ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 - Oct-2007, صباحاً 11:34]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع طيب، نسال الله عز وجل أن ينفعنا به
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Oct-2007, صباحاً 04:10]ـ
سبحان الله
قصة عجيبة لها مدلولاتها
رب اشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره
ـ[بن عبد الغنى]ــــــــ[22 - Oct-2007, مساء 10:28]ـ
اخوانى شكرا على المرور الكريم
ـ[أبومنصور]ــــــــ[24 - Oct-2007, مساء 11:36]ـ
بارك الله فيك
الا ترى ان المقارنة والقياس كبير جدا جدا بين المشبه به والمشبه عليه؟؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Dec-2008, مساء 11:47]ـ
/// ما أحسن هذا وما أجمله .. قصَّةٌ مؤثِّرة تذكِّرنا بالسَّلف .. اللهم ألحقنا بهم
ـ[أبو هارون الجزائري]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 01:01]ـ
موعظة بليغة بارك الله فيك.
ـ[وجيه علي]ــــــــ[27 - Dec-2008, صباحاً 09:24]ـ
بوركت أخي ....
ـ[أبومعاذالمصرى]ــــــــ[27 - Dec-2008, مساء 08:08]ـ
سبحان الله
حقا كم فى الزوايا من خبايا
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[28 - Feb-2009, مساء 03:39]ـ
جزاك الله خيرا
استفدت من مشاركتك الجميلة(/)
قصيدة زواجر الطلبة بمدرسة أبي البركات العبدري بالصويرة المغربية
ـ[يوسف حميتو]ــــــــ[23 - Oct-2007, صباحاً 01:39]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني أخي الدكتور عبد الهادي حميتو حفظه الله عن الشيخ الفقيه الحسن إبندو قيم مدرسة أبي البركات العبدري ببلدنا الصويرة المغربية أنه وضع طائفة من العقوبات الزجرية للطلبة الذين يخالفون نظام المدرسة ويهملون واجباتهم الدراسية والدينية، وقد نظم هذه العقوبات في القصيدة التالية:
01 - الحمد لله رب العالمين قضى ... بالعدل في الحكم لا يبغي به عوضا
02 - سن العقوبات ضد المجرمين لإصلاح العباد من الشر الذي بهضا
03 - وبعد فالقصد نظم لزواجر تر ... دع المخل بها من نظُم فرضا
04 - في معهد العبدري وقت كان به التمري (1) وهْو الذي لسَنِّها نهضا
05 - من كان لا يحفظ الدرس الذي كتبا ... يضرب عشرا إذا لم يفِت الغرضا
06 - فإن أفات يزاد مثلها أسفا ... على الجهود التي ضيعها ومضى
07 - وإن يكن مهملا كل الدروس فقد أمسى بخمسين بعد عشرة غرضا
08 - ومن يكن لا يعي اللوح الذي كتبا ... فليستعد لضرب محدِث أرَضا (2)
09 - ومن لما قد وعى من سور من أحزاب يضيع بالنسيان فانتقضا
10 - يشبع ضربا بلا عد لضيعته ... محفوظه ولحبل الجد قد قرَضا
11 - من نام عن درسه يضرب خمسة عشر أدبا وعقابا ضعفُه فُرضا
12 - لكل من لم يصل الصبح وهو فتى ... لا يشتكي جسمه في ليله مرضا
13 - ينقص عشرا لدى صيف الخريف إذا ... قصُر ليل وقهر النوم قد عرضا
14 - ومن تخلف عن صف الصلاة فذا ... يضرب عشرا وإن من ذاك قد معَضا
15 - من كان يضحك عند الحزب سوف يرى ... في جلده أثرا للبرء قد رفضا
16 - وكل من كان لا يبالي بالنظافة أو ... يوسخ الأفنيات وسخ حُمِضا
17 - يضرب عشرين بعد أن يصح لد ... ي أنه لتلك التوسيخ قد عرضا
18 - ومن يصل بلا طهر سيضرب حتى يغتدي جلده كأنه بُعِضا (3)
19 - حسب جرم أتاه وهو منتهك ... لحرمة الأمن بالفوضى التي فرضا
20 - ومن يسافر بلا إذن فحق له ... أن لا يعود إذا ما عقله مرضا
21 - أما إذا عاد غير مظهر أسفا ... ولا اعتذارا صريحا أنه ما مضى
22 - إلا لأمر مهم فالعقاب له ... يشتد وهو الذي لسيف ذاك نضا
23 - ومن تعدى على الجيران فهْو إلى السلطة يبعث ما عليه عندي قضا
24 - كذاك من بجروح أو كسور أتى ... لا قدر الله في غير بها حرِضا (4)
25 - ومن غدا سارقا شيئا ولو تفها ... فالغرم والضرب والطرد ولو بغِضا
26 - ومن بدا كاذبا يوما وقد سئلا ... ان يصدق القول َ فليُرَ وقد غمِضا
27 - ومن تعاطى دخان التبغ يطرد إن ثبت ذاك عليه ولو امتعضا
28 - كذاك من يتصدى للقمار وما ... شابهه من أمور فعلها بُغضا
29 - ولعب الكرة المشؤوم قد حُظرا ... هنا إلى أبد لجلبه الحرضا
30 - إلا بإذن خصوصي لمن قصدا ... رياضة وبشرطها أبان رضا
31 - تلك قوانين للزجر وضعن لمن ... لم يكن القلب منه بالحياء أضا
32 - فلا عقاب ولا زجر عليه إذا ... فؤاده بالحياء قد غرِضا (5)
33 - والله يهدي الجميع للمحجة حى لا يرى أحد للزجر قد عرضا
34 - ثم الصلاة على خير الورى وعلى ... اصحابه الآخذين عنه علم قضا
*****************
1 - نسبة إلى قبيلة آل تامر في جنوب المغرب والتي يعود إليها أصل نسبنا الذي اثبت صاحب القصيدة في كتابه: " المتعة والراحة في تراجم أهل حاحة ((منطقة في جنوب المغرب)) " أنه يعود إلى نسل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ولعن من أبغضه وهجاه.
2 - الأ َرَضُ: التلف والفساد.
3 - بُعِض: من لسعة البعوض.
4 - الحرض: الفساد في البدن والعقل.
ـ[عبد السلام أيت باخة]ــــــــ[06 - Feb-2010, صباحاً 12:58]ـ
قصيدة جميلة جدا، لعل الشيخ عبد الهادي قد أوردها في كتابه الماتع "أدبيات المحضرة".
جزاكم الله خيرا.
ـ[الهلالي]ــــــــ[06 - Feb-2010, مساء 12:45]ـ
جزاك الله خيراً أخي يوسف
والقصيدة ظريفة في موضوعها، ولكنها غير سالمة من الخلل العروضي.(/)
قصيدة مهداة لحبيبي الإمام:ابنِ تيميّة
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 03:21]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يقول قائل .. ما مناسبة أن تكتب مرثية في ابن تيمية بعد مئات السنين من وفاته وهو مع هذا لم يعدم من يرثيه ويصنف فيه عبر السنين؟
فالجواب .. أني أدركت قيمة هذا الجهبذ لما انخرطت في مجادلة البدعيين على سائر نحلهم منذ برهة .. فكان مما يجمعهم على رغم اختلاف مللهم .. سبهم للإمام ابن تيمية رضي الله عنه .... فاقتضتني الغيرة أن أعبر له ببعض الوفاء بقصيدة متواضعة كشكر على ما استفدته من قراءة قصاصات من كتبه ..
ومن مقاصدي أيضا أن أهمس في آذان العلماء الذين شغلت كثيرا منهم المتون عن حمل الهم الإسلامي الكبير .. وأذكرهم .. بهذه السيرة العطرة .. فما أحوجنا لمثلها في أيامنا هذه ..
وهي قديمة في تاريخها .. قبل سنوات عديدة .. لست أدري على وجه التحديد
ولذلك ليست محبوكة كما ينبغي
ومن جميل الموافقات (وهذه لأبي مالك العوضي:)) .. أن أحد الحاقدين .. ويدعى "الأزهري" في إحدى المواقع المشبوهة .. كتب قصيدة هجاء في الإمام .. وكانت بنفس القافية .. ولم أكن يومئذ نشرتها .. فجاءت كالمعارضة لها دون قصد مني!
فاستبشر أهل السنة في الموقع بها كثيرا ولله الحمد .. وخُزي هنالك المبطلون .. وسقط في أيديهم .. ولله الحمد والمنّة
يابن تيمية عليك سلامي ** وجزاكم دارّ الخلود السلامُ
في ديار الإسلام حيتّك نجٌدٌ ** وحجازٌ وواسط 1 والشآم
فوق هذي الربوع ضوّّعت2 علماً ** ضيّعتْهُ قبيلَك الآثامُ
قد نثرت الكنوزَ نثراً فمنها ** "ذهبيٌ" كِتابه "الأعلام" 3
واستحالتْ قطوفُها دانياتٍ ** كلُّ جانٍ من الثمارِ إمامُ
ولو انّّ ابنَ قيّمٍ وحدَه مَن ** كنتَ تسقي فغُنيةٌ وَوِسام
فهْو شيخُ الإسلام كالبدْر يستسـ ** قي من الشمسِ الضوْءَ وهْوَتمامُ ُ 4
وبكلتا يديكَ سيفُ جهاد ** قلمٌ في يدٍ والاخرى حسامُ
من بديعِِ التأصيل شيدتَ قصراً** كلُّ أحجارهِ شدادٌ كرامُ
في سماء التفسير رايتُك الخضـ ** راءُ تعلو ودونها الآكامُ
وعلوم الحديث لانت بعينيـ ** كَ كما لان في اليدين الهلامُ
ولأهل الضلال جرّدْتَ سيفاً ** عبقريّاً كأنه لحام
يتعاطى كِنانة ً من دليلٍ ** في قِسيّّ البرهانِ منها سهامُ
فالنصارى صلّّّّبتَ منهم فريقاً ** في "جواب" 5 وآخرون استقاموا
ودرأت التعارضَ المدّعى في ** عقل ِ من يعدم العقول فهَاموا 6
لا يرى العقلُ إن دهاه اغترار ** وكذا العينُ إن دهاها الظلامُ
وفجَرتَ المِنهاجَ7 حباً لصحبٍ ** سيلَ عرم ٍ ,على الروافضِ سامُ
ولصحب الطرائق8 استلّ رمحًا ** يهتك الإفكَ .. فانجلت أوهام
ولأهل ِالكلام فندتَ قولاً ** إثرَ قول فَزَانَ منك الكلام
وبكُنهِ الذراتِ أصَّلتَ قولاً ** أثبتتْهُ في عصرنا الأعجام10
فانتفى الوهم وانتهى السهم نحوال ** ـمدّعي: أن تماثلت أجسام
والمعاني استخرجتَ منها اللآلي ** غاطسا في لُجاجِها حين عاموا
قد يكون اليراعُ في السطر أمضى ** من حسام في الصدر,,فيه الحِمام
ريشةٌ قد شَفتْ صدورَ عبادٍ ** وانتشَتْ من صريفِها الأقلام
تغتدي في رشاقة ثم تمسي ** ولها كالجيادِ ضبحٌ غرام
كلّ طلابِ جامعاتك ساروا ** فوق سهلٍ عبَّّّّدْتَهُ وأقاموا
وابنُ عبدِالوهابِ سار على الدّر ** بِ وكادت أن تُعبَدَ الأصنامُ!
يومَ قازانَ والحوانيتُ غرقى ** في دم الناس, زمجر الضرغام
يمخرُ الصعبَ في سفينةِ وحْيٍ ** والنجاةُ قِوامُها الإسلام
جاءهم كالهِزَبْرِ يعدو فولى ** كُلّ ضبع ٍ وأذعنتْ أنعامُ
فحمى ربُنا به بيضة َ الإسـ ** لامِ حتى عمَّ الديارَ السلام
لا تسلْني عن فضلِه وسلِ التا ** ريخَ يشهدْ خِيارُه والطّغام12
"والفتاوى " شهود عدل ففيها ** من كتابٍ وسنةٍ إفحام
بل سلوها جنازةَ الشيخِ تشهدْ ** وليقمْ بالقضاء فينا الأ نامُ 13
حقدُهم ليس بدعة ً فالنبيو ** نَ ازدراهم من قبلُ قومٌ لئامُ
كلما ناظروه رُدّوا على أعْـ ** قابِهم واعتلى الأنوفَ الرغامُ
من لحومِ الأعلامِ نالت خصومٌ ** وبـ "رفع الملامِ" 14زال الخصامُ
راهبٌ جُلّ ليله في قيامٍ ** فارسٌ في نهارِه صوّامُ
لا يعاديه غير شخصٍ حقودٍ ** قد أحاطت بقلبه الأختام
محِدثٌ أو منافقٌ أو حسودٌ ** قلبُه الأسْودُ احتواه الضّرامُ
ينهشُ الوغدُ لحمهُ وهو مرٌ ** ثم يومَ المعادِ منه سخامُ
(يُتْبَعُ)
(/)
(جسَّموا) قولَك: اليدان استحقّا ** عينَ ما قال ربُنا العلاّم 15
ضربوا بينهم وبينك سوراً هل نفى الشَّمْسَ أن يَمُرَّ الغَمَامُ؟
إنُّ نفيي سياحةٌ وانحباسي ** خلوةٌ ثم إنّ قتلي مرامُ17
مات في السجن -وهو حرٌ- ليلقى ** ربه وهْوَ عبدُهُ المقدام
كم نهى عن تبرّك ثم لمّا ** غسّلوهُ تدافعت أقوامُ!!
كان يومَ الاثنين ميلادُ حَبر ** ثمّ ليل الاثنين كان المنامُ 18
قدّسَ اللهُ روحَه وسقاها ** من شآبيب فضلِه .. والسلامُ
============================== =====
*قيل يضامّ بالثقل من الضمّ وقيل بالتخفيف على معنى الضيم .. والمراد لا يحصل لأحد ضيم في رؤية وجهه الشريف سبحانه وتعالى
1ـ واسط من أعمال العراق بين البصرة والكوفة .. وإشارة إلى العقيدة الواسطية
2ـ تضوع أي انتشر
3ـ اشاره الى الإمام الذهبي رحمه الله تعالى وكتابه القيّم:سير أعلام النبلاء
4ـ المقصود بشيخ الإسلام هنا .. الإمام الرباني الموسوعي ابن القيم رحمه الله تعالى
5ـ هو الكتاب الفخيم: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وقد أسلم بسببه أناس كثر ..
6ـ إشاره إلى ردوده على الأشاعرة والمعتزلة في كتابه النفيس "درء تعارض العقل والنقل"
7ـ إشارة إلى" منهاج السنه النبويه في الرد على الرافضة والقدرية "
8ـ أصحاب الطرق الصوفيه
9ـ بعض المتفلسفة يقولون: إن الوحي ما هو إلا إملاءات من" سماء" العقل الفياض .. لا أنه من الله حقيقة
10ـ الأشاعرة يقولون بتماثل الأجسام في محاولة نفي طريقة السلف في ذم تحريف المعنى"التأويل" ففند شيخ الإسلام هذه الدعوى .. وقد أثبتها العلم الحديث حيثت العناصر المختلفة جواهرها"ذراتها" مختلفة.
11ـ هجوم التتار على الشام بقيادة قازان حفيد جنكز خان
12ـ الطغام:الأوغاد .. وهو جمع طغم
13ـ كلمة الإمام أحمد المشهورة"بيننا وبينكم الجنائز"أو بيننا وبينكم الموت.
14ـ رسالته القيمة: رفع الملام عن الأئمة الأعلام التي رفع فيها الحرج عن العلماء وبين أسباب اختلاف اجتهاداتهم.
15ـ إشارة إلى تهمتهم إياه بالتجسيم .. رغم كونه بالغ الوضوح في أنه يثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم.
16ـ لما أغلق عليه السجان الباب .. تلا رحمه الله قول الله"فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب".
17ـ كلمته المشهورة: حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة موافقا بذلك مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقريبا من وفاته .. ولعل هذا من الموافقات الدالة على تحريه اتباع السنة بحذافيرها .. شبرا بشبر وذراعا بذراع. .
18 ـ رحمه الله رحمة واسعة .. وحشرنا معه في النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن ألئك رفيقا. (وجعلني مثله)
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 03:26]ـ
أرجو من فضيلة المشرف تعديل الاسم في العنوان .. مجزيا عني خيرا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 03:30]ـ
" لا فض الله فاك
حق لك أن تحب شيخ الإسلام "
هذا ما نطقت به شفتاي وأنا أقرأ ما خطت أناملك
ـ[الأحمدى عثمان الهوارى]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 05:21]ـ
رحم الله تعالى شيخ الاسلام ابن تيمية ... وجزى الله تعالى الأخ الكريم خير الجزاء ... فشيخ الاسلام لم يكن الفقيه فحسب، أو المفسر فحسب، أو الأصولى فحسب ... بل كان رحمه الله تعالى موسوعة علمية متحركة ... وكفى بحبر اليهود الذى قال (ابن تيمية أعلم بديننا منا) لكن تأبى الطائفة العزمية الضالة إلا الطعن فيه بل وتكفيره!!!! ليست وحدها بل كل ذى بدعة وجده غصة فى حلقه، يكشف عواره ويظهر إفلاسه، فحسبنا الله ونعم الوكيل ... لاتحزن _ شيخ الإسلام _ فعند الله تعالى تجتمع الخصوم ... عليك رحمات الله ... وللأخ الحبيب خالص التقدير ... عاشت السنة عالية خفاقة ... وحسبها أنها طريق محمد صلوات الله وتسليماته عليه ... وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 08:42]ـ
أخي الفاضل أبو القاسم
لا فض فوك
القصيدة جميلة بديعة رائقة محكمة
حق لك أن تحبه وحق لنا أيضاً فهو سيدنا وحبيبنا مجدد الإسلام ومحيي السنة وقامع
البدعة الأثري أحمد بن تيمية شيخ الإسلام
أغار على حصون الصوفية الخرافية فأبادها
وعلى قواعد الفلسفة الأفلاطونية فمحاها
وعلى انحرافات المعتزلة والجهمية فعرَّاها
وعلى تأويلات الأشعرية فبددها وبالأرض سواها
وأعلى عقيدة الأمة المحمدية السلفية النقية فجلاها
وطلعت على يديه للعالمين شمس ضحاها
جزاكم الله خيراً وأستأذنكم في نسخها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 09:09]ـ
لم أقرأ القصيدة بعد
ولكن جزاك الله خيرا مقدما
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Nov-2007, صباحاً 11:25]ـ
أحسنت اخي ابا القاسم
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[13 - Nov-2007, صباحاً 01:14]ـ
جزاك الله خيرا ورفع الله قدرك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[13 - Nov-2007, مساء 03:11]ـ
ما شاء الله تبارك الله ....
رائعة؛ تنُمُّ عن حبٍ عميقٍ متأصّل ...
لكن ـ شاعرنا الفاضل ـ ...
أشكلَ عليَّ البيتُ الأولُ من حيثُ وزنُه ..
يابن تيميةٍ بقيتَ وجيها**وجزاك الذي وجهه لا يضامُ*
فما أنتَ قائل؟
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[14 - Nov-2007, صباحاً 12:41]ـ
نعم يا أخي المبارك .. كلامك حقّ ..
والبيت ليس هكذا أصلا .. ولكني قد أوكل بعض الكرماء في كتابة مواضيعي أحيانا ..
ممن قد يصرفون أوقاتهم في أشياء لا تفيد .. وقد يتصرّف إذا لم يستبن له الكلام!
والبيت:-
يابن تيميّة عليك سلامي**وجزاكم دارَ الخلود السلامُ
ولو فتشت عنها في ملتقى الحديث مثلا ستجدها كتبت هكذا بتاريخ قديم
شاكرا لك من صميم الفؤاد .. هذا التنبيه الكريم .. لا حرمنا الله من تنبيهات الفضلاء
ثم اعلم يرحمك الله أن قولك (ينم عن) .. فيه نظر .. والأولى بالصواب أن النمّ يعدى بـ"على"
وجزى الله الإخوة الأكارم الفضلاء الذين جادوا بدعائهم .. وتعليقاتهم اللطيفة .. التي تنم على لطفهم لا على شيء آخر
ولكم بمثل جميعا ..
وجمعني الله وإياكم وجميع أخيار هذا الملتقى الطيب على محابّ الله ومراضيه
وأظفرنا يوم القيامة بالجلوس على الأرائك متقابلين
اللهم آمين
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[15 - Nov-2007, مساء 01:40]ـ
بارك الله فيك على هذا التنبيه ...
ـ[العرب]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 12:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أبو القاسم
لا فض فوك
القصيدة جميلة بديعة رائقة محكمة
ـ[شتا العربي]ــــــــ[16 - Nov-2007, صباحاً 12:32]ـ
ما شاء الله ما شاء الله
جزاكم الله خير الجزاء أخي الفاضل وبارك الله فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ورحم الله إمامنا العظيم وطيب الله ثراه وجمعنا به في جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
حفظكم الله أخي الفاضل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
فلسفة العمر
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 01:27]ـ
من أهم مصادر الجمال في الإسلام عقيدةُ اليوم الآخر، لكننا لن نذوق جماليتها إلا بعد معرفة ما "العمر"؟ هذا الامتداد الزماني الحاد المحدود، الذي يحد فترة حياة الإنسان، من الولادة إلى الممات.
العمر هبة إلهية كبرى .. إنه تجلٍّ من تجليات الحياة، بيد أن حقيقته نسبية ككل حقائق الحياة الدنيا. فليس فيه -إذا تفكرت- طويل وقصير، وإنما هو قصير كله. فمن حيث منطق الأشياء وطبائعها: كل ما ابتدأ لينتهي لا يكون إلا قصيرا. أليس كل الناس يموتون بعد سنوات من تاريخ ميلادهم؟! نعم، سنوات، وإن هي إلا سنوات، لا مئات السنين، ولا آلافها.
ثم إن المقارنة النسبية بين أعمار الخلائق المختلفة تبيّن لك نسبيّة الطول والقصر باعتبار آخر. فمن الخلائق التي تعيش مئات السنين أو آلاف، من غير البشر، كالأشجار، والجبال ونحوها، وكالشياطين -وقد قال إبليس اللعين: ?قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ? (الحجر: 36 - 38) - إلى الكائنات التي تعمر الشهر والأسبوع واليوم، كبعض الحشرات، من مثل النحل، والذباب، والفراش. فلو نظرت إلى ما يشعر به المعمَّر مئات السنين أو آلافَها وهو ينظر إلى عمر الإنسان لوجدته يتأسف على شدة قصره، ويأسى على الإنسان الذي لم يمد له في عمره إلا قليلا، وهو لا يدري أن عمره هو أيضا بالنسبة إلى من هو أطول عمرا قصير جدا.
قصر الأعمار
ولو نظرت أنت -باعتبارك الإنساني- إلى أعمار الحشرات التي تعيش شهرا أو أسبوعا أو يوما، لأشفقت عليها من شدة قِصَرِ ما تعيشه من لحظات. ومما أرويه عن علماء الأحياء، أن ضربا من الفراش يعيش دورته البيولوجية الكاملة، في مدة لا تتجاوز أربعا وعشرين ساعة. يكون بيضة، ثم يخرج منها، فيدبّ دودة، ثم يلتف حول نفسه في غشائه، ليطير بعد ذلك فراشة، ثم يبيض ما شاء الله له ليخلّف ذريته بأمان، ثم يموت. كل ذلك في أربع وعشرين ساعة! وعندما كنتُ أقرأ أن بعض الحشرات يعيش ثمانية أيام على الأكثر، كان يتبادر إلى ذهني أن تلك الحشرة إذا طال عمرها إلى اليوم الثامن، تنشد كما أنشد الشاعر العربي القديم:
سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الْحَيَاةِ ومَنْ يَعِشْ
ثَمَانِينَ حَوْلاً -لاَ أبَا لَكِ- يَسْأمِ!
واليوم الواحد بالنسبة إلى وجدان الحشرة كعشر سنوات كوامل، لا فرق. ولو نظرت إلى ما أخبر به الله عن الزمان الكوني في القرآن، لأدركت أن الأعمار كلها بالفعل قصيرة.
الزمان الكوني وتجلياته
والزمان الكوني صور وأقسام شتّى، يتجلى بعضها في بُعْدِه "المِعْرَاجِيّ"، وهو نوعان: الزمان الأمري والزمان الملائكي. فـ"الزمان الأمري" هو المشار إليه في قوله تعالى: ?يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ? (السجدة:5)، و"الزمان الملائكي" هو المشار إليه في قوله سبحانه: ?تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ? (المعارج:4). كما يتجلى في صورة "الزمان العِنْدِيّ" وهو المشار إليه في قوله تعالى: ?وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ? (الحج:47). وهو زمان "الملائكة العندية" المشار إليها في قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ? (الأعراف:206) {س}. ثم "الزمان الأخروي" وهو الزمان الخالد السرمدي الذي لا ينتهي أبدا.
وفي ذهنك، أنت أيها المعمَّر مائة عام أنك عشت عمرا مديدا. نعم تماما كما عُمِّرَت الحشرةُ ثمانيةَ أيام، أو أربعا وعشرين ساعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولك أن تتفكر في نسبية الزمن عند تقلّب أحوال النفس الإنسانية، بين شتّى ضروب الانتظار مثلا .. عندما تنتظر حلول لحظة سعيدة لم يبق بينك وبينها إلا لحظات يسيرة من دقائق معدودات .. تَشعُر أنها تمر ببطء شديد، وتقلق من "طول" الانتظار؛ فكأنّ وقع الدقائق تلك في نفسك عدة أعوام. وعندما تحلّ اللحظة السعيدة، تشعر -رغم طول مدتها بالنسبة إلى لحظات الانتظار- أنها قصيرة جدا، فكأن وقتها يتصرم منك تصرما. الزمن نسبي .. وتلك هي حقيقة الأعمار.
الطول والعرض في الأعمار
والعمر -عند التفكر في الخلق الإلهي- هو حقيقة الإنسان. إذ ليس المرء إلا بداية ونهاية! ساعة ولادة فساعة وفاة. ولكن .. شتان شتان بين عمر وعمر! ليس ذلك باعتبار الطول والقصر؛ إذ الأعمار كلّها قصيرة كما أسلفنا، ولكن باعتبار العرض والضيق، إذ قد يكون العمر طويلا -حسب العد البشري النسبي- ولكن يكون ضيقا من غير سعة. كما قد يكون قصيرا بالاعتبار نفسه، ولكنه عريض جدا، حتى لكأنه لا يكاد ينتهي أبدا.
وبيان ذلك بالمثال التالي: هَبْ أن العمر عبارة عن طريق يقطعها الإنسان، لها امتداد طولي وآخر عرضي. والعادة أن الإنسان إنما ينتبه إلى الطول؛ لأن ذلك هو المتعلق بمفهوم الزمن (الماضي والحاضر والمستقبل)، ولكنه قلّما ينتبه إلى العرض؛ لأن هذا إنما يتعلق بالأعمال والمنجزات خلال كل فترة من فترات الزمن.
فالإنسان في سيره خلال عمره نوعان: نوع يخطو دون أن ينتبه إلى عرض الوقت، فيلتهم من طوله ما هو مقدّر له، فلا يشعر ببركة العمر مهما طال، حسب العد البشري النسبي. ونوع ينتبه إلى العرض؛ ولذلك فهو إذ يخطو الخطوة الواحدة من عمره، لا ينتقل إلى الثانية حتى يخطو مثلها على عرض الطريق لا على طولها ليعيش باقي اللحظات التي هي من الخطوة الطولية الأولى نفسها التي خطاها.
وهكذا يبقى يخطو على عرض الطريق حتى يستوعب كل عرضها. وحينئذ فقط، ينتقل إلى أمام ليخطو خطوة أخرى على طولها، ثم يستأنف بعد ذلك خطوات العرض. فهو إذن يسير طولا وعرضا.
إن مفهوم العرض رمز إلى استغلال الوقت استغلالا كاملا. لأن الناس -في الغالب- يعيشون اللحظة الواحدة، بما لا يكفي لعمارتها من الأشغال والأعمال. وربما أمضوها بالفراغ، وذلك هو ما يسمى بقتل الوقت. والعرض هو استنفاد كل الحيز الزمني للحياة بالمنجزات الإيجابية، والأعمال الحية التي تملأ رصيد العبد بالحياة الحافلة بالخير. وتلك هي "بركة العمر" المرجوة في الأدعية المأثورة. وإني إذ أذكر هذا المعنى أذكر وصف الله للجنة بقوله سبحانه: ?سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ? (الحديد:21)، ذلك أن الجنة زمن خالد، فأنت تعيش اللحظة الواحدة مرات عديدة، لا تنقضي أبدا. كما أن نعمها الوفيرة لا تستنفد أبدا. فذلك هو العرض ذو المعاني الجميلة.
أما الطول فهو يوحي بالنهاية والزوال، ومن هنا لم تكن للأعمار قيمة من حيث طولها أو قصرها. وإنما البليد من الناس من يتشبث بالطول الدنيوي. قال تعالى:
?قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ? (البقرة:94 - 96).
ذلك أن جشع الكفار وجهلهم بحقيقة الحياة، يجعلهم ينظرون للدنيا من خلال بُعْدٍ واحد، هو البعد الطولي. وهو بعد خداع، لأن الألف سنة فيه كاليوم لا فرق، ما دام الطول ينتهي إلى حد. والعدد في الوحدات الزمنية الدنيوية -كما رأيت- نسبي، ورب حشرة عاشت بضع لحظات، أو بضعة أيام، أزكى عمرا ممن عمر ألف سنة. ومتى كان الإنسان هو المقياس الحقيقي لوحدات الزمن؟!
العمر الطولي والعرضي
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا ذمّ الله الحياة الدنيا، من حيث هي طول يُتلهف فيه على المتع الزائلة، والمكاسب الفانية: ?وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ? (الحديد:20)، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا لي وللدُّنْيا .. ؟ ما أنا في الدنيا إلا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تحت شَجَرَةٍ ثم رَاحَ وتَرَكَها! " (رواه الإمام أحمد والترمذي).
والأحاديث في ذم الدنيا والركون إليها كثيرة جدا، تملأ أبوابَ الرِّقَاقِ من كتب الحديث النبوي الصحيح. وهي لا تخرج في معناها عن التنبيه إلى خطورة النظر القاصر إلى الزمن، والتكالب على استنفاد لحظات العمر في عَدِّ طولٍ لا يمنع من الموت شيئا.
والجميل في الأمر أن العرض لا ينقضي بوفاة الإنسان، بل يمتد حتى بعد وفاته؛ فلا تجده يشعر ذلك الشعور اليائس الذي يزلزل نفسية الكفار، إذ يشعرون عند ذكر الموت بهول "الفناء".
وقد رأينا كثيرا من علماء الأمة الإسلامية ممن لم يعمَّر من حيث الطول إلا ثلاثا وخمسين سنة، كالإمام الشافعي رحمه الله، ولكن ها أنت تراه -بعد وفاته بأكثر من ثلاثة عشر قرنا- يملأ الدنيا بالحياة. فهذا مذهبه الفقهي يملأ عرض الدنيا وطولها، وهذه كتبه العلمية تملأ كل أعمار الناس. فهل عاش الشافعي بضعا وخمسين سنة فقط؟! إنه نظر قاصر لمفهوم الزمن إذن.
وكذلك الشأن بالنسبة للإمام النووي رحمه الله، الذي لم تزل مصنّفاته هي مادة التربية الإيمانية لملايِين المسلمين، ككتاب "رياض الصالحين"، وكتاب "الأذكار"، و"الأربعين النووية"، و"شرح صحيح مسلم". فهذا الرجل العظيم قد عاش عمرا مباركا عريضا جدا، في خمس وأربعين سنة فقط.
ومن المعاصرين الإمام حسن البنا رحمه الله الذي استشهد عن عمر لا يتجاوز الثلاث والأربعين سنة، ولكنه لم يزل يمتد في حياة الأجيال امتدادا قويا، لا تحدّه مقاييس الأعمار الفانية .. إنك تراه هنا وهناك حيا، يحرك الأحداث المعاصرة، ويهز الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية هزا في كل مكان. أولئك قوم عرفوا كيف يعيشون عرض العمر، ولم يأبهوا لطوله الكاذب.
وقد وجدنا النصوص القرآنية والحديثية تنبّه المسلمين إلى هذا المعنى العظيم، حيث يملك المرء معه أن يعيش حتى التخمة، حياة حافلة بالحياة. يقول الله عز وجل في العبد يستثمر وقته في العمل الصالح: ?مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ? (البقرة:261)، وهو ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة" (متفق عليه).
ويموت الإنسان لكن يمتد عرض عمره بعده. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم) وقال أيضا: "مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُها وأجرُ مَنْ عَمِلَ بها بعده، من غير أن يُنْقَصَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْءٌ." (رواه مسلم). وذلك كل فعل الخير الذي لا ينقطع أثره بالموت.
الحياة الآخرة
ثم إن الإيمان بالحياة الآخرة يشعر المسلم بأن الموت إنما هو مَعبر إليها، فلا يحس في وجدانه العميق بأنه ينتهي بالموت؛ فيعيش الحياة بذوق آخر، ملْؤه العمل والأمل في أن تكون أخراه أفضل من دنياه ..
فيا لبؤس عمر يعيشه الإنسان وهو يشعر بأن الموت هو آخر المطاف! انظر إلى هذه الإشارة الإلهية في وصف نفسية الملاحدة المنكرين للبعث، إذ يقتلهم اليأس، ويدمرهم القنوط.
قال تعالى: ?فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ? (الأنعام:125)، وقال سبحانه: ?وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ? (الحج:31).
فانظر إلى هذا الزلزال النفسي، والشعور بالدمار والخراب في الحياة! الذي يملأ صدور الكفار، واليأس القاتل الذي يجثم على أحلامهم، لما يعيشونه من فقر شديد في العلم بالله. بينما يملأ هذا حياة المسلم سعة ورحمة، بسبب ما يتيحه له من آفاق أرحب، للنظر في الحياة والكون والمصير. وفقدانه يعني فقدان التوازن النفسي حتما في التعامل مع العمر.
هذا الرصيد الوحيد لدى الإنسان، الذي عليه أن يوظفه ليسعد أو ليشقى. ودون هذا الفضاء الواسع الرحب لا يوجد إلا اليأس القاتل، والخراب المدمر، وهو حال كل منكر للبعث من الكفار والملاحدة أجمعين. وما ذلك إلا لأنهم -كما وصفهم الله تعالى- ?قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ? (الممتحنة:13).
ومن هنا فأنت ترى أن الباب الفسيح الذي يمد عمر المسلم بالاتساع، إنما هو مفهوم "الغيب".
هذا المفهوم الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية بأكملها. فهو الذي يملأ حياة العبد العامل أملا، ويغمر وجدانه حياة متدفقة أبدا، لا يحدها أجل، ولا تقطعها وفاة!
للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
__________________
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[27 - Nov-2007, صباحاً 07:21]ـ
يموت الإنسان لكن يمتد عرض عمره بعده
اللهم يا أرحم الراحمين ارزقنا عمرا مديدا مباركا في حياتنا وبعد مماتنا ووالدينا والمسلمين اجمعين
جزى الله الناقل والكاتب خير الجزاء
مقال نفيس ينبغي لكل قارئ الوقوف على مدلولاته
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[30 - Nov-2007, صباحاً 02:21]ـ
اللهم يا أرحم الراحمين ارزقنا عمرا مديدا مباركا في حياتنا وبعد مماتنا ووالدينا والمسلمين اجمعين
جزى الله الناقل والكاتب خير الجزاء
مقال نفيس ينبغي لكل قارئ الوقوف على مدلولاته
اللهم امين
وجزاك اخي الكريم وشكرا على مرورك الطيب المبارك(/)
الفِطْرِيَّةُ
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[29 - Nov-2007, صباحاً 01:43]ـ
الفِطْرِيَّةُ: مصدر صناعي أخذناه من الفِطْرَةِ. وهو دَالٌّ – بمصدريته تلك - على معنى دعوي. أي على "فِعْلٍ" واقعٍ في الفطرة ومن أجلها، سواء في النفس أو في المجتمع. ومن هنا سَكَكْنَاهُ مصطلحاً نعبر به عن مشروع دعوي عام، وعن تصور كلي للعمل الإسلامي، نرجو أن يوفقنا الله إليه. وهو ما نتوسل إلى محاولة ضبطه بمسمى الفطرية.
فأما حَدُّهَا فهو:
إِقَامَةُ الوَجْهِ للِدِّينِ حَنِيفاً، خَالِصاً للهِ؛ وذلك بِمُكَابَدَةِ القُرْآنِ ومُجَاهَدَةِ النَّفْسِ بِهِ تَلَقِّيّاً وبَلاَغاً؛ قَصْدَ إِخْرَاجِهَا مِنْ تَشَوُّهَاتِ الْهَوَى إلَى هُدَى الدِّينِ الْقَيِّمِ؛ ومِنْ ظُلُمَاتِ الضَّلاَلِ إلَى نُورِ الْعِلْمِ بِاللهِ.
فبناء على هذا التعريف؛ تكون "الفِطْرِيَّةُ" بمثابة عملية إصلاحية وجدانية، تقوم أساسا على تصحيح ما فسد من فطرة الإنسان، المجبول أصلا على إخلاص التوحيد، وإصلاح ما أصابها من تشوهات تصورية وسلوكية، في شتى امتداداتها العمرانية.
ذلك مقتضى الآيات - عِبَارةً وإشارةً وسياقاً - من قوله تعالى، الجامع المانع في هذا المعنى العظيم، وهو النص القرآني الفريد الذي يقول فيه الله جل جلاله: ((بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَن اَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ. وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.)) (الروم:29 - 31).
وهي دائرة من حيث المنهج على تلقي رسالات القرآن، من خلال تلقي آياته كلمةً كلمةً، ومكابدة حقائقه الإيمانية مَنْزِلَةً مَنْزِلَةً، إذ لا تَخَلُّقَ للنفس إلا بمعاناة! ولا تخلص لها من أهوائها إلا بمجاهدة! فالقرآن هو خطاب الفطرة، من حيث هي راجعة إلى "إقامة الوجه للدين"، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا). وقد كان ذلك - منذ كان - بتلقي آيات القرآن، وما تجدد قط في التاريخ إلا بتجديد التلقي لها، بناءً وتربيةً وتثبيتاً، على مُكْثٍ من الزمان.
ذلك هو المنهج الدعوي الأصيل الذي يصرح به القرآن: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (الفرقان: 32). (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) (الإسراء: 106). وتلك هي الحكمة الأولى من تنجيم القرآن على مدى ثلاث وعشرين سنة! فإما أن تستقيم الدعوة والتربية على هذا الوِزَانِ؛ وإلا فلا تَخَلُّقَ ولا تَحَقُّقَ، ثم لا صَلاَحَ وإصْلاَح!
ومن هنا كان مدار التربية الفِطْرِيَّةِ ومحورها الأساس، إنما هو كتاب الله جل علاه، إذْ هو كتاب الفطرة الذي عليه استقامت يوم قامت، وعليه يجب أن تستقيم كلما انحرف بها المسار. ولا يكون ذلك إلا بأن تستأنف تلقي حقائقه الإيمانية مرة أخرى، وتتغذَّى من روحه العظيم، تخلقا وتحققا، ثم تشتغل ببلاغ ما تلقته بالمنهج نفسه – أعني تخلقا وتحققا - أي بتلقين ذلك للآخرين عبر مجالس القرآن، التي هي المحاضن التربوية للفطرية، وأحد أهم مسالكها الإصلاحية.
ذلك أنه قد تقرر بنصوص القرآن وبما تواتر من سنة النبي العدنان - عليه أفضل الصلاة والسلام - أن الصلاح والإصلاح لا يكونان - على الوجه الحقيقي - إلا عبر مسلك القرآن! وأن من لم يكابد القرآن لم يذق حلاوة الإيمان! وأن من لم يعان وقع الفرقان على الوجدان لم يجد أشواق الجِنَان، ولا رَهَبَ النيران! وأن من حُرِمَ ذلك كله لم يذق معنى محبة الرحمن!
(يُتْبَعُ)
(/)
فأي دعوة تكون أم أي داعية، إذا كان فؤاده فارغا من هذه الحقائق والمعاني؟ شاردا عنها في تيه شقشقات الكلام، ومهاترات الجدل والخصام؟ ولا هو كان ممن اتخذ لنفسه مسلكا إلى الله عبر ربانية القرآن؟ وكيف لا؟ وها الرحمن جل علاه يبين الطريق للعباد - بما لا يدع مجالا للشك ولا للتردد - بقوله الواضح الصريح: (وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ!) (آل عمران: 79). (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً!) (الفرقان:30). وختم سورة النمل ببيان هذا المنهج الرباني الفريد، فقال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنَ اَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنَ اَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. و! َأَنَ اَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلِ اِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ. وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمُ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ!) (النمل: 91 - 93).
والمصطلح المفتاح لمنهج التعامل مع القرآن، في مدرسة "الفطرية"، هو مصطلح: "التلقي". لأن التربية القرآنية في مجالس القرآن لا تكون إلا بتلقي الرسالات الكامنة في الآيات! تلك الرسالات هي التي تتضمن حقائق الإيمان المقصودة بالتخلق والتحقق، في طريق الدعوة والسير إلى الله صلاحا وإصلاحا.
فمن قرأ سورة الإخلاص ولم يتخلق بالإخلاص، ولا هو تحقق به، فمعناه أنه لم يَتَلَقَّ سورةَ الإخلاص! ولا هو ممن تلاها حقّاً، ولو ظل يرددها آلاف المرات! (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ!) (البقرة: 121). وكذلك من قرأ المعوذتين ولم يتحقق بما فيهما من أمان، ولا نزلت عليه سكينتهما، فإنه لم يتلق شيئا من السورتين! ومن قرأ سورة الفاتحة ولم يجد نفسه قد تخلق بالحمد، ثم اندرج بمدارج "إياك نعبد وإياك نستعين"؛ طلباً لهداية الرضى والتثبيت، فإنه لم يتلق الفاتحة بعد!
وإنما يكون "التلقي للقرآن" باستقبال القلب للوحي على سبيل الذِّكْرِ. وبيان ذلك هو كما يلي:
كثيرون هم أولئك الناس الذين يتلون القرآن اليوم، أو يستمعون له على الإجمال، على أشكال وأغراض مختلفة. ولكن قليل منهم من (يَتَلَقَّى) القرآن!
وإنما يؤتي القرآنُ ثمارَ الذكر حقيقةً لمن تَلَقَّاهُ! وإنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَقَّى القرآن من ربه. قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6). ولا يزال القرآن معروضا لمن يتلقاه، وليس لمن يتلوه ظاهرا فقط!
وأما تلقي القرآن: فهو استقبال القلب للوحي. إما على سبيل النبوءة، كما هو الشأن بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم. على نحو ما سبق في قول الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ! مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6)، ونحو قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ) (القصص:86)، حيث ألقى الله عليه القرآن بهذا المعنى، كما فسره الراغب الأصفهاني من قوله تعالى: (إنا سَنُلْقِي عليك قولا ثقيلا) (المزمل:5) قال رحمه الله: (إشارة إلى ما حُمِّلَ من النبو ة والوحي!) ([2]).
وإما أن يكون (تلقي القرآن) بمعنى: استقبال القلب للوحي، على سبيل الذِّكْرِ.
وهو عام في كل مؤمن أخذ القرآن بمنهج التلقي. فذلك المنهج هو الذي به تنبعث حياة القلوب. لأنها تتلقى آنئذ القرآن (روحا) من لدن الرحمن. قال تعالى:: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا. مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ. وَلَكِن جَعَل ْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا. وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى:52 - 53).
(يُتْبَعُ)
(/)
و (تلقي القرآن) بمعنى استقبال القلب للوحي، على سبيل الذِّكْرِ؛ إنما يكون بحيث يتعامل معه العبد بصورة شهودية، أي كأنما هو يشهد تنزله الآن غضا طريا! فيتدبره آيةً، آيةً، باعتبار أنها تنزلت عليه لتخاطبه هو في نفسه ووجدانه، فتبعث قلبه حيا في عصره وزمانه! ومن هنا وصف الله تعالى العبد الذي (يتلقى القرآن) بهذا المعنى؛ بأنه (يُلْقِي) له السمع بشهود القلب! قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق:37). ذلك هو الذاكر بالقرآن حقا، الذي يُحَصِّلُ ثمرة الذكرى ولا يكون من الغافلين.
فأن تتلقى القرآن: معناه إذن؛ أن تصغي إلى الله يخاطبك! فتبصر حقائق الآيات وهي تتنزل على قلبك روحا. وبهذا تقع اليقظة والتذكر، ثم يقع التَّخَلُّقُ بالقرآن، على نحو ما هو مذكور في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لما سئلت عن خُلُقِه عليه الصلاة والسلام؛ فقالت: (كان خُلُقُهُ القرآنَ!) ([3]).
وأنْ تتلقى القرآن: معناه أيضا أن تتنزل الآيات على موطن الحاجة من قلبك ووجدانك! كما يتنزل الدواء على موطن الداء! فآدم عليه السلام لما أكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة؛ ظهرت عليهما أمارة الغواية؛ بسقوط لباس الجنة عن جسديهما! فظل آدم عليه السلام كئيبا حزينا. قال تعالى: (فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا! وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ. وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه:121). ولم يزل كذلك حتى (تلقَّى) كلمات التوبة من ربه فتاب عليه؛ فكانت له بذلك شفاءً! وذلك قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم) (البقرة:37). فهو عليه السلام كان في حاجة شديدة إلى شيء يفعله أو يقوله؛ ليتوب إلى الله، لكنه لا يدري كيف؟ فأنزل الله عليه - برحمته تعالى - كلمات التوبة؛ ليتوب بها هو وزوجه إلى الله تعالى. وهي – كما يقول المفسرون - ق! وله تعالى: (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف:23) فبمجرد ما أن تنزلت الآيات على موطن الحاجة من قلبه؛ حتى نطقت بها الجوارح والأشواق؛ فكانت له التوبة خُلُقاً إلى يوم القيامة! وكان آدم عليه السلام بهذا أول التوابين! وذلك بأخذه كلمات التوبة من ربه على سبيل (التلقي): (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ)!
فعندما تقرأ القرآن إذن؛ استمع وأنصت! فإن الله جل جلاله يخاطبك أنت! وادخل بوجدانك مشاهد القرآن، فإنك في ضيافة الرحمن! هناك حيث ترى من المشاهد ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر! ([4]). وبذلك تخرج إلى الناس في هذا العصر العصيب – بكل تعقيداته وظلماته - تحمل رسالة القرآن! كما حمل موسى عليه السلام من قبل عصاه، فتُلْقِي آيَاتِهَا كلمةً كلمةً على سِحْرِ الشهوات والشبهات، وعلى سائر الأهواء والأدواء! (فَإِذَا هِيَ تَلَقَّفُ مَا يَافِكُونَ. فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ! وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ. قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ!) (الأعراف: 117 - 121).
نعم، ذلك هو فعل القرآن في هذا الزمان، على النفس وعلى المجتمع، كما كان في كل زمان، لكن لمن تلاه حق تلاوته.
بهذا المنهج إذن تتلقى عزيمتُك رسالةَ الكلمات، فتشعر بمعاناتها، ويتلقى قلبُك هدايةَ الآيات، فيشعر بمكابداتها، وتجد نفسَكَ أنك تترقى حقيقة بمدارج الإيمان، تشاهد ذلك وتبصره! فلا يمضي عليها إلا وقت وجيز حتى تراها – بإذن الله - قد تحولت إلى منزلة أعلى من منازل الصلاح والإصلاح؛ فتتحول المعاناة إلى لذة، وتصير المكابدة إلى حلاوة! ويصير الخوف إلى أمان. وإنما الموفَّق من وفقه الله.
تلك هي الفطرية، وذلك هو منهاجها لمن شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً!
د. فريد الأنصاري(/)
لامية أبو ماضي، وقضية المرأة لابن عقيل الظاهري
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[24 - Dec-2007, مساء 03:46]ـ
لامية أبو ماضي، وقضية المرأة
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
يقول أبو ماضي في المقطع الأخير من قصيدته:
جَشَّمُوها كلَّ أمرٍ معضلِ
وهي لم تُخلَق لغيرِ المنزلِ
فإذا فارقت الدار ضحاً
لم تعد إلا قُبيل الطَّفل (1)
أَلِفَت ما عَوَّدُوها مثلما
تألف الظبيةُ طعمَ الحنظل
قال أبو عبدالرحمن: التقدمية والرجعية كلمتان وصفيتان؛ فلابد من اسم يوصف بإحدى الكلمتين,, وهذان الوصفان ليسا قيمتين منطقيتين أو خلقيتين أو جماليتين، بل يتعلقان بقيمة الموصوف نفسه، وإنما تعني الرجعية الرجوع إلى الماضي، وتعني التقدمية اتباع ومعانقة مسيرة العصر؛ باعتبار أن التقدم امتداد أمامي زماني,, أي اتباعٌ لتدفق الزمن المستقبلي، وبعكس ذلك الرجعية امتداد لتدفق الزمن الماضي الذي خلَّفناه وراأنا، فالامتداد معه رجوع إليه,, لا قيمة للرجعية والتقدمية غير هذا المفهوم اللغوي عن الامتدادين الزمنيين.
وقد يكون ما خلفناه من الماضي بالمعايير المنطقية والخلقية والجمالية شيئاً من غَباإ القرون وجهلها وشهواتها وأهوائها وشبهاتها؛ فيكون الرجوع إليه باطلاً أو شراً أو قبحاً,, وهذا لايكون ألبتة عند أهل دين إلاهي قام تصورهم وسلوكهم على نص صحيح الدلالة والثبوت محكم غير منسوخ,, وقد يكون بالمعايير نفسها من مفاخر القرون عقيدة وسلوكاً؛ فيكون الانقطاع عنه وابتغاأُ غيره هو البطلان والشر والقبح.
وقل مثل ذلك عما نعانقه من سلوكِ وتصورِ أهلِ الزمن الآن، وما نجعله من ذلك غاية للزمن المستقبلي: من شهوات وشبهات وآثامِ وجهلِ وغباإِ أهل العصر؛ فتكون المعانقة له قبحاً وشراً وبطلاناً,, وقد يكون حقاً استجد، وخيراً استجد، وجمالاً استجد؛ فيكون تركه والرجعة إلى الماضي بخيره وشره تزمتاً وانغلاقاً وتفريطاً فيما أوجب الله (بشرعه، وما أوجب تفكير العقل الذي خلقه منزل الشرع): الاحتفاأَ به.
قال أبو عبدالرحمن: وبهذا تعلمون أن التقدمية والرجعية ليستا قيمتين في ذاتهما.
والأُنثا المثقفة اليوم تُستثارُ عاطفياً بمثل: ليست للأمر المعضل، ولم تخلق لغير المنزل، وأنها ضعيفة المناعة عن أكل الحنظل!! ,, وبهذا تغدو قصيدة أبو ماضي رجعية بمفهوم التقدميين الذين يجعلون الكلمتين قيمتين في ذاتهما.
قال أبو عبدالرحمن: والمدخل إلى الحق في هذا الموضوع لايفضي إلا بمراعاة أربع حقائق:
أولاهن: التفريق بين وظيفة المرأة المستندة على واقع خصَّيصتها الخَلقية بفتح الخاإ وبين حق هذه الوظيفة، وارتباط سعادتها بالوظيفة نفسها وما يترتب عليها من حقوق.
وثانيتهن: ملاحظة الخصائص الأنثوية الواقعية، وما يترتب عليها من استعداد فطري، وملاحظة التجارب التاريخية في عمارة الأرض، وإعطاأُ الحالات النادرة حجمها الواقعي.
وثالثتهن: تجديد العقيدة بأن المشرِّع للرجل والأنثا هو خالقهما سبحانه.
ورابعتهن: الاعتبار بالتاريخ الراهن الذي تعيشه المرأة التقدمية في المجتمعات الأجنبية: هل هي سعيدة فيه، وهل نالت الحقوق التي تسعدها؟.
فأما الحقيقة الأولى: فهي أن الوظيفة الشرعية للمرأة رأفةٌ بها، واستحياأٌ لما خلقت له من البضاضة والنعومة، والبعد عن منغصات الأسواق والمجتمعات؛ لتحتفظ بقواها البدنية والنفسية والفكرية؛ ولتخرِّج جنسين من الأجيال: جيل يخلفها في الوظيفة والحقوق من البنات اللواتي هن تحت تربيتها من بناتها وربائبها، وجيل من الذكور؛ فتغرس البذور الأولى من التربية التي تسبق ملاحظات الأب العابرة، وتربية المدرسة، ثم تربية المجتمع التي لا ترحم,, فأما البضاضة والنعومة والتجمل فلأن الله جعل الرجل والمرأة قرينين لا يستغني أحدهما عن الآخر، واقتضت سنته الكونية ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلاً أن تكون المغريات في جانب المرأة النعومة والبضاضة والجاذبية والزينة؛ فهنَّ المنشَّآت في الحلية بنص الشرع,, وحضارة التقدمية الراهنة (حضارة الذئاب التي تخنق ولا تأكل) أحرص من كل القرون السابقة على التفنن في صنع زينة المرأة، وما يحقق جاذبيتها وإغراأها، ثم تقوم الدعاية والترويج والتربية على الزينة بجهد أعظم من جهد التصنيع!! ,, فلن يتحقق هذا الجزأُ من الوظيفة إلا بظلٍّ وكن وتخلُّصٍ من كل عِبإٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أعباإ الوظيفة.
وأما وظيفة المنزل التي يتحقق بها تربية النَّشإِ، ويتحقق بها فطرة الله الكونية، ودعوته الشرعية: بأن تكون المرأة سكناً للرجل تربطهما المودة والرحمة، وتَتَحَقَّقُ بهما سعادة الطرفين، وسعادة من يعولانه من الأسرة: فلا يمكن بوظائف خارج المنزل؛ لأن اليوم والليلة محَّددا الساعات,, يفيان بثلث للنوم وتربية الجسم، والاحتفاظ بجاذبيته,, وثلثين بين أداإ حقوق الله، وتربية النفس والفكر بالتثقف والتسلية المباحة، وإدارة المنزل والقيام بأعبائه تنظيفاً وطهياً، وتهيأة لجو الأسرة لباساً ونوماً، وتربية للنشإ,, وليس ذلك بحصصٍ كحصص المدرسة، وإنما بالملازمة والمتابعة؛ ليقوم كل واحد بواجبه المدرسي وواجبه تجاه ربه، وليقوم بقسطه من الراحة والتسلية والنوم، وليستعد لدوره الذي ينتظره في المستقبل؛ فيكون الابن فرحة لمجتمعه، وتكون البنت رحمة للعش الذي ينتظرها,, إن هذه الوظيفة جوهر وركن واستغراق لما فضل من نشاط المرأة؛ فلا يُهمَّش بسويعاتٍ من امرأة تُكلَّف بأعباإٍ خارج المنزل، ثم تعود إليه كليلة مرهقة!!.
والأعباأ خارج لمنزل حالة استثناإ وليست قاعدة,, تكون حالة استثناإ لمثل الارملة الفقيرة إذا انحط المجتمع الموسر وأحوجها للكسب,, وما نعيشه الآن مما يجعل عمل المرأة خارج المنزل ضرورة حياتية أمرٌ عظيم جعل الاستثناأ قاعدة، والقاعدة استثناأ، لأننا أخللنا بالمنهج، فجعلنا المرأة مزاحمة للرجل في العمل؛ فوُجِد الرجل العاطل غير القادر على النفقة، ووجدت المرأة الموظفة غير المتفرغة للرجل إلا أن يكون رجلاً دنيأً يريد حُبّاً، ويريد أن ينفق عليه حِبُّه بكسر الحاإ,, وهذا الخلل مكفول علاجه فيما يأتي من حديث عن حقوق الوظيفة للمرأة.
وإذا تزاحمت واجبات المنزل وواجبات المجتمع - وهذا لا يكون إلا في وظائف خارج المنزل لا يقوم بها إلا المرأة؛ بحيث يكون المجتمع مُأثراً بالمرأة، ولاتكون المرأة مُأثرة بالوظيفة: فإن ذلك يُنَظَّم بعقول مباركة مُأمِنة (تحسن المعادلة بين المصالح والمفاسد والضرورات والكماليات والواجب والأوجب)، مهتدية بدين ربها، منتفعة بالتجارب؛ وحينئذ يُقدَّم لوظيفة المجتمع (بدوام كامل، وراتب كامل) من لا ارتباط لها بأعباإٍ منزلية من القواعد والعوانس إذا وجد عندهن الأهلية؛ وبهذا يكون تعليم المرأة ضمانة لمستقبلها بإذن الله إذا لم تواتها ظروف سعيدة تجعلها ربة منزل,, ثم تُقَدَّم ربة المنزل المأهَّلة لوظيفة المجتمع علمياً بنصف راتب ونصف دوام؛ لتجمع بين الحسنيين.
وأما حقوق الوظيفة وظيفة المنزل، والأسرة فهي أن تكون مكفيَّة الأعباإ الحياتية طعاماً وشراباً وسكناً وكسوة بالقوامة التي أوجبها الله على الرجل,, وأن تكون مراحة ومُريحة من المنغصات بحقوق العشرة التي سنها الله للطرفين، وهو باب عريض من أبواب الفقه الإسلامي,, وليست هذه الحقوق وقتية، بل هي مَدَا الحياة؛ لأن الزوجة ذات الحنان الدافِإِ ستذبل وتشيخ وتعجَّز، وتكون أُمَّاً وجدة وعمة وخالة؛ فلها حقوق على الولد وولد الولد، وولد الأخ، وولد الأخت,, ولقد أدركت في مدينتي شقراإ (ولا تزال تلك الظاهرة بحمد الله في مجتمعنا) شباباً وكهولاً يتقربون إلى الله، ويسعدون سعادة نفسية بالقيام على راحة عجائزهم,, لابالنفقة فحسب، بل بإدخال كل عناصر البهجة على نفوسهم,, وبعضهم يحزن إذا لم يكن عنده عجوز يتقرَّب إلى الله برضاها، ويرد بعض جميلها,, وليست المسألة مسألة إحسان فحسب، بل مسألة سيادة؛ لأن عجائزنا المباركين هم الآمرون الناهون نشتري مرضاة الله: إما بإقناعهم، وإما بطاعتهم!!.
وأدركت من الزوجين من يطويان فراش الأحضان، وينام كل واحد وحده؛ لكبر سنهما,, ولكن ما فضل من نشاطهما في اليقظة أكثره مناجاة ومداعبات باللسان، وذكريات لوقائع حياتهما,, هو يقول: عسى يومي قبل يومك يا أم فلان!!.
وهي تقول: أنا عنقود ما ناب مفقود,, عسى يومي قبل يومك أنت.
والأبناأُ الكبار، والحفدة الصغار يُطيفون بهما، ويتعلقون بهما، وتتأصل في نفوسهم كل مقومات البر والمرحمة والصفاإ، وتدخل البهجة والسعادة في نفوس أفراد الأسرة.
قال أبو عبدالرحمن: وإن القلب ليتقطع حسرة على المرأة الأوربية وغيرها من التقدميات؛ لأنها:
(يُتْبَعُ)
(/)
إما عاطلة تتقاذفها شهوات ذئاب تخنق ولا تأكل، وتوظف حياتها للنوم نهاراً، والسهر والاستعداد ليلاً,, وربما جمعت إلى ذلك مايتلفها من المخدرات والخمور.
وإما عاملة لها من أسبوعها ممارسة مثل ممارسة العاطلات,, وهي قبل ذلك في جحيم الكدح لكسب لقمة العيش؛ لأنه ليس في سلوك القوم قوامة وكفاية من الرجل أباً وزوجاً وأبناً وأخاً.
وإما عفيفة محترمة ذات زوج منحها سنتين من عمر الزواج أسميها سنتي العسل، ثم التمس له خدينات من علب الليل.
وكل هذه الأصناف من النساإ إذا ذبلت زهرتها، ولم تعد صالحة للأحضان فلا وَزَرَ لها إلا بالكدح وخدمة نفسها، أو بالعمل غير الشريف، أو الاستعداد بأنظمة من التأمين تعتمد عليها حالة عجزها، أو بالإيواإ في دار العجزة!! ,, مع أن جحوشاً وأُتناً من الولد والحفدة موجودون موسرون؛ لأن نظام الأسرة بدَّده سيادة القانون الوضعي الذي سنه الكيد اليهودي الصهيوني؛ ولأنه لايوجد شريعة ذات ابواب في النفقة والصدقة والكفالة.
وأما الحقيقة الثانية: فإن الخصائص الخلقية بفتح الخاإ الملموسة المشاهدة التي أحوجت إلى نون النسوة وتائها وألفها: قضت بتباين الاستعداد كماً وكيفاً في مجالات الكدح وعمارة الأرض خارج نطاق المنزل,, وكل تواريخ القرون السالفة والخالفة وهي تجارب طويلة الأمد لا يمكن مزاحمتها بتجارب مستقبلية يحتاج الحكم عليها إلى أعمار شاهدة بأن الكدح خارج المنزل قائم على الرجل، وأن مساهمة المرأة في ذلك نادرة غير تأسيسية، وأنها من شواهد الاستثناإ وليست من أمثلة القاعدة.
ومن عجز عن تبديل فطرة الله الكونية في خلق الرجل والمرأة، ومن عجز عن استِأناف خلق يُسَوِّي بين المرأة والرجل: فتسويته بينهما في الوظائف والحقوق عار كبير، وظلم شنيع، وإفساد للحياة؛ لأن سنة الله الكونية سائرة لا تبديل لها، والكسر والتصدع والفناأُ لمن يصادمها,, وخالق الخلق هو الأعلم بما يصلحه؛ فهو الأحق بالتشريع له.
وأما الحقيقة الثالثة: فتقضي بأن دعوى الجمع بين طاعة شرع الله، والمناداة بما يخالف شرع الله نفاق في الدعوى، وتأسيس لثقافة من أهواإ بشرية يُدَّعى أنها أحكام شرعية، وإذن فلابد من أحد خيارين:
إما الرجوع إلى الشرع بما يجب أن يُفهم به من شروط الاستنباط وأصوله، ورد ما عارضه وإن كان حبيباً إلينا بأهوائنا، وهذا هو الإنابة,, وإما التصريح بأن ما نهواه ليس هو المراد الشرعي بكل شروط الاستنباط وأصوله، وأننا نرغب اتباع أهوائنا، وأننا نرفض أن يكون خالق الخلق ومالكهم هو الأحق بالتشريع لهم وتنظيم حياتهم,, وذلك هو الردة.
