قد أسدلت رقرقا في ظله نهر .. يجري فرات وحول النهر ريحان
ثم نزهت الطرف في مناظر بديعه من شاطئ باب الوادي الى هضبة بوزريعه فاستعظمت تلك الغابات وما أودع الله فيها من أنواع النبات من الضرو والحلحال والكاليتوس وصابون العرايس والخياطة وعرق السوس والرند والشيح وحب الرشاد15 وغير ذلك مما لا يحصيه عداد مما يطبخ مع الطعام أو هو من عقاقير الأسقام وهنا ذكرت الطبيب الصيدلاني عبد الرزاق بن حمادوش الجزائري16 صاحب كتاب ((الرموز)) والتصانيف الحاوية للكنوز فقد كان في صناعة الطب ومنافع النبات ذا مهارة وعلم جم شهد له بذلك العرب والعجم فهلا اقتدى به من انتسب في هذا الزمن الى صناعة العقاقير وهو في هذا العلم فقير.
ثم انحدرت من القصبة العلياء الى دار خداوج العمياء امرأة اجتمع فيها الدين والمال والحسب والجمال فمن حباه بمثلها الاله
فلا تربت يداه ولا رجلاه ولها قصة يرويها الناس ومرآتها مشهورة عند أهل النحاس ثم تواردت علي الأحوال فأتبعت التجوال حتى وفقت ب ((دار القاضي)) صاحب الحكم الماضي من جرى حكمه على كل انسان على نهج ((ان الله يأمر بالعدل والاحسن)) النحل:90
وقد نقشت الآية في أعلى الدار يقرأها الناس لتأصيل هذا الأساس ولم يكن يقضي من تلك الأحكام الا من أتقن الفقه و ((تحفة الأحكام)) 17
ثم أتبعت المسير في تلك الأمكنة التي هي عندي أزمنة مترددا بين ((دار عزيزة)) 18 و ((الدار الحمراء)) 19 وغيرهما من قصور الأمراء.
فدعني من غرناطة وديارها ... وشنيل فالحسن انتهى في الجزائر
وما تفضل الحمراء بيضاء غادة ... مقرطة بالبدر ذات غدائر20
وانها لغادة ذات جمال الا أنها بدت في أسمال21 فليت أهل العمران الجديد أصحاب الاسمنت والحديد يبنون مثل هذه المباني التي تدل على حسن الذوق الباني الا أني دريت أنه لا ينفع شيئا ليت وكلما وقع بصري بمكان أذكرني بما كان ثم أخذتني المسيرة الى ((باب الجزيرة)) فوقفت عند ((الجامع الكبير)) جامع المرابطين سادة السلاطين بنوه منذ ألف سنة وهو من أياديهم الحسنة التي مازالت ترويها الألسنه الا ما كان من أمر المئذنة فانها من مآثر الزياني صاحب الفخامه وخبر بنائها مرقوم في الرخامه22 وقد آنس وحشته ((الجامع الجديد)) 23 اذ لا طارف بقي ولا تليد وكأنهما يتحادثان بما رماهما به الحدثان بعد العصور الراقيه والعصبة الواقيه فهل ترى لهم من باقية.
ثم جذبتني جواذب الأشواق اذ وقفت في ذلك الرواق ذي الأبواب والأعمدة التي كانت في ((مسجد السيدة)) 24 فنقلني من زمني خاطر ناقل فدخلت مسجد ((باب البواقل)) 25 فاذا أنا في مجلس صاخب السمعة المأثورة والمكانة الرفيعة المشهوره العلامة سعيد قدوره وهو جالس في وقاره وحلمه وقد سالت بين السواري سيول علمه وقد أحاط به الطلاب زمر احاطة الهالة بالقمر يغرفون من بحر علومه ويرقون الى ذرى فهومه رجل أعزه الله وأيده فكان ((الباشا)) يقبل يده حتى اذا فارقني التذكار وانقضى خرجت من المسجد قائلا: ياحسرتا على ما مضى ثم هبت ريح شرقية من الناحية البحريه بذكرى الأساطيل العليه لدولة الجزائر وقد علاها كل ليث زائر26 على حالة لو رآها عمروا ابن كلثوم لاستحى أن يقول:
ملأنا البحر حتى ضاق عنا .. ونحن البحر نملأه سفينا
ثم حضر ذكر الريس الأبي حميدو بن علي27 الذي أعرض عن الخياطه وأقبل على الفرقاطه لعلو نفسه وشدة بأسه فكانت له عل الأعداء الصولة وأعز الله به الدوله وكم كان هنا من ربان سارت بأخباره الركبان.
قال محمد بن علي: قد علمت أن الأسجاع لا تشبع من جاع وأن الكلام لا يبني القلاع وأن الجرح لا يندمل بالدمع المنهمل ولكنه شئ بهأشحذ العزائم وأوقظ النائم وهو قبس من نور لمن يهيم في ليل بهيم فاذا سلك الطريق فواها واها وان تنكب المحجة فآها آها فعسى أن نبعث مجدنا من رمسه وأن نربط يومنا بأمسه ولكل غارس جني غرسه
....... تمت ...
1 - وهو السور الذي كان يحيط بمدينة الجزائر ومازالت فيه بقية متصلة بدار السلطان من الناحية الشرقية في نهاية منحدر السوارج بالباب الجديد وقد انهارت منه بعض الصخور بسبب الامطار والاهمال قبل صدور هذا العدد بأيام فحرك فينا مشاعر الأسف فكانت هذه المقامة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وهو أحد أبواب مدينة الجزائر القديمة الخمسة التي هي أبواب للسور العظيم المحيط بها وهي: باب الجزيرة وباب الديوانة وباب عزون والباب الجديد وباب الوادي.
3 - مثل بضم المثلثة وفتحها أي انتصب قائما
4 - الداي لفظ تركي بمعنى ((الخال)) وما زالت بعض الأسر العريقة في الجزائر ينادون خالهم بلفظ ((ديدي)) وانما سمى الجند التركي أميرهم بذلك اشارة الى أنهم من أسرة واحدة
5 - المراد صباح ذلك اليوم الأسود الذي وطأت فيه أقدام الجيوش الفرنساوية مدينة الجزائر في أحداث اليمة سنة -1830 م- وربما أفردنا أحداث هذه الفاجعة الأليمة بمقال في غير هذا الركن – وقد مكث أهل الجزائر عبر أزمنة الاحتلال صابرين مجاهدين الى أن قيض الله للغزاة الظلمة فتية نوفمبر الأحرار الأبطال فعصفوا بالظلم زالظالمين وأخرجوهم عليهم الذلة والصغار فخفقت أعلام الدولة الجزائرية وفي ساحاتها العمومية كما خفقت أول مرة
6 - رمل المايه والموال من المقامات الموسيقية الأندلسية
7 - هذه الأبيات من قصيدة ((يا قلبي خل الحال .. يمشي على حالو))
8 - سمي بالباب ((البراني)) لأنه خارج قصبة السلطان
9 - من أسماء مدينة الجزائر
10 - عين من عيون مدينة الجزائر تقع في أعالي المدينة
11 - وهو من أقدم مساجد الجزائر بل قيل هو أقدمها
12 - من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين البارزين
13 - هي أبيات من القصيدة النونية وهي قصيدة طويلة أقول في مطلعها:
حسن المظنة بالأيام خسران .... والسعي خلف سراب الدهر خذلان
14 - هو طير من أجمل طيور الجزائر وأحسنها صوتا وما زال من تقاليد أهل البلد الاعتناء بتربيته في بيوتهم
15 - هذه أنواع من النباتات منافعها معروفة عند العشابين
16 - هو الطبيب الصيدلاني والعشاب المشهور عبد الرزاق ابن محمد بن حمادوش ولد سنة 1108 هجرية وكان معاصرا لجلة من علماء الجزائر كابن عمار وابن علي والحسين الورتيلاني وله علم بالفلك والطرق البحرية واتجاه الرياح وله كتاب مشهور ب ((رحلة ابن حمادوش)) ولم ينضبط عندي تاريخ وفاته الا أنه من المعمرين
17 - هي لابن أبي عاصم الأندلسي وهو كتاب في علم القضاء الاسلامي
18 - هي عزيزة باي بنت الخزناجي –رحمها الله- وقد ذكروا أن دارها المعروفة اليوم ب ((دار عزيزة)) قد ملكها اياها زوجها بمناسبة زواجهما
19 - ماوال هذا القصر قائما الى يومنا هذا بجماله ورونق هندسته وهو قصر من قصور الداي حسين وهو قريب من موقف الحافلات بساحة الشهداء قبالة ((جامع علي بتشيني الطلياني)) رحمه الله وأما تسميتها ب ((الدار الحمراء)) فلأنها كانت مطلية باللون الأحمر وقد بقي الى زماننا هذا قصور كثيرة سلمت من يد التدمير الفرنسي
20 - قائل هذه الأبيات هو الرحالة عبد الرحمن الجامعي
21 - الثوب البالي
22 - وهي رخامة لاصقة في الجدار الذي عن يمين الآخذ في الصعود الى المئذنة
23 - ويعرف أيضا ب ((الجامع الحنفي)) وقد كان فيه جماعة من كبار علماء الجزائر وآخر عالم ولي الخطابة في هذا المسجد هو شيخنا الفقيه اللغوي المؤرخ محمد اليعقوبي الحسني الادريسي رحمه الله الذي عمر مائة عام وتوفى سنة 2006 م وكان المفتي أحمد خماني رحمه الله اذا نزلت نازلة لا يفتي الا بعد مراجعة الشيخ اليعقوبي ثم يطلب منه كتابة رأيه حدثني بهذا الشيخ اليعقوبي رحمه الله وممن تخرج من هذا المسجد من العلماء الشيخ العلامة المؤرخ عبد الرحمن الجيلالي وهو في هذه الأيام حي-أمد الله في عمره- وقد بلغ مائة عام
24 - أجمل مساجد مدينة الجزائر المحروسة وسمي ب ((مسجد السيدة)) نسبة الى بعض بنات ملوك صنهاجة وقد خدد بتناؤه في العهد التركي ثم هدم في السنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي كما جرى ذلك على أكثر مساجد المدينة
25 - هذه تسمية ((الجامع الكبير))
26 - زائر: اسم فاعل من زئير وهو صوت الأسد تقول: زأر يزأر فهو زائر
27 - اشتهر باسم ((الريس حميدوا)) من أب وأم جزائريين ولد سنة 1770 م وتوفي سنة 1815 م في معركة بحرية في مواجهة الأسطول الأمريكي وقد حملت رايته الى أمريكا وهي محفوظة في بعض متاحفها وله أخبار كثيرة وقد اعتنى بدراسة حياته وذكر أخباره وشجاعته كثير من الباحثين الجزائريين وغيرهم
29 - فرقاطه –وهي في النطق بالقاف المعقودة وتسمع مثل الجيم المصرية- سفينة حربية وما زال استعمال هذه التسمية جاريا عندنا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 04:37]ـ
للرفع ...
ـ[أبو همام عبد الحميد]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 02:41]ـ
أخي العاصمي بارك الله فيك .....
رائعة جدا ....
و لا أخفيكم أخي ....
لما قرأتها في مجلة الإصلاح ... كانت هي السبب الأول في كتابتي للمقامات ....
و الشيخ محمد بوسلامة ... مفخرة الجزائر .... قد درس في شنقيط .. و نهل من علومها ... و هو على تواضع جم ... و خلق كريم ... و قد التقيته مرة مضى عليها بضع سنين و الله المستعان ...
و قد رحب بي و بصاحبي أيما ترحيب ...
حفظه الله و أسأله سبحانه أن يوفق جميع شيوخ و طلاب الجزائر لما فيه الخير ...
و أسأله مثل ذلك لسائر الدعاة و العلماء في أرجاء المعمورة ...
فعلا ....
نحن بحاجة إلى دعاة أدباء ...
يكتبون لنا و يمتعوننا بالفوائد الأدبية و العلمية و التاريخية كما فعل شيخنا هنا أكرمه الله.
بارك الله فيك أخي و جزاك الله كل خير ....(/)
تعقيبات على نقد السيد صقر لتحقيق أحمد شاكر لكتاب (الشعر والشعراء)
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 02:10]ـ
كنتُ قرأتُ المقالينِ اللذين صَدَّر بهما الشيخُ أحمدُ شاكر كتاب «الشعر والشعراءِ» لابن قتيبةَ. وهما مقالانِ كتبَهما السيد صقر ينتقدُ بهما تحقيقَه. فرأيتُه أنكرَ بعضَ الرِّواياتِ الصحيحةِ، ولجَّ في نفيِها، إما لمكانِ الإلْفِ، والعادةِ من نفسِه، وإما لأنَّه وجدَها في بعضِ الكتبِ على غيرِ ما هي عليهِ في كتابِ ابنِ قتيبةَ، وخفِيَت عليهِ مواضعُها في الكتبِ الأخرَى. فكرِهتُ أن يتجرَّم دهرٌ، فيعتقِدَ الناس كلَّ ما ذكرَه حقًّا. وقد تضيعُ النُّسَخ المخطوطةُ التي حفِظت لنا هذه الرِّواياتِ، أو يعسُر على جمهورِ الناسِ الرجوعُ إليها. فذكرتُ منها بعضَ ما صادفتُ غيرَ مستقصٍ، ولا مستوعبٍ:
1 - قالَ السيد صقر (1/ 10):
(قال امرؤ القيس يصِف فرسًا:
كميت يزِل اللِّبدُ عن حال متنِه ... كما زلَّتِ الصفواءُ بالمتنزَّلِ
والصواب: (بالمتنزِّل) كما جاء في شرح المعلقات للتبريزي ص 41، والديوان 133) ا. هـ.
قلتُ:
هذه الرِّواية التي خطَّأها روايةٌ ثابتةٌ صحيحةٌ رواها ابنُ قتيبةَ (ت 276 هـ) نفسُه في «كتاب المعاني الكبير 1/ 146»، ورواها أيضًا شيخُه أبو حاتمٍ السجستانيُّ (ت 255 هـ) في «المذكر والمؤنث 161»، وأبو منصور الأزهريُّ (ت 370 هـ) في «تهذيب اللغة 12/ 249». ويبعُد أن تكونَ مصحَّفةً في جميعِ هذه الكتبِ.
فهذا ما بلغَنا من الرِّوايةِ في ضبط هذه الكلمة. وهي صحيحةٌ في اللغةِ؛ فقد وردَ في المعاجمِ أن (تنزَّلَه) مثلُ (نزَّله)؛ فـ (المتنزَّل) إذن بمعنى (المنزَّل)؛ وهو المطرُ.
2 - قال السيد صقر (1/ 10):
(وقال الآخر:
أرأيت إن بكرت بليلٍ هامتي ... وخرجت منها باليًا أثوابي
...
وهو خطأ، والصواب:
... ... وخرجت منها عاريًا أثوابي
... لأن الإنسان لا يخرج من الدنيا باليَ الأثواب؛ بل يخرج منها عاريًا) ا. هـ.
قلتُ:
هذا ليس خطأ كما ذكرَ؛ فقد رواها كذلك أبو عليّ القالي (ت 356 هـ) في «أماليه 2/ 279». ويمكنُ أن يُّخرَّج على وجهينِ ذكرَهما أبو عبيد البكريُّ (ت 487 هـ) في «اللآلي 2/ 922»:
أحدُهما: أن الأكفانَ لا تكون إلا مما بلِيَ عادةً.
الآخر: أن يكون هذا مجازًا مرسَلاً عَلاقتُه المستقبليَّةُ؛ أرادَ أنَّ مصيرَها للبِلى، كما قالَ تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif إني أراني أعصر خمرًا http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، وكما يقال: قتلتُ القتيلَ. و يشهدُ لهذه الروايةِ قولُ النابغة الجعدي:
أرأيت إن صرخت بليلٍ هامتي ... وخرجت منها باليًا أوصالي
وهو شاهدٌ للسماعِ، لأنه اهتدمَ هذا البيتَ؛ لم يغيِّر فيه إلا الكلمة الأخيرة، وشاهدٌ للقياسِ، لأن المرء لا تبلَى أوصالُه حالَ خروجه من الدنيا؛ وإنما تبلَى بعد ذلك.
3 - قالَ السيد صقر (1/ 13):
(كقول العباس بن مرداس السلمي:
وما كان بدرٌ ولا حابسٌ ... يفوقان مرداسَ في مجمعِ
وكذلك وردَ مرةً أخرَى ... ، وهو خطأ. والصواب: (وما كان حصنٌ ولا حابسٌ) [ثم أخذ يعدِّد المصادر التي فيها هذه الرواية]) ا. هـ.
قلت:
ما خطَّأه ليس خطأً؛ فقد رواهُ كذلكَ ابنُ سعدٍ (230 هـ) في «طبقاتِه 4/ 272»، ومسلمٌ (ت 261 هـ) في «صحيحه، رقم 1060». وهو في «العقد الفريد 5/ 357» لابن عبد ربه (ت 328 هـ) عن أبي حاتمٍ السجستانيِّ.
وله وجهٌ من النظرِ؛ فإن عيينةَ هو ابن حصن بن حذيفة بن بدرٍ؛ فـ (بدرٌ) جدُّه؛ وإن كنت أرى أن الأرجحَ روايةُ (حصن) حتى يقابِلَ (حابسًا)، و (مرداسًا)، لأنهما أبوان، وليسا جدَّينِ؛ ولكن لا يجوز أن تُقدَّم رِوايةُ نسخةٍ على أخرَى إذا كانت الأولَى أوثقَ عند المحقِّق، وكانتِ الرِّوايةُ التي فيها محتملةً مقبولةً. وللمحقِّق أن يعلِّق في الحاشية بما يشاءُ.
4 - قال السيد صقر (1/ 14):
(وقدَّمتِ الأديمَ لراهشَيهِ ... وألفى قولها كذبًا ومينًا
هكذا جاء في الطبعتين: (وقدَّمتِ الأديمَ). وهو خطأ. والصواب: (وقدَّدتِ)) ا. هـ.
قلتُ:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الرِّواية ليست خطأ؛ فهي رواية أبي زكرياءَ الفراءِ (ت 207 هـ) في «معاني القرآن 1/ 37»، وأبي عبيدةَ معمرِ بنِ المثنَّى (ت 210 هـ) في «الديباج 112»، وابنِ سلامٍ الجمَحيِّ (ت 231 هـ) في «طبقات فحول الشعراء 1/ 76» ونقلَ كلامَه أبو عبيد الله المرزبانيُّ (ت 384 هـ) في «الموشح 15» بهذه الرواية. وهي أيضًا روايةُ أبي بكرٍ الأنباريِّ (ت 328 هـ) في «الزاهر في معاني كلام الناسِ 1/ 157»، وقدامةَ بنِ جعفر (ت 337 هـ) في «نقد الشعر 182»، والجوهريِّ (ت 393 هـ) في «الصحاح 7/ 60»، و الشريفِ المرتضى (ت 436 هـ) في «أماليه 2/ 258»، و الزمخشريِّ (ت 538 هـ) في «المستقصى في أمثال العرب 1/ 243»، وغيرِهم.
وهذا البيتُ لعَديِّ بن زيد العِباديِّ، يصِف فيه خبرَ جَذيمةَ الأبرشِ مع الزبَّاء عندما دعته إليها، وأوهمتْه أنها ستتزوجُه، وتَدينُ له؛ فلما جاءَ، غدرت به، وقدَّمت الأديمَ (وهو الجلد المدبوغ)؛ فجعلته تحت ذراعيه، حتى لا يسيلَ الدمُ، ثم قطعت راهشَيْهِ (وهما عرقان في باطن الذراعِ تراهما ظاهرينِ) حتى ماتَ.
بل إنَّ رِواية (قدَّمت) أبلغُ من (قدَّدت)؛ فهي تصوِّر جَذيمةَ وهو قادِمٌ إلى الزبَّاءِ يطمعُ أن تقدِّم له نفسَها، ومُلكَها كما وعدته؛ فإذا هي تقدِّمُ له الأديمَ، لتقتلَه. وهذه مفارقةٌ بلاغيَّةٌ بديعيَّةٌ تعملُ على إبراز مفاصلِ الحدثِ، ومقاطعِه، ومواضعِ العجَب منه بأجلَى صورةٍ؛ ألا ترى أن ذلك أشعرَك مقدار الخيبة، والخُسْر اللذينِ مُنِِي بهما، وأيُّ شيء أحاطَ به، وكم من الآمال التي تحطَّمت دون أن ينالَها. ونظيرُ هذا اللون من البلاغة قوله تعالى: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif ، وقوله: http://www.ahlalloghah.com/images/up/01204cbc20.gif هذا نزلهم يوم الدين http://www.ahlalloghah.com/images/up/2654672cb0.gif .
أبو قصي فيصل المنصور
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[26 - Jun-2009, مساء 10:44]ـ
هل الأستاذ سيد صقر المذكور هو د/السيد صقر أستاذ الفقه المقارن بالأزهر؟
ـ[ماجد الأسمري]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 12:04]ـ
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?p=7272
الرابط أعلاه ترجمة متينة للسيد احمد صقر أبدع في جمع مادتها الأديب الأستاذ / احمد الحازمي ... وفقه الله ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jun-2009, صباحاً 10:33]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
"وهذا رأيي الذي رُبيت عليه واعتنقته طول حياتي: أن لي أن أنقد آراء الناس في حدود ما أستطيع من علم، وأن لهم أن ينقدوا آرائي في حدود ما يستطيعون من علم"
هكذا تكلّم الشيخ أحمد محمد شاكر، رحمه الله!
وما ذكره الفاضل أبو قصي من تعقّبات لنقدات السيد صقر ينمّ عن بصر حديد نافذ، وتقليب للنظر الناقد لكلام الكبار. وهو ممّا يحمَد عليه، ما دام "في حدود ما يستطيع مِن عِلم". وإنْ كنتُ أرى من اللائق أن يُلبِسها ثوبًا من التحفُّظ في اللفظ والتوقير في العبارة ...
وهذا الشيخ أحمد شاكر يُقِرُّ للسيد بأنه أنفذ منه بصرًا بالشعر، ولا يذكره إلا بعبارات الاحترام؛ مع أنّ نقد الأستاذ صقر لو كان من غيره في غير تحقيق الشيخ، لاعتبِر نسفًا للتحقيق من أساسه!
وفي مقاله النقدي الأول لتحقيق "الشعر والشعراء"، قال السيد أحمد صقر:
"والقسم الثاني من أقسام الملاحظات يتعلق بالتحريف، وهو كثير جدا في ثنايا الكتاب"
فعلَّق الشيخ أحمد شاكر على هذا الكلام قائلا: "هذه دعوى عريضة "!
ولعلّها لم تكن بالعريضة ...
وقد قال الفاضل أبو قصي: "فذكرتُ منها (الروايات) بعضَ ما صادفتُ غير مستقصٍ، ولا مستوعبٍ". ومن حق أي قارئ لكلامه أن يقول: "هذه دعوى عريضة! " لأنّها توحي بكثرة ما يقتضي الرد على "السيد" أو يحتمله؛ وهذا يحتاج إلى استقراء يسنده، وبراهين تؤيِّده ...
أقول هذا تحفيزًا للفاضل أبي قصي على المضيّ قدمًا في استقصاء نظائر ما ذكره في تعقباته، لا اعتراضًا على صنيعه أو تثبيطًا لعزيمته ...
أمّا ما تفضّل به من تعقُّبات، فلا بد قبل الخوض فيه من توضيح مسألتين أراهما جديرتين بالتأمّل:
(يُتْبَعُ)
(/)
1_ أهمّ ما انتقد به السيد تحقيق أحمد شاكر لكتاب "الشعر والشعراء" هو: اعتماده على طبعة دي غوية للكتاب، وتجاهله للمخطوطات، ثم تجاهله للفروق بين النسخ، وهي مثبتة في طبعة دي غوية.
2_ بعض ما صوّبه السيد لم يكن فيه رهينة للروايات، وإن صحَّت؛ بل صوّبه بترجيح الناقد المتبصِّر. وهذا من حق المحقق المتمكّن من الفن الذي صُنِّف فيه الكتاب، لا سيما إذا وجد في بعض نسخ المخطوط ما يسند مذهبه. وهذا المنهج اعتبره الشيخ أحمد شاكر تحكُّمًا وافتئاتًا من غير دليل مرجِّح ...
وقد تأمّلت تعقيبات أخينا "المنصور"، في "حدود ما أستطيعه من عِلم"، فوجدت بعضها حريًّا بالتعقُّب. ومن ذلك:
** التعقيب رقم 3:
قال السيد أحمد صقر: "كما جاء في النسخ المخطوطة كلّها" (ص 13)
وهذه حجة له. وقد أخذ الشيخ شاكر بتصويبه هذا في الصفحة 748 من الطبعة الثانية. وهذا يعني إقراره بصواب ما ذهب إليه السيد.
وقولك "لا يجوز أن تُقدَّم رِوايةُ نسخةٍ على أخرَى إذا كانت الأولَى أوثقَ عند المحقِّق" لا يستقيم من وجهين:
_ أولهما: أن المحقق لم يطّلع على النسخ المخطوطة، بل اعتمد اعتمادًا كُلِّيًّا على طبعة دي غوية. وقد أشار السيد إلى هذا المعنى في مقاله النقدي، ولم يكذّبه الشيخ شاكر.
_ الثاني: أنّ التفضيل بين النسخ ليس ضابطه هذا الإطلاق الذي ذكرتَه، بل يخضع لمنهج محدّد يرتضيه المحقق ثم يلزمه. واستخدام نسخة من المخطوط وتقديمها على غيرها لا يخضع لعامل ثقة المحقق فحسب، بل لمقاييس أخرى، منها تاريخها، وكونها كاملة غير منقوص، ووضوح الخطّ ... إلى آخره
** التعقيب رقم 1:
إحالتك على المصادر التي ذكرتَها لا تستقيم إلا إذا كان فيها ما يشير تلميحًا أو تصريحًا إلى ضبط "المتنزّل" بفتح الزاي. وفرقٌ بين الاستناد إلى المصدر، والاستناد إلى ضبط محقِّقه ...
** التعقيب رقم 4:
قال السيد أحمد صقر: "وقد ذكر دي غوية: أنها جاءت كذلك في بعض النسخ، ولكن الأستاذ قد تركها أيضا" (ص 14)
وما دامت قد ذُكِرَت في بعض النسخ، فمن حق المحقق أن يختارها، ومن حق الناقد أن ينازعه في اختياره. ورواية "وقدَّمت الأديم" لا تستقيم إلا بشيء من التكلُّف ...
وظني أن تخطئة السيد لهذه الرواية ليس نفيًا لورودها، وليس جهلاً منه لورودها بهذا اللفظ، وإنما هي تخطئة قائمة على اختيار نقدي. ولعله في هذا ينحو نحو أبي الوليد الوقّشي ...
** التعقيب رقم 2:
من الغريب أن يحيل السيد على أمالي القالي، مع أنّ الذي ورد فيها: "باليًا أثوابي"!
لكن الذي في "اللِّسان": "عاريًا أثوابي". ولعلّ السيد رجَّح هذه الرواية بناءً على استقامة المعنى بها. وفي توجيه "البكري" شيء من التكلُّف؛ لأن الأكفان ليست من أثواب الانسان في حياته الدنيا، وهي ليست ممّا بلي عادةً ... وإذا تعارضت روايتان، وكان المهجور منهما لغرابة تركيبه، قوي الظن أنه هو هو الأصح، وأنّ المحفوظ المشهور طرأ عليه التحريف لينسجم مع مألوف الأساليب. والله أعلم.
وبعد،
"لا ينبغي أن ينسينا حديث المآخذ والأخطاء شكر الأستاذ السيد أحمد صقر على ما بذل في نقد كتاب "الشعر والشعراء من جهد عنيف، لا يُدرك كنهه ولا يعرف قدره إلا مَن زجَّ بنفسه في هذا المضمار"
والله ولِيُّ التوفيق ...
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[02 - Jul-2009, مساء 04:44]ـ
وجدتُّ بعدَ أن أتممت هذا الحديثَ تعقيبين آخَرينِ؛ فآثرتُ أن أوردَهما، مذيِّلاً بذكر أصلينِ لا بدَّ من تقريرِهما حتى يكونَ الأمرُ بيِّنًا كلَّ التبيُّنِ.
فإن وجدَ أخونا الأديبُ الألمعيُّ الذكيُّ البيان " الواحديُّ " بعد الاستدراك الذي سأذكرُه - إن شاء الله - ما يضيفُه إلى تعقيبه السابق، أو ما يحملُه على الرجوعِ عن بعضِ ما ذكرَ، فعلَ. وذلك لكي أعودَ إليهما بالمناقشةِ معًا.
مع الشكرِ الصادقِ.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 09:20]ـ
5 - قال السيد صقر (1/ 23):
(واستنَّ فوق الحذارى القُلقُلان كما ... شكلُ الشُّنوف يُحاكى بالهيانيمِ
... وإذا كانت " ما " زائدة كما قال الأستاذ، فلماذا ضبطَ " شكل " بضم اللام؟ والصواب: " كما شكلِ " بكسر اللام) ا. هـ.
قلتُ:
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يفهم السيد صقر معنى الزيادة عند النحاة؛ فأنكر على الشيخ شاكر أن يضبطَ (شكل) بالضمِّ، معَ ادِّعائه زيادتَها؛ كأنه يظنُّ أن الزائِدَ لا يكفُّ عن العملِ. وليس الأمر كذلك؛ فإن " ما " قد تأتي بعد الكافِ؛ فتكون زائدةً في المعنَى،غيرَ كافَّةٍ عن العمل؛ ومنه قول الشاعرِ:
وننصر مولانا، ونعلم أنه ... كما الناسِ مجرومٌ عليه وجارمُ
وقد تأتي بعد الكافِ؛ فتكون زائدةً في المعنَى، كافَّةً عن العملِ، ومهيئةً حرفَ الجرِّ للدخول على الجمل الاسمية، أو الفعلية بعدَها؛ ومنه قول الشاعرِ:
أخٌ ماجِدٌ لم يخزني يومَ مشهدٍ ... كما سيفُ عمرو لم تخنه مضاربُهْ
فالزيادةُ غيرُ الكفِّ، وهي لا تقتضيه، كما لا تدفعُه، لأن الزيادةَ تتعلقُ بالمعنَى، والكفّ يتعلق بالعمل.
6 - قال السيد صقر (ا / 27):
(ودكين هو القائل:
...
وإن هو لم يُضْرِعْ عن اللؤمِ نفسَه ... فليس إلى حسن الثناء سبيل
قال الشيخ في شرحه: (أصلُ الضَّرَعِ – بفتح الراء – الذل والتخشع؛ يقال: ضرع له، وإليه: استكان، وخشعَ؛ فالمراد هنا: إن لم يمنع نفسه عن اللؤم، ويغلبها) قلتُ [القائل السيد صقر]: والصواب: إن هو لم يَضرَح عن اللؤم نفسَه. جاء في اللسان ... " الضرح: التنحية. وقد ضرحَه: أي نحَّاه، ودفعَه) ا. هـ.
قلتُ:
بل الصواب ما ذكرَه الشيخُ شاكر. وأما ما ذكرَه السيد صقر يزعمُ أنه هو الصواب، فمردود من ثلاثة أوجهٍ:
الأول: أنَّ لفظَ " الضَّرْح " لا يصلح في هذا الموضعِ، لأن معناه عندَ التحقيقِ ليس التنحية كما نقلَ؛ إذ التنحية إبعادُ الأشياء الكبيرة الجِرم برفقٍ؛ و إنما (الضَّرْح) إبعادُ الأشياء الصغيرة الجِرم بعنفٍ؛ فاللفظان يشتركان كما ترى في جنسِ (الإبعاد)؛ ولكنهما يفترقانِ في ما وراءَه. يشهدُ لهذا قولُ الشاعرِ:
فلما أن أتين على أُضاخٍ ... ضرحْنَ حصاه أشتاتًا عِزِِينا
وقول الفرزدق:
كأنَّ نَجاء أرجلِهنَّ لمَّا ... ضرحْنَ المروَ يقتدحُ الشَّرارا
وقولُ صاحب (العينِ) – وقد أبانَ -: (والضَّرْح: الرمي بالشيءِ)؛ فهو إذن بمعنى الرمي، أو الطرحِ، وليس بمعنى التنحية، والدفعِ. والذي في (اللسان) منقولٌ عن (الصحاح)، ولم يحسن صاحب (الصحاح) الإبانةَ عن المعنَى كما تستعملُه العربُ. ومتى ثبتَ هذا، أوجب لنا العلمَ بأنه لا يقال: (ضرح الإنسان نفسَه عن اللؤم)، كما لا يقال: (رمَى الإنسان نفسَه عن اللؤم) لا من جهة الحقيقة، ولا من جهة المجاز.
الثاني: أنَّا لو صححنا رواية (يضرَح) كما رأى السيد صقر، لكان المعنى: إذا المرء لم يجانب اللؤمَ، لم يستطع أن ينال ثناء الناس عليه. وهذا معنًى قريبٌ باردٌ. وإنما أرادَ الشاعر: أنه إذا لم يهِنِ المرء نفسَه، ويذلَّها، ويصبِّرها عن مقارفة أسباب اللؤمِ، لم يجِد له مثنيًا. وهذا معنًى معروفٌ عندَ العربِ، منه قولُ الخنساء:
نهينُ النفوسَ، وهونُ النفو ... سِ يومَ الكريهة أبقى لها
وقولُ الآخرِ:
أهينُ لهم نفسي لأكرمَها بهم ... ولن تكرم النفس التي لا تهينها
وقد أخذ دكينٌ بيتَه من قول السموءل، أو عبد الملك الحارثي:
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمَها ... فليس إلى حسن الثناء سبيلُ
وضيمُ النفس، وإهانتها متقاربان. وفي هذا مرجِّح لرواية (يُضرِع).
الثالث: أنَّ أبا بكر الدينوريّ (ت 333 هـ) روى هذا البيتَ في «المجالسة وجواهر العلم 4/ 316» برواية (يُضرِع). ويظاهرُه أيضًا ما رواه ابن قتيبة نفسُه في «عيون الأخبار 3/ 59»؛ فإنها فيه (يصرع)؛ فلعله وقعَ في الحرفِ تصحيفٌ من النُسَّاخِ. وإنما كان ظهيرًا للرواية التي صححناها، لأنه دال على أن الحرف الأخير لا يخرج عن أن يكون عينًا، أو غينًا؛ ولا سيَّما أن التقارب الذي بينَهما أدنى من التقارب بينهما وبين الحاء؛ على أنه لم يروِ هذا اللفظَ بالحاءِ أحدٌ من العلماء في ما أعلمُ؛ وإنما هو اجتهاد من السيد صقر رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتفسير الشيخ شاكر لـ (أضرع) ليس مستقيمًا كلَّ الاستقامة؛ فإنه ذكر أن (الضَّرع) الاستكانة، والخشوع، ثم عدل عن هذا في التفسير؛ فقال: (فالمراد هنا: إن لم يمنع نفسَه عن اللؤم، ويغلبها). والصواب: (إن لم يُذِلَّ نفسَه، عن اللؤم) أي: (مباعدًا لها عن اللؤم) كما تقدَّم. ويصدِّق ذلك قول العرب في المثل: (الحمَّى أضرعتني لك)؛ أي: أذلّتني لك.
فهذه بعضُ التعقيبات على بعض نقَداتِه لم أستحِبَّ أن أطويَها؛ يدفعُني إلى ذلك ما قاله السيد صقر: (وإني على نهجي الذي انتهجتُ منذ أول كتابٍ نشرتُ، أدعو النُقَّادَ إلى إظهاري على أوهامي فيها، وتبيين ما دقَّ عن فهمي من معانيها، أو ندَّ عن نظري من مبانيها، وفاءً بحقِّ العلم عليهم، وأداءً لحقّ النصيحة فيه).
والسيد صقر محقِّقٌ ثبت، وقارئٌ ناقدٌ؛ فإن يكن أخطأ، فقد أخطأ مَن هو أعلمُ منه، وإن أكن أصبتُ، فقد أصابَ من هو أجهلُ منِّي. ولا أدَّعي الصوابَ في جميع ما ذكرتُ. وهذه القضايا التي نخوضُ فيها ليست مِلكًا له، ولا لي؛ وإنما هي مِلكٌ للأمّة كلِّها، لكلِّ فردٍ من الحقِّ فيها مثلُ ما للآخَرِ.
وهنا أجدني محتاجًا إلى تقريرِ أصلينِ لا بدَّ منهما، إليهما يئولُ جميعُ ما ذكرتُ:
الأصلُ الأوَّل:
إذا اختلفت رواياتُ النسَخِ، فأيَّها يختار المحقِّقُ؟
أيختارُ رواية النسخة التي يثِقُ بها؟ وأقصِد الثقةَ التي أوجبَها له ما يُحتكَم إليه في مجال التحقيق من معاييرَ علمية صحيحة.
أم يختارُ الرِّواية التي يستحسنُها ذوقُه، والتي ألِفَها، واعتادَ قراءَتَها في جملة من المصادر؟
لا ريبَ عندي أنّ عليه أن يختارَ رِواية النسخةِ التي يراها أوثقَ، وأصحَّ؛ وإن خالفت الشائعَ، المألوفَ. وليسَ من حقِّه أن يحكِّم رأيَه في ذلكَ، ولا أن يخرجَ عن الاعتداد بغيرِها إلا إذا كان غيرُها أشبهَ بأسلوب المؤلفِ، وطريقةِ أهل عصره، أو أعرفَ في استعمال الكتَّاب، واصطلاحاتِ الفنونِ.
وذلكَ أنَّ عمَلَ المحقِّق ليس إخراجَ الكِتابِ على أصحِّ ما يراهُ هو؛ أي: ليس عمُله الترجيحَ؛ وإنما عمَلُه أن يخرج الكتابَ بالصورة التي أرادها مؤلفُه أيًّا كانت. ولا سبيلَ إلى ذلك عند اختلافِ النسَخِ إلا التعويلُ على أصحِّها في الجملة، وأضبطِها، وأدناها إلى عصر المؤلفِ، من خلال تفحُّصِها، وقراءتها قراءةً دقيقةً، وغيرِ ذلك مما هو معلومٌ لدى المشتغلين بهذا الفنِّ.
ولا يلزَمُ أن تكونَ روايةُ المؤلِّف بعدَ هذا هي الرِّوايةَ التي يراها المحقِّق أصحَّ؛ فقد تكونُ رِواية المؤلفِ رِوايةً مرجوحةً في نظرِه، أو مخالفةً للكثيرِ المعروفِ، ومع ذلك، فلا يسوغُ له أن يختارَ غيرَها، لأن هذا الكتابَ الذي يحقِّقه فوقَ كونِه أمانةً يجِب أداؤُها كما هي، فهو وثيقةٌ، وشاهدٌ على أشياءَ كثيرةٍ، كمذهب المؤلف، وأسلوبه، وعادةِ عصره، وما لا أحصيه؛ فربَّ كلمةٍ يغيِّرها لا يأبه لها هي عند باحثٍ من الباحثينَ ذاتُ شأنٍ، ويمكنُه أن يستنبطَ منها ما يستنبطُ. كما ترَى في احتجاجِ الشيخ أحمد شاكر في (الرسالة) للشافعيِّ بـ (معاني) ونحوِها مثبتةَ الياء في الرفع، والجر، على الجوازِ. ولو أجرَى الشيخ منهجَ الترجيحِ، والحملِ على الشائع المعروفِ، لغيَّر هذه الكلمةَ، وحذفَ الياءَ؛ فكانت تضيع علينا من جرَّاء ذلك هذه الفائدة اللغوية النادرة – وإن كنتُ أخالفُه في الاحتجاج بها لأمور أخرَى -.
ثمَّ إنَّ عِلْم الإنسانِ – وإنْ اجتهدَ - محدود، واطِّلاعه – وإن حاولَ – ضيِّق، ونظرهُ – وإن امتدَّ – قاصِرٌ؛ فلعلّ ما اعتدَّه خطأً، ثم أبطلَه، يكون هو الصوابَ، ولعلَّ ما رآه ضعيفًا، فاستبعدَه، يكونُ هو الرِّوايةَ التي اختارَها المصنِّف. وهذا المنهجُ – أعني منهجَ الإلحاد في التحقيق - حقيقٌ إن نحن أخذنا به أن يقضي على فريقٍ كبيرٍ من نوادر التراثِ، ودقائقِه، وأن يجعلَ كتبَه على صورةٍ واحدةٍ قد يتبيَّن من بعدُ لبعض الباحثينَ أنها غيرُ صحيحةٍ، وأنَّ ما غيَّره المحقِّقون هو الصوابُ.
وأنا أذكرُ مثالينِ لهذا الإقدامِ على التغييرِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - في (شرح القصائد السبع 23) لأبي بكر الأنباريِّ تصرَف الأستاذ عبد السلام هارون في المتنِ اعتمادًا على فهمِه؛ فأفسدَ المعنَى، وقلبَه؛ حيث قال المصنف: (وقال: الأعراب يروون فيها)؛ فغيرَّها إلى (يروونه) غيرَ ملتفتٍ إلى النسختين المخطوطتين. وشتان ما هما؛ فعلى الوجه الأول يكون المرادُ بهذا هو البيت الآتي، وعلى الوجه الثاني يكون المرادُ بهذا هو البيت السابق. ويدلك على ذلك فوقَ دلالة هاتين النسختين ما في شرحِ المعلقات لأبي جعفر النحاس، والخطيب التبريزيِّ. وكانَ الحقَّ أن يترُك ما في النسختين كما هو، ويشير إلى رأيِه في الحاشية، كما قال هو في «تحقيق النصوص ونشرها 48»: (فليس معنى تحقيق الكتاب أن نلتمس للأسلوب النازل أسلوبًا هو أعلى منه، أو نُحِلّ كلمة صحيحة محلّ أخرى صحيحة بدعوى أن أولاهما أولى بمكانها، أو أجمل، وأوفق ... وقد يقال: كيف نترك ذلك الخطأ يشيع؟ وكيف نعالجه؟ فالجواب أن المحقِّق إن فطِن إلى شيء من ذلك الخطأ، نبّه عليه في الحاشية، أو في آخر الكتاب، وبيَّن وجه الصواب فيه. وبذلك يحقق الأمانة، ويؤدي واجب العلم).
2 - في (غريب الحديث 1/ 120) لإبراهيم الحربيِّ تصرفَ الناشرُ في روايةِ بيت امرئ القيس:
بصبحٍ، وما الإصباح فيك بأمثلِ
فجعلَه (منك)، وذكر في الحاشية أن الأصل (فيك).
معَ أن رواية (فيك) رواها جملةٌ من العلماء، كالسكري، والأنباري، والشنتمريِّ.
الأصلُ الثاني:
أن الروايات قد تتعدَّد؛ فلا يوجِب ذلك القدحَ فيها، وإبطالَها؛ وإنما تكونُ كلُّها صحيحةً، مقبولةً ما دامَ قد رواها العلماءُ الثقاتُ الذين كانوا في زمنِ الروايةِ، وكانَ لها وجهٌ سائغٌ يجوز حملُها عليهِ. فإن عرض لامرئ رأيٌ في شيءٍ منها يقضي بالتخطئة، فلا بدَّ له من أن يأتيَ ببرهانٍ يقدِّمه بين يديهِ؛ وإلا كانَ كلامُه مطَّرحًا غيرَ مقبولٍ كائنًا من كانَ. وإن كانَ لديه ما يرجِّح روايةً على روايةٍ لأسبابٍ من النظرِ تبدو له، فإنما حسبُه أن يقولَ: هذه الرواية أرجحُ من تلك، ويذكر أسبابَه. فأما تخطئتها، فتهوُّرٌ، وخطَلٌ. وإن كنتُ أعذِر السيِّد صقرًا بأنَّه لم يطَّلع على الروايات الأخرَى في مواضعها. أقول هذا لعلمي بأنه كانَ أجلَّ من أن يخطِّئ شيئًا صحيحًا ثابتًا، لما ذاعَ من علمِه، وفضلهِ، وغيرته على التراثِ، جزاه الله على ذلك خيرًا.ولكنَّني أعجبُ ممن يركب المستحيلَ، كي يبرِّئه من كلِّ ما يُتعقّب به عليه، أو على غيره، ويجعل لكلِّ تصرّف يعملُه حكمةً ومعنًى، ولكلِّ خطوةٍ يخطوها غرضًا ومقصدًا؛ فيكون أدرى بالسيد صقر من نفسِه حين دعا النقَّاد إلى أن يظهروه على أوهامه، ويُبدوا عن ملاحظاتهِم في تحقيقاتِه؛ ولكنَّ للاسم سلطانًا على القارئ يأخذ بحُجَز عقلِه عن الحقِّ، واتباعِه، وعن النظر في الأمور بالقسط. ورحمَ الله الرافعيَّ إذ يقول: (ثم رأيت بعد أن عزمَ الله لي كتابة هذا المقال أن أتركه بغير توقيع؛ وإن كنت أعلم أن أكثر من يقرءونه كذلك، سيخرجون من خاتمته كما لو كانوا أميين لم يقرءوا فاتحته؛ فإن الحكمة كلّها، والمعرفة بجميع طبقاتها، أصبحت في أحرف الأسماء؛ فإن قيل: كتاب لفلان ... قلنا: أين يباع؟ وإن كان من سقَط المتاع).
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 05:09]ـ
قلتُ:
لم يفهم السيد صقر معنى الزيادة عند النحاة؛ فأنكر على الشيخ شاكر أن يضبطَ (شكل) بالضمِّ، معَ ادِّعائه زيادتَها!!
وأما ما ذكرَه السيد صقر يزعمُ أنه هو الصواب!!
تصرَف الأستاذ عبد السلام هارون في المتنِ اعتمادًا على فهمِه؛ فأفسدَ المعنَى، وقلبَه!!
!! أيُّها الناقد الأديب: اكسُ ألفاظك حُلَّة من هذا الأدب!!
فحنانيك يا رجل، ما هكذا تورد الإبل
وجزاكم الله خيرًا
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 09:54]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الكريم أبا قصي:
بصَّرني الله وإياك لطيف الحقائق، وهدانا إلى اكتناه خفيِّ الدقائق!
جوزيت على الجهد الذي بذلتَه!
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأتُ ما سطرتَه بالتأنِّي الذي يقتضيه أيُّ كلام مسطور منشور، فخامرني شعور لم يَرُقْني، ولعلّه لن يسرّك. وبَوادي هذا الشعور كخفاياه، تجمعها أمنية واحدة: ليتك اكتفيت بتعقيباتك الأربع ولم تتكلَّف التسديس!
والتربيع قد يُقرَن بالتدوير، لكنه أهون من التسديس؛ وإن كان أهل التسبيح والتقديس، لا يؤمنون بتربيعٍ ولا بتسديس.
تُفَلُّ السُّيُوف البِيضُ وهْيَ صَوَارِمٌ --- ويَرْجِعُ صَدْرُ الرُّمْحِ والرُّمْحُ دِعِّيسُ
ولَوْلا أُناسٌ زيّنُوا بسعادةٍ --- لَمَا ضَرَّ تَرْبِيعٌ ولا سَرَّ تَسْدِيسُ
ولكنَّ في الأفلاك سِرَّ حُكومةٍ --- تَحَيَّرَ بَطْلَيموسُ فيها وإدريسُ!
وأراك رَميتَ (ولا أقول: ضرحتَ) أربعةً من أعلام العربية، وأنت في الجزيرة، بقلة الفهم وسوء الإبانة عن المعاني "كما تستعملها العرب"، وهم: الجوهريّ، وابن منظور، وأحمد شاكر، والسيد صقر! فجاءت تُهَمك بعدد فِجارات العرب، غير أننا لم نتبيَّن بعدُ هل أنت غالبٌ فيها أم مغلوب ...
وأنت بهذا تكلّفتَ جسيما، وتجشَّمت عظيما.
والجواب على ما تفضَّلتَ به جاهز، وجهيزة حاضرة؛ لكنَّ قلمي الآن مقيَّدٌ بديونٍ اختارته، مُثْقلٌ بأشغال عرته. وأنت تعلم أنَّ قضاء الدَّين براءة للذِّمَّة، وأنّ أداء الواجبات في وقتها من علامات الهِمَّة. ولأولئك الأعلام –رحمهم الله- عليّ دُيون، ولك عليَّ ديون أخرى. ومذهبي في ديونهم إيجاب العمل برِبا الفضل، وفي ديونك تجويز الأخذ بربا النسيئة.
وربما كان بعض الأحباب في مجلسنا هذا عاتبًا عليَّ لتأخُّري عن جوابه، وديونهم عليَّ ليست مِن جنس ديونك؛ بيد أنّني أجد لنفسي عذرًا في ثقتي بأنّ الأخ الحق هو من التمس لك الأعذار ...
فصبرًا إلى أن يخفّ العبء ويصفو الذِّهن ... ولا أدري كم ستدوم مدة انشغالي؟ وغالب ظنّي أنّها أطول مِن أُحاد، وأقصر مِن سداس ...
واعلمْ أنني إلى تحرير الخطاب، أشدُّ شوقًا منك إلى تلاوة الجواب.
نحن أدرى وقد سألنا بنجدٍ --- أطويلٌ طريقنا؟ أم يَطُولُ؟
وكثيرٌ مِن السّؤال اشتياقٌ --- وكثيرٌ مِن رَدِّه تعليلُ
جمعني الله وإياك على الرشد والسداد، وجنَّبنا الخطل والفساد.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 03:51]ـ
!! أيُّها الناقد الأديب: اكسُ ألفاظك حُلَّة من هذا الأدب!!
فحنانيك يا رجل، ما هكذا تورد الإبل
وجزاكم الله خيرًا
هذه الألفاظ، وما جرَى بسبيلِها على أربعة أنحاء:
الأول: لفظٌ لا ذمَّ فيه، ولا حمدَ، كـ (ادَّعى)، و (زعمَ)؛ إذ يطلقان على القول الذي يروِيه ناقلُه كما بلغَه غيرَ متحمِّلٍ تبعتَه. وهو قولٌ قد يكونُ حقًّا، وقد يكونُ باطلاً. ومما يدل على ذلك في (زعمَ) قولُ المسيَّب بن علس الشاعر الجاهلي يمدحُ القعقاع بنَ معبدٍ:
ولذلكم زعمت تميمٌ أنه ... أهل السماحة، والندى، والباعِ
ولو كانَ الزَّعمُ لا يكونُ إلا باطلاً، لاستحالَ مديحُه هذا هِجاءً، لأنه جعلَ ما يذكرُه الناسُ من خلاله الصالحات باطلاً.
وقولُ الجميح الأسديّ يهجو بني عامرٍ:
أنتم بنو المرأة التي زعم النـ ... ناسُ عليها في الغيِّ ما زعموا
ولو كان الزعمُ لا يكون إلا باطلاً، لكانَ هجاؤُه هذا مدحًا؛ إذ جعلَ قذفَ الناس لأمهم باطلاً.
فهذا النحوُ جائِزٌ بلا شكّ.
الثاني: لفظٌ فيه ذمٌّ لوصفٍ من الأوصافِ، كقولِك: (وهذا الفعلُ قبيحٌ) أو (وهذا القولُ قولُ من لا عِلمَ له). وهذا النحوُ جائزٌ أيضًا. وهو ذائِعٌ في كلامِ كثير من أهل العلم.
الثالث: لفظٌ فيه ذمّ لمعيَّن من الناسِ في مسألةٍ مقيَّدةٍ، كقولك: (لم يفهم فلان هذه المسألة)، و (أفسد فلان هذا المعنى). وهذا النحوُ جائزٌ عندي بلا جدالٍ، لأنَّ فيه بيانًا للعلمِ لا يكونُ إلا من هذا الوجه. فـ (أفسد)، و (لم يفهم) من شكل (أخطأ)، و (صحَّف)، لأن الخطأ وصفٌ عارِضٌ متعلِّقٌ بأمرٍ مَّا، كعدمِ الفَهم، أو الإفسادِ. وقد أستطيعُ أن أختار لفظَ (أخطأ) في بعض المواضعِ؛ ولكنه يستحيلُ عليَّ أن أطردَ هذا اللفظَ في كلِّ موضعٍ، لأنَّ لكلٍّ من هذه الألفاظ دلالةً لا تقومُ بها للأخرَى. فإما أن أعطيَ المعنَى حقَّه. وهو ما يوجِبُه عليَّ القيامُ بالقسطِ، وأداء حقِّ العلم؛ وإن كانَ فيه غضبُ كثيرٍ من الناسِ، وكان فيه مَدخلٌ لقرحى القلوبِ، معاوِدي الأفنادِ – كما قال الحماسيُّ -. وإما أن أراوغَ، وأخادعَ، وأبدي خلافَ ما أُجِنُّ؛ وإن كان في هذا ضياعٌ للعلم. وهذا ما لا أستطيعُه أيضًا. وإما أن أسكتَ عن إبداء ما لديَّ، وأظلُّ أكتمُه في صدري. وتلك لعمري خطةٌ شنعاءُ. وقد قرأتُ قبل قليلٍ في (طبقات فحول الشعراء 2/ 611 الحاشية) كلامًا لمحمود شاكر هذا نصُّه: (وقد أساء الجاحظ وثعلب غاية الإساءة، وأفسدا شعر العرب وكلامهم في شرح هذا البيت – ثم نقل كلام ثعلب، وقال بعقِبه – وهو كلام مظلم خسيس ينبغي أن يُنزّه عنه مثل هذا الشعر). فهل قلَّ أدبُ محمود شاكر في قوله هذا؟
الرابع: لفظٌ فيه ذمٌّ مطلَقٌ لمعيَّن من الناس، كقولِك: (فلان كذاب)، أو (سيئ الفهم)، أو (لِصّ كتب). وهذا النحوُ قد يقعُ فيه الخلافُ، وتختصم فيه الأنظار. ورأيي أنَّه متَى كانَ ضررُ هذا المتصِف بهذا الوصفِ متعديًا إلى غيرِه، وكانَ منغمسًا فيه، غيرَ نازعٍ عنه، وكان هذا الفعلُ قد تكرَّر منه، لم يكن بأسٌ أن يطلقَ عليه هذا اللفظُ، حتى يتميَّزَ الخبيث من الطيِّب، والجيِّد من الرديء، وحتى نحفظَ للعلمِ ذمامَه، ونرعَى له حرمتَه، وننقِّيَه من الشوائب.
وفقني الله وإياك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 06:41]ـ
جزى الله خيرًا الأستاذ الكريم أبا قصي على توضيح الواضح
وأنا لا أعارضك أستاذي في أن الزعم (قد) يأتي للمدح (أحيانًا) وقد يأتي أيضًا مجردًا عن المدح والذم (أحيانًا) وأستطيع أن أزيدك في ذلك بيانًا وبرهانًا، ولكنه قليل!، إن لم يكن نادرًا!
وكلامي لك أستاذي من باب الأولى والأفضل والأحرى
ولكن لا شك أستاذي أن سياق كلامك على الزعم والادعاء لا يدل على مدح وإن دلت (بعض) معاني الألفاظ في اللغة على ذلك
والزعم أستاذي الكريم _كما تعلم_ ما أتى في القرآن على سبيل الحكاية فضلًا عن المدح قط _فيما أعلم_، بل يأتي مذمومًا مطلقًا
فمن ذلك قول الله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}
وقال تعالى: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ}
وقال تعالى: {فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ}
وقال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}
وثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال:"بئس مطية الرجل زعموا"
وفي الأثر: قالا ابن عمر وشريح: لكل شيء كنية، وكنية الكذب زعموا
والزعم أستاذي الكريم _كما تعلم_ أكثر ما يقع على الباطل كما قاله ابن دريد، أو ما تجرد عنه الدليل
وقال الخليل ايضا: والتّزعُّم: التكذّب: قال: يا أيُّها الزّاعمُ ما تزعّما
وقال ابن السكيت: ويقال للأمر الذي لا يُوثَق به مَزْعَمٌ، أي يَزْعُمُ هذا أنَّه كذا ويَزْعُمُ هذا أنّه كذا
ونقل الجوهري عن الليث، قال: قال الليث: سمعت أهل العربية يقولون: إذا قيل: ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأمر يستيقنُ أنه حق. فإذا شُك فيه فلم يدر لعله كذب أو باطل قيل: زعم فلان
وقال الصاحب في محيطه أن الزعم يستخدم فيما يرتاب فيه، وقال صاحب القاموس: الزعم أكثر ما يقال فيما يشك فيه.
وانظر قول الشاعر:
زعم العواذل أن ناقة جندب ... بجنوب خبت عريت وأجمت
كذب العواذل لو رأين مناخنا ... بالقادسية قلن لج وذلت
قول أبي هِلالٍ العسكري:
زَعَم البَنَفْسَجُ أنَّه كعِذَارهِ ... حُسْناً فسَلُّوا مِن قَفَاه لسانَهُ
لَم يَظْلِمُوا في الحكم إذْ مَثَلوا به ... فلشَدَّمَا رفع البَنَفْسَجُ شَانَهُ
وقول الشاعر:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... أبشر بطول سلامة يا مربع
وقول الشاعر:
زعم ابن واهصة الخصى أني له ... عبد وقد كذب ابن واهصة الخصى
وقول الشاعر:
زعم الناس إن رقك ملكي ... كذب الناس أنت مالك رقي
والأدلة على ذلك كثيرة ولا تُحصى
وكان الأولى والأفضل والأحرى بك أن تقول قال صقر، أو ذكر السيد صقر، وما إلى ذلك ... فضلًا عن الألفاظ التي قد توهم التنقص.
ورحم الله الخليل حيث قال: فإذا قلتَ ذَكَرَ فهو أحرى إلى الصواب.
قلت: أي: ذكر فلان كذا بدلًا من ادعى كذا أو زعم كذا!!
وهذا الجيل _أستاذي الكريم_ جيل عظيم ولا يخفى عليك فضلهم، وخلَّفوا وراءهم ما يعجز مثلُنا عن صنع مثله، بل يعجز لسانُنا عن الأداء بشكره.
فالأولى احترامهم وتقديرهم وإن كان هناك نقد، فننقد بأدب جمّ و نُحْسن اختيار الألفاظ
وانظر قول أحدهم حيث قال: يَقبُح بكم أن تستفيدوا منا وتذكرونا ولا تترحموا علينا!!
وأنت تقول: اعتمد هارون على فهمه فأفسد المعنى!!
فهذا قدح في فهم الرجل
وتقول أن صقرًا لم يفهم ما الزائدة!!
فهذا يقدح أيضًا في فهمه!!
وقد يكون هذا الكلام مقبولًا من الأقران، ومن المعلوم أن كلام الأقران في بعضهم البعض أصلًا لا يعبأ به_ طبعًا ذلك ليس مطلقًا_
فكيف بكلامنا نحن؟!
جزاكم الله خيرًا أستاذي الكريم
ولي عودة إن شاء الله.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 01:22]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الكريم أبا قصي:
بصَّرني الله وإياك لطيف الحقائق، وهدانا إلى اكتناه خفيِّ الدقائق!
جوزيت على الجهد الذي بذلتَه!
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأتُ ما سطرتَه بالتأنِّي الذي يقتضيه أيُّ كلام مسطور منشور، فخامرني شعور لم يَرُقْني، ولعلّه لن يسرّك. وبَوادي هذا الشعور كخفاياه، تجمعها أمنية واحدة: ليتك اكتفيت بتعقيباتك الأربع ولم تتكلَّف التسديس!
والتربيع قد يُقرَن بالتدوير، لكنه أهون من التسديس؛ وإن كان أهل التسبيح والتقديس، لا يؤمنون بتربيعٍ ولا بتسديس.
تُفَلُّ السُّيُوف البِيضُ وهْيَ صَوَارِمٌ --- ويَرْجِعُ صَدْرُ الرُّمْحِ والرُّمْحُ دِعِّيسُ
ولَوْلا أُناسٌ زيّنُوا بسعادةٍ --- لَمَا ضَرَّ تَرْبِيعٌ ولا سَرَّ تَسْدِيسُ
ولكنَّ في الأفلاك سِرَّ حُكومةٍ --- تَحَيَّرَ بَطْلَيموسُ فيها وإدريسُ!
وأراك رَميتَ (ولا أقول: ضرحتَ) أربعةً من أعلام العربية، وأنت في الجزيرة، بقلة الفهم وسوء الإبانة عن المعاني "كما تستعملها العرب"، وهم: الجوهريّ، وابن منظور، وأحمد شاكر، والسيد صقر! فجاءت تُهَمك بعدد فِجارات العرب، غير أننا لم نتبيَّن بعدُ هل أنت غالبٌ فيها أم مغلوب ...
وأنت بهذا تكلّفتَ جسيما، وتجشَّمت عظيما.
والجواب على ما تفضَّلتَ به جاهز، وجهيزة حاضرة؛ لكنَّ قلمي الآن مقيَّدٌ بديونٍ اختارته، مُثْقلٌ بأشغال عرته. وأنت تعلم أنَّ قضاء الدَّين براءة للذِّمَّة، وأنّ أداء الواجبات في وقتها من علامات الهِمَّة. ولأولئك الأعلام –رحمهم الله- عليّ دُيون، ولك عليَّ ديون أخرى. ومذهبي في ديونهم إيجاب العمل برِبا الفضل، وفي ديونك تجويز الأخذ بربا النسيئة.
وربما كان بعض الأحباب في مجلسنا هذا عاتبًا عليَّ لتأخُّري عن جوابه، وديونهم عليَّ ليست مِن جنس ديونك؛ بيد أنّني أجد لنفسي عذرًا في ثقتي بأنّ الأخ الحق هو من التمس لك الأعذار ...
فصبرًا إلى أن يخفّ العبء ويصفو الذِّهن ... ولا أدري كم ستدوم مدة انشغالي؟ وغالب ظنّي أنّها أطول مِن أُحاد، وأقصر مِن سداس ...
واعلمْ أنني إلى تحرير الخطاب، أشدُّ شوقًا منك إلى تلاوة الجواب.
نحن أدرى وقد سألنا بنجدٍ --- أطويلٌ طريقنا؟ أم يَطُولُ؟
وكثيرٌ مِن السّؤال اشتياقٌ --- وكثيرٌ مِن رَدِّه تعليلُ
جمعني الله وإياك على الرشد والسداد، وجنَّبنا الخطل والفساد.
أنا رابضٌ لك على الطريقِ، وحالي كحال مجمعِ بن هلال الذي يقول:
عبأتُ له رمحًا طويلاً، وألَّةً ... كأنْ قبسٌ يُعلى بها حين تشرعُ
أو كحال عَمْرِ بن معدِيكربَ حين قال:
أعددتُّ للحدَثان سا ... بغةً، وعدَّاءً علندَى
ولا أدري، لمَ هذا العَدَّاء؟ أكان يريدُه ليعطِفَ به على الأعداء، أم ليفرَّ به إلى الوراء، كما قال في رائيته:
ولقد أجمعُ رجليَّ بها ... حذرَ الموتِ، وإني لفرور
أو كحال البرجميِّ إذ يقول:
وأصبحتُ أعددت للنائبا ... تِ عرضًا بريئًا، وعضبًا صقيلا
ووقعَ لسانٍ كحدِّ السِّنانِ ... ورمحًا طويلَ القناةِ عسولا
أو كما قالَ حسان رضي الله عنه:
لساني وسيفي صارمان كلاهما ... ويبلغُ ما لا يبلغُ السيفُ مِذودي
فهاتِ ما عندَك؛ ولكن اعلمْ أن الأمرَ على ما وصفتُ لك.
... إنَّ بني عمِّك فيهم رِماحْ ...
(ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:31]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ففهَّمْناها سليمان ...
مقدمة
"لم يفهم السيد صقر معنى الزيادة عند النحاة"!
ساءتني هذه العبارة ... وظنّي أنها ستسوء مَن قالها، ولو بعد حين ...
ألا ما أمرَّها! ألا ما أمرَّها!
وما أثقَلَها!
إنَّها ثقيلة، ثقلَ مؤنةِ تكلُّف اصطياد عثرات الكبار ممّن لم يستكمل آلة النقد ...
"لم يفهم"!
كيف "فهمتَ" ذلك من كلامه؟
ولو قال "أساء الفهم"، لكان ذلك ألطف، ولألحقناه بحُسن "فهمه". وكان يسعه غير هذا وذاك، لو لم يُعجل قلمُه نظرَه ...
ولغتنا ثريّة بجميل الألفاظ المطابق لسديد المعاني، لو التفت إليها قلمٌ مُسْئِدٌ في تعقُّب عثرات الكبار ...
ذلك الكلام ساءني، لا لأنّه أساء إلى أحد أفذاذ التحقيق في تاريخنا فحسب، بل لأنه أساء إلى العلم، وأصول النقد وآدابه، عندما يتعلَّق الأمر بالعلماء لا الأدعياء ...
لذلك كتبتُ ما كتبت ...
وأرجو من الإخوة المشرفين على المجلس أن يتأمَّلوا جيِّدًا العبارات ومضامينها، إذ لم أخرج فيها عن الإطار الذي رسمه الأخ أبو قصي لنفسه في الحديث عن الكبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرجو من الأخ أبي قصي أن يستوعب كلامي نقدًا لكلامه، لا تجريحًا لشخصه؛ فإنّ أخوَّة الإسلام تجمعنا .. وإن كنت عاتبا عليه .. وكلامي هذا لونٌ من العتاب ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:37]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(1)
رابضٌ .. ورِماح!
"أنا رابض لك على الطريق".
بهذه الجملة أجابني المتأدّب اللطيف: "أبو فيصل المنصور"!
لذلك، تجنّبتُ مخاطبته، وارتضيتُ استعمال ضمير الغائب في محاورته. وليعذرني، فإنني أفزع من الرابضين، لا سيّما إذا كانت أسلحتهم غير قانونية، من "بلاستيك" مثلاً؛ لأنّ مثل هذه الأسلحة من شأنها ألاَّ تريح الذبيحة، فيتضاعَف عذابها، وأنا أودّ الخلاص من هذه القصة التي "طالت وحالت واستطالت فمُلَّتِ" ...
أخشى الرابضين، وآنف من الربوض، وأتحاشى الرُّوَيْبضة ...
لكن "أبا قصي" أساء فهم بعض العلماء، فاتهمهم بسوء الفهم .. وبعض هؤلاء العلماء له عليّ حقوق، رتَّبتها علَيَّ حرمة العلم وأهله؛ وسأكون "رُبَضةً" خالصًا لو تقاعستُ عن الدفع عنهم، لا انتصارًا لأشخاصهم، بل للعلم وقداسته.
وقد قرأت ما جادت به قريحة "أبي قصي" في المشاركة رقم:، فعلمتُ أن الرجل لا يفهم ما يقرأ، ويقرأ ما لا يَفهم! وأدركت حينئذ أنَّ الشيء الوحيد الذي يفهمه ويتقنه هو: الربوض ... الربوض على الطريق، يرصد كبار المحققين والعلماء، رجاء تعثُّر أحدهم ليتعقَّبه، فيقال عنه: "كاشف عثرات الكبار"!
ولعلّه لم يفهم بعد أنَّ أولئك الكبار لهم طريق غير التي ربض هو على حافَّتها، وأنهم إن مرُّوا يمرّون بسرعة البرق. ولعلّ ذلك ما حدث له مع السيد صقر؛ مرّ عليه كالبرق، فأعماه وميضه، فراح يتعقّب الوميض ... ثم لمّا أعياه السير بعد طول تعقُّب، راح ينتقد الوميض، والبرق، والطريق وسالكيه! ثم ... عاد إلى الربوض!
وكنتُ في مشاركتي الأولى خاطبته بإشفاق الناصح، وكان ممّا فلتُ:
"ومن حق أي قارئ لكلامه أن يقول: "هذه دعوى عريضة! " لأنّها توحي بكثرة ما يقتضي الردعلى "السيد" أو يحتمله؛ وهذا يحتاج إلى استقراء يسنده، وبراهينتؤيِّده ...
أقولهذا تحفيزًا للفاضل أبي قصي على المضيّ قدمًا في استقصاء نظائر ما ذكره في تعقباته، لا اعتراضًا على صنيعه أو تثبيطًا لعزيمته ... "
وكان قصدي تنبيهه إلى أنّ نقد الكبار يستوجب التقصِّي والاستقراء، ثم التريُّث والتدبُّر، قبل حرض الأحكام (على لغته!) وإهدائها إلى الشبكة العنكبوتية لتقتات منها ... لكنه لم يَفهمني على الوجه الذي أردتُ ... ويبدو لي أنّ "الست العنكبوت" كانت جائعة هاتيك الأيام، وكان بينه وبينها عقد يقضي أنْ يقدِّم لها فربانًا يرضيها عنه. وهو يعلم ما تشتهيه العنكبوت، وما يسدّ رمقها، ويغري قرمها ...
فغاب .. وظلَّ "رابضًا على الطريق" .. ومرَّ عليه "السيّد" مرّةً أخرى كالبرق .. فرأى الوميض .. فغشّى عينيه ما غشَّى .. ثم أتى .. ثم تنحنح فنادى .. فجَهَّل أولي النُّهى .. ورماهم بفساد الفهم وإفساد المعنى .. ثم الْتَوَى .. فأَظْهَر ما أخفى .. ثم تَوعَّد واستعلى .. ثم ... انتهى!!
وفُتِن به بعضُ المولعين برؤية طعن الجياد الأصيلة برماح من "بلاستيك"، فراح ينافح عنه وينفخ فيه من وَهَنِه؛ بدعوى أنْ لا أحد يكبر على النقد، و"ما كبير إلا الكبير" ... وما إلى ذلك من الهذرمات التي يكرّرها الصغار فيظنونها عِلمًا، وهي تذكِّرنا بشيء ما قيل يومَ صِفِّين، فنبت عنه ما نبت ...
وليس طعن الجياد الأصيلة هو الذي يفتن هؤلاء .. فهُمْ يعرفون أنّها ليست في متناول الأيدي .. الذي يفتنهم هو: رؤية مشهد الطَّعن! ولا لوم عليهم .. فما حيلتنا مع من أصيب بداء التشّهي، فراح يسكِّنه بخيالات الأماني. لكن الغريب أن يصدِّق الطّاعنُ الوهميُّ نفسَه، فيعلن نفسه بطلاً، ويرقص رقصة النصر على خيوط الشبكة العنكبوتية، مُشهرًا رمحه البلاستيكي!
وعِلْمُ هؤلاء كرمح بطلِنا المغوار: عِلْمٌ من بلاستيك!!
ومِن هؤلاء: أحدُ أُحدان "أهل اللغة" .. كتب مراسلاً المشرف "على المباشر"، في اليوم الرابع من شهرنا هذا، فقال:
"العجيبُ أن يخرج بعض المتشدّقين، ليبكي ويولول على حرمة المحقِّقين التي انتُهكَتْ"!!
(وتأتي أنت لتبكي وتولول على حرمة مَن انتقد منتقدي المحقِّقين ... )
كذا والله! وإنّي لأنقل كلامه بلفظه ...
ثم يقول، لا فُضَّ فوه: "ولو عدنا إلى أيام ابني شاكر وهارون وصقر والطناحي (يعني ما فيش لازمة للألقاب، هم رجال ونحن رجال ... )، لَرأينا (مش أكيد كانوا ح يودّوك وَشّ ... ) كُلَّ واحد يردّ على الآخَر (انتحار جماعي يعني ... ) ويقوِّم تحقيقه (وأسنانه)، ويصوِّب (عليه بالكلاشينكوف). ولم يمنعهم فارق السن (والطول والوزن ... ) من النقد (والتخبيص، والتهويش، والكلام الفارغ اللي منّو ... ) "
إي والله! وإنّي لأنقل كلامه بلفظه. وما بين قوسين أضفتُه لإيضاح المكنون ...
ثم يضيف مفيضًا، أفاض الله عليه من فضله: "فهذا أحمد شاكر (وأصلو صعيدي، ودماغو ناشفة، ودمّو حامي قوي، يا بوي!) يكبر السيد أحمد صقر بحوالي عشرين عاما (أو أقل قليلا، أو أكثر كثيرًا .. لا أدري. لكن عشمنا في الشيخ أبي قصي يحقق لنا في المسألة دي .. )، ومع ذلك (وأولئك، وهنَّ، واللواتي، والبتوع ... )، لم يقف السيد أحمد صقر (ولم يقعد، ولم ينم، ولم يرم نفسه في الترعة من شدة الخوف) ليقول من أنا (وأنا مين .. ) ومن أكون (وازّاي كنت؟ ويا ترى هل أنا كائن؟) حتَّى أردَّ (بالبوكس) على مَن هو (أقوى وأجدع) وأسنّ مني؟ (لأني خايف آخذ علقة ما تتنسيش .. ) "
انتهى النَّقل ...
ولا يذكر أخونا "الفتوّة" كيف انتقد "السيدُ" أبا الأشبال، رحمهما الله؟ وبأية لغة؟ وبأي أسلوب؟ المهم أنّ "خناقة" وقعت بين كبير وصغير في السن، لا غير، وأنّ الصغير كان جريئًا، وهجم ... وكفى الله المؤمنين القتال ... هذا هو محلّ الشاهد. وإذا كان فعلَها وعمره ثلاثون عامًا، فلماذا لا نفعلها نحن؟
ونسي "الفتوّة الكبير" أنَّ الذي انتقد أبا الأشبال وهو في الثلاثين من عمره، أخرج "شرح ديوان علقمة" ولمّا يكن جاوَز العشرين!
وسكت أبو قصي عن هذا الكلام، ولم يعقّب عليه .. وكأنه يرتضيه ويوافقه. بل أردفه بتعقيبين اثنين هما أمَرُّ من الحنظل!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:45]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(2)
قصة اللَّجوج .. مع حامي التراث ...
ومن الخصال التي أعجبتني في أبي قصي: أنَّه يتخيَّر العبارات لقلمه، ويدقِّق في رسمها، ويتحرَّى في ضبطها بحرص شديد. وهذه مزيّة تُحسب له ... لكنه أُتي مِن جهة فهم ألفاظ الآخَرين، وإدراك معاني كلامهم ومقاصده.
ومَن لم تكن له رتبة إدراك كلام الكبار، لم تكن له رتبة الاعتراض عليهم.
وهذا ممّا لا يدركه إلا مَن كان حَسَن الفهم، عالِما بمقامات الناس، مدرِكًا لمرتبته ...
وعدم الفهم ينشأ عادةً من أمرين اثنين: استغلاق كلام المخاطِب، أو نزول مدارك المخاطَب. فإذا كان الكلام غامضًا غير مبين، كان العيب في المتكلِّم وحده. وإذا كان كلامه واضحًا، ومع ذلك لم يفهمه السامع، كان العيب في السامع.
وللمسألة وجه ثالث من أوْجُه الاحتمال، وهو أن يكون المخاطِب مبينًا، والمستمِع مستكمل الآلة تامّ المدارك. فيأتي ثالث، دخيل على مجلس الحوار، لا صلة له بفصل الخطاب ولا بحُسن الجواب؛ فيزعم .. ثم يتّهم .. ثم يطير إلى أن يبلغ سقف القسم الإعدادي للغة العربية .. ثم يدور الدورات السبع في فضاء مغلَق، ثم ... انتهى!!
أخونا إذن: قلم طريف ظريف، يتأنّق في العبارة، ويستجيد الإشارة؛ لكن آفته أنّه يحاول الفهم .. وآفته الأكبر من ذلك أنه لا يرى الوصول إلى هذا الفهم إلا بالتشكيك في فهم الكبار! وكأنّ الفهم في عينيه: مَقعَدٌ في "باص" الكبار، لا يمكنه الجلوس عليه إلا إذا أنزل أحدَهم .. ويشطّ به الخيال أحيانًا، فيرى نفسَه قد أنزل عِدّة ركَّاب من "باص الكبار"! فالمقعد الواحد يكفي للجلوس .. ولكن ماذا لو أراد أن يضطجع؟ لا بُدّ إذن من مَقعدين! ثم ماذا لو أراد أن ينقل "عفشه" معه؟ لا بدّ حينئذ من أربعة لا اثنين!
ثم يستبدّ به الخيال، فيرى نفسه وحده في "باص الكبار"، يقوده، ويصول به ويجول! ثم ... يسمع صوت ارتطامٍ رهيب .. فينتبه، ويفتح عينيه، ليرى نفسه مازال "رابضًا على الطريق"!
ولمّا قرأت كلامه الأخير عن "الفهم" والزعم"، وغير ذلك من الفهم المزعوم، والزعم غير المفهوم ... وإفساد المعنى، وقلبه، وقلب معنى الفساد، وفساد القلب ... تيقَّنتُ أنّني كنتُ مخطئًا عندما كذَّبتُ فراستي و"ضَرَحْتُها" عن قلبي ...
ذلك أنّي لمّا قرأتُ مشاركته الأولى، أزعجتني عبارات منه؛ فأسندتُها إلى الغفلة، أو العجَلة، ونظائر ذلك من الأعذار ... لكنني رأيته بعد ذلك يصرّ على كلامه إلحاحًا، ويُلِحُّ عليه إصرارًا، بلَجاجة ما بعده لَجاج!
اللَّجاج .. نعم! هذا هو اللفظ الذي أزعجني بادئ الأمر، وأغفلتُه ...
يقول أبو قصي (عن "السيّد"): "فرأيتُه أنكرَ بعضَ الرِّواياتِ الصحيحةِ، ولَجَّ في نفيها".
ومَن يقرأ هذا الكلام، يخيَّل إليه أنَّ السيِّد اتخذ مِن مقاله في نقد "الشعر والشعراء" وِرْدًا يوميًّا، يكرِّره جهرًا صباحَ مساء، في الجامعة، والجامع، والشارع، والمقهى .. ليعلم مَن لم يكن يعلم أنه انتقد أبا الأشبال!
وكأنّ أبا قصي، وهو في ليل "فهمه"، النائي عن "القلب"، المتطهِّر مِن أدران "الفساد" و"الإفساد"، المتناغم مع "المعاني التي تستعملها العرب"، المستقيم "كُلَّ الاستقامة"، رأى السيّدَ يعدو في شوارع القاهرة، دون طربوش، مكرِّرًا انتقاداته للشيخ أحمد شاكر وكأنَّه أحد المبشِّرين بالبيان الشيوعي!!
وكأنه رأى "السيِّد" وهو يتسلّق صوامع الأزهر، الواحدة تلو الأخرى، وهو يصرخ "بالفم المليان": "يا ناس! ياعالَم! اسمعوا وعُوا! هذه هي أخطاء أحمد شاكر أُعالِنكم بها ... " (حلوة "أُعالِنُكم!) .. ثم رآه ينزل ويعدو حافيا إلى الأهرام، ليتسَّلقها أيضًا، حاملاً مكبِّرَ صوت. وسمعه ينتقد تحقيق كتاب ابن قتيبة، وهو "يلجّ في نفي الروايات الصحيحة" التي أثْبَتَها أحمد شاكر، بالعربية، والانجليزية، والفرنسية، والألمانية، واليابانية ... (مشان السوّاح الأجانب، يعني ... ) لإقامة الحجة على أهل الأرض كافَّة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وكأنه رآه أيضا يترقَّب كل "الموالد"، سواء في مقام السيدة أو سيدنا الحسين .. فيحضرها، حاملا مقاله النقدي بيده اليمنى، وصورة أبي الأشبال باليسرى .. وهو يصرخ، مشيرًا إلى الصورة: "شايفين الصورة دي؟ دي صورة الراجل اللي بوَّز تحقيق الشعر والشعراء! " ثم يصيح مشهِرًا المقال: "وشايفين المقال ده؟ دا المقال اللي بهدلت فيه صاحب الصورة أيّما بهدلة، ومسحت بيه الأرض، وخلّيتو يعتذر .. "!!
وكأنَّه كان كلّما فتح عينيه صباحًا، سمع طرقًا عنيفًا على باب بيته. وكلَّما فتح الباب، وجد "السيِّد"، يستأذنه ليدخل، فيأذن له .. ثم يقول له: "خير إن شاء الله؟ " فيجيب السيِّد: "كالعادة، جيت ألجّ عليك شوي ... " ثم يظل السيّد "ينفي الروايات الصحيحة"، و"يلجّ في نفيها" .. إلى غياب الشمس. فيستأذن منصرفًا، ويقول لأبي قصي: "ما عليش يا أخي فيصل، عدم المؤاخزة! بس بكرة لازم نشوف بعض، عشان أنا محتاج "ألجّ" من جديد .. وأنت ناقد أد الدنيا، وأنا أموت في اللجاج أمام النقّاد"!
واستمرّ الأمر على هذه الحال: السيِّد يلجّ في النفي، وأبو قصي صامت متذمِّرًا، يكتم إيمانه ... إلى أنْ انتقل "السيِّد" إلى رحمة الله ...
عندئذ، تنفَّس أبو قصي الصعداء .. لكن ضميره ظلَّ يوبّخه، فرأى من واجبه الكشف عن "لجاج" السيد في نفي الروايات الصحيحة. وكَرِه "أن يتجرّم دهر، فيعتقد النَّاس كلَّ ما ذكره حقًّا"، فهَبَّ إلى تنبيه البشرية قبْلَ أن تقوم الساعة!
ثم قال في نفسه (وفي أنفسنا!): "وقد تَضيعُ هذه النُّسخ المخطوطةُ التي حفِظَت لنا هذه الرِّواياتِ" ...
يا لطيف! يا لطيف! تصوَّرْ!
تصوَّرْ لو انفجرت قنبلة نووية، فضاعت هذه النُّسَخ المخطوطة! يا لهول الواقعة! يا لَعِظَم المصيبة!
وتصوَّرْ أنّه عسُرَ "على جمهور الناسِ الرجوع إليها"! (الجمهور! وكأنه الآن معنيّ بالرجوع إليها! "هو لا يفكِّر في الرجوع إليها" ... )
ولكن، إياك والإيغال في التصوُّرات الرهيبة المرعبة! فأبو قصي، ولله الحمد، هنا .. وسيذكر لنا كلّ تلك "اللجاجات" التي اشتغل بها "السيد" بِنِيَّة التشكيك في الروايات الصحيحة ونفيها ... صحيح أنه سيذكرها "غير مستقص، ولا مستوعب"؛ لكن "معليش" ... فالذنب ليس ذنبه، بل ذنب "اللجاجات"! إذ منذ وفاة "السيد"، فرَّت منه فرَقًا، وأصبحت لا تزوره .. وقد "صادفها" (في سوق الخضار!) مرَّةً، فأرداها بضربة رباعية من التعقيبات .. ثم "صادفها" مرَّة أخرى، بعد عشرة أيام، فلَكَمها بثنائية مميتة! ولم يلكمها هي وحدها، بل لَكَمَ معها الجوهريَّ، وابن منظور، وأحمد شاكر، وعبد السلام هارون، و ... "والحَيُّ قَدْ يَغْلِبُ أَلْفَ مَيْتِ" ...
يا لطيف! كم هو قوي! الحمد لله أنَّه هنا، يحمي تراثنا من الضياع، ويدرأ عنه لجاجة النفاة والمعطِّلة، و"الذين لا يفهمون"، والذين "يفسدون معاني الألفاظ" ..
الحمد لله! مَن نحن لولاه؟!
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:49]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(3)
التدليس المكشوفَ!
قبل التعريج على كلام أبي قصي، لتمحيص معانيه، وتفكيك مبانيه، يجدر بنا أن نقف (غير رابضين) على النهج الذي سلكه في نقد الكبار .. وهؤلاء "الكبار" لهم منهجهم، وهو معروف لا يحتاج إلى بيان أو برهان .. لكن، ما هو منهج ذيَّاك الذي هبَّ قبل "تجرّم" دهرٍ أو دهور، ليكشف عن سقطاتهم وهفواتهم؟
أبرز ما يميِّز قلم أبي قصي هو: الخجل. ولا أعني بوصفي هذا: الخجلَ من القرَّاء، بل الخجل من ذكر النصوص كاملة عند نقلها لهم ... ومِن شدَّة خجله هذا، ابتدع لنا منهجًا جديدًا في النَّقد؛ لم يُسبَق إليه، ولعلَّه لن يُلحَق ... وهذا المنهج الجديد اسمه: التَّدليس المُخجِل"! كذا سمَّيته في مسوّدة هذا المقال .. لكنّني في مجلسنا هذا أسمِّيه: "التدليس المكشوف"!
هو تدليس، ولكنه يتميَّز عن كافَّة أنواع التدليس المعروفة بكونه "تدليسًا مكشوفًا"؛ وهنا وجه أصالته وغرابته معًا!
كيف ذلك؟
يتعنّت صاحبنا في نقد اعتراضٍ من اعتراضات "السيد" على أخيه الأكبر أبي الأشبال، فيهرع إلى المصادر التي يتوسَّم فيها إسعافه وإسعاده. لكن لمّا تخيِّب هذه المصادر ظنَّه، يُخرج رمحه "البلاستيكي"، فيطعنها طعنة نجلاء، ويظل يطعنها إلى أن تخرَّ صريعةً لليدين وللفم .. وبعد أن يطمئن إلى موتها ويتيقَّن أنْ لم يره أحد (يحسب ... )، يأخذها مصدرًا مصدرًا، فيقص منها ما يلائم إيراداته .. ثم يرمي بقية أشلائها في سلّة المهملات .. ثم يغسل يديه من أدرانها .. ثم يقف أمامها "دقيقة صمت"، ولا يفوته في هذه الدقيقة الخاشعة أن يعرِّض بفهم بعض مَن صنَّفوها .. ثم ... يعود "ليربض على الطريق"! وكأنَّ شيئًا لم يقع ...
ونهجٌ كهذا النهج، ما كان ليخدع عقول الناس، ولو في الأزمنة القديمة .. "أيّام زمان"! "في الزمانات" ... أيّام كان العلماء يتكلَّمون، فيثق الناس في كلامهم، ولا يعترض عليهم إلا علماء أمثالهم.
أمّا في زمننا هذا، فيكفي أن تكبس على زرّ لتنثال عليك كلّ كتب الدنيا .. فتقرأ "الروايات الصحيحة"، ويتبيَّن لك مَن الذي "يلجّ في نفيها"، أو يبترها، أو يسيء فهمها ...
والآن لنذكر مثالين "تطبيقيَّين"، كما يقال، يبيِّنان بوضوح طريقة "التدليس المكشوف":
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:52]ـ
( ... تابع)
** المثال الأول:
_ يقول أبو قصي: "وقول صاحب "العين –وقد أبان-: (والضَّرْح: الرمي بالشيء)."
ثم يبني على ذلك استنتاجًا هو أدنى إلى السفسطائية منه إلى لغة العرب، سنعود إليه لاحقًا، بإذن الله ...
لكن، هل هذا كل ما قاله صاحب "العين"؟ لا والله!
فأنت إذا نزلت بعينيك سطرًا واحدًا قرأتَ: "واضطرحوا فلانًا": إذا رموا به. والعامّةُ تقول: "اطَّرحوه"، يظنُّون أنه من الطَّرح، وإنَّما هو مِن الضَّرح."
ما معنى هذا الكلام؟ ولماذا أهمله أخونا؟
والجواب: أهمله لأنه ينص على معنى الإبعاد للفظ الضَّرح، وهذا لا ينسجم مع "لجاجة" أبي قصي في تخطئة "السيّد".
ثم أين هو "إبعاد الأشياء الصَّغيرة بعنف" في قولهم "اضطرحوا فلانًا"؟ وهو المعنى الذي وضعه واخترعه صاحبنا لكلمة "ضرح" .. أين هو؟ أين هو الصغير؟ وأين هي الأشياء؟ وأين هو العنف؟
والمقصود بـ"فلان"، في حدود علمي القاصر، رجُلٌ ما؛ فهو ليس بقّةً، أو نملة، أو غيرها من الحشرات التي تتلذَّذ بها العنكبوت .. إذن هو ليس "صغيرًا" .. فلماذا اضطرحوه؟ المسكين! ولو وُلِد بعد شهرنا هذا بسنوات، ثم جاءه قومه ليضطرحوه، لقال لهم:
_ جئتم لتضطرحوني؟
ولأجابوه: "نعم، فقد كُتِب عليك أنْ نضطرحك منذ الأزل".
ولقهقه حينئذ وقال بكل ثقة: "هذا لن يقع."
فيقولون له: "ولماذا لن يقع."
فيجيب: "لن يقع، لأنَّه غير ممكن! "
فيعنِّفونه، ويكاد بعضهم أن يضطرحه مِن شدّة الغضب ... لكنهم يعودون إلى الرشد، فيقولون له: "ولماذا غير ممكن؟ "
فيجيب: "لأنَّ الله قيَّض لهذه الأمَّة لغويًّا من الطراز الأوَّل، بل لا طراز يليق بمقاسه. وقد قرَّر هذا اللغوي النّحرير أنَّ الضرح لا يكون إلا بمعنى: "إبعاد الأشياء الصَّغيرة بعُنف". وأنا –كما ترون- لست صغيرًا، بل جثَّتي تضاهي جثة الجاموسة! "
فيعتذرون منه، وينصرفون خائبين ... وبينا هم في الطريق، إذا أحدهم يقول متحسِّرًا: "أعْنَتَنا والله "لُغاة" هذا العصر! يتجرّأ علينا الفسقة الفجرة. ثم إذا عزمنا على اضطراحهم، يحتجُّون علينا بفتاوى "آخر زمن"! أين أنت يا جوهري باشا؟ أين أنت يا ابن منظور بك؟ بل أين أنت يا خلييييييييييييل؟ "
ويُسدَل السِّتار ...
ثم نقرأ، في "العين" وبالعين: "ويقال: الضَّرْح: الرَّمْح".
وهذا أهمله أخونا .. ولإهماله احتمالان: إمّا أنه قرأه بضمّ الراء، كما جاء في بعض المطبوعات، فظنّ أنه لا علاقة له بالموضوع؛ أو قرأه بالفتح، وأدرك معناه، فتكتَّم عليه، لأنَّه لا يسعفه في دعواه ..
ولو رجع إلى مادة "ر م ح" من العين، لوجد مزيد بيان لأحد معاني "ضرح"؛ لكنه لم يُرِد ذلك ...
ونقرأ كذلك في "العين"، لا الأذن: "والضُّراح: بيت في السَّماء".
وهنا لنا أيضًا أن نتساءل: لماذا غيَّب أخونا هذا الكلام؟
والجواب: أنّ لإهماله أحد الاحتمالين: قرأه وظنّ أن لا صلة له بالموضوع، لأنه لا يتعلقَّ بالفعل. أو قرأه، ثم بحث عن تفسير لفظ "الضُّراح"، وعلّة هذه التسمية. فاكتشف أنَّها لا تسنده في اعتراضه، فوضعها تحت البساط ...
وهنا أرى من المناسب أن أنقل هذه القصة التي ذكرها الزمخشري في "الفائق"، لأنّ لها علاقة بالضراح وباللجاجة معًا.
قال، رحمه الله: "ومَن رواه بالصَّاد غير المعجمة (أي: الصراح بدل الضُّراح) فقد صحَّف. وسألني عنه بعضُ المشيخة المتعاطين لتفسير القرآن وأنا حَدَثٌ، فطفق يلاجّني (إي والله!) ويزعم أنه بالصَّاد، حتى رويت له بيتَ المعرِّي:
وقد بَلَغ الضُّراحَ وساكنِيه -- نَثاكَ وزارَ مَن سكن الضَّريحا
وأرَيْتُه كيف قصدَ الجمْعَ بين "الضُّراح" و"الضَّريح" ليُجَنِّس، فسكَّن ذلك مِن جِماحِه"!
وبيت أبي العلاء جاء ضمن قصيدة طويلة، قالها معارضةً لقصيدة أخرى مدحه بها الشريف أبو إبراهيم العلوي، نقيب حلب. ويليه قوله:
يَغِيضُ إليك غَوْرُ الماء شوقًا --- ويُظهِرُ نفْسَه حتَّى يسيحَا
ولو مرَّتْ بخيلك هُجْنُ خيلٍ --- وَهبْن لِعُجْمِها نَسَبًا فصيحَا
وفيهما معنى لطيف، يناسب المقام ...
قال الخطيب التبريزي، الإمام المؤتمن في الرواية، عفا الله عنه: "غَوْرُ الماء: غائرُه".
(يُتْبَعُ)
(/)
و"يغيض": كذا أثبتها مَن حقَّق شروح "سقط الزند". وكنتُ قرأتها: "يفيض". وفي شرح البطليوسي ما يؤكِّد هذا الوجه، وكلام الخوارزمي يؤيِّده، ومعنى البيت يعضده. والله أعلم.
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 09:59]ـ
( ... تابع)
** المثال الثاني:
قال أبوقصي، بعد أنْ نقل ما انتقاه من "العين": "فهو (أي: الضَّرْح) بمعنى الرمي، أو الطرح، وليس بمعنى التنحية، والدفع. والذي في (اللسان) منقول عن (الصحاح)، ولم يحسن صاحب (الصحاح) الإبانة عن المعنى كما تستعمله العرب."
أوّلاً: ما معنى هذا الكلام؟ ترْجِمْ!
معناه: أنَّ صاحب "الصّحاح" ومؤلِّف "اللسان" لم يذكرا إلا لفظ التنحية معنىً للضَّرح. أليس كذلك؟
الآن، افتحْ يا بُنَي "الصحاح" واقرأْ، واضْرَحْ لسانَك عن التدليس!
هيه! ماذا لدينا؟
يقول صاحب "الصحاح": "الضَّرْحُ: التَّنحية. وقد ضرَحَه، أي: نَحَّاه ودفَعَه. فهو شيء مضطَرَحٌ، أي: مَرْمِيٌّ في ناحية. قال الشاعر:
فلمَا أنْ أَتين على أضاحٍ --- ضَرَحْنَ حَصاه أشتاتًا عِزِينَا
وضَرَحْتُ عَنِّي شهادةَ القومِ (انتبه إلى "ضرح عن" هذه!)، أي: جرّحتَها وألقيتَها عنك." (انتهى)
وأخونا يقول بأنَّ الضَّرح هو بمعنى الرَّمي .. فلماذا تعامى عن قول المؤلِّف: "مرميٌّ في ناحية"؟ وقوله: "دفعه"؟ ثم راح يتَّهمه بأنه "لم يُحسِن الإبانة عن المعنى كما تستعمله العرب"! ومَن الذي نقل لنا استعمال العرب، "يا فهيم"؟!
وافتح يا بُنَي "لسان العرب"، لعلَّنا نكذِّب أفهامنا، ثقةً منّا في سيِّد الفهم، المشكِّك في فهم السيِّد!
هيه! هل مِن خبر؟
يا سيدي، يقول ابن منظور: "الضَّرْحُ: التَّنحية. وقد ضَرَحَه، أي: نحَّاه ودفَعَه؛ فهو مضطرح، أي: رمى به في ناحية" ثم يضيف: "والضَّرْحُ: أن يؤخَذ شيءٌ فيُرمى به في ناحية."
وفي بعض مطبوعات "اللسان" تصحيف في نص هذه المادّة، لن أذكره، حتّى لا أفتح شهيّة بعضهم ... لكن لو اشتغلنا بنظائر هذه الأخطاء، لكان ذلك أكثر نفعًا من اللّهاث وراء "السيِّد"، تصيُّدًا لعثراته ...
ولا داعي إلى تكرار الكلام .. والسَّلام ختام!
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:09]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(4)
عبد السلام هارون: يحرّف الكلِم!
والسيد صقر يجهل أصول التحقيق!
والتبريزي: لصٌّ كبير!
كذا ...
خاض أبو قصي في مسائل تتعلَّق بالتحقيق، فجازف بذلك مجازفة وخيمة العواقب؛ لذا لن أخوض معه في الدقائق ولا الكُلِّيَّات، بل أكتفي بتوضيح بعض المسائل، أرى من الواجب توضيحها، دفعًا للشبهة ورفعا للالتباس:
* أولا:
سوَّلَت لأبي قصي نفسُه التَّحرُّشَ بالأستاذ عبد السلام هارون، رحمه الله. وبينا هو "رابض على طريق الكبار"، رأى الأستاذَ من بعيد .. رآه مارًّا كالبرق على طريق أخرى، موازية لطريق مربضه .. فقال في نفسه: "ها قد ساقته الأقدار إليَّ، ولعلّه أضعَفُ "الأفذاذ". فلْأفتكْ به، لأجعله عبرةً للمعتبرين .. والعابرين .. والمعبِّرين بألفاظ لا توافق "استعمالات العرب". (انتهى نَصُّ التسويل!)
ثم طلع علينا بحكمه النهائي، النافذ، الذي لا يقبل الاستئناف،. وخلاصته: "عبد السلام هارون يتصرَّف في المتن معتمدًا على فهمه، فيفسِد المعنى، ويقْلِبُه". إي والله! يقلِبه! يرى المعنى يمشي متبخترًا، فيغار منه، و"يقلبه"؛ فيظلُّ المعنى المسكين يمشي على رأسه في الطريق .. إلى أن يصل إلى حيث يربض أبو قصي .. فيهبّ "المنصور" هبَّةَ الغيور على المعاني، ويوقفه على رجليه .. ثم يُصلِح حالَه .. ثم يعطيه قنِّينة "ليمونادا" كُتِب عليها "تبريزيا"؛ وهي "ماركة مقلّدة"، صُنِعت في البلد ولم تستورَد من إيران، لأنّ إيران "ترفض" ... ثم يقول له: "اشرب، ولن تُقلَب بعدها أبدً" .. فيشرب المعنى .. ثم يقول لأبي قصي: "أوقفْني على رِجْلَيّ، أرجوك" .. ثم ... يختفي!! ويبقى صاحبه الذي كان يحاوره مندهشًا ...
ولماذا هذ الحكم القاسي على الأستاذ هارون، يا "رابضًا ذا رِماح"؟
لأنَّه في تحقيقه لشرح القصائد السبع (ص 23) قرأ قول المصنِّف: "يروون فيها" فغيَّرها إلى "يروونه فيها".
ومن المحتمل أن يكون أبو قصي تلقف هذا الكلامَ مِن بعض عابري السبيل .. لكن، لنتأمّلْه على أنّه من نتائج تعقيباته النقدية ...
جاء في "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات" للأنباري (ص 23):
(يُتْبَعُ)
(/)
" 3_ تَرَى بَعَرَ الأرآمِ في عَرَصَاتِها --- وقِيعَنِها كأنَّه حَبُّ فُلْفُلِ"
ثم شرح ألفاظ البيت. وبعد ذلك قال: "وروى هذا أبو عبيدة. وقال الأصمعي: هو منحول لا يُعرَف. وقال: الأعراب يروونه فيها (2):
كأنّي غداةَ البَين يومَ تحمَّلوا --- لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حنظلِ"
وفي الهامش رقم (2): وفي النسختين: "يروون فيها".
طيّب! لنضع كل المصادر جانبًا، ولنتأمّل النص أوَّلاً بعينين أسيرتين للنُّسَّاخ، استنادًا إلى ترجيح أبي قصي. ومؤدَّى كلامه: "وقال الأصمعي: هو منحول لا يعرَف. وقال (أي: الأصمعي): الأعراب يروون فيها: كأنّي غداة البَيْن ... "
ماذا يعني هذا؟ يعني: أنَّ الأصمعي حكم على البيت رقم (3) بأنَّه منحول، ثم ذكَر أنَّ الأعراب تروي البيت (رقم: 4) في المعلَّقة؛ أي أنَّه يوثِّق هذه الرواية.
وهذا المعنى صحيح. ولكن لا على المعنى الذي فهمه أبو قصي، ولا على التوجيه الذي ذهب إليه من تخطئة إضافة "الهاء" إلى "يروون". وعلة ذلك كلِّه قلَّة النظر؛ فلو تأمَّل النقطتين بعد "فيها"، لزال الإشكال ...
الآن، السؤال هو: لماذا أضاف الأستاذ عبد السلام هارون "الهاء"، مع أنها غير موجودة في النسختين؟
والجواب الأوَّل: اعتمد المحقِّق على ثلاث نُسخ. وهو إذا قال: "النسختان" يشير إلى النسختين الكاملتين من كتاب ابن الأنباري، وهما (أ) و (ب)، والنسخة الثالثة هي النسخة (م)، وهي مختصر الكتاب. ولم يشر إليها في هذا الهامش .. فيُحتمَل أنه صوَّب منها.
إذا قلتَ " يروونه فيها"، يكون المعنى: البيت الذي يرويه الأعراب بدل البيت رقم (3) هو البيت رقم (4). وهذا أبلَغُ في أداء المعنى المراد، وأشبه بما ذكرته المصادر. لماذا؟
إذا قرأت: "وقال الأصمعي: هو منحول لا يُعرَف. وقال: الأعراب يروون فيها: كأنّي غداة البين ... "، بدَت لك الجملة الثانية مستأنفة، لا تعلُّق لها بما سبق من كلام. إذ فيها حكم على بيت أنه منحول، ثم رواية لبيت ترويه الأعراب جزءًا من المعلّقة.
أمَّا إذا قرأت "يروونه فيها"، فإنَّ العلاقة بين الجملتين في كلام الأصمعي تظهر بجلاء، حيث يتأكَّد نفي البيت الثالث بإثبات البيت الرابع.
ويتقوَّى هذا الكلام بنكتة لطيفة، وهي أنَّ أبا عبيدة روى البيت الثالث؛ لكنه كان ينفي نسبة البيت الرَّابع إلى امرئ القيس.
ولا نحتاج إلى الذهاب بعيدًا لتقرير هذه المسألة .. لدينا "الشعر والشعراء" بين أيدينا. لِنفتحْه إذن، ولْنقرأْ الصفحة 128:
"قال (أبو عبيدة): وهو (امرؤ القيس ابن خِذام) القائل:
كأنّي غداةَ البَين يومَ تحمَّلوا --- لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حنظلِ"
فأبو عبيدة: روى البيت الثالث، ونفى صحّة نسبة الرابع إلى امرئ القيس.
والأصمعي: روى البيت الرَّابع، ونفى صحّة الثالث واصفًا إياه بالمنحول.
وما كان بين هذين العلَمين من تنافس معلومٌ مشهور ...
وفي هذا "روايةٌ لا تُجتَنَى مِن الصُّحُفْ"، كما قال اأبو نواس ...
وهنا السِّرُّ كلُّ السِّرِّ في الضبط الذي أثبته عبد السلام هارون. وهذا ممّا يتجاوز المخطوطات، والنسَّاخ، والروايات .. بل هو ممّا يتجاوز حدود العلم إلى بحار الفهم ...
ويبقى احتمال آخر، وهو اعتبار الكلام ينتهي في الموضع الذي نقل فيه الشارح عن الأصمعي؛ أي: اعتبار قوله "يروونه فيها" متعلِّقًا بالبيت الثالث. وهو احتمال وارد، لأنك لا تجد في شرح ابن الأنباري تصديرًا لشرح بيت قبل ذِكره. لكنّه مشكل، لأنَّ المعنى سيكون: والأعراب يروون هذا البيت، مع أنَّه منحول لا يُعرَف. أي: البيت منحول، وإن رواه مَن رواه من الأعراب. ويكون مغزى الكلام أنَّ الأصمعي لم يسمع هذا البيت من حمّاد أو أبي عمرو بن العلاء، لكن سمعه من الأعراب. والأمر يقتضي مزيد تتبُّع وتأمُّل لكلام الأصمعي في عدَّة مصادر، للتثبُّت وتجنُّب المجازفة ...
ثم يقول أبو قصي: "ويدلُّك على ذلك (أي: على رأيه الذي خطَّأ به عبدَ السلام هارون) فوق دلالة هاتين النسختين ما في شرح المعلَّقات لأبي جعفر النَّحَّاس، والخطيب التبريزي."
وإذا عدنا إلى شرح التبريزي، نجده يقول (نقلاً عن: ناصر الدين أسد، مصادر الأدب الجاهلي): "وهذا البيت وما بعده ممّا يزاد في هذه القصيدة". ثم يضيف: "قال الأصمعي: والأعراب ترويهما".
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلام التبريزي، على أيِّ وجهٍ حملناه، لا يتطابق إطلاقًا مع ما ذهب إليه أبو قصي ...
وهنا يبرز الفرق بين المحققين الأفذاذ، والمحققين المدرسيّين .. بين الذين يستحضرون كل معارفهم لقراءة النصوص، والذين يكتفون باستنساخ النصوص لأنهم لا معارف لهم؛ .. بين الذين لانت لهم المَلَكة، والذين مبلغ علمهم لا يتجاوز الحدود الأربع للمخطوط .. بين الذين أوتوا الفهمَ، والذين حبستهم أسطر العلم ...
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:16]ـ
* ثانيا:
قدَّم لنا أبو قصي، مشكورًا، درسًا في كيفية استخدام النُّسخ المتعدِّدة للمخطوط الواحد ... وكأنّ السيِّد صقر كان يجهل أصول هذا الفنّ أو يتجاهلها! ومصدر هذا الوَهم أنّ أبا قصي رأى السيّد يحكم بالخطإ على بعض ما جاء في مرويّات "الشعر والشعراء"، فظنَّ أنه يتجاهل النُّسَخ المخطوطة، أو يصحِّحها استنادًا إلى كتب أخرى، أو "لمكان الإلْف والعادة من نفسه" ... وهذا الكلام لا يقوله إلا مَن لم يقرأ تحقيقات السيِّد، أو لم يتأمّلها حق التأمل.
وأكتفي في هذا المقام بالدعوة إلى مراجعة مقدّمته للإلماع، وإدمان النظر في الصفحتين: 25 و26.
ثم إنَّ كلام السيّد لا يعني أنه يتجاهل نُسَخ المخطوط في التحقيق، بل هو يدعو إلى الترجيح بينها، واختيار ما كان موافقًا لسياق ولغة الكتاب. وإذا تبيَّن للمحقق أن النُّسخ تتايعت على لفظ أو حرف تأكَّد لديه أنّه خطأ محض، أثبت ما رآه صوابًا، وأشار إلى الباقي.
عندما يجد محقِّق، مثلاً: "ودَوَّار: شجر في اليمامة" في نسختين من الكتاب، فيبحث عن الكلمة، فيجد في معجم البلدان أنّها "سجن" لا "شجر"؛ هل يعطِّل عقله ويُثبت ما أخطأ فيه النُّسَّاخ؟ أم العكس؟
تلك هي المسألة ...
وكلام السيِّد ورَد في مقال، والْتزم فيه الإيجاز؛ ولم يرِد في تحقيقه هو للكتاب حتّى يؤاخَذ به. وكلامه كان موجَّهًا إلى أهل الفنِّ، لا المبتدئين ...
أمَّا مسألة اختلاف الرِّوايات، فالشيخ أحمد شاكر نفسه صرَّح بوقوع ذلك، إذ قال (ص6 من المقدمة): "والروايات في الشعر وفي نصوص المتقدمين تختلف كثيرًا، كما يعرف كل مشتغل بالعلم أو بالأدب." لكن منهجه يختلف عن منهج السيّد صقر. والسيّد في هذا الباب أقرب إلى أبي فهر منه إلى أبي الأشبال ....
ثم إنّ نهج السيِّد ليس مبتدعًا في هذا الباب، بل ابن اقتيبة نفسه كان يسلكه في تمحيص الروايات. وإليك، على سبيل التمثيل، هذا النص في "الشعر والشعراء" (ص98):
" وقد يُضْطَرُّ الشاعرُ فيسكِّنُ ما كان ينبغي (له) أن يحرِّكه، كقول لَبِيد:
( ... )
وكقول امْرىء القَيْس:
فاليوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ --- إثماً مِنَ اللهِ ولاَ واغِلِ
ولولا أنَّ النحويِّين يذكرون هذا البيت ويحتجُّون به في تسكين المتحرِّك لاجتماع الحركات، وأنَّ كثيراً من الرواة يروونه هكذا، لظننتُه:
فاليَوْمَ أُسْقَى غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ".
ولْيتأمَّل أخونا أبو قصي إضافة (له) بعد "ينبغي"، ولْيُحاسب الشيخَ على ذلك!
ولْيقرأْ الكلام الذي يلي هذا الذي نقلتُه، ثم ليعطنا رأيه ...
وفي "الشعر والشعراء" (ص 812):
"ومما يُستحسن له (لأبي نواس) في الخمر قوله:
لا تَشِنْها بالَّتى كَرِهَتْ --- هِىَ تَأْبَى دِعْوَةَ النَّسَبِ
يريد لا تطبخها فتخرجَ عن اسم الخمر، فيقال: مطبوخ، أو نبيذ، أحسبه قال: "لا تَسُمْها بالَّتي كرهتْ"، فهو أحسنُ وأَشبه بالمعنى من "تَشِنْها" فإن كانت الرواية "لا تَشُبْها" فلعله أراد لا تَمْزُجْها بالماء، فإنها تأْبى أن يقال خمر وفيها ماء، فكأَنها ادَّعت غير نَسَبها، وهو معنىً حسنٌ."
أرأيتَ؟!
إنَّ الذي يتوقَّف عند اللّفظ واحتمالات تصحيفه، يستبعَد أن يروي:
وإنْ هو لمْ يُضْرِعْ عن اللُّؤمِ نفسَه --- فليس إلى حُسْنِ الثَّناء شبيلُ
ثم لا تستوقفه "يضرع"، ولا يعطيها حقَّها من الشَّرح والإبانة ...
وحتى لا أطيل الكلام: الشيخ أحمد شاكر يرى أنّ رواية ابن قتيبة ليست أقل شأنًا من روايات غيره، فلا يصح أن نقوِّمَها بروايات الآخرين. لكن ما نعته الشيخ برواية ابن قتيبة، قد لا يكون روايته كما أثبتها هو، بل من وَهْم النسّاخ. فالاحتمال وارد .. وهذا الذي أراده السيّد. هذه واحدة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه أخرى: عندما كتب السيد مقاله النقدي، كان يُدرك أنه يخاطب أحمد شاكر، لا أحمد أمين أو طه حسين أو مَن هو في طبقتهما ... فانتقده اعتمادًا على "منهج الأفذاذ"، لا منهج المدرسيِّين والمستشرقين. وأعظم ميزة لـ"منهج الأفذاذ" في التحقيق هو ما سمَّاه مصطفى صادق الرافعي، رحمه الله: "تحرير الرِّواية". هذا هو المسلك الوعر ذو النمط الصعب! أمَّا نقل اختلافات النسخ، وإخراج الكتاب بعوجه وعرجه، وبَقِّه وذبابه .. فهذا ممّا يطيقه كلُّ مَن أدمن النظر في المخطوطات ...
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 10:22]ـ
( ... تابع)
* ثالثا:
قرأت لأبي قصي موضوعًا في موقع "أهل اللغة"، ومشاركةً في "ملتقى أهل الحديث"؛ فكان ذلك سببًا مقنعًا لصرفي عن الخوض معه في مسائل التحقيق وأصوله، وما إلى ذلك من التنظيرات والتأصيلات التي إذا أعوزها الفهم، لم تنفع صاحبها ولو قرأها مليون مرّة ...
الموضوع عنوانه: "الإمام (!) التبريزي: لِصٌّ كبير! "
وعنوان كهذا يثير القشعريرة، ويجمِّد الدم في العروق .. وإذا قرأتَ الموضوع، تبيَّن لك أنّ صاحبه لم يقرأ ما طُبع مِن مصنّفات الخطيب التبريزي .. أو قرأها ولم يفهمها .. أو فهمها وتجاهَل ما فهمه، لأنّ التحرّش بالكبار يستهويه ...
واعجَب –إن شئت بعْدَ ذا عجبا- لمن وصف التبريزيَّ باللص الكبير، ثم استنجد به ليحكم على عبد السلام هارون بأنه "يغيِّر في المتن" و"يُفسد المعنى" و"يقلبه"!!
أمَّا المشاركة، فهي في "ملتقى أهل الحديث"، تعقيبًا على مقال للفاضل أبي مالك العوضي عنوانه: "دفاعًا عن الإمام الكسائي". وقد أورد فيه هذا النصَّ للذهبي: "وجرت مسألة الزنبور، وهي كذب: أظن الزنبور أشد لسعا من النحلة فإذا هو إياها"، وأشار إلى احتمال طروّ التصحيف على "كذب".
فجاء أخونا أبو قصي، منتقد الكبار ومسفِّه أحلامهم، وقال: "والذي يَظهر لي أن (كذب) مصحفة عن (كذا)؛ فيكونالكلام: (وجرت مسألةالزنبور، وهيكذا: أظن الزنبور أشد لسعا من النحلة فإذا هوإياها).
ويكونلفظ الجملة بعدَها بدلاً." (انتهى "ما ظهر" للأخ!)
كذا والله!
ولم يكن في نيّتي أن أتعرَّض لهذا .. لكنني لمّا رأيتُ أخانا يتطاول على "السيِّد"، ويتَّهمه بأنّه "لم يفهم معنى الزيادة عند النحاة"، صمَّمت على نقل كلامه (وقبلَه كلام آخر، "استنحى" فيه كثيرًا و"استلغى" من غير طائل)، ليرى القارئ مدى استيعاب صاحبنا للنحو، والتحقيق، واللغة ...
والذي "ظهر له" في تصويب نص "السِّيَر"، هو مِن جنس "ما ظهر له" عند انتقاد: الجوهري، وابن منظور، وأحمد شاكر، وعبد السلام هارون، والسيد صقر ... ومَن لم يأخذ من العلم إلا ما "ظهر له"، ولمْ يرتض من القول إلا شطَطا، وتعقَّب قومًا لن يستطيع لهم طلبا؛ فلا تمارِه إلا مراءً ظاهرًا، إذ الإنسانُ أكثرُ شيء جدلا .. والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربِّك ثوابا وخيرٌ أملا.
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:33]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(5)
مسائل في الضَّرْح والطَّرحِ ..
وشيءٍ مِن الضَّرَع!
هذا، وقد يتساءل الأخ أبو قصي قائلاً: "ولكن أين هو الردّ على كلامي، كما رددتُ أنا على السيِّد"؟
وأجيبه: لا تجعل للعجلة علينا سبيلا، فقد أمهلناك أمدًا طويلا. وجوهر الرد إنما كان في سالف الكلام. أمَّا نقد التعقيبين، فهو فاكهة الكلام، وهي كفاكهة الطعام، لا تقدَّم إلا في الختام ...
هذه أوَّلَتُها .. (و"أَوَّلَتُها" هذه ترويها الأعراب عندنا، ووجدتها في مخطوطتين؛ لذا أثبِتُها كما وجدتُها)
ثانيَتُها (انظُرْ: أوَّلَتُها): أطلقتَ العنان لقلمك مسوِّدًا تُهَمَا وأحكامًا جائرة منافية للنقد المنصِف، فأطلقتُ العنان أيضا لقلمي في الرد عليك؛ لكنني توخَّيت الإنصاف ... وكنتَ -بما سمّيتَه نقدًا- تعلَّقتَ بوطرٍ لا سبيل لك إلى قضائه، فجئتُ لأريحَك الإراحة الباتَّة من التعلُّق بذلك الوطر ...
ولعلَّ لما تجرَّأت عليه عذرًا خفي عنِّي و"ظهر لك" .. لكنّني لا أفهمه، كما لم يفهم السيِّد، والجوهري، وابن منظور ... فالفهم لك وحدك ...
ولَرُبَّما جاء الفتى بِدَنِيَّةٍ --- ووراءَها عُذْرٌ له لمْ يُفْهَمِ
والآن لننتقلْ إلى التعقيبين، وأبدأ بالتعقيب رقم (6).
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:42]ـ
( ... تابع)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال السيد صقر (مقدمات "الشعر والشعراء"، ص27):
"4_ الفقرة (1080) "ودكين هو القائل:
إذا المرءُ لم يدْنسْ من اللؤم عرضُه --- فكل رداء يرتديه جميلُ
وإن هو لم يَضْرَعْ اللُّؤمِ نفسَه --- فليس إلى حسن الثناء سبيل"
قال الشيخ في شرحه: "أصل الضرع _ بفتح الراء _ الذل والتخشع، يقال: ضرع له وإليه: استكان وخشعَ، فالمراد هنا: إن لم يمنعنفسه عن اللؤم، ويغلبها ". قلتُ: والصواب: "إن هو لم يضرح عن اللؤم نفسه"، جاء في اللسان 3/ 357 "الضرح: التنحية. وقد ضرحَه: أي نحَّاه،ودفعَه " (انتهى)
وهنا أشير إلى تدليس خفيٍّ مكشوف مشين لجأ إليه أبو قصي:
في الأصل (ص27): "لم يَضْرَعْ". لكن في متن الكتاب (ص 612): "لم يُضْرِعْ". وهذا يعني أن الشيخ أحمد شاكر صوَّب ضبطه للكلمة في الطبعة الثانية.
ثم يأتي أبو قصي، ذاك الذي يرفض إضافة حرف واحد في التحقيق، فيُثبِت تصويب الشيخ في كلام السيِّد! وما فعل ذلك إلا ليستقيم له توهيم السيِّد "كُلَّ الاستقامة"!
وبعد ذلك يردّ على السيّد في هذه المسألة. وهذا ملخَّص ردِّه:
_ الضَّرْح: لا يعني التنحية.
_ التنحية هي: إبعاد الأشياء الكبيرة الجِرم برِفق.
_ الضَّرْح هو: إبعاد الأشياء الصغيرة الجِرم بعنف.
_ المشترك بين الضَّرح والتنحية هو: الإبعاد.
_ الضرح: الرمي.
_ الضرح: الطرح.
_ الضرح لا يعني: الدَّفع.
بعد هذه المقدّمات السبع، تأتي نتيجة أبي قصي:
(لا يقال "ضرَح الإنسان عن نفسه اللُّؤم"، كما لا يقال "رمى الإنسان نفسَه عن اللؤم")
وهذه الطريقة في الاستدلال هي عين طريقة السفسطائيين: الفأر له أذنان، والفأر على الحائط، إذن= للحائط أذنان!!
بل السفسطائيون أفضل، لأنهم ينطلقون من مقدمات سليمة؛ أمّا أبو قصي، فمقدِّماته ذاتها خاطئة!!
ولن نسأل أبا قصي: مِن أين له أنّ التنحية هي "إبعاد الأشياء الكبيرة الجِرم برِفق."؟ ومِن أين له أنَّ "الضَّرْح لا يعني الدفع"؟
بل نكتفي بهذا النقل عن "الميداني"، حيث يقول بعد إيراده لقول العرب: "ضرحَ الشَّموس ناجزًا بناجز":
"الضَّرحُ: الدَّفْعُ بالرِّجْل. وأصله: التنحية. يُضرَب لمن يُكابِد مثلَه في الشَّراسة."
فأين الرِّفق؟
وفي "الكتاب": "وأمَّا طردته، فنحَّيته. ( ... ) وطردت الكلابُ الصيدَ، أي: جعلت تنحِّيه".
فأين الرِّفق؟
ورِفْقًا بعمرو ... لن أذهب بعيدا ... في "الشعر والشعراء" (ص 224) قول الأفْوَه الأودي:
"والخيرُ لا يأتي ابتغاءً به --- والشرُّ لا يُفْنيه ضَرْح الشَّموس"
قال الشيخ أحمد شاكر: "والضرح: التنحيةُ والدَّفع".
فهل أخطأ الشيخ شاكر في "فهم استعمالات العرب"؟
يا شييييييخ!
ولو لم يكن في كلام العرب كلِّه إلا هذا البيت، لكفى به حُجَّةً قويَّة لما ذهب إليه السيِّد صقر. لماذا؟ لأنّ فيه ثبوت استعمال الضرح بدلالته المجازية المعنوية، وضرح الشرِّ قريب من ضرح اللُّؤم.
ولا يداني البيت المذكور قوَّةً إلا بيت قول رؤبة:
باعَدَ عنك العَيْبَ والتدنِيسَا --- ضَرْحَ الشِّمَاسِ الخُلُقَ الضَّبِيسَا"
بل قول رؤبة أقوى دلالةً ...
وفي "المعاني" لابن قتيبة: "والضَّرُوحُ: النَّفُوحُ برِجْلَيه. يقال: اضْرحْ عنك هذا الأمْرَ، أي: نَحِّه عنك."
فهل سيزعم أبو قصي أنّ ابن قتيبة "لا يفهم استعمالات العرب"؟ أو أنَّ شرحه "ليس مستقيمًا كُلَّ الاستقامة"؟!
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:46]ـ
( ... تابع)
وفي "أدب الكاتب": " والضَّرْحُ: الرَّمْحُ. ضَرَحَ أي رَمَحَ؛ لأنه إذا ضرح باعدَكَ."
ومن شعر أبي تمام:
ضَرَحَ القَذَى عَنْها وشَذَّبَ سَيْفُهُ --- عنْ عِيصِها الْخُرَّابَ والْخُبَّاثَا
قال التبريزي (اللي ما هوّاش لص كبير!) في شرح الديوان: "يقال: ضَرَحَ القذى، إذا أزالَه ودَفَعَه".
وجاء في "نهاية الأرب"، في أسماء القوس (العذراء!): "ضَرُوح: وهي الشديدة الحَفْزِ والدَّفع للسَّهم. طروح: البعيدة المرمى." ثم قال: "طَروح مثل ضَروح".
وسُمِّي الضُّراح ضراحًا، لأنَّه ضَرحَ عن الأرض إلى السماء، كما قال الزمخشري. ويقال "نيَّة ضَرَحٌ أو طَرَحٌ، أي: بعيدة.
وتقول العرب: "بيني وبينهم ضَرْحٌ، أي: تباعُدٌ. و"انضرَحَ ما بين القوم"، أي: تباعَدَ
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمختصر المفيد: الضَّرْح يراد به: مطلَق التنحية والإبعاد والمباعَدة والتباعُد والإزالة والدَّفع، سواء تعلَّق ذلك بكبير الجرم أو صغيره، بالعاقل أو بغير العاقل، وبالحسِّيِّ أو المعنويِّ مِن المبعَدَات، حقيقةً أو مجازًا.
هذا الضرح، وانتهينا منه .. أضْرَحَنا الله عن "وجع الدِّماغ" ...
الآن، ننتقل إلى توجيه معنى البيت، إذا أثبتنا "لمْ يُضْرِعْ":
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:53]ـ
( ... تابع)
الآن، ننتقل إلى توجيه معنى البيت، إذا أثبتنا "لمْ يُضْرِعْ":
وقد شرحه الشيخ أحمد شاكر بمعنى: الذل والتخشُّع، ثم قال: "فالمراد هنا: إن لم يمنع نفسه عن اللؤم ويغلبها". وفي هذا الشرح شيء من "الطفرة" و"الكسب الخفِي"! هكذا يبدو ... لكن مراد الشيخ واضح، وهو: أنَّ المرء إذا لم يُخْضِعْ نفسَه لتبتعد عن اللؤم، فلن يجد إلى حسن الثناء سبيلا. ولو أسعفته كلمة "أخضعَ" مرادفًا لأضْرَعَ، لاتَّضح المقصود.
ويؤيِّد كلام الشيخ ما في "النهاية" لابن الأثير. قال: "وفي حديث سلمان رضي الله عنه: "قد ضَرِع به"، أي: غَلَبَه." وهو شاهد قوي ...
كلام الشيخ إذن من حيث معناه ومقصده: واضح كلّ الوضوح لمن تأمَّله؛ لا كما زعم الأخ أبو قصي، واصفا إياه بأنَّه "ليس مستقيمًا كلَّ الاستقامة"! هدانا الله إلى صراطه المستقيم ...
وبعد هذه اللّكمة الخفيَّة الموجَّهة إلى عقل الشيخ، يأتي التخبيط والتخليط من أبي قصي، فيقول:
"والصَّواب: (إن لم يُذِّلَّ نفسَه عن اللؤم) أي: (مباعِدًا لها عن اللؤم) كما تقدَّم."!
يا سلام! ما هذا العربي الفصيح!
اسمع جيِّدًا: "أذلَلْتُ نفسي عن اللُّؤم". ثم سافِرْ عبْرَ الزَّمن، واسأل كلَّ الأعراب منذ أن وُجِد الأعراب .. اسألهم عن هذا الكلام: هل هو عربي؟ أم تركماني؟
كلامٌ كهذا لا يقوله إلاَّ مَن أزْمَنَتْه ضَعْفَةُ المتأدِّبة، ممّن "يستنحون" كثيرًا، و"يستلْغون" فوق ذلك!
وفي لسان أخينا أبي قصي وحده يتعدَّى الفعل "أذَلَّ" بـ "عن". ولسنا ندري .. فهو "يعرف في النحو"، والسيد صقر "لا يفهم ما يريده النحاة"!!
وطاف الأخ أبو قصي مشارق الأرض ومغاربها تهرُّبًا من الضَّرح، ثم عاد ليقول إنَّ أضْرَعَ معناها: أذّلَّ، وأذَلَّ تعني: باعَدَ. يعني: فرَّ من الضرْح ليقع في فيه!
دعك من هذا ...
وما ذكره الشيخ أحمد شاكر شرحًا لرواية "لم يُضْرِع عن اللؤم نفسه"، لا يصح إلا إذا ثبت في كلام العرب استعمال: "أضْرَع عن" بمعنى: "مَنَع عن" أو "غَلَب". ولعلَّ هذا هو الذي دفع بالسيِّد إلى اختيار "يُضْرِح" بدلاً عنها. فاللغة واستعمال العرب يؤيِّدان كلام السيِّد. أمّا كلام الشيخ، فيحتاج إلى شاهد يدعمه، غير الذي ذكرتُه مِن قبْلُ ...
وقرأت في "النهاية في غريب الحديث": "المضارَحة: وهي المقابلة والمضارَعة". لكنّني وجدت الزمخشريّ يقول: "المقابلة والمعارَضة". وكلام ابن الأثير أوردَه شرحًا لكلمة "الضُّراح"، فلعلَّ المضارعة هنا تعني المضاهاة بين البيت المعمور والكعبة، أي أنَّ الضُّراح يقابل الكعبة ويُشبِهها مِن هذا الوجه.
* قبل أنْ نَنْضَرح:
والمعنى: السيِّد صقر تكلَّ بعلم، وله من لغة العرب ما يؤيِّد كلامه بقوّة. والشيخ أحمد شاكر تكلَّم بعلم أيضًا، وحجَّته المخطوطات، وكذلك بصيص مِن لغة العرب ...
يعني: اثنان جالسان على قمَّة الهمالايا، يتحاوران بلغة الإشارة عن مسائل ما وراء التحقيق .. وثالث "رابض" في السفح، يشغِّب عليهما ويهوِّش، مع أنّه لم يفهم كلامهما، بل لم يسمعه!!
ولكن، هل سمعاه؟!
وفوق كلّ ذي عِلمٍ عليم ...
(يتبع ... )
بعد ساعة أو ساعتين، بإذن الله تعالى ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 03:40]ـ
* تنبيه:
( ... تابع)
... ومن المحتمل أن يكون أبو قصي تلقف هذا الكلامَ مِن بعض عابري السبيل .. لكن، لنتأمّلْه على أنّه من نتائج تعقيباته النقدية ...
صدَق الحدس!
أسعفني الآن أحد الإخوة الأفاضل بنص كلام التبريزي في "شرح المعلَّقات العشر"، وهو في الصفحة 27 من نشرة فخر الدين قباوة (دار الفكر 1997). وهو مطابق لِما ذكره ناصر الدين الأسد في كتابه. لكن المدهش أنَّ مضمون الانتقاد الذي وجَّهه أبو قصي إلى عبد السلام هارون ليس إلاّ ما ذكره "قباوة" ... أقول المضمون، لا الألفاظ!
وتأمَّل كلام "قباوة"، ثم قارنْه بكلام الأخ أبي قصي:
"وقد تصرَّف الناشرُ في عبارة الأصمعي، خلافًا لما في النسختين اللتين اعتمدهما. أمّا النحّاس، فقد علَّق على البيت الثالث بقوله: والصحيح أنه منحول. ثم قدَّم للبيت الرابع بقوله: "قال الأصمعي: الأعراب تروي فيها". (الصفحة 25، الهامش رقم 5)
فالمحقّق أشار إلى ما هو موجود في شرح الأنباري وإلى شرح النحَّاس، ولم يحرِّر المسألة. وهي مسألة تحتاج إلى مزيد نظر وتمحيص ...
أمَّا قوله: "وقد تصرف الناشر في عبارة الأصمعي، خلاقًا لما في النسختين اللتين اعتمدهما." فهو نقلٌ أمينٌ لما هو موجود في نشرة عبد السلام هارون؛ لم يُتبِعه بحكم أو اعتراض، لم يقل: "أفسد المعنى" أو "قلبَه" ...
وللحديث بقية
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 07:28]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(6)
"ما" الزائدة ..
مزايدات للتنقُّص ...
"لم يفهم السيد صقر معنى الزيادة عند النحاة"!!
هذه الجملة هي القطرة التي أفاضت الإناء، واستدعت العتب، وأثارت فيَّ شيئا من الغضب؛ وهو من جنس غضب الأخ على أخيه، ينتهي عادةً بعناق ...
كلّ الأحكام التي بعثرها أبو قصي يمينًا وشمالاً في حق أفذاذ اللغة والتحقيق يمكن أن تجد لها وجهًا يخفِّف مِن حدّتها، إلاَّ هذ الحكم .. فهو كالحنظل .. وقد أهدانا إياه أبو فيصل مجَّانًا، لأنه أخذه مجّانًا ..
وهذه الجملة هي مِن جنس "الذي حارت البريّةُ فيه"، حيَّرتْني كما حيَّرتْ أبا العلاء؛ لكن على عكس ما قال في عجُز بيته الشهير ...
وكلَّما دخلتُ "النت"، ضحكتُ .. وتذكَّرتُ قولَ شيخ المعرَّة:
رُبَّ قبْرٍ قد صار قبرًا مرارًا --- ضاحكٍ مِن تَزاحُمِ الأضدادِ!
وهذه قصة أخرى ...
ولكي نسبر أغوار حكم أخينا أبي قصي على السيّد، لنسافرْ –بشيءٍ من "الطَّيِّ"- إلى هضبة "التبت"، ولْنجلس جِلسةَ المتأمِّلين، ولْنَغُص في أعماق تلك الجملة الموجعة ... ولْنتساءلْ:
أين درس السيّد صقر؟ في الكتَّاب، لكنه لم يتمم دراسته، لأنّ "سيدنا الشيخ" طرده وقال له: "رُح يا بني، إنت ما بتفهمش"؟
هل درس في "السربون"؟ أو "الجامعة الأمريكية"؟
هذا سؤال ...
السؤال الثاني: ما هو اختصاص السيِّد صقر؟ بائع في "سوق الخضار" يستقبل "اللجاجات"؟ أم تراه كان سمكريًّا .. وفي أحد الأيام حدث انسداد في مجرى من مجاري المياه في مطبخ أحمد شاكر، فاستدعاه؛ لأنه اختبره واتيقَّن أنّه "يلجّ" في تسريح الأنابيب. وبينما كان السيّد مقبلاً على عمله، احتاج إلى الورق. فالتفت، فرأى كتابًا على طاولة المطبخ، فتناولَه، ثم ألْقى عليه نظرة .. ومن سوء حظ أبي الأشبال أنّ تلك النظرة وقعت على الصفحة رقم 530 والهامش الأوَّل منها .. وبعد أن تدبَّره هرع إلى الشيخ، وقال له كذا وكذا ..
وحتَّى لا نطيل التأمُّل، لنختصر المسافة ولْنقل: إنَّ كلاما كذاك الكلام، لا يقوله إلا مَن جهل أو تجاهل مقام "السيِّد"، وسيرته، وإنجازاته، وشهادة كبار العلماء له ...
ولْنفرض أنه نسي كلَّ دروسه الأزهرية، ومئات الكتب التي قرأها قراءة تحصيل وتدبّر .. لنفترض هذا وغيره من المستحيلات ... أليس هو مَن حقَّق "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة؟ وفي "التأويل" باب طويل عريض، عنوانه: "باب تكرار الكلام والزيادة فيه"، يتجاوز العشرين صفحة (من الصفحة 243 إلى الصفحة 254)، وفيه فصل مفرَدٌ للحروف الزائدة (ص243 - 254). أيُعقَل أنَّ السيِّد حقَّق هذا الباب كلَّه، مع أنَّه "لم يكن يفهم معنى الزِّيادة عند النُّحاة"؟
ممكن ... لكن!
افتح يا بُنَي الصفحة 250 من "المشكل"، واقرأ ماذا يقول ابن قتيبة؟
يقول:
"و"على" قد تُزاد. قال حُمَيد بن ثَوْر:
أبى الله إلاَّ أنَّ سَرْحةَ مالكٍ --- على كُلِّ أفْنانِ العِضَاهِ تَرُوقُ"
طيّب! اقرأ الآن الهامش رقم 6 من الصفحة نفسها. ماذا يقول ذلك الرجل الذي "لم يفهم معنى الزيادة عند النحاة"؟
يقول:
"وإنَّما جعل "على" في هذا البيت زائدة، لأنَّ راق يروق لا يحتاج في تعدِّيه إلى حرف جر، إنما يقال: راقني الشيء يروقني. فالمعنى: يروق كلَّ أفنان".
طيِّب! لكن يحتمَل أنّ السيّد فهم "معنى الزيادة عند النحاة" في كلِّ الكتب التي قرأها، وكلِّ الكتب التي حقَّقها؛ لكنَّه أمام هيبة أبي الأشبال، نسي كلَّ ذلك، فـ"لم يفهم"!
ممكن ...
لِنرْجع الآن إلى كلام "السيِّد" في نقده للشعر والشعراء. ماذ يقول؟ يقول (ص 23):
"وإذا كانت "ما" زائدة كما قال الأستاذ فلماذا ضبط الشَّكل بِضَمِّ اللام والصواب "كما شكل" بكسر اللام."
وهنا جملة من التنبيهات يقتضيها المقام:
_ أوَّلا: ما نقلناه من كلام السيِّد قاله عرَضًا، ولم يُفرِد له فضلاً من مقاله. فهو لا يتجاوز سطرًا ونصف، ضمن فصلٍ يتجاوز الأسطُر العشر. فالتشبُّث به، وتكبيرُ بالمجهر حيفٌ مِن هذا الوجه.
_ ثانيًا: الكلام جاء ضمن مقالٍ، ومن خصائص المقال الإيجاز. ولو كان ضمن كتاب، لذكر الأسباب التي دعته إلى استدراكه، ولعلَّل ووجَّه كلامه.
_ ثالثًا: إذا طالعت كتابًا ما، لا سيّما ما ألّفه القدامى، وقرأت فيه: "وما هنا زائدة". ماذا تفهم؟
وهذا يعيدنا إلى كلام الشيخ أحمد شاكر وماذا قال. وهو في الهامش رقم 1 من الصفحة رقم 530.
وكلامه جاء في تعليقه على قصيدةٍ لهشام أخي ذي الرّمَّة، قال عنها ابن قتيبة: "ولم أذكر هذا الشعر لأنه عندي مختار، ولكن ذكرتُه لأنّي لم أسمع لهشام بشعرٍ غيرِه." فعلّق الشيخ شاكر: "وليته لم يفعل! " وكأنّه يتنفس الصعداء بعد طول جهد ...
فالقصيدة مدلهمَّة الألفاظ والمعاني .. ومن لطيف المناسبات: أنّ ابن قتيبة أعقبها بهذا البيت لذي الرّمّة:
إذا انجابت الظَّلْماءُ أضْحَتْ رؤوسُها --- عليهنَّ من جَهْد الكَرَى وهْي ظُلَّعُ!!
ثم روى أنَّ ابن أبي فروة قال لذي الرّمّة: "ما علمتُ أحدًا من الناس أَظْلَعَ الرؤوسَ غيرَك. قال (ذو الرّمّة): أَجَلْ."
سبحان الله!
القصيدة إذن ممّا "يُظلِع الرؤوس" ...
وفي ضبط الشيخ أحمد شاكر، رحمه الله، لهذه القصيدة وتعليقه عليها أربعة مواضع أُخَر، غير التي ذكر السيِّد، تقتضي التعقيب والاستدراك. لكنّني لن أذكرها، اتِّقاءَ أن يقرأها بعضُهم، فيبني عليها موضوعًا يُنشَر في منتدى من المنتديات، ثم يصيح فوق السطوح: "لقد اكتشفت لأحمد شاكر أربعة أخطاء في تحقيقه للشعر والشعراء! وشاكر من كبار المحقِّقين، لكنَّه "لم يفهم معاني ألفاظ الشعراء" .. وأنا اكتشفتُ له أربعة أخطاء "مصادفةً"، "غير مستقصٍ ولا مستوعب"! إذن أنا كبير مثله، بل خيرٌ منه! " ثم يأتي آخر، ويصعد إلى السطح ويُناصره .. ثم يأتي ثالث ورابع .. ثم يؤسِّسون جمعية، ويسومُّنها: "نادي الأخطاء الأربعة" .. ثم ... يخرُّ السقف، ويهوي الجميع!
أين كنّا؟ آه! نعم ...
إذن، ماذا كتب الشيخ أحمد شاكر في هامش الصفحة 530 من "الشعر والشعراء"؟
ولكن، قبْلَ ذلك، ماذا قال أخونا أبو قصي في ردّه على كلام السيِّد؟
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 09:35]ـ
( ... تابع)
إذن: ماذا قال أخونا أبو قصي في ردّه على كلام السيِّد؟
بعد أنْ نقل كلام السيِّد، وسطَر تلك الجملة التي ما كان ينبغي أن تُسطَر، سرد علينا درسًا كلامًا هو من النحو المدرسي، لا الدرس النحوي. وذكر لنا أنواع "ما" الزائدة، ومتى تكون كافّة، ومتى تكون غير كافّة .. كفانا الله الهمَّ والغمّ ...
وهو في ذلك لم "يَسْتَنْحِ" ولم "يَسْتَلْغِ"، بل نحا نحوًا حسَنَا. فجاء كلامه حسنًا، وجدّ حسن!
وهذا الكلام هو حدود العلم .. ولكن أين الفهم؟ الفهم وراء تلك الحدود ... وأوّل مراحله: فهم كلام العلماء على وجهه، لا على أذنك أو عينك.
إذا أطلق أحدهم الكلام وقال "و"ما" هنا زائدة". ما الذي نفهمه: "ما" الكافّة؟ أو غير الكافّة؟
وإذا أراد "ما" الكافَّة، هل يقول: "و"ما" هنا زائدة كافة"؟ أم: "و"ما" هنا كافّة"؟ أم يكتفي بقوله: "و"ما" هنا زائدة"؟
وإذا قال القدامى في كتبهم: "و"ما" هنا زائدة"؟ هل يريدون الكافّة؟ أو غير الكافَّة؟
لن أطيل الحديث ... ومن أراد أن يتبيَّن المسألة، فما عليه إلا الرجوع إلى كتب التفسير، وما ذكروه في قوله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ" (آل عمران:159)، وكذا قوله: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ" (النساء:155)
لن أطيل ... وسأكتفي بنقل واحد، أراه يختصر علينا طريق البحث والفهم:
يقول القرطبي في تفسير قوله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لِنْتَ لَهُمْ":
""ما" صِلة. أي: فبرحمةٍ، كقوله: "عَمَّا قَلِيلٍ"، "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ"، "جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ" ...
وليست بزائدةٍ على الإطلاق، وإنَّما أطْلَق عليها سيبويه معنى الزِّيادة مِنْ حيث زال عملُها."
تأمَّلْ ما تحته سطرٌ، تُدرك المراد ..
فالقدامى من مفسِّرين ولغويّين ونحاة، بل وكذلك عدد من المتأخِّرين، إذا قالوا –مثلاً- "ما زائدة" دون تقييد أو تخصيص، فإنَّ مرادَهم "ما" غير الكافَّة، لا الكافَّة. وبعض المفسِّرين يستنكف عن وصفها بالزائدة، ويسمِّيها صلة. وكذلك يسمِّيها ابن قتيبة في مصنَّفاته ..
بل حتى في المعاجم التي تفضَّل الأخ أبو قصي بنقل ما وجده فيها، تجد أصحابها إذا اكتفوا بوصف حرف بأنه زائد، أرادوا أنّه غير كافٍّ، أي لا يمنع الذي قبله من العمل. وبالنسبة لـ "ما"، تجدهم في غير الباب الذي فصَّلوا فيه الكلام حول اقترانها بغيرها من الحروف، اكتفوا بقولهم "ما كافّة"، ولم يقولوا "ما زائدة" أو "ما زائدة كافة".
ومَن أدام النظر في اللسان، أدرَك ذلك. أمَّا مَن سبَق لسانُه نظرَه، فذلك شأنُه ...
هذه واحدة ...
المسألة الثانية: هل استخدم أحمد شاكر في تحقيقاته أو كتبه عبارته تلك ("ما" زائدة)، وهو يقصد حصرًا ما الزائدة الكافّة عن العمل؟ المسألة تحتاج إلى تتبُّع، ووقت .. لكن ظنِّي أنَّ السيّد صقر آخَذه مِن هذا الباب ...
وإذا رجعنا إلى تحقيق تفسير الطبري، واستصحبنا –افتراضًا- أنّه لم يكن له فيه من عمل سوى المراجعة والتخريج، نجد مواضع عدَّة، ذكَر فيها المحقِّقان حروفا وُصِفَت بالزيادة، بمعنى أنّها ملغاة لا عمل لها، لا بمعنى كونها كافّة. والمقام يضيق عن ذكر الأمثلة ... وهذا ممّا يقَوِّي الظن الذي ذكرتُه في السبب الذي دعا السيِّد إلى الاستدراك على أبي الأشبال ...
هذه الثانية ...
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 10:49]ـ
( ... تابع)
_ المسألة الثالثة:
إذا رجعنا إلى كتب بعض القدامى، نجدهم يستعملون "ما" الزائدة في مقابل "ما" الكافة. أي: إذا كانت "ما" زائدة غيرَ كافَّة، قالوا: "و"ما" هنا زائدة"، وإذا كانت كافَّة، قالوا: "و"ما" هنا كافَّة". وهذا تجده كثيرًا في "الخزانة"، وتجده أيضًا في "شرح الرَّضِيّ". وفي "رسالة الغفران" فقرة تُظْهِره بجلاء لذي عينين (ابتسامة).
وسأكتفي بهذا النقل عن "الخزانة" (الشاهد 799) لتوضيح المسألة:
"رُبَّمَا ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ صَقِيلٍ --- بَين بُصْرَى وطَعْنَةٍ نَجْلاءِ
على أنَّ "ما" المتَّصلة بـ "رُبَّ" فيه زائدةٌ، لا كافَّة. ولذا عملتْ "ربَّ" الجرّ في "ضربةٍ".
ثم أضاف: "ومِن العجائب قول العيني: كلمةُ "رُبَّ" دخلتْ عليها "ما" الكافَّة، ولكن ما كفَّتها عن العمل هاهنا، ولهذا جرّت "ضربة". (انتهى)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الإضافة أوْرَدتُها، لنلْحظ الفرق بيننا وبين "علماء زمان" .. ولو قرأ أحدنا كلامَ العيني، لشنَّع عليه أبشع تشنيع، ولاتَّهَمَه بأنه "لم يفهَم معنى الزيادة عند النحاة"!!
هذه المسائل ذكرتُها، لأنَّها متعلِّقة بالفهم.
* والمعنى: تناول الشيخ أحمد شاكر بالشرح قول أخي ذي الرمّة:
واسْتَنَّ فَوق الحَذارَى القُلْقُلانُ كَما --- شَكْلُ الشُّنُوفِ يُحاكَى بالهَيَانِيم
فقال (ص 530، هامش1): " ((كما شكل)) ما زائدة، أراد: كشكلِ الشُّنُوف"
وضبط الشكل بالضَّم ..
وكان الأوْلى، حسب السيِّد، أن يقول: "ما كافَّة"؛ لأنَّك إذا قلتَ: "ما زائدة" دون تقييد، فإنَّه يراد بها "ما" غير الكافة، فيكون الكسر من حق اللام، لا الضم. وفي أحسن تقدير، يظل المعنى مبهمًا ...
هذه هي الحكاية وما فيها ...
فلا أبو الأشبال أخطأ خطأ بيِّنًا في كلامه، ولا السيِّد كان مسيئًا (للفهم أو للتصرُّف) في استدراكه! الأوَّل يفترض في القارئ مزيد نباهة ليعلم أنّ مرادَه "ما" الكافّة، والثاني يفترض في المحقِّق مزيد تحوُّط في العبارة انسجامًا مع الاستعمال الدارج!
ويا دار ما دخلك شر ...
* يعني: الشيخ كتب ما كتب وفي باله أنّ الذي يقرأ من الأفذاذ، والسيد أومأ إلى الشيخ بأنَّه خالَف في هذه المسألة منهجَ الأفذاذ. وكلاهُما من الأفذاذ ... فما شأننا نحن؟
وكأنَّني أتخيَّل حوارًا طويلا بين أبي الأشبال والسيد حول تحقيق "الشعر والشعراء" .. وأثناء الحديث، وبينما كان السيّد يدني من فيه كأس الشاي ليرتشفه، قال لأبي الأشبال: "بالمناسبة، ما قصة "ما" الزائدة هذه التي ذكرتَها في الهامش، مع أنَّك رفعت قوله "شكل" في المتن؟ ألمْ يكن الأوْلى أن توضح، أو تقول: "ما" كافة؟ " فأجاب الشيخ: "هذه تركتُها لفهمك! " فقال السيِّد: "زادنا الله فهْمًا، ونفعنا بك! "
ثم ارتشف السيِّد رشفتَه المعلَّقة، فقال له الشيخ مداعبًا: "سكَّر زيادة؟ " فأجابه السيّد: "لا، اجعلها كافّة أحلى".
فابتسما .. ثم مضى كلٌّ منهما إلى عمله ...
وكان عملهم: التحقيق؛ لا اللّهاث وراء المحقِّقين الأفذاذ، والتعسُّف في تخطئتهم، ثم نشر ذلك كلِّه فوق السطوح ... كالذي ينشر ثيابه، كاشفًا عورته!
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 12:23]ـ
ففهَّمْناها سليمان ...
( ... تابع)
(7)
قَبْلَ العَشِيّ ...
شُهورٌ يَنْقَضِينَ وما شَعَرْنَا --- بأَنْصافٍ لَهُنَّ ولا سِرَارِ
فأَمَّا لَيْلُهُنَّ فَخَيْرُ لَيْلٍ --- وأَقْصَرُ ما يَكُونُ مِن النَّهارِ
وبعد، أخي أبا قُصَي ...
الآن وقد خفّ العتاب، يمكنني التحاور معك بضمير الخطاب ...
لقد قضيت في محاورتك وقتًا "كعصر العامريّة"، سقْيًا له من وقت .. فجزاك الله خيرًا.
أحببتُ فيك الشاعر .. وأحببتُ فيك الأديب .. لكن، أغضبني منك الناقد! لا كلُّ الناقد، بل شيءٌ منه ..
فالنقد من أمارات الفهم، والفهم هِبَةٌ من الله؛ لن يبارك لنا فيها إلا إذا أحسنّا استعمالها. ومن تمامه: أن نتفهَّم كلام أهل الفهم ...
والنقد: حُكْم. والحاكم مسؤول عن حكمه. قال الحسن البصري، رحمه الله في قوله تعالى: "فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ": "لولا هذه الآية، لرأيت الحكَّام هلكوا. ولكن أثنى على هذا بصوابه، وأثنى على هذا باجتهاده". قم إذن، وقبِّلْ جبينَ الحسَن، فقد أسعدك بتأويل من التنزيل!
والنقد رديف التمحيص. والتمحيص قرين التريُّث وتقليب النظر. وقديمًا كان لفظ "المحقِّق" إذا أُطلِق إنَّما يراد به الناقد لأقوال الناس وآرائهم. ولتمحيص أقوال الناس، لا يكفي أن نتثبَّت في صحَّة نسبتها إليهم، بل لا بد من تعليلها والبحث عن الباعث عليها. وأفضل النقّاد هو من يسوق الاعتذار عن مقالات العلماء. أمَّا إدانتهم بما قالوا، فكلُّ الناس تُحسِنه ...
والناقد الحق هو: مَن راعى مقام المتكلِّم وهو يمحِّص كلامه؛ لا تعصُّبًا له أو عليه، بل استصحابًا لحاله ...
ولولا ذلك "الشيء" الذي أشرتُ إليه، لما كان الذي كان .. ولكان نقدك كالنقد: قد يُقْبَل، وقد يُرَدّ عليه. والناقد في الحالتين مشكور مأجور ... فهو إذا أخطأ: أكَّد صحَّة كلام مَن انتقده بعد التمحيص. وإذا أصاب: نبَّه أهل العلم إلى الخطأ فاجتنبوه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن في عصرٌ، ميزته ومَزيّته الكبرى: التواصُل. وقد منّ الله عليننا بنعمة المنتديات الطاهرة النافعة، مثل منتدانا هذا ... وهي نعمة لمن أحسن الاستفادة منها، ونِقمة على مَن أساء ...
منذ أكثر من أسبوعين، سجّلت أختٌ لنا في مجلسنا هذا استشكالا لكلمة وردت في "المعيار المعرب"، فاجتهد جميع الإخوة في إعطاء توجيه لتلك الكلمة .. اجتهدنا جميعا .. وقاربنا .. لكنّنا لم نُصب الجواب .. ثم جاء أخ، ولعلَّه لم يكن من أعضاء المنتدى قبل ورود تلك "النازلة"، فجاءنا بالجواب المُقنِع!
ولن أبالغ إذا قلت لك إنّ فرحتي بقراءة كلامه، لربّما فاقت فرحته هو بالتوصُّل إلى الجواب، بل وفرحة الأخت التي أرّقها ذلك الإشكال ...
وهكذا الأمر أخي الكريم ... هيِّن ليِّن، ميسورٌ لمن يسَّره الله عليه ...
لو أفدتنا بتعقيباتك على كلام السيد صقر، رحمه الله، وكانت خالية من الأحكام، لشاركنا جميعا في إثراء الموضوع بنِيَّة المستفيد والمفيد معًا، ولربحنا جميعًا وما أهدرنا وقتنا في توضيح الواضحات ...
والواضحات هنا واضحة .. وهي لا تحتاج إلى مزيد إيضاح ...
كان الله في عوننا جميعًا، وغفر لنا، وستر علينا!
وقد حرصتُ، أخي أبا قصي، ألا يندَّ قلمي بجارح الكلام لشخصك، واتخذتُ هذا السَّمت نهجا لعباراتي منذ أوَّل مشاركة لي في هذا الموضوع؛ اللّهم إلا ما كان من باب المشاكلة لقاموسك في الحديث عن بعض العلماء ...
فإذا وجدتَ كلمةً شعرتَ أنها تستهدف شخصك لا كلامك، فأرجو أن تعذرني. وكن على يقين أنّني لم أقصد ذلك ولا جال في خاطري ...
والآن أستأذنك في الانصراف، فقد تعبت ...
تعبت، وأريد العودة إلى أحبابي ...
أحبابي أولئك ... إنهم هناك ... لكن مقامهم في القلب لا يريم ... وكلَّما ضاقت بي الدنيا وكلح وجهها، هرعتُ إليهم، مستأنسًا بحديثهم، مقتبسًا من أنوارهم، مستروحًا مجالسهم ...
أولئك أحبابي ... أشتاق إليهم، فتمنعني الهيبة من لقائهم ... وألقاهم، فيُعجِلني فيض أنوارهم عن إطالة الجلوس بين أيديهم ...
أولئك أحبابي ... واحات تُظلّني والعمر صحراء قاحلة ... نجومٌ تهديني والدنيا ليل حالك ...
أوائك أحبابي ... مِن عذْب حياضهم تضلّعت .. ومِن رحيق رياضهم نهلت .. فما استحليْتَه من كلامي، فهو من ورود تلك الرياض .. وما استعذبته مِن معانيَّ، فهو من معين تلك الحياض ...
أولئك أحبابي ... الرافعي، والشاكريّان، والسيِّد، والطناحي، ومن كان من طرازهم ...
أترقَّب مرورهم على الطريق .. وعندما يقتربون، أتودَّد إليهم بما جنيت من ثمرات الأفكار .. فلا يلتفِتون إليَّ أحيانًا، وأعتذر لهم وعنهم ... ويأذون لي أحيانًا في مرافقتهم، فأرى الدنيا على حقيقتها: لا تساوي جناح بعوضة ...
أستأذنك أخي أبا قصي، ولعلني لن ألقاك بعد حديثنا هذا ...
تَمتَّعْ مِن شَمِيمِ عَرَارِ نَجْدٍ --- فَمَا بَعْدَ العَشِيَّة مِنْ عَرَارِ
ـ[الواحدي]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 01:14]ـ
تصويب
ويأذون لي أحيانًا في مرافقتهم
ويأذنون لي أحيانًا بمرافقتهم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 02:50]ـ
تنبيه إلى تصحيف وسقط في موضعين (ابتسامة)
_ أوَّلا: ما نقلناه من كلام السيِّد قاله عرَضًا، ولم يُفرِد له فضلاً من مقاله. فهو لا يتجاوز سطرًا ونصف*، ضمن فصلٍ يتجاوز الأسطُر العشر. فالتشبُّث به، وتكبيرُ* بالمجهر حيفٌ مِن هذا الوجه.
والصواب:
أوَّلا: ما نقلناه من كلام السيِّد قاله عرَضًا، ولم يُفرِد له فصلاً من مقاله. فهو لا يتجاوز سطرًا ونصفالسطر، ضمن فصلٍ يتجاوز الأسطُر العشر. فالتشبُّث به، وتكبيرُه بالمجهر حيفٌ مِن هذا الوجه.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 02:22]ـ
تمهيدٌ
لولا أن يغترَّ بهذا الكلام بعضُ من ليس في غريزتِه القدرةُ على النظر، والممايزة، والتمحيص، لكان الوجهَ أن نُمسكَ عن الردِّ عليه، لما انغمسَ فيه من التخليطِ المستبينِ، والتعالمِ المكشوفِ، والعبثِ الظاهرِ الذي إن يكن ساءَ أحدًا، فإنما ساءَ السيِّد صقرًا في قبرِه، وكأني أراه يجأرُ إلى الله تعالَى أن يرفعَ عنه هذا البلاء الماحق الذي نزلَ به من بعضِ مَن أرادَ أن يحسِن إليه؛ فلم يزِد على أن أساءَ إليه أبلغَ الإساءةِ. وكأنِّي به يقولُ: قد كان ما كان منِّي عن اجتهادٍ، ولم أطَّلِع على ما يبيِّن خطأه. ولو كنتُ اطلعتُ على ذلكَ، لرجعتُ إلى الحقِّ؛ فما بالُ أقوامٍ يصرّون على قولي بعدَ أن قُدِّمَت إليهم الأدلَّةُ، والبيِّناتُ؟ ثم يتمثَّل بقول عديِّ بن الرِّقاع العامليِّ:
أضَلالُ ليلٍ ساقطٍ أكنافُه ... في الناسِ أعذرُ، أم ضلالُ نهارِ؟
أفرأوني ادَّعيتُ لنفسي العصمة من الخطأ، والبراءةَ من السهوِ؟
أم هم أعلمُ مني بنفسي حينَ قلتُ:
(وإني على نهجي الذي انتهجتُ منذ أول كتابٍ نشرتُ، أدعو النُقَّادَ إلى إظهاري على أوهامي فيها، وتبيين ما دقَّ عن فهمي من معانيها، أو ندَّ عن نظري من مبانيها،وفاءً بحقِّ العلم عليهم، وأداءً لحقّ النصيحة فيه).
فرحمةُ الله عليك يا سيِّدُ!
أيَّةً سلكتَ!
ولله أنتَ من عالمٍ!
تعرفُ الحقَّ، ولا تنكِرُه ... إن عرفانَ الفتى الحقَّ كرَمْ
وجزاكَ الله على ذلك خيرًا.
ولا يزالُ أهلُ العلمِ يعرِفُ بعضُهم قدرَ بعضٍ؛ وإنما يفسِدُ بينَهم الدُّخلاءُ!
- والحديث آتٍ إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 07:24]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هل تراجَع الأخ أبو قصي عن موقفه؟
وموقفه الذي ساءنا ليس النقد، بل التطاوُل على العلماء بنعوت لا يقبلها لا العلم ولا الخلُق.
لا أظنّ ذلك ...
بل إنّ فراستي تخبرني أنه سيتمادى ...
فها هو ذا يطلع علينا بنغمة قديمة جديدة، وهي: "إنَّما أساء إليك الذين أحبُّوك! "
أمَّا الذين شتموك، واتَّهموك في فهمك، فأولئك هم الذين يحبُّونك حقًّا، ويحبُّون العلم؛ لأنَّهم "مِن أهل العلم"، لا من "الدخلاء"!
ثم فُتِحَت له نافذة على الغيب، فرأى السيّد "يجأر إلى الله تعالى أن يرفع عنه هذا البلاء الماحق"! وما مصدر هذا البلاء؟ إنه "مِن بعض مَن أراد أن يُحسِن إليه، فلم يزد على أنْ أساء"!
الله أكبر!
هكذا تنقلب الموازين في أفهام من ينافحون عن "الفهم"، ويندِّدون بمن "يقلب المعاني" و"يفسدها" و"لا يفهم استعمالات العرب".
لسنا هنا في مورد الحب أوالكره، يا أخي .. الأمر يتعلَّق بالإنصاف. والإنصاف، قبل أن يكون خلقًا محمودًا، هو من صفات العقلاء. والحكم على كلام الناس، إذا شابه الحيف والتحامل، فَقَدَ قيمته، ولو "زعم" "مُدَّعيه" أنَّه صواب .. فماذا لو كان أصحاب ذلك الكلام أناسًا لا كالناس!
والسيِّد قال:
"أدعو النُقَّادَ إلى إظهاري على أوهامي فيها"
ولم يقل: أدعو كلَّ مَن هَبَّ ودبَّ إلى إظهار "ما ظهر له" من أوهامٍ لي، وإظهاري عليها، ثم اتهامي بـ "نفي الروايات الصحيحة" وأنَّني "لم أفهم معنى الزيادة عند النحاة"!
هل كلامي بيِّن؟ أم أخاطبه بالتركماني؟
فإنْ لمْ يَفهَم العربيُّ يومًا --- فَحَدِّثْه إذًا بالتُّرْكُمانِي!!
وفي هذا المقام، أذكِّر القارئ الكريم المنصِفَ بهذا الكلام النفيس للجاحظ، فإنَّه نبوءة منه لما سيقع وظهرت "تمهيداته". يقول:
"ومِن أبْلَغِ الطَّعن على ما تريد: أنْ تطعن، ثم تستغفرالله. ثم تتمهَّل فترةً، ثم تعود لطعنٍ هوأعظم وأطمُّ من الأوَّل؛ ليوثق بك فيه، ويقال: إنّ هذا لوكان عن حسدٍ، مارجع عن الطعن الأول."!!
أبْدل "الحسد" بـ"الإجحاف"، يتّضح المعنى ...
وفي فهم العقلاء كفاية ... "كافّة"، لا "زائدة" ...
والله ولِيُّ التوفيق.
ـ[الواحدي]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 08:53]ـ
** تنبيه:
الإخوة الذين يستخدمون "جوجل كروم"، سيجدون المشاركات من 21 إلى 24 معروضة بشكل رديء لا يطاق، بسبب تغيير الحرف حجمًا ولونًا ... وهذا التغيير لم يتسبّب فيه الأستاذ عبد السلام هارون (ابتسامة)، بل هو من تحريفات اللغة الرقمية.
ولإراحة أعينهم، ما عليهم إلا أن يفتحوا صفحة المجلس بواسطة "أنترنت إكسبلورر".
والله ولِيُّ التوفيق.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 05:38]ـ
إنَّ خيرَ البرقِ ما الغيثُ معَهْ
ما مثَلي ومثلُ الأخ الواحديِّ إلا كرجلين خرجا يصطادان؛ حتى إذا توسَّطا عُرضَ السريِّ، كمَنا فيه يلتمسان صيدًا يصيبانِ منه غِرَّةً. فبينا هما كذلك، أعرَضَ لهما عانةٌ من حُمُر الوحشِ، فقبضَ أحدُهما على معجِسِ قوسِه، وأرسلَ سهمَه:
فخرَّت نحوصٌ ذاتُ جحشٍ سمينةٌ ... قد اكتنزت لحمًا، وقد طُّبِّقت شحما
فلكزَه صاحبُه، وقال له: لم تصنع شيئًا لا أبا لك! فقال: وكيفَ إذن؟ فانتزعَ القوس من يدِه، وقال: انظر، وسترَى.
ولبِثَ مكانَه يتطلَّعُ، ويتحسَّسُ، ويترقَّبُ؛ فما هي إلا هنيهةٌ حتى مرَّت بجانبِه بقرةٌ كأحسنِ ما أنت راءٍ من البقرِ، واقتربت منه وهي غافلةٌ عن مكانِه منها، حتى أمكنته، ولم يبقَ بينه وبينَها إلا مِقدار ذراع؛ فلو مدَّ يدَه لعلِقَت برَوقيها. فلمَّا رأى ذلكَ، أقبلَ عليها بسهمِه، وهو يقلِّبُ عينيه؛ فتارةً يغمض عينًا، ويفتحُ أخرَى، وتارةً يغمضهما معًا، وتارةً ينظرُ:
بعينٍ كعينِ مُفيض القِداحِ ... إذا ما أراغَ يريدُ الحويلا
وقد عضَّ على شفتيه، ومدَّ عنقَه، وحنَى ظهرَه، ثم لأيًا مَّا أرسلَ سهمَه:
فرمَى، فأخطأها، وصادف سهمُه ... حجرًا ففُلِّلَ، والنضيُّ مجزَّعُ
فهذا مثلي ومثلُ الواحديِّ.
وأنا لا أظلمُه، ولا أحبُّ أن أكونَ من أهلِ البُهتِ؛ فأقلبَ ثنائي عليه ذمًّا لحاجةٍ في نفسي، وأشابِهَ يهودَ، ولا أن أنزِعَ عنه الحُلَّةَ التي كسوتُه إياها؛ فأكونَ كالراجعِ في قيئِه. وبعدَ أن كنتُ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ينمّ عن بصر حديد نافذ، وتقليب للنظر الناقد لكلام الكبار)
أصبحت:
(وقد قرأت ما جادت به قريحة "أبي قصي" المشاركة رقم:، [كذا] فعلمتُ أن الرجل لا يفهم ما يقرأ، ويقرأ ما لا يَفهم!).
فهذا خبرٌ نادرٌ لرجلٍ كانَ نقدُه ينم عن بصر حديد نافذ، ثم إذا هو بعدَ أيام فقطْ لا يفهم ما يقرأ، ويقرأ ما لا يَفهم.
وأحمدُ الله تعالى أنَّ عقلي ليس بيدهِ. إذن كنتُ أصبحُ في زمرةِ العقلاءِ أهلِ البصر الحديدِ، النافذِ، وأمسي في مستشفى المجانينِ.
ومثلُ هذا لا تستغرب إذا رأيتَه يلوي الحقائقَ!
و (يا سلام) على الإنصافِ!
والأخ الكريم – كما قلت عنه في ردّ سابق – أديبٌ، ألمعيّ، ذكي البيان؛ ولكنَّه لم يؤتَ الحكمةَ، وفصلَ الخِطابِ؛ فظنَّ بيانَه مغنيًا عنه شيئًا، وظنَّ أنه إذا جعلَ يُكثر الردود، ويغيِّر العناوينَ، ويلوِّنُها، ويكبِّرُها، قطعَ حجَّة خصمِه، وبكتَه، وانتصرَ لدوافعِه التي حملته على هذه التعقيباتِ. ووقعَ في وهمِه أنَّ الحوار في هذه المواضيعِ العسِرةِ لا يحتاجُ إلى أكثرَ من قراءةِ كتابٍ، أو كتابين من كتبِ النقدِ، معَ استصحابِ الإخلاص، والنيّةِ الصادقةِ غيرَ شكٍّ، وأنه متىَ فعلَ ذلك، فقد استكملَ العُدَّةَ، وأصابَ الآلةَ، وبلغَ المبلغَ الذي يؤمِّلُ، ولم يعجِزْه أن يحاورَ في أيِّ حديثٍ شاءَ؛ حتى وإن كانَ لا يعرِف فيه قبيلاً من دَبيرٍ؛ فأقدَمَ على القُحَمِ، وخاضَ:
... ... غمارًا تفرَّى بالسِّلاح، وبالدمِ ...
*** فخرَّ صريعًا لليدينِ، وللفمِ ...
ثم استزلَّه هذا الوهمُ الخادع عن نفسِه حتى كتبَ ما كتبَ، وأوغل به خيالُه حينَ رأى أنه يكتبُ من وراء جُدُرٍ، وأنه إذا كتب الردَّ في الحاسبِ، ثم رفع رأسَه، والتفتَ، لم يلقَ من يعترضُ عليه. ولم تزل نفسُه تمنيِّه، وتكذبُه حتى ظنَّ أنَّه محمود شاكر. وما دام هو محمود شاكر، فلا بدَّ أن أكون أنا لويس عوض. وإذن فالأمر صِراعٌ بين هذه الأمة وحضارتِها، وتراثِها، وبين أعدائها الذين يتربَّصون بها الدوائرَ، ويكيدونَ لها المكايِدَ.
وقد قدَّر الله عليَّ في ما قدَّر أن أقرأ كلامه هذا الذي سطَّرَه؛ فلم يزلْ يتردَّد فيَّ العجبُ: هذا الرجلُ معدودٌ في العقلاءِ؛ فكيفَ رضِيَ لنفسِه أن يأتيَ ما يأنَف منه العقلاءُ؟
ولم أجد لهذا جوابًا إلا أنَّ الأهواء متى ما استحكمت، واستمرَّ مريرُها، لم يميِّز المرء ما يأتي، وما يذر! أكان حقًّا، أم باطلاً، وكانَ له من هواه مثلُ الجدارِ الحاجزِ الذي لا يرى مَن بداخله ما وراءَه.
والرجلُ يسترُ ضعفَه العلميَّ بالظرفِ المتكلَّفِ السمْجِ؛ يحاوِلُ أن يتقفَّى بعضَ من أعرِفُه، ولا أحبُّ أن أذكرَه! ونعم! كان يأتي بالكلامِ المضحكِ، لا لما فيه من ظرفٍ؛ ولكن لخيبتِه. وهذا بعضُ كلامِه يتظارَفُ فيهِ، يقولُ فيهِ معلِّقًا على كلام بعض المعقبين عليَّ [الكلام بالأزرق، والتعليق بالأسود]:
"ومع ذلك (وأولئك، وهنَّ، واللواتي، والبتوع ... )، لم يقف السيد أحمد صقر (ولم يقعد، ولم ينم، ولم يرم نفسه في الترعة من شدة الخوف) ليقول من أنا (وأنا مين .. ) ومن أكون (وازّاي كنت؟ ويا ترى هل أنا كائن؟) حتَّى أردَّ (بالبوكس) على مَن هو (أقوى وأجدع) وأسنّ مني؟ (لأني خايف آخذ علقة ما تتنسيش .. ) "
انتهى النَّقل ... [قلتُ: والهراء المخجِل الذي أُقحمَ فيه].
وهذا الكلامُ الظريفُ (بالطبع) هو في رأيي أنجعُ عِلاجٍ للمبتلى بالسمنةِ، يقرؤه كلَّما نازعته نفسُه إلى الطعامِ، ليقدَعَها عنه.
والعجيب أنَّه اجتمعَ فيه كلُّ خفَّةٍ إلا خِفَّةَ الدمِ.
نعوذ بالله من تظارُف الثقيلِ، وثِقَل التظارُفِ.
وما من كلامٍ شريفٍ نبيلٍ إلا وأنت تستطيعُ أن تُدخلَ في متنِه مثلَ هذه التعاليقِ السخيفةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه نصيحةٌ لصاحبِ هذا الكلامِ لعلَّه يقبلُها من أخٍ مشفقٍ عليهِ، حريصٍ على منفعتِه؛ وهي أن ينزِعَ عن مثلِ هذا العمَل؛ فإنه عمَل شاقٌّ لا يحسِنه كلُّ أحدٍٍ؛ إذ هو من أصعب ضروب الكتابةِ؛ ولعلَّه أصعبُها. ولم يكن الرجلُ الذي يحاول أن يتقفاه يستعملُ هذه الطريقةَ إلا بمهارةٍ، وحِذقٍ، وكانَ لها عندَه مقدارٌ معلومٌ ينتهي إليه، إذا جاوزته كانت تهريجًا محضًا، يصلُح أن تُقطَّعَ به الأوقاتُ في المقاهي؛ ولكنه لا يصلُح في مجالسِ العِلْم.
وهذه التعقيباتُ التي كتبَها لم يكتبها يتحرَّى بها الإنصافَ؛ فهذه كَذبةٌ لا مساغَ لها؛ وإنما كتبَها بنفسٍ موتورةٍ، حنيقةٍ. ولو أنا أحسنَّا الظنَّ به؛ فقلنا: إنه غضب للسيِّد صقرٍ أن أكونَ خطَّاتُه في مسائلَ، وقلتُ: إنه لم يفهم هذا المعنَى؛ فإن قصارَى هذا أن يكونَ غضَبًا لرجلٍ من الناسِ يخطئ، ويصيبُ.
فهل هذا أحقُّ بالغضبِ أم مَّن يرى رجلاً يقدِمُ على بعض الرواياتِ الصحيحة التي رواها جلَّة من العلماءِ؛ ثمَّ يقولُ: هذه خطأ، وهذه خطأ، وهذه خطأ!
هكذا بكلِّ جرأةٍ! غيرَ هيَّابٍ، ولا وكَلٍ!
عجبٌ لتلكَ قضيَّةً، وإقامتي ... فيكم على تلكَ القضيةِ أعجبُ
وأنا لا أنفي أني قد غضبتُ من هذا الفعلِ من صقرٍ – ولا ألامُ -، وكنتُ ودِدتُّ لو تحرَّى قبلَ الحُكْمِ؛ ولكن يبقَى له مع ذلكَ عندي التقديرُ، والإكرامُ. ولا تناقضَ بين هذينِ - كما سيتبيَّن إن شاء الله -.
أمَّا هذه الكلمةُ الفَجَّةُ التي لا يزالُ الأخ ومَن لفَّ لفَّه يردِّدُها؛ وهي (الكبار)، فلا قيمةَ لها عندي، ولا مكانَ لها في ميزاني؛ فالخطأُ يُردُّ على كلِّ أحدٍ كائنًا من كانَ، ومراعاةُ العلم أحبُّ إلينا من مراعاةِ الرجالِ؛ على أن كلمةَ (الكبار) كبيرةٌ، وفيها نظَرٌ قد لا يتبيَّنُ لبعضِ أهلِ هذا الزمانِ، لأنَّه لا يعرفُ معنَاها، وعلى من تُطلَقُ إلا الكبارُ، لا الصِّغارُ الذين يظنونَ هذه الكلمةَ (خردةً) تباع في سوق (الحراج).
أما القولُ بأنَّ هذا المحقِّقَ، أو العالمَ لم يفهم هذه القضيةَ، أو تلكَ، فلا ينقصُ من قدرِه، ولا يغُضُّ من مكانتِه. ولعلَّ القارئَ الكريمَ يراجعُ ردِّي رقم (9)؛ ففيه تأصيلٌ للنقدِ أرجو أن يَّكون نافعًا.
وللكلامِ بقيَّة ...
ومعذرةً إن تأخرتُ عن الردودِ؛ فإني إنما جعلتُها مستراحًا ألوذ إليه كلَّما أثقلني الجِدُّ، وبهظَني المللُ، ولم أجعل لها من وقتي إلا فضلَه؛ فلا غروَ أن تطولَ مدَّتُها حتى تبلغَ شهرًا، أو شهرينِ، أو سنةً. وسوفَ أتناولُ فيها إن شاء الله جميعَ المسائلِ بالردِّ العلميِّ المفصَّلِ، ثمَّ أبيِّن جهالاتِ الأخِ، وتخليطَاتِه، وسقوطَ استدلالاتِه؛ حتى إنه ربَّما أتَى بالنقلِ عن بعضِ العلماءِ يظنُّه حجةً له، وهو حجةٌ عليه؛ ولكَنْ هكذا يصنعُ الهوَى، وكذلك يفعلُ من اعتادَ النسخ، واللصقَ، ولم يكن له علمٌ سابقٌ يرجعُ إليه، ويعوِّل عليه.
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 10:41]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أبدأ بالاعتذار إلى الإخوة المتابعين للموضوع: لن أضع عناوين لما سأسطره، لأنّ المحاكاة تُقرِف الأصيل ...
يحاول أخونا استدراجي إلى الإساءة بإساءات ... وبقلمه الرِّماحيِّ الرَّابضيِّ، يستميت في جرِّي إلى المهاترة والمناوشات، لينحرف الكلام عن المهْيَع إلى البُنَيَّات ...
والمهاتَرَة لها أوَّل، لكن لا آخِر لها .. وقد نُهِينا عنها.
وليس مِن سَمْتي الإساءة ولا المهاترة، ولكنّني لا أرتضي البهت من القول والفريةَ يلبَّسُ بها على الناس، وإن كان قائلها ومختلقها هو أوّلَ مكذِّبيها ...
يستغرب صاحبنا أسلوب كلامي، ويستكثره عليَّ. ومع ذلك، يصف بعضه بالسُّخف والهراء ... ولا لوم في ذلك على من أولِع برصف طنين الألفاظ البكماء، وتنزيلها على صفير المعاني الجوفاء. وإذا اجتمع طنين وصفير، غاب المعنى وبطلت حكمة التعبير، لانعدام التفكير.
لا ألومه .. بل سأحقِّق أمنيته، وأخاطبه بكلام له من شروط الكلام أدناها، فآتيه به: لفظًا مفيدًا كاستقِم. وأعلى طبقات الكلام: الكلام المعجز الذي لا يحاكى، وهو كلام الله عزَّ وجَلَّ، ومنه قوله تبارَك مِن قائل: "وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ، ولا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ".
وإنَّ لي فيما أزاول وأحاول لشغلاً عن التُّرَّهاتِ ... فلْأتركها للعقولَ الْمُشْعبات ..
وظَنُّ أخينا، بل أمنيتُة الخفِيّة، أنَّ قارئ الألوكة هو ممَّن "ليس في غريزته القدرةُ على النَّظر، والممايزة، والتمحيص". لكن هيهات! هيهات! نَطَق ناطق، وصمَت صامِت. وإنّما لسان الناطق في قلب الصامت، وقلبُ الصامت على لسان الناطق: كلانا عالِمٌ بالتُّرَّهات ...
فما هي فريات أبي قصي في مشاركته الأخيرة؟ وما هي التُّرَّهات التي يحاول إلهاءنا بها، ليشغلنا عن صلب الموضوع ولُبِّ المسألة؟
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 10:44]ـ
( ... تابع)
** يقول صاحبنا الذي حُرِم وطرَه: "أمَّا هذه الكلمة التي ما زال الأخ ومن لفَّ لفَّه يردِّدها؛ وهي (الكبار)، فلا قيمة لها عندي، ولا مكان لها في ميزاني". (تأمَّل الياء في "عندي" و"ميزاني"، ثم استشر محلّلا نفسيًّا لينبئك ببعض ما تعرفه جهينة ... )
ومغزى هذا الكلام أومأتُ إليه من قبل، عندما ذكرتُ كلام "أحد أحداء "أهل اللغة"؛ لكن أبو عذرة النقد والفهم لم يستوعبه، واعتبره "هراءً مُخجِلاً"!
فلا بأس من الرجوع إليه، بأسلوب آخر يليق بمتورِّع مثل أخينا:
في بعض الحوارات العلمية مع بعض الإخوة، عندما تأتيهم بحجّة لعالِم من علماء السلف، ولا يجدون لها ردًّا، يتملّصون قائلين: "هات دليلا، يا أخي! آيةً أو حديثًا، لا غير .. " فإذا أنت حاولتَ إفهامَه أنَّ قول ذلك العالِم إنَّما مستنده الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، أجابك بأنَّ ذلك فهمه هو، وأنَّه ليس ملزَمًا به؛ وأضاف: "هم رجال، ونحن رجال" ...
ثم يستدل لكلامه بأنّ فلانًا ردَّ على فلان .. ويضيف: "الخطيب ردَّ على أبي حنيفة، والكوثري ردّ على الخطيب؛ وأنا أردُّ على الكوثري، والخطيب، وأبي حنيفة .. بل وعلى مَن هو أكبر مِن أبي حنيفة! وأنت لا تعرف مَن هم "الكبار"، وإنَّما يعرفهم كبير مثلي، أيّها الصغير! "
وبعض هذا الكلام، إنَّما هو كلمة حقٍّ أريدَ بها باطل. ولهذا صحَّ في هؤلاء أن نسمِّيهم "خوارج الفقه".
وقريب مِن "خوارج الفقه": خوارج النقد. وهم قوم لم يستكملوا الآلة .. يقضون أعمارهم في تعقُّب فحول المحققين والتنقُّص منهم، لاعتقادهم أنّ وصف "الكبير" لا يليق إلا بهم، أو لن يليق بهم إلا إذا أثبتوا أنّ "الكبار" لا يفهمون ... ثم إذا حاولوا التحقيق، صوَّبوا مبهم الألفاظ بـ "كذا"! وكذا .. وكذا ..
والخوارج، في أصل نشأتهم، إنّما هم فرقة تُرجِم وجودها تاريخيًّا بحالة نفسية معيَّنة، ثم غطَّت عليها بآراء ومذاهب لتبرِّرها وتمرِّرها ... ومعالجة النفوس ليست من شأننا، بل هي من شأن علماء النفس والربّانيِّين من أهل السلوك ...
وخوارج السياسة، إنّما قالوا: "لا حُكْمَ إلا لله"؛ وفحوى خطابهم: لا حُكم إلا لفهمنا نحن لكتاب الله.
وخوارج العلم، إنّما يقولون: "لا نعترف إلا بآية من القرآن أو أثر من السنّة"؛ وفحوى خطابهم: "لا نعترف إلا بفهمنا نحن للكتاب والسنَّة".
وقد كان للخوارج: يوم النَّهروان.
ولكلِّ خارجيٍّ نهروانُه ...
وإذا رأيتَ أحدهم يصف نفسه بالكبير، علمتَ حجمَه ...
وكفى ..
كفى، يكفي، كفايةً. قال تعالى "أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَه"؟
وكَفَّ، يَكُفُّ، كفًّا. قال عَزّ وجَلّ: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِين قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ" إلى آخر الآية 77 من سورة النساء.
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 10:49]ـ
(تابع)
** يقول أخونا: "حتى ظنّ أنه محمود شاكر"!
ولست أدري من أين هبّت عليه هذه الفرية، ولا كيف توهَّمها .. إذ كل مَن تأمّل كلامي، لم يجد لها أثرًا ... اللهمَّ إلا إذا كان صاحبنا يتكلَّم عمّا وقر في قلبه .. فتلك مسألة لا يد لنا بها ..
ثم راح يشبِّه نفسه بلويس عوض! أو يدّعي أنّني أشبِّهه بلويس عوض! ومن باب الإنصاف، أقول: إنَّ للويس عوض خصلة تميِّزه عن أخينا في هذا المقام؛ إذ لمَّا أقيمت عليه الحجّة، لم يكابِر، ولم "يلاجج" ...
** يتّهمني صاحبنا بأنَّني أتناقض في كلامي. لماذا؟ لأنّني مدحتُ بعض كلامه، ثم ذممتُ بعضًا آخر!
ولا يقول هذا الكلام إلا من لم يُدرِك معنى الإنصاف. ولو رجع إلى أوَّل مشاركة لي، لتبيَّن له أنَّني لم أمدحه كلّ المدح، بل نبَّهتُه إلى الألفاظ التي استعملها في نقده للسيّد .. لكنَّه عاد، بعد ربوض دام عشرة أيَّام، فخرج علينا بكلام جهَّل فيه السيِّد، والجوهري، وابن منظور، وأبا الأشبال، وعبد السلام هارون .. فماذ كان يتوقَّع ممّن قرأ كلامه؟
ونبَّهه الأخ الأديب الفاضل "أبو الفرج المنصوري" إلى سوء مسلكه، لكن أخذتْه العزَّة بالإثم، وردّ عليه بلجاجة ما بعدها لجاجة ... لذا، رددتُ عليه، ذامًّا لكلامه، ونهجه، وفهمه معًا. ولست نادمًا على ذلك ... ويبدو أنه لم يندم بعد على ما قترف ...
