-
أمن ريحانة الراعي السميع يؤرقني واصحابي هجوع
سباها الصمة الجشمي غصبا كأن بياض غرتها صديع وحالت دونها فرسان قيس تكشف عن سواعدها الدروع
اذا لم تستطع شياءً فدعه وجا وزه الى ما تستطيع
ان المرأة العربية في اغلب الاحيان اكثر من الرجل عاطفة واسرع انفعالا لذا كانت تثير الحمية والثار في قومها من ذلك قول تماضر بنت الشريد الشاعرة المشهورة تحرض قومها على الأخذ بالثار
لا نوم حتى تعود الخيل عابسة ينبذن طرحا بمهرات وامهار
او تحفزوا حفزة والموت مكتنع عند البيوت حصينا وابن سيار
فتغسلوا عنكم عارا تجللكم غسل العوارك حيضا بعد اطهار
اقول اذا كان الاسد اشجع الوحوش فان الفرسان العرب فاقت فروسيتهم الاسود شجاعة يقول الشعر عوف بن عطية بن الخرع في ذلك –
الم تر اننا نردى حروب نسيل كأننا دفاع بحر
ونلبس للعدو جلود اسد اذا تلقاهم وجلود نمر
الا ان هناك حالة اشرها الشعراء الفرسان في قصيدهم على المرأة العربية ولا اريد ان يخلو بحثي دون الاشارة اليها وهي حالة البخل التي كثر ترددها في المرأة في الشعر الجاهلي وعلى لسان فحول الشعراء وفيه فيض من الشكاية من النساء المانعات رجالهن الكرم واللأماتهم على الاسراف من ذلك قول الشاعر حاتم الطائي لزوجته:-
وقائلة اهلكت بالجود مالنا ونفسك حتى صبر نفسك جودها
فقلت دعيني انما تلك عادتي لكل كريم عادة يستعيدها
وقال الاخر هو حطائط بن يعفر النهشلي لزوجته:-
تقول ابنة الحباب رهم حريتنا حطائط لم تترك لنفسك مقعدا
اذا ما افدنا صرمة بعد هجمة تكون عليها كابن امك اسودا
فقلت –ولم اعية الجوا-تبيني اكان الهزال حتف زيد واربدا
اريني جوادا مات هزلا لعلني ارى ما لاترين اوبخيلا مخلدا
___________________
يتبع(/)
المراة العربية في الشعر الجاهلي بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 06:50]ـ
المراة العربية في الشعر الجاهلي \ 2
بقلم فالح الحجية الكيلاني
المرأة العربية في شعر الشعراء الفرسان\
الامة العربية اشتهرت بالحرب والقتال وسجلت ايامها التاريخية في حروب ذى قار وداحس والغبراء وحرب البسوس وكلاب اياما معروفة مشهورة في مقاتلة القبائل للحصول على المراعي او المياه اوالصيد والقنص بسببب التنقل والبحث عن الكلاء والمعاش كانت المراءة لها باع طويل في ذلك0 اعز الرجل المراءة واحبها وانشد القصيد بذكرها شوقا ووقف على اطلالها يندب ويبكي ويتذكر ماضيه السعيد او يخاطبها مفتخرا بشجاعته وكرمه وعالي مقامه ويشهدها على حسن ادائه ومحامده فهذا الشاعر الفارس عبد يغوث يشهد زوجته مليكة على شجاعته وفروسيته وهاجما ومهاجما وعلى جده وقوته في الترحال والغارات وقطع القفار التي لم تطاءها قدم انسان وعلى حذقه لفنون الحرب والطعان في اشد المواقف واحرج الاوقات اقراء معي هذه الابيات من شعره:-
وقد علمت عريسى جليلة انني انا الليث معدوا علي وعاديا
وقد كنت نحارالجزور ومعمل المطي وامضي حيث لا هي ماضيا
وانحر للشرب الكرام مطيتي واصدع بين القينتين ردائيا
وكنت اذا ما الخيل شمصها القنا لبيقا بتصريف القناة نبابيا
الرجال يستبسلون في القتال حتى لا ينكسروا او يخسروا الحرب او الغارة فيؤدي ذلك الى سبي النساء والنساء انفسهن يحرضن الرجال على القتال والاستبسال وأي تحريض وتشجيع في نفوس الرجال اثرا وابعد مدى وقوة من ان تقول الزوجة لزوجها لست زوجي اذا لم تستطع حمايتي لاحظ قول عمرو ابن كلثوم الشاعرالفارس في معلقته
على اثارنا بيض حسان تحاذر ان تقسم او تهونا
ضغائن من بني جشم بن بكر خلطن بميسم حسبا ودينا
يقتن جيادنا ويقلن لستم بعولنا اذا لم تمنعونا
اخذن على بعولتهن عهدا اذا لاقوا كتائب معلمينا
ليستابن افراسا وبيضا واسرى في الحديد مقرنينا
اذا لم تحمهن فلا بقينا لشئ بعدهن ولا حيينا
ان كانت نساء عمرو بن كلثوم الاتي يحرضنه على الاقتتال يقدرن الابتعاد عن الازواج اذا لم يقدروا حمايتهن فان غيرهن قد شاركن في الحرب الضروس مشاركة فعلية واشتهرن بالشجاعة مثل رقاش الطائية التي تذكرالروايات قيادتها لقبيلتها في غزواتها وقاتلت ام عمارة نسيبة بنت كعب المازنية قتالا شديدا وقيل انها ضربت عمرو بن قميئة الفارس المشهور بالسيف عدة ضربات وقاه من ضرباتها درعان كانتا عليه فضربها عمرو فجرجها جرحا بليغا ولهن مشاركات اخف من هذه او تلك وقد تكون اشد لاحظ شعر هند بنت عتبة تحرض قومها على القتال في أسلوب أخر:-
نحن بنات طارق نمشي على النمارق
الدر في المخانق والمسك في المفارق
ان تقبلوا نعانق او تدبروا نفارق
فراق غير وامق
وكان بعض الاعراب يخرجون نسائهم معهم الى القتال للتشجيع والتماس الحفيظة وخوف الفرار فقد خرج ابو سفيان للقتال ومعه هند بنت عتبة زوجه وشعرها اعلاه وخرجت خناس بنت مالك مع ابنها ابى عزيز بن عمير وخرجت عمرة بنت علقمة الحارثية وغيرهن كثير ومن النساء اللاتي الهبت الصدور والبت النفوس وهيجت العواطف حمية لاخذ الثأر لاحظ قول احداهن تخاطب الفرسان
لانوم حتى تعود الخيل عابسة يندبن طرحا بمهرات وامهار
او تحفزو حفزة والموت مكتنع عند البيوت حصينا وابن سيار
فتغسلوا عنكم عارا تجللكم غسل العوارك حيضا بعد اطهار
فهي تريد ان لايفر قومها حتى يهجموا على الاعداء هجمة قاسية صارمة تنجلي الهجمة او الغزوة عن قتل الواترين وغسل العار ويذكر التاريخ لنا قصة عجوز لبني رئام تدعى خويلة كان لها بنو اخوة وبنو اخوات تعدادهم اربعون رجلا او يزيد وكانت هذه عقيما وكان بنو ناعت وبنو داهن متظاهرين على بني رئام قومها وكانو جميعا من قضاعة متجاورين بين حضرموت والشحر فقتلوا من بني رئام ثلاثين رجلا فاقبلت خويلة هذه مع الصبح الباكر فوقفت على مصارعهم ثم عمدت الى خناصرهم فقطعتها ثم نظمت هذه الخناصر قلادة لبستها في صدرها وخرجت حتى لحقت بمرضاوي بن سودة المهري ابن اختها فأناخت بفنائه وأنشدت تقول:-
ياخير معتمد وامنع ملجاءا واعز منتقم وادرك طالب
جائتك وافدة الثكالى تغتلي بسوادها فوق الفضاء الناضب
هذى خناصر سرتي مسرودة في الجيد مثل سمط الكاعب
(يُتْبَعُ)
(/)
وتلاقي قبل الفوت ثارى انه علق يا بنو داهن او ناعب
فابرد غليل خويلة الثكلى التي رميت باثقل من صخورالصاقب
فتاثر هذا الفارس بشعر خالته وما رآه في صدرها من اصابع اقاربه فثارت ثائرته وقام في قومه فطرق ناعبا او داهنا فاوجع فيهم قتلا وانتصر عليهم لها و لقومها
اما هند بنت حذيفه التي وترت بأخيها فقد رثته بشدة وقوة ولتتحرز في تشبيه قومها باخس حالات الوصف المنفر ان لم ياخذوا بثار اخيها تقول:-
فان انتم لم توطئو القوم غارة يحدث عنها وارد بعد صادر
وترموا عقيلا بالتي ليس بعدها بقاءا فكونوا كالنساء العواهر
من كل ماتقدم نلحظ مفاده الشجاعة التي هي فخار كل عربي وحليته غنيا او فقيرا ذا قبيل او مفردا واذا تقصينا حياة العربي منذ طفولته ادركنا ان الشجاعة كاءنما ولد ت معه وانه شب عليها وتسري في دمه وكان من صفات العربي انه يشجع ثم يشجع حتى يلقي نفسه في مهاوي الردى مختارا ونعود فنقول ان النساء كن يصحبن المقاتلين فهذا الفارس عمرو بن معد يكرب يقول لما راى النسوة يجرين خائفات فتوءثر الارض الصلبة في اقدامهن وفيهن حبيبته لميس كالبدر وكشفت عن محاسن لم يرها من قبل فيها اشتدت عزيمته ولم ير بدا الا الهجوم على الاعداء ومنازلتهم
لما رايت نسائنا يفحصن المعزاء شدا
وبدت لميس كانها بدر السماء اذا تبدى
وبدت محاسنها التي تخفى وكأن الامر جدا
نازلت كبشهم ولم ارمن نزال الكبش بدا
وهذا الشاعرالفارس عامر بن الطفيل يزدهي ببسالته وشجاعته وشعره لزوجته يقول:-
طلقت ان لم تسالي أي فارس حليلك اذ لاقى صداء وخثعما
اكر عليهم دعلجا ولبانة اذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما
او قول عمرو بن كلثوم:-
معاذ الاله ان تنوح نساؤنا على هالك او ان تضج من القتل
وقد وصلت الشجاعة عند بعضهم حد الطيش وسرعة الانفعال ان العربي معروف في خصوصيته سرعة الانفعال وعصبية المزاج تثيه الكلمة وربما تهيجه الاشارة او الحركة خاصة اذا ظن ان شرفه قد مس فيغضب غضبة الاسد من ذلك قول الشاعر الفارس سعد بن ناشب مفتخرا:-
اذا هم لم تردع عزيمة همه ولم يات ماياتي من الامر هائبا
اذا هم الاقى بين عيينه عزمه ونكب عن ذكر العواقب جانبا
ولم يستشر في امره غير نفسه ولم يرض لا قائم السيف صاحبا
ومع كل ذلك وكل ماذكر يبقى الفارس العربي ذا عفة وشهامة من جهة المرأة فهو يراودها عن نفسها الا انه لايتزوجها الا بموافقة وليها وبعد مهرها وانه يحمي جاراته ويغض الطرف عنهن عفة وحياءا في ذلك يقول الشاعر الفارس عنترة بن شداد العبسي:-
ما ستمت انثى نفسها في موطن حتى اوفي مهرها مولاها
اغشى فتاة الحي عند حليلها واذا غزا في الجيش لا اغشاها
واغض طرفي مابدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
قال الشاعر العربي:-
ولقد وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
العاطفة عند العربي جياشة تواقة بطيبيعته لذا نبع الحب من سويداء قلب كل شاعر شجاع فتغنى بالحبيب والبيت اعلاه قاله الشاعر في تغنيه بحبيبته وهو يقاتل في المعركة والسيف في يمينه والسيوف مشرعة عليه تلمع من بين نقيع المعركة فشبه لمعانها بثنايا ثغر حبيبته مستقبلة اياه باسمة ثم يقول لها والشعر لعنترة العبسي يخاطب حبيبته ابنة عمه عبلة:-
يادار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحا دار عبلة اسلمي
فوقفت فيها ناقتي وكأنها قدن لاقضي حاجة المتلوم
وتحل عبلة بالجواء واهلنا بالحزن فالصما ن فالمتثلم
اذ تستبيك بذي غروب واضح عذب مقيله لذيذ المطعم
ولق مررت بدار عبلة بعدما لعب الربيع بريعها المتوسم
شطت مزار العاشقين اصبحت عسرا على طلابك ابنة مخرم
علقتها عرضا واقتل قومها زعما لعمر ابيك ليس بمزعم
ولق نزلت فلا تظني غية مني بمنزلة المحب المكرم
المرأة هي المراءة قديما وحديثا لطيفة جذابة ذات عواطف جياشة مغرية وفيها قوةجذب مغناطيسية حية في جذب الرجل اليها و القائه في حبائل حبها أي كان فارس مقدام حكيم عالم شجاع جبان ملك او سوقة فيقع الرجل في شوقها وحبها حبيبة او زوجة وعند ذلك يصبح طوع امرها لا حظ قول لامرئ القيس يقول:-
افاطم مهلا بعض هذا التدلل
ان كنت ازمعتي هجري فاجملي
المرأة في شعر الرثاء
(يُتْبَعُ)
(/)
الرثاء هو الشعر المنشد بحق المتوفي وتعديد مافيه من محاسن وشيم انسانية واخلاق كريمة وشجاعة وبسالة والتباكي عليه في هذا الشعر تتجلى مكانة المرثي ومنزلته في قلب الشاعر ولوعته عليه وحبه وما يعتمل في نفسه من خلجات واحاسيس وعواطف وذكريات. عرف هذا النوع من الشعر منذ القدم واشتهر بعض الشعراء اكثر من غيرهم وخاصة الشاعرات العربيات كالشاعرة الخالدة تماضر بنت عمرو بن الشريد المعروفة بالخنساء حيث نبع هذا الشعر من اعماق قلبها واحساسها الشجي وقوة محبتها لاخويها المفجوعة بهما معاوية وصخر الفارسان العظيمان حيث قالت في رثائهما الشعر الكثيروصفت فيه شجاعتهما ومكانتهما بين الفرسان العرب والنماسي والحنين اليهما بعد فقدهما مع العرض انهافجعت بالكثير ابويها اخويها وزوجها وابن اخيها في المعارك التي دارت بين قبيلتهم والقبائل الاخرى وفجعت في الاسلام بأولادها الاربعة في معركة القادسية وهي المعركة التي دارت بين العرب المسلمين والفرس المجوس وانتصر فيها الاسلام على المجوسية كانت عادات العرب في الجاهلية تعينها على البكاء والندب واعلان الجزع والحسرة فاظهرت من ذلك ما لاايعرف مثله عند غيرها وتفجرت قريحتها بشعر الرثاء بعد فجيعتها باخويها خاصة فرثتهما ابلغ الرثاء في علو الهمة وسمو المرتبة وهما اهل لها وصارت تباهي العرب بابيها واخويها وتشهد المواسم والاسواق الشعرية مثل عكاظ والمربد مسومة هودجها براية وتقول انا اعظم العرب مصيبة اقرأ معي هذا النص:-
يؤرقني التذكر حين امسي فيرد عني عن الاحزان نكسي
على صخر واي فتى كصخر ليوم كريهة وطعان خلس
الاياصخر لاانساك حتى افا رق مهجتي ويشق رمسي
ولولا كثرة الباكين حولي على اخوانهم لقتلت نفسي
ولكن لا ازال ارى عجولا وانحة تنوح ليوم نحس
وما يبكين مثل اخي ولكن اسلي النفس عنه بالتاء سي
اما ما تقوله عن شجاعته وفروسيته وهي ترثيه:-
وان صخرا لتأتم الهداة به كانه علم في راسه نا ر
جلو جميل المحيا كامل ورع وللحروب غداة الروع مسمار
لقد نعى ابن نهيك لي اخا ثقة كانت ترجم عنه قبل اخبار
فبت ساهرة للنجم ارقبه حتى اتى دون خورالنجم استار
قد كان خالصتي من كل ذي نسب فقد اصيب فما للعيش اوطار
حامي الحقيقة محمود الطريقة مهدي الخليقة نفا ع و ضوار
جواب قاصية جزاز ناصية عقاد الوية للخيل جرار
ولم تكن الخنساء وحدها فيهذا المجال فقد سبقتها ليلى التغلبية الشاعرة المعرو فة زوجة كليب عندما قتل اخوها زوجها فكانت مصيبتها في الاثنين اخيها وزوجها واشتد العداء بين قبيلة اهلها وقبيلة زوجها وفكانت معارك طاحنة هي حرب البسوس الشهيرة تقول في مصابها يوم طردتها النسوة من مصاب زوجها المقتول وتذكر اخاها القاتل مخاطبة حماتها شقيقة زوجها التي طردتها من الماتم \
ياابنة الاقوام ان شئت فلا تعجلي باللوم حتى تسالي
فاذا انت تبينت الذي يوجب اللوم فلومي واعذلي
ان تكن اخت امرئ ليمت على شفق منها عليه فا فعلي
جل عندي فعل جساس فيا حستي عما اجلت او تتنجلي
لو بعين فقئت عني سوى اختها فانفقات لم افعل
فعل جساس علي وحدي به قاطع ظهرري ومدن اجلي
ياقتيلا قوض الدهر به سقف بيتي جميعا من عل
هدم البيت الذي استحدثته وانثنى في هدم بيتي الاول
خصني قتل كليب بلضى من ورائي ولضى مستقلي
يشتفي المدرك بالثار وفي دركي ثاءري ثكل المثكل
اني قاتلة مقتولة ولعل الله يرتاح لي
كما اضيف ان هناك شاعرات غير الا تي ذكرتهن منهن ام الصريع الكندية قتيلة بنت الحارث ممن اشتهرن بالرثاء ايضا
المرأة في شعر الفرسان الصعاليك
الصعلكة تعني الفقراوالعوز والفاقة والصعاليك هم الفقراء وفيهم يقول حاتم الطائي الشاعر المشهور
غنينا زمانا بالتصعلك والغنى فكلا سقاناه بكاسها الدهر
والصعلكة ثورة على النظام المالي في الجاهلية والصعاليك هم من الشباب الشجعان الفقراء فوارس اقوياء ذوحس مرهف ادركوا مابين الاغنياء وبينهم من فوارق اجتماعية فالمهم هذا الادراك فتجمعوا لتحقيق ما بانفسهم عنوة عن طريق القوة والغنيمة ويقتسمونه بينهم وبين الفقراء لذا كانوا يثاءرون من الاغنياء البخلاء خاصة واشتهر منهم فرسان شعراء منهم عروة بن الورد وتاءبط شرا والشنفري والسليك وعمروبن براقة يقول عروة بن الورد يخاطب زوجته \
ذريني ونفسي ام حسان انني بها قبل لا املك البيع مشتر
احاديث تبقى والفتى غيرخالد اذا هو امسى هامة فوق صبر
ذريني اطوف بالبلاد لعلني اخليك او اغنيك من سوء محضر
فان فاز سهم للمنية لم اكن جزوعا وهل عن ذاك من متأخر
وان فاز سهني كفكم عن مقاعد لكم خلف ادبار البيوت ومنظر
ان عروة زعيم الصعلكة كان يرى ان عليه حقوقا يوءديها لاخوانه الصعاليك وكان يولمه ان تنزل بهم نازلة ولايستطيع ان يقدم لهم العون والمساعدة يقول لزوجته \
دعيني اطوف في البلاد لعلني افيد غنا فيه لذي الحق محمل
اليس عظيما ان تلم ملمة وليس علينا في الحقوق معول
والصعاليك لم يجدوا غضاضة في غاراتهم على ممتلكات الاغنياء وخاصة البخلاءمنهم بل اعتقدوا انهم على الحق في فعلهم لانهم يكفلون لاءنفسهم وللفقراء اسباب الحياة ولهذااعتزلوا الصعاليك الخاملين او المتكاسلين الذين يستجدون الناس ويخدمون النساء يقول عروة بن الورد
لحا الله صعلوكا اذااذا جن ليله مصافي المشاش الفا كل مجزر
يعد الغنى من نفسه كل ليلة اصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاءا ثم يصبح ناعسا يحث الحصى عن جيله المتعثر
يعين نساء الاحي ما يستعنه ويمسي طليحا كالبعير المحسر
ولكن صعلوكا صفيحة وجهه كضوء شهاب القابس المتنور
وبهذ الابيات اختم هذا المقال
الشاعر
فالح نصيف الحجية
العراق\ ديالى \ بلدروز(/)
الفنون الشعرية في الشعر العربي بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 07:16]ـ
الاساليب او الفنون الشعرية
بقلم الشاعر فالح الحجيةالكيلاني
يقف الشاعر بالنسبة للحياة موقفا واحدا ونظرة واحدة اما ان يكون منطلقا في رحابها كاشعة الشمس لاحدود الانطلاقته او يكون منطو على نفسه وحسبما تمليه عليه ظروف هذه الحياة فهو اما متفائل فرح يملاء قلبه السرور والانشراح كانه الربيع بازاهيره واخضراره وحبوره او متشائم مكتئب مفعم قلبه بالا لم والحسرة والحزن كالليل او كالسماء الملبدة بالغيوم0 ان شخصية الشاعر تظهرفي شعره فشعره مراة شخصيته فهو قد يكون حكيما وقد يكون عاطفيا تغلب العاطفة عليه فالاول يحكم العقل فيما ينظم وله القدرة على التماس مواطن الجمال بالبصيرة القوية والذوق السليم فينفذالى ذات الشيء ويزيل الستار عنه فيبدو كما هو اما الشاعر العاطفي فهوالشاعر الفنان يتجاذب مع الحياة باحساسه وشعوره المرهف ويصوغ شعره بخياله البارع فتسمع اجراس قلبه تجلجل بين ابيات قصيدته مع هواه يرتشف من بحر خياله
اسلوب الفلسفة اوالحكمة\
فن الحكمة او الفلسفة يسمو الشاعر في اجواء نفسه ويطل على الحياة من الاعلى ثم ينحدر متغلغلا في معانيها لحد دقائق امورها ويحف اطرافها مسيطرا على عواطفه واحاسيه متعقلا ثم يوجه نظرته الكاشفة متفحصا فتظهر له الحياة على حقيقتها واضحة جلية تنبعث نظرته من العقل الواعي لا الخيال فياتي شعره مهيمنا على الموضوع متجردا من المكان والزمان وهذ سر مطابقته لكل الأوقات والازمنة وينحدر في النفس المتلقية كالماء العذب انظر لهذه الابيات لبشار بن برد في العصر العباسي اما تزال طرية وذات تأثير في النفس رغم مروركل هذه القرون
اذا كنت في كل الامور معاتبا صديقك لم تلق الذى لا تعاتبه
عش واحدا اوزر اخاك فانه مقارف ذنب تارة ومجا نبه
اذا انت لم تشرب مرارا على القذى ضمئت واي الناس تصفو مشاربه
الأسلوب الخطابي
الشعر الخطابي هو الشعر المتدفق من تفس الشاعر تدفق الشلال او العين الثائرة تحس فيه بحرارة والتهاب انفاس الشاعر تعبيرا عما يخالجه من احساس تجاه المخاطب مطبوعا –اكثر الاحيا ن – بطابع الجدية وتلحظ فيه الشاعر مندفعا وراء هواه وخياله الواسع داعيا لفكرته وعقيدته وفيه التهويل والميالغة واضحتان لاحظ قول عمرو بن كلثو م في الجاهلية كيف يخاطب ملك الحير ة في نونسيته المشهورة
ابا هند فلا تعجل علينا وانظرنا نخبرك اليقينا
بانا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا
اذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا
ملاءنا البر حتى ضاق عنا وماء البحر نملوءه سفينا
اذا ما الملك سام الناس خسفا ابينا ان نقر الظلم فينا
اسلوب التحليل
الكشف عن الحقيقة وانجلائها بالبحث رائد الشاعر في هذا الا سلوب التحليلي للوصول الى صواب فكرته وارائه عن طريق القياس والامثلة ولفت نظر المتلقي الى منهج خاص بالحياة هو منهج الشاعر ذاته ومحاولته كسب اهواء الآخرين بتقرير مبدأ الحياة بسيط منهجه بالدعوة والتحليل والمسايرة تشد العزيمة فهو اسلوب خطابي تحليلي يقوم على اساس قاعدة ثابتة لدى الشاعر ليستكمل بناء ما يدعو اليه وموقف الشاعر فيه عام موجه للقريب والبعيد منزه عن الزمان والمكان لاحظ قول الشاعر عمر الخيام في قصيدته فلسفة الوجود
اعمارنا كالسواءل يسعفه الموت يشافي الجواب في اللحد
فاشرب فاعمارنا الجراح وما لها كمثل المدام من ضم
- - -
وانما الحياة كينبوع جرى منه عوالم السد م
- - -
او انها كالبصيص تحضنه ا يادي هذا الودود بالظلم
- - -
الاسلوب البياني
يعني هذا الاسلوب سرد وجهة نظر الشاعر حول الاحداث المحيطةبه والتعليق عليها بارائه ازاءها وموقفه منها ومادته مكتسبة مما يدور بين الناس في المجالس 0 والجو الشعري فيه مفعم بالالفة ويكون اما تقريريا او تاثيريا فهو اشبه بصور فوتوغرافية تعكس وجوه الاصحاب وتبين شخصية الشاعر ونفسيته وقد يكون بشكل اعترافات ومذكرات ومنه هذه الابيات للشاعر حارث طه الراوي
ناموا بوكر العهر قصر رحابهم لا يحلمون بغير قد اهيف
حتى اطل الصبح يعلن ثورة فتصايحوا يشكون هول الموقف
من يسمع الشكوى وحتى ربنا يابى سماع الظالم المستعطف
ما توا فما ماجت بصدر عبرة اوقال انسان لعين اذرفي
(يُتْبَعُ)
(/)
حسب الطغاة بان يو م مماتهم عيد به الدنيا تسر وتحتفي
أسلوب الواقع
هذا الاسلوب يبدو الشاعر فيه مورخ لمايقع ويكتشف واقيعية الحيلة والمجتمع ويقر ذلك 0 يمتاز بالسهولة والابانة وتكون القصيدة سرد لواقعة معينة بامانة وابيات القصيدة فييه متراصة احدها يكمل الاخر الى نهاية الحدث واضحة معانيه وضوح الفكرة واثر الفن فيه بين0 من ذلك قول الشعر العراقي الحديث معروف الرصافي في سياسة الانكليز ومن حالفهم من اراذل العراقيين
انا بالحكومة والسياسة اعرف الام في تفنيدها واعنف
ساقول فيها مااقول ولم اخف من ان يقال شاعر متطرف
هذي حكومتنا وكل شموخها كذب وكل طبعها فتكلف
غشت مظاهرها وموه وجهها فجمميع من فيها بارج زيف
وجهان فيها باطن متستر للاجنبي المكشوف فيه تصلف
علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف
اسلوب الحوار
الحوار هو تسجيل ما يدور على السنة الناس او بين الشاعر والاخرين منهم المتلقي وهو أسلوب قائم بذاته ظاهرا لشاعر فيه اشبه بالصاحب او العشير فهو اما ان يكون ثاءثيريا وهو الأغلب أو تقريريا او تلقائيا او حوارا بين الآخرين أو بين الشاعر وحبيبه في لذة وتشوق او تاءمليا كمن يسمع حديثا فات عنه او يتصل بمجلسه ويخضع هذا الأسلوب للزمان والمكان لاانه فيه وقت وزمن مايدور في ذلك الزمن كما يعبر عن كل نفس وما يجيش فيها من لسان حالها وأرتدي منه القول مايلائمها منه قول الشاعر ابي فراس الحمداني الامير الشاعر في رائيته المشهورة
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة لفاتنة في الحي شيتمها الغدر
تسائلني من انت وهي عليمة وهل لفتى مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى قتيلك قلت ايهم فهم كثر
قالت لقد اسرى بك الدهر بعدنا فقلت معاذ الله انت لا الدهر
أسلوب الوصف
هو وصف ما يلحظ الشاعر من صور ومشاهد حية وتجربته بين الاحياءوالناس وما تمر به من احوال وخواطر ومواقف وامور يقف الشاعر ازاءها موقف امام مناظر يراها بالعين توءثر في نفسيته فتهز شعوره وتحرك عاطفته فتأتي القصيدة بما توحيه نفسه اليه وتوءثر فيه فتهز شعوره وما يعتلج في قلبه من مشاعر ازاء هذا الموقف وربما جاءت وصفا لاحياع فتكون كصور مشكلة بمقدار تاءثر الشاعر بها او وصف لاحوال الشاعر فتكون الصور متغيرة بتغير الوان الشعور الشعري والعاطفي لديه لذلك تعتمد القيادة الوصفية على الدوافع النفسية وتاثيراتها في الاستعارات والتشابيه البلاغية وتجد افي القصيدة يد الشاعر الفنان مزخرفة القصيدة ويعمد الى صقلها بما اوتي من شاعرية فذة حتى لتبدو كمراة صافية ترى فيه خيال الموصوف وروح الشاعر واضحة بينة لاحظ قصيدتي الهائية في الحبيب
هي الشمس في نصف النهار بيهية لكنها اوفى عهودا لراعيها
هي الصورة الموحاة للروح نزعة واية للحسن تسبي معانيها
هي النور بل النو ر منها نابع والخلق, الاخلاق من ذا يجاريها
فقد يعجز القول بحصر صفاتها والحبر والاوراق او ما يظاهيها
فهذي العيون العسل والرمش فوقها كر شاشة الجندي الشجاع فماليها
اذات العيون العسل رمشك قاتلي وتحريك جفنيك الجروح يداويها
ليست لها مقياس يحصي جمالها وليست لها كالنور بالكون تشبيها
الأسلوب القصصي
هو قص اثر الحياة وما فيها وفيه يصور الشاعر بطبعه الحس الرقيق والدقيق ويستعرص القصة بعامل التشويق ويقف موقف الحدث بين الانطواء والانطلاق ويرى المناظر والصور الشعرية راى العين ويستعرض ماحوله بين يديه على مسرح الحياة وفي هذا الاسلوب تجتمع كل الاساليب الشعرية فهو يرسل الشعر او يعقده على سبيل ا لاتصال بين الشاعر والقصة وتسجيل الوقائع كما تكون وقد يدخل في الاسلوب الوصف حيث يصف الشاعر مايلحظه من مواقف بين جوانب مجريات احداث القصة وفيه طابع الفن بين في نغمات شعرية متزنة وقد وجد في الشعر العربي منذ وجوده لاحظ هذه الأبيات للشاعر عمر بن أبي ربيعة الأموي في الغزل
ثم مالت وسامحت بعد منع وارتني كفا تزين السوارا
فتناولتها فمالت كغصن حركته ريح عليه فمارا
وذاقت بعد العلاج لذيذا كجني النحل شاب صرفا عقارا
واشتكت شدة الإزار من البهر وألقت عنها لدي الخمارا
الأسلوب ألهوسي
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث النفس للنفس فهو هوس النفوس حيث تكلم النفس ذاتها فكانما للشاعر نفسين تحدث أحداهما الأخرى وبهذا يكون الشاعر متخذا التعلل بالاماني الزائفة في بعض الاحيان او الأمور الخيالية حدسا في الغور بالفن ويود ادراك كنه هذه النفس الشاعرية ومنطويا عليها لذا تكون القصيدة كقطعة موسيقية راقصة يهتز وجدان المرء إليها في وحدته وخلوته بنفسه لاحظ ذلك في قصيدة الشاعر اللبناني فواءد بليبل يقول:-
إنا من إنا يا للتعاسة من إنا شبح الشقاء
بل زهرة فواحة عبثت بها أيدي القضاء
عند الصباح تفتحت وذوت ولم ياءت المساء
وطغى الفناء على الشباب فغاله قبل الفناء
أسلوب الرمز
الإيحاء الشعري خالص للايحاء ويرمز الشاعر فيه الى حالة نفسيةو تحت تاءثير المحسوس فالشاعر فيه يطيل النظر الى الشيء ولا يراه او يدرك كنهه كما تراه العين البشرية انما يراه من خلال التعبير عنه بالرمز فالشاع رخال ألا من نفس الشاعر حيث يصف نفسه وحالته بصورة غير مباشرة على طرفي نقيض فيتحول بهذا الشيء الموصوف إلى صورة رمزية لاتصور الا احساس الشاعر وإحساسه بذاته والاتزان ظاهر ملموس في تنسيق الصور ومقدرة الشاعر فكاءن الشاعر يعيش في انطواء تام وبذلك يكون افقه ضيقا ويرى الاشياء من ناحية واحدة ويشعر كائنه مفتون فيرى الاشياء معكوسة في مراءة خيالية صافية وحالة الشاعرفيه شبه انذهال فالشاعر يوءلف صورا بمعزوفة موسيقية يعزفها لنفسه وتصور احاسيسه الغامضة وغلبت على شعراء الشعر الحديث المنثور الرمزية حتى إن بعضهم أوغل في الرمز الى حد اللا معقول وزمنه 0هذه المقاطع للموءلف عالجت فيها حالة نفسية اثرت في نفسي ولازلت اذكرها رغم مرور عشرات السنين أقول:-
منذ سنين كان عودي اخضـ ــــــــــر
كانت شجيرة أمنياتي ناميـ ــــــــــــة
أغصانها خضراء تسمو زاهيـ ـــــة
تنمو وتزهو كبريـ ــــــــــــــــــــــــاء
وروى الأماني في العيون نديـ ــــــة
ملئت نظراتها بالسعد والفرح الغزير
القلب يغمره السـ ــــــــــــــــــــــرور
يعيش في خلجات عيشه السعيـ ـــــد
أيامها جذل أغانيها حبور وانشر اح
يتهادى النور فيها كالرجـ ــــــــــــــاء
وكأنها شمس الصباح تطل في اشراقها الانوار جذلى
اتبعث الامال فينا من جديـ ـــــــــــــد
فنملا الدنيا حيـ ــــــــــــــــــــــــــــاة
تزهو ريا العيش السعيـ ـــــــــــــــــــد
من جديـ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــد
الأسلوب الغنائي
ونعني به الترتيل والانسجام المحسوس في تحويل نظر الشاغر على العالم في هدوء وانتظام وموقف الشاعر فيه موقف العابد في محرابه وخاصة في الغزل والمدح والرثاء وبالرثاء يطوي الشاعر نفسه في غلالة سوداء قاتمة بلون ما يعتمل في احساسه او شعوره اتجاه الرثي ويعني بالايحاء خالصا لوجه التاءثير في المتلقي وطابعها الفتي غنائي ينزوي الشاعر فيه للعبادة تهيمن عليه روحانية لا تعلل الا في ضوء احساسه لاحظ قول الشاعر الجاهلي امرئ ألقيس
وليل كموج البحر مرخ سدوله علي ابواع الهموم ليبتلي
فقلت لما تمطى بصلبه وأردف إعجازا وناء بكلكل
الا ايها الليل الطويل إلا نجلي بصبح وما الإصباح منك باءمثل
فيالك من ليل كاءن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل
إن سر الوحدة الشعرية هو احتفاظ الشاعر بالموقف وكلما كثر اطلاعه وغزرت ثقافته اتسق اسلوبه وقد يجمع الشاعر في القصيدة الواحدة اكثر من اسلوب واكثر من موقف الا الاسلوب القصصي فبه يستطيع الشاعر ان يلم بجميع الاساليب الشعرية
فالح الحجية الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز
-----------------------------------(/)
الشاعر الدكتور/عبد الرحمن العشماوي يقف أمام بيت النبوة
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 03:28]ـ
هذه القصيدة نشرتها صحيفة الجزيرة في عدد اليوم الجمعة، هنا:
http://www.al-jazirah.com/20101001/ra1d.htm
وقفة إجلال وتقدير أمام بيت النبوَّة الطاهر دِفَاعاً عن كرامته التي يحاول أن ينال منها السُّفَهاء
حَصَانٌ أيُّها الأعمى رَزَانُ
يشير إلى فضائلها البَنَانُ
رآها المجدُ أوَّل ما رآها
مبجَّلةً لها في الخير شانُ
ترى فيها البراءة مبتغاها
ويعجبُ من بلاغتها البيانُ
لها في قلب خير الناس حُبٌّ
تضلَّع من منابعه الجنان
سرى في الأُفْق منه شذاه حتى
تعطَّرتِ الغمائم والعَنَانُ
حبيبةُ قلبهِ روحاً وعَقْلاً
أحاطَ بها من الهادي الحنان
لقد شهدت بحبِّهما البرايا
وطار بذكره الحَسَن الزَّمان
حبيبة سيِّد الأبرار، أهدى
إليها الحُبَّ فارتفع المكان
وأمُّ المؤمنين بأمرِ ربِّي
وتلك أُمومةٌ فينا تُصَانُ
لها من طِيْبِ مَحْتِدِها شموخٌ
به تاريخُ أُمَّتِنا يُزَانُ
لقد أعلى رسولُ الله قَدْراً
لعائشَ فاستقرَّ لها الكِيَانُ
وعن جبريلَ أقرأها سلاماً
فقل لي: كيف ينفلتُ العنان
سلام من ملائكةٍ «كِرام»
فلا عاش المكابر والجبانُ
ولا عاش الذين لهم قلوبٌ
لها بمظاهر الكفر افتتانُ
وما كلُّ الرِّجال لهم عقولٌ
بها في كلِّ خَطْبٍ يُسْتعانُ
ففي الناس العقاربُ والأفاعي
ومَنْ هو في الخديعةِ ثُعْلُبَانُ
نعوذ بربِّنا من كلِّ قلبٍ
به من سوء نيَّته احتقانُ
ومن بعض النفوس بها لهيبٌ
يثور به من الحقد الدُّخَانُ
لقد كذبوا على خير البرايا
ونالوا من حبيبته وخانوا
وماذا يَنْقِمُ السفهاءُ مِنها
وفي تكريمها كُسِبَ الرِّهانُ
وكيف يصح فيها قول غاوٍ
وعندَ الله قد عُقِدَ القِرَآنُ؟
أَتُرْمَى زوجةُ الهادي بسوءٍ
ويبقى منْ رماها لا يُدَانُ؟
بغيضٌ من يُسيء لها بغيضٌ
عليه من الخَنَى والإثمِ «رَانُ»
إذا أَمِنَ الغواةُ عقاب ذنبٍ
تمادوا في الغواية واستهانوا
أما يكفي ابنة الصدِّيق وحيٌ
تنزَّل في الِّلحافِ لو استبانوا؟
أيا بيت النبوَّة أنت رمز
عليه من المهابة طَيْلَسَانُ
وفيكَ من التُّقَى نورٌ مبينٌ
وإحسانٌ وعَدْلٌ واتِّزَانُ
وفيكَ الحبُّ فجرٌ من حنانٍ
به الناس استضاؤوا حيثُ كانوا
وفيكَ تدفَّق القرآنُ نهْراً
وفي جَنَبَاتك ارتفع الأذانُ
وفيك وشائج القربى تسامت
وعنها صدَّقَ الخبر العيان
سما بمقامك العالي رسولٌ
وزوجاتٌ كريماتٌ حسانُ
لعائشَ فيكَ منزلةٌ ولكنْ
لهنَّ القَدْرُ والحقُّ المُصَانُ
أَيا بَيْتَ النبوَّة أنتَ صَرْحٌ
عظيمٌ لا تُطاوِلُه الرِّعانُ
برغم الحاقدين تظلُّ رمزاً
به الإيمانُ يُشرقُ والأَمَانُ
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 08:06]ـ
الله عليك يا دكتور عبد الرحمان العشماوي أنت بحق شاعر الأمة
تحياتي لك(/)
النقائض في الشعر العربي بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
النقائض في الشعر العربي
بقلم \ فالح الحجية الكيلاني
النقائض فن جديد في الشعرالعربي وربما يعبره اخرون امتداد لشعر الهجاء في الجاهلية وصدرالاسلام الا انه في الواقع اتخذ طابعا جديدا فالنقائض قصائد في منتهى القوة والبلاغة والعاطفة الشعرية تمتاز بطولها وقد قالها فحول شعراء العربية في العصر الاموي في الرد على الخصم فيها او الرد على قصيدة الخصم بحيث ينقضون ما فيها من مدح ويحولونه الى ذم والفخر الى هجاء ويظهر كل منهم مثالب الاخر ومعايبه وقومه وينسبون الفخر والدح الى انفسهم اوالى قومهم ومن اليهم
النقائض قصائد مشتركة في الوزن والقافية فكل قصيدتين متضادتين تاتيان من بحر واحد وروي واحد وقافية واحدة كانهما قصيدة واحدة لولا اختلاف المقاصد والاهواء لدى الشاعرين
وقد شاعت النقائض في هذا العصرالاموي نتيجة للصراع الحزبي او القبلي او العداء بين الشعراء انفسهم حتى اصبحت فنا جديدا من فنون الشعرالعربي له شعراؤه وفرسانه وقيلت فيه القصائد الطوال الرائعة التي اعجب بها الادباء والنقاد واعتبرت من روائع الشعرالعربي
النقائض فن متطور من الهجاء الجاهلي حيث يعتبر البذرة الاصلية له والقصيدة فيه تختلف عنها انها ملتزمة الرد والنقض لما جاء في القصيدة المقابلة وفي نفس الوزن والقافية ويمكننا ان نقول انها لم يكن لها وجود في الشعر الجاهلي او صدرالاسلام وانها وليدة هذا العصر وهي فن من فنون الشعر العربي الجديدة في العصر الاموي
ان النقائض زادت من حدة الخلاف وشدة النزاع الحزبي والقبلي بينالاطراف المتنازعة حيث ذهب الشعراء في البحث عن مثالب بعضهم البعض ومثالب اقوامهم واللهاث وراء معرفة كل مثلبة في الشاعر اوفي قومه وعشيرته في الماضي او في الحاضر الا ا نها رسمت صورة لحياة الشعراء واحداث عصرهم فكانت مصدرا مهما من مصادر تاريخ العصر الجاهلي فهي نبش في التاريخ وراء الاحداث وما تمخض عنها من نوازع وامور تهم هذا الطرف او ذاك انها البحث في التاريخ للقبائل العربية ومعرفة مفاخرها ومثالبها للفخر بها او الطعن فيها
وفي النقائض يبالغ الشاعر في الفخر بنفسه وبقومه وبقبيلته وينطلق في وصف خصمه وقومه وعشيرته بكل نقيصة يراها او يسمع بها اوقيلت له ناهيك بقذف الشا عر لخصمه وقومه بكل نقيصة من بذاءة القول الموغل في الفجش لدى بعضهم والسباب والشتم بما يتنافى والاداب
و الا خلاق العربية المعروفة انذاك
ومن اشهر شعراء هذا الفن هم فحول الشعر العربي في العصر الاموي وهم جرير والاخطل والفرزدق والبعيث وقد وقف كل من الاخطل والفرزدق والبعيث وغيرهم ضد جرير وهذا بعض من نقائضهم يقول الفرزدق في جرير=
قال ابن صانعة الزروب لقومه
لااستطيع رواسي الاعلام
ووجت قومك فقؤوا من لؤ مهم
عينيك عند مكارم الا قوام
صغرت دلاؤهم فما ملاءوا بها
حوضا ولا شهدوا عراك زحام
وحسبت بحر بني كليب مصدرا
فغرقت حين وقعت في القمقام
في حومة غمرت اباك بحورها
في الجاهلية كان والاسلام
اني وجد ت ابي بنى لي بيته
في دوحة الرؤ ساء والحكام
وابي ابن صعصعة بن ليلى غالب
غلب الملوك ورهطه اعمامي
وترى عطية مغاربا بفنائه
ربقين بين حظا ئر الاغنا م
لاحظ مديح الفرزدق لابيه وقومه هم من دوحة الروساء والحكام ولاحظ هجاءه المقذع لجرير ووالده عطية البائس الهاجع في حضيرة الاغنام
الا ان جريرا ينقض قصيدة الفرزدق باخرى
مثلها فيقول
خلق الفرزدق سوءة في مالك
ولخلف ضبة كان شر غلام
مهلا فرزدق ان قومك فيهموا
خورالقلوب وخفة الاحلام
كان العنان على ابيك محرما
واللكير كان عليه غير حرام
مازلت تسعى في خيالك سادرا
حتى التبست بعرتي وعرامي
عمدا اعرف بالهوان مجاشعا
ان اللئام علي غير كرام
انب اذا كره الرجال حلاوتي
كنت الذعاف مقشبا بسمام
فيم المراء وقد علوت مجاشعا
علبياء ذات معاقل وحوا م
وجللت في متمنع لو رمته
لهويت قبل تثبت الاقدام
لاحظ كيف رد جرير على الفرزدق وكيف ظهرت معلوما ت جديد ة من تاريخ القبيلتين في الجاهلية وهكذا كانت النقائض تاريخا حافى بالاحداث التاريخية عندالعرب وقداستفاد منها المؤرخون كثيرا ولناخذ مثلااخر من النقائض بين جرير والاخطل يقول الاخطل في نقيضته =
اما كليب بن يربوع فليس لهم
عند التفار ط ايراد ولا صدر
قوم انابت اليهم كل مخزية
وكل فاحشة سبت لها مضر
وكليب قوم جرير لذا يرد عليه جرير فيقول
ما كان يرضى رسول الله دبنهم
والطيبان ابو بكر ولا عمر
جاءالرسول بدين الحق فانتكثوا
وهل يضير رسول الله ان كفروا
حيث يعيب جرير على الاخطل نصرانيته وهذ غيض من فيض في هذا الفن ما فيه من قصائد كثير ة وقد كثر الشعر فيه والشعراء غير هؤلاء الفحول ولم يقتصر عليهم الا انهم الاشهر في هذا المجال
فالح الحجية
العراق \ ديالى \ بلدروز
****************************** ******
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شيماء احمد]ــــــــ[02 - Oct-2010, مساء 09:36]ـ
موضوع جميل جدا
شكرا لك(/)
حسان بن ثابت بين الجلاهليةوالاسلام بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 05:25]ـ
حسان بن ثابت بين الجاهليةوالاسلام
بقلم \ فالح الحجية الكيلاني
حسان بن ثابت من بني النجار اخوال النبي محمد صلىالله عليه وسلم و من قبيلة الخزرج
ولد سنة ستين قبل الهجرة نشا في بيت عز وشرف وغنى اسهم في الخصومات بين الاوس والخزرج وفهجا الاوس ونال منهم
مدح حسان في الجاهلية الغساسنة وملوكهم قبل الاسلام وكذلك المناذرة وغيرهم الاانه بعد محيء الاسلام واعلان اسلامه اختص في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومدح المسلمين وفخر بهم
توفي سنة 54 هجرية في خلافة معاوية بن ابي سفيان عن عمر يناهز المائة وخمس سنوات
يمتازشعره بقوته بحيث كان سوطا لاذعا في ظهور اهل الشرك والكافرين بعد اسلامه اتخذه الرسول الكريم شاعره المفضل وحثه على قول الشعر ومناجزة
شعراء الشرك والجاهلية ومدح المسلمين وهجاء قريش والرد على كل شاعر يهجوالمسلمين من شعراء الشرك
يقول النقاد والمختصون في الشعر ان شعره في الجاهليه اقوى واحسن من الشعر الذي قاله في الاسلام ويرجعون ذلك لانبهاره في اساليب القران الكريم ومعانيه وتقييده الشعر بقيود اخلاقية منها الكذب المبالغ حد الاسراف كما انه اسلم بعد ان بلغ الستين من عمره وتكون قد انطفاءت ثورة عاطفته نعم قال الشعر في الجاهلية والإسلام و في هذا المقال الموجز سا بين راءي الخاص في شعره في كلا العصرين يقول اغلب النقاد إن شعر حسان الجاهلي أقوى من شعره الإسلامي في كل قصائده وهذا حكم في رأي الخاص قاس وصارم فقد طرق حسان أكثر الإغراض الشعرية. شبب ومدح وهجا ورثا ووصف وافتخر وفخر وحكم مثله مثل كل الشعراء الجاهليين يقول حسان في قصيدة له نظمها في الجاهلية
أسألت رسم الدار ام لم تسألي
بين الجوابي والبضيع فحومل
لله در عصابة عصابة
يوما بجلق في الزمان الأول
يمشون في الحلل المضاعف نسجها
مشي الجمال الى الجمال البزل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم
شم الانوف من الطراز الأول
لقد شربت الخمر في حانوتها
صهباء صافية كطعم الفلفل
نسبي اصيل في الكرام ومذودي
تكوى مواسمه جنوب المصطلي
بدأ قصيدته في الغزل وتساءل عن ديار الأحبة بين البضيع والجوابي وحومل وانتقل إلى مدح الغساسنة حكام الشام في جلق ثم عرج على الخمرة واحتسائها ثم افتخر بنسبه الأصيل وإذا أمعنا النظر في هذه القصيدة او في غيرها من شعره الجاهلي نلاحظ متانة الشعر وبلاغته وقوة الفاضه وصعوبتها في غالب من الأحيان وكذلك الشعراء كانوا يفعلون إذ يخرجون في القصيدة الواحدة إلى إغراض شتى إذ تبدأ بالغزل والبكاء على الإطلال أو وصف الخمرة وتنحدر من فن لاخر وهذا بلاشك يفتح أمام الشاعر أجواء شعرية واسعة فتاتي قصيدته قوية متينة لذا كان الشعر الجاهلي بليغا وقويا اما شعر حسان في الاسلام فيتميز بطبقة شعرية عالية رفيعة جمعت بين بيان الجاهلية ومعارفها وحداثة الاسلام وروحانيته الواسعة وافر البيان جزل اللفظ واسع البلاغة يعود ذلك الى صلته الشديدة والقريبة من موقع مهبط الوحي وقربه من معين الأدب الإسلامي حيث كان يستمع إلى القرآن الكريم ويحفظه فشعره قد تحلى بالفصاحة الخالصة من شوائب اللفظ وغريب العبارة والتعقيد فشعره حسن مفهوم خال من حوشي الكلام زاخر بالمعاني الاسلامية الجديدة والاغراض السامية النبيلة ينهل من بحر المدرسة المحمدية التي التزم بها و أصبح لايفارقها ومن جهة اخرى انه كان شاعرا في الجاهلية شاعرا في الإسلام فازداد قوة شعرية ورفعة ومتانة فعمره الطويل وعراكه مع الزمن وتجربته الشعرية وحاجة الإسلام إليه في الذود عنه وعن شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قادته إلى السمو والعلو قال ابن سلا م في طبقاته للشعراء متحدثا عن شعراء الإسلام وأشهرهم حسان بن ثابت وهو كثير الشعر جيده من هذا نستنتج إن شعر حسان في الإسلام يضاهي شعره
في الجاهلية أو يزيد عليه لنقرأ له هذه الأبيات الإسلامية
الله كرمنا بنصر نبيه
وبنا أقام دعائم الإسلام
وبنا اعز نبيه وكتابه
وأعزنا بالضرب و الإقد ام
في كل معترك تطل سيوفنا
فيه الجماجم عن فراخ الها م
ينتابنا جبريل في أبياتنا
بفرائض الإسلام والإحكام
يتلو علينا النور فيها محكما
قسما لعمرك ليس كالأقسام
نلاحظ جودة شعره وتأثير الإسلام فيه واقتباسه في شعره من آيات القرآن الكريم فما اقتبسه من القران الكريم واحاديث الحبيب المصطفى زادته وروت شعره من معينها قوة وبلاغة وسهولة وفصاحة حتى بلغ الذروة رحم الله حسان فهو سيد الشعراء المخضرمين وأسعدهم
ومن جميل شعره هذه الابيات
توحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ
تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ
غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ
وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ
توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ
كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَة ِ نَحْرِها
توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ
لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها
وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ
وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبة
ٍ تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ
تحملتُ ما كانتْ مزينة ُ تشتكي
منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ
أرَى كثْرَة َ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ
وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ
إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدة
ً معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ
وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ
يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي
كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ
إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
****************************** **********(/)
من وحي الايمان شعر فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 07:56]ـ
من وحي الايمان
شعر فالح الحجية
مفاخر يهواها الفؤاد جوامعه
كانداء فجر ضاحيات طوالعه
شلال نور كالنهار توهجت
وبالافق العلوي تزهو منابعه
وفي كل عرق للفؤاد مباهج
تثير ومحمر الورود دوافعه
وعلى ورق الاشجار تشدو بلابل
لحنا يداوي للفؤاد مواجعه
يا نازعات الروح رفقا بقلبها
فان الذي فيه لا يكفي نوازعه
فان الشذى الفواح يسمو اريجه
عطورا فتبقى ذائعات روائعه
ونور من الايمان يغشي نفوسنا
تسامت معانيه وصيغت روافعه
فليس عجيبا ان نكون عبيده
هو الخالق البارى الجليل نطاوعه
تدفق كالينبوع ماء زلاله
تعالت سجاياه وفاضت مراجعه
تعالى عن الاوصاف علو سمائه
هو الحق تستهدي النفوس صنائعه
واني بذكر الله في كل لحظة
فؤادي سعيد والحياة تواقعه
يقيناً بأن الله بالغ امره
يروي فؤاداً ضامئات اخادعه
تناهى عن الانظارسيماء قادراً
يشع سناءاً ساطعات سواطعه
جنات عدن زاهيات ظلالها
رياض ومخضر الجوانب طالعه
تداعب امواج البحار قصائد
فموج يغطيه وريح تدافعه
ومن غاص في قعر البحار تكشفت
لعينيه اسباب الحياة تقارعه
ومن خاف من علو الجبال وشهقها
يعيش تعيسا والامور تنازعه
ومن عاش في هذي سعيداً بخبثه
ستصلى- بأخرا ه جحيماً- اضالعه
,ومن كانت الدنيا مسا رحياته
ترديه في نار الجحيم صنائعه
وتسود في عينيه كل حقيقة
حتى كأن الله بالشر صافعه
ومن اشرق النور العظيم بقلبه
يعيش هنيئاً والامنيات طلائعه
ومن يتقي الله العظيم مهابة
يجعل له من امره مايضارعه
ومن يتقي الله العظيم مخافة
يحيا عزيزا والجنا ن تطالعه
ومن يتقي الله العظيم ويخشه
يبسط له في ر زقه ويواسعه
ومن بذكرالله يشغل قلبه
يهديه وجنات النعيم مرابعه
وصلى الاله على الحبيب محمد
نور الهدى كل القلوب سوامعه
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
العراق\ ديالى \ بلدروز
موقعي \ اسلام سيبفلايزيشن (الحضارة الاسلامية)(/)
دراسة في الشعر الجاهلي \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[01 - Oct-2010, مساء 10:42]ـ
نشأة الشعر الجاهلي
الشعر ديوا ن العرب - هكذا قالوا قديما – حيث ان الشعر العربي جمع كل ماعند العرب من ثقافة وحالات اجتماعية وحروب وافراح ومواسم وكل صغير ة وكبيرة وشاردة وواردة في العصر الجاهلي موجودة في شعرهم حتى اعتبر الشعر العربي في الجاهلية تاريخا لفترتها وما فيها من احداث
نشا الشعر العربي الجاهلي اول مانشا –كما قال المؤرخون – عدنانيا حيث كانت القبائل العربية قحطانية وهي التي تنتسب الى قحطان وكانت قد سكنت اليمن وجنوب الجزيرة العربية والى عدنان التي سكنت شمال الجزيرة العربية ومكة والحجاز وما اليها -
نشا كما قلت عدنانيا حيث تقطن القبائل العدنانية في نجد والحجاز ومن ثم امتدت تياراته الى العراق والشام وقد اطلق على الشعر الذي قيل قبل ظهور الاسلام – بالشعر الجاهلي – وقد ضاع اغلب هذا الشعر ولم يصل الينا منه الاما قاله فحول الشعراء وخاصة في مدحهم للرجال المشهورين والحكام والذي قيل في نهاية التاريخ الجاهلي وقد حدد مؤرخوا الشعر الجاهلي هذه الفترة الزمنية بما لا يتعدى مائة وخمسين عاما قبل الاسلام كما جاء في اغلب كتب الادب العربي وتاريخه
ولو تفحصنا هذا الشعر جيدا لوجدنا ان زمن نشاته قبل هذا التاريخ بكثير حسب راءينا فالشعر الجاهلي الذي بين ايدينا يمتاز بالقوة والمتانة وقوة السبك والتزام البحر الشعر ي وما في الشعر من روي وصدر للببيت وعجزه وقافية وموسيقى شعرية وغير ذلك كثير مما يتطلبه الشعر والشعراء لكي يخرج في ثوب الشعر القشيب المزركش وكذلك وردت اقوال لشعراء تبين ان الشعر العربي قد نشا قبل ذلك بكثير واقوالهم تبين وتستدل على ان الشعر قد نشا منذ زمن بعيد وليس في زمن - 150 سنة قبل الاسلام فهذا عنترة العبسي يقول –
هل غادر الشراء من متردم
ام هل عرفت الدار بعد توهم
وامرؤ القيس الشاعر الفحل يقول –
عوجا على الطلل المحيل لعلنا
نبكي الديار كما بكى ابن حزام
وزهير بن ابي سلمى يقول –
ما ارانا نقول الا معارا
او معادا من قولنا مكرورا
فنرى الاول يذكر ان هناك شعراء كثيرون من قبلهم قالوا الشعر حتى ان قولهم ربما يكون قد طرقه غيرهم من الشعراء فقالوا به وان الاخر ليذكرلنا اسم احدهم وهو ابن حزام والاخر يبين ان اولئك الشعراء بكوا قبلهم على الاطلال كما يبكون هم وما هم الا مقلدون للشعراء الذين كانوا اسبق منهم نشاة وان كلامهم كله مستعار منهم فاعادوه هم بثوب للشعر جديد وهذا دليل على كثرة الشعراء في ذلك الوقت
ومن هنا يتبين لنا ان الشعر الجاهلي نشا منذ زمن بعيد وتدرج في الرقي الشعري مع مرور الزمن الى ان وصل الى ماوصل اليه من القوة والمتانة والبلاغة والنظم الرفيع
----------------------------------------------------
كيفية وصول الشعر الينا
-------------------
لم تكن في العصر الجاهلي الكتابة منتشرة وقد اطلق القران الكريم على هذا العصر – الجاخلي – قال تعالى في سورة الاحزاب – لاتبرجن تبرج الجاهلية الاولى – يخاطب فيها نساء النبي محمد صلىالله عليه وسلم أي ان العصر الجاهلي النسوة فيه كن يتبرجن وفيه مجون وخلاعة وقد اطلق على العربقبل الاسلام – الجاهلية – لعدم معرفة ا لسواد الاعظم منهم للقراءة والكتابة فسمي بالاغلب العصر الجاهلي – والحقيقة انهم ليست كلهم جهلاء فمنهم من يجيد القراءة والكتابة ولكنهم في مجتمعهم اقلية فغلبت التسمية فمنهم الشعراء والحكماء والخطباء واصحاب الراي وغيرهم كثير وامتد ذلك الى العصر الاسلامي حيث ان حادثة طلب رسول الله تعالى من الاسرى بعد فتح مكة ان يعلم كل منهم عشرة من ابناء المسلمين فداء لفك اسرهم وهذا يعني ان فيهم من يجيد القراءة والكتابة وقد ازداد عددهم في زمن الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم بعد حثه على التعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد اعتم العرب في نشر ماعندهم من قريض وقصص وخطب على الحفظ والمقالة الشفهية فكان من جراء ذلك ان ضاع من الشعر الشيءالكثير --وهذ ا بديهي - حيث ان القول والمشافهة تخلط الكلام وتقله اوتكثره ناهيك عن طول الفترة الزمنية وما اعتراها من احداث وحروب وايام ومعارك قضى فيها الكثير من الحفاظ والتكلمين وكذلك عندما جاء الاسلام شغل الناس عن حفظ الشعر وروايته بحفظ القران الكريم والحث على حفظه بحيث اصبح الشغل الشاغل لكل المسلمين فبدلامن حفظ بيت للشعر ان مقالة او جزء من خطابة يحفظ ايات من القران الكريم يثاب عليها وكذلك حرم الاسلام كل ما لايتفق ومبادىء الاسلام والاخلاق السامية الاسلامية
لقد وصل الشعرالينا بعد ان انتشر الاسلام واستقرت الحالة الاجتماعية وازدهرت حيث اصبحت المجالس العربية بحاجة الى قول الشعر والكلمة البلاغية والبيان فاصبح الشعر زينةالمجالس كما احتاجوا اليه في الحكم والمواعظ وفي قواعد اللغة فاختص جماعة بجمع الشعر ونقله من المشافهة الى الكتابة حيث سافر
ا لبعض من المدن الى القبائل حيث تقطن واختلطوا بالاعراب يسمعون ماعندهم من الشعر او غيره فحصلوا عن طريق المشافهة و الرواية ودونوا كل ماوقع بايديهم وحصلوا عليه وكان ذلك في اواخر ايام الدولة الاموية وقد سميت هذه الجماعات – الرواة – وعن طريق الرواةوصل الينا الشعر الجاهلي وحصلنا على كل هذه المجاميع والدواوين الشعرية التي نراها الان بين ايدينا وعرفنا اخبار الشعراء وكل شاردة وواردة عليهم
------------------------------------
النحل في الشعر الجاهلي
------------------------
انه لمن الطبيعي ان يتعرض النقل والمشافهة والرواية الشفيه الى التغيير او التحريف اوالتبديل ولو جزئيا او قليلا كوضع شطر مكان عجز او تبديل كلمة باخرى او حذف مقطع من قصيدة واضافته الى قصيدة مماثلة لها في الوزن والقافية او نسبها الى غير قائلها وهذا كله ظهر في الشعرالجاهلي ووجد
ومن جهة اخرى ظهر بين الرواة من لم يكن امينا في نقل الرواية فاخذ بعضهم باضافة ابيات الى قصائد او نسب قصيدة الى غير شاعرها بقصد او بغير قصد حتى ان بغض الرواة قام بنظم قصائد نسبوها الى شعراء جاهليين للحصول على حضوة اوجاه او جائزة او شهرة بانهم رواة ماهرون وكذلك ظهر النحل لاسباب سياسية او دينية او لغوية وحتى لاسباب قبلية ظهر ذلك كله في العصر الا موي اوبالتحديد في نهايته وبداية العصر العباسي
انقسم الادباءوالنقاد والباحثون في الشعر في العصر الحالي الى قسمين في نظرتهم الى الشعر الجاهلي قسم اقتنع بان الشعر الجاهلي الذي وصل الينا غير منتحل واقاموا الادلة البراهين والدراسة المستفيضة في ذلك وهم هواة القديم
اما القسم الاخر وهم المحدثون او هواة الحديث او المجددين فهم يزعمون ان الشعر الجاهلي كله منحول او معظمه منتحل وان الشعراء الجاهليين هم شخصيات وهمية واشخاص من خيال ليس الا -
-----------------------------(/)
عائشة أم المؤمنين
ـ[طه متولي العواجي]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 03:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة
رغم أنف الحاقدين
عائشة أم المؤمنين
(هذا جهد المقل الضعيف الذي لا يملك سواه أداة للدفاع فليجُد كل جواد بما يجد)
أمَّاهُ، يا رمزَ النَّقاءِ فِداكِ ... عرضي، ونفسي خلف ظِلِّ خُطاكِ
مهما رماكِ الحاقدون بزعمهمْ ... فقد اعتلى فوق الرءوس صفاكِ
أمَّاهُ، يا زوجَ الحبيبِ وحبِّهِ ... اللهُ في قرآنِهِ زكَّاكِ
أنا ما أتيتُ لكي أبرئ ساحةً ... توجتِها بالطهر في مَسعاكِ
أنَّى لمثليَ أنْ يجيء مبرِّأً ... فاللهُ من كيدِ العِدى نجّاكِ
لكنَّه جُهْدُ المُقِلِّ يسوقُهُ ... حرجًا إليكِ ويبتغي مرضاكِ
لو لم يكنْ لكِ قطُّ فخرٌ في الورى ... إلا اختيارَ المصطفى لكفاكِ
اللهُ زوَّجكِ النبيَّ بأمرهِ ... والحاقدون يغيظهمْ مأواكِ
منكِ الصفا، والطهرُ ينبعُ جاريًا ... وعلى بساطِ القانتين نراكِ
حاشا لمثلِكِ أنْ يُراودَها الخَنا ... أو أنْ يُدَنَّسَ طُهْرُها حاشاكِ
من ذا الذي يرمى الصفاءَ بريبةٍ ... تبَّتْ يمينٌ قد تمَسُّ حِماكِ
قذفوكِ، بل قذفوا النبيَّ فهل دَرَوا ... كيف احتواكِ رسولُنا وحَماكِ
حُزْتِ النبيَّ صغيرةً وكبيرةً ... وعلى يديهِ في التقى ربَّاكِ
كنتِ الحبيبة للحبيبِ ولم نجدْ ... يومًا حبيبَكِ في الحياةِ جفاكِ
أيَحِقُّ أنْ يأوي النبيُّ خبيثةً ... يرضى الدياثة لا يصدُّ خَناكِ؟
تبًّا لشِرْذِمَةٍ تقولُ وتدَّعي ... وتكذبُ القرآنَ إذ برّاكِ
هي دعوةٌ للكفر تخفي سُمَّها ... في كلِّ لفظةِ مدع ٍ شكَّاكِ
هي عصبة بالأفكِ جاءت تدَّعي ... ما قد محاهُ اللهُ حينَ بلاكِ
أمَّاهُ، لا تبكي لإفكِ مُدَلِّسٍ ... هيّا امسحي الدمعَ النقيَّ الزاكي
فلأنتِ ينبوعُ الطهارةِ والتقَى ... لا تعبأي بالفاجر الهتَّاكِ
ها قد تكفَّلَ ربُّنا بعذابهِ ... وبرغم أنفِ الحاقدين رعاكِ
هي زوجُ مَنْ؟ هي بنت مَنْ؟ هي عائشٌ ... حُبُّ النبيِّ، وحبُّهُ أغناكِ
في بيتِ مَنْ مات النبيُّ محمدٌ؟ ... يا عائشٌ مَنْ يغتني كغناك؟ ِ
في حِجْر مَنْ مات الحبيبُ محمدٌ؟ ... بل فليَمُتْ غيظًا مريدُ عَداكِ
في بيتِ مَنْ دُفِنَ البشيرُ موصِّيًا؟ ... جسدُ الحبيبِ يطيبُ منه ثراكِ
قد نلتِ منه محبةً في عَيْشِهِ ... واليومَ بالشرفِ الرفيع حَباكِ
يا أمُّ، لا لا تحزني بمقولةٍ ... من فاجر أو كاذبٍ أفاكِ
يبغي اشتهارًا حيث كان حثالة ... فرمى الثريَّا واهمًا ورماكِ
لا تحسبي ما قد جرى شرًّا لنا ... بل أبشري أمي، نعم بُشراكِ
لقد انمحى سترُ النفاق وقد بدا ... مَنْ يدَّعي حبًّا بسبِّ نُهاكِ
يا أمَّتي هيَّا افيقي وادفعي ... عن عرض أفضل كوكبٍ بسماكِ
لولاه ما عرفَ الوجودُ هدايةً ... ولأطفأ الظلمُ الجسورُ سَناكِ
مَنْ لم يذبَّ عن النبيِّ وعرضِهِ ... لا شكَّ فهْو الخائنُ المتباكي
سأظلُّ أدفعُ عن جنابِ محمدٍ ... دومًا، وإنْ جلبَ الدِّفاعُ هلاكي
طه متولي العواجي
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 08:08]ـ
بارك الله فيك جعلها الله في ميزان حسناتك وأعتق رقبتك من النار قصيدة تستحق المجارة لولا أن نهر الشعر بين جنباتي قد نضب
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 08:46]ـ
جزاك الله خيرا(/)
النفس الحرة شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[03 - Oct-2010, صباحاً 06:31]ـ
النفس الحرة
شعر فالح الحجية
يا سائل النفس عما في خوالجها
فيها الرجاء وفيها الشوق والامل
فيها من الله ايمان يخالطه
حب الحياة وسيف الحق منصقل
النفس تسمو علاءا في تهجدها
في الليل معتكف الدمع منهمل
راحت و في جو السماء هوى
مثل الفراش على الازهار تنتقل
تذوب شموخا في عالم رحب
ضوء النهار على الاكوان ينسبل
ترنو لان تفتح الاجسام حبستها
وطائر الاكنان في الاقفاص ينخذل
والنفس تحمل في طياتها القا
بل لهبة من معاني العزم تنتقل
يا لهف قلبي وما الدنيا بعالمة
ما في النفوس من الالام تنحدل
هذا الزمان وفي احداثه نزق
راحت تساقيه في حرمانه امل
حتى توارت وفي اجفانها فزع
مستقبل محظت عيناه منكفل
ايامه حبلى يا ليتها جهظت
هل تولد منه الا قشعم نذل
-------------------------------------------------
ان الهموم غيوم فوق صاحبها
تحوي الرزايا بلايا الكون او نزل
افق يضيق بما يحويه من حدث
نبع ذوى من حنايا القلب منستل
لله في خلقه شان يراد به
ما لايرى بشر او فيه يفتعل
----------------------------
عيد اتى عابسا والناس في قلق
تشكو الى الله بلواها وتبتهل
يا صاحبي ما ترى في وردة قطفت
اوراقها ذبلت لا ماء تنتهل
يا صاحبي ما ترى في حرة سقطت
اولادها سغب لا لبس ولا اكل
والنفس قد غرقت نجوى تنز لها
عما يجيش بها والنار تشتعل
والله في النفس الام ستحرقها
جارت بها الايام لهما والنفس تحتمل
جار الزمان فلا تخشى نوازله
واصبر فانها بالصبر تنهزل
--------------------
الله ... ماذا دهى الانسان ماذا به
حتى غدا بالروى والعار يحتفل
الناس في قلق والنفس في حرق
والفكر في خرق والقلب منجدل
وفي التملق والتشديق مخجلة
تبكيتها لهب لاقول ولاجدل
وفي المهانة ذل لست احمله
ثقل الجبال من الارضين تنخزل
كل المعايير والاخلاف قد خذلت
وهذه النفس صبرا ليس تنخذل
الشاعر
فالح الحجية الكيلا ني
العراق\ ديالى \ بلدروز
-----------------------------
9 - ذو الحجة -1407
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 05:48]ـ
شكرا لك على ماسطرت
مودتي وامتناني(/)
(عِقد عائشة) /رضي الله عنها/ (قصيدة)
ـ[محمد راشد السندي]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 10:29]ـ
هذه قصيدة قلتها دفاعا عن أم المؤمنين أمنا الغالية فديناها بما نملك
ألا هُبّي بصحنِكِ ياضَعِيْنا= وخليْنا فإنا مهتدونا
على الدينٍ الحنيْفِ نسيرُ دوْماً = ولسْنا نرتضي التحريفَ دينا
نؤدي حقَ أحمدَ في انشراحٍ = وحق صِحابِهِ والسالفينا
وعائشةُ النقيَّةُ نرتضيها = لنا أمّاً بِرغُمِ المجْرِمينا
فدينا أمَنا من كلِ سوءٍ = ونحنُ لمَن قلاها مبغضونا
سننشرُ فضلَها في كلِ حينٍ = وننصرُها بعزمٍ لن يلينا
لها منا المودةُ كلَ وقتٍ = برئنا من مقالِ الرافضينا
مطهرةَ الإزارِ لها خصالٌ = بها سبقت نساءَ العالمينا
تفوح حياتُها مسكاً وطيباً = وسيرتُها منارُ السالكينا
وحسبُك أنَّ مولَنا اصطفاها = لأحمدَ خاتمَ الرسلِ الأمينا
أرادَ اللهُ أن تحضى بأجرٍ = يُساق على أيادي الجاهلينا
فأنطقَ بالمسبَّةِ من هجاها = وكانَ الأحقرَ الخبَّ المَهينا
ألا قل للروافضِ قولَ حقٍ = سيبقى حجةً أبدَ السنينا
يزكي الله عائشَ في كتابٍ = عظيٍمٍ ثم أنتم تكفرونا
فهل جهلَ العواقبَ واصطفاها = ولم يعلمْ بعاقبةِ الخؤونا
تعالى اللهُ عن جهلٍ ونقصٍ = أعزَ نبيَه والمسلمينا
يقول: الطيباتُ لمن تراها؟ = أليس يخصها بالطيبينا!
ولم تزنِ نساءُ الرْسلِ قبلاً = وأحمدُ خيرُهم ياجاهلينا!
برئنا من جهول قد تباهى = بما يُلقيهِ من كذبٍ ومَينا
أبنتَ الطُهرِ سوفَ نذودُ عنكِ = بكل وسيلةٍ وسيعلمونا
سنصرمُ من تكلمَ فيكِ زوراً = ويُقتلُ كافراً ذاك اللعينا!
ألا إن التقيّةَ لا تقيهم = من الجبَّارِ ربِّ الصلدقينا
شهدنا أن وعدَ اللهِ حق ٌ = وأن اللهَ مخزي الفاسقينا(/)
مقالة " لن اكون عربيا بعد اليوم "
ـ[محمد عودة الله]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 11:50]ـ
"لن أكون عربيا بعد اليوم! "
في البداية توقفوا عن الاستغراب بشدة من العنوان، ولكن احيانا قد يضرب الاب ابنه رغبة في تقويمه.دعوني اطرح اسئلتي التي لا أجد لها جوابا فهي ترجعني الى ما لا نهاية: لماذا ينعتوننا الناس بالانحطاط الاخلاقي؟!، لماذا ينعتنا الناس بالعرب؟!، الا نحب تلك الكلمة التي هي اصلنا ومن اجلها نتوحد؟! أم ان هناك اسبابا تحق لقائلها جملة " أنت عربي.".
في أحد الايام بينما كنت ذاهبا الى بيت صديق لي في بيت جالا، أثناء طريقي الى بيته رأيت اولادا من مختلف الاجناس يلعبون، لم انتبه الى هويتهم ولكن هيئتهم تدل على ذلك. اليكم ما حصل، كان الولد يركض باللكرة وانا أمشي فاصطدمت الكرة بكعب قدمي،ارجعته للخلف فضاع الهدف،التفت الى الوراء، قبل ان أرى الكرة سمعت مسبة تحظر عليّ أن اقولها في هذا المقال، التفت اليه باقي الاولاد ينظرون بنظرة استغراب، أكملت طريقي الى بيت صديقي،استقبلني وذهني سارحا، وعندما لاحظ ذلك تساءل عن حالتي هكذا! أخبرته بما حصل معي. فضحك، وعندما سالته عن سبب ضحكته قال:
- يا زلمة انت شو شايف كل ساعة بسمع مسبات من هذا النوع، ولما أنظر من الشباك أجد نفس الاطفال في كل مرة، وعندما تحريت الامر وجدت انهم عربيو الاصل، وباقي الاولاد يابانيو الاصل، ولكن نشئوا هنا.
هذه هي صفاتنا وهذه قدرتنا وهذا ما أثمرته أمتنا،ثمرةَ تسقط من جفاف عقولنا.
" قال الصبي للحمار: يا غبي!
قال الحمار للصبي: يا عربي! " ... أحمد مطر
حقاَ ... ! انها قصة أجابت عن اسئلتي أعلاه. أهذه هي أخلاق الكبار التي يكتسبها الصغار وراثيا؟! لا تقتصر أخلاقنا على مسبات وشتائم فقط، بل الأخلاق أيضا عندما يحمل الشعب بين طياته الحقد والغش والسلب. فكم من ضعيف سلب حقه منه؟!، وكم من سنين نسي الجمل ثأره ولم ينسى العربي ضربة من أخيه؟!، وكم فوضى تعم السوق لعدم اتزانه على كلمة؟!.
لوتأملنا كل هذه الأزمات والمشاكل التي نواجهها لأدركنا سبب رجوعنا للوراء ونهوض الدول الاجنبية بينما نحن بقيت تضحك من جهلنا الامم! ولا سيما وأن من يحكما حكام لا يستحقون حتى كنية " حكام".
وكما يقال:" سيأتي يوم نتحرر فيها من كل هذا وسيأتي خليفة يحكمنا بشرع الله "،هذه المقولة لا تأتي بمجرد كلام وإنما تأتي بالفعل والجهد. وتغيير لهذا الوضع القبيح يحتاج الى معالجة تبدأ من الجذور،لتعيد انبات الشعب الفلسطيني ثمراَ تتمناها جميع الأمم.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:54]ـ
"لن أكون عربيا بعد اليوم! "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل أيام كنت أتحدث وأمي عن العنصرية الأوروبية إتجاه العرب وقادنا الحديث إلى الكلام عن تفضيل جنس العرب على باقي الأجناس، فوجدت نفسي أعقد مقارنة بين عرب اليوم وعرب الأمس! نعم أفتخر بعروبتي بعد إسلامي عندما أتذكرالماضين من العرب ولكن ما إن أنظر إلى واقعنا المعاصر حتى أعقد العزم على أن لن أكون عربية بعد اليوم أو على الأقل عربية معاصرة!
لوتأملنا كل هذه الأزمات والمشاكل التي نواجهها لأدركنا سبب رجوعنا للوراء ونهوض الدول الاجنبية بينما نحن بقيت تضحك من جهلنا الامم! ولا سيما وأن من يحكما حكام لا يستحقون حتى كنية " حكام".
وكما يقال:" سيأتي يوم نتحرر فيها من كل هذا وسيأتي خليفة يحكمنا بشرع الله "،هذه المقولة لا تأتي بمجرد كلام وإنما تأتي بالفعل والجهد. وتغيير لهذا الوضع القبيح يحتاج الى معالجة تبدأ من الجذور،لتعيد انبات الشعب الفلسطيني ثمراَ تتمناها جميع الأمم.
صدقت، بارك الله فيك.
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 04:38]ـ
لا بد لحال العرب والمسلمين ان ينصلح
فيكفيهم شرفا ان القرآن الكريم نزل بلغة العرب
شكرا لك على ماطرحت
ـ[الداعية الطموحة]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على هذا الموضوع وللاسف حالنا يبكى ولابد لنا ان ننتبه ونفيق من سُباتنا ونرى العالم من ومنظور حضارى متقدم حتى نبطل كيد اعداء الاسلام(/)
دراسة في الشعر الجاهلي \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 06:28]ـ
(طبقات الشعراء الجاهليين)
الشعراء الجاهليون اجمالا يمكن حصر امكاناتهم ونتاجاتهم ومكانتهم في عصرهم في ثلاث طبقات الاولى اولئك الذين كرسوا حياتهم في قول الشعر
واتخذوه حرفة لهم فهم يتغنون فيه وبكل ماجاؤا به من قصائد رائعة التنسيق والحبك والبلاغة وقد ملىء شعرهم بالصور الشعرية والاخيلة فهم قادرون على التعبير بمتا يختلج في انفسهم من عاطفة جياشة وفي قومهم باصدق تعبير ومنهم من صاغ الحكمة شعرا باحسن اسلوب وامتن عبارة واصدق احساس فهم الشعراء الفحول واصحاب المعلقات ومن شاكلهم
اما الطبقة الثانية فهم الذين لا يقولون الشعر الا عابرا او عن قلة فهم يقولون القصيدة مترجمين ما في نفوسهم من احساس او عاطفة قوية فيهم او اثر حادثة او حالة المت بهم ويغلب على شعر هؤلاء صفة السرد او الخبر الا انه لا يخلو من مقطوعات شعرية قيمة جدا
اما الطبقة الثالثة فهي طبقة الشعراء الصعاليك وهو طبقة نشاءت بين الطبقيتين وسموا بالصعاليك لفقرهم – لاحظ كتابي في الادب والفن -- المراءة في الشعر الجاهلي – وقد عاش الصعاليك على الغزو وتحدي المصاعب وحب المغامرة وكانوا يمقتون الاغنياء البخلاء ويستبيحون اموالهم ويقسمونها بينهم
وهؤلاء الصعاليك يفخرون بكبريائهم ويمتازون يخفة حركاتهم وتنقلهم وعدم مبالاتهم في حهم للمال فهم يسيرون على نهج – كل يوم له رزقه - فلا يدخرون مالا ولا يحسبون لغد حساب فان لم يجدوا طعاما لهم في يوم من الايام اخذوه بالاغارة والقتال
مكانة الشعراء الجاهليين
-------------
الشاعر العربي يتميز بمكانته العالية المرموقة في قومه وعند قبيلته او القبائل الاخرى تبعا لقوة شاعريته واشتهاره بين القبائل فكما كان يقال فلان فارس القبيلة الفلانية يقال فلان شاعرها واذا نبغ في القبيلة شاعر او ابدع في القصيد كان ذلك مدعاة للفرح والابتهاج به واقامة الحفلات والتكريم له فيما تتقدم القبائل الاخرى للتهنئة لقبيلته وذلك لان الشاعر بمثابة الفارس حا مي الاعراض فهو لسان قومه الذي يتكلم عنهم في المجتمعات والوفود وفي المناظرات والمواسم والاسواق حيث كانت اسواق الشعر قائمة ورائجة مثل سوق عكاظ وسوق المربد خيرشاهد على ذلك و هومقوي عزيمة قومه في الحرب وناقل الاخبار ويمكن القول بان الشاعر في الجاهلية بمثابة الصحيفة هذا اليوم تنشر كل خبر يقع وتنتصرلوجهة نظر محرريها اواحزابهم والعاملين فيها اوما انشئت لاجله.
خصائص الشعر العربي
----------------------
اختص الشعر العربي الجاهلي بتمثيل الحياة في الجزيرة العربية التي قيل فيها و يمثل صورة صادقة واضحة المعالم والملامح لحياة المجتمع البدوي في صور نابعة من حياة العربي ذاته فنلاحظ في الشعرالجاهلي الخيام والاطلال والحلو الترحال والابل والصحراء المجدبة والرمال المحرقة وما يعتريها اثناء جريان الرياح وفيه تتجسد معالم عادات القوم من غزو وحب وثأر وشجاعة وحفظ للجوار فالشعر تجسيد حي لمشاعرالشاعر في قومه وما يعتمل في نفسه من عاطفة وحب وكره وبغض وحكمة ورثاء ووصف لما تقع عينه عليه اويؤثر في نفسيته مثل وصف لحيوان او مكان او اطلال
ويمتاز الشعر العربي بانه يمثل صورا جلية واضحة لاعمال القوم ويمتاز بمتانة شعرية عالية وباسلوب قوي تظهر البداوة فيه جلية الا ما ندر حيث شعراء الحاضرة وبالاضافةالى ذلك فهو ديوان العرب ففيه تاريخ العرب وانسابهم ووقائعهم وحكمهم وادابهم
وقد تحدى الشعر الجاهلي عواقب ونوائب الزمن وطول المدى فهو خالد على مرور الدهر وما زالت هذه الاشعار والقصائد حية بكل معاني الحياة وتعبر في بعض الاحيان عن حالة الانسان في هذا القرن وعاطفته لحد الان وستبقى تمثل نفسية الانسان العربي ونوازعه وما يعتمل في قلبه من عواطف ومشاعرواحاسيس.
فالح الحجية الكيلاني
العراق \ ديالى \ بلدروز
--------------------------(/)
الفنون الشعرية في العصر الجاهلي بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 06:35]ـ
الفنون الشعرية في العصر الجاهلي
الشعر الجاهلي يعتبر الركيزة الاصلية في الشعر العربي واللبنة الاولى في بناء القصيدة العربية وفي هذه القصيدة تلاحظ في العصر الجاهلي مواضيع شتى واغراض مختلفة يخرج الشاعر من غرض شعري ليدخل في اخر فقد تنشا القصيدة غزلية – وهو المعول عليه في الاغلب – ثم تميل الى سرد قصة واقعية غزلية او غير غزلية ثم تلحظ فيها المدح او الفخر
ويمكننا اجمال هذه الاغراض التي تناولها الشعر الجاهلي بما يلي \
------------------------
1 - الفخر والحماسة
--------------------
كان القسم الاعظم من الشعر الجاهلي في الحماسة والفخر ولا عجب في ذلك فقد كانت الحروب الطاحنة والغزوات المستمرة في الجزيرة العربية لاسباب عديدة قائمة فكان من البديهي ان تظهر الشجاعة ويظهر الفخر ويظهر الانتقام والبطش بالاعداء والثار منه فقد وجدت هذه كلها في الشعر الجاهلي والشعراء اول من يتحسس في المجتمع فيكتب عن احاسيه و دواخل نفسه بل ان عددا منهم ابطال مقاتلون اشتهروا بشجاعتهم مبينين ذلك في شعر كعنترة العبسي فهم لا يهابون الموت ويرون ان الانسان يموت ميتة واحدة فليمتها بعز وشجاعة لا في جبن وخداع وخوف ومن الشعراء من صرح علانية في شعره بذلك ومنهم من صرح بانه يرتكب الحرب للدفاع عن نفسه وعن عشيرته ورد كل ظالم عنها وعن قومه وعشيرته
وقد فخر شعراء الجاهلية بالكرم واقراء الضيف واطعام اليتيم والمسكين والمحتاج وبالوفاء والحكمة واصابة الراي وقد تجاوز الفخر حده الى المبالغة وخاصة في تفضيل قبيلة على اخرى فهذا الشاعر عامر بن طفيل العامري يبالغ مفتخرا بقبيلته قيس عيلان فيقول
وما الارض الا قيس عيلان اهلها
لهم ساحتاها سهلها وحزونها
وقد نال افاق السموات مجدنا
لنا الصحو في افاقها وغيومها
----------------------------------------
2 - المديح
-----------
يعدد الشاعر في المديح جل الصفات الموجودة في الفخر والحماسة الا ان الشاعريتحدث في الديح عن صفات الممدوح الحسنة ويثني عليها بينما في الفخر يتحدث عن نفسه وعن قومه ومحامدهم ومفاخرهم
والمديح الجاهلي يمتاز بالصدق في القول فيما يصف ويتحدث عن الممدوح وربما يخرج في بعض الاحيان عن المالوف الى حد المبالغة كما فعل الشاعر زهير بن ابي سلمى في مدحه الا انه صدح فيمن يستحق المدح والثناء لما فيهم من خصال حميدة وانسانية عالية ومرؤة كبيرة
يقول في مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف =
عظيمين في عليا معد هديتما
ومن يستح كنزا من المال يعظم
فاصبح يجري فيهم من تلادكم
مغانم شتى بين افال ومزنم
في المدح هناك المدح الحقيقي الذي ليس فيه مبالغة والمدح لطلب العفو والمغفرة واستجدائها وقد خرج النابغة الذبياني والاعشى في مدحهما عن المالوف الى حد كبير باتخاذهم التكسب بالشعر معيشة لهم ومهنة وقد جاب كل منهم مناطق عديدة لمدح الاشخاص وكسب المال وتجلى في هذا النوع من المدح المبالغة فيه الى حد الاستجداء وطلب المال والكسب وهذا يتجلى في شعر النابغة الذياني في مدح الملك النعمان بن المنذر ملك الحيرة انذاك فيقول=
فانك شمس والملوك كواكب
اذا طلعت لم يبد منهن كوكب
فان اك مظلوما فعبد ظلمته
وان تك ذا عتبى فمثلك يعتب
والعتبى= الرضا ويعتب هنا يصفح ويجاوز عن
-------------------------------------
الرثاء
----------
والرثاء ذكر صفات الميت الحسنة ونعته بكل الصفات الحميدة الموجودة فيه من شجاعة واقدام وعزيمة وكرم ووفاء وحماية للجار ونسب عال وصواب للراي باسلوب ينم عن التاثر بحادثة الموت وعاطعته اتجاه الميت مع الاسف عليه والغم والهم الذي يلحق الشاعر جراء الفقد وقد يكون عزيزا ومن اشهر شعراء الرثاء الجاهليين لبيد والمهلهل الذي رثى اخاه كليب لاحظ قوله=
كليب لاخير في الدنيا ومن فيها
ان انت خليتها فيمن يخليها
الا ان ما قالته تماضر بنت الشريد في رثاء اخيها صخر تجاوز كل الحدود في مجال الرثاء لاحظ قولها =
يذكرني طلوع الشمس صخرا
واذكره لكل غروب شمس
فلا والله لاانساك حتى
افارق مهجتي ويشق رمسي
فيا لهفي عليه ولهف امي
ايصبح في الضريح وفيه يمسي
------------------------------------
4 - الغزل والتشبيب
(يُتْبَعُ)
(/)
------------------
وفيه الشاعر يتغزل بمن يحب ويهوى فيذكر حبه وغرامه وهيامه بمن يحب والام الفراق ويذكر الشوق والبين والوله القاتل ومنها الوقوف على الاطلال لبكاء الحبيب وذكراه ويمتاز هذا الغرض بالعاطفة الصادقة المتدفقة من قلب المحب كالشلال المتناثر المياه شعرا فياضا بالاحاسيس النبيلة المعبرة عما في قلب الشاعر من حب لمن يحب وقد داب شعراء العربية وخاصة في العصر الجاهلي ان يستفتحوا قصدائدهم به فهذا الشاعر الحارث يقول في مطلع قصيدته او معلقته =
اذنتنا ببينها اسماء رب ثاو يمكل منه الثواء
الا ان بعض الشعراء اتخذوا هذا الشعر للهو وسرد
المغامرات ومطارة النساء فكان في شعره نوع المجون والخلاعةا لاحظ قول الشاعر امرىء القيس يتغزل فيقول-
افاطم بعض هذا التدلل
ان كنت ازمعت هجري فاجملي
اغرك مني ان حبك قاتلي
وانك مهما تامري القلب يفعل
- --------------------------------
5 - الهجاء
----------------
الهجاء هو تجري الشخص المهجو من كل صفة انسانية نبييلة ووصفه بكل صفة رذيلة وغير مشرفة كالبخل والجبن ووضاعة النسب وكل امر لايحبونه ويعتبرونه منقصة ومهانة على الناس واشتهر في الهجاء الشاعر طرفة بن العيد والشاعر امية بن الصلت وقد هجا طرفةبن العبد ملك المناذرة عمرو بن هند واخاه واقاربه في قصيدة يقول فيها
فليت لنا مكان مكان الملك عمرو
رغوثنا حول قبتنا نخور
--------------------------------------
6 - الوصف
-------------
هو وصف ما يلحظ الشاعر من صور ومشاهد حية وتجربته بين الاحياءوالناس وما تمر به من احوال وخواطر ومواقف وامور يقف الشاعر ازاءها موقف امام مناظر يراها بالعين توءثر في نفسيته فتهز شعوره وتحرك عاطفته فتأتي القصيدة بما توحيه نفسه اليه وتوءثر فيه فتهز شعوره وما يعتلج في قلبه من مشاعر ازاء هذا الموقف وربما جاءت وصفا لاحياع فتكون كصور مشكلة بمقدار تاءثر الشاعر بها او وصف لاحوال الشاعر فتكون الصور متغيرة بتغير الوان الشعور الشعري والعاطفي لديه لذلك تعتمد القيادة الوصفية على الدوافع النفسية وتاثيراتها في الاستعارات والتشابيه البلاغية وتجد افي القصيدة يد الشاعر الفنان مزخرفة القصيدة ويعمد الى صقلها بما اوتي من شاعرية فذة حتى لتبدو كمراة صافية ترى فيه خيال الموصوف وروح الشاعر واضحة بينة وقد اشتهر بالوصف اغلب الشعراء في هذا العصر كامرىء القيس وزهير بن ابي سلمى ولبيد والنابغة
ومما يقوله عنترة العبسي في وصف معركة من معاركه-
مازلت ارميهم بشفرة نحره
ولبانه تى تسربل بالدم
فازور عن وقع القنا بلبانه
وشكا الي بعبرة وتحمم
------------------------------------
الحكمة
-------------
يسمو الشاعر في اجواء نفسه ويطل على الحياة من الاعلى ثم ينحدر متغلغلا في معانيها لحد دقائق امورها ويحف اطرافها مسيطرا على عواطفه واحاسيه متعقلا ثم يوجه نظرته الكاشفة متفحصا فتظهر له الحياة على حقيقتها واضحة جلية تنبعث نظرته من العقل الواعي لا الخيال فياتي شعره مهيمنا على الموضوع متجردا من المكان والزمان وهذ سر مطابقته لكل الأوقات والازمنة وينحدر في النفس المتلقية كالماء العذب انظر لهذا البيت للشاعر زهيربن ابي سلمى يقول
ومن يجعل المعروف في غير اهله
يكن حمده ذما عليه ويندم
ولطرفة بن العبد يقول =
وظلم ذوي القربى اشد مضاضة
على المرء من حد الحسام المهند
الا ان الحكمة جاء ت كمضرب مثل في الشعر الجاهلي وضمن القصيدة الواحدة وليست منفصلة بغرض منفرد
-----------------------------
8 - الخمرة
------------
الخمرة والشراب كثير ما تغنى الشعراء بها ووصفوا ادواتها وتاثيرها على النفس ومجالسها ومنهم من. استهل قصيدته بها يقول الشاعر عمرو بن كلثوم في مطلع معلقته
الا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا
ومن شعراء الخمرة ايضا المنخل و الاعشى وامرؤ القيس
فالح الحجية الكيلاني
العراق\ديالى \بلدروز
موقع \ اسلام سيفلايزيشن
--------------------------------
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 06:48]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
يا أهل الشعر ....
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 07:21]ـ
قالَ الشَّاعرُ:
لكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نقْصانُ **** فلا يغرَّ بطيبِ العيش إنسانُ
فهل هذا البيتُ مصرعٌ أم مقفى؟
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 08:03]ـ
البيت مصرَّع يا شيخنا.
ومصطلح التصريع أولى مع شطري البيت إذا اتَّفقا ولو لم يكن هو مطلع القصيدة.
أما مصطلح التقفية فيكون مع أكثر من بيت، ولو كانت مجزوءة.
هذا ما لدي، ومنك نستفيد فقد عرفناكم بالعلم والفضل والإفادة.
ـ[أبو سلمى المصري]ــــــــ[04 - Oct-2010, صباحاً 09:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
المقَفَّى: ما تساوت عروضه وضربه وزناً وقافيةً دون تغيير.
أما التَّصْريع: فهو أن تغَيِّر العروض لتلائم الضرب وزناً وقافيةً بزيادةٍ أو نقص.
وعلى هذا فإن البيت مصرع؛ لأن تفعيلة العروض غُيّرت من فعلن ---5 إلى فعْلن -5 - 5 لتناسب تفعيلة الضرب.
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 10:13]ـ
أخي في الله القارئ المليجي،
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأما عن البيتِ المسئول عنه فهو مصرَّعٌ حقًّا كما أجبتم؛ ولكنْ لم؟ أجابَ عن ذلكَ أخونا أبو سلمى المصري فأفاد وأجاد؛ بيان ذلك ـ يا أخي ـ أن المصرَّعَ هو ما غُيِّرتْ عروضُه عما تستحقُّه بالزيادةِ أو النقص؛ لتلْتَحِقَ بضربها في الوزن والروي؛ فله ـ أي المصرَّع ـ إذن شرطانِ أولهما: خروجُ العروض عن حالتها؛ لتشبهَ الضربَ، وثانيهما أنْ توافقَ بعد التغيير الضربَ وزنا ورويا، أما إذا تغيَّرت العروضُ ولم تتفقْ مع الضربِ فهذا هُو المجمَّعُ؛ فهو ما تهيأ مصْراعُه الأولُ للتصريعِ بقافيةٍ معينةٍ وأتى المصراعُ الثاني بقافيةٍ أخرى، كما لو قُدِّر أنَّ الشاعرَ قالَ بعدَ قوله: (قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان) قال: (بسقط اللوى بين الدخول فحومل) , فقد تركَ القبضَ الواجبَ في عروضِ الطويل، وجاء بها تامة لأجْل أنْ تكونَ مثلَ ضربٍ تام يأتي بعدها، فعنَّ له بعد ذلك أن يأتي بضربٍ مقبوضٍ قافيتُه ليست على قافية العروض فقال ما تقدَّم، وهذا نادرٌ وهو مَعيبٌ،
أما إذا اتفقت العروضُ مع الضرب وزنا ورويا وضعا أي بلا تغيير في العروض فهذا البيتُ هو المقفى كقول عنترة:
هل غادر الشعراءُ من متردم ***** أم هل عرفت الدار بعد توهم
فهذا البيت من الكامل التام: عروضه تامة، وضربه كذلك، وقد شابهته في الروي؛ فهو إذن مقفًّى، وقيلَ ـ أيُّها الأخُ الفاضل ـ لو اتفقت العروضُ والضرب مع التغيير في العروض فهو أيضا مقفى؛ وعلى هذا فكلُّ مصرًّعٍ مقفًّى، وليس كلُّ مقفًّى مصرَّعًا؛ إذ كان لابد للتصريع من التغيير في العروض،وقد كنتُ أشرتُ إلى هذه المعاني قديما بقولي:
ما غيَّروا عروضَه لتلْتَحِقْ **** بضربه مصرَّعٌ لا ما اتفقْ
فشرْطُه التغييرُ للعروض ***** عمَّا استحقتهُ من المفروض
وأنْ توافقَ العروضُ الضربَ في **** رويِّهِ ووزنه فلتعرفِ
فإن تغيَّرت ولمْ يتفقا ***** فذا مجمَّعٌ وهذا مُتَّقى
وإنْ تكنْ قد وافقته وضعا ***** في هذه فبالمقفى يُدعى
وقيلَ لو يتفقانِ وصفا ***** ولو مع التغيير فالمقفَّى
ومن هنا فكلُّ ما قد صُرِّعا **** يُدعى مقفى لكن العكس امنعا
وعلى ذلك الرأي الأخير ـ يا أخي الفاضل ـ فالبيتُ المسئولُ عنه مصرَّع ومقفًّى، والله أعلم
ثم اعلمْ ـ يا أخي الكريم ـ أنني كنتُ قديما طويلب علم، ثم شغلني عنه ما ترى الآن من مشاغل الحياة؛ فتركته، ولكن أحن إليه أحيانا؛ وعليه فما كان ينبغي لك أن تقولَ لي: يا شيخنا، بلْ أنت واللهِ الأولى بذلك؛ فأنت شيخُنا وأستاذُنا علمًا وفضلا وإفادة، والله الموفق والسلام.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 10:40]ـ
أستاذنا الفاضل/ محمود محمد مرسي.
سامحك الله وإياي، وغفر لي ولك.
يقولُ ليَ المحمودُ وهْو مصدَّقٌ * * * ولكنَّه في هذهِ قد يُراجَعُ
بأنِّيَ أستاذٌ وشيْخٌ لمثلِه * * * وهذا بديعٌ منْه - واللهِ - رائعُ
فلوْ بايعوا نفسي لهذا فإنَّني * * * إذا كان لي صوتٌ فلستُ أُبايعُ
ولو شايعوني للإمامةِ جُهَّلا * * * بحالي فإنِّي دونَهم لا أُشايعُ
حنانَيكَ يا أستاذُ إنِّيَ عالمٌ * * * بِحالي ويَدريهِ كذا مَن يُطالِعُ
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 01:28]ـ
أستاذنا الفاضل/ محمود محمد مرسي.
سامحك الله وإياي، وغفر لي ولك.
يقولُ ليَ المحمودُ وهْو مصدَّقٌ * * * ولكنَّه في هذهِ قد يُراجَعُ
بأنِّيَ أستاذٌ وشيْخٌ لمثلِه * * * وهذا بديعٌ منْه - واللهِ - رائعُ
فلوْ بايعوا نفسي لهذا فإنَّني * * * إذا كان لي صوتٌ فلستُ أُبايعُ
ولو شايعوني للإمامةِ جُهَّلا * * * بحالي فإنِّي دونَهم لا أُشايعُ
حنانَيكَ يا أستاذُ إنِّيَ عالمٌ * * * بِحالي ويَدريهِ كذا مَن يُطالِعُ
نعم، طالعنا وعلمنا خيرًا(/)
إلا رسول الله (قصيدة)
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:24]ـ
إلا رسول الله (قصيدة)
في أيَّام سوداء شَهِدتْ تطاولاً على سيِّد الأنبياء - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قِبَل بعضِ أعداء الله ورسوله، وثارتْ ثائرةُ المسلمين في بقاعٍ شتَّى من الأرض، وشهِدُ أهل هذا الفن - فن الرسم - أنْ لا إبداعَ في رسومات أولئكم الراسمين، وظهَر تزييف الكافرين، ومكَروا ومكَر الله والله خيرُ الماكرين.
كتبتُ هذه القصيدة، وعسى أن يتقبَّلها الله - سبحانه - معذرةً إليه - تعالى - ونُصرةً لسيِّد الأنام، وبيانًا للناس:
1 - إِلاَّ رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ الْهَادِي = إِلاَّ شَفِيعَ النَّاسِ يَوْمَ مَعَادِ
إِلاَّ المُؤَيَّدَ مِنْ إِلَهٍ قَادِرٍ = بِالْمُعْجِزَاتِ فِدَاؤُهُ بِفُؤَادِي
سُبُّوا الْمُجُونَ وَأَهْلَهُ وَاسْتَهْزِئُوا = بِالْعَالَمِ الْحَضَرِيِّ أَوْ بِبَوَادِ
وَلْتَسْخَرُوا بِالغَانِيَاتِ وَمَن يَرُو = مُ وِصَالَهَا بِتَتَيُّمٍ وَوِدَادِ
5 - وَلْتُظْهِرِ الشَّاشَاتُ ذَمَّ مُلُوكِكُمْ = أَوْ أَعْلِنُوا عَنْ ذَا بِكُلِّ نَوَادِي
وَلْيَرْتَقِي صَارُوخُكُمْ فَوْقَ السَّحَا = بِ لِكَيْ تَنَالُوا أَوْسُمًا بِتَهَادِي
وَلْتَعْرُجُوا فَوْقَ الكَوَاكِبِ سَاعَةً = وَاحْنُوا لِتَهْلِيلٍ رُؤُوسَ فَسَادِ
أَمَّا رَسُولُ اللَّهِ أَعْلَى قِمَّةٍ = فَشِرَاكُهُ أَعْلَى مِنَ الأَشْيَادِ
يَا خَيْرَ مَبْعُوثٍ وَخَيْرَ مُشَفَّعٍ = وَأَعَزَّ خَلْقِ اللَّهِ مُنْذُ تِلاَدِ
10 - يَا خَيْرَ نَفْسٍ صُوِّرَتْ مَاذَا دَهَى = عُبَّادَ مَالٍ زَائفٍ بِبِلاَدِ
حَسَدًا وَحِقْدًا يَرْسُمُونَ هَلاَكَهُمْ = جَرْيًا وَرَاءَ الْمَالِ وَالأَمْجَادِ
أَمْ يَنْقِمُونَ عَلَى الأُلَى أَنْ أَسْلَمُوا = لِيُحَاوِلُوا إِضْلاَلَهُمْ بِعَنَادِ
لَكِنَّ رَبِّي قَدْ أَبَى إِلاَّ تَمَا = مَ النُّورِ مِنْهُ بِرَغْمِ تِي الأَحْقَادِ
فَلَقَدْ أَتَى الإِسْلاَمَ كُلُّ مُخَالِفٍ = بِالدَّرْسِ وَالتَّنْقِيبِ وَالتَّنْقَادِ
15 - وَإِذَا بِهِمْ لَمْ يَنْقِمُوا شَيْئًا بِهِ = وَإِخَالُهُمْ قَدْ عَاوَدُوا بِتَمَادِي
حَتَّى تَأَكَّدَ لِلْجِمِيعِ عُلُوُّ هَا = ذَا الدِّينِ عَنْ وَضْعٍ مِنَ العُبَّادِ
وَتَوَافَرَتْ كُلُّ الدَّلاَئِلِ أَنَّ أَحْـ = ـمَدَ خَيْرُ دَاعِي السِّلْمِ بَعْدَ مِهَادِ
أَمَّا الْحُرُوبُ فَأَصْلُهَا فِي الظَّالِمِيـ = ـنَ مِنَ الْيَهُودِ وَمِنْ ثَمُودَ وَعَادِ
هُمْ أَشْعَلُوهَا أَوَّلاً بِنَكَالِهِمْ = بِالْمُسْلِمِينَ وَبِالْبَشِيرِ الْهَادِي
20 - وَبَرْغِمِ ذَلِكَ زَادِتِ الأَعْدَادُ فِي الْـ = ـإِسْلاَمِ طَوْعًا لاَ بِسَيْفٍ عَادِي
حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَرْضُهُمْ = وَتَكَاثَرَ التَّعْذِيبُ مِنْ أَوْغَادِ
أَمَرَ الإِلَهُ خَلِيلَهُ بِمُهَاجَرٍ = وَبِأَخْذِ حَقٍّ بَعْدِ جَمْعِ عَتَادِ
وَعَتَادُهُ مَا كَانَ قُنْبُلَةً وَلاَ = مَا جَرَّمَتْهُ مُنَظَّمَاتُ فَسَادِ
بَلْ كَانَ بِالأَخْلاَقِ حَتَّى فِي الْحُرُو = بِ وَهَاكُمُ التَّارِيخَ بِالأَشْهَادِ
25 - كَانَ الْمَوَصِّيَ: لاَ تُزِيلُوا نَخْلةً = لاَ تَقْرَبُوا مِنْ شَيْخٍ اوْ أَوْلاَدِ
كَانَ الْمُوَصِّيَ بِالنِّسَاءِ حَيَاتَهُ = وَمَمَاتَهُ بِالْخَيْرِ وَالإِسْعَادِ
إِلاَّ إِذَا اتَّخَذَ العِدَى نَخْلاً كَحِصْـ = ـنٍ مَانِعٍ فَالحَرْبُ ذَاتُ كِيَادِ
وَإِذَا النِّسَا قَاتَلْنَ جَازَ قِتَالُهُنْـ = ـنَ وَحَصْدُ أَعْنَاقٍ بِشَرِّ حَصَادِ
فَالدِّينُ سَمْحٌ دُونَ مَا خَوَرٍ وَلاَ = طُغْيَانِ مُقْتَدِرٍ بِغَيْرِ سَدَادِ
*****
30 - أَمَّا بَنُو الخِنْزِيرِ فَالأَشْهَادُ ضِدْ = دَهُمُ بِكُلِّ البَغْيِ وَالإِفْسَادِ
هَا هُمْ إِلَى اليَوْمِ النَّقِيصَةُ فِيهِمُ = تَزْدَادُ بِالأَعْوَانِ وَالإِمْدَادِ
حَتَّى يُدِيمُوا الحَرْبَ ضِدَّ المُسْلِمِيـ = ـنَ بِحِقْدِهِمْ وَبِغِلِّهِمْ وَلِدَادِ
وَيُطَالِبُونَ - بِزَعْمِهِمْ - بِحُقُوقِهِمْ = وَلِأَجْلِهَا يُرْدُونَ دُونَ حِدَادِ
وَيُقَتِّلُونَ وَيَسْرِقُونَ وَيَحْرِقُو = نَ، فَلاَ تَرَى إِلاَّ رُكَامَ رَمَادِ
(يُتْبَعُ)
(/)
35 - فَالْغَدْرُ فِي أَعْمَاقِهِمْ مُتَأَصِّلٌ = وَالْقَتْلُ نَهْجُ أُولِي النُّهَى وَرَشَادِ
*****
أَنَّى لِأَذْنَابِ اليَهُودِ وَمَنْ عَلَى = أَشْكَالِهِمْ بِإِسَاءَةٍ لِلْهَادِي
لَمْ يَعْرِفُوا حَقًّا وَلاَ قَدْ وَقَّرُوا = لِنَبِيِّهِمْ، فَتَطَاوَلُوا بِعَنَادِ
قَدْ فُوجِئُوا مِنَّا بِسُخْطٍ عَارِمٍ = عَمَّا بَدَا مِنْهُمْ مِنَ الأَحْقَادِ
وَبِقَطْعِ كُلِّ تَعَامُلٍ بِيْنَ البِلاَ = دِ تَيَقَّظُوا مِنْ بَعْدِ طُولِ رُقَادِ
40 - مَنْ ذَلِكَ الشَّخْصُ الَّذِي قَدْ تُيِّمُوا = فِي حُبِّهِ جَمْعَاءَ كُلَّ فُؤَادِ
مَا شَكْلُهُ؟ مَا طَبْعُهُ؟ مَنْ صَحْبُهُ؟ = حَتَّى يَنَالَ دِفاعَ تِي الأَعْدَادِ
لَكِنَّهُمْ لَمْ يُؤْثِرُوا طُولَ السُّؤَا = لِ عَنِ الْحَبِيبِ لِحُبِّهِمْ لِلزَّادِ
قَدْ قَدَّمُوا أَعْذَارَهُمْ حَتَّى تَعُو = دَ مَنَافِعٌ لَهُمُ بِغَيْرِ كَسَادِ
*****
ثُمَّ البُغَاةُ تُعِيدُ نَشْرَ رُسُومِهَا = بِسَفَالَةٍ وَتَطَاوُلِ الأَوْغَادِ
45 - وَيُعَقِّبُونَ بِأَنَّهَا حُرِّيَّةٌ = وَبِأَنَّنَا نَحْتَاجُ لِلإِرْشَادِ
لاَ وَالَّذِي فَطَر السَّمَاءَ وَصَوَّرَ الْـ = ـإِنْسَانَ ثُمَّ حَبَاهُ عَقْلَ رَشَادِ
بَلْ أَنْتُمُ مَنْ تَفْقِدُونَ الرُّوحَ فِي = نَسْجِ الْكَلاَمِ فَمَا لَكُمْ مِنْ هَادِ
وَرُسُومُكُمْ لاَ فَنَّ فِيهَا مُطْلَقًا = أَهْلُ الصِّنَاعَةِ أَفْضَلُ الأَشْهَادِ
مَا ثَمَّ مِنْ قَوْلِي، وَلَكِنْ حُكْمُ أَهْـ = ـلِ الرَّسْمِ وَالصِّدْقِ الَّذِي بِبِلاَدِي
*****
50 - فَهَلِ التَّحَرُّرُ أَنْ تَسُبُّوا فَاضِلاً = رَسْمًا بِغَيْرِ هُدًى وَلاَ نُقَّادِ
أَمْ أَنَّكُمْ تَرْجُونَ مِنْهَا شُهْرَةً = لِلرَّاسِمِ الْمِفْشَالِ ذِي الأَحْقَادِ
*****
هَذَا هُوَ الْحَقُّ الَّذِي وَارَيْتُمُ = وَاللَّهُ جَلاَّهُ إِلَى العُبَّادِ
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَدْ هَيَّأَ الْـ = ـعَدْلَ النَّصِيفَ مُدَافِعًا بِسَدَادِ
54 - حَتَّى يُعَافِيَنَا الْكَرِيمُ مَصَارِعًا = سُوءًا فَهُبِّي أُمَّتِي لِذِيَادِ
أحمد عبدالله الهلالي
مساء السبت الثالث عشر من ربيع الآخر 1429 هـ
الموافق التاسع عشر من أبريل 2008 م
ولله الحمد والْمِنَّة
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 03:21]ـ
قصيدة ممتازة بارك الله فيك
تقبل مني تحيتي وتقديري دمت وفيا للشعر والأدب
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 08:21]ـ
قصيدة ممتازة بارك الله فيك
تقبل مني تحيتي وتقديري دمت وفيا للشعر والأدب
وفيك بارك الله تعالى أخي الكريم
حياك الله بكل خير
ودمتَ في حفظ المولى
ـ[الباحث العربى]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 07:04]ـ
حياك الله بكل خير
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 07:55]ـ
حياك الله بكل خير
وإياك أخي الكريم!!!(/)
عائشة أم المؤمنين
ـ[طه متولي العواجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:59]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة
رغم أنف الحاقدين
عائشة أم المؤمنين
(هذا جهد المقل الضعيف الذي لا يملك سواه أداة للدفاع فليجُد كل جواد بما يجد)
أمَّاهُ، يا رمزَ النَّقاءِ فِداكِ ... عرضي، ونفسي خلف ظِلِّ خُطاكِ
مهما رماكِ الحاقدون بزعمهمْ ... فقد اعتلى فوق الرءوس صفاكِ
أمَّاهُ، يا زوجَ الحبيبِ وحبِّهِ ... اللهُ في قرآنِهِ زكَّاكِ
أنا ما أتيتُ لكي أبرئ ساحةً ... توجتِها بالطهر في مَسعاكِ
أنَّى لمثليَ أنْ يجيء مبرِّأً ... فاللهُ من كيدِ العِدى نجّاكِ
لكنَّه جُهْدُ المُقِلِّ يسوقُهُ ... حرجًا إليكِ ويبتغي مرضاكِ
لو لم يكنْ لكِ قطُّ فخرٌ في الورى ... إلا اختيارَ المصطفى لكفاكِ
اللهُ زوَّجكِ النبيَّ بأمرهِ ... والحاقدون يغيظهمْ مأواكِ
منكِ الصفا، والطهرُ ينبعُ جاريًا ... وعلى بساطِ القانتين نراكِ
حاشا لمثلِكِ أنْ يُراودَها الخَنا ... أو أنْ يُدَنَّسَ طُهْرُها حاشاكِ
من ذا الذي يرمى الصفاءَ بريبةٍ ... تبَّتْ يمينٌ قد تمَسُّ حِماكِ
قذفوكِ، بل قذفوا النبيَّ فهل دَرَوا ... كيف احتواكِ رسولُنا وحَماكِ
حُزْتِ النبيَّ صغيرةً وكبيرةً ... وعلى يديهِ في التقى ربَّاكِ
كنتِ الحبيبة للحبيبِ ولم نجدْ ... يومًا حبيبَكِ في الحياةِ جفاكِ
أيَحِقُّ أنْ يأوي النبيُّ خبيثةً ... يرضى الدياثة لا يصدُّ خَناكِ؟
تبًّا لشِرْذِمَةٍ تقولُ وتدَّعي ... وتكذبُ القرآنَ إذ برّاكِ
هي دعوةٌ للكفر تخفي سُمَّها ... في كلِّ لفظةِ مدع ٍ شكَّاكِ
هي عصبة بالأفكِ جاءت تدَّعي ... ما قد محاهُ اللهُ حينَ بلاكِ
أمَّاهُ، لا تبكي لإفكِ مُدَلِّسٍ ... هيّا امسحي الدمعَ النقيَّ الزاكي
فلأنتِ ينبوعُ الطهارةِ والتقَى ... لا تعبأي بالفاجر الهتَّاكِ
ها قد تكفَّلَ ربُّنا بعذابهِ ... وبرغم أنفِ الحاقدين رعاكِ
هي زوجُ مَنْ؟ هي بنت مَنْ؟ هي عائشٌ ... حُبُّ النبيِّ، وحبُّهُ أغناكِ
في بيتِ مَنْ مات النبيُّ محمدٌ؟ ... يا عائشٌ مَنْ يغتني كغناك؟ ِ
في حِجْر مَنْ مات الحبيبُ محمدٌ؟ ... بل فليَمُتْ غيظًا مريدُ عَداكِ
في بيتِ مَنْ دُفِنَ البشيرُ موصِّيًا؟ ... جسدُ الحبيبِ يطيبُ منه ثراكِ
قد نلتِ منه محبةً في عَيْشِهِ ... واليومَ بالشرفِ الرفيع حَباكِ
يا أمُّ، لا لا تحزني بمقولةٍ ... من فاجر أو كاذبٍ أفاكِ
يبغي اشتهارًا حيث كان حثالة ... فرمى الثريَّا واهمًا ورماكِ
لا تحسبي ما قد جرى شرًّا لنا ... بل أبشري أمي، نعم بُشراكِ
لقد انمحى سترُ النفاق وقد بدا ... مَنْ يدَّعي حبًّا بسبِّ نُهاكِ
يا أمَّتي هيَّا افيقي وادفعي ... عن عرض أفضل كوكبٍ بسماكِ
لولاه ما عرفَ الوجودُ هدايةً ... ولأطفأ الظلمُ الجسورُ سَناكِ
مَنْ لم يذبَّ عن النبيِّ وعرضِهِ ... لا شكَّ فهْو الخائنُ المتباكي
سأظلُّ أدفعُ عن جنابِ محمدٍ ... دومًا، وإنْ جلبَ الدِّفاعُ هلاكي
طه متولي العواجي(/)
فهرس أدباء الإسلام ...