وأهل الصلاح هم أهل الصراحة؛ فلابد من إلحاحهم بمقتضى الصراحة على أحد هذين الخيارين؛ لأن العدو المصارح أهون من نفاق العدو المباطن.
وأما الحقيقة الرابعة: فقد سلفت ضمناً في حيثيات الحقيقة الأولى,, إن شعور المرأة التقدمية بالهوان لايظهر إلا بعد أن تفقد دواعي الأخدان أو الزواج الباهت الذي لا تتجرد فيه حقوق الكدح والنفقة على الرجل,, أي عندما تحتاج إلى نفسها في الشيخوخة، فيصدق عليها حال ابن الفارض عندما عاين ملائكة الرحمان لقبض روحه(/)
محمد البشير الإبراهيمي أمير البيان؛ كرائِم اللّغة وفصاحة اللّسان
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:49]ـ
أ. د. عبد الملك مرتاض
رئيس المجلس الأعلى للّغة العربيّة، سابقا
عضو المجلس الإسلاميّ الأعلى
«الشيخ البشير الإبراهيمي، قبل أن يكون مفكّراً مصلحاً، وسياسيّاً محنّكاً: كان أديباً شاعراً، وخطيباً مفوَّها؛ عالماً فقيهًا في العربيّة، خبيرًا بأسرارها، متضلّعاً في آدابها وفنونها».
عبد الرحمن شيبان)
مذهب الإبراهيمي في الكتابة
لم يكن محمد البشير الإبراهيميّ يكتب ما يكتب بمعزل عن تمثُّل أسُسٍ وضعَها لتُفرِّدَ طريقته في الكتابة الأدبيّة، وتُميّزَ أسلوبَه في نسْج اللّغة؛ فكان يمضي عليها في زَخْرفَة القول، وتَحْلِيَةِ الكَلام، فلم يكن يكاد يتجَانَفُ عنها فتيلاً. ولعلّ ذلك أن يبدُوَ من خلال أسلوبه في الكتابة الذي لم يكن يتغيّر أو يتبدّل مهما تكن الموضوعاتُ المعالَجة، والقضايا المتناوَلة؛ فسواءٌ عليه أكان يكتب عن قضايا اجتماعيّةٍ، أم سياسيّة، أم أدبيّة، فإنّ مستوى اللّغة ظلّ لديه هو هو، كما أنّ طريقة النسج باللّغة الرّفيعة ظلّتْ هي هي؛ حتّى إنّ الخبير بالأسلوبيّات يدرك بسهولة إذا قرأ نصّا غير معْزُوٍّ إليه، أنّه لمحمد البشير الإبراهيمي، لا لِسَوائه من الكتّاب. وأكبر أَمَارةٍ على عظمة المنزلة الأدبيّة لكاتب من الكتّاب، أنّه حين يغتدي معروفاً بأسلوبه بين الناس فتراهم يقولون: هذا أسلوب فلان، أو شبيه بأسلوبه، إذا حاكاه مُحَاكٍ في الكتابة، كشأن أبي عثمان الجاحظ، وبديع الزمان الهمذاني، وابن الخطيب الأندلسيّ، وسَوائِهم من عماليق البيان العربيّ الآسِر.
ولذلك نقرأ في «البصائر» الثانية كثيراً من المقالات، غيرَ معزُوَّةٍ لأيّ كاتب، فنعرف أنّها كانت لمحمد البشير الإبراهيمي، ولو لم يوقّعها باسمه؛ لأنّ نسْج اللّغة المتفرّدَ هو الذي كان يدلّنا على انتمائها إليه، ولو دُسّتْ لِكاتب آخرَ، على سبيل المغالَطة أو على سبيل التّمويه، لكنّا قضَيْنا، حتماً، بأنّها ما كانت إلاّ من بناتِ عُذْره. وإنّما ندرك ذلك من طبيعة كرائمِ اللّغة المنتقاة، ومن سحْر النسج الأسلوبيّ الْمُسْتَمِيزِ بشدّة الحركة، ورِفْعة اللّغة، وجمال الإيقاع، وتقابُل الجمل متسلسلةً منسابةً كالماء الزّلال، الصادر من الينبوع الثّرثار، لدى عرْض الألفاظ وتركيبها ...
ونحن نعتقد أنّ الإبراهيميّ، بما أُتيح لذاكرته من عُلُوقٍ مُدْهِشٍ بغريب العربيّة وألفاظها البعيدة عن التناوُل اليوميّ، لم يكن يصطنع في كتابته من تَالِكَ اللّغةِ المخزونةِ في ذاكرته العجيبة إلاّ نسبةً ضَئيلة قد لا تُجاوزُ الرُّبع ممّا يختزن؛ وذلك لإدراكه بأنّه لو استعملها كلَّها، كما كانت عالقةً بحافظته، لَمَا كان فهِمَ عنه كتابتَه إلاّ قليلٌ من المتلقّين، حتّى لا يقالَ عنه: لِمَ لا تكتُبُ ما يُفْهم؟ ...
ويثْبُتُ هذا الافتراضُ حين نستخلص من نصّ كتبه الإبراهيميّ، عن كثرة محفوظه من الشعر الجاهليّ عرَضاً، وهو في سنّ الثانية والعشرين.2 فلقد ذكر الشيخ أنّه التقى بالعلاّمة الشنقيطي، والشيخ عبد العزيز الرشيد الكويتيّ بالمدينة المنوّرة، فظلّوا شهراً كاملاً بها لا يفترقون إلاّ للنوم، قائلاً: «وكنّا للأُلْفة التي انعقدتْ بيننا، نتجاذب أطراف الحديث من مسابقات في حفْظ الشعر الجاهليّ ... ».3 ولنتمثّلْ رجُلاً يسابق أحمد أمين الشنقيطيَّ في حفظ الشعر الجاهليّ وهو في ريْعان الشباب! ...
وكان الإبراهيمي كثيراً ما يُهيب بالكتّاب الجزائريّين أن يَشْمَخِرّوا، ولو قليلاً، بلغتهم وأساليبهم، حتّى يكونوا في مستوى أسلوب «البصائر» ولغتها، أو قل على الأصحّ: في مستوى أسلوب محمد البشير الإبراهيمي ولغته، ولكنْ هيهات! ولذلك نُلفيه يحدّد لكتّاب «البصائر» مجالَين اثنين يضطربون فيهما، فمن خرج عنهما أسَفّ وتدنّى، فيقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
«للبصائرِ طرَفان: أعلى، وهو معْرِض العربيّة الرّاقيةِ في الألفاظ والمعاني والأساليب. وهو السُّوقُ الذي تُجلبُ إليه كرائمُ اللّغة من مأْنوسٍ صيّره الاستعمال فصيحاً، وغريبٍ يصيِّره الاستعمال مأنوساً؛ وهو مَجْلَى الفصاحة والبلاغة في نمطهما العالي. وهو أيضاً النموذج الذي لو احتذاه الناشئون من أبنائنا الكتّابِ لفَحُلَتْ أساليبُهم، واستحكمتْ ملَكاتُهم، مع إتقان القواعد ووفْرة المحفوظ. ولهذا الطّرَف رجالُه المعدودون. وهو نمَط إعجابِ أدباء المشرق بهذه الجريدة».4
فأسُس الكتابة الأدبيّة الراقية لدى محمد البشير الإبراهيمي تمثُل في طائفة من الأسُس، من أهمّها:
1. رُقيّ الألفاظ والمعاني والأساليب. ولا يتأتَّى هذا الرّقِيُّ في نسْج الكتابة الأدبيّة، لكاتب من الكتّاب، حتّى يكونَ ألَمَّ على محفوظٍ غزير من النّصوص الأدبيّة راقٍ؛ إذ لا يُعقل أن ينبُغَ كاتبٌ كبيرٌ وهو لا يحفَظ نصوصاً أدبيّة كبيرة. وجِمَاع الشّأن في هذه المسألة هو ما يُطلِق عليه الشيخ «معرِض العربيّة الراقية». وواضح أنّ بعض المتأدّبين اليوم قد لا يقتنعون بمصطلح «العربيّة الراقية»، وهو مجرّد توهّم منهم ومُغالطة، وإقرار بالقصور؛ لأنّ كلّ اللّغات الإنسانيّة الكبيرة فيها مستوياتٌ متدرّجةٌ من التعبير. فلو أخذْنا اللّغة الفرنسيّة مثالاً في ذلك لألفينا لغةَ أناطول فرانس، وأندري جيد، وسَوائهما من عمالقة الكتّاب الفرنسيّين غيرَ لغةِ أيّ كاتبٍ صَحَفيّ فرنسيّ بسيط، أو أيّ روائيّ مبتدئ محروم. وإذن، فلا سواءٌ لغةٌ عالية سائلة تُمْتَحُ من ضِئْضِئِ الْمَعين، ولغةٌ بَكِيئةٌ تُؤْخَذُ من نهاية الساقية. فأيّ كاتب كبير إنّما يسْتميز باصطناع ألفاظٍ من اللّغة لا يصطنعها سَواؤُهُ من وجهة، وتكون هذه الألفاظ نفسُها بديعةً قشيبة عالية من وجهة أخرى، قبل أن نتحدّث عن الأفكار التي هي مطروحة في الطّريق، على حدّ مذهب أبي عثمان الجاحظ الذي عرَض في بعض كتاب «البيان والتبيين» تحدّث فيه عن كَلَفِ العامّة بصنف من الألفاظ لا تصطنعها الصفوة الصافية، مثل «البُرْمة» مكان «القِدْر»، والحنطة مكان «البُرّ»، و «الخِيار» مكان «القثّاء»،5 وهلمّ جرّاً ...
ولو جئنا نبحث في اللّغة التي يصطنعها اليوم الإعلاميّون العرب لوجدناها أحَطَّ ما تكون نسْجاً، وأسَفَّ ما تكون ألفاظاً، إلى درجة أنّ بعض الكلمات يصطنعونها فيحسبونها من العربيّة وما هي من العربيّة في شيء، مثل قولهم: «طال» بمعنى امتدّ إلى ... ، أو أتَى على ... وإنّما هو «طاَوَلَ يطاوِل»، وليس «طال يطال»، التي لا وجود لها في العربيّة ... كما أنّ كثيراً من الجرائد اليوميّة في الجزائر تكتب الثاء، مثلاً، تاءً! ... ولا تلتفت إلى اسم «إنّ» فترفعه إلى ما فُوَيْقَ قُنَنِ الجبال! بل ترتكب أخطاء إملائيّةً في العناوين، حتّى تعملَ بمبدأ «كذْبة المنبر بلقاء»، فتكتب ما هو بالضاد، بالظاء! واللّه المستعان على ما فرّط النّاس في مكانة العربيّة، على عهدنا هذا! ... ونحن نَعجب من القائمين على هذه الجرائد كيف يتجرّءون على إيذاءِ العربيّة، والإساءة إليها، من خلال عبثِهم بقواعدها وإملائها؟ ... وكيف لم يفكّروا في توظيف أناس يعرفون العربيّة يصحّحون لجرائدهم اللّغة قبل القذْف بها إلى المطابع، ثمّ إلى القرّاء؟ 6 ...
وإذا كان النّاس أصبحوا يتحمّسون لتأسيس جمعيّات لحقوق الإنسان، وحقوق الحيوان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل ... فما كان أولى للغَيَارَى على العربيّة أن يؤسّسوا جمعيّة لحقوقها! ...
وبحكم أنّ الإبراهيمي كان رئيس تحرير جريدة راقية، تمثّل مدرسة لغويّة وأدبيّة، فقد كان يومئ، فيما يبدو، إلى بعض هذه الكتابات الرّديئة التي كانت تَرِدُ على «البصائر» فحدّدَ مذهب هذه الجريدة العجيبة في الكتابة ... فلْينظرِ النّاظرُ أين كنّا بالأمس، من شأن العربيّة الإعلاميّة، وأين صرْنا اليوم؟ والإبراهيميّ بتحديده مستوى الكتابة الراّقية، حدّد تلقائيّاً مستوى الكتابة الدّنيا، وهي كما يقول: «ما ينحطّ عن تلك المنزلة، ولا يصل إلى درجة الإسفاف. وبين الطّرَفين أوساطٌ ورُتَبٌ تعلو وتنزِل. وهي مُضْطرَبٌ واسعٌ يتقلّب فيه كتّابُنا: من سابقٍ إلى الغاية مستشرِفٍ لبلوغها، ومُقْصِرٍ عن ذلك».7
(يُتْبَعُ)
(/)
2. وقد تمثَّل الإبراهيمي اللّغةَ معرضاً قائماً في سُوق أنيقة تُعرض فيها كرائمُ الألفاظ؛ وهو بذلك يكون قد حدّد، تلقائيّاً، مواصفاتِ هذه السّوق الرّفيعةِ التي ليست كأيِّ شيءٍ من الأسواق، تُعرَض فيها أيُّ بضاعة من البضائع الْمُزْجَاة؛ بل هي سوق تُجْلب إليها كرائمُ ألفاظِ العربيّة الْمُؤْتَنِقة، وعقائِلُ المفردات الْمُؤْتلقة ...
وقد يكون الإبراهيمي أوّلَ من أطلق صفة الكرائم على الألفاظ العربيّة الراقية، فشبّهها ببنات الأكارم والأكابر من النساء؛ فإنّما تطلق الكريمة والعقيلة على المرأة الشريفة الحسيبة. فالكريمة تطلق في العربيّة على أرقَى الشيء وأجودِه مكانةً، وأشرفِه منزلةً. ولَمّا فكّر الإبراهيمي في صفة بديعة تظاهره على أن يصفَ بها ألفاظ العربيّة العالية لم يجد شيئاً غيرَ صِفَةِ «الكرائمِ» فوصَفَها بها، تعظيماً من شأن اللّغة، وتشريفاً لمنزلتها؛ وذلك بحكم أنّها مفتاح المعرفة، وأنّها الأداةُ الأولى للتواصل بين الناس في المجتمعات المتحضّرة. وأنّها، بالإضافة إلى ذلك، وبالقياس إلى المسلم، هي مفتاح الإيمان بتمكينه من فهْم نصّي القرآن والحديث، وهما أرقَى وأعلى ما في نسْج العربيّة على الإطلاق ... وبمنْحِ هذه الصفة الكريمة لضرْبٍ من ألفاظ اللّغة خرج عن ذلك، منها، كلُّ ما لا يمكن أن ينضويَ تحتها من الألفاظ السّوقيّة، والكلمات التي ابتذلها الاستعمال فأفقدها ما قد يكون كان في أصلها من بهاء وجمال.
3. نجد محمّداً البشير الإبراهيمي يصطنع مصطلحيْن اِثنينِ في هذا المقام وهما: «المأنوس»، و «الغريب». فأمّا الغريب فهو معروف عند النّاس. وأمّا المأنوس فمصطلح من مصطلحات الشيخ لم نعثرْ عليه في المعاجم العربيّة بالمعنى الذي اصطنعه هو عليه. ولقد اصطنعه ليكون مقابلاً للّفظ الْحُوشيّ. فاللّفظ المأنوس هو الذي يستأنس له القرّاءُ أو المتلقّون فتقبَلُه أذواقُهم، ولا تنبو عنه أسماعُهم؛ وذلك على الرغم من أنّه كان في أصله غريباً حوشِيًّا. فالاستعمال الكثير لمثل هذه الألفاظ، في تمثّل الشيخ، هو الذي يصيّرها مأنوسةً مألوفةً لدى المتلقّين.
في حين أنّ الغريب إنّما يراد به إلى غرائب العربيّة ممّا يقلّ في الاستعمال، ويندر في الكلام بين النّاس، ولا يقع إلاّ بين الذين يعرفون اللّغة. بيد أنّ الإبراهيمي لا يُقرّ بوجود غريبٍ أصلاً، وذلك بحجّة أنّ الغريب ليس غريباً إلاّ على مَن لا يعرف العربيّة؛ وكأنّ من واجب الكتّاب الكبار أن يُلمّوا بهذه الألفاظ من العربيّة، ثمّ يصطنعوها في كتاباتهم حتّى تغتديَ مألوفةً مأنوسة، ومتداوَلةً مفهومة. ولو حُقَّ لنا أن نمثّل بمصطلحات من السياسة والاقتصاد والإعلام، لألفينا كثيراً من الكلمات جرتْ على ألسنة العوامّ، على هذا الزمان، بفضل استعمالها في اللّغة الإعلاميّة اليوميّة ... وهذه مأثُرةٌ تُحسبُ لرجال الإعلام، بعد الذي كنّا قسَوْنا عليهم في اصطناع اللّغة المنحطّة! فكأنّ الشيخ كان يومئ إلى بعض هذا بقوله: «وغريب يصيّره الاستعمال مأنوساً».
4. وبحكم هذه المبادئ التي وضعَها الإبراهيميّ للغة الكتابات التي كان يمكن أن تُقبَلَ للنّشر في «البصائر»، فقد كان يُضطرّ إلى إهمالها إذ يقول عن ذلك: «ولكنّ بعض الكتّاب، هداهم اللّه رُشدَهم، بالَغوا قبل أن يبلُغوا، فهم يوافوننا بمقالاتٍ دون الطّرَف الأدنى، فنُضطرُّ إلى إهمالها اضطراراً، فيلوذون بحقّ «التشجيع». ( ... ) ولْيفْهَموا أنّ الاعتماد على التشجيع، مُعْطش ومُجيع»! 8
وبفضل هذه الصرامة اللّغويّة أصبحت جريدة البصائر مدرسةً أدبيّة، مثارَ إعجاب المشارقة والمغاربة جميعاً؛ فكان أدباءُ ومثقّفون منهم يحفظون نصوصاً من مقالات الإبراهيمي فيستظهرونها استظهاراً؛9 فلم يتكرّر ذلك في تاريخ الصحافة الوطنيّة، حيث إنّ لغة جرائدنا اليوم هي أقرب إلى العامّيّة منها إلى الفصحى! ... حتّى أصبح الواحد يخشَى على لغته -بالإقدام على قراءتها- مِن لغتها! ...
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:51]ـ
ثانياً. لغة السرور لدى الإبراهيمي
(يُتْبَعُ)
(/)
إنّ الذي يعود إلى افتتاحيّة «البصائر» الثانية التي دبّجها يراعُ محمدٍ البشير الإبراهيمي يندهش لذلك الفيْض الفائض من العربيّة التي كانت تنثال على قريحته انثيالاً، وتُقْبل عليه أرسالاً أَرْسالاً، فتحسّ كأنّه كان يدفعها عنه فلا تندفع، ويُبعدها عن يراعه فلا تبتعد ... لقد كان في نفْس الشيخ شيءٌ ولو ظلّ خفيًّا من الأريحيّة والسعادة والسرور وهو يدبّج تالِك الافتتاحيّةَ العجيبة للعَدد الأوّل من جريدةٍ، كالخَريدة؛ وصحيفة، كالأَنِيفَة، وجميلة، كالْبَتِيلَة؛ ظلّت متخفّيةً قريباً من سبعِ سنواتٍ عجافٍ، على الرغم من تطلّع كثير من النّاس إلى قراءتها أثناء تغيّبها؛ وكأنّ الشيخ أحسّ بشيء خارجيّ يتهدّد ذلك المشروعَ الإعلاميّ الجميل، فالْتمس من اللّه تعالى وهو يجأَر له بالدعاء أن يكلأ مشروعه الكبير، وأن يثبّته فلا يتعثّر، وأن يبارِكَ فيه فلا يتبخّر؛ فتكونَ تلك الابتهالاتُ، كما يقول الشيخ نفسُه، بمثابة «عُوذَةٍ للجريدة في طَوْرها الجديد»، حين كتب هذه اللّوحة:
«اللّهمَّ يا ناصرَ المستضعَفين انصُرْنا وخُذْ بنواصِينا إلى الحقّ؛
واجعلْ لنا في كلّ غاشيةٍ من الفتنةِ رِدْءاً من السّكينة؛
وفي كلّ داهمةٍ من البلاء دِرْعاً من الصبر؛
وفي كلّ داجيَةٍ من الشّكّ عِلْماً من اليقين؛
وفي كلّ نازلةٍ من الفَزَع واقيَةً من الثبات؛
وفي كلّ ناجمةٍ من الضَّلال نُوراً من الهداية ... ».10
فهذا الابتهال لا يعبّر عن حزن أو غضب أو قلق، بمقدار ما يعبّر عن أمل وتحفّز وتطلّع؛ فكأنّ العزم كان معقوداً، وكأنّ المسار كان مرسوماً، وكأنّ الخطّ كان مسطوراً، فلم يكن بقيَ لتحقيق الغاية إلاّ الْتماسُ العوْن من ربّ السماء ...
وواضح أنّ العالِمَ بالأسلوبيّات يُدرك، من أوّل وهلة، البنية النّسْجيّة التي تتحكّم في تركيب هذه اللّغة، وسَوْق هذه الألفاظ. ومن أجل ذلك عرضْناها على طريقة الكتابة الشعريّة التي تظاهر على تبيُّن بنية نسْجها، وطريقة عرْضها. وكان من الأَوْلى أن تُكتبَ في الأصل كذلك. فالإبراهيمي يبني أحياناً نسْجه اللّغويّ على ما نُطلق عليه نحن «الوتَد الأسلوبيّ» في نسْج الأساليب العربيّة العالية؛ وذلك بوضْع مُرتَكَزٍ من الجملة في مستهلّ الكَلام يقوم عليه ما بعدَه فيتكرّر، ويظلّ هو واحداً لا يتعدّد، كقول أبي حيّان التوحيديّ، مثلاً، في إحدى عجائبيّات رسائله:
«كتبتُ إليك:
والربيعُ مُطِلٌّ، والزمانُ ضاحكٌ، والأرض عَروسٌ، والسماءُ زاهرٌ، والأغصانُ لدْنة، والأشجارُ وَرِيقَة، والغُدْرانُ مترَعة، والجبالُ مبتسمة، والرياضُ مُعْشَوْشِبة، والْجِنان ملتفّة، والثّمارُ متهدّلة، والأوديةُ مطّردة ... ».11
فالوتَد الأسلوبيّ في كلام أبي حيّان، كما هو بادٍ من طريقة تقديمه في الكتابة، هو قولُه: «كتبت إليك». فواوُ الحال المتكرّرة هنا كأنّها تتضمّن تَكرارَ قوْلتِه الوَتَدِيّةِ الأولى، مع كلّ تشكيلة نسْجيّة في أسلوب هذا الكلام.12
وكذلك نسْجُ الكلام في أسلوب الإبراهيميّ، فالوتَد الأسلوبيّ الذي يقوم عليه لاحِقُ الكَلام هو قوله:
«اللّهمّ يا ناصرَ المستضعَفين انصرْنا وخُذْ بنواصينا إلى الحقّ»، وهو الوتَد المركزيّ. وأمّا الوتد المباشر الذي يرتبط به نسْج الكلام فهو قوله: «واجعلْ لنا ... » حيث إنّ بعدها تأتي تشكيلاتٌ نسْجيّة متماثلة يتكرّر فيها ضمنيّاً هذا الوتَد: «وفي كلّ داهمة ... ؛ وفي كلّ داجية ... ؛ وفي كلّ نازلة ... ؛ وفي كلّ ناجمة ... ».
ونلاحظ أنّ المادّة اللّغويّة التي نُسِجَ منها هذا الكلام متماثلةٌ بحيث نجد قيَماً لغويّة واحدةً هي التي تتكرّر متماثلةً لِتتشاكلَ فيما بينها، فتكوِّنَ نسْجاً عجيباً متناسقاً يشبه منغومةً موسيقيّة متجانسة، إلى درجة أنّه يمكننا تقديمُها في شكل معادلة، أو جدول تتماثل فيه القيم:
السكينة
من
ردءاً
الفتنة
من
غاشية
كلّ
في
الصبر
من
دِرعاً
البلاء
من
داهمة
كلّ
في
اليقين
من
عِلْما
الشّكّ
من
داجية
كلّ
في
الثبات
من
واقية
الفزَع
من
نازلة
كلّ
في
الهداية
من
نُوراً
الضلال
من
ناجمة
كلّ
في
(يُتْبَعُ)
(/)
وببعض هذا التّفكيك يتبيّن لنا أنّ هذا النّصّ يقتصد في اصطناع اللّغة فلا يختلف فيها إلاّ خمسُ سِمَاتٍ لفظيّة في كلّ نَسيجةٍ أسلوبيّة، تتنوّع أربعَ مرّات، لكنّها في بنيتها النّسجيّة لا تمثّل الاختلاف، ولكنّها تمثّل الائتلاف؛ لأنّها مستويَةُ القيم الإيقاعيّة المتقابلة، فيتكرّر ذلك في النّسائجِ الخمسِ المعروضة للتشريح، كما يمثُلُ ذلك في الجدول الآتي:
ناجمة
نازلة
داجية
داهِمة
غاشية
الضلال
الفزع
الشك
البلاء
الفتنة
نُوراً
واقيَة
عِلْماً
دِرعاً
ردءاً
الهداية
الثبات
اليقين
الصبر
السكينة
في حين أنّا نجد النّصّ يصطنع أدواتٍ أخرى من الكلام فتتكرّر بنفسها متقابلة على سبيل التشاكل اللّفظيّ، وهي:
في = وتتكرّر خمسَ مرّاتٍ؛
كلّ= وتتكرّر خمسَ مرّات؛
مِن + من = وتتكرّر هي أيضاً خمسَ مرّات.
فهذه الأدوات تتردّد، بحكم ذلك، عشرين مرّة عوض مرّةٍ واحدة، في بقيّة السمات اللّفظيّةِ التي وقع منها، أو بها، تدبيجُ النّسائجِ الخمسِ.
غير أنّ الاختلاف الذي حدث في بقيّة السّمات اللّفظيّة لم يكن إلاّ صوريّاً، لأنّ كلّ سمة لفظيّة تشاكل صِنْوتَها اللّفظيّةَ الأخرى كما قدّمناها. كما أنّها تتشاكل من حيث معناها فنجدها تتقارب فيما بينها، كما يبدو ذلك من خلال عرْضها في الجدول السّابق.
فكلّ تشكيلة من السّمات، كما عُرِضتْ في الجدول، تُفضي إلى معانٍ متقاربة تجعلها تتشاكل فيما بينها من وجهة، وتتباين حين تتقابل من وجهة أخرى:
الفتنة؛ البلاء؛ الشكّ؛ الفزع؛ الضلال: وتجسّد هذه، فيما بينها، التشاكلَ المعنويّ؛
السكينة؛ الصبر؛ اليقين؛ الثبات؛ الهداية: وتجسّد هذه السماتُ اللّفظيّة أيضاً التشاكل المعنويّ فيما بينها. فكأنّ هذه القيم اللّغويّة يوازيها السّلّم الرياضيّاتيّ: أ+ أ+ أ+ أ+ أ= 5 أ
لكنّنا إن قابلناها، ولا بدّ من ذلك –لأنّ في الاختلاف تثبت الدّلالة- تتولّد عنها قِيَمُ التباين، إذ:
الفتنة تقابلها السكينة؛
البلاء يقابله الصبر؛
الشّكّ يقابله اليقين؛
الفزع يقابله الثبات؛
الضلال تقابله الهداية.
من حيث يوازي هذه القيمَ اللّفظيّة المختلفة المعاني ما يمكن تقديمه على هذا النحو:
(أ+ ب) + (أ+ب) + (أ+ب) + (أ+ب) + (أ+ب) = 5أ + 5ب
غير أنّ كلّ ذلك لا يكشف عن سرور الإبراهيمي ولا استفزاز السعادة لنفسه؛ ولكنّ الذي يكشف عنه ما في بعض الفقرة الآتية من المقالة الاستهلاليّة نفسِها، وذلك حين يقول:
«وهذه جريدة «البصائر» تعود إلى الظهور بعد احتجاب طال أمده؛ وكما تعود الشمس إلى الإشراق بعد التّغيّب، وتعود الشجرة إلى الإيراق بعد التّسلّب؛ فلا يكون اعتكار الظلام، وإن جلّل الأفق بسَواده، إلاّ معنىً من معاني التشويق إلى الشمس. ولا يكون صُرُّ الشتاء، وإن أعرى الأشجارَ باشتداده، إلاّ خَزْناً لقوّة الحياة في الأشجار. والشمس موجودة وإن غابتْ عن نصف الكون، والشجرة حيّةٌ وإن أفقدها الصُّرُّ جمالَ اللّون. كذلك صحيفة البصائر احتجبتْ صورتُها عن العِيان، وإن كانتْ حيّةً في النفوس ممثَّلة في الأفكار».13
لكي نتحسّس جمال النسْج، وأسرار الصّناعة الأسلوبيّة في هذا الكلام، علينا أن نعيد تقديمه نسائجَ نسائجَ، حسَبَ ما كان في أصل الصناعة الكلاميّة، مع ضرورة النَّبَهِ إلى قيام كلام عامّة كبار الكتّاب في العربيّة على التُّكَأَةِ على ما نطلق عليه «الوتَد الأسلوبيّ» الذي هو كلام غير متناسق نسْجيّاً مع ما بعده من الوجهة الإيقاعيّة؛ ولكنّه يظلّ مُرْتَكزاً ضروريّاً لقيام الدّلالة:
1. الوتد الأسلوبيّ:
«وهذه جريدة البصائر تعود إلى الظهور بعد احتجاب طال أمدُه»:
2. عرْض النّسائج الناشئة عن هذا الوتد:
النّسيجة الأولى:
- «وكما: تعود الشمس إلى الإشراق، بعد التّغيّب؛
-وتعود الشجرة إلى الإيراق، بعد التّسلّب.
النسيجة الثانية:
-فلا يكون اعتكارُ الظّلامِ: وإن جلّلَ الأفقَ، بسَواده، إلاّ معنىً من معاني التشويق إلى الشّمس؛
-ولا يكون صُرُّ الشّتاء: وإن أعرى الأشجارَ، باشتداده، إلاّ خَزْناً لقوّة الحياة في الأشجار.
النسيجة الثالثة:
-والشمس موجودةٌ، وإن غابتْ عن نصْف الكون؛
-والشجرةُ حيّةٌ، وإن أفقدها الصّرُّ جمالَ اللّون.
النسيجة الخامسة:
-كذلك صحيفة البصائر: احتجبتْ صورتها عن العِيان؛
(يُتْبَعُ)
(/)
- وإن كانت حيّةً في النفوس، ممثَّلةً في الأفكار».
لقد قطّع الكاتب الكلام تقطيعاً يشبه تنغيم مفاتيح الموسيقى؛ فلم يوضَعْ لفظٌ من المنسوجِ به خارج النّظام الأسلوبيّ المحكم؛ بل كلّ لفظة وُضِعت متماثلةً مع صِنوتها، ومتقابلةً مع مثيلاتها. وإذا كنّا فكّكْنا الكلام في هذه الفقرة المطروحة للتحليل إلى خمسِ نسائج14، فلأنّنا أقمناه على التقطيعات الداخليّة والخارجيّة لنسج النّص، ولأنّنا جئناهُ من باب تيسير تمثّل النّسْج الأسلوبيّ في هذا الكلام. خذ لذلك مثلاً النسيجة الأولى، تجدْها قائمةً على سِتِّ سماتٍ لفظيّة تتقابل فيما بينها لتكوّن التشاكل، أو التّآلف، الإيقاعيّ الداخليّ والخارجيّ معاً. فأمّا الإيقاع الخارجيّ فواضحٌ، وهو ما يُطلَقُ عليه في البلاغة العربيّة، ظُلْماً، «السجع»، وهو الماثل في قوله على سبيل التتالي والتماثل: «التّغيّب»؛ «التسلُّب». في حين أنّ الذي يعنينا في تحليل هذا النسْج الإيقاع الدّاخليّ؛ فهو الذي يحقّق جماليّة النسج الأسلوبيّ، أكثر من الإيقاع الخارجيّ، فإذا القارئ، أو المتلقّي، لا يدري أهو يستمتع بالموسيقى الخارجيّة للنسج، أم بالموسيقى الداخليّة له؟ والسّماتُ اللّفظيّةُ السِّتُّ التي تكوّن النسيجة الأولى من الوجهتين النّسجيّة، والإيقاعيّة معاً -كما يبيّن ذلك الجدولُ البيانيّ الآتي- هي:
التغيّب
بعد
الإشراق
إلى
الشمس
تعود
التّسلّب
بعد
الإيراق
إلى
الشجرة
تعود
ويُفضي بنا هذا التفكيك المجدْوَلُ إلى استخلاص ثلاثِ سماتٍ لفظيّة فقط، من أصل سِتٍّ، لأنّها تتكرّر بنفسها، فتتشاكل مُؤْتَلِفة، وهي:
تعود+ تعود؛ إلى+ إلى؛ بعد+ بعد.
في حين أنّ السّماتِ اللّفظيّةَ التي تكوّن النّظام الدّلاليّ بحكم اختلافها، في هذه النسيجة، يبلغ عَدَدُها سِتّاً، ولكنّها تختلف فيما بينها فتتقابل فتظلّ قائمة بنفسها، وهي:
الشمس، مقابل الشجرة؛
والإشراق، مقابل الإيراق؛
والتغيّب، مقابل التّسلّب.
وتمثّل الشمس القيمة الباقية، أو القائمة الوجود، ولو اختفت بفعل اللّيل إذا كَفَرَها، أو بفعْل السَّحاب إذا غَشِيَها، والإشراق هو الذي يُعيد إظهار هذه القيمة، وإبراز نفْعها؛ في حين أنّ الشجرة، بالمقابل، تظلّ هي القيمة الحيّة التي تقابل الشمس، والإيراق هو الذي يعيد إظهار نفْعها وجمالها. وأمّا سمتا «التّغيّب» و «التّسلّب»، فهما معْنَيَان غيرُ نافعيْنِ، وإنّما الذي يُفضي إلى دفْع أذاهما هو الإشراق في حال، والإيراق في حال أخرى.
ونلاحظ أنّ السّمات اللّفظيّة يتشاكل بعضُها، ويتباين بعضها الآخرُ. غير أنّ التشاكل بأنواعه المختلفة، لدى نهاية الأمر، هو الذي يتحكّم في نسْج هذا الكلام: فمِن تشاكُلٍ ينهض على تَكرار الألفاظ نفسِها، كما مَثُلَ ذلك من خلال تفكيكنا للّغة المنسوجةِ بها اللّوحةُ الكلاميّة، إلى تشاكُل معنويّ، وإيقاعيّ ... فمن حيثُ التشاكلُ المعنويُّ نجد معنى الإشراق يلائم الشمس فيتشاكل معه على سبيل التلاؤم والتلازم، في حينِ نجدُ معنى الإيراق يتشاكل مع الشجرة فيكوّنانِ زوْجاً متشاكلاً. كذلك معنَيَا الشمس والشجرة، فهما يُحِيلانِ على الضياء والإشراق. والشجرة لا تكون شجرةً إلاّ بفضل توافُر الرطوبة والحرارة أيضاً، لها، فمعناها مُلازم، من بعض الوجوه لمعنى الشمس. وهناك تشاكُلٌ آخرُ يكمُن في الدّالّيّة لا في المدلوليّة، وهو الإيقاع الجامع بين الإشراق من وجهة، والإيراق من وجهة أخرى. وأمّا سمتا التسلّب والتّغيّب فإنّهما يتشاكلان بحكم دلالة كلٍّ منهما على معنى السقوط والغياب والتّخفّي. وببعض رصْد هذه العلاقات السيمَائيّة نجد التشاكل يتغلّب على التباين في تدبير هذه النسيجة.
ولو جئنا نحلّل هذه السّماتِ في عَلاقاتها الانتشاريّة والانحصاريّة لزاد الكلام اتّساعاً، بحيث إنّ معنى الشمس يغتدي منتشراً، مثله مثل الإشراق الذي يعني انتشار الضياء، فيتشاكل اللّفظان على سبيل الانتشار المعنويّ في تمثّل الدّلالة، أي إنّ تشاكلهما يغتدي مركّبَ العلاقة، بعد الذي كنّا رأينا من تشاكُلهما بحكم التلازم والتلاؤم. في حينَ أنّ الشجرة ذاتُ معنىً انتشاريّ بحكم امتداد أغصانها في الفضاء، وانتشارِ فروعها في الهواء. وأمّا الإيراقُ فهو حالةٌ تبتدئ صغيرة قليلة ثمّ تنتهي كبيرة كثيرة، بفضلها ينتشر الظّلّ في الأرض، وتنتشر
(يُتْبَعُ)
(/)
الخضرة في الفضاء؛ فالسّمتان اللّفظيّتان معاً متشاكلتا العَلاقةِ الدّلاليّة، بالإضافة إلى ما كنّا رأينا من تشاكلهما التلاؤميّ من قبل. وأمّا التّغيّب والتّسلّب فهما يمثّلان الانحصار، ذلك بأنّ التغيّب يعني وقوع الشيء خارج الرؤية، وربما العلم، فهو في حُكم المنحصر. ومثله معنى التّسلّب الذي يعني هنا تساقط الأوراق ويَبَسِها وتلاشيها في الفضاء السحيق، فهي في حُكم المنعدم. وينشأ عن هذين المعنييْن تشاكلٌ يُقرأ انحصاريّاً. غير أنّنا بتعويم السّمات اللّفظيّة في إجراء التشاكل، انتشاراً وانحصاراً، يغتدي كلّ الكلام متشاكلاً، إمّا على سبيل تكرار الألفاظ، وإمّا على سبيل مُلاءَمِتها.
وحين نعود إلى متابعة السّمات اللّفظيّة التيس وقع منها نسْج الكلام السعيد نلفيها دالّةً على ذلك، تدرُج في مُضْطَرَبِها، وذلك كالشمس، والظهور، والإشراق، والإيراق ... وأمّا السّمات اللفظيّة الدّالة على نقيضها، فلم يكون ذِكْرُها إلاّ نفياً لها لتبرير وجود ألفاظ السعادة والأمل والإشراق ...
وعلى أنّا لا نودّ أن نحلّل النسائجَ الأربعَ الباقية، لأنّنا لو جئنا على ذلك لَمَا أمِنّا أن يمتدّ حجم هذه الدراسة إلى شكل كتاب، وذاك ما لم نرد إليه؛ وإنّما نريد أن ننتقل إلى كلام آخر لمحمد البشير الإبراهيمي، لننظرَ هل يختلف عمّا استشهدنا به في هذا الموطن ... ولعلّ القارئ إن تقبّل ما نهضنا به من إجراءات التّحليل أن يستطيع النّسْج عليه إن شاء، ولو على سبيل المحاكاة ...
وقبل أن ننزلق إلى الحديث عن لغة الإبراهيمي حين يحزن، نودّ أن نقف وقفة أخرى، عند كتابة أخرى، حين يستفزّه السرور، ويستخفّه الاغتباط؛ وذلك في كلمة كتبها عن الملك محمد الخامس عام 1948 تقديراً لمواقفه الوطنيّة من أجل استقلال بلاده. ولو جئنا نقرأ نفسيّة الإبراهيميّ التي حملتْه على أن يكتب ما يكتب، بالطريقة اللّغويّة الدّافقة التي كتب بها عن تلك الشخصيّة الكبيرة، لزعمْنا أنّ الجزائر يومئذ كانت تئنّ تحت أغلال الاستعمار، فلم يكن لها زعيمٌ مسلَّم، ولا قائدٌ محنَّكٌ، يُقرّ له الجميع بالفضل والسَّبْق، بل كانت الجزائر أحزاباً متصارعة، وأهواءً متنازعة، والشعبُ يئنّ تحت الذّلّ، ويرسف في قيود المهانة الاستعماريّة، والأملُ لا يزال بعيداً في التّخلّص من بلايا الاحتلال الغاشم، والأجنبيّ الجاثم؛ فلمّا جاء يكتب عن الملك محمد الخامس، كأنّه جاء يكتب عن الأمير عبد القادر، أو عن أيّ زعيم كبير يمتلك قوّة التحكّم وفرْض الشخصيّة والموقف في الوطن، فأسقطه على الملك إسقاطاً ... فهو في هذه الكلمة كان كالمتنبي، لا ينبغي أن يؤْخَذَ كلامُه على ظاهره بالبساطة التي ينظر بها السّذّجُ إلى كتابات الكتّاب؛ ولكنّها كلمة كُتِبت الْتِماساً لرجل كبير في الجزائر، أو حتّى في المغرب العربيّ يومئذ، يقود الأمّة، ويخلّصها من الذّلّ والغُمّة ... وليس معنى كلّ هذا أنّ محمدا الخامس لم يكن أهلاً لهذا التقريظ، ولا جديراً بهذا التّقدير؛ فقد كان وطنيّاً كبيراً، وضحّى بعرشه من أجل وطنه، وهو شأن قلّ أن يقوم به الرؤساء بلْهَ الملوك؛ ولكنّ الشيخ كان في نفسه ما زعمْنا، فخاطب محمداً الخامس، من حيث كان يبحث هو، في الحقيقة، عن محمّدَيْن خامسَيْنِ أحدِهِما في المغرب، وأحدِهما الآخَرِ في الجزائر، فكتب ما كَتب ...
وأمّا حين نأتي لنبحث في شأن الطريقة النسجيّة التي كان يدبّج بها لغته حين يستفزّه السّرور، فإنّها في الغالب تحتفظ بعامّة الخصائص التي رأينا، فالإبراهيمي حين تستخفّه السعادة، أو حتّى حين يستفزّه الغضب، تنثال عليه العربيّة انثيالاً، فينسج منها لوْحاتٍ تكون أطواراً كالشعر أو أجملَ منه ... وللّذِين سيدّعون أنّ بعض ما سنستشهد به مجرّد أسجاع، نقول لهم: لا، واللّه! ما كان الإبراهيميّ يبحث عنها فيتكلّفها، ولا كان يلتَمسها فيتصنّعها، كبعض ضعفاء الكتبة في العهود المنحطّة من تاريخ الأدب العربيّ، ولكنّ الرجل كان يُمْسك بمزبره، ويصرِف وهْمه إلى الكلام، فإذا الألفاظُ تنهال عليه انهيالاً، وإذا المعاني تنثال عليه انثيالاً، وإذا اللّغةُ تُقْبل عليه أرْسالاً أرسالا، كما كان الجاحظ يعبّر في وصْف الخطيب العربيّ حين كان يَصْرِف وَهْمَه إلى الكلام فيخطبُ النّاسَ في المآقط، ويكلّمُهم في المحافل ... فكأنّ الإبراهيمي
(يُتْبَعُ)
(/)
مشمولٌ في أولئك العرب الفصحاء البلغاء الذين كان يعنيهم الجاحظ، في مقالته، حقّا ... ولأولئك نقول، تارة أخرى: إنّه لا سَواءٌ كاتبٌ يذهب إلى ألفاظِ اللّغة فيراودُها عن نفسها، ويخفِض لها جناح الذّلّ من الاستخْذاء، وهي عليه، مع ذلك، متأبّية متدلّلة؛ وكاتبٌ آخرُ اللّغةُ هي التي تُقْبل عليه لتُغْرِيَه بها، وتتمثّلُ له لتدعُوَه إليها، وتَزْدَلفُ منه لترغّبَه فيها، فتتزيّنَ له متبرّجةً، وتتجلّى له متعطّرةً متكسّرةً ... فشتّانَ، إذن، بينَ الكاتبَيْن!
فلا عجبَ أن يعبّر الإبراهيميّ عن وجدانه الطّافح وهو يتناول شخصيّة محمد الخامس على نحو ما يأتي:
«وذِكْرَياتٌ من المجدِ التّليدِ تُثار،
وآفاقٌ من الفخْر الطريف تُنار؛
وسِمَاتٌ من مَخايِل البطولةِ تُشْهَر،
وصفحاتٌ من تاريخ العظمة تُنْشَر؛
ولمحاتٌ من الشَّرَف العلويّ الفاطميّ تُشِعّ، فتَشيع،
ونفحاتٌ من الغُرّ -الجلائل، من أعمال الأوائل-: تضوع، وتَذيع؛
وذخائرُ، من أخلاق الطّيّبين الأخايِر: تُجْبَى لوارِثِها؛
ومَفاخرُ، ممّا ترك الأوّلُ للآخِر: تُجْنَى لِهَمَّامِها وحارِثها15؛
وصورٌ من عِزّ الْمُلْك تُجْلَى، وسُوَرٌ من مكارم الأبوّة تُتْلَى؛
وشمائلُ من باني البيتِ إسماعيلَ تجلّتْ في محمد».16
نلاحظ أنّ الإبراهيميّ كأنّه يريد أن يرسم لوحة زيتيّة آسرة، لا أنّه يكتب كلمة أدبيّة مزخرَفة؛ فهو يضع ألواناً معينة يمزجها بألوان معيّنة أخرى، حتّى تنسجمَ وتتناسق فيما بينها. من أجل ذلك تراه يبني ما نطلق عليه «النسائج» فيعرضها لقارئه ألواحاً ألواحاً، وكأنّه يكتب مفاتيح من أنغام الموسيقى، لا ألفاظاًَ من اللّغة، فتتناسق وتتناغم متتابِعةً ومتوازية ومتقابلة معاً، كما يتجسّد ذلك من خلال هذا الجدول المبيِّن أدناه:
تثار
التليد
المجد
من
وذكريات
تُنار
الطريف
الفخر
من
وآفاق
تُشهَر
البطولة
مخايِل
من
وسِمات
تنشَر
العظمة
تاريخ
من
وصفحات
فالكلام، في هذه اللّوحة، مقدَّر بالتقدير، ومفصَّلٌ بالمقصّ القلَميّ القدير؛ فكلّ سِمَة لفظيّة تقابل صِنْوَتَها: فهناك قيم تشبه القيم الرياضيّاتية تتوارد في هذا الكلام على سبيل الانسجام: (أ+ ب+ ج+ د+ هـ)، ثمّ تتكرّر القيم نفسُها. ولا يوجد في إحدى النّسيجتين الاِثْنتين سمةٌ لفظيّة تزيد، أو تنقص! فكأنّنا نقرأ شعراً، لا نثراً فنّيّاً. فاللفظة الواردة نكرةً تقابلها لفظة نكرة أخرى، على سبيل التعاقب والتوازي معاً: (وذكرياتٌ؛ وآفاقٌ؛ وسِمَاتٌ؛ وصفحاتٌ؛ ولمحاتٌ؛ ونفحاتٌ؛ وذخائرُ؛ ومفاخرُ؛ وصُوَرٌ؛ وسُوَرٌ؛ وشمائلُ).
ثمّ تعقبها تشكيلات نسْجيّة أخرى متقابلة متماثلة:
من المجد التليد، من الفخر الطّريف؛
من مخايل البطولة، من تاريخ العظمة؛
ولا تكاد عبقريّة النسْج تختلف بعد ذلك إلاّ قليلاً.
وهذا كلّه والشأن منصرف إلى النسج الإيقاعيّ الدّاخليّ، أمّا النسْج الإيقاعيّ الخارجيّ فهو دقيق إلى حدّ الميزان العروضي:
تُثارْ، تُنارْ؛ تُشْهَرْ، تُنشرْ؛ تَشيعْ، تَذيعْ؛ وذخائرْ، أخايِرْ؛ ومفاخِرْ، للآخِرْ؛ تُجْلَى، تُتْلَى.
أمّا ختْم اللّوحة بجملة دون إيقاع فكان مقصوداً به تفْريدُ الشخصيّةِ المتحدَّثِ عنها، فلا تكون جزءاً من سيرة الكلام لِلَفْتِ الانتباه، ولتكسير الإيقاع، وليس عجْزاً أو إِقصاراً عن الإتيان به.
وعلى أنّنا لا نريد أن نعرض لتحليل هذه اللّوحة الكلاميّة تحليلاً انتشاريّاً وانحصاريّاً، كما لا نريد أن نحلّلها في تشاكُلها وتبايُنها، مخافةَ أن يُفضي ذلك إلى تطويل نحن ملتزمون سلَفاً بعدم الوقوع فيه ... ولعلّ ما كنّا نهضنا به من تحليل للوحاتٍ كلاميّة سابقة، ممّا دبّج يراعُ الإبراهيميّ، أن يقدّم صورة مصغّرة للقارئ الكريم إن شاء أن يحاكِيَه أو ينسج عليه.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:53]ـ
ثالثاً. لغة الْحَزَنِ والشَّجَن لدى الإبراهيميّ
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يكن محمد البشير الإبراهيميّ أديباً كبيراً، ولا مفكّراً رصيناً، ولا سياسيّاً محنَّكا، ولا خطيباً مفوَّهاً، ولا راجزاً رُؤْبِيّاً، فحسْبُ؛ ولكنّه كان شهْماً كريماً، ووفيّاً أسِيفاً؛ فقد كتب عن كثير من الرجالات كتابةَ الوفيّ الصادقِ الودِّ. ولعلّ أصدق مدْحٍ لمآثر الرجال الكبار هو ما يكون حين يُتَوَفَّوْن. وذلك ما جاءه الإبراهيميُّ فأجرى قلمه السّيّالَ في مآثرِ طائفة من أخايِر الرجال، كان يعرفهم أو يصادقهم، فلمّا تُوُفُّوا –أو حتّى وهم أحياء- وفّى لهم الودّ، وأوسع لهم في المدح، وأكثر لهم من الثناء، ما كانوا له أهلاً؛ ومن أولئك الرجالاتِ محمدٌ بهجة البيطار، ومبارك الميلي، والملكُ محمد الخامس، والفضيل الورتلاني، وعبدُ الحميد بن باديس ...
ولم يكن الشيخ ابن باديس، بالقياس إلى الإبراهيميّ، صديقاً حميماً فحسب، ولا رفيقاً في النضال من أجل العروبة والإسلام فحسب، ولا ظهيراً في الاجتهاد والإصلاح فحسب، ولا زميلاً في الكتابات الإعلاميّة والأدبيّة فحسب؛ ولكنّه كان كلَّ ذلكم جميعاً. فلمّا توفَّى اللّهُ ابنَ باديس –في 16 أبريل 1940 - كان الإبراهيميّ منفيّاً في قرية آفلو فلم تسمح له الإدارة الاستعماريّة بالظَّعَنِ إلى قسنطينةَ لشُهُود تشييع جنازة الشيخ الفقيد، فزاد ذلك في أشْجَان الإبراهيميّ وحسراته، وحُرُقَاتِه ولَوْعاته. وجاءت الذكرى الأولى لوفاة ابن باديس والإبراهيميُّ لا يبرح رهينَ المنفَى في حيثُ كان، فكتب كلمةً ربما تكون من أجمل ما كتب الإبراهيميّ على وجْه الإطلاق؛ فقد كنّا أدرجناها في جنس المقامات، كما كان عدّها قبلنا الأستاذ محمّد الغسيري في تقْدِمته لها في «البصائر»؛17 ولكنّها، في الحقيقة، يمكن أن تندرج ضمن أنواع مختلفة من زُخْرُف القول، وأصناف متعدّدة من تدبيج الكلام، فهي فيها من خصائص الرسالة، بمفهومها في عهود العربيّة الزاهية، نفَسُها وفنّيّاتها؛ وهي فيها من جنس المقامة سجعُها ولغتُها؛ وهي فيها من جنس الشعر الرثائيّ إيقاعُه وبكائيّته، وعاطفتُه ووِجدانُه؛ وزادت على ذلك كلّه بأن اعتمدتْ سبيلاً في النّسْج تنهض على صنعةٍ تُعنَى بالْتماس الإيقاع التركيبيّ داخليّاً وخارجيّاً، على نحو طافح ...
ونودّ أن نتوقّف لدى فقرة من هذه الْبُكائيّة العجيبة، التي كتبها الشيخُ يرثي بها صديقه ورفيقه ابن باديس، لننظرَ كيف كان يكتب الإبراهيميّ حين تحزُن نفسُه على الأحبّة، ويشتدّ ألمه لفُقدان الأصحاب؛ بل حين كانت تَفيض عليه شآبيبُ الوِجْدان، وينهال عليه منها ما يطفَح به الفيَضان:
«يا قبر!
أيدري مَن خطَّك، وقارَبَ شطَّك: أيُّ بحرٍ ستضُمُّ شافتاك؟ وأيُّ معدِنٍ ستَزِنُ كفَّتاك؟ وأيُّ ضِرْغامَةِ غابٍ ستَحْتَبِلُ كفّتاك؟ 18 وأيُّ شيخٍ كشيخِك، وأيّ فتىً كفَتَاك؟ فويحَ الحافِرين ما ذا أوْدعُوا فيك حين أودعوا؟! ( ... ) إنّهم لا يَدْرُون أنّهم: أوْدعُوا، بنَّاءَ أجيالٍ في حُفْرة، وودَّعُوا، عامرَ أعمالٍ بقَفرة، وشيّعوا، خِدْنَ أسفار، وطليعةَ استِنفار، إلى آخرِ سَفْرة!
( ... ) قُولا لصاحب القبر عنّي:
- يا ساكنَ الضَّريح! نَجْوَى نِضْوٍ طَلِيح، صادرةٍ عن جَفْنٍ قَريح، وخافقٍ بين الضُّلوع جريحٍ؛ يتأوّبُه في كلّ لحظةٍ خيالُكَ وذِكْراك، فيَحمِلانِ إليه على أجنحة الخيال من مَسْراك، اللّهَبَ والرّيح؛ وتؤدِّي عنهما شُؤونُه الْمُنْسَربة، وشجونُه الملتهبة، وعليهما شهادة التّجريح.
إنّ مَن تركتَ ورَاك، لم يَحْمَدِ الكَرَى فهل حمِدْتَ كَرَاك؟ وهيهات: ما عانٍ كمُستريح!» 19
إنّا لنأسَف أشدّ الأسف أنّ مساحة هذه الدراسة لا تسمح بالإتيان بنصّ هذا الأثر الأدبيّ العجيب بجذاميره، هنا، لأنّ الاستشهاد بمجرّد فقرة منه، أو فقرتين اثنتين، قد لا يقدّم الصّورة الحقيقيّة لجماليّة هذا العمل الأدبيّ الكبير، وروعة هذا الأسلوب البديع، وتأجُّج عاطفةِ صاحبه، وعظَمة وفائه، بالقياس إلى الذي لم يُلْمِمْ عليه قَبْلاً ...
فالشيخ يخاطب رفيقين اثنين، كدأْب الشعراء العرب في الخطاب، ثمّ يحمِّلُهما رسالةً يَقْرَآنِها على الأصاحيب، ويقدّمانها إلى الثّاوي في الضريح، من مُحبّ طليح، بلغة الشيخ الحزين الجريح ... فيَصول ويجول، ويأتي بالدُّرَر البديعة التي لم نقْتَرئْ لها مثيلاً لدى معاصريه في المشرق والمغرب ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يسلك الإبراهيمي في أسجاعه الطريقةَ المشرقيّة القائمة على المزاوجة بين خاتمتيْ جملتين متعاقبتين؛ ولكنّه يعمِد إلى طريقة قلّ أن رأينا لها مثيلاً في الكتابة الفنّيّة، فلم نكد نعثر لها على نظير حتّى في أسجاع «الذخيرة، في محاسن أهل الجزيرة»، وهو من أكبر الْمَعارض للكتابة المسجوعة في الأدب العربيّ على الإطلاق؛ فالإبراهيميّ لا يجتزئ بخارجيِّ الإيقاع، ولكنّه يغالي في الْتِماسه في داخليّ النّسْج، فإذا أنت لا تدري أَإِلى خواتمِ الْجُمَلِ كان يقصد، أم إلى داخلها كان يريد، أثناء بناء الكلام؟ وكأنّ هذه الطّريقة مستوحاةٌ من طبيعة الموشّحات الأندلسيّة التي برَع فيها لسان الدّين بن الخطيب وسَواؤُه من الوشّاحين الأندلسيّين؛ وذلك بالتّعويل تعويلاً كاملاً على الْتماس الإيقاع في داخل النّسْج وخارجه، لتغذيَة النّسْج باستمرار بما يجعل القارئ يوزّع عنايته بين الدّاخل والخارج فيتنازَعَانِهِ معاً فلا تستولي عليه الرّتابة التي يسبّبها السّجع التقليديّ الثقيل؛ وذلك كقول الإبراهيمي في مطلع هذه الكلمة، على الطريقة التي ارتأينا أن نفكّك بها نصَّه:
«سلامٌ:
يتنفّس عنه الأَقاحْ، بأزهاره وإيراقِهْ؛
ويبتسم عنه الصّباحْ، بنُوره وإشراقِهْ.
وثناءٌ يتوهّج به من عنْبر الشجَرِ عبيرُهْ،
ويتبلّجُ به من بدر التَّمامْ، على الرَّكْبِ الخابِط في الظَّلامْ، مُنِيرُهْ».20
فالشيخ، كما نستخلص من الفِقرة التي كنّا استشهدنا بها من قبل، يبدأ كلامه معوّلاً على حرْفِ الحاء في خواتِمِ جُمَله، وهي طريقة السجع التّقليديّة التي كانت جارية في بلاد المشرق. لكنّ طريقته المزدوجة في الْتماس الإيقاع لا تني أن تَتَنازَعَه فيتّخذَها له في الكتابة سبيلاً، كما يبدو ذلك من هذا التّفكيك الذي نمارسه على النّصّ، تارة أخرى، من أجل تِبْيان طريقة نسْج الكلام عند الشيخ الإبراهيمي:
1. يا ساكنَ الضريحْ، نَجْوَى نِضْوٍ طَليحْ:
صادرةٍ عن جَفْن قَريحْ، وخافقٍ بين الضلوع جريحْ؛
2. يتأوّبُه في كلّ لحظةٍ خيالُكَ وذِكْراكْ،
فيَحْمِلان إليه على أجنحة الخيال من مَسْراكْ:
اللّهَبَ والرّيحْ؛
3. وتؤدّي عنهما شُؤونُه الْمُنْسربَهْ،
وشجونُه الملتهبَهْ:
وعليهِما شهادةُ التّجريحْ؛
4. إنّ مَن تركْتَ ورَاكْ،
لم يَحْمَدِ الكَرَى فهل حمِدْتَ كَرَاكْ:
وهيهاتَ: ما عانٍ كمُسْتريحْ!»
فهذه اللّوحة الفنّيّة من الأنغام الملفوظة تنهض على إيقاعٍ خارجيّ ثابت، هو المقطع الصوتيّ: «ـِيحْ»، فنجده يتكرّر في النسائجِ الأربعِ فلا يتجانف عنها ولا يَرِيمُ؛ في حين أنّ النّسْج الإيقاعيّ الدّاخليّ تتنوّع أنغامه ليمنحَ الكلام رشاقةً وتجدّداً، ويُميطَ عنه الرّتابة والكَلال. فنجد النسيجة الأولى، وهي المركزيّة، تنهض على إيقاع داخليّ يتكوّن كلُّه من الإيقاع المركزيّ وهو «ـِيح» (الضرِيحْ + طَلِيحْ + قرِيحْ + جرِيحْ). في حينَ أنّ الإيقاعة الدّاخليّة، للنسيجة الثانية في اللّوحة المعروضة لتحليل جماليّة الإيقاع فيها، تتكوّن من المقطع الإيقاعيّ «آكْ» فيتكرّر مرّتينِ اِثنتينِ: (ذِكْرَاكْ + مَسْرَاكْ)، قبل أن يعودَ إلى نظام الإيقاع الخارجيّ وهو «ـِيحْ»، فيكون لفظ: «الرّيحْ». وأمّا النسيجة الثالثة فتنهض إيقاعتُها الدّاخليّة على مقطع «بَهْ»، فتتكرّر هي أيضاً مرّتين اثنتين: (الْمُنْسَرِبَهْ + الْمُلْتَهِبَهْ)، قبل أن يعود نظام الإيقاع الخارجيّ إلى سيرته الأُولى في اللّوحة الحائيّةِ الإيقاعِ الخارجيِّ، وهو «ـِيحْ» فإذا هو لفظ: «التَّجْرِيحْ».
وتعود سيرة الإيقاع الدّاخليّ إلى مقطع «آكْ» الذي يتواتر مرّتين اثنتين، وهو الحدّ الأدنى لتكوين إيقاعة نسْجيّة من اللّغة: (ورَاكْ + كَرَاكْ)، قبل أن يقع ختْمُ اللّوحة بالإيقاع الخارجيّ المتحكّم، وهو «ـِيحْ»، فيكون قوله: «كَمُسْتَرِيحْ».
ونلاحظ أنّ الإيقاع الخارجيّ لهذه اللّوحة العجيبة ينهض على ما يسمَّى في مصطلحات البلاغة العربيّة: «لزوم ما لا يلزم»، حيث إنّ النّصّ لا يجتزئُ بتكرار الحرْف الأخير من اللّفظة التي تُنسَجُ بها الإيقاعةُ الخارجيّة للنسيجة، ولكنّه يتكلّف اصطناعَ مقطعٍ صوتيّ كامل، وهو: «ـِيح»؛ فإذا كلُّ نسيجة من النسائج الأربعِ المتعاقبة تنتهي بمقطع «رِيحْ»: (جريحْ + الرّيحْ + التّجريحْ + كمستريحْ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولأمرٍ ما كان حرف الحاء موجوداً في العربيّة في ألفاظ دالّة على معانٍ معيّنة في كثير منها ذات صلة بالْجَنان والوجْدان، والألم والحنان، منها: الجرح، والحرقة، ومنها الاحتراق والحقد، ومنها الحبّ والحزن ... ولأمرٍ ما أيضاً ينطق الكائن البشريّ بمقطع «أحّْ» كلّما انتابه ألمٌ أو تعرّض لوجعٍ مُؤْذٍ ... فكأنّ الإلحاحَ على الإيقاع الحائيّ في مثل هذه اللّوحة الفنّيّة، وفي سَوائها أيضاً من هذه البكائيّة، دلالةٌ أخرى، داخل دلالة، على ما كان في وجدان الإبراهيمي من حرقة ولوعة، وحزن ووَجْد، على أعزّ فقيد، عبدِ الحميد ...