إذن: مدحت كلامه إنصافًا، ثم ذممتُه انتصافًا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلامه الأوَّل مدحتُه مسلِّمًا له بأنَّه مِن بنات أفكاره. أمَّا الآن، فإنَّني أشك ... ولعلَّها من "المُكوس" التي افتكَّها من أحد عابري الطريق، حيث كان رابضًا .. أو لعلَّه أخذها من بعضهم عن طريق التراضي، بعد أن أهداه كأس شاي، فلم يحتج إلى تهديده برمحه "البلاستيكي" ...
وهذا، إن شئتَ الصِّدق، ممّا لا أحفل به ...
** قصة الصيد، وحُمر الوحش، وما رافقها مِن "كُمون"، و"غِرّة"، و"لكْز"، وإرسال السِّهام على "أحسن ما أنت براءٍ من البقر"، وما إلى ذلك ... أتركها للقارئ الفَطِن، لأنّها غنيَّة بالدلالات "السيكولوجية"، وهي بحقٍّ مفتاحٌ لفهم نفسية صاحبنا الرابض برماحه .. وكلُّ مَن له خبرة بنفوس الناس، أو اطِّلاع على مبادئ التحليل النفسي، يُدرك ذلك لا محالة ...
** ثم يقول صاحبنا واصفًا كلامي: "يصلح أن تقطَّع به الأوقات في المقاهي". وفي هذه أصاب! وهي من المرّات النادرة التي يصيب فيها!
ولم أتكلَّف ما كتبت، ولا استدعيتُه بالربوض الليالي ذوات العدد .. بل جاء كما توخَّيتُه: مسفِّهًا لمن سفَّه أحلام عدد مِن جلّة العلماء .. وأكبر أمنية الكتّاب: أن يتجاوز كلامهم المعاهد والجامعات ومجالس أهل العلم، ليصل إلى الشوارع والبيوت والمقاهي، فتتناقله الناس ...
ثم يقول: "لكنَّه لا يصلح في مجالس أهل العلم"! وهل كلامه من العلم في شيء؟ وإنّما خاطبناك بما يليق بمقامك وكلامك ... اتَّصلْ بكوكبة من أفاضل المحقِّقين، ثم اضرب لهم موعدًا .. فإذا انعقد "مجلس العلم"؛ قم ورمحُك في يمينك، ولا تهمزه كما همزتَ فهم العلماء، ثم قلْ: "السيّد صقر لم يفهم معنى الزيادة عند النحاة". قل هذه فقط .. أعفيك من الشناعات الأخريات .. قلها، واستمع إلى الجواب، ثم انقله إلينا مِن غير تدليس. وإنّني لأدعو الله لك أن يكونوا كلُّهم حفاةً ذلك اليوم، ولا أحد منهم يحمل معه عصا!!
** وقد جَعْجَع أخونا، كعادته؛ لكنَّنا لم نَر طحينًا! ثم وعدَنا بأنَّنا قد نشمُّ رائحة ذلك الطحين "بعد شهر، أو شهرين، أو سنة"! وظنّي أنَّنا، بعد انقضاء شهور، سنردِّد قول المجنون:
فهذي شُهورُ الصَّيفِ عنَّا قد انقصَتْ --- قما لِلنَّوى تَرمي بليلى المراميا؟!
و"إرجاؤه" هذا هو من أطرف أنواع الإرجاء، وسمِّه إن شئت "إرجاء الخوارج"! وهو لا يحمل إلا اسمًا واحدًا، يعرفه كلّ مَن أخذ نصيبًا مِن علم الجدل ...
وقد ظنّ أنّه طعن السيِّد في فهمه، والجوهريَّ وابن منظور في فصاحتهما، وعبد السلام هارون في أمانته، وأبا الأشبال في استقامة كلامه. ثم فتح عينيه، فاكتشف أنّ كلّ تلك المعارك الظافرة التي خاضها إنَّما كانت أضغاث أحلام .. فعاد ليربض على الطريق، مهدِّدًا برمحه ... لكنَّه هذه المرَّة ينبِّهنا إلى أنّ طعناته المقبلات سيأتين بغتة، "بعد شهر .. أو شهرين .. أو سنة"!
"خذوا حذركم، أيُّها السابلة"!
وما قال ذلك إلاَّ ليعود إلى سَنِّ سِنان رمحه، سَنًّا لا يترك لطعينٍ أملاً في الحياة ... لكنّه نسي أنّ رمحه من "بلاستيك"! وما كان كذلك، تضاءل حجمه كلَّما أمعنتَ في سَنِّه ...
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 10:57]ـ
( ... تابع)
** وفي الختام: ما هي قصة أخينا؟ هذه القصة التي "طالت .. وحالت .. واستطالت فمُلَّتِ"! القصة في حقيقتها: فيلم هزلي من الصنف "ب". وهذ ملخصُّها:
هي قصة فتى لم يلتفت إليه أبناء عشيرته منذ أن توهَّم أنّ له عشيرة، وأنَّه أحد أبنائها .. وظل الأمر على هذه الحال: هو يتأنَّق ويتجمَّل، وعشيرته لا تلتفت إليه ... وذات يومٍ، استبدَّ به العطش، فاتَّجه إلى الغدير ليروي غلَّته. ولمّا هوى ليغترف غرفةً بيده، رأى وجهه على صفحة الماء .. وهنا تيقَّن أنه أحسنُ أبناء عشيرته وجهًا، فجُنَّ جنونه! وبعد "شهر، أو شهرين، أو سنة" مِن التفكير المضني، قال في نفسه:
"إذا لم يلتفت إليَّ أبناء عشيرتي، فلعلَّ ذلك لعمش أو عمى في عيونهم. ولو رآني غيرهم، لاعترف لي بما أنا فخور به. ولكن كيف السبيل إلى أولئك الذين لو رأوني لأُعجِبوا بي؟ "
وفي هذه اللحظة، يبلغ فيلمنا الهزلي قمَّة التشويق والتوتُّر؛ لأنّ البطل سيتخذ قرارًا قد يغيِّر مجرى الأحداث ... وفي هذه اللحظة بالذات، يقف البطل، وينظر إلى السماء، ثم يقول: "لأتَّخذنَّ لهم موقعا! "
ويتخذ للمعجَبين به موقعًا .. لكن سرعان ما يعاوده الاكتئاب، لأنّ "الموقع" الذي اتخذه لم يقع موقعًا حسَنًا مِن قلوب الناس ... فيعود البطل إلى التفكير المضني ... وبعد "شهر، أو شهرين، أو سنة"، يهتدي إلى أنَّه ما من سبيل إلى أن يعرف الناس وجهه سوى بغزو المواقع الأخرى. فيسرِّح شعره "تسريحة ما حصلتش"، ويزيِّن وجهه غاية الزِّينة .. ثم يكرّ .. ويفعلها ...
فيقول له أحدهم: "قد تكون جميلاً .. وقد تكون تسريحة شعرك بديعة .. ولكنّك لم تكن مضطرًّا إلى الافتئات على "وضّاح اليمن" ولمز حُسنه."
فيغضب الفتى المُحسَّد، ويتحدَّى مَن تجرَّأ على انتقاده، ويقول له قولته الشهيرة: "أنا رابض لك على الطريق"، ثم ينصرف .. ويربض .. ثم يرفض أن يشارك في الفيلم الذي أخرجه هو، وكتَب قصته، وصنع أحداثه .. ويعتذر بكثرة الأشغال .. ويَعِدُ المنتِجَ (أي: نفسَه) أنه قد يعود إلى التمثيل بعد "شهر، أو شهرين، أو سنة"!
فيضطر المنتِجُ (أي: نفسه) إلى تجزئة الفيلم، فيُخرِج الجزء الأوّل منه، واعدًا الجمهور بإصدار الجزء الثاني بعد "شهر، أو شهرين، أو سنة" ...
وعنوان الفيلم هو: "كبير .. لا كالكبار"!!
** وبعد:
أظنّ أنّ الأخ استدرجني إلى هدر الوقت، بالرد على ما لا يستحق الردّ ..
لذا، فإنَّني لن أُردِف إساءتَه بالإساءة. ولن أعقِّب على كلامه إلاّ لردِّ فرية، أو كشف شبهة، أو إظهار حجَّة ..
ولْيعذرني الإخوة الكرام من أعضاء وزوَّار مجلسنا المبارك هذا، فقد اصطرَّنا أخونا إلى ما يشبه الحديث عن الذات. وما الأمر كذلك .. والله أعلم بالنِّيَّات ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 06:22]ـ
قال تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ... الآية.
وهذا يتأكد ويعظم إذا كان الجدال بين مؤمنين، فيخاطب المجادل صاحبه بالحسنى واللين، دون الخوض في سفاسف الأمور والتنقصات الشخصية، وقد ذكر النبي (ص) أن من صفات المنافق -أعاذنا الله وإياكم منه- أنه إذا خاصم فجر؛ فأينا يرجو حصول هذه الخصلة من خصل النفاق؟!
ولو أن المتحدثَ إذ أجرى مداد قلمه، وسطر من بنات فكره؛ أخلص النية، وراقب ربه تعالى، وجعل بين يدي جوابه صوابًا، واستحضر قوله تعالى {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} = لما وجدتَ كهذا، وأي شيء أعظم منه؟!
والله إنه ليحز في الفؤاد، ويجرح القلب؛ أن ترى إخوتك قد انتصب الشيطان بينهم؛ فقوى شوكة كل واحد منهم على أخيه، ولا من مدرك!
وليتنا أيها الأحبة نستحضر في هذه المقامات؛ مجادلة النبي (ص) لخصومه في أكبر القضايا: التوحيد، وماكان عليه من عظيم الخلق وحسن البيان، بأبي هو وأمي (ص).
ثم تأمل في تدارس الأئمة في المسائل بينهم؛ لترى الأدب الجم، والاعتذار لبعضهم، والاستغفار والدعاء لمخطئهم، ورحم الله الذهبي أين مثله في هذه العصور؟!
أسأل الله عزوجل لي ولكم علمًا نافعًا، وعملا صالحًا، وأعوذ بالله من علم لا ينفع؛ كما استعاذ منه محمد بن عبد الله (ص).
والله المستعان!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 08:13]ـ
مع الجدال الحاصل! ..
إلا أني استفدت كثيراً كثيراً من هذه (المناظرة) العلمية , والتي ندر وجودها في هذا الزمن ..
ما شاء الله عليكم , لغة , أدب , فكر , نقد , (أحيانا بعض الكلام الفارغ:))؛ لكنه يضيع في بحر حسنات ما قرأت ..
أريد المزيد.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 02:18]ـ
كنتُ نصحتُ للأخ الكريمِ / الواحديِّ في ردِّي الأخيرِ بما هو خيرٌ لي، وله، وحاولتُ أن أبيِّنَ له بعضَ القضايا المُهِمَّة التي غفَل عنها؛ ولكنَّه استمرَّ على مذهبِه في السخريةِ، والاستهزاءِ، كما بدأه أولَ مرَّةٍ، [ويستطيع القارئ أن يرجع إلى أول الصفحة؛ فيرى ذلك بنفسِه]. ومن قبلُ كان يعمل ذلك، كما فعلَ مع الشيخ (محمد صبحي حلاقٍ).
[مع الانتباهِ للفرقِ بين السخرية، والتخطئة]
فلذلك سأعرضُ عن كلِّ ما خرجَ إليه من الإسفافِ المستهجَنِ، وما أوردَه من مسرحيات، وأفلامٍ، وتمثيلياتٍ لا عَلاقةَ لها بالمسائلِ العِلميةِ التي عرضتُ لها، لأنَّ ذلك كلَّه من اللغو الذي أمرنا الله تعالَى أن نمُرَّ به كرامًا.
وسأبدأ بالردود العلميَّة المفصَّلة بحول الله تعالى.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 02:30]ـ
المسألة الأولى:
الاستقصاء، والاستيعاب (*)
قلتُ في أصلِ الموضوعِ:
فذكرتُ منها [أي: الروايات التي أنكرَها السيد صقر] بعضَ ما صادفتُ غيرَ مستقصٍ، ولا مستوعبٍ
فردَّ الأخ الكريم:
ومن حق أي قارئ لكلامه أن يقول: "هذه دعوى عريضة! " لأنّها توحي بكثرة ما يقتضي الرد على "السيد" أو يحتمله؛ وهذا يحتاج إلى استقراء يسنده، وبراهين تؤيِّده
# والردُّ عليه:
قولي: (غيرَ مستقصٍ، ولا مستوعبٍ)
-إما أن نأخذ بظاهرِه (بدلالة المطابقة)
-وإما أن نأخذَ بلازمِه (بالدلالة الخارجية)
= فأما الأخذ باللازمِ، فلا يصِحُّ من وجهينِ:
1 - إمكانُ الحملِ على الظاهرِ. وإذا أمكنَ الحملُ على الظاهرِ، لم يجُزِ الخروجُ عنه.
2 - أنَّ اللازمَ هنا جزئيٌّ، لا كُليٌّ؛ إذ قد تُكتشَفُ بعضُ الأخطاء بعدَ الاستقراء، والاستيعاب، وقد لا تُكتشَف.
= فإذا صِرنا إلى الظاهر، كانَ معنَى الكلامِ: الإخبارَ المجرَّدَ عن عدمِ استقصاء نقداتِ السيد صقر، واستيعابها. وليس فيه دَليلٌ قاطِعٌ على إثباتِ أنَّ هناكَ أخطاءً أخرَى.
* وإذن، فقولُ الأخ: (إن هذا يَحتاج إلى براهينَ تؤيِّدُه) مخالِفٌ لبدهياتِ المنطقِ، لأنَّه عدمٌ؛ والعَدمُ لا يُستدَلُّ عليهِ؛ إذ هو الأصلُ.
= ولو طردنا ذلك، لكان لك:
1 - أن تلقَى رجلاً في الشارع يمشي، فتقبضَ عليه، وتقولَ له: لقد سرقتَ منِّي خمسةَ آلاف ريال. فإذا قالَ لك: لم أسرِق. قلتَ له: (إن هذا يَحتاجُ إلى براهين تؤيِّدُه)؛ فإذا لم يأتِ بالبراهينِ، شكوتَه إلى المحكمةِ، لتقيمَ عليه الحدَّ.
2 - أن تصادفَ رجلاً في نهارِ رمضانَ، فتقِفَه، وتسألَه: هل أكلتَ شيئًا؟ فإذا قال لك: لا، لم آكلْ، قلتَ له: (إن هذا يَحتاجُ إلى براهين تؤيِّدُه)، فإذا لم يأتِ بها، أشَعْتَ في الناسِ أنَّ هذا الرجلَ ممَّن يفطر في نهار رمضانَ، لأنه لما طولبَ بالدليل على عدمِ أكلِه، عجَز أن يأتيَ به.
و (لم أسرق)، و (لم آكل) هي تمامًا نفسُ (لم أستقصِ)، و (لم أستوعب).
= الخلاصةُ في أخطاء الأخ:
-إن كانَ يقصِدُ الظاهرَ، فقد أخطأ خطأ منطقيًّا؛ وذلك حينَ طلبَ الدليلَ على العدمِ.
-وإن كان يقصد اللازمَ، فقد أخطأ خطأين منطقيينِ:
الأول: أنه خرجَ عما تقتضيه دلالةُ الكلامِ الظاهرةُ لغيرِ مُخرِج.
الثاني: أنَّه جعلَ اللازمَ الجزئيَّ كليًّا، ثم جعلَه مقدِّمةً كبرَى، ورتَّب عليها النتيجةَ.
- والذي أوقعَ الأخَ في هذه الأخطاء العجيبة أنه أرادَ أن يقلِّدَ الشيخَ أحمد شاكر عندما ردَّ على قول السيد صقر: (والقسم الثاني من أقسام الملاحظات يتعلق بالتحريف، وهو كثير جدا في ثنايا الكتاب)، بقوله: (هذه دعوى عريضة).
فأصابَ الشيخُ رحمه الله المنطِقَ الصحيحَ، لأنَّه أنكرَ دعوى إثباتٍ، ولم يصِب الأخُ، لأنَّه قلَّد من دونِ نظَرٍ، ولا بصَرٍ.
وإذن، فليس من حقِّ أيِّ قارئ لكلامي أن يقولَ هذا القولَ المخالفَ لبدهياتِ المنطقِ.
+ ملحوظة:
هذا الردُّ مبنيٌّ على منطِقٍ دقيقٍِ يحتاجُ إلى تأمُّلٍ.
_________________
(*): جعلتُ العناوينَ واضحةً، حتى لا يكونَ فيها تلبيسٌ على القارئ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 09:41]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا جيّد ...
وتغيير لغة الخطاب من أبي قصي له دلالات حسان، تبشِّر بالخير.
لكن ...
أُعْلِمه ابتداءًا أنّ ابتعادي عن لغة البيان لدفع البهتان، لا يعني القبول بالمغالطة إذا ما لجأنا إلى لغة البرهان.
فالبيان كان بحجَّة، والبرهان سيكون بحجة أيضًا، بإذن الله.
فلنتّبعْ إذن هذا النهج، ولنلتزمْ هذا النمط، وهو التركيز على المسائل.
وإن كنت أرى من "المنطقيِّ" أنْ نبدأ بكبريات القضايا التي أثارت هذا النقاش، والتي لولاها لكان للخطاب وجه آخر وسمت مختلف ...
لكن، لا بأس. ولْنُجارِ الأخ في مسعاه ...
المسألة الأولى:
يقول أبو قصي: "فذكرتُ منها بعضَ ما صادفتُ، غير مستقصٍ ولا مستوعب".
ويحاول أبو قصي أن يصيِّر كلامَه متنًا علميَّا، محكَم البناء، ضُبِطَت ألفاظه، ووُضع كلُّ واحد منها في موضعه؛ ثم يكتب عليه شرحًا إغريقيًّا، لاجئًا إلى المنطق والمناطقة ...
فلْنتركْ له المنطق المدَّعى، يستحوذ عليه كما استحوذ على الفهم.
ولْنحاول فهْم عبارته كما يفهمها أيُّ عربي سليم الذوق والذهن، بعيدًا عن السفسطة وأخلاطها.
_ أوَّلا: عندما يقول: "فذكرتُ منها بعض ما صادفتُ". ماذا نفهم؟
هذا يعني أنَّ ما صادفه من نفي للروايات الصحيحة أكثرُ ممّا ذكَر، بدليل قوله: "بعضَ ما صادفتُ". وهذا البعض قد يكون مُساويًا لِما ذكر، وقد يكون أقلّ، وقد يكون أكثر. فقوله: "بعض"، لا يفتح باب الاحتمالات فحسب، بل يتضمَّن إبهامًا تشكيكيًّا مثيرًا للشبهة، إضافةً إلى كونه كلاما غير علمي لا يرتضى في مقام النَّقد الجادّ.
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 09:44]ـ
( ... تابع)
_ ثانيا: عندما يقول: "فذكرتُ منها بعض ما صادفتُ". وهو يقصد: ما وقع عليه نظره عرَضًا، من غير قصد.
فماذا نفهم؟
ترجمتُه: أنَّه لو أعْمَل النَّظر وقرأ نقد السيد للشعر والشعراء قراءةً متفحِّصة، لاكتشف غير ما ذكَر؛ بل لكان ما ذكَرَ غيضًا من فيض. لماذا؟ لأنَّ اكتشاف أخطاء بالصدفة في كلام ما: قرينة على كثرة الأخطاء فيه. وهذا تسنده التجربة، وهذا هو المفهوم من "استعمالات العرب" في لغتهم المعاصرة.
تستضيف مهندسًا معماريًّا لتقييم بناية ما، فيقول لك: "ما أن وصلتُ حتى اكتشفتُ مصادفةً عددًا من أخطاء البناء". وهذا يعني في عرفنا اللغوي: "ولو ركّزتُ ومنحتُ تقييمي الوقتَ اللازم لاكتشفتُ عشرات الأخطاء". وهذا معروف في كلام الناس، لا سبيل إلى المماحكة فيه.
وقد يعترض أبو قصي قائلاً: "إنَّ قولي: بعضَ ما صادفتُ" لا يعني الجزم بوجود أخطاء لم أصادفها، بل فيه إشارة إلى احتمال وجود تلك الأخطاء". وهنا أيضًا يقال له: إن الإيماء بالاحتمال في هذا المقام هو في ذاته إثارة للشبهة. وأدنى درجات هذه الشبهة أن يتشكَّك القارئ في كلام السيِّد كلِّه، لأنه لن يدري هل أخطأ فيه أم لا؟ ما لم يبصِّرْه أبو قصي بوجه الصواب في ذلك ...
ونقد السيِّد للشعر والشعراء يقارب العشرين صفحة. وإذا قلتَ لأحدهم: "تصفَّحتُه، فصادفت فيه بعض الأخطاء، وإليك بعضَها" ماذا سيفهم من كلامك: سيفهم حتمًا أنَّ الأخطاء التي لم تذكرها أضعافُ ما ذكرتَ؛ لأنَّ ما ذكرتَ، ذكرتَه على سبيل التمثيل، كما أنَّك اكتشفتَه مصادفةً، فماذا لو شمَّرت عن ساعديك ودقَّقت فيه النظر؟!
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 09:47]ـ
( ... تابع)
_ ثالثًا: قوله: "غير مستقصٍ، ولا مستوعب" يُفهَم منه: احتمال اكتشاف أخطاء بعد الاستقصاء والاستيعاب، واحتمال عدم اكتشافها.
ولكن، ما الذي يتبادر إلى الذهن عند سماع هذا الكلام؟ وما هي دلالة السياق؟
دلالة السياق تؤكِّد على أنَّ الاستيعاب والاستقصاء مِن شأنه أن يؤدِّي حتمًا إلى اكتشاف أخطاء أخرى؛ لأنّ ما أوصلت إليه المصادفة، من شأن التمحيص أنْ يؤدي إلى أكثر منه.
مثال: تسلِّم ورقة الامتحان إلى الطالب، وتقول له: "هذه بعض أخطائك، اكتشفتُها عرَضًا ودون أن أدقق في أجوبتك." فماذا يفهم الطالب وغيره؟ لا شك أنهم سيفهمون أنَّ الأستاذ لو دقَّق واستقصى في تصحيحه لأجوبة الطالب، لاكتشف "بلاوي" لا تُحصى ولا تُعَدّ.
لماذا؟ لأنَّ صياغة الخطاب وسياقه يدلاّن حتمًا على ذلك.
لكن، إذا كان الطالب تلميذًا مجتهدًا، وشَكَّ في أنّ الأستاذ لم يصحِّح ورقته على الوجه المطلوب .. واشتكى إلى والده .. ثم جاء الوالدُ المحترَم إلى الأستاذ (الذي يكاد يفقد حرمته)، وقال له: "هل قلتَ لابني إنَّ أجوبته مليئة بالأخطاء، وأنَّك لكثرتها اكتفيت بتنبيهه إلى بعض ما صادفتَه منها فقط؟ " ماذا سيجيب الأستاذ، وقد شعر بضغط الإلزام، وبما سينبني عليه مِن أحكام؟ لا ريب أنه سيقول: "ابنك وحده هو الذي فهم هذا. فأنا لم أجزم بوجود أخطاء أخرى، وإنَّما أشرتُ إلى احتمال ذلك. فقد قلت له "بالحرف الواحد": "هذه بعض أخطائك، اكتشفتُها عرَضًا ودون أن أدقِّق في أجوبتك." وهل سيصدِّقه والد التلميذ؟ لا، بطبيعة الحال ... بل سيقول له: "كان من واجبك أن تقرأ الأجوبة كلَّها، وأن تتأكَّد من تصحيحك؛ فهو في معظمه تخطئة لما هو صحيح. ثم إياك أن تكرِّر التشكيك في قدرات ابني بإلقاء الكلام على عواهنه! "
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 09:50]ـ
( ... تابع)
كان هذا منِّي مجاراة لأبي قصي في احتجاجه، وهو احتجاج تجزيئي تفكيكي لعباراته هو، لإلباسها معنى غير المعنى المتبادَر إلى الذهن، المنسجم مع السياق ... والاحتجاج التجزيئي على هذا الوجه، ما هو إلا تنصُّلٌ جزئيّ ممّا قرَّره في تعقيباته، لقلب الحقائق، وإظهار أنّ كل ما قيل في حقّه إنَّما مردُّه إلى سوء فهمنا لكلامه، لا سوء فهمه هو لكلام العلماء. وهذه حيلة لا تنطلي على ساذج ...
الآن، لِنخرجْ من المنطق التجزيئي التفكيكي الذي جرَّنا إليه أبو قصي، ولْنتكلَّم عن المسألة بمنطق تحليلي شامل متكامل:
** أوَّلا: قرَّر أبو قصي أنَّ السيّد صقر، رحمه الله "أنكر بعض الرِّوايات الصحيحة". هذا كلامه، ولا يستطيع أن ينكره أو يتأوَّله بمنطق بيزنطي! ولن أتوقَّف مجدَّدًا أمام قوله: "ولجّ في إنكارها"، لأنَّ ذلك قد يغيظه، ولا أوَّد إغاظة رجُل يودُّ العودة إلى المنطق والصواب ...
والسؤال: هل منهج السيِّد في التحقيق قائم على إنكار الروايات الصحيحة؟
الجواب تجده في مقال السيِّد، في الصفحة 8 من مقدِّمات "الشعر والشعراء":
"ولكنه (أي: المحقِّق) لم يثبِت اختلافات الروايات إلا قليلا."
ثم يضيف:
"ولئن كانت هذه الطبعة تمتاز بذلك (أي: شرح الألفاظ الغريبة والإشارة مصادر بعض النصوص)، إنَّ طبعة ليدين تمتاز عليها بميزة عظيمة. فقد حرص "دي غوية" كل الحرص على إثبات كل خلاف بين النسخ مهما كان شأنه، ليكون القارئ على بيِّنة منه فيختار ما يختار ويردّ ما يردّ، بذوقه الخاص، ورأيه المستقل، ولا يكون مقيَّدًا بذوق الناشر ورأيه. فقد يكون الناشر مصوِّبًا للخطأ أو مخطِّئًا للصواب وهو لا يدري. والأنظار متباينة، والأفكار متفاوتة، وفوق كل ذي علم عليم. ومن أجل ذلك لا أوافق الأستاذ على طرحه لتلك الاختلافات التي أثبتها "دي غوية"، ولست أدري لماذا تركها وهي بين يديه؟ "
فمن الذي كان أحرص على الروايات الصحيحة، إن لم يكن السيِّد؟
** ثانيًا: يؤكِّد السيِّد أنه اطَّلع على عدَّة نُسخ للشعر والشعراء، لم يعتمد عليها "دي غوية"، ولم يلتفت إليها الشيخ أحمد شاكر. ويؤكِّد أيضًا أنَّ بين النسخ اختلافات كثيرة، وأنَّ طبعة "دي غوية"، التي اعتمد عليها أحمد شاكر، إنَّما هي طبعة ملفَّقة وناقصة. ويشير إلى أنَّ بعض النصوص التي نقلها الأقدمون عن "الشعر والشعراء" غير موجودة في طبعة "ليدن" (التي اتَّخذها أبو الأشبال إمامًا لطبعته).
وبعد هذا كلِّه، هل بقي لنشرة "ليدن" قيمةٌ علمية يقينية توجب علينا اتخاذها أصلاً محكَّمًا في الروايات واختلافاتها؟ هذا هو بيت القصيد. وهذا هو الأساس الذى بنى عليه السيّد بعض انتقاداته.
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 09:53]ـ
( ... تابع)
** ثالثًا: عدد تعقيبات أبي قصي على السيِّد: 6. خمسةٌ منها مردودة عليه، شكلاً ومضمونًا، قلبًا وقالبًا، لفظًا ومعنى. وواحد منها فقط يحتمل الأخذَ والرَّدُّ، ويُستأنَس له بمنهج السيِّد ومنهج أبي الأشبال فيما يتعلَّق بالتحقيق بشكل عام.
وما هو عدد استدراكات السيِّد على أبي الأشبال؟ التي ذكرها في مقاله عددها: 44. وأشار إلى أنّه لم يذكر كل يستوجب التصويب، وهو مصدَّق في الذي قاله ...
إذن لدينا ستّة تعقيبات، خمسة منها مردود على صاحبها، وهي من باب تخطئة الصواب. فلم يبق إلا تعقيب واحد محتمِل للصحّة التامة! قارنْه بعدد استدراكات السيِّد، واخلص إلى النتيجة "المنطقية" ...
بل لو سلَّمنا بصحَّة التعقيبات كلِّها، لما كان ذلك شيئًا يُذكَر أمام عدد استدراكات السيِّد ...
وهذا لا يعني الدعوة إلى مصادَرة النقد أو تحريمه؛ فالنقد مطلوب ومحبَّذ. ولكن يجب أن يأخذ الحيِّز الذي يقتضيه، وأن يشار إلى أثره على النص المنتقد، وحجمه منه؛ لا أن يُلقى الكلام جزافًا، ويتضمَّن عبارت توهِم بتكرار الأخطاء أو احتمال ذلك. ولا ينبغي أيضًا أن تبنى عليه أحكام عامّة متسرِّعة، وجائرة، مثل: "نفي بعض الروايات الصحيحة"، والمجازفة بالقول إنّ السيِّد "لم يفهم معنى الزيادة عند النحاة" ...
** رابعًا: النقد لا يكون بالمصادفة، ولا يشفع لصاحبه الإقرارُ بأنَّه لم يستقص أو لم يستوعب النص الذي انتقده. فالناقد له خياران:
(يُتْبَعُ)
(/)
_ استيعاب النص بالدراسة، وإصدار أحكامه بناءً على ذلك.
_ اختيار جزء من النص. وفي هذه الحالة ينبغي له أن يحدِّد الجزء الذي اختاره، ويشير إليه.
وفي الحالتين: عليه أن يستصحب حال صاحب النص المنتقَد، ويستوعب منهجه، ويستحضر كتبه أو تحقيقاته الأخرى.
أمَّا أن يُظهِر ما ظَهَر له "مصادفة"، ويُعلِن ما عنَّ له .. ثم يبني على ذلك أحكامًا نقدية جائرة .. فهذا مجانب للمنهج العلمي، ومجانف للإنصاف بمفهوميه العلمي والأخلاقي.
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 09:57]ـ
( ... تابع)
** هوامش على متن المنطق المنـ "صوري":
1_ ما ذكره أبوقصي، وألبسه حلَّة المنطق: لا يمتُّ إلى المنطق بصلة؛ بل هو تنزيل لألفاظ المنطق على منطقه هو. وهذا يذكِّرني بشيء ما ...
2_ يصف أبو قصي منطقه بأنه "دقيق"، وهذا من أغرب الغرائب! لأن شأن المنطق أن يكون جليًّا، واضحًا، مفهومًا ..
3_ قوله: "غير مستقصٍ، ولا مستوعب": إخبار. وهو يحتمل الصدق والكذب. وما كان كذلك، لا يبنى عليه في ذاته، بل يبنى على دلالته. ودلالته: الإيماء إلى وجود أخطاء أخرى، لو استُقصِي النص واستوعب.
إذ من المحتمل أنَّه استقصى واستوعب .. ثم وجد أنَّ عدد تعقيباته لا يتلاءم مع عدد استدراكات السيِّد. فألقى عبارته "غير مستقص، ولا مستوعب"، ليقرِّر أنه إنّما توصّل إلى أربع تعقيبات فقط، لأنه لم يتتبَّع المقال بأكمله؛ لا لأنه عجز عن العثور على هفوات أخرى .. ولهذا، لمَّا أضاف تعقيبيه الأخيرين، كانت الكارثة ...
4_ مثال القبض على رجل يمشي في الشارع ... إلخ: ليس المثال الذي يقتضيه كلام أبي قصي، بل مثال آخر:
جاء شرطي إلى مركز الشرطة، واتَّهم مهندسًا يشرف على ترميم وتزيين القرية بأنه شوَّه أربعة مواضع منها؛ مع أنَّ مساحة القرية تتجاوز الـ 44 كلم2. وليثبت براعته، و"يثمِّن" اكتشافاته، قال: "هذه التشويهات التي لاحظتُها هي بعض ما صادفت، وأنا أتجوَّل في المدينة، غير مستقصٍ ولا مستوعب".
لكن الشرطة تعرف كفاءة ذلك المهندس، ونظراؤه كلهم يشهدون له بالتفوُّق. فانقلب التحقيق على الشرطي نفسه، وسئل: "أين البعض الآخر؟ " ثم رافقوه إلى المواضع التي أشار إليها، فوجدوها جميعًا تندرج ضمن التزيين لا التشويه؛ باستثناء موضع واحد، هو ممّا يختلف فيه مهندسو الديكور الكبار، ولا علاقة له بالتشويه. فقالوا لذلك الشرطي المبتدئ: "من الآن فصاعدًا، استقص جيِّدًا شوارع المدينة، قبل اتهام المهندسين الأكفاء. ثم تأكَّد أنَّ ما تسمِّيه تشويهًا هو تشويه حقيقي، وليس تزيينا فنِّيًّا خفيت عنك أصوله. وفوق كل ذلك: لا تشوِّه سمعة المهندسين الكبار بالباطل."
والله الهادي إلى سواء السبيل ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 10:33]ـ
** خاتمة **
هذا، وقد تأمَّلت ما كتبتُ، وتدبَّرتُ الوقتَ الذي اقتضاه ذلك. وإنَّني لأخشى أن تقترب حالي من حال المتبطِّلة، الذين لا شأن لهم سوى "لَتِّ" الكلام، و"اللجاجة" ...
وأدركتُ أيضًا أنَّ صاحبنا مُصِرٌّ على ما اقترف، لا رجع عنه ولا انصرف ...
ثم قلتُ في نفسي: لقد اتهم صاحبُنا بالباطل فَهْمَ كوكبة من العلماء، فرددتُ عليه مثبتًا عدم فهمه هو لكلامهم. ولأن أكون مخطئًا في تجهيله، أحبُّ إليَّ من تجهيلهم هم بالباطل ...
والآن ما قصارى ما عسى صاحبنا أن يفعله؟ سيستميت في إثبات صحة تجهيله لي، ليثبت أنّه لم يخطئ في تجهيل أولئك العلماء!
ومَن أكون حتى يقدِّم أخونا فهمَ العلماء قربانًا لإثبات جهلي؟
هذا الذي أخشاه، وأخشى أنْ أبوء بإثمه ...
ولذلك، لن أضيف كلمةً واحدة إلى ما ذكرتُ.
وللقارئ عقل يحكم به، ومنطق يميّز به بين الصواب والخطأ.
والله المستعان ...
سبحانك اللهمّ وبحمدك. أشهد أن لا إله إلا أنت. أستغفرك وأتوب إليك.
ـ[محب الأدب]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 02:59]ـ
بارك الله فيك أيها الواحدي
ونفعك الله ونفع بك ووفقك لما تحب وترضى ولا وكلك إلى نفسك
وقد والله أمتعتنا وأفدتنا وشفيت غيظ قلوبنا من بعض من خطت أنامله عبارة " السيد أحمد صقر من أدعياء التحقيق" والتي أراها والله من الكفر في شرعة التحقيق.
وقد أبنت لنا من هم أدعياء النقد، وما علموا أن النقد بعيد قعره، طويل سلمه، لا تلين قناته، ولاتستكمل لبناته إلا: " لمن كان جم المعرفة، غزير الثقافة، مع طبيعة مواتية، وفكر مرتب، وعقل مركز، وذوق مصفى، وذهن ناقد، وبيان ساحر، وحافز نفسي غلاب، ... "
وقد تمتع الواحدي وفقه الله بكل هذه الصفات والمزيا فأحسبه ولله حسيبه من كبار النقاد والأدباء الذين تشرف بعضويتهم الألوكة خصوصاً والشبكة عموماً.
منه.
إذا مات فينا (سيدٌ) قام سيدٌ قؤول لما قال الكرامُ فعولُ
ـ[عبدالله المنسي]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 12:52]ـ
محب الأدب
مع موافقتي للمنصور في بعض ما ذهب إليه وموافقتي للواحدي في بعض ما ذهب إليه
إلا أنه قد أشكلت عليّ كلمة وهي قولك أن المنصور يقول أن السيد صقر من أدعياء التحقيق
بحثت عنها فلم أجدها.
وقد بحثت عنها لأنني لو وجدتها لأغلقت أذني فيما يقول به المنصور ولعلمت أنه متجنن على السيد صقر حاقد عليه لأن السيد صقر شهد له علماء التحقيق والأدب بحسن تحقيقاته , ولكن لم أجد هذه العبارة (السيد أحمد صقر من أدعياء التحقيق)
لأن هذه الكلمة ليست كفراً في شرعة التحقيق بل توجب الاستتابة وإلا أُعرض عنه.
ولو قالها لطلبنا من الأخ الكريم الواحدي أ ن يعرض عن المنصور
فارشدنا عفا الله عنك
أما هذه المعركة فانا سعيد بها لأن مثل هذا الحراك هو من يكشف عن العلم ويكشف عن حسن التأتي.
ونحن القراء لنا الغنم وعليهم الغرم , ولنا المتعة وعليهم التبعة.
ولنا أن نُرهف الأسماع فإن سمعنا بخيرٍ قبلناه , وإن سمعنا بسوء تركناه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 02:31]ـ
وقد والله أمتعتنا وأفدتنا وشفيت غيظ قلوبنا من بعض من خطت أنامله عبارة " السيد أحمد صقر من أدعياء التحقيق" والتي أراها والله من الكفر في شرعة التحقيق.
أحمد الحازمي (محب الأدب)
أسأل الله أن يقطعَ أناملي إن كنتُ قلتُها، وأناملَك إن كنتَ كاذبًا.
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 03:49]ـ
أحمد الحازمي (محب الأدب)
أسأل الله أن يقطعَ أناملي إن كنتُ قلتُها، وأناملَك إن كنتَ كاذبًا.
أعوذ بالله! ..
هكذا يكون الدعاء؟؟!
اتق الله ..
وما عليك لو انتظرت توضيح الأخ .. أو التمست له المعاذير؟
أم أن لـ"حزازات النفوس" علاقة بالموضوع؟
وقد كنتُ أعجب أول الأمر من شدة الشيخ الواحدي حفظه الله -في حق- في رده عليك، فلما قرأت "الإمام التبريزي لص كبير" وهو أحد مقالاتك زال كل عجب!!
غفر الله لك وهداك وبصرك مراشد أمورك
ـ[محب الأدب]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 01:10]ـ
إلا أنه قد أشكلت عليّ كلمة وهي قولك أن المنصور يقول أن السيد صقر من أدعياء التحقيق
بحثت عنها فلم أجدها.
الأخ الكريم عبد الله المنسي: انظر الرد رقم 2 ورقم 4 داخل هذا الرابط:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1343
وللتوضيح فقد نقلتُ عبارته بالمعنى اعتماداً على ذاكرتي، ومع ذلك لا أجد اختلافاً في التعبيرين، لأنهما صادران من نفس متعصبة متوترة متشنجة،
ولست أدري .. لعل ما وقع فيه (المنصور!) من عدل الله عزوجل!! فإن السيد أحمد صقر رحمه الله كان يقذف خصومه بأشد من ذلك - سامحه الله وغفر له وكفر عنه سيئاته -
والمنصور أرد أن يحذو حذوه ولكن هيهات ... أين الشجي من الخلي
ـ[الواحدي]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 01:44]ـ
بارك الله فيك أيها الواحدي
ونفعك الله ونفع بك ووفقك لما تحب وترضى ولا وكلك إلى نفسك
...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الأخ الأديب الفاضل: محبّ الأدب.
جوزيت خيرًا على الاهتمام والتفضل بالتعقيب ..
أمَّا ما خلعته عليَّ من أوصاف، وإنِّي لأرى نفسي دونها، فهو من حسن ظنِّك بأخيك ... ولعلَّه من "أدب المحب"، جرى على قلم "محب الأدب". (ابتسامة)
وقد شدَّني اختيارك لذلك البيت الشعريّ الخالد، فهو ينمّ عن أنّ مصطفيه ليس "محبًّا للأدب" فحسب، بل إنّ مقامه لأكبر من ذلك ... وإنْ كنتُ أراه ينطبق على عدد من إخواننا في هذا المجلس المبارك، من الذين وقفوا أنفسهم على العلم وأهله، جزاهم الله عنَّا خير الجزاء.
والبيت الأوّل يروى:
إذا سيِّدٌ منّا خلا قام سيِّدٌ
وبعضهم يرويه:
إذا سيّدٌ مِنّا مضى قام سيِّدٌ
وفي القصيدة أبيات هي من دُرَر الشعر ومطرِب الفخر ...
جزاك الله خيرًا، وجعلَنا أفضل ممّا يُظَنُّ بنا، وستَر ما لا يَعلمه غيرنا منّا، ورزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ـ[عبدالله المنسي]ــــــــ[18 - Jul-2009, صباحاً 02:51]ـ
الأخ الكريم عبد الله المنسي: انظر الرد رقم 2 ورقم 4 داخل هذا الرابط:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1343
وللتوضيح فقد نقلتُ عبارته بالمعنى اعتماداً على ذاكرتي، ومع ذلك لا أجد اختلافاً في التعبيرين، لأنهما صادران من نفس متعصبة متوترة متشنجة،
ولست أدري .. لعل ما وقع فيه (المنصور!) من عدل الله عزوجل!! فإن السيد أحمد صقر رحمه الله كان يقذف خصومه بأشد من ذلك - سامحه الله وغفر له وكفر عنه سيئاته -
والمنصور أرد أن يحذو حذوه ولكن هيهات ... أين الشجي من الخلي
أخي محب الأدب
دخلت هذا الرابط فوجدت المنصور يكتب:
وقد فعلَ هذا بعضُ مَن يُدَّعى أنه من كبار المحققين
وهناك فرق - كما تعلم وأعلم - بين أن يقول أحد:
أن السيد صقر رحمه الله يُدعى من كبار المحققين
وبين أن يقول:
أن السيد صقر م أدعياء التحقيق.
فالفرق واضح
ففي الأولى يدعى وينعت ويوصف بأنه من كبار المحققين
وفي الثانية أن من أدعياء التحقيق أي أنه يتمسح بالمحققين وليس منهم و (يتلزق) بهم وهو ليس من صفهم.
لذلك أجد أنك أخطأت في حق المنصور والإنصاف يقتضي أن تعتذر منه إزاء هذا الخطأ.
مثلاً أنا أقول أنك من أدعياء التحقيق , أو ممن يدعى من كبار المحققين ففي الأولى نفي للتحقيق وفي الثانية إثبات أنك محقق ونفي أنك من كبار المحققين والفرق جلي.
ولا تأخذك (حزازات النفوس) لأن تُخطئ كهذا الخطأ الجلي , فالإنصاف الذي ترجو من المنصور أن يتبعه لزم أن تأخذ بما أمرت به والسلام.
ـ[محب الأدب]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 08:33]ـ
هداك الله يا حبيبنا المنسي
أي جلي ... وأي خفي وأي تمسح وتلزق
الرجل يقول (قلة بصر) و (يُدَّعى) و (لم يفهم)
وتقول: لم ينف التحقيق وإنما نفى أنه من كبار محققين
المسألة يا صديقي أن هذا الرجل في بطنه شيء ولم يعرف كيف يتقيؤه
وأرجو ألا تكون أصابتك العدوى إياها!!!!
ويحاول أبو قصي أن يصيِّر كلامَه متنًا علميَّا، محكَم البناء، ضُبِطَت ألفاظه، ووُضع كلُّ واحد منها في موضعه؛ ثم يكتب عليه شرحًا إغريقيًّا، لاجئًا إلى المنطق والمناطقة ...
فلْنتركْ له المنطق المدَّعى، يستحوذ عليه كما استحوذ على الفهم.
ولْنحاول فهْم عبارته كما يفهمها أيُّ عربي سليم الذوق والذهن، بعيدًا عن السفسطة وأخلاطها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 10:34]ـ
كلام الأخ الواحدي إنشائي وليس فيه رد علمي وإنما سخرية واستهزاء
وأقول للأخ أبي قصي واصل بارك الله فيك، ولا يشغلنك المهرجون
ـ[عبدالله المنسي]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 01:34]ـ
محب الأدب
أنت قلت أن المنصور يقول: السيد صقر من أدعياء التحقيق.
ما معنى هذا؟
المعنى أن تُلزم المنصور بنفي صفة التحقيق جملة وتفصيلاً وإنما هو دعي!
أنا كقارئ بحثت عن هذه الجملة في أعطاف كلامه فلم أجد هذه العبارة التي نسبتها إليه.
ثم لما طلبتك أن تأتي بها قلت أنه قال يُدَّعى ولم يفهم وقلة بصر
وأنا لم أناقشك في هذه الجُمل وإنما أريد هذه الكلمة (أن السيد صقر من أدعياء التحقيق) يعني ليس بمحقق ولكن يدعي هذا إدعاء.
وكما قلت لك أخي الفاضل العزيز لا تأخذك حزازات النفوس فتستمر في خطلك , ولا تأخذك العزة بالإثم فلا تتراجع عن قولٍ أخطأت به , فإن رجوعك إلى الحق أدعى أن يحترمك قراؤك , وأوفق للحق.
ولتعلم أيها الأخ الحبيب أن المنصور أخطأ في بعض كلامه والواحدي أخطأ في بعض كلامه وليس هذا سبيلنا وإنما سبيلي أن تثبت هذه العبارة (السيد صقر من أدعياء التحقيق) لأنك لو أثبت هذه لما بقي للمنصور شيء يسمع ولا رأي يؤخذ به , ولغسلنا اليد مما يكتب ... ولكن أثبتها؟
أليس هو قائلها؟
إذن أثبتها.
وقيت وبوركت.
وبعد
فإنني أشكرك جزيل الشكر على ذلك المُجلدين الذين أخرجتهما للعلامة السيد أحمد صقر -رحمه الله - فقد سددت بهِ فُرجة لم تزل شاغرة منذ أن توفاه الله.
فلا يسعنا إلا أن نشكر جزيل الشكر.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 06:19]ـ
كلام الأخ الواحدي إنشائي وليس فيه رد علمي وإنما سخرية واستهزاء
وأقول للأخ أبي قصي واصل بارك الله فيك، ولا يشغلنك المهرجون
وفيك بارك الله.
وأنا مواصل إن شاء الله ما ابتدأتُ، آخذًا بقول أبي محمد ابن حزم رحمه الله: (ولا تلتفت إلى أهل الشَّغْب؛ فإن مثل هؤلاء إنما يجرون مجرى المضحكين لسخفاء الملوك، والملهين بضعفاء المطاعين، وليسوا من أهل الحقائق أصلاً؛ فلا تعبأ بهم شيئًا).
وقوله:
(واحذر كلّ من لا ينصف، وكل من لا يفهم، ولا تكلّم إلا من ترجو إنصافه، وفهمه).
ولولا أنَّ هذا الذي أنا فيه شيءٌ اضطرِرت إليه، لرجعتُ عنه؛ فقد ظهرَ لي ما يوجِب الحذرَ الذي أمرَ به ابن حزمٍ!
أما الثانية، فهذه:
قوله: "غير مستقصٍ، ولا مستوعب": إخبار. وهو يحتمل الصدق والكذب. وما كان كذلك، لا يبنى عليه في ذاته، بل يبنى على دلالته.
صورة مع التحية إلى أهل البلاغة، والمنطق، والأصول، وكلِّ عاقل!
وأما الأولى، فهذه:
ولأن أكون مخطئًا في تجهيله، أحبُّ إليَّ من تجهيلهم هم بالباطل
صورة مع التحية إلى كل منصف.
حكي أن أبا علي الفارسي دخل على واحد من المتسمين بالعلم، فإذا بين يديه جزء مكتوب فيه: " قايل " منقوط بنقطتين من تحت، فقال له أبو علي: هذا خط من؟ قال: خطي. فالتفت إلى أصحابه كالمغضب، وقال: قد أضعنا خطواتنا في زيارة مثله، وخرج من ساعته.
ورحمَ الله أهلَ العِلْم، وخاصَّةً أبا حنيفةَ!
ويقول الأخ:
فلْنتركْ له المنطق المدَّعى ...
ولْنحاول فهْم عبارته كما يفهمها أيُّ عربي سليم الذوق والذهن
وأقول:
وأنا أترك له فهمَ العجائزِ الذي أسلمَه إلى الكلامِ السابقِ!
وأنا لا أحبُّ أن أضيِّق على الأخ، وأضطرَّه إلى ما يكره؛ فأكلِّفَه من أمرِه عسرًا، وأحملَه على أن يفهمَ ما لا يستطيعُ فهمه، ويحاوِر في ما لا يحسِنُه!
فهو وما أرادَ.
وإذن، ننتقل إلى المسألة الثانية.
(الردود من الآنَ ستكون موجَّهةً للقراء الكرام)
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 06:37]ـ
المسألة الثانية:
(بالمتنزَّل) هل فتح الزاي فيها من عمَل المحقِّق؟
قال السيد صقر يردُّ على الشيخ أحمد شاكر:
(قال امرؤ القيس يصِف فرسًا:
كميت يزِل اللِّبدُ عن حال متنِه ... كما زلَّتِ الصفواءُ بالمتنزَّلِ
والصواب: (بالمتنزِّل) كما جاء في شرح المعلقات للتبريزي ص 41، والديوان 133) ا. هـ.
فقلتُ في أصل الموضوعِ:
(يُتْبَعُ)
(/)
(هذه الرِّواية التي خطَّأها روايةٌ ثابتةٌ صحيحةٌ رواها ابنُ قتيبةَ (ت 276 هـ) نفسُه في «كتاب المعاني الكبير 1/ 146»، ورواها أيضًا شيخُه أبو حاتمٍ السجستانيُّ (ت 255 هـ) في «المذكر والمؤنث 161»، وأبو منصور الأزهريُّ (ت 370 هـ) في «تهذيب اللغة 12/ 249». ويبعُد أن تكونَ مصحَّفةً في جميعِ هذه الكتبِ.
فهذا ما بلغَنا من الرِّوايةِ في ضبط هذه الكلمة. وهي صحيحةٌ في اللغةِ؛ فقد وردَ في المعاجمِ أن (تنزَّلَه) مثلُ (نزَّله)؛ فـ (المتنزَّل) إذن بمعنى (المنزَّل)؛ وهو المطرُ).
فقال الأخ الكريم:
(إحالتك على المصادر التي ذكرتَها لا تستقيم إلا إذا كان فيها ما يشير تلميحًا أو تصريحًا إلى ضبط "المتنزّل" بفتح الزاي. وفرقٌ بين الاستناد إلى المصدر، والاستناد إلى ضبط محقِّقه).
# والردُّ عليه:
-كانت حُجَّتي في إثباتِ صِحَّة (المتنزَّل) بالفتح هي ورودَها في بعضِ كتبِ أهلِ العِلْم المتقدِّمين مضبوطةً هذا الضبطَ. ومنها:
1 - «المذكَّر والمؤنَّث 161» لأبي حاتم السجستانيِّ (ت 255 هـ)، تح حاتم الضامن.
2 - «المعاني الكبير 1/ 146» لابن قتيبةَ (ت 276 هـ)، تص عبد الرحمن اليماني.
3 - «تهذيب اللغة 12/ 249» لأبي منصور الأزهريِّ (ت 370 هـ)، تح أحمد البردوني، ومراجعة علي البجاوي.
وزدْ عليها من كتبِ مَن بعدَهم:
4 - «مجمل اللغة 1/ 535» لابن فارس (ت 395 هـ)، تح زهير سلطان.
5 - «رسالة الغفران 540» لأبي العلاء المعرِّي (ت 449 هـ)، تح عائشة بنت عبد الرحمن " بنت الشاطئ ".
6 - «لسان العرب» لابن منظور (ت 711 هـ)، مادة (ص ف ا)، ط بولاق التي اعتمدَ فيها على نسخة بخطِّ ابن منظور نفسِه، وط صادر، وذكرَ في الهامش: (وفي رواية أخرى: " والمتنزِّل " بدلَ " والمتنزَّل ").
7 - «تاج العروس» للزَّبيديِّ (ت 1205 هـ)، مادة (ص ف و)، تح عبد الصبور شاهين، ومراجعة محمد حماسة عبد اللطيف.
وغيرَها.
-وكانت حجَّة الأخ الكريم أنَّ الاعتماد على الضبط لا يستقيمُ، ما لم يكن في هذه الكتب تصريحٌ، أو تلميحٌ.
والعلَّة التي منعَ بها ذلك هي أنَّ هذا الضبطَ من عمَل المحقِّقِ.
هكذا قالَ الأخ.
* وهذا قولٌ مردودٌ من خمسة وجوهٍ:
1 - أنَّه يَلزَمُ من ذلك إبطالُ الاحتجاجِ بأكثر معجماتِ العربيَّة، ودواوينِها، وسائرِ كتبِها؛ إذْ ليس فيها تصريحٌ، أو تلميحٌ بالضبطِ. وفي هذا من الفسادِ ما لا يخفَى على عاقلٍ.
2 - أنَّه يبطُلُ أوَّلَ ما يبطلُ الاحتجاجُ بـ (المتنزِّل) بالكسرِ، لأنَّ المؤلِّفَ أيضًا لم يصرِّح بكسرِها، ولم يُلمِّح.
3 - أنَّ هذا مخالِفٌ للمنطقِ القاضي بأنَّ المحقِّقين يختلفونَ جودةً، ورداءةً، وبأنَّ مواضعَ الضبطِ تختلِفُ أيضًا قوَّةً، وضعفًا.
4 - أنَّ هناكَ ما يدُلُّ على أنَّ ضبطَها بالفتحِ في «الشعر والشعراء» ليس من صنعِ الشيخ أحمد شاكر؛ وإنما اعتمدَ فيه على النُّسَخِ المخطوطة، أو نُسخةٍ منها. وذلكَ أنَّه لم يأخذ بإنكارِ السيد صقرٍ للفتحِ في الطبعة الثانية. ولو كان هذا من اجتهادِه، أو كانَ خطأ مطبعيًّا، لرجعَ عنه؛ ولا سيَّما بعدَ أن ذكرَ له السيد صقر ما هو مُثبَتٌ في «الديوانِ»، و «شرح المعلقات العشرِ»؛ وهو لا شَكَّ الأعرفُ.
5 - أنَّ روايةَ الكسرِ أشهرُ من روايةِ الفتحِ، وهي المثبتةُ في «شرح القصائد السبع»، و «شرح المعلقات العشر»، و «الديوان»؛ فكيفَ يتفقُ طائفةٌ من المحقِّقين على ضَبطِ هذا الحرفِ بالفتحِ معَ أن الكسرَ أشهرُ؟
فمقتضَى هذا:
أن يكونَ المتأخِّر منهم يأخذ ضبطَه لهذا الحرف عن المتقدِّم. وهذا بعيدٌ جدًّا، لأنَّ الكتبَ التي وردت فيها هذه الكلمةُ بالفتحِ ليست أصولاً يُرجَع إليها في روايةِ معلَّقة امرئ القيس؛ وإنما العادةُ أن يرجِعَ المحقِّق في ضبطِ أبياتِها إلى شروح المعلقاتِ، أو الديوان.
خلاصة المسألة:
خطَّأ السيِّد صقرٌ رِوايةَ (المتنزَّل) بالفتحِ، فرددتُّ عليه تخطئتَه، وذكرتُ عدةَ مصادرَ ضُبِطت فيها الكلمةُ بالفتحِ، فاعترضَ الأخ على هذا بأنَّه استنادٌ إلى ضبطِ المحقِّقِ، وليس ثَمَّ تصريحٌ، أو تلميحٌ من المؤلِّفِ بالفتحِ، فرددتُّ عليه مبيِّنًا فسادَ هذا القولِ، ومستدِلاًّ على أنَّ الشيخَ شاكرًا، وغيرَه لم يضبطوها هذا الضبطَ إلا اعتمادًا على النسخِ الخطيَّة التي عندَهم.
=وإذن، تبطلُ هذه الضلالاتُ التي تَردَّى فيها الأخُ، ويثبتُ أنَّ السيِّد صقرًا أخطأ في هذا كما يخطئ من هو أعلمُ منه؛ فالدفاعُ عنه بعد هذا مغالطةٌ، وخيانةٌ للعِلْمِ.
* وسيُلحَق بهذه المسألة مزيدُ تفصيلٍ إن شاء الله.
ملحوظة:
لن أردَّ بعد هذا إلا على الكلام العلمي المؤصَّل، معرِضًا عن كلِّ ما سوى ذلك من اللَّغوِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[19 - Jul-2009, صباحاً 09:10]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذا جيِّد منك، أبا قصي!
وهذا هو الذي كان ينبغي أن تشرع فيه منذ المشاركة رقم 5 من موضوعنا هذا.
وأعني بالجودة المنهجَ لا المضمون، بما أنّنا قد نختلف في الثاني ...
فأنت الآن تفسِّر وتبرِّر تعقيباتك؛ وهذا هو المطلوب.
أتركك إذن تتولّى تحرير ما كان ينبغي تحريره منذ البداية. ثم إذا اتستوفيت كافّة تعقيباتك، عقَّبتُ عليها بإذن الله.
والله ولِيُّ التوفيق.
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 03:39]ـ
=وإذن، تبطلُ هذه الضلالاتُ التي تَردَّى فيها الأخُ، ويثبتُ أنَّ السيِّد صقرًا أخطأ في هذا كما يخطئ من هو أعلمُ منه؛ فالدفاعُ عنه بعد هذا مغالطةٌ، وخيانةٌ للعِلْمِ.
......................
أبا قصي
ليهنأك هذا الكلام العلمي المؤصَّل، المار باللغو مر الكرام ...
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 01:01]ـ
عودٌ إلى مسألة «المتنزل»
لم أكد أفرُغ من القول في المسألة السابقة، حتى تأوَّبني رَسٌّ كرسِّ أخي الحُمَّى، وظَِلتُ في رِيبةٍ لا تنقضي، وحَيرةٍ لا ترِيمُ؛ فقد رأيتُ أني لم أعطِ المسألة حقَّها من البحث، والنظر، وتبيَّن لي أنَّ الأمرَ أعظمُ مما كنتُ أظنُّ؛ فأزمعتُ أن أرجعَ إليها بنظرٍ آخَرَ غيرَ مبالٍ أيَّ سبيلٍ سلكَني، ولا إلى أيِّ غايةٍ أسلَمَني؛ فالعلماء الذين علَّمونا أن ننقدَ من نشاء، وعلَّمونا أن نقسوَ أحيانًا، هم الذين علَّمونا ألا يكونَ لنا مطلبٌ دونَ الحقِّ، وهم الذين أدَّبونا بأدبِ العَدْلِ، والإنصافِ.
فطفِقتُ أراجعُ العشراتِ من كتبِ العربيَّة، بل المئاتِ، حتى خُيِّلَ إليَّ أني أحطتُّ بجميعِ المواضع التي وردتْ فيها هذه الرِّوايةُ؛ ولكن لم يشفِ غُلَّتي هذا الضبطُ؛ إذ لم ينصَّ عليه أحدٌ من العلماء، معَ حرصِهم على إثباتِ الفروقِ، وفكِّ المشكلاتِ؛ فهذا أبو أحمدَ العسكريُّ – وهو الذي لم يكد يفِيت شيئًا من معلَّقة امرئ القيسِ مما يجوزُ عليه التصحيف - عرَض لأبياتٍ من المعلَّقة يخطِئ فيها الناسُ في كتابه «شرح ما يقع فيه التصحيف» فبيَّن الصوابَ فيها، كتنبيهه على همزِ (مأسلِ)، وتخفيفِ (نضت)، وفتح الصاد، وكسرها في (صَِراية)، وفتح الباء في (بعد)، وضمها، ولم يعُج على (المتنزل).
وهذا أبو سعيدٍ السكَّريُّ، وأبو بكرٍ الأنباريُّ، وأبو جعفرٍ النحاسُ، وهم القامةُ على معلقة امرئ القيس، المهَرة بها، ومنهم – وهو أبو سعيدٍ – من سمِعَها من تلاميذِ الأصمعيِّ، كأبي حاتمٍ، وأبي إسحاقَ الزيِّاديِّ، لم يعرِضوا للفتحِ البتةَ.
وهذا أبو عليٍّ القالي – وهو تلميذُ ابن دريد، وأبي بكرٍ الأنباريِّ، وغيرِهما – أوردَ هذا البيتَ مرَّتينِ في كتابه «المقصور والممدود»، ولم يُشِر إلى ما يَدُلّ على الفتحِ.
وهذا أبو محمد بن بري – وهو المحقِّق، الناقد – مرَّ بهذه الرِّواية في حاشيته على «الصحاح»، وحاشيته على «درة الغواص» كمرِّ الرائح المتحلّب؛ لم يُعقِّب عليها بشيءٍ.
وهذا عبد القادرِ البغداديُّ – وهو مَن هو سعةَ اطِّلاعٍ، ومعرِفةٍ – أوردَ البيتَ الذي فيه ذِكْرُ (المتنزل) في «خزانة الأدب»، ثم نصَّ على أنَّها اسمُ فاعلٍ، ولم يذكر روايةَ الفتح، ولو مخطِّئًا.
وفزِعتُ إلى أسفار أهلِ العلْمِ دقيقِها، وجليلِها، أفتِّشُ فيها، وأستنطقُها؛ عسى أن أظفرَ منها بنصٍّ صريحٍ، أو يُشبِه الصريحَ، أجلو به هذه الحَيرةَ التي تكنفتني، والغموضَ الذي تلبَّسَ هذه الرِّوايةَ؛ ولكنْ لم أظفر بشيءٍ.
ونعم! هذه حججٌ ظنِّيَّة لا تقضي بإبطالِ الرِّوايةِ، أو ما يُحتمَل أن يكون روايةً؛ ولكنَّها لا تزال تُلِحّ على ذهن الباحث، وتُدخِل عليه الارتيابَ، والشكَّ في ما انتهَى إليه، حتى يعاوِد النظرَ فيه.
+ ثم قلتُ:
وما تُنكِر أن تكونَ هذه رِوايةً غير مشهورةٍ مرَّت من طريقٍ غيرِ طريقِ رُواةِ المعلَّقاتِ، وصُنَّاع الدواوينِ؟
أفيجِبُ أن يَّعلمَ هؤلاءِ بكلِّ روايةٍِ سمِعَها الرَّعيلُ الأوَّلُ من العلماء عن العربِ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
+ ثم رمَيتُ ببصري إلى الجانب المناوِحِ، فوجدتُّ رِوايةَ الفتحِ ثابتةً في جملةٍ من مصادرِ العربيَّة تباعِدُ بادئَ الرأيِ مظِنَّة تصرُّف المحقِّقين.
فهي ثابتةٌ من كتب اللغة في «المذكر والمؤنث»، وفي «تهذيب اللغة»، وفي «مجمل اللغة»، وفي «حاشية ابن بري على درة الغواص»، وفي «لسان العرب»، وفي «تاج العروس»، ومن كتب الأدبِ في «المعاني الكبير»، وفي «الشعر والشعراء»، وفي «رسالة الغفران»، وفي «جواب اعتراضات ابن العربي» لابن السِّيد البطليوسي.
= وقد يكونُ وجودُها في هذه الكتب، وأزيدَ منها، غيرَ ذي بالٍ، لولا أنَّها جاءت منتظمةً على وجهٍ يُوهِم أنَّها رِوايةُ الأصمعيِّ؛ فالفتحُ الذي في «التهذيب» إنما جاء في سياقِ كلامٍ نقلَه عن أبي عبيدٍ؛ وأبو عبيدٍ إنما ذكرَه في «الغريب المصنَّف» عنِ الأصمعيِّ؛ فإذا راجعنا «الغريب المصنَّف» الذي حقَّقه العبيديُّ، وجدنا الرِّوايةَ فيه بالكسر، لا بالفتحِ؛ ولكنْ يَردُّنا إلى الحَيرةِ الأولَى أنَّ كلامَ الأصمعيِّ هذا نقلَه ابنُ فارسٍ في «المجمَل»، وضبطَ المحقِّقُ الراء بالفتحِ، وأحالَ في الحاشية على «الغريب المصنف»؛ فإذا نظرنا في ثبَت المراجعِ، وجدناه رجعَ إلى مخطوطةِ المتحفِ العراقيِّ؛ وهي مخطوطةٌ لم يعتمد عليها العبيديُّ في طبعتِه للكتابِ.
فهل كانت الراءُ مضبوطةً بالفتح في تلكَ المخطوطة، وعليها اعتمدَ المحقِّق، وأبو منصورٍ أيضًا، أم اعتمدَ المُحقِّق في الضبطِ على مخطوطاتِ «المجمَل» نفسِها؟ أم كانت الراءُ في مخطوطة «الغريب»، و «المجمل» غيرَ مضبوطة؛ فضبطَها استنادًا إلى «اللسان»؟
لا ندري.
وإذن، نقف هنا، حتى نراجعَ هذه القضيةَ عمَّا قليلٍ.
= وأمرٌ آخَرُ يوهِمُنا أنها رِواية الأصمعيِّ؛ وهو ورودُها بالفتحِ في «المذكر والمؤنث» لأبي حاتمٍ؛ وأبو حاتمٍ من كبار تلاميذ الأصمعيِّ، وكثيرٌ من علمِه مأخوذٌ عنه.
= وزادَ هذه القضيةَ تعقيدًا أنَّها وردت أيضًا في كتابين لتلميذ أبي حاتمٍ؛ وهو ابنُ قتيبةَ؛ وذلكَ في «الشعر والشعراء»، و «المعاني الكبير».
فهل نعُدُّ هذا دَليلاً على صِحَّة الفتح، وأنَّه تلقَّاها عن الأصمعيِّ أبو عبيدٍ، وأبو حاتمٍ، ثم تلقَّاها عن أبي عبيدٍ نقلاً من كتابِه أبو منصورٍ الأزهريّ، وابن فارسٍ، وتلقَّاها عن أبي حاتمٍ سماعًا تلميذُه ابنُ قتيبةَ، أم نعدُّه من المصادفاتِ النادرة التي أوقعَنا فيها خطأ النُسَّاخِ، أو المحقِّقين؟
= ولكن إذا رجعنا إلى كتاب «المذكر والمؤنث» بتحقيقِ عزة حسن، وجدناه ضبطَ الراءَ بالكسرِ، لا بالفتحِ، خلافًا لحاتم الضامن في تحقيقه. وليس هذا العجبَ؛ وإنما العجَب أنهما اعتمدا على نسخةٍ واحدةٍ.
= وممَّا يزيدُني حَيرةً أنَّ الضامنَ أحالَ عند ورود البيت إلى «ديوان امرئ القيس» الذي حقَّقه محمد أبو الفضل إبراهيم؛ وهو مضبوطٌ فيهِ بالكسرِ، لا بالفتحِ!
فما الذي حملَه على أن يصِرَّ على الفتحِ معَ علمِه أنها بالديوانِ مضبوطةٌ بالكسرِ؟
أفكانت مضبوطةً في المخطوطةِ بالفتحِ؟
فإن كانَ هذا، فلِمَ اختارَ عزة حسن الكسرَ؟
أكان هذا مخالفةً منه لما في النسخةِ؟ أم كانت الراء غيرَ مضبوطةٍ في النسخةِ؛ فاجتهدَ كلٌّ منهما؛ فاختارَ ما يراهُ صوابًا.
فإن كان هذا، فلِمَ تركَ الضامن رِوايةَ الديوانِ؟
لا ندري.
وإذن، نقف هنا كما وقفنا آنفًا، حتى نراجعَ هذه القضيةَ عما قليلٍ.
= وإذا رجعنا إلى «الشعر والشعراء»، وجدنا الشيخَ شاكرًا ضبطَها بالفتحِ. وقد ذكرت في الردِّ السابقِ أنَّه رجعَ إلى نُسخٍ خطيَّة. وهو خطأ؛ وإنما اعتمدَ على طبعة (ليدن). وقد رجعتُ إلى طبعة (ليدن)، فألفيتها مضبوطةً بالفتحِ. وقد أحالَ الشيخ عند ورود البيت في الحاشية على «اللسان». وظاهرٌ جدًّا أنَّه اعتمدَ في هذا الضبط عليهما، أو على أحدِهما، أعني «اللسان»، وطبعة ليدن. فلا يبقَى في هذا مستمسَك.
ولكن على أيِّ شيءٍ اعتمدَ دي غوية؟
أكان اعتمدَ على نسخةٍِ خطَّيَّة؟ أم اعتمد على «اللسان».
لا ندري.
وإذن، نقف هنا كما وقفنا آنفًا، حتى نراجعَ هذه القضيةَ عما قليلٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
= وإذا رجعنا إلى «المعاني الكبير»، رأينا مصحِّحه اعتمد على نسخةٍ كُتبت في زمنٍ متأخِّرٍ. وهي نُسخة مشحونةٌ بالأغلاطِ، والتصحيفاتِ، يَظهر أنها غيرُ مضبوطةٍ؛ فلعلَّ فتحَ الراء فيها من عملِ المستشرق كرنكو، أو اليماني؛ تلقيَاه عن «اللسان».
+ وأما سائِر الكتب التي وردَ فيها الفتحُ، فليست ممَّا يُحتجّ به، لأنَّ أصحابَها لم يكونوا من أهلِ الرِّوايةِ، ولا شافهوا العربَ. وأنا أذكرُها معَ ذلك مبيِّنًا ما فيها.
= فأما «تاج العروس»، فالضبطُ فيه بلا شكٍّ من عمَل المحقِّقِ، اعتمدَ فيه على «اللِّسان». وذلك أنَّ الكتابَ أصلاً لم يضبِطه مؤلِّفه الزَّبيديُّ بالشكل عندما ألَّفَه. وفي آخرِ الكلامِ الذي نقلَه تصحيفٌ؛ إذ ذكرَ (عن أبي عبيدة). والصواب (عن أبي عبيد).
= وأما «لسان العرب»، فلا ندري أكانت الراء مضبوطةً بالفتح في النسخة التي اعتمدَ عليها مصحِّح طبعة بولاق؟ أم اعتمدَ في ضبطِها على «تهذيب اللغة»؟ لأنَّ الذي في «اللسان» منقولٌ عن «التهذيب» بنصِّه.
وهذا نصُّ «اللسان»:
(الأصمعيُّ: الصَّفواء، والصفوان، والصفا، مقصور، كلُّه واحدٌ. وأنشد لامرئ القيس:
كميتٌ يزِلّ اللِّبدُ عن حالِ متنِه ... كما زلَّت الصفواء بالمتنزَّلِ).
ثم ذكرَ بعقِبه:
(ابن السكيت: الصفا: العريض من الحِجارة الأملس).
وهذا نصُّ «التهذيب»:
(أبو عبيدٍ عن الأصمعي: الصفواء، والصفوان، والصفا، مقصور، كلُّه واحد. وأنشدَ:
... كما زلَّت الصفواءُ بالمتنزَّلِ ...
الحراني عن ابن السكيت قال: الصفا: العريض من الحجارة الأملس ... ).
فقد رأيتَ أن ابنَ منظور نقلَ كلامَ أبي منصورٍ بنصِّه، لم يزِد فيه إلا نسبة البيت لامرئ القيس، وذكْرَ صدرِه، وحذْفَ اسم أبي عَبيدٍ.
وأيُّ ذلك كان، فهو يعيدُنا ولا بُدَّ إلى «التهذيبِ». وهي مضبوطةٌ فيه في النسخة المحقَّقةِ بالفتحِ!
فهل كانَ ضبطُها بالفتحِ من فِعل أبي منصورٍ، أم كان من فعلِ المحقِّق، أخذَه من «اللسان».
فإن كان من فِعْل المحقِّق، فعلى أيِّ شيءٍ اعتمدَ مصحِّح بولاق في الضبطِ بالفتح؟
وسواءٌ كان هذا، أم ذاك، فهو يردُّنا إلى «الغريب المصنف» كما تقدَّمَ.
= وأما «جواب اعتراضات ابن العربي» لابن السِّيد البطليوسيِّ، فقد ضبطَها المحقِّق بالفتحِ!
ولكنَّ هذه الرسالةَ التي حقَّقها خرجت من قبل باسم «الانتصار ممن عدل عن الاستبصار»؛ أخرجَها محقِّق آخرُ؛ فلم يضبطها بشيءٍ مع اعتمادِه على أكثر من نسخةٍ.
= وأما «رسالة الغفران»، فقد اعتمدت المحقِّقة فيها على عِدَّة نسَخٍ؛ ولكنا لا ندري، أكانَ اعتمادُها في الفتح عليها، أم على مصدرٍ آخَرَ.
= ومثلُ ذلك «حاشية ابن بري على درة الغواص».
وحتى لو كانت الراءُ مضبوطةً في النسخ الخطيَّة لهذا الكتابِ، والكتابين اللذين قبلَه بالفتحِ، فلا حُجَّة فيها، لتأخُّرِها.
+ وقد انتهينا من هذا كلِّه إلى أن نحصرَ احتمالاتِ ثبوتِ الضبطِ بالفتحِ في أربعةِ كتبٍ من كتبِ المتقدِّمين التي يصِحّ الاحتجاجُ برواياتِها، داخلَنا فيها الشَكُّ، لوجود سبِبه؛ فلم نرَد بدًّا من الرجوعِ إلى مخطوطاتِها؛ وهي:
1 - مخطوطة «الغريب المصنف» المحفوظة في مكتبة المتحف العراقي برقم 1628.
2 - مخطوطة «المذكر والمؤنث» لأبي حاتم السجستاني. وهي نسخةٌ قديمةٌ، كُتبت بخطٍّ واضحٍ، مضبوطٍ بالشكل، مقابلةٌ على الأصل عام 386 هـ. وهي محفوظة في مكتبة يوسف آغا بقونية في تركيا، ضمن مجموع رقمه 295.
3 - مخطوطة «الشعر والشعراء». ولها عدَّةُ نسخٍ موجودة في مصر، وسوريةَ، والهند، وغيرها.
- فإن ثبتَ الفتحُ في مخطوطتين صحيحتيِ الضبط، لكتابين مختلفين، فأكثرَ، كان هذا كافيًا في إثبات صحَّتِه.
- وإن ثبت في مخطوطة واحدة، فالحُكْم أنه من خطأ النسَّاخِ، لمخالفتِه الأدلَّةَ الظنيَّةَ الكثيرةَ.
- وإن لم يثبت في شيءٍ من ذلك، فلا ريبَ في بطلانِه، وأنَّه جميعَه راجعٌ إلى خطأ وقعَ فيه مصحِّح طبعة بولاقٍ تلقَّفَه عنه غيرُه، ربَّما ابتدأه من لدنه، وربَّما استندَ فيه إلى «التهذيب» إن كانت الراءُ مضبوطةً في إحدى مخطوطاته بالفتحِ، ويكونُ الخطأ راجعًا إلى نُسخة «التهذيب». ويُنظر في هذا نسخة «اللسان» المحفوظة في دار الكتب المصرية برقم (46 لغة). ولا أدري أهي النسخة الثانية التي اعتمد عليها مصحِّح بولاق، أم نسخةٌ أخرى. كما يُنظر في مخطوطات «التهذيب» المفرَّقة في العالم (راجع: مقدمة «تهذيب اللغة»).
+ وهذا لا يعني تركَ الاحتجاج بضبط المحقِّق مطلقًا؛ وإنما الأصل أن يُحتجَّ به إذا كان ثِقةً، عالمًا، حتى يقعَ الشكّ فيه، أو يقومَ الدليلُ على خلافِه.
+ وأرجو ممَّن يستطيع من القرَّاء الكرامِ الاطِّلاعَ على بعضِ هذه المخطوطاتِ، وتصويرَ موضعِ الخلافِ منها، ألا يبخَل علينا بذلك، وله منا الشكرُ واصِبًا.
هذا، والله تعالَى أعلمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 05:03]ـ
تصحيح:
احتمالاتِ ثبوتِ الضبطِ بالفتحِ في أربعةِ كتبٍ من كتبِ المتقدِّمين
لوجود سبِبه
الصواب:
... ثلاثة كتب ...
لوجود سببِه
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 06:29]ـ
زادك الله علمًا وأدبًا وإنصافًا، جزاكم الله خيرًا، ونفع الله بكم وبعلمكم
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 07:27]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذه توضيحات تتعلَّق بالاختلاف الواقع في ضبط "بالمُتَنَزِّلِ" من بيت امرئ القيس:
** أوّلاً: يتجلّى أنّ "السيد صقر"، رحمه الله، بريء من تهمة "نفي الروايات". وإذا أردنا تمحيص ضبط بيت من أبيات المعلَّقات أو فهمه، فإننا نرجع –أوّلَ ما نرجع- إلى شرَّاحها، لأنَّهم الأدق ضبطًا لرواياتها والأكثر فهمًا لها، بحكم اعتنائهم بها. وهذا ما فعله السيِّد.
** ثانيًا: شرَّاح المعلّقة وديوان امرئ القيس مجمعون على ضبط الزاي بالكسر، وهذا الضبط لم نستخلصه من ضبط المحقِّقين، بل من شرح الشارحين، وهو أقوى دلالة.
** ثالِثًا: في "طبقات فحول الشعراء" (ج1، ص84 - 85) ضبط العلاَّمة محمود شاكر الكلمةَ بكسر الزاي. وهو محقِّق، ولُغويّ، وشاعر، وناقد. وفي الهامش قال: "والمتنزل: الذي ينزل عليها متجشما حذرا". ثم: "كالنازل على الصخرة الملساء، ينزلق مرَّةً هنا ومرة هنا ويتماسك". وأخوه أبو الأشبال ضبط نفس الكلمة بفتح الزاي استنادًا إلى "اللسان". وملازمة أبي فهر للسان العرب مشهورة الخبر .. لكن ترجَّح لديه أنَّ الكسر هو الذي به يتوجَّه معنى به البيت، لا الفتح.
وفي تحقيقهما لتفسير الطبري، تجدهما ضبطا "بالمتنزّل" بكسر الزاي. وفي الهامش تقرأ: "والمتنزّل الذي ينزل عليها فيزلق عنها".
** رابعًا: يبدو أنَّ معظم المحقِّقين الذين ضبطوا "بالمتنزّل" بفتح الزَّاي اعتمدوا على ضبط "اللسان". وضبْطُ "اللسان" كضبط اليَدِ ... يقع له أن يزلّ كما زلّت الصفواء بالمتنزِّل. ومن حقَّق "التهذيب" اعتمد أيضًا على ضبط محقِّقي "اللسان"، لأنهم اعتمدوه مرجعًا للتصويب في عدَّة مواضع. ولهذا تجد بعضهم يضبط الكلمة بفتح الزاي، انضباطًا بما ضبطه محقِّقوه؛ ثم إذا راح يشرح البيت، شرحه بما يفيد كسر الزاي!
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 07:30]ـ
( ... تابع)
** خامسًا: حكاية المخطوطات المضبوطة بالشَّكْل: لا دليل عليها. ولو كانت كذلك، لأشار إليها المحققون في مقدماتهم. بل حتى لو كانت كذلك، لظلّ الشك حولها قائمًا إلى أن يتمّ إثبات صحة إسناد ضبطها إلى المؤلِّف. بل لو ثبت ذلك، لظل خطأ النُّسَّاخ واردًا. وهذه بعض الأمثلة المتعلِّقة بموضوعنا ومصادره:
1_ في "التهذيب" (ج12، ص252)، أي بعد صفحتين من الموضع الذي ضبط فيه المحقق "بالمتنزّل" بفتح الزاي! نقرأ هذا البيت:
"كأنَّهُمُ صَابَتْ عَلَيْهِمْ سَحَابَةٌ --- صَواعِقُها لَطَيْرِهِنَّ ذَبِيبُ"
وفي الهامش المتعلّق بهذا البيت: "وفي "اللسان": دبيب، بالدال المهملة." ولم يقل: "هو تحريف" كما هو دأبه في تصويب الأخطاء البيِّنة!
فهل نعتبر ضبطه لـ "لطيرهن" بفتح اللام روايةً؟ مع أنَّها خطأ مطبعي واضح! وما الذي يجعلنا نجزم بأنّ فتح الزاي من "بالمتنزّل" في اللسان ليس خطأ مطبعيًّا؟
وهل نتخذ من "ذبيب" رواية تعتمد؟ ونخترع لفظًا جديدًا لا وجود له، لأنَّ أحد النُّسَّاخ لم يجفِّف قلمه جيِّدًا، أو لأنَّ المحقِّق وهم في ضبط الكلمة!
والبيت في "المفضّليّات"، وتفسير الطبري (قوله تعالى: "أو كَصَيِّبٍ من السَّماء")، و"البحر المحيط" (قوله تعالى: "وبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ")، وفيها جميعًا "دبيب" بالدال المهملة.
2 _ في التهذيب أيضًا (التهذيب، ج12، ص257)، أي: بعد 8 صفحات من الموضع الذي ضبط فيه المحقق "بالمتنزّل" بفتح الزاي! نقرأ:
"يقال: صَبَأْتُ على القَوْم صَبْأٌ وصَبَعْتُ"
فهل هذا خطأ مطبعي؟ أم سنعتبره ضبطًا من المحقق ونؤسِّس عليه وجهًا من وجوه الفهم؟ أو نسلِّم أنَّ المخطوط جاء مضبوطًا بهذا الشكل، فنتخذه قاعدة؟!
3_ في "التهذيب" دائمًا (ج12، ص258)، أي: بعد 8 صفحات من الموضع الذي ضبط فيه المحقق "بالمتنزّل" بفتح الزاي! نقرأ هذا البيت:
"فلا تعجْل علَيَّ ولا تَبُصني --- ودالِكْني فإنِّي ذو دلالِ"
ثم نقرأ في الهامش: "في د، م: "ذو دلاك"، والتصويب عن اللسان مادتي بوص ودلك"!!
لكن!
لكن، في ج10، ص118 من الكتاب نفسه (مادة دلك) نجد:
"فلا تَعْجَلْ علَيَّ ولا تَبُصني --- ودالِكْني فإنِّي ذو دِلاكِ"!!
وفي الهامش نقرأ: "البيت في: ل/دلك، بوص بدون نسبة، وفيه: دلال بلام أخيرة مع فتح الدال"!!
والجزء العاشر حقَّقه: علي حسن هلالي، والثاني عشر حقَّقه: أحمد البردوني. وهذا الوهم يتقاسمان مسؤوليته، لأنّه كان يُفترَض أن يطّلع كُلٌّ منهما على عمل الآخر. لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المشرف على المراجعة: محمد علي النجار، وكذا مَن وضع فهارس الكتاب ...
والدلال لا دخل له في هذا البيت؛ بل هو الدلاك. دالَكْتُ الرَّجُلَ مُدالَكَةً ودِلاكًا: ماطَلْتُه دَيْنَه. والمدالَكة تعني أيضًا: الإلحاح في التقاضي. فيكون معنى عجز البيت: وألِحَّ علَيَّ في تقاضي دَينك، فإنِّي معروف بالمماطلة ...
وهذا الملحظ يصيب "اللسان" و"التهذيب" معًا ...
4_ في "اللسان" (مادة: خشم): "والخَشَمُ: سُقُوطُ الخياشيم وانسدادُ المُتَنَفِّس" بكسر الفاء، في طبعة صادر.
وفي طبعة المعارف: "وانسداد المُتَنَقَّس" بالقاف! والصواب الظاهر: المتنَفَّس .. والمتنفّس على وزان المتنزّل، ولهذا أوردتُ هذا المثال ...
والأمثلة في هذا الباب كثيرة، وهي لا تعني التشكيك في هذه المصادر أو أمثالها، بل هي دعوة للتمحيص وعدم اتخاذها إمامًا معصومًا ... والتمحيص يجب أن يكون مستوعبًا، وأن يأخذ الوقت الذي يستحقُّه ...
(يتبع ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 07:38]ـ
( ... تابع)
** سادسًا: في "اللسان" (بولاق وصادر): "بالمُتَنَزَّلِ". لكن في طبعة المعارف: "بِالمُتَنَزِّلِ". ومن محاسن طبعة المعارف أنَّها استدركت الأخطاء التي اعتورت سابقتَيها ... فالإحالة إلى "اللسان" ساقطة من هذا الباب.
والغريب أنّك في مادة "صفا"، المادة نفسها التي ذُكر فيها بيت امرئ القيس، تقرأ قول أوس ابن حجر:
عَلَى ظَهْرِ صَفْوَانٍ كأَنَّ مُتُونَه --- عُلِلْنَ بِدهْنٍ يُزْلِقُ الْمُتَنَزِّلاَ!!!
وقال امرؤ القيس بن جبلة السكوني:
وبَاتَ يَرَى الأَرْضَ الفَضاءَ كَأنَّها --- مَراقِبُ يَخْشَى هَوْلَهَا الْمُتَنَزِّلُ
وهذا شاهد قويّ ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 07:40]ـ
( ... تابع)
** سابعًا: لكن، هل ضبط "بالمتنزّل" بفتح الزاي خطأ؟ وما الذي جعل عددًا من الأعلام يأخذون به، مع علمهم بما ورد في شروح المعلَّقة؟
هذا هو السؤال ...
وللجواب عنه، لا بد من محاولة إدراك المعنى الذين فهمه القائلون بفتح الزاي.
أمّا الاكتفاء بتوضيح أنّ "المتَنَزَّل" اسم مفعول، ثم تقرير أنّ المراد به المطر، فهذا لا يكفي ...
والراجح أنَّهم فهموه حسب ظاهر تركيبه، أي: أنّ الباء من "بالمتنزّل" تفيد الظرفية؛ فليست الصفواء هي التي تُزِلُّ المتنزّل، بل الصفواء هي التي تزِلُّ بالمتنزَّل. فيكون "المُتَنَزَّل" هنا، بهذا المعنى: اسم مكان، أي موضع النزول، بمعنى: المَهْوى أو المنحدَر. فعدم التفاتهم إلى المعنى الآخر، أي: كما أزَّلت الصفواءُ المتنزّلا، هو الذي جعلهم يقولون بفتح الزاي.
ويشهد للمتنزَّل بمعنى الموضع المنحدر قول عمرو بن شأس:
وَحُجْرًا قَتَلْنَا عُنْوَةً فَكَنَّمَا --- هَوى مِنْ حَفافَيْ صَعْبَةِ المُتَنَزَّلِ
أي: صعبةَ النزول.
وقال الخطيم المحرزي:
ألا أيُّها الغادِي لِغَيْر طريقِهِ --- تَمَهَّلْ تَنَاهَ ولَمَّا تَعْيَ بِالمُتَنَزَّلِ
ولعلّهم التفتوا إلى قول امرئ القيس:
--- كجلمود صحْرٍ حَطّه السَّيْلُ مِنْ عَلِ
فعَلِق بأذهانهم عند قراءة البيت الذي يعنينا ...
والمستنَد الآخر، الأقوى في نظري، هو ابن قتيبة. نعم، ابن قتيبة!
إذ يقول في "المعاني"، بعد ذكر بيت امرئ القيس:
"حال متنه: موضع اللبد. قال الأصمعي: لم أسمع به إلا في هذا البيت. وشبَّه زليلَ اللّبْدِ عنه بصخرة تَزِلُّ في هبوط."
فالذي يَزِلّ عند ابن قتيبة ليس النازل، سواء كان مطرًا أو طائرًا أو إنسانًا، بل الصفواء. ومن هنا، لا يصحّ ضبط "بالمتنزّل" في كتاب المعاني إلاَّ بفتح الزاي، لتنسجم مع شرح المؤلِّف. ثم يشار في الهامش إلى الوجه الآخر الذي ذكره شرَّاح المعلَّقات، وكذا الوجه الذي يراه المحقِّق راجحًا.
هذا الذي أراه تفسيرًا وتوجيها لرأي من يضبط "المتنزّل" بفتح الزاي. وإن كان الشيخ أحمد شاكر رحمه الله استند في ضبطه إلى "اللسان" لا إلى "كتاب المعاني".
وشرح ابن قتيبة لبيت امرئ القيس على النحو الذي ذكرتُ يبدو فيه متجاهِلاً لمعنى "الصفواء" واختصاصها بالملاسة، ذلك لأنّ "الصفواء" عنده هي: الحجارة (الجراثيم: ج2، ص41، حيث لم يقيِّدها بصفة الملاسة أو الصلادة).
والمعنى الذي ذهب إليه شرَّاح المعلَّقات وغيرهم أكثر انسجامًا مع صدر البيت وأقوى تعبيرًا وتصويرًا. ويعكِّر على المعنى الذي ذهب إليه ابن قتيبة أنَّ الصخر النازل قد يعترضه شجر أو صخر آخر أكبر منه، فيحبسه أو يعطِّل سرعة هبوطه. والأمر ليس كذلك إذا أخذنا بقول شرَّاح المعلَّقات، حيث الزلل واقع وسريع إذا اعتبرنا المتنزِّل هو المطر؛ وحيث المتنزِّل إذا اعتبرناه طائرًا أو إنسانًا يجتهد في النزول بحذر، ومع ذلك يسقط في النهاية، وهذا أبْلَغ تصويرًا وتشبيهًا. والسر كل السر هو: ملاسة متن الفرس، لأنَّ هذا هو الذي قصده امرؤ القيس؛ وهذا المعنى وهل عنه ابن قتيبة.
والله أعلم.
ولهذا، لمّا أشرتُ في إحدى حلقات "ففهّمناها" إلى أنَّ السيِّد أصاب من وجه، وأنّ أبا الأشبال أصاب من وجه آخر، لم يكن ذلك من باب المهاترة، أو السفسطة، أو على مذهب المصوِّبة؛ بل بالنظر إلى مثل هذه الدقائق. ولو جمعنا مذهب السيّد ومذهب أبي الأشبال في هامش واحدٍ تعليقًا على بيت امرئ القيس، على النحو الذي ذكرتُه؛ لما بدا التعليق متناقضًا، بل لكان متكاملا شاملا مفيدًا.
ومن هنا وجب التريُّث في إطلاق الأحكام، وإعطاء هذه المسائل ونظائرها كل الوقت اللازم، واستفراغ الجهد بحثًا ودراسةً وتمحيصًا ...
ومع هذا، ينبغي دومًا أن يتوقَّع الإنسان من نفسه الخطأ، ويجتهد في معرفة أعذار من خطّأهم ...
ثم بعد هذا كلِّه، يختم كلامه قائلاً: "والله أعلم"؛ إقرارًا بالقصور الملازم للبشر، وتفويضًا للعلم الحقيقي التام الكامل في الأمور كلِّها لله تعالى.
والله أعلم.
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 09:05]ـ
** تصويبان:
( ... تابع)
قول عمرو بن شأس:
وَحُجْرًا قَتَلْنَا عُنْوَةً فَكَنَّمَا --- هَوى مِنْ حَفافَيْ صَعْبَةِ المُتَنَزَّلِ
...
ألا أيُّها الغادِي لِغَيْر طريقِهِ --- تَمَهَّلْ تَنَاهَ ولَمَّا تَعْيَ بِالمُتَنَزَّلِ
فَكَنَّمَا= فكَأنَّمَا
تَمَهَّلْ = زائدة، تحذف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معارج]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 09:59]ـ
لم يرق لي أسلوب الأستاذ الواحدي في نقده اللاذع وسخريته الفظة واستصغاره أخاه -كقوله "يا بنيّ"-!
(ورحمة الله على الشيخ ابن جبرين فقد كان يخاطب من هم في أسنان أحفاده بلفظ الأخوة)
بما يظهر تعصبه البالغ للسيد صقر (وهو ما أدى -في نظري- لتداعي صورة محمود شاكر ولويس عوض في مخيّلة الأستاذ أبي قصيّ)
فإنه حتى لو كان أبو قصيّ جانب الصواب في كل ما قال
فما هكذا تورد الإبل في تقويم الخلل لا من حيث الشرع ولا الأدب
ومهما يكن من أمر فما انتقده المنصور على السيد صقر ليس كفراً ولا هو من الموبقات
بل يقبل النظر والبحث ..
غير أني ألقي على أبي قصي باللائمة في دعائه على أحد إخوانه بقطع الأنامل وإن كان قيّد دعوته بما لو كان كاذباً
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 03:19]ـ
( ... تابع)
أي: كما أزَّلت الصفواءُ المتنزّلا، هو الذي جعلهم يقولون بفتح الزاي.
** تصويب:
المتنزّلا= المُتَنَزِّلَ
الأخ الكريم "معارج":
بارك الله فيك لاهتمامك ومتابعتك للموضوع.
عندما قلتُ "يا بني"، لم أقصد أبا قصي.
وهذا أسلوب في الكلام، هو يعرفه ويدركه؛ ولهذا لم يعترض عليه.
والمسألة بعيدة كل البعد عن التعصب، بل فيها تذكير بأسس النقد، ومراعاة مقامات الناس ...
أمَّا "الأدب" و"الشرع"، فأرجو أن تقرأ الموضوع منذ أوَّل حرف فيه ...
جزاك الله خيرًا على الصدق في النصيحة.
ـ[معارج]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 03:33]ـ
شكرالله لك تقبلك الجزئي لنقدي
وليس المقصود كلمة "بني" على أي حال
أما استعمالها فمعروف المعنى مشهورٌ بين المتناطحين
وفقكم الله للصدق في الأقوال والعدل في الأحكام
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 04:56]ـ
الحمد لله!
الحمد لله الذي هدانا لهذا!
فقد وافق كلامُ ابن قتيبة في «المعاني الكبير» ما اعتلجَ في نفسي منذ البدء، وصحَّح ما ذهبت إليه، وبيَّن خطأ السيد صقر.
وهذا النصُّ دالّ على أن رأي ابن قتيبة هو فتح الراء. و «الشعر والشعراء» الذي حقَّقَه أحمد شاكر كتاب لابن قتيبة، لا لغيره؛ فالواجب أن يُضبط الضبطَ الذي اختارَه هو.
وبعد،
س / فهل أخطأ السيد صقر؟
ج / نعم.
س / كيف؟
ج / من وجهين إن سلمنا ببراءته من أحدهما، لم نسلم ببراءته من الآخر:
الأول: تخطئته رواية صحيحة رواها ابن قتيبة.
الثاني: عدولُه عن الضبط الذي اختاره ابن قتيبة في بعض مصنفاته.
س / هل يَنقص هذا من قدر السيد صقر؟
ج / لا، لأن هذه مسألة دقيقة جدًّا قد تخفَى على من هو أعلمُ منه. ولولا أني نبَّهت عليها، لما وجدتّ لها ذاكرًا إلا أن يَّشاء الله.
س / وماذا بقِيَ في المسألة؟
ج / بقي التأكُّد من مخطوطة «الغريب المصنف»، و «المذكر والمؤنث» لننظرَ، أهي رواية الأصمعي، وأبي حاتم أيضًا؟ أم لا؟
تنبيهات:
1 - كل كلام في ترجيح " المتنزِّل " بالكسر إنما هو عبث، وتضييع الوقت بلا طائل؛ ذلك أنه كلام خارج موضع النزاع أصلاً.
2 - هناك كلامٌ طويلٌ هو من تحصيل الحاصل، كالاحتجاج لكون " المتنزل " اسم مكان؛ فإن العارف بالتصريف يعلمُ أنَّ هذا قياس مطرِد لا يحتاج إلى طلب السماع له طلبًا يُسقِط صاحبَه في التناقضات؛ انظر هنا:
(ويشهد للمتنزَّل بمعنى الموضع المنحدر قول عمرو بن شأس:
وَحُجْرًا قَتَلْنَا عُنْوَةً فَكَأنَّمَا --- هَوى مِنْ حَفافَيْ صَعْبَةِ المُتَنَزَّلِ
أي: صعبةَ النزول).
فهل كان هذا الكلام ملفَّقًا من كتابين؟
وكبيان كثرة وقوع التصحيف في معجمات العربية؛ فإن هذا ممَّا لا يخفى، وهو أيضًا ممَّا لا يفيد شيئًا في تحقيق المسألة هذه، ولا يضيفُ إليها زيادةً؛ فلمَ تُسوَّد الصفحات بكلام مكرور لا فائدة فيه؟
3 - إنما خرَّجتُ " المتنزل " على المفعولية، وفسرتُها بالمطر، لأنَّ هذا الوجه أقوَى من الوجه الآخَر، ولم يكن ذلك الوجه الآخر خافيًا عليَّ؛ ولكنه تركتُه لضعفِه البيِّن. وذلك أن تشبيه زليل اللبد عن متن الفرس بالصخرة وهي تزِلّ، وتتدحرج في المنحدَر تشبيه مختلّ لثلاثة أمور:
1 - تخالف طريقة الحدَث؛ فالصخرة تزِل؛ ولكنَّها إذا زلَّت، فإنما تهوِي هوِيًّا، وتنحطّ انحطاطًا، وتحطِم ما يصادفُها. وهذا لا يشبه صورةَ اللِّبد وهو ينزلِق من على صهوة الفرس؛ إذِ انزلاقه ذلك خفيف، غير عنيف.
2 - تخالف موضع الحدَث؛ فاللِّبد إنما يِزلّ عن متن الفرس الأملس، والصخرة إنما تزِل في المنحدَر؛ وهو عارٍ من هذه الصفة. ولكلّ تشبيه غرضٌ، إذا بطلَ، بطلَ معه التشبيه؛ والغرض هنا بيان أن متن الفرس أملسُ؛ فلذلك شبَهه امرؤ القيس بالصفواء؛ وهي الصخرة الملساء؛ فإذا جعلتَها هي الزالّة، انتقضَ الغرض من التشبيه، وصارَ تشبيهًا ناقص الصورة لا يليق بنمط شعر امرئ القيس.
3 - أنَّ هذا المعنى كالتَّكرار للبيت الذي قبله:
... كجلمود صخر حطَّه السيل من علِ ...
والأصل اختلاف الصوَر، وتعدُّدها.
ولي كلام مبتدَع في الباء في " زلت بالمتنزل " أدعه إلى مكان آخرَ غير هذا المكان إن شاء الله تعالَى.
= وهذه هي المسألة الأولى من التعقيبات على السيد صقر، وقد تبيَّن فيها أنه جانب الصوابَ.
وننتقل إلى ما بعدَها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 06:00]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
سبحان الله العظيم!
لا أنفكّ أعجب ممّا استبدّ بعقل أخينا!
منذ أكثر من شهر، ذكر الضبطَ المثبت في "كتاب المعاني". والبارحة جاء ليقرِّر أنّ طبعة هذا الكتاب مشحونة بالأغلاط والتصحيفات ...
ثم لمّا ذكرتُ أنَّ ضبطَ الكلمة عند ابن قتيبة لا يحتاج إلى المحقق ولا الناسخ، بل يُرجع فيه إلى المعنى الذي وضعه ابن قتيبة نفسه للبيت؛ أطلَّ علينا أخونا بلهجة المنتصر، كاشفًا الغطاء عن أنَّ هذا الأمر "اختلج في صدره منذ البدء"!!
والأغرب من ذلك أنّه اتخذ ما قرَّرتُه سُلَّمًا للإمعان في تخطئة السيد صقر!
ثم عاد إلى آفته المتكرِّرة، وهي اعتبار كلِّ كلام في كتاب قديم روايةً!
أين هي الرواية في كلام ابن قتيبة؟ فهو ذكر بيت امرئ القيس، ثم شرحه كما تبيَّن له هو، وشرحه هذا يقتضي فتحَ الزاي من "المتنزّل". وهذا كلُّه متعلِّق بكتاب "المعاني الكبير".
أمّا الرواية، فهي إلى جانب شرَّاح المعلَّقات وشرَّاح الديوان. وهذا الأمر لا يمكن إنكاره ...
ثم أين هو الضبط الذي اختاره ابن قتيبة؟ ابن قتيبة لم يضبط الكلمة، بل استنتجتُ ذلك الضبطَ من شرحه للبيت. هذا الشرح الذي ظل أمام عيني أخينا لمدة تتجاوز الشهرَ، لكنه لم يلتفت إلى فحواه.
وبعد ذلك يأتي ويقول: "لولا أنِّي نبَّهت عليها لَما وجدتَ لها ذاكرًا إلا أن يشاء الله"!
سبحان الله!
كم هو غريب أمر هذه النفس!
وما زال يكرِّر الحديث عن العودة إلى المخطوطات! وحديثه عن المخطوطات عجيب غريب ... حيث صار يزنها ويكيلها ويخضعها للعدَّاد .. ويقرِّر أنه إذا ثبت ذلك في مخطوطتين صحّ الضبط، وإن ثبت في واحد فهو من خطأ النسّاخ! ما هذا اللغو؟ وكأنّنا نسمع مقوّم الناقة!
وما اعتبره من التناقضات هو ربّما ممّا يتجاوز فهمه، فلا داعي للتوقف عنده ...
وإنَّما ذكرتُ وقوع التصحيفات والأخطاء المطبعية في "التهذيب" و"اللسان حصرًا لإثبات أنّ الضبط في الكتب المطبوعة لا يُعتمد عليه في كل الحالات، اللهمّ إلا إذا كان الكتاب من ضبط المؤلِّف وصرَّح المحقِّق أنه اعتمد ضبطه من نسخة صحيحة. وأخونا منذ عشرة أيّام، زكّى كل المصادر التي ذكرت "بالمتنزّل" بفتح الزاي، وزكَّى محقِّقيها .. ثم أعاد النظر في كلامه البارحة .. ثم ها هو يعود ويزكِّي طبعة "المعاني الكبير"، مع أنَّ بيت امرئ القيس في هذه الطبعة مليء بأخطاء الضبط، ويستحيل أن تُنسَب إلى ابن قتيبة! وإنّما أثبتُّ ترجيحَ فتح الزاي في الكتاب استنادًا إلى شرح المؤلِّف لا إلى ضبط المحقِّق ...
والأدهى من ذلك كلِّه أنَّه أطال النَّفَس في رد الشرح الذي وضعه ابن قتيبة للبيت! وكنت أشرتُ إلى ذلك بشكل مختصر، فجاء ومطّطه وولَّد منه ما ليس المقام مقام ذكره ... وإنّما نحوتُ منحى الإيجاز، لأنّ الذي يعنينا ليس ترجيح المعنى الصحيح للبيت، بل توجيه معناه على رأي من يقول بفتح الزَّاي.
وأعود وأكرِّر: لا وجود لمصدر معتبَر ذُكِرَ فيه تصريحًا أنّ قول امرئ القيس "بالمتنزّل" هو بفتح الزاي. وإذا وجده الأخ، الذي أصبح ماهرًا في ألعاب الخفّة والسطو على جهود الآخرين، فلْيأْتنا به ...
ونحن في انتظاره، ولو "بعد شهر، أو شهرين، أو سنة" ...
ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلِيِّ العظيم!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 07:18]ـ
أخي الحبيب الأستاذ الكريم الواحدي – حفظه الله –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأرجو أن تكونَ بخير وعافية.
أخي الكريم، لعلك تسمح لي بكليمات معدودات نابعات من قلبٍ مُحبٍّ مُشْفِقٍ على إخوانه، يتعصَّب للعربية وأهلها!
أخي الأستاذ الواحدي، ليس بخافٍ عند الفضلاء من أمثالكم أنَّ الاختلاف في الرأي والمغايرة في العَرْضِ وطرائق المعالجة أمْرٌ سائغٌ مقبولٌ، ولا يكونُ ذلك إلا إذا قام الحوار على عِلْمٍ، وأدب، وتَلَطُّفٍ، ورويَّة في إطلاق الأحكام وتَجَرُّد وإنصاف.
أخي الكريم، لقد قَلَّبْتُ النَّظَر في تعقيبات الأخ الحبيب الأستاذ الفاضل أبي قصي فلم أجدْ حَرَجًا في ما ساق سوى بضع كليماتٍ كنتُ أحِبُّ له أن يجنح إلى غيرها، والكرماء مِنْ أمثاله ينتقون أطايب الكلام كما يُنْتَقَى أطايب الثَّمَر، ولعلَّ لأبي قصي عذرا ونحن نلوم!
وأحسبُ أنَّ أبا قصي من الذين يتكلمون بِعِلْمٍ، وهو مُجتهِد يخطئ ويصيب، فإن يكن قد ساءك ما وجدتَ من شِدَّةٍ في أحكام أبي قصي ... فلتنصح له برفق من غير تجريح ولا تسفيه، ولتبين له خطأه بكلامٍ عِلميٍّ مؤصَّلٍ، وما يضيرك بعدُ إنْ قَبِل أو لم يقبل! وما أخالُ أبا قصي إلا باحثا عن الحق مجتهدا في الوصول إليه وَقَّافا رَجَّاعا.
أخواي الكريمان، إني والله مُعْجَبٌ بما أوتيتما من جمال البيان وحُسْنِ الإفهام ... مُتَلَذِّذٌ بحديثكما سوى ما كان من مناوشاتٍ كاد بعضها يُذْهِب حلاوة قولكما! لكنَّ الله سَلَّمَ وحفظكما لنا مِنْ نَزْغِ الشيطان وجنده. فسيرا على بركة الله، واستعيذا بالله من الشيطان الرجيم، واسقياني من كؤوسكما عسلا مصفى.
أخوكم/ عمار الخطيب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الأدب]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 07:36]ـ
لقد قَلَّبْتُ النَّظَر في تعقيبات الأخ الحبيب الأستاذ الفاضل أبي قصي فلم أجدْ حَرَجًا في ما ساق سوى بضع كليماتٍ كنتُ أحِبُّ له أن يجنح إلى غيرها، والكرماء مِنْ أمثاله ينتقون أطايب الكلام كما يُنْتَقَى أطايب الثَّمَر، ولعلَّ لأبي قصي عذرا ونحن نلوم! وأحسبُ أنَّ أبا قصي من الذين يتكلمون بِعِلْمٍ، وهو مُجتهِد يخطئ ويصيب ... وما أخالُ أبا قصي إلا باحثا عن الحق مجتهدا في الوصول إليه وَقَّافا رَجَّاعا.
حضرة الأستاذ عمار: هل أنت متأكد من الكلام أعلاه؟؟؟؟؟!!!!! نرجو ذلك
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 09:47]ـ
حضرة الأستاذ عمار: هل أنت متأكد من الكلام أعلاه؟؟؟؟؟!!!!! نرجو ذلك
أخي الكريم / محب الأدب - وفقه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنتُ قد قلتُ في مكانٍ آخر: " السيد صقر وهارون - رحمهما الله - من العلماء المحققين الكبار، ولذا فإني أحبُّ لإخوتي كما أحبُّ لنفسي أن نتلطف في مخاطبة الكبار ونتخير أجمل العبارات وأحسنها، وأن نكثر من الثناء عليهم، والدعاء لهم ... فهذا من برهم. ونحن لا ندعي العصمة لأحد، ولا ننكر أنَّ هؤلاء بشر يعتريهم ما يعتري البشر من الخطأ والوهم والنسيان ... وإنما أردتُ أنْ أذكِّرَ بحقهم لعلَّ الذكرى تنفع المؤمنين. " اهـ
أرجو أن تجد في هذا الكلام ما يكشفُ عن مرادي حين قلتُ: " فلم أجد في ما ساق سوى بضع كليماتٍ كنتُ أحِبُّ له أن يجنح إلى غيرها ... ".
فإن كنتَ ترى غير ما رأيتُ، فإني أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولك ولأبي قصي. وربنا يعلم الخفيات، وما تنطوي عليه النيات.
والسلام عليكم
عمار محمد الخطيب
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 12:01]ـ
المسألة الثالثة:
هل رواية " باليًا أثوابي " خطأ؟
قال السيد صقر (1/ 10):
(وقال الآخر:
أرأيت إن بكرت بليلٍ هامتي ... وخرجت منها باليًا أثوابي
...
وهو خطأ، والصواب:
... ... وخرجت منها عاريًا أثوابي
... لأن الإنسان لا يخرج من الدنيا باليَ الأثواب؛ بل يخرج منها عاريًا) ا. هـ.
فقلت في أصل الموضوع:
(هذا ليس خطأ كما ذكرَ؛ فقد رواها كذلك أبو عليّ القالي (ت 356 هـ) في «أماليه 2/ 279». ويمكنُ أن يُّخرَّج على وجهينِ ذكرَهما أبو عبيد البكريُّ (ت 487 هـ) في «اللآلي 2/ 922»:
أحدُهما: أن الأكفانَ لا تكون إلا مما بلِيَ عادةً.
الآخر: أن يكون هذا مجازًا مرسَلاً عَلاقتُه المستقبليَّةُ؛ أرادَ أنَّ مصيرَها للبِلى، كما قالَ تعالى: إني أراني أعصر خمرًا، وكما يقال: قتلتُ القتيلَ. و يشهدُ لهذه الروايةِ قولُ النابغة الجعدي:
أرأيت إن صرخت بليلٍ هامتي ... وخرجت منها باليًا أوصالي
وهو شاهدٌ للسماعِ، لأنه اهتدمَ هذا البيتَ؛ لم يغيِّر فيه إلا الكلمة الأخيرة، وشاهدٌ للقياسِ، لأن المرء لا تبلَى أوصالُه حالَ خروجه من الدنيا؛ وإنما تبلَى بعد ذلك) ا. هـ.
ولمزيد من البيان أقول:
السيد صقر كما يرَى القارئ لم يرجِّح رواية على رواية، ولم يقل: إن هذه أصحّ من تلك. ولو فعل ذلك، لكانَ محتمَلاً مقبولاً؛ ولكنَّه تجاوزَ ذلك؛ فحكمَ على رِواية رَواها بعضُ العلماء المتقدِّمين بالتخطئة. وهذا ممَّا لا ينبغي لهُ، ولا لغيرِه؛ وإنما يحِقُّ للمحقِّق أن يُعمِل مرجِّحاتِ الحُكْمِ بالتحريف إذا امتنعَ قَبولُها من جهةِ الرِّواية، أوِ القياسِ امتناعًا.
وكونُ الرِّواية تحتاج إلى شيء من التأويل، أو فيها قدرٌ من الغموض لا يقضي بتخطئتها. ولو فعلنا ذلك، لكان لنا أن نبطلَ كثيرًا من رواياتِ الشعرِ. ولو جازَ هذا، وأشباهُه [وتأمَّل كلمة " لو "]، لكانَ لي أن أقول:
إن الصوابَ: «باليًا أثوابي». وأما «عاريًا أثوابي»، فمغيَّرة منها. ودليل ذلك أربعة أمور:
الأول: أنَّها روايةُ أبي عليّ القالي خاتمةِ الحفَّاظ؛ بل روايةُ شيخِه أبي بكرٍ الأنباريِّ الحافظِ الكبير في «الزاهر 1/ 461». ولعلَّه تلقَّاها عنه شِفاهًا. هذا غيرُ ورودِها في «الشعر والشعراء».
الثاني: أنَّ الرِّوايةَ الأخرَى رِوايةَ (عاريًا أثوابي) أولُ مَن رواها – في ما أعلمُ – أبو تمَّام في «الوحشيات 256»، ومعلومٌ عن أبي تمامٍ تغييرُه للرِّواية.
الثالث: أنَّ الأصلَ في الرِّواية، وفي كثير من الأشياء أن يُحمَل الغريب منها على المعروف، والمغمور على المشهور، والخفيُّ على الواضح. و (باليًا أثوابي) أدنَى أن تكونَ هي الأصلَ لخروجِها عن الظاهر، ثمَّ غُيِّرت إلى (عاريًا أثوابي)، وليس العكس.
الرابع: أنَّ هذا البيتَ إنما هو اهتِدامٌ لبيت النابغة الجعديِّ:
أرأيت إن صرخت بليلٍ هامتي ... وخرجت منها باليًا أوصالي
حيث نسخَه، ولم يغيِّر فيه إلا الكلمةَ الأخيرةَ. وليس لبيت النابغة إلا هذه الرّوايةُ. وهبْنا غيَّرنا (باليًا أثوابي)، فماذا نصنع بهذا البيت؟ أوليست أوصالُ المرء لا تبلَى إلا بعد مدَّة من دفنِه؟
فهل نبطلُه، ونخرجه من عِداد الشِّعر؟
وبعدُ،
فهذا كلامٌ أردتّ أن أبيِّن به أنا لو أسلمنا تراثَنا إلى أذواق المحقِّقين، واستحساناتِهم، لوجدنا من يخطِّئ ما صحَّحَه السيد صقرٌ، ويصحِّح ما خطَّأه. وهكذا يصبحُ التراثُ ألعوبةً تتعاورُها الأيدي، لأنَّ العقولَ تختلِفُ، والأذواقَ تتبايَنُ، وكل إنسان بعقلِه واثقٌ، وبذوقِه راضٍ، معجَبٌ.
تنبيه:
خطَّأ السيِّد صقر بعد هذا رِوايةَ (وقدَّمت الأديمَ). وهذا بالغ العجبِ. وقد بيَّنت ورودَها – غيرَ مستوعبٍ – في أكثرَ من عشرةِ مراجعَ، وبيَّنتُ أيضًا أنها إلا تكن أبلغَ من الأولَى، فهي مثلُها. وانظر ما ذكرَه الأستاذ محمود شاكر في حاشية «طبقات فحول الشعراء 1/ 76».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 05:08]ـ
المسألة الرابعة:
تحقيق مادة " الضرح "
ذهب ابن فارس إلى أن هذه المادة أصلان. ولعلَّ الصواب أنها ثلاثة أصولٍ، هذا بيانُها:
الأصل الأول:
إبعاد الأشياء الصغيرة الجِرم بعُنف (أي: بشيء من الجهد). وإن شئتَ تعريفَها بمرادفها، قلتَ: (هي بمعنى: الرمي، أو الطرح).
= ومن صور استعمالها حقيقةً:
1 - ضرْحُ الحصَى، كما قالَ الشاعر:
فلما أن أتين على أُضاخٍ ... ضَرَحْنَ حصاه أشتاتًا عِزِينا
2 - ضرْحُ السَّهم، كما قالوا: (قوسٌ ضَروح): إذا كانت شديدةَ الرمي للسهم.
3 - ضرْحُ القذَى، كما قال أبو تمام:
شوقٌ ضرحتُ قذاتَه عن مشربي ... وهوًى أطرتُ لِحاءَه عن عُودي
= ومن صور استعمالها مجازًا:
1 - ضرْحُ الرجُلِ، كما قالوا: (اضطرحوا فلانًا): إذا رمَوه في ناحية، وتكون كأنك شبهتَه بالأشياء التي ترمَى، كالحصَى، ونحوها. وهذه استعارة مكنيَّة. وفيها من البلاغة، وحسن التصوير ما لا يخفَى. وفي «اللسان» ط بولاق، وصادر، في هذا الموضع تصحيفٌ؛ قال: (وجائز أن يكون اطَّرحوه افتعالاً من الطرح)، والصواب (الضرح)، كما في «التهذيب»، وكما يدل عليه تمامُ الكلام.
ومنه ضرحُ النيَّة لصاحبِها، كما قالوا: (نيَّة ضرَح).
2 - ضرْحُ الشَّهادة، كما قالوا: (ضرحت شهادة فلان): إذا رميتَها، ولم تعتدَّ بها. وهي استعارةٌ مكنيَّة أيضًا.
3 - ضرْحُ العارِ، ونحوِه من المعاني غيرِ الحسيَّة، كما قال ابن الرومي:
سلاحي لِسانٌ لا يُفَلّ، وجُنَّتي ... أديمٌ صحيحٌ يضرَح العارَ أملسُ
وهي استعارة مكنيَّة أيضًا.
4 - ضَرْحُ الكَلام؛ فقد قالوا: ضارحَه، بمعنى سابَّه، وشاتمَه، على جهة الاستعارة التصريحية التبعية؛ كأنَّه راماه بالحجارة.
5 - الرَّمحُ بالرِّجْل، كما قالوا: (فرس ضروحٌ). وذلك أنَّ من لوازمه غالبًا الضرحَ. ومنه قول الأفوه الأوديِّ:
والخيرُ لا يأتي ابتغاءٌ به ... والشَرُّ لا يُفنيه ضَرْحُ الشّموسْ
وهو مجاز مرسَلٌ، عَلاقته اللازميَّة.
+ تصاريفُه (المسموعُ منها ممَّا لا يوجِبه القياس إيجابًا):
يقال: ضرَحه يضرَحه، من باب (فتح)، ضَرْحًا (وهو مصدرٌ قياسيّ)، وضِراحًا (وهو خاصٌّ بالرَّمح بالرجلِ. وهو قياسيّ في ذلك لدَِلالته على الامتناع، كالإِباء، والنِّفار، والفِرار، والشِّماس. ذكرَه سيبويه).
فانضرحَ (وذلكَ في المعاني المجازيَّة خاصَّةً).
واضطَرحه (ويكثر استعمالُه في رمي الرجُلِ، لثِقَلِه؛ فزادوا في المبنَى لزيادة المعنَى).
وضارحَه مضارحة (وهو مصدر قياسي)، وضِراحًا (والأصح أنه سَماعيّ).
وفي «اللسان» ط صادر، تصحيفٌ أدَّى إلى زيادة تعدية هذا الفعل بالهمزة؛ وذلك قوله: (وأضرحه عنك، أي: أبعده)، والصواب - نصًّا لا تفسيرًا -: (واضرحْه عنك، أي: أبعِدْه) كما في «الصحاح»، وكما يَدلّ عليه سائرُ المادَّة.
وصيغة المبالغة من (ضرَحَ): ضَروحٌ (وهي قياسية)
و: ضرَحٌ (وهي على غير قياس متلئبّ، ولا تدخل التاء على مؤنثها)
وقالوا: (رجلٌ ضَريحٌ). وهو فعيلٌ بمعنى مفعول، كما قالوا: جريح، بمعنى مجروح، وقتيل، بمعنى مقتول. والمراد أنَّه كالمرميِّ بعيدًا.
وقالوا: (رجلٌ ضَرَح) بمعنى (فاسد). و (ضرَح) هنا نائبٌ هنا عنِ المفعول، كـ (حسَب)، و (عدَد)، و (قنَص)، و (ووَلَد)، إلا أنَّه لا يَزال باقيًا على وصفيَّته. وتأويلُه: (المرميّ لفساده).
= التفريعات الاشتقاقية على الأصل الأول:
خصَّصتِ العربُ سببًا من أسبابِ (الضَّرْح) بمعنى (الرَّمي) من طريق (التغيير بالزيادة)؛ فقالوا: (أضرحَه) بمعنى (أفسدَه). وذلك أنَّ (الفسادَ) سببٌ من أسباب الرَّميِ؛ إذْ كان معنًى من المعاني اللازمة التي لا تُجاوِز صاحبَها. فلمَّا بقِيَ على أصلِه ثلاثيًّا مجرَّدًا، احتاجوا إلى بناء آخرَ يدلُّون به على إيقاعِ الفسادِ؛ فأخذوا بالقياسِ الغالبِ؛ وهو التعديةُ بالهمزةِ؛ فزادوا (أفعلَ) لهذا الغرضِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
على أنَّ في ثبوت هذا المعنَى نظرًا، لأنَّ مرجعه إلى المؤرِّج السَّدوسيِّ، وقد قال الأزهريّ في «التهذيب»: (وكلّ ما جاء عن المؤرّج فهو ممَّا لا يعرَّج عليه إلاّ أن تصحّ الرواية عنه). ولا ندري مَن رَوى هذا عنه.
+ تصاريفُه:
يقال: أضرحتُ فلانًا، والسوقَ، ونحوَها فضرحَ يضرَح (من باب فتح) ضُروحًا (وهو مصدر قياسي)، وضَرْحًا (وهو سَماعي عند أكثرهم في اللازم).
الأصل الثاني:
الشَقُّ. وغلَبَ على شَقِّ القبر.
+ تصاريفُه:
يقال: ضرحَه يضرَحه (من باب فتح) ضَرْحًا؛ فانضرحَ.
وقولهم: (ضريح) للقبرِ فعيلٌ بمعنَى مفعول. وهو اسمٌ غيرُ وصفٍ. وقد زادوا التاء في آخِره توكيدًا للنَّقلِ؛ فقالوا: (ضريحة)، كما قالوا: (طبيعة)، و (خليقة).
الأصل الثالث:
اللونُ الأبيضُ؛ يقال: نسرٌ مَضْرحيٌّ، وصقرٌ مَضْرحيٌّ، كما قال طرفة:
كأنَّ جناحَي مَضرحيٍّ تكنَّفا ... حِفافَيه شُكّا في العسيبِ بمِسردِ
فحذفَ الموصوفَ لدلالة الكلام عليه.
ورجلٌ مضرحيٌّ، كما قال جرير:
بأبيضَ من أميةَ، مَضْرَحيٍّ ... كأنّ جبينَه سيفٌ صَنيعُ
فأتَى بـ (مَضْرحي) بعد (أبيضَ) توكيدًا، كما تقول: (أبيض يقََق). والبياضُ مما تمتدح به العربُ، كما قال زهيرٌ:
أغرّ، أبيضُ، فيَّاضٌ، يفكِّك عن ... أيدي العناةِ، وعن أعناقِها الرِّبَقا
وكما قال أبو طالب:
وأبيض، يُستسقَى الغَمامُ بوجهِه ... ثِمال اليتامى، عصمة للأراملِ
إذْ كان رمز الصفاء، والنقاء. وهم لا يريدونَ بهذا وصفَه بالبياضِ حقيقةً؛ وإنما يريدونَ أنه طاهرٌ، لم يخالطه دنَسٌ، كالشيء الأبيضِ؛ فهو استعارة تصريحية تبعية. ومتى وافقَ هذا بياضًا في الممدوح؛ كانَ أبلغَ، وأوفقَ.
+ تصاريفه:
لم يجئ منه إلا (مَضْرَح)، و (مَضْرَحِيّ). والياء في آخرِه ليست ياء النسب؛ وإن كانت على صورتِها؛ فهي كـ (كرسيّ)، و (بُخْتي)؛ إلا أنه مشتقٌّ، غيرُ جامد.
= الأعلام:
ذكروا من الأعلام (الضُّراح) – وهو بيت في السماء -، وقيل: (الضريح)، و من أسماء الرجال (ضَراح)، و (مضرِّح)، و (ضارح)، و (ضُريح)، و (مَضْرحي).
- وللحديثِ حواشٍ، نوردُها - إن شاء الله -.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 06:24]ـ
حواشٍ على ما تقدَّم:
1 - تعريف (الضَّرْح) بـ (الدفع) غير صالحٍ؛ إذ هو من تعريف الشيء بالمبايِن له؛ ذلك أنَّ طريقةَ (الدفع) غيرُ طريقة (الضَّرْح)؛ فالدفعُ – في حقيقته - إزجاء الشيء من غير قبضٍ له، و (الضَّرْح) – والرميُ مثلُه – غالبًا ما يكون عن قبضٍ. وأما قوله تعالى: ((فادفعوا إليهم أموالهم))؛ فمضمَّن معنَى (أوصلَ). وللتضمين حدٌّ لا أعرف أحدًا تقدَّمني إليه، ذكرتُه في كتاب لي سيصدر إن شاء الله تعالى.
والمفعول في (الدفع) قد يكون صغيرًا، كما تقول: دفعتُ الكأسَ، وقد يكون كبيرًا، كما قال الحماسيّ:
دفعناكم بالكَفِّ حتى بطِرتمُ ... وبالرَّاحِ، حتى كان دفعُ الأصابعِ
و (الضَّرْح) كما سلفَ لا يكون مفعولُه – في الحقيقة – إلا صغيرًا.
2 - تعريف (الضَّرْح) بـ (التنحية) غيرُ صالحٍ أيضًا. وقد تقدَّم في أصل الحديث بيان ذلك.
3 - فسَّر بعضُ اللُّغويِّين (الانضراح)، و (الضَّرْح) بـ (التباعد)، و (الاتِّساع). وهذا تفسيرٌ غيرُ دقيق؛ إذ هو تفسير باللازمِ؛ وهو أخصُّ من المعرَّف. ذلك أنَّ (الانضراح)، و (الضَّرْح) في أحد معنييه هو الانشقاق – كما بينتُ -؛ والشيء إذا انشقَّ، تباعدَ طرفاه، واتَّسَع وسَطُه؛ ولكنَّه ليس (تباعدًا) مطلَقًا، كما أنك لا تقول: (انشقَّ الشيء)، ولا (شققتُه) تريد (بعُد)، و (أبعدتُّه). وهذا التفسيرُ غيرُ الدقيقِ أوقعَ المتعقِّبَ في سوء فهم؛ فظنَّ (الانضراح) بمعنَى (التباعد) مطلَقًا؛ وإذا كان كذلك، فـ (ضرحَه) بمعنى (أبعدَه)، ثم (الضرح) كلُّه بأصوله بمعنى (البعد)، إلى آخر هذا التخليط العجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - (المضارحة) التي زادَها بعضهم، وذكرَ أنها بمعنَى (المقابلة) لا أعلمُ لها دليلاً من السَّماع؛ وإنما (المضارحة) المراماة، حقيقةً، أو مجازًا؛ فلا يصِحّ أن تفسَّر حين إذٍ بـ (المقابلة) بإطلاق؛ فلو قيلَ: (المقابلة بالرمي، أو السبّ، ونحوه)، لكانَ مقارِبًا.
5 - لا يَدلُّ (الضَّرْح) بمعناه المجازيِّ على (الإبعاد)؛ وإنما معناه (الرَّمي)؛ ولذلك لا يكون مفعولُه إلا مكروهًا، منبوذًا، كالعار، والشرِّ، والخلقِ السيئ، أو ما يَجري مَجراه، ولا يقال: ضرحَ الإنسانُ نفسَه.
6 - قلتُ عن الجوهريِّ: (ولم يحسن الجوهريُّ الإبانة عن المعنى كما تستعمله العرب)، ولم أقل: (إنه لم يَفهم المعنى)؛ فقد يكون فهِمه، ونقلَه من طريقٍ أخرَى؛ ولكنَّه لم يستحضِر الفرقَ بينهما، أو لم يسعفه البيان، أو تجوَّزَ في كلامه.
7 - قول بعضهم: (قبل أن ننضرح) لا معنى له هنا؛ إذ الانضراح هو الانشقاق، أو قبول الشيء المكروه، كالقذى، والعار، للضَّرْح. وقوله: (أضرحنا الله) لا معنَى إلا (أفسدنا)، وقوله: (ولعلَّ هذا هو الذي دفع بالسيِّد إلى اختيار " يُضْرِح " بدلاً عنها) كذبٌ على السيِّد، وجهلٌ بأن (ضرَحَ) بالمعنى الذي أرادَ يتعدَّى بنفسه.
8 - ذكر من حاولَ التعقُّب أني وقعت في تدليس خفي مشين حين ضبطت (يُضرِع) هكذا وَفقًا لمتن الكتاب، مع أنها مضبوطة في المقدِّمة (يَضرَع)، ثم أعملَ سوءََ الظنّ، والتجنيَ، وعدمَ الإنصاف؛ فزعمَ أني ما فعلت ذلكَ إلا ليستقيمَ لي توهيم السيِّد كلَّ الاستقامة. وأنا لا أبالي بمثل هذا؛ فالرمي بالتدليس، والكذب، والسرقة .... إلخ من لوازم الردود عند بعضهم، وقد اعتدتُّها؛ ولكنِّي عجِبت حقيقةً من قطعِه بأني ما فعلت ذلك إلا ليستقيمَ لي توهيمُ السيِّد صقر كلَّ الاستقامة. ووالله لقد ما كان هذا لي غرضًا، ولا أنا ممَّن يفعل ذلك. وحقيقة الأمر أني وجدتُّ (يضرع) هذه متعديةً إلى (نفسَه)، و (يَضْرَع) إنما يتعدَّى بالهمزةِ قولاً واحدًا؛ فيقال حين إذٍ: (يُضرِع)، ولا يَجوز (يَضْرَع)، ثم وجدتُّها في المتن مصحَّحة إلى (يُضرِع)؛ فقلتُ: إما أن يكون هذا خطأ طباعيًّا، وخاصةً أني وجدتّ أشياء في المقدِّمة على غير الصواب، كقوله: (وآب ذو المحضر البادي إبابته). والصواب (وأبَّ)، وهو كذا في المتن.
وإما أن يكونَ شيئًا رجعَ الشيخ عنه؛ فلِمَ أبقِي عليه وقد رجع عنه، معَ ما في هذا من شَغل لذهن القارئ؟
ولا أدري كيفَ يستقيمُ لي بهذا توهيم السيِّد كلَّ الاستقامة؛ لأن هذا الضبط إن لم يكن خطأ طباعيًّا كما أرجِّح، فهو من تصرُّف الشيخ شاكر، وليس اعتمادًا منه على طبعة (ليدن)، لأنها في طبعة (ليدن) – وقد رجعت إليها – مضبوطة هكذا (يُضرِع).
ولا أدري كيفَ يستقيمُ لي بهذا توهيم السيِّد كلَّ الاستقامة، ولو كان فيها دليل على صِحَّة (يَضرَح)، لاحتجَّ به السيد صقرٌ.
فقد تبيَّن أنَّ ضبطَ (يُضرِع) كما هي في المقدِّمة هكذا (يَضْرَع) لا يؤيِّد رأيَ صقر، ولا يدفعُه؛ بل يسيء إليه، وإلى الشيخ شاكر رحمهما الله.
9 - احتجَّ من حاول التعقُّبَ بقول الأفوه الأودي:
والخيرُ لا يأتي ابتغاء به ... والشرُّ لا يُفْنيه ضَرْح الشّموس
على أن الشَرَّ يُضرَح؛ وإذا كان يُضرَح، فكذلك اللؤم، لأنه قريب منه! ثم ذكر أنه لو لم يكن في كلام العرب إلا هذا البيت، لكفى به حجةً قويةً للسيد صقر.
وقد استعجل هذا المتعقِّب استعجالاً أركسَه في الخطأ؛ فأينَ وقعَ (ضَرْح اللؤم) في قول الشاعر:
إذا المرءُ لم يَضرَح عن اللؤمِ نفسَه
إذ المضروح – لو اخترنا هذه الكلمةَ – هو (النفس)، لا (اللؤم). و (اللؤم) مضروح عنه، لا مضروح!
10 - أنكرَ المتعقِّب تفسيري لـ (يُضرِع عن اللؤم نفسَه) بأنه (يُذِلّها مباعدًا لها عن اللؤم). وحجته هي أن نسافر عبرَ الزمن، ونسأل كلّ الأعراب، هل يقول ذلك منهم أحدٌ؟
وهذه حجَّة جيِّدة!
خلاصة القول:
بما تقدَّم تفصيلُه يتبيَّن أنَّ (الضَّرْح) بجميع أصوله، وتفريعاته لا يأتي بمعنى (البُعدِ) بإطلاقٍ، لا حقيقةً، ولا مجازًا. وإذا كان كذلك، كانَ ما اقترحه السيد صقر غيرَ صوابٍ. وزدْ على امتناعِ معنى (الضَّرْح) هنا ما اعتضدتُّ به من ضَعف معنى البيت لو سلَّمنا أن (يَضْرَح) بمعنى (يُبعِد)، وما احتججتُ به من ثبوتِ الكلمة في «المجالسة وجواهر العِلْم»: (يُضرِع)، وفي «عيون الأخبار»: (يَصْرَع). ولا مدخلَ لـ (يَضرَح) بينها.
والحمد لله أولاً، وآخِرًا.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 11:25]ـ
تنبيه:
هناك مسألة أخطأتُ فيها، أذكرُها إحقاقًا للحقِّ، وطلبًا للإنصاف؛ وهي أني قلت: إن السيِّد صقرًا لم يفهم معنى الزيادة عند النحاة، لكلام قاله. وقد ذكر المتعقب أن بعض العلماء اصطلحوا على تسمية (ما) الزائدة غير الكافة (زائدة)، وتسمية الزائدة الكافة (كافة)، ولا يسمونها زائدة طلبًا للإيجاز. وإذا كان ذلك كذلك، كان إنكار صقر لتسميتها زائدة محتمَلاً أن يكون على هذا الاصطلاح، ويحُلّ حينَ إذ في منجاة من اللوم. والله يغفر لنا، وله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[12 - Aug-2009, صباحاً 12:49]ـ
استدراك:
هذا تعقيب يضاف إلى التعقيبات السابقة على نقد السيد صقر.
7 - قال السيِّد صقر (1/ 21):
(من شعر هشام أخي ذي الرمة:
حتى إذا أمعروا صفقَي مباءتهم ... وجرَّد الخُطْبُ أثباجَ الجراثيمِ
...
شرحَ الأستاذ [يعني شاكرًا] البيت الأول بقوله: (أمعروا: أكلوا. الصفقتان: الناحيتان. المباءة: منزل القوم حيث يتبوءون. الخُطْب: جمع أخطَب، وهو الحمار تعلوه خضرة). [قال صقر] وهو خطأ، لأن الشاعر لم يرِد بالخُطْب الحميرَ؛ وإنما أراد النوق التي كانت ترعَى ... ) ا. هـ.
قلتُ:
جهَدَ الأستاذان نفسيهما في تفسير (الخُطْب)، والاحتجاج لها؛ فلم يهتدِيا إلى غايةٍ، ولا أبانا عن معنًى. ذلكَ أنَّ هذه الكلمة مصحَّفة عن (الحَطْب) بالحاء المهملة، مصدَر (حطَبَ)؛ فصواب البيت:
... وجرَّد الحَطْبُ أثباجَ الجراثيم ...
والأثباج هنا: الأعالي.
والجراثيم: جمع جرثومة. وهي الترابُ يكون أصلاً للشجرة، ويكون مرتفعًا عما حولَه.
يريد: أنهم لما أكلوا ما قِبَلَهم من النبات، ورعَوا ما حولَهم من المرعَى، وجرَّد الاحتطابُ أصولَ الشجر من الشجر، على حينِ إدبار من الربيع، وإقبال من الصيفِ، ردُّوا الجمالَ؛ فانصرفوا إلى أعدادِهم، ومياههم التي كانوا عليها، وقد سمِنت جمالُهم، ونما وبَرُها، كما قال في بيت بعده:
عركركٍ، مهجر الضؤبان، أوَّمَه ... روضُ القِذاف ربيعًا أيَّ تأويمِ
و (أوَّمَه): سمَّنه.
وكما قال الشماخ:
تربعَ أكنافَ القَنانِ، فصارةٍ ... فماوانَ، حتى قاظَ وهو زهومُ
أي: سمين.
ويصحِّح بيتَ هشام المتقدِّمَ قولُ ذي الرمَّة أخيه:
به عرصاتُ الحيِّ قوَّبن متنَه ... وجرَّد أثباجَ الجراثيم حاطبُهْ
وهو ثابت على الصواب في «العباب»، و «التكملة»، و «تاج العروس». ومعدولٌ عنه في «التهذيب»، و «اللسان».
وفي هذه القصيدة أخطاءٌ كثيرةٌ من التصحيفِ، والتحريفِ، ورداءة الشرحِ، تركتُ التعرُّض لها، لأنها ليست داخلة في حدِّ ما ذكرنا.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[12 - Aug-2009, صباحاً 01:44]ـ
خاتمة
وبعد،
فلم يكن حسنًا، ولا مقبولاً أن يدَّعي مدَّعٍ أني مخْطِئ في ((جميع)) تخطآتي لصقر، وأنه ما حملني على ذلك إلا كذا، وكذا من الأغراض السيئة التي لو أقررناها، لكان يجب أن تنطبِق على كلّ ناقد، وأولُهم هذا المتعقِّب في نقده لـ (حلاق)، ونقده لكلامي، وصقر في نقده لتحقيق (شاكر). وأنا لا أدري كيف يسمِّي (النقد) (اصطيادًا للعثرات) مع أنه أول فاعل له، على أني لم أخطِّئ صقرًا في شيء من تحقيقاته؛ وإنما كلُّ الأمر أن صقرًا أنكرَ رواياتٍ صحيحة من كلام العرب، ولجَّ في نفيها، فقمت أدافع عنها، وأثبت صحَّتها.
وقد تبيَّن في التعقيبات الأخيرة بحمد الله أني لم أظلمه في ما قلتُ، إلا كلمة تحرجتُ منها، وبينت الصواب فيها.
ذلك، وقد أعرضت عن كثير من اللغو، والتهريج، والكلام الذي لا يُشرّف صاحبه، ولا يليق أن يصدر من طالب عِلْم، وتركت الجواب عن بعض ما ألفيتُ جوابَه قائمًا فيه.
والحمد لله ربِّ العالمين.
ـ[خالد سالم باوزير]ــــــــ[12 - Aug-2009, مساء 03:21]ـ
خاتمة
وبعد،
فلم يكن حسنًا، ولا مقبولاً أن يدَّعي مدَّعٍ أني مخْطِئ في ((جميع)) تخطآتي لصقر، وأنه ما حملني على ذلك إلا كذا، وكذا من الأغراض السيئة التي لو أقررناها، لكان يجب أن تنطبِق على كلّ ناقد، وأولُهم هذا المتعقِّب في نقده لـ (حلاق)، ونقده لكلامي، وصقر في نقده لتحقيق (شاكر). وأنا لا أدري كيف يسمِّي (النقد) (اصطيادًا للعثرات) مع أنه أول فاعل له، على أني لم أخطِّئ صقرًا في شيء من تحقيقاته؛ وإنما كلُّ الأمر أن صقرًا أنكرَ رواياتٍ صحيحة من كلام العرب، ولجَّ في نفيها، فقمت أدافع عنها، وأثبت صحَّتها.
وقد تبيَّن في التعقيبات الأخيرة بحمد الله أني لم أظلمه في ما قلتُ، إلا كلمة تحرجتُ منها، وبينت الصواب فيها.
ذلك، وقد أعرضت عن كثير من اللغو، والتهريج، والكلام الذي لا يُشرّف صاحبه، ولا يليق أن يصدر من طالب عِلْم، وتركت الجواب عن بعض ما ألفيتُ جوابَه قائمًا فيه.
والحمد لله ربِّ العالمين.
لا يزال يراعكم بالحق ممدودا .. وبالتسديد والتوفيق من الله - سبحانه وتعالى - موصولا .. آمين .. .
ـ[الهلالي]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 03:10]ـ
بارك الله فيك أخي فيصل، وزادك من واسع فضله علماً وعقلاً
ولقد أحسنتَ في الإعراض عمّا لا ينفع صاحبه يوم يلقى ربَّه عزّ وجلّ.
وكمال محاسنك في (أن تعامل مَن سبقك بما تحب أن يعاملَك به من لحقك).
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[15 - Nov-2010, مساء 02:43]ـ
أخي أبا قصي ...
رفع الله قدرك، وأبقى ذكرك.
كلام متين مرصَّع، جميل منمق، ينبئ عن علم وفير، وعقل كبير ...
لا حرمنا الله منك(/)
الطاووس
ـ[تقى الدين أبو عبد الرحمن]ــــــــ[27 - Jun-2009, مساء 11:52]ـ
http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/confused.gif
http://www.ahlalathr.net/vb/images/smilies/rolleyes.gif
الطاووس
سار الطاووس معجبا بنفسه، يختال غرورا، رآه عصفور، فقال له:
- انظر الى ساقك، انها عارية بلا ريش.
وضحك الأصحاب الجالسون معهم، لكن طائرا قال:
- ان الطاووس والعصفور كل منهما معجب بنفسه، مهتم بها ويغفل عن عيوبه.
الطاووس
قد أظهر الطاوس اعجابه *****واختال بين الورد والآس
يقتتن الناظر من شكله***** بحسن ريش الذيل والراس
لكن عصفور تصدى له *****بالذم فى صحب وجلاس
وعاب منه الساق فى عريها***** عن ثوب ريش ناعم كاسى
فقام من حولهما طائر *****يرميهما بالمنطق القاسى
فقال كل منكما معجب *****وغافل عن عيبه ناسى
لو نظر الناس الى عيبهم***** ماعاب انسان على الناس
ابراهيم العرب
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 09:08]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 04:05]ـ
لا ثُلَّ قلمك.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 08:39]ـ
السّلاَمُ عليكُم و رحمةُ الله وبَرَكاتُهُ
عبَرٌ جليلة و فوائد عظيمة.
يقول القحطاني رحمهُ الله في النّونيّة.
لاَ تُشْغَلَنَّ بِعَيْبِ غَيْرِكَ غَافِلاً OOO عَنْ عَيْبِ نَفْسِكَ إِنَّّهُ عَيْبَانِ.
لاَ تُفْنِ عُمْرَكَ فِي الجِدَالِ مُخَاصِمًا OOOO إِنَْ الجِدَالَ يُخِلُّ بِالأَدْيَانِ.
.
و هذا لا يسقط واجبَ النصحِ و الردّ و الاستدراك.
فكتابُ الله حجّة ما بعدها حجّة فكم هي الآيات الرّادّات المتعقّبات '' قالت اليهود '' '' قالت النصارَى '' قالت الأعراب '' و غيرها الكثير و في السنّة الكثير و يكفي الحديث '' الدّين النصيحة '' و غيره كثير.
و مؤلفات أهل العلم من زمن القرون المفضلة لزمننا زاخرة بكتب الرّدود.
يقول العلامة زيد المدخلي حفظه الله: [ليس الرد على المخالف وليد هذا العصر وعلمائة ولكنه من قديم الزمان من يوم بُعث محمد صلى الله عليه وسلم
والصراع قائم بين الحق والباطل والسنة والبدعة والضلالة فأهل الحق والسنة هم أنصار الحق يستقيم الحق بنشره ورد الباطل الذي يُنَاوِئَهُ
وإذا قرأت القرآن وجدت أن القرآن يرد على المخالفين لإأوامر الله ونواهيه يرد عليهم رداً صريحاً على المشركين وعلى المعادين للنبي صلى الله عليه وسلم وسنتة ومن قرأ القرآن عرف ذلك ومن قرأ كتب أهل العلم تبين له ذلك وأن من يقول ان السلفية إنما يتكلمون في الناس هذا يريد أن يثبط أهل العلم عن نصرة السنة وقمع البدعة ورضي الله عن الحبر [بن عباس البحر الذي أُثِر عنه أنه قال إن أصحاب البدع يتمنون موتي قالوا له وكيف؟ قال لانه يُؤتى إلى بالبدعة من كذا وكذا فأقمعها بالسنة]
وهذا هو الحاصل والله في هذا الزمن بان أهل البدع المتحزبين على الباطل وعلى مخالفة السنة يكرهون السلف الذين سائرين على منهج السلف والناصرين للسنة والرادين للبدع يبغضونهم ويلمزونهم بمثل هذا الكلام يقولون لايعرفون الكلام الا في كذا وكذا ولايعرفون الا الحديث في باب الاسماء والصفات ولا يعرفون من العلم الا ما يتعلق بحيض النساء ونفاسهن وكذا وكذا
كل هذا يعتبرونه مسالب ومعايب لإهل السنة السائرين على نهج السلف الصالح فاحذروهم وبينوا لهم بقدر ما تستطيعون
" والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين "] تفريغ لمقطع صوتي.
نفع الله بكم(/)
موعظة خاطفة!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 09:31]ـ
ماذا ينفع العلم إذا كان بلا عمل! وماذا يُجْدي حسن العمل إذا كان بلا إخلاص؟
بالله دعونا من كل شيئ الآن! واصرفوا عنا مشاغل تلك الأزمان!
فمنذ قليل: اتصل بي بعض أصحابنا هاتفيا: وأخبرني أن هناك امرأة - هي أم صديق له مسافر - قد وافتْها المنيًّة صبيحة هذا اليوم! وليس هناك أحد من محارمها أصلا! اللهم إلا ابنتها وحدها! وهي لا تدري ماذا تفعل!
فسرعان: ما ذهبتُ إليه، وأتينا بغاسلة من الفاضلات، وحملنا المغسلة من المسجد إلى بيت المتوفاة، وشرع صاحبنا بالقيام بمهام التصريح بالدفن، وإحضار العربة التي سوف تنقلها وإيانا.
ولما انتهت الغاسلة من التغسيل: شرعنا في حملها إلى أقرب مسجد، ثم صلينا عليها.
وذهبنا إلى مقابر النخَّال خلف مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة.
وهناك: لم نجد أحدا من محارم تلك المرأة؛ كي يقوم بإنزالها، وتسوية مدفنها!
أتصدقون ذلك؟ لم يكن معنا غير ابنتها الوحيدة، وبعض جيران المرأة من النساء!
وهنا: اضطررتُ لحمل المرأة، والنزول بها إلى أسفل قبرها! حيث شاهدتْ عيني تلك الأجساد الراقدة، وأبصر ناظري بقايا هاتيك الأجسام الهامدة! ولم يكن تلك أول مرة أنزل فيها قبرا!
فوالله ما أدري ما أصابني؟ فلقد صَغُرتْ الدنيا في عيني حتى كدتُ لا أرى إلا نفسي ووَهِيجَ القبور! وصُكَّ مسْمَعي حتى ما أستطيع أسمع سوى زفرات جهنم وحسيسها!
فيا ويلي وويل أمي من عذاب يومئذٍ! ويا سوء حالي، وقبيح فعالي من خالقي ومولاي.
هذا يُناديني بـ: (الفاضل)! وليس الفضل مني ولا أنا منه في شيئ!
وآخر يقول عني: (يا شيخنا)! وأنا بيني وبين المشيخة كما بين السحاب والسراب!
وهؤلاء معذرون لا محالة! قد حملهم حسن الظن بأخيهم على أن يصفوه بما هو بعيد عنه!
وليس يعرف دخيلتي سوى خالقي، وليس يدري جرائمي غير مولاي وسيدي.
والله: لو كانت للذنوب رائحة، ما استطاع أحد مجالستي!
فبالله: أيُّ لذة تطيب يكون بعدها زُقُّوم الموت؟ وأيُّ شهوة تستقيم وقد صرخ فيَّ هاذم اللذات بالدرك قبل الفوت! ولكن لا زلت لا أسمع ذلك الصوت!
تالله ما أجد عندي من الخيرات ما أتبجَّح به وأقول: ربي اغفر لي كذا بكذا!؟
ووالله لا أكاد أدري؟ على أيِّ شيئ أذَرُ العيون تذرف وتبكي!؟
وحتى متى سأظل سادرًا في غفوتي، غارقا في بحور عِثاري وغفلتي؟
بالله: من يكون شفيعي عند ربي وأكون له خادمًا؟
بل من يدرأ عني ملامات خالقي وأصير له عبدًا؟
ومَنْ مِنْ عذاب غدٍ يخلِّصني؟ ومن ظلمة القبر من يُبْعدني ويُنْجِيني؟
لو كانت أوضاري مما تُغْسل بالدموع السوافك ما رغبتُ عن إراقة مُهْجتي! فضلا عن نوازف أدْمُعي!
ولكن المصيبة: أنْ ليس أحدٌ سوف يتحمَّل جرائري سُواي!
فاللهم قد ساءت الظنون من أهل الأرض إلا ما شاء الله، وانطبق الصدر على غمٍّ عظيم لا يكاد يبرحني!
فمن لي بمن يدفع عني بعض تلك الأسقام؟ وأين لي بتلك الغلائل التي تتكسر دونها الخطوب العظام؟
وغدا أموت! وماذا بعد الموت؟ فيا طول عنائي مما أعانيه، ويا كثرة أحزاني مما أنا فيه.
وختاما أقول:
ويلٌ لمنْ لم يرحمِ الله ... ومَنْ تكون النار مثواه.
كأنه قد قيل في مجلسٍ ... كنتُ آتيهِ وأغشاه.
مات سعيدٌ بغتةًّ ... يرحمنا الله وإيَّاه.
يرحمنا الله وإيَّاه.
ـ[ابومصعب الكويتي]ــــــــ[07 - Jul-2009, صباحاً 12:03]ـ
اثابك الله على هذه الموعظة ...
ـ[فتح البارى]ــــــــ[03 - Oct-2009, صباحاً 09:01]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 08:07]ـ
بارك الله في الجميع.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[04 - Oct-2010, مساء 02:50]ـ
نسأل الله عز وجل أن يعاملنا جميعًا بلطفه ورحمته.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 01:20]ـ
بارك الله فيك .. موعظة بليغة .. مُوجِلَة مُخَوِّفَة
و إني أحببتُ أن أذيّلها بأشعار في الرجاء،لأن المؤمن في سيره إلى الله؛ بمنزلة الطائر .. والخوف و الرجاء جناحاه:
//////
يارب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن
فبمن يلوذ ويستجير المجرم
أدعوك ربي كما أمرت تضرعا
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرضا
وجميل عفوك ثم أني مسلم
//////
{ربّاه}
(في رحلة الإيمان .. الحج 2000م)
للدكتور فاضل السامرائي
//////
سعيت ولم أركب إليك النّواجيا =وجئتك يا ربّاه رَجلان حافيا
يسابقني قلبي إليك وخاطري =مغذا إليك السّير هيمان صاديا
جفوت منامي والخليّون هجع =نيام ولكن الكرى ما اهتدى ليا
وناموا وما نامت عيون مسهّد = يبيت طوال الليل يقظان صاحيا
فزعت إلى مولاي أطرق بابه = وأستصرخ الرّحمن أن يفتحنْ ليا
فهل يفتح المولى لمثلي بابه = وقد جئته صفرا من البِرِّ عاريا
وهل يغسل الأوضار صب مدامع =وقد كنّّ سودن السّنين الخواليا
أتيت إلى الرحمن أطلب عفوه = وقائمة الأوزار ملأى كما هيا
فهل يقبل الديّان مني رجعة = وبي من كبير الإثم والذنب ما بيا
علمت بأن الله يقبل عبده =إذا جاء توابا، وقد جئت ساعيا
منيبا إلى ربي ليقبل توبتي =وقد قيل لي: لا يطرد الله آتيا
فيا رب لا تطرد ذليلا مضيقا=هوى مستجيرا عند بيتك جاثيا
ويمسح مسكوبا على الخد جاريا =يلوذ برب البيت والركن خائفا
أيرجع مطرودا وقد خاب ظنه = وقد كان حسن الظن كل رجائيا؟
وأنت الذي قد طبق الكون جوده = وليس جواد في الحقيقة ثانيا
لقد قيل فيما قبل من شعرِ مَنْ مضى= "ومن قصد البحر استقل السواقيا"
فكيف، وقد جئت الذي أوجد الورى =وعم نداه الكائنات الثمانيا
فما من مجير غير حلمك سيدي = وما من مجيب غير فضلك داعيا
فحسبي ربي أن أفوز بنظرة = وحسبي ربي أن تكوننْ راضيا
فيا ليت شربي غير ودك غصّة = ويا ليت شربي من ودادك صافيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 09:37]ـ
ما شاء الله ... رائعة.
وأستسمحُك في هذه المواضع .. إعادة النظر:
= أدعوك ربي كما أمرت تضرعا
صوابها: أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعا
= وحسبي ربي أن تكوننْ راضيا
صوابها: وحسبي ربي أن تكوننَّ راضيا
- - -
= قول الشاعر: وأستصرخ الرّحمن أن يفتحنْ ليا
لا أدري لم أكَّد الفعل بالنون الخفيفة هنا والثقيلة في (أن تكوننَّ) وليس هذا موضع توكيد الفعل المضارع.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[06 - Oct-2010, صباحاً 02:31]ـ
ما شاء الله ... رائعة.
وأستسمحُك في هذه المواضع .. إعادة النظر:
= أدعوك ربي كما أمرت تضرعا
صوابها: أدعوك ربِّ كما أمرت تضرعا
* بارك الله فيك على التصويب .. و كذلك هو في: "ديوان أبي نواس-جمع حمزة بن الحسن الأصفهاني"-المطبعة العمومية بمصر 1898م اعتنى به محمود أفندي واصف؛ ص199
لطيفة:
قيل أن أبا نواس رُئي في النّوم، وسُئل عمّا فُعل به، فقال: غُفر لي بسبب الأبيات التي أولها: "يا رب إن عظمت ذنوبي".
** أما قصيدة الدكتور فاضل السّامرائي، فليس بين يديّ مصدرها لأوثقها منه .. وإن كنتُ أثق بتصويبكم؛ فقد نمُي إلي أن القارئ المليجي -حفظه الله- شاعرٌ و عروضيٌّ ..
... أما نقدكم لتوكيده الفعل المضارع بالنون (الخفيفة و الثقيلة) في غير محلّه .. فهذا أيضا من صناعتكم .. وناقلُ قصيدته، بضاعتُه في النّحو مزجاة، وما ثقفه منه في أيّام الطّلب، أتتْ عليه الأيّام، وأكل عليه الدّهر و شرب.(/)
ما الفرق بين الأدب والخلق
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[06 - Jul-2009, مساء 05:05]ـ
أعينوني أعانكم الله ما الفرق بين الأدب والخلق فمثلا يقال آداب الأكل ولا يقال أخلاق الأكل
ويقال الرجل أخلاقه عالية ولا يقال الرجل أدابه عاليه أليس هذا صحيح أعينوني بالله عليكم
ـ[أبو بكر العروي]ــــــــ[08 - Jul-2009, صباحاً 11:52]ـ
وفقك الله أخي الكريم،
الخلق يطلق على السجية وما يصدر من داخل المرء كالحياء والوقار والحلم الأناة، وقد يجبل المرء عليها وقد يتكلّفها حتى تصبح طبيعية فيه.
أما الآداب فهي أعمال وأقوال مسنونة يتكلّفها المسلم ليتزيّن بها، كآداب النوم والاستئذان والمناظرة إلخ.
هذا، وقد جاء لفظ الخلق منسوباً للحيوان كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال الناس: "خلأت القصواء" فقال: " ما خلأت القصواء وماذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل" أي بعادة.
والله أعلم.
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 07:08]ـ
بورك فيك أخي العروي اختصرت و أفدت
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 10:16]ـ
شكرآ لك يا اخي اختصرت افدت
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 11:06]ـ
الآداب تكمل الأخلاق، والآداب مكتسبة وكلها محمودة، أما الأخلاق فمنها المحمود ومنها المذموم
والله تعالى أعلم(/)
كلمات وأي كلمات!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:30]ـ
الإخوة الأكارم والأحبة الأماجد
بينا يطالع المرء منا في صفحات أعلام الكتاب ومصنفات بلغاء العلماء
تراه يقف أحيانا على كلمة جامعة، أو زبدة نافعة، تجمع من حكم الأولين جسامَها، ومن تجارب الأقدمين عظامَها.
وقد أحببت أن أضع لكم بعضَ ما ظل حبيسَ أوراقي زمنا من هذه الكلمات النافعات
وأحب أن تشاركوني بما مَنَّ الله عليكم من عبارات مماثلات أو جُمَل مشابهات
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:36]ـ
قال الحافظ ابن حجر: (وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب)!
وفي تحفة الأحوذي: (والأصل أن الرجل إذا تكلم في غير فنه يأتي بمثل هذه العجائب).
وفي تذكرة النحاة: (وسلك فخر الدين في هذا الكتاب طريقة غريبة بعيدة عن مصطلح أهل النحو ومن مقاصدهم، وهو كتاب لطيف على بعض أبواب العربية، وقد سمعت شيخنا أبا جعفر يذكر هذا التصنيف ويقول: إنه ليس جاريا على مصطلح القوم، وإن ما سلكه في ذلك إنما هو من التخبيط في العلوم، ومن غلب عليه فن ظهر فيما تكلم به غير ذلك الفن، أو كلاما قريبا من هذا. وبالجملة فكان شيخنا أبو جعفر لا يرتضي كلام فخر الدين في هذا الكتاب، ولما وقفت عليه بديار مصر رأيت ما كان الأستاذ أبو جعفر يذم من هذا الكتاب، ويشترك عقل فخر الدين في كونه صنف في علم وليس من أهله، وكان أبو جعفر يقول: لكل علم حد ينتهي إليه، فإذا رأيت متكلما في فن ما قد مزجه بغيره فاعلم أن ذلك إما أن يكون من تخليطه ذهنه، وإما أن يكون من قلة محصوله في ذلك فتجده يستريح إلى غيره مما يعرفه).
قلت: هكذا في الأصل (يشترك) ولعل الصواب (يستركّ).
و (تخليطه) لعل الصواب (تخليط).
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:39]ـ
قال الخليل بن أحمد: ذاكر بعلملك تذكر ما عندك وتستفد ما ليس عندك!
وقال الإمام النووي: مذاكرة حاذق في الفن ساعة أولى من المطالعة ساعات بل أياما!
وقال الشاعر:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة ................. وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو حل مقفل ................ أو اشكال ابدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد ............... ولا تتركن فالترك أقبح خلة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:42]ـ
قال الإمام أحمد: (إياك أن تتكلم في المسألة ليس لك فيها إمام)!
قال سيبويه: (قف على هذه الأشياء حيث وقفوا ثم فسر)!
قال عمر بن عبد العزيز: (قف حيث وقف القوم؛ فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا ... )!
قال ابن المبارك: (وجدت أصحابي وقفوا فوقفت)!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:45]ـ
قال عبد الرحمن بن الديبع: (لولا التاريخ لقال من شاء ما شاء).
وقال ابن المبارك: (الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).
وقيل لابن المبارك: هذه الأحاديث الموضوعة؟! فقال: (تعيش لها الجهابذة)!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:47]ـ
وقال ابن حجر: (ولو كان من يهم من المصنفين يترك لما سلم أحد)!
وقال الذهبي: (ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما)!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:48]ـ
قال الفراء: (قل رجل أنعم النظر في العربية ثم أراد علما غيره إلا سهل عليه).
قال الشافعي: (أصحاب العربية جن الإنس؛ يبصرون ما لا يبصر غيرهم).
قال الصنعاني: (علم اللغة بأنواعه هو عمدة علوم الاجتهاد، وبالتبحر فيه وعدمه تتفاوت النقاد).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 04:57]ـ
قال السيوطي: (وهكذا كل مستنبط يكون قليلا ثم يكثر، وصغيرا ثم يكبر).
ينسب لعلي بن أبي طالب: (العلم نقطة وسعها الجاهلون).
قال الشافعي: (ليس العلم ما حفظ، العلم ما نفع)
قال ابن تيمية: (ومن أعماه الله لم تزده كثرة الكتب إلا ضلالا).
وينسب لأرسطو، وقاله غير واحد: (لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 05:02]ـ
قال الخليل بن أحمد: (تقلل من العلم لتحفظ، وتكثر منه لتعرف).
وقال أيضا: (إذا أردت أن تكون عالما فاقصد لفن من العلم، وإذا أردت أن تكون أديبا فخذ من كل شيء أحسنه).
ينسب لابن عباس:
ما حوى العلم جميعا أحد ............. لا ولو مارسه ألف سنة
إنما العلم كبحر زاخر ............... فاتخذ من كل شيء أحسنه
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 05:32]ـ
قال الحافظ ابن حجر: (وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب)!
وفي تحفة الأحوذي: (والأصل أن الرجل إذا تكلم في غير فنه يأتي بمثل هذه العجائب).
وفي تذكرة النحاة: (وسلك فخر الدين في هذا الكتاب طريقة غريبة بعيدة عن مصطلح أهل النحو ومن مقاصدهم، وهو كتاب لطيف على بعض أبواب العربية، وقد سمعت شيخنا أبا جعفر يذكر هذا التصنيف ويقول: إنه ليس جاريا على مصطلح القوم، وإن ما سلكه في ذلك إنما هو من التخبيط في العلوم، ومن غلب عليه فن ظهر فيما تكلم به غير ذلك الفن، أو كلاما قريبا من هذا. وبالجملة فكان شيخنا أبو جعفر لا يرتضي كلام فخر الدين في هذا الكتاب، ولما وقفت عليه بديار مصر رأيت ما كان الأستاذ أبو جعفر يذم من هذا الكتاب، ويشترك عقل فخر الدين في كونه صنف في علم وليس من أهله، وكان أبو جعفر يقول: لكل علم حد ينتهي إليه، فإذا رأيت متكلما في فن ما قد مزجه بغيره فاعلم أن ذلك إما أن يكون من تخليطه ذهنه، وإما أن يكون من قلة محصوله في ذلك فتجده يستريح إلى غيره مما يعرفه).
قلت: هكذا في الأصل (يشترك) ولعل الصواب (يستركّ).
و (تخليطه) لعل الصواب (تخليط).
والله أعلم.
اخى بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
تقول يا رعاك الله
http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/14.gif اقتباس http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/11.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/1.gif قلت: هكذا في الأصل (يشترك) ولعل الصواب (يستركّ).
و (تخليطه) لعل الصواب (تخليط). http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/4.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/6.gif
لقد استبدلت الكلمتين وارفقت لنا فى الحاشية الاتى
فانت تقول سترك بدلا من يشترك
والجملة تقول
http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/14.gif اقتباس http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/11.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/1.gif ويشترك عقل فخر الدين في كونه صنف في علم وليس من أهله http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/4.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/6.gif
فكيف لى هنا بان استبدل يشترك وهى المناسبة للسياق ب يسترك التى لا دخل لها بالامر
فالرجل هنا اشار الى ان عقله يشترك وهو من المشاركة فما دخل يسترك التى هى من الستر
والثانية وهى فى الجملة
http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/14.gif اقتباس http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/11.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/1.gif كل علم حد ينتهي إليه، فإذا رأيت متكلما في فن ما قد مزجه بغيره فاعلم أن ذلك إما أن يكون من تخليطه ذهنه http://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/4.gifhttp://www.ebnmaryam.com/vb/mistystyle/misc/quotes/6.gif
فالهاء فى تخليطة عائدة على الفن وان اقتصر الامر كما تزعم على تخليط ستكون عائدة على الذهن وهنا سيتغير المعنى كليا وهى على الفن اوثق وموافقة للسياق
اعذرنى اخى هذا ما فهمت فان كان لكم غرض اخر من الطرح فلك ان تبينه لنا واعذر فينا جهلنا به
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jul-2009, صباحاً 10:44]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
الأمر على عكس ما تقول تماما يا أخي الفاضل، وأرجو أن تتبينه بنفسك، فأعد النظر في سياق الكلام.
فإن لم يظهر لك ذلك فأخبرني.
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 11:49]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
الأمر على عكس ما تقول تماما يا أخي الفاضل، وأرجو أن تتبينه بنفسك، فأعد النظر في سياق الكلام.
فإن لم يظهر لك ذلك فأخبرني.
اجبتنى أخى فى الله
او انك اجبت فيما سبق وان كان فتزكر انى قد قلت لك ان كان لك فى طرح الموضوع امرا انا اجهله فلك ان تبينه لى ولست بمتعالم عليك انما انا قد سجلت ملحوظة هى من وجهة نظرى
و اكرر انا لم افهم المقصود بل ما فهمته هو ذكرت لك فى المداخلة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - Jul-2009, مساء 11:58]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
كلمة (يشترك) ليس لها أي علاقة بالسياق؛ لأن الكلام هنا في ذم الإمام فخر الدين، وعيبه أنه صنف في شيء ليس من فنه، فلذلك جاء أبو حيان النحوي ونقل عن شيخه النحاس أنه كان (يستركّ) -بتشديد الكاف من الرِكة- عقلَ الرازي من أجل أنه أدخل نفسه فيما لا يحسنه.
أما قولنا: (يشترك عقل فلان في كونه صنف في فن وليس من أهله) فليس لها معنى مفهوم!
وأما (تخليط ذهنه) فإنه يريد أيضا أن يذمه بهذا الكلام ويبين أن السبب في فساد تصنيفه اختلاط هذا الفن بالفنون الكلامية التي يحسنها الرازي.
أرجو أن يكون السياق قد اتضح لك، وبالله التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد عبد المعطى كروم]ــــــــ[11 - Jul-2009, صباحاً 12:08]ـ
بارك الله فيك أبا مالك
وجزك الله خيرا" عنى وعن المسلمين خيرا"
والسلام عليكم أخى فى الإسلام(/)
من القصائد الزهديه
ـ[أسامة شبل السنة]ــــــــ[09 - Jul-2009, صباحاً 07:33]ـ
ألا لا أيها البشر لكم في الموت معتبر
أليس الموت غايتها فأين الخوف والحذر
رأينا الموت لا يبقي على أحد ولا يذر
تعال الله ماذا تصنع الأيام والغير
وما يبقى على الحدثاني لا صغر ولا كبر
وما ينفذ كا نعش جنازة يمشي به نفر
رأيت عساكر الموتى فهاج لعيني العبر
محل ماعليهم فيه أردية ولا حجر
سقوف بيوتهم فيها هناك البن والمدر
أراكم ربما غابوا وكانو طالما خطروا
وكانوا طالما أشروا إلى الذاتي وبتكروا
فقد جد الرحيل بهم إلى سفر هو السفر
وقد أضحوا بمنزلة يترجم دونها الخبر
تفكر أيها المغرور قبل تفوتك الذكر
فإن جميع ما عظمت عند الموت محتقر
فلا تغتر بالدنيا فإن جميعها غرر
وقل لذوي الغرور بها رويدكم اننتظر
فأقصى غاية الميعاد فيما بيننا الحفر
كذاك تصرف الأيام فيها الصفو والكدر
رحم الله قائلها(/)
لأول مرة على الإنترنت تسجيل صوتي لـ (ـمقامات الحريري)
ـ[أبو ميمونة]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:03]ـ
السلام عليكم أيها المسلمون جميعا يا من تخذتم هذه الدار دار علم وأدب وتحقيق وأتحتفتم زواركم بكل مفيد وجديد حتى إن الزائر ليختلجه أمران متناقضان، أن يدخل كي يَسْعَدَ بالصحبة، وأن يراقب من بُعْدٍ فليس هو أهلًا للمشاركة.
ولكن الطائش مثلي، قد يقرر قبل أن يفكر ويترك أنامله تضغط زرا بعد زر، حتى يحصل المقدور. وعلى كل حال فها أنذا في بلدكم وأرضكم، أجدها فرصة كي أسمع ردودكم بأذني (مجازًا) وأرى إتحافاتِكم بعيني، وعبر هذه المشاركة الأولى أبعث إليكم أسمى معاني الشكروالتقدير وأسال الله العلي القدير لي ولكم حسن القصد والتدبير.
ومن خلال هذه المشاركة أهديكم (عينة) من تسجيل لمقامات الحريري، ونسبةً لأنها لم تنزل السوق بعدُ وكذلك لأنها في بدايتها، فإني سأنزل لكم مقامة واحدة أسمع من خلالها تعليقاتكم وتوجيهاتكم وأنا أعرف أنها كأي إصدار أولي ربما وجد بها الخطأ الجلي وكأي إصدار بشري فربما تجدون بها الخطأ الخفي ولم تُراجعْ فضلًا عن أن تصحح ... بوركتم جميعا
رابط المقامة.
(بحجم 8 ميقا تقريبًا) http://www.rofof.com/7dycfh9/Maragyia.html
ملاحظة: ليس العنوان على ظاهره بالضبط فأنا أعرف أن ثمة تسجيلا صوتيا للمقامات ولكنه بطريقة الرجز غيرأن هذه قراءة إذاعية و (ثنائية)، فهي تختلف.
ملحوظة: الإفصاح عن المؤدين عقب الانتهاء من العمل لكن المرجو الآن هو النقد
ـ[أبو ميمونة]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 09:55]ـ
يا أهلنا أين أنتم؟
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 10:22]ـ
بارك الله فيك أبا ميمونة على تيك المقامات، غير أني آخذ عليه شيء ألا وهو سرعة الأداء، والصوت المنخفض للقارئ فإذا كان الأداء بطيئاً صار السماع أفضل وإذا كان الصوت عالياً صار الانتباه أفضل وأكثر، هذا و إني لم أر مثل هذا العمل من قبل فحري بك أن تكمله علك بهذا تنشر المقامات بين يدي السادات وأنت لها وفارس هيجائها ورامي بساهمها في قلب كل سامع للفوائد جامع، فجزاك الله خيراً على هاتيك النفائس
ـ[أبو ميمونة]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 07:41]ـ
حفظك الله أخي أبا الطيب المتنبي وقد أثلجت صدري بهذه الكلمات بعد أن أيست من تعليق الناس عليها من باب النقد وقد قلتَ كلاما أظنني أصغر منه بكثير
وملاحظاتك جميلة ورائعة ولا أظن أحدا يستمتع بهذه المقامات يصفها كما وصفتَ إلا رجل حاذق بارع ضليع مذواق للغة القرآن وأحسبة في اللغة على اسمك وأنا حقيقة لمثلك عرضت وعن غيرك أعرضت.
وأجدني صاحب رغبة في أن أذكر أبياتا قلتها لأهل المنتدى عموما لأقولها لك خصوصا بارك الله فيك
أيضا طرحت مشاركة رأيت أني عدلت عن طرحها لغيركم حتى لا أقع في ما أبى الشافعي أن يقع فيه لما قال:
أأنثر دراً بين سارحة البهم ****** وانظم منثوراً تراعية الغنم؟
لعمري لئن ضيعت في شر بلدةٍ ****** فلست مضيعاً فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفه ****** وصادفت أهلاً للعلوم وللحكم
بثثت مفيداً واستفدت ودادهم ****** وإلا فمكنون لدى ومكتتم
ومن منح الجهال علماً أضاعه ****** ومن منع المستوجيين فقد ظلم
وليس هذا مدحا للعمل فالعمل آفاته وأخطاؤه كثيرة لكني أمدح من يتذوق المقامات ابتداءً ويعجبه أن يكون لها تسجيل ويبدي ملاحظاته عليه فبارك الله فيك
ـ[أبو عبيدة محمد السلفي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 01:00]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو إسحاق السلفي]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 03:17]ـ
بارك الله فيك أبا ميمونة على تيك المقامات، غير أني آخذ عليه شيء ألا وهو سرعة الأداء، والصوت المنخفض للقارئ فإذا كان الأداء بطيئاً صار السماع أفضل وإذا كان الصوت عالياً صار الانتباه أفضل وأكثر، هذا و إني لم أر مثل هذا العمل من قبل فحري بك أن تكمله علك بهذا تنشر المقامات بين يدي السادات وأنت لها وفارس هيجائها ورامي بساهمها في قلب كل سامع للفوائد جامع، فجزاك الله خيراً على هاتيك النفائس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوافقك الرأي أخي الكريم
ليت الملقي حفظه الله يرفع صوته قليلاً كي نتمكن من سماع إعراب الكلمات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 05:11]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
أين نجد تسجيل المقامات كاملة؟
ـ[أحمد السويد]ــــــــ[16 - Jul-2009, صباحاً 07:09]ـ
التسجيل ممتاز، والصوت واضح، والنبرة جيدة.
أنتظر بقية المقامات جزيتم خيرا
ـ[البسام]ــــــــ[16 - Jul-2009, مساء 08:00]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
أين نجد تسجيل المقامات كاملة؟
نعم ... أين توجد؟.
ـ[البسام]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 12:23]ـ
فيه لُحَينة -كما أظن - وهي: (وأما المفلقَ من كتاب ... المتمكنَ ... ) بالنصب، والصواب بالرفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله المنسي]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 01:08]ـ
أبا ميمونة
المشروع مذهل جداً .. ولكن الملقي للأسف في بعض مخارج الحروف لديه قلق وعدم بيان.
ثم إن الإلقاء كأنه إعلان عن أشرطة جديدة ستصدر , فما بالك بالمقامات كلها؟!
لذلك المشروع مذهل ولكن ابحثوا عن مقدم آخر واجعلوه يلقي استرسالاً ببيان جيد للمخارج.
ـ[أروع]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 05:39]ـ
جار ي التحميل ... شكر الله لك ..
ـ[أبو ميمونة]ــــــــ[25 - Jul-2009, مساء 10:17]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على التعليقات
بالنسبة للصوت المنخفض فهل يقصد الإخوة صوت المؤديَيْن معا أم أحدهما
وأما السرعة ففي نظري أن العامة قد يكون مجموع الكلام المسجوع عندهم أقرب إلى الفهم أما إذا تناثر فلا يكاد يفرق بين الكلمة وغيرها
وأما بالنسبة للأخ الذي وصف المؤدي بأنه قلق وعنده عدم بيان فلم ألحظ القلق لكن ربما عدم البيان بسبب المونتاج مع الاتفاق أن هناك إشكالا في بعض الحروف ربما وأيضا هل تعليقك هذا على كلا المؤديين أم على أحدهما
وأخيرا من وقعت أذنه على لحينة بوركت وبورك مسعاك ومسمعك لكن الجملة [وأن المفلقَ وليست وأما]
بقية المقامات ليست موجودة (إلا 6 أخريات) لأنها لم تسجل بعد وما زالت في طور الإنشاء كما يقال
ربما أنزلت واحدة إضافية إذا طلبها أكثر من عشرين شخصا (:))
ـ[عبدالله المنسي]ــــــــ[26 - Jul-2009, صباحاً 01:50]ـ
مخارج بعض الحروف فيها اضطراب ولا تظهر كاملة ..
ـ[أبو زيد الخير]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 10:04]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ما أخبار تسجيل المقامات كاملة؟
ـ[أبو زيد الخير]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 10:29]ـ
وجدتُ بعض التسجيل لمقامات الحريري عليه رحمة الله تعالى بصوت الشيخ عبدالرحمن الحمين على هذه الروابط:
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=55 927&d=1207647398) و هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=57 443&d=1213095323)
ـ[سلمان المشعل]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 11:08]ـ
جهد طيب
جزاك الله خير
ـ[فؤاد عزام]ــــــــ[31 - Dec-2009, صباحاً 12:28]ـ
جزاكم الله خيرا رائعة وممتعة نرجو المزيد(/)
همم تعالت عن قمم الجبال .. هكذا كونوا أو لا تكوانوا
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2009, مساء 09:20]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ثم أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم اخوتي اخواتي هذه القصص المسندة عن أناس تفانوا وصدقوا في طلب العلم فحازوا
لذلك فلنحذوا حذوهم عل الله يوفقنا لننهل من العلوم الربانية مثلهم والله الموفق
1 يطلب العلم في عمر الثمانين بهمّة العشرين:
جاء في ذيل طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب في ترجمة الإمام أبي الوفاء ابن عقيل الحنبلي البغدادي المقرئ الفقيه الأصولي الواعظ المتكلّم ذي العلوم والفنون أحد الأئمّة الأعلام في الإسلام ومن أفاضل العالم وأحد أذكياء بني آدم (431/ 513) رحمه الله: " ... أنّه كان يقول: إنّي لا يحلّ لي أن أضيع ساعة من عمري، حتّى إذا تعطّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي، وأنا منطرح، فلا أنهض إلاّ وقد خطر لي ما أسطِّره، وإنّي لأجد من حرصي على العلم وأنا في عَشر الثّمانين أشدّ ممّا كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة.
و أنا أقصّر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتّى أختار سفَّ الكعك وتحسِّيه بالماء على الخبز، لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ، توفُّراً على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه ... " انظر (صفحات من صبر العلماء) لـ:عبد الفتاح أبو غدّة.
قال تعليقا الأخ أبو ابراهيم
أمّا هذه فهِمَّةٌ تتلاشى دونها الهمم، ويكفيك من العجب الذي فيها، أن يطيش عقلك حيرةً، إذ تجد نفسك تقول ـ وأنت لا تستطيع أن تنبس ببنت شفة ـ في أقصى ما ضمّه صدرك من عمق، أيصدّق مثل هذا!؟ فتجيبك همّة القوم في شموخ ـ وهي لم تزل تكفي أهلها الإجابة ـ: أن نعم، وما تعجّب من تعجّب إلاّ لأنّه استصعب، وأنّى يفوز بالظَّفَر من رضي لنفسه العيشَ بين الحفر.
ما تطعَّمتُ لذّةَ العيش حتّى صرتُ للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء أعزّ من العلم فما أبتغي سواه أنيسا
إنّما الذّلّ في مخالطة النّا س فدعهم وعش عزيزاً رئيسا
ثمّ من لم يصدِّق ذلك ـ تقولُ الهمّةُ ـ كيف سيكون حاله مع الخبر التَّالي:
2 يطلب علماً برأسه في يوم واحد!!!:
جاء في ترجمة الإمام أبي بكر بن الأنباري النحوي، " أنّ جاريةً له سألته عن تفسير رؤيا، فقال لها: أنا حاقن، ثمّ مضى فلمّا كان الغد عاد وقد صار معبِّراً للرّؤيا، وذاك أنّه مضى من يومه، فدرس كتاب الكرمانيّ ـ في تعبير الرّؤيا ـ وجاء ... ".
انظر ترجمته في: تاريخ بغداد (3/ 181)، وإنباه الرّواة على أنباء النّحاة للقفطي (3/ 202)، ووفيات الأعيان لابن خلِّكان (1/ 503)، عن طريق (صور من صبر العلماء) لـ: صلاح الدين محمود السعيد.
قال تعقيبا الأخ أبو ابراهيم
الخبر لا يحتاج إلى تعليق ألبتّة، ثمّ أيُّ صبرٍ هذا الذي يعيش به القوم، بل الصّبرُ لو مُكِّن لنطق، ولو كان عبداً لأبَق.
صَابَر الصّبرَ فاستغاث به الصّبرُ فقال الصّبور يا صبرُ صبرَا
و كأنّي بلسانك أخيَّ قد انعقد ـ وحُقَّ لك ذلك ـ وأنت ترى نفسك أحياناً تعجز عن حلقةِ علمٍ تحضرها، أو صفحةٍ من كتابٍ تقرؤها، والقوم قد حصّلوا علماً برأسه في مقدارٍ من الزّمن تُمضيه أنت بين نومة صباحٍ وأُكلة ليلٍ، ولكن اسمع معي إلى همّة القوم تقصّ عليك خبرها:
دببت للمجد والسّاعون قد بلغوا جُهدَ النّفوس وألقَوا دونه الأُزُرَا
و كابدوا المجدَ حتّى ملَّ أكثرُهم وعانقَ المجدَ من أوفى ومن صبرا
ثمّ تنصحك وتقول:
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجدَ حتّى تلعق الصَّبِرا
3 أبو يوسف وتفانيه في طلب العلم
كان الإمام أبو يوسف رحمه الله شديد الملازمة لشيخه أبي حنيفة رحمه الله، لازم مجلسه بين العشرين و الثلاثين سنة، لم تفته فيها صلاة الغداة معه، و لا فارقه في فطر و لا أضحى، إلا من مرض، روى محمد بن قدامة قال: سمعت شجاع بن مخلد قال: سمعت أبا يوسف يقول: مات ابن لي، فلم أحضر جهازه و لا دفنه، و تركته على جيراني و أقربائي مخافة أن يفوتني من أبي حنيفة شيء لا تذهب حسرته عني "
انظر (مناقب أبي حنيفة للإمام الموفق المكي 3/ 472 نقلا عن قيمة الزمن ص 31).
قال أخي ابو ابراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّما يصل إلى هذه المراتب من وطّن نفسه الصبر و أسكنه حبة قلبه و ترك غيره للجوار، حتى صارت اللذات كلها لو جمعت لم تعن له شيئا في مقابل لذة الطلب، و قد قال أحدهم كاشفاً هذا المعنى بأجلى ممّا قلت، و بأحلى ممّا سبكت:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية و طيب عناقِ
و صرير أقلامي على صفحاتها ... أحلى من الدوكاء للعشاقِ
وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لألقي الرمل عن أوراقي
وتمايلي طربا لحل عويصة ... في الدرس أشهى من مدامة ساقِ
يا من يحاول بالأماني رتبتي ... كم بين مستفل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته ... نوما و تبغي بعد ذاك لحاقي
4أبو يوسف والعلم حال الاحتضار
روى القاضي إبراهيم بن الجراح الكوفي ـ و كان تلميذا لأبي يوسف ـ قال: " مرض أبو يوسف، فأتيته أعوده، فوجدته مغمى عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، ما تقول في مسألة؟ قلت: في مثل هذه الحالة؟ قال: لابأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج.
ثم قال: ياإبراهيم؛ أيما أفضل في رمي الجمار ـ أي في مناسك الحج ـ أن يرميها راكبا أو ماشيا؟ قلت: راكبا. قال: أخطأت، قلت: ماشيا: قال: أخطأت. قلت: قل فيها يرضى الله عنك.
قال: أمّا ما كان يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه ماشيا، وأمّا ما كان لا يوقف عنده؛ فالأفضل أن يرميه راكبا. ثم قمت من عنده، فما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه، و إذا هو قد مات رحمة الله عليه ".
5 ومن تلكم العبر ما روي عن الطبري رحمه الله قبل موته
فلقد روى المعافى بن زكريا عن بعض الثقات أنّه كان بحضرة أبي جعفر الطبري رحمه الله قبل موته، و توفّي بعد ساعة أو أقلّ منها، فذكر له هذا دعاء مأثور عن جعفر بن محمد، فاستدعى محبرة و صحيفة فكتبه، فقيل له: أفي هذه الحال؟ فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات" (قيمة الزمن 44)
وليعلم اخوتي أن ما كان من منحى أبي يوسف والطبري كان سبيلا لكثير من العلماء
فيروى عن ابن مالك ـ إمام النحو ـ رحمه الله أنّه بلغ من اعتنائه بالعلم حرصه على حفظ عدّة أبيات ـ حدّها بعضهم بثمانية ـ في يوم موته، لقّنه إياها ابنه (قيمة الزمن71)
أولئك أقوام شيّد الله فخرهم … فما فوقه فخر و إن عظم الفخر
قال الأخ أبو ابراهيم
على المؤمن أن يتيقّن أنّ الأمة لا ينفعها طويل اللسان قصير الرأي، و لكن ينفعها حَضَنة العلم و عصبة الفهم و الحلم، ممّن هِجِّيراه في يومه و ليلته:" ربِّ زدني علما".