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 12:21]ـ
السلام عليكم،،،
فهرس أدباء الإسلام ...
هذا ذكر لبعض أدباء الإسلام، مع رابط ينقل إلى ترجمة كل واحد منهم على الشبكة،
ولم ألتزم بذكر من كان أديبا صِرفا، ولكن ذكرت من ضرب فيه ولو بسهم،
دون تقصُّدِ ترتيب معين،،،
أبو محمد بن قتيبة الدينوري ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D9%82%D8%A A%D9%8A%D8%A8%D8%A9)
--------------------------------------------------------
علي الطنطاوي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%8 4%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%8 8%D9%8A)
--------------------------------------------------------
محمود محمد شاكر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF _%D8%B4%D8%A7%D9%83%D8%B1)
--------------------------------------------------------
مصطفى لطفي المنفلوطي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81 %D9%84%D9%88%D8%B7%D9%8A)
---------------------------------------------------------
مصطفى صادق الرافعي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89 _%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82_%D8% A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8% B9%D9%8A)
--------------------------------------------------------
أحمد محمد شاكر ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8 5%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B4%D8% A7%D9%83%D8%B1)
--------------------------------------------------------
سيد قطب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%AF_%D9%82%D8%B 7%D8%A8)
--------------------------------------------------------
أحمد حسن الزيات ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A D%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8% B2%D9%8A%D8%A7%D8%AA)
--------------------------------------------------------
عبد الوهاب عزام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84 %D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8_%D8%B 9%D8%B2%D8%A7%D9%85)
--------------------------------------------------------
محمد الخضر حسين ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A 7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1_%D8% AD%D8%B3%D9%8A%D9%86)
--------------------------------------------------------
محمد إقبال ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A 5%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84#.D8. A2.D8.AB.D8.A7.D8.B1.D9.87_.D9 .88.D9.85.D8.A4.D9.84.D9.81.D8 .A7.D8.AA.D9.87)
--------------------------------------------------------
إحسان عباس ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D9%86 _%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3)
--------------------------------------------------------
سعيد الأفغاني ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF_%D8%A 7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A 7%D9%86%D9%8A)
--------------------------------------------------------
محمد كرد علي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8 3%D8%B1%D8%AF_%D8%B9%D9%84%D9% 8A)
--------------------------------------------------------
محمد البشير الإبراهيمي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A 7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B 1_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8% B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85%D9% 8A)
--------------------------------------------------------
أنور العطار ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%B1_%D8%A 7%D9%84%D8%B9%D8%B7%D8%A7%D8%B 1)
--------------------------------------------------------
وأترك المجال الآن لكم لإثراء الموضوع
والسلام عليكم،،،
ـ[محمد ضياء الدين كحيل فايد]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 01:51]ـ
الله الله على الألوكة و أهل الألوكة ما أروع هذه الأعمال بارك الله فيك أخى الكريم
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:04]ـ
الله الله على الألوكة و أهل الألوكة ما أروع هذه الأعمال بارك الله فيك أخى الكريم
وفيك بارك الله أخي محمد
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:05]ـ
--------------------------------------------------------
عبد الرّحمن رأفت الباشا ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=5690)
--------------------------------------------------------(/)
أزمة الضمير الأدبي
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:46]ـ
أزمة الضمير الأدبي
بقلم/أحمد زكريا عبد اللطيف
- الأدب في جوهره يعني التعبير الفني الإبداعي عن موقف الإنسان ورؤيته لمشكلات الحياة وقضاياها وتصويرها .. وتلمس أساليب مواجهتها .. والكشف عن الإمكانات التي تنطوي عليها الطبيعة الإنسانية.
- والأدب بهذا الاعتبار يقوم بدور إيجابي نشط في التعبير عن وجهة نظر الأديب المبدع في العديد من القضايا وتسجيل أحاسيسه ومشاعره إزاءها .. وهكذا يسهم الأدب بقدر كبير وحظ موفور في الاتجاهات الفكرية والقيم السلوكية والأساليب الحضارية ونشرها بين الناس.
- وكلما كان الأديب مدركا لمثالية الأدب فاهما لقيمته وأهميته واعيا لمجتمعه أمينا على القيم والمبادئ حريصا على الحقيقة والجوهر بعيدا عن الزيف والضلال كلما كان مصلحا لمجتمعه وصالحا في نفسه .. كذلك كان أدبه في صالح المجموع الإنساني الذي يشاركه الحياة ويتأثر بأدبه في حياته وبعد مماته .. وهكذا يتاح للأدباء أن يكونوا أعظم تأثيرا في حياة البشرية.
- ومن هذا المنطلق كانت مهمة الأدب ثقيلة وصعبة .. وكانت مسئولية الأديب والفنان مسئولية عسيرة تضع في عنقه أمانة التعبير عن الجيل الذي يعيش فيه .. والقدرة على النفاذ إلى آفاق المستقبل بالإحساس المرهف والشفافية الملهمة .. ولن يتحقق ذلك ما لم يكن الأديب والفنان على صلة وثيقة بهذا المجتمع في قيمه ومثله ومبادئه .. مرتبطا أشد الارتباط بجذوره الممتدة في الأعماق والأغوار .. وذلك لكل أديب أصيل وهو أحرى أن يتوافر في الأديب المسلم.
- وإذا كان الإخلاص مطلوبا في كل أمر فهو أشد ما يكون ضرورة للأدب والفن .. فكلما كان الفنان والأديب مخلصا عظم أثره وجل قدره وازداد خيره ونفعه .. وكلما توفرت الأمانة وتحمل المسئولية في الأديب والفنان وكان حريصا على الصدق في النية والغاية واعيا بحقائق الحياة المغيبة وسط أكوام الضلالات ومتاهات الأهواء والانحرافات مع وضوح الرؤية الدينية في ذهنه جيدا .. إذا تحقق كل ذلك كان على درجة بالغة من الحساسية التي ترقى به إلي قمة التعبير والتصوير والتأثير.
- أهمية الحرية المنضبطة النقية للأدب والفن:
- إن الأدب بهذا الاعتبار السابق لا يتأتى إلا في أجواء الحرية النقية الصافية .. وليست الحرية المتمردة على الدين والقيم والمثل والأخلاق.
- إنها الحرية المتألقة بعقيدتها وإيمانها بربها وبكرامة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة الراقية المترفعة على الدنايا والرذائل والتفاهات والسفاهات.
- وبهذا أضيفت وظيفة أساسية إلى وظائف الفن المخلص الصادق .. وأعني بها الدفاع عن الحرية،لأنه بغير الحرية لا يتحقق لهذا الأدب وجود.
- ولكن أية حرية هذه التي نتكلم عنها .. أهي حرية الشرود والجموح؟
- أم حرية البذاءة والإفساد؟
- أم حرية التعالي والغرور؟
- كلا .. لا هذه ولا تلك.
- إنما هي الحرية البيضاء النقية التي لا تشوبها شائبة ولا تعتريها ذرة من دنس.
- إنها حرية أهل الحق والصدق والإخلاص والوفاء والالتزام.
- ومثل هذه الحرية لا يمكن أن تنحني أو تهزم مهما يكن جبروت الاستبداد .. وكذلك فإنها تمد الأدب المخلص بإمكانات فريدة وقدرات عجيبة على الإيحاء والتوجيه والتأثير.
- ولكن يبدو أن كلمة (حرية) قد امتهنت امتهانا شنيعا في زماننا،وحقا ما قاله الأستاذ عبد الله حسين في مقاله الرائع في جريدة الأهرام القاهرية (6مارس2003):"فأصبحنا وأضحينا وأمسينا وقد كثرت جموع المتباكين على هذه الحرية كما يفهمونها - حرية التضليل والتهريج والتخريب والإمعان في الإفساد في الأرض ـ هؤلاء المتباكون على (حرية الأدب والفن) غير مخلصين للأدب ولا للإنسانية ولا لدينهم ووطنهم .. "
- وإذا كان بعض الكتاب المعاصرين يختارون الجانب المنحل من المجتمع ليقفوا إلى جواره مدافعين عن أهدافه الممقوتة وغاياته الشريرة وأساليبه الهابطة الدنيئة،فإن ذلك يشكل أزمة في الضمير الأدبي عند الكتاب قبل أن يكون أزمة الافتئات على حرية التعبير والإبداع.
- إننا في هذه الفترة من حياتنا ننظر إلى أدبنا وفنوننا المعاصرة فنجد أنها تعاني أزمة شديدة عنيفة،سببها في الأساس الاختلاف في الإخلاص لرسالة الأدب والفن الحقيقية.
- والأدب الحر المخلص لا يخشى على حريته من الآداب الرخيصة .. ولكن يخشى من هذه الآداب الرخيصة أن تدنس المجتمعات النظيفة وتعكر صفوها وتبدد نقائها وتضيع سلامها وأمنها ودينها.
- والتحدي مازال قائما، والصراع مازال محتدما .. وعلى المخلصين من عباد الله الحريصين على نصر هذا الدين ونشر دعوته ودحض دعاوي الإلحاد والانحلال مواجهة التحدي ومقاومة الباطل،مهما تكن حدة الصراع.
- والأدباء المخلصون في دعوتهم أقوياء بفضل الله سبحانه أولا .. ثم لأن قضيتهم هي قضية الفطرة السليمة والنفس السوية .. فعلى أدباء وفناني الإسلام أن يخوضوا الغمار .. ولا يتركوا الساحة خالية أمام العلمانيين والشيوعيين والإباحيين .. والله معهم ولن يخيب سعيهم.
بقلم/ أحمد زكريا عبد اللطيف(/)
ما معنى الأدب (الإسلامي)؟
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 03:17]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لي أن أسأل ما معنى كون اسم هذا المجلس (مجلس الأدب الإسلامي ( http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?f=23) ) ، لماذا لم يكن: (مجلس الأدب) فقط؟
لأنه إن قُصد التفريق بينه وبين الأدب المخالف لتعاليم الإسلام لزم أن يُقال: مجلس التفسير الإسلامي؛ ليفرّق بينه وبين تفسير الباطنية والشيعة، ومجلس الفقه الإسلامي ليفرّق بينه وبين فقه الزيدية وغيره، وكذا أخبار الكتب والمكتبة والإستراحة .... الخ حتى مجلس الشكاوى! (ابتسامة محب)
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 04:16]ـ
الأخ الفاضل / أبو العباس
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
استفسارك وجيه وفي محله، لكن وجهة نظرنا عند اختيار هذا الاسم كانت لسبب لا أظنه يخفى على أريب مثلك.
فلا شك أن المخالفة للإسلام تقع من الأدباء أكثر من غيرهم، فأين ما يقع فيه أهل التفسير من خطأ جرهم إليه التأويل، من أخطاء يعمد إليها أصحابها.
كشعر الغزل والتشبيب بالنساء وذكر مفاتنهن الحسية، وأيضًا شعر الهجاء وما فيه من مخالفة صريحة لدين الله عز وجل إلا ما كان من ذلك نكاية بأعداء الله.
وأيضًا ما في الأدب والشعر من أكاذيب وتهويل وإطراء زائد لمن لا يستحق.
وزاد الطين بلة بما تبناه أكثر أهل الأدب من مناهج وعقائد فاسدة قدموها تحت مسمى الحداثة والإبداع
وقد صدقوا والله فما هي إلا حوادث وبدع.
لا أطيل فالأمر لا يخفى على لبيب، ومع ذلك نعيد النقاش حول التسمية في مجلس المشرفين
ونستفيد بما يقترحه الأعضاء هنا، ولا بأس بذلك.
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[06 - Oct-2010, مساء 10:16]ـ
الأخ الفاضل / أبو العباس
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
استفسارك وجيه وفي محله، لكن وجهة نظرنا عند اختيار هذا الاسم كانت لسبب لا أظنه يخفى على أريب مثلك.
فلا شك أن المخالفة للإسلام تقع من الأدباء أكثر من غيرهم، فأين ما يقع فيه أهل التفسير من خطأ جرهم إليه التأويل، من أخطاء يعمد إليها أصحابها.
كشعر الغزل والتشبيب بالنساء وذكر مفاتنهن الحسية، وأيضًا شعر الهجاء وما فيه من مخالفة صريحة لدين الله عز وجل إلا ما كان من ذلك نكاية بأعداء الله.
وأيضًا ما في الأدب والشعر من أكاذيب وتهويل وإطراء زائد لمن لا يستحق.
وزاد الطين بلة بما تبناه أكثر أهل الأدب من مناهج وعقائد فاسدة قدموها تحت مسمى الحداثة والإبداع
وقد صدقوا والله فما هي إلا حوادث وبدع.
لا أطيل فالأمر لا يخفى على لبيب، ومع ذلك نعيد النقاش حول التسمية في مجلس المشرفين
ونستفيد بما يقترحه الأعضاء هنا، ولا بأس بذلك.
جزاكم الله خيرًا على هذه الرُّوح في النِّقاش، وهذا هو المعهود منكم، وليس غريبًا من أمثالكم، نفع الله بكم.
ـ[منتظر الحلي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 12:55]ـ
اخي ابو العباس
السلام عليكم
لتسمية هذا الركن او المنتدى بالادب الاسلامي اكثر من وجه سديد منها على سبيل المثال لا الحصر:
1/ ان التسمية تنصرف لفني الشعر والنثر اللذين قيلا في العصر الاسلامي خاصة بغض النظر عن تنوع اغراضهما وصلتهما بالاسلام ام لا، فالشعر الذي قيل في هجاء المسلمين من قبل الكفار والمشركين-وقد اندثر وضاع-يتنمي الى هذا العصر ايضا لانه ضمن المحيط الزماني الذي يتصل بعصر الاسلام وليس المراد ممنه الاداب العامة او السلوك العام المخالف لتعاليم الدين الاسلامي الحنيف. فهو بعيد تماما عن مراد الدلالة. كما ترى ياعزيزي.
2/ المقصود من الادب الاسلامي --هو الشعر والنثر- بلحاظ التزامهما بالاسلام والدفاع عنه ونظرا لان الاسلام ثورة فكرية ومعرفية قد غيرت مجالات الحياة لذا فالاحرى ان نلحظ مدى تأثر الفنون بهذا الدين العظيم.
3/ وقد يكون المراد من الاسم -والله العالم- مجموعة الاشترطات التي وضعها وسنها ديننا الحنيف من اجل كبح واقصاء بعض العادات والاعراف الاجتماعية والفنية في الادب عموما، ولذلك حاول ديننا ان يؤسس لادب اسلامي. وهو يعني بذلك الادب الملتزم.
وعليه اخي الكريم فالتسمية دقيقة جدا ولا موجب لتغييرها، وقد تناولت كتب ودراسات الادب الاسلامي سبب التسمية فراجع ذلك.
اخوك
منتظر الحلي مع المودة
العراق
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 06:33]ـ
أشكر المشرف الكريم على سعة صدره، وحسن خلقه، فجزاه الله خير الجزاء.
لعل ملخص الأسباب:
1 - أنه يلزم أن يسمى بالإسلامي كل منتدى (مرّ).
2 - أن المنتدى في أصله منتدىً إسلامي، فلا معنى لجعل قسم من أقسامه باسم (الإسلامي).
3 - أنه مصطلح (الأدب الإسلامي) قد يوهم المصطلح الذي هو قرين (الأدب الجاهلي) و (الأدب الأموي). وقد أشار إليه أخي الحلي.
4 - أن إطلاق الأدب الإسلامي على شريحة من الأدب تورث فصل الخلف عن كتب وعلوم السلف، فلا يأمن الإنسان أن يأتيه آتٍ ويقول: لا تقرأ البيان والتبيين، ولا عيون الأخبار؛ لأن هذا أدب غير إسلامي! أو يسأل المبتدئ عن كل كتاب: أهو كتاب إسلامي؟
المشكلة أن هذه التسمية شديدة جدًا، فكل مالم ينطبق عليها يسمى (غير إسلامي!)، بخلاف تسمية السلفية مثلاً، فإن الإنسان لو قرأ كتاب رجل فيه تأويل، أو بدعة (كالنووي، وابن حجر ونحوهما) لما ليم على هذا، ولَمَا قيل في كتابه (ليس إسلامي)، بينما لو كان في كتاب أدب قدره ألف صفحة خمسة أسطر من الفحش لأخرج من كونه إسلاميًّا، فتأمّل!
5 - أنه قد يوهم أنه حكر على قضايا المسلمين، فتخرج نصوص الإخوانيّات والمسامرات والحكمة والغزل العفيف، وغيرها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 06:02]ـ
أرى أن في هذا المنتدى خلطاً بين (الأدب الإسلامي) وبين (أدب الدعوة) فهذا شيء وذاك شيء ...
وأكثر الأخوة يظنون أن الأدب الإسلامي هو أدب الدعوة للدين، والقرض في أبواب الجهاد والسلوك والأخلاق ...
وهذا خطأ بيّن ... !
لأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة - رضوان الله عليهم - استمعوا لأشعار أهل الجاهلية من أمثال النابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والنمر بن تولب وغيرهم، ومعلوم أن هؤلاء إنما ينظمون في الغزل والمرأة والناقة والعصا والمطر والحكمة والفخر والهجاء ونحوها مما لا تعلق له بالديانات = وعليه فالأدب الإسلامي هو ما جمع خاصيتين اثنتين:
1 - كونه أدباً حقيقياً، فألفاظه وتراكيبه منتقاة مهذبة، ومعانيه واضحة في الجملة إلا من نحو غموض غريب ونحوه. أما خزعبلات الحداثيين والرمزيين وغيرهم فلا تدخل هنا.
2 - أن لا يكون فيه ما يعارض الإسلام كالدعوة إلا الفجور أو الشرور أو البدع، أو مدخ الكفار والمتزندقة وغيرهم، ولا يلزم - في نظري - أن يكون أدب دعوة
فليتنبه لذلك!!
ـ[شبّاب الخير]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 06:46]ـ
1 - أنه يلزم أن يسمى بالإسلامي كل منتدى (مرّ) ......
4 - فإن الإنسان لو قرأ كتاب رجل فيه تأويل، أو بدعة (كالنووي، وابن حجر ونحوهما) لما ليم على هذا، ولَمَا قيل في كتابه (ليس إسلامي)، ......
=================
أوافقك أخي الفاضل على الاستفسار وهو في محله ...
وأخالفك فيما جاء وسط الفقرة 4 .... في قولك:
.... فإن الإنسان لو قرأ كتاب رجل فيه تأويل، أو بدعة (كالنووي، وابن حجر ... [رحمهما الله وعفا عنهما]
فلو قلت: وافقوا الأشاعرة في بعض تأويلاتهم ... وترحمت عليهما لكان حسنا ... وبدع من سبق لها توجيهاتها ومطاحناتها ... ورحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين ... عندما شرح رياض الصالحين وامتدح مؤلفه أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ) رحمه الله ...
ورحم الله الإمام ابن باز عندما ذبّ عنه وامتدحه وبين الحق في ذلك ....
أما رميهما بالتأويل - رجل فيه تأويل بلا مبرر ولا سياق يضطرك لذلك فهو غير محمود- وأما البدعة ... ! ففصلتها وقد تكون قاصدا ... الإطلاق ...
فهذا محل نظر هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 08:20]ـ
جزاك الله خيرًا أخي شبّاب الخير.
وتنبيهك في محله تمامًا؛ لأن ترديد مثل هذه الكلمة وتمريرها بمناسبة وغير مناسبة يؤصل في النفوس - طلبة العلم وغيرهم - أن هذين الإمامين - حاشاهما - من المبتدعة، وإلى أن يفهم القائل والمقول له ما المراد بالابتداع في حقهما تكون مكانة الإمامين قد اهتزت، والعياذ بالله.
مع أنهما أجلُّ مَن شرح الصحيحين، ثم لكل منهما بعد ذلك في علوم الشريعة كتب تخرَّج عليها مَن بعدهما .... في الفقه والرجال وغير ذلك.
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 03:50]ـ
لا يجهل أحدٌ الفرق بين قولِ (مؤول) وبين (فيه تأويل) إذ الأخيرة تعنى تلبسه بشيء من ذلك. وأمّا المبرر والداعي في السياق فإن الكلام كان في بيان الفرق بين مصطلحين أحدهما يستعمله أهل الشرع والآخر أهل الأدب، وقد جاء ذكر هذين على سبيل المثال.
ولعلّ الإخوة يبتعدون عن الحساسية الزائدة التي تؤدّي في كثير من الأحيان إلى إكراه الناس على التعبير باللفظ الذي يختارونه وعلى المقاس الذي يفصلونه وبالأكمام والكبك والجيوب التي يريدونها! وإلا فما الفرق بين (وافق الأشاعرة في بعض تأويلاتهم) وبين (فيه تأويل)! وبين (تلبّس - رحمه الله - ببعض بدع الجهمية) وبين (فيه بدعة) والمثال الأخير لا دخل له بالنقاش هنا وإنما أذكره مثالاً على الأصل.
ثم هل يجب أن أترحم على كل إمام حبر بحر كأحمد والبخاري والنووي وابن تيمية وابن حجر؟ ومن ألْزمَ بهذا؟! وإن كان من الأدب فهل يُنكر على تاركه؟
- لو ترحّم ابن حجر على كل من أورد لزاد الفتح مجلّدًا!
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لي أن أسأل ما معنى كون اسم هذا المجلس (مجلس الأدب الإسلامي ( http://majles.alukah.net/forumdisplay.php?f=23) ) ، لماذا لم يكن: (مجلس الأدب) فقط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنه إن قُصد التفريق بينه وبين الأدب المخالف لتعاليم الإسلام لزم أن يُقال: مجلس التفسير الإسلامي؛ ليفرّق بينه وبين تفسير الباطنية والشيعة، ومجلس الفقه الإسلامي ليفرّق بينه وبين فقه الزيدية وغيره، وكذا أخبار الكتب والمكتبة والإستراحة .... الخ حتى مجلس الشكاوى! (ابتسامة محب)
أبا العبّاس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فأولًا؛ أحبّ أن أشكرَ القائمين على هذا الصّرح الشّامح، لفتحهم لهذا القسم .. فقد كان ينقصُ المنتدى حقيقةً!
ثانيًا أخي الحبيب .. بخصوص استفسارك، فأحبّ أن أقول لك:
لا يوجد شيءٌ اسمه " أدب إسلامي "، بل أنا أرى أن هذا اللفظ محدث، وأن الذي فرضه علينا هو الطرف الآخر، الذي طاشَ به الفكر في أودية الخيال، فأتى بما لا يمكن قوله من سبٍ بغيض، وافتراءات وو .. مما تعلم، وأعلم، وأعلم النّاس!.
وأغلب الذين تسموا " بالأدباء المسلمين "، تراهم ضعفاءَ في النّاحية الفنية، إن كان في القصيدة أو النثر أو القصّة أو الرواية، فحين أن الطرف الآخر، يأتي بألفاظٍ يانعة مقتطفة من كَرمة الخيال، يصوغها في تركيب كأنه قطعة حلوة تأكلها الروح، لمعنًى نفيس ..
إنّ المسلمَ الموحّد، المتبع لنبيه ولسلفه الصالحين، يقرأ كلّ شيءٍ .. وعندما يكتب لا يخرج منه إلا أفضل شيء ..
أمّا أن نقول لا نقرأ الغزل!، لا نقرأ خمريات أبي نواس، لا نقرأ شعر مجنون ليلى!،، فهذا عبث ..
وأنا ما قرأت مرّة مثلًا، أن أئمتنا كانوا يقولون على أبي نواس " إن شعره ليس بإسلامي "!!
ولا شيء من هذا القبيل الذي يردد الآن ..
إن علينا أن نفتح الأقلام المسلمة، على أودية الأدب الصحيح المستقيم الفكر والنظر، كي تخرج لنا بقصيدة ذات سبكٍ محمكم، ولفظٍ يانع، ومعنًى نفيس ..
إنّه لمن المحزن، أن تجد الشيعويين ومن كفروا بربنا الرحمن الريحم، يأتون برواية ٍ ذات فنيّات عالية جدًا، فحين أننا نتسكع في طرق الرواية، ولا نستطيع أن نخرج شيئًا نباهي به أعداءنا ممن فرضوا علينا مصطلحات وألفاظ ...
فأظنّ أن الذين يتسعملون هذا اللفظ " أدب إسلامي " يستخدمونه كي يبعدوه من سبّوا الله ورسوله والمؤمنين ..
وأنت أخي الحبيب لو نظرت بنظرتك المتأملة في دواوين الشعر الحديث مثلا ممن يتسمون بالحداثيين، من أمثال أمل دنقل، ومحمود درويش وهؤلاء ..
متى كان سبّ رب العالمين، والسخرية بنبيه الأمين، والطعن في المؤمنين أدبًا؟؟!!
بل إنّك واجدٌ ذلك كالًا الوجه جدًا، سيء منظر، لا تقبله الفطرة السليمة التي لم تشوه بأكدار الحداثة والعولمة،وهذه المصطلحات المبتدعة الجديدة.
====
وفي النهاية، أعتذر أخي على كل هذه الثرثرة، ونفع الله بهذا القسم، وبارك في القائمين على المجلس كله.
أخوكم
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:16]ـ
كريم عبد المعين ’’’’ كلام صائب ...
أسأل الله لك التوفيق
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 07:37]ـ
يقول تي. إس. إليوت: " إن الحساسية الفنية تصاب بالفقر لفصلها عن الحساسية الدينية، والحساسية الدينية تصاب بالفقر لفصلها عن الحساسية الفنية ".
ملاحظات نحو تعريف الثقافة (ص: 37).
ـ[المستهدي بالله]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 09:21]ـ
أرى أن في هذا المنتدى خلطاً بين (الأدب الإسلامي) وبين (أدب الدعوة) فهذا شيء وذاك شيء ...
هذا ما رأيته في معظم مواضيع هذا القسم ... !(/)
درر وفرائد في ميراث الصَّمت والملَكُوت، لأحمد العساف.
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 11:45]ـ
وصلتني عبر الجوال رسالة من صديقي الأثير الصَّيدلي خالد المدني-رعاه الله- تروي نقلاً فخماً عن كتاب "ميراث الصَّمت والملكوت"؛ فحفزتني الرِّسالة للبحث عن الكتاب؛ فوجدته في إحدى المكتبات التِّجارية العامرة بعد أن نفد غير مرَّة، وحين رأيت اسم المؤلف تذَّكرت أنَّ مكتبتي تحوي كتاباً آخر للمؤلف عنوانه"الهادي والهاذي".
والكتاب من تأليف الشَّيخ عبد الله بن عبد العزيز الهدلق، ويقع في (182) صفحة من القطع المتوسط، وبين يدي طبعته الأولى عام (1431) بدون ناشر. ويبدأ هذا الكتاب النَّفيس بمقدِّمة حافلة، ثم أربع عشرة مقالة زاخرة بالدُّرر، فقصَّة قصيرة، ثمَّ حوار ماتع عن القراءة. وقد كتب المؤلف بعض هذه المقالات عفو الخاطر؛ وكدَّ ذهنه في بعضها الآخر، ونشرها خلال سبعة عشر عاماً في سبع مطبوعات. وأسمى مقاصده من نشرها "أن أكشف لكثير من القراء عمّا لمنهجِ التفكير، والتنوُّعِ المعرفيّ، والبيان الوضيء؛ من أثرٍ بالغٍ على بنيةِ العقل، ونوعِ الخطاب". وقد انقطع المؤلف للقراءة باحثاً عن "بهجة الإصابة بالدّهْشة" من خلال قراءة الكتب التي قلَّما يُشار إليها، والنَّظر في عقول مؤلفين لا يعرفهم عامَّة النَّاس.
ويظهر من ثاني مقالة افتتان الكاتب بشخصية الإمام ابن تيميَّة- قدَّس الله روحه-، وقد كتب إحدى عشرة فقرة بديعة متأملاً بها شيخ الإسلام، وحياته وتراثه، وما قيل عنه، وما تميَّز به علم هذا الرَّجل الموسوعي من مرجعية وبقاء. وكم تمنّى المؤلف لو أنَّ سيد قطب وعبد الوهاب المسيري رحمهما الله- قد عرفا تراث ابن تيميَّة وأفادا منه. وقد لفت الأنظار إلى أهمية دراسة هذا العَلَم من جميع جوانب شخصيته، مع الإحاطة بأحوال عصره.
وفي مقالة بعنوان: "بئس هذا الناس" ذكر الكاتب أنَّ قلمه لا يكون في أحسن حالاته إلاَّ إذا ساءت نفسه! وأخبرنا أنَّه حبس نفسه في داره عدَّة سنوات؛ وقرأ في اليوم والليلة أكثر من ثلاث عشرة ساعة، واعتنى بفنِّ التَّراجم الذَّاتية حتى نفض المكتبات العامَّة والتِّجارية نفضاً، وطالع كلَّ سيرة ذاتية لها شأن، ونقل عدداً من الفوائد الماتعة والمدهشة منها، وكان ينوي إصدار كتاب يبهر القارئ ويفيده عمَّا انتخبه من كتب التَّراجم الذَّاتية؛ ولكنَّه انصرف عن هذا المشروع لأسباب سردها، وليت أنَّ أبا أحمد ينعم النَّظر فيها كرَّة أخرى؛ لنحوز بهجة الإصابة بالدَّهشة!
ثم سرد عشرين فائدة عالية من مجالس الشَّيخ العلاّمة بكر أبو زيد -رحمه الله-، وسطَّر مقالة عن ابن دقيق العيد وعبد الوهاب المسيري وكافكا وبسمارك ويوسف أفندي الرَّجل والفاكهة! ثم خواطر عن كتابات أبي عبد الرحمن بن عقيل، ومقالة عن الشُّعور بالنَّقص الحضاري، فمقالة عن ألمانيا وهتلر؛ ومفاضلة في مجلس أدبي بين مي زيادة وماري عجمي! وخاطرات عن الطَّوابير الأمثال، ومن درره مقالة عن إبداع الحضارة الإسلامية في التَّأليف، ولدى الكاتب قدر مجموع من هذا الإبداع حقُّه أن يفرد في كتاب، وعساه أن ينشط للإفراد بعد أن تمتَّع بهذا القدر؛ حتى لا يكون مصيره القران مع منتخب التَّراجم الذَّاتية!
وللمؤلف علاقة خاصَّة بالشَّيخ العلاّمة حمد الجاسر -رحمه الله-، فقد جاوره وجالسه، وكتب مقالة تصف الحزن لفراق شيخه، وأتبعها بثانية فيها من فرائد مجالس علاَّمة الجزيرة، وخبر الجاسر عند الهدلق لا يستوفيه مجلدان كبيران، ويصدُّه عن إخراجه خشية أن يوصم باللؤم! وحكاية "اللؤم" هذه تجدونها في المقالة. ومن العبرة ما نقله المؤلف عن الشَّيخ الجاسر من النَّدم على تضييع فرصة تعلُّم اللغة الإنجليزية؛ وهو يشاركة ذات النَّدم.
وفي المقالة ما قبل الأخير قصة أليمة عن العلاَّمة المحقق محمد أبو الفضل إبراهيم -رحمه الله- وجاره مغني المونولوج "شكوكو"، وأكثر إيلاماً منها خبر ضياع كلب "شكوكو"! وإلى الله المشتكى. ثم خاطرة عن الإبداع، فقصَّة قصيرة عن كهربائي مثَّقَّف وطبيب عاجز! وختم الكتاب بحوار عن القراءة، وقد اعترف المؤلف باستعارته كتباً من مكتبة مدرسته الابتدائية ولم يرجعها؛ ولن يرجعها للوزارة إلا بحكم قضائي! كما ذكر أنَّه جمع بعض تعليقات أحمد خيري على كتبه التي قرأها، وهي تعليقات عالية كما يصفها الكاتب -وحسبك به-، وغاية الجمع النَّشر وآمل ألاَّ يطول بنا الانتظار؛ وألاَّ يكون مصيرها الإرجاء كالتَّراجم الذَّاتية وإبداعات الحضارة الإسلامية في التَّأليف! ويحوي الميراث الجميل للصَّمت بين دفتيه عناوين كتب كثيرة أطراها المؤلف وأثنى عليها؛ وكلُّ الصَّيد في جوف الفرا.
إنَّ شغف الشَّيخ المثَّقَّف الهدلق بالقراءة لأمر جدير بالاقتداء، لأنَّنا نحتاج جيلاً مؤمناً مثَّقَّفاً؛ يعرف لغة مخالفيه وطرائق تفكيرهم حتى يحسن التواصل معهم وإقناعهم بما لديه من خير وحكمة وعاها من تراثه الأصيل السَّامي، وما أحسن قولة المؤلف: "لم أُحبَّ أن يذلّني أحدٌ- أنا السلفيّ-إذلالاً معرفيا"، وقد أجهد عينه بالقراءه، وأفنى جيبه بشراء الكتب لتحقيق هذه الغاية، وأعمل ذهنه لتكون سلفيته التي يفاخر بها سلفية متجدِّدة كما كتب في أول مقالة له من هذا الكتاب الرائع، وهي دعوة مَنْ أخذ الكتاب بقوة فلم يتراخ أو يخنع أو يتميَّع. وما أولى شبابنا الصَّالح المجتهد بقراءة هذا الكتاب، والاستفادة من صوابه الكثير، وانتهاج طريقة مماثلة لطريقة المؤلف في الانكباب على القراءة؛ وإعادة تذَّوق طعم الحياة.
أحمد بن عبد المحسن العسَّاف-الرِّياض
الأثنين 25 من شهرِ شوال عام 1431
ahmadalassaf@gmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 05:31]ـ
وكم تمنّى المؤلف لو أنَّ سيد قطب وعبد الوهاب المسيري رحمهما الله- قد عرفا تراث ابن تيميَّة وأفادا منه!!
----------
من أعرض عن الكتاب والسنة وكلام الصحابة رضي الله عنهم
لن ينفعه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لإنه على نهج التابعين لهم بإحسان.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[13 - Oct-2010, صباحاً 01:28]ـ
نفع الله بك أخي السليماني ..
يبدو أن ابنَ تيمية قد تخرّج على لوقا ويوحنّا .. عامله الله بلطفه ..(/)
إشراقة النفس؛ وفن التحوط للمستقبل. (ممتع للغاية!)
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 05:29]ـ
أسمار – إشراقَةُ النفْسِ؛ وفَنُّ التَّحَوُّطِ للمُسْتَقْبَل.
(ونَحْنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِنْدَنا لَنا الصَّدْرُ دُونَ العالَمِينَ أَوِ القَبْرُ)
الحَمْدُ للهِ؛ وبَعْد:
فلا زِلْنا نَسْمَعُ جَمِيعاً مِنْ آجدَادِنا وآبائِنا ونُعَلِّمُ أبْناءَنا أنَّ الإنسانَ الذي لا يُعَلِّمُهُ الكِتابُ تُعَلِّمُهُ الحياة!، وكَثيرٌ مِنّا لَمْ يَكُنْ يَعْقِلُ ما يُقالُ لَه مِنْ ذلكَ يَوْمَ كانَ يرْتَدِي ثِيابَ الصَّبا ويَثِبُ وثَباتِه، لكِنَّهُ لَمْ يلْبَثْ أنْ عَرَكَتْهُ الحياةُ عَرْكَ الأديمِ فإذا بِهِ يَسْتَكِنُّ إلى ظِلِّها ويتَأَمَّلُ فِيما ألْقَتْهُ علَيْهِ مِنْ دُرُوسِ الحِكْمَةِ الصامِتة!!.
مَدْخلُ الدرس:
بَعَثَ اللهُ تَعالَى غُراباً يَبْحَثُ في الأرْضِ لِيُرِيَ الإنْسانَ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أخِيهِ، ثُمَّ فَطِنَ بِذلكَ إلى التعلُّمِ مِنْ مَخْلُوقاتِ اللهِ تعالى؛ حَتَّى لاحَظَ فِي يَومٍ مَنَ الأيامِ الطُيٌورَ النقَّارَةَ وهِي تَخْتَزِنُ ثَمَرَ البُنْدُقِ فِي جُذُوعِ الأشْجارِ، والنَّحْلَ وهُوَ يَحْملُ العَسَلَ إلى خَلاياهُ؛ والنمْلَ يَخْتَزِنُ طَعامَهُ لِيَوْمِ الحاجَة، والطيُورَ تَبْنِي أعشاشها وترْعَى صِغارها؛ وكِلابَ البحْرِ تُقِيمُ لِنَفْسها السدود؛ فألْهَمَهُ اللهُ تعالَى بِذلكَ فِكْرَةَ الزَّمَن، وشَرفَ التَّبَصُّرِ والنظَرِ في العواقِب، وضَرُورَةَ الحِياطَةِ للمُسْتَقْبَل، وما يَنْبَغِي مِنْ إحْكامِ التدابِيرِ ومُراعاةِ الأسْبابِ التي تَحْفَظُ لَهُ بَقاءَهُ وتَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ فَتَكَاتِ الدهْرِ وتَقَلُّباتِه.
وإنَّكَ لَتَلْحَظُ اشْتِراكاً فِي مَعانِي الكَلِماتِ الدالَّةِ عَلَى هذهِ المقاصِدِ في اللغَةِ العَرَبِيَّةِ: (التدبِير)؛ (التّحَوُّطُ)؛ (التبَصُّر)، كَما تَلْحَظُ اشتراكاً في الأصْلِ اللغَوِيِّ الدالِّ عَلَى مَعانِي هذهِ الكَلِماتِ في اللغَةِ الإنْجِلِيزِيَّة.
Prevision)) = قَبْلَ الرؤْية أو حياطَةُ المُسْتَقْبل.
( Providence) = التدْبِير.
Prudence)) = التعَقُّلُ أو التّبَصُّرُ.
مِمّا يَدُلُّكَ عَلَى اشْتِراكِ بَنِي الإنسانِ فِي الأسبابِ المادِيَّةِ الكَوْنِيّةِ التي يَتَوَصلُ بِها إلى ما يَحْتاجُهُ منَ الحِياطَةِ لِدُنْياهُ، كما تَلَقَّى الجَمِيعُ ذلكَ عَنْ مَدْرَسَةٍ واحِدَة.
ذَكِيٌّ وبَلِيد:
غَيْرَ أنَنِي أخْبُرُكَ بِما يُذكِّرُكَ بِقَوْلِ الشاعِرِ:
سُبْجانَ مَنْ قَسَمَ الحُظُ وظَ فَلا عِتَابَ ولا مَلامَةَ!.
ذلكَ أنّ الناسَ وإنْ أفادُوا جَمِيعاً مِنْ الدرْسِ السابِقِ فِكْرَةَ تَخْزِينِ الطعامِ فِي أيامِ السنَةِ السِّمانِ حَذَراً مِنْ أيامِها العِجافِ؛ فَعَرَفُوا تَجْفِيفَ اللحُومِ والأسْماكِ وتَمْلِيحَها وتَدْخِينَها، وعَرَفُوا كَيْفَ يَبْنُونَ للثمارِ المُجَفَّفَةِ والغِلالِ (الجَرِينَ والْمِرْبَدَ والصُّوبَةَ والمِسْطاحَ والجَوْخانَ والبَيْدَرَ والغَدَادَ) – وكُلَّها أسماءٌ لِلْمَواضِعِ التي يُحْفَظُ فِيها التمرُ والحِنْطَةُ والزبِيبُ وغَيرُها حَذرَ المطرِ والرطُوبَةِ والرياحِ وهوامِّ الأرضِ واللصوص! – إلاَّ أنَّ قِلَّةً مِنْهُمْ أَدْرَكَتْ أَنَّ فَنَّ الحِياطَةِ هذا يَتَناوَلُ ما هُوَ أعْظَمُ وأَوْلَى مِنْ حَفْظِ المَبادِئِ والأُصُولِ والقِيَمِ التِي هِيَ عِمادُ البقاءِ لِكُلِّ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ؛ والرابِطُ الذي يُكَوِّنُ أساساً مَتِيناً ثابِتاً تَسْتَقِرُّ عَلَيهِ الجماعَةُ والدَّوْلِة.
ولِذا كانَتْ (الترْبِيَةُ) عَلَى هذهِ القِيَمِ والمُثُلِ هِيَ التي تُمَيِّزُ الإنْسانَ عَنْ سائِرِ المَخْلُوقات، وهِيَ كذلكَ العامِلُ الذي يَرْبِطُ الأجْيالَ المُتَعاقِبَةَ بَعْضَها بِبَعْضٍ، كَما يَرْتَبِطُ أبْناءُ الأسْرَةِ الواحِدَةِ بِفَضْلِ تَرْبِيَتِها لَهُم، فإذا ما وقَعَ اضْطَرابٌ أو خَلَلٌ فِي هذا العامِلِ كانَ التَّهَلْهُلُ والضعْفُ في الأمَّةِ عَلَى قَدْرِهِ، ورُبَّما آذَنَتْ شَمْسُها بالأُفُولِ؛ إذ المُجْتَمَعاتُ بِدُونِ هذهِ القِيَمِ لَيْسَتْ شَيئاً يَسْتَعْصِي عَلَى الزوالِ والفَناء!.
العالَمُ مِنْ حَوْلِنا:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أَرانِي بِحاجَةٍ أيُّها القارِئُ الكَرِيمُ إلى الحَدِيثِ عَنِ الضّرْبِ الأَوّلِ مِنْ فَنّ الحياطَةِ هذا؛ وكَيْفَ اكتَشَفَ الإنسانُ آلَةَ الحَرْثِ أَولَ مَرة، وكَيْفَ تَعَلّمَ مِنْ صُنُوفِ الحيَوان السلاحَ وآلاتِ الحَرْبِ والدفاعَ عَنِ النفْسِ؛ فقَلَّدَ واسْتَخْدَمَ مَخالِبَ الحيوانِ وأنْيابَهُ؛ وصنعَ الآلاتِ مِن العاجِ وَالعظمِ والصخر؛ ثم من الحديد ومعادن الأرض؛ فَهُدِيَ إلى صناعَةِ السيُوفِ والخناجرِ وَالمُدَى والرماحِ والقِسِيِّ والسهام والهرَاواتِ والمقاليعِ وغَيرها، وما الذي دَعاهُ إلى الابْتِكارِ وحَمَلَهُ عَلَيْه!، وأولُ ما صُنِعَتْ آلَةُ الحرْثِ (العَصاةُ الحافِرَة)، والسرُّ الكامِنُ وراءَ حَمْلِ الإنسانِ للعصا، وغَيْرِ ذلكَ مَمَّا لا يَخْلُو عَنْ مُتْعَةٍ وفائِدَة، لأننا فِي قَرْنِنَا هذا الذي نَقِفُ فِيهِ أماَمَ بَواباتٍ كَبِيرَةٍ مُشْرَعَةٍ فُتِحَتْ بَيْنَنا وبَيْنَ الأُمَمِ الأُخْرى؛ نَحْتاجُ أنْ نَسْتَفْرِغَ الوُسْعَ ونَبْذُلَ الجُهْدَ فِي تَسْخِيرِ هذا الفَنِّ في مُقاوَمَةِ ما يَلِجُ إلَيْنا مِنَ الرياحِ التي تَقْصِدُ قَواعِدَ البِناء وتُحاوِلُ تَقْوِيضَهُ وهَدْمَه.
تَقْسِيمُ الأيامِ إلى ماضٍ وحاضِرٍ ومُسْتَقْبلٍ عَمَلٌ مِن صَنِيعِ المُؤرّخين، أما الزمَنُ فلا يَعْرفُ هذا التقْسيم!، هكذا يَقُولُ بَعْضُ المُؤرِّخين، وهِيَ حَقِيقَةٌ لا يَسَعُ دارِسَ التارِيخِ للاعْتِبارِ إلا أنْ يُسَلِّمَ بِها، ومِنْ ثَمَّ فَمَغْبُونٌ كُلَّ الغُبْنِ مَنْ تَغافَلَ عَنْها وظَنَّ أنَّ زَخارِفَ الأقْوالِ والأعْمالِ التي يَسْتَتِرُ الكَيْدُ والمَكْرُ مِنْ وَرائِها وتُوَجَّهُ سِهامُها إلَيْنا هِيَ الصفْحَةَ البَيْضاءَ الجدِيدَةَ مِنَ التارِيخ!، وكَمْ سَيْجْنِي عَلَى تارِيخِنا وأُمَّتِنا مَنْ ذهَبَتْ بِهِ الظُّنُونُ هذا المَذْهب؟!.
شَمْسُ المَعْرِفَة؛ والسحُبُ السوْداء!:
وَنَحْنُ أمامَ تَحَدِّياتٍ كَبِيرَةٍ؛ لَيْسَ هذا (الانْفِتاحُ المَعْرِفِيُّ) الذي نَراهُ ونَحْياه أَقَلَّها بِحالٍ مِنَ الأحْوال، وهو انْفِتاحٌ لَمْ يَقَعْ لَهُ مَثيلٌ في الأُمَمِ السابِقَةِ، ولا فِي تارِيخِ الإنْسانِيَّةِ كُلِّها، بلْ لا نُبالِغُ إنْ قُلْنا إنهُ مِنْ أكْبَرِ التحدِّياتِ خَظَرا، ومِنْ أشدِّها امْتِحاناً لعَزائمِنا وثباتِنا.
ومِنْ نافِلَةِ القَوْلِ أنْ نَتَحَدَّثَ هُنَا عَنْ ثِمارِهِ اليانِعَةِ؛ وقُطُوفِهِ الدانِيَةِ، ومَنْ ذا الذي يَجْرُؤُ عَلَى إنْكارِ إشراقَةِ النفُوسِ بالعِلْمِ وحاجَتِها إلَى المَعْرِفَةِ؛ والتِي تُشْرِقُ بِها شَمْسُ الأمَّةِ عَلَى العالَمِ كُلِّه؟!؛ وأنَّ العُلُومَ والمَعارِفَ النافِعَةَ يَحْتاجُ إليها جَميعُ الناسِ حاجَتَهُمْ إلى الماءِ والهَواء!؛ اللهُمَّ إلاّ مَنْ لَمْ يَتَذَوَّقْ حَلاوَتَها مِمَّنْ اعْتادَ لَيْلَ الجَهْلِ البَهِيم!.
عَلَى أَنَّنا – أُمَّةَ الإسلامِ – حُزْنا مَحَلَّ الريادَةِ فِي العِلْمِ والمَعْرِفَةِ بِطُلُوعِ فَجْرِ الرسالَةِ المُحَمَّدِيَّةِ عَلَى صَاحِبِها الصلاةُ والسلام؛ ولَسْنا حَديثِي عَهْدٍ بِذلكَ ولا مُتَطّفِّلِينَ عَلَيْهِ؛ إلاَّ حَيْثُ انْتَبَذْنا مِنْ مَعِينِ الهِدايَةِ مَكاناً قَصِيّا؛ وحَيثُ ظَنَّ بَعْضُنا – وساءَ ما ظَنُّوا – أنّنا بِغَيْرِ دِينِ الإسلامِ وقِيَمِهِ وأخْلاقِهِ عَلى شَيءٍ!، ورُبَّما غَرَّهُمْ ثَناءُ طائِفَةٍ مِنَ الباحِثِينَ الأورُوبِيينَ عَلى ما أَحْرَزْناهُ مِنَ التقَدُّمِ في فُنُونِ العِلْمِ وضُرُوبِ المَعْرِفَةِ فِي امْتِدادٍ زَمانِيِّ ومَكانِيٍّ لا مَثِيلَ له فاستَمْسَكُوا بالشكْلِ وغَفِلُوا عَن الجَوْهَر؛ وَوَسْوَسَ إلَيْهِمُ الشيطانُ لِيُوهِمَهُمْ حُصُولَ ما أَحْرَزُوهُ بَعِيداً عَنِ الإسلام؛ لِيَنْزِعَ عَنْهُمْ ما وُورِيَ مِنْ سَوْآتِهم؛ ولِيَذْهَبَ بَما جَمَّلَهُمُ اللهُ بِهِ مِنْ لِباسِ الإيمانِ وزِينَةِ التقْوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقَدْ كانَ الواجِبُ أنْ يُرَدَّ القَوْسُ إلى مَنْزَعِهِ، والفَضْلُ إلى مَنْبَعِه، غَيْرَ أنَّ القَوْمَ لمّا تَبَدَّلَتِ الحالُ غَيْرَ الحال جَرَوْ عَلَى سُنَّةِ بَنِي إسرائيلَ فِي إنْكارِ فَضْلِ ذي الفَضْلِ؛ وفي اسْتِبْدالِ الذي هُوَ أدْنَى بالذي هُوَ خَير!، فَنَسَبُوا ما أَحْرَزُوهُ إلى كُلِّ ما سنَحَ فِثي البالِ وعَنَّ في الخاطِر إلا الإسلام!؛ كَيْفَ وقَدْ ألَصَقُوا بِهِ من التُّهَمِ ما أَفْصَحَ عَنْ جَهْلٍ قادِحٍ أو عَداءٍ فاضح!، ولَيْتَ شِعْرِي لَوْ قِيلَ لَهُمْ: هَبْكُمْ نَحَيَّيْتُمُ الإسلامَ جانِباً مِنْ تارِيخِكُمْ و أَبْعَدْتُم كُلَّ ما صَنَعْتُمُوهُ مِن البُطُولاتِ بالإسلام؛ فَهاتُونا بَعْدَ ذلكَ صَنائِعَكُمْ؟؛ وقُولُوا لنا: مَنْ أنْتُم؟؛ ماذا سَيَقُولُونَ وبأيِّ لِسانٍ سَيُجِيبُون؟.
وصَدَقَ اللهُ تعالَى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، وهَلْ قَدَرَ اللهَ تعالَى حَقَّ قَدْرِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَ دِينِهِ؛ ولَمْ يَرْفَعْ رَأْساً بِرِسالَةِ رَبِّهِ؛ وما بَرِحَ يُلْصِقُ بِها قُصُورَهُ ويَصِمُها بِعَيْبِهِ؛ ويُرِيدُ أنْ يَرْمِيَها بِدائِهِ ويَنْسَلَّ!.
لا والذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بالْحَقِّ نَبِيًّا لَنُوَلِّيَنَّهُ مِنْ ذلكَ ما تَولاّهُ؛ وليَحْفَظِ اللهُ الإسلامَ رَفِيعَ الجَنابِ مَصُونَ الحِمَى، وما للإسْلامِ ولِقِصارِ الأنْظارِ وضِعافِ الأبْصار؟!؛ ومالَهُ ولأَقْزامِ الهِمَمِ وغائري العزائم؛ وإنَّما تَطْلُعُ الشَّمْسُ عَلَى قِمَمِ الجِبالِ لا عَلَى حِجَارَةِ الشِّعَابِ والقِيعان!.
والنَّجْمُ تَسْتَصْغِرُ الأبْصارُ صُورَتَهُ فالذَّنْبُ للطَّرْفِ لا للنَّجْمِ في الصغَرِ
فِي سَاحَةِ الحَوادِث:
ومِنَ العِبَرِ المُناسِبَةِ في هذا المَقامِ ما حَكاهُ بَعْضُ كِبارِ الأساتِذَة عَنْ نَدْوَةٍ دُعِيَ إلَيْها حَوْلَ مَوْضُوعِ (الشخْصِيَّةِ العَرَبِيَّةِ!) فِي إحْدَى الجامِعاتِ العَرَبِيَّةِ، قالَ: وكُنْتُ مَدْعُوّاً صامِتًا؛ ... فلما كانَتْ نِهايَةُ المُحاضَرَةِ سُمِحَ للحُضُورِ بالسُّؤالِ؛ فَوَجَّهَ إلى المُحاضِرِينَ سُؤالاً؛ فقال: لِقَدْ ذَكَرْتُمْ للعَرَبِ أمْجاداً عَظِيمَةً يَعْجَزُ اللسانُ عَنْ وَصْفِها وحَصْرِها؛ وأنا أَظْلُبُ مِنْكُمْ أنْ تُبْعِدُوا كُلَّ الأمْجادِ التي صَنَعَها العَرَبُ بالإسلامِ جانِباً؛ ثُمَّ تَقُولُون لِي باللهِ عَلَيْكُمْ: مَنْ هُمُ العَرَبُ؟!!، فَلَمْ يَحِرِ القُومُ جَواباً؛ واعْتَذُروا بِضِيقِ الوَقْتِ وأسْكَتُونِي!.
هذهِ المَفاهِيمُ – وأَمْثالُها كَثِيرُ مِمَّا يَنْفُخُ (الانْفِتاحُ) في ضِرامِها - والتي تَفْصِلُنا عَنْ تارِيخِنا، أو إنْ شِئْتَ فقل: التي تَشْطُرُ تارِيخَنا وتُجَزِّئُهُ فَتُبْدِي ما تَشاءُ وتُخْفِي كَثِيراً مِنْ حَقائِقِهِ - ومِنْ ثَمَّ فَهِيَ تَخْدِشُ إسلامَنا شَاءَتْ أمْ أبَتْ لأنَّ تارِيخَنا وإسلامَنا رُوحٌ وجَسَدٌ لا يَنْفَصِلانِ – هِيَ التي نُرِيدُ أنْ نتَصَدَّى لَها مَهْمَنا كَلَّفَنا ذلكَ مِنْ ثَمَن.
إنَّ المسْألَةَ بالنِّسْبَةِ إلَيْنا حَياةٌ أو مَوْت!، أنْ نَكُونَ أو أنْ لا نَكُون، لأَنَّهُ ما مَنْ أُمَّةٍ مِنَ الأُمَمِ تَفْقِدُ مَبادِئَها وتَضِلُّ عَنْ قِيَمَها إلا انْمَحَتْ (صِبْغَتُها الحضارِيَّةُ) وذابَتْ في الأمَمِ ذَوبانَ المِلْحِ في الماء، وما رَبُّكَ بِظلاَّمٍ للعَبِيد.
أما قِيَمُنا نَحْنُ فَهِيَ دِينُنا؛ تَوْحِيدُنا لِرَبِّنا تَوْحِيدَ إخلاصٍ وعُبُودِية، وتَوْحِيدُنا لِنَبِيِّهِ صلى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ تَوْحِيدَ طاعَةٍ وامْتِثال؛ والتِزامُنا بأحْكامِهِ أُمَّةً وأفراداً؛ {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
تَأمَّلْ: {دِيناً قِيَماً}؛ قِيَمٌ في عَقائِدِهِ، قِيمٌ في شرائِعِهِ وأحْكامِه، قِيَمٌ فِي مُعامَلاتِهِ، قِيَمٌ في آدَابِهِ وأَخْلاقِهِ!، وما كانَ هذا شَأنُهُ فلا بُدَّ مِنْ عُلُوِّهِ فِي الحَياةِ كُلِّها كَما أرادَ اللهُ تعالَى لَهُ أنْ يَكُون، لا كَما يُرِيدُ لهُ مَنْ أَلِفُوا العُبُودِيَّةَ والمَهانَةَ؛ وكَبَّلَتْهُمْ قُيُودُ التَّبَعِيَّةِ وأصفادُ الانْقِيادِ لِغَيْرِهِمْ مِنَ الأمَم.
وأوَّلُ ما عَلَيْنا أنْ نَعِيَهُ:
فِي فَنِّ الحِياطَةِ للمُسْتَقْبَلِ وتَحْصِينِ أبْناءِ أُمَّتِنا مِنْ (مَخاطِرِ الانْفِتاحِ وأضرارِهِ) هُوَ أنْ نَتَعَلَّمَ تَسْلِيطَ المُعالَجَةِ عَلَى الكُلِّياتِ التي بِصَلاحِها تَصْلُحُ كَثِيرٌ مِنَ الجُزْئِيَّات؛ كَما يَفْعَلُ الطبِيبُ حِينَ يُسَلِّطُ الداوءَ عَلى أَصْلِ الداء، أما إهْمالُ الكُلِّيِّ والانْشِغالُ بالجُزْئِيِّ فِمِنْ شَأْنِهِ أن يُمَكِّنَ للأدْواءِ مَن الجَسد حَتَّى تَفْتِكَ بِهِ أوْ يَتَعَسَّرَ عَلَى الحُذَّاقِ عِلاجُها.
تَحَدَّثَ الناسُ عَنْ آثارِ الانْفِتاحِ وما مَضَتْ عَلَيهِ سِوى سَنَواتٍ مَعْدوداتٍ، وقَدْ رَأَوْا نُذُرَ الخَطَرِ تُلَوِّحُ بأَعْلامِها فِي كُلِّ حَدَبٍ وَصَوْب!، بِهَدْمٍ لأرْكانِ الإسلام؛ وتَفْكِيكٍ للراوَبِطِ الاجْتِماعِيَّةِ منَ الأسْرَةِ فَما فَوقَها؛ وقَضاءٍ عَلَى ما بَقِيَ مِن الأخْلاقِ؛ ومَزِيدٍ مِنَ الفَقْرِ والمَرَضِ والجَهْلِ بمَكانِنا ومَكانَتِنا في الحياة، ولَوْلا أَنَّنِي أَكْرَهُ اسْتِعْراضَ الحَوادِثِ تَفْصيلاً كما يَفْعلُ الناسُ لأتَيْتُ مِنَ الشواهِدِ علَى هذا بِكثيرٍ القصص!؛ وما عَلَى مَنْ أرادَ شَيئاً مِنْ ذلكَ إلا أنْ يَسْتَعْرِضَ شَبَكَةَ الحاسُوبِ وسَيَرَى مالا يَحْمَدُهُ إنْ كانَ مَمَّنْ بَقِيَتْ فِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ خُلُّقٍ ودين!.
أمَّا أنَّ الجُهُودَ التَّرْبَوِيَّةَ ضُرُورِيَّةٌ لِمُواجَهَةِ هذهِ الأخْطارِ فَنَعَمْ؛ وكَثِيرُونَ مَنْ طَرَحُوا هَذا؛ سَلَّمْنا، لَكِنَّ الذي رَأَيْناهُ وعَرَفْناهُ؛ والذي فَهْمْناهُ مِنْ دِينِنَا وتَارِيخِنا؛ والذي لا يُنازِعُ فِيهِ المُحَقِّقُون وإن اخْتَلَفَتْ الألْفاظُ المُعَبِّرَةُ عَنْه؛ أنَّ للتَّرْبِيَةَ رُكْنَين لا غِنَىً لأحَدْهِما عَنِ الآخر؛ وأنَّها لا تُؤْتِي ثِمارَها إلا بِهِما:
الأولَ: الجُهْدَ الذي يُبْذَلُ لإصْلاحِ الفَرْدِ؛ أو قُل: (الترْبِيَةَ الفَرْدِيَّةَ) بِشِقَّيْها: 1 - غرسِ الأصولِ العقائِدِيَّةِ والقِيَمِ الأخْلاقِيَّةِ؛ 2 - وتَنْمِيةِ الْمَعارِفِ والمَهارت.
والثانِيَ: الترْبِيَةَ (الجَمْعِيَّةَ)؛ وهِي التي يَحْصُلُ بِها الأثَرُ المُتَبَادَلُ بَيْنَ الفَرْدِ والمُجْتَمَع، حَتَّى يُؤَثِّرَ كُلٌّ مِنْهُما فِي الآخَرِ؛ فَتَكُونَ النَّتِيجَةُ تَلاحُماً وبِناءً وتَقْوِيماً ونَفْياً للدخيل.
والحَقُّ أنَّ هذا الثانِي كالثَّمَرَةِ بالنِّسْبَةِ للأَوَّل!، بلْ لا يُؤتِي الأَوَّلُ ثِمارَهُ إلا بِذلك، كما ثَبَتَ عَن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَمَ أنهُ مَثَّل لِتَلاحُمِ المُؤْمِنِينَ بالبُنْيان، وأنْتَ خَبيرٌ بأنَّ لَبْناتِ البِناءِ مَهْما اعْتِنِيَ بِها وأُحْكِمَ إعْدادُها فَلَنْ تُؤْتِيَ أُكُلَها إلا إذا أُحْكِمَتْ القَواعِدُ؛ وَوُضِعَتْ كُلُّ لَبِنَةٍ في مَوْضِعِها؛ لا تَتَقَدَّمُ واحِدَةُ عَنْ أخْتِها ولا تَتَأخَّرُ عنْها، قَدْ وَثَّقَ المِلاطُ - (وهُو ما يُجْعَلُ بَيْنَ اللبِنَتَيْنِ مِنْ طِينٍ وجِصٍّ ونَحْوِه) - ما بَيْنَهُنَّ حَتَّى صِرْنَ كَلَبِنَةٍ واحِدَةٍ؛ وأُخْرِجَ مِنْ بَيْنِهِنَّ كُلُّ ما لا يَصْلُحُ للبِناءِ مِنَ اللبِنات، فَهْذه هِيَ الأُصُولُ التي يَقُومُ البِناءُ علَيْها؛ ويَتَماسَكُ بِها وإلا كانَ عُرْضَةً للسقُوطِ والزوال.
وهذا الحديثُ النبَويُّ وما كانَ مِنْ بابِه يَنْتَظِمُ أصُولاً عَظِيمَةً فِي سِياسَةِ الفرْدِ والأمَّةِ، وفيهِ بَيانٌ لما أرَدْناهُ مِنْ أنَّ (الترْبِيَةَ الفَرْدِيَّةَ) وإنْ كانَتْ ضُرْورَةً لا غِنَىً عَنها إلا أنَّها تَحْتاجُ إلى قِيامِ المُجْتَمَعِ باسْتِثْْمارِها والعِنايَةِ بِما يُكَمِّلُها.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانَتْ الأسُسُ والقَواعِدُ التي يَقُومُ عَلَيْها المُجْتَمَعُ فَاسْدَةً مُخْتَلَّةً فِي الأصْلِ فَما عَساهُ يَكُونُ حالُ البِناء؟!؛ وَأيْنَ سَيَكُونَُ مَوْضِعُ الفَرْدِ الذي بَذَلْنا ما بَذلْنا في إصلاحِهِ وتَهْذيبِه؟!؛ وماذا عَسانا نَصْنَعُ بآلافٍ مَنَ اللبِناتِ القَوِيَّةِ المَتِينَةِ نُعِدُّها ونَخْتَزِنُها؛ والقواعِدُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ؟.
مِنْ مُقْتَضَياتِ هذا (الانْفِتاحِ المَعْرِفِيِّ) - الذي يَهُمُّنا مِنْهُ ما يَنْفَعُنا - انْفِتاحُ العُقُولِ والأذهان، لا بِمَعْنَى خُروجِها عَنِ الشرْعِ والفِطْرَةِ كَما يُنادِي بِهِ المُسْتَغْرِبُون!؛ بلْ بِمَعْنَى تَحَرُّرِها مِنْ كُلِّ قَيْدٍ يَحُولُ بَيْنَها وبَيْنَ ما أودَعَهُ اللهُ تعالَى في هذا الكَوْنِ مِنْ كُنُوزِ العِلْمِ والحِكْمَةِ وما فِيهِ مَن المَنافِعِ شَرِيطَةَ أنْ لا يَسْرَحَ العَقْلُ فِي ذلكَ إلا بِمِقْدَارِ ما يُسَرِّحُهُ الشرْع، ولأنَّ شأنَ الشرْعِ في هذا كَشأنِ الطبِبيبِ مَعَ المَرِيضِ يَهْدِيِهِ إلى ما يَنْفَعُهُ ويَمْنَعُهُ مِما يَضُرَّهُ.
أما إرْخاءُ العِنانِ للشَّهَواتِ وسَنُّ القوانِينِ والتَشْرِيعاتِ التي تَحْمِيها وتُؤَيِّدُها؛ فَهَذهِ - مَعَ كَونِها تَمَسُّ أصْلَ التوحِيدِ وجَوهَرَه – عُدْوانٌ عَلَى العُقُولِ التي جاءَتْ الشريعَةُ بِحِفْظِها، وإغْلاقٌ للعقُولِ يَعُودُ عَلى المَقْصُودِ مِنَ (الانْفِتاحِ المَعْرِفِيِّ) بالنقِيض!!.
فالعَقائدُ وَالفَلْسَفاتُ والنظَرِيَّاتُ المُناقِضَةُ لِدينِ الإسلام والتِي تَتَسَرَّبُ إلَيْنا عَبْرَ (حُرِّيَّةِ الرأيِ والفِكْرِ) - حَتَّى صارَ مِنْ حُرِّيَّةِ الرأيِ أنْ يُهاجَمُ القُرْآنُ والإسلامُ ونَبِيُّ الإسلامِ جِهاراً نَهاراً فِي بِلادِ المُسْلِمِينَ!؛ ومِمَّنْ يتَسَمَّوْنَ بأسْماءِ المُسْلِمين؛ بلا خَوْفٍ مِنَ اللهِ تعالى ولا حَياءٍ مِنْ عِبادِه!! - هِيَ حَرْبٌ عَلى دينِ الإسلامِ مِنْ جِهِةٍ؛ واعْتِداءٌ عَلى العقُولِ مِنْ جِهَة ثانِية! ٍ؛ لأنها صَرْفٌ لَها عَنْ جَنْيِ النافِعِ مِنْ ثِمارِ المَعْرِفِة؛ وإغْراقٌ لها فِي أَوهامِ الأفكارِ والفَلْسفاتِ الباطِلة؛ واستِدْراجٌ لَها إلى الوقوعِ في خِزْي التبَعِيَّةِ الثقافِيَّةِ لغَيْرِنا مِن الأمَم؛ وإهْدارٌ لِكَثِيرٍ مِن طاقَةِ الأمَّةِ التي يَتَعَيَّنُ علَيْها بَذْلُها لِرَدِّ عادِيَةِ الوافِدِ الدخيل، وهِيَ أحْوَجُ ما تَكُونُ إلى تَوفِيرِ هذه الجُهُودِ فِي مُواصَلَةِ البناء.
وقَوانِينُ ما يُعْرَفُ (بالحُرِّيَّةِ الشخْصِيَّةِ!) والتي تَجْعَلُ الإنْسانَ عَبْداً لِشَهْوَتَيِ البَطْنِ وما دُونَ ذلك!؛ يَؤُزُّهَا إعلامٌ لا يأْلُوا جُهْداً في نَشْرِ الرذيلَةِ؛ وأُضِيفَتْ إلَيْهِ بَعْدَ هذا (الانْفِتاحِ) رَذائِلُ الأُمَمِ الأُخْرى!!؛ هِيَ فَتْكٌ بالأَخْلاقِ مِن ناحِيَةٍ؛ وجِنايَةٌ علَى العُقُولِ مِنْ ناحِيَةٍ أخْرى!، وأَيُّ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ عَساهُ يَنْفَعُ ويَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ لا يَزالُ في أَسْر ِالشَّهْوَاتِ لَيْلَهُ ونَهارَه؟!؛ ونَحْنُ نَرى الرجُلَ تَقَعُ عَيْنُهُ عَلَى المَرْأةِ مِنْ غَيرِ قَصْدٍ مِنْهُ فَلا تُفارِقُهُ صُورَتُها إلى ما شاءَ اللهُ تعالى!، فَماذا يَصْنَعُ الشابُّ والشابَّةُ إنْ غَرِقا فِي أوْحالِ الرذيلَةِ تِلْكَ؟؛ وكَمْ هِيَ أبْوابُ الرذائلِ المُفَتَّحَةُ عَلى مَصارِيعِها فِي بِلادِ المُسْلِمِينَ شَرْقاً وغَرْبا؛ والناسُ يَلِجُونَها أسراباً تِلْوَ أسراب؟!؛ وما الذي يُرْجَى مِنْ أبْناءِ المُسْلِمينَ إذا أضْحَوا أسْرَى تِلْكَ الأغْلال؟.
والشرُّ لا يَأتِي بالخير:
ولَقَدْ كانَتْ مِنْ جِناياتِ العُدْوانِ عَلَى الأخْلاقِ جِناياتٌ أخْرى تَوَلَّدَتْ عَنْها؛ وما انْتِشارُ حالاتِ الطلاقِ وارْتِفاعُ نِسْبَتِهِ؛ وتأخَّرُ سِنِّ الزواجِ؛ وارتِفاعُ تَكالِيفِهِ؛ ومَخاطِرُ العُنُوسَةِ التي خَيَّمَتْ أشباحُها عَلَى أعْدادٍ لا تُحْصَى مِن الفَتَيات؛ وارْتِفاعُ مَعَدَّلِ الجَرائِمِ الأخلاقِيةِ والتي أصبَحْنا نَسْمَعُ مِنْها ما لَمْ يَكُنْ لَهُ وجودٌ مِن قَبل، والتفَكُّكُ الأسَرِيُّ؛ وتَزايُدُ العُقُوقِ، وتَنامِي البطالَةِ؛ وكَسادُ السوق؛ وَ ... وَ ... فِي قائِمَةٍ حَسْبَكَ مِنْها سَماعُ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنَاوِينِها، إلاَّ صُوَراً حَيَّةً مِنْ آثارِ تِلْكَ الجِناياتِ؛ وللهِ عاقِبَةُ الأمور.
وبِمِثْلِ هذا تَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ لِماذا غَلَّظَ الشارِعُ فِي شَأنِ مَنْ يُحِبُّ شُيُوعَ الفاحِشَةِ بَيْنَ المُؤْمِنِين؛ بِنَحْوِ قَولِهِ تعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، إذْ إشاعَةُ الفاحِشَةِ ونَشْرُ الرذيلَةِ هُو الذي ولَّدَ جَميعَ ما تَرى!، وأنا أحْلِفُ باللهِ الذي لا رَبَّ سِواهُ أنَّ الذينَ يَقُومُونَ عَلَى نَشْرِ الرذيلَةِ في بلادِ المُسْلِمِينَ عَلَى أيِّ وَجْهٍ كانَتْ مَقْروءَةً أو مَسْمُوعَةً أو مَرْئِيَّةً؛ وكائِنِينَ مَنْ كانُوا دَاخِلُونَ في حُكْمِ هذهِ الآيَةِ دُخُولاً أوَّلِيّاً، فَلْيُعِدُّوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ جَواباً؛ وإنَّ الوُقُوفَ بَيْنَ يَدِيِ اللهِ تعالَى لَقَرِيب.
مِنْ عَجائبِ القَصَص:
وما دامَ حديثُنا مِنْ بابِ المُسامَراتِ فَحَسَنٌ أنْ نَحْكِيَ لك قِصَّةً وَرَدَتْ في أَخْبارِ أبِي عَبْدِ الله عَمْروِ بنِ مَيْمُونِ الأَوْدِيِّ وكانَ مِنْ ساداتِ أكابِرِ التابعين وعُبادِهِم مات سَنَة (74) للهجرَة؛ قِيلَ لَهُ: أَخْبِرْنَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتَهُ فِي الجاهِلِيَّةِ؟؛ قَالَ رَأَيْتُ الرَّجْمَ فِي غَيْرِ بَنِي آَدَمَ!؛ إِنَّ أَهْلِي أَرْسَلُونِي فِي نَخْلٍ لَهُمْ أَحْفَظُهَا مِنِ القُرُودِ، فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي البُسْتَانِ إِذْ جَاءَتِ القُرُودُ فَصَعِدَتْ نَخْلَةً؛ فَتَفَرَّقَت القُرُودُ واضْطَجَعُوا؛ فَجَاءَ قِرْدٌ وقِرْدَةٌ فاضْطَجَعَا؛ فَأَدْخَلَتِ القِرْدَةُ يَدَهَا تَحْتَ القِرْدِ فَاسْتَثْقَلاَ نَوْماً؛ فَجَاءَ قِرْدُ فَغَمَزَ القِرْدَةَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِهَا فَاسْتَلَّتْ يَدَهَا مِنْ تَحْتِ رَأْسِ القِرْدِ؛ ثُمَّ انْطَلَقَتْ مَعَهُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَنَكَحَها وأَنَا أَنْظُرْ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَضْجَعِهَا؛ فَذَهَبَتْ تُدْخِلُ يَدَهَا تَحْتَ عُنُقِ القِرْدِ كَمَا كانَتْ؛فانْتَبَهَ القِرْدُ فَقَامَ إِلَيْهَا فَشَمَّ دُبُرَهَا؛ فَصَاحَ صَيْحَةً فاجْتَمَعَتْ القُرُودُ؛ فَقَامَ واحِدٌ مِنْهُمْ كَهَيْئَةِ الخَطِيبِ!؛ فَوّجَّهُوا فِي طَلَبِ القِرْدِ فَجَاؤُوا بِهِ بِعَيْنِهِ وَأَنَا أَعْرِفُهُ؛ فَحَفَرُوا لَهُمَا فَرَجَمُوهُمَا!!.
ومَنَ قَصَصِ هذا البابِ ما حكاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمُرُ بنُ الْمُثَنَّى فِي كِتابِ الخيْلِ لَهُ مِنْ طريقِ الأوزاعيِّ أنَّ مٌهْراً أُنْزِيَ عَلَى أُمِّهِ فامْتَنَعَ!؛ فأُدْخِلَتْ فِي بَيْتٍ وَجُلِّلَتْ بِكِساءٍ؛ وأُنْزِيَ عَلَيْها فَنَزَى، فَلَمّا شمَّ رِيحَ أُمِّهِ عَمِدَ إِلَى ذَكَرِهِ فَقَطَعَهُ بِأسْنانِهِ مِنْ أَصْلِهِ!!.
فإنْ رَأَيْتَ مِنْ أَبْناءِ قَوْمِنا مَنْ لا يَقْنَعُ إلاَّ بِما طُبِعَ عَلَيهِ علامَةُ الأُمَمِ الغَرْبِيَّةِ من المَعْلُوماتِ والأخبار!؛ فاذكُرْ لَهُ ما ذَكَرَهُ (وِلْ ديُورانْت) في قِصَّةِ الحضَارة (1/ 1/66) فقال: (وَبَيْنَ الغُورِيلاّ والأُورَانْجُوتانِ يَدُومُ اتِّصالُ الوالِدَيْنِ حَتَّى نِهايَةِ فَصْلِ الإنْسال؛ ولاتِّصالِها هذا علاماتٌ كَثِيرَةٌ تُشْبِهُ فِيهِ بَنِي الإنسان، وكُلُّ مُحاوَلَةٍ تُحاوِلُها الأُنْثَى فِي اتِّصالِها بِذَكَرٍ آخَرَ؛ يُعاقِبُها عَليها عشيرُها عِقاباً صارِماً!).
فَتَبّاً لِمَنْ انْحَطَّ فِي غَيْرَتِهِ عَلى عِرْضِهِ وأعْراضِ المُسْلِمِينَ عَنْ رُتْبَةِ البَهائِمِ!؛ {وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}.
الإسلامُ ونِعْمَةُ العقل:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا نَعْلَمُ دِيناً ولا مِلَّةً ولا نِحْلَةً عَلى وَجْهِ الأرضِ مُنْذُ أنْ خَلَقَها اللهُ تعالى دَعَتْ إلى انْظِلاقَةِ العقُولِ فِيما فِيهِ خَيْرُ البَشريَّةِ كُلِّها كَدينِ الإسلام!!؛ فَدَعْوَةُ الإسلامِ إلى التوحيدِ وتَحْرِيرِ الإنسانِ مَن العُبُودِيَّةِ لغَيْرِ الله؛ ومُحارَبَةُ الإسلامِ للشركِ والخُرافَةِ؛ ومُنَاهَضَتُهُ للبِدَعِ التي تَغْشَى بِظُلْمَتِها العُقولَ فَتَحُدُّ مِنْ قُدْرَةِ المرْءِ عَلى تَسْخِيرِها فِيما يَنْفع؛ وثَناءُ الوحَيَيْنِ عَلى العِلْمِ والعُلَماءِ في مَقاماتٍ تَضيقُ عن الحصْر؛ ودَعْوةُ الإسلامِ إلى التفكُّرِ في آياتِ اللهِ الكونِيَّةِ واستْنِِباطِ ما فيها مِن المنافِعِ والأسرار وهِيَ في كِتابِ اللهِ نَحْوُ ألْفِ آية!؛ معَ ما خُتِمَتْ بِهِ في كثيرٍ من المَواطن مِنْ نَحْوِ قَولِهِ تعالى: {لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} في سورَةِ البقرة؛ وقَوْلِه: {لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} فِي آلِ عِمْران؛ وَقَوْلِه: {قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}؛ و قوله: {قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}؛ وقَوْلِه: {إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} فِي الأنعام، وَقَوْلِه: {لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ}؛ وقَوْلِه: {لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} فِي يُونُس، وقَوْلِهِ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}؛ وقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} في الرعْدِ، وقَوْلِه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} في إبراهيم، وغَيْرِها مِنْ عَشراتِ المَواضِعِ في كِتابِ اللهِ تعالى.
وفي أسماءِ سُوَرِ القُرْآنِ مِمَّا سُمِّيَ بالآياتِ الكَوْنِيَّةِ: البقَرة؛ النساء؛ الأنعام؛ الرّعْد؛ النحْل؛ النُّور؛ النمل؛ العنْكَبُوت؛ الدخان؛ الذارِيات؛ الطُّور؛ النَّجْم؛ القَمَر؛ الحَديد؛ القلَم؛ الإنسان؛ التكْوِيرُ؛ الانْفِطارُ؛ الانْشقاقُ؛ البُرُوج؛ الطارِق؛ الفجر؛ البَلَد؛ الشمسُ؛ الليلُ؛ الضحى!؛ التينُ؛ العلقُ؛ الزّلْزَلَة؛ العادِيات؛ التكاثر؛ العَصْر؛ الفِيلُ؛ العَلَقُ!.
فَهذه الآياتُ التي أشرْنا إلى بَعْضِها؛ ثُمَّ أرْبَعُ وثلاثُونَ سُورَة؛ وما مِن اسْمٍ مِنها إلا ويَدُلُّ عَلى عِلْمٍ مِنَ العُلومِ الكَوْنِيَّةِ ويَفْتَحُ للمَعْرِفَةِ أبواباً وأبوابا!؛ وكَمْ يُمْكِنُ أنْ يُدْرَجُ تَحْتَ هَذه الأسماءِ مِن العُلُومِ النافِعَةِ التي أصْبَحَتِ السمّةَ البارِرَةَ مِن سِماتِ عَصرنا؟!.
فَهْلَ مِنْ دَليلٍ فَوقَ هذا عَلى أنَّ الإسلامَ دينُ العِلْمِ والمَعْرِفَةِ؛ ودينُ انظِلاقَةِ النفْسِ والعقْلِ في آفاقِ الكَوْنِ الرحيبِ لتَجْعَلَ كُلَّ ما سُخِّرَ لَها مِنْ ذلكَ وسِيلَةً إلى سَعادَةِ الدينا والآخِرَة!.
الانْفِتاحُ وحِفْظُ العقل:
وزِدْ عَلَى هذا أنَّ الإسلامَ حَرَّمَ كُلَّ ما يَعُودُ عَلَى العَقْلِ بالضَّرَر؛ لأنَّ العَقْلَ قِوامُ كُلِّ فِعْلٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ مَصْلَحَةٌ؛ ومِنْ ذلكَ مَثَلاً تَحْرِيمُ الشرْعِ لِكُلِّ مُسْكِرٍ؛ وأمْرُهُ بالحدِّ بِشُرْبِهِ مُبالَغَةً في حِفْظِ العَقْل؛ لما في تَعاطِيهِ مِنْ تَرَدِّي النفْسِ في وَرْطَةِ البَهِيمِيَّةِ؛ وتَغْييرِ خَلْقِ الله بإفْسادِ القُوَّةِ العاقِلَةِ التي مَيَّزَ الله تَعالَى بِها الإنسانَ عنِ البَهائِمِ وسائِرِ المَخْلُوقات؛ وما يَنْتُجُ عَنْ ذلكَ مِنْ فَواتِ مَصالِحِ المُجْتَمَع والأمَّة؛ ودَمارِ المَدَنِيَّةِ؛ وإضاعَةِ الأمْوالِ؛ والتعَرُّضِ لِهَيْئاتٍ مُنْكَرَةٍ يَضْحَكُ مِنْها الصبْيان، حتَّى حَكَى بَعْضُ أكابِر العُلَماءِ اتفاقَ المِلَلِ والنحَلِ عَلى شِدَّةِ قُبْحِِ المُسْكِر؛ فَكانَ تَحْرِيمُهُ مُوافِقاً للغايَةِ مِنْ سِياسَةِ الأمَّةِ وسَدِّ الذرائِعِ المُفْضِيَةِ إلى مُناقَضَةِ هذه المصالح.
وقَدَّمَ الشرْعُ حِفْظَ الْعَقْلِ عَلَى حِفْظِ الْمَالِ، لأَنَّ النَّفْسَ تُفُوتُ بِفَوَاتِهِ؛ وبِدُونِهِِ يَلْتَحِقُ الإنْسانُ بِالْحَيَوَانَاتِ، وَيَسْقُطُ عَنْهُ التَّكْلِيفُ، وَمِنْ ثَمَّةَ وَجَبَ بِتَفْوِيتِهِ مَا وَجَبَ بِتَفْوِيتِ النَّفْسِ وَهِيَ الدِّيَةُ الْكَامِلَةُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أَحَدَ مِنَ البَشَرِ يَرْضَى أنْ يُصابَ عَقْلُه!؛ حتى قال القائل:
يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا وَتْسْلَمُ أَعْرَاضٌ لَنَا وَعُقُولُ!.
وسَنُّ القوانِينِ التي تُبِيحُ تَعاطِيَ الخُمُورِ وبَيْعَها فِي كَثِيرٍ مِنْ بِلادِ المُسْلِمينَ مَعَ كَوْنِها عُدْوانا عَلَى حَقِّ اللهِ تعالَى وَحْدَهُ في التشْرِيعِ؛ هِيَ كَذلكَ جِنايَةٌ عَلَى الأمَّةِ كافَّةً؛ لِما فِيها مِنْ تَعْطيلِ مَنْفَعَةِ العقْلِ الذي يَرْجِعُ إليْهِ اسْتِثْمارُ النافِعِ مِنَ العلُومِ والمَعارِفِ التي هِيَ مِنْ أعْظَمِ أسبابِ القُوَّةِ وتَطَوُّرِ المَدنِِيَّةِ في الأمُم.
وهكذا يُمْكِنُكَ القولُ فِي كُلِّ قَانُونٍ قامَ عَلى أنقاضِ أحكامِ الشرْعِ!!، لا بُدَّ أنْ تَجِدَ فِيها جِنايَةً علَى مَصالِحِ الدنيا والآخِرَةِ، لأنَّ الشرْعَ لا تَتَحَقَّقُ بهِ المصالِحُ الكُلِّيَّةُ إلا إذا كانَ واضِعُهُ مُحِيطاً بِحاجاتِ الخَلْقِ لا يَخْفَى عَلَيهِ مِنْها شَيئ؛ وذلكَ مُتَحَقِّقُ في شرائعِ الإسلام وحْدَها.
إنَّ المََعْرِفَةَ والتَّرْبِيَّةَ كَلَيْهِما لا يُمْكِنُ أنْ يُؤْتِيا ثِمارَهما المَرْجُوَّةَ إلا بِإصْلاحِ الأساسِ نَفْسِهِ؛ والتَّمْكِينِ لِدينِ اللهِ تعالَى؛ وأحْكامِ شَرْعِهِ أولا!، ولَيْسَ ذلكَ نافِلَةً يَسَعُنا أنْ نأتِيَ بِها أو نَتْرُكَها، بَلْ هُوَ أساسُ التوحٍيدِ وعِمادُ المِلَّةِ وَرُكْنُ الشريعَةِ؛ والفيصلُ بَينَ السعادَةِ والشقاءِ في الدنْيا والآخرة.
أما أنْصافُ الحُلُولِ؛ وتَرْمِيمُ الجِراحِ عَلى فَساد، فَصَنِيعُ مَنْ يَنْبَغِي أنْ يُحْجَرَ عَلَيْهِ مِنَ الأطِباء:
إذا ما الجُرْحُ رُمَّ عَلى فسادٍ تَبَيَّنَ مِنْهُ إِهْمالُ الطبيبِ
انْظُرْ إلى قِصةِ ما عُرِفَ في أيامِنا هذه باسمِ (العَولَمَة)؛ وهِي أمُّ الرياحِ التي يُرادُ بِها زَعْزَعَةُ ثَوابِتِنا، كَيْفَ نَقَلتْ إلى مُجْتَمعاتِنا الثقافَةَ الغَرْبِيَّةَ؛ ومِنْها بالطَّبْعِ بَلْ عَلَى رَأسِها الأخلاقُ الدخِيلَةُ الوافِدَة؛ التي لا تَنْتَسِبُ إلى أمَّتِنا بِصِلَةٍ؛ وهذه مِنْ مُهِمَّاتِ أدْوارِها إشعالُ نَيرانِ الشهَواتِ؛ وإغراقُ المُجْتَمَعِ في جَحِيمِها؛ لَكنْ لما كانَتْ مُجْتَمعاتُنا لا تَزالُ في صِراعٍ بَينَ الفَضيلَة التي هِيَ مِنْ أصولِها ومُقَوِّماتِها وبَينَ الرذيلَةِ الدخيلَة؛ وكانَ الإنسانُ بِحَيثُ يَتَجاذَبُهُ الطرفانِ ويتَنازَعانِهِ؛ ولا تَزالُ العاداتُ الحَسَنَةُ والتقالِيدُ الحَميدَةُ لها آثارُها في المُجْتَمع؛ ومِنَ العَسِرِ أنْ يَسْتَجيبَ المُجْتَمَعُ للتأثيرِ بالسرْعَةِ التي يُرِيدُها المُتَآمِرُ؛ كانَ لا بُدَّ مِنْ إيِجادِ طَرائِقَ وبَدائلَ يَتَقَبَّلُها المُجْتَمَعُ ولَوْ ظاهِراً؛ لَكنها تَخْدِمُ المُتَآمِرَ في حَقِيقَةِ الأمر، كما يُفْعَلُ في كَثيرٍ من المُؤامَرات؛ والشواهِدُ يضيقُ عَنْها الحصْر؛ فَظَهَرَتْ مِنْ هذا البابِ الدَّعْوى إلى إباحَةِ الزواجاتِ التي لمْ نَكُنْ نَسْمَعُ بِها في مُجْتَمعاتِنا مِن قبل؛ كزواجِ (المسيار)؛ (والزواجِ العُرْفِي)؛ (وزَواجِ المِصْياف)؛ (والزواجِ بِنِيَّةِ الطلاقِ)؛ ولا نَزالُ نَسْمَعُ في كُلِّ يَوْمٍ جَديداً!، وانْتَشَرَتْ الفَتاوَى التي تؤَيدُ ذلك بِقَصْدِ إيجادٍ حُلُولٍ للمَشاكِلِ الاجتِماعِيةِ التي أشرْنا إليها سابِقا؛ لكَنَّ انْتِشارَها مِنْ وَجْهٍ آخَرَ كانَ مَطْلُوباً!؛ لأنه يُشُكِّلُ غِظاءً يَتَسَتَّرُ بِهِ مَنْ وَقَعَ في شِباكِ التغييرِ وفي حِبالِ المُتآمِرين؛ حَتى تَتِمَّ مُمارَسَةُ الرذيلَةِ دُونَ مَعارَضَةٍ من المُجْتَمع، وهكذا تَبَيَّنَ فِيما بَعْدُ حِينَ ظَهَرَتْ تَبِعاتُ ذلكَ وآثارُه؛ وكَيْفَ اتُّخِذَ ذريعَةً لِنَشْرِ الفساد وتَدْمِير الأخلاق!.
ومِثْلُ هذه الحُلُولِ هِي التي نتَحَدثُ عَنها، وأنها هِي التي تُهْمِلُ أصْلَ الأَدْواء؛ وتُعْرِضُ عن النظَرِ في مَنْشأ العِلَّةِ؛ وإنْ نَظَرَتْ إليها تَحَدَّثَتْ عَنْها حَديثاً عارِضاً؛ وكأنها لا عِلاقَةَ لَها بِمشاكِلِنا!!.
ولَيْسَ ما قُلْتُهُ هنا تَقْليلاً مِن الجُهْدِ الفَرْدِيِّ الذي يَتَعَيَّنُ علَى الأَبَوَينِ وعلَى كُلَّ مُسلِمٍ في خاصَّةٍ نَفْسَهِ لِمُقاوَمَةِ هذه المَخاطِر، بَلْ هِي مِن الفُروضِ التي لا يَسعُ المُسْلِمَ تُرْكُها؛ {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ}، لكِنَّ المُسْلَمِ وهُوَ في أمَّتِهِ كالجَماعَةِ في سَفِينَةٍ واحِدَةٍ لا يَسَعُهُ إلا أنْ يأْخُذَ بِحَزمٍ عَلَى أيْدِي مَنْ يَسْعَوْنَ في خَرْقِها، وإلا هَلَكَ وهلكَ الناسُ أجْمَعُونَ؛ الصالِحُ مْنْهُم والفاسد، وأيُّ خَرْقٍ أعْظَمُ مِنْ إقصاءِ الشرْعِ مِنْ حياةِ الأمَّةِ والعُدْوانِ عَلى حَقِّ اللهِ تعالَى في تَحْكِيمِهِ والتحاكُمِ إليه؟!.
وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 01:15]ـ
ترى أين عُشاق الأدب وشُداة البيان من هذا الرقْم البديع، والفكر الرفيع؟! فليرفع لعلهم يتأملون، ومن معدنه ينهلون!
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 01:45]ـ
فعلا، فالمقال كما جاء في وصفِك له، جزاك الله خيرا.
ـ[الاترجة]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:29]ـ
"سلام الله عليك وسلام مني اليك."
شكرا لك اخي حزين علي هذه المقاله التي هي بالفعل اشراقة بكل معانيها وبما خلف معانيها
اجازك الله كل الخير والبركة وحياك الله
واعانك الله علي بذل المزيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:):):):):):)
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 07:42]ـ
بوركتم
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 10:29]ـ
احسنت يارجل وبوركت وجزاك الله خيرا
يَهُونُ عَلَيْنَا أَنْ تُصَابَ جُسُومُنَا وَتْسْلَمُ أَعْرَاضٌ لَنَا وَعُقُولُ
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:02]ـ
قال - حفظه الله -:
إنَّ المََعْرِفَةَ والتَّرْبِيَّةَ كَلَيْهِما لا يُمْكِنُ أنْ يُؤْتِيا ثِمارَهما المَرْجُوَّةَ إلا بِإصْلاحِ الأساسِ نَفْسِهِ؛ والتَّمْكِينِ لِدينِ اللهِ تعالَى؛ وأحْكامِ شَرْعِهِ أولا! ولَيْسَ ذلكَ نافِلَةً يَسَعُنا أنْ نأتِيَ بِها أو نَتْرُكَها، بَلْ هُوَ أساسُ التوحٍيدِ وعِمادُ المِلَّةِ وَرُكْنُ الشريعَةِ؛ والفيصلُ بَينَ السعادَةِ والشقاءِ في الدنْيا والآخرة.
أما أنْصافُ الحُلُولِ؛ وتَرْمِيمُ الجِراحِ عَلى فَساد، فَصَنِيعُ مَنْ يَنْبَغِي أنْ يُحْجَرَ عَلَيْهِ مِنَ الأطِباء:
إذا ما الجُرْحُ رُمَّ عَلى فسادٍ تَبَيَّنَ مِنْهُ إِهْمالُ الطبيبِ
قلت: تولاك الله أبا الوليد وسلمك؛ فما أنبل غايتك، وأعذب ألفاظك!
ـ[رضا العربي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:48]ـ
مِنْ مُقْتَضَياتِ هذا (الانْفِتاحِ المَعْرِفِيِّ) - الذي يَهُمُّنا مِنْهُ ما يَنْفَعُنا - انْفِتاحُ العُقُولِ والأذهان، لا بِمَعْنَى خُروجِها عَنِ الشرْعِ والفِطْرَةِ كَما يُنادِي بِهِ المُسْتَغْرِبُون!؛ بلْ بِمَعْنَى تَحَرُّرِها مِنْ كُلِّ قَيْدٍ يَحُولُ بَيْنَها وبَيْنَ ما أودَعَهُ اللهُ تعالَى في هذا الكَوْنِ مِنْ كُنُوزِ العِلْمِ والحِكْمَةِ وما فِيهِ مَن المَنافِعِ شَرِيطَةَ أنْ لا يَسْرَحَ العَقْلُ فِي ذلكَ إلا بِمِقْدَارِ ما يُسَرِّحُهُ الشرْع، ولأنَّ شأنَ الشرْعِ في هذا كَشأنِ الطبِبيبِ مَعَ المَرِيضِ يَهْدِيِهِ إلى ما يَنْفَعُهُ ويَمْنَعُهُ مِما يَضُرَّهُ.
أما إرْخاءُ العِنانِ للشَّهَواتِ وسَنُّ القوانِينِ والتَشْرِيعاتِ التي تَحْمِيها وتُؤَيِّدُها؛ فَهَذهِ - مَعَ كَونِها تَمَسُّ أصْلَ التوحِيدِ وجَوهَرَه – عُدْوانٌ عَلَى العُقُولِ التي جاءَتْ الشريعَةُ بِحِفْظِها، وإغْلاقٌ للعقُولِ يَعُودُ عَلى المَقْصُودِ مِنَ (الانْفِتاحِ المَعْرِفِيِّ) بالنقِيض!!.
فالعَقائدُ وَالفَلْسَفاتُ والنظَرِيَّاتُ المُناقِضَةُ لِدينِ الإسلام والتِي تَتَسَرَّبُ إلَيْنا عَبْرَ (حُرِّيَّةِ الرأيِ والفِكْرِ) - حَتَّى صارَ مِنْ حُرِّيَّةِ الرأيِ أنْ يُهاجَمُ القُرْآنُ والإسلامُ ونَبِيُّ الإسلامِ جِهاراً نَهاراً فِي بِلادِ المُسْلِمِينَ!؛ ومِمَّنْ يتَسَمَّوْنَ بأسْماءِ المُسْلِمين؛ بلا خَوْفٍ مِنَ اللهِ تعالى ولا حَياءٍ مِنْ عِبادِه!! - هِيَ حَرْبٌ عَلى دينِ الإسلامِ مِنْ جِهِةٍ؛ واعْتِداءٌ عَلى العقُولِ مِنْ جِهَة ثانِية! ٍ؛ لأنها صَرْفٌ لَها عَنْ جَنْيِ النافِعِ مِنْ ثِمارِ المَعْرِفِة؛ وإغْراقٌ لها فِي أَوهامِ الأفكارِ والفَلْسفاتِ الباطِلة؛ واستِدْراجٌ لَها إلى الوقوعِ في خِزْي التبَعِيَّةِ الثقافِيَّةِ لغَيْرِنا مِن الأمَم؛ وإهْدارٌ لِكَثِيرٍ مِن طاقَةِ الأمَّةِ التي يَتَعَيَّنُ علَيْها بَذْلُها لِرَدِّ عادِيَةِ الوافِدِ الدخيل، وهِيَ أحْوَجُ ما تَكُونُ إلى تَوفِيرِ هذه الجُهُودِ فِي مُواصَلَةِ البناء.
وقَوانِينُ ما يُعْرَفُ (بالحُرِّيَّةِ الشخْصِيَّةِ!) والتي تَجْعَلُ الإنْسانَ عَبْداً لِشَهْوَتَيِ البَطْنِ وما دُونَ ذلك!؛ يَؤُزُّهَا إعلامٌ لا يأْلُوا جُهْداً في نَشْرِ الرذيلَةِ؛ وأُضِيفَتْ إلَيْهِ بَعْدَ هذا (الانْفِتاحِ) رَذائِلُ الأُمَمِ الأُخْرى!!؛ هِيَ فَتْكٌ بالأَخْلاقِ مِن ناحِيَةٍ؛ وجِنايَةٌ علَى العُقُولِ مِنْ ناحِيَةٍ أخْرى!، وأَيُّ عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ عَساهُ يَنْفَعُ ويَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ لا يَزالُ في أَسْر ِالشَّهْوَاتِ لَيْلَهُ ونَهارَه؟!؛ ونَحْنُ نَرى الرجُلَ تَقَعُ عَيْنُهُ عَلَى المَرْأةِ مِنْ غَيرِ قَصْدٍ مِنْهُ فَلا تُفارِقُهُ صُورَتُها إلى ما شاءَ اللهُ تعالى!، فَماذا يَصْنَعُ الشابُّ والشابَّةُ إنْ غَرِقا فِي أوْحالِ الرذيلَةِ تِلْكَ؟؛ وكَمْ هِيَ أبْوابُ الرذائلِ المُفَتَّحَةُ عَلى مَصارِيعِها فِي بِلادِ المُسْلِمِينَ شَرْقاً وغَرْبا؛ والناسُ يَلِجُونَها أسراباً تِلْوَ أسراب؟!؛ وما الذي يُرْجَى مِنْ أبْناءِ المُسْلِمينَ إذا أضْحَوا أسْرَى تِلْكَ الأغْلال؟.
وبالله التوفيق.
أحسنت نقلا أبا سهل .. بوركت
وأحسن الشيخ في تشخيصه ببراعة طبيب خبير بالحال ... فبارك الله فيه وزاده فضلا
ومالك توصّفه ب" ممتع للغاية"؛ فتغري الجمع بالقراءة، ثم تبخل عليهم بالمنجم الذي جلبت منه تلك التحفة .. ألا تدل عليه أخي الحبيب، فتنال الأجر كاملا .. لا بالقطعة .. كما تعطينا منه جرعة جرعة كل حين .. أتخاف علينا الدسم والتخمة؟! .. تكرم وافتح الباب لأحبائك
دمتم بفضل من الله ونعمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رضا العربي]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 11:58]ـ
ترى أين عُشاق الأدب وشُداة البيان من هذا الرقْم البديع، والفكر الرفيع؟! فليرفع لعلهم يتأملون، ومن معدنه ينهلون!
أحسنت، وحق ما قلت، وما بالغت، فهذا اكتشاف لي سأعكف عليه حال أن أفرغ؛ فأرى حدائق الشيخ الفاضل، الذي لعله يكون من ذوي قرباي ورحمي، بعد رحم الإسلام والعلم
شكر الله لكم
دمتم بفضل من الله ونعمة
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - Nov-2010, صباحاً 12:02]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لِمَ الحُزْنُ يا أبا سَهْل؟
أبْشِرْ، وغَيِّر كُنْيَتَك، وكُنْ متفائلاً.(/)
نظرة في الشعر العربي الحديث - بقلم فالح الحجية الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 06:31]ـ
الشعر العربي في العصر الحديث
دبت روح النهضة العربية الادبية وعلى راسها الشعر في النصف الاول من القرن التاسع اوقبيله بقليل –أي في نهايات العصر العثماني – بعد ان خمدت وانتكست انتكاستها الكبرى خلال الفترة السوداء في تاريخ الامة العربية ابتداءا من دخول المغول ا لتتار بغداد وحتى بداية القرن التاسع عشر او قبيله بقليل
فقد كانت الدولة العثمانية تجثم على انفاس الامة العربية ومهيمنة على البلاد العربية بحكمها القاسي حكما استعماريا ظالما – لافرق بين استعمار واخر كل يريد تحقيق مصالحة على حساب الدولة التي استعمرها ويجعلها تحت سيطرته اطول مدة - ادى الى تاءخر البلاد في محتلف نواحي الحياة وخاصة الثقافية فقد اتبع الاتراك سياسة تتريك العرب في بلادهم والقضاء على لغتهم الام – العربية التي هي لغة القران الكريم والدبن الاسلامي الذي يدين به الاتراك أي فضلوا اللغة التركية على دينهم في سبيل نشر لغتهم وطمس معالم العربية في البلاد التي تحت سيطرتهم وكان نتيجة ذلك ان ساد الامة العربية ثالوث الفقر والجهل والمرض
وقد ادى ذلك الى مهاجرة جما عات من البلا د العربية خاصة من سوريا ولبنان الى خارج بلادهم خوف القتل والتنكيل بهم من قبل الحاكمين الاتراك اومن سايرهم من العرب وقد اسس هؤلاء العرب المهاجرون جاليات وجماعات وجمعيات في اميركا والبرازيل وغيرها من الدول التي هاجروا اليها وبرز منهم جماعات في مجال الادب والشعر مثل ايليا ابوماضي وجبران والمعلوف وغيرهم
اما في الشرق العربي فقد دبت الحياة تسري من جديد في الروح العربية وخاصة النهضة الفكرية وتسربت بين الشباب العربي وبعد اتصال البعض منهم بالغرب مثل بريطانيا اوفرنسا اوغيرها واخذ شبابنا العربي يتطلع بمافي هذه الشعوب ويدرك ضرورة التخلص من الاستعمار العثماني والثورة على العادات والنظم البالية والمتهرئة التي البسها هذا الاستعمار للامة العربية وكذلك كان من اسباب هذه النهضة التمازج العربي مع الغربيين عن طريق الارساليات التبشيرية- ولو انها كانت تهدف الى استعمار من نوع جديد- ودخولها الوطن العربي وايجا دالمطابع ودخولها البلاد العربية ونشر الحرف العربي والفكر العربي وطبع بعض الكتب القديمة ومنها الدواوين الشعرية وكذلك فتح بعض المدارس باللغة العربية بعد غزوة نابليون لمصر
ظل الشعر في فترة الانحطاط والتاخر – الفترةالمظلمة - مطبوع بطابع الفردية تقليديا عنايةالشاعر تنطوي على التزويق اللغوي واللفظي دون المعنى وتحول الى صناعة شعرية بحتة تكثر فبها الصور التقليدية الماخوذة من قبلهم وكثرت التشبيهات الى حد انعدام المعاني الشعرية الجديدة اوطمسها
اما في بداية هذا العصر فقد تغيرت وطبعت بطابع التحرر والانطلاق والدعوة الى الثورة على كل ما خلفه الاستعمار من اوضاع ومفاسد وطبع الشعر بطابع التجديد من جديد فتوسعت افق افكار وخيالا ت بعض الشعراء بعد اطلاع بعضهم على الاداب الغربية والتاءثر بالشعر العربي القديم الذي بدء ينشر من جديد في حركة ادبية بداءت تتحرك وتتحرر في البلاد ومن الشعراء من اوجد شعرا جديدا فتحررمن قيود القافية كما هو الحال في الشعر الحر الذي ظهر حديثا في الشعر العربي ونتيجة اطلاع الشعراء العرب على الفن المسرحي الغربي فوجد الشعر التمثيلي
الشعر العربي يمتميز في هذا الوقت بان جله ثوري وطني يدعو الى استنهاض الهمم والتخلص من الاستعمار والثورة على كل ما هو- قديم وبال ولا ه\خير فيه لاءمتنا العربية - فهو في اغلبه شعر هادف قاد البلاد الى حركة وطنية قومية فكان الشعراء والمفكرون والادباء هم قا دة الثورات التحررية في الوطن العربي
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
7\ 10\2010(/)
الشاعر حسن عبدالله القرشي - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 06:43]ـ
الشاعر حسن عبد الله حسن القرشي
بقلم فالح الحجية الكيلاني
القرشي شاعر عاصر العديد من التجارب الشعرية في الوطن العربي وأسهم كثيراً في إثراء ساحة الأدب والمعرفة من خلال البوح الشعري والرؤية الشعرية المتميزة. عرف عن الشاعر القرشي غزارة إنتاجه على مدى خمسة عقود أسس فيها هذه المكانة البارزة وأثمرت عشرات الدواوين والمجموعات الشعرية، وأعمالاً كاملة كانت بين يدي القارئ العربي في كل مكان.
ولد في مكة المكرمة عام 1344 هـ (1934 - 2004) , وتلقى علومه الأولية بالكتاتيب فحفظ القرآن الكريم، ثم درس في مدرسة الفلاح، والمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة، ثم حصل على شهادة ليسانس الآداب، قسم التاريخ, مع مرتبة الشرف من كلية الآداب بجامعة الرياض.
عمل في بداية حياته الوظيفية محرراً بديوان الأوراق في وزارة المالية، ثم كاتباً في المكتب الخاص في الوزارة.
وعند تأسيس الإذاعة السعودية عام 1368 هـ، عمل رئيساً للمذيعين كما انتدب لمدة عام للدراسة الفنية الإذاعية في مصر.
وعاد بعد ذلك للعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، مديراً لمكتب وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية فمديراً عاماً مساعداً، ثم سكرتيراً مالياً، فمساعداً لمدير المكتب الخاص ثم مديراً عاماً لمكتب الوزير.
ثم انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية بمرتبة سفير، فعمل سفيراً للمملكة في موريتانيا ثم السودان.
يأتي في طليعة الشعراء المجددين في الجزيرة العربية، ومن أول من كتب القصيدة التفعيلية في السعودية. فقد ساعدته أسفاره وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية على التواصل مع الحركة الأدبية والشعرية العربية وقد نشر له العديد من القصائد في معظم الصحف والدوريات الثقافية العربية.
• أصدرت له دار العودة في بيروت أعماله الشعرية الكاملة عام 1392هـ وقد صدرت الطبعة الثانية من هذه الأعمال عام 1399هـ.
• كتب القصة والمسرحية وشارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الشعرية والأدبية داخل المملكة وخارجها.
• مثّل المملكة في مهرجان الشابي في تونس عام 1385هـ.
• كان عضواً في وفد التواصل الأدبي الذي زار منطقة الخليج عام 1399 هـ.
• منحته جامعة أريزونا العالمية درجة الدكتوراه الفخرية عام 1403 هـ.
• كان عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعمان.
هذه أمنيته الكبيرة التي تمناها منذ صباه، والتي صدر بها سيرته الفنية الماتعة: تجربتي الشعري حيث جاء فيها: (فتحت عيني على عالم الشعر، هذا العالم السحري في شوق فارط، ونشوة مبهورة .. أريد أن أتكلم في المهد، أريد أن أقدم إنتاجا ناضجا ومشحونا بالحيوية والدفق، ولقطات الفن المبتكرة .. أريد أن أكون الشاعر الذي يشار إليه بالبنان).
يعد القرشي شاعرًا كما يعد ناثرًا، ونشر له في هذين الميدانين ستة عشر كتاباْ اغلبها في الشعر
لم تتوقف مشاركاته عند حدود الشعر، فله بالإضافة إلى دواوينه الكثيرة سيرة مميزة، خفيفة الظل، عالج فيها الجانب الشاعري في شخصيته، وسماها: (تجربتي الشعرية)، وله أيضا مجموعتان قصصيتان على ما أذكر، وأنا أكتب هذه الأسطر بعيدا عن مكتبتي الآن، وهما: (أنات الساقية) و (حب في الظلام)، هذا غير الدراسات والمؤلفات مثل (فارس بني عبس)، و (أنا والناس).
يعد القرشي في المقدمة من شعراء الوجدان وذلك لغلبة العاطفة ثم الشكوى والتألم والبكاء والأنين على شعره. ثم هو ملحق بشعراء الجمال، لجمال ديباجته في الغالب، وأسلوب شعره أسلوب سهل يسير لا تكلف فيه ولا تمحل، وإن أعوزته الرصانة في بعضه.
أما لغته فإنها تسمو حيناً حتى تصل إلى مرتبة حسنة وتتدنى حينا فتثبه الكلام المبتذل، وقد يشوب قوله اللحن وبخاصة في النثر، ولم يكن ذلك مقصوداً لديه لكونه عاب بعض الشعراء بالضعف اللغوي، وبخاصة أرباب الشعر الحر وذلك في كتابه [تجربتي الشعرية] وإذا كان القرشي قد نظم كثيرَاَ مما لزم فيه الوزن والقافية فإنه قد خرج على ذلك في بعض شعره حيث كتب شعرا حرَا ودعا إليه بإلحاح.
(يُتْبَعُ)
(/)
كان في بداية حياته الشعرية يلجأ إلى أساتذة الأدب ليقدموا دواوينه إلى القراء، فأحمد حسن الزيات كتب مقدمة ديوانه مواكب الذكريات والدكتور طه حسين كتب مقدمه لديوانه الأمس الضائع. ثناؤهما وأمثالهما على شعر القرشي هو من باب العموميات التي يقصد منها إعلان الاستحسان العام
شدى حسن القرشي في عصر اشتدت فيه الحملة من بعض أهل زمانه على شعر المناسبات بعامة، وشعر المديح بخاصة، وجنح فيه كثيرون إلى الشعر الوجداني، وأكثر آخرون من الشعر الديني. وجد كثيرون من أهل زمانه في طريق شعر التأمل والشك والتشاؤم. وتباروا في ذلك، وفي شعر الطبيعة والانغماس في المذاهب الحديثة وبخاصة الرومانسية (الخيالية التجديدية).
وإذا كان القرشي قد طرق أغراض شعر عصره كلها فإن الذي حوته دواوينه الأحد عشر ينكمش فيه نصيب المدح، فلعل الشاعر لم يرتح لنشر مثل تلك القصائد لسبب أو أكثر
. والشاعر حسن القرشي نظم في اغلب الاغراض الشعرية ومنها مايلي-
1 - يأتي الشعر الوجداني في المرتبة الأولى من حيث الكثرة، وله فيه دواوين مستقلة مثل (سوزان)، غير أن نغمة الألم والحزن تسيطر على هذا اللون من شعره، وهي نزعة كادت أن تسيطر على أشعار جل أهل زمانه حتى لقد وصفهم (إيليا أبو ماضي) بأنهم كالنساء يحبون المدح ويميلون إلى البكاء.
2 - أما الشعر الوطني والقضايا العربية فإنه يأتي من حيث الكثرة عند القرشي بعد الشعر الوجداني وأقرب ما يمثله من دواوينه:
أ- نداء الدماء ب- لن يضيع الغد.
جـ- فلسطين وكبرياء الجرح وهو في هذا اللون الشعري لا يتأمل ويفكر ويحلل ثم يستنتج بل ينقاد لثورة نفسه وثورة مشاعره فيأتي بشعر خطابي مجلجل، شأنه في ذلك كشأن عامة من نظم في هذا من شعراء عصره ومثال ذلك في شعره قوله.
مَوَاكِبُ العُرْبِ يَا أُنْشُوْدةَ الظَّفَرِ ... سِيْرِي إلى النًصرِ لا تُبْقِي وَلاَ تَذَرِي
اللًهُ أكْبَرُ هَذَا الشَمْلُ مُلْتَئِم ... وَسَوْتَ يَبْقَى جَمِيعاً غَيْرَ مُنْتَثِرِ
مَلاَحِمُ الحرْبِ مِيْرَاث لَنَا أَبَدَاً ... وَسَوْتَ نُلْقِى بإِسْرائِيْل فِي سَقَرِ
3 - الشعر الدينْي وهذا جانب في شعر القرشي أهمله الباحثون الذين كتبوا عنه إلا في إشارات يسيرة عند بعضهم ولعل ذلك راجع إلى غلبة الشعر الوجداني فيما نظم الرجل، حتى عرف به واشتهر فيه. والواقع أن للرجل أشعاراً دينية حسنهَ نجدها في بعض دواوينه منبثة داخل أغراضه لتشهد للرجل بأنه لم يكن بعيدا في شعره عن منبته ومدرجه، وماضي أمته ومستقبلها وأكثر ما تجد ذلك في ديوانه [الأمس الضائع].
والذي يعنينا من هذا الديوان هو باب التهويمات كما يسميها صاحب الديوان ففي هذا الباب نظم الشاعر جملة من القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفي جوانب من سيرته، وفي الكعبة المشرفة، وختم الباب بقصيدة فيها تضرع ودعاء وشكوى إلى الباري تبارك وتعالى من النفس اللوامة.
ومن قوله في مولد النبي صلى اللّه عليه وسلم:
هَلَلِي يا بِطاحَ مكةَ لِلْيُمْن ... ِوتِيْهي على البلاد وسُودي
وَأَشْرِعِي بَاليَتِيْمِ رَاَيَةَ مَجَدٍ ... هِي عِنْدَ الفَخَارِ أعْلى البُنُوْدِ
كم على مهلِهِ النضِيرِ قدانَىِ ... الْبشْرُ تحدوهُ زاهيات الورودِ
أيُ مَهْدٍ مِنَ العَبِيْرِ ندِيّ ... ضَمَّ دُنْياً مِنَ السنَا وَالسُّعُوْدِ
4 - الوصفْ وهذا أوسع الأغراض وأرحبها في الشعر، ينبث في كل غرض ويندس في كل موضوع، ولذا قالوا إن جماع أغراض الشعر الوصف ومنه تتفرع. ولقد أكثر القرشي من الحديث في الوصف، وكان في بعضه متأملا دقيق الملاحظة، وقد يكون الغرض منه الرمز، كما هو في وصفه فراشة ظلت تدور حول ضوء المصباح مفتونة به حتى إذا ملكتها الفتنة ألقت بنفسها في لهبه فاحترقت:
وَفَراشَةٍ طَارَتْ لِتَحْتَرِقَا ... كَم أرْعَشتْ بِجَنَاحِهَا الغَسَقَا
مَوْتُورَة مِنْ نَفْسِهَا جَنَحَتْ ... للِضَّوْءِ تَكْسِب فَوْقَه الرمَقَا
حَسِبَتْهُ يَرعَى حُسْنَهَا فَرِحاً ... وَيَشمُّ منْهِا عَرفْهَا العَبِقَا
لَكِنًهُ أوْدَى بِهَا حَرَقاً ... فَهَوَت عَلَى جَنبَاتِهِ مِزَقَ
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - التأمل وهذا لون شعري تناوله القرشي ونظم فيه منطلقاً مما يدور حوله، أو يدور فيه من شك وحيرة أوغل فيهما أبناء عصره استجابة لظروف الحياة وملابساتها. ولا نعني بذلك أن مثل هذا ضد الطبيعة الشعرية، بل هو مسألة ضرورية، إذا خلا منها الشعر افتقَد كثيرًا من مقوماته، غير أن أبناء العصر قد أوغلوا فيه انطلاقاً من واقعهم، أو افتعالا من أجل مجاراة أهل زمانهم.