والطريقة التي اصطنعها الإبراهيميّ في تدبيج القول بالاشتغال على الإيقاع الدّاخليّ، والخارجيّ معاً، هي طريقة نصادفها في بعض الأشعار الكبيرة التي تلتمس الإيقاع الغنيّ لها في نسْجها الدّاخليّ، مثلما تلتزم به في إيقاعها الخارجي ... ولعلّ ذلك أن يعود إلى وفرة المحفوظ من ألفاظ اللّغة العربيّة التي تنهال على القريحة الْمِنْتَاقِ بالأَرْسال، فتُغْرقُها بالألفاظ ذات الأجراس. وذلك نفسُه ما يمثُل كثيراً في نسْج اللّغة الإبراهيميّة، كما نجد ذلك في لوحة أخرى من بكائيّة ابن باديس، مثلاً:
«يا قبْر، عزّ على دفينِك الصبْر، وتعاضَى21 كسْرُ القلوب الحزينة على مَن فيكَ أن يُقابَلَ بالجبر؛ ورجع الجدال، إلى الاعتدال: بين القائلين بالاختيار والقائلين بالجبر. يا قبر، ما أقدرَ اللّهَ أن يَطويَ علَماً ملأ الدّنيا في شِبْر!» 22
فقوله «ورجع الجدال، إلى الاعتدال» ليس مقصوداً لنفسه في البناء الإيقاعيّ العامّ، ولكنّه توارد على الكاتب عفْوَ الخاطر، فكوَّنَ إيقاعةً داخليّة عارضة لم تستطع أن تُنسي المتلقّي الإيقاعة المركزيّة القائمة على مقطع: «ـَبْرْ»، وهو إيقاع قائم على مقطع صوتيّ مزوجِ الجرس: «بْ» + «رْ»، يتردّد ستَّ مرّاتٍ. بل إنّ قوله أيضاً: «بالاختيار» يظاهر، من الوجهة الإيقاعيّة الدّاخليّة، قوله: «الجدال»، و «الاعتدال»؛ فهي سمات لفظيّة متماثلة النّهايات من حيث الامتداد الصوتيّ: آلْ؛ آلْ؛ يارْ.
كما لا ينبغي أن يُفلت منا ملاحظةُ أنّ اللّفظين المتوازيَين في هذه النسيجة، وهما: «القائلين»، و «والقائلين»، وإن كانا قد وردا على النّاصّ على سبيل الاِنْثيال اللّغويّ إلاّ أنّهما أسهما في تشكيل اللّوحة الإيقاعيّة الدّاخليّة، فلم يكد يبقى عنصر لغويّ وحده في مكوّناتها النّسْجيّة، بل كُلاَّ اتّخذ له قريناً ونظيراً في الكلام. ولذلك نقترح أن نقدّم هذه اللّوحة كما يجب أن تُقرَأَ إيقاعيّاً، وكما هي في أصل الصناعة الأسلوبيّة لدى الإبراهيمي، وذلك على هذا النحو:
«يا قبْرْ،
عَزّ على دفينِك الصبْرْ،
وتَعَاصَى -كسْرُ القلوب الحزينة- على مَن فيكَ أن يُقابَلَ بالجبْرْ؛
ورجع الجدالْ، إلى الاعتدالْ:
بين القائلين، بالاختيارْ؛ والقائلين، بالجبْرْ.
يا قبْرْ،
ما أقدَرَ اللّهَ أن يَطويَ علَماً ملأَ الدّنيا في شِبْرْ!» 23
ويطّرد هذا اللّعِبُ باللّغة، وهو ناشئ عن وفرتها والتّحكّم العالي في نسْجها، في كتابات الإبراهيمي الفنّيّة؛ فإنّا لم نكد نلاحظ ذلك في كتابات سابقة في الأدب العربي وقد خالجْنا نصوص المقاماتِ من أوّلها إلى آخرها عبْر عصورها الطِّوال، وفي معظم نصوصها الثِّقال؛24 كما لم نعثُر عليها لا في أسجاع كِتاب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة»، ولا في كتاب «الإحاطة، في أخبار غرناطة»، وما ورد فيهما من أعلى ما كتب الأندلسيون من الكتابة الأدبيّة المسجوعة ... كما نلاحظ ذلك في قوله أيضا:
«( ... ) إلى الوادي الذي طرَّزَ جوانبَهُ آذار؛
وخلَع عليه الصانعُ -البديع، من حلْيِ التّرصيع، وحُلَل التّفويف والتّوشيع- ما تاهَ به على الأوديَةِ فخَلَعَ العِذَار!».25
فقوله: «الصانع البديعْ، من حلْي الترصيعْ، وحُلل التَّفويف والتّوشيعْ» لم يكن هو المقصودَ في النسج الإيقاعيّ لدى الإبراهيمي، وإنّما لكثرة اللّغة في مخزونه المحفوظ انهالت عليه كالسيل فأبدع في الإيقاع الدّاخليّ، قبل أن ينتهيَ إلى إقامة الإيقاع الخارجيّ الذي كان مقدَّراً له أن يقوم على مقطع: «آرْ»: آذارْ؛ عِذَارْ.
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Dec-2007, صباحاً 01:54]ـ
رابعاً. لغة السخريّة والغضب لدى الإبراهيمي
(يُتْبَعُ)
(/)
كثيراً ما كان الإبراهيميّ، حين كان يسخر أو يغضب، يتحلّل من الطريقة، التي حلّلنا أطرافاً منها في الفقرة الفارطة المتمحّضة لبكائيّة ابن باديس، وذلك حين كان يُحسّ بأنّه يخاطب عدداً أكبرَ من القرّاء، أو كأنْ قد! ... فكأنّه كان يفخّم من لغته ويغالي في تجويد تنميقها في المواقف الفخمة، وعن الشخصيّات الكبيرة، حتّى يتلاءم الكلام مع المقام؛ حتّى إذا ما كتب عن قضايا عاديّة، أو موضوعات صحفيّة جارية، تحلَّل من الطّريقة التي جئنا عليها، وأقبل على الكتابة بلغة في كلّ الأحوال، تنهلّ عليه وتنهال، فيكون فيها أسجاع، ولكنْ لا تكون من نوع لزوم ما لا يلزم، ولا من نوع النسْج القائم على الإيقاعين الدّاخليّ والخارجيّ إلاّ قليلاً. وفي هذه الحال لا يعوّل الإبراهيميّ في الْتِماسِ التّأثير في المتلقّي على اصطناع الإيقاع الغنيّ للّغة، ولكن بجزالة ألفاظها، ورشاقة تعبيراتها. وفي مثل هذه الكتابات لا يعوّل الشيخ، ابتغاءَ التّأثير في المتلقّين، على التزام الإيقاع الذي لا يعْدوه؛ ولكن باصطناع السخريّة فيُمْتع ويُبدع. ومع ذلك، فقد يحنّ الشيخ إلى دأْبه الجميل فيضمّخ كتابته ببعض تالك الإيقاعات المزدوجةِ التركيبِ. كما قد يصادفنا ذلك، مثلاً، في المقالة التي كتبها عن الشيخ عبد الحيّ الكتّاني؛ فقد كتب في مطلعها، بعد أن فلسف كيف كان العرب يسلكون طرائقَ واسعةً في استعمال اللّغة، والذَّهاب في دلالتها بعيدا، قبل أن يفلسف تَكنِّي الشيخ عبد الحيّ بِكُنىً مهينة «ممّا هو غالب في كُنَى العبيد» -يقول26:
«وإذا أنصفْنا الرجُل، قلنا: إنّه مجموعة من العناصر: منها العلم، ومنها الظلم؛ ومنها الحقّ، ومنها الباطل. وأكثرُها27 الشرُّ والفسادُ في الأرض: أُطلِقَ عليها لكثرتها واجتماعها في ظَرف هذا الاِسْمِ المركَّب الذي لا يلتقي مع الكثير منها في اشتقاق ولا دلالة وضعيّة، كما تُطلَق أسماءُ الأجناسِ المرتجَلَة، وكما يُطْلِق علماء الكيمياءِ على مركَّباتهم أسماءً28 لا يلمَحون فيها أصلاً من أصولها. ومن الأسماء ما يوضَع على الفال والتخيُّل، فيطيش الفال، وتكذِب الْمُخَيِّلَة29؛ ومنها ما يوضَع على التّوسّع والتّخيّل، فيضيق المجال، وتَضيع الحيلة! وإنّ اسم صاحبنا لم يصدُق فيه إلاّ جزؤُه الأوّل. فهو عبدٌ لعدّةِ أشياءَ جاءتْ بها الآثارُ، وجرتْ على ألسنة النّاس؛ ولكنّ أمْلَكَها به الاستعمار. أمّا جزؤه الثاني فليس من أسماء اللّه الحسنى، ولا يخطر هذا ببال مؤمنٍ يعرف الرجُل، ويعرف صفاتِ عباد الرّحمان، المذكورةَ في خواتيمِ سورة الفرقان؛ وإنّما هو بمعنى القبيلة، كما يقال: كاهنُ الحيّ، وعَرّاف الحيّ، وعَيْرُ الحيّ! وقبّح اللّه الاشتراكَ اللّفظيّ! فلو علِم العرب أنّه يأتي بمثل هذا الالتباس لطهَّروا منه لغتَهم، وتحامَوْهُ فيما تحامَوْا من الْمُسْتَهْجَنات. ولو أدرك نُفَاةُ الاشتراكِ في الاستعمالات الشرعيّة زمنَ عبدِ الحيّ، أو أدرك هو زمنَهم وعرَفوه، بما30 عرفناه؛ لكان مِن أقوى أدلّتهم على نَفْيه، ولارْتفع الخلاف في المسألة، وسجّل التاريخ منْقَبةً واحدة لعبد الحيّ؛ وهي أنّ اسمه كان سبباً في رفْع خلاف! ... ».31
فالإبراهيميّ هنا يلعب على السخريّة القاسية، وعلى النّسْج الرشيق الخفيف المتوالي الجمل، المنثال اللّغة، عوضاً عن الأسلوب القائم على الجمل الطِّوال، والإيقاعات الثقال ... بل لكأنّه كان يريد أن يلذَعَ المكتوبَ عنه بألفاظ اللّغة لذعاً، وأن يلدغَه لدغاً. فقد عمَد الإبراهيميّ إلى أوّل شيء يُعرف به المكتوبُ عنه، والْمَسْخُورُ منه، وهو اسمُه وكنيتُه فجاء إليهما الشيخُ يَرُوغُ عليهما سَخْراً؛ فشرع يحلّل دلالة اسم الشيخ عبد الحيّ وكنيته بجزْأَيْهما الأوّلِ والآخِر، فجاء بالعجب؛ إذا لم نكد نجده، هنا، يلعب على الْْتِماس الإيقاع الدّاخليّ إلاّ في قوله:
«ومن الأسماء ما يوضَع على الفال والتّخيُّلْ:
فيَطيش الفالْ، وتكذِبُ الْمُخِيلَهْ؛
ومنها ما يوضَع على التّوسُّع والتّحَيُّلْ:
فيَضيق الْمَجالْ، وتضيعُ الحيلَهْ».
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد ذهب، في قسوة مدهشة، إلى أنّ اسم «عبد الحيّ» لا يصدق منه إلاّ أوّلُه، وهو «عبْد»، إذْ كان عبداً لجملة من القيم المنحطّة التي عُرف بها الشيخ، فيما يزعم الإبراهيميّ. أمّا آخره، وهو «الحيّ» فليس ينبغي أن يذهب الوهمُ إلى أنّ المقصودَ منه هو أحدُ أسماء اللّه الحسنى؛ ولكنّه ينصرف إلى معانٍ أُخَرَ كأن تكون: عرّاف الحيّ، أو عَير الحي، أو كاهن الحيّ! ونحن نعلم أنّ هذه الكتابة التي تجسّد هذه الآراء لم يكن يريد بها الشيخُ إلى الإساءة إلى عبد الحيّ الكتّاني، كما يقرّ بفضله في جملة من فقرات هذه الهجائيّة نفسِها، بمقدار ما كان يعبّر عن رغبةٍ طافحة في مثل هذه الكتابة الساخرة وإبداء ما في عبقريّته من قدرة عجيبة على تناوُل أيِّ موضوع يُلاصُ عليه في الكتابة الأدبيّة الرّفيعة، كما كان لاحظ ذلك ابن أبي الحديد قديماً عن أبي عثمان الجاحظ في كتابه «العثمانيّة»، وهو ينتصر طوراً للبكريّين على العلويّين، وطوراً للعلويّين على البكريين، في أسلوب آسر، ولغة تنهال على القريحة كالشُّؤبوب الماطر.
فالأسلوب في هذه الهجائيّة لا يعوّل على السجع بالضرورة، بلْهَ «لزوم ما لا يلزم»، كما رأيناه في بكائيّة «مناجاة مبتورة، لدواعي الضرورة» حيث كان، هناك، مُثْقَلاً بالعواطف الجائشة، والمشاعر الطّافحة، والوجْدانات الصادقة، فعبّر عنها بلغة مثقلة، هي أيضاً، بالإيقاعات الباكية، واللّغة النّادبة. هو هنا لا! إنّما يريد أن يكتب كتابة ساخرة، وأكاد أقول: ضاحكة. وهو كان يعلم سلفاً مدى التّأثير الكبير الذي ستُحدثه كتابتُه هذه في أنفُس قرّاء «البصائر» الذين كانوا يُدمنون قراءتها مشرقاً ومغرباً، فكتب من أجل أن يُمْتِعهم، أساساً، بجمال الكتابة عن هذه الشخصيّة الثقافيّة الكبيرة، بغضّ الطّرْف عن الحقائق التي لم يكن الشيخ يودّ الوقوف لديها، لأنّه كان عجِلاً عنها إلى تصوير هذه السخريّة من شخصيّته، «فكَرْكَتَها» 32 على نحو لم يخطر على خلَد أحدٍ ...
والشيخ لم يتوقّف لدى اسم عبد الحيّ المسكين، فراغ عليه ضرْباً باليمين فحسب، كما كنّا أومأنا إلى بعض ذلك من قبل؛ ولكنّه توقّف أيضاً لدى كنيته فنحل أثْلَتَها، وبيّن سَوْأَتَها، فأبدع وأمتع. أم أليس هو الذي يقول عن كنية عبد الحيّ:
«من سنن العرب أنّهم يجعلون الاسم، سمة للطفولة، والكنيةَ عنواناً على الرُّجولة. لذلك كانوا لا يكْتَنُون إلاّ بنتاج الأصلاب، وثمرات الأرحام، من بنين وبنات؛ لأنّها الامتداد الطّبيعيّ لتاريخ الحياة بهم. ولا يَرْضَوْن بهذه الكُنَى والألقاب الرَّخوة إلاّ لعبيدهم. وما راجتْ هذه الكُنَى والألقابُ المهلهلة بين المسلمين إلاّ يوم تراختِ العُرى الشادّةُ لمجتمعهم؛ فراجَ فيهم التّخنُّث في الشمائل، والتأنّثُ في الطّباع، والارتخاء في العزائم، والنِّفاق في الدِّين. ( ... ) وفاتتْهم العظمة الحقيقيّة فالْتمسوها في الأسماء والكنى والألقاب. ولقد كان العرب صخوراً وجنادلَ، يومَ كان من أسمائهم صخْرٌ وجندلة؛ وكانوا غُصَصاً وسُموماً، يوم كان فيهم مُرّة وحنظلة؛ وكانوا أشواكاً وأحساكاً، يوم كان فيهم قتادة وعوسجة. فانظر ما هم اليوم؟!» 33
إنّ كلّ هذا الذي جاء به الإبراهيمي، وقد أفاد وأجاد، لم يكن مقصوداً لذاته فيؤخَذ على أنّه كان ضرْباً من التعليم للمتلقّي من شيخ عالم جليل، ولكنّه جاء به من أجل أن يُثبت أنّ عبد الحي الكتّاني لم يتكنَّ بأحد أبنائه الأفاضل، ولكنّه تكنّى بكنية فيها أنوثة وخُنوثة! ...
كما وظّف الشيخ هذه المسألة فاتّخذ منها تُكَأَةً للإِنحاء باللّوائم على العرب حين انحطّوا وتخلّفوا، فغيّروا من الأسماء القويّة الْمخيفة التي كانوا يُطلقونها على أبنائهم، فأصبحوا يسمّونهم بأسماءٍ لا تليق، في كثير منها، إلاّ بالبنات! ويتوقّف لدى لقب «سيّدي» فيدينه ويرْفُضه، ويذكّر أنّ النّاس ما كلِفُوا بكلمة «سيّدي» إلاّ يوم ضاع منهم السّؤدد! ولو قالها أحد في عهد عمر ابن الخطّاب رضي اللّه عنه لكان ضربه بدِرّته، قائلاً عن هذه الكلمة المتداولة بين الناس في الإدارة والتعامل على سبيل اللّياقة طوراً، والنّفاق طوراً آخر: «ما راجتْ بيننا، وشاعتْ فينا، إلاّ يوم أضعنا السيادة، وأفلتتْ من أيدينا القيادة. ولما ذا لم تَشع في المسلمين يوم كانوا سادة الدّنيا على الحقيقة؟ ولو قالها
(يُتْبَعُ)
(/)
قائل لعمرَ لهاجتْ شِرَّتُه، ولبادرَتْ بالجواب دِرَّتُه».34
وعلى الرغم من أنّنا كنّا زعمنا أنّ الإبراهيمي ربما تغاضى عن طريقته الأثيرة لديه في الكتابة، فعزف عن اصطناع الإيقاع، وأنّه لم يكن يريد أن يؤثّر في متلقّيه بمجرّد سَوْق أسجاع جميلة له يستمتع بها، وإنّما أراد أن يكتب كتابة عالية خارج إطار الأسجاع، فكانت هذه اللّوحات الفنّيّة التي تجعلك تستمتع بكتابته، ليس لأنّه كان يصارع شيخاً عالماً جليلاً هو عبد الحيّ الكتّاني، ولكنْ لأنّه محمد البشير الإبراهيميّ وقد امتشق قلمه فأراد أن يكتب، فكتب! فهو يمتع به إذا هجا، وهو يمتع به إذا رثى، وهو يُمتع به، أيضاً، إذا أثنى: نقول، على الرغم من كلّ ذلك فإنّ الشيخ، في الحقيقة، لم يكن يكاد يتخلّص من لغته المنهالة عليه فكانت تمثُل له كتابةً قائمة على الإيقاع ...
وإلاّ فإنّا نصادف مقاطعَ كثيرةً تقوم على الإيقاع الداخلي والخارجيّ، كما في قوله:
«من سَنَن العرب أنّهم يجعلون:
الاِسْم، سمةً للطُّفولَهْ،
والكُنيةَ، عنواناً على الرُّجولَهْ.
لذلك كانوا لا يكْتَنُون إلاّ بِنَتاجِ الأصلابْ،
وثمرات الأرْحامْ:
من بنين وبناتْ».
فبعد أن جاء بالوتَد الأسلوبيّ المعوَّلِ عليه في نسْج الكلامِ القائم على الإيقاع، وهو الماثل في قوله: «من سَنن العرب أنّهم يجعلون»، انطلق يدبّج كلامه في تشكيلات إيقاعيّة ليست غنيّة بالأجراس، كما كنّا رأينا في بعض الكتابات الأخرى الكبيرة، ولكنّ القارئ، مع ذلك، يحسّ أنّ هناك صناعةً نسجيّة في الكلام، كما حاولنا تِبيان تقطيع الكلام على جهة القراءة الإيقاعيّة؛ إذ يوجد لفظ «الطفولهْ» الذي يقابله لفظ «الرجولهْ»؛ ولفظ «الأصلاب» الذي يقابله لفظ «الأرحام»، الذي يثنّيه الإيقاع المماثلُ الوارد بعدَه في لفظ «بنات»: (الطّفولَهْ، الرجولَهْ؛ الأصلابْ، الأرحام؛ بنات).
ونلاحظ أنّه على الرغم من معنى الطّباق البلاغيّ الماثل في ثنائيّة الطفولة والرجولة باعتبارهما متعارضَين في الدّلالة التقليديّة، إلاّ أنّهما من المنظور السّيمَائيّ يظلاّنِ متشاكلين من حيث البنية، ومتشاكلين من حيث إنّ كُلاًّ منهما ينتمي إلى الإنسان؛ فهما ليسا متباينيْن إلاّ باعتبار اختلاف السِّنّ. في حين أنّ الثلاثيّ الإيقاعيّ الآخَر: (الأصلابْ، الأرحامْ، بناتْ)، يتّسم بالتشاكل أكثر من اتّسامه بالتباين، وذلك بحكم أنّ ما يقع في الأرحام يأتي من الأصلاب، وأنّ نتيجة ذلك هي نجْلُ البنين والبنات ... فالكلام متشاكلٌ من حيث معناه، ومتشاكل أيضاً من حيث التماثلُ الإيقاعيّ: ـلاَبْ؛ ـحَامْ؛ ـنَاتْ (من قوله: الأصلاب، والأرحام، وبنات).
وتالِكَ نسيجةٌ في هذه اللّوحة، أمّا النسيجة الثانية فيها فإنّها تتّخذ سيرة أخرى من البنَاء النسجيّ، والسَّدَى الإيقاعيّ، ما يجعلها لا تختلف عن سابقتها، إلاّ لتكوّن بناء إيقاعيّاً ونسجيّاً يوَكِّدُ حرْص الإبراهيميّ على صناعة الكلام، وزَخْرَفة القول، في أعلى مستويات المعارض الأسلوبيّة العربيّة، كما نلاحظ ذلك في هذه النسيجة الثانية:
«ولقد كان العرب صخوراً وجنادل، يومَ كان من أسمائهم صخْرٌ وجندلَهْ؛
وكانوا غُصَصاً وسُموماً، يوم كان فيهم مُرّةُ وحَنظلَهْ؛
وكانوا أشواكاً وأحساكاً، يوم كان فيهم قتادةُ وعوسجَهْ.
فانظر ما هم اليوم؟».
وإذا كان ما قبل هذه اللّوحة ندّ قليلاً عن النّسْج الإيقاعيّ الغنيّ فوقع الاجتزاء بإيقاعٍ خفيف يحافظ على بنية الكتابة لدى الإبراهيمي، دون أن يستأثر بالاهتمام، فقيل:
«فراجَ فيهم:
التّخنُّث في الشمائل، والتأنّثُ في الطّباع، والارتخاء في العزائم، والنِّفاق في الدِّين. ( ... ) وفاتتْهم العظمة الحقيقيّة فالْتمسوها في الأسماء والكنى والألقاب»؛ (بحيث وقع النّسج الإيقاعيّ لظواهر الجمل وبطائنها من ألفاظ متلائمة دون أن تكون متماثلة تماثُلاً تامّاً في كلّ الأطوار:
التخنّثْ ويقابله التّأنّثْ؛ والارتخاءْ ويقابله الدّينْ، داخليّاً؛ مع تكرار قيد «في» أربع مرّات للربْط بين السمتين المنسوج منهما الْجُمل؛
(يُتْبَعُ)
(/)
والشمائلْ ويقابله الطّباعْ، والارتخاءْ ويقابله النِّفاقْ، خارجيّاً. ثم وقع ختْمُ النسيجة بجملة طويلة لا ترتبط إيقاعيّاً لا بما بعدها، ولا بما قبلَها، لتكون خاتمة الكلام، إلاّ من حيث «في الأسماء» حيث وقع إشباعها بلفظين آخريْن لتكون هذه الجملة وتَداَ بَعْدِيّاً: فإنّ السيرة الإيقاعيّة تختلف في النسيجة التي جئنا بها كلّ الاختلاف؛ فقد عاد الشيخ إلى دأْبه، وآبَ إلى عِتْرِه، فصنع من الألفاظ لوحة إيقاعيّة تصدَحُ بالموسيقى اللّفظيّة المتغافصة الأنغام، والمتراقصة الأصوات. لقد أقام الشيخ صناعة لوحته على ثلاثِ نسائجَ تكوّن لحمتَها، ووتَدٍ أسلوبيّ آثرَ أن يكون آخراً، لا أوّلاً:
«ولقد كان العرب صخوراً وجنادلْ،
يومَ كان من أسمائهم صخْرٌ وجَنْدَلَهْ؛
وكانوا غُصَصاً وسُمومَا،
يوم كان فيهم مُرَّةُ وحَنْظَلَهْ؛
وكانوا أشواكاً وأحْساكَا،
يوم كان فيهم قَتادةُ وعَوْسَجَهْ.
فانظر ما هم اليوم؟».
غير أنّ العجب ليس في هذه القدرة الخارقة في التحكّم في اللّغة من أجل أن يقع بها صنعُ كلام يحاكي الأنغام الموسيقيّة البديعة؛ ولكن في ربْط معاني الألفاظ المصنوعِ بها الإيقاعاتُ ربْطاً تشاكليّاً لفظاً، وربْطاً تشاكليّاً آخرَ معنىً، ليقع تركيب الشّكل مع المضمون، وليقع ملاءمةُ الدّالّ مع المدلول. أرأيت أن قوله:
«لقد كان» يقابله: «يوم كان»؛
و «صخورا» يقابلها: «صخْر»؛
«وجنادل» تقابلها: «جندلة»؛
و «غُصَصاً» يقابلها: «أشواكاً»؛
«وسُموماً» يقابلها: «أحساكاًً»؛
و «مُرّة» يقابلها: «قتادة»؛
«وحنظلة» يقابلها: «عوسَجة»؛
«وكانوا» يقابلها: «وكانوا»، وذلك من حيث الدَّالِّيَّةُ.
في حين أنّ الكلام يتقابل في معظمه متشاكلاً من حيث المدلوليّة، كما نلاحظ ذلك في سيرة: الغصص والسموم والمرارة، والصخور والجنادل، والأشواك والأحساك، والقتاد والعوسج، وهي الدّوالّ التي صنع منه الإبراهيميّ هذه اللّوحة في وجهها المدلوليّ أيضاً.
ونودّ أن نتوقّف، أخيراً لدى مقالة قصيرة أرسل فيها الشيخ شواظَ سخريّته المحرقة على شخصٍ مغمور يدعى «التهامي»، كتب إلى «البصائر» رسالة ينتقص فيها من الجريدة، وأنّها تحيّزتْ لحزب سياسيّ مغربيّ معيّن، على حساب حزب سياسيّ آخر؛ من حيث كان أولى لها أن تظلّ محايدةً لا تنحاز، فكتب الشيخ يخاطب ذلك الكاتب المغمور الذي أرسل عليه شُواظاً من نار ونحاس، فأحرقه بها فأمسَى حتماً سُخْرَةً في فاس، فكتب كلمةً قصيرة تقع في عموديْن من أعمدة «البصائر»، ما يعنينا منها، خصوصاً، هو خاتمتُها التي يقول الإبراهيميّ فيها:
«لا عفا اللّه عنك يا تهاميّ! لكأنّ فيك، واللّه، شُعبةً من سَمِيِّكَ! ولو كنتَ عاشرَ عشرةٍ ممّن يحمل هذا الاِسم، وينطِق بهذا الإثم، لاطّردَتِ القاعدة، وتواتر القياس؛ وهُجِرَ هذا الاِسمُ كما هُجر «عبد العزّى» في الإسلام، وانتقل النّاس بأبنائهم من تِهامةَ إلى نَجْران!
إنّنا لا نعلم منزلتَك في النّباهة، ودرجتَك في الحزب؛ فإن كنت تستحقّ هذا العتاب فهو تأديب لك، وإن كنت لا تستحقّه -لخمول قدْرك، وخُسوف بدرك- فأرجعْهُ إلينا مشكوراً، واردُدْه علينا معذوراً».35
تنهض هذه اللّوحة الأدبيّة على نسيجتين اِثنتين: الأولى وهي تعوّل على السخريّة، دون الاِلْتِحاد إلى اصطناع الإيقاع، وتقطيع الكَلام، من أوّل أمرها إلى آخره، لكنْ دون التفريط في ذلك تفريطاً كاملاً؛ والأخرى، وتعوّل على صناعة الإيقاع وتوظيفه في التّأثير الجماليّ لدى المتلقّي، تعويلاً تامّاً.
غير أنّ النسيجة الأولى لا تقِلّ قوّةً في السّبْك، ولا رصانةً في النسْج، حتّى إنّ الضّارب يمكن أن يضرب بها الجدار المتين فيَهُورَه! كذلك نرى قوّة هذا الكلام!
- «لا عفا اللّه عنك يا تهاميّ! لكأنّ فيك، واللّه، شُعبةً من سَمِيِّكَ»!
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا الدّعاء على الشخصيّة المطروحة للهجاء والإنحاء عليها باللَّوَائم ليس انكأَ منه شيءٌ! فهو يصطنع «لا» الدّعائيّة فيُدْخلُها على العفو إيغالاً في صناعة الكلام، وإبداءً للقدرة الخارقة على التحكّم في العربيّة العالية ونُسوجها العِجاب، كما وردت في أعلى نماذج البيان العربيّ ... والأنكَأُ من الدّعاء على هذه الشخصيّة هو ربْطُها بشخصيّة مغربيّة اشتهرتْ بالغدْر والخيانة، وذلك حين قبِلتْ أن تحِلّ محلّ الملِك الشرعيّ للبلاد. بيدَ أنّ الإبراهيميّ لم يعيّر الشخصيّة المهجوّة، ولم يَلُمْها بالطريقة الرّكيكة المباشرة؛ ولكنّه اصطنع في ذلك «لكأنّ» التي لا تدلّ هنا على الشكّ، بمقدار ما تدلّ على اليقين. وألحقها بعبارة تقلّل من دلالة الانتماء ظاهراً، في حين أنّ النّصّ كان يريد إلى عكسها (فكأنّ ذلك كان من باب قول الحطيئة:
*واقعدْ فإنّك أنت الطّاعِمُ الكاسي!)
وهي لفظة: «شُعْبة». فعوض أن يعبّر النّصّ بصورة مباشرة فيتّهمَ الشخصيّة المهجوّة بأنّها خائنة للوطن، أو على الأقلّ متحزّبة تحزّباً أعمى، اصطنع ما يوحي بذلك أوّلاً، ثمّ يُوَكّده آخراً: «لكأنّ فيكَ، واللّهِ، شُعبةً من سَمِيِّك». والذي يُحيل هذا الكلام من معنى التشبيه المشكوك، إلى معنى اليقين المحتوم، هو القسَم -واللّهِ- الواقعُ على سبيل الاعتراض. لأنّ القسَم لا يكون إلاّ على شأن مُوَكَّد، لا على شأن مشكوك فيه.
وتتنازع الشيخَ طريقتُه الْمُؤْثَرَةُ في الكتابة فيعودُ إلى توظيف الإيقاع وتقطيع الْجُمل بعد ذلك:
«ولو كنتَ عاشرَ عشرةٍ ممّن:
يحمِل هذا الاِسْمْ،
وينطِق بهذا الإثمْ؛
لاطّرَدتِ القاعدَهْ،
وتواتَر القياسْ».
فهذه النسيجة تنهض على الاتّكاء على ما نسمّيه «الوتَد الأسلوبيّ»، وهو قوله: «ولو كنتَ عاشرَ عشرةٍ ممن ... »، لينطلق النّاصُّ من بعد ذلك إلى تقطيع الكلام على نحويْنِ متوازيين في النسج والإيقاع، ليؤثّر في قارئه فيجعلَه شديد التّعلّق بهذا الكلام الذي لا يعوّل على جماليّة النسج فحسب، ولكنّه يعوّل أيضاً على جماليّة الإيقاع، داخليّاً وخارجيّاً. فقد نهضت تقطيعاته الكلاميّة على أربعِ جُمل: كلّ جُملتين تكوّنان وحدةً إيقاعيّة من حيثُ إنّهما توازيَتا في تقدير الألفاظ، وتساوَيتا في تجْريس الإيقاع، كما يبدو ذلك من خلال عرضهما في أربعة أسطار، منذ قليل.
ولَمّا أحس الشيخ أنّه أخطأه الإيقاع في التّأثير في قارئه، من بعد ذلك، عمد إلى توظيف السخريّة وثقافته الإسلاميّة الغنيّة فحلّل هذا الاسم –تهامي- وأنّه لو كان عاشر عشرة يذهب إلى ما ذهب إليه في الانتقاص من «البصائر» لكان النّاس هجروا استعماله، كما هجروا إطلاق «عبد العزّى» على أبنائهم؛ بل لكانوا انتقلوا من تهامة إلى نجران. والشيخ يوازن، هنا، بين سيرتين اثنتين متقابلتين: في إحداهما النّبل والشرف والفضيلة وهما: تهاميّ، وتهامة؛ وفي إحداهما الأخرى اللّؤم والاستخذاء والرذيلة، وهما: عبد العزّى، ونجران ...
وأمّا الكلام كلّه في لَذْعه ونكْئه، وفي جماله وطرافته، هو الذي أرجأه ليختم به مقالته القصيرة حيث أنهاه بنسيجة عجيبة التركيب، طريفة المعنى؛ فقد أحسّ الشيخ وكأنّه أغار على خامل من الرجال، وأرسل قلمه على من ليس أهلاً للعتاب والهجاء، فختمه بما يُشبه الاعتذار الذي كان في الحقيقة أنكأ في المهجوّ من الهجاء المباشر نفسِه؛ فقد أسرّ له أنّه لا يعلم مدى مكانته في المجتمع، ومنزلته في مدارج الحزب الذي كان ينتمي إليه؛ فإن كان أهلاً لذلك الهجاء والعتاب فهو له ضرْبٌ من التّأديب، وإمّا لا، فليَرْدُدْه على الشيخ مشكوراً معذوراً ...
ولقد جمع الإبراهيمي في هذه الفقرة بين الصناعتين: بين التقطيع الخالي من تماثل الأجراس، ولكنّه غنيّ بتماثل عدد الألفاظ الذي يقوم عليه التقطيع من وجهة:
1. «إنّنا لا نعلم:
منزلتك في النّباهة،
ودرجتَكَ في الحزب»؛
وبين توظيف الإيقاع -بعْد العَمْدِ إلى الاتّكاء على الوتَد الأسلوبيّ- من وجهة أخرى:
2. «فإن كنت تستحق هذا العتابَ فهو تأديبٌ لك، وإن كنت لا تستحقّه:
لخمول قدْرك،
وخسوف ذِكْرك؛
فأرجعه إلينا مشكورَا،
واردُدْهُ علينا معذورَا».
ـ[كمال الجزائري]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 03:51]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على مشاركاتك المتميزة، ولا تحزن أيها الفاضل لعدم التفاعل.
فما عند الله خير وأبقى.(/)
رواية الثلاثة للشيخ البشير الإبراهيمي
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 09:05]ـ
رواية الثلاثة
الشيخ الإمام محمد البشير الإبراهيمي –رحمه الله-
هذه- أكرمك الله- رواية الثلاثة , وهي أرجوزة أكثرها "لزوم ما لا يلزم" تُمثل حالة ثلاثة من الأساتذة , لا يدفعون عن فضلٍ ولا أدبٍ ولاذكاءٍ وما فيهم إلاّ بعيدُ الأثر في الحركة الإصلاحية , واسعُ الخُطى في ميدان تعليم الناشئة وتربيتها.
أسلوب الرواية:
أمّا أسلوبها فهو سهلٌ منسجم , متلاحم النسيج , متين التركيب , فصيح المفردات , ليس فيه تكلف , ولا ركوب الضّرورات , التي ألِفَ الرّاجِزون ركوبها , برئٌ من التّكلف والحشوِ الذي ألِفوا أن يختموا به الأبيات , ضُعفاً منهم , وضيق عطن في العربية , وقِصَرَ باعٍ في مفرداتها وتراكيبها , وفي أكثر أبياتها " لزوم ما لا يلزم " من التزام حرفين أو ثلاثة في الرّويّ , ومع ذلك فكلّ ما فيها من هذا النوع مقبول متمكّن , وفيها كثيرٌ من أنواع التجنيس , وكلها من النّوع العالي , المتمكن لفظه ومعناه البرئ من التّكلّف , وإنّما هو من استرسال الطّبع , وقوّة الأسرِ , ورُوح الملكة في العربية , وفيها أبياتٌ مستقلّة بمعانيها , تجري مجرى الأمثال , وفيها طائفة من الألفاظ الغريبة , التي لم يألف الكتّاب والشّعراء استخدامها , وحبّذا لو استعملوها وأكثروا منها , فإنّها زيادة في ثراء اللّغة وتوسيعٌ لها , وليس في الأراجيز العلمية التي امتلأت بها الدنيا شيئٌ سهلٌ مستساغ إلاّ قليلاً من أراجيز فحول البيان , مثل رقم الحُلل لابن الخطيب , ودول الإسلام لشوقي , وما رأيتُ قوماً طاعَ لهم الرَجَزُ وانقادَ كعلماء شنقيطْ , مع السّهولة عليهم في النّظمِ ومتانة السّبْكِ.
وبَعْدُ: فقد داعبْنَا بهذه الرّواية , ثلاثة أساتذة , هم لنا أبناء , وهم فيما بينهم إخوة كلّهم أُدَباءٌ , فعسَى أن تكون حافزةً لِهِمَمَهِم في التّدريب على هذا النّوع الرّاقي من الأدب الهزلي.
ولو نظمت هذه الرّواية في عصور الإقبال على الأدب , لطارت كلَّ مطارٍ , وتلقّاها الرّواة والنّقلةُ , بما تستحقّهُ من إجلالٍ.
محمّد البشير الإبراهيمي
يتبع ..
ـ[الهجرة]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 10:11]ـ
هذه رواية جميلة جداا و خصوصا أنها من كتابات الشيخ البشير الإبراهيمي-رحمه الله-
صور الاستدعاء من المدير:
إلى الفًتى عبد الحفيظ الجنَّان ............ أدَامه المولى الحفيظ المَنان
مُؤدِّب الصِّبيان في مدْرستي ............. و حَامل الأَثْقال من غَطرستي
مَسْكنُه في زَنْقَةٍ لا تُعرف ............. إذ طُمِسَت من جانِبَيها الأَحْرُفُ
وَوسْمُهُ إمْسَاكُ قَرْنِ الثَّور .............. في يَده كَنَافِخ في الصُّور
و هذه عَلامَة مُنفصِلة ............... تَتْبَعها عَلامةٌ مُتَّصله
*********
ثُمَّ إلى الشيخِ الأَديبِ الكَاتِب ......... المُرتَقي لأسْفَلِ المَراتِب
المُرتَضى مُحمد بن العابِد .......... لا زَال في جُهدِ الشَّقا يُكابِد
مُفَسِّر القُرآنِ للأطفالِ ......... من سُورة الرَّعدِ إلى الأّنفالِ
مُقَرِّر القواعدِ المُقرَّره .......... و حَافِظِ المَسَائل المُكرَّره
مَقَرُّهُ أن ليس ذا مَقرِّ ........... يَقيه من حرِّ لَظى و القرِّ
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[02 - Jan-2008, مساء 10:31]ـ
فتح الله عليك , وشكر الله لك على هذا الاهتمام
أما الابيات التي ذكرت فستأتي إن شاء الله عند ذكر الشيخ محاورة المدير للأساتذة
بارك الله فيك
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 10:06]ـ
صور الاستدعاء من المدير:
إلى الفَتَى عَبْدِ الحَفيظِ الجنَّانْ ......... أَدامَهُ المَولى الحَفيظُ المِنَّانْ
مُؤدِّبِ الصِّبيانِ في مَدْرستي ......... و حَامِلِ الأَثقالِ من غطرسَتي
مَسْكنُهُ في زَنْقةٍ لا تُعرفُ ........ إذْ طُمِسَتْ من جَانِبيْها الأَحْرُفُ
وَوَسْمُهُ إِمساكُ قَرنِ الثَّورِ ........ في يدهِ كَنَافخٍِ في الصُّورِ
و هذهِ عَلامَةٌ مُنفَصلِه .......... تتْبَعُها عَلامَةٌ مُتَّصله
****************
ثُمَّ إلى الشَّيخِ الأَدِيبِ الكَاتِبْ .......... المُرتَقِي لأسْفَلِ المَرَاتِبْ
المُرتَضى مُحمدِ بن العَابِدْ ........... لازال في جُهدِ الشَّقا يُكابِدْ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُفَسِّرِ القرآنِ للأَطفالِ ......... من سُورة الرَّعدِ إلى الأَنفَالِ
مُقَرِّرِ القواعدِ المُقرَّره ........ و حافظِ المَسائلِ المُكرَّره
مَقَرَّهُ أنْ ليسَ ذا مَقَرِّ ......... يَقيهِ من حَرِّ لَظَى و القرِّ
وَوسْمُهُ الإقْعاءُ في مَنَاخرِه .......... و فَتحَةٌ ظَاهِرةٌ في آخِره
بَعدَ سَلاَمٍ مُحْكَمٍ مَرْبُوطِ .......... و قَهوةٍ بِالتِّينِ و البلُّوط
و سُكَّرٍ من الرِّمالِ مُجْتَلبْ ......... و لَبَنٍ منِ الجِمَالِ مُحْتَلبْ
و سُفْرَةٍ قد جَمَعتْ حُبُوبَا ............ الفُولَ و الخُرْطانَ و الكُبُوبَا
و قِدْرَةٍ قد ضُمِّنتْ أخلاَطا .......... اللِّفتَ و التَّرْفَاس و البَطاطا
في غُرْفَةٍ تُضَاءُ بِالنُّجُومِ ......... أو شُرْفَةٍ تُقْذَفُ بِالرُّجُومِ
أَرْجُوكُما أنْ تَحضُرا سَريعا .......... لِتدفَعا خَطْبًا دَهَى مُرِيعا
في السَّاعةِ التي أكونُ فيها .......... مُرَفَّهًا في عِيشتي تَرفِيها
في يومِ تِسْعٍ من شُباطَ المَاضي ........... لأنَّني أكونُ فيه (فَاضي)
في مكتبي المشهور عند النّاسِ ......... من أرض قجّالٍ إلى مكناسِ
فإن جهِلتُم فاسألا أيّ صبي .......... يرِحْكُما مِن العنا والتّعب
وأعْطياهُ خمسةً منقُوبهْ ........... وقد تفصّى قائِبٌ مِن قُوبهْ
حاشِيةٌ- والشّرطُ أن تتّفقا .......... قبل المجيئِ ثمّ لا تفترقا
وتتْبعا الأوامِرَ المسْطورهْ .......... هُنا كإبْلِ في الفلا مقْطُورَهْ
لا تصْحبا العِصِيَّ والدَّبابِسَا .......... والحجرَ الصّلْدَ الثّقيلا اليابساَ
والمُوسَ والقادومَ والفُؤوسَا ........ وكلَّ شيْئٍ يشْدَخُ الرُّؤوسَا
ولتخْلعا نعليْكُمَا في الخارِجِ .......... في الخُطْوةِ الأولى منَ المعارِجِ
وتَطْرُق البَاب الصّغِيرَ طرْقاً ....... طرْقَ دُهاةِ الأنكَلِيزِ الشّرقاَ
وبسْمِلاَ وكبِّراَ وحوْقِلاَ .......... والْتَزِمَا الصّمْتَ ولا (تُشَقْلِلاَ)
فإنْ أذِنتُ فادْخُلاَ عنْ عجَلِ .......... وإنْ سَكَتُّ فاذْهبَا في خَجَلِ
ولْتَدْخُلاَ بحَسَبِ الحُرُوفِ ......... والِميمُ قبْلَ العَينِ فِي (المعْرُوفِ)
هذا ومَن كَانَ طَوِيلَ الأنْفِ ........ فلْيَتَربّصْ سَاعَةً في الكُنْفِ
يرتاضُ بِالتّنفُّسِ العَمِيقِ ....... ويَصِلُ الزّفيرَ بِالشّهيقِ
وهَذِهِ وَرَقَةُ اسْتِدْعَاءِ ........ كَأنّهَا شَهَادَةُ اسْتِرْعَاءِ
أَمْضَيْتُهَا مِنْ تَحْتُ لاَ مِن أَعْلَى .......... كَمَا لَبِسْتُ فِي الأَخِيرِ النّعْلا 8
والحَقُّ لاَ يحْتاجُ للتَّرْقِيعِ ........ لَاسِيَّمَا مِن صَاحِبِ التّوقِيع
وَلَمْ أٌُطِلْ خُنْفُسَتِي كَالْحَافِظِي ............ وَإنّمَا خُنْفُسَتِي (ابْنُ حَافِظِ) 9
يتبع ....
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[04 - Jan-2008, مساء 11:01]ـ
فاضي: بالفاء وليس بالقاف. في اللسان العامي معناه:مستريح من الشّغل
تُشَقللا: كلمة عامية معناها لا تُثرثرا
من تحت الخ: كان بعض القضاة يضع خاتم توقيعه في أعلى الوثيقة
الخُنفسة الأولى أراد بها نوعاً من التوقيع المعقّد يشبه الطّغراء. والثانية هي تلك الدويبة السوداء الكريهة الرائحة وهذه مداعبة لابن حافظ.
والشّيخ الحافظي: هو رئيس جمعية جمعية الطُّرقيين في الماضي.
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[08 - Jan-2008, مساء 03:06]ـ
للرفع
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[26 - Jan-2008, مساء 09:51]ـ
الجلسة الأولى:
(مكتب المدير: أوراق مبعثرة , أقلام مغبرة , وصولات معلَّمة بالأحمر , المدير على كرسيه , الجنّان واقف , ابن العابد مُقعْمِز)
المدير: حمداً لمن جمعكم (في البِيرُو) ... وهْو بما تنوونهُ خبيرُ
وصلواته على البشير ... ما صفّر القطارُ في أشير
وما جرى المحراثُ في الهنشير ... وهبّت الرياح في أمشير
وهذه براعةُ استهلال ... منيرة في القصد كالهلال
والشّكر لي إذ كنتُ في الجمع سببْ ... وكان لي فيه وجِيفٌ وخببْ
يا أيها الإخوان أهلا (بيكمْ) ... إني قبل الابتدا أنبيكمْ
بواجباتٍ اسمها النظام ... قد سنّها الأماثلُ العظامُ
ابن العابد: أعوذُ بالرحمن من ذي الكلمهْ ... فإنها تصُخُّ سمعي
المدير: ... ولمهْ ?
ابن العابد: لأنها ذاتُ معانٍ مؤلمه ... وأنها تثيرُ ذكرى مظلمه
المدير: بيّن لنا معنى وخلّ الذكرى ... فجمعنا يُحدث منها ذكرى
ابن العابد: إن الرئيس في كلام العُرب ... من شُجّ في يافوخِه بالضّربِ
الجنّان: دعنا من اللغة والإغراب ... فيها فتلك شيمة الأعرابِ
وانظر إلى التنكيت في قول الخطيبْ ... فإن ذكرى البؤس شيئ لايطيب
وليس من مكارم الأخلاق ... تعريضُ ذي الغنى بذي الاملاق
المدير: لا تبتئس فكلنا بئيسُ ...
الجنّان: ... قياسه وكلنا رئيسُ
ابن العابد: انظر إليه كيف قال لكمُ ... ولم يقُل منكم فماذا تحكُمُ ?
الجنان: أنا أرى أن الرئيس قد حكم ... لنفسه ومالنا إلاّ البكمْ
أوحى له المكتبُ والكرسيُّ ... منزلة ما نالها إنسيّ
وكل حال للمآل يرمزُ ... فانظر فأنت القاعدُ (المُقعْمِزُ)
المدير: التزموا النظام ياإخواني ... فأنتم في الخير من أعواني
ونحنُ جمعٌ ...
الجلالي: بل أقل الجمعِ ... كما أتى في الدليل السّمعِ
المدير: والجمعُ لا بد له من قائدْ ... يقوده لتحصل الفوائدْ
الجلالي: أعوذ بالله من القيادهْ ... وإن غدت في عصرنا سيادهْ
قد كنتُ عند قائدٍ مأفونِ ... في مَاءَةٍ تنسبُ للفكرونِ
دريتُ منه الفعل واشتقاقهْ ... كما علمت السُمّ وانتشاقهْ
المدير: انتقلوا بنا إلى المفيد ... من عمل موفّق سديد
وعيِّنوا الرئيس حتى نشرعا ... في القصد مما رمته ونُسرِعا
فالأمرُ محتاج إلى التنجيز ... بسرعةٍ في زمنٍ وجيز
وليس في زيادة الكلامِ ... إلاّ زيادة من الملامِ
فاجتهدوا في غسل هذا العارِ ... من قبل أن يُخلد في الأشعار
وقبل أن تدهمنا القوافي ... بوطأةٍ شرورها ضوافي
فتعتدي ربوعنا عوافي ... تجري بها الروامسُ السّوافي
الجلالي: تُخيفنا بالعار والأشعارِ ** * ولستُ من حلْيهما بالعار
وليس فيهم شاعرٌ سَواءي ... والشعراءْ كلهم ورائي
أخيفهم طُرّاً ولا أخافُ ... وطالما ساجلتهم فخافوا(/)
شاعر مُحْدَثٌ، وشاعر مولَّدٌ، ما الفَرْق؟
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[03 - Jan-2008, صباحاً 12:59]ـ
هل بين هذين المصطلحين فرْق؟ إن كان، فأفدني.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - Jan-2008, صباحاً 07:09]ـ
لا يظهر أن بينهما فرقا مؤثرا
والله أعلم.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 12:15]ـ
إن كان لا فرق، فهل يحتج بشعر من أطلق عليه هذا اللفظ (المصطلح)؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Jan-2008, صباحاً 06:30]ـ
وفقك الله
لا يحتج بشعر المحدثين ولا المولدين، ولكن ينبغي فهم هذا المصطلح؛ لأن بعض العلماء يطلقه على الإسلاميين كأمثال الفرزدق وجرير، وهذان يحتج بهما على الراجح، فإذا علم مراد العالم بهذا المصطلح فقد زال الإشكال.
وقد حدد أهل العلم عصور الاحتجاج، وقد يختلفون في بعضها، فما كان فيها فهو ممن يستشهد به، وما كان خارجا عنها فهو مولد أو محدث.
وفقك الله
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 02:07]ـ
ومن العلماء الذين وجدتهم يطلق على الشعراء الإسلاميين مصطلح (مولّد) القلقشندي في صبح الأعشى، فقال: (وكما ينبغي الإكثار من حفظ الأشعار على ما تقدم ليوردها في خلال كلامه استشهادا وتضمينا، أو يحلها ويقتبس معانيها في نثره على ما تقدم بيانه، كذلك ينبغي له معرفة المشاهير من الشعراء الطائري السمعة: ... ومن المولّدين وهم: الذين ولدوا من العرب في الإسلام: كالفرزدق وجرير والأخطل ... ) 1/ 291 - 292
أظن أن الأمر يحتاج إلى تثبت، وترو، حتى يستطيع طلبة العلم التعامل مع مصطلحات أهل العلم.
أليس كذلك يا شيخنا أبا مالك؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 02:15]ـ
وفقك الله يا شيخنا
وهل أتى الخلل والاختلاف والخطأ والفساد إلا من قبل هذا الأمر؟
بل إن كثيرا من العلماء الكبار - فضلا عن طلبة العلم - يخطئ في تنزيل كلام أهل العلم على المعنى المراد، وأقرب مثال على ذلك ما شاع عند كثير من المتأخرين أن مذهب السلف هو التفويض!
وقد ترى قائل ذلك من أكثر الناس اطلاعا على كلام السلف
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[30 - Jan-2008, صباحاً 05:26]ـ
ذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء (2785) بتحقيق إحسان عباس: وكان يونس يقدم الفرزدق ويقول: ما كان بالبصرة مُوَلَّدٌ مثله.
هذه فائدة تعيننا على التفريق بين هذين المصطلحين.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[03 - Feb-2008, صباحاً 08:32]ـ
وهذه فائدة أخرى:
قال ابن المعتز في ترجمة الشاعر / بشار بن برد: (وهو أستاذ المحدثين وسيدهم، ومن لا يقدم عليه، ولا يجارى في ميدانه).
طبقات الشعراء لابن المعتز بتحقيق: صلاح الدين الهواري، 20.
وفقنا الله لما فيه صلاح ديننا ودنيانا.
ـ[طلال العوض]ــــــــ[07 - Mar-2008, مساء 05:38]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو كتاب في نقد ادب الرسائل(/)
لمن يبحث عن شرح للمعلقات تفضل بالدخول
ـ[شرياس]ــــــــ[06 - Jan-2008, مساء 08:32]ـ
هذا موقع مفيد لشرح المعلقات ففيه نص المعلقة بالإضافة الى شرحها ونبذة مختصرة عن كل شاعر وما عليك سوى الدخول على كل معلقة وستجد النص كاملا + نبذة مختصرة عن الشاعر + شرح المعلقة.
رابط الموقع:
http://www.awrag.com/m3/index.htm
ـ[عبد السلام الجزائري]ــــــــ[20 - May-2009, صباحاً 10:15]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو القاسم]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 01:16]ـ
أين أنت يا شرياس؟ اشتقنا إليكم!
شكر الله لك المشاركة الطيبة المفيدة
ولكن الموقع لم يفتح أخي(/)
والانترنت وعاءٌ مُلِئَ علماً
ـ[محب الأدب]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 08:56]ـ
والانترنت
وعاءٌ مُلِئَ علماً، وَظَرْفٌ حُشِي ظَرْفاً، وإناءٌ شُحِن مُزَاحاً وجِدّاً
إنْ شئتَ كان أبيَنَ من سَحْبانِ وائل، وإن شئت كان أعيا من باقِل
وإن شئتَ ضَحِكْتَ مِنْ نوادِرِهِ، وإن شئتَ عَجِبتَ من فرائِده،
وإن شئتَ ألهتْك طرائفُه، وإن شئتَ أشجَتْك مواعِظُه،
وَمَنْ لَكَ بِوَاعِظٍ مُلْهٍ، وبزاجرٍ مُغرٍ، وبناسكٍ فاتِكٍ، وبناطقٍ أخرسَ وبباردِ حارّ
وعبتَ الانترنت
ولا أعلَمُ جاراً أبرَّ، ولا خَليطاً أنصفَ، ولا رفيقاً أطوع َ، ولا معلِّماً أخضعَ، ولا صاحباً أظهرَ كفايةً، ولا أقلَّ جِنَايَة ً، ولا أقلَّ إمْلالاً وإبراماً، ولا أحفَلَ أخلاقاً، ولا أقلَّ خِلافاً وإجراماً، ولا أقلَّ غِيبة ً، ولا أبعدَ من عَضِيهةٍ،
ولا أكثرَ أعجوبة ً وتصرُّفاً، ولا أقلّ تصلُّفاً وتكلُّفاً، ولا أبعَدَ مِن مِراءٍ
ولا أتْرَك لشَغَبٍ، ولا أزهَدَ في جدالٍ، ولا أكفَّ عن قتالٍ
من الانترنت
ولا أعلَمُ قريناً أحسنَ موَافاة ً، ولا أعجَل مكافأة، ولا أحضَرَ مَعُونة ً، ولا أخفَّ مؤونةً، ولا شجرة ً أطولَ عمراً، ولا أجمعَ أمراً، ولا أطيَبَ ثمرة ً، ولا أقرَبَ مُجتَنى، ولا أسرَعَ إدراكاً، ولا أوجَدَ في كلّ إبَّانٍ،
من الانترنت.
ولا أعلَمُ نِتاجاً في حَدَاثة ِ سنِّهِ، وقُرْب ميلادِه، ورُخْص ثمنهِ، وإمكانِ وُجودهِ، يجمَعُ من التدابيرِ العجيبَةِ، والعلومِ الغريبة، ومن آثارِ العقولِ الصحيحةِ، ومحمودِ الأذهانِ اللطيفةِ، ومِنَ الحِكَم الرفيعةِ، والمذاهب القوِيمةِ، والتجارِبِ الحكيمةِ، ومِنَ الإخبارِ عن القرون الماضية، والبلادِ المتنازِحةِ، والأمثالِ السائرة، والأممِ البائدةِ،
ما يجمَعُ لك الانترنت
ـ[أحمد الشهري]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 10:47]ـ
لا فض فوك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[07 - Jan-2008, صباحاً 11:19]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
ـ[خليلُ الفوائد]ــــــــ[07 - Jan-2008, مساء 01:32]ـ
* حيَّاك اللهُ (مُحِبَّ الأدبِ) بيْنَ إخوانِك ..
* باركَ اللهُ في قَلمِكَ، وسخَّرهُ في محابِّه ..
* أخبرْني من الكاتب؟
أهو الحَرِيري؟ أم بديعُ الزَّمان؟ أم الحُصَيْبي؟
محبُّكم ..
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 01:56]ـ
(* أخبرْني من الكاتب؟
أهو الحَرِيري؟ أم بديعُ الزَّمان؟ أم الحُصَيْبي؟)
إعادة للسؤال
ـ[محب الأدب]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 10:36]ـ
شكراً للأخوة الكرام على مرورهم وتعليقاتهم وتشجيعهم لأخيهم الصغير الناشئ
وأسأل الله عز وجل أن يجازيهم خير الجزاء وأهناه.
ثم إن الكاتب - يا أخي الكريم مروان - ليس الحريري ولا بديع الزمان ولا الحصيبي، وهذا الأخير لا أعرفه - وأول مرة أسمع عنه -.
بل الكاتب هو أمير البيان العربي، ورأس البلغاء العشرة - على حد رأي الأستاذ كرد علي -
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ
وهذه القطعة التي نشرتها تجدها و أضعافهُا في المجلّدِ الأوّلِ من كتابهِ البديعِ " الحيوان "
ولكني أبدلت مكان الكتاب (الانترنت) - كما هو ظاهر -، من باب الاستعارة وليس السرقة فإن الانترنت آية هذا الزمان
وإن شئتَ روضةً أريضةَ من كلامِ البلغاءِ في وصفِ الكتابِ وحالهِ، فلا أظنّكَ تجدُ أوفى وأوفرَ من نعتِ الجاحظِ لهُ.
ثم يا أخي مروان أظن تساؤل الأخ الفاضل خليل الفوائد هو من باب التشجيع، والإشارة إلى قافلة الكتاب المجيدين العظماء - وهذا من حسن ظنه بأخيه -، ولا أظنه يخفاه كلام الجاحظ حتى يسأل عنه فإنه مشهور متداول
هذا ظني والله الموفق
ودمت لمحبك
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 11:57]ـ
(ثم يا أخي مروان أظن تساؤل الأخ الفاضل خليل الفوائد هو من باب التشجيع، والإشارة إلى قافلة الكتاب المجيدين العظماء - وهذا من حسن ظنه بأخيه -، ولا أظنه يخفاه كلام الجاحظ حتى يسأل عنه فإنه مشهور متداول
هذا ظني والله الموفق
ودمت لمحبك)
جزاك الله تعالى خيرا ...
و لكن إخال أن خليل الفائد كان يسأل , لا يتسائل!
و لعله - مثلي - كان يرجح نسبة القول إلى الجاحظ و لكنه - مثلي - أراد التثبت ...
جزاك الله تعالى خيرا ...(/)
قصيدة أبكت الرجال
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 02:49]ـ
قصيدة أبكت الرجال
______________________________ __________
قصيدة أبكت الرجال
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيدة كتبتها فتاة فلسطينية إسمها شيماء
إغتصبت من قبل يهودي نجس ... وحملت منه
ثائر في المهد يبكي
طرفه نحو السّماء
يرسل الأنبار شجرا
وجهه فيه شقاء
من رأى حملا وديعا
يملؤ الأرض ثغاء
من رأى طفلا رضيعا
يستحفّ الأوفياء
ليس يدري فيما يبكي
ليس يدري ما البكاء
حوله شيماء تحكي
كيف هذا الطّفل جاء
كيف حلّ الظّلم يوما
فاستبدّ الأشقياء
وإستباحوا كل عرض
بعد إغراق الدّماء
لم يراعوا الله فينا
لم يطيعوا الأنبياء
ثمّ يأتيني سؤالا
فيه شيء من غباء
كنت يا شيماء بكرا
فكيف هذا الطّفل جاء
لم يقيموا حفل عرس
أو زفافا بل بغاء
أثخنوا فينا جراحا
إستحلّوا أبرياء
رمّلوا فينا نساءا
فاكتفينا بالدّعاء
يتّموا الأطفال فينا
دونما أدنى حياء
علم الإرسال نحوي
نظرة فيها إزدراء
لم يكن يعرف حقّا
كيف هذا الطّفل جاء
لعنة الله عليهم
كلّما لاح الضّياء
هل سيأتي بعد هذا
قائلا كيف جاء
أمّتي لله أشكو
لم يعد فيكم رجاء
إنّما أشكو أناسا
بعدهم بعد السّماء
إن يكن فالنّصر آت
فالذي أشكو خواء
ربّما الآن عرفتم
كيف هذا الطّفل جاء
*الموضوع منقول للفائدة*
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[10 - Jan-2008, صباحاً 03:15]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
يا رب لا تفجعنا في أعراضنا
قصيدة فعلا مؤثرة
كان الله في عونها ومثيلاتها ونصرهن على كل باغ متكبر
علم الإرسال نحوي
نظرة فيها إزدراء
ما معنى هذا البيت؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[عمر بن عبدالعزيز]ــــــــ[10 - Jan-2008, مساء 01:08]ـ
اللهم لا تحرمنا بذنوبا الجهاد والاستشهاد , والثأر لأعراض المسلمات .. اللهم آمين.
ـ[أحمد أبو يوسف]ــــــــ[20 - Jan-2010, صباحاً 11:06]ـ
علم الإرسال نحوي
نظرة فيها إزدراء
أي على ما ترسل نحوي نظرة فيها إزدراء أي لماذا ترسل نحوي نظرة فيها إزدراء؟
و الله أعلم.
قصيدة فعلا مؤثرة.
لا حول ولا قوة إلا بالله ....
ـ[سيف الإسلام أمين]ــــــــ[11 - Feb-2010, مساء 12:17]ـ
هذه أفعالهم لا تمنحوا إلا الشقاء
ـ[حسن الحضري]ــــــــ[26 - Jun-2010, مساء 09:06]ـ
أولاً: نسأل الله أن ينتقم لكل مظلوم ..
ثانيًا: بالقصيدة بعض الأخطاء، فهل هي من الشاعرة، أم ممن نقلها؟
نماذج من الأخطاء:
ليس يدري فيما يبكي
الصواب: (فيم)؛ ضبطًا للغة والوزن.
فكيف هذا الطّفل جاء
والصواب: (كيف) ضبطًا للوزن.