والله الموفق والمعين
وهو الهادي الى سواء السبيل
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 03:26]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
نتمم ما ابتدأناه من ذكر بعض السير لأسلافنا علها توقظ الهمم وتكون نصرا لنا في الدنيا وذخرا في الآخرة
والله الموفق
ونسلط الضوء في هذه الأجزاء المعدودة التي سأضعها بين أيديكم بحول الله على ما مضمونه
.لذة التعبد عند السَّلف
ونبتدئ بمن أنار الله به العقول وأيقظ به العزائم بسيد المرسلين , وإمام المتقين , وخاتم النبيين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , الذي ما اكتحلت العيون بمثل رؤيته , ولا شرفت النفوس بمثل صحبته , إِنْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمُ قَدَمَاهُ أَوْ سَاقَاهُ فَيُقَالُ لَهُ فَيَقُولُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.
.وَعَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ فِي قَصَصِهِ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أَخًا لَكُمْ لَا يَقُولُ الرَّفَثَ - يَعْنِي بِذَاكَ ابْنَ رَوَاحَةَ - قَالَ:
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو ii كِتَابَهُ
إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ من الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى ii فَقُلُوبُنَا
بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ ii فِرَاشِهِ
إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ ii الْمَضَاجِعُ
بل إن شئت أن تراه قائمًا , أو راكعًا , أو ساجدًا , أو ذاكرًا , في أي ساعة من ليل أو نهار وجدته صلى الله عليه وسلم بأمر الله قائمًا , ولعبادة الله ملازمًا , فقد كان عمله صلى الله عليه وسلم ديمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتَصُّ من الْأَيَّامِ شَيْئًا؟ قَالَتْ: لَا , كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً , وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطِيقُ؟!.
ولذلك نرى الصَّحابة رضي الله عنهم ما رأت عيونهم ولا سمعت آذانهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا وهو على طاعة.عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى , من الْبُكَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ , فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ , فَتَحَسَّسْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ , يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ , لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.
وعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا فَاتَتْهُ الصَّلاة مِنْ اللَّيْلِ؛ مِنْ وَجَعٍ أَوْ غَيْرِهِ , صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ , فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ , ثُمَّ مَضَى , فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ فَمَضَى , فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا , ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا , يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا , إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ , وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ , وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ , ثُمَّ رَكَعَ , فَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ , فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ , ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ , ثُمَّ سَجَدَ , فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى , فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ.
بل نرى عند الشدائد والصعاب وتغير الزمان , يكون هو أقرب الخلق من الرحمن.
فَعَنْ عَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَومَ بَدرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا قَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي وَيَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ.
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ , حَتَّى يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ من شِدَّةِ الْحَرِّ , وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَابْنِ رَوَاحَةَ.
سماعه القرآن:
وكان صلى الله عليه وسلم يحب سماع القرآن من غيره.
فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ: لِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ عَلَيَّ , قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟! قَالَ: فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ من غَيْرِي , فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ؛ حَتَّى بَلَغْتُ [فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا من كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا] قَالَ: أَمْسِكْ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى: لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ؛ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا من مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ.
يتبع بحول الله ...
ـ[عالمة المستقبل]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 09:45]ـ
جزاكم الله خير
أستأذنكم في نقل ماكتبتم
عفوا من تقصدون بالأخ ابو ابراهيم
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 02:37]ـ
جزاكم الله خير
أستأذنكم في نقل ماكتبتم
عفوا من تقصدون بالأخ ابو ابراهيم
وجزاكم الله خيرا مثله
لك نقله وأسأل الله أن ينفع به
وأن يبارك فيه
أما الأخ أبو ابراهيم فأحد الاخوة طلبة العلم الذين أعرفهم ممن يقيمون بوهران
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 03:48]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى وبارك الله فيكم ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - Jul-2009, مساء 03:05]ـ
[ quote= طويلبة مغربية;255361]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله
وأسأل الله أن يجازيكم بالمثل
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[23 - Jul-2009, مساء 03:15]ـ
لذة التعبد عند الصحابة رضي الله عنهم
فمهما سطَّر البنان , وتكلم العلماء بكلِّ لسان؛ فإن سير هؤلاء يعجز عن وصفها إنسان.
فهم أولى بالحديث من قول العباس بن الأحنف عن محبوبته:
وَحَدَّثْتَنِي يَا سَعْدُ عَنْهًا فَزِدْتَنِي جُنُونًا فَزِدْنِي مِنْ حَدِيثِكَ يَا سَعْدُ
فهم مصابيح الدُّجى , وينابيع الرشد والحجى , خصوا بخفي الاختصاص , ونقوا من التصنع بالإخلاص , وهم الواصلون بالحبل , والباذلون للفضل , والحاكمون بالعدل , هم المبادرون إلى الحقوق من غير تسويف , والموفون للطَّاعات من غير تطفيف.
هُم الرِّجَالُ وَعَيْبٌ أَنْ يُقَالَ .. لِمَنْ
لَمْ يَتَّصِفْ بِمَعَانِيَ وَصْفِهم رَجُلُ
ونبتدئ بالخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين
أبو بكر الصديق:
السّابق إلى التَّصديق , الملقب بالعتيق المؤيد من الله بالتوفيق , {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [سورة التوبة: 40]
كان رقيق القلب غزير الدَّمع , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , أَتَاهُ بِلَالٌ يُوذِنُهُ بِالصَّلَاةِ , فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ , قُلْتُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِنْ يَقُمْ مَقَامَكَ يَبْكِي , فَلَا يَقْدِرُ عَلَى الْقِرَاءَةِ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ , فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاة دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاة , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ من تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ , فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.كان صِدِّيقًا ما اهتز إيمانه ولا تزعزع وجدانه , عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ - يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ - فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ , مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ , وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ , قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا. ثُمَّ خَرَجَ , فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ! فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ , فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ , وَقَالَ [إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ] وَقَالَ [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ] قَالَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَنَشَجَ النَّاس يَبْكُونَ.
عمر بن الخطاب:
الفاروق , ذو المقام الثابت المأنوق , أعلن الله به دعوة الصّادق المصدوق , فجمع الله له بما منحه من الصَّولة؛ ما نشأت لهم به الدَّولة , كان معارضًا للمبطلين , موافقًا في الأحكام لرب العالمين , كان فارقًا بين الحق والباطل.
فَفِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمَّا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ , ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا , فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ , إِنَّ الَّذين عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ , وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ.
ورغم شدته على الكفّار كان على إخوانه رقيق القلب سريع الدَّمع.
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ؛ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ , فَسَلَّمَ , وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ , فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ , فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ , فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ - ثَلَاثًا , ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ , فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ فَسَأَلَ: أَثَّمَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا , فَأَتَى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ , فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَعَّرُ , حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ , فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ أَنَا كُنْتُ أَظْلَمَ - مَرَّتَيْنِ , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ , فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ , وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:صَدَقَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ , فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا.
وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقّاصٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِي الله عَنْهُ يَقْرَأُ فِي العَتَمَةِ بسُورَةِ يُوسُف , وأنا في مُؤَخِّرِ الصُّفُوفِ , حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكرُ يُوسُف؛ سَمِعْتُ نَشِيجَهُ فِي مُؤَخِّرِ الصَّفِّ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ.
عثمان رضي الله عنه:
القانت الحيي ذو الهجرتين , الكريم الجواد ذو النورين , كان حظُّه من النَّهار الجود والصيام , ومن الليل السجود والقيام , مبشر بالجنة على بلوى تصيبه.
كان رضي الله عنه يحيي الليل بالقرآن , وثبت أنه قرأ القرآن في ركعة.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قُمْتُ خَلْفَ الْمَقَامِ وَأَنَا أُرِيُد أَنْ لَا يَغْلِبَنِي عَلَيهِ أَحَدٌ تِلْكَ اللَّيلة , فَإِذَا رَجُلٌ يَغْمِزُنِي فَلَمْ ألْتَفِتْ , ثُمَّ غَمَزَنِي فَالْتَفَتُّ , فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفّان رَضِي الله عَنْهُ فَتَنَحَّيْتُ فَتَقَدَّمَ فَقَرَأَ القُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ.
وكان رضي الله عنه رقيق القلب , غزير الدمع , كان أذا رأى قبرًا بكى حتى يرحم.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ , فَقِيلَ لَهُ تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَا تَبْكِي , وَتَبْكِي من هَذَا , فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ , فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ , قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ.
بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة على بلوى تصيبه؛ فكان صابرًا محتسبًا حتى لقي ربه.
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ , فَقَالَ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا. فَجَاءَ الْمَسْجِدَ فَسَأَلَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَا هُنَا , قَالَ: فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ , فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ - وَبَابُهَا من جَرِيدٍ -حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ , فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ , وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ؛ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ , فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ , فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟! فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ , فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ , ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ , فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ فِي الْقُفِّ , وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كَمَا صَنَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ , ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي , فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا - يُرِيدُ أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ , فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ , ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأْذِنُ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ , فَجِئْتُ فَقُلْتُ: ادْخُلْ , وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ , فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِهِ , وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ , ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ , فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدْ اللَّهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ , فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ , فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ , فَجِئْتُهُ , فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ , فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَدْ مُلِئَ , فَجَلَسَ وِجَاهَهُ من الشَّقِّ الْآخَرِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورَهُمْ.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
نُور المطيعين , وولي المتقين , وإمام العابدين , من أسرع الصحابة إجابة , وأعظمهم حلما , وأوفرهم علما , وأقومهم قضية , حُرمنا علمه بسبب غلو الشِّيعة فيه وكذبهم عليه -وإلى الله المشتكى , وأما فضائله فقد لاحت في الأفق , وإليك ما قيل بحضرة خصمه ومن لاحت بينهما السيوف - معاوية رضي الله عنه.
دخل ضرار بن ضمرة الكِناني على معاوية , فقال له: صِفْ لي عليًا , فقال أو تعفيني يا أمير المؤمنين , قَالَ: لا أعفيك , قَالَ: أما إذ لا بد؛ فإنه كان والله بعيد المدى , شديد القوى , يقول فصلا , ويحكم عدلا , يتفجر العلم من جوانبه , وتنطق الحكمة من نواحيه , يستوحش من الدنيا وزهرتها , ويستأنس بالليل وظلمته , كان والله غزير العبرة , طويل الفكرة , يقلب كفه , ويخاطب نفسه , يعجبه من اللباس ما قصر , ومن الطعام ما جشب , كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه , ويجيبنا إذا سألناه , وكان مع تقربه إلينا وقربه منا؛ لا نكلمه هيبة له , فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم , يعظم أهل الدين ويحب المساكين , لا يطمع القوي في باطله , ولا ييأس الضعيف من عدله , فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه؛ وقد أرخى الليل سدوله , وغارت نجومه يميل في محرابه قابضًا على لحيته يتململ تململ السَّليم , ويبكي بكاء الحزين , فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول للدنيا: إلَيَّ تغررَّتِ , إلَيَّ تشوفت , هيهات هيهات , غُرِّي غَيْري , قد بنتك ثلاثًا , فعمرك قصير , ومجلسك حقير , وخطرك يسير , آه آه من قلة الزاد , وبعد السَّفر , ووحشة الطريق.
فوكفت دموع معاوية على لحيته؛ ما يملكها , وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء , فقال: كذا كان أبو الحسن رحمه الله , ثم قَالَ: كَيْفَ وَجْدُك عليه يا ضرار؟ قَالَ: وَجْدُ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا فِي حَجْرِهَا؛ لَا تَرْقَأُ دَمْعَتُهَا , وَلَا يَسْكُنُ حُزْنُها - ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[01 - Aug-2009, صباحاً 02:02]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
نترجم لبعض من سائر الصحابة رضي الله عنهك أجمعين
أبو عبيدة ابن الجراح:
أبو عبيدة الأمين الرَّشيد , والقائد السَّديد اختاره عمر؛ وهو يتمنى ملأ مكانه رجالًا كأبي عبيدة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا , وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ.
دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح , فإذا هو مضطجع على طنفسة رحله متوسدًا الحقيبة , فقال له عمر: ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك؟! فقال: يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل.
وعن عمر بن الخطاب أنه قَالَ لأَصْحَابِهِ: تَمَنُّوا , فقال رجل: أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله , ثم قَالَ: تَمَنُّوا , فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدًا وجوهرًا؛ أنفقه في سبيل الله وأتصدق , ثم قَالَ: تَمَنُّوا , فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين , فقال عمر: أتمنى لو أن هذه الدّار مملوءة رجالًا مثل أبي عبيدة بن الجراح.
معاذ بن جبل:
مقدام العلماء , وإمام الحكماء!!!
قَالَ ابن مسعود رضي الله تَعَالَى عنه: إن معاذ بن جبل رضي الله تَعَالَى عنه كان أمة قانتًا لله حنيفًا , فقيل له: إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا! فقال: ما نسيت , هل تدرون ما الأمة وما القانت؟! الأمة الذي يُعَلِّم الخير , والقانت المطيع لله وللرسول , وكان معاذ يُعَلِّم النَّاس الخير , ومطيعًا لله ولرسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان معاذ بن جبل شابًا جميلًا سمحًا من خير شباب قومه , لا يُسأل شيئا إلا أعطاه , حتى أدان دينا أغلق ماله , فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلم غرماءه ففعل , فلم يضعوا له شيئًا , فلو ترك لأحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدعاه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبرح حتى باع ماله وقسمه بين غرمائه , فقام معاذ لا مال له , فلما حجَّ بعثه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن ليجبره , وكان أول من حجز عليه في هذا المال معاذ , فقدم على أبي بكر رضي الله تَعَالَى عَنْهُ من اليمن وقد تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قَالَ أبو نعيم: وغُرماء معاذ كانوا يهودًا فلهذا لم يضعوا عنه شيئًا.
فلما قبض النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلفوا أبا بكر , فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم فلقي معاذًا بمكة ومعه رقيق , فقال: هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء لأبي بكر , فقال عمر: إني أرى لك أن تأتي أبا بكر , قَالَ فَلَقِيه من الغد , فقال: يا ابن الخطاب! لقد رأيتني البارحة وأنا أنزوي إلى النار وأنت آخذ بحجزتي , وما أراني إلا مطيعك , فأتى بهم أبا بكر , فقال: هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء لك , قَالَ: فإنا قد سلمنا لك هديتك , فخرج معاذ إلى الصَّلاة؛ فإذا هم يُصلون خلفه , فقال: لمن تصلون هذه الصَّلاة؟ قالوا لله عز وجل , قَالَ: فأنتم لله فأعتقهم.
وعن معاذ رحمه الله تَعَالَى لَمّا أن حضره الموت , قَالَ: انظروا أصبحنا؟ فأتى , فقيل: لم تصبح , قَالَ: انظروا أصبحنا؟ فأتي فقيل:لم تصبح حتى أتى في بعض ذلك , فقيل له: قد أصبحت , قَالَ: أَعُوذُ بالله من ليلة صباحها إلى النار , مرحبًا بالموت , مرحبًا زائر مغيب , حبيب جاء على فاقة , اللهم إني قد كنت أخافك , فأنا اليوم أرجوك , اللهم أن كنت تعلم أني لم أكن أحب الدُّنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار , ولا لغرس الشَّجر , ولكن لظمأ الهواجر , ومكابدة السّاعات , ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.
بين أبي عبيدة ومعاذ:
وقد أراد عمر رضي الله عنه أن يوقع اختبارًا - بعد أن فتحت الدنيا , على أبي عبيدة ومعاذ رضي الله عنهما , ليختبر حال الأمراء والعلماء.
وروي أن عمر رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار , فقال لغلام له: أذهب بها إلى أبي عبيدة , ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع , قَالَ: فذهب بها الغلام , فقال: يقول لك أمير المؤمنين: خذ هذه , فقال: وصله الله ورحمه , ثم قَالَ: تعالي يا جارية! اذهبي بهذه السَّبعة إلى فلان , وبهذه الخمسة إلى فلان , حتى أنفذها , فرجع الغلام إلى عمر وأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل؛ فأرسله بها إليه , فقال معاذ: وصله الله , يا جارية! اذهبي إلى بيت فلان بكذا , ولبيت فلان بكذا , فاطلعت امرأة معاذ , فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا , ولم يبق في الخرقة إلا ديناران , فدحا بهما إليها , ورجع الغلام فأخبر عمر فسر بذلك , وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.
وهذه القصة تبين فطنة عمر في اختباره لحال الأمراء والعلماء , فبهم صلاح الأمة إن صلحوا , وفسادها إن فسدوا.
أبو موسى الأشعري:
كان رحمه الله بالقرآن مترنما وقائما , وفي طول الأيام طاويًا وصائمًا , صاحب القراءة والمزمار.
عن أبي سلمة: كان عمر إذا جلس عنده أبو موسى , ربما قَالَ لَهُ ذَكِّرنا يا أبا موسى , فيقرأ.
عن أبي إدريس عائذ الله قَالَ: صَامَ أبو موسى الأشعري حتى عاد كأنه خلال , فقيل له: يا أبا موسى لو أجممت نفسك , قَالَ: إجمامها أريد , أني رأيت السّابق من الخيل المضمر , وربما خرج من منزله فيقول لامرأته شُدِّي رحلك , ليس على جهنم معبر.
وكان رحمه الله شجاعًا بطلًا مغوارًا لا يخشى بأسًا ولا يعبأ بعدو.
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ , بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ , فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ , قَالَ أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ , رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ , فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ , فَقُلْتُ: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَىَّ , فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ , فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ , وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلَا تَسْتَحْيِي؟ أَلَا تَثْبُتُ؟ فَكَفَّ , فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ , ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ: قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ قَالَ: فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ , قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! أَقْرِئْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَامَ , وَقُلْ لَهُ: اسْتَغْفِرْ لِي. وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاس , فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ , فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ؛ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ , وَقَالَ: قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي , فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ , وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ من خَلْقِكَ من النَّاس , فَقُلْتُ: وَلِي فَاسْتَغْفِرْ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ , وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا.
واجتهد الأشعري قبل موته اجتهادًا شديدًا , فقيل له لو أمسكت! ورفقت بنفسك بعض الرفق , قَالَ: إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها , أخرجت جميع ما عندها , والذي بقي من أجلي أقل من ذلك , فلم يزل على ذلك حتى مات.
قَالَ الذَّهبي: وكان أبو موسى صوَّامًا قوَّامًا , ربانيًا زاهدًا عابدًا , ممن جمع العِلْمَ والعمل والجهاد , وسلامة الصَّدر , لم تُغيره الإمارة ولا اغتر بالدُّنيا.
بين معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري:
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ , قَالَ: وَبَعَثَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى مِخْلَافٍ -قَالَ وَالْيَمَنُ مِخْلَافَانِ - ثُمَّ قَالَ: يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا , وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا , فَانْطَلَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى عَمَلِهِ , وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِذَا سَارَ فِي أَرْضِهِ كَانَ قَرِيبًا من صَاحِبِهِ أَحْدَثَ بِهِ عَهْدًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ , فَسَارَ مُعَاذٌ فِي أَرْضِهِ قَرِيبًا من صَاحِبِهِ أَبِي مُوسَى , فَجَاءَ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! كَيْفَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا , قَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي من النَّوْمِ , فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 03:04]ـ
عبد الله بن عمر:
المتعبد المتهجد المتتبع للأثر , كادت أن تكون له الخلافة فصانه الله وحفظه من الفتن , قَالَ نَافِعٌ: دخل ابن عمر الكعبة فسمعته يقول وهو ساجد: قد تعلم ما يمنعني من مزاحمةِ قريش على هذه الدنيا إلا خوفك.
وعن سعيد بن جبير قَالَ: رَأَيْتُ ابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد وغيرهم كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمد صلى الله عليه وسلم؛ غير ابن عمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان لعبد الله بن عمر مِهْرَاسٌ فيه ماء , فيصلى ما قُدِّر له , ثم يصير إلى فراشه فيغفى إغفاء الطَّائر , ثم يقوم فيتوضأ , ثم يصلي , ثم يرجع إلى فراشه , فيغفى إغفاء الطَّائر , ثم يثب فيتوضأ , ثم يصلي , فيفعل ذلك في الليلة أربع مرات , أو خمسًا.
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه تلا: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا من كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [سورة النساء: 41] فجعل ابن عمر يبكي حتى لصقت لحيته وجيبه من دموعه , فأراد رجل أن يقول لأبي: أقصر فقد آذيت الشيخ.
وعن نافع , كان ابن عمر إذا قرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء.
وقيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله , قَالَ: لا تُطِيقونه , الوضوء لكلِّ صلاة , والمصحف فيما بينهما.
عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: تَلَوْتُ هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران 3/ 92] فذكرت ما أعطاني الله تَعَالَى , فما وجدت شيئًا أحبَّ إلي من جاريتي رضية , فقلت: هي حرة لوجه الله عزَّ وجل؛ فلولا أني لا أعود في شيء جعلته لله عز وجل لنكحتها؛ فأنكحها نافع فهي أم ولده.
عن نافع قَالَ: كَانَ ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قرَّبه لربه عزَّ وجل. قَالَ نافع: وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه , فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد؛ فإذا رآه ابن عمر رضي الله تَعَالَى عنه على تلك الحالةِ الحسنة أعتقه فيقول: له أصحابه يا أبا عبد الرحمن! والله ما بهم إلا أن يخدعوك , فيقول ابن عمر: فمن خدعنا بالله عز وجل تخدَّعنا له , قَالَ نافع: فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمالٍ عظيم؛ فلما أعجبه سيره أناخه مكانه , ثم نزل عنه , فقال: يا نافع انزعوا زِمامه ورحله , وجللوه وأشعروه , وأدخلوه في البدن.
وعن ابن سيرين أن رجلًا قَالَ: لابن عمر أعمل لك جَوَارِش , قَالَ: وما هو؟ قَالَ: شيء إذا كَظَّك الطَّعام فأصبت منه سهل , فقال: ما شبعت منذ أربعة أشهر , وما ذاك أن لا أكون له واجدا , ولكن عهدت قومًا يشبعون مرة , ويجوعون مرة.
قَالَ الذَّهبي: وأين مثل ابن عمر في دينه , وورعه , وعلمه , وتألهه , وخوفه , من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها , والقضاء من مثل عثمان فيرده , ونيابة الشّام لعلي فيهرب منه , فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب.
عبد الله بن عباس:
بدر الأحبار , والبحر الزَّخار , دعوة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفقه والتفسير.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ.
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْخَلَاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا , قَالَ: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فَأُخْبِرَ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
وعن أبي وائلٍ قَالَ: خطبنا ابن عباس وهو أمير على الموسم , فافتتح سورة النُّور , فجعل يقرأ ويفسر , فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثل هذا , لو سمعته فارس والرُّوم والترك؛ لأسلمت.
عن ابن أبي مُليكة قَالَ: صَحِبت ابن عباس من مكة إلى المدينة , فكان إذا نزل قام شطر الليل , فسأله أيوب السَّخْتِياني كيف كانت قراءته؟ قَالَ قَرَأ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [سورة ق: 19] فجعل يرتل , ويكثر في ذلك النَّشيج.
عن ابن أبي مليكة قَالَ: صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة , فكان يصلي ركعتين؛ فإذا نزل قام شطر الليل ويرتل القُران حرفًا حرفًا , ويكثر في ذلك من النَّشيج والنَّحيب.
عن أبي رجاء قَالَ: رأيت ابن عباس وأسفل من عينيه مثل الشِّراك البالي من البكاء.
أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن عَمِّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخوه من الرَّضاعة , ولقد أحبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد طول عداء؛ وشهد له بالجنة , وقال: أرجو أن يكون خلفًا من حمزة , وقيل: إنه لم يرفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حياءً منه منذ أسلم.
ولما احتضر أبو سفيان قَالَ: لا تبكوا علي فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت.
وعن سعيد بن المسيب: أن أبا سفيان بن الحارث كان يصلي في الصَّيف نصف النهار حتى تكره الصَّلاة , ثم يصلي من الظهر إلى العصر.
عن سعيد بن عبيد الثقفي قَالَ: رَمَيْتُ أبا سفيان يوم الطّائف فأصبت عينه فأتى النبي فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل الله , قَالَ: إن شئت دعوت فَرُدَّت عليك , وإن شئت فالجنة , قَالَ: الجنة.
عبد الله بن رواحة:
المتفكر عند نزول الآيات المتصبر عند تناول الرّايات ,نعاه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قتل؛ وهو على منبره صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشّام؛ أتاه المسلمون يودعونه فبكى , فقالوا له: ما يبكيك؟! قَالَ: أما والله ما بي حب الدنيا , ولا صبابة لكم , ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)} [سورة مريم: 71] فقد علمت أني وارد النار , ولا أدري كيف الصُّدور بعد الورود.
وقيل تزوج رجل امرأة ابن رواحة , فقال لها: تدرين لم تزوجتك؟! لتخبريني عن صنيع عبد الله في بيته , فذكرت له شيئًا لا أحفظه غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته صلى ركعتين , وإذا دخل صلى ركعتين؛ لا يدع ذلك أبدًا.
وعن سليمان بن يسار أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ ابن رواحة إلى خَيْبَر , فَيُخَرِّص بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُود , فَجَمَعُوا حُلِيَّا مِنْ نِسَائِهم , فقالوا: هَذَا لك وخَفِّفْ عَنّا , فقال: يا معشر يهود! والله إنكم لمن أبغض خَلْقِ الله إلي , وما ذاك بِحَامِلي على أن أَحِيف عليكم , والرِّشوة سُحت , فقالوا: بهذا قامت السَّماء والأرض.
وعن بكر بن عبد الله المزني قَالَ: لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية:"وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا"ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى , فجاءت امرأته فبكت , وجاءت الخادم فبكت , وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون , فلما انقطعت عبرته قَالَ: يا أهلاه ما الذي أَبْكَاكُم؟! قالوا: لا ندري! ولكن رأيناك بكيت فبكينا , قَالَ: إِنَّه أنزلت على رسول الله آية , يُنبئني فيها ربي عز وجل أني وارد النّار , ولم ينبئني أني صادر عنها , فذلك الذي أبكاني.
وإن عبد الله بن رواحة أتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يخطب , فسَمِعه وهو يقول: اجلسوا فجلس مكانه خارج المسجد؛ حتى فرغ من خطبته , فبلغ ذلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: زَادَك الله حِرْصًا عَلَى طَواعِية الله ورسوله.
وإن عبد الله بن رواحة قَالَ حِينَ أَخَذَ الرّاية يومئذ:
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّه
طَائِعَةً أَوْ ii لَتُكْرِهَنَّه
إِنْ أَجْلَبَ النَّاس وَشَدُّوا الرَّنَّه
مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِينَ ii الْجَنَّه
قَدْ طَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّه
هَلْ أَنْتِ إِلَّا نُطْفَةٌ فِي شَنَّه
قَالَ ابن إسحاق وقال أيضًا:
يَا نَفْسُ إِلَّا تُقْتَلِي ii تَمُوتِي
هَذَا حِمَامُ الْمَوْتِ قَدْ لَقِيتِ
وَمَا تَمَنَّيْتِ فَقَدْ ii أُعْطِيتِ
إِنْ تَفْعَلِي فِعْلَهُمَا ii هُدِيتِ
وَإِنْ تَأَخَّرْتِ فَقَدْ
ii شَقِيتِ
يُريد جعفرًا وزيدًا رضي الله عنهما , ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قُتل.
وقبل أن ينزل أتاه ابن عمه بعظم من لحم , فقال: شُدَّ بهذا صلبك فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت , فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة , ثم سمع الحطمة في ناحية النَّاس , فقال: وأنت في الدنيا , ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه؛ فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله تَعَالَى عنه.
تميم بن أوس الداري:
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى ليلةً حتى أصبح أو كاد يقرأ آية يرددها ويبكي: {أَمْ حَسِبَ الَّذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)} [سورة الجاثية: 21]
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 08:23]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
نعود لترجمة أسلافنا يقينا منا أنه لا يصلح حالنا الا بما صلح به سلفنا
علما منا أنه لا يصلح آخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها
ونذكر في هذه الصفحة بعضا من الصحابيات الجليلات اللواتي كن سبا في عز الاسلام ونصرة الموحدين وفي وصول الاسلام الينا ونختار منهن رضي الله عنهن جميعا
.
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي يطعن فيها الروافض أعداء الدين واخوان اليهود والنصارى الصليبين:
الصِّديقة بنت الصديق , أفقه نساء الأمة على الإطلاق , والمبرأة من فوق سبع سماوات رضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ من رَمَضَانَ , فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ , الشُّغْلُ من النَّبِيِّ أَوْ بِالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.وقال أحد الرواة: فَظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِمَكَانِهَا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلما تُوفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت تصوم الدَّهر.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ , ثُمَّ الْهِلَالِ , ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ , وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ , فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ! مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؛ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ من الْأَنْصَارِ , كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ , وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا.
عن عروة بن الزبير قَالَ: كانت عائشة تقسم سبعين ألفًا , وهي ترقع درعها.
عن أم ذَرَّة قالت: بعث ابن الزبير إلى عائشة بمالٍ في غرارتين , يكون مائة ألف , فدعت بطبق؛ فجعلت تقسم في النَّاس , فلما أمست قالت: هاتي يا جارية فَطُوري , فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين! أما استطعت أن تشتري لنا لحمًا بدرهم , قالت: لا تعنفيني لو ذكرتيني لفعلت.
ومرت عائشة رضي الله عنها بهذه الآية: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السَّموم , إنك أنت البر الرحيم , فقيل للأعمش: في الصَّلاة , فقال: في الصَّلاة.
أسماء بنت أبي بكر:
ذات النِّطاقين العابدة الصابرة المحتسبة , جعلت من نطاقها سفرة للنبي صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ , قَالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ , فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي , قَالَ: فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ , وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ , فَفَعَلْتُ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ.
وكانت عظيمة الولاء شديدة الاتباع , منعت نفسها عن أُمِّها حتى تعلم أيرضى رسول الله أم لا!!
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قُلْتُ: وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ.
وكانت شجاعة مهيبة , لا تخشى بأسًا , قَالَ هشام بن عروة: كثر اللُّصوص بالمدينة , فاتخذت أسماء خِنْجَرًا زمن سعيد بن العاص: كانت تجعله تحت رأسها , فقيل لها ما تصنعين بهذا؟ قالت: إن دخل علي لصٌ بعجت بطنه - وكانت عَمْياء.
وكانت عظيمة القدر شديدة المراس , احتسبت ولدها قبل قتله عند الله سبحانه وتعالى.
عن عُروة بن الزبير قَالَ: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشرِ ليال , وإنها وَجِعَةٌ , فقال عبد الله: كيف تجدينك قالت: وجعة , قَالَ: إِنَّ في الموت لعافية. قالت: لعلك تَشْتَهِي موتي فلذلك تتمناه؟! فلا تفعل! فالتفتت إلى عبد الله فضحكت , وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك: إما أن تُقْتَل فأحتسبك , وإما أن تظفر فتقر عيني عليك , وإياك أن تعرض خطة فلا توافق , فتقبلها كراهية الموت , وإنما عني ابن الزبير أن يُقْتَل فيحزنها ذلك - وكانت ابنة مائة سنة.
ولما قُتل وصلب كانت صابرةً محتسبة , ولم تخش من صولة الحجاج وبطشه , بل واجهته بما لا يحب.
عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ , فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ .. ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ , فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ , فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ , فَأَبَتْ , وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي: فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا , فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ , وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ. بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ! أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ , أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ من الدَّوَابِّ , وَأَمَّا الْآخَرُ: فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ , أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا: أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا. فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ , وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ , فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا.
وَقِيلَ لِابْنِ عُمر: إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيةِ الْمَسْجِد - وَذَلِكَ حِينَ صُلِبَ ابْنُ الزُّبير -فَمَالَ إِلَيْهَا , فَقَالَ: إِنَّ هَذِه الْجُثَثُ لَيْسَتْ بِشَيءٍ , وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ الله , فَاتَّقِي الله وَاصْبِرِي , فَقَالَتْ: ومَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِي رَأسُ يَحْيى بْنِ زَكَرِيّا إِلَى بَغِي مِنْ بَغَايا بَنِي إِسْرَائِيل.
وقد جاءت أسماء حتى وقفت عليه؛ فدعت له طويلا , ولا يقطر من عينها دمعة , ثم انصرفت رضي الله عنها , وماتت بعده بليال.
وكانت رضي الله عنها صَوّامة قوامة , لا تفتر من العبادة حتى ماتت.
عن عبّاد بن حمزة قَالَ: دخلت على أسماء وهي تقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)} [سورة الطور: 27] قَالَ: فوقفت عليها؛ فجعلت تستعيذ وتدعو , قَالَ عَبّاد: فذهبت إلى السُّوق فقضيت حاجتي؛ ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[13 - Oct-2009, مساء 08:30]ـ
أحسنتم جزيتم خيرا
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[17 - Oct-2009, صباحاً 12:29]ـ
أحسنتم جزيتم خيرا
وجزاكم الله خيرا مثله
وبارك الله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 03:03]ـ
نعود لذكر تراجم أئمتنا الأخيار لنستنير بما ورثوه لنا من شيم وفضائل نعتز بها ونسأل الله أن يوفقنا للعمل بجوهرها
عمر بن عبد العزيز:
أمير المؤمنين كان أوحد أمَّته في الفضل , ونجيب عشيرته في العدل , جمع زهدًا وعفافًا وورعًا وكفافًا , شغله آجل العيش عن عاجله , كان رحمه الله للرعية أمنًا وأمانًا , كان عالِمًا عابدًا مفهمًا حكيمًا.
عن جويرية بن أسماء قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إِنَّ نَفْسِي هَذَه تَوّاقة , لم تعط من الدنيا شيئًا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه , فلمّا أُعطيت الخلافة التي لا شيء أفضل منها , تاقت إلى ما هو أفضل منها!! أي - الجنة أفضل من الخلافة.
وكان رحمه الله قد اجتهد بالعبادة حتى أصبح لا يُغالَب عليها.
قَالَ مَنْصُور أبو أمية خادم عمر بن عبد العزيز: رأيت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وله سَفْط في كوة , مفتاحه في إزاره , فكان يتغفلني , فإذا نظر إلي قد نمت؛ فتح السَّفط فأخرج منه جبية شعر ورداء شعر؛ فصلى فيهما الليل كُلَّه , فإذا نودي بالصبح نزعهما.
وقالت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مُصَلّاه يده على خده سائلة دموعه: فقالت: يا أمير المؤمنين أشيء حدث؟! قَالَ: يا فاطمة إني تقلَّدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم , فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضَّائع , والعاري المجهود , والمظلوم المقهور , والغريب المأسور , والكبير , وذي العيال في أقطار الأرض , فعلمت أن ربي سيسألني عنهم , وأن خصمهم دونهم محمد صلى الله عليه وسلم , فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته! فرحمت نفسي؛ فبكيت.
وكان رحمه الله عفيف النَّفس , أجهد نفسه وضيَّق عليها؛ حتى كان حاله كحال أي رجلٍ من عامة المسلمين.
عن أبي عثمان الثقفي قَالَ: كان لعمر بن عبد العزيز غلام يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كُلَّ يومٍ , فجاءه يومًا بدرهم ونصف , فقال: ما بدالك؟ فقال: نفقت السُّوق , قَالَ: لا ولكنك أتعبت البغل , أرحه ثلاثة أيام.
صلَّى عمر بن عبد العزيز بالنَّاسِ الجمعة؛ ثم جلس وعليه قميص مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه , فقال له رجل: يا أمير المؤمنين إِنَّ الله قد أعطاك؛ فلو لبست , فقال: أفضل القصد عند الجدة , وأفضل العفو عند المقدرة.
وعن عمرو بن مهاجر قَالَ: اشْتَهَى عمر تفاحًا , فقال: لو أن عندنا شيئا من تفاح , فإنه طيب , فقام رجل من أهله فأهدى إليه تفاحًا , فلمّا جاء به الرَّسول , قَالَ: ما أطيبه وأطيب ريحه وأحسنه , ارفع يا غلام واقرأ على فلان السَّلام , وقل له: إن هديتك قد وقعت عندنا بحيث تحب , قَالَ عمرو بن مهاجر: فقلت له يا أمير المؤمنين: ابن عمك رجل من أهل بيتك , وقد بلغك أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأكل الهدية , ولا يأكل الصدقة , قَالَ: إِنَّ الهدية كانت للنبي صلى الله عليه وسلم هدية , وهي لنا رِشْوَة.
وكان رحمه الله متواضعًا لم تغيره الخلافة , بل زادته حسنًا , ودينًا , وتواضعًا.
فعن رجاء بن حيوة قَالَ: سمرت ليلة عند عمر بن عبد العزيز فاعتل السِّراج , فذهبت أقوم أصلحه؛ فأمرني عمر بالجلوس ثم قام فأصلحه ثم عاد فجلس , فقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز , وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز , ولؤمٌ بالرجل إن استخدم ضَيْفَه.
ومن حلمه وسعة صدرة ملاطفته لشاعر يقول الرفث.
فقد أتى فتيان إلى عمر بن عبد العزيز وقالوا: إن أبانا توفي وترك مالا عند عمنا حميد الأمجي , فأحضره عمر فلمّا دخل قَالَ أنت القائل:
شَرِبْتُ الْمُدَامَ فَلَمْ أُقْلِعْ
وَعُوتِبْتُ فِيهَا فَلَمْ أَسْمَعْ
حُمَيْدُ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ
أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَع
أَتَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا
وَكَانَ كَرِيمًا فَلَمْ يَنْزَع
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ: نعم , قَالَ: ما أراني إلا سوف أَحدُّك , إنك أقررت بشرب الخمر , وأنك لم تنزع عنها , قَالَ: إيهات! أين يُذهب بك؟ ألم تسمع الله يقول: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ (226)} [سورة الشعراء: 224 - 226] فقال: أولى لك يا حميد! ما أراك إلا قد أفلت , ويحك يا حميد كان أبوك رجلًا صالحا , وأنت رجل سوء , قَالَ: أصلحك الله وأينا يشبه أباه , كان أبوك رجل سوء , وأنت رجل صالح , قَالَ: إن هؤلاء زعموا أن أباهم توفي وترك مالا عندك , قَالَ: صدقوا وأحضره بختم أبيهم , وقال: أنفقت عليهم من مالي , وهذا مالهم , قَالَ: ما أحد أحق أن يكون هذا عنده منك , فقال: أيعود إلي وقد خرج مني؟!.
وبكى عمر بن عبد العزيز يومًا , فبكت فاطمة , فبكى أهل الدّار ولا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء , فلما تجلى عنهم العبر , قالت له فاطمة: بأبي أنت يا أمير المؤمنين! مم بكيت؟! قَالَ: ذكرت يا فاطمة مُنصرف القوم من بين يدي الله عز وجل , فريق في الجنة وفريق في السعير , قَالَ: ثم صرخ وغشي عليه.
قالت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: إنه قد يكون في النَّاس من هو أكثر صلاة وصيامًا من عمر بن عبد العزيز , وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه منه , كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده؛ ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه , ثم يتنبه فلا يزال يدعو رافعًا يديه يبكي حتى تغلبه عينه , يفعل ذلك ليله أجمع.
قَالَ الذَّهبي: قد كان هذا الرجل حسن الخلق والخلق , كامل العقل حسن السَّمت جيد السِّياسة , حريصًا على العدل بكل ممكن , وافر العلم فقيه النفس ظاهر الذكاء والفهم , أواهًا منيبًا قانتًا لله حنيفًا زاهدًا مع الخلافة , ناطقًا بالحق مع قِلِّة المعين وكثرة الأمراء الظَّلمة الَّذين ملُّوه , وكرهوا محاققته لهم , ونقصه أعطياتهم , وأخذه كثيرًا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق , فما زالوا به حتى سَقوه السُّم , فحصلت له الشَّهادة والسَّعادة , وعد عند أهل العلم من الخلفاء الرّاشدين , والعلماء العاملين.
أبو مسلم الخولاني:
سيد التابعين , وزاهد العصر , أسلم في أيامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودخل المدينة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه , كان عابدًا مجاهدًا , آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر.
عن عطية بن قيس: أن أناسًا من أهل دمشق أتوا أبا مُسلم الخولاني في منزله؛ وكان غازيًا بأرض الرُّوم فوجدوه قد احتفر في فسطاطه حفرة , ووضع في الحفرة نطعًا وأفرغ ماءً فهو يتصلق فيه وهو صائم , فقال له النفر ما يحملك على الصِّيام وأنت مسافر , وقد رَخَّص الله تَعَالَى لك الفطر في السَّفر والغزو , فقال: لو حضر قتال أفطرت؛ وتقويت للقتال , إن الخيل لا تجري الغايات وهي بُدْنى , إنما تجري وهي ضمرات , إن بين أيدينا أيامًا لها نعمل.
وكان رحمه الله يجتهد في العبادة , حتى كان يُكلف نفسه فوق ما تريد.
عن عثمان بن أبي العاتكة قَالَ: كان من أمر أبي مُسْلِم الخولاني أن عَلَّق سوطًا في مسجده , ويقول: أنا أولى بالسَّوط من الدواب , فإذا دخلته فترة مشق ساقه سوطًا أو سوطين , وكان يقول: لو رأيت الجنة عيانًا ما كان عندي مستزاد , ولو رأيت النار عيانًا ما كان عندي مستزاد.
وقد جاء رجلان إلى أبي مسلم فلم يجداه في منزله , فأتيا المسجد فوجداه يركع فانتظراه , فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاث مائة ركعة.
وعن سليمان بن يزيد العدوى قَالَ: قَالَ أبو مسلم: يا أم مسلم سوي رحلك؛ فإنه ليس على جهنم معبرة.
وقيل: ألقاه الأسود العنسي الكذاب في النار , فخرج منها ناجيا سالما رحمه الله.
عن شرحبيل الخولاني قَالَ: بينا الأسود العنسي باليمن فأرسل إلى أبي مسلم , فقال له: أتشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله؟ قَالَ: نعم
قَالَ: فتشهد أني رسول الله؟ قَالَ: ما أسمع!
قَالَ: فأمر بنار عظيمة فأُجِّجَت , وطرح فيها أبو مسلم , فلم تضره.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال له أهل مملكته: إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك؛ فأمره بالرَّحيل فقدم المدينة , وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم , واستخلف أبو بكر , فعقل راحلته على باب المسجد , وقام إلى سارية من سواري المسجد يصلي إليها , فبصره به عمر ابن الخطاب رضي الله تَعَالَى عنه , فأتاه فقال: من أين الرجل؟ قَالَ: مِنْ اليمن , قَالَ: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرَّقه بالنّار فلم تضره؟ قَالَ: ذاك عبد الله بن ثوب , قَالَ: نَشدتك بالله أنت هو؟ قَالَ: اللَّهم نعم , قَالَ: فقبل ما بين عينيه , ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر , وقال: الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام.
قَالَ الحوطي: قَالَ إِسْمَاعيل: فأنا أدركت قومًا من المدّادين الَّذين مدوا من اليمن , يقولون لقوم من عنس: صاحبكم الذي حرَّق صاحبنا بالنّار فلم تضره.
وربما وصل به الأمر إلى معارضة الخليفة نفسه , فيحلم عليه , ويصبر؛ لعلمه أنه يفعل ذلك حسبةً لله.
عن أبي مسلم الخولاني , أن معاوية بن أبي سفيان خطب النَّاس , وقد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة , فقال له أبو مسلم: يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك ولا مال أبيك ولا مال أمك , فأشار معاوية إلى النَّاس أن امكثوا , ونزل فاغتسل ثم رجع , فقال: أيها النَّاس إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي ولا بمال أبي ولا أمي وصدق أبو مسلم , إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الغضب من الشَّيطان , والشَّيطان من النار , والماء يطفىء النار , فإذا غضب أحدكم فليغتسل , أغدوا على عطاياكم على بركة الله عز وجل.
صلة ابن أشيم:
كان من العبّاد , والمجاهدين المحتسبين , زوج العالمة العابدة , معاذة العدوية.
قالت معاذة العدوية: ما كان صلة يجيء من مسجد بيته إلى فراشه إلا حبوًا , يقوم حتى يَفْتر في الصَّلاة.
وعن حماد بن زيد العبدي , أن أباه أخبره , قَالَ: خَرَجْنا في غزوةِ إلى كابل , وفي الجيش صلة بن الأشيم , قَالَ: فترك النَّاس عند العتمة ثم اضطجع , فالتمس غفلة النَّاس , حتى إذا قلت هدأت العيون , وثب فدخل غِيضة قريبًا منه , ودخلت في إثره , فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح , قَالَ: وجاء أسدٌ حتى دنا منه , فصعدت في شجرة , قَالَ: أفتراه التفت إليه أو عذبه حتى سجد , فقلت: الآن يفترسه , فلا شيء! فجلس ثم سَلَّم , فقال: أيها السَّبع , اطلب الرزق من مكان آخر؛ فَولَّى وإن له زئير , أقول: تصدع الجبال منه , فما زال كذلك يصلي حتى إذا كان عند الصبح , جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله , ثم قَالَ: اللهم إني أسألك أن تجرني من النار , أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة , ثم رجع فأصبح , كأنه بات على الحشايا , وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عليم.
وقد ضرب أعظم المثل في الصبر , والاحتساب رحمه الله.
عن ثابت البناني قَالَ: إِنَّ صِلَة بن أشيم كان في مغزى له ومعه ابن له , فقال: أي بني تقدم فقاتل حتى أحتسبك , فحمل فقاتل حتى قتل , فاجتمعت النِّساء عند امرأته معاذة العدوية , فقالت: مرحبًا إن كنتن جئتن لتهنئنني! فمرحبًا بكن , وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[11 - Nov-2009, صباحاً 12:56]ـ
الربيع بن خُثَيْم:
المخبت الورع , المعترف بذنبه , المفتقر لربه , أحد العبّاد الزهاد.
وكان الربيع بن خُثَيْم: إذا دخل على عبد الله بن مسعود , لم يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه , فقال له عبد الله: يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك , وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين.
وكان رحمه الله عظيم الصبر , سريع الاحتساب.
خرج الربيع بن خُثَيْم يوما فلما انتهى إلى مسجد قومه , قالوا له: يا ربيع لو قعدت فحدثتنا اليوم , قَالَ: فَقَعَد , فجاء حجر فشجه , فقال: فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف.
وكان الرَّبيع إذا قيل له: كيف أصبحت يا أبا يزيد؟ يقول: أصبحنا ضُعفاء مذنبين , نأكل أرزاقنا , وننتظر آجالنا.
وكان رحمه الله عظيم التأثر , سريع الاعتبار.
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ إبراهيم التيمي: حدثني من صحب ربيع بن خُثَيْم عشرين سنة , أنه ما تكلم بكلام منذ عشرين سنة , إلا بكلمة تصعد , وما سمع منه كلمة عتاب.
وكان الرَّبيع بعدما سَقَطَ شِقه؛ يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه , وكان أصحاب عبد الله يقولون: يا أبا يزيد , لقد رخص الله لك , لو صليت في بيتك؟! فيقول: إنه كما تقولون , ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح , فمن سمع منكم ينادي حي على الفلاح؛ فليجبه , ولو زحفًا , ولو حبوا.
وكانت أم الربيع بن خُثَيْم تنادي ابنها الربيع , فتقول: يا بني! يا ربيع! ألا تنام؟! فيقول: يا أمّاه من جن عليه الليل وهو يخاف البيات؛ حق له أن لا ينام , فلمّا بلغ ورأت ما يلقى من البكاء , والسَّهر نادته , فقالت: يا بني لعلك قتلت قتيلًا؟ فقال: نعم يا والدة , قد قتلت قتيلًا , قالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى يُتحمل على أهله فيعفون؟ والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء , والسَّهر بعد؛ لقد رحموك , فيقول: يا والده! هي نفسي.
وقالت ابنة الربيع للربيع: يا أبت لم لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن البيات في النار؛ لا يدع أباك أن ينام.
قيل للربيع ابن خُثَيْم: ألا ندعوا لك طبيبًا؟! قَالَ: أَنْظِروني فتفكر ثم قَالَ: " وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا " قَالَ: فذكر حرصهم على الدُّنيا ورغبتهم , وما كانوا فيها , وقال: قد كانت فيهم أطباء , وكان فيهم مرضى , فلا أرى المداوي بقى , ولا أرى المداوى , وأهلك النّاعت والمنعوت , لا حاجة لي فيه.
عن أبي وائل قَالَ: خرجنا مع عبد الله بن مسعود , ومعنا الرَّبيع بن خُثَيْم , فمررنا على حداد , فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النَّار , فنظر ربيع إليها فتمايل ليسقط , فمضى عبد الله حتى أتينا على أتون على شاطئ الفُرَات؛ فلمّا رأى عبد الله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية {إِذَا رَأَتْهُم من مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)} [سورة الفرقان: 12 - 13] قَالَ: فصعق الرَّبيع؛ فاحتملناه فجئنا به إلى أهله , قَالَ: ثم رَابطه إلى المغرب فلم يفق , ثم إنه أفاق؛ فرجع عبد الله إلى أهله.
وعن عبد الرحمن بن عجلان قَالَ: بِتُّ عند الرَّبيع بن خُثَيْم ذات ليلة , فقام يُصَلِّي فمر بهذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذين اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)} [سورة الجاثية: 21]
فمكث ليلته حتى أصبح , ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاءٍ شديد.
وكان الرَّبيع يقول: أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله , ولما احتضر الربيع؛ بكت ابنته , فقال: يا بنية , لم تبكين؟ قولي: يا بشراي أتى الخير.
عطاء بن أبي رباح:
الإمام العلم , فقيه الحرم , مفترش الجنبين لا يعبأ بالألم , الذي دَلَّ عليه ابن عمر لما نزل البيت مستلم.
عن سعيد بن أبي الحسن البصري قَالَ: قَدِمَ ابن عمر مكة , فسألوه. فقال: تجمعون لي المسائل؛ وفيكم عطاء بن أبي رباح.
قَالَ ابن جريج: كان المسجد فِراش عطاء عشرين سنة , وكان من أحسن النَّاس صَلاة.
قَالَ الأصمعي: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك , وهو جالس على السَّرير , وحوله الأشراف , وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته , فلما بصر به عبد الملك , قام إليه وسلم عليه , وأجلسه معه على السَّرير , وقعد بين يديه , وقال: يا أبا محمد ما حاجتك؟ قَالَ: يا أمير المؤمنين , اتق الله في حرم الله , وحرم رسوله , فتعاهده بالعمارة , واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار , فإنك بهم جلست هذا المجلس , واتق الله في أهل الثغور , فإنهم حصن المسلمين , وتفقد أمور المسلمين , فإنك وحدك المسئول عنهم , واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم , ولا تغلق دونهم بابك , فقال له: أفعل , ثم نهض وقام , فقبض عليه عبد الملك , وقال: يا أبا محمد , إنما سألتنا حوائج غيرك , وقد قضيناها , فما حاجتك؟ قَالَ: ما لي إلى مخلوق حاجة , ثم خرج , فقال عبد الملك: هذا وأبيك الشَّرَف , هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبيك السُّؤدد.
وعن عَطِاءٍ قَالَ: لو ائتمنت عَلَى بَيْتِ مَالٍ لكنت أمينًا , ولا آمن نَفْسِي على أَمَةٍ شَوْهاء.
قُلت -أي الذَّهبي: صدق رحمه الله ففي الحديث؛ "أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ.
وعن ابن جريج قَالَ: لَزِمت عطاء ثماني عشرة سنة , وكان بعد ما كبر وضعف , يقوم إلى الصَّلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة , وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك.
قَالَ عمر بن ذر: ما رأيت مثل عطاء بن أبي رباح , وما رأيت عليه قَمِيصًا قط , ولا رأيت عليه ثوبًا يساوي خمسة دراهم.
الأسود بن يزيد:
كان مجتهدًا في العبادة , يصوم حتى يخضر جسده ويصفر , وكان علقمة بن قيس يقول له:لم تعذِّب هذا الجسد؟! فيقول: راحة هذا الجسد أريد , فلمّا احتضر بكى , فقيل له: ما هذا الجزع؟ قَالَ: مَالِي لا أجزع؟! ومن أحق بذلك مني؟! والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز وجل؛ لهمني الحياء منه مما قد صنعته , إن الرجل ليكون بينه وبين الرَّجل الذنب الصغير , فيعفو عنه؛ فلا يزال مستحيًا منه. ولقد حجَّ الأسود ثمانين حجة.
طاوس بن كيسان:
الفقيه إمام أهل اليمن النُّجباء , طاوس الزُّهاد والعلماء.
عن داود بن إبراهيم , أن الأسد حبس النَّاس ليلة في طريق الحج , فدق النَّاس بعضهم بعضًا , فلمّا كان في السّحر ذهب عنهم؛ فنزل النَّاس يمينًا وشمالا , وألقى النَّاسُ أنفسهم فناموا , وقام طاووس يُصلِّي , فقال رجل لطاووس: ألا تنام فإنك نصبت الليلة؟ قَالَ طَاووس: وهَلْ يَنَامُ السَّحر.
وكان لطاووس طريقان إلى المسجد , طريق في السُّوق , وطريق آخر , فكان يأخذ في هذا يومًا وفي هذا يومًا , فإذا مرَّ في طريق السُّوق فرأى تلك الرؤس المشوية؛ لم ينعس تلك الليلة.
وكان طاوس يجلس في بيته , فقيل له في ذلك فقال: حيف الأئمة وفساد النَّاس.
قَالَ مجاهد لطاوس: يا أبا عبد الرحمن! رأيتك تصلِّي في الكعبة , والنبي عليه السلام على بابها , يقول لك: اكشف قناعك , وبين قراءتك , قَالَ: اسكت لا يسمعن هذا منك أحد , حتى تخيل اليه أنه انبسط من الحديث.
أتى طاوس رجلا في السحر , فقالوا: هو نائم , قَالَ: ما كنت أرى أن أحدا ينام في السحر.
قَالَ رجل لطاوس: ادع الله لنا , قَالَ: ما أجد في قلبي خشية فأدعو لك.
توفي طاوس بالمزدلفة أو بمنى , فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السَّرير , فما زايله حتى بلغ القبر.
محمد بن واسع:
الإمام العامل , والخاضع الخامل , أدمى الحزن قلبه , ما قعد ولا قام مقام سوء حتى لقي ربه.
قَالَ سُليمان التيمي: ما أحد أحب أن ألقى الله بمثل صحيفته , مثل محمد بن واسع.
وعن ابن واسع: إن الرَّجل ليبكي عشرين سنة , وامرأته معه لا تعلم.
وقال جعفر بن سليمان: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة؛ غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع , كان كأنه ثكلى.
قَالَ حماد بن زيد: قَالَ رجل لمحمد بن واسع: أوصني , قَالَ: أُوصِيك أن تكون ملكًا في الدنيا والآخرة , قَالَ: كيف؟ قَالَ: ازهد في الدُّنيا.
وعنه قَالَ: طُوبى لمن وجد عشاء ولم يجد غداء , ووجد غداء ولم يجد عشاء , والله عنه راضٍ.
قَالَ ابن شوذب: قَسَم أمير البصرة على قرائها , فبعث إلى مالك بن دينار؛ فأخذ , فقال له ابن واسع: قبلت جوائزهم؟ قَالَ: سَلْ جُلَسَائي , قالوا: يا أبا بكر اشتر بها رقيقًا فأعتقهم , قَالَ: أنشدك الله أقلبك السّاعة على ما كان عليه قبل أن يجيزك؟! قَالَ: اللهم لا , قَالَ: أَيُّ شيء دخل عليك؟ فقال مالك لجلسائه: إنما مالك حمار , إنما يعبد الله محمد بن واسع.
قَالَ ابن عيينة: قَالَ ابن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس إليَّ أحد.
قَالَ الاصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك , وهاله أمرهم , سأل عن محمد بن واسع , فقيل: هو ذاك في الميمنة , جامح على قوسه , يُبصبص بأصبعه نحو السَّماء , قَالَ: تلك الإصبع أحب إلي من مائة ألف سيفٍ شهير , وشابٍ طرير.
قَالَ ابن واسع وهو في الموت: يا إخوتاه تدرون أين يُذهب بي؟ والله إلى النّار , أو يعفو الله عني.
وقال: يكفي من الدُّعاء مع الورع , يسير العمل.
وعن محمد بن واسع , وقيل له: كيف أصبحت؟ قَالَ: قَرِيبًا أجلي , بعيدًا أملي , سيئًا عملي.
وقيل اشتكى رجل من ولد محمد بن واسع إليه , فقال لولده: تستطيل على النَّاس , وأمك اشتريتها بأربع مائة درهم , وأبوك فلا كثر الله في المسلمين مثله , وقيل: إنه قَالَ لِرَجُلٍ: هَلْ أَبْكَاكَ قَط سَابِق عِلْم الله فِيك؟!
وعن أبي الطيب موسى بن يسار , قَالَ: صحبت محمد بن واسع إلى مكة , فكان يصلي الليل أجمعه , يصلي في المحمل جالسا , ويومئ
هَرِم بن حيان:
كان دائم الحزن , سريع الدَّمع , عظيم الخوف من الله سبحانه وتعالى.
بات هرم بن حيان العبدى عند حممة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , قَالَ: فبات حممة ليلته يبكي كلها حتى أصبح , فلما أصبح , قَالَ لَهُ هرم: يا حممة! ما أبكاك؟ قَالَ: ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور , فتخرج من فيها , وتناثر نجوم السَّماء؛ فأبكاني ذلك , وكانا يصطحبان أحيانًا بالنَّهار , فيأتيان سوق الريحان , فيسألان الله تَعَالَى الجنة , ويَدْعُوان , ثم يأتيان الحدّادين , فيتعوذان من النار , ثم يفترقان إلى منازلهما.
كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليل , وينادي بأعلى صوته عجبت من الجنة , كيف ينام طالبها؟ وعجبت من النار , كيف ينام هاربها؟ ثم قرأ: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} [سورة الأعراف: 97]
عن مالك بن دينار , قَالَ: اسْتُعْمِل هرم بن حيان , فظن أن قومه سيأتونه , فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه من القوم , فجاءه قومه يُسَلِّمون عليه من بعيد , فقال: مرحبًا بقومي , ادنوا , قالوا: والله ما نستطيع أن ندنو منك , لقد حالت النار بيننا وبينك , قَالَ: وأنتم تريدون أن تَلْقَوْني في نار أعظم منها؛ في نار جهنم , قَالَ: فَرَجَعُوا.
يتبع ان شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 07:33]ـ
ثابت البناني:
المتعبد النّاحل , المتهجد الذّابل , قد أحب الصَّلاة حتى تمنى الصَّلاة بعد انقطاع العمل.
كان ثابت البناني يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدًا من خلقك أن يُصَلِّي لك في قبره فأعطنيه.
قَالَ الذَّهبي: فيقال: إن هذه الدعوة استجيبت له , وإنه رُئِي بعد موته يصلي في قبره - فيما قيل.
وكان يقول ثابت رحمه الله: ما أكثر أحد ذكر الموت , إلا رُئي ذلك في عمله.
وقال ثابت رحمه الله: كابدت الصَّلاة عشرين سنة , وتنعمت بها عشرين سنة.
قَالَ شعبة: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كُلِّ يوم وليلة , ويصوم الدَّهر.
وقال حماد بن زيد: رأيت ثابتًا يبكي حتى تختلف أضلاعه.
وقال جعفر بن سُليمان: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب , فنهاه الكحّال عن البكاء , فقال: فما خيرهما إذا لم يبكيا؟! وأبى أن يعالج.
وقال حماد بن سلمة: قرأ ثابت: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [سورة الكهف: 37] وهو يصلي صلاة الليل ينتحب ويُرَدِّدها.
عبد الله بن عون:
الإمام العلم , الحافظ لِلِسَانه , الضابط لأركانه , كان للقرآن تاليًا , ولأعراض المسلمين عافيا.
عن خارجة , قَالَ: صَحِبْتُ ابن عون أربعًا وعشرين سنة , ما سمعت منه كلمة أظن عليه فيها جُنَاح.
وعن سلام بن أبي مطيع , قَالَ: كَانَ ابْنُ عَوْن أَمْلَكُهُم لِلِسَانِه.
عن معاذ بن معاذ -واحد من أصحاب يونس بن عبيد -أنه قَالَ: إِنِّي لأعرف رجلًا منذ عشرين سنة , يتمنى أن يَسْلَمَ له يوم من أيام ابن عون , فما يقدر عليه.
وقال ابن المبارك: ما رأيت مُصَلِّيا مثل ابن عون.
وعن ابن عون , أن أمه نادته فأجابها , فعلا صوته صوتها؛ فأعتق رقبتين.
قَالَ بكار السيريني: صحبت ابن عون دهرًا , فما سمعته حالفًا على يمين , برةً ولا فاجرة.
وكان ابن عون إذا صلى الغداة , يمكث مستقبل القبلة في مجلسه , يذكر الله , فإذا طلعت الشمس صلَّى , ثم أقبل على أصحابه.
قَالَ قُرَّة بن خالد: كنا نعجب من ورع محمد بن سيرين , فأنساناه ابن عون.
قَالَ بكار بن محمد: كان ابن عون يصوم يومًا , ويفطر يومًا.
قَالَ معاذ بن معاذ: ما رأيت رجلًا أعظم رجاء لأهل الإسلام من ابن عون , لقد ذُكِرَ عنده الحجّاج وأنا شاهد , فقيل: يزعمون أنك تستغفر له؟ فقال: مالي لا أستغفر للحجّاج من بين النَّاس؟ وما بيني وبينه؟ وما كنت أبالي أن استغفر له السّاعة.
قَالَ بكار بن محمد: كان ابن عون إن وصل إنسانًا بشيء؛ وصله سرًا , وإن صنع شيئًا صنعه سرًّا , يكره أن يطَّلع عليه أحد.
عامر بن عبد قيس:
العابد العالم , الخائف الوجل , أضَرَّ ببدنه ليتنعم به في الآخرة.
قَالَ عَامِرُ بن عبد قيس: لأجتهدن فإن نجوت فبرحمة الله , وإن دخلت النّار فلبعد جَهْدِي.
وكان يقول: ما أبكي على دنياكم رغبة فيها , ولكن أبكي على ظمأ الهواجر , وقيام ليل الشِّتاء , وقيل له: إن الجنة تدرك بدون ما تصنع! وإن النار تتقى بدون ما تصنع! فيقول: لا حتى لا ألوم نفسي , ومرض فبكى , فقيل له: ما يبكيك وقد كنت وقد كنت .. فيقول: مالي لا أبكي! ومن أحق بالبكاء مني! والله ما أبكي حرصًا على الدنيا , ولا جزعًا من الموت , ولكن لبعد سفري , وقلة زادي , وإني أمسيت في صعودٍ وهبوطٍ , جنةٍ أو نار , فلا أدري إلى أيهما أصير.
وعن الحسن أن عامرًا كان يقول: من أُقرئ؟ فيأتيه ناس فيقرئهم القرآن , ثم يقوم فيصلِّي إلى الظُّهر , ثم يُصَلِّي إلى العصر , ثم يُقرئ النَّاس إلى المغرب , ثم يصلي ما بين العشاءين , ثم ينصرف إلى منزله , فيأكل رغيفًا وينام نومةً خفيفة , ثم يقوم لصلاته , ثم يتسحر رغيفًا ويخرج.
وكان عامر بن عبد قيس لا يزال يُصَلِّي من طلوع الشمس إلى العصر , فينصرف وقد انفتحت ساقاه , فيقول: يا أمارة بالسُّوء إنما خلقت للعبادة , وهبط واديًا به عابد حبشي فانفرد يصلي في ناحية؛ والحبشي في ناحية أربعين يومًا لا يجتمعان إلا في فريضة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومَرَّ عامر بن عبد قيس في الرَّحبة , وإذا برجل يُظْلَم , فألقى رداءه , وقال: لا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي؛ فاستنقذه , ويُرْوى أن سبب إبعاده إلى الشّام كونه أنكر وخلَّص هذا الذِّمي , ولما سُير عامر بن عبد الله؛ شيعه إخوانه , وكان بظهر المربد , فقال: إني داعٍ فأمنوا: اللهم من وشي بي , وكَذَبَ عَلَي وأخرجني من مصري , وفرق بيني وبين إخواني , فأكثر ماله , وأَصِحَّ جسمه , وأطل عمره.
قَالَ قتادة: لما احتضر عامر بكى , فقيل: ما يُبكيك , قَالَ: ما أَبْكِي جزعًا من الموت , ولا حرصًا على الدنيا , ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل.
منصور بن المعتمر:
حليف الصيام والقيام , من أحسن النَّاس صلاة , و أسردهم صياما.
عن الثوري قَالَ: لو رأيت منصورًا يصلي لقلت يموت الساعة.
وكان منصور من العُبّاد صام ستين سنة وقامها , وكان جيرانه يحسبونه بالليل في الصيف خشبةً قائمة , فلما مات كانوا يقولون الخشبة ما فعلت!
قالت ابنة لجار منصور بن المعتمر لأبيها: يا أبت! أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟! قَالَ: يا بنية! ذاك منصور كان يقوم بالليل.
وكان منصور يصلي في سطحه فلمّا مات، قَالَ غلامٌ لأمه: يا أمه الجذع الذي كان في سطح آل فلان ليس أراه، قالت: يا بني ليس ذاك جذعًا؛ ذاك منصور قد مات.
وصام منصور وقام , وكان يأكل الطَّعام؛ ويُرى الطَّعام في مجراه.
وعن زائدة أن منصور بن المعتمر: صام ستين سنة , يقوم ليلها , ويصوم نهارها , وكان يبكي، فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلا! فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي , فإذا كان الصُّبح كحل عينيه , ودهن رأسه , وفرق شفتيه , وخرج إلى النَّاس.
وعن سفيان وذكر منصورًا بن المعتمر , فقال: قد كان عمش من البكاء.
عن أبي بكر بن عياش قَالَ: ربما كنت مع منصور في منزله جالسًا فتصيح به أمه وكانت فظة غليظة، فتقول: يا منصور! يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبي عليه! وهو واضع لحيته على صدره؛ ما يرفع طرفه إليها , وكان يقول للأم ثلاثة أرباع البر.
وكانت أم منصور تقول له: يا بني إن لعينك عليك حقًا , ولجسمك عليك حقًا، فكان يقول لها منصور: دعي عنك منصورًا , فإن بين النفختين نومًا طويلا.
سفيان الثوري:
لقد ضرب سفيان المثل في العبادة , حتى ترأس على أهل زمانه - رحمه الله. فلقد كان عابدًا متنسكًا، قائمًا بأمر الله، لا يعيقه عائق , ولا يخشى في الله لومة لائم.
قَالَ سُفْيَان بن عيينة: ما رأيت رجلًا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري.
وعن أبي عاصم النبيل قَالَ: سمعت سفيان يقول: كان الرَّجل إذا أراد أن يطلب العلم؛ تعبد قبل ذلك عشرين سنة.
قَالَ مؤمل بن إسماعيل: قَدِمَ سفيان مكة فكان يُصلِّي الغداة ويجلس يذكر الله حتى ترتفع الشمس , ثم يطوف سبعة أسابع - أشواط - يُصلي بعد سبوع ركعتين يطولهما , ثم يصلي إلى نصف النَّهار , ثم ينصرف إلى البيت , فيأخذ المصحف فيقرأ , فربما نام كذلك , ثم يخرج لنداء الظهر , ثم يتطوع إلى العصر , فإذا صلى العصر أتاه أصحاب الحديث فاشتغل معهم إلى المغرب , فيصلي ثم ينتقل إلى العشاء؛ فإذا صلَّى فربما يقرأ ثم ينام.
وعن يوسف بن أسباط , قَالَ: قَالَ لي سُفيان بعد العشاء: ناولني المطهرة أتوضأ , فناولته فأخذها بيمينه , ووضع يساره على خدِّه , فبقي مفكرًا ونمت , ثم قمت وقت الفجر , فإذا المطهرة في يده كما هي , فقلت: هذا الفجر قد طلع , فقال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى السّاعة.
وقال عبدالرزاق: دعا الثوري بطعامٍ ولحم , فأكله ثم دعا بتمر وزبد فأكله , ثم قام يصلي , وقال: أحسن إلى الزِّنجي وَكُدَّه.
وقال عبد الرَّزاق أيضًا: لما قدم سفيان علينا , طبخت له قدر سَكْبَاج فأكل , ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل , ثم قَالَ: يا عبد الرَّزاق أَعْلِف الحمار وَكُدَّه , ثم قام يصلي.
وكان قد تغدَّى , وأتى برطب فأكل , ثم قام إلى الصَّلاة فصلَّى ما بين الظهر والعصر , ثم قَالَ: يقال: إذا زِدت في قَضِيم الحمار , فزِد في عَمَلِه.
وعن أبي خالد الأحمر قَالَ: أكل سفيان ليلةً فشبع فقال: إن الحمار إذا زيد في عَلَفِه زيد في عمله , فقام حتى أصبح.
يتبع إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[05 - Dec-2009, صباحاً 02:41]ـ
عبد الله بن المبارك:
الإمام السَّخي الجواد , أليف القرآن والحج والجهاد.
قَالَ إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل عبد الله بن المبارك , ولا اعلم أن الله خلق خَصْلَةً من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك , ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة فكان يُطعمهم الخبيص , وهو الدهر صائم.
وكان عابدًا زاهدًا ورعًا , يُخْفِي ذلك ما استطاع.
قَالَ محمد بن الوزير -وصي ابن المبارك -: كنت مع عبد الله في المحمل فانتهينا إلى موضعٍ بالليل وكان ثم خوف، قَالَ: فنزل ابن المبارك , وركب دابته حتى جاوزنا الموضع فانتهينا إلى نهر , فنزل عن دابته وأخذت أنا مقودته واضطجعت , فجعل يتوضأ ويصلي , حتى طلع الفجر؛ وأنا أنظر إليه , فلما طلع الفجر ناداني، قَالَ: قُمْ فتوضأ، قَالَ: قلت: أنا على وضوء , فركبه الحزن حيث علمت أنا بقيامه , فلم يُكلمني حتى انتصف النهار , وبلغت المنزل معه.
وقال الحسن بن عرفة: قَالَ لِي ابن المبارك: استعرت قلمًا بأرض الشّام فذهبت على أن أرده إلى صاحبه , فلمّا قدمت مرو نظرت فإذا هو معي , فرجعت إلى الشّام حتى رددته على صاحبه.
لقد ملك ابن المبارك القلوب بدينه وسخائه حتى فاقت شهرته الرَّشيد.
قدم أمير المؤمنين الرَّشيد الرقة , فانجفل النَّاس خلف ابن المبارك , وتقطعت النِّعال , وارتفعت الغبرة , فأشرفت أم ولدٍ لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فقالت: من هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان قَدِم، قالت: هذا والله الملك؛ لا ملك هارون الذي لا يجمع النَّاس إلا بشرطٍ وأعوان.
حسان بن أبي سنان:
حافظ الطرف واللسان , ثابت القلب و الجنان , من رآه خاله أبدًا مريضًا , خفي العبادة دائم الطّاعة.
قالت امرأة حسّان بن أبي سنان: كان يجيئني فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها , فإذا عَلِم أني قد نمت سَلَّ نفسه فخرج , ثم يقوم فيصلي، قالت: فقلت له: يا أبا عبد الله! كم تُعذب نفسك! ارفق بنفسك، قَالَ: اسكتي! ويحك , يُوشِكُ أن أرقد رقدة لا أقوم منها زمانًا.
وخرج حسّان يوم العيد , فلمّا رجع قالت له امرأته: كم من امرأة حسنة نظرت إليها اليوم ورأيتها , فلمّا أكثرت , قَالَ: ويحك! ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك.
قيل له: في مرضه الذي مات فيه كيف تجدك؟! قَالَ: بخيرٍ إن نجوت من النار، فقيل: له فما تشتهي؟ قَالَ: ليلة بعيدة ما بين الطرفين؛ أُحيى ما بين طرفيها.
الحسن بن صالح حي:
الفقيه العابد , والعالم الزاهد , محيي الليل بالقرآن طارت بسيرته الرُّكبان.
فعن أبي سليمان الدّاراني قَالَ: ما رأيت أحدًا الخوف والخشوع أظهر على وجهه من الحسن بن حي , قام ليلة حتى أصبح ب {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [سورة النبأ: 1] يُردد آية فغشي عليه؛ ثم عاد إليها فغشي عليه , فلم يختمها حتى طلع الفجر.
وكان لهم - يعني لآل الحسن بن صالح بن حي -خادم يخدمهم , فاحتاجوا إلى بيعها فباعوها , فلما كان في أول الليل ذهبت وألحت على مولاها تقيمه , وتقول: ذهب الليل! مرة بعد مرة , حتى أضجرته فصاح بها , قالت: فلمّا أصبحت ذهبت إلى عند الحسن , فقالت: يا سبحان الله! ما كان يجب عليكم فيما خدمتكم أن تبيعوني من مسلم! فقال الحسن: سبحان الله! وما له؟ قَالَت: انتظرت ليقوم ليتهجد فلم يفعل , فألححت عليه فزبرني وشتمني , قَالَ: فَصَاحَ يا علي! وقال: ما تعجب من هذه! اذهب فتسلف ثمنها من بعض إخواننا وأعتقها.
قَالَ وكيع بن الجراح: كان علي والحسن ابنا صالح بن حي وأمهم قد جزَّؤوا الليل ثلاثة أجزاء , فكان عليُّ يقوم الثلث , ثم ينام , ويقوم الحسن الثلث , ثم ينام , وتقوم أمهما الثلث , فماتت أمهما , فجزءا الليل بينهما , فكانا يقومان به حتى الصّباح , ثم مات علي , فقام الحسن به كله.
أبو سليمان الداراني:
كان مداومًا على العبادة , ملازمًا للطاعة , شغله هم الآخرة عن كُلِّ هم.
عن أبي سليمان الدَّراني قَالَ: إنما هانوا عليه فعصوه , ولو كرموا عليه لمنعهم منها.
وقال: إذا وصلوا إليه لم يرجعوا عنه أبدًا , إنما رجع من رجع من الطَّريق.
وعن أبي سليمان الدَّراني يقول: بينا أنا ساجد إذ ذهب بي النَّوم , فإذا أنا بها يعني الحوراء قد ركضتني برجلها، فقالت: حبيبي ترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين وتهجدهم , بؤسى لعينٍ آثرت لذَّة نومة على لذة مناجاة العزيز , قم فقد دنا الفراغ , ولقي المحبون بعضهم ببعض فما هذا الرُّقاد , حبيبي وقرة عيني أترقد عيناك وأنا أُرَبّى لك في الخدور منذ كذا وكذا , فوثبت فزعًا , وقد عرقت استحياءً من توبيخها إياي , وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
يتبع ان شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[15 - Dec-2009, صباحاً 02:01]ـ
ومن أئمة الهدى التي فاقت هممهم حال مرضهم وانشغالهم همم مئات طلبة العلم حال تفرغهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
فقد نقل الإمام ابن القيم ـ رحمه لله ـ قوله:
"وحدثني شيخنا _ ابن تيمية_:
قال: ابتدأني مرض ..
فقال لي الطبيب:إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض ..
فقلت له: لا أصبر على ذلك ..
وأنا أحاكمك إلى علمك ..
أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض?!! ..
فقال: بلى.
فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة.
فقال: هذا خارج عن علاجنا .. "
[روضة المحبين ص70]
فسبحان الله
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[22 - Dec-2009, صباحاً 03:13]ـ
ابن الجوزي والنووي والسيوطي ـ رحمهم الله ـ
عندما نعلم أننا نحن .. شباب العرب والمسلمين .. قد أضعنا الكثير من أيامنا في تفاهات الأمور .. وأن يومنا إما نوما بالنهار .. أو سهرا بالليل أمام التلفاز .. فإننا نتأكد أن علماءنا السابقين لم يكونوا مجرد عباقرة .. أو عمالقة .. بل كانوا أيضا أساطير الزمن الأول بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إن الهمة العالية أو علو الهمة هي المنقبة المشتركة بين علماء العرب والمسلمين في القرون الماضية سواء كان ذلك في العلوم الشرعية أو العلوم الطبيعية .. وكل منهم يحتاج إلى دهر للحديث عن مناقبه وآثاره .. وكيف ملأوا الدنيا علما وقدموا للإسلام كل غال ونفيس.
إننا نتحدث سريعا عن ثلاثة من أئمة علماء المسلمين كنماذج رائعة قلّ أن يجود الزمان بمثلها لما اشتهروا به من كثرة التأليف وتعدد التصنيف .. فلعلهم .. هؤلاء الثلاثة .. ابن الجوزي والنووي والسيوطي .. هم الأكثر تأليفا وتصنيفا للكتب بين العلماء.
نماذج مدهشة
كان أبو بكر بن عياش يقول " لو سقط من أحدهم درهم لظل يومه يقول: إن الله ذهب درهمي , وهو يذهب عمره ولا يقول: ذهب عمري , وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات , ويحفظون الساعات , ويلازمونها بالطاعات " (1)
من أجل هذا أنجزوا الأعمال العظيمة في أعمار قصيرة
فهذا الإمام أبوزكريا بن شرف الدين النووي يموت في الخامسة والأربعين من عمره (631 - 676 هـ) ويترك من المؤلفات ماقسموه بعد موته على أيام حياته فكان نصيب كل يوم أربع كراريس فكيف تم له ذلك؟ اسمع منه يجبك:
"وبقيت سنتين لم أضع جنبي على الأرض" .. فقد كان ينام على الكتب وإذا استيقظ من غفوته يتحسر ويسترجع متخيلا أنه أضاع الكثير من عمره في هذه الغفوة بين الكتب!!
ولقد كافأ الله ذكراه بكتبه ومؤلفاته التي لا تزال تنتشر في العالم الإسلامي .. ولعل كتابا مثل [رياض الصالحين] هو أشهرها على الإطلاق .. ولا أبالغ .. إذا قلت أنه أكثر وأشهر الكتب طباعة وانتشارا بعد كتاب الله: القرآن الكريم فلا تجد بلدا ولا بيتا من بيوتات المسلمين ولا مسجدا إلا وجدت فيه كتاب [رياض الصالحين] ... فما أجمل الإخلاص لله جل وعلا .. وما أعظم الهمم العالية!
وهذا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن الجوزي المتوفى سنة (597 هـ) يقول:
" كتبت بأصبعىّ هاتين ألفىّ مجلد , وتاب على يدي مائة ألف , وأسلم على يديّ عشرون ألف يهودي ونصراني " , وقال أيضا: " لو قلت أنى قد طالعت عشرين ألف مجلد , كان أكثر وأنا بعد في الطلب " , وقال عنه صاحب كتاب الكنى والألقاب: " إن براية أقلام ابن الجوزي التي كتب بها الحديث جمعت فحصل منها شيء كثير فأوصى أن يسخن بها الماء الذي يَغسل ّ به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها " (2)
ويحدثنا الإمام ابن الجوزي عن نفسه وقت الصغر .. يقول رحمه الله تعالى:
" أذكر نفسي ولى همة عالية , وأنا في المكتب ابن ست سنين , وأنا قرين الصبيان الكبار , قد رزقت عقلا وافرا في الصغر يزيد على عقل الشيوخ , فما أذكر أنى لعبت في طريق مع الصبيان قط , ولا ضحكت ضحكا خارجا , حتى أنى أذكر أنى كنت ولى سبع سنين أو نحوها أحضر رحبة الجامع , فلا أتخير حلقة مشعبذ , بل أطلب المحدّث , فيتحدث بالسير , فأحفظ جميع ما أسمعه , وأذهب إلى البيت فأكتبه " (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الهمة العالية بدت في بواكيرها أيضا لدى الإمام النووي وهو صغير فقد حدثت له (وهو ابن عشر سنين) حادثة لطيفة دلت منذ صغره على تميزه واختيار الله له ليكون من العلماء العاملين , وذلك أنه في سنة نيف وأربعين وستمائة مر بقرية " نوى" (من أعمال منطقة " حوران" فى جنوب البلاد السورية) الشيخ " ياسين بن يوسف المراكشي" .. وكان من العارفين الزاهدين .. فرأى الصبيان يلعبون ويكرهون النووي على اللعب معهم , وهو يهرب منهم ويبكى ممسكا بالقرآن –وهو يقرأ ويحفظ على تلك الحال أثناء اللعب، فقال الشيخ ياسين: " فوقع في قلبي محبته , فأتيت الذي يقرئه القرآن , فوصيته به , وقلت له: هذا الصبي يرجى أن يكون أعلم أهل زمانه وأزهدهم , وينتفع به الناس " , فقال لي: " أمنجم أنت؟ " فقلت: " لا, وإنما أنطقني الله بذلك " , فذكر ذلك لوالده فحرص عليه إلى أن ختم القرآن .. وقد ناهز الحلم.
ولنترك الإمام جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال أبى بكر السيوطي, أحد أفراد الدهر علما وتصنيفا وإمام وقته شهرة وذيوعا يحدثنا عن نفسه .. فكان يعتد بنفسه مفتخرا بعلمه .. يقول رحمة الله (توفى 911 هـ) في كتابه (حسن المحاضرة) (4):
" كان مولدي بعد المغرب ليلة الأحد , مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة , وحملت في حياة أبى إلى الشيخ أبى محمد المجذوب .. رجل كان من كبار الأولياء بجوار المشهد الحسيني .. فبارك علىّ , ونشأت يتيما , فحفظت القرآن ولى دون ثمان سنين , ثم حفظت العمدة ومنهاج الفقه والنحو على جماعة من الشيوخ , وأخذت الفرائض عن علامة زمانه الشيخ شهاب الشارمساحيّ , الذي كان يقال له: بلغ السنّ العالية , وجاوز المائة بكثير , قرأت عليه شرحه , وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين وثمانمائة. وقد ألّفت في هذه السنّ , فكان أول شيء ألفته شرح الاستعاذة والبسملة , وأوقفت عليه شيخنا علم الدين البلقينيّ , فكتب عليه تقريظا , ولازمته في الفقه إلى أن مات , فلزمت ولده , وقرأت عليه من أوّل التدريب لوالده إلى الوكالة , وسمعت من أول التنبيه إلى الزكاة , وقطعة من الروضة من باب القضاء وقطعة من شرح المنهاج للزركشى ومن إحياء الموت إلى الوصايا أو نحوها وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين وثمانمائة , وحضر تصديري. ولما توفىّ سنة ثمان وسبعين وثمانمائة , لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناويّ, فقرأت عليه قطعة من المنهاج , وسمعته عليه في التقسيم؛ إلا مجالس فاتتني , وسمعت عليه دروسا من شرح البهجة ومن حاشيتها عليها. ومن تفسير البيضاوي , ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقيّ الدين الشبكيّ الحنفي , فواظبته أربع سنين. ولم أنفك عن الشيخ إلى أن مات. ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة , فأخذت عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك , وكتب لى إجازة عظيمة. وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفيّ دروسا عديدة في الكشاف والتوضيح وحاشية عليه وتلخيص المفتاح والعضد. وسافرت بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتّكرور. وّلما حججت شربت من ماء زمزم لأمور؛ منها أن أصل في الفقه إلى رتبه الحافظ ابن حجر. وعقدت مجالس إملاء الحديث من مستهلّ سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة. ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير , والحديث , والفقه, والنحو, والمعاني , والبديع , والبيان؛ على طريق العرب والبلغاء؛ لاعن طريق العجم وأهل الفلسفة؛ والذي أعتقد أنّ الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها لم يصل إليها أحد من أشياخي فضلا عمن دونهم؛ وأما الفقه فلا أقول منه ذلك , بل شيخي فيه أوسع نظرا , وأطوع باعا ... "
ثم أخذ يعدد كتبه إلى حين تأليف كتابه فذكر منها ثلاثمائة كتاب في التفسير والقراءات والحديث والفقه والأجزاء المفردة والعربية والآداب.
وقد عدّ له الأستاذ بروكلمان (415) مؤلفا بين مطبوع ومخطوط , وذكر له الأستاذ فلوغل والأستاذ جميل العظم قريبا من هذا العدد وقال ابن إياس: " بلغت مؤلفاته 600 مؤلف " (5)
المراجع:
(1) الياقوتة لابن الجوزي ص (58) – ط دار الفضيلة.
(2) من كتاب قيمة الزمن عند المسلمين – عبد الفتاح أبوغدة – ط دار القيم ومن كتاب سباق نحو الجنان – د/ خالد أبو شادي – ط دار البشير – مصر 2000
(3) الأذكياء لابن الجوزي – ط الهيئة المصرية العامة للكتاب - 2003.
(4) انظر ترجمته في: حسن المحاضرة له 1/ 288 وما بعدها , الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة لنجم الدين محمد بن محمد الغزي 1/ 227 وما بعدها , بهجة العابدين للشاذلي ص 56 وما بعدها , الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي 1/ 205 وما بعدها.
(5) من مقدمة الإتقان في علوم القرآن للسيوطي – تحقيق أبو الفضل إبراهيم ط دار التراث القاهرة / 1967
يتبع ان شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 01:00]ـ
تطلب العلم في ليلة زواجها
نقلت عن أحد الإخوة طلبة العلم أن قد حدثه أحد الأخوة من طلبة العلم يقول:
كان لدي مجموعة من الأخوات الكريمات .. أقوم بتدريسهن بعض المتون العلمية في مركز من المراكز النسائية ..
يقول: أقدم أحد الشباب الأخيار لخطبة واحدة منهن .. وفي ليلة زواجها .. بل وبعد صلاة العشاء .. وبينما أنا في مكتبتي .. وإذا بها تتصل علي .. فقلت في نفسي: خيرا إن شاء الله تعالى ..
وإذا بها تسأل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال " رحم الله رجلاً قام من الليل فصلّى فأيقظ امرأته فإن أبى نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت فأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء " ..
أتدرون لماذا تسأل؟ .. هي تسأل هل من المستحسن أن أقوم بأمر زوجي بصلاة الليل ولو كانت أول ليلة معه ..
يقول هذا الأخ: فأجبتها بما فتح الله علي ..
فقلت في نفسي: سبحان الله تسأل عن قيام الليل في هذه الليلة وعن إيقاظ زوجها ..
ومن رجالنا من لا يشهد صلاة الفجر في ليلة الزفاف! ..
ولا أملك والله دمعة سقطت من عيني فرحاً بهذا الموقف الذي إذا دلّ على شيء فإنما يدل على الخير المؤصل في أعماق نسائنا ..
حتى يقول: كنت أظن أن النساء جميعاً همهن في تلك الليلة زينتهن ولا غير ..
وأحمد الله تعالى أن الله خيّب ظني في ذلك وأراني في أمتي من نساءنا من همتها في الخير عالية ..
يتبع إن شاء الله ...
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:57]ـ
بارك الله فيكم جميعا.كيف لا والصحابة من ربهم النبي صلى الله عليه وسلم و هكذا التابعين عن الصحابة و هذا هو منهاج السلف الصالح.
و إنك لعلى خلق عظيم
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[02 - Jan-2010, صباحاً 01:28]ـ
بارك الله فيكم جميعا.كيف لا والصحابة من رباهم النبي صلى الله عليه وسلم و هكذا التابعون من الصحابة و هذا هو منهج السلف الصالح.
و إنك لعلى خلق عظيم
وفيك بارك الله أخي
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[21 - Mar-2010, مساء 12:53]ـ
كان الإمام النووي يحضر في اليوم 12 درساً
وكان رحمه الله يمشي بالطريق يكرر ما حفظه من العلم ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=42462) ويراجعه
قرأ ابن حجر معجم الطبراني في جلسة بين الظهر والعصر
عبد الله بن محمد فقيه العراق طالع المغني: 23 مرة
نعيْم المجمر جالس أبا هريرة 20 سنة
عبد الله بن نافع جالس الإمام مالكاً 35 سنة
قال الشافعي: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين
8 - قال ثعلبة: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو خمسين سنة
قال أبوزرعة: كان احمد يحفظ ألف ألف حديث، يعني مليوناً
قال أبوزرعة: أحفظ مائتي ألف حديث
اذهب لطلب لعلم ولا أرى وجهك إلا ومعك مائة ألف
حديث، فسافر وارتحل وطلب العلم ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=42462) ثم رجع لنشره حتى كان يحضر مجلسه أكثر من 30 ألف
قال جرير: جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا
قرا ابن حجر السنن لابن ماجه في أربعة مجالس
وقرأ معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين صلاتي الظهر والعصر: وهذا الكتاب يشتمل على نحو 1500 حديث
قال أبو حاتم الرازي: مشيت على قدمي في الطلب ألف فرسخ
قال محمد بن إسماعيل: مرّ بنا أحمد بن حنبل ونعلاه في يديه وهو يركض في دروب بغداد ينتقل من حلقة إلى حلقة
قال مكحول: طفت الأرض كلها في طلب العلم
قال البخاري: كتبت عن ألف شيخ، وعن كل واحد منهم عشرة آلاف حديث وأكثر
عن ابن عباس قال: كنت آتي باب أبيّ بن كعب وهو نائم، فأقيل على بابه
يتبع ان شاء الله ...
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[22 - Mar-2010, صباحاً 10:44]ـ
جزيتم خيراً
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[25 - Mar-2010, مساء 09:10]ـ
جزيتم خيراً
أحسن الله إليك
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[09 - May-2010, مساء 08:37]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أسلط الضوء في هذه الصفحة على بعض الوقفات لأئمة من علماء الإسلام وقتها التاريخ
كصور من طلب العلم عند علماء الأندلس
(يُتْبَعُ)
(/)
الفقيه والعالم والمؤرخ (محمد بن فتوح المعروف ب الحُميدي الاندلسي ثم البغدادي تلميذ الامام ابن حزم الظاهري وتلميذ الحافظ الخطيب البغدادي المولود في الاندلس سنة 420 هجرية والمتوفي في بغداد سنة 488 هجرية. قال عنه الامير ابن ماكولا: لم ار مثل صديقنا الحُميدي في نزاهته وعفته وورعه , وتشاغله بالعلم , صنف (تاريخ الاندلس) وقال ابراهيم السلمسي: لم تر عيناي مثل الحُميدي في فضله ونبله , وغزارة علمه , وحرصه على نشر العلم. وقال يحيى ابن البناء: كان الحُميدي من اجتهاده: ينسخ بالليل في الحر , فكان يجلس في اجانة ماء – وهي اناء يغتسل فيه الثياب – يتبرد به. انتهى ورحم الله تعالى القائل: ولا خير فيمن عاقهُ الحرُ والبردُ.
فهذا نموذج رائع واليك النموذج الثاني الذي هو كما قال كما قال ابو غدة: هو من اعجب الاخبار واغربها ولنستمع الى احداثها , فقد وقعت لعالم اندلسي ممن رحلوا من الاندلس الى المشرق , وقد رحل العالم من الاندلس الى المشرق على قدميه , ليلقى اماما من ائمته فأخذ عنه العلم , ولكنه حين وصل وجده محبوسا ممنوعا عن الناس فتلطف وتحيل حتى لقيه فأخذ العلم عنه , بصورة لاتخطر على البال لولا وقوعها والتاريخ ابو العجائب والغرائب. ذلكم العالم هو – الامام ابو عبد الرحمن بقي ُ بن مخلد الاندلسي الحافظ – ولد سنة 201 هجرية وتوفي سنة 276 هجرية رحمه الله تعالى ,
ورحل الى بغداد – على قدميه وسنه نحو عشرين سنة – وكان جل ّّّّبغيته ملاقاة الامام احمد بن حنبل والاخذ عنه.حُكي عنه انه قال: لما قربت من بغداد اتصل بي خبر المحنة التي دارت على احمد بن حنبل , وأنه ممنوع من الاجتماع اليه والاسماع منه , فاغتممت بذلك غماً شديدا , فاحتللت الموضع , فلم اعرج علي شيء بعد انزال متاعي في بيت اكتريته في بعض الفنادق , أن اتيت المسجد الجامع الكبير , وانا اريد ان اجلس الى الحلق وأسمع ما يتذاكرونه. فدُفِعتُ الى حلقة نبيلة , فاذا برجل يكشف عن الرجال , فيُضعف ويقوى , فقلت من هذا؟ لمن كان قربي , فقال هذا يحيى بن معين , فرأيت فرجة قد انفرجت قربه فقمت اليه فقلت له: يا أبا زكريا رحمك الله , رجل غريب نائي الدار , أردت السؤال فلا تستخفني , فقال: قل , فسألته عن بعض من لقيت من اهل الحديث فبعضا زكى وبعضا جرح. فسألته في اخر السؤال عن هشام بن عمار , وكنت قد اكثرت من الاخذ منه , فقال: ابو الوليد هشام بن عمار: صاحب صلاة دمشقي ثقة وفوق الثقة , لو كان تحت ردائه كبر او تقلد كبرا ما ضره لخيره وفضله , فصاح اهل الحلقة: يكفيك رحمة الله عليك , غيرك له سؤال. فقلت وانا واقف على قدمي: أكشفك (بمعنى اسألك) عن رجل واحد: احمد بن حنيل؟ فنظر الي يحيى بن معين كالمتعجب وقال لي: ومثلنا نحن يكشف عن احمد بن حنبل؟ ان ذاك امام المسلمين وخيرهم وفاضلهم. ثم خرجت استدل على منزل احمد بن حنبل , فددلت عليه فقرعتُ بابه فخرج الي وفتح الباب , فنظر الى رجل لم يعرفه , فقلت: يا ابا عبدالله , رجل غريب الدار هذا اول دخولي هذا البلد , وانا طالب حديث ومقيد سنة – اي جامع سنة – ولم تكن رحلتي الا اليك , فقال لي: ادخل الاسطوان – يعني به الممر الى داخل الدار – ولا تقع عليك عين. فقال لي: واين موضعك؟ قلت: المغرب الاقصى , فقال لي: افريقية؟ فقلت ابعد من ذلك – اجوز من بلدي البحر الى افريقية – الاندلس , فقال: ان موضعك لبعيد , وما كان شيء احب الي من ان احسن عون مثلك على مطلبه , غير اني في حيني هذا ممتحن بما لعله قد بلغك , فقلت له: بلى قد بلغني وانا قريب من بلدك مقبل نحوك. فقلت: ابا عبدالله هذا اول دخولي , وانا مجهول العين عندكم فاذا اذنت لي ان اتي في كل يوم في زي السؤال , فاقول عند باب الدار ما يقولونه , فتخرج الى هذا الموضع , فلو لم تحدثني في كل يوم الا بحديث واحد لكان فيه كفاية , فقال: نعم , على شرط ان لاتظهر في الحلق ولا عند اصحاب الحديث , فقلت لك شرطك. فكنت اخذ منه عوداً بيدي , والف راسي بخرقة واجعل كاغدي – اي ورقي – ودواتي في كمي , ثم اتي بابه فأصيح: الاجر رحمكم الله. والسؤال هنالك كذلك فيخرج الي ويغلق باب الدار ويحدثني بالحديثين والثلاثة والاكثر , حتى اجتمع لي نحو من ثلاث مئة حديث. فالتزمت ذلك حتى مات الممتحن
(يُتْبَعُ)
(/)
له , وولى بعده من كان على مذهب السنة فظهر احمد بن حنبل وسما ذكره , وعظم في عيون الناس وعلت امامته وكانت تضرب اليه اباط الابل , فكان يعرف لي حق صبري. فكنت اذا اتيت حلقته فسح لي وادناني من نفسه ويقول لاصحاب الحديث: هذا يقع عليه اسم طالب العلم , ثم يقص عليهم قصتي معه فكان يناولني الحديث مناولة , ويقرؤه علي واقرؤه عليه. وتوفي بقي بن مخلد سنة 276 هجرية بالاندلس رحمه الله تعالى.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو سلمان الجزائري]ــــــــ[14 - Jun-2010, صباحاً 02:50]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
إليكم اخوتي إحدى الدرر من رحلات أحد أئمتنا وعلماء أمتنا
رحلة أبي حاتم الرازي في طلب العلم
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم
سمعت أبي يقول:
لما خرجنا من المدينة من عند داود الجعفري صرنا إلى الجار وركبنا البحر
وكنا ثلاثة أنفس أبو زهير المروروذي شيخ وآخر نيسابوري فركبنا البحر وكانت الريح في وجوهنا فبقينا في البحر ثلاثة
أشهر وضاقت صدورنا وفني ما كان معنا من الزاد وبقيت بقية فخرجنا إلى البر فجعلنا نمشي أياما على البر حتى فني ما كان
معنا من الزاد والماء فمشينا يوما وليلة لم يأكل أحد منا شيئا ولا شربنا واليوم الثاني كمثله واليوم الثالث كل يوم نمشي إلى
الليل فإذا جاء المساء صلينا وألقينا بأنفسنا حيث كنا وقد ضعفت أبداننا من الجوع والعطش والعياء فلما أصبحنا اليوم الثالث
جعلنا نمشي على قدر طاقتنا فسقط الشيخ مغشيا عليه فجئنا نحركه وهو لا يعقل فتركناه ومشينا أنا وصاحبي النيسابوري قدر
فرسخ أو فرسخين فضعفت وسقطت مغشيا علي ومضى صاحبي وتركني فلم يزل هو يمشي إذ بصر من بعيد قوما قد قربوا
سفينتهم من البر ونزلوا على بئر موسى صلى الله عليه وسلم فلما عاينهم لوح بثوبه إليهم فجاءوه معهم الماء في إداوة فسقوه
وأخذوا بيده فقال لهم الحقوا رفيقين لي قد ألقوا بأنفسهم مغشيا عليهم فما شعرت ألا برجل يصب الماء على وجهي ففتحت عيني
فقلت اسقني فصب من الماء في ركوة أو مشربة شيئا يسيرا فشربت ورجعت إلي نفسي ولم يروني ذلك القدر فقلت اسقني
فسقاني شيئا يسيرا وأخد بيدي فقلت ورائي شيخ ملقى قال قد ذهب إلى ذاك جماعة فاخذ بيدي وأنا امشي اجر رجلي ويسقيني
شيئا بعد شئ حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم وأتوا برفيقي الثالث الشيخ واحسنوا إلينا أهل السفينة
فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا
ثم كتبوا لنا كتابا إلى مدينة يقال لها راية إلى واليهم وزودونا من الكعك والسويق والماء فلم نزل نمشي حتى نفد ما كان معنا
من الماء والسويق والكعك فجعلنا نمشي جياعا عطاشا على شط البحر حتى وقعنا إلى سلحفاة قد رمى به البحر مثل الترس
فعمدنا إلى حجر كبير فضربنا على ظهر السلحفاة فانفلق ظهره وإذا فيها مثل صفرة البيض فأخذنا من بعض الأصداف الملقى
على شط البحر فجعلنا نغترف من ذلك الأصفر فنتحساه حتى سكن عنا الجوع والعطش مررنا وتحملنا حتى دخلنا مدينة الراية
وأوصلنا الكتاب إلى عاملهم فأنزلنا في داره وأحسن إلينا وكان يقدم إلينا كل يوم القرع ويقول لخادمه هاتي لهم باليقطين
المبارك فيقدم إلينا من ذاك اليقطين مع الخبز أياما فقال واحد منا بالفارسية لا تدعوا باللحم المشؤوم وجعل يسمع الرجل
صاحب الدار فقال أنا أحسن الفارسية فإن جدتي كانت هروية فأتانا بعد ذلك باللحم وزودنا إلى أن بلغنا مصر.
يتبع بحول الله ...(/)
ليس التصوف بالتصفيق والطرب ... ولا بكثرة أكل القات والحطب
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 02:59]ـ
ليس التصوف بالتصفيق والطرب ... ولا بكثرة أكل القات والحطب
ولا بقهوة قشر البن إذ شُربت ... ولا بلبس عباءة القمل والقشب
ولا بنكس رؤوس عند مطلبها ... ولا ببوس أكف الشخص والركب
ولا بضرب دفوف أو معازفها ... ولا العُكاف على المزمار والقصب
ولا برقص عنيف عند مسمَعِها ... ولا بتقليب كم عند مُنْتَحب
بل التصوف موت النفس فاسع لها ... واسلك سبيلا لخير الأنبيا تُصِبِ
http://www.freeimagehosting.net/uploads/9496568147.jpg (http://www.freeimagehosting.net/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 03:41]ـ
أخي البكري أحسنت أحسن الله إليك، ولكن لمن هذه القصيدة الرائعة
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 04:11]ـ
بل التصوف موت النفس فاسع لها ... واسلك سبيلا لخير الأنبيا تُصِبِ
جزاك الله خيرا أخانا أحمد.
ورد الله الصوفية إلى الطريق القويم.
وقد ذكرني البيت المذكور في الاقتباس بكلام ينسب إلى عبد القادر الجيلاني في كتابه الفتح الرباني (ص: 207/ طبعة الحلبي): "الصوفي من صفا باطنه وظاهره بمتابعة كتاب الله عز وجل وسنة رسوله" [صلى الله عليه وسلم].
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 05:28]ـ
أخي البكري أحسنت أحسن الله إليك، ولكن لمن هذه القصيدة الرائعة
بارك الله فيكم وبأخينا عبد الله الحمراني.
بحسب المصدر المأخوذة عنه فقائلها صالح الصديق النمري.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 07:48]ـ
-
أرى جيلَ التصوُّفِ شَرَّ جِيْلٍ /// /// فقل لهُمُ -وأهْوِن بالحُلُولِ-:
أقالَ اللهُ حين عشقتمُوهُ: /// /// «كُلُوا أكلَ البهائمِ وارقصوا لي!»
-
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 08:03]ـ
-
أرى جيلَ التصوُّفِ شَرَّ جِيْلٍ /// /// فقل لهُمُ -وأهْوِن بالحُلُولِ-:
أقالَ اللهُ حين عشقتمُوهُ: /// /// «كُلُوا أكلَ البهائمِ وارقصوا لي!»
-
لله ودر أبا العلاء المعري، بارك اللهم لنا فيك أحسنت الانتقاء
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 08:08]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
ثَقُلَ الكِتَابُ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوا ///////// تَقْيِيدَهُ بِشَرِائِعِ الإِيْمَانِ
وَاللَّهْوُ خَفَّ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوا ///////// مَا فِيهِ مِنْ طَرَبٍ وَمِنْ أَلْحَانِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 12:45]ـ
_
إن قلت: قال الله قال رسوله /// /// /// همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت: قد قال الصحابة والألى /// /// /// تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت: قال الآل آل المصطفى /// /// /// صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت: قال الشافعي: وأحمد /// /// /// وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت: قال صحابهم من بعدهم /// /// /// فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول: قلبي قال لي عن سره /// /// /// عن سرِّ سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي /// /// /// عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي /// /// /// عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها /// /// /// ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا /// /// /// بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا /// /// /// شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم /// /// /// نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم /// /// /// وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو سنة /// /// /// صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل /// /// /// حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار /// /// /// والآثار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى /// /// /// من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها /// /// /// من مثلهم واخيبة الآمال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها /// /// /// فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
_
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 12:46]ـ
إن قلت: قال الله قال رسوله /// /// /// همزوك همز المنكر المتغالي
أو قلت: قد قال الصحابة والألى /// /// /// تبعوهم في القول والأعمال
أو قلت: قال الآل آل المصطفى /// /// /// صلى عليه الله أفضل آل
أو قلت: قال الشافعي: وأحمد /// /// /// وأبو حنيفة والإمام العالي
أو قلت: قال صحابهم من بعدهم /// /// /// فالكل عندهم كشبه خيال
ويقول: قلبي قال لي عن سره /// /// /// عن سرِّ سري عن صفا أحوالي
عن حضرتي عن فكرتي عن خلوتي /// /// /// عن شاهدي عن واردي عن حالي
عن صفو وقتي عن حقيقة مشهدي /// /// /// عن سر ذاتي عن صفات فعالي
دعوى إذا حققتها ألفيتها /// /// /// ألقاب زور لفقت بمحال
تركوا الحقائق والشرائع واقتدوا /// /// /// بظواهر الجهال والضلال
جعلوا المرا فتحا وألفاظ الخنا /// /// /// شطحا وصالوا صولة الإدلال
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم /// /// /// نبذ المسافر فضلة الأكال
جعلوا السماع مطية لهواهم /// /// /// وغلوا فقالوا فيه كل محال
هو طاعة هو قربة هو سنة /// /// /// صدقوا لذاك الشيخ ذي الإضلال
شيخ قديم صادهم بتحيل /// /// /// حتى أجابوا دعوة المحتال
هجروا له القرآن والأخبار /// /// /// والآثار إذ شهدت لهم بضلال
ورأوا سماع الشعر أنفع للفتى /// /// /// من أوجه سبع لهم بتوال
تالله ما ظفر العدو بمثلها /// /// /// من مثلهم واخيبة الآمال
نصب الحبال لهم فلم يقعوا بها /// /// /// فأتى بذا الشرك المحيط الغالي
رحم الله سلطان العلماء أبو محمد السلمي عز الدين بن عبد السلام، وبارك اللهم لنا فيك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 08:01]ـ
ليس التصوف بالتصفيق والطرب ... ولا بكثرة أكل القات والحطب
عجيب هذه اول مره اسمع عن اكل الصوفية للقات وإن كان لا يستنكر عليهم شيء(/)
"قصة الواعظ الصالح" من كتاب "أسواق الأشواق" للبقاعي
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 11:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://ia301536.us.archive.org/GnuBook/GnuBookImages.php?zip=/0/items/chrestomathiaara00koseuoft/chrestomathiaara00koseuoft_jp2 .zip&file=chrestomathiaara00koseuof t_jp2/chrestomathiaara00koseuoft_006 3.jp2&scale=4
http://ia301536.us.archive.org/GnuBook/GnuBookImages.php?zip=/0/items/chrestomathiaara00koseuoft/chrestomathiaara00koseuoft_jp2 .zip&file=chrestomathiaara00koseuof t_jp2/chrestomathiaara00koseuoft_006 4.jp2&scale=4
http://ia301536.us.archive.org/GnuBook/GnuBookImages.php?zip=/0/items/chrestomathiaara00koseuoft/chrestomathiaara00koseuoft_jp2 .zip&file=chrestomathiaara00koseuof t_jp2/chrestomathiaara00koseuoft_006 5.jp2&scale=4
http://ia301536.us.archive.org/GnuBook/GnuBookImages.php?zip=/0/items/chrestomathiaara00koseuoft/chrestomathiaara00koseuoft_jp2 .zip&file=chrestomathiaara00koseuof t_jp2/chrestomathiaara00koseuoft_006 6.jp2&scale=4
http://ia301536.us.archive.org/GnuBook/GnuBookImages.php?zip=/0/items/chrestomathiaara00koseuoft/chrestomathiaara00koseuoft_jp2 .zip&file=chrestomathiaara00koseuof t_jp2/chrestomathiaara00koseuoft_006 7.jp2&scale=4(/)
مرثية الشيخ ابن جبرين رحمه الله
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 01:34]ـ
مرثية الشيخ بن جبرين رحمه الله
هي الهواتفُ تأتيني فتُبْكيني ... وسابلُ الدمْع بالأحزان يُضنيني
أنَّ الكبيرَ كبيرَ النَّاس ودّعنا ** وغيَّبَ القبرُ جثمانَ بن جبرينِ
لقد بكيتُ وفيضُ الدّمْع يغمرُني **أستذكرُ الشَّيخ، والأشجانُ تُدميني
حتى ترجَّع منَّي الصوتُ منتحباً ** والنَّاس تعْجبُ من حزني، وتسليني
تالله ما كان إلاَّ بالهُدى علماً ** وما الذي عاشَ في علمٍ بمدفونِ
أما العلومُ فغيْضٌ من فضائلِهِ ** كالوردِ منْ بينِ أزهارِ البساتينِ
فتارةً في المعاني ينتقي دُرراً ** وتارةً في متونِ الحفظ للدّينِ
قد كان بالفضلِ بين الناس مشتهراً ** بما له في المعالي من ميادينِ
حتى تبوَّأ فيها رأسَ قمِّتها ** تبوَّأَ الدرِّ تيجانَ السلاطينِ
ما كنت أحسبُ أنَّ الموتَ يخطفُهُ ** أستغفرُ الله من ظنِّي وتخْميني
وقد وجدتُ بأنَّ الظنَّ منشؤُه ** من آيةٍ هديُها في النفسِ تهَديني
اللهُ خلَّدَ بالإخلاصِ صفوتَه **ومَنْ يخُصُّ منِ الغرِّ الميامينِ
حامد بن عبدالله العلي
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 01:53]ـ
سيرة حياة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن ابن جبرين رحمه الله
رحم الله العلامة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن ابن جبرين
http://www.ashefaa.com/news/1_200915_1937.jpg
الأسم والنسب
هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد وهم فخذ من عطية بن زيد وبنو زيد قبيلة مشهورة بنجد كان أصل وطنهم مدينة شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك.
أسرته
هذه الأسرة منهم من له ذكر وأخبار على الألسن لكنها لم تدون في كتب التأريخ لقلة العناية بتلك الأخبار في زمنهم وقد اشتهر جده الرابع وهو حمد بن جبرين وكان في أواسط القرن الثالث عشر حيث آل إليه أمر القضاء والولاية والإمارة في مدينة القويعية وكان ذا منزلة ومكانة في قومه فهو خطيبهم وأميرهم وقاضيهم مع ما رزقه الله من السعة في العلم والمال وتملك الآبار وإحياء الموات كما تدل على ذلك وثائق الملكية التي تحمل اسمه وأسماء بنيه من بعده.
وقد أورث علما جما حيث كان له كتاب وعمال ينسخون الكتب الجديدة بالأجرة ولا يزال الكثير منها موجودا موقوفا عند بعض أحفاده ثم اشتهر بعده ابن ابنه إبراهيم بن فهد فتعلم العلم وأدرك الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ والشيخ عبد الله أبا بطين والشيخ حمد بن معمر وقرأ ونسخ وحفظ علما جما وأورث بعده مخطوطات تحمل اسمه منها ما نسخه بيده ومنها ما تملكه وقد تولى الإمامة والخطابة والإفتاء والتدريس وتعليم القرآن والحديث وتوفى في آخر القرن الثالث عشر وقام بعده ابنه عبد الله الذي حفظ القرآن وقرأ على أبيه وبعض علماء بلده وغيرهم وتولى الإمامة والخطابة والتعليم في قرية مزعل التابعة للقويعية.
وقد نسخ كتبا بيده أوقفها بعده ومات سنة 1344هـ وتولى الإمامة والخطابة بعده ابنه محمد بن عبد الله وكان قد قرأ على أبيه ورحل في طلب العلم وحفظ الكثير من المتون ونسخ بيده كتبا ومات سنة 1355هـ وأما والد المترجم له فهو أحد طلبة العلم وحفظة القرآن ولد سنة 1321هـ وتولى الإمامة بعد أخيه ثم انتقل إلى بلدة الرين لطلب العلم على قاضيها عبد العزيز الشثري المكنى بأبي حبيب وأقام هناك حتى ارتحل بعد وفاة الشيخ أبي حبيب إلى الرياض ومات سنة 1397هـ.
نشأته
ولد الشيخ عبد الله بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه اثنا عشر عاما وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظا وعمدة الأحكام بحفظ بعضها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي.
وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم وقرأ بعض نيل الأوطار على منتقى الأخبار وقرأ تفسير ابن جرير وهو مليء بالأحاديث المسندة والآثار الموصولة وكذا تفسير ابن كثير وقرأ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وأتقن حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته وقرأ بعض شروحه وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظا وقرا معظم شرحه.
وكذا قرأ في كتب أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر إلى أول عام أربع وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالبا في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أحد عشر طالبا وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة.
وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في دليل وتصحيح قول ونحوه
الحالة الإجتماعية
تزوج بابنة عمه الشقيق رحمها الله وذلك في آخر عام 1370هـ ومع قرابتها كانت ذات دين وصلاح ونصح وإخلاص بذلت جهدها في الخدمة والقيام بحقوق ربها وبعلها وتوفيت عام 1414هـ.
وقد رزق منها اثني عشر مولودا من الذكور والإناث مات بعضهم في الصغر والموجود ثلاثة ذكور وست إناث وقد تزوج جميعهم وولد لأغلبهم أولاد من البنات والبنين ولا يزالون يغشون أباهم ويخدمونه ويقومون بالحقوق الشرعية والآداب الدينية، أما الوضع المنزلي فقد كان في أول الأمر تحت ولاية والده فكان يخدمه ويقوم بما قدر عليه من بره وأداء حقه في نفسه وماله ولا يستبد بكسب ولا يختص بمال.
ولما انتقل إلى الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع ما فضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده وبعد ثلاث سنين اضطر إلى إحضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى حيث قام فيه سبعة عشر عاما يعيش في وسط من الحال لا إسراف فيه ولا تقتير ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402هـ انتقل إلى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة.
عقيدته
أما العقيدة والمذهب فقد نشأ على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشائخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص.
وقد نهج والحمد لله منهج مشايخنا في تدريس كتب العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من كتب العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الكتب المبسوطة لشيخ الإسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن كتب في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة يدرس كتب العقيدة ويشرف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشترك في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب إلى المراجع المفيدة في الموضوع ولا زال إلى الآن يشرف على كثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة زيادة على الطلاب الراغبين في هذه الدراسة.
أما المذهب في الفروع فإن مشايخه الذين درس عليهم الفقه كانوا متخصصين في مذهب أحمد بن حنبل، لا يخرجون عنه غالبا وقد اقتصر عليه وأكثر من قراءة كتب الحنابلة والتعليق عليها ومعلوم أن مذهب أحمد هو أوسع المذاهب لكثرة الروايات فيه التي توافق المذاهب الأخرى غالبا فمن قرأ هذا المذهب وتوغل فيه أحاط بأكثر المذاهب ما عدى الافتراضات ونوادر المسائل التي يفترض الفقهاء وجودها فلا أهمية لدراستها فمتى وقعت أمكن معرفة حكمها بإلحاقها بأقرب ما يشابهها.
شيوخه
أما الشيوخ والعلماء الذين تتلمذ عليهم فأولهم والده رحمه الله تعالى فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة في عام 59 هـ وكان رحمه الله من طلبة العلم وأهل النصح والإخلاص والمحبة وقد أفاد كثيرا بحسن تربيته وتلقينه وحرصه على التلاميذ ليجمعوا بين العلم والعمل.
وقد توفي سنة 1397هـ ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح.
وكان بدء الدراسة عليه عام 1367هـ حتى توفي عام 1397هـ بالرياض رحمه الله تعالى ولكن قلت القراءة عليه بعد التخرج للانشغال والتدريس ونحوه.
ومن العلماء الذين قرأ عليهم واستفاد من مجالستهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماما وخطيبا في إحدى القرى بالرين ثم قاضيا في حفر الباطن ثم تقاعد وسكن الرياض ومات سنة 1381هـ وكان ضرير البصر ولكن وهبه الله الحفظ والفهم القوي فقل أن يجالسه كبير أو صغير إلا استفاد منه وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والعلماء ويأتي بالعجائب والغرائب.
وبالجملة فهو أعجوبة زمانه رحمه الله وأكرم مثواه، ومن أشهر المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو غني عن التعريف به وقد تلقى عليه مع التلاميذ دروسا نظامية عندما افتتح معهد إمام الدعوة في شهر صفر عام 1374هـ وتولى تدريس القسم الذي كان المترجم معهم في أغلب المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة فدرس في الحديث بلوغ المرام مرتين في القسم الثانوي والقسم العالي وفي الفقه متن زاد المستقنع وشرحه الروض المربع مرتين أيضا بتوسع غالبا في شرح كل جملة وهم يتابعون ويكتبون الفوائد المهمة.
وفي التوحيد والعقيدة قرأ كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ومتن العقيدة الحموية والعقيدة الواسطية له أيضا وشرح الطحاوية لابن أبي العز وغيرها وقد استمر سماحته في التدريس لهم حتى أنهوا القسم العالي في آخر سنة 1381هـ حيث توقف عن التدريس الرسمي وانشغل بالإفتاء ورئاسة القضاء حتى توفي عام 1389هـ في رمضان رحمة الله تعالى عليه.
وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ إسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات ودرس عليه أيضا في مرحلة الماجستير مادة الفقه عام 1388هـ وكان رحمه الله من فقهاء البلد وله مؤلفات مشهورة منها عدة الباحث بأحكام التوارث ومنها التنبيهات السنية شرح العقيدة الواسطية وهو أول الشروح الوافية لهذه العقيدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقرأ أيضا على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي مرحلة الماجستير قرأ على الكثير من كبار العلماء كسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ في الفقه طرق القضاء وحضر مجالسه منذ أن قدم الرياض واستفاد منه كثيرا في الأحكام والقصص والعبر والتأريخ والنصائح كما هو مشهور بذلك وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وهو مشهور ومن كبار العلماء.
وقد تتلمذ عليه واستفاد منه جمع غفير في هذه البلاد من القضاة والمدرسين والدعاة وغيرهم وهو ممن فتح الله عليه وألهمه من العلوم ما فاق به الكثير من علماء هذا الزمان وقد توغل في التفسير والاستنباط من الآيات وكذا في الحديث ومعرفة الغريب منه وكذا في العلوم الجديدة وأهلها.
وكذا الشيخ مناع خليل القطان - رحمه الله - الذي درسهم في تلك المرحلة في مادة التفسير بتوسع وإيضاح وقد استفادوا كثيرا من مجالسته ومحاضراته حيث يأتي بفوائد كثيرة مستنبطة من الآيات أو الأدلة وله مؤلفات عديدة في فنون متنوعة وكذا الشيخ عمر بن مترك رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير.
وكان شديد العناية بالأدلة والتعليلات وله معرفة تامة بالمعاملات المتجددة ويتوسع في الكلام حولها وقد استفاد منه كثيرا، ومنهم الشيخ محمد عبد الوهاب البحيري - رحمه الله - مصري الجنسية تولى التدريس في الحديث وكان يتوسع في الشرح وذكر المسائل الخلافية ويحرص على الجمع والترجيح فأفاده في كثير من المواضع المهمة ومنهم محمد الجندي - رحمه الله - مصري أيضا ولم يقم إلا بعض سنة حتى مرض فرجع إلى مصر وتوفي هناك رحمه الله ومنهم محمد حجازي - رحمه الله - صاحب التفسير الواضح ومنهم طه الدسوقي العربي - رحمه الله - مصري أيضا وكان ذا معرفة واسعة واطلاع وحفظ مع فصاحة وبيان وآخرون سواهم.
وقد استفاد أيضا من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب بحيث يحضره العدد الكثير ويدرس في فنون منوعة من المتون والشروح المؤلفات ويعلق على الجمل ويوضح المسائل وينبه على الأخطاء ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع - رحمه الله - وهو من المدرسين والقضاة وكان يقيم دروسا في مسجده وفي منزله ويستفيد منه الكثير ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل أحد قضاة الرياض قرأ عليه في المسجد وغيره وإن كان قليل التعليق لكنه يفيد على الأخطاء ويوضح بعض المسائل الخفية وفي آخر حياته ثقل سمعه واشتد مرضه ثم توفي رحمه الله تعالى في عام 1415هـ وقد استفاد أيضا من الزملاء والجلساء الذين سعد بالاقتران بهم وقت الدراسة ووفق بالقراءة معهم والمذاكرة في أغلب الليالي وفي أيام الاختبارات ومنهم الشيخ فهد بن حمين الفهد والشيخ عبد الرحمن محمد المقرن رحمه الله والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان والشيخ محمد بن جابر - رحمه الله - وغيرهم ممن سبقوه بالقراءة على المشايخ وتعلموا كثيرا مما فاته فأدركه بواسطتهم فكان يقرأ عليهم الشرح ويتلقى إصلاح بعض الأخطاء اللغوية والبحث في المسائل الخلافية ومعرفة الكتب المفيدة في الموضوع وكيفية العثور على المسألة في الكتب المتقاربة في الفقه الحنبلي وكذا معرفة طرق الاستفادة من كتب اللغة واختصاص كل كتاب بنوع من المواضيع ونحو ذلك مما يفوت من يقرأ بمفرده فلذلك ينصح المبتدئ أن يقترن في المذاكرة والاستفادة بمن هم أقدم منه في الطلب ليضم ما عندهم إلى ما عنده.
وقد ذكرنا أن أقدم هؤلاء المشايخ هو الشيخ عبد العزيز الشثري رحمه الله وقد بالغ في الثناء عليه ولما انتقل إلى الرياض عام 1374هـ استصحبه معه وذكر لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى بعض ما قرأ عليه وما وصل إليه مما جعل الشيخ يجعله مع أعلى التلاميذ عند تقسيمهم إلى سنوات في معهد إمام الدعوة العلمي وكان من آثار إعجابه أن طلبه ذلك العام لتولي القضاء ولكنه اعتذر بالدراسة والشوق إليها فعذره.
الأعمال التي تقلدها
(يُتْبَعُ)
(/)
أولها أن بعث مع هيئة الدعاة إلى الحدود الشمالية في أول عام 1380هـ بأمر الملك سعود وإشارة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ورئاسة الشيخ عبد العزيز الشثري رحمهم الله تعالى مع بعض المشائخ ولمدة أربعة أشهر ابتداء من حدود الكويت على امتداد حدود العراق وحدود الأردن وحدود المملكة شمالا وغربا وكثير من مناطق المملكة وقاموا بالدعوة والتعليم وتوزيع النسخ المفيدة في العقيدة وأركان الإسلام حيث إن أغلب السكان من البوادي عاشوا في جهل عميق فهم لا يعرفون إلا اسم الإسلام والصلاة والصيام ونحو ذلك ويجهلون الواجبات وما تصح به الصلاة ويقعون في الكثير من وسائل الشرك وأنواعه وقد بذلت الهيئة جهدا في تعليمهم ونفع الله الكثير ممن أراد به خيرا.
ثم تعين مدرسا في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتأريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الإجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظا عند الطلاب أو في المعاهد العلمية ثم في عام 1395هـ انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهو متن التدمرية وكتب عليه تعليقات كفهرس للمواضيع وعنوان للبحوث وكذا درس أول شرح الطحاوية.
ثم في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح ومازال هكذا حتى الآن وقد انتهت مدة خدمته في دار الإفتاء.
أما الأعمال الأخرى فقد تعين إماما في مسجد آل حماد بالرياض في شهر شوال عام 1389هـ حتى هدم المسجد وهدم الحي كله في عام 1397هـ وبعد عامين عين خطيبا احتياطيا يتولى الخطبة عند الحاجة ومازال كذلك إلى الآن حيث يقوم بخطبة الجمعة وصلاتها في الكثير من الجوامع عند تخلف الخطيب أو قبل تعيينه وقد يستمر في أحد الجوامع أشهرا أو سنوات ويتولى صلاة العيد في بعض المناسبات.
ويقوم أيضا متبرعا بالتدريس في المساجد ابتداء بدرس الفرائض في عام 1387هـ لعدد قليل ثم بتدريس التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ونحوها لعدد كثير في مسجد آل حماد في آخر عام 1389هـ.
وقد حصل إقبال شديد على تلك الحلقات وكان أغلب الطلاب من مدرسة تحفيظ القرآن الذين توافدوا من جنوب المملكة ومن اليمانيين الوافدين لأجل التعلم وقد أقام تلك الدروس بعد الفجر أكثر من ساعة أو ساعتين وبعد الظهر كذلك وبعد العصر غالبا وبعد المغرب إلى العشاء واستمر ذلك حتى هدم المسجد المذكور حيث نقلت الدروس إلى مسجد الحمادي حيث توافد إليه الطلاب كثرة في أغلب الأوقات للدراسة في العلوم الشرعية كالحديث والتوحيد والفقه وأصوله والمصطلح وغيرها.
ثم في عام 1398هـ رغب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أن يقوم في غيبته بالصلاة في الجامع الكبير كإمام للصلوات الخمس فقام بذلك وكان يتولى الصلاة بهم إماما كل وقت ماعدا خطبة الجمعة وصلاتها ومن ثم نقلت الدروس إلى مسجد الجامع الكبير والذي عرف بعد ذلك بجامع الإمام تركي بن عبد الله رحمه الله وفي حالة حضور سماحة الشيخ يقوم بصلاة العشائين هناك وإلقاء الدروس بينهما وبقية الأوقات ويلقي الدروس في مسجد الحمادي بعد العصر والمغرب وبعد الفجر غالبا.
ثم في عام 1398هـ رغب إليه بعض الشباب في درس بعد العشاء في المنزل يتعلق بالعقيدة فلبى طلبهم وابتدأ بالعقيدة التي كتبها الشيخ ابن سعدي وطبعت في مقدمة كتابه القول السديد وقد كثر عدد الطلاب وتوافدوا من بعيد ولم يزالوا إلى الآن.
وقد انتقل عام 1402هـ إلى منزله الحالي في السويدي فنقل الدرس هناك في ليلتين من كل أسبوع وقد قرأوا في هذه المدة نظم سلم الوصول وشرحه معارج القبول في مجلدين ورسالة الشفاعة للوادعي وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشرح ثلاثة الأصول له كما قرأوا في الفقه نظم الرحبية في المواريث ومنار السبيل شرح الدليل لابن ضويان حتى كمل والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما ضاق المنزل نقلوا الدرس إلى المسجد المجاوره ويعرف بمسجد البرغش كما نقل فيه الدروس الأسبوعية بعد الفجر وبعد المغرب أي بعد هدم المسجد الكبير عام 1408هـ وقد قرأوا في هذه الأوقات كثيرا من الأمهات كالصحيحين وشرح الطحاوية وشرح الواسطية لابن سلمان ولابن رشيد وبعض زاد المعاد وجميع بلوغ المرام وزاد المستقنع وبعض سنن أبي داود والترمذي وموطأ مالك ورياض الصالحين وبعض نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وبعض سنن الدارمي وترتيب مسند الطيالسي وشرح كامل منتقى الأخبار لأبي البركات وكتاب الدين الخالص لصديق حسن خان وفي المصطلح متن نخبة الفكر ومتن البيقونية وفي النحو متن الآجرومية وبعض ألفية ابن مالك وفي أصول الفقه متن الورقات لإمام الحرمين وغير ذلك من المتون والشروح الكثيرة.
وفي عام 1382هـ أسس بعض المحسنين مدرسة خيرية أسموها (دار العلم) فأقبل إليها العدد الكثير من الطلاب صغارا وكبارا وتولى المترجم له فيها التدريس في المواد الدينية كالحديث والتوحيد والفقه حسب مدارك الطلاب وأقام الشباب فيها ناديا أسبوعيا يستمر بعد العشاء ليلة كل جمعة لمدة ساعتين يحضره غالبا ويلقى فيه بعض الكلمات ويجيب على الأسئلة الدينية والاجتماعية.
وفي عام 1398هـ قام فيها بدرس أسبوعي يحضره العدد الكثير واستمر حتى هذا العام حيث نقل إلى أقرب مسجد هناك حولها ولا يزال وقد أكملوا فيه قراءة الصحيحين وابتدأوا في سنن الترمذي وتولى القراءة عليه فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن غيث وشاركه في أول الأمر الشيخ الدكتور محمد بن ناصر السحيباني حتى انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة.
ثم خلفه الشيخ الدكتور فهد السلمة حتى انشغل بالتدريس في كلية الملك فهد الأمنية والطريقة أن يقرأ الباب ثم يشرحه بإيضاح مقصد المؤلف وبيان ما تدل عليه الأحاديث وفي حدود عام 1403هـ رغب إليه بعض الشباب من سكان حي العليا أن يلقى عندهم درسا أسبوعيا في العقيدة ودرسا في الحديث فابتدأ الدرس في مسجد متوسط في الحي أشهرا ثم انتقلوا إلى مسجد الملوحي مدة طويلة ثم إلى مسجد السالم حيث استمر الدرس فيه سنوات ثم انتقل بهم إلى مسجد الملك عبد العزيز ثم إلى جامع الملك خالد وقد أكملوا في هذه المدة متن لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد ومتن التدمرية وبعض بلوغ المرام وشرح عمدة الفقه قسم العبادات وبعض الروض المربع قراءة وشرحا.
وفي عام 1409هـ رغب إليه بعض الأخوان أن يقرر درسا أسبوعيا في مسجد سليمان الراجحي بحي الربوة قراءة وشرحا وذلك أن المسجد مشهور ويحيط به أحياء واسعة مكتظة بالسكان المحبين للعلم فلبى طلبهم وابتدأ في شرح الطحاوية فأكمله وفي عمدة الأحكام في الحديث فأكملها وفي كتاب السنة للخلال ثم كتاب السنة لعبد الله بن أحمد ولا يزال يقرأ فيه ويتولى القراءة غالبا إمام المسجد صالح بن سليمان الهبدان أو مؤذن المسجد ويختم الدرس قرب الإقامة بالإجابة على أسئلة مقدمة من الحاضرين ويتكاثر العدد في هذا الدرس فربما زادوا على الخمسمائة ولا يتوقف إلا في أيام الاختبارات ثم يستأنف بعدها.
وفي عام 1409هـ رغب إليه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن يلقي درسا في مسجد سوق الخضار بعتيقة لكثرة من يصلي فيه فلبى رغبته وأقام فيه درسا أسبوعيا لكن إنما يحضره القليل من الطلاب لانشغال أهل الأسواق بتجارتهم واستمر هذا الدرس في الفقه والتوحيد كما أنه في هذه السنين يقوم غالب الأسابيع بإلقاء محاضرات في مساجد الرياض النائية التي يكثر فيهاالمصلون ولا يلقى فيها دروس فيتواجد العدد الكثير غالبا في المحاضرة التي تتعلق بالعبادات والمعاملات وما يحتاج إليه الناس ويشترك أيضا في الندوات التي تقام أسبوعيا في المسجد الجامع الكبير المعروف بجامع الإمام تركي والتي ابتدأت من أكثر من عشرين عاما ويعلق عليها غالبا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- والآن يعلق عليها سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
ولما أقيم مسجد عبد الله الراجحي في شبرا بالسويدي ناسب أن تجمع فيه الدروس التي كانت متفرقة في المساجد بعد الفجر وبعد المغرب وبعد العشاء أغلب الأيام وأقيم حوله سكن للطلاب المتغربين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك أعمال أخرى قام بها منها التدريس في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك في عام 1408هـ حيث أسند إليه درس الفقه للسنة الأولى ويسمى السياسة الشرعية وهو ما يتعلق بالمعاملات وأحكام التبادل بمعدل درسين في الأسبوع وفي نهاية العام وضع أسئلة الاختبار وصحح الأجوبة كالمعتاد.
ثم في العام بعده قام بهذا الدرس ومعه درس آخر للسنة الثانية ويعرف بالأحوال الشخصية وله ثلاث حصص كل أسبوع وطريقة الإلقاء اختيار جمل من الكتاب المقرر وذكر ما فيها من الخلاف وسرد أدلة الأقوال مع الجمع والترجيح ووجه الاختيار.
وفي السنة بعدها اقتصر على الدرس الأول وهو السياسة الشرعية ثم توقف بعدها عن هذا التدريس (ومنها) الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه التابعة للجامعة المذكورة وذلك طوال هذه السنين أي بعد الانتقال من الجامعة إلى رئاسة البحوث العلمية كما سبق لم يتخل عن أعمال الجامعة وذلك في كل عام يلتزم بالإشراف على ثلاث رسائل أو أربع يقوم بتوجيه الطالب وإرشاده إلى مراجع البحث في الأمهات حسب علمه ويقرأ ما يقدمه كل شهر من بحثه ويبين ما فيه من خطأ ونقص ويجتمع به غالبا كل أسبوع أو نحوه ويرفع عنه للجامعة تقريرا عن سيره وما يعوقه وفي النهاية يكتب عن رسالته ومدى صلاحيتها للتقديم ويحضر عند المناقشة وتقويم الرسالة.
كما يقوم أيضا بمناقشة بعض الرسائل المقدمة للجامعة كعضو فيها ويبدى ما لديه من الملاحظات ويحضر تقويم الرسالة كالمعتاد (ومنها) القيام بالدعوة داخل المملكة بإلقاء محاضرات أو خطب أو إجابة على الأسئلة وذلك كل شهر أو شهرين حيث يزور البلاد القريبة من الرياض فيلقي محاضرة في معهد أو مركز صيفي وفي مسجد جامع ويجتمع بالأهالي ويبحث معهم في مشاكل البلاد وعلاجها وقد تستمر الرحلة أسبوعا أو أكثر للتجول في البلاد النائية وزيارة بعض الدوائر الحكومية للمناصحة والإرشاد فيلقى تقبلا وتشجيعا وترغيبا في الاستمرار وقد تكون الزيارة رسمية وتحدد المدة من مركز الدعوة أو إدارة الدعوة في الداخل (ومنها) الاشتراك في التوعية في الحج وذلك زمن أن كان تبع الجامعة حتى عام 1403 هـ وذكر منافع الحج والعمرة وإيضاح الأهداف من هذه الأعمال وتفقد آثارها بعد انقضائها والإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالمقام وذلك لمدة شهر كامل.
وقد تعذر عليه الاشتراك في هذا بعد الالتحاق بالرئاسة بسبب الإقامة في المكتب للحاجة الماسة إليه هناك وقام في السنوات الأخيرة بالحج مع بعض الحملات الداخلية التي تجمع حجاجا من الرياض وكان يتولى معهم الإجابة على الأسئلة وإلقاء كلمات توجيهية كل يوم مرة أو مرتين ويقوم بزيارة بعض الحملات الأخرى في الموسم فيفرحون بذلك العمل.
مؤلفاته
أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير في عام 1390هـ (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وقد حصل على درجة الامتياز رغم إنه كتبه في مدة قصيرة ولم تتوفر لديه المراجع المطلوبة وقد طبع عام 1408هـ في مطابع دار طيبة ثم أعيد طبعه مرة أخرى وهو موجود مشهور ولم يتيسر له التوسع فيه قبل طبعه لاحتياجه إلى مراجعة وتكملة
وقد حمله على الكتابة فيه محبة الحديث وفضله وما رآه في كتب المتكلمين والأصوليين من عدم الثقة بخبر الواحد سيما إذا كان متعلقا بعلم العقيدة وقد رجح قبوله في الأصول كالفروع.
وفي عام 1398هـ كلف بكتابة تتعلق بالمسكرات والمخدرات لتقديمها للمؤتمر الذي عقدته الجامعة الإسلامية في ذلك العام فكتب بحثا بعنوان (التدخين مادته وحكمه في الإسلام) وهو بحث متوسط وفيه فوائد وأحكام زائدة على ما كتبه الآخرون وقد أعجب به المشايخ المشاركون في موضوع الدخان وقد طبعته مطابع دار طيبة عدة طبعات وهو مشهور متداول وإن كان مختصرا لكن حصل به فائدة لمن أراد الله به خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي عام 1402هـ رفع إليه كلام لبعض علماء مصر ينكر فيه إثبات الصفات ويرد الأدلة ويتوهم إنها توقع في التشبيه وكذا يميل إلى الشرك بالقبور ويمدح الصوفية وقد لخص كلامه بعض الأخوان في أربع صفحات وأرسلها لمناقشتها فكتب عليه جوابا واضحا وتتبع شبهاته وبين ما وقع فيه من الأخطاء بعبارة واضحة ومناقشة هادئة وطبع ذلك البحث في مجلة البحوث الإسلامية العدد التاسع ثم أفرده بعض الشباب بالطبع في رسالة مستقلة بعنوان (الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق) وهو موجود متداول طبعته مؤسسة آسام للنشر وكتب أيضا مقالا يتعلق بمعنى الشهادتين وما تستلزمه كل منهما وطبع في مجلة البحوث العدد السابع عشر ثم أفرده بعض التلاميذ بالطبع بعنوان (الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما) وطبع في عام 1410هـ في مطابع دار طيبة في 90صفحة من القطع الصغير وقد التزم فيه وفي غيره العناية بالأحاديث للاستدلال بها وتخريجها مع ذكر درجتها باختصار
.
وفي عام 1391هـ قام بتدريس متن لمعة الاعتقاد لابن قدامة لطلاب معهد إمام الدعوة العلمي وكتب عليها أسئلة وأجوبة مختصرة تتلاءم مع مقدرة أولئك الطلاب في المرحلة المتوسطة ومع ذلك فإنها مفيدة لذلك رغب بعض الشباب القيام بطبعها فطبعت بعنوان (التعليقات على متن اللمعة) عام 1412هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وقد وقع فيها أخطاء تبع فيها ظاهر المتن والأدلة وقد أعيد طبعها مع إصلاح بعض الأخطاء
وقد قام فيها بتخريج الأحاديث التي استشهد بها ابن قدامة تخريجا متوسطا حسب مدارك التلاميذ وفي عام 1399هـ سجل في كلية الشريعة لدرجة الدكتوراه واختار (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي) وهو أشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد المغني لابن قدامة واقتصر في الرسالة على أول الشرح إلى النكاح دراسة وتحقيقا ونوقشت الرسالة كما تقدم ثم كمل تحقيق الكتاب وطبع في مطابع شركة العبيكان للنشر والتوزيع في سبعة مجلدات كبار وتم توزيعه وبيعه في أغلب المكتبات الداخلية وهو موجود متداول والحمد لله.
وقد اعتنى في هذا الشرح بتخريج الأحاديث والآثار الكثيرة التي يوردها الشارح وقام بترقيمها فبلغ عددها كما في آخر المجلد السابع 3936 وإن كان فيه بعض التكرار القليل وقد بذل جهدا في هذا التخريج بمراجعة الأمهات وكتب الأسانيد التي تيسرت له للرجوع إليها وهي أغلب المطبوعات وذكر رقم الحديث إن كان الكتاب مرقما أو الجزء والصفحة وذكر اختلاف لفظ الحديث إن كان مغايرا لما ذكر الشارح وذكر من صحح الحديث من المتقدمين أو ضعفه كالترمذي والحاكم والذهبي وابن حجر والهيثمي وإن كان في أحد الصحيحين لم يذكر ما قيل فيه للثقة بهما
.
وحيث إنه بدأ دراسته في الصغر بكتب الحديث كما تقدم فقد أورث ذلك له شوقا إلى كتابة الحديث فحرص على اقتناء الكتب القديمة التي يهتم مؤلفوها بالأحاديث النبوية ويوردونها بأسانيدها المتصلة كما أحب كل ما يتعلق بالحديث من كتب المصطلح وعلل الحديث وكتب الجرح والتعديل ونحوها وذلك أن هذا النوع هو الدليل الثاني للشريعة أي بعد كتاب الله تعالى ولأن علماء الأمة أولوه عناية تامة حتى قال بعضهم إن علم الحديث من العلوم التي طبخت حتى نضجت ولأن هناك من أدخل فيه ما ليس منه برواية أحاديث لا أصل لها من الصحة فقد قيض الله لها نقادها من العلماء الذين وهبهم الله من المعرفة بالصحيح والضعيف ما تميزوا به على غيرهم وقد عرفنا بذلك جهدهم وجلدهم وصبرهم على المشقة والسفر الطويل والتعب والنفقات الكثيرة مما حملهم عليه الحرص على حفظ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنقيتها مما ليس منها.
وقد يسر الله في زماننا هذا طبع هذه الكتب وفهرستها وتقريبها بحيث تخف المؤنة ويسهل تناول الكتاب ومعرفة مواضع البحوث بدون تكلفة والحمد لله، هذا وقد كان ألقى عدة محاضرات في مواضيع متعددة وتم تسجيلها في أشرطة ثم إن بعض التلاميذ اهتم بنسخها وإعدادها للطبع وقد تم طبع رسالتين الأولى بعنوان (الإسلام بين الإفراط والتفريط) في 59 صفحة والثانية بعنوان (طلب العلم وفضل العلماء) في 51 صفحة وكلاهما طبع عام 1313هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وأما التسجيل فإن التلاميذ قد أولوه عناية شديدة وذلك بتتبع الدروس والمحاضرات وتسجيلها في أشرطة ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
الاحتفاظ بها ومن ثم نسخ ما تيسر منها للتداول وللطبع وقد سجل شرح زاد المستقنع وشرح بلوغ المرام وشرح الورقات في الأصول وشرح البيقونية في المصطلح وشرح منار السبيل في الفقه وشرح الترمذي وثلاثة الأصول ومتن التدمرية وغيرها كثير، ويباع كثير من الأشرطة في التسجيلات الإسلامية في الرياض وغيرها. وقد فرغ كثير منها وطبع بعناوين متعددة تتعلق بالصيام والحج والصلاة والزكاة وغيرها
.
أما الكتابات السريعة فكثيرة فإن هناك العديد من الطلاب يحرصون على تحصيل جواب مسألة أو فتوى في مشكلة ويرفعونها إليه وبعد كتابة الجواب وتوقيعه ينشرونه في المساجد والمكاتب والمدارس فيتداول ويحصل له تقبل وفائدة محسوسة لثقتهم بالكاتب كما أن الكثيرين من الشباب الذين أعطوا موهبة في العلم إذا كتب أحدهم رسالة أو كتيبا رغب إليه أن يكتب له مقدمة أو تقريظا فيصرح باسمه في عنوان الرسالة ويكون ذلك أدعى لروجانه والإقبال عليه والاستفادة وهناك من العلماء من يساهم في بث تلك النشرات التي لها مسيس ببعض الأوقات كالمخالفات في الصلاة وأحوال الاقتداء بالإمام والمخالفات في الصيام وفي الحج وأعمال عشر ذي الحجة والمقال في التيمم ومتى يرخص فيه ونحوها فتطبع في مواسمها ويوزع منها ألوف كثيرة رجاء الانتفاع بها
.
وهناك من العلماء من أخذ تلك النشرات وأودعها بعض مؤلفاته كالشيخ عبد الله بن جار الله -رحمه الله- وغيره ممن كتبوا في تلك المواضيع وضمنوها بعض ما كتبه المترجم له للاستفادة، وأما العلماء الأكابر فإن المناقشين لرسالة أخبار الآحاد بعد إقرارها كتبوا عنها تقريرا مفيدا يمكن الحصول عليه من المعهد المذكور حيث كتبوه عام 1390هـ وهكذا الذين ناقشوا كتاب شرح الزركشي وهم الشيخ صالح بن محمد اللحيدان والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مع المشرف الدكتور عبد الله بن علي الركبان فقد قرروا الكتاب الذي ناقشوه من أول الشرح إلى النكاح وكتبوا عنه صلاحيته للنشر وحرص الأكثر على الحصول عليه قبل طبعه وتقبله أكابر العلماء وأقروا العمل الذي قام به تجاهه ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وسائر هيئة كبار العلماء ويمكن مراجعتهم لتقييمها وما لوحظ عليها وما تميزت به ولم يعرف أحد أبدى انتقادا لما نهجه في هذه الكتب المتعلقة بالحديث والمصطلح
.
أما المنهج فقد سلك في تحقيق الزركشي الخطة التي رسمت في المخطط والموجود في المقدمة وقد حرص على البحث عن الأحاديث وأنها التي يستدل بها وقابلها على أصولها كما حرص على التعليق على ما يحتاج إلى تعليق من نقل أو مخالفة أو خلاف في مسألة وأما الشروح الأخرى كشرح اللمعة القديم والبيقونية والورقات والتوحيد والبلوغ والمنتقى ... إلخ فإنه يرتجلها ارتجالا ويوضح العبارة التي في المتن بالأمثلة ويذكر الخلاف المشهور ويبين المختار عنده حتى لا يقع الطالب في حيرة ويتوسع أحيانا في الشرح بذكر ماله صلة بذلك الحديث أو تلك المسألة.
وقد تميزت هذه الكتب والشروح بوضوح العبارة وبذكر الأدلة ومناقشتها وبالتعليل إن وجد والحكمة من شرعية هذا الحكم والتوسع في ذكر الأمثلة فلا جرم صار عليها إقبال شديد حيث نسخ كثير من الطلاب بعض تلك الأشرطة بشرح منار السبيل وقد بلغ ما نسخوه عدة مجلدات وحرص الكثير على تصويره واقتنائه حيث وجدوا فيه مسائل واقعية ومعالجة لبعض المشاكل المتمكنة في المجتمع وتحذير من بعض الحيل والمكائد التي يستغلها بعض الناس ونحو ذلك من المميزات الكثيرة
.
أما استقصاء المعلومات عند الكتابة فهذا يكون في الشرح الارتجالي كشرح أحاديث مسلم والترمذي ومنتقى الأخبار وأما الكتابة فالغالب الاقتصار على القدر المطلوب في السؤال دون استقصاء وتوسع في الجواب وكذا الإملاء إذا كان الجواب ارتجاليا كما وقع في الأسئلة التي طبعت بعنوان (حوار رمضاني) الذي طبعته مؤسسة آسام للنشر عام 1312هـ في 28 صفحة بقطع صغير وكذا في أسئلة متعلقة برمضان وقيامه والقراءة في القيام ودعاء الختم ونحوه حيث ألقى بعض الشباب 36 سؤالا وقد كتب عليها جوابا متوسطا ثم قام السائل وهو سعد بن عبد الله السعدان بتحقيقها وتخريج أحاديثها وطبعت بعنوان (الإجابات البهية في المسائل الرمضانية) نشر دار العاصمة مطابع الجمعة الإلكترونية عام 1413هـ 103 صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبكل حال فإنها تختلف الدوافع إلى الكتابة وحال المستفيد فأما الصعوبات فإن الرسالة الأولى وهي (أخبار الآحاد) كتبها في زمن قصير وكانت المراجع قليلة أو مفقودة عنده فلا جرم لقي مشقة في البحث عن مواضع المسائل واضطر إلى الاختصار رغم سؤال المشرف وغيره فأما شرح الزركشي فقد لقي أيضا فيه صعوبة لسعة الكتاب وكثرة نقوله وندرة الكتب التي نقل عنها وعدم بعض المراجع للأحاديث التي يستشهد بها معتمدا على كتب الفقهاء التي لا تعزو الأحاديث إلى مخرجها فيحتاج إلى صعوبة في البحث في كتب الفهارس والتخريج التي تذكر المشاهير من الأدلة دون النادر منها ولكن الله أعان على الكثير وحصل التوقف في البعض الذي لم يعثر على أصوله كأول سنن سعيد بن منصور وكسنن الأثرم ومسند إسحاق ونحو ذلك ولو وجد من ينقلها لكن مع قصور واختصار وأما علم المصطلح فإن مراجعه كثيرة وكتبه متوفرة والغالب إنها متوافقة فيه وإن وجد في بعضها زيادة خاصة فلذلك يمكن الاختصار فيها ويمكن التوسع بذكر الأمثلة ولم يكتب فيها سوى شرح البيقونية وهو الآن يحقق ويعد للطبع وهو مجرد إيضاح للتعاريف المذكورة في النظم وقد تم طبعه ونشره
.
وأما المشكلات التي تواجه من كتب في علم المصطلح فهي كثرة الكتب في الموضوع التي يلزم منها كثرة التعريف ووجود الفرق بينها حتى يحتار الكاتب في اختيار ما يناسب المقام ولكن الأجلاء من المحدثين قد ناقشوا التعريفات الاصطلاحية وذكروا ما يرد عليها والجواب عنه لكن قراءة ذلك كله تستدعي وقتا طويلا فالطالب إذا اقتصر على المختصرات التي كتبها أئمة هذا الفن كالنخبة والبيقونية وألفية العراقي والسيوطي رأى في ذلك كفاية ومقنعا
.
وحيث إن هذا النص قد أكثر فيه العلماء من الكتب فإن أشهر كتبه التي تحتوي على ما يوضحه ويجلى معانيه هي الكتب الواسعة مثل تدريب الراوي شرح تقريب النواوي للسيوطي ومثل توجيه النظر لبعض علماء الجزائر ومثل توضيح الأفكار للأمير الصنعاني وإن كان بعضها ينقل من بعض ومن المعاصرين الشيخ صبحي الصالح فقد كتب مؤلفا في علوم الحديث ومصطلحه وذكر أشياء زائدة على ما كتبه الأولون لوجود كثير من المراجع التي توفرت له والأدلة التي أمكنه أن يستدل بها وبكل حال فالباحث في الموضوع يحسن أن يلم بكتب المتقدمين الذين وضعوا هذا الاصطلاح ثم من بعدهم.
انتقل إلى رحمة الله تعالى، فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، عضو الإفتاء بالمملكة العربية السعودية سابقًا، وأحد أبرز كبار العلماء في العالم الإسلامي.
بعد صراع مع المرض .. يوم الاثنين 20 رجب 1430 الموافق 13 يوليو 2009
ـ[الشرح الممتع]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:03]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين
جزاكم الله خير
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:04]ـ
صدحه بالحق ولايبالي (1) رحمة الله عليه
فضل الصحابة وذم من عاداهم
سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من يهمه الأمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فقد كنت ألقيت محاضرة في أحد المساجد بالرياض في فضائل الصحابة إجمالًا وذم مَن عاداهم، ثم إن بعض الإخوان سجلها ثم أفرغها وعرضها علي للتصحيح، ثم حققها واستأذن في طبعها، وحيث إن الدكتور طارق بن محمد بن عبد الله الخويطر هو المشرف على نسخها وتصحيحها، فقد أذنت له في تصحيحها وطلب الإذن في نسخها، والإشراف على الطبع حتى تخرج، وذلك لما لمست فيه من الأهلية والأمانة، ورجاء أن ينفع الله تعالى بها من قصد الحق والاستفادة، وتقوم الحجة على المخالف ولله الحجة البالغة، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، ومن يهدي الله فما له من مضل ومن يضلل فما له من هاد، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
قاله وكتبه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين
عضو الإفتاء المتقاعد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد اتفق أهل السنة والجماعة على فضل الصحابة - وما خصهم الله -تعالى- به وما ميزهم به من الفضائل التي مدحهم بها وأثنى عليهم، وما تميزوا به من السبق إلى الإسلام وإلى الأعمال الصالحة، وما تميزوا به من الفضل، وأنهم أفضل قرون هذه الأمة، وهذه الأمة أفضل الأمم، والأسباب التي تميزوا بها، ومع ذلك انتصب لهم أعداء الله، ونصبوا لهم العداوة، وألصقوا بهم التهم وألصقوهم بالتهم، وحملوا عليهم كل الجرائم، ورموهم بالقذائف ورموهم بالكفر، ووسموهم بالنفاق كذبًا وبهتانًا، وبالغوا في ذلك أشد
[8]
المبالغة، ولا شك أن هذا الفعل من هؤلاء الكفرة من زيغ القلوب، ومن الانتكاس والعياذ بالله إلى الحضيض، وقد رفض أعداء الله الاعتراف بفضل الصحابة، فباءوا بالخسران المبين.
وأصل الرفض: الترك، ومنه قولهم: رفضت هذا القول، أي: تركته. هؤلاء أعداء الله خرج مقدمهم وأولهم في عهد علي رضى الله عنه في حياته، وكان سبب ذلك أن يهوديًّا دخل في الإسلام نفاقا يقال له: عبد الله بن سبأ ويعرف بابن السوداء، أظهر الإسلام ولكن باطنه الكفر، وأراد بذلك أن يشكك في الإسلام، وأن يدعو إلى أسباب الانحلال، فهو من الذين دعوا الثوار إلى قتل عثمان جَمعَ الجموعَ، وحشد الحشود، وأثار من أثار حتى اجتمعت عصابات خرجوا من مصر والعراق وغيرها، وحاصروا عثمان -رضي الله عنه-
[9]
وانتهى الأمر أن قتل شهيدًا -رضى الله عنه- وكان من أسباب ذلك هذا المنافق.
ولما قتل وتمت البيعة لعلي ورأى أنه محبوب عند أهل العراق حيث استقر عندهم، أراد أيضًا أن يبطل إسلامهم وأن يوقعهم في الكفر، فدعاهم إلى أن يغلوا في علي وبدل ما هو خليفة وإمام يجعلونه ربًّا وإلهًا، فزيّن لهم وقال لهم: علي هو الرب، علي هو الإله، وانخدع به خلق كثير، واعتقدوا هذا الاعتقاد الفاسد، فقال: ابدءوا بعبادته، فخرج علي مرة وهم صفوف أعدادٌ هائلة، فلما خرج خرّوا له سُجَّدًا، فقال: ما هذا؟ قالوا: أنت إلهنا، فتعجب لذلك ودعا أكابرهم ليتوبوا، ولكن أصروا و لم يتوبوا، ثم اشتهر أنه أحرقهم، خدّ لهم أخاديد وأضرم فيها النيران، ودعا أحدهم وقال له: تُب، فإن لم يتب ألقي في النار في تلك الأخاديد وهو يُنشد قوله:
[10]
لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا
أجَّجْتُ ناري ودعوت قُنبرا
وقُنبر هو غلامه.
وما زادهم هذا الإحراق إلا تمسكًا بما هم عليه، وقالوا: الآن عرفنا أنك الرب؛ لأنك الذي تحرق بالنار، ولا يعذب بالنار إلا رب النار، فتمسكوا بما هم عليه، وقتل من قتل منهم بالإحراق، وقد أنكر عليه ابن عباس -رضى الله عنه- الإحراق وقال: إن النار لا يعذب بها إلا الله.
وقال: لو كنت أنا لقتلتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه (1) وأما بقية الأمة فإنهم متفقون على أنهم يقتلون وأنهم كفار.
[11]
هؤلاء الغلاة الذين جعلوا عليًّا إلهًا هم أتباع ابن سبأ ولا يزال كثير منهم على هذه العقيدة، ويُحفظ من نشيدهم قولهم:
أشهد أن لا إله إلا
حيدرةُ الأنزعُ البطين
ولا حجابٌ عليه إلا
محمد الصادق الأمين
ولا طريق إليه إلا
سلمان ذي القوة المتين (2)
لما كان سلمان من الفرس جعلوه هو الحاجب على الله، وجعلوا عليًّا هو الله؟ وحيدرة اسم علي في قوله لما كان يقاتل في خيبر:
أنا الذي سمَّتني أُمِّي حَيْدَرهْ (3)
كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ
أُوَفِّيهمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (4) (5)
..........................
[12]
فصار هذا الاسم عَلمًا عليه، فهم يقولون: لا إله إلا علي لا إله إلا حيدرة، وهذا الاعتقاد مشهور فيهم، هؤلاء هم بقية ورثة ابن سبأ "السبئيون" ويقال لهم: "الغلاة".
ولما قُتل علي -رضي الله عنه- اعتقدوا أنه لم يُقتل، بل قالوا: إنه رفع في السحاب، واعتقدوا أنه سوف يرجع، فلذلك يقال لأحدهم: فلان يؤمن بالرجعة، ولا يزال كثيرٌ منهم يؤمنون بالرجعة إلى اليوم.
في بعض الكتب الجديدة يذكر بعضهم أنه جاءه
[13]
أحد علمائهم وقال: إني ألفت كتابًا، قال: في أي شيء؟ قال: في الرجعة، فقال: كيف تكون الرجعة، وقد قُتل علي رضى الله عنه؟ وكيف يرجع وقد قال الله تعالى: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال: قد آمن بها أسلافنا ومشايخنا وقد كتبوا فيها. فقال: كل ذلك خطأ، أتقلد في الخطأ؟ فقال: بل أنت المخطئ، فلما رأى أنه مشدد في الإنكار ذهب ذلك المؤلف وهو يقول: واإسلاماه! واإسلاماه!! بمعنى أنه لم يجد من يؤيده، أو لم يؤيده هذا الشيخ على الإيمان بالرجعة.
إذن فهي عقيدة لا تزال موجودة يعتنقها كثير في العراق وفي كثير من البلاد التي يكثر فيها التشيُّع.
هذه عقيدتهم، وهناك طائفة منهم غلوا أيضًا في
[14]
علي ولكن جعلوه مرسلًا من الله، ادّعوا أن الرسالة له، وأن جبريل أخطأ، كان مأمورًا بأن ينزل على علي ولكنه خان ونزل على محمد فعلي أحق بالرسالة من محمد ولذلك يقول قائلهم:
خان الأمين وصدها عن حيدرة.
الأمين هو جبريل وخان، أي: خان الرسالة.
الله تعالى سماه الأمين: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ وهم جعلوه خائنًا، هؤلاء المخونة موجودون أيضًا، ويعتقد هذه العقيدة كثير من الكفرة، ذكر لنا بعض الذين نقلوا عنهم وشاهدوهم أنهم قبل أن يسلموا من الصلاة يضربون بأيديهم على ركبهم ويكررون: خان الأمين خان الأمين، ثم يسلم أحدهم،
[15]
هذه طائفة منهم، وهم من الغلاة.
وأما أكثريتهم فيقال لهم الإمامية، يسمون أنفسهم الإمامية وهم في الحقيقة رفضوا اتباع الحق، وعقيدتهم أن عليًّا هو الإمام، وأن الأئمة قبله مغتصبون، فأبو بكر مغتصب للخلافة، وكذا عمر وعثمان وكذا من تولى الخلافة غير علي وذريته، يعتقدون أنهم مغتصبون ما ليس لهم به حق.
وهؤلاء أصل تكاثرهم في العراق، ثم انتشروا في غيره؛ وسببه -والله أعلم- ما حدث من بعض ولاة بني أمية في وسط القرن الأول لما تولى ابن زياد على العراق، وسبب قتل الحسين واستمر فيها إلى أن مات يزيد بن معاوية ثم قتل بعده ابن زياد ثم تولى العراق بعد ولاية ابن الزبير الحَجاج بن يوسف الثقفي ففي ولاية زياد وفي ولاية أبيه، وفي ولاية الحجاج كان
[16]
هؤلاء الثلاثة يميلون إلى بني أمية، وفي أنفسهم حقد على علي يزين لهم أنه ممن داهن في قتل عثمان ويقولون: إنه قادر على نصر عثمان فلماذا لم ينصره؟ فكانوا يسبونه في الخطب على المنابر في العراق وكذا في الشام
--------------------------------------------------------------------------------
(1) رواه البخاري برقم 6922 وقصة الغلاة وإحراقهم في الفتح12 - 270، ومجموع الفتاوى 4 - 519، ومنهاج السنة النبوية 5 - 12.
(2) ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 28 - 554، وفي منهاج السنة النبوية 2 - 512.
(3) اسم للأسد، وكان علي رضي الله عنه قد سمي أسدًا في أول ولادته باسم جده لأمه أسد بن هشام بن عبد مناف وكان أبو طالب غائبًا فلما قدم سماه عليًّا. شرح النووي على مسلم 12 - 185.
(4) أي: أقتل الأعداء قتلًا واسعًا ذريعًا، والسندرة مكيال واسع وقيل هي العجلة أي أقتلهم عاجلا، وقيل مأخوذ من السندرة وهي شجرة الصنوبر يعمل منها النبل والقسي. شرح النووي على مسلم 12 - 186.
(5) الأبيات في قصة فتح خيبر. صحيح مسلم (1807).
في العراق كثير من المحبين لعلي
ولا شك أن في العراق كثير من المحبين لعلي الذين ألفوه في حياته وأحبوه محبة صادقة، هؤلاء إما أن يكونوا معتدلين في حبه، وإما أن يكونوا من أتباع الغلاة، ولا شك أنهم إذا سمعوا هؤلاء الخطباء يلعنونه على المنبر في العراق وفي الشام يسوءهم ذلك، ويحبون أن يكون لهم أتباع، وأن يكون لهم على ما هم عليه من يشجعهم، فإذا سمعوا ذلك أخذوا في مجالسهم يذكرون فضائل علي ثم دخل بينهم الغلاة، فصار أولئك الغلاة في مجالسهم الخاصة التي هي من مجالس أتباع علي أو المحبين لعلي يكذبون ويغلون بالكذب
[17]
ويولدون، فبدل أن يذكروا فضائله الصحيحة ومزاياه ومدائحه التي مدحه بها النبي صلى الله عليه وسلم، صاروا يضيفون إلى ذلك أكاذيب ليست بحقيقة.
ولعلي رضي الله عنه فضائل، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة من (1) ولكن هؤلاء لم يقنعوا بذلك، بل صاروا يزيدون، فصارت مجتمعاتهم التي يجتمعون فيها لا يذكرون فيها إلا فضائل على، فلا يرون من يقتنعون بقولهم، فيكذبون أكاذيب.
فمثلا حديث غدير خم (2) الذي يجعلونه ديدنهم
[18]
(يُتْبَعُ)
(/)
يزيدون فيه، فحديث غدير خم فيه أنه صلى الله عليه وسلم حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (3) (4) هذا هو الثابت، ولكن لم يقتصروا عند هذا، بل صاروا يضيفون إليه زيادات مكذوبة حتى ألفوا كتبًا في هذا الحديث، وجعلوه بألفاظ عديدة، فقالوا: إنه قال: مَن
[19]
كنت مولاه مولاه، اللهم وال مَن والاه، وعاد من عاداه (5).
وذكروا في أكاذيبهم أن عليًّا مكتوب اسمه على قائمة العرش، وأنه ممن خلقه الله وقرنه باسم محمد أو فضله على خلقه، وأنه وزوجته مكتوبان في غرف الجنة كلها، وأنه، وأنه .. ، أكاذيب يلفقونها، وهذه الأكاذيب التي يكذبونها ويروجونها إذا سمعها تلامذتهم وأنصارهم أخذوا يروونها، وإذا سمعها الآخرون فماذا يقولون؟ لا شك أنهم يقولون: كيف تكون هذه مزاياه وهذه فضائله ويتقدم عليه غيره؟ ويكون غيره أفضل منه؟ كيف قدم عليه أبو بكر وعمر وعثمان؟ لا بد أن يكون هو الأفضل، وهو الإمام.
[20]
ولما سمعوا تلامذتهم ومن كان حولهم يتكلمون بهذا أرادوا أن يسكتوهم، فقالوا: هلموا فلنكذب أكاذيب نسكت بها تلامذتنا حتى لا ينكروا علينا ما نحن فيه، فكذبوا أكاذيب لفقوها رموا بها أبا بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة، وادعوا أنهم مغتصبون، وادعوا أنهم خونة، وادعوا أنهم ظلمة، فامتلأت كتبهم بالسب والحمل على هؤلاء الصحابة، وهى أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، سببها ومبدأ أمرها التسكيت لأتباعهم حتى لا ينكروا عليهم.
ولما اشتهرت هذه الأكاذيب فيما بينهم اعتقد تلامذتهم كفر أئمة الصحابة، واعتقدوا أن الصحابة ليسوا على هدى حيث إنهم بايعوا غير الإمام الحق، وخلعوا الإمام الحق - وهو علي - من إمامته، وبايعوا أبا بكر وهو مغتصب ظالم، وبايعوا أيضًا عمر وهو ظالم
[21]
ليس له حق، فجعلوهم بذلك مرتدين، وأبطلوا بذلك فضائلهم التي رُويت في كتب الصحابة، ورواها أئمة الصحابة، وخُرّجت في الصحيحين وغيرهما، وقالوا: إن فضائلهم التي وردت في القرآن بطلت بمجرد ردتهم، بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم، وردتهم أنهم منعوا عليًّا من حقه، منعوا عليًّا من أن يكون هو الإمام، وبايعوا مغتصبًا ظالمًا هو أبو بكر
هكذا كانت أقوالهم، وهكذا رسخت هذه العقيدة في نفوسهم، وتوارثوها وأخذوا ينقلونها في آخر القرن الأول وفي أول القرن الثاني، يتناقلون هذه الأكاذيب ثم ينقلون فضائل علي ويبالغون فيها، وفضائل الحسن وفضائل الحسين وفضائل ابن الحنفية وفضائل زين العابدين وأولادهم، وأحفادهم وأولاد أولادهم، ويكذبون في فضائلهم أكاذيب لا تليق بعاقل ولا
[22]
يصدقها ذو عقل سليم، ولو قرأتم في كتبهم التي يروونها لعجبتم كيف يصدقون بهذه الأكاذيب، كيف تروج عليهم؟ ولكن سلبت عقولهم، فلأجل ذلك يقول بعض العلماء: إنهم لا خلاق لهم، ويذكرون أنهم ليس لهم عقول، فلا يصدق تلك الأكاذيب إلا من طمست بصيرته.
كل ذلك مذكور في الردود التي ردت عليهم، ولو قرأتموها لعجبتم كيف يصدقون بهذه الأكاذيب، ولا يزالون على هذا المعتقد إلى هذا اليوم وللأسف، مع تفتح الناس وتبصرهم لا يزالون يروون ويتداولون في كتبهم تلك الأكاذيب، حملوا عليها أو أولوا عليها الآيات القرآنية التي وردت في القرآن، فمثلا: ذكر بعض الإخوان أنه اطلع على تفسير كبير موجود عندهم لأحد أئمتهم قرأ قول الله تعالى: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ
[23]
فسّر (البحرين) بأنهما عليٌّ وفاطمة مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ علي وفاطمة التقيا، أي: بالنكاح. يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ اللؤلؤ والمرجان هما: الحسن والحسين اللذان خرجا من علي وفاطمة هكذا راجت هذه الأكاذيب بالنسبة إلى مديحهم.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) متفق عليه، البخاري (3706) ومسلم (2404)، وانظر كلام شيخ الإسلام في رد استدلالهم بهذا الحديث في مجموع الفتاوى (4 - 416).
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) غدير خم: موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك، وبينهما مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم. النهاية 2 - 81، وشرح النووي على مسلم 16 - 176 ومعجم البلدان 2 - 445.
(3) صحيح مسلم (2408).
(4) قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 4 - 418): وأما قوله يوم غدير خم: " أذكركم الله في أهل بيتي " فليس من الخصائص، بل هو مساو لجميع أهل البيت. وهؤلاء هم أبعد الناس عن هذه الوصية؛ لأنهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت، ويعينون عليهم الكفار.
(5) انظر كلام العلماء في بطلان هذه الزيادات في مجموع الفتاوى 4 - 417.
أعاجيب وأكاذيب على الصحابة
أما بالنسبة إلى ذمهم فمثلا فسروا قول الله تعالى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ يقولون: (الجبت): أبو بكر و (الطاغوت): عمر قاتلهم الله أنى يؤفكون، هكذا أكاذيبهم.
يقولون كذلك تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ يَدَا أَبِي لَهَبٍ يقولون: هما أبو بكر وعمر قوله تعالى:
[24]
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً يقولون: عائشة بنت أبي بكر هي البقرة التي أمروا أن يذبحوها، أعاجيب وأكاذيب، لكن كيف راجت عليهم؟ لأنهم سلبوا المعرفة وما زالوا على هذه العقيدة، وما زالوا مصرين عليها، يعني غلاتهم.
في آخر ولاية بني أمية، خرج رجل من ذرية علي وهو أخو زين العابدين اسمه زيد بن الحسين ولما خرج دعا الناس إلى بيعته، فجاءه بعض الذين في العراق، فقالوا: نبايعك على أن تتبرأ من أبي بكر وعمر وذلك لأنهم قد ارتسم في أذهانهم أنهما أكفر من أبي جهل وفرعون فلا بد أن يتبرأ منهما، ولكنه رضي الله عنه امتنع من ذلك وقال: هما صاحبا جدي فلا أتبرأ منهما، قالوا: إذن نرفضك، فرفضوه، فمن ثم عرفوا
[25]
بهذا الاسم، هذا هو اسمهم الذي ينطبق عليهم في ذلك الوقت، هم الآن لا يعترفون به، بل يشنعون على من سماهم بهذا الاسم مع أنهم هم الذين سموا أنفسهم وسماهم زيد أخو أحد أئمتهم، الذي هو زين العابدين أحد الأئمة الاثني عشر، ثم إن الذين بايعوه سموا بالزيدية، فالزيدية هم الذين يوالون أبا بكر وعمر وأكثر الصحابة، ولكنهم يتبرءون من بني أمية، أما الذين خالفوه فهم معروفون بالرافضة.
أما تسميتهم بالشيعة فهم يتمدحون بذلك، ويقولون: نحن من شيعة علي من شيعته يعني: أنصاره، الشيعة في الأصل هم: الأنصار والأعوان، كقوله تعالى: وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ وكقوله تعالى: هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ يعني: أتباعه،
[26]
لكنهم في الأصل نسميهم نحن شيعا، والشيع هم الفرق الضالة الذين ذمهم الله بقوله تعالى: مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.
الأصل: أنهم فِرَق كثيرة متشعبة، منهم الباطنية، الذين خرجوا في أواخر القرن الثالث وصار لهم قوة ونفوذ، وهم الذين في سنة 317 هـ قتلوا الحُجَّاج في الحرم وهم يطوفون بالبيت، دخلوا مع كبيرهم وقائدهم على أنهم حُجاج، ولما توسطوا في المسجد الحرام سلوا سيوفهم وأخذوا يقتلون الحُجاج في الحرم نفسه، فصار الحُجاج يلوذون بالكعبة ويتعلقون بأستارها، ولكن كبيرهم جعل يقتلهم وهم كذلك ويقول:
أنا بالله وبالله أنا
يخلق الخلق وأفنيهم أنا
وأخذ كسوة الكعبة وشققها بين أصحابه، وقلع
[27]
الحجر الأسود وذهب به معه إلى بلاده، وبقى معهم إلى سنة 332 هـ حيث ضعفت دولتهم وقويت دولة الإسلام وهددوا بأن يردوه وإلا غزاهم المسلمون وقتلوهم، فردوه وهم كارهون (1) والحمد لله وأعيد إلى مكانه.
هذه الطائفة من أكفر الطوائف ومن أخبثها، وذلك أن بعض العلماء يقول: إنهم يظهرون الرفض، ولكنهم كذبة، فظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، ولا شك أن ورثتهم اليوم الذين يظهرون أنهم مع المسلمين، وأنهم بين المسلمين، ويظهرون أنهم إخواننا كما يقولون، ويدعون إلى التقارب، ويدعون أنهم على الحق، وأن مذهبهم الذي يذهبون إليه كسائر المذاهب الفرعية كمذهب الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد
[28]
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذبوا؛ لأنهم مخالفون للمسلمين في العقيدة التي هي الأصل والأساس، فكيف يجتمعون مع المسلمين وكيف يأمنهم المسلمون؟ ولا شك أنهم يضمرون للمسلمين العداوة والبغضاء، ولعلكم تحفظون من الحكايات عنهم أكثر مما أحفظ، ولقد بلغكم أو بلغ أفرادكم أكثر مما بلغني، إذن فهم أعداء لله وأعداء للإسلام والمسلمين، فلا يغتر بدعوتهم إلى ما يسمونه: التقريب، ولا شك أن هذا الاعتقاد كفر وضلال، وعلى المسلم أن يعرف أعداء الله، وأن لا ينخدع بدعاياتهم وبأقوالهم وبما هم عليه، بل نأخذ حذرنا منهم.
نقول: إذا عرفنا سبب نشأتهم، فما موقف الأولين منهم؟ العلماء الأولون كانوا منتبهين لهم في القرن الأول، إنهم كانوا يتسترون في القرن الأول وفي القرن الثاني والثالث ولا يظهرون أمرهم، ولكن مع الأسف،
[29]
تولوا ولايات ووثق بهم أكثر العامة، وصاروا يروون عنهم تلك الأخبار، وصار منهم إخباريون وإن لم يكونوا من غُلاتهم، ولذلك دخل الكذب في كتب التاريخ بسبب الرواية عنهم، أو عن كثير منهم، فتجدون مثلا في كتب التاريخ حتى ما يكتبه أهل السنة، الكتب التاريخية مملوءة بما يدل على أنه من وضع أعداء الصحابة.
فمثلا من المشهورين بالأخبار شيعي من الغلاة ولكن يقولون: إنه يروي الأخبار ويحفظها يقال له: لوط بن يحيى ويشتهر بأبي مخنف يروون عنه في كتب التاريخ، فيقول ابن جرير قال أبو مخنف وذكر عن أبي مخنف هذا الراوي يظهر أنه من أهل السنة، ولكنه يميل إلى من يعادون الصحابة، دليل ذلك أنه يتتبع أخبار أهل البيت ويبالغ في نقلها ويطيل فيها، ويتابعها
[30]
المتابعة الزائدة، ويستقصي أخبارها، فمثلا في تاريخ ابن جرير مقتل الحسين واقعة واحدة قتل فيها الحسين ومعه من أهل البيت نحو الأربعين، ففي العادة أن مثل هذه الواقعة يكفيها ثلاث صفحات أو أربع صفحات، ولكن استغرقت نصف مجلد، أي أكثر من 250صفحة من تاريخ ابن جرير والذي اعتماده على هؤلاء الإخباريين، فابن جرير -رحمه الله- من أهل السنة، ولكن بلاده طبرستان في إيران كانت مليئة في زمانه بهؤلاء الذين يبغضون الصحابة فكانوا يدخلون عليه شيئًا من أخبارهم وإن كان محدثًا ومفسرًا وإمامًا إلا أنه انخدع بهم، ألّف كتابًا في مجلدين في خبر غدير خم يقول ابن كثير ذكر فيه ما لم يصلح أن يذكر، حشد فيه الطيب والخبيث، والغث والسمين، والصحيح والسقيم، واستوفى فيه -كعادة المؤلفين في ذلك الوقت- ما بلغه
[31]
من حق وباطل، وذلك دليل على أنه قد كثرت عنده تلك الأخبار، وهو دليل كذلك على أن أخبار أعداء الدين في ذلك الزمان قد اشتهرت.
وفي القرن الرابع استولى على العراق - بل وعلى مصر وعلى إيران ونحوها- دولةٌ يقال لها: بنو بُويه وهذه الدولة ممن يعادون الصحابة رضوان الله عليهم، مع أن الخلافة لبني العباس، ولكن هؤلاء من جملة السلاطين الذين يديرون الخلافة وهم شيعة أعلنوا مذهب الرفض وزادوا فيه وتوغلوا فيه، ونشروه النشر الزائد، وانتشر في زمانهم وتمكن في العراق لأنها وطنهم، وتمكن في إيران وما حولها، وصاروا يدعون إليه بالقول وبالفعل، ويشجعون كل من يعتنقه ويولونه الولايات، ولا شك أن هذه من الدعايات التي ساهمت في تمكين هذا المذهب، وإلا فهو مذهب باطل خبيث.
[32]
ولما تمكن وكثر معتنقوه صار لهؤلاء مراجع ولهم مؤلفات، وصاروا يحشدون في الكتب التي يؤلفون في مذهبهم وفي تقرير معتقدهم ما لا يصدقه العقل، ثم انتشر هذا المذهب وانتشرت كتبهم، وعندهم الآن من الكتب ما لا يحصيه العدد وكله يؤيد هذا المذهب.
ولما انتشرت تلك المؤلفات فيما بينهم وكثر المؤلفون تمكن وظهر وقوي، وانخدع به من انخدع، ولا يزالون يخدعون الناس إلى هذا اليوم، لا يزالون يزينون للناس اعتقاد هذا المذهب الباطل واعتناقه، وينخدع كثير من الناس بحسن معاملتهم، وبملاطفتهم ولين الكلام منهم ومدحهم في أنفسهم ويقولون: إن معهم شيئًا من الأخلاق ومن الأدب ومن الصدق ومن الوفاء بالوعد ومن كذا وكذا، يجتذبون الناس بمثل هذه المعاملة اللينة، وإلا فالأصل أنهم كفرة وعقائدهم سيئة،
[33]
(يُتْبَعُ)
(/)
نقول هذا بموجب ما يحكى لنا عنهم، ولا أتجرأ أن أذكر تلك الحكايات التي يذكرها لنا بعض الإخوان الذين اشتغلوا معهم من احتيالهم على أهل الخير والصلاح ومقتهم وبغضهم لهم وحقدهم عليهم، ولكن ينخدع الكثير بإعلاناتهم وبدعاياتهم أنهم مسلمون، وأنهم على مذهب متبع ومعترف به.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) البداية والنهاية 11 - 171.
اهتمام العلماء بذكر فضائل السلف والصحابة
ويذكر لنا بعض المشايخ الذين عملوا في مناطقهم أنهم وجدوا أهل السنة هناك يعتقدون أنهم مسلمون، وليس بينهم من الفَرق إلا كما بين من يقول: إني شافعي وإني مالكي، ولم يدروا أنهم على باطل حتى ظهر لهم الحق، لا شك أن هذا هو المعتقد السيئ عندهم.
نقول: لما كان الأمر كذلك اهتم العلماء -رحمهم الله- بذكر فضائل السلف وفضائل الصحابة رضي الله
[34]
عنهم، وذكروا ذلك في عقائدهم كما ذكر ذلك الإمام الطحاوي (1) رحمه الله تعالى، وكما ذكر ذلك أصحاب العقائد نظمًا ونثرًا، يقول أبو الخطاب الكلوذانى في عقيدته. مبينًا فضل الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم:
قالوا: فمن بعد النبي خليفة؟
قلت: الموحد قبل كل موحد
حاميه في يوم العريش ومن له
في الغار مسعد ياله من مسعد
خير الصحابة والقرابة كلهم
ذاك المؤيد قبل كل مؤيد
قالوا: فمن صديق أحمد؟ قلت: من
تصديقه بين الورى لم يجحد
قالوا: فمن تالي أبي بكر الرضا؟
قلت: الإمارة في الإمام الأزهدي
فاروق أحمد والمهذب بعده
نصر الشريعة باللسان وباليد
قالوا: فثالثهم؟ فقلت: مسارعًا
من بايع المختار عنه باليد
صهر النبي على ابنتيه ومن حوى
فضلين فضل تلاوة وتهجد
أعني ابن عفان الشهيد ومن دعي
في الناس ذا النورين صهر محمد
قالوا: فرابعهم؟ فقلت: مبادرًا
من حاز دونهم أخوة أحمد
زوج البتول وخير من وطئ الحصى
بعد الثلاثة والكريم المحتد
أعني أبا الحسن الإمام ومن له
بين الأنام فضائل لم تجحد (2)
[35]
[36]
وعلى هذا فقد اهتم السلف بذكر فضائل الصحابة في العقيدة؛ لأنا لو نزلنا على عقيدتهم لرددنا الكتاب والسنة، فمن أين جاءنا الكتاب إلا بواسطتهم، ومن أين جاءتنا الأحاديث النبوية إلا عن نقلهم، فإذا كانوا كفارًا -كما يقول هؤلاء- فإن أخبارهم لا تقبل.
أما شبههم التي يرمون بها أهل السنة، فمنها الآيات التي ذكرت في المنافقين، فإنهم يحملونها على الصحابة رضي الله عنهم، فمثلا قول الله تعالى في قصة بدر: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ قالوا: هؤلاء جادلوا الرسول كأنما
[37]
يساقون إلى الموت، فقد كفروا بذلك لما جادلوا الرسول، فكفروهم بذلك والله تعالى ما كفرهم، وسماهم مؤمنين وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ كيف تكفرونهم مع أن الله تعالى سماهم بالمؤمنين؟ نعم كرهوا مقابلة الكفار مخافة أن يقضى عليهم وهم عدة الإسلام والمسلمين، ومعهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعهم خيار الصحابة، ولكن الله تعالى نصرهم وأيدهم، وسبب هذه الكراهية، وهذه المجادلة أنهم يقولون: إنما ذهبنا إلى العير، فيقال: هل يخرجهم من الإيمان؟ الجواب أنه ما أخرجهم، ولكن هؤلاء السفهاء جعلوه كالدليل على أنهم كفارٌ، فلأجل ذلك كفروهم بمثل ذلك.