وإذا كان القرشي قد أحيط بظروف قاسية حيناً كوفاة أبيه وهو صغير، أو معقدة حينا نتيجة فشل العلاقات الاجتماعية، فإن طبيعة حياته تلك تفرض عليه طرق مثلِ هذا الميدان وتصوير تجاربه القاسية التي جعلته يسير في كثير من دروب حياته وحيداَ ينشد هدفه بنفسه فيحجزه التردد حينَاَ ويذبذبه الشك حينا آخر، وذلك ما يصوره في مثل قوله:
إلِى أيْنَ؟ إِنِّي مَلَلْتُ المَسِيْرْ
قِفَارٌ وَشَوْكٌ .. ضللتُ العُبُورْ
وَهَذِي السُهُوبُ وَتِلْكَ الصُخُوْرْ
كأنًيَ حَوْلَ حَيَاتِيْ أدورْ
نال القرشي قدرا طيبا من التقدير، وإن كان ما يستحقه لموهبته ووعيه وإسهاماته الكثيرة أكبر من هذا وأجل، فقد منح الدكتوراه الفخرية من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، وترجمت أشعاره إلى لغات كثيرة، وعني بدراسته عدد من المعنيين بالأدب السعودي. فما تكاد تجد كتابا يعرض للأدب السعودي إلا وللقرشي نصيب فيه، هذا - بطبيعة الحال - غير الدراسات المعمقة المستقلة التي تباشر نتاجه وريادته وإسهامه الثري بالدرس: تأريخا وتحليلا؛ ومن أجودها دراسة مخطوطة لأخينا الفاضل الأستاذ يحيى بن أحمد الزهراني، وكيل الشؤون التعليمية في كلية المعلمين بالقنفذة، تقدم بها عام 1419 هـ إلى جامعة أم القرى بمكة المكرمة، نال بموجبها درجة الماجستير في الأدب والنقد بتقدير عالٍ.
وكان مثقفا ووطنياً صادقاً، وإنساناً مرهفاً، شغل عدة وظائف رسمية مرموقة، ومثل المملكة العربية السعودية خارجيا في مناسبات أدبية وثقافية عديدة، وإن كانت عزلته سببا في بعده عن مخالطة الناس إلا أنها كانت عزلة حميدة، لأنها فتحت له آفاقا أخرى من المشاركة الفكرية، والتأمل الطويل، والمساهمة في المسار الإبداعي والثقافي مساهمة الرواد. وقد ترك لنفسه الشاعرة حرية الانطلاق في مجال التجريب؛ فكما كتب الشعر الموزون المقفى التقليدي (العمودي) كتب بإجادة الشعر التفعيلي، بل إنه يعد أحد رواده الواثقين في المملكة.
رحم الله الصديق والشاعر الرقيق الذي أعطى وطنه الكثير من كلماته وأدبه وشعره حتى أصبح قادراً على ان يعرف العالم قيمة الأديب والشاعر السعودي وقدرته على الإبداع في عالم يبحث عن الإبداع. رحم الله الشاعر الكبير الأستاذ القرشي الذي ساير النهضة في وطننا ومنح هذه النهضة أدوات معركتها لتصبح قادرة على ان تمنح الكثير من الأوطان الفهم الحقيقي لما يجري على أرضنا وبلادنا قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وموطن الإسلام وعاصمته الأولى التي استطاعت ان تعرف العالم بهذا الدين الذي جاء به سيد البشر صلى الله عليه وسلم. رحم الله القرشي كاتباً ملتزماً وشاعراً مبدعاً وقاصاً هادفاً يحاول من خلال كل ما كتب إبراز دور هذه الأرض وقدرة هذا الإنسان على العطاء في أرض العطاء. هكذا ترجل الفارس ولكنه سيظل في أعماق القلوب صورة نادرة لمن يخلص لبلده وأمته ووطنه.
رحم الله شاعرنا القرشي فانه كان شاعرا مبد عا وناثرا جيدا
ومن شعره هذه الابيات-
لقيتك أيّان؟ لا أتذ
كرُ أيّان؟ في حُلُمٍ أشقرِ؟
وراء الرؤى خلف كل التخوم
وخلف المسافات والأعصُر
وعبر انطلاق الأماني الوِضاء
على صدحة النغم المسكر
لقيتك لقيا الربيع الجميل
يف بمبسمه الأنضر
لقيتك كالبدر بين النجوم
وكالفجر غِبّ الحيا المُزهر
وحين رأيتك أيقنتُ أني
صبيُّ الهوى، يافع الأظفر
وأيقنت أن مدايَ البعيد
تقلّص في طرفك الأحور
وأن مشارف روحي الغنيّ
حويْنك كالجن في عبقر
...
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
العراق\ ديالى \ بلدروز(/)
لُؤْلؤة البَيان، في نُصْرة (عائِشةَ) أُمّ أَهْل الإيمان ... (الشيخ الحلبي)
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 03:37]ـ
لُؤْلؤة البَيان، في نُصْرة (عائِشةَ) أُمّ أَهْل الإيمان ...
... قُبَيْلَ طُلوع الفجر ... وأثناء دُعائِي رَبيّ - سبحانه وتعالى - أَنْ يُرِيَني ثَأْري فيمَن ظَلَمَني، وَكَذَبَ عَلَيَّ، واتَّهَمَني بالزُّورِ! وَنَسَبَ إِليَّ عظائمِ الأمور!! وَهَوَّلَ بالوَيْلِ والثُّبورِ:
تَذَكَّرْتُ ما هَوَّنَ عَلَيَّ بَلْواي، وَخَفَّفَ عَنِّي ما أَصابَني - مما هو بالنسبة إليه قَطْرةٌ مِنْ نَهْر، أوغَرْفَةٌ مِنْ بَحْر -:
تَذَكَّرْتُ ظُلْمَ الشِّيعَة الشَّنيعَة للقاماتِ العاليةِ البَديعةِ الرَّفيعَة ...
تَذَكَّرْتُ طَهارَةَ بَيْتِ النُّبوةِ، وَبَراءَةَ الصِّديقة بِنْتِ الصِّديق ..
تَذَكَّرْتُ إِفْكَ الأَفَّاكينَ، وَكَذِبَ الكَذَّابين ..
تَذَكَّرْتُ صَبْرَ الصَّابِرينَ، وانكِشافَ المُبْطِلين البَطَّالين ..
تَذَكَّرْتُ أَبْواقَ الباطلِ في أَسْواق التعصُّب - في كل عَصْر ومِصْر - ..
تَذَكَّرْتُ أَقْماعَ القَوْلِ مِن ظَنَّانٍ وَشَكَّاك - هُنا وهُناك - ..
تَذَكَّرْتُ - وَلَسْتُ بِناسٍ! - أَنَّ الله - جَلَّ وَعَلا - فَوْقَنا، بَصيرٌ بِنا،
سَميعٌ لَنا ..
تَذَكَّرْتُ - وَلَسْتُ بِغافِلِ! - أَنَّ الله - جَلَّت قُدْرَتُهُ - قال: (إِنَّ رَبَّكَ لَبالمِرْصادِ)، وقال: (إنَّ الله يُدافِعُ عنِ الذين آمنوا)، فَقُلْتُ:
قالوا: ألا أَمْدَحْ، قُلْتُ: يا إخواني .. (وصَلَ) المُحِبُّ بها (وضَلَّ) الثَّانِي
وصلَ المحبُّ إلى الجِنانِ بهديِها .. أمّا المضِلُّ ففي هَوَى النّيرانِ
ماذا سَيُجْدي ذا المديحُ بواقعٍ .. ظَهَرَ الكذوبُ به كما الحقّاني
ليسَ المديحُ لهَا لكنْ لِمُمْتَدِحٍ .. إنَّ المديحَ لَنافعٌ لِمُعانِ
حالُ المديحِ بَمدحِها أَعْظِمْ (بِهِ) .. ليسَ كمدحِ فُلانَةٍ وَفُلانِ
مَن قد حَبَاهُ الله فِي تنْزِيلِهِ .. هل يا تُرى يحتاجُ للإنسانِ؟!
عَلَمُ المديحِ بها يرفُّ مكانةً .. بكبيرِ فضلٍ بل عزيزِ مكانِ
أَرْسِلْ إلى الأَفَّاق رَدَّ غِوايةٍ .. مِن خاسرٍ وَمُخَبَّثِ الأَنْتانِ
أَرْسِلْ إلى الآفاقِ أسمِعْ صَوتَنا .. صوتَ الحقيقَةِ مِن رُبى عَمَّانِ
فلْيَسْمَعِ النّاسُ الحقيقةَ حُرَّةً .. مِن مُعْتَدين كذاك مِن خِلاَّنِ
أحيا التشيُّعُ إِفْكَ شَيْخِ نِفاقِهِم .. إِفْكاً يُرَدَّدُ فِي مدى الأزمانِ
سَلُّوا كِنانةَ كِذْبِهم بِوَقاحَةٍ .. كَسُلولِ نارٍ في أَذلِّ هَوانِ
معْ أنَّ رَبَّ العرشِ جلَّ جَلاَلُهُ .. فِي آيِ (نورٍ) مِن هُدى القُرآنِ
قَد برَّأَ الأُمَّ الطّهورَ عفيفةً .. ببراءَةِ الإِسلامِ والإِيمانِ
بِبراءَةٍ تُتلى وفي جوفِ الدُّجى .. إِذ قد يرتِّلُها ذوو الإحسانِ
هذا بإجماعٍ صحيحٍ نقلُهُ .. ليسَ كدعوَى كاذِبِ البُهْتانِ
أمَّا النفاقُ وكفرُ عِلْجٍ مُشرِكٍ .. فَإِباؤُهُم ليسَ بِذِي نُكْرانِ
مَن ليسَ يؤمِنُ بِالكِتابِ مُنَزَّلاً .. هَلْ سَوفَ يعثُرُ للهُدى بِمكانِ
لستُ مِن الشِّعْرِ الجزيلِ بصاحبٍ .. لكنّ حُبَّ الأُمِّ قد أعطانِي
دَفْقاً قويَّ المَدِّ فِي خَفَقانِهِ .. توحيدُ ربِّ العالمينَ حَبانِي
هي عائِشُ الطُّهْرُ العفافُ ثِيابُها .. هُو ذاكَ ظاهِرُ أمرِها بِبِطانِ
هِي ذِي الحَصَانُ عزيزةٌ وأمينَةٌ .. هِي ذِي الرَّزانُ مقولَةُ الحَسَّانِ
هِي زَوْجُ خيرِ الرُّسْلِ فِي دُنياكُمُ .. وكذاكَ فِي الأخرَى بوسْطِ جِنانِ
هِي حِبُّهُ بينَ النِّساءِ وَحُبُّهُ .. بينَ الورى أَكْرِمْ بِها مُذ آنِ
أُمٌّ لأهلِ الدِّينِ مِنْكُم والتُّقى .. ليسَتْ بِأُمِّ الرّفْضِ والطُّغيانِ
ليسَتْ بِأُمٍّ للنفاقِ كذاكَ قُلْ .. مِن مُشْرِكٍ أو كافِرٍ فَتَّانِ
ربَّاهُ زلزِلْ عرشَ كُلِّ روافِضٍ .. دَمِّر إلهي مجدَهُم ذا الفَانِي
فَلَئِنْ ترى مِن (دولَةٍ) فِي باطِلٍ .. (دُوَلٌ) تجيءُ بِحَقِّنا الرَّبَّانِي
وَلَئِنْ تَرى مِن (جولَةٍ) فِي شِرْكِهِمْ .. (جولاتُنا) مِن شامِنا وَيَمانِ
ليسَتْ كراهَتُهُم لِعائِشَةِ الهُدَى .. إلاَّ امتِدادَ الحقدِ والأضْغَانِ
لِجَمِيعِ أصحابِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ .. بلْ قُلْ سِوى نَفَرٍ يسيرِ الشَّانِ
نَفَرٌ إِذا أحصيتَهُ لوجَدْتَهُ .. قَدْ أدرَكَتْ فَحواهُ مِنكَ يَدَانِ
هُم عِندَهُم مِن أهلِ كُفْرٍ ظاهِرِ .. هُمْ عِنْدَهُم مِن طُغْمةِ النِّيرَانِ
هُمْ هُمْ هُمُ أهلٌ لِهذا الحُكْمِ فِي .. حَقٍّ لَنا لا يستَوِي الأَمرانِ
قَدْ أوقَفُوا التَّارِيخَ فِي أحداثِهِ .. وبنَوْا عليهِ مواقِفَ البُطْلانِ
فَمواقِفُ الإيقَافِ أكبَرُ شَأْنِهِمْ .. أَوَلَسْتَ تسمعُ نَوْحَةَ النِّسْوانِ
خَصْمٌ وَفِي الأَحْكام أسرَعُ مَن قَضَى .. هل يَحْكُمُ العدلَ الخؤونُ الجانِي؟!
هل يُحْكِمُ الحَقَّ الظلومُ بِباطِلٍ؟! .. هل يُنصِفُ الخصمَ البغيضُ الشَّانِ؟!
هذا هُو الحَقُّ الحَقِيقُ صَراحَةً .. فَلْيَشْهَدِ الحقَّ بِذَا الثَّقلاَنِ
فالفَجْرُ حتماً قادِمٌ بِثَباتِهِ .. وَثُبوتِهِ بِالحَقِّ والإِيقانِ
هل يلتَقِي فجرٌ وليلٌ مظلِمٌ؟! .. هل يتّقِي اللهَ أُولو الشَّيطانِ؟!
لا لستُ مُنتَظِراً جواباً مِنكُمُ .. فالحَقُّ دوماً أبلَجُ البُرْهَانِ
فالحَقُّ دوماً فِي عُلُوٍّ شَأْنُهُ .. فالحَقُّ دوماً واضِحُ العُنْوانِ
فالحَقُّ دوماً فِي ثَبات ٍأَهْلُهُ .. فالحَقُّ دوماً راسِخُ البُنيانِ
والحَقُّ يوماً ليسَ بُدًّا راجِعٌ .. فِي قُوَّةٍ فِي عِزَّةِ الأعْوَانِ
فِي أَمْنِهِ بِأَمَانِهِ إِيمانِهِ .. إِنِّي لَقائِلُها بالاطْمِئْنَانِ
فَلْتُذْعِنُوا للحَقِّ ليسَ لِغَيْرِهِ .. مِن غيرِ قَعْقَعَةٍ لَنا بِشِنان!
المصدر: منتديات كل السلفيين ( http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=21121).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدلان الجزائري]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 03:40]ـ
نعم اللهم اللعن الكاذب المعاند(/)
القصيبي .. والكنافة .. والشّيْب!
ـ[الواحدي]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 08:02]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الشعرات البيض - غازي القصيبي
مالت على الشعرات البيض تقطفها ///////// يارا وتضحك لا أرضى لك الكبرا
يا دميتي هبك طاردت المشيب هنا ///////// فما احتيالك في الشيب الذي استترا
أوْرَدَ هذين البيتين أخونا الفاضل "خزانة الأدب" ضمن واحة "عيون الشعر" التي يتعاهدها مشكورًا شيخٌ أديب أَرِيبٌ مِن بخارى، لكنّه عدنانيّ!
واستملحتُ البيتين، رغم أنّ المعنى مطروق. وهذا من أسرار الشعر ودلائل سحره. أسرار ودلائل تتجاوز اللفظ والمعنى، وتتخطّى البنية والقالب، لتنقلك إلى حالة أشبه ما تكون بـ "ميتافيزيقا" الكلمة ...
ولم أكن مِن هواة شِعر القصيبي، ولا نشطت يومًا لقراءة دواوينه. وذلك منذ أن قرأتُ قصيدةً له لم ترُقني، فكانت تلك قراءتي الأولى والأخيرة لما جاد به يراعُه. وأذكر أنّني كنتُ أمقتُ الكنافة وأتقزّز عند سماع اسمها، بلْه تذوّقها. وكان أنْ جمعني مجلس انشراح ومسامرة بِفِتْيةٍ "كنجوم اللّيل"، شُمّ العرانين مِن شُمّ العرانين. وهم مِن أهل النّدى والمنادمة، لكن "لا يَشين الفحشُ مجلسَهم" ... وكان ذلك بالشّام، سقاها الله أوْفى الدّيَم! وسقى أيّامًا لنا فيها لا إخالها رُجَّعًا!
ووُضِعَ بين أيدينا صحن كنافة نابلسيّة، من اللائي واللّواتي ... فامتعضت، وانقبضت، وتململت، وتعلّلت ...
فاستثقلني القوم، وتضافرَت ألسنتُهم بالحجج المرغّبات، لعّلي أصبأ عن مذهبي. فقال لي أحدهم: "أتدري لماذا سُمّيت بالكنافة؟ " وأجبته دون تردّد: "لعلّ اسمها مشتقٌّ من الكنيف! " وكان قبالتي أخٌ فلسطيني من "خان يونس"، يكتب الشِّعر جريحًا كحال الأمّة، متوثِّبًا كنبض المقاومة، سماويًّا كتاريخ فلسطين المبارَك ... رأيتُ في عينيه الغضبَ يوجّهه لأوّل مرّة إلى صديق! لكنّ جمرة غضبه انطفأت بسرعة اشتعالها، وذلك ما توقّعته؛ لأنّ في عيون أبناء "خان يونس" سرًّا يفيض وداعةً، لا يوازيه إلّا سرّ الوالهين بالصلاة ...
وخشي القومُ أن تشتعل نار الفتنة -وهي إذا اشتعلت بين الأدباء عجزت كلّ مياه الدنيا عن إطفائها- وأن تُلحَق الكنافة النابلسية بطيلسان ابن حرب ... فاستدرك الوضعَ أحدُهم وقال: "بل هي مشتقّة من الكَنَف، ومِن معانيه: السّتر. فأنت إذا أكلت منها، وُقِيتَ مِن كلِّ الأمراض، بإذن الله." فأجبته: "وهل تقي مِن السّمنة؟ " فانفجر المجلس بالضحك، بما في ذلك صاحبي الذي عرّضتُ به.
ثم قال آخَر: "يا أخي، أعلم مدى حساسيّتك الشديدة من غسّان كنفاني .. ولكن، هل تعلم أنه كان لا يطيق الكنافة؟ " فانتقل الحديث إلى غسّان .. وجلسنا "في الشمس" على "السرير رقم 12"، لنأكل شيئا من "البرتقال الحزين" ليس "كالشيء الآخر"، ونتذكّر أيّام "أم سعد" ... لكنّ أحدهم فتح "الباب"، فأعادنا إلى الكنافة؛ تلك التي لم أكن أطيق سماع اسمها ... فقال لي: "يا أخي، جرّب هذه الطريقة. فإن لم تنجح، عذرناك.: سُدّ أنفك، ثم تخيّل أنّ الكنافة "فالوذج" أو "لوزينج" وكُلْ." فقلت له: "أحضرْهما، يا أمير المؤمنين! " فابتسم .. وما كان له إلّا أن يبتسم، وهو العراقيّ الظريف، المولع بكلّ خبر طريف خفيف.
واستسلمت .. ومضغت .. وابتلعت .. فاستسغت .. ثم استزدت .. وانبسطت .. وانبسط الجميع، لا سيّما أخي الفلسطيني. وسمّينا ذلك اليوم "يوم الكنافة". ومنذ تلك الليلة، صرت عضوًا دائمًا في الـ: " n.h.k"، أي: نادي هواة الكنافة.
ولمّا استغربتُ سبب إقبالي عليها بِنَهَم، مع أنّي كنت مِن ألدّ "المنقرفين" منها، أجابني أخي الفلسطيني أنّ للكنافة اللذيذة ثلاثة شروط، وهي: النيّة، والجماعة، والغيث. فلم أفهم، وظننته يتكلّم عن صلاة الاستسقاء! فشرح لي ذلك، وهو يحاكي هيئة الفقيه ولغتَه:
النيّة، يا أخي، هي: القصد. والقصد قصْدُ القلب. ونعني به في مقامنا هذا: الرغبة في الأكل. وقال بعض المحقّقين من أهل هذا الشأن: بل المراد: الأكل على جوع. وقد ثبت بالاستقراء أنّ الكنافة لا تُستساغ إلاّ على جوع. وهذا صحيح مجرّب. ومن استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
أمّا قولنا "الجماعة"، فنعني به: الرفقة الصّالحة. وهي التي إذا رأيتَها تذكّرتَ بطنك، وإذا تكلّمَتْ أسالت لُعابَك، وإذا شرَعَتْ في الأكل فتحَتْ شهيّتك. ومن فضائلها: أنّ الراغب عن الأكل يلتهم اللقمة تلو اللقمة، والراغب فيه لا يصل إلى حدّ التخمة. فالبرَكة تحفّها من الجانبين، والشهيّة معها مضمونة للأجوفَين. وفي عِلم المطعوم: من فاتته الجماعة، فاته القضاءُ أيضًا. فتنبَّه!
وأمّا "الغيث"، فالمقصود هو: القَطْر. ألمْ تسمع قول الجزّار الشاعر:
لئنْ أمْحَلَت أرضُ الكُنافةِ إنّني --- لأرجو لها مِنْ سُحْبِ راحتِه القَطْرَا
إذ لا كنافة دون قَطْر. والقطر يجب إسباغه؛ لأنّه إذا هطل على طبق الكنافة لانَتْ، وإذا لانَتْ ساغتْ، وإذا ساغت كانت غذاءًا وشفاءًا."
ولم أعجَب مِن سِرّ إقبالي على الكنافة، قدر ما عجبتُ مِن الفقيه الكامن في إهاب أخي الشاعر الفلسطيني، ضُمِّخَت ذِكراه مِن أنيس!
تذكّرتُ هذا كلّه لمّا طربتُ لبَيْتَي القصيبي، ثم عجبتُ لهذا الطرب القاهر، وفي النفس ذكرى تلك القصيدة التي لم ترقني ... وقلتُ في نفسي: ربّما كانت عجينة القصيبي في تلك القصيدة "انتهت صلاحيتها" –كما يقال- وأصرّ على أن يصنع منها كنافة .. وربّما خانه القَطْرُ .. وربّما تناولتُها على امتلاء .. وربّما لم أصحّح النّيّة عند قراءتها .. لكنّني بعد أن قرأتُ بيتَيه في الشَّيب، انفتح قلبي على شِعرِه كلِّه، انفتاحَ نفسي للكنافة ...
هذه هي قصّتي مع بيتَي القصيبي اللذين جاد أخونا "خزانة الأدب" باختيارهما ضمن "العيون" ...
فهلْ أطلْت؟
أطَلْتُ، والله .. أطَلْت!
وكان أنْ أوْحى لي البيتان بأبيات، فأبيتُ إلّا الإفضاء بها إلى روّاد "الألوكة". أهديتُها إلى الأخ "خزانة الأدب". وهذا نصّها:
يا مُهْدِيَ الدُرّتَيْنِ ///////// قتلْتَني مرّتَينِ
أثَرْتَ بالشّعرِ صَبّا ///////// يهواه بالأَصْغَرَيْنِ
وبالمشِيبِ حنينًا ///////// إلى الصِّبا بَعْدَ بَيْنِ
فَمِلْءُ دَمعيَ عَيْنِي ///////// ومِلْءُ قَلْبِيَ حَيْنِي
ومِلْءُ حُزْنِيَ روحِي///////// تبكي صَدَى الهِجرَتَيْنِ
تَبكي الشّبابَ تَناءَى ///////// تَنائِيَ الخافِقَيْنِ
والشّعْرَ أصبح أعتى ///////// مِن عاقِد الحاجِبَيْنِ
ها أصبح الدُّرُّ جمرًا ///////// وبُؤْتُ بالجمْرَتَيْنِ
///////// ///////// /////////
يا مُهدِيَ الدُرّتَيْنِ ///////// أَنّى أتَيْتَ بِذَيْنِ؟
مِنْ عبْقَرِ الشّعْرِ تُحْذِي؟ ///////// أمْ مِن جَنَى الجَنّتَيْنِ؟
أمْ مِنْ بَريقِ الحنايا ///////// يَخْتالُ في المقلتَيْنِ؟
حيّرْتَني قبْلَ "يارا" ///////// وقاطِنِ المَحبسَيْنِ
ونافثِ الشّعْرِ دُرّا ///////// يُضيءُ كالفَرْقَدَيْنِ
هل آدَك الشّيْبُ خافٍ؟ ///////// أمْ ما يُرى رأْيَ عَيْنِ؟
أمِ البياضُ تَفَشّى ///////// فألْهَبَ الجانِبَيْنِ؟
ما لي أرى الشّعْرَ غَضّا ///////// فلا أرى أَيْنَ أَيْنِي؟!
ينْأى الشّبابُ وتَبْقَى ///////// ذِكْراهُ في النّاظِرَيْنِ
والدّهْرُ ليس بِباقٍ ///////// إلّا مع المَشْرِقَيْنِ
كالنّهْرِ ليس بِجارٍ ///////// إلّا مع العُدْوَتَيْنِ
ولِلشّباب مَعانٍ ///////// جَمِيعُها مَحْضُ مَيْنِ
شهيّة طيّبة!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 08:32]ـ
لست أدري من أيّ أمريك أعجب أستاذنا الفاضل؟
أمن نثرك أم من شعرك!!
ـ[ذو الوزارتين]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 11:03]ـ
كما عهدناك دائما أيها الشيخ .. متأنقا متألقا، تعرف من أين تؤكل "الكُنافة".
وجدتُني مرّات وجها لوجه أمام "الكُنافة"، وقد ظننتُها في أوليات اللقاء ـ والظنّ أكذب الحديث ـ أخت "القطايف" (وما أدراكَ ما "القطايف" المحشوة باللوز و"حلوة الترك" في سهرات رمضان)، لكنها خيّبت ظني عند أول لقاء .. لقائها بطرف لساني، فابتلعتُ اللقمة التي رفعتها إلى فيّ وأنا أحاول حبس أنفاسي حتى لا أحس بطعمها في الحلق!! على استحياء من رفقة كريمة عزمتني، أنا الغريب حينها (ولا أزال، وإن كانت الغربة غير الغُربة)، ومنذ أول عزومة اكتشفتُ فيها "الكُنافة" في نجد، لم تهفُ نفسي إليها بعد ذلك لا في الشام ولا في غير الشام.
لم هذا التحامل على "الكُنافة"؟ عليّ أن أعترف أن الذنب ليس ذنبها هي، بل الذنب ذنب ذوقي الذي لا يهوى "الجُبن" [أعاذنا الله من الجُبن] ولا الدهن الذي يتخلل جسمها، وقد اشتهى الشاعر (مُصطفى) زين الدين الحمصي (ت1319هـ/ 1901م) كنافة بالجبن فقال:
أيا لله ما أحلى الكُنافَهْ ... بجُبن بل بقطر سُكَّرِيِّ
ورغم أن حدسي أخبرني أن الكُنافة أنواعٌ قد لا تكون تلك المصنوعة بالجبن أفضلها (لستُ شاميا لأعرف ذلك، ولا خبيرا بفنون الطبخ وإعداد الحلويات)، إلا أنني رفضتها جميعا رفض شيخ المعرة الشعر "رَفضَ السَّقْبِ غَرسَه، والرَّأْلِ تَريكَتَه"، ولم أزل أحنُّ إلى "قطايف" لم يُكتب لي أن آكلها في رمضان، فقد أعدّتها أمّ العيال في بداية الشهر، وبينا أنا مشغول شارد الذهن أفقتُ على صُراخها فلما توجهت صوب المطبخ وجدت التنّور يقذف بشرر أتى على الطبق فغادره مُتفحما، ولولا لطف الله لتحولت الحلوى إلى بلوى!
أما القصيبي، رحمه الله، فقد قرأتُ له أول ما قرأتُ قصيدته البديعة التي افتتحها بقوله:
خمسٌ وستُونَ .. في أجفان إعصارِ ... أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
وفيها أبياتٌ رائقةٌ جزلة جعلتني أصنفه ضمن قائمة الشعراء المُعاصرين الذين ينبغي على الأديب تتبع ما يكتبون.
هذا هامش القصة، أغراني نصك الجميل وشعرك المتلألئ تلألأ (الدرّتين) بتسطيره [شيخَنا الواحديّ]، ولا مَناص من شكر (خزانة الأدب) أيضا فلولا ذوقه الرفيع لما كان لهذا الفصل من فصول المجلس العلمي وجود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 12:48]ـ
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
هو في حدا ما بحب الكنافة النابلسية يا راجل يا طيب!
لا أنسى الليالي الكنفانية مع أصحابي في محلات (أبو السعود) _أشهر من يجيد صنعها في غزة_ وأنا أرفع لقمة منها إلى فمي وجبنتها اللذيذة تمط أمام عيني كخيط الفجر الأبيض أصله في الصحن وفرعه في فمي فيعلق ما بقي منها بأطراف لحيتي فأتبعها بلساني!
لو كنت أجيد الشعر لقلت كما قال
ابن نُباتة:
ولم أنس ليلات الكنافة قطرها ???? هو الحلو الا أنه السحب الغزر
يجود على ضعفي فأهتز فرحة ???? كما انتفض العصفور بلله القطر
/// والكنافة عندنا تأكل على مدار السنة وما كنت أظن أنها تعمل برمضان فقط كالقطائف حتى وقفت على خبر يوسف السنبكي
ابن الجزّار أيضا:
وَمَالِي أرَى وَجْهَ الكُنافةِ مُغْضِباً ???? ولولا رِضَاها لم أرِدْ رَمضَانَها
عَجِبتُ لها في هَجْرَها كيفَ أظهرَتْ ???? عليَّ جَفاءً صَدَّ عنِّي جِفَانَها
تُرَى اتْهَمتَني بالقطايفِ فاغْتَدَتْ ????تَصُدُّ اعتقاداً أنّ قلبي خَانَها
وقد قَاطَعَتَنِي ما سَمِعْتُ كلامَها ???? لأنّ لِساني لم يُخاطِبْ لِسَانَها
/// وإذا كانت حال الكنافة عندك كما وصفت فلا شك أنك تؤيد قول سعد الدين بن عربي:
قال القطائف للكنافة ما ???? بالي أراك رقيقة الجسد
أنا بالقلوب حلاوتي حشيت???? فتقطعي من كثرة الحسد
ولا أدري ما رأي السيوطي أيضا في (منهل اللطايف في الكنافه والقطايف) إلا أني أعيذك أن تتبنى الآراء الشاذة والضعيفة
فإن فقهاء الطعام لا يذهبون لمثل هذه الأقوال كما لا يذهب فقهاء الشريعة لنفي كبائر الذنوب على ما قرره الغزالي
فتعال وانظر ما يقول فقهاء الطعام
قال مصطفى الحنفي من أدباء حمص الشام:
أكل المحاشي صنعتي وفعالي ???? والرز لي فيه وسيع مجال
للأكل أهل لا يجاوز غيرهم ???? أيديهم فيه كما الفصال
يا طابخ الضلع السمين أما ترى ???? جوعي ومخمصتي وسيئة حالي
أنعم به ولك الثواب فإنه ???? لا شك يكفيني أنا وعيالي
ما العشق إلا أن تهيم بكبة ???? حمراء تهدا لا بذات حجال
والليث من صدم الموائد بل جثا ???? متربعاً لا مبتغي لنزال
والقرن من بالكف يقبض رقبة ???? الخاروف لا من يردي للأقيال
دعني ومن ألحان شاد مطرب ???? طربي بوصف الأكل والأشكال
والعود أن تضرب به فيسوؤني ???? وعلى الطناجر أن نقرت حلالي
ما رنة القانون أبغي إنما ???? أبغي لرنة صدرنا المتلالي
وكذاك قعقعة المعالق فوقه ???? وكذا الصحون بصنعة الأكال
وتلذذي بتعدد الألوان مع ???? سلطاتها وكذلك الأبقال
وتغزلي بسوى الكنافة لم يكن ???? لا بالصبي وربة الخلخال
/// ولا يفوتني قبل أن أغادر روضتك الأدبية _وقد علمتُ وعلم الناس أني متطفل غريب عن علومها وأفنانها_ أن أمحض لك النصح فأوصيك بالإكثار من أكل الكنافة النابلسية
حتى تراها في منامك فإن رُأيتها في المنام تدل على العلم والهدية كما قال عبد الغني النابلسي.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 01:27]ـ
أما الدرر الواحدية فقد مردنا عليها، وإنها العذب الزلال والسحر الحلال
وهديته الغالية فوق أن تقدر بثمن
حفظه الله وأكرم في الدارين مثواه.
وقد سوَّلت لي النفسُ أن أُكافئَ قريضًا بقريض، فقلت:
يا ناظمَ الدُرَّتَيْنِ ///////// وواكفَ المُقْلَتَينِ
وأبيضَ الشَّعْرَتَينِ ///////// كما ضِياءُ لُجَيْنِ
قد كانَ في الشَّيْبِ وعظٌ ///////// عن تَيْنِكَ الوَخْزَتَيْنِ
إنْ كنتَ تقصدُ فَضْحي ///////// فَضَحْتَني مرَّتَينِ!
... إلخ إلخ
ثم استعذتُ بالله، ونهيت النفسَ عن النقائض!
فإنني ما سلكتُ دُرًّا في حياتي، إلا عَبَثات يسيرة في أيام الدراسة، نظرتُ فيها وقلت للقريحة الكليلة: ليس بعُشِّكِ فادْرُجي! وهجرت هذا الباب بالمرَّة!
مع أنني لم اشتغل بشيء كاشتغالي بالآداب، قراءة وتذوُّقًا ودراسة وبحثًا وتحقيقًا وتصنيفًا وتدريسًا!
وإن تعجب فاعجب لأخ كريم أرسل إليَّ أشطارًا، وفي زَعْمه أن أُقيم مُنآدَها، وتَفَرَّستُ أنه أمازيغي، وصدق ظنِّي.
فضحكتُ لتصاريف الزمان: أمازيغيٌّ شاعرٌ ومُضَرِيٌّ مُفْحَم!
ولكن ليس أعجب من صنيع هذا المغربي إلا قولُ أخينا:
والشّعْرَ أصبح أعتى ///////// مِن عاقِد الحاجِبَيْنِ
كأنه يريد إغرائي أو توريطي!
لا يا مولانا!
تصطاد الشُّرَّد المطربات في دقائق أو سويعات! وتزعم أن قياد القوافي قد استعصى عليك!
ولكنها أماليح الشعراء، كما قال الأخطل الصغير، وهم يبايعونه أميراً على الشعر:
ما للقوافي إذا جاذبتُها نَفَرَتْ ///////// رعت شبابي وخانتني على كِبَري
وأما فضيحة الشيب الظاهر والباطن: فالحمد لله على نِعَمه ظاهرةً وباطنةً،
وطالما سألني أترابي ممن وَخَطهم المشيب: أتُراني أصبغ؟! فأقول لهم: لم أعرف بعدُ كيف تكون الصباغة، وإن دقَّقتم فستجدون قَبَسَ البياض!
وحيَّى الله منتدى يجمعنا بهذا الفاضل وأمثاله!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 09:14]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر
هو في حدا ما بحب الكنافة النابلسية يا راجل يا طيب!
لا أنسى الليالي الكنفانية مع أصحابي في محلات (أبو السعود) _أشهر من يجيد صنعها في غزة_ وأنا أرفع لقمة منها إلى فمي وجبنتها اللذيذة تمط أمام عيني كخيط الفجر الأبيض أصله في الصحن وفرعه في فمي فيعلق ما بقي منها بأطراف لحيتي فأتبعها بلساني!
وبعد هذا تصف نفسك بـ "المتطفل على الأدب"؟
إن كان كلّ المتطفّلين يكتبون بهذه الديباجة، فكثّر الله من أمثالهم على موائد الأدب.
وفي الباب مسألة، شيخَنا الفاضل:
حلف لا يأكل حلاوةً، ثم تناوَل كنافة.
ما حُكمُه؟
بارك الله فيك على تشريفك للموضوع بالقراءة والتعليق.
وما زلنا نرجو المزيد ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 09:25]ـ
كما عهدناك دائما، تعرف من أين تؤكل "الكُنافة".
بورك في يراع يشحّ أيّاما، ثم يسحّ في ومضة تفيض حضورًا، فينسينا عطش الغياب.
جمعني الله وإياك على طبق كنافة، في بيت الشيخ أمجد، بغزّة المحرّرة، بمناسبة طبع أوّل ديوان شعر لأخينا خزانة الأدب!
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 09:51]ـ
جوزيت خيرًا، أخي العاصمي.
وأرجو أن تتفضّل فتغذّي "العيون" بقبسات من شعراء الجزائر المجاهدة.
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 10:14]ـ
ماشاء الله يا واحدي , تتركني على حصيرٍ في دهليز الزمن مع أهل الكدية والفلاكة؛ وتفرّ إلى هذه الأطايب؟
كثيراً ما أقول: إن الفن أجمل من الحياة .. فقصيدة كثيّر في عزة أجمل من عزة بالغاً مابلغ جمالها .. وسكّر قلمك أحلى من الكنافة التي أكلتَ .. هنيئاً مريئاً.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 12:03]ـ
خان يونس: مدينة فلسطية ,يحدها قلبي من جميع الجهات وتقع في سويدائه .. ساحلها تبر , وماؤها شهد, ونسيمها سحر ,وسماؤها مرآة الزمان, بوركت أيها الأديب على مقطوعتك الملفعة بعبق الحياة
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:28]ـ
يا ناظمَ الدُرَّتَيْنِ ///////// وواكفَ المُقْلَتَينِ
وأبيضَ الشَّعْرَتَينِ ///////// كما ضِياءُ لُجَيْنِ
قد كانَ في الشَّيْبِ وعظٌ ///////// عن تَيْنِكَ الوَخْزَتَيْنِ
إنْ كنتَ تقصدُ فَضْحي ///////// فَضَحْتَني مرَّتَينِ!
[ right]... إلخ إلخ
ثم استعذتُ بالله، ونهيت النفسَ عن النقائض!
فإنني ما سلكتُ دُرًّا في حياتي، إلا عَبَثات يسيرة في أيام الدراسة
حبّذا "العبثات" تستدعي الحليمَ إلى الوجد ..
ولعلّها الكنافة وبركاتُها، زحزحت باب الخزانة، فلمحنا بصيصًا من جواهرها المكنونة.
ولو علمنا اقتراحَ "أم علي" عليك مؤذنا بانفتاح الباب، لفعلنا؛ لكننا نخشى غضب أم البنين ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:33]ـ
ماشاء الله يا واحدي , تتركني على حصيرٍ في دهليز الزمن مع أهل الكدية والفلاكة؛ وتفرّ إلى هذه الأطايب؟
شرّفتنا يا شيخ!
ولو أنّنا خاتَلْنا الركْب، وانتقلنا إلى السرداب، لرأينا العجائب. ولكننا لا نُحسِن الكتمان بعد ...
ـ[محب الأدب]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 05:43]ـ
فهلْ أطلْت؟
أطَلْتُ، والله .. أطَلْت!
بديع ٌ .. بديعٌ
كلا والله لم تطل
ورحم الله الشَّعبي حين قال: " ما سمعتُ متكلماً على منبرٍ قَطُّ تكلَّم فأحسَنَ إلاَّ تمنّيت أن يسكُت خوفاً منْ أن يُسيء إلا زيَاداً فإنّه كان كُلَّما أكثَر كان أجودَ كلاماً"
وأنا أقول: إلا الواحدي ... فإنك في كتابتك البديعة الرائدة الخاضعة لخطرات العقل، وشجون الحديث، في نغمةٍ ناغمة، وحروف متقاومة؛ ولفظٍ عذب، ومأخذٍ سهل؛ بعيدة من التكلف الجافي، وقريبة من التلطف الخافي ... وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ...
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 03:57]ـ
بورك الجمع الطيّب، وجزاكم الله خيرًا جميعا.
أتمثل فيكم بقول الشاعر:
فمن تك نزهته قينة ** وكأس تُحَثّ وكأس تصب
فنزهتنا واستراحتنا ** تلاقي العيون ودرس الكتب
ولم أنس ليلات الكنافة قطرها ???? هو الحلو الا أنه السحب الغزر
يجود على ضعفي فأهتز فرحة ???? كما انتفض العصفور بلله القطر
ولبعضهم:
إليك اشتياقي يا كنافة زائدٌ ** فمالي غَناءٌ عنك كلا ولا صبرُ
فلا زلتِ أكلي كلَّ يومٍ وليلةٍ ** ولا زال منهلا بجرعائك القطرُ
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 08:55]ـ
أبو القاسم الحريري يسمي القطائف وأمثالها:
لفائف النعيم!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 09:42]ـ
يا قوم!
إنا لنأكل الكنافة منذ دهر، وما كنا نعرف منها كل هذا الذي تقولون!
حقا! إن بحر العلم لا ساحل له، وفوق كل ذي علم بالكنافة علماء!!
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 04:29]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هي دومًا كذلك، عباراتك العابرة للآفاق والأعماق: عجلى تتوثّب، كأنّ راقمها على موعد مع نيِّرات الحُسن، لا يدرى أليلاه منهنّ؟ أم ليلى من البشر؟
نقرأها، فنرى قلبًا يبتسم بودٍّ يزينه الاعتذار؛ لسان حاله يردّد: وددت لو طال المقام، لكن لا جُناح على من يقوده جَناح الهيام إلى أطايب الكلام.
ونرى يراعًا يلتهم مفاتن الحرف التهامًا، فيُلهَم سرَّ الحرف وسِحْرَ الكلمة الفَتُون؛ ويسلب ألبابنا بتلك اللمحة الخاطفة، تغيب كما جاءت، مفاجئةً مدهشة، ويظلّ نورها يضيء مسافاتنا، فلا يدري الحنين إلى أيّ الغايتين يعدو: حضور عابر؟ أم غياب آسر؟
وبين غياب الحضور وحضور الغياب، تظلّ كلماتك طيورًا مهاجرةً لم يهتد الراصدون إلى معرفة مسارها ... تظلّ تهاجر وتؤوب، ولا تؤوب إلاّ مصطحبةً رياح الشمال، مثقلةً بالأبكار من غمائم المعاني. وتظلّ أعيننا ترقب زخّات يراعك، تضمّخ أفقها بعبق اللمحة المضيئة، لعلّها تنسيها ركام الحروف المثقلة بالملل في زمن استنساخ العدم ...
هكذا أنت: تعرّج ثم تنفلت، كالمشفق على الكلمات، أو كالمدرك لنفاستها. وتغيب ... لكن الربْع بعدَك يُزهِر، والزهر يظلّ يطالِب زارعه بالتفاتة، إذ فيها حياته.
هكذا أنت: تتمنّى لو لم نسكت!
وهكذا نحن: نتمنّى لو تتكلّم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 04:16]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هي دومًا كذلك، عباراتك العابرة للآفاق والأعماق: عجلى تتوثّب، كأنّ راقمها على موعد مع نيِّرات الحُسن، لا يدرى أليلاه منهنّ؟ أم ليلى من البشر؟
نقرأها، فنرى قلبًا يبتسم بودٍّ يزينه الاعتذار؛ لسان حاله يردّد: وددت لو طال المقام، لكن لا جُناح على من يقوده جَناح الهيام إلى أطايب الكلام.
ونرى يراعًا يلتهم مفاتن الحرف التهامًا، فيُلهَم سرَّ الحرف وسِحْرَ الكلمة الفَتُون؛ ويسلب ألبابنا بتلك اللمحة الخاطفة، تغيب كما جاءت، مفاجئةً مدهشة، ويظلّ نورها يضيء مسافاتنا، فلا يدري الحنين إلى أيّ الغايتين يعدو: حضور عابر؟ أم غياب آسر؟
وبين غياب الحضور وحضور الغياب، تظلّ كلماتك طيورًا مهاجرةً لم يهتد الراصدون إلى معرفة مسارها ... تظلّ تهاجر وتؤوب، ولا تؤوب إلاّ مصطحبةً رياح الشمال، مثقلةً بالأبكار من غمائم المعاني. وتظلّ أعيننا ترقب زخّات يراعك، تضمّخ أفقها بعبق اللمحة المضيئة، لعلّها تنسيها ركام الحروف المثقلة بالملل في زمن استنساخ العدم ...
هكذا أنت: تعرّج ثم تنفلت، كالمشفق على الكلمات، أو كالمدرك لنفاستها. وتغيب ... لكن الربْع بعدَك يُزهِر، والزهر يظلّ يطالِب زارعه بالتفاتة، إذ فيها حياته.
هكذا أنت: تتمنّى لو لم نسكت!
وهكذا نحن: نتمنّى لو تتكلّم!
سقطت الإشارة هنا إلى أنّ الكلام موجّه إلى الأخ الفاضل: "محبّ الأدب"؛ فإياه أعني، وعنه أتكلّم.
ولم أنتبه إلى ذلك إلا الآن، فوجب التنبيه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
بعد إذن آكل الكنافة مغرقنا في اللطافة:
سؤال لسيدنا الشيخ (خزانة الأدب)
يا ناظمَ الدُرَّتَيْنِ http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif وواكفَ المُقْلَتَينِ
وأبيضَ الشَّعْرَتَينِ http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif كما ضِياءُ لُجَيْنِ
قد كانَ في الشَّيْبِ وعظٌ http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif عن تَيْنِكَ الوَخْزَتَيْنِ
إنْ كنتَ تقصدُ فَضْحي http://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gifhttp://1.1.1.2/bmi/majles.alukah.net/images/smilies/mid.gif فَضَحْتَني مرَّتَينِ!
أيهما أحلى أبياتك أم الصوت الذي غنى (يا عاقد الحاجبين)؟
:)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 09:32]ـ
أسعدك الله -أيها الأديب الواحدي - بالعلم والأدب والإيمان، كما أسعدتنا بهذه اللطائف الأدبية الرائعة البعيدة عن التَّقْعِير والتَّقْعِيب، والأدبُ غَضّ، والزمان زمان، وأهله من يكتب مثل ماتكتبون بإسلوبه ووضوحه وفاكهته وجماله، فلا يمل قراءة حرفه، ولا يغص في فهم معناه، ولا يعدم فائدة الأدب منه، فإذا كانت هذه لحظاته فما فاته شيء من زمانه، ولا نامت عينه عن تصور جماله وسهولة ألفاظه وعذوبة أدبه.
هذا منتهى القول فيما تم جمع حروفه تعبيراً لكم، والفضل العالي نسأله لنا ولكم بالفوز بخير الدارين.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 01:47]ـ
اذا جاعَ الأديب!
قال أبو الربيع البلخي (من شعراء اليتيمة):
ما يومُ منكوبٍ حزينٍ * مُستهامِ القلبِ خائفْ
بأَمَدَّ من يوم الظَّريـ * ـفِ إذا تجوَّعَ للقطائفْ!
وإنما نسج فيه على منوال من قال:
ما ليلةُ المهجورِ با * عَدَتِ النَّوى عنهُ أَنِيسَهْ
أو ليلةُ الملسوعِ حا * ذَرَ مِيتَةَ النَّفْسِ النَّفِيسَةْ
بأَمَدَّ من ليلِ الظَّريـ * ـفِ إذا تجوَّعَ للهَريسَةْ
وبارك اللهم لكم في عيدكم وأعاده عليكم بالصحة والعافية والأمن والمسرَّات!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 02:20]ـ
أستاذنا ... معذرة.
قد جعلتَ الأبياتَ كلَّها مدوَّرة وقسمت الكلمة على الشطرين .... إلا البيت الأوَّل.
مع أنَّه - في الحقيقة - مدوَّر أيضًا، وآخره في الشطر الأول: ياء حزينٍ .. وتصير النون والتنوين في الشطر الثاني.
ومعذرة ثانيًا.(/)
قصيدة " خاب الخبيث " ... لأبي عبد الله الرياني
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 12:18]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ,,,,,,
فاليوم تمّت المباهلة بين الشيخ محمد عبد الرحمن الكوس وبين الرافضي الخبيث ياسر الخبيث قبّح الله وجهه ...
وتمت المباهلة ...
كتبتُ هذه القصيدة بعد المباهلة ....
أسميتها
"خاب الخبيثُ"
خاب الخبيثُ ومصدرُ الأقذارِ * يا رب فالعنْ خادمَ الكفّار
قد شاهَ ياسرٌ الخبيثُ وصحبُه * من أهلِه الفسّاقِ والفُجّار
بل أمّه شاهتْ وشاهتْ أختُه * وأبوهُ شاهَ وكلّ منْ في الدار
واللعنُ موصولٌ على أعوانِه * ديناً فنلعنُهُم رجاءَ النار
سبّوا المبرّأةَ العفيفةَ أمّنا * بل يقذفونَ بها بقولٍ عار
وهْيَ الحبيبةُ للحبيبِ محمدٍ * خير الأُناسِ نبيّنا المختار
فالإسمُ عائشةٌ فموتوا غيظَكم * ذا عيشُ أهلِ نبيّنا الأطهارِ
في جنةٍ تحيا بقربِ محمّدٍ * زوجُ النبيّ فليتَ لِي أشعارِي
يا أمّنا صبرا ولستُ بصابرٍ * في قلعِ رأس الكافرِ الخوّارِ
يا ليتَ لي أمرا ونهيا إنّني * لأتوقُ مُشهِرُ سيفيَ البتّارِ
من سبّ أمّ المؤمنينَ فإنه * لَنبْاحُ كلبٍ أو نهيقُ حمار
من خاضَ في عرض النبيّ منافقٌ * أو خاض في أصحابهِ الأبرارِ
ما ضرّ أصحابَ النبيّ كلامهم * فالقولُ قولُ المجرمِ الختّارِ
كالقصرِ مبنيّا رسوخا شامخا * أيهدّه رامٍ بذي الأحجارِ
هم شمسُنا ضاءتْ وليس كفيفُهم * أعمى البصيرةِ ساترَ الأنوارِ
يا ياسراً سُحقا لكم تبا لكُم * قُبحا لكُم يا مجمَع الأكدارِ
باهلتَ من نادى بدينِ محمّد * فانظرْ مصيرك من لدنْ جبّارِ
وانظرْ عذابَك يا كويذبُ مدةً * من ربّنا المتكبّر القهّار
فاللهُ يمهلُ ليس يهملُ إن بدا * ظُلمُ الظلومِ وغدرةُ الغدّار
الله يلعنُكم ويلعن جمعَكم * جمعُ النفاقِ مشاققُ الأنصارِ
يا ياسرا تحتَ النعالِ مقامُكم * هذا مَقامُ الفاجرٍ الكفّارِ
من سبّ أمّ المؤمنينَ فإنه * لَنبْاحُ كلبٍ أو نهيقُ حمار ?
محمود الصقور
(أبو عبد الله الريّاني)
نسأل الله أن يرينا بهذا الخبيث يوما أسودا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر ,,,,
www.AbuAbdullah.0jet.com (http://abuabdullah.0jet.com/AEa-UEI-Caaa-CaNiCai-b1/OiIE-ICE-CaIEiE-b1-p29.htm)(/)
قصص أكتبها بدمي ... "المأساة الأولى: الخدعة"
ـ[ابن عدي]ــــــــ[09 - Oct-2010, صباحاً 09:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اعتاد السادة القراء أن يروا من قلمي سرد القصص التي يكتبها الواقع، ويخطها القلم، وينقحها الخيال،،
ولكنني اليوم أكتب ما خطه الواقع وفقط ...
في "قصص أكتبها بدمي" عن مآسي المسلمين الجدد مع النصارى في مدينتي، وهي قصص عشت بعض فصولها بنفسي، فأنا أسطرها للتاريخ كشاهد على الأحداث،،
"المأساة الأولى: الخدعة"
اتصل بي هشام عبر الجوال، وما أن سمعت صوته حتى اعتراني القلق، وسألته على الفور:
ماذا حدث ولماذا أنت مضطرب بهذا الشكل؟؟
فأجابني ونشيج البكاء في صوته:
أريد مقابلتك على الفور،،
اجبته بسرعة واقتضاب:
أنا بانتظارك حالًا بالمنزل،،
ولم تمض سوى دقائق قليلة، إلا وضمتنا غرفتي الخاصة، وبدأ يسرد الأحداث:
منذ ما يقارب الشهر اتصلت بي فتاة تدعى مريم، وقالت:
"أنا احتاجك يا شيخ هشام في أمر هام وخطير، فهل لي أن ألتقيك في مكتبك الخاص بعد ساعة؟؟ على فكرة أنا منتقبة"، وانتهت المكالمة.
وفي الموعد المحدد كنت بمكتبي، وظننت أنها قضية عادية مثل سائر القضايا التي أتولاها لزبائني، وبينما أنا مستغرق في أفكاري طرق باب المكتب بصوت خفيض، فقمت ونظرت من شوّافة الباب فإذا امرأتان إحدهما منتقبة، فقلت: من؟؟ وأتاني الصوت بأخفض من الطرقات:
أنا مريم يا شيخ.
فتحت لهما الباب، مرحبًا:
تفضلا، ودخلا على الفور يتخالسان النظر، واستقر بي المقام خلف منضدتي، ولا حظت الاضطراب البالغ من كليهما، والمنتقبة بالأخص، فقلت مداعبًا ومحاولًا تلطيف حدة الموقف:
هل أنتما فارتين من الحكومة؟؟ فأجابتني مريم:
لأ .... من الكنيسة،،
ولدهشتي انتفضت من الجواب، ثم استجمعت جأشي وسألتها:
ما الخبر؟؟ فقالت: أصغي لي من فضلك ...
وبدأت المأساة ...
...
كل هذا وأنا أستمع لهشام، وتوتره يتضاعف حتى جف ريقه تمامًا عند هذه الجزئية من الحديث فقمت لأسعفه ببعض الماء، ومشروب ساخن، في هذا الزمهرير الذي لم تفلح مدفأتي المتواضعة في دفعه،،
ولما سكن قليلًا بدأت أستحثه ليتابع حديثه، فشرع يكمل:
لقد كانت الفتاة (مريم) أسلمت سرًا، ثم هربت من أهلها، وتريد من يحميها حتى تشهر إسلامها، وتلك التي معها جارة مسلمة لها، وهي التي دلتها على هشام بحكم أنه محام مُلتحي معروف بالتزامه ..
ومريم تخاف أن يشعر أهلها بإسلامها فيقتلونها على الفور ..
عاجلت بسؤاله:
وأين هي الآن؟؟ فقال بضيق:
سأخبرك بكل شيء،،
لقد استعنت ببعض أصدقائي ليخفيها عند مسن وزوجه في بني سويف؛ حتى تكون أبعد عن العيون، فلم أتمالك فضولي فقلت:
وهل أشهرت إسلامها أم ..
فقاطعني بضيق بالغ:
من فضلك يا سيدنا انتظر قليلًا، وسأخبرك بكل التفاصيل، وتابع:
لم يمر سوى أسبوعان فقط، على ذلك وقلبت الدنيا رأسًا على عقب، وفتش في مدينتينا كل شبر .. حتى جحر الفأر وشق الثعبان، حتى أمسك أهلها بطرف القضية؛ بجارتها المسلمة، ودفعوها للأمن الذي أجبرها على الاعتراف بمن أخذها،،
ووصلت إلي أيدي الخطر،،
وفجأة كلمني ظابط أمن الدولة:
أين أنت يا هشام؟؟ الدنيا هنا ملتهبة، والكل يبحث عنك،،
ثم أتبع بهذه الجملة - وكأنه يخشى أحدًا، أوشيئًا، أو أنه ... لا أدري!! - فقال بتوتر بالغ:
هشام لا تسلم مريم لمكتب الأمن؛ أهلها لو ظفروا بها سيقتلونها، ومكتب الأمن سيسلمها لهم لا محالة ..
أعدك إذا بقيت عندك أسبوع آخر أن أكون أنهيت لك أوراق إسلامها، وساعتها لا يمكن لأحد أن يؤذيها، و ..
وانقطع الخط ...
وتنهد هشام باغتمام بالغ وهو يقول:
ويا ليتني فعلت ذلك،،
فقاطعته بهلع:
ماذا تعني؟؟ هل سلمت الفتاة المسكينة للظلمة الغشمة؛ حتى يفتنها النصارى عن دينها؟؟
أجابني ودموعه تنهال:
خدعوني والله يا سيدنا، والله خدعوني،،
ظل يبكي بعض الوقت ...
ثم قال وهو يكفكف دموعه، ويبين كيف كانت الخدعة:
لقد ذهبت إلى مكتب الأمن فإذا هو ثكنة عسكرية من الداخل، وكاتدرائية النصارى من الخارج ..
تصور من الذي كان موجودًا بهذا المكتب المتواضع، السيد/ مساعد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة بنفسه،،
وما أن دلفت إلى المكتب حتى قام لاستقبالي مرحبًا:
أهلًا يا شيخ هشام، أنا أول ما عرفت أنك ملتح، قلت: شاب غيور على أخواته ودينه، وكذلك عاقل يزن الأمور،،
(يُتْبَعُ)
(/)
حاولت أن أتكلم فبادرني قائلًا:
اسمع يا بني، هل ترى هذا الشيب برأسي؟؟
فجاوبته بإشارة من رأسي، فتابع:
أنت في سن ولدي، ومريم كذلك بل هي أصغر منك،،
ولعلك رأيت قطيع الخنازير الذي يقبع أمام مكتب الأمن بملابسهم السوداء وقلوبهم الأسود، وصليبهم المرفوع الذي أفلح أن يحضرني من القاهرة إلى هنا و ..
قاطعه طرق الباب، ودخل رئيس المكتب - وهو برتبة عقيد - ليقول له:
سعادة اللواء، كبير القساوسة يريد أن يساوم الأستاذ هشام،،
أجابه اللواء بإشارة من يده فخرج بعدها وأغلق الباب خلفه، فقلت أنا على الفور:
ماذا يقصد سيادة العقيد بهذه الجملة؟؟
أراد اللواء أن يتابع كلامه دون أن يجيب عن سؤالي، فكررت السؤال:
ماذا يقصد سيادة العقيد بهذه الجملة؟؟
فأجابني بتحرج:
يعني .. الأنبا - كما تعلم يعني عندهم الدين يباع لحفنة من المال- فيعني يظن أنك ستسلمهم الفتاة، وتأخذ مبلغًا من المال في المقابل، و ..
انتفضت من مجلسي، وتوجهت تجاه الباب وأنا أوقول:
والذي يعبده المسلمون، وكل معبود غيره باطل لن أسلمها لهذا الوقح، ولو دخل فلن أسلمها لمخلوق على وجه الأرض، بل سأخرج لأبصق على سحنته المقيتة،،
قلت ذلك، وأنا قابض على رتاج باب الغرفة، فتشبث بي اللواء وقال ضارعًا:
أرجوك يا ابني لا تفعل، أرجوك الأمر قد يصل للسيد رئيس الجمهورية شخصيًا، وأرجوك لا تتسبب في إيذاء نفسك وإيذائي.
اسمع: سلمني البنت، ولن أسلمها لهم سأجعلها أمانة عندي حتى تخمد الفتنة، ثم تشهر إسلامها وتنتهي القضية،،
نظرت إليه بتشكك فإذا هو قد أخرج مسبحة من جيبه وبدأ يسبح بها، وجلس على المقعد ونكس رأسه في صورة ما رأيت مثلها من الخشوع من قبل في هذا الوسط ...
ثم رفع رأسه إلي وقال مستنكرًا:
هو أنا أسلم مسلمة للنصارى؟؟ طبعًا لأ، وأشاح بالمسبحة:
أنا مسلم وموحد بالله ....
ثم زفر هشام زفرة حركت بعض الأوراق من على مكتبي، بل أحرقتها وقال:
الجبان الوغد ... ثم صرخ:
خائن خائن ... وأنا أيضًا خائن ...
وانهار وهو يقول:
سلمتها له بعد يومين فسلمها للنصارى بعد ساعة واحدة ..
وبكى بحرقة وهو يقول:
آه آه يا أختي!!
آه آه يا مريم أين أنت؟؟
أين أنت يا مريم؟؟
أين أنت؟؟
وبكيت لبكائه،،
وبكيت لها وعليها ..
على مريم المسكينة التي سلمت للكفار دونما ذنب،،
بكيت على قطعة من جسد المسلمين حبيسة في أديرة النصارى بغير جريرة ...
" وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ".
"وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ"
ولم تنته الأحداث بعد، فكونوا معي في الجزء الثاني بإذن الله،،
ودمتم بحفظ الرحمن،،(/)
رسائل عبر الحاسوب
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 12:46]ـ
من بلد الى بلد
وهذه المرة الى القدس
وما العجب
وهذا مثال: بشرى تم افتتاح مجلس الأدب الإسلامي
يسر إدارة المجلس العلمي أن تبشركم بافتتاح
مجلس الأدب الإسلامي
فنأمل من الأفاضل أن يتفاعلوا معه تفاعلاً حسنًا؛ إسهاما في نشر الخير بين الناس، والدعوة إلى الله على بصيرة.
ونسأل الله العلي العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
كان عليّ أن أشكركم فعلاً.(/)
أبيات لعام 1420هـ عام العلماء
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[09 - Oct-2010, مساء 10:07]ـ
وقفة على أطلال ( http://www.damasgate.com/vb/t175872/) عام الحزن ( http://www.damasgate.com/vb/t175872/)1420 هـ ( http://www.damasgate.com/vb/t175872/) عام العلماء
موسى محمد هجاد الزهراني
1. شجنٌ شجا في القلب كالظلماء فتفجّرت بين الضلوع دمائي
2. وتعثرت فوق الشفاه مشاعري كمداً فثارت ثورة الإيحاء
3. من أين أبتدأ الكلام وخاطري بالحزن كالظلماء في الصحراء؟!
4. أأقول إني في الفهاهة موغلٌ أم أن قلبي يستطيب رثائي
5. من أين والأحباب شدوا رحلهم؟! ومضوا إلى دار المنى الخضراء
6. ومصائب ألقت عليَّ رداءها حتى كستني أظلم الأرداء
7. أفهل أداوي بالجراح جراحَنا وأقول للأدواء أنت دوائي
8. عيدانِ مَرَّا كالسِّهام فلم أجد في طيِّها فرحاً على استحياء
9. ياعام عشرين الأليم أَما كفى أن تُشعل النيرانَ في الأحشاء
10. أوَ ما رأيت الدمع في أجفاننا أوَ ما علمت تمزق الأحياء
11. ألّفتَ بين دمائنا ودموعنا ورسمت منها لوحةً بشقائي
12. منذ المحرَّم والدموع سواجمٌ تبكي فراق أجِلَّةِ العلماء
13. العالمين العاملين بعلمهم السالكين طريقة الفضلاء
14. أنا لست أعلم مَنْ يشيِّعُ مَنْ وما صرنا خلافهمو سوى بؤساء
15. هم خلَّفونا أمة مهزومةً جسداً يجسِّد ذلة التعساء
16. متمزقين وكلهم مستبشرٌ بالفرقة المشؤمة العمياء
17. هم خلَّفونا أمة موهومة ترنوا لرحمة أخبث الخبثاء
18. من ينحرون على الحياة نحورنا ويزهِّدون البُخل في البخلاء
19. من يأكلون بدينهم دنياهمو متلونون كهيئة الحرباء
20. ياعام عشرين الحزينَ؛مرارةٌ في القلب تحكي لوعة الغرباء
21. كم ذا أعدُّ من الألى ساروا على نهجِ الصحابة دونما إغضاء
22. مات (ابنُ بازٍ) والقلوب مَشُوقةٌ حرَّى يلمِّظُها حنينُ شقاءِ
23. مات الفقيه الحافظ الشهم الذي درأ الخصوم بحجة بيضاء
24. فتن تذوب إذا رأته فلا ترى منها على الدنيا سوى الأشلاء
25. هو زاهد والمال يركض نحوه متوسلاً فيبوءُ بالإقصاء
26. من لي بمثل الباز في زمنٍ غدا فيه الروُّيبضُ أفصح الفصحاء
27. يتقافزون على المنابر كالدُّمى ويزوِّرون صحيفة الإفتاء
28. ومحدثِ الشام ( http://www.damasgate.com/vb/) المعطر ذكره شيخُ الحديث خليفة الخلفاء
29. جئني بنصف محدثٍ من مثله يُزري بتلك الألسن الخرساء
30. إصعد ودعنا في ثرى أوهامنا مابين من يجفو وبين مراء
31. متعالمٍ ملأ القلوب كئابة يمحو النصوص بأرذل الآراء
32. أسفا لألبانيّنا أسد الفلا كم ذبَّ عن عرض الذرى الشماء
33. ولكم تمنيتُ الحروف ( http://www.damasgate.com/vb/f45/) تطيعُني لأبدتُ أصحاب الرّؤى العوجاء
34. قوماً يرون النيل من علمائنا شرفاً يُضاهي عزة الشرفاء
35. قوماً يردون الحديث بفكرهم ويعظمون زبالة الأهواء
36. من لي بمثل (ابن الغصون) و (سيدٍ) و (عطيةٍ) أو (مصطفى الزرقاء)
37. أو مثل (طنطاوي) ذا الشيخِ الذي أزرى بفكر بقية الأدباء
38. من يخلف (الندوي) في أنظارنا من ذا يُرى في الهند نبعَ وفاء
39. من يخلف (القطان) للقرآن يصـ ـبح خادماً في همة علياء
40. أواهُ هل أنا في منامي حالمٌ إني أكادُ أُصابُ بالإغماء
41. عفواً فقد تعب اليراع وملَّ من تسطير ذكر بقية الأسماء
42. هو ليس يحقرهم ولكنَّ الأسى همٌّ يُحيّرُ أعقلَ العقلاء
43. ذرف المدادُ دموعه كمداً على صفحاتِ قلبي أحمر الإنشاء
44. أنا لستُ أجهل أن ربي قادرٌ يُحيي القلوب برحمةٍ غراء
45. أستغفر الله العظيم إذا طغى قلمي؛ فلستُ ألوذُ بالبغضاء
46. من يبغض الأقدارَ إلا كافرٌ عشق الهوى ببصيرةٍ عمياء
47. وعزاؤنا في (ابن العثيمين) الذي نفع العبادَ بهمةٍ عصماء
48. يارب أسألك الثات على الهدى فعلى القلوب اليوم ألف غطاء
49. فتنٌ تضاءلت النفوس أمامها حتى غدتْ في حالةٍ شوهاء
50. قيّض لأمتنا الكريمة عالماً بالعزِّ يبعث سيرةَ النبلاء
51. أنت المرجَّى ياإلهي فاستجب لضراعتي وتوسّلي ودعائي
الظهران في 24/ 12/1420هـ(/)
الهَوامِل الهَدْلقيّة ..
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 08:26]ـ
الهَوامِل الهَدْلقيّة ..
تولّاك الله - أبا حيّان - بلُطفٍ منه حيث كنت .. وأعاذك من فتنة الباطل , ونَصَر بك الحق , وجعل ماأنت فيه من رفعةٍ شاهداً لك على حضيض شانئك , وما أنت عليه من كريم الطبيعة ذابّاً عنك لؤم شاتمك , ودفع عنك بما تعلمتَه هذه الحزازات الحاكّة , وبما دريتَه هذه اللجاجات الصاكّة , نعم .. وألهمك مواقع رشدك في أمورك كلها , حتى تكون حالك مقرونةً بالأفضل من قولك , ومعقودةً بالأمثل من عملك , وبعد: فكتابي - أيدك الله - نصصتُه إليك أسألك فيه عما بليتُ به في أيامي الفارطة من هذه الأنفس الذّبابيّة , لم كانت تقع على الشيء فتتركَ أذاها؟ ماالحامل لها على الوقوع , والنازع بها إلى الأذى؟
ولم كانت مع هذه النّحيزة البغيضة والعلّة الدَّوِيّة أضعف من أن تثبت , حتى إنها ربما هربت من شَبَه الظّلّ؟ وما السّر في أن بعض من أكرمه الله من بني آدم يأبى هذه الكرامة فلا يزال في ثُغاءٍ ورُغاء , وهو يعلم أن ذلك إنما هو من حِلية ذوات الأربع من هذا الهَمَل؟
وما السبب في أنك تجد الغَمَر من الصِّبْية أصرحَ عقلاً من بعض من شاب عُثنونه؟ وما بال الرجل يُشامُّ أهلَ العلم ويشرَكهم فيه ماشاء له الله , ثم إنه إذا تحدّث بعدُ أو كتب كان هو والأكّار من نَبَط السّواد كفرسيْ رهان , أعني في الجهل والحمق لا في السَّبَق والمضمار؟
ثم - أبا حيان - ماهذا الشرّ الثّاجُّ من ثعَب هذه الأنفس المريضة؟ والقيحُ النّازُّ من ثبَج هذه الذوات الكريهة؟
حتى لترى أحدهم يكدح ليله ويتعب نهاره ويبري حاله؛ ثم لايجعل وَكْده إلا في حرب أهل الفضل , والشغبِ على أرباب المروءات , وهو لو صرف شيئاً مما هو فيه إلى أن يعمل كما يعملون إذن لأنجح كما أنجحوا .. ماشأنه - لحاه الله - تشتدّ قدماه فتمشي الفراسخ إذا كان حاسداً وَضِر النفس , ثم إنها ترتخي مفاصله وتتثنى أطرافه - عياذا ً- فلا يقوى على أن يطفر الخطوة والخطوتين إذا هو سلك سبيل الخير .. حدّثني؛ من أين - حرسك الله - مدده القوّة في الأولى؟ وكيف - حماك الله - خذلانُه في الثانية؟
هذا ما أنهاه الخاطر - أبا حيان - في هذه النازلة , وأما سجال العلم كما علّمتنا فإنما يكون مع أهل العلم , وأما من يلحن لحنَ الصّبية في المكتب , ولا يعرف حاقّ الهمزة من موضعها؛ ويورد البيت ذكره أهل العلم في كتبهم كحصى البطحاء ثم لايقيمه على وجهه؛ فما أحراه بالزّجْر والتجاهل حتى لا يتقحّم فيما يؤذيه من كبار العلم وعُظْم مسائله , وهو - والله - لن يظفر منا بما يحلم به من هذا ولو صرخ إلى يوم يبعثون .. وإنما كنتُ - أبا حيان - حُدّثتُ أنك قد وافيتَ بغداد منصرفَك خائباً من بعض من كنتَ قصدتَه؛ فأحببتُ أن أتحفك بهذه الطريفة وزندك وارٍ يقدح شرراً على أهل النقص , وخبيئتك تتلظى غضباً من حال الردى؛ علّنا أن نظفر منك بنادرةٍ تخلّد بها صاحبنا كما كنت جعلت الوزيرين أُضحوكةً في فم الزمان .. وكتب: عبدالله الهدلق , من القرن الخامس عشر من الهجرة , والناس على ماعهدتَ منذ ألفٍ ونيّف , مازادهم أمد الأيام إلا سوءاً على سوء , والسلام ..
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 08:48]ـ
الله الله يا شيخ عبد الله، ما هذه الألفاظٌ التي تأنق الخاطِرُ في تذهيبها، والمعاني التي عُني الطَّبْع بتهذيبها!!
قرأتُ لفظاً جَلياً، حوى مَعْنى خفياً سديداً، وكلاماً قريباً رمى غَرضاً بعيداً، ألفاظُهُ أنوارٌ، ومعانيه ثمار، كلامٌ يُشبع الغَرثان، ويَروي الظمآن.
الله يحفظك لنا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Oct-2010, صباحاً 08:53]ـ
إيه يا أبا أحمد!!
لا أراك-أطال الله في السلامة بقاك- قد أتحفتَ أبا حيان بطرفة إلا بقدر ما عزيته عما لاقاه في دهره، ولا أظنه يقرأ رسالتك إلا وعينه تهمل بالدمع فرحاً أن أنجاه الله من هذا البلاء الذي وصفتَ، ولا أظن نفسه تبقى كئيبة كما هي عادته؛فمن رأى بلوى غيره هانت عليه (بلوته) ..
وبعض الخلق يهون عليه القِران لمكان لين جانب مثلك، ولكنه يجهل أن قِرن الحليم إذا غَلُظ أودى، ولربما طمع ابن اللبون في بيض الأنوق،وهو بدر السماء لا يُنال، ولو ناله لم يستطع له صولة فهي هلكة نفسه ..
وبعد ..
فعد عن ذا يا أبا أحمد؛ فتلك أيام لم يعد يحجز الأذى فيها عن أهل العلم غلاء ورق ولا فقدُ ناشر فكثر الغثاء وعم البلاء، وذو العقل يشقى ..
ـ[ابراهيم بن محمد الحقيل]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 01:28]ـ
زادك الله توفيقا وسداد وبصيرة يا أبا أحمد ..
فلا أدري أأعجب من جدة الفكرة أم من جودة الأسلوب وحسن العرض أم من الرسالة التي تريد إيصالها بطريق غير مباشر ..
ولو كان أبو حيان حياً وقرأها لتجشم عناء زيارته لك مع بعد المسافة بينك وبينه .. ولا وسيلة تحمله إلا جمل أو بغل .. وربما لم يجد إلا أقدامه تحمله إليك لفقره .. لكني أجزم أنه سيزورك لو قرأها وأجزم أنك ستدعوني لمجالسته ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 02:56]ـ
لله درك يا أبا أحمد ...
فأنت صاحب قلمٍ، إن شئتَ لان في يدك حتى ليخشن معه الحرير، وإن
شئت صلب حتى يلين إلى جنبه الحديد.
إن أردته هديّة نَبَتَ من شقّة الزهرُ وقَطَرَ منه العطرُ، وأن أردته رزيّة
حطّمتَ به الصخر وأحرقت الجمر؛ قلم كان عذباً عند قوم وعذاباً لقوم آخرين.
نفعنا الله بقلمك، وأسأله أن يديم عليك نعمه ويزيدك من فضله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 07:07]ـ
يعلم الله ,لقد كدت أشفق على شانيء أبي حيان , من هماهم صواعقك المرسلة عليه
فرفقاً به أبا أحمد .. وإن كان نأنأ في الرأي وخلّط
والراحمون يرحمهم الرحمن! غير أني -والحق يقال- أراك قد بالغت في رحمته,
والرفق به .. حيث لثمت كلامك بوشاح التعمية إلا عن الأريب, ولا إخاله يفقه
كثيرا مما تقول ,فمثلك كمثل شاعر عمد إلى تأديب أحدهم فهجاه بقصيدة وألغز في معانيها
فلما نظر, واستغلق عليه فك ما فيها من معمّى ,جعل يصرخ من ألم الجهل من جراء سوطك اللاذع
فعساه أن يكون الدواء الناجع
ومن هنا كانت رحمة!
ماشأنه - لحاه الله - تشتدّ قدماه فتمشي الفراسخ إذا كان حاسداً وَضِر النفس , ثم إنها ترتخي مفاصله وتتثنى أطرافه - عياذا ً- فلا يقوى على أن يطفر الخطوة والخطوتين إذا هو سلك سبيل الخير
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالله ,وبارك في قلمك مثيرا لنقع الجهالة, فإن صرير الأقلام في ميدان الذب عن الحق يشبه من وجه, صليل السيوف في ساح الوغى
ـ[الواحدي]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 09:38]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بورك يراعُك، ودام إبداعُك.
وحفظك الله لمحبّيك ومبغضيك على السواء!
وبعد،
فقد أبرق إليّ أبو حيّان بـ "الشوامل"، وأذِن لي بنشرها ووَسْمِها بـ "الشوامل الواحديّة". وما إخاله أقْدم على ذلك إلّا للجذر الرابط بين "الواحدي" و"التوحيدي" ...
وأرجو أن تزيّن عينيك بكحل الصبر، ريثما أتمكّن من فكّ شفرات لغة الخالدين، ليتسنّى لي نقل الرسالة بأمانة المترجم. والحقّ أنّه لا أمانة لمترجم ...
بيد أنّني تمكّنتُ من قراءة جملة من رسالته، والترجمة الأمينة (!) لمعانيها ملخّصها أنّه أجابك للدفاع عن بَيدَرِك، خشية أن يحترق بيدره. وأشار إلى أنّ أصحابه في تلك الدار غير أصحابه في دار الفناء، إذ مِن خصالهم أنّهم يخالفون الفُرْسَ في كلّ شيء، حتّى في أمثالهم ...
واعذرني إذا ما تأخّرت عن إنجاز الوعد، ففي الوقت مانعٌ من المفروض الموظّف، فضلاً عن غيره ...
والله الموفّق لجميع الخيرات.
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 04:16]ـ
في مكتبتي نسخة من كتاب " العَرْف الطيّب في شرح ديوان أبي الطيّب "؛ لا أبيعها بوزنها ذهباً بما هي حبيبةٌ إلى نفسي , ولما هي ذاهبةٌ فيه من النفاسة , فهي النشرة الأصلية لطبعة المطبعة الأدبية في بيروت سنة 1305 ..
يقول اليازجي فيها عند تفسيره بيت أبي الطيب:
وجاهلٍ مدّه في جهله ضَحِكي ** حتى أتته يدٌ فرّاسةٌ وفمُ
مدّه: أي أمهله وطوّل له , أي اغترّ بضَحِكي واستخفافي فاسترسل في جهله حتى بطشتُ به ..
بارك الله في الإخوة الكرام , وفي انتظار شوامل أخينا الواحدي ّ عسى ألا تؤخرها الشواغل ..
ـ[محب الأدب]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 02:06]ـ
واهٍ، واهٍ يا أبا أحمد
أخي الهدلق ... وهب الله لك السلامة، وأدام لك الكرامة، ورزقك الاستقامة، ورفع عنك الندامة ... فقد ألبسك الله رداء الفضل، وآتاك الحكمة، وأترع صدرك بالعلم، وخلط أخلاقك بالدماثة ...
فعلمك مقتبس، ومجلسك مغشي، ووجهك مبسوط ... والله يزيدك ويزيدنا بك، ولا يبتلينا بفقد ما ألفناه منك، بمنه وجوده.
ثم إننا قرأنا كتابك ... " فوجدناك شكوتَ الزمان، ونقدت الأقران، فإنك والله لم تشك إلا الداء القديم، والمرض العقيم.
فانظر رحمك الله إلى كثرة الباكين حولك وتأس، أو إلى الصابرين معك وتسل.
فلعمر أبيك إنما تشكو إلى شاك،وتبكي إلى باك، ففي كل حلق شجى، وفي كل عين قذى.
ومن عرف طبع الزمان وأهله،وشيمة الدهر وبنيه، لم يطمع في المحال، ولم يتعرض للممتنع، ولم ينتظر الصفو من معدن الكدر، ولم يطلب النعيم في دار المحنة."
"وللحسد ثورانٌ في نفوس الناس،والبلية به مضاعفةٌ من جهة النظراء في الصناعة، وهذا لأن الزمان قد استحال عن المعهود، وجفا عن القيام بوظائف الديانات، وعادات أهل المروءات.
وقد كان الناس يتقلبون في بسيط الشمس - أعني الدين - فغربت عنهم، فعاشوا بنور القمر- أعني المروءة - فأفل دونهم، فبقوا في ظلمات البر والبحر - أعني الجهل وقلة الحياء -.
فلا جرم أعضل الداء، وأشكل الدواء، والله المستعان."
" والحسد - أبقاك الله - داء ينهك الجسد، ويفسد الود، علاجه عسر، وصاحبه ضجر.
وهو باب غامض وأمر متعذر، وما ظهر منه فلا يداوى، وما بطن منه فمداويه في عناء.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " دب إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء ".
والحسد عقيد الكفر وحليف الباطل وضد الحق وحرب البيان.
فقد ذم الله أهل الكتاب به فقال: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراًحسداً من عند أنفسهم ".
منه تتولد العداوة، وهو سبب كل قطيعة، ومنتج كل وحشة، ومفرق كل جماعة.
وقاطع كل رحم بين الأقرباء، ومحدث التفرق بين القرناء، وملقح الشر بين الخلطاء، يكمن في الصدر كمون النار في الحجر.
والحاسد مخذول وموزور، والمحسود محبوب ومنصور.
والحاسد مغموم ومهجور، والمحسود مغشي ومزور.
وكان عبد الله بن أُبَي - قبل نفاقه - نسيج وحده، لجودة رأيه، وبعد همته، ونبل شيمته، وانقياد العشيرة له بالسيادة، وإذعانهم له بالرياسة.
وما استوجب ذلك إلا بعدما استجمع له لبُّه، وتبين لهم عقله،وافتقدوا منه جهله، ورأوه لذلك أهلاً لما أطاق له حملاً.
فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم وقدم المدينة ورأى هو عز رسول الله صلى الله عليه وسلم، شمخ بأنفه فهدم إسلامه لحسده وأظهر نفاقه.
وما صار منافقاً حتى كان حسوداً ولا صارحسوداً حتى صار حقوداً.
فحمق بعد اللب وجهل بعد العقل وتبوأ النار بعدالجنة ... "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 01:30]ـ
خَبَرتُك - محبّ الأدب - حيّانيَّ الهوى , فلا عجب أن كان جوابك محكمَ الحكمة , قد تبطّن هذه المعاني العالية من تراث أبي حيان .. " على أنك لو علمتَ في أي وقت ارتفعت هذه الرسالة , وعلى أي حالٍ تمّت لتعجبت .. والله أستعين على كل ماهمّ النفس , ووزع الفكر , وأدنى من الوسواس , إنه نعم المعين , على أمر الدنيا والدين " لاعدمتك ..
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 01:16]ـ
جزاكم الله خيرًا على حسن الإبداع والإمتاع ..
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[20 - Oct-2010, صباحاً 02:08]ـ
الشَّيْخَ الأحمد أبا أحمد:
هل تُكْمَلُ (تجارِبُ الحياةِ) هنا؟
ـ[عبدالله الهدلق]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 05:01]ـ
ليس هنا أيها الخليل .. فالتجارب على ماهي عليه في صفحتها , وإنما فتحتُ هذا الموضوع للنظر في أمر من يشتم الناس تبرئةً للذمّة!(/)
حجابي (أصل المقال قصة من الواقع)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 12:55]ـ
حجابي
(أصل هذا المقال قصة واقعية)
(نشر في موقع الألوكة: الرابط ( http://www.alukah.net/World_Muslims/0/25919/))
كانت تباشيرُ الفجر الجديد تملأ الأُفق ببساطٍ من البياض، يُخالط سُدْفة اللَّيل الراحل، فينعكس على الأرض بغبشٍ من النور، تتبيَّن فيه قسماتُ الوجوه، وتقاطيعُ الأشياء غامضة لا تبوح بمكنوناتها، كأنَّها ورثَتْ من الليل شيئًا مِن كِتمانه، وحديثًا من أسراره.
وكأنَّ نسائِمَ الصباح الأولى تتراقَصُ ثائرةً في كلِّ مكان، مُنطلقة عن كلِّ قيد، تغازِلُ البِنَايات السامقة، وتجمش الأشجار المترنحة، ثم تتسلَّل بين الثياب والأجسام، فتلطِّف من حرارة الصيف الخانقة.
وكانت المدينة تستيقظ من سباتها في بطءِ الكسلان إذ يصحو، ويبقى على فراشه لَقِسَ النَّفْس، ينبعثُ العضو منه تلو الآخر، ويتثاءَب بين كلِّ حركة وأختها، فلا تكتمل يقظتُه إلا بعد دقائق طويلة من المدِّ والجزر؛ بين ضيق الفراش وسَعة الكون مِن حوْله.
كان كلُّ شيءٍ من حول "أسماء" ساكنًا مطمئِنًّا، مُقبلاً في يومه على تَكرار ما كان منه في أَمسه، قد عرَفَ الطريق التي سيسلكها فيما يستقبل من الساعات، وتبيَّنَ صورها، وأبصرَ معالمها.
أما قلبُها هي، فكان مُضطربًا واجفًا، كما لو أنَّ صدرَها صارَ قفصًا لعصفور صغير، لا يفتأ يقفز بين أسوار سِجْنه، يحنُّ إلى الانطلاق والتحرُّر، ولا يجد إلى ذلك سبيلاً.
وكان ذِهنُها الصغير مُزدحمًا بألف سؤال، ويضعُ لكلِّ سؤالٍ ألفَ جواب، ليس في واحد منها بردُ اليقين.
كانت "أسماء" قد ودَّعتْ صاحباتها عبر أسلاك الهاتف على عَجَلٍ، فلم يكنِ السفر مُخطَّطًا له منذ مدة تكفيها في لقائهنَّ ومُجالَستهِنَّ.
ولقد كانت تتمنَّى هذا اللقاء؛ لعلها تقتبسُ من دعابتهنَّ البريئة ما يُنير لها الطريق المظلِم الممتد من أمامها، أو تتنشَّقُ من أريج عبثهنَّ الساذج نفحةً تتضوَّع منها أنحاءُ رُوحها المضطربة.
ولكنَّها اضطرتْ إلى أن تُسرعَ في مخاطبة مَن أَمْكنها منهنَّ قبيل صلاة الصبح بقليل، ثم ارتدتْ ثيابها، وأحكمتْ حجابَها من فوق رأْسها، وخَطَتْ أولى خُطواتها خارج البيت الذي عاشتْ فيه سنواتٍ طويلة من عُمرها.
حملتْ "أسماء" حقيبتها، وأسرعت اللَّحاق بأبيها الذي كان يستحثُّ الجميعَ بكلماته المتلاحقة، وكان قد رسَمَ على شَفَتيه ابتسامةً عريضة، يحاولُ أنْ يُخفي بها ملامحَ القَلَق التي تسرَّبتْ من فؤاده إلى وجْهِه.
لم يكن الأب راضيًا عن هذا السفر المفاجئ الذي فُرِض عليه، ولكنَّه لم يكنْ ليخالف رؤساءَه في مثل هذا، فليسوا هم مَن يتحكَّمون في الاختيار، ولا لهم القُدرة على التغيير أو الإلغاء، وإنَّما عَملُه يَقتضي أن يتنقلَ بين بلاد الأرض، لا يقرُّ له في أحدها قرارٌ، يستقرُّ في البلد أربع سنوات لا غير، فما يشرعُ في معاشرة أهْلها، والاعتياد على حضارتهم وتقاليدهم، حتى يُنقَل على وجْه السرعة إلى بلدٍ آخرَ، فإذا به يستأنف علائقَ جديدة، ومعرفة طارفة.
فما كانت السنوات الأربع التي يقضيها في كلِّ بلد قليلة، بحيث لا يربط بأهْل البلد وشيجةً يُؤلمه قطعُها عند الفراق المحتوم، وما كانت كثيرة، بحيث تحبِّبُ له السآمةُ الانتقالَ، ويُهَوِّن عليه حبُّ التجديد مرارةَ الارتحال، وإنما كان كالشجرة الصغيرة التي تُنقلُ من مَهْدها بعد أن تنغرسَ بعضُ جذورها في الأرض.
كانتْ حياتُه على هذه الحالة منذ سنوات طويلة، ولكنَّ سفرَ اليوم لم يكنْ كالأسفار التي سبقتْه.
أما أولاً، فلأنَّه ما كان يتنقلُ من قبلُ إلاَّ بين البلاد الإسلاميَّة، فإذا اختلفتِ الثقافة، وتنوَّعت التقاليد، اتَّحد الدِّين، فلم يبقَ مِن الخِلاف إلا كما يكون بين الأخ وشقيقه، يجمعُهما كنفُ الأسرة الواحدة.
أما الآن، فهو مُقبل على بلاد أوروبا؛ حيث الفِتنُ والمغْرِيات، وحيث الشهوات والشُّبهات، وحيث .. لا إسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما ثانيًا، فلأنَّ بِنتَه "أسماء" التي كانتْ من قبلُ طفلةً لا تَعي من أمور الدنيا غيرَ لعبها ولَهْوها البريء، قد صارت الآن فتاةً في ربيع شبابها، قد نضجتْ آمالُها، واكتملتْ تطلُّعاتها، فكيف يقتلعُ هذا الكيان الغضَّ من جذوره الراسخة في أرض الإسلام؛ ليرميه في أحضان هذه الحضارة العجيبة التي تَفْغَرُ فاها، فتلْتَهم كلَّ ضيفٍ يحلُّ عليها، ثم تَلْفِظه بعد أن تعيدَ عَجْنَه بلُعَابها؟!
أجالتْ "أسماء" بصرَها في المدينة من حولها؛ من خلال زجاج السيَّارة، وشرعتْ تُراجِع بعضَ ما عَلِق بذاكرتها عن هذه المدينة التي شَهِدتْ أُوْلَى خُطواتها في الحياة.
تذكَّرتْ مُدرِّستَها المتلفِّعة بِدثار البراءة والطُّهْر؛ حيث الألعاب البريئة، والدروس الجادَّة المفيدة، والتنافُس المشروع على أرْفَع الدرجات، وحيث الأساتذة الموقَّرون يَفرضون على مَن حولهم جَوًّا من الاحترام والهَيْبة.
تذكَّرتِ المسجد المحاذي لبيْتهم؛ حيث يُرفع - خَمس مرات في اليوم والليلة - ذلك النداء العُلوي الخالد، يصدحُ بتوحيد الخالق وتعظيمه، ويجهرُ بتقرير الرسالة المحمديَّة السَّمْحة، فيخترق عنانَ السماء، وينتشرُ في أنحاء الأرض، ويعمُّ الناس بأَريجه الطاهر.
تذكَّرتْ أرسالَ المصلِّين، وهم يتوجَّهون - في رمضان وفي غيره - إلى ذلك المسجد، يُلبُّون داعي الفلاح في ثَباتٍ وسكينة، تحدوهم لذَّةُ طلب المغفرة، ويجرُّهم البحثُ عن الرضوان، والنعيم المقيم.
تذكَّرتْ دار القرآن التي كانت ترتادُها مرة أو مرتين كلَّ أسبوع، تُلقي على أُذُنَي أستاذتها البشوش الحازمة ما أَوْكَتْ عليه صدرَها من آيات الفرقان، فتصحِّح لها ما أخطأتْ فيه، وتشجعُها على المثابَرة على الطريق، وحثِّ الخُطى في السير عليها، وتبشرُها بما ينتظرها عند الوصول المرقوب.
وتذكرتْ أصوات التاليات ترتفعُ من الحناجر الغضَّة، فتترعُ فضاء الدار بسِحْرٍ مِن عَبقها الفوَّاح.
تذكرتْ جيرانَها وهم يتشاورون في مصالح الحي، ويتجاذبون أطرافَ الحديث فيما يَجِدُّ من أمور البيوت وأهلها، فإذا أُخبروا بواحدٍ منهم وقَعَ في حاجة، أو انْشَغَلَ بموت قريبٍ له، أو وليمة زواج أو نسيكة ولدٍ، إذا بهم يتسابقون إلى العَطاء، وينضُّون بالبذل بقلوبٍ مرتاحة، ووجوه مستبشرة، لا يعيش الواحد منهم إلا من حيث هو عضو في جماعة حَيِّه، يشاركها أفراحَها وأتراحَها؛ ولا يستسيغ الواحد منهم أن يغلقَ عليه بابَ داره، ويصمَّ أُذنَه عمَّا يَهْتَمُّ له جارُه وينصَبُ.
تذكرتْ عائلتَها الكبيرة، حين تجتمع أيام الأعياد والعُطَل، تختلطُ فيها ابتساماتُ جيل الجدود بحوارات جيل الآباء، بألعاب جيل الأحفاد، يوقِّر الصغيرُ الكبير، ويحدبُ الكبيرُ على الصغير.
وتذكرتْ صاحباتها، آه من ذِكْرى صاحباتها، وآه من فِراق صاحباتها!
مسحتْ "أسماء" خلسة دمعة جادتْ بها عينُها، وقد أخفتْ نصف وجْهها في مُحاذاة نافذة السيَّارة، فتكوَّنتْ من أنفاسها الحرَّى فوق الزجاج الصقيل طبقةٌ حجبتْ عنها الرؤية، كما تحجِبُ الغيومُ زُرقة السماء، وكما يسترُ الغموضُ الكثيفُ سحنةَ المستقبل الآتي.
أأتركُ هذا كلَّه؟ أتسمحُ نفسي بالعيش بعيدًا عن وطني وأحبابي؟ ألن ينفطرَ قلبي حين يَفقدُ أسبابَ بقائه؟ ألن يضيع فِكري بين خَيَالات الماضي، وآلام الواقع؟ ألن ... ؟
وتقفز "أسماء" مِن مقعدها، حين ينتزعُها صوتُ أبيها القادم من بعيد من أفكارها:
ها قد وصلْنا إلى المطار.
وانشغلتْ "أسماء" عن أفكارها السوداء، وحُزنها الممض بإجراءات الدخول وتفصيلات الركوب.
لكن ما أنْ أقلعتِ الطائرة نحو وِجْهتها البعيدة، حتى شعرتْ أسماء بقلبها يُنتزعُ من صدْرها، كما انْتُزعتْ عجلات الطائرة من فوق أرض الوطن، وهو يخفقُ خَفقان العصفور الجريح الواقع في فخِّ الصياد.
وألقتْ أسماء نظرةَ وداعٍ من النافذة على وطنها المتنائي، وأحسَّت بحُبِّه يكبرُ في قلبها بمقدار ما كان حَجْمه يتضاءَلُ في عَينها، وهي تبتعد عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
نزلت الطائرة بعد نحو الساعتين من الزمان، هي كلُّ ما يفصِلُ بين إفريقيا وأوروبا، وبين حضارة الشرق وحضارة الغرب، وتأخَّرت أسماء قليلاً، حتى لم يبقَ من الرُّكَّاب غيرها، وظلَّتْ مُتشبِّثَة بالطائرة، كما يتشبَّثُ الغريقُ بطوق النجاة، إلى أنِ افْتقدَها أبوها فرجعَ إليها؛ لينتزعَها من آخر مكان - تشعرُ بارتباطها العاطفي به - كما تُقتَطفُ الوردة من حِضْن الثرى، فهل يبقى لها غيرُ الذبول؟! وكانتْ لحظة الولوج إلى المطار كالبرزخ الزمني بين حال وحال.
كلُّ شيء تغيَّر؛ الوجوه غير الوجوه، وكلامُ الناس غير الكلام، وحركاتهم غير الحركات، حتى الطقس يستثيرُ أحاسيسَ الغُرْبة من مكامنها!
ودخلتْ أسماء في دوَّامة من الأحداث المتسارعة، لم تتركْ لها مجالاً للتفكير، ولا لخيالها مجالاً للانطلاق، كانت الصوَر تمرُّ أمامَ عينَيها متلاحِقة، كما تمرُّ صوَر السينما أمام مشاهدها؛ ابتسامة باردة على وجهٍ حازم هنا، وامرأة نصف عارية تعانقُ صديقًا لها هناك، جماعة من الشُّبان العابثين بأثواب مُزرْكشة غريبة، يتمايلون على أنغام الموسيقا التي تخترقُ آذانَهم، رجل جالس في قاعة الانتظار وعلى رُكْبتيه حاسوب محمولٌ قد انشغلَ بالنظر فيه عن الدنيا كلِّها، شاب بسترة داكنة يحثُّ الخُطى نحو الباب وهو مشغول بمكالمته الهاتفيَّة عن الكون من حوله.
أحسَّتْ أسماء بالدوار، فأغلقتْ عَينيها، واستسلمتْ لهذه البيئة الجديدة التي اكتنفتْها مِن كلِّ جانب، وأطلقتِ العنان لآمالها؛ لعلَّها تخفِّفُ عنها شيئًا من وطْأَة القَلَق الذي يساورها.
لم تلبثْ أسماء إلاَّ أيَّامًا قلائلَ، حتى جاء موعد الدخول المدرسي، كانت تعلمُ حقَّ العِلم أنَّ أخطرَ ما سيواجهها من التحدِّيَات في حياتها الجديدة سيكون في المدرسة.
كانتْ تنتظرُ مشكلاتٍ في مناهج الدراسة ومُقَرَّراتها، أو في التعامُل مع الأساتذة الأوروبيين، وكانتْ تَخْشى ألاَّ تجدَ لها بين زميلات الدراسة صديقةً توافقُها في طباعها وطريقة تفكيرها.
كانتْ تتوقَّع أشياءَ كثيرة من السوء بمكان، ولكنَّ شيئًا واحدًا لم تتوقَّعه، ولا خَطَر ببالها قطُّ.
دخلت المدرسة إلى جانب أبيها، تكادُ تحتمي بشخصه من النظرات العابرة، التي تجزمُ في باطن نفسها بأنها تلاحقُها، وتوجَّها معًا إلى الإدارة؛ لتكميل إجراءات التسجيل.
كانت المديرة غارقة في كُرْسِيِّها الوثير، وأمامها كومة من الأوراق المتناثرة، وما أنْ دخلتْ أسماء وأبوها، حتى رفعتْ إليهما عينين باردتين، فارغتين من كلِّ إحساس، وألقتْ عليهما تحيَّة أبردَ وأفرغ، كأنَّها كانتْ قد استعدَّتْ للقائهما بقراءة ما في ملف التلميذة من المعلومات.
وبعد كلمات مُجاملة مُقْتضبة طلبت المديرة من أسماء أنْ تُغادرَ المكتب، وتنتظرُ أباها في القاعة المجاورة؛ لأنَّ لَدَيْها ما تناقشُ والدها فيه، وخرجتْ أسماء، واستسلمتْ من جديد لهواجسها التي لا تُطاق.
مرَّت ساعة قبل أن يخرجَ الأب من غُرفة المديرة؛ شاحب السحنة، مُمتقع اللّون؛ كأنَّ رُوحه قد اختُطِفتْ مِن جَسَده، وبَقِي منها شيءٌ يسيرٌ تتحرَّك به أطرافُه، وأسرع نحو الباب وأسماء تلحقُ به.
وما أن دَلَفا إلى السيارة، حتى ألْقَى إليها الخبرَ المفجِعَ:
أسماء، أخبرتني المديرة أنَّ عندهم قانونًا يلزمُنا، أقصد: يلزمُكِ.
ورفعتْ أسماء عينيها إلى أبيها في تُؤَدَة، فالتقتْ عيناهما، ووجَدَ الأب الفرصة سانحة ليُلقي كلماته في ألْطَفِ ما يقدر عليه من التعبيرات، وبأرقِّ ما لَدَيه من الحنان:
أسماء، عليكِ أنْ تخلعي حجابَك إنْ شئتِ الالتحاق بالمدرسة.
نزَلَ الخبرُ على رأس أسماء كما تنزلُ المطرقة الحديديَّة الضخْمة، فلا تتركُ من ورائها غير الدمارَ في المشاعر، والشتاتَ في الأفكار، والغصَّة في الحَلْق.
واستدارتْ مرَّة أخرى إلى زجاج النافذة تتأمَّل الكونَ من ورائه، وسكتتْ وسكتَ أبوها، فليس عنده من الكلام ما يُفيدُ، بل ما بَقِي للكلام مجالٌ أصْلاً.
كان الليل ساكنًا؛ فيه وحْشَة القبور، وضيق اليأْس، وقُبْحُ الظلم.
كانتْ أسماء تتقلَّب على فراشها، ولا تكتحلُ عيناها بنومٍ، تناجي نفْسَها بصوتٍ مسموع تارة، وتُخْفِي هواجسَها في نفْسِها تارة أخرى، ثم إذا ضاقتْ عليها منافذُ الأمل، توجَّهتْ إلى ربِّها بالدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أقدرَ هذا الذهنَ الصغير على تحمُّل هذا القرارِ الكبير!
وهل هي تملك القرارَ أصْلاً؟ أليس القرار مُعَدًّا من قبل، أعدَّه أساطين الحريَّة الشخصيَّة، وأربابُ المنافحة عن حقوق الإنسان؟!
أُفٍّ لكم ولحريَّتكم التي تقِفُ عند حدود شُقر الرؤوس، وزُرق العيون، ولا تتجاوزها إلى الذين تعدُّونهم بالكلام بشرًا مثلكم، وبالفعل حشراتٍ مُؤذية تتنافسون في سَحْقها!
أفٍّ لشعاراتكم الجوفاء عن حقوق الإنسان، ألا ليتكم توضِّحونها بقيدٍ يصرفُ الجُهلاء من بني جِلْدتنا عن الاغترار بها! ليْتَكم تقولون: حقوق الإنسان الغربي أو الأوروبي، أو ما شِئتم من القيود!
أليس من حقِّي - في أعرافكم ودساتيركم - أنْ ألْبَسَ ما أشاء من الثياب، وأُنْشِئ ما يحلو لي من التصرُّفات؟!
ألستم تزعمون أنَّ للفرد حريَّته التامَّة؛ في مُعتقده وفِكره، وتعبيره وهَيْئته، ولباسه وأكْله وشُرْبه، ما دامتْ حُريَّته لا تتعارضُ مع حريَّة الآخرين؟! وهل حجابي الذي أضعه على رأْسي يعارضُ حريَّة زملائي أو أساتذتي في الدَّرْس؟!
أنتم تقبلون في مجتمعكم العاهرة التي تبيع عفافَها لكلِّ ذئبٍ بشري، وتقبلون الراقصة العارية التي لا تردُّ يدَ لامسٍ، وتقبلون الممثِّلة في الأشْرطة الداعرة البهيميَّة - ولتعذرني البهائم - ثم لا تقبلون فتاةً تضعُ على رأْسها حِجابًا؟!
في مجتمعاتكم شبابٌ متعصِّبون، يحلقون رؤوسَهم، ويَشِمون على سواعدهم صليبَ النازيَّة المعقوف، ويُثنون على زعماء الفاشية الذين قُتِل بسبب حماقاتهم ملايين الأوروبيين، ومع ذلك لم تتحرَّكْ حكوماتكم لسنِّ القوانين، وتجريم هذه الأعمال، أضاقتْ عقولُكم وقلوبُكم عن تقبُّل فتياتٍ مُهذَّباتٍ مُحجباتٍ، ليس في هيئتهنَّ عليكم من ضررٍ؟! ولكن، لِمَ ألومُكم؟!
ليس الخطأ منكم، ولا العتب عليكم، ومتى عوتِبَ الذئبُ على قرمه إلى لحوم النعاج؟! أم متى لِيمَتِ السباع على افتراسِها ضعافَ الأنعام؟!
وهل أنتم إلا عدوٌّ من الأعداء، كشَّر عن أنيابه منذ زمان بعيد، وأظْهَرَ لُؤْمَه وعَدَاوته كلَّما تمكَّن من ذلك؟! ومتى كان الذي بين الأعداء عتابًا وعذلاً؟!
أنا ألومُ بعضَ حُكَّام المسلمين الذين يضطهدون المحجَّبات في بُلدانهم، فيكونون للأوروبيين قدوةً في الشرِّ.
وألومُ المفكِّرين المنتسبين للإسلام، حين يهوِّنون من شأْنِ الحجاب، كأنَّه ليس من شريعة الله.
وألوم المجتمعات الإسلاميَّة التي تتهالكُ على حضارة الغرب، وثقافة الغرب، وكلِّ ما يأتي من الغرب، حتى صِرْنا محتاجين إلى الغرب في كلِّ ما نُبْقي وما نَذر، وصار الغرب عنَّا في غنًى.
وألوم الآباءَ الذين يُرسلون أبناءَهم إلى بلاد الكفر، فيَسلم القليلُ منهم بعد سنوات من المجاهدة والمدافَعة، ويضيع الأكثرون في مَهَامه الفِسْق، وفيافي الشبهات، فإذا مرَّت السنوات صِرْتَ ترى الرجل المقيم هناك ليس فيه من الإسلام غيرُ الاسم والعنوان، وشيءٌ من التقاليد البالية التي حَزَمها مع أمْتعته حين قَدِم إلى هذه البلاد، وهو يحسبُها من الإسلام، أو يظنُّها الإسلام كلَّه!
ألومُ الآباء حين يصمُّون آذانَهم عن صَرَخات المستضعَفَين من المسلمين الذين يُفتنون في دينهم صباحَ مساء، ولا يَملكون لردِّ العُدوان عنهم حِيلة، ولا يهتدون سبيلاً.
فإذا بهم يحتجون بمن سَلِم من الفتنة، ونجا بدينه، وهم الأقلُّ، ويغمضون أعينهم عن رؤية الهالكين، وهم الأكثر!
وما بهؤلاء الآباء إلاَّ الانبهار بالغرب وثقافته؛ حتى إنَّ كثيرين منهم يُرسلون أبناءَهم للدراسة في تخصُّصات مشهورة، يوجدُ نظائرُها في بلاد الإسلام!
ولو أنَّ الآباء - وهم مُؤتَمنون على أولادهم - عَلِموا أنَّ في مكان ما وباءً يَستشري، أو مَرَضًا ينتشر، لَمَا دَفَعوا بفلذات أكبادهم إلى ذلك الأتُّون المستعر؛ مَخافة أن يلتهمَ صحة أبدانهم، فكيف يهون عليهم أن يُرسلوهم إلى بلاد الغرب، وهم يعلمون أنها تأكلُ أديانَهم، وتُمْرِض قلوبَهم، وتُسَمِّم أفكارَهم؟!
صَدَق رسولُ الله حين تبرَّأ من الذي يقيمُ بين المشركين، وهل تكون إقامة اختياريَّة إلاَّ بمودَّة وإخاء، وبنقضٍ لعُرَى الوَلاء والبَرَاء؟! وهل تكون إلا بتنازُلٍ عن شيءٍ من الدِّين؛ صَغُرَ أو كَبُرَ، وليس في الدِّين صغيرٌ؟!
باتتْ أسماء ليْلَتَها بشرِّ حال، ولَمَّا أضاءَ الكون بشمسِ الصباح الوديعة، كان قلبُها لا يزال في ظُلمة كئيبة.
ذهبتْ بصُحبة والدها إلى المدرسة، وبعد أنْ نزلتْ مِن السيارة، وودَّعتْ والدها بكلمة آلية فارغة من كلِّ شعور، تسلَّلتْ في بطءٍ إلى باب المدرسة.
وهناك على الباب مدَّتْ يدَها اليُمْنى إلى عروة حجابها لتفتحَها، ويدُها اليُسرى إلى خَدِّها؛ لتمسحَ دمعة مهراقة، وضجيج التلاميذ يقرع الأسماع.
ـ[أبو أنس الشامي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 11:24]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عصام البشير ...(/)
من يتفضل علي بمنظومة عشرة الإخوان "مكتوبة" لابن مشرف
ـ[أبو معاوية سليمان]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 04:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
أريد منظومة عشرة الإخوان لابن مشرف المالكي رحمه الله
وأرجو أن تكون مكتوبة على الوورد أو pdf بارك الله فيكم
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:38]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك
http://www.4shared.com/********/fYm0je0b/___online.html
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:40]ـ
غير من فضلك النجوم بكلمة
d o c u m e n t
ـ[أبو معاوية سليمان]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 05:53]ـ
حفظك الباري أخي رضا الحملاوي
وجزاك الله خيرا
ولكن أخي الحبيب أريدها مكتوبة بارك الله فيك.
فقد حملت الملف الذي وضَعته لي، وإذا به روابط لملفات صوتية لمنظومة عشرة الإخوان.
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 06:10]ـ
هذا الرابط أخي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=35 666&d=1140691445
ـ[أبو معاوية سليمان]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 06:43]ـ
جزاك الله خيرا أخي رضا الحملاوي
وبارك فيك
فذاك ما أبغ
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 01:41]ـ
الحمد لله ..... وفيك بارك الله أخي(/)
مقالة: عَقَدُوا عَنِ الحَرَامِ مَآزِرَهُم .. ، (عَفافُ العُلَماءِ)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[12 - Oct-2010, صباحاً 02:16]ـ
عَقَدُوا عَنِ الحَرَامِ مَآزِرَهُم .. ، (عَفافُ العُلَماءِ)
بسم الله الرحمن الرحيم:
هُم أناسٌ عَقَدُوا عن الحرام مآزِرَهم، وأوْرَثَهُم العلمُ عفافًا آزَرَهم، فأطلقوها كلماتٍ عنهم رُويِتَ، وسَطَّروها عباراتٍ عنهم حُفظت، شاهدةً على نقاوة وطهارة مَعْدِن الشَّرَف، وعلى أنهم أشرفوا من العِفَّة على أعلى الشُّرَف، فتلفَّعتْ ببياض التصوُّنِ أعراضُهم، وكان عن مُوَاقَعَة الحرام غايةُ إعراضِهم، ودالَّةً على شيوعِ الفُحْش في زمنهم ويُسْرِ السبيل إليه، وعلى الرُّغم من ذلك لم يتلوَّثوا بعفنِهِ، ولم يتلطَّخوا بنتَنَهِ، لا يحجُزُهم عن مُقَارَفة ذاك الجُرمِ إلا خشيةُ الله تعالى، ورجاءُ ما عندَه سبحانه من حسنِ العاقبة والجزاء. فكانت السلامة من سلوك ذاك السبيل- أي الزنا- وساما ونيشانا، ولصاحبها رِفعة وشانا، فأعْظِم بها من منقبة، وأكْرِم بها من محمدة، أفصحوا عنها اعتزازا وفَخْرًا، ومزجوها حياءً وطُهرًا، وكان الباعثُ على جمعها: نار عُزُوبة تلظَّيْتُ بأوارها، ولا زال لموقدها اضطرام، فأجد نفسي تَجْمَحُ لإطفاء تلك الجذوة، فيحول بيني وبين ذلك ما منع أولئك الأئمة الأطهار -رحمهم الله- دون ركوب ذاك المركب، ورأيتُ في تلك الأقوال من الحثِّ على العفة وحفظ الشرف، ما خفَّف عني وقْع عواصف الشهوة، وسلا قلبي عن شدائد الصَّبوة، فكانت مَسْلاة القلب، وعُلالة النفس، بل كانت المُنى والمراد، حتى أنال شرف الإنحياش ضمن تلك الكواكب الزاهرة، وأقول كلمتهم التي قالوها، و أُرَدِّدَها بعد أن سطَّروها، فيكتب اسمي في ذيول أسمائهم، ويكون لي موضعُ قدمٍ في دَوْحِ الطهر والعفاف الذي تفيؤوا منه بظل وارف، وسقوا في خلاله من أعذب المراشف.
فلي ولأمثالي فيهم قُدوة -رحمهم الله ورضي عنهم-، وإني مُوردٌ لك من أقوالهم وشهاداتهم ما تكتحل به العين، وينثلج له الصدر، وأول من يُختطُّ اسمه في هذا الباب، هو:
مفخرة الإسلام، وزينة الأيام، الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري -رحمه الله ورضي عنه-، إذ نشْر مقولته فاح وتضوَّع، وبلغ شذاه كل محفِل ومجمع، وذاك حين قال: " .. ، ومع هذا يعلم الله -وكفى به عليما- أني بريء الساحة، سليم الأديم، صحيح البَشْرة، نقي الحُجزة، وإني أقسم بالله أجلَّ الأقسام أني ما حللتُ مِئزري على فرج حرام قط، ولا يحاسبني ربي بكبيرة الزنا مذ عقلتُ إلى يومي هذا، والله المحمود على ذلك، والمشكور فيما مضى، والمستعصم فيما بقي" ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وليس مكمن الإعجاب في بثِّ براءته، بل في عُلوِّ تعبيره و براعته، حيث انتقى أبلغ الألفاظ وأوضحها، مع سلاسة نظمها، وجمال سبْكها، فشفَّتْ عن بهاء ونُضرة، أغرت الفتى الوامقَ بنَظرة، وهذا ليس غريبا من جاحظ الأندلس -رحمات ربي عليه-.
ثم نأتي لعَلَمِ ثانٍِ لم يُحفظ من كلامه إلا تبرئة شرفه من الدَّنَس، وهو: المحدث أبو زكرياء يحيى بن محمد الدِّبثْاَئي-رحمه الله-، وذاك حيث روى عنه الحافظ الخطيب البغدادي -رحمه الله- براءته، فقال: " قال لي الأزهري: سمعت جدي أبا زكريا يحيى بن محمد الدِّبْثائي يقول: ما رفعت ذيلي على حرام قط ". ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2))
فالبنظر في نص براءة الثاني ومقارنتها بنص براءة الأول، يلوح أن كلام الدِّبْثائي أدخلُ في باب التعريض والتلويح من كلام الإمام ابنِ حزم، الذي كان صريحا مُفصحا عن قصده غاية الإفصاح، وصنيع الدِّبْثائي هو الأليق بهذا المقام، إلا أن اللوم يُدْرأ عن الإمام ابنِ حزم إذا علمنا سياق كلامه، بخلاف كلام الدِّبْثائي الذي نجهل باعثَه، فالإمام ابنُ حزم ذكر من شأنه مع النساء- أيام صِباه وفُتوته- أنه كان كثير المخالطة لهن، شديد الاطلاع على خفاياهن، كما أنهن كُنُّ يكاشفنه من أسرارهن ومكونانتهن ما رأى كتمه وعدم البوح به، وكذا إخباره عن نفسه أنه أحب وعشق وغير ذلك، مما يأخذ بظنون الناظرين إلى مهامه وسباسب لا يظفر منها سالكُها إلا بالحيرة والسدَر، فأتتْ براءة الإمام -رحمه الله- تزيل هذا الوارد الذي قد يَرِد، وتُذهب تلك الظنون الآخذة بصاحبها إلى مكمن العطب، فكان التعريض والتلميح في هذا المقام غير مُغنٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا لائقا، وكان التصريح مطلوبا بل مفروضا، ليأخذ بظنون الناظرين إلى موارد الرشد، فأحسن الصنيع وأجاد رحمه الله.
ومن أولئك الذين انتظموا في هذا السِّمْط، وترفعوا عن ذاك الفِعل المُنْحَط، الإمام الحافظ أبو الفرج ابنُ الجوزي -رحمه الله ورضي عنه-، وذاك حيث يقول: " .. ، حتى أنني أذكر من زمان الصَّبوة، ووقت الغُلمة والعُزبة، قُدرتي على أشياء، كانت النفس تتوق إليها تَوَقان العطشان إلى الماء الزلال، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي من العلم من خوف الله عز وجل" ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
رحم الله ابنَ الجوزي وأسكنه فسيح جنانه، فقد كان ممن نفعه علمه، و أورثه من الصبر ما سيجد حُسنَ عاقبته يوم القدوم على الله تعالى، و أما نص كلامه فهو أبلغ في التعريض من كلام المحدث الدِّبثائي -رحمه الله-، وإن أفصح عن الغُلمة (أي شدة الشهوة) التي خالجت صدره، وقدرته على إخماد أوارها، ولكن خوف الله تعالى حَجَزَه عن ذلك، ونِعْم الحاجز.