إضافة إلى الأخطاء الإملائية التي هي من الناقل غالبًا، مثل عدم التمييز بين همزة القطع وألف الوصل.
وفق الله الجميع.
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 04:02]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[قادم من بعيد]ــــــــ[27 - Jun-2010, مساء 10:54]ـ
قصيدة أنشدها - والله أعلم - أبو عبد الملك
اسم الشريط على اسم هذه الأنشودة
شيماء تبكي
وعلى حدّ علمي القاصر قيلت هذه الكلمات في مأساة إخواننا في الشيشان وليس فلسطين الحبيبة وإن كانتا سواء في المأساة والمعاناة
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[جمال الجزائري]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 03:44]ـ
رحمتُ نفسي ولم أقرأها لأن السطر الأول وحده يشل الأركان والله!
لعلي أقدر على ذلك لاحقاً!
قصيدة أنشدها - والله أعلم - أبو عبد الملك
اسم الشريط على اسم هذه الأنشودة
شيماء تبكي
وعلى حدّ علمي القاصر قيلت هذه الكلمات في مأساة إخواننا في الشيشان وليس فلسطين الحبيبة وإن كانتا سواء في المأساة والمعاناة
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحق عندي أنهما ليستا سواء
فالجميع يسمع عما يحدث في فلسطين لكن أهلنا في الشيشان ليس لهم إلا الله سبحانه وتعالى وتوقيعي يخبرك عن بعض ما يلاقيه إخواننا هناك من كلاب الروس
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 05:31]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله!!
ـ[اوس عبيدات]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 06:29]ـ
سامحينا يا أم العفاف
فلم يبقى في وجوهنا ماء
هل تأملين منا نصرة
بعدما استحللنا الغناء
هل تأملين منا كرة
أم تأملين إجابة النداء
نحن يا إختاه قوم
متهندسون وكثير منا أطباء
ننام النهار كله رغدا
ونستفيق إذا ما حضر العَشاء
قطعنا غصن الشهامة
ورميناه هنالك في الخلاء
سنشجب ونستنكر ونندد
كما هي عادتنا صبح مساء
بلغنا من العقوق سنامه
لآباء كانوا أماجد أتقياء
هل تأملين بعد ذلك نصرة
أم تأملين تلبية النداء
بالله عليك أخبريني
عن حال سعاد وحسانة وغيداء
هل ما زلن في سجون الإحتلال
أم خرجن بعدما فعل الغاصب ما يشاء
وماذا عن بلال وعلاء
هل ما زالوا مقرنين في الأصفاد
سمعت أن بلالا فقئوا عينه
هل هذا صحيح أم مجرد هراء
دعك منا يا شيماء
وابحثي عن رجال أشداء
تجديهم هنالك في البعيد
أو استنجدي بمخلوقات الفضاء
فقد سمعت أن قلوبهم ما زالت حامية
وعروقهم تخفق خفقا بالدماء
بالله عليك دعينا وشأننا
فنحن اليوم كزبد البحر أو كالغثاء
نسيت أن أنبهك أن قصيدتك فيها بعض الأخطاء
أخطاء نحوية وشعرية ولكن لا بأس
فقد أحصاها بعض النجباء
وأوزني كلماتك في المرة القادمة
فنحن أمة لا تقبل العجماء
.............................. .............................. ................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[17 - Jul-2010, مساء 06:54]ـ
قصيدة أنشدها - والله أعلم - أبو عبد الملك
اسم الشريط على اسم هذه الأنشودة
شيماء تبكي
وعلى حدّ علمي القاصر قيلت هذه الكلمات في مأساة إخواننا في الشيشان وليس فلسطين الحبيبة وإن كانتا سواء في المأساة والمعاناة
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بل لأبي أسيد ....
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 05:50]ـ
الله المستعان
أبكت الرجال , فما فعلت بالنساء؟!
ـ[عمرو الكرمي]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 09:13]ـ
السلام عليكم
ارجو التأكد حول موضوع هذه القصيدة
فعلى الرغم من الجرائم والمجازر التي يقترفها الغاصب المحتل في فلسطين صباح مساء غير اننا لم نعهد عنه القيام بالتعرض للنساء بالاغتصاب ..... !!!!!!
با ان الغاصب المحتل يدفع بالنساء من اليهوديات ليكن عونا له في حربه على اهل فلسطين من خلال ايقاع بعض الشباب في حبائلهن ومن ثم توريطهم في براثن العمالة ليستعينوا بهم في الاغتيالات وغيرها من استسقاء المعلومات حول المجاهدين.
ثم قضية هامة جدا:
هل يعتقد الاخوة في هذا الملتقى اننا في فلسطين بحاجة الى من تثور قريحته فيجود علينا بابيات من الشعر تصور حالة اهل فلسطين؟؟؟؟
اخشى ان يكون من كتب هذه الكلمات ممن ينطبق عليهم قول ابن المبارك
يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 06:05]ـ
السلام عليكم
ارجو التأكد حول موضوع هذه القصيدة
فعلى الرغم من الجرائم والمجازر التي يقترفها الغاصب المحتل في فلسطين صباح مساء غير اننا لم نعهد عنه القيام بالتعرض للنساء بالاغتصاب ..... !!!!!!
با ان الغاصب المحتل يدفع بالنساء من اليهوديات ليكن عونا له في حربه على اهل فلسطين من خلال ايقاع بعض الشباب في حبائلهن ومن ثم توريطهم في براثن العمالة ليستعينوا بهم في الاغتيالات وغيرها من استسقاء المعلومات حول المجاهدين.
ثم قضية هامة جدا:
هل يعتقد الاخوة في هذا الملتقى اننا في فلسطين بحاجة الى من تثور قريحته فيجود علينا بابيات من الشعر تصور حالة اهل فلسطين؟؟؟؟
اخشى ان يكون من كتب هذه الكلمات ممن ينطبق عليهم قول ابن المبارك
يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أخي لعلّك أمنت من هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ...
لم يقل أحد أن أهل فلسطين بحاجة إلى أبيات شعرية ..
بل هم بحاجة إلى إخوانهم الذين وجب عليهم الدفاع عنهم وعن مقدساتهم وعن أعراضهم وأموالهم ...
أما الاغتصاب ..
فهذا عهد الكافرين بنساء المسلمين عند الغزو
الاغتصاب والإهانة ...
قاتلهم الله أنى يؤفكون ..
ـ[الطيب صياد]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 08:42]ـ
السلام عليكم
ارجو التأكد حول موضوع هذه القصيدة
فعلى الرغم من الجرائم والمجازر التي يقترفها الغاصب المحتل في فلسطين صباح مساء غير اننا لم نعهد عنه القيام بالتعرض للنساء بالاغتصاب ..... !!!!!!
با ان الغاصب المحتل يدفع بالنساء من اليهوديات ليكن عونا له في حربه على اهل فلسطين من خلال ايقاع بعض الشباب في حبائلهن ومن ثم توريطهم في براثن العمالة ليستعينوا بهم في الاغتيالات وغيرها من استسقاء المعلومات حول المجاهدين.
ثم قضية هامة جدا:
هل يعتقد الاخوة في هذا الملتقى اننا في فلسطين بحاجة الى من تثور قريحته فيجود علينا بابيات من الشعر تصور حالة اهل فلسطين؟؟؟؟
اخشى ان يكون من كتب هذه الكلمات ممن ينطبق عليهم قول ابن المبارك
يا عابد الحرمين لو ابصرتنا لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
شكرا على وجهة نظرك الصائبة إن شاء الله تعالى،،،
غير أن البيتين اللذين أوردتهما عن عبد الله بن المبارك المروزي - في جملة أبيات لا تصح نسبتها إليه و هي منكرة سندا و متنا،
أما متنا ففي اعتبار العبادة لعبا و هذا خطأ عظيم لأن عبادة الله هي الجد لا الهزل
أما سندا فليس بين يدي توثيق ذلك .... و الذاكرة عاطلة (:
ـ[ابو قتادة السلفي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 01:17]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم انتقم من اليهود والرافضة امجوس
وعليك اللهم بمن يقدر على نصرة اخواننا في فلسطين ولم يفعل ذلك اللهم عليك بهم وخذهم اخذ عزيز مقتدر.
رحمه الله الشيخ الالباني الذي لولا حديث النهي عن تمني الموت لتمناه مما راى من ذل المسلمين في هذا العصر وكيف كان سيقول رحمه الله لو ادرك هذا الوقت وما يُفعل بالمسلمين في فلسطين والعراق وغيرها
اما قصيدة ابن المبارك فليست منكرة متنا والقصد من قوله انك بالعبادة تلعب لا يتبادر الى الذهن ما تباجر الى ذهنك لولا انك قرات كلام ذلك الرجل الذي لا اريد ان اذكر اسمه.
وليس فيها وصف عبادة الله انها لعب فتأمل ولا تتسرع الى انكار نسبتها الى ابن المبارك رحمه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 02:00]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبكت الرجال! وماذا فعل الرجال بعد البكاء؟!
ـ[صالح العوكلي]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 04:45]ـ
مؤثرة
شكرا جزيلا لك
سيجعل الله بعد عسر يسرا(/)
من سمات كتب الأدب عند الجاحظ.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[18 - Jan-2008, صباحاً 02:03]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الجاحظ: (وليس ينبغي لكتب الآداب والرياضات أن يحمل أصحابها على الجد الصرف، وعلى العقل المحض، وعلى الحق المر، وعلى المعاني الصعبة التي تستكد النفوس، وتستفرغ المجهود.
وللصبر غاية، وللاحتمال نهاية.
ولا بأس بأن يكون الكتاب موشحا ببعض الهزل، وعلى أن الكتاب إذا كثر هزله سخف، كما أنه إذا كثر جده ثقل.
ولا بد للكتاب من أن يكون فيه بعض ما ينشط القارئ، وينفي النعاس عن المستمع).
رسائل الجاحظ بتحقيق عبد السلام هارون 3/ 153
وفقكم الله(/)
من يصحح لي هذه المقامة من مقامات الحريري (مأخوذ من صوت الشيخ العفاسي)
ـ[القرشي]ــــــــ[22 - Jan-2008, مساء 09:07]ـ
أيا من يدعّي الفهم، إلى كم يا أخَ الوهم، تعبي الذنبَ والذنب، وتخطي الخطاءَ الجم.
أما بان لك العيب، أما أنذرك الشيب، وما في نصحه ريب، ولا سمعك قد صم.
أما نادى بك الموت، أما أسمعك الصوت، أما تخشى من الفوت، فتحتاطَ وتهتم.
فكم تسكرُ في السهو، وتختالُ من الزهو، وتنصبُ إلى اللهو، كأن الموتَ ما عم.
وحتى متى جافيك، وإبطاءُ تلافيك، طباعُ جمعت فيك، عيوبُ شملُها أنظم. إذا أسخطت مولاك فما تقلق من ذاك، وإن أخفقت مسعاك تلظيت من الهم، تعاصي الناصح البر وتعتاص وتزور وتنقاد لمن غر، ومن مال ومن نم
وتسعى في هوى النفس، وتحتال على الفلس، وتنسى ظلمةَ الرمس، ولا تذكرُ ما ثم. ولولا لاحظك الحظ لما طاح بك اللحظ، ولا كنت إذا الوعظ جلى الأحزان ترتم
ستذري الدمَ لا الدمع، إذا عاينتَ لا جمع، يقي في عرصتِ الجمع، ولا خالٍ ولا عم.
كأني بك تنحط، إلى اللحدِ وتنغط، وقد أسلمك الرهط، إلى أضيق منسم.
هناك الجسمُ ممدود، ليستأكَله الدود، إلى أن ينخر العود، ويمسي العظمَ قد رم. ومن بعد فلا بد من العرض إذا اعتد صراط جسره مد على النار لمن أم فكم من مرشد ظل ومن ذي عزة ذل، وكم من عالم زل وقال الخطب قد طل،
فبادرِ أيها الغمر، لمن يحلُ به المر، فقد كاد يهي العمر، وما أقلعت عن ذم. فلا تركن إلى الدهر، وإن لان وإن سر فتلفى كمن اغتر بأفعى تنفث السم، وخفض من تراقيك فإن الموت لاقيك وسارر في تراقيك وما ينكل إن هم وجانب صاعر الخد إذا ساعدك الجد وزم اللفظ بالند فما أسعد من زم ونفس عن أخي البث وصدقه إذا نفث ورم العمل الرث فقد أفلح من رم ورش من ريشه انحص بما أم وما خف ولا تأس على النقص ولا تحرص على اللم وعادل خلق الرذل وعود كفك البذل ولا تستمع العذل ونزه عن الظم
وزود نفسَك الخير، ودع ما يعقبُ الضير، وهيء مركب السير، وخف من لجة اليم.
بذا أوصيك يا صاح وقد بحت كمن باح فطوبى لفتىً راح بآدابي يأتم.
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[23 - Jan-2008, مساء 08:41]ـ
أخي الكريم ما أسهل البحث في الانترنت عن طريق محركات البحث أو المواقع المتخصصة وهي لا تأخذ منك الوقت الذي أخذته في كتابة الموضوع.
وما رشح في ذهني عن هذه القصيدة أن هناك إختلافا في بعض الألفاظ بين ما يلقيه العفاسي وما هو في المقامات.
وهذا نقل عن thunder 2004
أيا مَنْ يَدَّعِيْ الفَهْمْ إِلَى
كَمْ يَا أَخَا الوَهْمْ
تُعَبِّيْ الذَّنْبَ وَالَّذمّْ
وُتُخْطِيْ الخَطَأَ الجَمّ
أَمَا بَانَ لَكَ العَيْبْ
أَمَا أَنْذَرَكَ الشَّيْبْ
وَمَا فِيْ نُصْحِهِ رَيْبْ
وَلا سَمْعُكَ قَدْ صَمّْ
أَمَا نَادَى بِكَ المَوْتْ
أَمَا أَسْمَعَكَ الصَّوْتْ
أَمَا تَخْشَى مِنَ الفَوْتْ
فَتَحْتَاطَ وَتَهْتَمّْ
فَكَمْ تَسْدَرُ في السَّهْوْ
وَتَخْتَالُ مِنَ الزَّهْوْ
وَتَنْصَبُّ إِلَى اللَّهْوْ
كَأَنَّ المَوْتَ مَا عَمّْ
وَحَتَّامَ تَجَافِيْكْ
وَإِبْطَاءُ تَلافِيْكْ
طِبَاعَاً جَمَّعْتْ فِيْكْ
عُيُوْبَاً شَمْلُهَا انْضَمّْ
إَذَا أَسْخَطْتَ مَوْلاكْ
فَمَا تَقْلَقُ مِنْ ذَاكْ
وَإِنْ أَخْفَقْتَ مَسْعَاكْ
تَلَظَّيْتَ مِنَ الهَمّْ
تُعَاصِيْ النَّاصِحَ البَرّْ
وَتَعْتَاصُ وَتَزْوَرّْ
وَتَنْقَادُ لِمَنْ غَرّْ
وَمَنْ مَانَ وَمَنْ نَمّْ
وَتَسْعَى في هَوَى النَّفْسْ
وَتَحْتَالُ عَلَى الفَلْسْ
وَتَنْسَى ظُلْمَةَ الرَّمْسْ
وَلا تَذْكُرُ مَا ثَمّْ
سَتُذْرِيْ الدَّمَّ لا دَمْعْ
إِذَا عَايَنْتَ لا جَمْعْ
يَقِيْ فِيْ عَرْصَةِ الجَمْعْ
وَلا خَالَ وَلا عَمّْ
وَلَوْ لاحَظَكَ الحَظّْ
لََمَا طَاحَ بِكَ اللَّحْظْ
وَلا كُنْتَ إِذَا الوَعْظْ
جَلا الأَحْزَانَ تَغْتَمّْ
كَأَنِّيْ بِكَ تَنْحَطّْ
إِلَى اللَّحْدِ وَتَنْغَطْ
وَقَدْ أَسْلَمَكَ الرَّهْطْ
إِلَى أَضْيَقَ مِنْ سَمْ
هُنَاكَ الجِسْمُ مَمْدُوْدْ
لِيَسْتَأْكِلَهُ الدُّوْدْ
إِلَى أَنْ يَنْخَرَ العُوْدْ
وَيُمْسِيْ العَظْمُ قَدْ رَمّْ
وَمِنْ بَعْدُ فَلا بُدّْ
مِنَ العَرْضِ إِذَا اعْتُدْ
صِرَاطٌ جِسْرُهُ مُدّْ
عَلَى النَّارِ لِمَنْ أَمّْ
فَكَمْ مِنْ مُرْشِدٍ ضَلّْْ
وَمِنْ ذِيْ عِزَّةٍ ذَلّْْ
وَكَمْ مِنْ عَالِمٍ زَلّْ
وَقَالَ: الخَطْبُ قَدْ طَمّْ
فَبَادِرْ أَيُّهَا الغُمْرْ
لِمَنْ يَحْلُوْ بِهِ المُرّْ
فَقَدْ كَادَ يَهِيْ العُمْرْ
وَمَا أَقْلَعْتَ عَنْ ذَمّْ
وَلا تَرْكَنْ إِلَى الدَّهْرْ
وَإِنْ لانَ وَإِنْ سَرّْ
فُتُلْفَى كَمَنْ اغْتَرّْ
بِأَفْعَى تَنْفُثُ السَّمّْ
وَجَانِبْ صَعَرَ الخَدّْ
إِذَا سَاعَدَكَ الجَدّْ
وَزُمَّ اللَّفْظَ إِنْ نَدّْ
فَمَا أَسْعَدَ مَنْ زَمّْ
وَنَفِّسْ عَنْ أَخِيْ البَثّْ
وَصَدِّقْهُ إِذَا نَثَّ
وَرُمَّ العَمَلَ الرَّثّْ
فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ رَمّْ
وَرِشْ مَنْ رِيْشُهُ انْحَصّْ
بِمَا عَمَّ وَمَا خَصّْ
وَلاتَأْسَ عَلَى النَّقْصْ
وَلاتَحْرِصْ عَلَى اللَّمّْ
وَعَادِ الخُلُقَ الرَّذْلْ
وَعَوِّدْ كَفَّكَ البَذْلْ
وَلا تَسْتَمِعِ العَذْلْ
وَنَزِّهْهَا عَنِ الضَّمّْ
وَزَوِّدْ نَفْسَكَ الخَيْرْ
وَدَعْ مَا يَعْقُبُ الضَّيْرْ
وَهَيِّءْ مَرْكَبَ السَّيْرْ
وَخَفْ مِنْ لُجَّةِ اليَّمّْ thunder 2004(/)
قال الشافعي: أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا: عن أحوالهم في تزويجهم؟!
ـ[محب الأدب]ــــــــ[08 - Feb-2008, مساء 11:58]ـ
قال الإمام أحمد بن حنبل: (الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة , واختلاف الناس , والمعاني , والفقه).
وفي ضوء هذا القول السديد الرشيد دعونا نتبصر شعاعا من تلك الأشعة التي انبعثت من هذا الإمام الجهبذ الذي كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، والذي ظل شعاعه ساريا عبر القرون تتنوّره العقول والأفكار , وتتشوّفه القلوب والنفوس منذ كان إلى يوم الناس هذا.
بعض ما يؤثر عن الشافعي رحمه الله في العلم والآداب:
قول الشافعي: لو أن أهل كوْرَةٍ اجتمعوا على ترك طلب العلم , لرأيت للحاكم أن يجبرهم على طلب العلم.
وقوله: ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضل من طلب العلم.
وقوله: من أراد الدنيا فعليه بالعلم , ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم.
وقوله: من تعلم علما فليدقِّق؛ لئلا يضيع دقيق العلم.
وقد روى المزني أنه قيل للشافعي: كيف شهوتك للأدب؟
قال: أسمع بالحرف منه مما لم أسمعه فتود أعضائي أن لها أسماعاً تتنعم به مثلما تنعمت الأذنان!
قيل: وكيف حرصك عليه؟
قال: حرص الجموع المنوع على بلوغ لذته في المال.
وقيل: وكيف طلبك له؟
قال: طلب المرأة المضلة ولدها وليس لها غيره.
وقوله: مثل الذي يطلب العلم بلا حجة , كمثل حاطب ليل يحمل حزمة حطب وفيه أفعى تلدغه وهو لا يدري.
وقوله: المراء في العلم يقسي القلب , ويورث الضغائن.
وقوله: من إذَالَةِ العلم أن تناظر كل من ناظرك , وتقاوِلَ كلَّ من قاوَلَك.
وقوله: كفى بالعلم فضيلة: أنه يدعيه من ليس فيه ويفرح إذا نسب إليه , وكفى بالجهل شرا أنه يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه.
وقال الشافعي لأبي علي بن مقلاص: تريد أن تحفظ الحديث وتكون فقيها؟!
وإنما قال الشافعي ذلك لأن ابن مقلاص كان كسائر الحفاظ الذين يشغلون أنفسهم بحفظ أبواب الحديث وسردها سرداً , ولا يعملون عقولهم في استنباط ما فيها. ولقد قال الشافعي لإسحاق بن إبراهيم الحنظلي أثناء مذاكرة جرت بينهما: لو كنت أحفظ كما تحفظ لغلبت أهل الدنيا. وقال أحمد بن حنبل: قال لنا الشافعي رحمه الله: أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا صح عندكم الحديث عن النبي , صلى الله عليه وسلم , فقولوا لنا حتى نأخذ به. وقال الشافعي: ما رأيت أحفظ من الحميدي , وكان يحفظ لسفيان بن عيينة عشرة آلاف حديث. وقال الحميدي: صحبت الشافعي من مكة إلى مصر فكنت أستفيد منه (المسائل) وكان يستفيد مني (الحديث).
وقال له المزني: مالك بد من إمساك العصا ولست بضعيف؟! فقال: لأذكر أني مسافر في الدنيا.
وقال الشافعي: خير الدنيا والآخرة في خمس خصال: غنى النفس , وكف الأذى , وكسب الحلال , ولباس التقوى , والثقة بالله على كل حال.
وقال الشافعي: عليك بالزهد , , فلَلزُّهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد!.
وقال الشافعي: من أحبّ أن يفتح الله قلبه أو ينوره , فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه , وترك الذنوب , واجتناب المعاصي , ويكون له فيما بينه وبين الله خَبِيَّةٌ من عمل؛ فإنه إذا فعل ذلك فتح الله عليه من العلم ما يشغله عن غيره , وإن في الموت وذكره لأكثر الشغل.
وقال الشافعي: من أحبّ أن يفتح الله قلبه ويرزقه الحكمة – فعليه بالخلوة , وقلة الأكل , وترك مخالطة السفهاء وبعض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب.
وقال الشافعي: لا تتكلم فيما لا يعنيك؛ فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها.
وقال الشافعي: لو جهدت كل الجهد على أن ترضى الناس كلّهم فلا سببيل إليه , فإذا كان كذلك فأخلص عملك ونيتك لله عزو جل.
وقال الشافعي: طبع ابن آدم على اللؤم: فمن شأنه أن يتقرب ممن يتباعد منه , ويتباعد ممن يتقرب منه.
وقال الشافعي: سياسة الناس أشد من ساسة الدواب.
وقال الشافعي: إن للعقل حدا ينتهي إليه , كما أن للبصر حداً ينتهي إليه.
وقال الشافعي: جوهر المرء في خلال ثلاث: كتمان الفقر حتى يظن الناس من عفتك أنك غني , وكتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راض , وكتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعم.
وقال الشافعي: أظلم الظالمين لنفسه: من تواضع لمن لا يكرمه , ورغب في مودة من لا ينفعه , وقبل مدح من لا يعرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الشافعي: إن الله خلقك حرا فكن كما خلقك.
وقال الشافعي: من سمع بأذنه صار حاكيا , ومن أصغى بقلبه كان واعيا , ومن وَعَظ بفعله كان هاديا.
وقال الشافعي: الكيِّس العاقل هو الفظن المتغافل.
وقال الشافعي: لو أن رجلا سوّى نفسه حتى صار مثل القدح , لكان له في الناس من يعانده.
وقال الشافعي: الحرية: هي الكرم والتقوى , فإذا اجتمعنا في شخص فهو حر.
وقال الشافعي: لو أن رجلا تصوف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق
وقال الشافعي: لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون فيه خصال أربع: كسول , أكول , نئوم , كثير الفضول.
وقال الشافعي: ما دخل قوم بلد قوم إلا أخذ كل واحد منهم سُنَّة صاحبه , حتى إن العراقي ليأخذ سنة الشامي , والشامي من سنة العراقي.
وقال الشافعي: إنك لا تقدر أن ترضي الناس كلهم , فأصلح ما بينك وبين الله , فإذا أصلحت ما بينك وبين الله , فلا تبال بالناس.
وقال الشافعي: تفقه قبل أن ترأس , فإذا ترأست فلا سبيل إلى التفقه.
وقال الشافعي: أصحاب المروءات في جهد.
وقال الشافعي: التواضع من أخلاق الكرام , والتكبر من شيم اللئام.
وقال الشافعي: من استغضب فلم يغضب فهو حمار , ومن استرضى فلم يرض فهو شيطان.
وقال الشافعي: التلطف في الحيلة أجدى من الوسيلة.
وقال الشافعي: ليس بعاقل من لم يأكل مع عدوه في غضارة ثلاثين سنة.
وقال الشافعي: الشفاعات زكاة المروءات.
وقال الشافعي: ترك العادة ذنب مستحدث.
وقال الشافعي: لا تشاور من ليس في بيته دقيق , فإنه مدله العقل.
وقال الشافعي: الانبساط إلى الناس مجلبة لقرناء السوء , والانقباض عنهم مكسبة للعداوة , فكن بين المنقبض والمنبسط.
وقال الشافعي: ما أكرمت أحدا فوق مقداره إلا اتضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته به.
وقال الشافعي: عاشر كرام الناس تعش كريما , ولا تعاشر اللئام فتنسب إلى اللؤم.
وقال الشافعي: أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا: عن أحوالهم في تزويجهم؟ فما منهم أحد قال: إنه رأى خيرا! وقال سمعت بعض أصحابنا ممن أثق به قال: (تزوجت لأصون ديني فذهب ديني ودين أمي ودين جيراني!!!).
المرجع: مناقب الشافعي للبيهقي.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 07:11]ـ
أخي الفاضل / محب الأدب
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرًا
كلمات طيبات مباركات، لكن استوقفتني هذه العبارة من كلامك المنقول، وهي نفسها عنوان الموضوع:
وقال الشافعي: أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا: عن أحوالهم في تزويجهم
إذ من المعلوم أن الإمام عليه رحمة الله تعالى وُلِدَ عام 150 هجرية، و توفاه اللهُ عام 204 هجرية.
أي أنه عاش 54 عامًا فقط، فإذا كان مكث يسأل الناس عن هذا الأمر مدة 40 سنة، فمعنى ذلك أنه بدأ يسألهم وكان عمره 14 عامًا فقط، فهل من توضيح؟
أقصد أن ابن 14 عامًا يسأل (إخوانه الذين تزوجوا عن أحوالهم في تزويجهم)!!!
ـ[محب الأدب]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 08:26]ـ
أهنئك على حسك النقدي أخي يحي
ولكن ما الذي يمنع أن يسأل أعزبٌ إخوانه الذين تزوجوا؟!
(هذا من حيث المعنى)
أما من حيث السند
فلعل المختصين يفيدونك في هذه العبارة
ولكن أخي يحي صالح دعك من (أربعين سنة) وانظر إلى عبارة:
(ما رأى خيرا)
أو عبارة
(فذهب ديني وديني أمي ودين الجيران)
لولا أن الله أمرنا بالستر لحدثتك بحديث يجلب الضحك والبكاء معاً
اسأل الله العافية في الدين والأهل والمال والولد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 08:23]ـ
بانتظار رأي المختصين
أقول لك (بالمصري): مش كل صوابعك زي بعضها. (ابتسامة)
بفضل الله تعالى عليَّ، أنا متزوج في 18/ 9/1983 (يعني حتى الآن: تأبيدة). (ابتسامة ثانية)
والحمد لله رب العالمين ما رأيتُ إلا خيرًا
و إن حدث غضب بالمنزل لا يكون إلا بسبب سوء فهم مني، لا تخبرها بذلك. (ابتسامة ثالثة)
رزقني الله من الولد ثلاثة: أكبرهم (أحمد: 1984) ثم البنتان (1988، 1992).
و أسأل الله حسن الخاتمة لي ولأهلي و لجميع المسلمين، اللهم آمين.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 10:03]ـ
بانتظار رأي المختصين
أقول لك (بالمصري): مش كل صوابعك زي بعضها. (ابتسامة)
بفضل الله تعالى عليَّ، أنا متزوج في 18/ 9/1983 (يعني حتى الآن: تأبيدة). (ابتسامة ثانية)
والحمد لله رب العالمين ما رأيتُ إلا خيرًا
و إن حدث غضب بالمنزل لا يكون إلا بسبب سوء فهم مني، لا تخبرها بذلك. (ابتسامة ثالثة)
رزقني الله من الولد ثلاثة: أكبرهم (أحمد: 1984) ثم البنتان (1988، 1992).
و أسأل الله حسن الخاتمة لي ولأهلي و لجميع المسلمين، اللهم آمين.
وينك يا شيخ يحيى
يعني بالمصري؛ تبقى سمعتك لواء!
مش زي حالي طبعا؛ اللواء لواء، والعسكري عسكري
محبك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 09:08]ـ
الله يهديك يا عم أسامة، أضحكتني كثيرًا جدًا، أضحك الله سنك
بكرة تتجوز وتبقي وزير حربية، مش لواء فقط. (ابتسامة كبيرة جدًا)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 09:31]ـ
الله يهديك يا عم أسامة، أضحكتني كثيرًا جدًا، أضحك الله سنك
بكرة تتجوز وتبقي وزير حربية، مش لواء فقط. (ابتسامة كبيرة جدًا)
يا عم الواحد مش لاقي رتبة عسكري، وزير مرة وحده!
أضحك الله سنك
الجميل فيك أنك اعترفت أنك سبب المتاعب!
بارك الله لك في أهلك، وولدك، وجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين
اللهم آمين
ـ[توبة]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:33]ـ
وقال الشافعي: أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا: عن أحوالهم في تزويجهم؟ فما منهم أحد قال: إنه رأى خيرا! وقال سمعت بعض أصحابنا ممن أثق به قال: (تزوجت لأصون ديني فذهب ديني ودين أمي ودين جيراني!!!).قد بحثت عن تاريخ زواج الإمام الشافعي فوجدته في السنة التي توفي فيها الإمام مالك -رحمهما الله- سنة179هـ،و هذا يعني أنه سأل العشرين عاما الأولى (أو 15 عاما تحديدا) مستفسرًا،و الأخرى مراجعًا:!
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 08:52]ـ
الأخت الفاضلة / توبة
قولك:
،و هذا يعني أنه سأل العشرين عاما الأولى (أو 15 عاما تحديدا) مستفسرًا
أية عشرين سنة تقصدين؟
الإمام وُلِدَ عام 150 هـ، وذكرتِ أنه تزوج عام 179 هـ.
فمعنى أنه كان يسأل لمدة 15 سنة تحديدًا - كما تقولين - فقد كان يسأل وعمره وقتها 14 عامًا فقط، فيعود الكلام إلى ماسبق لي ذكره هنا:
فمعنى ذلك أنه بدأ يسألهم وكان عمره 14 عامًا فقط
فهل من جديد؟
عادت ريما لعادتها القديمة. (ابتسامة)
ـ[توبة]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:08]ـ
أنا ذكرت "العشرين" تغليبا! لأنه قضى "أربعين سنة" يسأل رغم أنه تزوج قبل مضيها بكثير، و لم أنس وضع عدد السنوات بالتحديد (واعتمدت على عدكم الأول) لأني توقعت أنك ستضع مثل هذا السؤال! صدقا أقول.
و الجديد الذي أتيت به،أنه سأل السنوات الأولى قبل الزواج مستفسرا،و بعد الزواج مراجعا لاخوانه،ليتأكد .. وإلا لم يسأل بعدما وقعت الفاس على الراس ..
ـ[محمود رمضان السعيد]ــــــــ[30 - Mar-2008, صباحاً 01:12]ـ
ولم تخوفونا من الزواج هداكم الله، يعني الواحد يروح يسأل الأول عن رتبة من يريد أن يتزوجها؟ ولا يعمل ايه؟ (ابتسامة)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 09:18]ـ
الأخت الفاضلة / توبة
جزاكِ الله خيرًا
الأخ الفاضل / محمود رمضان
لا تخف، انظر تجربتي. (ابتسامة)
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[31 - Mar-2008, مساء 10:56]ـ
أضحك الله سنكم
يا عمي النسوان ما بنحبوا بس شكلن حلو
يا عم هل: أنت صادق فيما تقول؟!
ما فهمت هذه المعادلة الصعبة
ـ[سلمان]ــــــــ[01 - Apr-2008, صباحاً 04:36]ـ
قال الإمام أحمد بن حنبل: (الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة , واختلاف الناس , والمعاني , والفقه).
وفي ضوء هذا القول السديد الرشيد دعونا نتبصر شعاعا من تلك الأشعة التي انبعثت من هذا الإمام الجهبذ الذي كان كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، والذي ظل شعاعه ساريا عبر القرون تتنوّره العقول والأفكار , وتتشوّفه القلوب والنفوس منذ كان إلى يوم الناس هذا.
الله أكبر
وليتني أكون فيلسوفا في واحدة فقط من هذه الأربع!!
رحم الله هذا الإمام الجهبذ التي تعجز الكلمات أن تفي ولو بجزء من حقه علينا ...
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل بما أذكرتنا هذا الإمام الذي لم يعرف حقه، وقدره كما ينبغي إلا الأئمة الكبار كالإمام أحمد رحمه الله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 04:54]ـ
يا عم الواحد مش لاقي رتبة عسكري، وزير مرة وحده!
أضحك الله سنك
الجميل فيك أنك اعترفت أنك سبب المتاعب!
بارك الله لك في أهلك، وولدك، وجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين
اللهم آمين
توكل على الله يا شيخ أسامة ولا تتردد ... واظفر بذات الدين ولن تجد إلا خيراً ... هذه نصيحة من مجرب .. والحمد لله على نعمة الزواج بالمرأة الصالحة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[30 - Apr-2008, مساء 06:43]ـ
توكل على الله يا شيخ أسامة ولا تتردد ... واظفر بذات الدين ولن تجد إلا خيراً ... هذه نصيحة من مجرب .. والحمد لله على نعمة الزواج بالمرأة الصالحة.
يا أبا محمد
أخونا أسامة لا يخاف من الزواج، قدها وقدود. (ابتسامة)
لكن المشكلة - ولا أُفشي سرًا له - أنه لا يجد مَن لن يمكنها التكيف مع وضعه الاجتماعي، بين العمل و النت و غيره.
ياعم دي عالم للآخرة و ليسوا للدنيا. (ابتسامة من متزوج مرتاح)
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[01 - May-2008, مساء 09:06]ـ
لا أريد مقاطعة هذا الجو الطيب ... و لكن هل تبتث هذه اللفظة عن الامام أحمد؟؟ أقصد قوله فيلسوف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[02 - May-2008, صباحاً 11:45]ـ
في " معرفة السن والآثار " للبيهقي (الشاملة) ما نصه:
"87 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني الزبير بن عبد الواحد قال: حدثني أبو المؤمل عباس بن أبي الفضل بأرسوف قال سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، واختلاف الناس، والمعاني، والفقه" انتهى بلفظه.
ـ[ابن الرومية]ــــــــ[02 - May-2008, مساء 11:58]ـ
جزاكم الله خيرا ان صحت تكون دليلا آخر على فقه السلف و مثالا تطبيقيا لقاعدة الاصطلاح التي ذكرها شيخ الاسلام .. و عذرا مرة أخرى:)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 05:14]ـ
أكرمك الله تعالى و نسأله أن ينفعنا بما يعلمنا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 05:14]ـ
بارك الله في الجميع ... فوائد ممتعة:)
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 06:38]ـ
في " معرفة السن والآثار " للبيهقي (الشاملة) ما نصه:
"87 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني الزبير بن عبد الواحد قال: حدثني أبو المؤمل عباس بن أبي الفضل بأرسوف قال سمعت محمد بن عوف يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، واختلاف الناس، والمعاني، والفقه".
قلتُ: وهذا إسناد مغموز! لجهالة حال أبي المؤمل الأرسوفي؟ وباقي رجاله ثقات مشاهير.
***************************
ولا بأس إن شاركتُ في هذا الباب ببعض ما عندي، فأقول: قال أبو حاتم البستي في صحيحه [5/ 496 / بذل الإحسان]
: (للشافعي - رحمه الله -: ثلاث كلمات، ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله! ولا تفوه بها أحد بعده إلا والمأخذ فيها كان عنه:
إحداها: ما وصفت (يعني قوله: سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: إذا صح لكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا به ودعوا قولي ...
والثانية: أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني قال: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ ...
والثالثة: سمعت موسى بن محمد الديلمي بأنطاكية يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ودتت أن الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها إلي .. )
قلتُ: وأسانيد هذه الكلمات ثابتة إلى الشافعي لا مغمز فيها ... والله المستعان ...
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[06 - Mar-2009, مساء 07:15]ـ
ولْيُعْلمَ:أن مقدار الشافعي في علوم الشريعة: عظيم جدا!
يظهر لك بعض هذا: من قول أبي بكر الشاشي الفقيه الشافعي الكبير: (دخلت على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة أول ما قدمت نيسابور وتكلمت بين يديه وأنا شاب حدث السن فقال لي: من أين أنت فقلت من أهل الشاش، قال لي: إلى من اختلفت؟ قلت إلى أبي الليث، قال: وأبو الليث هذا أي مذهب يعتقد؟ قلت حنبلي،فقال: يا بني قل: شافعي! وهل كان أحمد بن حنبل إلا غلاما من غلمان الشافعي!!)
قلتُ: هذه حكاية صحيحة أخرجها أبو عبد الله ابن البيع في: (مناقب الشافعي) قال: (سمعت أبا بكر محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه الأديب الشاشي أبا بكر القفال إمام عصره بما وراء النهر للشافعيين يقول: .......... ).
والله المستعان لا رب سواه ...
ـ[عاطف إبراهيم]ــــــــ[08 - Mar-2009, صباحاً 10:18]ـ
أحب الحنبلية لستُ منهم ... وإني شافعيٌّ للماتِ
وحبي لأحمدَ ليس يخفى ... إمامي الشافعِيْ خير الهداةِ
وقال أحمد بن حنبل: قال لنا الشافعي رحمه الله: أنتم أعلم بالحديث مني , فإذا صح عندكم الحديث عن النبي , صلى الله عليه وسلم , فقولوا لنا حتى نأخذ به.
قد جعل الله لكل شيء قدرا
رضوان الله عليهم أجمعين
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[13 - Mar-2009, صباحاً 10:49]ـ
لو كان الشافعي حيا لأخبرته.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[13 - Mar-2009, مساء 10:58]ـ
وهذه من نوادر الشافعي رحمه الله
قال الشافعي: أركان الرجولة أربع: الديانة والأمانة والصيانة والرزانة.
ـ[محب الأدب]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 06:39]ـ
وقوله: المراء في العلم يقسي القلب , ويورث الضغائن.
رحمك الله يا أبا عبد الله
لقد أصابني هذا الداء من أيام
فما أحرى بالمرء أن يكبح جماح نفسه، وألا ينساق وراء هواه، وأن يسأل الله التوفيق والسداد، وأن يريه الحق: حقاً؛ ويرزقه اتباعه ... آمين
ـ[الطيماوي]ــــــــ[01 - Jul-2009, صباحاً 05:55]ـ
(ما رأى خيرا)
أو عبارة
(فذهب ديني وديني أمي ودين الجيران)
بل الخير كل الخير أخي الحبيب(/)
الواقعية في الأدب
ـ[أبو الخير الحسن]ــــــــ[09 - Feb-2008, صباحاً 12:34]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكون شاكرا لو أمدني بعض رواد الألوكة الأفاضل بكتب أو بحوث تناولت موضوع الواقعية في الأدب بصفة عامة.
ولكم جزيل الشكر مسبقا ودمتم في خدمة العلم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو وفا الحلبي]ــــــــ[25 - Oct-2008, مساء 10:39]ـ
السلام عليكم:
إليك هذه الكتب, أرجو أن تفيد منها ولكن عليك أن تقرأ ـ قبل ولوج المنهج الواقعي في النقد الأدبي ـ شيئا ما عن الفلسفة الواقعية ونظرية الانعكاس عند الواقعيين
الواقعية النقدية تأليف س. بيتروف تر: شوكت يوسف
الانعكاس والفعل تأليف هورست ريديكر تر: فؤاد المرعي
الواقعية في النقد الأدبي تأليف صلاح فضل
كما يمكن قراءة أعمال الناقد الواقعي حسين مروة
ـ[همع الهوامع]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 06:40]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(/)
تجربة شعرية.
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[09 - Feb-2008, مساء 05:51]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
كتبت بعض الأبيات
وأود أن أعرضها على أهل الاختصاص
طلبا للتصحيح والنصح.
جزاكم الله خيرا.
والأبيات هي:
لاح برق في الدجى ... من قمر السماء الساطع
أنار كثبان أم الصحارى ... بنوره القوي المتتابع
في جنة إخلاص قلبه ... كم اهتدى من ضائع
سألت الله في عليائه ... أن يحفظه كلما رتع الراتع
****
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 01:05]ـ
وفقك الله في تجربة أخرى
فلا أجد في هذه التجربة ما يمكن جريانه على أوزان الشعر العربي غير مطلعها ((لاح برق في الدجى)) ووزنه ((فاعلاتن فاعلن)) وبعضهم يسميه مجزوء الرمل المحذوف، وبعضهم يسميه مشطور المديد، والخلاف يسير
وسوى ذلك فلا وزن فيها يتفق مع وزن مطلعها، وحتى حرف رويها ((العين)) لم تتحد حركته ((الوصل))، فهو في الثلاثة الأول مكسور وفي الرابع مضموم
لكن يحسب لك التزامك بألف التأسيس وحركة الدخيل بعده
والله ولي التوفيق
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[10 - Feb-2008, مساء 05:57]ـ
وفقك الله في تجربة أخرى
فلا أجد في هذه التجربة ما يمكن جريانه على أوزان الشعر العربي غير مطلعها ((لاح برق في الدجى)) ووزنه ((فاعلاتن فاعلن)) وبعضهم يسميه مجزوء الرمل المحذوف، وبعضهم يسميه مشطور المديد، والخلاف يسير
وسوى ذلك فلا وزن فيها يتفق مع وزن مطلعها، وحتى حرف رويها ((العين)) لم تتحد حركته ((الوصل))، فهو في الثلاثة الأول مكسور وفي الرابع مضموم
لكن يحسب لك التزامك بألف التأسيس وحركة الدخيل بعده
والله ولي التوفيق
جزاك الله كل خير أخي الفاضل عيد هذا ما أريده أن أتعلم كيف لي أن أكتب الشعر سأعيد المحاولة بإذن الله تعالى.(/)
شبهة شعرية!
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 06:28]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ورد في صحيح مسلم:
عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين –رضي الله عنها-:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ اهْجُهُمْ فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ،فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنْ الْعَجِينِ،قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ،وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى"
قَالَ حَسَّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ //*// وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا //*// رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي //*// لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا //*// تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ //*// عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ //*// تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا //*// وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ //*// يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا //*// يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا //*// هُمْ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ //*// سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ //*// وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللَّهِ فِينَا //*// وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
ورد في ثمار القلوب في المضاف والمنسوب:
"قال الجاحظ: فلا ينبغي أن يكون ما قال حسان إلا حقا، وكيف يقول باطلا،والنبي صلى الله عليه وسلم يأمره وجبريل يسدده والصديق يعلمه،والله يوفقه "
وقال غيره من ظريف أمر حسان أنه كان يقول الشعر في الجاهلية فيجيد جدا، ويغبر في وجوه الفحول، ويدعي أن له شيطانا يقول الشعر على لسانه، كعبارة الشعراء في ذلك فلما أدرك الإسلام وتبدل الشيطان بالملك تراجع شعره وكاد يرك قوله، هذا ليعلم أن الشيطان أصلح للشاعر وأليق به وأذهب في طريقه من الركاكة، وأنا أستغفر الله من هذا القول فإني أكرهه"
ومع أن كاتب الكتاب يكره هذا القول فقد أورده، لكنه لم يرد عليه!.
والرد عليه بسيط كما يبدو لي، وهو فيما يلي:
قال القاضي أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي (447هـ):
وبالإسناد عن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه حسان بن ثابت أنه قال:
قلت بيتا في الجاهلية، فخشيت أن أموت قبل أن أصبح، فصعدت فوق أطيمة لي ثم صحت بالأوس، فاجتمعوا فقالوا:هل طرقك أمر؟
فقلت: لا، ولكني قلت بيتا فخشيت أن أموت قبل أن اسمعكموه.
فقالوا: وما دعوتنا إلا لهذا؟
قلت: نعم.
قالوا: فهاته. فأنشأ يقول:
رُب حِلمٍ أضاعَه عَدَم الما ... ل وجهلٍ غطّى عليه النعيمُ
قال: فاستحسن الكل ذلك، ثم ابتدأت بها، فقلت أبياتا.
وخرجت إلى الموسم، وكان النابغة الذبياني تضرب له قبة من أدم في سوق عكاظ، فيأتيه الشعراء، وينشدون أشعارهم فأنشد حسان:
لنا الجفَنَاتُ الغر يلمعن في الضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
ولدنا بني العنقاء وابني محرق ... فأكرِم بنا خالا وأكرم بنا ابنما
قال النابغة: أنت شاعر، ولكنك قلت جفانك وسيوفك، ولم تكثرها، وافتخرت بمن ولدت، ولم تفخر بمن ولدك، فعاب عليه موضعين من هذين البيتين، وهو عيب صحيح.
ومعنى قوله: " قللت جفانك " أن جفنات جمع القليل وجمع الكثير جفان، والفخر بالكرم ينبغي أن يكون بالكثير لا بالقليل.
• لطائف الأخبار وتذكرة أولي الأبصار،صـ: 335.
http://72.232.160.194/~ahl/vb/showthread.php?t=118360
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Feb-2008, صباحاً 07:35]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
هل هذه شبهة أشعرية؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 02:25]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
هل هذه شبهة أشعرية؟ يا مولانا
من أين أتت هذه الهمزة؟
فعنوان الموضوع: شبهة شعرية نسبة للـ ((شعر)) وليس أشعرية نسبة للـ ((أشعري))
أم أنّ العنوان مصحّف؟
فليخبرنا صاحب الموضوع
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:16]ـ
معذرة يا شيخنا الفاضل
النظر خلاص (ابتسامة)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:23]ـ
إنها شبهة شعرية لاشتباهها على بعض المشايخ بغير شعور:)
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 03:34]ـ
معذرة يا شيخنا الفاضل
النظر خلاص (ابتسامة) طيب ما تشوفش الهمزة مقبولة لكن ما تشوفش رسالة كاملة في البريد الخاص تبقى الحالة صعبة قوي يا مولانا
ـ[أبو الأسود البواسل]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 07:18]ـ
سبحان الله، والحمد لله،ولا إله إلا الله، والله أكبر.
تفسير ما أردت قوله أسهل علي من تفسير ما الذي سألتم عنه لأني لم أفهكم مشايخي الأفاضل.
الذي أردت قوله، أن شعر حسان بن ثابت تحسن بعد إسلامه ولم يتراجع، والدليل على ذلك ما نقلته، فكيف يقول شعرا مؤيدا في الإسلام فيرك بشعره على حد تعبير من نقلت كلامه.
فإذا أخطأت ففهموني ووجهوني أنا إنسان يرد علي الخطأ والنسيان.
والله أعلم وأحكم.(/)
بنت الريف
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 10:48]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
قصيدة غزلية عذرية متواضعة سبكتها القريحة العليلة وانتظمت في الذهن المكدود فصار اليراع يلوح يمينا وشمالا عله يقطف من ملكوت الخيال مايحكي لوعات الاشجان فإما قصيدة تشنف الاسماع أو عصيدة تمجها النفوس والأرواح فاعذروا أخاكم وأحسنوا به الظن وذاك العهد بكم
وأرجوا منكم الدعاء لي بالتوفيق والسداد
يامن سلبت القلب مع وجداني**يامن خلبت اللب بالهجران
ردي فؤادي إنني لا أشتهي**إلا سهاما من لحاظ عيان
(إني وإن كنت الأخير زمانه) **في قوتي ونباهتي وبياني
لم تستطع حوراء ان تصليني**نارا وشوقا في حميم آن
لكنك يابنت ريف قد ظفر**ت بقلبي الزاهي بكل حنان
قولي بأسماء الإله أعيذك**من عاذل ومفرق شنآن
ماسر تلك النظرةالسحرية**كم أسقطت من خيرة الفرسان
إني شغفت بكوكب متلألئ**قد كان كالزهراء في الألوان
بضيائه وبنوره المتهلل**ياغيرة الأجرام في الأكوان
لا تخرجي في ليل بدر إنه**قد أقسم اليوم على العدوان
من كان في الادلاج نورا ساطعا**فمصيره القتل الذريع الشاني
ياأيها البدر الغيور فإنني**ملكت بدرا ساطعا بجمان
ترنو بعين ناعس لكأنها**عين المها في نظرة الولهان
وجه صبيح ,بسمة عذرية**من ثغرها الفواح بالريحان
يابدر إني سائل لتجيبني**هل أنت أجمل أم حبيبي الحاني؟
كلا فإن السيف ينقص قدره**إن قيل هُوْْْ أمضى من العيدان
للإشارة كتبتها في مدة جد يسيرة حوالي ربع ساعة وإلا لكانت أكبر من شكلها الحالي:):)
( lo_ol)... لولا اتصال هاتفي أيقظني من هذا السكر الأدبي {إن صح التعبير} ,,,,
ومع المحبة والسلام ...
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Feb-2008, صباحاً 12:41]ـ
ما شاء الله
جميلة جدا
لكن على أي بحر؟
عجزت أعرف هل هو الرجز؟
ونظمك لها في هذه المدة الوجيزة يعني إبداع بمعنى الكلمة
بوركتم
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 04:06]ـ
بارك الله فيك على هذا الثناء العطر المنبي عن أدب جم وذوق رفيع جعل وجنتي تزهر خجلا
والقصيدة على بحر الكامل (وإن كانت لاتخلوا من كسور) لقلة علمي بعلم العروض وعدم تمرسي فيه ...
وأظنني بكلامي هذالن أمكن المنتقد من صفاء الثغرة:):)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Feb-2008, مساء 08:18]ـ
هل أنت متأكد أنها على البحر الكامل؟
طيب كيف يكون تقطيعها عروضيا؟
بصراحة أول مرة أحس بأني صفر في العَروض!
مع أن البحر الكامل كان عندي من أصعب البحور التي درستها (في البيت)؛ فربما هذا سبب في عدم فهمي له إلى الآن.
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Feb-2008, مساء 04:20]ـ
البحر الكامل
يستعمل البحر الكامل إمّا تامّاً، أو مجزوءاً.
1 - وزنه التام:
مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ
2 - مفتاحه:
كَمَلَ الْجَمَالَ مِنَ الْبُحُوْرِ الكامِلُ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُ
3 - وزنه المجزوء:
مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ
وعلى هذا فإن المجزوء هو: ما حذف جزءٌ (تفعيلة) من كلا شطريه.
4 - عروضه وضربه: للبحر الكامل ثلاثة أعاريض وتسعة أضرب وهي:
أ - مُتَفَاْعِلُنْ: وتسمى هذه العروض تامة صَحِيحَة ولها ثلاثة أضرب:1 - مُتَفَاْعِلُنْ. 2 - مُتَفَاْعِلْ. 3 - مُتْفَاْ.
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتَفَاْعِلُنْ):
وَإِذَا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدًى .......... وَكَما عَلِمْتِ شَمَائِلِيْ وَتَكَرُّمِيْ
مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتَفَاْعِلْ):
وَإِذَا أَرَادَ اللهُ نَشْرَ فَضِيْلَةٍ .......... طُوِيَتْ أَتاحَ لَهَا لِسَانَ حَسُودِ
مُتَفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلْ
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتْفَاْ):
يَارُبَّ بَيْتٍ زُرْتُهُ فَكَأنَّمَا .......... قَدْ ضَمَّنِيْ مِنْ ضِيْقِهِ سِجْنُ
مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَاْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - مُتَفَاْ: وتسمى هذه العروض تامة حذاء ولها ضربان: 1 - مُتَفَاْ. 2 - مُتْفَاْ.
مثال العروض (مُتَفَاْ) والضرب (مُتَفَاْ):
مَنْ كَانَ جَمْعُ الْمَالِ هِمَّتَهُ .......... لَمْ يَخْلُ مِنْ هَمٍّ وَمِنْ كَمَدِ
مُتَفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْ
مثال العروض (مُتَفَاْ) والضرب (مُتْفَاْ):
عَيْنِيْ جَنَتْ مِنْ شُؤْمِ نَظْرَتِهَا .......... مَا لا دَوَاءَ لَهُ عَلَى قَلْبِيْ
مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْ ......... مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتْفَاْ
ت - مُتَفَاْعِلُنْ: وتسمى هذه العروض مجزوءة صَحِيحَة ولها أربعة أضرب: 1 - مُتَفَاْعِلُنْ. 2 - مُتَفَاْعِلُنْ نْ. 3 - مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ. 4 - مُتَفَاْعِلْ.
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتَفَاْعِلُنْ):
ِصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الْحَسُوْ .......... دِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُهْ
مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتَفَاْعِلُنْ نْ):
الْحُرُّ لايَخْشَى إِذَا .......... قَالَ الْحَقِيْقَةَ مِنْ مَلاْمْ
مُتْفَاْعِلُنْ مُتْفَاْعِلُنْ ......... مُتْفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ نْ
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ):
وَأُحِبُّهَا وَتُحِبُّنِيْ .......... وَيُحِبُّ نَاقَتَهَا بَعِيْرِيْ
مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ
مثال العروض (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب (مُتَفَاْعِلْ):
وَإِذَا هُمُ ذَكَرُوا الإِسَا .......... ءَةَأَكْثَرُوا الْحَسَنَاتِ
مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ ......... مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلْ
ملاحظة1: أحياناً ترد مُتْفَاْ بوزن فعلن ولا حرج في ذلك، لأنّ كلاهما يتكون من سببين خفيفين.
ملاحظة2: أحياناً ترد مُتَفَاْعِلُنْ نْ بوزن مُتَفَاْعِلاْنْ ولا حرج في ذلك.
5 - حشوه: يجوز في حشو الكامل مايلي:
أ - تتحول (مُتَفَاْعِلُنْ) إلى (مُتْفَاْعِلُنْ)، وهو تسكين الثاني المتحرك، ويسمى هذا التغيير باصطلاح العروضيين "الإِضْمار" وهو حسن وربما دخل جميع التفعيلات فاشتبه ببحر الرجز.
ب - تتحول (مُتَفَاْعِلُنْ) إلى (مُفَاْعِلُنْ)،وذلك بحذف الثاني المتحرك، ويسمى هذا التغيير "الوقص" وهو ثقيل.
ت - تتحول (مُتَفَاْعِلُنْ) إلى (مُتْفَعِلُنْ)، تسكين الثاني المتحرك وحذف الرابع الساكن، ويسمى هذا التغيير "الخزل" وربما دخل جميع التفعيلات فاشتبه ببحر الرجز.
6 - التقطيع العروضي للأمثلة:
مثال الحالة الأولى: جاءتالعروض تامة صحيحة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب مثلها (مُتَفَاْعِلُنْ).
وَإِذَا صَحَوْ|تُ فَمَا أُقَصْ|ـصِرُ عَنْ نَدَنْ| ....... |وَكَما عَلِمْ|ـتِ شَمَائِلِيْ|وَتَكَرْرُمِيْ
ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه| ....... |ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه
مثال الحالة الثانية: جاءتالعروض تامة صحيحة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب مقطوع (مُتَفَاْعِلْ).
وَإِذَا أَرَا|دَ لْلاهُ نَشْ|ـرَ فَضِيْلَتِنْ| ....... |طُوِيَتْ| حَ لَهَا|نَ حَسُودِيْ
ا ا ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه| ....... |ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ه
مثال الحالة الثالثة: جاءتالعروض تامة صحيحة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب أحذ مضمر (مُتْفَاْ).
يَارُبْبَ بَيْ|ـتِنْ زُرْتُهُوْ|فَكَأنّْنَمَا| ..... .. |قَدْ ضَمْمَنِيْ|مِنْ ضِيْقِهيِْ|سِجْنُوْ
ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه| ....... |ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه
مثال الحالة الرابعة: جاءتالعروض تامة حذاء (مُتَفَاْ) والضرب مثلها (مُتَفَاْ).
مَنْ كَانَ جَمْـ|ـعُ لْمالِ هِمْ|ـمَتَهُوْ| ....... |لَمْ يَخْلُ مِنْ|هَمْمِنْ وَمِنْ|كَمَدِيْ
ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه| ....... |ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه
مثال الحالة الخامسة: جاءتالعروض تامة حذاء (مُتَفَاْ) والضرب أحذ مضمر (مُتْفَاْ).
عَيْنِيْ جَنَتْ|مِنْ شُؤْمِ نَظْ|ـرَتِهَا| ....... |مَا لا دَوَا|ءَ لَهُوْ عَلا|قَلْبِيْ
ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه| ....... |ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه|ا ه ا ه
(يُتْبَعُ)
(/)
مثال الحالة السادسة: جاءتالعروض مجزوءة صَحِيحَة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب مثلها (مُتَفَاْعِلُنْ).
اِصْبِرْ عَلا|مَضَضِ لْحَسُوْ| ....... |دِ فَإِنْنَ صَبْـ|ـرَكَ
ا ه ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه| ....... | ا ا ا ه ا ا ه| ا ا ا ه ا ا ه
مثال الحالة السابعة: جاءتالعروض مجزوءة صَحِيحَة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب مُذَيَّل (مُتَفَاْعِلُنْ نْ).
الْحُرْرُلا|يَخْشَى إِذَا| ....... |قَالَ لْحَقِيْـ|ـقَةَ مِنْ مَلاْمْ
ا ه ا ه ا ا ه|ا ه ا ه ا ا ه| ....... | ا ه ا ه ا ا ه| ا ا ا ه ا ا ه ه
مثال الحالة الثامنة: جاءتالعروض مجزوءة صَحِيحَة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب مرَفَّل (مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ).
وَأُحِبْبُهَا|وَتُحِبْبُنِيْ|. ...... |وَيُحِبْبُ نَاْ|قَتَهَا بَعِيْرِيْ
ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه| ....... | ا ا ا ه ا ا ه| ا ا ا ه ا ا ه ا ه
مثال الحالة التاسعة: جاءتالعروض مجزوءة صَحِيحَة (مُتَفَاْعِلُنْ) والضرب مقطوع (مُتَفَاْعِلْ).
وَإِذَا هُمُوْ|ذَكَرُو لإِسَا| ....... |ءَة َأَكْثَرُ لْ|ـحَسَنَاتِيْ
ا ا ا ه ا ا ه|ا ا ا ه ا ا ه| ....... | ا ا ا ه ا ا ه| ا ا ا ه ا ه
ملخص البحر الكامل:
1 - تأتي عروضه تامة صحيحة (مُتَفَاْعِلُنْ) ولها ثلاثة أضرب:1 - مُتَفَاْعِلُنْ. 2 - مُتَفَاْعِلْ. 3 - مُتْفَاْ.
2 - تأتي عروضه تامة حذاء (مُتَفَاْ) ولها ضربان: 1 - مُتَفَاْ. 2 - مُتْفَاْ.
3 - تأتي عروضه مجزوءة صَحِيحَة (مُتَفَاْعِلُنْ) ولها أربعة أضرب: 1 - مُتَفَاْعِلُنْ. 2 - مُتَفَاْعِلُنْ نْ. 3 - مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ. 4 - مُتَفَاْعِلْ.
4 - يكون التغيير في الحشو بحيث تتحول:
أ - (مُتَفَاْعِلُنْ) إلى (مُتْفَاْعِلُنْ).
ب - (مُتَفَاْعِلُنْ) إلى (مُفَاْعِلُنْ).
ت - (مُتَفَاْعِلُنْ) إلى (مُتْفَعِلُنْ).
ملاحظة هامة جداً:
يجب أن يستعمل مع كل عروض ضربها المذكور إتيانه معها.
تدريبات على البحر الكامل:
حدد نوع العروض والضرب مع التقطيع العروضي للأبيات التالية:
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا ........ وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
صدٌّ حَمى ظمئي لَمَاكَ لِماذا ........ وهَواكَ قلبي صارَ مِنْهُ جُذَاذا
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي ........ روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
وحَياةِ أشواقي إليكَ ........ وتُرْبَةِ الصَّبرِ الجميلِ
أَخَذَت مَحاسِنَ كُلِّ ما ........ ضَنَّت مَحاسِنُهُ بِحُسنِه
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 05:11]ـ
ما شاء الله يا مجنون بنت الريف (ابتسامة)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[05 - Apr-2008, صباحاً 05:59]ـ
بارك الله فيك ياحبيبي عبد الرحمان
راك معروض للعرس إن شاء الله lo_ol ))))
ـ[أبو العباس المالكي]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 06:25]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ... تعجبني فيك هذه الظاهرية حتى في النظم ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[06 - Apr-2008, صباحاً 07:22]ـ
فلتهنأ بنت الريف بهذه الصورة الجمالية في الأبيات
بارك الله في قلمك يا إمام الأندلس
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Apr-2008, صباحاً 05:06]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ... تعجبني فيك هذه الظاهرية حتى في النظم ...