وذكروا آية ثانية وهي الآية التي في آخر سورة الجمعة، وهي قول الله تعالى: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قالوا: هؤلاء الذين انفضوا عن
[38]
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب وتركوه قائمًا ارتدوا بذلك، هكذا قالوا، مع أن الله تعالى لم يكفرهم بذلك بل أقرهم على هذا وعفا عنهم.
ثم نقول: من هم الذين بقوا ومن الذين نفروا، ومعلوم أنهم خرجوا ينظرون إلى هذه الإبل، ثم رجعوا وأتموا صلاتهم ولا يليق بهم أن يتركوا الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قد يكون معهم بعض أهل البيت، قد يكون معهم سلمان -رضي الله عنه- وقد يكون معهم بعض الذين يمدحونهم كعمار وصهيب رضي الله عنهما وغيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما دام كذلك فلا حجة لهم في مثل هذه الآيات التي يستدلون بها، ثم لو قدر أنهم صادقون وأن تلك الأشياء وقعت منهم حقيقة، فهل يليق أن نكفرهم بها؟ لا يليق بنا ذلك فلهم من السوابق ما يكفر به عنهم إذا صدر منهم أي ذنب من الذنوب، فنقول: لعلهم قد تابوا منه، والتوبة تجب ما قبلها، أو محيت عنهم
[39]
بسوابقهم وحسناتهم التي عملوها، وسوابقهم وأعمالهم مضاعفة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تسبوا أحدًا من أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نَصيفه (3) فالحسنات يُذهبن السيئات، فكيف ننسى حسناتهم ونتذكر أشياء طفيفة وسيئات خفيفة، على حد قول بعضهم:
ينسى من المعروف طَوْدًا شامخًا
وليس ينسى ذرة ممن أسا
ينقبون الذرات والأشياء الصغيرة عليهم وينسون فضائلهم وجهادهم، ولكنهم قوم لا يفقهون.
إذن فعلى المسلم أن تكون عقيدته نحو الصحابة محبتهم، والترضي عنهم، والثناء عليهم، والاعتراف بما لهم من المزية وبما لهم من السبق، ومعرفة أنهم خير
[40]
قرون هذه الأمة، لم يكن ولا يكون مثلهم، وأن فضائلهم لا يدركها غيرهم، فإذا اعترفنا بذلك عرفنا بذلك كُفر مَن كفّرهم وضلال من ضلّلهم، وبعد الذين عادوهم ونصبوا لهم العداوة، بل نصب العداوة لكل من والاهم من أهل السنة والجماعة، وما علينا إلا أن نشهر ونعلن فضائل الصحابة كما أعلنها وكما أشهرها الأئمة قبلنا، وقد ذكرنا أن العلماء أظهروا فضائلهم؛ فالبخاري في الصحيح جعل كتابًا في صحيحه لفضائل الصحابة بدأها بفضائل الخلفاء الأربعة، وهكذا فعل مسلم في كتابه كتاب فضائل الصحابة، وهكذا فعل الترمذي وهكذا ألف الإمام أحمد كتابه: فضائل الصحابة المشهور، وهكذا الكتب المؤلفة في ذلك.
كل ذلك في الثناء على الصحابة وعلى أتباعهم، فإذا قرأ المسلم تلك الأخبار وعرف صحتها،
[41]
عرف بذلك أن من عاداهم فهو ضال مضل، خارج عن الإسلام، طاعن في عقيدة الإسلام، بل في أصل الإسلام الذي هو الكتاب والسنة.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) شرح العقيدة الطحاوية 2 - 689.
(2) مقدمة التمهيد في أصول الفقه 1 - 57، ومقدمة الانتصار في المسائل الكبار 1 - 27، والمنهج الأحمد للعليمي 2 - 199، ومجموعة الرسائل الكمالية، قسم التوحيد 3 - 130.
(3) متفق عليه، البخاري (3673) ومسلم (2541).
الذين يبغضون الصحابة هم في ضلال
أما ما يتعلق بأحوال هؤلاء الذين يبغضون الصحابة وأعمالهم، فهم وأعمالهم والعياذ بالله في ضلال نبرأ إلى الله منهم ومن عقائدهم ومن أعمالهم السيئة، ونتمسك بما نحن عليه، ونسأل الله أن يحيينا على محبة الخير وأهله، وأن يميتنا وإخواننا المسلمين على الإسلام والتمسك بالسنة.
وبعد ذلك نقول إن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم الذين اجتمعوا به بعد إسلامهم، وأدركوا حياته، ورأوه وهم مؤمنون مصدقون به، وقد اشتهر أنهم جاهدوا معه، وأنفقوا أموالهم في سبيل الله، ونصرة لرسوله، وقد مدحهم الله تعالى في القرآن الكريم، كقوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
[42]
وهذا الوصف يعم جميع المهاجرين الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ فإنهم تركوا بلادهم وعشائرهم وأموالهم، حبا لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتصديقًا بالرسالة، مع ما لقوه قبل الهجرة من الأذى والعذاب في الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تكبدوا الصعوبات في سفر الهجرة، وركبوا الأخطار، ثم إن العرب جميعًا رمتهم بقوس العداوة، وقاطعتهم، فتعرضوا لحرب جميع البشر من العرب
[43]
وغيرهم، ولا شك أن الحامل لهم قوة الإيمان، والجزم بصحة ما هم عليه، والثقة بنصر الله تعالى الذي ذكره في قوله تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا وقد أخبرهم قبل ذلك بأنهم سوف يبتلون ويختبرون، فقال تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ولهذا لما تسلط عليهم الأحزاب، وضيقوا عليهم، ثبتوا وقالوا: هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا.
[44]
وقد أخبر الله تعالى بأنه قد رضي عنهم كما في قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ومن رضي الله عنه فقد غفر له ورضي عمله فلا يسخط بعد ذلك عليهم، بل يوفقهم ويحميهم، ويتوفاهم على الإسلام.
ولقد ورد في السنة ما يدل على فضلهم على من بعدهم، كقوله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (1) الحديث، ويريد بالقرن: أهله، ففضل أصحابه على من بعدهم، وكذا نهي عن سبهم بقوله: لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه وروى مسلم (2) في حديث أبي بردة عن أبيه قال: صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
[45]
قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء! قال فجلسنا. فخرج علينا. فقال (مازلتم ههنا؟)، قلنا: يا رسول الله! صلينا معك المغرب. ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال: (أحسنتم أو أصبتم)، قال فرفع رأسه إلى السماء. وكان كثيرًا ما يرفع رأسه إلى السماء. فقال: (النجوم أمنةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوعَدُ، وأنا أمنةٌ لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون أي: من الفتن والخلاف وكثرة البدع.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) متفق عليه، البخاري (2652)، ومسلم (2533).
(2) برقم (2531).
شهادة النبي لبعض الصحابة بالجنة
وقد شهد النبي -صلى الله عليه وسلم- للعشرة بالجنة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد (1) كما ثبتت الشهادة لجماعة آخرين بالجنة،
[46]
كثابت بن قيس (2) وبلال (3) وعمار (4) وسلمان (5) وقال -صلى الله عليه وسلم- لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها (6) وقال: لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم (7) وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، وأهل البيعة ألف وأربعمائة وزيادة.
ثم اتفق السلف على أن أفضل الصحابة الخلفاء الأربعة، وهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم جميعًا، وجمهور أهل السنة على أن
[47]
ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة، فقد اتفق الصحابة -رضي الله عنهم- على تقديم أبي بكر -رضي الله عنه- ومبايعته خليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لما عرفوا من سابقته وصحبته وأعماله، ثم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدمه ليصلي بالناس في أيام مرضه، فصلى بهم تلك الأيام (8) فبايعوه وقالوا: رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لديننا، فهو ليس أكثرهم مالا، ولا أقواهم بأسًا، ولا أعزهم عشيرة، فلم يبايعوه خوفًا من سطوته وقهره وسلطته، وإنما عرفوا فضله وسابقته، وما تميز به، وتذكروا الإشارات الدالة على أنه أولى بالخلافة، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- اقتدوا باللذين من بعدي (9) وقوله -صلى الله عليه وسلم- فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها
[48]
بالنواجذ (10) وثبت في الصحيحين عن أبي سعيد أنه -صلى الله عليه وسلم- خطب في آخر حياته وقال: إن أمنّ الناس علي في صحبته وماله ولو كنت متخذًا خليلًا من أمتي لاتخذت ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب (11).
وفضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة كثيرة مشهورة، فمن أراد الاطلاع فليراجع كتاب الفضائل من صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن الترمذي وجامع الأصول، ومجمع الزوائد، ومستدرك الحاكم، وترتيب صحيح ابن حبان وكتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد وفي الفتح الرباني وغيرها، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أبو داود (4649) والترمذي (3748) وقال هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (120)، وأحمد في المسند كما في الفتح الرباني (22 - 189).
(2) البخاري (4846)، ومسلم (119).
(3) البخاري (1149)، ومسلم (2458).
(4) المستدرك 3 - 388.
(5) ورد فيه وفي علي وعمار أجمعين حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان " الترمذي مع عارضة الأحوذي 13 - 206.
(6) مسلم (2496).
(7) متفق عليه، البخاري (3983)، ومسلم (2494).
(8) البخاري (664).
(9) الترمذي (3662)، وابن ماجه (97)، وأحمد 5 - 382، والحاكم 3 - 75.
(10) أبو داود (4607)، والترمذي (2678)، وأحمد 4 - 126، 127، وابن ماجه (42)، والدارمي 1 - 44).
(11) متفق عليه، البخاري (466)، ومسلم (2382).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:52]ـ
صدحه بالحق ولايبالي (2) رحمة الله عليه
السؤال
ما حكم دفع زكاة أموال أهل السنة لفقراء الرافضة (الشيعة) وهل تبرأ ذمة المسلم الموكل بتفريق الزكاة إذا دفعها للرافضي الفقير أم لا؟
أجاب الشيخ رحمه الله
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد ذكر العلماء في مؤلفاتهم في باب أهل الزكاة أنها لا تدفع لكافر، ولا لمبتدع،
فالرافضة بلا شك كفار لأربعة أدلة
الأول: طعنهم في القرآن، وادعاؤهم أنه قد حذف منه أكثر من ثلثيه، كما في كتابهم الذي ألفه النوري وسماه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، وكما في كتاب الكافي، وغيره من كتبهم، ومن طعن في القرآن فهو، كافر مكذب لقوله تعالى (وإنا له لحافظون) (الحجر:9).ـ
-=-
الثاني: طعنهم في السنة وأحاديث الصحيحين، فلا يعملون بها، لأنها من رواية الصحابة الذين هم كفار في اعتقادهم، حيث يعتقدون أن الصحابة كفروا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي وذريته، وسلمان وعمار، ونفر قليل، أما الخلفاء الثلاثة، وجماهير الصحابة الذين بايعوهم فقد ارتدوا، فهم كفار، فلا يقبلون أحاديثهم، كما في كتاب الكافي وغيره من كتبهم
-=-
والثالث: تكفيرهم لأهل السنة، فهم لا يصلون معكم، ومن صلى خلف السنى أعاد صلاته، بل يعتقدون نجاسة الواحد منا، فمتى صافحناهم غسلوا أيديهم بعدنا، ومن كفّر المسلمين فهو أولى بالكفر، فنحن نكفرهم كما كفرونا وأولى
-=-
الرابع: شركهم الصريح بالغلو في علي وذريته، ودعاؤهم مع الله، وذلك صريح في كتبهم، وهكذا غلوهم ووصفهم له بصفات لا تليق إلا برب العالمين، وقد سمعنا ذلك في أشرطتهم. ثم إنهم لا يشتركون في جمعيات أهل السنة، ولا يتصدقون على فقراء أهل السنة، ولو فعلوا فمع البغض الدفين، يفعلون ذلك من باب التقية، فعلى هذا من دفع إليهم الزكاة فليخرج بدلها، حيث أعطاها من يستعين بها على الكفر، وحرب السنة، ومن وكل في تفريق الزكاة حرم عليه أن يعطى منها رافضيا، فإن فعل لم تبرأ ذمته، وعليه أن يغرم بدلها، حيث لم يؤد الأمانة إلى أهلها، ومن شك في ذلك فليقرأ كتب الرد عليهم، ككتاب القفاري في تفنيد مذهبهم، وكتاب الخطوط العريضة للخطيب وكتب إحسان إلاهي ظهير وغيرها، والله الموفق. ـ
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 02:53]ـ
لاحرمتم الأجر على تلك الكتابه لشيخ الجليل ابن جبرين
بوركتم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 03:05]ـ
حوار مجلة البيان
مع فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
مجلة البيان العدد 132 شعبان 1419هـ
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، عالم جليل أفنى ما مضى من حياته في العلم والتعليم والإفتاء ... ، اشتهر بتواضعه، وسعة صدره، وصبره، كما عُرف باجتهاده وعلو همته، حتى صار له في الأسبوع: اثنا عشر درساً ـ منها ما يمتد لثلاث ساعات ـ، ويجلس لبذل العلم كل يوم بين العصر والمغرب، هذا بالإضافة إلى عمله (عضو الإفتاء) في دار الإفتاء بالرياض، وذلك إلى قبل أشهر يسيرة؛ حيث أحيل للتقاعد ـ حفظه الله، ومتعه بالصحة والعمل الصالح الذي يرضي الله ـ.
وقد كان لنا معه هذا اللقاء المبارك؛ حيث اقتطعنا جزءاً من وقته الثمين، فتفضّل بالإجابة على أسئلة (البيان) وإنا لنرجو أن يجزيه الله عن الجميع خير الجزاء، وأن يوفقه لأداء رسالته في العلم والتعليم والتوجيه، وأن يختم له بصالح الأعمال. وإلى الحوار مع فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ.
1 - هل لفضيلتكم أن تحدثنا ـ باختصار ـ عن طلبكم للعلم .. كيف كان؟ وعلى يد مَنْ مِنَ العلماء تلقيتم العلم؟
جواب: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه.
وبعد: فإن الله ـ سبحانه ـ له الحمد والفضل والمن والثناء الحسن، فهو الذي يوفق من يشاء ويهدي من يشاء فضلاً منه وكرماً، ويضل من يشاء عدلاً منه وحكمة، ولا يظلم ربك أحداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول: إنني معترف بالنقص والقصور، وقلة التحصيل، وضعف المعلومات، وكثرة النسيان، وضياع الكثير من العمر في غير فائدة؛ فعندما أقرأ في تراجم بعض العلماء كالشافعي وأحمد وابن راهويه، والبخاري، وابن معين ونحوهم، أعرف الفرق الكبير، والنقص الجلي في نفسي، وأن لا نسبة إلى أحدهم ولو من بعيد، وكذا عندما أقرأ في مؤلفات بعض العلماء الربانيين، كابن قدامة، وابن تيمية، وابن القيم، وأمثالهم ممن فتح الله عليهم، وألهمهم العلم والفهم، والإدراك والذكاء والفطنة، أرى ما منحهم الله ووفقهم له مما لا أصِلُ إلى عُشر معشاره، ولا أحلم بإدراك معلوماتهم، ولو بعد التأمل والتفكر، وهكذا عندما نسمع سيرة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبنيه وتلامذته، ومن تبعهم، ونقرأ في رسائلهم ومسائلهم، نرى ما وهبهم الله ـ تعالى ـ، وما منحهم من العلم النافع، والفهم الثاقب، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
نشأة الشيخ:
ثم أقول إنني نشأت في قرية (الرين) التابعة للقويعية، وفي كل صيف غالباً أكون في قرية (محيرقة) من قرى (القويعية) فابتدأت بتعلم القرآن والهجاء من والدي ـ رحمه الله ـ، ومن إمام جامع محيرقة العم سعد بن عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله ـ، وذلك في سنة تسع وخمسين من القرن الرابع عشر الهجري، وفتر العزم عن الحفظ؛ حيث لم يكن من يتابع معي، فلم أكمل حفظ القرآن إلا في سنة ثمان وستين، وقد قرأت قبل ذلك على والدي ـ رحمه الله ـ في النحو والفرائض والحديث، وبعض الكتب المطولة، فبعد إكمال حفظ القرآن ابتدأت في القراءة على فضيلة قاضي الرين، الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري، وشهرته (أبو حبيب)، وواصلت القراءة عليه في المتون والشروح في التوحيد والعقيدة والحديث والفقه والتفسير، وحصل بذلك خير كثير، ثم في عام أربع وسبعين انتقلنا إلى الرياض؛ حيث فتح معهد إمام الدعوة العلمي، وانتظمت فيه، وكانت قراءتنا في الصباح على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ، وفي أثناء النهار على غيره من المشايخ كإسماعيل الأنصاري، وحماد الأنصاري، وعبد العزيز بن رشيد، ومحمد المهيزع وغيرهم ـ رحمهم الله تعالى ـ، ونقرأ في المساء على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بعد العصر وبعد المغرب، وأنهيت الدراسة النظامية في عام 1382هـ، ومنحت الشهادة العالية من المعهد، وتعادل الجامعة، وفي عام 1388هـ انتظمت في المعهد العالي للقضاء حتى عام 1390هـ، حيث منحت شهادة الماجستير، بعد أن قدمت رسالة في أخبار الآحاد وهي مطبوعة، وفي عام 1407هـ حصلت على الدكتوراه؛ حيث قمت بتحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي الذي طبع بعد ذلك بتحقيقنا في سبعة مجلدات. والله الموفق.
2 - لو أردنا المقارنة بين ذلك الوقت، وبين اليوم؛ من حيث إقبال الشباب على العلم، فهل نجد فوارق بارزة بين المرحلتين، وهل كانت تتوسطهما مرحلة أخرى تتميز عنهما؟
جواب: لا شك أن هناك فوارق كبيرة لها تأثيرها في كل من المرحلتين، ولكل منهما ميزة ظاهرة، فقبل خمسين عاماً كان في هذه المملكة قلة في العلماء الربانيين البارزين، سيما في القرى والبلاد النائية؛ وذلك لأن طلاب العلم أفراد وأعداد قليلون وتغلب العامية على الأكثر؛ وذلك لأنهم عاشوا في فقر وفاقة، وشظف عيش، وقلة في الإمكانيات؛ فالمواطنون يهمهم الحصول على لقمة العيش، فالبوادي الرحل يتبعون مواضع القطر لمواشيهم التي بها معاشهم ومعاش عوائلهم، فهم أميون، لا يقرؤون ولا يكتبون، وأكثرهم جهلاء، قد لا يحسنون قراءة الفاتحة، ولا صفة الطهارة والصلاة، إلا ما شاء الله، وأهل القرى منشغلون بتحصيل الرزق والقوت، إما في حرث وغرس فيعملون طوال الوقت في السقي والحرث، والأبر والغرس والإصلاح، وإنما يتفرغون لأداء الفرائض جماعة، وسماع ما يقرأ في الصلاة، ولا يجدون غالباً من يلقنهم تعاليم الدين، وآخرون أهل صناعة من الصناعات اليدوية، كحدادة ونجارة، وخرازة ودباغة، وحياكة ونحوها مما يتحصلون منه على القوت الضروري، كغذاء أو كسوة وسكن يكنهم عن الحر والقر، وآخرون منشغلون في التجارة التي تتوقف على الرحلات، والأسفار الطويلة، حيث تستغرق الأشهر، يقطعون فيها المفازات والصحاري، مما لا يتفرغون معه لتعلم أو تفقه في الدين، وإنما يتلقون من آبائهم العلوم الضرورية في العبادات قولاً أو فعلاً، ومع
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الأحوال فإن هناك من اهتموا بالطلب والتعلم، فتجشموا الصعاب، وقطعوا المراحل البعيدة، وتغربوا عن الأوطان؛ ولازموا العلماء في المدن أو في بعض القرى، على ملء بطونهم، وكسوة ظهورهم، وأكبوا على التلقي، واهتموا بالحفظ والفهم، واستهموا على الوقت، وأقبلوا بكلياتهم على التعلم، فوفقهم الله وسدد خطاهم، وأعطاهم ما تمنوا رغم قلة الإمكانيات، وبُعد المسافات، وكثرة المعوّقات، ولكنهم صبروا على المشقة، وركبوا الصعوبات، حتى مكنهم الله وأعطاهم ما تمنوا، ولكنهم قلة قليلة يتواجدون في المدن، وحول حملة العلم، وأكابر العلماء الذين أنزل الله في علمهم البركة، واهتموا بتعليم العقائد والعبادات والأحكام، وبارك الله في سعيهم، وذلك لحسن النيات والمقاصد؛ حيث لا يريدون عَرَضَ الدنيا، وإنما قصدوا الاستفادة وحمل العلم، والتفقه في الدين، ولا شك أن هذا الجهد الذي يبذلونه، وهذه المشقة التي يتجشمونها، قليلة بالنسبة إلى ما نسمع ونقرأ عن جهود سلفنا الصالح، وعلماء صدر هذه الأمة، في القرون المفضلة، ومن سار على نهجهم، الذين يتغربون عن أهليهم عدة سنوات، للتعلم والاستفادة، ويسافر أحدهم للتحمل والأخذ عن المشايخ الأكابر الشهر والأشهر، ويسهرون الليالي في طلب المعاني، مما كان سبباً في بقاء علومهم، والانتفاع بآثارهم، والبركة في مؤلفاتهم، وبقاء لسان صدق لهم فيمن بعدهم، فرحمهم الله وأكرم مثواهم.
3 - تتباين وجهات النظر في الأسلوب الأمثل والطريقة الأكمل لطلب العلم؛ من الاكتفاء بمجالسة العلماء، أو إدامة القراءة، أو حفظ المتون، أو الدراسات المنهجية في الجامعات .. نود تجلية الأمر للإخوة القراء من خلال خبرتكم الطويلة في التعليم.
جواب: لا شك في اختلاف الرغبات، والتباين الكبير في طرق التحصيل عند طلاب العلم، والذي أراه أن لكل طالب التمشي على ما يميل إليه ويتأثر به، ويرى فيه الفائدة وإدراك المعلومات، ومع ذلك فإن مجالس العلماء، وحضور الحلقات، وإدامة الملازمة للدروس اليومية أو الأسبوعية التي تقام في المساجد ونحوها، مفيدة ونافعة، ولها تأثير كبير في تحمل العلم، وتجديد المعلومات، وما ذاك إلا أن الدافع إليها غالباً هو الاستفادة؛ حيث يتوافد الطلاب إلى تلك الحلقات، ويأتون من أماكن بعيدة أو قريبة، وتراهم خاشعين منصتين، وكل منهم غالباً يحمل معه كتاباً يتابع فيه المدرس، أو دفتراً لتعليق الفوائد، وكتابة المعلومات؛ بحيث يرجع الطالب بحصيلة علمية نافعة، تبقى معه طوال حياته، ومع ذلك فإن المطالعة وإدامة قراءة الكتب العلمية مفيدة جداً، لكن لا بد قبل ذلك من معرفة المقدمات، والأساليب والاصطلاحات للمؤلفين، ولا بد من معرفة اللغة الفصحى، وما يتصل بها من النحو والصرف والبيان، حتى تتم الاستفادة منها؛ حيث إن الكثير من الطلاب يصدهم عن القراءة في الكتب جهلهم بالمصطلحات، وقصورهم في المعلومات اللغوية، حتى فضّل الكثير ما كتبه المتأخرون، وأكبوا على القراءة للمعاصرين، وإن لم نعرف الصوارف عن مؤلفات الأقدمين. ثم نقول: إن حفظ المتون والمختصرات، واستظهار الأحاديث، والقواعد، والأركان والواجبات، له الأثر الكبير في بقاء المعلومات، فلقد كان مشايخنا الأكابر يذكرون عن نشاطهم وتسابقهم إلى الحفظ، ويحثون تلامذتهم على ذلك، حتى رأينا منهم العجب في استحضار النصوص والأدلة عند الحاجة إليها، وكانوا يلزمون من أراد الالتحاق بالتعلم أولاً: بحفظ القرآن الكريم، وثانياً: أثناء الاستعداد بحفظ المختصرات في النحو والفرائض، والأحاديث في الأحكام، والتوحيد والعقائد والفقه، والتفسير، أما في هذه الأزمنة فقد لاحظنا فتوراً ظاهراً في الحفظ والاهتمام بالمتون، وإنما يكتفون بالفهم وإدراك المعاني من المتون، أو من الشروح، أو من التقارير والتعليقات، وذلك قد يكفي لمن حصل له الفهم التام، ورزق حفظاً دائماً. فأما الدراسات المنهجية فقد أصبحت من الضروريات؛ بحيث لا يخل بها إلا القليل، بل يلتزم الأكثرون بها، رجالاً ونساءً، انتظاماً وانتساباً، والغالب أن القصد منها هو الحصول على المؤهل الذي يمنح لهم بعد الانتهاء من كل مرحلة، ولا شك أن الالتزام بذلك مع المواصلة إلى نهاية المرحلة الجامعية مما يفيد كثيراً؛ حيث إن الطفل يبدأ من مبادئ العلوم، ثم يترقى إلى ما بعد ذلك سنة بعد سنة، ومرحلة
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد مرحلة، فمتى كان قصده الاستفادة، وتحصيل المعلومات النافعة، فإنه سيحصل من ذلك على قسط كبير، يبقى معه أثر طوال حياته، ولكن لا بد مع ذلك وبعده من مواصلة التعلم، وبذل الجهد في التحصيل، فإن العلم كثير، وطالب العلم لا يكتفي بما حصل عليه، كما في الحديث: (منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا). وكان العلماء يوصون تلاميذهم بالاستمرار في الطلب، ويقول أحدهم: (اطلب العلم من المهد إلى اللحد)، ويقولون: (مع المحبرة إلى المقبرة) فعلى المسلم الجد في الطلب بما يقدر عليه، وما يراه نافعاً في حقه. والله أعلم.
4 - لا يخفاكم واقع مناهج التعليم في جل بلاد العالم الإسلامي .. مما جعل بعضهم يرغب عن التعليم النظامي جملة: ما الموقف الصحيح تجاه هذا المنهج: ألا ترى ـ فضيلتكم ـ أن لذلك سلبيات لا سيما مع قلة العلماء العدول فضلاً عن حاجة الأمة لتعليم ناشئتها مختلف العلوم والفنون؟
جواب: لا شك في صلاح النية، وحسن الأهداف عند تقرير المناهج التعليمية، في أغلب البلاد الإسلامية، ثم مع مرور الزمان، نشأ من يريد في الظاهر قصداً حسناً، والله أعلم بما يضمره، فاقترح تغيير المناهج القديمة، أو الاقتضاب من بعضها، وإضافة علوم أو مواد ثانوية، وفرض دراستها، مع قلة الحاجة إليها، أو عدم أهميتها، أو اختصاصها ببعض الأفراد، فكان ذلك سبباً في عزوف كثير عن التعليم النظامي، إما لصعوبته، أو لنفرة بعض النفوس عنه، أو لقة الفائدة التي تعود إلى ذلك الطالب، وميل نفسه إلى علوم وأعمال أخرى، وكان الأوْلى أن يجعل لهؤلاء مدارس خصوصية، يقرر فيها دراسة العلوم الدنيوية الضرورية، مع المواد الشرعية، ويعفى من ينتظم فيها عن علم الجبر والهندسة، واللغات، والفيزياء وشبهها، ثم إن هذه العلوم لا شك في أهميتها، ومسيس الحاجة إليها، ولكن ذلك في حق من يرغبها، ويجد من نفسه ميلاً إلى التعلم والعمل بها، ثم إن طالب العلم في المدارس والمعاهد العلمية والجامعات الإسلامية وغيرها، يجب عليه حسن النية في دراسته لتلك المواد، فيقصد أولاً: حمل العلم النافع، ليفوق الجاهل به، فقد قال ـ تعالى ـ: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)) [الزمر: 9]، أي لا سواء بين العالم بالفن والجاهل به، ويقصد ثانياً: نفع نفسه ونفع الأمة، سواء في أمر الدين أو أمر الدنيا؛ حيث تمس الحاجة إلى تعلم هذه الفنون، ويستفيد حاملها، ويعلّم غيره، ويغني نفسه، ويكتفي بصناعته أو حرفته، ويقصد ثالثاً: فيما يتعلق بالعلوم الشرعية فضل حاملها، كقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). ويقصد رابعاً: العمل على بصيرة؛ فإن من شرط قبول العمل موافقته لما ورد به الشرع، فمن عمل على جهل فعمله مردود، وخصوصاً إذا تمكن من التعلم فأعرض عنه، ولا شك في خطأ الذين عزفوا عن التعليم النظامي، لأي سبب عرض لهم، ولذلك نراهم أصبحوا عالة على أهليهم، قد عطلوا أنفسهم، وصاروا كلاً وثقلاً على أولياء أمورهم، وقد روي عن بعض السلف ـ رحمهم الله ـ أنه قال: الناس ثلاثة أقسام: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وسائر الناس همج رعاع لا خير فيهم، يغلون الأسعار، ويضيقون الديار، ثم إنهم بعد أن أفاقوا من سكرتهم، وانتبهوا من رقدتهم، أسفوا أشد الأسف على ما ضاع من أوقاتهم، ولكن ذلك بعد أن تفارط الأمر، وفات الأوان. والله المستعان.
5 - يشكو كثير من طلاب العلم المواظبين على حِلَقِ العلم من طول مدة إنهاء كتاب من الكتب، التي قد تمتد لسنوات .. فما تعليقكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: هذا مشاهد ملحوظ، ولكنه ليس مطرداً في جميع طلبة العلم الذين يرغبون في المواصلة والاستمرار في الطلب، ولا تكل جهودهم، ولا تضعف هممهم، فنوصي طالب العلم، أن تكون همته عالية، وأن لا يعتريه سآمة ولا ملل، وأن يتذكر أحوال السلف وعلماء صدر هذه الأمة، وما بذلوه من الجهد، والتعب والنصب في طلب العلم، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه ـ رحمه الله ـ أنه قال: (أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين، أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، ولما زاد على ألف فرسخ تركت الحساب. وذكر أنه سار ماشياً من الكوفة إلى بغداد مرات عديدة، ومن مكة إلى المدينة مراراً، ومن البحر من قرب مدينة صلا إلى مصر ماشياً، ومن مصر إلى الرملة، ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان، ومن الرملة إلى طبرية، ومن طبرية إلى دمشق، ومن دمشق إلى حمص، ومن حمص إلى إنطاكية، ومن إنطاكية إلى طرسوس، ثم من طرسوس إلى حمص، ومن حمص إلى بيسان، ومن بيسان إلى الرقة، وقبل ذلك من واسط إلى النيل ومن النيل إلى الكوفة، كل ذلك ماشياً في سفره الأول، وسنه عشرون عاماً، وقد نقل عن غيره أكثر من ذلك. وبالجملة نوصي طالب العلم بالمواصلة، ولو طالت المدة، سواء في الدراسة النظامية، أو في الحلقات العلمية، ونوصي المشايخ أن يتنزلوا على رغبات جمهور الطلبة، في تعليمهم ما يساعدهم على حمل العلم، من المختصرات المفيدة، حتى لا يملوا، فمن رغب في المطولات، واستمر على المواصلة فهو أوْلى، حتى يتزود من المعلومات المفيدة. والله أعلم.
6 - ما يزال الشباب يتوافدون ـ بحمد الله ـ على دروس العلم، لكن الملاحظ سرعة تبدل بعض الطلبة بحيث لا يستمر بعضهم إلا أشهراً، وقد يكون ممن ابتدأ قراءة كتاب على بعض أهل العلم ... ويخشى بعض المحبين من خطورة الأمر .. فما رأي فضيلتكم في العلاج الأمثل لحث الطلبة على مواصلة العلم وتلقيه عن العلماء المشهود لهم؟
جواب: نوصي طالب العلم أن لا يعتريه ملل، ولا يثنيه كسل؛ فإن العلم كثير، والعمر قصير، وذلك أن الطالب للعلم همته رفيعة، فهو لا يشبع من التعلم، ولا ينثني عن المواصلة، ولقد كان الكثير من العلماء الأكابر يقرؤون ويستفيدون، حتى من تلامذتهم، ولا يحتقر أحدهم من دونه أن يتلقى منه فائدة، وكان التلاميذ يلازمون مشايخهم، ويتكرر أحدهم على مجالس العلم، إما للتذكر أو للتزود، حتى ولو كان عالماً بما يقول شيخه، وذكروا أن من آداب التلاميذ أن يظهروا لمشايخهم الشكر، والدعاء لهم، حتى لو كانت المسألة معلومة عندهم، فإذا سمع الفائدة أظهر لشيخه أنها جديدة، وأعلن بشكره عليها، ولو كانت معلومة له من قبل، واستشهد بعض المشايخ بقول الشاعر:
إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فلازمْ شكره أبدا
وقل: فلان جزاه الله صالحة أفادنيها، وألقِ الكِبَْر والحسدا
وعلى المدرس أن يحث الطلبة على المواصلة والاجتهاد، والحرص على إكمال الدراسة، سواء كانت نظامية أو علمية، وأن يتصور فائدة المواصلة والمتابعة، وما يترتب على الانقطاع من ضياع المعلومات، وذهاب ما بذله من الجهد، وليعلم أن العلم لا يحصل لمتكبر، أو متوان، أو مستحْيٍ، وأن العلم بالتعلم، وبالحفظ والإتقان والفهم والإدراك.
7 - لعل من أسباب ضعف الاستمرار: سوء اختيار الطالب للدرس الذي يحضره، أو الكتاب الذي يدرسه؛ لكونه لا يناسب مستواه العلمي، ألا ترون أن هناك حاجة إلى جعل الطلبة على مستويات ـ اثنين أو ثلاثة مثلاً ـ ينظر في إلزام الطالب الراغب في الالتحاق بما يناسب مستواه؟
جواب: قد عرف أن طلبة العلم يتفاوتون في المستويات، وهكذا في الرغبات، ولذلك يكثر تواجدهم في بعض الفنون دون بعض، وعند بعض المشايخ دون البعض، وقد يكون السبب قلة الرغبة من بعضهم في إحدى المواد؛ حيث إن منهم من لا يرى الاشتغال بالفقه الذي يغلب عليه أنه اجتهاد من الفقهاء، والكثير منه لا دليل عليه، وبعكس هؤلاء آخرون رأوا أهميته؛ لأنه يتعلق بواقع الحياة، ويحتاج إليه الفرد والمجتمع، ولا بد من الفتوى به عند وقوع حادثة، فهو من العلوم الضرورية في كل زمان ومكان، ولهذا كثرت فيه المؤلفات من العلماء الذين رزقهم الله العلم والفهم بالوقائع، وتطبيق النصوص على الحوادث، ثم إن من الطلاب من يفضل نوعاً من العلوم الفقهية، كقسم العبادات، ويحب تكرارها في عدة كتب،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يرغب في قسم المعاملات وما بعده، وبعكسه آخرون يفضلون الاجتهاد في فهم المعاملات، لمسيس الحاجة إليها، فعلى هذا لا مانع أن يقسم المدرس الوقت بين الطلاب؛ فمن رغب في النحو واللغة والصرف والبلاغة والبيان جعل لهم وقتاً، واختار مادة أو مختصراً يناسبهم جميعاً، ومن رغب في الحديث حدد لهم درساً في يوم أو أيام، ومن رغب البدء من أول العلوم ابتدأ بالتوحيد والعقيدة التي تناسب المبتدئين، ومن رغب في الفقه من أوله أو من وسطه أعطاهم رغبتهم، ولعله بذلك يفيد المستفيدين، ويحصل كل منهم على ما تميل إليه نفسه. والله الموفق.
8 - تلقى فتاواكم ـ بحمد الله ـ ارتياحاً عاماً، يعزى فيما نحسب ـ بعد توفيق الله تعالى ـ لحسن فهمكم روح الشريعة ومراعاة مقاصدها، واعتبار المصالح والمفاسد .. هل من توجيه لطلبة العلم في هذا الصدد؟
جواب: أعترف على نفسي بالقصور والنقص، وكثرة الخطأ، وأسأل الله العفو والغفران، وستر العيوب والنقائص؛ حيث إني أكتب أجوبة الأسئلة التي ترفع إليّ بدون مراجعة، أو بحث في أقوال العلماء غالباً، نظراً إلى كثرة الأعمال، وعجلة السائل، والارتباط بالمواعيد والدروس، وأعتمد فيما أكتب على معلومات قديمة علقت بالذهن وقت الطلب والتلقي عن المشايخ، أو تجددت وقت التدريس الرسمي الذي كنت أستعد له وأراجع وأحضّر قبل الإلقاء، أو حصلت من الممارسة وتكرر المرور، ومن المطالعات والدروس الجديدة التي أقوم بإلقائها في المساجد. فأما القابلية لها عند العامة أو التلاميذ فلعل ذلك لحسن الظن، ولما يتلقونه من الدروس التي يتقبلونها، واثقين بصحتها ومع ذلك فإني أقول: ما كان فيها من صواب فمن الله ـ تعالى ـ وهو الذي وفّق له وهدى، وما كان من خطأ أو زلل فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله مما وقع مني. وأقول: على طلاب العلم أن لا يعتمدوا على فتوى تخالف الدليل أو الحق والصواب، فإن على الحق نوراً، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، فلا بد من مراجعة الكتب والمؤلفات، وتطبيق الفتاوى الاجتهادية لي ولغيري على كلام العلماء، فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً، والله أعلم.
9 - (لحوم العلماء مسمومة)؛ فما واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم؟
جواب: اشتهرت هذه العبارة بين الأمة، وهي تفيد معرفتهم بفضل العلماء، ومكانتهم في المجتمعات، ومنزلتهم بين الأمة، ولعل من أسباب تكرار هذه الكلمة ما وقع فيه البعض من الطلبة أو العامة، أو المنتسبين إلى العلم، من كثرة القدح والعيب والتنقص والاغتياب لبعض علماء الأمة، وأكابر الدعاة والمعلمين، وقد يكون الحامل لهؤلاء الحسد الذي يكثر بين حملة العلم، وقد ذكر ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في (جامع بيان العلم وفضله) باباً كبيراً في طعن العلماء بعضهم في بعض، قال: والصحيح أن من صحت عدالته، وثبتت في العلم أمانته، وبانت ثقته وعنايته بالعلم، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحه ببينة عادلة تصح بها جرحته، ... والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور المسلمين إماماً في الدين، قول أحد من الطاعنين، أن السلف ـ رضوان الله عليهم ـ قد سبق من بعضهم كلام كثير في حالة الغضب، ومنه ما حمل على الحسد، كما قال ابن عباس: (استمعوا علم العلماء، ولا تصدقوا بعضهم على بعض، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في زُرُبِها). وفي قول له: (خذوا العلم حيث وجدتم، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض؛ فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة). ثم نُقِل عن أبي حازم عن أبيه أنه قال في أهل زمانه: فصار الرجل يعيب مَنْ فوقَه ابتغاء أن ينقطع عنه، حتى يرى الناس أنه ليس بحاجة إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهو على من هو دونه، فهلك الناس ... إلخ. وقد ذكر أمثلة من طعن بعض العلماء في بعض نظماً ونثراً، وقد اشتهر طعن الإمام مالك وهشام بن عروة في محمد بن إسحاق، وبالعكس، ولم يكن ذلك موجباً لرد روايتهم، وهكذا طعن ابن حجر في العيني، والعيني في ابن حجر، وكذا ما حصل بين السيوطي والسخاوي؛ وذلك لأن الحامل على ذلك المنافسة والحسد، وحب الظهور، وإذا كان ذلك ليس من أخلاق العلماء المتواضعين، فعلى هذا لا يجوز سماع الطعن في العلماء المشهورين، ولا يلتفت إلى من أخذ ينقّب عن مثالبهم، ويتتبع أخطاءهم، فيجعل من الحبة قبة، ويتغافل عن فضائلهم وآثارهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلومهم الجمة التي نفع الله بها، والله عند لسان كل قائل وقلبه.
10 - ما أهم ما يميز العالم من الخُلق، مما يمنحه قبول الناس له؟ وما جوابكم على من يخلط بين الهيبة والتعالي؟
جواب: لقد كتب العلماء في أخلاق العالم وأكثروا، سيما إذا تولى عملاً ذا أهمية كالقضاء والتعليم ونحو ذلك، ونحيل القارئ على كتاب: (تذكرة السامع والمتكلم، في آداب العالم والمتعلم)، لابن جماعة ـ رحمه الله ـ ولا شك أن العالم له مكانته بين الناس، وأن عليه أن يتواضع لمن سأل، ويصغي لمن يستفيد منه، ويلين جانبه، ويظهر للطلاب الفرح والاستبشار، ويلقاهم بصدر رحب، ووجه منبسط، ويفرح بتوافدهم وكثرتهم عنده، ويسره أن يستفاد منه، وعليه أن يبدأ بطلب القراءة عليه، ويعرض على التلاميذ أن يجلس لهم في مادة كذا وكذا، أو يسألهم عن رغبتهم، ويجيب مطلبهم، وأن يلتمس ما يميلون إليه من البسط أو الاختصار، ومع ذلك فلا يضع نفسه موضع الذل والاستضعاف والهوان، بل يترفع عن مجالس السفه واللهو واللعب، وإضاعة الوقت، مما يسقط مكانته، ويضع قدره عند تلاميذه، وأن لا يشمخ بأنفه، ويتكبر على بني جنسه، مما يعيبه به العلماء والتلاميذ، ولكن بين ذلك، فيكون ليناً بلا ضعف، قوياً من غير عنف، حليماً ذا أناة، كما ذكروا ذلك في القاضي.
11 - من المشتغلين بالعلم من يرى ضرورة احتجابه عن مخالطة العامة؛ لأجل توفير الجهد والوقت؛ فما مدى توافق ذلك مع الهدي النبوي؟ وهل القاعدة في هذا الأمر مطّردة، أم يختلف الحال باختلاف الأشخاص والأزمنة والأمكنة؟ وما ضوابط المخالطة المناسبة لأهل العلم وطلابه؟
جواب: قد علم أن لحامل العلم مكانته ومنزلته التي فضله الله بها على غيره، ومتى خالط السفهاء وعوام الناس، واندمج معهم، لقي إهانة وذلاً واحتقاراً، وسمع من سخيف القول، ومستهجن الكلام، ما يترفع عنه حملة العلم الذين قال الله عنهم: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ)) [المجادلة: 11] ولقد صور ذلك الشيخ أبو الحسن الجرجاني ـ رحمه الله ـ بقوله:
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
ولم أتبذل في خدمة العلم مهجتي لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ولو عظموه في النفوس لعظّما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا محياه بالأطماع حتى تجهما
وأقول أيضاً: إن الاحتجاب العام عن الجميع غير لائق؛ فإن الناس بحاجة إلى مجالسة أهل العلم، والتلقي عنهم، والبحث معهم عن المعضلات وما يشكل عليهم، فلهذا متى ابتعد العالم عن العامة حتى عن الطلاب عيب عليه هذا الابتعاد، ومتى اختلط بالعامة وغوغاء الناس ومن لا يعرف مكانته عيب ذلك عليه، فلا بد أن يحفظ نفسه ووقته للاستفادة والقراءة والمذاكرة، ولا بد أن يتبسط ويفتح صدراً رحباً لمن زاره أو استزاره لتحصل الاستفادة من معلوماته، ويتجدد ما في ذاكرته من معلومات ومفاهيم، وينفق مما أعطاه الله، ولا شك أن الناس يختلفون، وبينهم تباين كبير في الآراء والأعمال؛ فمن كان ميله إلى المذاكرة والكتابة والتأليف آثر ذلك على التعليم والتدريس، وساغ له أن يتفرغ للقراءة والبحث والكتابة ونحو ذلك، ولكن لا ينبغي له أن يحتجب دائماً، بل عليه أن يفسح المجال لبعض الزوار والمستفيدين. وأما من آثر التعليم والإفتاء والتدريس، فإنه يحب الانبساط والاختلاط، ويرغب الاندماج مع الناس، ولكن عليه أن يرفع نفسه عن مواقف الذل والهوان.
13 - حين يُمكّن الله لرجل في العلم فإن الناس يرون فيه الخطيب والواعظ والمدرس، وعلى هذا الأساس قد يعاملون الخطيب أو الواعظ على أنه العالم المفتي ... وليس ذلك بغريب منهم بقدر غرابته حين يصدر من بعض المتعلمين. فهل لفضيلتكم من توجيه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: لا شك في كثرة الفنون، وتنوع المعلومات، وأن الهمم تختلف، ولذلك نشاهد الجامعات ممتلئة؛ فهؤلاء يميلون إلى الأحكام وعلم الحلال والحرام، وهؤلاء يفضلون التخصص في علم العقائد والفرق والمذاهب المعاصرة، وآخرون ميلهم إلى علوم اللغة والتراجم والتاريخ والأدب، وآخرون ميلهم إلى العلوم الآلية والرياضيات ونحوها. ثم إن العامة إذا لقوا من جاوز المراحل الدراسية، وحصل على درجة عالية، اعتقدوا فيه الأهلية لكل ما يتجدد من الوقائع، ورجعوا إليه في حل المشاكل، فرضوا بحكمه في الفصل بين المتخاصمين، ورجعوا إلى قوله في الأحوال الشخصية، وطلبوا منه الجواب فيما يدور حولهم من الوقائع العلمية، سواء كانت تتعلق بالعبادات، أو بالمعاملات، أو بالأنفس أو بالأموال، ثم تراه يتجاوب معهم، ويُنَصّب نفسه للإفتاء والتعليم، ويجيب على كل ما يوجه إليه من أسئلة تتعلق بالتوحيد، أو بالأدب أو بالسّنّة، أو بالتفسير، أو بالأحكام، رغم قلة معلوماته في أكثرها، ويحمله على ذلك الخجل من رد الجواب، أو التوقف على الفتيا، مخافة الوصمة بالنقص، أو الرمي بالجهل؛ حيث إنه في مكانة مرموقة، ومنزلة من العلم رفيعة عند العامة، فهو يفتي بغير علم، ويتصدر للجواب، وهو بعيد عن الصواب. ولا شك أن هذا عين الخطأ، وأن الواجب عليه أن يحيل هذه المسائل إلى أهلها، ويعطي القوس باريها؛ فإن العلم أن يقول: الله أعلم. وقد قال بعض العلماء: (من أخطأ (لا أدري) أصيبت مقاتله)؛ وقد قال بعض الشعراء في الحث على العلم وآداب التّعلّم:
وقل إذا أعياك ذاك الأمر ما لي بما تسأل عنه خبر
فذاك شطر العلم فاعلَمَنْهُ واحذر هُديت أن تزيغَ عنه
فربما أعيا ذوي الفضائل جواب ما يلقى من المسائل
فيمسكوا بالصمت عن جوابه عند اعتراض الشك في صوابه
ولو يكون القول في القياس من فضة بيضاءَ عند الناس
إذاً لكان الصمت من عين الذهب فافهم هداك الله آداب الطلب
وقد ذكر بعض العلماء أن تدخل الإنسان في ما لا يعنيه من القول على الله بلا علم، وجعلوه أعظم إثماً من الشرك، لقول الله ـ تعالى ـ: ((قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)) [الأعراف: 33]. وهذه المحرمات مرتبة على الترقي من الأخف إلى الأشد، فدل على أن القول على الله بلا علم أعظم إثماً من الشرك.
ولقد كان العلماء الأجلاء يتوقفون عند الكبير من المسائل، كما ذُكر ذلك في الشعر المذكور، وقد نقلوا عن مالك إمام دار الهجرة ـ رحمه الله تعالى ـ أنه سُئِلَ عن أربعين مسألة فأجاب عن أربع منها وتوقف عن الباقي، وقال للسائلين: اذهبوا فقولوا: إن مالكاً يقول: لا أدري. وكان الإمام أحمد كثيراً ما يتوقف عن الأجوبة التي تعرض له، ويستدل بقول الله ـ تعالى ـ: ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إنَّ الَذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)) [النحل: 116]. ثم نقول: على الجمهور أن يرجعوا في مسائلهم ومشكلاتهم إلى أهل العلم الصحيح، وأن يمتثلوا قول الله ـ تعالى ـ: ((فَاسْأََلُوا أََهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل: 43] فأهل الذكر هم حملة علم الشريعة الذين توغلوا في علم الأحكام، وبحثوا في مسائل الحلال والحرام، وقد يسر الله الاتصال بهم بأسهل الطرق؛ فقد تقاربت البلاد، ويسر الله المواصلات السريعة التي تقطع المسافات البعيدة في زمن قصير، كما يسر الاتصال الهاتفي للقريب والبعيد، وتيسر الرجوع إلى الفتاوى المطبوعة والمسجلة، والرجوع إلى الإذاعة الإسلامية، سيما برنامج (نور على الدرب)، وما أشبهه، فعلى هذا لا يجوز لغير العالم بالأحكام التدخل في جوانبها، ولو كان واعظاً، أو خطيباً أو مدرساً أو داعية، حتى يطّلع على العلوم الشرعية، ويعرف الحق بدليله، ويعرف الراجح من المسائل الخلافية، ويتصور أسباب الخلاف بين المذاهب والعلماء، كما لا يجوز للعالم الرباني أن يكتم العلم، ويتوقف عن الجواب الذي يعرفه؛ فقد ورد الوعيد الشديد على كتمان العلم، وأن الذين يكتمونه يلعنهم الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ويلعنهم اللاعنون، ومن سُئل عن علم فكتمه أُلجِمَ يوم القيامة بلجام من النار، ولا يجوز للعامة الرجوع إلى حملة الشهادات التي لا تؤهل للفتيا في المسائل الخلافية، كمسائل الطلاق، والتيمم، ومسح الجوارب، ومفطرات الصائم، وواجبات الحج، ونحوها، بل يوجهون هذه المسائل إلى أهل التخصص والمعرفة بها، ليصدروا عن علم ويعملوا على بصيرة. والله أعلم.
14 - تتزاحم الأولويات في مخاطبة الناس، فيقع بعض المصلحين في حيرة أو اضطراب؛ فحبذا لو جلّيتم الخطوط العريضة في هذا المجال؟
جواب: لا شك أن الناس يختلفون في المفاهيم، وفي الميول والطباع، وأن المعلم، أو الواعظ قد يتوقف في العلوم والفنون أيّها أوْلى أن يطرقه، ولكن نقول: إن الواجب تحديث الناس بما هو الأهم في حقهم، وقد نُقل عن علي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكذّب الله ورسوله؟) فمتى كان المخاطَبون من أهل الأديان المخالفة، فالأوْلى خطابهم بتقرير الرسالة، ودلائل النبوة، ومحاسن الدين الإسلامي، أو إزالة شبهاتهم، والإجابة عما لديهم من الشكوك والتوهمات. وإن كان المخاطَبون من أهل الإسلام، إلا أن لديهم بدعاً وعقائد منحرفة؛ فإن خطابهم يكون بتقرير العقيدة السليمة، وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح، والصدر الأول، وهو ما تطرق إليه الأئمة في مؤلفاتهم في السّنّة والتوحيد، والإيمان، وتقرير العقيدة الصحيحة، والرد على المبتدعة.
وإن كان المخاطَب من أهل التفريط والانتماء إلى الدين ظاهراً، دون تطبيق وعمل، أو مع مخالفة وانهماك في كبائر الذنوب أو صغائرها، فإنه يُسلك معه من المناقشة حول حالته ما يمكن اقتناعه به من الوعد والوعيد، وإقامة الحجة والدليل، وإيضاح الحجة والسبل السوية، التي تقطع الشبهات، وتوصل إلى الحق واليقين.
أما الخطيب والواعظ الذي يلتقي بعوام الناس الذين لم تتلوث عقائدهم بأوضار الجاهلين وشكوك المموهين، بل هم على فطرتهم، وعلى يقين من صحة دينهم، إلا أن معهم من الجهل ما أوقعهم في المحرمات ونقص الطاعات، فإن الخطيب والواعظ يسلك معهم طرق التعليم، والتنبيه على ما فيه خطر، أو ما هو محرم، ويحرص على علاج ما انتشر وفشا من المعاصي والفواحش، ويتطرق كل حين إلى ما فيه ضرر على الأديان والأبدان، مما هو موجود ومتمكن في المجتمعات، فلا بد أن يكون عالماً بما يحتاج إليه ذلك المجتمع، وما يتساهل فيه الأفراد والجماعات، وما يفعلونه عن جهل، أو عن تهاون، ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم، فمع كل جنس بما يناسبه، وبذلك ينجح الواعظ، ويقدم ما هو أهم من غيره، ويعطي كل نوع ما يحتاج إليه.
15 - لا شك في ضرورة تصحيح عقائد الناس بكل جوانبها. حبذا لو ذكرتم لنا جوانب الاعتقاد مرتبة حسب أهميتها في واقع الناس اليوم.
جواب: معنى ذلك أن الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ، يُحتاج فيها إلى البدء بتصحيح العقيدة؛ فإن الأعمال الصالحة يتوقف قبولها على صحة المعتقد، ومعلوم أن عامة الناس وأكثريتهم لا يحسن خطابهم بأدلة وجود الله ـ تعالى ـ، ولا بالخوض في إثبات الصفات الذاتية، والصفات الفعلية ونحو ذلك، وإنما يسلك الداعي معهم تصحيح مفهوم العبادة، وإخلاص الدين لله ـ تعالى ـ، وذكر أنواع العبادة، وأدلة التوحيد العملي، كالدعاء، والخوف، والرجاء، والتوكل، ونحو ذلك. وقد كتب في ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ الأصول الثلاثة، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، ونحوها مما كتبه في التوحيد، فهو المناسب للعامة الذين يقعون في شرك العبادة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
والعلماء منهم يناقشون فيما لديهم من الشبهات، وما قد يعرض لهم من الاعتقاد في المخلوقات؛ الذي تلقوه عن أسلافهم وعلمائهم الذين انخدعوا بالعامة والخاصة، وأكبوا على الشركيات، وسموا ذلك استشفاعاً، وتبركاً، وتوسلاً بالأولياء ونحوهم. وأما علماء الضلال فإن الداعية يناقشهم في البدع التي ينتحلونها، ويحتجون فيها بسنّة الآباء والأجداد، ويقول الله ـ تعالى ـ في حجتهم: ((قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)) [الشعراء: 74]، ويدخل في البدع ما يخالف الأدلة اليقينية، من العقائد المتعلقة بالأسماء والصفات، والقضاء والقدر، والأمر والنهي، والإسلام والإيمان، والصحابة، وأهل القبلة، من المعتزلة، والمعطلة، والجهمية،
(يُتْبَعُ)
(/)
والجبرية، والمرجئة، والقدرية، والخوارج، والروافض، والمتصوفة، ونحوهم. وقد أكثر العلماء من أهل السّنّة في مناقشة عقائدهم، والرد على شبهاتهم العقلية والنقلية، وبيان الصواب والخطأ في معتقداتهم وأدلتهم. فلذلك على الداعي أن يسلك معهم المجادلة بالتي هي أحسن، ويرجع في ذلك إلى ما كتبه علماء صدر هذه الأمة، مما يتعلق بالسنة، والإيمان، والتوحيد، فقد أكثروا من التأليف فيما يتعلق بالاعتقاد، كالإمام أحمد بن حنبل، وابنه عبد الله، وأبي بكر الخلال، وأبي بكر بن أبي شيبة، والبخاري، وابن خزيمة، وعثمان الدارمي، والآجري، واللالكائي، وابن بطة، والبيهقي، والطحاوي، وابن أبي عاصم، وغيرهم، وقد يسّر الله طبع كتبهم ونشرها، وتوفرت لدى كل طالب علم، وتبين بواسطتها ما كان عليه السلف والأئمة المقتدى بهم، والله أعلم.
16 - تتباين مناهج الدعاة في التغيير، فيميل بعضهم ـ اجتهاداً ـ إلى مسلك دخول المجالس النيابية .. تُرى: هل هذا مما يتسع فيه النظر والاجتهاد ـ لأجل تباين الظروف، وتعقّد بعض الأوضاع ـ؟ وإذا كان الأمر سائغاً فهل في هذا السبيل غنية عن تربية الناس على دين الله ـ تعالى ـ؟
جواب: صحيح أن هذا مما يختلف باختلاف الأشخاص، والأماكن، والأوضاع، فمتى رأى الدعاة هذا المسلك مفيداً فعلوه؛ حيث إن الداعية متى غَشِيَ الجماهير، واعترفوا بمكانته وفضله، وارتفع منصبه، واشتهر بين العامة بعلمه ورتبته، كان ذلك أدعى لقبول قوله، والتأثر بنصحه، وتلقي مواعظه وإرشاداته، وتقبل فتاواه وأجوبته؛ حيث تعترف به الدولة، وتوليه منصباً مرموقاً، وترجع إليه الاختلاف، ثم يقوم بالخطابة، والدعوة إلى سبيل الله ـ تعالى ـ والقضاء بالعدل، والحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، فهو بما لديه من علم وعمل ومعرفة بالله ـ تعالى ـ وبوعده ووعيده، وأمره ونهيه، يقول الحق ويصدع به، ولا يخاف في الله لومة لائم، فيأمر بردع الظالم، وقمع العاصي والمجرم، وقتل القاتل متى تمت الشروط، ورجم الزاني المحصن، وقطع يد السارق، وهكذا يقضى بأمره على معامل الخمور والمسكرات، وعلى مروجي المخدرات، وعلى حوانيت الدعارة والبغاء، وأماكن الفساد. ولكن هذا إنما يُتَصوّر عن عالم رباني، معترف بمكانته، فهو يتصل بالرؤساء والوزراء، والأمراء والولاة ونوابهم، وتنفذ أوامره، وتجاب طلباته التي توافق الحق، وتهدف إلى مصلحة العباد والبلاد.
فأما من كان ضعيف المعلومات، أو قليل المعرفة، أو معه شيء من الانحراف، أو عنده ميل إلى بعض البدع والمحدثات، أو كان مُزجى البضاعة في العلم، فأرى عدم دخوله تلك المجالس، لعدم تمكنه من قول الحق والصدع به، وخوفاً من إقراره المنكرات، أو دعوته إلى شيء من البدع والشركيات، كما حصل ذلك من بعض علماء الضلال الذين خدعوا ولاة الأمر وسوغوا لهم البناء على القبور، وعمارة المشاهد والمعابد الشركية، وحفلات الموالد، وإقرار البدع الاعتقادية والعملية، فاحتج العامة بأقوالهم الخاطئة، وأصبحت فتاواهم ومؤلفاتهم حجة لكل جاهل ومبتدع. وهكذا نقول أيضاً: قد يُفَضّل للعالم والداعية الاعتزال، والبعد عن ولاة السوء، وأئمة الضلال، الذين يحتقرون العالم، ويخالفون ما يقوله، ويبقى بينهم ذليلاً مهيناً مع تظاهرهم بتحكيم القوانين، وإعلان البدع، وإباحة الخمور، وتعاطي المسكرات، وإعلان تعطيل الحدود، وفتح بيوت الدعارة والفواحش، ورفع أماكن علماء الضلال، وقمع الدعاة إلى الله. فمن السلامة في مثل تلك الدول أن يبتعد الداعية إلى الله عنهم، وأن يعتزل ولاياتهم، وأن يفضل العيش في البادية، والقرى النائية؛ فقد ورد في الحديث قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنماً يتتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن). ومع ذلك فإن كل مسلم عليه مسؤولية كبرى، بحسب ما عنده من القدرة والعلم، ففي الأثر: (كلكم على ثغر من ثغور الإسلام، فاللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبَله). فعلى هذا يقول بما في إمكانه من الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ، وتربية الناس على دين الله ـ تعالى ـ وليس هناك غنية عن هذه التربية بحسب الإمكان. والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
17 - من قواعد منهج أهل السّنّة: (رحمة الخلق في دعوتهم إلى الحق). وقد سبب غياب هذه القاعدة عن أذهان بعض المصلحين والشباب أن استحالت قضيتهم مع أهل البدعة والضلال إلى معارضات جدلية لا معنى لها؛ مما أضعف استجابة بعض المخالفين. فليتكم تشيرون إلى بعض الأمثلة لتطبيق هذه القاعدة عند سلف الأمة من المتقدمين والمتأخرين.
جواب: قال الله ـ تعالى ـ: ((ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) [النحل: 125]. وقال الله ـ تعالى ـ: ((وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) [العنكبوت: 46] وقد امتثل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الأمر، فرفق بالناس عند الدعوة إلى الإسلام، وأحسن معهم المقال، فكان بمكة يتتبع الوفود والحجاج، ويعرض عليهم دعوته، وما جاء به، ويبين لهم حقيقة التوحيد، دون أن يضللهم، أو يُسفّه أحلامهم، أو يتنقص عقولهم، حتى قال الله ـ تعالى ـ: ((وَلا تَسُبُّوا الَذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)) [الأنعام: 108] مع أن آلهتهم أموات غير أحياء، لا تسمع ولا تبصر، ولا تغني عنهم شيئاً، ولكن في سبها قدح في عقولهم وأعمالهم، وقد حكى الله ـ تعالى ـ حالته معهم بقوله: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)) [آل عمران: 159]، وهكذا كان يوصي أصحابه عند دعوة الناس إلى الإسلام، فقد قال لمعاذ: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله) وفي رواية: (إلى أن يوحدوا الله). وقال لعلي ـ رضي الله عنه ـ: (ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله ـ تعالى ـ فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). وفي حديث (بريدة) في الوصية لأمير الجيش، أمره أن يبدأ بالدعوة إلى الإسلام، ثم إلى بذل الجزية، وهو دليل على ما جبل الله ـ تعالى ـ نبيه عليه من الرحمة بالخلق، وحبه لدخولهم في الإسلام بالطرق السلمية؛ حيث لم يكره أحداً على الدخول في الدين، وإنما دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وهكذا فعل أصحابه والمؤمنون من أمته، قديماً وحديثاً، فقد ظهر حسن معاملتهم مع المعاهدين والذميين، مما حمل الكثير على اعتناق الإسلام، فكانوا يوفون بالعهود، ويؤمّنون المستأمن حتى يسمع كلام الله، وقد ذكر العلماء في أحكام أهل الذمة تحريم الظلم والعدوان، والإضرار بالذميين، ووجوب الرفق بهم في الدعوة إلى الله، وحسن معاملتهم التي تجلب لهم الدخول في الإسلام. وضرب المسلمون أروع الأمثال قديماً وحديثاً في الرحمة بالخلق، ولين الجانب، واللطف في القول، واجتناب الإغلاظ والفظاظة؛ والقصص عنهم في ذلك كثيرة مشهورة في كتب التأريخ والتراجم، فمن طلبها وجدها.
18 - تعيش قاعدة: (هجر المبتدع) بين نظرين: نظرٍ يجنح إلى تطبيقها دون مراعاة قاعدة: (المصالح والمفاسد)، وآخر يترك تطبيقها بالكليّة فما ضوابط تطبيق هذه القاعدة؟
جواب: أرى أن الأمر وسط بين هذين النظرين، فإن الهجر يجوز للمصلحة؛ وذلك أن العاصي والمبتدع إما أن يكون معانداً مصرّاً على الذنب والبدعة، لا يتأثر بالوعظ، ولا يقبل النصح، بل يرى صحة ما هو عليه، ويعتقد خطأ من نصحه عن ذنبه، سواء كان الذنب مكفراً أو مفسقاً، فمثل هذا أرى هجره والابتعاد عن مجالسته وموالاته؛ لعموم الأدلة في تحريم موالاة الكفار، كقوله ـ تعالى ـ: ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) [المجادلة: 22] الآية، والمودة هي المحبة والكرم، وقوله ـ تعالى ـ: ((تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا)) [المائدة: 80] إلى قوله: ((وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)) [المائدة: 81]، وقوله ـ تعالى ـ: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ)) [التوبة: 23] فالنهي عن التولي أمر بالهجر والإبعاد، والمقاطعة للأقارب، فضلاً عن الأباعد، وذلك أن إكرامهم وتقريبهم، ومجالستهم،
(يُتْبَعُ)
(/)
مع إصرارهم على الكفر والفسوق والعصيان، يعتبر إقراراً لأفعالهم، وفيه دعوة لغيرهم إلى تقليدهم واتباعهم؛ حيث لم يلقوا من المؤمنين إلا المودة والتقريب، والله قد نهى عن مودتهم، وجعل من والاهم مثلهم، بقوله: ((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ)) [المائدة: 51] أما إن كان العاصي أو المبتدع متأولاً ويعتقد أنه على صواب، فإن الواجب دعوته، وبيان الحق له، وتأليف قلبه وتقريبه، وكثرة نصحه، وتخويفه وتحذيره، من غير مبادرة إلى الهجر الذي يكون مُنفّراً له عن الخير، ومبعداً له عن مجالس الذكر والعلم، سيما إذا كان هجره وإبعاده يسبب اختلاطه بالأشرار، وامتزاجه بهم، ورسوخ المعاصي في قلبه وابتعاده عن أهل الذكر والخير والعلم النافع؛ مما يسبب قسوة قلبه، وانصرافه عن أهل الفضل والعلم، واعتقاده فيهم التنفير والغلظة والشدة، فمثل هذا متى هجر واستعملت معه القسوة لأول مرة نتج عن ذلك بغضه للصالحين، ونفرته من مجالستهم، واعتياضه عنهم بالأشرار، وإحسانه الظن بهم، لما يجد منهم من التقبل والترحيب والتشجيع؛ وهكذا إذا كان العاصي معترفاً بذنبه، مقراً بسوء فعله، قد غلبت عليه نفسه الأمارة بالسوء، وكذا من يجالسه ويعمل معه من السفهاء؛ فإن ذلك يحدث كثيراً من بعض الجهلة، فأرى أن هجرهم مبدئياً مما ينفرهم، ويسبب منهم التمادي في الغي والضلال، فمن المصلحة تقريبهم وتكرار نصحهم، وتخويفهم، وترغيبهم في التوبة والإقلاع عن الذنوب، سيما إذا وجدت منهم الرقة والتقبل، والوعد الحسن. وقد يجوز الهجر للعاصي إذا عُلم أن الهجر يؤثر فيه، ويسبب إقلاعه عن المعاصي حيث إن هناك الكثير من العصاة يقع منه الذنب الصغير أو الكبير، بلا حاجة ولا دافع نفسي، كحلق اللحية والإسبال، والتكاسل عن الصلاة، وسماع الأغاني، وتعاطي الدخان أو الخمر، وهو مع ذلك متأول، أو متساهل، فمتى هجره أبواه وإخوته وأقاربه، ومقتوه، وطردوه، تأثر لذلك، وعرف خطأه، وكذا إن كان الهاجر له يعز عليه، كأصدقائه وأحبابه، فكثيراً ما يحدث أن يتوب بعد الهجر، ويقلع عن العادات السيئة، فإن كان الهجر لا يزيده إلا تمادياً في السوء، وعملاً للمعاصي، فالمصلحة تقتضي تقريبه، فذلك أخف للشر، وأقل للعصيان، والله المستعان.
19 - كثرة الواجبات أشغلت بعض الدعاة عن بيته، لا سيما إذا كان مشغولاً بما هو فرض كفاية مما يرى أنه متعين في حقه: فهل له في هذا عذر ـ مع اعتبار المصالح والمفاسد في كلتا الجهتين ـ؟
جواب: لا يجوز للإنسان أن يتقبل من الواجبات والأعمال ما هو فوق طاقته، بحيث يشغله عن الحقوق المتحتمة عليه لله أو لعباده، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص: (فإن لجسدك عليك حقاً وإن لعينك عليك حقاً وإن لزوجك عليك حقاً وإن لزَوْرك عليك حقاً) (1) ( http://www.saaid.net/leqa/19.htm#(1)) والحق الذي لزوجه، هو الأنس والمجالسة الكافية، والعشرة الطيبة، وقضاء الوطر، والمبيت المعتاد، ولا شك أن ذلك لا يستغرق جميع وقته، ففي إمكانه أن يقوم بواجبه الوظيفي، ومنه الدعوة إلى الله ـ تعالى ـ، وزيارة الإخوان، وأداء الواجبات الدينية، ومنه الإتيان بما يقدم عليه في نهاره أو ليله من فروض الكفاية، سيما إذا رأى غيره لم يقم بها، وأصبحت متعينة في حقه، ولو كانت تحتاج إلى سفر بعيد أو قريب، كالمحاضرات، والندوات، والنصائح، وتغيير المنكرات، والأمر بالمعروف، وإبداء الآراء والاقتراحات عند من يقبلها؛ وذلك لما فيها من المصالح العامة للمسلمين، وما فيها من نصرة الدين، وقمع العصاة والمنافقين، ومع ذلك كله فلا يهمل أهله وذريته، فقد ورد في الحديث: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يمون) وفي لفظ: (أن يحبس عمن يمون قوته)، وعليه أن يقنع أهله وزوجاته بما يحصل لهم من نفقة، أو إقامة، إذا تحتم عليه السفر أو الانشغال، والله أعلم.
20 - ما الشروط المعتبرة للشهادة بعدالة الرجل؟ وهل يمكن الاكتفاء فيه بقول معدل واحد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
جواب: تكلم العلماء في الجرح والتعديل بالنسبة لرواة الحديث، وأطالوا في شروط العدالة في كتب المصطلح، وكتب الرجال، وذكروا أنه لا يقبل قول كل جارح أو معدل؛ حيث إن هناك من يتكلم في الرجال بغير علم، فيجرح أو يعدل بمجرد الظن والتخمين، وكذا من يتكلم لمجرد الهوى، فيجرح من يبغضهم أو يعاديهم، ويعدل من يواليهم، ويعرف ذلك بمخالفته لغيره، فكثيراً ما ينفرد البعض بتعديل الراوي، بينما بقية الأئمة جرحوه وطعنوا في روايته، ولا شك أن الكلام في الرجال المسلمين، سيما بعد موتهم، له خطره، وخصوصاً من عُرف بالدين والعبادة، والصلاح والاستقامة، وعرفت مكانته عند الأمة، وظهر له ذكر حسن، ولسان صدق، فإن الكلام فيه من غير تثبت ذنب كبير، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) رواه البخاري وغيره. وقال: (لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء) رواه أحمد وغيره.
ومتى كان الكلام في الأموات لمجرد الهوى أو الحسد فإنه يكون طعناً في الجارح نفسه؛ حيث إن المجروح قد اشتهر علمه وفضله، وانتشر بين الناس ذكره الحسن، والثناء عليه.
أما إن كان المجروح ضعيف الحديث، وقد تصدى للرواية، فدخل في حفظه خطأ، أو خلل، أو نقل ما ليس بصحيح، فإن الكلام فيه متعين على من عَرَف ذلك، مخافة الانخداع برواياته ونقوله، وهي غير صحيحة، ولذلك كان الإمام أحمد والبخاري ويحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي، وغيرهم يتكلمون في المحدثين، ويذكرون ما فيهم من الجرح والطعن، وذلك من باب النصيحة للأمة، لا من باب التنقص لهم، ولا يكون غيبة؛ لأنهم يذبّون عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وينقّونها مما دخل فيها؛ فلو سكتوا لاشتبه الصحيح بالضعيف والسقيم، ولم يفرق بين نسر وظليم، فهم مأجورون على كلامهم؛ ولأن أولئك تدخلوا في رواية الحديث بغير أهلية، فوجب بيان حالهم بدون تعصبٍ أو هوى، والله أعلم.
21 - ما توجيهكم لطلاب العلم الذين اشتغلوا بالجرح والتعديل في بعضهم وفي بعض العلماء والأشخاص دون أن يأخذوا للأمر عدته ومتطلباته؟
جواب: لحوم العلماء مسمومة، أي غيبتهم والقدح فيهم يردي من تسرع وطعن في علماء الأمة، ويتوجه الطعن والعيب عليه حتى يهلكه هلاكاً معنوياً؛ وذلك لأن علماء الأمة الإسلامية قد حَمّلهم الله هذا الدين، واختارهم لحمل كتابه وسُنّة نبيه، وذلك شرف وفضيلة تميزوا بها عن غيرهم، وقد عرف الناس قدرهم ومكانتهم المرموقة، واعترفت الدول والرؤساء بفضلهم وتقدّمهم، وولّوهم المناصب الهامة، وصدروا عن آرائهم وتقبلوا نصائحهم واقتراحاتهم، فهم يقومون بأمر عظيم، ويتحملون عن الأمة عبئاً كبيراً، ولو قُدّر أن في بعضهم شيئاً من الخلل والخطأ، فإنهم معذورون، فهم يعرفون ما لا يعرف غيرهم، ويقدرون للأمور حسابها، وليس في استطاعتهم ولا غيرهم إصلاح كل فاسد، ولا رد كل شارد، ولكن بعض الشر أهون من بعض، وقد يظن بهم بعض العامة التساهل والتغاضي عن الشرور الظاهرة، والمنكرات الموجودة، ويعتقد أنهم سكتوا عنها وأقروها، والواقع أنهم قد قاموا بما في الإمكان، ودافعوا عن الأمة والدين الإسلامي، ودفع الله بهم الكثير من كيد الأعداء الحاسدين، ممن يحاول الطعن في ديننا، وإدخال ما يفسد القلوب، من الشرور والأضرار والفتن، فالعلماء يبذلون الجهد في الدفاع عن الإسلام، والتخفيف من المنكرات، ولكن الشرور تتوافد وتتوارد من كل جهة، فتغلب القوى الفردية، ويعتذر من خفف من شأنها، بصعوبة اجتثاثها، وبما في بعضها من مصلحة أو خلاف ولو ضعيفاً يقتضي التساهل بها، ومع ذلك فالسعي جاد في تقوية الحق ونصر الدين بقدر الاستطاعة، والله المعين، فعلى هذا من اشتغل بالطعن في علماء الأمة الإسلامية أو في بعضهم فقد أساء العمل، وجهل الحال فيقال لهم:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سُدّوا المكان الذي سَدّوا
فعلى طالب العلم أن يشتغل بنفسه، ويتفقد عيوبه، ويسعى في إصلاح نقصه، كما عليه أن ينكر المنكرات بقدر استطاعته، وأن ينصح العلماء ويرشدهم إلى ما يراه الأصلح للحال والمستقبل، ويتصل بكل من رآه مخلاً بشرط، أو واقعاً في خلل، ويبدي له اقتراحه، ويقبل عذره، ويعترف بما يراه من الرأي السديد، وينصح الشباب وطلبة العلم بعدم الخوض في أعراض العلماء، والميل أو التّحيّز إلى جهة أو طائفة لمجرد تعصب أو هوى في نفس، وبذلك تصلح الحال، وتجتمع الكلمة، وتقوى معنويات المسلمين، ويوجهون قوتهم إلى أعداء الدين في البعيد والقريب، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
----------
الهوامش:
(1) أخرجه البخاري في الصوم (1975)، وأخرجه مسلم في الصيام (1159).
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jul-2009, صباحاً 03:29]ـ
رحم الله الشيخ ابن جبرين
جزاكم الله خير
لاحرمتم الأجر على تلك الكتابه لشيخ الجليل ابن جبرين
بوركتم
شكرا لمروركم وتعقيبكم وعظم الله أجرنا وأجركم في فقيد امه لاعزاء فيه الا ببركة من بقي من خلفه بيننا بارك الله فيهم وجمعنا وأياه واياهم في مستقر رحمته في جنة الفردوس الأعلى عند مليك مقتدر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 08:16]ـ
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 09:49]ـ
اللهم ارحمه يا رب ... كان إماما بحق ...
ولن توف الكلمات حقه .. فاستغفروا له يا ربعنا ...(/)
صَعْفُوق .. والمثال النادر
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[14 - Jul-2009, مساء 12:32]ـ
القاموس المحيط
الصَّعْفوقُ: اللَّئيمُ وة باليَمامَةِ لهُمْ فيها وَقْعَةٌ ويُقالُ: صَعْفُوقَةُ وليسَ في الكلامِ فَعْلولٌ سِواهُ. وأمَّا خَرْنوبٌ فَضَعيفٌ، وأمَّا الفَصيحُ فَيُضَمُّ خاؤُهُ أو يُشَدُّ راؤُهُ. والصَّعافِقَة: خَوَلٌ لبَني مَروانَ ويُقالُ لهم: بَنو صَعْفوقَ ويُضَمُّ صادُه مَمنوعٌ للعُجْمَةِ سُمُّوا لأَنهم سكَنوا صَعْفوقَ و: القومُ يَشْهَدونَ السُّوقَ للتِّجارَةِ بِلا رأسِ مالٍ فإذا اشْتَرى التُّجَّارُ شيئاً دَخَلوا معهم، الواحدُ: صَعْفَقِيٌّ وصَعْفَقٌ وصَعْفوقٌ بالفتح ج: صَعافيقُ أيضاً.
ـ[أبو قصي المنصور]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 09:30]ـ
بارك الله فيكم.
(صَعفوق) بالفتح أعجميٌّ؛ فلا يَثبت به وزنُ (فَعلول).
وشاهدُه قول العجَّاج:
... من آل صَعفوقٍ، وأتباع أخَرْ ...
*** من طامعين لا يُبالون الغمَرْ ...
وفي بعض الكتب، كـ «اللسان»، و «المعرب» للجواليقي: (لا ينالون). وهو تصحيف.
إذِ (الغمَر): ما يبقَى على اليدين من أثَر اللحم.
أرادَ أن يهجوَ الخوارجَ الذي قاتلَهم ابنُ معمَرٍ بأنهم لا يبالون ما أصاب أيديَهم من الدنس، ولا يتحرَّزون منه، على سبيلِ الاستعارة.
فإن قيلَ:
كيف يكونُ أعجميًّا وهو في البيت مصروفٌ؟
قلتُ:
قد تكونُ التسميةُ بهِ علَمًا حادِثةٌ بعد نقلِه من الأعجميَّة. وقد يكونُ أعجميًّا، ثم كثرَ استعمالُه حتى عُرِّبَ، وسُلِك في جملة الأسماء العربيَّة.
ويدلُّك على أن روايته بالصرفِ ما ذكره أبو العباس المبرّد في «مقتضبه»؛ قال:
(ويقال: إنه اسم أعجميٌّ أعرِب).
ولولا ذلك، لكان الوجهَ مع القول بعجْمتِه صرفُه.
وبعضُهم يرويه في البيت ممنوعًا من الصرف. ولا أعلمُ له مستندًا من السماعِ.
وإنما حكمنا عليه بالعُجْمة لأمرين:
-أحدُهما: خروجُه عن أوزان العربيَّة.
-وثانيهما: أنَّه لا اشتقاقَ له. أما إطلاقه على اللئيم، فإما أن يكونَ اسمَ جنس منقولاً، وبه سُمِّيَ الصعافقة، وإما أن يكونَ استعارةً واقعةً بعد التسميةِ، لأن الصعافقة قومٌ من رُذال الناس، وأخلاطِهم.
= وأكثرُ مَن فسَّر معنى (الصعافقة) معوِّلٌ على ما ذكره صاحب «العين»، وما أملاه أبو سعيد الأصمعيُّ في شرحه لديوان «العجاج»، وما نقلَه عنه أبو عبيد في «غريب الحديث»، وما أورده أبو محمد الأنباريُّ في «شرح المفضليات».
ولو جُمِعت هذه الأقوال، ومحِّصت، وألِّفَ بينها، لاستبان معنى الكلمة كما هو.(/)
بيئات القبائل في شعر الأخنس بن شهاب؛ "سيادة مطلقة"
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[15 - Jul-2009, صباحاً 01:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورقة بحثية: بيئات القبائل في شعر الأخنس بن شهاب؛ "سيادة مطلقة"
في بحثنا هذا، استطعنا أن نفسر بعض الجغرافيات التي ذكرها الأخنس عن بيئة القبائل، في حين أننا لم نذكر جميع البيئات التي سكنتها كل قبيلة، أقصد أننا اقتصرنا على ما أورده الشاعر، ومن طرف آخر فاننا ذكرنا إلى ما تعود كل قبيلة في نسبها، وأوردنا بعض الشواهد التي تدلنا على أن هذا الكم الهائل من المفاخر بقبيلة تغلب لم يكن من فراغ. ولعلنا نختم بما ورد في حماسة الخالديين: " هذا الشعر نهاية في الفخر وذكر العدد ووصف الشَّرف".
والحمد لله رب العالمين(/)
النَّقد الأدبيُّ ... وأشباه النُّقَّاد
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 - Jul-2009, مساء 07:07]ـ
قال أبو فهر محمود محمد شاكر: (وإذا نُزِعَ الحياء كثر البلاء) [جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر 2/ 828].
لهذا المقال قِصَّةٌ أسوقها إليك – أيها القارئ الكريم – لِتَفْهَم عنِّي ما أقولُ، وتُقْبِل إليَّ بوجه الرِّضى والقَبُول.
حدَّثني صاحبي – وهو شاعرٌ مُفْلِقٌ ثِقَةٌ – أنَّ أَحَدَ النُّقَّاد عَرَضَ عليه أن يُصَنِّفَ كتابًا يحشوه بدراسات نقديَّة لقصائد صاحبنا تُعْلِي ذِكْرَه وتُظْهِر أَمْرَه، فلمَّا رَدَّهُ صاحبي وأَنْكَرَ عليه، تَغَيَّرَ له، وعاب عليه شِعْرَهُ وذَمَّه!
هذا النَّاقِدُ وأمثاله مِنْ أشباه النُّقَّادِ لهم ظهورٌ على السَّاحة النَّقدية العربيَّة الحديثة أَفْسَدَ رَوْنَقَ النَّقْدِ الأدبيِّ وأَضَرَّهُ، وَخَرَجَ على أصوله وقواعده ... فلا أمانة في النَّقْدِ، ولا نزاهة في إطلاق الأحكام، ولا إنصاف في دراسة النَّصِّ. ولا غرو! فهؤلاء يصدرون عن نفوسٍ تسوسها الشَّهوات، تراهم رُكَّعًا سُجَّدًا بين يَدَيْ نصوصٍ زَيَّنَتْها لهم أهواؤهم الجامحة، فلا يلتفتون إلاَّ إليها، ولا يحتفلون إلا بها ... يَقِفُونَ على ما لا يستحقُّ الوقوف، ويتَخَيَّرون مِنَ النُّصوص ما يتخيرون، وَيَسْتَبْدِلُونَ الذي هو أدنى بالذي هو خير، مستفرغين مجهودهم في دِراساتٍ لم تَسْلَم مِنْ فَسَادِ التَّكَلُّفِ، وَسَمَاجَةِ التَّمَسُّحِ والتَّزَلُّفِ!
والنَّقْدُ في يد هؤلاء كالسَّيف البَتَّار يَضْرِبُونَ به رقاب مَنْ يُبْغِضُون، ويذودون به عَنْ حِياضِ مَنْ يَتَقَرَّبون إليهم، يَرفعون أقواما، ويضعون آخرين! ولسان حالهم يُنشِدُ:
وَمَنْ لم يَذُدْ عن حَوْضِه بِسِلاَحِهِ ** يُهَدَّمْ ومَنْ لاَ يَظْلِمِ النّاسَ يُظْلَمِ!
وإنْ كانت غايةُ النَّقْدِ التَّمْيِيزَ بين الجَيِّد والرَّدِيء مِنَ النُّصوص، فأين هؤلاء مِمَّا نَقُولُ!
ويا ليت شِعري، كيف يكونُ النَّاقِدُ – إن كان حَالُهُ كَحَالِ هؤلاء - صادقًا في أحكامه، نزيها في تحليلاته، لا يُخاتِلُ ولا يُجَامِلُ؟!
إنَّ النَّقْدُ الأدبيُّ عِلْمٌ له أصولٌ وقواعدُ ومُصْطَلَحاتٌ وأدواتٌ، وهو فَنٌ صَعْبُ المرتقى، لا يُحْسِنُهُ إلا ذو عِلْمٍ وَخِبْرَة وَدِرَاية، وإنَّما يقوم على الفهم
والتَّحليل، والفَحْصِ والتَّعليل، والإنصاف والنَّزاهة في الحُكْمِ على المَنْقودِ، ولا يكونُ النَّقْدُ صَادِقًا سَدِيدًا إلا إذا تَبَرَّأَ مِنْ كُلِّ ما قد يُؤثِّرُ في أحكامه
أو يُفْسِدُها.
وإنَّ مِنْ أضرّ ما ابتليت به حركة النَّقد العربية الحديثة غياب النُّقَّاد المُنْصِفين عن السَّاحة النَّقدية، أو ضَعْف حضورهم وقِلَّة إنتاجهم ... فَغَلَبَ السَّوادُ البياضَ، والرَّديءُ الجَيِّدَ.
فما أحوجنا إليكم معشر النُّقاد المنصِفين! وما أحوجنا إلى نَقْدٍ عِلْمِيٍّ نزيهٍ يُصْلِحُ ما فَسَدَ،ويُقَوِّمُ ما اعْوَجَّ، ينسبُ الفضل إلى أهله، ويَرُدُّ الحقَّ إلى أصحابه، وَيُعِيدُ قافلة النَّقد إلى طريق الاستقامة والعدل والإنصاف.
عَمَّار محمد الخطيب
[مقالٌ منشور في رابطة أدباء الشام، العدد: 303 بتاريخ 2009/ 5/23
ـ[رزيقة منصورية]ــــــــ[28 - Jul-2009, صباحاً 10:25]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 07:25]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
وجزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.(/)
خندف .. المحبة التي ولهها الحزن قبل قيس
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 10:11]ـ
الذي يحضرنا من قصص المحبين الذين ضيع حزن فقدهم حبيبهم عقلهم، وصار لهم عالمهم الخاص الذي يصاحبون به الوحش - قليل، والدليل تلك القصة التي ذكرها ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري بشرح صحيح البخاري -ج 6".
وهي أقدم قصة في هذا الموضوع أقدمها لعلها تفيد في تأريخ ذلك الجانب الفني الإنساني.
وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّهُ عَمْرُو بْنُ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ بْنِ خِنْدَفَ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ خُزَاعَةَ مِنْ مُضَرَ، وَذَلِكَ أَنَّ خِنْدَفَ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ الدَّالِ بَعْدَهَا فَاءٌ اسْمُ امْرَأَةِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَاسْمُهَا لَيْلَى بِنْتُ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، لُقِّبَتْ بِخِنْدَفَ لِمِشْيَتِهَا، وَالْخَنْدَفَةُ الْهَرْوَلَةُ، وَاشْتُهِرَ بَنُوهَا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا دُونَ أَبِيهِمْ؛ لِأَنَّ إِلْيَاسَ لَمَّا مَاتَ حَزِنَتْ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا بِحَيْثُ هَجَرَتْ أَهْلَهَا وَدَارَهَا، وَسَاحَتْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ، فَكَانَ مَنْ رَأَى أَوْلَادَهَا الصِّغَارَ يَقُولُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَيُقَالُ بَنُو خِنْدَفَ. إِشَارَةً إِلَى أَنَّهَا ضَيَّعَتْهُمْ.(/)
علم الأدب .. بطاقة تعريف
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - Jul-2009, مساء 10:14]ـ
معلومات هذه البطاقة مستنبط معظم بنودها من تعريف الدكتور عبد الكريم راضي بكتاب الأمالي للقالي المجلد الأول إبريل 2009.
1 - الاسم: علم الأدب.
2 - الحد: قال ابن خلدون في مقدمته ص553: حفظ أشعر العرب وأخبارها، والأخذ من كل علم بطرف.
3 - الواضع: قال ابن خلدون في مقدمته: سمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن – علم الأدب- أربعة دواوين، هي: البيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرد، والأمالي للقالي، وأدب الكاتب لابن قتيبة.
4 - الموضوع: أشعار العرب ولغتهم وحضارتهم.
5 - المسائل: قال ابن خلدون في مقدمته ص553: شعر عالي الطبقة، وسجع متساو، ومسائل في النحو واللغة مبثوثة أثناء ذلك متفرقة يستقرئ منها الناظر في الغالب معظم قوانين اللغة، مع ذكر بعض من أيام العرب يفهم به ما يقع في أشعارهم منها، وكذلك ذكر المهم من الأنساب الشهيرة والأخبار العامة.
6 - الحكم: واجب على من يشتغل بالتفسير أو المهتم بالحكم الشرعي، وعلى من يجتهد في اللغة.
7 - النسبة: علم من علوم اللغة العربية الاثنا عشر.
8 - الاستمداد: أدب العرب وحضارتهم ولغتهم.
9 - الثمرة: قال ابن خلدون في مقدمته: أن لا يخفى على الناظر فيه شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم؛ لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهم.
10 - الفضل: نقل الجاحظ في "البيان والتبيين" 1/ 68: وقال محمد بن علي بن عبد الله بن عباس: كفاك من علم الدين أن تعلم ما لا يسع جهله، وكفاك من علم الأدب أن تروي الشاهد والمثل. ونقل فيه أيضا 3/ 240: وقال شبيب: اطلب الأدب فإنه دليل على المروءة، وزيادة في العقل، وصاحب في الغربة، وصلة في المجلس.(/)
لماذا نخاف من الله؟
ـ[هانى درغام]ــــــــ[21 - Jul-2009, صباحاً 12:19]ـ
لماذا نخاف من الله؟
جلس يتحدث إلىَّ و يشكو أنه عندما يستمع إلى موعظة من المواعظ أو يقرأ فى كتب الرقائق أو يتذكر موت صديق .... أو يسير فى جنازة .... أو يرى حادثاً أليما أمامه يصاب بخوف عارض ... يُرسل الدموع ويهز المشاعر ثم يمضى إلى حال سبيله فيعود إلى ما كان عليه من نوم وغفلة.
قلت له ... إن هذه الشكوى عامة عند كثير من الناس ... وإن الخوف القادر على أن يصبح دافعاً للعمل لابد له من مستوى ودرجة يصل إليها وإلا يصبح التاثر به وقتيا ويزول أثره بعد فراق سببه.
فقال صديقى: وكيف نجعل الخوف دافعا للعمل؟ ... كيف نصل به للمستوى الذى يثمر التقوى والمراقبة فى كل الأقوال والأفعال؟
قلت له بعد لحظات من التفكير: لابد أن نسأل أنفسنا أولاً لماذا نخاف من الله؟ أوبمعنى آخر ما هى الأسباب و المجالات التى ينبغى أن نتفكر فيها بصورة مستمرة ليزداد خوفنا من الله عز وجل؟
تركت صديقى ... و ذهبت أبحث عن أسباب الخوف من الله ... فكانت هذه الرسالة.
بداية ... أقول أن الخوف من الله هوالوسيلة الفعالة لتنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين فهو بلا شك الدواء الناجح لمن أسر الهوى قلبه وأصبحت الدنيا أكبر همه ومنتهى آماله و طموحاته .... فالخوف هوالبداية الحقيقية لسير القلب إلى الله ... يقول النبى عليه الصلاة و السلام: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة) (الإدلاج: التشمير والاجتهاد فى الطاعة)
فالخوف من الله هو اللجام الذى يمنع النفس من الوقوع فى المعصية وحتى إذا أقدم الإنسان عليها بحكم ضعفه البشرى قاده ذلك الخوف إلى الندم والاستغفار والتوبة فيظل فى دائرة الطاعة.
والخوف هو الذى يدفع العباد إلى إخلاص العمل لله فلا يبتغون به جزاء دنيويا ولا شكر من الناس (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً) (الإنسان 9) (لماذا؟) (إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (الإنسان 10)
إذن مما سبق يتضح لنا أن الخوف من الله هو أصل كل خير وهومستهدف الطاعات و لكن كى يستقر هذا الخوف فى القلب ليحقق الثمار المرجوة منه لابد من معرفة أسباب و مجالات الخوف من الله ...
(1) الخوف مهابة وتعظيما لله عزوجل:
كلما ازدادت معرفة الواحد منا لله عز وجل و كلما اقترب العبد من مولاه وتعرف على أسمائة وصفاته ودلائل قدرته ازدادت مشاعر الهيبة والاجلال له سبحانه فعلى قدر المعرفة تكون المعاملة.
· فهو سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماوات ولا فى أعماق البحار ولا تحت الجبال (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام 59)
· وهو الذى لا يعجزه أحد من خلقه ولا يفوته بل هو فى قبضته أينما كان (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً) (فاطر 44)
· وهو الذى لو يؤاخذ الناس بظلمهم ما ترك على ظهر الأرض أحدا (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) (فاطر 45)
· وهو الذي لا يستطيع أحد أن يفر من قضائه وقدره (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً) (الأحزاب17)
· وهو الحى الدائم الباقى الذى لا يموت وكل ما سواه زائل
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن 26 - 27)
· (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (الأنعام 18)
· وهوالذى يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور) (غافر 19)
(يُتْبَعُ)
(/)
أخى الحبيب ... هل بعد ذلك كله لا تخشى الله عزو جل ... لا تراقبه فى جميع أقوالك وأفعالك ... تتجرأ على معصيته ... تغفل عنه وتنساه ... تنشغل عنه بهذه الدنيا الزائلة الحقيرة (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر 67)
(2) الخوف من عاقبة الذنوب:
· هل فكرت يوما فى إحصاء ذنوبك؟ هل تتذكر ما ارتكبته من المعاصى والسيئات والغفلات؟
· هل تذكر النظرة الحرام ... الكذب ... الغيبة ... النميمة ... الرياء ... السخرية والاستهزاء ... بذاءة اللسان ... الحسد والحقد؟
· هل تذكر تقصيرك فى حق والديك؟ قطعك لأرحامك؟ إيذاءك لجيرانك؟
· هل سألت نفسك كم صلاة فجر نمت عنها؟ كم صلاة أخرتها عن وقتها؟ كم مرة هجرت القرآن؟
· هل تذكر اليوم الذى وعدت فيه ربك بالإقلاع عن المعاصى والعودة إليه بالتوبة والاستغفار ثم رجعت تبارزه بالمعاصي المرة تلو الأخرى؟
ألم تعلم أنك سُتسأل عن كل صغيرة وكبيرة (وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) (الكهف 49)
بل ستحاسب على مثقال الذرة (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة 7 - 8)
كيف لا تخاف من ذنوبك والله عز وجل يقول (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور 63)
ألا تعلم أن كلمة واحدة تقولها قد تهوي بك فى النار سبعين خريفا (عاما)
لقول النبي عليه الصلاة والسلام (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالا يهوي بها فى النار سبعين خريفا)
أخى الحبيب ... إذا كنت قد نسيت ذنوبك السابقة ... فإن الله لم ينس (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) (المجادلة 6)
وإذا كنت تستصغر ذنوبك وتظن أنها بسيطة فاعلم أن تصغير الذنب تصغيرلأمر الرب ... فلا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت .... وتذكر قول النبى عليه الصلاة السلام: (إياكم ومحقرات الذنب فإنهن يجتمعن على المرء حتى يهلكنه)
وتذكر حسرة أهل المعاصي يوم القيامة عندما ينادي مناد (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) (الجاثية 21)
إخوانى فى الله ... سارعوا إلى التوبة ... إلى المغفرة ... إلى الرجوع إلى الله هلموا نرفع أيدينا وتلهج ألسنتنا بالدعاء (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف 23)
(3) الخوف من التقصير فى حق العبودية:
لقد خلقنا الله عز و جل من أجل غاية واضحة ومحددة وهى عبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات 56)
والعبادة الحقيقية هى الاستسلام والخضوع والانقياد التام لله عز وجل بمعنى أن يكون الله عزوجل هو غايتك ومطلبك فى كل أقوالك وأفعالك ... حركاتك و سكناتك وأن يكون العمل على إرضائه هو شغلك الشاغل وليس كما يعتقد الكثير من الناس أن العبادة هى الصلاة والصوم والزكاة والحج و لذكر فقط.
إذن بدون تحقيق هذه الغاية تصبح حياتك عبثاً لا قيمة لها ... إذا ما تأكدنا من أهمية ذلك أدركنا مدى تقصيرنا فى حق الله تعالى ... مدى انشغالنا بشهوات الدنيا وحظوظها الفانية عن الغاية المطلوبة منا ... مدى تقصيرنا فى شكر نعمه ... وبالتالى نشعر بالحزن والحسرة على ضياع عمرنا فى اللهو واللعب والغفلة وجمع المال والتصارع والتشاحن و ...
فإذا علمنا أننا سنحاسب على كل صغيرة وكبيرة وأن كل دقيقة تضيع من حياتك دون مراقبة الله فيها محسوبة عليك وأن كل لحظة فى حياتك سوف يكون عليها سؤال ... بل أسئلة يوم القيامة ... بالتأكيد سيزداد خوفنا من الله وسيستمر هذا الخوف كلما تذكرنا مدى تقصيرنا فى عبادته سبحانه و تعالى.
(4) الخوف من الاستدراج:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا وجدت أن الله عز وجل قد أسبغ عليك نعمه وأنعم عليك بالمال ... الجاه ... البنين ... العافية ... مع ارتكابك المعاصى (صغيرها وكبيرها) وإصرارك عليها كنت فى عداد المستدرجين بنعم الله عليهم وهم لا يشعرون.
انظر ماذا حدث للقوم عندما أعرضوا عن ذكر الله وأصروا على المعاصى والضلال ... فتح الله لهم من النعم والخيرات استدراجاً لهم (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) (الأنعام 44)
لذا يقول النبى عليه الصلاة و السلام: (إذا رأيت الله يعطى العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك منه استدراج)
(5) الخوف من محبطات الأعمال:
·الرياء: المرائى هو الذى يسارع فى الأعمال الصالحة طلبا للمنزلة عند الناس و طمعاً فى متاع الدنيا وحظوظها الزائلة لذلك أخبرنا النبى عليه الصلاة و السلام (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغى به وجهه)
بل وحذرنا النبى من الرياء فأخبرنا أن أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة رجل قاتل واستشهد ليقال عنه شجاع ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ليقال عنه عالم وثالث أعطاه الله من أصناف المال كله فأنفق كيف يشاء ليقال عنه جواد كريم.
· الإعجاب بالعمل: المعجب هو الذى يستعظم أعماله وطاعاته ويمن بها على الله و يعتقد أن ما أعطاه الله من إمكانيات هى ملك ذاتى له يمكنه استخدامها و الاعتماد عليها وقتما يشاء.
انظر ماذا حل بقارون عندما اغتر بكنوزه وأمواله وسلطانه وقال (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) (القصص 78) .... فماذا كانت النتيجة؟ (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) (القصص 81)
· الشرك بالله: وصور الشرك كثيرة منها:
v شرك القصد والتوجه: أن يقصد الإنسان من أفعاله رضا الله من ناحية ورضا الناس وحبهم له وعلو منزلته عندهم من ناحية أخرى.
v شرك الاستعانة: أن يستعين المرء بغير ربه ويظن أنه يصل لهدفه بدونه سبحانه وتعالى.
(6) الخوف من الموت وسكراته والقبر وظلمته:
إن التذكر الدائم للموت وسكراته والقبر ووحشته له أثر كبير فى إصلاح النفوس وتهذيبها ..... فإذا علمت أن الموت قادم لا مفر (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجمعة 8)
وإذا تخيلت لحظة الاحتضار وخروج الروح كغصن كثير الشوك أدخل فى فمك وأخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى ... وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول: (اللهم هون على سكرات الموت)
وأن بعد الموت قبر مظلم موحش ضيق ينادى عليك ويقول أنا بيت الوحشة ... أنا بيت الغربة ... أنا بيت الدود ... هذا ما أعددته لك فماذا أعددت أنت لى؟
وأن للقبر ضمة لن ينجو منها أحد ... وأنه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (القبر إما روضة من رياض الجنة أوحفرة من حفر النار)
إذا تأملت ما سبق كله ... ألا يستمر خوفك من الله؟ ألا يدوم حزنك على ما قدمت؟
(7) الخوف من أهوال القيامة:
تخيل نفسك يوم القيامة والهول شديد والأمر عصيب والخلائق حفاة عراة بلا طعام ولا شراب ولا ظل خمسين ألف سنة ... والعرق شديد ... والشمس تدنو من الرءوس ... والأنفاس متقطعة والقلوب ترتفع إلى الحناجر من الفزع والرعب والأبصار شاخصة (َ (يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج1 ,2)
وبينما تنتظر الحكم الإلهى إذا بك ترى الصحف تتطاير (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) (التكوير 10) لا تدرى أتأخذها بيمينك أم بشمالك ... وبينما أنت كذلك غارق فى اضطرابك وفزعك يقال لك: (اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (الإسراء 14)
(يُتْبَعُ)
(/)
بل كيف سيكون حالك إذا رأيت جهنم وهى قادمة من بعيد وأنت تسمع صوت لهيبها وغليانها (إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) (الفرقان 12) ثم تخيل نفسك الآن وقد بدأ الحساب وقيل لك فلان ابن فلان هلم للعرض على الجبار
أخى الحبيب ... إذا تذكرت ما سيحدث يوم القيامة وما فيه من أهوال وشدائد وعلمت أن الطفل الوليد الذى لم يفعل سيئة واحدة فإنه يشيب رأسه من هول ذلك اليوم (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً) (المزمل 17)
وأنه فى ذلك اليوم (يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس 33 – 37)
وفى ذلك اليوم (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى .. ) (المعارج 11 - 15)
وأنه ستشهد عليك جوارحك بما اقترفته من المعاصى والذنوب (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النور 24)
وعندها لا تنفع التوبة أوالاعتذار (َذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) (المرسلات 35 , 36) .... هذا (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء 88 , 89)
(8) الخوف من النار:
إذا تخيلت حال العصاة والمجرمين والأغلال فى أعناقهم والسلاسل يسحبون وبالنواصى والأقدام يؤخذون وبالحميم فى النار يسجرون ويصب فوق رءوسهم الحميم يصهر ما فى بطونهم والجلود ولهم فيها مقامع من حديد تكوى بها أجسادهم وطعامهم فيها الزقوم والضريع وشرابهم الغساق والحميم وهم فيها يصطرخون َبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) (فاطر 37) وهم فى العذاب خالدون و (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ) (النساء 56)
حتى تصبح أكثر أمانيهم الموت والهلاك (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ
فلا يجيبهم إلا بعد ألف سنة (قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) (الزخرف 77 - 78)
فيا لها من حسرة وندامة.
أخى الحبيب ... إذا فكرت دائماً فى وصف هذه النار وعلمت (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) (المرسلات 32) ... و أنها (لَظَى نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى) (المعارج 15 - 16)
وأن غمسة واحدة فيها تنسى كل نعيم وسعادة فى الدنيا وأن أهون أهل النار عذاباً من يكون تحت قدميه جمرتان يغلى بهما دماغه ... فما بالك بأشدهم عذاباً؟
إخوانى فى الله ... كانت هذه بعض الأسباب التى تجعلنا فى خوف دائم من الله عز وجل ... خوفا يجعلنا نتوجه إليه بقلوبنا ... بأرواحنا ... بجوارحنا ... خوفا يجعل أفراحنا وأحزاننا ... اهتماماتنا وتصوراتنا متعلقة بالله عز وجل
خوفا يدفعنا إلى مراقبته سبحانه وتعالى فى كل أقوالنا وأفعالنا
خوفا يجعلنا نحرص على القيام بكل ما يرضيه ... والابتعاد عن كل ما يغضبه ... خوفا يدفعنا إلى الجنة وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات 41)
أسأل الله عز و جل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه وأن يمنحنا وإياكم حسن الخاتمة وأن يجمعنا فى جنته مع حبيبنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .... إنه ولى ذلك والقادر عليه(/)
أنا البحر .. أركبت البحر؟.
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 01:09]ـ
أنا البحر .. أركبتَ البحر؟.
روى الحاكم بسنده عن معاذ بن جبل رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ... وإن شئتَ أنبأتُك بمِلاك ذلك كلِّه! فسكَتَ؛ فإذا راكبان يُوضِعان قِبَلَنا، فخشيتُ أن يشغلاه عن حاجتي، قال: فقلتُ: ما هو يا رسول الله؟ قال: فأهوى بإصبعه إلى فيه؛ قال: فقلتُ: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال: ثكلتْكَ أمُّك ابنَ جَبَلٍ! هل يكُبُّ الناس على مناخرهم في جهنّم إلا حصائدُ ألسنتهم". (1)
أما بعد، فاللغة والبحر آيتان من آيات الله تعالى .. وما أكثر ما اجتمعتا في مخيّلة الناس، شاهدتين على مبلغ تشابه العظمة الكامنة فيهما معاً؛ حتى لكأنهما كفلقتي حبة، أو كصفحتي كتاب.
هداني إلى هذا ما قاله الشاعر حافظ إبراهيم، رحمه الله، متحدثاً بلسان حال العربية لمّا كسَد سوقها في هذا العصر:
أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ .. فهل سألوا الغواص عن صدفاتي. (2)
وسمّى الفيروزابادي معجم اللغة قاموساً، وهو البحر الخضمّ، وسمّوا معاجمهم: العبابَ والمحيطَ والبحرَ والعين ... وهذا من ذلك.
وقالوا في اللسان إذا كثُرت مسائله وأُحكمت: "اللغة بحر" .. وقالوا في الإنسان إذا تنوّعت مسالكه وهُذّبت: "هو بحر" .. فإذا عبروا بذلك سكن العقل إلى هذا التشبيه، وهاج إلى عقد مقابلة كَوْنيّة بينهما؛ لتجتمع حالتان متكاملان، في آيتين متناظرتين، ولا تجتمعان إلا في عظيم: حالة سكون في اضطراب وحالة اضطراب في سكون.
ألا ترى إلى ما بينهما من تشابُه في أوجُهٍ كثيرة، فهما متشابهان في: السعة والعمق والغنى والكِبَر والجمال واللّطافة والطلاقة والقوّة والدؤوب والتجدّد والتنوّع والانسجام والوصل والقطع والمدّ والجزر ... كلاهما زاخر بخيراته وبركاته، متجاذب مع ما حوله من الأرض والسماء، هادئ في تقلّباته وهيَجانه وموجه وزبده، دالٌّ بمكوناته الغضّة الطريّة على مقدرة الخالق البديع.
ومن لم يتأملها في البحر بأوصافه، فقد تغيب عنه في اللغة بسعتها، وعمق أصولها، وغنى نُظُمها، وكِبَر معجمها، وجمال ألفاظها ومعانيها، ولطافة مأخذها، وتركّب علومها، وتجدُّد أساليبها، وانسجام مهاراتها، وحركتها مع التاريخ الطويل، وأنها مع كل ذلك أصوات طرية ذوات معانٍ تعبُر الأثير.
ومن وراء اللسان الهاذر نار، وهو معنى ظاهر في الحديث الفريد الذي رواه فقيه الأمة القانت معاذ بن جبل، مسبوقاً بعَجب نبويّ من غفلة معاذ عن هذا المعنى (ثكلتك أمك يا معاذ!، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم!)، كما أن من وراء البحر الموقر ناراً موقدة ستملؤه ناراً كما امتلأ ماءً، قال تعالى: (والبحر المسجور) الطور 6، وجاء في مأثور التفسير أنه: البحر الموقر، والمُوقَد، ومثله قوله تعالى: (وإذا البحار سُجّرت) التكوير 6.
وما تحرّس الناس في ركوبهم البحر المسخّر بأولى من تحرسهم في ركوبهم بحر الكلام .. وإلا كانوا في غمرته من الهالكين، و (لا عاصم اليوم من أمر الله!). هود 43
وعذّب الله تعالى قريشاً بعذبين؛ عذبهم بأيدي المؤمنين، كما عذبهم بلسان حسان بن ثابت المؤيّد بروح القدُس جبرائيل: (والشعراء يتبهم الغاوون) الشعراء (الآيات 224 - 227)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اهجهم وروح القدس معك"؛ كما عذب ناساً بالبحر بقيادة روح القدس نفسه: (فغشيهم من اليمّ ما غشيهم) طه 78.
(2) وسمّى العرَبُ من جمع إتقان الكتابة والعَوْم: "الكامل"؛ وذلك لأن تعلّم كتابة ما ينطقه اللسان بأنواعها (وهي من أعظم مهارات اللغة) يخرج المرء من ظلمة الأمية؛ لتنفتح أمامه أبواب العلوم والحياة، وتعلّم العوم بأنواعه (وهو من أعظم مهاراتِ السعي في الأرض) يخرج المرء من ظلمة البحر؛ لتنفتح أمامه أسباب الرزق والنجاة؛ وما الحياة إلا علم نافع من الأوراق ومضطرب واسع في الآفاق. والعجب أن توازن كلّ واحدة من هاتين المهارتين العظيمتين؛ الكتابة والعَوْم، تتنادى له كلّ ملكات الإنسان الظاهرة والباطنة، فالكاتب أقوى الناس فكراً، والعوّام أقواهم بدناً، فلا جرم أن يكونا معاً كمالاً متوازناً في إنسان، وأن يسدّ بهما حاجة قومه إليهما!.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان أبو العباس المبرّد (ت285هـ) إذا جاءه من يستقرئه كتاب سيبويه (ت180هـ) في النحو (بمعناه الواسع: معرفة قوانين لسان العرب) يقول له: "أركبتَ البحر؟! " .. فشبّه معالجة علم اللسان بمعالجة البحر، تشبيهَ غائب بحاضر ومسموع بمنظور وخضمّ بخضمّ.
والناس- منذ كانوا- يَرُوعهم البحر، فيحبونه إذا سجى، ويُرَوّعهم، فيخافونه إذا طغى؛ ففيه اجتمع الحبّ والخوف في آنٍ.
ولا تجرِّئهم المحبّة على الاقتحام، حتى يصدّهم عنه الخوف منه، إلا بسباحة ومرانة ومهارة وفطانة، وبسفين يمخر العُباب، ورُبّان يخبُر الأسباب، وأعوان يحاربون الأمواج ويسالمون الرياح، ويرمقون مواقع النجوم وساعة الشَّمال.
ومَن ركب البحر الرائع المريع سلّم خاضعاً لقوانينه الطاغية الثابتة، وتبرأ من أوهام الشموخ المحدودة والحماقات العابثة، ونزل به نزول الضيف على حكم المضيف، والغريب على المقيم، والضعيف على القويّ، والصغير على الكبير.
(3) واستبحار اللسان العربي وسعته وثراؤه جاءه من أنه عبَر كلّ لغات التاريخ، وجاور كلّ لغات الحاضر، وحاضرَ في كلّ نادٍ وسوق، فما تبدّلت نُظُمه ولا قوانينه، وما زاده العبور والجوار والحضور إلا صموداً وسعة وثراءً.
وأجلّ مظاهر سعة هذا اللسان وثرائه كان منذ أن وسع القرآنَ المبين، فحلّت به بركاتُ كلّ شيء، واصطبغ بصبغة الله تعالى، التي تبقى ولا تزول أبداً. كان ذلك بيّناً في حديثه الحكيم عن مشهد الحياة بكل أبعادها: الزمان والمكان والحدث؛ أما الزمان فقد وسع هذا اللسان الأزلَ والأبد والأولى والآخرة، وأما المكان فقد وسع آفاقَ السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى، وأما الحدث فقد وسع أنباءَ ما يجري في الغيب والشهادة.
وإذا قيل: "أسرع الطرق إلى جمع الذهب هو السفر عبر البحار" .. وهذا في جمع الثروة الماديّة. فإن جمع الثروة العقلية يكون بالارتياض أولاً في بحر اللسان واللغات، باكتشاف أسماء المسمّيات، وضبط الأشباه والنظائر، ولقط الدُّرَر والجواهر، وربط الأول بالآخِر .. وبالتأدّب- ثانياً- في بحر الشريعة .. والانطلاق- ثالثاً- في بحر الحياة .. ورابعاً في بحر الاجتهاد .. وخامساً في بحر الإبداع .. وإلا كان المرء (في بحر لجيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور). النور 40
وضيق عطَن المرء عن فهم أعماق هذا اللسان قد يجعله يجتزئ منه بُحَيْرة آسنةً، يظنها إياه؛ فيضيع خير وعلم كثير، وطيش الرأي قد يحمله على مغالبة جبال أمواجه بزعانف سمكة، يظنها تنجيه؛ فلا تحابيه السُّنَن الغلاّبة، وغباء العداوة قد يقنعه بأن نزحه قد يتحقق بطريق التسخين والتبخير!، أو أن تحليته وتصفيته تكون بالترشيح أو التقطير!، يظنها تُبلغه؛ فيكون أضحوكة القرون!.
وما أعقل الأطفال وهم يناغون شاعراً أو خطيباً! بل ما أوسع عقولهم وهم يقاربون من شاطئه ويغترفون من بحره، لمّا هدتهم فطرتهم إلى احترام ضعفهم أمام عظمته!، وما أغربهم وهم يحاولون العَوْم على الرمال، لمّا لم يجدوا من يعلمهم السباحة ويرشدهم!، وما أشد إصرارهم وهم لا يُخفون شوقهم إلى العودة إليه من جديد.
(4) ومن أحكام اللسان في هذه الأجواء: أنه لا يحيط بأحكامه إلا نبيّ مؤيّد من الله المحيط بكلّ شيء؛ وذلك أنه يخاطب به كل القرون التي يخاطبها، في كل الشؤون التي يجب أن يهتموا بها .. ولكن غير النبي لا يلزمه من ذلك الخضم الهائل من علومه إلا ما اقتضته ضرورات حياته وواجبات دينه ومؤانسات مجتمعه .. (وفوق كل ذي علم عليم). يوسف 76.
قد تسع ببصرك آفاق البحر وأنت تتملاه وتنتشي به، ولكنك تعجز أن تحمل منه بضعة دِلاء، وقد يحملها غيرك .. وقد ترث معجماً عظيماً يملأ مكتبتك أو ذاكرتك، ولا تستعمل منه إلاّ ألفاظاً معدودة، وقد يكون غيرك أبلغ، وأمهر الناس من يوغل برفق. وسبحان من تنفد الأبحر ولا تنفد كلماته!. (وقل رب زدني علماً). طه 114
وأن من يقتحم بلا دليل يوجّهه يحكم على عقله بعطَب ملكة لسانه ونقصانها من أطرافها أو بتضخم أمور منها على أخرى، وقد يبحر في أُجاج مرّ، لا ساحل له ولا قاع، والحصيلة غرق العقل في متاهات سحيقة وعُجمة القلب لا تنقطع؛ فلا يكاد يُبين، ولا يصل إلى معنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنّ تلك الملكة اللسانية إذا استحكمت في العقل تدفقت بها المعاني السامية عبر الأُذنين من الجانبين، فتُلمح إلى الروح، فتنبض وتقتات وتتهذّب وتتقدّم وتسمو .. وتفيض منك بلسان واحد، فكن على ما تسمع أحرص مما تقول، فإذا قلت فليكن لسانك مرآة عقلك وقلبك وروحك.
(5) تعلّم ما قلّ ودلّ من المجملات، مقرونة بما يلزمها من تفاصيل، توصل المرء- بإذن الله- إلى المراد!؛ كما أن كوز ماء قد يرويك من ظمإ، ويكشف لك عن نِسَب البحر وقوانينه، وسباحة الشاطئ قد تروض الطفل الغرير، على التوغل، وتكرار ذلك يكسب مهارة الماهرين.
لكل علم مفتاح، يُعمله الطالب في بابه الذي يعالجه، فيَنفَتِح له! .. فإذا علمت أن اللسان أنحاء متراكبة كثيرة، وأبواب بعضها في إثر بعض، وكلّ باب موصدٌ على ما فيه، وكلُّ مفتاح لا يعمل إلا في بابه .. بدا لك أهمية ترتيب العلوم، ونسق الأبواب، واستخراج المفاتيح .. وإلا كان الوقت في ضياع والعلم في شتات.
أَمَا إن لغتنا لا زالت مستبحرة ثريّة واسعة، وإن سكنت الرياح، مراغمةً المكائد، وإن كثرت الآفات والأمراض، مبطلة كلّ دعوى أقيمت للقصاص منها أو الطعن فيها أو إبعادها من حياتنا.
ولو عجز أهل جيل عن أن يتحدثوا عنها ويصنعوا لها القواعد والأحكام ويقوّموا فساداً ظهر بها، لأنبرت بفيضها من تلقاء نفسها، تتحدث إلى الصخور بأمواجها، عن تاريخها وأسرارها وبهائها.
ــــــــــــــــــــ
(1) قال الحاكم في المستدرك: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وأولّه: "بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وقد أصاب الحر، فتفرّق القوم، حتى نظرت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربُهم منّي، قال: فدنوتُ منه، فقلتُ: يا رسول الله! أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألتَ عن عظيم، وإنه ليسيرٌ على من يسره الله عليه؛ تعبدُ الله ولا تشركُ به شيئاً، وتقيمُ الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصومُ رمضان. قال: وإن شئتَ أنبأتُك بأبواب الجنة! قلتُ: أجَلْ يا رسول الله، قال: الصومُ جنة، والصدقةُ تكفِّر الخطيئة، وقيامُ الرجل في جوف الليل يبتغي وجهَ الله، قال: ثمّ قرأ هذه الآية (تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً وممّا رزقناهم ينفقون). قال: وإن شئتَ أنبأتُك برأس الأمر وعموده وذِرْوة سنامه! قال: قلتُ: أجلْ يا رسول الله، قال: أما رأسُ الأمر فالإسلامُ وأما عمودُه فالصلاةُ وأما ذروةُ سنامه فالجهادُ في سبيل الله. وإن شئتَ أنبأتُك بمِلاك ذلك كلِّه ... ". وأخرجه أحمد والترمذيّ وصححه والنسائيّ وابن ماجه، وذكره ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وحفظ اللسان.
(2) ديوان حافظ إبراهيم 254.
مقال نشر في موقع المنارة وجيل ليبيا 4/ 2009 م
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 09:03]ـ
بارك الله فيك
موضوع طيب جزاك الله عنا خيرا
ـ[الراجية رحمة ربها الغفور]ــــــــ[06 - Sep-2009, صباحاً 12:45]ـ
اولا مبروك شهادة الماجستير رغم ان تهنئتي جاءت متاخرة شيئا ما ثمّ بارك الله فيك على ما كتبته وثبت خطاك لتكون خادما للبحر دون غيره من الشطئان
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[06 - Sep-2009, صباحاً 03:32]ـ
أخي أبا حاتم: شكراً لمرورك وتعليقك الكريم.
أخت بن دعمر: وفيكم بارك الله وجعلنا الله من خدمة دينه.
ـ[أحمد بودبوس]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 12:50]ـ
وفقك الله لكل خير يا شيخ عصام(/)
النقد بعين أخرى
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[29 - Jul-2009, مساء 07:57]ـ
يأتي هذا البيت ضمن أمثلة الشعر المغسول من الفائدة، لكنني رأيت فيه رأيا أورده لعلني أجد من الإخوة والأخوت تصويبا أو تأييدا!
كأننا والماء من حولنا. . . قوم جلوس حولهم ماء
من الواضح الذي لا يحتاج إلى توضيح أن الذوات لا تتشابه هنا، وأن الشاعر لا يقصد تشبيه نفسه مع من يجلس معهم بقوم جلوس حولهم ماء.
إذا: ماذا يقصد؟
إن بيان أركان التشبيه تبين وتجيب.
كيف؟
المشبه: حالة الشاعر مع رفقته.
المشبه به: الحالة المعهودة بمن يجسلون حول الماء من فراغ البال وهناءته وانصراف الذهن عن متاعب الحياة واستحضارها و ...
الأداة: كأن.
الوجه: حالة الجلوس في جو غير مشحون بالمنغصات.
الغرض: المفارقة.
كيف؟
إن الشاعر رأى أن الانسجام غير موجود في جلسته، وأن ما معه بينهم تنافر لا يصلح لهذه الجلسة، وهذا نراه كثيرا في الأسر حيث تضم البيوت أزواجا لا يحبون زوجاتهم، وزوجات لا تحب أزواجها، لكنهم يظهرون بمظهر البيوت المتماسكة للمصلحة العامة.
وهذا ما حدث هنا، وبدل أن يعبر الشاعر عن هذه الحالة تعبيرا طويلا، أو تعبيرا مجازيا لا يحمل حالة الملل التي يستشعرها- عبر بهذا الأسلوب الذي ينقل ما في نفسه في ألفاظه وتعبيراته.(/)
"" هجر القرآن ""
ـ[سمر بنت الشيماء]ــــــــ[01 - Aug-2009, مساء 11:21]ـ
كلماتي هذه همسات في آذان القارئين.
عسى أن تصفي لها القلوب وتعييها العقول ..
خرجت من قلبي الناصح المحب لكم بدوام الخير .. وليس أجمل. ولا افضل من أن ينتفع المؤمن لأخراه .. بتقديمه الخير في دنياه ..
كلماتي هذه يعتصرها الألم ويحدوها الأمل ..
بأن تجد القبول .. ألمُ في أن نرى بيننا رجالاً ونساء .. في خير أمة أخرجت للناس بين أيديهم الخير العظيم والصراط المستقيم القائد إلى الجنان والمزحزح عن النيران ..
كتاب الله القران الكريم .. ولكن بكل أسف اتخذوه مهجورآ .. ألهذا الحد
أصبحت مشاغل الدنياوملذاتها أقرب وأحبً إلى نفوسهم من كتاب اللهً
أم لم يسمعوا رسول اللهً يشكو ربه في قول اللهً تعالى (وقال الرسول يارب إنً قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورآ) ..
فوالله وتالله وبالله .. نحن قوم كتاب الله ًعزنا .. كتاب اللهً قائدنا وفلاحنا وهوالذي جمعناإخوانآ ولولاه لتفرقنا ..
أحزابآ نحن أمه صفحات حياتها .. وانتصاراتها .. وعزها وسموها من قال اللهً وقال رسوله .. كتاب اللهً حبل اللهً الممدود من السماء إلى الأرض ..
الصراط المستقيم .. الذكر الحكيم .. فيه الآيات والمعجزات والعبر والعظات ..
من تركه من جبًارقصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله .. فلن يفلح من هجر كتاب الله.
ومن جعل القرآن أمامه قاده إلى الجنه ومن جعله خلفه ساقه إلى النار حملة القرآن المحفوفون برحمة اللهً .. الملبسون نور اللهَ ..
وعظمته مأخوذة من عظمة قائله سبحانه وتعالى
قال رسول اللهَ صلى اللهَ عليه وسلم (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامآ ويضع به آخرين)
وفال صلى الله عليه وسلم (من قرأحرفآمن كتاب الله فله به حسنه والحسنه بعشر أمثالها لاأقول ألم حرف ولكن ألف حرف وميم حرف)
وقوله (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعآ لأصحابه)
فاحرصوا ياأحبتي على قرآءة القرآن بتدبر وفهم لا تتركوه مهما كانت المشاغل ...
تحدث الشيخ ناصر العمرعن الدكتورأسامه الراوي
يقول الشيخ ناصرقبل 26سنه في الطائف محاضرة في المعهدألقاهاالدكتورأسامه وكان هو المسؤل عن مستشفى الأمراض النفسية بالطائف
ماكان يوجد في المملكة غير هذا المستشفى فالقى محاضرة أحفظ منها كلمات قال ...
منذ كنت مديرآ للمستشفى من سنوات جاءني من جميع الأصناف والأشكال تجار فقراء عدد إلا نوع واحد ماجاءني إلى الأن منهم يادكتور
قال أهل القرآن ....... يقول الشيخ ناصرعقب بكلمه تكتب بماء الذهب .... ولماذايأتون أهل القرآن هم ونحن في المستشفى إذا عجزناأن نعالج
المريض بالأدوية الطبيعيه ذهبنا به لأهل القرآن فشفي بإذن الله ... ,,,,,
شريط ليدبروا آياته للشيخ ناصر العمر
(عليك بتلاوة القران فإنه نورك في الآرض وذخر لك في السماء) حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله سبقت إليه فإن قبلها بشكر, والإكانت حجة من الله عليه ليزدادإثما ويزدادالله بها
سخطآعليه) حديث
إن أتقيت الله كفاك .. وأن اتقيت الناس لم يغنواعنك من الله شي(/)
المقامة الحِفْظِية ـ عجائب الأسرار في الحفظ و التَّكرار
ـ[أبو همام عبد الحميد]ــــــــ[02 - Aug-2009, مساء 05:13]ـ
المقامة الحِفْظِية
عجائب الأسرار في الحفظ و التَّكرار
حدثني خاطر أبي همام ذات يوم فقال:
الحمد لله الذي خلق الانسان من صلصال كالفخار، و جعل له العقل مستودع الأفكار، و رزقه حافظة تحفظ له الأسرار،
و تعينه على العلم و الاستذكار ....
و الصلاة و السلام على نبيه المختار، و آله و صحبه المهاجرين و الأنصار، الذين حفظوا السنة بالأسماع و الأبصار، و نقلوها إلى سائر الأقطار و الأمصار، فارض اللهم عنهم و اجمعنا بهم في تلك الدار! ....
أما بعد .....
فإن طلب العلم له أصول، من تركها حُرِم الوصول ...
و من أعظمها بعد الإخلاص و الأدب، الحفظ التمام قبل الطلب، فإن سألتني عن السبب؟
قلت: هذا و الله عين العجب!!
وهل العلم إلا الحفظ و الفهم؟؟
و دونهما فظن أو وهم ...
اعلم أخي المفضال، أن للحفظ مزايا و أفضال، على الطلاب من النساء و الرجال، بل حتى الصغار منهم و الأطفال ...
أرى الغِرَّ في الدنيا إذا كان فاضلا** تَرَقَّى على رؤوس الرجال و يخطب
و إن كان مثلي لا فضيلةَ عنده **يقاس بطفل في الشوارع يلعب
أخي عليك بالحفظ، فإنه يصون لك اللفظ، و يعطيك من العلم أوفر الحظ ....
علمي معي حيثما يممت ينفعني **قلبي وعاء له لا بطن صندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه**أو كنت في السوق كان العلم في السوق
أخي عليك بالحفظ مع الأدب، فهكذا كان دأب العرب، و به حفظ الدين و ما ذهب ...
فإن قُلْتَ يا إنسان: علة الحفظ النسيان!
قلتُ: بل علته الأولى العصيان .. !!!
(و اتقوا الله و يعلمكم الله ... )
و يقول القائل:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
و أخبرني بأن العلم نور ... و نور الله لا يهدى لعاصي
و قد جاء في خبر من غبر، أن النسيان دواؤه النظر، في كتب العلم و الأثر ...
و طريق الحفظ التَّكرار، و هو سر من الأسرار!!
و لا تسأم أخي من الإعادة، ففيها تثبيت و زيادة، و بها تكون الرفعة و السيادة!
رأيت العلمَ صاحبُه كريم ... و لو ولدته آباءٌ لئام
و ليس يزال يرفعه إلى أن ... ُيعَظِّمُ أمرَه القومُ الكرام
و يَتَّبِعُونه في كل حال ... كراعي الضأن تتبعه السَّوَامُ
فلولا العلمُ ما سَعِدَت رجال ... و لا عُرِفَ الحلالُ ولا الحرام
و من كانت بداياته في العلم محرقة ...
كانت نهاياته بإذن الله مشرقة .... (فهما و علما و عملا و أدبا)
و كانت أشجاره مثمرة مورقة ....
و من لم يذق مر التعلم ساعة ... تجرع ذل الجهل طول حياته
فإن كان المحفوظُ سورةً من القرآن ...
فأَجْرٌ مضاعف من الرحمن ...
و تلاوة تزيد في الإيمان ...
و حلاوة في القلب و اللسان ...
و تَكرار يمنع النسيان ...
فأي خير بعد هذا يا إنسان؟؟ …!!
و إن كان المحفوظ حديثا من السُنَّة ...
فأبشر بالنضارة و الفضل و المِنَّة ...
و تذكر أن من أجله رُفِعَت الأَسِنَّة ...
و اعزم العمل به فتحفظَه وتفوزَ بالجنة ...
و إن كان المحفوظ متنا في النحو و الصرف ...
فأقبل عليه و اغتنم الوقت و الظرف ...
و دع اللهو و غض عنه الطرف ...
و اضبط المتنَ و احذر اللحنَ في الحرف ...
و كذا السقطَ في الكلام و الحذف ...
ثم الزم الحفظ و التكرار ...
طرفي الليل و النهار ...
في همة و إصرار ...
مستعينا بالواحد القهار ...
حتى ينجلي عنك الغبار ...
و قد صرت من الأحبار الكبار!!!
و هكذا سِرْ في كل المتون ...
على اختلاف العلوم و الفنون ...
و اسمع أخي هذا الكلام ... من أخيك أبي همام ...
لزوم التمام من شيم الكرام ...
و تاركه مع القدرة يلام ...
لأنه ما بلغ الهدف و المَرام ...
فعجزه عيب شبيه بالحرام!! ...
فاعزم أخي و توكل على العزيز العلام ...
و قل سيُفْتَح لي كما فُتِح لغيري من الأنام ...
و سأحفظ المتن كاملا هذه الأيام ...
من قرآن و ألفية بَلْهَ الأربعين و بلوغ المرام!!
بإذن ربنا ذي الجلال و الإكرام ....
و لم أر في عيوب الناس عيبا ... كعجز القادرين على التمام
وفق الله الجميع لحفظ المتون النافعة و فهمها و العمل بها .... و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - Aug-2009, مساء 05:44]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
http://www.alukah.net/articles/1/1042.aspx
ـ[أبو همام عبد الحميد]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 02:22]ـ
حفظك الله يا أبا مالك العوضي و بارك فيك
##############
أردت أن أستهل مشاركاتي في هذا المجلس العلمي المبارك "الألوكة" بهذه المقامة المتواضعة، و يعلم الله، كتبتها بمشاعري و وجداني، لأن القضية تؤرقني و تهمني كثيرا كما تهم كل طالب علم بلا شك، و الواحد منا إذا طالع كتابا أو سمع سلسلة، يظن نفسه قد ملك ناصية العلم و أخذ بأطرافه ...
حتى إذا سئل كما تفضلتم في موضوعكم الفريد الذي قرأته عبر الرابط ...
حتى إذا سئل ذلك الطالب عن حد مصطلح معين في فن من الفنون، أو تقسيم ما، لم يحر للسؤال جوابا ...
و يقول الشيخ عبد الكريم الخضير في درس من دروسه القيمة فيما معناه:
أن الشيوخ يختلف بعضهم عن بعض بحسب الحفظ، فالذي يحفظ يعبر عن المسألة بكل يسر، أما الذي لا يحفظ فيلملم نفسه و يأخذ من هنا و من هنا فلا يعبر بيسر .... إلخ ما قال الشيخ حفظه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصامت]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 06:13]ـ
باركَ اللهُ فيكَ أخي أبو هَمام
رفعَ اللهُ قدركَ، وأحسن إليكَ في الدارين.
الله المستعان.
الحفظ تحفة طلاب العلم، لكن قلّ أن تجد جمع من طلبة العلم يشتغلون في الحفظ والفهم والعمل، ومصيبتنا في هذا الزمان؛ انتشار شهادات الزور (كما سماها أبو مالك) التي لا يخرج الأخ فيها طالب علم مؤصل، بل ويخفى عليه كثير مما هو في فنه الذي تخصص فيه.
الله المستعان وعليه التكلان.
اللهم أعنا على استذكار كتابك وسنة رسولك، والأصول والمتون.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 06:24]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لم أسمها أنا، وإنما سماها الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء كما حكي عنه.
ـ[الصامت]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 06:40]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
لم أسمها أنا، وإنما سماها الشيخ الشنقيطي صاحب الأضواء كما حكي عنه.
وإياكَ موفق ومسدد .. اللهم آمين.
رفعَ الله قدركَ وأعلى منزلتكَ، وجعل الفردوس نزلكَ.
أخي الحبيب: ظاهر كلامك أوهمني أن قائلها أنت.
وهنا قلتَ أن الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- حُكي عنه، لكن هل صحت عنه؟
بارك الله فيكَ، وجزاكَ الله خيراً.
حبذا لو تم التأكد من صحة نسبة القول إلى الشيخ.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 06:45]ـ
وفقك الله
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=226465
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 10:57]ـ
و يقول الشيخ عبد الكريم الخضير في درس من دروسه القيمة فيما معناه:
أن الشيوخ يختلف بعضهم عن بعض بحسب الحفظ، فالذي يحفظ يعبر عن المسألة بكل يسر، أما الذي لا يحفظ فيلملم نفسه و يأخذ من هنا و من هنا فلا يعبر بيسر .... إلخ ما قال الشيخ حفظه الله.
فائدة عزيزة، تحفز للحفظ والضبط.(/)
فوائد من مجالس العلامةحمد الجاسر، وفيها ذكر لطه حسين ومحمود شاكر ... وغيرهم ...
ـ[محب الأدب]ــــــــ[02 - Aug-2009, مساء 11:04]ـ
من مجالس عالم الجزيرة الشيخ (حمد الجاسر).
*بقلم الشيخ الحبيب النجيب: أبو أحمد عبد الله الهدلق.
المصدر: مجلة الإسلام اليوم، عدد (57)، شهر رجب، صفحة 26
نص المقال
لو لم أسكن سنة 1415هـ بجوار منزل العلامة حمد الجاسر رحمه الله لكنت الساعة شيئا آخر على غير ما أنا عليه، لو لم أسكن بجوار منزله لكنت شيئا آخر في جميع شؤون حياتي ... وهكذا القدر كثيرا ما يتأرجح بنا على خيط رقيق فاصل ....
لهذا الاسم " حمد الجاسر " وقع يبتدئ في نفس سامعه بالجلال ثم لا يلبث أن ينتهي به إليه ..
ولأن محل الجاسر من نفسي كمحل الشافعي من نفس العلامة أحمد شاكر فإني أقول في الجاسر ما قاله شاكر في صدر تحقيقه للرسالة: " وليس الشافعي ممن يترجم له في أوراق أو كراريس "
خبر الجاسر عندي لا يستوفيه مجلدان كبيران لكن لما ألحف علي بعض الأخوة بأن أقيد "شيئا" مما كنت سمعته من شيخنا العلامة في مجالسه من الفوائد استجبت فكتبت ما هنا.
لم يكن شيخنا حمد الجاسر قد صيغ من النحاس حتى آخذه وأضعه على قاعدة تمثال ثم أقول فيه ما يقوله كتاب التراجم عندنا فيمن يترجمون لهم: " وبعد فهذا هو التمثال فلان .. ".
لا ..
لم يكن حمد الجاسر تمثالا من نحاس وإنما كان إنسانا من لحم ودم، فيه من ضعف الناس ما في الناس
لكنه كان إنسانا عظيما، وليس كل الناس فيه من معنى العظمة ما في الجاسر وهذا هو الفرق بين الجاسر وكثيرا من الناس.
وأنا فكنت سألت أستاذا -ممن خالط العلامة محمود شاكر وخبر سواده وبياضه سألته- سؤالا فهم منه أني أريد أن أستبطن من خاصة أمر أبي فهر ما لا يعرفه كل أحد، فقال لي– فيما يشبه العتاب– كلمة ما زال صداها يتردد في أذني: "لقد أقدرني شيخنا محمود شاكر بتقريبه إياي على أن أرى مواطن ضعفه فمن اللؤم أن أقوى عليه به "!
وهكذا فليس الذي يصرفني عن تصوير شخصية الشيخ هنا إلا هذا "اللؤم" الذي لا أريد أن أوصم به لأني إن تحدثت عنه تحدثت عنه على ما كان عليه بما هو إنسان لا على ما في كتب التراجم عندنا من هذه الغثاثات.
كنت سكنت قريبا من منزل الشيخ فشجعني ذلك على أن كتبت له رسالة أدبية ثم ذهبت وطرقت باب منزله في ليلة من الليالي وسلمت الخادم الرسالة بعد كتبت في آخرها رقم هاتفي، وما هي إلا أيام حتى اتصل بي موظف من مكتب الشيخ يستفسر مني إن كنت صاحب الرسالة، فلما أجبته قال لي: هذا الشيخ يريد أن يتحدث إليك ..
كان الشيخ في السابعة والثمانين من عمره عضوا في ستة مجامع علمية مع جملة من الألقاب ربما فاقت سنيْ حياتي، فلما سمعت صوته وثناءه وطلبه أن أزوره، تأثرت تأثرا شديدا وذهلت عن نفسي حتى صرت أسمع صوتي يتهدج ويقول له شيئا لا أدري ما هو!
زرته بعدها بقليل، ثم إنه فتح لي صدره ومكتبه ومجلته فكان من أمن الناس علي، استصبحت بزيته، ودرجت من عشه، و أصبحت ولي من العلم والحياة والناس ما لم يكن لي من قبل.
وما هنا تقييد "يسير لشيء" مما سمعته من مجالسه من اللطائف والفوائد إذ ترددت على مجالسه عدة سنوات كنت ربما جالسته منفردا أو في جملة من الضيوف
وكان الشيخ موسوعة من العلوم والمعارف والتجارب ... لم أرى -فيمن العلماء - أقوى حافظة منه ولا أكثر تقلبا في الحياة، لا ولا أشد انقطاعا إلى العلم وتمحضا له ...
1 - قال لي الشيخ رحمه الله: لما ذهبت إلى الدراسة في مصر كان يزورني محمود أبو رية ويكثر من التردد علي وكان يكاد يعبد مصطفى صادق الرافعي لكثرة ما يثني عليه ...
قال الشيخ: وكانت عندي مشاغل واهتمامات يصرفني عنها أبو رية بكثرة تردده وحديثه فقلت له يوما بعد أن أكثر من الثناء على الرافعي كعادته: اسمع يا مولانا: أنا وهابي والرافعي يقول يستغيث بالسيد البدوي:
صريع على أعتاب أحمد مكنب
فيا سيد الفتيان أنت له طب
قال: فغضب علي أبو رية غضبا شديدا وقام ينفض يديه وثوبه في وجهي ولم أره بعدها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - قال لي الشيخ: حضر عندي قبل أيام صحفي يعمل في إحدى المجلات الشعبية وذكر لي أنهم يوزعون من مجلتهم خمسين ألف نسخة وأنا لا أوزع من العرب عُشر هذه الكمية .... فقلت للشيخ: نعم هو صادق لأن التافهين كثر. فقال الشيخ في انفعال: هذا كثير لا يوجد خمسون ألف تافه!
3 - قال الشيخ: بعض المؤلفين يكون لقاؤك سببا في ترك قراءة ما يكتب .... كنت أقرأ لمصطفى جواد وأود أن أراه، فلما قابلته وجدته شخصية كزة مظلمة .. فكانت رؤيتي له سببا في الإعراض عما يكتب. قلت: لعله وقع بين الشيخ ومصطفى جواد ما يقع بين أهل العصر، وإلا فإن مصطفى جواد ليس كما وصفه الشيخ، ثم هو كان من أكبر الشخصيات العلمية العراقية في زمنه.
4 - قال لي الشيخ: كانت عندي في شبابي أوقات فراغ ولم أندم على شيء ندمي على أني لم أستغلها في تعلم اللغة الانجليزية فاحرص على تعلمها قبل أن تزحمك الأشغال.
5 - قال لي الشيخ: كان المستشرق الألماني (وستنفلد) وضع فهرسا دقيقا لنشرته في معجم البلدان وكنت علقت عليه واستدركت بعض الأسقاط ثم إن نسختي من هذا المعجم ذهبت مع ما ذهب من مكتبتي في أحداث لبنان.
6 - دخلت على الشيخ صباحا في مكتبة فوجدت امرأة بين يديها أوراق فلما خرجت قال لي الشيخ: هذه صحفية في إحدى المجلات النسائية أجرت معي مقابلة عن المرأة وقد وافقت على إعطائها الحوار حتى توفق في مجال عملها ثم قال الشيخ: نريدهن أديبات نفس لا أديبات درس.
7 - قال الشيخ: وداد قاضي صنعت فهرسا لأحد كتبي أظنه قال: "كتاب المناسك" قال الشيخ: هي جيدة لكن قل إنتاجها هكذا إخواننا أهل الشام إذا بلغوا شيئا من المكانة العلمية والمادية فإنهم يفترون عن العلم.
8 - زرت الشيخ صباح أحد الأيام، فلما رآني طلب من الموظف عنده أن يحضر كتابا ثم قال وهو يناولنيه: هذا كتاب ألفته عني مكتبة الملك فهد الوطنية جزاهم الله خيرا، هم ألفوه ولم أطلب ذلك منهم فقلت للشيخ قد رأيت الكتاب. فابتسم وقال: أنا صرت كقاضي "جَبُّل" أروج نفسي، هل تعرف خبر قاضي "جَبُّل" فقلت: لا.قال: ذكر ياقوت في معجم البلدان أن المأمون ركب سفينة على النهر ومعه القاضي يحيى بن أكثم فلما حاذوا جَبُّل إذا رجل يجري على الشاطئ ويشير بيديه ويصيح: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضينا نعم القاضي قاضي جَبُّل، فضحك يحيى بن أكثم فسأله المأمون: ما الذي يضحكك فقال: هذا الرجل هو قاضي جَبُّل يثني على نفسه! فضحك المأمون وأمر بصل وعزله!.
9 - كتبت في إحدى المقالات التي نشرت فيما بعدد في مجلة العرب: " أفضل علي عالم الجزيرة الشيخ حمد الجاسر " ... ثم عرضت المقالة على الشيخ تمهيدا لنشرها فقال لي الشيخ: جزيرة أنا عالمها جزيرة جاهلة لا أحذف هذا الوصف يكفي أن تكتب "الشيخ حمد " .. هذا يكفي.
10 - قال لي الشيخ: كنت إذا حضرت جلسات مجمع اللغة في أيام رئاسة طه حسين، وجرى ذكر جزيرة العرب، يقول طه حسين: إذا قال الشيخ حمد الجاسر قولا في موضع من مواضع الجزيرة العربية فالقول قوله فهو أعلم بها منا ... قال الشيخ: وهذا الكلام مثبت في محاضر عنده الجلسات قال: وكنت إذا دخلت على طه حسين يقول: مرحبا بعالم الجزيرة أو جاء عالم الجزيرة.
11 - قال الشيخ: لما زرت طه حسين في منزله سألته: يا دكتور: ما كنتم ذكرتموه في كتابكم (في الشعر الجاهلي) هل مازلتم تقولون به؟ قال الشيخ: فقال لي طه حسين: كان ذلك من عبث الشباب ....
12 - فقلت للشيخ حمد: إن محمود شاكر ذكر في حاشية أحد كتبه أنه حدث أن طه حسين قد رجع عما كان يقوله وأن محمود شاكر علق على ذلك بقوله: هكذا الكبار دائما يخطئون في العلن ويتوبون في السر.
13 - قلت للشيخ: سمعت أنكم أخذتم إجازة من الشيخ عبد الستار الدهلوي قال: نعم لكني مزقتها.
14 - قال الشيخ: لما حضر الشيخ عبد الحي الكتاني إلى مكة كنت فيمن زاره وكتب لي إجازة.
15 - سألت الشيخ عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي واتهامه بالكذب فقال: أهل كل فن يحملون على أصحاب الفنون الأخرى وأهل الكذب يتهمون ابن الكلبي بالكذب ولا يروون الأنساب إلا عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - كتبت مقالة وعرضتها على الشيخ فإذا فيها:"ليس في لغة العرب كلمة ... " وذكرت كلمة نسيتها فقال الشيخ: وما أدراك أنها ليست في لغة الأعراب؟! هل أحطت بجميع اللغة؟! إذا نفيت فقيد النفي بعلمك وقل: ليس في كذا فيما أعلم.
17 - سألت الشيخ عن حدود "نجد" فقال:يصعب تحديدها بدقة لكن تحدد بالتقريب، كتب المواضع المتقدمة ليست دقيقة وفيها صعوبة فقلت له: ولم اخترتم هذا الفن الصعب فقال رحمه الله: السهل كل أحد يحسنه.
18 - قال أحد الحاضرين للشيخ في مجلس من المجالس: أسأل الله سبحانه أن يرزقنا ربع إرادتك وجلدك يا شيخ فقال الشيخ على البديهة: هي دعوة مقبولة إن أردت.
19 - زرت الشيخ في آخر أيامه فسلمت عليه وجلست قبالته فأخذ يقلب الدفتر بين يديه ثم رفع رأسه وقال لي: هذا الدفتر أصبح يخيفني كلما نظرت فيه وقعت عيني على رقم صديق لي قد توفي ...
20 - سألت الشيخ رحمه الله عن خير الدين الزركلي وفي مكتبة الشيخ نسخة من "الأعلام" بإهداء الزركلي فقال لي: زرته في مصر في المستشفى وكان هذا المستشفى نظيفا فخما، فرأيته رحمه الله سعيدا يمشي متكأ على عصاه ويقول: سأخرج ... ثم زرته بعد أيام في مستشفى ضيق مظلم سيئ كان أولاده نقلوه إليه ليكون قريبا من مسكنهم .. قال الشيخ: وأولاده بخلوا عليه لأن المستشفى الأول كان ذا أجر مرتفع فنقلو ه إلى هذا المستشفى توفيرا للمال قال: فدخلت عليه في هذا المستشفى فرأيته على صورة كئيبة وكان يبكي فخرجت من عنده وبعد أيام جاءنا خبر موته.
فقلت للشيخ: إن أحد الكتاب ذكر أن الزركلي كان يوقع مقالاته بالأزرقي وأن الزركلي قال له: إنه من نسل الأزارقة من الخوارج ولا عبرة بمن قال إن المهلب أفناهم.
فقال لي الشيخ وهو يبتسم .. هو قال ذلك؟ قلت: نعم فقال: إن الزركلي أخبرني أنه من بني زُرَيق من الأنصار قال الشيخ حمد فقلت: يا مولانا لا تبعد النجعة!
للشيخ عبد الله مرداد كتاب اسمه " نشر النور والزهر "في تراجم المكيين، وقد اختصره الشيخ عبد الله بن محمد غازي (1291 - 1365) في كتابه "نظم الدرر في اختصار نشر النور والزهر"، ثم إن الشيخ عبد الله غازي نفسه ذيل على مختصره بكتاب سماه " نثر الدرر في تذييل نظم الدرر"،
و"نظم الدرر" وذيله "نثر الدرر" ما زالا مخطوطين فيما أعلم وفي هذا الذيل "نثر الدرر" ترجم الشيخ عبد الله غازي لشيخنا حمد الجاسر ترجمة أحسبها من أقدم التراجم العلمية للشيخ الجاسر، إذ كانت قبل سبعين سنة.
وهذه هي من " نثر الدرر في تذييل نظم الدرر " ص:290:
" (حمد بن جاسر النجدي): حمد بن محمد بن جاسر بن علي بن جاسر العالم النجيب والفاضل الفطن الذكي ولد في سنة 1329هـ في قرية من قرى نجد تسمى البرود.
وتلقى فيها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القران في السنة الثانية عشر من عمره
ثم ارتحل إلى الرياض لطلب العلم فقرأ هناك على المشائخ المشهورين منهم: قاضي الرياض الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ سعد بن حمد بن عتيق
وفي ذي الحجة سنة ... قدم مكة ودخل مدرسة المعهد العلمي السعودي وتخرج منها في سنة 1353 واشتغل في وظائف التدريس في ينبع وفي جدة وغيرهما ثم تعين قاضيا سنة 1356 في بلدة ظبا ونواحيها ثم استعفى منها وارتحل إلى مصر وزار كثيرا من مدارسها كالأزهر والجامعة وغيرها ثم عاد من مصر في شهر شعبان سنة 1359 والآن هو مشتغل في كتابة بعض مباحث تاريخية أكمل منها: مختصر معجم البلدان ولخص فيه المواضع النجدية وأضاف إلى ما ذكره ياقوت بعض زيادات من المعاجم المشهورة وكتاب أمراء نجد من قديم العهد إلى عهدنا الحالي وتاريخ نجد يحتوي على ثلاثة أقسام كل قسم يقع في مجلد ".
رحم الله شيخنا العلامة وجزاه عن العلم وأهله خير ما يجزي عالما ولله در الدكتور عبد الرزاق السنهوري الذي قال:" وإن شيئا يشترك فيه أكثر العظماء: حياة الشظف والفاقة التي عاشوها أول حياتهم فنفخت في أخلاقهم روح الصلابة فأذاقوا الحياة بأسهم بعد أن أذاقتهم بأساءها ... ".
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[03 - Aug-2009, صباحاً 04:32]ـ
جزاك الله خيرا
كلمات نافعة
ومواعظ نيرة
بارك الله فيك
ـ[ابو البراء الغزي]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 07:25]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[04 - Aug-2009, صباحاً 01:48]ـ
مقالة رائعة تبعث شجى النفوس.
شكر الله لك، هذا الاختيار موفق.
فضلاً: أين أجد مقالات الكاتب على الشبكة أو مطبوعة؟
ـ[ابن العميد]ــــــــ[18 - Feb-2010, مساء 04:49]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك فوائد قيمة(/)
طه حسين: شخصية خيالية - ليست حقيقية - من ابتكار المصريين لدواعي سياسية وقومية!!
ـ[محب الأدب]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 04:42]ـ
بسم الله وما توفيقي إلا بالله، وبعد أيها القراء، فقد هداني البحث والتقصي مع الأسف إلى حقيقة خفيت عليكم، حقيقة أن سرني أن وقفت عليها - فلقد ساءني والله أن نسخت حلماً لذيذاً عشت به زمنا رغدا، فليست كل حقيقة سارة، وما كل حلم يشتهي المرء أن يفيق من أضغاثه، ولكنه التعمق في البحث والإلحاح في التحقيق العلمي - قاتلهما الله - ...
وأوجز فأقول: إن الدكتور طه حسين الذي سمعتم به وقرأتم عنه، شخص لا وجود له في دنيانا هذه، وأنه من مخلوقات الخيال ليس إلا ...
أتهزون رؤوسكم استنكارا ... يا سبحان الله ...
إن هذا الرجل الذي يزعمون أن اسمه الدكتور طه حسين، وأنه عاش بمصر في أوليات القرن العشرين، وأنه صاحب هذه الكتب المختلفة التي نسبوها إليه ونحلوه إياه ... كل ما اطلعت عليه مما يعزى له، يحملني على التردد بين رأيين، أحدهما: أن يكون هناك أناس كثيرون يتسمون " طه حسين"، وثانيهما: أن يكون هذا اسماً استعاره فرد أو عدة أفراد لما كتبوه ونشروه:
1 - ذلك أنه - على ما روي - أزهري النشأة، والأزهر هذا جامعة إسلامية كبرى يلبس طلابها الجبة والقفطان والعمامة ... ، فهو على هذا (شيخ)، ويقولون أنه كان في صدر أيامه يكتب في صحيفه يومية اسمها (الجريدة)، ولكني راجعت مجموعة هذه (الجريدة) في دار الكتب فألفيت أحد أدباء ذلك العصر واسمه (عبد الرحمن شكري) يسميه (طه أفندي حسين) في مقال له. وهو ما لا سبيل إلى حمله على أنه خطأ أو زلة قلم. لأن الفرق بين أفندي والشيخ كان من الوضوح، والاختلاف في التعليم والنشأة والوسط والزي كان من الشدة، بحيث لا يعقل أن يقع الخلط بينهما، فهل (طه أفندي حسين) هو عين (الشيخ طه حسين)؟؟
ولاشك أن شكري كان يعرف المُعنى (بطه أفندي حسين) فقد كانت بينهما ملاحاة، يدل على ذلك قصيدة نشرتها الجريدة بإمضاء (طه حسين) ومطلعها:
(قل لشكري فقد غلا وتمادى بعض ما أنت فيه يشفي الفؤاد)
وأحر بمتهاجيين أن يعرف كل منهما صاحبه وأن لا يجعله (أفنديا) وهو شيخ.
ومما هو خليق أن يضاعف الشك في أنهما شخص واحد، أن الشِّعر لم يكن من أدوات الشيخ طه حسين، وأن ناشري كتبه ومترجمي حياته لم ينسبوا إليه بيتا واحداً.
2 - ويعزى إلى طه حسين - ولا أدري أيهما؟ - مقال بل عدة مقالات في الجريدة يدعو فيها إلى تغيير الهجاء ورسم الكلمات. فهل كان الداعي إلى هذا والمُلِحُّ فيه الشيخ طه أو طه أفندي؟ أما الشيخ فكان على ما يقولون مكفوف البصر، وكان في ذلك الوقت لا يزال طالبا بالأزهر ومن المعلوم أن طلبة الأزهر كانوا من المحافظين ومن أشد طبقات المتعلمين استنكاراً للبدع ونفوراً من أصحابها، وكثيراً ما كانوا يتجاوزون الاستهجان بالقلب و باللفظ، ويتضاربون بما كانوا يتفكهون بأن يسموه (السلاح الأحمر) يعنون به النعال! ولم يرووا أن الشيخ طه كان من أبطال هذه المعارك (الحمراء) ولا من ضحاياها، وأخلق به ألا يكون.
وقد كان كما يزعمون ضريراً، فلو أنه صاحب هذه البدعة والمنادي بها لأصابه رشاش من قذائفها.
زد على ذلك أنه ضريرا. وما اهتمام الضرير برسم الكلمات؟!! ما له ولهذا وهو لا يعاينه ولا يكابد صعوباته؟! إن الاهتمام لذلك والتحمس له أحق بأن يكون من رجل يكابد الكتابة بنفسه، لا من كفيف ما عليه إلا أن يملي. وهو على كل حال خاطر أولى به أن يجري ببال مبصر لا ضرير.
فالأرجح في الاحتمال، والأقرب إلى المعقول أن يكون هناك شخصان اسم كل منهما (طه حسين)، وأحدهما: أفندي، مبصر، يقول الشعر ويدعو إلى تغيير الهجاء. والثاني: شيخ ضرير يكتب في الأدب.
3 - أما الدكتور طه حسين صاحب (حديث الأربعاء)، أهو الشيخ أم الأفندي، أم هو لا هذا ولا ذاك، بل شخص ثالث؟؟
أما أنه أحدهما؛ فإني أقطع بنفيه، وحسبك الفرق بين أسلوب هذين وأسلوب ثالثهما. وسأنقل لك فقرات تريك من التباين ما لا يدع مجازاً للشك في أن الكُتَّابَ عديدون.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الشيخ طه حسين في كتابه ذكرى أبي العلاء: " كان أبو العلاء يحرص أشد الحرص على أن يخفي نفسه على القارئ في بعض رسائله، ولكن شخصه كان يأبى إلا الظهور. وكان يلقي بينه وبين القارئ أستاراً صفيقة من غريب اللفظ، وحُجُبَاً كثيفة من ثقيل السجع، ويقيم حوله أسواراً منيعة من المباحث اللغوية والصور الدينية، ولكن عواطفه الحادة تأبى إلا أن تخترق هذه الموانع كافة لتصل إلى قلب القارئ فتترك فيه ندوباًً ولدغات؛ الجمر أخف منها وقعاً، وأهون احتمالاً"
وهو أسلوب لا شذوذ فيه كما ترى. ولكن اقرأ الآن الفقرة الآتية من كلام (الدكتور طه حسين) في نفس الموضوع والمعنى:
قال: " ذلك أن أبا العلاء كان - كما تعلم - من أشد الناس إيثاراً للغريب وتهالكا عليه. ثم كان أبو العلاء إلى هذا - فيما اعتقد أنا - يتكلف الغريب، ويتعمده ليصد عامة الناس وجهالهم – سواء في ذلك العلماء وغير العلماء- عن قراءته والظهور على ما فيه. وكأن أبا العلاء كان لا يكتب لعصره، وكأن أبا العلاء كان يحس أن عصره خليق ألا يكتب له، وكأنه كان يكتب لهذا العصر الحديث الذي نحن فيه وللعصور التي تليه، وكأنه كان يخشى على آثاره الأدبية أن يفهمها أهل زمانه فيفسدوها ويشوهوها ويحولوا بيننا وبين فهمها، وكأنه إنما أقام من الغريب وقواعد النحو والصرف والعروض والقافية طلاسم وأرصاداً شغل بها أهل عصره عن هذا الكنز حتى لا يصلوا إليه، وحتى تسلم لنا نحن خلاصته، فنترك للقدماء نحوهم وصرفهم وغريبهم وعروضهم وقوافيهم، ونفرغ لخلاصة هذا الكنز من فلسفة في الخلق والجماعة والدين ".
ثم اقرأ للشيخ طه حسين قوله من ذكرى أبي العلاء أيضاً " من قرأ رسالة الغفران وأراد أن يفقه معناها حق الفقه احتاج إلى دقة ملاحظة، وحذق فطنة، وبعد نظر، ونور بصيرة، وإلى أن يدرس روح الكاتب فيحسن درسه ويعرفه أغراضه، فإذا لم يوفق إلى ذلك مرت به رسالة الغفران وهو يظنها من أقوم كتب الدين ".
وقس هذا إلى ما كتبه الدكتور: "أراد أبو العلاء أن يتفكه، وأراد أبو العلاء أن ينقد، وأراد أن يكفر، وأراد أن يؤمن، ولست أحتاط في لفظ ولا أتحرج من معنى، وإنما أريد أن أكون حراً فيما أفهم وفيما أقول، فالحرية وحدها هي السبيل إلى فهم أبي العلاء هذا كله، أراد أن يتفكه فتفكه إلى غير حد، وأراد أن ينقد فنقد في غير رحمة، وأراد أن يكفر فكفر بغير حساب، وأراد أن يؤمن فآمن في غير شك. أراد هذا كله ووفق إلى هذا كله أحسن توفيق الخ".
وإنما أكثرت من المقتطفات ليتيقن القارئ أن الكاتبين شخصان مختلفان، ولا عجب أن يكونا كذلك فإن الأسلوب صورة من النفس.
4 - وهكذا صار عندنا من المشتركين في حمل هذا الاسم ثلاثة أشخاص متباينين: شيخ وأفندي ودكتور. ويظهر أن هناك أكثر من دكتور طه حسين واحد. ففي بعض المقالات المعزوة إلى هذا المتسمي (الدكتور طه حسين) تنويه بأن كاتبها كفيف، وفي البعض الآخر ما يفيد أنه مبصر، فهو يقول: (قرأتُ ورأيتُ وشهدتُ) وما إلى ذلك من الألفاظ الدالة على الرؤية، ويصف لك بعض المشاهد لا تخيلاً بل كما هي كائنة، مثال ذلك بعض رسائل بعث بها من فرنسا وفيها يصف مناظر البلدان، ومقالات عن روايات شهد تمثيلها ولم يقتصر في كلامه عنها على تناول القصة بل جاوز هذا إلى التمثيل والأداء.
5 - ومما يؤكد هذا التعدد أيضاً في الشخصيات: أن لأحد هؤلاء الدكاترة – فإنهم على ما يبدوا لي كثر – أبناء يسميهم أسماء إفرنجية، وأن الصحف المحفوظة في دار الكتب مختلفة فبعضها يقول: الشيخ طه حسين، والبعض يذكر: الدكتور طه، وواحدة تزعمه أستاذاً في الجامعة، وأخرى صحفياً، ومعروف أن قوانين ذلك العصر لا تجيز أن يكون المرء موظفاً في جامعة أميرية وصحفياً في الوقت عينه. و أحد هؤلاء الدكاترة كان مولعاً باللاتينية واليونانية وكان يلح على وزارة المعارف أن تدرسهما في المدارس الثانوية ولا يكاد يتفق ذلك مع الصبغة الأزهرية الأولى. أضف إلى ذلك أن (الشيخ طه حسين) كان ذا لحية، وأن دكتور الجامعة أو الصحفي كان أفندياً حليقاً،
فالأمر كما ترى لا يعدو إحدى اثنتين: إما أن يكون هناك أشخاص عديدون بهذا الاسم، وهو غير محتمل؟، أو أن يكون هذا الاسم مستعاراً، وهو الأرجح ...
يتبع ...
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 05:04]ـ
أأنت الذي في "الساخر"؟
أم , لا؟
ـ[علي أحمد عبد الباقي]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 02:52]ـ
أخي الحبيب - حقيقة - لم أر عبقريًا يفري فريك.
يا أخي حقيقة إنك وإن كنت الأخير زمانه فقد أتيت بما لم يستطعه الأوائل
ومن يستطيع مثل ما خطت يمينك؟!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 11:02]ـ
هات ما عندك أيها المحب، والتعليق يكون في آخر كلامك!
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 11:32]ـ
أخي الحبيب - حقيقة - لم أر عبقريًا يفري فريك.
يا أخي حقيقة إنك وإن كنت الأخير زمانه فقد أتيت بما لم يستطعه الأوائل
ومن يستطيع مثل ما خطت يمينك؟!!!!!!!!!!!!!
لم تر شيئاً بعد ُ يا صديقي
ولإن طال بك زمان لأجعلنك تضيف أضعاف ما وضعت من علامات التعجب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[05 - Aug-2009, صباحاً 11:54]ـ
أخي!
كلامك كبير وخطير!!!!!!!!
ولن نعجل بنقده حتى تكمل كما قال الفاضل أبو الفرج المنصوري
لكن
بداية: جهز جوابا لهذا السؤال:
لم لم يتبرأ الشيخ الأزهري من بلايا غيره؟
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 01:14]ـ
يتبع ...
لقد كان عصر الامة العربية في الخمسينات: عصر فقدان للهوية، فبعد سقوط الدول العثمانية التي كانت تمثل على الاقل بعدا اسلاميا وإن كان ضعيفا يربط مواطني تلك الدولة، سقط العرب من جديد في بؤرة الاستلاب الثقافي والسياسي الاستعماري، فلما تحررت بعض البلاد العربية وخاصة مصر والشام بدأت الرحلة مجددا للبحث عن هوية مفقودة. فلهذا كان الصراع شديدا بين مختلف التيارات السياسية والثقافية والدينية لملء ذلك الفراغ، فقد كان هناك الاسلام والقومية العربية والاشتراكية والناصرية وغيرها، وكانت هناك الانظمة الملكية والجمهورية والشرقية والغربية ...
فلما تبنت مصر في بداية الخمسينات الميلادية النظام الاشتراكي القومي الناصري، اراد اخواننا المصريون في خضم المنافسة الشديدة بينهم وبين التيارات الاخرى ابراز ما لمصر من تراث ثقافي ضخم وما لهم من ريادة ادبية تخولهم قيادة الامة العربية.
وفي هذا السبيل اخترعوا لنا شخصيات في كل مجال ومن ثم اهالوا على كل شخصية من آيات التبجيل والريادة ما يخول لها قيادة الامة العربية في ذلك المجال. فاخترعوا حكاية عميد الادب العربي، وحكاية امير الشعراء وحكايات اخرى يطول بنا المقام لسردها. فاختاروا لعمادة الادب العربي شخصية من نسج خيالهم سموها طه حسين،
ووضعوا لتلك الشخصية كتبا ومؤلفات يضيق عنها الحصر. ومن دهاء اخواننا المصريين انهم اختاروا هذا الاسم المركب من كلمتين محترمتين بين العرب جميعا فطه لارضاء اهل السنة لانه من اسماء محمد صلى الله عليه وسلم وحسين لارضاء الشيعة الذين يقدسون حسينا رضي الله عنه.
وقد استغل النظام الاشتراكي في مصر هذه الكتب التي نسبها الى ما يسمى بطه حسين في الاساءة الى الاسلام والقرآن، فزعموا انه قال في كتابه المنسوب اليه «في الشعر الجاهلي»: «للتوراة ان تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل، وللقرآن ان يحدثنا عنهما ايضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم الى مكة)».
ولعلك تلاحظ ان هذا الكلام قيل في خضم الصراع العربي ـ الاسرائيلي في الخمسينات والستينات للابتعاد عن العلاقة التاريخية التي تربط بين العرب واليهود، ولكنهم اساءوا للقرآن الكريم تلك الاساءة العظيمة كما ترى.
ومن التناقض الذي لا ينقضي منه العجب انهم نسبوا الى ما يسمى طه حسين دعوته الى اتباع الغرب وحضارته حلوها ومرها خيرها وشرها، مع انهم يزعمون معاداة الغرب في حينه ومحاربة الامبريالية. وهذا دليل آخر على فشل حبكتهم في صياغة وصناعة تلك الشخصية، فحبل الكذب قصير كما يقول المثل، فإنه من الصعوبة بمكان صناعة شخصية كبيرة بحياتها ومؤلفاتها من دون وجود خلل ما او ثغرة من الثغرات.
اما حياته المزعومة فهي مليئة بالمتناقضات. وما بني على المتناقضات فلا يمكن بقاؤه على مر الايام. فهؤلاء يزعمون تارة انه يدافع عن الاسلام وتارة يزعمون انه يسيء اليه.
تارة يزعمون انه يدافع عن العرب وتارة يزعمون انه يدعو مصر لتبتعد عن العرب لتنضم لحضارة البحر الابيض المتوسط، او لتعود الى جذورها الفرعونية.
تارة يزعمون انه متخصص في الفلسفة الاجتماعية وتارة يزعمون انه عميد الادب العربي.
تارة يزعمون انه شيخ ازهري، وتارة يزعمون انه تخرج في اشهر الجامعات الفرنسية «السوربون».
ولكنني اتحدى ان يكون تخرج في احدى الجامعات الفرنسية رجل بهذا الاسم، فقد راجعت سجلات الطلاب المتخرجين في الجامعات الفرنسية في الفترة التي زعموا انه تخرج فيها فلم اجد إلا رجلا واحدا يقال له «تاها هسين»، فلعل هؤلاء المزورين استغلوا هذا الاسم وصحفوه وصنعوا له شخصية ادبية ليمرروا كذبتهم الكبيرة على العالمين العرببي والغربي في آن ....
يتبع ....
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 01:15]ـ
بداية: جهز جوابا لهذا السؤال:
لم لم يتبرأ الشيخ الأزهري من بلايا غيره؟
وهل هناك شيخٌ في الأصل؟؟؟!!!!!
ـ[أحمد ثروت]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 01:44]ـ
موضوعٌ جدُّ شيق، والزعم جدّ خطير، لذلك فما زال الأمر في حاجة إلى إثباتات ترتكن إلى أدلة مادية ملموسة وموثقة، وليس لمجرد التخمينات والتكنهات التي تولدت عن استقراء نصوص بعينها.
ولتقل لي أخي الحبيب:
بماذا تفسر التسجيلات الإذاعية والصوتية التي توجد في أرشيف الإذاعة والتليفزيون المصري؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 02:39]ـ
يا مولانا، المثبت مقدم على النافي، ومن علم حجة على من لم يعلم ... !!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 02:41]ـ
بعض الإخوان لم يفهم غرض الكاتب، ويحمله على المعنى الحرفي!
واصل الإبداع، ولا تنشغل بالأسئلة!
سر فلا كبا بك الفرس!
ولعلك تذكر أن (تاها هوسين) زعم أن فقراء المصريين يتطلعون إلى الأكل بالشوكة والملعقة!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 04:23]ـ
بعض الإخوان لم يفهم غرض الكاتب، ويحمله على المعنى الحرفي!
!
الحقيقة: أن الكاتب هو الذي يحمل القُرَّاء على اعتقاد حرفيَّة ما يقول!
ولئن كان غرضه دون ما تنشقُّ عنه حلاقيم حروف كلماته الواضحات: فما أراه إلا وقد جاوز حدَّ الإشارة لما يروم، وشطًَّ عن شاطئ الحقائق بخلْطِه المجهول بالمعلوم!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 04:54]ـ
يتبع ...
ووضعوا لتلك الشخصية كتبا ومؤلفات يضيق عنها الحصر. ومن دهاء اخواننا المصريين انهم اختاروا هذا الاسم المركب من كلمتين محترمتين بين العرب جميعا فطه لارضاء اهل السنة لانه من اسماء محمد صلى الله عليه وسلم وحسين لارضاء الشيعة الذين يقدسون حسينا رضي الله عنه.
يتبع ....
ليس من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم طه, بل هي حروف مقطعة.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 05:49]ـ
وما أدري كيف استطاع الأخ المحب اتهام اخواننا المصريين بهذه التهمة الساذجة!!
ووضعوا لتلك الشخصية كتبا ومؤلفات يضيق عنها الحصر. ومن دهاء اخواننا المصريين انهم اختاروا هذا الاسم المركب من كلمتين محترمتين بين العرب جميعا فطه لارضاء اهل السنة لانه من اسماء محمد صلى الله عليه وسلم وحسين لارضاء الشيعة الذين يقدسون حسينا رضي الله عنه.
هذا كلام لا يستقيم البتة،
والأدباء الفرنسيون يبجلون طه حسين ويحترمونه!! (ما أدري الشيخ أم الدكتور)
طبعا الاختيار للقارئ، بما أن الكاتب ترك لنا حرية الاختيار!!
وأنا ظاهري في هذه الأمور، ولن أتنازل عن ظاهريتي أبداً ... ابتسامات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 07:59]ـ
لعل الكاتب يقصد أن (طه حسين) كان يقف وراءه جيش من الكتبة المجهولين الذين يرسمون له ما يراد أن يصل عن طريق شخصيته المحاطة بالتهويلات المكذوبة.
وذكر -دليلا على صدق ذلك- أن كتاباته يظهر الاختلاف والتفاوت في أسلوبها من كتاب إلى كتاب.
وهذا غير مستبعد.
أو لعل الكاتب يقصد أن طه حسين كان مجرد واجهة يكتب ما يملى عليه من أفكار، وأنه وإن كان واحدا إلا أن وراءه عدة أشخاص يملون عليه ما يدس به السم في العسل.
وهذا أقرب من سابقه.
والله أعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 12:05]ـ
الذي وقع في روعي أن الكاتب يستهزئ بشكّ طه حسين في الثوابت، ويحاربه بسلاحه، فيقول: يستطيع أي كاتب أن يشكّ في وجودك!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 12:15]ـ
الذي وقع في روعي أن الكاتب يستهزئ بشكّ طه حسين في الثوابت، ويحاربه بسلاحه، فيقول: يستطيع أي كاتب أن يشكّ في وجودك!
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
والذي وقع في نفسي أن يقال مكان العبارة المعلمة بالأحمر: (يستطيع أي كاتب أن يشكك في وجودك نفسه إذا كان سيعتمد على أشباه الحجج الواهية التي نفيتَ بها الشعر الجاهلي).
وقد وقع للعبد الفقير قريب من هذا في مشاركة سابقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1037000&postcount=2
هذا كلام فارغ لا يستحق نقاشا من أصله!
ولو استطاع هذا المتكلم أو غيره أن يعطي دليلا واحدا على أي شيء مطلقا فسيظهر بوضوح بطلان كلامه بنفس كلامه!!
يعني مثلا: قوله (لغات القبائل العربية التي كانت في اليمن لا يوجد لها أثر في الشعر الجاهلي كلغة حمير)
نقول له: كيف عرفت أن هذه القبائل كانت تتكلم تلك اللغات؟
لا يمكن أن تعرف ذلك مطلقا إلا بأدلة أضعف من الأدلة التي نقل بها الشعر الجاهلي، فإن كان الشعر الجاهلي باطلا بطلت حجتك، وإن كان الشعر الجاهلي صحيحا بطلت حجتك أيضا، فهي باطلة على كل تقدير.
وهكذا كل شبهة يوردها يمكن نقضها بنفسها!
والخلاصة أن مثل هذه الشبهات لا يقولها إلا من هو أجهل الناس بالمنقول، أو هو صاحب هوى يجحد ما تستيقنه نفسه!
وإن أردت مزيد بسط فراجع كلام العلامة محمود شاكر في (قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام).
ـ[محب الأدب]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 02:39]ـ
الأخوان الفاضلان: خزانة الأدب وأبو مالك العوضي:
أرجو ألا يقع في روعكما شيء بعيد عن ظاهر الكلام المكتوب ... !!!،
كما أرجو أن تنتحلا مذهب الظاهرية ولو لفترة محدودة، كما هو حال الحبيب أسامة سامحه الله الذي يصف التعمق في البحث والإلحاح في التحقيق العلمي بالسذاجة!!! ...
وأنصحه بألا يغتر كثيراً بالذائع من الأقوال والمشهور من الأحوال ... !!!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 11:07]ـ
الفاضل/ محب الأدب
أحبكم الله ونفع بكم!
لقد استروحتُ إلى كلام الفاضلين:خزانة الأدب وأبي مالك نفع الله بهما، فإذا بك تأمرهما أن يُعملا الظاهر ويأخذا بالأصل!
فبيّن لنا - حفظك الله- مرادك، فالعقول ليست في رتبة واحدة في الإدراك، ولا تتركنا أسرى الحيرة والارتباك (ابتسامة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 09:30]ـ
الأخ محب الأدب هل صحيح أن شخصا يدعى جمال عبد الناصر حكم مصر؟! وإن لم يكن الأمر حقيقيا فما توجيهك لما يشاع عن وجود مثل هذه الشخصية في تاريخ مصر المعاصر؟!
أرجو يا أخي ان تحمل كلامي على ظاهره بعيدا عن التأويلات و أريد جوابا علميا مدققا، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[07 - Aug-2009, مساء 12:27]ـ
أرى أن يعجل الأخ الكريم بعرض فكرته
حتى لا تتفرق بنا الظنون في كل واد
وأرجوا من الإخوة -بارك الله فيهم- ألا يعجلوا عليه
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[08 - Aug-2009, مساء 06:18]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يا أخي، طه حسين شخصية حقيقية و ليست خيالية،عاش دنيا الناس و غدا و راح في سبيل أفكار غربية شاذة تشبع بها فأخطأ كثيرا و أصاب قليلا خصوصا في موقفه من الشعر الجاهلي، و في كتاباته الإسلامية:
اسفنجة جاءت لشرب البحر """ و شمعة ضاءت لشمس الظهر
و الشيخ طه في انتقاد الشعر """ ثلاثة مضحكة لعمري
نعم يمكن القول بأنه يتناقض أحيانا مع نفسه،و أنه قليل الثقة فيمن حوله وأنه يظهر في كل مرة بغير المألوف و هي أشياء لها علاقة وثيقة في معظمها بعاهة العمى يشترك في ذلك مع بشار و مع المعري و غيرهما، مع الإشارة إلى أن ما نقله الأخ الكريم من أقوال طه حسين في حق أبي العلاء المعري يؤكد في مجموعه جنوحه إلى الغريب.فيما يكتب ...
عن هذه الأشياء يحسن الحديث ...
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 09:09]ـ
بالمصرية العامية "أنا مش فاهم حاجة, هو فيه أيه يا جدعان"
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 01:07]ـ
أخي محب الأدب ..
وفقك الله لمراضيه ...
هل لك تكرما الإفصاح عن ثمرة بحثك أم أن الأمر لا يعدو الكلام في (طواحين الهواء)؟؟
طه حسين ذلك الخبيث شخصية حقيقة ولا أظن أنك أكثر معرفة بطه من تلميذه الأديب العملاق محمود شاكر؟؟؟
وشتان بين الرجلين؟؟؟
فقد كان خلافه مع أستاذه سببا في خروجه من الجامعة؟؟؟
حفظك الله ورعاك
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[14 - Aug-2009, صباحاً 01:30]ـ
أظن-وبعض الظن ليس بإثم-أن ما كتبه صاحب الموضوع شكل من أشكال الكتابة الأدبية يستحث-وأحيانا يستفز- فيها كاتب سطورها إعمال عقل القارئ ولا يجعله مستسلما أمام ما يقرأ، ثم تراه في النهاية يؤكد لقارئه أنه ما لجأ إلى ذلك إلا لكي يعمل القارئ عقله.
ثلاثة فقهوا شخصية طه حسين وكشفوا أسرارها وأذاعوا ذلك للناس أجمعين:
الرافعي في كتابه: تحت راية القرآن
محمود شاكر في اكثر من كتاب وخاصة كتاب: المتنبي ومقدمته: في الطريق إلى ثقافتنا
أنور الجندي:في كتبه خاصة كتاب محاكمة فكر طه حسين - وكتاب طه حسين في ميزان الإسلام.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 06:01]ـ
و كذا ردّ عليه محمد مهدي استانبولي في كتابه الموسوم بـ " طه حسين ف الميزان " و هو معروف،،،
أما عن وجود هذه الشخصية فقطعي، و تذكروا الأديب محمودا تلميذه الذي بيّن عوار أستاذه و قبح منهجه،،،
ـ[محب الأدب]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 05:21]ـ
يا سبحان الله ... وهل طه حسين أضخم شأنا أو أحق بأن يكون مخلوقاً حقيقياً من "هومر" الذي يذهب الكثيرون من جلة العلماء المحققين إلى أنه اسم خرافي،
أو شكسبير الذي يزعم البعض بأنه اسم ينتحله واستتر وراءه خلافه؟ أو عبد الله بن سبأ ... أو النعمان بن مقرن ... أو سعد زغلول ...
أو غيرهم من الرموز الذين تتضارب الروايات في وصف أحوالهم وأفكارهم بل بالغت وجاوزت المعقول حتى أصبحت كثير من تلك الشخصيات - ومنها شخصية الدكتور طه حسين - مرقعة كأسمال المتسولين ...
لا ... لا محل للإنكار ورفض التصديق: والقدرة الإلهية التي تفني الموجود، لا يعجزها أن لا توجده أصلاً، والمرء بعد أن يعود تراباً في تراب تحت تراب - كما يقول الخيام - يجري ذكره على بعض الألسنة ثم يقل وروده عليها يوماً بعد يوم حتى تطوي صحيفته ويتم محوه فكأنه ما كان، وذاك مرجو عنا جميعاً بإذن الله في هذه الدنيا، التي لا تتسع لنا إلا فوجاً إثر فوج،
ثم هبوا أن الدكتور حقيقة مادية نلمسها ونحسها إذا شئنا فما يضير وجوده؟ أ ليس من الثابت على كل حال أنه الآن صدى تتجاوب به كهوف بعض النفوس، أو على الأكثر كتباً تتداولها الأيدي، ثم هذه كتبه المدعاة بين أيدينا ما حاجتنا إلى صاحبها؟ لماذا ينبغي أن يكون لها صاحب موجود وهي تتنافر كما يتنافر أ قطلب المغناطيس!!
أعلم أيها الأخوة أنه يعز عليكم أن نمحو من الدنيا رجلاً يظن فئام من الناس أنه كان موجودا ً، لكنه التعمق في البحث والتحقيق العلمي قاتلهما الله ...
وأخيراً أرى أننا بحاجة إلى عدد من الشهود وعدد من الأوراق الثبوتية لإثبات أن هناك طه حسين ... وهيهات
يتبع ...
ـ[أبوياسر المسعودي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 01:57]ـ
مستمع بالموضوع والنقاش الدائر, ,
وانتظر اليتبع ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 02:34]ـ
واصل وصلك الله .. متابع باستمتاع ..
ـ[الشويحي]ــــــــ[25 - Aug-2009, صباحاً 06:21]ـ
يا سبحان الله ... وهل طه حسين أضخم شأنا أو أحق بأن يكون مخلوقاً حقيقياً من "هومر" الذي يذهب الكثيرون من جلة العلماء المحققين إلى أنه اسم خرافي،
أو شكسبير الذي يزعم البعض بأنه اسم ينتحله واستتر وراءه خلافه؟ أو عبد الله بن سبأ ... أو النعمان بن مقرن ... أو سعد زغلول ...
...
أعلم أيها الأخوة أنه يعز عليكم أن نمحو من الدنيا رجلاً يظن فئام من الناس أنه كان موجودا ً، لكنه التعمق في البحث والتحقيق العلمي قاتلهما الله ...
وأخيراً أرى أننا بحاجة إلى عدد من الشهود وعدد من الأوراق الثبوتية لإثبات أن هناك طه حسين ... وهيهات
يتبع ...
أى بحث وأى تدقيق علمى ما تزعم يا أخى إذا كنت دعوت من حاول تأويل كلامك بفهم خاص إلى طرح التأويل والأخذ بظاهر القول أى أنك تقصد إنكار وجود طه حسين، وتقول يظن وجوده جماعة من الناس (معنى الفئام: الجماعة من الناس) فهل كان محمود شاكر ومن على شاكلته يظنون وجود طه حسين؟!!! وأى أوراق وشهود تلتمسهما؟! عجبا لأمثالك من المحققين المدققين! وأنصحك ألا تتمادى فى هذا الزعم الساذج الذى يصور الناس بلهاء مضحوكا عليهم فى حين أنك العبقرى الوحيد الذى استطاع كشف ألاعيب الساسة. إنك حتى جعلت سعد زغلول شخصا وهميا لم يقد ثورة أمة على الظلم والاستعمار يوما ما.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 12:08]ـ
... وأنا -مثلا- إذا أردت الثورة على Victor hugo ، فسأنفي وجوده ... !! حلوه دي ... ابتسامة
على أنه لا يهمنا وجود طه حسين في دنيا الناس من عدمه، لكنك بنيت على هذا الزعم نتائج مؤسفة في الحقيقة، ولذلك نازعك من نازعك!!!