ورابعهم - وإن كان متقدما عليهم-، وهو: الإمام الجليل، و المقرئ الزاهد، أبو بكر ابن عياش الكوفي -رحمه الله ورضي عنه-، وهو من طبقة أتباع التابعين، فقد قال مُخبرا عن نفسه: " .. ، وإنه -يقصد نفسه- لم يأت فاحشةً قط." ([4] ( http://majles.alukah.net/#_ftn4))
ولعل مثل هذا الكلام لا يستغرب من مثل تلك الطبقة، ولكن الغرابة في وقت ذكره لهذه البراءة من إتيان الفاحشة، إذ قالها وهو يحتضر، وروحه تُسلُّ من بين جنبيه، فما إن غرَبتْ شمْسُ حياته، حتى أطلعها بنور كلماته، التي ستُخلِّد ذكره، وتُشْهِر عِفة عِرْضِه وطُهرَه، فرحمه الله ورضي عنه.
وممن انتظم في سِلكهم، وإن أربى على رُتبتهم: الإمام اللغوي أبو الحسن علي بن محمد ابن خروف الحضرمي الإشبيلي، فقد كان يقول: "والله ما حللت مئزري قط على حلال ولا حرام".
فقد قال عنه ابن عبد الملك المراكشي:" وكان أبو الحسن - رحمه الله - صرورة ([5] ( http://majles.alukah.net/#_ftn5)) لم يتزوج قط إلى أن توفي، ... ،وكان مشهورا بالصدق وطهارة الثوب والصيانة والعفاف". ([6] ( http://majles.alukah.net/#_ftn6))
وما شدَّني في كلامه مُشابهته الشديدة لنص كلام الإمام ابن حزم، وليس مستبعدا أن يكون متأثرا به في حَبْكه ([7] ( http://majles.alukah.net/#_ftn7))، أما ترْكُهُ للحلال -أيضا- فيه ما فيه، ولعلّه معذور في ذلك، رحمه الله ورضي عنه.
فهذا ما التقطته من درر وقفتُ عليها أثناء البحث والمطالعة، وقد يفوتني غيرُ ما أوردت، إذ أنني لم أجعل همي جمع تلك المقولات واستيعابها، وقد قصدتُ برصِّها ورصْفِها في هاته المقالة، أن أشحذ همتي وهمتك أيها الشاب، حتى نغالب هاته المُغرِيات المُؤجِّجَة لنار الشهوة، والتي عمَّتْ وطمَّتْ، فأحذقتْ بنا من كل جانب، وتعلمَ بأنك لستَ الوحيد الذي حلَّت به هاته الفتن، بل كابدها ثُلَّة من أئمتنا وعلمائنا، فما إن خرجوا منها سالمين ناجين، حتى أخبروا بذلك عن أنفسهم بما يوجب لهم المدح والثناء، و وافر النوال عند الله والجزاء، فبأمثالهم يصح الاقتداء، كما أنَّ لي قصْدٌ ثانٍ، وهو:
أن أُلْفِتَ انتباه مشايخنا وعلمائنا إلى هاته السُّنة الحسنة التي سنَّها أئمتنا، فيقتدوا بهم في الإخبار عن أنفسهم بما يدل على براءة ساحتهم، ونقاوة حُجَزِهم، مما يدفع هذا الجيل إلى اقتفاء أثرهم، والسير على خُطاهم في عدم تدنيس شَرَفهم بمقارفة ذاك الجُرم الخسيس، فإنني لم أجد من مشايخ العصر -بحسب اطلاعي القاصر- من انتهج تلك السنة، إلا شيخا وعالما واحدا، به أختم هاته الكوكبة النيرة من العلماء، وهو:
شيخنا العلامة، المحدث المحقق، الأديب الشاعر، محمد بن الأمين بوخبزة التطواني الحسني -شفاه الله وحفظه-، وذلك حيث ذكر عبارة الإمام ابن حزم - وقد سبق سَوْقُها- في إحدى كنانيشه. ([8] ( http://majles.alukah.net/#_ftn8))
وتلك منقبة من مناقبِه، تُعلي من ذكْرِه و مراتبِه، وتنأى بالسوء عن جانبِه، فلْيَهنأْ حين أتى الطُهر والعفاف من أعذب مشَارِبه، ومتع الله ببقائه ووقاه حوادث المَلَوان.
فبهذا الشيخ الجليل كان الختام، وأرجو من الله تعالى أن يوفقني وأمثالي للانحياش ضِمن تلك الزمرة الخيِّرة، والاتصاف بتلك الصفة التي وسم بها "عباد الرحمان"، وهي: أنهم لا يزنون، كما أسأله تعالى أن يغفر لي خطاياي، وأن يُنجِّيَ من حر النار مُحياي، فهو ولي ذلك والقادر عليه.
انتهى من رقْمها: نور الدين بن محمد الحُميدي الإدريسي، ليلة يوم الإثنين 3 ذي القعدة 1431هـ، الموافق لـ11 أكتوبر 2010م.
______________________________
([1]) عن كتابه البديع (طوق الحمامة، 272) ضمن مجموعة رسائل، تـ: الدكتور إحسان عباس رحمه الله، وقد عقد الإمام فصلا في بيان قبح فاحشة الزنا والنكال والعذاب الذي ينزل بصاحبها في الدنيا والآخرة، نسأل الله العفو والعافية.
([2]) عن (تاريخ بغداد،14/ 237)، وقد تصحفت نسبة الدبثائي إلى "الدبنائي"، وصححته من (الأنساب،2/ 453) للسمعاني، وقد أورد هاته المقولة أيضا، ووثق الأزهري راويها عن جده من أمه.
([3]) عن (صيد الخاطر،213)، ونقلت عنه بواسطة.
([4]) عن (تهذيب الكمال،33/ 135).
([5]) صرورة: أي متبتلا تاركا للنساء.
([6]) عن (الذيل والتكملة،1/ 321).
([7]) قلت: فهو قد وقف على كتب الإمام ابن حزم وطالعها، بل ألف في الرد عليه رحمهما الله.
([8]) استفدت هذا من كلام أستاذنا الدكتور بدر العمراني –حفظه الله- الوارد في كتابه الماتع (مظاهر الشرف والعزة، المتجلية في فهرسة الشيخ محمد بوخبزة،48)، وأما ذاك الشيخ فيعلم الله -وكفى به عليما- ما أكن له من صافي المحبة، وأضمر له من خالص المودة، التي تُزعج بالي عند تذكره وأنا بالدارالبيضاء بمنأى عنه، فأكاد من شوقي إلى مرآه، والنظر إلى محياه، -الذي تقر له العين، ويسكُنُ له القلب- أن أطير لتنائي الديار وطول البعاد، فهو قرة عبني، وسكن مُهجتي، كما أن أفضاله وأثاريده عليَّ لا يجازيه بها عني إلى االله تعالى على قِصَر المدة التي ثافنته فيها، وأسأله تعالى أن يمتعنا ببقائه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 11:11]ـ
وقد جعلت المقالة بالمرفق لمن رام تحميلها .. ،:)
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 01:54]ـ
بارك الله فيك أخي الحميدي:
مقالة و أيّ مقالة!! رفعتَ بها عن علماء الأمة سوء القالة ..
و أصلُ ذلك كلّه؛ قولُ رسولنا (ص): { .. على رسلكما إنها صفية} ففيه من العلم:طلب السّلامة من النّاس بإظهار البراءة من الريب.-كما قال الخطابي-
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 11:08]ـ
بارك الله فيكم أخي الأديب اللبيب أبا صهيب
ونسأل الله أن يجنب شباب المسلمين وكهولهم الفاحشة وأن يرزقهم العفة ويغنيهم بحلاله عن حرامه
ـ[الحُميدي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 01:39]ـ
بارك الله فيكما، وشكر لكما ردكما العطر،
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 03:34]ـ
ما شاء الله
جزاك الله خيرا وزادك علما
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 12:50]ـ
وأنشدوا لمعن بن أوس:
لعمرُكَ ما أهويْتُ كفِّي لرِيبةٍ * * * ولا حَملتْني نحوَ فاحشةٍ رِجلي
ولا قادَني سَمعي ولا بصَري لها * * * ولا دلَّني رأْيِي عليْها ولا عقْلي
وهو أشدّ.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
أخي الفاضل رضا الحملاوي، شكر الله لك ردك الطيب،
أستاذنا المتؤدب القارئ المليجي، شكر الله لكم تلك الفائدة .. ،(/)
من وحي الإيمان شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 12:31]ـ
من وحي الايمان
شعر
فالح الحجية الكيلاني
مفاخر يهواها الفؤاد جوامعه
كانداء فجر ضاحيات طوالعه
شلال نور كالنهار توهجت
وبالافق العلوي تزهو منابعه
وفي كل عرق للفؤاد مباهج
تثير ومحمر الورود دوافعه
وعلى ورق الاشجار تشدو بلابل
لحنا يداوي للفؤاد مواجعه
يا نازعات الروح رفقا بقلبها
فان الذي فيه لا يكفي نوازعه
فان الشذى الفواح يسمو اريجه
عطورا فتبقى ذائعات روائعه
ونور من الايمان يغشي نفوسنا
تسامت معانيه وصيغت روافعه
فليس عجيبا ان نكون عبيده
هو الخالق البارى الجليل نطاوعه
تدفق كالينبوع ماء زلاله
تعالت سجاياه وفاضت مراجعه
تعالى عن الاوصاف علو سمائه
هو الحق تستهدي النفوس صنائعه
واني بذكر الله في كل لحظة
فؤادي سعيد والحياة تواقعه
يقيناً بأن الله بالغ امره
يروي فؤاداً ضامئات اخادعه
تناهى عن الانظارسيماء قادراً
يشع سناءاً ساطعات سواطعه
جنات عدن زاهيات ظلالها
رياض ومخضر الجوانب طالعه
تداعب امواج البحار قصائد
فموج يغطيه وريح تدافعه
ومن غاص في قعر البحار تكشفت
لعينيه اسباب الحياة تقارعه
ومن خاف من علو الجبال وشهقها
يعيش تعيسا والامور تنازعه
ومن عاش في هذي سعيداً بخبثه
ستصلى- بأخرا ه جحيماً- اضالعه
,ومن كانت الدنيا مسا رحياته
ترديه في نار الجحيم صنائعه
وتسود في عينيه كل حقيقة
حتى كأن الله بالشر صافعه
ومن اشرق النور العظيم بقلبه
يعيش هنيئاً والامنيات طلائعه
ومن يتقي الله العظيم مهابة
يجعل له من امره مايضارعه
ومن يتقي الله العظيم مخافة
يحيا عزيزا والجنا ن تطالعه
ومن يتقي الله العظيم ويخشه
يبسط له في ر زقه ويواسعه
ومن بذكرالله يشغل قلبه
يهديه وجنات النعيم مرابعه
وصلى الاله على الحبيب محمد
نور الهدى كل القلوب سوامعه
88888888888
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 01:27]ـ
شكرا لك .. وفقك الله(/)
الشعر العربي في صدر الاسلام \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 09:01]ـ
الشعر في صدر الاسلام
احدث الاسلام انقلابا فكريا واسعا وكبيرا وترك اثارا طيبة وعميقة في النفوس فقد رفعت راية الدين عاليا وانحطت مفاهيم الضلالة والجهالة والالحاد والترف والمجون وقد حدث هذا الانقلاب في كل امور الحياة فقلبها راسا على عقب ولا عجب في ذلك واصيب الشعر العربي بشيء من هذا التغيير
موقف الاسلام من الشعراء
----------------------------
وقف الاسلام من الشعر والشعراء الموقف الحازم وقيد الشعر بقيود الاسلام والدين الجديد بعد ان كان في الجاهلية طليقا ينشد الشاعر ما يريد وفي أي غرض يشاء فقد حد الاسلام هذه الاغراض
فالزم الشعراء بقول الصدق وعدم المبالغة – وقد قيل سابقا اعذب الشعر اكذبه - وهذا الموقف اضعف الشعر حتى ادى الى ان يهجر بعض الشعراء الشعر وقد سبق ذكر لبيد الشاعرالجاهلي وتركه قول الشعر في الاسلام وقيل انه لم يقل في زمن الاسلام الا بيتا واحدا \
الحمد لله الذي لم ياتني اجلي
حتى كساني من الاسلام سربالا
وقيل انه قال (الحمد لله الذي ابدلني بالشعر سورة البقرة) فقد حفظها عند دخوله الاسلام ولم يقل بعد حفظها شعرا
وقف القران الكريم – دستور الاسلام - موقفا شديدا من الشعراء – (والشعراء يتبعهم الغاوون *الم تر انهم في كل واد يهيمون *وانهم يقولون مالا يفعلون) - سورة الشعراء الايات \224 و225و226 فقد وصفهم بانهم يقولون وما لا يفعلون وانهم من تبعهم هم الغواة وهم اللاهون والمتسكعون والمتهتكون وغيرهم ممن لم يدخل الايمان في قلوبهم
على انه استثنى منهم من كرس حياته لرفعة الاسلام وسار على ركبه وهم الشعراءالذين دافعوا عن الاسلام ونافحوا عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه الابرار – (الاالذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) – سورة الشعراء الاية \ 227
والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نبي الاسلام وصاحب الرسالة لا غرو ان يقف الموقف ذاته الذي وقفه القران من الشعراء الجاهليين الغاوين بل انه امربقتل احدهم لانه هجى المسلمين وعاب عليهم دينهم الجديد الا انه ساعد شعراء الاسلام وشجعهم على قول الشعر ليرد بهم على اعداء الاسلام والمسلمين وهو القائل صلى الله عليه وسلم – ان من الشعر لحكمه – فالشعراء هم اللسان الناطق في ذلك الوقت فكان شعراء الاسلام حسان بن ثابت وكعب بن زهير وكعب بن مالك وغيرهم من شعراءالاسلام السنتهم سيوف مصلتة في وجوه الكافرين ونحورهم.
دافع شعراء الاسلام الدفاع البطولي عن دينهم واخوتهم من المسلمين بعد ان نال منهم ومن اعراضهم شعراء الكفر والشرك في هجائهم للاسلام والمسلمين لذا فالشعراء العرب قسم امن بالرسالة المحمدية السمحاء ودافعوا عنها وهم الذين وصلت اشعارهم الينا والتي لا تزال بين ايدينا في اغلبها والقسم الاخر هم الذين بقواعلى جاهليتهم على الكفر والاشراك بالله تعالى وهم الذين لم يصل شعرهم الينا لتحرج الرواة في نقله وروايته لما فيه من هجاء مقذع للمسلمين والاسلام.
اساليب الشعر \
-------------
لقد اكتسى الشعر الاسلامي بطابع اسلامي محض واستقى من القران الكريم الالفاظ والمعاني النبيلة من صدق القول والخلق القويم فكان الشاعر الاسلامي يعيب على الجاهليين ان هجاهم الكفروالفسوق والعصيان واعمال الشرك واعمال الشر التي حرمها الاسلام من شرب خمر وقمار ونصب وازلام وفواحش ويمدح في المسلمين العمل الصالح الايمان بالله تعالى وقيامهم بالعبادات والطاعات والاخلاص لله تعالى بالعمل الصالح والكلم الطيب مشيدا بصفات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه ويدعو للجها د في سبيل الله يفتخر بانتصارات المسلمين ويرثي موتاهم بان لهم الجنة التي وعدهم الله تعالى اياها
والملاحظ ان الشعر في هذا العصر قد ضعف لانبهار الشعراء في معاني القران الكريم واساليبه وتقييدهم بقيود خلقية واسلامية وكذلك لانشغال الناس بالدين الجديد وانصرافهم عن سماع الشعر الا ان هذا لم يمنع من وجود شعراء فحول اقوياء الاسلوب في شعرهم وقصائدهم متانة وبلاغة وحس شعري شديد وناهض وتكاد تخلو قصائدهم من ما حرم عليهم الاسلام القول فيه
بناء القصيدة
----------
ظل بناء القصيدة العربية في العصرالاسلامي الاول كما كان عليه في العصر الجاهلي تستهل بالغزل وذكر الاحبة في اغلب الاحيان ثم تنحدر من غرض الى اخر حسب مشيئة الشاعر ورغبته وسياق القصيدة ومعنى هذ ا ان القصيدة الاسلامية شاملة متعددة الاغراض كما في الجاهلية وخاصة القصائد الطوال وقد حافظت على بنائها في هذا العصر من حيث التنسيق والترتيب والوزن والقافية الا ان كلماتها تغيرت ودخلت اليها كلمات جديدة هي الجنة والنار والجزاء في الاخرة والبعد عن ذكر الكلمات التي لا تتجاوب مع الدين الجديد
وقد تميز هذا العصر بعناية الشعراءبشعرهم وتنقيحه وتحسينه كما كان يفعل زهير بن ابي سلمى في الجاهلية حيث يعتني بشعره ويراجعه من حين لاخر.
عسى ان وفقت وافدت في هذه السطور الموجزة
وصلى الله علي سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 08:02]ـ
الأخ الدكتور فالح،
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرجو ـ وأنت عروضيٌّ ـ أن تراجعَ الأبياتَ التي تستشهدُ بها؛ فقد وقعتُ على كثير من الأخطاء بها في مشاركاتكم؛ مما يخرجُها عن أوزانها؛ ولا أدلَّ على ذلك من البيت الذي أوردتَه هنا في هذه المشاركةِ لشاعرِنا لبيد:
الحمد لله الذي لم ياتني اجلي
حتى كساني من الاسلام سربالا
إنَّ الشطرَ الأوَّلَ ـ يا أخي ـ مكسورٌ وزنُه؛ وذلك بوضعك كلمةَ: (الذي) مكانَ كلمة: إذ التي نطق بها الشاعرُ، والبيت كما نعلمُ من البسيط، وصحته كما قلتُ
الحمدُ لله إذ لم يأتني أجلي ****** حتى كساني من الإسلام سربالا
فأرجو أن تراجعَ ما تكتبُ، والأمرُ لن يكلفَك وقتا كثيرا، هذا، والله الموفق،
والسلام.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:09]ـ
ا خي الاستاذ محمود المرسي
استميحكم عذرا واشكركم كثرا وكنتم لنا ذخرا
فالح الحجية(/)
الفنون الشعرية في صدر الاسلام بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 08:58]ـ
http://majles.alukah.net/images/statusicon/user_online.gif
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 33
المواضيع: 33
مشاركات: 0
http://majles.alukah.net/images/icons/icon1.gif الفنون الشعرية في صدر الاسلام بقلم فالح الحجية
اغراض الشعرالعربي في صدر الاسلام
بقلم فالح الحجية الكيلاني
الدين الجديد احدث تغييرا كبيرا في اغراض الشعر في العصر الاسلامي او في صدر الاسلام فقد ادى الى ضعف في اغراض الى حد بعيد او قل الى ادنى مستوى مثل وصف الخمرة ومجالسها والمبالغة في التشبيب ومجالس اللهو والمجون وكل ماحرمه الاسلام في حين بقيت اغراض اخرى على حالتها او ازدادت اهميتها مثل المدح والفخر والهجاء والرثاء والوصف ولم يات الشعراء باغراض جديدة او مبتكرة في هذا العصر واهم هذه الاغراض-
المدح
ممممممم
بعد كان المدح في العصر الجاهلي يتناول اشخاصا كثيرين ولاسباب عديدة ومختلفة منها التكسب بالشعر او المدح لعزيز قوم علىماقام به من عمل جاد اوصلح بين القبائل العربية المتناحرة اصبح المدح في العصر
الاسلامي يكاد يكون مقتصرا في مدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ولم يخرج الى مبالغة والتهويل واذكر قول حسان بن ثابت في ذلك اذ يقول \
نبي اتانا بعد ياءس وفترة
من الرسل والاوثان في الارض تعبد
فامسى سراجا مستنيرا وهاديا
يلوح كما لاح الصقيل المهند
الهجا ء
ممممممم
امتاز الهجاء في هذا العصر بشدته ويتميز بذم المشركين والسخرية منهم لعدم ايمانهم بالاسلام واتباعهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتعيابهم عليهم عبادة الاصنام والاوثان الا انه بالمقابل هناك شعراء نالوا من المسلمين واعابوا عليهم ترك ما كان يعبد اباءهم وكذلك منه من تجرء وهجى الرسول الكريم واصحابه وهذا النوع من الشعر قليل وصوله لتحرج المسلمين من التابعين اوتابع التابعين من روايته
من اشهر شعراء الهجاء في هذا العصر الشاعر الحطيئة الذي هجا كثيرا من الناس واهله وحتى نفسه يقول في هجاء نفسه
ابت شفتاي اليوم الا تكلما
بشر فما ادري لمن انا قائله
ارى لي وجها قبح الله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله
الشجاعة والاقدام
ممممممممممممممم
خاض المسلمون معارك دامية ضد الكفار والمشركين واظهروا بطولات وشجاعة منقطعة النظير انتصروا فيها عليهم وقد حث القران الكريم المسلمين على المشاركة في هذه الحروب- (ان الله اشترى من المؤمنين اموالهم وانفسهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) - الانفال \ 111 واعتبر المشاركة في هذه الحروب الجها د في سبيل الله الذي هو ركن من اركان الاسلام الستة وهي الصوم والصلاة والحج والزكاة وشهادة ان لااله ا لاالله وان محمدا رسول الله والجها د في سبيل الله وقد اعانهم الله في هذه الحروب وفي بعض الروايات انزل ملائكة يقاتلون معهم – (اذ تسغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين) الانفال\ 9 و (اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سالقي فيقلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان) الانفال \12 -
وقد افتخر الشعراء المسلمون بكل هذا واثبتوه في قصائدهم يقول النابغة الجعدي في قصيدة يفخر بها
انا لقوم ما تعود خيلنا
اذا ما التقينا ان نحيد وتنفرا
بلغنا السما مجدا وجوداوموئلا
وانا لنرجوا فوق ذلك مظهرا
الغزل
--------
من الاغراض الشعرية المهمة في الشعر العربي هو الغزل اوالتشبيب بمن يحب الشاعر حيث يبدى لواعج قلبه وحبه ومايكتمه من شوق وعشق ووله فيمن يحب
الا ان هذا الفن لحقه الانتكاس والجفوة في صدر الاسلام الا ماندر او ماذكر اوجاءعفويا في مطالع قصائد الشعراء المسلمين مثل ذلك ماقاله الشاعركعب بن زهير في قصيدته في مدح الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه التي سميت (البردة) حيث خلع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بردته والقاها الى الشاعر وهو ينشد قصيدته يقول في مطلعها
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم اثرها لو يفد مكبول
الرثاء
مممممممم
الرثاء في هذا العصر اقتصرعلى رثاء قتلى المسلمين واستشهادهم في سبيل الله والدعاء لهم بان يدخلهم الله الجنة ويعبر عن عاطفة الشاعر اتجاه المرثي بحرارة لاهبة ونفس ابية بعيدا عن الغلو أي بما جاءت به خلق االاسلام وايات القران الكريم وسنة الحبيب المصطفى ومن اشهر شعراء هذا العصر الخنساء في رثاء اولادها الاربعة الذين استشهدوا في حروب القادسية التي دارت بين المسلمين وبين الفرس للقضاءعلى المجوسية واستبدالها بالاسلام بينما كانت تبكي اخويها معاوية وصخر في الجاهلية والشاعر ابو ذؤيب الهذلي في رثاء اولاده الخمسة يقول \
فالعين بعدهم كاءن جفونها
سملت بشوك فهي عور تدمع
الوصف
مممممممم
وقد وصف شعراء الاسلام كل ماشاهدوه وخاصة وصف المعارك والحروب بينهم وبين المشركين والكفار من الفرس والروم والمشركين والمرتدين في جزيرة العرب ووصف انهزاميتهم وخذلانهم
والنصر المؤزر الذي حققوه علبهم من ذلك قول كعب بن مالك في وصف معركة بدر الكبرى –
قضى يوم ببدر ان تلاقى معشرا
بغوا وسبيل البغي بالناس جائر
وهناك فنون اخرى في شعر صدر الاسلام اقل اهمية من التي ذكرناها انشد فيها الشعراء اوجاءت عفوية في قصائدهم تجاوزناه خوف الاطالة مع الاعتذار في هذا الموجز
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
--------------------------------------------------(/)
دموع على أستار الكعبة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:23]ـ
دموعٌ على أستار الكعبة ...
شعر الشيخ أبي المعاطي
يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ... وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم ... ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ... مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ... هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ... ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ... علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ... وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ... مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ... لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ... وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ... فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
فإذا رَمَلْتُ. أقضًّ ذنبي كاهلي ... وإذا مشيتُ. فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
يا وحشتي، لا شيءَ أحمِلُه معي ... غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا
يا ربُّ، إني قد أتيتكُ راكعًا ... عند المقام، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا
فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ... واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا
يا ماءَ زمزم، هل ستغسِلُ عاصيًا ... بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا
واليومَ قد جاء الكريمَ بذنبه ... يرجو من الرحمان عفوًا ظاهرا
وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا ... والرَّحلُ فيه من المعاصي ما ترى
وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى ... فإذا ذنوبي تعتليه وأكثرا
فسعيتُ نحو الْمَرْوِ أبكي حالتي ... والكل يَسعى ضاحكًا مُسْتَبْشِرا
ورملتُ في بطن المسيل تأسيًا ... ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائرا
فقضيتُ سبعًا، والرجاءُ بخالقي ... أن يستر الذنبَ العظيمَ ويغفرا
يا راحلين إلى منًى. هذي منى ... هذي الجبالُ، وتلك سُنَّةَ مَنْ سَرَى
صَلُّوا بها خمسًا كما فعل الذي ... قد جاءكم بالنورِ حتى أزهرا
فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظر ... حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغَادِرا
وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًا ... واجمعْ من العرفاتِ خيرًا وافرا
وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفى ... واحْلُلْ على وادٍ رآه وعَاصَرا
واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَةٍ ... حَجَّتْ مع المختارِ نُورًا أنورا
يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ؟ ... أَسَمِعْتَ مَنْ رُزِقَ البَيَانَ فَعَبَّرَا
أَسَمِعْتَ: (هَلْ بَلَّغْتُ؟) تُسْأَلُ أُمَّةٌ ... (قالوا: نعم)، والدِّينُ أصبحَ ظَاهرا
أَسَمِعْتَ (اللهم فاشهد) حُجَّةً ... أرأيتَ و (القَصْواءُ) كانت مِنْبَرا
وأقامَ مبعوثُ السماءِ صلاَتَهُ ... جَمْعًا مع التقديمِ هَدْيًا خَيِّرا
هذا الحبيبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنا ... قد جاء بالدين القويم مُيَسِّرا
فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعةٍ ... من خالفَ المختارَ يُحْشَرُ كَافِرا
عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً ... من عاشقٍ لكَ في هواه تَحَيَّرَا
قد جاء يدعو ربَّهُ في ذِلَّةٍ ... والله يَقْبَلُ مَنْ يشاء وينصرا
يهواك، يشهدُ دَمْعُه وأنينُه ... وَلْتَشْهَدِ الأحجارُ عندك والثَّرَى
قِفْ ها هنا، واسترجع الذكرى معي ... واسأل جبالاً، تَسْتَجِيبُ وتُخْبِرا
قِفْ، ها هنا نزل الختامُ، فَمِسْكُهُ ... ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ?، فَأَكْمَلَ مَنْ بَرَا
واقرَأْ: ?وَأَتْمَمْتُ?، فقد نَزَلَتْ هُنا ... فَأَقَرَّتِ الإسلامَ دِينًا آخِرَا
واقرَأْ: ?رَضِيتُ? وقد تَبَاعَدَ عهْدُها ... وانظر، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَرا
وتَفَرَّقُوا. وتَمَذْهَبُوا. وتَشَرْذَمُوا ... والكل أصبح تائهًا أو حائرا
فتحول الإفكُ المبينُ إلى هدًى ... وتصدَّر الجهلُ الحياةَ وفسَّرا
عرفاتُ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم ... ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ?، وجئتُ مُقَرِّرا
أن الرسولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَا ... حَمَلَ الرسالةَ مُنذرًا ومُبَشرا
يا ربُّ، إني قد أتيتكُ بارئًا ... مِنْ كُلِّ نِدٍّ للعبادِ مُزَوَّرَا
فارحم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمةٍ ... واجعله في عِلْمِ الشريعة مُبْصِرا
يا ربُّ، إني قد رفعتُ يدي هنا ... فاقْبَلْ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِرا
واغفر لإخواني جميعًا ذنبَهم ... واستر عليهم يا حليم وَكَثِّرَا
(يُتْبَعُ)
(/)
عرفاتُ، قد حان الوداعُ وقارَبَتْ ... ساعَاتُه والقلبُ فيكَ مُصَوَّرا
قد شاء ربُّ العالمين فراقَنا ... بعد الغروبِ لكي أعود القهقرى
وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصدًا ... وِدْيَان جَمْعٍ للصلاة مع الكَرى
جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعةً ... والفجرَ قد أداه فيها مُبْكِرا
يا جَمْعُ، قد فاضت دموعي حسرةً ... جاء الكسيرُ إلى العزيز لِيَجْبُرا
فأتيتُ مَشْعَرَها ألوذ بناصري ... ولِسانُ حالي قد أبان وعَبَّرا
فذكرتُ ربي عنده متمثلاً: ... ?فَإِذَا أَفَضْتُمْ? والهدايةَ أَشْكُرا
ثم انتهينا والرحيلُ إلى منًى ... قد حان قبل شُروقها أن تظهرا
يا راحلين إلى منًى، هيا بنا ... هيا إليها بادئًا ومُكَرِّرا
فقصدتُ جمرتَها لأرمي سَبْعها ... ورفعتُ بالتكبير صوتًا هَادِرا
الله أكبر عند كل قذيفةٍ ... في وجه ذنبي كي أعود مُحَرَّرا
الله أكبر قد رميتُ خطيئتي ... الله أكبر والذنوبَ على الثرى
الله أكبر نَجِّنِي يا خالقي ... مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
ومضيتُ أذبح ما تيسر مُقْتَدٍ ... بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا
يا ربُّ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَةٌ ... قَلَّتْ. وَقَلَّ البيعُ، قَلَّ المُشْتَرَى
فاقبل من العبد الفقير سؤاله ... قد جاء بيتكَ، هل سيرجع أفقرا
وحلقتُ بعد الذبح مقتديًا به ... تالله لا تسأل سواه مُفَسِّرا
فاليومَ يَسَّرَ للحجيج أمورَهُم ... لا حرج فيما قَدَّمُوا أو أُخِّرا
ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ... فأنا المُتَيَّمُ مُقْبِلاً أو مُدْبِرا
واسأل دهورًا كم عَشِقْتُ خيالَه ... وملأت عيني منه حتى أُبْصِرا
وشربت كأسًا من هواه تيمنًا ... فَغَسَلْتُ كُلِّي منه طيبًا عَنْبَرا
فبدأت أسعى بالإفاضة طائفًا ... متذللاً. متضرعًا. مُستغفرا
ئم اتخذتُ من المقام صلاتَه ... قد جاء تنزيلُ الهداية آمرا
وشربتُ من ماء السقاية زمزمًا ... فغسلتُ نفسي حامدًا أو شَاكرا
ثم اتجهتُ إلى الصفا بدءًا به ... وختمتُ بالمرو العتيق شعائرا
يا ربُّ، عند المَرْوِ أَختم حَجَّتي ... فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايةِ إذْ عَرَى
واختم له بالحق عند مماته ... واجعل له من فيض جودك ناصرا
فأنا الصغيرُ، فَقَدْتُ كُلَّ وسائلي ... ولقد هفوتُ وجئتُ بابك صاغِرا
وَشَرَعْتُ بالعَوْدِ الأخير إلى منّى ... لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكرا
أو من أراد ثلاثة يَبْقَى بها ... فكتابُ ربِّك قد أجاز وخيَّرا
جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّةَ بعد ما ... كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا
فذهبتُ للبيت العتيق مُوَدِّعًا ... فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا
وانْهَلَّ من تلك العيونِ سحائبٌ ... بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا
فوضعت كفي فوق أحجارٍ بَدَتْ ... للبيتِ. هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا
يا بيتُ، هل هَذي نهايةُ عهدِنا؟ ... يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا
طَوَّفْتُه بالدمع سبعًا داعيًا ... عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا
تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها ... واسأل كتاب الحج، واسأل جابرا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:24]ـ
وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا ... فهناك مَسجده (1) أقام وعَمَّرَا
وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ ... وهنا مشى، وهنا أقام المنبرا
وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى ... وهنا خيارُ الناس كانوا، والقِرى
مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم ... في ?يُؤْثِرُونَ?، ومَنْ سواهم آثِرا
ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ... ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا ... وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
والله لولا قوله ?لا تقنطوا? ... لرجعت من فرط الحياء تأثرا
وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً ... فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا
وخرجتُ من هذا المكان يلُفُّني ... ثوبُ الحياء مُدَاريُا ومُدَثِّرا
فأنا الذى قد جئتُ أحمل عثرتي ... وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا
وطرقتُ بابًا ليس يطرد تائبًا ... ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا
يا ربُّ، هذي دمعةٌ من مذنبٍ ... تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا
وأتاك يخشى أن ترد رجاءه ... وأبان في تلك السطور مشاعرا
والظن فيك بأن عفوكَ لاحقي ... ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا
فطمعتُ فيك، وجئتُ بابك ضارعًا ... متضرعًا والعيبُ مني قد جرى
وختمتُ قولي بالصلاة على الذي ... مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا
يا ربُّ، قد زِنْتَ الختامَ ببعثه ... فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا
ووجدت عمري قد توقف ها هنا ... وتحولت طرفات عيني أشهرا
فأنا هنا وأمام قبر محمد!! ... أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى
ونسيت نفسك يا ظلوم وجئته ... هذا أمامك من أتاك وحذرا
والله لولا قوله ?لا تقنطوا? ... لرجعت من فرط الحياء تأثرا
والله لولا أن ربي ساترٌ ... لفررت من هذا المكان مغادرا
وتتابعت لغة الدموع سخية ... فهنا الدموع هي الكلام معبرا
****************************** **********
(1) عند الذهاب إلى المدينة يقصد المسلم شد الرحال إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وليس إلى القبر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:25]ـ
وهذه هى القصيدة بصوت صاحبها نسأل الله أن يكتب له الحج أعواماً عديدة ويستعمله في خدمة شرعه ويحشرنا معه على حوض نبينا
حملها من هنا.
http://www.archive.org/download/domo3_3la_astar_elka3ba/domo3.mp3
http://www.4shared.com/file/71654137/d818d7b5/___.html
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 10:34]ـ
حمل القصيدة "دموع علي أستار الكعبة"
اداء الشيخ: مشارى راشد العفاسى
الرابط:
http://www.qaree.info/Kansha_89/Alafasy-Official-FanPage/Dom3-3la-Astar-Ka3ba.mp3
أو
http://www.alquraa.com/vb/url.php?ref=http://www.qaree.info/Kansha_89/Alafasy-Official-FanPage/Dom3-3la-Astar-Ka3ba.mp3
ـ[عبد الرحمان الافريقي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 09:22]ـ
بارك الله فيكم(/)
في رحاب الله شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:26]ـ
الله رحمته للناس قد سبقت
الحلم اظهرها بالنفس قد سطعا
والنفس ان طهرت من كل شائبة
تعلو وجاهتها كالشمس مرتفعا
النفس تسمو علاء ا في تهجدها
فالقلب معتكف زهدا بها ورعا
يذوب خشوعا في هاجس رحب
نور يضيء علا الارواح مندلعا
تبارك الله ما جاشت مشاعرنا
صدقا وفي كل قلب صادق صدعا
انا جبلنا على الايمان في خلق
فالنفس صافية حبا بها ز ر عا
انا نذرنا رؤى الايمان عابقة
فالقلب معدنها الهادي له خشعا
لاخير غير الذي تروى منابقه
من قاع بحر الهدى اصلا ومفترعا
ان الجراحات في قلبي تزاحمه
جرح على الجرح القديم سعا
انا وحق الراسيات ان شمخت
اجدى واعظم مما حدا ورفعا
انا ضمدنا جراح الدهر ناطقة
تلك الجراح سمت في النفس متسعا
لسنا نهاب الدهر والاحسان رائدنا
منذ الطفولة والايمان قد رضعا
وهل تخاف نخيل الحق خردلة
تسمو شموخا وفي افيائها درعا
وفي المصاعب لغز لست تدركه
غفران ربك للزلات قد شرعا
يا لهف نفسي وما الايام عالمة
ما في النفوس من الامال مجتمعا
اشك الى الله عينا قلما هجعت
ضاقت بها الارض بل ما مادت لها ولعا
عفووعفو وهذا جل من حلم
من سيدي المصطفى للعالمين رعا
عشقا لكم سيدي لا شكوى ولاالم
ومن سواك بمن يهواه قد رجعا
نبي له في رحاب الله ارفعها
من سدرة خصها الرحمن منتجعا
كل المروات من قرانه انبثقت
ومن سناه تجلى النور فارتفعا
اكرم بفضلك فالايمان مؤتلق
سمحا ويزجي السنى لاتي وقد جمعا
اجلال فضلك باسم الله محتسبا
قد استنرت بنور الحق فالتمعا
وكنت نور الهدى شوقا علا امل
وكم زينم بناار الكفر قد قبعا
اكرم فديت فؤادا ساكنه
في لبه حبكم مذ صيغ قد صنعا
يا سيدي يا رسول الله معذرة
ان تاه قلبي في حبكم فقد ولعا
اكرم فقلبي قد هاجت هواجسه
قد اسر النفس مزهوا بما دفعا
انفاسي الحرى نارا يؤججها
في زحمة الشوق للاهات مقتلعا
اشتاق ابكي خشوعا حين اذكركم
ياقرة العين بل روحي لكم تبعاا
تواقة في جناب الله تعشقه
والقلب مضطرم شوقا بما سمعا
قد جئت بالحق صداحا وفاعله
للنفس زينته والظلم قد صدعا
هذا هو الحق كل الناس سابحة
في بحر محبته للحق مرتجعا
فضل من الله صنيع انت فاعله
نور تسامى من الايما فارتفعا
هذا سناؤك عين الله مصدره
تبر يذوب بضوء العين ما نقعا
ياراية المصطفى يا بيرقا في العلى
خضراء شامخة قلبي لها انخلعا
تعلو بمولده والطيب يغمرها
بفائح من عبير الشوق قد نبعا
فما خبا نور ايمان ولا نضبت
اضواء نور من القران قد سطعا
الله الله في هذي الحياة رضى
حكم على قدر والدين مجتمعا
مالي سواك الهي ارتضي حكما
ياصاحب العدل والاحسان ماوقعا
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
-----------------------------------------(/)
الرياضة شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[14 - Oct-2010, مساء 09:33]ـ
شعر فالح الحجية الكيلاني
ان الرياضة عز م في سماحتها
تهدي النفوس الى اسمى معانيها
ود وخلق واخلاق ومجدرة
ولهو بمنفعة المجد باريها
****************************** ******(/)
كم عمري؟! (قصة قصيرة)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 10:10]ـ
ليست هي المرة الأولى التي يتوجَّه فيها إلى الطبيب، فهو وإن كان لا يُحبُّ زيارة الأطباء ولا يروقه تعليماتهم، ولا يستمر على الأدوية التي يعطونها حتى تنتهي الجرعة، بل بمجرد نشاطه يتركُ العلاج، لكنه تردَّد على المشْفَى كثيرًا، كما يتردَّد عليه كلُّ الناس، لذا فهو يعرف جيدًا أن أول ما يبدأ به الطبيب، هو الأمور الروتينية: اسمك، عمرك، المهنة ... إلخ.
جلس على الكرسي، وقد بلغ به الجَهد كلَّ مَبلغ، السُّعال لا يتركه يتنفس بسهولة، وضع منديلاً ورقيًّا في يده، ثم جعله على فمه وأنفه؛ حتى يخفف به حِدَّة سعاله.
السلام عليكم يا دكتور.
وعليكم السلام، ألف سلامة، تفضَّل.
الاسم؟
أجاب كالعادة: (أمل اليزيدي).
السنُّ؟
أَحَسَّ كأن شيئًا غريبًا اجتاح كلَّ جسمه حتى ألهاه عن الحُمَّى والزكام اللذين أتيا به إلى هنا، وفجأةً، أغمض عينيه وأخذ نَفََسًا عميقًا، وهو يتمتم: كم عمري؟! نعم! كم عمري؟!
تعجَّب الطبيب - الذي كان ممسكًا بقلمه؛ ليكتبَ المعلومات في الورقة التي بين يديه - من عدم سرعة الإجابة، كما هو عند الناس، وهمَّ بالضحك لتلعثُم المريض في جواب سؤال عن سنِّه، ثم إنه انتبه إلى أنَّ هيئة المريض تدلُّ على أنه ليس بأُمِّي، ولا معتوه، فرمى ببصره نحوه وهو ممسك بالقلم، فإذا بالمريض قد أسندَ ظهره إلى كرسيه، ورفع بصره إلى سقف الغرفة، كأنما هو عند طبيب نفساني يبثُّه شكواه، ويحكي له عن أزمة نفسيَّة يمرُّ بها.
تَمتمَ الرجل في داخله مرةً أخرى – وهو على حاله في جلسته -: كم عمري؟! تُرى كم عمري؟
فوق عشر سنوات، وأنا ألهو كما يلهو الصبيان، ليس يعنيني من أمر الحياة إلا ما يعني كلَّ الأطفال من الحرص على اللعب، والفرح بلذيذ مطعوم وأنيق ملبوس.
ثم جاء الشباب وفورته وصَخبه ومُجونه وشهواته، فضاعت سنون أخرى كتلك السالفة وأكثر، ما سَلِمَ منها إلا " أفاويق" كنت أحرص فيها على القراءة الأدبية، وأنظم الشعر، وأكتب المقالة والقصة، انتبهت، فإذا أنا لم أستثمر مرحلة الصِّبا فيما ينفع، وها أنا في فورة الشباب أتابع تفاهات المباريات والمسلسلات، طرحتُ اللهو وأقبلتُ على القراءة والأدب، وأمّلت أن أصبح شيئًا: أن أغيِّر في ملامح الدنيا، كما تُغيِّر هي في ملامحي، أن أزيدَ فيها كما تنقص من عمري؛ آمنت أنه لا بدَّ للمرء من هدف يسعى إليه وغاية يصبو نحوها؛ ما قيمة الحياة إذا عشناها دون أن تشعر بنا وبوجودنا؟!
صارت أمنيتي أن أصبح أديبًا كبيرًا، وشاعرًا مجيدًا، ومفكِّرًا مشهورًا.
حاولتُ أن أراسلَ بعض المجلاَّت بأعمالي لكنه لم يُقدَّر أن ينشرَ لي شيء، آه! شعرتُ بالحسرة، هل أنا مخدوع في نفسي؟! هل أنا متميِّزٌ في الأدب حقًّا، فيمكنني احترافه يومًا ما؟ أم أنا مجرد هاوٍ، فليبحث في نفسه عن عمل يتقنه، والأدب لا يزيد أن يكون من هواياته؟!
استسلمتُ للوظيفة الروتينية بعد تَخرُّجي، وظيفة لم أحبَّها يومًا ما؛ ولكني بقيتُ فيها إلى يومي هذا من أجل لقمة العيش، تمرُّ الأيام وراء الأيام، وهي تُؤذِنُ بضياع أحلامي واستسلامي للأمر الواقع، أديب هاوٍ وشاعر مُتكلِّف، ومرارة اليأس تقتلني؛ تخرَّج أصدقائي في الدراسة في كليات الطب والهندسة والشرطة، وأصبحوا اليوم أطباء مشهورين ومهندسين ناجحين وضباطًا مرموقين، وأنا في مكاني لم أحترف ما أحب، ولم أحب ما أحترف!
فجأة تحوَّل خطُّ سير حياتي مائة درجة؛ ذات مرة ألقى واعظ خطبة الجمعة عن قِصَرِ الدنيا وبقاء الآخرة، فدخلت كلماته في قلبي وسكنت الشغاف وأحاطت بعقلي، فانقلب أمري كله رأس على عقب.
ألقى الطبيب بالقلم من يده واسترخى في كرسيه، وتملَّكه العجب؛ لكنه لم ينطق بكلمة، وكأنما هو يسمع كلام الرجل الذي يقوله في داخله.
رأيت الدنيا على حقيقتها: قصيرة، قليلة، لا تساوي شيئًا بجوار الآخرة، ما قيمة الشهرة والمجد في سنوات معدودة لا يُعرف متى تنتهي؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
صار همِّي إرضاء خالقي، إن الجنة هي الحلم الكبير، والأمل الحقيقي الذي ينبغي أن يسعى إليه كلُّ مؤمن بوجود خالقه، وإلا فلا معنى لإيمانه، هجرتُ لذَّاتي وشهواتي وعاداتي السيئة، لقد ولدتُ من جديد وابتدأتُ عُمرًا آخر، عرفت لذةَ الصلاة والخشوع فيها، وسعادة قيام الليل ومناجاة خالقي في وقت السَّحر، عشتُ مع القرآن بقلبي وعقلي، فأحسست بنعيم الحياة ولذة العيش مع كلِّ ما كان يصيبني من متاعب وآلام، هذه هي حياتي الحقَّة.
من هنا فقط ينبغي أن يُبتدأ حساب سنوات عُمري، نسيت أحلامي القديمة تقريبًا، أظنُّها كانت أحلامًا أرضية رخيصة، قوامها أن أصبحَ مشهورًا يُشار إليه بالبَنان في وسائل الإعلام ودنيا الثقافة، ومثل هذه النية كيف تنفع صاحبها يوم القيامة؟! وكيف يكون له من الثواب الأخروي نصيب وهو لم يرد إلا الشهرة والسمعة؟!
لكن همَّتي التوَّاقة لم تستجب للسكون والهدوء أبدًا، أرادتْ أن تكسوَ أحلامي الماضية لباسًا شرعيًّا، فإذا بها تقول لي: لابدَّ أن تترك في الأمة أثرًا يبقى بعدك، لا بدَّ أن تقف حَجَر عثرة في وجه الملحدين والعلمانيين، لا بدَّ أن أخلف من الكتب ما تنتفع به الأجيال القادمة، أن يكون لي دور في قضايا الأمة، لابدَّ أن أكون من العلماء.
عكفتُ على القراءة الشرعية فيما لدي من وقت فراغ بعد وقت وظيفتي، وشرعت في تصنيف بعض الكتب، لكني دومًا كنت بين أهل العلوم الشرعية مجرد هاوٍ ولست بالمتقِن المحترف، لم تصبح كتبي بالكتب المؤثِّرة، وفاتتني الأدوار الحيوية في الأمة، فإنها لا تكون إلا للعلماء المبرزين أو أصحاب المناصب العلمية، ولست من هؤلاء ولا أولئك، قادني الحنين إلى الأدب إلى الرجوع لممارسة كتاباتي الأدبية، لكن قد فاتني القطار فيها، كما فاتني قطار العلم الشرعي، وها هي سنوات عُمري تبخَّرت أمام عينيَّ دون أن أصل إلى شيءٍ مما كنت أصبو إليه.
فتح المريض عينيه، فإذا بالطبيب يحدِّق فيه باستغراب شديد.
عفوًا عفوًا يا سيدي! يبدو أنني سرحت بعيدًا.
كنت تسألني عن عُمري، هاك هويتي، فاكتب السن منها!
--------
قصة بقلم أخيكم كانت قد نشرتها الألوكة على هذا الرابط
http://www.alukah.net/Literature_Language/0/9064/(/)
أبيات نسيتها
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 08:06]ـ
ما حِيلَتي حَتَّى أفُكَّ إسَارِي……ومِنَ الهَوَى أَغْدُو مِنَ الأَحْرَارِ
أَوَليْسَ قلْبِي كبَّلتْهُ قُيُودُهُ……وَرمَاهُ في بئْرٍ بغَيْرِ قَرَارِ
وَأرَى الهَوَى قَدْ لَفَّنِي بظَلامِهِ……كَيْفَ اكْتِحَالي بعْدَهُ بنهَارِ
كيْفَ السَّبِيلُ لأخْلَعَنَّ إزارَهُ……وَعَلَيَّ مِنْهُ ألْفُ ألْفِ إِزَارِ
لا تعْذلِيني إِنْ تملَّكَني الهَوَى……إنَّ الهوَى مِنْ جُمْلةِ الأقْدَارِ
مَنْ ذا يفرُّ منَ القَضَاءِ مُولِّيًا……وَقَضَاءُ رَبِّي فى البريَّةِ جَارِي
إنِّى لأرْجُو أنْ أفُكَّ قُيُودَهُ……وَيكُونَ قلْبِي خَالِصًا للبَارِي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 09:23]ـ
ما زلتُ في حربٍ مع الأفكارِ * * * متردِّدًا لم أسترِحْ لِقرارِ
آسَى على ما كان منكِ وأشْتهي * * * لو أنْ أعودَ إليكِ كالمُنهارِ
الحبُّ يدفعُني إليْكِ كماردٍ * * * والذِّكرياتُ تلحُّ كالإعْصارِ
قد كنتِ لي أملاً وكان لقاؤُنا * * * أمنيَّةً وحديثُنا أذْكاري
لَم أدْرِ فيمَ طردتِني من جَنَّةٍ * * * ورضِيتِ أن أبقى بتِلكَ النَّارِ
الشَّوقُ يلفَحُ مُهجتي بشُواظِهِ * * * والهمُّ يسعِر سائري بأُوارِ
واللَّيلُ يُنسيني جفاءَكِ كلَّهُ * * * في لحظةٍ ويُعيد لي أوْزاري
فأَبِيتُ أستجْدي رضاءَكِ ضارعًا * * * للطَّيفِ والأقْمارِ والأشْعارِ
يا رقَّةَ الطَّيفِ الذي تُهدينَهُ * * * أهلاً بهِ في زُمرةِ السُّمَّارِ
يا ليتَه يُفضي إليْكِ بلوْعتِي * * * إن كان حقًّا صاحبي أوْ جاري
عبراتيَ الحَرَّى وخَفْقةُ أضلُعي * * * وتَحنُّني ما ذاك بالأسْرارِ
وكأنَّما بيني وبيْنك قلعةٌ * * * أو بيْننا جبَلٌ من الأسْوارِ
ضاعفتُ من حِرصي عليْك تودُّدي * * * فحسِبْتِني من أسوأِ الأشرارِ
وقطَعْتِ كلَّ وسيلةٍ لتوسُّلي * * * وغضِبتِ من حِرصي ومن إصْراري
الحُسن أفقدني صوابيَ كُلَّه * * * والميْلُ بدَّد لِي جَميع وقاري
ما زلتُ أرْضى أن يعودَ تضرُّعي * * * وتذلُّلي كي تترُكي إنكاري
عُذرًا إذا طالبتُ قلبَكِ مرَّةً * * * أُخرى بأن يَسعى إلى إِكباري
ليلة الخميس 15 - 1 - 1418 هـ
22 - 5 - 1997
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 12:12]ـ
أولم أقلْ لك إنك أستاذنا وشيخنا؟، واعلمْ يا شيخنا أني كنت أود أن يُسمَّى هذا المجلس بمجلس الأدب دون أن نقيِّده بالإسلامي؛ حتى نستطيعَ أن نبوحَ فيه بمشاعرنا إني ـ واللهِ ـ لأ ستحيي أنْ أبوحَ فيه بشيء، فتستأصلُه يدُ المشرف كما فعل معي في أبيات أهدبتها إلى مجنونِ ليلى، لقد اجتثَّها المشرفُ ومحاها بعدَ دقائقَ منْ تسطيرها على صفحاتِ المجلس، ولو أنا اتبعنا نهجه، واقتفينا أثره، ما بقي من أشعار العرب إلا القليلُ، إنهم يريدون أن يكمموا أفواه الشعراء و يحاسبوهم على كل تجود به قرائحُهم، وتنطق به ألسنتُهم متناسين قولَه تعالى: (والشعراءُ يتبعهم الغاوون ألم ترَ أنهم في كلِّ وادٍ يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون)
انظر ـ يا أخي ـ إلي هذه الآيةِ كيف درأتِ الحدَّ عنِ الفرزدق، يقولون: إنَّ الفرزدقَ كان ينشدُ أميرَ المؤمنين قصيدةً في وصفِ العذارى، فذكر بيتًا ادَّعى فيهِ أنَّه ارتكبَ الفاحشةَ؛ إذ قالَ:
فبتْنَ كأنَّهُنَّ مُصرَّعاتٌ ... وبِتُّ أفضُّ أغْلاقَ الختام
فقال أمير المؤمنين: لقد وجب عليك الحد يا فرزدق، فقال الفرزدق: يا أمير المؤمنين، لقد درأ عني الحدَّ قولُه تعالى: (وأنهم يقولون ما لا يفعلون)
هذا والله الموفق، والسلام.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 05:02]ـ
اخي محمود المرسي تحيت وسلاما
اضم صوتي الى صوتك في تسمية مجلس الادب
فالح الحجية(/)
حتمية الإنحياز للإسلام ... للحق .. للخير .. للجمال
ـ[انور الازهرى]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 06:55]ـ
,
الانحياز ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9 %8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D 9%86%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) للإسلام ليس نافلة ولا تطوعا ولا تزكية عن الصحة والعقل وليس استدعاء للبركة بقليل من الجهد لكنه أسلوب في الحياة ونظرة للأشياء لان هذه الرسالة لا تنحصر ما هيتها في ركعات أو كلمات أو ورع مكذوب يلتف حول نفسه ألف مرة لا ليصل إلي شيء ولكن ليسمي مسلكا وطريقا ودربا ولا يعرف هدفا في الدين ولا يقف من حقيقته علي يقين 0
أن هذه الرسالة انحياز كامل للحق – والخير – والجمال.
الحق في مواجهةو القهر الظلم الاستبداد وهو انحياز من لاحيلة له في مواجهة كل الحيل انحياز الضعيف إلي الضعيف لكن هذا الضعف قوة هائلة حينما توضع في المواجهة ثم هو استمداد لقوة السماء التي بلا حدود قوة اى الاعلي الذي يأبي ألا أن يمن علي الذين استضعفوا ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين , وفي الأرض للباطل صوله وجوله ورجال ودوله وقبيلة, ولكنه امتحان للحق المستضعف أيصبر أيثبت أم ينهزم ويموع , وهو استخلاص للعناصر وتنقية للصف من الذين يرفعون شارة الحق ويطمعون في مجد الباطل وقهره ولا يقبل علي الحق ألا من يطمعون في خطة علوية وراية سماوية تخليصا للنفس من أوضارها وتطهيراً للروح من ذنوبها , ولياذا بالذات لربها , ليبلوا أخبارها حتى إذا استحكم الأمر فصارا ذهبا صرفا تسلل النصر أو أقتحم
وهذه الرسالة انحياز للخير في مواجهة الشر , الشر في مختلف صوره, ما يدب منها وما يزحف , وما يطير , الشر من النفس , ووسواسها ,ومن الشياطين أشراكها ومن الحياة وأهوالها , وأخبث ما في الشر ذاك الذي يكاد يقف من النفس علي مقتل كالمعشوقة التي تلتوي وتلتف كالثعبان , وفي الوقت الذي تكون فيه مشاعرك كحديقة الزهر لم تكن لك ألا سيلا من الماء الآسن والطين , تجرفك إلي بحيرة الظلمات ,واخطر ما فيها أنها تقتل فينا الحب أو تكاد ثم لا ينبت بعد ذلك لا حد إلا علي خوف , ووجل ,واستخذاء ,ومن أخبث الشر ما يقتل بالجملة وهو المتستر باسم
العالم المحتضر فيصيب من الإنسان إنسانيته ,ويحوله إلي ألة تعمل ليل نهار لمزيد من الرفاهية , فهو مستعبد لإله الاستهلاك الذي لا يشبع من الضحايا والقرابين أن هذه الجماهير في الشرق والغرب فقدت معاني إنسانيتها من اجل متعة الاستهلاك , واستهلكت حياتها من اجل هذه الإغراض التي يمتع بها الإنسان ذلك الجسد الفاني , المستحيل إلي تراب فإذا بقيت للإنسان بقية من عقله ووقته فهناك الإعلام الطاغي بالإباحية والموسيقي والأفلام , وخلف ذلك أوكار المخدرات , انه شر يقتل بالجملة ويعبث باليقين , ويهوي بالنسخة الإنسانية إلي حضيض , إن الانحياز ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9 %8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D 9%86%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ضد كل هذا هو انحياز إلي الخير انحياز إلي نعمة الله المباحة بلا إسراف انحياز إلي العقل والوعي والفهم , انحياز إلي رأفة الله ورحمته , والي حياة اليسر والبساطة انحياز إلي المشاعر الصادقة النبيلة انحياز الإنسان إلي الهدي ليفئ إلي الله.
وهذه الرسالة انحياز إلي الجمال في مواجهة القبح والرذيلة وبلادة المشاعر , أن هناك تجليات لأسم الله الجميل في هذا الكون وانه لتكاد هذه التجليات الجمالية أن تأخذ بالفؤاد أن هذه الروعة في سطور هذا الكون ما في إلا شعاع ضئيل من جمال الخالق وروعته فكيف إذا اتضح بهائه في صفاء النفس 0
ويتامل القلب فى اشراقه الصباح , والشمس تصعد من فلكها البعيد وهى ترسل شعاعا خافتا على غابة من الاشجار والنخيل , تبلل اوراقها قطرات الندى , وهذا الصمت الذى يغلف الوقت بردائه ينشق عن صوت عصفورة فى الزمان والمكان , وكانها تنذر الليل بالرحيل فما يلبث ان يجمع فلوله المنهزمة , ويتوارى بها عن الانظار , وقد اشرقت الارض بنورها0
(يُتْبَعُ)
(/)
ويتامل القلب شجرة تلعب بها الرياح على شاطئ بحر , والبحر من خلفها على امتداد الافق يموج كانما هو بساط سحرى حريرى , ثم يرغى ويزبد ويرتطم بشاطئ صخرى كانما اغضبته الصخور بما لا نعرف , والبحر فيه ما فيه من جمال غير محدود , مع رهبة كانما صيغت من الغموض
ويتأمل القلب , رقة النسيم , وتراكم السحاب , وقطرات المطر , وروعة التكوين فى الحيوان , وفى الحياة بربيعها وخريفها وشتائها , فيرى لمحات الجمال فى كل شئ 0
ومن خلف ذلك جمال المشاعر , فى عطف الام, واعجب منه عطف الام فى العجماوات , وهى تداعب ذلك الصغير الذى يمرق من بين قدميها ويتواثب حولها فى سعادة نادرة , وهو يشعر بالأمان يلف جوانب الحياة 0
ويرى الإنسان , جمال المشاعر من صديق يؤثر على نفسه , ويلين عند الشدة ويعطيك النصيحة ,ولو كانت مرة لا توافق النفس 0
ثم فى النفس تلك المشاعر الجميلة التى تبحث عن الشريك الغائب والذى يعطيك من نفسه وروحه , ويشتريك على ضعف فيك , وخلو من الزينة , وهو بك معجب كأنك نفسه , وفيه من الود والسكينة ما فيه , فأنت له كأب يحنو على ابنة مدللة , وهى لك ام عقلها فى ذاك الرضيع بين يديها0
ويرى القلب جمال المشاعر فى عطف الاخوة , وحنان الاب , ولوعه الابناء , فيرى هذه المشاعر تغلف الكون والاشياء , فيوقن انها من اثار رحمة الله , فينحاز اليه عن يقين0
ويرى القلب القبح فى خلاعة المدينة الحديثة , ومنطقها الاعوج , وتبجحها بالرذيلة , والخطاب المفتوح للشهوة الحيوانية , ومواكب الاجساد العارية والأخلاق العارية , والأفكار الضائعة , وهذه الرائحة التى يفوح منها شبق الجسد , وانطلاق الشهوة النفسية بلا ضوابط 0
فيرى هذا التحطم والانهيار والبؤس والشقاء , شقاء لا تغنى عنه وفرة المادة , ولاجموح اللذة , ولاانعكاسات الرفاهية فى الخدود الناضرة , ونعومه الملبس وتأنقه , لأن فى القلب شره وتكالب على المتاع , وفيه ما فيه من حقد وحسرة وضياع 0
فيرى القبح ماثلاً فى كل هذا 0
وما رغبة النفس الصحيحة فى ذلك وان رغبتها , ولكن النفس تفسد اولا وتنهار, ثم لا يكون منها بعد ذلك , الا الخضوع والهبوط والانكسار , فهى واطية وان اعليتها، وقبيحة وان زينتها 0
والانحياز ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9 %8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D 9%86%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الى الرسالة هو عصمة من كل هذا لانه انحياز للحق والخير والجمال0
ثم كيف لاينحاز الانسان لخالقه , والوصلة الواصلة بين العبد وربه هو الحب , تلك العبادة المخفية , التى هى منبع العبودية , وسر ترنيمة الازلية , وانه شرف لتتقاصر عنه الهامات , مهما كانت سامقة , ومن الصعب ان يكتب الانسان عما لم يجرب , ولكن ومضه خاطفة , فى لحظات الطهر والنقاء , تضئ لك الطريق , عندما ينجذب القلب فى سكون الليل فتدركه رعشه علوية , تفيض على القلب شوق عارم , ويذهب بك البكاء كل مذهب , فتدرك انحطاط شأن حياتك بعيدا عنه وسفولها فى السافلين , وانها لحياة رخيصة , عندما تعيشها بعيدا عن هذا الحب، ففى هذا الحب رقة غير معهودة , وصفاء غير منتظر , وعزيمة تتقزم بجانبها الصعاب , وجمال دونه كل جمال , فان كان من يخطف الخطفة مثلى , ويسترق السمع يصف من هذا الحال , ما فيه من روعه وجلال , فكيف بمن صعد واستقر واناخ به الرحال 0
وكم راينا على مدار التاريخ عشاقا باعوا انفسهم لقضاياهم التى امنوا بها فهذا امير ارستقراطى من الهند الصينية يترك ثروة اجداده ليقيم ما يؤمن به من العدالة والمساواة , واخر ثائر فى احراش كوبا وامريكا اللاتينية لمواجهة الراسمالية العالمية , وكم من فتيات فى كل مذهب , خاضوا غمار المعركة ولم تقف بهم طبيعتهم الانثوية , ولم يتعللن بطبيعة الجسد وضعفه , كانهن من ورق اوزجاج , وكل هؤلاء دون ما نحن فيه بكثير, وهم مهما ارتفعوا لا يرتفعون عن تصورات الارض وانما نضرب بهم المثل لنعظ انفسنا ,فلما لا نتحرك من اجل قضية الانحياز ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9 %8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D 9%86%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-10-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) , ولوكان فينا النقص0
واما تاريخ الاسلام , فيمتلئ بهؤلاء المنحازين الى الحق جمله من رجال ونساء , وهم فى كل عصر وفى كل جيل , وهم يقلون احيانا ولكن لا ينعدمون ” لانه لا تزال طائفة على الحق منصورة”
فلما لا نتحاز , فلعل وثبة على الطريق ترقى بك معراج السماء فيجبر الله كسرنا , ويداوى جراحنا, ويطهر نفوسنا , ويزكينا والله يزكى من يشاء 0
انور الزعيرى(/)
بناء المعارف (مقال كاتب ناشئ)
ـ[أبو الحسن النجدي]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 08:06]ـ
عزيزي القارئ ...
إن لم تكن على ثقافة عالية ...
فقراءتك لهذا المقال ...
تضيع وقتك الثمين ... !!!
بناء المعارف
1 - الرباني: هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره.
هذه المقولة الأثرية الشهيرة، و هي عباسية النسب، تمثل لنا السبيل المنطقي لبناء المعارف و هي ضم الصغير إلى الصغير حتى يتكون الكبير ...
سبحان الله ... وَقعُ الحوافر على الحوافر موجود في كل ميدان و كل زمان ... و على مختلف العقائد و المنطلقات ... فمقولة ابن عباس يدل على مقصدها ما ذكره الأرجنتيني الشهير (روجيه سنتيانو) حيث قال: فلسفة البناء المعرفي كالتخطيط الهندسي،
بقدر ما تتروى في عملك ... تفرح بالمنزل المريح.
و كما يقال: من كبر اللقمة ... غص.
فاحرص يا بني قبل أن تلتهم الوليمة العلمية (الجامعية) أن تمضغ شيئًا من مبادئ العلوم التي تود دراستها ... و إلا فإن البيت الذي تود بناءه لن تستطيع أن تدخله ...
لأنه لن يكون بناءٌ أصلا!!
2 - إياك من فرط الحماسة، و سرعة الحكم على شيء بصعوبة أو سهولة، فقد تفاجأ فيما بعد بالصعب أنه غاية في السهولة، و قد تفاجأ بأن السهل المزعوم هو أعسر ما يكون،
و مثله: الانبهار و الإعجاب المفرط، و كذلك الاحتقار المحرق.
كل هذه معاول هدم لكنها للأسف (تشتغل على الصامت!) فتهدمك و أنت لا تشعر.
و ما أجمل ما قال الإسباني: أَرِنْست همنجواي (روائي مشهور حصل على جائزة اللوتييه السويدية
في القرن التاسع عشر بسبب روايته العالمية وداعا ماركو و التي صارت فيلما كارتونيا فيما بعد يعرض بعد الدبلجة على القناة الأولى السعودية)
يقول: الانبهار انفجار وجداني ربما فقدت السيطرة عليه حتى يتعدى إلى محل العقل فيتغطى العقل بظل زيف المظهر، و سطحية النظر، فيفوت كثير من منجزات العلم تحت هذا الداء المتفشي.
3 - ربما أكون أثقلت عليك بالكلام ... لكن تحمل فقد صرت كبيرًا!
(صرت كبيرًا!!)
بالمناسبة هذه الكلمة يقولها مدرس الابتدائية ليحث التلاميذ على الأدب و السلوك الحسن، و يفاجأ طالب المتوسطة بمعلمه يقنعه أن مدرس الابتدائية كان متعجلا في ذلك الحكم، و إنما الكبير من كان في المتوسطة، ومثله في الثانوية ...
لا تتفاجأ عزيزي الجامعي حينما يقول لك الدكتور: هيه أنت (خلاص) ... لقد صرت كبيرًا.
4 - ذكر روجاردو البرازيلي حوارًا جميلا في كتابه (حكم بالإعدام)
فقال:
سأل أحد المثقفين صاحبه البَنَّاء متفلسفًا: ما أهم عوامل البناء؟
فقال: أهم العوامل كسر المعاول!
كلام سليم ... اكسر كل ما يكون سببًا لفشلك ...
معرفة الشر لا تقل أهمية عن معرفة الخير، بل إن كثيرا من الناس يقتل من جهة جهله بمقاتله التي لم يعرفها حتى يُلبسها (لبوس داود).
5 - في نظري أن من المعاول الفولاذية في هدم بنايات المعارف أمران:
أ: أن يبقى الأخ الفاضل يسأل كل من لقيه: ما هي المنهجية في طلب العلم؟ ... فيعطيه كلٌ من كيسه و لم يعلم الطالب أن:
من المنهجية عدم الإغراق في طلب المنهجية
(بل عجل في السير و المنهجية تتبين مع الزمن)
إنه يبقى حتى يتخرج من الجامعة و هو يسأل عن المنهجية
و يكون حينها مؤهلا لتدريس مادة المنهجية برتبة معيد ...
لكن في جامعة الفشل التي في ذهنه.
ب: عدم إحسان الاقتداء بمن يستحق الاقتداء ...
حتى يُفهم القصد: لو أنك أعجبت بمنزل فلا يحسن أن تقلده في كل شيء حتى في نوع بلاط الحمام!.
لأنك حينها ستغرق شخصيتك العلمية في شخصية المقتدى به، و في أحسن الأحوال ستكون نسخةً مصورة أقلَّ قيمة من الأصلية على كل حال.
هذان مثالان و عليهما يقاس ... وكلٌ عليه البحث و الحذر من مكائد العدو الهدام.
6 - إن البحث و التحري سيما كل من يبتغي التميز ...
كن قارئا و تعَوَّد أن تتحقق من كل ما يقال و يدعى ...
قال فلان قولا ... عد إلى حيث أخذ القول، واسأل عن مرجعه الذي اقتبس منه حتى لا تقع في فخاخ كثير من المتفلسفين (الفقاشين)، فمع الوقت تكون هذه شخصية لك حتى في اتخاذ قرارك العلمي تكون متأنيا لا تقول إلا ما تحققت من صحته و سلامته
و حينها صدقني ... سيكون رأيك ثمينا ... بل ثمينا جدا.
7 - ما موقفك مما كتبت في الفقرات الست الماضية:
ربما ستقول: هكذا الثقافة و الإفادة جزاه الله خيرًا من فاهم بليغ ... فأقول لمن هو من هذا النوع:
عفوًا أخي راجع ما كتب أعلى المقال!
وبعضهم سيقوم و يتحقق من صواب ما كتب و حينها سيستخلص ما يلي:
1: الحرص على الاستعداد قبل أكل الوليمة الدسمة بتهيئة معدة العقل بما يجعله مهيئا.
2: لا بأس أن أتأنى في الأحكام العينية إلى وقت لاحق ... و لا مانع من الاستفادة من أي شخص، و لايلزم أن يكون من الطبقة المبهرة للعقل فكم ضاع الكثير بتجاهل كثير ممن لا يراهم الناس شيئا عظيمًا
(هناك من يرى الاستفادة فرعًا عن الانبهار)
3: بقدر الحرص على عوامل البناء ... احذر معاول الهدم.
4: البحث و التحقيق عامل بناء نشيط يعينك في زيادة جودة بنايتك العلمية بل و بشكل جذاب.
5: سيستفيد المحقق العلمي أن كاتب المقال أراد امتحان القارئ
هل استفاد من الفائدة السابقة رقم (4) أم لا؟
حينها سيعلم أن (روجيه سنتيانو) خرافة لا وجود له.
و أن أرنست همنجواي لم يؤلف وداعا ماركو
و أن روجاردو هو (حليب توه نازل في السوق!!!).
(ابتسامة)
لا يعني هذا أن تحرق الفوائد السابقة جميعا بسبب الفائدة الخامسة ...
فأسلوب الحرق هذا
ليس فولاذيا و حسب بل هو فولاذ ألماسي.
تحياتي الحارة:
محبكم
أبو الحسن(/)
الملحقات بالمثنى عند الأدباء
ـ[أبوالفضل المطاع]ــــــــ[17 - Oct-2010, صباحاً 08:46]ـ
قال بعض الأدباء:
إذا أبو أحمدٍ جادت لنا يده ... لم يحمد الأجودان البحر والمطر
وإن أضأت لنا أنوارغرته ... تضاءل النيران الشمس والقمر
وإن مضى رأيه أو جد عزمته ... تأخر الماضيان السيف والقدر
ينال بالظن ما كان اليقين به ... والشاهدان عليه العين والأثر
من لم يكن حذراً من حد صولته ... لم يدر ما المزعجان الخوف والحذر
وقال آخر:
هل يسْتوي الشمسُ والمصباحُ جُنْحَ دُجىً ... ويسْتوي الجاريان البحرُ والنَّهَرُ
بَدا له في سماء المجد نُورُ هُدىً ... من دونهِ النَّيِّرانِ الشمسُ والقمرُ
وأصبح المُلك محروسَ الجَنَابِ وقد ... وافَى به المُسْعدانِ القَدْرُ والقَدَرُ
وقال آخر:
يا مَن يُصِيخُ إلى دَاعي السِّفَاهِ وقد ... نادَى به النَّاعِيان الشَّيْبُ والكِبَرُ
إن كنتَ لا تسمعُ الذِّكْرَى ففي مَ ثَوَى ... في رأسِك الواعِيان السمعُ والبصرُ
ليس الأصَمُّ ولا الأعمى سوى رجلٍ ... لم يهْدِه الهادِيان العَيْنُ والأثَرُ
لا الدهرُ يبْقَى ولا الدنيا ولا الفَلكُ الْ ... أعْلَى ولا النَّيِّران الشمسُ والقمرُ
ليَرْحلَنَّ عن الدنيا وإن كرِها ... فِراقَها الثَّاويان البدوُ والحضَرُ
وكتب بعضهم إلى صلاح الدين:
لا زِلتَ يا مَلِكَ الإِسلام في نِعَمٍ ... قرينُها المُسْعِدانِ: النَّصْر والظَّفَرُ
تُرْدي الأَعادي وتَسْتَصْفي ممالكَهمْ ... وعونُك الماضيانِ: السَّيْفُ والقَدَر
فأَنت إِسكندرُ الدُّنْيا، بنُورِك قد ... تضاءل المُظْلمان: الظُّلْم والضَّرر
أَعدْتَ للدَّهر أَيّام الشباب وقد ... أظلَّه المُهْرِمان: الشَّيْبُ والكِبَر
وجاد غَيْثُ نَداك المسلمين فمِنْ ... سحابه المُغْنِيان: الدُّرُّ والبِدَر
وسِرْتَ سِيرةَ عَدْلٍ في الأَنام كما ... قضى به الصَّادقان: الشَّرْع والسُّوَر
فَفُقْ بنصرٍ على الكفار إنّهم ... يُرْديهمُ المُهْلِكان: الغَدْرُ والأَشرُ
ثَناهُمُ إِذْ رأَوْا إِقبالَ مُلْكهمُ ... إِليهمُ المُزْعِجان: الخَوْف والحَذَر
وما الفِرار بمنُجْيهم وخَلْفَهُمُ ... مِنْ بأسه المُدْرِكان: السُّمْرُ والبُتُر
وسوف يعفو غداً منهم بصارِمه ... وجيشِه المُخْبِران: العَيْنُ والأَثَر
ولو رَقُوا في ذُرى ثَهْلانَ أَسْلَمَهُمْ ... لسيفه العاصمان: الحِصْنُ والوَزَر
قضى بتفضيله عمَّنْ تقدّمه ... ما اسْتُودِع المُخبران: الكُتْبُ والسِّيَر
عَدْلٌ به أَمِنَ الشاءُ المُهَمَّل أَن ... يروعَه الضّاريان: الذئبُ والنَّمِر
وَجُودُ كَفٍّ إذا انْهَلَّتْ تفرَّقَ في ... تيّارها الزاخِران: البحرُ والمطر
مكارمٌ جُمِعَتْ فيه، توافَقَ في ... تَفْضيلها الأَكرمان: الخُبْرُ والخَبَر
فاسلم وعِشْ وابقَ للِإسلام ما جَرَتِ الْأ ... فلاك والنَّيِّران: الشمسُ والقمر
بنَجْوَةٍ من صورف الدهر يقصُر عن ... مَنالها المُفْسدان: الخَطْبُ والغِيرَ
وقال آخر:
لَمْ يُسْلِني النيَّرانِ الشمسُ والقمرُ ... مُذ فاتَني المُسْلِيانِ الأُنسُ والنَظرُ
والقلبُ مُسْتَوقَدٌ أضلاعُه حَطبٌ ... أَشواقُه لَهبٌ أنفاسُه شَررُ
وقال رجل للأصمعي: فسد الزمان! فقال:
إن الجديدين في طول اختلافهما ... لا يفسدان ولكن يفسد الناس
وفي خزانة الأدب - (1/ 372 - 373)
أمسي وأصبح من تذكاركم وصبا ... يرثي لي المشفقان الأهل والولد)
(قد خدد الدمع خدي من تذكركم ... واعتادني المضنيان الوجد والكمد)
(وغاب عن مقلتي نومي لغيبتكم ... وخانني المسعدان الصبر والجلد)
(لا غرو للدمع أن تجري غواربه ... وتحته المظلمان القلب والكبد)
(كأنما مهجتي شلو بمسبعة ... ينتابها الضاريان الذئب والأسد)
(لم يبق غير خفي الروح في جسدي ... فدى لك الباقيان الروح والجسد)
قال ابن أبي الأصبع وما بشعر قلته هنا من بأس
(بي محنتان ملام في هوى بهما ... يرثي لي القاسيان الحب والحجر)
(لولا الشفيقان من أمنية وأسى ... أودى بي المرديان الشوق والفكر)
رأيت في حاشية على هذين البيتين بخط رفيع رحم الله الشيخ لو قال الشوق والسهر كان أتم وأحسن وبيت الشيخ صفي الدين في هذا الباب غاية فإنه يقول في وصف النبي:
(أمي خط أبان الله معجزه ... بطاعة الماضيين السيف والقلم)
والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي رحمه الله:
(ومن عطاياه روض وشعه يد ... تغني عن الأجودين البحر والديم)
الشيخ عز الدين أتى بالتوشيع على الوضع ولكنه شن الغارة على ابن الرومي وفك قواعد بيته وهو
(أبو سليمان إن جادت لنا يده ... لم يحمد الأجودان البحر والمطر)
أخذ الأجودين والبحر ورادف المطر بالديم وهذا ما يليق بأهل الأدب وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي:
(ووسع العدل منه الأرض فاتشحت ... بحلة الأمجدين العهد والذمم)
وأنا على مذهب زكي الدين بن أبي الأصبع في قوله وما بشعر قلته هنا من بأس.
كنت جمعتها على عجالة، ولم أعزها، وأحببت إهداءها وعرضها على الرواد.(/)
قصيدة:أمي المصونةَ خابَ منْ عَاداكِ / للشاعر عثمان الجبالي عثمان
ـ[مصطفى الراقي]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 04:41]ـ
أمي المصونةَ خابَ منْ عَاداكِ *****عرضي فداؤكِ كي أنالَ رضاكِ
يا أمَّ كلِّ المؤمنينَ وفخرَهمْ****** لُعنَ الذي بالسبِّ قد آذاكِ
يا منْ نشأتِ على المكارمِ طفلةً ******من نبعِهِ الصديقُ قد أسْقاكِ
فأبوكِ صديقُ النبيِّ محمدٍ******* وعلى التقى والطُّهرِ قد ربّاكِ
ذاكَ الذي خلَفَ النبيَّ مجاهداً ********فمنِ الذي في السّبقِ فاقَ أباكِ
اللهُ زوّجكِ بصفوةِ خلقهِ******** وإلى سبيلِ المخلصينَ هداكِ
واللهُ شرّفكِ بحبِّ نبيهِ ********ولقد تولّى حفظكِ ورعاكِ
ونشأتِ في حجرِ النبيِّ كريمةً******** من خيرِ آيٍ سيدي أقراكِ
وتنزّل القرآنُ تحتَ لحافِكِ *******وبعلمهِ المختارُ قد أثْراكِ
واللهُ خصّكِ أن تكوني بِكرَهُ *******فمَنِ التي بكرُ النبيِّ سواكِ
واللهُ فضلكِ بتسعِ فضَائلٍ******** ونبيُّهُ بالفضلِ قد نبّاكِ
والله في التنزيلِ بيّن طُهرَكِ******** ومن الطباقِ السبعِ قد برّاكِ
نزلَ الأمينُ على النبيِّ مُبَشِراً ********* بُشْراكِ حِبَّ محمدٍ بُشْراكِ
فلقد حَباكِ اللهُ يا ابنةَ سيّدي******** ورسولُ ربِّ العالمينَ حبَاكِ
ولقد كساكِ اللهُ ثوبَ مهابةٍ ******** ولقد ظُلمتِ فحسبُكِ مولاكِ
حاشاكِ أن تأتي الرذيلةَ والخنَا******* فالصادقُ المصدوقُ من زكّاكِ
أولستِ طيبةًَ حليلةَ طيبٍ *******اللهُ طيِّب صيتَكِ وحَماكِ
ويلٌ لمن آذى النبيَّ وصحْبَهُ******* ويلٌ لكلِّ منافقٍ أفّاكِ
ويلٌ لمن نصبَ العَداءَ سفاهةً *******وبكلِّ قبحٍ بالكلامِ رماكِ
ما خاضَ في عرضِ الكريمةِ سافلٌ******** إلا وباءَ بذلّةٍ وهلاكِ
أمي الحبيبةَ فلتقرّي واهنئي******** فدماؤُنا والغالياتُ فِداكِ
أبناؤكِ ثاروا لعرضِ نبيِّهِم *********ضِدَّ الخبيثِ الخاسرِ الأفّاكِ
واللهِ لن نرضى ويذهبَ غيظُنا******** حتى نحقِّرَ كلَّ من عاداكِ
إنّا لنرمي مِن سهامِكِ خصْمَنا****** فقتلْنهُ الملعونَ حين عصاكِ
واللهَ نسألُ أن يكونَ جزاؤُنَا******** جناتِ عدْنٍ يومَ أنْ نلقاكِ
أمي المصونةَ خابَ منْ عَاداكِ *********عرضي فداؤكِ كي أنالَ رضاكِ
يا أمَّ كلِّ المؤمنينَ وفخرَهـ ******* مْلُعنَ الذي بالسبِّ قد آذاكِ
يا منْ نشأتِ على المكارمِ طفلةً *******من نبعِهِ الصديقُ قد أسْقاكِ
فأبوكِ صديقُ النبيِّ محمدٍ *******وعلى التقى والطُّهرِ قد ربّاكِ
ذاكَ الذي خلَفَ النبيَّ مجاهداً *******فمنِ الذي في السّبقِ فاقَ أباكِ
اللهُ زوّجكِ بصفوةِ خلقهِ ********* وإلى سبيلِ المخلصينَ هداكِ
واللهُ شرّفكِ بحبِّ نبيهِ *******ولقد تولّى حفظكِ ورعاكِ
ونشأتِ في حجرِالنبيِّ كريمةً *******من خيرِ آيٍ سيدي أقراكِ
وتنزّل القرآنُ تحتَ لحافِكِ ******** وبعلمهِ المختارُ قد أثْراكِ
واللهُ خصّكِ أن تكوني بِكرَهُ *********فمَنِ التي بكرُ النبيِّ سواكِ
واللهُ فضلكِ بتسعِ فضَائلٍ *********ونبيُّهُ بالفضلِ قد نبّاكِ
والله في التنزيلِ بيّن طُهرَكِ ******** ومن الطباقِ السبعِ قد برّاكِ
نزلَ الأمينُ على الأمينِ مُبَشِراً****** بُشْراكِ حِبَّ محمدٍ بُشْراكِ
فلقد حَباكِ اللهُ يا ابنةَ سيّدي *******ورسولُ ربِّ العالمينَ حبَاكِ
ولقد كساكِ اللهُ ثوبَ مهابةٍ *******ولقد ظُلمتِ فحسبُكِ مولاكِ
حاشاكِ أن تأتي الرذيلةَ والخنَا******* فالصادقُ المصدوقُ من زكّاكِ
أولستِ طيبةًَ حليلةَ طيبٍ ****** اللهُ طيِّب صيتَكِ وحَماكِ
ويلٌ لمن آذى النبيَّ وصحْبَهُ ****** ويلٌ لكلِّ منافقٍ أفّاكِ
ويلٌ لمن نصبَ العَداءَ سفاهةً *******وبكلِّ قبحٍ بالكلامِ رماكِ
ما خاضَ في عرضِ الكريمةِ سافلٌ ******إلا وباءَ بذلّةٍ وهلاكِ
أمي الحبيبةَ فلتقرّي واهنئي******** فدماؤُنا والغالياتُ فِداكِ
أبناؤكِ ثاروا لعرضِ نبيِّهِم *********ضِدَّ الخبيثِ الخاسرِ الأفّاكِ
واللهِ لن نرضى ويذهبَ غيظُنا ********حتى نحقِّرَكلَّ من عاداكِ
إنّا لنرمي مِن سهامِكِ خصْمَنا ********فقتلْنهُ الملعونَ حين عصاكِ
واللهَ نسألُ أن يكونَ جزاؤُنَا ********جناتِ عدْنٍ يومَ أنْ نلقاكِ(/)
موقف تربوي من حياة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي (علبة الدخان):
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 08:51]ـ
جاء في كتاب " مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله - ". تأليف: محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ومساعد بن عبدالله بن سليمان السعدي (ص 68):
«علبة الدخان:
اشترى الشيخ الوالد -رحمه الله – [المراد الشيخ عبد الرحمن بن سعدي] حمل حطب، وعادة أهل عنيزة عندنا إذا اشترى الواحد حطباً يُدخل الجمّال الحطب داخل البيت وإذا انتهى من عمله يضع له أهل البيت تمر اًوماء، وإذا أكل وشرب يغلق باب البيت بقوة بقصد إخبار أهل البيت أنه خرج من البيت.
في إحدى المرات لما خرج الجمال جاء الوالد يريد إغلاق الباب عقب (بَعد) الجمال فوجد الوالد بالحوش في طريقه للباب علبة عرف الوالد أنها علبة دخان طايحة (ساقطة) من الجمال، قام الوالد وأخذ العلبة وفتح الباب ونادى الجمال، وقال له الوالد: هذي لك؟ يعني بذلك علبة الدخان، قال بعد تردد: نعم هذه لي، لكنك يا شيخ تدري وش فيها (ما بداخلها)؟ قال الوالد: نعم دخان. قال الجمال: وتعطينيها يا شيخ؟ قال الوالد: نعم؛ لأنك إذا ما لقيت العلبة سوف تشتري بقيمة الحطب الذي بعته بدلاً منها وتجوّع عيالك وتحرمهم من الرزق والهادي الله سبحانه.
قال له الجمال: باسم الله ... وأخذ العلبة وَكَبَّ (رمى) ما فيها من دخان وأوراق بالأرض، وقال: اللهم إني تبت إلي الله ولن أعود للدخان مرة أخرى» أهـ.
ـ[أشجعي]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 09:22]ـ
ما شاء الله
والحمدلله
وجزاك الله خير الجزاء شيخي الحبيب ضيدان.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 10:08]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 10:17]ـ
الله أكبر ...
ما أعظم العلماء! ..
حكمة في الدعوة! ..
لين في الخطاب الدعوي ورفق ورحمة للمدعو! ..
مراعاةٌ للمصالح والمفاسد! ..
كل هذا وذاك! .. ولو تصرف بمثل هذا الفعل من هذا العالم الرباني أحد من الدعاة لقيل عنه: كيت! وكيت! ..
لكن لعله درس لنا معشر من ينتسب للسلفيَّة وأيما درس؟!
ـ[أبو سفيان الأثرى]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 12:14]ـ
رحم الله الإمام الربانى؛ وأسأله جل وعلا أن يفقهنا فى دينه.
جزاك الله خير
ـ[مبتدئة]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 12:54]ـ
جزاك الله خيرا
إننا بحاجة ماسة لهذه الأمثلة في تربية أبناءنا، فكثيرا ما نحتار في التصرف المناسب، وإن كان لديكم المزيد فاذكروه لنا بارك الله بكم ..
ـ[مؤمل عفو الغفور]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 03:33]ـ
اللهم ارحم الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 11:49]ـ
جزاكم الله الجميع كل خير على تعليقاتهم المفيدة ..
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 07:35]ـ
حكى لنا هذه القصة الشيخ فيصل بن سعيد الكويتي تلميذ الشيخ ابن عثيمين تلميذ الشيخ عبد الرحمن السعدي. فرحم الله مشايخنا
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 08:30]ـ
كتاب " مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله - ". تأليف: محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ومساعد بن عبدالله بن سليمان السعدي، كتاب جميل جداً، فيه من المواقف التربوية للدعاة وطلبة العلم من حياة هذا العالم الجليل مالا يوجد في غيره، فأنصح إخواني به الاستفادة منه.
ـ[الباحث العربى]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 07:26]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 09:23]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا خير الجزاء
ـ[محب عبد القاهر]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 12:56]ـ
منهم نتعلم ومنهم نأخذ الأخلاق ونتحلى بها. لو كان أحدنا اليوم لفعل مع صاحب علبة الدخان عكس الشيخ عبد الرحمان بن سعدي رحمه الله.(/)
في كل واد يهيمون
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 10:04]ـ
أُحاذِرُ أنْ أحْيا حياةً عديمةً * * * فلا أنا ذُو لهْوٍ ولا أنا عابِدُ
لسانيَ من أهْلِ الزَّهادةِ والتُّقَى * * * وقلبيَ يُدميه الهوى والمَواجدُ
أُسابق أهلَ اللَّهوِ إن كنتُ فيهمُ * * * وإني لأرْباب التبتُّل رائدُ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 10:11]ـ
هذا رجلٌ عفيف يخشى الفتنة ويتجنبها
أرغبُ عنكُمْ لأنَّكمْ بِيضُ * * * وخَدُّكمْ للشِّفاهِ تَحريضُ
طرْفاكُمُ يَستبِي مُحبَّهما * * * تكسُّرٌ فيهما وتَمريضُ
أعجبُ أنِّي أخافُ رُؤيَتَكمْ * * * وليس لي في الغرام تفْويضُ
مضَيتُ لَم ألتفِتْ إلى أحدٍ * * * وإن بدا للوقوف تعْريضُ
حذَّرني الشَّيخُ من محبَّتِكمْ * * * فليس للعاشقينَ تعْويضُ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 11:06]ـ
المدرِّس المسكين في أوَّل الدراسة تعرَّف على تلاميذه وتِلميذاته، ومن بينهم تلميذة أخبرتْه أن أباها (كبابجي)، حاول المدرس ألا يبدي اهتمامًا بالأمر، وأن يبدو منصرفًا إلى مهامّ أخرى، لكنه ظل طول اليوم يتفكر في نفسه، وفي آخر اليوم كان قد أعدَّ ورقة كتب بها:
سأكتُبُ يا دعاءُ إليكِ شيئًا * * * غريبًا فاقرئيهِ في غيابي
أنا نَهِمٌ أحبُّ الأكْلَ جِدًّا * * * وحبُّ اللَّحمِ أفقدَني صوابي
وما أبصرتُ في دُنيايَ شيئًا * * * أحبَّ إليَّ من أكْل الكبابِ
سأطلُبُ من أبيكِ الشَّهمِ يومًا * * * يُجاملني به تحت الحساب
وأمُّك رُبَّما تَرثِي لحالي * * * كذاكَ أبوكِ إن قرأا كتابي
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 11:34]ـ
المدرس خارج من المدرسة بعد الدوام، وحوله وعلى مقربة منه بعض التلميذات.
فجأةً أسرعتْ إحداهُنَّ نحوه تَحتمي به.
فقد راعها وخوَّفها رؤية حمارٍ يَجري قريبًا منها، فكتب المدرس:
زميلتُكُمْ تخافُ من الحِمارِ * * * وإن يظْهرْ تُسارعْ بالفرارِ
فكيف إذا رأتْنِي حين أعْدو * * * على فرَسٍ يَطير على الغُبارِ
سنابِكُه تقُدُّ الصَّخرَ قدًّا * * * وسرعتُه أشدّ من القِطارِ
وكيفَ إذا رأتْ يومًا أُسودًا * * * تُصارِعُني وتشعُر بانكِسارِ
فكم صارعْتُ ليثًا بعد ليْثٍ * * * بمعركةٍ وأخْرجُ بانتِصارِ
= = = =
فديتُكِ يا أرقَّ النَّاس حِسًّا * * * من الحيوانِ والكُرَب الكِبارِ
فلوْ مرَّ النَّسيمُ عليْكِ يومًا * * * سريعًا تشْتكين من الدّوارِ
ولو سطعتْ عليْكِ الشَّمسُ يومًا * * * أخاف عليك من شمسِ النَّهارِ
= = = =
ولكنْ لو أذِنْتِ فلي سؤالٌ * * * يُحيِّرني ويُفقِدني وقاري
ألستِ الآنَ أجْملَ من غزالٍ * * * فهل يَخشى الغزالُ من الحِمارِ!
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:33]ـ
هذا رجلٌ عفيف يخشى الفتنة ويتجنبها
إنه يخشى الفتنة وكاد يوقعنا فيها!:)
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:33]ـ
جميلاتٌ منك يا أبا ورش، أكيد كتبتهم - خصوصًا الرابعة - بعد معارِكك في مُشارَكاتك الأخيرة (ابتسامة).
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 01:39]ـ
وأمُّك رُبَّما تَرثِي لحالي * * * كذاكَ أبوكِ إن قرأا كتابي
لما فتحتَ كاف كذاكَ اطمأننت عليك أنك لا تحدث البنت!:)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 02:08]ـ
وما الذي رابك من فتح الكاف أخي النحوي؟
صحيح أنا كثيرًا ما أتعلم منك، لكن خذ هذه:
قال ابن هشام في "أوضح المسالك":
"وإذا كان المشارُ إليه بعيدًا، لحِقتْه كافٌ حَرْفية، تتصرَّفُ تَصَرُّفَ الكاف الاسميَّة غالبًا، ومِن غير الغالب: (ذَلكَ خَيْرٌ لَكُمْ) [المجادلة].
ما رأيك يا صديقي؟!
وانظر أيضًا:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء: 59].
(وَأَوْفُوا الكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ المُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [الإسراء: 35].
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 03:05]ـ
ما رابني شيء في فتحها يا مولانا، وكلامي لم يشر إلى ريبة، وإنما كنتُ أعتذر لأبياتك بفتح الكاف أنها ملتَفَتٌ بها إلى غير الفتاة، ودمتم!
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 03:15]ـ
أيُّ فتاة يا سيدنا!!
قد قلتُ إنها تلميذة ...
وليس في أبياتي - محلّ كلامنا - ما يحتاج إلى اعتذارٍ من الجهة التي تومئ إليها ...
ـ[الباحث النحوي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 03:25]ـ
فديتُكِ يا أرقَّ النَّاس حِسًّا * * * من الحيوانِ والكُرَب الكِبارِ
فلوْ مرَّ النَّسيمُ عليْكِ يومًا * * * سريعًا تشْتكين من الدّوارِ
ولو سطعتْ عليْكِ الشَّمسُ يومًا * * * أخاف عليك من شمسِ النَّهارِ
= = = =
ولكنْ لو أذِنْتِ فلي سؤالٌ * * * يُحيِّرني ويُفقِدني وقاري
ألستِ الآنَ أجْملَ من غزالٍ * * * فهل يَخشى الغزالُ من الحِمارِ!
هذا كلام الأستاذ لا يصح أن يوجه لتلميذته حيث يفقد وقاره ويسيل منه اللعاب، ونعم لم يكن من مشكلة في أمر قصيدة الكباب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 03:30]ـ
كلامنا كان على قصيدة الكباب.(/)
الشاعر فالح الحجية بقلم الباحث جمال الدين فالح الكيلاني
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 05:06]ـ
فالح الحجية شاعر عراقي من مواليد 1944 ( http://wapedia.mobi/ar/1944) بلدروز ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%B1%D9%88 %D8%B2)- ديالى ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%89 ) ومن الاسرة الكيلانية التي ترجع بنسبها للشيخ عبد القادر الجيلاني ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%8 4%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8% A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%84%D8% A7%D9%86%D9%8A) الحسني - كان يشغل منصب مدير في وزارة التربية العراقية حتى إحالته على التقاعد سنة2001 اهم مؤلفاته الموجز في الشعر العربي ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AC %D8%B2_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9% 84%D8%B4%D8%B9%D8%B1_%D8%A7%D9 %84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A) . عضو الاتحادالعام للادباء والكتاب العرب 1995وعضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق1984 شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الادبية والشعرية لديه عشرات المؤلفات والدواوين الشعرية. الموجز في الشعر العربي
الطريقة القادرية في الميزان
تذكرة الشقيق للشيخ عبد القادر الجيلاني -شرح وتحقيق
شرح ديوان الشيخ الشيخ عبد القادر الجيلاني
الشيخ عبد القادر الكيلاني ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%8 4%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8% A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%84%D8% A7%D9%86%D9%8A) وموقفه من الفرق والمذهب الإسلامية
مدينة بلدروز ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%A8%D9%84%D8%AF%D8%B1%D9%88 %D8%B2) عبر التاريخ
أصحاب الجنة في القران الكريم
القران في القرآن الكريم
الأمثال في القرآن الكريم
الأدعية المستجابة في القرآن الكريم
الاشقياء (مجموعة قصص قصيرة)
عذراء القرية (رواية شعبية)
كرامة فتاة (رواية)
شرح القصيدة العينية
يوم القيامة
كل هذه الكتب منشورة في مدونته الالكترونية إضافة إلى المقالات العديدة التي كتبها الشاعر في الصحف والجلات العراقية والعربية وكذلك مشاركاته في كثير من المهرجانات الادبية مثل مهرجان المربد السنوي في العراق 1983 - 2002ومهرجان اتحاد المؤرخين العرب1997 وكل الندوات والمهرجانات التي عقدت في ديالى سواء عربية أو عراقية اومحلية ,وله اكثر من الف مقالة ومشاركة على الانترنيت في موقعه اوفي المواقع الأخرى مثل موقع ا لموسوعة الحرة والمعرفة وغيرهما وله علاقات وصداقات مع العديد من الأدباء والشعراء العرب والعراقيين منهم الشاعر محمود درويش ( http://wapedia.mobi/ar/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF _%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%B 4) الشاعرالفلسطيني المعروف والشاعر الليبي محمد مفتاح الفيتوري ( http://wapedia.mobi/ar/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D9%8 5%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD_%D8% A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9% 88%D8%B1%D9%8A) والشاعر نزار قباني ( http://wapedia.mobi/ar/%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B1_%D9%8 2%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A) والشاعر العراقي سركون بولس ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B3%D8%B1%D9%83%D9%88%D9%86 _%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%B3) والشاعر رعد بندر ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B1%D8%B9%D8%AF_%D8%A8%D9%8 6%D8%AF%D8%B1) والشاعر وليد الاعظمي ( http://wapedia.mobi/ar/%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D8%A 7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%B8%D9%8 5%D9%8A) والادباء والمورخين الاساتذة والدكاترة عماد عبد السلام رؤوف ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%AF_%D8%B 9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8% B3%D9%84%D8%A7%D9%85_%D8%B1%D8 %A4%D9%88%D9%81) وسالم الالوسي ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85_%D8%A 7%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B 3%D9%8A) و عبد الرحمن مجيدالربيعي ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%8 4%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86_%D9% 85%D8%AC%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9% 84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9% 8A) وحسين علي محفوظ ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%B 9%D9%84%D9%8A_%D9%85%D8%AD%D9% 81%D9%88%D8%B8) وجلال الحنفي ( http://wapedia.mobi/ar/%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A 7%D9%84%D8%AD%D9%86%D9%81%D9%8 A) وغيرهم كثير.
والشاعر حاصل على العديد من الشهادات التقديرية من المجمع العلمي العراقي ووزارة الثقافة والاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب واتحاد المؤرخين العرب وغيرها وموقعه على الانترنيت \ إسلام سيفلايزيشن- الحضارة الإسلامية
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 07:27]ـ
إن كنت يا أخي الأستاذ الشاعر المقصود في الكلام ,فأربأ بك عن مدح نفسك بمثل هذا مع احترامي
وإن كان بعض الكلام يتضمن ذماً لا مدحا, وذلك مثلا في ذكر الصداقات مع شعراء الجاهلية الحديثة
كمحمود درويش وأشكاله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:01]ـ
الرجل الشاعر -أطال الله عمره- يُترجم لنفسه ولا يمدحها، و شتان ما بين الترجمة الذاتية و المدح الذاتي .. و قديماً ترجم المصنفون لأنفسهم .. و قد جمع الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله جزءً في العلماء الذين ترجموا لأنفسهم (السيرة الذاتية) تجده في الوقفية:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3225
أما إن شَمَمْتَ من صياغة "سيرته الذاتية" أنه يمدح نفسه، ويشيد بشخصه، فأدخله (=المدح و الإشادة) في باب التّحدث بالنعمة، و احمل كلامه على أحسن محامله، و لا تسئ الظن بإخوانك .. بارك الله فيك أبا القاسم
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[18 - Oct-2010, مساء 08:04]ـ
سبحان الله!
كلامك متكلف يا أخي, وليست هذه ترجمة ذاتية
ولا يلزم من تذكيري إياه إساءة الظن, فالعمل نفسه لا يليق
وإن كان مقصده نبيلا, فحاصل ما كتبه: انظروا ما يقوله فلان عني
أما الترجمة الذاتية فيختلف طابعها مع اشتراط أن تكون محفوفة بجملة من الضوابط
حتى لا تؤول مدحا للنفس بل تتجرد تجربة إنسانية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:30]ـ
اخوتي بالله
تحية وسلا ما
ما كتبت عن نفسي شيئا وانما ماكتب كتبه ولدي الباحث جمال الدين (ماجستير في التاريخ طالب دكتوراه) وقد اخبرني انه كتب عني في الايبي الخاص بي لاننا لانملك غيره
تقديري لمشاركاتكم واحترامي للجميع
فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 08:25]ـ
عيني الاستاذ ابا القاسم لست ادري ممنوع نكتب ام هناك قيود على الكتابة وهل هناك اوصياء على مانريد
اتمنى ان تعرفنا بنفسك لنعرفك ونرد عليك
الباحث جمال الدين فالح الكيلاني طالب دكتوراة في التاريخ الاسلامي
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:50]ـ
ليس ثم وصاية حضرة الأستاذ فالح,, ولست مشرفاً حتى أمنع أحداً أو أجيزه
إنما هي تذكرة ,كتبتها لوجه الله سبحانه ونصحاً بما أراه حقيقا بالجادة التي عليها
أئمة الهدى وكل تابع لهم بإحسان, كما أنك لست بحاجة للرد فلسنا في مناظرة
وفقك الله ونفع بك
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 02:43]ـ
مرحبًا بالأستاذ والشاعر / فالح الحجية.
شرفنا بك، ونشكر لك تقديم مثل هذا التعريف لأعضاء المجلس العلمي،
لكن حقيقة لا أدري مدى العلاقة التي كانت مع الشاعر محمود درويش، والشاعر نزار قباني،
وهما من هما جرأة على دين الله عز وجل.
نفع الله بك، وبرأك من صنيعهما.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 06:38]ـ
اخي علي احمد عبد الباقي
تحية وسلاما
كنا نلتقي في مهرجان المربد فنتحادث عن الشعر واتجاهاته وتطوره بين القديم والمعاصر وللحديث شجون
فالح الحجية
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 10:45]ـ
لا شكَّ أنَّ الأستاذ فالح الكيلاني - بناءً على هذه التَّرجمة - أستاذ جليل له قدره؛ فقد درَّس لمن هم في جيلنا، نسألُ الله أن يُبارك له في أبنائه وأن يجعلهم ذرية طيبة، حُرَّاسا للعقيدة الصحيحة وللُّغة الباسلة - لغتنا العربية - وأن يقرَّ عينيْه بهم.
لكنِّي أهمس لناقل هذه الترجمة .. أنَّ الأشعار التي نشرها على "المجلس العلمي" للأستاذ فالح، وقد تدبَّرتُها بحسب الطاقة .. وأنا في مقام التلميذ - لا الناقد - لم أجدها تنمُّ عن شاعر مُجيد منطيق، بل كأنها لمن يُحاول أن يكون شاعرًا ويتعثَّر في الأوزان والقوافي، والألفاظ أيضًا.
فلعلَّ فيما أخَّرتَ نشرَه من قصائد الأستاذ فالح ما يَنفي عنْه هذا الذي استقرَّ لدي الآن، والله أعلم.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 11:08]ـ
الاستاذ المليجي
ا لانسان يخطيءويصيب وقد تم نشر بعض قصائدالستينات لعلنا نستطيع نشر اكبر عدد من القصائد اما الاولاد فقد تربوا على الايمان والصلاح بفضل الله تعالى ومنته علينا اتمنى الخير والفلاح والايمان للجميع
ـ[محمد الحجي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:45]ـ
الاستاذ فالح الحجية حفظه الله
ما سطرته يداك كان ضرورة لمن لا يعرفك خاصة أن مشاركاتك نافعة طيبة، ونشعر بالفخر لأمثالك الذين يمتعونا بما تسطره أناملهم فلكم من التوقير والتقدير
وتوقير الكبير من دين الله العلي القدير
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[22 - Nov-2010, مساء 09:54]ـ
لي الحق أن أنشد يا شاعرنا الفحل ما أنشده القائل:
مازلت تكتب في التاريخ مجتهداً *-*-*-* حتى وجدتك في التاريخ مكتوبا
ولكن نقول:
مازلت تكتب في الآداب مجتهداً *-*-*-* حتى وجدتك في التاريخ مكتوبا
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:26]ـ
بارك الله فيك وبالعكس أحسنت في التعريف بنفسك .. وحياك الله أخي الحسني عفوا عمنا الحسني (ابتسامة)
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Nov-2010, مساء 02:36]ـ
الاساتذة محمد الحجي و ابي الطيب المتنبي وعبد الله الحسيني \
بارك الله فيكم وتقبلو ا شكري على مروركم وملاحظاتكم الطيبة واود ان اضيف انه اني لم اكتب حرفا واحدا عني وعن سيرتي الذاتية ولو كنت اريد الشهرة لنقلت ما كتبه عني الدكتور اسامة العبيدي المنشور في موقع المعرفة والموسوعة الحرة والسادة ال الكيلاني وفي موقعي اسلام سيفلايزيشن (الحضارة الاسلامية) ولكن هذه المقالة عني اعلاه قد كتبها ولدي جمال الدين ماجستير تاريخ اسلامي حاليا طالب دكتوراه وقد اعتذرت ممن اعترض عن نشر هذه المقالة
اشكر للشاعر ابي الطيب شعره الجميل وتقديري لكل من يقرا ما اكتب ويرد على ما اكتب مهما كان الرد ضمن المعايير الثقافية والادبية والدينية واتنمى للجميع الخير التام والصلاح والسؤدد.(/)
مصطفى صادق الرافعي ... أديب الإسلام
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 12:13]ـ
مصطفى صادق الرافعي .. أديب الإسلام
http://www.egyig.com/Public/articles/soft/11/images/408254640.jpg بقلم أ. أحمد زكريا عبد اللطيف
كانت الإسلامية في أدبه تياراً متدفقاً، فقرظ محمود سامي البارودي شعره الملتزم، وأثنى عليه مصطفى لطفي المنفلوطي، وحيَّاه الشيخ محمد عبده قائلاً: "أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل" وقد كان.
- ففي كافة مؤلفاته وأشعاره ودراساته ونثره، جعل الإسلام غايته وخدمة عقيدة التوحيد مقصده وبغيته.
- وقد وقف أمام مؤامرات الإنجليز ضد الإسلام ومؤامرات الصهيونية في فلسطين ومؤامرات الذين أرادوا إحياء العامية والقضاء على اللغة العربية، وأبرز قضايا الإسلامية عند الرافعي هي قضية إعجاز القرآن الكريم، وقضية البلاغة النبوية وقضية المقالات الإسلامية.
- ولم أجد أصدق تعبير عن حال مؤلفاته، وقيمتها، وأسلوبها من الكلمات التي وصف بها الزعيم المصري سعد زغلول كتابًا للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي فقال: "كأنه تنزيل من التنزيل".
- المولد والنشأة:
- ولد الرافعي -رحمه الله تعالى - في بيت جده لأمه في قرية "بهتيم" بمحافظة القليوبية، و عاش حياته، وترعرع صباه في مدينة " طنطا"بمحافظة الغربية.
- و برغم حياة الرافعي القصيرة، فقد عاش -رحمه الله - سبعة و خمسين عاما, إلا أنها كانت كلها ألوانا متعددة من الكفاح المتواصل في الحياة و الأدب و الوطنية، وخدمة قضايا الإسلام الكبرى والدفاع عن القرآن ضد المناوئين والطاعنين بأسلوب أدبي راق يتميز بالإقناع والإمتاع في آن واحد، وكانت حياته العامرة في الفترة من: (1298 هـ- 1356 هـ / 1 يناير 1880 - 14 مايو 1937 م).
- عراقة أسرة الرافعي:
- وأصل أسرة الرافعي من مدينة طرابلس في لبنان, و مازالت أسرة الرافعي موجودة في طرابلس حتى الآن, أما الفرع الذي جاء إلى مصر من أسرة الرافعي فإن الذي أسسه هو الشيخ محمد الطاهر الرافعي الذي وفد إلى مصر سنة 1827م.
- وقد جاء الشيخ بأمر من السلطان العثماني ليتولى قضاء مصر، وكانت مصر وقتها ولاية عثمانية، وكان المذهب الرسمي لمصر هو المذهب الحنفي،فجاء جده قاضيا للمذهب الحنفي.
- ويقال: إن نسب الرافعي يمتد إلى عمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عن الجميع -وقد جاء إلى مصر بعد الشيخ محمد طاهر الرافعي عدد كبير من أخوته و أبناء عمه، و بلغ عدد أفراد أسرة الرافعي في مصر حين وفاة مصطفى صادق الرافعي سنة 1937 ما يزيد على ستمائة.
- و كان العمل الرئيسي لرجال أسرة الرافعي هو القضاء الشرعي حتى وصل الأمر إلى الحد الذي اجتمع فيه من آل الرافعي أربعون قاضيا في مختلف المحاكم الشرعية المصرية في وقت واحد، و أوشكت وظائف القضاء و الفتوى أن تكون مقصورة على آل الرافعي.
- و قد تنبه اللورد كرومر -كما يقول محمد سعيد العريان في كتابه"حياة الرافعي" - إلى هذه الظاهرة،فأثبتها في بعض تقاريره إلى وزارة الخارجية الإنجليزية، لأنها كانت ظاهرة ملفتة للنظر وتحتاج إلى تفكير وتأمل.
- و كان والد الرافعي هو الشيخ عبد الرازق الرافعي الذي تولى منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر و كان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا للقضاء الشرعي.
- وبعد أن ولد الرافعي في بيت أبيه لأمه، دخل الرافعي المدرسة الابتدائية و نال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال: إنه التيفود، فأقعده المرض عدة شهور في سريره, و خرج من هذا المرض مصابا في أذنيه و ظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره، و قد فقد سمعه بصورة نهائية.
- و لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامي على أكثر من الشهادة الابتدائية. وحاله في ذلك كحال العقاد وطه حسين.
- فالأول لم يحصل على غير الابتدائية، ومع ذلك حفر اسمه مع العباقرة.
- والثاني فقد بصره، لكنه استطاع أن يزاحم المبصرين،بل ويتفوق عليهم.
- وهكذا كان حال الرافعي، عزيمة جبارة وإرادة صلبة، ولم تؤثر المحن فيه و إنما اشتد عزمه و أخذ نفسه بالجد و الاجتهاد, وعلم نفسه بنفسه حتى استطاع أن يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وبعد أن اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي استعاض عنه بمكتبة أبيه الزاخرة، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها.
- ثم التحق بالعمل في محكمة طنطا الشرعية، ثم انتقل إلى المحكمة الأهلية ثم عمل ككاتب محكمة في محكمة طلخا وبقي فيها حتى لقي وجه ربه الكريم سنة1937م.
- ميادين الإبداع عند الرافعي:-
- تفوق الرافعي في ميادين كثيرة من ميادين الأدب،إلا أنه برع في عدة ميادين أساسية منها:
- الميدان الأول الشعر:
- على أن الرافعي لم يستمر طويلا في ميدان الشعر فقد انصرف عن الشعر إلى الكتابة النثرية و عندما نتوقف أمام ظاهرة انصرافه عن الشعر نجد أنه كان على حق في هذا الموقف فرغم ما أنجزه في هذا الميدان الأدبي من نجاح و رغم أنه استطاع أن يلفت الأنظار.
- إلا أنه في الواقع لم يكن يستطيع أن يتجاوز المكانة التي وصل إليها الشعراء الكبار في عصره وخاصة أحمد شوقي وحافظ إبراهيم فقد برع هذان الشاعران الكبيران في التعبير عن مشاعر الناس وهمومهم وآلامهم وآمالهم في هذا الجيل.
- وقد تميز شعر هذين العلمين بالسهولة و الغزارة مما أتاح لهما القدرة على الانتشار بين القراء، حتى لو كان هؤلاء القراء متوسطين في ثقافتهم فأين يذهب الرافعي في هذه المعركة الكبيرة، وشعره لم يكن شعرا سهلا، بل كان شعرا صعبا يحتاج إلى ثقافة أدبية ولغوية عالية لكي يفهمه من يقرأه و لكي يتذوقه بعد ذلك ويستمتع به.
- ولعل الرافعي هو من أطلق أول صرخة اعتراض على الشعر العربي التقليدي في أدبنا فقد كان يقول: "إن في الشعر العربي قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه"،و هذه القيود بالفعل هي الوزن و القافية، من وجهة نظر الرافعي.
- فكانت وقفة الرافعي ضد قيود الشعر التقليدية أخطر و أول وقفة عرفها الأدب العربي في تاريخه الطويل، و أهمية هذه الوقفة أنها كانت حوالي سنة 1910 أي في أوائل هذا القرن و قبل ظهور معظم الدعوات الأدبية الأخرى التي دعت إلى تحرير الشعر العربي جزئيا أو كليا من الوزن و القافية، من أمثال الرومانسية، والديوان ومدرسة المهاجر، وأبولو، والواقعية، و ...
- ومع ذلك فله إنتاج كبير في الشعر من ذلك:
- ديوان الرافعي (ثلاثة أجزاء) صدرت طبعته الأولى عام 1900م، ديوان النظرات (شعر)،صدرت طبعته الأولى عام 1908م.
- ومن المعروف أنه ألف النشيد الرسمي التونسي الذي لا يزال معمولا به إلى يومنا هذا وهو النشيد المعروف بحماة الحمى ..
- ومن أعذب ما قاله مصطفى صادق الرافعي:
بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَه ولا في حليف الحبِّ إنْ لم يتيم
- الميدان الثاني النثر الأدبي:
- وهو الميدان الذي برع فيه الرافعي ولم يجاره فيه أحد،حتى أطلق عليه بصدق: أديب الإسلام،وأديب العربية،وقد انتقل إليه الرافعي بعد أن كان مقيدا بالوزن و القافية في ميدان الشعر العمودي، أصبح حرا في التعبير عن عواطفه الكامنة التي كانت تملأ قلبه،و لا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره، فسطر أجمل ما شهدت المكتبة العربية في العصر الحديث، وهل كان للنثر الأدبي قيمة من غير كتاب "وحي القلم".
- وحقيقة لقد أصابتني الدهشة, وشعرت بالرهبة وأنا أقرأ للرافعي وحي قلمه، وشعرت بأن هذا القلم السيال وكأنه أتى من عالم آخر، وتذكرت قول سعد زغلول في حق كتابات الرافعي: "كأنه تنزيل من التنزيل"،وإذا بحثت عن السر في ذلك فهو القرآن الذي طبع على أسلوب الرافعي جمالا من جماله وهيبة من هيبته، وتأمل معي في بعض درره،
- قال الأديب مصطفى صادق الرافعي ـ رحمه الله ـ للمرأة المسلمة: (احذري تهوُّس الأوربية في طلب المساواة بالرجل، لقد ساوته في الذهاب إلى الحلاَّق، ولكنَّ الحلاَّق لم يجد اللحية!)، (وحي القلم (1/ 264).