وفيك بارك حبيب قلبي أبو العباس وأنا تعجبني ظاهريتك في هذه الأمور ((^^_^^))
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 04:46]ـ
فلتهنأ بنت الريف بهذه الصورة الجمالية في الأبيات
بارك الله في قلمك يا إمام الأندلس
وفيك بارك أخي الحبيب
هذا في الشعر أخي فماأدراك مالواقع؟!!! ماله من دافع
وكنت أرى أن قد تناهى بي الهوى** إلى غايةٍ ما بعدها مذهب
فلما تلاقينا وعاينت حسنها** تيقنت أني إنما كنت ألعب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[11 - Apr-2008, مساء 05:12]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الحبيب والأديب اللبيب إمام الأندلس
ما شاء الله اللهم بارك ... شعر جميل وإحساس صادق وعاطفة جياشة وحس مرهف ...
زدنا من مثلها زادك الله فضلاً
.... هذه القصيدة قمتَ بنشرها من قبل أليس كذلك
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Apr-2008, صباحاً 02:01]ـ
بلى ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 08:58]ـ
وهاهي القصيدة لمن يريد سماعها ....
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 09:06]ـ
مابال المرفقات لاتظهر؟
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 06:22]ـ
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?p=1909695#post1 909695 هنا ...
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[19 - Aug-2008, مساء 06:40]ـ
http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=148053
ـ[فتاة التوحيد و السنة]ــــــــ[21 - Jul-2009, مساء 10:09]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
موفق اخي الكريم للمزيد من الابداع(/)
* السحر الحلال * ((خذوها من غير فقيه))
ـ[منبع الخير]ــــــــ[11 - Feb-2008, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(السحر الحلال)
سأل رجلٌ عمر بن عبد العزيز رحمه الله عن حاجة, فأحسن المسألة, فأعجبه قوله. فقال عمر: هذا والله السحرالحلال.
.............................. .............................. .............................. ............
(لطف الله)
قال علي بن الخطاب رضي الله عنه: ((والذي وسعَ سمعهُ الأصوات مامنْ أَحد أدخل على قلب فقيرٍ سروراً إلاّ خلق الله له من هذا السرور لطفاً. فاذا نزلت به نابة جرى إليها لطف الله كالماءِ في انحداره يدرؤها عنه))
.............................. .............................. .............................. .............
(خذوها من غير فقيه)
سمع عبد الله بن عباس -رضي الله عنمها-أعربياً يقرأ (وكنتم على شفا حفرٍ من النار فأنقذكم منها)
فقال الأعرابي:والله ماأنقذكم منها , وهو يريد أن يعيدكم فيها , قال ابن عبّاس: خذوها من غير فقيه.
.............................. .............................. .............................. ...........
.............................. .............................. .....
والسلام عليكم(/)
طموح: أنى لنا بمجلة أدبية عربية محكمة ذات توجه عربي إسلامي لا حداثي
ـ[محمد الخطيب]ــــــــ[17 - Feb-2008, مساء 01:22]ـ
لطالما تمنيت أن أنشئ مجلة أدبية عربية محكمة ذات ثقافة عربية إسلامية حديثة لا حداثية، تقف في مواجهة المجلات التي تدعو إلى الحداثة والتغريب، وتكون منبرا للكثيرين من الأدباء ذوي الميول الثقافية العربية الإسلامية ممن لا منبر لهم، وتكون موئلا للدراسات الأدبية الجادة.
إن كثيرين من الشعراء الذين يكتبون القصائد الموزونة لا يجدون مجلات تنشر لهم إبداعاتهم، وإن نشرت فتنشر في الأركان والحواشي، لأن أغلب المجلات الأدبية العربية الموجودة الآن يقوم عليها رجال يعملون جاهدين على هدم الثقافة الإسلامية أكثر من غيرهم، وينشرون الغربي والحداثي ... إلخ بشكل فج يثير الأسى والغثاثة.
فهلموا يا أرباب الأدب العربي الأصيل ننشئ مجلة أدبية عربية محكمة ذات صبغة عربية إسلامية.
محمد الخطيب(/)
إن عدت الفتن العظام فإنما ... فتن النساء أشدهن وأخطر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 06:46]ـ
قال شاعر الصحوة د- عبدالرحمن العشماوي حفظه الله
نذر وربك بالمصائب تنذر ... وخطى على درب الهوى تتعثر
فتن كليل مظلم يندى لها ... منا الجبين فنارها تتسعر
ما كنت أحسبني أعيش لكي أرى ... بنت الجزيرة بالمبادئ تسخر
جهلت بأنا أمة محكومة ... بالدين يحرسها الإله وينصر
جهلت بأنا أهل دين ثابت ... في ظله لا يستحل المنكر
اختاه يابنت الجزيره ربما ... غطى على عينيك فكر احمر
ولربماخدعتك علمانيه ... ولربما اغراك ذئب اغبر
أختاه يا بنت الجزيرة هكذا ... وخنادق الباغين حولك تحفر
أو هكذا والملحدون تجمعوا ... من حولنا والطامعين تجمهروا
إن التزامك بالحجاب تمسك ... والسعي في نزع الحجاب تدهور
إن التزامك بالحجاب تقدم ... والسعي في نزع الحجاب تأخر
إن عدت الفتن العظام فإنما ... فتن النساء أشدهن وأخطر
أخشى على أوطاننا من فتنة ... فتن البلاد أمامها تستصغر
فبلادنا بين البلاد تميزت ... بالدين يمنحها الثبات ويعمر
فالنار تأكل كل شيء حولها ... والقدر من فوق الأسافي تطفر
قد تهدم السد المشيد فأرة ... ولقد يحطم أمة متهور
أخشى على الأخلاق كسرا بالغا ... إن المبادئ كسرها لا يجبر
ـ[دُرة الرسالة]ــــــــ[19 - Feb-2008, صباحاً 07:33]ـ
جزاك الله خير قصيدة رائعة ..
**
أيا بنيات الدين .. و يا ربيبات الحرم .. !!
أنتن السلاح الماضي لهدم الإسلام أو رفعه .. أنتن المعادلة التي لا تعرف النتائج غير المحتملة
أنتن الرهان القائم.أمام الصوارف التى تهب هبوبها في الأفق
ألا ما أخزى أن تدفع المسلمة لتصديق صفاقة الغرب وحماقة علماء التخلف الحضاري للسلوك والأخلاق
ألا ما أشنع أن تتحول بناتنا وأخواتنا بسلطة من ولي أمرها إلى رقيق أبيض ملقى على المتكآت تستجدي الكلمة والبسمة والنظرة
تستجدي الحب وا لهفي. بعد أن كان عامرا غامرا في بيوت العفة والشرف
أيها التعساء من بني قومي غير الشرفاء .. ألا تريدون أُنثاكم
أنثى يكللها الجلال بعزة أعتي وأقوى من نداء السادر.
مغموسة في الطهر خلف حجابها تثوي معان للإباء الظافر
كأن في أعماقها شعل الهدى مشبوبة العزم بالعفاف الطاهر.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها أهل طاعتك ويذل فيها أهل معصيتك ويؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر. اللهم أنصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين. اللهم آمين.
http://www.fin3go.com/newFin/op.php?section=topic&action=show&id=691
درة الرسالة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 02:47]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[لامية العرب]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 09:34]ـ
قصيدة رائعة علها تلقى اذنا صاغية وقلبا يقظا
قد تهدم السد المشيد فأرة ... ولقد يحطم أمة متهور
أخشى على الأخلاق كسرا بالغا ... إن المبادئ كسرها لا يجبر
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - Feb-2008, مساء 10:19]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 01:04]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 11:17]ـ
بارك الله فيكم .. قصيدة رائعة ..
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[24 - Sep-2009, صباحاً 11:28]ـ
الله االمستعان
قصيدة جدا مميزه
بوركتم ابآ محمد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 12:59]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[قحطان]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 01:14]ـ
قصيدة رائعة علها تلقى اذنا صاغية وقلبا يقظا
إي وربي
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 02:12]ـ
ما شاء الله .. جميلة حقا
سمعت قوله:
إن عدت الفتن العظام فإنما ... فتن النساء أشدهن وأخطر
من زمن, ولم أكن أدري أن هذه الدرة تقبع بين أخواتها في عقد بديع الصنعة
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن التونسي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 03:54]ـ
إن عدت الفتن العظام فإنما ... فتن النساء أشدهن وأخطر
صدق والله
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ( java******:OpenHT('Tak/Hits24005168.htm')) .
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 04:06]ـ
أو هكذا والملحدون تجمعوا ... من حولنا والطامعين تجمهروا
كذا رأيتُ! ولعل الصواب: (والطامعون).
والقصيدة جيدة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 06:58]ـ
الاخوة الفضلاء قحطان و ابو حاتم بن عاشور
وعبد الرحمن التونسي و النوراني
بارك الله فيكم جميعا
ـ[الحافظة]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 05:51]ـ
فتن كليل مظلم يندى لها ... منا الجبين فنارها تتسعر
الله المستعان ولاحول ولاقوة إلا بالله
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 09:17]ـ
بارك الله فيك يا ابا محمد وفي الدكتور العشماوي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 09:48]ـ
بارك الله فيكم جميعا(/)
قصة الحجاج مع الغلام
ـ[يوسف غيث]ــــــــ[27 - Feb-2008, مساء 11:48]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:_
قصة الحجاج مع الغلام
______________________________ __________
Ll++_ گان الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج: ماذا تفعل هنا أيها الغلام؟
فرفع الصبي طرفه إليه وقال له: يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار.
فقال الحجاج له: أما عرفتني؟
فقال الغلام: عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج ? ويلك أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام: لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك.
فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين،
فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه،ورأى الوزراء و أهل الدولة لم يخشى منهم
بل قال: السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان.
فقال الغلام: أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً
فقالوا للغلام: يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته؟
فقال الغلام: يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه، يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج: يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام: والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض الغلمان: لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام: أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج: فمن عنيت بكلامك أيها الغلام؟
قال: عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم؟
فقال الحجاج: على عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام: عبدالملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فقال الحجاج: ولم ذلك يا غلام؟
فقال: لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام: يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج: هل تعرف أخي؟
فقال الغلام: أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه.
فقال الحجاج: اضربوا عنقه.
فقال له الرقاشي: هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج: هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام: لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي:أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام: من أي بلد أنت؟
فقال للغلام: من مصر.
فقال له الحجاج: من مدينة الفاسقين.
فقال الغلام: ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين؟
قال الحجاج: لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام: لستُ منهم.
فقال الحجاج: من أي بلد إذن؟
قال الغلام: أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج: من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام: ولم ذلك يا حجاج؟
فقال: لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام: لستُ منهم.
فقال الحجاج: من أين أنت؟
قال: أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج: أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان.
قال الغلام: لستُ منهم.
قال الحجاج: فمن أين إذن؟
قال الغلام: من اليمن.
فقال الحجاج: أنت من بلد غير مشكور.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج: لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام: أنا لستُ منهم.
قال الحجاج: فمن أين إذن؟
قال الغلام: أنا من أهل مكة.
فقال الحجاج: أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام: ولم ذلك؟
قال: لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام: أنا لستُ منهم.
فقال الحجاج: لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام: لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج: نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت؟
فقال الغلام: من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله.
فقال له كل من حضر من الوزراء: ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ أيها الأمير.
فقال الحجاج: لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء.
فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء.
فقال الحجاج: ومن يحول بيني وبين قتلك.
فقال الغلام: يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه.
فقال الحجاج: وهو الذي يعينني على قتلك.
فقال الغلام: كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه.
فقال الحجاج: أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟
فقال الغلام: الصوم والصلاة والزكاة والحج.
فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن والحسين.
فقال الغلام: من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آلة وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك.
فأجابه الحجاج: أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره الموت؟
قال الغلام: قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة"
قال الحجاج: ابن من أنت؟
قال الغلام: أنا ابن أبي و أمي.
فسأله الحجاج: من أين جئت؟
قال الغلام: على رحب الأرض.
فقال الحجاج: أخبرني من أكرم العرب؟
فأجاب الغلام: بنو طي.
فسأله الحجاج: ولم ذلك؟
فقال الغلام: لأن حاتما الأصم منهم.
فقال الحجاج: فمن أشرف العرب؟
قال الغلام: بنو مضر.
فقال الحجاج: ولم ذلك؟
فقال الغلام: لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم.
فقال الحجاج: فمن أشجع العرب؟
فقال الغلام: بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم.
فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً؟
فقال الغلام: بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً؛؛?
وقال الحجاج: أين تركت الإبل ذات القرون؟
فقال الغلام: تركتها ترعى أوراق الصوان.
فصاح الحجاج به قائلاً: يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟
فقال الغلام: وهل للإبل قرون؟
فقال الحجاج: هل حفظت القرآن؟
فقال الغلام: هل القرآن هارب منى حتى أحفظه.
فسأله الحجاج: هل جمعت القرآن؟
فقال الغلام: وهل هو متفرق حتى أجمعه؟
فقال له الحجاج: أما فهمت سؤالي.
فأجابه الغلام: ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
فقال الحجاج: فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟
وآية أعدل؟ وآية أخوف؟ وآية أرجى؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى؟ وآية قالها الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟ وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس؟؟؟
فقال الغلام: أما أعظم آية فهي آية الكرسي
وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره
وأخوف آية أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم
وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعها
وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة
وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلوا النار
والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
وآية فيها قول الأنبياء وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فل يتوكل المؤمنون
وآية فيها قول الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
و أية فيها قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور
وآية فيها قول أهل النار ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون
وآية فيها قول إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
فقال الحجاج: أخبرني عمن خُلق من الهواء؟ ومن حُفظ بالهواء؟ ومن هلك بالهواء؟
فقال الغلام: الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام؛ وأما الذي هلك بالهواء فهم قوم هود.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الخشب؟ والذي حُفظ بالخشب؟ والذي هلك بالخشب؟
فقال الغلام: الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛ والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء؟ ومن نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار؟
فقال الغلام: الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج: فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها؟
فقال الغلام: أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ... وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب.
فقال الحجاج: إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا؟
فقال الغلام: الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.
فقال الحجاج: فما أول قطرة من دم؟
فقال الغلام: هي حيض حواء.
فقال الحجاج: فأخبرني عن العقل؟ والإيمان؟ والحياء؟ والسخاء؟ والشجاعة؟ والكرم؟ والشهوة؟
فقال الغلام: إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا؛؛ والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛ والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛ والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم؛؛ والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
فقال الحجاج: فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة؟
فقال الغلام: صيام رمضان.
فقال الحجاج: وما يجب في العمر مرة؟
فقال الغلام: الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا.
فقال الحجاج: فأخبرني عن أقرب شيء إليك؟
فقال الغلام: الآخرة.
ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام: أنا أهل لذلك.
فقال الحجاج: فمن أحق الناس بالخلافة؟
فقال الغلام: الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.
فقال الحجاج: فأخبرني عن النساء؟
فقال الغلام: أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة نعيم؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم.
فضحك الحجاج وقال: أي النساء أحسن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال الغلام: ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يهتز نهدها ويرتاح ردفها.
فقال له الحجاج: أخبرني عن أول من نطق في الشعر؟
فقال الغلام: آدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل.
أنشد آدم يقول:
بكت عيني وحق لها بكاها ... ودمع العين منهمل يسيح
فما لي لا أجود بسكب دمع ... و هابيل تضمّنه الضريح
رمى قابيل هابيلاً أخاه ... وألحد في الثرى الوجه الصبيح
تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر كشيح
تبدل كل ذي طعم ولون ... لفقدك يا صبيح يا مليح
أيا هابيل إن تقتل فإني ... عليك الدهر مكتئب قريح
فأنت حياة من في الأرض جميعاً ... وقد فقدوك يا روح وريح
وأنت رجيح قدر يا فصيح ... سليم بل سميح بل صبيح
ولست ميت بل أنت حي ... و قابيل الشقي هو الطريح
عليه السخط من رب البرايا ... و أنت عليك تسليم صريح
فأجابه إبليس يقول:
تنوح على البلاد ومن عليها ... وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في نعيم ... من المولى وقلبك مستريح
خدعتك في دهائي ثم مكري ... إلى أن فاتك العيش الرشيح
فقال الحجاج: أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم؟
فقال الغلام: هو بيت حاتم طي.
حيث يقول: ـــ
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني ... قبل العيال على عسر و إيسار
فقال الحجاج: أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة
و جارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه: إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له.
ثم قال الحجاج: خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية.
وقالت: خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول:ـــ
و قرقعت اللجان برأس حمراً ... أحب إلىّ مما تغمزني
أخاف إذا وقعت على فراشي ... وطالت علتي لا تصحبيني
أخاف إذا وقعنا في مضيق ... وجار الدهر بي لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي ... تميلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول:ــ
معاذ الله أفعل ما تقول ... ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجي في ضميري ... وأقنع باليسير وما يجيني
إذا عاشرتني وعرفت طبعي ... ستعلم أنني خير القرين
فقال الحجاج: ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.
فقال الغلام: إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج: خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام: قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
ثم قال الغلام: من أين أخرج يا حجاج؟
فأجابه الحجاج: أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.
فقال الجلساء للحجاج: هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب؟
فقال الحجاج: إنه استشارني والمستشار مؤتمن ...
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه
الموضوع منقول
ـ[حمد الإدريسي]ــــــــ[28 - Feb-2008, مساء 01:46]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل وددت إن أتيتني بإسناد هذه القصة حتى إذا ذكرتها ذكرتها وأنا مطمئن
وجزاك الله خيرا(/)
الاقتباس من القرآن في الشعر والنثر ..
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 01:58]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) وصلى الله على من أوتي جوامع الكلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ... وبعد
فكثيرا ما يمر علينا في بعض الكتابات الأدبية من نظم ونثر تضمين النص شيء من القرآن أو السنة، ويكون في بعضها -نتيجة لجهل الكاتب بالحكم الشرعي- اقتباس غاية في القبح والإساءة لكلام الله أو كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيت ومن باب النصح لمن يمارس الكتابة الأدبية -شعرية كانت أو نثرية- ايضاح الحكم الشرعي في ذلك وبيان ما يجوز وما لا يجوز منه، مع قلة البضاعة وكثرة الخطأ فانتظر من الجميع المشاركة والتوجيه فصوابي في جانب خطئي قليل جدا، وعزائي أن المسلم لأخيه المسلم كالبينان المرصوص يشد بعضه بعضا، فأملي منكم النقد البناء والتوجيه المثري المفيد .. والله من وراء القصد .. وصلى الله وسلك على نبينا محمد وعلى آله وسلم
تعريف الاقتباس:
لغةً:
قال ابن فارس في مقاييس اللغة:"قبس القاف والباء والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صفةٍ من صفات النَّار، ثمَّ يستعار. من ذلك القَبَس: شُعْلَةُ النَّار، قال الله تعالى في قِصَّة موسى عليه السلام: {لَعَلّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} (طه10)؛ ويقولون: أَقْبَسْتُ الرّجُلَ عِلمًا، وقَبَسْتُه نارًا.
قال ابنُ دريد: قَبَسْتُ من فلانٍ نارًا، واقتَبَسْتُ منه علمًا، وأَقْبَسَنِي قَبَسًا".ا. ه
وقال الليث: القَبَسُ: شُعْلةٌ من النارِ يقتبسُهَا أيْ: يأخذُها مِنْ معظم النارِ.
قال: وقَبستُ العلم واقتبستُهُ، وأقبستُهُ فلاناً وأقبستُ فلاناً ناراً أو خبزاً، وأنشد:
لا تُقبِسَنَّ العِلْمَ إلا امْرءاً،،، أعَانَ باللُّبِّ عَلَى قَبْسِهِ. (تهذيب اللغة للأزهري باب القاف والصاد)
اصطلاحًا:
هو أن يضمن الكلام -شعرا كان أو نثرا- شيئا من القرآن أو الحديث لا على أنه منه كقول الحريري: "فلم يكن إلا كلمح البصر أو هو أقرب حتى أنشد فأغرب ". (الإيضاح في علوم البلاغة ج1/ص381)،
وعلى هذا فلو اسند الكلام المقتبس إلى الله تعالى أو إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم - فلا يسمى اقتباسا.
الاقتباس والتضمين والفرق بينهما:
اختلف اهل اللغة في الاقتباس والتضمين أهما شيء واحد أم أن ثم فرق بينهما؟؟،
"فالقائلون بالتفريق اختلفوا ايضا في معنى التضمين فذهب بعضهم إلى انه تضمين الشعر من شعر الغير مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهورا عند البلغاء كقول بعض المتأخرين قيل هو ابن التلميذ الطبيب النصراني
كانت بلهنية الشبيبة سكرة،،، فصحوت واستبدلت سيرة مجمل
وقعدت أنتظر الفناء كراكب،،، عرف المحل فبات دون المنزل
البيت الثاني لمسلم بن الوليد الأنصاري". (الإيضاح في علوم البلاغة ج1/ص384)
وقال آخرون: (الاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها دون نسبها إلى قائلها الحقيقي،أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها وايضا لا تنسب لقائلها) فاجتمعا في عدم الاحالة إلى القائل، وافترقا في حدوث شيء من التغيير يطرأعلى الكلمات أوالعبارت المقتبسة في الاقتباس خاصة.
أنواع الاقتباس:
ينقسم إلى نوعين:
الأول: ما طرأ على لفظه تغيير بسيط ولم ينقل فيه المقتبس (بفتح الباء) عن معناه الأصلي، ومنه قول الشاعر:
قد كان ما خفت أن يكونا،،، إنا إلى الله راجعونا
ففي هذا البيت بقي المعنى كما هو وإن طرأ تغيير يسير على الفظ، فالآية (إنا لله وإنا إليه راجعون)،
والثاني: ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي كقول ابن الرومي:
لئن أخطأت في مدحك ما أخطأت في منعي
لقد أنزلت حاجاتي (بواد غير ذي زرع)
فقوله {بواد غير ذي زرع} اقتباس من القرآن الكريم (من سورة إبراهيم:37) وهي في القرآن الكريم بمعنى " مكة المكرمة، إذ لا ماء فيها ولا نبات، فنقله الشاعر عن هذا المعنى الحقيقي إلى معنى مجازي هو: " لا نفع فيه ولا خير ". (فتوى الشيخ الدكتور أحمد الخطيب، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر)
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم جواز تغيير اللفظ والمعنى فيما أُقتبس من القرآن،
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما تغيير المعنى فظاهر التحريم والقبح، فلو تأملنا قول ابن الرومي " لقد أنزلت حاجاتي
(بواد غير ذي زرع) " قال ابن حجة الحموي "فقد كنى عن الرجل الذي لا يرجى نفعه، والمراد به في الآية الكريمة أرض مكة شرفها الله وعظمها"، "خزانة الأدب وغاية الأرب بتصرف يسير جدا"
فما أقبحه من اقتباس وكناية!!
وأما تغيير اللفظ يسيرا فالظاهر جوازه لأنه لا ينسبه إلى الله تعالى،فلا يعد تحريفا، قال ابن حجة في خزانة الأدب: " ثم اعلم أنه يجوز أن يغير لفظ المقتبس منه بزيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال الظاهر من المضمر أو غير ذلك " ا. ه
حكم الاقتباس من القرآن:
فرق العلماء بين الاقتباس في الشعر وبين الاقتباس في النثر، فذهب جمع من العلماء قديما وحديثا إلى تحريمه أو كراهته في الشعر مطلقا؛ طلبا لتنزيه القرآن أن ينسب شيء منه للشعر وقد نفى الله تعالى عنه ذلك في قوله: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ. إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ)
قال السيوطي في الاتقان: (وهذا كله إنما يدل على جوازه في مقام المواعظ والثناء والدعاء وفي النثر لا دلالة فيه على جوازه في الشعر وبينهما فرق، فإن القاضي أبا بكر من المالكية صرح بأن تضمينه في الشعر مكروه وفي النثر جائز)،
وممن ذهب إلى تحريمه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله – قال في شرح البلاغة: "وأما إذا كان التضمين في الشعر فهو وإن طابق المعنى المراد فالذي يظهر لي أنه لا يجوز وأنه ممنوع، لأنه يتحول القرآن شعرًا، ولأنه يسقط من أعين الناس تعظيمه وتكريمه"،
وسئل الشيخ العلامة عبد المحسن العباد عنه في دروسه في شرح سنن الترمذي، فقال: "القرآن لا يصلح أن يؤتى به على طريقة الشعر، ولكن بعض العلماء يأتي أحيانا بجملة من القرآن ضمن بيت ولا نشك أن ترك ذلك والبعد عنه هو الذي ينبغي"
وذهب بعض العلماء إلى جواز الاقتباس من القرآن في الشعر إذا كان ذا معنى محترم، كالوعظ والتذكير أو مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد توهم البعض أن ممن أجازه الأستاذ أبو منصور الاسفراييني واحتجوا بأبيات شعرية له ضمنها شيء من القرآن، قال السيوطي في الاتقان: "وذكر الشيخ تاج الدين بن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن الطاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف،،، ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته،،، إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
وقال استعمال الأستاذ أبي منصور مثل هذا الاقتباس في شعره له فائدة فإنه جليل القدر والناس ينهون عن هذا وربما أدى بحث بعضهم إلى أنه لا يجوز
وقيل إن ذلك إنما يفعله من الشعراء الذين هم في كل واد يهيمون ويثبون على الألفاظ وثبة من لا يبالي وهذا الأستاذ أبو منصور من أئمة الدين وقد فعل هذا وأسند عنه هذين البيتين الأستاذ أبو القاسم بن عساكر،
قلت –السيوطي- ليس هذان البيتان من الاقتباس لتصريحه بقول الله وقد قدمنا أن ذلك خارج عنه." ا. ه
وخلاصة القول أن الذي ترتاح له النفس وتبرأ به الذمة وتُتقى به الشبهات، ترك الاقتباس من القرآن وتضمينه الشعر وإن كان ذا مقام شريف؛ احتراما وتعظيما وتنزيها له عما نزهه الله عنه .. والله تعالى أعلم
وأما الاقتباس في النثر فجائز بشروط؛ دل على ذلك أحاديث كثيرة اشتملت على بعض آيات من القرآن، منها قوله صلى الله عليه وسلم: " عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا. وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ! مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ! خَرِبَتْ خَيْبَرُ! إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ"
(يُتْبَعُ)
(/)
قال النووي في شرحه على مسلم: "قوله صلى الله عليه وسلم أنا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين الساحة الفناء واصلها الفضاء بين المنازل ففيه جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة وقد جاء لهذا نظائر كثيرة كما سبق قريبا في فتح مكة أنه صلى الله عليه وسلم جعل يطعن في الأصنام ويقول جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد جاء الحق وزهق الباطل قال العلماء يكره من ذلك ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات والمزح ولغو الحديث فيكره في كل ذلك تعظيما لكتاب الله تعالى"
وقال السيوطي في تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ج1/ص312
قوله: "إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" الساحة الفناء وأصله الفضاء بين المنازل وهذا الحديث أصل في جواز التمثل والاستشهاد بالقرآن والاقتباس نص عليه بن عبد البر في التمهيد وابن رشيق في شرح الموطأ وهما مالكيان والنووي في شرح مسلم كلهم عند شرح هذا الحديث ولا أعلم بين المسلمين خلافا في جوازه في النثر في غير المجون والخلاعة وهزل الفساق وشربة الخمر واللاطة ونحو ذلك وقد نص على جوازه أئمة مذهبنا بأسرهم واستعملوه في الخطب والرسائل والمقامات وسائر أنواع الإنشاء ونقلوا استعماله عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابنه الحسن وعبد الله بن مسعود وغيرهم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم وأوردوا فيه عدة أحاديث صحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم –
وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرح دروس البلاغة:
"أما في النثر فلا بأس به تأتِ بآية تكمل بها المعنى شرط الا يتنافى مع معنى الآية بحيث يراد بالآية معنى وأنت جعلتها إلى معنى آخر فلا شك أن هذا حرام ولا يجوز؛ أنك تشير بالآية إلى معنى لا يراد بها، لأن هذا تنزيل لكلام الله تعالى على غير معناه، وهذا لا يجوز "
ومن هنا نخلص إلى جواز الاقتباس في النثر عند عامة الفقهاء قديما وحديث، إذا لم يخالف في ذلك إلا الإمام مالك –إن صح عنه التحريم- وجمع من المالكية، ولكن لجواز ذلك شروط مذكورة في ثتايا كلامهم رحمهم الله:
فينبغي أن يكون النثر المضمن شيء من كلام الله أو كلام رسوله محترما شريفا كالوعظ والتذكير والثناء والدعاء، وأن يكون في أمور متحققة، وأن لا يكون في خلاعة أو مجون، وأن لا ينزل على معنى مخالف لمراد الله تعالى، وأن لا يستخدم إذا عرض له شيء من أمور الدنيا، قال القرطبي: "ومن حرمته ألا يتأوّله عندما يعرض له شيء من أمر الدنيا حدّثنا عمرو بن زياد الحنظليّ قال حدّثنا هُشيم بن بشير عن المغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يتأوّل شيء من القرآن عند ما يعرض له شيء من أمر الدنيا، والتأويل مثل قولك للرجل إذا جاءك. "جِئتَ على قَدَرٍ يا موسى"؛ ومثل قوله تعالى: (كلوا واشربوا بما أسلفتم في الأيام الخالية) (الحاقة: 24) هذا عند حضور الطعام وأشباه هذا".تفسير القرطبي ج 1
كما لايجوز اقتباس ما اضافه الله إلى نفسه، كقوله مخاطبا موسى: (إني أنا ربك فاخلع نعليك) وقوله: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) فهذا وأمثاله لا يجوز اقتباسه أبدا،
ويحرم ايضا اقتباس ما أقسم الله به من المخلوقات، فقسم المخلوق بغير الله شرك، وكذلك ما يتوهم السامع أنه قرآن مع تغيير بعض الكلمات، كقول أحدهم: " والنجم إذا هوى، ما ضل يراعك وما غوى، علمه شديد القوى، ذو مرَّة فاستوى " (الاقتباس أنواعه وأحكامه للدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر بتصرف يسير)، كما ينبغي لمن اقتبس شيئا من القرآن تنصيص المقتبس كي يتميز عن غيره،
أمثلة لاقتباسات صحيحة جائزة:
1 - عن مجاهد قال: أشرف عثمان على الذين حاصروه فقال: "يَا قَوْمِ لاَ تَقْتُلُونِي، فَإِنِّي وَالٍ وَأَخٌ مُسْلِمٌ. فَوَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتُ إِلاَّ الصَّلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتُلُونِي لاَ تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا، وَلاَ تَغْزُونَ جَمِيعًا أَبَدًا، وَلاَ يُقْسَمُ فَيْئُكُمْ بَيْنَكُمْ".
2 - وفي سياق كلام لأبي بكر (قال) "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
3 - قول ابن تيمية في مقدمته على الواسطية: "الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا"
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - و قول الخطيب عبدالرحيم بن نباتة في بعض خطبه -فيا أيها الغفلة المطرقون، أما أنتم بهذا الحديث مصدقون، ما لكم منه لا تشفقون، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون.
أمثلة لاقتباسات قبيحة محرمة:
1 - قول أحدهم: " والنجم إذا هوى، ما ضل يراعك وما غوى، علمه شديد القوى، ذو مرَّة فاستوى "
فهذا جمع بالاضافة لايهام انه قرآن حمل المعنى على خلاف مراد الله واسباغ صفة العصمة لغير النبي –صلى الله عليه وسلم-
2 - وقول آخر:
والتين والزيتون
وطور سينين،
وهذا البلد المحزون
فهذا اشتمل على حلف مخلوق بمخلوق، وتغيير المعنى، وهو عند من يحرم الاقتباس من القرآن في الشعر محرم دون النظر إلى نوع الاقتباس وطريقة الايراد، غير أنه يزيد قبحا على قبح.
3 - " أنت الآن قاب شفتين، أو أدنى، من الحب، فهزي إليك بجذع اللحظة وصلي لنا ... صلي وتناسلي وتساقطي عشقًا شهيًا "
4 - وقال الزنديق صالح عبد القدوس: " فلو أن المفرِّط كانَ حيًا توفى الباقيات الصالحات"
خاتمة:
الاقتباس من المحسنات اللفظية للنص، واللغة العربية والأدب العربي يهتم كثيرا بتحسين النصوص وجمالياتها، لكن تلك التحسينات من اقتباس وغيره خاضع للشرع، والاقتباس من القرآن والسنة ليس مردودا باطلاق ولا محرما باطلاق، بل منه الجائز ومنه المحظور، فالواجب على من اراد استعماله التعرف على احكامه وما يجوز وما لا يجوز منه كي لا يقع في المظور منه فرب كلمة يتكلم بها المرء لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا.
والله تعالى أعلم وأحكم ... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما ...
وانتظر من الاخوة والأخوات المشاركة والتوجيه ... جزى الله الجميع خير الجزاء ..
المراجع:
تفسير القرطبي
شرح موطا مالك للسيوطي
شح مسلم للنووي
الاتقان في علوم القرآن للسيوطي
مقاييس اللغة لابن فارس
خزانة الأدب وغاية الأرب لابن حجة الحموي
الايضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني
تهذيب اللغة للأزهري
شرح البلاغة للشيخ ابن عثيمين مسجل وموجود في موقع الشيخ
شرح سنن الترمذي للعلامة عبد المحسن العباد ملف صوتي
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 05:45]ـ
وممن ذهب إلى تحريمه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله – قال في شرح البلاغة: "وأما إذا كان التضمين في الشعر فهو وإن طابق المعنى المراد فالذي يظهر لي أنه لا يجوز وأنه ممنوع، لأنه يتحول القرآن شعرًا، ولأنه يسقط من أعين الناس تعظيمه وتكريمه"،
وخلاصة القول أن الذي ترتاح له النفس وتبرأ به الذمة وتُتقى به الشبهات، ترك الاقتباس من القرآن وتضمينه الشعر وإن كان ذا مقام شريف؛ احتراما وتعظيما وتنزيها له عما نزهه الله عنه .. والله تعالى أعلم
جزاك الله خيرا؛ ففي النفس شيء من تضمين القرآن في الشعر. لأنه سيأتي من يُلحن هذه الأبيات المتضمنة كلام الله عز وجل وبالموسيقى، مثل ما فعل المغني أظنه مارسيل خليفة - نسيت الاسم - عندما غنى أبيات من تأليف الشاعر الحداثي: محمود درويش أظن وكانت تتضمن الآية الرابعة من سورة يوسف (يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا).
بارك الله فيك
يقول أحدهم:
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف .. وتاب مما قد جناه واقترف
لقوله: (قل للذين كفروا .. إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - Mar-2008, مساء 07:12]ـ
بارك الله فيك أختنا الكريمة
للدكتور عبدالمحسن العسكر بحثٌ بعنوان:
(الاقتباس أنواعه وأحكامه، دراسة شرعية بلاغية في الاقتباس من القرآن والحديث)
ـ[شذى الجنوب]ــــــــ[08 - Mar-2008, صباحاً 05:44]ـ
جزاك الله خيرا؛ ففي النفس شيء من تضمين القرآن في الشعر. لأنه سيأتي من يُلحن هذه الأبيات المتضمنة كلام الله عز وجل وبالموسيقى، مثل ما فعل المغني أظنه مارسيل خليفة - نسيت الاسم - عندما غنى أبيات من تأليف الشاعر الحداثي: محمود درويش أظن وكانت تتضمن الآية الرابعة من سورة يوسف (يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا).
بارك الله فيك
يقول أحدهم:
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف .. وتاب مما قد جناه واقترف
لقوله: (قل للذين كفروا .. إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)!!
مرحبا ألف أختي الفاضلة الأمل الراحل .. ازدان المتصفح بوجودك ...
وشاكرة لك اضافتك الجميلة بخصوص الاقتباس في الشعر، فقد زال ما بقي في النفس من منعه
فشكر الله لك أثابك أجرا عظيما ..(/)
لك الله ... يا حدود الله
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[14 - Mar-2008, مساء 06:49]ـ
لكِ الله ... يا حدودَ الله
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:
فهذه نفثة مصدور ناله مما يراه ويسمعه نصيبه من الغم والهم. وشكوى مظلوم بلغت منه عواصف النفاق مبلغها. واعتراف مشتاق على أمل اللقاء.
وما صبابة مشتاق على أمل من اللقاء كمشتاق بلا أمل
لك الله ... يا حدود الله. كنت حامية حمى الملة والدين. ورافعة لواء الحق اليقين, واليوم غبت غياب مفارق لا يعزم على عودة. ولا يحرص على ثوبة. بعُد طَوله, وصعب نَوله.
ولو كان الشتم طبعي, أو كنت جعلت السب تطبعي, لحشوت هذه الورقات منهما ما يروي غليل بغضي ممن حرموني رؤيتها, والتباهي بإقامتها. ولكنني عازم على ترك هذا إلى حين. ومخاطبة أهل الإنصاف والدين.
*روى الإمام أحمد في مسنده (2/ 362و402) والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 212) والنسائي (4904) وابن ماجه (2538) وأبو يعلى (6111) وابن حبان (4398 / ذكر الأمر بإقامة الحدود في البلاد إذ إقامة الحد في بلد يكون أعم نفعا من اضعافه القطر إذا عمته) وابن الجارود في المنتقى (801) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حد يقام في الأرض خير للناس من أن يمطروا ثلاثين أو أربعين صباحا)
وروى بحشل في تاريخ واسط (1/ 121) ثنا القاسم بن عيسى قال ثنا هشيم عن الأصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (حد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين يوما)
والحديث مرفوعا حسنه الشيخ الألباني بالشواهد في السلسلة الصحيحة (231) وذكر هناك شاهدا له من حديث ابن عباس مرفوعا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (28/ 301و302): (وهذا لأن المعاصي سبب لنقص الرزق والخوف من العدو كما يدل عليه الكتاب والسنة, فإذا أقيمت الحدود ظهرت طاعة الله ونقصت معصية الله تعالى فحصل الرزق والنصر)
وقال الطيبي في شرح المرقاة: (ذلك لأن في إقامتها زجر للخلق عن المعاصي والذنوب وسبب الفتح أبواب السماء بالمطر وفي القعود عنها والتهاون بها انهماكهم في المعاصي وذلك سبب لاخذهم بالسنين والجدب واهلاك الخلق وخص الليلة تتميما لمعنى الخصب)
وقال المناوي في فيض القدير (2/ 56): (لأن في إقامتها زجرا للخلق عن المعاصي وسببا لفتح أبواب السموات للمطر وفي العفو عنها والتهاون بها انهماكا لهم في الإثم وسببا لأخذهم بالجدب والسنين ولأن إقامتها عدل والعدل خير من المطر أو المطر يحيي الأرض والعدل يحيي أهلها ولأن دوام المطر قد يفسد, وإقامتها صلاح محقق وخوطبوا به لأنهم لا يسترزقون إلا بالمطر (وفي السماء رزقكم وما توعدون)) وهذا جيد جدا.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار ج (/275): (وحديث أبي هريرة فيه الترغيب في إقامة الحدود وأن ذلك مما ينتفع به الناس لما فيه من تنفيذ أحكام الله تعالى وعدم الرأفة بالعصاة وردعهم عن هتك حرم المسلمين)
* وروى الإمام أحمد في مسنده (2/ 70) وأبو داود (3597) والحاكم في المستدرك وصححه (2/ 32) وغيرهم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حالت شفاعته دون حد من حدود الله عز وجل فقد ضاد الله في أمره)
وله شاهد عند الطبراني في الأوسط (8552) بلفظ (فقد ضاد الله في ملكه) قال الهيثمي في المجمع (4/ 201): (فيه رجاء السقطي ضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان)
ورواه ابن أبي شيبة (5/ 437) موقوفا على ابن عمر وهو صحيح أيضا.والحديث صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (437)
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/ 29و30): (وولي الأمر إذا ترك إنكار المنكرات وإقامة الحدود عليها بمال يأخذه كان بمنزلة مقدم الحرامية الذي يقاسم المحاربين على الأخيذة وبمنزلة القواد الذي يأخذ ما يأخذه ليجمع بين اثنين على فاحشة وكان حاله شبيها بحال عجوز السوء امرأة لوط التي كانت تدل الفجار على ضيفه التي قال الله تعالى فيها (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) وقال تعالى (فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم) فعذب الله عجوز السوء القوادة بمثل ما عذب قوم السوء الذين كانوا يعملون الخبائث وهذا لأن هذا جميعه اخذ مال للأعانة على الاثم والعدوان وولى الأمر إنما نصب ليأمر
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمعروف وينهى عن المنكر وهذا هو مقصود الولاية فاذا كان الوالى يمكن من المنكر بمال يأخذه كان قد أتى بضد المقصود مثل من نصبته ليعينك على عدوك فأعان عدوك عليك وبمنزلة من أخذ مالا ليجاهد به في سبيل الله فقاتل به المسلمين)
وقال في كتاب الاستقامة (ص320و321و322): (فإذا كان هذا في الشفاعة بالكلام فكيف بالذي يعظم المتعدين لحدود الله ويعينهم على ذلك ويجعل ذلك دينا لا سيما التعظيم لما هو من جنس الفواحش فإن هذا من شأنه إذا كان مباحا ستره أو إخفاؤه وأهله لا يجوز أن يجعلوا من ولاة الأمور ولا يكون لهم نصيب من السلطان بما فيهم من نقص العقل والدين فكيف بمن هو من جنس هؤلاء ممن لعنه الله ورسوله فإن من يعظم القينات المغنيات ويجعل لهن رياسة وحكما لأجل ما يستمع منهن من الغناء وغيره عليه من لعنة الله وغضبه أعظم ممن يؤمر المرأة الحرة ويملكها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)
فالذي يعظم المخنثين من الرجال ويجعل لهم من الرياسة والأمر على الأمر المحرم ما يجعل هو أحق بلعنة الله وغضبه من أولئك فإن غناء الإماء والاستمتاع بهن من جنس المباح وما زال الإماء وغيرهن من النساء يغنين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الأفراح كالعرس وقدوم الغائب ونحو ذلك بخلاف من يستمعون الغناء من المردان والنساء الأجنبيات ويجتمعون معهم على الفواحش فإنما يكون ذلك من أعظم المحرمات فكيف إذا جعل ذلك من العبادات وقد كتبنا في غير هذا الموضع مما يتعلق بذلك ما لا يحتمله هذا الموضع)
قلت: وقد صار تعظيم المخنثين اليوم من شعائر الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأصبح لهم من الحظ ما جعلهم حديث المحافل الدولية والمؤتمرات والمؤامرات العالمية. وأضحوا جنسا ثالثا بين الناس أحدثت له حقوقه. وأمسوا يزاحمون الأصحاء في كل مكان. وباتوا آمنين على أنفسهم من العار والمذلة. فلك الله ... يا حدود الله.
وأما طريقة أهل العلم والإيمان مع المخنثين فنفيهم أو حبسهم, فقد قال الإمام أحمد رحمه الله في رواية المروزي وابن منصور: (والمخنث يتفى, لأنه لا يقع منه إلا الفساد والتعرض له. وللإمام نفيه إلى بلد يأمن فساد أهله, وإن خاف به عليهم حبسه) اهـ من إعلام الموقعين (4/ 457/مكتبة ابن تيمية)
*وروى مسلم في صحيحه (1691) عن عبد الله بن عباس قال: قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف)
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم (11/ 191): (هذا الذي خشيه قد وقع من الخوارج ومن وافقهم كما سبق بيانه وهذا من كرامات عمر رضي الله عنه)
قلت: وقد وقع أيضا من العلمانيين اليوم. فضلوا وأضلوا, وهم شر من الخوارج.فالخوارج ردوها لأنها لم ترد في كتاب الله تعالى, وهؤلاء ردوها لأنها لم ترد في قوانين الأمم المتحدة! فهم يعتبرونها معارضة لحقوق الإنسان, وهمجية لا تليق بالإنسان المتحضر اليوم. كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
قال ابن قدامة في المغني (9/ 39): (روينا أن رسل الخوارج جاؤوا عمر بن عبد العزيز رحمه الله فكان من جملة ما عابوا عليه الرجم وقالوا ليس في كتاب الله إلا الجلد وقالوا الحائض أوجبتم عليها قضاء الصوم دون الصلاة والصلاة أوكد فقال لهم عمر وأنتم لا تأخذون إلا بما في كتاب الله قالوا نعم قال فأخبروني عن عدد الصلوات المفروضات وعدد أركانها وركعاتها ومواقيتها أين تجدونه في كتاب الله تعالى وأخبروني عما تجب الزكاة فيه ومقاديرها ونصبها فقالوا انظرنا فرجعوا يومهم ذلك فلم يجدوا شيئا مما سألهم عنه في القرآن فقالوا لم نجده في القرآن قال فكيف ذهبتم إليه قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله وفعله المسلمون بعده. فقال لهم فكذلك الرجم وقضاء الصوم فإن النبي صلى الله عليه وسلم رجم ورجم خلفاؤه بعده والمسلمون وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء الصوم
(يُتْبَعُ)
(/)
دون الصلاة وفعل ذلك نساؤه ونساء أصحابه)
ومثل حديث ابن عمر هذا ما رواه البخاري (3288) ومسلم (1688) عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما أهلك الذين من قبلك) ليعلم أن ترك إقامة الحدود من أكبر أسباب الهلاك. فإن كانوا أهلكوا بسبب التفرقة في الحدود فكيف الحال فيمن تركها كلية!؟ وانرظ كيف أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة حبه وحبيبه. فإن كان هكذا إنكاره شفاعته لإيقاف حد على أحد, فكيف بمن سعى في رده والمنع من العمل به , بل فيمن يسخر من حد أو يعيبه؟!
وتأمل قوله (أهمهم شأن المرأة المخزومية) أي أحزنهم. ومع ذلك أقيم الحد. فلا عبرة بحزن أحد, ولا رأفة في إقامة الحد على أحد. كما قال تعالى (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فجعل إقامة الحد علامة من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر! ولا تجعل رحمة المحدود مانعة من حده, كما لا تجعل رحمة الشاة مانعة من ذبحها يوم العيد كما قال بعض الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها؟ فقال: ولك في ذلك أجر) روى ابن أبي شيبة في المصنف (5/) 535بإسناد صحيح عن كيع عن سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله) قال: (في إقامة الحد يقام ولا يعطل) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 158): (المراد بتعطيل الحد تركه أصلا أو نقصه عددا)
قال ابن كثير في تفسيره (3/ 262): (أي لا ترجموهما وترأفوا بهما في شرع الله وليس المنهي عنه الرأفة الطبيعية على إقامة الحد وإنما هي الرأفة التي تحمل الحاكم على ترك الحد فلا يجوز ذلك) وهذا قول أهل التفسير. قال أبو عمر ابن عبد البر المالكي في التمهيد (5/ 332): (إنما أريد به أن لا تعطل الحدود وأن لا يأخذ الحكام رأفة على الزناة فيعطلوا حدود الله ولا يحدوهم وهذا قول جماعة أهل التفسير) وقال القرطبي المالكي في الجامع (12/ 165): (أي لا تمتنعوا عن إقامة الحدود شفقة على المحدود, وهذا قول جماعة أهل التفسير) وقال النسفي في تفسيره (3/ 134): (المعنى أن الواجب على المؤمنين أن يتصلبوا فى دين الله ولا يأخذهم اللين فى استيفاء حدوده فيعطلوا الحدود)
وقال ابن العربي المالكي في أحكام القرآن (3/ 334): (اختلف السلف فيها, فمنهم من قال (ولا تأخذكم بهما رأفة) فتسقطوا الحد ومنهم من قال (ولا تأخذكم بهما رأفة) فتخففوا الحد وهو عندي محمول عليهما جميعاً فلا يجوز أن تحمل أحداً رأفة على زان بأن يسقط الحد أو يخففه عنه)
ومن متين العلم قول المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 571و572): (فإن الله عز وجل أوجب على الزانيين الحد وأمر بإقامته عليهما ونهاهم أن يأخذ بهما رأفة فيعطلوا عنهما الحد الذي أوجبه الله عليهما رأفة منهم بهما فالرأفة على وجهين رأفة تدعو إلى تعطيل الحد وهي المنهى عنها ورأفة تدعو إلى إقامة الحد عليهما شفقة عليهما من عذاب الآخرة فهذه غير منهى عنها فالنبي صلى الله عليه وسلم قد كان بالمؤمنين رؤفا رحيما وكانت رأفته بهم لا تحمله على تعطيل الحدود عنه فالرأفة التي تدعو إلى تعطيل الحد منهية عن النبي صلى الله عليه وسلم والرأفة التي وجبت للمؤمنين بالإيمان هو موصوف بها ألا تراه كان يقيم الحدود عليهم مع ظهور شدة ذلك ومشقته عليه ولولا رحمته ورأفته لما شق عليه) وهذا كلامه يفوح عبق إيمان وريح علم راسخ. بل إن أهل العلم اشترطوا في الإمام أن يكون ممن لا تلحقه رقة في إقامة الحدود ولا فزع من ضرب الرقاب ولا قطع الأبشار والدليل على هذا كله إجماع الصحابة رضى الله عنهم لأنه لا خلاف بينهم أنه لا بد من أن يكون ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
كله مجتمعا فيه. قاله القرطبي في تفسيره (1/ 270)
ووما يحسن عرضه هنا ما نقل عن الحسن البصري في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) قال: (أكثر ما كان يصيب الحدود في ذلك الزمان المنافقين فأمر عليه الصلاة والسلام أن يغلظ عليهم في إقامة الحدود)
وقال ابن أبي زمنين المالكي في تفسيره (2/ 30) في قوله تعالى (فلا تخشوا الناس) في إقامة الحدود على أهلها من كانوا (واخشون) في ترك إقامتها.
وروى أبو عبيد في الأموال (518) حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير وعبد الله بن صالح قالا حدثنا الليث ابن سعد قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهابمرفوعا في كتاب للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه بين المسلمين من اهل يثرب ومسلمي قريش, وفيه: (وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة أو آمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا أو يؤويه فمن نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة لا يقبل منه صرف ولا عدل)
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموالل (ص265): (المحدث كل من أتى حدا من حدود الله عز وجل فليس لأحد منعه من إقامة الحد عليه)
فصل
ومن الأمور التي يشاغب بها العلمانيون أهل المشاكسة والتدليس, أن في إقامة الحدود تكثيرا لأصحاب العاهات والمعوقين. وجعلوا يزينون هذا الباطل اللجلج في عيون واسماع الناس بما وجدوه عندهم من ألوان التلبيس والتزوير والتهويل. وصاروا لا يخلون محاضراتهم ومؤلفاتهم وصحفهم المعدة للنيل من سمعة الإسلام وأهله من وسوسة في قلوب ضعفاء المنتسبين للإسلام وتزوير لحقائق الأمور الواضحات عندما يريدون كف الناس عن تسليم قلوبهم لله رب العالمين من سكان نصف الكرة الأرضية الشمالي.
فمما ينبغي أن يعلم ويرفع به الصوت في مجامع الناس ونواديهم, أن للحدود أثرا عظيما جدا في استقرار الحكم. وتشييد بنائه, فإن إقامة حد واحد من حدود الله تعالى له من الأثر العظيم ما يخفى على أمثال هؤلاء العمي, فهي زواجر مصلحة, ووسائل تأديب ومنفعة. وشعيرة من شعائر الشريعة وصمام أمان وأمنة.
قال الشاطبي في الموافقات (1/ 237): (إقامة الحدود والقصاص مشروع لمصلحة الزجر عن الفساد وإن أدى إلى إتلاف النفوس وإهراق الدماء وهو في نفسه مفسدة) وقال (2/ 149): (وإنما قصد الشارع جلب مصلحة أو درء مفسدة كالقصاص والعقوبات الناشيءة عن الأعمال الممنوعة فإنها زجر للفاعل وكف له عن مواقعة مثل ذلك الفعل وعظة لغيره أن يقع في مثله أيضا) وقال (2/ 54): (إن المصلحة ليست الازدجار فقط بل ثم أمر آخر وهو كونها كفارة لأن الحدود كفارات لأهلها وإن كانت زجرا أيضا على إيقاع المفاسد) وقال (2/ 191): (فإن الشارع لم يضع تلك الحدود إلا لتجري المصالح على أقوم سبيل بالنسبة إلى كل أحد في نفسه)
والذي يقرأ كلام هؤلاء النتنى يحسب ـ وقد صرحوا بذلك مرارا ـ أن من لوازم تطبيق الحدود الاجتهاد في رفع كل مقترف لما يوجبها إلا السلطان أو نوابه, فيوظف الموظفون لتتبع الناس والتجسس عليهم والبحث عن مرتكب منهم لكبيرة توجب حدا, وهذا ظلم للشريعة وكذب, فإن من مقاصد الشريعة عند تطبيق الحدود الستر على مرتكبي هذه القاذورات والحرص على عدم رفع أخبار الناس إلى الأئمة والأمراء.فقد روى أبو داود والنسائي عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعافوا الحدود فيما بينكم , فما بلغني من حد فقد وجب) بل حض الشرع على محاولة إيجاد مخرج لمن رمي بشيء مما يوجب حدا.فكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقن المقر بالزنا ما يدفعه عنه كما قال لماعز: (لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت, وفي رواية أنه استنهكه فلم يجد منه ريح الخمر وسأل الناس: أبه جنون. يحاول أن يدفع عنه الحد. وحاول درأ الحد عن الغامدية فدفع عنها ذلك تارة بدعوى انتظار وضعها وتارة بانتظار فطام الولد حتى قال حينما وضعت: (إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام رجل من الأنصار فقال: إلي رضاعه يا نبي الله , فرجمها رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. بل لاحظ أنه قد أوجب الله شهادة أربعة شهداء لإثبات الزنا فهيهات أن يصل شيء من هذه القاذورات إلى الإمام إلا نادرا, وإلا إن جاء الزاني معترفا, بل إن الشرع لا يقبل اعترافه إلا بعد أربع. ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
يقبل شهادة الزاني المعترف على المزنية بها! فسبحان الله, ألا يستحي أولئك الذين يحاولون الإساءة إلى الشريعة بزعم أن تطبيقها سيجعلنا في مجتمع ممتلئ بأصحاب العاهات. كما قال عبد السلام ياسين الصوفي في الإحسان (فصل: تطبيق الشريعة): (ويلٌ لمن ينظر إلى الخلق وينسى الله! الجلد حق والقطع والرجم وسائر حدود الله عز وجل. لكن التطبيق لابد فيه من التدَرّج. وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من التدرج سنّة عملية. يقول القائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفذ الحدود فَوْرَ نزول الوحي بها، فتطبيقُها يبدأ من أول يوم أمسك فيه الزمام. وهكذا يمكن للقائل أن يغلق أبناك الربا ويرجم ثلث الناس ويقطع واحدا من عشرة.) وهذا مبالغة لا تحمد ولا يشهد لها ما ذكرناه وسنذكره, سبحانك هذا بهتان عظيم.
ولعل قائلا يقول: (لم قرنت ذكره ب1كر العلمانيين؟ والجواب: إنني وجدته قال ما يقولون, فذكرته معهم.
ومن تلك المسائل أيضا أنه لا تقام الحدود في أرض الحرب , قال جنادة بن أبي أمية:كنا مع بسر بن أرطاة في البحر فأتي بسارق يقال له مصدر قد سرق بختية فقال: (قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تقطع الأيدي في السفر) ,ولولا ذلك لقطعته)
رواه أحمد (4/ 181) وأبو داود (4408) وهذا لفظه والترمذي (1450) دون ذكر القصة. وبه استدل الأوزاعي وغيره على أنه لا تقام الحدود في السفر قاله القرطبي في الجامع (6/ 171/دار الشعب) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود, وكذلك فعل سعد بن أبي وقاص في قتاله للفرس مع شارب الخمر الفارس.
والقاعدة في هذا كما قال ابن مسعود: (ادرؤوا الحدود والقتل عن المسلمين ما استطعتم)
هذه أمور لو تأملها القارئ لعلم أنه لا ضير في تطبيق الحدود على هذا الوجه, ولن يكون في ذلك أي ضرر أو مفسدة من جهة التعسير على الناس أو تنفيرهم, بل إن في إقامتها إقامة لحقوق الناس والمجتمع, ففي تطبيق حد الزنا طمأنينة لقلوب النساء على أنفسهن, والآباء على بناتهم, وفي تطبيق حد السرقة طمأنينة للناس على أموالهم وممتلكاتهم, وفي إقامة حد الحرابة طمأنينة الناس كلهم على أرواحهم, وفي إقامة حد شرب الخمر حسم لمادة الفساد والعدوان. وفي تطبيق حد رمي المحصنات حماية لكرامة العفيفات. فالرحمة بالمجتمع أهم بكثير من الرحمة بالفرد , قال الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة (2/ 365و366): (وهذه العقوبات بجانب كونها محققة للمصالح العامة وحافظة للامن العام فهي عقوبات عادلة غاية العدل. إذ أن الزنا جريمة من أفحش الجرائم وأبشعها, وعدوان على الخلق والشرف والكرامة. ومقوض لنظام الاسر والبيوت. ومروج للكثير من الشرور والمفاسد التي تقضي على مقومات الافراد والجماعات، وتذهب بكيان الامة، ومع ذلك فقد احتاط الاسلام في اثبات هذه الجريمة، فاشترط شروطا يكاد يكون من المستحيل توفرها. فعقوبة الزنا عقوبة قصد بها الزجر والردع والارهاب أكثر مما قصد بها التنفيذ والفعل. وقذف المحصنين والمحصنات من الجرائم التي تحل روابط الاسرة وتفرق بين الرجل وزوجه، وتهدم أركان البيت، والبيت هو الخلية الأولى في بنية المجتمع، فبصلاحها يصلح، وبفسادها يفسد.
فتقرير جلد مقترف هذه الجريمة ثمانين جلدة بعد عجزه عن الاتيان بأربعة شهداء يؤيدونه فيما يقذف به، غاية في الحكمة وفي رعاية المصلحة، كيلا تخدش كرامة إنسان أو يجرح في سمعته.
والسرقة ما هي إلا اعتداء على أموال الناس وعبث بها. والأموال أحب الأشياء إلى النفوس.
فتقرير عقوبة القطع لمرتكب هذه الجريمة حتى يكف غيره
عن اقتراف جريمة السرقة، فيأمن كل فرد على ماله، ويطمئن على أحب الأشياء لديه وأعزها على نفسه، مما يعد من مفاخر هذه الشريعة. وقد ظهر أثر الأخذ بهذا التشريع في البلاد التي تطبقه واضحا في استتباب الأمن وحماية الأموال وصيانتها من أيدي العابثين، والخارجين على الشريعة والقانون.
وقد اضطر الاتحاد السوفيتي ـ وقد صارت أثرا بعد عين ـ أخيرا إلى تشديد عقوبة السرقة بعد أن تبين له أن عقوبة السجن لم تخفف من كثرة ارتكاب هذه الجريمة، فقرر إعدام السارق رميا بالرصاص وهي أقسى عقوبة ممكنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمحاربون الساعون في الأرض بالفساد المضربون لنيران الفتن، المزعجون للأمن، المثيرون للاضطرابات، العاملون على قلب النظم القائمة، لا أقل من أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض.
والخمر تفقد الشارب عقله ورشده، وإذا فقد الإنسان رشده وعقله ارتكب كل حماقة وفحش، فإذا جلد كان جلده مانعا له من المعاودة من جانب، ورادعا لغيره من اقتراف مثل جريرته من جانب آخر)
فأين هؤلاء اللائكيين من هذا كله, ومع هذا كله فإنني أنبه إلى أننا لسنا ننكر مبدأ التدرج في الدعوة إلى الله تعالى فنبدأ بالأهم فالمهم إذا تزاحمت الأمور التي ندعو إليها أو نريد تطبيقها. وحسبنا أن الدين كمل.
قلت: وفي زماننا استبدل هؤلاء العلمانيون الذي هو أدنى بالذي هو خير زاعمين مرة أنه ما شرعوه هو الأنسب لزماننا, والأوفق في لعوائجنا, ومرة يزعمون أن الإسلام دين رحمة ورأفة. قاصدين بذلك عكس الحق, وتشويه الحقيقة. والأمر وراء ذلك كله كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الطرق الحكمية (): (هذا موضع مزلة أقدام، ومضلة أفهام، وهو مقام ضنك، ومعترك صعب، فرط فيه طائفة، فعطلوا الحدود، وضيعوا الحقوق، وجرءوا أهل الفجور على الفساد، وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد، محتاجة إلى غيرها، وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له، وعطلوها، مع علمهم وعلم غيرهم قطعا أنها حق مطابق للواقع، ظنا منهم منافاتها لقواعد الشرع.
ولعمر الله إنها لم تناف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وإن نافت ما فهموه من شريعته باجتهادهم، والذي أوجب لهم ذلك: نوع تقصير في معرفة الشريعة، وتقصير في معرفة الواقع، وتنزيل أحدهما على الآخر، فلما رأى ولاة الأمور ذلك، وأن الناس لا يستقيم لهم أمرهم إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة، أحدثوا من أوضاع سياساتهم شرا طويلا، وفسادا عريضا فتفاقم الأمر، وتعذر استدراكه، وعز على العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك، واستنقاذها من تلك المهالك.
وأفرطت طائفة أخرى قابلت هذه الطائفة، فسوغت من ذلك ما ينافي حكم الله ورسوله، وكلتا الطائفتين أتيت من تقصيرها في معرفة ما بعث الله به رسوله، وأنزل به كتابه.
فإن الله سبحانه أرسل رسله، وأنزل كتبه، ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات.) وكأن ابن القيم ينظر إلى عصرنا من طرف خفي!