ـ[بشير محمود سليمان]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 12:29]ـ
والله هذا من عجائب التحقيق والتدقيق
ننتظر أن يتبع الموضوع
ـ[معارج]ــــــــ[25 - Aug-2009, مساء 01:09]ـ
قصد الأخ الكاتب واضح وهو ملخص بقوله
يحملني على التردد بين رأيين، أحدهما: أن يكون هناك أناس كثيرون يتسمون " طه حسين"، وثانيهما: أن يكون هذا اسماً استعاره فرد أو عدة أفراد لما كتبوه ونشروه
فهو لا ينكر وجود شخص له كِيان حيوي رُدّ عليه
لكنه يقول إن ما نسب إليه محتمل بين أن يكون أشياء اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا
وبين أن يكون عدة أشخاص يحملون نفس الاسم .. ونحو هذا
والحق الذي لا مرية فيه أن هذه الشخصية باسمها وكيانها وفكرها موجودة ولها نظائر مثلها وأسوأ منها في زمانه وزماننا وكل زمان
والذين التقوا به كثر ومايزال بعضهم أحياء كناصر الدين الأسد مثلا وممن تحدث عنه وعن فكره ولقائه به: المؤرخ النسابة حمد الجاسر
وغيره كثير جدا .. نقلوا من لقاءاتهم الشخصية عنه ما ينم على أنه هو صاحب هذه الكتابات التي استقاها من الغرب أو أمليت عليه عبر فريق متكامل كان يساعده .. لكن الكاتب لو قصر مقاله على التشكيك في وجوده من باب التهكم باعتبار مهاجمته بنفس سلاحه
الذي شكك فيه بالشعر الجاهلي لكان مقاله أحلى عذوبة وأعلى أدباً
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 06:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو أن يسمح لي الأخ الكريم أن أقوله إن ما يكتبه ـ هنا ـ عن طه حسين، لا علاقة له بالبحث العلمي، مع تقديري في الوقت نفسه لأسلوبك المشرق، و عبارتك الرقيقة، مما يحسن تو ظيفه فيما ينفع ... وأنت تعلم أن نبينا عليه الصلاة و السلام استعاذ من علم لا ينفع ...
ـ[راجية الفردوس الأعلى]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 11:08]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو أن يسمح لي الأخ الكريم أن أقوله إن ما يكتبه ـ هنا ـ عن طه حسين، لا علاقة له بالبحث العلمي، مع تقديري في الوقت نفسه لأسلوبك المشرق، و عبارتك الرقيقة، مما يحسن تو ظيفه فيما ينفع ... وأنت تعلم أن نبينا عليه الصلاة و السلام استعاذ من علم لا ينفع ...
أحسنت ..
ـ[محمد عزالدين المعيار]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 11:34]ـ
أحسن الله إليك و هدانا إلى ما يحب و يرضى
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 07:10]ـ
إنني أشك في وجود " محب الأدب " هل هو شخص واحد يحاورنا أم عدة شخصيات تحمل نفس الاسم؟ وخصوصا أن محبي الأدب كثيرون (ابتسامة)
على فكرة يا محب الأدب أنا خريج قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة وأساتذتي مثل أحمد مرسي وجابر عصفور وسهير القلماوي (رحمها الله) كانوا تلامذة طه حسين الشيخ سابقا ثم الدكتور بعد ذلك،وصورته تتصدر مدخل الكلية وإن أردت البحث العلمي بدقة فاخطف رجلك إلى تلك الكلية فستتأكد من كونه حقيقة لا وهم حيث كان عميدا لهذه الكلية
وبالمناسبة ذكر بعض المحققين أنه رجع عن أفكاره المنحرفة، والله أعلم بحاله، فأنصح الإخوة ألا تتورط في ذمه وقد أفضى إلى ما قدم وقابل ربه، ولا مصلحة شرعية في ذكره بسوء، اللهم إلا أن نناقش فكره المنحرف ونكشف عواره ونبين الصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الأدب]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 04:19]ـ
وبالمناسبة ذكر بعض المحققين أنه رجع عن أفكاره المنحرفة،.
حلوة ... حلوة ... زدنا من هذا الضرب بارك الله فيك
يتبع إلى الحلقة الأخيرة ....
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 05:43]ـ
بالمصرية العامية "أنا مش فاهم حاجة, هو فيه أيه يا جدعان"
قد سرَّيتَ عني - والله - يا أبا الأدهم بتلك المداعبة!
وحسبي أن أخرج بها من معاقد هذا الموضوع المسلِّي هو الآخر!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[31 - Aug-2009, مساء 06:19]ـ
حلوة ... حلوة ... زدنا من هذا الضرب بارك الله فيك
يتبع إلى الحلقة الأخيرة ....
من مجالس العلامة حمد الجاسر رحمه الله:
10 - قال لي الشيخ: كنت إذا حضرت جلسات مجمع اللغة في أيام رئاسة طه حسين، وجرى ذكر جزيرة العرب، يقول طه حسين: إذا قال الشيخ حمد الجاسر قولا في موضع من مواضع الجزيرة العربية فالقول قوله فهو أعلم بها منا ... قال الشيخ: وهذا الكلام مثبت في محاضر عنده الجلسات قال: وكنت إذا دخلت على طه حسين يقول: مرحبا بعالم الجزيرة أو جاء عالم الجزيرة.
11 - قال الشيخ: لما زرت طه حسين في منزله سألته: يا دكتور: ما كنتم ذكرتموه في كتابكم (في الشعر الجاهلي) هل مازلتم تقولون به؟ قال الشيخ: فقال لي طه حسين: كان ذلك من عبث الشباب ....
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181855&highlight=%CD%E3%CF+%C7%E1%CC% C7%D3%D1
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 04:45]ـ
يا محب الأدب ما قصدك من قولك (حلوة ... حلوة ... زدنا من هذا الضرب بارك الله فيك) من أي شيء أزيدك بالضبط
وتحية من القلب للأخ أسامة بن الزهراء زهرة المشرفين
ـ[محب الأدب]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 10:54]ـ
وبعد أيها القراء .. فكيف ترون هذا المنطق؟ أليس مهلهلاً واهن الأركان، متداعي البنيان؟ نعم هو كذلك بلا نزاع! ولكنه ليس أوهى من منطق الدكتور طه حسين في كلامه عن مجنون ليلى ...
يا سيدي القارئ إن هذا الذي يتسمى الدكتور طه حسين ينكر في إحدى مقالاته المعزوة إليه أن شخصاً اسمه مجنون ليلى دب على ظهر الأرض، و يزعمه طائفة محشودة من القصص ابتكرها أكثر من واحد، ودليله على ذلك أن الرواة تضاربوا في هذا المجنون وبالغوا وجاوزوا المعقول، ولا أدري ماذا صنعوا أيضاً ...
أفلا نستطيع نحن قياساً على هذا المنطق أن نشك في وجود من نشاء، بل أن ننكر وجوده بتاتاً؟؟
نعم يسعنا ذلك بلا ريب .. ومن ترى أحق بأن يطبق عليه هذا المنطق من صاحبه؟؟؟
إن الدكتور يعمد إلى صورة حية فيحاول بمنطقه – الذي هو أشبه بتخليط الطلبة منه بأبحاث الأساتذة - أن يقضي عليها ويفجعنا فيها ويسلبنا إياها، ويحسب أن قصة المجنون يمكن أن تبقى لها روعتها وجمالها وأخذها بعد أن تفقد الأصل وتخسر عنصر الوحدة فيها ...
فها قد قيض الله للدكتور مجنوناً آخر ينكر وجوده كما أنكر هو وجود المجنون القديم ...
ولقد أردنا أن نثبت بهذا التطبيق أنه ما هكذا يكتب التاريخ ... ولا على هذا النحو يكون " التعمق في البحث والإلحاح في التحقيق العلمي " وأنه إذا كان مجرد التضارب في الروايات والعجز عن التوفيق بينها يكفيان لمحو رجل من الوجود فقد صار ذلك سبيلاً إلى كل شيء ...
ولقد تعمدنا فيما أوردنا أن نسوق أشياء من هنا وههنا، وأن نهمل الصلات الكائنة بينها لأن كثيراً من حلقات السلسة يسقط مع الزمن، ولأن هذا الأرجح هو كل ما يبقى معروفاً عن المترجم له بعد قرون و قرون، وهل في تراجم العرب مثلاً أكثر من هذا؟ هل يعرف أحدنا عن شاعر أموي أو جاهلي ما هو أوفى أو أشد اتساقاً مما أوردنا من حياة الدكتور؟ كلا فإذا كان الدكتور طه يبيح لنفسه أن ينكر وجود المجنون اعتمادا على التضارب في الروايات ونقصها وتشويهها فقد أضاع الدكتور نفسه والله؟ وشبيه بهذا أن يختلف شهود حادثة فتنكر وقوعها ...
انتهى
تنبيه مهم: هذه النقولات ليس لي منها سوى التلزيق والتلفيق، وإنما هي لكاتب أدبي ساخر ناثر شاعر من رواد النهضة الأدبية في مصر، وأدع تفصيل خبره في مشاركة قادمة، شاكرا كل من شارك، معتذراً من كل (من طار في العجة) فقد كنت أظن في الوهلة الأولى أن الأمر مكشوف ولكن ...
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 11:23]ـ
الله يهديك يامحب الأدب .. سحبتنا كثيرا
وأخيرا اكتشفنا حقيقة وجود طه حسين ..
لكن بقي السؤال الكبير: شخصية (محب الأدب) كيف لنا بإثباتها؟!!!!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 04:34]ـ
تنبيه مهم: هذه النقولات ليس لي منها سوى التلزيق والتلفيق، وإنما هي لكاتب أدبي ساخر ناثر شاعر من رواد النهضة الأدبية في مصر، وأدع تفصيل خبره في مشاركة قادمة، شاكرا كل من شارك، معتذراً من كل (من طار في العجة) فقد كنت أظن في الوهلة الأولى أن الأمر مكشوف ولكن ...
معلش يا مولانا .. فأنا نفسي لم أظن أن فقه مرادك يغبى على أحد، ولكن هكذا العجلة!
ما علينا ..
تدفع كام يا مولانا ولا أفسد عليك مشاركتك القادمة وأخبر الناس من هو ذلك الكاتب الساخر الناثر الشاعر؟؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معارج]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 06:10]ـ
هناك أخطاء في الردود من الكاتب الموقر وفي سياقة المقالة أدت إلى اختلاط الأمر حتى على الأذكياء
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 02:50]ـ
الأذكياء أذكياء لا ندفع ذلك عنهم .. ولكن قليل من الأناة .. وقليل من النفس الأديبة كانت كفيلة بتبصر مراده ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 06:26]ـ
عجبي!
كنتُ قلتُ للكاتب في المشاركة #16
الذي وقع في روعي أن الكاتب يستهزئ بشكّ طه حسين في الثوابت، ويحاربه بسلاحه، فيقول: يستطيع أي كاتب أن يشكّ في وجودك!
ولكنه كذَّب هذا الاحتمال في المشاركة #18 فقال:
أرجو ألا يقع في روعكما شيء بعيد عن ظاهر الكلام المكتوب ... !!!، كما أرجو أن تنتحلا مذهب الظاهرية ولو لفترة محدودة
والآن يقرِّر أنه ما قَصَدَ غيرَه!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 06:53]ـ
نعم. فغرضه هو التشكيك في وجود طه حسين ... وهذا هو ظاهر كلامه. المطلوب الإيمان به ..
لكن البحث: في غرض هذا التشكيك .. هل هو تشكيك مراد لذاته؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Sep-2009, صباحاً 12:03]ـ
هتدفع يا مولانا ولا أخلي مشاركتك القادمة (قبض الريح) ..
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 04:33]ـ
الله يهديك يامحب الأدب .. سحبتنا كثيرا
وأخيرا اكتشفنا حقيقة وجود طه حسين ..
لكن بقي السؤال الكبير: شخصية (محب الأدب) كيف لنا بإثباتها؟!!!!!
.مرحبا بالفاضل عبد الله ... واعلم أن إثبات شخصية محب الأدب سهل ويسير وقريب بالنسبة إليك ...
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 04:36]ـ
عجبي!
كنتُ قلتُ للكاتب في المشاركة #16
الذي وقع في روعي أن الكاتب يستهزئ بشكّ طه حسين في الثوابت، ويحاربه بسلاحه، فيقول: يستطيع أي كاتب أن يشكّ في وجودك!
ولكنه كذَّب هذا الاحتمال في المشاركة #18 فقال:
أرجو ألا يقع في روعكما شيء بعيد عن ظاهر الكلام المكتوب ... !!!، كما أرجو أن تنتحلا مذهب الظاهرية ولو لفترة محدودة
والآن يقرِّر أنه ما قَصَدَ غيرَه!
يا صديقي العزيز لم أكذب احتمالاتك ولا يحزنون
فلم أطلب سوى التريث حتى لا تفسد موضوعي ليس أكثر، وقد انتهت الفترة المحدودة
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 04:48]ـ
فلوس .. فلوس ... حتى أنت يا أبها فهر أعمتك الفلوس!!!
عموماً - والله - سعدت بمتابعتك، وإن كنت أعجلتني فأقول:
إن هذه النقولات بمجموعها – مع تصرف – عبارة عن مقال للأستاذ الكبير الناقد الساخر الشاعر الأديب إبراهيم بن عبد القادر المازني المولود عام1880م والمتوفى عام 1949م، نشره في كتاب (قبض الريح ص 55)، وهذا الكتاب في غالبه عبارة عن مجموع مقالات نقدية لاذعة للدكتور طه حسين جمعها في كتاب سماه بهذا الاسم المتواضع (قبض الريح)، وهو هكذا في جميع أعماله يزري بها ويقلل من شأنها، فيسميها قبض الريح، وحصاد الهشيم، وخيوط العنكبوت، وهو ما يعكس شخصية النقدية الساخرة التي امتدت إلى ذاته، فمن ذلك أنه كان قصيراً بديناً أعرجاً، وكان رفيق دربه العقاد طويلاً بائنا، فإذا مشيا سوياً وصف حالهما بأنها الرقم 10!!!،
وقد كان للمازني مذهب أدبي في الشعر والنثر مع زميليه العقاد وعبد الرحمن شكري بدؤه العقاد والمازني في كتابهما (الديوان في الأدب والنقد) وباسم الكتاب شكلوا مدرسة أدبية لها أدبياتها واتجاها الخاص في الشعر والنقد.
وقد كان للمازني جولات وصولات في شئون إسلامية وأدبية، اتسمت في غالبها بالرجولة وسلامة الاتجاه والبعد عن الانحراف، ولقد كان يسير في أسلوبه على نمط خاص حيث كان يستلهم مشاعره في كل ما يكتب، فأحاسيسه نبع دائم لمقالاته، مما يدل على سعة محيطه النفسي، كما كان يطلق لخياله العنان في تصوير الأحداث التاريخية تصويراً فنياً قد يجني فيه أحياناً على الحقيقة، إلا أنه لا تفوته المتعة ... فمن ذلك – وهو شبيه بمقالنا - مقال بعنوان (مقتل عمر بن الخطاب) قال فيه " ... فجعنا باعتداء أثيم مروع من علج من علوج فارس على حضرة صاحب الجلالة أمير المؤمنين، وهو يسوي الصفوف في المسجد ... وقد سبق أن حذرت الحكومة من هؤلاء اليهود والنصارى الذين يقدمون المدينة ... "
ثم تخيل أن هناك صحفاً سيارة تناقلت الخبر، وقامت بتغطية الحدث مثل صحيفة يثرب، وصحيفة الهجرة ...
(راجع كتاب النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين للدكتور رجب البيومي، الجزء الرابع)
يتبع ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 05:25]ـ
ومن قال: إن (كام) تساوي فلوس .. ما هذه العجلة يا مولانا؟؟!!
نسيت ذكر عنوان مقالة المازني وهو إن لم تخني الذاكرة: ((طه والمجنون)) ..
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 06:00]ـ
ومن قال: إن (كام) تساوي فلوس .. ما هذه العجلة يا مولانا؟؟!!
نسيت ذكر عنوان مقالة المازني وهو إن لم تخني الذاكرة: ((طه والمجنون)) ..
عفوا يا أسناذي .. فإن معنى (كام) عندنا هي الفلوس، وقد غزتنا الماديات حتى في الفكاهيات والملح ... واعتذر من العجلة ...
وعنوان المقال: (طه ومجنون ليلى)، وقد حذف المقال في الطبعات التي كانت بعد حياة المؤلف، ولا ندري ما السبب!!!، فقد طبع الكتاب خمس مرات - حسب علمي _ مرتان في حياة المؤلف، وثلاث بعدها، ولم يوجد المقال في الطبعات الثلاث الأخيرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الأدب]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 05:00]ـ
يتبع ...
لقد كان عصر الامة العربية في الخمسينات: عصر فقدان للهوية، فبعد سقوط الدول العثمانية التي كانت تمثل على الاقل بعدا اسلاميا وإن كان ضعيفا يربط مواطني تلك الدولة، سقط العرب من جديد في بؤرة الاستلاب الثقافي والسياسي الاستعماري، فلما تحررت بعض البلاد العربية وخاصة مصر والشام بدأت الرحلة مجددا للبحث عن هوية مفقودة. فلهذا كان الصراع شديدا بين مختلف التيارات السياسية والثقافية والدينية لملء ذلك الفراغ، فقد كان هناك الاسلام والقومية العربية والاشتراكية والناصرية وغيرها، وكانت هناك الانظمة الملكية والجمهورية والشرقية والغربية ...
فلما تبنت مصر في بداية الخمسينات الميلادية النظام الاشتراكي القومي الناصري، اراد اخواننا المصريون في خضم المنافسة الشديدة بينهم وبين التيارات الاخرى ابراز ما لمصر من تراث ثقافي ضخم وما لهم من ريادة ادبية تخولهم قيادة الامة العربية.
وفي هذا السبيل اخترعوا لنا شخصيات في كل مجال ومن ثم اهالوا على كل شخصية من آيات التبجيل والريادة ما يخول لها قيادة الامة العربية في ذلك المجال. فاخترعوا حكاية عميد الادب العربي، وحكاية امير الشعراء وحكايات اخرى يطول بنا المقام لسردها. فاختاروا لعمادة الادب العربي شخصية من نسج خيالهم سموها طه حسين،
ووضعوا لتلك الشخصية كتبا ومؤلفات يضيق عنها الحصر. ومن دهاء اخواننا المصريين انهم اختاروا هذا الاسم المركب من كلمتين محترمتين بين العرب جميعا فطه لارضاء اهل السنة لانه من اسماء محمد صلى الله عليه وسلم وحسين لارضاء الشيعة الذين يقدسون حسينا رضي الله عنه.
وقد استغل النظام الاشتراكي في مصر هذه الكتب التي نسبها الى ما يسمى بطه حسين في الاساءة الى الاسلام والقرآن، فزعموا انه قال في كتابه المنسوب اليه «في الشعر الجاهلي»: «للتوراة ان تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل، وللقرآن ان يحدثنا عنهما ايضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي، فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم الى مكة)».
ولعلك تلاحظ ان هذا الكلام قيل في خضم الصراع العربي ـ الاسرائيلي في الخمسينات والستينات للابتعاد عن العلاقة التاريخية التي تربط بين العرب واليهود، ولكنهم اساءوا للقرآن الكريم تلك الاساءة العظيمة كما ترى.
ومن التناقض الذي لا ينقضي منه العجب انهم نسبوا الى ما يسمى طه حسين دعوته الى اتباع الغرب وحضارته حلوها ومرها خيرها وشرها، مع انهم يزعمون معاداة الغرب في حينه ومحاربة الامبريالية. وهذا دليل آخر على فشل حبكتهم في صياغة وصناعة تلك الشخصية، فحبل الكذب قصير كما يقول المثل، فإنه من الصعوبة بمكان صناعة شخصية كبيرة بحياتها ومؤلفاتها من دون وجود خلل ما او ثغرة من الثغرات.
اما حياته المزعومة فهي مليئة بالمتناقضات. وما بني على المتناقضات فلا يمكن بقاؤه على مر الايام. فهؤلاء يزعمون تارة انه يدافع عن الاسلام وتارة يزعمون انه يسيء اليه.
تارة يزعمون انه يدافع عن العرب وتارة يزعمون انه يدعو مصر لتبتعد عن العرب لتنضم لحضارة البحر الابيض المتوسط، او لتعود الى جذورها الفرعونية.
تارة يزعمون انه متخصص في الفلسفة الاجتماعية وتارة يزعمون انه عميد الادب العربي.
تارة يزعمون انه شيخ ازهري، وتارة يزعمون انه تخرج في اشهر الجامعات الفرنسية «السوربون».
ولكنني اتحدى ان يكون تخرج في احدى الجامعات الفرنسية رجل بهذا الاسم، فقد راجعت سجلات الطلاب المتخرجين في الجامعات الفرنسية في الفترة التي زعموا انه تخرج فيها فلم اجد إلا رجلا واحدا يقال له «تاها هسين»، فلعل هؤلاء المزورين استغلوا هذا الاسم وصحفوه وصنعوا له شخصية ادبية ليمرروا كذبتهم الكبيرة على العالمين العرببي والغربي في آن ....
يتبع ....
نسيتُ أن أنبه: أن هذا الجزء من الكلام ليس للمازني، وإنما لكاتب يدعى (الرشود)، نشره قديماً في مجلة الثقافية التي يصدرها الملحق الثقافي السعودي ببريطانيا، وتجد المقال وردود أفعاله هنا:
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=21634&issueno=8084
ويبدو أن الرشود اقتبس الفكرة من المازني، فيما صرح المازني أنه اقتيس فكرة مقاله من صديقه الأستاذ العقاد، وفي هذا يقول المازني في مقدمة مقاله (طه وجنون ليلى) المنشور في كتاب قبض الريح: " كنت جالساً ذات يوم مع صديقي الأستاذ العقاد، فتذاكرنا حديث الأربعاء وصاحبه، واستطردنا إلى طريقته في البحث والتحقيق العلمي، ثم إلى سيرة مجنون ليلى، فقال العقاد: " عن أي شيء يسفر البحث يا تُرى لو نسجنا على منوال الدكتور فيما كتبه عن المجنون؟ إنه لا يبقى منه شيء كما لم يُبقِ هو شيئاً من المجنون ... " والحق أقول: أن مقترح العقاد راقني، وأن نفسي ظلت تنازعني بعد ذلك أن أتولى إمضاء هذه الفكرة، فلبثت أن أتردد حتى لم أعد استطع المقاومة، وقد أقنعت نفسي بقولي لها: أن العقاد لا يضيره أن أسطو على فكرة أو أفكار له فإنه أغنى من ذلك، وأنا أفقر من أدعها له، وإن كنتُ أَرُدُّهَا بهذا الإعلان إليه "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 05:39]ـ
.مرحبا بالفاضل عبد الله ... واعلم أن إثبات شخصية محب الأدب سهل ويسير وقريب بالنسبة إليك ...
منذ كنت صغيرا، وأنا أكره الألغاز ولازلت على هذا المبدأ أخي محب الأدب!!
أخبرني كيف الوصول إلى هذه الشخصية؟
لكن دون أن يدرك ذلك أحد من الألوكيين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 07:22]ـ
تدفع كام وأقول لك من هو؟
ويدفع هو كام ولا أقول؟
وكام مش فلوس بل تطلب تمييزاً آخر ..
ـ[محب الأدب]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 09:36]ـ
تدفع كام وأقول لك من هو؟
ويدفع هو كام ولا أقول؟
وكام مش فلوس بل تطلب تمييزاً آخر ..
بل أنت كام تدفع؟ وإلا سأذكر اسمك الصريح
و (كام) تعني عندي الفلوس لا غير، وصدقني سأجد من يدفع لي لمعرفة من تكون
أما أنت فإن فبضاعتك كاسدة ... وكاسدة جداً
ولا أظن الشيخ عبد الله سيدفع لك ... لأنه مشغول برسالة الدكتوراه!!! وأحسبه على وشك الانتهاء (أم لا يا شيخ عبد الله؟ ألم أقل لك أني قريب منك!!!)
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 12:12]ـ
يا مثبت العقل!
ظللت معكم إلى هذه النهاية المؤلمة المروعة الشنيعة الـ ........
آلآن تتبارون في كشف شخصيات بعضكم البعض، وتبادرون إلى السبق إلى النشر، والتنافس في النزْر -بالزاي-؟
فياعجبا لكم من فضلاء -جدا وهزلا- وياحبذا جمعكم لو عرفتمونا من أصحاب هذه الألقاب والكنى
وأخيرا .......... دمتم في حفظ الله
أخوكم الهلالي
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 12:20]ـ
بل أنت كام تدفع؟ وإلا سأذكر اسمك الصريح
و (كام) تعني عندي الفلوس لا غير، وصدقني سأجد من يدفع لي لمعرفة من تكون
أما أنت فإن فبضاعتك كاسدة ... وكاسدة جداً
ولا أظن الشيخ عبد الله سيدفع لك ... لأنه مشغول برسالة الدكتوراه!!! وأحسبه على وشك الانتهاء (أم لا يا شيخ عبد الله؟ ألم أقل لك أني قريب منك!!!)
أما الشيخ أبوفهر، فلا حاجة لي بكشف شخصيته فقد عرفته تماما ..
وأنت يامحب الأدب .. أعرف اسمك الآخر .. لكن من يضمن فقد يكون مستعارا أيضا؟
همسة في أذن محب الأدب (ياخي هما حاطين الخاص لييييش!!! .. )
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 05:07]ـ
الفاضل الكريم المحترم طيب القلب كريم النفس مشرق السجايا الشيخ الأستاذ الأديب،محب الأدب ..
خليك جدع عشان خاطري!
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 05:46]ـ
وقد كان للمازني مذهب أدبي في الشعر والنثر مع زميليه العقاد وعبد الرحمن شكري بدؤه العقاد والمازني في كتابهما (الديوان في الأدب والنقد) وباسم الكتاب شكلوا مدرسة أدبية لها أدبياتها واتجاها الخاص في الشعر والنقد.
وقد كان للمازني جولات وصولات في شئون إسلامية وأدبية، اتسمت في غالبها بالرجولة وسلامة الاتجاه والبعد عن الانحراف، ولقد كان يسير في أسلوبه على نمط خاص حيث كان يستلهم مشاعره في كل ما يكتب، فأحاسيسه نبع دائم لمقالاته، مما يدل على سعة محيطه النفسي، كما كان يطلق لخياله العنان في تصوير الأحداث التاريخية تصويراً فنياً قد يجني فيه أحياناً على الحقيقة، إلا أنه لا تفوته المتعة ... فمن ذلك – وهو شبيه بمقالنا - مقال بعنوان (مقتل عمر بن الخطاب) قال فيه " ... فجعنا باعتداء أثيم مروع من علج من علوج فارس على حضرة صاحب الجلالة أمير المؤمنين، وهو يسوي الصفوف في المسجد ... وقد سبق أن حذرت الحكومة من هؤلاء اليهود والنصارى الذين يقدمون المدينة ... "
أخي الفاضل محبّ الأدب ..
المازني أديب ساخر كبير له حجمه ومكانته , ولا يشكّ أحدٌ في ذلك!.
إلا أن مدرسة الديوان التي كان فيها مع العقاد وشكري , والتي أسسها "شكري" لم تكن على المنهج القويم , فقد كانت محاكية للمدرسة الإنجليزية في فكر أدبها, وفي مفاهيمها وسلوكياتها, فكان العقاد -على سبيل المثال- يقلد «توماس هاردي» في اقتناء كلب يصحبه, سماه: «بيجو» أسوة بالعادات الأوروبية!.
فكيف تثبت صلاح فكر المازنيّ على الإطلاق مع أنه كان رائداً كبيراً في فنّ "مدرسة الديوان" وفكرها , ولم يغيّر شيئا واضحاً من أفكارها الخاطئة؟! ..
اللهم إلا أن ينحو منحى الكتاب الإسلاميين , من باب القومية , وركوب الموجة الثائرة في عصرهم!
وعلى كلّ حالٍ: إطلاقك في كلامك يحتاج تقييداً.
والله وليّ التوفيق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - Sep-2009, صباحاً 06:45]ـ
أين أثبت الصلاح على الإطلاق؟
ـ[أبو المظفر الشافعي]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 10:43]ـ
إخواني الكرام وعلى رأسهم الأخ محب الأدب.
بعد أن انتهينا من قضية التشكيك في وجود طه حسين أحب أن أطرح لكم قضية تستحق الدراسة - ولا تخافوا فهي أهون من سابقتها (ابتسامة) - ألا وهي:
هل مر طه حسين بمرحلة الشيخ؟
قد يستعجل البعض ويجيب بالتأكيد بناءً على أن طه قد درس في الأزهر, ولكن ...
من المعروف أنّ طه كان من أضيق الناس ذرعاً بدروس الأزهر وعلومه التقليدية, وكان من أكثر الطلبة تمرداً على المشايخ ونقاشاً, كما بيّن ذلك في كتابه الأيام.
إذن فطه حسين منذ نشأته خارج عن المألوف, متمرد على المعهود, وخصوصاً العلوم الأزهرية.
فهل يصح بعد هذا أن يقال: (الشيخ طه حسين)؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد غالمي]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 12:12]ـ
أخي محب الأدب .. والله استغربت لحب جارف اسدل ستار الغشاوة على متيمه، حتى التبس عنده الحق بالباطل .. وأي عربي هذا من المحيط إلى الخليج يرتاب في شخص وشخصية أديب مصري صعيدي مكفوف البصر يسمى الدكتور طه حسين؟ أظن لو تجشمت مشاق طرق أبواب الأزهر والحكومة (وزارة المعارف) والبرلمان والجامعة المصرية لأغنتك الأرشيفات عما حشدته من افتراء يمكن أن يصدق لو كان المرحوم طه صاحب (الأيام) الخالدة قد عاش في منذ قرون قبل الميلاد ..
ومهما يكن يبق الرأي رأيك ولا يهم أحدا سواك، وأرجو أن يتسع صدرك وصدر كل من يماري بلا كوابح ..
تحياتي وامتناني ..
ـ[خيرى رمضان]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 12:21]ـ
طه حسين إن أشك فى وجوده فأحرى أن أشك فى وجودى
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 01:47]ـ
أخي محب الأدب .. والله استغربت لحب جارف اسدل ستار الغشاوة على متيمه، حتى التبس عنده الحق بالباطل .. وأي عربي هذا من المحيط إلى الخليج يرتاب في شخص وشخصية أديب مصري صعيدي مكفوف البصر يسمى الدكتور طه حسين؟ أظن لو تجشمت مشاق طرق أبواب الأزهر والحكومة (وزارة المعارف) والبرلمان والجامعة المصرية لأغنتك الأرشيفات عما حشدته من افتراء يمكن أن يصدق لو كان المرحوم طه صاحب (الأيام) الخالدة قد عاش في منذ قرون قبل الميلاد ..
ومهما يكن يبق الرأي رأيك ولا يهم أحدا سواك، وأرجو أن يتسع صدرك وصدر كل من يماري بلا كوابح ..
تحياتي وامتناني ..
يظهر من كلامك الدعاء بالرحمة للمدعو "طه حسين"!
وهل برأيك أن الذين بينوا خطأه وأثبتوا فساد معتقده يمارون لا كوابح؟! ..
أم الكوابح هي كلامك المرويّ بلا خطام ولا زمام , إنما هو مشحون بالعاطفة لا غير!
تلك مغالطات , وبحمد الله نحن أعرف بعميل من عملاء الغرب الكافر ..
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،،
إخواني الأفاضل:
لم أكن أعلم أنني سأجد بينكم مثل هذا الموضوع الذي ألهاكم عن الخير، لأنني كما أظن أن الإخوة الأفاضل جميعا يعلمون من هو طه حسين في جانبيه الأدبي والديني، مما كان يغنيكم جميعا عن مضيعة هذا الوقت مع رجل زعم أول مازعم في كلامه أن اجتهد واستقصى في البحث مما يخيل للقارئ في أول وهلة أن الكلام كلامه واللسان لسانه، مغررا بالمسلمين ومضيعا لأوقاتهم، ولا أحسب ذلك إلا تغريرا، فليجازك الله عن كل دقيقة ذهبت في قراءة موضوعك بما تستحق.
والسلام عليكم ورحمة الله،،،
ـ[محب الأدب]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 04:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،،
إخواني الأفاضل:
لم أكن أعلم أنني سأجد بينكم مثل هذا الموضوع الذي ألهاكم عن الخير، لأنني كما أظن أن الإخوة الأفاضل جميعا يعلمون من هو طه حسين في جانبيه الأدبي والديني، مما كان يغنيكم جميعا عن مضيعة هذا الوقت مع رجل زعم أول مازعم في كلامه أن اجتهد واستقصى في البحث مما يخيل للقارئ في أول وهلة أن الكلام كلامه واللسان لسانه، مغررا بالمسلمين ومضيعا لأوقاتهم، ولا أحسب ذلك إلا تغريرا، فليجازك الله عن كل دقيقة ذهبت في قراءة موضوعك بما تستحق.
والسلام عليكم ورحمة الله،،،
هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 05:00]ـ
الفاضلان
محمد غالمي، وخيري رمضان
ليتكما صبرتما حتى قرأتما المشاركة رقم 52! ...
أبا معاذ ..
إن كنتَ تدعو على كل من قرأتَ له
فلم تستسغ ما قرأت
أو لم يعجبك
أو لم يرضِك
... أو لم تفهمه!
فـ"عفاء على هذا الزمان .. " كما قال أبو الفتح البستي!
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 05:20]ـ
هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
أذكرتنا أيها الفاضل الأريب بهذا البيت الأخير (أنشد البيتين في العقد الفريد لفرج بن سلام، أبي بكر القرطبي)، القطعةَ الخلابة التي بناها عليه إمام البيان الإبراهيمي رحمه الله (وضمَّنه فيها):
لِلنَّاسِ عِيدٌ وَلِي هَمَّانِ فِي الْعِيدِ ////// فَلاَ يَغُرَّنْكَ تَصْوِيبِي وَتَصْعِيدِي
هَمُّ الَّتِي لَبِثَتْ فِي الْقَيْدِ رَاسِفَةً ////// قَرْناً وَعِشْرِينَ فِي عَسْفٍ وَتَعْبِيدِ
وَهَمُّ أُخْتٍ لَهَا بِالأَمْسِ قَدْ فَنِيَتْ ////// حُمَاتُهَا بَيْنَ تَقْتِيلٍ وَتَشْرِيدِ
كَانَ الْقِيَاضُ لَهَا فِي صَفْقَةٍ عُقِدَتْ ////// مِنْ سَاسَةِ الشَّرِّ تَعْرِيباً بِتَهْوِيدِ
جُرْحَانِ مَا بَرِحَا .. فِي الْقَلْبِ جَسُّهُمَا /// /// مُودٍ، وَتَرْكُهُمُا -لِشِقْوِتِي- مُودِ
ذَكَرْتُ بَيْتاً لَهُ فِي الْمُبْتَدَا خَبَرٌ ////// فِي كُلِّ حَفْلٍ مِنَ الْمَاضِينَ مَشْهُودِ
(إِنْ دَامَ هَذَا وَلَمْ تَحْدُثْ لَهُ غِيَرٌ ////// لَمْ يُبْكَ مَيْتٌ وَلَمْ يُفْرَحْ بِمَوْلُودِ)
[الآثار 4/ 215 - 216: هل لمن أضاع فلسطين عيد؟!]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 06:16]ـ
هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
الصواب نُحَاذِرُه
وقد أدرج بعضهم مثل هذه "الْهُفَيْوَات" (!!) ضمن الأخطاء "الكيبوردية" ..
وعدل آخرون عن هذا التركيب المزجي الأعجمي فسموه: "سبق لوحة"! (لوحة المفاتيح يعنون)
ولا أدري أي الاصطلاحات يرتضي شيخنا الأريب محب الأدب؟؟
ـ[أحمد عبد الله حسين]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 09:52]ـ
هذا الزمان الذي كنا نحذره ... في قول كعب وفي قول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غِيَرٌ ... لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
ما كنت أظن أن تكون هكذا نهاية المطاف
سامح الله الجميع
اللهم انزع الغل والحقد والحسد من صدورنا
اللهم ألف بين قلوبنا
أحبتي وسادتي، ثوبوا إلى رشدكم، أثابكم الله!
ـ[أبو معاذ الأنصاري]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 02:05]ـ
الفاضلان
محمد غالمي، وخيري رمضان
ليتكما صبرتما حتى قرأتما المشاركة رقم 52! ...
أبا معاذ ..
إن كنتَ تدعو على كل من قرأتَ له
فلم تستسغ ما قرأت
أو لم يعجبك
أو لم يرضِك
... أو لم تفهمه!
فـ"عفاء على هذا الزمان .. " كما قال أبو الفتح البستي!
الرجاء أخي في الله أن تقرأ مشاركتي جيدا
بارك الله فيك
وكما قلتَ أقول: فـ"عفاء على هذا الزمان .. " كما قال أبو الفتح البستي!
ـ[محب الأدب]ــــــــ[28 - Sep-2009, مساء 11:10]ـ
أبا معاذ ..
إن كنتَ تدعو على كل من قرأتَ له
فلم تستسغ ما قرأت
أو لم يعجبك
أو لم يرضِك
... أو لم تفهمه!
فـ"عفاء على هذا الزمان .. " كما قال أبو الفتح البستي!
مرحباً بصديقي أبي علي
واعلم أن الأنصاري اطلع على المشاركة رداً رداً، ولم يعزب عنه شيء ...
ولكن ماله وللأدب ...
إنهم ممن يصح فيهم مقالة أديب الفقهاء وفقيه الأدباء ابن قتيبة في مقدمة كتابه (عيون الأخبار) - باختصار -: "
" فإذا مر بك أيها المتزمت حديثا تستخفه أو تستهجنه فإنه لم يعمل لك دون غيرك فيُهيَّأ لك على ظاهر محبتك ... واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت: محتاج إليه، فلا يحملنك الخشوع أوالتخاشع على أن تصعر خدك وتعرض بوجهك .... وكن في ذلك على عادة السلف الصالح في إرسال النفس على السجية والرغبة بها عن لبسة الرياء والتصنع، ولا تستشعر أن القوم قارفوا وتنزهتَ وثلموا أديانهم وتورعت ... "
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[29 - Sep-2009, صباحاً 01:44]ـ
بارك الله فيك أخي الكبير الأريب محب الأدب ..
نقل موفق عن الإمام القتيبي رحمه الله
حاشية:
فهل ولعك بالسيد صقر، رحمه الله، نتيجة ولعك بابن قتيبة؟ أم تراه المتأخر دلّك على المتقدم؟؟!
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 07:35]ـ
ليس من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم طه, بل هي حروف مقطعة.
ما الدليل على هذا بارك الله فيك؟
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[02 - Jan-2010, مساء 07:52]ـ
انني أشك في وجود " محب الأدب " هل هو شخص واحد يحاورنا أم عدة شخصيات تحمل نفس الاسم؟ وخصوصا أن محبي الأدب كثيرون (ابتسامة)
سبقتني إلى هذا التعليق
وبالمناسبة ذكر بعض المحققين أنه رجع عن أفكاره المنحرفة، والله أعلم بحاله، فأنصح الإخوة ألا تتورط في ذمه وقد أفضى إلى ما قدم وقابل ربه، ولا مصلحة شرعية في ذكره بسوء، اللهم إلا أن نناقش فكره المنحرف ونكشف عواره ونبين الصواب
من هم هؤلاء المحققون و أين ذكروا
لقد عرفنا انحرافه و لم نعرف رجوعه فهلا دللتمونا عليه
و مثله سيد قطب
أما حاله عند الله فنعم لا أحد يدري
و نحن نناقش القول لا القائل و هذا قد طعن في كتاب الله
دعك من الشعر الجاهلي(/)
المقامة العَدُّودِية ـ زلزال شنقيط برحيل بحر الأمة المحيط!! ..
ـ[أبو همام عبد الحميد]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 05:46]ـ
المقامة العَدُّودِية
زلزال شنقيط برحيل بحر الأمة المحيط!! ..
ـ العلامة الموسوعي محمد سالم ولد عدود رحمه الله ـ
حدثني خاطر أبي همام بعد وفاة الشيخ الإمام فقال:
الحمد لله على الأقدار، حيثما حلت في كل دار، بليل نزلت أو نهار، تكشف حِكَمَ الواحِدِ القهار ....
و الصلاة و السلام على النبي المختار، إمام الصبر و الاصطبار،، عند المحن و الاختبار ....
أما بعد ...
فقد ابتليت الأمة، بفقد موسوعة مهمة، و حافظة ملمة، و فهم سديد، و عقل رشيد، و خلق حميد ....
نعم، ابتليت برحيل حافظ ضابط، و معلم في المحاضر مرابط، حتى في الطائرات و هو صاعد هابط! ....
مات الشيخ محمد سالم ولد عدود ...
فلكل نفس أجل معدود، و لا نقول إلا ما يرضي المعبود، و لا نشق الجيوب و لا نلطم الخدود، و لكن قد حزن على فراقه الوجود،و بكى لموته أهل السجود، و جفت السدود، برحيل بحرنا عدود!!! ....
صبرا يا أهل شنقيط، على فقد البحر المحيط، و العالم الجلد النشيط ...
مات الشيخ ولد عدود ...
فمن للعلم يا تُرى، من يُعَلِّمُ الوَرَى، في تلك المحاضر و القرى، بذلك الحفظ الذي لا يجارى ....
مات الشيخ ولد عدود ...
الحافظة التي لا تعرف الحدود، و الاجتهاد الذي لا يعرف التعصب والقيود، و القضاء الذي يحكم بالشريعة و تطبيق الحدود ...
رحلت عنا شيخنا الحبيب ...
و لمّا نراك من قريب، و نسألك فتجيب، و نسمع منك أشعار الأديب .....
رحلت عنا أيها النابغة العبقري ....
قد شابهت في صباك الإمام البخاري، حيث كنت غلاما في العلم تجاري، أكابر القوم في تلك الصحاري ... فاستودعك الأبُ كرسيَّهُ عند الفراق ....
فأخذت تعلم بلا أوراق!! ....
فذاع صيتك في الآفاق، و جاء العلماء المتخصصون على اتفاق، يوم الخميس مع الإشراق، ليمتحنوك يريدون الاخفاق ....
فسألوك عن قاعدة في التصريف، فقلت: الشرحَ تريدون أو الخلطَ المخيف، فاختاروا الأمر الثاني، رجاء الانصراف في ثواني، فخلطتَّ لهم المعاني، مع المسائل و المباني، حتى كدت تلج النهار الثاني، فانصرفوا و نفضوا أيديهم من علّامة الغلمان، و ظنوا أنه جن من الجان!!!
رحلت عنا يا فارس الشعر و القانون! ...
يا من نظمت بتونس الفنون، فسحرت الآذان و العيون، بنظمك الدوليَّ من القانون، في ألفية حيرت أهل تلك الشؤون، و أخرى نظمت فيها الإداريَّ من القانون، فكنت الفاتن و كان غيرك المفتون ...
رحلت يا ناصر القضاء الشرعي! ....
و قامع القضاء الوضعي ...
رحلت عنا أيها العالم التقي ...
و العامل النقي ....
يا من فرقت بين النفقة والراتب ...
فتحملت المشاق و المتاعب ...
فكنت تنفق على أهلك بالدَّين! ...
و تسدد ما عليك بالراتب قرير العَيْن! ...
فدَفْعُ الدَّيْن بالشبهة في المذهب جائز ...
اجتهدت و أنت على الآلة حائز ...
و من احتاط لدينه فهو فائز ...
رحمك الله يا دُرّةَ البحار و واحة المفاوز!! ...
مصدر المعلومات:
حوار مرئي مع ابن أخت الشيخ: الشيخ محمد الحسن و لد الدَّدَو حفظه الله في قناة موريطانيا الوطنية.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 05:49]ـ
ما شاء الله
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو همام عبد الحميد]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 06:01]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا حاتم بن عاشور على متابعتك و مرورك الطيب ... و رحم الله الشيخ رحمة واسعة ... يحزن القلب و الله على عدم لقيا الشيخ قبل وفاته ...
الله يعوضنا خيرا ...(/)
الموسوعة الشعرية 2009 (منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث)
ـ[شادى مصر]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 04:47]ـ
الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث , وقد أردت نقله هنا؛ حبا في اللوكة، والقائمين عليها - جزاهم الله عنا خيرا - وحتى تعم الفائدة ....
أضع بين يدي إخواني (الموسوعة الشعرية 2009)، وهي من إصدار مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وتم توزيعها مجانا مع جريدة البيان الإثنين، وتم توزيعها مجانا على الحضور في مهرجان دبي الدولي للشعر الذي أقيم مؤخرا بدبي قبل أسبوع، والموسوعة لا تحتاج أي تنصيب، وهي بصيغة ( ISO) يمكن حرقها مباشرة على أسطوانة ( CD) ، أو فكها ببرنامج ( Winrar)، وتشغيل ملف ( Poetry.exe)، وكذلك يمكن تشغيلها على أي برنامج للسواقات الوهمية مثل ( Clone Drive أو MagicDisk أو Virtual Drive...)...
( ملحوظة هامة) الموسوعة عبارة عن: ثمانية ملفات مضغوطة
الروابط
http://www.mediafire.com/?dlmyondtlqz (http://www.mediafire.com/?dlmyondtlqz)
http://www.mediafire.com/?dkunw22wjzd (http://www.mediafire.com/?dkunw22wjzd)
http://www.mediafire.com/?ymjyeutygnh (http://www.mediafire.com/?ymjyeutygnh)
http://www.mediafire.com/?yuyinmueevk (http://www.mediafire.com/?yuyinmueevk)
http://www.mediafire.com/?nttui0jvotz (http://www.mediafire.com/?nttui0jvotz)
http://www.mediafire.com/?jtcztyn0yzz (http://www.mediafire.com/?jtcztyn0yzz)
http://www.mediafire.com/?humzwy0dmmd (http://www.mediafire.com/?humzwy0dmmd)
http://www.mediafire.com/?wzyzlzkrnck (http://www.mediafire.com/?wzyzlzkrnck)
روابط أخرى للتحميل
الجزء الأول:
http://rapidshare.com/files/20943862...part1.rar.html (http://rapidshare.com/files/209438628/Poetry_Enc2009.part1.rar.html)
أو
http://www.adrive.com/public/c32a4a0...4563659a6.html (http://www.adrive.com/public/c32a4a060a3361381e8fae5aea0aa6 1d86cdd311d2f9969a3fe4b9f45636 59a6.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93005602...2009part1.html (http://www.4shared.com/file/93005602/a2006e6f/Poetry_Enc2009part1.html)
أو
http://www.mediafire.com/?jmfzka2mxni (http://www.mediafire.com/?jmfzka2mxni)
أو
http://www.zshare.net/download/5707047216b54cb4 (http://www.zshare.net/download/5707047216b54cb4)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.ea9d811f6aebe 1 (http://www.filesend.net/download.php?f=3ccd88e1a64b9ec 275ea9d811f6aebe1)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=198956493 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=198956493)
أو
http://www.fileflyer.com/view/8sNs6Br (http://www.fileflyer.com/view/8sNs6Br)
أو
http://ifile.it/chtylgm (http://ifile.it/chtylgm)
أو
http://www.sendspace.com/file/bqhwv6 (http://www.sendspace.com/file/bqhwv6)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part1.rar (http://www.turboupload.com/files/get/HR8x_QPU0Z/poetry-enc2009.part1.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=51ee88c (http://d01.megashares.com/?d01=51ee88c)
أو
http://momupload.com/files/115827/Po...part1.rar.html (http://momupload.com/files/115827/Poetry_Enc2009.part1.rar.html)
أو
http://openfile.ru/230744/ (http://openfile.ru/230744/)
أو
http://share-now.net/files/168331-Po...part1.rar.html (http://share-now.net/files/168331-Poetry_Enc2009.part1.rar.html)
أو
http://www.load.to/MLBjVYqoIA/Poetry_Enc2009.part1.rar (http://www.load.to/MLBjVYqoIA/Poetry_Enc2009.part1.rar)
أو
http://ifolder.ru/11051389 (http://ifolder.ru/11051389)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=633396 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=633396)
أو
http://jamber.info/files/download/a426786532.html (http://jamber.info/files/download/a426786532.html)
أو
http://www.2shared.com/file/5084872/...2009part1.html (http://www.2shared.com/file/5084872/699e6a45/Poetry_Enc2009part1.html)
(يُتْبَعُ)
(/)
أو
http://www.badongo.com/file/13879308 (http://www.badongo.com/file/13879308)
أو
http://filebeam.com/be22c7a7f1f438fb371fb3d875ecb3 02 (http://filebeam.com/be22c7a7f1f438fb371fb3d875ecb3 02)
أو
http://filesurf.ru/103560 (http://filesurf.ru/103560)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106369 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106369)
أو
http://www.rapidshare.ru/964032 (http://www.rapidshare.ru/964032)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
يتبع بالجزء الثاني إن شاء الله ...
الجزء الثاني:
http://rapidshare.com/files/20954058...part2.rar.html (http://rapidshare.com/files/209540586/Poetry_Enc2009.part2.rar.html)
أو
http://www.adrive.com/public/e3f4916...294444de8.html (http://www.adrive.com/public/e3f49165951f09416451d9f14c66af 35100fac47b96f66df26784d429444 4de8.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93032250...2009part2.html (http://www.4shared.com/file/93032250/ec0711b3/Poetry_Enc2009part2.html)
أو
http://www.mediafire.com/?mxwxzbhwmby (http://www.mediafire.com/?mxwxzbhwmby)
أو
http://www.zshare.net/download/570807780491333f/ (http://www.zshare.net/download/570807780491333f/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.7fcbbf3cdc9fe 9 (http://www.filesend.net/download.php?f=466363529062ba9 0457fcbbf3cdc9fe9)
أو
http://www.fileflyer.com/view/3k2XnAe (http://www.fileflyer.com/view/3k2XnAe)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=306142131 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=306142131)
أو
http://ifile.it/qk84fjt (http://ifile.it/qk84fjt)
أو
http://www.sendspace.com/file/f69ct0 (http://www.sendspace.com/file/f69ct0)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=e73129d (http://d01.megashares.com/?d01=e73129d)
أو
http://www.2shared.com/file/5086704/...2009part2.html (http://www.2shared.com/file/5086704/6ee9d601/Poetry_Enc2009part2.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13883211 (http://www.badongo.com/file/13883211)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://share-now.net/files/168420-Po...part2.rar.html (http://share-now.net/files/168420-Poetry_Enc2009.part2.rar.html)
أو
http://filebeam.com/fda7622c61ccca5a4dc23f38fa7623 e6 (http://filebeam.com/fda7622c61ccca5a4dc23f38fa7623 e6)
أو
http://jamber.info/files/download/a219952986.html (http://jamber.info/files/download/a219952986.html)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=916132 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=916132)
أو
http://filesurf.ru/103633 (http://filesurf.ru/103633)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106416 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106416)
أو
http://ifolder.ru/11058707 (http://ifolder.ru/11058707)
أو
http://www.load.to/1pm4tLaCZY/Poetry_Enc2009.part2.rar (http://www.load.to/1pm4tLaCZY/Poetry_Enc2009.part2.rar)
أو
http://momupload.com/files/115844/Po...part2.rar.html (http://momupload.com/files/115844/Poetry_Enc2009.part2.rar.html)
أو
http://openfile.ru/231090/ (http://openfile.ru/231090/)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part2.rar (http://www.turboupload.com/files/get/9SGXtQWKOT/poetry-enc2009.part2.rar)
أو
http://yabadaba.ru/files/84048 (http://yabadaba.ru/files/84048)
أو
http://www.rapidshare.ru/964409 (http://www.rapidshare.ru/964409)
يتبع إن شاء الله بالجزء الثالث.
الجزء الثالث:
http://rapidshare.com/files/20975563...2009.part3.rar (http://rapidshare.com/files/209755639/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.adrive.com/public/de236ee...0307484a9.html (http://www.adrive.com/public/de236ee17ea01678859a73d79af4dd 8993d3bac66285dfceb9d51bd03074 84a9.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93154437...2009part3.html (http://www.4shared.com/file/93154437/41c326fd/Poetry_Enc2009part3.html)
أو
http://www.mediafire.com/?xiylbmzemgy (http://www.mediafire.com/?xiylbmzemgy)
أو
http://www.zshare.net/download/57112465713621a3/ (http://www.zshare.net/download/57112465713621a3/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.fd5faf845a89c 9 (http://www.filesend.net/download.php?f=246c45051ab1fc9 714fd5faf845a89c9)
أو
http://ifile.it/ytarxki (http://ifile.it/ytarxki)
أو
http://www.ziddu.com/downloadlink/38...2009.part3.rar (http://www.ziddu.com/downloadlink/3881041/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://www.sendspace.com/file/mfzxcr (http://www.sendspace.com/file/mfzxcr)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=2e23dc1 (http://d01.megashares.com/?d01=2e23dc1)
أو
http://jamber.info/files/download/a937578081.html (http://jamber.info/files/download/a937578081.html)
أو
http://www.fileflyer.com/view/ZFyYSBJ (http://www.fileflyer.com/view/ZFyYSBJ)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part3_rar (http://www.filefactory.com/file/af556cd/n/Poetry_Enc2009_part3_rar)
أو
http://www.easy-share.com/1904050328...2009.part3.rar (http://www.easy-share.com/1904050328/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=0B181A7D27 (http://www.egoshare.com/download.php?id=0B181A7D27)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part3.rar (http://www.turboupload.com/files/get/xSWrP5VQrl/poetry-enc2009.part3.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091691/...2009part3.html (http://www.2shared.com/file/5091691/6e34e2f9/Poetry_Enc2009part3.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13892989 (http://www.badongo.com/file/13892989)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=794730 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=794730)
أو
http://www.filezzz.com/download/3931...part3.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39315/Poetry_Enc2009.part3.rar.html)
أو
http://filebeam.com/d54a30caaed31c9b4fe66ba8cdf6cc b3 (http://filebeam.com/d54a30caaed31c9b4fe66ba8cdf6cc b3)
أو
http://filesurf.ru/103774 (http://filesurf.ru/103774)
أو
http://www.load.to/Xsr3DAxa3G/Poetry_Enc2009.part3.rar (http://www.load.to/Xsr3DAxa3G/Poetry_Enc2009.part3.rar)
أو
http://openfile.ru/231587/ (http://openfile.ru/231587/)
أو
http://yabadaba.ru/files/84217 (http://yabadaba.ru/files/84217)
أو
http://ifolder.ru/11069097 (http://ifolder.ru/11069097)
أو
http://share-now.net/files/168651-Po...part3.rar.html (http://share-now.net/files/168651-Poetry_Enc2009.part3.rar.html)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106623 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106623)
أو
http://www.rapidshare.ru/965275 (http://www.rapidshare.ru/965275)
يتبع إن شاء الله بالجزء الرابع.
الجزء الرابع:
http://rapidshare.com/files/20976007...2009.part4.rar (http://rapidshare.com/files/209760076/Poetry_Enc2009.part4.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/3fb56d8...a231df84c.html (http://www.adrive.com/public/3fb56d8d3c7f9900689c6c539123c5 75c32311d1f6dce94a575a675a231d f84c.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93157382...2009part4.html (http://www.4shared.com/file/93157382/c5a7b2d2/Poetry_Enc2009part4.html)
أو
http://www.mediafire.com/?thmjtvzv7cu (http://www.mediafire.com/?thmjtvzv7cu)
أو
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.zshare.net/download/571136120dabc72d/ (http://www.zshare.net/download/571136120dabc72d/)
أو
http://ifile.it/rsic8dp (http://ifile.it/rsic8dp)
أو
http://www.sendspace.com/file/pda2ea (http://www.sendspace.com/file/pda2ea)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=392542123 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=392542123)
أو
http://www.fileflyer.com/view/85Z17Az (http://www.fileflyer.com/view/85Z17Az)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.992f40db16ad5 5 (http://www.filesend.net/download.php?f=80e4dbf91ad3bbe 1b7992f40db16ad55)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part4_rar (http://www.filefactory.com/file/af557d2/n/Poetry_Enc2009_part4_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=945BB49818 (http://www.egoshare.com/download.php?id=945BB49818)
أو
http://www.easy-share.com/1904050583...2009.part4.rar (http://www.easy-share.com/1904050583/Poetry_Enc2009.part4.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=94839bc (http://d01.megashares.com/?d01=94839bc)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part4.rar (http://www.turboupload.com/files/get/SW4k1zN5--/poetry-enc2009.part4.rar)
أو
http://openfile.ru/231598/ (http://openfile.ru/231598/)
أو
http://www.2shared.com/file/5091775/...2009part4.html (http://www.2shared.com/file/5091775/f6186159/Poetry_Enc2009part4.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893412 (http://www.badongo.com/file/13893412)
أو
http://yabadaba.ru/files/84220 (http://yabadaba.ru/files/84220)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106626 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106626)
أو
http://filesurf.ru/103776 (http://filesurf.ru/103776)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=957266 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=957266)
أو
http://www.filezzz.com/download/3933...part4.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39333/Poetry_Enc2009.part4.rar.html)
أو
http://filebeam.com/da72b4b2042ecc52d09ce111b50a4c 6d (http://filebeam.com/da72b4b2042ecc52d09ce111b50a4c 6d)
أو
http://ifolder.ru/11069257 (http://ifolder.ru/11069257)
أو
http://jamber.info/files/download/a232785985.html (http://jamber.info/files/download/a232785985.html)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://share-now.net/files/168652-Po...part4.rar.html (http://share-now.net/files/168652-Poetry_Enc2009.part4.rar.html)
أو
http://www.load.to/hbJVxHhxxF/Poetry_Enc2009.part4.rar (http://www.load.to/hbJVxHhxxF/Poetry_Enc2009.part4.rar)
أو
http://momupload.com/files/115879/Po...part4.rar.html (http://momupload.com/files/115879/Poetry_Enc2009.part4.rar.html)
أو
http://www.rapidshare.ru/965280 (http://www.rapidshare.ru/965280)
يتبع إن شاء الله بالجزء الخامس.
الجزء الخامس:
http://rapidshare.com/files/20976262...2009.part5.rar (http://rapidshare.com/files/209762624/Poetry_Enc2009.part5.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/58540e6...fbea0abd4.html (http://www.adrive.com/public/58540e650f50b7fd44c3f523374d19 9ff71252ed622892b3bd57d68fbea0 abd4.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93159371...2009part5.html (http://www.4shared.com/file/93159371/3be98894/Poetry_Enc2009part5.html)
أو
http://www.mediafire.com/?qingxqcwjbw (http://www.mediafire.com/?qingxqcwjbw)
أو
http://www.zshare.net/download/57114313c7761341/ (http://www.zshare.net/download/57114313c7761341/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.24add1a4dce9d e (http://www.filesend.net/download.php?f=04b1eed5df58bf8 17e24add1a4dce9de)
أو
http://ifile.it/ispj0nf (http://ifile.it/ispj0nf)
أو
(يُتْبَعُ)
(/)
http://d01.megashares.com/?d01=6e49bf7 (http://d01.megashares.com/?d01=6e49bf7)
أو
http://www.sendspace.com/file/47zvx7 (http://www.sendspace.com/file/47zvx7)
أو
http://www.fileflyer.com/view/4YeftBQ (http://www.fileflyer.com/view/4YeftBQ)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part5.rar (http://www.turboupload.com/files/get/O3wRSfGihO/poetry-enc2009.part5.rar)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part5_rar (http://www.filefactory.com/file/af55788/n/Poetry_Enc2009_part5_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=E76B058022 (http://www.egoshare.com/download.php?id=E76B058022)
أو
http://www.easy-share.com/1904050673...2009.part5.rar (http://www.easy-share.com/1904050673/Poetry_Enc2009.part5.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091819/...2009part5.html (http://www.2shared.com/file/5091819/a2a8cdc9/Poetry_Enc2009part5.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893572 (http://www.badongo.com/file/13893572)
أو
http://yabadaba.ru/files/84223 (http://yabadaba.ru/files/84223)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106634 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106634)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=442439 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=442439)
أو
http://filesurf.ru/103778 (http://filesurf.ru/103778)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://www.filezzz.com/download/3934...part5.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39340/Poetry_Enc2009.part5.rar.html)
أو
http://share-now.net/files/168654-Po...part5.rar.html (http://share-now.net/files/168654-Poetry_Enc2009.part5.rar.html)
أو
http://jamber.info/files/download/a466680520.html (http://jamber.info/files/download/a466680520.html)
أو
http://filebeam.com/e4384ddc5ecf66bd72017c47bbedb4 43 (http://filebeam.com/e4384ddc5ecf66bd72017c47bbedb4 43)
أو
http://www.load.to/XkUVVc2Qan/Poetry_Enc2009.part5.rar (http://www.load.to/XkUVVc2Qan/Poetry_Enc2009.part5.rar)
أو
http://ifolder.ru/11069427 (http://ifolder.ru/11069427)
أو
http://openfile.ru/231606/ (http://openfile.ru/231606/)
أو
http://momupload.com/files/115880/Po...part5.rar.html (http://momupload.com/files/115880/Poetry_Enc2009.part5.rar.html)
أو
http://www.rapidshare.ru/965282 (http://www.rapidshare.ru/965282)
يتبع إن شاء الله بالجزء السادس.
الجزء السادس:
http://rapidshare.com/files/20976659...2009.part6.rar (http://rapidshare.com/files/209766595/Poetry_Enc2009.part6.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/81c1cc9...7eb6e73f4.html (http://www.adrive.com/public/81c1cc9f190a495e79b6e3ed2ecef0 a94aebb77ad24717a9fcb77c07eb6e 73f4.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93161294...2009part6.html (http://www.4shared.com/file/93161294/56d6699d/Poetry_Enc2009part6.html)
أو
http://www.mediafire.com/?j2vjsgmmtqr (http://www.mediafire.com/?j2vjsgmmtqr)
أو
http://www.zshare.net/download/5711486107e4b48d/ (http://www.zshare.net/download/5711486107e4b48d/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.df9f890c72cb6 4 (http://www.filesend.net/download.php?f=6b334a48cc5dff4 94edf9f890c72cb64)
أو
http://www.fileflyer.com/view/0choTBC (http://www.fileflyer.com/view/0choTBC)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=591990065 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=591990065)
أو
http://www.sendspace.com/file/xqxyos (http://www.sendspace.com/file/xqxyos)
أو
http://ifile.it/oxzsa3v (http://ifile.it/oxzsa3v)
أو
http://www.filezzz.com/download/3934...part6.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39349/Poetry_Enc2009.part6.rar.html)
أو
(يُتْبَعُ)
(/)
http://d01.megashares.com/?d01=31e61fc (http://d01.megashares.com/?d01=31e61fc)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part6.rar (http://www.turboupload.com/files/get/tlWDhPl44e/poetry-enc2009.part6.rar)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part6_rar (http://www.filefactory.com/file/af55823/n/Poetry_Enc2009_part6_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=89D7B1C424 (http://www.egoshare.com/download.php?id=89D7B1C424)
أو
http://www.easy-share.com/1904050739...2009.part6.rar (http://www.easy-share.com/1904050739/Poetry_Enc2009.part6.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091869/...2009part6.html (http://www.2shared.com/file/5091869/ede95b0e/Poetry_Enc2009part6.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893729 (http://www.badongo.com/file/13893729)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106636 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106636)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=585124 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=585124)
أو
http://filesurf.ru/103779 (http://filesurf.ru/103779)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://yabadaba.ru/files/84224 (http://yabadaba.ru/files/84224)
أو
http://filebeam.com/45af2e1e9a6482a8f4f6de3316b366 fc (http://filebeam.com/45af2e1e9a6482a8f4f6de3316b366 fc)
أو
http://share-now.net/files/168661-Po...part6.rar.html (http://share-now.net/files/168661-Poetry_Enc2009.part6.rar.html)
أو
http://jamber.info/files/download/a687432575.html (http://jamber.info/files/download/a687432575.html)
أو
http://www.load.to/QkzNcfnKXq/Poetry_Enc2009.part6.rar (http://www.load.to/QkzNcfnKXq/Poetry_Enc2009.part6.rar)
أو
http://ifolder.ru/11069614 (http://ifolder.ru/11069614)
أو
http://openfile.ru/231616/ (http://openfile.ru/231616/)
أو
http://www.rapidshare.ru/965288 (http://www.rapidshare.ru/965288)
يتبع إن شاء الله بالجزء السابع.
الجزء السابع:
http://rapidshare.com/files/20977062...2009.part7.rar (http://rapidshare.com/files/209770623/Poetry_Enc2009.part7.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/0fb3241...3240770e5.html (http://www.adrive.com/public/0fb32412211d406c63b08c6c7a8370 ea12cf95b3e8a03002f7c09c332407 70e5.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93162992...2009part7.html (http://www.4shared.com/file/93162992/a1558ca7/Poetry_Enc2009part7.html)
أو
http://www.mediafire.com/?yl2h9mmrt3y (http://www.mediafire.com/?yl2h9mmrt3y)
أو
http://www.zshare.net/download/5711539299b30ce8/ (http://www.zshare.net/download/5711539299b30ce8/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.6884cf0e9a92d 9 (http://www.filesend.net/download.php?f=0131358e2d973e8 7b46884cf0e9a92d9)
أو
http://ifile.it/g0w5b96 (http://ifile.it/g0w5b96)
أو
http://www.fileflyer.com/view/BjD3zBm (http://www.fileflyer.com/view/BjD3zBm)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=465835066 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=465835066)
أو
http://www.sendspace.com/file/a5hy02 (http://www.sendspace.com/file/a5hy02)
أو
http://www.filezzz.com/download/3935...part7.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39354/Poetry_Enc2009.part7.rar.html)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part7.rar (http://www.turboupload.com/files/get/WhouqwH_Jf/poetry-enc2009.part7.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=22dbd2e (http://d01.megashares.com/?d01=22dbd2e)
أو
http://www.filefactory.com/file/af55...2009_part7_rar (http://www.filefactory.com/file/af559hc/n/Poetry_Enc2009_part7_rar)
أو
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.egoshare.com/download.php?id=62975B805 (http://www.egoshare.com/download.php?id=62975B805)
أو
http://www.easy-share.com/1904050864...2009.part7.rar (http://www.easy-share.com/1904050864/Poetry_Enc2009.part7.rar)
أو
http://www.2shared.com/file/5091918/...2009part7.html (http://www.2shared.com/file/5091918/d46d9768/Poetry_Enc2009part7.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13893905 (http://www.badongo.com/file/13893905)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106638 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106638)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=803935 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=803935)
أو
http://filesurf.ru/103781 (http://filesurf.ru/103781)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://jamber.info/files/download/a74960324.html (http://jamber.info/files/download/a74960324.html)
أو
http://www.load.to/STfmeO8oW5/Poetry_Enc2009.part7.rar (http://www.load.to/STfmeO8oW5/Poetry_Enc2009.part7.rar)
أو
http://share-now.net/files/168666-Po...part7.rar.html (http://share-now.net/files/168666-Poetry_Enc2009.part7.rar.html)
أو
http://filebeam.com/bf7c5b8f244628c386431fcb46c819 68 (http://filebeam.com/bf7c5b8f244628c386431fcb46c819 68)
أو
http://ifolder.ru/11069860 (http://ifolder.ru/11069860)
أو
http://yabadaba.ru/files/84225 (http://yabadaba.ru/files/84225)
أو
http://openfile.ru/231628/ (http://openfile.ru/231628/)
أو
http://www.rapidshare.ru/965298 (http://www.rapidshare.ru/965298)
يتبع إن شاء الله بالجزء الثامن والأخير.
الجزء الثامن والأخير:
http://rapidshare.com/files/20979044...2009.part8.rar (http://rapidshare.com/files/209790442/Poetry_Enc2009.part8.rar)
أو
http://www.adrive.com/public/06d9286...8354ab1b9.html (http://www.adrive.com/public/06d92868c6f9187698b4d7d428787d 9d110de39d0073ad357cdc5e88354a b1b9.html)
أو
http://www.4shared.com/file/93166543...2009part8.html (http://www.4shared.com/file/93166543/e584ac4f/Poetry_Enc2009part8.html)
أو
http://www.mediafire.com/?masd61bvf1y (http://www.mediafire.com/?masd61bvf1y)
أو
http://www.zshare.net/download/571162144cc0df0c/ (http://www.zshare.net/download/571162144cc0df0c/)
أو
http://www.filesend.net/download.*******.325ffc19dadd9 5 (http://www.filesend.net/download.php?f=95b967859cc6f21 2ee325ffc19dadd95)
أو
http://ifile.it/619zl5q (http://ifile.it/619zl5q)
أو
http://flyupload.flyupload.com/?fid=188421340 (http://flyupload.flyupload.com/?fid=188421340)
أو
http://www.sendspace.com/file/cc67v2 (http://www.sendspace.com/file/cc67v2)
أو
http://www.turboupload.com/files/get...2009.part8.rar (http://www.turboupload.com/files/get/kZu-DDJYrm/poetry-enc2009.part8.rar)
أو
http://www.filezzz.com/download/3937...part8.rar.html (http://www.filezzz.com/download/39378/Poetry_Enc2009.part8.rar.html)
أو
http://www.fileflyer.com/view/HZlwhAw (http://www.fileflyer.com/view/HZlwhAw)
أو
http://www.filefactory.com/file/af56...2009_part8_rar (http://www.filefactory.com/file/af56dh1/n/Poetry_Enc2009_part8_rar)
أو
http://www.egoshare.com/download.php?id=643D170D29 (http://www.egoshare.com/download.php?id=643D170D29)
أو
http://www.easy-share.com/1904051475...2009.part8.rar (http://www.easy-share.com/1904051475/Poetry_Enc2009.part8.rar)
أو
http://d01.megashares.com/?d01=febde04 (http://d01.megashares.com/?d01=febde04)
أو
http://www.2shared.com/file/5092014/...2009part8.html (http://www.2shared.com/file/5092014/c0bf4f22/Poetry_Enc2009part8.html)
أو
http://www.badongo.com/file/13894152 (http://www.badongo.com/file/13894152)
أو
http://share-now.net/files/168682-Po...part8.rar.html (http://share-now.net/files/168682-Poetry_Enc2009.part8.rar.html)
أو
http://openfile.ru/231691/ (http://openfile.ru/231691/)
أو
http://filebeam.com/42192ed576da1e86edb9f5073d5c40 c4 (http://filebeam.com/42192ed576da1e86edb9f5073d5c40 c4)
أو
http://www.uploadstube.de/download.php?file=620277 (http://www.uploadstube.de/download.php?file=620277)
أو
http://filesurf.ru/103790 (http://filesurf.ru/103790)
أو
http://jamber.info/files/download/a109842628.html (http://jamber.info/files/download/a109842628.html)
أو
http://www.load.to/7dsCXnctPl/Poetry_Enc2009.part8.rar (http://www.load.to/7dsCXnctPl/Poetry_Enc2009.part8.rar)
أو
http://ifolder.ru/11070997 (http://ifolder.ru/11070997)
أو
http://storeandserve.com/download/68093/.html (http://storeandserve.com/download/68093/.html)
أو
http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106650 (http://www.wikiupload.com/download_page.php?id=106650)
أو
http://yabadaba.ru/files/84228 (http://yabadaba.ru/files/84228)
أو
http://www.rapidshare.ru/965323 (http://www.rapidshare.ru/965323)
تم بحمد الله
لا تنسونا من دعوة صالحة.
في رعاية الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[06 - Aug-2009, مساء 06:33]ـ
يطيب لي أن أكون أول من يشكرك على هذا الجهد العظيم جعل الله ذلك في ميزان حسناتك يا شادي الألوكة ومصر
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[07 - Aug-2009, صباحاً 05:45]ـ
بعد تحميل الأجزاء الثمانية أردت فك الضغط لكنه يأتي عند 13 % ويقول لي
you need to have the following volume to continue extraction
فما الحل؟
ـ[أسد الدين محمد]ــــــــ[08 - Aug-2009, مساء 12:27]ـ
شكراً على هذا الجهد
ولكن اسم الموسوعة هو: موسوعة الشعر العربي، وهي لا تحتاج لا إلى سواقة وهمية ولا إلى حرق على قرص ( cd) بل تعمل مباشرة من الجهاز.
وقد سبق تحميلها على الشبكة من قبل عدة إخوة وقد كنت أحدهم، ويمكنك البحث في الموقع لتجد المواضيع.
شكراً مرة أخرى
ـ[شادى مصر]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 03:12]ـ
لقد أشرت فى بداية كلامى أعلاه أن الفضل لا يرجع إلى فى هذا الموضوع بل قلت بالحرف الواحد:
الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث , وقد أردت نقله هنا؛ حبا في اللوكة، والقائمين عليها - جزاهم الله عنا خيرا - وحتى تعم الفائدة ....
ولم أنقل هذا الموضوع إلا بعد تحميلها وتشغيلها، ولم أجد أدنى صعوبة في ذلك، جزى الله من صنع هذا الصنيع ونقله إلينا خيرا.
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[11 - Aug-2009, صباحاً 10:04]ـ
ممكن يا شادي تعرفني كيفية تشغيلها بالتفصيل فقد حملتها وأردت فك الضغط من الجزء الأول فحدث ما ذكرته في مشاركتي الأخيرة وكذلك بقية الأجزاء الثمانية
، وجزاك الله خيرا
ـ[شادى مصر]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 05:49]ـ
سأشرح لك أخي الفاضل الخطوات التي اتبعتها أرجو أن تتبعني فيها فهي موسوعة تستحق المتابعة:
1 - قمت بتنزيل الأجزاء الثمانية (أرجو ملاحظة أن حجم الأجزاء السبعة الأول 95.7 ميجا و الجزء الثامن حجمه 28.7 ميجا).
2 - ثم قمت بفك ضغط الملف الثامن فقط.
3 - ظهر لي ملف اسمه ( poetry.exe )
4- اضغط عليه وستعمل إن شاء الله تعالى.
في حالة عدم تشغيلها تفضل بالرجوع إلى بداية الموضوع وستجد فيه بغيتك إن شاء الله
ـ[أحمد طنطاوي]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 03:22]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور شادي تم عمل الموسوعة بنجاح
ولو أن لي في كل منبَت شعرة # لسانا يبُثُّ الشكر كنت مقصرا
ـ[أسد الدين محمد]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 05:48]ـ
لقد أشرت فى بداية كلامى أعلاه أن الفضل لا يرجع إلى فى هذا الموضوع بل قلت بالحرف الواحد:
الموضوع منقول من ملتقى أهل الحديث , وقد أردت نقله هنا؛ حبا في اللوكة، والقائمين عليها - جزاهم الله عنا خيرا - وحتى تعم الفائدة ....
ولم أنقل هذا الموضوع إلا بعد تحميلها وتشغيلها، ولم أجد أدنى صعوبة في ذلك، جزى الله من صنع هذا الصنيع ونقله إلينا خيرا.
أخي الحبيب شادي مصر ....
جزاك الله كل خير.
كأني قرأت بين سطورك حروف عتب، ولم يكن القصد أن يحدث، إلا أنني أردت أن أصحح الاسم للموسوعة المذكورة، فعذراً على ما سبق.
ولك الشكر على جهودك في نشر العلم.
ـ[المطالع]ــــــــ[21 - Aug-2009, صباحاً 11:38]ـ
يا حبذا أحد يخبرني أيَّ المواقع السابقة الكثيرة يدعم الإكمال بعد الانقطاع مثل موقع أرشيف غير الموجود بينها، فعلى رداءة خط الاتصال عندي وكبر حجم الملفات أرى تحميلي لها جميعا دون انقطاع أمراً غير مستطاع.
مع وافر الشكر.
ـ[راغب الجنة]ــــــــ[23 - Aug-2009, صباحاً 11:41]ـ
بارك الله فيكم جميعا على الروح الطيبة واود التنبيه على ان المشكله كلها فى ملف رقم خمسة فانه بعد التحميل تجده 53 ميجا او اقل فاذهب الى موقع اخر حتي يكتمل معك الى مثل سابقيه وفعلتها ونجحت من فضل الله
ـ[الفارابي التلميذ]ــــــــ[23 - Aug-2009, مساء 09:27]ـ
حملت ونصبت. وهي تعمل. بارك الله بك.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[19 - Mar-2010, مساء 06:36]ـ
بارك الله فيكم
تم التحميل وعمل الموسوعة جيد جدا
ـ[صلاح بركان الجزائري]ــــــــ[03 - Apr-2010, مساء 05:56]ـ
أخوك صلاح بركان الجزائري يشكرك ويقول الحمد لله الذي وهبنا إياك يا محب اللغة العربية
الغة العربية في دمي وكياني ياأخي إجعلها كذلك والله لايضيع أجر المحسنين
ـ[شادى مصر]ــــــــ[08 - May-2010, صباحاً 03:42]ـ
أشكركم جميعا، وأرجو الله - تعالى - أن يرزقنا الإخلاص.
ـ[اليسير]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 02:13]ـ
بارك الله فيك , كنت أبحث عنها.
ـ[جمال الشامي]ــــــــ[23 - May-2010, مساء 02:24]ـ
مشكور على البرنامج(/)
قارئ العصر .. قراءة في الظلال والهوامش
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[08 - Aug-2009, مساء 09:18]ـ
توطئة:
وقعت عيناي على الأبيات الشعرية المتمحورة حول القارئ "مشاري راشد". فقرأت الأبيات وقرأت التعليقات؛ فوجدتها برقيات تأييد أو اعتراض. ولم أجد أحدًا وقف أمام هذه الأبيات وقفة دراسة وتحليل؛ حتى اعتراضات الأخ الكريم "وجدان العلي" –بغض النظر عن صوابها أو عدمه- جاءت غير محيَّثة تحييثًا فنيًا؛ إذ جاءت اعتراضاته أحكاماً مختصرة. فدفعني ذلك إلى محاولة مقاربة قراءة الأبيات قراءة تنصب على النص، لا على المتحدَّث عنه ومفاضلته بالقراء كما فعل أحدهم.
وأبتدىء بهذا المدخل من خلال النقاط الآتية:
1) الموسيقى
اختار الأستاذ "سعد الشريف" لمشاعره قالب"الكامل" المتميز بموسيقيته الظاهرة الراقصة التي تبلغ من ظهورها حدًّا يزداد احتمال ترقيص من ليس له إلمام بالعروض أو معرفة بالإيقاع. وتلاءم هذا الاختيار مع المعجم اللفظي الموجود في الأبيات؛ لهذا كان الظل إيجابيا.
2) الخيال
رسم الأستاذ الفاضل من خلال الأبيات لوحة كلية وصورة فنية؛ احتوت داخلها الصور الجزئية موضوع علوم البلاغة. وملامح هذه اللوحة ستتضح تباعاً أثناء التناول.
3) تحقق النصية
النص– أي نص- كيما يكون نصًّا لا بد له من وضوح في الرؤية، وتسلسل في الأفكار، وتماسك في الأجزاء والأوصال. ووجود هذا العنصر الذي هو "تحقق نصية النص" سيتم الحديث عليه نهاية الحديث التحليلي.
4) منهج التناول
المنهج التحليلي الذي يرفع شعار "اللغة العربية .. تداخلُ علومٍ للجمال"؛ فالمتذوق للعلوم اللغوية التحتية [أصوات – صرف – نحو – معجم]، والملم بالعلوم الفوقية التي هي فنون أكثر من كونها علوما [بلاغة – فقه لغة – علم نص – علم الحركة الجسمية - ... ]-يكون ذوب اللغة، ويمتلك التذوق التحليلي الفني الممتع.
والآن .. أجدني مضطراً إلى قطع هذا المدخل الذي لم تتم كل عناصره؛ لأجول في أجواء هذه الأبيات؛ ولنبدأ من حيث بدأ الشاعر ..
الصوت الساري
سحر الجميع بصوته الفتان ... طربًا يرتل أعذب الألحان
بترنم ذهل الكثير لحسنه ... فكأنه طيف من الألوان
قمة الحدث بدء الأبيات، ولنستعير أجواء القصة القصيرة. بدأت الأبيات من ذروة الحدث.
ما الحدث؟
تأثير صوته.
وما صوته؟
عماد الحديث وأساسه. ماذا عن صوته؟ سلب لب الجميع، واستولى على قلوب كل من يستمعه. لماذا؟ لأنه يجعل الجميع مستمالين."سحر" ذلك الفعل المذخور بالتهاويم والتصاوير والنتائج غير المنطقية، "سحر" ذلك الفعل الذي يصنع لنفسه عالما مملوءا بما يخصه، ولا ينتمي لغيره. إنه السحر الذي ينفرد بمنطقه وقوانينه. هذا السحر المتمرد سيطر عليه الشيخ القارئ، وامتلك زمامه واستخدمه؛ فلم يملك الجميع إزاءه إلا الانفعال الآخذ المستولي الذي يترك صاحبه جذوة انتشاء وانسجام.
"سحر" ذلك الفعل الماضي الذي يجعل الأسلوب خبريًا يفيد التحقق والثبوت، ولقد جاء به خاليا من المؤكدات بكل أنواعها لتأكيد بداهة التأثير الأخاذ الذي يجعل الجميع لا يجول بخاطرهم مثقال ذرة من شك أو رفض أو اعتراض. بم امتلك كل هذا التأثير المهيمن؟! بصوته. صوته الموهوب من ربه الذي يختص من يشاء بما يشاء، صوته تلك القناة الاتصالية مع الآخرين، صوته ذلك الشيء الاجتماعي الذي يجعل صاحبه مركزًا للعيون والقلوب.
"بصوته الفتان" الباء سببية تجعل صوته آلة سيطرته وهمينته، والنعت الحقيقي–هنا- يوضح برمية واحدة قوة صاحبه وتأثيره، وانفعال الآخرين وتأثرهم. "الفتان" ليس فاتنا؛ إنما هو فتان. من كثرة من فتنهم صار فتانًا، ومن تكرار تأثر الشخص الواحد صار فتانًا، وهكذا نجد أوجه الفتنة كثيرة ومحاورها متعددة.
ويمكن أن تكون الباء زائدة –على الرأي المرجوح الذي يدعمه السياق- فتكون زيادتها لفظيا ذات دلالة تأكيدية، وتكون كلمة "صوت" عمدة؛ إذ تصير فاعلاً، وهذا أقوى. لماذا؟ لأن الصوت هو أساس الانتشار وسبب السحر، فيلائمه أن يكون فاعلا لفظًا ومعنىً؛ حتى يكون الموقع النحوي دالاًّبلاغيًّا ودلاليًّا. أما أن تكون الباء أصلية - لعدم وجود مسوغ للزيادة حسب الرأي الراجح- فيتعلق الجار والمجرور "بصوته" بـ"سحر"؛ فهذا غير متوافق مع ما يرمى إليه الشاعر من إثبات سحر الصوت وعبقريته. وهذا هو المستوى الدلالي النحوي الذي يضع المواقع الإعرابية
(يُتْبَعُ)
(/)
علامة بارزة على الدلالة المدعمة أو الناقضة رؤية الشاعر، وهذا ما معناه " عبدالقاهر في نظرية النظم".
"سحر الجميع"؛ كم مسحورا؟ إنهم غير محصورين، غير معدودين. صار السحر خاصة ذاتية للصوت الذي يسحر أينما حل. إنهم "الجميع"، هكذا أضاف"أل" الدالة على العموم إلى "جميع" الدالة على العموم أيضًا؛ ليُحدث الأثر المطلوب. إنه يسخر كل خصائص اللغة لتأكيد انفرادية الصوت وتميزه على ما عداه."طربًا"، ويعود الموقع الإعرابي ليدلي بدلوه. كيف؟ "طربًا" تصلح أن تكون مفعولاً لأجله فتجيب عن السؤال: لماذا يُسْحَر الجميع بصوته الفتان؟! ويكون الشاعر بذلك قد استوفى عناصره المنطقية؛ إذ هناك ساحر، ومسحور، وعلة.
وهذه العلة ليست علة صامتة؛ إنها علة تجعل صاحبها في غير عادته؛ إذ الطرب خفة تصيب الإنسان لفرح أو حزن. هنا الخفة سببها الفرح والانسجام والانتشاء. هذا الاحتمال الإعرابي يضعنا في هذه المنطقة التعبيرية التي تعلل سر سحر الصوت وانسجام المستمع، ويكون ضبط الكلمة بهذا الوجه "طَرَبًا". أما إذا تغير الضبط فصار "طَرِبًا" فتكون الصيغة مبالغة أو صفة مشبهة–وهما من المشتقات الدالة على المبالغة إما بالمبالغة أو الثبوت-، فيكون الموقع الإعرابي حالاً يبين هيئة الصوت. هل هذا الصوت صوت مألوف؟ لا. إنه صوت يسري ومعه الطرب، إنه صوت يصل محمولاً على بساط الطرب.
وبهذا تتعاضد ألفاظ الدلالة "سحر – الفتان – طرباً"، وتتآلف وتتحد في اتجاهها نحو المركز الدلالي المعنون بـ"عبقرية الصوت". وكلها ألفاظ تمثيلية تجعلنا نتمثل المسحورين وهم مأخوذين أينما وُجِدوا من الفتنة والطرب. "سحر الجميع بصوته الفتان ... طربًا". متى؟ متى يحدث ذلك؟ وعلى أي وجه يكون؟ ينشأ السؤال وتأتي الإجابة سريعًا وبدون فاصل مكاني. لماذا؟ لأن هذا الصوت "يرتل" يجود ويحسن. ماذا؟ القرآن الكريم. كيف؟ بأفضل طرق الأداء "بأعذب الألحان".
إذًا: هذا الصوت العبقري شاكر لربه. لماذا؟ لأنه يسخر عبقريته لخدمة قرآنه، وليس لشيء آخر. وهذا منحى آخر من مناحي السيطرة والهيمنة له. لماذا؟ لأن المستسلم له لن يتحرج من الاستماع، ولن يتأثم به. لماذا؟ لأنه يستمع شيئًا يجعل الاستماع والطرب عبادة. إذن؛ فليترك المستمع زمامه؛ فهو في عبادة كلها متعة!! "أعذب الألحان" إنه ليس لحنًا واحدًا، ليس أسلوبًا أدائيًّا واحدًا؛ إنما هي أساليب متعددة تتعدد لتتلاءم مع القراءات المتعددة، ولتتوافق مع المواقف القرآنية المتعددة، تنبع من الحالات النفسية المتعددة.
"سحر الجميع بصوته الفتان ... طرباً يرتل أعذب الألحان" ويأتي الضمير هنا علامة ربط كلمات البيت بعضها بالبعض الآخر، وربطها كلها بالعنوان؛ فيتحقق تماسك نص البيت. لماذا؟ لأن الضمير الغائب المقدر بـ"هو" المستتر في "سحر (هوالقارىء) " -إذا اعتبنار "بصوته ... " متعلقاً بالفعل- يجعل القارئ الشعر يعود مكانيًّا إلى العنوان؛ حيث مرجع الضمير. ثم يأتي الضمير البارز في "صوته"، والضمير المستكن في صيغة المبالغة "الفتان (هو) "، والضمير المستتر في "يرتل (هو) " –تأتي كل هذه الضمائر لتربط كلمات البيت بمرجعها في العنوان. ويؤدي تكرار حركة العين –أماماً ووراء- إلى أن القارئ الشعر يروح ويغدو، ويكرر المرور الذهني والدلالي؛ فيزداد إثراء دلاليًّا، وتزداد حيوية اتصاله بالنص موضوع المرور.
إذا تأملنا قاموس البيت وجدناه قاموسًا مرحًا مشعًّا للحيوية، تتسق كلماته مع الحالة النفسية المقبلة الراغبة في "بترنم ذهل الكثير لحسنه ... فكأنه طيف من الألوان". وتستمر السيمفونية الجمالية!! كان البيت السابق يتحدث على الصوت، ثم تحدث على الأداء. وهنا يبدأ بهما معًا، الصوت في حالة أدائه الخاصة "بترنم". الباء سببية، "وترنم" نكرة للتعظيم، بسبب الترنم يغيب المستمعون عما حولهم، ينسون دنياهم وهمومهم، ينسون أنفسهم. ماذا يتذكرون؟ فيم يعيشون؟ يعيشون في أجواء هذا الصوت الشجي، يتذكرون تلك الأجواء الروحية التي تسمو بهم فوق لحظتهم، ويجعلهم يحلقون عاليًّافي سماوات العلو والسمو. وليس هو "ترنم" فقط؛ بل هو "ترنم حسن"، وليس هو ترنم أحادي النغم؛ بل هو متعدد النغم متداخله كالطيف اللوني الذي تتداخل فيه الألون، وتتضح إذا تعرضت للمنشور الزجاجي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهنا ماذا يجعل الترنم يتحلل إلى نغماته؟ إنها النفسية التي تعيش بحبوحة السعادة والارتياح. وإذا حاولنا إجراء التشبيه –هنا- فسيكون بالصيغة الآتية: تشبيه تمثيلي؛ حيث شبة الشاعر نغمات الأداء، وتنغيم الصوت باللون الذي يحتوي داخله بقية الألون في احتواء الشيء المفرد ظاهرًا أشياء باطنًا لتأكيد ثراء الصوت.
هكذا يؤكد هذان البيتان صفة عبقرية الصوت من خلال صورتين: أولاهما كنائية تنتظم البيت الأول الذي يكنى فيه عن صفة عبقرية الصوت من خلال الدليل المادي الملموس في تلك الحالة التي يعيشها المستمعون مسلوبو الإرادة كالمسحور مثلاً بمثل. وأخراهما-أخرى الصورتي- التشبية الذي انتظم البيت الآخر؛ ليؤكد ذات الصفة. ولم يقلل من ذلك الانسجام إلا التعارض -الذي لا يصل حد التناقض- بين لفظي العموم الموجودين في الشطر الأول من البيت الأول والشطر الأول من البيت الآخر.
في الشطر الأول من البيت الأول يقول الشاعر:"سحر الجميع بصوته الفتان". هنا نجد المبالغة وصلت حد عدم الاستثناء، فدل ذلك على العموم المطابق كل المستمعين، وهذا ينسجم مع فن المديح الذي يقوم على رؤية القارئ –موضوع التجربة الشعرية- جديرًا ببناء شعري يختص به. وفي الشطر الأول من البيت الآخر يقول: "بترنم ذهل الكثير محسنه". تراجع الشاعر –هنا- عن تعميمه المطابق كل المستمعين؛ وذلك باستثناء القليل الذي جعل "الجميع" "الكثيرة"، وذلك رغم أن "الذهول"-المصاحب للكثير- أخف من "السحر"-المصاحب للجميع-؛ فكيف يكون الصوت العادي ساحرًا للجميع، ويكون الصوت المترنم مذهلاً للكثير؟!!
إن هذا يدفعنا إلى مساحة دلالية غير مقصودة من الشاعر تأكيدًا. ما هي؟ هي أن صوت الشيخ القارىء الخام الذي منحه الله إياه ساحرا؛ لكنه إذا بدأ يلون ذلك الصوت ويتدخل في طبقاته ونغماته أفسد ذلك السحر وقلل الأثر. والمعهود والطبيعي أن تكمل الدراسة الصاقلة الخامة الجيدة؛ فلا بد أن يكون الأداء مدعما للصوت وحاملاً إياه إلى أقصى قم الوصول. إن هذا خلل معنوي لم يفطن إليه الشاعر لعدم وقوفه تحليليًّا أمام الرؤية العامة التي يكونها مجموع كلماته.
وبعد؛ فهذا نموذج أقدمه للرؤية التحليلية الفنية المبنية على استقراء النص استقراء يفجر طاقات إيحاءاته ويعللها فنيًّا بالاستعانة بالأدوات اللغوية والفنية. ولعله بذلك يمنع التعليقات التلغرافية غير الفنية، ولعله يدفع الآخرين إلى محاولة تعديل الفكر من فكر نقدي جزئي إلى فكر تحليلي بناء يحمل سمات الإيجاب والسلب.
وأخيرًا؛ لعل الله تعالى يعطيني فسحة من الوقت لإكمال الأبيات بذات المنهج، إنه على كل شيء قدير.(/)
الأعلام المرتجلة .. من "المبهج" لابن جني في شرح أسماء شعراء الحماسة
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 12:35]ـ
اعلم أن هذه الأعلام ضربان: أحدهما ما القياس قابل له وليس فيه خروج عنه، والآخر ما كان القياس دافعًا له غير أن العلمية هي التي سوغته فيه.
الضرب الأول من هذين الضربين نحو حمدان وعمران وغطفان، فهذا وإن لم يكن موجودًا في الأجناس فإن الصنعة فيه تتلقى بالقبول له لأمرين:
أحدهما أن له نظيرًا في الكلام، فحمدان في العلم بمنزلة سعدان اسم نبت، وصفوان للحجر الأملس وعمران كسرحان وهو الذئب، وحرمان وعصيان مصدرين وغطفان كشقذان وهو الخفيف والرتكان والنفيان مصدرين فهذا وجه وجود النظير.
وآخرهما: تقبل القياس له؛ لأنه ليس فيه شيء مما يمجه القياس من إظهار تضعيف يجب إدغامه نحو ثهلل ومحبب، ولا تصحيح معتل نحو حيوة ومكوزة، ولا غير ذلك مما يكره وسترى ذلك بإذن الله.
ومن المرتجل ما كان معدولًا نحو عمر وزفر وقثم وثعل وجشم وزحل، فهذه أعلام مرتجلة معدولة عن عامر وزافر وقاثم وثاعل وجاشم وزاحل، وهي أعلام يدل على عدلها أنك لا تجدها في الأجناس فتقول: الجشم والزحل كما تقول: الصرد والنغر، فكل علم معدول مرتجل وليس كل مرتجل معدولًا نحو عمران وقحطان.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 12:36]ـ
الضرب الثاني من الأعلام المرتجلة، وهو ما القياس دافع له، وهو أصناف:
فمن ذلك ما ظهر تضعيفه والقياس لولا العلمية مانع منه نحو ثهلل وهو تفعل، يدلك على ذلك أنا لا نعرف أصلًا في الكلام تركيبه من (ث ه ل)، فيكون ثهلل فعللًا منه كقردد. وأيضًا فلو كان تهلل فعللًا لوجب صرفه كرجل سميته بقردد فترك صرفهم له مذكرًا دلالة على أنه تفعل من لفظ (ه ل ل) فهو قريب من تسميتهم إياه هلالًا لفظًا ومعنى.
ومنه محبب كان قياسه محب؛ لأنه مفعل من المحبة؛ ألا ترى أنه ليس في الكلام تركيب (م ح ب) فيكون فعللًا فكذلك كان يجب أن يكون ثهلل ثهل كتضن وتصب كما كان يجب أن يكون محبب محبًا كمفر ومرد؟
ومنه قولهم في اسم المكان: يأجج، ويؤكد عندك أنه يفعل شيآن: أحدهما ترك صرفه كترك صرف ثهلل ويأجج اسم موضع وأيضًا فإنهم قد قالوا فيه: يأجج بكسر العين وليس في الكلام فعلل اسمًا. وآخرهما فلأن تركيب (ي ء ج) ليس معروفًا في الكلام.
ومن ذلك ما صحح وكان قياسه الإعلال نحو مزيد ومكوزة وقياسهما مزاد ومكازة كمسار من السير ومقامه، ومنه مريم ومدين وقياسهما مرام ومدان.
فإن قلت: فإن هذين اسمان أعجميان وليسا عربيين فمن أين أوجبت لهما ما هو للعربي؟ قيل: هذا موضع يتساوى فيه القبيلان جميعًا؛ ألا ترى أنهم حملوا موسى على أنه مفعل حملًا على العربي كما حملوا الموسى الحديد على ذلك فلم يخالفوا بينهما؟
وحكموا أيضًا في نحو إبراهيم وإسماعيل أن همزتيهما أصلان حملًا على أحكام العرب من حيث كانت الزيادة لا تلحق أوائل بنات الأربعة إلا في الأسماء الجارية على أفعالها نحو مدحرج ومسرهف، ولم يفصلوا بين القبيلين بل تلاقيا فيه عندهم!
وكذلك حكموا أيضًا بزيادة الألف والياء في إبراهيم وإسماعيل حملًا على أحكام العربي من حيث كان هذا عملًا في الأصول. لكنهم إنما يفرقون بينهما في تجويزهم الاشتقاق من العربي ومنعهم إياهم في الأعجمي المعرفة، ويفصلون أيضًا بين العربي والعجمي في الصرف وتركه نعم ويعتدون أيضًا بالعجمة مع العلمية خاصة.
فأما الأصول من الحروف والصحة والإعلال فإنهم لا يفرقون بينهما؛ ألا تراهم إذا خالف لفظ الحرف الأعجمي الحروف العربية جذبوه إلى أقرب الحروف من حروفهم التي تليه وتقرب من مخرجه، فلذلك قالوا في أأشوب: أأشوف، وقالوا في روز: روز وقالوا في فرند السيف تارة: فرند، وأخرى: برند. وقالوا في كربز تارة: قربز، وأخرى: جربز، وقالوا في كفنجلاز: قفنشليل. فغيروا المثال والحروف، وهذا باب فيه طول وفيما ذكرناه منه كاف من غيره.
ومنه حيوة وأصله حية فأبدلت اللام واوًا فصارت حيوة، وهذا ضد ما يوجبه القياس وذلك أن عرف هذا النحو وعادته أنه إذا اجتمعت الواو والياء وسكنت الأولى منهما قلبت الواو ياءً نحو لويت لية وطويت طيًا ونحو سيد وهين. فأما أن تجتمع الياآن فتقلب الياء واوًا فهذا ضد القياس في هذا الباب، وإنما احتمل ذلك وارتجل لمكان العلمية.
ومن ذلك أيضًا قولهم في اسم الرجل: موهب، وفي اسم المكان: موظب، وهذا شاذ، وذلك إن ما فاؤه واو لا تبني العرب منه مفعلًا بفتح العين، إنما ذلك بكسرها البتة نحو موضع وموقع ومورد وموجدة وموعدة. وجاء موظب وموهب على الشذوذ، وكذلك مورق حملوه على أنه من ورق لا من م ر ق وربما شذ الشيء من هذا في النكرة. وقالوا: موضع، وقالوا: موقعة الطائر، وقالوا: أكل الرطب موردة أي محمة.
ومثله في النكرة قالوا: الفكاهة مقودة إلى الأذى، وقرىء "لمثوبة من عند اللّه"، وقالوا فيها أيضًا: عوى الكلب عوة وعوية. وهذا ونحوه في النكرات أقبح منه في المعارف.
ومن ذلك قولهم: معدي كرب، وذلك أنهم بنوا مما لامه حرف علة مفعلًا بكسر العين، وذلك شاذ، وإنما المعتاد منه مفعل بفتحها نحو المشتى والمدعى والمغزى والمرمي والمقضي. فمعدي على هذ شاذ كما ترى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[10 - Aug-2009, مساء 12:37]ـ
وبعد، فمتى رأيت في الأعلام شيئًا مخالفًا لما عليه أمثاله فلا تنب عنه فيها نبوك عنها في غيرها وأوله طرفًا من نظرك ولا تخفن إلى رده والطعن فيه دون أن تراجعه وتليه عليه فإذا صحت روايته أنست به فوق أنسك لو كان نكرة فهذا منهاج هذا.
فإن قيل: ولو كان احتمال ذلك في العلم أسهل من احتماله في الجنس؟ قيل: إن العلم لما كثر استعماله لحقه التغيير في موضعين: أحدهما نفسه، والآخر إعرابه. أما تغيير نفسه فما قدمناه آنفًا من مجيئه مخالفًا للباب نحو معدي كرب وثهلل ومورق وحيوة ومريم ومكوزة، وأما تغيير إعرابه فوجود الحكاية فيه نحو قولك في جواب من قال: رأيت زيدًا: من زيدًا؟ وفي قول من قال: مررت بعمرو: من عمرو؟
وهذا التغيير باب مختص بالأعلام أعني الحكاية في الإعراب، وسبب جواز ذلك فيه كثرة الاستعمال له، وما يكثر استعماله مغير عما يقل استعماله.
وإنما غير لأمرين: أحدهما المعرفة بموضعه، والآخر الميل إلى تخفيفه؛ ألا ترى إلى قولهم: لم يك ولا أدر ولا تبل؟ وهذا واضح.(/)
سؤال أهل العلم والأدب عن كلمة من أمثال العرب
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 12:37]ـ
من أمثال العرب:
الفكرة مخّ العمل ..
كما في ديوان المعاني لأبي هلال العسكري
كما فهمتها: أنها هي الباعث على العمل.
ثم سمعت أحدهم يقول:
الفكرة فخ العمل ..
ولعل معناها قريب من الأول ..
فما هو الصواب .. أو أن فيها روايتين؟!
ـ[علي المدني]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 06:37]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تأكيداً لـ (مخ العمل) وليس (فخ العمل) أورد لك ما جاء في بداية كتاب البديع لابن المعتز؛ قال:
((من الكلام البديع قول الله تعالى: ((وإنهُ في أُم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ)) ومن الشعر البديع قوله:
والصُبحُ بالكوكب الدُّرىِّ منْحورُ
وإنما هو استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها مثل أم الكتاب ومثل جناح الذل ومثل قول القائل (الفكرة مخ العمل) فلو كان قال: (لبّ العمل) لم يكن بديعاً.))
البديع، ابن المعتز: ص2.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[13 - Aug-2009, صباحاً 10:04]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
جزاك الله خيراً أخي الكريم على الإفادة.
والإتحاف بالنكتة البلاغية في (المخ)!
إذا قوله (فخ) محض تصحيف! أعان عليه استقامة المعنى في العبارة الجديدة.
ـ[أبو إسحاق إبراهيم]ــــــــ[20 - Aug-2009, صباحاً 01:06]ـ
ولعل الأصوب (عن كلمة من حكم العرب)(/)
شوقي يقول وليته ما قيلا ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 05:42]ـ
كتبت هذه الأبيات حنقاً من أحد المعلمين الَّذين درسوني-سامحه الله-
فقمت إلى قصيدة شوقي-متطفلاً- محاولاً تأطيرها علَّ ذلك يطفأ ما في الحشا ...
شوقي يقول وليته ماقيلا
قم للمعلم وفِّه التَّبجيلا
بل زاد في زهوالمعلم قولُه
كادالمعلم أن يكون رسولا
لالا تقم يا صاحبي واقعد إذا
كان المسمَّى يحسن التَّمثيلا
لالا تقم إن المسمَّى عاكفٌ
في أن يرتَّلَ رأيه ترْتيلا
هو لايرى التلميذ إلا لعنةً
حلَّت عليه ونُزِّلت تنزيلا
وقد توقفت عن إكمالها لما ذهب الكمدُ الذي حلَّ في صدري جراءَ ما لقيته من ذلك المعلم
فقد كان نرجسي الرأي .. إقصائي التعامل ...
فهل ينصحني أهلُ القريضِ أن أكملَ أم أتوقف؟؟؟
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 06:40]ـ
أنصحك بالإكمال , شريطة أن تضمن هجاءك السخرية اللاذعة:)
يقول القاضي الجرجاني في الوساطة ما معناه: (أما الهجاء فأفضله ما حوى السخرية , وأرداه ما حوى الشتيمة والسباب).
ولا تخفى عليك مناقضة إبراهيم طوقان للامية شوقي.
شوقي يقول وما درى بمصيبتي:: قم للمعلم وفّه التبجيلا
ويكاد يقلقني الأمير بقوله:: كاد المعلم أن يكون رسولا
إلخ.
ـ[ابن نصر المصرى]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 07:21]ـ
بدلا من هذا ادعُ له بالهداية
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 01:46]ـ
بدلا من هذا ادعُ له بالهداية
هذا شعر .. يجري مجرى الدعابة المباحة!.
فلا تثرب عليه.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 03:03]ـ
يبدو أنَّ المعلم المهجوَّ قد فُرِض على أخينا قسرًا، ولو كان اختيارًا لما صحَّ مثل هذا الهجاء برًّا وأدبًا معه.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 03:24]ـ
يبدو أنَّ المعلم المهجوَّ قد فُرِض على أخينا قسرًا، ولو كان اختيارًا لما صحَّ مثل هذا الهجاء برًّا وأدبًا معه.
ابتسامة:)
هل انطبق عليكم شيخنا:
لو جرب التعليم شوقي ساعة:: لقضى الحياة شقاوة وخمولا!
أم أنك من الصابرين:)؟!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 03:27]ـ
/// بل ينطبق على جميع المدرسين، وخاصة في التدريس الأكاديمي الملزم لأمورٍ ... لكن الذي يهوِّن من أمر الشقاء والخمول ابتغاء الفائدة من التدريس وصقل المعلومات وتجديدها وقبل ذلك طلب الأجر من الله تعالى.
/// وفي نظري القاصر فإن التدريس أعلى وأشق مهنة يمتهنها رجل، وإن كان المدرس أقل من يؤبه له من أصحاب الصناعات الشريفة في هذا الزمن.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[14 - Aug-2009, مساء 03:31]ـ
ليس في نظرك الواسع فحسب.
بل في نظر كل صاحب رسالة.
كان الله في عونك.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[15 - Aug-2009, صباحاً 11:42]ـ
جزاك الله خيرا أبا الليث ..
وبارك الله في الإخوة الكرام ..
والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة**أو حكمة فهو تقطيع وأوزان
(شوقي)
ـ[عبد الراضي]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 01:56]ـ
لو عاش شوقي في هذا العصر الحالي لما قال تلك القصيدة
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 02:04]ـ
أكمل القصيدة وذكرنا بقصيدة فدوي طوفان او إبراهيم طوفان لاأذكر التي يعارض بها شوقي
شوقي قال ماقال لأنه شاعر المناسبات لم يكابد هم التعليم ومحنة الشغب مع التلاميذ
شكرا.
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 07:11]ـ
إذا تحولت مشكلاتنا الكبرى إلى نكتة ساخرة فانتظر الساعة ..
لأن تحويلها إلى نكتة مضحكة بعمل فنّي يدعو إلى استمراء باطلها بعد حين قريب أو بعيد.
وهذا أمر شائع في الأعمال الفنية في أيامنا هذه.
وهل أكبر من مشكلة التعليم وتقويم المعلمين.
شوقي رحمه الله الذي عارضه إبراهيم طوقان قال القصيدة في تعظيم مقام المعلم الذي صار مهزلة في عصره .. فأرجع إليه قدره المفقود. ففرق ظاهر بين غرض شوقى الذي جعل حرمة لعمل المعلم وغرض طوقان الذي كره ذلك العمل ورأى صعوبته.
والطالب الذي يقوم للمعلم إنما يقوم للمقام / المعنى الكامن في ذلك الرجل الداخل لا للشخص.
والمعلمون يقومون في مقام النبيين مقاماً دافع عنه شوقي وأعلى شأنه، ودافع عنه المربون الصلحون.
ومنه قوله (ص): "إنما بعثت معلماً" ..
فأجلَّ هذا المقام المرفوع عن هجوك، وترحّل عن هذا الوادي إلى أودية إخرى أخصب من أودية الشعراء.
ولو هجوت فيه التعصب وإعجابه برأيه وقلة بصره وغفلة ذهنه أو اقتحامه لميدان ليس له فيه نصيب ... وتلك خصال تكون في المعلمين وفي غيرهم - لكان أجدى عليك وعلى الناس.
وفقك الله
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 05:05]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخواني عبد الراضي وأبا صلاح الدين ...
وكلام الأخ عصام يتضوع إخلاصا وتفانيا ولكنه-وللأسف- لا يرى واقعا ملموسا؟؟؟
وكما لا يخفاك أن من الطوام التي حلت بوادينا المزايدة في الأخلاق والعروبة والدين؟؟؟
فما أكثر المزايدين في قضايانا ...
أحترم رأيك الذي ينبثق عن شخص يعايش هموم الناس والطلاب ومعاناتهم وليس من المرتزقة المطبلين والمزمرين لمآرب فانية؟؟؟
أكره التعامي عن الواقع وأن أنظر إليه بنظارة وردية كوني من المنتفعين من هذا التردي والهبوط
لقد كنت طالبا ورأيت من حال المعلمين المشايخ من كنت والله أكثر تبجيلا وتعظيما له من بعض أهلي ... وقد قبلت يد بعضهم أكثر مما قبلت يد والديَّ ...
حتى أن أحدهم أبى أن يجيزني بثَبَته (مروياته) حتى قبلت يده ...
وهم أهل للتعظيم والتبجيل ...
ورأيت-وهم قلة-من همه بطنه فسد الأمر أم صلح،فهم الطالب أم لم يفهم؟؟؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
هذه الحقيقة ومن شاء أن يدس رأسه في الرمال فليفعل ...
أخيرا: لست بشاعر ولا أتشرف به ..
لكني أقول الشعر؟؟
وثمة فرق؟؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 10:17]ـ
أخي الغيور المفضال العطاب الحميري
السلام عليكم
أشكرك على ثنائك على مشاركتي التي وصفتها بما لا أحسبه فيها.
أنا معلم منذ عشرين سنة .. درست القرآن أولاً والعربية آخراً.
وإنك لو استعذبت الفرحة بتعلم طالب على يديك لهان عليك تقصير من علمك ..
وإننا معاشر المعلمين من أكدح أهل الأرض ومن أقلهم حظوة بثناء الناس ..
ولكن ثناء الله سبحانه أجزل، فكل شيء في الوجود يصلي على معلم الناس الخير .. كما في الصحيح.
لا تزدنا كدحاً بهجائك الأخاذ .. إن القوافي مرسلة لا يمسكها شيء ..
واشكر معلمك السيئ ذاك .. فقد فجّر فيك وجدان شاعر ..
ولعل قسوة معلم تلهم تلاميذه رحمات ..
فقسا ليزدجروا ....
واعذرني أخي لاستعمال كلمة (فجّر) .. وكان الحق أن تكون (ولّد) أو (ألهم) .. ولكن هكذا جرى القلم .. وأظن أن الأمر جرى معك كذلك.
وتلك منقبة تعدّ له أي منقبة .. وفضل له عليك يستحق الشكر ..
والخير فيما اختاره الله.
وقد مادت نفسي - غفر الله لك - وأنا أكتب مشاركتي.
ـ[المطالع]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 03:43]ـ
ننظر إلى طرف واحد من المعادلة، فيا ليتنا ننظر إلى الطرف الآخر أيضا.
إذا كان بعض المعلمين في هذا الزمان كما ذكره الأخ صاحب المشاركة - وإن لم يُعلمنا ما سبب ضجره وتألمه منه -، فكيف حال أكثر طلاب هذا الزمان؟!
وعسى أن يكون الأمرُ من صاحب المشاركة رغبة ً في بث معنى في صدره على شكل شعر يُشاكل أبياتاً مشهورة.
وأرجو أن تقبلوا وافر التحية والإكرام.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 05:14]ـ
كما تكونوا يولّى عليكم!.
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 08:28]ـ
///جزاكم الله خيرا يا إخواني ...
شكرا لك أخي الأستاذ عصام وزادك الله من فضله ..
وشكرا لك أخي المطالع والشكر موصول لأبي الليث ...
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[20 - Aug-2009, مساء 10:36]ـ
ذكرتني بشاعر فلسطين إبراهيم طوقان حين قال:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي *-*-*-*- قم للمعلم وفّه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً *-*-*-*- من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله *-*-*-*- كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة *-*-*-*- لقضى الحياة شقاوة وخمولا
لو جرّب التعليم شوقي ساعة *-*-*-*- لقضى الحياة شقاوة وخمولا
مئة على مئة إذا هي صلِّحت *-*-*-*- وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى *-*-*-*- وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً *-*-*-*- مثلاً واتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغرّ من آياته *-*-*-*- أو بالحديث مفصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي *-*-*-*- ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى *-*-*-*- وذويه من أهل القرون الأُولى
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه *-*-*-*- رفَعَ المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة *-*-*-*- ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته *-*-*-*- إنَّ المعلم لا يعيش طويلا
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:14]ـ
///وفقكم الله تعالى جميعا
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[03 - Jun-2010, صباحاً 09:41]ـ
السلام عليكم
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم|| ولو عظموه في النفوس لعظما
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 01:25]ـ
السلام عليكم
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم|| ولو عظموه في النفوس لعظما
صدقت
بارك الله فيك(/)
المقامة الرمضانية للأستاذ محمد بوسلامة الجزائري
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 07:44]ـ
جاء في مجلة الاصلاح الجزائرية العدد الرابع رجب / شعبان 1428 هذه المقامة الجميلة للأستاذ اللغوي البارع محمد بوسلامة فلتتفضلوها مشكورين مع الاعتذار المسبق عن اسقاط الشكل رغم أهميته وهذا لقصور في لوحة المفاتيح عندي فلتتفضلوها مشكورين:
المقامة الرمضانية
حدث محمد بن علي قال:
دخلت سوق الحي فألفيت عبد الحي وهو بين الميت والحي وهو في ذلك الممشى يخبط خبط الأعشى وقد زعفر وجهه الصيام وجفف ريقه الأوام فقلت: لأقفون اثره ولأخبرن خبره وقد واريت عنه عياني فكنت اراه من حيث لا يراني فانطلق حتى انغمس في أمواج الأخلاط وهم في زحام وزياط فماجت به تلك الأمواج وأمدهم بعد ذلك افواج فاشتد في ذلك العراك بأسه ولم يبد لي من جسده الا رأسه فكلفني في اللحاق به المشقة فاختلت للعرمرم كي أشقه فانسل عبد الحي بعد عناء الى الجزار وكأنه مكبل الرجلين فليس الأمر لو ترى بهين وهو في ذلك شاتم ومشتوم وطورا يلام وطورا يلوم فلما بلغ الى اللحام وعاين تلك اللحام جعل ينظر اليها نظر ذات وحام فابتاع منه رطلا أو رطلين ثم تولى قرير العين وغطس الى ناحية الخضر متقلبا بين ضرار وضرر فلما وقف عليها لفحته لوافح الأسعار فضج من ذلك السعار ولج في خصام الخضار ثم صال وجال واشترى ما يعجز عن حمله الرجال ثم غيبته عني لمة أحاط به جمعها فواراه وصار بمكان بحيث لا أراه
فاذا هو عند بائع الزيتون وقلبه بكل نوع مفتون وطال حديثه الى البائع والكلام عن عن البضائع حتى أنساه السوم حرمة الصوم فألقى زيتونة في فمه وسها عن صومه فصاح به القوم: يا رجل أفسدت الصوم فلفظ منها ما تبقى واستغفر الله وذكره وسب من القوم من ذ كره فرأيته وقد تجهم وجهه وشعث رأسه وتصبب عرقه وقد نهكته تلك الأثقال وأنصبه التطواف بين جزار وبقال وهو ينظر الى ساعته في تلك الكروب يحسب كم بقي للغروب ولسان حاله يقول:
يا شمس قد طال النهار فاغربي
................... فبالغروب ينجلي ما حل بي
اني اذا ما أخذتني الدوخة
................. استذكر البراك والشخشوخة
وشربة تصنع من حب الفريك
................ وزلبية تجي من بو فريك
وعنبا وطبقا من موز
............... وقهوة معها قلب اللوز
تهيج لي في نهمة أشواقي
............... وأغتدي من ذاك للأسواق
خلوا سبيلي معشر الجموع
.............. يكفي الذي أصابني من جوع
قد كسرت من بينكم ضلوعي
.............. لو كنت أدري جئت في دروع
ثم أثبل نحوي بكل ما يحوي فبادرت اليه ثم سلمت عليه فشكا الي في الحال ومالقي في تلك الأوحال ثم قال لي: كيف حالك ورمضان فقلت: شهر يستوجب الشكران ولكن سل رمضان كيف حاله معي ان كنت ممن يعي فاننا في زمن فسدت فيه الموازين وصار ما يشين عند الناس يزين ثم حدثته بحديث لبد العجاج وأنساه خبر اللحم والدجاج حتى اذا استأنس بكلامي قلت له ك ما فعلت الزيتونة فقال: سحقا انها ملعونة ثم سألني عن حكم ذلك فقلت: القضاء على قول مالك فقال: وهل في قول غيره ما يدفع فقلت: يدفعه أن تتشفع وما أراه ينفع فاقض يوما تبرأ به الذمة وتحمد في مذاهب كل الأئمة ثم طاف عليه من أحواله طائف فأخبرني أنه نسي البقلاوة والقطايف وقال: ذلك من أحكام السمر ولذة السهر فانصرف وانصرفت وقد هاجت علي رياح الرجز فانطلق اللسان وما عجز فأنشأت أقول:
واعجبا من صوم عبد الحي
............. اذ قد غدا في سفه وغي
فان شهر رمضان طاعه
............. ولم يكن شرع للمجاعه
بل هو من رب الورى تهذيب
............. ليس لنهش لحم يا ذيب
فان مقصد شرع الله
............. في كل ما شرع يا لاهي
من ضل عن مقاصد الشريعه
............. حرم من منافع بديعه
فصم وصن في صومك اللسانا
............. وابذل لكل من ترى الاحسانا
واصغ الى خير الورى الأواب
............. فيمن يصوم الشهر باحتساب
من صام لله به محتسبا
............. يغفر له الاله ما قد أذنبا
ومثله لكل من قد قاما
............. في ليله فلتطلب المقاما
فان أكثر الورى قد غفلا
............. حتى اذا ما رمضان أفلا
لم يغنموا ما غنم السباق
............. من نالهم من ربنا اعتاق
قال الراوي لهذا الخبر:
فرجعت أجتلي من ذلك العبر واجيل فيه الفكر فجاءتني بفضائل الاستقامة وقد أودعتها هذه المقامة
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 07:57]ـ
ما شاء الله
رائعة حقا
جزاك الله خيرا
ـ[معاذ احسان العتيبي]ــــــــ[13 - Aug-2009, مساء 08:36]ـ
ما شاء الله تبارك الله
ذكرتني بمقامات الحريري فلجميل أن نحفطها ونفهم معانيها فهي غزيرة بالفوائد والدرر , ومؤلف المقامة الرمضانية " يستعمل نفس أسلوب الحريري " وفق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه.(/)
الشعراء بين الجرح والتعديل
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 01:29]ـ
شَهَادَةُ الشُّعَرَاءِ من "الأم" – كتاب "الأقضية" – مسألة شهادة الشعراء.
(قَالَ الشَّافِعِيُّ) رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: الشِّعْرُ كَلَامٌ حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِ الْكَلَامِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَلَامٌ بَاقٍ سَائِرٌ، فَذَلِكَ فَضْلُهُ عَلَى الْكَلَامِ.
فَمَنْ كَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ لَا يُعْرَفُ بِنَقْصِ الْمُسْلِمِينَ وَأَذَاهُمْ وَالْإِكْثَارِ مِنْ ذَلِكَ , وَلَا بِأَنْ يَمْدَحَ فَيُكْثِرَ الْكَذِبَ- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ.
وَمَنْ أَكْثَرَ الْوَقِيعَةَ فِي النَّاسِ عَلَى الْغَضَبِ أَوْ الْحِرْمَانِ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ ظَاهِرًا كَثِيرًا مُسْتَعْلِنًا , وَإِذَا رَضِيَ مَدَحَ النَّاسَ بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ كَثِيرًا ظَاهِرًا مُسْتَعْلِنًا كَذِبًا مَحْضًا- رُدَّتْ شَهَادَتُهُ بِالْوَجْهَيْنِ, وَبِأَحَدِهِمَا لَوِ انْفَرَدَ بِهِ.
وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا يَمْدَحُ فَيَصْدُقُ، وَيُحْسِنُ الصِّدْقَ، أَوْ يُفْرِطُ فِيهِ بِالْأَمْرِ الَّذِي لَا يُمْحَضُ أَنْ يَكُونَ كَذِبًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ.
وَمَنْ شَبَّبَ بِامْرَأَةٍ بِعَيْنِهَا لَيْسَتْ مِمَّنْ يَحِلُّ لَهُ وَطْؤُهَا حِينَ شَبَّبَ، فَأَكْثَرَ فِيهَا، وَشَهَرَهَا، وَشَهَرَ مِثْلَهَا بِمَا يُشَبِّبُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ زَنَى- رُدَّتْ شَهَادَتُهُ. وَمِنْ شَبَّبَ، فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا- لَمْ تُرَدَّ شَهَادَتُهُ؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُشَبِّبَ بِامْرَأَتِهِ وَجَارِيَتِهِ, وَإِنْ كَانَ يَسْأَلُ بِالشِّعْرِ أَوْ لَا يَسْأَلُ بِهِ فَسَوَاءٌ.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 03:11]ـ
ذكر الفقهاء رحمهم الله هذه المسألة في مواضع منها:
- ما ذكره ابن قدامة في المغني (10/ 245): (وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة كعب بن زهير , وفيها التشبيب بسعاد ولم يزل الناس يروون أمثال هذا , ولا يُنْكَرْ).
- وذكر ذلك أبو إسحاق الشيرازي في الفصل الذي عقده لجواز قول الشعر في "الشهادات" من كتابه "المهذب": (وجاءه -أي النبي صلى الله عليه وسلم كعبُ بن زهير وأنشده:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول:: متيم إثرها لم يفد مكبول
فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم بردة * كانت عليه , وابتاعها منه معاوية بعشرة آلاف درهم , وهي التي مع الخلفاء إلى اليوم)
* قلتُ: والأثر في إعطائه البردة ضعيف لا يثبت.
- ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- "في أعلام الموقعين" في بحث تقرير النبي صلى الله عليه وسلم: (2/ 389): (ومنه تقريرهم على قول الشعر وإن تغزل أحدهم فيه بمحبوبته، وإن قال فيه ما لو أقربه في غيره لأخذ به كتغزل كعب بن زهير بسعاد، وتغزل حسان في شعره وقوله فيه:
كأن خبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء
ثم ذكر وصف الشراب، إلى أن قال:
ونشربها فتتركنا ملوكا وأسدا لا ينهنهنا اللقاء
فأقرهم على قول ذلك وسماعه؛ لعلمه ببر قلوبهم ونزاهتهم وبعدهم عن كل دنس وعيب، وأن هذا إذا وقع مقدمة بين يدي ما يحبه الله ورسوله من مدح الإسلام وأهله وذم الشرك وأهله والتحريض على الجهاد والكرم والشجاعة فمفسدته مغمورة جدا في جنب هذه المصلحة، مع ما فيه من مصلحة هز النفوس واستمالة إصغائها وإقبالها على المقصود بعده، وعلى هذا جرت عادة الشعراء بالتغزل بين يدي الأغراض التي يريدونها بالقصيدة).
* مع أن الأصل في الشعراء كما هو معلومٌ الميل والعدول عن الصواب , لأن العلماء كانو يعدلون الرواة الشعراء , ومن ذلك ما ذكره البخاري في صحيحه , في كتاب الصوم , باب صوم داود عليه السلام:
حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، قال سمعت أبا العباس المكي ـ وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه ـ قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضى الله عنهما ـ قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم " إنك لتصوم الدهر، وتقوم الليل ". فقلت نعم. قال " إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النفس، لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله ". قلت فإني أطيق أكثر من ذلك. قال " فصم صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى ".
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: (قوله (وكان شاعرا وكان لا يتهم في حديثه):
فيه إشارة إلى أن الشاعر بصدد أن يتهم في حديثه لما تقتضيه صناعته من سلوك المبالغة في الإطراء وغيره، فأخبر الراوي عنه أنه مع كونه شاعرا كان غير متهم في حديثه، وقوله " في حديثه " يحتمل مرويه من الحديث النبوي ويحتمل فيما هو أعم من ذلك، والثاني أليق وإلا لكان مرغوبا عنه، والواقع أنه حجة عند كل من أخرج الصحيح، وأفصح بتوثيقه أحمد وابن معين وآخرون، وليس له مع ذلك في البخاري سوى هذا الحديث وحديثين أحدهما في الجهاد والآخر في المغازي وأعادهما معا في الأدب، وقد تقدم حديث الباب في التهجد من وجه آخر.)
والكلام في ذلك يطول.
بورك في الناقل الأخ: فريد البيدق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال سعدي]ــــــــ[17 - Aug-2009, مساء 07:17]ـ
الاصمعي وثقه احمد ويحيى بن معين
ـ[أبوصلاح الدين]ــــــــ[18 - Aug-2009, صباحاً 02:50]ـ
من الشعراء من لاتملك إلا ان تجرحه كأبي نواس وجماعته المجونية
عمر الخيام وإيليا أبو ماضي وجماعتهم الإلحادية.
وشعراء كانوا ولايزالوا ذخرا للامة كالأميري عبد المعطي الدالاتي والعشماوي وغيرهم كثير
وآخرون خلطوا عملا صالحا وآخرا سيئا عسي الله ان يعفوا عنهم
كالمتنبي وشوقي وطائفة كبيرة.
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 12:14]ـ
دام الإثراء أخي أبا الليث!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 12:15]ـ
أكرمت أخي "جمال"!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 12:16]ـ
زادك الله تعالى أبا صلاح الدين!(/)
للمتزوِّجينَ؟؟ وفي ليالي رمضان؟؟ (غزل عذري)
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 05:42]ـ
عاطفات الحبِّ ما أبْدَعَها
هذّبتْ طبعي وصفَّتْ خُلُقي
حُرَقٌ تملاء روحي رقةٍ
أنا لا أُنكِرُ فضلِ الحُرَق
ثق بأن القلبَ لا تشغَلُهُ
ذكرياتٌ غيرُ ذكراك ثق
لستَ تدري بالذي قاسيتُهُ
كيف تدري طعمَ ما لم تَذُق
لم تدعْ مِنّيَ إلا رَمَقاً
وفداءٌ لك حتى رمقي
إن هذا الشعر يشجي نقلُهُ
كيف لو تسمعُه من منطقي
ربّ بيتٍ كسرت نبرته
زفرات أخذت في مخنقي
أنا ما عشت على دين الهوى
فهواكم بَيْعةٌ في عنقي
(الجواهري)
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[18 - Aug-2009, مساء 06:18]ـ
أكتب بالخط الأندلسي من كلام أحد شعراء المشرق:
وا حرَّ قلباهُ ممَّن قلبُه شبِمُ ...
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[28 - Jul-2010, مساء 05:30]ـ
أكتب بالخط الأندلسي من كلام أحد شعراء المشرق:
وا حرَّ قلباهُ ممَّن قلبُه شبِمُ ...
هذه قصيدة صاحب السيفيات
وفقك الله أخي الطيب الصياد
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[02 - Aug-2010, صباحاً 11:37]ـ
إن هذا الشعر أنفاس إذا .... صدرت من صدرك المحترق
أنشبت أظفارها في روح من .. راح مرتادا لنفس الطرق
فأقام الليل من أناته ... حارسا " يا شمس لا لن تشرقي "
فحنانيك فرقة مائه .... أسلمت مركبنا للغرق
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 12:45]ـ
إن هذا الشعر أنفاس إذا .... صدرت من صدرك المحترق
أنشبت أظفارها في روح من .. راح مرتادا لنفس الطرق
فأقام الليل من أناته ... حارسا " يا شمس لا لن تشرقي "
فحنانيك فرقة مائه .... أسلمت مركبنا للغرق
اللهم بارك .... تبارك الله
أغبطك على سرعة الإرتجال عندك
وفقك الله تعالى
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[03 - Aug-2010, صباحاً 09:38]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ........................ من بحركم نغترف
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 01:02]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ........................ من بحركم نغترف
زادك الله رفعة يا أخي ...
ولا تستسمننَّ ذا ورم
ـ[مصطفى مدني]ــــــــ[16 - Aug-2010, صباحاً 11:15]ـ
حاشا لله أن تكون أخي ذا ورم .................... فمما نسمعه منكم يبدو السمن الحقيقي
ويبين عتق الخيل من أصواتها(/)
حكمة
ـ[ابن نصر المصرى]ــــــــ[21 - Aug-2009, مساء 03:54]ـ
حكمة: قالتِ العلماءُ:إن أموراً ثلاثة لا يجترىء عليها إلا أهْوج، ولا يسلم منها إلا قليل، وهى: صُحبة السلطان، وائتمان النساء على الأسرار، وشُرْب السم للتَّجْرِبة. (كتاب كليلة ودمنة-ص-101)
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[24 - Aug-2009, مساء 09:02]ـ
صدق القائل
و جزاك الله خيرا على الحكمة الجميلة
و لكل واحدة من الثلاثة كلام عند أهل العلم و الأدب
يقول ابن الوردي رحمه الله في مصاحبة السلطان:
جانِبِ السُّلطانَ واحذرْ بطشَهُ لا تُعانِدْ مَنْ إذا قالَ فَعَلْ
و طبعا التحذير من ائتمان النساء على الأسرار أمر لا يحتاج إلى شواهد ((ابتسامة))
يقول القحطاني - رحمه الله - في نونيته الشهيرة:
لا تقبلن من النساء مودة فقلوبهن سريعة الميلان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا وادفنه في الاحشاء أي دفان
و لعل الإخوة - حفظهم الله - يتحفونا بكلام أهل العلم و الأدب في ذلك إن شاء الله(/)
حكمة (تحتاج إلى قارىء)
ـ[ابن نصر المصرى]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 05:37]ـ
خيرُ الإخوانِ والأعوان أقلُّهم مُداهنةً فى النصيحة، وخيرُ الأعمال أحلاها عاقبةً، وخيرُ النساء الموافقةُ لبعلها، وخير الثناء ما كان على أفواه الأخيار، وأشرفُ الملوك مَنْ لم يخالطُه بَطَرٌ، وخيرُ الأخلاق أعونها على الورع.(/)
سلسة .. شعر اعجبنى
ـ[احمد حامد الشافعى]ــــــــ[28 - Aug-2009, صباحاً 02:04]ـ
متى يصل العطاش إلى ارتواء إذا استقت البحار من الركايا ومن يحمي الأصاغر عن مرادٍ إذا جلس الأكابر في الزوايا
وإن ترفع الوضعاء يوماً على العظماء من عِظم البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي فقد طابت منادمة المنايا(/)
تعلمت من قوائم الكتب
ـ[محمد مبروك]ــــــــ[28 - Aug-2009, مساء 03:51]ـ
في معرض ذكرياته عن المراحل الأولى في تاريخ حياته ذكر الأستاذ أنور الجندي العوامل التي ساعدته في التعرف على الحياة الأدبية الفكرية في العصر الحديث وعملت على تكوين ثقافته الموسوعية التي عرف بها، من تلك العوامل التي ذكرها قوائم الكتب وهي عباره عن عرض موجز أو ما يشبه المستخلص للكتاب وتقوم دور النشر بتوزيعها مجانا للإعلان عن الكتب الجديدة المعروضة للبيع ليسهل على القراء التعرف على محتوى الكتب قبل شرائها.
وقد نقلت لكم الموضوع كاملا من أحد مؤلفاته* تحت هذا العنوان:
تعلمت من قوائم الكتب
"من ألطف ما كان يلفت النظر في سن السابعة عشرة لجيلنا سطر صغير في الصحف، يكمن في اسم مكتبة من المكتبات وقد كتب تحته "ترسل قائمة المكتبة مجاناً لمن يطلبها" إذن فليس هناك بيني وبين الحصول على كتاب ضخم في أربعمائة صفحة من أن أرسل خطاباً في البريد يحقق لي هذا الأمل. وما دام الريف لا يقدم لنا إلا تلك الخزائن التي تحوي الكتب الصفراء ولم نكن نعرف قيمتها وما فيها من جواهر وذخائر هي سر عظمة أمتنا وخلاصة
فكرها، وبعد أيام قليلة يرد البريد إلى قريتنا وفيه هذا الكتاب الضخم "قائمة مكتبة". وقد أصبحت عادة، ما أن تعلن مكتبة عن نفسها حتى نسارع بالإرسال طالبين القائمة.ومن حق، لقد كانت مطالعة هذه القائمة في هذه السن في الثلاثينيات من هذا القرن متعة لا حد لها. وهي عوض مسعد عن مطالعة هذه الكتب أو رؤيتها في رفوفها الزجاجية بألوانها الخلابة وأغلفتها المنوعة.
كانت هذه القوائم تبدأ دائماً بالتعريف بالمكتبة وحسن معاملتها واستعدادها لتلبية رغبات عملائها، محددة أسعار العملة وطريقة التحويل وخصم الجملة للمكتبات والدارس وطلبات الجملة. وهناك نص أساسي هو أن جميع الطلبات يجب أن تكون مصحوبة بعربون لا يقل عن ثلث الثمن.
وكانت هذه القوائم مقسمة إلى أبواب تبدأ بالقرآن الكريم وبعات المصاحف المختلفة على الورق الأبيض والورق الأصفر، والمجلدة تجليداً مذهباً وتجليداً عادياً، والأحجام الكبيرة والأحجام المتوسطة والصغيرة، ثم يليها كتب التفسير والحديث النبوي والفقه ثم التصوف والزهد والعقائد والمواعظ، ثم يلي ذلك التاريخ والسير والتراجم ودواوين الشعر واللغة بقواميسها العربية ومعاجمها ثم دوائر المعارف والموسوعات والقصص، والفلك والرياضيات، والهندسة، والزراعة، والمنطق، والاجتماع، والأخلاق، والعلوم، ثم التربية، وعلم النفس، والمحاسبة، والاقتصاد.
وكان يلفت نظري بوجه خاص كتب التراجم والسير والتاريخ ثم كتب الأدب، وأتمزز ببطء تلك السطور القليلة المكتوبة تحت اسم كل كتاب، تصف مضمونه وما يحويه من أبواب وفنون، وكنت أعاود قراءة هذه الكلمات بين حين وحين، رغبة في الحصول علي أكبر قدر من المعلومات التي عجزت عن الحصول عليها بقراءة الكتاب نفسه.
ومن الحق أن هذه القوائم وأنا لازلت طالباً في أول الشوط، قد أمدتني بكثير من المعلومات العامة إن لم تكن عميقة فإنها على الأقل متسعة تتصل بفنون مختلفة من الثقافة العربية والفكر الإسلامي العريق. وإذا كان لي أن أحدد اليوم - وبعد حوالي أربعين عاماً – الانطباع الأساسي الذي انعكس من بعد علي كتاباتي وإنتاجي، فإنني أقول بحق أن الإدمان علي قراءة قوائم الكتب في مطالع الصبا قد أعطاني طابع التكامل والشمول في مجال الثقافة والفكر، فلم يعد تقديري قائماً علي لون واحد هو"الأدب" ولكني أصبحت أحس بأن الأدب ليس إلا قطاعاً من الفكر العربي الإسلامي الواسع الآفاق الذي يضم الاجتماع والاقتصاد، والسياسة، والدين، والأدب، والعلم، والتربية، والفن، والأخلاق، وأن هذه القطاعات كلها لا يمكن أن تدرس في الفكر الإسلامي والثقافة العربية منفصلة أو مجزأة، ولكنها تتكامل وتتداخل ولا يأتي التخصص فيها إلا في المراحل العليا، أما القيم الأساسية فيها فإنها تمثل كياناً متكاملاً يدور حول الإنسان والكون والمجتمع ويحاول أن يحقق له العدل والحرية، وتلك عظمة الفكر الإسلامي العربي في تكامله حيث يشمل قطاعي الثقافة الإنساني: الروح والمادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإني لأذكر كيف كانت مطالعة قوائم الكتب تجعلني قفي مقدمة زملائي الطلاب في الصفوف المختلفة، وكيف كانت موضوعات الإنشاء تتسم بطابع يلفت النظر.
وقد هداني ذلك إلى أن ألقي محاضرة عام 1932 في المدرسة الابتدائية عن "الأدب العربي الحديث" أعرض فيه للعقاد، والمازني، والزيّات، وطه حسين، وهيكل، وشوقي، وحافظ، وأحمد محرم، وأتحدث عن مؤلفاتهم وموضوعاتهم وخاصة كتاب "ساعات بين الكتب" للعقاد، و"قبض الريح" للمازني، و"روفائيل وآلام فرتر" للزيّات، و"الأيام" لطه حسين، و"في أوقات الفراغ" لهيكل، ويومها عدت إلى درجي في الفصل فوجدته مقلوباً مضطرباً، فقد عنّ لبعض الأستاذة أن يبحث عن كراسة الإنشاء ليقارن بين ما ذكرته في المحاضرة وما أكتبه في هذه الكراسة ظناً منه أنني "سرقت" هذه المحاضرة من بعض المجلات.
ومازلت أذكر كيف أنني دعيت لمرافقة بعض الفلاحين يوم قطع الفيضان جسر بلدتنا حيث أقيم لي عريش صغير في أحد الحقول لنقل الحطب إلى الجسر لحمايته، وكيف أن هؤلاء الفلاحين قد ذهبوا يجنون بقايا الأقطان من الحطب ويضمونها إلى عبوبهم، ثم رأوا في آخر اليوم أن يشركوني في حصيلة ما جمعوه فقدموا لي مبلغاً من المال، وقد رفضته على الفور، غير أن بعضهم كان يعرف هوايتي في قراءة قوائم الكتب، فأسرع وقد عرف عنوان هذه المكتبة، فاشترى حوالة بريد باسمي بالمبلغ الذي رفضته، قائلاً: "إنك تحب الكتب ولذلك فإن هديتنا إليك ستكون بعض هذه المؤلفات" وما زلت أذكر كيف تلقيت بعد أيام "ربطة" ضخمة كانت هي نواة مكتبتي، ولا تزال بها حتى اليوم.
ومازلت أذكر إلى اليوم عن ذلك الكاتب الأديب المجهول الذي كان يكتب في قوائم المكتبات تلك السطور القليلة تحت كل كتاب في التعريف به، ويبدو أنه كان أحد رجال الأزهر الذين يعملون في هذه المكتبة أو تلك، غير أن هذا الفن، فن التعريف بالكتب، قد تقدم في السنوات الأخيرة تقدماً باهراً، وأصبح يقوم به رجال متخصصون، أذكر منهم اليوم الأستاذ محمد عبد الغني حسن الذي أشرف على قوائم عدد من دور الكتب الكبرى، ولقد أعد نوعاً من القوائم السريعة الشبيهة بالمجلات تحت اسم "بريد الكتاب".
ولقد كانت تجارة الكتب في العقود الأولى من هذا القرن عملاً مربحاً للناشرين وأصحاب المكتبات بينما كان إيرادها ضئيلاً جداً بالنسبة للمؤلفين، ولقد كان أمثال العقاد والمازني يبيعون مؤلفاتهم للناشرين لقاء جنيهات قليلة لا تتجاوز أحياناً أصابع اليد الواحدة ويحصلون عليها قروشاً وأنصاف ريالات. ويشترط الناشر أن يكون له حق طبع هذه الكتب وإعادة طبعها مدى الحياة.
فضلاً عن ذلك، فقد تنبه أصحاب المكتبات إلى طبع الكتب التي ليس لأحد حق فيها، فطبعوا عشرات الكتب القديمة في وقت كانت أسعار الورق زهيدة جداً، وإنني لأذكر كيف سافرت من بلدتي في الريف إلى القاهرة، وقد تجمع لي بعض الجنيهات، في سبيل الحصول على مجموعة من الكتب، فلما ذهبت إلى المكتبة المرموقة في مكانها المعروف في قلب القاهرة، قال لي البائع إن هذه الكتب ليست عنده ولكنها في الخازن الموجود قريباً من الأزهر، فلما ذهبت إلى هناك إذ بي أجد قبواً مهيباً مظلماً تحت الأرض وقد علا عليه نظام الشوارع الجديد فاختفى وأصبح يضاء بالفوانيس والكهرباء، وإذا بي أمام مدينة كاملة تحت الأرض تتكدس فيها الكتب على اختلافها بأعداد ضخمة وفي غرف واسعة، وحواصل عديدة. وذكرت كيف تنبه هؤلاء الناشرون إلى أن مثل هذه الكتب ستصبح فيما بعد ثروة ضخمة لهم ولأبنائهم وقد كان.
وهكذا كان شغفي بقوائم الكتب مقدمة لخط واضح ما زلت أسير فيه إلى اليوم، هو خط الكتب والتأليف والطبع والنشر، وما زلت كلما وقعت في يدي قائمة من قوائم المكتبات أذكر مطالع حياتي الأدبية منذ أربعين عاماً وأن قابع في الريف، أحلم برفوف الكتب وواجهات المكتبات التي لم تكن زجاجية في ذلك الوقت، وكان يمر بخاطري يوماً أن يكون لي كتاب معروض، فلما قدمت القاهرة وأقمت بها، قرأت عشرات من هذه الكتب، وأصبح لي منذ بضع وعشرين سنة موقعاً في دار الكتب لا أغيب عنه إلا لماماً، وقد قرأت به مئات من الكتب، بل لقد اضطررت، وأنا اعد "الموسوعة الإسلامية العربية" الجامعة، أن تكون لي قائمة تضم أسماء الكتب التي تلزمني وأرقامها، حتى لا يضيع الوقت كل يوم في البحث عن هذه الأرقام. ومن ثم عكفت على دراسة ما يزيد على نصف مليون بطاقة أخذت من الوقت أكثر من خمسة أشهر راجعت فيها بطاقات يحويها أكثر من 180 صندوقاً، وأعددت من خلال ذلك مجلداً ضخماً يحوي أكثر من خمسة آلاف كتاب، هذا بالإضافة إلى فهارس ضخمة لأعداد صحيفة الأهرام التي صدرت في الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين، يحوي مواد الأهرام الأدبية والفكرية والاجتماعية والأحداث التاريخية.
وقد علمتني قوائم الكتب كثيراً، علمتني حاجة الباحث الملحة إلى متابعة كل ما صدر من مؤلفات، فكل يوم يصدر كتاب جديد، ولعل كتاباً يصدر في موضوع، أو عن شخصية ما، يغنينا عن ساعات طويلة من البحث قد تكفل لها هذا الباحث.
ولقد ظهرت في السنوات الأخيرة بعض المؤلفات الجامعة التي تعين الباحث على الوصول إلى المراجع التي تتاح إليها وفي مقدمتها "قوائم المكتبات العامة"، وقوائم الدوريات الصحفية، وهناك "معجم المؤلفين" للباحث العلامة عمر رضا كحالة، و"المصادر الأدبية" للباحث المكتبي يوسف أسعد داغر، بالإضافة إلى الأعلام للزركلي.
ومن حق، أن قوائم الكتب، كانت ولا تزال، نافذة ثرة تطل على عالم الفكر العربي الإسلامي وتعطينا أول ما تعطينا انطباع التكامل والشمول الذي يتمثل به هذا الفكر جامعاً بين العلوم والفنون والآداب في سمت واحد متصل لا ينفصل."
*كتاب "آفاق جديدة في الأدب" ط مكتبة الأنجلو ص245: 249
للأستاذ أنور الجندي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 02:20]ـ
بارك الله فيك على هذه اللفتة الحية , وكم هي مفيدة.(/)
ألغاز شعرية
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 05:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قرأت في كتاب بعض الألعاب أو الألغاز الشعرية فقلت أسعد بها رفاقي
تأمل البيت التالي جيدا
مودة تدوم لكل هول ------------- وهل كل مودة تدوم
ما الجديد في هذا البيت؟
وعصبة لم تر البيت العتيق وقد --------- حجت جثيا بلا شك على الركب
كيف حجت هذه العصبة وهي لم ترى البيت العتيق؟
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 06:57]ـ
البيت الأول:
مودته تدوم لكل هول .. وهل كل مودته تدوم
فيه أنه يقرأ من اليسار كما يقرأ من اليمين نحو قوله تعالى: (وربك فكبر)
والبيت الثاني:
قال الشريشي في شرح المقامات: "معنى حجت جثياً، أي غلبت بالحجة مجادلين جاثين على الركب، وجُثِي: جمع جاثٍ".
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:51]ـ
أخي
عصام عبدالله
بارك الله فيك(/)
الأمثال الشعبية والشعر
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 05:54]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
المثل الشعبي هو خلاصة تجربة في الحياة ولقد تأثرت كثيرا بالشعر والشعراء ولقد كتب الصاحب بن عباد كتابا أسماه أمثال أبي الطيب المتنبي ولقد حوى هذا الكتاب مجموعة من الأمثلة التي أخذت نصا أو ومعنى من شعر المتنبي ومن هذه الأمثلة
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
فهو مأخوذ من قوله
ما كل ما يتمنى المرء يدركه .............. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ولقد تأثرت الأمثال الشعبية بالشعر
ففي بلدنا مصر نقول (مفيش حلاوة من غير نار) مفيش أي لايوجد
وأظن أنه مأخوذ من قول المتنبي
تريدين لقيان المعالي رخيصة ............. ولابد دون الشهد من إبر النحل
والآن بعد أن تعددت الثقافات وتنوعت أرجو من كل قارئ إثراء هذا الموضوع بذكر الأمثلة الشعبية المشتهرة في بلده ويفسرها
وجزيتم الخيركله
ـ[أبو رضا المغربي]ــــــــ[29 - Aug-2009, مساء 06:27]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
نقول في المغرب في عدم الاستهانة بالضعيف:"العود لتحقر إخور ليك عينك"أي "العود"غصن شجرة صغير "لتحقر"أي الذي تحقره،"إخور ليك عينيك"أي يفقأ لك عينيك.
ربما جاء من قولهم في الشعر:
لا تحتقر كيد الضعيف فربما******تموت الأفاعي بسموم العقارب
فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد******وخرب حفر الفأر سدا لمأرب
والله أعلم
ـ[عادل أحمدموسى]ــــــــ[30 - Aug-2009, صباحاً 01:45]ـ
أخي
أبو رضا المغربي
بارك الله فيك على هذا الطرح المفيد(/)
ويح قلبي ما دهاه!!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 07:39]ـ
وهذه هديتي اليكم بمناسبة رمضان:
ويح قلبي ما دهاه!!
ويح قلبي مادهاه ... والهوى خطب جليل
قد رأى شيئا حباه ... ربه كل جميل
يملأ النفس حبورا .. والنفوس تستميل
فدعا خلا حبيبا .. عند ساعات الأصيل
فأجاب الخل طرا .. قبل دقات المقيل
فغدى باللوز قلبا ... مخمش الوجه قتيل
لم يكد يضحى ضئيلا ... من هجومات الخليل
فاستفقت بعد دهر ... باكيا حظي العليل
ضاربا خلي بكف .. سارقا منه القليل
فاذا بالقلب يهوى .. نحو فنجان كحيل
زانه البن فأضحى ... بلسم القلب العليل
فجأة شيخي أفقت ... إنه ليل طويل
فإذا خلي سراب ... فاذنوا لي بالرحيل
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 12:28]ـ
قرب منتصف الليل .... قرأت شعر جميل
لأخى العاصمى الذى ... وفقه لذلك الجليل
حقا صدق شعره .... فأن القلب عليل
جزاك الله خيرا .... أخى العاصمى، و بارك فيك.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[31 - Aug-2009, صباحاً 10:53]ـ
قرب منتصف الليل .... قرأت شعر جميل
لأخى العاصمى الذى ... وفقه لذلك الجليل
حقا صدق شعره .... فأن القلب عليل
جزاك الله خيرا .... أخى العاصمى، و بارك فيك.
أحسن الله اليك أخي الكريم ... وشفانا الله جميعاً (ابتسامة)(/)
سؤال عن ابن المقفع
ـ[ابن نصر المصرى]ــــــــ[02 - Sep-2009, صباحاً 08:18]ـ
هل اتهام ابن المقفع بالزندقة صحيح؟ فالآراء فيه مختلفة،وعلى من تطلق؟ وما علامات الذى يُرمى بذلك؟
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 12:06]ـ
قال الشيخ ناصر الفهد في كتابه (حقيقة الحضارة الإسلامية):
ابن المقفع - عبد الله بن المقفع -[ت: 145 هـ]:
كان مجوسياً فأسلم، وعرّب كثيراً من كتب الفلاسفة، وكان يتهم بالزندقة.
لذلك قال المهدي رحمه الله تعالى: (ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33752
ـ[ابن نصر المصرى]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 06:09]ـ
أخى الفاضل هل تتفق معى أن الزندقة ليستْ بحثاً عما يضمره الإنسان فى نفسه، لأن السرائر علمها إلى الله، ولكن الزندقة التى التى توجد فى الكتب ويسوغ أن يُقال عن فلان أنه زنديق أمورٌ تقوم عليها بينات ظاهرة من أقوال وأفعال، بمعنى
عندما نطلق على ابن المقفع على وجه الخصوص أنه اتهم بالزندقة، هل صدر منه أقوال أو أفعال تجعله زنديق مع أن كلام ابن المفقع على سبيل المثال فى (الأدب الصغير) بل فى جميه رسائله يدل على تمسكه بالدين (افدنى يا أخى العزيز)
ـ[أحمد الصوابي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 08:30]ـ
الله يكرمك و يبارك فيك يا أخي الحبيب
على حد علمي القليل أن ابن المقفع قتل بالزندقة (كان خلفاء بني العباس - بداية من المهدي - قد أسسوا ديوانا للزندقة، و قتل فيه كثيرين كبشار بن برد - الذي له أشعار تكشف مجوسيته - و ابن المقفع و غيرهما)
و كما نعرف؛ كان ابن المقفع أديبا ناثرا، بينما بشار بن برد كان شاعرا
و الشعر أسهل في الحفظ من النثر
لذلك وصلت لنا أبيات بشار بن برد التي تشهد على زندقته و كفره مثل قوله:
إبليس خير من أبيكم آدم ×××× فتنبهوا يا معشر الفجار
النار عنصرُه، و آدم طينة ×××× و الطين لا يسمو سمو النار!!
بينما كتب ابن المقفع النثرية لم تصلنا؛ لأن مما جرت عليه العادة وقتها حرق كتب الزنادقة.
مجرد ظن و اجتهاد من أخيكم
و الله أعلم
و أرجو من أساتذتي الإفادة.
ـ[ابن نصر المصرى]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 03:32]ـ
أخى الفاضل الحبيب إن ابن المقفع لم يُقتل بسبب زندقته،ولكن قتله سفيان بن معاوية سرّاً بأمر من الخليفة جعفر المنصور؛ لأنه كتب كتابا يُأمّنُ فيه عبدالله بن على،وقال فيه:متى غدر أمير المؤمنين (يقصد جعفر المنصور) بعمه (الذى هو عبدالله بن على) فنساؤه طوالق (نساء الخليفة أنظر إلى هذه الشروط)،ودوابه حبس، وعبيده أحرار، والمسلمون فى حِلٍّ من بيعته؛ فهذه الشروط التى كتبها ابن المقفع لعبد الله بن على أوغرتْ صدر الخليفة على ابن المقفع، وازداد حَنَقاً عليه واحتفظ هذا له، وأمر سفيان بن معاوية المهلبى أمير البصرة بقتله،هذا هو سبب قتله، ولو كان كما تقولُ يا أخى الكريم أنه قُتل لزندقته؛لكان فى هذا فرصة لأبى جعفر المنصور أن يقتله شفاءً لغليله منه، ولا يعدم حيلة فى قتله جِهاراً.
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[09 - Oct-2009, صباحاً 04:56]ـ
1 - "قال السيد المرتضى قدس سره في أماليه: قال جعفر بن سليمان: روي عن المهدي، أنه قال: ما وجدت كتاب زندقة قط، إلا أصله ابن المقفع". (البغدادي بنصه) (أمالي المرتضي بمعناه 1/ 134)
2 - "أمعن المهدي في قتل الملحدين لظهورهم في أيامه وإعلانهم باعتقادهم في خلافته، لما انتشر من كتب ماني وابن ديصان ومرقيون مما نقله عبد الله بن المقفع وغيره وترجم من الفارسية والفهلوية إلى العربية". (مروج الذهب للمسعودي-طبعة مصر- 4/ 242)
3 - في الفهرست أنه ترجم كتابا في سيرة مزدك. (الفهرست ص 172)
4 - جاء في أمالي المرتضي (1/ 135): "روى بن شبة قال حدثني من سمع ابن المقفع وقد مر ببيت نار للمجوس بعد أن أسلم فلمحه وتمثل
يا بيت عاتكة الذي أتعزل حذر العدى وبك الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني قسما إليك مع الصدود لأميل".
5 - "هناك كتاب باسم "كتاب الرد على الزنديق اللعين ابن المقفع-عليه لعنة الله- للقاسم بن إبراهيم عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم" ونرى القاسم يندد –في مقدمة هذا الكتاب- بمذهب ماني وأتباعه ويقول: إن ابن المقفع: خلفه غي إفكه وضلاله "فوضع كتابا أعجمي البيان، حكم فيه لنفسه بكل زور وبهتان، فنال من عيب المرسلين، وافترى الكذب على رب العالمين، فرأينا من الحق أن نضع نقضه، بعد أن وضعنا من قول ماني بعضه".
6 - "والصحيح أنه يرثي بها ابن أبي العوجا-وهو ممن اتفق على زندقته-
رزئنا أبا عمر ولا حي مثله فلله ريب الحادثات بمن وقع
فإن تك قد فارقتنا وتركتنا ذوى خلة ما في انسداد لها طمع
لقد جر نفعا فقدنا لك أننا أمنا على كل الرزايا من الجزع
قال ثعلب البيت الأخير يدل على مذهبهم في أن الخير ممزوج بالشر والشر ممزوج بالخير". (أمالي المرتضي- 1/ 135)
7 - وممن أكد على زندقته ومانويته:
1 - أبو الفرج الأصبهاني (أغاني-200/ 18).
2 - البيروني (تحقيق ما للهند من مقولة ص76).
3 - ابن خلكان (وتجده في وفيات الأعيان-150/ 1).
4 - البغدادي (خزانة الأدب-495/ 3).(/)
خاطرة كتبتها شعرا ...
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 12:09]ـ
خطرت لى خاطرة ثم رأيت أن أكتبها شعرا وهى:
ألا تعرفون متى يموت القلب؟
اذا القلب من كأس الهوى شرب
واذا لم يغسل بالتقى فأصابه جرب
واذا عوج فى سيره فحاد عن الدرب
عند ذلك لا يجديه دواء و لا طب
الا اذا تاب و أخلص الى الرب
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[02 - Sep-2009, مساء 09:35]ـ
///أخي أحمد ...
لا يكون الكلام شعرا حتى يأتي على أوزان العرب في العروض ...
أنصحك أن تتعلم الأوزان العروضية:) ...
وفقك الله(/)
ايها الشعراء هل انا شاعر؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 05:24]ـ
قال صاحب الالفية
المكثرون من رواية الاثر ابوهريرة يليه ابن عمر
وانس والبحر كالخدري وجابر وزوجة النبي
فرتبتهم حسب احصائية لعدد احاديثهم
فقلت
المكثرون من رواية الاثر ابوهريرة يليه ابن عمر
وانس وزوجة النبي وابن عباس وجابر المرضي
وابوسعيد هو الخدري وكلهم كالكوكب الدري
الرجاء ان لم تكن موزونة اعادة صياغتها بارك الله فيكم
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[03 - Sep-2009, مساء 07:23]ـ
ليس هذا شعراً بل هو نظم وفيه كسر
أعد المحاولة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 03:00]ـ
طيب لوسمحت هل من مساعدة في اصلاح الكسر ((ابتسامة))
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 06:58]ـ
فقلت
...
وانس وزوجة النبي وابن عباس وجابر المرضي
وابوسعيد هو الخدري وكلهم كالكوكب الدري
... بارك الله فيكم
قلت:
وابن عباس وجابر المرضي
والصواب مثلاً:
وحبرهم وجابر المرضيُّ.
وعندك إقواء بين النبيِّ .. والمرضيُّ: كسرتَ ثم ضممتَ.
والتصليح يهدم البيتين!.
وقلت:
أبو سعيد هو الخدريّ
والصواب مثلاً:
أبو سعيدٍ وهو الخدريُّ.
وقلت إقواءً:
وكلهم كالكوكب الدريِّ
والبيت السابق فيه:
الخدريُّ (انتبه: الخدريُّ / الدريِّ)
والصواب مثلاً:
وكلهم في العلمِ ألمعيُّ.
وفقك الله:)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - Sep-2009, صباحاً 10:58]ـ
اهكذا ايها الفاضل
المكثرون من رواية الاثر ابوهريرة يليه ابن عمر
وانس وزوجة النبي وحبرهم وجابر المرضي
أبو سعيدٍ وهو الخدريُّ وكلهم في العلمِ ألمعيُّ
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[04 - Sep-2009, مساء 04:00]ـ
ما زال الإقواء: النبيِّ .. المرضيُّ
إلا أن تسكن: النبيّْ .. المرضيّْ .. الخدريّْ .. ألمعيّْ .. كالكوكب الدريّْ.
فضلك الله
ـ[مغني اللبيب]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 06:44]ـ
يصحُّ عندك حفظك الله وزنًا ومعنى لو قلت:
بعدَ أبي هريرةَ ابْنٌ لعُمَرْ
من أكثرِ الرَّاوينَ نقلاً للأثرْ
فأنَسٌ فزوجةُ النبيْ
ثمَّ ابْنُ عباسٍ فجابرُالرَّضِيْ
فالخُدَريْ وهْوَ أبو سعيدِ
من بعدهم يجيءُ بالعديدِ
ـ[الإسحاقي]ــــــــ[25 - Sep-2009, صباحاً 05:49]ـ
فالخُدَريْ وهْوَ أبو سعيدِ
من بعدهم يجيءُ بالعديدِالتسكين من أقبح الضرورات.
الشطر الأول من البيت الثاني أتراه صحيحا؟!
وفقك الله.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2009, صباحاً 05:54]ـ
وفقكم الله جميعا
ـ[مغني اللبيب]ــــــــ[25 - Sep-2009, صباحاً 11:44]ـ
التسكين من أقبح الضرورات.
الشطر الأول من البيت الثاني أتراه صحيحا؟!
وفقك الله.
أخي يا رعاك الله:
- ليس التسكين من أقبح الضرورات على إطلاقه، وإن كان غير قبيح في منظومات العلوم، كثير فيها، وهو ليس بمستقبحٍ أبدًا في الياء المشددة، وهو ما شاع في دارجتنا لما يحققه من تخفيف ثقل التشديد، فقد اطرد قولنا: قال الشافعيْ، حتى في غير الشعر بدلًا من قال الشافعيُّ ... ؛ لأنَّ اجتماع التشديد مع الضمة وهي أثقل حركات العربية، يؤدي لنشوء الثقل، فضلًا عن شيوع هذا التخفيف في العربية مع ياء النسب؛ لأنَّ من أثقل أنتقالات اللسان في كلام العرب انتقاله من الكسر إلى الضمِّ؛ وبسببٍ من هذا لم يأتِ في أبنيتهم ما هو على زنة (فِعُل) بكسر الفاء وضم العين كما هو متقرر في مصنفات الصرفيين ذاك لصعوبة انتقال اللسان من الكسر إلى الضمِّ .... الخ.
- أما ما يتعلق بالشطر الأول من البيت الثاني فهو صحيحٌ؛ وأرى أن ما جعلك تظن به غير هذا ما جاء فيه بدءً على زنة (مُتَعِلُنْ) وهو زحاف مزدوج جائز في الرجز يسمَّى الخَبَلَ وهو اجتماع الخبن (حذف الساكن الثاني من مستفعلن) والطي (حذف الساكن الرابع من مستفعلن) فيبقى منها: متعلن .... ، وهو واردٌ في شعر العرب وإن ورد فيها ثقيلاً، كثيرٌ في أراجيزهم مستحسنٌ، مطردٌ في نظمهم ومنظومهم غير مستثقل، فمن ذياك قول ابن مالك في ألفيته في أسباب بناء الاسم في المبني والمعرب:
وكنيابةٍ عن الفعل بلا تأثرٍ وكافتقارٍ أصلا
وسبب شيوعه في منظوماتهم حفظك الله أنه الزحاف الوحيد في عروض الخليل الذي يتيح للشاعر العربي مجيء ثلاثة مقاطع متتالية في التفعيلة الواحدة وليس غيره يتيح مثل هذا الخيار.
والله أعلم.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 08:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، ما رأيك بِهذه المحاولة:
والمكثرون من رواية الأثَرْ "*" أبو هريرة يَليه ابنُ عُمَرْ
فأنسٌ، فزَوجةُ الْمُخْتَارِ، "*" فالبَحْرُ، ثُم جابِرُ الأنصاري
ثُم الرِّضَى ابنُ مالكٍ سَعدُ الأشَمْ "*" أبُو سعيدٍ نَجْمُ خُدْرَةَ العَلَمْ
رجوتُ أن تكون فائدةً تصرح باسْمِ أبي سعيد الخدري واسم أبيه، وتعلمون أنه موافق لاسم سعد بن أبي وقاص الزهري واسم أبيه، فهو أيضاً: سعد بن مالك وكنية مالك أبو وقاص.
والبَحْر من أشهر ألقاب عبد الله بن عباس. رضي الله عنهم جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 03:30]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الله فيكم
ِهذه المحاولة ناجحة في نظري(/)
طلب: حول قصيدة لآبى فراس الحمدانى
ـ[الشيشى]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 04:05]ـ
السلام عليكم
لأبى فراس الحمدانى قصيدة مطلعها:
أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ ... فأقيمَ للعبراتِ سوقَ هوانِ
وهى من مشهور شعره وذائعه , وقد طالعتها فى ديوانه المنشور بعناية "نخلة قلفاط" نشرة مكتبة الشروق بيروت - سنة 1910م ص 96 وما بعدها , فوجدته قد أسقط بعض أبياتها! ربما لأغراض قد نفهمها من خلال الأبيات المحذوفة ذاتها , ومنها قول أبى فراس:
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَ بِلادِكم مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِ وَالصُّلْبَانِ
وقوله:
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا، وَتأهّبُوا ... لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ، غَضْبَانِ
فرأيت أن أعرض الأمر على نشرة أخرى , ولم يتيسر لى سوى نشرة المكتبة السليمية - بيروت بعناية سليم الزحيل وسليم نقولا المدور سنة 1873م ص 90 وما بعدها , فأيقنت أن إسقاط تلك الأبيات أمر متعمد مقصود , ولا سيما أن لديوان أبى فراس - فيما أعلم - رواية واحدة مفردة هى رواية " خالويه" , وهو ما ذكرنى بالمستشرق مرجليوث وما فعله بديوان سبط بن التعاويذى. فلنتعامل مع تلك النشرات وأضرابها بحذر.
والحق أننى فى حاجة ملحّة لبعض أبيات تلك القصيدة , وليس لدى من نشرات الديوان غير ما ذكرت , على الرغم من أن نشراته تجاوزت العشرين , ومنها نشرة بتحقيق عباس عبدالساتر - دار الكتب العلمية , وثانية بتحقيق الدكتور خليل الدويهى - دار الكتاب العربي بيروت 1994م , وثالثة أعدها الدكتور محمد بن شريفة ونشرتها مؤسسة جائزة البابطين سنة 2000م , ورابعة بتحقيق على ملحم - دار الهلال بيروت 1995م , وخامسة بشرح محمد عبدالرحيم - دار الراتب سنة 2008م وسادسة بشرح عمر فاروق الطباع - دار الأرقم 1998م. . . . . . . . . وغيرها , وأفضل النشرات - فيما أعلم - تلك التى حققها الدكتور سامى الدهان (برواية خالويه) ونشرها سنة 1944م , وأعادت نشرها وزارة الثقافة السورية سنة 2004م.
فلو تيسر لأحد الأخوة ممن يمتلكون هذه النشرة الأخيرة أن يضع القصيدة (أو الأبيات المقصودة منها) فى هذا الموضع مع توثيقها علميا نكون له من الشاكرين , فإن لم تتيسر نشرة الدكتور الدهّان فمن أى نشرة علمية موثوقة.
ودونكم الأبيات منقولة من مرجع غير موثّق:
اقرا السلامَ، على الذينَ سيوفهمْ
ـمّا أُحْرِجُوا، عَطَفوا على ماهان
سَيفَ الهُدى من حَدّ سَيفِكَ يُرْتجى
يومٌ، يذلُ الكفرَ للإيمانِ
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَ بِلادِكم
مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِ وَالصُّلْبَانِ
البغيُ أكثرُ ما تقلُّ خيولهمْ
وَالبَغْيُ شَرُّ مُصَاحِبِ الإنْسَانِ
لَيْسُوا يَنُونَ، فلا تَنُوا في أمرِكُمْ،
لاَ ينهضُ الواني لغيرِ الواني
غضباً لدينِ اللهِ أنْ إلاّ تغضبوا
لَمْ يَشْتَهِرْ في نَصْرِهِ سَيْفَانِ
حَتى كَأنّ الوَحْيَ فِيكُمْ مُنْزَلٌ،
ولكمْ تُخصُ فضائلُ القرآنِ
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا، وَتأهّبُوا
لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ، غَضْبَانِ
فـ " بنو كلابٍ " وهيَ قلٌّ أغضبتْ
فدهتْ قبائلُ " مسهرِ بنِ قنانِ "
وَبَنُو عُبَادٍ، حِينَ أُحْرِجَ حارِثٌ
جروا التخالفَ في "بني شيبانِ"
خلُّا " عدياً "، وهوَ صاحبُ ثأرهمْ
كَرَماً، وَنَالوا الثّأرَ بابنِ أبَانِ
والمسلمونَ، بشاطيء "اليرموكِ " لمـ
< FONT size=4> ـمّا أخرجوا عطفوا علي ماهان
وحماة ُ " هاشمَ " حينَ أخرجَ صيدها
< FONT size=4> جروا البلاءَ على " بني مروانِ"
وَالتّغْلَبِيّونَ احْتَمَوْا عَنْ مِثْلِهَا
فعدوا على العادينَ بـ " السُّلاَّنِ "
وبغى على " عبسٍ " "حذيفة ُ " فاشتفتْ
مِنهُ صَوَارِمُهُمْ وَمِنْ ذُبْيَانِ
وسراة ُ "بكرٍ "، بعدَ ضيقٍ فرقوا
جمعَ الأعاجمِ عنْ " أنوشروانِ "
أبْقَتْ لِبَكْرٍ مَفْخَراً، وَسَمَا لهَا،
ـ[أسد الدين محمد]ــــــــ[09 - Sep-2009, صباحاً 10:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هاك أخي ما طلبته قد رفعته لك في المرفقات، أرجو أن تجد فيه بغيتك.
ولا تنس أخاك من صالح الدعاء
ـ[الشيشى]ــــــــ[09 - Sep-2009, مساء 07:35]ـ
والله يا أخى ما أدرى بأى لسان أشكرك
فقد عرفناك سبّاقا لكل خير , ولكم علينا آياد سابغات بمرفوعاتك القيمة الفخمة
غفر الله لك ولوالديك وجعل لك من أمرك يسرا ورزقك من حيث لا تحتسب(/)
العاصفة .. !!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Sep-2009, مساء 03:52]ـ
العاصفة .. !!
إعصفي يا ريح عصفا
وانثري الأقلام نثرا
واكسري الأغصان حقدا
واسحقي الأشجار غدرا
أنت يا ريحي انتقام
يطرق الأعداء فجرا
يرسل الزفرات شهبا
تملأ الأجواء شرا
معجب ريحي بنفسي
لا أبالي الموت فخرا
صاعق صوتي وصمتي
أرسل الأشعار تترا
أنا يا ريحي زمان
خانه الصدق فأضحى
يجعل الحب سلاحاً ..
يفتري في العرض قدحا
هكذا ريحي حياتي
تخنق الأطيار قهرا
فاحمليني لقضائي
ولتريحي الناس دهرا(/)
أقبلت يا عيدُ والأحزانُ أحزانُ!
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 05:37]ـ
قال الشاعر العشماوي:
أقبلت يا عيدُ والأحزانُ أحزانُ .. وفي ضمير القوافي ثار بركانُ
أقبلت ياعيدُ، والرمضاءُ تلفحُني .. وقد شَكَتْ من غبار الدربِ أجفانُ
أقبلت ياعيدُ، هَذِيْ أرضُ حسرتنا .. تموجُ موجًا وأرضُ الانس قيعانُ
أقبلت ياعيدُ، والظلماء كاشفة .. عن رأسها، وفؤاد البدر حيرانُ
أقبلت ياعيدٌ، أُجري اللحن في شفتي .. رطبًا، فيغبطني أهلٌ وإخوانُ
أزفٌ تهنئتي للناس أُشعرهم .. أني سعيدٌ وأن القلب جذلانُ
وأرسل البسمةَ الخضراءَ تذكرةً .. إلى نفوسِهمُ تزهو وتزدانُ
قالوا وقد وجهوا نحوي حديثهَمو .. هذا الذي وجُهُه للبشر عنوانُ
هذا الذي تصدر الآهاتُ من دمه .. شعرًا رصينًا له وزنٌ وألحانُ
لا لن أعاتبهم، هم ينظرون إلى .. وجهي، وفي خاطري للحزن كتمانُ
والله لو قرؤوا في النفس ماكتبت .. يدُ الجراح، وما صاغتْه أشجانُ
ولو رأوا كيف بات الحزنُ متكئًا .. على ذراعي، وفي عينيه نُكرانُ
لأغمضوا أعينًا مبهورةً وبكوا .. حالي، وقد نالني بؤسٌ وحرمانُ
أقبلت ياعيدُ، والأحزان نائمة .. على فراشي، وطرف الشوق سهرانُ
من أين نفرح ياعيدَ الجراح وفي .. قلوبنا من صنوف الهم ألوانُ؟
من أين نفرح والأحداث عاصفة .. وللدُّمى مُقَلٌ ترنو وآذانُ؟
من أين؟ والمسجد الأقصى محطمةٌ .. آماله، وفؤاد القدس ولهانُ؟
من أين نفرح ياعيد الجراحِ وفي .. دروبنا جُدُرٌ قامت وكثبانُ؟
من أين؟ والأمّة الغرّاء نائمة .. على سرير الهوى، والليل نشوانُ؟
من أين؟ والذل يبني ألفَ منتجعٍ .. في أرض عزتنا، والربحُ خُسرانُ؟
من أين نفرح والأحبابُ مااقتربوا .. منا، ولا أصبحوا فينا كما كانوا؟
يامن تسرَّب منهم في الفؤادِ هوىً .. قامت له في زوايا النفس أركانُ
أصبحتُ في يوم عيدي والسؤال على .. ثغري يئنُّ وفي الإحشاء نيرانُ
أين الأحبّةُ؟ لاغيمٌ ولامطرٌ .. ولا رياضٌ ولا ظلٌّ وأغصانُ؟
أين الأحبّة ُ لا نجوى معطّرةٌ .. بالذكريات، ولا شيحٌ وريحانُ؟
أين الأحبّةٌ؟ لابدرٌ يلوح لنا .. ولا نجومٌ بها الظلماءُ تزدان؟
أين الأحبّةُ؟ لا بحرٌ ولاجزرٌ .. تبدو، ولا سفن تجري وشطآنٌ؟
أين الأحبّةُ؟ وارتدَّ السؤال إلى .. صدري سهامًا لها في الطعن إمعانُ؟
لستُ أريد أن أجعل من الأعياد أحزانًا! ولا أرغب في أن أستثير من قلوب الفرحين أشجانًا!
ولكن كما نبارك لبعضنا بيوم العيد، ونتقابل فيه بالترحيب والتسليم ومباسم التجديد!
كذا ينبغي علينا أن لا نغفل مواساة مَن أدركه العيد وهو يرسف في قيود من حديد!
أو من يعاني من بطش كل جبار عنيد!
فغدًا يشرق صباح الأفراح والسرور علينا!
وتتفتح مباهج الحياة ناشرة أثواب زينتها علينا.
وهناك في مشارق الأرض ومغاربها من إخواننا المعذبين والمحرومين، ما يحجم القلم عن وصْف أحوالهم في البؤس والشقاء المبين.
فغدًا يدرك العيد أبًا قد قتل ابنه وماتتْ ابنته!
أو رجلا ذبح الأعداء أخاه أو قُتِلتْ زوجتُه!
وغدًا تشرق شمس العيد على دموع الثكالى وآهات الأمهات!
وغدًا يجيئ اليوم الذي تبكي فيه نساء المسلمين على ما نزل بساحتهن من المصائب والنكبات!
وغدًا يصيح الصباح على صرخات الفتيات المغتصبات في معتقلات الذلُ والهوان!
وغدًا تتدقٌّ الساعات على حسرات المظلومين وهم مطروحون على أعتاب أبواب أهل الكفر والطغيان!
وهنا أقف فلا أستطيع الكلام! وينزف كبدي وتعاودني الأسقام والآلام!
فاللهم: عيدًا يكون المسلون فيه جميعًا في سرور وحبور، ويومًا لا يبقى فيه مؤمن إلا وصار كوكب أفراحه في سماء سعادته يدور.
اللهم: ليلةً لا تدع فيها امرأة من المسلمين إلا وقد أشبعتها من موائد سترك وإنعامك وإحسانك!
وساعاتٍ لا تشاهد فيها فتيات الإسلام إلا مشاهد عفوك وآيات عزِّك وجمالِك.
وكيف لا نطمع في كرمك وأنت دللتنا عليه! وكيف لا نجرؤ على طلب فضلك وأنت الذي أرشدتنا إليه.
فقطرة من فيض جودك تملأ الأرض ريّا ... ونظرة من عين رضاك تجعل الكافر وليّا.
ولم أُسلِّمِ النَّفْس للأحزان تُؤلِمُها ... إلا لعلْمي بأن الحزنَ يَشفيها.
فَنظرةٌ منك يا سُؤْلي ويا أمَلي ... أشْهَى إليَّ من الدنيا وما فيها.
نَفْسُُ المحبِّ على الآلام صابرةٌ ... لعلَّ مُتْلِفَها يومًا يُدوايها
وختامًا: نسال الله الثبات حتى الممات، ومزيدًا من الأعمال الباقيات الصالحات.
فإنه بكل جميل كفيل ... وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتبه ببنانه: أبو المظفر السناري.
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 07:35]ـ
بسم الله والحمدلله وسبحان الله والله اكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
كل عام وانتم بخير ...
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والقيام
نعم فقد جاء العيد هنا في السعودية وننتظر اخوانا خارج السعودية من تهنئة
ونسأله سبحانه وتعالى ان يتقبل صيامنا وقيامنا وصيامكم وقيامكم وجميع المسلمين والمسلمات وان يثبتنا واياكم على طاعته حتى الممات
واخيرآ اقول كل عام وانتم بخير ومن العايدين
ننتظركم (تهنئة العيد)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 07:37]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
عيد فطر مبارك سعيد ولكم الثواب ان شاء الله.
أسأل الله سبحانه و تعالى أن يتقبل طاعتنا في رمضان، وأن يثبتنا عليها بعد رمضان و تقبل الله منا ومنكم
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 07:38]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا صالح العمل
وتجاوز ربنا عن كل إثم أو زلل
إنه حليم كريم
ـ[تميمي ابوعبدالله]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 07:53]ـ
امين وانا ايضآ
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 08:28]ـ
أقبلت يا عيدُ و الأحزانُ >>> أحزانُ!!
أسأل الله أن يُذهب الأحزان عن الأمة الإسلامية والمسلمين ..
ـ[ابن عباس]ــــــــ[19 - Sep-2009, مساء 09:38]ـ
هذه سنة سيئة سنها المتنبي -كما يقول الشيخ العودة-
وذلك في قوله:
عيد بأية حال عدت يا عيدُ
والوسط أن نفرح بالعيد فرحاً لا يطغي
ولا ننسى إخواننا في الوقت نفسه
ـ[ثابت]ــــــــ[20 - Sep-2009, صباحاً 04:12]ـ
تقبل الله منا ومنكم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/49021/ تهنئة
ـ[ثابت]ــــــــ[20 - Sep-2009, صباحاً 04:19]ـ
تقبل الله منا ومنكم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/49021/ تهنئة
http://www.islam-qa.com/ar/ref/134741/ تهنئة
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[20 - Sep-2009, صباحاً 05:36]ـ
تقبل الله منا ومنكم ..
الدكتور عبدالوهاب الطريري كتب مقالة جميلة في العيد .. لعلي انقلها هنا، بعد العيد ان شاء الله:)
سؤال لصاحب الموضوع *
هل لديك ديوان شعر؟
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[01 - Feb-2010, مساء 09:47]ـ
جزى الله الجميع خيرًا.
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[02 - Feb-2010, صباحاً 06:58]ـ
عرفتُ أن هذه الأبيات الجميلة لا يخطها إلا الشاعر العشماوي .. !
أجرى الله على قلمه الحقّ .. آمين ..
شكر الله لصاحب الموضع ما سطَّر ..(/)
(شوق إلى مكة) .. آآآآه متى اللقاء!!
ـ[طالبة العلم]ــــــــ[21 - Sep-2009, صباحاً 06:57]ـ
(((((((((((((شوق إلى مكة)))))))))))))))
شعر: عبدالرحمن العشماوي
يحدوك شوق لا يحد مداه: والقلب باركت الهوى يمناه
رحلت بكل الأيام رحلة عاشق: في قلبه شغف بمن يهواه
وركبت من خيل الحنين أعزها: ظهرا فاخرت الزمان خطاه
وعلى جبين الفجر نقش كلما: تهنا تراءى للعيون سناه
أبديت مااخفيت حين رأيته: كم عاشق أبدى الذي أخفاه
بشرى من الدين الحنيف تدفقت: نورا على كل الوجوه تراه
وجرى على البطحاء نهر محبة: تتعانق الأحلام في مجراه
وتصب في بحر الحياة فروعه: فيصير أملح مائه احلاه
صرح من الأمجاد لم تعصف به: ريح الفناء ولا الزمان محاه
في وجه مكة منه اجمل لوحة: وعلى جبين الاخشبين رؤاه
ارأيت مكة حين خاطت ثوبها: من نورة وتلفعت بهداه
وتبرجت ساحاتها وغدا لها: قلب يتوق واعين وشفاه
وتألقت في كل ثغر بسمة: واستجمع الأمل الجريح قواه
ارأيت كيف اسود وجه امية: وبكى ابو جهل على عزاه
ياارض مكة والزمان كأنه: طفل تغنى بالمنى شفتاه
يرنو اليك بمقلة لو انها: نطقت لقالت فوق ماقلناه
ما زلت اسمع فيك صرخة ياسر: يدعو ورحمة ربه تغشاه
مازلت المح فيك وجه سمية: وارى بلالا داعيا مولاه
((أحد)) فتنتفض البقاع وتنتشي: والفجر تهمي بالندى عيناه
وعلى شفاه المشركين تساؤل: مر تنوء بثقله الافواه
هذا اليتيم محمد غرس التقى: حتى نما في ارضكم فجناه
يامكة الخير العميم هنا صفا: وجه الزمان وعاودته مناه
وقصائدي نشوى كأن حروفها: غيد عرفن من الهوى فحواه
والشوق يسري في عروق قصائدي: لحنا فيا طوبى لمن غناه
احببت مكة حب من في قلبه: روض تعهده الحيا ورعاه
او لم تكن فيها ولادة احمد: نبعا فكم من ظاميء ارواه؟
او لم يذق فيها حراء حلاوة: للوحي ينزل مثمرا اعلاه؟
او لم تنل بطحاؤها مالم تنل: ارض ومالم تلتفت لسواه؟
نور تدفق في حنايا نفسها: فقضى على ليل الأسى وطواه
يا أرض مكة فوق ثغرك بسمة: نشوى وفي عينيك مااهواه
او ماترين الناس كيف تدابروا: في عصرنا وعن الحقيقة تاهوا؟
يسعون في طلب الحياة كأنما: امنوا الزمان وابصروا عقباه
قولي لمن يحيا على اوهامه: لا يعلم الاسرار الا الله
يا ارض مكة في رحابك راحة: تمحو عن القلب الحزين اساه
شوق تضج به مواطن لهفتي: يارب بلغ من يحب مناه
آمين
ـ[الفطائري]ــــــــ[24 - Nov-2010, مساء 07:17]ـ
(((((((((((((شوق إلى مكة)))))))))))))))
شعر: عبدالرحمن العشماوي
يحدوك شوق لا يحد مداه: والقلب باركت الهوى يمناه
رحلت بكل الأيام رحلة عاشق: في قلبه شغف بمن يهواه
وركبت من خيل الحنين أعزها: ظهرا فاخرت الزمان خطاه
وعلى جبين الفجر نقش كلما: تهنا تراءى للعيون سناه
أبديت مااخفيت حين رأيته: كم عاشق أبدى الذي أخفاه
بشرى من الدين الحنيف تدفقت: نورا على كل الوجوه تراه
وجرى على البطحاء نهر محبة: تتعانق الأحلام في مجراه
وتصب في بحر الحياة فروعه: فيصير أملح مائه احلاه
صرح من الأمجاد لم تعصف به: ريح الفناء ولا الزمان محاه
في وجه مكة منه اجمل لوحة: وعلى جبين الاخشبين رؤاه
ارأيت مكة حين خاطت ثوبها: من نورة وتلفعت بهداه
وتبرجت ساحاتها وغدا لها: قلب يتوق واعين وشفاه
وتألقت في كل ثغر بسمة: واستجمع الأمل الجريح قواه
ارأيت كيف اسود وجه امية: وبكى ابو جهل على عزاه
ياارض مكة والزمان كأنه: طفل تغنى بالمنى شفتاه
يرنو اليك بمقلة لو انها: نطقت لقالت فوق ماقلناه
ما زلت اسمع فيك صرخة ياسر: يدعو ورحمة ربه تغشاه
مازلت المح فيك وجه سمية: وارى بلالا داعيا مولاه
((أحد)) فتنتفض البقاع وتنتشي: والفجر تهمي بالندى عيناه
وعلى شفاه المشركين تساؤل: مر تنوء بثقله الافواه
هذا اليتيم محمد غرس التقى: حتى نما في ارضكم فجناه
يامكة الخير العميم هنا صفا: وجه الزمان وعاودته مناه
وقصائدي نشوى كأن حروفها: غيد عرفن من الهوى فحواه
والشوق يسري في عروق قصائدي: لحنا فيا طوبى لمن غناه
احببت مكة حب من في قلبه: روض تعهده الحيا ورعاه
او لم تكن فيها ولادة احمد: نبعا فكم من ظاميء ارواه؟
او لم يذق فيها حراء حلاوة: للوحي ينزل مثمرا اعلاه؟
او لم تنل بطحاؤها مالم تنل: ارض ومالم تلتفت لسواه؟
نور تدفق في حنايا نفسها: فقضى على ليل الأسى وطواه
يا أرض مكة فوق ثغرك بسمة: نشوى وفي عينيك مااهواه
او ماترين الناس كيف تدابروا: في عصرنا وعن الحقيقة تاهوا؟
يسعون في طلب الحياة كأنما: امنوا الزمان وابصروا عقباه
قولي لمن يحيا على اوهامه: لا يعلم الاسرار الا الله
يا ارض مكة في رحابك راحة: تمحو عن القلب الحزين اساه
شوق تضج به مواطن لهفتي: يارب بلغ من يحب مناه
آمين
بارك الله فيك على هذا النقل الموفق، و إن كان هذا الشعر منقول من كتيبات الدكتور فأرجو منك إفادتي بعنوان الكتاب حتى أبلغ بغيتي منه، و جزاك الله خيراً(/)
العيد بالجزائرية
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[21 - Sep-2009, مساء 02:52]ـ
خاطرتي للعيد ...