- - وقال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله: " القرآن: آيات منزلة من حول العرش، فالأرض بها سماء هي منها كواكب، بل الجند الإلهي قد نشر له من الفضيلة علم وانضوت إليه من الأرواح مواكب، أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالها، وامتنعت عليه (أعراف) الضمائر فابتزّ (أنفالها). وكم صدوا عن سبيله صداً، ومن ذا يدافع السيل إذا هدر؟
- واعترضوه بالألسنة رداً ولمعري من يرد على القدر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- وتخاطروا له بسفائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب، وفتحوا عليه من الحوادث كلَّ شدق فيه من كل داهية ناب.
- فما كان إلا نور الشمس: لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه، ويلقى الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور ينبسط على غطائه ...
- ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة ... ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان ... " الخ (إعجاز القرآن: 29 ـ 30).
- الميدان الثالث: ميدان الدراسات الأدبية:
- و أهم ما قدمه للمكتبة العربية في الدراسات الأدبية كان كتابه عن "تاريخ آداب اللغة العربية" و هو كتاب بالغ القيمة و لعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد سنة 1911م، وكتابه:"تحت راية القرآن"،والذي فند فيه آراء الدكتور طه حسين في قضية الشعر الجاهلي، وبعد ذلك كتب كتابه المشهور:"الشعر الجاهلي".
- وللرافعي جهود جبارة في الدفاع عن اللغة العربية والقرآن الكريم، والتصدي ببراعة عجيبة لأعداء الإسلام وللمشككين في القرآن ولغته، ومواقفه من طه حسين وسلامة موسى مشهودة معروفة.
- ومن ذلك تصديه لآراء طه حسين في كتاب "الشعر الجاهلي"، والذي طعن فيه في ثبوت وحجية الشعر العربي القديم، وما يقصد من وراء ذلك إلا الطعن في القرآن، لأن القرآن وصل بنفس الطريق التي وصل بها الشعر، مقلدا في ذلك أساتذته من المستشرقين الحاقدين من أمثال مرجليوث وغيره، فانبرى الأديب الكبير (مصطفى صادق الرافعي) يبارك مطالب شباب الجامعة التي تجاوبت بها أصداء البلاد, ويرد على "طه حسين" وأشياعه تحت عنوان:
- إلى شباب الجامعة:
- (حياكم الله يا شباب الجامعة المصرية, لقد كتبتم الكلمات التي تصرخ منها الشياطين, كلمات لو انتسبن لانتسبت كل واحدة منهن إلى آية مما أنزل به الوحي في كتاب الله.
- فطلب تعليم الدين لشباب الجامعة ينتمي إلى هذه الآية: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس" ? الأحزاب (33)
- وطلب الفصل بين الشباب والفتيات ويرجع إلى هذه الآية: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" ? الأحزاب (53)
- يريد الشباب مع حقيقة العلم وحقيقة الدين, فإن العلم لا يعلم الصبر ولا الصدق ولا الذمة, يريدون قوة النفس مع قوة العقل, فإن القانون الأدبي في الشعب لا يضعه العقل وحده, ولا ينفذه وحده.
- ويريدون قوة العقيدة حتى إذا لم ينفعهم في بعض شدائد الحياة ما تعلموه نفعهم ما اعتقدوه ...
- لا ... لا ... , يا رجال الجامعة! إن كان هناك شيء اسمه حرية الفكر فليس هناك شيء اسمه حرية الأخلاق.
- وتقولون: أوربا وتقليد أوربا؟ ونحن نريد الشباب الذين يعملون لاستقلالنا لا لخضوعنا لأوربا.
- وتقولون: إن الجامعات ليست محل الدين, ومن الذي يجهل أنها بهذا صارت محلاً لفوضى الأخلاق؟
- وتزعمون أن الشباب تعلموا ما يكفي من الدين في المدارس الابتدائية الثانوية, فلا حاجة إليه في الجامعة.
- أفترون الإسلام دروساً ابتدائية وثانوية فقط؟ أم تريدونه شجرة تغرس هناك لتقلع عندكم؟. "وحي القلم" (3/ 184 - 188) تحت عنوان: (قنبلة بالبارود لا بالماء المقطر).
وفي الجزء الثاني من المقال نتناول دفاع صادق الرافعي عن الإسلام ورأيه في طه حسين وسلامة موسى .. وغيرهما إن شاء الله.
لمزيد من المواضيع طالع (رواد الأدب الإسلامي .. علي أحمد باكثير نموذجاً) ( http://www.egyig.com/Public/articles/soft/11/40048793.shtml)(/)
قصيدة رجاءوتوسل شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, صباحاً 06:25]ـ
رجاء و تو سل
شعر فالح الحجية الكيلاني
مالي على الايام غيرك ناصر
لولاك – ربي – كنت غطسا في الصراء
اا بقى سغيبا بعد عز وموئل
ولا راحم اللاك ربي من كدائي
دائرات الدور دارت مظالما
وشابت قذالات الرضيع بالبرجاء
وفي ظلمة وسط الحياة قعدتها
ترابت سعيدة عيون لأعدائي
في ظلمة حلك الليالي شقاؤها
سئمت ظلاما غير مهد ولا رائي
وضاقت بي الدنيا بمافي رحابها
ولولا سناء الله كنت كهيجاء
حياتي ظلام من كل صوب وهيدب
ولولا شروق النور ماكان ضيائي
الهي اجب عبدا واهده
سبل الرشا د واحسن بالثوا ء
--------------------------------------------(/)
الاوضاع السياسية والشعرالمعاصر
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:01]ـ
الاوضا ع السياسية والشعر المعاصر
بقلم فالح الحجية الكيلاني
انتهت الحرب الكونية الاولى وكان من نتائج هذه الحرب التي قتلت ملايين البشر وشرد ت مثلهم وهدمت البيوت على الرؤس ان حصل الاستعمارالغربي على ماطمح اليه من مد نفوذه الى كثيرمن البلا د في العالم والحصول على الثروات والاموال وكان حصيلة الاقطارالعربية ان تقاسمتها الدول الاستعمارية واغتصبت خيراتها وحكمتها حكما قاسيا وبيد
ابنا ئها من العرب
ان ما حصلت عليه الاقطار العربية كان اصوات هدير المدافع وازيز الرصاص قد ايقظ من كان نائما من العرب فهبت الجموع العربية من رقدتها تناضل ضد هذا الاستعمار وتنتزع استقلالها منه بالقوة –مع العرض ان الاستعمار اي استعمار لايخرج من اي بلد اومكان الا بالقوة وهذه بديهة قائمة - فاستقلت اغلب الاقطار العربية وكان اخرها الجزائر في ثورتها المباركة ثورة المليون شهيد وبها تخلصت من الاستعمار الفرنسي الذي حاول ان يجعل الجزائر العربية فرنسية فيفرنس الشعب العربي فيها لولا ان هب شعبها المناضل فازاحوه بالقوة واستعادت الجزائر عروبتها من جديد وقد خلدت ثورة الجزائر الاف الاف الابيات الشعرية التي تغنى بها الشعراء العرب للثورة وابطالها
على ان الاستعمار لم يترك الوطن العربي ليفلت من براثنه بسهولة فزرع في ارضه وتدا شديد الصلابة والقوة – انه مسمار جحا كما يسمونه – اذ اوجد في قلب الوطن العربي دويلة جمع فيها اليهود من كل افاق العالم وجعلها وطنا لليهود على حساب الشعب العربي فيها وراح يغذيها ويقويها بكل ما اوتي من قوة وما عنده من موارد فكان ان انتزع من الوطن العربي قلبه ليقدمه هدية ليهود اسرائيل التي حاولت طرد العرب من فلسطين نفسها لتنشيء دولتها على اراضيهم وتوسعها يوما بعد يوم.
لقد وقف الشعراء العرب الوقفة البطولية ولا زالوا من القضية الفلسطينية منذ الحرب الكونية الاولى مرورا بالثانية ونتائجها وحتى الان فقدموا الاف القصائد وملايين الابيات الشعرية في القضيةالفلسطينية وبكل حالاتها وما تمخضت عنه واجزم انه لايوجد شاعر عربي واحد في مشرق الوطن العربي او مغربه الا وله في القضية الفلسطينية اكثرمن قصيدة لاحظ احدى الشاعرات المصريا ت تقول \
طفل شريد ضائع بين المسالك والدروب
يمشي على وجل ويبحث في المجاهل عن حبيب
صهيون غال اباه في غدر ولم يجن الذنوب
فمضى يئن ابي حبيبي قد ذهبت فهل تؤوب
ان الشاعر العربي المعاصر ومن قبله شعراء الحديث او شعراء عصرالنهضة (راجع كتابي شعراء النهضة العربية) ما كانوا الا حرابا وسيوفا مشرعة في وجه اعداء الا مة العربية وشعرهم يعد سجلا حافلا لكل ما اصاب الوطن العربي من مشاكل وما طرات عليه من احداث صغيرة اوكبيرة بضمنها احداث البلد الواحد من الاقطار العربية ناهيك عن توحد الكلمة العربية فالشعرالعربي انشد للوحدة العربية بل هو الوحدة العربية بعينها فاذا كانت الوحدة السياسية بعيدة المنال بسب كثرة الحكام العرب واختلاف ارائهم وطبيعة حكمهم- ومنهم من لايزال مرتبط بالاستعمار الاجنبي الحديث اويعيش على مداراتهم له- فان الشعرالعربي او الثقافة العربية ككل تجاوزت هذه الامور وحققت رغبات الشعب العربي في توحيد كلمته فانشاءت ثقافة عربية موحدة غذاها الشعراء والادباء والمثقفون بنتاجاتهم الثرة وكلها تكاد تكون واحدة في اسلوبها ومعانيها وما تهدف اليه وان اختلفت الا راء الشخصية او طبيعة النص بين شاعر واخر اوبين كاتب واخر وهذا حق مشروع في اختلاف وجهات النظر لكن العبرة في العموم الذي اكد ويؤكد ما تصبو اليه نفس المواطن العربي اتجاه شقيقه في البلد الواحد او في البلاد المتباعدة فترى الشاعرالجزائري او المغربي نظرته هي ذاتها تظرة الشاعر العراقي او السوري او الاماراتي او اليماني او السوداني لا اختلاف بينهم ولا خلاف فقضيةالامة العربية واحدة
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقضية الفلسطينية لاتزال القضية الاولى للشاعرالعربي المغربي او المشرقي ثم تاءتي من بعدها الاحداث التي تلم بالوطن العربي فعند احتلال العراق مثلا2003 هب الشعب العربي هبة رجل واحد ولسان الشاعر العربي في العراق وفي غيره واحد كتبوا الكثير عن بغداد وما الم بها وما اصابها من اذى من قبل الاستعمار او الذين ساروا بركابه او الذين جاؤا معه من خارج البلاد ليحكموا بلدهم باسم الوطنية الكاذبة من الذين تنازلوا عن هويتهم العربية وجنسيتهم العراقية و جاؤوا يحملون جنسيات مختلفة والا فما راءيك فيمن اعلن التنازل عن بلده وامته العربية فسقط جنسيته ولما حان الوقت المناسب وضع يده في ا يدي المحتلين الجدد لهذا البلد العزيز واصبح حاكما يحكم باسم الوطنية الكاذبة
اليس من سقط جنسيته العراقية و تنصل عن وطنه وامته غير عراقي وغير عربي ولا يمت لهما بصله لاءنه قطع هذه الصلة ببلده او باعها رخيصا والا فماذا نفسرهذه الظاهرة رجل تنازل عن جنسية وطنه واكتسب جنسية بلد اخر الا يكون ما في اعماق نفسه وقلبه قد صفر او وصل الى حد درجة الصفر في وطنيته فباع وطنه بلقمة عيش جرت عليه وتجر خزي الدنيا والاخره وتبينت ازدواجية الشخصية عنده وانفصامها والا فماذا نفسر كل هذه الامور بغير ماذكرت او هناك منهم ادنأ من ذلك هو العراقي الذي تجنس بجنسية غير عربية وجاء مع المحتل ونفسيته او هواه في نفسه وولاءه الى بلد اخر غير بلده فاي نفوس هذه واي وطنية هذه ترتجى من هؤلاء ومن د نس بغداد ثم اعلن عمالته بوقاحة للاجنبي الغربي او الشرقي انها مطامع شخصية لاغير او اظنها كذلك ان الوطنية وازع يعتمل في النفس اوالقلب يصب في مصدر الانسان ومحتواه ويعبر عما في خوالجه الحقيقية اتجاه بلده وامته اذ ان هذا البلد جزء من كل - العراقي او المغربي نفسه تواقة لتحقيق مصالح لعراقه او مغربه او مصره اولا ولاءمته العربية ثانيا ولا تزال المقولة العربية القديمة نافذة الحكم
(انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب) اليس كذلك ياعرب ام انها تلاشت لانها اصبحت قديمة وتنا زلتم عنها؟ الاان الواقع يؤكد وجوديتها
لاحظ ما كتبت في بغداد عند احتلالها \
بغداد يابغداد يارمز المحبة والصفاء
ضيعوك الغادرون بظلمهم - ياللغباء
جعلوك فريسة للطامعين الغرباء
فليكتب التاريخ سطرا في المذلة والخناء
فقد بلت نفوسهم المها نة فلا حياء
استميح القاريء الكريم عذرا ان خرجت عن الموضوع قليلا انما هي العاطفة تغلب في بعض الاحيان صاحبها حين تحتدم في نفسه فتخرجه عما يروم ..........
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن(/)
قصيدة امل ضائع شعر فا لح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 07:49]ـ
امل ضائع
شعر فالح الحجية الكيلاني
مهداة الى مؤتمر القمة العربي الرابع
لما قرره حول قضية فلسطين
ايموت القلب هكذا
وبلا حب
ام يرتمي فوق الصخور الكالحات
الاهة بعد الاهة من دون انقطاع
ترى امات الفجر مشنوق الضياء
ام الشمس معتقل ضياؤها
ليل بهيم
اه فما اشقاك ياليل الظلم
امالنا قفراء دون ضياء
نحيا بالعذاب
----------
دنيا ظلام بلا ضياء
وكذا قلوب الحاقدين
والجنة الفردوس موطن معتدين
وبها يعيش الغاصبون
ااحياءا نعيش
لنمت وليحيا المجرمون
امالنا ام ذكريات نفوسنا سنميتها
الحقل مات اذاه العطش
وكسته اثواب الذبول
صفحات خديه علاها نحول
اضناه بين وفراق العاشقين
انه فراق الغارسين
----------------
نسائم بلهاء تجري في انين
صخور الارض اتشقق
ينبوع الماء جف الماء فيه
والليل مظلم بلا نهار
راحت الى اين البلابل والطيور
ولحنها
لم يبق غيرالبوم شؤما
وحمام ينحب بالديار
بديار الغائبين
تشكو الغرباء الغاصبين
ويحن للنازحين
هل من رجوع
مكتوم الانين
عائدين
--------------------
مات السرور فلا سرور
وقلوبنا كلمى خاشعة كاءنها القبو ر
ولكن
لابد من نشور
الدم الثائر يجري في العروق
لا يعرف هدوءا او سكون
يغلي ويغلي
ستنفجر العروق
سنمزق الظلم وسجون المعتدين
وتشرق بسمة وضاءة الجبين
ولكن متى يكون
انا لفي ليل بهيم
--------------
امل نسطره واحلام جميلة
فالقلب صاد
الروح ضامئة عليلة
وبلا طبيب يشفها
الا تراتيل الشيوخ الطاعنين
الا تعاويذ الحكام المستبدين
سنمزقها نروي الضمأ
ونشرب ماء مدادها
ولكن سنبقى ضامئين
من غير ماء او دواء
والليل مصلوب الضياء
ليل طويل
انعود يوما للديار الباكيات
نتذكر الاحباب والشوق القديم
ونعود نحيا من جديد
امنين
ا نكون في الفجر المضيء
في السعادة رافلين
****************************** *(/)
موسوعة دواوين الشعر العربى فى مختلف العصور
ـ[عمر الهديلي]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 08:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملف ورد يحتوي جميع تراجم الشعراء وجميع القصائد المتاحة بموقع أدب
حجم الملف: 25 ميغا
جمع وترتيب موقع أدب
للتحميل
http://www.seedfly.com/1fcucer3ckg2
طريق التحميل
http://lh4.ggpht.com/_Ugx0-nRohtU/TK-NBPm8psI/AAAAAAAAABE/kgTVaLg1a3M/s640/1.JPG(/)
موقع خاص بالرواية
ـ[الأكاديمى]ــــــــ[20 - Oct-2010, مساء 11:24]ـ
انطلق منذ شهور موقع مجلة الرواية، وهو موقع خاص بالرواية وكل ما يخص الشأن الروائى على حد تعبير القائمين على الموقع، كما يضم ببليوجرافيا نقد الرواية ومن المزمع أن يضم فى الشهور القادمة ببيلوجرافيا الرواية العربية من 1995 - 2010، وببليوجرافيا الرسائل العلمية الخاصة بالرواية فى الأكاديميات العربية، جاء ذلك فى تصريح للدكتور مصطفى الضبع رئيس تحرير الموقع فى إحدى القنوات الفضائية فى معرض حديثه عن الموقع، كما ان الموقع يقدم شهريا ملفا عن روائى عربى وملفا عن رواية عربية:
الموقع على الرابط:
http://www.alrewaia.com/index.php(/)
أحمد حسن الزيات ... أديب الأدباء
ـ[احمد زكريا عبداللطيف]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 12:26]ـ
أحمد حسن الزيات .. أديب الأدباء
http://egyptianislamicgroup.com/Public/articles/soft/11/images/552686680.JPG بقلم/ أحمد زكريا
مصر أم الأدب:
مهما روج المرجفون من أراجيف كاذبة وانتحل المبطلون ما ليس لهم من حق، ونطق الرويبضة، وقدم من حقه التأخر، وكرم من حقه الإهانة، فمهما ظهر من قمني أو فرج فودة أو نصر أبو زيد أو نوال سعداوي أو ...... فستظل مصر قبلة الأدب والثقافة والحضارة والعلم، رغم كيد الحاقدين والمغرضين.
فقد شهدت مصر في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري نهضة أدبية وفكرية، شملت كل فنون الأدب وألوان الفكر، وازدانت الحياة بكوكبة من فحول الشعراء، وكبار الكُتّاب، وأئمة اللغة والبيان، وأساطين العلم والفكر، وقادة الرأي والتوجيه، ودعاة التربية والإصلاح، وجهابذة الفقه والقانون، ونجوم الصحافة والأدب، وأجتمع لها من هؤلاء الأعلام ما لم يجتمع لها في قرون طويلة، منذ أن أصبحت مصر إسلامية الوجه، عربية اللسان.
وكان أحمد حسن الزيات واحدا ً من هذه الكوكبة العظيمة التي تبوأت مكان الصدارة في تاريخ الثقافة العربية، وَلَج إلى هذه الكوكبة ببيانه الصافي، وأسلوبه الرائق، ولغته السمحة، وبإصداره مجلة "الرسالة" ذات الأثر العظيم في الثقافية العربية.
مولد الزيات ونشأته:
استقبلت قرية "كفر دميرة القديم" التابعة لمركز "طلخا" بمحافظة "الدقهلية" بمصر وليدها في (26 من جمادى الآخرة 1303 هـ = 2 من إبريل 1885م)، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، وكان لوالده نزوع أدبي، وتمتّعت أمه بلباقة الحديث وبراعة الحكي والمسامرة.
تلقى الصغير تعليمه الأوّلي في كُتّاب القرية، وهو لا يزال غضًا طريًا في الخامسة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم أرسله أبوه إلى أحد العلماء في قرية مجاورة، فتلقى على يديه القراءات السبع وأتقنها في سنة واحدة.
الزيات في الأزهر:
التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكانت الدراسة فيه مفتوحة لا تتقيد بسن معينة، أو تلزم التلاميذ بالتقيد بشيخ محدد، وإنما كان الطلاب يتنقلون بين الأساتذة، يفاضلون بينهم، حتى إذا آنس أحدهم ميلا ً إلى شيخ بعينه؛ لزمه وانصرف إليه.
وظل الزيات بالأزهر عشر سنوات، تلقى في أثنائها علوم الشريعة والعربية، غير أن نفسه كانت تميل إلى الأدب، بسبب النشأة والتكوين، فانصرف إليه كليةً، وتعلق بدروس الشيخ "سيد علي المرصفي" الذي كان يدرّس الأدب في الأزهر، ويشرح لتلاميذه "حماسة" أبى تمام، وكتاب "الكامل" للمبرّد، كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي، أحد أعلام اللغة البارزين.
وفي هذه الأيام اتصل بطه حسين، ومحمود حسن الزناتي، وربطهم حب الأدب برباط المودة والصداقة، فكانوا يترددون على دروس المرصفي الذي فتح لهم آفاقًا واسعة في الأدب والنقد، وأثّر فيهم جميعا ً تأثيرا ً قويا ً، وكانوا يقضون أوقاتا ً طويلة في "دار الكتب المصرية" لمطالعة عيون الأدب العربي، ودواوين فحول الشعراء.
أهم الوظائف التي تقلدها الزيات:
لم يستكمل الثلاثة دراستهم بالجامع الأزهر، والتحقوا بالجامعة الأهلية التي فتحت أبوابها للدراسة في سنة (1329 هـ = 1908م) وكانت الدراسة بها مساء ً، وتتلمذوا على نفر من كبار المستشرقين الذين استعانت بهم الجامعة للتدريس بها، من أمثال: نللينو، وجويدي، وليتمان.
وكان الزيات في أثناء فترة التحاقه بالجامعة يعمل مدرسًا بالمدارس الأهلية، وفي الوقت نفسه يدرس اللغة الفرنسية التي أعانته كثيرًا في دراسته الجامعية حتى تمكن من نيل إجازة الليسانس سنة (1331هـ = 1912م).
التقى الزيات وهو يعمل بالتدريس في المدرسة الإعدادية الثانوية في سنة (1333هـ = 1914م) بعدد من زملائه، كانوا بعد ذلك قادة الفكر والرأي في مصر، مثل: العقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد.
وقد أتيح له في هذه المدرسة أن يسهم في العمل الوطني ومقاومة المحتل الغاصب، فكان يكتب المنشورات السرية التي كانت تصدرها الجمعية التنفيذية للطلبة في أثناء ثورة 1919م، وكانت تلك المدارس من طلائع المدارس التي أشعلت الثورة وقادت المظاهرات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وظل الزيات يعمل بالمدارس الأهلية حتى اختارته الجامعة الأمريكية بالقاهرة رئيسًا للقسم العربي بها في سنة (1341 هـ= 1922م)، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلا ً، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة باريس في سنة (1344هـ = 1925).
وظل بالجامعة الأمريكية حتى اختير أستاذًا في دار المعلمين العالية ببغداد (1348 هـ = 1929م) ومكث هناك ثلاث سنوات، حفلت بالعمل الجاد، والاختلاط بالأدباء والشعراء العراقيين، وإلقاء المحاضرات.
بعد عودة الزيات من بغداد سنة (1351هـ = 1933م) هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، بعد أن وجد أن الساحة قد خلت باختفاء "السياسة" الأسبوعية التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر.
وفي (18 من رمضان 1351 هـ= 15 من يناير 1933) ولدت مجلة الرسالة، قشيبة الثياب، قسيمة الوجه، عربية الملامح، تحمل زادًا صالحًا، وفكرًا غنيًا، واستقبل الناس الوليد الجديد كما يستقبلون أولادهم بلهفة وشوق؛ حيث كانت أعدادها تنفد على الفور.
وكانت المجلة ذات ثقافة أدبية خاصة، تعتمد على وصل الشرق بالغرب، وربط القديم بالحديث، وبعث الروح الإسلامية، والدعوة إلى وحدة الأمة، وإحياء التراث، ومحاربة الخرافات، والعناية بالأسلوب الرائق والكلمة الأنيقة، والجملة البليغة.
وقد نجحت الرسالة في فترة صدورها، فيما أعلنت عنه من أهداف وغايات، فكانت سفيرًا للكلمة الطيبة في العالم العربي، الذي تنافس أدباؤه وكُتّابه في الكتابة لها، وصار منتهى أمل كل كاتب أن يرى مقالة له ممهورة باسمه على صفحاتها، فإذا ما نُشرت له مقالة أو بحث صار كمن أجازته الجامعة بشهادة مرموقة؛ فقد أصبح من كُتّاب الرسالة.
وأفسحت المجلة صفحاتها لأعلام الفكر والثقافة والأدب من أمثال العقاد، وأحمد أمين، ومحمد فريد أبو حديد، وأحمد زكي، ومصطفي عبد الرازق، ومصطفى صادق الرافعي الذي أظلت المجلة مقالته الخالدة التي جُمعت وصارت "وحي القلم".
وربت الرسالة جيلا ً من الكتاب والشعراء في مصر والعالم العربي، فتخرج فيها: محمود محمد شاكر، ومحمد عبد الله عنان، وعلي الطنطاوي، ومحمود حسن إسماعيل، وأبو القاسم الشابي، وغيرهم، وظلت المجلة تؤدي رسالتها حتى احتجبت في (29 من جمادى الآخرة 1372هـ= 15 من فبراير 1953م).
الزيات قامة سامقة في الأدب العربي:
يعد الزيات صاحب مدرسة في الكتابة، وأحد أربعة عُرف كل منهم بأسلوبه المتميز وطريقته الخاصة في الصياغة والتعبير، والثلاثة الآخرون هم: مصطفى صادق الرافعي، وطه حسين، والعقاد، ويوازن أحد الباحثين بينه وبين العقاد وطه حسين، فيقول: "والزيات أقوى الثلاثة أسلوبًا، وأوضحهم بيانًا، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظًا، يُعْنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتابنا في عصرنا".
وعالج الزيات في أدبه كثيرا ً من الموضوعات السياسية والاجتماعية، فهاجم الإقطاع في مصر، ونقد الحكام والوزراء، وربط بين الدين والتضامن الاجتماعي، وحارب المجالس الوطنية المزيّفة، وقاوم المحتل، وعبّأ الشعب لمقاومته، ورسم سبل الخلاص منه .. يقول الزيات:
"إن اللغة التي يفهمها طغام الاستعمار جعل الله حروفها من حديد، وكلماتها من نار، فدعوا الشعب يا أولياء أمره يعبّر للعدو عن غضبه بهذه اللغة، وإياكم أن تقيموا السدود في وجه السيل، أو تضعوا القيود في رِجل الأسد، أو تلقوا الماء في فم البركان، فإن غضب الشعوب كغضب الطبيعة، إذا هاج لا يُقْدَع، وإذا وقع لا يُدْفَع، لقد حَمَلنا حتى فدحنا الحمل، وصبرنا حتى مللنا الصبر، والصبر في بعض الأحيان عبادة كصبر أيوب، ولكنه في بعضها الآخر بلادة كصبر الحمار".
تراث الزيات الأدبي:
وقد أخرج الزيات للمكتبة العربية عددا ً من الكتب، أقدمها: كتابه "تاريخ الأدب العربي"، وصدر سنة (1335 هـ= 1916م)، ثم أصدر "في أصول الأدب" سنة (1352هـ= 1934م)، و"دفاع عن البلاعة" سنة (1364 هـ= 1945م) وهو كتاب في النقد الأسلوبي، قصره الزيات على بيان السمات المثلى للأسلوب العربي.
ثم جمع الزيات مقالاته وأبحاثه التي نشرها في مجلته، وأصدرها في كتابه "وحي الرسالة" في أربعة مجلدات، أودعها تجاربه ومشاهداته وانفعالاته وآراءه في الأدب والحياة والاجتماع والسياسة، بالإضافة إلى ما صوّره بقلمه من تراجم لشخصيات سياسية وأدبية.
ولم يكن التأليف وكتابة المقالة الأدبية هما ميدانه، بل كان له دور في الترجمة الراقية، ذات البيان البديع، فترجم من الفرنسية "آلام فرتر" لجوته سنة (1339هـ = 1920م) ورواية "روفائيل" للأديب الفرنسي لامرتين، وذلك في أثناء إقامته بفرنسا سنة (1344هـ= 1925م).
أهم الهيئات العلمية التي شارك فيها:
عضو بمجمع اللغة العربية عام 1948.
عضو بالمجمع العلمي السوري والمجمع العلمي العراقي.
عضو بجمعية الأدباء و لجنة التأليف والترجمة والنشر.
عضو بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
وعاش الزيات بعيدًا عن الانتماءات الحزبية، فلم ينضم إلى حزب سياسي يدافع عنه، مثل العقاد وهيكل وطه حسين، ولم يدخل في خصومه مع أحد، ولم يشترك في المعارك الأدبية التي حفلت بها الحياة الثقافية في مصر؛ فقد كان هادئ النفس، وديع الخلق، ليّن الجانب، سليم الصدر.
أهم الأوسمة التي حصل عليها الزيات:
جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1961م.
وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
وسام النيل من الدرجة الأولى.
وفاته:-
وكانت وفاته رحمه الله تعالى في صباح الأربعاء 16 من ربيع الأول 1388 من الهجرة النبوية الموافق 12 من مايو 1968بعد حياة عامرة من الكفاح الأدبي، سطر الزيات لنفسها خلالها مجدا خالدا وسط العظماء.(/)
سلسلة قضايا دينيّة وأدبيّة ولغويّة مع الشّعر والشّعراء
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 12:59]ـ
يَجمَعُهُ الفَقِيرُ، إلى الحَيِّ الّذي لا يَموت:
مصطفى صادق الرّافعي
[أوّلاً: شعراء الغواية وشعرهم ........................ ...... ]
[ثانيًا: أحاديث ضعيفة في الشّعراء ...................... ... ]
[ثالثًًا: أحاديث موضوعة وباطلة في الشّعراء ............. ]
[رابعًا: ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ..................... ]
[خامسًا: قال الشوكاني: ثم استثنى سبحانه الشعراء
المؤمنين الصالحين ...................... ...................... ]
[سادسًا: الشّعر في نفسه .......................... ........... ]
[سابعًا: الشاعر والشّعر المستثنى ...................... .... ]
[ثامنًا: إنشاد الشّعر في المسجد ........................ ...... ]
[تاسعًا: الثّناء بالشّعرعلى العلماء بما فيهم بلا مبالغة .... ]
[عاشرًا: ابن تيمية: لماذا كره الإمام أحمد إنشاد الأشعار
في الغزل ......................... ............................ ]
[الحادي عشر: الشُّعراء الذين يَلْبَسُون درع الاستثناء القرآني ....................... .............................. ..... ]
بحث رقم (1)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 12:59]ـ
المصادر والمراجع:
1 - القرآن الكريم.
2 - صحيح مسلم.
3 - التفسير المُيسّر: نخبةٌ من العلماء، السّعوديّة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشّريف، ط2.
4 - كتاب مجموع الفتاوى: ابن تيمية؛ تقيُّ الدّين أحمد عبد الحليم (دار الوفاء، ط3)، ج2.
5 - ضعيف الجامع الصغير وزيادته: محمد ناصر الدين الألباني (بيروت: المكتب الإسلامي، ط2، 1408هـ).
6 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة: محمد ناصر الدين الألباني (مكتبة المعارف، ط1).
7 - كتاب الموضوعات من الأحاديث المرفوعات: أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي. المحقق: نور الدين شكري بوياحيلار (أضواء السلف، ط1، 1418هـ)
8 - الموضوعات: الحسن بن محمد الصغاني. المحقق: نجم بن عبدالرحمن خلف (دمشق: دار المأمون للتراث، ط2، 1405هـ).
9 - تسديد القوس على مسند الفردوس: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. المحقق: فواز الزمرلي و محمد البغدادي (بيروت: دار الكتاب العربي، ط1، 1407هـ)
10 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: إسماعيل بن محمد العجلوني. المحقق: أحمد القلاش (مؤسسة الرسالة، ط2، 1421هـ).
11 - فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسيرج4: الشّوكاني. المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء).
12 - الآداب الشرعية: محمد بن مفلح (الجد). المحقق: شعيب الأرناؤوط و عمر القيام (بيروت: مؤسسة الرسالة، ط1، 1416هـ)
13 - صحيح سنن ابن ماجه: محمد ناصر الدين الألباني (مكتب التربية العربي لدول الخليج، ط1، 1407هـ).
14 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري: أحمد بن حجر العسقلاني. المحقق: محب الدين الخطيب (المكتبة السلفية، ط3، 1407 هـ).
15 - سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها: محمد ناصر الدين الألباني (مكتبة المعارف، ط1).
16 - المسند: أحمد بن محمد بن حنبل. المحقق: أحمد شاكر (دار الجيل).
17 - البلاغة العربيّة: عبد الرّحمن الميداني. (بيروت: دار القلم، ط1).
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:00]ـ
[أوّلاً: شعراء الغواية وشعرهم]
1 - "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (1) " (2)
2 - قَالَ "أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لِعُمَرِ [] بْنِ الْخَطَّابِ لَمَّا قَالَ لَهُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ تَأَلَّفْ النَّاسَ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ وَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَجَبَّارًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَوَّارًا فِي الْإِسْلَامِ عَلَامَ أَتَأَلَّفُهُمْ؟ أَعَلَى حَدِيثٍ مُفْتَرًى أَمْ عَلَى شِعْرٍ مُفْتَعَلٍ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمُفْتَرَى وَالشِّعْرَ الْمُفْتَعَلَ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ الْأَفَّاكِينَ وَالشُّعَرَاءَ وَكَانَ الْإِفْكُ فِي الْقُوَّةِ الْخَبَرِيَّةِ. وَالشِّعْرُ فِي الْقُوَّةِ الْعَمَلِيَّةِ الطَّلَبِيَّةِ فَتِلْكَ ضَلَالٌ وَهَذِهِ غَوَايَةٌ" (3).
(1) سورة الشّعراء (224 – 227).
(2) قلتُ: هؤلاء الشّعراء ليسوا شعراء الكفّار فقط؛ لأنّ الله تعالى عندما استثنى قال َ بعد (إلا الذين آمنوا)؛ (وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً، وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا). جاء في التّفسير المُيسّر (ص376): " والشعراء يقوم شعرهم على الباطل والكذب, ويجاريهم الضالون الزائغون مِن أمثالهم، ألم تر - أيها النبي - أنهم يذهبون كالهائم على وجهه, يخوضون في كل فن مِن فنون الكذب والزور وتمزيق الأعراض والطعن في الأنساب وتجريح النساء العفائف، وأنهم يقولون ما لا يفعلون, يبالغون في مدح أهل الباطل, وينتقصون أهل الحق؟ " انتهى
(3) ابن تيمية، تقيُّ الدّين أحمد عبد الحليم: كتاب مجموع الفتاوى (دار الوفاء، ط3)، ج2 - ص 42.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:01]ـ
[ثانيًا: أحاديث ضعيفة في الشّعراء]
1 - "امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار" (1)
2 - " بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن فذكروا امرأ القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ضارج ماء من مياه العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجئ يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار" (2).
(1) الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: ضعيف الجامع- (1250)، حكم المحدث: ضعيف.
(2) قال الشّيخ الألباني في السّلسلة الضّعيفة (2930): " وهذا إسناد واه جدا، هشام هذا متروك متهم، وأبوه شر منه. قلتُ: جاء من طرق أخرى كلّها ضعيفة هذا ما قاله أهل الحديث.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:01]ـ
[ثالثًًا: أحاديث موضوعة وباطلة في الشّعراء]
1 - "من أراد برَّ والديه فليعط الشعراء" (1)
2 - "قلوبُ الشّعراء خزائنُ الرحمن" (2)
3 - " الشّعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم [الله] أن يقولوا شعرا؟ تغني به الحور العين لأزواجهن في الجنة، والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور في النار" (3).
4 - " حفظُ العرض بإعطاء الشعراء" (4).
(1) الراوي: عوف بن مالك الأشجعي المحدث: ابن الجوزي- المصدر: موضوعات ابن الجوزي - لصفحة: 1/ 428 خلاصة حكم المحدث: أورده في كتاب الموضوعات.
(2) الراوي: - المحدث: الصغاني- المصدر: موضوعات الصغاني - الرقم: 54
خلاصة حكم المحدث: موضوع
(3) الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تسديد القوس - لصفحة أو الرقم: 2/ 518 خلاصة حكم المحدث: في إسناده لاحق بن الحسين أحد الكذابين.
(4) الراوي: - المحدث: العجلوني - المصدر: كشف الخفاء – لصفحة: 2/ 570
خلاصة حكم المحدث: لم يثبت فيه شيء.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:02]ـ
[رابعًا: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} (1)]
والجملة مقررة لما قبلها والخطاب لكل من تتأتى منه الرؤية يقال: هم يهيم هيما وهيمانا إذا ذهب على وجهه: أي ألم تر أنهم في كل فن من فنون الكذب يخوضون وفي كل شعب من شعاب الزور يتكلمون 1 - فتارة يمزقون الأعراض بالهجاء.
2 - وتارة يأتون من المجون بكل ما يمجه السمع ويستقبحه العقل.
3 - وتارة يخوضون في بحر السفاهة والوقاحة.
4 - [وتارة] ويذمون الحق، ويمدحون الباطل.
5 - [وتارة] يرغبون في فعل المحرمات ويدعون الناس إلى فعل المنكرات كما تسمعه في أشعارهم من مدح الخمر والزنا واللواط ونحو هذه الرذائل الملعونة ثم قال سبحانه: 226 - {وأنهم يقولون ما لا يفعلون} أي يقولون فعلنا وفعلنا وهم كَذَبة في ذلك فقد يدلون بكلامهم على الكرم والخير ولا يفعلونه وقد ينسبون إلى أنفسهم من أفعال الشر ما لا يقدرون على فعله كما تجده في كثير من أشعارهم من الدعاوى الكاذبة والزور الخالص المتضمن لقذف المحصنات وأنهم فعلوا بهن كذا وكذا وذلك كذب محض وافتراء بحت.
(1) الشّوكاني: محمّد، فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسير، المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء) ج4 - ص160
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:03]ـ
[خامسًا: قال الشوكاني: ثم استثنى سبحانه الشعراء المؤمنين الصالحين الذين أغلب أحوالهم تحري الحق والصدق (1)]
فقال: 227 - {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي دخلوا في حزب المؤمنين وعملوا بأعمالهم الصالحة {وذكروا الله كثيرا} في أشعارهم {وانتصروا من بعد ما ظلموا} كمن يهجو منهم من هجاه أو ينتصر لعالم أو فاضل كما كان يقع من شعراء النبي صلى الله عليه و سلم فإنهم كانوا يهجون من يهجوه ويحمون عنه ويذبون عن عرضه ويكافحون شعراء المشركين وينافحونهم ويدخل في هذا من انتصر بشعره لأهل السنة وكافح أهل البدعة وزيف ما يقوله شعراؤهم من مدحِ بدعتِهم وهجوِ السّنةِ المطهرةِ كما يقع ذلك كثيرا من شعراء الرافضة ونحوهم فإن الانتصار للحق بالشعر وتزييف الباطل به من أعظم المجاهدة وفاعله من المجاهدين في سبيل الله المنتصرين لدينه القائمين بما أمر الله بالقيام به.
(1) فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسير، المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء) ج4 - ص160
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:04]ـ
[سادسًا: الشّعر في نفسه]
قال الشّوكاني: "واعلم أن الشعر في نفسه ينقسم إلى أقسام فقد يبلغ ما لا خير فيه منه إلى قسم الحرام وقد يبلغ ما فيه خير منه إلى قسم الواجب" (1).
(1) فتح القدير الجامع بين فنّي الرواية والدّراية من علم التّفسير، المحقق: الدكتور عبد الرحمن عميرة (الناشر دار الوفاء) ج4 - ص160
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:04]ـ
[سابعًا: الشاعر والشّعر المستثنى]
1 - أصدق بيت قالته الشعراء: "ألا كل شيء ما خلا الله باطل". (1)
2 - "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (2) "
3 - " لما نزلت {الشعراء} إلى قوله {ما لا يفعلون} قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله قد علم الله أني منهم فأنزل الله {إلا الذين آمنوا} إلى قوله {ينقلبون} " (3).
4 - "أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل فقال: إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل" (4).
5 - "إن من الشعر لحكمة " (5).
6 - "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة لحسان بن ثابت: اهج المشركين فإن جبريل معك" (6).
7 - " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي فقيل يا رسول الله إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك فقام ابن رواحة فقال يا رسول الله ايذن لي فيه فقال أنت الذي تقول ثبت الله قال نعم قلت يا رسول الله فثبت الله ما أعطاك من حسن تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا قال وأنت يفعل الله بك خيرا مثل ذلك قال ثم وثب كعب فقال يا رسول الله ايذن لي فيه قال أنت الذي تقول همت قال نعم قلت يا رسول الله همت سخينة أن تغالب ربها فليغلبن مغالب الغلاب قال أما إن الله لم ينس لك ذلك قال ثم قام حسان فقال يا رسول الله ايذن لي فيه وأخرج لسانا له أسود فقال يا رسول الله ايذن لي إن شئت أفريت به المزاد فقال اذهب إلى أبي بكر ليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم ثم اهجهم وجبريل معك" (7).
(1) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم – (2256).
(2) سورة الشّعراء (224 – 227).
(3) الراوي: عروة المحدث: الشوكاني - المصدر: فتح القدير - لصفحة: 4/ 126 خلاصة حكم المحدث: روي نحو هذا من طرق.
(4) الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - لصفحة: 2/ 97
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
(5) الراوي: أبي بن كعب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الرقم: 3038 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(6) الراوي: البراء بن عازب المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - لصفحة: 7/ 480 خلاصة حكم المحدث: وصله النسائي وإسناده على شرط البخاري.
(7) الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة: 4/ 618
خلاصة حكم المحدث: [فيه] جابر الجعفي ضعيف لكن تابعه سماك مرسلا فيتقوى به وجاء الحديث من طرق مختصرا.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:05]ـ
[ثامنًا: إنشاد الشّعر في المسجد]
1 - أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد. فلحظ إليه. فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة. فقال: أنشدك الله! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " أجب عني. اللهم! أيده بروح القدس "؟ قال: اللهم! نعم. وفي رواية: أن حسان قال، في حلقة فيهم أبو هريرة: أنشدك الله! يا أبا هريرة! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر مثله " (1).
(1) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الرقم: 2485
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:06]ـ
[تاسعًا: الثّناء بالشّعرعلى العلماء بما فيهم بلا مبالغة]
1 - "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فجعل يثني عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان سحرا، وإن من الشعر حكما" (1).
(1) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة: 5/ 30
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:07]ـ
[عاشرًا: ابن تيمية: لماذا كره الإمام أحمد إنشاد الأشعار في الغزل (1)]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام (2): "وَقَدْ ذَكَرَ النَّاسُ مِنْ أَخْبَارِ الْعُشَّاقِ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ فَإِذَا اُبْتُلِيَ الْمُسْلِمُ بِبَعْضِ ذَلِكَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُجَاهِدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ وَهُوَ مَأْمُورٌ بِهَذَا الْجِهَادِ لَيْسَ أَمْرًا أَوْجَبَهُ وَحَرَّمَهُ هُوَ عَلَى نَفْسِهِ فَيَكُونُ فِي طَاعَةِ نَفْسِهِ وَهَوَاهُ؛ بَلْ هُوَ أَمْرٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا حِيلَةَ فِيهِ؛ فَيَصِيرُ بِالْمُجَاهِدَةِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: {مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ وَكَتَمَ وَصَبَرَ ثُمَّ مَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ} وَأَبُو يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ نَظَرٌ؛ لَكِنَّ الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِالتَّقْوَى وَالصَّبْرِ فَمِنْ التَّقْوَى أَنْ يَعِفُّ عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ مِنْ نَظَرٍ بِعَيْنِ وَمِنْ لَفْظٍ بِلِسَانِ وَمِنْ حَرَكَةٍ بِيَدِ وَرِجْلٍ وَمِنْ الصَّبْرِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ شَكْوَى مَا بِهِ إلَى غَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ الصَّبْرُ الْجَمِيلُ. وَأَمَّا الْكِتْمَانُ فَيُرَادُ بِهِ شَيْئَانِ: " أَحَدُهُمَا " أَنْ يَكْتُمَ بَثَّهُ وَأَلَمَهُ فَلَا يَشْكُو إلَى غَيْرِ اللَّهِ فَمَتَى شَكَا إلَى غَيْرِ اللَّهِ نَقَصَ صَبْرُهُ وَهَذَا أَعْلَى الكتمانين؛ لَكِنَّ هَذَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ كُلُّ أَحَدٍ؛ بَلْ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ يَشْكُو مَا بِهِ وَهَذَا عَلَى وَجْهَيْنِ: فَإِنْ شَكَا ذَلِكَ إلَى طَبِيبٍ يَعْرِفُ طِبَّ الْأَدْيَانِ وَمَضَرَّاتِ النُّفُوسِ وَمَنَافِعَهَا؛ لِيُعَالِجَ نَفْسَهُ بِعِلَاجِ الْإِيمَانِ؛ فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَفْتِي وَهَذَا حَسَنٌ. وَإِنْ شَكَا إلَى مَنْ يُعِينُهُ عَلَى الْمُحَرَّمِ فَهَذَا حَرَامٌ وَإِنْ شَكَا إلَى غَيْرِهِ لِمَا فِي الشَّكْوَى مِنْ الرَّاحَةِ كَمَا يَشْكُو الْمُصَابُ مُصِيبَتَهُ إلَى النَّاسِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَقْصِدَ تَعَلُّمَ مَا يَنْفَعُهُ وَلَا الِاسْتِعَانَةَ عَلَى مُصِيبَتِهِ فَهَذَا يُنْقِصُ صَبْرَهُ؛ وَلَكِنْ لَا يَأْثَمُ مُطْلَقًا إلَّا إذَا اقْتَرَنَ بِهِ مَا يُحَرَّمُ كَالْمُصَابِ الَّذِي يَتَسَخَّطُ. و " الثَّانِي " أَنْ يَكْتُمَ ذَلِكَ فَلَا يَتَحَدَّثُ بِهِ مَعَ النَّاسِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ إظْهَارِ السُّوءِ وَالْفَاحِشَةِ فَإِنَّ النُّفُوسَ إذَا سَمِعْت مِثْلَ هَذَا تَحَرَّكَتْ وَتَشَهَّتْ وَتَمَنَّتْ وتتيمت وَالْإِنْسَانُ مَتَى رَأَى أَوْ سَمِعَ أَوْ تَخَيَّلَ مَنْ يَفْعَلُ مَا يَشْتَهِيهِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا لَهُ إلَى الْفِعْلِ وَالتَّشَبُّهِ بِهِ وَالنِّسَاءُ مَتَى رَأَيْنَ الْبَهَائِمَ تَنْزُو الذُّكُورَ مِنْهَا عَلَى الْإِنَاثِ مِلْنَ إلَى الْبَاءَةِ وَالْمُجَامَعَةِ وَالرَّجُلُ إذَا سَمِعَ مَنْ يَفْعَلُ مَعَ المردان وَالنِّسَاءِ وَرَأَى ذَلِكَ أَوْ تَخَيَّلَهُ فِي نَفْسِهِ دَعَاهُ ذَلِكَ إلَى الْفِعْلِ وَإِذَا ذُكِرَ لِلْإِنْسَانِ طَعَامٌ اشْتَهَاهُ وَمَالَ إلَيْهِ وَإِنْ وُصِفَ لَهُ مَا يَشْتَهِيهِ مِنْ لِبَاسٍ أَوْ امْرَأَةٍ أَوْ مَسْكَنٍ أَوْ غَيْرِهِ مَالَتْ نَفْسُهُ إلَيْهِ وَالْغَرِيبُ عَنْ وَطَنِهِ مَتَى ذُكِّرَ بِالْوَطَنِ حَنَّ إلَيْهِ وَكُلُّ مَا فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ مَحَبَّتُهُ إذَا تَصَوَّرَهُ تَحَرَّكَتْ الْمَحَبَّةُ وَالطَّلَبُ إلَى ذَلِكَ الْمَحْبُوبِ الْمَطْلُوبِ؛ إمَّا إلَى وَصْفِهِ وَإِمَّا إلَى مُشَاهَدَتِهِ وَكِلَاهُمَا يَحْصُلُ بِهِ تَخَيُّلٌ فِي النَّفْسِ وَقَدْ يَحْصُلُ التَّخَيُّلُ بِالسَّمَاعِ أَوْ الرُّؤْيَةِ أَوْ الْفِكْرِ فِي بَعْضِ الْأُمُورِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ فَإِذَا تَخَيَّلَتْ النَّفْسُ تِلْكَ الْأُمُورَ الْمُتَعَلِّقَةَ انْقَلَبَتْ إلَى مَا تَخَيَّلَتْهُ فَتَحَرَّكَتْ دَاعِيَةُ الْمَحَبَّةِ سَوَاءٌ كَانَتْ مَحَبَّةً مَحْمُودَةً أَوْ مَذْمُومَةً. وَلِهَذَا تَتَحَرَّكُ النُّفُوسُ إلَى الْحَجِّ إذَا ذُكِرَ الْحِجَازُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَوْ كَانَ أَوَانُ الْحَجِّ أَوْ رَأَى مَنْ يَذْهَبُ إلَى الْحَجِّ مِنْ أَهْلِهِ وَأَقَارِبِهِ أَوْ أَصْحَابِهِ أَوْ غَيْرِهِمْ وَلَوْ لَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ وَيَرَاهُ لَمَا تَحَرَّكَ وَلَا حَدَثَ مِنْهُ دَاعِيَةُ قُوَّتِهِ إلَى ذَلِكَ فَتَتَحَرَّكُ بِذِكْرِ الْأَبْرَقِ وَالْأَجْرَعِ وَالْعَلِيِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ رَأَى تِلْكَ الْمَنَازِلَ لَمَّا كَانَ ذَاهِبًا إلَى مَحْبُوبِهِ فَصَارَ ذِكْرُهَا يُذَكِّرُهُ بِالْمَحْبُوبِ. وَكَذَلِكَ أَصْحَابُ الْمَتَاجِرِ وَالْأَمْوَالِ إذَا سَمِعَ أَحَدُهُمْ بِالْمَكَاسِبِ تَحَرَّكَتْ دَاعِيَتُهُ إلَى ذَلِكَ وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْفُرَجِ وَالتَّنَزُّهِ إذَا رَأَوْا مَنْ يَقْصِدُ ذَلِكَ تَحَرَّكُوا إلَيْهِ وَهَذِهِ الدَّوَاعِي كُلُّهَا مَرْكُوزَةٌ فِي نُفُوسِ بَنِي آدَمَ وَالْإِنْسَانُ ظَلُومٌ جَهُولٌ. وَكَذَلِكَ ذِكْرُ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُذَكِّرُ بِهِ وَتُحَرِّكُ مَحَبَّتَهُ فَالْمُبْتَلَى بِالْفَاحِشَةِ وَالْعِشْقِ إذَا ذَكَرَ مَا بِهِ لِغَيْرِهِ تَحَرَّكَتْ نَفْسُ ذَلِكَ الْغَيْرِ إلَى جِنْسِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ النُّفُوسَ مَجْبُولَةٌ عَلَى حُبِّ الصُّوَرِ الْجَمِيلَةِ فَإِذَا تَصَوَّرَتْ جِنْسًا تَحَرَّكَ إلَيْهَا الْمَحْبُوبُ. وَلِهَذَا نَهَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ إشَاعَةِ الْفَاحِشَةِ. وَكَذَلِكَ أَمَرَ بِسَتْرِ الْفَوَاحِشِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ بِشَيْءِ فَلْيَسْتَتِرْ بِسَتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِ لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ} وَقَالَ: {كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ عَلَى الذَّنْبِ قَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ فَيُصْبِحُ يَتَحَدَّثُ بِهِ} فَمَا دَامَ الذَّنْبُ مَسْتُورًا فَعُقُوبَتُهُ عَلَى صَاحِبِهِ خَاصَّةً وَإِذَا ظَهَرَ وَلَمْ يُنْكَرْ كَانَ ضَرَرُهُ عَامًّا فَكَيْفَ إذَا كَانَ فِي ظُهُورِهِ تَحْرِيكٌ لِغَيْرِهِ إلَيْهِ. وَلِهَذَا كَرِهَ الْإِمَامُ أَحْمَد وَغَيْرُهُ إنْشَادَ الْأَشْعَارِ: الْغَزَلِ الرَّقِيقِ؛ لِأَنَّهُ يُحَرِّكُ النُّفُوسَ إلَى الْفَوَاحِشِ؛ فَلِهَذَا أَمَرَ مَنْ يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ أَنْ يَعِفَّ وَيَكْتُمَ وَيَصْبِرَ فَيَكُونُ حِينَئِذٍ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ فِيهِ: {إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُ يُثَابُ عَلَى هَذِهِ الْمُجَاهَدَةِ وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ. وَأَمَّا الْمُبْتَدِعُونَ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ السَّالِكُونَ طَرِيقَ الرُّهْبَانِ فَإِنَّهُمْ قَدْ يَزْهَدُونَ فِي النِّكَاحِ وَفُضُولِ الطَّعَامِ وَالْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَهَذَا مَحْمُودٌ؛ لَكِنْ عَامَّةَ هَؤُلَاءِ لَا بُدَّ أَنْ يَقَعُوا فِي ذُنُوبٍ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ كَمَا نَجِدُ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُبْتَلَى بِصُحْبَةِ الْأَحْدَاثِ وَإِرْفَاقِ النِّسَاءِ؛ فَيُبْتَلَوْنَ بِالْمَيْلِ ... (3) "
(1) ابن تيمية، تقيُّ الدّين أحمد عبد الحليم: كتاب مجموع الفتاوى (دار الوفاء، ط3)، ج14 - ص 462.
(2) الإمام العالم، العلامة الْأَوْحَدُ، الْقُدْوَةُ الْعَارِفُ , الزَّاهِدُ الْعَابِدُ الْوَرِعُ، المجاهد الصّابر المحتسب، بَحْرُ العلوم و بدر النُّجُوم، سيّد الحفَّاظ و فارسُ المَعانِي و الألفاظ، علاّمَة الزَّمَانِ و ترجمَانِ القرآنِ، البَحْرُ الزَّاخر و الصَّارم الباتر، مفتي الأمم و مستخرجُ المَعانِي و الحِكَم، بقيَّةُ السَّلف و قُدوةُ الخلف، مفتي الأنَام، صدر العلماء الأعلام، و شيخُ الإسلام، أَوْحَدُ عَصْرِهِ وَفَرِيدُ دَهْرِهِ، حِلْيَةُ الطَّالِبِينَ وَنُخْبَةُ الرَّاسِخِينَ، العالم الرباني، و الحجة النورانى، المقذوف في قلبه النور القرآني، مَفْخَرُ أَهْلِ الشَّامِ بَقِيَّةُ السَّلَفِ الْكِرَامِ , نَاشِرُ السُّنَّةِ , قَامِعُ الْبِدْعَةِ؛ حفيد علماء أهل السّنة والجماعة أحمد والشّافعي ومالك
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبي حنيفية: أبو العبَّاس، تقيُّ الدِّين، أحمدُ بنُ عبد الحليم بنِ عبد السَّلام ابن تَيْمِيَّةَ الحرَّانِيّ - قدَّسَ الله روحَه و نَوَّرَ ضريحَهَ، وأسكنه فسيح الجنان، و تغمَّده برضوانِه و رحمتهِ، و أسكنَه بحبُوحة جنَّتِه و أقرَّ أعيُنَنَا في الآخرة برُؤيته.
(3) كلام ابن تيمية شائق، فلتراجعه هناك حيثُ أشرنا.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 01:08]ـ
[الحادي عشر: الشُّعراء الذين يَلْبَسُون درع الاستثناء القرآني]
قالَ الشّيخ عبد الرّحمن الميداني (1): فلا غَرْوَ إذن أنْ يكون الشِّعر عنصراً من عناصر الجمال في الكلام. وهنا نقول: إنّ على أصحاب الأهداف النّبيلة والدّعوات الخيِّرة أنْ يُحسِنوا استخدام هذا اللَّون الجمالي من ألوان المؤثرات على النَّفس الإِنسانيَّة، وأن لا يَدَعوا ساحته للشعراء الذين يتَّبِعهم الغاوون، الذين هم في كل وادٍ من أودية أهواء النَّفس وشهواتها، وأودية الضلال والفساد في الأرض يهيمون، والذين هم يقولون ما لا يفعلون.
إنَّ الشعر سلاح من أسلحة الأدب، وهو وسيلة حياديّة بذاتها، إنْ استُخْدِمت في الخير كانت خيراً، وإنْ استُخدِمت في الشرّ كانت شرّاً. وبوسع المصْلِحين ودُعاة الخير ممَّن لديهم القدرة على كتابة الشِّعر الرفيع أنْ يَلْبَسوا درع قول الله تعالى في سورة (الشعراء/ 26 مصحف/ 47 نزول):
{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ الَّذِينَ ظَلَمُو?اْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)}.
بعد أنْ وصف الله واقع حال معظم الشُّعراء بقوله تعالى:
{وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (226) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ (226)}.
فالشعراء الذين يهيمون في كلّ وادٍ من أودية الضلال والهوى، والكذب والطعن في الناس ظلماً، والمدح لبعض الناس استجداء، والانتصار بغير حق، ويتبجّحون بشعرهم كذباً وزوراً، فيصفون أنفسهم بالشجاعة وهم الجبناء، وبالكرام وهم البخلاء، وبالعقل وهم السفهاء، وبالعفّة وهم الفُسّاق، ويتحدَّثون عن مغامرات غراميّة لم تحدث، فيفضحون بأكاذيبهم محصنات عفيفات، ويفتخرون بالحَسَب والنَّسب وهم صعاليك لا حَسَب لهم ولا نَسَب، هؤلاء بزخرف الشِّعر الذين يملكون القدرة على صناعته والتأثير بفنونه إنَّما يتَّبعهم من النَّاس الذين سَفِهوا نفوسَهم، فخدعتهم الكلمة المزخرفة ولو كانت باطلاً وزُوراً، ودَعْوةً إلى الشَّرِّ والفساد في الأرض.
ومن هؤلاء شعراء الحانات، والمواخير، والليالي الحمراء، وشعراء الإِباحيّة، وشعراء المذاهب الضالّة الهدّامة.
أمّا الشُّعراء الذين يَلْبَسُون درع الاستثناء القرآني فقد برز منه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم "حسّان بن ثابت - وعبدالله بن رواحة - وكعب بن مالك".
واتَّخذهم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلحة بيانيّة أدبيّة ضدّ شعراء أهل الكُفر والشّرك بالله، وكان يستحثُّهم أحياناً لمجاهدة الكفارين والمُشركين بشعرِهم.
وظهر في العصور الإِسلاميّة التالية شعر إسلامي كثير، ولكن ظلّت نسبة المبدعين من فحول الشّعراء في جانب الذين يَتَّبِعهم الغاوون هي النِّسبة الأكبر، أمّا الذين درْعَ الاستثناء القرآني فقد كان فيهم موهوبون ذوو قدرات عالية تؤهِّلهم لأن يكونوا من فحول الشُّعراء، إلاَّ أنَّهم فيما أرى آثروا الإِبداع في العلوم الإِسلامية والاشتغال بها عن توجيه كل اهتمامهم للشِّعر، فلم يُبَرِّزوا به كما برّز الآخرون.
وفي ظنِّي لو أراد الإِمام الشافعي أنْ يكون شاعراً لبزّ أبا نواس في الشِّعر. ولكنّه آثر أنْ يكون عالماً فقيهاً.
وقد تكون شدّة الحذر من الانزلاق بالشِّعر إلى فئة الّذين يتَّبعهم الغاوون قد كفَّت كثيراً من الذين يملكون في فطرتهم القدرة الشِّعرية العالية عن أن يخوضوا بحور فنونه، ويستخدموه للدّعوة ويبلغوا فيه إلى مستوى فحول الشُّعراء.
ويَعِدون ولا يَفُون، ويُعَاهِدُون ويَغْدُرون، ويُظْهِرُون صدق الحبِّ وهم الطامعون، فهم يقولون ما لا يفعلون".
(1) البلاغة العربيّة (بيروت: دار القلم، ط1) ج1 - ص83
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 06:24]ـ
احسنت يارجل وسلمت يداك وفوك
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:27]ـ
أخي المغتسل بماءِ اليَاسَمِين؛ مصطفى صادق الرافعي ..
حجز مقعد في حديقتك الوارفة الظلال .. !
دمتَ محلقًا في أفلاكِ العلمِ أيُّها المبارك.
تحيّة
أخوك
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 06:59]ـ
أحدكم جعلني رجلا، وأحدكم غسلني بالياسمين، أشكركما على رقّتكما وحسنِ لفظكما، لا أدري ماذا أقول!
جزاك اللهُ خيرًا أستاذي فالح!
جزاكَ اللهُ خيرًا أستاذي كريم!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[10 - Nov-2010, صباحاً 02:35]ـ
[تاسعًا: الثّناء بالشّعرعلى العلماء بما فيهم بلا مبالغة]
1 - "أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فجعل يثني عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من البيان سحرا، وإن من الشعر حكما" (1).
(1) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة: 5/ 30
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
أخي المبارك، السلام عليكم ورحمة الله، وبعد ..
بالنسبة أخي الحبيب لهذا الحديث " إن من البيان لسحرا .. "،،ما القول الفصل في درجة هذا الحديث .. ؟
لأنني عرفتُ أن الشيخ الألباني ضعفه .. في ضعيف سنن أبي داود.
رضي الله عنك، وجعلك من المسافرين لخلوات السحر.
__________
وليتكَ أخي ترسل لي بريدك على الخاص ..
وكن بخير
وياسمينة شكر لك ( f)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 10:37]ـ
بارك الله في الأخ المصطفى بدينه الصادق بكلامه الرفيع بإخلاقه -والله حسيبه - وجزاك خيرًا.
ولو تُمعن وتحدِق نظَركَ البصير في هذا البحث، فترْقِيه ِِ، وتعْليه ِ، بأحوالِ مدحِ الشِّعراء.(/)
الفنون الشعرية في العصر العصر الاموي - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 06:30]ـ
الفنون الشعرية في العصر الاموي
بقلم فالح الحجية الكيلاني
انه لمن الطبيعي ان تتوسع وتزداد الفنون الشعرية في هذا العصر بعد الانكماش الذي لحقها في العصرالذي قبله فقد طرق الشعراء في هذا العصر ابوابا كثيرة في الشعر منها ماكانت في الجاهلية والاسلام فوسعوها واكثروا فيها ومنها ماهو محدث وجديد ابتكروه تبعا لظروف الحياة وسعتها ومتطلباتها ومنها ماكان له اثر في الجاهلية والاسلامي فاضا فوا فيه حتى جعلوه غرضا مستقلا قائما بذاته
لذا نقول انقسمت الفنون الشعرية الى قديم وجديد
الفنون الشعرية القديمة
---------------------------
هناك بعض الاغراض الشعرية التي توسع الشعراء فيها ومنها ما بقي على حاله او زاده توسع قليل ومن
هذه الاغراض\
1\ المدح
من الفنون الشعرية التي توسعت كثيرا في هذا العصر هو المدح فقد بالغ الشعراء في المديح متاثرين بالتيارات السياسية والتحزب و التعصب القبلي او الطمع والتكسب في الشعر لدى بعض الشعراء وخاصة شعراء خاصة الخلفاء وامراء الولايات الجديدة
والمديح اما حزبيا فيعبر عن عاطفةالشاعر بصدق اتجاه مايحمل من افكار ومفاهيم او قبليا بان يدافع الشاعر عن عصبيته وقبيلته وفي كل تنبع العاطفة فيه صادقة تعبر عما
في نفس الشالعر اتجاه الممدوح
من ذلك قول الشاعر الكميت الاسدي في مدح بني هاشم يقول
بني هاشم رهط النبي فانني
بهم ولهم ارضى مرارا واغضب
فمالي الا ال احمد شيعة
ومالي الا مذهب الحق مذهب
او كان مدح عن طمع وتكسب فيكون الكذب والمخاتلة الشعرية واضحة وغير معبر عن عاطفة صادقة خالصة ويكون التكلف ظاهرا فيه ومنه قول الفرزدق للخليفة عبد الملك بن مروان
ارى الثقلين الجن والانس اصبحا
يمدان اعناقا اليك تقرب
وما منهما الا يرجى كرامة
بكفيك او يخشى العقاب فيهرب
وما دون كفيك انتهاء لراغب
ولا لمناه من ورائك مذهب
2 - -الفخر
---------
توسعت فنون شعر الفخر في هذا العصر كثيرا لوجود التحزب واشتداء المنافسة بين الاحزاب من جهة وبين التعصب القبلي ايضا فتفاخر الشعراء كل بقبيلته اوحزبه او مذهبه كما تفاخروا في الشجاعة والكرم وكثرة الاموال والاولاد ويتميز الفخر هذه المرة بطابعه الاجتماعي الجماعي وسلوكه جماعية الفخر وابتعاده عن الفردية ومن الشعراء الذين لمعوا في هذا الفن واشتهروا الفرزدق وقيس الرقيات ولنقرا قول قيس بن الرقيات في الفخر في اهل الكنانة \
خلق من بني كنانة حولي
بفلسطين يسرعون الركوبا
من رجال تفنى الرجال وخيل
رجم بالقنا تسد ا لغيوبا
وان قوم الفتى هم الكنز في
دنياه والحال تسرع التقليبا
الهجاء
والهجاء ايضا فن توسع كثيرا في هذا العصر وقد تشعب عدة شعب او فن ترفد الى روافد اخرى فكان الهجاء السياسي والهجاء المذهبي و الهجاءالفرقي الطائفي كقول الاخطل في هجاء الانصار \
ذهبت قريش بالمكارم والعلى
واللؤم تحت عمائم الانصار
فذروا المعالي لستموا من اهلها
وخذوا مساحيكم بني النجار
ومنه الصراع القبلي الذي ادى الى انقسام العرب الى يمانية ومضرية وفيه يقول الشاعر الطرماح بن الحكيم في
هجاء بني تميم
تميم بطرق اللؤم اهدى من القطا
ولو سلكت سبل المكارم ضلت
ولو ان برغوثا على ظهر نملة
يكر على صفي تميم لولت
ومنه الهجاء الفردي الذي يظهر العداء الشخصي للشاعر اوالمنافسة بينهم
وقد ظهر لدى فحول الشعراء مثل الفرزدق وجرير و الاخطل ويمتميز بتجاوزه حدود الهجاء التي كانت معروفه من قبل وربما تجاوز الاداب حيث يهجو الشاعر باقذع الكلمات واخسها مما لم تالفه العرب من قبل. من ذلك هجاء جرير للاخطل يعيب عليه نصرانيته\
ما كان يرضى رسول الله دينهم
والطيبان ابو بكر ولا عمر
جاء الرسول بدين الحق فانتكثوا
وهل يضير رسول الله ان كفروا
1 - الرثاء
(يُتْبَعُ)
(/)
بقي الرثاء على ماهو عليه في الجاهلية والاسلام غير موسع الا انه ظهر فيه فن جديد هو رثاء الخلفاء والامراء والقادة واؤلي الشان ولم يكن صادق العاطفة بل في اكثر الاحيان كان تقليديا طمعا في التكسب والمال وبعضه ذو عاطفة فياضة عندما يكون المرثي ذا علاقة بالشاعر وتحس بحراة نفسه المتاثرة او المحزونة على فقد المرثي واشهر شعراء الرثاء هم الاخطل وجرير وليلى الاخيلية التي تقول في رثاء صاحبها المتوفي
لعمرك ما الموت عار على الفتي
اذا لم تصبه في الحياة المعاير
وما احد حي وان عاش سالما
باخلد ممن غيبته المقابر
------------------------------
2 - الوصف-
الوصف انكمش في هذا العصر بالرغم من حدوث تطور كبير في كل مجالات الحياة فقد ظل الشاعر الاموي يصف ما وصفه شعراء الجاهلية مثل وصف الناقة والضعن والاطلال ومجالس الخمر ومن الشعراء الذين اشتهروا بالوصف الشاعر ذو الرمة والشاعر الاخطل يقول الاخطل في وصف الخمرة
فصبوا عقارا في اناء كانها
اذا لمحوها جذوة تتاكل
تدب د بيبا في العظام كانه
دبيب نمال من نقى يتهيل
-----------------------------------------------
ب – االاغراض الجديدة
--------------------
هي الاغراض المبتكرة او التي توسع فيها الشعراءالامويون بحيث اصبحت اغراضا جديد ة او فنونا حديثة منها مايلي \
1 - الغز ل
الغزل فن من الفنون الشعرية القديمة قدم الشعر و فيه تعبير عن عاطفة الشاعرالشخصية وما يعتمل في نفسه من هواجس ولواعج يبثها لحبيبتها اوعشيرته كا ن معروفا في الجاهلية الا انه انكمش في صدر الاسلام وبعث من جديد في العصر الاموي بصورة واسعة حتى ان بعض الشعراء لم يكن لهم شعرا الا في الغزل وهم عشاق العرب وقد وجد فيه ثلاثة اتجاهات واسعة ومختلفة احدها عن الاخر تبعا لطبيعة ونفسية الشاعر ومكانته
وشاعريته \
الغزل العذري \
شاع هذا النوع من الغزل بين قبائل بني عذرة التي تقطن في نجد و قرى الحجاز منها اشتقت تسميته
يتميز الشعرالعذري بانه شعر يروي قصص الحب الصريحة والصحيحة شعر الحب العفيف المحتشم البعيد عن التبذل والتفسخ الخلقي ويطلق عليه الغزل البدوي ايضا ومن اهم من اشتهر به من الشعراء جميل بثينة وكثير عزة وعبد الله بن الدمينة وغيرهم من الشعراء يقول الشاعر جميل بثينة او جميل بن عبد الله العذري في حبه لبثينة حبيبته\
واني لاءرضى من بثينة بالذي
لو ابصره الواشي لقرت بلابله
بلاه بان لا استطيع و بالمنى
وبالامل المرجو قد خاب امله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي
واواخره لا تلتقي واوائله
----------------------------------
الغزل الحضري
-------------------
ذاع الغزل الحضري في الحجاز خاصة في المدن الكبرى الثلاث مكة والمدينة والطائف لتوفر اسباب المعيشة المترفة واستتباب الامن وكثرة الاموال والترف الاجتماعي
وهذا الحب حب مبني على المادة الجسدية واللذة الجنسية وقد وصف الشعراء المراة بعبارات جريئة في هذا العصر بشكل لامثيل له في عصر صدر الاسلام وقد توسع هذا الغزل ليشكل مدرسة بذاته ويمثل حياة العبث والمجون واللهو والفسوق ويتميز بالاعتماد على الحادثة لذلك كثر فيه القصص الغرامية والمغامرات في طلب النساء والتعرض لهن ويعتمد ايضا في بعض الاحيان على الحوار بين الشاعر وحبيبته ومن اهم شعراء هذا النوع من الغزل عمر بن ابي ربيعة والاحوص والعرجي ومن قول الشاعر عمر بن ابي ربيعة هذه الابيات \
فحييت اذ فاجاتها فتولهت
وكادت بمكنون التحية تجهر
وقالت وقد عضت بالبنان فضحتني
وانت امرؤ ميسور امرك اعسر
فوالله ماادري اتعجيل حاجة
سرت بك ام قد نام من كنت تحذر
فقلت لها بل قادني الشوق والهوى
الايك وما نفس من الناس تشعر
------------------------------
الغزل التقليدي\
------------
(يُتْبَعُ)
(/)
هي ابيات في الحب والغزل يفتتح الشاعر فيها قصيدته وسمي تقليديا لاءنه استمرار لغزل الجاهليين وصدر الاسلام وفيه يتغزل الشاعر بمن يحب وفي اكثر الاحيان يذكر اسما لحبيبته ويذكر ساعات اللقاء وايام الجفاء والم الحب ولوعة الهوى والفراق كسياق عمل او افتاح قصيدته ومن اهم الشعراء فيه فحول شعراء هذا العصر جريروالاخطل والفرزدق وغيرهم ومما قاله جرير فيه وفي هذين البيتين يتمثل افضل ما قيل في شعر الغزل في الشعرالقديم او الحديث اذ لم يات شاعر بمثلهما فيه \
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به
وهن اضعف خلق الله انسانا
-----------------------------------
2 - الشعر السياسي –
-------------------
نقصد بالشعر السياسي الشعر الذي قيل في الامور السياسية ونظام الحكم سواءا كان مواليا للدولة والخلافة الاموية اومعارضا لها ومنها الاحزاب اوالحركات الاربع التي ظهرت في هذا العصر حيث شارك الشعر في الصراع العنيف الناشب بينها وكان لكل فئة شعراؤها يناضلون عنها ويدافعون عن ارائهم ومعتقدات فئاتهم ويتعصبون اليها وهي كما يلي\
الحزب الاموي
----------------
- وتزعم هذا الحزب الخلفاء ورجال الدولة وتحزب معهم بعض القبائل العربية كربيعة وكلب وفكرة هذا الحزب او الفئة وهي الاكثر عددا وانتشارا ان قادته كسبوا الخلافة عن طريق الحرب فلهم الحق فيها وكذلك لهم نسب عريق وماض مجيد وهم من قبيلة قريش سيدة قبائل العرب
ولهذا الحزب شعراؤه الذين دافعوا عن الخلفاء الامويين ومدحوهم كثيرا وتغنوا بفتوحاتهم وانتصاراتهم وردوا على اعدائهم او المعارضين لهم ومن الشعراء في هذا المجال الكثير نذكر منهم الاخطل و والفرزدق والعرجي ومن قول الاخطل في مدح الخليفة عبد الملك يقول \
نفسي فداء امير المؤمنين اذا
ابدى النواجد يوما صارم ذكر
الخائض الغرة الميمون طائره
خليفة الله يستسقى به المطر
من نبعة من قريش يعصبون بها
وما ان يوازي باعلى نبتها الشجر
الحزب العلوي \
----------------------
وهم اتباع الامام علي رضي الله عنه ويرون الخلافة من حقه وفيه ولاءولاده من بعده وانه احق الناس بها لقرابته من رسول الله صلى الله علية وسلم وزوج ابته البتول رضي الله عنهم جميعا وعرف عن زعماء هذا الحزب التمسك بالدين والعدالة ومحبتهم للال علي رضي الله عنه وكرههم الشديد للاموين وخلفائهم ولهذا الحزب شعراؤه منهم الكميت الاسدي وقد قال في هجاء البيت الاموي والخلافة الاموية \
فتلك ملوك السوء قد طال ملكهم
فحتى م حتى العناء المطول
رضوا بعفال السوء من امر دينهم
فقد ايتموا طورا عداءا واثكلوا
تحل دماء المسلمين لديهم
ويحرم طلع النخلة المتهدل
---------------------------------
الخوارج\
------------------
وهم من اتباع الامام علي رضي الله عنه الا انه خذلوه وخرجوا عليه بعد موافقته على التحكيم بينه وبين معاوية – في قصة معروفة خارج نطاق هذا البحث – وينظرون ان الخلافة المسلمين عامة تعطى لمن تتوفر فيه شروط المسلم الصالح مهما كان نسبه او اصله ومن شعراء هذه الفئة الشاعر الطرماح والشاعر القطري بن الفجاءة وغيرهم كثير
يقول الشاعر الطرماح \
لقد شقيت شقاءا لاانقطاع له
اذ لم افز فوزة تنجي من النا ر
النار لم ينج من روعتها احد
الا المنيب بقلب المخلص الشاري
او الذي سبقت من قبل مولده
له السعادة من خلاقها الباري
---------------------------------
الزبيريون\
--------------
وهم اتباع عبد الله بن الزبير الذي اقام امارته في مكة المكرمة وما حولها واتباع اخيه مصعب بن الزبير الذي اقام امارته في البصرة وحكما لعدة سنين وقد ظهر هذا الحزب بعد مخالفة ابني الزبير عبد الله ومصعب لمعاوية على وراثية الحكم وتجمع حولهما الكثيرمن القبائل العربية التي تؤيد رايهما وقد ظل هذا الحزب سريا باديء ذي بدء في عهد معاويه واصبح جهريا في زمن ابنه يزيد وان استقل عبد الله بن الزبير في الحجاز وجعل اخيه مصعب حاكما في بصرة العراق ودام حكمه عشر سنوات ولم تكن لهذه الفئة مباديء معينة غير ان تكون الخلافة مطلقة ولا تكون في البيت الاموي فقط ومن اشهر شعراء الحزب الشاعر الكبير عبد الله بن قيس الرقيات ومن شعره \
حبذا العيش حين قومي جميع
لم تفرق امورها الاهواء
(يُتْبَعُ)
(/)
ايها المشتهي فناء قريش
بيد الله عمرها والفناء
انما مصعب شهاب من الله
تخلت عن وجهه الظلماء
-------------------------------------
3 - النقائض\
------------------------
النقائض قصائد في غاية البلاغة والقوة تمتاز بطولها وتكاد تكون من شعر الهجاء ويدخلها المدح والفخر ايضا يرد الشاعر فيها على خصمه الشاعر او خصومه من الشعراء الا انها تتميز في الاشتراك في الوزن والقافية والروي وان نقول انها متطورت من الهجاء الجاهلي وفي النقيضة يمدح الشاعر قومه ونفسه بافتخار ويفند مزاعم خصمه الشاعر الاخر وقد خرجت بعض هذه القصائدعن المالوف في الاصول والاداب بما سنوضحه في مجاله واهم شعراء هذا الفن الفرزدق والاخطل وجرير الذي يقول في
الفرزدق وامه \
ولقد ولدت ام الفرزدق فاجرا
فجاءت بوزار قصيرالقوادم
هو الرجس يا اهل ا لمدينة فاحذروا
مداخل رجس بالخبيثات عالم
---------------------------------
4 - الخمريات
---------------
غرض من اغراض الشعرالعربي التي كانت معروفة في الجاهلية الا ان الاسلام حرم الخمرة والقول فيها فامتنع شعراء صدر الاسلام من القول فيها وحتى ذكرها في اشعارهم وقصيدهم ومن المفروض ان تهجر نهائيا طالما حرمها الاسلام الا انها ظهرت في العصر الاموي مجددا لقلة حدة الدولة اتجاه الدين وانتشار اللهو والترف والمجون لدى بعض الشعراء من الشباب او من اديان اخرى بقيت قائمة في زمن الدولة الاموية ومن اسباب ظهورها التمازج الاجتماعي من الاعاجم من فرس وروم واقباط وغيرهم في الدولة الاموية واتساع رقعتها الجغرافية ومن شعراء الخمرة الشاعر الفحل الاخطل حيث ذكرها كثيرا وتغتى بها يقول \
تفوح بماء يشبه الطيب طيبه
اذا ما تعاطت كاسها من يد يد
تميت وتحي بعد موت وموتها
لذيذ ومحياها الذ واحمد
واكتفي بهذا القدر من الموضوع واعتذر عن الاطالة حيث ان الموضوع لا يوجز باقل من هذا وشكرا
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن(/)
ادعوك ربي شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, صباحاً 06:47]ـ
ادعوك ربي
شعر فالح الحجية الكيلاني
والى رجائك في حياتي امل
من باب رحمتك العظيم فاسعد
فاليك اشكو يا الهي حالتي
بل رافعا لكلتا يدي وانهد
ارنوا الى لقياك ربي ساعة
فيها الرضا متهجدا اتعبد
في ليلة ليلاء ساد ظلامها
في هيدب ادعوك ربي فاسجد
فيها العدالة اجهضت لاراحم
والارض قد كسيت بجور تسود
ادعوك ربي من الوذ بفيئة
يا كاشف الضر الشديد واحمد
يا خالق الخلق الكريم سماحة
فيك الرضا فدعاؤنا يتجدد
============================== =======(/)
ليس هناك ما هو أشد تأثيرًا من أن تعلم –مصادفة– أنك عبقريّ .. عبدالله الهدلق
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 01:05]ـ
بعد صدور كتابه (ميراث الصمت والملكوت) .. عبدالله الهدلق:
ليس هناك ما هو أشد تأثيرًا من أن تعلم –مصادفة– أنك عبقريّ
حاوره: محمد الهويمل .. الجزيرة الثقافية
صدر للباحث الأستاذ عبد الله الهدلق كتابه (ميراث الصمت والملكوت) بعد كتابه (جلاد الحكمة المصلوبة). ويتجه كتاب الهدلق إلى تقرير محور إبداعي جديد يفيد بأن الكتابة عن التجارب الخاصة غير مرتهن بسن متقدمة كما هو الدارج. وموجزه طائفة من المواقف الجديرة بالتقييد والرصد استفزت غفلة الغافلين عنها فسطرها شبه صامتة كما هو عنوان الكتاب. كتب الهدلق ما لا يعرفه أحد ممن غابوا عن مشهد الموقف.
(الثقافية) حاورت الأستاذ عبد الله عن جملة من المحاور طالت قراءة السيرة والكسل الذهني وحزمة الأصوات الثقافية داخله وحيثيات مشروعه القادم بشأن السير الذاتية.
كتابك فلاشات متحركة جذاب وثر .. كيف ترى حاضر ومستقبل هذا اللون من الكتابة، ولاسيما أن ثقافة ما بعد الحداثة تتجه إلى هذا الضرب من الكتابة؟
- يلذّ لي هذا الأسلوب من الغواية الذي تفرش به طريقي، ليس هناك ما هو أشد تأثيراً على نفس الإنسان من أن يعلم - مصادفة - أنه عبقري! لم أكن أعلم أن أسلوبي قد نال شرف سلوك الطريق نفسها التي تسلكه ثقافة ما بعد الحداثة، فإن كان شيء من ذلك صحيحاً فإني أستغفر الله.
الكاتب حزمة من الأصوات الثقافية .. هل تلبستك شخصية ثقافية تماهيت معها وفرضت نفسها على قلمك على مستوى المفردات والتراكيب؟
- لا أحب في العادة من يصدّر إجاباته بقوله: (لا شك) .. لكني هنا (لست أشك) في أن كيمياء القلم شديد التركيب والتعقيد، فكل كاتب أقرأ له لا بد أن أتناص معه شئت ذلك أم لم أشأ، على مستوى الوعي أو على مستوى اللاشعور؛ لذا فإني مدين لكل من قرأت له، لكن ليس هناك شخصية ثقافية تماهيت معها وفرضت نفسها على قلمي، ليس هناك إلا أن يكون العقاد في البدايات، كان ضرباً من الغوص في بحر قلمه لأستخرج لآلئ نفسي.
قراءة فكر عالم بخلاف قراءة سيرته .. هل قراءة السير أقل تكلفة ذهنية وأكثر متعة، أي هي لون من الكسل العقلي؟
- لا يمكن أن يوصف فعل القراءة بالكسل العقلي .. هناك مستويات من القراءة، والقارئ يتخيّر منها ما يناسب مزاجه العقلي، الكسل العقلي والترهّل الفكري هناك عند من قال عنه برناردوشو: سامحه .. فهو يظن أن عادات قبيلته هي قوانين الطبيعة ..
تفتعل ضدية صادقة وموفقة بين الدهشة والمثقف النمطي، ألا ترى أن الدهشة الثقافية موهبة بحد ذاتها؟ ثم أين شيوخك حمد الجاسر وبكر أبو زيد من هذه الثنائية؟
- الدهشة الثقافية ليست موهبة، وإنما هي قدر الموهوبين .. وحمد الجاسر وبكر أبو زيد كانا استثناءً في سياق معرفي وثقافي مختلفين.
قلت إن فيما كتبه لويس عوض ما يكشف كذب جيهان السادات على قناة الجزيرة، ما تفاصيل هذا الكذب؟
- تفاصيله أن جيهان السادات في مقابلتها مع أحمد منصور على قناة الجزيرة نفت أن يكون أحدٌ قد كتب لها أطروحتها العلمية لكن لويس عوض قد ذكر في ترجمته الذاتية (أوراق العمر) أنه مع أستاذ آخر قد كتبا لها هذه الأطروحة؛ ولذلك قلت في هذا الكتاب (ميراث الصمت والملكوت): إن من لا يقرأ التاريخ يسخر منه التاريخ.
أعدت الصراع الحاضر إلى (ابن تيمية، مارتن لوثر، ماركس، هرتزل، الخميني) وصعود أيديولوجيتهم .. كيف يمكننا تحديد القيم السالبة والموجبة لهذا الصعود؟
- هل تظنني من السذاجة بحيث أحاول الإجابة عن هذا السؤال فأضحك الناس مني، كحال بعض المساكين من كتابنا حين يظن أن المثقف هو من يتحدث بأي شيء عن كل شيء .. جواب هذا السؤال المهم يحتاج إلى فريق منظم من المفكرين والباحثين تحت إشراف مركز من مراكز الدراسات الاستراتيجية.
ما حيثيات مشروعك القادم بشأن السير الذاتية؟
- هناك مشروع متعثّر، على أن السير الذاتية ليست في أعلى درجات السلم من اهتماماتي، هناك ما هو أولى بكثير .. لا أزعم أن القضايا الكونية الكبرى وحال هذا العالم يؤرقني كثيراً، فأنا لم أنم منذ زمن كما أنام في هذه الأيام، لكن هناك بعض الأولويات في مشروعي الثقافي الصغير، أسأل الله سبحانه أن يعينني عليها .. سلمك الله.
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 06:29]ـ
ليس هناك ما هو أشد تأثيراً على نفس الإنسان من أن يعلم - مصادفة - أنه عبقري! لم أكن أعلم أن أسلوبي قد نال شرف سلوك الطريق نفسها التي تسلكه ثقافة ما بعد الحداثة، فإن كان شيء من ذلك صحيحاً فإني أستغفر الله.
ضربة معلم .. !
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 03:12]ـ
ضربة معلم .. !
لقد ضحكت حتى ضحك مني الضحك!!
بالفعل ضربة معلم خبير ..(/)
الشاعر جرير بن عطية بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 03:49]ـ
1 - الشاعر جرير بن عطية
------------------
بقلم فالح الحجية الكيلاني
هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي من قبيلة يربوع ومن رهط كليب
ولد في خلافة عثمان بن عفان ونشأ في بيت فقيرقضى طفولته وصباه يرعى الاغنام وقال الشعر منذ صغره متحديا كل الظروف الملمة به
قضى جرير فترة شبابه باليمامة وتهاجى في الشعر مع الفردق ثم انتقل الى البصرة عند سيطرة الاموين عليها بعد القضاء على ثورة مصعب بن الزبير وظل يتهاجى مع الفرزدق الذي كان ساكنا فيها وقد مدح جرير فيها بشر بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهما وكانا هذين من ولاة الامويين عليها وكان الحجاج سببا في وصول جرير الى الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان لمدحه ثم مدح الخلفاء الامويين الوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبدالملك وهشام بن عبد الملك وعد من شعراء الخلافة والبيت الاموي في الوقت الذي كانت قبيلته ضد الحكم الاموي
بقي جرير يمنافس الاخطل والفرزدق بمدحه لخلفاء بني امية الا ان نشبت بين الفريقين مهاجاة عنيفة ازدادت عنفا بمرور الزمن وهي ما تسمى بالنقائض وهي قصائد مهاجاة وفخر ومدح تمتاز بكونها من بحر واحد وعلى روي واحد ومن قافيةواحدة وقد اجتمع على جرير العديد من الشعراء فتمكن ان يفحمهم ويرد اغلبهم ويسكت صوته الا الفرزدق وجرير حتى توفي سنة 114 هجرية
اشتهر جرير بالهجاء والمديح حتى عد من اشهر شعراء العصر الاموي واشهر شعراء الهجاء في العربية ويتميز هجاؤه بالبذاءة والسب والمهاترة وتقصي عيوب خصومه ومثالبهم ومثالب اقوامهم وفضحها والسخرية منهم سخرية لاذعة وتهكم مقذع ولعل ذلك يرجع الى نشوئه في بيت وضيع وبائس والى اشتداد العصبية القبلية والخصوما ت السياسية في زمنه والتي كان طرفا في كل منها اضافة الى شاعريته الفذة
وقد خص في هجائه الشاعرين الاخطل والفرزدق اكثر من غيرهما لهذه الاسباب ولوجود المنافسة بينهم على مدح الخلافة والتقرب منها فكان يعيب على الفرزدق تهكمه وفسقه ومجونه وعلى الاخطل نصرانيته وشربه الخمرة وانتصار قيس على تغلب وما صب عليهما في النقائض من سباب وهجاء مقذع وشديد
بالاضافة الى الهجاء برع جرير في المدح وخص به الخلافة الاموية وامرائها وكان مدحه للتكسب والحصول على المال لفقر حالته كما برع في الغزل التقليدي الذي افتتح به قصائده وكذلك اشتهر بالفخر والرثاء والوصف
ومن خلال تتبعي لشعر جرير لاحظت ثلاثة امور لم اجدها عند غيره من الشعراء الاول ان جرير قال بيتين في شعر الغزل يعدان افضل ماقيل في الغزل بالعربية- رغم كونه ليست من شعراء الغزل ولم يتوله باحد اويعشق احدا- ولم يقل الشعراء مثليهما في الشعرالعربي على مدى العصور
والثاني انه تكالب عليه الشعراء فافحمهم واسكتهم ونقض قصائدهم بافضل منها واشد واقوى وكان سببا لوجود شعر النقائض في العربية
والثالث طيبة نفس جرير التي جعلته ينسى كل ماقاله فيه الفرزدق من هجاء مقذع في قصائده اذ لما سمع بوفاة الفرزدق بكاه و قام برثا ئه اجمل رثاء في قصيدة رائعة تعد من روائع الشعر العربي والتي تنم عن الخلق العربي الاصيل
شعر جرير من الطبقة الاولى واني لاعتبره من اشهر شعراء العربية في العصر الاموي كان شعره مفهوم اللفظ سهل العبارة واضح المعاني جيد المباني خال من التعقيد عندما تقراءه تنسجم معه كانه قاله الان او ينشدك به حاضرا يقول في قصيدة في مدح الخليفة شارحا حالته المالية
مستجديا \
اشكو اليك فاشتكي ذرية
لا يشبعون وامهم لاتشبع
كثر و اعلي فما يموت كبيرهم
حتى الحساب ولا الصغير المرضع
واذا نظرت يريبني من امهم
عين مهججة وخد اسفع
من روائع شعره في الغزل –
ياأم عمرو جزاك الله مغفرة
ردي علي فؤادي كالذي كحانا
ألست أملح من يمشي على قدم
يا أملح الناس كل الناس انسانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم
بالبذل بخلا وبالاحسان حرمانا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم
ماكنت أول موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيجني
لاأستطيع لهذا الحب كتمانا
كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني
وكاد يقتلني يوما ببيدانا
لابارك الله في من كان يحسبكم
الا على العهد حتى كانا ماكانا
لابارك الله في الدنيا اذا انقطعت
أسباب دنياك من اسباب دنيانا
مااحدث الدهر مماتعلمين لكم
للحبل صرما ولا للعهد نسيانا
ان العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحين قتلانا*
يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به
وهن اضعف خلق الله انسانا *
ياحبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا
* وهذين البيتين من اجود ماقالته العرب في الغزل
اما في رثاء الفرزدق فقد قال -
لعمري لقد أشجى تميماً وهدها
على نكبات الدهر موت الفرزدق
عشية راحوا للفراق بنعشه
إلى جدثٍ في هوة الأرض معمقِ
لقد غادروا في اللحد من كان ينتمي
إلى كل نجم في السماء محلقِ
ثوى حامل الأثقال عن كل مُغرمٍ
ودامغ شيطان الغشوم السملقِ
عماد تميم كلها ولسانها
وناطقها البذاخ في كل منطقِ
فمن لذوي الأرحام بعد أبن غالبٍ
لجارٍ وعانٍ في السلاسل موثقِ
ومن ليتيم بعد موت ابن غالب
وأم عيال ساغبين ودردقِ
ومن يطلق الأسرى ومن يحقن الدما
يداه ويشفي صدر حران مُحنَقِ
وكم من دمٍ غالٍ تحمل ثقله
وكان حمولاً في وفاءٍ ومصدقِ
وكم حصن جبار هُمامٍ وسوقةٍ
إذا ما أتى أبوابه لم تغلق
تفتح أبواب الملوك لوجهه
بغير حجاب دونه أو تملُق
لتبكِ عليه الأنس والجن إذ ثوى
فتى مُضرٍ في كل غربٍ ومشرقِ
فتىً عاش يبني المجد تسعين حجةً
وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي
فما مات حتى لم يُخلف وراءه
بحية وادٍ صولةً غير مصعقِ
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
--------------------------------------(/)
الاوضاع الاقتصادية والشعرالمعاصر بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 04:00]ـ
الاوضاع الاقتصادية والشعر المعاصر
بقلم فالح الحجية الكيلاني
مما لاشك فيه ان الشاعر ابن بيئته ويتفاعل معها كيفما كانت واينما كانت ولابد من تاثير لها عليه وقد تحدثنا عن التاثيرالسياسي والاجتماعي في الشعرالعربي ومدياته والان نتكلم عن الامور الاقتصاديةالتي هي نسغ الحياة ودمها الجاري في العروق وتاثير انماطها على الشعر والشاعر العربي
ان الوضع الاقتصادي للبلد الواحد او قل للعائلة الواحد ة اي لعائلة الفرداو عائلة الشاعر لها تاءثير كبير على نشاته وشاعريته ولو ان الشعر فطرة قد تنمى بكثير من الامور وتقوى بالاطلاع والدراسة والتتبع والممارسة على قول الشعر ودراسة دواوين الشعراء ومطالعة اصول النقد والبلاغة والصرف والنحو وما اليها وهذه حتما بحاجة الى وضع اقتصادي جيد لتمكن الشاعر من نيلها او الحصول على كتبها ومؤلفاتها وقد يراها ذو الوضع الاقتصادي الجيد او المتمكن من الامور المضحكة او يعتبرها الاخر تافهة وهي بحقيقة الامر تنشأ مع الشاعر فتقيده في بعض الاحيان وخاصة اذا كان هذا الشاعر فقيرا معدما نعم انه ذو فطرة شعرية وذو خيال شاعري واسع تتفتق شاعريته الا انها بحاجة الى صقل واكتساب بعض المعارف المهمة وقد لاحظت ان بعض البسطاء من الناس يمتلك شاعرية عجيبة في قول الشعرالشعبي -رغم اني امقت الشعرالشعبي ولا احبه واعتبره
عقبة اما م العربية وتوحيدها ومنقصة في الانسان العربي – اذ يرفع عقيرته فيغني ويؤلف من نفسه اشعارا شعبية وموالات قمة في التعبير والجيادة وهو لايقراء ولا يكتب وتجد في شعره صورا شعرية طافحة بالفهم وتهز المقابل هزا عنيفا تحرك العواطف الانسانية فيه فهذه بطبيعة الحال شاعرية فطرية فلو كان هذا الانسان ينشد هذه الاقوال بالعربية الفصحى الم يكن شاعرا اوكان يمتلك المقدرة على المطالعة والدراسة واكتساب العلوم اللغوية الم يكن شاعرا مبدعا وربما عبقريته الشعرية تفوق كثير ا بعض الشعراء الذي اكتسبوا الشعروقالوه من غير فطرة شعرية اوقريحة شعرية لذا استطيع القول ان الوضع الاقتصادي للفرد له اثره البالغ في المسيرة الشعرية للشاعر والشعر نفسه
ثم ان سياسة الدولة وتوجهها الثقافي الذي يتفاعل معه الوضع الاقتصادي للدولة لهو رافد من روافد النمو الشعري في البلد والذي ينعكس سلبا على طائفة من الشعراء وايجابا على طائفة اخرى
فمثلا كانت الدولة في العراق تحتفل في مهرجان المربد الشعري سنويا وترفد المهرجان واحتفالياته بملايين الدنانير وتدعو ا اليه العديد من الادباء والشعراء العراقيين والعرب وبعض الاجانب وتتدخل الامور الساسية في هذا المهرجان فيدعى زيد من الشعراء ويبعد عمرو وتكون الافضلية لفلان لانه يمدح ويتعنصر للشخص الحاكم ويمجده واذكر ان شاعرا من الشعراء الذين اغدقت عليهم الدولة وحفتهم بعنايتها ورعايتها كان عندما يصعد على المسرح ويقف لينشد قصائده يقول \ اني شاعر صدامي اني شاعر صدامي يصرح بها علانية وامام الاف الحضور ثم يبدء بانشاد شعره فكانت اليه الافضلية على الشعراء من حيث العناية غير الطبيعية و المركزة والرعايةالكبيرة في المال والجاه والمركز فتراه في منصب عال جدا وفي سيارة
فارهة ومكتب لامثيل له وجيوبه مليانه بالنقود ولايحتاج اي شيء الا ان يقعد خلف منضدته يكتب بقلم ربما شباته من ذهب ويقضي وقته في تنميق شعره واختيار الفاظه فاين هو وشاعر لايجد لقمة عيشه بل لايجد الوقت الكافي لكتابة قصيدته او العودة اليها لمراجعتها من اخطاء فيها نحوية اوصرفية اوبلاغية اوربما شعرية في الوزن او القافية او الشكل والمضمون بسبب تعبه وارهاقه وراء لقمة العيش فهل يستويان مثلا
وشاعر اخر حفته الدولة لاءنه صديق حميم لولد الحاكم فاغدق عليه نعمه وفضله على الاخرين رئيسا لهم مثله مثل صاحبه الاول اويزيد او حتى شعراء المحافظات كان بعضهم تكرمه الدولة وتصرف اليه رواتبا شهرية في حين يوجد هنا ك من هو افضل منهم حرمته ما تصرفه على اقرانه الشعراء هذا لايجد مايسد رمقه وعائلتهاو لايستطيع المشاركة اومجاراة الشعراء في منتدياتهم وهؤلاء اخذ بايديهم
(يُتْبَعُ)
(/)
وساعدتهم الدولة كثيرا فيبقي الاول متاخرا عن الاخرين بسبب الحالة المعاشية والاقتصادية التي فرضت عليه هل يستويان مثلا ثم جاءت الطائفية المقيته فقربت شعراء وعذبت اخرين بل هاجر بعضهم خارج البلاد خوفا من الموت اوالقتل فاي معادلة هذه ومتى ستتحسن احوالنا وامورنا ونترك نفعل ما نريد في سبيل الصالح العام ونشارك في بناء هذا البلد فتحل علينا رحمة الله تعالى بتاخينا وتوحدنا لافرق بين هذا وذاك
وعلى العموم ان الشاعر الذي تهيات له اسباب المعيشة ويعيش في وضع اقتصادي يمكنه من ادارة شؤون عائلته وتمشبة امورها افضل بكثير من شاعر هجرالشعر اوتركه بسب هذه الظروف القاهره وهم غير قلبل
وهكذا في بقية الاقطارالعربية او على مستوى البلاد
العربية فالدولة العربية التي تهتم بشؤون الشعر والادب وتحيط ادبائها وشعرائها بهالة من الفخر والاعجاب وتهيء لهم الا جواء المناسبة تقدم لهم يد العون والمساعدة يكون ادباؤها وشعراؤها افضل حظا من الدولة التي لاتعير اهمية للادب الشعر والفن وربما يضطر بعض الشعراء ان ينحازوا الى تلك الدولة للدخول في الاهتماموهذا يضا حسب الواقع الاقتصادي للدولة او
الحضار ي لها وطبيعة الحكم وتصرف الحاكمين فمثلا الامارات العربية بدات بالصرف لتشجيع الادباء والشعراء واكتسابهم اليها من خلال برامج التلفزة او الفضائيات وتغدق العطايا والجوائز وتوجد المنافسة بين الشعراء من كل الاقطارالعربية وقد لاحظت قبل ايام شعراء من العراق وتونس واليمن و موريتانا يحصلون على جوائز من دولة الامارات بعد القائهم الشعر في مهرجانات شعرية نظمت لهم وكان الشاعر ينشد شعره برغبه وبالفن الذي يريد الم يكن مثل هذه الامور دافعا كبيرا لتقدم الشعر وتحسينه والاخذ بيد الشعراء للانطلاق الى اجواء افضل الم يكن هذا الامر نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المستقر في هذا البلد
ان الوضع الاقتصادي والاستقرار النفسي يجعل للشاعراجنحة اخرى يطير بها في سماء الشعر فينظر من عل الى الارض تحته فينزل في روضة اوعلى زهرة اوشذى يشمه من فوق فترتاح اليه نفسه فيسعده
وربما ينظر الى الارض فيرى يتيما قد قتل الغاصبون اباه وانتزعوا عنه ارضه فهي يبكي لفقدان والده وعلى ملجأ او مأوى يستوطنه فيشقى لبكائه او يرى حبيبته الغالية قد هجر ته ولاذت باخر تتقرب منه فيعتمل الحزن والاسى في قلبه وتشتعل نار الفراق في احشائه فينكب ينشد شعره حزينا ويندب حظه العاثر وفؤاده الشائق او يتامل في السماء والوانها الرائعة ونجومها البراقة ا للامعة في ليل مقمر او في نهارمشمس ربيعي فيتيه بين
الخضرة والزرقة ولون البحر اولون الماء الصافي في البحراوفي
النهر الخالد فتسيح نفسه وتنثال عليه الصور الشعرية الناطقة بلسان مايرى فيبدع شعرا جميلا رائعا في خيال واسع منبعث مما يحس به ويختلج في قلبه وروحه من شاعرية فذة وعبقرية شعرية رائدة(/)
قصيدة (شخابيط) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 06:44]ـ
شخابيط
شعر فالح الحجية الكيلاني
(الى الذين شخبطوا رسوما للنبي محمد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بغية النيل منه ومن مكانته الرفيعة اكتب هذه الابيات مع لعنة الله عليهم في الدنيا ولعذاب الاخرة اشق لوكانوا يعلمون\
الله رحمته للخلق سابقة
بالحق اظهرها في كل معترك
تبارك الرحمن من فعل ومن عمل
لا يرتضيه ويبقيه في الحلك
انا جبلنا على الايمان متشحا
نور ينير على الاكوان في الفلك
لسنا نخاف العدا والله حافظنا
من كل سابقة للشر في نهك
فهل نخاف رسوما الكفر شخبطها
تلك الشخابيط للناس مفترك
تلك الرسوم لها في النفس هاجسها
ضاقت بها الارض اومادت بها هلك
تمادى الشر وازدادت معالمه
ظلما وفي كل قلب مؤمن حرك
لسنا نهابك ياظلم ماكبرت
تلك الشخابيط ستقبر في حلك
هذي بلاد الشراذم للشر تظهره
هذي الرسوم لها في سمتها فلك
يقينا بلاد الكفر واحدة
فامريكا تساوي افعالها الد نمرك
اشكو الى الله فعلا شل فاعله
والنار تحرقه في اسفل الدرك
ياسيدى يارسول الله معذرة
ما نال راسمها من شخصكم شرك
انت نور الهدى شوقا على امل
نور يضيء على الارواح في حلك
اكرم - فديت – فؤادا انت ساكنه
يبقى الوقاء لكم في كل مفترك
اكرم فقلبي قد هاجت عواطفه
و يعصرالنفس فعل اللؤم والنهك
سيبقى سناؤك عين الله مصدره
نور تسامى من القران في فلك
مالي سواك الهي من ألوذ به
من كل نائبة في النفس او هلك
------------------------------(/)
إسرافيل وسليل المجد بين الحب والجذب
ـ[محمد المجلاد]ــــــــ[21 - Oct-2010, مساء 07:58]ـ
جاء في "لسان العرب" ما يلي: "وإسرافيل اسم أعجمي، كأَنه مضاف إلى إيل. قال الأخفش: ويقال في لغة إسرافين كما قالوا جبرين وإسمعين وإسرائين، واللّه أَعلم".
ولكن ابن منظور قال قبل ذلك في شرح الجذر اللغوي (سرف) بأن أحد معاني الكلمة هو: "والسَّرَفُ، اللَّهَجُ بالشيء". وقد جاء ضمن شرح الجذر "لهج" عند ابن منظور: "لهج، بالكسر، به يَلْهجُ لَهَجاً، إذا أغريَ به فثابرَ عليه".
فإذا افترضنا أن كلمة إسرافيل هي في الحقيقة كلمتان (إسراف، إيل)، فإن كلمة "إسراف" هي عربية وتعني المثابر على أمر ما، وكلمة "إيل" وهي آكادية كنعانية الأصل وتعني السيد أو العالي أو الله، فإن معنى كلمة إسرافيل هو "المثابر بالله".
بهذه المقدمة اللغوية التي يستحسن علماؤنا دائماً توطئتها للحديث عن الشيء فإسرافيل عليه السلام ملك من ملائكة الرحمن ولهذا الاسم دون الذات الحقيقة للاسم قصة ممتعة حصلت معي ومعي إسرافيل فأحببت أن أرويها لكم على طريقتي.
في أواخر سنة 1418 هـ تم تعييني مدرساً لحلقات الجامع الصغير لسكن طلاب جامعة الملك سعود بعد أن حصلت على الطالب المثالي لحلقات الفجر على مضض مني إذ كان هناك من هو أفضل مني، وقد أشرفت على عدد من الجنسيات المختلفة فلقد كان من ضمن طلابي طلاب من كينيا ومن الشيشان ومن روسيا ومن بوركينافاسو ومن الصين ومن دول لا تحضرني في هذه الوقت ولكن صاحب قصتنا لهذا اليوم هو إسرافيل نفسه صاحب العيون الزرقاء واللحية البنية صاحب الصوت الشجي الذي يطرب الآذان وكان المنشاوي رحمه الله تعالى يتلوه بين يديك إذا كان يحب أن يترنم بالقرآن كصوته ولحنه الحزين وهو من جمهورية أنغوشيا المنفصلة حالياً عن الشيشان فجلست معه ذات يوم وتجاذبنا أطراف الحديث وكان قد أخذ من لحيته واستغربت لذلك وأحببت أن أعرف سبب ذلك وكان يتكلم باللغة العربية الفصحى لكونه يدرس في معهد اللغة العربية التابع للجامعة فقال لي اسمع محمد نحن في جمهورية الشيشان كلنا شعب واحد ولقد عرفنا الاسلام ولله الحمد منذ زمن بعيد وعندما جاء الاحتلال فرق بيننا وبين إخواننا وأبناء عمومتنا وشدد علينا في كثير من المسائل منها على سبيل المثال لا الحصر تم إغلاق الكلية الخاصة بالدراسات الشريعة حتى الواحد منا لا يستطيع إظهار بعض التزامه خوفاً من الإيقاع به في غياهب السجن المظلم فكن نجتمع بالسر والخفية في أحد الدور لنتلو القرآن ونتدارس أحكام الشريعة ونحن نعيش في غم وهم أسأل الله تعالى أن يفرجنا عنا.
فقلت له: آمين والله إن الخطب جلل أعانكم الباري على ذلك ولكن وهو اللحية ممنوعة عندنا في السعودية أيضاً.
فقال لي: إنهم يرسلون أشخاص بحجة أنهم طلاب وهو جواسيس من بني جلدتنا والله المستعان فمن يرون أنه قد ظهرت عليه سميا الصلاح والمنهج الرباني يتم إبلاغ السلطات وإنهاء بعثته التي هي على حساب الدولة السعودية وفقها الله، ولقد رأيت أحدهم وكان يرقُبني من بعيد ويقول أنت على مذهب ابن باز إذ أنني كنت أحضر للشيخ ابن باز ومواظب على الحضور ولم اعرف أنني مراقب من قبلهم.
فقلت له: ولله إنه لخير مذهب أن نكون من اتباع الشيخ ابن باز ولكن أكثرهم لا يعلمون.
فقال لي: الحمد لله سوف اشحذ همتي في طلب العلم خفية ولو ألغوا بعثتي سوف أكون قد حصلت خيراً عظيماً بإذن الله.
صلينا صلاة الضحى وسلمت عليه وذهب هو لتناول وجبة الإفطار وذهبت إلى غرفتي لكي اصطحب كتبي ومذاكرتي ودفاتري إذ أنهن بانتظاري على أحر من الجمر.
وبعد سنة ونصف تخرجت من جامعة الملك سعود وقبيل تخرجي ذهبت أبحث عن طلابي رضوان الروسي ومحمد نوح من بوركينافاسو (وهي التي تسمى الآن فولتا العليا) ولي معه قصة أخرى لعل الله أن ييسر لي روايتها لكم والأخ من كينا الذين عرض عليّ الزواج منهم مقابل حفظي للقرآن أو نصفه وأخيراً وليس أخرا إسرافيل الشيشاني الذي وجدته قادماً من سوق الطلاب يحمل بعض متاعه المكون من خبز الصامولي (وللفائدة قد يكون أصل كلمة صامولي إيطالي نسبة إلى نوع الخبز الايطالي Semolina الذي يعتبر طحينة أقوى أنواع طحين البر في ايطاليا. وله لون ذهبي بسبب كمية هذا النوع من طحين البر. وله أشكال متعددة أكثرها الشكل
(يُتْبَعُ)
(/)
المستطيل (القريب جدا من الصامولي في الجزيرة) لكن يوجد المستدير أيضا وهو صغير الحجم. وكان في الأصل يخبز للمناسبات، ثم أصبح شائعا. وتشتهر به جزيرة ساردينيا. وبما أن جزءا من الصومال كان مستعمرة ايطالية فقد يكون جاء (مع بعض التصحيف في اللفظ) إلى الجزيرة من هناك. هذا ما جادت به قريحتي البحثية (وهو بحث انترنتي لا يعتمد عليه في التوثيق الأكاديمي لمعنى كلمة صامولي)) وبعض الجبن فسلمت عليه ورأيت في عينه برق الحزن وكأنه يعلم بوداعي له.
فقلت أن أريد أن أودعك يا أخي ولعل الله تعالى يكتب لنا لقاء إما في الدنيا وإما في الآخرة ونحن على ملة الاسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ففاضت عينه بالدموع وأجهش بالبكاء.
وقال لي أبقى معنا قليلاً ريثما اتخرج فلقد أحببناك وكنت لنا خير أخ ومعلم.
فقلت والله لو كان الأمر بيدي لبقيت معكم ولكن آن الرحيل وليس الوادع فسلمت عليه وعانقته وذهبت أودع ردهات الجامعة التي عشت فيها أياماً شملت الفرح مرة والحزن والألم مرارا وودعت جامع السكن الصغير وداعاً قلت بيتاً من نظمي ولعل أهل الشعر يعرفون هل هو مكسور ويحتاج إلى جبيرة أم لا فقلت مخاطباً مسجد الإسكان وقد رأيت بعض قطرات المطر تتساقط على جنبات مئذنته الواحدة:
يا مسجد قل لي ما الخطب **** أتراك تبكي أم أنه وقع المطر
فغفر الله لك يا إسرافيل إن كنت حياً وميتا ومتعك بالصحة والعافية إن كنت على دورب الحياة مستيقظا فلقد عشت معكم معاشر طلابي الكرام الأعاجم أياماً ملئ بالسعادة والفرحة الإيمانية أكثر مما عشت مع بني جلدتي فضلاً عن إخواني لأب وأم ولكنها أيها الأحبة إخوة الدين واختم بإهداء لاسرافيل ولكل من يحب سليل المجد هذه الأبيات التي قالها مفتى عام المملكة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى لأخيه ظهرت في أبيات أخوية، أرسل بها الشيخ محمد إلى الشيخ عبد اللطيف، وكان الشيخ عبد اللطيف مسافراً في مهمة شرعية، قال الشيخ محمد ابن إبراهيم لأخيه في أبيات أرسلها له مكتوبة قال:
فإما انختُم بالـ ... ولقيتُمُ
شقيقي حليفَ الودِ منذ هو صغيرُ ..
فقولوا له يُهدي السلام مضاعفاً
إليكََ محبٌ في هواكَ أسيرُ ..
ويُهدي تحياتٍ كأن أريجها
لدى النفسِ يا عبد اللطيف عبيرُ ..
أتمنى أن تستفيدوا منها وأن تحقق الغرض المطلوب منها إلا وهي الفائدة والعبرة هذا والله أعلم خرجت روايتها لكم دون زيادة أو نقصان إلا ما يقتضيه المقام وكما عودتكم بأنها لم تنشر من قبل وحصرية بل إنني أول مرة أكتبها في حياتي وهي من بنيات الذاكرة المليئة بالغث والسمين دمتم بخير ورضا من الباري عز وجل.
أخوكم في الله ومحبكم فيه محمد المجلاد (سليل المجد).
</ B></I>
ـ[محمد المجلاد]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 11:21]ـ
المشاهدات كثيرة والردود.
أين النقاد وأصحاب الذوق الأدبي أم أن المقال لم يرق لكم.(/)
قصيدة (هجرت عيوني الكرى) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[22 - Oct-2010, صباحاً 06:46]ـ
هجرت عيوني الكرى
شعر فالح الحجية الكيلاني
هجرت عيوني الكرى في منامها
عيون حباها الله تشفي صدائي
وازجي الاسى عني لايصال مصرم
ولكن يعتلي راس الفؤاد شقائي
حباني الله قلبا يفعمه الهدى
وفكرا به الادراك والازدها ء
هل يبلغ القلب الغريم به الرجا
فيرتقي دربا للعلى والنما ء
ام يرتعي الايمان فكري غذاؤه
ويلقى مناه بالذي بات نائي
فان انت رويت الثرى من دموعها
فلا الدمع يجري من عيون نضاء
وان انت رويت العوالي من دم
غدا تنحل الاجسام و فيها خوائي
وان انت للظلم تحابي سريرة
فقد ينبري الظلم وتغدو كالصراء
فيا حبذا نفس تنزت اسيرة
فاستبدلت تحريرها بالثناء
تدنت الى العدل تناغي بفرحة
وعنها العوادي مالها من رجاء
كبدر تبدى في السماء مشعشعا
وقوال حق عارف بالد وا ء
فانحت ستارا الظلم عنها مبهرجا
وبالعدل تقويما لكل انحنا ء
فهذه النفس ممتلاة- فبالعلى
لواء لها عال - لنيل الجزا ء
واذكى من العطر الشذ يي اريجها
واجلى من التبر بعد الجلاء
فنفس نالت عينا بعد اشائها
ثم استقت تحريرها باللقا ء
الشاعر
فالح الحجيةوالكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
-------------------------------------
ـ[حسن الحربي]ــــــــ[22 - Oct-2010, مساء 12:43]ـ
أخي الغالي فالح بورك فيك وفي قلمك
جميلٌ أن تضع لنا قصائدك صوتاً مع الكتابه
حتى ينفك الإشكال في الخطأ ...