وأطال, وبالغ وأبلغ رحمه الله في رد له طويل على هؤلاء المعطلين لحدود الله ـ سأنقله كاملا لنفاسته وقوته ـ , والمعترضين عموما على أحكام الله تعالى بالعيب والتعيير. فقال رحمه الله تعالى في (2/ 120إلى 128): (من شرع هذه العقوبات ورتبها على أسبابها جنسا وقدرا فهو عالم الغيب والشهادة وأحكم الحاكمين وأعلم العالمين ومن أحاط بكل شيء علما وعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون وأحاط علمه بوجوه المصالح دقيقها وجليلها وخفيها وظاهرها ما يمكن اطلاع البشر عليه وما لا يمكنهم وليست هذه التخصيصات والتقديرات خارجة عن وجوه الحكم والغايات المحمودة كما أن التخصيصات والتقديرات الواقعة في خلقه كذلك فهذا في خلقه وذاك في أمره ومصدرهما جميعا عن كمال علمه وحكمته ووضعه كل شيء في موضعه الذي لا يليق به سواه ولا يتقاضى إلا إياه كما وضع قوة البصر والنور للباصر في العين وقوة السمع في الأذن وقوة الشم في الأنف وقوة النطق في اللسان والشفتين وقوة البطش في اليد وقوة المشي في الرجل وخص كل حيوان وغيره بما يليق به ويحسن أن يعطاه من أعضائه وهيئاته وصفاته وقدره فشمل إتقانه وإحكامه لكل ما شمله خلقه كما قال تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شيء) وإذا كان سبحانه قد أتقن خلقه غاية الإتقان وأحكمه غاية الإحكام فلأن يكون أمره في غاية الإتقان والإحكام أولى وأحرى ومن لم يعرف ذلك مفصلا لم يسعه أن ينكره مجملا ولا يكون جهله بحكمة الله في خلقه وأمره وإتقانه كذلك وصدوره عن محض العلم والحكمة مسوغا له إنكاره في نفس الأمر وسبحان الله ما أعظم ظلم الإنسان وجهله فإنه لو اعترض على أي صاحب صناعة كانت ممن تقصر عنها معرفته وإدراكه على ذلك وسأله عما اختصت به صناعته من الأسباب والآلات والأفعال والمقادير وكيف كان كل شيء من ذلك على الوجه الذي هو عليه لا أكبر ولا أصغر
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا على شكل غير ذلك يسخر منه ويهزأ به وعجب من سخف عقله وقلة معرفته هذا ما تهيئه بمشاركته له في صناعته ووصوله فيها إلى ما وصل إليه والزيادة عليه والاستدراك عليه فيها هذا مع أن صاحب تلك الصناعة غير مدفوع عن العجز والقصور وعدم الإحاطة والجهل بل ذلك عنده عتيد حاضر ثم لا يسعه إلا التسليم له والاعتراف بحكمته وإقراره بجهله وعجزه عما وصل إليه من ذلك فهلا وسعه ذلك مع أحكم الحاكمين وأعلم العالمين ومن أتقن كل شيء فأحكمه وأوقعه على وفق الحكمة والمصلحة
وقد كان هذا الوجه وحده كافيا في دفع كل شبهة وجواب كل سؤال وهذا غير الطريق التي سلكها نفاة الحكم والتعليل ولكن مع هذا فنتصدى للجواب المفصل بحسب الاستعداد وما يناسب علومنا الناقصة وأفهامنا الجامدة وعقولنا الضعيفة وعباراتنا القاصرة فنقول وبالله التوفيق
أما قوله كيف تردعون عن سفك الدم بسفكه وإن ذلك كإزالة النجاسة بالنجاسة سؤال في غاية الوهن والفساد وأول ما يقال لسائله هل ترى ردع المفسدين والجناة عن فسادهم وجناياتهم وكف عدوانهم مستحسنا في العقول موافقا لمصالح العباد أو لا تراه كذلك فإن قال لا أراه كذلك كفانا مؤنة جوابه بإقراره على نفسه بمخالفة جميع طوائف بني آدم على اختلاف مللهم ونحلهم ودياناتهم وآرائهم ولولا عقوبة الجناة والمفسدين لأهلك الناس بعضهم بعضا وفسد نظام العالم وصارت حال الدواب والأنعام والوحوش أحسن من حال بني آدم وإن قال بل لا تتم المصلحة إلا بذلك
قيل له من المعلوم أن عقوبة الجناة والمفسدين لا تتم إلا بمؤلم يردعهم ويجعل الجاني نكالا وعظة لمن يريد أن يفعل مثل فعله وعند هذا فلا بد من إفساد شيء منه بحسب جريمته في الكبر والصغر والقلة والكثرة ومن المعلوم ببدائه العقول أن التسوية في العقوبات مع تفاوت الجرائم غير مستحسن بل مناف للحكمة والمصلحة فإنه إن ساوى بينهم في أدنى العقوبات لم تحصل مصلحة الزجر وإن ساوى بينها في أعظمها كان خلاف الرحمة والحكمة إذ لا يليق أن يقتل بالنظرة والقبلة ويقطع بسرقة الحبة والدينار وكذلك التفاوت بين العقوبات مع استواء الجرائم قبيح في الفطر والعقول وكلاهما تأباه حكمة الرب تعالى وعدله وإحسانه إلى خلقه فأوقع العقوبة تارة بإتلاف النفس إذا انتهت الجناية في عظمها إلى غاية القبح كالجناية على النفس أو الدين أو الجناية التي ضررها عام فالمفسدة التي في هذه العقوبة خاصة والمصلحة الحاصلة بها أضعاف أضعاف تلك المفسدة كما قال تعالى ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون فلولا القصاص لفسد العالم وأهلك الناس بعضهم بعضا ابتداء واستيفاء فكأن في القصاص دفعا لمفسدة التجري على الدماء بالجناية وبالاستيفاء وقد قالت العرب في جاهليتها القتل أنفى للقتل وبسفك الدماء تحقن الدماء فلم تغسل النجاسة بالنجاسة بل الجناية نجاسة والقصاص طهرة وإذا لم يكن بد من موت القاتل ومن استحق القتل فموته بالسيف أنفع له في عاجلته وآجلته والموت به أسرع الموتات وأوحاها وأقلها ألما فموته به مصلحة له ولأولياء القتيل ولعموم الناس وجرى ذلك مجرى إتلاف الحيوان بذبحه لمصلحة الآدمي فإنه حسن وإن كان في ذبحه إضرار بالحيوان فالمصالح المرتبة على ذبحه أضعاف أضعاف مفسدة إتلافه ثم هذا السؤال الفاسد يظهر فساده وبطلانه بالموت الذي حتمه الله على عباده وساوى فيه بين جميعهم ولولاه لما هنأ العيش ولا وسعتهم الأرزاق ولضاقت عليهم المساكن والمدن والأسواق والطرقات وفي مفارقة البغيض من اللذة والراحة ما في مواصلة الحبيب والموت مخلص للحي والموت مريح لكل منهما من صاحبه ومخرج من دار الابتلاء والامتحان وباب للدخول في دار الحيوان
جزى الله عنا الموت خيرا فإنه أبر بنا من كل بر وأعطف
يعجل تخليص النفوس من الأذى ويدني إلى الدار التي هي أشرف
فكم لله سبحانه على عباده الأحياء والأموات في الموت من نعمة لا تحصى فكيف إذا كان فيه طهرة للمقتول وحياة للنوع الإنساني وتشف للمظلوم وعدل بين القاتل والمقتول فسبحان من تنزهت شريعته عن خلاف ما شرعها عليه من اقتراح العقول الفاسدة والآراء الضالة الجائرة
وأما قوله لو كان ذلك مستحسنا في العقول لاستحسن في تحريق ثوبه وتخريب داره وذبح حيوانه مقابلته بمثله
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب عن هذا أن مفسدة تلك الجنايات تندفع بتغريمه نظير ما أتلفه عليه فإن المثل يسد مسد المثل من كل وجه فتصير المقابلة مفسدة محضة كما ليس له أن يقتل ابنه أو غلامه مقابلة لقتله هو ابنه أو غلامه فإن هذا شرع الظالمين المعتدين الذي تنزه عنه شريعة أحكم الحاكمين على أن للمقابلة في إتلاف المال بمثل فعله مساغا في الاجتهاد وقد ذهب إليه بعض أهل العلم كما تقدم الإشارة إليه في عقوبة الكفار بإفساد أموالهم إذا كانوا يفعلون ذلك بنا أو كان يغيظهم وهذا بخلاف قتل عبده إذا قتل عبده أو قتل فرسه أو عقر فرسه فإن ذلك ظلم لغير مستحق ولكن السنة اقتضت التضمين بالمثل لا إتلاف النظير كما غرم النبي صلى الله عليه وسلم إحدى زوجتيه التي كسرت إناء صاحبتها إناء بدله وقال إناء بإناء ولا ريب أن هذا أقل فسادا وأصلح للجهتين لأن المتلف ماله إذا أخذ نظيره صار كمن لم يفت عليه شيء وانتفع بما أخذه عوض ماله فإذا مكناه من إتلافه كان زيادة في إضاعة المال وما يراد من التشفي
وإذاقة الجاني ألم الإتلاف فحاصل بالغرم غالبا ولا التفات إلى الصور النادرة التي لا يتضرر الجاني فيها بالغرم ولاشك أن هذا أليق بالعقل وأبلغ في الصلاح وأوفق للحكمة وأيضا فإنه لو شرع القصاص في الأموال ردعا للجاني لبقي جانب المجني عليه غير مراعي بل يبقى متألما موتورا غير مجبور والشريعة إنما جاءت بجبر هذا وردع هذا
فإن قيل فخيروا المجني عليه بين أن يغرم الجاني أو يتلف عليه نظير ما أتلفه هو كما خيرتموه في الجناية على طرفه وخيرتم أولياء القتيل بين إتلاف الجاني النظير وبين أخذ الدية
قيل لا مصلحة في ذلك للجاني ولا للمجني عليه ولا لسائر الناس وإنما هو زيادة فساد لا مصلحة فيه بمجرد التشفي ويكفي تغريبه وتعزيره في التشفي والفرق بين الأموال والدماء في ذلك ظاهر فإن الجناية على النفوس والأعضاء تدخل من الغيظ والحنق والعداوة على المجني عليه وأوليائه مالا تدخله جناية المال ويدخل عليهم من الغضاضة والعار واحتمال الضيم والحمية والتحرق لأخذ الثأر مالا يجبره المال أبدا حتى إن أولادهم وأعقابهم ليعيرون بذلك ولأولياء القتيل من القصد في القصاص وإذاقة الجاني وأوليائه ما أذاقه للمجني عليه ما ليس لمن حرق ثوبه أو عقرت فرسه والمجني عليه موتور هو وأولياؤه فإن لم يوتر الجاني وأولياؤه ويجرعوا من الألم والغيظ ما يجرعه الأول لم يكن عدلا وقد كانت العرب في جاهليتها تعيب على من يأخذ الدية ويرضى بها من درك ثأره وشفاء غيظه كقول قائلهم يهجو من أخذ الدية من الإبل:
وإن الذي أصبحتم تحلبونه دم غير أن اللون ليس بأشقرا
وقال جرير يعير من أخذ الدية فاشترى بها نخلا:
ألا أبلغ بني حجر بن وهب بأن التمر حلو في الشتاء
وقال آخر:
إذا صب ما في الوطب فاعلم بأنه دم الشيخ فاشرب من دم الشيخ أو دع
وقال آخر خليلان مختلف شكلنا أريد العلاء ويبغي السمن
أريد دماء بني مالك ورأى المعلى بياض اللبن
وهذا وإن كانت الشريعة قد أبطلته وجاءت بما هو خير منه وأصلح في المعاش والمعاد من تخيير الأولياء بين إدراك الثأر ونيل التشفي وبين أخذ الدية فإن القصد به أن العرب لم تكن تعير من أخذ بدل ماله ولم تعده ضعفا ولا عجزا البتة بخلاف من أخذ بدل دم وليه فما سوى الله بين الأمرين في طبع ولا عقل ولا شرع والإنسان قد يخرق ثوبه عند الغيظ ويذبح ماشيته ويتلف ماله فلا يلحقه في ذلك من المشقة والغيظ ولازدراء به ما يلحق من قتل نفسه أو جدع انفه أو قلع عينه
وأما معاقبة السارق بقطع يده وترك معاقبة الزاني بقطع فرجه ففي غاية الحكمة والمصلحة وليس في حكمة الله ومصلحة خلقه وعنايته ورحمته بهم أن يتلف على كل جان كل عضو عصاه به فيشرع قلع عين من نظر إلى المحرم وقطع أذن من استمع إليه ولسان من تكلم به ويد من لطم غيره عدوانا ولا خفاء بما في هذا من الإسراف والتجاوز في العقوبة وقلب مراتبها وأسماء الرب الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الحميدة تأبى ذلك وليس مقصود الشارع مجرد الأمن من المعاودة ليس إلا ولو أريد هذا لكان قتل صاحب الجريمة فقط وإنما المقصود الزجر والنكال والعقوبة على الجريمة وأن يكون إلى كف عدوانه أقرب وأن يعتبر به غيره وأن يحدث له ما يذوقه من الألم توبة نصوحا وأن يذكره ذلك بعقوبة الآخرة إلى غير ذلك من الحكم والمصالح
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن في حد السرقة معنى آخر وهو أن السرقة إنما تقع من فاعلها سرا كما يقتضيه اسمها ولهذا يقولون فلان ينظر إلى فلان مسارقة إذا كان ينظر إليه نظرا خفيا لا يريد أن يفطن له والعازم على السرقة مختف كاتم خائف أن يشعر بمكانه فيؤخذ به ثم هو مستعد للهرب والخلاص بنفسه إذا أخذ الشيء واليدان للإنسان كالجناحين للطائر في إعانته على الطيران ولهذا يقال وصلت جناح فلان إذا رأيته يسير منفردا فانضممت إليه لتصحبه فعوقب السارق بقطع اليد قصا لجناحه وتسهيلا لأخذه إن عاود السرقة فإذا فعل به هذا في أول مرة بقي مقصوص أحد الجناحين ضعيفا في العدو ثم يقطع في الثانية رجله فيزداد ضعفا في عدوه فلا يكاد يفوت الطالب ثم تقطع يده الأخرى في الثالثة ورجله الأخرى في الرابعة فيبقى لحما على وضم فيستريح ويريح
وأما الزاني فإنه يزني بجميع بدنه والتلذذ بقضاء شهوته يعم البدن والغالب من فعله وقوعه برضا المزني بها فهو غير خائف ما يخافه السارق من الطلب فعوقب بما يعم بدنه من الجلد مرة والقتل بالحجارة مرة ولما كان الزنى من أمهات الجرائم وكبار المعاصي لما فيه من اختلاط الأنساب الذي يبطل معه التعارف والتناصر على إحياء الدين وفي هذا هلاك الحرث والنسل فشاكل في معانيه أو في أكثرها القتل الذي فيه هلاك ذلك فزجر عنه بالقصاص ليرتدع عن مثل فعله من يهم به فيعود ذلك بعمارة الدنيا وصلاح العالم الموصل إلى إقامة العبادات الموصلة إلى نعيم الآخرة
ثم إن للزاني حالتين إحداهما أن يكون محصنا قد تزوج فعلم ما يقع به من العفاف عن الفروج المحرمة واستغنى به عنها وأحرز نفسه عن التعرض لحد الزنى فزال عذره من جميع الوجوه في تخطي ذلك إلى مواقعة الحرام والثانية أن يكون بكرا لم يعلم ما علمه المحصن ولا عمل ما عمله فحصل له من العذر بعض ما أوجب له التخفيف فحقن دمه وزجر بإيلام جميع بدنه بأعلى أنواع الجلد ردعا على المعاودة للاستمتاع بالحرام وبعثا له على القنع بما رزقه الله من الحلال وهذا في غاية الحكمة والمصلحة جامع للتخفيف في موضعه والتغليظ في موضعه وأين هذا من قطع لسان الشاتم والقاذف وما فيه من الإسراف والعدوان
ثم إن قطع فرج الزاني فيه من تعطيل النسل وقطعه عكس مقصود الرب تعالى من تكثير الذرية وذريتهم فيما جعل لهم من أزواجهم وفيه من المفاسد أضعاف ما يتوهم فيه من مصلحة الزجر وفيه إخلاء جميع البدن من العقوبة وقد حصلت جريمة الزنى بجميع أجزائه فكان من العدل أن تعمه العقوبة ثم إنه غير متصور في حق المرأة وكلاهما زان فلا بد أن يستويا في العقوبة فكان شرع الله سبحانه أكمل من اقتراح المقترحين
وتأمل كيف جاء إتلاف النفوس في مقابلة أكبر الكبائر وأعظمها ضررا وأشدها فسادا للعالم وهي الكفر الأصلي والطارئ والقتل وزني المحصن وإذا تأمل العاقل فساد الوجود رآه من هذه الجهات الثلاث وهذه هي الثلاث التي أجاب النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود بها حيث قال له يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قال قلت ثم أي قال أن تزاني بحليلة جارك فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) الآية
ثم لما كان سرقة الأموال تلي ذلك في الضرر وهو دونه جعل عقوبته قطع الطرف ثم لما كان القذف دون سرقة المال في المفسدة جعل عقوبته دون ذلك وهو الجلد ثم لما كان شرب المسكر أقل مفسدة من ذلك جعل حده دون حد هذه الجنايات كلها ثم لما كانت مفاسد الجرائم بعد متفاوتة غير منضبطة في الشدة والضعف والقلة والكثرة وهي ما بين النظرة والخلوة والمعانقة جعلت عقوباتها راجعة إلى اجتهاد الأئمة وولاة الأمور بحسب المصلحة في كل زمان ومكان وبحسب أرباب الجرائم في أنفسهم فمن سوى بين الناس في ذلك وبين الأزمنة والأمكنة والأحوال لم يفقه حكمة الشرع واختلفت عليه أقوال الصحابة وسيرة الخلفاء الراشدين وكثير من النصوص ورأى عمر قد زاد في حد الخمر على أربعين والنبي صلى الله عليه وسلم إنما جلد أربعين وعزر بأمور لم يعزر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأنفذ على الناس أشياء عفا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فيظن ذلك تعارضا وتناقضا وإنما أتى من قصور علمه وفهمه وبالله التوفيق)
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المعروف ما قاله المعري معترضا على الشريعة في حد السرقة
يدٌ بخمس مِئينَ عَسجدٍ وُدِيَتْ ما بالُهَا قُطعتْ في رُبعِ دِينارِ
تَحكُّمٌ ما لنا إِلاَّ السَّكوتُ لهُ وَأنْ تَعوذَ بِمولانا منَ النَّار
فقال الشريف الرضي راداً عليه ـ وتنسب إلى القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي ـ:
صيانة النفس أغلتها وأرخصها خيانة المال فانظر حكمة الباري
ورد عليه علم الدين السخاوي بقوله:
عِزُّ الأمانةِ أغْلاها، وَأرْخصها ذُلُّ الخِيانةِ، فافْهمْ حِكمةَ الْباري
علمنا بأن الخلق من نسل فاجر وأن جميع الخلق من عنصر الزنا
وقال ابن الجوزي لما سئل عن ذلك: (لما كانت أمينة كانت ثمينة فلما خانت هانت)
وقال ياقوت الحموي في معجم الأدباء في كلمة جريئة (ص430): (كان المعري حمارا لا يفقه شيئا وإلا فالمراد بهذا بين لو كانت اليد لا تقطع إلا في سرقة خمسمائة دينار لكثر سرقة ما دونها طمعا في النجاة ولو كانت اليد تفدى بربع دينار لكثر من يقطعها ويؤدي ربع دينار دية عنها نعوذ بالله من الضلال)
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (12/ 73): (وهذا من إفكه يقول اليد ديتها خمسمائة دينار فما لكم تقطعونها إذا سرقت ربع دينار وهذا من قلة عقله وعلمه وعمى بصيرته وذلك أنه إذا جنى عليها يناسب أن يكون ديتها كثيرة لنزجر الناس عن العدوان وأما إذا جنت هي بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها وديتها لينزجر الناس عن أموال الناس وتصان أموالهم ولهذا قال بعضهم كانت ثمينة لما كانت امينة فلما خانت هانت ولما عزم الفقهاء على أخذه بهذا وأمثاله هرب ورجع إلى بلده ولزم منزله فكان لا يخرج منه)
قال شيخ شيخنا العلامة الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (3/ 35): (وقد استشكل بعض الناس قطع يد السارق في السرقة خاصة دون غيرها من الجنايات على الأموال كالغصب والانتهاب ونحو ذلك.
قال المازري ومن تبعه صان الله الأموال بإيجاب قطع سارقها وخص السرقة لقلة ما عداها بالنسبة إليها من الانتهاب والغصب ولسهولة إقامة البينة على ما عدى السرقة بخلافها وشدد العقوبة فيها ليكون أبلغ في الزجر ولم يجعل دية الجناية على العضو المقطوع منها بقدر ما يقطع فيه حماية لليد ثم لما خانت هانت وفي ذلك إثارة إلى الشبهة التي نسبت إلى أبي العلاء المعري في قوله قال المازري ومن تبعه صان الله الأموال بإيجاب قطع سارقها وخص السرقة لقلة ما عداها بالنسبة إليها من الانتهاب والغصب ولسهولة إقامة البينة على ما عدى السرقة بخلافها وشدد العقوبة فيها ليكون أبلغ في الزجر ولم يجعل دية الجناية على العضو المقطوع منها بقدر ما يقطع فيه حماية لليد ثم لما خانت هانت) اهـ
قال الذهبي في السير (18/ 30): (أنشدتنا فاطمة بنت علي كتابة أخبرنا فرقد الكناني سنة ثمان وست مئة أنشدنا السلفي سمعت أبا زكريا التبريزي يقول لما قرأت على أبي العلاء بالمعرة قوله ـ فذكر الأبيات ـ سألته فقال هذا كقول الفقهاء عبادة لا يعقل معناها
قال كاتبه: لو أراد ذلك لقال تعبد ولما قال تناقض ولما أردفه ببيت آخر يعترض على ربه) اهـ
وكان من شدة حرص العلماء على أقامة الحدود أنه نصوا كما في النوادر والزيادات لابن أبي زيد على أنا إذا لم نجد في جهة إلا غير العدول أقمنا أصلحهم وأقلهم فجورا للشهادة عليهم ويلزم مثل ذلك في القضاة وغيرهم فلا نضيع المصالح.
قال ابن أبي زيد: (وما أظن أحدا يخالفه في هذا, فإن التكليف شرط في الإمكان وهذا كله للضرورة، لئلا تنهدر الدماء وتضيع الحقوق وتتعطل الحدود) وهذا مقتضى مذهب مالك كما في تبصرة الحكام , وقد انفرد المالكية بجواز شهادة اللفيف في مثل هذه الأحوال وقد ألف في ذلك الشيخ العلامة ابن العربي الفاسي رسالة مسماة (شهادة اللفيف) طبعت بتحقيق شيخنا محمد بوخبزة.
ولا يخفى على متفقه أن الحدود كفارات مطهرات. لقوله صلى الله عليه وسلم (الحدود كفارات) ولذلك قالت له الغامدية (طهرني).
وفي صحيح مسلم (1709) عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أصاب شيئا من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه)
(يُتْبَعُ)
(/)
وروى الإمام أحمد في مسنده (5/ 214) والدارقطني (3/ 214) وغيرهما عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصاب ذنبا أقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته. وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 84)
وروى أحمد في المسند (1/ 99) والترمذي (2626) وابن ماجه (2604) وغيرهم عن أبي جحيفة عن على رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أذنب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله أعدل من أن يثنى عقوبته على عبده ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه) وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي.
وروى الطبراني في المعجم الأوسط (8443) عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة لما أصاب من ذلك الذنب) وفيه ياسين الزيات وهو متروك.
قال ابن خلدون من أحسن ما كتب في ذلك و أوعبه
واستوف أمر الله عز وجل وتورع عن الشبهات، وامض لإقامة الحدود
وذكر السرخسي في شرح السير الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني أن المسلمين مهما عطلوا الحدود ظهر من أهل الذمة في بلادهم بيع الخمور ولحوم الخنازير ورفع لمعالم دينهم.
قال ابن تيمية في السياسة الشرعية (): (فإن إقامة الحد من العبادات، كالجهاد في سبيل الله، فينبغي أن يعرف أن إقامة الحدود رحمة من اللهّ بعباده: فيكون الوالي شديداً في إقامة الحد، لا تأخذه رأفة في دين الله فيعطله. ويكون قصده رحمة الخلق بكف الناس عن المنكرات؛ لا شفاء غيظه، وإرادة العلو على الخلق: بمنزلة الوالد إذا أدب ولده؛ فإنه لو كف عن تأديب ولده -كما تشير به الأم رقة ورأفة- لفسد الولد، وإنما يؤدبه رحمة به، وإصلاحا لحاله؛ مع أن يود ويؤثر أن لا يحوجه إلى تأديب، وبمنزلة الطبيب الذي يسقي المريض الدواء الكريه، وبمنزلة قطع العضو المتآكل، والحجم، وقطع العروق بالفساد، ونحو ذلك؛ بل بمنزلة شرب الإنسان الدواء الكريه، وما يدخله على نفسه من المشقة لينال به الراحة. فهكذا شرعت الحدود، وهكذا ينبغي أن تكون نية الوالي في إقامتها)
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 05:48]ـ
جزاك الله خيرا يا سيدي الشيخ طارق الحمودي وبارك لك في علمك
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 - Mar-2008, مساء 06:02]ـ
الحمد لله
لله درك ما أحسن هذا
جزاك الله خيرا ... ولي عودة اليه ان شاء الله
ـ[أبوعبيدة الغريب]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 09:41]ـ
جزاك الله خيرا
ولو كان الشتم طبعي, أو كنت جعلت السب تطبعي, لحشوت هذا الرد منهما ما يروي غليل بغضي.
ـ[عبد الرحمان المغربي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 10:19]ـ
مقال رائع وأدب أروع(/)
((لِمَنْ نكتُبُ؟!)) << فاتحة قول من مجلة الأصالة >>
ـ[الغزي الأثري]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 03:05]ـ
لِمَنْ نكتُبُ؟!
بقلم: أسرة التحرير
. . . سؤالٌ يَرِدُ كثيراً على البال، ويسنحُ أكثرَ في الخيال:
لِمَنْ نكتُب؟!
ولِمَنْ نبذُلُ ونجمع؟!
هل نكتُبُ لمتعصِّبٍ جَلْدٍ؛ لا يصلُحُ معه الحقُّ؟!
أم نكتُبُ لمتربّصٍ مُتَرَصِّدٍ؛ يتصيَّد الهفوة، وينتظرُ الزَّلَّة؟!
أم نكتب لِمُتَكثِّرٍ؛ لا يبغي الجَدّ، وإنّما يبتغي محضَ العدّ؟!
أم نكتب لأعمى بصيرةٍ؛ لا يُرضي إلا هواه -ولو في مخالفةِ مولاها-؟!
أم نكتبُ لمُجرَّدِ الكتابةِ، مِن غير هَدَفٍ، وبلا خُطَّة؟!
أم نكتُبُ تفريغاً لشهوةٍ قد لا ينجو منها مُجاهدٌ هواه؟!
وبخاصّةٍ في هذا الزَّمَنِ -الآخِر- الذي ابتُلي بنا؛ وقد وقَعَ فيه ما أَخْبَرَ بهِ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: «بين يَدَي الساعة. . . فُشُوُّ القَلَم. .» (1)، أي: الكتابة!
. . . الواجبُ الحَتْم –الذي لا ينبغي أن يُوجَد سواه- أن نكتب:
إِرْضاءاً لِله -سبحانه وتعالى- .. .
ونَشْراً لسنّةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. . .
وإِنْقاذاً لِمَنْ ضلَّ السَّبيل. . .
وتَثْبيتاً لِمَنْ سَلَكَ الجادَّة. . .
وتحفِيزاً على العلمِ، والتعلُّم، والتعليمِ. . .
وكَسْراً للبدعةِ ومبتدعِيها. . .
أمّا:
لِمَن نكتبُ؟!
فإنّنا نكتب -كما قال الإمامُ العلامة محمد بن إبراهيم الوزير اليماني-: «لمن صُنِّفتْ لهمُ التصانيف، وعُنِيت بِهدايتهم العلماءُ، وهم مَنْ جَمَعَ خمسةَ أوصاف؛ معظمها:
الإخلاصُ.
والفهمُ.
والإنصافُ.
ورابعها -وهو أقلُّها وجوداً في هذه الأعصار- الحرصُ على معرفةِ الحقِّ من أقوال المُخْتَلِفين، وشِدَّةُ الداعي إلى ذلك، الحامِلِ على الصَّبر والطلب كثيراً، وبَذْلِ الجهد في النظر على الإنصاف.
ومفارقةُ العوائدِ، وطلبُ الأوابدِ. . .».
أمّا (أولئك) -مِن متعصِّبٍ، أو متربِّصٍ، أو مُتَكَثِّرٍ، أو أعمى! - فإنّنا على هدايتهم لَحريصون، ولِسَداد أمرِهم راغِبون، ولاستقامتِهم عاملون. . .
فإن لم يُجْدِ هذا مَعَ أَمْثَلِهم -فضلاً عمّن دونه منهم-؛ فنقولُ كما قال -تعالى-: {فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر:8]، وقوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} [الكهف:6].
وقال الأوَّلُون:
. . . . . . . . .
فَدَعْهُ ولا تُكْثِر عليه التَّأسُّفا!
وإنّا للهِ وإنّا إليه راجعون. . .
ـــــــــــ
(1) انظر «السلسلة الصحيحة» (2767)، و «صحيح الأدب المفرد» (1049) -كلاهما لشيخنا الإمام الألباني -رحمه الله-.
الغزي الأثري(/)
صوت جميل ومؤثر (اللامية الثأرية لعرض خير البرية)
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - Mar-2008, صباحاً 11:00]ـ
اللامية الثأرية لعرض خير البرية)
شعر/ماجد بن محمد الجهني
تستطيع تسمعها بالصوت عن طريق هذا الرابط. صوت جميل جدا:
http://www.almeshkat.net/books/archive/lamyah.wav
هذه أبياتٌ نظمتها في الدفاع عن خير من وطأت قدماه الثرى وهي القصيدة الثانية بعد قصيدتي الأولى قبل عامين والحمدلله الذي فتح على قلبي وشرفني بالدفاع عن نبيه صلى الله عليه وسلم سائلاً المولى عزوجل أن يديم عليَّ فضله ونعمته وأن يوفقني لخدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه من بوابة الشعر والبيان.
1 - ركبت إليك أجنحة الخيالِ ... وطوعتُ القصيدةَ للنزالِ
2 - أيا شعري تعال إليَّ حبواً ... ومتعني بذياك الوصالِ
3 - وقل لي ياقصيدُ ألستَ تدري ... عن الشرف المتوجِ بالجلالِ
4 - وقل لي كيف يغدو الشعرُ نوراً ... يشق ضياؤه سودَ الليالي
5 - بأبيات لها في الحق صدعٌ ... عن المختار نبذل كل غالي
6 - سأنزلك المكانة يا قصيدي ... بأبيات جزالٍ من جزالِ
7 - سأدفع عن حبيبي اليوم بغياً ... وأفديه بروحي بل بحالي
8 - فلولا الله ثم رسول خير ... لكنا اليوم أعمدة الضلالِ
9 - رسولٌ جاءنا من بعد جهل ... وأرشدنا إلى خير الخصالِ
10 - رحيمٌ في مهابته ودودٌ ... جسورٌ في ميادين القتالِ
11 - صبورٌ في رضى الرحمن بذلٌ ... وعنوان النزاهة والكمالِ
12 - وأصلح بالعقيدة كل عيبٍ ... وأورث سنةً في كل حالي
13 - رسول العلم والأخلاق صدقاً ... وسيف الحق يفلق لا يبالي
14 - عليه من الوضاءة تاجُ نورٍ ... سليل المجد صنديد النزالِ
15 - حليمٌ ليس يغضب من جهولٍ ... كريمٌ بزَّ أفذاذ الرجالِ
16 - لقد أحيا رسولُ الله فينا ... معاني البر من بعد ارتحالِ
17 - وصيَّرَ أمة الإسلام صنواً ... لمعنى الجود في أبهى الخلالِ
18 - وأهلُ الكفرِ من عُرْبٍ وعُجْمٍ ... مع الشيطان باتوا في سفالِ
19 - عليهم من لبوس الذل وسمٌ ... وبدرُ الدين في خير اكتمالِ
20 - علوجُ الكفر هم أحطاب نارٍ ... جزاءً للرذيلةِ والخبالِ
21 - ففي الدنمركِ للأبقارِ صوتٌ ... يقودُ خوارَه أهلُ الرُّغالِ
22 - بهائمُ حالُها أمسى عجيباً ... مدربةٌ على سوء الفعالِ
23 - تبدَّلَ عقلُها من طولِ كفرٍ ... فصار إلى الوضاعةِ كالنعالِ
24 - فمن يهجو رسولَ الله إلا ... مُنكَّسَةُ الطبائعِ والخصالِ
25 - ألا يا ليت شعري ليت شعري ... أنرضى بالوضاعةِ والهُزالِ
26 - رسول الله ليس له كفاءٌ ... فداه أبي وأمي كلَّ مالي
27 - فداه الروحُ والأحباب جمعاً ... ونحري درعه صوب النبالِ
28 - سأقطع كل من عادى رسولي ... وأبتر كل حبلٍ للوصالِ
29 - وأقليه وأبغضه جهاراً ... رجاءً للمثوبة في مآلي
30 - وأتبع سنة المختار جرياً ... وأورثُ هديه حتى عيالي
31 - ألا ياعين سُحي الدمع شوقاً ... إلى المختار جودي بانهمالِ
32 - فداه العرض مالبت جموعٌ ... ندا الرحمن تجأر بابتهالِ
33 - فداه العرض ما ناحت حمامٌ ... على الأغصان ترقب عود غالي
منقول من الساحة المفتوحة(/)
عتب المشيب قصيدة شعرية
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:06]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام هذه قصيدة شعرية كتبتها وقد رأيتني وأنا أنظر في المرآة أحمل بعض الشيب بلحيتي وعارضي فأهالني الموقف وارتجلت بيتين بموقفي ذاك ثم أتممت القصيدة على لوحة مفاتيح الحاسب الآلي وكنت قد أسميتها النذير لأنني أردت أن أخفي اسمها الصريح حتى تكون كاللغز فلا يُعرف هذا النذير إلا بعد قراءتها ثم عدلت عن ذلك إلى تسميتها بعتب المشيب صراحة وهذه أول مرة أكتب فيها على هذا البحر الشعري (المتدارك) مع أنه من البحور السهلة وزنا فأرجو من الإخوة التصويب لاسيما الشعراء والذين لديهم معرفة بأوزان الشعر ونقده لا أعدمنا الله فوائدكم
حمل القصيدة على أحد هذين الرابطين
http://file7.9q9q.net/Download/65177838/-----------------.doc.html
http://file8.9q9q.net/Download/39387965/----------------.doc.html
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - Mar-2008, صباحاً 11:46]ـ
وكنت أسميتها عتب النذير بدل وكنت أسميتها النذير
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 02:59]ـ
هلا بإبن شيخنا، الشيخ الوالد الفاضل ياسين الجاسم المحيمد، وبعد غيابٍ طويل، أسأل الله أن تكون على خير.
معقول أخي الفاضل الشيخ علي شيبت، لكني صدقت أنك شبت لمِا عبرت به في قصيدتك الجميلة.
قال النذير:
أما آن الأوان بأن تتوبا ...... وتتركَ سوء فعلك والتصابي
فإن سنين عمرك في انتقاص ...... وسهم الموت صوبك في اقتراب
ليعلي ذكرك الرحمن جودا ...... ويبدلَ سوء ذنبك بالثواب
وفي الجنات ترغد في نعيم ...... وترفل بالحرير من الثياب
وتعطى ما اشتهيت بلا اجتهاد ...... وتهنأ بالقصور وبالشراب
وتنظر وجه غفار كريم ...... عيانا لست تحجب بالحجاب
أسأل الله من فضله، رائعة جدا.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - Mar-2008, مساء 06:34]ـ
حياك الله ياشيخ محمد السعيدي مبالغة أن أقول شبت ولكنها شيبات تعد وإن كانت ليست قليلة في العارضين وأقل منها في اللحية جزاك الله خيرا على مرورك الكريم وتشجيعك وأنا بحق أنتظر النقد لأن الشعر والله ليس صنعتي فلم أكتب لحد يومي هذا سوى نحو عشر قصائد أو أقل
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[26 - Mar-2008, صباحاً 09:24]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عتب النذير
(من البحرالوافر)
شعر الفقير إلى الله تعالى
علي ياسين جاسم المحيمد
حكاية الحدث:
نذير النصح أنذر بالتباب == يأنبني مآلُك للتراب
قال النذير:
أما استحييت من رب البرايا == وماء تقاك دوما في نضاب
ينادي الله ربُ العرش ليلا == مسيء الصبح أوْبًا للمتاب
وذنبك في الصباح وفي العشي == وفي وقت الشروق وفي الغياب
غفولك قد يزيد الجسم نضجا == وتبديلا لجلدك في العذاب
وتنسب للعلوم يقال شيخ == وما تدري بحالك في الحساب
وماذا ينفع التشييخ عبدا == يواتي الذنب دوما بانكباب
ألا فاعمل بربع العشر يوما == وزك العلم لو بعضَ النصاب
وأن كانت علومك لا تزكى == وإن قلَّت تقودك للخراب
تركت النفس ترعى في هواها == وترتع في المحارم كالدواب
وإن أخلصت أو أحسنت قولا == فتنقض ما بنيت بالاغتياب
وقد أُسمعت آي الذكر تتلى == كأنك لست تُعنى بالخطاب
لبست عباءة الوعّاظ حتى == يقول الناس ينطق بالصواب
فينفع غيرَك الإرشادُ حتما == وتسري دائبا خلف السراب
وإن تُخفي خصالك عن أناس == فرب الناس خصمك في المآب
أغرك بالعليم دوام ستر == فماذا لو فُضحت أخا اللُّباب
وقد صاحبت أهل العلم وقتا == فماذا قد جنيت من اصطحاب
وإحسان المهيمن فيك جمٌّ == عظيم ليس يحصى بالحساب
فكن كالكلب وفَّاء وإلا == فأوفى منك أجراء الكلاب
فقلتُ:
نذيري قد هجمت على شبابي == وأكثرت الملامة مع عتابي
فمن لي باللجام يقود نفسي == إلى التقوى فتُقحَم في الصعاب
ورب العرش غفار كريم == برحمته سأنجو من عقاب
قال النذير:
أما آن الأوان بأن تتوبا == وتتركَ سوء فعلك والتصابي
فإن سنين عمرك في انتقاص == وسهم الموت صوبك في اقتراب
ليعلي ذكرك الرحمن جودا == ويبدلَ سوء ذنبك بالثواب
وفي الجنات ترغد في نعيم == وترفل بالحرير من الثياب
وتعطى ما اشتهيت بلا اجتهاد == وتهنأ بالقصور وبالشراب
وتنظر وجه غفار كريم == عيانا لست تحجب بالحجاب
فقلت
نذير النصح قومني وزدني == فقد أنبأتني خطر المصاب
ويا رب الخطايا دنستني == فهب لي توبة تجلو اكتئابي
ببرد نسيم رحمتك العليل == فغسِّل حرَّ قلبي بانسكاب
فإن أوقفت عريانا فإني == إذا نوقشت مالي من جواب
إلهي لا تخيبني قنوطا == إذا ما النار ماجت باضطراب
وشفع خير خلق الله طه == بعبد جاهل للشر صابي
قال النذير:
ألا فادع الرحيم دعاء صدق == بجوف الليل واسجد لاقتراب
وغسل ذنب عينك بالدموع == وغسل حوب قلبك بانتحاب
فقلت ختاما
نذيري أنت وضاءُ الوجوه == توقَّر حين تلمع كالشهاب
وفي الآثار إنَّ الله حقا == ليستحيي مساسك بالعذاب
فزدني دائما نصحا ورشدا == لعلي لا أمسك بالخضاب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[توبة]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 01:41]ـ
سلمت يمينك،أبيات جميلة و فيها عظة لمن كان له قلب.
فكن كالكلب وفَّاء وإلا == فأوفى منك أجراء الكلاب
ولكني استثقلت هذا البيت جدا أخي الكريم،فهل عَدِم الوفاء في زماننا هذا إلا من الكلاب؟
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 06:44]ـ
جزاك الله خيرا أختاه وشكرا جزيلا لمرورك وإن كانت القصيدة قد وضعت منذ أسبوع ولم أر تعليقا سوى تعليقك هذا فإنني سررت به جدا والحق يقال كل من قرأ القصيدة استثقل هذا البيت ومقصدي كن وفيا مع الله الذي يرعاك وأنعم عليك كما أن الكلب وفي مع من يرعاه وإلا فلن تبلغ رتبة الكلاب الصغيرة الأجراء ولي بالتشبيه بالكلب سايق من الأئمة الأعلام لم يرد على قوله نقد ولكننا نسينا أمرين اثنين في هذا الزمان الأول أن المسلم يتذلل لله عز وجل حتى يرضى مع الموافقة للكتاب والسنة وإلا فلا ينفع التذلل والثاني أن المسلم ذليل لإخوانه أين نحن من سيدنا أبي ذر رضي الله عنه عندما قال لسيدنا بلال رضي الله عنه والله لتطأن رأسي برجلك السوداء فإذا كان هذا حاله مع أخيه فكيف يكون تذلله لله رب العباد وسيدهم وخالقهم
زرت أحد العلماء الفضلاء فلما استأذنت للخروج ومعي بعض الأصدقاء قام الشيخ على جلالة قدرة وصف أحذيتنا ثم أذن لنا بالخروج ولم يغلق الباب المقابل لأهل الدار إلا وقد أتم صفها رفع الله قدره فأنكرنا على الشيخ فعله ولمناه وقد أخذتنا الدهشة والخجل لاسيما وهو من أعمار إبائنا وما أن خرجنا حتى انتقد الأصحاب الذين صاحبوني إلى الشيخ فعله وقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا العزة وربى الصحابة رضي الله عنهم كالأسود المفترسة فلذلك فتحو البلاد ونشرو الدين في كل بقعة ولم يربهم على الذلة فقلت للقائل ياسيدي ليس الأمر كذلك ألم تقرأ قول الله عز وجل (إذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) ثم جاء ذكر الجهاد بعد ذلك (يجاهدون بالله حق جهاده) فهكذا كان صحب محمد صلى الله عليه وسلم ولم أقل هكذا وأعني أنهم يرتبون الأحذية لبعضهم غير أن في حادثة أبي ذر دليل لمن أراد التبصر وقد إشرت إلى أنني سبقت إلى التشبيه بالكلب وإن كان التشبيه في أمر آخر فلم يجد الشاطبي رحمه الله منكرا فيما أعلم بعد أن قال بيته المشهور في المقدمة الشاطبية المسماة بحرز الأماني
وقد قيل كن كالكلب يقصيه أهله*وما يأتلي في نصحهم متبذلا
أما عن قولك فهل عدم الوفاء في زماننا هذا إلا من الكلاب فأقول من قال هلك الناس فهو أول الهالكين ولكن الكل مقصر تجاه دينه وأمته تجاه دينه بالتمسك بالحق حيث كان وبالإخلاص والعبادة الصادقة وتجاه أمته بالنصح والإرشاد والدعوة وإذا نظرت إلى المجتمع حولي لمته على الابتعاد عن هذا الدين القويم ولكنني لمت نفسي خاصة وأبناء المسلمين عامة أن الناس ما ضلو إلا أن لم يجدوا وليا مرشدا لم يجدوا من يأخذ بأيدهم إلى الجادة من دعاة الإسلام وكل من قال لا إله إلا الله فهو من دعاة الإسلام فقد حملها الصحابة رضي الله عنهم وفهموها وعملوا بمقتضاها ودعوا مخلصين الناس إليها.
أشكرك أخرى أختاه وأعتذر لك وللقراء الكرام عن الإطالة
ـ[أبو خالد العقيدي]ــــــــ[29 - Mar-2008, صباحاً 10:18]ـ
أخي المبارك علي ياسين
مشاركة متميزة
و أبيات جميلة .. وفقك الله ورعاك .. وننتظر المزيد
وبلغ سلامنا للشيخ الوالد نفع الله به
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[29 - Mar-2008, مساء 10:55]ـ
حياكم الله وجزاكم الله خيرا أظنك ولا أظن أن الظن خائب أنك الأستاذ سامي السلام يصل بإذن الله والشكر موصول على المرور.
ـ[أبو خالد العقيدي]ــــــــ[31 - Mar-2008, صباحاً 12:17]ـ
وفقك الله ونفعك ونفع بك ..
ـ[ابوالمعالي]ــــــــ[24 - Feb-2010, صباحاً 09:45]ـ
السلام عليكم أخي الشاعر علي ياسين
حياك الله تعالى على هذا النظم الرائع بحق و المعبر بصدق و الله لقد حركني و هزني و ما أكملت سماعه حتى ترك في نفسي آثارا و في قلبي قلوما فقد وفقت حقا في عرض خطاب المشيب إيانا و لو تكلم ما زاد عما قلت حرفا و كم أعجبنتني محاورتك له و التي دفعته إلى موعظته إياك فنطق بالوعظ الرشيد و القول السديد و لقد غبطتك حقا على فصاحة كلامك و بلاغة بيانك و أنا لا أجيد نظم الشعر و لكني أحب قراءته و سماعه و لو كنت من أهله لشكرتك على موعظتك إيانا بقصيدة كاملة فقد حققت المقصود و أجدت المنشود فبارك الله فيك و أحب أن أداعبك قائلا: إن كانت بعض شعرات بيض لمعت في لحيتك فعلت بك هذا فكيف سيكون حالك إذا اشتعل الرأس شيبا؟ رزقك الله في طاعته عمرا مديدا و على توحيده ختاما سعيدا ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محمد كمال الجزائري]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 06:22]ـ
جزاك الله شيخنا على هذه القصيدة الرائعة أحسن الجزاء.(/)
المقامةُ المَوْلِدِيَّة [)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 09:53]ـ
(] المقامةُ المَوْلِدِيَّة [)
8/ 3/1429
15/ 3/2008
[] المقامةُ المَوْلِدِيَّة []
[المقامةُ الأُولى من مقامة السيرةِ الكُبْرى]
حدَّثنا أبو الطَّيِّبِ الوائليُّ قال:
استبشرَتِ النفسُ بإهلالِ الربيع، و تاقتْ الأناسيُّ لحالِ الربيع، و سَعى بالأُنْسِ الكلُّ سيرة حسَنة، و رَجى منائحَ مُسْتَحْسَنة، و كنتُ ممن رَغِبَ من ذاك بحظٍّ، و لستُ ذا سَوْءَةٍ و لا فَظٍّ، فارتحلتُ جائباً أرضَ الحجاز، طارقاً معانيَ الحقيقة و المجاز، ملتمساً رَوْح الفؤاد، و مسامرة الحاضر و الباد، فقطَعَ المسيرَ الحثيث، نَجاءُ ذِي شَرفٍ أثيث، فصيحِ العبارة، صحيحِ الإشارة، جميلِ البيان، بليغ التبيان،لِجَمعِ أهل الحُبِّ، و لَمِّ آلِ اللبِّ، فأقبلوا عليه يهرعون، و جاؤوا إليه يَسمعون، ليقفوا على سَماعِ سَوْقِ التاريخ، و أطرافه الشماريخ، فارتقى كُرْسِيَّ الوقار، و عَلَتْهُ هيبةُ الكِبار، و طأطأَ رأسَه، و زَكَّى نَفْسَه، ثُم ابتدرنا بكلامٍ عاطر، و خبرٍ طاهر، فقال مقولةَ الصدق، و فاهَ بقولةِ الحقِّ، و كان مُتَّخِذاً شادياً، و مُستَصْحِباً حادياً:
في ربيع الجود و الكرم، و شهرِ العطايا و النِعَم، أشرَقتِ الأرضُ بِبُدُوِّ شمسِ الكمال، و أنارت ببزوغ بدرِ الجمال، سليل أكارمِ عدنان، و نِجلِ مفاخر الخِلاَّن، النبيِّ الخالد، ذي المجد التالد، محمد المُطَّلِبِي، الأصيلِ العربي، مَن به كانت إنقاذةُ الخلائق، و وَصْلِهم بالربِّ الخالق، و تكميلِ خِلالِهم بشرْعِه، و تأسيس أصله و فرْعِه، فما جاءَ ذو الكمال إلا بكمالٍ و لكمالٍ، و لِيُصْلِيَ ذوي النقْصِ أسوأ حال.
وُلِدَ ضياءً و نوراً، مختوناً مسروراً، مُطّلِعاً برأسِه نحو السماء، لاطِّلاعِ روحِهِ إلى كلِّ سناء، ناجياً جِهةَ الصلاةِ، حاظياً جلائل الصِلات، ففَضَلَ على إخوانه، بتخصيص عقله برُجحانه، و أنه نال مقام الفضيلة، و مُنِحَت له الوسيلة، و الكلُّ له تبعٌ، و مقامه به مرتفعٌ، و مشهودٌ له بذيَّاك الفضل، و لم يُغْرِب عنه إلا ذو الجهل، وَ مُنَّ عليه ِحِلِّ الغَنِيْمة، و استقبال الكعبةِ الكريمة، و جَعل الأرضِ طهوراً و مسجداً، و أن أمته خيرُ الأمم عند الله مَوفِداً، فتلكَ منائحُ لذاتِه، و كمائلُ في صفاته.
فاحْدُ يا حادياً بالمديح، و اشْدُ بالقريضِ الفصيح:
هذا الضياءُ بَدَا
مِن أحمدٍ و هَدى
إنَّا بِهِ سُعدَا
جِنَّاً و إنْسانا
جلَّتْ مفاخِرُهُ
عمَّتْ بشائرُهُ
شِيْدتْ منابِرُه
بالسَّعْدِ دِيوانا
و لأهلِ البسيطة الواسعة، مَكْرُماتٍ نافعة، ما حَظِيَ بها قومٌ مِن قبلُ، فكانوا لها أهلُ، فارتَفَعَ في زمنِه الناس، و شَرُفَ الفرعُ و الأساس، فأتباعُه في الكمالِ لا يُدرَكُون، و في العُلى لا يُزاحَمون، فهم أهل الغُرَّة عند الموافاة، و أولُ مَن يُقضى لهم لِعِظَمِ الجاه، بعد كونهم أولَ من خرج، و الجنةَ وَلَج.
فبالأشعارِ اُحْدُ، و بالأبياتِ اُشْدُ:
أتتنا في ولادك كل بشرى
غداة تساقط الأصنام قسرا
وزلزل هيبة إيوان كسرى
وأضحى عرش دولته خرابا
و كان مخصوصاً بشريفِ الأنساب، و مُخْلَصَاً مِن منيف الأحساب، فليسَ أرقى منه انتسابا، و لا أعلى منه احتسابا، استُلَّ من ظُهورِ الطُهْرِ، فصارَ في أرحامٍ صِيْنَتْ مِن العُهر، فكانوا أنْفُساً نفيسة، و عن الرَّدى حبيسة، حتى بَدا نجمُه في سماء الوجودِ، و بانَتْ ثُرَيَّاهُ بالشأن المحمود، فشرْطُ الإنباءِ طُهرُ الأصول، لطهارةِ المُنَبَّأ المحمول.
و استنشَد الحادي، فأنشد الشادي:
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر
فعبد مناف سرها وصميمها
وإن حصلت أشراف عبد منافها
ففي هاشم أشرافها وقديمها
وإن فخرت يوما فإن محمدا
هو المصطفى من سرها وكريمها
و استقرَّ الأمرُ في التسمية، على ما حوى معانيَ التحلية، فكان " محمداً " لِحَمْدِهِ، لعلوِّهِ و مجدِهِ، و كُمِّلَ بالاقتران، في الشهودِ و الأذان، رِفعةً لقدرِه و مقامه، و إعلاءً لرسمه ووِسامه، كما قال حسَّانُه مادحاً، فاشْدُ يا شادي صادحا:
وَ شَقَّ لَهُ مِن اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ
فَذُوْ العَرْشِ محمودٌ وَ هذا مُحَمَّدُ
فغدا بين الناسَ محمودَ الحال، و حُمِدَت بتخلُّقِه الخِلال، و حُمِدَ ما جاءَ به إتماماً، و ما أتى به للخلائقِ إنعاماً، فكان حمداً لكمالِ مرسولِه، و لجمالِ منقولِهِ، و يُحمَدُ مَن لهُ مُحبٌّ، و مشتاقٌ إليهِ صَبٌّ، أدركنا بِحُبِّهِ كمالاتِ المحامد، و بلغنا شرائفَ المقاصِد.
فذا خبرُ مولدِ السراجِ، و مورِدِ متين الحِجاج، أُبِيْنَ بفصيحِ الحرفِ، و نصيحِ الوصفِ، ليُسْتَدْرَكَ بهِ مولدُ أرواحِ كمالِ الوداد، فتنالَ الأشباحَ تِمَّ الإسعادِ، فليسَ ذِكراً دونَ عِبْرَة، و لا خبراً بِلا خِبْرة، فإنه مهيعُ شرفٍ مرومٍ، و مَسْلَكٌ مُعْرَبُ الحالِ برفعِ قَدْرٍ مجزومٍ، و خَتْمُ الحديثِ الأصيل، و الكلامِ النبيل، صلاةٌ تتمُّ، عَن رِضىً تَنِمُّ، و حمداً للسلامِ، و استمناحاً لِحُسْنِ الختام.
فقام من كُرْسِيِّه الرفيع، مطأطئاً رأسه للشريفِ و الوضيعِ، تعلوه ابتسامةُ الهُداة، و هيبةُ الأُباة، و قفَلْتُ آيباً لداري، مُحمَّلاً بكنوزِ الدراري، فأدمتُ الصلاةَ على الرسولِ شُكراً و حمداً، فارتقيتُ علاءً و مجداً.
كتبَها
عبدُ الله بن سُليمان العُتَيِّق
الرياض
منقول ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الفهد]ــــــــ[19 - Mar-2008, مساء 11:53]ـ
ما شاء الله تبارك الله. أحسنتم وجزاكم الله خيراً(/)
مختارات من [وحي الرسالة] لـ أحمد حسن الزيات
ـ[أبو محمد البُصري]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:11]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من منا لا يعرف هذا الأديب صاحب أفضلة مجلةٍ صدرت في تاريخ العرب [مجلة الرسالة] التي كتب فيها أبرز رجالات الأدب في العصر الحديث من الرافعي وطه حسين و العقاد وتوفيق الحكيم وأحمد أمين إلى علي الطنطاوي ومحمود محمد شاكر وغيرهم كثير
كان صاحب الرسالة الزيات رحمه الله صاحب أسلوب رفيع لا يضاهيه أحد فهو إمام من أئمة الأدب والبلاغة ,وقد كُنت كلفًا بهذا الرجل وأدبهِ فقرأت كتابه تاريخ الأدب العربي الذي كتبه بأسلوب فريد , وهو مناسب للجميع , أما كتابه [وحي الرسالة] فمن أفضل الكُتب وقد صدر في أربعة مُجلدات زاخرة وهذا الكتاب هو الذي سأعتمد عليه في النقل من مختارات لهذا البليغ.
في هذا الموضوع سأضع أسطر مختارة من هذا الكتاب في طريقة لن ألتزم بها نقل المقالة كاملة بل سأضع ما يروق لي من أسطر ولو قليلة جدًا لعدة اعتبارات:
1 - لقوةِ طرحٍ وجَمال أسلوب .. فقد أطرح سطرًا أو سطرين فيها بلاغة , وإحكام صنعة ما لا نجده في مقالات كاملة. [وهذا الاعتبار هو المعول الأساس في اختياراتي لنتذوق هذا الأسلوب البديع الذي غاب عن الكثير بسبب نُدرة كتابه [وحي الرسالة].]
2 - لرسالة سامية يبثهاالزيات , فأنقل ما يوافق هذه الرسالة.
3 - أو دلالة لحدث مهم
4 - أو غير ذلك مما قد تفتق لي أثناء القراءة والاختيار.
ولكنني سأثبتُ في رأسِ كُل مُختارة عُنوان المقالة ورقم الصحفة حتى يسهل لمن أراد الاستزادة أن يرجع لها , ولا تغني هذه الاختيارات عن العودة إلى هذا السفر الثمين.
وقبل ذلك أُرفق لكم بسيرةٍ موجزة نقلتها من الاسلام أون لاين لهذا الإمام:
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/06/images/pic15.jpg
استقبلت قرية "كفر دميرة القديم" التابعة لمركز "طلخا" بمحافظة "الدقهلية" بمصر وليدها في (16 من جمادى الآخرة 1303 هـ= 2 من إبريل 1885م)، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، وكان لوالده نزوع أدبي، وتمتّعت أمه بلباقة الحديث وبراعة الحكي والمسامرة، تلقى الصغير تعليمه الأوّلي في كُتّاب القرية، وهو لا يزال غضًا طريًا في الخامسة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم أرسله أبوه إلى أحد العلماء في قرية مجاورة، فتلقى على يديه القراءات السبع وأتقنها في سنة واحدة
التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكانت الدراسة فيه مفتوحة لا تتقيد بسن معينة، أو تلزم التلاميذ بالتقيد بشيخ محدد، وإنما كان الطلاب يتنقلون بين الأساتذة، يفاضلون بينهم، حتى إذا آنس أحدهم ميلاً إلى شيخ بعينه؛ لزمه وانصرف إليه.
بعد عودة الزيات من بغداد سنة (1351هـ= 1933م) هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، بعد أن وجد أن الساحة قد خلت باختفاء "السياسة" الأسبوعية التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر، وسانده في عزمه أصدقاؤه من لجنة التأليف والترجمة والنشر.
وفي (18 من رمضان 1351 هـ= 15 من يناير 1933) ولدت مجلة الرسالة، قشيبة الثياب، قسيمة الوجه، عربية الملامح، تحمل زادًا صالحًا، وفكرًا غنيًا، واستقبل الناس الوليد الجديد كما يستقبلون أولادهم بلهفة وشوق؛ حيث كانت أعدادها تنفد على الفور.
وكانت المجلة ذات ثقافة أدبية خاصة، تعتمد على وصل الشرق بالغرب، وربط القديم بالحديث، وبعث الروح الإسلامية، والدعوة إلى وحدة الأمة، وإحياء التراث، ومحاربة الخرافات، والعناية بالأسلوب الرائق والكلمة الأنيقة، والجملة البليغة
وعاش الزيات بعيدًا عن الانتماءات الحزبية، فلم ينضم إلى حزب سياسي يدافع عنه، مثل العقاد وهيكل وطه حسين، ولم يدخل في خصومه مع أحد، ولم يشترك في المعارك الأدبية التي حفلت بها الحياة الثقافية في مصر؛ فقد كان هادئ النفس، وديع الخلق، ليّن الجانب، سليم الصدر.
وظل الزيات محل تقدير وموضع اهتمام حتى لقي ربه بالقاهرة في صباح الأربعاء الموافق (16 من ربيع الأول 1388 هـ= 12 من مايو 1968م) عن ثلاثة وثمانين عامًا.
يتبع
ـ[أبو محمد البُصري]ــــــــ[25 - Mar-2008, مساء 02:13]ـ
(1)
يقول الزيات في مقالة له [القرية أمس واليوم] في المجلد الأول من سفره الثمين [وحي الرسالة] ص 60 متحدثًا عن ما يلقاه الفلاح المسكين من عنتٍ ومشقة ويذهب جهده هباءً منثورًا وأنه يعمل فلا يرى من عمله إلا العنت والمشقة:
لا تزال القرية كما كانت في القرون الخوالي أكواخًا متلاصقة غرقى في المناقع والدِّمن , لا تبصر الشمس , ولاتنشق الهواء , ولا تعرف النظافة, تكومت في قاعها أرواث البهائم وزرق الدجاج؛وتراكم في سطحها حطب الوقود وعلف الماشية؛ وتقاسم الإنسان والحيوان المضاجع في هذه الحضار المشتركة. ثم راض الفلاح نفسه مرغمًا على الطعام الوخيم والشراب الكدر والملبس الرث والقناعة المزرية حتى مات في حسه إدارك الجمال , وتفه في ذوقه طعم الوجود.
إلى أن يقول:
إن الفلاح المسكين الساذج يسمع بالوزارت تسقط وتقوم , وبالأحزاب تختصم وتحتكم , وبالمجالس تنتثر وتنتظم , وبالدواوين تفتح وتغلق , وبالأموال تجبى وتنفق , فيسائل نفسه سؤال الجاهل: إلى من هذه الأعمال والأموال إذا لم يكن لي من ثمارها نصيب؟
لقد اشترينا بأقوات الريف أُبهة العاصمة , وبنينا بأنقاض القرية قصور المدينة , وغسلنا بعرق الفلاح أقدام المترفين , فكنا كمن حفر الجدول , وخطط الحقول , ونثر البذور , وشيد الأهراء (1) ثم طَّمر في سبيل ذلك فوهة الينبوع. انتهى
ــــ
الأهراء: جمع هرى وهو مخزن القمح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد البُصري]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 01:58]ـ
هل أخطأت المكان؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - Mar-2008, مساء 02:15]ـ
بل أصبت غاية الإصابة يا أخي الكريم.
وفي انتظار إكمال ما بدأته.
ـ[محمد عبده العربي]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:08]ـ
أكمل بارك الله فيك
بانتظار المزيد من الاخبار عن هذا الرجل البارع صاحب الرسالة (الزيات)
تسجيل متابعة
ـ[أبو محمد البُصري]ــــــــ[28 - Mar-2008, صباحاً 12:50]ـ
(2)
في مقالته الموسومة بـ[في الربيع] يقول عن الربيع وأجواءه الساحرة:
ففي الربيع يشتد الشعور بالجمال وبالحاجة إلى التجميل , فترى الشباب بجنسيه يستعير ألوان الرياض وعبير الخمائل ومرح الطيور , ويحتشد في دور الملاهي وصدور الشوارع , فيخلع على الوجود وضاءة الحسن , وعلى الحياة رونق السعادة!
وأجمل شيء في ربيع القاهرة أصاله وأماسيه!
ففي هذين الوقتين تزدهر شوارع القاهرة الحديثة بزهرات شتى الألوان من بنات الإنسان , فتملأ الجو عطرًا والعيون سحرًا والقلوب فتنة!
وهنالك على أفاريز الطرق ومشارف القهوات , تقف أبصار الكهول والشيوخ حائرة مبهورة تلسع بالنظر الرغيب هذا الحسن المصون , وبين النظرة والنظرة عبرة جافة تصَّعد أسى على شباب ذاهب لا يرجع وجمال رائع لا يُنال! انتهى
يُنظر للمقالة كاملة وحي الرسالة 15\ 1
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 - Jun-2008, مساء 10:57]ـ
أكمل أبامحمد ..