العيد جاء بحلة متراكبه ... يدعو القلوب فكلها متجاوبه
و العيد معناه المحبة عندنا ... فلنحن أحظى بالفهوم الصائبه
أهل الجزائر ودعوا رمضان في ... شوق ففازوا بالوعود الواجبه
و أتاهمُ شوال يفخر أنه ... حاز الوصال بهم و أحسن صائبا
فرحا بشوشا وجهه متنور ... متكحلا عينا و شقر حاجبا
فازدانت المدن الحسان و أسفرت ... عن أهل فضل بالخصال الطائبه
راقوا على وجه الزمان فأصبحوا ... عيد البرية هل ترى لك راغبا؟
لهمُ قلوب الطير في خفقانها ... للخير و الجود المُولّي ذاهبا
طبعوا على حب الندى فتحيرت ... قوم تراها من نداهم راهبه
أو لم يخافوا - قيل - من فقر عمٍ؟ ... قل: يجهلون الخوف بل لاراسبا
قد أشفقوا منهم فكان مصيرهم ... أن دُهدِهوا في النُعْمِ سيبًا سائبا
والروح أجناد فمن يعرف يملْ ... أو ينكرنْ يهجرْ و يسري طالبا
و العيد روحٌ طيب متضمخ ... عطر الهناء تراه شخصا غائبا
جاء الجزائر زائرا فتجملت ... منها أساريرٌ و عطّر جانبا
سكن الجزائر فاستحال جزائرًا ... و خلاله السِيَراءُ تُرْبا لازبا
فالناس في الأقطار تجسبه همُ ... أو كان وصفُهُمُ عليه غالبا
يمقونهم من أجل ما طابت بهم ... أرض و أعصار و حال ناصبه
هذي تهاني شاعر يجري بها ... دمه فتبرز في اللسان مواكبه
فمن البُطَيْنِ إلى الأُذَيْنِ ألوكةٌ ... حرَّى لتبلغ رقة متناسبه
تذر الفؤاد نشيطةً أعمالهُ ... مثل المعين سقى شفاها ناضبه
يا أسعد الله الأنام بأنكم ... فيهم أيادٍ للسعادة جالبه
يا اسعد الله الزمان بأنكم ... عاصرتمُ أيامه المتقاربه
لكنه ذرف الدموع فبتّها ... يا دهر: ما لدموعكم متساكبه؟!
فأجابني - شهْقًا-: أخاف فراقهمْ ... فعلَ المتيم: راغبا أو راهبا
فمسحْتُ جمته و قلت له: أخي ... أبطئ فخير المِشْيَتَيْنِ العاطبه
و تسلَّ إن مع الأحبة عِشرة ... تهنا بديمتها هناءا واصبا
و اذكر أخا فهرٍ و أنك فيه قد ... كنتَ المفضَّل ماشيا أو راكبا
فارتاح عن ذكر الحبيب محمدٍ ... خيرِ القرون و كان رأيا ثاقبا
و مشت مياه الوجه في وجناتها ... و غدا ربيعًا و الربيعُ معاتبا
و سقى البلاد فغيثه متهاطل ... غيثا هنيئا للزهور مُلاعبا
و ثغورِ جنّات بواسمَ غُرَّدٍ ... كشفت عليها النازلات جلاببا
فبذاك تنتعش النفوس و تزدهي ... و ترى نفائس في الجمال عجائبا
و ترى الجزائر لوح سحرية ... متنمنمًا ألوانها متحاببه
أخذتْ بقلبي حين شبَّ فإنني ... ثبْتٌ على عهد المحبة شائبا
****************************** ****************************** ...
****************************** *********************
****************************** *
كتبها أخوكم:
أبو محمد الطيب بن محمد بن الطيب بن يحيى آل صياد العامري الجزائري
ظهيرة الجمعة 28 رمضان 1430 هـ
وفقَ: 18 سبتمبر 2009 م.
مهنئا لكم بالعيد السعيد و كافة المسلمين في بقاع الأرض ..
ـ[ثابت]ــــــــ[21 - Sep-2009, مساء 05:50]ـ
بارك الله فيك أخي الطيب
ونطمع بالمزيد.
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:32]ـ
و فيك بارك الله يا ثابت، و شكرا على طيب المرور ...
و إن شاء الله: فيه جديد(/)
.. ~ تمتماتٌ تُسْمِعُ العِيدَ ~ ... (شعري) ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - Sep-2009, مساء 09:55]ـ
... ~ تمتماتٌ تُسْمِعُ العِيدَ ~ ...
يا عيدُ
كمْ قمرٍ
على ألقٍ أطلْ! ..
كم زهرةٍ
تصحو
فَتُدْرِكُهَا الْمُقَلْ! ..
كمْ شادنٍ يسبي المساءَ مع الصباحِ
كذا الجديدِ مع الأَزَلْ! ..
يا عيدُ يا ضمّ العناق مع القُبَلْ ..
يا منظراً ..
من سحرِهِ
ولّى الوَجَلْ ..
يا شربةً .. من بَعْدها أبقى ثَمِلْ ..
فأجرّ قافلة البهاءِ
"مؤنجشاً" خَلْفِي الإبلْ ..
وأصيرُ
"زرياب المغنّي"
في عَجَلْ ..
يهذي على وترِ المحبّةِ
للأمَلْ:
" يا عيدُ .. كمْ قمراً على ألقٍ أطلْ؟! .. "
.
.
سيبوح لي – عيدي وعيدُ المسلمينَ -:
نَعَمْ
أَجَلْ ..
إنّي لأنفثُ في سويدائي جُمَلْ ..
تُحْيِيْ – بإذن الله –
ما قدْ رُمَّ في قبر العطل ..
وأقومُ أنفضُ تُرْبَهُ ..
أجلو الغبارَ
عن الشريف عن البَطَلْ ..
.
.
يا طفلَ مكةَ ..
والحجازِ ..
كذا الشآمِ ..
إلى العِراقِ الْمُقْتَتِلْ ,
يا طفلُ ,
إنا غارقون , وحالُنَا ..
من أرض "جاكرتا"
إلى شطِّ "الرّباط" ..
كَسَبْخَةٍ تَئِدُ الْحَمَلْ ..
يا طفلُ ,
"تركستانُ" مِنْ "يافا"
وأطراف الثُّغورِ من الثُّغورِ ..
كما الْخَمِيلةُ من غَزَلْ ..
لا وحدةٌ عربيّة .. قوميّةٌ ..
كلاّ!
ولا دينٌ سوى الإسلامِ
يرأبُ ما تصدع من خَلَلْ ..
.
.
يا طفلُ .. لا تَعْجَبْ إذا متنا ..
فتلك بلية صغرى لديهمْ ,
والعَمَلْ:
أن تجرع الكأس المريرة ..
كالعَسَلْ! ..
؟! ..
؟! ..
إنّا كمِثْلِ "فراشةٍ"
قد أبصرت ناراً
فباتت تنْجَفِلْ! ..
وترومُ حرق النارِ
فيها تَنْجَفِلْ! ..
نادى منادٍ من سماء الله: يا هذا ,
هلمَّ إلى العَمَلْ! ..
لكنّهُ طَبْعُ "الفراشة" ..
كارهاً تِلْكَ الْمُثُلْ ..
.
يا طفلُ لا تعجَبْ!
فإن الصادق المصدوق قد ضَرَبَ الْمَثَلْ ..
سنظلّ نتبع سنّة الماضينَ ..
حَذْوَاً للأُوَلْ ..
ونظلّ ندخلُ جُحْرَ ضبٍّ ..
لا يوارينا الْخَجَلْ! ..
.
.
وتظلّ عصبةُ أحمدٍ
تقفو سبيل الحقِّ .. تنتظرُ الأجَلْ ..
أتباعُ "صِدِّيقٍ"
و "فاروقٍ"
و "عثمانَ" البَجَلْ ..
و "عليِّ" شاهرِ سيفِهِ ..
في الحقِّ
يصرعُ من نَكَلْ ..
تَبِعُوا "الزبير" و "خالداً"
تَبِعُوا "المهلّبَ" من بَرَى
طَرَفَ الأَسَلْ ..
يَفْرِي قوادمَ من بَغَى ..
ويجول في الساحاتِ
مقداماً .. بَطَلْ ..
عرفوا صلاح الدين "يوسفَ" من تحلّى بالقيادِ
فَكَرْدَسَ الجيش العظيمَ إلى عَبَلْ! ..
.
.
يا عيدُ عذراً ..
إن نأيت عن القريضِ
إلى الوقائعِ والدُّوَلْ ..
فبداخلي نارٌ تسيلُ
ولا مَحَلْ ..
.
.
يا عيدُ يا ريحانة الوادي
ويا "أرجوحة" الطفل الصغيرِ
وبيرقاً يلدُ الأَمَلْ ..
يا عيدُ يا بَرْقَاً حوى
زُمَرَ النسائمِ والطّفَلْ ..
يا عيد يا قمراً ..
توضأ بالنضارة فاكْتَمَلْ ..
حقٌّ علينا
أن نَرِفَّ كما يَرِفُّ الطائرُ الغِرِّيدُ
نشدو بالغزل ..
سنبثّ فرحتنا
إذا عزّ اللقاء أو اتَّصَلْ ..
ونقول في سُعْدٍ موشّى بالْحُلَلْ:
(يا عيدُ .. كم قمرٍ على ألقٍ أَطَلْ! .. )
أبوالليث الشيراني
مكة
2/ 10/1430هـ
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 05:17]ـ
كأنكم لا تتذوقون الشعر!
(ابتسامة)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 05:25]ـ
جميل أخي أبو الليث:
ونقول في سُعْدٍ موشّى بالْحُلَلْ:
(يا عيدُ .. كم قمرٍ على ألقٍ أَطَلْ! .. )
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 05:28]ـ
عُذراً أخي في الله: لم أنتبه على هذا الإبداع، جزاك الله كلّ خير.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 05:50]ـ
حُيِّيت يا ضيدان , وبورك مرورك.
ومرحباً بك أبا حسان , وأؤيد بقوة: اقتراحك!.
ـ[بنت الأكرمين]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 04:08]ـ
أي بني
قد حباك الله قلماً سيالاً متفرداً بهي الحبر مشرقه
فاشكر نعمة الله تعالى
أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله وأن يجعلك من عباده الصالحين
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 10:20]ـ
بنت الأكرمين ,
بورك المرور.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[26 - Oct-2010, مساء 09:07]ـ
ممَ تعجبون أمن القصيدة المليحة الحسنة أم من التوقيع المُوقع في أسر الإعجاب؟!
وماذا نصنع معك أبا الليث فإن حمدنا خشينا التقصير فتهجونا, وإن ذممنا خشيناه أخرى؛ فعلى أي جانبينا نميل؟!!
رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى .. فخرت مواتا تشتهيها المقابر
ويممت مجدافاً تحرك غيلة .. فحطمته هجوا وإني لشاعر
حقا إنك لشاعر وكفى!
محبكم: أبو الأزهر وليس بشاعر ..
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[04 - Nov-2010, صباحاً 08:31]ـ
يا أبا الليث البطل .. !
أبدعتَ في توليفِ هاتيك الجملْ
هل حيّ "إقبالٌ" .. ولم نعلْم بهِ؟
أم تراها ريشةُ الحبِ
استقت ماءَ المقل؟
قد روينا بالأسانيد العُلى:
عن محبٍّ عن محبٍّ مثلِه ..
عن قيسِ ليلى:بعضُ حبٍ قد قتل
إني أرى عرق العروبة ثاوياً ..
في أصل محتدك انفتلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمان الافريقي]ــــــــ[04 - Nov-2010, مساء 09:23]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 01:35]ـ
ممَ تعجبون أمن القصيدة المليحة الحسنة أم من التوقيع المُوقع في أسر الإعجاب؟!
وماذا نصنع معك أبا الليث فإن حمدنا خشينا التقصير فتهجونا, وإن ذممنا خشيناه أخرى؛ فعلى أي جانبينا نميل؟!!
رجمت بشهب الحرف شيطانة الهوى .. فخرت مواتا تشتهيها المقابر
ويممت مجدافاً تحرك غيلة .. فحطمته هجوا وإني لشاعر
حقا إنك لشاعر وكفى!
محبكم: أبو الأزهر وليس بشاعر ..
الصمت في حرم الجمال , جمال يا أبا الأزهر!
ولتقبل مني هذين البيتين -ارتجالا-:
ليت الهوى قَرُبَتْ منازل عهده:: حتى أوسد في ثراه ومهده
وأقول للأحباب إني مائت:: أرد النعيم وأستريح لرنده
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[12 - Nov-2010, صباحاً 01:54]ـ
يا أبا الليث البطل .. !
أبدعتَ في توليفِ هاتيك الجملْ
هل حيّ "إقبالٌ" .. ولم نعلْم بهِ؟
أم تراها ريشةُ الحبِ
استقت ماءَ المقل؟
قد روينا بالأسانيد العُلى:
عن محبٍّ عن محبٍّ مثلِه ..
عن قيسِ ليلى:بعضُ حبٍ قد قتل
إني أرى عرق العروبة ثاوياً ..
في أصل محتدك انفتلْ
عِرْقُ الْعُرُوبَةِ لَمْ يَكُنْ ...
إلا بِأَطْرَافِ الأَسَلْ!
وَالْمَحْتِدُ الإسْلَامُ يَرْفَعُ مَنْ سَفَلْ!
* * *
يا أَيُّهَا الْقَسَّامُ شَوْقِي وَارِفٌ ...
وَالْعُذْرَ أُسْدِي فِي خَجَلْ!
كَانَ الْوِصَالُ , وَحَلَّ بَيْنٌ بَعْدَهُ ..
وَالْحُبُّ يَعْرُو صَهْوَتِي
وَسَلامُ رُفْقَتِيَ الّتي
جَاءَتْكَ يَوْمًا فِي عَجَلْ ..
فَاقْبَلْهُمَا , كَرَمَاً عَلَى
عَلَّاتِنَا ,,
يَا أَيُّهَا الْحِبُّ الأَجَلّْ!
ـ[العطاب الحميري]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 09:34]ـ
حياكم الله أبا الليث
لو أذنتم لي ببعض التعليقات ...
/// ليتكم يا أخي تجنبتم حوشي الكلام في قصيدتكم كقولكم
فَكَرْدَسَ الجيش العظيمَ إلى عَبَلْ
كَسَبْخَةٍ تَئِدُ الْحَمَلْ
ولعل القافية دفعتكم إلى ذلك
///في هذه الأبيات التالية حشد لبعض أسماء الصحابة وغيرهم، وكأني بكم لم توظفوا هذه الأسماء توظيفا يليق بأدائكم الشعري مما أفقد الأبيات شاعريتها وكانت أقرب للنظم منها إلى الشعر
وتظلّ عصبةُ أحمدٍ
تقفو سبيل الحقِّ .. تنتظرُ الأجَلْ ..
أتباعُ "صِدِّيقٍ"
و "فاروقٍ"
و "عثمانَ" البَجَلْ ..
و "عليِّ" شاهرِ سيفِهِ ..
في الحقِّ
يصرعُ من نَكَلْ ..
تَبِعُوا "الزبير" و "خالداً"
تَبِعُوا "المهلّبَ" من بَرَى
طَرَفَ الأَسَلْ ..
///اعجبني استحضاركم للحديث النبوي ...
كما في قولكم
إنّا كمِثْلِ "فراشةٍ"
قد أبصرت ناراً
فباتت تنْجَفِلْ! ..
وترومُ حرقالنارِ
فيها تَنْجَفِلْ! ..
نادى منادٍ من سماء الله: يا هذا ,
هلمَّ إلىالعَمَلْ! ..
لكنّهُ طَبْعُ "الفراشة" ..
كارهاً تِلْكَ الْمُثُلْ ..
فقد أخذتم هذا المعنى من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه البخاري: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها)
واستحضاركم للحديث النبوي حاضر أيضا هنا ...
يا طفلُ لا تعجَبْ!
فإن الصادق المصدوق قد ضَرَبَ الْمَثَلْ ..
سنظلّ نتبعسنّة الماضينَ ..
حَذْوَاً للأُوَلْ ..
ونظلّ ندخلُ جُحْرَ ضبٍّ ..
لايوارينا الْخَجَلْ! ..
*وفي رأي الشخصي أن الشاعرية تفجرت عند قولكم
يا عيدُ يا ريحانة الوادي
ويا "أرجوحة" الطفل الصغيرِ
وبيرقاً يلدُ الأَمَلْ ..
يا عيدُ يا بَرْقَاً حوى
زُمَرَ النسائمِ والطّفَلْ ..
يا عيد يا قمراً ..
توضأ بالنضارة فاكْتَمَلْ ..
حقٌّ علينا
أن نَرِفَّ كما يَرِفُّ الطائرُ الغِرِّيدُ
نشدو بالغزل ..
سنبثّ فرحتنا
إذا عزّ اللقاء أواتَّصَلْ ..
ونقول في سُعْدٍ موشّى بالْحُلَلْ:
(يا عيدُ .. كم قمرٍ علىألقٍ أَطَلْ! .. )
ولو أنكم استبدلتم بكلمة (الطّفل) كلمة أخرى لكان أولى في نظري ..
تقبلوا شكري أبا الليث وهنيئا لكم بهذه الشاعرية ...
وعذرا يا أخي إن ندَّ خاطر فليس صاحبكم من أهل هذا الشان ... والله يرعاكم
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[12 - Nov-2010, مساء 10:09]ـ
حياكم الله أبا الليث
لو أذنتم لي ببعض التعليقات ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لكم ذلك على الرحب والسعة يا أخانا الحبيب ..
ليتكم يا أخي تجنبتم حوشي الكلام في قصيدتكم كقولكم
فَكَرْدَسَ الجيش العظيمَ إلى عَبَلْ
كَسَبْخَةٍ تَئِدُ الْحَمَلْ
ولعل القافية دفعتكم إلى ذلك
جميل جداً هذا النظر الثاقب , وقد عارضني في بعض كلماتها بعض أحبتي كما قلتَ هنا, ولكني أجيبك بما أجبته مختصراً ذلك في قولي:
- لم تلجئني القافية لذلك , وأسطيع أن آتيك بأمثلة على غرار هذا البيت , مع تغيير غريبه -كما ترى-؛ بيد أني أرى أن الغرابة أمر نسبي عند الناس , وأجد الكلمتين التي أشرت إليهما من المعلومة عند مبتدئي عشاق الأدب بله الكبار!
///في هذه الأبيات التالية حشد لبعض أسماء الصحابة وغيرهم، وكأني بكم لم توظفوا هذه الأسماء توظيفا يليق بأدائكم الشعري مما أفقد الأبيات شاعريتها وكانت أقرب للنظم منها إلى الشعر:
وتظلّ عصبةُ أحمدٍ
تقفو سبيل الحقِّ .. تنتظرُ الأجَلْ ..
أتباعُ "صِدِّيقٍ"
و "فاروقٍ"
و "عثمانَ" البَجَلْ ..
و "عليِّ" شاهرِ سيفِهِ ..
في الحقِّ
يصرعُ من نَكَلْ ..
تَبِعُوا "الزبير" و "خالداً"
تَبِعُوا "المهلّبَ" من بَرَى
طَرَفَ الأَسَلْ ..
- ملحظ مهم , غير أن تضمين النص أسماءً ليس المراد به ظاهرها كما ارتأيت هنا , واعذرني إن قلت: ما دمنا في ميدان الأدب فيحق لي أن أوظف أسلوبه الثائر , وأقول أولاً: قولك: "حشد" لا داعي له , بل الأولى أن تقول: وضع , تضمين , توظيف , ... إلخ:) ..
- وهذه الأسماء المباركة , تميز كل منها بصفة قصدتها , ولم أضعها عبثاً , ولا وقت لشرحها , ووضع الحواشي عليها أيها الحبيب المبارك:).
- وأعترف بأن النص خالجته النبرة الخطابية لدعوة الحاجة إليها , ولكنه لم يخلُ من "مخللات ومتبلات"! ..
اعجبني استحضاركم للحديث النبوي ...
كما في قولكم
إنّا كمِثْلِ "فراشةٍ"
قد أبصرت ناراً
فباتت تنْجَفِلْ! ..
وترومُ حرق النارِ
فيها تَنْجَفِلْ! ..
نادى منادٍ من سماء الله: يا هذا ,
هلمَّ إلى العَمَلْ! ..
لكنّهُ طَبْعُ "الفراشة" ..
كارهاً تِلْكَ الْمُثُلْ ..
فقد أخذتم هذا المعنى من قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه البخاري: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها)
واستحضاركم للحديث النبوي حاضر أيضا هنا ...
يا طفلُ لا تعجَبْ!
فإن الصادق المصدوق قد ضَرَبَ الْمَثَلْ ..
سنظلّ نتبعسنّة الماضينَ ..
حَذْوَاً للأُوَلْ ..
ونظلّ ندخلُ جُحْرَ ضبٍّ ..
لايوارينا الْخَجَلْ! ....
سعيدٌ بإعجابك , وشهادتك أفخر بها.
*وفي رأي الشخصي أن الشاعرية تفجرت عند قولكم
يا عيدُ يا ريحانة الوادي
ويا "أرجوحة" الطفل الصغيرِ
وبيرقاً يلدُ الأَمَلْ ..
يا عيدُ يا بَرْقَاً حوى
زُمَرَ النسائمِ والطّفَلْ ..
يا عيد يا قمراً ..
توضأ بالنضارة فاكْتَمَلْ ..
حقٌّ علينا
أن نَرِفَّ كما يَرِفُّ الطائرُ الغِرِّيدُ
نشدو بالغزل ..
سنبثّ فرحتنا
إذا عزّ اللقاء أواتَّصَلْ ..
ونقول في سُعْدٍ موشّى بالْحُلَلْ:
(يا عيدُ .. كم قمرٍ علىألقٍ أَطَلْ! .. )
ولو أنكم استبدلتم بكلمة (الطّفل) كلمة أخرى لكان أولى في نظري ..
وهنا شهادة يفتخر بها.
ولعلمي أنكم تعرفون معنى "الطفل" فبودي أن أبين الرابط بينها وبين النسائم , وسبب وضعي لها في أنثاء النص:
فالنسائم صاحبة الألق البهي لو تندت نفنفا على المرأة ناعمة الوجه؛ لأحدثت تلك الفعلة نعومة على بهاء , وهي المراد بها في مقصود "الناظم"
تقبلوا شكري أبا الليث وهنيئا لكم بهذه الشاعرية ...
وعذرا يا أخي إن ندَّ خاطر فليس صاحبكم من أهل هذا الشان ... والله يرعاكم
أنا المدين لكم بالشكر والوفاء , فليهنك الدعاء الصادق -إن شاء الله-.
محبكم المقصر في حقكم.
ـ[أبو الأزهر السلفي]ــــــــ[16 - Nov-2010, صباحاً 03:36]ـ
الصمت في حرم الجمال , جمال يا أبا الأزهر!
أحقا ما تقول يا رجل؟! أم هي المُلاغزة في حرم المُلاطفة؟!
ولتقبل مني هذين البيتين -ارتجالا-:
ليت الهوى قَرُبَتْ منازل عهده:: حتى أوسد في ثراه ومهده
وأقول للأحباب إني مائت:: أرد النعيم وأستريح لرنده
إذا لم أقبلهما في يوم (عِيدٍ) فمتى أيها الفتى؟!
وإذا كان ما سطَّرْتَه بيَراعة العشق الحسناء ما هو إلا زفرة مرتجل حمراء؛ فحق لمثل هذا الارتجال, قوَة الإدلالِ على جلالة شاعرنا ذي الخصال, ومكانته في فحول الرجال, ولا تُسمح عندي معارضة هذا المقال بأي حال ..
- بورك (عِيدُ) سالكِ كل سبيل خير محتذى ..
وسلام على من اقتفى أثر الفحول المُرتجى, وبعلمهم القيِّم الماتع انتشى, وبنورهم الوهاج اهتدى؛ كأمثال ما ترون من هذا الفتى ذي الإطراب في المنتدى ..
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[17 - Nov-2010, مساء 06:35]ـ
حقيقةً ما أملكه مِنْ بضاعةٍ مزجاةٍ مِنْ معجم الشّكر والثناء لا تفي البتة بحقّ إبداعاتكم الغرّاء ..
ولا أملك القول إلا: جزاك الله خيرًا، وسخّرَ آلاءه عليك فيما يُحبّ، وزادك وأنعم وأسبغ! .. آمين(/)
إيه يا رمضان!
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[22 - Sep-2009, مساء 08:22]ـ
كتب بعض إخوتي في منتدى الشيخ عبد الحميد العربي - حفظه الله - حول بعض الشعراء ممن رقت ديانتهم و ضعف أمام عبادة الصيام في شهر آب و هو المعروف في جهاتنا بـ: أوت، قال المسكين:
شهر الصيام مبارك ... ما لم يكن في شهر آب
خفت العذاب فصمته ... فوقعت في نفس العذاب
فرد عليه الشيخ محمد الخضر حسين مشطرا بيتيه:
(شهر الصيام مبارك) ... في كل فصل مستطاب
سهل عليّ صيامه ... (ما لم يكن في شهر آب)
(خفت العذاب فصمته) ... ورجوت نافلة الثواب
لمّا انقضى اشتد الأسى ... (فوقعت في نفس العذاب)
**************
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[22 - Sep-2009, مساء 08:23]ـ
ثم قلت - أنا الطيب بن محمد -:
و أنا أقول لصاحبي ****** قول الحسينِ هو الصوابْ
فالصوم فرض وهْو فضْلٌ فالأجور بلا حسابْ
و إذا عطشتمْ فاذكروا الرَّيَّانَ: باباً خيرَ بابْ
قد قال من رقَّّتْ ديانتُهُ فحدّث بالعُجابْ:
((خفتُ العذاب فصمتُهُ ****** فوقعتُ في نفس العذابْ))
هذا كلام الغافل المسكينِ ذي العقل الخرابْ
تُبْ للإلهِ فإنّهُ ******* قَبِلَ الإنابةَ بالثَّوابْ(/)
من قائل هذه الأبيات وفي أي كتاب
ـ[ثابت]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 12:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابد من صنع الرجالِ ,,, ومثله صنع السلاح
وصناعة الابطال علمٌ ,,, قد علِمه أولو الصلاح
من لم يلقن اصلهُ ,,, من أهله فقد النجاح
لا يصنع الأبطال إلا ,,, في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن في ,,, ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة ٍ ,,, ورق تذروه الرياح
من خان حي على الصلاه ,,, يخون حي على الكفاح
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 12:42]ـ
/// الأبيات للدكتور يوسف القرضاوي، من قصيدة: "يا أمتي وجب الكفاح".
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 12:44]ـ
الذي أعرفه أن البيت الأخير لـ القرضاوي.فربما تجد القصيدة كامله في ديوانه.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 12:46]ـ
معليش .. كتبت ردي قبل ان اقرأ رد الأخ الحمراني
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[23 - Sep-2009, صباحاً 06:19]ـ
في ديوانه: نفحات ولفحات ..
يا أمتي وجب الكفاح فدعي التشدق والصياح
ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراح
ودعي الرياء فقد تكلمت المذابح والجراح
كذب الدعاة إلى السلام فلا سلامُ ولا سماح
ما عاد يجدينا البكاء على الطلول ولا النواح
لغة الكلام تعطلت إلا التكلم بالرماح
إنا نتوق لألسنٍ بكم على أيد فصاح
...
يا قوم .. إن الأمر جدُ قد مضى زمن المزاح
سموا الحقائق باسمها فالقوم أمرهمو صراح
سقط القناع عن الوجوه، وفعلهم بالسر .. باح
عاد الصليبيون ثانيةً .. وجالوا في البطاح
عاثوا فساداً في الديار كأنها كلأ مباح
عادوا يريقون الدماء، لا حياء من افتضاح
والباطنية مثلوا الدور المقرر في نجاح
دور الخيانة وهو معلوم الختام والافتتاح
عادوا وما في الشرق (نور الدين) يحكم أو (صلاح)
كنا نسينا ما مضى لكنهم نكئوا الجراح
لم يخجلوا من ذبح شيخ, لو مشى في الريح طاح
أو صبية كالزهر لم ينبت لهم ريش الجناح
لم يشف حقدهمو دم سفحوه في صلف وقاح
عبثوا بأجساد الضحايا في انتشاء وانشراح
وعدوا على الأعراض لم يخشوا قصاصا أو جناح
ما ثم (معتصم) يغيث من استغاث به أو صاح
أرأيت كيف يكاد للإسلام في وضح الصباح؟
أرأيت أرض الأنبياء, وما تعاني من جراح؟
أرأيت كيف بغى اليهود, وكيف أحسنا الصياح؟
غصبوا فلسطينا وقالوا: مالنا عنها براح
لم يعبأوا بقرار (أمن) , دانهم أو باقتراح
عاد التتار يقودهم جنكيز ذو الوجه الوقاح
عادت جيوشهمو تهدد بالخراب والاجتياح
عادوا ولا (قطز) ينادي المسلمين إلى الكفاح
لولا صلابة فتية غر, بدينهمو شحاح
بذلوا الدماء, وما على من يبذل الدم من جناح
...
عاد المروق مجاهرا ما عاد يخشى الافتضاح
نفقت هنا سوق النفاق تروج الزور الصراح
فيها يباع الفسق تحت اسم الفنون والانفتاح
وترى الفساد يصول جهرا في الغدو وفي الرواح
من كل أكذب من مسيلمة, وأفجر من سجاح
وجد الحصون بغير حراس, لها فغدا وراح
ومضى يعربد, لا يبالي, في حمانا المستباح
وتعالت الأصوات تدعو للفجور وللسفاح
مسعورة, إن رحت تزجرها تمادت في النباح
ما من (أبي بكر) يؤدبهم ويكبح من جماح
ويعيدهم لحظيرة الإيمان قد خفضوا الجناح
...
يا أمة الاسلام هبوا واعملوا، فالوقت راح
الكفر جمع شمله فلم النزاع والانتطاح؟
فتجمعوا وتجهزوا بالمستطاع وبالمتاح
يا ألف مليون, وأين همو إذا دعت الجراح؟
هاتوا من المليار مليونا, صحاحا من صحاح
من كل ألف واحدا أغزوا بهم في كل ساح
من كل صافي الروح يوشك أن يطير بلا جناح
ممن يخف إلى صلاة الليل بادي الإرتياح
ممن يعف عن الحرام, وليس يسرف في المباح
ممن زكا بالصالحات, وذكره كالمسك فاح
ممن يهيم بجنة الفردوس لا الغيد الملاح
من همه نصح العباد وليس يأبى الإنتصاح
يرجو رضا مولاه, لم يعبأ بمن عنه أشاح
مر على أعدائه ولقومه ماء قراح
إن ضاقت الدنيا به وسعته (سورة الإنشراح)
...
لا بد من صنع الرجال، ومثله صنع السلاح
وصناعة الأبطال علم فى التراث له اتضاح
ولا يصنع الأبطال إلا فى مساجدنا الفساح
فى روضة القرآن فى ظل الأحاديث الصحاح
فى صحبة الأبرار ممن فى رحاب الله ساح
من يرشدون بحالهم قبل الأقاويل الفصاح
وغراسهم بالحق موصول, فلا يمحوه ماح
من لم يعش لله عاش وقلبه ظمآن ضاح
يحيا سجين الطين, لم يطلق له يوما سراح
ويدور حول هواه يلهث ما استراح ولا أراح
لايستوي في منطق الإيمان سكران وصاح
من همه التقوى وآخر همه كأس وراح
شعب بغير عقيدة ورق تذريه الرياح
من خان (حي على الصلاة) يخون (حي على الكفاح)
...
يا أمتى , صبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح
لابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح
والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح
هنا ( http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=3772&version=1&template_id=235&parent_id=14)
ـ[ثابت]ــــــــ[23 - Sep-2009, مساء 12:03]ـ
بارك الله بكم(/)
||! ||''أيها الزاني,,,,تمهل رعاك الله'' ||! ||نسال الله العفو والعافيه
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[23 - Sep-2009, مساء 03:52]ـ
أخي الزاني ....
قف هنيهة وتأمل نفسك وحالكـ
هل يعجبك حالك؟؟ ... ولكن لا يعجب الله سبحانه وتعالى!!
إذ يقول http://muntada.islamtoday.net/images/smilies/frown.gif وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (الإسراء:32)
فهو لم يقل لا تزنو-سبحانه.
ولأنّ ديننا دين وقاية قبل ان يكون علاج
قال لا تقربو الزنى ,أي إبتعدو عن أيّ شئ يفتن النفس الضعيفه كـ:
1 - النظره المحرّمه:
إذ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=82&idto=82&bk_no=120&ID=84#docu).
وفي المسند عنه - صلى الله عليه وسلم -: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة لله، أورث الله قلبه حلاوة إلى يوم يلقاه هذا معنى الحديث.
[ص: 153] وقال: غضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=82&idto=82&bk_no=120&ID=84#docu)، وقال: إياكم والجلوس على الطرقات، قالوا: يا رسول الله مجالسنا ما لنا بد منها، قال: فإن كنتم لا بد فاعلين، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=82&idto=82&bk_no=120&ID=84#docu).
والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان المسلم ..
وكذلك الفتاة التي خدعوها بقولهم حسناء .... لم ينهوها على البغاء .... نسو بان الشيطان يدعو .. لنظرة فابتسامة ... فيتبعها سلام وكلام فيكون الموعد تمام واللقاء سوء الختام http://69.59.144.138/icon.aspx?i=icon_smile_blackey e.
2- الخضوع بالقول "من قبل الفتيات"
الخضوع بالقول وهو ان ترقق الفتاة من نبرة صوتها وهذا مما يفتن الشاب حيث قال الله تعالى ناصحا نساء الرسول عليه افضل صلاة وسلام http://muntada.islamtoday.net/images/smilies/frown.gif( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا)) سورة الأحزاب آية 32
حيث تحس في نبرة الصوت كما يقال بالدارجه المصرية "المياعه"
نسال الله العافية.
3 - مصافحة الاجنبية:
كثيرا ما يعترض الملحدون والمسيحيون ومدّعو التطور الزائف والأجدر أن يقال تخلّف إلى أنّ المصافحة من ما يسمى "الايتيكيت"
إن المصافحة اخوتي هي إحدى أهم محركات الشهوة في البدن
والتحريم هنا المصافحة للمرأة الاجنبية وهي كل ما يحل للمرء نكاحها
والادلة من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
. ما روته عائشة رضي الله عنها عن بيعة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء قالت: ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط، غير انه يبايعهن بالكلام. قالت عائشة: والله ما اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط، إلا بما أمره الله تعالى، وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط، وكان يقول لهن، إذا اخذ عليهن: قد بايعتكن، كلاما. (2)
1. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء في البيعة (3)
2. مارواه محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أن أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم هلم نبايعك يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنى لا أصافح النساء. إنما قولى لمائة امرأة كقولى لامرأة واحدة، أو مثل قولى لامرأة واحدة. (4)
3.وجاء عن معقل بن يسار رضي الله عنه مرفوعاً:لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لاتحل له.
ثم إن المذاهب الأربعة قد اتفقت أقوالها على المنع من هذا الفعل
1) أخرجه أحمد 6/ 114و"البخاري" 5/ 162 و6/ 186و"مسلم" 6/ 29وابوداود 2941
(2) أخرجه أحمد 2/ 213 (6998)
(3) أخرجه مالك "الموطأ" 608 و"أحمد" 6/ 357و"ابن ماجة" 2874و"الترمذي" 1597و"النسائي" 7/ 149
3 - الخلوة الغير شرعية:
نعم فهي أخر المطاف وخير ميدان يغلب فيه ابليس -لعنه الله-
حيث يقول رسول الله وقوله حق:
(يُتْبَعُ)
(/)
"لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما". صححه الحاكم ووافقه الذهبي
حتى ولو كان قريبا!!
فهذا الحديث أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان (1)، ومعناه في الصحيحين بلفظ: «إياكم والدخولَ على النساءِ». فقال رجلٌ من الأنصار: يا رسولَ اللهِ، أفرأيتَ الحمو؟ - قريب الزوج - قال: «الحَمْوُ المَوْتُ» (2). يعني: الحمو مثل غيره؛ بل أشد.
أخي هل تأمن لي أن تنجو من العذاب لاتّبعك في هواك؟
إذ يقول تعالى: (((أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ) [النحل: 45 - 46].))
أخي الكريم ..
هل تعلم انّ الذي يزني ببنات الناس لا بدّ وأن يعاقبه الله في أهله وبذات الطريقه!!.
يحكي أنّه كان هناك تاجرفي العراق مان تقيّا عابدا وحدث ذات يوم ان جاءته امرأه فاتنه فاغواه الشيطان فمسك يديها ومن ثم تذكر الله وعاد لبيته وجد زوجته حزينه .. سألها ما بها؟ ... فحكت له أنّ بائع اللبن له ما يقارب ال15 عام كان ياتي وتفتح له الباب ثم تذهب فيدخل ويضع اللبن ويخرج ,أما اليوم فقد دخل ولحقها ومسك يها وثك خرج محرجا ... فردّ الزوج قائلا:"دقة بدقه ولو زدت لزاد السقا"
ها قد رأيت أخي! ... أفلا تتعظ رحمك الله؟!!
واخر قولي
أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم .. فقال:
يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة!
فقال له إبراهيم:
إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك ..
ولكن لي إليك خمسة شروط
قال الرجل:
هاتها!
قال إبراهيم:
إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!
فقال الرجل:
سبحان الله .. كيف أختفي عنه .. وهو لا تخفى عليه خافية!
فقال إبراهيم:
سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت الرجل ..
ثم قال:
زدني!
فقال إبراهيم:
إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه
فقال الرجل:
سبحان الله .. وأينأذهب .. وكل ما في الكون له!
فقال إبراهيم:
أما تستحي أنتعصي الله .. وتسكن فوق أرضه؟
قال الرجل:
زدني!
فقال إبراهيم:
إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه
فقال الرجل:
سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده!
فقال إبراهيم:
أماتستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك؟
قال الرجل:
زدني!
فقال إبراهيم:
فإذا عصيت الله .. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار ..
فلا تذهب معهم!!
فقال الرجل:
سبحان الله .. وهل لي قوة عليهم .. إنما يسوقونني سوقاً!!!!!
فقال إبراهيم:
فإذا قرأت ذنوبك فيصحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها!
فقال الرجل:
سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون ... والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون
ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول:
أين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون!!!!!
والحمد لله رب العالمين.
__________________
... بقلمي
**الاحاديث من موقع islamweb
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 06:26]ـ
نفعكم الله وعافاكم من شر الزنى
ـ[شذى الكتب]ــــــــ[07 - Jan-2010, مساء 09:46]ـ
للرفع
ـ[قتيبة بن مسلم]ــــــــ[08 - Jan-2010, مساء 03:07]ـ
الحرام حرام ولا نقول فيم تمهل , أما المضمون فلله الحمد قيم جدا فبارك الله فيك.(/)
من وصية الخطاب بن المعلى المخزومي لابنه. لا تفوتنك يا طالب العلم!
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[26 - Sep-2009, صباحاً 08:16]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد
فهذا نصائح غالية من أب لابنه في الأخلاق والآداب وغير ذلك، وفيها ما لا ينبغي لطالب العلم أن يهمله أو يغفل عنه، وهي في كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للإمام ابن حبان رحمه الله تعالى!
وعظ الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي ابنه فقال:
يا بني عليك بتقوى الله وطاعته وتجنب محارمه باتباع سنته ومعالمه حتى تصح عيوبك وتقر عينك فانها لا تخفي على الله خافيه واني قد وسمت لك وسما ووضعت لك رسما ان انت حفظته ووعيته وعملت به ملأت أعين الملوك وانقاد لك به الصعلوك ولم تزل مرتجى مشرفا يحتاج اليك ويرغب الى ما في يديك فأطع اباك واقتصر على وصيةابيك وفرغ لذلك ذهنك واشغل به قلبك ولبك واياك وهذر الكلام وكثرة الضحكك والمزا ح ومهازلة الإخوان فإن ذلك يذهب البهاء ويوقع الشحناء وعليك بالرزانة والتوقر من غير كبر يوصف منك ولا خيلاء تحكي عنك والق صديقك وعدوك بوجه الرضى وكف الأذى من غير ذلة لهم ولا هيبة منهم وكن في جميع أمورك في أوسطها فإن خير الأمور أوساطها وقلل الكلام وأفش السلام وامش متمكنا قصدا ولا تخط برجلك ولا تسحب ذيلك ولا تلو عنقك ولا ردائك ولا تنظر في عطفك ولا تكثر الالتفاف ولا تقف على الجماعات ولا تتخذ السوق مجلسا ولا الحوانيت متحدثا ولا تكثر المراء ولا تنازع السفهاء فإن تكلمت فاختصر وإن مزحت فاقتصر واذا جلست فتربع وتحفظ من تشبيك أصابعك وتفقيعها والعبث بلحيتك وخاتمك وذؤابة سيفك، وتخليل أسنانك وإدخال يدك في أنفك وكثرة طرد الذباب عنك وكثرة التثاؤب والتمطى وأشباه ذلك مما يستخفه الناس منك ويغتمزون به فيك
يتبع
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 02:37]ـ
وليكن مجلسك هاديا وحديثك مقسوما وأصغ الى الكلام الحسن ممن حدثك بغير إظهار عجب منك ولا مسألة إعادة وغض عن الفكاهات من المضاحك والحكايات ولا تحدث عن إعجابك بولدك ولا جاريتك ولا عن فرسك ولا عن سفيك واياك وأحاديث الرؤيا فإنك إن أظهرت عجبا بشيء منها طمع فيها السفهاء فولدوا لك الأحلام واغتمزوا في عقلك ولا تصنع تصنع المرأة ولا تبذل تبذل العبد ولا تهلب لحيتك ولا تبطنها وتوق كثرة الحف ونتف الشيب وكثرة الكحل والإسراف في الدهن وليكن كحلك غبا ولا تلح في الحاجات ولا تخشع في الطلبات ولا تعلم أهلك وولدك فضلا عن غيرهم عدد مالك فإنهم إن رأوه قليلا هنت عليهم وإن كان كثيرا لم تبلغ به رضاهم وأخفهم في غير عنف ولن لهم في غير ضعف ولا تهازل أمتك واذا خاصمت فتوقر وتحفظ من جهلك وتجنب عن عجلتك وتفكر في حجتك وأر الحاكم شيئا من حلمك ولا تكثر الأشارة بيدك ولا تحفز على ركبتيك وتوق حمرة الوجه وعرق الجبين وإن سفه عليك فاحلم وإذا هدأ غضبك فتكلم وأكرم عرضك وألق الفضول عنك وإن قربك سلطان فكن منه على حد السنان وإن أسترسل اليك فلا تأمن من انقلابه عليك وارفق به رفقك بالصبي وكلمه بما يشتهي ولا يحملنك ما ترى من الطافه إياك وخاصته بك أن تدخل بينه وبين أحد من ولده وأهله وحشمه وإن كان لذلك منك مستمعا وللقول منك مطيعا فإن سقطه الداخل بين الملك وأهله صرعة لا تنهض وزلة لا تقال.
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 02:39]ـ
وإذا وعدت فحقق وإذا حدثت فاصدق ولا تجهر بمنطقك كمنازع الأصم ولا تخافت به كتخافت الأخرس وتخير محاسن القول بالحديث المقبول وإذا حدثت بسماع فانسبه الى أهله وإياك الأحاديث العابرة المشنعة التي تنكرها القلوب وتفق لها الجلود وإياك ومضعف الكلام مثل نعم نعم ولا لا وعجل عجل وما أشبه ذلك وإذا توضأت فأجد عرك كفيك وليكن وضعك الحرض من الأشنان في فيك كفعلك بالسواك ولا تنخع في الطست وليكن طرحك الماء من فيك مترسلا ولا تمج فتنضح على أقرب جلسائك ولا تعض نصف اللقمه ثم تعيد ما بقى منها منصبغا فإن ذلك مكروه ولا تكثر الاستسقاء على مائدة الملك ولا تعبث بالمشاش ولا تعب شيئا مما يقرب اليك على مائدة بقلة خل أو تابل أو عسل فإن السحابة قد صيرت لنفسها مهابة ولا تمسك إمساك المثبور ولا تبذر تبذير السفيه المغرور واعرف في مالك واجب الحقوق وحرمة الصديق واستغن عن الناس يحتاجوا اليك واعلم أن الجشع يدعو الى الطبع والرغبة كما قيل تدق الرقبة ورب أكله تمنع أكلات والتعفف مال جسيم وخلق كريم ومعرفة الرجل قدره تشرف ذكره ومن تعدى القدر هوى في بعيد القعر والصدق زين والكذب شين ولَصدقٌ يسرع عطب صاحبه أحسن عاقبة من كذب يسلم عليه قائله ومعاداة الحليم خير من مصادقة الأحمق ولزوم الكريم على الهوان خير من صحبة اللئيم على الإحسان ولقرب ملك جواده خير من مجاورة بحر طراد وزوجة السوء الداء العضال ونكاح العجوز يذهب بماء الوجه وطاعة النساء تزرى بالعقلاء
تشبه بأهل العقل تكن منهم وتصنع للشرف تدركه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 02:40]ـ
واعلم أن كل امريء حيث وضع نفسه وإنما ينسب الصانع الى صناعته والمرء يعرف بقرينه وإياك وإخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم ويحزنون من صادقهم وقربهم أعدى من الجرب ورفضهم من استكمال الأدب واستخفار المستجير لؤم والعجله شؤم وسوء التدبير وهن
والإخوان اثنان فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء فاحفظ صديق البلاء وتجنب صديق العافية فإنهم أعدى الأعداء
ومن اتبع الهوى مال به الردى ولا يعجبنك الجهم من الرجال ولا تحقر ضئيلا كالخلال فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ولا ينتفع به بأكثر من أصغريه
وتوق الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي ولا تفرش عرضك لمن دونك ولا تجعل مالك أكرم عليك من عرضك ولا تكثر الكلام فتثقل على الأقوام وامنح البشر جليسك والقبول ممن لاقاك
وإياك وكثرة التبريق والتزليق فإن ظاهر ذلك ينسب الى التأنيث وإياك والتصنع لمغازلة النساء وكن متقربا متعززا منتهزا في فرصتك رفيقا في حاجتك متثبتا في حملتك والبس لكل دهر ثيابه ومع كل قوم شكلهم
واحذر ما يلزمك اللائمة في آخرتك ولا تعجل في امر حتى تنظر في عاقبته ولا ترد حتى ترى وجه المصدر
ـ[أبوالطيب الروبي]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 02:41]ـ
وعليك بالنورة في كل شهر مرة وإياك وحلاق الإبط بالنورة وليكن السواك من طبيعتك وإذا استكت فعرضا وعليك بالعمارة فإنها أنفع التجارة وعلاج الزرع خير من اقتناء الضرع
ومنازعتك اللئيم تطمعه فيك ومن أكرم عرضه أكرمه الناس وذم الجاهل إياك أفضل من ثنائه عليك ومعرفة الحق من أخلاق الصدق والرفيق الصالح ابن عم ومن أيسر أكبر ومن افتقر احتقر. قصرْ في المقالة مخافة الإجابة والساعي إليك غالب عليك وطول السفر ملالة وكثرة المنى ضلالة وليس للغائب صديق ولا على الميت شفيق وأدب الشيخ عناء وتأديب الغلام شقاء والفاحش أمير والوقاح وزير والحليم مطية الأحمق والحمق داء لا شفاء له والحلم خير وزير والدين أزين الأمور والسماجه سفاهة والسكران شيطان وكلامه هذيان والشعر من السحر والتهدد هجر والشح شقاء والشجاعة بقاء والهدية من الأخلاق السرية وهي تورث المحبة ومن ابتدأ المعروف صار دينا ومن المعروف ابتداء من غير مسألة وصاحب الرياء يرجع الى السخاء ولرياء بخير خير من معالنة بشر والعرق نزاع والعادة طبيعة لازمة إن خير فخير وإن شرا فشر ومن حل عقدا احتمل حقدا ومراجعة السلطان خرق بالإنسان والفرار عار والتقدم مخاطرة وأعجل منفعة إيسار في دعة وكثرة العلل من البخل وشر الرجال الكثير الاعتلال وحسن اللقاء يذهب بالشحناء ولين الكلام من أخلاق الكرام.(/)
ألا هل علمتم ما الخبر!! دنس الأقصى يا بشر
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 09:33]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألا هل علمتم ما الخبر!!
دنّس الأقصى يا بشر!
لا خير في أمة سكتت ولا خير في أمة صمتت
ولا خير في عبد تخاذل وخنع
سكتت الكلمات وما أقلها!
وخرست الأسلحة وما أكثرها!
وألجمت الأفواه وعجبا لملجمها!!
ولو نطق الحجر لكم هجاكم!
فبئس القول قول المتميعين
لا فعل ولا قول سوى الشجب والاستنكار
وبئس الفعل فعل الخائنين
لا شرف ولا وفاء سوى الوفاء لقوم كفار
ولو نطق الحجر لكم هجاكم!
يا ملايين البشر .. إذا لم يكن استيقاظكم اليوم
فمتى يا بشر؟
متى؟
إذا اقتحموا المسجد الأقصى ولم تتحركوا
فمتى إذا؟
أما من عمر أو الفاتح؟!!
رحم الله قوما كانوا يزحفون للموت زحفا
راجين من المولى شهادة!
وخيب الله أقواما قعدوا وأقعدوا
ولو نطق الحجر لهم هجاهم!
القدس نادتني أنا:
http://www.paln.ps/media/go/?download=song&id=4072[/URL ([URL]http://www.paln.ps/media/go/?download=song&id=4072)]
فهل علمت يا أمتي ما الخبر؟
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[28 - Sep-2009, صباحاً 12:28]ـ
الله المستعان
ـ[رهج السنابك]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 10:01]ـ
الأمة الكبرى غدت ألعوبة يلهو بها القسيس والحاخام
هي مثل قوم في الأمور مكانة سيان إن قعدوا وإن هم قاموا
عظماؤها والحادثات تبيدها فوق العروش هياكل وعظام
والقدس ويح القدس ديس عفافها والمسلمون عن الجهاد صيام
بغداد يا دار الخلافة ويحك ما بال طهرك دنسته طغام
ما بال من بالأمس خانوا دينهم عمن أغارعلى حماك تعاموا
أعلى الشعوب قساور صيالة وعلى اليهود أرانب ونعام
لم يبق لي دار أفيء لظلها وطني استبيح وشب فيه ضرام
يا أمتي أنا طائر قد لاح لي أيك فهل أشدو ولست ألام
أأعاب إن صارحتكم بحقيقة هي أن شر عداتنا الحكام
من كل زنديق ويدعى أنه للمسلمين خويدم وإمام
يتظاهرون بأنهم عون لنا في حين هم داء لنا وحمام
جيش النصارى مده اجتاح الدنا أين التقي الشهم والمقدام(/)
أبيات للاعتذار
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[27 - Sep-2009, مساء 11:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كثيرا ما يختلف بعض مع البعض وكثيرا ما يقول أجدنا للآخر لقد نسيتني فلم تذكرني فيكون الجواب والله إنك في القلب
لذلك رأيت أن أصوغ هذا المعنى شعرا فقلت:
محوت اسمك من فكري لأكتبه،،،،، بدمع عيني على قلبي إلى الأبد
وكم ترددت في تقرير ما حكمت،،،،، به المحبة عني داخل الخلد
لا يكتم المرء ما تحوي سرائره،،،،، إلا ويكشفه الوجدان بعد غد
هذا قراري صريح لا نفاق به،،،،، وقعته بشهود الروح والجسد
قدمته راجيا للصفح معتذرا،،،،، فالعذر يصلح ما ترجوه من أحد
أرجو أن تنال إعجابكم
عمر بوشنة(/)
لطيفة: قال الحسن البصري" في الكلب عشر خصال محمودة ... "
ـ[أبو عبد العظيم]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 01:16]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه لطيفة وقعت لي أثناء المطالعة انقلها لكم
ذكر المقري في "نفح الطيب" (2/ 698) نقلا عن شمس الدين المرعي في " شرحه للألفية" أنه قال:
" روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: في الكلب عشر خصال محمودة، ينبغي أن تكون في كل فقير:
الأولى:
أنه لا يزال جائعا، وذلك من آداب الصالحين.
الثانية:
أنه لايكون له موضع يعرف به، وذلك من علامات المتوكلين.
الثالثة:
أنه لا ينام من الليل إلا قليل، وذلك من صفات المحسنين.
الرابعة:
أنه إذا مات لا يكون له ميراث، وذلك من اخلاق الزاهدين.
الخامسة:
أنه لا يهجر أخاه وإن جفاه وطرده، وذلك من شيم المريدين.
السادسة:
أنه يرضى من الدنيا بأدنى يسير، وذلك من إشارات المتواضعين.
السابعة:
أنه إذا غلب عن مكانه تركه وانصرف إلى غيره، وذلك من علامات الراضي.
الثامنة:
أنه إذا طرد ثم دعي أجاب، وذلك من اخلاق الخاشعين.
التاسعة:
أنه إذا حضر شيء من الأكل وقف ينظر من بعد، وذلك من أخلاق المساكين.
العاشرة:
أنه إذا رحل من مكانه لا يرحل بشيء، وذلك من علامات المجردين. " اهـ
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 01:25]ـ
أحسنت .. جزاك الله خيرا(/)
قصة التشكيك بصحة الشعر الجاهلي
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 04:13]ـ
(لن أطيل، نبذ فقط، هذا ما تذكرته من قصة الشك في الشعر الجاهلي، ولضيق الوقت سأمثّل لكل خبر ونظرية، وإنني أشكر "محب الأدب" الذي ذكرني بهذا الموضوع، فجزاه الله خيراً على نقله الذي أسعدنا به، ولم يفهمه بعض من في المجلس، في حين إنه كان موضوعاً أدبياً رائعاً، أجاد فيه المازني، وناظر وناقد طه بعلمه أقصد علم التشكيك الذي لا يتوقف).
بسم الله الرحمن الرحيم
مراحل القصة:
(أ) -مرحلة الإشارات السريعة العابرة (نحل ووضع):
1 - أبو عمرو بن العلاء (النصف الأول من القرن الثاني للهجرة): رفض قبول قصيدة ضادية منسوبة إلى ذي الإصبع العدواني، وصحح منها ثلاثة أبيات فقط.
2 - (النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة وأوائل القرن الثالث):
-أبو عمرو الشيباني: أنكر مطلع معلقة عنترة بن شداد العبسي، ولم يقبله إلا بعد أن سمع بعض ثقات الرواة له.
-الأصمعي: كان يسيء الظن في مرويات أهل المدينة من الشعر الجاهلي، وأعلن عن شكه في كثير من الشعر المنسوب إلى امرئ القيس، ومهلهل، والأغلب العجلي.
-أبو عبيدة: تحرز في قبول ما يسمعه من الشعر الجاهلي.
-ابن هشام: يلفت الأنظار في سيرته إلى أن كثيرا من الأشعار التي رواها ابن اسحق مشكوك في صحة نسبتها.
(ب) -مرحلة التنظير (ابن سلَّام -231هج-طبقات فحول الشعراء): صدر حديثه بالتنبيه إلى حدوث تزييف في الشعر الجاهلي على نطاق واسع "وفي الشعر المسموع مفتعل موضوع كثير"، ورد عوامل الوضع في الشعر إلى عاملين رئيسيين، وهما:
1 - العصبية القبلية: يرى أن القبائل وضعت شعراً ونسبته إلى شعرائها في الجاهلية، وذلك من أجل إثبات شخصيتها.
2 - عبث الرواة.
* ابن سلّام يؤمن بصحة المرويات التي اعتمدها من يسميهم "أهل العلم بالشعر"
(ج) -مرحلة المعتدلين في الشك (نولدكه، آلفرت):
الشعر الجاهلي صحيح النسبة عموماً إلى الجاهليين، لكن حدث فيه تحريف وتغيير وانحدر إلينا عن طريق الرواية الشفوية، قبل أن يتم تدوينها.
(د) -مرحلة المتطرفين في الشك (وضع كلي):
1 - المستشرق ماجوليوث: الشعر الجاهلي كله موضوع ومختلق في الإسلام. (مقال نشر في سنة 1925 في "مجلة الجمعية الآسيوية الملكية- بعنوان: نشأة الشعر العربي"، وهو مقال كان على المجلة ألا تنشره.
2 - المستشرق طه حسين: الشعر الجاهلي بعضه صحيح، لكنه مختلق كله. قدم ذلك في كتابه الأول "في الشعر الجاهلي"، وبعده في كتابه "في الأدب الجاهلي"، والثاني أخطر من الأول –عندي-؛ لأن الأدب أوسع من الشعر.
سؤال: هل ما قاله طه كان منحولاً كله من مقالة "ماجوليوث" كما قال الأستاذ محمود شاكر؟
الجواب: لا، فقد زاد طه الطين بلة، وأضاف بخبثه نظرية باطلة –لا أريد أن أناقشها هنا لضيق الوقت تزاوج هذه النظرية بين الشك في صحة الشعر الجاهلي وصحة القرآن الكريم، فأنت مخير في نظريته بين القول بـ"صحة الشعر الجاهلي وعدم صحة القرآن الكريم"، والقول بـ"صحة القرآن الكريم وعدم صحة الشعر الجاهلي".
أكبر نظرية قدمها طه حسين:
(استحالة وحدة لغة الشعر الجاهلي)، وقد رد عليه شوقي ضيف، وكذلك جواد علي، ردوداً تكفي بأن تلقمه الحجر.
(هـ) -مرحلة المتصدين:
1 - نمط صعب ونمط مخيف. الأستاذ محمود محمد شاكر.
2 - مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية.
3 - نقد كتاب الشعر الجاهلي، لمحمد فريد وجدي.
4 - نقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين.
5 - النقد التحليلي لكتاب في الشعر الجاهلي، لمحمد أحمد الغمراوي.
6 - الشهاب الراصد، لمحمد لطفي جمعة.
7 - تحت راية القرآن، لمصطفى صادق الرافعي.
8 - مقالات في الشعر الجاهلي، ليوسف اليوسف.
9 - قضايا الشعر الجاهلي، لعلي العتوم ... إلخ.
سؤال: طه حسين ادعى في المحكمة أنه صاحب شخصيتين (شخصية مسلمة، وشخصية ناقدة) هل يصح ذلك؟
لا، قال تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} الأحزاب4
قال طه: "إن الدين حيث يثبت وجود الله ونبوة الأنبياء ويأخذ الناس بالإيمان بهما يثبت أمرين لم يستطع العلم أن يثبتهما .. فالعلم لم يصل بعد إلى إثبات وجود الله ولم يصل بعد إلى إثبات نبوة الانبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العلم ينظر إلى الدين كما ننظر إلى اللغة وكما ينظر إلى الفقه وكما ينظر إلى اللباس من حيث أن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يحدثها وجود الجماعة وتتبع الجماعة في تطورها بما تتأثر بما تتأثر به الجماعة.
إذن فالدين في نظر العلم الحديث ظاهرة كغيره من الظواهر، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحي وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها". وهذه آراء الفيلسوف اليهودي دوركايم
رأيه في القرآن:
لاشك أن الباحث الناقد والمفكر الحر الذي لا يفرق في نقده بين القرآن وبين أي كاتب ديني آخر يلاحظ أن في القرآن أسلوبين متعارضين لا يربط الأول بالثاني صلة ولا علاقة مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذا الكتاب قد خضع لظروف مختلفة وتأثير بيئات متباينة .. فمثلاً نرى القسم المكي فيه يمتاز بكل ميزات الأوساط المنحطة، كما نشاهد أن القسم المدني اليثربي تلوح عليه إمارات الثقافة والاستنارة .. وإذا دققتم النظر وجدتم القسم المكي ينفرد بالعنف والقسوة والحدة والغضب والسباب والوعيد والتهديد، ويمتاز كذلك بتقطيع الفكرة واقتضاب المعاني وقصر الآيات والخلو التام من التشريع والقوانين، كما يكثر فيه القسم بالشمس والقمر والنجوم إلى آخر ما هو جدير بالبيئات الجاهلية الساذجة التي تشبه بيئة مكة تأخراً وانحطاطاً، أما القسم المدني فهو وديع لين مسالم يقابل السوء بالحسنى ويناقش الخصوم بالحجة الهادئة والبرهان الساكن الرزين، كما أن هذا القسم ينفرد بالتشريعات الإسلامية كالمواريث والوصايا والزواج والطلاق والبيوع وسائر المعاملات، ولاشك أن هذا أثر واضح من آثار التوراة والبيئة اليهودية التي ثقفت المهاجرين إلى يثرب ثقافة واضحة يشهد بها هذا التغيير الفجائي الذي ظهر على أسلوب القرآن.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي جولدزيهر".
رأيه في الرسول صلى الله عليه وسلم:
ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليين وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه من قريش فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون من صفوة بني هاشم وأن تكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصى، وأن تكون قصى صفوة قريش، وقريش صفوة مصر، ومضر صفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفوة الإنسانية.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي مرجليوث".
قال الأستاذ أنور الجندي في بحثه (هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة): " الواقع أنه ليس هناك دليل من كتاباته الأخيرة أو آثاره من نص يمكن أن يدل على تغير هذه النظرة، بل إن كل الكتابات توحي بأنها أساس لفكرته عن الإسلام ومفهومه له.
*أقوى الردود على طه بخصوص (وحدة لغة الشعر الجاهلي)، ما كتبه أستاذي "عرسان الراميني، وقد فسرها، وأبان فيه أن ردود شوقي وجواد لم تكن بالمستوى المطلوب. ولا أدري إن كان البحث على الشبكة، وقد أحاول لاحقاً أن أجعل تلخيصه في المجلس.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 01:25]ـ
فضلاً توثيق النصوص أعلاه
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 05:50]ـ
عفواً كثيراً، إنما كتبت أكثره من حفظي، ولعلي أوثق لاحقاً، عندما يوسع الله في وقتي. ويعطيني حفظ سليمان. بارك الله فيك خزانة الأدب "هذا ما تذكرته في قصة الشك في الشعر الجاهلي".(/)
موت الأديب
ـ[ماجد الأسمري]ــــــــ[30 - Sep-2009, صباحاً 07:31]ـ
الأديب في اصطلاح المٌحدثين (مجهول العين)، لا بد من توثيق اثنان له. وهو يسير في أروقة معارض الكتاب, لا أحد يلقي له بالاً، فهم يبحثونعن المفكر المشهور والمذيع اللامع والشيخ المعروف.
وهو في عرف أهل المنطق يحتاج إلى مقدمتين, الأولى منها، القدرة على ولوج فضاء الإعلام، والإسهام في إرساء قواعد الثقافة السطحية, عليه أن يهبط إلى ذوق المشاهد لا أن يرفعه إليه.
أما المقدمة الثانية، فهي ألا يمانع في تدخلهم في كل ما يريد قوله, عليه أن يقدم ما يرون تقديمه، وأن يؤخر ما يرون تأخيره, وهذا ما لا يرضاه البتة منهم.
أما الفقيه، فلا تخلو نظرته إلى الأديب من سوء ظن وريبة، فتاريخ الأدب منذ أن تغلب عليه الظرافة والمجون والتمرد, جعلت الفقيه لا يطمئن إليه, وهذا الحكم في منزله اليقين لديه، واليقين لا يزول بالشك كما يقول.
الأديب قديماً جعلوه مؤدباً لأبناء السلاطين, يأكل من فاكهتهم, وينتعل أحذيتهم, ويقف مطرق الرأس على باب هباتهم. وهو في زمننا هذا, من يُطرق بابه ويُبحث عن رقم هاتفه، ليشارك عضواً في لجنة تحكيم لمسابقة أدبية طارئة.
عندما تقابله ذات مساء تحدث معه عن أي شان من شؤون الحياة عدا السؤال عن حاله, فهذا الصنف من الأسئلة يثير كوامن نفسه, فتجعله يسترسل في بث شكواه ومعاناته وحجم الإهمال الذي يتكشف له يوماً بعد يوم.
يعيش عزلة شعورية في عمله، وحتى عندما يعود أدراجه إلى مسكنه، يجدهم حوله يصرفون أوقاتهم في الحديث عن أسعار الغذاء الصاعدة للأعلى وعن تقلبات الطقس التي تصيبهم بالضجر، وهو الذي يهفو قلبه إلى من يحدثه عن وجود التمرد في شعر المتنبي، وعن البؤس الذي لاحق التوحيدي في حياته، وعن الزيات ورسالته, لكنه يقنع منهم بأداء التحية ثم ينسحب إلى غرفته ليجلس أمام الشبكة العنكبوتية.
يتحدث إلى ذلك الأديب في العراق وآخر في المغرب وثالث في السودان، لكن العزلة ما تلبث أن تعاوده، فهو يريدهم إلى جواره، يرتشفون من ذات الشاي الذي يشرب منه.
علاقته حميمة جداً مع اللغة العربية, تلك اللغة التي تركض في ميدانها المعاني الشريفة, يحزن جداً لأنهم استباحوا حماها وأهملوا أبوابها وأسرفوا في تجاهلها, يظل سادناً أميناً عليها, فكما أن الواعظ يٌحذر من الإباحية الأخلاقية, فهو يٌحذر من تلك الإباحية اللغوية.
غضب الحاكم لا يطفئ حتى تمتلئ السجون، وغضب القاضي لا يهدأ حتى يشطط في حكمه في حق ذلك المحكوم. أما الأديب، فإن الغضب يحيله إلى كائن جميل لا يحمل سيفاً يستر به عجزه، بل يحمل قلماً يفصح به عن تألقه.
الأديب تريده دوماً إما غاضباً ثائراً أو بائساً أو غيوراً, لا تتمنى له أن يكون ساكناً وادعاً, لأن في تلك الصفات موته وتوقف دفقات تألقه.
لا تريده أن يسابق الأثرياء في ثرائهم, فعندها سيكون مخلوقا ًآخر ليس هو ذلك الإنسان الذي يغتم لمشهد الفقير المعدم على رصيف المدينة، ولن تثيره طلائع العيد في طرف القرية, ولن يجد مادة خصبة لمقالاته وخيالاته.
الأديب لاقى عقوقاً من المجتمع الذي نهبه لقب (الأديب)، فأصبح لا يتورع في رميه على كل أحد, حتى ضاعت قداسة اللقب وكثر المنتحلين له.
لاقى عقوقاً حتى من ابنه الذي ينفق جل وقته في القراءة لذلك الأديب الفرنسي، وينصرف عن كتب والده, لا يجد غضاضة في أن يتركها تنام على الرف تلتحف طبقات من الغبار.(/)
القصة مرة أخرى
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 07:13]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مراحل القصة:
(أ) -مرحلة الإشارات السريعة العابرة (نحل ووضع):
1 - أبو عمرو بن العلاء (النصف الأول من القرن الثني للهجرة): رفض قبول قصيدة ضادية منسوبة إلى ذي الإصبع العدواني، وصحح منها ثلاثة أبيات فقط.
2 - (النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة وأوائل القرن الثالث):
-أبو عمرو الشيباني: أنكر مطلع معلقة عنترة بن شداد العبسي، ولم يقبله إلا بعد أن سمع بعض ثقات الرواة له. (1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn1)
- الأصمعي: كان يسيء الظن في مرويات أهل المدينة من الشعر الجاهلي، وأعلن عن شكه في كثير من الشعر المنسوب إلى امرئ القيس، ومهلهل، والأغلب العجلي. (2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn2)
- أبو عبيدة: تحرز في قبول ما يسمعه من الشعر الجاهلي. (3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn3)
- ابن هشام: يلفت الأنظار في سيرته إلى أن كثيرا من الأشعار التي رواها ابن اسحق مشكوك في صحة نسبتها. (4) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn4)
( ب) -مرحلة التنظير (ابن سلَّام -231هج-طبقات فحول الشعراء): صدر حديثه بالتنبيه إلى حدوث تزييف في الشعر الجاهلي على نطاق واسع "وفي الشعر المسموع مفتعل موضوع كثير"، ورد عوامل الوضع في الشعر إلى عاملين رئيسيين، وهما:
1 - العصبية القبلية: يرى أن القبائل وضعت شعراً ونسبته إلى شعرائها في الجاهلية، وذلك من أجل إثبات شخصيتها.
2 - عبث الرواة.
* ابن سلّام يؤمن بصحة المرويات التي اعتمدها من يسميهم "أهل العلم بالشعر"
(ج) -مرحلة المعتدلين في الشك (نولدكه، آلفرت) (5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn5):
الشعر الجاهلي صحيح النسبة عموماً إلى الجاهليين، لكن حدث فيه تحريف وتغيير وانحدر إلينا عن طريق الرواية الشفوية، قبل أن يتم تدوينها.
(د) -مرحلة المتطرفين في الشك (وضع كلي):
1 - المستشرق ماجوليوث: الشعر الجاهلي كله موضوع ومختلق في الإسلام. (مقال نشر في سنة 1925 في "مجلة الجمعية الآسيوية الملكية- بعنوان: "نشأة الشعر العربي"، وهو مقال كان على المجلة ألا تنشره.
2 - المستشرق طه حسين: الشعر الجاهلي بعضه صحيح، لكنه مختلق كله. قدم ذلك في كتابه الأول "في الشعر الجاهلي"، وبعده في كتابه "في الأدب الجاهلي"، والثاني أخطر من الأول –عندي-؛ لأن الأدب أوسع من الشعر. (6) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn6)
سؤال: هل ما قاله طه كان منحولاً كله من مقالة "ماجوليوث" كما قال الأستاذ محمود شاكر؟
الجواب: لا، فقد زاد طه الطين بلة، وأضاف بخبثه نظرية باطلة –لا أريد أن أناقشها هنا لضيق الوقت تزاوج هذه النظرية بين الشك في صحة الشعر الجاهلي وصحة القرآن الكريم، فأنت مخير في نظريته بين القول بـ"صحة الشعر الجاهلي وعدم صحة القرآن الكريم"، والقول بـ"صحة القرآن الكريم وعدم صحة الشعر الجاهلي".
أكبر نظرية قدمها طه حسين:
(استحالة وحدة لغة الشعر الجاهلي)، وقد رد عليه شوقي ضيف، وكذلك جواد علي، ردوداً تكفي بأن تلقمه الحجر.
(هـ) -مرحلة المتصدين:
1 - نمط صعب ونمط مخيف. الأستاذ محمود محمد شاكر.
2 - مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية.
3 - نقد كتاب الشعر الجاهلي، لمحمد فريد وجدي.
4 - نقض كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضر حسين.
5 - النقد التحليلي لكتاب في الشعر الجاهلي، لمحمد أحمد الغمراوي.
6 - الشهاب الراصد، لمحمد لطفي جمعة.
7 - تحت راية القرآن، لمصطفى صادق الرافعي.
8 - مقالات في الشعر الجاهلي، ليوسف اليوسف.
9 - قضايا الشعر الجاهلي، لعلي العتوم ... إلخ.
سؤال: طه حسين ادعى في المحكمة أنه صاحب شخصيتين (شخصية مسلمة، وشخصية ناقدة) هل يصح ذلك؟
لا، قال تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} الأحزاب4
قال طه: "إن الدين حيث يثبت وجود الله ونبوة الأنبياء ويأخذ الناس بالإيمان بهما يثبت أمرين لم يستطع العلم أن يثبتهما .. فالعلم لم يصل بعد إلى إثبات وجود الله ولم يصل بعد إلى إثبات نبوة الانبياء.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العلم ينظر إلى الدين كما ننظر إلى اللغة وكما ينظر إلى الفقه وكما ينظر إلى اللباس من حيث أن هذه الأشياء كلها ظواهر اجتماعية يحدثها وجود الجماعة وتتبع الجماعة في تطورها بما تتأثر بما تتأثر به الجماعة.
إذن فالدين في نظر العلم الحديث ظاهرة كغيره من الظواهر، لم ينزل من السماء ولم يهبط به الوحي وإنما خرج من الأرض كما خرجت الجماعة نفسها". وهذه آراء الفيلسوف اليهودي دوركايم
رأيه في القرآن:
لاشك أن الباحث الناقد والمفكر الحر الذي لا يفرق في نقده بين القرآن وبين أي كاتب ديني آخر يلاحظ أن في القرآن أسلوبين متعارضين لا يربط الأول بالثاني صلة ولا علاقة مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن هذا الكتاب قد خضع لظروف مختلفة وتأثير بيئات متباينة .. فمثلاً نرى القسم المكي فيه يمتاز بكل ميزات الأوساط المنحطة، كما نشاهد أن القسم المدني اليثربي تلوح عليه إمارات الثقافة والاستنارة .. وإذا دققتم النظر وجدتم القسم المكي ينفرد بالعنف والقسوة والحدة والغضب والسباب والوعيد والتهديد، ويمتاز كذلك بتقطيع الفكرة واقتضاب المعاني وقصر الآيات والخلو التام من التشريع والقوانين، كما يكثر فيه القسم بالشمس والقمر والنجوم إلى آخر ما هو جدير بالبيئات الجاهلية الساذجة التي تشبه بيئة مكة تأخراً وانحطاطاً، أما القسم المدني فهو وديع لين مسالم يقابل السوء بالحسنى ويناقش الخصوم بالحجة الهادئة والبرهان الساكن الرزين، كما أن هذا القسم ينفرد بالتشريعات الإسلامية كالمواريث والوصايا والزواج والطلاق والبيوع وسائر المعاملات، ولاشك أن هذا أثر واضح من آثار التوراة والبيئة اليهودية التي ثقفت المهاجرين إلى يثرب ثقافة واضحة يشهد بها هذا التغيير الفجائي الذي ظهر على أسلوب القرآن.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي جولدزيهر".
رأيه في الرسول صلى الله عليه وسلم:
ونوع آخر من تأثير الدين في انتحال الشعر وإضافته إلى الجاهليين وهو ما يتصل بتعظيم شأن النبي من ناحية أسرته ونسبه من قريش فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبي يجب أن يكون من صفوة بني هاشم وأن تكون بنو هاشم صفوة بني عبد مناف وأن يكون بنو عبد مناف صفوة بني قصى، وأن تكون قصى صفوة قريش، وقريش صفوة مصر، ومضر صفوة عدنان، وعدنان صفوة العرب، والعرب صفوة الإنسانية.
"وهذه آراء الفيلسوف اليهودي مرجليوث". (7) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftn7)
قال الأستاذ أنور الجندي في بحثه (هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة): " الواقع أنه ليس هناك دليل من كتاباته الأخيرة أو آثاره من نص يمكن أن يدل على تغير هذه النظرة، بل إن كل الكتابات توحي بأنها أساس لفكرته عن الإسلام ومفهومه له.
*أقوى الردود على طه بخصوص (وحدة لغة الشعر الجاهلي)، ما كتبه أستاذي "عرسان الراميني، وقد فسرها، وأبان فيه أن ردود شوقي وجواد لم تكن بالمستوى المطلوب. ولا أدري إن كان البحث على الشبكة، وقد أحاول لاحقاً أن أجعل تلخيصه في المجلس.
أرجو أن تكفي لإثبات صدقي فيما أتيت به، وقصصته عليكم، والحمد لله رب العالمين.
(1) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref1) الأغاني: فذكر أبو عمرو الشيباني أنه لم يكن يرويه حتى سمع أبا حزام العكلي يرويه له.
(2) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref2) مثال: اليوسي في زهر الأكم: وكان الأصمعي ينكر نسبة هذا الشعر لامرئ القيس ويقول: امرؤ القيس لا يقول مثل هذا، وأحسبه للحطيئة.
(3) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref3) مثال: الأصفهاني في الأغاني: مالك بن الريب ... و قال قبل موته قصيدته هذه يرثي بها نفسه ... قال أبو عبيدة الذي قاله ثلاثة عشر بيتا و الباقي منحول ولده الناس عليه.
(( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref4)4) قال في المقدمة: وَتَارِكٌ بَعْضَ مَا ذَكَرَهُ ابْنُ إسْحَاقَ فِي هَذَا الْكِتَابِ ... وَأَشْعَارًا ذَكَرَهَا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشّعْرِ يَعْرِفُهَا.
(5) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref5) راجع للأول مقالة بعنوان "من تاريخ ونقد الشعر العربي القديم- 1861"، وللأخير مقالة بعنوان "ملاحظات عن صحة القصائد العربية القديمة-1871".
(6) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref6) راجع كتاب طه حسين كاملاً لكي تتبين لك العبارة.
(7) ( http://majles.alukah.net/newthread.php?do=newthread&f=10#_ftnref7) راجع أنور الجندي "هل غير الدكتور طه حسين آراءه في سنواته الأخيرة".(/)
الأدب في العصر الجاهلي
ـ[الطالب الإباضي]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 01:36]ـ
الأدب في العصر الجاهلي
مقدمة: يراد بالعصر الجاهلي في الدراسة الأدبية فترة محدودة تقدر بقرن أو قرن ونصف قبل ظهور الإسلام، وتعني كلمة الجاهلية السفه والطيش [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)، ثم صار إطلاقها دلالة على الوثنية والأخلاق القائمة على الحمية والأخذ بالثأر.
شبه الجزيرة العربية: تقع في الجنوب الغربي من القارة الآسيوية، يحدها نهر الفرات وبادية الشام شمالا، والخليج العربي وبحر عمان شرقا، والمحيط الهندي جنوبا، ومن الغرب البحر الأحمر. وتنقسم إلى خمسة أقسام من الناحية الإقليمية وهي: تهامة، نجد، الحجاز، اليمن، العروض.
القبائل العربية: تنقسم القبائل العربية إلى قسمين: شمالي وجنوبي، فالقسم الشمالي ينقسم إلى قسمين كبيرين: عدناني مضري، وهم عرب الشمال المنحدرون من عدنان ومضر ونزار1 ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)، من أهم قبائلها وقسم قحطاني انتقل من الجنوب (اليمن وحضرموت) بعد ضعف ممالكها سبأ، ذي ريدان وحضرموت، وبعد (سيل العرم) الذي خرَّب سد مأرب2 ( http://majles.alukah.net/#_ftn3). وقد تكتل العرب على أساس الأنساب في مجموعتين:
قحطانية يمنية: وتنتسب ليعرب بن قحطان، وتسمى هذه المجموعة العرب العاربة.
مضرية عدنانية: وتنسب لنسل عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وتسمى عربا مستعربة.
النظام القبلي: كان الرباط القبلي فيما بينهم العصبية القبلية، ودليل ذلك دريد بن الصمة إذ يقول:
وما أنا إلا من غُزيَّة إن غوت غويت وإن ترشد غُزية أرشد
أما النظام الذي كان يجمع بعض القبائل فهو نظام الأحلاف القاضي بالتناصر والتشارك بالغرم والغنم.
النظام الاجتماعي: كانت القبيلة تتألف من ثلاث طبقات: أبناؤها، وهم الذين يربطهم الدم و النسب، والعبيد، وهم الرقيق والموالي المجلوبون من البلاد المتاخمة خاصة الحبشة، والخلعاء الذين نفتهم قبائلهم ومنهم: تأبط شرا، الشنفرى، عروة بن الورد ...
الحياة العقلية عند العرب: كانت أبرز مظاهر حياتهم العقلية تجليات اللغة جماليا، وهو ما تمثَّل في الأدب عموما، والشعر والخطابة خصوصا، كما كانت عندهم معرفة بالأنساب والأنواء والطب.
أما إذا انتقلنا إلى المجال الديني، فقد تعددت الأديان وكان أكثرها عبادة الأوثان، وكان منهم من عبد القمر مثل كنانة، ومنهم من عبد الشمس وهو ما حدث في أجزاء من اليمن، كما نجد اليهودية في يثربَ واليمنِ، وانتشرت النصرانية في ربيعة وغسان والحيرة ونجران، ولا ننسى الحنفاء الذين لم يتبعوا دينا، وإنما اتجهوا لعبادة الله عز وجل اتباعا للنبي إبراهيم عليه السلام. وقد تميز أغلب العرب بأخلاق منها الذميمة كالوأد، لعب الميسر وشرب الخمر، والنبيلة مثل الكرم، وحماية الجار ... وكثيرا ما تغنوا بها في أشعارهم.
[/ URL]1- وأصدق ما يدل على ذلك الحروب التي نشبت بين أبناء القبيلة على أساس تافه كحرب داحس والغبراء، وحرب البسوس.
[ URL="http://majles.alukah.net/#_ftnref2"]2 (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) – من أهم قبائلها: قريش، ثقيف، عبد القيس، بنو حنيفة، تغلب، أسد، هذيل، قيس، عيلان وغطفان ...
3 ( http://majles.alukah.net/#_ftnref3) – من أهم قبائلها: كِنْدَة، الأزد، تنوخ، طيء، قُضاعة، خُزاعة ...(/)
قصيدة صوفية للشاعر عبد الغني النابلسي
ـ[الطالب الإباضي]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 01:45]ـ
كن مع الله ترى الله معك واترك الكل وحاذر طمعك
والزم القنع بما أنت له في جميع الكون حتى يسعك
بالصفا عن كدر الحس فغب واطرح الأغيار واترك خدعك
لا تموّه بك واطلب منك ما فرّ من يوم بشأن ضيعك
نورك الله به فكن مشرقا واحذر الاضداد تطفي شمعك
ثم ضع نفسك بالذل له قبل أن النفس قهرا تضعك
واعبد الله بكشف واصطبر وعلى الكشف توقى جزعك
لا تقل لم يفتح الله ولا تطلب الفتح وحرّر ورعك
كيفما شاء فكن في يده لك ان فرّق أو ان جمعك
في الورى ان شاء خفضا ذقته واذا شاء عليهم رفعك
واذا ضرك لا نافع من دونه والضرّ لا ان نفعك
واذا اعطاك من يمنعه ثم من يعطي اذا مامنعك
ليس يوقيك أذاه أحد وان استنصرت فيه شيعك
انما أنت له عبد فكن جاعلا في القرب منه ولعك
فز بوصل ان تراه واصلا واقبل القطع اذا ماقطعك
كلما نابك أمر فثق به واحترز للغير تشكو وجعك
لا تؤمل من سواه أملا انما يقيك من قد زرعك
ليت لو تشعر ماذا كنت من قبل مامولى الموالي اخترعك
كنت لا شيء وأصبحت به خير شيء بشرا قد طبعك
تابعا كن دائما أنت ولا تتمنى أنه لو تبعك
لمتى تبني كنيسات الهوى كسر الصلبان واهجر بيعك
ودع التدبير في الامر له واصنع المعروف مع من صنعك
واحتفظ حرمة من يبصر ان رمت فعلا أو تنادى سمعك
وهو الله الذي جلّ في عقل خف من عدم مبتدعك
كن به معتصما واسلم له لا تعاند فيه واهجر بدعك
هذه ملة طه خذ به لا تطع عنها قصورا دفعك(/)
من كلام الحسن البصري
ـ[الطالب الإباضي]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 06:25]ـ
• واحرص على العلم
وأفضل العلم: الورع والتوكل.
• واعلم
أن العبد لا يزال بخير
ما إذا قال .. قال لله
وإذا عمل .. عمل لله
• واعلم أن أحب العباد إلى الله ..
الذين يحببون الله إلى عباده، ويعملون في الأرض نصحاً.
• واحذر الرشوة
فإنها إذا دخلت من الباب خرجت الأمانة من النافذة.
• واحذر الدنيا فإنه قلّ من نجا منها
وليس العجب لمن هلك كيف هلك؟
ولكن العجب لمن نجا كيف نجا؟!
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا أخالك ناجياً.
ورغم هذا فالدنيا كلها: أولها وآخرها ما هي إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه بعض ما يحب
ثم انتبه!!!
• يا هذا كفى بالموت واعظاً، ورب موعظة دامت ساعة ثم تنقضي، وخير موعظة ما دام أثرها.
• نراع إذا الجنائز قابلتنا، ويحزننا بكاء الباكيات، كروعة ثلة لمغار سبع، فلما غاب عادت راتعات!!
ـ[الحامد لله]ــــــــ[28 - Nov-2010, مساء 10:15]ـ
الحمد لله ... جزاك الله خيرا اخي الكريم على نقل هذه الدرر(/)
نظرات في بعض مصادر الأدب (كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني)
ـ[أبوجعفر]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 02:55]ـ
نظرات في بعض مصادر الأدب
(كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني)
أبو المساكين عبد المجيد أيت عبو
إن من أكبر الأخطار التي واجهت العالم العربي من خلال المذاهب والنظريات الواردة على أيدي دعاتها وحملة ألويتها: مسألة المصادر والرأي في كتب المحاضرات وما سجله الرواة والقصاصون من أخبار، وهل تصلح مصادرا علمية يمكن الحكم عن طريقها على الأمم والمجتمعات حكما صادقا لا شبهة فيه. ومن اليقين الذي لا شك فيه أن كتب المحاضرات وروايات القصاص ليست مصادر علمية صحيحة، وإنما هي مصادر زائفة اعتمد عليها خصوم الأدب العربي والمنهج الإسلامي من أجل ترويج آراء كاذبة مضللة، ذلك أن هذه المؤلفات لم يكتبها علماء موثوق بهم، ولم تكتب وفق أصول العلم والبحث، وإنما كتبت للتسلية والترويح، وقصد بها جمع الفكاهات والنكات والأحاجي والقصص الصادق والكاذب لإغراق المجتمعات بالأوهام والأباطيل. وقد ارتفع صوت العلماء المحققين بالتحذير من هذه المصادر الزائفة التي تجمع أخبار الندماء والجلساء والمغنين والصعاليك والمضحكين أمثال إسحاق بن إبراهيم الموصلي، والمروزي وابن المرزبان وكذلك ما كتبه أبو بكر الصولي الذي كان من ندماء الراضي والمكتفي والمقتدر، وعرف بأنه من الظرفاء الجماعين. ومن هذه الكتب ثمار القلوب للثعالبي، وهو أديب يحب الفكاهة ويروي النكتة، وليس له اهتمام بالتمحيص والتحقيق. وقد كان من هؤلاء المؤلفين أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب الأغاني.
فإن الكثير من الباحثين في مجال الأدب والتاريخ يعتبر كتاب (الأغاني) مرجعاً من مراجع البحث العلمي والتاريخي، تؤخذ منه النصوص ليُستدل بها في قضايا الدين والاجتماع والتاريخ، والواقع أن الكتاب وضعه مؤلفه للملوك والخلفاء وأودعه مجموعة من الأصوات الغنائية للترويح عليهم بقصص ذوي الأهواء وأهل الفن، وأنه لا يدخل في باب المراجع الموثوق بها ولا المصادر العلمية، وهو إلى ذلك لا يستطيع أن يمثل صورة حقيقية للحياة السياسية والاجتماعية في مجتمع زاخر بأهل الصلاح والفضل من العلماء الفقهاء والزهاد والمؤرخين، وقد أكد أكثر من مصدر أن أبا الفرج الأصفهاني ليس مؤرخاً ولا يصلح كتابه لأن يكون مادة تاريخ؛ وإنما هو جَمّاع للقصص الصحيح والزائف الذي جمعه من الأسواق، وقد شهد عليه كثيرون بالانحراف. قال فيه معاصره الحسن بن الحسين النوبختي: "كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس، كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة، والدكاكين مملوءة بالكتب، فيشتري منها كثيرا من الصحف ثم يحملها إلى بيته، ثم تكون رواياته كلها منها". وكان يميل إلى الغلمان، ويشرب الخمر، مسرفا في الشهوات والملذات، وكان وسخا قذرا لا يعتني بنظافة جسمه وثيابه؛ قال عنه هلال بن المحسِّن كما نقل ذلك ياقوت في معجمه: "كان أبو الفرج الأصبهاني وسخا قذرا، لم يغسل له ثوبا منذ فصله إلى أن قطّعه، وكان الناس على ذلك يحذرون لسانه ويتقون هجاءه، ويصبرون في مجالسته ومعاشرته، لأنه كان وسخا في نفسه ثم في ثوبه وفعله". وقال عنه ابن الجوزي: "الغالب عليه رواية الأخبار والآداب، وكان عالما بأيام الناس والسير، وكان شاعرا، وصنف كتبا كثيرة منها: الأغاني .. روى عنه الدارقطني، وكان يتشيع، ومثله لا يوثق به وبروايته، فإنه يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب الأغاني رأى كل قبيح ومنكر". وقال الذهبي: "رأيت شيخنا تقي الدين ابن تيمية يضعِّفه ويتهمه في نقله ويستهول ما يأتي به". ومن آراء المحدثين فيه قول الأستاذ عبد العزيز البشري: "إن محاولة كشف الرجل عن آثاره المحفوظة لا تجدي كثيرا في الإبانة عن خلاله ومداخل عيشه .. فإنك لو التمست مثل هذا في أبي الفرج لخرج لك من آثاره أنه كان أجمل الناس سمتا، وأنظفهم بدنا وثوبا .. ولكن الواقع أنه كان من أشد الناس شرهاً، وأقبحهم مؤاكلة، وأقذرهم خُلُقا وثوبا، حتى ليصح فيه قول الشاعر:
وَسِخُ الثَّوب والعمامة والبِرْ ذَوْنِ والوَجه والقَفَا والغُلاَم".
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كتاب الأغاني وما شاكله من تلك المؤلفات ظلَّت مجهولة ضائعة حتى جاء المستشرقون في العصور الأخيرة فأعادوا طبعها وأذاعوها في العالم العربي كله، وأخرجوا أغلبها في طبعات فاخرة، وأوعزوا إلى تابعيهم من دعاة التغريب الإشادة بها والنقل منها واعتمادها مصدرا من مصادر التأليف.
يقول أحد الباحثين: "عجبت من جعل كتب الأدب التي يقصد بها عادة إلى الفكاهة ميزانا يوزن به رجال التاريخ وتؤخذ منه تراجم العظماء، ودهشت من جعل ما كان يفعله خلفاء العرب وقضاتهم على فرض ثبوته آية على تجرد العرب من الحضارة، ولو جعل آية على تجرد أولئك الخلفاء والقضاة أنفسهم من الفضيلة لكان أقوم سبيلا".
ولا شك أن مثل هذه المصادر والمراجع لا تكون صالحة لإصدار أحكام عامة وتاريخية وحاسمة على النحو الذي أصدره الدكتور طه حسين –وهو ليس بمؤرخ- اعتمادا على كتاب واحد وهو الأغاني، وعلى مجموعة من الشعراء الماجنين أمثال أبي نواس وبشار والضحاك وحماد عجرد، لأن يقول: إن القرن الثاني للهجرة كان عصر شك ومجون، وليس الأغاني في حقيقته مصدرا تاريخيا أو مرجعا علميا يمكن عن طريقه التماس الأحكام الحاسمة.
فالدكتور طه حسين أشاد بكتاب الأغاني في الكثير من كتبه، وجعله من المصادر الهامة لدراسة المجتمع الإسلامي. يقول في كتابه حديث الأربعاء: "ادرُسْ هذا العصر درساً جيدا، واقْرَأْ بنوع خاص شعر الشعراء وما كان يجري في مجامعهم من حديث؛ تُدهشْكَ ظاهر ة غريبة هي ظاهرة الإباحة والإسراف في حرية الفكر وكثرة الازدراء لكل قديم، سواء أكان هذا القديم دينا أم خلقا أم سياسة أم أدبا". وقال: "لم يعرف العرب عصرا أكثر فيه أصحابه من المجون، وأتقن الشعراء التصرف في فنونه وألوانه كهذا العصر". وقال مظهرا حبه وارتياحه للحالة التي صوّر بها تلك الحقبة: "إنما الذي يعنينا الآن أن هؤلاء الناس الذين وصفنا لك ما وصلوا إليه من شك في كل شيء، وإسراف في المجون واللهو، كانوا يجتمعون كثيرا اكثر مما كان يجتمع أسلافهم، وكانت اجتماعاتهم ناعمة غضة، فيها اللهو وفيها الترف، وكانوا لا يجتمعون إلا على لذة، إلا على كأس يدار أو إثم يقترف، وكانت اللذة والآثام حديثهم إذا اجتمعوا، يتحدثون فيها شعرا ونثرا، وكان الدين واللغة والفلسفة حديثهم أيضا، ولم تكن اجتماعاتهم تخلو دائما من النساء". وقال: "إن القرن الثاني للهجرة على كثرة من عاش فيه من الفقهاء والزهاد وأصحاب الشك والمشغوفين بالجد، إنما كان عصر شك ومجون وعصر افتتان وإلحاد عن الأخلاق المألوفة والعادات الموروثة والدين أيضا. وليس عندي شك أن هذا العصر لم يكن عصر إيمان ويقين في جملته، وإنما كان عصر شك واستخفاف، وعصر مجون واستهتار باللذات".
والواقع أن هذا المنهج الذي سلكه الدكتور طه حسين لم يكن إلا محاولة لإغراق الأدب العربي في بحار من التغريب والشعوبية وتدمير كامل لمقومات هذه الأمة من خلال السبح في كتاب الأغاني واعتماده أساسا لرسم صورة اجتماعية للأمة العربية، وهي صورة زائفة مغرضة مضطربة بعيدة عن كل مناهج العلمية والنظرة المنصفة.
إن صاحب الأغاني رسم لوحة خُلِق معدنها من الكذب والتمويه، وصُنِعت مادتها من الضلال والبهتان. وهو يحدثنا في مقدمة كتابه أنه قصد من هذا الكتاب اللهو والتسلية قبل أن يقصد العلم والتاريخ، وما أورده من شعر الماجنين وحياتهم لا ينهض دليلا على فساد عقيدة عصر وأخلاقه؛ فإننا إذا تتبعنا سيرة الفقهاء والمحدثين والزهاد في هذا العصر وجدناهم على مرتبة عريضة من اليقين والورع والزهد والاحتشام، منهم الحسن البصري، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومالك بن أنس، وأبو حنيفة النعمان، ومالك بن دينار، وعبد الله بن المبارك، وربيعة الرأي وابن سيرين والشعبي، فقد كانوا أنفع الناس للناس، وسيرتهم في العلم والزهد والتقوى يعرفها كل من عني بدرس حياتهم. فطائفة العلماء والفقهاء والمحدثين والزهاد مؤمنون محتشمون، وطائفة الشعراء والأدباء فيهم شك واستهتار ومجون إلا من رحم الله، فإذا أردنا أن نحكم على العصر يلزمنا أن نعرف: أطائفة الفقهاء والزهاد والمحدثين هم الذين يمثلون عصرهم ويعطون صورة صحيحة عنه أم طائفة الشعراء؟
إن القارئ لكتاب الأغاني يخيل إليه من كثرة مجون هؤلاء أنهم في جو يسيل فسقا ومجونا وإلحادا، لكن إذا تذكر أن صاحبه إنما عنى بتاريخ طائفة واحدة فقط هم الشعراء المغنون، وليس ذلك تاريخا لسائر العصر؛ لحمى نفسه من التورط في ذلك الحكم. وعلى الباحث أن يكون شديد الانتباه والتيقظ من النقل عن هذه الكتب التي ألح عليها المستشرقون ودعاة التغريب، وأولوها العناية، وأعادوا طبعها، وحرضوا أولياءهم من المُغَرِّبِين أن يتحدثوا عنها، وأن يحرضوا الباحثين على اعتمادها مراجع، وذلك لأنها تفسد الحقائق وترسم صورة غير صحيحة ولا صادقة للمجتمع الإسلامي.
من مراجع المقال:
- أبو الفرج الأصبهاني وكتابه الأغاني، محمد عبد الجواد الأصمعي.
- دراسة الأغاني، شفيق جبري.
- الإسلام على مشارف القرن الخامس عشر، أنور الجندي.
- موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (4/ 182 - 186) - أنور الجندي.(/)
الأدب العربي الحديث والتنكر للتراث
ـ[أبوجعفر]ــــــــ[05 - Oct-2009, صباحاً 03:05]ـ
الأدب العربي الحديث
والتنكر للتراث
بقلم: أبي المساكين عبد المجيد أيت عبو
ظهر في العالم العربي في ربع القرن الأخير جيل جديد من الأدباء والنقاد يفيد من إنجازات النقد الغربي المعاصر، ويتبناها ويبشر بها، مديراً ظهره إلى التراث العربي الذي أنجزته أمته خلال خمسة عشر قرناً، ويدعو إلى قطع كل صلة بالمنجز النقدي والأدبي العربي القديم، ويهرف بما لا يعرف، ويكتب أدبا غير مفهوم؛ سائراً في تيار الحداثة الغربي، ولا يكُفّ بعض هؤلاء عن معاداة عقيدة الأمة، والطعن في نصوح الوحيين اللذيْن يعوقان مشروع التجديد في زعمهم وفي مفهومهم الذي يعني الانحياز إلى إنجاز العقل والتنوير، وكأن الإسلام أو الوحي يُعادي العقل الحقيقي أو يدعو للظلام. فهؤلاء يرون أن الدين تجربة مجتمع، ونتاج ظروف وبيئة معينة، ويرون أن الاجتهاد الذي تحتاجه ثقافتنا العربية هو الجهد البشري المطلق من كل قيد، الذي لا علاقة له بالنصوص. كما أنهم يسعون إلى تحسين وتزيين مصطلحات خسيسة زائفة لا علاقة لها بالإسلام؛ فهي إما كَنِيسِيّة المصدر، أو ملحدة، كمصطلحات: الحتمية، والعقلنة، والأصولية، والتنوير، والحداثة، والعلمنة، والمعاصرة، ونشرها على الألسن حتى تصيرَ مستساغة مقبولة، وتجدَ بين المسلمين من يدعو لها.
إن هذا التيار المشؤوم واجه التراث العربي القديم مواجهة عنيفة؛ إما برفضه بالكلية واعتباره من مخلفات عصور الظلام والانحطاط والتخلف -كما عند غلاة العلمانية- أو بإعادة قراءته قراءة عصرية -كما يزعمون- لتوظيفه توظيفاً علمانياً من خلال تأويله على خلاف ما يقتضيه سياقه التاريخي من قواعد شرعية، ولغة عربية، وأعراف اجتماعية. ولعل من الأمثلة الصارخة للرافضين للتراث، والمتجاوزين له: كاهن الحداثة أدونيس، و محمود درويش، والبياتي، وجابر عصفور، وفؤاد زكريا، والطيب تيزيني، ومن سلك دربهم وشايعهم.
أما الذين يسعون لإعادة قراءته وتأويله وتوظيفه فمن أشهرهم: حسن حنفي، ومحمد أركون، ومحمد عابد الجابري، وحسين أحمد أمين، ومن على شاكلتهم، ولم ينج من أذاهم شيء من هذا التراث في جميع جوانبه.
وقد يعجب القارئ حين يتبين له أن أولئك الغربيين الذين يفتخر بهم هذا التيار الحداثي، ويعتز بهم في كل مجلسومحفل، من المثقفين الأوروبيين والمستشرقين وغيرهم، لهم موقفهم الساخر المستَغْرَب من ركام ما سموه بالشعر الحر، وغيره من أدب التغريب: يقول المستشرق الإيطالي إيجنازيو سيلوني للأدباء العرب: "إن الطبيعة تأبى أن تعترف بأدب عام لأقوام اختلفت أمزجتهم وعقلياتهم، وتفاوت ميراثهم النفسي والحضاري، ولهذا نود أن نقرأ أدبكم عربياً متميزاً؛ لأنه إنما يأخذ مكانته أدباً عالمياً بتفرده وأصالته".
فعبارة هذا المستشرق هي أبلغ ردّ على دعوى العالمية البلهاء التي يدّعيها الحداثيون سواء في الشعر أم في النثر، ويسوّغون بها مسلكهم الشائن في التغريب، وسقوطهم كالذباب على موائد الغرب. فالأدب لا يكون عالمياً بالمحاكاة الفجة، ولكن بالتفرد والأصالة. والأديب العربي لا يكون عالمياً إلا بأصالته العربية.
وثمة مقولة أخرى صدرت عن الناقد الإنجليزي ستيفن سبندر عندما حضر مؤتمر الأدب العربي المعاصر لذي انعقد بروما في أوائل الستينيات، فقد استمع سبندر إلى أدونيس، وهو يلقي كلمة يدعو فيها صراحةً إلى هدم القديم، يومها وصف سبندر كاهن الحداثيين المارق بالتطرف، ووضع أمامه نماذج للتجديد والمجددين في الأدب الإنجليزي الحديث، وكيف أن هذه النماذج المجددة قد بدأت من أرضية الأصالة؛ فالشاعران: إليوت، وماثيو أرنولد وهما من الشعراء الكبار، وهما في الوقت نفسه ناقدان أصيلان، لم يهملا التراث الشعري القديم، بل هضماه هضماً، وأبقيا منه ما هو جدير بالبقاء، ثم زادا عليه، فجاء الشعر عندهما مبنياً على أسس متينة وجذور عميقة، ثم انتهى الناقد الإنجليزي إلى أن وصف منحى أدونيس ويوسف الخال بالتطرف والضياع وعدم الحكمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا لا نرفض التجديد، ولا يرفضه مثقف لديه أدنى قدر من الوعي بحركة الحياة ومسيرتها الحتمية نحو التطور، لكننا نرفض التغريب الذي يستهدف تذويب هذه الأمة والقضاء على كيانها وهويتها والتنكر لوجودها وأصالتها، تحت ستار العالمية، نرفض هذه الفوضى الضاربة بأطنابها في كل مكان، في الساحة الأدبية الثقافية، فوضى باسم الإبداع، وفوضى باسم النقد، وانغلاق دائرة التواصل بين حملة الأقلام من جانب والقراء من جانب آخر، فالشعار المرفوع الآن على الساحة الأدبية: "إذا أردت أن تنضم إلينا فاكتب ما لا يفهم وقل ما لا يفهم" انغلاق في الإبداع، وانغلاق في النقد، وانغلاق في الدراسات اللغوية؛ فهناك مجلات تكتب بلغة خاصة، وكتب تؤلف بلغة خاصة، لغة فيها غموض وإيهام، ورموز وطلاسيم، ورداءة وتكلف، وركاكة باردة، وألفاظ متنافرة، ومعان سخيفة ساذجة.
وثمة كلمة أخرى للمستشرق الفرنسي الشهير شارك بيلاّ فيها: "أنا أقرأ الأدب العربي القديم وحده ولا أقرأ الحديث؛ لأنه أدب أوروبي مكتوب بحروف عربية".
ونقول لأدبائنا ونقادنا ممن يسيرون هذا المسار: إذا كان الكتاب المقدس هو العمود الفقري للآداب الأوربية في شتى عصورها كما يقول عبد الواحد لؤلؤة، فلماذا انصرفتم عن كتابهم المقدس القرآن الكريم الذي أعيا البلغاء والفصحاء عن أن يأتوا بمثله! لماذا تنكرتم له وخلفتموه وراءكم ظهريا، لماذا سلكتم في الدعوة إلى الكفر والإلحاد شعابا، والتشكيك في الدين طرائق قددا، منها الطعن في اللغة الجاهلية من منظوم ومنثور، وقذف رواتها بخلق الإفك وشهادة الزور، ودعوة الناطقين باللسان العربي المبين إلى هجر أساليب الأولين، واتباع أساليب المعاصرين، واستبدال اللغة العامية بلغة القرآن المضرية؟! إن الغرض من هذا وذاك هو صد المسلمين عن هداية الإسلام، وعن الإيمان بإعجاز القرآن، فإن من أوتي حظا من بيان هذه اللغة، وفاز بسهم رابح من آدابها، حتى استحكمت له ملكة الذوق فيها، لا يملك أن يدفع عن نفسه عقيدة إعجاز القرآن ببلاغته وفصاحته، وبأسلوبه في نظم عبارته.
إن هؤلاء يريدون من الأديب العربي أن يكفر بأدب لغته التليد، ويترك السبح في بحارها، والاقتباس من أنوارها، وينسلخ من سليقته العربية، ويتبرأ من فطرته الإسلامية، ويتكلف تقليد الغربيين في ترك القوافي والأوزان العربية، ويتنحل المعاني اللاتينية الإغريقية، فيكون في عداد المجددين، ويهدم ما استطاعة مما لأمته من لغة وأدب ودين.
ومن الغريب أن عمدة دعاة الزندقة في هدم مقومات هذه الأمة ومشخصاتها وصفها بـ (القديمة)، وشبهتهم أن كل قديم فهو قبيح يجب تركه، ومن المعلوم بداهة أن حسن الأشياء وقبحها الحقيقيين في ذاتها وفائدتها، لا في قدمها وجديتها، وما من قديم إلا وقد كان جديدا، ولا جديد إلا وسيكون قديما، ومن لا قديم له لا جديد له؛ بل لا وجود له، وإنما الأمم بتاريخها، ومَثَلُ من يحاول هدم تاريخ الأمة لأجل تجديدها كمثل من يحاول هدم بنية كل فرد منها ليجدد له بنية أحسن منها، نَعَم كل حي يحتاج من حين لآخر إلى جديد يكون مددا لقديمه لا هادما له، ومصلحا لما فسد منه، ومن عجيب أمر هؤلاء أننا نراهم يدعون انتحال ما هو أقدم مما يذمون من قديم أمتهم كالأدب الإغريقي، والشعر الإغريقي، الذي هو دون الأدب والشعر العربي الجاهلي والإسلامي، والحق أن كلمة الجديد والتجديد كلمة خادعة للشباب الناشئ، مستهوية لخيالهم، لأنهم لا يريدون إلا جعل هذه الأمة لقمة سائغة لسادتهم المستعمرين، بتقطيع ما يربط بعضها ببعض من لغة وأدب وتشريع ودين.
من مراجع المقال:
- مجلة البيان-العدد 134 شوال 1419 - فبراير 1999 (ص: 38).
- مختار المنار لعبد العزيز آل الشيخ (3/ 46).
- البحث عن المعنى لعبد الواحد لؤلؤة (ص: 97).(/)
من أجمل ماقيل في الأقصى .. !!
ـ[الراجية رحمة الله وعفوه]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 06:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لكم يندى الجبين مما يحل بالمسلمين
.. ولكم ينزف القلب دما من ذلك الحال المرير .. كنت أتصفح النت فإذا بي أقرأهذه القصيدة فأعجبتني ... فنقلتها لكم
ولكن أستحلف بالله كل من يقرؤها .. أن يدعوَ لإخوانه المسلمين في كل مكان وأن يدعوَ لفلسطين وافغانستان والعراق بقية أراضي المسلمين بأن يعجل الله في تحريرها من براثن المعتدين الغاصبين ويفرج كرب إخوانه المسلمين ويعيد لهم مجدهم وعزتهم بنصرة الدين وإليكم ما قرأت:
أبتاه دعني أستضيفُ حبيبنا الأقصى .... لنعرف قلبه كيف انفطر؟
أنا ذاكم الأقصى المروع أمنه ... رتعت كلاب الأرض فيه و ما المفر؟
ذبحوا الكرامة يا أخي بخناجر مسمومة .. بالله ما يغني الحذر؟
لم يرحموا طفلاً ... ولا شيخاً ... ولا حتى النساء أوَ كلُّ هذا يُغتَفر؟؟
ما أكثر الشهداء .. الا أن في سفك الدم الزاكي بريق يحتضر
حرمٌ .... حراام يا أخية ضياعه لكن أمتنا غثاء مندثر
أين السلام؟ .. أبين أنياب الذئاب؟ .... عقولهم ذهبت ... وكتفها الخور
وينددون .. ويشجبون ... وقد مضى زمن الكلام يكاد قلبي ينفجر
أطفالكم يتمتعون ويلعبون بقربكم .... أمنوا الخطر
أطفال غزة يذبلون ...... فأدركوا يا مسلمون .. بكاؤهم يُبكِي الحجر
ويجوعون ... يشردون .... يقتلون ... يحرقون ... فأين أنتم يا بشر؟!؟!!
والدرة العصماء ..... والدرة العصماء تصرخ ويلكم أو هكذا عرضي .. دمي .. شرفي .. هدر؟!
عذراً أخية مُلِئَت صدرك بالجراح وعن جوابك لم أشأ أن أعتذر ....
أبتاه هل تبقى حزيناً مظعناً؟ هل من خلاص؟ أم عناؤك مستمر؟!
لا يا بني أصبر ... فكم لك من أخ قهر الصعاب بعزة لما صبر
لا أستكين وأنما هي فتنة .. ليميز مولاك الأعق من الأبر
لم أستكِن لظالم متجبر ... فالله قاسمه أجل ..... وسننتصر
ربااه فاهدِ بنيَّ واجبر كسرهم وأنر بنور الحق مهجة من شكر
واجعل جنان الخلد مأوى صابر عشق الردى واغسله في أصفى نهر
ـ[بن رشيد]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 11:58]ـ
اللهم احفظ المسجد الأقصى والمرابطين فيه من كل سوء وانصرهم على اليهود الغاصبين
وارزقنا صلاة في المسجد الأقصى قبل مماتنا
جزاك الله خيرا أختي الكريمة(/)
قصيدة بعنوان: أختاه هذا أوان الجد
ـ[أبوجعفر]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 02:27]ـ
أختاه هذا أوان الجد
شعر: أبي المساكين عبد المجيد أيت عبو
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه قصيدة ألقيتها بمناسبة الاحتفال الأول لغرفة منزلة المرأة في الإسلام في برنامج البالتولك على شبكة الأنترنت:
أَهْلاً وَسَهْلاً بِحَفْلٍ طَيِّبِ الأَثَرِ ... عَذْبٍ نَقِيٍّ كَمِثْلِ العَنْبَرِ العَطِرِ
أَهْلاً وَسَهْلاً بِكُلِّ الحَاضِرِينَ وَمَنْ ... ظَلُّوا حُمَاةً لِهَذَا الشَّأْنِ بِالسَّهَرِ
فَاللهُ يَجْزِيهِمُ خَيْرَ الجزَاءِ ... بِمَا قَدْ قَدَّمُوا مِنْ عَظِيمِ النَّفْعِ مُقْتَدِرِ
مِنِّي إِلَيْكُمْ سَلاَمُ اللهِ مَا طَلَعَتْ ... شَمْسٌ وَمَا غَنَّتِ الوَرْقَا عَلَى الشَّجَرِ
وَبَعْدُ قَدْ حَازَتِ النِّسْوَانُ ... مَنْزِلَةً عَظِيمَةً فَاهْنَئِي أُخْتَاهُ وَافْتَخِرِي
وَاسْتَوْصُوا خَيْرًا بِذَاتِ الخِدْرِ إِنَّ لَهَا ... حَقًّا عَظِيماً كَمَا قَدْ جَاءَ فِي الخَبَرِ
فَأَبْشِرِي دُرَّةَ الإِسْلاَمِ وَابْتَهِجِي ... لاَ تَتْرُكِي قَدْرَكِ الأَسْمَى وَلاَ تَذَرِي
أُخْتَاهُ هَذَا أَوَانُ الجِدِّ فَاجْتَهِدِي ... وَلاَ يُكَبِّلْكِ حَبْلُ العَجْزِ وَالضَّجَرِ
أُخْتَاهُ هَذَا أَوَانُ الجِدِّ فَاتَّبِعِي ... نَهْجَ الكِتَابِ وَمَا فِيهِ مِنَ العِبَرِ
أُخْتَاهُ هَذَا أَوَانُ الجِدِّ قَدْ بَرَزَتْ ... أَيْدِي الأَعَادِي بِنَشْرِ الشَّرِّ وَالخَطَرِ
بَغَا عَلَيْكِ أُنَاسٌ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ ... يُلْقُونَ حَبْلَ العِدَا كُونِي عَلَى حَذَرِ
وَلاَ تُبَالِي بِأَعْدَاءٍ قُلُوبُهُمُ ... غُلْفٌ وَمَلْئَى بِكُلِّ الحِقْدِ وَالشَّرَرِ
بِاسْمِ المسَاوَاةِ وَالتَّحْرِيرِ قَدْ زَعَمُوا ... إِخْرَاجَ مَوْءُودَةٍ مِنْ سَافِلِ الحُفَرِ
حَتَّى تَرَى النُّورَ فِي عَصْرِ الرُّقِيِّ وَلاَ ... تَكُونَ مَقْمُوعَةً بِالآيِ وَالسُّوَرِ
بَلْ تَنْبُذُ الكُلَّ إِنْ رَامَتْ سِيَادَتَهَا ... طُرًّا وَتَقْفُو نِسَاءَ الغَرْبِ فِي الأَثَرِ
وَالمَارِقُونَ لَعَمْرُ اللهِ غَايَتُهُمْ ... نَزْعُ الحَيَاءِ وَنَزْعُ السِّتْرِ عَنْ دُرَرِ
هَلْ تَسْتَوِي غَادَةٌ بِالوَحْيِ قَدْ حُفِظَتْ ... وَمُومِسٌ عَاهِرٌ مَأْوَاهَا فِي سَقَرِ
كَلاَّ فَذَا مَنْهَلٌ عَذْبٌ وَذَا عَكِرٌ ... شَتَّانَ بَيْنَ هَشِيمِ النَّبْتِ وَالزَّهَرِ
وَلاَزِمِي السُّنَّةَ الغَرَّاءَ وَاعْتَصِمِي ... بِمَنْهَجِ المُصْطَفَى مِنْ صَفْوَةِ البَشَرِ
عُضِّي عَلَيْهَا فَإِنْ تَرْضَيْ بِهَا سَنَداً ... أَدَامَكِ اللهُ فِي صَفْوِ بِلاَ كَدَرِ
وَلْتَطْلُبِي العِلْمَ يَا أُخْتَاهُ جَهْدَكِ لاَ ... يُثْنِيكِ عَنْ ذَاكَ مِنْ عَجْزٍ وَلاَ كِبَرِ
فَالعِلْمُ أَشْرَفُ شَيْءٍ فِي الوُجُودِ وَقَدْ ... أَقَرَّ ذَا كُلُّ ذِي سَمْعٍ وَذِي بَصَرِ
وَالعِلْمُ كَالغَيْثِ تَهْتَزُّ الرُّبَا طَرَباً ... لَهُ وَتَسْمُو بِزَهْرٍ وَافِرٍ نَضِرِ
وَالعِلْمُ لَوْلاَهُ عَاشَ النَّاسُ فِي ظُلَمٍ ... وَبُدَّدَ الشَّمْلُ فِي الأَفْرَادِ وَالأُسَرِ
وَذَا زَمَانٌ إِذَا صَاحَ الجَهُولُ بِمَا ... يُزْرِي لَقَالُوا سَمَا بِالعِلْمِ وَالفِكَرِ
وَمَا دَرَى القَوْمُ جَهْلاً أَنَّ عَالِمَهُمْ ... غَمْرٌ جَهُولٌ يَدُسُّ السُّمَّ فِي الخَبَرِ
لَقَدْ فَشَا الجَهْلُ مِثْلَ الدَّاءِ فِي زَمِنٍ ... فَالنَّاسُ مَعْلُولَةٌ مِنْ ذَلِكَ الضَّرَرِ
وَصَارَ عِلْمُ الهُدَى وَالوَحْيُِ بَيْنَهُمُ ... أَعَزَّ مِنْ أَحْمَرِ اليَاقُوتِ فِي الدُّرَرِ
بِاللهِ فَاسْتَنْصِرِي للهِ فَاحْتَسِبِي ... وَشَمِّرِي وَانْهَضِي لِلْعِلْمِ وَابْتَدِرِي
وَاعْتَزِّي بِالصَّحْبِ فَالأَخْلاَقُ قَاطِبَةً ... تَنْهَالُ مِنْ صَفَحَاتِ السَّادَةِ الغُرَرِ
هُمْ أَفْضَلُ الرَّكْبِ تَسْتَنُّ المُطِيُّ بِهِمْ ... وَمِنْ تُقَاهُمْ تَجُودُ السُّحْبُ بِالمَطَرِ
تَشَبَّهِي بِالنِّسَاءِ الصَّالِحَاتِ ... وَمَنْ سَمَا عُلاَ المَجْدِ مِثْلَ الأَنْجُمِ الزُّهُرِ
وَشَابِهِي أُمَّهَاتِ المؤْمِنِينَ ... وَمَا أَتَى عَنِ القَوْمِ فِي عُسْرٍ وَفِي يَسَرِ
فَكَابِدِي دُرَّةَ الإِسْلاَمِ وَاصْطَبِرِي ... وَاحْمِي حِمَى مِلَّةِ الإِسْلاَمِ وَافْتَخَرِي
فَأَنْتِ بَيْنَ نِسَاءِ الكَوْنِ جَوْهَرَةٌ ... عَظِيمَةُ الشَّأْنِ نِبْرَاسٌ لِمُفْتَخِرِ
ـ[عنقاء فلسطين]ــــــــ[08 - Oct-2009, مساء 09:23]ـ
جزيت خيراً
ـ[ام سمية]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 02:58]ـ
قصيدة رائعة
ـ[راية الأسلام]ــــــــ[21 - Oct-2009, مساء 09:10]ـ
رائع ... جدا ... جدا .... جدا
أعجبتني كثيرا ..... جزاك الله ووالديك الجنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[اسلام ابوسحلي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 03:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة رائعة
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[حاتم الجزائري]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 10:50]ـ
بارك الله فيك ... قصيدة جميلة
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[03 - Jan-2010, مساء 11:45]ـ
بارك الله فيكم وجزيتم
ـ[بركتنا]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 10:35]ـ
ما شاء الله تعالى
قصيدة رائعة ومتميزة
وكلمات قوية وقوية(/)
اهدي اليكم بيتين من الشعر نشئت في خاطرى
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 06:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهدي اليكم بيتين من الشعر نشئت في خاطرى .. والله اعلم
علماً اننى لأعلم الوزن والقافية الا قليلاً
ومسموح للأخواة اضافة بيتين أذا امكن ذلك
اولأكى شديد الطبع منظبط .. رقيق القول سريع الفهم انظبطا
انار العلم قلب الجهل معتقدى .. راع العليا مجتهداً ومرتبطا
اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ـ[صالح غيث]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 10:37]ـ
لا أدري ما معنى هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[07 - Oct-2009, مساء 11:40]ـ
لا أدري ما معنى هذا الكلام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اسعدنى مرورك
وماذا لو بدلنا في امكان كلمات القوافي
منظبط , انظبطا , معتقدى , ومرتبطا
هل ستصل الى مايرضيك ويوصلك الى غير لاأدري
تحيتى وتقديرى(/)
خاطرتان من خواطرى
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Oct-2009, مساء 08:55]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
ففى أثناء راحتى و فراغى تتوارد على الخواطر و الفكر، فأقيد منها ما أستطعت، و يتفلت أكثره، فلا أستطيع استخلاصه من جند النسيان فيذهب مع الريح، فألقى باللائمة على نفسى لاخلادها الى الدعة و الخمول.
هاتان خاطرتان مما وفقنى الله فى اصطيادهما، و وفقنى لحفظهما فى الذهن، فأحببت أن لا أبخل بهما على اخوانى، و الخاطرتان هما:
الخاطرة الأولى:
مهما شربت من ماء الحياة عسى أن تدوم، فسيأتى اليوم الذى من مجلسك لا تقوم.
الخاطرة الثانية:
عجبت للمتعالم .. يقرأ فى الصباح، و فى الليل يبدأ فى الصياح.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - Oct-2009, مساء 09:00]ـ
ما شاء الله ...
لا تنس أخي العزيز والمحبوب أن تضع في جيبك أو تحت الوسادة ورقة وقلم حتى لا تنفلت مثل هذه الخواطر الجميل من ذهنك عند ورودها ثم شرودها دون صيدها فتحرم نفسك وتحرمنا معك .. انتبه (ابتسامة)
حفظك الله ورعاك أخي أحمد
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[08 - Oct-2009, مساء 11:48]ـ
جزاك الله خيرا، شيخى أبا عبد الرحمن، كلامك قد أثلج صدرى، و طمأن قلبى، لا حرمنا منك و من علمك، و نفعنا منك.(/)
سَوْأةَ الأذْيَالِ!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[09 - Oct-2009, صباحاً 03:12]ـ
سَوْأةَ الأذْيَالِ!
شيطانُ فِسْقٍ في النِّفاقِ يُغَالي
لَوْحٌ .. تُحرِّكُهُ يَدُ الأنذالِ!
شَيءٌ .. يُلَطِّخُ ظِلَّهُ بقبَائحٍ
ذَيْلٌ .. ويَكشِفُ سَوْأةَ الأذْيَالِ!
قَزَمٌ .. و يقفزُ وَ هُوَ مُنقَلِبٌ
يَعلو إلى قَاعِ الشَقا .. لِسِفَالِ!
يَرمي السَّماءَ ببَعضِ شَتمٍ .. حَالُهُ:
إنْ قلتُ كلَّ الشَتْمِ .. ما يَبْقَى لي؟!
يَحْيَا بقلبٍ مَيِّتٍ .. و لِسَانُهُ
نَتِنٌ .. بِلا عِلْمٍ .. برَأسٍ خَالي!
بُوقُ الفسَادِ .. نَشَازُهُ مُتَتَابعٌ ..
صَوْتُ الهَوى .. وقصِيْدَةُ الجُهَّالِ!
يَطَأُ النُّصوصَ .. وليسَ يَعْبُدُ ربَّهُ
إلا بـ ثوب الشَّكِ .. ثوبٌ بَالي!
طَعَنَ الثَّوابتَ .. لا يريدُ دِيَانة ً
باسْمِ الحضَارةِ خاضَ في الأهْوَالِ!
سَبَّ الكِرَامَ بِخِسَّةٍ .. يا وَيْحَهُ!
أَتُرَاهُ مَسَّ جَنَابَ شَهْمٍ عَالِي؟!
كلاَّ و ربِّي .. لا فلاحَ لِـ ثُلَّةٍ ..
رضَعُوا فِعالَ خِيَانةٍ و ضَلالِ!
مُذْ قالَ عَالِمُنَا الفَضِيلُ وصيةً:
الموتُ .. خَلْطُ نِسَائنا برجَالِ!
و مضَى بنورِ الوَحْيِ يَنْثُرُ عِلْمَهُ
أَكْرِمْ بـ (سَعْدٍ) .. مَضْرِبَ الأمْثَالِ!
رَفَعَ البيانَ .. يَحُفُّهُ عِطْرُ الهُدَى
و الأمنُ يَنْبَعُ مِنْ يَدِ الأبْطَالِ!
سَارَتْ جُيوشٌ قد تَولَّى كِبْرَهَا
(وثنُ) الخيَانةِ .. سَاجِدٌ لـ (جَمَالِ)!
مَا ضَرَّ (سَعْدَاً) إِنْ تَكَالَبَ ثُلَّةٌ
عُرِفُوا بِ سُوءِ طَويَّةٍ و فِعَالِ!
مَا ضَرَّ (سَعْدَاً) أَنْ تَرَجَّلَ عِزَّةً
عن مَنْصِبٍ فَانٍ مَضَى لِزوَالِ!
إنَّ المنَاصِبَ تَزْدَهي برِجَالِهَا
و لهَا حَنينٌ إِنْ ترَجَّلَ غَالي!
هذَا الصِّرَاعُ .. إرادةٌ مِنْ ربِّنَا
يَعْلُو التَّقيُ و يَخْبُو صَوتُ بَطَّالِ!
و اللهَ نرْجُوا أَنْ يَحُفَّ بلادَنَا
بالأمنِ و الإيمَانِ و الأفْضَالِ!
هذَا الخِطَابُ مشَاعِرٌ سَطَّرتُهَا
و خِتَامُهُ .. بَيْتُ القَصِيْدِ التَّالي:
الكَونُ يُشْرِقُ مِنْ سَنَا عُلَمَائِنَا
و الأرضُ تَتْفُلُ عنْهَا كلَّ ليبرالي!
/
أبيات: كاسر
(أظن الشطر الثاني من البيت الأخير مكسور)(/)
من قائل هذه الأبيات!
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[10 - Oct-2009, صباحاً 12:53]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
من قائل هذه الأبيات!
ياراوىَ الشعر قمْ رتله ترتيل .. واجعله سهلاً فلا يحتاجُ تأويلا
واخترْ لنفسك ألفاظاً إذا نثِرتْ .. على الكتاب تخالُ الطرسَ مصقولا
وغصْ بحوَرالمعانى وانتخبْ دررا .. تقنى وتهدى لتاج الملك إكليلا
وأوجزِ القولَ عند المدح محتكما .. فمحكمُ المدح لا يحتاجُ تطويلا
__________
اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم(/)
من قائل هذه البيتين
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[10 - Oct-2009, مساء 11:05]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما وصلت هذه البيتين الى من يستحقها ممن كذبوا بانتسابهم
الى خير البرية النبى الامى الطيب الطاهر النقى محمد واله عليهم افضل الصلاة والسلام
ولكن السوال من قائل هذه البيتين .. ؟
قل للذى عن مذهب الحق اعتزل .. فلقد كذبت وفي ضلالك لم تزل
واذا ادعيت انك هاشمياً .. فلقد هشمت بطول قرنيك الجبل
اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ـ[ماجد احمد ماجد]ــــــــ[11 - Oct-2009, مساء 08:20]ـ
السلام عليكم
القائل هو الشاعر علي الدرويش شاعر مصري 1796 - 1853 ولد بالقاهرة واتصل بالخديوي عباس الاول وكان شاعره وهذه من قصيدة تتكون من 32 بيتا.
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[12 - Oct-2009, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم
القائل هو الشاعر علي الدرويش شاعر مصري 1796 - 1853 ولد بالقاهرة واتصل بالخديوي عباس الاول وكان شاعره وهذه من قصيدة تتكون من 32 بيتا.
اسعدنى ردك
قد كنت اعتقد انها مقتبسة او مستوحاة من الشعر القديم
او لماذا لم ترى النور من قبل .. ؟
هل هناك رابط او طريقة للوصول الى القصيدة ..
جزاك الله خيراً
ـ[ماجد احمد ماجد]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 03:35]ـ
تفضل هذه القصيدة وانا المنمون. ارجوا الدعاء لاخي بالشفاء
قل للذي عن مذهب الحق اعتزلْ وعن الرشاد إلى الضلالة قد عدلْ
عرضت نفسك للذين استمسكوا بالعروة الوثقى وقد بلغوا الأمل
وبذلت جهدك في السفاهة والخنا حتى وصلت إلى النهاية في الثقل
وغدوت تهجو من أساءك حظه حسداً فمثلك لا يسود ولا يُجَل
ولنا قريحتك القريحة أعربت عن أوهن الأبيات مما لم يقل
وظننت أنك قد نظمت قصيدة مع أنها شهدت بأنك مبتذل
وأتت تشير بأن ناظمها حوى جهلاً عظيماً قد أحاط به الخلل
إذ جئت فيها بالعجائب كلها ملحونة الألفاظ فاحشة العلل
لو كنت ذا لب لعابك عيبها فابشر فإنك لست ممن قد عقل
تعساً لفهمك في القريض فإنه لبوارد الأقوال بادر واتصل
فاستر عيوبك بالسكوت ودارها واختر لنفسك ناصحاً منها أجل
وارض الخمول فإنه لك نعمة كم بالظهور فتىً تعاظم ثم ذل
واعلم بأنك في انتسابك كالعقا ب فإنْ دعوتُك يا ابن حتة قل أجل
قد كنت في زمن الشباب مطية تسعى لمن يعلو وتعلى من سفل
واليوم حياك المشيب بمسخة لو شمتها أحدثت من فرط الوجل
كم ذا التغافل فاخش ربك واعتبر فعلى أصولك أنحس الأفعال دل
إن كنت ذا زعم بعزم هاشمٍ فلقد هشمت بطول قرنيك الجبل
وإذا ادعيت سيادةً بين الورى فلقد كذبت وفي ضلالك لم تزل
بل أنت في الخسران هاشم غاشم في طالع الأنكيس نجمُك أو زحل
يا نسل أوغادٍ وفرع أخسةٍ قد فقت في التزوير أرباب الحيل
فوصلت بالدعوى إلى طلب العلا ومن ادعى ما لا يليق به اختبل
وسعيت في طلب النقابة سابقاً فرددت مخذولاً وجانَبَكَ الجزل
ونسبت بين الناس أقبح نسبة ولقد عرفت برفض أسلافٍ أُوَل
والآن حل بك القضا فلعله يقضي عليك بأن ترد على عجل
وتعود فيما كنت فيه من المرا بين الأكابر والأصاغر والدول
فاصبر لنائبة أتتك فإنها جاءت بنقص من حظوظك والأجل
واحزن على ما قد أصابك وانتحب ودع الذي بين الورى لك قد أضل
إبليس هذا العصر أفجر من طغى كهف الأراذل من به ضرب المثل
لقد التجأت إليه تبغي نصرة فرميت نفسك في ميادين الفشل
وتبعته في الرأي وهو مغفلٌ ومرذل بين البرية أين حل
لكنها الأشكال تهوي بعضها فاتبعه فيما شئت من خبث العمل
فهو الذي لك قد سعى في منصب تاريخه هم القضا لك قد حصل
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[12 - Oct-2009, مساء 05:49]ـ
جزاك الله خيراً(/)
خاطرة
ـ[أحمد السكندرى]ــــــــ[17 - Oct-2009, صباحاً 12:36]ـ
الحياة هبة غالية من الله، الا أنها رخيصة فى سبيل الله.(/)
من قائل أين الحجازُ وأين لى كثبانُه
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[19 - Oct-2009, مساء 09:02]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم نبحث عن قائل هذه الابيات وعن تكملة البيوت الشعرية
أين الحجازُ وأين لى كثبانُه .. رتعتْ بها بْيَن الربا غزْلانهُ
ياحادىَ الأظغان لاتعجل بها .. ياليت يوَم البين ضاع أوانُه
بالله لاتعجلْ بها نحو الغضى .. فالصبٌ تحرق قلبًا نيرانهُ
إن هب ريحُ الحجاز تصاعدت .. زفراتهُ وتزايدتْ أشجانه
تحييه ذكرى ساكنى وادى النقا .. فتميلُ نحو حديثهم آذانه
------------------------------
اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
ـ[ابو سلوى]ــــــــ[24 - Oct-2009, مساء 08:29]ـ
اين انتم
اين الردود
ـ[محمد أمنزوي]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 11:07]ـ
هي للشاعر المصري إبراهيم مرزوق
انظرها كاملة في "موسوعة الشعر العربي" الإصار الأول(/)
قصيدة حلم تحت الثرى
ـ[الصواعق المرسله]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 09:23]ـ
1هل شموس آذنتنا بالمغيب ... هل دواء الداء قد أعيا الطبيب
2هل حبيب سوف يبقى مرسل ... بسهام الغدر أمال تصيب
3و عيون ليس يرقا دمعها ... تسكب الدمع فتسقيه القلوب
4هل ستبقى مبرمات نارنا ... ياله أمر بلا ريب عجيب
5أدمع تزكى لنار جذوة ****هل رأيتم قبل نار فى ذنوب
6ياله الدنيا و أفعال لها ... مالها ليست لمرغوب تجيب
7أظلمت فى مقلتى أرجاؤها ... وجهها المغبر يعلوه الشحوب
8لم يعد فيها لنا من ملجأ ... اذ أحاطتنا بألوان الكروب
9تصطفى الألام لى دون الورى ... فيذيب القلب هم لا يذوب
10دأبها رفعا فخفضا لم يزل ... ان بنا تعلو فلدنيا تؤوب
11ان أتت بالشمس فى اشراقها ... يسبق الاشراق للعين الغروب
12طالما منت فصدقنا المنى ... ثم لم تلبث مننا ان تخيب
13قد أذاقتنا افاويق الهنا ساعة ... حتى اعتقدنها تطيب
14 وبسطنا فى الفضا احلامنا ... باعثين الحب للكون الرحيب
15ناشرين الزهر فى كل الربى ... يملأ الدنيا بازكى عرف طيب
16وسمعنا الطير يشدو لحننا ... راقصا و الكون من شدو طروب
17واحتضنا فرحنا فى ساعة ... وصفها حسنا ارى اعيا الاديب
18فانثنت تهوى صروحا شدتها ... من قوارير مشيدات الخطوب
19اسقطت من حالق احلامنا ... حين لم ندرى الذى تحوى الغيوب
20لو درينا ما امنا مكرها ... تلكم الدنيا ولم نركن لديب
21خلت صدقا قولها لكنها ... اسفرت عن فعل خوان كذوب
22بيتت غدر فجلى صبحها ... بعد ضحك خدعة الخب الاريب
23اججت نار الاسى فى قلبنا ... صار كالعصفور فى وسط اللهيب
24ما دهنا اذ نولى وجهها ... مالنا موجاتها رن الكوب
25اعمينا عن تصاريف لها ... ام ظننا بالصبا تأتى الهبوب
26اه من ظن جميل انه ... اوثق القلب باظلال النحيب
27رد احلاما على اعقابها ... فاحتوتها فى ثنايها الدروب
28غيبت عنا فسآلنا الورى ... من اتى منكم على حلم سليب
29لم يجبنى غير صوت خافتا ... صوته اياى نادى من قريب
30اننى يا صاحبى اخترت الردى ... لا ارى لى بينكم عيش يطيب
31فاحفرن رمسى ووسدنى الثرى ... واتركنى فى احتضاراتى اغيب
32عانق الاحزان واجتر الاسى ... وابكنى خلى فما هذا يعيب
33ثم اجرى عبرتى من قوله ... لا تذرنى ههنا وحدى الغريب
34ان بنا تمرر فزرنا اننا ... لا نطيق البعد عنكم هل تجيب
35ايه يا حلمى سلام اننا بعدكم ... قد غالنا الحزن الرهيب
36 خبرونى هل لذنب كان ذا ... ام مننا من كبيرات الذنوب
37ام هى الدنيا على ذا خلقها ... ليس تدنى للمحبين الحبيب
38والمنى فيها سراب خادع ... مالنا فى نيله ادنى نصيب
39فاسئ ما استعطت ظنا انه ... من يسئ الظن بالدنيا اللبيب
ـ[نور السلفية]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 01:35]ـ
قصيدة ماشاء الله بارك الله فيك(/)
المسااااااافة بقلم الشيخ عبدالله العيادة (مميز!!)
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 12:02]ـ
الفكرة تقفز في ذهنك بلحظة دون سابق إنذار، والتعامل معها يكون مختلفا من شخص لاخرمن حيث الترجمة، فعادة الفرص قد لا تمر إلا قليلا، فمن يحسن اقتناصها، قد يصطاد كثيرا من النتائج الباهرة.
ما سبب هذه المقدمة.؟
في حياتنا اليومية تمر بنا كثير من الفرص الباهرة ونغفل عنها ونتركها تطير مع الريح دون أن نلتفت لها، ثم بعد برهة نتحسر كثير على فواتها، فرص الخير هي الأغلى والاثمن، فحياة المسلم مليئة بفرص الخير ولكن كثير منا قد يسوف ويتكاسل في استثمارها، ولو إنا اقتنصنا كل فرص الخير التي تمر في حياتنا اليومية لوجدنا أننا ادخرنا في صحائفنا من الحسنات الشئ الكثير بجهد يسير جدا، احسب أنت تلك الفرص التي لاحت لك وتركتها تمر دون أن تستثمرها، عندما مررت بذلك الرجل ولم تلق بالسلام عليه، كم من الحسنات فرطت بها.؟ وتلك العجوز التي جلست بباب المسجد تنتظر خروج المصلين يوم الجمعة، وهي تمد ذلك الكيس الممزق لعل نفسي ونفسك ونفسه تجود ببعض الريالات التي تمزقت من كثرة حبسها في الجيوب، ثم بعد مضيك تقول لنفسك وما يضيرني لو أعطيتها بعض الريالات قد تكون محتاجة.؟ والأشد ألما للنفس لو انك تهم بزيارة قريب لك ثم تتشاغل عنه فيفوت الوقت واذا بذلك القريب يسافر.
عموما المواقف كثير التي نفقد فيها كثير من الفرص، حتى الفرص المكسبية التي تعود علينا بالنفع المادي الربحي نجد أننا نفرط فيها بلحظة ونتحسر عليها بعد ذلك، عندما نطلق تلك الكلمة التحسرية التي دائما تفتح عمل الشيطان، لو إنا فعلنا كذا لكان كذا، ثم ننسى أن ما قدر الله سيكون، ولكن هناك لحظات يكون الخيار بيدك ورغم ذلك تسوف او يأتيك هاجس من قاع نفسك بالتريث إلى وقت آخر، ولو تأملت ذلك الهاجس لوجدت انه من الشيطان ليثنيك عن فعل الخير او النفع. ليجعلك فريسة للحسرات.
بقي أن أقول لك ما الذي دعاني لكتابة هذه الخاطرة؟
موقف هز وجداني وكياني، مساء السبت الماضي الموافق 28/ 5وبالتحديد بعد صلاة العشاء رأيت مؤذن مسجدنا الشيخ / عبد الله بن محمد السعوي، وكان قدم من أداء العمرة، وكانت المسافة التي تفصلني عنه حوالي ثمانية أمتار فقط، وكنت بعد الصلاة مرتبط بعمل آخر، فأتاني هاجس من قاع النفس اذهب لعملك خاصة أن هناك احد ينتظرك، والمؤذن ستراه صباحا عند صلاة الفجر او الظهر، فتجاوبت مع هذه الفكرة وخرجت من المسجد دون أن أراه او اسلم عليه، الساعة العاشرة صباحا يرن هاتفي الجوال، وكان المتحدث احد الجيران يقول لي خبرا نزل علي كالصاعقة ا ن أبا خالد مؤذن مسجدنا انتقل إلى رحمة الله (هو نفسه الشيخ عبد الله بن محمد السعوي)
لحظة ذهول وصمت وتفكر وتأمل ما اضعف البشر أمام عظمة الله واقداره، نؤمل ونخطط ونرسم معالم مستقبل لا ندري ماذا سيكون، وقد نغفل عن لحظة الرحيل المباغتة التي تبعدنا عن ما نؤمل مسافة قد لا نراه إلا يوم القيامة، بينما كنا لا نبتعد عن أملنا إلا أمتار يسيرة. كان ابوخالد في متناول يدي، ولكن لحظة التسويف أبعدتنا عن بعضنا مسافة طويل جدا جدا جدا، بقي أن اقول أن ابا خالد عمل مؤذنا في مسجدنا أكثر من أربعة عشر عاما، وكان يتمتع بخصلة نادرة قل أن تجدها، وهي طيب الأخلاق والمشعر، لذلك أحبه مرتادي هذه المسجد، ومن باب ذكر الخصال الحميدة له رحمه الله، وقد رأيتها بنفسي دون علمه، رأيت كثير من الصبية الصغار دائما يأتون إليه وهو جالس يتلو كتاب الله، ثم يقبلونه على رأسه فيبتسم ويمازحهم، لماذا هم يفعلون معه ذلك دون سواه.؟ لابد أن في الآمر سرا؟ والصغار عادة لا يحبون احد ألا إذا كسبوا منه شيئا، ففي يوم من الأيام دخل الصغار أنفسهم وأسرعوا إليه وقبلوه على رأسه، فقلت لعلي أرى السر في هذا، وبالروعة ما رأيت، اخرج من جيبه مجموعة من الريالات ثم قسمها بينهم، هذا هو السر إذا.؟ عمل يسير حازبه أجرا كبيرا.
مسافة قصيرة بيننا وبين العمل الرائع قد نتريث ونسوف فتكون المسافة ابعد ما بين المشرق والمغرب، فلنجرب أن نستثمر الفرص التي تلوح لنا وقد لا تأتي، مثل ذلك الشاب الذي خدم والدة المقعد مدة من الزمن وقد تخلى أخوته عنه، فلما دفنوه ونفضوا الغبار عن أيديهم ندموا اشد الندم، بينما هو امتزج الفرح بخلجات روحه، حيث مضى والده لحال سبيله وهو لم يقصر في خدمة، ذهب العنا وبقي الأجر. إذا كم هي المسافة التي تباعدنا أو تقربنا إلى رضا ربنا .. ؟
(رحمك الله اباخالد وأسكنك فسيح جناته والمسلمين عامة، آمين يارب العالمين)
بقلم الشيخ
عبد الله العياده
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[26 - Oct-2009, صباحاً 06:50]ـ
شكر الله لك هذا النقل المميز
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[21 - Nov-2009, صباحاً 05:13]ـ
وجزاكم الرحمن خيرا أشكر مروركم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قلب طيب]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 01:25]ـ
جزيتم خير الجزاء على النقل(/)
قراءة في أدب إعارة الكتب واستعارتها عند العرب - وهدان الحسن
ـ[حبيب المسلم]ــــــــ[27 - Oct-2009, صباحاً 02:54]ـ
قراءة في أدب إعارة الكتب واستعارتها عند العرب
وهدان الحسن
من المسلم به أن الأمم في كل العصور تزدهر وتتفتح ملكاتها بقدر اقبال أهلها على القراءة, وبقدر إقبالهم على تدوين معارفهم, ليقدموا منها للآخرين أطباقا شهية سائغة للطالبين ... وينطبق هذا القانون على الأمة العربية نفسها, خصوصا وقد عرفنا ما كان في الماضي من إبداع أبنائها وإسهاماتهم البناءة في الحضارة الإنسانية على الصعد كافة, لأنهم كانوا بالفعل أمة قارئة كاتبة, ولا يكاد يخلو بيت من بيوتهم من مكتبة عامرة أو متواضعة, فقد كانت المكتبة يوما أحد أركان البيوت, بل كان التنافس قائما على اقتناء الكتب, وإقامة صروح المكتبات الخاصة, وقد ازدهرت عند العرب تجارة الكتب بين المشرق والمغرب, وكان الناس يتسامعون بظهور الكتب عن بعد, ويتشوقون إلى استقدامها واستقدام أصحابها أنفسهم, وكان المغاربة الأندلسيون أكثر ولعا بكتب المشارقة, وكان المشارقة يتلقون بعض الكتب المتميزة من المغاربة, ومن ذلك أنهم سمعوا بكتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي, فاستقدمه البويهي الصاحب بن عباد, فلما قرأ مادته قال مقولته المشهورة: هذه بضاعتنا ردت إلينا, لأنه وجدها مادة مشرقية ولم يجد ما كان يتوقعه فيها من حديث عن الأندلس وأدبه.
وكانت سبل العرب إلى تحصيل الكتب متعددة منها الشراء ومنها المهاداة ومنها الاستئجار أو المبادلة, ومنها أيضا الاستعارة التي يغلب أن تكون بين المعارف والأصدقاء والمريدين.
ومن الطريف أن نقف على الطريقة الأخيرة التي اهتم العرب بآدابها, وذكروها في شعرهم, وانقسموا حولها ثلاث طوائف: أنصار الاستعارة, والمترددون في إعارتها, والممتنعون عنها.
وكانت ظاهرة الإعارة هذه مثار جدل بين الناس قديما, ولا زالت كذلك, لأن الإعارة بطبيعتها أخف السبل المذكورة آنفا مؤونة وأوفرها ربحا للقارئ المستعير, ولكنها كانت أثقلها وزنا وأكثرها رزءا لمقتني الكتاب أو المعير, لأن المستعير قد يبيح لنفسه من الحقوق في التصرف في الكتاب ما ليس له, كامتلاكه أو مماطلة صاحبه فيرده إليه بالتقادم أو الحياء, أو إعارته إلى غيره ليعود إلى صاحبه – إن كتب له أن يعود – ممزق الصفحات ومسودا على كلماته وعلى هوامشه بشتى الخطوط والملاحظات والتعليقات, وربما اضطر مالكه إلى شراء نسخة ثانية من هذا الكتاب المعار أو ذاك, إن وجدت منه نسخ في السوق حرصا منه على اقتنائه وبقائه في متناول يده, وهذا ما يحصل معنا اليوم ...
وقد رصدنا فيما يلي مواقف كل طائفة من الطوائف الثلاثة من الإعارة, وسنرى في أشعار كل طائفة ما أدلت به من الحجج لمواقفها وهي:
· أنصار الإعارة:
وهؤلاء كانوا يدعون إلى إعارة الكتب لمن يطلبها من غير قيد أو شرط وبذلها لطلاب العلم والمريدين, ومنهم أبو الكرم الجوزي إذ يقول:
كتبي لأهل العلم مبذولة
أيديهم مثل يدي فيها
متى أرادوها بلا منة
عارية ... فليستعيروها
حاشا أن أكتمها عنهم
بخلا, كم غيري يخفيها
أعارنا أشياخنا كتبهم
وسنة الأشيخ نمضيها
ومنهم أيضا أبو حفص الثعبي إذ يقول:
تمنع عن الأهل كتبك واغتنم
في كل وقت أن تعير كتابا
فمعيرها كمعير ماعون فمن
يمنعه لاقى الويل والأصابا
· المترددون في الإعارة:
وكان هؤلاء يسوقون الشروط والقيود التي يملونها على كل من تسول له نفسه أن يسألهم كتابا من كتبهم, وتفاوتت الشروط من المترددين, فكان منها ما هو سهل ميسر, كاشتراط رد الكتاب ليتصل حبل إعارة الكتب وإلا انقطع, ومن ذلك قول الشعراء:
ايها المستعير مني كتابا
ارض لي منه ما لنفسك ترضى
لا ترى رد ما أعرتك نفلا
وترى رد ما أعرتنيه فرضا
وفي ذلك قال آخر:
أعر صديقك ما حصلت من كتب
تفز بشكر أريج النشر من كتب
فإن أعاروك فارددها على عجل
حتى تعار بلا منع ولا نصب
وكان من شروط المترددين ما هو أشد, إذ كانو يطلبون رهنا للكتاب المعار ممن يجرؤ على استعارته منهم, ولا يرد هذا الرهن إلا برد الكتاب سالما معافى من أي سوء, فإذا لم يرد أغلق هذا الرهن, ومن ذلك قول بعضهم:
يا مستعير كتابي
لا تكثرن عتابي
إلا برهن وثيق
من فضة أو ثياب
ومنه أيضا قول آخر:
جل قدر الكتاب يا صاح عندي
فهو أغلى من الجواهر قدرا
لن أعير الكتاب إلا برهن
من نفيس الرهون تبرا ودرا
· أنصار الامتناع عن الإعارة:
ومن أروع الحجج التي ساقها أتباع هذا المذهب قول بشاعرهم الذي رأى مطابقة تامة بين كتابه وحبيبته إذ يقول:
أيامن يستعير الكتب دعني
فإن إعارتي للكتب عار
ف (محبوبتي) من الدنيا كتاب
فهل أبصرت محبوبا ... يعار
ومنهم من يمتنع عن الإعارة منعا لفساد العلاقة مع الأصدقاء:
كم كتاب أعرته
زعموا أنه ذهب
فإذا ما طلبته
أوجب الصد والغضب
ومنهم من يجود بالغالي وانفيس من ماله ويبخل بالكتب على الناس, مثل مسافر بن محمد البلخي, إذ يقول:
أجود بجل مالي لا أبالي
وأبخل عند مسألة الكتاب
وذلك أنني أفنيت فيه
عزيز العمر أيام الشباب
ومنهم من يبخل بكتبه وخيله فلا يطيق إعارتهما لأحد كالأمير أبي سعد العاصمي إذ يقول:
لا تستعر شيئين مني صاح
وسواهما فاطلب تفز بنجاح
أما الكتاب فإنه لي مؤنس
وإعارة المركوب فهو جناحي
ومما يسوغ لأنصار هذا المذهب في الإعارة تمنعهم عنها ما سمعوا من نداء متضرع حزين من بعض الشعراء وهو في موقف المتذلل المتصاغر أمام المستعير الجلف, وكان المعير هو المذنب, إذ يقول الشاعر:
ما بال كتبي في يديك رهينة
حبست على كر الزمان الأول
انتهى(/)
مَا يَجُوز مِنْ الشِّعْر وَالرَّجَز وَالْحُدَاء .. من فتح الباري
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 01:33]ـ
قَوْله: (بَاب مَا يَجُوز مِنْ الشِّعْر وَالرَّجَز وَالْحُدَاء).
أَمَّا الشِّعْر فَهُوَ فِي الْأَصْل اِسْم لِمَا دَقَّ وَمِنْهُ"لَيْتَ شِعْرِي"، ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْكَلَام الْمُقَفَّى الْمَوْزُون قَصْدًا، وَيُقَال: أَصْله بِفَتْحَتَيْنِ، يُقَال: شَعَرْت: أَصَبْت الشِّعْر، وَشَعَرْت بِكَذَا: عَلِمْت عِلْمًا دَقِيقًا كَإِصَابَةِ الشِّعْر.
وَقَالَ الرَّاغِب: قَالَ بَعْض الْكُفَّار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ شَاعِر، فَقِيلَ: لِمَا وَقَعَ فِي الْقُرْآن مِنْ الْكَلِمَات الْمَوْزُونَة وَالْقَوَافِي، وَقِيلَ: أَرَادُوا أَنَّهُ كَاذِب؛ لِأَنَّهُ أَكْثَر مَا يَأْتِي بِهِ الشَّاعِر كَذِب، وَمِنْ ثَمَّ سَمَّوْا الْأَدِلَّة الْكَاذِبَة شِعْرًا،. وَقِيلَ فِي الشِّعْر: أَحْسَنه أَكْذَبه. وَيُؤَيِّد ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (وَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ)، وَيُؤَيِّد الْأَوَّل مَا ذُكِرَ فِي حَدِّ الشِّعْر أَنَّ شَرْطه الْقَصْد إِلَيْهِ. وَأَمَّا مَا وَقَعَ مَوْزُونًا اِتِّفَاقًا فَلَا يُسَمَّى شِعْرًا.
وَأَمَّا الرَّجَز فَهُوَ بِفَتْحِ الرَّاء وَالْجِيم بَعْدهَا زَاي، وَهُوَ نَوْع مِنْ الشِّعْر عِنْدَ الْأَكْثَر، وَقِيلَ: لَيْسَ بِشِعْرٍ؛ لِأَنَّهُ يُقَال: رَاجِز لَا شَاعِر، وَسُمِّيَ رَجَزًا لِتَقَارُبِ أَجْزَائِهِ وَاضْطِرَاب اللِّسَان بِهِ. وَيُقَال: رَجَزَ الْبَعِير: إِذَا تَقَارَبَ خَطْوه وَاضْطَرَبَ لِضَعْفٍ فِيهِ.
وَأَمَّا الْحُدَاء فَهُوَ بِضَمِّ الْحَاء وَتَخْفِيف الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ يُمَدُّ وَيُقْصَر: سَوْق الْإِبِل بِضَرْبٍ مَخْصُوص مِنْ الْغِنَاء، وَالْحُدَاء فِي الْغَالِب إِنَّمَا يَكُون بِالرَّجَزِ وَقَدْ يَكُون بِغَيْرِهِ مِنْ الشِّعْر، وَلِذَلِكَ عَطَفَهُ عَلَى الشِّعْر وَالرَّجَز، وَقَدْ جَرَتْ عَادَة الْإِبِل أَنَّهَا تُسْرِع السَّيْر إِذَا حُدِيَ بِهَا.
وَأَخْرَجَ اِبْن سَعْد بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ طَاوُسٍ مُرْسَلًا، وَأَوْرَدَهُ الْبَزَّار مَوْصُولًا عَنْ اِبْن عَبَّاس دَخَلَ حَدِيث بَعْضهمْ فِي بَعْض: إِنَّ أَوَّل مَنْ حَدَا الْإِبِل عَبْد لِمُضَرَ بْن نِزَار بْن مَعْد بْن عَدْنَان كَانَ فِي إِبِل لِمُضَرَ فَقَصَّرَ، فَضَرَبَهُ مُضَر عَلَى يَده فَأَوْجَعَهُ فَقَالَ: يَا يَدَاهُ يَا يَدَاهُ! وَكَانَ حَسَن الصَّوْت فَأَسْرَعَتْ الْإِبِل لَمَّا سَمِعَتْهُ فِي السَّيْر، فَكَانَ ذَلِكَ مَبْدَأ الْحُدَاء.
وَنَقَلَ اِبْن عَبْد الْبَرّ الِاتِّفَاق عَلَى إِبَاحَة الْحُدَاء، وَفِي كَلَام بَعْض الْحَنَابِلَة إِشْعَار بِنَقْلِ خِلَافه فِيهِ، وَمَانِعه مَحْجُوج بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَة.
وَيَلْتَحِق بِالْحُدَاءِ هُنَا الْحَجِيج الْمُشْتَمِل عَلَى التَّشَوُّق إِلَى الْحَجّ بِذِكْرِ الْكَعْبَة وَغَيْرهَا مِنْ الْمَشَاهِد، وَنَظِيره مَا يُحَرِّض أَهْل الْجِهَاد عَلَى الْقِتَال، وَمِنْهُ غِنَاء الْمَرْأَة لِتَسْكِينِ الْوَلَد فِي الْمَهْد.
قَوْله: (وَقَوْله تَعَالَى: وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ) سَاقَ فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَالْأَصِيلِيّ إِلَى آخِر السُّورَة، وَوَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي ذَرّ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ لَفْظَة"وَقَوْله"وَهِيَ زِيَادَة لَا يُحْتَاج إِلَيْهَا.
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْآيَة: الْمُرَاد بِالشُّعَرَاءِ شُعَرَاء الْمُشْرِكِينَ، يَتَّبِعهُمْ غُوَاة النَّاس وَمَرَدَة الشَّيَاطِين وَعُصَاة الْجِنّ وَيَرْوُونَ شِعْرهمْ; لِأَنَّ الْغَاوِي لَا يَتَّبِع إِلَّا غَاوِيًا مِثْله، وَسَمَّى الثَّعْلَبِيّ مِنْهُمْ عَبْد اللَّه بْن الزِّبَعْرَى وَهُبَيْرَة بْن أَبِي وَهْب وَمُسَافِع وَعَمْرو بْن أَبِي أُمَيَّة بْن أَبِي الصَّلْت. وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي شَاعِرَيْنِ تَهَاجَيَا فَكَانَ مَعَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا جَمَاعَة وَهُمْ الْغُوَاة السُّفَهَاء.
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي"الْأَدَب الْمُفْرَد"وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق يَزِيد النَّحْوِيّ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ - إِلَى قَوْله - مَا لَا يَفْعَلُونَ) قَالَ فَنُسِخَ مِنْ ذَلِكَ وَاسْتَثْنَى، فَقَالَ: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) إِلَى آخِر السُّورَة.
وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة -مِنْ طَرِيق مُرْسَلَة- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ) جَاءَ عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة وَحَسَّان بْن ثَابِت وَكَعْب بْن مَالِك وَهُمْ يَبْكُونَ فَقَالُوا: يَا رَسُول اللَّه، أَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة وَهُوَ يَعْلَم أَنَّا شُعَرَاء! فَقَالَ: اِقْرَءُوا مَا بَعْدهَا (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات) أَنْتُمْ (وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْد مَا ظُلِمُوا) أَنْتُمْ.
وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: نَزَلَتْ الْآيَة فِي الثَّلَاثَة، وَإِنَّمَا وَرَدَتْ بِالْإِبْهَامِ لِيَدْخُل مَعَهُمْ مَنْ اِقْتَدَى بِهِمْ. وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيّ مَعَ الثَّلَاثَة كَعْب بْن زُهَيْر بِغَيْرِ إِسْنَاد، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَوْله: (قَالَ اِبْن عَبَّاس: فِي كُلّ لَغْو يَخُوضُونَ) وَصَلَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَالطَّبَرِيّ مِنْ طَرِيق مُعَاوِيَة بْن صَالِح عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله: (فِي كُلّ وَادٍ) قَالَ: فِي كُلّ لَغْو، وَفِي قَوْله: (يَهِيمُونَ) قَالَ: يَخُوضُونَ. وَقَالَ غَيْره يَهِيمُونَ أَيْ يَقُولُونَ فِي الْمَمْدُوح وَالْمَذْمُوم مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُمْ كَالْهَائِمِ عَلَى وَجْهه وَالْهَائِم الْمُخَالِف لِلْقَصْدِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[27 - Oct-2009, مساء 01:34]ـ
قَوْله: (وَمَا يُكْرَه مِنْهُ) هُوَ قَسِيم قَوْله:"مَا يَجُوز"، وَاَلَّذِي يَتَحَصَّل مِنْ كَلَام الْعُلَمَاء فِي حَدّ الشِّعْر الْجَائِز أَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكْثُر مِنْهُ فِي الْمَسْجِد، وَخَلَا عَنْ هَجْو، وَعَنْ الْإِغْرَاق فِي الْمَدْح وَالْكَذِب الْمَحْض، وَالتَّغَزُّل بِمُعَيَّنٍ لَا يَحِلّ.
وَقَدْ نَقَلَ اِبْن عَبْد الْبَرّ الْإِجْمَاع عَلَى جَوَازه إِذَا كَانَ كَذَلِكَ، وَاسْتَدَلَّ بِأَحَادِيث الْبَاب وَغَيْرهَا وَقَالَ: مَا أُنْشِدَ بِحَضْرَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ اُسْتَنْشَدَهُ وَلَمْ يُنْكِرهُ.
قُلْت: وَقَدْ جَمَعَ اِبْن سَيِّد النَّاس شَيْخ شُيُوخنَا مُجَلَّدًا فِي أَسْمَاء مَنْ نُقِلَ عَنْهُ مِنْ الصَّحَابَة شَيْء مِنْ شِعْر مُتَعَلِّق بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة، وَقَدْ ذَكَرَ فِي الْبَاب خَمْسَة أَحَادِيث دَالَّة عَلَى الْجَوَاز، وَبَعْضهَا مُفَصِّل لِمَا يُكْرَه مِمَّا لَا يُكْرَه، وَتَرْجَمَ فِي"الْأَدَب الْمُفْرَد"مَا يُكْرَه مِنْ الشِّعْر، وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث عَائِشَة مَرْفُوعًا"إِنَّ أَعْظَم النَّاس فِرْيَة الشَّاعِر يَهْجُو الْقَبِيلَة بِأَسْرِهَا"وَسَنَده حَسَن، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ مِنْ هَذَا الْوَجْه بِلَفْظِ "أَعْظَم النَّاس فِرْيَة رَجُل هَاجَى رَجُلًا فَهَجَا الْقَبِيلَة بِأَسْرِهَا"وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان. وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي "الْأَدَب الْمُفْرَد" عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا كَانَتْ تَقُول: الشَّعْر مِنْهُ حَسَن وَمِنْهُ قَبِيح، خُذْ الْحَسَن وَدَعْ الْقَبِيح وَلَقَدْ رَوَيْت مِنْ شِعْر كَعْب بْن مَالِك أَشْعَارًا مِنْهَا الْقَصِيدَة فِيهَا أَرْبَعُونَ بَيْتًا، وَسَنَده حَسَن.
وَأَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى أَوَّله مِنْ حَدِيثهَا مِنْ وَجْه آخَر مَرْفُوعًا، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي"الْأَدَب الْمُفْرَد "أَيْضًا مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو مَرْفُوعًا بِلَفْظِ" الشِّعْر بِمَنْزِلَةِ الْكَلَام، فَحَسَنه كَحَسَنِ الْكَلَام، وَقَبِيحه كَقَبِيحِ الْكَلَام"وَسَنَده ضَعِيف. وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَقَدْ اُشْتُهِرَ هَذَا الْكَلَام عَنْ الشَّافِعِيّ، وَاقْتَصَرَ اِبْن بَطَّال عَلَى نِسْبَته إِلَيْهِ فَقَصَّرَ، وَعَابَ الْقُرْطُبِيّ الْمُفَسِّر عَلَى جَمَاعَة مِنْ الشَّافِعِيَّة الِاقْتِصَار عَلَى نِسْبَة ذَلِكَ لِلشَّافِعِيِّ وَقَدْ شَارَكَهُمْ فِي ذَلِكَ اِبْن بَطَّال وَهُوَ مَالِكِيّ.
وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلْت عَطَاء عَنْ الْحُدَاء وَالشِّعْر وَالْغِنَاء فَقَالَ: لَا بَأْس بِهِ مَا لَمْ يَكُنْ فُحْشًا.(/)
رائعة!! من روائع الهدلق!! نظرات في النفس والعادات والأخلاق والشعوب
ـ[محب الأدب]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 08:08]ـ
حين لا تستقيم الحكومات. . تعوج الطوابير
الاربعاء 09 ذو القعدة 1430 الموافق 28 أكتوبر 2009
عبد الله بن عبد العزيز الهدلق
قال مكسيم غوركي: "جئت إلى هذا العالم كي أختلف معه".
ولقائل أن يقول: جئت إلى هذا العالم لأختلف مع مكسيم غوركي، جئت إلى هذا العالم كي أضيف إليه ..
تريد الحق بلا مواربة: ما أكرهه في هذه الحياة أكثر مما أحبه، لكن كره أشياء الحياة تختلف درجاته بتفاوت أثره السيئ على نفسي .. أنا أكره حارس مسجدنا البنغالي؛ لأنه كان يرش إطارات السيارة بالماء ثم ينصرف –رعاه الله- ليوهمني بأنه قام بتنظيفها.
مع أني أستحق شيئًا من هذا، لأني لم أعتبر، متى اعتبرنا ونحن كلما أنضجتنا الأيام فضحتنا التجربة! ربما قاله كثّ الشارب والعقل، هذا المحير البصير بالنفس الإنسانية والأعراق غوستاف لوبون: "ويتصف البنغالي بالقِصَر والهزال والاسمرار والتكرّش، ويهضم ما يلقَّنه، ويبدو البنغالي من الناحية الخلقية جبانًا نذلاً مرائيًا"!
لو رأيتم صاحبي لقلتم إن لوبون قد أرخي له شيء من سُجُف الغيب فهو يصفه رأي العين، أَوَ ما كنتُ قلتُ في مقالة سابقة: كاد صاحب المعرفة أن يكون عرّافًا.
(قال لوبون ذلك في كتابه "حضارات الهند" وإذا أردت أن تعرف كيف تكتب الدراسات الحضارية فعليك بهذا الكتاب، مع كتابه الآخر "حضارة العرب"، على ما فيهما مما ليس يخفى، فقد كان لوبون سيئ القول في الأديان، وهذا من عجائب العقول التي لم تهتد بنور الوحي).
لكن كرهي لصاحبنا لا يداني كرهي الوقوف في الطابور، أنا ما كرهت من الحياة شيئًا ما كرهت الوقوف في هذه الطوابير: طابور الصباح، طابور الكشف الطبي، طابور استلام الرواتب، طابور المراجعات الحكومية، طابور التسوق، طابور فرنكو الخامس ...
ومع احترامي للغربي الذي قال: "إن طريقة الوقوف في الطابور هي خير دليل على درجة رقي مجتمع من المجتمعات"؛ فلن أقف منضبطًا في طابور إن وقفت، وليقل عني مقوّم الحضارات هذا ما يشاء.
ثم إن العرب كانت تعرف الصف لا الطابور، فمن أين جاءنا هذا الذّل حتى يقف الرجل ووجهه في مؤخرة من يتقدمه، ومؤخرته في وجه من يقف خلفه؟
هل يقابل الغربي عبادة الصف في المسجد عند المسلمين؛ بعبادة الطابور؟ (قال محمود السعدني: إذا كان في ملة الإسلام لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، ففي ملة الإنجليز لا فضل لعربي على عجمي إلا بالدور!).
هل للأسبقية الحضارية واستعلاء التقدم أثر على الفرق بين ثقافة الصف وفلسفة الطابور؟
هل أنا مصاب -لا سمح الله- بداء التاريخ؟
ليتك تقلب هذه الكلمة لنديم نجدي لتخرّج عليها ما أحسه من هذا الهبوط المفاجئ الذي يصيبني بالدوار الحضاري حين أقف في طابور: "للشرقيين غرور أسبقيتهم الحضارية في التاريخ، وللغربيين استعلاء تقدمهم الحضاري على التاريخ".
عندما زرت رومانيا – نسيت أن أجزل بأني أكره كذلك من يتحدث عن أسفاره على أنها مظهر من مظاهر الثقافة –توقف بنا سائق الأجرة عند أحد المخابز، لم أكن رأيت عن قرب الأثر أطول طابور معوجٍّ يقف عند أصغر نافذة مخبز ..
كانت رومانيا قد تحررت غير بعيد من أسر النظام الشيوعي، لكن الطبقة الكادحة "البروليتاريا" (هل كتبتها على الصحيح؟ كان لنا أخ في الله يسمي "البروتستانت": "البروستاتا"!
جعل كالْفِن ولوثر من أطباء المسالك البولية! ما علينا).
هذه الطبقة الكادحة هي التي تدفع من الثمن وفي مثل هذه التحولات الحادّة ضعف ما كانت تدفعه من قبل.
ذلك المنظر الغريب كان من بقايا عهد الشيوعية النّكد، فما أصدق ما قاله بعض الساخرين حين عرّف الشيوعية بأنها: "النظام الذي ينتج طوابير يتقدم فيها المرء في السن بعض الشيء قبل أن يحصل على حاجته"!
لكن إن أردت الدقة؛ في البلدان الشيوعية أو في غيرها: حين لا تستقيم الحكومات تعوجّ الطوابير، وحين تعوجّ الطوابير تنحني الجباه للحياة، كرهت أن أنحني للحياة؛ فهل فهمت عني: لمَ لمْ أكره شيئًا من مكاره الحياة ما كرهت الوقوف في هذه الطوابير.
على أنه إن كان ولابد من انحناءه من قال:
معلّق أنا على مشانق الصباح
وجبهتي بالموت محنيّة
لأنني لم أحنها حيّه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ارتعت من طول ذلك الطابور وأنا من قد عرفت كرهًا للطوابير، فسألت سائق الأجرة.
هل سنقف مع هؤلاء التعساء؟
فأجابتي: يمكنك أن تدفع ثلاثة أضعاف قيمة الخبز فتحصل عليه دون الوقوف.
دفعت المبلغ مستبشرًا، وانصرفنا بخبزنا راشدين. كان ابن القيم قال: "ما ابيض رغيفهم حتى اسودّ فقيرهم".
كان سائق الأجرة على شيء من الودّ، فأخذت أثناء التفاوض للسماح لنا بالحصول على الخبز أتحدث معه حديثًا بالإشارة ما عدت أذكره، وإنما أذكر أنه أثناء حديثه أشار إلى إصبعين من أصابعه، ثم نفى أن يكون أحدهما يشبه الآخر؛ فذهلت .. هل يريد سائق الأجرة هذا الروماني الخارج لتوّه من سعير الشيوعية أن يقول لي أنا الوهابي القادم من صميم نجد: "أصابعك ما هيب سوا"؟!
ما أشد تبايننا واتفاقنا ..
أدركتُ فيما بعد بقدر من التأمل والقراءة في فلسفة الأمثال:
1 - أن ما يميز الثقافات بعضها عن بعض هو الاختلاف بينها، وأن هذا الجنس الأدبي "الأمثال" يعود فيَحطِم هذا المعنى؛ لأن ثمة تشابهًا مدهشًا بين أمثال الشعوب على الرغم من شدة التباين بين هذه الثقافات المنتجة .. (لا تنس الطرفة أيضًا، في التراث اليهودي شخصية ساخرة (هيرشيل أو مستر وبولير أو ستروبولير) يرون عنها من الطرائف قريبًا مما نرويه عنه جمًا".
2 - أن هذا التشابه المحيّر أول وهلة إنما يرجع عند تحليله إلى عوامل عدة؛ من أهمها:
a . التأثير الحضاري بسبب حركة التجارة وهجرة الشعوب. (يذكرني هذا العامل بما كانوا يقولونه عن عوامل سقوط الدولة العثمانية في كتب التاريخ الهزيلة التي كنا ندرسها).
b . التشابه في التجربة الإنسانية الذي يولّد المعاني نفسها حين تتماثل المؤثرات، ففي غينيا – بيساو وفي بلدتي شقراء؛ لا أحد يضحك من شدة الألم ..
يكثر جريان المثل في كل مجتمع على ألسنة العامة من الناس، وكلما ارتفعت الطبقة الاجتماعية ضعف دوران المثل في كلامها، لأن المثل موروث تقليدي تتناقله الثقافة الشفهية الشعبية، وليس تتأكد هوية النخبة إلا بالقدر الذي تبتعد فيه عن هوية العامة؛ لأن الفقر تربة الرذيلة؛ ولأن الفقر يشوّه القيم في نفس الفقير، ويورثه ميزانًا غير صالح يزن به العادات والأخلاق؛ فإن الفقير يظن أن الأغنياء وأصحاب البيوتات لم يصبحوا كذلك إلا لقيم لا يملكها، فإذا انتقل إلى طبقة أعلى من طبقته؛ فإنه يحاول أن يقترب من أخلاق هذه الطبقة وعاداتها ..
ولأن أكثر الطبقة الوسطى في المجتمع السعودي قد طرأت عليها الثروة بسبب الطفرة العقارية وجنون الأسهم؛ فإنها تمزّقت هويتها بسبب هذا النمو المادي المباغت الذي لم يصحبه نموّ مواز لأخلاق وعادات اكتسبها أهل البيوتات العريقة اكتسابًا طبيعيًا على مر الزمن. (ذكر العلاقة محمد كرد علي في بعض كتبه أنه رأى وزيرًا جاء من الطبقة الدنيا قد اتسخت أظافره).
لهذا التشوه الذي أصاب هذه الأنفس التي ما بارحت الفقر إلا البارحة؛ نجد أنها تدير في كلامها مفردات لا تستخدمها النخبة؛ لأنها لا تستطيع أن تستغني عنها سريعًا في خطابها، لكنها –لأنه أيسر عليها- تتكلّف نسيان المثل ومحوه من ذاكرتها حتى تلحق بالطبقة الأعلى، فلا يكاد المثل يجري على لسانها كما كانت تفعل من قبل.
قال الدكتور صلاح فضل في كتابه "شفرات النص" في نقد بعض الشعراء: "هو ذو بعد كوني أنطولوجي في مرحلته الأولى، وله طابع معرفي إيستمولوجي في الثانية، ويتمتع بأساس أكسيولوجي في الثالثة، وله سمة كوزمولوجية في الرابعة، وقوة ترنسند نتالية في الخامسة، وصفات فينومينولوجية في السادسة، وأيديلوجية في السابعة".
صدق من قال بمثل: حسبك من شرّ سماعه .. إن استطعت أن تعيد هذه الوصفة الطبية في نفس واحد دون أن تصاب بحساسية في الجيوب الأنفية؛ فلك عندي عشر إبستمولوجيات من الذهب الخالص، مع علبة كوزمولوجي دهان موضعي عند اللزوم!
حسبكم الله ماذا فعلتم بعقولنا يا نقاد الجنون المعقول؟ زعمتْ أقلامكم أنها استيقظت: "من عادة النوم على الأمجاد"؛ ثم ماذا؟ وقفت ذليلة تتثاءب –بلباس النوم- على باب المنهج الغربي تتكففه نموذجه المعرفي ..
دع عنك البينوية الجامدة والتفكيكية السيّالة، وخذ عن هذا النجدي الطيّب: لو سئلتُ عن أبرز سمة تسِم مُحْدَث النعمة لقلت: إنها ابتداء غياب المثل عن حديثه، والحمد لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرك عني: سجادة مجلسي ليست بيضاء .. (كتب أحدهم: يميل أصحاب الدخل القليل إلى الألوان الداكنة لا عن مزاج سوداوي، لكن لأن الألوان الداكنة لا تتسخ سريعًا!).
ولا يلوح لي في الوقت الحاضر بوادر انتقال إلى الطبقة الفاتحة، لذا فإني مولع بالأمثال، قرأت من كتبها، واستظهرت فدرًا لا بأس به منها، لكني أجدني عاجزًا -ليست هذه أولى خيباتي- عن استدعاء المثل في أثناء الكلام، فلا أكاد أحسن التمثل بهذه الأمثال التي أحفظها، ثم إني أجد بعض من هو أقل مني موروثًا من الأمثال تجري الأمثال على لسانه بلا عسر.
لذا صرت أعتقد أن التمثل بالمثل شيء آخر غير حفظه، فهؤلاء الذين نراهم يحسنون إيراد المثل في مواقعه من الكلام يملكون موهبة أخرى غير موهبة الحفظ، ولعل هذا هو السبب في أنك تجد كثيرًا من الأمثال التي يقولونها ليست مجهولة لديك، لكنك لا تحسن أن تستدعيها على البديهة في مواقع كلامك كما يفعلون.
ضمتني عدة مجالس مع الأستاذ عبد الكريم الجهيمان، وكنت أسمع فيما بعد إحدى قريباتي يجري المثل على لسانها بأيسر مما يجري على لسانه.
فالتمثل بالمثل إذن موهبة ليست لكل أحد، ولا تقل في نظري عن موهبة حسن إيراد القصص عند بعض المتحدثين. وإلى خاطرات أخرى نلتقط فيها معًا من صور الحياة ومعاني الأنفس ما عساه يثري ويمتع ويفيد، حفظك الله –أيديولوجيًا- من الطبقة الفاتحة أو الداكنة أيّا كنت ..
الهوامش:
خالفت السائد –ليس كل ما خالف السائد. بمسترذل- فلم أضع علامة الهامش في أصل المقالة؛ خوف أن تقطع على القارئ متعة الاسترسال، وها هي بعضها هنا على ترتيب ما ورد في المقالة:
1 - "كلما أنضجتنا الأيام فضحتنا التجربة" أظن أن للرباعي كلمة على هذا النحو: "كلما أنضجتنا الحكمة فضحتنا التجربة" فتصرفتُ فيها على ما تراه بما أراه أليق بها.
2 - كلمة نديم نجدي: "للشرقيين غرور أسبقيتهم .. " وردت في كتابه" أثر الاستشراق في الفكر العربي المعاصر عند: إدوارد سعيد –حسن حنفي- عبد الله العروي" ص 17.
3 - أخذت قليلاً مما ذكرته عن فلسفة الأمثال من كتاب الباحثة الهولندية مينيكه شيبر: "إياك والزواج من كبيرة القدمين: النساء في أمثال الشعوب" صدر مترجمًا عن دار الشروق 2008م.
4 - عن الفكاهة عند اليهود: "الفكاهة اليهودية) لجوزف كلازمن، ترجمة محمد محمود، 1430هـ.
5 - نقلت نص صلاح فضل عن كتاب: "تساعية نقدية" لماهر فريد، ص (292). وهو تمثل بالقول: "حسبك من شرّ سماعه".
6 - الأستاذ عبد الكريم الجهيمان، هو صاحب الكتاب المعروف: "الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية".
7 - وأخيرًا لا تظن بي الحقد على هذا البنغالي المسكين سامحه الله .. إنما أردت أن أتوصل به إلى ما قصدت من التطريق للمعرفة والكلام.
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-40-121910.htm
المصدر:
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 09:10]ـ
وافق شن طبقه!
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Oct-2009, مساء 09:21]ـ
...
لولا كلامه عن البنغالي ...
والعجيب أنه يدعم رأيه بترهات "لوبون" ونظرياته التي رمى بها أهل الاختصاص إلى مزبلة التاريخ!
و"لوبون" معروف بنظرياته وتنظيراته العنصرية، وأحكامه التعميمية على الشعوب، بل على آحاد البشر، من خلال تصنيفه لهم وفق سلّمه الخاص الذي وضعه، معتمدًا - فيما اعتمد- على ربط الذكاء بالتركيب البيولوجي ...
ووصف شعب كامل بأنه جبان ونذل ومنافق: هو جهل محض، أو تحامل جهول.
وبفضل بعض نظريات "لوبون" وأمثاله، تقوّت النازية والستالينية ...
حديث خرافة يا أمّ عمرو ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 07:40]ـ
...
ولو أردنا أن نكيل للوبون الصاع صاعين، لأضفنا:
لا أجْبَن َمِن بعض أوائل المستشرقين، الذين كانوا يحتمون بثكنات الاحتلال الغربي وجيوشه، للكتابة عن ثقافات الشعوب وعاداتها وخصائصها، بزيفٍ وتزييف يمتزج فيه التقرير المخابراتي بالرغبة في إيراد الغرائب ...
ولا أذلّ من شعب احتلّته ألمانيا النازية في لمح البصر، وظلّت كاتمة أنفاسه عدّة سنوات. ولا يروينّ لنا أحدهم قصة المقاومة الفرنسية، فهي ممّا لا يرويه إلا السيد خرافة. وما يرويه لوبون عن رحلاته شبيه بما رواه خرافة عن الجن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أشد نفاقًا من الرجُل الغربيّ. وهذه لا تحتاج إلى حجاج. فالنفاق هو عنوان السلوك عندهم، لكنهم يسمّونه بغير اسمه ...
والحاصل: "لوبون" تعني بالفرنسية: الطيِّب. والظاهر أنه لم يكن طيّبًا إلا تجاه شعبه وحضارته.
وفي كثير من مقالاته، لم يكن لوبون "سيئ القول في الأديان" فحسب؛ بل كان سيّء القول وحسب.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 02:39]ـ
نعم ..
لولا كلامه عن البنغالي ...
فقد قالَ قبلها:
وأخيرًا لا تظن بي الحقد على هذا البنغالي المسكين سامحه الله .. إنما أردت أن أتوصل به إلى ما قصدت من التطريق للمعرفة والكلام.
بل، و في ظنّي - كذلكَ - أنّ قوله سليم تماماً .. و أزيده صفةً و هيَ (الكسل)، طبعاً هذا لا يستلزم القدحَ في دينهِ بالنسبةِ لنا، و لأضرب لكَ مثالاً على هذا: الشعبُ السعودي معروفٌ بالـ (النُكتة) و (الطرفة)، و تكاد هذه أن تكون غالبة على أمره في جدّه و هزلهِ، أو كما قالَ الدكتور محمد العبد الكريم: (شعبُ اللهِ المحتار)، فهذا من ذاك!