ومن أي البحور هذه القصيدة
صح لسانك وبورك في حرفك الشعري والنثري(/)
فَلاَ السِّجْنُ يُمْلِي عَلَيَّ الْمَوَاقِفَا. رائعة الشيخ المجلسي الشنقيطي
ـ[حفيد الخطابي]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 01:10]ـ
فَلاَ السِّجْنُ يُمْلِي عَلَيَّ الْمَوَاقِفَا
خَلِيلي لاَ تَذْرِ الدُّمُوع َ الذَّوَارِفَا http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif عَلَيَّ وَلاَ تَبْعَثْ إليَّ الْخَوَالِفَا
فَلاَزَالَ يَسْقِي وَابِلُ الْعِزِّ مَوْقِفِي http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وَلاَزَالَ صَبْرِي نَاعِمَ الْغُصْنِ وَارِفا
وَكَمْ خِفْتُ مِن كيْدٍ بَدَالِي بَرْقُهُ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فَأَمَّنَنِي الرَّحْمَنُ مَا كُنتُ خَائِفَا
فَلاَ السِّجْنُ إِن رَّاغَتْ ذِئَابُ ظَلاَمِهِ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif إِلَي نَفْسِي يُمْلِي عَلَيَّ الْمَوَاقِفَا
وَلاَ الْبَيْنُ إِن بانَ الصَّدِيقُ وَمَلَّنِي http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وَعَكَّرَ أَيَّامَ الصَّفَاءِ السَّوَالِفَا
تَرَوَّضتُ فِي رَوْضِ الْفضضِيلَةِ يَافِعاً http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif أُعَاطِي كُؤوُسَ الْوُدِّ سَمْحًا مُلاَطِفا
وَحَرَّضَ وَقْعُ الْحَقِّ قَلْبِي فَسَاحَ بِي http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif بِسَاح يُجَافِي مَن يَعَاف الْمَثَاقِفَا
لَنَا سَلَفٌ عَاشُوا خُطُوباً تَتَابَعَتْ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif إِذَا أَبْصَرَتْهَا الشُّهْبُ تَبْقَي رَوَاجِفا
فَصِفْ لِبَنِي الإِْسْلاَمِ سِيرَةَ جَمْعِنَا http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فَفِيهَا يَطِيبُ الْوَصْفُ إِن كُنتَ وَاصِفَا
لَبسْنَا مِن الْأَخْلاَقِ أَحْسَن حُلَّةٍ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif تمِيت الْهَوَي شَوْقاً وَتسْبِي الْمَتَاحِفَا
وَكَم مَّسْجِدٍ تاقَتْ إِلَيْنَا رِحَابهُ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif نَبُثُّ بِهِ نُورَ الْهُدَي وَالْمَعَارِفَا
وَكَمْ ضَمَّنَا رَبْعٌ جَفَا الأُنسَ أهلُهُ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فَعَادَ إِلَيْهِ الطَّيْرُ وَازْدَانَ غَاضِفَا
وَلاَحَ جَلاءُ الْحَقِّ مِنَّا لِفِتْيَةٍ http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif فَدَاسُوا بِرِجْلِ الْعِزِّ مَا كَانَ زَائِفَا
وَأَسْلاَفُنَا كَانُوا بِذَا الدِّينِ أَنجُمًا http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وَكَانَتْ عَوَالِيهِم برُوقاً خَوَاطِفَا
وَكَانُوا إِذا دَوَّي صَهِيل خُيُولِهِم http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif تَهُبُّ مَطَايَاهُم سُيُولاً جَوَارِفَا
سَنَبْقَي كَمَا كَانُوا وَفَاءً لِّدِينِنَا http://tawhed.ws/styles/default/images/star.gif نُحَكِّمُ فِي كُلِّ الرِّقَابِ الْمَصَاحِفَا
مُحَمَّد سَالم ولد مُحَمَّد الأمِين المجلِسِي
فَكَّ الله أَسْرَهُ
السِّجْن الْمَدَنِي في انواكشوط 2006
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 10:57]ـ
جزاك الله خيرًا.
جميلة.
ولما كان العنوان غير مستقيم من جهة العروض فقد اندفعتُ للبحث عن جملة العنوان في القصيدة، وأنا أستصحِب الظن أنَّ نظم البيت سيكون مختلفًا عن العنوان؛ لأن القصيدة في مجملها مستقيمة، وجيدة.
ولكن رأيت البيت الذي فيه جملة العنوان هكذا:
فَلاَ السِّجْنُ إِن رَّاغَتْ ذِئَابُ ظَلاَمِهِ * * * إِلَي نَفْسِي يُمْلِي عَلَيَّ الْمَوَاقِفَا
فأوصي أخي الناقل بالتأكد من هذا البيت مشكورًا.(/)
قصيدة (شقاء) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 06:33]ـ
شقاء
شعر فالح الحجية الكيلاني
1
شنق النهار فلا ضياء
الكون يغرق بالدجى
وتعيش في النفس كا بات اكولة
--------------
عش وحيدا في الحياة
بلا رفيق او قريب
فلا عم ولا خال ولا رفيق
والامال تموت فلا نور يضيء
والقلب (تهدهد) هالكا
قست الحياة ماتت جميع الامنيات
-------------
كان العيش بلا هم وغم
عشت كعصفور صغير
ذي امل كبير
مات ومن ثم انزوى
وضاقت الدنيا هوت جميع الامنيات
وتاكل الاهات القلب الجريح
والحيرة العظمى شقاء وعذاب
انزولا للحضيض
امالى الكبرى تموت ولا طبيب
الروح تغرق في بحر تأ ملات زاخرة
وتضرم النار باعماق الفؤ ا د
حيث يزداد اللهيب
ثورة في لب الفؤاد وتلك سلاح العاجزين
تلملمت نوب الزمان كالظلام
قيدت امال قلب فاحترق
وغدى رمادا عبثت فيه الرياح
--------------------
تطارده وحوش النائبات بلا خور
ويراه الاقارب والاخلة والرفاق منهوك القوى
لكن مغمضةالعيون كالجهول
هم بالحقيقة ادرى ولكن
انه الفقير
لاذنب له غير انه فقير
وتلك امال الفقير
للغدير
للموت كالاحلام للزوال
------------
2
منذ سنين كان عودي اخضرا
شجيرة امنياتي نامية
اغصانها خضراء تبدو زاهية
تزهو وتنمو كبيراء
رؤ ى الاماني في العيون ندية
نظرات يملؤها سعد وفرح غزير
والقلب يملؤه السرور
موفور بثنايا عيشه السعيد
اغانيه انشراح وحبور
يتهادى النور فيها والرجاء
انها شمس الصباح
اشراقها الانوار جذلى
تبعث الدنيا جديدا تملؤها حياة
تذكي شذى العيش الرغيد
---------------------
امل
تبقى الاماني للخلود
لكنها ماتت فلا نو ر يضيء
شجيرة قد اعترى الوانها الخضر ذبول
اغصانها صفراء ذابلة الفروع
اورادها ماتت قبيل شروقها
والامنيات الثرة الكبرى تموت
ياللسماء ستموت و امال تضيع
مغروسة في القلب غذاؤها الروح
مشربها النقيع
كيما تعيش ندية الفروع
لاتقيدها قيود
حياتها مطلوقة السبيل
لكنها ستموت فلا رجاء
ايام كئيبة ياكلها الشقاء
والجسم نهبا للبلاء بلا شفاء
والصبر اجمل شيء في الحياة
اين السعادة والرفاه
اين القصور الشامخات من الاحلام
اين احلام الطفولة
اكلها ماتت بلا حياة
لله اشكو
انه سرالوجود
-------------------
شجير ة ماتت سقيمة
ذوت وريقات الغصون المائسة
لهف على تلك الاماني الرائحة
قلب جريح منزوفة منه الدماء
والفكر تائه عقيمة افكاره
العيشة الضنكى ضنينة ضنينة
الاماني والامال للتراب للزوال كالسراب
كالحلم الجميل
----------------
نخلة على شاطي الحياة
جذلى تعيش سعيدة في كل حين
ترجو سعادة اهلها والاخرين
ترنو بعين الوامق والولهان للاتي البعيد
من عين السماء الى الجديد
ترقى شموخا للعلى بتواضع لاكبرياء
سعيدة ندية موفورة العطا ء
القلب يملؤه السرور
وخيال تفعمه الاحلام وعظم الامنيات
ذاك منذ ايام خوالي
ايام الطفولة و الصبا
منذ لم تثمر ثمار
----------------
مضت سنون كالحات
وا نطوت تلك الا ماني العذا ب
كانها مرأى سراب
وتغير طقسها
الماء جف وتهدم النهرالجميل
وتحولت تلك القلوب الى ارض يباب
ونمت شجيرات قصيرة قوية الاشواك
تبكي بلا دمع لقلة الرواء
جفت جذورها والعروق
الغصون الخضر يعلوها اصفرار
الاب والام والاخوان يقتاتهم مرض وجوع
صفرالوجوه نحيلة اجسامهم
ابواب معيشتهم موصدة
والارض يابسة الجوانب والبطون
ماتت جميع الامنيات
نخلة بلا سعف ولا جذر صحيح
كلما غاص جذر بالتراب لكي يعيش
اكل الجذر الثرى
و اصبحت من غير جذور
-------------
لله اشكو ظلم حياتي والشقاء
الام قلبي والبلاء
ادعوه فاتحا كلتا يدي عسى ان يستجيب
اتعود ايام السعادة والهناء
وينبت في الجذر عرق من جديد
ليبعث من جديد للوجود
يتحقق الامل البعيد
------------------(/)
قصيدة (ولسنا برامين القلوب لخودة)) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 06:40]ـ
ولسنا برامين القلوب لخودة
شعرفالح الحجية الكيلاني
جفى الدهر لا خل وفي لنا به
ولا في نيوب الدهر نور يواسينا
بكى صحبنا حبا وشوقا ولوعة
ولكن دموع الحب ليست تبكينا
وما نحن ا لا صخرة في حياتنا
واصفى مياه الارض منها لتاءتينا
ولسنا على جور الزمان خواذل
وليست قلوب الفاتنات ستلهينا
اذا ما الحادثا ت الدواهي تبرجت
ستهمي دموع الناس د ما وتؤذينا
عيوني فلا يوما تجارت دموعها
ولا خان قلبي – لامرىء عهدا- ولامينا
اذا دهته العاديات بلا ونى
تبارى لها صبرا فاضحت تجارينا
ولسنا برامين القلوب الخودة
ولا الخود بالحسن البديع سيسبينا
ولكن اذا ما القلب زاد تلهفا
ولابد في قلب الفتى للهوى لينا
سنبدي الى الاحباب ايات حبنا
اذا هم باخلاص وود ييسقونا
فان صدوا فلا ننسى مواثيق عهدهم
ولا غرو ان الصد يحيي امانينا
وان هم ابدوا شموخا تعاليا
فلا نسقهم الا بهجر مضيفينا
فلا نعرف الاكبار الا بكبرهم
وليست ثياب الذل اشراقها فينا
ونهوى الذي يبدي موافاته لنا
وانا لنوفي بالهوى من يوافينا
هو الحب نور للنفوس ينيرها
وخلق مشرق من تصافينا
فايقنت ان الحب يجلي قلوبنا
فان ذلنا يوما فلا حب يدانينا
سنبقى الى الاحباب مادام حبهم
ولا نصرم الاوصال ندني تجافينا
كالغرس نسقيه نجني ثماره
فان علقم اجتثناه من دنيا امانينا
وان اينعت اثماره حق حفظه
فالقلب والروح اليه ميادينا
------------------------------------------------------------------------
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 12:28]ـ
لم يمر بي من قبل تأنيث (الخَوْد) بتاء التأنيث ...
فيُرجى التثبت من ذلك.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 01:17]ـ
لم يمر بي من قبل تأنيث (الخَوْد) بتاء التأنيث ...
فيُرجى التثبت من ذلك.
مَرِّرْ قول الشاعر:
سَقى الله طِفْلاً خَوْدةً ذاتَ بَهْجَةٍ يَصُوكُ بكَفَّيْها الخِضابُ ويَلْبَقُ
لسان العرب [صوك]
وهي في شعر أبي نواس وغيره.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 01:34]ـ
قد مرَّت الآن يا شيخنا ... فحَلَتْ.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 01:36]ـ
فحَلَتْ.
وإذا حَلَتْ أَوْحَلَتْ (ابتسامة من محب)
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 11:15]ـ
نتنمى ان تكون مجالساتنا للمناصحة(/)
الشعر العربي في العصور الراكدة (المظلمة) بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[23 - Oct-2010, صباحاً 07:13]ـ
الشعر العربي في العصور الراكدة
او المظلمة
بقلم فالح الحجية الكيلاني
الاوضاع السياسية والاجتماعية
التتر او المغول اقوام من اواسط اسيا ومن هضبة الصين وغربيها ومسكنهم الاصلي في مدن ياءجوج وماءجوج في الصين او هكذا يخيل الي تجمعوا بقيادة ملكهم هولاكو ضاقت عليهم سبل العيش في بلادهم فغزوا العالم
يتميزون بوحشية عنيفة وحب للقتل والموت ويفرحهم رؤية الدماء تسيل والارواح تزهق بين ايديهم قلوبهم قاسية قساوة الدهر عليهم فصبوا جام غضبهم وحقدهم على البشرية
قادهم هولاكو باتجاه الغرب فعاثوا في الارض فسادا الفساد والقتل والدمار حل في البلاد اينما توجهوا فنهبوا كل البلاد التي دخلوها من الهند الى مشارف البحرالمتوسط دمروا البلاد ونهبوها وقتلوا العباد واكثروا فها الفساد
فقد احتلوا كل الامارات والممالك بين بلادهم والبحر المتوسط بمافيها خوارزم وسمرقتدوبلاد ماوراء النهر وبلاد فارس والعراق والشام وكثير غيرها
دخل المغول بغداد سنة 656 هجرية و في هذا العام دخلها الخراب فاحرقوا الاموال و الممتلكات والمؤن وعاثوا في البلاد فسادا قتلا وتجويعا ودمارا وقد وصف المؤرخون ذلك خير وصف ولاحاجة لذكر مافعلوه فانه كله كان في الاخبار مسطورا
قيل ان من وحشيتهم احراق المكتبات والكتب ورميها في الانهر والشوارع والازقةوان دجلة النهر العظيم بقي سبعة اوعشرة ايا م تجري ماءا احمرا او اسودا لكثرة ما القي فيها من كتب ذابت احبارها وامتزجت بماء دجلة فتغيرت الوانها فاي وحشية هذه وكم من العلوم والاداب ذهبت وذابت فيها وراحت مع المياه
دامت الفترة المظلمة – كما يسميها المؤرخون- قرابة السبعة قرون من منتصف القرن السابع الهجري الى القرن الثالث بعد الالف هجرية حكم البلاد العربية المغول والفرس والترك العثمانيين وشكلوا دويلات كثيرة تقاتلت فيما بينها و اهالي البلاد واموالهم واحوالهم اصبحوا وقود هذه النار فدمرت كل مالديهم من ممتلكات واحرقت الحرث والنسل واشتد بالناس الفقر وغلب عليهم القحط حتى قيل ان الناس اخذت تنبش المزابل للبحث عن لقيمة لسد الرمق فاكلت الحيوانات النافقة او الميتة وبيعت الاعراض وهتكت جراء لقمة العيش
وكتب التاريخ خير شاهد على ذلك
الشعر في الفترة المظلمة او الراكدة
1 - الشعر في العصر المغولي
استولى التتار المغول على البلاد وجثموا على رقاب الناس بعد ان اذاقوهم العذاب الشديد فقيد هذا الاستيلاء السنتهم واسكتها و جمد عقولهم و قرائحهم جمودا شديدا فلم ينبغ من الشعراء من يستحق الذكر في داخل مملكة التتار الا خارجها وخاصة في مصر وسوريا اذ لاتخلو البلاد الاخرى من شعراء مجيدين الاانه بالاجمال يمكن القول ان حالة الشعر اصابها الخمول او الجمود وان وجدت في شخصية معينة اوفي بلد ما فقد اصبح الشعر صناعة لفظية
من سمات هذا العصر ان اختلط الشعر بالادب وقلما ظهر شاعر الا جمع الشعر والادب لذا فقد الفت الكتب في الادب وجمع الشعر والنكات والحكم والمواعظ وابتذلت الصناعة الشعرية وانتشرت بين الناس فتبارى الناس بينهم على قول الشعرالمصنوع وحشرت الكلمات حشرا في قوالب الشعر وموازينه حتى اصبح الشعر يقال لقتل ساعات الفراغ وكثر الناظمون من اصحاب الحرف كالنجارين والخياطين والدهانين والعطارين وما اليهم وعلى العموم كان الشعر كاسدا ويقال للتسلية فقط فاذا نبغ شاعر ممن يقولون الشعر فلايجد اذنا صاغية اليه ولا يوجد من يشجعه اويسمعه من الخلفاء والامراء فيشحذ قريحته وليهجر مهنته لذا يبقى في مهنته وسبيل عيشه اضافة الى قوله الشعر اوقل نظمه الشعر واذا ظهر وان قرب احد الخلفاء او الملوك او الامراء شاعرا فانهم يقربونه ليؤلف لهم الكتب في التاريخ او الادب او العلوم الاسلامية وليست يقرب لشعره لذا فقد كسدت سوق الشعر
وفي هذا العصر ونتيجة للظروف القاسية التي المت بالشعراء فقد وجد ضرب من الشعر اقتضته تلك الظروف ونشأ من فساد اللغة الفصحى الذي استشرى نتيجة اختلاط اهل البلاد بالاعاجم فتولدت طبقة من الشعراء نستطيع ان نطلق عليهم المستعجمة عن اللغة العربية الفصحى لدخول الالفاظ العامية في شعرهم وبخلوه من الاعراب
(يُتْبَعُ)
(/)
في المغرب العربي في تونس والجزائر والمغرب اشتهرت طوائف من هؤلاء ويسمون قصائدهم الاصمعيات واهل مصر والشام يسمونها البدويات ومنها هذين البيتين \
تقول فتاة الحي سعدى وهاضها
لها في ظعون الباكين عويل
ايا سائلي عن قبر الزناتي خليفه
خذ النعت منى لا تكون هبيل
وقد تولدت ضروب من الشعر كثير ة منها المربع والمخمس الذي يلتزم فيه القافية الرابعة في المربع والخامسة في المخمس وكذلك ظهر ما يسمى عروض البلد وهو ضرب من الموشح كقول ابن عمير الاندلسي الذي هاجرالى المغرب وسكن مدينة فاس ونشر شعره \
ابكاني بشاطي النهر نوح الحمام
على الغصن في البستان قرب الصباح
وكف السحر يمحو مداد الظلام
وماء الندى يجري بثغر الاقا ح
فاستحسنه اهل فاس ونظموا على طريقته مع اغفال الاعراب او قواعد اللغة في نظمهم واختلفت الاسماء فيه مثل الكاري والملعبة والغزل ومن المزدوج قول شاعرهم ابن شجاع وهو من فحول شعرائهم \
المال زينة الدنيا وعز النفوس
يبهي وجوها ليس هي باهيا
فها كل هو كثير الفلو س
ولوه الكلا م والرتب العالية
وهذ النظم كثير الشيه بنظم العامة في الشام ومنها انتقل الى مصر ويقال له المواليا ومنها القوما والكان كان وغيره من الاسماء الاخرى و مثل الدوبيت ومنه قول الشاعر
طرقت باب الخبا قالت من الطارق
فقلت مفتون لا ناهب ولا سارق
تبسمت لاح لي من ثغرها بارق
رجعت حيران في بحر ادمعي غارق
وكذلك ظهر التاريخ الشعري وهو ضبط تاريخ معين لواقعة او حادثة معينة يريد الشاعر ان يثبت تاريخها وخاصة في القرون المتاخرة من هذا العصر واستمر في العهد العثماني وكثر وهو اتخاذ من حساب الجمل والحروف اساسا في قيمةهذه الحروف الحسابية اذ وضع السريان والعبريون لحروفهم اقياما حسابية ونتيجة جمع هذه الحروف يظهر التاريخ المطلوب وهذا ما استخد مه اهل الحسا ب في صدرالاسلام كانوا يستخدمون الحروف العربية ويرموزون لكل حرف عدد معينا وهو ما استخدمه المنجمون بكثره في زمن الدولة العباسية ولاءيضاح ذلك - فان حرف الهمزة ا اتبتواله قيمة حسابية \ 1 والباء \2 والتاء\3
وهكذا ومنهم من استخدم حساب الجمل الصغير وحساب الجمل الكبير وهذا ما استخدمه اصحاب التنجيم والحظ والابراج والسحرة وغبرهم
ولايزال لحد هذا التاريخ موجودا فاذا ا ردت ان تعرف برجك ولا تعرف متى ولدت فما عليك الاان تقيد اسمك واسم امك وتحسب قيمة احرفهما جمعا ثم تقسم مجموع قيمة الحروف على 12 والباقي من خارج القسمة هو برجك واعتذر ان خرجت عن الموضوع قليلا فهوفقط للتسلية او الاستراحة
الشعر في العصرالعثماني
اصاب الشعر الوهن بل مات مثلما اصاب سائر الاداب العربية فاستولى الجمود على قرائح ا الشعراء وذلك لتوالي الذل والهوان على البلاد في هذه الفترةايضا الا انه وجد قلة من الشعراء المجيدين ومع ذلك كانت هذه الاجادة تقليدية ساروا بها على نهج الاقدمين من الشعراء يقلدونهم في الاساليب و المعا ني والالفاظ وكثر اهتمامهم باللفظ فقط حتى اصبح الشاعر لايهمه شيء الا التنميق في العبارة اوفي البيت الشعري لفظا فقط لذا كثر الجناس في الشعر والمطابقة والتورية وغيرها من المحسنات البلاغية اللفظية حتى خرج الشعراءعن المالوف فاضاعوا اوقاتهم في الركض اواللهاث وراء تنميق الالفاظ فذهبت المعاني الشعرية وتلاشت في تلك الاساليب الباردة واختلفت عن الامر الذي قصدت لاءجله فبعد ان كان الشعر المتين هو المرا د بالالفاظ التعبير عن المعاني وتصوير الافكار وما يعتمل في النفوس والافئدة بها اصبحت الشغل الشاغل للشعراء والادباءفي هذا العصر فاهتموا بتنميق اللفظ المقال على حساب المعنى المراد
فاضاعوا المعا ني وهبط الكلام
ولي عود انشاء الله تعالى
-
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
****************************** ********************(/)
عتابيّة مكسور
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 05:45]ـ
*بسم الله الرحمن الرحيم ..
أتزهد في محبك عن غَناءٍ ... وقد تدري بأن الحب دائي
وسلواي التي أرجو جناها ... مصير الحبّ في البلوى دوائي
وليس ببدعةٍ تطبيب نفسٍ ... بترياقٍ بدا أصلَ البلاء ِ
---
قلت لصاحبِ صاحبي:ما الشأنُ في نبيلٍ أحببته في الله .. نعم في الله! , لا لأجل لعاعة من الدنيا أو فتات, ثم هو بأخَرة يتنكر لي كما العجماوات لأولادها .. إذا استوى عودُها
فقال لي ناصحاً مشفقاً .. قل لصاحبك:
كلانا غنيٌ عن أخيه حياتَه ... ونحنُ إذا متنا أشدُ تغانيا
قلت له: لست من هذا الضرب الذي يستغني فقد بلغني عن سماسرة سوق الله أن تجارة الحب فيه لا تبور ,وسل إن شئت سكان القبور! , وأنا ضمين لك: لن يزعجوا أذنيك بصمتهم هذه المرة كما فعل صاحبي .. فلصمته ضجيج لا يقوى على مثله حي ولا ميت .. ثم أردفت: فهمت الآن لماذا يقول العامة:"اشرب البحر" وفي رواية شامية صحيحة "بلّط البحر",بعد أن تعنيت الزمان الطويل في فهم أختها:"اضرب رأسك في الحائط".
أتعرفون؟ ..
لقد اكتشفت في رحلتي البحرية القصيرة رهافة الماء ولطافته ,لكن حذارِ من العُثار فيه لأن بلل الذيل أنكد على النفس من شعث الرأس.
كثيرة هي الأشياء التي لا تفهمها إلا إذا خضتها, إلا البحر فقد تجرعت منه ولم أخض اللجةَ بعد ..
----------------
* خرجت عفوَ الخاطر وكتبتها على عجل لحصول مقصود معين(/)
قصيدة (الحرب والايمان) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 07:57]ـ
الحرب والايمان
شعرفالح الحجية الكيلاني
كانت جيوش الاحتلال الامريكي تتقدم لتحتل العراق العزيز والجيش العراقي يقاوم جيوش الاحتلال ببسالة وفي اليوم التي احتلت القوات الغازية بغداد نظمت هذه القصيدة في 9\ 3\2003
سلاما في سلام يا بلاد العز نهديه
سلاما ياثرى العرب ومن بالروح نفديه
سلاماياعراق المجد الذي بالدم نرويه
وعطرا من هوى نفسي الى بغداد ازجيه
وسطرا من وغى الحرب الى الاجيال نحكيه
لنروي قصة المجد بطلات وتنزيه
بذي قار وحطين وحر ب الجسر مافيه
,
وقفنا والدم الحر على الاوطا ن نجريه
غزونا العالم الغربي بايدينا نواصيه
بجيش قاهر صامد على الاعداء نثنيه
وجيش العرب مغوار فلاترتد مساعيه
روينا الارض معطار ا وبحر النار نغزيه
فلافارس ولا الرومان اسطاعت ان تجاريه
نسعى والدجى حالك جباه العرب تضويه
جئنا والدم الغالي الى بغداد نهديه
سنرقى فوق واديها من الاعداء نحميه
ونصنع فيها تمثالا وبالنصر نوشيه
عروس انت يا بغداد للمغوار ترضيه
وقلبي مفعم شوقا الى لقياك يجديه
فانت للوفا رمز با يمان لتجريه
وكم في عرقنا يجري رحيق للهوى فيه
ايا بغداد ياروحي ويا قلبي وما فيه
ا يا بغداد يانفسي
ويا حبيي فاحييه
فان الفكر تعبا ن وفي ذكراك نرقيه
فانت ياضياء العي--------ن بالانوار تزجيه
فانت الروض – والازها ر للدنيا- وما فيه
وانت العطر والريحا ن في قلبي فيزكيه
وانت الحب والاخلا ص حب الله يمليه
فأدعو الله يقي----------------ك لنا رمزا فنبغيه
باسم الله اقسمنا نغذي الترب نرويه
بجند صد رهم صلب على الاعداء ند نيه
وشعب كله واحد جديد مثل ماضيه
على الاخلاص اقسمنا نحث السير نمشيه
لنحمي ترب وادينا ونجعل قبر هم فيه
------------------------
حياة دربها صعب سنلويها وتلوينا
فاما ان نجاريها واما ان تجارينا
وان العدل وضاح بنور الحق يهدينا
وان العد ل مفتا ح بكل الخير ياءتينا
وان الظلم خو ار بكل الشر يندينا
على الظلم تفرقنا بلاد العرب تحوينا
ليأ كل بعضنا بعضا ونغصب ماله مينا
قلوب فيها تقليب نفوس انبتت شينا
فاين العرب والا سلا م والدنيا تقاسينا
واين القر ب والاخوا ن والاعداء تلوينا
فامريكا واسرا ئي ل والاحلاف تغزونا
واخوان لنا فيهم وبالدو لا ر باعو نا
فلا والله لا نر ضى لما قالوا ويندينا
على الله توكلنا فيزداد الرجا فينا
فلا والله لا نركع ولا نهجع وهم فينا
وبالا طفال نمحيهم اذا جاؤوا لوا دينا
رؤوس اينعت فيهم وسيف الحق ايدينا
فكل في الوغى صامد رجال مثل ماضينا
و نز د اد كبركا ن وشوق الموت يحدونا
فنسعى للرد ى جمعا دفاعا عن ا راصينا
-------------------------------
علام الظلم يا ظالم وليس الدهر بالراجع
وليس الامر للا قوى فسحقا للهوى الخادع
فان الله مو جو د و لاء مر ا لله لا صا دع
ولسنا بالحصى نرمي ولكن بالردى بالواجع
رفاقي في الوغى صبرا لردع الغادر الطامع
رفاقي فاحصد وا حصدا فاني لست بالر اجع
دفاعا عن مغا نينا بقلب طا هر وا سع
فاما العز نحياها او شهيد الحق لاخاضع
وقول الحق مصد ا ق لجند الظلم ا ذ صارع
كنو ر الشمس وضا ح سنبقى مشعلا ساطع
ينير الدرب للاجيا ل يحكي قصة الواقع
----------------------------------------
علينا انت لا تعجل فان الشعب صنديد
وان الحق منصور بنور الله مرفود
وان الشر خوا ر وان الظلم مردو د
رضعنا المجد اطفالا فاءيمان وتو حيد
وحب الارض مغرو س بلب القلب مرفو د
ومنا الامر معر و ف فاخلا ق وتحميد
ومنا الرأس مر فو ع فلم يركع أ منكود
سيبقى شامخا عا ل بامر الله مسعو د
فانا في الدجى الد ا جي كأقمار بها العيد
كشفنا كل مستو ر وظلم ا لليل مخمو د
واخوان عرفنا هم فخو ان ورعد يد
وشر النا س ما قالوا وافعال لهم سو د
مع الا عد اء ا صحا ب ومنا - ليتهم دو د
ليسحق بعضنا بعضا وانا فوقهم طو د
ا كفا ر واعر ا ب وهذ ا اليوم مشهو د
فأ يد ي الله ايد ينا ونصر منه محمو د
وطير من ا با بيل سير ميهم بها سود
كعصف صا رماء كو لا خرابا اصبح البيد
عقاب الله تدمير وتحريق و تمد يد
وا رض في الفرا تين كساها النور تجد يد
وشمس اشرقت فينا وبعد العسر تسعيد
(يُتْبَعُ)
(/)
حبانا الله ايما نا والها ما وتمجيد
وارض قد ست عرفا فاكرام معاضيد
وال البيت ا هلونا رجال في الوغى صيد
وهذا موطن الا جد ا د بالاحفاد مشد و د
فا ما نصر نا فيه وا ما المو ت تسهيد
واما جنة المأ وى واما النار تخليد
-----------------------------------------------
وهبنا للوطن عطرا نفوسا يزهو حا ميها
رجال لا نهاب الموت للاء رواح نفد يها
يمين الله اقسمنا نغذ ي الار ض نحميها
با ر وا ح وا موا ل و ا ولا د سنر ويها
وأ شهاد لنا كثر دما هم فو ق واديها
ينا بيع ينا بيع نروي الار ض نسقيها
فهذ ي الا رض خضراء وحمر ا ء لما فيها
وا رض ا نبتت شعبا بقاعا لسنا نعطيها
وان خابت لنا نفس فمبتو ر ذ را عيها
وفي التاريخ صفحا ت لنا بيض مغا نيها
وفي التا ريخ صفحا ت لنا حمر حوافيها
وفي التا ريخ صفحات لنا سو د د يا جيها
فاء ي منها نعطيها و اءي منها نقصيها
-----------------------------------------------
تمهل ايها البوشي فان الله جبا ر
سيمحق فعلكم محقا وتصلى جند كم نا ر
الى الله شكو نا كم فرحما ن وقها ر
رحيم قد رضى عنا حفيظ ثم ستار
حبا نا النصر في الد نيا وفي الا خرى لنا الد ا ر
د عو نا الله يكفينا بلايا هم و ما جا ر وا
يكشف ظلم امر يكا واحلا ف لها سارو ا
ويطفي نا ر هم جمعا اذا ما او قد ت نا ر
ويلقي بينهم رعبا فاوغا د وا شر ا ر
وا نجا س منا كيد وا و باش و كفا ر
---------------------------------------------
تجبر ايها الظالم فللصهيو ني كا لخد ا م
تكابر ايها البوشي فسعد في الوغى ضرغام
وجند الحق ان سار وا الى الميدان يو م الحا م
سنملي الارض نير ا نا فبا لايمان والاقدا م
سنون الحرب خضنا ها وكنا الما رد المقد ا م
فنون الحر ب علمنا وعشنا في الر دى اعوا م
وحتى الطفل مشدو د ومشبوب فلا ينضا م
وا لات الر د ى لعب بايد يهم وبالا قدا م
تر بوا بين نا رين فنا ر الحر ب والا سقا م
فكان الطفل كا لليث وما زالت لنا ايا م
على المو ت تحا لفنا وا لا النصر والاكر ام
فكل منا كالنمر وكل منا كا الضر غا م
عراقي وعربي ودين الله فالاسلا م
--------------------------
-
الشاعر
فالح نصيف الحجية
الكيلاني
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 03:18]ـ
باركَ اللهُ فيكَ؛ القافية الأولى قافية ساحبة، وشعرك مبارك؛ وهدفك نبيل، في بلاد الشّام لا تجد كثيرًا من يفهم هذه التّقطيعات الموسيقيّة المأخوذة من الشّعر النّبطي، لكن، الكلام النّبيل يسحب القارئ سحبًا قويّا، وتُراني أهجّي الكلم، وأتغنّى بهذا الشّعر كما تتغنّون، حقّا؛ استمتع كثيرًا بالشّعر الحقيقي كهذا؛ الذي يُعبّر تعبيرًا صادقًا عن الواقع، ويُتضرّع فيه إلى الحيِّ الذي لا يموت.(/)
نشيد (راية النصر) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[23 - Oct-2010, مساء 10:57]ـ
راية النصر
شعر فالح الحجية الكيلاني
قدم هذا النشيد من قبل فرقة النشاط المدرسي في ديالى
رفرفي راية النصر رفرفي
في الوغى يا حشود و اهتفي
شعبا عظيم نصرنا عظيم
****
نحن شعب ذو رسالة خالدة
وجموع في النضا ل صامدة
ونفوس للمعالي رائدة
يشرق الايمان فيها يحتفي
****
قد غرسنا في ربانا مجدنا
وبنينا في الاعالي صرحنا
ومن الاجداد يسعى نورنا
يملاء الدنيا بهاه يصطفي
****
قد عقدنا العزم /نصر او شهادة
لانهاب الموت لا نخشى مهاده
وذكينا السوح في فيض السعادة
والاعادى من لقانا تختفي
****
ان هتفنا عاليا في الورى
فالسماء ملكنا و الثرى
نحن شعب يعربي ماجد
ومغاني العزم فينا تصطفي
-------------------------
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[24 - Oct-2010, صباحاً 03:00]ـ
أستاذ فالح؛ نشيدتُكَ جميلة جدًّا، هدفها راقٍ، ولعلَّ الإنشادَ الجماعيَّ يزيدُ في أناقتها الموسيقيّة. بوركَ فيكَ.(/)
قصيدة (من وحي الايمان) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:38]ـ
من وحي الايمان
شعر فالح الحجية الكيلاني
مفاخر يهواها الفؤاد جوامعه
كانداء فجر ضاحيات طوالعه
شلال نور كالنهار توهجت
وبالافق العلوي تزهو منابعه
وفي كل عرق للفؤاد مباهج
تثير ومحمر الورود دوافعه
وعلى ورق الاشجار تشدو بلابل
لحنا يداوي للفؤاد مواجعه
يا نازعات الروح رفقا بقلبها
فان الذي فيه لا يكفي نوازعه
فان الشذى الفواح يسمو اريجه
عطورا فتبقى ذائعات روائعه
ونور من الايمان يغشي نفوسنا
تسامت معانيه وصيغت روافعه
فليس عجيبا ان نكون عبيده
هو الخالق البارى الجليل نطاوعه
تدفق كالينبوع ماء زلاله
تعالت سجاياه وفاضت منابعه
تعالى عن الاوصاف علو سمائه
هو الحق تستهدي النفوس صنائعه
واني بذكر الله في كل لحظة
فؤادي سعيد والحياة تواقعه
يقيناً بأن الله بالغ امره
يروي فؤاداً ضامئات اخادعه
تناهى عن الانظارسيماء قادراً
يشع سناءاً ساطعات سواطعه
جنات عدن زاهيات ظلالها
رياض ومخضر الجوانب طالعه
تداعب امواج البحار قصائد
فموج يغطيه وريح تدافعه
ومن غاص في قعر البحار تكشفت
لعينيه اسباب الحياة تقارعه
ومن خاف من علو الجبال وشهقها
يعيش تعيسا والامور تنازعه
ومن عاش في هذي سعيداً بخبثه
ستصلى- بأخرا ه جحيماً- اضالعه
,ومن كانت الدنيا مسا رحياته
ترديه في نار الجحيم صنائعه
وتسود في عينيه كل حقيقة
حتى كأن الله بالشر صافعه
ومن اشرق النور العظيم بقلبه
يعيش هنيئاً والامنيات طلائعه
ومن يتقي الله العظيم مهابة
يجعل له من امره مايضارعه
ومن يتقي الله العظيم مخافة
يحيا عزيزا والجنا ن تطالعه
ومن يتقي الله العظيم ويخشه
يبسط له في ر زقه ويواسعه
ومن بذكرالله يشغل قلبه
يهديه وجنات النعيم مرابعه
وصلى الاله على الحبيب محمد
نور الهدى كل القلوب سوامعه
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
88888888888(/)
قصيدة (هي الحقيقة) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[24 - Oct-2010, مساء 04:46]ـ
هي الحقيقة
شعر فالح الحجية الكيلاني
يا نفس مهلا فان الدهر في عجب
جاءتك تترى غيوم المزن تنهطل
ان النوائب تجري سيلها عرم
مثل الصواعق والانسان يحتمل
حسبي على الله توكيلا الو ذبه
في كل نائبة لله ابتهل
هي الحقيقة ان الله يعلمها
وضح النهار فظلام الليل ينكفل
الظالمون لحقا انت كابتهم
والحاقدون بقول الحق ينخذلوا
هذا صنيعك تفضيل الزمان له
مثل الربيع بلون الورد ينجمل
ها قد فلحت باسم الحق متشحا
انت الفلاح وفيك العدل والامل
احاطك الله يامن حاز مكرمة
لما رايت بامر الله تمتثل
اني لاشهد ان الحق منزله
عدل تهادى فايمان ومبتهل
يا صاحب الحق ان الله ناصركم
ادعوه مبتهلا والقلب منفعل
جاءتك محمولة صدقا علامتها
من لب قلب حبيك مشتمل
وعيت في القرب او في البعد حالتنا
عليك وحدك مولاي اتكل
ربي حنانيك – في امر به امل
قد اصبح الحق بعد الظلم ينصقل
الشاعر فالح الحجية الكيلاني
-----------------------------------------------------(/)
قصيدة (شغف الى نور الله) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 05:41]ـ
شغف الى نور الله
شعر فالح الحجيةالكيلاني
شغفت بمن لا مقلتي انتشت به
وقد لاتراه العين مادمت في عمري
شكوت له نار التصابي تذللا
وايقنت لن ادرك الوصل في امري
تعالى عن الانظار سيماء قادر
بعيد قريب من محبيه بالفكر
وفيه المنى اني لنوره عاشق
ونور الشموس الزهر من نوره تجري
فؤادي ملييء في هواه محبة
تسمو اليه الروح بالقلب والفكر
رجوت الحبيب الطبيب وصل متيم
وموتي الى الوصل قريب من الهجر
جميل جمال الكون من حسنه ذرة
واطياف شهد الورد بالطيب والذكر
جمال بلى رب الجمال بذاته
جمال ازاهير البرية والبد ر
لقد ذاب قلبي في هواه محبة
فجسمي نحيل و الدمع كالنهر
تعشقته مذ لم اك نطفة
وقيدت نفسي في هواه وفي فكري
وهبت له روحي ونفسي ملكه
وقلبي مشوق في العصر والفجر
استعبر الدمع الممزج بالدما
ان طال النوى واشتد شوقي الوقر
لقد زاد بي وجدي كبحر بعمقه
وغرقى قلوب العاشقين في البحر
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
-------------------------------------------(/)
قصيدة حكمة الله شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 06:01]ـ
حكمة الله
شعر فالح الحجية الكيلاني
الله حكمته في الخلق بالغة
العدل زينتها يانفس فأتمري
والنفس ان خلصت من كل شائبة
تسمو وضائتها كالشمس في الظهر
ليس الحياة لمن في شرخه كبر
فحكم العقل في الامرين واستقر
وفي التواضع كبر جد محتد م
كالسلم والحرب او كالدين والكفر
والله ما شرخت نفس أمرئ كبراً
الا لها في سجايا اللؤم من قدر
--------------------------------
وهبت بالنفس فا نقا د ت هواجسها
تشدوا القوافي عذارى ثرة العبر
تواقة في ضفاف الشعر رابضة
حسبتها لبست وشيا منً الدرر
يا سيدي يا رسول الله مبعثكم
في امة خصها الرحمن بالطهر
نور له في مغاني العزم ملحمة
قد تم تاريجها بالاحمر العطر
نور علا في صروح المجد ارفعها
في امة قد خصها الرحمن بالطهر
مزقت جفن الردى بالهول تشدخه
شدخ الزلازل للاعلام والحجر
والشر تجتثه ان مد مخلبه
-نحو الضياء ونور الحق- في سدر
من نور مصحفنا نيرت مرابعنا
بفائح من عبير العطر منتشر
يافرحة عظمت عمت مساجدنا
تحيي بفرحتها يوما من العمر
يوم ترصع بالاسلام اطره
حب النفوس ونور القلب في وجر
يوم تضاحك فيه الدهر منتشيا
نور القلوب وعز النفس في الظفر
وضاء وجهك يامحمد نورنا
نور الهداية بالايمان في وقر
وضاء وجهك يامحمد عزنا
نو ر يضيء من القران في السور
هذا سنا ؤك فكل الكون مؤتلق
يما ثل الضوء في الاحداق والنظر
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
---------------------------------------(/)
قصيدة النفس لابن سينا
ـ[نسر الشام]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:00]ـ
السلام عليكم و الشكر البالغ للقائمين على الموقع
ارجو ممن يتكرم ويعرف قصيدة النفس لابن سينا ان يوردها فيي الموقع و التي مطلعها:
هبطت اليك من المحل الأرفع ****** ورقاء ذات تعزز و تمنع *
و هناك ايضا قصيدة لاحمد شوقي تحاكيها. . . .
و شكرا لكم(/)
إلى مُحبّ الأدب
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:13]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إلى "مُحبّ الأدب"
تحيّةً يا صاحبًا --- أضحى كنجمٍ شاحِطِ
يطير في عليائه --- على الجناح الباسط (1)
كأنّه مُراجِعٌ --- لدقّة الخرائطِ!
طورًا تراه في "الرّيا --- ضِ" كالفتى المُرابطِ
وتارةً تلقاه يسـ --- ــعى في "الخليج المالِطِي"
وتارةً في "نينوى" --- وتارةً في "واسطِ"
وتارة بالرّقمتيـ --- ــــن أو بمَرْج راهِطِ
وتارةً في "همذا ---نَ" أو برأس "ناعِطِ"
هذا بلاغٌ جاءنا --- بنقلِ راوٍ خابِطِ
عن مُسنِدٍ مخلِّطٍ --- وغيرِ عدلٍ ضابطِ
حدّثنا، ثنا، ثنا --- عن التقيِّ الحائطي
عن باهتٍ عن زُعْمُمٍ (2) --- عن هَثْهَثَ الخلابطي
أخبرناه ابنُ كذا --- عن الأديب الجاحط
(كذا قرأنا: "الجاحطـ---ـيَّ" دون نقْط ناقِطِ!) (3)
متنُه غابَ لفظُه --- بِفعلِ راوٍ ساقِطِ
وغابَ معناه .. سوى --- هَذْرَمةٍ مِن غالِطِ
فحواه أنّ شاعرًا --- من الطّراز الساخِطِ
يُغْرى بِحُلْوٍ يُشتَهى --- وكُلِّ شيْبٍ واخِطِ
قال كلامًا عنكمُ --- أَخَلَّ بالشرائطِ
فيه افترى ما يُدّعى --- مِنْ ادِّعاء قانِطِ
إنْ شئتَ أنْ تقرأَه --- فاضغطْ على ذا الرّابطِ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65714 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=65714)
واقرأ: تِرِن تَليه تِ (4) --- تَرَ افتراءَ الحاطِطِ (5)
واغفرْ لنا أكذوبةً --- في ذا الصّباح السَّامطِ
نمّقتُها بعْدَ احتسا --- ءِ اللَّبَنِ العُجالِطِ
هل تَعْرفُ العُجالِطَ؟ الـ --- الخاثِرُ كالعُكالِطِ
يُنْطِقُكَ الما لا يُقا --- لُ كالخُباطِ الخابِطِ
شربتُه فتهتُ في --- مضطرب الخطائطِ
وقلتُ ما قلتُه مِن --- تقوُّلاتِ عابِطِ
* هوامش التحقيق:
(1) باسط بمعنى مبسوط. والمراد: الطائرة أو الطيّارة.
(2) اسمه واهم بن نَسِيّ، وزعمُم لقبُه؛ لقِب به لكثرة زعمه.
(3) قال المحقّق: كذا في جميع النسخ: "الجاحطي"، بطاء مهملة. وقد يكون "الجاحظيّ"، نسبةً إلى الجاحظ. لكن النسخ المخطوطة أجمعت على خلاف ذلك. وفي المعجمات: "جِحِطْ: زجْرٌ للغنم". فلعلّه راوٍ اشتهر بهذه النسبة لزجره الغنم.
(4) حسب حساب الجُمَّل في بلاد القوقاز، التاء = 2، والراء = 3، والنون = 10. والمراد: المشاركة رقم: 17.
(5) أراد "الحاطّ"، وفكّ الإدغام للضرورة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Oct-2010, صباحاً 11:30]ـ
لقد وقفتَ لعمر الله على "ابن بطوطة" بعينه، فهنيئًا لك. (ابتسامة)
ومعذرة على التعليق دون إذن منكما.
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 03:34]ـ
لقد وقفتَ لعمر الله على "ابن بطوطة" بعينه، فهنيئًا لك. (ابتسامة)
ومعذرة على التعليق دون إذن منكما.
/// هو ابن بطّوطة الأوراق، لا الآفاق.
/// ومثلك لا يستأذن ...
جُوزيتَ خيرًا عن لطيف تعليقك ولطف اعتذارك!
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 07:20]ـ
دع عنك سمعَ الهذرما ... تِ الزرْق والشخابطِ
أكادُ من طاءاتها ... أعيى بسُقمٍ جالطِ
وأبتلى بالمالِخو ... لِيَا وحمّى المتالِطي
فلا الدواء نافعٌ ... ولا تحسّي الساعطِ
ألا تراها تنتهي ... بذيل ما في "الغائط"!
كأنه ما خصها ... إلا لطاء الرابطِ"
وتلك ألمعيّة ... أعيذُها من غابطِ
يرسمها أشعارَه ... بريشـ ـــة الخرائطي
شاكسته محبةً ... بغير ِما ضوابطِ
ففي الفؤاد إسمه ... يُغذى بماء الأورطي
---
*مشاكسة "على السريع"خارج النص للمداعبة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 10:16]ـ
ما شاء الله اللهم بارك
زادك الله علما شيخنا الأديب الواحدي.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 07:03]ـ
جزاك الله خيرًا أخي البرقاوي، وأحسن إليك ونفع بك.
أمّا مشاركة أخينا أبي القاسم، فأترك التعليق عليها للفاضل "محبّ الأدب"، لأنّ النقد صنعَتُه أيضًا ...
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 10:36]ـ
للعلم , هذه مشاركة بقصد المشاكسة وليس المراد فتل العضلات الأدبية! ,وقد كتبتها على عجل لإضفاء بسمة على القاريء
فلا حاجة لتعليق من أي أحد, وإن كنت انزعجت منها فأنت في حل أن تطلب حذفها
والله المستعان
ـ[الواحدي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:22]ـ
للعلم , هذه مشاركة بقصد المشاكسة وليس المراد فتل العضلات الأدبية! ,وقد كتبتها على عجل لإضفاء بسمة على القاريء
فلا حاجة لتعليق من أي أحد, وإن كنت انزعجت منها فأنت في حل أن تطلب حذفها
والله المستعان
"هَوِّنْ عليك! " (ابتسامة غامدية)
أخي أبا القاسم:
أخوك أحد القرّاء الذين جلبتَ البسمة إلى شفاههم.
وظنّك أنّ مشاركتك قد أزعجتني هو المشاكسة عينها!
ولست أدري ما الذي جعلك تعتقد ذلك؟
بل راقتني، وأظنّها راقت عددا من إخواننا.
وإنّما أرجأت التعليق عليها، طمعًا في خروج "محب الأدب" من سردابه ...
ولن أطالب بحذفها؛ بل أطالبك بإضافة المزيد من مشاركاتك الرائقة.
فالموضوع موضوعك، أخي أبا القاسم، وموضوع كلّ الإخوة في هذا المجلس.
فلا عليك! شاكس كما تشاءُ ...
واكتب أيضًا على عجل، فهذا أحد شروط مثل هذه الأبواب ...
لكن أرجو أن توجّه إلى الظنّ ضربة قاضية بـ "عضلة أدبية مفتولة"، إذ لا مكان له بيننا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 12:42]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والله لرسم بسمة على شفة مؤمن أحب إلي من حمر النعم (ومن حمر المرسيدس واللكزس أيضا!)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 01:42]ـ
إلى الأخ الأديب الواحدي
ولأبي القاسم منها نصيب
شقَحْطبٌ شقَحْطبٌ * * * من أكبُشٍ شقاحِطِ
يَبِيتُ لا يَشكُو الطَّوَى * * * لكنْ بقلْبٍ ساخِطِ
فالعيدُ قد دنا فهَلْ * * * يَنجو من المشارِطِ
يودُّ لو يفديهِ ألْـ * * * ـفُ كَنَفانٍ ناشطِ
قد يُجزئُ الحُلوُ بِلا * * * دمٍ عَبيطٍ عابِطِ
في مذهبٍ للواحديِّ يا لَهُ من ضابطِ
ذاك الأديب المعْتزي * * * للنَّمِر بن قاسطِ
تَعرفُه من لفظِه * * * من غيرِ نقْطِ ناقطِ
فما بهِ من آبِدٍ * * * قُيِّد كالعُلابِطِ
حتَّى يَصيرَ آنِسًا * * * كالصَّاحبِ المُخالِطِ
= = =
قرأتُ شِعرَ فاضلٍ * * * مِن غيرِ لفظٍ ساقطِ
بِلا هجاءٍ فاحشٍ * * * ولا نَسيبٍ هابِطِ
سوى هَوى كُنافةٍ * * * يا لَلهُيام اللائِطِ
إذا بدَتْ كُنافةٌ * * * فدُرَّةٌ للاقط
ولو نأتْ يتْبَعُها * * * إلى مكانٍ شاحِطِ
فإنْ تَطِرْ للمُشتَري * * * يُلِحَّ غيرَ قانِطِ
= = =
أُعيذُه إن قال شعْـ * * * ـرًا من مُجيزٍ خابطِ
فدعْكَ من مُجيزِه الْـ * * * ـأوَّلِ ذاك الغالِطِ
خُذْها كذا من هازِلٍ * * * لا حاسدٍ بلْ غابطِ
لا تغضبا يا أخويَّ من كلامي الفارِطِ
كلاكُما من فتيةٍ * * * أماثلٍ أراهطِ
رشحتُكُم لموقعي * * * أضفتكُم لحائطي
تقول أينَ حائطي * * * سلْ عنْه أهلَ واسِطِ
فإنَّني أبخلُ أن * * * أجيئَكم بالرَّابِطِ
:):):):)
ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 04:35]ـ
http://www.arrakem.com/ar/Index.asp?Page=292(/)
قصيدتي: فاسمع إذاً نصرة لأم المؤمنين
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 04:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدتي (فاسمع إذاً) في نصر أم المؤمنين والصحابة الأكرمين
رضي الله عنهم أجمعين
فاسمع إذاً
بَحرٌ مِنَ الجُودِ الّذِي ابتَهَجَت بِهِ ... خَيْلِي تَرَامَى فِي مَدَى الأبْصَارِ
عَهدِي بها سَبَاحَةٌ لَكِنَّهَا ... لَكِنَّهَا عَجَزَت عَنِ الإبحَارِ
فِي كُلِّ حِينٍ جِئتُ أَنشُدُ ذِكْرَه ... خَضَعتْ خُضُوعَ مَحَبةٍ وَوَقَارِ
طَلَعَ الصَبَاحُ فَقُلْتُ: وَيْحَكِ أَقْدِمِي ... وتَقَدَمِي في نُصْرةِ المُختَارِ
نَصْرٌ يصُونُ جَلالَ عِرضِكَ سَيْدِي ... مِن كُلِّ أخْرَقَ آفِكٍ هَتَّارِ
فَأَتَيْتُ أَبْذُلُ فِي جَلالِكَ مُهجَتِي ... مُستَنصِرَاً مُستَعصِمَاً بالبَاري
أُبدِي إلَى الأَكوَانِ فيضَ مَحَبَتِي ... وَأَبُثُهَا نَجَوَايَ مِن أَشْعَاري
شَهِدَتْ لَهَا الدُنيَا فَذِكْرُكَ فِي الوَرَى ... مُتَلألِئٌ كَالكَوكَبِ السَيَّارِ
تَاقتْ لَهُ نَفسِي فَجِئْتُ مُحَدِّثاً ... عَنْ عُصْبَةِ الصُلَحَاءِ و الأَخيَارِ
عَنْ عُصْبَةٍ ضَنَّ الزَمَانُ بِمِثْلِهَا ... سَبَّاقَةٍ بَعُدَت عَنْ التَكْرَارِ
فَأَتَيْتُ مُتَبِعَاً لَهُمْ مُتَوَسِلاً ... بمَحَبَتِي لَهُمُ إلَى الغَفَّارِ
بمَحَبَةِ الصِّدِّيقِ من شَهِدَتْ لَهُ ... فِي الوَحْيِ آيةُ: إِذ هُمَا فِي الغَارِ
حِبُ النبيِّ وكَان أَوفَى صَحْبِهِ ... وَأَجَلَّهُمْ بِدَلَالِةِ الإِقْرَارِ
وَلِسَبْقِهِ قَدْ نَالَ أَرْفَعَ رُتْبَةٍ ... وَضَّاءَةٍ فِي غَايَةِ الإِبْهَارِ
وَلأَجْلِ رُتبَتِهِ ارتَضَاهُ مُصَلِّيَاً ... بالنَاسِ فِي سِرٍ وَفِي إِجْهَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَن يَكُونَ خَلِيفَةً ... مِن بَعدِهِ مِن دُونِ مَا اسْتِنكَارِ
وَيَكُونُ بَعدَ المَوتِ صَاحِبُهُ الذِي ... مَعَهُ بِقَبِرٍ وَاحِدٍ مُتَوَارِي
وَيَلِيهِ فِي حَمْلِ الخِلافَةِ رَاضِيَاً ... مِن بَعدِهِ الفَارُوقُ فِي إكْبَارِ
فَتَحَ الفُتَوحَ وَرَدَّ أَوَلَ قِبْلَةٍ ... للهِ دَرُّكَ فَاتِحَ الأَمصَارِ
أَشْعَلْتَ نَارَ الفُرْسِ فِي أَحْشَائِها ... مِن بَعْدِ مَا أَخْمَدْتَ بَيْتَ النارِ
بَيَّتَّ طَائِفَةَ المَجُوسِ بِلْيْلِهَا ... تَبْكِي مَآثِرَ مُلْكِهَا المُنهَارِ
تَبْكِي عَلَيْهِ بِنَارِ حِقْدٍ آكِلٍ: ... غُنِمَ السِوارُ فَمَنْ يَرُدُ سِوَارِي؟!
فِتَنٌ تَمُوجُ وكُنتَ بَابَاً دونَهَا ... كَسَرَتُهُ في طَلَبٍ لِأَخْذِ الثَارِ
تَحْيَا حَمِيدَاً واغْتَنَمتَ شَهَادَةً ... فَاهْنَأ جِوَارَ أَحِبَةٍ أطْهَارِ
وَجَعَلْتَ أَمْرَ المُسْلِمِينَ مَشُورَةً ... فِي ستةٍ هُمْ صَفْوَةُ الأخيَارِ
لِيَكُونَ ذُو النُورَيْنِ بَعدَكَ مِنْهُمُ ... فِي بَذْلِهِ وعَطَائِهِ المِدْرَارِ
مَنْ تَسْتَحِي مِنهُ المَلائِكُ فِي العُلا ... مِنْ حِلْمِهِ وَحَيَاءِهِ وَوَقَارِ
شِيَمُ الكِرَامِ عَلَى اللِئَامِ فإنها ... جَلَبَتْ عَلَيْكَ تَظَاهُرَ الثُّوَارِ
لَوْ أن سَيْفَكَ كَانَ فِيهِمْ مُصْلَتاً ... لَرَأيتَهُم فَزِعُوا إلَى الأوْكَارِ
لَكِنَّها بُشْرَى النَبِيِّ رَأَيْتَهَا ... تَحْقِيقُهَا في سَاعَةِ الإفْطَارِ
فَتَرَى النَبِيَّ يَقُولُ: أَفْطِرْ عِندَنَا ... لِتَكُونَ سَاعَتَهَا شَهِيدَ الدَّارِ
وَعَلِّيُّ بَعدَكَ جَاءَ يَثأَرُ مِنهُمُ ... أَكْرِمْ بِذِكرِ عَلَّيِّنَا الكَرَّارِ
رَجُلٌ يُحِبُ اللهَ وهْوَ يُحِبُهُ ... فِي فَتحِ خَيبَرَ بَعدَ طُولِ حِصَارِ
مِن آلِ بَيتِ المُصطَفَى وَوَلِيُهُ ... وَلَهُ كَمَا هَارُونُ فِي الأَسفَارِ
حِبُ النبيِّ وَزَوجُ فَاطِمَةَ الهُدَى ... زَهْرَاءُ سَادَتْ جَنَّةَ القَهَّارِ
هُوَ حِبُ أَصحَابِ النَّبيِّ وَإِنَّهُ ... لَمُصِيبُهُمْ فِي فِتْنَةٍ وَشِجَارِ
لِيَنَالَ مِن بَعدِ البَقاَءِ شَهَادَةً ... مُتَأَثِرَاً مِنْ طَعْنِةِ الغَدَّارِ
بَعدَ الرَّحِيلِ إلى لِقَاءِ أَحِبَةٍ ... هُمْ لِلوُجُودِ سَوَاطِعُ الأَنوَارِ
طَلَعَتْ عَلَى الدُنيَا فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا ... حُباً لِذِكرِ شَمَائِلِ الأبْرَارِ
شَرِبَ النَّبِيْ حَتَى رَضِيْتُ بِشُرْبِهِ ... وَرُوِيتُ مِن حُبِي إلَى المُختَارِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَو أَن أَعُودَ إِليهِ أَنظُرُ نَظْرَةً ... فِي وَجهِهِ حَتَى يَقِرَّ قَرَارِي
أَو مَن يَرَى وَجْهَ النَّبِيِّ بليلِهِ ... فِي عَينِهِ أَبْهَى مِن الأقْمَارِ
أَو أَن أُسَاءُ إِذَا يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ ... وَأَكُونُ فِي أَهلِي قَرِيرَ الدَّارِ
أَو سِرْتَ فِي بَرْكِ الغِمَادِ رَأَيتَنَا ... طَوْعَاً لَهُ فِي مَهمَهٍ وَقِفَارِ
أَوْ قَولُهُم: لا نَسْتَقِيلُكِ بَيْعَةً ... بُشْرَاكُمُ يَا مَعشَرَ الأَنصَارِ
مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ فَتِلْكَ مَنَاقِبٌ ... فِي الخَيرِ مُبْعَدَةٌ عَن التَكْرَارِ
هَاتُوا لَنَا أَهْلاً لِحَمْلِ نِعَالِهِمْ ... لَا مِثْلَهُمْ فِي سَائِرِ الأَعصَارِ
فَعَلَيْهِمُ مِنِّي السَّلاَمُ مُدَبَجَا ... بِالشَوْقِ وَالإجْلالِ والإكبَارِ
مَا بَالُ خَيْلِي حِينَ جِئْتُ لِذِكرِهِم ... مُتَوَجِهَاً عَكَفَتْ عَلَى الأَذْكَارِ
حُباً لِذِكرِهِمُ البَهِيجِ فَإِنَ لِي ... فِي حُبِهِمْ وَطَرَاً مِن الأَوْطَارِ
يَكْفِيهِمُ قَوْلُ الحَبِيبِ مُزَكِياً: ... خَيْرُ القُرُونِ بِمُحْكَمِ الأخبَارِ
وَقَضَاؤُه أَنْ مَنْ يَسُبُ صَحَابَتِي ... فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ رَبِنَا الجبَارِ
أَيَكُونُ مِنْ إِحسَانِهِ لِي أَنَّهُ ... يَخْتَارُ لِي أَهْلَ النِّفَاقِ جِوَارِي؟!
بَلْ سَرَّنِي أَنْ هَؤلاءِ صَحَابَتِي ... صُنِعُوا عَلَى عَينِي فَمِا إثْمَارِي؟
قَبلَ الرَّحِيلِ إِذْ اطَّلَعْتُ إِليهِمُ ... مُتَبَسِمَاً ثَاوٍ وَرَاءَ سِتَارِ
فِي دَارِ عَائِشَةَ التي افتَخرَتْ بِهِ: ... هَلْ مَنْ يُسَاوِي فِيكُمُ مِقْدَارِي؟!
وَأَنَا أَحَبُ النَّاسِ عِندَ نَبِيِّكُمْ ... فَاسمَعْ إذاً إِن كُنتَ لَستَ بِدَارِي
فَأنَا ابنةُ الصِّدِّيقِ أَفضَلِ صَحبِهِ ... وَأَحَبِّهِمْ وَرَفِيقِهِ فِي الغَارِ
وَأَنَا التي جِبْرِيلُ يَنقُلُ صُورَتِي ... فِي سَرَقَةٍ بِكْراً مْن الأَبكْاَرِ
وَأَنَا التي جِبْرِيلُ يُقْرِؤُهَا السَّلَا ... مَ تَحِيَةَ الإِجْلالِ والإِكبَارِ
وَأَنَا التي تُهْدَى الهَدَايَا لَيْلَتِي ... لِمَكَانَتِي قُرْباً إلى المُختَارِ
وَلِنُصرَتِي قَالَ النَّبِيُّ لِجَارَتِي: ... تُؤْذِينَنَي فَتُجِيبَ باستِغْفَارِ
وَالوَحْيُ يَنْزِلُ فِي لِحَافِي دُونِهِم ... يُبْدِي بِذَلِكَ عِزَتِي وَفَخَارِي
لَمَّا أَشَارَ لِيَّ النَّبِيُّ مُخَيِّراً ... فَأُجَبْتُهُ: أَيَكُونُ عَنكَ خِيَارِي؟!
وَبَيَانُ فَضلِيْ فِي النِّسَاءِ بِأَنَّهُ ... فَضْلُ الثَرِيدِ عَلَى المَطَاعِمِ جَارِي
وَأَنَا الّتِي كَانَ النَّبِيُّ مُسَابِقِي ... فِي غَزْوِهِ فِي ذَلِكَ المِضْمَارِ
مَرِضَ النَّبِيُّ فَقَالَ: أَيْنَ أَنَا غَدَا ... يَرْضَى يَكُونُ مُمَرَضاً فِي دَارِي
وَكَرَامَةً رِيقِي يُمَازِجُ رِيقَهُ ... شَرَفاً أَلَسْتُ حَبِيبَةَ المُختَارِ؟
وَيَمُوتُ بَينَ تَرَائِبِي مُتَخَيِراً ... دَارَ البَقَاءِ وَصُحْبَةَ الأَبْرَارِ
إِنْ كَانَ يُبعَثُ مَنْ يَمُوتُ عَلَى الذِّي ... مَاتَ عَلَيْهِ إِذَاً لَكَانَ جِوَارِي
لِأَكُونَ يَومَ الحَشْرِ صَاحِبَةً لَهُ ... مَعَهُ بِدَارِ كَرَامِةٍ وَقَرَارِ
أَوَلَسْتِ أُمَّ الّمُؤْمِنِينَ وَزِينَةً ... لِلأَكْرَمِينَ وَبَهْجَةَ الأَنظَارِ؟
مَا زَالَ يَذكُرُهَا المُحِبُ فَذِكرُهَا ... كالنُّورِ فِي قَلْبِ الأَحِبَةِ سَارِي
لَا تَعْجَبَنَّ فَإِنَ تِلْكَ كَرَامَةٌ ... قُهِرَتْ بِهَا الحُسَّادُ بِالإجْبَارِ
وَدَلِيلُ هَذَا أَنْ تُسَاقَ لِبَيْتِهَا ... زُمُرَاً فَلا يَخْلُو مِنَ الزُّوَّارِ!!
وَأَبِي خَلِيفَتُهُ وَيَأْبَى غَيْرَه ... وَبِقُرْبِهِ فِي قَبْرِهِ مُتَوَارِي
لَمَا أَتَيْتُهُمَا وَكُنتُ بِزِينَتِي ... مِن دُونِمَا حُجُبٍ ولا أَسْتَارِ
لَكِن أَتَى الفَارُوقُ لِي مُستَأْذِناً ... فَأَجَبْتُهُ مِن رَحْمَةِ الإيثَارِ
مَا كُنتُ أَدْخُلُ حُجْرَتِي مِن بَعدِهَا ... إلا مُقَنَّعَةً عَلَيَّ خِمَاري
قَد سَاقَ طُهْرِيْ بِالتَيَمُمِ رُخْصَةً ... للطُهرِ فِي جُدْبٍ وفِي إِقْفَارِ
مِن خُدْعةِ التَقْريبِ فِي أَيَامِنَا ... وَدَلِيلُ ذَاكَ خديعَةُ الصفَّارِ
إِنْ كَانَ حُقَ القولُ ذاكَ تقاربٌ ... هَلْ للرَوَافِضِ أَمْ لآلِ النَّارِ؟!
أَوَلَيْسَ فِيكمْ مَن يَصُونُ نبيَّهُ ... وصِحَابَه يَا أُمَّةَ المِليَارِ؟
أبْنَاءَ عَائِشَةَ الذينَ تقدَمُوا ... في عِزةٍ قَعسَاءَ واستِنفَارِ
فلإن وَجَدتُمْ مِن مَقَالِي زِينَةً ... فَلِحُسْنِ ذِكْرِ شَمَائلِ الأَخيَارِ
وَلِأَنَّ خَيْلِيَّ كَانَ مِنْ أَخلَاقِهَا ... حِفْظُ الجَمِيلِ وَنُصْرةُ الأَبْرَارِ
وَلأَنهُمْ مِثْلُ النُّجومِ بليلِنَا ... نورُ العيونِ وبهجةُ الأنظارِ
خَرَجَتْ إِلَى الدُنيَا وَتِلكَ دَلَائِلٌ ... بِالحَقِ هَلْ تَكفِي ذَوِي الأبْصَارِ؟
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
القصيدة في طور التعديل فمن وجد خطئاً فليتكرم بالتنبيه عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود محمد محمود مرسي]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 07:17]ـ
أخي في الله؛ السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقصيدتُك ـ بارك اللهُ فيك ـ زانها أمران: جودةُ السبك وشرفُ المعنى، فامض بخيلك ـ أيها القارس المغوار ـ ولن يضيرك بعضُ هنات في الضبط والرسم كبا فيها فرسك، لم أذكرها؛ لأنها غير جديرةٍ بالذكر، وفقك اللهُ، وجزاك عن ذودك عن عرض نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير الجزاء، والسلام.(/)
قصيدة (الشهادة والضريح) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[25 - Oct-2010, مساء 10:58]ـ
الشهادة والضريح
شعر فالح الحجية الكيلاني
الله أعلم با لا نام وما وعوا
مترفع من عرشه يتطلع
الله يحكم امره في خلقه
يهب الحياة لمن يشاء وينزع
الله انبت في الجنان شهيدنا
ما انبت الروض الزهور ويزرع
ان الشهيد - كنوره بدروبنا-
علم من الاعلام عا ل يرفع
كالشمس يجري في رحاب نفوسنا
كالبدر يعلو في السماء ويسطع
متساميا جعل الكرامة شرعة
ومن البطولة و الشجاعة اشجع
الله ااكبر والشهادة تزدهي
فيما اخذت من الحياة وتمنع
فاذا وقعت وفي المنون شهادة
ومهابة ووفادة وتطوع
لاتحسبن الله مخلف وعده
ان الشهيد مع الرسول سيجمع
---------------------
حملوك حمل الحائرين- قلوبهم
مفجوعة مهمومة تتوجع
فالعين تبكي في هواك سخية
والنفس يعلوها الوجوم فتقبع
والقلب يهفو ان يراك منعما
في جنة الله الفسيحة تمرع
عطر الورود من الجنان عبيره
بل نور عيني و المحاجر تدمع
--------------------------------
يا من محوت من القلوب مخافة
فاهبتها وغشيتها لا ترجع
يا من سكنت بكل قلب عامر
انت الرجولة للبسالة منبع
يامن بنيت من المفاخر صرحها
ورقيته نحو السماء تتطلع
فقد ارتقيت الشمس تعرك قرنها
لتديره نحو العرا ق يشعشع
*
يا زهو شعب الرافدين و مجده
ونضاله واريجه المتضوع
يا شامخا مثل النخيل ظلاله
متسامقا وبفيئه نتربع
يا ملهما هذي النفوس شموخها
انت الحسام وحد حدك يقطع
متعاظم بتعاظم وعظيمه
عظم العظيم له فيعظم موضع
هذا ضريح للشهيد نحجه*
متبركين بما حواه ونخشع
يا نائما بضريحه متيقضا
ان المظالم بالشهادة تقرع
فانهض فما في النوم خير لماجد
لا ينحني لا لربه يركع
* نصب الشهيد
-------------------------
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 07:14]ـ
أما القصيدة فجميلة، وأما هذا:
هذا ضريح للشهيد نحجه*
متبركين بما حواه ونخشع
فنبرأ إلى الله منه!!
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:21]ـ
نفس الملاحظة السابقة ولو تجمع قصائدك في موضوع و احد يكون أفضل (مجرد إقتراح)
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 10:58]ـ
الاستاذ علي \ لاتسيء الظن فشتان بين الكعبة المشرفة وبقاع الارض كلها
ماقصدناه تكريم لمكانة الشهيد في نفوسنا وقلوبنا وهل افضل من شهيد جاد بنفسه فسسبيل وطنه وامته ودينه
والجود بالنفس اعلى غاية الجود
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:00]ـ
الاخت محبة الفضيلة سلمت لنا
افصحي فقد تاملت طويلا فماذا تقصدين
ـ[رضا الحملاوي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:45]ـ
أخي فالح , لك شعر جميل و رائع
لكن ماقاله لك شيخ علي أحمد عبد الباقي حق , فلو غيرت البيت وفقك الله
والسبب ليس فقط المقارنة مع الكعبة في الحج , و إنما أيضا لقولك "متبركين" , فلايجوز التبرك بالضريح ولا بما حواه من شهيد أو صديق أو نبي ... فنرجو تغيير البيت جزاك الله خيراً
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 06:54]ـ
اخي علي الحملاوي \ تحية وسلاما
غيرته فما نروم لمثله
ان المقاصد بالمعارف توسع
-------------
الشهادة والضريح
شعرفالح الحجية الكيلاني
في مهرجان المربد السادس وفي الجلسة الاخيرة التي اقيمت في نصب الشهيد ببغداد القيت هذه القصييدة بتارخ ا\12\ 1986 بمناسبة يوم الشهيد
الله أعلم با لا نام وما وعوا
مترفع من عرشه يتطلع
الله يحكم امره في خلقه
يهب الحياة لمن يشاء وينزع
الله انبت في الجنان شهيدنا
ما انبت الروض الزهور ويزرع
ان الشهيد - كنوره بدروبنا-
علم من الاعلام عا ل يرفع
كالشمس يجري في رحاب نفوسنا
كالبدر يعلو في السماء ويسطع
متساميا جعل الكرامة شرعة
ومن البطولة و الشجاعة اشجع
الله ااكبر والشهادة تزدهي
فيما اخذت من الحياة وتمنع
فاذا وقعت وفي المنون شهادة
ومهابة ووفادة وتطوع
لاتحسبن الله مخلف وعده
ان الشهيد مع الرسول سيجمع
--------------------
-
حملوك حمل الحائرين- قلوبهم
مفجوعة مهمومة تتوجع
فالعين تبكي في هواك سخية
والنفس يعلوها الوجوم فتقبع
والقلب يهفو ان يراك منعما
في جنة الله الفسيحة تمرع
عطر الزهور من الجنان عبيره
بل نور عيني و المحاجر تدمع
--------------------------------
يا من محوت من القلوب مخافة
فاهبتها وغشيتها لا ترجع
يا من سكنت بكل قلب عامر
انت الرجولة للبسالة منبع
يامن بنيت من المفاخر صرحها
ورقيته نحو السماء تتطلع
فقد ارتقيت الشمس تعرك قرنها
لتديره نحو العرا ق يشعشع
*
يا زهو شعب الرافدين و مجده
ونضاله واريجه المتضوع
يا شامخا مثل النخيل ظلاله
متسامقا وبفيئه نتربع
يا ملهما هذي النفوس شموخها
انت الحسام وحد حدك يقطع
متعاظم بتعاظم وعظيمه
عظم العظيم له فيعظم موضع
هذا ضريح للشهيد نزوره
ونفوسنا وقلوبنا تتوجع
يفوح عطرا كالورود اريجه
فنشمه عبقا ومن شذاه سنترع
ذكراه قد هيجت نار الحشا
شوقا اليه والعين فيه لتدمع
ترنو الى المجد المؤثل رفعة
فيما حواه من السنى او تهلع
فترد شاخصة على ادبارها
تحكي الحياة تعاسة او ترجع
فتهم صارخة بجوار ضريحه
ملتاعة انفاسها تتقطع:
يا نائما بضريحه متيقضا
ان المظالم بالشهادة تقرع
فانهض فما في النوم خير لماجد
لا ينحني لا لربه يركع
----------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 02:52]ـ
الاخت محبة الفضيلة سلمت لنا
افصحي فقد تاملت طويلا فماذا تقصدين
قصدت جمع قصائدك كلها في موضوع واحد وتضيف كل قصيدة في رد منفصل فتكون لك كالديوان.
وزادك الله فصاحة و بلاغة و بيانا
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[20 - Nov-2010, مساء 11:56]ـ
محبة الفضيلة قبول تحياتي الخالصة\
نشرت قصائدي في موقعي (اسلام سيفلايزيشن \ الحضارة الاسلامية) وفي مدونتي الالكترونية ( b logger com
www falih ) وكذلك اغلب مؤلفاتي اما على الورق ككتاب فقد طبعت المجموعة الاولى من قصائدي عاد 1976 و كتاب (الموجز في الشعرالعربي باربعة اجزاء) في العام الماضي *
دمتي ابنة عزيزة او اختا غالية والسلام
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[21 - Nov-2010, مساء 05:47]ـ
الاستاذ على الحملاوي \ لقد غيرت البيت في قصيدتي (الشهادة والضريح) واضفت اليها بعض الابيات خلال مراجعتي ارجوابداء رايكم فيها بعد التعديل وشكرا(/)
قصيدة (رب الجمال) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 06:55]ـ
رب الجمال
شعر فالح الحجية
شغفت بمن لا مقلتي انتشت به
وقد لاتراه العين مادمت في عمري
شكوت له نار التصابي تذللا
وايقنت لن ادرك الوصل في امري
تعالى عن الانظار سيماء قادر
بعيد قريب من محبيه بالفكر
وفيه المنى لني لنوره عاشق
ونور الشموس الزهر من نوره تجري
فؤادي ملييء في هواه محبة
تسمو اليه الروح بالقلب والفكر
رجوت الحبيب الكريم وصل متيم
وموتي الى الوصل قريب من الهجر
جميل جمال الكون من حسنه ذرة
واطياف شهد الورد بالطيب والذكر
جمال بلى رب الجمال بذاته
جمال ازاهير البرية والبد ر
لقد ذاب قلبي في هواه محبة
فجسمي نحيل و الدمع كالنهر
تعشقته مذ لم اك نطفة
وقيدت نفسي في هواه وفي فكري
وهبت له روحي ونفسي ملكه
وقلبي مشوق في العصر والفجر
استعبر الدمع الممزج بالدما
ان طال النوى ولشتد شوقي الوقر
لقد زاد بي وجدي بحر بعمقه
وغرقى قلوب العاشقين في البحر
----------------------------------------------(/)
عندما تذوب ثلوج الغيرة ........... ؟
ـ[محمد المجلاد]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 09:50]ـ
ونحن في جبال الألب المتجمدة المشاعر
وعلى مقربة من القطب الشمالي المتحجر الأحاسيس
جلست على قمة جبل صغير أفكر فيما مضى من الأيام
وتذكرت يوم لا استطيع نسيانه أبداً
إنه يوم أسود محلى بجمر من الذنوب المتراكمة
إنه يوم لأ أحسبه إلا يوم من أيام جهنم المتاكله من الغضب
ذالك اليوم كنت عند احد الألمان في منزله القابع في إحدى أحياء مدينته الجميلة وقد كنت أتيت له لأكمال دورة اللغة الأنجليزية
وقد سكنت معه مدة ليست بالقصيرة
وذات يوم .................... ؟
ونحن نجلس في جسلت سمر وضحك ........... !
دخلت زوجة ذلك الصديق الألماني
وهي متبرجة ومتعطرة كاشفة على مفاتن جسدها الشبه عاري
وفي هذه اللحظات الفاتنة لفطرتي المميتة لغيرتي العربية
انطلقت صرخة من وراء الأفق تنادي بالصراخ المفعم بالغضب المتفجر من بركان الغيرة الصادقة حتى ولوكانت من كافر
فقال ذلك الرجل وشرارات الغضب تتصاعد من عينيه وقد أحرقت إحدى حاجبيه
وأمر زوجته بالدخول إلى الداخل وتغيير هذه الملابس الساقطة ....... !
ركبني الاستغراب وسار بي إلى وادي سحيق لا قرار له
وقلت لماذا تمنع زوجتك من ذلك وانتم نادي العراه في بلادكم والناء قد تعارفن على هذا
فجاء الجواب من البطين الأيمن من قعر قلبه الأبيض
وقال إجابة لا تصدق أنا لا آكل لحم الخنزير ....... ؟
فجاء هذا الجواب بسرعة بلغت 1200000 ألف كيلو متر في الساعة فضرب بها وجهي فأحدث
إصابات بالغة
فقلت في نفسي سبحان الله
كم من مسلم لأ يأكل الخنزير ولحمه ............. ويترك نساء تبيع أجسادها بالمزاد اعلني في السوق
عياناً بياناً
تخرجه أخته أو امه أو بنته أو حتى زوجته .......... مع السائق وبمفردها وكأن هذا السائق ليس من جنس الرجال
بل وكأنه حجر قد تدحرج من جبل صم لا يؤثر فيه
بل والأكنى من ذلك
متعطرة متبرجة
كاشفة سافرة عن وجهه
بل ونحرها
وبل وصدرها
وبل وحتى فخذها
تذهب والشيطان يمسك لها حقبيتها لئلا تشغلها عن فتنة الشباب
يلبس الشيطان معها تنورة قصيرة تصف خبث نفسه وطويته المريدة للشر
والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذي يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما
بدد سناء أفكار وتلاشت في الهواء سؤال ذاك الرجل وقال أي ذهبت
فقلت لا ........ لا .......... لا لا ........... أنا معك ولكن حرارة جوابك أذابت ثلج وجهي وماتت غيرتي
وماتت غيرت بني جنسي
بل وذابت واستقرت في باطن الأرض فلعل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم إلى ربهم رداً جميلاً
وأن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[26 - Oct-2010, صباحاً 11:31]ـ
أخي مُحمّد؛ قصّة أدبيّة رائعة قدّمتها يداك؛ أشكركَ شكرًا يليقُ بشخصكَ السّامق!
حقًّا؛ إنّه يا للأسف أنْ نرى الفتاة العربيّة -التي في أصلها طاهرة مُطهّرة- بهذه الصّورة؛ حيثُ تخرج مُتبرّجة بعطرها أو بكشفها لعورتها أو بتمييعها لحركتها، أو بحديثها مع من لا يحلُّ لها؛ أسفنا هذا على الفتاة العربيّة؛ فكيفَ هو أسفنا على الفتاة المُسلمة.
لا شكّ أنّ من أسباب ذلكَ (ضعف الوازع الدّيني) و (دياثة الآباء والإخوة والأبناء) و (الفضائحيّات) و (الأفكار المغلوطة)
و (الاختلاط) وكلُّ هذه الأشياء مصدرها الكفّار، الذينَ راحوا ينتجون مسلسلات بايخة وسافلة مثل وجوههم مثل (طاش ... ) ويُسوّقون برامج علمانيّة تدعو للتّبرّج والسّفور في قنوات مثل (العبريّة) ومن ثمّ تخريج وثائقيّات لمارقين من الدّين تسعى لتلبيس الأب والأخ والابن العربي الدّياثة، يُذكّرنا هذا بالمقولة "ودت الزانية لو تزني كل النساء"!
استعانَ الكفّار بمجموعة لا يُستهان بها من الشّيوخ الفاسدين عقائديّا وعباديّا وأخلاقيّا، وصارَ كلٌّ منهم يفتي كما يحلو له، ولا أخفي على النّاس، فأبرز هؤلاء القرضاوي الذي تمادى وتمادى حتّى أباحَ الغناء والتّمثيل لفتيات "اختفى عندهنَّ الوازع الدّيني اختفاء مبهرًا)! وجلسَ يستمع لتلكَ المُغنّية التي تصرخ بصوتٍ عالٍ كالحمار؛ إنّ أنكرَ الأصوات لصوتُ الحمير!
جاء في التّفسير: إنّ من الأسباب التي تعيّن فيها كون صوت الحمار أنكر صوت (ارتفاع صوته)(/)
عتاب زوجة محبة لزوجها
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 01:06]ـ
قرأت قصيدة أعجبتني - لا أذكر مصدرها الآن - ونسيتها ثم وجدتها وأنا أبحث في بعض متعلقاتي فأحببت أن أعرضها عليكم:
طَالَ السُّهَادُ وَأَرَّقَتْ = عَيْنِي الْكَوَارِثُ وَالنَّوَازِلْ
لَمَّا جَفَانِي مَنْ أُحِبُّ = وَرَاحَ تَشْغَلُهُ الشَّوَاغِلْ
وَطَوَى صَحِيفَةَ حُبِّنَا = وَأَصَاخَ سَمْعًا لِلْعَوَاذِلْ
يَا أَيُّهَا الزَّوْجُ الْكَرِيـ = ـمُ وَأَيُّهَا الْحِبُّ الْمُوَاصِلْ
مَا لِي أَرَاكَ مُعَانِدِي = وَمُعَذِّبِي مِنْ غَيْرِ طَائِلْ؟!
لَمْ تَرْعَ لِي صِلَةَ الْهَوَى = وَهَجَرْتَنِي وَالْهَجْرُ قَاتِلْ
هَلْ رُمْتَ أَنْ تَغْدُو طَلِيقًا = لَا يَحُولُ هَوَاكَ حَائِلْ
أَوْ رُمْتَ غَيْرِي زَوْجَةً = يَا لَلْأَسَى مِمَّا تُحَاوِلْ
إِنْ تَبْغِ مَالاً فَالَّذِي = تَدْرِيهِ أَنَّ الْمَالَ زَائِلْ
أَوْ تَبْغِ أَصْلاً فَالَّتِي = قَاطَعْتَهَا بِنْتُ الْأَمَاثِلْ
أَوْ تَبْغِ حُسْنًا فَالْمَحَا = سِنُ جَمَّةٌ عِنْدِي مَوَاثِلْ
أَوْ تَبْغِ آَدَابًا فَأَشْـ = ـعَارِي عَلَى أَدَبِي دَلَائِلْ
أَنَا مَا حَفِظْتُ سِوَى الْوَفَا = ءِ وَلَا ادَّخَرْتُ سِوَى الْفَضَائِلْ
وَأَنَا وَلِي شَرَفُ الْعَفَا = فِ أُعَدُّ مَفْخَرَةَ الْعَقَائِلْ
فَجَزَيْتَنِي شَرَّ الْجَزَا = ءِ وَكُنْتَ فِيهِ غَيْرَ عَادِلْ
أَنَسِيتَ عَهْدًا قَدْ مَضَى = حُلْوَ التَّوَاصِلِ وَالتَّرَاسُلْ؟
أَيَّامَ تَبْذُلُ مِنْ وَسَا = ئِلَ أَوْ تُنَمِّقُ مِنْ رَسَائِلْ
وَتَبُثُّ مَعْسُولَ الْمُنَى = وَتَمُدُّ أَسْبَابَ الْوَسَائِلْ
وَلَبِثْتَ تُغْرِينِي بِمَا = تُبْدِيهِ مِنْ غُرِّ الشَّمَائِلْ
فَحَسِبْتُ أَنَّ الدَّهْرَ أَنْـ = صَفَنِي وَأَنَّ السَّعْدَ مَاثِلْ
ظَنًّا بِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ = لَا بِالْعَقُوقِ وَلَا الْمُخَاتِلْ
مَاذَا جَرَى فَهَجَرْتَنِي = وَهَوَاكَ فِي عَيْنَيَّ آهِلْ
عَاشَرْتَ أَهْلَ السُّوءِ فَاقْـ = تَنَصُوكَ فِي شَرِّ الْحَبَائِلْ
وَمَضَيْتَ تَطْلُبُ بَيْنَهُمْ = عَيْشَ الْمُقَيَّدِ بِالسَّلَاسِلْ
وَرَضِيتَ هَجْرَ خَلِيلَةٍ = هِيَ لَمْ تَزَلْ خَيْرَ الْحَلَائِلْ
وَاللهِ مَا فَكَّرْتُ يَوْ = مًا فِي جَفَاكَ وَلَمْ أُحَاوِلْ
فَجَفَوْتَ يَا قَاسِي الطِّبَا =عِ وَلَمْ تُدَارِ وَلَمْ تُجَامِلْ
فَاعْلَمْ بِأَنَّكَ قَاتِلِي = وَالْمَوْت فِيمَا أَنْتَ فَاعِلْ
أَيْنَ الْمَوَدَّةُ فِي الْهَوَى فِي الأُمْـ = ـسِياتِ تَبُثُّهَا وَمَعَ الْأَصَائِلْ
أَيْنَ الْحَدِيثُ الْعَذْبُ مِنْـ = ـكَ وَأَيْنَ وَلَّى سِحْرُ بَابِلْ؟!
إِنِّي أُسَائِلُ أَيْنَ عَهْـ = ـدُكَ فِي الْهَوَى إِنِّي أُسَائِلْ؟!
أَعَلِمْتَ مَا فَعَلَ النَّـ = وَىَ أَمْ أَنْتَ غَافِلْ؟
فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ وَانْهَهَا = وَارْجِعْ إِلَى زَيْنِ العَقَائِلْ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 02:23]ـ
لعلي أكون قد عرفتُ قائلة القصيدة
...
إنها: ..
........
إليك الترجمة كاملة:
منيرة توفيق
الشاعرة 1893 - 1965
عاشت الشاعرة منيرة توفيق بالإسكندرية السنوات الطوال، وأسهمتْ بشِعرِها في ندواتِها وجماعاتها الأدبية وصحافتها، وبها توفيتْ في 22 من أكتوبر 1965.
وُلدت منيرة توفيق في بور سعيد عام 1893 لأبيها مصطفى توفيق، من كبار رجال الإدارة بمصر وحكمدار الشرقية، والمتوفَّى عام 1932، والذي أحسن تعليمها، وحبَّب إليها الإطلاع، ودرَّبَها على ركوب الخيل، وصحبته في تنقلاته ورحلاته، فكانت تلتحق بمدارس البنات في كل مدينة ينتقل إليها وتزداد معرفة وخبرة بشعب بلادها وريفه وحضره.
وعندما تزوَّجت في العشرين من شاب إسكندري هو - اللواء فيما بعد، ومدير بني سويف - محمد ماهر رشدي، وقد توفَّاه الله عام 1958، كانت تنتقل معه من بلد إلى بلد، ولم تنقطع عن نظم الشعر، ومما نشرتْ قصيدتان بمجلة الإمام بالإسكندرية، واشتركت في موسم الشعر عام 1936 بجمعية الشبان المسلمين بقصيدة عنوانها "الشباب والزواج"، وفي حفل تأبين الكاتبة مي زيادة عام 1941.
(يُتْبَعُ)
(/)
وألقت عام 1943 قصيدة في مهرجان الربيع بجماعة نشر الثقافة بالإسكندرية، وفي مهرجان الشعر في فبراير 1942 منحت ميدالية ذهبية على قصيدتها، واشتركت في حفل تكريم الشاعر أحمد محرم، وفي حفل تأبين شوقي بدار الأوبرا، وكانت تسهم بقصائدها في مهرجانات جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية، وفي نادى الموظفين بالثغر، وفي مدرسة بني سويف الثانوية.
كما كانت شاعرة "الاتحاد النسوي" الذى ترأسه هدى شعراوي، وكانت تدعى إليه بالقاهرة، وألقت به قصيدة لمناسبة عيده العشرين، ونشرت بعض قصائدها في الأهرام والرسالة والثقافة، ومن ذلك مرثيتها لسعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد شوقي ومي زيادة وحافظ إبراهيم وهدى شعراوى وفلسطين الجريحة.
وفي عام 1967 بعد وفاتها نشرت "جمعية الشابات المسلمات بالإسكندرية" ديوان شعرها "أنوار منيرة" ويتضمن أكثر من مائة وأربعين قصيدة في مختلف الأغراض، في الوطنية والعروبة والوصف والمراثي والتهنئة والتكريم وشعر الأسرة والأعياد والوجدانيات والذكريات.
وقد قدم ديوانها السيد محمد حمدي عاشور - محافظ الإسكندرية يومذاك - ومما قال: "وإنَّه لمن حسن حظ الإسكندرية أن يكون بين ربوعها سيدة أديبة أوتيت موهبة التعبير عن مشاعرها بشعر عربي رصين يهز النفس ويثري الوجدان ويوحي بالرضا والارتياح، على نحو فريد من فنون القول اختصت به هذه الأديبة الكبيرة منيرة توفيق التي لم تؤت نصيبًا من الشهرة لأنها كانت حتى آخر رمق في حياتها زاهدة في تلك الشهرة، راضية بأنها إذا عبرت عن أي خاطر من خواطرها كان الصدق رائدها وروعة الفن هدفها الأول والأخير، جمعت السيدة صاحبة الأنوار في هذه المجموعة من شعرها بين القديم والجديد، جمعت بين مفاخر النضال الأصيل وبين ملاحم الثورة المباركة، فكما أشادت ببطولات مصطفى كامل وسعد زغلول وهدى شعراوي ومي، انطلقت تنظم ملحمة كاملة عن بطل ثورتنا وباعث نهضتنا جمال عبد الناصر الذي استحق بكل جدارة من كل مواطن مخلص أن يدين له بالوفاء والتأييد نثرًا وشعرًا…".
ومن قصيدتها في فلسطين الجريحة:
بني العروبة إنَّ الشرق يجمعنا * والشرق بالملة السمحاء يفتخر
هذي "فلسطين" لما مسَّها ضرر * من الطغاة وقد حلَّتْ بها العبر
مدَّتْ إليكَ يديْها فاستمعتَ لها * وقُمتَ تنجدها والنار تستعر
وقمت يا ناصرَ الأحرار تُعلِنها * كالرعد لا يعتري طوفانها خور
عز العروبة مضروب سرادقُه * على السها وجلال الشرق مزدهر
ــــــــــــــــــ
المرجع: أعلام من الإسكندرية ج2، نقولا يوسف، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط2 نوفمبر 2001م
منقول بتصحيحات يسيرة
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 02:33]ـ
أما قصَّة القصيدة التي نقلتها يا أخي أبا معاذ
فهي:
قصة طريفة تؤكِّد أن قصائد الشعر يمكن أن تكون وسيلة واقعيَّة فعَّالة للحبِّ والسعادة الزوْجية، ويمكن أن تمنع كثيرًا عن المشاكل وعلى رأسها الطلاق ..
إنها قصة سيدة مصرية كانت متزوِّجة من ضابط بوليس كبير، ولكن الزوج هجر زوجته فجأة وابتعد عنها، وأخذ يفكر في الطلاق منها، وإنهاء حياته الزوجية معها.
كان ذلك سنة 1934 ..
وفكَّرت السيدة التي كانت تحب زوجها أشد الحب ... ماذا تفعل في هذه المحنة التي تواجهها، هل تنتظر حتى تتلقَّى ورقة من زوجها تقول لها: أنت طالق؟ هل تكتفي بالبكاء والدموع، ومواجهة المصيبة بموقف سلبي؟
كانت هذه السيدة مثقَّفة، تقرأ بكثرة، وكانت شاعرة تكتب الشعر لنفسها، وإن لم تكن تنشره.
وعندما واجهتْها المحنة، وهجرها زوجها، وأصبحت على حافة الطلاق فكَّرت في سلاح تقِف به في وجه هذه الظروف الصعبة.
وقررت أن تستخدم سلاح الشعر ..
قرَّرتْ أن تكتب قصيدة تستميل بها قلب زوجها وتناقشه فيها، وتدعوه للعودة إليها.
وأرسلت الشاعرة هذه القصيدة إلى إحدى المجلات الأدبية الكبرى التي كانت تصدر في مصر، ووقَّعت القصيدة باسمها الكامل وهو: منيرة توفيق حرم الصاغ محمد ماهر رشدي مأمور بندر الزقازيق.
وجعلت الشاعرة عنوان القصيدة صريحًا لا لفَّ فيه ولا دوران، وكان هذا العنوان هو: "إلى زوجي الفاضل".
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 02:44]ـ
ويبدو أن أحد الشعراء الشبان في ذلك الحين [وهو الدرعمي: محمد جاد الرب محمد 1903 - 1971] أعجبتْه القصيدة، فكتب مُعارضًا لها ومخاطبا صاحبتها:
(يُتْبَعُ)
(/)
رقَّت برقَّتك الشَّمائلْ * وجمعتِ أشتاتَ الفضائلْ
أدبٌ وعِلمٌ ضُمِّنا * حِكَمَ الأواخر والأوائلْ
ظرفٌ ولطفٌ أَنسَيا * نِي سِحْرَ هاروتٍ وبابلْ
لك من كمالِك غُنْيةٌ * عن قاطعٍ ودًّا وواصلْ
أوَلستِ مخلصةً؟ فما * لكِ تأْسفين على المُخاتِلْ؟!
لا تعْجبي من مَيلِهِ * فالدهرُ يا أُختاهُ مائِلْ
لاطفتِه حتَّى استطا * لَ فجرِّبي معه التثاقُلْ
كلُّ السعادة في الحيا * ةِ عقيلةٌ في بيت عاقل
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:02]ـ
وهذا موضع آخر أنقل منه - يا أبا معاذ - ما أختِم به:
الشاعرة المصرية منيرة توفيق (1893 - 1965) شاعرة مطبوعة متواضعة تكتب شعرها لنفسِها وقلَّ أن تنشر منه شيئًا.
ونشرت في مجلة الرسالة قصيدة مُحزِنة إثْرَ علمها بعزم زوجِها على طلاقِها، وكان للقصيدة أصداءٌ واسعة ونُشِرتْ معارضات عديدة لقصيدتِها ......
وكتَبَ في معارضتها شعراءُ وشاعراتٌ كُثْرٌ، ومن ذلك قول خيرية أحمد:
عجَبي لزوْجِك كيف غيَّر عهدَه بعد التَّواصُلْ
هل لِلخلال الباهِراتِ ولِلفضائل مِن مُماثِلْ
ولرُبَّ رأْيٍ قد رآه الزَّوجُ حقًّا وهو خائلْ
وأخالُ أنَّكِ تَحلُمين وأنَّ هذا الحلم زائلْ
سيعود زوجُكِ للوئام وليس عند الخلفِ طائلْ
وقالت ناهد فهمي أيضًا:
إنِّي أرى بين السطورِ دموعَ قلبِك كالجداولْ
تَجري بألحانِ الأسى وخريرُها يشجي العقائلْ
لا تيْأسي فلرُبَّما عاد العقوقُ إلى التَّواصُلْ
كم من ضحايا للرِّجال وكمْ نُعانِي من نوازل
وشاركَ محمد جاد الرب فقال:
لكِ من كمالِكِ غُنية عنْ قاطعٍ ودًّا وواصلْ
لا تعجبي من ميْلِه فالدَّهرُ يا أُختاهُ مائلْ
إنَّ الألى شغلوه عنكِ بيْن سافلةٍ وسافلْ
كلُّ السعادة في الحياة عقيلةٌ في بيت عاقلْ
وغير هذه المقطوعات كثير.
وبعد برهةٍ وجيزة نشرتِ الشَّاعرةُ قصيدةً أُخرى تبشِّر بعوْد المياه إلى مَجاريها فقالت:
قد عادَ لي زوجي الكريمُ وجاء يقْرع سنَّ نادمْ
من بعدِ ما قدَّرتُ أنَّ رجوعَه أضغاثُ حالِمْ
هيَ غضْبةٌ شعريَّةٌ أدَّتْ إلى حُسنِ الخواتِمْ
فعلتْ به ما ليس تفْعلُه العزائِمُ والتَّمائمْ
ـ[أبو معاذ المنفلوطي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:10]ـ
ما أروعك يا أبا ورش! لله درك، وعلى الله أجرك!
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:32]ـ
بورك فيك ونفع الله بك وبعلمك
ـ[عبد الدايم]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 03:40]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا ورش ونفعنا الله بعلمك.(/)
قصيدة (ماللعدالة) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 04:29]ـ
ما للعدالة
شعر فالح الحجية الكيلاني
ماللعدالة كلما نهضت هوت لاترحم
زمن بغت فيه الخسا سة بالخنا يترنم
وبه الوحوش الضاريات على الرقاب تجشم
غدراً صرعنا العدل فالدهر ليل مظلم
والعمر مشدود الخنا ق بالمخاطر مفعم
------------
ا ما لنا فيها الوضيع مرائيا يتمشدق
تتراقص الاحلام في ا لق الدجى وتحرق
والعدل شلال الطبيعة ماله لا يدفق
والموت قصطاص الامور ليس فيها يرفق
والظلم- ان صرخ الرجاء يوجهه- لاينطق
------------
ماذا ارى ... رباه .... غير خديعة وتساوم
وتملق وتكابر وتنازق وتعاظم
وتحابب.- زيفا ً على اهوائهم- وتغارم
ومطارح .. فيها النفوس ذليلة. -ومحاكم
فهل بقى للطيب موضع لتفاهم!
-----------
يوم يمر ويأتي آخر بنا يتقدر
في النفس آهات وآهات فهلا تحسر
تتوقد النيران في افق الحياة وتسجر
والظلم ان صحب النفوس يزيغها تتحجر
والفجر يغدو موحشاً. الشر فيه يصدر
-------------
في الناس ظلم ليس غير الحق يعدله رضا
تتصارع الدهر الخلائق حاضرا او مامضى
تتقاسم الاسلاب جوراً بينها وتباغضا
وحلاوة الانسان حتما بالتزلف تجهضا
ا
والحب يجلي النفس ان الشر منها ينتضا
--------------
منذ الطفولة شرع الغاب يسلخنا الجلود
تتزاحم الآهات اغنية لأحزان الوجود
أيموت في النفس الابية كل بعث من ركود
ام يطوى الأسى حقبا فينظرها- ذراع كالحديد
فيها لضى النيران ثورتها على هدم الحجود
-----------
أتالفت افق السماء بارضها؟
ماذا ارى!!
تتعانق ا لاشجار والاطيار وحبات الثرى
وسنابل الحقل الجميل. أما ترى
تميس تقبيلاً. وتسبيحاً لها وتزاورا
ان السنابل صار سكونهن تحاورا
----------
ياصاح ان العدل نور انفسا تتذمر
الكون تصدحه الطيور بلحنهن فيطهر
والارض تلك الارض مذ خلقت فلا تتغير
والرب ذاك الرب رفق للعدالة ينثر
وسماؤ نا مهما علاها الظلم فستمطر
-----------
منذ الطفولة رحت ابحث للعدالة موطناً
شم الجبال رقيتها عل الفؤاد يؤقنا
ان لا حياة بدونها مهما علا فيها المنى
ًالخير سمت والحقو ق قواعد فتقارنا
والنفس محراب العدالة في الحياة وموطنا
-----------
يايها الحق العظيم وانت للدنيا المنار
انت المؤمل والمكمل للحياة والمسار
والنور في الدنيا وفي الاخرى وانت الاقتدار
أوقد سناء الحق حتى ليلنا يغدو نهار
واجزل على كل الخلائق نورها والانتصار
الشاعر
فالح الحجية الكيلاني
العراق\= ديالى = بلدروز(/)
هوّن عليك…………… .. !
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:23]ـ
هوّن عليك…………… .. !
بقلم سلطان السبهان ( http://royaah.net/Writer_editor.php?id=25)
لا تسألِ الليلَ المسافرَ كم بَقَيْ
هوّنْ عليكَ…
فلستَ أوّلَ مَنْ شَقِيْ
هوّن عليكَ ..
فلستَ أولَ صادقٍ
يرميهِ إحسانُ الظنونِ بمأزِقِ
لا تنسَ أن الطيرَ
يَسجَعُ للدُّنا…
وهيَ التيْ بالأمنِ لم تتصدّقِ!
هوّن عليكَ …
وقُل خطيئةُ مُحسنٍ
رامَ الوفاءَ ..
فكانَ غيرَ مُوفَّّقِ
ودّعْ منازلَهمْ …
ولوْ أن الجوى
لم تَبقَ منهُ حُشاشةٌ لم تُحْرَقِ
ودّع منازلهم…
ولا تعبأ ولوْ ..
أخذوا بثوبِ حنينِك المتمزّقِ
مهما جَفوكَ …
ففي فؤادِكَ جنّةٌ
تُسقى بوابلِ حسّكَ المُتدفّقِ
لو حطّموكَ ...
فأنتَ في أفكارِهمْ
حُلُمٌ بِموجِ جَفافِهم .. لم يغرَقِ
لوّحْ بأمنيةِ الصباحِ وقل لهم
ما الحب إلا ..
أن نعيشَ لنرتقيْ
يذويْ بهاءُ الماء إن ماتت بهِ
رُوحُ الهوى…
والوردُ إن لم يُعشَقِ
وتحسّس الندمَ الذي بجفونِهم
لو أنصفوكَ ..
لآثروكَ بما بَقيْ
مَوتٌ: نراهمُ يحملونَ أكفّنا
تَدْمَى، ونحنُ – وربّهمْ
-
لم نَسْرِقِ
وارِ اشتياقَكَ
في مقابِرِ صمتِهم
واحذَرْ فللموتى ارتعاشَةُ
مُوثَقِ
وانزِعْ من الجدرانِ كلَّ حكايةٍ
خبأتَها …
أو ضِحكَةٍ لم تُشرِقِ
لم يحمِلِ المنديلُ إلا وَهْمَنا
والملحُ في أطرافِهِ
لم يَعْلَقِ
الدمعُ أثقلُ ما ترقرقَ في المدى
إن ذرّفَتْهُ محاجِرٌ لم تلتقِ
بخِلَ السموُّ فلم يَجُدْ بخطيئةٍ
ولذاكَ…
لم ننعمْ ولم نتفرّقْ!
هوّن عليكَ وكُن لآخرِ لحظةٍ
.
.
متمسّكاً بالصدقِ
والحُلُمِ النَّقيْ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 11:29]ـ
بارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:00]ـ
ما شاء الله ..
لِمَ حرمت الصفحة التي اعتدْت على زيارتها من هذه الأبيات؟ (ابتسامة)
جزاك الله خيرا
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 11:32]ـ
تتدفق رقة.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 09:46]ـ
رائعة، رقيقة، عذبة .. !
ما شاء الله ..
بورك النّقل المُوفق، وبُورك ناقله ..
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 10:59]ـ
لا شَلّتْ يداكَ، و لا فُضّ فوه.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 10:58]ـ
شكرا لكم على الاشاده وهو سلطان السبهان علم في الشعر المعاصر
ولايحق لي ترك متصفحكم شيخ عدنان فهو نبع صافي لمتذوقي الشعر
ولكن البنيه الشعريه مختلفه وفقك الله وجملها تستحق الصداره:)(/)
الشاعر المتنبيي بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 06:34]ـ
الشاعر أبو الطيب المتنبي
بقلم فالح الحجية الكيلاني
المتنبي أبو الطيب احمد بن الحسين الكندي ولد بالكوفة سنة 303 هجرية
كان أبوه ساقياً يسقي الماء لاهالي الكوفة وقد نشاء طموحا جدا ذو نفسية ثورية وامل قوي عزم منذ البداية وهو طفل الى مناه ومن سار على الدرب وصل فطن إليه أبوه منذ الصغر فاجراه الى كتاتيب الكوفة ومجالسها وكانت الكوفة يومذاك جامعة العلم والثقافة فتعلم القراءة والكتابة وأحب مجالس الأدب والشعر وكان ذا فكر وقاد وقريحة ثاقبة وحافظة عجيبة فحفظ الشعر تعلم العربية وأصولها ثم رحل في صباه الى بادية السماوة ليتعلم اللغة الفصحى البعيدة عن اللحن وبقي فيها سنين تعلم الكرم الشجاعة والشهامة العربية وحدة المزاج واحب الحرية حتى عاد إلى الكوفة وكأنه بدوي صميم وقد تفتحت منابع الشعر فيه من مناهلها الأولى منذ الطفولة
المتنبي هذا ذو النفسية العالية المتكابرة كان يرى كل الناس اقل منه شاءنا وانه أفضل من الملوك وأولادهم في ملكهم والأمراء
من عروشهم غير هياب من احد انظر إليه في شبابه يقول:-
أي محل ارتقي أي عظيم اتقي
وكل ما خلق الله وما لم يخلق
محتقر في همتي كشعرة في مفرقي
لذا حقد على كل شيء في الزمن لعدم نيله امانيه الواسعة وتمرد على دهره وعلى المجتمع والظلم الاجتماعي المخيم على الناس في حينه ويعود ذلك الى نفسه المجبولة على التمرد والثورة وحبه لذاته واعجابه المتغطرس بنفسه المتعالية اولا وللافكار القرمطية التي تفهمها وكانت سائدة انذاك ثانيا هذه الافكار التي تحمل الردة على الدين والثورة على الاوضاع الاجتماعية السائدة يومذاك والتي لاقت صدى واسعا في نفسية هذا الشاب المراهق المتمرد على كل شىء فكان من دعاتها0 بعد جلاء القرامطة عن الكوفة توجه الى بغداد حاضرة الدنيا وعاصمة الخلافة لكنه لم يستقر بها ورجع الى الكوفة ليجد جدته التي هي بمثابةوالدته قد توفيت فرثاها اجمل رثاء وصب نقمته على الدهر الذي سد عليه منافذ الحرية مطلعها-
أحن إلى الكأس التي شربت بها
وأهوى لمثواها التراب وما ضما
سافرالى الشام سنة 321 وساح في البادية داعيا للمذهب القرمطي متكسبا بشعره ليعيش فيه حيث ذاع صيته في الشام وحين وصل الى حلب وكان خبره مشتهرا بها من انه شاعر فذ وانه قرمطى الافكاروقدم لبث الدعاية لهذا المذهب0 قبض عليه واودع السجن وكانت حاب يومذاك تحت سيطرة الاخشيد وواليها ابو لؤلو الغوري ولبث في السجن مدة مكابرا متعاليا متمسكا بافكاره وارائه الاان طول مكوثه فيه و تعرضه للمرض اذل جماح نفسه المتمرده فطلب العفو وثاب الى رشده وكان الوالي الجديد لحلب اسحاق بن كيغلغ فاطلق سراحه على شرط ان يغادر حلب ولم يبق بها ابدا0 بقي ابو الطيب متجولا في الشام متكسبا بشعره مادحا هذا وذاك ممن يراهم دونه حتى كره هذه الحياة وبغضها وقد لبث في ا نطاكية اربع سنوات ثم غادرها ساخطا على نفسه ودهره وانحدر نحو الجنوب الى طبرية فاتصل هناك ببدر بن عمار واليها ومدحه وكان هذا وال عباسي بعد ان طرد العباسيون الاخشيد من ارض الشام ولما كثر حساد ابو الطيب على حضوته لدى بدروكثرةالوشايات وخال المتنبي نفسه في مازق فرمن طبرية عائدا الى انطاكية واتصل بابي العشائر الحمداني والي انطاكية من قبل الامارة الحمدانية ثم توجه الى حلب مقا م الامارة الحمدانية0 انقطع المتنبي الى مدح سيفالدولة الحمداني وكانت شهرته قد طبقت الافاق وقد اناله هذا منزلة عظيمة منها انه كان ينشد شعره في حضرة الامير جالسا ووهبه سيف الدولة بما لم يهب به من قبله لابعده فعاش بترف ورفاه واحب سيف الدولة لمكانته الكبيرة عنده طيلة مكوثه عنده وقد منح الشاعر سيف الدولة قصائد في المدح والفخر خلدت ذكراه على مدى العصور وستبقى ولم يمدح شاعر خليفة او اميرا مثلما مدح المتنبي سيف
الدولة يقول:-
وقفت وما في الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الابطال كلمى هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى
الى قول قوم انت بالغيب عالم
ولست مليكا ها زما لنظيره
ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرف عدنان به لا ربيعة
وتفخر الدنيا به لا العواصم
(يُتْبَعُ)
(/)
طول بقائه وحضوته الكبير ة اكثر الحساد والاعداء بحيث اوغروا قلب سيف الدولة عليه فجفاه وتغير عليه ولم يترك المتنبي هذه الحالة فشكاها الى سيف الدولة في شعره مرات واستنجد به منهم ورجاه عدم سماع الوشايات
الكاذبه يقول
ازل حس الحساد عني بكبتهم
فانت الذي صيرتهم لي حسدا
والشاعر المتنبي معتد معتز بنفسه تجد ذلك في قصيدته الميمية المشهورة والتي على كل لسان نظمها في مدح سيف الدولة وفخر بنفسه فيها وبين
حساده واعداءه فيها يقول فيها:-
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي
واسمعت كلماتي من به صمم
الخيل والليل والبيد اء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وكان اخر عهده بسيف الدولة الحمداتي مجلسه بمناظرة لغوية بيه وبين ابن خالويه النحوي المعروف الذي شج وجهه بمفتاح كان معه بعد غلبة المتنبي له واجرى دمه امام مرآى ومسمع سيف الدولة ولم يحرك سيف الدولة ساكنا فغضب المتنبي وترك المجلس وولى مغادرا حلب سنة 346 هجرية متوجها الى دمشق ثم الى الفسطاط بمصر بعد ان اغروه الاخشيد واطمعوه بالولاية ان قدم هو اليهم فذهب ومدح كافورا الاخشيدي الذي كان على راس الدولة الاخشيدية في مصر يقول
قواصد كافور توارك غيره
ومن قصد البحر استقل السواقيا
فجائت بنا انسان عين زمانه
وخلت بياضا خلفها وماءقيا
وظل يمدحه مدة من الزمنن لكنه يئس من حصوله على الولاية فاراد السفر فاستاذن الامير كافور للسفر فلم ياذن له وشددعليه الا انه عزم على السفر وغادر مصر خلسة والناس مشغولون افراح عيد الاضحى وبعد سفره هجا كافورا هجاءا مقذعا وصب عليه خزي الدهر كله وكذلك
الشعراء اذا ماغضبوا يفعلون يقول\
امينا واخلافا وغدرا وخسة
وجبنا اشخصا لحت لي ام مخازيا
تظن ابتساماتي رجاءا وغبطة
وما انا الا ضاحك من رجائيا
وتعجبني رجلاك في النعل انني
رايتك ذا نعل اذا كنت حا فيا
توجه المتنبي بعد هروبه من مصر الى الكوفة مسقط راسه وفي الكوفة شارك في قتال القرامطة الذين كان من دعاة مذهبهم في صباه ثم قصد بغداد ولبث فيها اشهرا ثم غادرها الى الاحواز فمدح فيها ابن العميد ثم تلقى رساتل من عضد الدولة يرجوه التوجه اليه فذهب ومدحه وظل مدة بشيراز ثم استاذن وغادر0 شد رحاله الى بغداد والتقى فيه بمنتصف الطريق في قرية الصافية قرب النعمانية من اعمال واسط فاتك الاسدى واعراب من جماعته وكان المتنبي قد هجاه وجدته ووسمها بالطرطبة وانال من عرضه فقاتله وقتله فيها سنة 354 هجرية مع ولده وغلمانه ونهبوا اموالهم ابو الطيب شاعر عظيم جمع بين الشعر والعاطفة والحكمة والخيال والعلم والبلاغة وروحه الشعرية شذية فواحة غلابة وكانت عواطفه هي الدم في جسد قصائده فكسبتها الحياة الابدية والروعة والجمال والكمال فهو ذو شاعرية فريده وهو شاعر العرب بلا منازع 0 مذهبه الشعري عجز الشعراء ان ياتوا بمثله او مجاراته حتى عد شاعر العربية وقد شغل الناس وملاء الدنيا كما قيل فديوانه في كل مكتبة صغيرة اوكبيرة اوقل في كل دار واشعاره على كل لسان ولم يحض شاعر حضوة مثله فقد سار شعره في الافاق مثل اشعة الشمس وذلك يعود لسببين الاول رعاية الملوك والامراء له وعنايتهم به وبشعره الذي خلدهم بمدحه والثاني قوة شاعريته وتظلعه في اللغة والادب خاض المتنبيى كل فنون الشعر وابدع فيها فكان شعره تصويرا لحياة عصره وما فيه اضف الى ذلك انه امام العربية ومعجمها حافظا لاصولها ومفرداتها وتعابيرها و معانيها وبلاغتها جم شعره فنون موسيقية شعرية اهتم بالبديع والبلاغة وادخل الفلسفة والحكمة الى شعره واكثر منها فهو شاعر حكيم وحكيم شاعر لايشق له غبار فهو شاعر
العربية الذي ما ولدت العربية مثله على مرالقرون والدهور ومن شعر ه في صباه هذه القصيدة التي تمثل طريق حياته وبناء شخصيته وهواجسه وعواطفه تجاه نفسه والاخرين ونوازع هذه النفس المتكابرة المتعالية يقول منها \
ما مقامي بارض نخلة الا
كمقام المسيح بين اليهود
ومفرشي صهوة الحصان ولكن
قميصي مسرودة من حديد
اين فضلي اذا قنعت من الدهر
بعيش معجل التنكيد
ضاق صدري وطال في طلبالرزق
قيامي وقل عنه قعودي
ابدا اقطع البلاد ونجمي
في نحوس وهمتي في صعود
عش عزيزا او مت وانت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود
فرؤوس الرماح اذهب للغيظ
واشفى لغل صدر الحقو د
لا كما حييت غير حميد
واذا مت مت غير فقيد
فاطلب العز في لظى وذرالذل
ولوكان في جنا ن الخلو د
لابقومي شرفت بل شرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كا من نطق الضاد
وعود الجاني وغوث الطريد
انا ترب التدى ورب القوافي
وسمام العدا وغيظ الحسو د
----------------------------------------(/)
الشعرالعربي في بلاد الاندلس بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[27 - Oct-2010, صباحاً 06:59]ـ
الشعر العربي في بلاد الاندلس
بقلم فالح الحجية الكيلاني
فتح العرب شبه الجزيرة الاسبانية – الاندلس - في زمن الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك سنة 93 هجربة عندما وجه اليها حملة قوية بقيادة القائد العربي طارق بن زياد ومن المفارقات ان هذا القائدالعظيم عند عبوره البحر (البحر الابيض المتوسط) احرق كافة السفن التي اقلته هو وجنوده المقاتلين بحيث اصبح الجيش الغازي امام امرين اما الفتح والحياة واما الهزيمة والموت فكان النصر العظيم حليفهم
غزت اللغة العربية بلاد الاندلس مع الفاتحين وانتشرت بمرور الوقت لتصبح بعد فترة لغة سكان الاندلس وما جاورها فقد انتقل عدد كبير من العرب الى الاندلس بعد فتحها وتمركز الحكم العربي الاموي فيها وبالاخص من الشام ومصر
ولما كان الشعر متاصلا في العرب فقد عبر معهم البحر الى البلد الجديد وانتشر فيه وطغت عليه الصفةالتقليدية العربية في البدء ثم بدء التاثر في المجتمع الاسباني والطبيعة الاندلسية الجميلة فتحولت الا ندلس الى جنة في الارض
افتخر العرب في الاندلس بانسابهم ومدحوا اقوامهم وخلفائهم وامراءهم وهجوا اعداءهم والمنافسين لهم فكان الشاعر الاندلسي اول ذي بدء مقلدا الشاعر العربي في المشرق فقلد ابن زيدون في شعره ا البحتري وابن هانىء المتنبي
انتشر الشعر العربي في الاندلس بعد ان دخل فاتحا مع الفاتحين العرب اينما توجهوا - فبلغ ايطاليا وبحر الادرياتيك ووصل الى جزيرة صقلية وجزيرة مالطة بل وكل بقعة في البحرالمتوسط فازدهر في كل مكان صار اليه لجزالته ورقة اسلوبه ووضوح معانيه وخاصة انه نظم في هذه الاصقاع الجديدة الغناء والخضرة الدائمة والجو اللطيف
لقد انتشر الشعر العربي في الاندلس حتى وصل الى منتهاه في الرقي والتطور في زمن ظهور دول الطوائف حيث ان كل امير جمع حوله الادباء والشعراء وبذلك حصل الشعر العربي على مكانة عظيمة وثروة ادبية كبيرة نتيجة هذا التنافس بين الا مراء والشعراء و الطبيعة الخلابة التي بهرت الفكر العربي فابدع
فظهرت نتيجة هذا الابداع معان جديدة واساليب جديدة متطورة ومتمدنة وظهر الموشح في الشعر والذي لايزال مفخرة من مفاخر الشعر العربي
-----------------------------------
معاني الشعر الاندلسي
--------------------------
كان الشعر العربي في الاندلس امتدادا للشعر العربي في الشرق لقد تشابهت معاني الشعر الاندلسي اول الامر معاني الشعر العربي في المشرق في جميع مناحي الحياة والا مور التي قيل فيها فكان هناك في الاندلس شعر عالى النشاة والجودة شريف المعاني نشأ بجانبه شيء من شعر المجون والابتذال والخلاعة اوجدته الطبيعة الاتدلسية الاانه قليل وبمرور الوقت دخلت الفلسفة الى الشعر الاندلسي كما دخلته في الشعر العربي الشرقي و غالى الشعراء في المدح الى
حد ان اتوا بالمستحيل وغير الماتي به في وصف الممدوح في المشرق الا انه بعد الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد وتمركز الحكم فيها واحساس الشعراء بتغيير البيئة والمجتمع انعكس ذلك في شعرهم فرق ولطف وابتعدوا عن البدوية التي كانوا عليها فجاؤوا بشعر محدث جديد اتسم بالطافة وكان للطبيعة ومشاهدها الجميلة الحضور العظيم في الشعر العربي الاندلسي فتبدلت الطبيعة الصحراوية الجافة بطبيعة خصبة خضراء قد افاض عليها الله كل نعم الجمال وحباها بماشاء من خير ونعمة. فبين الخضرة وعطرالورد والجمال الخلاب ينشد الشاعر قصيدته بل بل الطبيعة هي القصيدة ذاتها
وكان لاتصال العرب بالغرب نتيجة هذا الفتح المبارك وتطلعهم على عاداتهم وتقاليدهم ان اثر هذا في تقدمهم فكان الشعر الاندلسي رقيق الحواشي رفيع المعاني رقيق الشعور الشعري عذب الالفاظ جميلها واضحة البيان في تعبيرها
كل ذلك ظهر في الشعر العربي في الاندلس حتى تطور في معانيه وفي كل ما البسه الشعراء من اثوا ب قشيبه وحلل ناعمة رقيقة فكان الموشح الجديد في الشعر العربي وكذلك ظهور الزجل تبعا لما اقتضته طبيعة المجتمع هناك و حاجته الى ايجاد فن الغناء وموسيقى تنسجم معه فترنم الشاعر الاندلسي بكل مايحس به وما تفرضه عليه ظروف الحياة الحلوة الجميلة والطبيعة الغناء من ابتكار في المعاني ورقتها
(يُتْبَعُ)
(/)
وانتقاء الكلمات الخفيفة الرقيقة الى النفس والتاثير في الاخرين
اساليب الشعر الاندلسي
----------------
الاساليب الشعرية في الاندلس تتشابه مع الاساليب الشعرية في المشرق العربي في بداية تكوين الدولة الاتدلسية وتختلف عنها باختلافات بسيطة باختلاف شخصية الشاعر وعلى العموم كان هناك اسلوب رصين ومتين بنى عليه الشعراء قصائدهم دخلت عليه بعض من كلمات غريبة الا انه بقي جزل العبارة فخم اللفظ قوي البناء شديد.