وليتك تنقل لنا شيئا من كتبه الأخرى
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 09:32]ـ
زدنا زادك الله من فضله!!
و أريد أن أسأل عن كتب الزيات المتوفره للإقتناء.
ـ[امين صلاح]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 01:12]ـ
و قد قال في مقالته الامل
أجل يا صديقي الله في السماء و الامل في الارض و بين روح الله المواسي و مدد الرجاء الاسي تندمل الجفون القريحة و تلتئم القلوب الجريحة و تنتعش الجدود العاثرة.(/)
من افضل ما قرات فى الظلم
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[27 - Mar-2008, صباحاً 07:01]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذ الشعر لأمير الشعراء ارجو ان تنال اعجابكم
وَقَفَ الهُدهُدُ في با بِ سُلَيمانَ بِذِلَّه
قالَ يا مَولايَ كُن لي عيشَتي صارَت مُمِلَّه
متُّ مِن حَبَّةِ بُرٍّ أَحدَثَت في الصَدرِ غُلَّه
لا مِياهُ النيلِ تُروي ها وَلا أَمواهُ دِجلَه
وَإِذا دامَت قَليلاً قَتَلَتني شَرَّ قتلَه
فَأَشارَ السَيِّدُ العالي إِلى مَن كانَ حَولَه
قَد جَنى الهُدهُدُ ذَنباً وَأَتى في اللُؤمِ فَعلَه
تِلكَ نارُ الإِثمِ في الصَد رِ وَذي الشَكوى تَعِلَّه
ما أَرى الحَبَّةَ إِلّا سُرِقَت مِن بَيتِ نَملَه
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
ـ[أبو الخيرات]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 10:54]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال تعالى: " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين" القصص
ـ[همع الهوامع]ــــــــ[06 - Nov-2008, مساء 06:25]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[حاتم هذال]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 10:18]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين ((ومنشأ جميع الأخلاق السافلة، وبناؤها على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب)) ثم يقول ((والظلم: يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب، ويجهل في موضع الأناة، ويبخل في موضع البذل، ويبذل في موضع البخل، ويحجم في موضع الاقدام، ويقدم في موضع الاحجام، ويلين في موضع الشدة، ويشتد في موضع اللين، ويتواضع في موضع العزة، ويتكبر في موضع التواضع)). وشكراً
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[20 - Jul-2009, صباحاً 02:30]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الفردوس الاعلى اخي الفاضل وبارك الله فيكم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 12:57]ـ
إِنَّ لِلظالِمِ صَدراً يَشتَكي مِن غَيرِ عِلَّه
بارك الله فيك(/)
المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي
ـ[طويلب علم سلفي]ــــــــ[30 - Mar-2008, مساء 02:59]ـ
المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية
للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي
ـ رحمه الله ـ
الحَمْدُللهِ ربِّ العالمينَ ii عَلى آلائه وهْوَ أهلُ الحَمْدِ والنِّعَمِ
ذي الملكِ والملكوتِ الواحِدِ الصمَدِ ii ال بَرِّ المهيْمِنِ مُبدِي الخلْقِ مِن عَدَمِ
مَنْ عَلَّمَ الناسَ ما لا يعْلمونَ ii وبِالْ بَيانِ أنْطَقَهُمْ والخَطِّ بالقَلَمِ
ثمَّ الصلاةُ على المُخْتارِ أكرَمِ ii مَبْ عُوثٍ بِخيْرِ هُدًى في أفضَلِ الأُمَمِ
والآلِ والصَّحْبِ والأتْباع ii قاطِبَةً والتابِعينَ بإحْسانٍ لِنَهْجِهِمِ
ما لاحَ نَجْمٌ وما شمسُ الضُّحى ii طَلَعَتْ وعَدُّ أنْفاسِ ما في الكوْنِ مِن نَسَمِ
وبَعْدُ مَنْ يُرِدِ اللهُ العظيمُ ii بِهِ خيْرًا يُفَقِّهَهُ فِي دِينهِ القِيَمِ
وحَثَّ ربِّي وحَضَّ المؤمنينَ ii عَلى تَفَقُّهِ الدِّينِ معْ إنْذارِ قَوْمِهِمِ
وامْتَنَّ رَبِّي عَلى كلِّ العِبادِ ii وكُلْ لِ الرُّسْلِ بالعِلْمِ فاذْكُرْ أكْبَرَ النِّعَمِ
يَكفِيكَ في ذاكَ أُولَى سُورَةٍ ii نَزَلَتْ عَلى نَبِيِّكَ أعْني سورَة القَلَمِ
كذاكَ فِي عِدَّةِ الآلاءِ ii قدَّمَهُ ذِكْرًا وقَدَّمَهُ في سُورَةِ النَّعَمِ
ومَيزَهُ اللهُ حَتى في الجوارِحِ مَا مِنْها يُعلمُ عنْ باغٍ ومُغْتَشِمِ
وذمَّ ربِّي تعالَى الجاهِلِينَ بِهِ أشَدَّ ذمٍّ فَهُمْ أدْنى مِنَ البُهمِ
وليْسَ غِبْطَةٌ اْلا في اثْنَتَيْنِ هُما ii الْ إحْسانُ في المالِ أو في العِلْمِ والحكمِ
ومِنْ صِفاتِ أُولِي الإيمانِ ii نَهْمَتُهُمْ فِي العِلْمِ حتى اللَّقَى غِبْط بِذِي النَّهَمِ
العِلْمُ أغْلَى وأحْلى ما لَهُ ii اسْتَمَعَتْ أذْنٌ وأعْرَبَ عنهُ ناطِقٌ بِفَمِ
العِلْمُ غايَتُهُ القُصْوَى ورُتْبَتُهُ ii الْ عَلْياءُ فاسْعَوا إليهِ يَا أُولِي الهِمَمِ
العِلْمُ أشْرَفُ مَطْلوبٍ ii وَطالِبُهُ للهِ أكْرَمُ مَن يَمْشِي عَلى قَدَمِ
العِلْمُ نورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ ii بِهِ أهْلُ السَّعادَةِ والجُهَّالُ فِي الظُّلَمِ
الْعِلْمُ أعْلَى حَياةٍ للعِبادِ ii كَما أهْلُ الجَهالَةِ أمْواتٌ بِجَهْلِهِمِ
لا سَمْع لا عَقْل بل لا يُبْصِرونَ وفِي السْ سَعِيرِ مُعْتَرِفٌ كُلٌّ بِذَنْبِهِمِ
فالجَهْلُ أَصْلُ ضَلَالِ الخَلْقِ ii قاطِبَةً وأصْلُ شَقْوَتِهِمْ طُرًّا وظُلْمِهِمِ
والعِلْمُ أصْلُ هُداهُمْ مَعْ ii سَعادَتِهِمْ فلا يَضِلُّ ولا يَشْقى ذَوُو الْحِكَمِ
والخَوفُ بالجهْلِ والحُزْنُ الطويلُ ii بِهِ وعَن أُولِي العِلْمِ مَنْفِيَّانِ فَاعْتَصِمِ
العِلْمُ واللهِ مِيراثُ النُّبُوَّةِ ii لا ميراثَ يُشْبِهُهُ طوبَى لِمُقْتَسِمِ
لأنَّهُ إرْثُ حَقٍّ دائِم ii أبَدًا وما سِواهُ إلى الإِفْنَاءِ والعَدَمِ
ومنْه إرْثُ سُليْمانَ النُّبُوَّة ii والْ فَضْل المُبِين فمَا أوْلاهُ بِالنِّعَمِ
كذَا دَعا زكريا ربَّهُ ii بِوَلِي الآلِ خَوفَ الموالِي مِن وَرائِهِمِ
العِلْمُ مِيزانُ شَرْعِ اللهِ حيثُ ii بِهِ قِوامُهُ وبِدُونِ العِلْمِ لَمْ يَقُمِ
وكُلَّما ذُكِرَ السُّلطانُ في ii حُجَجٍ فالعِلْمُ لا سُلْطَةُ الأيْدِي لَمُحْتَكِمِ
فسُلطَة اليَدِ بالأبْدانِ ii قاصِرَةٌ تَكونُ بالعَدْلِ أوْ بالظُّلْمِ والغَشَمِ
وسُلْطَةُ العِلْمِ تَنْقادُ القُلوبُ ii لَها إلَى الهُدَى وإلَى مَرْضاةِ رَبِّهِمِ
ويَذْهَبُ الدِّينُ والدُّنْيا إذَا ذَهَبَ ii الْ عِلْمُ الّذِي فيهِ مَنْجاةٌ لِمُعْتَصِمِ
العِلْمُ يا صَاحِ يَسْتَغْفِرْ ii لِصاحِبِهِ أهلُ السّماوَاتِ والأرْضِينَ مِنْ لَمَمِ
كَذَاكَ تَسْتَغِفِرُ الحْيتانُ في ii لُجَجٍ مِن البِحارِ لَه فِي الضَّوْءِ والظُّلَمِ
وخارِجٍ فِي طِلابِ العِلمِ ii مُحْتَسِبًا مُجاهِدٌ في سَبيلِ أيُّ كَمِي
وإنَّ أجْنِحَةَ الأمْلاكِ ii تَبْسِطُها لِطالِبِيهِ رضًا مِنْهُمْ ii بِصُنْعِهِمِ
والسَّالِكونَ طريقَ العِلْمِ ii يَسْلُكُهُمْ إلَى الجِنانِ طريقًا بارئُ النَّسَمِ
والسَّامِعُ العِلْمَ والوَاعِي ii لِيَحْفَظَهُ مُؤَدِّيًا ناشِرًا إيَّاهُ في الأمَمِ
فيَا نَضَارَتَهُ إذْ كاَنَ ii مُتَّصِفًا بِذا بِدَعْوَةِ خَيْرِ الخَلْقِ كُلِّهِمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
كَفاكَ فِي فَضْلِ أهْلِ العِلْمِ أنْ ii رَفَعُوا مِنْ أجْلِهِ دَرَجاتٍ فوْقَ غَيْرِهِمِ
وكانَ فضْلُ أبِينَا فِي القَدِيمِ عَلى ii الْ أمْلاكِ بالعِلْمِ مِن تَعْلِيمِ رَبِّهِمِ
كذاكَ يوسُفُ لَمْ تَظْهَرْ ii فَضِيلَتُهُ لِلعالَمينَ بِغَيْرِ العِلْمِ والْحِكَمِ
وما اتِّباعُ كَليمِ اللهِ لِلْخَضِرِ ii الْ مَعْروفِ إلا لعِلْمٍ عَنْهُ مُنْبَهِمِ
مَعْ فَضْلِهِ بِرِسالاتِ الإلَهِ ii لَهُ وَمَوْعِدٍ وسَماعٍ مِنْهُ لِلْكَلِمِ
وقَدَّمَ المصْطفى بالعِلْمِ ii حامِلَهُ أعْظِمْ بِذلِكَ تَقْدِيمًا لِذِي قِدَمِ
كفَاهُمُو أنْ غَدَوْا لِلْوَحْيِ ii أوْعِيَةً وأضْحَتِ الآيُ مِنْهُ فِي صُدورِهِمِ
وخصَّهُمْ ربُّنا بَصَرًا ii بِخَشْيَتِهِ وعَقْلُ أمْثالِهِ فِي أصْدَقِ الكَلِمِ
ومَعْ شَهادَتِهِ جاءَتْ ii شَهادَتُهُمْ حَيْثُ اسْتَجابُوا وأهْلُ الجَهْلِ في صَمَمِ
ويَشْهدُونَ عَلى أهْلِ الجَهالَةِ بالْ مَوْلَى إذا اجتَمَعُوا فِي يَوْمِ حَشْرِهِمِ
والعَالِمُونَ عَلى العِبادِ ii فَضْلُهُمُو كالبَدْرِ فَضْلا عَلى الدُّرِّيِّ فَاغْتَنِمِ
وعَالِمٌ مِنْ أُولِي التّقْوَى أشدُّ عَلى ii ال شيْطانِ مِنْ ألْف عُبَّادٍ بِجَمْعِهِمِ
ومَوْتُ قَوْمٍ كَثِيرُو الْعَدِّ أيْسَرُ مِنْ حَبْرٍ يَموتُ مُصَابٌ واسِعُ الألَمِ
كَمَا مَنافِعُهُ فِي العالَمِ ii اتَّسَعَتْ وَلِلشّيَاطِينِ أفْراحٌ بِمَوْتِهِمِ
تَاللهِ لَوْ عَلِمُوا شَيْئًا لَمَا ii فَرِحُوا لأنَّ ذَلِكَ مِن أعْلامِ حَتْفِهِمِ
همُ الرُّجُومُ بِحَقٍّ كُلَّ ii مُسْتَرِقٍ سَمْعًا كَشُهْبِ السَّمَا أعْظِمْ بِشُهْبِهِمِ
لأنَّهَا لِكِلا الجِنْسَيْنِ ii صائِبَةٌ شيطانِ إنْسٍ وجِنٍّ دونَ بَعْضِهِمِ
هُمُ الهُداةُ إلى أهْدَى السَّبيلِ ii وأهْ لُ الجَهْلِ عنْ هَدْيِهِمْ ضَلُّوا لِجَهْلِهِمِ
وفَضْلُهُمْ جاءَ في نصِّ الكِتابِ وفِي الْ حَديثِ أشْهَرُ مِنْ نارٍ عَلى عَلَمِ
************************
نبذة في وصية طالب العلم
يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به ii بَدَلا فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ ii والْقَلَمِ
وقَدِّسِ العِلمَ واعْرِفْ قَدْرَ ii حُرْمَتِهِ فِي القَوْلِ والفِعْلِ والآدابَ ii فَالْتَزِمِ
واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ ii لَهُ لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ ii يَنَمِ
والنُّصْحُ فابْذُلْهُ لِلطُّلابِ ii مُحْتَسِبًا في السِّرِّ والْجَهْرِ والأُسْتاذَ ii فَاحْتَرِمِ
ومَرْحَبًا قُلْ لِمَنْ يَأتِيكَ ii يَطْلُبُهُ وفِيهِمِ احْفَظْ وَصايَا الْمُصْطَفَى ii بِهِمِ
والنِّيَّةَ اجْعَلْ لِوَجْهِ اللهِ ii خالصَةً إنَّ البِناءَ بدونِ الأصْلِ لَمْ ii يَقُمِ
ومَن يَكُنْ لِيَقُولَ الناسُ ii يَطْلُبُهُ أخْسِرْ بِصَفْقَتِهِ فِي مَوْقِفِ ii النَّدَمِ
ومَنْ به يَبْتَغِي الدُّنْيا فَلَيْسَ ii بِهِ يَومَ القِيامَةِ مِن حَظٍّ ولا قَسَمِ
كَفَى بِهِ (مَن كانَ) فِي شورَى وهُودٍ وفِي الْ إسْراءِ مَوْعِظَةً لِلحَاذِقِ ii الفَهِمِ
إيَّاكَ واحْذَرْ مُمارَاةَ السَّفِيهِ ii بِهِ كَذا مُباهاةَ أهْلِ العِلْمِ لا ii تَرُمِ
فإنَّ أبْغَضَ كلِّ الخَلْقِ ii أجْمَعِهِمْ إلى الإلَهِ ألَدُّ الناسِ فِي ii الخِصَمِ
والعُجْبَ فاحْذَرْهُ إنَّ العُجْبَ ii مُجْتَرِفٌ أعْمالَ صاحِبِهِ في سَيْلِهِ ii العَرِمِ
وبِالْمُهِمِّ الْمُهِمِّ ابْدَأْ لِتُدْرِكَهُ وَقَدِّمِ النَّصَّ والآرَاءَ ii فَاتَّهِمِ
قَدِّمْ وُجوبًا عُلومَ الدِّينِ إنَّ ii بِها يَبِينُ نَهجُ الهُدَى مِن مُوجِبِ ii النِّقَمِ
وكلُّ كَسْرِ الفَتَى فالدِّينُ ii جابِرُهُ وَالكَسْرُ فِي الدِّينِ صَعْبٌ غَيْرُ مُلْتَئِمِ
دَعْ عَنْكَ ما قالَهُ العَصْرِيُّ ii مُنْتَحِلا وبالعَتِيقِ تَمَسَّكْ قطُّ ii واعْتَصِمِ
ما العِلْمُ إلا كِتابُ اللهِ أو ii أثَرٌ يَجْلو بِنُورِ هُداهُ كلُّ ii مُنْبَهِمِ
مَا ثَمَّ عِلْمٌ سِوى الوَحْيِ المُبينِ ii ومَا مِنْهُ اسْتُمِدَّ ألا طُوبَى ii لِمُغْتَنِمِ
والكَتْمُ لِلعِلْمِ فاحْذَرْ إنَّ ii كاتِمَهُ فِي لَعْنَةِ اللهِ والأقْوامِ كلِّهِمِ
ومِن عُقوبَتِهِ أنْ فِي الْمَعادِ ii لَهُ مِنَ الجَحيمِ لِجَامًا لَيْسَ ii كَاللُّجُمِ
وصائِنُ العِلْمِ عمَّنْ لَيْسَ ii يَحْمِلُهُ ما ذا بِكِتْمانِ بلْ صَوْنٌ فَلا ii تَلُمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وإنَّمَا الكَتْمُ مَنْعُ العِلْمِ ii طالِبَهُ مِن مُسْتَحِقٍّ لَهُ فَافْهَمْ ولا ii تَهِمِ
وأتْبِعِ العِلمَ بالأعْمالِ وادْعُ ii إلَى سَبيلِ ربِّكَ بالتِّبْيانِ ii والْحِكَمِ
واصْبِرْ عَلى لاحِقٍ مِنْ فِتْنَةٍ ii وأذَى فِيهِ وفِي الرُّسْلِ ذكرى فاقْتَدِهْ ii بِهِمِ
لَواحِدٌ بِكَ يَهْدِيهِ الإلَهُ ii لَذَا خَيْرٌ غَدًا لكَ مِنْ حُمْرٍ مِن ii النَّعَمِ
واسْلُكْ سَواءَ الصِّراطِ المسْتَقِيمِ ii ولا تَعْدِلْ وقُلْ ربِّيَ الرحمْنُ ii واسْتَقِمِ
الوصية بكتاب الله عز وجل
وَبَالتَّدَبُّرِ والتّرتِيلِ فَاتْلُ ii كِتا بَ اللهِ لاسِيَّما في حِنْدسِ ii الظُّلَمِ
حَكِّمْ بَراهِينَهُ واعْمَلْ ii بِمُحْكَمِهِ حِلًّا وحَظْرًا ومَا قدْ حَدَّهُ ii أقِمِ
واطْلُبْ مَعانِيهِ بالنَّقْلِ الصّريحِ ii ولا تَخُضْ بِرَأيِكَ واحْذَرْ بَطْشَ ii مُنْتَقِمِ
فمَا عَلِمْتَ بِمَحْضِ النَّقْلِ مِنْهُ ii فَقُلْ وَكِلْ إلَى اللهِ مَعْنى كلِّ ii مُنْبَهِمِ
ثُمّ الْمِرَا فيه كُفْرٌ فاحْذَرَنْهُ ii ولا يَسْتَهْوِيَنَّكَ أقوامٌ ii بِزَيْغِهِمِ
وعنْ مَناهِيهِ كُنْ يا صاحِ مُنْزَجِرًا والأمْرُ منهُ بلا تِردادِ ii فالْتَزِمِ
وما تَشابَهَ فَوِّضْ لِلإلهَ ii وَلا تَخُضْ فَخَوْضُكَ فيه مُوجِبُ ii النِّقَمِ
ولا تُطِعْ قولَ ذي زيْغٍ ii يُزَخْرِفُهُ مِنْ كُلِّ مُبْتَدِعٍ في الدين ii مُتَّهَمِ
حَيْرانَ ضلَّ عنِ الحقِّ الْمُبينِ ii فلا يَنْفَكُّ مُنْحَرِفًا مُعْوَجّ لَمْ ii يَقُمِ
هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ ii يَقْرَؤُهُ كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ ii بالكَلِمِ
هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ ii الْ ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى ii لَمُعْتَصِمِ
هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ َتَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ ii مُنْبَهِمِ
هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ ii عَمِي
هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن ii سَقَمِ
لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ ii عَمِلُوا بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ ii حِكَمِ
أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو ii عَمًى لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ ii عُمِي
فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ ii لَهُ خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ ii والنِّعَمِ
كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ ii إلَى دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ ii والألَمِ
وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ ii أنَّهُما ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ ii الغَمَمِ
وأنَّه فِي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ
والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ ii ويُلْبِسُهُ تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ
يُقالُ إِقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ ii الْ جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ ii النَّعِمِ
وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ ii كُسِيَتْ لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ ii تَقُمِ
قالَا بِماذا كُسِيناهَا فقيلَ ii بِما أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي ii النِّعَمِ
كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ ii مُعْجِزَةً دامَتْ لَدَيْنَا دومًا غيْرَ مُنْصَرِمِ
لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا ii غِيَرٌ وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ
مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ
فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ ii نَبَأٍ عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن ii الأمَمِ
فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ ii بِهِ وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ ii إرَمِ
وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ ii هلْ تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ ii مُنْفَصِمِ
أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ ii لَهُ أمْ بابُ هلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ ii يَلُمِ
أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن ii هِدايَتِهِ جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ ii نُظُمِ
أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ ii عِبَرٌ وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي ii صَمَمِ
لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ ii لِتَسْمَعَهُ إنْ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم ii لِقَوْمِهِمِ
اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن ii عِبَرٍ ومِن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن ii حِكَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ ii بلاغَتُهُ وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ ii والعَجَمِ
كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي ii مُعارَضَةً فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ ii والرَّغَمِ
هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما ii قَصَدُوا وما تَمَنَّوْا لَقَدْ بَاؤُوا ii بِذُلِّهِمِ
خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ ii وُجُوهُهُمُ زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ ii القِيَمِ
كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ ii وهُمْ أهلُ البلاغةِ بينَ الخَلْقِ ii كُلِّهِمِ
بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ ii واحدةٍ فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ ii يُرَمِ
الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ ii اجْتمعوا بِمِثْلِهِ ولَوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ
أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ ii قائِلُهُ سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له ii وسَمِي
مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا ii تَصَوَّرَهُ نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ
بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ ii الفَهِمِ
واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ ii شاهِدَةٌ والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ ii والعَجَمِ
************************
الوصية بالسنة
ارْوِ الْحَدِيثَ ولازِم أهْلَهُ فهُمُ ii الْ ناجُونَ نَصًّا صريحًا للرّسولِ ii نُمِي
سامِتْ مَنابِرَهُمْ واحْمِلْ ii محابِرَهُمْ والْزَمْ أكابِرَهُم في كلِّ ii مُزْدَحَمِ
اسْلُكْ مَنارَهُمُو والْزَمْ ii شِعارَهُمُ واحْطُطُ رَحْلَكَ إنْ تَنْزِلْ ii بِسُوحِهِمِ
همُ العُدولُ لِحَمْلِ العِلمِ كَيْفَ ii وَهُمْ أُولُو المكارِمِ والأخْلاقِ ii والشِّيَمِ
همُ الأفاضِلُ حازُوا خَيْرَ ii مَنْقَبَةٍ همُ الأُولَى بِهمُ الدِّينُ الْحَنيفُ ii حُمِي
همُ الْجهابِذَةُ الأعْلامُ ii تعرِفُهُمْ بينَ الأنامِ بِسيمَاهُمْ ii وَوَسْمِهِمِ
همْ ناصِرُو الدِّينِ والْحامُونَ ii حَوْزَتَهُ مِنَ العَدُوِّ بِجيشٍ غيرِ ii مُنْهَزِمِ
همُ البُدورُ ولكنْ لا أُفُولَ ii لَهُمْ بلِ الشُّموسُ وقد فاقُوا ii بِنُورِهِمِ
لَهُمْ مَقامٌ رَفيعٌ ليْسَ ii يُدْرِكُهُ مِنَ العِبادِ سِوَى السَّاعِي ii كَسَعْيِهِمِ
أبْلِغْ بِحُجَّتِهِمْ أرْجِحْ ii بِكِفَّتِهِمْ في الفَضْلِ إنْ قِسْتَهُمْ وَزْنًا ii بِغَيْرِهِمِ
كفاهُمُو شَرَفًا أنْ أصبحُوا ii خَلَفًا لسَيِّدِ الحُنَفَا في دينِهِ القِيَمِ
يُحْيُونَ سُنَّتَهُ مِنْ بَعْدِهِ ii فَلَهُمْ أوْلَى بهِ مِنْ جَميعِ الخَلْقِ ii كُلِّهِمِ
يَرْوُونَ عنهُ أحادِيثَ الشريعةِ لا يَأْلُونَ حِفْظًا لَها بالصَّدْرِ ii والقَلَمِ
يَنْفُونَ عنها انْتِحَالَ الْمُبْطِلينَ ii وتَحْ ريفَ الغُلاةِ وتَأْويلَ الغَوِيْ ii اللَّئِمِ
أدَّوا مَقالَتَهُ نُصْحًا ii لأمَّتِهِ صانَوْا رِوايَتَها عنْ كُلِّ ii مُتَّهَمِ
لَمْ يُلْهِهِمْ قطُّ مِن مالٍ ولا ii خَوَلٍ ولا ابْتِياعٍ ولا حَرْثٍ ولا نَعَمِ
هَذا هُو الْمَجدُ لا مُلْكٌ ولا ii نَسَبٌ كَلَّا ولا الْجمعُ لِلأموالِ ii والْخَدَمِ
فكُلُّ مَجْدٍ وَضِيعٍ عِند ii مَجْدِهِمُو وكلُّ مُلْكٍ فَخُدَّامٌ ii لِمُلْكِهِمِ
والأمْنُ والنُّورُ والفَوْزُ العظيمُ ii لَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ والبُشرَى ii لِحِزْبِهِمِ
فإنْ أرَدْتَ رُقِيًّا نَحوَ ii رُتْبَتِهِمِ ورُمْتَ مَجْدًا رفِيعًا مِثْلَ مَجْدِهِمِ
فاعْمَدْ إلَى سُلَّمِ التقوَى الذِي ii نَصَبُوا واصْعَدْ بِعَزْمٍٍ وَجُدَّ مِثْلَ ii جِدِّهِمِ
واعْكُفْ عَلى السُّنَّةِ الْمُثْلى كَما عَكَفُوا حِفْظًا معَ الكَشْفِ عن تَفْسِيرِها ii وَدُمِ
واقْرَأْ كِتابًا يُفِيدُ الاصْطِلاحُ ii بِهِ تَدْرِي الصَّحيحَ مِن الموْصوفِ ii بالسَّقَمِ
فهْيَ الْمَحَجَّةُ فاسْلُكْ غيرَ ii مُنْحَرِفٍ وهيَ الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحاءُ ii فاعْتَصِمِ
وَحْيٌ مِنَ اللهِ كالقُرْآنِ ii شاهِدُهُ في سورةِ النَّجْمِ فاحْفَظْ ولا ii تَهِمِ
خيرُ الكلامِ ومِنْ خيرِ الأنامِ ii بَدَا مِن خيرِ قَلْبٍ بهِ قدْ فاهَ خيرُ فمِ
وهيَ البيانُ لأسْرارِ الكتابِ ii فبِالْ إعْراضِ عنْ حُكْمِها كُنْ غَيرَ ii مُتَّسِمِ
حَكِّمْ نَبِيَّكَ وانْقَدْ وارْضَ ii سُنَّتَهُ مَعَ اليَقينِ وحَوْلَ الشَّكِّ لا ii تَحُمِ
واعْضُضْ عَلَيها وجانِبْ كلَّ ii مُحْدَثَةٍ وقُلْ لِذِي بِدْعَةٍ يَدْعُوكَ لا ii نَعَمِ
فمَا لِذِي ريبَةٍ في نفسِهِ ii حَرَجٌ مِمَّا قَضَى قطُّ في الأَيْمانِ مِنْ قَسَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
(فَلا وَرَبِّكَ) أقْوَى زاجِرًا لأُوْلِي ii الْ ألْبابِ والْمُلْحِدُ الزِّنْدِيقُ في ii صَمَمِ
************************
في الفرائض
والآلةِ والتَّحْذيرِ منَ العُلومِ المُبْتدَعَةِ
وبالفرائضِ نصف العِلْمِ فَاعْنَ ii كَما أوْصَى الإلهُ وخيرُ الرسْلِ كُلِّهِمِ
مِن فضْلِها أن تَوَلَّى اللهُ ii قِسْمَتَها ولَمْ يَكِلْها إلى عُرْبٍ ولا ii عَجَمِ
(يُوصيكُمُ اللهُ) مِنْ بَعْدِها ii اتَّصَلَتْ وفي الكَلالَةِ أُخْرَى فَادْنُ ii واغْتَنِمِ
وخُذْ إذا شِئتَ ما قدْ تَستَعِينُ بِهِ مِنْ آلةٍ تَلْفَها حَلًّا ii لِمُنْبَهِمِ
كالنَّحْوِ والصَّرْفِ والتّجْويدِ معْ ii لُغَةٍ يُدْرَى بِها حَلَّ ما يَخْفى مِنَ ii الكَلِمِ
واحْذَرْ قوانينَ أرْبابِ الكَلامِ ii فمَا بِها مِنَ العِلْمِ غيرُ الشَّكِّ والتُّهَمِ
قامُوسُ فَلْسَفَةٍ مِفْتاحُ ii زنْدَقَةٍ كمْ منْ مُلِمٍّ بهِ قدْ باءَ ii بالنَّدَمِ
رامُوا بِها عَزْلَ حُكْمِ اللهِ ii واقْتَرَحُوا لِلْحَقِّ رَدًّا وإنْقاذًا لِحُكْمِهِمِ
يَرَوْكَ إنْ تَزِنِ الوَحْيَيْنِ ii مُجْتَرِئًا عَليهما بِعُقُولِ الْمُغْفلِ ii العَجَمِ
وأنْ تُحَكِّمَها فِي كُلِّ ii مُشْتَجَرٍ إذْ لَيْسَ فِي الوَحْيِ مِن حُكْمٍ لِمُحْتَكِمِ
أمّا الكِتابُ فحَرِّفْ عَنْ ii مَواضِعِهِ إذْ ليْسَ يُعْجِزُكَ التَّحْريفُ ii لِلْكَلِمِ
كذا الأحادِيثُ آحادٌ وليْس ii بِها بُرْهانُ حقٍّ ولا فصْلٌ ii لِمُخْتَصِمِ
وقَدْ أبَى اللهُ إلا نَصْرَ ما ii خَذَلُوا وكَسْرَ ما نَصَرُوا مِنْهُمْ عَلى ii رَغَمِ
كَذا الكَهانَةُ والتَّنْجِيمُ ii إنَّهُمَا كُفْرانِ قَدْ عَبَثَا بالناسِ مِنْ ii قِدَمِ
إسنادُهَا حِزْبُ إبْليسَ اللَّعينِ كَمَا مُتُونُها أكْذَبُ الْمَنْقولِ مِنْ ii كَلِمِ
مَا لِلتُّرابِ وما لِلْغَيْبِ ii يُدْرِكُهُ مَا لِلتَّصَرُّفِ والمخْلوقُ مِنْ ii عَدَمِ
لوْ كانتِ الْجِنُّ تَدْرِي الغَيْبَ ما لَبِثَتْ دَهْرًا تُعالِجُ أصنافًا مِنَ ii الأَلَمِ
أمَّا النُّجُومُ فَزَيْنٌ لِلسَّمَا ii ورُجُو مًا للشَّياطِينِ طَرْدًا ii لاسْتِمَاعِهِمِ
كما بِها يَهْتَدِي السَّارِي ii لِوِجْهَتِهِ في البَرِّ والبَحْرِ حيثُ السيْرُ فِي ii الظُّلَمِ
والنَّيِّرَيْنِ بِحُسْبَانٍ وذلكَ ii تَقْ دِيرُ العَزيزِ العَلِيمِ الْمُسْبِغِ ii النِّعَمِ
فمَنْ تَأَوَّلَ فيها غيْرَ ذاكَ ii قَفَا ما ليْسَ يَعْلَمُهُ فَهو الكَذُوبُ ii سَمِ
كَالْمُقْتَفِينَ لِعُبَّادِ الْهَياكِلِ ii فِي عَزْوِ التَّصَرُّفِ والتأثِيرِ للنُّجُمِ
والكاتِبِينَ نِظامًا في عِبادَتِها عَقْدًا وكَيْفًا وتَوْقِيتًا ii لِنُسْكِهِمِ
فَذَا سُعُودٌ وذَا نَحْسٌ ii وطَلْسَمُهُ كَذَا وناسِبُهُ ذا كمْ ii بِخَرْصِهِمِ
واحْذَرْ مَجَلّاتِ سُوءٍ في الْمَلَا ii نُشِرَتْ تَدعُو جِهارًا إلى نَشْرِ البَلَا بِهِمِ
تَدْعُو لِنَبْذِ الْهُدَى والدِّينِ أجْمَعِهِ والعِلْمِ بلْ كلِّ عَقْلٍ كامِلٍ ii سَلَمِ
ولِلرُّكُونِ إلى الدنْيا ii وزُخْرُفِها والرَّتْعِ كالحيَوانِ السّائِمِ ii البُهُمِ
ولِلتَّهَتُّكِ جَهْرًا والخَلاعَةِ ii معْ نَبْذِ الْمُروءَةِ والأخْلاقِ مِنْ ii عَدَمِ
والاعْتِمادِ عَلى الأسْبابِ مُطْلَقِها دُونَ الْمُسَبِّبِ والإخلاقِ مِنْ ii عَدَمِ
والكُفْرِ باللهِ والأمْلاكِ معْ رُسُلٍ والوَحْيِ معْ قَدَرٍ والبَعْثِ ii لِلرِّمَمِ
وَلِاعْتِناقِ الطَّبيعيَّاتِ ليْسَ ii لَها مُدَبِّرٌ فاعِلٌ ما شاءَ لَمْ ii يَضِمِ
قامَتْ لَدَيْهِمْ بِلا قَيُّومٍ ii اْبدَعَها مُسَخَّراتِ لِغاياتٍ مِنَ ii الْحِكَمِ
سَمَّوْهُ مَدْحًا لهُ العِلْمَ الْجدِيدَ بَلِ ii الْ كُفْر القَدِيم ومِنْهُ القَوْلُ ii بالقِدَمِ
تَقَسَّمُوهُ الْمَلاحِيدُ الطُّغاةُ عَلى سَهْمٍ وأكثَرَ لا أهْلًا بِِذِي ii القِسَمِ
وكُلَّما مَرَّ قَرْنٌ أوْ قُرُونٌ ii اْتَوْا بِهِ عَلى صُورَةٍ أُخْرَى ii لِخُبْثِهِمِ
بَعْضُ الْخَبيثُ عَلى بَعْضٍ ii سَيَرْكُمُهُ رَبِّي وَيَجْعَلُهُ في النارِ ii للضَّرَمِ
واعْجَبْ لِعُدْوانِ قَوْمٍ حاوَلُوا ii سَفَهًا أنْ يَجْمَعُوهُ إلى الإسْلامِ فِي ii كَمَمِ
كالنّارِ في الماءِ أو طُهْرٍ عَلى ii حَدَثٍ في وقتِهِ أوْ إِخاءِ الذِّئْبِ ii والغَنَمِ
************************
خاتمة في تحصيلِ ثَمَرَاتِ العِلْمِ النافِعَةِ
(يُتْبَعُ)
(/)
واجْتِناءِ قُطوفِهِ الدَّانِيَةِ اليانِعَة
وَحَاصِلُ العِلْم ما أُمْلِي الصِّفَاتِ ii لَهُ فَأَصْغِ سَمْعَكَ واسْنَتْصِتْ إلَى ii كَلِمِي
وَذَاكَ لَا حِفْظَكَ الفُتْيَا ii بِأحْرُفِهَا وَلَا بِتَسْوِيدِكَ الْأَوْرَاقَ ii بِالْحُمَمِ
وَلَا تَصَدُّر صَدْرَ الْجَمْع ii مُحْتَبِيًا تُمْلِيهِ لَمْ تَفْقَهِ الْمَعْنِيَّ بالكَلِمِ
ولا العِمَامَة إذْ تُرخَى ii ذُؤابَتُها تَصَنُّعًا وخِضاب الشيْبِ ii بالْكَتَمِ
ولا بِقَوْلكَِ يعني دائبًا ii ونَعَمْ كَلا ولا حَمْلكَ الأسْفارَ ii كالْبُهُمِ
ولا بِحَمْلِ شهاداتٍ ii مُبَهْرَجَةٍ بِزُخْرُفِ القَوْلِ مِن نَثْرٍ ii ومُنْتَظِمِ
بلْ خَشْيَة اللهِ في سِرٍّ وفِي ii عَلَنٍ فاعْلَمْ هيَ العِلْمُ كلَّ العِلْمِ ii فالْتَزِمِ
فَلْتعْرِف اللهَ ولْتَذْكُرْ ii تَصَرُّفَهُ ومَا عَلى عِلْمِهِ قد خَطَّ ii بالقَلَمِ
وحَقَّهُ اعْرِفْ وقُمْ حَقًّا ii بِمُوجبِهِ ومَنْهَجَ الْحَقِّ فَاسْلُكْ عَنْهُ غَيْرَ عَمِي
أشْقَى وأسْعَدَ مُخْتَارًا أضَلَّ ii هَدَى أدْنى وأبْعَدَ عَدْلا مِنْهُ فِي القسَمِ
أوْحَى وأرْسل وصَّى آمِرا ii ونَهَى أَحَلَّ حَرَّمَ شَرْعًا كَامِلَ الْحِكَمِ
يُحِبُّ الِاحْسَانَ والعِصْيانَ ii يَكْرَهُهُ والْبِرَّ يَرْضاهُ معْ سُخْطٍ لِحُرْمِهِمِ
بِمُقْتَضَى دِينِ فِي الدّارَيْنِ ii مُطَّرِدٍ لا ظُلْمَ يَخْشَى ولا خَيْرٌ بِمُنْهَضِمِ
فاعْمَلْ عَلى وَجَلٍ وادْأَبْ إلَى ii أجَلٍ واعْزِلْ عن اللهِ سُوءَ الظنِّ والتُّهَمِ
للشَّرْعِ فانْقَدْ وسَلِّمْ لِلقَضَاءِ ii ولَا تُخَاصِمَنَّ بِه كالْمُلْحِدِ الْخَصِمِ
وبالْمَقادِيرِ كُنْ عَبْدًا ii لِمَالِكِهِ وعابِدًا مُخْلِصًا فِي شَرْعِهِ القِيَمِ
إيَّاهُ فاعْبُدْ وإيَّاهُ اسْتَعِنْ فَبِذَا تَصِلْ إليْهِ وإلا حُرْتَ فِي الظُّلَمِ
وخُذْ بالَاسْبابِ واسْتَوْهِبْ ii مُسَبِّبَها وثِقْ بِهِ دُونَها تُفْلِحْ ولَمْ تُضَمِ
بالشَّرْعِ زِنْ كُلَّ أمْرٍ ما هَمَمْتَ ii بِهِ فإنْ بَدَا صالِحًا أقْدِمْ ولا تَجِمِ
أخْلِصْهُ واصْدُقْ أصِبْ واهْضِمْ فَذِي شُرِطَتْ فِي صالِحِ السَّعْيِ أوْ فِي طَيِّبِ الكَلِمِ
أخْلِصْهُ للهِ واصْدُقْ عازِمًا ii وأصِبْ صِرَاطَهُ واهْضِمَنَّ النّفْسَ تَنْهَضِمِ
لا تُعْجَبَنَّ بِهِ يُحبَطُ ولا ii تَرَهُ في جانبِ الذنْبِ والتقْصِيرِ والنِّعَمِ
وحيثُ كانَ مِن النّهْيِ اجْتَنِبْهُ ii وإنْ زَلَلْتَ تُبْ منهُ واسْتَغْفِرْ معَ النَّدَمِ
وَأَوْقِفِ النفْسَ عندَ الأمرِ هلْ فَعَلَتْ والنّهْيِ هلْ نَزَعَتْ عن موجِبِ النّقَمِ
فإنْ زَكَتْ فاحْمَدِ الْمَوْلَى ii مُطَهِّرَها ونِعْمَةَ اللهِ بالشُّكْرانِ فاسْتَدِمِ
وإنْ عَصَتْ فاعْصِها واعْلَمْ ii عَدَاوَتَها وحَذِّرَنْها وُرُودَ الْمَوْرِدَ الوَخِمِ
وانْظُرْ مَخازِي الْمُسِيئينَ التي ii أُخَذُوا بِها وحَاذِرْ ذُنوبًا مِن عِقابِهِمِ
والْزَمْ صِفاتِ أولِي التّقوَى الذينَ ii بِها عَلَيْهم اللهُ أثْنَى واقْتَدِهْ بِهِمِ
واقْنُتْ وبينَ الرَّجَا والْخَوْفِ قُمْ ii أبَدًا تَخْشَى الذنُوبَ وتَرْجُو عَفْوَ ذَي الكَرَمِ
فالخوفُ ما أوْرَثَ التقوَى وحَثَّ ii عَلى مَرْضاةِ رَبِّي وهَجْرِ الإِثْمِ والأَثَمِ
كَذا الرَّجَا ما عَلى هذا يحِثُّ ii لِتَصْ دِيقٍ بِمَوْعودِ رَبِّي بالْجَزَا العَظِمِ
والْخَوْفُ إنْ زادَ أفْضَى لِلْقُنُوطِ ii كَمَا يُفْضِي الرَّجاءُ لأَمْنِ الْمَكْرِ والنِّقَمِ
فَلا تُفَرِّطْ ولا تُفْرِطْ وكُنْ ii وَسَطًا وَمِثْلَ مَا أمَرَ الرَّحْمَنُ فاسْتَقِمِ
سَدِّدْ وقارِبْ وأَبْشِرْ واسْتَعِنْ ii بِغُدوْ وٍ والرّواحِ وأَدْلِجْ قاصِدًا ودُمِ
فمِثْل ما خَانَتِ الكسْلانَ ii هِمَّتُهُ فَطَالَمَا حُرِمَ الْمُنْبَتُّ بالسَّأَمِ
ودُمْ عَلى البَاقِياتِ الصَّالِحاتِ ii وحَوْ قِلَنْ واسْأَلِ اللهَ رِزْقًا حُسْنَ مُخْتَتَمِ
واضْرَعْ إلى اللهِ في التَّوْفِيقِ ii مُبْتَهِلًا فَهو الْمُجِيبُ وأهْلُ الْمَنِّ والْكَرَمِ
يا رَبِّ يا حيُّ يا قيومُ ii مَغْفِرَةً لِمَا جَنَيْتُ مِنَ العِصْيانِ واللَّمَمِ
وامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا يُرْضيكَ واقْضِهِ ii لِي مِنِ اعْتِقادٍ ومِنْ فِعْلٍ ومِنْ كَلِمِ
وأَعْلِ دينَكَ وانْصُرْ ناصِريهِ ii كَمَا وَعَدْتَهُمْ ربَّنا فِي أصْدَقِ الكَلِمِ
واقسِمْ بِبَأْسِكَ رَبِّي حِزْبَ ii خاذِلِهِ ورُدَّ كَيْدَ الأعادِي فِي نُحُورِهِمِ
واشْدُدْ عَليْهِمْ بِزِلْزَالٍ ii ودَمْدَمَةٍ كمَا فَعَلْتَ بأهْلِ الْحِجْرِ فِي القِدَمِ
واجْعَلْهُمُو رَبَّنا لِلْخَلْقِ مَوْعِظَةً وعِبْرَةً يا شَديدَ البَطْشِ والنِّقَمِ
ثم الصَّلاةُ عَلى الْمَعْصومِ مِنْ ii خَطَأٍ مُحَمَّدٍ خَيْرِ رُسْلِِ اللهِ كُلِّهِمِ
والآلِ والصَّحْبِ ثمَّ التابعينَ ii لَهُمْ وتَمَّ نَظْمِي بِحَمْدِ اللهِ ذِي النِّعَمِ
ملحوظة: هذه المنظومة يوصي الشيخ عبد الكريم بحفظها(/)
ماذا يقصد امير الشعراء بهذه الأبيات وهل أخطأ ام أصاب
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[10 - Apr-2008, صباحاً 07:21]ـ
السلام عليكم
فى رائعته الهمزية النبوية (وُلد الهدى) يقول أمير الشعراء رحمه الله
بك ياابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
بُنيت على التوحيد وهى حقيقة نادى بها سقراط والقدماء
ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادى النيل والعرفاء
إيزيس ذات الملك حين توحدت أخذت قوام امورها الاشياء
قلت
هو يمدح الشريعة الغراء وكيف بنيت على التوحيد وهذه حقيقة ولكن الاشكالية فى زعمه ان سقراط وقدامى فلاسفة اليونان بل وكهان وادى النيل وايزيس كانوا من الدعاة للتوحيد ومن المعلوم ان الفراعنة تعددت آلهتم المزعومة كالشمس وآمون وعجل ابيس ونحو ذلك وماكان سقراط واخوانه موحدين
وسؤالى
الم ينبه احد ويعقب على هذه الابيات مبينا خطأ امير الشعراء؟
وان لم يكن مخطئا والعيب فى فهمى القاصر فمامعنى هذه الابيات
بارك الله فيكم
ـ[باسل العلي]ــــــــ[15 - Apr-2008, مساء 08:48]ـ
هو خطأ يا أخي الكريم .. لَقِفَهُ شوقي من دهاقين الأدب الشائه الذي عَلِقَ غبارُه بسنِّ كلِّ كاتبٍ في تلك الأيام- إلا مَن رحم الله تعالى، وهو أدب قائمٌ أصالةً على تمجيد التراث المغرق في المجهول، المحتجب خلفَ سدول الأساطير .. ويزعمون أن ديانة الفراعين كانت قائمة على توحيد الإله آمون .. وهذا غريب!
ومعلومٌ من كلام أئمة العلم ما كانت اليونان عليه من الوثنية وتعدد الآلهة والغرق في الشهوات ... ولم يكن شوقي -رحمه الله وعفا عنه- من المتحققين بعقيدة أهل السنة والجماعة .. وكثير من الأدباء التوت أقلامهم في هذا الميدان فجاء كلامهم مترنحا يميد من حُمَيّا البدعة .. !
والله المستعان
وجزاكم الله خيرا وعفا الله عن شوقي، وأماتنا على الإسلام والسنة ...
ـ[اهل العلم أدلاء]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 12:33]ـ
شوقي من الناحية الدينية متقلب لأنه عاش في قصر الخديو سنوات عديدة فعلي الرغم من مدحه للرسول نجده يقول في أبياته رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق فهو يتحدث عن الخمر بصورة تدل علي حبه لها، و لذا يتضح بالفعل أنه من الناحية الدينية متقلب وقوله أيضا حف كأسها الحبب فهي فضة ذهب
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 12:41]ـ
شوقي من الناحية الدينية متقلب لأنه عاش في قصر الخديو سنوات عديدة فعلي الرغم من مدحه للرسول نجده يقول في أبياته رمضان ولي هاتها يا ساقي مشتاقة تسعي إلي مشتاق فهو يتحدث عن الخمر بصورة تدل علي حبه لها، و لذا يتضح بالفعل أنه من الناحية الدينية متقلب وقوله أيضا حف كأسها الحبب فهي فضة ذهب
أظن - والله أعلم - أنه ما ينبغي توسيع الدائرة، السؤال كان عن شيء محدد.
ـ[المسكين السفي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 02:04]ـ
أظن - والله أعلم - أنه ما ينبغي توسيع الدائرة، السؤال كان عن شيء محدد.
كيف تنهانا عن الخروج من الدائرة ونحن لم نخرج منها
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[13 - Oct-2010, مساء 02:40]ـ
توسيع الدائرة غير الخروج منها ... بارك الله فيك.
توسيع الدائرة يكون بإطالة قُطرِها، فيطول بالتالي محيطها (ابتسامة).
أما الخروج منها فلا علاقة له بإطالة محيطها، وإنما - فقط - أن يكون الشيء خارج المحيط.:)
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[15 - Oct-2010, صباحاً 02:18]ـ
أخي المصري السلفي بارك الله فيك:
أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه!! .. و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق!!، الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع، أو فاضح شامت .. فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ ..
فهو لم يوظف تلك الأعلام التّاريخية في شعره، ليتبجّح بمعرفة أسمائها اليونانية والمصرية القديمة، ويزهو بإغرابها على أدباء العربية، العارين من معرفة الآداب الأجنبية ..
لم يوظفها إلا بعد معرفته بمذاهبها و مقالاتها .. فالرجلُ لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة .. ، يورد منه في شعره ليخبط خبط عشواء، و يُذبح بدون سكين!!
//////
(يُتْبَعُ)
(/)
فسُقراط (ومعه القدماء: كأفلاطون-تلميذ سقراط- و أرسطوطاليس-تلميذ أفلاطون-) الذي ذكر عنه أنه نادى بحقيقة التوحيد؛ يذكره المتكلّمون والمؤلّفون في الملل والنحل ضمن: "الفلاسفة الإلهيين"، و يُسمون أيضا: "الفلاسفة الموحدون" أو "دُعاةالتوحيد" لأنهم أثبتوا في الجملة أن للكون مبدعا و خالقا واحدا، ويصفونه بأنه عالم، قادر .. فهم من هذه الحيثية من دعاة التّوحيد إجمالا.وإن غلطوا في التّفصيل: كقولهم إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات .. أو قولهم إن الأجساد لا تحشر و العقاب و الثواب روحاني لا جسماني .. و قولهم بقدم العالم و أزليته ..
و يقابلهم في قضية الإلاهية (إثبات الصانع و ألوهيته) صنفان من الفلاسفة و هما:
- الدّهريون الذين جحدوا الصّانع المدبر و زعموا أن العالم قديم لم يزل موجودا بنفسه و بلا صانع ..
و- الطبيعيون: وهؤلاء و إن اعترفوا بفاطر حكيم إلا أنهم جحدوا البعث و المعاد .. وأنكروا الآخرة و الجنة و النار و العقاب و الثواب ..
و اعلم أن كل هؤلاء الأصناف الثلاثة يشملهم الكفر .. و إن كان الصنف الأول منهم أقرب إلى الدين الإسلامي .. كما قرب منه أهل الكتاب بمقارنتهم مع المجوس.
//////
بعد هذا التمهيد الموجز عن أصناف الفلاسفة و مقالتهم أظنك لا تستوحش قول شوقي:
بك ياابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
بُنيت على التوحيد وهى حقيقة نادى بها سقراط والقدماء
و لا أظنك -وأنت العارف بمذاهب الشعر و أساليبه- أن تنقد قوله السابق بتوحيد الرسل و الأنبياء.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم كلام جميل في سقراط و أتباعه المتفلسفين الباحثين عن الحكمة و الحقيقة .. وأنه كان في عصر لقمان، و تلقف منه بعض الحكمة .. لكن خلطها بحكمته و لو اقتصر على الحكمة التي جاءت بها الأنبياء و الرسل لأغناهم عما أتعبوا فيه أنفسهم و عقولهم من البحث عن الحكمة .. (أظنه في "إغاثة اللهفان" لابن القيم -فليراجع)
أما قوله:
ومشى على وجه الزمان بنورها كهان وادى النيل والعرفاء
إيزيس ذات الملك حين توحدت أخذت قوام امورها الاشياء
فلعل شاعر الألوكة: القارئ المليجي يجيبك عنهما فإني لا أدري ما "إزيسا" و لم أسمع بـ"كهان وادي النيل" و"العرفاء" .. فهو شاعر و مهندس من بلاد النيل:)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 05:31]ـ
أخي المصري السلفي بارك الله فيك:
أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه!! .. و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق!!، الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع، أو فاضح شامت .. فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ ..
فهو لم يوظف تلك الأعلام التّاريخية في شعره، ليتبجّح بمعرفة أسمائها اليونانية والمصرية القديمة، ويزهو بإغرابها على أدباء العربية، العارين من معرفة الآداب الأجنبية ..
لم يوظفها إلا بعد معرفته بمذاهبها و مقالاتها .. فالرجلُ لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة .. ، يورد منه في شعره ليخبط خبط عشواء، و يُذبح بدون سكين!!
أجدني مخالفاً لك أخي أبا عبد الإله ,
إذ أن شوقي -أمير شعراء عصره- وقع في شعره ما هو أعظم من هذا , مما لا يحمل محملاً غير الشرك , والاستهانة ببعض المصطلحات الدينية!
وقد فحصتُ عن شعره مرات وكرات عديدة , وأنا من المولعين بما قرضه , ولكن هذا , وفضله , وأدبه , وإمارته للشعر كلها كانت بمناظير أدبية بحتة , لم يدّع المنصبون له أنه من أعلم أهل عصره فلسفة وديانة , ولم تقع عيني على أديب في العصر الحديث سلم من هذه الترهات , حتى ممن يدعون بالإسلاميين , إلا من رحم ربك! وجلهم على جهل بتطبيق علوم الشريعة؛ لأن كثيراً منهم أخذها من أبواق الكتب الصامتة , ولم يعِ ما فيها حق الوعي!
والأمثلة على مقولتي أكثر من أن تحصى ...
بقي أن أعرض عليك جملة من أبيات شوقي , لتنظر فيها وتعلم أن هذا الذي جرى عليه هنا هو ديدن له , فدونك بعضها:
في المهد يستسقى الحيا برجائه:: وبقصده تستدفع البأساء
-
ورثى أحدهم فقال:
طفنا بقبرك, واستلمنا جندلاً:: كالركن أزكى, والحطيم مطهّراً
بين التشرف والخشوع, كأنما:: نستقبل الحرم الشريف منوّرا
لو أنصفوك جنادلاً وصفائحاً:: جعلوك بالذكر الحكيم مسوّرا
الموت قبلك في البرية لم يهب:: طه الأمين, ولا يسوع الخيّرا
-
وقال:
وجه الكنانة ليس يغضب ربكم أن تجعلوه كوجهه معبوداً
-
وقال:
يا أيها الدمع الوفي بدارِ:: نقضي حقوق الرفقة الأخيار
ما ذا رأيت من الحجاب وعسره:: فدعوتنا لترفّقٍ ويسارِ
رأي بدا لك لم تجده مخالفاً:: ما في الكتاب وسنّة المختارِ
إن الحجاب سماحة ويسارة:: لولا وحوشٌ في الرجال ضواري
جهلوا حقيقته وحكمة حُكْمِهِ:: فتجاوزوه إلى أذىً وضرار
والناظر بميزان الشرع يدرك جهل أمير الشعراء بالثقافة الشرعية , وهو يخبط خبط عشواء , ويذبح بغير سكين!
والمقام في هذا يطول , ولكن حسبي هذا , وكفى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[15 - Oct-2010, مساء 05:43]ـ
وللاستزادة أخي المصري السلفي ,
إقرأ كلا من الكتب التالية:
1. الكافي في التحذير من مضلات القوافي (وهو في الرد على أمير الشعراء) , للشيخ الزاهد: عبد الكريم بن صالح الحميد.
2. شعر شوقي , بين التدين والمجون , لمحمد بن عبد الرحمن الربيع.
3. التدين والمجون في شعر شوقي , لعائض الردادي.
4. الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر , للدكتور: محمد محمد حسين.
5. ولي بحث بعنوان: النظرة الفكرية الفنية في أدب "أحمد شوقي" سأحاول تزويدك به لاحقاً إن شاء الله.
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[16 - Oct-2010, صباحاً 01:33]ـ
والناظر بميزان الشرع يدرك جهل أمير الشعراء بالثقافة الشرعية , وهو يخبط خبط عشواء , ويذبح بغير سكين!
لو كان الشّعر يُوزن بميزان الشّرع، ويُنتقدُ بالكتابِ والسّنة و الإجماع و ... ومذهب السّلف ما سَلَكْنَا في عقده شاعراً واحداً .. لا أستثني إلا شعراء الرسول (ص) ..
فالعجبُ ممن يقصد إلى شعرٍ فيخطّئَ صاحبَه (شعريا-أدبيا) لأنه تغنى بمحاسن امرأة أجنبية، أو تشبّب بجارته التي لا تحل له، أو تعلّق بغلام أمرد صبوح الوجه .. أو وصف الخمرة وأثنى عليها .. أو ذهب إلى قبر و تبرك به .. أو غلا في مدح الرسول (ص) .. أو كره من المرأة احتجابها فذمّ الحجاب و نادى بالسّفور .. أو .. أو ..
فيتعقبه قائلا هذا لا يجوز شرعا .. و النظر إلى الأجنبية منهي عنه .. و لا يحل شرب الخمر و مدحها .. و القبورية هدمها الدين الإسلامي .. و الحجاب مأمور به في الكتاب و السنة ومن جحده فهو كافر زنديق ..
ليس من مهمّة الناقد الأدبي-في نظري- الحكم على عقيدة الشاعر أو مذهبه في الحياة .. ولا يهمّه إن تزندق أو كفر أو ابتدع أو خالف السّنة و السلف الصالح .. ليس هذا من صناعته و اختصاصه ولو وضع هذا في حسبانه و هو يدرس شعره لظلمه ولم ينصفه ..
هذا الميزان (=الميزان الشرعي و الأخلاقي) يُستعمل-في نظري- في الدّراسات الشرعية (العقدية والفقهية) و يوزن به من تكلّم في الشرع و اندرج في زمرة العلماء الشرعيين .. أما الشعراء الهائمون في كل واد؛ فليسوا من العلماء الشرعيين؛ المتفقهين أوالمتكلمين في العقائد ..
أخطاءُ الشّعر و عيوبه معروفة .. ألّف الناس فيها كتباً و بسطوا القول فيها .. وما رأيتُ أحدهم خطّأ شاعرا لأنه قال:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ * فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ * بِشَقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَوَّلِفتعقبه بقوله الزنا حرام و هو أشد حرمة بالمتزوجة المحصنة .. إنما عابوا عليه ذكره للحبلى و المرضع في سياق شعره .. ولم يولوا ما فيه من البداءة و الفحش .. و أنصفوه عندما قالوا ليس فحاشة المعنى في نفسه مما يزيل جودة الشعر فيه.
//////
هذا .. وكلامنا مع شوقي ليس كلاما في الأخلاق و التّدين و الالتزام .. أو كلاما في مذهبه الأخلاقي وآرائه العقدية و الفلسفية .. إنما هو فيما استشكله أخونا السلفي المصري من قوله أن سقراط نادى بحقيقة التوحيد .. و سقراط كما يقول الأخ مشرك غير موحد؛ فاستشكلَ ذلك و خطّأه في هذا التمثيل .. فأجبته بأن شوقي عارف بمذهب سقراط لا تخفى عليه مقالته .. ثم وجّهت كلامه بما يوافق قصده و يقرره التّاريخ ولا يتناقض مع فهم أخينا السلفي، وهي النكتة التي غفل عنها.
وليس فيما قلته دفاعٌ عن شعره الإباحي، أو المجوني، أو مخالفاته الشرعية أو وقوعه في الشّركيات فوالله لا أحفظ لشوقي إلا أبيات معدودة ولم أقرأ عنه إلا ما قرأته في الصف الثانوي ..
وإني لم أقل عنه أنه كان عالما بالشرع متشبعا بالثقافة الشرعية و إنما ذكرت أنه لم يكن عاريا من علم التاريخ و الفلسفة و الديانات = (أقصد تاريخ الأديان و الديانات القديمة) .. لأنه يوظف هذه العلوم كثيرا في شعره .. مما ينبئ عن تشبعه بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
و اعلم أخي الكريم: أن كاتب هذه الكلمات ليس الشّعر و النقد من بضاعته .. إنما هو تاجر متنقل يجلب البضائع و يمشي في الأسواق .. و إنما علقت ما علقته لأني كنت قديما قرأت أشياء عن الفلاسفة القدماء و قرأت لمن نقدهم كالغزالي و ابن تيمية فعلق بذهني مذهب سقراط و أصحابه .. فلما قرأت استشكال الأخ الفاضل، ذكرت تلك النكتة. فإن أصبت فمن توفيق الله و حسن عونه و إن أخطأت فمن نفسي البعيدة عن نَفَسِ الشعراء و الأدباء.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[17 - Oct-2010, مساء 11:53]ـ
لو كان الشّعر يُوزن بميزان الشّرع، ويُنتقدُ بالكتابِ والسّنة و الإجماع و ... ومذهب السّلف ما سَلَكْنَا في عقده شاعراً واحداً .. لا أستثني إلا شعراء الرسول (ص) ..
فالعجبُ ممن يقصد إلى شعرٍ فيخطّئَ صاحبَه (شعريا-أدبيا) لأنه تغنى بمحاسن امرأة أجنبية، أو تشبّب بجارته التي لا تحل له، أو تعلّق بغلام أمرد صبوح الوجه .. أو وصف الخمرة وأثنى عليها .. أو ذهب إلى قبر و تبرك به .. أو غلا في مدح الرسول (ص) .. أو كره من المرأة احتجابها فذمّ الحجاب و نادى بالسّفور .. أو .. أو ..
فيتعقبه قائلا هذا لا يجوز شرعا .. و النظر إلى الأجنبية منهي عنه .. و لا يحل شرب الخمر و مدحها .. و القبورية هدمها الدين الإسلامي .. و الحجاب مأمور به في الكتاب و السنة ومن جحده فهو كافر زنديق ..
ليس من مهمّة الناقد الأدبي-في نظري- الحكم على عقيدة الشاعر أو مذهبه في الحياة .. ولا يهمّه إن تزندق أو كفر أو ابتدع أو خالف السّنة و السلف الصالح .. ليس هذا من صناعته و اختصاصه ولو وضع هذا في حسبانه و هو يدرس شعره لظلمه ولم ينصفه ..
هذا الميزان (=الميزان الشرعي و الأخلاقي) يُستعمل-في نظري- في الدّراسات الشرعية (العقدية والفقهية) و يوزن به من تكلّم في الشرع و اندرج في زمرة العلماء الشرعيين .. أما الشعراء الهائمون في كل واد؛ فليسوا من العلماء الشرعيين؛ المتفقهين أوالمتكلمين في العقائد ..