فتجد مثلاً عندما تُشاهد مسرحيةً رمزيةً أو فلسفيةً لممثلين سعوديين، أنكَ لا تستطيع إكمالها، أمّا عندَ المسرحية الكوميدية ففيها المُتعة و النجاح التام .. بل و الإبداع!
كما نقول أنّ أهل العراق، في (الكوفة) بالأخص، في طبيعتهم حبّ الخروج على حُكامهم .. حتى لو كانَ صالحاً مُصلحاً كسعد - رضي اللهُ عنه -، و نقول في آهالي (حمص) من أعمال بلاد الشام نفسَ الأمر في هذا .. حتى أنّ حِمص تُعرف بالـ (الكويفة) لتشابهها مع أهالي الكوفة ..
ها يا أبا فهر، أَتُريد أن تعرف رأيي في الشعب المصري - كذلك -؟!
و"لوبون" معروف بنظرياته وتنظيراته العنصرية، وأحكامه التعميمية على الشعوب، بل على آحاد البشر، من خلال تصنيفه لهم وفق سلّمه الخاص الذي وضعه، معتمدًا - فيما اعتمد- على ربط الذكاء بالتركيب البيولوجي ...
لعلهُ كانَ يقصد طريقته في كتابته و مجرد التصنيف .. ، ومع هذا فالفيسلوف العظيم (غوستاف لوبون) في كتبه الكثير من الفوائد النفسية و المعلومات النادرة .. !
و اللهُ المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 04:47]ـ
ها يا أبا فهر، أَتُريد أن تعرف رأيي في الشعب المصري - كذلك -؟!
إن كان رأياً حسناً = فلك عمل من طب لمن حب ..
وإن كان رأياً سيئاً = فيداك أوكتا وفوك نفخ ..
:)
:)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 05:40]ـ
أبشرك يا شيخ عبدالله أنه لم يعد ثم طوابير في الغرب أصلاً لا في الدوائر الحكومية ولا في غيرها , بخلافنا نحن فقد عذّب الحب قومنا مبلغ العشق المرَضي فلا يرضون إلا بتكحيل أعينهم بنا في أي معاملة (خذ مثلا:أخي حين أراد استخراج شهادة ميلاد كانت قد ضاعت منه استغرق الأمر منه نحو خمسة أشهر اضطر خلالها للوقوف في طوابير كل طابور منها يلعن أخاه, هذا غير طابور الإهانات المعنوي الذي يعاضد مسيرة الطوابير الآنفة بالتوازي ثم إنه أصابته جلطة حضارية فهرع إلى بلاد الكنغر ومن هناك اتصل يغريني بالقدوم قائلا: تخيل أني أجدد الجواز والرخصة والاستمارة وكل شيء -نعم كل شيء! - دون أن يروا سحنتي ولكن برنة هاتف أو كبسة زر على حاسب موصول بالشبكة!) ثم أقول:لا أخفيك سراً أني استأت جدً امن استشهادك بجوستاف لوبون في وصف البنغالي لأن المسلم الذي عرف معنى التوحيد يتحسس جدا من هذه الأشياء (وهي فرع عن صدق توحيده ورهافة قلب المؤمن) , وهذا رسول الله يبجّح أهل بعض البلدان حتى تبجح إليهم نفوسهم فتطيب "اللهم بارك في شامنا .. اللهم بارك في يمننا" "لو كان الإيمان في الثريا لناله أناس من هؤلاء .. وأشار إلى سلمان الفارسي" "استوصوا بأهل مصر خيرا .. " إلخ ومهما قيل عن طبائع الشعوب وأخلاقهم يبقى معيار الله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" هو المهيع الحقيقي في وزن الناس ولك أن تتخيل بنغالياً يدرس الشريعة في الجامعة الإسلامية مثلا اطلع على مقالك .. كم سيكون أثره السيء على نفسه! على أن كثيراً مما نستقبحه من تصرفات بعض الناس أسبابه الموضوعية بما ظلمناهم وعاملناهم بأسوأ من الرقيق في الجاهلية , ودام قلمك سيالاً بالحق
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 07:53]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قبل أن نذهب بعيدًا في ذكر حال البنغالي، المنتمي إلى شعب يتميز "بالجبن، والذل، والنفاق" .. والذي يذكره الشيخ "دون حقد"، لكنه يكرهه ... لماذا؟ لأنه لا يغسل سيارته كما ينبغي!
هو يَكرهه، لكنه لا يحقد عليه ... ولن نحاول مجادلة أستاذ امتلكه البيان فصار له ملَكةً، وطارَد الحرفَ منذا الصبا، فأضحى الحرف أحد خدَّامه ... فجوابه ظاهر لن يحوجنا إليه فرط التقصّي أو التفصّي، وهو أنّ الكره: ضدّ الحب. وكره إنسان ما، أو شعب برمّته، لا يعني أنّك تحقد عليه؛ بل أنت "لا تحبّه"، فقط لا غير ...
قبل هذا وغيره، دعنا نتأمّل المقال كلَّه، من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه ... ولْيكُن ذلك بعين الإنصاف، لا بعيني "لوبون". وأنا متأكّد أنَّ "لوبون"، لمّا زار الهند، كان يضع نظّارة سوداء مكثَّفة الزجاج، لتقيه عدوى "الجبن والذلّ والنفاق". بيد أنّ كثافة الزجاج انتقلت –كالعدوى- إلى عقله، فحُرِم رؤية لطيف المعاني في المجتمعات الإنسانية. وحق للأستاذ الهدلق أن يصفه بالعرَّاف، لأنّ العرَّاف لا يرى شيئا، وإذا أراد ادّعاء رؤية ما، فهو لا يفعل ذلك عادةً إلاَّ مغمض العينين ...
ماذا إذن عن المقال؟
قد لا أفاجئ الشيخ إذا قلت له: إنّ ديباجة الشيخ عبد الله في هذا المقال جاءت دون مستوى أسلوب الشيخ الهدلق؛ ذلك الأسلوب الذي تعوَّدنا عليه يستحوذ على القارئ، فينسيه سِحرُه فحوى الكلام ومعناه. بل إنّه ليتلبّسك ويسلب لُبّك، فتتجاهل المضمون اكتفاءً بجمال السبك والحبك ..
وأنا أقيس أسلوب الشيخ بنبضات قلبي وتسارُعها، وتلك الدهشة التي تستولي عليّ كلّما قرأت كلامًا سهلاً ممتنعًا .. لكنّني عند قراءة هذا المقال، لم أسمع ذلك النبض الرنَّان، ولم تغْشَني تلك الدهشة الممتعة ...
وأسلوب الشيخ يذكّرنا بتلك المساحيق التجميلية الخفيفة التي كان يدرجها العقاد في بعض مقالاته، فتجذب القارئ مكرَهًا إليها، وترغمه على إعادة القراءة ليملأ عينيه بشيء من ذلك الحُسن المترجَم. ثم جاء أنيس منصور، فتقمّص تلك اللبوس؛ لكنّه أسرف في استعمال تلك المساحيق، فشوّه الوجه الذي نَشَده، وتأرجح بين البهرجة والتهريج، حتّى سئمناه وسئمنا أسلوبه المستعار ...
لكن الشيخ الهدلق أحيا النمط، ونفخ فيه من روحه، وأضاف إليه من ذاته، فأصبح لا يضاف إلاَّ إلى ذاته، وأخرجه من صيغة "الكولاج" التي ارتكس فيها أنيس منصور، وهندَس له بآليّات داخلية دقيقة، وضمّخه بأنفاس من المسك الأصيل، فأصبحت كالجينات، لا نعرفه إلاّ بها، ولا نعرفها إلاّ له:
ولم تَكُ تصلُح إلاَّ له --- ولم يَكُ يصلحُ إلاَّ لها
لذا فإنّني لا أرومها، خشية أن تزلزل الأرض زلزالها، ولو أتتني "منقادةً" "تجرّر أذيالَها" ...
غير أنّي لم أجد شيئا من الشيخ الهدلَق في مقاله هذا .. وكأنّه جاء إثر ولادة عسيرة، أو كأنّه كتبه وهو يعاني من عسر هضم. وظنّي أنّه لو سئل عن هذا المقال، لاعترف أنّه لم ير فيه نفسه ...
المقال في رأيي يفتقد إلى شيء من ذلك النمط الأسلوبي و"النبض الهدلقي" الذي اعتدناه وأدمنّاه. وأظنّ الإخوة الذين أدمنوا النظر في "الكتابة الهدلقية" -من أمثال: عبد الله العلي، ومحب الأدب، وأبي فهر- يشاطرونني الرأي.
(يتبع، بإذن الله)
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 07:57]ـ
(تابع)
ولو شئتُ تلخيص المقال بكلمة أوكلمتين، لكتبت له عنوانًا آخر يطابقه تمام المطابقة، وهو: لماذا أنا أناني؟
لماذا؟
يبدأ الشيخ مقاله بتفسير الأشياء التي يكرهها في الحياة، فيضع لها معيارًا، وهو: أثرها السيء على نفسه. أنا أكره كلّ ما يسيء إليّ. وماذا لو كنتَ مسيئًا؟ بل ماذا لو ظننتَ إحساني إليك إساءةً؟
وذنب البنغالي المسكين أنه لم ينظِّف سيارة الشيخ على الوجه المراد. ماذا إذن لو لم يكن ذلك المنظِّف بنغاليًّا؟ ماذا لو كان مصريًّا، أو يمنيًّا، أو سوريًّا؟ بل ماذا لو كان سعوديًّا؟ هل كان الشيخ سيستنجد بالمسيو "لوبون" أو حفيده أو ابن عم خالته ليسعفه بحكم شامل صارم عن المصريين أو اليمنيين أو السوريّين أو السعوديّين؟
لذا، أوصي كلَّ قارئ لهذا المقال بألاّ يسيء إلى الشيخ الهدلق فيكرهه، وإذا كرهه فإنه سيكره قومه وشعبه وخصاله وتاريخه، مستئنسًا بقولٍ شارد لأحد خواجات القرن المنصرم ...
وبعد ذلك، ينتقل الشيخ إلى شيء آخر يكرهه، وهو "الطابور". ويحاول أن يكرِّهنا الطابور، فيرفع اسمه مقارنًا إياه بالصف. وكأنَّ الصف شيء، والطابور شيء آخر! لكن للأستاذ غرض آخر من ذلك، ألا وهو ربط الصف بالصلاة، وربط الطابور بمصالح الحياة الدنيا. ولعلّه غاب عن ذهنه أنّ كلمتي الصفّ والطابور أكثر ما تستعملان في تراثنا للدلالة على الجهاد. والجهاد ممّا يسيء ظاهرًا للنفس، مع أنّ فيه حياة القيم والشعوب ...
والعرب عرفت الصف وعرفت في زمن متأخر الطابور بمعانيهما الثلاثة، ولذا كان لها شأن في التاريخ البشري العام. وهل السنن المتعلّقة بتنظيم صلاة الجماعة، إضافةً إلى معانيها التعبُّديّة البحتة، إلا تدريب على الالتزام بما يشابهها في العلاقات الاجتماعية؟
والمتمرّد على الصف: متمرّد على النظام والجماعة. ووصفه عند الغربيين: " anarchist". وهذه الكلمة لم أجد لها مقابلاً عربيًّا يشفي الغليل، ولعلّ ذلك ناشئ عن أنّ العربي الأصيل يأبى الفوضى وينفر عنها ...
وماذا لو اضطررتَ إلى الوقوف في طابور لقضاء مصلحة ما، وكنت ممّن يكره "كلّ ما يسيء إلى نفسه"؟ الشيخ الهدلق يقترح عليك حلاًّ، أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه "ليس بذاك" ... وقد تغيب عنّا خطورة هذا الحل، إذا حصرناها في رغيف يشترى من مخبز في رومانيا؛ لكن لننقل هذه "النازلة" التي "أساءت إلى نفس الشيخ" "فكرهها" .. لننقلها من حيّزها المضيَّق، ولنقسها إلى نظائرها. ماذا لو أردت إجراء معاملة إدارية معيَّنة، وكانت هذه المعاملة لا تتم إلا بالوقوف في طابور عدّة ساعات، فأعطيتَ المشرف على هذه الإجراءات مبلغًا من المال ليعفيك من الطابور الذي "تكرهه" لأنه "يسيء إلى نفسك"؟ ماذا لو ...
الجواب أتركه للفقهاء، سواء كانوا من "البروليتاريا" أو من "أصحاب البيوتات" ...
(يتبع، بإذن الله)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 07:58]ـ
(تابع)
وبعد أن يروي لنا قصّته مع سائق الأجرة الروماني، يختم قائلاً: "ما أشدّ تبايننا واتفاقنا". والسؤال الذي استبدّ بي لمّا قرأت هذه العبارة هو: ما الفرق بين الروماني والبنغالي؟ لماذ لا يكون ما بيننا وبين البنغالي نفس ما هو بيننا وبين الروماني؟ ولم أجد لذلك من جواب إلاّ كون البنغالي يشتغل في بلدنا، والروماني يشتغل في بلده! وهذا هو مدار الاستعلاء والتنقيص من البنغالي وشعبه. قد يكونون بشرًا أسوياء في بلدانهم، لكنّنا "نكرههم" في بلادنا، لأنهم لا ينظّفون سياراتنا على الوجه المطلوب!
ولم يسأل الشيخ نفسه عن وضع ذلك البنغالي: كم هي أجرته؟ وكم ساعة يعمل في اليوم؟ وهل هو مقيم مع عائلته أمْ منفردًأ؟ ... إلخ. فهذا لا يهم الشيخ ... الذي يهمّه هو أن لا يساء إليه.
والعجيب بعد ذلك أنّ الشيخ يواصل الحديث بعد ذلك، فيسرد العوامل التي أدّت إلى التشابه بين أمثال الشعوب وطرائفهم!! ولست أدري إن كان يعدّ البنغاليين شعبًا، أم مجرَّد أفراد يتميّزون "بالجبن والذلّ والنفاق"!
هذا عن بعض ما يمكن قوله عن مضمون المقال.
(يتبع، بإذن الله)
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 07:59]ـ
(تابع)
ولْنعُد الآن إلى الكلام عن البنغالي المسكين، وشعبه، وتاريخه ...
الشيخ وصف نفسه "بلا مواربة"، كما قال، بأنه يكره ذلك البنغالي. ثم أراد أن يفلسف ذيّاك الكره، فاستدعى الخواجة "لوبون" ليمنحه رخصة كره البنغالي "الشغّال"، ومعه كلّ البنغاليين، منذ أن وُجِدت أرض اسمها بلاد البنغال. ولم يبخل الخواجة، ولم يتحرّج الشيخ!
ولعلّ الشيخ قرأ كتاب "لوبون"، ثم أراد أن يتأكَّد من نظريته حول البنغاليين، فراقب ذلك الشغّال البنغالي، وتوهّم أنه يوهمه أنّه غسل سيارته، فاستنتج صحّة نظرية الخواجة. وأين البنغالي الشغّال من الخواجة لوبون؟ بل كيف تصح المقارنة بين من يزور بلاد الناس ليدرس ثقافتهم وتقاليدهم، ومن يزورها فقط لأكل العيش؟ الحرب إذن غير متكافئة؛ وقد فضّل الشيخ التضحية بسمعة الشعب البنغالي كلّه بدل التشكيك في نظرية المسيو "لوبون"!
ولن يشفع له استدراكه في الهامش، الذي جاء شبيهًا بشفيع غير مؤتزر، بل هو تأكيد لنظرة "لوبون" للشعب البنغالي. فكأنّ الشيخ يستثني ذلك البنغالي المسكين من حكم عام على الشعب البنغالي، اعتبره جزءًا من المعرفة!
ومسيو "لوبون" هذا يصف كلّ بنغالي بأنّه: "يتّصف بالقِصَر، والهزال، والاسمرار، والتكرُّش"! وقد حاولتُ رسم صورة للبنغالي، أجمع فيها بين الهزال والتكرّش، فلم تسعفني المخيّلة وضنّت الموهبة ...
وهذا الوصف، ولو كان جسديًّا، فيه من نتانة العرقية والعنصرية ما فيه. تصوَّر أنَّ أحدهم يصف شعبًا ما بأنه سمين، وأنفه مفلطح، وقامته طويلة. هل يصحّ هذا الوصفى علميًّا؟ إنّ بعض أوائل المستشرقين كان يتعامل مع الشعوب، وصفًا وتصنيفًا، كما يتعامل مع مكتشفاته في عالم النبات والحيوان والآثار؛ لهذا وقعوا في مزالق فاضحة كان أوّل من نبّه إليها علماء الاجتماع في الغرب نفسه.
بل لو سلّمنا بصحّة هذا المنهج في وصف الشعوب وتصنيفها، فإنّه لا يستقيم مع الخواجة "لوبون"، لافتقاره إلى ما يسمّى "الشروط الموضوعية للملاحظة العلمية".
توضيح ذلك: عندما يأتي رجل مثل "لوبون" إلى منطقة البنغال، وهي مستعمرة بريطانية، ويخرج إلى الناس ببزّته الإفرنجية، وبرنيطته، وعصاه، ونظّارته السوداء ذات الزجاج المكثَّف، كيف ينظر إليه المواطن البنغالي؟ لا شك أنه لن يميّز بينه وبين أي بريطاني، تمامًا مثلما وضع "لوبون" البنغاليين كلهم في قالب واحد، وأصدر عليهم حكمًا واحدًا. والبنغالي لا يرى في المسيو لوبون إلا نسخة ثانية للمستر "موير"، ذلك المستشرق البريطاني الذي كان يعمل ضمن شبكة مخابرات بريطانية في بلاد البنغال. والبنغالي يكره البريطاني، لأنه احتلّ بلاده، واستنزف ثرواته، وقتل وشرد عشرات الآلاف من ذويه؛ لكنه مضطر للتعامل مع "الرجل الأبيض"، لأنّ هذا الرجل الأبيض هو الذي يتحكّم في اقتصاد البلد وسلطته السياسية. كيف إذن تتوقع سلوك البنغالي تجاه هذا المسيو، إن لم تكن مسالَمةً ومداراةً تبطِن حقدًا دفينًا؟ وهذا هو الذي أخطأ الخواجة لوبون في وصفه، فسمّاه "جبنا، وذلاًّ، ونفاقًا" ...
ولم يتساءل الخواجة عن سر هذا الانصياع والنفاق، ولا عن أعجوبة ذلك التلازم بين الهزال والتكرّش!
ولو قلَّب النظر في التاريخ القريب لتلك المنطقة، لأدرك أنّ مردَّ ذلك كلّه إلى الرجل الأبيض، الذي جاء بالمجاعة مع البارود، وبالفقر مع مظاهر الحياة الحديثة، وبتجهيل الشعب مع نظارات أهداها للنخبة ... ولا عجب بعد ذلك أن يصف المسيو "لوبون" البنغاليَّ بأنه قصير القامة، فالرجل الأبيض لا ينظر إلى الرجل الأسمر إلاّ مِن عَل ...
(يتبع، بإذن الله، بعد ساعة أو نيّف)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 09:27]ـ
(تابع)
وأرى القلم الآن متأرجحًا بين الخواجة "لوبون" وذلك البنغالي المسكين.
وأصارحكم بشعوري أنني أقرب إلى ذلك البنغالي منّي إلى المسيو لوبون.
لذا سأتخلّص بكلمات من ذلك الطبيب المزيَّف، صاحب الدعاوى العريضة في التاريخ والأدب وعلم الاجتماع ... والقائمة لا تنتهي ...
كلام "لوبون" تجاوَزَه علْما "السوسيولوجية" و"الأنثربولوجية". ونظرياته لا يستعمل بعض منها إلا في علم اجتماع الاتصال، ويلجأ إليها المتخصّصون استئناسًا لا تأسيسًا. ولو صدر مثل كلام الشخ عبد الله عن مثقف فرنسي، لحوكم بتهمة العرقية والتمييز العنصري، ولكان الحكم غير قابل للاستئناف.
بل إنّ كلّ تصنيف للشعوب استنادًا إلى صفات أو مميّزات غالبة يُعتبَر هرطقةً عند علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا، لافتقاده إلى أدنى شروط العلميّة، وهي: القابلية للتعميم والديمومة.
وبالمثال يتضح المقال: لمّا كان للبنغال دولة وحضارة قبل ميلاد سيّدنا عيسى، عليه السلام، بعدّة قرون، لم يكن لما نسمّيه الآن فرنسا والشعب الفرنسي وجود؛ بل كان سكّان تلك المنطقة من الدنيا هملا سدى، احتار المؤرِّخون في تصنيفهم. فمن هو الكسول؟ ومن هو النشيط؟ ومن هو المتحضِّر؟ ومن هو الهمجي؟
مثال آخر: في القرون الوسطى، اشتهر الفرنسيون بالقذارة والوساخة؛ وفي عصرنا الحالي: فرنسا هي قبلة المولعين بالعطور وأدوات الزينة، ويبدي شعبها حرصًا ظاهرًا على النظافة. فعلى أيّ الفترتين نعتمد في تصنيف هذا الشعب؟ الخواجة لوبون كتب ذلك الكلام عن الشعب البنغالي منذ أكثر من قرن، وما زال الشيخ عبد الله يردّده وكأنه حقيقية غير قابلة للنقض!
وقد استشهد أحد الإخوة بما يقال عن الشعب السعودي من أنه ذو نكتة وطرفة. والذي أعرفه أنّ المصريين هم أولى الناس بهذا الوصف، لكن لا علينا ... ولْنتخذ هذا المثال أساسًا لحديثنا:
الذي ذكره الأخ "طالب الإيمان" يندرج ضمن ما يسمّى بـ "المخيال الجمعي" ( l’imaginaire collectif) وهو مرتبط بالتمثُّلات المجتمعية ( représentations sociales). ولكل شعب مخيال جمعي حول الذات، ومخيال جمعي حول الآخر. والمخيال الجمعي حول الذات يغذيه عدّة عوامل، منها: الأحداث المؤسِّسة، والنماذج التاريخية، والقصص والأساطير الشعبية المحكية ... إلى آخره. وهو في الغالب: إيجابي، يدغدغ النرجسية الجمعية، ويُشعرها بالرضا والتفوّق والاكتفاء. ومن ذلك قول بعضهم: "لو لم أكن مصريًّا، لتمنّيتُ أن أكون مصريًّا" ...
والمخيال الجمعي عن الآخر متوقّف على علاقة الذات الجمعية بالآخر، حدّةً أو لطفًا؛ لكنّه غالبًا ما يكون سلبيًّا، لأنّ كل نقيصة في الآخر يحوّلها اللاوعي الجمعي إلى منقبة نقيضة في الذات.
ولم يسأل الأخ "طالب الإيمان" نفسه السؤال الذي مفرّ منه، وهو: كيف ينظر غير السعوديين إلى المجتمع السعودي؟
وأعفي نفسي وإياه من الجواب، لأنّ ذلك من شأنه أن يفتح الباب للعصبية، وقد أُمِرنا بتركها، لأنّها نتنة.
لذا، فإنّ كل ما نقرؤه في تراثنا من وصف تغليبي سلبي لقبيلة أو لشعب ما، إنّما مصدره "الآخر" بالنسبة لتلك القبيلة أو ذلك الشعب. والجاهل وحدَه هو من يعتقد أنّ تلك المذامّ وصفٌ يطابق الحقيقة والواقع. والأمثلة كثيرة في كتب التاريخ والبلدان والأدب ...
ومن ذلك ما ظلّ يقرع أسماعنا إلى الآن عن أهل مكة وطباعهم، ومقارنتها بطباع أهل المدينة؛ وإنّه لمن الغفلة أن نتقبّل مثل هذه الأحكام أو نقررها ...
بل إنّ الشيخ عبد الله لو تساءل عن نظرة الغير إلى أهل نجد وطباعهم، لما استسهل تكرار ما قيل عن الشعب البنغالي ...
ومنذ ما لا يقلّ عن عشر سنوات، سمعنا ما سمعنا عن الشعب الأفغاني، وبطولته، ومقاومته للمحتل عبر التاريخ. وفي كل ذلك بعض الحقيقة ... لكن للنظر الآن مَن يحكم أفغانستان؟ ومن يساعد القوات المحتلّة؟ ومَن يتجسس على شعبه لمصلحة الغرب؟ ومن يقتِّل ومن يشرِّد؟ أليسوا أفغانًا؟!
وبعد كلّ هذا، هل من الضروري العودة إلى البنغالي المسكين؟
وقد أضاف أخونا "طالب الإيمان" إلى الصفات المزجاة من جعبة الخواجة "لوبون" صفةً رابعة، وهي: الكسل.
والحق أنّه ليس بكسل، بل تحايُل. وإذا لجأ الخادم أو العامل إلى التحايل، فاسأل نفسك: هل وفيته حقه واتقيت الله فيه أم لا؟ ثم حاسبه.
وسمعنا كثيرًا عن كسل السودانيين وميلهم إلى الراحة والاسترخاء، ثم حلّت فترة اكتفى السودانيون فيها ذاتيا بمنتوجهم للقمح، بل وصدّروا منه إلى الخارج! وشعب كهذا لا يوصف بالكسل الأبدي الملازِم، وكأنه قدَر لا مفرَّ منه.
وزرتُ منذ سنوات ليبيا، ومكثت فيها عدّة أيَّام، فسمعت نفس الكلام الذي قاله الخواجة لوبون عن البنغاليين في حق المصريين والفلسطينيين. وفي لبنان تسمع النغمة نفسها عن السوريين ...
وخلاصة القول: إنّ كلاما ككلام الشيخ عبد الله قد يترخّص فيه بعضنا في مجالس السمر، استكثارًا للنوادر والطرف عن شعب ما، أو ليتخذه مدخلاً لمعرفة نظرة بعض الناس إلى بعض الشعوب. أمّا أن يُكتب بقلم كقلمه ويقيّد ويُنشَر، فهذا ما لا ترتضيه حقائق العلم وآداب الشرع.
وللشيخ مكانة خاصة في قلوبنا. وما ذكرتُ ما ذكرتُ إلا حرصًا على سموِّ هذه المكانة.
والله ولِيُّ التوفيق.
(انتهى)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:08]ـ
أشكر الفاضل المكرم والأستاذ الواحدي على ما دبجه يراعه من تعليقات مسددة
ولي عودة مهمة
والله المستعان
ـ[محب الأدب]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:41]ـ
وخلاصة القول: إنّ كلاما ككلام الشيخ عبد الله قد يترخّص فيه بعضنا في مجالس السمر، استكثارًا للنوادر والطرف عن شعب ما، أو ليتخذه مدخلاً لمعرفة نظرة بعض الناس إلى بعض الشعوب.
يا أستاذنا (الواحدي)
ما اقتبسته أعلاه: هو كل ما في الأمر!!
فما بالك أخذت الأمر على محمل الجد؟؟؟
أعاننا الله على قلمك المتدفق الذي لا يقبل المزح، ولا يستريح للإجمال!!!
ولئن تكلف (الهدلق) في الأسلوب الذي هو أشق من الوقوف في الطابور
فلقد ابتعد عن لبسة التصنع والمثالية في المعاني والأفكار
وللأدباء ورود إذا فركها المحققون تلفت وذهبت رائحتها
ودام الهدلق والواحدي
لأصدقائهم ومحبيهم - آمين -
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[30 - Oct-2009, مساء 10:55]ـ
الحق أن الأمر ليس كذلك فصاحب القلم والفكر مسؤول عما يكتب أمام الله عز وجل
وليس "أدب" المرء بأحد الشفعاء يوم القيامة
والله الموفق للسداد
ـ[الواحدي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 12:46]ـ
وللأدباء ورود إذا فركها المحققون تلفت وذهبت رائحتها
إلاَّ الوردةَ يا مولاي!
إلاَّ الوردَهْ ...
ـ[همام الحارثي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 02:19]ـ
هذا تعقيب وردني من عبدالله الهدلق ..
أحق أن السلفية تطامن من العقل , وتزري بالقدرة , وتحجر على الموهبة؟ وأن الإبداع لا يقاربه قلم الكاتب: إلا أن يتمرد على إسار النص , ويجري في أفانين الغواية , ويكسر حاجز المقدس؟ أحق أن السلفية تورث صاحبها ذهناً فاتراً , وأداة خابية , وروحاً بليدة؟ وأن العبقرية إنما تتنزى من نفس الإنسان , والوهج إنما يلفح في أحرف هجائه , والمعاني تأتلق بها روعة تراكيبه؛ حين يوصف بكل وصف إلا أن يكون سلفياً؟ أحق أن السلفية تأسر محط النظر فلا يبرح القرطاس الأصفر , وتطمس مجالي البهاء فلا ينفذ الجمال الى مسارب الفؤاد , فهي قدر المحرومين .. قدر المحرومين من لذاذات العقول , ومدارج الثقافة , ومطارح الجمال؟ وأن كل أحد إلا أن يكون سلفياً: له من أيامه: بهجة المعرفة , وثراء تراث الإنسان , ومفاتن الفكر , ومهاوي الفتون؟ لقد حاولت من خلال (مشروعي الثقافي الصغير) أن أفند هذا الشغب الصبياني البليد الذي يلصقه أراذل أهل المعرفة بهذه السلفية المباركة .. فجعلت قلمي وأيامي - على بساطة تجربتي - وقفاً على هذا المشروع , أردت أن أثبت أن السلفية تحسن أشياء كثيرة إن هي أرادت , وأنها ليست تطامن من العقل , ولا تورث صاحبها ذهناً فاتراً , وأنها ليست بقدر المحرومين من لذاذات العقول , ومطارح الجمال .. وأن الإبداع طوع قلم الكاتب - إن هو استعد - دون أن يستطيل على الرب والدين ويتهاون بالأصول والمعتقدات .. فذهبت أنشىء التأصيل المعرفي .. أرود الثقافة على اتساع مداها , وأحلل الفكر في أصوله , وأوظف الكلام من مظانه العالية , ببيان مشرق وضيء مااستطعت .. حاولت أن أنقض عليهم دعاواهم الواهية , وأدفع الفرية التي يصمنا بها سقط أهل الفكر: حين يرددون أن الخطاب السلفي بات خطاباً متربصاً , ناقداً لمنجز الآخرين دون أن ينجز .. لم أحب أن يذلني أحد - أنا السلفي - إذلالاً معرفياً .. فآمل ألا تختصر هذه الآمال الثقافية , وألا يختزل هذا المشروع المعرفي الذي وقفت حياتي لأجله؛ بثلاثة أسطر وردت في بداية مقال (لي فيها وجهة نظر خاصة لم أتراجع عنها حتى الساعة) فيغيب عن القارىء ما وراء ذلك من سمو المقاصد وكريم الغايات , وبسط هذا بحاجة إلى كلام أوفى .. عسى الله سبحانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى , وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[الواحدي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 02:52]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
لا أظن أنّ الشيخ عبد الله الهدلق قرأ التعقيب، وإنّما بُلِّغه مختصَرًا أو مختزَلا. ولو قرأه، لما قال ما قال، ولما جاء ردّه بهذا التضخيم الذي يوحي أنّني حاكمتُه، أو حكمتُ عليه، أو دعوتُه إلى التحكيم ...
وهذا الرد، إن صحّت نسبته إلى الشيخ، فإنه يقتضي جوابًا مفصّلاً، أين منه قصة البنغالي المسكين ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 05:46]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخي الحبيب: محب الأدب.
لتدرك مدى خطورة الكلمة، سواء كانت راقية أو ركيكة، وما زُخرِف منها كان أخطر، تأمّل هذه النماذج التي جاءت تعقيبًا على مقال الشيخ عبد الله في موقع "الإسلام اليوم":
** تقول "لاميا":
"رسالتي إلى الموقع: مالذي وجدتموه في تعليقي حتى يتم حذفه .. أهو اعتراضي لأن مثقفا يزدري بنغاليا .. سأكتب تعليقا آخر على أمل نشره .. المقال أكثر من رائع أنا ما كنت أتخيل أحدا يكتب بهذه الروعة أنا في غاية الاعجاب والدهشة ما هذه الأفكار النيرة ماهذا العرض الأكثر من رائع .... الخ "
فيرد عليها أحدهم، أو إحداهنّ، واصفًا إياها بـ "زبالة النسوان". ويقول:
"أنا سأقول لكِ لماذا حُذِفَ هراؤكِ .. كنت قد كتبتُ بالأمس ردَّا يليق بأمثالكِ وبإخوانكِ البنغال (حثالة البشر) ولكن للأسف حُذِفَ تعليقي ... وأرسلته مرة أخرى فحذف مرة أخرى"
** ويقول آخر (المشاركة رقم 18):
"خبث الأجانب وجرائمهم في جزيرة العرب وإفسادهم فيها هو السبب الذي جعل المجتمع تحتقرهم وتعاملهم كعبيد .. الناس لا يمكن أن تحترم إنسان نذل حقير غايته في هذه هو جمع الريالات بأي وسيلة "
أرأيت؟
هذا ما أردت التنبيه إليه، لا غير ...
والعجيب أنّ الموقع أبقى هذه المشاركات ولم يحذفها؟
والأغرب من ذلك كلّه أن يأتي الشيخ عبد الله، بعد كل هذه العصبية المشينة الحاقدة، فيسوق كلامًا هلاميًّا عن "مشروعه الثقافي الصغير"، ولا ينبس ببنت شفة عن تلك النتانات التي وَجَدت في مقاله مستندً فاتّكأت عليه؛ بل يؤكّد أن له في المسألة "وجهة نظر خاصة" "لم يتراجع عنها حتى الساعة"!!
وقد كتب كلامه هذا على الساعة: 02.13.00 صباحًا
ونقل كلامه الأخ "الهمام" على الساعة: 03.19.00 صباحًا، وذكر أنّه ورَدَه من عبد الله الهدلق. ونحن لا نصدّقه ولا نكذّبه ... لكن يؤخَذ عليه أنه أوهمنا (كما أوهم البنغاليُّ الشيخَ عبد الله بأنه غسل سيارته) بأنّ التعقيب جاء ردًّا على ما كُتِب في مجلسنا هذا. والأمر خلاف ذلك ...
وإذا كان الشيخ عبد الله لم يتراجع عن رأيه إلى تلك الساعة، فإنّ رجائي أن تقنعه ساعات الليل بخلافه. والمثل الفرنسي، بلغة الخواجة "لوبون" (الذي وصفه أحد إخواننا ظلمًا بأنّه "فيلسوف عظيم"!)، يقول: "الليل يجلب النصائح" ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 10:41]ـ
باركَ اللهُ فيكَ ..
أنت - يا أستاذنا - تلعب خارج (الحلبة)، و هذا مُخالفٌ لأصول اللُعبة ..
أنا لم ينتقل إلى ذَهني عندَ قراءة مقال الأستاذ عبد الله إلا أنّهُ من التمليح و الإحماض ..
ثُم تأتي أنتّ - وفقكَ اللهُ - و تقرأ النص قراءة تفكيكية ثُم تُخرج منها قصدّ المؤلف و قصدكَ، و فهمهَ و فهمكَ، و ما أرادَ و ما لم ْ يُرد.
و على كل ٍ:
فالمعيار الزمني لتطور الحضارات لهُ نصيبٌ من التأسيس و التقعيد للتصنيف، ففرنسي العصور الوسطى لم يعد وسخاً، و قد أرسلَ لكَ رقائق الذاكرة و مطبعة نابليون ..
أما الشعب العربي (و العقل العربي)، و العقل البنغالي فقام على أطلال الأمجاد يرعاها بالذكرِ و المفخرة، و كانَ أمرُ الله فما كان يُضربُ المثل فيهِ - قديماً -: (الهند هناك لو قل ما عندك) و (الشام شامك لو الزمن ضامك) أصبح هوَ من يُؤتى، و هذه دورة الحضارة كما يقول: ابن خلدون .. !
و لكنني: لا أدري لِمَ تعتقد أنّ الشيخ يزدري الشعبَ البنغالي كلّهُ جملةً و تفصيلاً؟!، كما أنني لا أُدافعُ عن الشعب السعودي جملةً و تفصيلاً .. !
و لكن - كما يقال - في الطبائع صفاتٌ ثابتة، كالترمومتر بين جزرٍ و مد، و هيطٍ و ميط، ترتفع و تنخفض حسبَ العلائق القائمة بينها، و الصفة (الأعجوبة = الهُزال و التكرش) التي لم تستطع تخيلها أنتَ، يُمكن أن نفهمها هكذا:
- شيءٌ في الذهنِ و الخارجِ معاً / و الصفة المذكورة عندي من هذا الباب.
- شيءٌ في الذهنِ فقط.
- شيءٌ في الخارجِ فقط / و إن لم تُسعفكَ مخيلتك فهيَ من هذا الباب، على أنني لم أفهم كون الشيء في الخارج دون الذهن، ففي الغالب الأعمّ أن الشيء في الذهنِ أكثر منهُ في الخارج، و لكنّها تعقيداتُ المناطقة، و تفسلفات البيانيين، و تجاوزات الأصوليين!
(يُتْبَعُ)
(/)
و لأضرب لكَ - مثالاً - آخرَ: الطوراق قبيلةٌ قريبةٌ منكَ جداً، رجالُها يتلثمون، و نسائها يكشفنَ، و هيَ صفةٌ غالبةٌ على أمرهم فأصبحت طبعاً ردةَ فعل على علاقتهم مع الصحراء، فقدْ تكون مثلبةً عندي، حسنةً عندَكَ، لكنها صفةٌ موجودة رأينها في التلفزيون أم رأي العين دون وسيلة؟!، من نظارةٍ سوداء أم دونَ ذلكَ ..
ألم تقرأ كتابَ (الإستشراق) لإدوارد سعيد؟! " و بملحوطة فقد أعاد الدكتور محمد عناني بترجمةِ الكتابِ ترجمةً فاخرة تفادت أخطاء ترجمة كما أبو ديب " .. ، ألم تقرأ أن الغلبة الحضارية سببٌ لهذا، و هل تظننّ هذا خطأ لوبون أم خطأكَ أنتَ و قومكَ؟!
و مع هذا فحفظُ مودة الإسلامِ واجبة، و لا نرضى و لا نرتضي النقولات التي وجدتها معلقة على مقالة الأستاذ الهدلق، و نرفض الطريقة السيئة التي يُعامل بها بعضُ الناسِ العمّالَ، و التكبر و الترفع الذي يقومون بهِ، و كما أنّ البنغالي يجمع الريال ليعيش (و يعيش فقط)، فهوَ يجمع الريال ليترفه (و يترفه فقط) .. ، و الظلم مرفوض في ديننا (و ألزم الربُ بها نفسه)، و في الأخلاق البشرية العامة، و لكنني بملحوظة: كيف يُفسر أستاذنا الفاضل (حتى لا نقع بمثلبةٍ التعميم) السُفن التي تأتي متظاهرةً إلى غزة عند وقوعِ الحرب؟!
أجاؤا ليسخرو و يشمتوا بنا، أم جائت بهم الأخلاق الإنسانية التي تعترف بحقوق الإنسان و تُدافع عنهُ، و الفيسلوف (غوستاف) من هذه البابة - كذلكَ - و إلا كيف تقرأ (حضارة العرب) مع (حضارة الهند)، و كيف تجمع بين مدحه لكَ و دفاعهِ عنكَ و بين ذمهِ للبنغال - إن كانَ يقصد ذمهم -؟!
و إن كانَ الرجل ..
- عراقي الأصل.
- دمشقي النسبة.
- نجدي المولد.
فأينَ تضعهُ في مخيالكَ حول الذات أم حول الآخر؟!، إنّها الثقافةُ يا أستاذ .. إنها الثقافة، و الواقع يدعمُها!
و في هذا غُنية، و كانت على عجالة، و الله المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - Oct-2009, صباحاً 11:26]ـ
عندنا مثل مصري لذيذ (ومشاركاتي من أولها أمثال) بيقول: ((الجنازة حارة والميت كلب))
وهو مثل يُضرب لكل أمر يَعظم به الاشتغال على تفاهة أمره وقرب مأخذه ..
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[31 - Oct-2009, مساء 01:18]ـ
إلى الأخ طالب الإيمان وفقه الله تعالى:
لست أدري كيف يتأتى لك الدفاع عن هذا القول ولو قال ربعه في البلد الذي تنتسب إليه لما سوّغته (وإن كان حقاً)
ولأنكرته بكل قواك الأدبية وعضلاتك الفكرية!
لاسيما وهو استشهاد بكلام صليبي نجس وفيه تعميم وإطلاق لا يخفى
ما رأيك بمن يحكي موقفا مع عامل سوري ويبين كراهيتيه للسوريين بعد هذا الموقف؟!
أتقبلها كملحة ظريفة؟!
وهل شعب بأكمله أصبح لقمة سائغة للملح والطرائف؟
ألست تتفق معي أيضا أن الشعب البنغالي لو عرض عليه مقال الشيخ سيكون في موقع المستتفه المستنكر الكاره لكاتبه
ولكل من وافقه أو أيده؟ وأما من يحمل منطق هذا الرأي في البنغاليين فسيكره الشعب السعودي كله بالتبعية بعد هذا المقال
وكل ما سبق على افتراض أن المقولة صحيحة (لاحظ!) والحق أنها ليست كذلك
لقد سئم المرء من توضيح الواضحات والكشف عن المسلّمات
والسلام
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 04:51]ـ
الحمد لله، والصلاةوالسلام على رسول الله.
قصّة طابور آخر في رومانيا
جاء في كتاب "رومانيا التي رأيت" لصاحبه عبد الله. وهو كتاب لعبدٍ آخر لله، غير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الهدلق. وبعضهم يرجِّح أنه الواحدي:
"واستبدّ بي الجوع أيّما استبداد، ولم أكن أملك إلاَّ ثمن رغيف واحد. فتوجّهت إلى المخبز، ووقفتُ في "طابور طويل معوجّ". وكان الطابور –كالعادة- فرصة سانحة لأعيد للمرّة الألف قراءة "الإخوة كارامازوف" لدوستويفسكي.
وبينا أنا كذلك، لفت انتباهي توقُّف سيارة أجرة، ونزول السائق ثم توجّهه إلى بائع الخبز ورجوعه متأبّطًا رغيفًا ساخنًا؛ أسكرتْ رائحتُه الشهيَّة أنفي، وأيقظت معدتي ... ولمّا أفقتُ مِن سُكري المغالب ليقظتي، ويقظتي المنغّصة لسكري، سألتُ أحد "الرفاق" الواقفين معي في الطابور عن سرِّ هذا الرجل، وكيف تسنّى له الحصول على الرغيف دون طابور. فأجابني: "خو شفتار سفلنسكو، ميردا تبلسكو". وهو مثل روماني مستحدَث، معناه: "مَنْ يَدفَع أكثر، يقف لوقت أقصر."
(يُتْبَعُ)
(/)
لم أستغرب هذا السلوك في بلد اسمه رومانيا، إذ رأيت له نظائر وأشباهًا في بلادنا العربية .. لكن الذي استغربتهُ حقًّا هو أنّني لمَّا استأنفتُ قراءة رواية صديقي "فيدور"، قرأتُ هذه الجملة: "لا سبيل إلى الخلاص! خذ على عاتقك آثامَ جميع البشر"!
ولمّا بلغتُ "النافذة الصغيرة" للمخبز، أخذتُ رغيفي الموعود؛ لكن لا حظت أنّ الورق الذي لُفَّ الرغيف فيه: أصفر متّسخ! فهممتُ أن أعلنها ثورة على الثوّار، وأن أقود تصحيحًا داخل "التصحيح" ... غير أنّني لمّا تأمّلت الورقة، لمحتُ أنه مكتوب عليها باللغة العربية. وقرأت المكتوب، فأدركتُ أنّه جزء من مخطوط كتاب لم يُنشَر. فعدتُ إلى صاحب المخبز، وعرضتُ عليه أن يقايضني بقايا أوراق المخطوط بمعطفي، ففعل دون أدرى تردُّد ...
جلست على مقعد من مقاعد إحدى الحدائق العموميّة في "بوخارست" الجميلة، وانكببتُ على المخطوط أتصفّح ورقاته بنَهَمٍ أنساني همَّ الجوع وهَمَّ الفقر. واهتديتُ إلى أنّ الكتاب عنوانه: "إفحام المغالي بدفع طعنه في الشعب البنغالي". أمّا المؤلِّف، فلم أجد لاسمه أثرًا، لكنّني تأكّدت من خلال تصفُّحي السريع أنه مسلم، وأنّه من خرِّيجي "جامعة الإنصاف".
وهذا بعض ما وقفتُ عليه وأعجبني من المخطوط:
/// قال صاحب الحاشية: "ولوبون تُضبَط أيضًا: "لُبُون"، بضمّ اللام متبعوةً بباء مضمومة. وإياه عنى جرير بقوله:
وابْن اللُّبُون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ --- لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيس
/// قال المحشّي: "ومن الصفات الملازمة لأبناء "لُبُون" أنهم لا يستطيعون صولةَ البُزْل، سواء كان ذلك في الفتنام، أو الجزائر، أو ثورا بورا."
/// وأضاف كاتب الحاشية: "والعرب تقول عن الشيء لا يُنتفَع به: "هو كابن "لُبُون"، لا ظَهْرَ فيُرْكَب، ولا لَبَن فيُحْلَب".
/// جاء في التقرير على الحاشية: "ولو قال "لا يُنْتفَع به، بل يَضُرُّ"، لكان ذلك أكثر مناسبةً لأحوال أبناء "لُبُون" على مرِّ العصور."
/// وجاء في الحاشية أيضًا: "وقديمًا قال سحيم بن وثيل الرّياحيّ:
عَذَرْتُ البُزْلَ إذْ هي خاطَرَتْنِي --- فما بالي وبالُ ابْنَي "لُبُون"
وماذا يَدّرِي الشُّعراء منِّي --- وقد جاوَزتُ حَدَّ الأربعين
وقد أخطأ من ظنَّ أنه قصدَ الأبيردَ وابن عمّه بقوله: "ابنَيْ لُبون"، لأنّ "لُبونًا" هذا لم يلِد إلاَّ بعد قرونٍ من وفاة الشاعر. والصواب أنّه أشار إلى صنفين من الناس، يتبع كلٌّ منهما آراء "لُبُون"؛ أحدهما ينطق بلغة موليير، والثاني ناطق بالضاد، وكلاهما لا يحقّ له أن يخاطِر البُزْلَ."
/// وفي موضع آخر، قال المحشِّي: "وقد جاء في الذِّكْر الحكيم: "وَالْخَيْلَ والبغالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً". ولم يبلغني أنَّ أحدهم صَحَّف في قراءة هذه الآية. بل لو صحَّف، وسلَّمنا بتصحيفه، لقيل له: لقد استدلّ الإمام مالك بهذه الآية على تحريم أكل لحوم الأصناف المشار إليها، والغيبة شُبِّهت بأكل لحم الغير."
/// جاء في التقرير على الحاشية: "لعلَّ مراده أنّ أحدهم -سامحه الله- صحّف لفظ "البغال". ولم نجد في كتب المتقدِّمين هذا القولَ منسوبًا إلى أحد."
ولمّا وصلتُ إلى هذا الموضع من المخطوط، شعرتُ بالبرد القارس يلسع عظامي، فغادرت مقعدي البوخارستي المهترئ، وأنا أردِّد في نفسي: مَن قال إنّ الطابور كلّه مساوئ؟!
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 09:47]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
////// تصويب تقتضيه الأمانة العلمية:
المنتمي إلى شعب يتميز "بالجبن، والذل، والنفاق" ..
الصواب: "بالجبن، والنذالة، والنفاق"
وحيثما ورد هذا الثالوث الحاقد في المشاركات، ضع كلمة "نذالة" بدل "ذُلّ".
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 10:11]ـ
كما علمتُ من مصدرٍ موثوقٍ (عندي)، ..
أنّ الشيخَ يرى أن الجنس البنغالي جنس خسيس حقيقةً، و يدافع عن هذا / و مع كوني كنتُ أدافعُ عنه لحسنِ ظنٍ به، و هذا الأولى في البداية ..
فالآن: لا .. و ألفُ لا، و أصبحَ ذلك التمليح من البحر الميت، و أصبحَ الإحماض من شجرة الغرقد، و الوقوف معَ الضعفاء أولى من تبييض صورةَ شيخ ..
و ما كنتُ أتوقع أن يُنسي الترف الفكري الشيخَ عندما كانَ يمشي حافياً نحوَ تلكَ البلاد لينالَ لقمةَ العيش ..
(يُتْبَعُ)
(/)
و ليعلمَ الشيخ الواحدي، أنني كنتُ أحاول قراءةَ النص بأحسن المحامل، و لم يكُن هذا عن عنصرية عرقية خسيسة، بدليل أنني لستُ سعودياً.
و الرجوعَ إلى الحق أولى من التمادي في الباطل ...
و هذا تصريحٌ مع التحية إلى الشيخ سليل العترة النبوية (ابن عبد الهادي)، و الشيخ الواحدي، و الله المستعان.
ـ[همام الحارثي]ــــــــ[01 - Nov-2009, مساء 11:52]ـ
هذا تعقيب وردني من عبدلله الهدلق
إلى طالب الإيمان بلغه الله طلبته .. لا, لست أرى أن الجنس البنغالي كله جنس خسيس حقيقة , وما كان لي أن أرى هذا الرأي الفائل ونحن أحوج مانكون إلى جامعة إسلامية تجمعنا في هذه الفرقة التي استباحنا بها العدو .. وإنما كنت أقرر رأياً معرفياً - لازلت أؤمن به - وهو أن للأعراق أثراً لازباً على الأخلاق , وتعلم - أيها الفاضل - أني من أهل نجد , وعندي موضوع كتبت فيه قبل هذا الحوار الدائر كله: (وما أنا إلا من أجلاف أهل نجد , وإن أخلاق أهل نجد بلغت من السوء مبلغاً تحتاج معه - لو علمت - إلى نبي ليصلحها .. ) وإني لأشرف أني من أهل نجد , لكنه رأي معرفي لن أرجع عنه إلا ببرهان .. هذا كل ماهنالك.
فليتك تبينت قبل أن تكتب ماكتبت فقد بلغ مني والله .. وأما هذا المصدر الموثوق الذي بلغك .. فاعلم أنه لايخاطبني في الرسائل بيني وبينه إلا بلقب (شيخنا) .. ثم ذهب الساعة يطعنني من خلفي ويجيش الناس علي بالاتصال بهم وتحميل كلامي مالا يحتمل , وقد أعظم علي الفرية لإسقاطات ورواسب في نفسه لاجناة لي فيها , وإن هذا لفراق ما بيني وبينه , ولا أقول فيه إلا ماقاله الديباجي في الحافظ السلفي: (كل أحد مني في حل إلا السلفي , فلي معه وقفة بين يدي الله تعالى).
وأعجب مني كيف أخطئ دائماً ********* على أنني من أعرف الناس بالناس
وأما كتابة الواحدي (احمل آلامك واتبعني) - كذا أحب تسميتها - فلي قراءة (صديقة) لها سيطالعها القراء قريباً بإذن الله تعالى .. أسأل الله سبحانه أن يجعل مانحن فيه ذخراً ورفداً يوم نلقاه , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله ..
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 12:37]ـ
اللهُ المستعان ..
وهو أن للأعراق أثراً لازباً على الأخلاق , وتعلم - أيها الفاضل - أني من أهل نجد , وعندي موضوع كتبت فيه قبل هذا الحوار الدائر كله: (وما أنا إلا من أجلاف أهل نجد , وإن أخلاق أهل نجد بلغت من السوء مبلغاً تحتاج معه - لو علمت - إلى نبي ليصلحها .. )
قلتُ في تعليقٍ سابق:
لكن - كما يقال - في الطبائع صفاتٌ ثابتة، كالترمومتر بين جزرٍ و مد، و هيطٍ و ميط، ترتفع و تنخفض حسبَ العلائق القائمة بينها
و ما خالفتُ في الإصل؟!
أسألُ اللهَ للجميع التوفيق، و ترك الظُلم، و الإنصاف .. و الصدقَ.
ـ[همام الحارثي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 02:54]ـ
يتبع << تعقيب وردني من عبدالله الهدلق ..
ثم كيف فات من علق على المقالة - وهذا عجيب فما بالعهد من قِدَم - أني في هذه المقالة نفسها: قد كتبت تحليلاً موجعاً للطبقة الوسطى من المجتمع السعودي؟ فأين من يتكلف صبغ مقالتي بهذا اللون العنصري الكريه عما كتبته عن أهلي ودمي في سطور تربو بكثير على ما كتبته عن الشعب البنغالي؟
هو التجريد المعرفي إذن هذا الذي أتغياه , تجريد معرفي يسمو بالمدارك ويبسط التصور ..
لست أدفع بهذا الكلام عادية قلم , ولا أهاب سطوة فكر .. وتالله لو أن أهل الدنياكلهم ذهبوا مذهباً لا أراه؛ لم أذهب إليه ولو نثرت نثراً .. ومن يعرفني يعرف حقيقة ماأقول ..
قال الألوسي المفسر - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله): (وجيء بالجملة: (والله يعلم إنك لرسوله) اعتراضاً لإماطة ما عسى أن يتوهم من قوله عز وجل: (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) من رجوع التكذيب إلى نفس الخبر المشهود به من أول الأمر .. ) .. قلت: فإذا كان الرب - جل وعلا - قد أماط ما عسى أن يتوهم؛ فكيف بنا ونحن على التحقيق أهل الغفلة والجهل والاختلاف الكثير. والله الموفق والمستعان ..
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 07:32]ـ
الحمد لله، والصلاةوالسلام على رسول الله.
قصّة طابور آخر في رومانيا
(يُتْبَعُ)
(/)
جاء في كتاب "رومانيا التي رأيت" لصاحبه عبد الله. وهو كتاب لعبدٍ آخر لله، غير الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الهدلق. وبعضهم يرجِّح أنه الواحدي:
"واستبدّ بي الجوع أيّما استبداد، ولم أكن أملك إلاَّ ثمن رغيف واحد. فتوجّهت إلى المخبز، ووقفتُ في "طابور طويل معوجّ". وكان الطابور –كالعادة- فرصة سانحة لأعيد للمرّة الألف قراءة "الإخوة كارامازوف" لدوستويفسكي.
وبينا أنا كذلك، لفت انتباهي توقُّف سيارة أجرة، ونزول السائق ثم توجّهه إلى بائع الخبز ورجوعه متأبّطًا رغيفًا ساخنًا؛ أسكرتْ رائحتُه الشهيَّة أنفي، وأيقظت معدتي ... ولمّا أفقتُ مِن سُكري المغالب ليقظتي، ويقظتي المنغّصة لسكري، سألتُ أحد "الرفاق" الواقفين معي في الطابور عن سرِّ هذا الرجل، وكيف تسنّى له الحصول على الرغيف دون طابور. فأجابني: "خو شفتار سفلنسكو، ميردا تبلسكو". وهو مثل روماني مستحدَث، معناه: "مَنْ يَدفَع أكثر، يقف لوقت أقصر."
لم أستغرب هذا السلوك في بلد اسمه رومانيا، إذ رأيت له نظائر وأشباهًا في بلادنا العربية .. لكن الذي استغربتهُ حقًّا هو أنّني لمَّا استأنفتُ قراءة رواية صديقي "فيدور"، قرأتُ هذه الجملة: "لا سبيل إلى الخلاص! خذ على عاتقك آثامَ جميع البشر"!
ولمّا بلغتُ "النافذة الصغيرة" للمخبز، أخذتُ رغيفي الموعود؛ لكن لا حظت أنّ الورق الذي لُفَّ الرغيف فيه: أصفر متّسخ! فهممتُ أن أعلنها ثورة على الثوّار، وأن أقود تصحيحًا داخل "التصحيح" ... غير أنّني لمّا تأمّلت الورقة، لمحتُ أنه مكتوب عليها باللغة العربية. وقرأت المكتوب، فأدركتُ أنّه جزء من مخطوط كتاب لم يُنشَر. فعدتُ إلى صاحب المخبز، وعرضتُ عليه أن يقايضني بقايا أوراق المخطوط بمعطفي، ففعل دون أدرى تردُّد ...
جلست على مقعد من مقاعد إحدى الحدائق العموميّة في "بوخارست" الجميلة، وانكببتُ على المخطوط أتصفّح ورقاته بنَهَمٍ أنساني همَّ الجوع وهَمَّ الفقر. واهتديتُ إلى أنّ الكتاب عنوانه: "إفحام المغالي بدفع طعنه في الشعب البنغالي". أمّا المؤلِّف، فلم أجد لاسمه أثرًا، لكنّني تأكّدت من خلال تصفُّحي السريع أنه مسلم، وأنّه من خرِّيجي "جامعة الإنصاف".
وهذا بعض ما وقفتُ عليه وأعجبني من المخطوط:
/// قال صاحب الحاشية: "ولوبون تُضبَط أيضًا: "لُبُون"، بضمّ اللام متبعوةً بباء مضمومة. وإياه عنى جرير بقوله:
وابْن اللُّبُون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ --- لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيس
/// قال المحشّي: "ومن الصفات الملازمة لأبناء "لُبُون" أنهم لا يستطيعون صولةَ البُزْل، سواء كان ذلك في الفتنام، أو الجزائر، أو ثورا بورا."
/// وأضاف كاتب الحاشية: "والعرب تقول عن الشيء لا يُنتفَع به: "هو كابن "لُبُون"، لا ظَهْرَ فيُرْكَب، ولا لَبَن فيُحْلَب".
/// جاء في التقرير على الحاشية: "ولو قال "لا يُنْتفَع به، بل يَضُرُّ"، لكان ذلك أكثر مناسبةً لأحوال أبناء "لُبُون" على مرِّ العصور."
/// وجاء في الحاشية أيضًا: "وقديمًا قال سحيم بن وثيل الرّياحيّ:
عَذَرْتُ البُزْلَ إذْ هي خاطَرَتْنِي --- فما بالي وبالُ ابْنَي "لُبُون"
وماذا يَدّرِي الشُّعراء منِّي --- وقد جاوَزتُ حَدَّ الأربعين
وقد أخطأ من ظنَّ أنه قصدَ الأبيردَ وابن عمّه بقوله: "ابنَيْ لُبون"، لأنّ "لُبونًا" هذا لم يلِد إلاَّ بعد قرونٍ من وفاة الشاعر. والصواب أنّه أشار إلى صنفين من الناس، يتبع كلٌّ منهما آراء "لُبُون"؛ أحدهما ينطق بلغة موليير، والثاني ناطق بالضاد، وكلاهما لا يحقّ له أن يخاطِر البُزْلَ."
/// وفي موضع آخر، قال المحشِّي: "وقد جاء في الذِّكْر الحكيم: "وَالْخَيْلَ والبغالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً". ولم يبلغني أنَّ أحدهم صَحَّف في قراءة هذه الآية. بل لو صحَّف، وسلَّمنا بتصحيفه، لقيل له: لقد استدلّ الإمام مالك بهذه الآية على تحريم أكل لحوم الأصناف المشار إليها، والغيبة شُبِّهت بأكل لحم الغير."
/// جاء في التقرير على الحاشية: "لعلَّ مراده أنّ أحدهم -سامحه الله- صحّف لفظ "البغال". ولم نجد في كتب المتقدِّمين هذا القولَ منسوبًا إلى أحد."
ولمّا وصلتُ إلى هذا الموضع من المخطوط، شعرتُ بالبرد القارس يلسع عظامي، فغادرت مقعدي البوخارستي المهترئ، وأنا أردِّد في نفسي: مَن قال إنّ الطابور كلّه مساوئ؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه -في نظري- (وليس قاصرا دائما!!) أروْع مشاركة مرّت بنا في هذا الموضوع كلِّه ..
وأرجو أن لا يغفل عن نقلها إلى الشيخ الهدلق، من نقل إليه سابقاتها ...
... لأنها من طراز يعجبه!!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 11:02]ـ
ما شاء الله .. أحيي قلمك أخي الواحدي
وأسأل الله العظيم أن يستخدمه في الحق
وفي نصرة الإسلام والمسلمين
ـ[همام الحارثي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 02:35]ـ
تعقيب وردني من عبدالله الهدلق
مدخل:
قال ابن مَعقل الأزدي في بعض ما أخذه على (الواحدي) في تفسيره لبيتٍ لأبي الطيب ذهب فيه عن الرُّشد: (سبحان ربٍّ أبْلى هذا الشِّعر بل قائلَه بهؤلاء الشراح، يتلعبون به كيف شاؤوا تلعّب الصبيان ولا يدرون بما يجنون عليه. . هذا (الواحدي) أصلحهم في المعاني وانظر إلى تفسيره هذا وما فيه من الغلط والعمى عن القصد، والذهاب عن الصواب، وكأنه التزم أن لا يهتدي إلى إدراك معنى فيه أدنى إشكال)! كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب،
5/ 236.
. . فيلعلم الشيخ الواحدي أني لو شئت أن أديره على قلمي إذن لأوجعته وهو يبتسم! وما أنا بالذي لا يحسن أن يقول له – مع ترقيق حواشي القول -: ينتابني وأنا أقرأ ما تكتب برودٌ يشبه الذي يحس به من يقرأ خبراً في صحيفة أمس. . وضيقٌ يأخذ عليّ نفسي فلا أزال أنفض كلماتك عني كما أفعل حين تنشب حصاة بين أصابعي وحذائي. . وإني لأذكر بك قول الساخر: " بعض من تقرأ له تشعر وأنت تطالع ما يكتب أنك تتصدق عليه"!
لا، لن أتردى في هذا المهوى: فأنبزك: "بشحّات القلم" أسوة "بشحّات الغرام" .. لن أقول لك شيئاً من ذلك ولو شئت لقلت فوق ذلك، لأنك –بحق – لست كذلك، ولئن جعلتني غرضاً لقلمك؛ فلن أقذفك بقنينة دواتي , فهذا –لو شعرت- من أوهى مطالب أولي النهى.
* * * * * *
قراءة نقدية " صديقة " لأقصوصة الواحدي: " احمل آلامك واتبعني " ..
القصة القصيرة من ألطف فنون الأدب وأقدم أشكاله، وهي أيضاً – على خلاف ما يظنه كثير من القراء – من أعقد هذه الفنون. .
لأنها تعتمد على تكثيف الموهبة في أسطر قليلة، والتقاط صورة من الحياة يتدرج بها القاص إلى لحظة تنوير أو نهاية غير متوقعة، وهذا كله يجعل القاص الموهوب على حذر شديد من أن تفلت منه خيوط الحبكة الدرامية فتفسد عليه العمل الفني كله، بخلاف الرواية الطويلة التي لا تتضح منها هذه الثغرات كما في القصة القصيرة؛ لإمكانية صرف التعويض السردي الطويل لذهن القارئ عن الخلل المؤقت في هذه الحبكة.
في عصر النهضة الأوربية ظهرت قصص بوكاتشو القصيرة، ويعد هو الماهد لهذا الفن القصصي في العصر الحاضر، ثم جاء بعده تشوسر جفري. . إلى أن عرف من مبدعيها في التراث العالمي جاي دي موباسان، و أنطون تشيكوف، ويرى بعض النقاد أن هذين القاصين هما أكبر كتاب القصة القصيرة على الإطلاق. وعندنا نحن العرب لا يكاد يذكر من روادها الكبار إلا محمود تيمور ويوسف إدريس ويحيى حقي (حصل حقي على جائزة الملك فيصل لريادته في فن القصة القصيرة)، وإن كان كلٌّ من مصطفى محمود وميخائيل نعيمة قد كتبا قصصاً قصيرة لا بأس بها. في أقصوصة الواحدي (احمل آلامك واتبعني) تطلّ علينا موهبة قاص جيد، لغته السردية عالية، ويوظف ثقافة عامة جيدة بالجملة (لكنها خارجة عن ثقافة الفن القصصي). . إلا أن ضعف المران في هذا الفن بدا واضحاً من خلال تعجّل القاص لبلوغ لحظة التنوير (وقوفه على كتاب: إفحام المغالي بدفع طعنه في الشعب البنغالي). . مع غفلة عن قراءة الواقع المكاني والزماني الذي فوت كثيراً من العناصر المقنعة والمشوقة في القصة. . (كان فرانز كافكا يكتب قصصه في زمان ومكان مفتوحين وهذا من أعقد فضاءات السرد). ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن القاص ذكر أن الواقف في الطابور يمكن أن يقرأ – لطول الطابور – رواية الإخوة كارامازوف لدوستويفسكي، وليست هذه الرواية مما يضرب به المثل في الطول إلا بالنسبة لأعمال دوستويفسكي، أما على مستوى الأعمال الروائية فلو ذكر – مثلاً -: (البحث عن الزمن المفقود) لمارسيل بروست .. على أن القاص لو كان متابعاً جيداً لروائع هذا الفن لما فوّت على نفسه هنا: (قراءة مجموعة أعمال هيرتا موللر في الطابور)، وهيرتا موللر هي الروائية المولودة لوالدين ينتميان إلى الأقلية الألمانية في رومانيا، وقد حصلت على جائرة نوبل لهذا العام (2009) عن رواياتها التي تدين القمع والاضطهاد والاحتقار التي تعرضت له في زمن الديكتاتور الروماني تشاوشيسكو هي وأقليتها العرقية. . أرأيت إلى هذه الفرصة التي فوتها؟ (لأستاذة الأدب الألماني ناهد ديب مقالة جيدة عن موللر، نشرت في (المصور) عدد 4436، 25 شوال،1430هـ).
2 - ليت أن القاص وطّن العقل بذكر شيء عن الفتوحات العثمانية لأوربا الشرقية في معلومة غير مباشرة؛ وذلك حتى يكون ثمة منطق – ما دام قد حدد الزمان والمكان – لحصول من ابتاع الخبز على أوراق باللغة العربية من مخبز روماني! (سأكون كريماً جداً –على غير عادتي – فلا أقف كثيراً مع كاتبنا حين أذكره بأن (صديقه فيدور) دوستويفسكي الذي انتهى في روايته الإخوة كارامازوف إلى أن يكون أديباً أرثوذكسياً بامتياز؛ كان قد كتب مقالة يستنهض بها همة الكنيسة لاسترداد القسطنطينية من أيدي الغزاة الترك! لا تخف يا واحدي فلن أُلبِّن!).
على عكس ما قد يتوقعه بعض القراء؛ فإن ما أورده القاص في ذيل قصته من هذه الشروح والحواشي يعمد له بعض كبار الروائيين في العصر الحاضر كميلان كونديرا مثلاً (يعد هو وماركيز وباموق من أكبر الأسماء الروائية في العصر الحاضر، وكلهم ملاحدة). . وهو روائي وناقد في آنٍ، والجمع بين موهبة التأدية والنقد التطبيقي لا يكون إلا لأشخاص قلائل في القرن والقرنين ربما (يعد ت. س.إليوت في الشعر ممن حقق هذه المعادلة الصعبة جداً) .. لكن هذا يكون مقبولاً في رواية طويلة، وليس في قصة قصيرة تحيفتها الشروح والحواشي فأخذت منها ما أخذته الأيام من مرقعة عمرو بن عبيد!
لن أقول في ختام قراءتي هذه: هذا ما أردت قوله في هذه العجالة = وكأن عندي شيئاً أقوله لا يسعفني به الوقت على عادة الكثير، لست على عجلة من أمري، لكن ما عاد عندي ما أقوله إلا كلمة أهمس بها في أذنك يا واحدي فاقترب: (كانوا يقولون: إذا أردت أن تجعل كلامك خطيراً فاهمس به) أنت قاص موهوب، استمتعت بقراءة إبداعك، ولعل مغادرة المقعد البوخارستي المهترئ , لعل المغادرة بسبب من لسعة البرد بعد المقايضة بالمعطف، وما ختمت به القصة من هذه الكلمة النافذة: (من قال إن الطابور كله مساوئ). . لعل هذا يعوض من النقص الذي ذهب بشيء من تقنية السرد وبهائه. . آمل أن نكون قد اكتشفنا قاصاً فذّاً، يغنينا في قابل الأيام عن هذا الغثاء الذي منيت به ذائقتنا الأدبية، في عصر الانحطاط والتخلف هذا الموحِل الذي أفسد علينا كل شيء، كل شيء (يا واحدي) حتى الفن. .
تحياتي: عبد الله الهدلق
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:14]ـ
بارك الله في الشيخين:
(الهدلق) .. و (الواحدي) ..
عن هذا الأسلوب الرفيع الماتع ..
- للفائدة: لمحمد فريد وجدي نقاشٌ مطوّل لأفكار " لوبون " في كتاب " مناقشات وردود " الذي جمعه الأديب محمد رجب البيومي من مقالاته. (ص 33 - 65).
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:27]ـ
بارك الله في الشيخين:
(الهدلق) .. و (الواحدي) ..
عن هذا الأسلوب الرفيع الماتع ..
- للفائدة: لمحمد فريد وجدي نقاشٌ مطوّل لأفكار " لوبون " في كتاب " مناقشات وردود " الذي جمعه الأديب محمد رجب البيومي من مقالاته. (ص 33 - 65).
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا، شيخنا الفاضل، على المتابعة والتعقيب.
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:30]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما كان في البال أن يتطوّر الموضوع إلى هذا المدى، ولا كنت أتصوّر أنّ النقدة الصديقة تثير قلم الشيخ عبد الله، فتنقلب لهجته الجميلة الوادعة إلى نبرة شبيهة ببيانات الحرب الباردة. لكن، رُبَّ ضارَّة نافعة. وما من شيء سيّء- حتّى البنغالي الذي يسيء غسلَ السيَّارة، والطابورُ الروماني المعوجّ- إلا وله جانب حسَن نافع.
وكان من بركات هذا الموضوع أن اكتشفنا الهدلق الناقد الكامنَ في الهدلق المبدع ...
وكان منها أيضًا أن تجلّت قدرتُه على المحاكاة. والفن، في أحد تعريفاته هو: القدرة على محاكاة الطبيعة. وهذه القدرة العجيبة أعترف له بها، وأعرفها عنه منذ أن بدأت أقرأ له؛ لكن لعلّها كانت خافية عن بعض القرَّاء. فالفضل له أن تطوَّع وكشف الغطاء عنها ...
وكان من بركاتها كذلك أن أبانت عن نظرة الشيخ إلى نفسه، ونظرته إلى السلفية، وتصوّره للفعل الكتابي من حيث هو إبداع معرفي وفق تلك النظرة ...
ومنها أيضًا أن أماطت اللثام عن تعامله مع النتاج الثقافي الغربي وكيفية الاستفادة منه ...
ولن أخوض في هذه المسائل، ولن أُخضعها للنقد التحليلي كما أخضع الشيخُ عبد الله كلامًا لي، توهَّمه قصةً قصيرةً، كما توهَّم أنّ البنغالي أوهمه أنّه غسل سيارته. والشيخ قد يتوهّم ... ويقع له ألاَّ يراجع العرفانَ إلاّ توهُّما، على مذهب الخَطَفيّ ...
لن أخوض إذن في هذه المسائل، وذلك لأسباب أربعة:
_ وقف الشيخُ عبد الله قلمَه على "مشروع ثقافي"، وهو وإن كان "صغيرًا" كما وصفه الشيخ، إلاّ أنَّ غايته نبيلة. وهذا النبل الذي تشهد له مقالات الشيخ السابقة، يحجزني عن أنْ أشغله بغيره أو أصرفه إلى سواه.
_ تلك المسائل ليست من صميم الموضوع، وأخشى أن يشغلنا الالتفات إليها عن اللُّب. ولُبُّ الموضوع لا يخفى عن لبيب من طراز الشيخ، وهو لم يتطرَّق إليه إلى الآن.
_ سبق أن قلتُ: "أوصي كل قارئ لهذا المقال بألاَّ يسيء إلى الشيخ الهدلق فيكرهه"، ولن أكون أوَّل من يأتي ما نهى الناسَ عنه؛ كما أنّ الإساءة إلى الناس ليست من طبعي، ولو التقاني المسيو "لوبون" (ولك أن تقول: لُبون) لأكّد هذه الخاصِّيَّة فيَّ، ولتيقَّنتُ أنّ الشيخ عبد الله لن يتكلّم عنّي إلا بالخير ...
_ صرّح الشيخ، بما لا يدع مجالاً للشك، أنّه لا يقبل الرأي الآخر ولا يصغي إليه. إذ قال: "لو أن أهل الدنياكلهم ذهبوا مذهباً لا أراه؛ لم أذهب إليه ولو نثرت نثراً .. " فما الفائدة من محاورته؟ ثم أردف كلامه قائلا:
"ومن يعرفني يعرف حقيقة ما أقول .. "!! وأكاد أقول: "صرنا لا نعرفك يا شيخ عبد الله! "
(يتبع ... )
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:34]ـ
(تابع)
ولو كان جوابي كتابًا موجَّهًا إلى الشيخ عبد الله، يقرؤه وحدَه دون سواه، لسقته في ألفاظ تليق بمقامه ومستواه. لكن مقام حديثنا هذا مجلس مفتوح، تتفاوت فيه المدارك. لذا سأتجنَّب الإجمال والتجميل في الذي سأخطُّه، ولظنّي أنّ بعض سوء الفهم واللغط الذي أثيرَ حول الموضوع إنَّما علّتُه عدم إنزال المسألة منزلتها، وإلزامها حدودها.
والمسألة وما فيها أنّني عقّبتُ على مقال واحد للشيخ، واعترضتُ على بعض ما ورَد فيه. وظننتُ أنه سيبتهج لذلك، وإنْ تقديرًا للمبادرة، كما ابتهجتُ بنقده لكلام لي سمّاه قصّة قصيرة. ولست أدري ما الذي ماج وما زال يموج حول الشيخ؛ لكن غالب ظنّي أنّ بعض من لم يفهم مدار النقاش ومناطه، ضخَّمه، فآذى الشيخ.
هذا ظنّي، وبعض الظنِّ إثم ...
قال الشيخ كلامًا اعتبرتُه مخالفًا لقواعد الشرع وبديهيات العقل ومقرّرات العلم، فأوضحتُ ذلك. ولم تكن النية الاعتراض على "مشروعه الثقافي الصغير"، ولا التنديد باستحواذه على مقعد المفكّر الرسمي نيابةً عن السلفيّين، ولا التشكيك في صحّة ارتياده للثقافة "على اتساع مداها"، ولا على رصيده المعرفي ... هي "ثلاثة أسطر" كما قال، لا غير، كتبَها فاستدركت عليها. وما زال مصرًّا على صحة مضمونها، وما زلتُ موقنًا بخطئه.
وقد يتملَّك الغضبُ بعضَنا أحيانًا، فيأتي بدليل هو على التحقيق حجَّةٌ عليه! ومن ذلك ذِكر الشيخ لتفسير الألوسي قولَه تعالى: "والله يَعْلَمُ إنَّكَ لَرَسُولُه". إذ المطالَب بإماطة ما عسى أن يُتوهَّم هو الشيخ، لا غير. وليس في كلامه ما يُتوهَّم، اللهمَّ إلاّ إذا تولّى قراءتَه هو، والشيخ قد يَتوهّم ... وعبارته صريحة في تأييد مقولة الخواجة لوبون (ولك أن تقرأ: لُبون) عن الشعب البنغالي. وقد حاولتُ أن أحملها على محمل غير الذي تفيده، فلم أجد إلى ذلك سبيلا. ولن يستطيع أن يجد لها تأويلاً يليق إلاّ إذا لجأ إلى قراءة غنوصية هرمسيّة ...
(يتبع، بإذن الله)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:38]ـ
أخي الواحدي ..
عد عن ذا ..
فالشيخ عبد الله رجل حساس جداً كما هو ظاهر، وأخشى أن لو كان الله سبحانه قد ذرأه بنغالياً = لقتلته حساسيته تلك إذا قرأ مقالة عبد الله الهدلق عن عادات الشعوب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:38]ـ
(تابع)
ولن أتوقَّف عند "المدخل" الذي كتبه الشيخ عبد الله من بيانه الرابع الذي بثَّتْه إلينا وكالة "همام الحارثي"، رعاه الله كما رعى البنغالي المسكين بعد أن أوهم الشيخَ أنّه غسل سيّارته ... وظنّي أنّه كتبه مغضَبًا، فبلغنا مغاضِبًا ... والغاضب قد يهجُر، وقد يُقذِع، وقد يسيء إلى أقرب الناس إليه من حيث لا يدري ...
وذلك "المدخل" ليس مدخلاً للموضوع كما يتضح للقارئ، بل هو مدخل لحرب توهّمها الشيخ – على بعض عادته- فاستعرض أسلحته الفتّاكة، ورصيده العسكري الشبيه بـ "الصواريخ الذكيّة"، إذ "يوجعك وأنت تبتسم"! وحديثًا قيل: "كلّ ساديٍّ يظنُّ الناس كلَّهم مصابين بالمازوشية"!!
وإنّي لشاكرٌ له "تصدُّقَه" بالردّ، بعد أن تصدّق بالقراءة،؛ وكنت أشكّ أن يبصرني مرَّتين ...
بيد أنّ الذي استوقفني في ذلك "المدخل" (أخرجنا الله من عواقبه!) هو تشبيه الشيخ لنفسه بأبي الطيِّب! وكنت من قبل زعمتُ أنّ مقال الشيخ كلَّه يمكن اختصاره في هذا العنوان: "لماذ أنا أناني؟ " وكنت كتبت "نرجسي" بدل "أناني"، ثم حذفتُها. لكن وحي اللحظة المبدعة لا يخطئ غالبًا .. فها أوْرقَ النرجس وفاحت رائحته، وها هي ذي المرآة الأسطورية تُطلُّ علينا فتعمينا بضياء انعكاس وجه الشمس ... وها نحن ننتقل من علم الاجتماع إلى علم النفس ...
وذلك "المدخل" يذكِّرني بشيء ما ... يذكِّرني بتلك النظرة الاستعلائية المتغطرسة للخواجة لوبون ... ولعلّ عدواها انتقلت إلى الشيخ من حيث لا يدري، فأصبح ينظر إلى كل من لا يوافقه الرأي، أو يخدش نرجسيته، نظرته إلى البنغالي "الجبان، والنذل والمنافق"!
أُعيذها نظرات منه جائرة ...
وأعيذه من أن ينظر إلى الناس بمشاعر كهذه. ولن أترصَّدها، بل أتركها لشخصين يعرفانه تمام المعرفة، ويلازمانه باستمرار؛ وإن كان لا يعرف عنهما إلاَّ الاسم ... إذ لم أُخلَق لذلك.
(يتبع، بإذن الله)
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 06:43]ـ
(تابع)
وأعود الآن إلى النقد الذي تفضَّل به الشيخ لما سمَّاه –توهُّمًا- قصَّة قصيرة. وأتقدم إليه بداءةً بخالص الشكر والامتنان على ما تجشّمه وتكلَّفه.
وأتمنّى لو "يتصدّق" عليَّ بتفسير بعض العبارات، فقد استغلق معناها على "شحّاتٍ" مثلي:
_ ما معنى: "تكثيف الموهبة في أسطر قليلة"؟ بمعنى آخر: "كيف تكثَّف الموهبة؟ "
_ كيف "يتدحرج القاصُّ بالصورة إلى لحظة التنوير؟ " وهل "لحظة التنوير" هي الذروة من القصة؟ أم الحضيض؟
_ لماذا قرنت بين "مصطفى محمود" و"ميخائيل نعيمة" مع أن الفارق الزمني بينهما بيِّن؟ ولماذا قدَّمتَ "مصطفى محمود" على "ميخائيل نعيمة"؟ هل تنوي إصدار معجم لكتَّاب القصة القصيرة العرب، وقد بيضتَ موادَّه، ورتّبتها ترتيبا ألفبائيًّا، ثم راجعتَه ووجدتَ "مصطفى محمود" متقدّمًا على "ميخائيل نعيمة" في الترتيب، فنقلتَ عن نفسك دون الالتفات إلى ذلك؟
أمّا بقية كلام الشيخ في نقده، فلا تعقيب لي عليه إجمالاً؛ لكنّني أُلفِت انتباهَه إلى أنّني لم أسمِّ كلامي "قصة قصيرة" ولا "أقصوصة"، حتّى يحاكمني إلى قواعد هذا الفنِّ وضوابط بنيته السردية وما إلى ذلك ... سمّيتُ كلامي "قصّة" بالمعنى الأصلي للكلمة، وتعمّدت ذلك في التسمية والأسلوب، لتأتي على نسق الرواية الناقلة للخبر دون أن يقتحمها الراوي. وسبب ذلك أنّه نقل شهادة حقيقية عن واقعة حدثت له في رومانيا، فتعمّدتُ أن يكون للقصّة الموازية نفس ملامح شهادته، حتى تكون أبلغ في النفوس وأفصَح عن المراد.
بيد أنّ ما تفضَّلَ به من ملاحظات عن "القصة القصيرة" كلام جيِّد، من شأنه أن يسعف ناشئة القصّاص والمبتدئين في كتابة الأقصوصة ... أمّا أخوكم، فلا يزعم أنّ له صلةً بهذا الفنّ، ولا يدّعي أنّه من أهله. لذا وجب أن أكتب تحذيرًا على غرار ما يُكتب عادةً في مفتتح بعض الأفلام الواقعية: "أيُّ تشابُه لهذا الكلام مع فنّ القصّة القصيرة، لا علاقة لمؤلّفه به، وليس مسؤولاً عن تبعاته."
ولي في الأخير ملاحظات، أكون بخيلاً حقًّا لو ضننتُ بهما على قارئ الموضوع:
_ لم أشر إلى قراءة رواية "الإخوة كارامازوف" لأضرب بها مثلاً في الطول، بل لأنّي أعشقها ولا أملّ قراءتها. فوجب التنبيه. (ابتسامة)
_ "البحث عن الزمن المفقود" لبروست ليست بديلاً جيِّدًا؛ فهي ليس ممّا يُقرأ في الطوابير، لتعقيد لغتها وبنيتها.
_ هيرتا مويلر: لا تستهويني، كما لا يستهويني معظَم الأدباء الحائزين على جائزة نوبل في الفترات المتأخرة. ولعلّك أدرى من أن تُذكَّر بالمعايير التي أصبحت هذه الجائزة تُمنَح وفقها. وللأستاذة ناهد ديب أن تكتب عشرات المقالات عنها إن شاءت ...
_ ستعجب إن قلتُ لك: إنّ مسيحية دوستوييفسكي هي أكثر ما يستهويني في كتابته؛ بل إنّني لأرى فيها نموذجًا لكلّ روائي يكتب ضمن رؤية وإطار الأدب الإسلامي. أمّا استنهاضه الكنيسة لاسترداد الكنيسة، فلا أثر له على جمالية أدبه. وقد كتب منذ زمن قريب جدًّا أحد خيرة الأدباء العرب مقالاً تبنّى فيه مقولة عنصريّة ضد شعب برمّته؛ لكن هذا لن يمنعنا من الإشادة بسائر ما كتب ...
_ أدباء رومانيا ومفكِّروها قرأت لهم ما كتبوه بالفرنسية (لا سيما "سيورون" الفيلسوف)، وقرأتُ ما تُرجِم لبعضهم إلى لغة الخواجة لوبون. وكانت لي علاقة صداقة ببعض من ينتمون إلى النخبة المثقفة في رومانيا، ممّن كان يحضِّر الدكتوراه في باريس ... والذي أريد قولَه أنّني كتبت ما كتبتُ عفوَ الخاطر، لم أتكلَّفه، ولم أُهندس لبنيته، ولم أُدخله المخابرَ التي تعرفها جيِّدًا ...
هذا بعض ما في الجعبة ...
وفي الختام، أشكر الشيخَ على ما تعنّاه من متابعة ونقاش. ولعلّه استبان الآن أنّه لم يدر بخلدي البتّة أن أجعله "غرضًا لقلمي" كما توهّم –والشيخ قد يتوهّم- بل سيظلّ كما كان دائمًا: غرضًا لعينيَّ وسمعي.
متّعَنا الله بالسمع والبصر، وجعلَهما الوارث منّا.
انتهى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 09:05]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
ربنا اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ,إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
أربأ بالشيخين الفاضلين الهدلق والواحدي- ويشهد الله أني أحبهما -أن يعمدا إلى لغة عرض العضلات الفكرية والمناطحة الأدبية التي ينقسم فيها المطالعون لما يُكتب إلى ما يشبه فرق تشجيع أندية كرة القدم فتتسع الهوة ويلج الشيطان لينزغ بين الإخوة الذين دعواهم واحدة وغاياتهم فيما نحسب:نبيلة
فلو أن الشيخ الواحدي وفقه الله تعالى اكتفى ببيان انتقاده الشرعي والعقلي دون إقحام البزل القناعيس التي لا تستطيع صولتها أبناء لبون وأشباه ذلك مما كتب لكان خيراً له ولنا ولو أن الشيخ الهدلق وفقه الله تعالى كظم نفسه عن أن تفور بهذه الحساسية المفرطة التي أدت به للخروج عن محل النزاع إلى نقد أدبي للقصة! وقبل ذلك التنكيل بمن انتقده عبر الإيماء بأنهم لم يدركوا مراميه البعيدة الغور ولم يفهموا مشروعه الثقافي الكبير-الذي سماه صغيرا- في رفع لواء المنافحة عن السلف بثوب جديد ,فمتى كان النقد البناء مثبطاً عن المشاريع النبيلة ,,لكان خيراً لنا وله
إنه لو كانت نفس الناقد مشتملة على خبث طوية فما يعييها أن تعثر على أية هفوة وتتكلفها تكلفاً وتجلب عليها وعلى صاحبها بخيلها ورجلها من أجل الإسقاط الذي لا يعسر على المتابع الساذج أن يكشف عنه
وعوداً على محل النزاع:هب أن ما قاله الشيخ الهدلق صحيح لا يقبل الشك
هل يليق -مع هذا- أن يُسطر في الصحائف , من حيث الذائقة الإنسانية البحتة (ودع عنك الدين كله!)؟
جواب هذا السؤال يغني عن القيل والقال
وليتأمل المنصف قول الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا"
فنهى عن لفظ عربي لاشك في حله أصلاً لقطع السبيل على من يسيء استعماله وسداً لذريعة استغفال المؤمنين
فعلم مشروعية أن ينزه الكاتب قلمه عن مواضع الريبة التي قد يسيء فهمها الناس وإن هو قصد معنى نبيلاً
وكل ذلك على التنزل في الجدال , وإلا فلايرتابني شك أن الاستشهاد بلوبون في ذياك الموضع وبهذا الإطلاق
باطلٌ محرمٌ في نفسه وبما يفضي إليه من إثارة نعرات وحزازات أيضا.
على أن هذا التصنيف للشعوب وإزراءها على طريقة لوبون هو مما اشتهر به الغربيون
بما لديهم من نظرة استعلائية على العالم أجمع.
ونحن إذ نفاخر على الأمم بمبدأ "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" وقانون "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" فينبغي أن يكون مفهوماً حساسية المؤمن مما أثاره الشيخ في مقدمة مقاله
أكرر: حتى على التسليم بأنه صواب خالص.
أما حقي الشخصي وما اتهمتُ به تلويحاً بما هو ألذع من التصريح فقد تصدّقت بعرضي على بعض من أكره فكيف بمن أحب؟
وأدعو الجميع لقراءة مقال الشيخ عبدالله الهدلق:خاطرة فطرية عن الإبداع ..
كمائدة أدبية ماتعة تمهد لأسس حوارٍ صادق يراعى فيه نظر الرب الجليل سبحانه وتعالى بغية الوصول للحق
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 10:58]ـ
.....
فالشيخ عبد الله رجل حساس جداً كما هو ظاهر، وأخشى أن لو كان الله سبحانه قد ذرأه بنغالياً = لقتلته حساسيته تلك إذا قرأ مقالة عبد الله الهدلق عن عادات الشعوب ..
وهذا -في نظري أيضا- من أجمل ما كتب في هذا الموضوع!!
(ابتسامة)
شكر الله لك شيخنا أبا فهر!
ـ[الواحدي]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 11:11]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
** تصويب:
_ كيف "يتدحرج القاصُّ بالصورة إلى لحظة التنوير؟ " وهل "لحظة التنوير" هي الذروة من القصة؟ أم الحضيض؟
ونص عبارة الشيخ: "يتدرّج".
فالاستشكال لا معنى له.
أعتذر إذن إليه وإلى أفاضل القرّاء.
** واقرأ أيضًا: "أمّا استنهاضه الكنيسة لاسترداد القسطنطينية ... "
بدل: "أمّا استنهاضه الكنيسة لاسترداد الكنيسة ... "
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 11:22]ـ
وأعيذه من أن ينظر إلى الناس بمشاعر كهذه. ولن أترصَّدها، بل أتركها لشخصين يعرفانه تمام المعرفة، ويلازمانه باستمرار؛ وإن كان لا يعرف عنهما إلاَّ الاسم ... إذ لم أُخلَق لذلك.
ما المعنى يا شيخ، إذ لم تُخلق لهذا؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 12:32]ـ
أشكر الشخين الكريمين: الهدلق والواحدي
فقد أمتعانا حقا ..
والعتب على أحد الأفاضل، فقد كان يضرب .. ويلوذ فرارا
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 07:40]ـ
صرّح الشيخ، بما لا يدع مجالاً للشك، أنّه لا يقبل الرأي الآخر ولا يصغي إليه. إذ قال: "لو أن أهل الدنياكلهم ذهبوا مذهباً لا أراه؛ لم أذهب إليه ولو نثرت نثراً .. " فما الفائدة من محاورته؟ ثم أردف كلامه قائلا:"ومن يعرفني يعرف حقيقة ما أقول .. "!! وأكاد أقول: "صرنا لا نعرفك يا شيخ عبد الله! "
بلْ هُناكَ شك، فقد قالَ:
التجريد المعرفي إذن هذا الذي أتغياه
فهوَ يتكئ على دليل، و لا يذهب مذهباً عن هوى، أو محض المخالفة، أو نَفسات العنصريّة، فقد قالَ - كذلك -:
فأين من يتكلف صبغ مقالتي بهذا اللون العنصري الكريه عما كتبته عن أهلي ودمي في سطور تربو بكثير على ما كتبته عن الشعب البنغالي؟
إذاً هوَ رأي معرفي، و ما ضرّ ابن تيمية عندما خالف جُل الفقهاء في عصرِهِ إذ كانَ يعتمد على دليل يراهُ هوَ حقاً، و إن رأى - و الحديث موجه إلى الشيخ الهدلق - دليلاً أقوى من دليله سيرجع بلا أدنى شك!
ثُم:
وأعيذه من أن ينظر إلى الناس بمشاعر كهذه. ولن أترصَّدها، بل أتركها لشخصين يعرفانه تمام المعرفة، ويلازمانه باستمرار؛ وإن كان لا يعرف عنهما إلاَّ الاسم ... إذ لم أُخلَق لذلك.
يا طَالِبَ التصريحِ يا كيّسُ --- صدقتَ فالتلويحُ لا يُونِسُ
و اللهُ الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عبد الهادي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 08:52]ـ
قال أحد "المنصفين": فيما مضى ذهبت إلى سوريا وعاشرت أهلها زمانا طويلاً حتى تشكّل عندي من بعد لأيٍ في مخالطتهم (رأيٌ معرفيٌّ) عن أعراقهم ,فإذا هم شعب لئيم ,شواربهم ودّ الصقرُ لو يقف عليها, وهم مع هذا أجبن من النعامة .. تخيل:يسرق من حقيبتك مالَك أثناء تبسّمه لك! , على أن الخسة تلوح على وجوههم فلا تتعنى في ملاحظة ذلك , وإن كنت مغرقاً في السذاجة ...
فلمّا لمح أن وجهي قد تمعّر ,قال:ألا تصدقني؟!
فقلت مغاضباً: عفواً .. أمي سوريّة!
وهنا .. امتقع لونه حتى ظننته من بني الأصفر .. (أكمل المشهد كما شئت)
----
هذا تعقيب على الأخ المكرم طالب الإيمان وفقه الله للحق وسدده
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 11:35]ـ
قد كان الموضوع -لا أصالةً، بل بما استتبعه من حواشٍ هي أنفس من الأصل نفسه!! (كحواشي شكيب أرسلان على حاضر العالم الإسلامي!) - من أمتع ما قرأنا من أسابيع، أو أشهر!!
فالشكر الجزيل لمن شارك فيه فأمتعنا!
والشكر للشيخ ابن عبد الهادي ... تعقيبك الأخير (الجامع المانع) من أجمل "التلاخيص"!
بارك الله فيكم جميعا
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 08:00]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
يا طَالِبَ التصريحِ يا كيّسُ ///////// صدقتَ فالتلويحُ لا يُونِسُ
المعنى واضح، ياشيخ!
وهذا جوابه:
لم يُخْلَقِ الخَلْقُ لكي يَرصدوا /// مشاعرًا للنّاس أو يَحرسوا
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 08:07]ـ
... وقد أوحى إليّ البيتُ الذي أوردتَه بـ "طقطوقة"، أرجو ألاّ تُعتَبَر شِعرًا، فتُخضَع لنقدٍ أسلوبي وبنيوي بناءً على ذلك.
وهذا نصُّها:
يَغتالُنا الرَّيْحُانُ والنَّرْجِسُ /// فينتشي مِن شِعرِنا السُّنْدُسُ
ويَسْتبِينا الرَّمْلُ في غفْوةٍ /// وتَسْتبِينا الخُنَّسُ الكُنَّسُ
وتَسْتَبِينَا الشَّمسُ مختالَةً /// والسِّرُّ أنْ حُفَّت بها الحِندِسُ
نحن شُداة الحُسْنِ في نَبعِه /// نَحْدُو به عدلاً ولا نُلْبِسُ
ما ضرَّنا أنْ عابَه أَكْمَهٌ /// أو ذَمَّه "غُسْتافُ" أو "مَرْقسُ"
نرنو إلى الى العلياء نرتادُها /// إلى الدَّراري نُورَها نَقْبِسُ
ونَتركُ الظلماءَ مبثوثةً /// لِلْعُمْيِ رَمْسًا فيه كمْ أُركِسوا
ونُبْصرُ الإنسان في طُهرِه /// ما ضرَّنا لو بعضُه يَنجُسُ
ما الحُسْنُ لولا القُبْحُ؟ ما سِرُّه /// لو لم تُلابِسْ غيرَه الأنفُسُ؟!
الرُّوح سِرُّ الله في خلقِه /// لَوْلاهُ ما كانُوا ولا اسْتَأْنَسُوا
إن يَطْهُرُوا ترجعْ إلى نبعها /// أو لُوِّثُوا تَدْنسْ بما دَنَّسُوا
في "الغَنْجِ"* شِعْري غَرْفَةٌ تُحْتَسى /// وفي الحنايا "الغَنْجُ" كم يأنَسُ
* الغَنْج: نهر الهند العظيم.
ملاحظة: القصيدة كلّها من وضع أخيكم؛ إلاّ اللون .. فقد استعرتُه من شيخنا الفاضل عدنان البخاري، حفظه الله. (ابتسامة)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 08:28]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً ..
و البيتُ الذي أتيتُ بِهِ، إنما هوَ للورغي التونسي، في مقامته الخمريّة:
يا طَالِبَ التصريح يا كيّسُ --- صدقتَ، فالتلويح لا يُونِسُ
بل إنما يَحسنُ كتمُ الخنا --- وكيف يخفى الأحسنُ الأنفَسُ؟
فاسمعْ إذاً وانعمْ بها كلمةً --- ربي عليٌ و أنا تونسُ.
و إلا، فقصيدتُكَ أجمل، و كيفِ يخفى الأحسنُ الأنفسُ؟
وفقكَ اللهُ.
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 09:30]ـ
و كيفِ
و كيفَ؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 09:49]ـ
على الهامش ...
جاء في "كنّاشة النوادر" للأستاذ عبد السلام هارون، رحمه الله، وهو يتحدّث عن "تفكير أسلافنا القدماء في أمور حضارية يزهو بها عصرنا الحاضر ويعدّها مِن مفاخره:
"يزدحم الناسُ على العامل أو التاجر، فيُحدث ذلك اضطرابًا أو تذمُّرًا أو صراعًا، لا يعالجه إلاَّ تنظيم العملاء. وهو الذي انتهى الأمر إليه في مدنيّتنا الحديثة بنظام الصفوف، كما هو واقعٌ الآن في التموين والمصارف، ودور اللهو ونحوها.
فلْننظر إلى هذا النصّ من كتاب "الحيوان" للجاحظ:
"وكان أهل المربد يقولون: لا نرى الإنصاف إلاّ في حانوت فرج الحجَّام، لأنَّه كان لا يلتفت إلى مَن أعطاه الكثير دونَ مَن أعطاه القليل، ويقدِّم الأوّلَ، ثمَّ الثاني، ثمّ الثالثَ أبدًا ... حتّى يأتي على آخرهم. على ذلك كان يأتيه من يأتيه. فكان المؤخَّر لا يغضب ولا يشكو."
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 12:05]ـ
خرجت إلى هذه الاستراحة، وجلست إلى حيث انتهى بي المجلس.
تشنف سمعي بما رأيت .. كنت أقرأ بصوت تسمعه أذناي اللتان حرمتا من سماع الجمال السمعي العالي منذ زمن ..
وسُرّ عقلي بهذه الغنيمة الأدبية التي عثر بها .. بعد رحلات وجولات ومحاولات للتخلص من خيوط الشبكة العنكبوتية .. التي التفت حوله بإحكام! ..
وابتهجت نفسي حتى كانت أحياناً تأسى من وصف وردة تفرك بالأيدي، لكنها تفرح لبقاء رائحة العبير.
جزى الله خيراً من جمع الورود فمتعنا بمرآها .. ومن فركها فمتعنا برائحتها الزكية.
عجبت من نفسي كيف غفلت سنين عما أقرؤه من كلام كثير من المفكرين، عن طبائع الأمم والشعوب والعمران والإنسان .. بدءا من حكيم يونان بطليموس، مروراً بابن خلدون ولُبُون!.
ومنشأ العجب - إن لم أجد من يعجب معي! - أنهم ذهبوا إلى أن طبائع الأمم تختلف .. ففيهم أبيض بارد السجية وأسود حارّ الغريزة، وأن الهواء قد يجمع الطباع أو يفرقها.
ذهبوا هذا المذهب واختلفوا في التفضيل .... إلخ.
لكن رأيت بلالاً وهو عبد حبشي، وصهيباً وهو عبد رومي، وسلماناً وهو عبد فارسي، ومارية وهي أمة قبطية .. أولئك القادمين من الأمم المجاورة .. ودع عنك العرب .. الرعاة ثم الغزاة في سبيل الله .. كلهم أجمعوا، والزمان زمان، على أن لا فضل لأحد منهم على غيره إلا بمعنى جامع لحقائق الإيمان والعمل، وهو (التقوى).
وهم أوائل من يدخلون الجنة زمراً.
كيف نفاضل بين الأمم بالجملة والقضية على التفريد؟.
وهذا من أسرار جمال الإسلام وبهائه الذي تأوي وتهوي إليه أفئدة من الناس.
تسجيل إعجاب بأدب كريم وفضل ظاهر.
تحية للشيخين الأديبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 11:14]ـ
قليل من الكتاب من يجمع في كتاباته بين الإمتاع و الفائدة
بارك الله في شيخنا الفاضل عبدالله الهدلق
و في الاخ الكريم محب الأدب
ـ[محب الأدب]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 05:24]ـ
على الهامش أيضاً:
قال أبو حيان التوحيدي - في كتابه الإمتاع والمؤانسة -:
الأمم عند العلماء أربع: الروم، والعرب، وفارس، والهند،
ولكل أمة فضائل ورذائل، ولكل قوم محاسن ومساوٍ، ولكل طائفة من الناس في صناعتها وحَلِّهَا وعقدها كمال وتقصير؛
وهذا يقضي بأن الخيرات والفضائل والشرور والنقائص مفاضة على جميع الخلق، مفضوضةٌ بين كلهم.
فللفرس السياسة والآداب والحدود والرسوم.
وللروم الحكمة
وللهند (ومنهم البنغال) الفكر والرؤية والخفة والسحر والأناة
وللترك الشجاعة والإقدام
وللزنج الصبر والكد والفرح
وللعرب النجدة والقِرَى والوفاء والبلاء والجود والذِّمَام والخطابة والبيان
ثم إن هذه الفضائل المذكورة، في هذه الأمم المشهورة، ليست لكل واحد من أفرادها، بل هي الشائعة بينها؛ ثم في جملتها من هو عارٍ من جميعها، وموسوم بأضدادها، يعني أنه لا تخلو الفرس من جاهل بالسياسة، خالٍ من الأدب، داخلٍ في الرعاع والهمج؛ وكذلك العرب لا تخلو من جبانٍ جاهلٍ طياش بخيلٍ عيي، وكذلك الهند والروم وغيرهم
وها هنا شيء آخر، وهو أصل كبير لا يجوز أن يخلو كلامنا من الدلالة عليه والإيماء إليه، وهو أن كل أمة لها زمان على ضدها،
وهذا بين مكشوف فإذا أرسلت وهمك في دولة يونان والإسكندر: لَما غلب وساس وملك ورأس وفتق ورتق ورسم ودَبَّر وأمر، وحث وزجر، ومحا وسطر، وفعل وأخبر ...
وكذلك إذا عطفت إلى حديث كسرى أنوشروان: وجدت هذه الأحوال بأعيانها، وإن كانت في غُلْف غير غُلْف الأول، ومعارض غير معارض المتقدم.
ولهذا قال أبو مسلم صاحب الدولة حين قيل له: أي الناس وجدتهم أشجع ? فقال: كل قوم في إقبال دولتهم شجعان. وقد صدق؛ وعلى هذا كل أمة في مبدأ سعادتها أفضل وأنجد وأشجع وأمجد وأسخى وأجود وأخطب وأنطق وأرأى وأصدق؛ وهذا الاعتبار ينساق من شيء عامٍ لجميع الأمم، إلى شيء شاملٍ لأمة أمة إلى شيء حاوٍ لطائفةٍ طائفة، إلى شيء غالبٍ على قبيلةٍ قبيلة، إلى شيء معتادٍ في بيتٍ بيت، إلى شيء خاص بشخصٍ شخص وإنسانٍ إنسان.
وهذا التحول من أمة إلى أمة، يشير إلى فيض جود الله تعالى على جميع بريته وخليقته بحسب استجابتهم لقبوله، واستعدادهم على تطاول الدهر في نيل ذلك من فضله ...
ومن رقى إلى هذه الربوة بعين لا قذى بها، أبصر الحق عياناً بلا مرية، وأخبر عنه بلا فرية؛ ومتى صدق نظرك في مبادئ الأحوال وأوائل الأمور، وضح لك هذا كله كالنهار إذا متع، واستنار كالقمر إذا طلع ....
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 05:49]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرًا، أيّها الأديب النحرير، وأحسن إليك، على هذا النقل النفيس.
كان لك الفضل في افتتاح هذا الموضوع الممتع النافع، بإذن الله. وظنّي أن سيكون لك الفضل في اختتامه بكلمات، لو فكِّكت وضُربت لها الأمثلة والشواهد لشغلت صفحات وصفحات.
وإن كان من عتب عليك، فلاعتبارك ما نقلتَ "على الهامش"؛ إذ هو في صميم الصميم.
رُفِعت الأقلام، وجفّت الصحف ...
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 09:23]ـ
قليل من الكتاب من يجمع في كتاباته بين الإمتاع و الفائدة
بارك الله في شيخنا الفاضل عبدالله الهدلق
و في الاخ الكريم محب الأدب
وبارك الله في الفضلاء، الكرام النبلاء:
الواحدي، وابن عبد الهادي، وطالب الإيمان، وأبي فهر، وعبد الله العلي، وعصام عبد الله ..
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 01:44]ـ
وبارك الله في الفضلاء، الكرام النبلاء:
الواحدي، وابن عبد الهادي، وطالب الإيمان، وأبي فهر، وعبد الله العلي، وعصام عبد الله ..
وبارك الله في غيرهم من الفضلاء:
الأستاذ أبي علي الطيبي، والشيخ سليمان الخراشي، وهمام الحارثي.
وكذا الأخ محمد المبارك.
هل نسينا أحدًا؟ (ابتسامة)(/)
فلك المحامد والمدائح كلها ... بخواطري وجوارحي ولساني
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - Nov-2009, صباحاً 06:28]ـ
قال القحطاني رحمه الله في النونية في بيان نعم الله عليه
أنت الذي صورتني وخلقتني ... وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني ... وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ... من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني ... وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني ... وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة ... والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا ... وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا ... حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي ... لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ... ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي ... وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها ... بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم ... مالي بشكر أقلهن يدان
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[02 - Nov-2009, مساء 02:36]ـ
رحم الله الإمام القحطاني و أسكنه الفردوس الأعلى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 12:38]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 02:30]ـ
الحمد لله كثيرا على نعمه التى لاتعد ولا تحصى
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الإمام القحطاني
ـ[الحافظة]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 07:00]ـ
اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول على نعمك التي لاتعد ولاتحصى
... أبيات رائعة جدااااا ...
بارك الله فيكم ورفع قدركم في عليين
وهذه
نونية القحطاني كاملة
أداء:
فارس عبّاد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62951 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62951)
كل أبياته رائعة في النونية وقد أعجبني كثيرا
قوله عن نفسه رحمه الله
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا ... أنا غصة في حلق من عاداني
وأنا المحب لأهل سنة أحمد ... وأنا الأديب الشاعر القحطاني
وصية القحطاني:
بالله قولوا كلما أنشدتم ... رحم الإله صداك ياقحطاني
رحم الإله صداك ياقحطاني ورفع قدرك ربي في عليين
ـ[عبدالله بن عبدالقادر]ــــــــ[03 - Nov-2009, صباحاً 08:09]ـ
فائدة: أورد الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام ترجمة لأحد الأشخاص وقال كان يعرف بمادح الرحمن
يقال بأنه لم يمدح مخلوقا قط ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 01:40]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 02:05]ـ
/// رحم الإله صداك ياقحطاني ///
/// وشكر الله لك يا شيخنا أبا محمد ///
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 02:43]ـ
شكرا لكم.و بارك الله فيكم ...(/)
بئس هذا الناس ... لعبدالله بن عبدالعزيز الهدلق
ـ[همام الحارثي]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 02:28]ـ
بئس هذا الناس ...
بقلم / عبد الله بن عبد العزيز الهدلق
مجلة الإسلام اليوم – العدد 59 – رمضان – 1430هـ
"إنهم يَعرفون أنهم أكثر ممّا ينبغي، وأنه لا بد أن يفترس بعضهم بعضاً شأن العناكب في وعاءٍ واحد". تسفايج، بناة العالم.
هذه النفس الإنسانية غريبة النّوازع والبَدَوات والأطوار ..
ومن مفارقاتها أن قلمي لا يكون في أحسن حالاته إلاّ إذا ساءت نفسي ..
واليوم أصبحتُ منقبضَ الصَّدْر فانشرح قلمي، ولا أدري- وقد جاوزتُ طَوْر تكلّفِ الشجى لاستدرار الموهبة- ما بال قلمي لا يضيء إلاّ بنار روحي وَوَقْد ضميري؟
ألا بئس هذا الناس ..
ولولا دِينٌ وحياءٌ لقلتُ بقلمي هكذا فكشفتُ عن وجوه تُصدّر في المجالس، فلما عاملتها خشيتُ منها على نعلي!
قال سفيان الثوري لعطاء الخفاف: "يا عطاء: احذر الناس، وأنا فاحذرني".
غَبَر عليّ زمان كنت أقول فيه لمن أنصحهم: ربُّوا أبناءكم على الخير والطُّهر، واليوم صرت أُردّد مع القائل: "ستُقنع الغنم بالمذهب النباتيّ، لكنّ الذئاب لها رأي آخر".
ألا فلتربّوا أبناءكم على كثير من الشرّ، لا ليكونوا أشراراً، لكن حتى يتّقوا من الناس شرَّ الناس.
كنت أقول لمن أنصحه: أحسنْ إلى الناس قدر ما تستطيع، وأما اليوم فنصيحتي له: أنْ قلّل من إحسانك إلى الناس، فإذا أنت أحسنت إلى الواحد منهم فلا تشعره بذلك؛ لأنه سيجعل من إحسانك إليه ذريعةً للإساءة إليك. "قال رجل لآخر: فلان يسيء القول فيك، فقال له: عجيب، مع أني لم أحسن إليه".
كنت أقول لمن أمحضهم النصح: أحبّوا الناس، واليوم فلست أقول لهم: اكرهوا الناس بإطلاق، لكني أقول: أحبّوا الإنسانية مجتمعة، واكرهوهم أفراداً!
في "قصة الحضارة" لديورانت: "وأحزن البابا- أدريان السادس- وأقضّ مضجعه عجزُ الإنسان عن أن يصلح الناس، وكثيراً ما جهر بقوله: "ما أكثر ما تعتمد مقدرة الإنسان وكفايته على العصر الذي يقوم فيه بأعماله".
وفي "تساعيّة نقدية" لماهر فريد: "كتب رسكن ذات مرّة ما معناه:
في طريقي إلى المتحف البريطاني كلّ صباح؛ أجد وجوه الناس في الشارع تزداد فسادًا يومًا بعد يوم".
يوم أن انتابتني تلك الجائحة الرُّوحية المظلمة قبل إحدى وعشرين سنة، وانثالت عَليّ المصائب –أجارك الله- ترفّ تترى متتابعات حتى ذُهل قلبي المسكين فما عاد يدري لأيهنّ يتألم .. ويوم تنكّر لي من كنت أحسنتُ إليه من رُذال هذا الخلق وسَقَط ولد آدم –كتب أحدهم: كان من قَدَري أن أغلب من ألقاهم في دروب حياتي المعتمة هم من ذوي العاهات المخيفة –حبستُ نفسي في البيت عدة سنوات، وذهبت- فيما يشبه الجنون لكنه معرفيّ- أقرأ في اليوم والليلة أكثر من ثلاث عشرة ساعة، لا يصرفني عن القراءة إلاّ دموع عينيّ من فرط الجهد، لم أكن في تلك الأيام أتنفس من رئتيّ، كنت ألتقط أنفاسي من ثقوب الكلمات .. ولولا أن منّ الله عليّ بالهداية لربما تيبّستُ شيئًا فشيئًا حتى صرت- كما قال كافكا-: "حَجَرًا لقبر نفسي".
لا، لم أكن في تلك الأيام أُسحق؛ لكني كنتُ أتشكّل ..
استهواني –فيما استهواني- من هذه الدنيا الغريبة التي فتحها الله عليّ بعد أن أُوصدت دنيا الواقع في وجهي فنُّ التراجم الذاتية.
وما زلت أظن أنه لا يوجد فنٌّ آخر يعدله من فنون هذا التراث الإنساني كلّه.
نفضت المكتبات العامة والتجارية نفضًا، لم أترك فيها ترجمة ذاتية ذات شأن إلاّ طالعتها، وكنت أُعيد قراءة بعض التراجم أكثر من مرة، كالجزء الأول من "أيام" طه حسين قرأته ثلاث مرات- لم يُكتب في فن السيرة الذاتية باللغة العربية كهذا الجزء منذ كتب عربيٌّ عن نفسه- وكان طه حسين أملاه في عدة أيام.
وربما طالعت السيرة الذاتية في أكثر من ترجمة، كاعترافات جان جاك روسو، طالعتها في ترجمة بدر الدين وترجمة خليل رامز، في كثير كثير ..
كانت كتب التراجم الذاتية مسلاةً لروحي، أجدُ فيها العظة والعبرة والمتعة، وكنت أعثر فيها على لطائف من المعارف لا توجد في غيرها، بل لا يظن القارئ أنها من مظانّ هذه اللطائف:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - في سيرة الممثل الهزلي المشهور شارلي شابلن "قصة حياتي" حديث أفضت به زوجة آينشتاين لشارلي عن الأيام التي كتب فيها زوجها "النظرية النسبية"؛ ستحفى قدما محاضر في العلوم وهو يتردّد بين أرفف المكتبات فلا يظفر بمثله.
2 - في سيرة المخرج الإسباني العالمي بونويل "أنفاسي الأخيرة" أخبار عن الشاعر الإسباني لوركا- إذ كان صديقه- لعلها لا توجد فيما أفرد عنه من دراسات، وفيها قصة عن هذا الماكر شارلي شابلن تكشف عما كان أخفاه في سيرته من إباحيّته ودنسه.
3 - في ترجمة أنيس صايغ لنفسه "أنيس صايغ عن أنيس صايغ" فصل حافل عن ياسر عرفات يفرح به مؤرخو السياسة.
4 - في "حياة طبيب" لطبيب النساء القبطي المشهور في وقته نجيب محفوظ -وهو الذي سُمي به الروائي نجيب محفوظ لأنه قام على ولادته بعد أن تعسَّرت– قصة طريفة عن اللغوي الكبير حمزة فتح الله، لم يقف عليها باحثان كتب كلٌّ منهما بحثًا جيدًا عنه.
5 - في "مذكرات أغا خان" أن السلطان عبد الحميد كان يضع الماكياج لمّا قابله!
6 - في "مذكرات جريح" لبولس سلامة أنه طريح الفراش منذ عشرين عامًا أجرى فيها أربعًا وعشرين عملية ..
7 - في "النوافذ المفتوحة" للشيوعي شريف حتاتة –زوج سيئة الذكر نوال السعداوي– ما يكشف عن شخصية الشاذّ في رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني.
8 - في سيرة عبد الرحمن بدوي -ذكر لدراسته بعض تراث شيخ الإسلام ابن تيمية على شيخه مصطفى عبد الرازق.
9 - في "المذكرات" للعلامة محمد كرد علي أخبار عن الشيخ طاهر الجزائري لا توجد في كتاب.
10 - في "رحلة جبلية" لفدوى طوقان ما يدل على أثر هذه السيرة على ما كتبته متأدبة قليلة الموهبة في روايتها "الوارفة".
11 - في سيرة برتراند رسل نعرف أن أخاه هنري كان مسلمًا ..
12 - في "أوراق العمر" للويس عوض –هذا الكتاب من أعمق كتب التراجم الذاتية على ما فيه من سوء- يتكشّف لنا كذب جيهان السادات بشأن كتابتها للدكتوراه في مقابلتها مع أحمد منصور!
13 - في "مذكرات طبيب عبد الناصر" الصاوي حبيب، وهو طبيب جمال عبد الناصر في آخر سنوات حياته؛ نتبيّن صدق "هيكل"، وأنه كان أثيراً عند عبد الناصر.
14 - في "الاعتبار" لأسامة بن منقذ- هذه أفضل ترجمة ذاتية في تراثنا العربي- نصوص رائعة عن أوروبا العصور الوسطى.
15 - في "الجمر والرماد" لهشام شرابي تصوير نادر لشخصية أنطون سعادة زعيم الحزب القومي السوري الذي أعدمته الحكومة اللبنانية .. وفيها يقف القارئ على المورد الذي استقى منه عبد الرحمن بدوي أغلب رسالته عن "الزمان الوجودي".
16 - في "شظايا من عمري" لعبد المعين الملّوحي أنه هو الذي أشار على سامي الدروبي بترجمة الأعمال الكاملة لدوستويفسكي.
17 - في مذكرات محمد الرايس "من الصخيرات إلى تازما مارت" تجربة سجنه في زنزانة انفرادية ثمانية عشر عاماً.
18 - في "خواطر وذكريات" لإبراهيم الحسّون وصْف بديع للحياة اليومية في جدة في بداية الدولة السعودية.
19 - في "التحدث بنعمة الله" للسيوطي – هذه ترجمته المفردة، وقد كتب بعض الباحثين رسالة دكتوراه عن السيوطي، فكان ينقل عن ترجمة السيوطي لنفسه في البغية وحسن المحاضرة، ولم يعرف أن له ترجمة مفردة – نجده يقول ما معناه:
"إنه ما من أحد من تلامذة والدي إلاّ أساء إليّ فيما بعد إلاّ فلان وفلان".
لذا بدأت بتأليف كتاب عنوانه "المنتخب من كتب التراجم الذاتية" لو تمّ لأتيت فيه بما يبهر القارئ ويفيده. لكن صرفني عن هذا الكتاب –وأمثالِه- قناعاتٌ ربّانيةٌ خرجتُ بها – بتوفيق من الله عز وجل- من بعض دروس الحياة، ومن كتب التراجم الذاتية نفسها، فقد وجدتُ أن كل تجارب الإنسان في حياته قابلة للنجاح والفشل، لا يؤول شيء من تجارب حياته إلى غير هذين .. وأما معاملة الربّ –جل وعلا- فإنها لا تقبل إلاّ النجاح ببرهان وثيق .. ولعلي أعود لأبسط تحوّل القناعات هذا في مقال آخر.
ما إن استمررت في القراءة في هذا الفن، ومطالعة هذه التراجم؛ حتى وجدتني أمام حقيقتين تطلان عليّ فلا تخطئهما العين في كل ترجمة ذاتية أقرؤها:
1 - رأيت أن الذين قرأت تراجمهم الذاتية يُجمعون كلهم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأزمانهم وأعمارهم وأديانهم، وتفاضل تجاربهم، وتباين مشارب أنفسهم، وتنوّع مطارح مقاديرهم على أن الحياة نَصَبٌ ومشقّة، وأنهم ما نالوا ما نالوه منها إلاّ بالصبر والتجلّد والمغالبة.
2 - ثم رأيتهم –وهذا هو بيت القصيد من حديث التراجم هذا- يُجمعون وفيهم: العالم والأديب، والمخرج والفيلسوف، والسياسي والقائد والممثل والأستاذ، والرسام والمهندس، والتاجر والمريض، والسجين والفقير، ومن شئت وما شئت .. رأيتهم يجمعون كلهم على فسادِ طبيعة الإنسان، وسوء خُلقه، وبشاعة مخبره، وخبث طُويّته، ورداءة صِنفه .. وأنه لم ينلهم من أوصاب هذه الفانية، وأدواء هذا العمر، وأتراح هذي الروح؛ أشدّ ولا أشقّ ولا آلم من صراع الإنسان وحسده وقبحه .. فمِن كاذب لا يصدق إلاّ في أنه كاذب، وخائن لمن ائتمنه، ومتنكّر لصديق أحوج ما يكون إليه، وظالمٍ يطلب ما لا حقّ له فيه، وجاهل خابي الذهن فاتر الموهبة ينقم على هذا وذاك أن منّ الله عليهم بما حرمه منه ..
إلى ذي روح خبيثة يأبى صاحبها أن تُنزع منه قبل أن يسيء إلى من أحسن إليه، وذي أَثَرَةٍ مفرطة يتمنى معها أن لو صُرم نصف أهل الدنيا ولا تفوته نومة العصر.
في أمثلةٍ بغيضة، ونماذجَ كريهة، ونسخٍ مكرورةٍ مشوّهة، يخجل المعافى أن يجتمع معها في مسمى واحد، حتى قال بعض المؤلفين –شبه معتذر- في مقدمة كتاب له: "لعلي لا أجانب الصواب، ولا أبتعد عن جوهر الحقيقة إن قلت: إنني كائن بشري"!
وهكذا فبعد أن طالعت من كتب التراجم الذاتية ما يملأ قبّة الصخرة؛ وجدتُني أفتح الباب وأدخل إلى الشارع! كما عبّر كاتب غربي نسيت اسمه.
هكذا وجدتني أعود أدراجي كرّة أخرى، فإذا الإنسان ذئب الإنسان يَفْري أخاه فَرْياً شديدًا، وإذا الحياة هي الحياة: تَلِد بنيها، ثم تعود فَتَخْتِل لهم، وتفعل بهم ما تفعله القطّة الغادرة بصغارها العُمْي العاجزين ..
فبئس الناس وبئس الحياة.
سئمتُ كلَّ قديمٍ عرفتُه في حياتي
إن كان عندك شيءٌ من الجديدِ فهاتِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 08:17]ـ
–حبستُ نفسي في البيت عدة سنوات، وذهبت- فيما يشبه الجنون لكنه معرفيّ- أقرأ في اليوم والليلة أكثر من ثلاث عشرة ساعة، لا يصرفني عن القراءة إلاّ دموع عينيّ من فرط الجهد، لم أكن في تلك الأيام أتنفس من رئتيّ، كنت ألتقط أنفاسي من ثقوب الكلمات .. ولولا أن منّ الله عليّ بالهداية لربما تيبّستُ شيئًا فشيئًا حتى صرت- كما قال كافكا-: "حَجَرًا لقبر نفسي".
همة!!
ـ[عصام عبدالله]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 10:31]ـ
همة!!
هل الهمّة!! في حبس النفس في البيت؟ أم في خروجه منه بعد أن هداه الله؟:)
ـ[ابو الليث]ــــــــ[15 - Jan-2010, مساء 07:17]ـ
بوركت يا شيخ عبد الله واكثر في امتنا امثالك
والحق والحق اقول ان حبس النفس والتوفر على الدرس واستنطاق السطور وكشف خبايا الطروس استعدادا لمصاولة الخلق واطر الزعانف على الدين الحق اولى بكثير من مجالس زائفة وكذبات بمسمى التزاورلاطئة
ـ[المتأمل]ــــــــ[26 - Feb-2010, صباحاً 02:39]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ذن لي أيها الناقل الكريم أن أحمد لك جميلَ ما صنعتَ. فكأنّما وقعتُ بهذه المقالة على خبيئة!
لا إخال أحدا قرأ هذا العِلق النفيس ولم يُعجب به ويَعجب منه. وأظنني أفوق كل أحد طربا به؛ لا لأني - فحسب - كأبي عبادة:
وأراني من بعد أكلف بالاشراف طرا من كل سنخ وأس
بل ولأمر آخر، أُشرك به الأحبة.
شكا إلي خلُّ - ذات مكاشفة - ما يجده من معاناة ملخّصها: أنّه مع ما يرفل فيه من نعم إلا أنه يتألّم من هذه الحياة، فكأنها - كما كتب -: " سكين تحزّ رقبتي كلّ يوم! "
فكتبت له:
" مشكلة الإنسان الحقيقية مع الحياة ليست ماذا يأخذ منها وماذا يُحرم، بل ماذا يعرف عنها وماذا يجهل.
كلما عرفتَها أفضل زاد كرهك لها وهوانها عليك، مهما كانت كريمة معك
وكلما جهلتَها أكثر زاد حبك لها وحرصك عليها، مهما جفتك وحرمتك
أتعلم أن الانتحار ظاهرة غير مستنكرة لدى الأدباء؟ لا لأنهم يائسون أو فاشلون أو كئيبون، وإنما لأنهم اكتشفوا أن الحياة ليس فيها ما يستحق العناء.
ومن هنا تأتي مزية المسلم، فهو بإيمانه بالغيب، وبمعرفته بحقارة الدنيا فإنه ينزلها في نفسه موضعَها الصحيح: لا الكراهية والاحتقار بل التهوين وعدم المغالاة والتعامل معها بهدوء وروية. يأخذ منها ما تعطيه، ولا يندم على ما تحرمه
إنما الذي ينبغي الحذر منه - لأنه يمكن أن يكون خطرا حقيقيا - هو الإنسان!
كلما عرفتَ الإنسان أكثر زاد كرهك له واستيحاشك منه
وصدق الشاعر حين قال:
عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى وصوّت إنسان فكدت أطير! "
وهكذا ترى - أيها الناقل الكريم - لم أنا ممتن لك؛ فقد وقع ما أتحفتنا به من نفسي أمكن موقع، ورأيتني أتماهي مع الكاتب؛ كأنما أتطلّع في مرآة صقيلة. خلا أنني قد خالفته فيما ختم به مقاله؛ فهو يرى الإنسان للإنسان ذئبا، ومحدثكم يوافق الشاعر في الاطمئنان للذئب؛ فأهون محامد الذئب أنّه - إن افترسني - فعن غريزة وحاجة، لا تلذّذا واستمتاعا!
" عبد الله الهدلق ". أظنني سأحفظ هذا الاسم جيدا!
ـ[جذيل]ــــــــ[27 - Feb-2010, صباحاً 12:27]ـ
لماذ لا يكتب اديبنا عبدالله الهدلق في الالوكة ..
في ظني ان الالوكة وأمثالها مرحلة اخرى لما بعد الصحف والمجلات
فلم يبقى كتابنا في مراحلهم السابقة وقد كرهوا القديم .. ؟
ـ[أبو زيد المدني]ــــــــ[29 - Mar-2010, صباحاً 12:41]ـ
ماشاء الله لاقوة إلا بالله، روعة في الأسلوب، رشاقة في العبارة،
جزاك الله خيراً ياخطيب السلفية.(/)
الشرارة وحريق المحطة!!
ـ[إشراقة فجر]ــــــــ[03 - Nov-2009, مساء 09:23]ـ
الشرارة وحريق المحطة
يفكر .. ينظر يمنة مرة، ويطيل النظر يساراً، في عنفوان شبابه .. وقف بجوار المحطة ليصب قليلاً من الوقود، كي يساعد سيارته على الاستمرار في الدوران والسير عبر الشوارع والطرقات؛ بحثاً عن هدف لا يدري ماهو.
عنفوان ... شباب ... فراغ ... خيال واسع، منظر ما زال محفوراً في ذاكرته عن بطل ذلك الفيلم، وكيف تحدى الصعاب ..... لعله يجرب!
العامل يقف بجواره، يريد مبلغ الوقود، ينظر إليه، نفس قسمات ذلك العامل في ذلك المشهد، تدثر الخيال بالواقع، غاب عن الواقع، الخيال صار واقعاً، انطلق كالريح دون أن (يعبر) أحداً، خرطوم (الطرمبة) لا زال عالقا في سيارته، تجاذب قوي بين سيارته و (الطرمبة)، كل يجر الآخر، أخيراً تفوقت السيارة، فاقتلعت (الطرمبة) عن مكانها، وألقت بها على قارعة الطريق، والوقود يتسرب منها بغزارة، نظر إليها، تبسم تبسم المنتصر، انطلق لا يلوي على شيء، المهم أنه حقق ما بداخله من التحدي وإثبات البطولة، نفس حركات ذلك البطل في الفيلم، أحس بنشوة، ولم يدرِ أن ذلك البطل كان يؤدي ذلك المشهد تمثيلاً وليس واقعاً؛ لتصحيح مسار خاطئ في الحياة، ولكن إذا غاب التفكير فلا تسأل بعد عن النتائج.
شرارة لا ترى بالعين المجردة انطلقت من الآلة الحديدية المثبتة بخرطوم (الطرمبة)، تفاعلت بلمحة بصر مع قطرات البنزين المتدفق ...
*********
استل قلمه ... يفكر ... ينظر من النافذة أمامه ... الأفق البعيد يعطيه مساحة واسعة من الخيال، تجعله يتخيل أنه على ظهر جواد جامح ينطلق به متخطياً الأسلاك الشائكة التي رسمها في خياله، والتي كان يفكر بها كثيراً؛ لأنها هي العائق الوحيد التي تمنعه من الرقي والتطور ومواكبة العالم المتحضر.
كيف يبدأ بمهاجمة هذه الأسلاك.؟ كيف يتخطاها .. ؟ كيف يعلن التحدي لها.؟ يجوب أفق الفكر، يقلب ناظريه، فجأة قفز في ذهنه ذلك البطل الذي قرأه في تلك الرواية، وكيف صدع برأيه، ليغير وجه المجتمع بعد رحلة طويلة من المعاناة والكتابة، لينال حريته المسلوبة، وهاهم اليوم ينعمون بها، كل يمشي على شاكلته، يقول ما يشاء، يفعل ما يشاء، يعتقد ما يشاء، يمارس ما يشاء، كل ذلك على قارعة الطريق، إذاً هذا هو التحدي: أن أملك زمام أمر نفسي، وأفعل ما يحلو لي، بغض النظر عن الآخرين من حولي.
انطلق الشاب بقوة دون أن ينظر لمن حوله، بعدها؛ حريق هائل اشتعل بكل أرجاء المحطة.
*******
البناء متماسك متراص بقواعد وأسس متينة، تنظيم دقيق يفوق ما أنتجته عقول الغير، من أساليب يضرب بعضها بعضاً، وقد نسجت هذه الخيوط لتكون على مقاس معين لا يصلح لكل الاستخدامات، إلا لهم فقط.
هذه خلاصة ما يعتقده في داخله، لكن الفرصة لم تتح له ليعبر عنها بكل وضوح وشفافية، فالمساحات الهائلة عبر الصحف اليومية التي تمتلئ بالصور المنقولة عما أفرزه غيرنا، ويسوق لها على أنها مثل رائع يحتذى، ممنوعة عليه وأمثاله، ليعبر عن نصحه ويوضح فكرته، فالإقصاء ينتظره كلما فكر أن يعبر عما يجول بخاطره، أما التهميش والأوصاف المعلبة الجاهزة فإنها تنتظره إن هو حاول أن يرفع صوته، معبراً عن مدى انتمائه لهذا الموروث الثابت، وأن الحلول التي قدمها هذا الموروث هي الحلول الكاملة التي تحل ما نعانيه من مشكلات أزلية.
أفكار تختلط بخيال الشاب النقي، كيف يساهم في عملية البناء لهذا الوطن .. ؟ وهو يرى ويقرأ هذا الصراع الذي يتعمد فيه إقصاء أشخاص كان لهم دور بارز في إشاعة الخير والحب لكل الناس، منطلقين من أسس متينة بناها المعلم الأول، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (متمثلين) قوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ". هذا يوجد حالة من الفزع الخفي المكبوت أو المسكوت عنه، وهنا ممكن الخطر.
فهذا المنهج الذي يغذي تيار الأحادية في التفكير وإلزام التبعية، مع التهمة القديمة الفرعونية، التي أطلقها على موسى -عليه الصلاة والسلام-: (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) أو مقولة: أن لم تكن معي ... ؛ قد يفرز ردات فعل غير مسبوقة، ومجهولة النتائج، فمن الخطر أن تقدح شرارة بجوار قطرة بنزين دون أن نقدر مدى العواقب المترتبة على هذا الفعل، وماهو الدمار الذي قد يخلفه .. ؟ أو تميط اللثام عن مداد القلم وتكتب ما يجول بخاطرك بعيدا كل البعد عن الثوابت التي بها تماسك هذا البناء وقام طيلة السنوات الخوالي، وبها كان لهذه الأمة موقع هام على خارطة الزمن، ثم تنطلق بعيداً؛ تظن أنك ستهرب من آثاره المدمرة كما فعل ذلك الشاب حينما أشعل ذلك الحريق بتلك المحطة.
نتيجة ذلك التفكير حريق هائل كاد أن يكون كارثة، وكارثة الفكر وحريق القيم أكبر وأفجع من حريق قد ينطفئ بعد اشتعاله بلحظات .....
بقلم فضيلة الشيخ
عبدالله العياده(/)
يا أهل الشعر مامعنى هذا البيت!
ـ[هطول المطر]ــــــــ[04 - Nov-2009, صباحاً 11:19]ـ
السلام عليكم
مر علىَّ هذا البت أثناء قرأتي , فأرجو منكم شرحه لي:
قول أبي الطيب:
يتلون الخِرَّيتُ من خوفِ التَّوى .......... فيها كما تتلونُ الحرباءُ
ـ[ابو بردة]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 01:13]ـ
السلام عليكم
مر علىَّ هذا البت أثناء قرأتي , فأرجو منكم شرحه لي:
قول أبي الطيب:
يَتَلَوَّن الخِرَّيتُ من خوفِ التَّوى .......... فيها كما تَتَلوَّنُ الحرباءُ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال في معجز أحمد
الخريت: الدليل العالم بخفيات الطرق، كخفاء ثقب الإبرة. والتوى: الهلاك.
والحرباء: دابة أكبر من العظاية، على خلقتها. ويقال: إنها ذكر أم حبين تستقبل الشمس دائماً كيف دارت. والهاء في فيها: للطريق، لأنها تؤنث. وقيل: ترجع إلى البيداء.
المعنى: أن هذه الطريق مجهولة فالدليل إذا سلكها يتقلب يميناً وشمالاً وخلفاً وقداماً، ومن ناحية إلى ناحية؛ وهذا هو التلون، كما تتقلب الحرباء في الشمس. ذكره ابن جنى.
وقيل: أراد أنه يصفرُّ لونه مرة، ويسودُّ تارة، ويحمرُّ أخرى؛ خوف الهلاك ورجاء الاهتداء. فهذا هو التلون كحال الحرباء مع الشمس
انتهى
ـ[هطول المطر]ــــــــ[05 - Nov-2009, صباحاً 07:09]ـ
السلام عليكم ..
جزيت خيراً أبو بردة .. ماقصرت
طلب أخير .. !
أريد فقط - حفظك الله -معلومات عن الكتاب الذي ذكر فيه المعنى ابن جنى .. بالجزء والصفحة والطبعة .. الخ
ـ[هطول المطر]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 10:46]ـ
يرفع للأهمية ...
ـ[ابو بردة]ــــــــ[07 - Nov-2009, صباحاً 10:45]ـ
قوله (ذكره ابن جنى)
هو من كلام صاحب كتاب (معجز أحمد)
ولابن جني مؤلفات كثيرة لا أدري أين ذكر هذا الكلام
انظر هنا حفظك الله
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=38140
ـ[هطول المطر]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 12:44]ـ
أخي الكريم أنا لا أريد كتب أبن جني تحديداً ...
لو أعطتيتني بيانات كتاب معجز أحمد أكون لك من الشاكرين ..
ـ[ابو بردة]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 01:53]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=19677
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:07]ـ
جاء في
ديوان أبي الطيب المتنبي؛ بشرح أبي البقاء العكبري
(المسمى بالتبيان في شرح الديوان) 1/ 17
12ـ الغريب: الخرِّيت: الدليل، وسمي خرّيتا؛ لاهتدائه في الطريق الخفية، كخُرْت الإبرة. كأنه يعرف كل ثقب في الصحراء.
والتوى: الهلاك.
والحرباء: دابة تدور مع الشمس كيفما دارت، تتلون في اليوم ألوانا كثيرة، كما قال ذو الرمة:
غَدا أَكهَبَ الأَعلَى وَراحَ كَأَنَّهُ = مِنَ الضِحِّ وَاِستِقبالِهِ الشَمسَ أَخضَرُ
المعنى:
أن هذه الأرض طريقها صعبة، يتلوّن الدليل فيها من خوف الهلاك، كما تتلوّن هذه الدابة، وهو مما يتغير لونه من خوف الهلاك، فهو يدور يمينا وشمالا لطلب الطريق.
والمعنى من قول هدبة:
يَظَلُّ بِها الهادي يُقَلِّبُ طَرفَهُ = مِنَ الهَولِ يَدعو لَهفَهُ وَهوَ واقِفُ
وقال الطرماح:
إِذا اِجتابَها الخِرّيتُ قالَ لِنَفسِهِ = أَتاكَ بِرِحلَي حائِنٍ كُلُّ حائِنِ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:20]ـ
أخي الكريم أنا لا أريد كتب أبن جني تحديداً ...
لو أعطتيتني بيانات كتاب معجز أحمد أكون لك من الشاكرين ..
شرح المعري ديوان المتنبي بعنوان:
(معجز أحمد)
وهو مطبوع، بتحقيق د. عبد المجيد دياب، بدار المعارف بمصر ..
وقد شكك في نسبته للمعري عدد من أهل العلم وأصحاب التخصص، والله أعلم.
والكتاب باطل النسبة إلى أبي العلاء المعري قولا واحدا، وقد نشرت في هذا الشأن مقالات مطولة في مجلة عالم الكتب السعودية ..
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:29]ـ
السلام عليكم ..
جزيت خيراً أبو بردة .. ماقصرت
طلب أخير .. !
أريد فقط - حفظك الله -معلومات عن الكتاب الذي ذكر فيه المعنى ابن جنى .. بالجزء والصفحة والطبعة .. الخ
هو في كتاب (الفسر)؛ شرح ديوان أبي الطيب المتنبي؛ لابن جني
وهذا القول فيه 1/ 82
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 03:33]ـ
وانظر شرح البيت في الكتب لآتية، غير ماذكرته لك:
معجز أحمد 2/ 86
وشرح الواحدي 195
وابن المستوفي 1/ 399
والبرقوقي 1/ 146
وهلا وغلا وألف مرحبا
وعلى الرحب والسعة
ـ[هطول المطر]ــــــــ[09 - Nov-2009, صباحاً 04:14]ـ
الفاضلان: أبو بردة , والدكتور مروان ...
جزيتم عني خير الجزاء
أشكركم من الأعماق على حُسن تعاونكم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - Nov-2009, مساء 02:24]ـ
وأخيرا أخي الكريم
وجدت الكتاب (كتاب الفسر؛ لابن جنيّ)؛ الذي كان معارا، وهاهوذا شرح البيت فيه:
(((يتلون الخريت من خوف التوى = فيها كما يتلوّن الحرباء)
(الخرّيت): الدليل الحاذق، وخرت الإبرة يخرتها: ثقبها، وكذلك خرت الأذن، وسمّي الدليل خريتا
لاهتدائه في الطريق الخفية كخفاء خرت الإبرة ونحوها. قال الشاعر:
على ضرّ وليس بها أنيس = وخرّيت الفلاة بها قليل
وقال "رؤبة":
في بلدة يعيا بها الخريت
و (الحرباء) دويبة تستقبل الشمس وتدور معها حيث دارت. قال أبو دؤاد (الأيادي):
أنّى أتيح له حرباء تنضبه = لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا
و (التوى): الهلاك، يقال: "توى" "يتوي" "تويّ" فهو "تو".
ومعنى البيت:
"أن الخريت يتلفت يمنة وشآمة، ليستدل في هذه المفازة خوف الهلاك" ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الموسوي]ــــــــ[05 - May-2010, صباحاً 09:29]ـ
أين قال المتنبي:
ابن جني أعلم بشعري مني؟(/)
جنى دمعتان وبسمة ..
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 08:00]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم // فؤاد الخفش
جنى دمعتان وبسمة ..
دمعة يوم ولدت وأنا مشبوح مسجون، ودمعة يوم أن رفضتني بعد خروجي، وبسمة كانت اليوم في ذكرى ميلادها الأولى .. !
جنى { .. ،
أبي .. أأنا دمعتان وبسمة؟! ليت شعري .. !
ما ذنبي وأنا أتنفس صباحات الوطن برائحة الشوق ولم أعرف لعزف إيقاعها غير الدموع .. ،،
منذ ولدت وأنا أشتاق همسك، وأحن لضمة صدرك ..
وما ذنبي .. وقد لامس النور عيناي وأنت هناك .. تجلس على جذع العذابات وتحت السياط ..
أبجديتك آلمتني .. حرفك نحو غيمة الحزن جرفني ..
حنانيك يا أبي ..
صرخاتي .. حركاتي .. وحتى نظرتي لأمي .. ولعبي بدميتي، ورفضي لرضعة الحرمان والبعد عنك، كانت تحدث ذاتك .. بنبرة أنت لا تسمعها .. لم يفهمها أحد .. لكنها نثرت في قلبي زخات حبك .. لتخفف عني بعدك ..
دمعتان آلمت بهما قلبي .. على رسلك يا أبي ..
بسمة أنت .. تسقيني الوفاء .. تعلمني العز والإباء .. تهديني دميتي وهي ليست كدمى الصغار ..
حتى حديثك يا أبي .. حديث فخر .. عن رجل نحت بأيام عمره مجداً ..
يلاعبني .. يضاحكني .. ويهدهد لي أغنية على وتر الشجن .. أغفو على ألحانها وترتخي على صدرها جفوني .. ثم يسأل .. أجنى الحب ترفضني ولا تقبل.!
أي والدي .. أنا لا أقبل ..
أن أراك تداعبني وثغر هناك في الإسلام يريد سداً ..
أي والدي .. أنا لا أقبلك إلا شهماً ..
فؤاد أنت يا أبي فكيف لي أن أرفضك .. وقد غرست في قلبي للتضحية معنًى.(/)
البحث عن ديوان البحترى بطبعة حديثة
ـ[هشام السنوسى]ــــــــ[04 - Nov-2009, مساء 08:56]ـ
أريد ديوان البحترى بطبعة حديثة وجزاكم الله خيرا
ـ[هاني هلال]ــــــــ[06 - Nov-2009, مساء 12:40]ـ
جزاكم الله - عزَّ وجلَّ - خير الجزاء؛ لأنكم تخدمون العربية وعلومها، وجعله الله في ميزان حسناتكم(/)
نونية القحطاني"رحم الإله صداك يا قحطاني"
ـ[أبو إبراهيم آل شعت]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 09:03]ـ
نونية القحطاني
تأليف
الإمام
"أبي محمد الأندلسي القحطاني"
يا منزل الآيات والفرقان بيني وبينك حرمة القرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري وأقض مآربي وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي كثر به ورعي واحي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم مالي بشكر أقلهن يدان
فوحق حكمتك التي آتيتني حتى شددت بنورها برهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة حتى تقوي أيدها إيماني
لأسبحنك بكرة وعشية ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأذكرنك قائما أو قاعدا ولأشكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البرية خلتي ولاشكون إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي من دون قصد فلانة وفلان
ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحسام يأس لم تشبه بناني
ولأجعلن رضاك أكبر همتي ولاضربن من الهوى شيطاني
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى ولأقبضن عن الفجور عناني
ولأمنعن النفس عن شهواتها ولأجعلن الزهد من أعواني
ولأتلون حروف وحيك في الدجى ولأحرقن بنوره شيطاني
أنت الذي يا رب قلت حروفه ووصفته بالوعظ والتبيان
ونظمته ببلاغة أزلية تكييفها يخفى على الأذهان
وكتبت في اللوح الحفيظ حروفه من قبل خلق الخلق في أزمان
فالله ربي لم يزل متكلما حقا إذا ما شاء ذو إحسان
نادى بصوت حين كلم عبده موسى فأسمعه بلا كتمان
وكذا ينادي في القيامة ربنا جهرا فيسمع صوته الثقلان
أن يا عبادي أنصتوا لي واسمعوا قول الإله المالك الديان
هذا حديث نبينا عن ربه صدقا بلا كذب ولا بهتان
لسنا نشبه صوته بكلامنا إذ ليس يدرك وصفه بعيان
لا تحصر الأوهام مبلغ ذاته أبدا ولا يحويه قطر مكان
وهو المحيط بكل شيء علمه من غير إغفال ولا نسيان
من ذا يكيف ذاته وصفاته وهو القديم مكون الأكوان
سبحانه ملكا على العرش استوى وحوى جميع الملك والسلطان
وكلامه القرآن أنزل آيه وحيا على المبعوث من عدنان
صلى عليه الله خير صلاته ما لاح في فلكيهما القمران
هو جاء بالقرآن من عند الذي لا تعتريه نوائب الحدثان
تنزيل رب العالمين ووحيه بشهادة الأحبار والرهبان
وكلام ربي لا يجيء بمثله أحد ولو جمعت له الثقلان
وهو المصون من الأباطل كلها ومن الزيادة فيه والنقصان
من كان يزعم أن يباري نظمه ويراه مثل الشعر والهذيان
فليأت منه بسورة أو آية فإذا رأى النظمين يشتبهان
فلينفرد باسم الألوهية وليكن رب البرية وليقل سبحاني
فإذا تناقض نظمه فليلبسن ثوب النقيصة صاغرا بهوان
أو فليقر بأنه تنزيل من سماه في نص الكتاب مثاني
لا ريب فيه بأنه تنزيله وبداية التنزيل في رمضان
الله فصله وأحكم آيه وتلاه تنزيلا بلا ألحان
هو قوله وكلامه وخطابه بفصاحة وبلاغة وبيان
هو حكمه هو علمه هو نوره وصراطه الهادي إلى الرضوان
جمع العلوم دقيقها وجليلها فيه يصول العالم الرباني
قصص على خير البرية قصة ربي فأحسن أيما إحسان
وأبان فيه حلاله وحرامه ونهى عن الآثام والعصيان
من قال إن الله خالق قوله فقد استحل عبادة الأوثان
من قال فيه عبارة وحكاية فغدا يجرع من حميم آن
من قال إن حروفه مخلوقة فالعنه ثم اهجره كل أوان
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا إلا بعبسة مالك الغضبان
والوقف في القرآن خبث باطل وخداع كل مذبذب حيران
(يُتْبَعُ)
(/)
قل غير مخلوق كلام إلهنا واعجل ولا تك في الإجابة واني
أهل الشريعة أيقنوا بنزوله والقائلون بخلقه شكلان
وتجنب اللفظين إن كليهما ومقال جهم عندنا سيان
يأيها السني خذ بوصيتي واخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصية مشفق متودد واسمع بفهم حاضر يقظان
كن في أمورك كلها متوسطا عدلا بلا نقص ولا رجحان
واعلم بأن الله رب واحد متنزه عن ثالث أو ثان
الأول المبدي بغير بداية والآخر المفني وليس بفان
وكلامه صفة له وجلالة منه بلا أمد ولا حدثان
ركن الديانة أن تصدق بالقضا لا خير في بيت بلا أركان
الله قد علم السعادة والشقا وهما ومنزلتاهما ضدان
لا يملك العبد الضعيف لنفسه رشدا ولا يقدر على خذلان
سبحان من يجري الأمور بحكمة في الخلق بالأرزاق والحرمان
نفذت مشيئته بسابق علمه في خلقه عدلا بلا عدوان
والكل في أم الكتاب مسطر من غير إغفال ولا نقصان
فاقصد هديت ولا تكن متغاليا إن القدور تفور بالغليان
دن بالشريعة والكتاب كليهما فكلاهما للدين واسطتان
وكذا الشريعة والكتاب كلاهما بجميع ما تأتيه محتفظان
ولكل عبد حافظان لكل ما يقع الجزاء عليه مخلوقان
أمرا بكتب كلامه وفعاله وهما لأمر الله مؤتمران
والله صدق وعده ووعيده مما يعاين شخصه العينان
والله أكبر أن تحد صفاته أو أن يقاس بجملة الأعيان
وحياتنا في القبر بعد مماتنا حقا ويسألنا به الملكان
والقبر صح نعيمه وعذابه وكلاهما للناس مدخران
والبعث بعد الموت وعد صادق بإعادة الأرواح في الأبدان
وصراطنا حق وحوض نبينا صدق له عدد النجوم أواني
يسقى بها السني أعذب شربة ويذاد كل مخالف فتان
وكذلك الأعمال يومئذ ترى موضوعة في كفة الميزان
والكتب يومئذ تطاير في الورى بشمائل الأيدي وبالأيمان
والله يومئذ يجيء لعرضنا مع أنه في كل وقت داني
والأشعري يقول يأتي أمره ويعيب وصف الله بالإتيان
والله في القرآن أخبر أنه يأتي بغير تنقل وتدان
وعليه عرض الخلق يوم معادهم للحكم كي يتناصف الخصمان
والله يومئذ نراه كما نرى قمرا بدا للست بعد ثمان
يوم القيامة لو علمت بهوله لفررت من أهل ومن أوطان
يوم تشققت السماء لهوله وتشيب فيه مفارق الولدان
يوم عبوس قمطرير شره في الخلق منتشر عظيم الشان
والجنة العليا ونار جهنم داران للخصمين دائمتان
يوم يجيء المتقون لربهم وفدا على نجب من العقيان
ويجيء فيه المجرمون إلى لظى يتلمظون تلمظ العطشان
ودخول بعض المسلمين جهنما بكبائر الآثام والطغيان
والله يرحمهم بصحة عقدهم ويبدلوا من خوفهم بأمان
وشفيعهم عند الخروج محمد وطهورهم في شاطئ ال*****
حتى إذا طهروا هنالك أدخلوا جنات عدن وهي خير جنان
فالله يجمعنا وإياهم بها من غير تعذيب وغير هوان
وإذا دعيت إلى أداء فريضة فانشط ولا تك في الإجابة واني
قم بالصلاة الخمس واعرف قدرها فلهن عند الله أعظم شان
لا تمنعن زكاة مالك ظالما فصلاتنا وزكاتنا أختان
والوتر بعد الفرض آكد سنة والجمعة الزهراء والعيدان
مع كل بر صلها أو فاجر ما لم يكن في دينه بمشان
وصيامنا رمضان فرض واجب وقيامنا المسنون في رمضان
صلى النبي به ثلاثا رغبة وروى الجماعة أنها ثنتان
إن التراوح راحة في ليلة ونشاط كل عويجز كسلان
والله ما جعل التراوح منكرا إلا المجوس وشيعة الصلبان
والحج مفترض عليك وشرطه أمن الطريق وصحة الأبدان
كبر هديت على الجنائز أربعا واسأل لها بالعفو والغفران
إن الصلاة على الجنائز عندنا فرض الكفاية لا على الأعيان
إن الأهلة للأنام مواقت وبها يقوم حساب كل زمان
لا تفطرن ولا تصم حتى يرى شخص الهلال من الورى إثنان
متثبتان على الذي يريانه حران في نقليهما ثقتان
لا تقصدن ليوم شك عامدا فتصومه وتقول من رمضان
لا تعتقد دين الروافض إنهم أهل المحال وحزبة الشيطان
جعلوا الشهور على قياس حسابهم ولربما كملا لنا شهران
ولربما نقص الذي هو عندهم واف وأوفى صاحب النقصان
إن الروافض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه روح يضم جميعها جسدان
فئتان عقدهما شريعة أحمد بأبي وأمي ذانك الفئتان
فئتان سالكتان في سبل الهدى وهما بدين الله قائمتان
قل إن خير الأنبياء محمد وأجل من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد وكذاك أفضل صحبه العمران
(يُتْبَعُ)
(/)
رجلان قد خلقا لنصر محمد بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه ومحا الظلام وباح بالكتمان
ومضى وخلى الأمر شورى بينهم في الأمر فاجتمعوا على عثمان
من كان يسهر ليلة في ركعة وترا فيكمل ختمة القرآن
ولي الخلافة صهر أحمد بعده أعني علي العالم الرباني
زوج البتول أخا الرسول وركنه ليث الحروب منازل الأقران
سبحان من جعل الخلافة رتبة وبنى الإمامة أيما بنيان
واستخلف الأصحاب كي لا يدعي من بعد أحمد في النبوة ثاني
أكرم بفاطمة البتول وبعلها وبمن هما لمحمد سبطان
غصنان أصلهما بروضة أحمد لله در الأصل والغصنان
أكرم بطلحة والزبير وسعدهم وسعيدهم وبعابد الرحمن
وأبي عبيدة ذي الديانة والتقى وامدح جماعة بيعة الرضوان
قل خير قول في صحابة أحمد وامدح جميع الآل والنسوان
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعان
فقتيلهم منهم وقاتلهم لهم وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينزع كل ما تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلى عثمان فاجتمعوا على العصيان
ويل لمن قتل الحسين فإنه قد باء من مولاه بالخسران
لسنا نكفر مسلما بكبيرة فالله ذو عفو وذو غفران
لا تقبلن من التوارخ كلما جمع الرواة وخط كل بنان
ارو الحديث المنتقى عن أهله سيما ذوي الأحلام والأسنان
كابن المسيب والعلاء ومالك والليث والزهري أو سفيان
واحفظ رواية جعفر بن محمد فمكانه فيها أجل مكان
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف عليا أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى آلها ثاني
والعن زنادقة الجهالة إنهم أعناقهم غلت إلى الأذقان
جحدوا الشرائع والنبوة واقتدوا بفساد ملة صاحب الإيوان
لا تركنن إلى الروافض إنهم شتموا الصحابة دون ما برهان
لعنوا كما بغضوا صحابة أحمد وودادهم فرض على الإنسان
حب الصحابة والقرابة سنة ألقى بها ربي إذا أحياني
إحذر عقاب الله وارج ثوابه حتى تكون كمن له قلبان
إيماننا بالله بين ثلاثة عمل وقول واعتقاد جنان
ويزيد بالتقوى وينقص بالردى وكلاهما في القلب يعتلجان
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
كن طالبا للعلم واعمل صالحا فهما إلى سبل الهدى سببان
لا تتبع علم النجوم فإنه متعلق بزخارف الكهان
علم النجوم وعلم شرع محمد في قلب عبد ليس يجتمعان
لو كان علم للكواكب أو قضا لم يهبط المريخ في السرطان
والشمس في الحمل المضيء سريعة وهبوطها في كوكب الميزان
والشمس محرقة لستة أنجم لكنها والبدر ينخسفان
ولربما اسودا وغاب ضياهما وهما لخوف الله يرتعدان
أردد على من يطمئن إليهما ويظن أن كليهما ربان
يا من يحب المشتري وعطاردا ويظن أنهما له سعدان
لم يهبطان ويعلوان تشرفا وبوهج حر الشمس يحترقان
أتخاف من زحل وترجو المشتري وكلاهما عبدان مملوكان
والله لو ملكا حياة أو فنا لسجدت نحوهما ليصطنعان
وليفسحا في مدتي ويوسعا رزقي وبالإحسان يكتنفاني
بل كل ذلك في يد الله الذي ذلت لعزة وجهه الثقلان
فقد استوى زحل ونجم المشتري والرأس والذنب العظيم الشان
والزهرة الغراء مع مريخها وعطارد الوقاد مع كيوان
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قابلت وتربعت وتثلثت وتسدست وتلاحقت بقران
ألها دليل سعادة أو شقوة لا والذي برأى الورى وبراني
من قال بالتأثير فهو معطل للشرع متبع لقول ثان
إن النجوم على ثلاثة أوجه فاسمع مقال الناقد الدهقان
بعض النجوم خلقن زينة للسما كالدر فوق ترائب النسوان
وكواكب تهدي المسافر في السرى ورجوم كل مثابر شيطان
لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا إذ كل يوم ربنا في شأن
والله يمطرنا الغيوث بفضله لا نوء عواء ولا دبران
من قال إن الغيث جاء بهنعة أو صرفة أو كوكب الميزان
فقد افترا إثما وبهتانا ولم ينزل به الرحمن من سلطان
وكذا الطبيعة للشريعة ضدها ولقل ما يتجمع الضدان
وإذا طلبت طبائعا مستسلما فاطلب شواظ النار في الغدران
علم الفلاسفة الغواة طبيعة ومعاد أرواح بلا أبدان
لولا الطبيعة عندهم وفعالها لم يمش فوق الأرض من *****
والبحر عنصر كل ماء عندهم والشمس أول عنصر النيران
والغيث أبخرة تصاعد كلما دامت بهطل الوابل الهتان
والرعد عند الفيلسوف بزعمه صوت اصطكاك السحب في الأعنان
والبرق عندهم شواظ خارج بين السحاب يضيء في الأحيان
كذب أرسطاليسهم في قوله هذا وأسرف أيما هذيان
الغيث يفرغ في السحاب من السما ويكيله ميكال بالميزان
لا قطرة إلا وينزل نحوها ملك إلى الآكام والفيضان
والرعد صيحة مالك وهو اسمه يزجي السحاب كسائق الأظعان
والبرق شوظ النار يزجرها به زجر الحداة العيس بالقضبان
أفكان يعلم ذا أرسطاليسهم تدبير ما انفردت به الجهتان
أم غاب تحت الأرض أم صعد السما فرأى بها الملكوت رأي عيان
أم كان دبر ليلها ونهارها أم كان يعلم كيف يختلفان
أم سار بطلموس بين نجومها حتى رأى السيار والمتواني
أم كان أطلع شمسها وهلالها أم هل تبصر كيف يعتقبان
أم كان أرسل ريحها وسحابها بالغيث يهمل أيما هملان
بل كان ذلك حكمة الله الذي بقضائه متصرف الأزمان
لا تستمع قول الضوارب بالحصا والزاجرين الطير بالطيران
فالفرقتان كذوبتان على القضا وبعلم غيب الله جاهلتان
كذب المهندس والمنجم مثله فهما لعلم الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية وهما بهذا القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشا للورى وبنى السماء بأحسن البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة وأبان ذلك أيما تبيان
أأحاط بالأرض المحيطة علمهم أم بالجبال الشمخ الأكنان
أم يخبرون بطولها وبعرضها أم هل هما في القدر مستويان
أم فجروا أنهارها وعيونها ماء به يروى صدى العطشان
أم أخرجوا أثمارها ونباتها والنخل ذات الطلع والقنوان
أم هل لهم علم بعد ثمارها أم باختلاف الطعم والألوان
الله أحكم خلق ذلك كله صنعا وأتقن أيما إتقان
قل للطبيب الفيلسوف بزعمه إن الطبيعة علمها برهان
أين الطبيعة عند كونك نطفة في البطن إذ مشجت به الماآن
أين الطبيعة حين عدت عليقة في أربعين وأربعين تواني
أين الطبيعة عند كونك مضغة في أربعين وقد مضى العددان
أترى الطبيعة صورتك مصورا بمسامع ونواظر وبنان
أترى الطبيعة أخرجتك منكسا من بطن أمك واهي الأركان
أم فجرت لك باللبان ثديها فرضعتها حتى مضى الحولان
أم صيرت في والديك محبة فهما بما يرضيك مغتبطان
يا فيلسوف لقد شغلت عن الهدى بالمنطق الرومي واليوناني
وشريعة الإسلام أفضل شرعة دين النبي الصادق العدنان
هو دين رب العالمين وشرعه وهو القديم وسيد الأديان
هو دين آدم والملائك قبله هو دين نوح صاحب الطوفان
وله دعا هود النبي وصالح وهما لدين الله معتقدان
وبه أتى لوط وصاحب مدين فكلاهما في الدين مجتهدان
هو دين إبراهيم وابنيه معا وبه نجا من نفحة النيران
وبه حمى الله الذبيح من البلا لما فداه بأعظم القربان
هو دين يعقوب النبي ويونس وكلاهما في الله مبتليان
هو دين داود الخليفة وابنه وبه أذل له ملوك الجان
هو دين يحيى مع أبيه وأمه نعم الصبي وحبذا الشيخان
وله دعا عيسى بن مريم قومه لم يدعهم لعبادة الصلبان
والله أنطقه صبيا بالهدى في المهد ثم سما على الصبيان
وكمال دين الله شرع محمد صلى عليه منزل القرآن
الطيب الزاكي الذي لم يجتمع يوما على زلل له ابوان
الطاهر النسوان والولد الذي من ظهره الزهراء والحسنان
وأولو النبوة والهدى ما منهم أحد يهودي ولا نصراني
بل مسلمون ومؤمنون بربهم حنفاء في الإسرار والإعلان
ولملة الإسلام خمس عقائد والله أنطقني بها وهداني
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تعص ربك قائلا أو فاعلا فكلاهما في الصحف مكتوبان
جمل زمانك بالسكوت فإنه زين الحليم وسترة الحيران
كن حلس بيتك إن سمعت بفتنة وتوق كل منافق فتان
أد الفرائض لا تكن متوانيا فتكون عند الله شر مهان
أدم السواك مع الوضوء فإنه مرضى الإله مطهر الأسنان
سم الإله لدى الوضوء بنية ثم استعذ من فتنة الولهان
فأساس أعمال الورى نياتهم وعلى الأساس قواعد البنيان
أسبغ وضوءك لا تفرق شمله فالفور والإسباغ مفترضان
فإذا انتشقت فلا تبالغ جيدا لكنه شم بلا إمعان
وعليك فرضا غسل وجهك كله والماء متبع به الجفنان
واغسل يديك إلى المرافق مسبغا فكلاهما في الغسل مدخولان
وامسح برأسك كله مستوفيا والماء ممسوح به الأذنان
وكذا التمضمض في وضوئك سنة بالماء ثم تمجه الشفتان
والوجه والكفان غسل كليهما فرض ويدخل فيهما العظمان
غسل اليدين لدى الوضوء نظافة أمر النبي بها على استحسان
سيما إذا ما قمت في غسق الدجى واستيقظت من نومك العينان
وكذلك الرجلان غسلهما معا فرض ويدخل فيهما الكعبان
لا تستمع قول الروافض إنهم من رأيهم أن تمسح الرجلان
يتأولون قراءة منسوخة بقراءة وهما منزلتان
إحداهما نزلت لتنسخ أختها لكن هما في الصحف مثبتتان
غسل النبي وصحبه أقدامهم لم يختلف في غسلهم رجلان
والسنة البيضاء عند أولي النهى في الحكم قاضية على القرآن
فإذا استوت رجلاك في خفيهما وهما من الأحداث طاهرتان
وأردت تجديد الطهارة محدثا فتمامها أن يمسح الخفان
وإذا أردت طهارة لجنابة فلتخلعا ولتغسل القدمان
غسل الجنابة في الرقاب أمانة فأداءها من أكمل الإيمان
فإذا ابتليت فبادرن بغسلها لا خير في متثبط كسلان
وإذا اغتسلت فكن لجسمك دالكا حتى يعم جميعه الكفان
وإذا عدمت الماء فكن متيمما من طيب ترب الأرض والجدران
متيمما صليت أو متوضئا فكلاهما في الشرع مجزيتان
والغسل فرض والتدلك سنة وهما بمذهب مالك فرضان
والماء ما لم تستحل أوصافه بنجاسة أو سائر الأدهان
فإذا صفى في لونه أو طعمه مع ريحه من جملة الأضغان
فهناك سمي طاهرا ومطهرا هذان أبلغ وصفه هذان
فإذا صفى في لونه أو طعمه من حمأة الآبار والغاران
جاز الوضوء لنا به وطهورنا فاسمع بقلب حاضر يقظان
ومتى تمت في الماء نفس لم يجز منه الطهور لعلة السيلان
إلا إذا كان الغدير مرجرجا غدقا بلا كيل ولا ميزان
أو كانت الميتات مما لم تسل والما قليل طاب للغسلان
والبحر اجمعه طهور ماءه وتحل ميتته من الحيتان
إياك نفسك والعدو وكيده فكلاهما لأذاك مبتديان
أحذر وضوءك مفرطا ومفرطا فكلاهما في العلم محذوران
فقليل مائك في وضوئك خدعة لتعود صحته إلى البطلان
وتعود مغسولاته ممسوحة فاحذر غرور المارد الخوان
وكثير مائك في وضوئك بدعة يدعو إلى الوسواس والهملان
لا تكثرن ولا تقلل واقتصد فالقصد والتوفيق مصطحبان
وإذا استطبت ففي الحديث ثلاثة لم يجزنا حجر ولا حجران
من أجل أن لكل مخرج غائط شرجا تضم عليه ناحيتان
وإذا الأذى قد جاز موضع عادة لم يجز إلا الماء بالإمعان
نقض الوضوء بقبلة أو لمسة أو طول نوم أو بمس ختان
أو بوله أو غائط أو نومة أو نفخة في السر والإعلان
ومن المذي أو الودي كلاهما من حيث يبدو البول ينحدران
ولربما نفخ الخبيث بمكره حتى يضم لنفخة الفخذان
وبيان ذلك صوته أو ريحه هاتان بينتان صادقتان
والغسل فرض من ثلاثة أوجه دفق المنى وحيضة النسوان
إنزاله في نومه أو يقظة حالان للتطهير موجبتان
وتطهر الزوجين فرض واجب عند الجماع إذا التقى الفرجان
فكلاهما إن انزلا أو اكسلا فهما بحكم الشرع يغتسلان
واغسل إذا أمذيت فرجك كله والانثيان فليس يفترضان
والحيض والنفساء أصل واحد عند انقطاع الدم يغتسلان
وإذا أعادت بعد شهرين الدما تلك استحاضة بعد ذي الشهران
فلتغتسل لصلاتها وصيامها والمستحاضة دهرها نصفان
فالنصف تترك صومها وصلاتها ودم المحيض وغيره لونان
وإذا صفا منها واشرق لونه فصلاتها والصوم مفترضان
تقضي الصيام ولا تعيد صلاتها إن الصلاة تعود كل زمان
فالشرع والقرآن قد حكما به بين النساء فليس يطرحان
ومتى ترى النفساء طهرا تغتسل أو لا فغاية طهرها شهران
مس النساء على الرجال محرم حرث السباخ خسارة الحرثان
لا تلق ربك سارقا أو خائنا أو شاربا أو ظالما أو زاني
قل إن رجم الزانيين كليهما فرض إذا زنيا على الإحصان
والرجم في القرآن فرض لازم للمحصنين ويجلد البكران
(يُتْبَعُ)
(/)
والخمر يحرم بيعها وشراؤها سيان ذلك عندنا سيان
في الشرع والقرآن حرم شربها وكلاهما لا شك متبعان
أيقن بأشراط القيامة كلها واسمع هديت نصيحتي وبياني
كالشمس تطلع من مكان غروبها وخروج دجال وهول دخان
وخروج يأجوج ومأجوج معا من كل صقع شاسع ومكان
ونزول عيسى قاتلا دجالهم يقضي بحكم العدل والإحسان
واذكر خروج فصيل ناقة صالح يسم الورى بالكفر والإيمان
والوحي يرفع والصلاة من الورى وهما لعقد الدين واسطتان
صل الصلاة الخمس أول وقتها إذ كل واحدة لها وقتان
قصر الصلاة على المسافر واجب وأقل حد القصر مرحلتان
كلتاهما في أصل مذهب مالك خمسون ميلا نقصها ميلان
وإذا المسافر غاب عن أبياته فالقصر والإفطار مفعولان
وصلاة مغرب شمسنا وصباحنا في الحضر والأسفار كاملتان
والشمس حين تزول من كبد السما فالظهر ثم العصر واجبتان
والظهر آخر وقتها متعلق بالعصر والوقتان مشتبكان
لا تلتفت ما دمت فيها قائما واخشع بقلب خائف رهبان
وكذا الصلاة غروب شمس نهارنا وعشائنا وقتان متصلان
والصبح منفرد بوقت مفرد لكن لها وقتان مفرودان
فجر وإسفار وبين كليهما وقت لكل مطول متوان
وارقب طلوع الفجر واستيقن به فالفجر عند شيوخنا فجران
فجر كذوب ثم فجر صادق ولربما في العين يشتبهان
والظل في الأزمان مختلف كما زمن الشتا والصيف مختلفان
فاقرأ إذا قرأ الأمام مخافتا واسكت إذا ما كان ذا إعلان
ولكل سهو سجدتان فصلها قبل السلام وبعده قولان
سنن الصلاة مبينة وفروضها فاسأل شيوخ الفقه والإحسان
فرض الصلاة ركوعها وسجودها ما إن تخالف فيهما رجلان
تحريمها تكبيرها وحلالها تسليمها وكلاهما فرضان
والحمد فرض في الصلاة قراتها آياتها سبع وهن تبياني
في كل ركعات الصلاة معادة فيها ببسملة فخذ مثاني
وإذا نسيت قراتها في ركعة فاستوف ركعتها بغير توان
إتبع إمامك خافضا أو رافعا فكلاهما فعلان محمودان
لا ترفعن قبل الأمام ولا تضع فكلاهما امران مذمومان
إن الشريعة سنة وفريضة وهما لدين محمد عقدان
لكن آذان الصبح عند شيوخنا من قبل أن يتبين الفجران
هي رخصة في الصبح لا في غيرها من أجل يقظة غافل وسنان
أحسن صلاتك راكعا ساجدا بتطمن وترفق وتدان
لا تدخلن إلى صلاتك حاقنا فالإحتقان يخل بالأركان
بيت من الليل الصيام بنية من قبل أن يتميز الخيطان
يجزيك في رمضان نية ليلة إذ ليس مختلطا بعقد ثان
رمضان شهر كامل في عقدنا ما حله يوم ولا يومان
إلا المسافر والمريض فقد أتى تأخير صومهما لوقت ثان
وكذاك حمل والرضاع كلاهما في فطره لنسائنا عذران
عجل بفطرك والسحور مؤخر فكلاهما أمران مرغوبان
حصن صيامك بالسكوت عن الخنا أطبق على عينيك بالأجفان
لا تمش ذا وجهين من بين الورى شر البرية من له وجهان
لا تحسدن أحدا على نعمائه إن الحسود لحكم ربك شان
لا تسع بين الصاحبين نميمة فلأجلها يتباغض الخلان
والعين حق غير سابقة لما يقضى من الأرزاق والحرمان
والسحر كفر فعله لا علمه من ههنا يتفرق الحكمان
والقتل حد الساحرين إذا هم عملوا به للكفى والطغيان
وتحر بر الوالدين فإنه فرض عليك وطاعة السلطان
لا تخرجن على الأمام محاربا ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة فاهرب بدينك آخر البلدان
الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران
لا تخل بامرأة لديك بريبة لو كنت في النساك مثل بنان
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل ال**** تطوف باللحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها أكلت بلا عوض ولا أثمان
لا تقبلن من النساء مودة فقلوبهن سريعة الميلان
لا تتركن أحدا بأهلك خاليا فعلى النساء تقاتل الأخوان
واغضض جفونك عن ملاحظة النسا ومحاسن الأحداث والصبيان
لا تجعلن طلاق أهلك عرضة إن الطلاق لأخبث الأيمان
إن الطلاق مع العتاق كلاهما قسمان عند الله ممقوتان
واحفر لسرك في فؤادك ملحدا وادفنه في الاحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما في السر عند أولى النهى شكلان
لا يبدو منك إلى صديقك زلة واجعل فؤادك أوثق الخلان
لا تحقرن من الذونوب صغارها والقطر منه تدفق الخلجان
وإذا نذرت فكن بنذرك موفيا فالنذر مثل العهد مسئولان
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا عن عيب نفسك إنه عيبان
لا تفن عمرك في الجدال مخاصما إن الجدال يخل بالأديان
واحذر مجادلة الرجال فإنها تدعو إلى الشحناء والشنآن
وإذا اضطررت إلى الجدال ولم تجد لك مهربا وتلاقت الصفان
(يُتْبَعُ)
(/)
فاجعل كتاب الله درعا سابغا والشرع سيفك وابد في الميدان
والسنة البيضاء دونك جنة واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند لله در الفارس الطعان
واحمل بسيف الصدق حملة مخلص متجرد لله غير جبان
واحذر بجهدك مكر خصمك إنه كالثعلب البري في الروغان
أصل الجدال من السؤال وفرعه حسن الجواب بأحسن التبيان
لا تلتفت عند السؤال ولا تعد لفظ السؤال كلاهما عيبان
وإذا غلبت الخصم لا تهزأ به فالعجب يخمد جمرة الإحسان
فلربما انهزم المحارب عامدا ثم انثنى قسطا على الفرسان
واسكت إذا وقع الخصوم وقعقعوا فلربما ألقوك في بحران
ولربما ضحك الخضوم لدهشة فاثبت ولا تنكل عن البرهان
فإذا أطالوا في الكلام فقل لهم إن البلاغة لجمت ببيان
لا تغضبن إذا سئلت ولا تصح فكلاهما خلقان مذمومان
واحذر مناظرة بمجلس خيفة حتى تبدل خيفة بأمان
ناظر أديبا منصفا لك عاقلا وانصفه أنت بحسب ما تريان
ويكون بينكما حكيم حاكما عدلا إذا جئتاه تحتكمان
كن طول دهرك ماكنا متواضعا فهما لكل فضيلة بابان
واخلع رداء الكبر عنك فإنه لا يستقل بحمله الكتفان
كن فاعلا للخير قوالا له فالقول مثل الفعل مقترنان
من غوث ملهوف وشبعة جائع ودثار عريان وفدية عان
فإذا عملت الخير لا تمنن به لا خير في متمدح منان
أشكر على النعماء واصبر للبلا فكلاهما خلقان ممدوحان
لا تشكون بعلة أو قلة فهما لعرض المرء فاضحتان
صن حر وجهك بالقناعة إنما صون الوجوه مروءة الفتيان
بالله ثق وله أنب وبه استعن فإذا فعلت فأنت خير معان
وإذا عصيت فتب لربك مسرعا حذر الممات ولا تقل لم يان
وإذا ابتليت بعسرة فاصبر لها فالعسر فرد بعده يسران
لا تحش بطنك بالطعام تسمنا فجسوم أهل العلم غير سمان
لا تتبع شهوات نفسك مسرفا فالله يبغض عابدا شهواني
اقلل طعامك ما استطعت فإنه نفع الجسوم وصحة الأبدان
واملك هواك بضبط بطنك إنه شر الرجال العاجز البطنان
ومن استذل لفرجه ولبطنه فهما له مع ذا الهوى بطنان
حصن التداوي المجاعة والظما وهما لفك نفوسنا قيدان
أظمئ نهارك ترو في دار العلا يوما يطول تلهف العطشان
حسن الغذاء ينوب عن شرب الدوا سيما مع التقليل والإدمان
إياك والغضب الشديد على الدوا فلربما أفضى إلى الخذلان
دبر دواءك قبل شربك وليكن متألف الأجزاء والأوزان
وتداو بالعسل المصفى واحتجم فهما لدائك كله برءان
لا تدخل الحمام شبعان الحشا لا خير في الحمام للشبعان
والنوم فوق السطح من تحت السما يفني ويذهب نضرة الأبدان
لا تفن عمرك في الجماع فإنه يكسو الوجوه بحلة اليرقان
أحذرك من نفس العجوز وبضعها فهما لجسم ضجيعها سقمان
عانق من النسوان كل فتية أنفاسها كروائح الريحان
لا خير في صور المعازف كلها والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا فالزهد عند أولي النهى زهدان
زهد عن الدنيا وزهد في الثنا طوبى لمن أمسى له الزهدان
لا تنتهب مال اليتامى ظالما ودع الربا فكلاهما فسقان
واحفظ لجارك حقه وذمامه ولكل جار مسلم حقان
واضحك لضيفك حين ينزل رحله إن الكريم يسر بالضيفان
واصل ذوي الأرحام منك وإن جفوا فوصالهم خير من الهجران
واصدق ولا تحلف بربك كاذبا وتحر في كفارة الإيمان
وتوق أيمان الغموس فإنها تدع الديار بلاقع الحيطان
حد النكاح من الحرائر أربع فاطلب ذوات الدين والإحصان
لا تنكحن محدة في عدة فنكاحها وزناؤها شبهان
عدد النساء لها فرائض أربع لكن يضم جميعها أصلان
تطليق زوج داخل أو موته قبل الدخول وبعده سيان
وحدودهن على ثلاثة أقرؤ أو أشهر وكلاهما جسران
وكذاك عدة من توفي زوجها سبعون يوما بعدها شهران
عدد الحوامل من طلاق أو فنا وضع الأجنة صارخا أو فاني
وكذاك حكم السقط في إسقاطه حكم التمام كلاهما وضعان
من لم تحض أو من تقلص حيضها قد صح في كلتيهما العددان
كلتاهما تبقى ثلاثة أشهر حكماهما في النص مستويان
عدد الجوار من الطلاق بحيضة ومن الوفاة الخمس والشهران
فبطلقتين تبين من زوج لها لا رد إلا بعد زوج ثاني
وكذا الحرائر فالثلاث تبينها فيحل تلك وهذه زوجان
(يُتْبَعُ)
(/)
فلتنكحا زوجيهما عن غبطة ورضا بلا دلس ولا عصيان
حتى إذا امتزج النكاح بدلسة فهما مع الزوجين زانيتان
إياك والتيس المحلل إنه والمستحل لردها تيسان
لعن النبي محللا ومحللا فكلاهما في الشرع ملعونان
لا تضربن أمة ولا عبدا جنى فكلاهما بيديك مأسوران
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب لعناق خيرات هناك حسان
في جنة طابت وطاب نعيمها من كل فاكهة بها زوجان
أنهارها تجري لهم من تحتهم محفوفة بالنخل والرمان
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجد وقصورها من خالص العقيان
قصرت بها للمتقين كواعبا شبهن بالياقوت والمرجان
بيض الوجوه شعورهن حوالك حمر الخدود عواتق الأجفان
فلج الثغور إذا ابتسمن ضواحكا هيف الخصور نواعم الأبدان
خضر الثياب ثديهن نواهد صفر الحلي عواطر الأردان
طوبى لقوم هن أزواج لهم في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراء عند وليها وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأس في أيديهما وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيهما ملابس سندس وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجد أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عسجد وأساور من فضة كسيت بها الزندان
وطعامهم من لحم طير ناعم كالبخت يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائق سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها فنعيمها يبقى وليس بفان
آدم الصيام مع القيام تعبدا فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى من خشية الرحمن باكيتان
لا تقذفن المحصنات ولا تقل ما ليس تعلمه من البهتان
لا تدخلن بيوت قوم حضر إلا بنحنحة أو استئذان
لا تجزعن إذا دهتك مصيبة إن الصبور ثوابه ضعفان
فإذا ابتليت بنكبة فاصبر لها الله حسبي وحده وكفاني
وعليك بالفقه المبين شرعنا وفرائض الميراث والقرآن
علم الحساب وعلم شرع محمد علمان مطلوبان متبعان
لولا الفرائض ضاع ميراث الورى وجرى خصام الولد والشيبان
لولا الحساب وضربه وكسوره لم ينقسم سهم ولا سهمان
لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا مخلوقة وجميع ذلك فإني
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا وليس كسائر ال*****
وحياة ربي لم تزل صفة له سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي فالعنه كل إقامة وآذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى ب**** ... معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فانه قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله فعل ال**** بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم فصرفت منهم كل من ناواني
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتها فوجدتها قولا بلا برهان
والله أيدني وثبت حجتي والله من شبهاتهم نجاني
والحمد لله المهيمن دائما حمدا يلقح فطنتي وجناني
أحسبتم يا اشعرية إنني ممن يقعقع خلفه بشنان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها أم هل يقاس البحر بالخلجان
عمري لقد فتشتكم فوجدتكم حمرا بلا عن ولا أرسان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم وكسرتكم كسرا بلا جبران
أزعمتم أن القرآن عبارة فهما كما تحكون قرآنان
إيمان جبريل وإيما الذي ركب المعاصي عندكم سيان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهدى أصلان
من عاش في الدنيا ولم يعرفهما وأقر بالإسلام والفرقان
أفمسلم هو عندكم أم كافر أم عاقل أم جاهل أم واني
عطلتم السبع السموات العلا والعرش اخليتم من الرحمن
وزعمتم أن البلاغ لأحمد في آية من جملة القرآن
هذي الشقاسق والمخارف والهوى والمذهب المستحدث الشيطاني
سميتم علم الأصول ضلالة كاسم النبيذ لخمرة الأدنان
ونعت محارمكم على أمثالكم والله عنها صانني وحماني
أني اعتصمت بجبل شرع محمد وعضضته بنواجذ الأسنان
اشعرتم يا اشعرية أنني طوفان بحر أيما طوفان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم أنا سمكم في السر والإعلان
أذهبتم نور القرآن وحسنه من كل قلب واله لهفان
فوحق جبار على العرش استوى من غير تمثيل كقول الجاني
ووحق من ختم الرسالة والهدى بمحمد فزها به الحرمان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ما دام يصحب مهجتي جثماني
ولأهجونكم واثلب حزبكم حتى تغيب جثتي أكفاني
ولأهتكن بمنطقي أستاركم حتى أبلغ قاصيا أو داني
ولأهجون صغيركم وكبيركم غيظا لمن قد سبني وهجاني
ولأنزلن إليكم بصواعقي ولتحرقن كبودكم نيراني
ولأقطعن بسيف حقي زوركم وليخمدن شواظكم طوفاني
ولأقصدن الله في خذلانكم وليمنعن جميعكم خذلاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأحملن على عتاة طغاتكم حمل الأسود على قطيع الضان
ولأرمينكم بصخر مجانقي حتى يهد عتوكم سلطاني
ولأكبتن إلى البلاد بسبكم فيسير سير البزل بالركبان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكم حتى يغطي جهلكم عرفاني
ولأغضبن لقول ربي فيكم غضب النمور وجملة العقبان
ولأضربنكم بصارم مقولي ضربا يزعزع أنفس الشجعان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم سعطا يعطس منه كل جبان
إني بحمد الله عند قتالكم لمحكم في الحرب ثبت جنان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي وإذا طعنت فلا يروغ طعاني
وإذا حملت على الكتيبة منكم مزقتها بلوامع البرهان
الشرع والقرآن أكبر عدتي فهما لقطع حجاجكم سيفان
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم فهما لكسر رؤوسكم حجران
إن أنتم سالمتم سولمتم وسلمتم من حيرة الخذلان
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى فنضالكم في ذمتي وضماني
يا اشعرية يا اسافلة الورى يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني كيلا يرى إنسانكم إنساني
تغلي قلوبكم علي بحرها حنقا وغيظا أيما غليان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة وأسا علي وعضوا كل بنان
قد عشت مسرورا ومت مخفرا ولقيت ربي سرني ورعاني
وأباحني جنات عدن آمنا ومن الجحيم بفضله عافاني
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه والكل عند لقائهم أدناني
لم أدخر عملا لربي صالحا لكن بإسخاطي لكم أرضاني
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا أنا غصة في حلق من عاداني
وأنا المحب لأهل سنة أحمد وأنا الأديب الشاعر القحطاني
سل عن بني قحطان كيف فعالهم يوم الهياج إذا التقى الزحفان
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهم وها لهم سيفان مسلولان
نصروا بألسنة حداد سلق مثل الأسنة شرعت لطعان
سل عنهم عند الجدال إذا التقى منهم ومن أضدادهم خصمان
نحن الملوك بنو الملوك وراثة أسد الحروب ولا النسا بزوان
يا أشعرية يا جميع من أدعى بدعا وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة من شاعر ذرب اللسان معان
خرز القوافي بالمدائح والهجا فكأن جملتها لدي عواني
يهوي فصيح القول من لهواته كالصخر يهبط من ذرى كهلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة هتكت ستوركم على البلدان
هي للروافض درة عمرية تركت رؤوسهم بلا آذان
هي للمنجم والطبيب منية فكلاهما ملقان مختلفان
هي في رؤوس المارقين شقيقة ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم صاب وفي الأجساد كالسعدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا أو تمر يثرب ذلك الصيحاني
وأنا الذي حبرتها وجعلتها منظومة كقلائد المرجان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي وصفعت كل مخالف صفعان
مع أنها جمعت علوما جمة مما يضيق لشرحها ديواني
أبياتها مثل الحدائق تجتنى سمعا وليس يملهن الجاني
وكأن رسم سطورها في طرسها وشي تنمقه أكف غواني
والله أسأله قبول قصيدتي مني وأشكره لما أولاني
صلى الإله على النبي محمد ما ناح قمري على الأغصان
وعلى جميع بناته ونسائه وعلى جميع الصحب والإخوان
بالله قولوا كلما أنشدتم رحم الإله صداك يا قحطاني
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 09:07]ـ
بارك الله فيكم(/)
شرح نونية القحطاني
ـ[أبو إبراهيم آل شعت]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 09:10]ـ
إخواني وأخواتي:
هنا تجدوا شرح الشيخ عمر العيد للنونية http://islamway.net/? iw_s=Scholar&iw...series_id=1429 (http://islamway.net/? iw_s=Scholar&iw...series_id=1429)(/)
النظائر العامية للأمثال العربية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 02:32]ـ
الحمد لله فاتحة كل خير وتمام كل نعمة ..