الا ان الشعراء تاءثروا بالامم الغربية بعد اطلاعهم على عاداتهم وتقاليدهم وتغيير البيئة عليهم والشعراء اول الناس يتغيرون ويتاثرون بمثل هذه الامور ويهيمون بمثل هذه الاشياء فادى هذا التغير الى تطور باساليب الشعر فتطور الاسلوب الشعري الغنائي اولا وما ل الشعراء الى التحرر من القيود الشعرية والانطلاق منها فكانت هناك قصائد في الشعر تتميز بالاسلوب السهل والتفعلية القصيرة او قل قطعت تفاعيل الخليل الى النصف في بعض الاحيان او الى الربع وحسب الحاجة وموازنة الموسيقى الشعرية الغنائية فظهر الموشح في الشعر العربي في الاندلس واقتبسه الغربيون بعد عشرات السنين والموشح هو من الاوزان الشعرية المألوفة في الشعر العر بي - موشح الاواخر بقواف ثنائية او ثلاثية
واما بجمل متحدة القافية ومتوازنة المعنى -
وعلى العموم اساليب الشعر العربي في الاندلس سهلة رقيقة مفهومة المعنى جعلت الشعراء يركضون وراء التقدم والحضار ة ويلقون بانفسهم في مهاوي الحياة السعيدة المحاطة بالرفاهية وسبل العييش الهني ينشدون للحياة المرفهة بين الروضة والجنة وبين الغنوة والرقصة واللحن الجديد اوبمعنى اخر ينشدون وفق ما املته الطبيعة الاندلسية الخضراء وتاثر الشعراءبها فتركت لنا ثروة شعرية ما زالت تطوي الايام وتقف كالجبل الشامخ في وجه كل الصروف الدهرية بقصائدها العصماء التي هي من عيون الشعر العربي ولا تطويها الايام رغم مرور مئات ومئات السنين
وستبقى هذا القصائد وذلكم الشعراء يذكروننا ان العرب فتحوا الاندلس وعمروها واقاموا بها حضارة عربية لم تكن موجودة في المجتمع الاوربي كله وكانت هذه الحضارة رافدا من روافد النهضة الاوربية الحديثة وفي تقدم الانسانية جميعا
فالح الحجية الكيلاني
(الموجز في الشعرالعربي)
-----------------------------------------------(/)
الشعر في جازان
ـ[عبدالرحمن حمزة]ــــــــ[27 - Oct-2010, مساء 11:01]ـ
ياليت الشعراء يبرزون لنا شعراء جيزانيون مشهورون لهم قصائد معروفة وبخاصة القدماء منهم كابن هتيمل الضمدي وغيره؟ فلقد سألت الأخ القصادي والجرادي فلم يعرفوا له بيتا واحدا؟(/)
قصيدة (ذلة العيش) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 06:01]ـ
ذلة العيش
شعر فالح الحجية الكيلاني
جار الزمان وقد اسدت ملامحه
واسود دهري وذي الايام تمتهن
دارت علي رحاها بعدما حصرت
قلبي لتطحنه ذلا فيستكن
قد اظلم الليل بعد النهار شجى
فيما غدرت وما تحويه يا زمن
يا ذلة العيش بعد العز مفتقر
فقر وذل حوى .. شيخوخة .. وهن
بالامس كنت عزيز العيش في رغد
والصدر منشرح والقلب مفتتن
في نعمة وعزيز القوم سيدهم
بالخير في الاهل والاصحاب مؤتمن
دارت بي الايام فالعيش في نكد
والعمر في هرم والفكر يمتحن
اشكوالى الله دهرا قد تقاسمني
فالهم انحلني والدين والمحن
حتى غدوت بذل العيش محتفلا
لا املك المال لا نقد ولاسكن
ضاقت بي الايام في كل معترك
والدهر يذبحني صبرا ولا يلن
راحت علي حياتي بعدما زهرت
فالمال مفتقد والدار مرتهن
لي مهجة عفها دهري لما وهنت
عاشت مدارجها جهدا لتحتسن
اني لا شكو الى مولاي خالقنا
فعل الزمان وقد حاقد بي الدجن
اشكو اليه ضنين العيش في وله
صدري به ضيق والقلب يختزن
اشكو اليه ضنين العيش في وله
اشكوه همي وما القى به الزمن
اكرم –فديتك –روحا عز مطلبها
يصونها شرف بالعز يقترن
فالليل مدلهم والناس قد رقدوا
والابدي رافعها لله ارتكن
اني دعوت الهي ابتغي املا
والنفس ضائقة والعين تتهن
والسر اكتمه حتى على خلدي –
والله يعلمه وا لهم اختزن
مالي سواك اغير الله انديه
ان عزني مطلب او قلت المنن
مالي سوى الله غير الموت انديه
ان ضاق عيشي فلا خير لمن يهن
============================== =====(/)
نشيد (لغة الضاد) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 06:16]ـ
لغة الضاد
(نشيد)
يالسان العرب مرحا
لغة الضاد عظيمة
**************
نورت كل القلوب
نغم القرآن فاها
زادها الايمان فخراً
في العلا يسمو سناها
****************
جمعت كل العلوم
وفيها للآداب رفعه
وبها العرب تباهت
من رسول الله و سعه
****************
انت ياشمس العروبة
يالسان الانبياء
انت للتقوى مسار
وسوار او بهاء
----------------------------------------(/)
إشكالية الأدب الإسلامي
ـ[محب عبد القاهر]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 01:01]ـ
أيها الإخوة الكرام: هناك من الحداثيين أو بالأحرى التغريبيين من يحاول أن ينفي صفة الإسلامية عن الأدب بدعوى أن الدين أفيون ويجب أن يتحرر الأدب منه فأرجو منكم أن تتوسعوا وتبحثوا ومشكور من يوضح هذه الإشكالية ويدافع عن الأدب الإسلامي ذاك اللون الرفيع الذي يتضمن معاني سامية وهدفه الوصول بالإنسان إلى عالم المثل.
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 02:47]ـ
سَأَعُوْد لِلْرَّد إِن شَاء الْلَّه ..
لَكِنْ:
قَوْلُك: إِشْكَالِيَّةُ الأدَب الإِسْلامِي خَطَأٌ بَيِّنٌ، وَوَجْهُهُ: أَنَّ الْأَدَبَ الإِسْلَامِي لا يحْمَل فِي أَعْطَافِه إِشْكَالِيَّةً، بَل مَنْشَأ الإِشْكَالِيَّةِ هُوَ: تِلْكَ الْعُقُوْلَ الْمَدْخُولةُ الْمَرِيضَةُ الَّتِي تَقْتَات عَلَى هَشِيْم حَضَارَة الْغَرْب وَفُتَاتِهَا، فَإِذَا نَظَرُوْا إِلَى الأَدَب الإِسْلامِيِّ لَم يَسْتَقِمْ مَا تَعَلََّمُوهُ هُنَاك مَعَ مَا يَرَوْنَه هُنَا، فَجَاءَت كِتَابَاتُهُم مَغْرِبَةً، وَأَقَلامَهُم مُضْحِكَةً، حَتَّى أَضَحْكُوا عَلَى أَنْفُسِهِم غَيْرَهُم، وَصَارُوا (أَضَلَّ مِنْ الْحِيَة) و (أَحْمَقَ مِن الْضَّبُعِ) ...
إِلا أَنَّنِي أُنَبِّهُ على أَن الأدَبَ الإِسْلامِيَّ لَيْس هُو أَدَبَ الْدَّعْوَةِ فَقَطْ؛ بَل هُو أَعَم مِن ذَلِك بِكَثِيْر.
وَقَد بَيَّنْتُه فِي مَوْضُوْع: مَا مَعْنَى الأدَب ِ (الإِسْلامِي)؟ فَلْيُرَاجَع ...
وكتبه:
ابن المهلهل
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 07:29]ـ
سأعود -بإذن الله - والله المستعان ..
ـ[محب عبد القاهر]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 08:15]ـ
مشكور يا أخي أنا ما قصدت أن هناك غموص أو لبس يعتور هذا الأدب إنما أردت أن أبرز المزاعم التي يلوكها أولئك المتعجرفون الذين يلوذون بحمى الفكر الأوربي الغربي.
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 01:42]ـ
في الحقيقة؛ إنّني (رأي خاص) أعتبر الأدب إسلاميّا في تلكَ العصورِ الثلاثة وفي هذا العصر الذي نعيشُ فيه، كونه أخذ نمطًا يوافق موضُوعُه وهدفُه الإسلامَ وتعاليمه، وإنّنا عندما نقول هذا لا يخطرُ ببالنا شيئا من الأوهامِ والخيالات أو ضعفًا في الكيانات الإسلاميّة، وفي رأيي: إنّه لم يكن الأدبُ "كلّه" في هذه العصورِ إسلاميّا، وإذا تحدّثنا عن الشّعر مثلاً وهو أدب فقد نجدُ شعرًا ماجنًا في هذه العصور، فتنتفي حينئذ إسلاميّته، وخلاصة قولنا: إنّ الأدب الإسلاميّ ليسَ هو أدب العصور التي جاءت بعد الإسلام، إنّما هو ما طُبعَ بطابع الإسلام، وكانَ عربيّا، ولو وُلّدَ في العصر الجاهليِّ، وصدقَ رسولنا العظيم –صلّى اللهُ عليه وسلّم-: (أصدق بيت قالته الشعراء "ألا كل شيء ما خلا الله باطل") صحيح مسلم – (2256)
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 12:17]ـ
أعودُ إليكَ أخي؛ حاملًا حروفي التي سطرتها على جدران صفحة لأخينا أبي العباس .. في موضوعه في ذات القضيّة.
إليكَ أخي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
فأولًا؛ أحبّ أن أشكرَ القائمين على هذا الصّرح الشّامح، لفتحهم لهذا القسم .. فقد كان ينقصُ المنتدى حقيقةً!
ثانيًا أخي الحبيب .. بخصوص استفسارك، فأحبّ أن أقول لك:
لا يوجد شيءٌ اسمه " أدب إسلامي "، بل أنا أرى أن هذا اللفظ محدث، وأن الذي فرضه علينا هو الطرف الآخر، الذي طاشَ به الفكر في أودية الخيال، فأتى بما لا يمكن قوله من سبٍ بغيض، وافتراءات وو .. مما تعلم، وأعلم، ويعلم النّاس!.
وأغلب الذين تسموا " بالأدباء المسلمين "، تراهم ضعفاءَ في النّاحية الفنية، إن كان في القصيدة أو النثر أو القصّة أو الرواية، فحين أن الطرف الآخر، يأتي بألفاظٍ يانعة مقتطفة من كَرمة الخيال، يصوغها في تركيب كأنه قطعة حلوة تأكلها الروح، لمعنًى نفيس ..
إنّ المسلمَ الموحّد، المتبع لنبيه ولسلفه الصالحين، يقرأ كلّ شيءٍ .. وعندما يكتب لا يخرج منه إلا أفضل شيء ..
أمّا أن نقول لا نقرأ الغزل!، لا نقرأ خمريات أبي نواس، لا نقرأ شعر مجنون ليلى!،، فهذا عبث ..
وأنا ما قرأت مرّة مثلًا، أن أئمتنا كانوا يقولون على أبي نواس " إن شعره ليس بإسلامي "!!
ولا شيء من هذا القبيل الذي يردد الآن ..
إن علينا أن نفتح الأفقَ للأقلام المسلمة، على أودية الأدب الصحيح المستقيم الفكر والنظر، كي تخرج لنا بقصيدة ذات سبكٍ محمكم، ولفظٍ يانع، ومعنًى نفيس ..
إنّه لمن المحزن، أن تجد الشيعويين ومن كفروا بربنا الرحمن الرحيم، يأتون برواية ٍ ذات فنيّات عالية جدًا، فحين أننا نتسكع في طرق الرواية، ولا نستطيع أن نخرج شيئًا نباهي به أعداءنا ممن فرضوا علينا مصطلحات وألفاظ ...
فأظنّ أن الذين يتسعملون هذا اللفظ " أدب إسلامي " يستخدمونه كي يبعدوه من سبّوا الله ورسوله والمؤمنين ..
وأنت أخي الحبيب لو نظرت بنظرتك المتأملة في دواوين الشعر الحديث مثلا ممن يتسمون بالحداثيين، من أمثال أمل دنقل، ومحمود درويش، وأدونيس .. إلى آخره، تجد عندهم قصائد فريدة .. رغم وجود كفريات في قصائد لهم، وتجد عندهم تراكيبًا نفيسة من نوعها.
ومتى يا أخي؛ كان سبّ الله ورسوله والطعن في المؤمنين أدبًا؟؟!!
بل إنّك واجدٌ ذلك كالحًا الوجه جدًا، سيء منظر، لا تقبله الفطرة السليمة التي لم تشوه بأكدار الحداثة والعولمة،وهذه المصطلحات المبتدعة الجديدة.
والله المستعان، وعليه التكلان.
" بتضرف قليل "
كريم عبد المعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[07 - Nov-2010, صباحاً 01:57]ـ
-لا أنكر مصطلح "الأدب الإسلاميّ" فقد طمّت عليه جماعة النّقاد العرب.
-لا أقصر الأديب الإسلاميّ على أنْ يتناولَ حوادث إسلاميّة مُعيّنة "كجهاد الرّسول -صلّى اللهُ عليه وسلّم- والصّحابة في المعارك) ... إلخ
-أشيرُ على الأديب الإسلاميّ أنْ يُصوّر الواقعَ السّياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ مُعالجًا لمشكلاتها.
-أشير عليه بالكتابات النّافعة المتوافقة مع روح الإسلام.
-أشير عليه بالأدب الخياليِّ العفيف، وبالهجاء الحقيقيّ المُوجّه، وبـ"ألا كل شيء ما خلا الله باطل" إلخ ...
-أناديه بالبعدِ عن الغزلِ الحسّيّ الذي يُجسّد الأجسام ويخترق الأعراض ويثقب الحياء (بين قوسين غزل سفالة مثل وجه كاتبه)؛ ولو كتبَ في هذا؛ فلا شكّ أنّي سأخرج مكتوبه من دائرة أدبنا الإسلاميّ.
-لا مجالَ للخلطِ بينَ أمرين (قراءةُ أشعارِ السّفالة للاستشهاد بها -ولا يدخل هنا أبو نواس فهو لا يُستشهد بشعره) وبينَ (إنشاء الشّعر الحسّي وإشاعته).
-وينبغي (حفظ التّراث الأدبيّ -حسّيه ومعنويّه- لمعرفة بعض حقائق الحياة الاجتماعيّة في العصور الغابرة).
-لا نخلط بينَ شيئين (شعر الشّاعر) و (الشّاعر) فقد قلنا -سابقًا- إنّ أدبنا الإسلاميّ هو أدبٌ بلغتنا العربيّة، ويوافقُ تعاليمَ ديننا، ولو قاله جاهليٌّ.
-نُفصّل في الحكم على شعر الشّاعر فنقول مثلا: من خلال عبارات وألفاظ وأساليب أبي نواس (شعره جيّد)، ومن خلالِ الموضوعات (فشعره قبيح)، أليسَ هو المستهزئ برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قالَ (الدّيوان- ص 250):
يا أحمدُ المُرتجى في كلّ نائبةٍ - قم سيّدي نعصِ جبّار السّماواتِ
حينها سيعتذر النّقاد بقولهم توقّعًا (قالها وهو يشربُ الخمر!) ولو صحّ ذلكَ، فأينَ غيرتكم على رسولكم (ص)، بقولكم (شعره جيّد مطلقا) بدونِ تفصيل!
عجبًا لكم، ولمنهجكم!
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 08:48]ـ
أهلًا بمَن لبسَ اسمَ شيخنا الرافعي رحمه الله ..
منهجي يا أخي ولله الحمد إسلامي، وأنا بريء من كل من سبّ النبي، أو سبّ الله، أو أحدًا من الصحابة ..
هل تقصدني بهذا الكلام أيها الكريم .. ؟
أنتظرك
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 04:54]ـ
هناك كتبٌ وضحت ذلك توضيحا طيبا.
أذكر منها للدكتور / عبدالباسط البدر , وللدكتور / عبدالرحمن العشماوي , وللأديب / نجيب الكيلاني ..
وغيرهم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Nov-2010, مساء 05:47]ـ
رأيي أنّ الأمر أعمق من مجرّد حديث عابر عن إسلامية الأدب .. الأمر يتعلق بمفاهيم أخرى قد تكون حتى اليوم غائبة عن وعي الأمة وإن كانت عنصرا أصيلا من عناصر شخصيتها وركنا ركينا في كيانها تلك المفاهيم التي تجلّي حقيقة العلاقة بين الحضارة والثقافة والمدنية لتخرج على الناس ببيان واضح ورأي صريح عن ماهية الأمة وهويتها فهي روح تنفث الحياة في جسد المدنية المنهك لتنشط فيه قوة الحياة وتنبثق من أغواره أنوار القيم آسف لعدم تمكّني من الإسترسل إلاّ أنّي أكتفي بهذه الكلمة التي قالها ألو فهر رحمه الله يوما فقد سأله مرة أحد السائلين عن أبي نواس: أهو شاعر إسلامي؟ ..
فقال للسائل: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك" ... (*)
.............................. .....
(*)
عن مقال بعنوان (محمود شاكر شيخ العربية اسباب عزلته و غضبه وتحطيمه لصنم لويس عوض و طه حسين) ل د/ عبد القدوس صالح
تجده على الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=400391
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[09 - Nov-2010, صباحاً 12:18]ـ
أستاذ كريم لا أقصدكَ ولا أقصد أحدًا هنا.
أمّا عن ردِّ الأستاذ -الكبير- أبي فهر: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك" ... (*) فهذا له أسبابه؛ ربّما نسبه إلى الفترة التي عاشَ فيها، ربّما نسبه إلى شخصه المسلمة (إنْ كانَ يقول بإسلامه)، والظّاهر أنّ السّائل هنا جاء مُتهكّمًا، ولو أدخلنا العبارة في "مصنع السّياق" لكانت:
جاء رجلٌ ليسخرَ من الأدبِ الإسلاميِّ متهكّمًا: "إنّكَ تزعمُ يا محمود أنّ عندكم أدبٌ إسلاميٌّ، آلذي نقرأه لأبي نواس شعرٌ إسلاميٌّ؟! أوَقائله أيضًا شاعرٌ إسلاميٌّ؟! "
محمود شاعر غاضبًا: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك" ... (*)
والشّاهدُ على ذلكَ أنّه لا يعقل أنْ يخاطب الأستاذ محمود السّائل بهذه الشّكل!
وفرقٌ كبير بينَ زعمنا الذي قلنا فيه: "نُفصّل في الحكم على شعر الشّاعر فنقول مثلا: من خلال عبارات وألفاظ وأساليب أبي نواس (شعره جيّد)، ومن خلالِ الموضوعات (فشعره قبيح)، أليسَ هو المستهزئ برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قالَ (الدّيوان- ص 250): يا أحمدُ المُرتجى في كلّ نائبةٍ - قم سيّدي نعصِ جبّار السّماواتِ
وبينَ (أهذا شاعر إسلاميٌّ أو غير ذلكَ)، فالّذي يتكلّم بالإنجليزيّة –وكان عربيّا- يبقى عربيّا، فنقول (هذا عربيٌّ كلامه بالإنجليزيّة)، والشّاعر المعتزليّ والرّافضيّ ولو أنّهما على شفا هلكة، إلا أنّنا لا نقول: (هذان شاعران كفريّان)؛ كونهما انتسبا إلى الإسلام، وولدا في بيئة إسلاميّة، وتأثّرا يالإسلام وتعاليمه وبأخلاق المسلمين وبعاداتهم، وهذا هو لبُّ العلقمِ في لبِّ المستشرق أو المستغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كريم عبد المعين]ــــــــ[09 - Nov-2010, مساء 03:18]ـ
حفظكَ الله أخي، وبوركَ منهجك.
والله ييسر لهذه الأمّة أمرَ رشدٍ ..
ومساؤكَ ذكرٌ يا محبّ الرافعي شيخنا ..(/)
بناءالقصيدة العربية \ بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[28 - Oct-2010, مساء 08:13]ـ
بناء القصيدة العربية المعاصرة
بقلم فالح الحجية الكيلاني
ان بناء القصيدة العربية المعاصرة من موجبات الحداثة الشعرية وتوحي الى تعزيز وتأسيس وعي التجربة لدى الشاعر والناقد على حد سواء لذا، فان بنية القصيدة العربية المعاصرة تركد لنا بأنها القصيدة التي يبرز فيها الانسان في الشاعر، وموضوعاتها مستمدة مما يخص الشاعر ذاته و ويتضح فيها حالتان: احدهما ظاهرة والآخر ى مضمر، ة ونجد في الحالة الظاهرة البينةالواضحة للشاعر والمتلقي والناقد سيرة لشخصية الشاعر وهي اشبه بقناع شعري، ونستشف من الحالة الثانية غيرالواضحة الدلالة اوالمضمرة كل العلاقات والدلالات التي يتوخاها الشاعر دون ان يصرح بها، والوصول الى ذلك هو الاهم في قراءة هذه القصيدة، كما يتبين ايضا ان بنية القصيدة المعاصرة المتكاملة تتميز بالبناء الدرامي الذي يقوم على التعبير بالشخوص الواضحةاوالمقنعة وبالحدث والصراع، وقد هذب هذا البناء العناصر الغنائية التي لابد من حضورها في بنية هذه القصيدة،بصفتها احد العناصر الشعرية التي لابد منها، فغدت بعيدة المدى عن التقرير والمباشرة والنغمية التي لاتستهدف سوى نفسها، وتسيء الى النمو العضوي ومفهوم التكامل في بنية القصيدة المعاصرة.
والقصيدة المتكاملة احد مظاهر التجديد بل اهمها،وهي متصلة بالتراث تتعامل معه من منظار جدلية الحداثة الشعرية، فتستمد منه شخوصها واقنعتها وبعض احداثها، ولكن الشاعر لايعيد صياغتها، كما جاءت في القصيدة الشعرية القديمة، وانما يستعير حركة او موقفاً او حدثاً مناسباً ويحاول بوساطة الاسقاط الفني ان يوظف ما استعاره توظيفاً معاصراً،ولذلك تبدو القصيدة المتكاملة مركبة يتداخل فيها الماضي والحاضر وتتلاقى فيها الاصالة والمعاصرة، الايجابي والسلبي، والذات والموضوع للتعبير عن تجربة معاصرة.
لذا ان القصيدة المتكاملة تعبير بالتراث عن المعاصرة وبالماضي عن الحاضر والعلاقة بين الشاعر وتراثه علاقة جدلية، يتبادل فيها المشاعر والتراث، التأثر والتأثير وان مفهوم الحداثة غير متناقض مع مفهوم التراث، فالحداثة من التراث، وهي تنبثق منه كانبثاق الغصون من السا ق والسا ق من الجذو ر وكذلك التجديد فالتجديد الشعري ذو ثلاثة اطراف متلازمة متفاعلة هي: المؤثرات الخارجية المساعدة والمكونات التراثية وموهبة الشاعر وان التأثر سمة انسانية مشروعة تشترك فيها الشعوب وهي لاتعني النقل عن الاخر وانما تعني المعرفة والاطلاع وذلك سيفضي الى الابداع والاصالة، حيث كان للمدارس الادبية ولبعض الشعراء الغربيين تأثير في بنية القصيدة العربية الحديثة، فالرومانسية ساهمت في إحياء النزعة الغنائية، والرمزية في تعميق الاحساس الداخلي واستخدام الاسقاط الفني، وعمقت السريالية غنائية اللغة والصورة والموضوع وحرية الكشف والتعبير، وتجلت التأثيرات الكلية العميقة بالانتقال في بنية القصيدة من وحدة البيت الى الشكل العام او العضوي، ومن الذاتية الى الموضوعية، ومن الغنائية الى الدرامية، ضمن المكونات الغربية في بنية القصيدة العربية المعاصرة، اهمها ثلاثة: المكون الاسطوري والمكون التاريخي والمكون الادبي.
كما نرى ان القصيدة استفادت في بنيتها وشكلها العضوي من القصيدة والنقد الاوروبيين اللذين كان لهما دور مباشر في توجيه شعرائنا الى الاستفادة من تراثنا والالتفات الى التراث الغربي بأساطيره واشكاله الفنية للتعبير عن تجارب معاصرة وهذا سبب من اسباب الغموض في القصيدة المتكاملة، وهو في الوقت ذاته سبب من اسباب ثرائها وتعدد اصواتها ودلالاتها. وتطورها نحو الافضل
اما الموضوعات الغنائية، وغنائية التعبير في بنية القصيدة المتكاملة وقد لقِّحت بالعناصر الدرامية لتخاطب الاحساسات والعقل معاً وتمتزج فيها الذات بالموضوع ويتعادل التعبير والاحساس وتغدو اللغة والصورة والايقاع أدوات موظفة جديدةثابتة و ان القصيدة المتكاملة كانت نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على مجتمعنا منذ منتصف القرن العشرين،فالمجتمع الاستهلاكي افرز موضوعات الموت والاغتراب كما انها ناجمة عن جهود الشعراء المتواصلة منذ بدايات القرن العشرين للنهوض بالقصيدة المعاصرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ان بنية القناع في القصيدة العربية المعاصرة، و مجالات استخدامه ومصادره، فهو وسيلة درامية للتخفيف من حدة الغنائية والمباشرة وهو اتقانة جديدة في الشعر الغنائي لخلق موقف درامي او رمز فني يضفي على صوت الشاعر نبرة موضوعية من خلال شخصية من الشخصيات، يستعيرها الشاعر من التراث او من الواقع، وقد استعاره الشعراء من الاساطير او الشخوص الدينية اومن التاريخ العربي او من التراث الادبي كما فعل بعض شعراء الحداثة حين استعاروا اقنعة لوجوه شعراء قدامى كطرفة بن العبد وابي نواس والحلاج وغيرهم.
وان هذا الشاعر لابد ان يكون مثقفا ثقافة عالية بالضرورة حيث انها تظهر في شعره واضحة المعالم، فهو يطوف في التاريخ القديم والأساطير والتراث للبحث عن متكأ او مشجب او وسيلة او موقف تحمل افكاره ورؤاه، وان هذه القصيدة تميل الى الطول فهي في بعض اعمال الشعراء يعتبرها كتاب كامل، لمافيها من امور متكاملة
ان بعض الشعراء المعاصرين استفادوا من العناصر الدرامية في خلق شخصية غنية معقدة، فاتجهوا الى التراث بأنواعه للتعبير عن تجارب معاصرة، وهذا يؤكد اصالة القصيدة المتكاملة، وسنكتشف ان الشخصيات الدرامية التي ابتدعها هؤلاء الشعراء ذات مرجعيات مختلفة، فبعضها من الماضي والآخر من الحاضر وبعضها من الدين او الادب او الواقع الاجتماعي، وبعض هذه الشخصيات ذات منبت اجتماعي طبقي او ذات مهن اجتماعية وضيعة وذات هموم معيشية وهذا يثبت ارتباط القصيدة المتكاملة بواقعها الاجتماعي.
ان عناصر البناء الدرامي وتكامل القصيدة وهي: الحكاية والحدث وصلاته بالشخصية وسماتها من جهة، وبالحتمية الناجمة عن تكوينها من جهة ثانية مبيناً من خلال الحكاية والحدث الدرامي والصراع والحوار الدرامي وبناء الحدث ان الحكاية تكتسب اهميتها الفنية حين يمتلك الشاعر المقدرة على توظيفها توظيفا معاصراً، وان الحوار الجيد والصراع المتين يؤديان دوراً بارزاً في بناء الحدث ورسم ابعاد الشخصية الدرامية وبناء القصيدة المتكاملة، وان العناصر الغنائية تغتني بالعناصر الدرامية فيتلون الايقاع والصورة بتلون احساسات الشخوص ليشكلا الايقاع والصورة العضويين، كما ان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية والسلبية المتفاعلة، فهي ذات اصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة.
أخيراً .. تظهر الخاتمة ونكتشف نحن مدى عمق البحث واصالته في هذا الكتاب، فهو يقف عند بنية القصيدة المتكاملة، يحللها ويدرس جوانبها المختلفة بل ويعيد تعريف جملة من المصطلحات النقدية التي تقربنا من القصيدة الحديثة وتقربها منا.ولعل في ذلك جهداً يود لو يوضح الحقيقة ويفكك كل تفصيلاتها كي يقيم منارات يهتدي بها الباحثون والمنقبون عن الحداثة وتطوراتها وتجلياتها، وتؤكد ان اتجاه الشعراء الى التراث بمصادره، يختارون منه الاقنعة والحكايات، هو ردة الى الماضي للامتداد منه الى الحاضر فنسمع من خلاله اصواتنا ونرى ونتلمس احساساتنا ونعي مشكلاتنا، من خلال رؤية معاصرة تقوم باحياء التراث وتوظيفه توظيفاً معاصراً على نقيض ما كان يفعله شعراء حركة الاحياء في عودتهم الى بعض عناصر التراث فقد كان الماضي هدفاً لهم يعودون اليه لبيان جمالياته وتقديسه والوقوف عنده، وهكذا تجمع القصيدة المتكاملة الاصالة والحداثة فهي لاتتخلى عن الاصالة بحجة الحداثة، ولاتتخلى عن الحداثة بحجة التمسك بالتراث كما تثبت الدراسة اهمية الطريقة التمثيلية في رسم الشخوص والاتجاه نحو التعبير الدرامي وقدرة الشاعر على الامساك بالخيوط الدرامية والخيوط الشعرية التي تنسج القصيدة المتكاملة.
فالح الحجية الكيلاني
العراق \ديالى \ بلدروز
****************************(/)
سيارتي والقدر ... واقعة أحكيها لكم بقلمي ...
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[29 - Oct-2010, صباحاً 07:26]ـ
.....
...
أقلتني سيارتي جديدةَ الصنع، في طريقٍ مكتظٍ بالزحام، متوهج بحرارة الصيف الحار، على مسارٍ طوله قرابة الثلاثين كيلا، لأصل في نهايته إلى مقر إيوائي، وكنف عيشي، وهناءة روحي، فلم أجد نفسي وأحاسيسها - والتي كانت منشغلة بمكابدة وهج حرارة الظهيرة - إلا وهي تشرد من كياني للأمر الخارجي المفجع، الذي حدث للسيارة، فدُهشْتُ من قوة الصوتِ الذي سلب مسامعي، فتفقدت وقتئذ، ميزان الحرارة و ... ونظرت من أمامي ومن خلفي وفي المرآة الجانبية اليمنى واليسرى، فإذا الوضع مطمأن ومستتب، فحمدت الله أن لم يكن هذا الصوت ليشل حركة السيارة.
لكن لم أدرِ ما سببهُ؟؟ وأرجعت فكري مُلتَمِسَاً العَرَض والنقص، مع أنه لم يكن يجول في خلدي أن سيحصل لسيارتي أي خلل، لكن،،، وبعد طول تفكير وتأمل ومحاسبة لم أجد هداية لجواب على ما حصل.
بعدها صرفت اهتمامي إلى معالجة آثار الصوت من تسكين الروعة والرعشة، ومسح بقايا العرق المتَفَصِّد من الجبين المرهف.
فأكملت مسيري ومشواري على مضض، وأصبحت مشدود البال مقيد الخاطر في مستقبل السيارة، وهل ستحصل فاجعة أخرى أو لا؟؟؟
ثُمَّ لحظات وأَجِدنِيْ وقد هدأ خاطري، وتَرَوَضَتْ نفسي على الرضا والاطمئنان، وتَرَبَتْ في غضون دقائق على الاستسلام لله فيما لو حدث أمرٌ آخرَ مثلما حدث أو أعظم منه، ولاستقبَلْتُهُ بكل رحابة صدر، ولقنعتُ به، وقد تحول المضض إلى برد وسلام. لأن المصيبة الثانية والثالثة – كما تعلم - ليست كالأولى.
ولعلك يا أخي تشاطرني روعة الحدث الحاضر والاستسلام له في المستقبل. وبعد أن رجعت إلى ما كنت منشغلا به من مكابدة حرارة أشعة الشمس الملتهبة، حدثتُ نفسي حينئذ قائلا لها وبصوت خافت نافذٍ إلى أغوارها هلا استفدتِ مما حصل ليعود عليك بالفائدة؟؟؟ فقالت مجيبة جواب المستغرب المستفهم أيمكن أن يستفاد من هذا الحدث!!!؟ فلم أجبها ... لمعرفتي أني لم أسألها إلا لانعدام الجواب المقنع لدي، وبعد مضي مدة من الزمن ألهمني ربي وهداني إلى معنى إيماني بديعٍ بليغٍ، هو أشهى وأطيب من تفسير نابع من تصوري القاصر لو تكلَّفَهُ عَقلِي مجيبا لذاتي.
فطاف تفكيري وشخص بصري وتهيأ للصعود إلى المعنى المُلهَمْ وتلهفت له تلهف الحاج المشتاق الغريب للبيت العتيق.
فتركَّب المعنى في صورة مثال، وأكرم بالأمثلة في تقريب المعاني لمن عقل وتفكر؛ فَمَثُلَتْ سيارتي أمامي وكأنها الدنيا بحذافيرها إذ يجمعهما رمز الفناء، وأن المرء الراكب في السيارة شبيه بالشخص السائر في فجاج الدنيا الرحيبة، وأن وجهتي في الطريق الممتد القائظ، والموصل إلى المنزل في الآخر، تحاكي وجهة المؤمن الموحد الذي التزم الصراط المستقيم وصبر على التكليف الرباني، لأن غايته العظمى" رضى الرب"، ليهنأ هناك في مقعد صدق عند مليك مقتدر وينعم بالحسنى وزيادة، وَكَيَّفْتُ الصوتَ المفجع على أنه المصائب والأقدار التي تصيب الإنسان ولا مدخل للتحكم فيها، والتي لم يسلم بشرٌ من مجابهة هذا القَدَرُ النافذ في البشرية بل في الكون أجمع.
فيا من جعل الدنيا مطيَّتَه اعقل هذا المثل وطبقه عل كل مصيبة، تزدد إيمانا كما قال الحق: (الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادَهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعمَ الوكيل فانقلبوا بنعمةٍ من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء). واعزمْ تحديثَ نفسك بمثل هذا المثل، فهو العلاج الأمثل لتخفيف المصاب الجلل، قال الرسول المصطفى: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» وهو الدواء النافع لإزالة الهموم والغموم، ووطن نفسك على المستقبل فلا يخلو من منغصات، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا أصيب أحدكم بمصيبة، فليذكر مصيبته بي؛ فإنها أعظم المصائب».
وتذكر أنك في الدنيا سائر غير مستوطن لترضى وتعيش قريرَ العين، ساكن النفس، مطمأن القلب، مستسلمٌ لله غير جازع. جعلني ربي وإياك وكل مسلم راضين بالمصيبة مستقبليها بقلب مليء بالإيمان والرضا.
...
ـ[مصطفى صادق الرّافعي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 07:31]ـ
أشكركَ أخي الفاضل؛
قصّة مؤثّرة، صدقتَ أخي الفاضل، "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"!
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 03:44]ـ
اشكر لك هذا السرد الرائع(/)
كانوا يكرهون الألقاب ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 09:11]ـ
في كتاب" تغريب الألقاب العلمية " للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد – رحمه الله – بحث جيد في هذا الباب أحببت أن أنقله لما فيه من الفائدة:
قال – رحمه الله – (ص 22، 29):
«ويستطيع الناظرُ في كتب التراجم عندما ينعم النظر في السِّيَرِ والرجال أن يتجلَّى له بوضوحٍ مظهرُ الانطباعِ بروح التواضع والافتقار، ونتيجةً لهذا فلن يرى من يُلَقِّبُ نفسه بما كان يستحقُّه من لقبٍ علمي، أو لقب تزكيةٍ في حياته وزمانه، بل سيرى مواقف الأَنَفَةِ من ذلك، وهذا منتشر في كتب النَّقَلَةِ للسِّيرِ والرجال.
فهذا الإمامُ المحدِّثُ أبو إسحاق السَّبيعِي: عمرو بن عبد الله، المتوفى سنة 129هـ لما قال له شخص: أأنت الشيخ أبو إسحاق؟ قال: لا أنا أبو إسحاق.
وهذا العمادُ الحنبلي: إبراهيم بن عبد الواحد المَقْدِسي المتوفى سنة 614هـ كان إذا سُمِعَ عليه جُزْء وكتبوا على ظهره: سمع على العالم الوَرع، نهاهم عن ذلك، كما في " ذيل الروضتين " لأبي شامة المقدسي.
وفي "الشذرات" لابن العِمَاد (6/ 34)، قال: (قال السُّبكي: كان ابن دقيق العيد لا يُخَاطِبُ أحداً إلا بقوله: يا إنسان، غير اثنين: الباجي، وابن الرِّفْعة، يقول للباجي: يا إمام، ولابن الرفعة: يا فقيه) أهـ.
وفي ترجمة القاضي أبو البركات أحمد بن إبراهيم الكناني العسقلاني الحنبلي المتوفى سنة 886هـ كما في " ذيل رفع الإصر " للسخاوي، قال: " وأَلْزَمَ الموقعين بالمنعِ من مزيدِ الألقابِ له ولأبيه ولِجَدِّهِ، وأمرهم بالاقتصار على قاضي القُضاة لكل منهم، وقال: هذا وصفٌ صحيح، وكذا منعني - القائل السخاوي – من إطْرَائِهِ، وأمرني بالاقتصار في ترجمته على شيوخه ونحو ذلك، وقال: لست في حِلٍّ من زائد عليه .. ) أهـ
ومن الاقتصار في الألقابِ ما جاء في ترجمة عبد الله بن وهب المالكي، المتوفى سنة 197هـ كما في " وَفَيَاتِ الأعيان ": (3/ 36، برقم 324)، قال:
(وكان مالك يكتب إليه إذا كتب في المسائل: إلى عبد الله بن وهب المفتي، ولم يكن يفعل هذا مع غيره) أهـ
وفيه أيضاً (3/ 345) في ترجمة الهكاري المُلَقَّب بشيخِ الإسلام المتوفى سنة 486هـ، قال:
(وسمعتُ أنَّ بعضَ الأكابرِ قال له: أنت شيخ الإسلام، فقال: بل أنا شيخ في الإسلام) أهـ
وقال أبو الحسن العامري المتوفى سنة 381هـ في كتابه " الأمد على الأبد ":
(ولقد كان شَيْخُنا أبو زيد أحمد بن سهل البلخي – رحمه الله – مع تَوَسُّعِهِ في أصناف المعارف، واستقامةِ طريقتِهِ في أبوابِ الدين، متى نَسَبَهُ أحدٌ من مُوَقِّرِيه إلى الحكمة يشمئزُّ منه ويقول: لهفي على زمان يُنْسَبُ فيه ناقصٌ مثلي إلى شرف الحكمة ... ثم قال: هذا حال أُستاذه: يعقوب بن إسحاق الكِنْدي).
وقال ابن الحاج في " المدخل " (1/ 127) في مَعْرَض بحثه النفيس في ذلك:
(ألا ترى إلى الإمام النووي – رحمه الله – من المتأخرين لم يرضَ قَطُّ بهذا الاسم، وكان يَكْرَهُهُ كراهةً شديدةً على ما نُقِلَ عنه وصح، وقد وقع في بعض الكتب المنسوبة إليه – رحمه الله – أنه قال: إني لا أجعلُ أحداً في حِلٍّ ممن يسميني بمحيي الدين. وكذلك غيره من العلماء العاملين بعلمهم ..
وقد رأيتُ بعضَ الفُضَلاء من الشافعية من أهل الخير والصلاح إذا حَكَى شيئاً عن النووي – رحمه الله – يقول: قال يحيى النووي؛ فسألتُهُ عن ذلك فقال: إنا نكره أن نُسميه باسمٍ كان يَكْرَهُهُ في حياته، فعلى هذا فهذِهِ الأسماءُ إنما وضعت عليهم تَفَعُّلاً وهم برآء من ذلك) أهـ.
وهذا أبو العباس شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النُّميري الشهسر بابن تيمية، المتوفى سنة 728هـ - رحمه الله – رائد القيادة إلى السلفية الرشيدة على أنقاض التأويل ومحض التقليد ومستحكم الأهواء والبدع، كان كثيراً ما يقول [مدارج السالكين (1/ 524)]: (ما أنا بشيء، وما مني شيء)، وكان لا يرضى تَلْقِيبَهُ بتقي الدين، ويقول: لكن أهلي لقبوني بذلك.
وهذا الشيخ محمد المبارك الجزائري ثم الدمشقي، المتوفى سنة 1330هـ - رحمه الله – وَجَّهت إليه الدولة رُتْبَةً علميةً فاستاء جدَّاً، ولم يقبلها، ولم يبعث بشُكْرٍ إلى الوالي، وما رُؤيَ يغضبُ مثل غضبه عند ذكرها، وهذا في ترجمته من كتاب " تاريخ علماء دمشق ": (1/ 275، 276).
وهذا ابن هُبَيْرَة الشيباني، صاحب " الإفصاح "، المتوفى سنة 560 هـ قال يوماً كما في " الشذرات " (4/ 193):
(لا تقولوا في ألقابي: سيد الوزراءِ، فإن الله سبحانه سمى هارونَ: وزيراً، وجاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: أن وزيريه من أهل السماء جبريلُ وميكائيل، ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر).
بل إن تَشَدُّدَهم في ذلك وصل إلى حَدِّ عدمِ إطلاقها إلا بقدر الاستحقاق، ويتعقبونَ من تجاوز في ذلك. و انظر في " القديم والحديث " (ص 297) لمحمد كرد علي فهو مهم.
وهذا بابٌ من النقول موسَّع يقع الناظرُ عليه من خلال تراجُم الرجال وسِيَرِهم لاسيما الصحابة – رضي الله عنهم –، ثم التابعون لهم بإحسان، ثم للورثة عنهم بحسب سهامهم من ميراث النبوة، ومنه يتحصلُ أن تَلْقِيْبَ المرءِ نَفْسَهُ بألقابِ العلم والتزكيةِ هو خلاف الأدبِ النافع، والسَّمتِ الصالح».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 10:36]ـ
نفع الله بكم شيخنا ...
بل إنك ترى الواحد في زماننا لو نطقت باسمه مجردا، لكان له معك حديث!
وقد ناديت أحدهم مرة: يا سيدي،، أريد كذا! فقال: أنت تعلم مع من تتكلم؟ قلت: عبد من عباد الله! فأخرجني من مكتبه ولم أقض حاجتي ... والله المستعان ...
يقول الشيخ علي العمران - حفظه الله - في المشوق (ص 7 - 8):
((فجماعة منهم ظنوا أنهم قد بلغوا من العلم ما لا يُحتاج معه إلى مزيد قراءةٍ واطلاع، فقنعوا بما أحرزوه من ألقاب!! وشهادات!! ومناصب ووجاهة!!.
فما هو إلا أن حاز ((اللقب)) حتى أعرض عن الطَّلَب، وقد كان يدّعي العكس، يقول: دعوني أضع همَّ ((اللقب)) ثم أُمْعِن في الطلب! فما باله انقلب!!.
وياليته وقف هنا فحسب، لكنه اتكأ على أريكته وعرَّض الوساد، وتنمَّر على العباد، وانسلخ من طلب العلم إلى طلب الدنيا، فأصبح (اللقب) حينئذٍ خديعة يخدع بها المرءُ نفسَه وغيره.
ولو كانت الألقاب تؤخذ عن أهليَّةٍ واستحقاق، لهنان الخطْبُ وانقطع الخِطاب، لكن العكس هو الواقع، فأصبحتْ أحيانًا تُباع وتُشْترى، وأحيانًا تُعطى لبحوثٍ هزيلة، وأحيانًا لبحوث منقولة عن غيرها، وهكذا في سلسلة نكِدة من التخاذل العلمي، فهل يوثق بعد هذا بشهادةٍ أو لقب (1).
----------
(1) لكن بعض الصالحين لم يستطع التخلُّصَ من ضغط الواقع في اعتبار هذه (الألقاب السحرية!!) كل شيءٍ، فمع يقينه أنها لا شيء إلا أنه -دائمًا- لا يستطيع أن يكتب اسمه دون أن يسبقه بـ (اللقب)، وتالله لو وضع قبل اسمه ما شاء من ألقابٍ وشارات لَمَا أغناه ذلك شيئًا! ولكنه اللقب، فمتى سُلِبَ سُلِبَ معه كلُّ شيءٍ.
وبعض هؤلاء يُعبِّر بطريقة أُخرى، فحالما يحصل على شهادة ((اللقب)) إلا ويسارع بوضعها في مكان بارزٍ في مكتبته محاطة بإطار جميل، ولسان حاله يقول: لله أبي! لقد بلغتُ مرتبة الراسخين!!.
وكم من شهاداتٍ يَغُرُّ جمالُها ... وقيمَتُها النَّقْش الذي في إطارِها))
ـ[فتح البارى]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 12:03]ـ
جزاكمُ الله خيرًا
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 01:01]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
نقل لطيف. بارك الله فيك.
/// ولعلّ المسألة تحتاج إلى مزيد تفصيل وتمييز بين:
_ استخدام الملقّب لما لُقّب به؛
_ ورضاه باللقب؛
_ واستخدام الناس لما اشتهر من ألقاب العلماء والأمراء وغيرهم.
[ b][font=traditional arabic] وفي ترجمة القاضي أبو البركات أحمد بن إبراهيم الكناني العسقلاني الحنبلي المتوفى سنة 886هـ كما في " ذيل رفع الإصر " للسخاوي، قال: " وأَلْزَمَ الموقعين بالمنعِ من مزيدِ الألقابِ له ولأبيه ولِجَدِّهِ، وأمرهم بالاقتصار على قاضي القُضاة لكل منهم، وقال: هذا وصفٌ صحيح
/// لعلّه أمر بالاقتصار عليه لأنّه صار في زمانه اسمًا لمنصب ووظيفة، وإلا فقد اختلف العلماء في جوازه.
ومن ذلك أيضًا "أقضى القضاة"، وأوّل من لُقِّب به "الماوردي وكان ذلك عام 429هـ. ومن الغرائب أنّ الفقهاء الذين اعترضوا على هذا اللقب وقالوا بعدم جوازه كانوا سنة 427هـ أجازوا إطلاق لقب "ملك الملوك" على جلال الدولة، وخالفهم الماوردي في ذلك، دون مبالاة بغضب الخليفة أو رضاه!
/// ومِن العلماء والمشايخ مَن بلغ مقامًا لا يبالي فيه بلقب؛ فتراه لا يحبّذه، ولا يُنكِره، ولا يُنكِر على مَن أغفَلَه ...
/// وكانت الألقاب تضاف إلى أعلام الناس تمييزًا لهم بما اشتهر عنهم على سبيل المدح أو الذّمّ. ثم صار بعضهم يلقّب به ولده عند ولادته، على سبيل التفاؤل ورجاء مطابقة صفاته لذلك اللقب. وربما اقتصر هذا على بيوت العلم أو الحكم ...
/// ومِن العبارات الدارجة في زماننا: "مع حفظ الألقاب"!
/// ومن الدكاترة مَن يغضب إذا وصفته بالأستاذ بدل الدكتور، مع أنّ معنى اللقبين متطباق لغةً!
/// ومِن مشايخ التلفاز مَن يتملّص من لقب "الشيخ"؛ فإذا وُصف بالأستاذ أو المفكّر أو الباحث المتخصّص، رضي واستبشر! وإذا وُصفِ بالداعية، رضي أيضًا، لكن على مضض!
/// وللشيخ الإبراهيمي، إن لم تخنّي الذاكرة، مقال عنوانه: "شيخ الإسلام؟ أم شيخ المسلمين؟ " وهو عن شيخ آخر ...
وللحديث بقايا ...
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 03:39]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الاضاءة الطيبة
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 11:07]ـ
الشيخ ضيدان اليامي جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الطيب
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 03:18]ـ
ومِن لطيف ما جاء في باب قريبٍ ممّا أمتعنا به شيخنا الفاضل: هذا النصّ لابن خلّكان (وفيات الأعيان، ج3، ص110). قال:
"وسمعتُ مِن جماعةٍ مِن المصريّين يقولون: إنّ هؤلاء القوم (يعني الفاطميّين) في أوائل دولتهم قالوا لبعض العلماء: "تكتب لنا ورقةً تذكُر فيها ألقابًا تصلح للخلفاء"؛ حتى إذا تولّى واحدٌ، لقّبوه ببعض تلك الألقاب. فكَتب لهم ألقابًا كثيرة. وآخر ما كتب في الورقة: "العاضد".
فاتّفق أنَّ آخِر مَن وُلِّي منهم تلقَّب بالعاضد. وهذا من عجيب الاتفاق!
وأيضاً فإنّ "العاضد" في اللّغة: القاطع. يقال: "عضدتُ الشيءَ، فأنا عاضدٌ له"، إذا قطعته. فكأنه عاضدٌ لدولتهم! وكذا كان، لأنّه قطعها."
وعن العاضد يقول الشاعر:
تُوفِّي العاضدُ الدَّعِيُّ فَمَا --- يَفتح ذو بدعةٍ بمصرَ فَمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو آمنة]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 11:31]ـ
موضوع طيب ترجى مناقشته .... شكر لك(/)
الحقيقة شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[29 - Oct-2010, مساء 11:11]ـ
هي الحقيقة
شعر فالح الحجية الكيلاني
يا نفس مهلا فان الدهر في عجب
جاءتك تترى غيوم المزن تنهطل
ان النوائب تجري سيلها عرم
مثل الصواعق والانسان يحتمل
حسبي على الله توكيلا الو ذبه
في كل نائبة لله ابتهل
هي الحقيقة ان الله يعلمها
وضح النهار فظلام الليل ينكفل
الظالمون لحقا انت كابتهم
والحاقدون بقول الحق ينخذلوا
هذا صنيعك تفضيل الزمان له
مثل الربيع بلون الورد ينجمل
ها قد فلحت باسم الحق متشحا
انت الفلاح وفيك العدل والامل
اني لاشهد ان الحق منزله
عدل تهادى فايمان ومبتهل
يا صاحب الحق ان الله ناصره
ادعوه مبتهلا والقلب منفعل
جاءتك محمولة صدقا علامتها
عليك وحدك يا مولاي اتكل
ربي حنانيك – في امر الم بنا
قد اصبح الحق بعد الظلم يمتثل
-----------------------------------------------------
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 03:35]ـ
راقني ماقرأت
شكرا لك(/)
الموشحات والازجال الاندلسية بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 06:39]ـ
الموشحات والازجال الاندلسية
بقلم فالح الحجيةالكيلاني
الموشحات
---------------
الموشح منظومة شعرية مؤلفة من اربعة عشرا بيتا على الاكثر على وزن ايقاعي غنائي معين وقد يزيد او ينقص عن ذلك
والموشح هو وزن من اوزان الشعر العربي الماءلوفة في الشعر العربي الا ان اواخره موشحة اما بجمل متوازنة متحدة القوافي يؤتى بها في اخر كل مقطع من مقاطع الموشح العديدةاو موشح بقواف ثنائية او ثلاثية اورباعية
ظهر الموشح على حقيقته كفن قائم في بلاد الاندلس لاول مرة أي ان الموشح قصيدة كانت موجودة في الشعر العربي وتطورت وفق تطور الحياة العربية في الاندلس وما املته هذه الحياة في تلك البلاد من ايجاد نوع من الشعر احتاجته الاذن العربية او النفس العربية هناك ليتفاعل معهما في الغناء والنفس الطرية التواقة الى كل جميل وجديد
اول من ابتدع الموشح في شكله الجديد في العربية الشاعر الاندلسي -مقدم الغريري – وقد اكثر الشعراء بعد ذلك من نظمه والتغني به وانشاده كثيرا في دواوين وبلاطات الامراء الاندلسيين أي كانه ابتدع من قبل شعراء هذه البلاطات والداخلين في خدمة الامراء والخلفاء في تلك البلاد وذلك لحاجة هؤلاء الى الغناء والطرب وباساليب ومعان جديدة واضحة المعاني جلية الصورة سهلة الاسلوب تشنف الاذان وتطرب السامع بالحانها الجميلة وكلماتها الفياضة الداخلة الى القلب مباشرة فتسرالقلوب وتبهج النفوس
ومن هذه الموشحات هذا الموشح الذي يتغنى به المغنون لوقت قريب
ياحلو يااسمر غنى بك السمر
رقوا ورق الهوى في كل ما صورا
---------------------
ما الشعر ماسحره ما الخمر ماالسكر
يندى على ثغرك من انفاسك العنبر
--------------------------
والليل يغفو على شعرك او يقمر
انت نعيم الصبا والامل الاخضر
ما لهوانا الذي اورق لايثمر
-------------------------
قد كان من امرنا ماكان هل يذكر
نعصر من ر وحنا اطيب ما يعصر
----------------------------
نوحي الى الليل ما يبهج او يسكر
نبنيه عشا لنا ياحلو يا ا سمر
------------------------------------
الا زجال
----------------
الزجل هو الصوت المردد او المتسق بالاطراد والاستقامة وقد ظهر لاول مرة في الشعر العربي في بلاد الاندلس ايضا واول من انشد وتغنى به الشاعر العربي الاندلسي ابو بكر بن قزمان في القرن الخامس الهجري أي قبل الف سنة تقريبا ثم انتشر بعد ذلك بين شعراء الاندلس وانتقل وشاع في البلاد العربية الاخرى وبالاخص في لبنان وما حوله لتقارب البيئة الاندلسية من البيئة اللبنانية جمالا ورقة ولتشابه الاجواء الطبيعية بينهما
والزجل نوع من الانشاد العربي القريب الى اللهجة االعامية او هو شعر سهل الالفاظ يحسبه السامع انه من اللهجة العامية لسهولته وتطويعه القريب في الغناء وقد جاء على اوزان مختلفة وربما تكون غير مضبوطة الوزن الشعري يضبطها اللحن والتناسق الموسيقي المتجاوب معه أي يفضل فيها التناسق الموسيقي او الانغام الموسيقية على الوزن في حالة التفاضل بينهما ولو انهما الواحد يكمل الاخر بحيث يعدها السامع متناسقة ماءلوفة وقد قربت الى اللهجات العامية منها الى الفصحى في اغلب الاقطار العربية فيما بعد تبعا لطبيعة البلد وحاجته الى الغناء
- راجع مقالتي النغم الايقاع في كتابي في الادب والفن – ولكي لا اطيل فمن الزجل هذه الابيات الشعرية المغناة –
فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري
خلو ا منا زلهم وساروا مع الفجر
--------------------------------------
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2010, صباحاً 09:28]ـ
اول من ابتدع الموشح في شكله الجديد في العربية الشاعر الاندلسي -مقدم الغريري – [/ font]
من هو مقدم الغريري؟
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[02 - Nov-2010, صباحاً 07:24]ـ
الاستاذ الواحدي تحية وسلاما
عذرا لقد عانق اصبعي حرف الغين قبل حرف الفاء اثناءالطبع فجاءت الكلمة (الغريري) والصحيح (الفريري)
والفريري هو مقدم بن معافر الفريري احد شعراء الاميرعبد الله بن محمد المرواني الاندلسي
جاءفي مقدمة ابن خلدون ج3 صفحة 391 (واما اهل الاندلس فلما كثرالشعر في قطرهم وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية استحدث المتاخرون منهم فنا سموه بالموشح وكان المخترع له مقدم بن معافر الفريري)
اما ابن شاكرالكتبي صاحب فوات الوفيات فيقول (وقيل ان ابن عبد ربه صاحب العق الفريد اول من سبق الى هذا النوع من الموشحات) ج1 صفحة 425
ويقول صاحب الذخيرة (ان اول من صنع اوزان هذه الموشحات بافقنا واخترع طريقها – فيما بلغني – محمد بن محمود القبري الضرير) 1\ 2 - 1
ويذكرالدكتور محمد زكريا عناني في كتابه (في الادب الاندلسي) صفحة\287 ان اسم مقدم بن معافر الفريري مغلوط وان الصحيح (مقدم بن معافي القبري) وينسبه الى قرية (قبرة) في الاندلس
واميل الى ماجاءفي المقدمة حيث ان ابن خلدون ثقة في ذلك
واعتذر عن الاطالة(/)
الشاعر محمود سامي البارودي - بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 11:23]ـ
محمود سامي البا رودي
بقلم فالح الحجية الكيلاني
ولد محمود سامي البارودي عام 1839 ميلادية، وكان أبوه حسن حسين بك البارودي من أمراء المدفعية ثم صار مديرا لمنطقة (بربر) ومن ثم (دنقلة) في عهد الوالي محمد علي باشا والي مصر، وكان جده لأبيه عبد الله بك الجرسكي كشافا في عهد محمد علي مأمورا و أحد أجداد الشاعر واسمه مراد بن يوسف شاويشا ملتزما في العصر العثماني لبلدة (آيتاي البارود) إحدى مناطق محافظة البحيرة، وقد لقب بالبارودي نسبة الى هذه المنطقة وبقي هذه التسمية ملازمة لعائلته من بعده.
وكان أجداده بربطون نسبهم بنسب المماليك حكام مصر وانهم منهم وكان الشاعر محمود سامي البارودي شديد الاعتزاز بهذا النسب في شعره وفي كل أعماله، و كان له فيه اثرا قويا في جميع أدوار حياته وفي المصير الذي انتهى أليه.
توفى والده وهو في الاسابعة من عمره فكفلته امه تر بية وتدريسا وسهرت على تعلمه
تلقي البارودي وهو في السابعة من عمره دروسه الأولى في البيت فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيئًا من الفقه والتاريخ والحساب، ثم التحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية
ابتدات مظاهر حبه و شغفًه بالشعر العربي تظهر في شخصيته ودراسته فحفظ الكثير من شعر الشعراء القدامى وخاصة شعراء العصر الاموي والعباسي مثل جرير والاخطل والفرزدق وابي تمام والبحتري والمتنبي وابن زيدون وكثير من الشعراء الفحول، فنظم الشعر واجاد وابدع فكان شاعرا فذا في مقتبل الشباب وعمر الصبا
وبعد أربع سنوات من الدراسة تخرّج عام 1845م برتبة (باش شاويش) ثم سافر إلى إستانبول مقر الخلافة العثمانية، والتحق بوزارة الخارجية، وتمكن في أثناء إقامته من إتقان اللغتين التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من الأشعار بهما، ودعته سليقته الشعرية المتوهجة إلى نظم الشعر بهما. وفي أثناء عمله بالجيش اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة (1282 هـ = 1865م) لمساندة جيش الخلافة العثمانية في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة "كريت"، وهناك أبلى البارودي بلاء حسنًا، وجرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحروب التي خاض غمارها، يقول في رائعة من روائعه الخالدة \
أخذ الكرى بمعاقد الأجفان
وهفا السرى بأعنة الفرسان
والليل منشور الذوائب ضارب
فوق المتالع والربى بجران
لا تستبين العين في ظلماته
إلا اشتعال أسِنَّة المران
كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الحياة في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، واهن الحركة، كليل البصر.
وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية.
أن ولاية مصر الت إلى الخديوي عباس الأول ثم إلى سعيد وكان عباس قد عدل عن خطة محمد علي الذي نظم الجند وتقدمه حين لاحظ ان الدولة العثمانية تنظر إلى الجيش المصري بعين الريبة والقلق وهذا ما جعله يغير خطته ويبتعد عن كل مايقدم الجيش والتعليم كافة لذا تعطلت النهضة التي كانت متصلة بالجيش و في الصناعة والدراسة والتعليم.مما اثر على الحياة الثقافية في البلاد عموما
ترقى البارودي في السلك العسكري والسلك المدني، وحصل على أعلى المراتب، فكان وزيراً للمعارف والأوقاف ووزيراً للحربية والبحرية في عهد الخديوي توفيق،
وبعد عودة البارودي من حرب كريت تم نقله إلى المعية الخديوية ياورًا خاصًا للخديوي إسماعيل، وقد بقي في هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولي العهد "توفيق بن إسماعيل" في (ربيع الآخر 1290هـ = يونيو 1873م)، ومكث في منصبه سنتين ونصف السنة، عاد بعدها إلى معية الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه في القصر وعاد إلى الجيش.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما استنجدت الدولة العثمانية بمصر في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، كان البارودي ضمن قواد الحملة الضخمة التي بعثتها مصر للقتال ولنجدة الدولة العثمانية، ونزلت الحملة في "وارنة" أحد ثغور البحر الأسود، وحاربت في "أوكرانيا" ببسالة وشجاعة، غير أن الهزيمة لحقت بالعثمانيين، وألجأتهم إلى عقد معاهدة "سان استفانوا" في (ربيع الأول 1295هـ = مارس 1878م)، وعادت الحملة إلى مصر، وكان الإنعام على البارودي برتبة "اللواء" والوسام المجيدي من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف؛ لِمَا قدمه من ضروب الشجاعة و البطولة.
وبعد عودة البارودي من حرب البلقان تم تعيينه مديرًا لمحافظة الشرقية في (ربيع الآخر 1295هـ = إبريل 1878م)، وسرعان ما نقل محافظًا للقاهرة، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، بعد أن غرقت البلاد في الديون، وتدخلت إنجلترا وفرنسا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الديني الوطني الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي هذه الأجواء المشتعلة تنطلق قيثارة البارودي بقصيدة ثائرة تصرخ في أمته، توقظ النائم وتنبه الغافل، يقول \
جلبت أشطر هذا الدهر تجربة
وذقت ما فيه من صاب ومن عسل
فما وجدت على الأيام باقية
أشهى إلى النفس من حرية العمل
لكننا غرض للشر في زمن
أهل العقول به في طاعة الخمل
قامت به من رجال السوء طائفة
أدهى على النفس من بؤس على ثكل
ذلت بهم مصر بعد العز واضطربت
قواعد الملك حتى ظل في خلل
وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها ويرد كرامتها، فارضًا على الوزارة مسؤوليتها على كل ما تقوم به أمام مجلس النواب، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.
غير أن "توفيق" نكص على عقبيه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وشرد أنصاره ومريديه، وأجبر شريف باشا على تقديم استقالته، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبه وزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياض.
وقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك"، كما عُني بالآثار العربية وكون لها لجنة لجمعها، فوضعت ما جمعت في مسجد الحاكم حتى تُبنى لها دار خاصة، ونجح في أن يولي صديقه "محمد عبده" تحرير الوقائع المصرية، فبدأت الصحافة في مصر عهدًا جديدًا.
ثم تولى البارودي وزارة الحربية خلفًا لرفقي باشا إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته (25 من رمضان 1298 = 22 من أغسطس 1881م)؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي دس له عند الخديوي.
عاد البارودي مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (14 من شوال 1298 هـ = 9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (5 من ربيع الآخر 1299هـ = 24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.
وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، ومحققًا أهدافها، وحافظا كرامتها واستقلالها، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثورة العرابية
تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى أقاصي السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.
انتهزت إنجلترا وفرنسا هذا الخلاف، وحشدتا أسطوليهما في الإسكندرية، منذرتين بحماية الأجانب، وقدم قنصلاهما مذكرة في (7 من رجب 1299هـ = 25 من مايو 1882م) بضرورة استقالة الوزارة، ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض زملائه، وقد قابلت وزارة البارودي هذه المطالب بالرفض في الوقت الذي قبلها الخديوي توفيق، ولم يكن أمام البارودي سوى الاستقالة، ثم تطورت الأحداث، وانتهت بدخول الإنجليز مصر، والقبض على زعماء الثورة العرابية وكبار القادة المشتركين بها، وحُكِم على البارودي وستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب.
أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.
وطوال هذه الفترة كان البارودي ينشد الشعر ويقرض القصيد فكانت قصائده خالدة، في المنفى يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (6 من جمادى الأولى 1317هـ = 12من سبتمبر 1899م).
. بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في كانون الاول عام 1882 إلى جزيرة سرنديب. اي جزيرة سريلانكا الحالية
مع مجموعة من رفاقه الثوار وعندها اطل شاعرنا على ساحل مصر ليلقي عليه نظرة وداع وحسرة المت بقلبه، وما تكاد الباخرة تغادر أرض النيل الى جزيرة سرنديب حتى تشتد عواطف الشاعر الدافقة لتتحول إلى مشهد حزين ينتهي إلي تجربة شعرية صادقة تتجسد في قصيدته النونية:
ولما وقفنا للوداع وأسبلت
أهبت بصبري أن يعود فعزّني
وما هي ألا خطرة ثم أقلعت
مدامعنا فوق الترائب كالمزنٍ
وناديت حلمي أن يثوب فلم يغن
بنا عن شطوط الحي أجنحة السفن
ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه , بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره وبناء على توصية الاطباء تقررت عودته إلى وطنه مصر للعلاج، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد قصيدته أنشودة العودة التي تعتبر من روائع
أبابلَ رأي العين أم هذه مصر ُ
فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ
نواعسَ أيقظن الهوى بلواحظٍ
تدين لها بالفتْكةِ البيضُ و السمرُ
فليس لعقلٍ دون سلطانها حمىً
ولا لفؤادٍ من غشْيَانِها سترُ
فإن يكُ موسى أبطل السحرَ مرةً
فذلك عصر المعجزات و ذا عصرُ
وطوال هذه الفترة كان البارودي ينشد الشعر ويقرض القصيد فكانت قصائده خالدة، في المنفى يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (6 من جمادى الأولى 1317هـ = 12من سبتمبر 1899م).
(يُتْبَعُ)
(/)
كان البارودي في شعره السياسي ناقداً اجتماعياً وثائراً وطنياً ومصلحاً صريحاً شديد الحرص على حرية أبناء بلده ناقداً لهوانهم وذلهم وتهاونهم في الرد على الظلم والسكوت عليه لاحظ اليه يقول:
وكيف ترون الذل دار إقامة
وذلك فضل الله في الأرض واسعُ
أرى رؤوساً قد أينعت لحصادها
فأين ـ ولا أين ـ السيوف القواطعُ؟
فكونوا حصيدا خامدين أو افزعوا
إلى الحرب حتى يدفع الضيم دافع
أهبت فعاد الصوت لم يقض حاجة
أليّ ولبّاني الصدى وهو طائعُ
فلم ادرِ أن الله صور قبلكم
تماثيل يخلق لهن مسامعُ
وكثيرا ما تغنى بمصر وجمالها وسحرها لاسيما في المنفى إذ ظلت تلك القصائد تؤكد مشاعره تجاه احبته و وطنه وامته انظر اليه يقول:
فيا (مصر) مدّ الله ظلك وآرتوى
ثراك بسلسال من النيل دافقِ
ولا برحت تمتار منك يد الصبا
أريجا يداوي عرفه كل ناشقِ
فانت حمى قومي ومشعب أسرتي
وملعب أترابي، ومجرى سوابقي
بلاد بها حل الشباب تمائمي
وناط نجاد المشرفيّ بعانقي
امتازت مراثي البلاد عند البارودي بصدق الإحساس ورقة العاطفة لذا فانه لم يرث صديقاً أو قريباً إلا كان رثاؤه صادقاً بعيداً عن شعر المناسبات، ويبدو على شعره الحزن العميق بعد أن تسلم خبر وفاة زوجته وتعد هذه القصيدة من عيون الشعر العربي في رثاء الزوجات يقول:
أَيَدَ المنون قدحت أي زناد
أطرت أية شعلة بفؤادي
أوهنت عزمي وهو حملة فيلق
وحطمت عودي وهو رمح طراد
لا ادري هل خطب ألم بساحتي
فأناخ، أم سهم أصاب سوادي؟
أقذى العيون فأسبلت بمدامع
تجري على الخدين كالفرصاد
ما كنت احسبني أراع لحادث
حتى منيت به فأوهن آدي
أبلتني الحسرات حتى لم يكد
جسمي يلوح لأعين العوّاد
استنجد الزفرات وهي لوافح
وأسفه العبرات وهي بوادي
بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم احمد شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".
ولم تطل الحياة بالبارودي بعد عودته من المنفى اذ توفته المنية في 4 من شوال 1322هـ، 12 من ديسمبر 1904م، بعد سلسلة من الكفاح والنضال.
ويعد البارودي باعث النهضة الشعرية الحديثة في الشعر العربي، فقد نجح في تحميل الإطار القديم تجارب حياته الخاصة، كما نجح في إعادة الشعر العربي إلى ما كان عليه في عصوره الزاهرة، فأضحى شعره يماثل شعر الفحول في صدر العصر العباسي. كابي تمام والبحتري والمتنبي وساعده ذكاؤه الحاد وموهبته الفذة على تحقيق هذا الهدف بمعارضة الشعراء الأقدمين وتقليد أساليبهم , ومعانيهم الشعرية في بناء القصيدة، وبذلك أصبح رائد حركة إحياء الأدب العربي الحديث، وكان عظيم التأثير في المدارس الشعرية التي اتت من بعده،وفي شعره تلاحظ تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي ..
وان شعره تلاحظ فيه تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب في النثر سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.
ومن جميل قصائده هذه القصيدة\
محا البينُ ما أبقتْ عيون المها مني
فشِبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني
عناءٌ، ويأسٌ، واشتياقٌ وغربةٌ
ألا، شدَّ ما ألقاه في الدهر من غبنِ
فإن أكُ فارقتُ الديار فلي بها
(يُتْبَعُ)
(/)
فُؤادٌ أضلتْهُ عيون المها مِني
بعثتُ به يوم النوى إثرَ لَحْظَةٍ
فأوقعه المِقدارُ في شَرَكِ الحُسنِ
فهل من فتى في الدهر يجمع بيننا
فليس كِلانا عن أخيه بمستغنِ
ولما وقفنا لِلوَدَاع، وأسبَلَتْ
مدامعنا فوق الترائب كالمزن
أهبتُ بصبري أن يعودَ، فعزني
وناديت حلمي أن يثوب فلم يُغنِ
ولمْ تَمْضِ إلا خَطْرَةٌ، ثم أقلعت
بنا عن شطوط الحي أجنِحةُ السُّفْنِ
فكم مُهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لظى
وكم مُقْلَةٍ مِنْ غزرة الدمع في دَجْنِ
وما كنتُ جربتُ النوى قبل هذه
فلما دهتني كِدتُ أقضي من الحزن
ولكنني راجعتُ حِلْمِي، وردني
إلى الحَزْمِ رأيٌ لا يحومُ على أَفْنِ
ولولا بُنياتٌ وشِيبٌ عواطلٌ
لما قَرَعَتْ نفسي على فائِتٍ سِني
فيا قلبُ صبراً إن جزِعتَ، فربما
جَرَتْ سُنُحاً طَيْرُ الحوادثِ باليُمْنِ
فقد تُورِقُ الأغصان بعد ذبولها
ويبدو ضياء البدر في ظلمةِ الوَهنِ
وأيُ حسامٍ لم تُصِبهُ كهامُةٌ
ولهْذَمُ رُمْحٍ لا يُفَلُ من الطعنِ
ومن شاغب الأيامَ لان مَرِيرُهُ
وأسلمهُ طولُ المِراسِ إلى الوَهْنِ
وما المرءُ في دنياه إلا كسالِكٍ
مناهِجَ لا تخلو من السهل والحَزْنِ
فإن تكن الدنيا تولت بخيرها
فأهون بدنيا لا تدوم على فَنِّ!
تحملتُ خوفُ المَنِّ كلَّ رَزِيئةٍ
وحملُ رزيا الدهر أحلى من المنِّ
وعاشرتُ أخداناً، فلما بَلَوتُهُمْ
تمنيتُ أن أبقى وحيداً بلا خِدنِ
إذا عرف المرءُ القلوبَ وما انطوتْ
عليه من البغضاءِ - عاش على ضِغْنِ
يرى بصري من لا أودُ لِقاءَهُ
وتسمعُ أذني ما تعافُ مِن اللحنِ
وكيف مُقامي بين أرضٍ أرى بها
من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْنِ
فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شاك مسمعي
ورؤيةُ وجه الغدر حل عُرا جَفني
وصعب على ذي اللُّبِ رئمانُ ذِلةٍ
يَظَلُ بها في قومه واهي المتنِ
إذا المرُء لم يرمِ الهناةَ بمثلها
تخطى إليه الخوف من جانب الأمن
وكن رجلاً، إن سيمَ خَسْفاُ رمتْ به
حَمِيتُهُ بين الصوارمِ واللُّدنِ
فلا خيْرَ في الدنيا إذا المرءُ لم يعشْ
مهيباُ، تراه العينُ كالنار في دغْنِ
****************************** ***********
ـ[نريمان]ــــــــ[30 - Oct-2010, مساء 11:37]ـ
شكرا لك بزاف على الموضوع الحلو والله انا من محبين سامى البارودى بارك الله فيك واحسن اليك نحن فى انتظار المزيد من موضيعك
ـ[طالبة فقه]ــــــــ[31 - Oct-2010, صباحاً 10:52]ـ
مما يروق لي قصيدته في معارضه الشريف الرضي جميله جدآ
وهي على بحر الطويل
وقافيتها كانت في الباء(/)
بالله عليكم ساعدونى
ـ[ام واب]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 03:35]ـ
{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته}
-------------------
انا طالب فى كلية الاداب قسم اللغة العربية واريد المساعدة فى بحث فى مادة النقد من خلال ارشادى الى الكتب والمراجع اللازمة للبحث
ونص البحث كالاتى:_
(تتعدد اشكال الخطاب النقدى من حيث صورها النصية فهناك البحث النقدى والرسالة الجامعية التى تدرس موضوعا محددا والمسح النقدى الذى يسعى لاستيعاب ظاهرة نقدية والملاحظات النقدية التى تنشر فى الصحف والمجلات والدوريات او الحوار الذى يجريه الناقد مع كاتب بعينه والمقال النقدى ........ وغيرها ...
وقد اعتمدت هذه الاشكال على انماط ثلاثة تجلت
_الدور الادراكى التجريدى
_وثانى تقييمى معيارى
_وثالث عملى توجيهى
فى بحث واف اعرض
1_لتعدد اشكال الخطاب النقدى وصوره بصورة واقعية
2_اخت احد هذه الاشكال ثم اعرض الاليات وتطبيقها لنمط واحد من فروع الابداع الادبى وهى (الشعرى _الروائى السردى _المسرحى (الدرامى)).
وارجو ان تشرحوا لى نص البحث (ان امكن) وشكرا.
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[01 - Nov-2010, صباحاً 07:07]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السؤال بداية يحدد أشكال ممارسة النقد الأدبي فالناقد إما أن يكتب:
- بحث نقدي ينشر في مجلة أو كتاب.
- رسالة علمية جامعية.
والسؤال الأول حول تلك الأشكال ما هي صورها وأشكالها في الواقع؟
ثم ينتقل إلى منهج معالجة النقد نفسه
فالناقد إما أن يختار ظاهرة محددة يدرسها من جميع جوانبها النقدية، أو يختار ظاهرة محددة يدرسها على طول تاريخ الأدب.
فمثلا لو اختار شخص أن يدرس في الشعر ظاهرة ((المقدمة الطللية))
الوقوف على الأطلال
فهو مخير أن يدرس المقدمة في ذاتها: تعريفها، متى ظهرت، متى اختفت، ما تتميز به من صور وأخيلة، وما يميزها من معان .... الخ دون أن يتقيد في ذلك بزمن.
ويمكن أن يتناول هذه الظاهر الفنية (المقدمة الطللية) على طول تاريخ الشعر حتى العصر الحديث إذا كانت موجودة.
لكن يبدو لي أن هذا السؤال مبني على بحث معين أو كتاب معين فيه تفصيل هذا الموضوع!
معذرة أنا غير متخصص في النقد الأدبي لكن أحببت أن أفتح الحوار لعلك تجدين من يساعدك.
أعانك الله ووفقك.
ـ[ام واب]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 09:25]ـ
معذرة أنا غير متخصص في النقد الأدبي لكن أحببت أن أفتح الحوار لعلك تجدين من يساعدك.
أعانك الله ووفقك.
الف الف شكر استفدت كتير من توضيحك:)
ـ[ام واب]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 09:44]ـ
اجدد طلبى فى المساعدة فلقد اقترب موعد الامتحان وللاسف لم اجد ما اريده فى البحث بالله عليكم ساعدونى ولو باسم كتاب او كتابين فقط وشكرا
ـ[إبراهيم أمين]ــــــــ[24 - Nov-2010, صباحاً 08:59]ـ
أخي الحبيب (وفقك الله)
أنت مطالب بأمرين:
الأول: نظري وفيه تعرض بإيجاز لأشكال الخطاب النقدي. (الأسس الفنية للنقد الأدبي عبد الحميد يونس/ النظرية النقدية عند العرب هند حسين طه / في النقد الأدبي الحديث فائق مصطفى عبد الرضا علي / ما هو النقد ترجمة سلافة حجاوي / تحليل الخطاب في النقد العربي الحديث مهى محمود إبراهيم .......
الثاني: عملي تتعرض فيه لدراسة معينة وتبين منهجها والعناصر التي اتبعها الباحث لتحقيق وتطبيق هذا المنهج والنتائج التي توصل إليها وتقييمك أنت لهذه الدراسة. (التناص في شعر سليمان العيسى / التناص الديني في شعر أحمد مطر / اللغة الشعرية عند الشنفرى / لغة الشعر في المفضليات .....
والله الموفق(/)
ما المقصود بـ: (عميد الأدب العربي)؟.
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 06:45]ـ
/// كنت أظن أن هذا اللقب خاص بطه حسين، حتى قرأت في ترجمة العلاَّمة شكري فيصل ـــ رحمه الله تعالى ـــ ما نصُّه:
"كان طه حسين عميد الأدب العربي في الجامعة المصرية كما هو مثبت على كتابه (ذكرى أبي العلاء) طبعة عام (1937م)، وهو لقب إداري يعادل عميد الكلية، ثم لما تحوَّل اللقب إلى الأستاذ أحمد أمين بقي طلاب طه حسين يطلقونه على أستاذهم".
قاله د. نزار أباظة، ص: (38)، من كتاب: «شكري فيصل، العالم الأديب المجمعي»، تأليف: د. محمد مطيع الحافظ. ط: دار القلم، 1431ه.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 06:55]ـ
كنت أظن أن هذا اللقب خاص بطه حسين، ودخلت لأقول: لا عميد ولا هو يحزنون، فإذا بالمعلومة الجديدة، بارك الله فيكم.
ـ[أبو العبّاس]ــــــــ[31 - Oct-2010, مساء 09:26]ـ
لعل هذا خلطَ بين عميد كلية الآداب وعميد الأدب العربي؟
ـ[السليماني]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 09:09]ـ
إن الذي يستعرض فصول المؤامرة على المرأة المسلمة والعقيدة الإسلامية
يجد بدايتها على أيدي غير المسلمين الذين خططوا في خفاء،
ونفذوا في دهاء، وجندوا من هذه الأمة مَن فَقَدَ اعتزازه بعقيدته،
وتمسكه بدينه، وانتماءه لأمته، فصنعوا منهم أبطالًا!!!
خلعوا عليهم ألقابًا ضخمة، ليُخدِّرُوا بهم المغفلين،
ويَفتنوا بأقوالهم الجاهلين، وَيَصُدوا الناس عن هذا الدين
.
فهذا: «الزعيم، وذاك: «الزعيم الملهم»!!!
وثالث: «عميدالأدب»!!! ورابع: «محرر المرأة»!!!
وخامس: «أستاذ الجيل»!!!
وسادس: «من رجال الإصلاح»!!!
وسابع «المجاهد الأكبر»!!! وهكذا
ألقابُ مملكة في غير موضعها**** كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد
وكم لقي المسلمون من كيدهم، وأصابَهم من مكرهم، ما أوقع بهم كلَّ فتنة دهماء ...
(حجاب المرأة المسلمة) للدكتور محمد فؤاد بتصرف
ومن ذكر المؤلف جهلة ضلال من دعاة التغريب والفساد في الأرض كطه حسين وقاسم أمين ومحمد عبده وغيرهم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 09:34]ـ
فُصل طه من عمادة كلية الآداب
فأطلقت عليه الصحافة الحزبية المؤيدة له لقب عميد الأدب العربي
هذا كل ما في الأمر
كلام جرايد!
ـ[السليماني]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 07:35]ـ
الألقاب التي أطلقت على دعاة التغريب
(أستاذ الجيل) و (محرر المرأة) و (زعيم الأمة) و (الأستاذ الإمام) .... الخ
كلام جرايد!!
الجرايد كانت بيد دعاة التغريب والفساد والإلحاد
فرفع هؤلاء كل وضيع ضال
وطعنوا في الدين وأهله.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 07:41]ـ
ربما وضعت هذه الالقاب للمتييز بين الكتاب والادباء والعلماء وغيرهم فهي لاتضر لكنها قد تنفع فتعرف فلانا من لقبه اليس كذلك؟
ـ[مصراوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 11:34]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عميد الادب العربي!!!!!!!!!!!!
العميد في الجامعة المصرية تطلق علي مدير الكلية وهو شخص حاصل علي الاستاذية
فيطلق عليه (عميد كلية الاداب)
اما
عميد الادب العربي فهو لقب اطلق علي طه حسين
ويعني مجازا انه اعلم اهل زمانه بالادب العربي!!!!!!!!!!!!
نعم للدكتور طه حسين مواقف غريبة ومرفوضة من جانب المجتمع المصري والاكاديمي
ورد عليه فيها
واعتذر الدكتور طه حسين عنها وبرأه القضاء المصري في ذلك الوقت فلا داعي للخوض في الرجل!
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[15 - Nov-2010, صباحاً 12:14]ـ
طه حسين علم من اعلام الادب العربي لاينكرفضله على الادب العربي الاجاهل ومن كتبه المعدودة في الادب العربي\ في الادب الجاهلي\ وحدبث الاربعاء وله نظريته الخاصة في الادب ناهيك عن كتاباته الاخرى مثل الايام وشهرزاد ومع ابي العلاء في سجنه وغيرها كثير فلماذا يخمط حق الرجل
ـ[السليماني]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 01:32]ـ
انحرافات طه حسين:
انحرافات هذا الرجل كثيرة جداً، فهو –بلا شك- رأس من رؤوس التغريب في زماننا المعاصر، وقد حاول طيلة حياته إلقاء الشبهات وإثارة الشكوك ومحاربة الإسلام بشتى الطرق، وفق خطة مدروسة صاغها له الغربيون الذين ربوه على أعينهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإليك أخطر انحرافاته التي بثها بين المسلمين:
1 - إحياؤه ودعوته إلى مذهب (الشك) الذي تلقاه عن (ديكارت). يقول الأستاذ أنور الجندي: "يكاد المستشرقون والباحثون الغربيون يجمعون على أن هدف طه حسين الأول الذي أعد له، والذي عمل له خلال حياته كلها من خلال كتاباته سواء منها التي ألقيت في الجامعة كمحاضرات أو نشرت في صحف أو في كتب مطبوعة تجمع على شيء واحد هو: إرساء منهج الشك الفلسفي في حياة الفكر الإسلامي على نحو يسيطر تماماً على التاريخ والنقد الأدبي والمسرح والدراما، واتخاذ كل أساليب البيان للوصول إلى هذه الغاية فقد اتخذ ذلك أول الأمر أسلوبه في الجامعة حيث حمل لواء الدعوة إلى نقد القرآن بوصفه نص أدبي، وتشكيكه في وجود إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام." (كتاب العصر تحت ضوء الإسلام، ص30)
وقد رد الأستاذ محمود شاكر –رحمه الله- على طه حسين مبطلاً مذهبه هذا بقوله "إن إدعاء طه حسين أن القاعدة الأساسية في منهج ديكارت أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل بحثه خالي الذهن خلواً تماماً مما قبل، فإن هذا شيء لا أصل له وتكاد تكون هذه الصياغة كذباً مصفى، بل هو خارج عن طوق البشر.
هبه يستطيع أن يخلي ذهنه خلواً تاماً مما قبل، وأن يتجرد من كل شيء كان يعلمه من قبل، أفيستطيع هو أيضاً أن يتجرد من سلطان اللغة التي غذي بها صغيراً حتى صار إنساناً ناطقاً؟ أفيستطيع أن يتجرد من سطوة الثقافة التي جرت منه مجرى لبن الأم؟ أيستطيع أن يتجرد من بطشة الأهواء التي تستكين ضارعة في أغوار النفس وفي كهوفها كلام يجري على اللسان بلا زمام يضبطه، محصوله أن يتطلب إنساناً فارغاً خاوياً مكوناً من عظام كسيت جلداً؟." (المرجع السابق، ص32).
قلت: وليت طه حسين إذ دعا إلى هذا المذهب كان يهدف إلى أن يكون الشك مقدمة إلى اليقين، إذاً لهان الأمر، ولكنه كان يهدف إلى أن يكون الشك للشك!! 2 - تدور فكرة كتابه (في الشعر الجاهلي) على "أن الشعر الجاهلي لا يمثل حياة العرب قبل ظهور الإسلام، أي لا يمثل الحياة التي عاش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الرسالة بمالها من جوانب وأجواء، إذ هو شعر مصطنع مفتعل ولذا لا يعبر عن حقائقها ولا عن ما دار فيها، فهو في جملته يعبر عن حياة جاهلية فيها غلظة وخشونة، وبعيدة عن التمرس السياسي، والنهضة الاقتصادية أو الحياة الدينية الواضحة. مع أن حياة العرب في الجاهلية كانت حياة حضارية" (طه حسين في ميزان العلماء والأدباء، للأستاذ محمود الأستانبولي، ص 129).
"ومنطق المؤلف: بما أن الشعر الجاهلي لا يصح أن يكون مرآة صافية للحياة الجاهلية، وهي الحياة التي نشأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وقام بدعوته، وكافح من أجل هذه الدعوة فيها، فالشيء الذي يعبر عن هذه الحياة تعبير صدق، وموثوق به كل الثقة، هو القرآن " (المرجع السابق، ص 130). ثم ذكر ما يعتقده من صفات الحياة الجاهلية كما جاءت في القرآن قال الدكتور محمد البهي: (ومعنى هذا القول –كما يريد المؤلف أن يفهم قارئه –أن القرآن انطباع للحياة القائمة في وقت صاحبه، وهو النبي، ويمثل لذلك بيئة خاصة: في عقيدتها ولغتها وعاداتها واتجاهها في الحياة، وهي البيئة العربية في الجزيرة العربية) (الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، ص 186).
"وإذن: القرآن –بعبارة أخرى- دين محلي لا إنساني عالمي قيمته وخطره في هذه المحلية وحدها، قال به صاحبه! تحت التأثر بحياته التي عاشها وعاش فيها، ولذلك يعبر تعبيراً صادقاً عن هذه الحياة، أما أنه يمثل غير الحياة العربية، أو يرسم هدفاً عاماً للإنسانية في ذاتها، فليس ذلك الكتاب. إنه دين بشري وليس وحياً إلهياً"!! (المرجع السابق، ص 187).
-كان من أخطر وأعظم أقوال طه حسين في هذا الكتاب، قوله:
"للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة، ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهود، والقرآن والتوراة من جهة أخرى"!!))
(يُتْبَعُ)
(/)
(نقلاً عن: طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام، للأستاذ أنور الجندي، ص 8).
وكلامه السابق ردة وإلحاد وتكذيب لله عزوجل
3 - أما في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) فقد دعا طه حسين إلى ثلاثة أمور:
1 - الدعوة إلى حمل مصر على الحضارة الغربية وطبعها بها وقطع ما يربطها بقديمها وبإسلامها. 2 - الدعوة إلى الوطنية وشؤون الحكم على أساس مدني لا دخل فيه للدين، أو بعبارة أصرح: دفع مصر إلى طريق ينتهي بها إلى أن تصبح حكومتها لا دينية.
3 - الدعوة إلى إخضاع اللغة العربية لسنة التطور ودفعها إلى طريق ينتهي باللغة الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم إلى أن تصبح لغة دينية فحسب كالسريانية والقبطية واللاتينية واليونانية" (طه حسين في ميزان العلماء، ص 146)
ومن أقواله الشنيعة في هذا الكتاب:
دعوته إلى "أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يُعاب" (مستقبل الثقافة في مصر، ص 41).
4 - أما كتابه (على هامش السيرة) فقد حشاه بالأساطير والروايات الباطلة مبرراً موقفه هذه "بأن هذه الأساطير ترضي ميل الناس إلى السذاجة، وترفه عنهم حين تشق عليهم الحياة"!!
(طه حسين في ميزان العلماء، ص 234).
يقول الأستاذ غازي التوبة: "ليس من شك في أن تناول السيرة بقصد الاستراحة من جهد الحياة وعنائها، والترفيه عن النفس، وإرضاء ميل الإنسان إلى السذاجة، وتنمية بعض عواطف الخير، ليس من شك أنها سابقة خطيرة، لا يحسد عليها طه حسين؛ لأن المسلمين كتبوا –دوما وكثيراً- في سيرة نبيهم صلوات الله عليه، ومحصوا أحداثها، وميزوا دقائقها، وبوبوا تفاصيلها، وكان نظرهم –خلال ذلك كله وبعده- يرمق في محمد (صلى الله عليه وسلم) مثلاً أعلى للإنسانية ويلتذ في ذلك، ويشتم منه الصفات العبقة ويلتذ في ذلك –ولم يقفوا عند حدود الرمق والشم والالتذاذ- ولكن سعت أقدامهم في لحظة الرمق والشم والتلذذ نفسها- ومشت على طريق محمد. فزكوا أنفسهم كما زكى محمد نفسه، وعبدوا ربهم كما عبد محمد ربه، وعاملوا الناس كما عامل محمد الناس، وجاهدوا الشرك والباطل كما جاهد محمد الشرك والباطل الخ… كتب المسلمون الذي كتبوه في سيرة نبيهم، ومحصوا الذي محصوه، وبوبوا الذي بوبوه، قاصدين الاقتداء به، والعمل مثل عمله. وشتان بين ما هدف إليه طه حسين، وما ذهب إليه رواة السيرة"
(الفكر الإسلامي، لغازي التوبة، ص، 110).
قلت: وقد صدق محمد حسين هيكل صاحب طه حسين! في تعليقه على كتاب طه هذا، حين قال:
"الخطر ليس على الأدب وحده، ولكن على الفكر الإسلامي كله؛ لأنه يعيد غرس الأساطير والوثنيات والإسرائيليات في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى بعد أن نقاها العلماء المسلمون منها، وحرروها من آثارها" (طه حسين في ميزان العلماء، ص 236).
5 - أما كتابه (الشيخان) فقد مارس فيه ما أتقنه من مذهب (الشك) الذي ورثه من (ديكارت)! حيث قال في مقدمة الكتاب: "وما أريد أن أفصل الأحداث الكثيرة الكبرى التي حدثت في أيامهما، فذلك شيء يطول، وهو مفصل أشد التفصيل فيما كتب عنهما القدماء والمحدثون. وأنا بعد ذلك أشك أعظم الشك فيما روي عن هذه الأحداث، وأكاد أقطع بأن ما كتب القدماء من تاريخ هذين الإمامين العظيمين، ومن تاريخ العصر القصير الذي وليا فيه أمور المسلمين، أشبه بالقصص منه بتسجيل الحقائق التي كانت في أيامهما"!!
(نقلاً عن: طه حسين في ميزان العلماء، ص 214).
هكذا دون أدلة، ودون رجوع لأهل الشأن من علماء الحديث، إنما تحكيماً لعقله في أحداث الصحابة وما جرى منهم ولهم.
6 - أما كتاب (الفتنة الكبرى) بجزأيه، فقد خاض فيه طه حسين في ما شجر بين الصحابة –رضوان الله عليهم- دون علم، وهو ما نهى عنه علماء أهل السنة –رحمهم الله-،
وكان له هدف خبيث من هذا الخوض بينه الأستاذ غازي التوبة بعد أن فنَّد الكتاب بقوله: "إذن ينعي طه في ختام الجزء الأول الخلافة، ويوهِن من عزائم المسلمين الساعية إلى إعادتها، وينبههم إلى أن المسلمين الأوائل تنكبوا عن طريقها منذ أمد بعيد واتبعوا طريق الملك الذي يحل مشكلات الدنيا بالدنيا، فالخلافة تحتاج إلى أولي عزم من الناس، وأين أولو العزم الآن؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
وكأن لسان حاله يخاطب مسلمي عصره ويقول لهم: عليكم أيها المسلمون أن تدعوا التفكير في الخلافة، وأن تبطلوا السعي إليها، وأن ترضوا بحكم الديمقراطية كما رضي أصحاب النبي بعد عثمان رضي الله عنه بحل مشكلات الدنيا بوسائل الدنيا؟؟!!
هذه هي النتيجة التي يصل إليها طه حسين في ختام الجزء الأول، ويا لها من نتيجة مثبطة!! " (الفكر الإسلامي، للتوبة، ص122 - 123).
-أما الجزء الثاني من الكتاب (علي وبنوه)، فإنه أيضاً لم يخلُ من دسّ، معلناً فيه (انهزام)! الخلافة على يد علي –رضي الله عنه- وموهماً القارئ أن الإسلام قد انسحب نهائياً من الحياة بهزيمة علي –رضي الله عنه-!! وأن المال قد استولى على النفوس!
الخلاصة كما يقول الأستاذ غازي التوبة: أن طه حسين "كتب (الفتنة الكبرى) مشككاً في حكم الخلافة الإسلامية الأول، وفي إمكانية استمراره، ناعياً على الإسلام افتقاره للنظام المكتوب، معلناً انبثاق مذهب جديد في السلطان يقوم على الجبر والقهر، مبيناً رضوخ المسلمين وارتضاءهم للمذهب الجديد، زاعماً انسحاب الإسلام من مختلف قطاعات الحياة وسيطرة المال والأثرة!!
كتب كل هذا: قاصداً أن يقنع المسلمين بأن الحكومة الإسلامية لا وجود لها بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإن طبقت فلأمد محدود لا يتجاوز حياة عمر، ويعود نجاح التطبيق إلى إمكانات عمر الفردية فقط!! كتب كل هذا: هادفاً أن يُلطخ صورة الخلافة الوضاءة كي يصرف أنظار المسلمين عنها، وأن يثني عزائهم عن السعي إليها بتهويل الصعوبات، فالأمر يحتاج إلى أولي عزم. وأين أولو العزم من الناس؟! ما هي الأسباب التي دفعته إلى الكتابة عن الإسلام؟
يكمن السبب في الوضع الداخلي لمصر، فقد بلغ المد الإسلامي فيها ذُروته العظمى في نهاية الأربعينيات وأوائل الخمسينيات باغياً إعادة تطبيق الإسلام في مجال الحكم، وإرجاع الخلافة الإسلامية إلى الوجود. وقد كتب طه –في اللحظة نفسها أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينيات –كي يُشكك هذا المد بعدم جدوى محاولته بالاستناد إلى تاريخ المسلمين نفسه" (الفكر الإسلامي، ص 125 - 126).
7 - أما كتاب (حديث الأربعاء) فقد حاول طه فيه أن يصور للقارئ أن العصر العباسي كان عصر شك ومجون ودعارة وإباحية!!
معتمداً في ذلك على قصص أبي نواس وحماد عجرد والوليد بن يزيد ومطيع بن إياس والحسين بن الضحاك ووالبة بن الحباب وإبان بن مروان بن أبي حفصة وغيرهم من المجَّان!
وقد نقد هذا الكتاب (الماجن) كلٌ من: 1 - الأديب إبراهيم المازني. (انظر: طه حسين في ميزان العلماء، ص 246) 2 - والأستاذ رفيق العظم. (انظر: المرجع السابق، ص 245) -أخيراً قام الأستاذ أنور الجندي بجمع أهم الانحرافات على هذا الرجل، ولخصها على شكل نقاط، فقال: "أهم الأخطار التي يروج لها فكر طه حسين والتي يجب الحيطة في النظر إليها هي:
أولاً: قوله بالتناقض بين نصوص الكتب الدينية وبما وصل إليه العلم،
وقوله: (إن الدين لم ينزل من السماء وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها)
وهذه نظرية شاعت حيناً في الفكر الغربي تحت تأثير المدرسة الفرنسية التي يرأسها اليهودي (دوركايم).
ثانياً: إثارة الشبهات حول ما سماه القرآن المكي والقرآن المدني، وهي نظرية أعلنها اليهودي (جولد زيهر) وثبت فسادها.
ثالثاً: تأييده القائلين بتحريق العرب الفاتحين لمكتبة الإسكندرية وهي نظرية رددها المستشرق (جريفبني) في مؤتمر المستشرقين عام 1924.
رابعاً: عَمِلَ على إعادة طبع (رسائل إخوان الصفا) وتقديمها بمقدمة ضخمة في محاولة لإحياء الفكر الباطني المجوسي الذي كان يحمل المؤامرة على الإسلام والدولة الإسلامية.
خامساً: إحياؤه شعر المجون والغزل بالمذكر وكل شعر خارج عن الأخلاق سواء كان جنسياً أو هجاء، وقد أولى اهتمامه بأبي نواس، وبشار والضحاك في دراسات واسعة عرض فيها آراءهم وحلل حياتهم. سادساً: ترجمة القصص الفرنسي المكشوف، وترجمة شعر بودلير وغيره من الأدب الأجنبي الإباحي الخليع. سابعاً: إثارة شبهة خطيرة عن أن القرن الثاني الهجري كان عصر شك ومجون.
ثامناً: قدم فكرة فصل الأدب العربي عن الفكر الإسلامي كمقدمة لدفعه إلى ساحة الإباحيات والشك وغيرها وذلك باسم تحريره من التأثير الديني.
(يُتْبَعُ)
(/)
تاسعاً: إعلاء الفرعونية وإنكار الروابط العربية والإسلامية ومن ذلك قوله: إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين ولو وقف الدين الإسلامي حاجزاً بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه.
العاشر: إشاعة دعوة البحر الأبيض لحساب بعض القوى الأجنبية والقول: بأن المصريين غريبوا العقل والثقافة، وأن الفكر الإسلامي قام على آثار الفكر اليوناني القديم ولذلك فلا مانع من تبعيته في العصر الحديث للفكر الغربي.
الحادي عشر: الادعاء بأن الشاعر أبا الطيب المتنبي (لقيط) وهي دعوى باطلة أقام عليها كتابه (مع المتنبي) متابعاً رأي الاستشراق وهادماً لبطولة شاعر عربي نابه ().
الثاني عشر: اتهامه الخطير لابن خلدون بالسذاجة والقصور وفساد المنهج وهو ما نقله عن أستاذه اليهودي (دوركايم).
الثالث عشر: إعادة خلط الإسرائيليات والأساطير إلى السيرة النبوية بعد أن نقاها المفكرون المسلمون منها والتزيد في هذه الإسرائيليات والتوسع فيها وذلك في كتابه (على هامش السيرة) وقد كشف هذا الاتجاه الدكتور محمد حسين هيكل ووصفه مصطفى صادق الرافعي بأنه (تهكم صريح). الرابع عشر: حملته على الصحابة والرعيل الأول من الصفوة المسلمة وتشبيههم بالسياسيين المحترفين في كتابه (الفتنة الكبرى).
الخامس عشر: إثارة الشبهات حول (أصالة) الأدب العربي والفكر الإسلامي بما زعمه من أثر اليهود والوثنية والنصرانية في الشعر العربي. السادس عشر: إنكار وجود سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وإنكار رحلتهما إلى الجزيرة العربية وإعادة بناء الكعبة على نفس النحو الذي أورده العهد القديم وكتابات الصهيونية. السابع عشر: دعوته إعلاء شأن الأدب اليوناني على الأدب العربي والقول: بأن لليونان فضلاً على العربية والفكر الإسلامي. الثامن عشر: دعوته إلى الأخذ بالحضارة الغربية (حلوها ومرها وما يحمد منها وما يعاب) في كتابه (مستقبل الثقافة). التاسع عشر: وصف الفتح الإسلامي لمصر بأنه (استعمار عربي) وعبارته هي: (خضع المصريون لضروب من البغي والعدوان جاءتهم من الفرس والرومان والعرب). العشرون: إنكار شخصية عبد الله بن سبأ اليهودية وتبرئته مما أورده الطبري ومؤرخو المسلمين من دور ضخم في فتنة مقتل عثمان في كتابه (الفتنة الكبرى)) انتهى من كتاب: (إعادة النظر في كتابات العصريين في ضوء الإسلام، ص 149 - 151).
-لمن أراد الزيادة في معرفة انحرافات طه حسين، والرد عليها، فعليه بهذين الكتابين الجامعين
1 - طه حسين: حياته وفكره في ميزان الإسلام، للأستاذ أنور الجندي.
2 - طه حسين في ميزان العلماء والأدباء، للأستاذ محمود مهدي الإستانبولي.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(نظرات شرعية في فكر منحرف) لسليمان الخراشي وفقه الله.
فلاشك ان للرجل جهود كبيرة في نشر الإلحاد والتغريب والتلبيس على المسلمين وهو جاهل مركب ..
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 01:40]ـ
انا شخصيا لو وضعت انحرافا واحدا من الذي ذكره الأخ الفاضل،، ووضعت كل ما ألفه خدمة للأدب العربي، لما وجدت لها وزنا، - اتحدث عن الانحرافات لتي مست التشكيك في الأحاديث وفي سيرة حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام - انا حياتي تغيرت يوم قرأت أعلام وأقزام في ميزان الإسلام لشيخنا العفاني، لا حول ولا قوة إلا بالله، انبهار بالألقاب وفقط.
طبعا ما أنا إلا طالبة علم، لكن أعبر عن رأيي وأدافع عنه، وبقوة، وامام الجميع، - فقط للتوضيح -
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[18 - Nov-2010, مساء 06:33]ـ
يعود لقب عميد الأدب إلى أحد الصحفيين:
فبعد أن أقيل طه حسين من عمادة كلية الآداب عز على هذا الصحفي أن يفقد طه حسين لقبا كان يمثل واجهة براقة لصاحبه فأطلق عليه عميد الأدب بعد أن كان عميد الآداب.
جاء هذا في حوار مع طه حسين نشرته إحدى المجلات المصرية.
ـ[محمد بن سعود]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 06:19]ـ
/// قال الشيخ علي الطنطاوي عنه:
أنا لا أقول إن طه حسين ملحد زنديق، وأرى أنه يؤمن بالله، لكنه إيمان بوجوده وأنه الرب، وهذا لا يكفي ما لم يكن معه إفراده بالعبادة وأداء ما أوجب الله على عباده. وطه حسين من آثاره أنه سن سنة إدخال البنات الجامعات واختلاطهن بالشبان، وما نرى ونلمس من نتائج هذه السنة.
على أن الله لا يسألني يوم القيامة عن طه حسين ولا عن غيره، بل يسألني عن نفسي: ماذا أقرأ وماذا أنصح الشبان أن يقرؤوا؟ ويعاقبني إن كتمت الحق عنهم أو غششتهم فصرفتهم عنه. فهل أنصح الشبان بقراءة كتب طه حسين، وإن دعاه الصاوي يوماً (عميد الأدب العربي) فمشت الكلمة في الناس؟
الجواب: لا (لا) بالقول الصريح، و (لا) بالقلم العريض لأن لطه حسين كتباً فيها بلاء كبير ككتابه (مستقبل الثقافة) وكتباً فيها تمجيد للوثنيات اليونانية، وكتباً فيها الكفر الصريح.
ولقد كنت في مصر أدرس في دار العلوم سنة 1928م، ويومئذ صدر كتابه (الشعر الجاهلي) الذي يكذب القرآن صراحة، والذي ألفت عشرات الكتب في رده وإبطاله، من أشهرها كتاب الغمراوي (النقد التحليلي) وكتاب السيد الخضر (نقض كتاب الشعر الجاهلي) و (تحت راية القرآن) للرافعي، واتسعت القضية حتى دخلت الندوة البرلمان.
وكتبه تفيض بالتناقض يسوق الرأي ثم يعود فيأتي بضده. وما كان طه يوماً من كتاب الدعوة، ولا من أنصار الإسلام ولا رضي عنه الإسلاميون أبداً، حتى كتابه الذي قلت عنه إنه من روائع الأدب (الأيام) فيه عبارة أخجل من الله أن أرويها وترتجف أعصابي خوفاً من هذه الجرأة على الله، ولا أدري إذا بُدلت هذه العبارة أو عُدلت في الطبعات الجديدة من الكتاب، وهي قوله: إن الصبي (يعني نفسه) أضاع ما كان معه من القرآن كما أضاع نعله!
أستغفر الله، صحيح أن كتابه (مرآة الإسلام) ليس فيها ما يؤخذ عليه، ولكن النصيحة للمؤمنين والقول الحق في كتبه: أني لا أرى في قراءتها خيراً للشبان المتدينين، وأرى الابتعاد عنها لسلامة دينهم وضمان آخرتهم. ص253 ـ 254 من كتاب «فصول في الثقافة والأدب».
نقلا عن مشاركة الشيخ فهد الجريوي في ملتقى أهل التفسير.(/)
شخصية حسان بن ثابت في الأدب الإسلامي
ـ[رشيد الزات]ــــــــ[01 - Nov-2010, مساء 10:28]ـ
الحمد المنان، قسم الوظائف كما قسم الأرزاق بين الأنام، فهذا للسيف والسنان، وذاك للقلم والبيان، وآخر للتعبد بالليل والتنسك للرحمن. والصلاة والسلام على من قال: «اهجهم وروح القدس معك» صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى جميع أصحابه الكرام، أبي بكر وعمر وعثمان، وحمزة وحسان، وغيرهم من ذوي الإفضال والإحسان.
ونظرا لأن الأدب الإسلامي "تعبير جمالي شعوري باللغة عن تصور إسلامي للإنسان في الكون والحياة، يجمع إلى الفن والجمال التعبيري الرؤية الفكرية المنطلقة من عقيدة الإسلام" [1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn1) فإن هذا البحث قد ارتكز حول حسان بن ثابت وشعره في الإسلام، لاعتبار أنه أول تجربة يباركها الرسول e عند ظهور الإسلام، وكأن مباركته هذه استجابة للمقولة المأثورة: "الشعر ديوان العرب" ومادام النبي e عربيا وبعث من العرب فلن يخرج عن نهجهم الأسمى الذي كانوا عليه، وكأني بالنبي e - بعدما هاجم القرآن- نوعا من الشعر، بارك النبي e شعر حسان ليريهم النموذج الذي ينبغي أن يكون عليه الشعر، وكذلك ليهاجم من كان يهجوه ويهاجم دعوته بالسلاح نفسه فلا يصدر عنه ليقال إنه التجأ إلى سلاح آخر، فاتخذ النبي e حسانا شاعرا منافحا عن دعوته، ووشاه بالعديد من الأوسمة، التي ظلت ترفع من شأنه مدى الدهور، وعلى تغير الأزمان والعصور، حتى غدا لقب شاعر الرسول، لقبا ملازما له متى ذكر رضي الله عنه.
من هو حسان بن ثابت؟:
حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. واسمه تيم الله. ابن ثعلبة بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مالك بن النجار، يكنى أبا الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام، لمناضلته عن رسول الله e ولتقطيعه أعراض المشركين، وأمه: الفريعة بنت خالد بن خنس بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصاري، يقال له: شاعر رسول الله e، ووصفت عائشة رسول الله e فقالت: كان والله كما قال فيه حسان: الطويل:
متى يَبْدُ في الداجي البهيمِ جبينُه يَلُح مثلَ مصباح الدجى المتوقدِ
فمن كان أو من ذا يكون كأحمد نِظامٌ لحق أو نكالٌ لملحدِ
وكان رسول الله e ينصب له منبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً، يفاخر عن رسول الله e، ورسول الله يقول: «إن الله يؤيد حسان بروح القدس، ما نافح عن رسول الله e»
وروي أن الذين كانوا يهجون رسول الله e من مشركي قريش: أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبعرى، وعمرو بن العاص، وضرار بن الخطاب.
وقال قائل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: اهج القوم الذين يهجوننا، فقال: إن أذن رسول الله e فعلت، فقال رسول الله: " إن علياً ليس عنده ما يراد من ذلك ". ثم قال: ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله e بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم؟.
فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرني به مقول بين بصرى وصنعاء، قال رسول الله e: « كيف تهجوهم وأنا منهم؟ وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمي؟» فقال: يا رسول الله، لأسُلَّنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، فقال: «ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك». فكان يمضي إلى أبي بكر رضي الله عنه ليقفه على أنسابهم، فكان يقول له: كف عن فلانة وفلانة، واذكر فلانة وفلانة. فجعل يهجوهم، فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا: هذا شعر ما غاب عنه ابن أبي قحافة.
فمن قول حسان في أبي سفيان بن الحارث: الطويل:
وإن سنام المجد من آل هاشم ... بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام ولم يقرب عجائزك المجد
ولست كعباس ولا كابن أمه ... ولكن لئيم لا يقام له زند
وأن امرء كانت سمية أمه ... وسمراء مغموز إذا بلغ الجهد
يعني بقوله بنت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم، وهي أم أبي طالب، وعبد الله، والزبير، بني عبد المطلب، وقوله: ومن ولدت أبناء زهرة منهم، يعني حمزة وصفية، أمهما: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وقوله: عباس وابن أمه، وهو ضرار بن عبد المطلب، أمهما: نتيلة، امرأة من النمر بن قاسط، وسمية أم أبي سفيان، وسمراء أم أبيه الحارث.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن سيرين: انتدب لهجو رسول الله e من المشركين من ذكرنا وغيرهم، فانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، فكان حسان وكعب يعارضانهم، مثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر، ويذكرون مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فكان قوله أهون القول عليهم، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان قول عبد الله أشد القول عليهم.
ونهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن إنشاد شيء من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحي والميت، وتجديد الضغائن. وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام.
ولم يشهد مع النبي e شيئاً من مشاهده لجنبه، وهب له النبي e جاريته سيرين أخت مارية، فأولدها عبد الرحمن بن حسان، فهو وإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنا خالة. [2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn2)
وقد اشتهرت شخصية حسان بشيء آخر غير الشعرية، حيث رمي بالجبن. وذكر المؤرخون وأصحاب السير والتراجم أن النبي e جعله مع النساء في الآطام يوم الخندق.
فروى ابن إسحاق أن صفية بنت عبد المطلب كانت في فارع، حصن حسان بن ثابت، قالت: وكان حسان بن ثابت مَعَنا فيه مع النساء والصبيان، حيث خندق النبي e قالت صفية: فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، قالت له صفية: إن هذا اليهودي يطيف بالحصن كما ترى، ولا آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنا رسول الله e وأصحابه، فانزل إليه فاقتله، قال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت صفية: فلما قال ذلك أخذت عموداً، ونزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتله، ثم رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسان، انزل فاسلبه، فقال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب. هكذا روي هذا الخبر، وقد طعن فيه نقاد الحديث والأثر بالاضطراب في روايته، واللمز لبعض رواته، وشكك فيها غير واحد كابن عبد البر في الاستيعاب. كما يوحي كلام المعري في بعض كتبه بالتشكيك فيها، فنراه يقول في رسالة الغفران: "ويقول قائل من القوم: كيف جبنك يا أبا عبد الرَّحمن؟ فيقول: ألي يقال هذا وقومي أشجع العرب؟ .. وإن ظهر منّي تحرُّز في بعض المواطن، فإنّما ذلك على طريقة الحزم، كما جاء في الكتاب الكريم:] ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرِّفاً لقتالٍ أو متحيّزاً إلى فئةٍ [.
وقد أشار إلى ذلك المحدث أحمد محمد شاكر في تحقيق مسند أحمد بن حنبل. كما تُنووِل هذا الجانب بدراسة تفصيلية في كتيب باسم: 'حسان بن ثابت لم يكن جبانا' لسليمان الخراشي.
أقوال النقاد فيه، وهل مارس النقد:
من المعروف أن النقد الأدبي بدأ قديما مع الجاهليين، وإن كان هينا يسيرا ملائما لروح عصره، ويورد أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني رواية مفادها أن حسان بن ثابت تعرّض للنقد أوائل تشَعُّره حين كانت تضرب للنابغة الذبياني قبة في سوق عكاظ لتعرض عليه أقوال الشعراء، فعرَض عليه حسان شعره مدعيا أنه أشعر منه، فزجره وأسكته وقال له: أنت لا تحسن أن تقول كذا، وساق النابغة بيتين له، ثم تقدمت الأيام وحصل أن جاء النابغة إلى المدينة فجلس حسان بين يديه وأنشده، فقال النابغة: أنت أشعر الناس.
ويقول أبو عبيدة: فَضُل حسان الشعراءَ بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي e في النبوة، وشاعر اليمن كلها في الإسلام.
وقال: أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، على أن أشعر أهل المدر حسان.
وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B3%D8%B9%D 9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9 %D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B 1%D8%AD%D9%85%D9%86&action=edit&redlink=1) بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام.
ويورده ابن سلام في طبقات الفحول من شعراء القرى العربية: المدينة ومكة والطائف واليمامة والبحرين وأشعرهن قرية المدينة وقال: "وأشعرهم حسان بن ثابت، وهو كثير الشعر جيده".
(يُتْبَعُ)
(/)
كما مارس حسان نفسه النقد على الشعراء، مما يدل على رسوخ قدمه في فن الشعر، وعمق نظرته الأدبية، فقد أورد ابن سلام قصة مشهورة مفادها أن حسان بن ثابت سئل: من أشعر الناس؟ فقال: أرجلاً أم حياً؟ قيل: بل حياً، قال: أشعر الناس حياً هذيل، وأشعر هذيل أبو ذؤيب.
هل ضعف شعر حسان؟
امتدادا لقضية ضعف الشعر في المرحلة الإسلامية وخاصة في المرحلة النبوية، فقد كان شعر حسان بن ثابت في صميم الشعر الموسوم بالضعف اعتبارا لكونه النموذج الأول في الإسلام الذي يأخذ مكانته الرسمية فيه بمباركة النبي e، وأقدم أثر نقدي في القضية قول الأصمعي: "الشعر نكد يقوى في الشر ويسهل، فإذا دخل في الخير يضعف. لأن هذا حسان كان من فحول الشعراء في الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره". ويقول الثعالبي: "فلما أدرك –يعني حسان- الإسلام وتبدل الشيطان تراجع شعره".
وما دامت القضية امتدادا لإشكالية ضعف الشعر في الإسلام، فإننا بالطبع سنجد موقفا يقر وآخر ينفي.
ونحن إذ نقف على قبر حسان لنسائله عن مدى صحة قول الأصمعي فيه، يجيبنا جواب الحكيم ليقر بذلك بل ليبين سببه، وذلك لما قال له السائل: لان شعرُك وهرِم يا أبا الحسام، فقال للسائل: يا ابن أخي؛ إن الإسلام يحجز عن الكذب. يعني أن الإجادة في الشعر هو الإفراط في الذي يقوله، وهو كذب يمنع الإسلام منه، فلا يجيء الشعر جيداً.
ولا ننسى أن حسان قد أسس نظرية الصدق في الشعر لما قال:
وإن أشعر بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا
يقول التنيسي في المنصِف: "إنّ الصدق غير ملتمس من الشاعر وإنما المراد منه حسن القول في المبالغة في الوصف والشعر وفي فنون الباطل واللهو أمكن منه فنون الصدق والحق، دليل ذلك شعر حسان في آل جفنة في الجاهلية فإنه كان كثير العيون والفصول، قليل الحشو والفضول، فلما صار إلى الإِسلام طلب طريق الخالق واستعمال اللفظ الصادق فقل تناهيه وضعفت معانيه فهذه بلغة كافية من هذا المثال".
والمعروف عن ابن خلدون رفضه ضعف الشعر في الإسلام، ممثلا بشعر حسان وغيره، فهاهو يقول في مقدمته: " .. كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية، في منثورهم ومنظومهم. فإنا نجد شعر حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير .. في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم للملوك أرفع طبقة في البلاغة بكثير من شعر النابغة وعنترة .. ومن كلام الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم. والطبع السليم والذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة.
والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث، اللذين عجز البشر عن الإتيان بمثليهما، لكونها ولجت في قلوبهم ونشأت على أساليبها نفوسهم، فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة عن ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية، ممن لم يسمع هذه الطبقة ولا نشأ عليها، فكان كلامهم في نظمهم ونثرهم أحسن ديباجة وأصفى رونقاً من أولئك، وأصفى مبنى وأعدل تثقيفاً بما استفادوه من الكلام العالي الطبقة. وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق والتبصر بالبلاغة.
ولقد سألت يوماً شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا .. ما بال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين، ولم يكن ليستنكر ذلك بذوقه، فسكت طويلاً ثم قال لي: والله ما أدري! فقلت له: أعرض عليك شيئاً ظهر لي في ذلك، ولعله السبب فيه. وذكرت له هذا الذي كتبت فسكت معجباً، ثم قال لي: يا فقيه هذا كلام من حقه أن يكتب بالذهب .. "
وثمت شيء آخر قد يكون سببا للقول بضعف شعر عند حسان –عند من يقول بذلك- ألا وهو الموضوعات التي يتناولها شعره الإسلامي من ربانيات ونبويات. ويكاد ابن خلدون حين يعترف بهذا يسقط في هوة التناقض، إذ المعروف أن شعر حسان الإسلامي غالبه في هذا المنحى، إلا أنه يتدارك الموقف، بإرجاعه قوة الشعر في هذه الأغراض إلى الفحولة التي لا شك يُكرم بوسامها حسان بن ثابت.
يقول ابن خلدون: " .. ولهذا كان الشعر في الربانيات والنبويات قليل الإجادة في الغالب، ولا يحذق فيه إلا الفحول. وفي القليل، على العسر، لأن معانيها متداولة بين الجمهور، فتصير مبتذلة لذلك."
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقول سيد حنفي مقارنا لشعر حسان الجاهلي به في الإسلام "الجاهلي قوي جزل صادق التعبير، ينبض بالحيوية، ويتدفق بالأحاسيس التي توارثها جيلا بعد جيل، أما الإسلامي فقليل الذي يحتفظ بمستواه، وكثير الذي يسقط ويضعف".
وتبقى كلمة الناقدين أن ما نظمه حسان بعد إسلامه افتقر إلى الجزالة، وقوة الصياغة التي كانت له في الجاهلية. ولكنه في مقابل ذلك كان يتمتع بقدر كبير من الحيوية والرقة والسلاسة، ويتوهج من حين إلى آخر بتدفق عاطفي يكشف عما في قلبه من دفء وحرارة. ويتفق النقاد على أن أساليب حسان بن ثابت بعد إسلامه قد سلمت من الحوشية والأخيلة البدوية، ولكن خالطها لين الحضارة، ولم تخل في بعض الأغراض من جزالة اللفظ، وفخامة المعنى والعبارة، كما في الفخر والحماسة والدفاع عن النبي ورسالته ومعارضته المشركين وهجومهم.
ويقول الناقد محمد مصطفى سلام ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D 9%85%D8%AF_%D9%85%D8%B5%D8%B7% D9%81%D9%89_%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85&action=edit&redlink=1): " لقد غلبت على أساليب حسان الشعرية الصبغة الإسلامية كتوليد المعاني من عقائد الدين الجديد وأحداثه والاستعانة بصيغ القرآن ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2 %D9%86) وتشبيهاته ولطيف كناياته، وضرب أمثاله، واقتباس الألفاظ الإسلامية من الكتاب والسنة وشعائر الدين، كما غلبت عليها الرقة واللين والدماثة واللطف وسهولة المأخذ وواقعية الصورة وقرب الخيال، واكثر ما نرى ذلك في شعر الدعوة إلى توحيد الله ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) وتنزيهه، وتهجين عبادة الأوثان، ووصف الشعائر الإسلامية وذكر مآثرها وبيان ثواب المؤمنين وعقاب المشركين وبعض ما مدح به الرسول أصحابه أو رثاهم به."
والظاهر أن هذا هو قصد الأصمعي حيث "قد قصر مجال الشعر على الشئون الدنيوية التي كانت سائدة في الجاهلية، وحدد موضوعاته التي تصلح له لا ويصلح لها، وجعل صفة اللين عالقة بالموضوعات المتصلة بالخير والدين" [3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn3) إذ نجد له كلاما مقاربا لهذا في نقده للبيد وشعره في ذكر الله.
إن من يتعمق في ديوان حسان بن ثابت، يجد أن فحولة شعره لم تفارقه في جاهليته وإسلامه، وفي فخامته وعذوبته، ولا شك في أن ما يظهر من ضعف ولين في بعض إسلامياته ليس أصيلا في فنه وإنما هو عارض، ولعل ذلك يرجع إلى تقدمه في السن، فضاقت مشاعر الشيخ عن فسحة التعبير الشبابي، وذبلت خيالاته الشبابية، وحدثت أحوال مثيرة لنوع جديد من العاطفة، حمي فيها النضال واستعر القتال، فانصرف الشاعر إلى الارتجال، والسرعة في القول والتدقيق الموضوعي. وقد يكون بعض ذلك الضعف ناتجا عما أضيف إلى ديوان حسان بن ثابت من الشعر المنحول.
ديوانه:
طبع ديوان حسان بن ثابت بتحقيقات كثيرة أشهرها: تحقيق عبد الرحمن البرقوقي، ثم تلتها طبعة متميزة عن كل الطبعات في تحقيقها ودراستها، وهي التي حققها د. حسين حنفي حسنين، بمراجعة حسن كامل المرصفي، سنة 1974م، وبهذا العمل نال د. حنفي دكتوراه سنة 1961م. وفي سنة 1974م. أيضا ببيروت صدرت طبعة حققها وليد عرفات. وهناك طبعة حققها عبد الأمير مهنا، وهي طبعة رديئة خالية من الدراسة الدقيقة، ويبدو أنها لا تعدو أن تكون طبعة تجارية.
وحسب دراسة د. محمود عبدالله أبو الخير فإن ديوان حسان يضم ديوان مائة وخمساً وعشرين قصيدة، إذا أخذنا بالرأي القائل إن القصيدة تتألف من سبعة أبيات على الأقل. ومن هذه القصائد خمس وثلاثون شكك فيها الباحثون، وتسعون صححوا نسبتها إليه. والقصائد صحيحة النسبة إليه منها خمس وسبعون إسلامية، وخمس عشرة جاهلية.
النحل على لسانه:
لقي حسان بن ثابت من نحل الأبيات والقصائد على لسانه ما لم يلقه كثير من الشعراء، نظراً لمكانته شاعرا للرسول، فمن مدحه زكاه ومن هجاه أذله، وكأنه اكتسب من الإسلام صبغة السلطوية الشعرية. يقول ابن سلام الجمحي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%B3%D9%8 4%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8% AC%D9%85%D8%AD%D9%8A): " وقد حمل عليه ما لم يحمل على أحد. لما تعاضدت قريش واستبت، وضعوا عليه أشعارا كثيرة لا تنقى".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرجع الباحثون (كسيد حنفي في مقدمة تحقيقه لديوان حسان) أسباب ذلك إلى الخصومات التي تأتي تارة عشائرية بين قريش ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B4) والأنصار، أو سياسية بين الأمويين والزبيريين والعباسيين، وإلى اختلاط شعره بشعر غيره ككعب بن مالك، وعبدالله بن رواحة، ومن بعدهم كعبد الرحمن بن حسان، لكن دخول شعر كعب في شعر حسان أكثر لكون كل منهما يهجو بالأنساب والأيام، وابن رواحة بالكفر.
ومما نحل عليه في هذا الباب:
قول كعب: سقتم كنانة جهلا من سفاهتكم إلى الرسول فجند الله مخزيها
قال ابن هشام: أنشدنيها أبو زيد لكعب. وقد حذف ابن هشام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D9%87%D8%B 4%D8%A7%D9%85) من سيرة ابن اسحاق ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A 7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D8%B3%D8% AD%D8%A7%D9%82) خمس عشرة قصيدة منسوبة إلى حسان، عشر منها قد وردت في ديوانه.
وينظر مقدمة تحقيق ديوان حسان بن ثابت للدكتور سيد حنفي حسنين فقد ناقش فيها قضية المنحول من شعر حسان ببعض التفصيل.
من أغراض شعر حسان بن ثابت
أكثر شعر حسان في الهجاء، وما تبقى في الافتخار بالأنصار، ومدح محمد e و الغساسنة والنعمان بن المنذر وغيرهم من سادات العرب وأشرافهم. ووصف مجالس اللهو والخمر مع شيء من الغزل، إلا أنه منذ إسلامه التزم بمبادئ الإسلام.
ومن خلال نظرتين إلى شعر حسان بن ثابت، نظرة جاهلية وأخرى إسلامية، نجد أن الشعر الإسلامي اكتسب رقة في التعبير بعد أن عمر الإيمان قلوب الشعراء، لا يخلو من في غالبه بل في كله عن النفس الإسلامي، فهو شديدة التأثر بالقرآن الكريم والحديث الشريف في قالب الألفاظ البدوية الصحراوية. ومهما استقلت أبيات حسان بن ثابت بأفكار وموضوعات خاصة فإن كلا منها يعبر عن موضوع واحد، هو موضوع الدعوة التي أحدثت أكبر تغيير فكري في حياة الناس وأسلوب معاشهم. وسنقسم شخصية حسان بن ثابت الشعرية إلى أربعة أقسام ثلاثة في الجاهلية والرابعة في الإسلام:
1 - حسان شاعر القبيلة: قبل أن يدخل حسان بن ثابت في الإسلام، كان منصرفا إلى الذود عن حياض قومه بالمفاخرة، فكان شعره النضال القبلي تغلب عليه صبغة الفخر. أما الداعي إلى ذلك فالعداء الذي كان ناشبا بين قبيلته والأوس. ولقد كان فخر حسان لنفحة عالية، واندفاعا شديدا. فها هو ذا توقفه نسوة فيهم عمرة التي خطبها سرا، فكلفنها أن تسأله عن نسبه وأخواله، فقال:
قَالَتْ لَهُ يَوْماً تُخَاطِبُهُ نُفُجُ الحَقِيبَةِ غَادَةُ الصُّلْب [4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn4)
أما الوَسَامَةُ وَالمرُوءَةُ أَوْ رَأْيُ الرِّجَالِ فَقْدْ بَدَا. حَسْبِي
فَوَدِدتُ أنَّك لَو تُخْبِرُنا مَن وَالِدَاكَ وَمَنْصِبُ الشَّعْبِ
فَضَحكتُ ثم رَفَعْتُ مُتَّصِلاً صَوْتي أَوَانَ المنْطِق الشّغَبِ
جدِّي أبو ليلى ووالِدُه عمرٌو وأخْوالي بنو كَعْبِ
وأنا من القوم الذين إذا أَزِمَ الشِّتاءُ مُحَالِفَ الجَدْبِ
أعْطى ذوو الأموال مُعسِرَهم والضَّاربين بموطن الجَذْبِ
2 - حسان شاعر التكسب: اتصل حسان بالبلاط الغساني، فمدح كثيرا من أمراء غسان أشهرهم عمرو الرابع بن الحرث، وأخوه النعمان، ولاسيما جبلة بن الأيهم. وقد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا، وجعلوا له مرتبا سنويا. يقول:
لله درُّ عصابةٍ نادَمْتُهم يوماً بجلِّقَ [5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn5) في الزمان الأوّلِ
يُغشَوْن حتى ما تَهِرُّ كِلابُهم لاَ يَسْأَلُونَ عَن السَّوادِ المقْبِل
يَسْقُونَ مَنْ وَردَ البَرِيصَ عَليهِمُ بَرْدَى [6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn6) يُصَفِّقُ بالرَّحيق السَّلْسَلِ
بِيضُ الوُجُوهِ كَرِيمَةٌ أَحْسَابُهُمْ شُمُّ الأُنوف من الطراز الأول
ولم يكن يستدِرُّ بمدحهم العطاء فحسب، يفاخر أيضا بهم لأنهم أخواله، وكان شديد التعصب لهم حتى طلَّق امرأته عمرة بنت صامت حين عيرت أخواله، ثم ندم على طلاقها فأرجعها، فأنشد في مدح الغساسنة قصيدته المعروفة التي مطلعها:
أَجمعَتْ عَمرةُ صَرْماً فَابْتَكِرْ إِنما يُدهِنُ للقَلْبِ الحَصِرْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيها: سَأَلتْ حَسانَ مَنْ أخْوالُه إنما يَسأَلُ بِالشيء الغُمر
وفيها: منهمُ أَصْلي فَمن يَفْخَرْ بِه يَعْرِفِ النّاسُ بفَخْرِ المُفْتَخِر
3. حسان شاعر اللهو: كان حسان بن ثابت مبتلىً بشرب الخمر والاستمتاع بالغناء، والتغزل بالنساء، وما يتبعه من لهو وعبث، قبل دخوله الإسلام. وله في الخمر أوصاف شهيرة تأتي خصوصا في مدائحه لملوك غسان، كما له غزل، وشعره هذا غير مستقل يختلط عادة بالفخر والمدح. وغزله تقليدي في معانيه وصوره.
فمن خمرياته: وَمُمْسِكٌ بِصداعِ الرأس مِن سُكُر نَادَيْتُه وهْوَ مغلُوبٌ ففَدّاني
وفيها: فاشْربْ من الخمر ما آتاك مَشْرَبُه وَاعلم بِأن كل عيش صالح فاني
ومن تغزله بليلى: لقد هاج نفسَكَ أشجانُها وَعَاودَها اليوم أدْيانها
تذكرتُ ليلى وأنِّي لها إذا قُطِّعت منكِ أقرانها
4. حسان شاعر الإسلام: نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين الإسلامي، والرد على أنصار الجاهلية، وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية حامية، فكان الشعر شعر نضال يهجى فيه الأعداء، ويمدح فيه رجال الفريق، ولم يكن المدح ولا الهجاء للتكسب أو الاستجداء، بل للدفاع عن الرسول الكريم e ودينه. وهذا ينقسم لقسمين:
أما المدح الذي نجده في شعر حسان لهذا العهد فهو مقصور على النبي e وخلفاءه وكبار الصحابة، والذين أبلوا في الدفاع عن الإسلام بلاء حسنا ووصف وقائعهم وغزواتهم، فوصف غزوة بدر وأحد ومؤتة وبني قريظة وغيرها من المشاهد، وصورها وأحسن تصويرها. ومدحه يختلف عن المدح التكسبي بصدوفه عن التقلب على معاني العطاء والجود، والانطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد e، وما إلى ذلك مما ينبثق من العاطفة الحقة والعقيدة النفسية، قال حسان:
نبي أتانا بعد يأس وفترة من الرسل والأوثانُ في الأرض تعبدُ
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا يلوح كما لاح الصقيلُ المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة وعلمنا الإسلام، فالله نحمد
وأنت إله الخلق ربي وخالقي بذلك ما عمرت في الناس أشهد
ويلحق بهذا المدح رثاء محمد e، فقد ضمنه الشاعر لوعة وذرف دموعا حارة صادقة، وتذكرا لأفضال رسول الدين الجديد، فله رثاء كثير منها قصيدته المعروفة:
بِطَيبةَ رسمٌ للرَّسول ومعهدُ مُنيرٌ وقد تعفو الرُّسوم وتَهْمِدُ
بها حُجُراتٌ كان يَنزل وسطَها من الله نور يستضاء ويُوقُد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدَتْ عيونٌ وَمِثْلاَها من الجفن تُسعد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وأما الهجاء النضالي: فقد وجهه إلى القرشيين الذين قاموا في وجه الدين الجديد يحاربونه ويهجون محمدا e. وكان موقف الشاعر تجاههم حربا لما بينهم وبين محمد من نسب. أما أسلوبه في هجائه فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية، ويجعله فيهم طائرا غريبا يلجأ إليها كعبد، ثم يذكر نسبه لأمه فيطعن به طعنا شنيعا، ثم يسدد سهامه في أخلاق الرجل وعرضه فيمزقها تمزيقا في إقذاع شديد، ويخرج ذلك الرجل موطنا للجهل والبخل والجبن، والفرار عن إنقاذ الأحبة من وهدة الموت في المعارك. قال حسان هاجبا بني سهم بن عمرو:
واللهِ ما في قُريشٍ كُلِّها نَفرٌ أكثر شيخا جبانا فاحشا غُمُرا
هُذرٌ مشائيم محروم ثويهم إذا تروّح منهم زوَّدَ القَمَرا
ما بال أمِّك زَاغَتْ عِندَ ذي شَرفٍ إلى جُذَيمة لما عفّت الأثرا
ظلّت ثلاثا وملحان [7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn7) معانقها عند الحَجون فما ملاّ وما فترا
لولا النبي، وقول الحق مغضبة لما تركت لكم أنثى ولا ذكرا
ويهجو الحارث بن كعب المجاشعي:
حَارِ [8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn8) بن كعب ألا الأحلام تزجركم عنا وأنتم من الجوف الجماخير
لا بأس بالقوم من طول ومن عظم جسم البغال وأحلام العصافير
ويقول في مقطوعة يعير قريشا فيها بهزيمتها يوم بدر:
فينا الرسول وفينا الحق نتبعه حتى الممات ونصر غير محدود
مستعصمين بحبل غير منجذم مستحكم من حبال الله ممدود
ثم هاهو يصف غزوة بني قريظة قائلا:
لقد لقيت قريظة ما سآها وما وجدت لذلك من نصير
أصابهم بلاء كان فيهم سوى ما قد أصاب بني النضير
غداة أتاهم يهوي إليهم رسول الله كالقمر المنير
(يُتْبَعُ)
(/)
والحاصل أن حسان بن ثابت أعرض عن كل ما عرفته الحياة الجاهلية من الأغراض الشخصية من مدح للتكسب، وهجو للتفاخر، وغزل للتسلي، وخمر للتناشي، ليخرج بشعره من بين جدران الذاتية التي يكون فيها الشعر للشعر، ليخضع شعره لخدمة الدين، لا شيء له فيه إلا ابتغاء الأجر عند الله وتقربا من رسول الله e.
قيمة شعر حسان بن ثابت:
شعر حسان بن ثابت طبع مندفع، وقريحة هائجة. ومن جوانب قيمة شعره:
1 - القيمة الفنية: نلمس في كلام حسان أثرا للدين الجديد بما يستعمله من تناص واقتباس من القرآن والحديث، وذلك ظاهر في المعاني الجديدة من ارتياح إلى المصير، وتفصيل بعض العقائد والشعائر من توحيد وتنزيه وثواب وعقاب، وذلك ظاهر أيضا في الألفاظ التي أعطاها الإسلام إيحاء جديدا، ونثرها حسان في شعره. ولقد حق بعد ذلك أن يقال أن حسان بن ثابت هو مؤسس الشعر الديني في الإسلام. وحسان شاعر شديد التأثر، قوي العاطفة، يفوته التأني، ولهذا ترى شعره يتدفع تدفعا، متتبعا في ذلك الطبع والفطرة لا الصنعة والتعمل. ومن ثم تلقى شعره خاليا من كل ما يتطلب النظر الهادئ المتفحص، فمَطَالِعُه مقتضبة اقتضابا شديدا، يسرع في الانتقال منها إلى موضوعه الذي تحتدم به نفسه، وانتقاله غير بارع عادة. ثم إن كلامه يخلو من الترتيب والتساوق لما في عاطفته في فوران. وهذا الفوران نفسه يحول دون التنقيح. مما نتج عن اللين الذي شهد به الأصمعي وتابعه عليه نقاد الشعر.
2 - القيمة التاريخية: لشعر حسان، فضلا عن القيمة الفنية، قيمة تاريخية كبرى، فهو مصدر من مصادر تاريخ تلك الأيام، وليس غريبا تسجيل شعر لأيام الجاهلية ومآتي الغساسنة، إلى جانب أحداث الفجر الإسلامي بعد إسلامه، على عادة الشعراء في جعل شعرهم سجلا تاريخيا، فشعر حسان يطلعنا على أخبار محمد e في غاراته وغزواته وفتح مكة، كما يطلعنا على أسماء الصحابة وأعداء الإسلام، حتى أصبح وثيقة معتمدة عند مدوني السيرة ورواة الحديث، وهكذا كان حسان بن ثابت شاعرا ومؤرخا كما كان شعره فاتحة للشعر السياسي الذي ازدهر في عهد بني أمية.
3 - بناء القصيدة:
حسان شاعر تلقى أصالة الشعر في جاهليته، وعليه فمن البديهي أن يأتي بناؤه للقصيدة على شاكلة كل قصائد الجاهليين، ويلاحظ أيضا أن قصائد حسان خلت في كثير من الأحيان من التصدير بالأغراض الموطئة "نتيجة مواقف تعرض فيها لاستثارات شعورية، وجد نفسه فيها مضطراً للرّد الفوري لينفس عن مشاعره المتوترة، أو عن انفعالات نفسه الثائرة، التي لم تتح له فرصة التمهيد لتجربته بمقدمة طللية، أو غزلية، أو سوى ذلك" [9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftn9) لكنها لم تخل منها في أحيان أخرى، وإن ثار حسان في قصيدته الإسلامية على أغراض الطلل وذكرى الحبيب، لكن تقاليد الشعر ظلت تستعبده. فاسمع:
هل رسم دارسة المقام يبابِ متكلّمٌ لمحاور بجواب
فدع الديار وذِكْر كلِّ خريدة بيضاء آنسة الحديث كعاب
واشكُ الهموم إلى الإله وما ترى من معشر متألبين غضاب
ويقول في أخرى
عرفت ديار زينب بالكثيب كخط الوحي في الورق القشيب
فدع عنك التذكر كل يوم ورد حزازة الصدر الكئيب
وخبّر بالذي لا عيب فيه بصدق غير إخبار الكذوب
وها هي قصيدته المشهورة التي فيها:
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء فشرّكما لخيركما الفداء
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
يصدرها بقوله: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء
ديار من بني الحسحاس قفر تعفّيها الروامس والسماء
فدع هذا ولكن من لطيف يؤرّقني إذا ذهب العشاء
ورثى عثمان بن عفان قائلا:
ياللرجال لدمع هاج بالسنن إني عجبت لمن يبكي على الدمن
إني رأيت أمين الله مضطهدا عثمان رهنا لدى الأجداث والكفن
- خاتمة: غدت المادة الشعرية الحسانية في الإسلام، رمزا للأدب الإسلامي، ومعلمة من معالمه، بل إنها ظلت الحجر الأساس له، وتجاوزا لإشكالية ضعف شعر حسان، فإنه ظل يصور مرحلة من مراحل الشعر، ويحدد معالمه وملامحه تحديدا بينا، تغلب على سماته سلطوية الإسلام الذي انشغلت به الأذهان والأفكار وقته. وفيما رأيت مقاربة لبعض زوايا شعر حسان الإسلامي، الذي طرح للحوار والنقاش في مادة الأدب في المشرق الإسلامي. والله أعلم
- بعض المصادر والمراجع:
(يُتْبَعُ)
(/)
كتب تراجم الصحابة، وقد تقدم بعضها. طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي. الشعر والشعراء لابن قتيبة. الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني. الكامل للمبرد. يتيمة الدهر لأبي منصور الثعالبي. العمدة لابن رشيق. مقدمة ابن خلدون. العصر الإسلامي لشوقي ضيف. دراسات في الأدب العربي لعمر الطيب الساسي. مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد.
[1] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref1) أحمد سعيد الهندي 'الأدب الإسلامي .. رؤى وتصورات' مجلة الفرقان ع238.
[2] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref2) انظر ترجمته في: الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر، وأسد الغابة لابن الأثير، وسير أعلام النبلاء للذهبي، والإصابة لابن حجر العسقلاني، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام، والشعر والشعراء لابن قتيبة وغيرها.
[3] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref3) إحسان عباس في تاريخ النقد الأدبي عند العرب.
[4] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref4) نفج الحقيبة أي ضخمة الأرداف، وغادة الصلب لينة الظهر.
[5] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref5) كحِمِّص في وزنها تعني دمشق.
[6] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref6) نهر دمشق الأعظم.
[7] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref7) اسم عبد. والحجون موضع.
[8] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref8) منادى مرخم، وأصله حارث. الجماخير جمع جمخور الواسع الجوف، كناية عن الخوف والجبن.
[9] ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=23#_ftnref9) حسب دراسة محمود عبدالله أبو الخير في 'مقدمة القصيدة الجاهلية عند حسان بن ثابت'.
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 06:38]ـ
وكان رسول الله e ينصب له منبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً، يفاخر عن رسول الله e، ورسول الله يقول: «إن الله يؤيد حسان بروح القدس، ما نافح عن رسول الله e»
-------------------------------
التفاتة جميلة الى شاعر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لكن شابته هذه العلامة التي وضعتها - سيادتكم- في المقالة وتعني في الاكثر - صلى الله عليه وسلم - لوكتبتها صريحة؟؟
وهذه نبذةمن حياة الشاعر حسان بن ثابت مع التقدير المشوب الاعتذار \
الشاعر حسان بن ثابت
مممممممممممممممممم
حسان بن ثابت من بني النجار اخوال النبي محمد صلىالله عليه وسلم
من قبيلة الخزرج
ولد سنة ستين قبل الهجرة نشا في بيت عز وشرف وغنى اسهم في الخصومات بين الاوس والخزرج وفهجا الاوس ونال منهم
مدح حسان في الجاهلية الغساسنة وملوكهم قبل الاسلام وكذلك المناذرة وغيرهم الاانه بعد محيء الاسلام واعلان اسلامه اختص في مدح الرسول الكريم صلىالله عليه وسلم ومدح المسلمين وفخر بهم
توفي سنة 54 هجرية في خلافة معاوية بن ابي سفيان عن عمر يناهز المائة وخمس سنوات
يمتازشعره بقوته بحيث كان سوطا لاذعا في ظهور اهل الشرك والكافرين بعد اسلامه اتخذه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شاعره المفضل وحثه على قول الشعر ومناجزة
شعراء الشرك والجاهلية ومدح المسلمين وهجاء قريش والرد على كل شاعر يهجوالمسلمين من شعراء الشرك
يقول النقاد والمختصون في الشعر ان شعره في الجاهليه اقوى واحسن من الشعر الذي قاله في الاسلام ويرجعون ذلك لانبهاره في اساليب القران الكريم ومعانيه وتقيده الشعر بقيود اخلاقية منها الكذب و المبالغة حد الاسراف كما انه اسلم بعد ان بلغ الستين من عمره وتكون قد انطفاءت ثورة عاطفته اما انا فلي قول اخر في ذلك
فقد قال الشعر في الجاهلية والإسلام في هذا المقال الموجز سنبين راينا في شعره في كلا العصرين يقول اغلب النقاد إن شعر حسان الجاهلي أقوى شعرا من حسان الإسلامي في كل قصائده وهذا حكم في رأي الخاص قاس وصارم
طرق حسان أكثر الإغراض الشعرية فقد شبب ومدح وهجا ورثا ووصف وافتخر وفخر وحكم مثله مثل كل الشعراء الجاهليين يقول حسان في قصيدة له نظمها في الجاهلية
أسألت رسم الدار ام لم تسألي ب بين الجوابي والبضيع فحومل
(يُتْبَعُ)
(/)
لله در عصابة عصابة
يوما بجلق في الزمان الأول
يمشون في الحلل المضاعف نسجها
مشي الجمال الى الجمال البزل
بيض الوجوه كريمة أحسابهم
شم الانوف من الطراز الأول
لقد شربت الخمر في حانوتها
صهباء صافية كطعم الفلفل
نسبي اصيل في الكرام ومذودي
تكوى مواسمه جنوب المصطلي
بدأ قصيدته في الغزل وتساءل عن ديار الأحبة بين البضيع والجوابي وحومل وانتقل إلى مدح الغساسنة حكام الشام في جلق ثم عرج على الخمرة واحتسائها ثم افتخر بنسبه الأصيل وإذا أمعنا النظر في هذه القصيدة او في غيرها من شعره الجاهلي نلاحظ متانة الشعر وبلاغته وقوة الفاضه وصعوبتها في كثير من الأحيان وكذلك الشعراء كانوا يفعلون إذ يخرجون في القصيدة الواحدة إلى إغراض شتى إذ تبدأ بالغزل والبكاء على الإطلال أو وصف الخمرة وتنحدر من فن لاخر وهذا بلاشك يفتح أمام الشاعر أجواء شعرية واسعة فتاتي قصيدته قوية متينة لذا كان الشعر الجاهلي بليغا وقويا اما شعر حسان في الاسلام فيتميز بطبقة شعرية عالية رفيعة جمعت بين بيان الجاهلية ومعارفها وحداثة الاسلام وروحانيته الواسعة وافر البيان جزل الا لفاظ واسع البلاغة يعود ذلك الى صلته الشديدة والقريبة من موقع مهبط الوحي وقربه من معين الأدب الإسلامي حيث كان يستمع إلى القرآن الكريم ويحفظه فشعره قد تحلى بالفصاحة الخالصة من شوائب اللفظ وغريب العبارة والتعقيد فشعره حسن مفهوم خال من حوشي الكلام زاخر بالمعاني الاسلامية الجديدة والاغراض السامية النبيلة ينهل من بحر المدرسة المحمدية التي التزم بها و أصبح لايفارقها ومن جهة اخرى انه كان شاعرا في الجاهلية شاعرا في الإسلام فازداد قوة شعرية ورفعة ومتانة فعمره الطويل وعراكه مع الزمن وتجربته الشعرية وحاجة الإسلام إليه في الذود عنه وعن شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قادته إلى السمو والعلو
قال ابن سلا م في طبقاته للشعراء متحدثا عن شعراء الإسلام (وأشهرهم حسان بن ثابت وهو كثير الشعر جيده) من هذا نستنتج إن شعر حسان في الإسلام يضاهي شعره في الجاهلية أو يزيد عليه لنقرأ له هذه الأبيات الإسلامية \
الله كرمنا بنصر نبيه
وبنا أقام دعائم الإسلام
وبنا اعز نبيه وكتابه
وأعزنا بالضرب و الإقد ام
في كل معترك تطل سيوفنا
فيه الجماجم عن فراخ الها م
ينتابنا جبريل في أبياتنا
بفرائض الإسلام والإحكام
يتلو علينا النور فيها محكما
قسما لعمرك ليس كالأقسام
نلاحظ جودة شعره وتأثير الإسلام فيه واقتباسه في شعره من آيات القرآن الكريم فما اقتبسه من القران الكريم واحاديث الحبيب المصطفى زادته روعة وروت شعره من معينها قوة وبلاغة وسهولة وفصاحة حتى بلغ الذروة رحم الله حسان فهو سيد الشعراء المخضرمين وأسعدهم
ومن جميل شعره هذه الابيات
تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ
تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ
غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ
وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ
توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ
كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَة ِ نَحْرِها
توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ
لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها
وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ
وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبة
ٍ تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ
تحملتُ ما كانتْ مزينة ُ تشتكي
منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ
أرَى كثْرَة َ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ
وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ
إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدة
ً معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ
وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ
يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي
كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ
إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ
--------------------------------(/)
أنفاس الصباح وأنفاس المسلم!!
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 02:11]ـ
........
.....
إن إشراق النور المتلألأ في باكورة الصباح المشرق، وانفلاق تلك الأضواء وبزوغها وتشققها من بين جنبات الليل البهيم، وسرعة تغير الضياء والألوان والأجواء، وغدو المخلوقات وشدو الطيور الذي يحدث في لحظات البداية الفجرية، وانسدال تلك الأشعة المتوهجة على سطح الأرض المستدير، وانتشار تلك النسمات الباردة في الفجاج الواسعة، ليضفي ويكسو النفسَ العليةَ التواقةَ المستنيرة بنور الإيمان البهجة والأنس والحبور.
فالتوافق والتلاحم بين تنفس المسلم الكريم في بداية يوميه للخيرات والبركات الحاصلة في البكور، وبين تنفس هذا الصباح البهيج لبركاته وأنواره، تلازم عجيب وارتباط وطيد واشتباك لا ينفك ومعانٍ مترابطة وأحاسيسُ جذابة، لا يمكن أن يحويها كاغد، ولا يُصورها فكر مستنير، ولا يستأدبها أدب أديب، ولا يبلغها بلاغة بليغ، ولا يمكن أن يُسكَّن حرارة تلك المعاني ويجمع أوصافها إلا بأن تتلمس ذلك الجمع في الوحيين.
وتجد يا أخي آيةً من كتاب الله تعالى متمثلة في كلمتين أَعطت المبتغي ما يريد، وسددت حاجته وقطعت أطماعه، ألم تقرأ معي قوله تعالى:
" وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ " هذه الآية التي ما إن تظم شفتك لإظهارها وتستجمع قواك لتستجذب هواء يساعدك لنشر حروفها وينطق بها لسانك، إلا وتعطي النفس المطمئنة بالله قبل استكمالها لنَفَسِهَا عمقا وجمالا روحيا وإيمانيا فيه الاطمئنان والراحة والخير والبركة فيحاكي هذا الجمال بعمقه الإيماني جمال تنفس الصباح المبارك - لما للأدلة الكونية من أثر في الإيمان بالله - هذا الصباح الذي من أنفاسه ما منّ الله به على خلقه بالحياة فيه وانتشار أدلة الإيمان بالله لمن تدبر وتفكر قال سفيان الثوري:
" صياح كل شيء تسبيح إلا نهيق الحمير .. "، ومنّ على العبد الكيس بتنفس العمل الذي اختاره له من بين سائر الخلقية أجمع، وجعله خليفة في الأرض، فينشأ عند هذا العبد الضعيف العلم من خلال عملِه وكدحه أنه جزء واحد من تلك المخلوقات التي تسبح ربها وإلهها وفاطرها فتجده قد شارك الكائنات أنفاسها، فينظم وينخرط في جملة من قال الله فيهم:
" وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ "، قال الحسن البصري: " صرير قلم العلماء تسبيح "، فهذا التنزيه قد نطقت به جميع المخلوقات منذ بداية يومها وحتى آخره ويتكرر كل يوم فتجد المسلم قد اختار مشاركة الكون ودار في دائرته وفلكه ولم يخرج عن الخط الذي ارتسمه له رسوله الركريم فهو مقر بالله ربا وإلها ومعبودا فله سبحانه استذل وله انكسر وله خضع وله نزه، فلا رب غيره ولا معبود بحق سواه، فيكرر إقراره كل يوم ويسعى في الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يخدش هذا الإقرار كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في أذكاره الصباحية:
" أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَمِ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ"، وكان رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وآله وسلم يشكر ربه أن وفقه إدراك يوم يزاد فيه قربا إليه سبحانه فيقول صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ ما أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ .. "، فيا سبحان الله كلمة واحدة أملت هذا المعنى العجيب بلفظها الفريد والذي أنت واجده في كلمة التنفس التي هي من خصائص الأحياء.
وأجد انعكاسَ هذه الآية التكويرية في النفس المسلمة ظاهر، وإشراق تلك الصورة التلازمية البديعة الجميلة بارز، فتعطي فهم المسلم الواعي المدرك من زاوية أخرى حقيقة التنفس الذي به يعيش وأن له نَفَسَاً من جنس آخر يختلف عن سائر مخلوقات الله - سبحانه وتعالى -، وأنك يا أيها الإنسان البسيط اللطيف لا يشاركك فيه أحد، وتميزت بميزة تظهر لك جلية واضحة في المقسم عليه (القرآن وأنه حق من عند الله)، فالمؤمن الواعي يلتقط هذه اللطيفة من الآية الكريمة فيتنفس الإيمان وتلاوة القرآن لإدراكه أن هذا التنفس هو عنوان السعادة وهو سر الوجود وبه يستدفع الشر عن نفسه، فبه يسد حاجته وفقره وذله وبه يعرف ربه ويسكن غضبه وحنقه الذي يمتلأ صدره به.
عندها سيدرك الإدراك الجازم أن الله أكرمه بنفسين نفس لجسده تنتعش وتعيش به، ونفس لروحه يزيل عنها الهموم والغموم والأحزان والأقذار، والقرآن هو النفس الذي به تحيا الأرواح وتستنير به الصدور، وهذا ما هدى إليه المقسم عليه حيث أن وجه الحمع بين المقسم به - الصبح في تنفسه - والمقسم عليه - القرآن وأنه من الله - يوحي إيحاء أن القرآن هو نفس الروح كما مر ذكره، ولهذا لماذا أقسم عليه هنا، ولأجل مَنْ أَقسَمْ؟؟؟ قال الحق تبارك وتقدس:
" قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ "، وقال: " وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ "، فما عليك يا أخي إلا أن تتنفس الحياتين والهوائين هواء الروح المتمثل في الإيمان بالله وكتابه الكريم وهواء الجسد المبثوث بين السماء والأرض لتعيش قرير العين ساكن النفس مطمأن القلب.
.......
...
لست بأديب ولا علاقة لي بالأدب ولكن أحب صياغة المعاني بمثل هذه الأساليب، وإن كنت أحاور نفسي بأن تترك مثل هذه الكتابة.
ولكن أطلب منك يا أخي التعليق إن أرت، فأنا محتاج إلى نصيحة ناصح.
...(/)
كفيف البصر هل يلمس بيده مخطوبته بدلاً عن الرؤية؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 10:06]ـ
الدعابة العفوية أوالنابعة من القلوب الصافية لها جمالها وحسنها وطرافتها، فالدُّعابة بديع الممازحة ونقيض الجد، فالذي يجمع إلى الجد - الذي يسعى إليه - روح الدعابة ومفاكهة الحديث وعذوبة المنطق، وترفه الحكمة يملك القلوب بجاذبية حديثه، ويأسر النفوس بلطيف معشره وكريم مداعبته.
فهذا الإمام الطبراني – رحمه الله - قال له يوماً حسن العطار – تلميذه - من هذا الآتي - يعني: ابنه -؟ فقال: أبو ذر، وليس بالغفاري.
وبعد:
جاء في كتاب " مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله - ". تأليف: محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ومساعد بن عبدالله بن سليمان السعدي (ص 41):
«ويُذكر أن أحد الحاضرين من جماعة الوالد .. سئل عن مسألة (رؤية الرجل لمخطوبته) فقال: يا شيخ هل يحل لي إذا كان عندي بنت وجاء أحد يخطبها وطلب مني شوفة البنت (النظر إليها) فهل أسمح له يشوفها؟ فقال الوالد: لا بأس ما دام هناك محرم، ومن الأحسن له ولها، وهذا مأمور به في السنة، وبه يطمئن خاطر البنت والرجل. فكان في هذا المجلس أحد كبار طلبة الشيخ، الوالد علي الزامل – رحمه الله -، وهو مرجع للشيخ وأهل عنيزة في (النحو واللغة العربية) وكان – رحمه الله – كفيف البصر، فقال للشيخ الوالد وهو يمازحه: يا شيخ وحنا (ونحن) يا كفيفين البصر ما نقدر نعرف عن البنت شيء، هل هي زينة أو شينة، فهل يصح لنا أننا نلمس بأيدينا؟
فضحك الحاضرون في المجلس وضحك الشيخ الوالد من هذا السؤال وهو يعرف أنه يمزح.
والشيخ علي المحمد الزامل عُرف بدروسه العلمية والرد على أسئلة المستفتين وله طلبة كثر في أهل عنيزة. توفي – رحمه الله – في عام 1418هـ» أهـ
ـ[أشجعي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 10:20]ـ
أضحك الله سنك شيخنا
ورفع الله قدرك وقدر من نقلت عنهم
اللهم إجعل عيش ضيدان اليامي عيش السعداء وانصره على الأعداء وأمته موت الشهداء.(/)
قصيدة \ (ضجر) شعر فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 12:01]ـ
ضجر
شعر فالح الحجية الكيلاني
هف هف هف
وتسأم النفس الحياة
يعلوها ضجر –
تلبسه ثوبا يطرزه السواد
تتعانق الاهات
في مستودع القلب المحطم
تكبر الاهات
تكبر ثم تكبر
وتضيق النفس –
بالغرفة
والبيت
وحتى الدائرة
وتضيق بالارض وما فيها وجوم
وكل ما هو كائن
او فيها يكون
العمر جحيم في جحيم
والصبح كاالليل البهيم
والدروب مقفرة
والحقوق فاقرة
والورد من غير عطور
والعيون –
تاكلها الدموع
كنبتة من غير رواء
تجف ثم تذ ورها الرياح
والنفس صحراء قاحلة
يكسوها الوجوم
تاكلها الهوم
يلفحها هجير قاتل
ويعلوها ---
ضجر
****************************** ***(/)
شوق الى المصطفى شعرفالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 06:13]ـ
شوق الى المصطفى
شعر فالح الحجية الكيلاني
الله يغرس في الانسان عاطفة
منذ الطفولة في فهم وفي جهل
والناس صنفان -صنف عاش في دعة
وصنف عاش في لهو وفي سفل
والمرء يظهر ما فاضت منابعه
في ساح فطرته البيضاء من خصل
فما احبوا من الاحوال او كرهوا
الا لما في نفوس الناس من علل
يا مالك الملك ما جاشت مشاعرنا
الا بما شئت من فرض ومن نفل
اذ يرتوي القلب ايمانا فيغمره
فيض المحبة والالالهام والامل
يرنوا الى الله مزهوا به جللا
يرجواتفضله في القبض والحلل
حتى تراى لفيض الوجد مصدره
حب الرسول وما فيه من النهل
ربي اليك فؤادي حين يغبطه
حب الرسول مواجيد بها جذلي
0
اني بحب المصطفى المختار في وله
ينازع النفس والاشجان في كلل
شمس الشموس من الاسلام مشرقها
فضل من الله بما نبغيه من عمل
انت التقى قائما بالعلم مصدره
نور على نوره والامر في جلل
ما في الفؤاد وما في الروح من نفس
الا اليه وما نخشاه في وجل
نفسي -جناب رسول الله يشغلها
شوقا –تناشده والخلق في شغل
يا سيدي يا رسول الله حبكموا
فرض علينا و ما ترأى له مقلي
فالقلب يخفق والامال واجفة
والشوق يكبر والايمان كالجبل
اني قصدتك بعد الله محتسبا
ياسيدي المصطفى شوقا على امل
ارجوا الشفاعة يوم الحشر مبتهلا
ان لا اله الا الله في الازل
مستشفعا برسول الله يدخلني
في جنة وسعت افنانها الملل
اذ ابتغي املا الروح تقصده
حشر مع المصطفى في جنة الظلل
روحي تطير اليها في جوانحها
عصفورة صعدت في الجو في عجل
في حضرة المصطفى المختار انشده
شعرا ينازعني والعين في همل
ان لامني بعض اصحابي على زلل
فما بحب رسول الله من زلل
منا عليك سلام الله متسعا
ما دامت الارض باسم الله في نزل
فالح نصيف الحجية
موقع اسلام سيفلايزيشن(/)
الشعرفي العصر العباسي الاول بقلم فالح الحجية
ـ[فالح الحجية]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 07:14]ـ
الشعر في العصر العباسي الاول
بقلم فالح الحجية الكيلاني
الشعر من اوائل الامور التي تتاثر بالاجواء والظروف الحادثة حيث ان الشعراء هم اعلى طبقة في احاسيسهم وعواطفهم ولهم القدرة الكافية في التعبير عما في خوالجهم وافكارهم كل قدر منزلته فهي عالية لديهم تبثق مما يشعرون به من خلال تعاملهم مع الحياة ومع الاخرين والطبيعة ومع كل شيء ولما كانت الحياة في هذا العصر قد تطورت كثيرا فلا غرو ان الشعر تطورايضا فقد تطور تطورا واسعا تبعا لتطور الحياة ومنافذها واتجاهاتها
والشعر يدخل كل المنافذ ويسمو في كل الاتجاها ت فقد اتسعت افاقه واخيلته والشعراء اخصب الناس خيالا الم يقل الله تعالى فيهم – وانهم في كل واد يهيمون – فاز داد الخصب الشعري وتفتقت الاخيلة واتسعت الفنون الشعرية في هذا العصر- (الذهبي) عصر المنصور والرشيد - في كل منازل الحياة فظهرت اغراض وفنون جديدة لم تكن موجود ة في العصر الاموي وما قبله نشاءت هذه تبعا للتطور الفكري ومن التماذج والتزاو ج بين الثقافات العربية وغير العربية من اقوام المجتمع الذي اختلطت به في العربية الفارسية والرومية والتركية وغيرها
نعم لقد تطور الشعر بتطور الحياة وبهذا تطورت معانيه ثم تصرف الشعراء بمعاني واساليب الشعراء قبلهم وحللوها وزادوا عليها او انقصوا منها تبعا لحاجتهم وتطور التصوير الشعري وكثر الابداع فيه فوجد التشبيه وكثرت المحسنات اللفظية ورقت واستعملت في الشعر الفاظ جديدة ارق واسهل كما استعملوا بعض الكلمات غير العربية في اشعارهم واحسنوا استعمالاتها وصياغتها وربط الجمل العربية بها بل عربوها واصبحت معربة
وكذلك الاوزان الشعرية وبحورالشعر العربي ازدادت وتطورت فظهرت بحورا جديدة واوزان لم تكن معروفة من ذي قبل مثل المواليا والمزدوج والمسمط والموبع والمخمس هذا بالاضافة الى التغيير في الفاظ الشعر واساليبه
لقد افتتح الشعراء قصائدهم بالغر ض الذي نظمت القصيدة من اجله في بعض الاحيان عازفين عما كان الشعراء يسيرون عليه من استهلال القصيدة بالغزل والبكاء على الاطلال ولو ان بعضا منهم ظل ينشد على هذه الطريقة المالوفة
استعمل الشعراء المحسنات البديعية من طباق وجناس وتشبيه واستعارات وكثرت هذه بشكل ملفت في هذا العصر
وبالاجمال ان الشعر في هذا العصر تطورا تطورا واسعا وعظيما في جميع اموره وفي شتى المجالا ت الشعرية واللغوية والفنيةوالمعاشية والثقافية ولا غرو في ذلك اذ ان الشعر مراة العصر المجلية
-------------------------------------
اثر التيارات في شعر العصر العابسي الا ول
ان الشعر العربي في هذا العصر نتيجة تطوره الواسع وافاقه المتسعة تاثر بكل التيارات والاحوال السياسية والاجتماعية تعكس كل ما تراى لها هذا بالاضافة الى تطور الثقافة في الشعر وسناتي على شرح كل حالة \
الاوضاع السياسية –
--------------------------
كان من اسباب سقوط الدولة الاموية وقيام الدولةالعباسبة والذي له ابلغ الاثر في الناحية الثقافية والادبية اذ ان الامويين اتبعوا سياسة التعصب للعنصر العربي الذي اعتبروه هو النسغ الصاعد او الناقل الحياة الى جسم الدولة المترامية الاطراف مما الب عليها الفئات غير العربية التي اصبحت ضمن حدود الدولة الاسلامية المحكومة من قبلهم اضافة الى ذلك ان العرب انفسهم من اعداء الامويين مثل العباسيين ومنهم العلويين خاصة وضعوا ايديهم باءدي هذه الفئات غير العربية وتحالفوا معها على اضعاف الهيمنة العربية على مرافق الدولة والعمل على اسقاطها ومن اكبر هذه التحالفات - الفارسية - حيث اخذ الفرس يشعرون بقيمة رد عتبار الدولة الفارسية واتخذوا من الاسلام ذريعة واتخذوا من العلويين والعباسيين شموعا لتنير لهم طريقهم في ذلك وبدات تظهر لديهم حركات سياسية ومن ثم قوة عسكرية متحالفة مع من اراد الاستحواذ على هيبة الدولة واسقاطها
وهذه الامور يعرفها الساسة المنصفون وعرجنا عليها قليلا لارتباطها بالثقافة الادبية التي شملت كل مناحي الحياة ومنها السياسة
(يُتْبَعُ)
(/)
كما ان للمنازعات الحزبية والتعصب القبلي يد طولى في سقوط الحكم الاموي فتجمعت كل هذه الاسباب والاحوال على بغض العنصر العربي الاموي او ماسار عليه الامويون اثناء حكمهم فتجمعت كلها يقيادة العباسيين وقاموا بثورة انطلقت شرارتها من بلاد فارس لتقضي على الامويين وتسقط حكمهم وتقوم الدولة العباسية الجديدة الفتية سنة 132 هجرية
قامت الدولة العباسية في العراق اثر سقوط الدولة الاموية في الشام وكان للفرس اثر عظيم وكبير في قيام الدولة الجديدة وفي سياستها وشؤونها وقد ادى ذلك الى تدخل الفرس بسياسة الدولة وقيادتها وقد ادى ذلك الى اقتباس الكثير من النظم والعادات والتقاليد الفارسية التي حلت محل العربية واخذ الناس في تقليد الفرس في اشياء كثيرة فادى ذلك الى هيمنتهم على بعض المناطق وخاصة في بلاد فارس والثغور الشرقية للدولة الاسلامية فضعف نفوذ العرب وقل موقعم في شؤون الحكم والدولة التي اصبح الكثير من رجالاتها وقادتها من الفرس واصبح العربي الذي كان يانف ان يعمل في بعض الاعمال الحرة- التي كان العربي يحتقرها- يزاولها طلبا للعيش والبحث عن لقمة تسد رمقه
وما ان ضعف النفوذ الفارسي نتيجة قوة الخلفاء العباسيين في الصدرالاول كالمنصور والرشيد وضربهم الحركات المجوسية التي ظهرت في وقتهم والقضاء عليها- الا وظهر التطرف التركي او النفوذ التركي بدلا عن الفارسي وسيطرت الاتراك على الوضع وساءت حالة المواطن العربي في وطنه في هذا الدور حيث لم يبق للدولة غير الخلافة وبالاسم والرسم فقط
هذه وغيرها ادت الى تغيير وجه الشعر العربي حيث ارتفع صوت الشعر السياسي ضد الامويين ونعي حكمهم المنهار وتمثلت العصبيات القلبية بين العرب بين قيسية ويمانية وظهر ت حركة الشعوبية قوية وادت هذه الاحوال الى ظهور خلافات واسعة بين الهاشميين من العرب انفسهم وبين ابناءالعمومة انفسهم وخاصة بين العباسيين والعلويين وصلت الى حد المقاتلة والعصيان والكراهية كما ظهرت الخلافات العقائدية والمذهبية بين الطوائف والنحل أي الفرقة وصلت في كل شيء نتيجة التوسع الطامي في الدولة الاسلامية وكان لكل فرقة او عنصر او قوم او قومية ادباء وشعراء ورجال يقودونها ويحركونها سواء كانت حركات سياسية او دينية او عنصرية او ثقافية
الحالة الثقافية
------------------
عنى الخلفاء العباسيون في الثقافة عناية كبيرة وبذلوا المال بسخاء لتطويرها واغدقوه على الشعراء والادباء والمفكرين وذوي الالباب والعلوم والثقافة بحيث تطورت كثيرا وكانت المنافسة بين هؤلاء واسعة وشجعوا الترجمة من اللغات الاجنبية الى العربية فكانت رافدا جديدا يصب في بحر اللغة العربية فاتسعت الافاق وتبارى الرجال المتبارون في السباق في ميادين العلم والثقافة والادب واللغة والدين
فكان لذلك الاثر الكبير في قيام ثقافة عربية واسعة في هذا العصر مازالت لحد الان تعد مفخرة من مفاخر الامة العربية وعصورها الذهبية
وكانت الثقافة العربية مستقاة من مصدرين الاول الثقافة العربية التي كان عليها العرب قبل هذا العصر من الاداب الجاهلية من شعر ونثر والاسلامية التي نبعت من القران الكريم والسنةالنبوية الشريفة او قل كان القران الكريم رافدا واسعا لها وكذلك الحديث الشريف ومن اقوال الشعراء الامويين و الادباء والعلوم التي اخذت بالاتساع في زمنهم لتصل في نهاية الدولة الاموية الى الثقافة العربية المييزة بعد ان نمت جذورها وعلت منابتها الاانها ازدهرت في هذا العصر فأ تت ثمارها
اما المصدر الثاني فهي الثقافة الاجنبية التي ترجمت من الامم المجاورة للعربية كالفارسية والتركية واليونانية والرومانية او كانت نتيجة حتمية ذلك لانصهار هذه الاقوام في يوتقة الامةالعربية و بالاسلام فاتت اكلها حيث اثرت التاثيرالكبير على اخيلة الشعراء وثقافاتهم فتوسعت افكارهم وازدادت علومهم وتفتقت قرائحهم لتاتي بخيالا ت واسعة ومعان شعرية جديدة كان الاقتباس واضحا وجليا فيه
-الحالة الاجتماعية
----------------------------
كان العرب امة واحدة في عاداتهم وتقاليدهم وما الفوه من ابائهم واجدادهم فاختلطو ا بغيرهم من الاقوام نتيجة توسع رقعة الدولة العربية الاسلامية اونتيجة الفتح الاسلامي وامتزجوا بهم نتيجة التعامل او التقارب في العصرين الاموي والعباسي والاخير كان له اثر عظيم الى تفرق العرب لاندساس الاقوام الاخرى وعملهم الجاد في ايجاد كيناتهم ضمن الكيان العربي وهيمنتهم على امور الدولة وتقريبهم للفئات التي جاؤوا منها وابعادهم العرب عنها بقيام حركات شعوبية معادية للعنصر العربي لامة اوجامعة للعناصر غير العربية فيها وخاصة من الفرس والاتراك
لقد تاثر العرب بالفرس كثيرا فظهر هذا التاثر في اعيادهم واحتفالاتهم اقتناء العرب الجواري والغلمان وشيوع العبث واللهووالخلاعة والفساد واللامبالاة وما لم يالفه العرب من ذي قبل وبث الافكار الالحادية المستقاة من المجوسية والوثنية فظهرت الزندقة والشعوبية و كل امر شائن مماحدى ببعض الخلفاء العباسيين في صدر الدولة من مطاردة دعاة هذه الاعمال للحد منها كالخليفة المهدي والمنصوروالرشيد وكذلك الحنابلة
وطغت هذه الامور حتى على الماكل والملبس والسكن في امورالحياة الاجتماعية فوجد من تزيا بزي جديد نصف عربي وشيدت القصورالفخمة وتوسعوا في الانشاء والبناء وشملت كل مرافق الحياة
فقد تنوعت اساليب الحياة وطرق الكسب والمعيشة وكان لكل ذلك اثره الكبير في تيار الشعر العربي بحيث ظهرت فنزن شعرية جديدة لم تكن موجودة او معروفة كالغزل بالمذكر ووصفت الحياة ومظاهر الحضارة الجديدة على حالتها الي وصلت اليها من قصور ورياض ومواسم واعياد وقد ادى ذلك الى ارتقاء الشعر درجات اعلى في سلم الثقافة العربية
ولي عود في اكمال الموضوع وشكرا
فالح الحجية الكيلاني
موقع اسلام سيفلايزيشن
-----------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 04:05]ـ
اخي شكرا لك على هذه البسطة الرائعة
مزيدا من الابداع(/)
المتنمرون
ـ[محمد المجلاد]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 07:20]ـ
المتنمرون
فالناظر في عنوان الموضوع يرجم بالغيب حدساً بعيد عن الواقع أحياناً فالعنوان لا ينمىء عن مضمون المحتوى، وربما لجذب القارئ كما قصدت فالتنمر أيها الأحباب موجود منذ عصر التأريخ وله من اسمه نصيب
فهو مأخوذ من النمركما قال المتنبي:
شديد الخنزوانة لا يبالي ... أصاب إذا تنمر أم أصيبا
الخنزوانة في الأصل ذبابة تطير في أنف البعير فيشمخ لها بأنفه واستعيرت للكبر فقيل بفلان خنزوانة ومعنى تنمر صار كالنمر في الغضب والمعنى إذا غضب على أعدائه وقاتلهم لم يبال أقتلهم أم قتلوه.
والتنمر: بالمعنى الحديث الاستقواء هو استخدام العنف اللفظي أو الجسدي ضد الغير، والتعدي على حقوقهم ولست أتكلم عن العنف الجسدي فهذا ليس مجاله ولكني سوف أتحدث بإذن الله تعالى عن العنف اللفظي يعني بين قوسين (الغطرسة).
فالطبقية الموجودة في بعض إدارتنا الحكومية تصنع هذا العُضال ... فصغار الموظفين دائماً يشكون من اضطهاد مرؤوسيهم والنظر إليهم بفوقية بغضيه فقد حدثني بعضهم أن مديره في العمل يقول له بلغات الإشارة المختلفة:
أنت، هذا، هيه، ومن أنت حتى تقول كذا وكذا، وأنت تشبه الموظف الفلاني المراسل أو الفرّاش أو ( .... ) ومهما علوت في الدرجات والمراتب فأنت فلان ابن فلان ولن تعدو قدرك وغيرها من الكلمات الجارحة من هذا المتنمر فضلاً عن النظرات السخرية والحركات.
ولقد حدثني أحدهم بسنده أنه جاء لمديره صاحب الأنجم اللامعة والخيول الجامحة من التهكمات الزائفة والبروج المتهالكة.
فقال له: يا طويل العمر أبوي مريض وأبي أوديه للأردن لعلاجه.
فرد باستعلاء وفوقيه: أنت تكذب.
فما كان من هذا الأخ إلا أن ركبه الغضب وقاد زمامه فقام مشكوراً مأجورا بضرب مديره بعد أن أقفل المكتب حتى سمع القاصي والداني صراخ هذا المدير المحترم وجعل الأنجم بعد أن كانت على كتفه تلمع متناثرة على الأرض بكل إذلال وخر برجه العاجي على رأسه الموقر.
فالسؤال لماذا ذللت نفسك أيها المحترم وأنت غنيٌ عن ذلك؟
بل السؤال لما كل هذا قد جعلك الله في هذا المكان وجعلتك الدولة مشكورة لتخدم الخلق وليس لتجعلهم خُداماً عندك؟
وهذا جزاء سنمار ... !
وهذا أيها الكرام خاصة يحدث في كل الدوائر وللأسف بل لعل الإدارة التي يمسك زمام أمورها رئيسان يكون التنمر واضح المعالم وإن زخرفوا القول بالعدل وعدم التفريق بين الموظفين، وكل حزب بما لديهم فرحون والغالب على بعضهم من حديثي التخرج من الكليات الشريعة أو العسكرية فيرون أن لهم فضلاً على غيرهم أو أنهم طبقة مخملية تأنف من زملاءهم وأصبح ينظر لمن تحت في التربة أوالمرتبة على أنهم مجرد بشر رعاع ليس لهم حظ في الدنيا إلا خدمة سعادتكم الموقر وذاك المتنمر المسكين شابه الطاووس وما ذاك إلا لأن يرى كبيره يفعل ذلك، ويرى من قبله يفعله وإن دل ذلك فإن يدل على دناءة النفس وخساستها وضعف الشخصية لما لم تكن كالنخلة بل كن أصغر منها وشابه النحلة بل لعله كان كالذباب لا يقع إلا على الجروح ويريد أن يُفتح له الممرات والأبواب.
وقد ذكرت بذلك قول الشاعر:
مشى الطاووس يوما باختيال **** فقلد شكل مشيته بنوه
فقال علام تختالون قالوا **** سبقت به ونحن مقلدوه
فخالف مشيك المعوج **** واعدل فانا ان عدلت معدلوه
أما تدري أبانا كل فرع **** يجاري بالخطى من أدبوه
وينشأ ناشئ الفتيان فينا **** على ما كان عوده أبوه
بل لعله شابه الدخان ولم يشابه شجرة الإيمان لأنه ترك التواضع ولبس شعار التنمر ودثاره وبورك فيما قاله أبو تمام:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتك كالدخان يعلو بنفسه **** إلى طبقات الجو وهو وضيع
قال بعض الحكماء: المتكبر كالصاعد فوق الجبل، يرى الناس صغاراً، ويرونه صغيراً.
يقول ابن القيِّم في "أصْل الأخلاق المذمومة كلِّها الكِبرُ والمهانة والدناءة، وأصْل الأخلاق المحمودة كلِّها الخشوعُ وعلو الهِمَّة، فالفخر والبَطر، والأَشَر والعُجب، والحسد والبغي، والخُيلاء والظلم، والقسوة والتجبُّر، والإعراض وإباء قَبول النصيحة، والاستئثار، وطلب العلو، وحب الجاه والرِّئاسة، وأن يُحمَد بما لم يفعلْ، وأمثال ذلك، كلها ناشئةٌ مِن الكِبر"؛ا. هـ (الفوائد: ص: 143).
وعن أبي سلمةَ بن عبدالرحمن بن عوْف قال: "الْتقَى عبدالله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم - على المروة، فتحدَّثَا، ثم مضَى عبدالله بن عمرو، وبقي عبدالله بن عمر يبكي، فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: هذا؛ يعني: عبدالله بن عمرو، زعَم أنه سمِعَ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن كان في قلْبِه مثقالُ حبَّة مِن خرْدل مِن كِبْر، كبَّه الله على وجْهِه في النار))؛ رواه أحمد (2/ 215)، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2909).
وقال بعضُ البُلغاء: الناس في الولاية رجلان: رجلٌ يُجِلُّ العمل بفَضْله ومروءته، ورجل يجلُّ بالعمل لنَقْصه ودناءته، فمَن جلَّ عن عمله ازداد به تواضعًا وبِشرًا، ومَن جلَّ عنه عملُه ازداد به تجبُّرًا وتكبُّرًا"؛ ا. ه من أدب الدنيا والدين للماوردي.
وقال أحد السلف: من كرامة الإنسان على الله أن يجعله سعادة لخلقه، ومن هوان الإنسان عند الله أن يجعله تعاسة لخلقه.
فبماذا يفخر ويفرح المتنمر بعد هذا؟!
سل نفسك يا سعادة المتنمر وأجب .. ؟
محبكم في الله محمد كياد المجلاد(/)
كلمة انتصار في الذود عن شعر حسان
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 08:47]ـ
اللسان .. وصاحب اللسان نفسه, لم يعط قدرَه المتناغم مع فحولته الفالقة بقذائف البيان والصدق لنواصي أئمة الكفر .. الكاذبةِ .. الخاطئةِ ,حين يحرض رسول الله فيه مكامن العز الإيمانية .. ويستدر من ضرع شاعريته ذخائر البلاغة, فتنهال عليهم بأشد من وقع النبال.
بعض النقاد مع هذا يغمطونه حقه .. يزعمون أن شعراء الجاهلية فوقه .. في سبك المعاني وفي مُكْنته من ملكة الوصف, ولو سمعه هؤلاء الجاهليون بعد إسلامه لكانوا يغبطونه ,فأحسب أن الله المنزه عن أن يكون كلامه شِعراً, لم يكن ليصطفي لنبيه- وهو أفصح العرب- وسيلة إعلامية لنصرة الدين إلا وهو يتربع على عرش الفحولة الشعرية.لكن معايير النقد المعتبرة عند فلان والمهملة عند آخر لابد مؤثرة في تفضيل زيد من الشعراء على عمرو .. وناهيك بتأييد رئيس الملائكة له ببركة الدعوة النبوية ,فإن كنت تماري في صدق خبري فدونك جذيلَها المحكَك أبا هريرة حافظ الإسلام (أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد فلحظ إليه فقال:قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عني اللهم أيده بروح القدس قال:اللهم نعم) *
لاجرم هجاؤه المشركين أشد عليهم من وقع السهام يومَ تثير الخيل النقع ,ولا غرو أن يكون شعره في الذِروة والحال ما وصفت لك
--
*أخرجه الشيخان
ـ[أبو العباس آل حسن]ــــــــ[05 - Nov-2010, صباحاً 11:18]ـ
رضي الله عنه وأرضاه.
بارك الله فيك يا أبا القاسم.
ـ[أسامة]ــــــــ[11 - Nov-2010, صباحاً 09:55]ـ
جزاك الله خيرًا.
من النفائس.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ مِمَّا قِيلَ مِنَ الشِّعْرِ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ قَوْلُ خُبَيْبٍ حِينَ أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُنْكِرُهَا لَهُ -:
لَقَدْ جَمَّعَ الْأَحْزَابُ حَوْلِي وَأَلَّبُوا ... قَبَائِلَهُمْ وَاسْتَجْمَعُوا كُلَّ مَجْمَعِ
وَكُلُّهُمْ مُبْدِي الْعَدَاوَةِ جَاهَدٌ ... عَلَيَّ لِأَنِّي فِي وِثَاقٍ مُضَيَّعِ
وَقَدْ جَمَّعُوا أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ ... وَقُرِّبْتُ مِنْ جِذْعٍ طَوِيلٍ مُمَنَّعِ
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو غُرْبَتِي ثُمَّ كُرْبَتِي ... وَمَا أَرْصَدَ الْأَعْدَاءُ لِي عِنْدَ مَصْرَعِي
فَذَا الْعَرْشِ صَبِّرْنِي عَلَى مَا يُرَادُ بِي ... فَقَدْ بَضَّعُوا لَحْمِي وَقَدْ يَأِسَ مَطْمَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
وَقَدْ خَيَّرُونِي الْكُفْرَ وَالْمَوْتُ دُونَهُ ... وَقَدْ هَمَلَتْ عَيْنَايَ مِنْ غَيْرِ مَجْزَعِ
وَمَا بِي حِذَارُ الْمَوْتِ إِنِّي لِمَيِّتٌ ... وَلَكِنْ حِذَارِي جَحْمُ نَارٍ مُلَفَّعِ
فَوَاللَّهِ مَا أَرْجُو إِذَا مُتُّ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللَّهِ مَضْجَعِي
فَلَسْتُ بِمُبْدٍ لِلْعَدُوِّ تَخَشُّعًا ... وَلَا جَزَعًا إِنِّي إِلَى اللَّهِ مَرْجِعِي
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " بَيْتَانِ مِنْ هَذِهِ الْقَصِيدَةِ، وَهُمَا قَوْلُهُ:
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي خُبَيْبًا فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ:
مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَرْقَا مَدَامِعُهَا ... سَحًّا عَلَى الصَّدْرِ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ الْقَلِقِ
عَلَى خُبَيْبٍ فَتَى الْفِتْيَانِ قَدْ عَلِمُوا ... لَا فَشِلٍ حِينَ تَلْقَاهُ وَلَا نَزِقِ
فَاذْهَبْ خُبَيْبُ جَزَاكَ اللَّهُ طَيِّبَةً ... وَجَنَّةَ الْخُلْدِ عِنْدَ الْحُورِ فِي الرُّفُقِ
مَاذَا تَقُولُونَ إِنْ قَالَ النَّبِيُّ لَكُمْ ... حِينَ الْمَلَائِكَةُ الْأَبْرَارُ فِي الْأُفُقِ
فِيمَ قَتَلْتُمْ شَهِيدَ اللَّهِ فِي رَجُلٍ ... طَاغٍ قَدَ اوْعَثَ فِي الْبُلْدَانِ وَالرُّفَقِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَرَكْنَا بَعْضَهَا؛ لِأَنَّهُ أَقْذَعَ فِيهَا.
وَقَالَ حَسَّانُ يَهْجُو الَّذِينَ غَدَرُوا بِأَصْحَابِ الرَّجِيعِ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ:
إِنْ سَرَّكَ الْغَدْرُ صِرْفًا لَا مِزَاجَ لَهُ ... فَأْتِ الرَّجِيعَ فَسَلْ عَنْ دَارِ لِحْيَانِ
قَوْمٌ تَوَاصَوْا بِأَكْلِ الْجَارِ بَيْنَهُمُ ... فَالْكَلْبُ وَالْقِرْدُ وَالْإِنْسَانُ مِثْلَانِ
لَوْ يَنْطِقُ التَّيْسُ يَوْمًا قَامَ يَخْطُبُهُمْ ... وَكَانَ ذَا شَرَفٍ فِيهِمْ وَذَا شَانِ
البداية والنهاية (5/ 512)
ـ[مصراوي]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 11:50]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وآله واصحابة
ما كان ينبغ ان يذكر صاحب الموضوع سيدنا حسان بقوله "حسان" وكأنه انسان يمشي الي جانبه فالاصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم مكانة سامقة
ثانيا النقد الادبي تذوق اكثر مما هو علم
فنجد رسول الله صلي الله عليه وسلم يفضل امرؤ القيس
وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يفضل زهير
ثالثا سيدنا حسان رضي الله عنه لم يكن في الجاهليه بمستوي شاعرية اصحاب المعلقات ولكنه كان شاعرا مجيدا
فلما اتي الاسلام صاغ سيدنا حسان اروع القصائد وليس من الضروري ان تكون اقوي قصائد العصر ولكنها
كانت متميزة وقوية جدا في جانب مجابهة المشركين والكفار
وليست قصائد سيدنا حسان دينا فللنقاد ان يحكموا علي هذه القصائد بما علموه من معايير ومقاييس
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[19 - Nov-2010, صباحاً 07:04]ـ
الحمد لله وبعد ..
-شكر الله لك أخي مصراوي على تعقيبك
-إن كنت تعني حديث أن أمرأ القيس حامل لواء الشعراء إلى النار فلا يصح.
-إنما يصح تفضيل شاعر على شاعر بأن يقارنا في الغرض الشعري نفسه كالمدح والهجاء والوصف ويتأكد ذلك حين يقارن بينهما في وصف شيء واحدكالخيل مثلا فيقيد التفضيل بهذا ليكون أدق
-ما قلته عن تفضيل شعر غيره عليه وأنه ليس دينا .. إلخ , نعم هذا وارد ولم أزعم أنه دين ولا أنه أشعر مخلوق عرفته الدنيا, لا إشكال في ذلك .. ولكن مرادي أبعد من هذا
-جزى الله الفاضل الحبيب أسامة خيرا على ما أثرى به الموضوع من شواهد(/)
محاضرة مهمة برابطة الأدب الإسلامي بالرياض
ـ[أبو أحمد الميداني]ــــــــ[03 - Nov-2010, صباحاً 09:38]ـ
دعوة عامة.
يسر المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض أن يدعوكم لحضور الملتقى الأدبي الشهري لمحاضرة بعنوان:
(الاختيارات الشعرية في الأدب العربي)
الأستاذ الدكتور محمد علي حمدالله
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة دمشق سابقًا
مؤسس جمعية أدب الأطفال في اتحاد الكتاب العرب
وذلك مساء الأربعاء 26/ ذي القعدة / 1431هـ.
الساعة الثامنة بعد صلاة العشاء في مقر المكتب بشارع العليا العام, خلف جامع الملك عبدالعزيز.
علمًا: أن المحاضرة ستبث مباشرة في الغرفة الصوتية بموقع الرابطة على الشابكة:
( http://www.adabislami.org/news/50 (http://www.adabislami.org/news/50))
المكتب الإقليمي
لرابطة الأدب الإسلامي العالمية
الرياض(/)
(الْقِحَةُ) داءٌ يصبُّهُ اللهُ على بعضِ عبادهِ , وهذه بعضُ مظاهرهِ!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 03:40]ـ
الحمد للهِ وصلَّى اللهُ تعالى وسلَّمَ على عبدهِ ورسولهِ محمَّدٍ وآلهِ وصحبهِ ومن سلكْ * سبيلَهم ما دارَ نجمٌ في فلكْ , وبعد:
فإنَّ من أشَدِّ ألوانِ البَلاءِ التي يصبُّها الله تعالى على قلوبِ ووجوهِ بعضِ عبادهِ بلاءَ (الْقِحَةِ) التي تسلُبُ نورَ الوجهِ وتقضِي على بواقي المروءةِ وفُتَاتِ الإحسَاسِ حتى يحسِبَ المُبتَلى بهذا الدَّاءِ أنَّ أنجحَ المَساعي وأغلى المطامحِ والمرامي أن يُنيلَ نفسَهُ وهواهُ كُلَّ مطلَبٍ وإن أعقبهُ ذلكَ مقتَ اللهِ ورسولهِ والمؤمنينَ , فتَراهُ أُلبِسَ ثوباً من الجَفاءِ صفيقاً , وأصبحَ بكلِّ مذمَّةِ زعيماً وحقيقاَ وهُوَ في مَرضِهِ ذلكَ مُسيَّرٌ غيرُ مُخَيَّرٍ بمعنى أنَّهُ لا يملكُ ضبطَ نفسِهِ إلا بحبلٍ من اللهِ يتمثَّلُ في ضراعتهِ إليهِ أن يرفعَ عنهُ ما صبَّهُ عليهِ من الموبقِ وإجابةِ اللهِ لهذه الضَّراعةِ وإلا بقيَ أبداً مُبتَلىً موْزُوراً غيرَ مأجُورٍ , ولذا قالَ الإمامُ ابنُ حزمٍ رحمهُ الله تعالى (والحيِيُّ لَا يَقْدِرُ عَلَى القِحَةِ والوَقِحُ لَا يَقْدِرُ عَلَى الحيَاءِ) وهذا يعني أنَّهُ فيما ابتُليَ بهِ كأصحاب العللِ المُزمِنةِ التي لا حولَ لهم في رفعها ليسَ لها دافعٌ من الله تعالى.
والقِحَةُ كبيرةٌ من الكَبائرِ كما نصَّ على ذلك بعضُ أهل العلمِ كالشيخِ محمَّد بنِ عبد الوهَّابِ حيثُ ضمَّنها كتابهُ الكبائرَ باعتبارها منهنَّ , وسَاقَ في مذَمَّتها حديثَ أبي مَسعُودٍ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif عَنْ رَسُولِ الله http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/sallah.gif http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/start.gif إنَّ ممَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَستَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/end.gif , وصَدقَ رحمهُ اللهُ في إدراجها بينَ أخواتِها الشقائقِ لأنَّ اللهَ تعَالى جعَلَ القحةَ طابعاً مختوماً على سفلَةِ الأمَمِ البائدةِ , ولو لم يكُن فيها من المَذَمَّةِ إلا هذا لكفاها سُبَّةً وعاراً , فانظُر عافاني اللهُ وإيَّاكَ إلى الله تعالى وهُو يقُصُّ خبَر قومِ لوطٍ يومَ عابَ عليهم القِحَةَ في عدمِ استحيائهم من غِشيانِ المناكر والمُجاهرةِ والمُفاخَرةِ بالجرائرِ فقال (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكرَ) أي مُجاهرينَ به غيرَ مُستَترينَ ولا مُستحيِينَ , ومِن شِرار الخلقِ اليومَ في نوادي النَّاسِ ومَجامعهم أقوامٌ يكاشفُ أحدُهم خصمَهُ بالفحشِ والبذاءِ مكاشفةً مفضوحة , ويصيبُ ذائقةَ النَّاسِ ويعمش أبصارهم بتصرفه ولباسهِ وأفعالهِ المرذولةِ المقبوحة , وما هو ببعيدٍ من ذلكَ من يلبَسُ لباساً يتورَّعُ عنهُ الشيطانُ في أضغاثِ الأحلامِ, أو يرقُصُ جهاراً نهاراً هو ورفاق السوءِ الذينَ تؤزُّهمُ الشياطينُ والمُراهقَةُ والجدةُ والفراغُ والقحةُ أزًّا فلا يحسبهم النَّاظرُ إلا سُكَارى , وما هم بسُكَارَى , ولكنَّ بلاءَ الله أحاطَ بهم فهم في سكرتهم يعمهونَ وفي ريبهم يتردُّون , ثمَّ يسيرُ أحدُهم أو جميعُهم بينَ النَّاسِ في الأسواقِ والمطاراتِ والمَشَافي بشجرةٍ أنبتها اللهُ فوقَ رأسهِ لا يحضُركَ عند رؤيتِها إلا تقريبُ معنى المُشَبَّهِ بهِ في قوله تعالى في وصف الزَّقوم (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِين) ومع ذلكَ ترى هذا المسكينَ مختالاً كالطاووسِ غيرَ مُبالٍ بذوقٍ ولا عُرفٍ ولا كبيرٍ ولا صغيرٍ ولا ذكَرٍ ولا أنثى فضلاً عن الديانةِ والمروءة , وما هي ببعيدٍ من ذلكَ من تتفنَّنُ في التبَرُّجِ قائلةً بلسَانِ حالِها لكل مقبلٍ أو مُدبرٍ (هَيتَ لكَ) غَيرَ أنَّها لا تُغلِّقُ الأبوابَ ولا تنتظِرُ الخُطَّابَ بل تخلعُ حياءها قبل الحجابَ , وتتوسَّطُ مجامعَ العجَزَةِ والشَّبَابِ , فاتحةً أعينَهم وقلوبهم على ألوانٍ من التبُّرُّجِ والصفاقةِ والتمايلِ والتَّبابِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وصَدقَ مُحَمَّد بْنُ حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ رحمه اللهُ يومَ قالَ في أنوار البُروقِ (وَالِقْحَةَ لَا يَنْزَجِرُ صَاحِبُهَا عَنْ مَكْرُوهٍ وَلَا تَحُثُّهُ عَلَى مَعْرُوفٍ) ومن عاينَ سخلةً من سِخَلِ أولئكَ المُبتَلين في مَشفى أو سُوقٍ أو مَطَارٍ علمَ صدقَ مقالتهِ , ومِن حكَمِ أُومِيرُوسَ التي نقلَها عنهُ الإمامُ ابنُ حزمٍ قولهُ: (مُقَدِّمةِ المَحمُوداتِ الحياءُ , ومُقَدِّمةُ المَذمُوماتِ القِحَةُ).
وهذهِ بعضُ مظَاهر القِحةِ الفتَّاكةِ على وجهٍ سريع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif إصابةُ المجتمعاتِ في الخاصرة بإشاعة التمرُّدِ على المُحكَمِ من طيِّب العاداتِ وذلك بتشريعِ مناقشة الأمور االمتعلقة بالفراشِ ومقدِّماته وآدابهِ بغضِّ النَّظر عن وجود البنات مع أبيهم أو الأبناء مع أمهم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif التعقيبُ على العُلماء ومُحاكمةُ بعضِ الكُتَّاب فتاواهم إلى غبائه وجهلِهِ الفاضحِ بالشريعة كما حصل في موضوع الكاشيرات.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif تصويرُ بعضِ أشباهِ الرجال لحريمه ووضع ذلكَ خلفيةَ جوالٍ أو جهاز محمول أو موقعه الشخصي أو بريده الخاص.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif التصريحُ في البرامج الفضائية بما يُستحيى منهُ فطرةً كقول أحد أصحاب الفضيلة عن صاحبٍ لهُ إنَّهُ بضعةٌ منهُ على حديث طلق بن علي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/radia.gif.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif طعنُ بعضِ السَّفَلةِ في نوايا النَّاسِ وتصويرهم كلَّ من يحول بينهم وبين شهواتهم المتمثلة في شيوع الفاحشَةِ بأنَّهُ سيءُ الظَّنِّ ويتهم المجتمعاتِ و ... و .... و ..... الخ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif التدخينُ في الأمَاكِنِ المُغلقَةِ كالحافلاتِ والطائراتِ والمسَاراتِ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif رفعُ الصوت من قِبَلِ بعضِ المراهقينَ بالضحكِ والمزاح في الأسواقِ والمشافي والمطارات.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif امتناعُ بعضِ المسؤولينَ من ردِّ التحيَّة بمثلها أم بأحسنَ منها لاعتقادهِ الفاسدِ بأنَّ كلَّ مُراجعٍ إنَّما يسلمُ عليه تملُّقاً واستنزالاً لرحمتهِ , مع أنَّهُ في أعينِ بعضِ المُسَلِّمينَ لا يساوي مشاطةً.!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif تبرُّج بعضِ شقائقِ حمَّالة الحطَبِ وتكسُّرهنَّ أمام النَّاسِ برِّهم وفاجِرهم وإثارةُ الغرائز والعودة بوزرها وأوزار الذين أضلتهم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif تطلُّع بعض الطفوليين بنظره إلى ما يكتبهُ المُجاورُ لهم , ومدُّهم آذانَهم إلى حديث المجاور.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif تجاوز المصطفِّينَ بالعشَراتِ في صفٍّ واحدٍ انتظاراً لأدوارهم في الدوائر الحكومية وغيرها ليجيءَ أحدُ أولئك المَوتَى ويتجَاوزَ الجميع بلا خجَلٍ ولا حَياءٍ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif رفعُ بعضِ الوقحَات أصواتهنَّ بالضَّحكِ وتعرِّيهنَّ في الطائراتِ وتوزيعهنَّ البسماتِ الصفراءَ على من يرغبُ ومن لا يرغَب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif سفرُ الرجل أو المرأة بثيابٍ باليةٍ ورائحةٍ كريهةٍ , ليس فهذا فحسب , بل ويزيدُ البعضُ على ذلك عدمَ التزام مكان معين تستقرُّ فيه رائحتهُ بل يتنقلُ يميناً وشمالاً ويصعدُ وينزل ولربما مازحَ بعض المسافرينَ وعاركَ بعضَ الصغار وكأنَّهُ عند نفسه نسيم الصبا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif مزحُ بعضِ الرجال ومُداعبتهنَّ للزوجات في المجَامعِ العامَّةِ , وتلقيمهما لبعضهما وغيرُ ذلك من المخازي التي تُنبئُ عن رقَّةِ الدين وقلَّةِ الحياء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif سؤالُ النَّاسِ عن خصوصياتهم ومشاكلهم الخاصة بزعم المساعدة على الحل , مع أنَّ الله لم يوجِب عليكَ النصحَ لمن لم يستنصحك.!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif حديثُ بعضِ النَّاس عن نفسه بكثرةٍ كاثرةٍ يستغيثُ منها الصمُّ فضلاً عن الأصحَّاءِ , وتصدُّرهم لمجالس النَّاس بغير إذنهم وإدارتهم لمجريات الحوار بطريقة ممجوجةٍ مع أنَّ هذا الطفيليَّ قد لا يكونُ مدعواً ولا يعرفُ أيَّ أحدٍ من الحاضرين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif التدخُّلُ للنَّاس في دقائق أمور معاشهم وأحوالهم في بيوتهم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif ( وَدَاخِلٌ في حَديثِ اثْنَينِ مُندَفِعاَ) وهذا الصنفُ من النَّاس لا يوجدُ على وجهه مزعةُ حياءٍ لأنَّهُ ينطلقُ كالشهابِ الثاقبِ لا يجدُ أيَّ حَرَجِ في اقتحامِ الأحاديث الخاصَّةِ ومُداهمتها بل وربما شارَكَ وبارَكَ وانتقدَ واستدركَ على المتَناجيينِ , ولا عجبَ أن يجعلهُ الشاعرُ الساخرُ أحدَ ثمانيةٍ يقول فيهم:
يستوجب الصَّفْعَ في الدنيا ثمانيةٌ ... لالومَ في واحدٍ منهم إذا صُفِعا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif امتناعُ البعضِ عن التنازل تحقيقاً لمصلحةٍ عامَّةٍ تنفعُ غيرهُ ولا تضرُّهُ ومن أمثلةِ ذلك: (تغييرهُ لمكانهِ في الطائرةِ منعاً لجلوس امرأةٍ بجانبِ رجلٍ أو تفريقِ مجتمعينِ كأمٍّ وبنيها - تنازلهُ في طريقه للطائرةِ عن كرسيِّهِ للعجَزةِ والمَرضى والنِّساء وهو في صحتهِ كالبغلِ المُعلَّم - تقديمهُ للمرأة التي تتمزَّقُ حياءً من اصطفافها بجانب الرجال عند جهاز الصرف الآلي أو المخبز أو غيره , إيثاهُ بعضَ إخوتهِ بفضل سُجَّادته العريضة بدلاً من أن تحرقهم الشمس والإمامُ يخطب وصاحبُ هذه السجادةِ يتكئُ ويجلسُ ويتقرفَصُ نزلةً أخرى ... الخ)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 09:33]ـ
ومِن فوائدِ القصص القرآني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif التنبيهُ على أنَّ المجتمعَ إذا بلغَ به الانحطاطُ مبلغاً عظيماً - لا يستحقون معهُ غيرَ الخسفِ والمَسخِ – فإنَّ هذا الانحطاطَ يصبحُ مألوفاً عندهم ولا حياءَ فيه وتكُونُ القحةُ شعاراً لهم وذثاراً , بل المُستغرَبُ عندهم هو مدافعة هذا الشذوذ كما فعل قومُ لوطٍ مع نبيٍّ كريمٍ من أنبياء اللهِ وصرَّحوا لهُ بما يعلمهُ عنهم من حبِّ اللواطِ وصرفِ غاياتِ الأماني لممارسته فقال الله عنهم (قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيد) , وهذا واقعٌ اليومَ في بعض المجتمعاتِ التي اعتادت مقارفة بعض المناكر والآثامِ حتى أصبحَ الغريبُ المُنكَرُ فيها من يخالف هذا الطوفان المجتمعي الذي يطفحُ قحةً وخروجاً على الفطرة ومن أمثلةِ ذلك: (الشركُ الأكبرُ المتمثلُ في قصدِ المشاهد للجإ والضراعة وسَوقِ القرابينِ , وتعظيم السحرة واعتقادُ الضر والنفع فيهم , عبادة القبور , ترك الصلاة حتى بلوغ الأربعين – ترك الحجاب – شراب الخمر – التساهل في العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية - التواصي بالكَسب المُحرَّم - أكل أموال العمَّال والضَّعفة بغير حقٍّ ..... الخ) والدعوةُ في مثلِ هذه المُجتَمعاتِ تحتاجُ كثيراً من السياسةِ والعقلِ والحكمةِ واستشارةِ العلماء وتدبُّر القرآنِ وحديثهِ عن دعوة الرسل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/mid.gif ومن الأساليب التربوية في القرآن أنَّ الثقافة والعلمَ من أهمِّ عوامل المساعدة على الانقياد للحق والإيمان , بخلاف الجاهل المتكبِّرِ فإنه مطبوعٌ على القحَةِ ولا تغني عنهُ النُّذر أو تؤثرُ فيه المواعظُ ولا يقنع إلا بتحقُّق الوعيد لانغلاق فكره وضيق مساحة الإدراك عنده, بل قد يكونُ الأولى الإعراضُ عنهُ حتى لا تحملهُ القحةُ على أن يقول مقولةَ قومِ نوح (قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Nov-2010, مساء 09:39]ـ
الله المستعان
جزاك الله كل خير يا ابا زيد و وقانا الله واياك القحه واهلها(/)
مقتطفات شعرية رائعة للإمام الصنعاني
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 04:11]ـ
لكَ الله هذا غاية الخلق يا قلبي ........ فدع عنك طول الحُزنِ والهم والكربِ
ألم تدر بأنا لاحقون بمن مضى ........ قريبا وأنا صائرون إلى التربِ
وما هذه الأيام إلا منازلٌ .......... فمن منزل ضنك إلى منزل رحبِ
-------------------------------
يقول الشيخ نشوان الحميري (وهو معاصر للصنعاني) مؤلف شمس العلوم:
آل النبي هم أتباع ملته ........ من الأعاجم والسودان والعربِ
لو لم يكن آله إلا قرابته .... صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ
فردّ الإمام الصنعاني:
إن الصلاة من الرحمن واجبةٌ ......... لآل من آمنوا بالله والكتبِ
فإن ترا الشرط مفقودا فلست أرى ...... إلزام يلزم بالطاغي أبي لهبِ
لقد تجاهلتَ شرطا للصلاة وما ....... جهلت إذ أنت بحر العلم والأدب
--------------------------
وقع في إحدى الليالي سنة 1180 ثلج في صنعاء لم يعهد مثله فأصبحت الأرض ممتلئة منه متراكما بعضه على بعض فقال الإمام الصنعاني:
كسا الله وجه الأرض حلة زاهد ........... وألبسها الآفاق أحسن لبسةِ
وعما قريب يكسها ثوب خضرة ....... يعيد بقاع الأرض روضة جنةِ
تبارك ربي ثم جلا جلاله .......... يرينا من الآيات في كل لحظةِ
عجائب دلت أنه الواحد الذي ......... له وحده في الكون أعظم قدرةِ
----------------------------
-فأنت سددت الباب جهلا وضلةً .... كما صنع الضلّال في باب حِطّة
------------------------------------
- وأرجوا من الرحمنِ نور هدايةٍ ......... تنير إلى الحق القويم وترشدُ
فإنا لفي دهر تلفّعَ أهلهُ .............. بأثوابِ جهلٍ فالهدى فيه مكمَدُ
-------------------------------------
الحرّ يرضى بحمل الصخرِ من جبلٍ ........ عالٍ وفي جيدهِ حبلٌ من المسدِ
وليس يرضيهِ حمل الذلّ في بلدٍ ........... قد فاز فيه بعيشٍ ناعمٍ رغَدِ
-----------------------------------------
ثم قال الإمام الصنعاني بعدها ببضعة أبيات في قصيدة يحن إليها إلى والده:
إن غِبتُ عنكم فروحي في منازلكم ........ سبحان من صيّر الروحين في جسدِ
---------------------------------------------
ويقول أيضا:
وشتان مابين المقلّد في الهدى ......... ومن يقتدي والضِّد يعرف بالضدِّ
------------------------------------------
-تزودوا التقوى لسيرُكمُ إلى ........... لحودكمُ ياحبذا من تزوّدِ
-----------------------------------
وختم الصنعاني إحدى قصائده قائلا:
وصل على المختار والآل إنها ......... لحسن ختام النظم واسطةُ العقدِ
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 05:01]ـ
يقول الشيخ نشوان الحميري (وهو معاصر للصنعاني) مؤلف شمس العلوم:
آل النبي هم أتباع ملته ........ من الأعاجم والسودان والعربِ
لو لم يكن آله إلا قرابته .... صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ
فردّ الإمام الصنعاني:
إن الصلاة من الرحمن واجبةٌ ......... لآل من آمنوا بالله والكتبِ
فإن ترا الشرط مفقودا فلست أرى ...... إلزام يلزم بالطاغي أبي لهبِ
لقد تجاهلتَ شرطا للصلاة وما ....... جهلت إذ أنت بحر العلم والأدب
اختيارات جيدة.
وسبحان الله! قرأتُ بيتي الشيخ نشوار الحميري قبل هذا وأعجباني.
الآن فقط قرأت البيتين، وقبل أن أرى ردَّ الإمام الصنعاني أحسستُ أن فيهما خللا من جهة المنطق، وأن فيهما إلزامًا غير صحيح.
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[03 - Nov-2010, مساء 05:44]ـ
وصام عن الدنيا وعن كل لذةٍ ........ وافطرَ في الفردوسِ يا حبذا الفطرُ
جزاك الله خير أخي القارئ، إن شاء الله أفطر أنا وأنت في الفردوس، وياحبذا الفطرُ
ـ[عبد الرحمان الافريقي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 09:33]ـ
بارك الله فيكم(/)
[قَصيدَةٌ رائِعةٌ للشيخِ بدر العَوّاد] تَستَحِقُ القِراءة
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 06:35]ـ
قَصِيْدَةٌ مِنْ روَائِعِ الشّيخِ بَدْر بن نَاصِر العَوَّاد - حَفِظَهُ اللهُ تَعَالى -
«تَفَاءَلْ فِي زَمَنِ اليَأْسِ»
إلامَ تظلُّ في قَلقٍ تلاحي أما لليأسِ عندكَ مِنْ رواحِ؟!
فؤادُكَ مثلُ بحّارٍ بئيسٍ يُجدِّفُ بين أمواجِ الجراحِ
وحزنُكَ طائرٌ ما عادَ يلقى له عشّاً سوى القلبِ المباحِ
وهذا التِّيهُ في عينيك ليلٌ كئيبٌ ... قد غفا فوقَ البطاحِ
وحول رؤاك أعمدةٌ ونارٌ تحيطُ بهن من كلِّ النواحي
حبيبي ... لا تقلْ لي: إنّ عمري بلا معنى .. فمن أينَ ارتياحي؟!
إذا استسلمتَ للأحزانِ أودتْ بما في النفسِ من وهجِ الطّماحِ
تفاءلْ فالحياةُ لها وجوهٌ حسانٌ غيرُ هاتيك القباحِ
وقلْ للبسمة النشوى تعاليْ إلى صحراء أيامي الشحاحِ
وحلمُكَ بالنجاحِ يظلُّ حلماً إذا ما خفْتَ من عدمِ النجاحِ
ومن يُرد النجاحَ يجدْهُ نقشًا ثموديًّا على عضدِ الكفاحِ
ولا يُنجيكَ من شركِ الليالي إذا نُصبتْ كآمالٍ فساحِ
فأخطئْ مرةً لتصيبَ أخرى كطيرٍ لم يزلْ واهي الجناحِ
تجاربُكَ التي فشلتْ ستغدو دليلَكَ في الوصولِ إلى الصحاحِ
وإنْ يكُ دون ما ترجوهُ بابٌ فأيقنْ أنّ آخرَ ذو انفتاحِ
ولليلِ الكئيبِ وإن تمادى لأبشع قتلةٍ بيدِ الصباحِ(/)
من أجمل ما قيل، بين عبدالله بن الزبير ومروان
ـ[ابن أبي الحسن]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 07:52]ـ
مِن أجمل ما قيل، بين عبدالله بن الزبير ومروان:
روى عُقيل بن خالد عن ابن شهاب أن مروان بن الحكم وعبدالله بن الزبير اجتمعا ذات يوم في حجرة عائشة رضي الله عنها، والحِجابُ بينهما وبينها، يُحدثانِها ويسألانِها، فجرى الحديث بين مروان وابن الزبير ساعة، وعائشة رضي الله عنها تسمع:
فقال مروان:
فمَن يشا الرحمن يَخفِضْ بقدرهِ .............. وليس لِمن لم يرفع الله رافعُ
فقال ابن الزبير:
فوّض إلى الله الأمورَ إذا اعترت .............. وبالله، لا بالأقربين، أُدافعُ
فقال مروان:
ودَاوِ ضمير القلب بالبرِّ والتقى ............... فلا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ
فقال ابن الزبير:
ولا يستوي عبدان هذا مكذبٌ ................ عتلٌّ لأرحام العشيرة قاطعُ
فقال مروان:
وعبدٌ يجافي جَنبه عن فِراشه ................ يَبيتُ يناجي ربه وهو راكعُ
فقال ابن الزبير:
وللخير أهلٌ يُعرفونَ بهَديهم ................ إذا اجتَمعت عند الخطوب المجامعُ
فقال مروان:
وللشرِّ أهل ٌ يُعرفون بشكلهم .............. تُشيرُ إليهم بالفجور الأصابعُ
فسكت ابن الزبير ولم يُجب، فقالت عائشة: يا عبدالله مالك لم تُجب صاحبك؟ فوالله ما سعمتُ تجاولاً في نحو ما تجاوَلتُما فيه أعجب إليّ مِن تجاوُلكما، فقال الزبير: إني خِفتُ عَوار القول فكففت.
----------
(((((وكفى بأم المؤمنين شاهدة على جمال هذه الأبيات)))))(/)
قصائد مبكية عن الحج
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[05 - Nov-2010, مساء 03:48]ـ
مناجاة وتوجع
إليك إلهي قد أتيت مُلَبياً ... فبارك إلهي حجتي ودعائيا
قصدتك مضطراً وجئتك باكياً ... وحاشاك ربي أن ترد بكائيا
كفاني فخراً أنني لك عابد ... فيافرحتي إن صرت عبداً مواليا
إلهي فأنت الله لا شيء مثله ... فأفعم فؤادي حكمة ومعانيا
أتيت بلا زاد، وجودك مطعمي ... وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرت مؤملاً ... خلاص فؤادي من ذنوبي ملبيا
وكيف يرى الإنسان في الأرض متعة ... وقد أصبح القدس الشريف ملاهيا
يجوس به الأنذال من كل جانب ... وقد كان للأطهار قدساً وناديا
معالم إسراء، ومهبط حكمة ... وروضة قرآن تعطر واديا
من كتاب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم
محمد بن جميل زينو
قصيدة لابن القيم
أما والذي حج المحبون بيته ... ولبُّوا له عند المهلَّ وأحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً ... لِعِزَّةِ من تعنوا الوجوه وتُسلمُ
يُهلُّون بالبيداء لبيك ربَّنا ... لك الملك والحمد الذي أنت تعلمُ
دعاهم فلبَّوه رضاً ومحبةً ... فلما دَعَوه كان أقرب منهم
تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم ... وغُبراً وهم فيها أسرُّ وأنعم
وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبة ... ولم يُثْنهم لذَّاتهم والتنعُّم
يسيرون من أقطارها وفجاجِها ... رجالاً وركباناً ولله أسلموا
ولما رأتْ أبصارُهم بيته الذي ... قلوبُ الورى شوقاً إليه تضرَّمُ
كأنهم لم يَنْصَبوا قطُّ قبله ... لأنّ شقاهم قد تَرَحَّلَ عنهمُ
فلله كم من عبرةٍ مهراقةٍ ... وأخرى على آثارها لا تقدمُ
وقد شَرقَتْ عينُ المحبَّ بدمعِها ... فينظرُ من بين الدموع ويُسجمُ
وراحوا إلى التعريف يرجونَ رحمة ... ومغفرةً ممن يجودَ ويكرمُ
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي ... كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ
ويدنو به الجبار جلَّ جلاله ... يُباهي بهم أملاكه فهو أكرمُ
يقولُ عبادي قد أتوني محبةً ... وإني بهم برُّ أجود وأكرمُ
فأشهدُكم أني غفرتُ ذنوبهم ... وأعطيتهم ما أمَّلوه وأنعمُ
فبُشراكُم يا أهل ذا الموقف الذي ... به يغفرُ الله الذنوبَ ويرحمُ
فكم من عتيق فيه كُمَّل عتقُه ... وآخر يستسعى وربُّكَ أكرمُ
هي قصتي يا إخوتي
د. عبد المعطي الدالاتي
اَلراحلونَ إلى ديار أحبتي ... عتَبي عليكمْ .. قد أخذتم مهجتي
وتركتمُ جسدي غريباً هاهنا ... عجَبي له! يحيا هنا في غربةِ
كم قلتمُ ما مِن فصامٍ أو نوى ... بين الفؤاد وجسمهِ .. يا إخوتي
وإذا بجسمي في هجير بعادهِ ... وإذا بروحي في ظلال الروضةِ
قلبي .. وأعلم أنه في رحلكمْ ... كصُواع يوسفََ في رحال الإخوةِ
قلبي .. ويُحرمُ بالسجود ملبياً ... لبيكَ ربي .. يا مجيبَ الدعوةِ
قلبي .. ويسعى بين مروةَ والصفا ... ويطوفُ سبعاً في مدار الكعبةِ
قلبي ارتوى من زمزمٍ بعد النوى ... وأتى إلى عرفات أرضِ التوبةِ
هو مذنبٌ متنصِّل من ذنبه ... هو محرمٌ يرنو لباب الرحمةِ
قلبي .. ويهفو للمدينة طائراً ... للمسجد النبوي عند الروضة
هي واحةٌ نرتاح في أفيائها ... بطريق عودتنا لدار الجنةِ
اَلراحلونَ إلى ديار أحبتي ... أتُرى رحلتم في طريق السّنةِ
اَلزائرونَ: ألا بشيرٌ قد رمى ... بقميص أحمدَ فوق عزم الأمةِ
فالمسلمون تعثرتْ خُطواتُهم ... والمسجدُ الأقصى أسيرُ عصابةِ
هي قصتي وقصيدتي، ألحانُها ... تحدو مسيري في دروب الدعوةِ
هي قصتي يا إخوتي، عنوانُها: ... أحيا و أقضي في سبيل عقيدتي
مقتطفات من قصيدة ابن الأمير الصنعاني المشهورة
في ذكر الحج وبركاته
ذكر البيت والطواف
ففي ربعهم لله بيت مبارك ... إليه قلوب الخلق تهوى وتهواه
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه ... ويسقط عنه جرمه وخطاياه
فكم لذة كم فرحة لطوافه ... فلله ما أحلى الطواف وأهناه
نطوف كأنا في الجنان نطوفها ... ولا هم لا غم فذاك نفيناه
فواشوقنا نحو الطواف وطيبه ... فذلك شوق لا يعبر معناه
فمن لم يذقه لم يذق قط لذة ... فذقه تذق يا صاح ما قد أذقناه
فوالله ما ننسى الحمى فقلوبنا ... هناك تركناها فيا كيف ننساه
ترى رجعة هل عودة لطوافنا ... وذاك الحمى قبل المنية نغشاه
ووالله ما ننسى زمان مسيرنا ... إليه وكل الركب قد لذ مسراه
وقد نسيت أولادنا ونساؤنا ... وأموالنا فالقلب عنهم شغلناه
تراءت لنا أعلام وصل على اللوى ... فمن أجلها فالقلب عنهم لويناه
(يُتْبَعُ)
(/)
جعلنا إله العرش نصب عيوننا ... ومَنْ دونه خلف الظهور نبذناه
وسرنا نشق البيد للبلد الذي ... بجهد وشق للنفوس بلغناه
رجالاً وركبانا على كل ضامر ... ومن كل ذي فج عميق أتيناه
نخوض إليه البر والبحر والدجى ... ولا قاطع إلا وعنه قطعناه
ونطوي الفلا من شدة الشوق للقا ... فتمسي الفلا تحكي سجلاً قطعناه
ولا صدنا عن قصدنا فقد أهلنا ... ولا هجر جار أو حبيب ألفناه
وأموالنا مبذولة ونفوسنا ... ولم نبق شيئاً منهما ما بذلناه
عرفنا الذي نبغي ونطلب فضله ... فهان علينا كل شيء بذلناه
فمن عرف المطلوب هانت شدائد ... عليه ويهوى كل ما فيه يلقاه
فيا لو ترانا كنت تنظر عصبة ... حيارى سكارى نحو مكة وُلاه
فلله كم ليل قطعناه بالتسرى ... وبر بسير اليعملات بريناه
وكم من طريق مفزع في مسيرنا ... سلكنا وواد بالمخاوف جزناه
ولو قيل إن النار دون مزاركم ... دفعنا إليها والعذول دفعناه
فمولى الموالي للزيارة قد دعا ... أنقعد عنها والمزور هو الله
ترادفت الأشواق واضطرم الحشا ... فمن ذا له صبر وتضرم أحشاه
وأسرى بنا الحادي فأمعن في السرى ... وولى الكرى نوم الجفون نفيناه
الإحرام من الميقات
ولما بدا ميقات إحرام حجنا ... نزلنا به والعيس فيه أنخناه
ليغتسل الحجاج فيه ويحرموا ... فمنه نلبي ربنا لا حرمناه
ونادى مناد للحجيج ليحرموا ... فلم يبق إلا من أجاب ولباه
وجردت القمصان والكل أحرموا ... ولا لبس لا طيب جميعاً هجرناه
ولا لهو ولا صيد ولا نقرب النسا ... ولا رفث لا فسق كُلاً رفضناه
وصرنا كأموات لففنا جسومنا ... بأكفاننا كل ذليل لمولاه
لعل يرى ذل العباد وكسرهم ... فيرحمهم رب يرجون رحماه
ينادونه: لبيك لبيك ذا العلا ... وسعديك كل الشرك عنك نفيناه
فلو كنت يا هذا تشاهد حالهم ... لأبكاك ذاك الحال في حال مرآه
وجوههم غبر وشعث رءوسهم ... فلا رأس إلا للإله كشفناه
لبسنا دروعاً من خضوع لربنا ... وما كان من درع المعاصي خلعناه
وذاك قليل في كثير ذنوبنا ... فيا طالما رب العباد عصيناه
إلى زمزم زمت ركاب مطينا ... ونحو الصفا عيس الوفود صففناه
نؤم مقاماً للخليل معظماً ... إليه استبقنا والركاب حثثناه
ونحن نلبي في صعود ومهبط ... كذا حالنا في كل مرقى رقيناه
وكم نشز عال علته رفودنا ... وتعلو به الأصوات حين علوناه
نحج لبيت حجه الرسل قبلنا ... لنشهد نفعاً في الكتاب وعدناه
دعانا إليه الله قبل بنائه ... فقلنا له لبيك داع أجبناه
أتيناك لبيناك جئناك ربنا ... إليك هربنا والأنام تركناه
ووجهك نبفي أنت للقلب قبلة ... إذا ما حججنا أنت للحج رمناه
فما البيت ما الأركان ما الحجر ... ما الصفا وما زمزم أنت الذي قد قصدناه
وأنت منانا أنت غاية سولنا ... وأنت الذي دنيا وأخرى أردناه
إليك شددنا الرحل نخترق الفلا ... فكم سُدَّ سَدُّ في سواد خرقناه
كذلك ما زلنا نحاول سيرنا ... نهارا وليلاً عيسنا ما أرحناه
إلى أن بدا إحدى المعالم من منى ... وهب نسيم بالوصال نشقناه
ونادى بنا حادي البشارة والهنا ... فهذا الحمى هذا ثراه غشيناه
رؤية البيت
وما زال وفد الله يقصد مكة ... إلى أن بدا البيت العتيق وركناه
فضجت ضيوف الله بالذكر والدعا ... وكبرت الحجاج حين رأيناه
وقد كادت الأرواح تزهق فرحة ... لما نحن من عظم السرور وجدناه
تصافحنا الأملاك من كان راكبا ... وتعتنق الماشي إذا تتلقاه
طواف القدوم
فطفنا به سبعاً رملنا ... وأربعة مشينا كما قد أمرناه
كذلك طاف الهاشمي محمد ... طواف قدوم مثل ما طاف طفناه
وسالت دموع من غمام جفوننا ... على ما مضى من إثم ذنب كسبناه
ونحن ضيوف الله جئنا لبيته ... نريد القرى نبغي من الله حسناه
فنادى بنا أهلا ضيوفي تباشروا ... وقروا عيونا فالحجيج قبلناه
غدا تنظروني في جنان خلودكم ... وذاك قراكم مع نعيم ذخرناه
فأي قرى يعلو قرانا لضيفنا ... وأي ثواب مثل ما قد أثبناه
وكل مسيء قد أقلنا عثاره ... ولا وزر إلا عنكم قد وضعناه
ولا نصب إلا وعندي جزاؤه ... وكل الذي أنفقتموه حسبناه
سأعطيكم أضعاف أضعاف مثله ... فطيبوا نفوساً فضلنا قد فضلناه
فيا مرحبا بالقادمين لبيتنا ... إلى حججتم لا لبيت بنيناه
علي الجزا مني المثوبة والرضى ... ثوابكم يوم الجزا أتتولاه
فطيبوا سروراً وافرحوا وتباشروا ... وتيهوا وهيموا بابنا قد فتحناه
(يُتْبَعُ)
(/)