وبعد ..
فهذا باب كلفتُ به منذ زمن طويل،وما فتئتُ أجمع ناده في قلبي، وأقيد شوارده في صدري.
ولما كانت العوارض كثيرة، والشواغل عديدة = فقد خفتُ فرار ما جمعتُ، وفكاك ما قيدتُ؛فلم أجد غير الكتابة لا فكاك منه قيد، فآثرتُ أن أطرح هذا الموضوع هنا أوثق به ما في نفسي،,أطلب مشاركة كل عضو بما يعلمه ولعل اختلاف البلدان والأقطار يكون خير معين على جمع معلمة لتلك النظائر ..
وطريقتي: أن أذكر المثل العربي،ثم أذكر ما أعلمه من النظائر للمثل في كلام النبوة،ثم أذكر ما أعلمه من النظائر العامية للمثل، وأرجو أن يُشارك إخواني بما يعلموه من نظائر لذلك المثل في ألسنتهم العامية،من غير أن يتخطوا المثل الذي طرحته لمثل آخر ..
فأبدأ بحول الله وقوته ..
[رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً]
يضرب للرجل يشتدُّ حرصه على حاجة ويخرق فيها حتى تذهب كلها
ومن نظائره في كلام النبوة: ((إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)).
ومن نظائره العامية: ((يا مستعجل عطلك الله)).
ومنه: ((امش على مهلك (بالراحة) توصل بسرعة)).
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 05:54]ـ
بارك الله فيك على الفكرة والطرح, ومن النظائر العامية أيضا:
(في التأني السلامة وفي العجلة الندامة)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 07:03]ـ
[إن في الشر خياراً]
و
[بعض الشر أهون من بعض]
ونظيره: ((قضا أخف من قضا))
و: ((نص العمى ولا العمى كله)).
ـ[د/عبد الناصر بدرى امين]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 05:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
فموضوعكم جميل ومفيد؛ لأنه يربط بين اللهجات العربية وأصولها الفصحى، وإننى أدعوكم والإخوة الأعزاء رواد الألوكة إلى زيارة والتواصل مع موقع المجلة الألكترونية للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد:
hpp://naqaae.org/main/php/vb2
د/عبد الناصر بدرى أمين
ـ[أبو عمر الماردي]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 01:03]ـ
كل إناء بالذي فيه ينضح ..
نظيره بالعامية: كلن يرى الناس بعين طبعه ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - Nov-2009, مساء 01:32]ـ
و: ((نص العمى ولا العمى كله)).
ومثله في عامية بعض البلدان العربية:
((الطشاش ولا العمى))
((العور ولا العمى))
ـ[أبو تمام المصري]ــــــــ[03 - Dec-2009, صباحاً 10:42]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع شيق أخونا الفاضل وأحيلك على كتاب لأحمد تيمور باشا يرجع الأمثال العامية إلى أصولها العربية وهاكم الرباط على مكتبة المصطفى المباركة
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i001882.pdf
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[03 - Dec-2009, مساء 12:12]ـ
ومثله في عامية بعض البلدان العربية:
((الطشاش ولا العمى))
((العور ولا العمى))
وهو عندنا في الجزائر: هكذا ولا أكثر ...
ـ[أبو أويس الفَلاَحي]ــــــــ[06 - Dec-2009, مساء 11:42]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي http://majles.alukah.net/majimgs/buttons/viewpost.gif (http://majles.alukah.net/showthread.php?p=292582#post29 2582)
و: ((نص العمى ولا العمى كله)).
وبالمغربي:
((اللهم العْمش ولاَّ العْمى))
-ابتسامة-
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 10:16]ـ
مواضيعك يا مولانا أغلبها مبيكملش مش عارف ليه (ابتسامه)
على العموم جزاكم الله خيرا
وننتظر التكملة
ـ[أبوتاشفين]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 09:38]ـ
الحمد لله فاتحة كل خير وتمام كل نعمة ..
وبعد ..
فهذا باب كلفتُ به منذ زمن طويل،وما فتئتُ أجمع ناده في قلبي، وأقيد شوارده في صدري.
ولما كانت العوارض كثيرة، والشواغل عديدة = فقد خفتُ فرار ما جمعتُ، وفكاك ما قيدتُ؛فلم أجد غير الكتابة لا فكاك منه قيد، فآثرتُ أن أطرح هذا الموضوع هنا أوثق به ما في نفسي،,أطلب مشاركة كل عضو بما يعلمه ولعل اختلاف البلدان والأقطار يكون خير معين على جمع معلمة لتلك النظائر ..
وطريقتي: أن أذكر المثل العربي،ثم أذكر ما أعلمه من النظائر للمثل في كلام النبوة،ثم أذكر ما أعلمه من النظائر العامية للمثل، وأرجو أن يُشارك إخواني بما يعلموه من نظائر لذلك المثل في ألسنتهم العامية،من غير أن يتخطوا المثل الذي طرحته لمثل آخر ..
فأبدأ بحول الله وقوته ..
[رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً]
يضرب للرجل يشتدُّ حرصه على حاجة ويخرق فيها حتى تذهب كلها
ومن نظائره في كلام النبوة: ((إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى)).
ومن نظائره العامية: ((يا مستعجل عطلك الله)).
ومنه: ((امش على مهلك (بالراحة) توصل بسرعة)).
السلام عليكم
عندنا في الجزائر يقولون
ذهب يسعى ففقد تسعى اي تسع
تحيات أبوتاشفين التلمساني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوتاشفين]ــــــــ[16 - Apr-2010, مساء 09:46]ـ
من ابو تاشفين الى الاخ
حبذا لو عكست الامر فبحثت لكل مثل عامي ما يماثله في لغتنا
تحيات أبوتاشفين التلمساني
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[22 - May-2010, مساء 05:50]ـ
وعلى كلام أبي تاشفين بعكس الموضوع أقول:
ومن ذلك قولنا في مصر: " اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب"
ونظيره في الحديث: "أنفق ينفق عليك"
(مع التقييد طبعا بأن هذا الإنفاق في الخير والمعروف).
ـ[أبو عبد البر طارق]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 01:35]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تكميلا لهذه السلسة أود جمع أكبر عدد ممكن من الأمثال الشعبية العربية و لكن بالشروط التالية:
1 ذكر المثل بالعامية مع شكله سواء بالحركات أو بالحروف (مثلا تقول التاء مضمومة , الياء مكسورة ..... )
2 شرح مفردات المثل بالغة العربية (شرح الألفاظ و المعنى العام)
3 - ذكر البلد الذي ينشر فيه المثل (المغرب , لبنان , الجزائر .... )
4 - إذا كان المثل فيه مخالفة شرعية أو قلة حياء ينبه عليه حتى يجتنبه الناس
أرجو أن يوافق صاحب الموضوع على هذه الشروط , و أتمنى أن لا أكون قد اقتحمت على الأخ موضوعه. فقد أردت المشاركة بموضوع جديد , لكن الإخوة المشرفين وجهوني إلى هذا الموضوع
المثل: سَبَّب يا عبدي وانا نعينك (المغرب)
هذا المثل منتشر جدا في المغرب و تستدل به النساء لتبرير جواز السحر , فهم لا يحملونه على المعنى الصحيح في الأخذ بالأساب و التوكل على الله , لدى يجب التنبيه عليه
المثل
أََلي شلاغمو من الحلفة ما يرميش الناس بالنار (المغرب)
شلاغمو (بإسكان الشين و الغين) = الشوارب
الحَلفة (بإسكان اللام و فتح الفاء) نبات سريع الإشتعال كان الناس يملؤون به الأفرشة
المعنى أن الإنسان الذي فيه عيب كبير لا يرمي أحدا بعيب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 02:01]ـ
تفضل؛فالأحسن أن يُفتح الموضوع لمشاركة الإخوة، أما أنا فأكتفي بطرح الفكرة والمشاركة من حين لآخر؛ لضيق الوقت ..
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[30 - Nov-2010, مساء 02:14]ـ
أََلي شلاغمو من الحلفة ما يرميش الناس بالنار (المغرب)
شلاغمو (بإسكان الشين و الغين) = الشوارب
الحَلفة (بإسكان اللام و فتح الفاء) نبات سريع الإشتعال كان الناس يملؤون به الأفرشة
المعنى أن الإنسان الذي فيه عيب كبير لا يرمي أحدا بعيب
ونظير هذا المثل عندنا في مصر باللغة العامية:
((اللي بيته من إزاز (زجاج) ما يحدفش (لا يرمي) الناس بالطوب))(/)
فن التطنيش لمن أراد أن يعيش/ للشيخ عائض القرني
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 11:28]ـ
فن التطنيش لمن أراد أن يعيش
د. عائض القرني
قال أحد الصالحين رضي الله عنه: طنش تعش تنتعش، ومعنى ذلك أن لا تبالي بالحوادث والمنغصات، وقد سبق إلى ذلك زميلي وصديقي الدكتور أبو الطيب المتنبي، حيث يقول: فعشت ولا أبالي بالرزايا لأني ما انتفعت بأن أبالي وأنت إذا ذهبت تدقق خلف كل جملة وتبحث عن كل مقولة قيلت فيك وتحاسب كل من أساء إليك، وترد على كل من هجاك، وتنتقم من كل مَنْ عاداك، فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك واستقرار نفسك وهدوء بالك، وسوف تعيش ممزقاً قلقاً مكدراً، كاسف البال منغص العيش، كئيب المنظر سيئ الحال، عليك باستخدام منهج التطنيش، إذا تذكرت مآسي الماضي فطنش، إذا طرقت سمعك كلمة نابية فطنش، وإذا أساء لك مسيء فاعف وطنش، وإذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا فطنش، لأن الحياة قصيرة لا تحتمل التنقير والتدقيق، بل عليك بمنهج القرآن: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
سبّ رجل أبا بكر الصديق فقال أبو بكر: سبُّك يدخل معك قبرك ولن يدخل قبري، الفعل القبيح والكلام السيئ والتصرف الدنيء يُدفن مع صاحبه في أكفانه ويرافقه في قبره ولن يُدفن معك ولن يدخل معك، قال العلامة عبد الرحمن بن سعدي: وأعلم أن الكلام الخبيث السيئ القبيح الذي قيل فيك يضر صاحبه ولن يضرك، فعليك أن تأخذ الأمور بهدوء وسهولة واطمئنان ولا تُقِم حروباً ضارية في نفسك فتخرج بالضغط والسكري وقرحة المعدة والجلطة ونزيف الدماء، لقد علمتنا الشريعة الإسلامية أن نواجه أهل الشر والمكروه والعدوان بالعفو بالتسامح والصبر الجميل الذي لا شكوى فيه، والهجر الجميل الذي لا أذى فيه، والصفح الجميل الذي لا عتب فيه، إذا مررت بكلب ينبح فقل: سلاما، وإذا رماك شرير مارد بحجر فكن كالنخلة أرمه بتمرها، إن أفضل حل للمشكلة أن تنهيها من أول الطريق، لا تصعّد مع من أراد التصعيد، انزع الفتيل تخمد الفتنة، صب على النار ماءً لا زيتاً لتنطفئ من أول وهلة، ادفع بالتي هي أحسن وتصرف بالأجمل وأعمل الأفضل وسوف تكون النتيجة محسومة لصالحك؛ لأن الله مع الصابرين ويحب العافين عن الناس وينصر المظلومين، إننا إذا فتحنا سجل المشكلات وديوان الأزمات ودفتر العداوات فسوف نحكم على أنفسنا بالإعدام، انغمس في عمل مثمر مفيد يشغلك عن الترهات والسفاهات والحماقات، إذا رفع سفيهٌ صوته بشتمك فقل له: سلام عليكم ما عندنا وقت، إذا نقل لك غبي تافه كلاماً قبيحاً من عدو فقل له: سلام عليكم ما سمعنا شيئاً، إذا تذكرت أنه ينقصك مال أو عندك أزمة أو عليك دين فتذكر النعم العظيمة والكنوز الكبيرة التي عندك من فضل الله من سمعٍ وبصر وفؤاد وعافية وستر وأمن ودين وذرية وغير ذلك لتجد أن الكفة تميل لصالحك، وأن المؤشر الأخضر يبشرك أن النتيجة تدل على أرباحك ونجاحك وفوزك، أفضل رد على النقّاد والحسّاد هي الأعمال الجليلة والصفات النبيلة والأخلاق الجميلة، أما المهاترات والسباب فهذا شأن كلاب الحارة، والله يقول في وصف النبلاء الأبرار: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ)، ونعود إلى آية الله أبا الطيب المتنبي ليقول لنا: لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ فلو ذهبنا نرمي الكلاب إذا نبحتنا بحجارة فسوف يرتفع سعر الحجارة ولا نستطيع شراءها، ويقول الشاعر سعد بن جدلان رضي الله عنه (بالشعبي): وأنت لو حصّلت لك في الزمن وجهٍ غريبْ مثلْ ما قال المثل: دام تمشي مشّها
المصدر: جريدة الشرق الأوسط ( http://www.aawsat.com/details.asp?section=17&issueno=11291&article=541776&feature=1)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[11 - Nov-2009, مساء 06:08]ـ
بارك الله فيك
موضوع ذا صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145735(/)
قصة (ليلى والذئب) كما يحكيها أهل الذئب.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 03:16]ـ
قصة (ليلى والذئب) كما يحكيها أهل الذئب.
قصة ليلى (ذات الرداء الأحمر) والذئب مرت علينا صغارا، وصورت ليشاهدها الأطفال
ولكن الراوي دائما كان من عائلة ليلى، ومن مذهبها
لذلك كان يصورها بريئة هي وجدتها، وأن الحق كان معهما
أردت أن أستمع للقصة من طرف آخر، أي: على لسان أهل الذئب
وذات يوم، وأنا أتجول في المواقع والمنتديات العلمية، أحاول أن أجد موضوعا يشدني
وجدت أحد الأعضاء في أحد الملتقيات جذبني العنوان الذّي اختاره لموضوعه، فدخلت وقرأته، فوجدت ضالتي عنده
فهو يحكي القصة على لسان أهل الذئب
أترككم مع القصة:
كان جدي ذئبا لطيفا طيبا, وكان جدي لا يحب الافتراس وأكل اللحوم ولذا قرر أن يكون نباتيا ويقتات على أكل الخضار والأعشاب فقط ويترك أكل اللحوم….
وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها تدعى ليلى….
ليلى هذه كانت تخرج كل يوم إلى الغابة وتعيث فسادا فيها، وتقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان جدي يقتات عليها ويتغذى منها, و تخرب المظهر الجميل للغابة.
وكان جدي يحاول أن يكلمها مرارا وتكرارا لكي لا تعود لهذا الفعل مجددا, ولكن ليلى الشريرة لم تكن تسمع إليه، وبقيت تدوس الحشائش وتقتلع الزهور من الغابة كل يوم, وبعد أن يئِس جدي من إقناع ليلى بعدم فعل ذلك مرة أخرى، قرر أن يزور جدتها في منزلها، لكي يكلمها ويخبرها بما تفعله ليلى الشريرة.
وعندما ذهب إلى منزل الجدة وطرق الباب, فتحت الجدة الباب, فرأت جدي الذئب, وكانت جدة ليلى أيضا شريرة, فبادرت إلى عصا لديها في المنزل، وهجمت على جدي دون أن يتفوه بأي كلمة, أو يفعل لها أي شيء, وعندما هجمت الجدة العجوز على جدي الذئب الطيب، فمن هول الخوف والرعب الذي انتابه ودفاعا عن نفسه دفعها بعيدا عنه, فسقطت الجدة على الأرض، وارتطم رأسها بالسرير, وماتت جدة ليلى الشريرة.
عندما شاهد ذلك جدي الذئب الطيب, حزن حزنا شديدا، و تأثر وبكى وحار بما يفعل, وصار يفكر بالطفلة ليلى كيف ستعيش بدون جدتها، وكم ستحزن وكم ستبكي وصار قلبه يتقطع حزنا و ألما لما حدث ...
ففكر أن يخفي جثة الجدة العجوز, ويأخذ ملابسها ويتنكر بزي جدة ليلى، لكي يوهم ليلى بأنه جدتها, ويحاول أن يطبطب عليها، ويعوض لها حنان جدتها الذي فقدته نتيجة وفاة جدتها بالخطأ, وعندما عادت ليلى من الغابة ووصلت للمنزل, ذهب جدي واستلقى على السرير متنكرا بزي الجدة العجوز.
ولكن ليلى الشريرة لاحظت أنَّ انف جدتها وأذناها كبيرتان على غير العادة، وعيناها كعيني جدي الذئب, فاكتشفت تنكر جدي, وفتحت الباب وخرجت ليلى الشريرة ...
منذ ذلك الحين وإلى الآن وهي تشيع في الغابة وبين الناس أن جدي الطيب هو شرير، وقد أكل جدتها، وحاول أن يأكلها أيضا.!!!!!!
هذه وجهة النظر الأخرى التي لم نسمعها قط عن قصة ليلى والذئب .......
منقوووووول.
فائدة:
أكثرنا الاستماع لمن يصف الناس بأنهم أشرار، ولا نريد أن نسمع وجهة نظر هذا الذّي نتهمه
فحتى وإن كان هذا الآخر شريرا كالذئب في هذه القصة
فالمطلوب منا كمنصفين ألا نحكم عليه بما نسمع
فإن كانت استنتاجاتك طالب العلم مبنية على مجرد سماعات متقطعة، فستظل ترى الأمور من زاوية واحدة، وتعيش في صندوق مغلق!!!!!!!!!!!!!!!
كما حدث لمن قص علينا ونحن صغار قصة ليلى والذئب.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 07:54]ـ
بارك الله فيك على الفكرة الطريفة
(وجهة نظر أخرى)
وليتك تحدثت أيضا عن العدوان الغاشم الذي تتعرض له الزهور والنباتات في الغابة
فليلى الشريرة لا تكف عن اقتلاع الزهور ووأدها في ريعان الشباب, لا ترحم صغيرا ولا كبيرا!!
وهذا الذئب اللئيم ترك أكل اللحوم ليأكل الأعشاب بوحشية ونهم شديد!!
فالزهور والنباتات هي المظلومة في قصتنا من عدوين لدودين لا يكفان عن العبث بأرواح الزهور!!
ـ[المازري]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 10:35]ـ
بارك الله فيكم أخي سفينة الصحراء
ذكرتني قصتكم هاته بقصة قرأتها سابقا، وهي:
قال بعضهم:
إذا كنت قاضيا وأتاك أحدهم مشتكيا، وعينه مفقوءة فلا تعجل بالحكم حتى ترى خصمه فلربما قد فقئت عيناه كلتاهما.
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 07:30]ـ
الأخوان أبو حاتم، ومازري
شكرا على مروركم
وفيكم بارك الله
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 04:03]ـ
بارك الله فيك على الفكرة الطريفة
(وجهة نظر أخرى)
وليتك تحدثت أيضا عن العدوان الغاشم الذي تتعرض له الزهور والنباتات في الغابة
فليلى الشريرة لا تكف عن اقتلاع الزهور ووأدها في ريعان الشباب, لا ترحم صغيرا ولا كبيرا!!
وهذا الذئب اللئيم ترك أكل اللحوم ليأكل الأعشاب بوحشية ونهم شديد!!
فالزهور والنباتات هي المظلومة في قصتنا من عدوين لدودين لا يكفان عن العبث بأرواح الزهور!!
(و ليعش الذئب الى جوار الحمل فى سلام) عن التوراة
هل نحكم على ليلى بالإعدام لأنها تغتال الزهور؟
أم نتهم جدتها لأنها هاجمت الذئب الوديع؟
لا يكفى أن نسمع الرأى الآخر
بل يجب أن نزن الأمور بالعقل
ذئب يأكل الخضروات؟
و المتوحشه ليلى تقتل النباتات؟
رحمة بالخضروات إذن
و لنكف جميعا عن أكل الخضروات:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 09:04]ـ
سيدي الفاضل/ أبو مسهر
شكرا على مرورك الطيب.
ـ[أبومروة]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 05:04]ـ
ماشاء الله حكايات لها معنى؟
بارك الله فيكم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 06:07]ـ
كل شيء ممكن أن تستفيد منه في حياتك حتى حكايات الأطفال.
عرض ممتع ومفيد، بارك الله فيك سفينة الصحراء ..
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[25 - Nov-2009, مساء 07:32]ـ
بورك فيكم إخواني الكرام
ـ[سفينة الصحراء]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 04:31]ـ
للرفع(/)
المقامة الحفظية الثانية ـ بركان الحمم في تحريك الهمم إلى بلوغ القمم!
ـ[أبو همام عبد الحميد]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 05:14]ـ
المقامة الحفظية 2
بركان الحمم في تحريك الهمم إلى بلوغ القمم!!!
(حلقة خاصة بحفظ القرآن الكريم)
حدثني أبو همام الجزائري قال:
الحمد لله العليم الخلاق، مقسم العقول و الأرزاق، و ميسر الحفظ دونما أوراق، و رازق الهمة على اختلاف الألسن و الأعراق ....
و صلِّ اللهم على محمد و سلِّم، من أوتي جوامع الكلِم، خيرِ من حفظ و علِم، و أفضل من عقل و فهِم ...
أما بعد ...
فيا أهل القرآن والتوحيد و الألفية ...
و يا أهل الواسطية و الطحاوية و التدمرية ...
و يا حفاظ الحديث، في العصر الحديث، أين ذاك السعي الحثيث؟؟ ...
و يا أصحاب البلوغ، و طلاب الفقه و النبوغ ...
و يا من كنت تروم، الشرف المروم، بحفظ متن ابن آجروم!!!
و يا حاملي القَطْر في كل قُطر، لكم ذكر في كل سطر، و لكم ريح يفوح كالعطر!
قوموا للمراجعة و الحفظ و الذِّكر!! ...
و يا دارسي الورقات على اختلاف الطرقات، أين تلكم الطاقات و الأوقات!! ....
أم أن الدنيا شغلتكم بالأقوات؟!!!
و يا حفاظ العمدة الأحبة، و مستظهري الملحة و النخبة!، أين تلكم الرفقة و الصحبه؟؟
و يا ذاكري السلم المنورق، ما لي أرى ذلك الزورق، يتمايل و يكاد يغرق!!!
و يا أهل مراقي السعود، أين ذاك الرقي و الصعود، أم أنكم آثرتم الجلوس والقعود!!!
أيها الإخوة، هذه دعوة، بعد تلك الغفوة ...
كلمات! .... لعلها تحيي من قد مات، و ترفع الهامات، بإذن رب الأرض و السماوات ...
ليعود كل طالب كما كان، يحفظ و يراجع في كل مكان، بهمة تغلي كالبركان!!
تسابق الأسلاف في غابر الأزمان!! ...
ليسترجع الأنفاس، و يذهب ذاك النعاس، و يتخلص من تلك الأقفاص!!
أقفاص العجز و الكسل، و الكلل و الملل، نعوذ بالله من تلك العلل!!
ليرجع إلى الحفظ بإصرار، و همة تناطح الأقمار ...
لا همة تساكن الكسالى الأغمار!!!
فيا من هجر حفظ القرآن!!!
بعد أن كان يقرأه في كل آن!!! ...
قد آن الأوان، لتكمل ما بدأته من زمان، و لا تقل عندي شواغل، وظروف و نوازل، و دع الأعذار و واصل! ...
فالوقت يفوت! و كلنا سيموت! والحفظ كالياقوت! و الدنيا يكفيك منها قوت!! ...
و ابدأ الحفظ من البقرة، أو اعكسها هذه المرة،
فتبدأ بجزء عمَّ، لتقوى بذلك الهمّه، و ما تشعر بالحفظ إلا و قد تمّ!! ...
لأن ذلك أيسر للنفس، و ألطف لها بعد ذلك الحبسْ ...
و اعلم أن كتاب الله كنز، و للعبد حفظ و حرز ..
و أن حفظه يحيي القلوب، و يمحو الذنوب، و يرضي علام الغيوب! ...
فهذه البقرة و آل عمران، زهراوان تحاجان، عنك أيها الانسان! ...
فيهما أخبار و فضائلْ، و أحكام و مسائلْ، تُعلّم الجاهلَ و تجيب السائلَ ......
، فسورة البقرَة، كما ساقوا الخبرَ (أخذها بركة، و تركها حسرة، و لا تستطيعها البطلة) فاحفظها على عجلة!! ...
و سورة آل عمران، فيها نَيِّفٌ و حزبان، يحفظها أكثر الشبان، خلال شهرٍ كشعبان!!!
و حفظ السبع الطوال، يورث الفقهَ كما جاءت به الأقوال، لاستيعابها عامةَ الأحكام، فكيف لا تحفظها بضبط و إحكام؟ ...
و حفظ أجزاء المفصّل، من قاف إلى آخر ما تنزّل، له نَفَسٌ قصير، سهل و يسير، على الكبير والصغير، يعين على اتباع السُّنة، في أيام السَّنَة، فلا تُطِلِ النومَ و السِّنَة!!
و الباقي سور القَصصِ المعروفة، و باليسر و القِصر موصوفة، فهذه يوسف و مريم، و الكهف و غيرها مما تَعْلَم!! ...
فما بقي إلا القليل، لتكملها في طرف من الليل ...
أو في أوقات المغربيات، بين العشائين قبل البيات ...
و هكذا بُعَيْدَ شهور، تصير كقارئ مشهور، حافظا بغير شعور، فللهِ الحمدُ مدبرِ الأمور ...
و بعد طول الإقامة ....
على الجد و الاستقامة .....
سترجع إلى هذي المقامة ...
رافعا رأسك طويل القامة!! ...
ضاحكا مستبشرا بالختام ...
حامدا ربك على التمام ...
تقول بكل خشوع و اهتمام:
رحم الله أبا همام ...
و غفر لوالديه على الدوام ...
أسأل الله مثل ذلك لجميع أهل الاسلام!
........................
يقول سبحانه جل في علاه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)) المجادلة
و يقول سبحانه:
(بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)) العنكبوت.
و يقول الحبيب النبي عليه الصلاة و السلام:
(خيركم من تعلم القرآن و علمه). أخرجه البخاري في صحيحه المجلد 2 ص 548 رقم الحديث 5027 (طبعة مكتبة الصفا)،كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن و علمه، من حديث أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه.
و في رواية له: (إن أفضلكم من تعلم القرآن و علمه) رقم 5028.
.............................. ...
و انظر باقي أبواب كتاب فضائل القرآن، البالغة سبع و ثلاثين، فإنها جد قيمة و الأحاديث فيها عظيمة، ما يحفزك أخي الحبيب على مواصلة السَّيْر في تحصيل الخير و اللحوق بالغير ...
رزقك الله كما يرزق الطير! .....
و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
سبحانك اللهم و بحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك و نتوب إليك.
أبو همام عبد الحميد الجزائري
سلسة المقامات الحفظية (2)
الجزائر العاصمة
**********************(/)
الفريدة الإسلامية المنصورة الميمونة - ابن حزم
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 02:37]ـ
:: الْفَرِيدَة ُالْإِسْلامِيَّةُ الْمَنْصُورَةُ الْمَيْمُونَةُ::
قصيدة نظمها الإمام ابن حزم الأندلسي رحمه الله
غضبا لله ولرسوله (ص)
قال الحافظ ابن كثير فى البداية والنهاية:
(وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذَا اللَّعِينَ - أَعْنِي النِّقْفُورَ الْمُلَقَّبَ بِالدُّمُسْتُقِ مَلِكَ الْأَرْمَنِ - كَانَ قَدْ أَرْسَلَ قَصِيدَةً إِلَى الْخَلِيفَةِ الْمُطِيعِ لِلَّهِ نَظَمَهَا لَهُ بَعْضُ كُتَّابِهِ - مِمَّنْ كَانَ قَدْ خَذَلَهُ اللَّهُ وَأَذَلَّهُ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً، وَصَرَفَهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَأَصْلِهِ - يَفْتَخِرُ فِيهَا لِهَذَا اللَّعِينِ، وَيَتَعَرَّضُ لِسَبِّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَتَوَعَّدُ فِيهَا أَهْلَ حَوْزَةِ الْإِسْلَامِ بِأَنَّهُ سَيَمْلِكُهَا كُلَّهَا حَتَّى الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، عَمَّا قَرِيبٍ مِنَ الْأَعْوَامِ، وَهُوَ أَقَلُّ وَأَذَلُّ وَأَخَسُّ وَأَضَلُّ مِنَ الْأَنْعَامِ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ يَنْتَصِرُ لِدِينِ الْمَسِيحِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، ابْنِ الْبَتُولِ. وَرُبَّمَا يُعَرِّضُ فِيهَا بِجَنَابِ الرَّسُولِ، عَلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ التَّحِيَّةُ وَالْإِكْرَامُ وَدَوَامُ الصَّلَاةِ مَدَى الْأَيَّامِ، وَلَمْ يَبْلُغْنِي عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَصْرِ أَنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابَهُ، رُبَّمَا أَنَّهَا لَمْ تَشْتَهِرْ، أَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْا أَنَّهُ أَقَلُّ مِنْ أَنْ يَرُدُّوا خِطَابَهُ ; لِأَنَّهُ كَالْمُعَانِدِ الْجَاحِدِ، وَنَفَسُ نَاظِمِهَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ شَيْطَانٌ مَارِدٌ
وَقَدِ انْتَخَى لِلْجَوَابِ عَنْهَا فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ، فَأَفَادَ وَأَجَادَ، وَأَجَابَ عَنْ كُلِّ فَصْلٍ بَاطِلٍ بِالصَّوَابِ وَالسَّدَادِ، فَبَلَّ اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ ثَرَاهُ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مُنْقَلَبَهُ وَمَثْوَاهُ. وها أنا أذكر القصيدة الأرمنية المخذولة الملعونة وأتبعها بالفريدة الإسلامية المنصورة الميمونة قال المرتد الكافر الأرمني على لسان ملكه لعنهما الله وأهل ملتهم أجمعين آمين يارب العالمين).
وقد ذكر ابن كثير القصيدة الملعونة فى البداية والنهاية وقال رحمه الله ورضى عنه بعد ذكرها في كتابه:
(هذا آخرها لعن الله ناظمها وأسكنه النار، {يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار} يوم يدعو ناظمها ثبورا ويصلى نارا سعيرا {يوم يعض الظالم على يديه، يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا} ... إن كان مات كافرا. وَهَذَا جَوَابُهَا لِأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الْفَقِيهِ الظَّاهِرِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ، قَالَهَا ارْتِجَالًا حِينَ بَلَغَتْهُ هَذِهِ الْمَلْعُونَةُ ; غَضَبًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، كَمَا شَاهَدَهُ مَنْ رَآهُ، فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَأَكْرَمَ مَثْوَاهُ، وَغَفَرَ لَهُ زَلَلَهُ وَخَطَايَاهُ)
وإليكم قصيدة إمام الأندلس أبو محمد ابن حزم -رحمه الله-:
((الرابط الصوتي)) ( http://khayma.com/tajweed/taha/ebnhazm.rar)
مِنَ الْمُحْتَمِي بِاللَّهِ رَبِّ الْعَوَالِمِ ***** وَدِينِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ آلِ هَاشِمِ
مُحَمَّدٍ الْهَادِي إِلَى اللَّهِ بِالتُّقَى ***** وَبِالرُّشْدِ وَالْإِسْلَامِ أَفْضَلِ قَائِمِ
عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ السَّلَامُ مُرَدَّدًا ***** إِلَى أَنْ يُوَافِي الْبَعْثَ كُلُّ الْعَوَالِمِ
إِلَى قَائِلٍ بِالْإِفْكِ جَهْلًا وَضِلَّةً ***** عَنِ النِّقْفُورِ الْمُفْتَرِي فِي الْأَعَاجِمِ
دَعَوْتَ إِمَامًا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ آلِهِ ***** بِكَفَّيْهِ إِلَّا كَالرُّسُومِ الطَّوَاسِمِ
دَهَتْهُ الدَّوَاهِي فِي خِلَافَتِهِ كَمَا ***** دَهَتْ قَبْلَهُ الْأَمْلَاكَ دُهْمُ الدَّوَاهِمِ
وَلَا عَجَبٌ مِنْ نَكْبَةٍ أَوْ مُلِمَّةٍ ***** تُصِيبُ الْكَرِيمَ الْحُرَّ وَابْنَ الْأَكَارِمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلَوْ أَنَّهُ فِي حَالِ مَاضِي جُدُودِهِ ***** لَجُرِّعْتُمُ مِنْهُ سُمُومَ الْأَرَاقِمِ
عَسَى عَطْفَةٌ لِلَّهِ فِي أَهْلِ دِينِهِ ***** تُجَدِّدُ مِنْهُمْ دَارِسَاتِ الْمَعَالِمِ
فَخَرْتُمْ بِمَا لَوْ كَانَ فَهْمٌ يُرِيكُمُ ***** حَقَائِقَ حُكْمِ اللَّهِ أَحْكَمِ حَاكِمِ
إِذَنْ لَعَرَتْكُمْ خَجْلَةٌ عِنْدَ ذِكْرِهِ ***** وَأُخْرِسَ مِنْكُمْ كُلُّ فَاهٍ مُخَاصِمِ
سَلَبْنَاكُمُ كَرًّا فَفُزْتُمْ بِغِرَّةٍ ***** مِنَ الْكَرِّ أَفْعَالَ الضِّعَافِ الْعَزَائِمِ
فَطِرْتُمْ سُرُورًا عِنْدَ ذَاكَ وَنَخْوَةً ***** كَفِعْلِ الْمَهِينِ النَّاقِصِ الْمُتَعَاظِمِ
وَمَا ذَاكَ إِلَّا فِي تَضَاعِيفِ غَفْلَةٍ ***** عَرَتْنَا وَصَرْفُ الدَّهْرِ جَمُّ الْمَلَاحِمِ
وَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْأُمُورَ تَخَاذُلًا ***** وَدَالَتْ لِأَهْلِ الْجَهْلِ دَوْلَةُ ظَالِمِ
وَقَدْ شَغَلَتْ فِينَا الْخَلَائِفَ فِتْنَةٌ ***** لِعُبْدَانِهِمْ مِنْ تُرْكِهِمْ وَالدَّيَالِمِ
بِكُفْرِ أَيَادِيهِمْ وَجَحْدِ حُقُوقِهِمْ ***** بِمَنْ رَفَعُوهُ مِنْ حَضِيضِ الْبَهَائِمِ
وَثَبْتُمْ عَلَى أَطْرَافِنَا عِنْدَ ذَاكُمُ ***** وُثُوبَ لُصُوصٍ عِنْدَ غَفْلَةِ نَائِمِ
أَلَمْ نَنْتَزِعْ مِنْكُمْ بِأَيْدٍ وَقُوَّةٍ ***** جَمِيعَ بِلَادِ الشَّامِ ضَرْبَةَ لَازِمِ
وَمِصْرَ وَأَرْضَ الْقَيْرَوَانِ بِأَسْرِهَا ***** وَأَنْدَلُسًا قَسْرًا بِضَرْبِ الْجَمَاجِمِ
أَلَمْ تَنْتَصِفُ مِنْكُمْ عَلَى ضَعْفِ حَالِهَا ***** صِقِلِّيَّةٌ فِي بَحْرِهَا الْمُتَلَاطِمِ
أَحَلَّتْ بِقُسْطَنْطِينَةٍ كُلُّ نَكْبَةٍ ***** وَسَامَتْكُمُ سُوءَ الْعَذَابِ الْمُلَازِمِ
مَشَاهِدُ تَقْدِيسَاتِكُمْ وَبُيُوتُهَا ***** لَنَا وَبِأَيْدِينَا عَلَى رَغْمِ رَاغِمِ
أَمَا بَيْتُ لَحْمٍ وَالْقُمَامَةُ بَعْدَهَا ***** بِأَيْدِي رِجَالِ الْمُسْلِمِينَ الْأَعَاظِمِ
وَكُرْسِيُّكُمْ فِي أَرْضِ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ ***** وَكُرْسِيُّكُمْ فِي الْقُدْسِ فِي أُورَشَالِمِ
ضَمَمْنَاهُمُ قَسْرًا بِرَغْمِ أُنُوفِكُمْ ***** كَمَا ضَمَّتِ السَّاقَيْنِ سُودُ الْأَدَاهِمِ
وَكُرْسِيُّ أَنْطَاكِيَّةٍ كَانَ بُرْهَةً ***** وَدَهْرًا بِأَيْدِينَا بَذُلِّ الْمَلَاغِمِ
فَلَيْسَ سِوَى كُرْسِيِّ رُومَةَ فِيكُمُ ***** وَكُرْسِيِّ قُسْطَنْطِينَةٍ فِي الْمَقَادِمِ
وَلَا بُدَّ مِنْ عَوْدِ الْجَمِيعِ بِأَسْرِهِ ***** إِلَيْنَا بِعِزٍّ قَاهِرٍ مُتَعَاظِمِ
أَلَيْسَ يَزِيدٌ حَلَّ وَسْطَ دِيَارِكُمْ ***** عَلَى بَابِ قُسْطَنْطِينَةٍ بِالصَّوَارِمِ
وَمَسْلَمَةٌ قَدْ دَاسَهَا بَعْدَ ذَاكُمُ ***** بِجَيْشٍ لُهَامٍ كَاللُّيُوثِ الضَّرَاغِمِ
وَأَخْدَمَكُمْ بِالذُّلِّ مَسْجِدَنَا الَّذِي ***** بُنِي فِيكُمُ فِي عَصْرِهِ الْمُتَقَادِمِ
إِلَى جَنْبِ قَصْرِ الْمُلْكِ مِنْ دَارِ مُلْكِكُمْ ***** أَلَا هَذِهِ حَقًّا صَرِيمَةُ صَارِمِ
وَأَدَّى لِهَارُونَ الرَّشْيدِ مَلِيكُكُمْ ***** إِتَاوَةَ مَغْلُوبٍ وَجِزْيَةَ غَارِمِ
سَلَبْنَاكُمُ مَسْرَى شُهُورًا بِقُوَّةٍ ***** حَبَانَا بِهَا الرَّحْمَنُ أَرْحَمُ رَاحِمِ
إِلَى بَيْتِ يَعْقُوبٍ وَأَرْيَافِ دُومَةٍ ***** إِلَى لُجَّةِ الْبَحْرِ الْبَعِيدِ الْمَحَارِمِ
فَهَلْ سِرْتُمُ فِي أَرْضِنَا قَطُّ جُمْعَةً ***** أَبَى اللَّهُ ذَاكُمْ يَا بَقَايَا الْهَزَائِمِ
فَمَا لَكُمُ إِلَّا الْأَمَانِيُّ وَحْدَهَا ***** بَضَائِعَ نَوْكَى تِلْكَ أَحْلَامُ نَائِمِ
رُوَيْدًا يَعُدْ نَحْوَ الْخِلَافَةِ نُورُهَا ***** وَيُسْفِرُ مُغْبَرُّ الْوُجُوهِ السَّوَاهِمِ
وَحِينَئِذٍ تَدْرُونَ كَيْفَ فِرَارُكُمْ ***** إِذَا صَدَمَتْكُمْ خَيْلُ جَيْشٍ مُصَادِمِ
عَلَى سَالِفِ الْعَادَاتِ مِنَّا وَمِنْكُمُ ***** لَيَالِيَ أَنْتُمْ فِي عِدَادِ الْغَنَائِمِ
سُبِيتُمْ سَبَايَا يَحْصَرُ الْعَدُّ دُونَهَا ***** وَسَبْيُكُمْ فِينَا كَقَطْرِ الْغَمَائِمِ
فَلَوْ رَامَ خَلْقٌ عَدَّهَا رَامَ مُعْجِزًا ***** وَأَنَّى بِتَعْدَادٍ لِرِيشِ الْحَمَائِمِ
بِأَبْنَاءِ حَمْدَانَ وَكَافُورَ صُلْتُمُ ***** أَرَاذِلَ أَنْجَاسٍ قِصَارِ الْمَعَاصِمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
دَعِيُّ وَحَجَّامٌ سَطَوْتُمْ عَلَيْهِمَا ***** وَمَا قَدْرُ مَصَّاصٍ دِمَاءَ الْمَحَاجِمِ
فَهَلَّا عَلَى دِمْيَانَةٍ قَبْلَ ذَاكَ أَوْ ***** عَلَى مَحَلٍ أَرْبَا رُمَاةُ الضَّرَاغِمِ
لَيَالِيَ قَادُوكُمْ كَمَا اقْتَادَ جَازِرٌ ***** حَلَائِبَ أَتْيَاسٍ لَحَزِّ الْحَلَاقِمِ
وَسَاقُوا عَلَى رِسْلٍ بَنَاتِ مُلُوكِكُمْ ***** سَبَايَا كَمَا سِيقَتْ ظِبَاءُ الصَّرَائِمِ
وَلَكِنْ سَلُوا عَنَّا هِرَقْلًا وَمَنْ خَلَا ***** لَكُمْ مِنْ مُلُوكٍ مُكْرَمِينَ قُمَاقِمِ
يُخَبِّرْكُمُ عَنَّا الْمُتَوَّجُ مِنْكُمُ ***** وَقَيْصَرُكُمْ عَنْ سَبْيِنَا لِلْكَرَائِمِ
وَعَمَّا فَتَحْنَا مِنْ مَنِيعِ بِلَادِكُمْ ***** وَعَمَّا أَقَمْنَا فِيكُمُ مِنْ مَآتِمِ
وَدَعْ كُلَّ نَذْلٍ مُفْتَرٍ لَا تَعُدَّهُ ***** إِمَامًا وَلَا مِنْ مُحْكَمَاتِ الدَّعَائِمِ
فَهَيْهَاتَ سَامَرَّا وَتَكْرِيتُ مِنْكُمُ ***** إِلَى جَبَلٍ تِلْكُمْ أَمَانِيُّ هَائِمِ
مَتَى يَتَمَنَّاهَا الضَّعِيفُ وَدُونَهَا ***** تَطَايُرُ هَامَاتٍ وَحَزُّ الْغَلَاصِمِ
وَمِنْ دُونِ بَغْدَادٍ سُيُوفٌ حَدِيدَةٌ ***** مَسِيرَةَ شَهْرٍ لِلْفَنِيقِ الْقَوَاصِمِ
مَحَلَّةُ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْخَيْرِ وَالتُّقَى ***** وَمَنْزِلَةٌ مُحْتَلُّهَا كُلُّ عَالِمِ
دَعُوا الرَّمْلَةَ الصَّهْبَاءَ عَنْكُمْ فَدُونَهَا ***** مِنَ الْمُسْلِمِينَ الصِّيدِ كُلُّ مُقَاوِمِ
وَدُونَ دِمَشْقٍ جَمْعُ جَيْشٍ كَأَنَّهُ ***** سَحَائِبُ طَيْرٍ تَنْتَحِي بِالْقَوَادِمِ
وَضَرْبٌ يُلَقِّي الْكُفْرَ كُلَّ مَذَلَّةٍ ***** كَمَا ضَرَبَ السَّكِّيُّ بِيضَ الدَّرَاهِمِ
وَمِنْ دُونِ أَكْنَافِ الْحِجَازِ جَحَافِلٌ ***** كَقَطْرِ الْغُيُوثِ الْهَامِلَاتِ السَّوَاجِمِ
بِهَا مِنْ بَنِي عَدْنَانَ كُلُّ سَمَيْدَعٍ ***** وَمِنْ حَيِّ قَحْطَانٍ كِرَامُ الْعَمَائِمِ
وَأَمْوَالُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَدِمَاؤُكُمْ ***** بِهَا يُشْتَفَى حَرُّ النُّفُوسِ الْحَوَائِمِ
وَلَوْ قَدْ لَقِيتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ كُبَّةً ***** لَقِيتُمْ ضِرَامًا فِي يَبِيسِ الْهَشَائِمِ
. إِذَا صَبَّحُوكُمْ ذَكَّرُوكُمْ بِمَا خَلَا ***** لَهُمْ مَعَكُمْ مِنْ مَأْزِقٍ مُتَلَاحِمِ
زَمَانَ يَقُودُونَ الصَّوَافِنَ نَحْوَكُمْ ***** فَجِئْتُمْ ضَمَانًا أَنَّكُمْ فِي الْمَغَانِمِ
سَيَأْتِيكُمُ مِنْهُمْ قَرِيبًا عَصَائِبٌ ***** تُنَسِّيكُمُ تَذْكَارَ أَخْذِ الْعَوَاصِمِ
وَأَرْضُكُمُ حَقًّا سَيَقْتَسِمُونَهَا ***** كَمَا فَعَلُوا دَهْرًا بِعَدْلِ الْمُقَاسِمِ
وَلَوْ طَرَقَتْكُمُ مِنْ خُرَاسَانَ عُصْبَةٌ ***** وَشِيرَازَ وَالرَّيِّ الْقِلَاعِ الْقَوَائِمِ
لَمَا كَانَ مِنْكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ غَيْرُ مَا ***** عَهِدْنَا لَكُمْ ذُلٌّ وَعَضُّ الْأَبَاهِمِ
فَقَدْ طَالَ مَا زَارُوكُمُ فِي دِيَارِكُمْ ***** مَسِيرَةَ عبَامٍ بِالْخُيُولِ الصَّلَادِمِ
وَأَمَّا سِجِسْتَانُ وَكَرْمَانُ وَالْأُلَى ***** بِكَابُلَ حَلُّوا فِي بِلَادِ الْبَرَاهِمِ
وَفِي فَارِسٍ وَالسُّوسِ جَمْعٌ عَرَمْرَمٌ ***** وَفِي أَصْبَهَانَ كُلُّ أَرْوَعَ عَازِمِ
فَلَوْ قَدْ أَتَاكُمْ جَمْعُهُمْ لَغَدَوْتُمُ ***** فَرَائِسَ لِلْآسَادِ مِثْلَ الْبَهَائِمِ
وَبِالْبَصْرَةِ الزَّهْرَاءِ وَالْكُوفَةِ الَّتِي ***** سَمَتْ وَبِأَدْنَى وَاسِطٍ كَالْكَظَائِمِ
جُمُوعٌ تُسَامِي الرَّمْلَ جَمٌّ عَدِيدُهَا ***** فَمَا أَحَدٌ يَنْوِي لِقَاهُمْ بِسَالِمِ
وَمِنْ دُونِ بَيْتِ اللَّهِ فِي مَكَّةَ الَّتِي ***** حَبَاهَا بِمَجْدٍ لِلثُّرَيَّا مُزَاحِمِ
مَحَلُّ جَمِيعِ الْأَرْضِ مِنْهَا تَيَقُّنًا ***** مَحَلَّةُ سُفْلِ الْخُفِّ مِنْ فَصِّ خَاتَمِ
دِفَاعٌ مِنَ الرَّحْمَنِ عَنْهَا بِحَقِّهَا ***** فَمَا هُوَ عَنْهَا كَرَّ طَرْفٍ بِرَائِمِ
بِهَا دَفَعَ الْأُحْبُوشَ عَنْهَا وَقَبْلَهُمْ ***** بِحَصْبَاءِ طَيْرٍ فِي ذُرَا الْجَوِّ حَائِمِ
وَجَمْعٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ مَاضٍ عَرَمْرَمٍ ***** حَمَى سُرَّةَ الْبَطْحَاءِ ذَاتِ الْمَحَارِمِ
وَمِنْ دُونِ قَبْرِ الْمُصْطَفَى وَسْطَ طِيبَةٍ ***** جُمُوعٌ كَمُسْوَدٍّ مِنَ اللَّيْلِ فَاحِمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
يَقُودُهُمْ جَيْشُ الْمَلَائِكَةِ الْعُلَا ***** كِفَاحًا وَدَفْعًا عَنْ مُصَلٍّ وَصَائِمِ
فَلَوْ قَدْ لَقِينَاكُمْ لَعُدْتُمْ رَمَائِمًا ***** بِمَنْ فِي أَعَالِي نَجْدِنَا وَالتَّهَائِمِ
وَبِالْيَمَنِ الْمَمْنُوعِ فِتْيَانُ غَارَةٍ *****. إِذَا مَا لَقُوكُمْ كُنْتُمْ كَالْمَطَاعِمِ
وَفِي حِلَّتَيْ أَرْضِ الْيَمَامَةِ عُصْبَةٌ ***** مَغَاوِرُ أَنْجَادٍ طِوَالُ الْبَرَاجِمِ
سَتُفْنِيكُمْ وَالْقِرْمِطِيِّينَ دَوْلَةٌ ***** تَعُودُ لِمَيْمُونِ النَّقِيبَةِ حَازِمِ
خَلِيفَةُ حَقٍّ يَنْصُرُ الدِّينَ حُكْمُهُ ***** وَلَا يَتَّقِي فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمِ
إِلَى وَلَدِ الْعَبَّاسِ تُنْمَى جُدُودُهُ ***** بِفَخْرٍ عَمِيمٍ أَوْ لِزُهْرِ الْعَبَاشِمِ
مُلُوكٌ جَرَى بِالنَّصْرِ طَائِرُ سَعْدِهِمْ ***** فَأَهْلًا بِمَاضٍ مِنْهُمُ وَبِقَادِمِ
مَحَلَّتُهُمْ فِي مَسْجِدِ الْقُدْسِ أَوْ لَدَى ***** مَنَازِلِ بَغْدَادَ مَحَلُّ الْمَكَارِمِ
وَإِنْ كَانَ مِنْ عُلْيَا عَدِيٍّ وَتَيْمِهَا ***** وَمِنْ أَسَدٍ أَهْلِ الصَّلَاحِ الْحَضَارِمِ
فَأَهْلًا وَسَهْلًا ثُمَّ نُعْمَى وَمَرْحَبًا ***** بِهِمْ مِنْ خِيَارٍ سَالِفِينَ أَقَادِمِ
هُمُ نَصَرُوا الْإِسْلَامَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ***** وَهُمْ فَتَحُوا الْبُلْدَانَ فَتْحَ الْمُرَاغِمِ
رُوَيْدًا فَوَعْدُ اللَّهِ بِالصِّدْقِ وَارِدٌ ***** بِتَجْرِيعِ أَهْلِ الْكُفْرِ طَعْمَ الْعَلَاقِمِ
سَنَفْتَحُ قُسْطَنْطِينَةَ وَذَوَاتِهَا ***** وَنَجْعَلُكُمْ قُوتَ النُّسُورِ الْقَشَاعِمِ
وَنَمْلِكُ أَقْصَى أَرْضِكُمْ وَبِلَادِكُمْ ***** وَنُلْزِمُكُمْ ذُلَّ الْجِزَى وَالْمَغَارِمِ
وَنَفْتَحُ أَرْضَ الصِّينِ وَالْهِنْدِ عَنْوَةً ***** بِجَيْشٍ لِأَرْضِ التُّرْكِ وَالْخَزْرِ حَاطِمِ
مَوَاعِيدُ لِلرَّحْمَنِ فِينَا صَحِيحَةٌ ***** وَلَيْسَتْ كَأَمْثَالِ الْعُقُولِ السَّقَائِمِ
إِلَى أَنْ يُرَى الْإِسْلَامُ قَدْ عَمَّ حُكْمُهُ ***** جَمِيعَ الْبِلَادِ بِالْجُيُوشِ الصَّوَارِمِ
أَتَقْرِنُ يَا مَخْذُولُ دِينَ مُثَلِّثٍ ***** بَعِيدًا عَنِ الْمَعْقُولِ بَادِي الْمَآثِمِ
تَدِينُ لِمَخْلُوقٍ يَدِينُ عِبَادَهُ ***** فَيَا لَكَ سُحْقًا لَيْسَ يَخْفَى لِكَاتِمِ
أَنَاجِيلُكُمْ مَصْنُوعَةٌ بِتَكَاذُبٍ ***** كَلَامِ الْأُلَى فِيهَا أَتَوْا بِالْعَظَائِمِ
وُعُودُ صَلِيبٍ مَا تَزَالُونَ سُجَّدًا ***** لَهُ يَا عُقُولَ الْهَامِلَاتِ السَّوَائِمِ
تَدِينُونَ تَضْلَالًا بِصَلْبِ إِلَهِكُمْ ***** بِأَيْدِي يَهُودٍ أَرْذَلِينَ أَلَائِمِ
إِلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ تَوْحِيدِ رَبِّنَا. ***** فَمَا دِينُ ذِي دِينٍ لَنَا بِمُقَاوِمِ
وَصِدْقِ رِسَالَاتِ الَّذِي جَاءَ بِالْهُدَى ***** مُحَمَّدٍ الْآتِي بِدَفْعِ الْمَظَالِمِ
وَأَذْعَنَتِ الْأَمْلَاكُ طَوْعًا لِدِينِهِ ***** بِبُرْهَانِ صِدْقٍ ظَاهِرٍ فِي الْمَوَاسِمِ
كَمَا دَانَ فِي صَنْعَاءَ مَالِكُ دَوْلَةٍ ***** وَأَهْلُ عُمَانٍ حَيْثُ رَهْطِ الْجَهَاضِمِ
وَسَائِرُ أَمْلَاكِ الْيَمَانِينَ أَسْلَمُوا ***** وَمِنْ بَلَدِ الْبَحْرَيْنِ قَوْمُ اللَّهَازِمِ
أَجَابُوا لِدِينِ اللَّهِ دُونَ مَخَافَةٍ ***** وَلَا رَغْبَةٍ تَحْظَى بِهَا كَفُّ عَادِمِ
فَحَلُّوا عُرَى التِّيجَانِ طَوْعًا وَرَغْبَةً ***** بِحَقٍّ يَقِينٍ بِالْبَرَاهِينِ نَاجِمِ
وَحَابَاهُ بِالنَّصْرِ الْمَكِينِ إِلَهُهُ ***** وَصَيَّرَ مَنْ عَادَاهُ تَحْتَ الْمَنَاسِمِ
فَقِيرٌ وَحِيدٌ لَمْ تُعِنْهُ عَشِيرَةٌ ***** وَلَا دَفَعُوا عَنْهُ شَتِيمَةَ شَاتِمِ
وَلَا عِنْدَهُ مَالٌ عَتِيدٌ لِنَاصِرٍ ***** وَلَا دَفْعِ مَرْهُوبٍ وَلَا لِمُسَالِمِ
وَلَا وَعَدَ الْأَنْصَارَ مَالًا يَخُصُّهُمْ ***** بَلَى كَانَ مَعْصُومًا لِأَقْدَرِ عَاصِمِ
فَلَمْ تَمْتَهِنْهُ قَطُّ قُوَّةُ آسِرٍ ***** وَلَا مُكِّنَتْ مِنْ جِسْمِهِ يَدُ لَاطِمِ
كَمَا يَفْتَرِي إِفْكًا وَزُورًا وَضِلَّةً ***** عَلَى وَجْهِ عِيسَى مِنْكُمُ كُلُّ آثِمِ
عَلَى أَنَّكُمْ قَدْ قُلْتُمُ هُوَ رَبُّكُمْ ***** فَيَا لَضَلَالٍ فِي الْحَمَاقَةِ عَائِمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَبَى اللَّهُ أَنْ يُدْعَى لَهُ ابْنٌ وَصَاحِبٌ ***** سَتَلْقَى دُعَاةُ الْكُفْرِ حَالَةَ نَادِمِ
وَلَكِنَّهُ عَبْدٌ نَبِيٌّ مُكَرَّمٌ ***** مِنَ النَّاسِ مَخْلُوقٌ وَلَا قَوْلَ زَاعِمِ
أَيُلْطَمُ وَجْهُ الرَّبِّ تَبًّا لِنَوْكِكُمْ ***** لَقَدْ فُقْتُمْ فِي ظُلْمِكُمْ كُلَّ ظَالِمِ
وَكَمْ آيَةٍ أَبْدَى النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ ***** وَكَمْ عِلْمٍ أَبْدَاهُ لِلشِّرْكِ حَاطِمِ
تَسَاوَى جَمِيعُ النَّاسِ فِي نَصْرِ حَقِّهِ ***** فَلِلْكُلِّ فِي إِعْظَامِهِ حَالُ خَادِمِ
فَعُرْبٌ وَأُحْبُوشٌ وَفُرْسٌ وَبَرْبَرٌ ***** وَكُرْدِيُّهُمْ قَدْ فَازَ قِدْحُ الْمَرَاحِمِ
وَقِبْطٌ وَأَنْبَاطٌ وَخَزْرٌ وَدَيْلَمٌ ***** وَرُومٌ رَمَوْكُمْ دُونَهُ بِالْقَوَاصِمِ
أَبَوْا كُفْرَ أَسْلَافٍ لَهُمْ فَتَحَنَّفُوا ***** فَآبُوا بِحَظٍّ فِي السَّعَادَةِ جَاثِمِ
بِهِ دَخَلُوا فِي مِلَّةِ الْحَقِّ كُلُّهُمْ ***** وَدَانُوا لِأَحْكَامِ الْإِلَهِ اللَّوَازِمِ
بِهِ صَحَّ تَفْسِيرُ الْمَنَامِ الَّذِي أَتَى ***** بِهِ دَانِيَالُ قَبْلَهُ خَتْمِ خَاتِمِ
وَسِنْدٌ وَهِنْدٌ أَسْلَمُوا وَتَدَيَّنُوا ***** بِدِينِ الْهُدَى فِي رَفْضِ دِينِ الْأَعَاجِمِ
وَشَقَّ لَنَا بَدْرَ السَّمَوَاتِ آيَةً ***** وَأَشْبَعَ مِنْ صَاعٍ لَهُ كُلَّ طَاعِمِ
وَسَالَتْ عُيُونُ الْمَاءِ فِي وَسْطِ كَفِّهِ ***** فَأَرْوَى بِهِ جَيْشًا كَثِيرَ الْهَمَاهِمِ
وَجَاءَ بِمَا تَقْضِي الْعُقُولُ بِصِدْقِهِ ***** وَلَا كَدَعَاوٍ غَيْرِ ذَاتِ قَوَائِمِ
عَلَيْهِ سَلَامُ اللَّهِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ***** تَعَاقَبَهُ ظَلْمَاءُ أَسْحَمَ قَاتِمِ
بَرَاهِينُهُ كَالشَّمْسِ لَا مِثْلُ قَوْلِكُمْ ***** وَتَخْلِيطِكُمْ فِي جَوْهَرٍ وَأَقَانِمِ
لَنَا كُلُّ عِلْمٍ مِنْ قَدِيمٍ وَمُحْدَثٍ ***** وَأَنْتُمْ حَمِيرٌ دَامِيَاتُ الْمَحَازِمِ
أَتَيْتُمْ بِشِعْرٍ بَارِدٍ مُتَخَاذِلٍ ***** ضَعِيفِ مَعَانِي النَّظْمِ جَمِّ الْبَلَاغِمِ
فَدُونَكَهَا كَالْعِقْدِ فِيهِ زُمُرُّدٌ ***** وَدُرٌّ وَيَاقُوتٌ بِإِحْكَامِ حَاكِمِ
ـ[أبو عبيدالله الأثري]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 09:03]ـ
...(/)
سؤال للأدباء حول تشيع أبي الطيب المتنبي؟
ـ[العقل العربي]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 01:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من يفيدنا من الأخوة حول أبو الطيب المتنبي هل كان شيعياً؟ وأي التشيع هل هو الرفض؟
ودمتم على طاعة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 03:07]ـ
قد يكون شيعياً زيدياً
مع التأكيد على (قد) لأنه لا يوجد دليل مباشر
أما أنه إمامي اثني عشري فلا (قولاً واحداً)، لأنه استهزأ بإمامهم الغائب المزعوم في القصيدة الدالية التي مدح بها ابن العميد قبل موته بثلاثة أشهر
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 03:43]ـ
قال الشيخ سليمان الخراشي:
"والذي يطالع ديوان الشاعر لا يجزم بأي من تلكم الآراء السابقة (قرمطي، رافضي، علوي)، لأن أبا الطيب –كما يظهر من شعره- لا يقيم وزناً لمسألة المذهب؛ لأنه مشغول عنه بتحصيل طموحاته الدنيوية الشخصية؛ وكما أنه قد مدح بعض أفراد الشيعة، كذلك فإنه قد مدح بعض أهل السنة، ولا ينفي هذا أن تكون نشأة الرجل الأولى شيعية نظراً لبيئته، ولكنها لم تظهر في شعره، وهذا ما يهمنا إثباته.
وختم بحثه بقوله:
"آمن لسانه وتخلف عمله، ولم يكن الدين همه يوماَ من الأيام".
للمزيد، انظر:
كتاب: ((نظرات شرعية في ديوان المتنبي))
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 09:32]ـ
ما سبب طرح هذا السؤال؟؟؟؟؟؟
ـ[العقل العربي]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 04:25]ـ
لايوجد سبب أخي أبو الطيب , وهل يشترط لطرح السؤال سبب؟
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 12:49]ـ
في الغالب، يكون سبب طرح السؤال، عدم علم السائل بالجواب، قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". فأمر سبحانه وتعالى من لا علم له أن يسأل من هو أعلم منه.
ـ[الدكتور حسين حسن طلافحة]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 12:53]ـ
وأحياناً يراد به التعليم، كما فعل جبريل، وفي الحديث، جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم.
ـ[ابن الكتب]ــــــــ[23 - Nov-2009, صباحاً 04:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يكن المتنبي شيعيا بل كان مخالفا لهم كما يذكر ابن العديم حتى إنه كان يعاديهم أو بالأحرى يعدهم أعداء له ,لكن هناك فائدة مهمة جدا وهي أن المتنبي كان علوي النسب , وأن لم يدع النبوة. إلى أن أضع بحثا مختصرا عن ذلك أحيل إخواني إلى هذا الكتاب القيم: المتنبي لأستاذي الشيخ محمود محمد شاكر(/)
من قائل: الم تر ان السيف ينقص قدره ..
ـ[ابوأحمد بن أحمد]ــــــــ[21 - Nov-2009, مساء 10:15]ـ
وجدت بعضهم ينسبه لرافضي
وهو مع شهرته لم ار من ينسبه
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 12:41]ـ
نسبه في اليتيمة لأبي درهم البندنيجي
ـ[ابوأحمد بن أحمد]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 11:19]ـ
لو تشيرون حفظكم الله الى موضعه في اليتيمة
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[23 - Nov-2009, مساء 11:43]ـ
5/ 299(/)
قصيدة "من تحت الأنقاض" لأبي فهر محمود شاكر رحمه الله
ـ[عمر ابو الحسن]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 01:21]ـ
من تحت الأنقاض
نشرت بمجلة الرسالة السنة 11 في 23 جمادى الأولى 1362 , 31 مايو 1943
حسرةٌ ولَّت, و أخرى أقبلت*******كيفَ؟ مِن أينَ؟ .. متى؟ لم أعلمِ
موجةٌ سوداءُ تنقضُّ على*******موجةٍ في بحر ليلٍ مظلمِ
تَتَفانى وهي لا تَفْنى, وكم*******ردَّها تيارها كالضَّيغمِ!
صمَّمت, حتى إذا ما التهمتْ*******نورَ أياميَ طاشت في دمي
فهوَ أمواجُ ظلامٍ .. لا تَرَى******لا تُبَالي .. لا تَعِي .. لا تَحْتَمي
زهرةٌ حَنَّتْ, فباحت؛ فذوت*******أذْبَلَتها نَفْحةٌ لم تُكْتَمِ
شكتِ البِثَّ لِنجمٍ ساطعٍ********ثُمَّ ظَلَّتْ في شُعاعٍ مُلهِمِ
شَعْشَعتْ عِطراً, فَلَم يَعبَأ بِهِ********لَثِمَ الْمَوْطِئَ أمْ لَمْ يَلْثَمِ
فَضَّ سِرٌ سِرَّهَا فَانْتَفَضَتْ********فَهَوَت ْ ساجدةً لم تُرْحَمِ
و رَمَى النجمُ شُعَاعاً و سَنًى********ثُمَّ ضاعَ النَّجمُ بَيْنَ الأنْجُمِ
قدْ جَلاَ الوَهمُ عَروساً زُيِّنَتْ********لَبِسَتْ حِلْيَتَها لِلمَأتَمِ
إنَّمَا أثْوَابُها أكْفَانُها*******وَ الأغَاني لَحْنُ قبرٍ مُعْتِمِ
وَ وجُوهٌ أشرَقَتْ مِن نَشْوةٍ*******لَمْ تَكدْ .. ثُمَّ هَوَتْ لم تَسْلَمِ
شَهَواتٌ أشْعَلَتْ .. ثُمَّ خَبَتْ*******لم تَكُنْ إلا شَكَاةَ المُغْرَمِ
نَظْرةٌ, ثُمَّ هَوًى, ثُمَّ مُنًى*******ثُمَّ .. وَانْفَضَ كَأَنْ لم تَحْلُمِ
لا أرى إلا فَنَاءً أو سُدًى******فَبَصِيرٌ في ضَلالٍ أو عَمِ
وَ لَيَالٍ أظْلَمَت أنوَارُهَا******وَ لَيَالٍ نُورُهَا لم يُظْلِمِ
وَ هُما الدَّهرُ .. فلا لَيْلَ وَ لا*******صُبْحَ, بَلْ وَالِدَةٌ لم تَعقَمِ
وَ حَيَاةٌ مِنْ فَنَاءٍ فُجِّرَتْ********لِفَنَاءٍ في حَيَاةٍ يَرْتَمي
كُلُّهُ لَمْحُ وَمِيضٍ خَاطِفٍ*******ثُمَّ .. لا شَيء .. فَجَاهِدْ أو نَمِ
"إعصفي يا رياح و قصائد أخرى" 232 - 235
ـ[مهدي محمد]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 08:38]ـ
السلام عليكم
قصيدة رائعة ..
احتوت المعاني السامية و السلاسة المنسابة
فلا تجد في القصيدة تكلفا أو تعسفا
رحم الله صاحبها
سؤال إذا سمحتم ..
هل لقائل هذه القصيدة ديوان يباع بالسوق أو ديوان موجود على الشبكة؟
أرجو إفادتي و لكم جزيل الشكر(/)
اريد بعض المعلومات عن الشاعر ابي الحسن علي بن زريق وكذلك قصائده
ـ[مريم ريهام]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 05:49]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته انا جديده في هذا المنتدى ارجوا ان تقبلوني كصديقه انا اعشق الشعر و الشعراء رجاءا اذا كان ممكن اريد بعض المعلومات عن الشاعر ابي الحسن علي بن زريق وكذلك قصائده عندي قصيدة لا تعذليه فقط
ـ[نجاة الظاهري]ــــــــ[26 - Nov-2009, صباحاً 02:06]ـ
أهلاً بك أخية. .
ما أعرفه عن الشاعر قليل. .
كل ما أعرفه عنه أنه شاعرٌ أندلسي. .
و ليس لديه سوى قصيدته اليتيمة " لا تعذليه ". .
و سمعتُ مرةً أنه لا وجود لهذا الشاعر و هي خرافة نسجها أحدهم و كتب هذه القصيدة على لسانه ..
و الله أعلم أولاً و أخيراً. ~(/)
يَا عِيدُ .. !
ـ[أبو قتادة المنصوري]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 12:45]ـ
يَا عِيدُ .. !
إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ؛ فَكُلُّهُ حَتَّى الفَجْرِ لَيْلٌ؛ وَإِنِ اخْتَلَفَتِ السَّاعَاتُ، وَتَبَايَنَتِ الأَسْمَاءْ. وَإِذَا ذَهَبَتِ العَافِيَةُ؛ فَكُلُّهُ حَتَّى عَوْدَتِهَا دَاءْ. وَإِنْ كَرَّتِ الأَصْبَاحُ وَالأَمْسَاءْ. وَيَسَّرَ المَوْتَ لِلْمَرِيضِ الدَّجَّالُونَ مِنَ الأَطِبَّاءْ. وَإِذَا أُقِيمَتِ الأَحْرَاسُ وَأُحْصِيَتِ الأَنْفَاسُ؛ فَكُلُّهُ سِجْنٌ، وَإِنِ اتَّسَعَ الفِنَاءْ. وَضَخُمَ البِنَاءْ. حَتَّى تُرَدَّ الأَسْلَابُ، وَتَقَرَّ فِي نِصَابِهَا الأَشْيَاءْ:
يَا عِيدُ لَيْتَكً لَمْ تَطْلُعْ عَلَى أَحَدٍ ................ أَوْ لَيْتَنِي أَنَا مَا خُلِّفْتُ لِلْعِيدِ
يَا عِيدُ .. !
يَا عِيدُ .. ! عِيدَ الأَعِزَّةِ الأَقْوِيَاءْ؟! أَوْ الأَذِلَّةِ الأَغْبِيَاءْ؟!
أَمَّا الأَوَّلُونْ؛ فَيَمْرَحُونَ وَيَبْطَرُونْ، أَوْ يَشْكُرُونَ نِعَمَ اللهِ لَدَيْهِمْ. وَأَمَّا الآخَرُونْ؛ فَيَهْذُونَ وَيَهْزِلُونَ، وَيَتَخَرَّقُونْ، وَتَحِقُّ كَلِمَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ.
وَكِلَا الفَرِيقَيْنِ فِي التَّبِعَةِ سَوَاءْ.
يَا عِيدُ .. !
نَكْذِبُكَ وَنَكْذِبُ أَنْفُسَنَا وَنَكْذِبُ العِلْمَ إِذَا ادَّعَيْنَا أَنَّنَا نُحْيِيكَ إِحْيَاءَ غِبْطَةٍ وَجَذَلٍ؛ فَنَحْنُ لَا نَفْرَحُ .. بَلْ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ الفَرَحْ؛ ذَلِكَ بِأَنَّنَا لَا نَحْزَنُ؛ وَمَنْ لَا يُحْسِنُ الحُزْنَ لَمْ يُحْسِنِ الفَرَحْ.
يَكْذِبُونَ .. !
يَكْذِبُونَ يَا عِيدُ! إِذَا قَالُوا إِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ؛ فَوَاللهِ! لَوْ فَرِحُوا لحَزِنُوا، وَلَوْ حَزِنُوا لَفَطِنُوا، وَلَوْ فَطِنُوا لَمَا أَمِنُوا، وَلَوْ كَانُوا كَذَلِكَ لَمَا جَبُنُوا وَلَا وَهَنُوا، وَكُلُّ مَا تَرَى وَتَسْمَعُ مِنْهُمْ يَا عِيدُ! إِنَّمَا هُوَ أَصْدَاءٌ وَمُحَاكَاةٌ وَادِّعَاءْ. وَالقَوْمُ أَمْوَاتٌ كَأَحْيَاءْ، وَرِجَالٌ كَنِسَاءْ، وَإِنْ ضَخُمَ القَوْلُ وَعَرُضَ الِادِّعَاءْ.
يَا عِيدُ .. !
أَعْزِزْ عَلَى الأُسُودِ بِأَنْ تَنْقَلِبَ حَمَائِمَ؛ تَغْرِيدًا وَهَدِيلَا، وَعَلَى العَوَاصِفِ وَالزَّعَازِعِ أَنْ تَسْتَحِيلَ نِسَائِمَ؛ بَرْدًا وَطِيبًا، وَهَوَاءًا بَلِيلَا، وَأَعْزِزْ عَلَى هَذَا القَلَمِ أَلَّا يُلْهِبَ حَيْثُ يَسْرِي. وَأَلَّا يَكْتَسِحَ حَيْثُ يَجْرِي. وَأَلَّا يُصِرَّ بَيْنَ يَدَيْ الحُتُوفْ. وَفِي ظِلَالِ السُّيُوفْ. وَحَيْثُ تَتَقَوَّضُ الصُّفُوفُ؛ فَتَقُومَ مِنْ وَرَائِهَا الصُّفُوفْ.
يَا عِيدُ .. !
وَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي سُيُوفُهُمْ ......... نَطَقْتُ، وَلَكِنَّ السُّيُوفَ أَجَرَّتِ
يَا عِيدُ .. !
لَا أَدْرِي لِمَ يُسَمُّونَكَ عِيدًا؛ أَلِلْأَصْبَاغِ وَالأَلْوَانْ؟ أَمْ لِلْجَدِيدِ الزَّرِيِّ مِمَّا يَحْمِلُونَ مِنْ أَكْفَانْ؟ أَوْ يَجُرُّونَ مِنْ أَرْسَانْ؟ أَلَا شَاهَتِ النُّفُوسُ! وَشَاهَتِ الوُجُوهُ وَالأَزْيَاءْ!
يَا عِيدُ .. !
كَانَ سَلَفُ هَذَا الخَلَفِ يُحْيُونَ أَيَّامَكَ فِي بِلَادِ أَعْدَائِهِمْ فَاتِحِينَ أَقْوِيَاءْ، وَلَكِنَّ خَلَفَهُمْ يُحْيِي أَعْدَاؤُهُمْ أَيَّامَكَ فِي بِلَادِهِمْ سَادَةً أُصَلَاءْ، وَيُحْيُونَكَ هُمْ فِي بِلَادِهِمْ وَبِلَادِ آبَائِهُمْ غُرَبَاءَ طُرَدَاءْ؛ فَأَيُّ عِيدٍ أَنْتَ؟ إِلَّا إِذَا بُدَّلَتِ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ، وَعَادَتِ السَّمَاءُ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ، وَمَا ذَلِكَ بِعَزِيزٍ عَلَى اللهِ ثُمَّ عَلَى المُسْتَبْسِلِينَ الأَقْوِيَاءْ!
سُلَيَمَانُ التَّاجِي الفَارُوقِي
"الحَدِيقَةُ" لِمُحِبِّ الدِّينِ الخَطِيبِ (14/ 56 - 60)
اقْتَطَفَهَا لَكُمْ: أَبُو قَتَادَةَ
ـ[الساري]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 03:16]ـ
((كَانَ سَلَفُ هَذَا الخَلَفِ يُحْيُونَ أَيَّامَكَ فِي بِلَادِ أَعْدَائِهِمْ فَاتِحِينَ أَقْوِيَاءْ، وَلَكِنَّ خَلَفَهُمْ يُحْيِي أَعْدَاؤُهُمْ أَيَّامَكَ فِي بِلَادِهِمْ سَادَةً أُصَلَاءْ ... ))
لقد أوسعنا الخطيب شتما , وقد أصاب , فمشتكى هواننا إلى الله.
شكرا أبا قتادة فقد اخترت مذهّبة زادها توقيتك لها أثرا وبريقا
ـ[أبو سهل الحزين]ــــــــ[14 - Nov-2010, مساء 10:07]ـ
وَإِذَا أُقِيمَتِ الأَحْرَاسُ وَأُحْصِيَتِ الأَنْفَاسُ؛ فَكُلُّهُ سِجْنٌ، وَإِنِ اتَّسَعَ الفِنَاءْ. وَضَخُمَ البِنَاءْ. حَتَّى تُرَدَّ الأَسْلَابُ، وَتَقَرَّ فِي نِصَابِهَا الأَشْيَاءْ ..
إي والله، ما أصدقه!
اللهمَّ عيد نصرٍ وتمكين لعبادك المستضعفين! اللهم فكَّ أسرى المسلمين! اللهم فرِّج كربتهم، وأظهر أمنهم، وأحسن معافاتهم، واكبت عدوَّهم!
عيدكم مبارك أيها الكرام(/)
حدائق النور (خاصة بالحج)
ـ[زاهية بنت البحر]ــــــــ[28 - Nov-2009, صباحاً 02:01]ـ
http://www.alfalaq.com/images/mak2.jpg
ما أسعدَ القلبَ إلا منْ به ِ نَصِلُ
في الحبِّ ربًا بهِ الأرواحُ تتصلُ
والحمدُ للهِ أنْ شاءتْ إرادتُهُ
وصلا بحجٍ عراه ليس تنفصِلُ
حدائقُ النورِ بالأشذاءِ عابقةٌ
بها الحناجرُ بالتهليلِ تبتهلُ
اللهُ أكبرُ لبينا النداءَ كما
شاءَ الإلهُ، فحلَّ البِشرُ والأملُ
ياربُّ جئْنا من الأصقاعِ في عجلٍ
شعثا بَكتنا به البلدانُ والمُقَلُ
نرجوكَ عطفا- بدمعٍ فاضَ من حُرقٍ-
تعفو به عن عبادٍ كلهم وجلُ
ماخابَ من يرتجي مولاهُ مُنعتقا
مِن كِبرِ نفسٍ ملاها الغِشُّ والدَّجلُ
طفنا بنورِ الحمى- أكرمْ به نُزلا-
نطهِّرُ القلبَ، بالتوباتِ نغتسلُ
ضيفانُ ربٍّ كريمٍ في ترحمِّهِ
على العبادِ برغمِ الذنبِ ما سألوا
أهلا ضيوفي، جلالُ اللهِ قائِلُها
ترحابُ ربِّ بهِ الرَّحْماتُ تنهملُ
نسعى ونرجمُ شيطانا نزلُّ بهِ
أنَّى اتجهْنا لهُ همسٌ به الزللُ
لبيكَ ربيّ بإخلاصٍ نردِّدُها
لبيكَ في عرفاتِ الحجُّ يكتملُ
اللهُ أكبرُ حلَّ العيدُ فابتسمتْ
لنا الحياةُ وضاءتْ حولَنا السبُلُ
شعر
زاهية بنت البحر
3:23 am 11/21/2009
ـ[زاهية بنت البحر]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 07:28]ـ
ياروحُ هاتي حصادَ النورِ بسملةً
ترعى الصفاءَ بخفقِ النبضِ في قلبِي
وأطلقي مع هبوبِ العطرِ أجنحةً
بها المباخرُ تهفو من شذا حبِّي
أثيرُكِ الطهرُ يسمو في تهفهفِهِ
ريقُ التسابيحِ ملءَ الحبِّ للرَّبِّ
ياروحُ ضمي هديلَ القلبِ ملهمةً
ثغرَ الحروفِ رحيقَ النورِ بالعبِّ
شعر
زاهية بنت البحر
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 11:24]ـ
زاهية كعادتك متألقة ..
اقرأ لك هنا وهناك ...
ـ[زاهية بنت البحر]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 08:41]ـ
بوركت أخيتي العزيزة(/)
لاتنبشوا القبور!!!؟ (خواطري)
ـ[حارث البديع]ــــــــ[29 - Nov-2009, صباحاً 02:21]ـ
القبور بصورها تعبر عن الماضي وقل بعبارة أوضح هي ترسم لنا صورة الآلام وتُرجع في آذاننا أصداء الأحزان
والأوجاع ونغمات الخوف وتزعجنا في القبور أصوات موجعة وهي قهقهات الإكتئاب
ليس المشكل في الماضي فمنه مايشعر بقيمة الحياة
إنما المشكل في منغصاته ومآسيه
عظام متحللة وروائح منتنة ووجوه سكنتها الديدان
وأجسام لحفتها الدوآب وكساها الترب
كل مايزعج النفس قي هذه الحياة ويعكر عليها صفوها
يتمثل في القبور
والقبور ضرب من الماضي وذكريات الماضي موجعة
وماارتكبه أناس في حقنا والفشل الذي في بعض الأحيان يترصد بنا
ويكاد أو كاد في أوقات أن يخطفنا
وذكريات أُخر لانستطيع التعبير عنها إلا بالسكوت
هذا هو الماضي المؤلم
الذي يشابه القبورولانستطيع التمييز بينهم
وعيوننا تصيبها الزغللة إن حولنا إخراج فروق بينهما
صفحات الماضي تنطوي فلاتنبش فيها أو تعبث بها
إلا إن كانت ذكريات جميلة ومواقف رائعة خالدة في قوبنا كلما مرّ طيفها بنا
أحسسنا بحق أن الدنيا جميلة
النفوس ستظل نقية مالم تنفخ الغبار عن عثرات الماضي
وتدقق في تفاصيل الهفوات فيتكدر الخاطر وتتقوقع النفس بعد اشمئزاز
وتلفظ أرواحنا متعة الحياة ونصاب بأمراض بغير علة
سوى النبش في أحداث مؤلمة قد اندثرت
فما أجمل تلك المقولة
نحن أبناء اليوم(/)
امرؤ القيس .... طرف من أخباره وشعره .... للمشاركة
ـ[المؤتسي]ــــــــ[29 - Nov-2009, صباحاً 05:47]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى اما بعد
فهذه دعوة للمشاركة فى الكلام على طرف من حياة وأخبار امرىء القيس لنتعرف على حياته عن كثب وابدأ فأقول:
هو امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث بن عمرو بن حُجْربن عمرو بن معاوية بن الحارث بن ثور _وهو كِندة_بن مرتع
هكذا نسبه الاصمعى وقد زاد بين معاوية و ثور الحارثَ (المخضرة)
وهذا النسب ذكره ابن الانبارى بالتمريض مختصرا فى اول شرحه للمعلقات فقال (ويقال: هو ... )
أما النسب الذى اعتمده ابن الانبارى هو (امرؤ القيس بن حجربن عمرو المقصور بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن مرتِّع بن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد .... ) وفيه خطأ ظاهر يتضح بعده بقليل من قول ابن الانبارى نفسه ( .... وكان من حديثه أن الحارث الملك جده كان فرَّق ولده فى قبائل العرب وملكهم عليهم وكان حجر بن الحارث وهو ابو امرؤ القيس ..... )
وقال بعض الرواة_فيما ذكره احمد الامين الشنقيطى فى (المعلقات العشر وشيئ من أخبار شعرائها) _: هو
امرؤ القيس بن السمط بن امرىء القيس بن عمرو بن معاوية بن ثور.
أمه: فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كُليب و مهلهل ابنى ربيعة التغلبيَّيْن وكليب هو الذى تقول فيه العرب (أعز من كليب وائل) و بمقتله هاجت حرب بكر و تغلب.
ضبط اسمه:يقال (1) امرُؤُ القيس: بضم الراء و الهمزة (2) امرَؤُ القيس: بفتح الراء و ضم الهمز
(3) مُرْءُ القيس: بضم الميم و الهمزة بغير ألف (4) مَرءُ القيس: بفتح الميم و ضم الهمز.
كنيته: يكنى (أبو وهب) و (ابو زيد) و (ابو الحارث) ولقِّب بالملك الضِّلِّيل ولقب كذلك ب (ذى القروح) ويرجع السبب في هذه التسمية الى أنه تسربل بحُلة مسمومة بعثها إليه قيصر انتقاما منه فلبسها فى يوم صائف فتناثر لحمه و تفطَّرجسده و كان يحمله جابر بن حُنى التغلبى ... وإلى ذلك أشار امرؤ القيس بقوله:
فإما تَرَيْني فى رِ حالةِ جابرٍ ...... على حرج كالقرِّ تخفِق أكفانى (القر هو الهودج)
فيارُب مكروبٍ كررْتُ وراءه ..... و عانٍ فككت الغُلَّ عنه ففدانى
إذا المرء لم يخزُن عليه لسانه ..... فليس على شىء سواه بخزَّانِ
وتباينت الاقوال فيم جعل قيصر ينقم على امرىء القيس فجاء عند ابن قتيبة (الشعر و الشعراء) أن ابنة قيصر نظرت إلى امرىء القيس فعشقته فكان ياتيها و تأتيه فطبِن الطَّمَّاح_اى فطن-وهو ابن قيس الاسدى لذلك وكان حجر قد قتل أباه فوشى به فخرج امرؤ مسرعا و بعث قيصر فى طلبه رسولا فأدركه قبل انقرة بيوم و أعطاه الحلة المسمومة؛؛؛؛
ثم أورد ابن قتيبة بعد ذلك الخبر بعدةصفحات من نفس الكتاب السابق أن امرء القيس لما صار إلى قيصر نادمه وأكرمه و استمده فوعده قيصر ذلك وفى ذلك قال:
و نادمت قيصر فى ملكه .... فأوجهنى وركبت البريدا
إذا ما ازدحمنا على سكة .... سبقت الفُرانِقَ سبقا بعيدا
ثم بعث بعث معه جيشا فيهم ابناء ملوك الروم فلما فصل قيل لقيصرإنك أمددت رجلا من العربوهك اهل غدر فاذا استمكن مما اراد و قهر عدوه غزاك فبعث اليه قيصر بالحلة المسمومة وكتب اليه: إنى قد بعثت اليك بحُلتى التى كنت البسها يوم الزينة ليُعرفَ فضل منزلتك عندى فاذا وصلت اليك فالبسها على اليمن و البركة واكتب الى من كل منزل بخبرك فلبسها وكان ما كان فقال: و بُدِّلْتُ قَرْحا دامية بعد صحة ..... فيالك نُعمى قد تحَوّل أبؤساً
ويروى ( ........................ ..... صحة ..... لعل منايانا تحولن أبؤسا) لهذا دعته العرب بذى القروح؛ يقول الفرزدق مادحا نفسه:
وَهَبَ القصائدَ لى النوابغُ إذ مضوْا ..... وأبو يزيد وذوالقروحِ و جَرْوَلِ
يقصد بأبى يزيد:المخبَّل السعدى؛ و جرول:الحُطَيئة؛ و ذى القروح: امرءا القيس
جد امرىء القيس و ابوه: قلنا أن الصحيح أن اسم جده هو الحارث وكان قباذ ملك الفرس قد ملَّك الحارث جده على العرب: بينما يقول أهل اليمن: إن تُبَّع الاخير هو الذى ملَّكه و كان خاله وفرَّق الحارث ابنائه فى قبائل العرب وملَّكهم عليهم وأولاده هم
(1) حجر بن الحارث .... ملكَ بنى أسد و غطفان
(2) شرحبيل ....... ملك بنى بكر بن وائل؛ و بنى حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم؛ بنى ايد عمرو بن تميم
(3) معديكرب ..... بنى تغلب؛و النمر بن قاسط؛و سعد بن زيد مناة؛ وطوائف من بنى دارم
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) سلمة ........ ملك قيس.
فلما قتل الحارث أو هلك تفرق امر ولده؛ وما يعنينا هو امر حجر والد امرىء القيس فقد مُلِّكَ على بنى اسد وكان يأخذ منهم شيئا كالجزية فامتنعوا عنها فسار اليهم واخذ كبرائهم فقتلهم بالعصى فسمُّوا (عبيد العصا) واسر طائفة منهم عبيد بن الابرص الذى أنشده:
يا عينِ ما فابكى بني .......... أسد همُ اهل الندامةْ
اهل القباب الحُمرو ال ....... نَّعم المؤبَّلِ و الندامهْ
مهلا أبيت اللعن مهلا ....... إن فيما قلت آمهْ
فى كل وادٍ بين يث ............ رب َو القصور الى اليمامه
تطريبُ عانٍ أو صيا ........... حُ مُحَرَّقٍ و زُقاءُ هامه
انت المليك عليهمُ ............. وهم العبيد الى القيامه
فعفا عنهم؛حتى اذا كانوا على مسيرة يوم من تهامه نادى كاهنهم فقال: يا عبادِ<قالوا لبيك ربنا: فقال: مَن الملك الأصهبْ؛ والغلاب غير المغلَّبْ؛ فى الابل كأنها الربربْ (اى قطيع البقر المتوحش)؛لايُقلِقُ رأسه الصخب؛ هذا دمه يثْعبْ؛ وهو غدا أول من يُسلبْ؛؛؛ فقالوا من هو ربنا؟ فقال: لولا تجيش نفسٌ جايشه:أنبأتكم أنه حجر ضاحيه؛ فرجعوا اليه فوجدوا حجرا نائما فذبحوه وأخذوا الهجائن [انظر الشعر و الشعراء].
وذهب بعضهم الى ان حجرا لم يقتل غيلة بل كان بينهم مشهدا فقالوا:ان حجرا علم بتجمع بنى اسد فاستعان ببنى حنظلة بن مالك وفى ذلك يقول شاعرنا:
تميم بن ُ مرٍ و أشياعها .... و كندةُ حولى جميها صُبُرْ
فبعثت بنو اسد ال بنى حنظلة تسألها ان تخلي بينها وبين كندة ففعلت و التقى الجمعان فانهزمت كندة و غلبوا حجرا فقال لهم:
امَّا اذ كان هذا من امركم فانى مرتحل عنكم و مخليكم وشأنكم فوادعوه على ذلك؛ ومال مع خالد بن خدان احد بنى ثعلبة فأدركه ععلباء بن الحارث من بنى كاهل فقال: يا خالد اقتل صاحبك لايُفلِتُ فيعَرُّنا بشر و خالد ممتنع فأخذ علباء قِصدة رمح مكسورة فطعن بها خاصرة حجر وهو غافل فقتله وفى ذلك يقول الاسدى
وقِصدة علباء بن قيس بن كاهل .... منيّة حجر فى جوار ابن خدانا
أما الكلام هل كان امرؤ القيس فى هذة الحرب مع ابيه أم كان بعيدا عنه مطرودا ففى المرة القادمة ان شاء الله تعالى؛ والرجاء من اخوانى التعقيب و التعليق دمتم بخير
ـ[المؤتسي]ــــــــ[30 - Nov-2009, مساء 05:51]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله (ص) أما بعد:
حياكم الله يا إخوانى ... وتقبل الله منا ومنكم ... كل عيد و أنتم بخير؛و عساكم من عواده.
لازلت أنتظر مشاركتكم فى هذا الموضوع عن حياة امرىء القيس وطرف من أخباره؛ وكنت قد توقفت فى المرة السابقة عند مقتل والد امرىء القيس حُجر بن الحارث من بنى أسد.
اعلم رحمنى الله و إياك ان هناك روايتان حول حادثة مقتل (حجر) أولاهما قد ذكرتها آنفا: وهى انه مات مقتولا على فراشه وقد كان نائما إذ هجمت عليه (بنو اسد) آخذين بثأرهم منه بعد أن قتل منهم فريقا وأسر آخرين ثم عفا عنهم إلا أن عرّافهم تكهن لهم أنهم قاتلو حجراً فما كان منهم إلا ان عادوا إليه و ما اشرقت شمس الضحى إلا وهم عند رأسه.
الرواية الثانية: انه طُعِن غيلةً فى خاصرته وهو فى جوار (خالد بن الخدان) بعد مشهد بين حجر و بين بنى اسد وذلك لما عهدوه فيه من جور وظلم؛ انهزمت فيه (كندة) من (بنى اسد)؛ولمّا كثروا_اى غلبوه بالكثرة_ حجراً؛ قال لهم: أما إذا كان هذا من أمركم فانى مرتحلٌ عنكم و مخليكم و شأنَكم؛ومال الى ابن الخدان الا ان (علباء بن الحارث الاسدى) احد بنى كاهل من بنى اسد ادركه وطعنه وفى ذلك قيل:
و قِصدة علباء بن قيس بن كاهل ....... منيةُ حجرٍ فى جوار بن خدانا
ويؤيد هذه الرواية قول (عبيد بن الابرص) واصفا فرار كِندة:
هلا سألتَ جموع كنـ ــــدة يوم ولوْا هاربينا.
و الروايتان اتفتا على أن قاتلى ابيه هم (بنو اسد) وقاتله هو علباء بن الحارث
وهنا يرد السؤال:هل كان امرؤ القيس عند ابيه يوم ان هلك ام كان بعيدا مطرودا؟
تتباين الآراء حول ذلك (1) فقد ذكر ابن الانبارى انه كان وقتئذٍ باليمن مطرودا من ابيه بعيدا عن أهله فقال (وكان ابنه غائبا عنه) ثم قال بعد ذكر مقتل حجر (فأقبل فى جموع من اليمن يريد بنى اسد)؛ولكن لماذ طُرِد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
طرده ابوه بعد أن ضاق ذرعا بما كان عليه من اللهو و المجون؛ولطالما شبب بالنساء فى شعره حتىإن ابنة عم له (يقال لها عنيزة ..... وذهب ابن قتيبة ان اسمها فاطمة والتى أشار اليها فى معلقته بقوله:
أفاطمَ مهلاً بعض هذا التدللِ ... وإن كنتِ قد أزمعتِ صُرْمى فأجملى) لم تسلم من ذلك.
وأثار اباه ما كان بينه و بين ابنة عمه يوم دارة جُلْجُلِ التى ذكرها ابن الانبارى
فى اول شرحه للمعلقة ويرويها الفرزدق راوية شعر امرىء القيس وملخصها ما يلى: ارادت نساء الحى الذى كان فيه امرؤ القيس ان ينزلن الغدير وكان قد تخلف بعد قومه غلوة (مقدار الرمية من السهم) فنزلت الى الى الغدير و كان فيهن عنيزة فاتاهن امرؤ وهن غوافل فاخذ ثيابهن وقال: والله لااعطى احدا منكن ثوبها حتى تخرج متجردة فتكون هى التى تأخذ ثوبها ففعلت كلهن ذلك الا عنيزة فقال لها: والله لا تمسينه دون ان تخرجى عريانة كما خرجوا فخرجت و نظر اليها مقبلة و مدبرة حتى اعطاها اياه؛ ثم قالت له النسوة: غدِّنا فقد حبستنا و جوعتنا؛ فقال: لو نحرت لكن ناقتى تأكلن منها؟ قلن: نعم؛ ففعل ذلك حتى شبعن فلما ارتحلوا قالت احداهن: انا احمل حشيته و انساعه؛ وقالت الاخرى: وانا احمل طِنفسته وبقيت عنيزة لم يحملها شيئا؛ فقال لها:يا بنت الكرام ليس لك بد من ان تحملينى معك فانى لا اطيق المشى و لم اتعوده؛ فحملته على بعيرها فكان يميل اليها ويدخل راسه فى خدرها و يقبلها فاذا مال هودجهاقالت: قد عقرت بعيرى فلما جنَّ الليل أنشد قوله:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل ..... ؛ وفيها يصف ما كان بينهما قائلا:
تقول وقد مال الغبيط بنامعا .... عقرتَ بعيرى يا امرأ القيس فانزلِ
فلمابلغ ذلك اباه دعا مولى له يقال له ربيعة وقال له: اقتله و ائتنى بعينيه؛ فذبح ربيعة جؤذرا و اتاه بعينيه ثم ندم ابوه؛ فقال له مولاه: ابيتَ اللعن (جملة دعائية) انى لم اقتله؛ قال: فأتنى به فانطلق فغذا به على رأس جبل ينشد:
فلا تتركنَّى يا ربيع لهذه .... وكنتُ ارانى قبلها بك واثقا
فرده الى ابيه الذى نهاه عن قول الشعر؛ لكنه انشد مرةً اخرى:
ألا انعم صباحا أيها الطلل البالى
فبلغ ذلك اباه فطرده؛حتى أتاه مقتل أبيه وهو ب (دَمّون) فى اليمن فقال:
تطاول علينا الليل دمّون ... دمّون إنا معشرٌ يمانون .. وإنا لأهلنا محبّون
الرأى الثانى: انه كان مطرودا أيضا لكنه أقام عندعمه (شرحبيل) وما انصرف إلا بعد مقتل أبيه و عمه ... ذكرها ابن الانبارى فى ثنايا خبر الغدير يوم جلجل
واما الراى الثالث فى ذلك: أنه شهد المعركة مع أبيه ثم فرَّ منها؛ وأتى (ذا جَدَن الحميرى) فاستمده فأمدَّه قال به (الهيثم بن عدى) زعماً وذكره ابن قتيبة.
وسواء شهد المعركة مع ابيه ثم بلغه مقتل ابيه بعد فراره أم كان مطرودا (وهو الذى ترجحه الروايات) فإنه لما بلغه مقتله قال:
ضيعنى صغيرا و حملنى دمه كبيرا لا صحو اليوم و لا سُكر غدا اليوم خمر وغدا أمر ثم قال:
خليلىّ ما فى اليوم مصحىً لشارب ... ولا فى غدٍ إذ كان ما كان مشربُ
ثم آلى لا ياكل لحما و لايشرب خمرا حتى يثأر لابيه؛ فلما كان الليل لاح له برق فقال:
أرقتُ لبرقٍ بليل أهلّْ ... يضىء سناه بأعلى الجبل
بقتل بنى اسد ربهم .... ألا كلُ شىء سواه جلل
ترى فماذا فعل امرؤ القيس ليأخذ بثأر ابيه؛ هذا ما سأذكره لكم فى المرة المقبلة إن شاء الله؛وأتمنى مشاركتكم دمتم بخير
ـ[المؤتسي]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 05:01]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف خلقه أجمعين محمد بن عبد الله _ صلى الله عليه و سلم_ أما بعد:
فقد وقع لى كتاب تحت عنوان (امرؤ القيس حياته وشعره) للدكتور: الطاهر أحمد مكى الاستاذ بدار العلوم؛ و سأتوقف قليلا عن إتمام ما بدأت من الكتابة حول هذا الموضوع ريثما أنتهى من قراءة الكتاب
وفى انتظار المشاركة .. دمتم بخير ... السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(/)
قصة اسلامية للاطفال (أسامة خائف عند النوم)
ـ[عمر طاهر]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 03:42]ـ
أطفأ أسامة النور وذهب إلى فراشه لينام، التحف لحافه وغطى رأسه به ليحس بالأمان، لكن الهواجس بدأت تغزو رأسه، بدأ يفكر ماذا لو كان تحت سريره كائن مرعب ومخيف ينتظر منه أن ينام كي ينقض عليه، زاد رعبه حينما سمع والديه يذهبان ليناما هما أيضا، لقد صار وحيداً هو وذلك الكائن البشع الآن، لم يجرؤ على أن يقوم ليشعل النور، لم يستطع إلا الصراخ:
ـ ماما بابا لاتتركاني لوحدي!
انتبهت أمه لصراخه وأسرعت إلى غرفته، ضمته إليها وسألته بشفقة:
ـ ما بك يا ولدي الحبيب؟
أجابها بصوت مرتعش:
ـ إني خائف يا أمي، خائف جداً.
قالت له:
ـ لاتخف يابني فالله يحميك، فقط عليك بقراءة الأذكار. اقرأ أولاً آية الكرسي، هيا ردد معي:"اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "
ردد أسامة مع أمه آية الكرسي ثم قرأ سورة الإخلاص والمعوذتان ثلاثة مرات على يديه ومسح بهما جسده وعندها اطمئن وهدأ باله فلم يعد هناك الآن من يمكن أن يهجم عليه في نومه. تركته أمه الآن في حفظ الله الذي هو خير حفيظ، ونام أسامة نوماً هادئا جميلاً دون خوف.
ولاتنسوني من صالح دعائكم.
اذا كانت لديكم أفكار لقصص اسلامية للاطفال فالرجاء اخباري بها
ـ[أنس ع ح]ــــــــ[01 - Dec-2009, صباحاً 07:37]ـ
هدف القصة جيد وهو تعويد الأطفال على قراءة أذكار النوم ...
ولكن الأطفال الذين لا يخافون بالأصل (وهذا هو الأصل) ثم يسمعون مثل هذه القصة قد تنعكس الأمور ويخافوا ...
وللأسف كم تعلق أطفالنا بمخيلات لا وجود لها أصلاً ...
كائن مرعب ومخيف ينتظر منه أن ينام كي ينقض عليه
سبحان الله!!! ...
جائني طفل وهو خائف وقد حلم حلماً مزعجاً في شخصية كرتونية وهمية هو في حال يقطته خائف منها أشد الخوف ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله ...(/)
اضحك مع أديب العصر العجيب أبي الهيثم علي الطنطاوي في حديثه عن محاضرة طه حسين يدمشق
ـ[محب الأدب]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 06:26]ـ
يقول علي الطنطاوي رحمه الله:
دعا رئيس الجامعة السورية في الأسبوع الماضي إلى المحاضرة التي سيلقيها الدكتور طه حسين حول: " بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا "، وكانت الدعوة ببطاقة من جنس بطاقات الأعراس، دعاه فيها " عميد الأدب العربي ". ورأى الناس هذا اللقب، ورأوا الأزمة المصطنعة في توزيع البطاقات، وسمعوا طبول الدعايات الضخمة التي قُرعت لهذه المحاضرة، فحسبوا أنهم سيلقون فيها ليلة العمر، فتسابقوا وازدحموا عليها، وبيعت البطاقة بليرة، وظنوا أن الدكتور سيريهم السُّها، ويكشف لهم أمريكا، فإذا هو يريهم القمر، ويكشف لهم أسبانيا.
وإذا هو يبدأ -على عادته دائما- بهذا اللَّت والعجن، وأنه: " جاء ليتحدث عن بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا، وما كان يجب أن يتحدث عن بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا، وإن كان يسعده أن يتحدث عن بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا، لأنه ليس من السهل ولا من الميسور الحديث عن بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا، وأنه يجد المشقة والعسر في الحديث عن بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا، ولكن هذه المشقة وهذا العسر يُحتملان في سبيل الحديث عن بعض خصائص الشعر العربي القديم في سوريا ... ".
وبعد هذا الدهليز الملتوي الملتف الذي يمتد ميلاً أوصلنا إلى دار ذي ثلاث غرف، فقال كلاماً معاداً مكرراً موجوداً في كل كتاب من كتب الأدب المؤلفة لصفوف البكالوريا. ولحن لَحْنات في الإلقاء، وجاء –على عادته أيضاً– بأحكام قائمة على الوهم، مبنية على الباطل، فتوهم أن عدي بن الرقاع لم يقل بيته المشهور ارتجالاً:
تُزجي أَغنَّ كأن إبرةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ أصاب من الدواة مِدادَها
ولكن بعد طول الروية والبحث والحذف والتصحيح. وما دام قد ثبت أن عَدِيّاً لم يأت بهذا البيت الواحد إلا بعد الروية، فقد ثبت – قياساً عليه – أن شعر عَدِيّ كله شعر روية وبحث، وما دام شعر عَدِيّ شعر روية وبحث، فالشعر الشامي كله شعر بحث وروية وإعداد.
وهكذا صدر الحكم الطاهوي!
ودليل طه أن طه حسين نفسه لا يستطيع أن يأتي بمثل هذا التشبيه البارع ارتجالاً، فيجب أن يكون عَدِيّ – الشاعر المطبوع – مثل طه!، ونسي طه أنه لا يستطيع أن يأتي بمثل ذلك ولو بحث وفكر، وأن أسلوبه أسلوب علمي خال من كل مزايا الأساليب الأدبية الحافلة بالصور، المليئة بالتشبيهات والاستعارات.
تخيل حبة، فبنى قبة، والقبة ولدت قِباباً، والقباب شكلت مدينة .... ، وما كانت المدينة قط إلا في هذا الخيال السقيم.
وما لقيتُ أحداً ممن سمع المحاضرة إلا أحس أنه خدع بهذه الدعاية، وأن المحاضرة تافهة الموضوع، فارغة المعاني، وإن إلقاء المحاضر – على جودته – إلقاء نمطي بلهجة واحدة ونغمة مستمرة، لا يظهر عليه أثر الحياة، ولا تتبدل رنته في استفهام ولا تقرير ولا مفاجأة ولا تعجب، وأن محطاته كلها واحدة، تنتهي بِشَدَّة على الحرف منكرة، وقلقلة في غير موضع قلقلة.
ولكن كل واحد من السامعين كان يخشى أن يصرح بما أحس به -بعد هذه الدعاية المسرحية التي كانت للمحاضرة- فيتهم بعدم الفهم. ولو كانت المحاضرة كلمة ألقيت في حفلة شاي بمناسبة عارضة لكان للرجل بعض العذر، ولكنه موضوع أعده من أكثر من سبع سنين، وقد خَبَّر به صديقي الأستاذ سعيد الأفغاني سنة 1947م وقال له: إنه يريد أن يحاضر به في دمشق، وخبرني الأستاذ الأفغاني بهذا من سنين.
ولا عجب أن يجيء هذا من طه، ولكن العجب من أهل الشام، يَدَعون الكَفيَّ القدير من أهل بلدهم، ويُجَنُّون بكل قادم عليهم فيرفعونه إلى حيث لا تحمله أجنحته، فيوماً ترتج البلد ويطير العقل منها لأن طه حسين جاء يحدثها بما يعرفه كل مدرس للأدب الثانوي وكل طالب للأدب في الجامعة، ويوما تقيم مهرجاناً لأبي ماضي، ويوما تبتدع عيدأً قومياً لإحياء ذكرى هذا المأفون ابن سرجون!
فمتى يعقل الشاميون؟!
المصدر:
(فصول في الثقافة والأدب) لعلي الطنطاوي، جمع وترتيب حفيد المؤلف: مجاهد ديرانية.
ـ[أبو مسهر]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 08:58]ـ
يبدوا أن الشاعر اللوذعى طه حسين
لم يرهم حتى القمر
و إنما أراد أن يخفى عنهم القمر
و يريهم النجوم فى عز الضهر
بارك الله فيك
نقل ممتاز
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 09:09]ـ
أن الشاعر اللوذعى طه حسين
لا أظنّهُ كتَبَ شَعراً، بل كلاماً مصفوفاً يُسمى أدباً، و السؤال (لمحب الأدب): ما بينك و بين حسين هذا؟
ـ[النايب الطالب]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 12:51]ـ
هل كان علي الطنطاوي رحمه الله يتكنى بأبي هيثم، أظنه كان يكنى بأبي بنان رحمها الله ورحم أباها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 08:04]ـ
طه حسين كان كاتباً ناثراً، ولم يكن من الشعراء وشعره يشبه الكلام المنثور وإذا أردت الاطلاع على نثره ـ المسمى شعراً ـ فإليك هذا الرابط:
http://www.almoajam.org/poet_details.php?id=3278
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[02 - Dec-2009, صباحاً 09:07]ـ
هل كان علي الطنطاوي رحمه الله يتكنى بأبي هيثم، أظنه كان يكنى بأبي بنان رحمها الله ورحم أباها.
بلى، كان يُكنى بأبي الهيثم قبلَ أن يرزقه الله - جل و علا - البنات، و لهُ كتاب بعنوان (الهيثميات) لم يُعد طبعهُ، لأنهُ لا يرتضيهِ، و هوَ من أوائلِ كُتبهِ، و لا يسمى بأبي بنان، رحمَ الله ُ بنان .. فلم تكن الشهيدة الابنةَ الكُبرى، و إنما قيل هذا لقصتها المشهورة.(/)
ولكن سوف يأتي السعدُ ...
ـ[فيلالي الصقر]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 06:42]ـ
الحمد لله ربّ العالمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أجمعين، أمّا بعد:
لطالما أعجبني هذا المنتدى، ولطالما خُضتُ غمار مجالسه وأقسامه زائرًا، لكنْ أردتُ اليوم أن أكون عضوًا وأتمنّى أنْ أُتبع لفظة "عضوًا" بـ:" نشيطَا"، كما أتمنّى من أعماق القلب أنْ ألقى إخوةً كرماء، وبيوتاتِ تتّسع لمن طلّ وزار، وبما أنّه لا يحضرني اليوم ما أقدّمه لأحبابي الجدد فلا جرم أنّ هذه القصيدة الغالية على قلبي ستفي حقّ الزيارة والتسجيل، إن كُلّلتْ بالقبول والرضى:
بكلِّ أسًى ...
تطولُ على طريق الشعرِ مأساتي.
ونفسٌ كلّما زَفَرَتْ أذابتْ بعضَ" ماياتي".
وأعبُرُها ..
كما الضّوءُ الذي يوحي إلى ذاتي.
بطفلٍ رائعٍ ألقاهُ ...
دومًا في مناماتي.
أقبّلُهُ ...
ألستُ أبًا ...
ولكن لانكساراتي.
أنا المهزومُ
صرفُ الدّهرِ
غيّرَ لفظ أبياتي.
وراحَ الجُرحُ عنوانًا
لينكأَهُ الذي ياتي.
وينكأُهُ ...
فلا يجري الدّمُ المتحجِّرُ العاتي.
إليكِ بنيّتي فاحيَيْ هناكَ ...
مع الحبيباتِ.
ودُسِّي نفخةالأرواحِ في رحمِ السّماواتِ.
لِيَرْبَا بطنُ أُمِّكِ من دعائكِ
وابتهالاتي.
فرأسُ أبيكِ مشتعلٌ.
وعُمرُ أبيكِ منطفِئٌ.
ولم يُشرقْ عليه الدّهرُ إلاّ بالبليّاتِ.
وليسَ على جُفونِ الأمِّ
إلاّ الدّمع ينهمرُ.
أعلّلُها ...
أكفكفُهُ ...
وقلبي فيَّ ينكسِرُ.
يغيضُ الدّمعُ ...
يخلُفُهُ على أهدابها الكِبَرُ.
هو الملحُ العقيمُ ...
وهلْ بمِلْحٍ يورِقُ النّضِرُ.
أنا المهزومُ ...
ذاك الملحُ لا يُبقي ولا يذرُ.
يخرّبُ كالجرادِ حقولَ حلمي
حين ينتشرُ.
ولكن سوفَ يأتي السّعدُ ...
تأتي تِلكُمُ البشرى ...
على كِبَري ..
وشَيْبِ الرّأسِ ...
تخلُفُها يدٌ كبرى.
ببنتٍ أو بإبنٍ أو" بإبنٍ وابنةٍ أخرى".
وأقري لحمَ ذاك العجلِ ...
كي يَبقى لنا ذكرى.
وأُقري لحمَ ذاك العجلِ كيْ يُبقى لنا الذكرى.
الرجاء من الإخوة والأخوات في هذا المنتدى الطاهر أن يخلصوا لي في الدّعاء بظهر الغيب.
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 07:20]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
وأهلا وسهلا بك بين إخوانك وأحبابك
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج كربك
وأن يقضي حوائجك
ـ[فيلالي الصقر]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 06:44]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
وأهلا وسهلا بك بين إخوانك وأحبابك
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج كربك
وأن يقضي حوائجك
بارك الله فيك أخي الكريم على استقبالك وحسن كرمك وعلو أخلاقك وسمتك.
وبارك الله في والديك على دعاءك النقي، وأسأل المولى جلّ وعز أن يُفرّج كلَّ كُرب المسلمين، آمين آمين.(/)
مناحي التجديد في فكر أبي تمام الطّائي.
ـ[فيلالي الصقر]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 07:03]ـ
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، وصلّى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحْبِه وتابعيه أمّا بعد:
فمقتطفٌ من رسالة الماجستير الخاصّة بي:"الشاعرُ أبو تمام مُثقّفًا ومبدعًا"، أردتُ عرضَها في هذا القسم، ولستُ أدري حقيقةً أمُناسبٌ لمثل هذه القضايا النقدية أم لا؟، طبعًا سيُعينني الإخوة المشرفين على وضعها في مكانها اللاّئقِ بها:
إذا حملنا الإبداع على معناه اللغوي، وهو:"اخترعتُهُ لا على مثال"، فلأبي تمام الحماسة، وهي مجموعٌ شعريٌ سبق الإشارة إلى فضله، ولم يسبق القول على أنّ الطّائي هو أوّل من سمّى الحماسة، فله فضل في تبويب الشعر، إذ لا نرى أحدًا قبله قسّم الشعر هذا التقسيم، فأوّلا كانت حركة الجمع وثانيًا كانت حركة الاختيار فيما اتّفق في النظم، كالمفضليات والأصمعيات وفي النّثر كأمالي القالي، ثمّ جاءت حركة الاختيار المبوّب، ولعلّ فاتحها أبو تمام الطّائي1 ذلك أنّ العادة فشتْ أوّلا في أن يُسمّى الكل باسم الجزء، حتّى في تسمية سور القرآن الكريم، إذ سميت سورة البقرة لآيةٍ فيها في البقرة، وسورة الأنعام كذلك وسورة النحل ... ثمّ فشتْ عادة تسمية شيء بأوّله فسُمّي العَين للخليل لأنّ أوّلَ أبوابه العين، وسمّى أبو تمام ديوانه بالحماسة كذلك2
هذا فيما يخصّ الإبداع بمعنى الإيجاد لا على مثال سابقٍ، وقد جاءت الكتبُ من بعده مقتدية بهذا التّصنيف الذي فَلَقَ لهم الطّائي نَبعه، وقد ذكر صاحب البديع في مجال الصنع لا عن مثال ما يُبرزُ عقْلَ أبي تمّام، لا كشاعر ولا كناقد، ولكن كبصيرٍ بالتّجديد حاذقٌ به، وذلك لمّا قال في كتابه: "وأوّل من سمّى الاستطراد هو أبو تمّام، قال البحتري: أنشدني أبو تمام بيته:-بسيط-
أيقَنتُ إنْ لم تثَبَّت أنّ حافِرَهُ * مِنْ صَخْرِ تدْمُرَ أو من وجهِ عُثمان3.
ثمّ قال لي: ما هذا الشّعر؟، فقلت: لا أدري؟، قال: هذا المستطرد والاستطراد. يرى أنّه يُريد وصف الفَرس وهو يُريد هجاء عثمان .. "4
إنّ المثالين السّابقين يوضّحان كيف أنّ الشّاعر بصدد وضع المصطلح، ومن المعلوم أنّ ولادة مثل هذه الأفكار الجديدة في زمن مبكّرٍ ليس بالأمر السّهل، وربّما يُمكننا إدراج هذا النوع من الخلق الجديد في النّوع الثّالث من بين الأنواع الأربعة التي سبق الإشارة إليها، وهو النوع الذي تنزع تعريفاته إلى التركيز على الإنتاج الإبداعي، ومن أبرز ممثلي هذا الاتجاه:"ماكينون" الذي يرى أنّ الإنتاج الإبداعي الجيّد إنّما يفي بثلاثة متطلّبات أساسية: الجدّة والملائمة وإمكانية التّطوير5
وأمّا الجدّة فتكمن في الوضع، وأبو تمام هنا يضع مصطلح جديد لأسلوب شعري وُجد أوّل ما وُجد في شعر السّموأل6، وراح الشّاعر يُبدع أنساقًا شعرية من خلاله ولا يرضى إلاّ بوضع اسمٍ خاصٍّ به، وقد جسّد حقيقة "الجدّة"التي أشار إليها ماكينون، وتكمن "الملائمة" من خلال إتباع النقّاد لهذه التّسمية، وذكرها في شتّى مصنّفاتهم النّقدية، فقد رضى النقاد بهذه التّسمية ولم يزيدوا عليها ولم يُنقصوا، بل إنّ تسمية الإستطراد هو الاسم الذي لا يقوم مقامه غيرُه، لذلك وجدنا صاحب العمدة يُفرّق بينه وبين من أخلطه بحسن الخروج7 وربما هذا الخروج هو ما يُدرج ضمن "ملائمة التّطوير"، إذ التمادي في الاستطراد يُخرجُه عن هذا الإسم ولا يُفسده، بل يتطوّر إلى نوعٍ من أنواع البلاغة، محمودٌ الإتيان به في موضعه.
وتسمية الحماسة أظهرُ لهذا المعنى، إذ تجديد أبي تمام لم يقف عند التّسمية فحسب، ولكن تعدّاها إلى إبداع وإخراج تصنيف جديد، يُنتقى الشّعرُ من خلاله على ترتيب الأغراض، واحتذى حذوَه الكثير من النقاد والشعراء من بعده، وفي البناء على شاكلة بناءه، وهذا معنى "إمكانية التّطوير" في شروط ماكينون.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يجدر بنا-قبل المُضي إلى دراسة الجديد في شعره- أن نذكُر ما ساقه أحد النقاد الفضلاء فيما يتعلّق بفكرة ارتفاع الشعر بالجمهور، إذ قال:" .. وهذه الفكرة8، فكرة ارتفاع الشعر عن الجمهور، نراها عند أبي تمام لأوّل مرّة في تاريخ الشعر العربي، وهي إحدى الأفكار المهمّة التي تثار في النقد الحديث، فهل يحسن بالشاعر أن يسير وراء الجمهور، أو يحسُن به أن يصعد بالجمهور إلى آفاقه العليا من الفلسفة والثّقافة والعمق والدّقة .. "9.
ويتّضح من خلال هذه المقولة تغيّر نظرة الشّاعر إلى الشعر في العصر العباسي، و ممّن نظّر لهذه النّظرة وطبّقها شعريًا أبو تمام، فلا بدّ من معرفة أنّ الشعر قد أصبح ترفًا، وأصبح الشّاعر لا يقصد إليه إلاّ ليُرضي الطّبقة المثّقفة الممتازة، لا ليُعبّر عن شعور الجمهور، كما كان الشّأن في القديم، ولم يتخّذ الشعرُ عند أبي تمام هذا المسلك إلاّ لإيمانه من أنّ الدّرس اللغوي قد انسلخ ومات، وخلَفَه درسٌ آخر عقلي فلسفي، والبيئة العبّاسية لمن تمعّن فيها هي بيئة عقلية، استحوذت فيها المعتزلة على الذّوق الأدبي، بل وأخضعت الدولة إلى الإيمان بفكرها ومعتقدها، فأدرك أبو تمام هذا التّيار وصاغ على منواله الذي يُمجّد العقل والمنطق، فدام شعره ديمومة هذا التيار، لأنّ الشعر لم يعد فيضًا عاطفيًا عفويًا، بل أصبح عند أبي تمام عملاً عقليًا خالصًا، يصدر عن الطّبع وفق آلية منظمّة، ومن ثمّ فإنّ تأثيره يرتبط في هذه الحال بتصوّر عقلي خالص، قوامه الاستواء10
وزيادة على هذه الابتكارات، بجدر بنا ذكر الصّحيفة، وقد سبق رصدُها وإدراجها ضمن ثقافة أبي تمام النقدية، ولكنّها في الحقيقة خطوةٌ جبّارةٌ من الشّاعر وفي عصر مبكر إلى الاهتمام بمحيط الشّاعر النّفسي ودعوة من الشاعر إلى بلوغ حدّ البلاغة، ولا بدّ من إعادتها كيما نستخرج منها بصمات المبدع، بعد أن استخرجنا منها توقيعات المثقّف.
قال أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري:"كنتُ في حداثتي أرومُ الشعرَ، وكنتُ أرجعُ فيه إلى الطّبع، ولم أكن أقفُ على تسهيلِ مأخذه، ووجوه اقتضاءه، حتّى قصدتُ أبا تمام، فانقطعتُ فيه إليه، واتكّلتُ في تعريفه عليه، فكان أول ما قال لي: يا أبا عبادة، تخيّر الأوقاتَ وأنتَ قليلُ الهموم، صفرٌ من الغموم، واعلم أنّ العادةَ في الأوقاتِ أنْ يقصدَ الإنسانُ لتأليف شيءٍ أو حفظه في وقت السّحر، وذلك أنّ النّفس قد أخذت حظّها من الرّاحة وقسطها من النّوم، فإنْ أردت النّسيبَ فاجعلِ اللفظ رقيقًا، والمعنى رشيقًا، وأكثر فيه من بيان الصّبابة، وتوجّع الكآبة، وقلق الأشواق، ولوعة الفراق، وإذا أخذت في مدح سيّدٍ ذي أيادٍ فأشهِرْ مناقِبَه، وأظهرْ مناسْبه، وابنِ معالمه، وشَرفَ مقامه وتقاضَ المعاني واحذر المجهول منها، وإيّاك أنْ تشينَ شعرك بالألفاظ الرّزية، وكن كأنّك خيّاطٌ يُقطّعُ الثّيابَ على مقادير الأجسام، وإذا عارضك الضّجرُ فأرحْ نفسَك، ولا تعملْ إلاّ وأنتَ فارغ القلبِ، واجعلْ شهوتك لقول الشّعر الذّريعة إلى حُسن نظمه، فإنّ الشّهوةَ نِعمَ المُعين،وجُملة الحال أنْ تعتبِرَ شعرك بما سلف منْ شعر الماضين، فما استحسنته العلماء فاقصده، وما تركوه فاجتنبه، ترشد إنْ شاء اللّه"11.
ولعلّ أبا تمام أوّل ناقد قديم للشعر، يتنبّه إلى "إعداد النص الشعري" إعدادًا يُحقق أقصى درجات الجودة الفنّية، فنراه يُقرّ في صحيفته التّوجيهية أنّ ثمّة مبادئ يجب على الشاعر مُراعاتها لإنتاج عمله، ويمكننا إجمالها في:
{موضوع آخر مستقلٍّ بحول الله، والسلام عليكم}.
1 شرح ديوان الحماسة المنسوب لأبي العلاء 1/ 6.
2 شرح ديوان الحماسة للمرزوقي (مقدّمة أحمد أمين) 1/ 3.
3 شرح التبريزي 2/ 373، وفيه: حَلَفْتَ إنْ لم ... البيت.
4 البديع ص 37.وأكملتُ الأبيات من العمدة 2/ 39، وفيه شرح للاستطراد، قال:" وهو أن يُرى الشاعر أنّه في وصف شيءٍ وهو إنّما يُريد غيرَه، فإن قطع أو رجع إلى ما كان فيه فذلك استطرادًا .. " 2/ 40، وعثمان في العمدة هو ابن إدريس الشّامي.
5 الحدس والإبداع ص36
6 يقول ابن المعتز:" وأوّل من ابتكره السّموأل، وأوّل من سمّاه استطرادًا أبو تمّام" البديع ص ص36 - 37، وهو السموأل بن غريض بن عادياء الأزدي، شاعر جاهلي حكيم، من سكان خيبر، وهو الذي تُنسب إليه قصّة الوفاء مع امرئ القيس الشاعر، وفيه المثل، توفي نحو سنة65 قبل الهجرة، الأعلام 3/ 140.
7قال ابن رشيق:" .. فإن قطَعَ أو رجَعَ إلى ما كان فيه فذلك استطراد، وإن تمادى فذلك الخروج، وأكثرُ النّاس يُسمّي الجميع استطرادًا والصّوابُ ما بيّنتُه .. " العمدة2/ 39.
8 المقصود ب"الفكرة" هنا هو قول أبي تمام لمن سألَه: لماذا لا تقول ما يُفهم؟، " وأنتَ لماذا لا تفهم ما يُقال؟؟ ".أنظر ص16 من هذا البحث
9 الفن ومذاهبه ص240
10 تاريخ النقد الأدبي عند العرب ص60.
11العمدة 1/ 114 - 115
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تمام الطائي]ــــــــ[10 - Jan-2010, مساء 11:42]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذه الخلاصة الهادفة
هل بالإمكان رفع الرسالة؟ أليس هناك اختلاف جلي بين وصية أبي تمام للبحتري و طريقته في النظم الشعري؟؟
شكرا
ـ[فيلالي الصقر]ــــــــ[22 - Jan-2010, مساء 01:28]ـ
سأُعمل كل الجهد على تثبيتها هنا في المجلس، وقد أوضحتُ فيها عن الإختلاف الذي بدا جليًا بين نظم الشاعر وذوقه، مع استخلاص لسبب هذا التناقض الشعري والنقدي.(/)
لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا >> الشاعر د. عبد الرحمن العشماوي
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[02 - Dec-2009, مساء 10:13]ـ
مع أزكى التحية إلى خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله -
لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا ** لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا
لا تسألوا عنها السيولَ فإنها ** قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟
لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا) ** فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا
أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ ** والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟!
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي ** أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا
لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا ** عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً ** وعلى كراسيها الوثيرة دارا
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً ** جسداً تضعضع تحتها وأنهارا
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ ** دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا
مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ ** فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ ** تسبي برونق حُسْنها الأبصارا
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها ** صوراً تثير من الرَّمادِ (شراراً)
أهلاً برونقها الجميل ومرحباً ** لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها ** فالجرح فيها قد غدا موَّارا
لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم ** بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا
ما بالهم تركوا العباد استوطنوا ** مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه ** إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا
فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا ** هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟!
ما زلت أذكر قصةً ل (مُواطنٍ) ** زار الفُلانَ، وليته ما زارا
قال المحدِّث: لا تسلني حينما ** زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه ** وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا
حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ ** عن ظهره المشؤوم حين أدارا
سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما ** ألقى عليَّ سؤاله استنكارا
ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما ** أعطيتُه الأوراقَ و (الإِشعارا)
ألقى إليها نظرةً، ورمى بها ** وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا
هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما ** يتباكم المتكبِّر استكبارا
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً ** حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ ** ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا
قال: الأمور جميعها ميسورةٌ ** أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه ** ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا
وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على ** حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا
ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً ** ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا
يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي ** غسل الدموعَ وأشرق استبشارا
إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ ** فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا
ويقول والأمل الكبير يزيده ** أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا
يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا ** لما نفضتَ عن الوجوه غبارا
واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً ** في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً ** وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا
يا خادم الحرمين تلك أمانة ** في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا
الله في القرآن أوصانا بها ** وبها نطيع المصطفى المختارا
في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما ** تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا
تلك الأمانة حين نرعاها نرى ** ما يدفع الآثام والأوزارا
جريدة الجزيرة الاربعاء 15 ذو الحجة 1430
http://www.awfaz.com/vb/showthread.php?t=2244(/)
(قصة واقعية) ورل جعله الله سببا في خلاص مسحور
ـ[هشام البسام]ــــــــ[06 - Dec-2009, مساء 07:51]ـ
هذه قصة واقعية من كتاب أبي البراء الماتع "موسوعة في علم الرقى" 3/ 310 أسوقها للاعتبار والتفكر، وليعلم المسلم أن الله تعالى إذا أراد إعانة عبد، قيض له من يعينه.
قال الشيخ أبو البراء الراقي المشهور بحي الدوحة في مدينة الظهران:
حضر عندي شاب تبدو على محياه سمات الحزن والتعب، قال لي: قصتي غريبة عجيبة، أنا شاب تزوجت قبل فترة وجيزة، ومنذ ذلك الحين انقلبت حياتي رأسا على عقب، فأصبحت أكره كل شيء، زوجتي وعملي وأصدقائي ومعارفي، وأصبحت أميل إلى العزلة والانطواء، حتى عندما أذهب إلى عملي، كنت أركب سيارتي وأذهب هائما على وجهي حتى أجد مكانا في الصحراء فأستظل بظل سيارتي وأنام، وكان مديري في العمل يقدر تلك الظروف لمعرفة المسبقة بأحوالي.
وذات يوم وبينما كنت نائما مستظلا بظل سيارتي، إذ بي أفاجأ بضربة خفيفة على رأسي، فقمت من نومي منزعجا، ونظرت فإذا بي أرى "وَرَلاً" - وهو حيوان يشبه الضب، أكبر منه حجما، خطير نوعا ما، يعيش في المناطق الصحراوية - فانتابني فزع شديد، وغادرت المنطقة فورا.
وفي اليوم التالي حصل معي مثلما حصل في اليوم السابق، علما بأنني أتنقل من مكان إلى مكان، وحصل ذلك في مكان يبعد مسافة طويلة عن المكان الأول، ولكن هذه المرة لم ينتابني الخوف والفزع كما حصل في المرة الأولى، فنظرت لهذا الحيوان باستغراب، ونظر لي واستظل بظل السيارة واضعا رأسه على الأرض.
وفي اليوم التالي ذهبت إلى عملي وأخبرت زملائي في العمل بقصتي، فأشار أحدهم بأن أسأل الحيوان ماذا يريد، وفعلا ما إن ذهبت إلى مكانٍ في الصحراء واستغرقت في نومي، إلا وشعرت بضربة خفيفة على رأسي، فقمت ورأيت ذلك الحيوان، فسألته بدهشة واستغراب: ماذا تريد مني؟ فرفع رأسه وأصدر صوتا غريبا وسار في اتجاه وهو ينظر إلي، فتركته وعدت إلى عملي.
وفي اليوم التالي حصل ما حصل معي من هذا الحيوان الغريب، ولكنه هذه المرة ضربني ضربة خفيفة على قدمي، فأعدت سؤالي عليه مرة أخرى، ففعل مثلما فعل في المرة السابقة، وكأنما يقول لي اتبعني، فسرت وراءه، وكان كلما سار مسافة مائة متر ينظر إلي، وكأنما يريد أن يتأكد من أني أتبعه، فسار مسافة لا تقل عن ستة كيلو مترات، وبعد ذلك استدار حول شيء ملقى على الأرض، ثم ذهب بعيدا عني واختفى عن ناظري، فتفحصت ذلك الشيء فوجدته كيس من الخيش أغلق بإحكام بواسطة سبحة، فنزعت السبحة وفتحت الكيس، فوجدت بعض الملابس بداخله، ومن ضمنها ملابس متعلقة بزوجتي.
يقول: فتركت كل ذلك وكان الوقت قد قارب على صلاة العصر، وجئت إليك أعرض عليك الأمر. فأخبرته أن يذهب فورا ليحضر تلك الملابس.
قال: ذهب إلى المكان فوجدت رجلا عند الملابس فسألني عنها فأخبرته أنها قد تكون من أفعال السحرة والمشعوذين، فأشار علي بالانتظار، وأخبرني أنه قدم إلى هذا المكان قبل شهر وأخذ بعض الأمتعة من الكيس وأعاد إغلاقه، وكان رجلا مسكينا فقيرا، فانتظرته حتى أحضر تلك الأمتعة وجاء بها إلي.
وبعد الرقية والنفث على تلك الأمتعة تم إحراقها، وبقدرة الله تعالى فُكَّ الرجل كأنه نشيط من عقال، وعاد إلى سابق عهده. والله تعالى أعلم.(/)
سؤال بخصوص قصيدة البردة للبوصري
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 11:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الضمير هنا يرجع الى الله أم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
من قصيدة البردة
ـ[عبد العزيز سالم]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 04:23]ـ
بسم الله الرحمن الرحم
اللهم صلي على نبينا وحبيبنا محمدوعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته الى يوم الدين
اما بعد فالضمير في هذا البيت عائد على الله سبحانه وتعالى واطلب من اخي السائل
ان يقرأ البيت الذي قبله حتى يتيقن ان ما ذكره عائدعلى الله تعالى
هذا وبالله التوفيق
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 06:25]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 02:10]ـ
أذكر أن بعض أهل العلم قال بأنه يصف الرسول صلى الله عليه وسلم, وهذا لا يليق بالطبع!!
ـ[مهداوي]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 10:14]ـ
بسم الله الرحمن الرحم
اللهم صلي على نبينا وحبيبنا محمدوعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته الى يوم الدين
اما بعد فالضمير في هذا البيت عائد على الله سبحانه وتعالى واطلب من اخي السائل
ان يقرأ البيت الذي قبله حتى يتيقن ان ما ذكره عائدعلى الله تعالى
هذا وبالله التوفيق
السلام عليكم
من من العلماء قال هذا؟
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 12:20]ـ
بسم الله الرحمن الرحم
اللهم صلي على نبينا وحبيبنا محمدوعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته الى يوم الدين
اما بعد فالضمير في هذا البيت عائد على الله سبحانه وتعالى واطلب من اخي السائل
ان يقرأ البيت الذي قبله حتى يتيقن ان ما ذكره عائدعلى الله تعالى
هذا وبالله التوفيق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الأبيات قبل هذا البيت كالتالي:
يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ... سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ... فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن مِن جودك الدنيا وضَرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
الضمير هنا عائد كما ترى – أخي العزيز- على: أكرم الخلق.
س: فمن يقصد البوصيري بقوله: يا أكرم الخلق؟
ج: إن قلنا: الله، فهذا كفر – والعياذ بالله-، لأنه وصف الخالق – سبحانه – بالمخلوق.
وإن قلنا: الرسول، فهذا من أعظم الشرك – والعياذ بالله -، لأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يرزقني وإياك – العلم النافع والعمل الصالح، وأن يغفر لنا ولوالدينا.
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 12:31]ـ
قصيدة شركية فيها غلو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو ولاء]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 12:55]ـ
بسم الله الرحمن الرحم
اللهم صلي على نبينا وحبيبنا محمدوعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته الى يوم الدين
اما بعد فالضمير في هذا البيت عائد على الله سبحانه وتعالى واطلب من اخي السائل
ان يقرأ البيت الذي قبله حتى يتيقن ان ما ذكره عائدعلى الله تعالى
هذا وبالله التوفيق
سبحان الله، توضيح الواضحات من أشكل المشكلات!.
ـ[أم تميم]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 05:56]ـ
قَوَادِحٌ عَقَدِيَةٌ فِي بُرْدَةِ الُبوصِيرِي
د. عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف
يليه
مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي
سليمان بن عبد العزيز الفريجي
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/209.htm
ـ[أم تميم]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 06:09]ـ
ماذا تعرف عن البردة؟
الشيخ محمد جميل زينو
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/27.htm
أقوال علماء أهل السنة في قصيدة البردة ..
http://saaid.net/feraq/sufyah/39.htm
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 07:53]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الأبيات قبل هذا البيت كالتالي:
يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ... سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ... فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن مِن جودك الدنيا وضَرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
الضمير هنا عائد كما ترى – أخي العزيز- على: أكرم الخلق.
س: فمن يقصد البوصيري بقوله: يا أكرم الخلق؟
ج: إن قلنا: الله، فهذا كفر – والعياذ بالله-، لأنه وصف الخالق – سبحانه – بالمخلوق.
وإن قلنا: الرسول، فهذا من أعظم الشرك – والعياذ بالله -، لأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يرزقني وإياك – العلم النافع والعمل الصالح، وأن يغفر لنا ولوالدينا.
بارك الله فيك اخي الكريم وفي جميع الاخوة.
لقد كنت أعلم مسبقا قول بعض العلماء أن قصيدة البردة فيها غلو و شرك
ولكن الأبيات وجدت الضمير يرجع الى الله و الله أعلم لأن لو كان الضمير يرجع الى رسول الله فهذا البوصيرى اما مجنون أو معلن بالكفر و الله اعلم , و نرجو التوضيح من الشيوخ الكرام و الابيات وجدتها كتالي:
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فالضمير يرجع الى الله, أما وجود الغلو في رسول الله صللى الله عليه وسلم
كما في البيت
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
فهو يعني والله اعلم أنه يلوذ بجاهه لدعاء به الى الله و هذا غلو ولكنه ليس من الشرك الاكبر ولكن لو حذفنا البيت المعين أصبح شرك أكبرا.
نرجوا من الشيوخ التعليق والافادة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 02:07]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم وفي جميع الاخوة.
لقد كنت أعلم مسبقا قول بعض العلماء أن قصيدة البردة فيها غلو و شرك
ولكن الأبيات وجدت الضمير يرجع الى الله و الله أعلم لأن لو كان الضمير يرجع الى رسول الله فهذا البوصيرى اما مجنون أو معلن بالكفر و الله اعلم , و نرجو التوضيح من الشيوخ الكرام و الابيات وجدتها كتالي:
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلَّى باسم منتقم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
فالضمير يرجع الى الله, أما وجود الغلو في رسول الله صللى الله عليه وسلم
كما في البيت
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
فهو يعني والله اعلم أنه يلوذ بجاهه لدعاء به الى الله و هذا غلو ولكنه ليس من الشرك الاكبر ولكن لو حذفنا البيت المعين أصبح شرك أكبرا.
نرجوا من الشيوخ التعليق والافادة.
وفيك بارك الله – عزوجل - أخي الفاضل الكريم: إبراهيم
في البداية: أعتذر عن إسقاطي أو عدم ذكري للبيت الثالث من الأبيات، لأني في الحقيقة حفظتها هكذا، من كثرة ما سمعته من المشايخ والعلماء الذين ردوا على القصيدة، فأرجو أن تقبلوا اعتذاري أخي الكريم، أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولك ولوالدينا.
أظن بأن من تمعن في الأبيات، وعرف معناها، يتجلى له جلاءاً واضحا، بأن الضمير في البيت المذكور راجع إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فلننظر أخي الكريم إلى الأبيات بيتا بيتا:
قال في البيت الأول – سائلا الله عزوجل -:
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا ... واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
في هذا البيت توسل إلى الله تعالى بالنبي – صلى الله عليه وسلم – لبلوغ المقصد وغفران ما مضى، ومسألة التوسل بالنبي أو بجاهه – نعلم جميعا - قد تكلم فيها أهل العلم بما يكفي لمن أراد الحق فيها، وليس هذا محل لبسطها وذكرها.
ثم بعد توسله إلى الله تعالى بالنبي، خاطب النبي – صلى الله عليه وسلم - بقوله:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلولالحادث العمم
نفى هنا – مخاطبا رسول الله - أن يكون له الملاذ إذا حلت به الحوادث إلا هو - صلى الله عليه وسلم-،وهذا هو الشرك في الإلهية – والعياذ بالله -.
قال العلامة محمد بنعلي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت: فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد اللهورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله - صلى الله عليه وسلم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم يواصل -أيضا - خطابه ومناداته للنبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله:
ولن يضيقرسول الله جاهك بي * * * إذا الكريم تحلى باسم منتقم
قال الشيخ سليمان بنعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: سؤاله منه أن يشفع له في قوله: ولن يضيق رسول الله ... إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها منغيره؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً.
ثم بعد طلبه الشفاعة من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عقَّب بقوله:
فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومكعلم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال؛ فمعنى الكلام: أن الدنيا والآخرة له - صلىالله عليه وسلم -، والله - سبحانه وتعالى - يقول: " وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى "، فتبين أخي الكريم بأن الضمير هنا راجع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -.
حتى أنني قرأت لبعض ممن يدافعون عن البوصيري في قصيدته هذه الشركية، يقرون بأن الضمير هنا راجع إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -، ويدافعون – زوراً وكذبا وبهتاناً - عن عقيدتهم بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يعلم الغيب، ويدافعون للبوصيري هذا دفاعا عجيبا، ويردون ويأولون الآيات الواضحات البينات، التي فيها أنه – عليه الصلاة والسلام- لا يعلم الغيب، إلا ما اطلعه الله – عزوجل – له صلى الله عليه وسلم.
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. فيغاية السقوط والبطلان؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه -: " قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ "، وقال - عز وجل -: " وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولارَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ "، والآيات في هذاكثيرة معلومة.
أسأل الله عزوجل أن يحفظنا وجميع المسلمين، ويجنبنا كل ما يخدش ويدنس عقيدتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 07:22]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[أبو قتادة العماني]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 12:55]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وإياك أخي
نفع الله بك الإسلام والمسلمين، وغفر لوالديك
ـ[بن مصدق]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 01:01]ـ
سؤااااااااال عااااااااااجل جدا اخواني الفضلاء مشائخنا الكرام ...
هذا الموضوع من هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t35392.html)
http://www.tunisia-web.com/vb/t35392.html
هل فيه محذور شرعي؟؟؟؟
الكلمات هل فيها شيئ؟؟؟ وهل اخطا صاحب الموضوع بطرح هكذا موضوع؟؟؟
الكلمات من هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/attachment.php?attachmentid=98 98&d=1247326604)
برجاء يا اخوة التوضيح بارك الله فيكم(/)
هلا ياطيف
ـ[زاهية بنت البحر]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 08:50]ـ
http://www.masrnet.com/studio/pic/masrnet_funnynew_20091.jpg
تمشَّى الطيفُ في شفقِ المآقِ
وبنتُ العينِ تنذرُ بانغداقِ
فغاصَ الطرفُ في حزنِ المرايا
وأطلقَ فيضَهُ حرَّ السواقي
هلا ياطيفُ لاترحلْ فإنِّي
ذبيحُ القلبِ، مرتهنُ احتراقِ
على أغصانِ آمالي بأسرٍ
أعاني المرَّ في نبضِ اشتياقي
أتعلمُ أنَّ في نبضات قلبي
حنينٌ يصطلي نارَ الفراقِ؟
تبخترَ لحظةً في العينِ لهوا
كأني لم أكنْ في ذا الرواقِ
وقهقهَ قاذفاً قلبي بسهمٍ
وأقفلَ راكبا ظَهرَ انطلاقِ
شعر
زاهية بنت البحر
من رسائلي لأخي مصطفى الذي أبحث عنه(/)
أرجوكم مساعدتي في هذا البحث: دراسة الشعر المغربي القديم في هذه العصور
ـ[بوبكر عباس]ــــــــ[08 - Dec-2009, مساء 07:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أرجوكم مساعدتي في هذا البحث: دراسة الشعر المغربي القديم في هذه العصور التي مر بها الأدب المغربي عصر التأسيس وعصر الإزدهار وعصر الإنحطاط والله لقد يئست من البحث عنه
ـ[ايدير]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 01:41]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبعد فان مجال البحث في العلوم كلها و العربية بأخصها متعب و مشوق في نفس الوقت و حتى أساعدك قليلا في هذا البحث الشيق لابد لك أن تبذل جهدك كله حتى تقرء أكبر عدد من الكتب التي أسست في هذا امجال و أنصحك بقراءت كتاب تاريخ الادب العربي لحنا الفاخوري و كتاب تاريخ الادب المغربي و الاندلسي و ان استحظرت كتبا أخرى فسأتصل بك ان شاء الله لان هذا البحث طويل جدا و ذو فروع كثير يطول شرحها هنا ### بالتوفيق و شكرا.
ـ[بوبكر عباس]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 05:40]ـ
وبارك الله فيك أخي الكريم وربي يحفظك ويخليك أنا من الجزائر يعني أود القول بأن أهم كتاب يفيدني في هذا البحث هو تاريخ الأدب العربي في المغرب لحنا الفاخوري وتحصلت عليه وكذلك كتاب مصور من النت تحت عنوان النبوغ المغربي في الادب العربي لعبد الله كنون الحسني حملته أظنهما كافيين الله اعلم وشكرا جزيلا لك وربي يجازيك(/)
هل من يومٍ تكتحل العينُ من رؤيته؟ ... الخِلُّ الوفي!
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[10 - Dec-2009, صباحاً 11:09]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه، وعلى آله وسلم.
أما بعد:
أحبتي في الله، هل من يومٍ تكتحلُ العينُ من رؤيتِه؟
أتدرون من هو؟
الخِلُّ الوفي!!
ـ[التبريزي]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 04:25]ـ
بارك الله فيك ...
يصلح موضوعك مكانا لوضع التجارب!!
الخل الوفي قد يعاتب نفسه يوما على وفائه لخِلّ ثبت أنه لا يستحق الوفاء،
فيتحول الخلّ الوفي إلى خِلّ غير وفي ليعاقب نفسه!!
لا تصدق أن هناك خلا ًوفيا إلا في وقت الحاجة!!
أما في وقت الرخاء!!
فما أكثر الخلان حين تعدهم~~~لكنهم في النائبات قليلٌ ..
سأرسد لكم طرفا من قصصي مع الخلان، وهي كثيرة، تعلمت منها أن أكون وفيا لله وفي الله، فإذا جحدني الخل لا أندم لأني عملي كان من أجل ربي، فإذا استفزتني الحمية ورأيت أن عملي سيكون مشاعا اعتذرت خوفا أن أندم إذا اختفى الوفاء ...
... وقفتُ مع طالب ودعمته حتى تخرج، وبعد تخرجه ونيله عملا محترما، طمع في المزيد، فطلب مني سلفة ليفتح مشروعا فاعتذرت له لأنه لا طاقة لي أن أقرضه!! ونصحته أن يتدرج في الحياة خطوة خطوة، فقطع علاقته معي!!
... وقفت مرة مع صديق صديقي "الوفي" الذي وقع في محنة، فخرج منها وعزمني على "تيس مندي"، وقال: أنا مدينٌ لك بحياتي!!
وصار يكلمني في كل مناسبة من فرط حبه لي!!، ثم دارت الأيام فأصبح مليونيرا من غير أن أعلم، لأن اتصالاته انقطعت!!
سألت صديقي عن صديقه الذي صار صديقي!!
قال: استحيت أن أخبرك عنه!!
إنه صار من أصحاب رؤوس الأموال الكبار، وشريكه في العقارات رجل الأعمال الكبير فلان بافلان!!
قلت: أبلغه السلام وقل له صديقك يريد سلفة!!
النتيجة، قطع اتصاله مع صديقي!!
... خريج إحدى الجامعات بقي سنوات من غير عمل!!، عرفت ظرفه فساعدته بما شاء الله أن أقدر عليه، كان يرسل لي على الإيميل رسائل أستحي من قراءتها من فرط حبه ووفائه (هكذا ظننت!!)، أخرجته من مأزقه فتوسطت له في عمل، فعمل وشكرني ثم تقلصت اتصالاته، وبعد أن خالف العقد مع صاحب العمل تم فصله!! فرجع إلي قلت: دوري يا أخي أديته والباقي كان عليك، فعاقبني وقطع الإتصال وغير الأرقام!!
... رجلٌ خطب امرأة ذات حسب ونسب ودين وجمال!! لم يقبلوا به حتى أخذوا الضوء الأخضر مني!! شكرني كثيرا وحاول أن يعزمني في مناسبة كبيرة على شرف حضرتنا، تذكرت صاحبي المليونير، قلت له: بارك الله فيك اعذرني!! وسألني كثيرا عن عائلة خطيبته (من قرابتي)، فأثنيت عليهم لكنني استدركت فقلت: الكمال لله وحده، فيه شيء يجب أن تتعامل معه بحذر وهو كيت و كيت، وطلبت منه السرية التامة!!، ولما انسجم الأخ مع العائلة قال لهم: يقول فلان (يقصدني) كذا وكذا، وما شاء الله، وجدتكم على غير ما قال، وأفشى السر وصار بيني وبين اقربائي جفوة!! وبعد شهرين انفسخت الخطوبة، والسبب كان يدور حول السر الذي ائتمنته عليه!! ولما قضي الأمر عاد إليّ يعتذر، فقلت: اغرب عن وجهي، فمثلك لا أحرص على صداقته ...
مواقف كثيرة بالعشرات وقعت معي،،، لو أسردها لملأت بها كتابا كبيرا!!
ولا أنسى أن أذكر أن هناك قصص وفاء معي، لكنها عند المقارنة بقصص عدم الوفاء لا تتجاوز الـ 10 %!!
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 05:38]ـ
بارك الله فيك ...
يصلح موضوعك مكانا لوضع التجارب!!
الخل الوفي قد يعاتب نفسه يوما على وفائه لخِلّ ثبت أنه لا يستحق الوفاء،
فيتحول الخلّ الوفي إلى خِلّ غير وفي ليعاقب نفسه!!
لا تصدق أن هناك خلا ًوفيا إلا في وقت الحاجة!!
أما في وقت الرخاء!!
فما أكثر الخلان حين تعدهم~~~لكنهم في النائبات قليلٌ ..
يا وقدةَ النّارِ على الكبدِ، إنَّ لي كبدًا مريضة، من يبعوني بها كبدًا ليست بذاتِ جروحِ، أبى الناسُ كلّ الناس أن يقبلوها؛ ومن يبيع أو يشتري ذا علةٍ بصحيحِ!!
ياوقدةَ النارِ على الكبد!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 05:58]ـ
يبدو أن مجتمع الرجال، يكاد ينعدم فيه الخل الوفي، بعكس مجتمع النساء!
ثم إنه أحيانا ينقطع التواصل بين الأصدقاء، بسبب المشاغل.
وبعض الناس ثقيل، يتصل دائما على صديقه، ويطلب منه طلبات سخيفة ومحرجة؛ فطبيعي الصديق يمله ثم يمجه.
كثير من العلاقات، بدايتها قامت على مصالح، وهذا لا يعيبها، ثم تحولت الى صداقة حقيقية بمعنى الكلمة.
وهذه الصداقة ليس من شروطها: السؤال الدائم المتكرر، فقد يصادف وقتا حرجا يؤدي إلى قطع العلاقة لأجل غير مسمى.
إن أردت أن تحتفظ بالصديق؛ فلا تسأله حاجة، أو تثقل عليه وتكثر لومه وعتابه.
واعرض عليه خدماتك قبل أن يسألك لعله يقتدي بك.
وفي النهاية:
إن انت اكرمت الكريم ملكته، وإن انت اكرمت اللئيم تمردا.
(وقبل وبعد كل شيء أحسن الظن بصديقك).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 06:09]ـ
كثير من العلاقات، بدايتها قامت على مصالح، وهذا لا يعيبها، ثم تحولت الى صداقة حقيقية بمعنى الكلمة.
.
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفًا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في خل يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشًا قد تقادم عهده ... ويظهر سرًّا كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق ... صدوق صادق الوعد منصفا
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 06:25]ـ
ثم تحولت الى صداقة حقيقية بمعنى الكلمة.
.
قالوا الصديق من صدق
في وده وما مذق
وقيل من لا يطعنا
في قوله أنت أنا
وقيل لفظ لا يرى
معناه في هذا الورى
وفسروا الصداقة
الحب حسب الطاقة
وقال من قد أطلقا
هي الوداد مطلقا
والاآخرون نصوا
بأنها أخص
وهو الصحيح الراجح
والحق فيه واضح
علامة الصديق
عند أولي التحقيق
محبة بلا غرض
والصدق فيها مفترض
وحدها المعقول
عندي ما أقول
فهي بلا اشتباه
محبة في الله
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 06:27]ـ
إذا أردت أن تحصل على خل وفي فعليك بالاتى
عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي - صلى الله عليه وسلم -وعظ رجلاً فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس". والصواب في هذا الحديث أنه عن مجاهد مرسلا ولكنه يحسن بمجموع طرقه كما قال شيخنا أبي إسحاق الحويني حفظه الله.
أي لا تطلب منه شيئا من أمر الدنيا ولا تمنعه شيئا من أمر الدنيا قال مساور الوراق: ما كنت أقول لأحد: إني أحبك في الله، ثم أمنعه شيئا من الدنيا.
ـ[التبريزي]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 06:43]ـ
يقول أحدهم، والعهدة عليه:
أعدى عدوك أدنى من وثقت به ~*~*~*~*~ فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
وإنما رجل الدنيا و واحدها ~*~*~*~*~ من لايعول في الدنيا على رجلِ
وحسن ظنك بالأيام معجزةٌ ~*~*~*~*~ فظن شرّاً وكن منها على وجَلِ
غاضَ الوفاء وفاض الغدر وانفجرت ~*~*~*~*~ مسافة الخلف بين القول والفعلِ
وشأن صدقك عند الناس كذبهمُ ~*~*~*~*~ وهل يطابق معوجٌ بمعتدلِ
إن كان ينجع شيء في ثباتهمُ ~*~*~*~*~ على العهود, فسبق السيف للعذلِ
...
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[10 - Dec-2009, مساء 07:20]ـ
وأدَّبَني الزَّمَانُ فَمَا أُبَالي هُجِرْتُ فَلا أُزَارُ ولا أزُوْرُ
ولَسْتُ بقَائِلٍ مَا عِشْتُ يَوْمًا أَسَارَ الجُنْدُ أمْ رَحَلَ الأمِيْرُ؟
ومثله:
تَنَكَّرَ لي دَهْرِي ولَمْ يَدْرِ أنَّنِي أعِزُّ وأحْدَاثُ الزَّمَانِ تَهُوْنُ!
وبَاتَ يُرِيْنِي الخَطْبَ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ، وبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُوْنُ؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Dec-2009, صباحاً 12:14]ـ
...
/// قال وهيب بن الورد رحمه الله: «خالطتُ النَّاس خمسين سنة! فما وجدتُ رجلًا غفر لي ذنباً، ولا وصلني إذا قطعتُه، ولا ستر على عورةٍ، ولا ائتمنتُه إذا غضِب.
فالاشتغال بهؤلاء حمقٌ كبيرٌ»!
ـ[أبو فهر الصغير]ــــــــ[11 - Dec-2009, صباحاً 01:14]ـ
صحيحٌ! أنه قد لا يصح لك في الحياة صاحبٌ صحيحٌ، في الحياة كلِّها، بطولِها، وعرضِها!
صحيحٌ! قد لا يصح لك فيها صاحبٌ صحيحٌُ، فَتَفْقِدُ بِفَقْدِهِ بَعْضَك، ويَتَلَدَّدُ لفَقدِه بدنُك، وجسدُك، وقلبُك!
صحيحٌ! قد لا يصح لك في الحياةِ رفيقٌ، ولا حبيبٌ، وتَبْقَى في الوحشةِ تُعَانِيهَا وتُعانِيك، وتُزَاوِلُها وتُزاوِلُك،!
تبقى فَريدًا، غريبًا، في صحراواتٍ ليس لها بَدءٌ، ولا مُنتَهى، في هذه الوحشة، وهذه الغربة، ولا أنيس إلا الله، هو الحي الباقي الذي لا يزول!!!
ـ[قلب طيب]ــــــــ[11 - Dec-2009, مساء 11:15]ـ
قال وهيب بن الورد رحمه الله: «خالطتُ النَّاس خمسين سنة! فما وجدتُ رجلًا غفر لي ذنباً، ولا وصلني إذا قطعتُه، ولا ستر على عورةٍ، ولا ائتمنتُه إذا غضِب.
فالاشتغال بهؤلاء حمقٌ كبيرٌ»!
يا إلهي
ما هذه النظرة السوداوية للخل الوفي!!
أما عني:
فلله الحمد و المنة و الفضل
فلدي هذا الخل الوفي
بل أكثر من الوفي
لا أستطيع أن أنسى وفاءها لي , و ايثارها لي على نفسها
وقوفها معي في الرخاء و الشدة
حتى إني أتذكر يوماً أن اختلفنا و حدث بيننا مشكلة
فما كان منها أنها ظلت على تواصلها معي و لم تقطعني
بل ظلت تزورني و ظلت على ودادها لي
حتى تحسنت بيننا الأحوال مرة أخرى
و انقشعت بفضل الله هذه السحابة
الخلاصة يا أخوتي:
من أراد أن يكون له خلاً وفياً
فليسأل نفسه أولاً:
هل هو خلاً وفياً حقا؟؟
و هل هو يحفظ و يراعي و يطبق آداب الصحبة؟؟
فلعل الخلل فينا و ليس فيمن نتعامل معهم
و لنعلم أن الأمر في الأول و الآخر لله
فلندعو بأن يرزقنا الصحبة الصالحة و أن يصرف عنا شرار خلقه
فاللهم احفظ لي أحبتي فيك و كما جمعتني بهم في الدنيا على خير و طاعة
اجمعني بهم في الآخرة اخواناً على سرر متقابلين
اللهم آآمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 02:27]ـ
إخواني، هل وجدتموه؟ فإذا رأيتموه فأخبروه أنني في الله أحبه!!!
ولكن:
هيهات أن يأتي الزمانُ بمثله ... إنَّ الزمانَ بمثله لبخيلُ
يا وقدةَ النَّار على الكبد
ـ[الأمير أبو عبد الله]ــــــــ[13 - Dec-2009, مساء 04:53]ـ
سيأتى الضياء برغم الغيوم
وتغرد الطيور لذاك القدوم
ـ[حسين الحبشي]ــــــــ[23 - Dec-2009, مساء 07:21]ـ
الخلاصة يا أخوتي:
من أراد أن يكون له خلاً وفياً
فليسأل نفسه أولاً:
هل هو خلاً وفياً حقا؟؟
وهل هو يحفظ ويراعي و يطبق آداب الصحبة؟؟
فلعل الخلل فينا وليس فيمن نتعامل معهم
ولنعلم أن الأمر في الأول والآخر لله
فلندعو بأن يرزقنا الصحبة الصالحة و أن يصرف عنا شرار خلقه
فاللهم احفظ لي أحبتي فيك وكما جمعتني بهم في الدنيا على خير وطاعة
اجمعني بهم في الآخرة اخواناً على سرر متقابلين
اللهم آآمين.
نعم هذه هي الخلاصة، من أراد أن يجد الخل الوفي فليكن هو أولا: "الخل الوفي".
ـ[عماد القاضي]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 03:13]ـ
وحتى إن وجد هذا اليوم الذي تكتحل منه الحين فأنا أتمنى أن أفقد بصري قبل أن أرى ذلك اليوم
بإختصار:
في إجتماع حضره الكثير ممن لهم درايه بفقه الخل الوفي وكان إجمالي مفهومهم
(لا يوجد خل وفي نهائياً)
لكني وقفت صامداً وجادلت حتى كاد صوتي يبح بأن هناك الكثير لكننا نحن لا نفقه التعامل معهم ولا إيجادهم
وخرجت بأغلبية 90% من الحضور يوافقونني حتى أن أحدهم راسلني على إيميلي بعد شهرين يقول والله صدقت وما تعلمته ذاك اليوم لن ولم أتعلمه في حياتي (مع العلم لا أعرفه ولم أراه إلا مره واحده وبعدها رحلت عنهم)
أتمنى أن تعود تلك الجمعه واللمه لكي أصرخ بأعلى صوتي لا تصدقونني
((((فأنا كااااااااذب))))
لأنه فعلا لا يوجد خل وفي
عرفتها عندما نزلت بي الحاجة له لكنني إلتفت إليه فرأيته ينظر إليا صامتاً
فقلت في نفسي لعله لم يعلم فأخبرته هل من الممكن أن تقف بجانبي
كرر تلك النظرة الصامتة
فأهززت كتفيه وأنا أقول أرجوووك قف بجانبي
وقتها نطق ويليته ظل صامتاً ولم ينطق
بل ياليتني أصبحت أصماً كي لا أسمع ما نطق به
لكن قدر الله وما شاء فعل
أتدرون ماذا نطق وماذا قال
قاااااااال
من أنت؟
حينها تجيبون أنتم
قد أكون سطرت ذلك وأنا غاااااااضب لكنها الحقيقة المرة
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 05:07]ـ
أتدرون ماذا نطق وماذا قال
قاااااااال
من أنت؟
حينها تجيبون أنتم
آهٍ، يا وقدةَ النَّار على الكبد!
ـ[احمد محمد محمد الشويمي]ــــــــ[30 - Aug-2010, مساء 10:41]ـ
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين(/)
رسالة لم يرها أبي ..
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[14 - Dec-2009, صباحاً 09:30]ـ
أود أن أقول كلاما كثيرا .. له .. كلاما يختفي في أثير ضحكي المتناثر.
كلاما .. يزحف ,,في غفلاتي يقترب من براعم بوحي المتفتح .. لكن شيئا ما ينكس تلك البراعم تتساقط تترى .. تتراجع شخوص بوحي .. تتعثر جرأتي في مرطها وتعود لخدرها .. ماكنت جريئة .. ولا كنت يوما قوية .. انا بعض الحزن منقوش في جدران الغضب يحسبه الرائي صلابة ...
هو وحده .. حبيبي بابا من يحس بضعفي .. بطفولتي المتنكرة لعود الزمن وجبروت الأحوال ..
يحب في ضعفي .. وتضحكه في تمثيلية نضجي ونبوغي ..
لا يزاليقدم رأسه الأصلع قربانا لقبلاتي .. يضحك .. وأقبلها واختمها بقبلة هاربة من نافورةالدموع ..
لن يدوم هذا الرأس طويلا ... ويوم أعدمه من سيدلل طفولتي الخالدة .. ؟؟
ابي ..
في غربتي .. رأيت وجهك في كل انفاس غبني.نعمت بحضنك وأحسست دفئه حين خيل لي أن بعض الذئاب تلاحقني ..
ويا دمعي .. زل عن كفوف أبي .. بعض القروح أنت في قلبه .. هذا ندى كبده ..
أنا ما اعتدت أبتاه أن أشكو اليك ضري أو أنانبيك بألمي ..
رضاك دوما زادي ....
ودمع تذرفه عيناك أو قلبك لآلامي أحسبه من رضاك عني سينال .. وكل ثرائي دعواتك ..
فما بكيت امامك .. ولا شكوت لك ضري ..
لماذا تسألني ...
مابال صوتك مبحوحا عزيزتي .. ؟؟
أمريضة؟؟ متعبة؟؟
أنا أحسن المراوغة أبتي ..
صوتي مبحوح خلقة .. هههه
لكنك تبدين متعبة ..
يصمت الهاتف وأصمت ...
لست حزينة أبي .. لأجلي ..
لكني حزينة ..
ماذافعلتما بي أنت وأمي؟؟
لأكون هكذا؟؟
أبي أتعلم أني أبكي كل يوم في العتمة .. وأصفف الدموع بعدل أقسمها ..
هذا لفقير مر بي وفي يده صبية تلوك خبزا تعافه كلاب بلخ الزاهدة ..
وهذا دمع لفتى ضرير .. ما وجد عيونا تذود الصخر والحجر عنه .. ويا أبتي اني استحيت أن أهرول اليه أنجده ..
ولكني ادخرت حياءي دموعا في العتمة ..
وهذه دموع .. لتلك التي أحببتها في الله وما جمعنا الا حبه ورضوانه ..
تركتني في الطريق .. أذنب وانصرفت .. تبسمت قالت لي:
اني ظفرت برفع القلم .. ماعاد العالم يعنيني ..
من لصبيتها الأربع؟؟ ابي ..
ومن ينهاني يردعني .. يبكيني .. ان أنا أذنبت وزاد الذنب وعلا صدري وأردته
زفرات فلا قداحة ولا عودثقاب ولا جذوة تجعل لهيب الذنب يعلو لأرجع ..
وهذا دمع هتون لأمة مزقتها الفتن واستوطن فيها الجور والعصيان واندكت فيها حصون العفاف والطهر ..
ودمع لكل مصر في أمة الاسلام فيه من صاح واسلاماه وصار الصوت في الآفاق رجع صدى وكل معتصم صلبوه حرقوه ..
أبي اتعلم اني في غيابك ..
أشتاق طرقا خفيفا على باب غرفتي .. فجرا
لازلت أبي انتظر الطرق ويفوتني الفجر ..
فاحزن .. واحزن ..
يشمت في منبه الجوال ورنات الصديقات
لكني أقول بنزق طفلة ..
كنت أنتظر أبي ..
اتدري ..
أنك يا أبي بعض حزني ..
لحزنك على فراقي وبعدي عن شجرة التين تلك التي عودتك أن نرشف تحت فيئها كاسات الشاي الصحراوي .. تحكي لي عن ذكرياتك في فرنسا .. تتوقف .. لتعرج الى الصحراء .. ابتسم واتذكر مالك حداد في روايته .. كأن ابي مولاي بطل روايته أهديك غزاله ..
لكن ابي اهداني حياة شريفة ..
وأقرأ لك ما كتبت .. وانت منفي كحداد عن لغته ... لكنك تهز رأسك كما لو كنت فهمت ..
تعبت كثيرا أبي ..
فلم؟ احسك اليوم تعيسا لبعدي وإني بعيده .. لأكون من اسباب سعة رزقك في أواخرأيامك ..
أنا كلي لك .. أبتي ...
ابتسم ... فسترحل مع طفلتك الى حيث حلمت أبدا ....
قرأت السعادة في عيونك لما بدأنا نعد جوازات السفر ... ولما هبت نسائم الحرم ..
أتراك مثلي بصمت تحلم أن لا نعود من هناك .. ؟؟
أريد يا أبي ان أبرم آخر عقود دمعي هناك ..
وان كنت تحبني .. وترضى عني ... فاسمح لي أن أبقى بجوارالحبيب هناك ..
ان كنت عني راض فادعه يبقيني هناك ..
أبي ..
هذا العالم ماعاد يعنيني ...
ومن ذاق حلاوة الوصل اشتاق ,,أبتي
كلاهما غربة .. تلك التي أنا فيها ..
وتلك التي أتمناها ...
وان شق عليك بعدي .. وتألمت لألمي ..
فحري بك أن تفرح لغربة تنشيني ..
فماعادت الدنيا تعنيني ..
واشتقت وصلالا يدنيني من دنية .. أبتي ..
أبي ...
لا تحرمني قبلة الجبين .. قبل الرحيل ,,
فما بح الصوت مني الا ليعزيني ..
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[20 - Dec-2009, مساء 01:04]ـ
كلمات معبرة بارك الله فيك
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 11:50]ـ
كلمات معبرة بارك الله فيك
وفيكم بركة
ـ[جمانة انس]ــــــــ[22 - Dec-2009, مساء 08:02]ـ
ايها الا باء
كم تؤثر التر بية الصالحة في نفسية البنت خاصة ربما اكثر من الشاب
كم تبقى لذكريات غرس التقى و الهدى من اثار في قلب الفتاة
تتذكر حنان والدها و هو يا خذ بيدها الى الطاعات و التقى و الهدى
بود و رحمة
بفن وحكمة
كم تاثرت و انا اقرا هذه السطور المعبرة
كم سال دمعي و انا اقرا
أبي اتعلم اني في غيابك ..
أشتاق طرقا خفيفا على باب غرفتي .. فجرا
لازلت أبي انتظر الطرق ويفوتني الفجر ..
فاحزن .. واحزن ..
كم سال دمعي
و قد ذكرتني الكاتبة الكريمة و الدي
و حر صه على ايقاظي للفجر
بوده و حنانه
من روحه و قلبه
بكلمات يعصرها النور والشفقة و الحنان
وتذكرت حرصه على صلاة الليل
و صوته الشجي
و الان وهو في دار الاخرة
اسال الكريم ان يجعله في اعلى عليين
مع الر فيق الا على مع ر سول الله صلى الله عليه و سلم
ايها الا باء
سطروا اجمل الذكريات
مع بناتكم
عساها تكون لكم رضوانا
و عساها تهب عليكم
دعوات الر حمة منهن
و انتم في دار الخلود
شكرا للكاتبة المباركة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[03 - Jan-2010, صباحاً 05:38]ـ
ايها الا باء
كم تؤثر التر بية الصالحة في نفسية البنت خاصة ربما اكثر من الشاب
كم تبقى لذكريات غرس التقى و الهدى من اثار في قلب الفتاة
تتذكر حنان والدها و هو يا خذ بيدها الى الطاعات و التقى و الهدى
بود و رحمة
بفن وحكمة
كم تاثرت و انا اقرا هذه السطور المعبرة
كم سال دمعي و انا اقرا
أبي اتعلم اني في غيابك ..
أشتاق طرقا خفيفا على باب غرفتي .. فجرا
لازلت أبي انتظر الطرق ويفوتني الفجر ..
فاحزن .. واحزن ..
كم سال دمعي
و قد ذكرتني الكاتبة الكريمة و الدي
و حر صه على ايقاظي للفجر
بوده و حنانه
من روحه و قلبه
بكلمات يعصرها النور والشفقة و الحنان
وتذكرت حرصه على صلاة الليل
و صوته الشجي
و الان وهو في دار الاخرة
اسال الكريم ان يجعله في اعلى عليين
مع الر فيق الا على مع ر سول الله صلى الله عليه و سلم
ايها الا باء
سطروا اجمل الذكريات
مع بناتكم
عساها تكون لكم رضوانا
و عساها تهب عليكم
دعوات الر حمة منهن
و انتم في دار الخلود
شكرا للكاتبة المباركة
شكرا ايتها الفاضلة .. وعفوا على تاخري في الرد
لوالدك مني اصدق الدعوات ..(/)
وكنت أظن البر مات
ـ[المسدد]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 02:44]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكي شاب ويقول
قبل أيام تواعدت مع أحد الأصدقاء وذهبت إلى منزله
وكنت انتظر في سيارتي وفجأة وقفت أمامي سيارة من نوع كرسيدا (قديمة) ..
ونزل منها شابان وقاما بحمل عجوز بطريقة رائعة جدا وكأنها محمولة على كرسي
فنظرت إليها وقلت سبحان من سخر لك هؤلاء ..
وكأنها ملكة من ملوك ذلك الزمان
الذين كانت تحمل كراسيهم على رقاب العبيد ..
خرج علي صاحبي وحكيت له مارأيت
فقال هؤلاء جيراني وسأحكي لك قصتنا معهم
وهي قصة عجيبة: يقول
في يوم من الأيام وبعد أن فرغنا من صلاة العصر ..
خرجت من المسجد مبكرا
لانتظار زوار من مدينة الطائف ووقفت عند باب منزلي أحادثهم وأوصف لهم البيت ..
وأنا منشغل
وإذا بسيارة هؤلاء الشباب تقف أمامي ولم يكن لهم إلا بضعة شهور أنذاك ..
أشحت بوجهي عنهم للجهة الأخرى وأنا منشغل بالهاتف تحدثت ماشاء لي الله
وحين هممت بالدخول إلى المنزل وإذا بأحدهم يمسك بتلابيب أخيه
ويجذبه عن الباب الذي ستخرج منه العجوز ..
وماكان من الأخر إلا أن فعل نفس الفعل وبدأ العراك
وكلا يصرخ في الأخر ويتدافعان بطريقة
جعلتني وبعض من الجيران نتدخل فورا
فوالله الذي لا إله غيره ماعهدنا عليهم إلا كل خير
أسرعنا إليهم ونحن في دهشه ممايحصل
ألتفت الصغير علينا وهو ممسك بتلابيب أخيه ويقول لنا:
من أراد أن يتدخل فليحفظ حقي ..
تقدمنا وأبعدنا أحدهم عن الأخر
وقلت لهم اتقوا الله تتضاربون أمام أمكم وعلى مرأى منها ومسمع
وش فيكم خير وش المشكلة حرام عليكم أنتم أخوة ..
فرد الصغير قائلا:
أردت أن أحمل أمي وأدخلها إلى المنزل
حسب الإتفاق بيني وبينه
فهو من حملها من سريريها في المستشفى وأنزلها في السيارة
ومن حقي أنا أن أحملها وأدخلها إلى المنزل
فقال الكبير بصوت عالي: ستة أشهر وأنت تخدمها وأنا في الدورة
وتواعدني كثيرا بأن تأتي بها إلى الرياض ولكنك لم تفعل .. أنت خدمتها أكثر مني
يقول صديقي فتحنا أفواهنا والغضب يكاد يعصف بعقلي الإثنين وكل واحد منهما
مستعد أن يموت في سبيل حمل أمه
لم أستطع أن أحبس دموعي ولكننا حاولنا بشتى الطرق أن نحل الموضوع
إلا أن الصغير كان متمسكا بحقه
يعلم الله إننا وقفنا أكثر من ساعة ونحن نحاول أن نحكم بينهم في هذا الأمر
وكلما نظرت إلى عين أحد الجيران وجدتها غارقة في الدموع من كثرة المواقف
اللتي ذكروها وكل واحد يحكي أن الأخر فعل لها وعمل لها وأنا لم أفعل ولم أسوي
حتى قال الصغير: حرمتني من حملها في الحج وإستأثرت بهذا لنفسك
وحكي الكبير: وهو يعاني كيف أن ظروف العمل تجبره على التقصير في خدمة والدته
وأنه أولى بمثل هذه الأمور خاصة خارج المنزل
ليعوض مافاته من خدمة والدته وغيرها الكثير
أخيرا عرفنا أن هناك إتفاق مسبق بينهما وأنهما يقومان على خدمة والدتهم
يوم ويوم أي أن كل منهما يأخذ يومه في خدمة والدته
والاختلاف يكون دائما حين يكون هناك خروج لها من المنزل
إما للمستشفى أو للعمرة أو للتنزه
احترنا معهم ونحن واقفين لم نجد من أحدهم تنازلا
حتى كدت أن أحمل أمهم أنا وأوصلها إلى شقتهم كي نريحهم ونستريح
قاطعنا إمام المسجد وقد وصل إلينا وألقى السلام
وقال مخاطبا
الأخ الأصغر: أليس بينكم إتفاق وأنا شاهد عليه
فعرفنا أن إمام المسجد قد إطلع على حالهم
وعرفت مؤخرا
أنه وجدهم وهو خارج من بيته لصلاة الفجر على هذه الحالة وحكم بينهم
وقد توصلنا معهم لهذا الحل الذي رأيته وهو أن يحملاها الإثنين سويا حين يكون
هناك خروج لها من المنزل أو عودة إلى المنزل
سبحان الله
شي يثلج الصدر
وكما قيل بروا تبروا
فرق شاسع بين أجمل صور البر بالوالدين وخدمتهما
والايثار والعطف
وبين الابن العاق الذي يرمي أمه في دار رعاية اجتماعية
ولا أمام سوق ولا بمستشفى وينحاش
يقصي علي دكتور مصري يقول واحد جاب أمه لنا بالمستشفى
وتعبانة وقدمنا لها الرعاية من غذايات وأبر وريدية وعلاجات وجلست بالإسعاف يوم وليلة
ونتصل على جوال الابن نبيه يجي
ويقول أنا أسف بسافر بعد كم ساعة أنا وعيالي والتذكر قاصها بـ 15الف ريال
إذا رجعت جيت وخذتها وقطع الخط وأغلق الجوال وبالفعل بعد 25يوم جاء لقسم التنويم وأخذها
لااله الا الله
قلوب قاسية والحجر أهون منها
مستنسخ
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 02:53]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله .. قصة مؤثرة أخي
نسأل الله أن يعيننا على بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما
وجزاك الله خيرا أخي الكريم على نقلك الطيب
ـ[المسدد]ــــــــ[17 - Dec-2009, مساء 02:27]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك على الدعاء الطيب.
ـ[ابو عبد الوهاب]ــــــــ[18 - Dec-2009, صباحاً 01:27]ـ
قصة تقربك من عمل البر جزاك الله خيرا
واذكر انا اليوم واقعة لا زالت قائمة ولا زال الاعلام صامت وهو اني من العراق وفي بغداد منذ الامس تقوم المليشات الحكومية بحصار القنصلية الجزائرية بحجة التفتيش ولكن الحقبقة التي نسمعها منهم وهم يتهامسون ان الشباب في القنلية ذنبهم انهم سنة وانه يوضفون من العراق شباب سنة
ارجو من اخواني الدعاء لهم بالحفظ والسلامة من هذا الكرب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المسدد]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 01:47]ـ
اللهم احفظ إخواننا أهل التوحيد في العراق. جزاك الله خير أبا عبد الوهاب(/)
أعجبني هذا البيتان!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[16 - Dec-2009, مساء 11:17]ـ
رائعة المشيب - ولي الدين يكن
ورائعةٍ لما ألمَّت بمَفْرقي
تلقَّيْتُها خوفَ الفضيحةِ بالقَطْفِ
فقالتْ: على ضعفي قَوِيتَ وإنَّني
طليعةُ جيشٍ سوف يأتيكَ من خَلْفي!
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 07:04]ـ
بارك الله فيك
بيتان رائعان لطيفان
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 07:41]ـ
جزيت خيراً يا أستاذنا ..
في حاشية الحفني على الجامع الصغير (2/ 346) و (3/ 261):
ولائحة للشيب لاحت بعارضي **** فأدركتها بالنتف خوفاً من الحتف
فقالت على ضعفي استطلت وإنما **** رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي
وذكر قبلها قصة لطيفة بمعناهما ..
وعند غيره:
وزائرة للشيب لاحت بمفرقي **** فبادرتها خوفاً من الحتف بالنتف
فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي **** رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 10:49]ـ
بارك الله فيكما
إذن قد سرقهما!
ـ[محب الأدب]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 10:44]ـ
لله در تلك الأبيات التي تحرك القلوب وتثير العقول ...
وشكراً لاختيار الرائق المعجب ...
وقد أذكرتني جودة البيتين المذكورين بجودة شعر أبي نواسكما حكى ابن خلكان: اجتمع أبو العتاهية بأبي نواس ( http://209.85.229.132/showalam.php?ids=12185) وكان في طبقته وطبقة بشار، فقال أبو العتاهية لأبي نواس ( http://209.85.229.132/showalam.php?ids=12185): كم تعمل في اليوم من الشعر؟
قال: بيتا أو بيتين.
فقال: لكني أعمل المائة والمائتين.
فقال أبو نواس: لأنك تعمل مثل قولك:
يا عتب ما لي ولك يا ليتني لم أرك
ولو أردت مثل هذا الألف والألفين، لقدرت عليه، وأنا أعمل مثل قولي:
من كف ذات حر في زي ذي ذكر لها محبان لوطي وزناء
ولو أردت مثل هذا لأعجزك الدهر.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 11:29]ـ
ما أجمل مجالس الأدب، يا خزانة الأدب، ومحب الأدب .. بارك الله فيكما ..
إتماماً لما قاله أخي الفاضل أبو سليمان الأسعدي ـ حفظه الله ـ:
قال المناوي في فيض القدير (4/ 186):
" قال القرطبي: يقال إن ملكاً من اليونان استعمل على ملبسه أمة أدّبها بعض الحكماء، فأرته يوماً المرآة فرأى في وجهه شعرة بيضاء فقصها، فأخذتها الأمة وقبلتها ووضعتها بكفها وأصغت إليها.
فقال الملك: أي شيء تصغين؟
قالت: سمعت هذه المبتلاة بفقد قرب الملك تقول قولاً عجباً.
قال: ما هو؟
قالت: لا يتجرأ لساني على النطق به.
قال: قولي آمنة ما لزمت الحكمة.
قالت: تقول: أيها الملك المسلط على أمد قريب إني خفت بطشك بي فلم أظهر حتى عهدت إلى بناتي أن يأخذن بثأري، وكأنك بهنّ وقد خرجن عليك فإما أن يجعلن الفتك بك، وإما أن ينقصن شهوتك وقوتك وصحتك حتى تعد الموت غنماً.
فقال: اكتبي كلامك.
فكتبته فتدبره ثم نبذ ملكه .. في حديث هذا المقصود منه.
وفي معناه قيل:
وزائرة للشيب لاحت بمفرقي ... فبادرتها خوفاً من الحتف بالنتف
فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي ... رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 12:23]ـ
ما أجمل مجالس الأدب، يا خزانة الأدب، ومحب الأدب .. بارك الله فيكما ..
إتماماً لما قاله أخي الفاضل أبو سليمان الأسعدي ـ حفظه الله ـ:
قال المناوي في فيض القدير (4/ 186):
" قال القرطبي: يقال إن ملكاً من اليونان استعمل على ملبسه أمة أدّبها بعض الحكماء، فأرته يوماً المرآة فرأى في وجهه شعرة بيضاء فقصها، فأخذتها الأمة وقبلتها ووضعتها بكفها وأصغت إليها.
فقال الملك: أي شيء تصغين؟
قالت: سمعت هذه المبتلاة بفقد قرب الملك تقول قولاً عجباً.
قال: ما هو؟
قالت: لا يتجرأ لساني على النطق به.
قال: قولي آمنة ما لزمت الحكمة.
قالت: تقول: أيها الملك المسلط على أمد قريب إني خفت بطشك بي فلم أظهر حتى عهدت إلى بناتي أن يأخذن بثأري، وكأنك بهنّ وقد خرجن عليك فإما أن يجعلن الفتك بك، وإما أن ينقصن شهوتك وقوتك وصحتك حتى تعد الموت غنماً.
فقال: اكتبي كلامك.
فكتبته فتدبره ثم نبذ ملكه .. في حديث هذا المقصود منه.
وفي معناه قيل:
وزائرة للشيب لاحت بمفرقي ... فبادرتها خوفاً من الحتف بالنتف
فقالت على ضعفي استطلت ووحدتي ... رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي
جزاك الله خيرا.(/)