أخطاءُ الشّعر و عيوبه معروفة .. ألّف الناس فيها كتباً و بسطوا القول فيها .. وما رأيتُ أحدهم خطّأ شاعرا لأنه قال:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ * فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ * بِشَقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَوَّلِفتعقبه بقوله الزنا حرام و هو أشد حرمة بالمتزوجة المحصنة .. إنما عابوا عليه ذكره للحبلى و المرضع في سياق شعره .. ولم يولوا ما فيه من البداءة و الفحش .. و أنصفوه عندما قالوا ليس فحاشة المعنى في نفسه مما يزيل جودة الشعر فيه.
//////
هذا .. وكلامنا مع شوقي ليس كلاما في الأخلاق و التّدين و الالتزام .. أو كلاما في مذهبه الأخلاقي وآرائه العقدية و الفلسفية .. إنما هو فيما استشكله أخونا السلفي المصري من قوله أن سقراط نادى بحقيقة التوحيد .. و سقراط كما يقول الأخ مشرك غير موحد؛ فاستشكلَ ذلك و خطّأه في هذا التمثيل .. فأجبته بأن شوقي عارف بمذهب سقراط لا تخفى عليه مقالته .. ثم وجّهت كلامه بما يوافق قصده و يقرره التّاريخ ولا يتناقض مع فهم أخينا السلفي، وهي النكتة التي غفل عنها.
وليس فيما قلته دفاعٌ عن شعره الإباحي، أو المجوني، أو مخالفاته الشرعية أو وقوعه في الشّركيات فوالله لا أحفظ لشوقي إلا أبيات معدودة ولم أقرأ عنه إلا ما قرأته في الصف الثانوي ..
وإني لم أقل عنه أنه كان عالما بالشرع متشبعا بالثقافة الشرعية و إنما ذكرت أنه لم يكن عاريا من علم التاريخ و الفلسفة و الديانات = (أقصد تاريخ الأديان و الديانات القديمة) .. لأنه يوظف هذه العلوم كثيرا في شعره .. مما ينبئ عن تشبعه بها.
و اعلم أخي الكريم: أن كاتب هذه الكلمات ليس الشّعر و النقد من بضاعته .. إنما هو تاجر متنقل يجلب البضائع و يمشي في الأسواق .. و إنما علقت ما علقته لأني كنت قديما قرأت أشياء عن الفلاسفة القدماء و قرأت لمن نقدهم كالغزالي و ابن تيمية فعلق بذهني مذهب سقراط و أصحابه .. فلما قرأت استشكال الأخ الفاضل، ذكرت تلك النكتة. فإن أصبت فمن توفيق الله و حسن عونه و إن أخطأت فمن نفسي البعيدة عن نَفَسِ الشعراء و الأدباء.
أما شقّ كلامك الأول , فمكرور لا يضيء الموضوع هنا بضياء , ولست أخالفك فيه بتاتا ..
وليس في كلامي ما ينقضه أصلاً وفرعاً!
...
وأما شقه الآخر فطويل يختصر فيما علمت عليه بالحمرة ..
ولم أردّ على ردك هذا إلا عندما زعمت أنت , فقلت:
(أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه!! .. و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق!!، الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع، أو فاضح شامت .. فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ ..
فهو لم يوظف تلك الأعلام التّاريخية في شعره، ليتبجّح بمعرفة أسمائها اليونانية والمصرية القديمة، ويزهو بإغرابها على أدباء العربية، العارين من معرفة الآداب الأجنبية ..
لم يوظفها إلا بعد معرفته بمذاهبها و مقالاتها .. فالرجلُ لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة .. ، يورد منه في شعره ليخبط خبط عشواء، و يُذبح بدون سكين!!)
وفي كلامك السابق من التهافت ما أجمله في نقطتين:
- أنت الذي قرنت فضل إمارته بالشعر في عباراتك الأول , وجمعت بين الفضل الشخصي, والحقيقة العلمية.
- وقلت أنه لم يكن عارياً من علم التاريخ والأديان والفلسفة!
وهذا الكلام كبير , وهو الذي سبب معارضتي لك.
أشكرك على روحك العذبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 02:03]ـ
أبا اللّيث الشيراني حفظك الله، و بلّغك الأماني و بعد:
فهذه حاشيةٌ لطيفة أحلّ بها عبارات تعليقي الأول .. إذا قرأتها و تدبرتها، فتحتْ لك ما استغلقتَهُ من كلامي، وعصي على فهمك بلوغه.
ص: أمير الشّعراء شوقي -رحمه الله- أعقلُ من أنْ يبحثَ عن حتفه بظلفه، و يجدعَ مارن أنفه بكفّه!! .. و هو -لعمري- أوسع من أن يقع في مثل هذا الضائق المضيق!!
ش: قوله "هذا الضائق المضيق" إشارة إلى الخطأ الكبير الذي أراد صاحب الموضوع أن يُوقعه فيه والمتمثّل في أن سقراط -ومعه الفلاسفة القدماء- لم يكن موحدا، فكيف يقول عنه شوقي أنه نادى بحقيقة التوحيد؟؟
و إنما وصفه (الماتن) بالضائقة؛ لأنه خطأ فادح تقصم ظهره و تذبحه بغير سكين و تنزله من عرش إمارة الشعر مذموما مدحورا .. فالمفترض في الشّاعر فضلا عن أميرهم وقائدهم أن يكون له بعض الإلمام بالتاريخ و أحداثه قديمه وحديثه، لأنه لا محالة سيحتاج إلى توظيفه في شعره، و إلا سيضطر للافتضاح و يكون شعره ملهاة للناس يتفكهون به و يتضاحكون منه ..
مثل هذا الخطأ الواقع في شعره -لو سلمنا به- يكون مثل لو قال:
بك ياابن عبد الله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء
بُنيت على التوحيد وهى حقيقة نادى بها المجوس والقدماء!!
سواء بسواء .. فهل يبقى شوقي مع هذا الخطأ متربعا على عرش الشعر؟؟ و هو يجهل أن المجوس لم يكونوا في يوم من الأيام موحدين .. إن العاقل لا يفوه بكلام لا يعرف معناه أو ما يؤول إليه لأنه يحترس أن يفتضح بين سامعيه ويتهم بالكذب و التخليط .. فما بالك بمن تصدر النوادي و ارتقى المنابر ووضع على رأسه تاج القوافي؟؟
فلو فرضنا أن سقراط كان فيلسوفا دهريا يجحد الصانع .. بمعنى أنه يستحيل أن نصفه بشوبٍ من التوحيد .. ثم وجدنا اسمه في سياق البيتين السابقين .. أتظن أن المصريين في ذلك العهد سيفوتونها لشوقي ويغضون عنها الطرف؟؟ و العصر عصر الانبهار بالآداب الأجنبية و القوم يتطلعون إلى كل ما هو أجنبي و حركة الترجمة و التأليف الفلسفي قائمة على أشدها فسقراط عندهم كان معروفا مثله مثل تلميذه أرسطو يعرفون مذهبه و أقواله و فلسفته .. ثم الذي قالها ليس آحاد الناس أو الشعراء .. الذي قالها هو شوقي؟؟ الذي تتلقف الأدباء كلماته و تترصد النقاد هناته .. شوقي الذي شغل مصرأم الدنيا، وشغل الدنيا كلها بقوافيه و موضوعات شعره ..
ص: الذي لا يسلم معه شاعرٌ من ناقدٍ لاذع، أو فاضح شامت .. فكيف بمن سُلّم له بإِمْرَةِ الشّعر، وقعد له النّقادُ كلَّ مَرْصَدٍ ..
ش: الضمير في "معه" يعود على "الضائق المضيق" و قد تقدّم شرحه قبل قليل .. و صاحب الاصل أراد أن يذّكر بقوله هنا بالمثل القائل: "من ألف فقد استشرف" و الشعراء لا يسلمون من نقاد وهم صنفان ناقد منصف و ناقد متعسف، فلو كان مثل هذا الخطأ الذي جعل من سقراط المشرك غير الموحد مناديا بالتوحيد وقع فيه آحاد الشعراء لما سلم من ناقد .. فكيف بمن تربع على كرسي الشّعر و دعي له بخلافته.؟؟
انتهت الحاشية اللطيفة، مؤقتاً .. فإن أشكلت معانيها على مُستدعيها حشيناها بحاشية أخرى بسيطة .. ما عليه إلا أن يستدعيها ثانية.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[19 - Oct-2010, مساء 11:30]ـ
أيها الشيخ المبارك ...
أرجعتنا لعصر الحواشي , والحواشي على الحواشي:)
بوركت , ولا حاجة للإكثار.(/)
قصيدة عنوان الحكم للشاعر الأديب أبي الفتح البستي
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[12 - Apr-2008, مساء 02:05]ـ
قصيدة عنوان الحكم للشاعر الأديب أبي الفتح البستي
المولود سنة 330 والمتوفى سنة 400 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
زيادة المرء في دنياه نقصان & وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظ لا ثبات له & فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامراً لخراب الدهر مجتهداً & تالله هل لخراب الدهر عمران؟
ويا حريصاً على الأموال تجمعها & أنسيت أن سرور المال أحزان
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته & أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستعمل فضائلها & فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
دع الفؤاد عن الدنيا وزخرفها & فصفوها كدر والوصل هجران
وأوع سمعك أمثالاً افصلها & كما يفصل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم & فطالما استعبد الإنسان إحسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في & عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ & يرجو نداك فإن الحر معوان
واشدد يديك بحبل الله معتصماً & فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتقي الله يحمد في عواقبه & ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب & فإن ناصره عجز وخذلان
من كان للخير مناعاً فليس له & على الحقيقة إخوان وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة & إليه والمال للإنسان فتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم & وعاش وهو قرير العين جذلان
من مد طرفاً لفرط الجهل نحو هوى & أغضى على الحق يوماً وهو حزنان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً & لأن أخلاقهم بغي وعدوان
من كان للعقل سلطان عليه غداً & وما على نفسه للحرص سلطان
ومن يفتش على الإخوان يقلهم & فجل إخوان هذا العصر خوان
ولا يغرنك حظ جره خرق & فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة & والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته & فكل حر لحر الوجه صوان
وإن لقيت عدواً فالقه أبداً & والوجه بالبشر والإشراق غضان
من استشار صروف الدهر قام له & على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه & ندامة ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار قام وفي & قميصه منهم صل وثعبان
كن ريق البشر إن المرء همته & صحيفة وعليها البشر عنوان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم & يذمم يندم رفيق ولم يذممه إنسان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة & فلن يدوم على الإنسان إمكان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها & فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء أحرى من تقى ونهى & وإن أظلته أوراق وأغصان
الناس إخوان من والته دولته & وهم عليه إذا عادته أعوان
سحبان من غير مال باقل حص & وباقل في ثرآء المال سحبان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم & غرائز لست تحصيها وأكنان
ما كان ماء كصدآء لوارده & نعم ولا كل نبت فهو سعدان
وللأمور مواقيت مقدرة & وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه & فليس يحمد قبل النضج بحران
حسب الفتى عقله خلا يعاشره & إذا تحاماه إخوان وخلان
هما رضيعا لبان حكمة وتقى & وساكناً وطن مال وطغيان
إذا بنا نباخ بكريم موطن فله & وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده & إن كنت في سنة فالدهر يقظان
يا أيها العالم المرضي سيرته & أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لججٍ & فأنت ما بينها لاشك ظمآن
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً & من سره زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه & فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها & فارحل فكل بلاد الله أوطان
خذها سوائر أمثال مهذبة & فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها & إن لم يصغها قريع الشعر حسان
ـ[لامية العرب]ــــــــ[13 - Apr-2008, صباحاً 03:01]ـ
ما أروع الانتقاء
بارك الله فيك وفي ذوقك أبيات مليئة بالحكم وتهذيب النفس
خذها سوائر أمثال مهذبة & فيها لمن يبتغي التبيان تبيان(/)
معركة (داحس والغبراء) الفضائية!
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 12:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
معركة (داحس والغبراء) الفضائية!
بقلم: حسين العفنان
...
(1)
(معركة داحس والغبراء الفضائية)
...
قنواتُ الشّعرِ العاميّ الفضائيةُ
فِتنةُ اليَومِ .. !
أتتْ ـ وإن غفلت ـ بِلا جُهدٍ عَسكريّ، وَلا تخَريبٍ أَجنبيّ، تُتممُ خُطواتِ الكَريهِ الهَالكِ (وليم ويلكوكس)، وتظهرُ العُقولَ الجاهليةَ، وتنهبُ أموال الغِرار، لتزلزل أسس وَطننا الإسلاميّ وهُويته التي فَنيتْ في بنائها أرواحٌ طاهرةٌ وأنفسٌ ماجدةٌ ..
أتتْ بِلسانٍ عَجميّ جَاهليّ، يَتنكبُ الوَحيَ الوَضاءَ، والتَّشريعَ الحَكيمَ، وَيناصبُ العَربيةَ الكُرهَ، وَيزرعُ في دُروبِ الأُخوةِ الإِسلاميةِ التّشتتَ والتّدابرَ والتّخلفَ .. !
أتتْ بعصبيةٍ مُنتنةٍ لتحرقَ بِنارها أرواحًا سمتْ وترقتْ فِي مدارجِ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، (لا فضلَ لعربيِّ عَلى عَجميّ، ولا لأسودَ عَلى أبيضَ إِلا بالتَّقوى)، (دَعُوها فَإنّها مُنتنةٌ)، وغيرِها مِن النُّصوصِ المُقدسةِ المعظمةِ ..
يقولُ المفكرُ العَلامةُ أنورُ الجُندي ـ رَحمهُ اللهُ تعَالى ـ: إنّ دَعوةَ الشّعرِ العَامِي كُلهُّا تَستهدفُ الفُصحى وتستهدفُ البيانَ العَربيّ، ودعاتُها يبطنونَ مَفاهيمَ خَطيرة وَخلفياتٍ ضَالةٍ تحملُ أهواءَ التغريبِ والشُّعوبيةِ .. (الشبهات والأخطاء الشائعة في الفكر الإسلامي، ص 245)
ويقولُ ـ رَحمه اللهُ تعالى ـ:
لقدْ أَلغى الإسلامُ أفضليةَ القَبيلةِ والعنصرِ والدّمِ، بِكلِّ أبعادِها وقلبَها رأسًا عَلى عقبٍ، وَأظهرَ صُورةً جَديدةً، هِي (الأخوة الإسلامية) ولكنّ قُوى النُّفوذِ الأجنبي تحُاولُ تجَديدَ إِحياءِ الصِّراعِ بَين المسلمينَ، وإحياءِ القبلياتِ، وَإثارةِ العُنصرياتِ، وَإحياءِ الفِرعونيةِ وَالفَينيقيةِ والبَربريةِ .. (حقائق مضيئة في وجه شبهات مثارة، ص: 83)
فمالنَا إذنْ!!
أنخربُ بُيوتَنا وقلوبَنا وعقولَنا بأيدِينا وأموالِنا؟!
قِيلَ لأحدِ البُسطاءِ الجَاهلينَ: لم تصوتُ لهذا الشّاعرِ بمالٍ سَتسألُ عَنه أمامَ رَبّكَ؟!
فقالَ لأثبتَ للناسِ أنّ قبيلتِي قادرةٌ عَلى قولِ الشّعرِ وأنّه ليسَ وقفًا عَلى (هؤلاء ... ) وَسماهُم بازدراءٍ، وكأنّ بينَه وَبينهُم دَمٌ قَدْ طُلَّ ..
فليتَ هذا المالَ المصبوبَ بِلا حِسابٍ، كانَ في تلمسِ حَاجاتِ أقاربِهم، الذينَ قَد غَضّهم الفقرُ وشلّ حياتَهم!!
يا عقلاء .. !
لا جماعةَ ولا قوةَ ولا سلطةَ ولا مكانةَ في عالمِ الأقوياءِ للمتشرذمينَ المتنكرينَ للغتِهم ودِينهم .. !
(2)
(ازددْ فِقها بخطرِ الفكرِ العاميّ)
لا بأسَ بالعاميةِ في سُبلِها الضّيقةِ، بينَ النّاسِ معَ أهلِيهم وأصاحِيبِهم، وفي أسواقِهم و أنديتهِم، ولا ضررَ مِنها ـ كَما يقولُ الأستاذُ الكبيرُ د. مرزوق بن تنباك ـ لأنهّا ليستْ فِكرًا ولا هوى ولا مَوضعَ تَقديرٍ وإعجابٍ لديهم .. (انظر: الفصحى ونظرية الفكر العامي، ص 113)
لكنّ البأسَ والشّناعةَ حِينَ تكونُ فكرًا يستعمرُ منابرَ الفُصحى ـ كَما يحدثُ الآنَ ـ
ويطردُها مِن دروبِ التّعليمِ وسَاحاتِ الإعلامِ، ويخنقُ أنفاسَها وأنفاسَ أصحابِها ..
وخطرُ الفكرِ العاميّ لا يحيطُ باللغةِ العربيةِ دُونَ أهلِها، بلْ هوَ مَصدرٌ قويٌّ لتمزيقهِم إلى أممٍ ودولٍ بعددِ لهجاتِهم و عامياتِهم، ونبذِهِم خارجَ أسوارِ قرآنِهم وسنتِهم، فيغدُو المصرُ الواحدُ مشتتًا مفتتًا .. لا مكانَ لهُ في العالمِ السّياسيّ والصّناعيّ .. وصدقَ إمامُ العربيةِ مصطفى صادق الرافعي ـ رحمه الله تعالى ـ حين قالَ: ... فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته، إذ يكون منشأ التحول من أفكاره وعواطفه وآماله ... ) ( .. وماذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار ... ) (وحي القلم 3/ 22)
ويقولُ الأديبُ الكبيرُ عبد الله بن حمد الحقيل ـ رحمه الله تعالى ـ في ذلك: ولا يمكن لأي أمة أن تستكمل سلامة شخصيتها وقوتها بغير استقلال لغتها واستقامة تفكيرها ومنطقها .. (على مائدة الأدب،ص 15)
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنقرّبْ هذهِ الصورةَ الخطيرةَ .. فمثلا في المجالِ الاقتصاديّ .. لا حظَ (كولماس) في دراسةٍ له هبوط مستوى دخلِ الفردِ في البلاد التي تتعدد لغاتها مقارنةً بالبلاد التي يقل فيها هذا التعددُ (ففي بريطانيا التي يبلغ سكانها 57 مليون نسمة بلغ متوسط دخل الفرد سنة 1988م ما يقارب 12810 دولارا، بينما بلغ متوسط دخل الفرد في الفلبين ذات التسعة والخمسين مليونا من السكان الذين يتكلمون 164 لغة ما يقارب 630 دولارا.
أما اليابان التي بلغ عدد سكانها سنة 1988 م ما يقارب 122مليون نسمة والتي يتحدث السكان فيها خمس لغات فقد بلغ متوسط نصيب الفرد فيها من الناتج الإجمالي 21020 دولارا، بينما بلغ نصيب الفرد من الناتج الإجمالي القومي في إندونيسيا البالغ عدد سكانها 174 مليون نسمة يتحدثون 659 لغة 440 دولارا فقط ... )
ثم ختم الباحث دراسته بقول جوناثان بول: (البلاد المجزأة لغويا بشكل كبير بلاد فقيرة أبدا) (انظر: اللغة العربية في عصر العولمة، د. أحمد الضبيب، ص 184)
فالانسجام اللغوي ـ كما يقول الأستاذ الكبير د. أحمد الضبيب ـ من أهم الوسائل للنجاح الاقتصادي .. (اللغة العربية في عصر العولمة ص 183ـ 184)
لذا جمعَ الأعداءُ أكبرَ كَيدهِم في ساحاتِ اللغةِ لعلمِهم أنّ التّعدديةَ اللُّغويةَ تضعفُ عقلَ الأمةِ وجسدَها، وتُزحزحُها عن دينِها وتفصلُها عن تراثِها، وتضعضعُ أركانَ حياتِها (الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسّياسيةِ ... )
(3)
العاميةٌ .. نقصٌ في العقلِ وتخلفٌ عن الابتكارِ والإبداعِ .. !
يؤكد الأستاذ الكبير د. مرزوق بن تنباك أن: (الاهتمام بالفكر العامي مصدر تشتيت وإرباك للذهن وبلبة لن تنتهي عند حد لو ترك لمفكري العامية السير بفكرهم كما يريدون، فهم أولا: لن يجتمعوا على لهجة عامية واحدة، وهم ثانيا: لن يستطيعوا تنظيم اللهجة التي يريدون لها البقاء والاستمرار .. ) (الفصحى ونظرية الفكر العامي، ص 116)
إذن العاميةُ ستدحرجُ عقولَ الأمةِ، وتقلّبها في دركاتِ الجهلِ والتّخلفِ، وهي جسدٌ بلا روحٍ، يقول الأديبُ الكبيرُ شوقي ضيف ـ رحمه الله تعالى ـ: (ومن المؤكد أن العامية على الرغم من طواعيتها لنا في الحديث كل الطواعية لا تحمل لنا علما ولا فكرا عميقا ولا نظريات سياسية أو اقتصادية ولا تشريعات وقوانين ولا دراسات سيكولوجية أو اجتماعية ولا دينا وأعمالا روحية إنها لهجة قلما تحمل لنا أعمالا وراء مطالب الحياة والفكر اليومي ... ) (محاضرات مجمعية، ص: 259)
والعاميةُ لغةٌ إقليميةٌ لا يفهمُها إلا أصحابها، فحركةُ انتشارِها في المدينةِ الواحدةِ ضيقٌ محدودٌ، فهي ليستْ ـ كما يروّجُ لها ـ لغةً شعبيةً!
(4)
مواقفٌ مؤلمةٌ مُبكيةُ .. !
في معاقلِ الفصحى .. في مدارسِنا وجامعاتِنا .. تظهرُ هذهِ المأساةُ .. فالعربيةُ لغةٌ غريبةٌ في ألسنةِ الأساتذةِ والطلابِ وأذكرُ أننّي دخلتُ على طلابِ الصّفِ السّادسِ الابتدائي فقرأتُ عليهم شيئًا من الشّعرِ الفصيحِ فأثارَ ضحكهَم وسخريتَهم .. فانظرْ إلى هَذه الهُوةِ!
ويقولُ صديقي الشّاعرُ المبدعُ: عبدالله العطّاس ـ وهو مدرسٌ في إحدى الثانوياتِ في المملكةِ ـ: وكم أصبت بالأسى حين طلبت من بعض الطلاب تقديم ما لديهم من محاولات أدبية فلم يصلني غير الشعر العاميّ!
فالعاميةُ ـ يا للأسف ـ أصبحتِ المحطة الأولى والأخيرة في الأدبِ، فلا يعرفُ أبناءُ العربيةِ غيرها .. !
والمؤلم أن هذا الانحدارَ لم يسلم من شرهِ المتخصصونَ فهذا الشاعرُ الكبير والأستاذ الجامعي د. عبد الله الرشيد يذكرُ (في كتابه السيف والعصا، ص: 10) أنّه طلبَ من أحدِ تلاميذِهِ أن يسمي له شاعرًا من شعراءِ الفُصحى الذين ملؤوا تاريخنا الذهبيّ فلم يهتد إلا إلى شاعر عاميّ .. !!
ومن الكوائنِ أنني حاورتُ طالبًا مُتخصصًا على عتبةِ التخرجِ ـ ويا ليتَني لم أحاورهُ ـ فوجدتُهُ يخلطُ بينَ الفصحى والعَاميةِ ولا يعرفُ من تاريخِ لغتِهِ شيئًا ويجهلُ أبجدياتِ الإملاءِ ورسمِ الحروفِ بلْ وصلَ جهلُهُ إلى شرفِ القرآنِ الكريمِ وسموِهِ حينِ قالَ: إنّ فيهِ نصيبًا من العَاميةِ وهي القراءاتُ السّبعُ!
... إلى هُنا حتّى لا تتقطع نُفوسُ الغيورينَ!
فإنّا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ .. !
(5)
الكفار .. يحاربون من أجل لغاتهم .. !
...
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلمْ أنّ الأمريكيّ والرُّوسيّ والبريطاني وغيرَهم مِن سُكانِ العالمِ الصّناعي .. يأنفونَ أن يحدثوكَ بِغيرِ لُغاتِهم .. وفي إحدى الاجتماعاتِ الطّبية ـ كما يذكرُ ذلكَ الشّاعرُ الكبير د. عبد الرحمن العشماوي في زوايتهِ دفقُ قلمٍ ـ قدّمَ كلّ طبيب بحثه بلغته إلا الأطباء العرب قدموها بلغة أجنبية ..
فتأملْ بشاعةَ هذا الموقفِ!!
وهُنا طَاقةٌ من النماذجِ العجيبةِ يظهرُ فيها جلدُ الكُفارِ في حِراسةِ لغاتِهم، علَّ فِيها إثارةً للنخوةِ الإسلاميةِ والغيرةِ الإيمانيةِ على لغتِنا العالميةِ التي مازلنا ـ بتبعيتنا وغبائنا ـ نعينُ أعداءنا على إماتَتِها!
أمريكا .. تصرخُ في وجهِ قريةٍ صَغيرةٍ!
...
في ولاية تكساس قرية صغيرة عدد سكانها 7800 اختارت الأسبانية لغة لها، فثارت طبول طواحين الإعلام على مدينة (السنزو) الأمريكية، ورأوا الخطر المحدق بأمريكا، وعلى اللغة الأمريكية من هذه الظاهرة، وهي قرية صغيرة في ولاية تكساس، وبدأ العلماء والباحثون يدرسون خطر اللغة الأسبانية التي اتخذتها قرية السنزو على أمريكا، وعُدَّت القرية خطراً على لغة أمريكا القومية، وقورنت بما صنعت كيوبك في كندا التي تستعمل الفرنسية بالرغم من اتساع اللغة الإنجليزية وسيطرتها العالمية.
(جريدة الشرق الأوسط 27/ 2/2000م، نقلا عن مقالة ليوسف عز الدين، مجلة الأدب الإسلامي – المجلد التاسع – العدد السادس والثلاثون 1424 - 2003 م، موقع الألوكة الثقافي)
اللغة العبرية .. تحيى بعد الممات ..
...
كان اليهود أمما مبعثرين في العالم، ولما أرادوا أن يجثو على قلب الأمة الإسلامية في فلسطين لم يكن همهم سوى إحياء عقيدة منسوخة محرفة وبعث لغة بائدة بائرة، فلملمت شمل اليهود وقوت شوكتهم ..
انظر (الفصحى ونظرية الفكر العامي ص200، حول التربية والتعليم ص 249)
فرنسا .. لا للعامية
...
وفي فرنسا يكتب الأدباء بلغة المنطقة المحيطة بالعاصمة (باريس) المسماة (إيل دي فرانس) لا بلغاتهم المحلية التي هي عاميات متفرعة عن اللغة الفرنسية الأم ..
(انظر: السيف والعصا، د. عبد الله الرشيد، 30)
ويقول الراهب الفرنسي غريغوار: " إن مبدأ المساواة الذي أقرته الثورة يقضي بفتح أبواب التوظف أمام جميع المواطنين، ولكن تسليم زمام الإدارة إلى أشخاص لا يحسنون اللغة القومية يؤدي إلى محاذير كبيرة، وأما ترك هؤلاء خارج ميادين الحكم والإدارة فيخالف مبدأ المساواة، فيترتب على الثورة - والحالة هذه - أن تعالج هذه المشكلة معالجة جدية؛ وذلك بمحاربة اللهجات المحلية، ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين ".
(نقلا عن مقالة اللغة العربية ومكانتها بين اللغات (1/ 2) د. فرحان السليم، موقع الإسلام اليوم)
وقد صدر بيان من مجلس الثورة الفرنسية يقول: "أيها المواطنون، ليدفع كلاً منكم تسابقٌ مقدسٌ للقضاء على اللهجات في جميع أقطار فرنسا؛ لأن تلك اللهجات رواسب من بقايا عهود الإقطاع والاستعباد".
(المصدر السابق)
وبريطانيا .. كذلك
...
ففي لندن انتشرت العامية التي تعرف باسم (الكوكني) إضافة إلى عاميات الأقاليم البريطانية الأخرى فصدر قرار عن المؤتمر الذي ضم وزير التعليم وكبار التعليميين البريطانيين (إن جميع التلاميذ يجب أن يكونوا قادرين على أن يكتبوا ويقرؤوا بالإنجليزية الفصيحة كتابة نظيفة واضحة مقعدة)
(انظر السيف والعصا، ص58)
اليابان ... ولغتهم المعقدة من أسباب نبوغهم ..
...
يقول المفكر الكبير د. عبدالكريم بكار: وتقدم اليابان نموذجا متقدما في التمسك بلغة يعاني المثقفون قبل غيرهم من استخدامها إذ يقولون: إن القارئ يحتاج لكي يتمكن من قراءة جريدة يابانية إلى معرفة 1850 حرفا، وإن هذا العدد يزداد كلما زادت ثقافة الإنسان، واتسعت معرفته. ويذكر بعض المختصين أن المثقف الياباني عالي المستوى قد يحتاج إلى معرفة ما يتراوح بين 45000 حرف و50000 ألفا من رسوم اللغة اليابانية .. ) (حول التربية والتعليم، د. عبد الكريم بكار ص:248)
فانظر إلى هذه اللغة المعقدة العسرة كيف بذل أهلها الجهود الجبارة ليخرجوا من مغبة التبعية السياسية والاقتصادية .. !
إسباني عامي يدافع عن لغته
...
وهنا يحدثنا الأستاذ الدكتور/ عبداللطيف عبدالحليم عن موقف عجيب تتجلى فيه غيرة عامي أبت عليه أن يتنازل عن لغته فيقول:
في ربيع سنة 1976 كنتُ حديث عهد بالبعثة في مدريد، وَلَم أَكُنْ أعْرِفُ غيْرَ بعْضِ كلمات من الإسبانية، والإسبان لا يتحدَّثون إلاَّ لغتهم، فذهَبْتُ إلى بائعِ الخُبْزِ، وكنتُ أسكُنُ في الشَّقَّة الَّتي كان يعيش فيها الدكتور أحمد نوار بعد أن أنجز مُهِمَّته، وعاد إلى القاهرة، فذهبتُ إلى الرَّجُل، وقلتُ له بتلعْثُمٍ شديد (بان) بتخفيف الباء، فقال لي: ليس عندي، فأشرتُ إشارةَ الخُرْسِ إلى الخُبْز، فقال لي: تريد (بان) بتثقيل الباء أوِ الباء الثَّقيلة، ففي الإسبانية ثلاث باءات: الفا، والباء الخفيفة، والباء الثقيلة، ثم قال لي عبارة، لا أزال أحفظها حتَّى هذه اللَّحظة، غَيْرَ أنّي لم أَكُنْ أعْرِفُها وقْتَها، فذهبتُ إلى أحد أصدقائي وقلتُ له: ما معنَى هذه العبارة؟ فإذا به يُفَسّرُها لي بأنَّها منَ الأشياء المُستَقْبَحة الَّتي يشد عليها السيفون، وكنتُ أنا ذلك الشَّيء. ..
(المصدر: من كتاب: "الحضارة في مهب الريح" نقلا عن موقع الألوكة الثقافي)
لغة صعبة .. لكن يعتز بها
...
ويحدثنا الرحالة الكبير الأستاذ: محمد ناصر العبودي في رحلته إلى شرق أوروبا عن اعتزاز المجريين العظيم بلغتهم على صعوبتها وقبحها، فحين تتجول في شوارعهم وأسواقهم لا ترى سوى لغتهم حتى في المناطق التي يختلف إليها السائحون .. (ذكريات من خلف الستار العقيدي ص 55 ـ 56)
لا أحب أن أطيل فالأشكال والقصص في ذلك كثيرة، فلك الله يا لغتنا الجميلة .. ! [/ font][/align][/CENTER]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصرى سلفى]ــــــــ[22 - Apr-2008, صباحاً 07:22]ـ
تأملت موقف بائع الخبز الاسبانى مقارنة بإعلاميينا وفنانينا ومترفينا وهم يجمعون كلمة من هذه اللغة وكلمة من تلك ظانين انهم بهذا يرتقوا غافلين انهم بهذا ينالوا احتقار اهل هذه اللغات
وبمناسبة طغيان العامية نجد ان الاعلام يقدم لنا مؤلفى الاغانى على انهم شعراء عظام وعبد الرحمن الابنودى فى مصر مثلا ينزله الاعلام منزلة وكأنه شوقى او حافظ ابراهيم فإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[الحلبى المصرى]ــــــــ[30 - Apr-2008, صباحاً 12:36]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يريد الزيادة فى هذا الموضوع يراجع كتاب الدكتور العلم محمود شاكر (رسالة فى ثقافتنا) وكتاب (اباطيل واسمار) وكتاب الدكتورة نفسة زكريا سعيد (الدعوة الى العامية وأثرها فى مصر)
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 05:51]ـ
تأملت موقف بائع الخبز الاسبانى مقارنة بإعلاميينا وفنانينا ومترفينا وهم يجمعون كلمة من هذه اللغة وكلمة من تلك ظانين انهم بهذا يرتقوا غافلين انهم بهذا ينالوا احتقار اهل هذه اللغات
وبمناسبة طغيان العامية نجد ان الاعلام يقدم لنا مؤلفى الاغانى على انهم شعراء عظام وعبد الرحمن الابنودى فى مصر مثلا ينزله الاعلام منزلة وكأنه شوقى او حافظ ابراهيم فإنا لله وإنا إليه راجعون
أ. مصري سلفي
جميلة هذه الإضافة ..
فجزاك الله النور والسعادة والإيمان!
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[03 - May-2008, مساء 05:57]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يريد الزيادة فى هذا الموضوع يراجع كتاب الدكتور العلم محمود شاكر (رسالة فى ثقافتنا) وكتاب (اباطيل واسمار) وكتاب الدكتورة نفسة زكريا سعيد (الدعوة الى العامية وأثرها فى مصر)
أ. الحلبي المصري
كتب الله لك أجر الدلالة!
وشكرا شكرا شكرا على هذا المرور الكريم
ـ[حسين العفنان]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 05:07]ـ
للفائدة ..
ـ[صالح غيث]ــــــــ[02 - Dec-2008, مساء 03:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العامية نوعان:
عامية فصيحة: من يعرفها سيعرف تراثا كثيرا نجهله ونعتقد إننا نتكلم العربية.
عامية أعجمية: يجب الحذر منها بل محاربتها ومنعها من الظهور في وسائل الإعلام ووسائل الاتصال المختلفة.
قد يقول قائل: وهل هناك مثل هذا الزعم من تقسيمك للعامية؟
والجواب: نعم ففي المجتمعات المحافظة وخاصة القبلية منها من يتكلم العربية وهو أميٌّ لم يقرأ ولم يكتب،
ولم أعرف اللغة معرفة صحيحة إلا من كبار السن من قبيلتنا، وكنت لا أحسن إلا لغة الجرائد والإعلام، حيث ضيّعنا لغة الآباء والأجداد وانجررنا وراء مدعي العربية، ووالله إن الفصيح والغريب والنادر من لغة العرب لن تجده إلا في المجتمعات المذكورة.
ـ[ثروت سليم]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 03:56]ـ
أخي الحبيب الأستاذ: حسين العفنان
سلام الله عليكم وبعد
شاءت إرادة الله أن امرَ هنا
فأقرأ بحثكم الرائع والمفصل
فلك كل التحية والتقدير
أخوك: ثروت سليم(/)
ديوان المقلين من الشعراء المعاصرين
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[24 - Apr-2008, مساء 01:54]ـ
أعلم أن هناك من محبي اللغة العربية ومتذوقيها من يقول بيتا أو بيتين من الشعر أو أكثر من هذا دون أن يعد نفسه شاعرا، ولكن من باب التعبير عن موقف ما.
وكثير من هذه الأبيات القليلة يكون شعرا قويا ولكنه يضيع لأن صاحبه لا يهتم بنشره ولا يتسنى له أن ينشر شعره القليل الذي قد لا يتجاوز بيتا واحدا.
ولأني رأيت القدماء من مصنفي كتب الأدب اهتموا بهذه الأبيات القليلة، وأثبتوها في كتبهم، فإنني أدعو كل شاعر مقل، له أبيات قليلة يتيمة، بل له بيت واحد، أن يذكره هنا، فلعل أحدا يستمتع به أو يستفيد من، وإن كانت للأبيات مناسبة فليذكرها باختصار.
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[26 - Apr-2008, صباحاً 08:17]ـ
قلت في اللحم على سبيل المداعبة:
أحببتها ورجوت شيئا من وصال
فالحسن فيها لا يقدر كالمحال
هي يا صديقي غضة فتانة
وجمالها يزري بكل جمال
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 02:58]ـ
قلت في اللحم على سبيل المداعبة:
أحببتها ورجوت شيئا من وصال
فالحسن فيها لا يقدر كالمحال
هي يا صديقي غضة فتانة
وجمالها يزري بكل جمال
هذا الشطر الأحمر، ما به؟
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:41]ـ
لم أفهم ما تعنيه من السؤال!!
برجاء الإيضاح
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[29 - Jan-2009, صباحاً 08:37]ـ
لم أفهم ما تعنيه من السؤال!!
برجاء الإيضاح
لا تُرَعْ، الأمر خير إن شاء الله
:)
بدا لي أن الشطر لا يتزن مع ما سبقه ...
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[31 - Jan-2009, صباحاً 10:21]ـ
ولكني أراه موزونا.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 01:17]ـ
أبِنْ لِي؟ جُزيت الخير:)
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[04 - Feb-2009, صباحاً 08:51]ـ
وجمالها
يزري بكل
لجمال
هذا هو تقطيع الشطرة من الكامل.
ـ[مسلم بن عبدالله]ــــــــ[06 - Feb-2009, مساء 07:34]ـ
أشكرك أخي على صبرك لإفهامي، أريدُ أن تصحح قراءتي لأبياتك إن كان فيها غلط:
أحببتها ورجوت شيئا من وصالْ ** فالحسن فيها لا يقدر كالْمُحَالْ
هي يا صديقي غضة فتانة ** وجمالُها يزري بكل جَمالْ
.........
إن صحت هذه القراءة، فلم يبدو لي الشطر كالمختل وزناً؟. وليت من عنده علم بالعروض يثري الموضوع بما تبين له.
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[07 - Feb-2009, صباحاً 11:05]ـ
أحببتها ورجوت شيئا من وصالِ ** فالحسن فيها لا يقدر كالْمُحَالِ
هي يا صديقي غضةٌ فتانةٌ ** وجمالُها يزري بكل جَمالِ
هكذا قلتُها.
ـ[الشيشى]ــــــــ[12 - Feb-2009, صباحاً 05:15]ـ
ربط القدر بين قلبيهما , وتوثقت عُرى ذلك الرباط يوماً بعد يوم. . . ثم شاءت الظروف أنْ
تنفصم تلك االعرى ,وكأنَّ الشاعر كان يعيش حُلما جميلا , أفاق منه فوجد أنه
كان قابضاً على الريح , متعلقاً بنسيج العنكبوت , فاعتمد قِيثَارَه وراحَ يُنشد (اللحن الأخير):
كَانَ لِى حُلْمٌ جَمِيْلٌ. . . . . . . . . . ضَاعَ مِنِّى
كَانَ لِى عَقْلٌ رَشِيْدٌ. . . . . . . . . . ضلَّ عنِّى
كَانَ لِى إِلْفٌ حبِيْبٌ. . . . . . . . . . خِلْتُ أنِّى
مِنْ لِقَاهُ الحُلو دَوْماً. . . . . . . . . . سَوْفَ أَجْنِى
فِى دَيَاجِيرِ الأمَانِى. . . . . . . . . . خَابَ ظَنِّى
واجْتَوَيْنَا. .لَيْتَ أُمّى. . . . . . . . . . لَمْ تَلِدْنِى!
****
كَانَ يَحْنُو. . كُنْتُ أحْبُوه برِِقةْ
والْتَمَسْنَا فِى دُرُوبِ. . . . . . . . . . الطُّهْرِ رُفْقَة ْ
وارْتَشَفْنَا مِنْ دِنَانِ. . . . . . . . . . . العِشْقِ رَشْفَة ْ
واحْتَلَبْنَا مِنْ ضُرُوعِ. . . . . . . . . . . الشِّعْرِ دَفْقَة ْ
فَاعْتَرَتْنَا مِنْ حَدِيْْثِ البَيْنِ رَجْفة ْ
ذَابَ قَلْبِى بَعْدَهَا. . . . . . . . . . . . فِى نَار حُرْقَةْ
****
يَانجُومَ الأُفْقِ غِيبِى. . . . . . . . . . فى الطِّبَاق ِ
يادُمُوْعَ الوَّجْدِ سُحِّى. . . . . . . . . . بانْدِفاق ِ
يا رُبُوعَ الشَّامِ نُوحِى. . . . . . . . . . والعِراق ِ!
يا سَمُومَ الهّمِّ ثُورِى. . . . . . . . . . فِى المَحَاق
واحْرقِينِى. .لا تُبَالِى. . . . . . . . . . باحْتِرَاقِى!
عِنْدَ رَمْسِى غَادِرُونِى. . . . . . . . . يا رِفَاقِى
واقْرَأو سِفْرَ البَّلايا. . . . . . . . . . . والفِرَاقِ
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[14 - Feb-2009, مساء 12:12]ـ
لا فض فوك يا شيشي، بارك الله فيك.
نرجو من بقية الأعضاء الشعراء المقلين المشاركة.
ـ[ابن عبيد الفيومي]ــــــــ[23 - Feb-2009, مساء 12:59]ـ
أين شعر الشعراء المقلين يا إخوان؟؟
تنشطوا(/)
لأول مرة قصيدة: (يا نساء الجزائر) لأمير شعراء الجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[26 - Apr-2008, مساء 05:27]ـ
قصيدة: (يا نساء الجزائر)
لأمير شعراء الجزائر الأستاذ محمد العيد آل خليفة – رحمه الله تعالى –
سِرن سَيْر الحرَائر ... خَلف ركب العَشائر
يا نساء الجزائر
سرن نَحْو لذى دعاَ ... للمعالي فاسمعاَ
يا نساء الجزائر
قُمن من رقدة الكسل ... وتحرَّكن للعمل
يا نساء الجزائر
قُمن لله بالقُرَب ... وتَحَلَّين بالأدب
يا نساء الجزائر
صُنَّ أعراضكن عن ... كل ريْبٍ وكل ظن
يا نساء الجزائر
من رعت واجب الشرف ... فهي كالدر في الصَّدف
يا نساء الجزائر
قَرْنَ في البيْت إنَّهُ ... يقتضيكُنَّ فَنَّهُ
يا نساء الجزائر
كُنَّ في البيت للرَّجل .. نسْوةً فَذَّة المُثُل
يا نساء الجزائر
كُنَّ في البيت للوَلد ... هادياتٍ إلى الرَّشد
يا نساء الجزائر
عِشْنَ للجيلِ ألسُنَا ... مُرشداتٍ وأعيناَ
يا نساء الجزائر
عِشْنَ كالزهر في السُّرى ... آيَة الله للوَرى
يا نساء الجزائر
عِشْنَ للصَّالح الحسَن ... في حِمَى الله (ثم رجال) الوَطَن
يا نساء الجزائر
نقلها الفقير لرحمة ربه و غفرانه
عبد الحق آل أحمد الجلفاوي الجزائري
من
مجلة الشهاب (م14/ص:203 - 504)
بتاريخ: (رمضان:1357هـ، نفامبر:1938م).
ـ[أسماء]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 07:51]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله قصيدة رائعة
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[07 - Jul-2008, مساء 10:08]ـ
وفيكم بارك الله ..
ـ[أبومروة]ــــــــ[03 - Aug-2008, مساء 10:43]ـ
ماشاء الله تبارك الله
بارك الله فيك وفي أهل الجلفة الأشاوس
نفع الله بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 09:48]ـ
ماشاء الله تبارك الله
بارك الله فيك وفي أهل الجلفة الأشاوس
نفع الله بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله أخي الكريم ..
وأسأل الله تعالى الإخلاص في القول و العمل ..
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[14 - Aug-2008, مساء 11:29]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهنا محاضرة بعنوان:
يا أبناء الجزائر: هكذا كونوا .. أو لا تكونوا للعلامة الإبراهيمي (رحمه الله)
ومن يستمع لهذه المحاضرة الماتعة فسيلحظ فيها
استشهادات كثيرة بالشعر الجاهلي والعباسي وأسلوب الإبراهيمي (رحمه الله) في إلقائها بديع، وهاكم رابطها أدناه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18549
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:00]ـ
أخي الكريم "غالب بن محمد المزروع": وفيكم بارك الله ..
و حقيقة للشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله تعالى - حافظة قوية و قريحة أدبية منها الشعرية و البيانية قل نظيرها اليوم؛ كتميزه بالسجع في مقالاته دون تعمد أو تكلف -فيما يظهر- مما يؤدي لاسترساله فيه - أحيانا - فيقع في أخطاء عقدية كما في مقاله (سجع الكهان) وقسمه بغير الله - عفا الله عنه - ..
وقد اطلعت على كتاب يتحدث عن أدبيات الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله تعالى - أظنه عنوان: (الإبراهيمي أديبا) أو مثل هذا .. والله الموفق.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 12:24]ـ
أحسنتم، وبارك الله فيكم على إنصاف الرجل ببيان ما له وما عليه، وكذلك للتجرّد للحق من باب قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
ـ[البحث العلمي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 07:05]ـ
اسلوب جميل كالعادة للشاعر محمد العيد ال خليفة
بارك الله فيكم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - Oct-2008, مساء 06:27]ـ
وفيكم بارك الله ...
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 08:36]ـ
جزاك الله عنَّا كلَّ خير ورحم الله الشيخ الشَّاعر السَّلفي محمّد العيد آل خليفة
ـ[ابو علي الطيبي]ــــــــ[30 - Sep-2009, مساء 11:11]ـ
أخي الكريم "غالب بن محمد المزروع": وفيكم بارك الله ..
و حقيقة للشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله تعالى - حافظة قوية و قريحة أدبية منها الشعرية و البيانية قل نظيرها اليوم؛ كتميزه بالسجع في مقالاته دون تعمد أو تكلف -فيما يظهر- مما يؤدي لاسترساله فيه - أحيانا - فيقع في أخطاء عقدية كما في مقاله (سجع الكهان) وقسمه بغير الله - عفا الله عنه - ..
وقد اطلعت على كتاب يتحدث عن أدبيات الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله تعالى - أظنه عنوان: (الإبراهيمي أديبا) أو مثل هذا .. والله الموفق.
أخي عبد الحق، ألم يأن لك -وأنت تهدم رموز الأمة، وأئمة الإصلاح في المغرب الكبير، وتنسب إليهم الموبقات والمكفّرات، في خلال ترحمك عليهم! - ألم يأن لك أن تتهم فهمك الكسير؟ ونظرك القصير؟ وعيّك المستطير؟؟
إن الذي لا يفهم أنَّ "البشير" عليه رحمات الله ورضوانه، كتب "سجع الكهان" بلسان "كاهن الحي" لا لسانه، وبأسلوب كهنة الجاهلية الأولين لا أسلوبه، وأنه تقصّد بذلك مزيدا من الرمز، لمزيد من الغمز (الغمز في الاستدمار الفرنسي، والغمز في من باع فلسطين .. الخ)!!
الذي لا يدرك ذلك -وهو يزعم العناية بتراث مشايخ الجمعية، ونقده-
لا يستأهل أن يخط سطرا واحدا عنهم!!
فدع عنك التهويش، ودس السم في العسل .. واشتغل بخاصة نفسك، وانشر عقيدة التوحيد في مدينتك، وردَّ على "الأحباش" الذين صارت جامعة مدينتك أحد معاقلهم الكبرى .. وناظرهم .. وأفحمهم الحجة ...
وأظنك على الأقل تتفق معي أنهم أخطر من "خطايا جمعية العلماء المسلمين" ورجالاتها مجتمعين!!
(وهم يتفقون معك في الطعن على الإمامين الجليلين، وعلى منهج "الباديسيين" و"العقبيين" عموما -والباديسية أو العقبية، كالعبداوية أو الوهابية عند المشارقة! - .. )
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 01:35]ـ
الأخ الكريم: "أبا علي الطيبي"- عفا الله عني وعنك - اعلم أن: "بيان زلَّة العَالِم: مَحمدة في الإِسلام".اهـ
1 - لو نقلت لك كلاما من الآثار للشيخ البشير الإبراهيمي- رحمه الله-فيه قسم بغير الله و من غير مقاله (سجع الكهان) أتراك تقول ما قلته: ((كتب "سجع الكهان" بلسان "كاهن الحي" لا لسانه))؟!!
2 - أما تهويشك علي فأترك لك الرد على من سميت و" [إذا] رأيت من رد على مخالف في شذوذ فقهي، أو قول بدعي، فاشكر له دفاعه بقدر ما وسعه، ولا تخذله بتلك المقولة المهينة .. فالناس قدرات و مواهب، ورد الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملَّته ".فلتتنبه.
3 - ثم أخي دع عنك التعصب الذميم، فأخطاء رجال الجمعية ترد ولا كرامة، وليس مكانتهم فوق مكانت الحافظ ابن حجر والنووي -رحمهمه الله- وأمثالهم ممن لهم جهود علمية أعظم ممن تنافح عنهم ويعلمها القاصي و الداني، ومع ذلك ردت أخطائهم، هداك الله ..
وبما أن أهل العلم و طلبته لا يعارضون رد أخطائهم ولك في كلام الشيخ صالح العبود والشيخ صالح آل الشيخ و الشيخ سليمان الخراشي وغيره عبرة. فأنصحك بأن تلتزم اللصوق بالأرض، والله المعين.
تنبيه يفيد كل نبيه: الشيخ محمد آل خليفة والشيخ العربي التبسي -رحمهم الله تعالى- أقرا - تقريظا لكتاب - من قرر عقيدة أهل البدع في مسألة الإستواء بالإستيلاء، فما قول صاحبنا الطيبي؟!! -وسيأتي توثيق ذلك-
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Oct-2009, مساء 09:45]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم "محمد الذهبي" ..
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 11:33]ـ
مالك يا أخي و مال الجمعية , ذرك من هذه المقالات و التشويهات لعلماء الجمعية و إذا أردت أن تبين الحق ائت بكلام أهل العلم الراسخين و ليس من عندك , و أظنك يا أخي لو دمت على هذه الحال ستندم إما في الدنيا أو إما في الآخرة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[22 - Feb-2010, مساء 11:57]ـ
مالك يا أخي و مال الجمعية , ذرك من هذه المقالات و التشويهات لعلماء الجمعية و إذا أردت أن تبين الحق ائت بكلام أهل العلم الراسخين و ليس من عندك , و أظنك يا أخي لو دمت على هذه الحال ستندم إما في الدنيا أو إما في الآخرة.
الأخ الكريم" إبراهيم"-وفقني الله و إياك لمرضاته-:
1 - من أنت أخي الكريم حتى تتفوه بمثل ما تفوهت به وما محلك من الإعراب؟!
2 - كلامي في المقالات و التشويهات كما حلى لك تسميتها مدعم بالأدلة وكلام العلماء من أهل السنة، أمّا جل من ينتقد و يهوش و يشوش عَلَيَّ فلا مستند له من كلام العلماء الأكابر من أهل السنة؟! فهلا نقلت لنا كلامهم يرحكمك الله!!
3 - ما هذا النواح والبكاء أخي "إبراهيم" على من ردّ زلات ظهرت له في آثار الجمعية!
وفي مسائل من العقيدة! ..
أيّ سلفية هذه التي تدعونها! ..
ثم هل نحن أول من بيّن أو حذّر أو نبّه؟!
سبحان الله العظيم!
ـ[الأخ ابراهيم]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 12:20]ـ
ماشاء الله يا أخي عبد الحق ردودك تتميز بالافحام.
و لكن لي طلب أرجو منك أن تلبيه لي وهو أن تتصل بأحد العلماء أو الشيوخ الجزائرين السلفين الراسخين و تستفتيه في أمر أخطاء علماء الجمعية هل من الحكمة أن تنشر أخطاءهم في المنتديات و في صفحات الأنترنت يطلع عليها الخاص و العام أم يجب أن نبينها فقط لمن سأل أو استفسر عنها.
و إن شاء الله يكون صدرك أرحب لكلامي في المرة القادمة.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 12:28]ـ
الأخ الكريم: إبراهيم" وفقني الله و إياك لمرضاته:
1 - أسلوب التعليق السابق اقتضاه المقام ولو راجعت تعليقك لتبين لك السبب، وإذا علم السبب بطل العجب!
2 - اتصلت بمن هم أعلم - في اعتقادي - ممن ذكرت و أرسخ في عقيدة السلف الصالح؛ ووجهوا و نصحوا-جزاهم الله خيرا-، وليس لدي مانع أن تقوم بما اقترحته و تفيد أخاك؟!
3 - بعثتُ لبعض أهل العلم أشياء موثقة بالصور و كلام العلماء و لازلت أنتظر و الحمد لله .. ومن استطعت الاتصال به أفاد -حفظه الله - بما ستراه في غير ما سبق؛ والله الموفق وحده.
ـ[أبو الطيب المتنبي]ــــــــ[23 - Feb-2010, صباحاً 01:42]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك، أحسنت أحسن الله إليكم ونفع بكم، ورحم الله أمير شعراء الجزائر محمد العيد آل خليفة، ومن كان في دربه من الشعراء والساسة والمجاهدين من أمثال: مفدى زكريا، والأمير عبد القادر الجزائري فارس الضروس بصارمه، والطروس بيراعه، والشيخ عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[27 - Feb-2010, مساء 03:56]ـ
وفيكم بارك الله أخي الكريم ..
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[04 - Mar-2010, مساء 12:13]ـ
الأخ الكريم: "أبا علي الطيبي"- عفا الله عني وعنك - اعلم أن: "بيان زلَّة العَالِم: مَحمدة في الإِسلام".اهـ
1 - لو نقلت لك كلاما من الآثار للشيخ البشير الإبراهيمي- رحمه الله-فيه قسم بغير الله و من غير مقاله (سجع الكهان) أتراك تقول ما قلته: ((كتب "سجع الكهان" بلسان "كاهن الحي" لا لسانه))؟!!
2 - أما تهويشك علي فأترك لك الرد على من سميت و" [إذا] رأيت من رد على مخالف في شذوذ فقهي، أو قول بدعي، فاشكر له دفاعه بقدر ما وسعه، ولا تخذله بتلك المقولة المهينة .. فالناس قدرات و مواهب، ورد الباطل واجب مهما كانت رتبته، وكل مسلم على ثغر من ثغور ملَّته ".فلتتنبه.
3 - ثم أخي دع عنك التعصب الذميم، فأخطاء رجال الجمعية ترد ولا كرامة، وليس مكانتهم فوق مكانت الحافظ ابن حجر والنووي -رحمهمه الله- وأمثالهم ممن لهم جهود علمية أعظم ممن تنافح عنهم ويعلمها القاصي و الداني، ومع ذلك ردت أخطائهم، هداك الله ..
وبما أن أهل العلم و طلبته لا يعارضون رد أخطائهم ولك في كلام الشيخ صالح العبود والشيخ صالح آل الشيخ و الشيخ سليمان الخراشي وغيره عبرة. فأنصحك بأن تلتزم اللصوق بالأرض، والله المعين.
تنبيه يفيد كل نبيه: الشيخ محمد آل خليفة والشيخ العربي التبسي -رحمهم الله تعالى- أقرا - تقريظا لكتاب - من قرر عقيدة أهل البدع في مسألة الإستواء بالإستيلاء، فما قول صاحبنا الطيبي؟!! -وسيأتي توثيق ذلك-
عفا الله عنك،رحم الله علماء الجزائر الذين وقفوا في وجه فرنسا متمسكين بالدين الإسلامي.
أما مايقوله الناس فلا حاجة لنا بها.
رحم الله علماء الجزائر وجميع علماء المسلمين.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - Mar-2010, مساء 02:46]ـ
رحمهم الله وغفر زلاتهم ..(/)
هكذا صفت قلوب السلف فهل نحن متبعون؟!؟
ـ[محمد سعيد 1]ــــــــ[05 - May-2008, مساء 08:36]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله تسليماً كثيراً إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........ وبعد: ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحاً حال الكثيرين ..
ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يبالي ما يقول.
1 - كان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية: قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس هاهنا كيلا يكون كذباً
2 - حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت، فقال: إن الله – تعالى – إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به.
3 - روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن: يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه، قال: وما ذاك يا ابن أخي، قال: أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك، فقال: يا ابن أخي: لا يكبرن هذا عليك، أخبرك بما هو أعجب، قال: وما ذاك يا عم؟ قال: أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم.
4 - قال جبير بن عبد الله: شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال: إن فلاناً يقع منك، فقال وهب: أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل، فرفع مجلسه وأكرمه.
5 - عن حاتم الأصم قال: لو أن صاحب خير جلس إليك لكنت تتحرز منه، وكلامك يُعرض على الله فلا تتحرز منه.
6 - حدث أبو حيان التميمي عن أبيه قال: رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت: يا أبتاه، أذهب ألعب؟ قال: يا بنيتي، إذهبي قولي خيرا.
7 - اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له: اذكر القطن إذا وُضع على عينيك.
8 - قال رجل لعمرو بن عبيد: إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ،فقال له عمرو: يا هذا، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا، والله – تعالى – يحكم بيننا وهو خير الحاكمين
9 - قيل للمعافي بن عمران: ما ترى في الرجل يُقرض الشعر ويقوله؟ قال: هو عمرك فأفنه بما شئت!!
10 - عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا ويكتب عليه حتى أنينه في مرضه، فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاووساً كان يكره أنين المرض، فتركه.
11 - قال عمر بن عبد العزيز: من علم أن كلامه من عَمَلِهِ، قل كلامه إلا فيما يعنيه.
12 - قال الحسن بن صالح: فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان.
13 - كان عبد الله الخيار يقول في مجلسه: اللهم سلمنا،وسلم المؤمنين منّا.
14 - قال بعض السلف .. يُعرض على ابن آدم ساعات عمره، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات ..
15 - قال الحسن ابن بشار: منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها.
16 - قال بشر بن منصور: كنا عند أيوب السختياني فغلطنا وتكلمنا، فقال لنا: كفوا .. لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليوم لفعلت.
17 - وكان الشعبي إذا طُلب في المنزل وهو يكره خط دائرة وقال للجارية: ضعي الأصبع فيها وقولي ليس هاهنا.
وهذا في موضع الحاجة فأما في غير موضع الحاجة فلا، لأن هذا تفهيم الكذب وإن لم يكن اللفظ كذباً فهو مكروه على الجملة.
18 - قال رجل للفضيل ابن عياض: إن فلاناً يغتابني، قال: قد جلب لك الخير جلباً.
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - قال عبد الرحمن بن مهدي: لولا أني أكره أن يُعصى الله تمنيت ألا يبقى في هذا العصر أحدٌ إلا وقع فيّ واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها.
20 - قال رجل لبكر بن محمد: بلغني أنك تقع فيّ، قال أنت إذاً أكرم عليَّ من نفسي.
21 - رُؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئل عن حاله، فقال: أنا موقوف على كلمه قُلتُها،قُلتُ: ما أحوج الناس إلى غيث، فقيل لي: وما يدريك؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي.
22 - قال عبد الله بن محمد بن زياد: كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله قد اغتبتك، فاجعلني في حل، قال:أنت في حل إن لم تعد، فقلت له: أتجعله في خل يا أبا عبد الله وقد اغتابك؟ قال: ألم ترني اشترطت عليه.
23 - وجاء ابن سيرين أناسٌ فقالوا: إنا نلنا منك فاجعلنا في حل، قال: لا أحل لكم شيئاً حرمه الله.
فكأنه أشار إليه بالاستغفار، والتوبة إلى الله مع استحلاله منه.
24 - قال طوق بن منبه: دخلت على محمد بن سيرين فقال: كأني أراك شاكيا؟ قلت: أجل، قال: اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه ثم قال: اذهب إلى فلان فإنه أطب منه، ثم قال: أستغفر الله أراني قد اغتبته.
25 - روي عن الحسن أن رجلاً قال: إن فلاناً قد اغتابك، فبعث إليه طبقاً من الرطب، وقال: بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك، فأردت أك أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام.
26 - وذكر عن أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أنه قال: إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟
فيقول: هذا بما اغتابك الناس وانت لا تشعر.
27 - قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا؟
قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن، ويكون مثال هذا، مثال رجل دخل الدباغين، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا.
28 - قال عبد الله بن المبارك: قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، ما سمعته يغتاب عدواً له قط، فقال: هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها.
29 - روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا،فقال له عمر: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية: {إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية {همازٍ مشاءٍ بنميم} وإن شئت عفونا عنك؟ فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبدا.
30 - قال رجل لعبد الله بن عمر – وكان أميراً – بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرته بسوء، قال: قد كان ذلك، قال فأخبرني بما قال حتى أظهر كذبه عندك؟ قال: ما أحب أن أشتم نفسي بلساني، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال، ولا أقطع عنك الوصال.
المصدر: كُتيب (أحصاه الله ونسوه) لعبد المحسن القاسم
ويقول ابن القيم عليه رحمة الله:
أهل الصراط المستقيم كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم بالنفع في الآخرة،
فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة، فضلاً عن أن تضره في الآخرة، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسناتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها كلها، ويأتي بسيئاتٍ أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به
يكب الفتى في النار حصد لسانه ... فحافظ على ضبط اللسان وقيدِ
ـ[قلب طيب]ــــــــ[18 - Oct-2009, مساء 04:01]ـ
موعظة و تذكرة مؤثرة
كم يحزن القلب على حالنا و على ما نقع فيه مما لا يرضي الله
غفر الله لنا زلاتنا و عفى عنا
جزيتم خيرا على النقل.
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[23 - Nov-2010, صباحاً 03:16]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الحسيني]ــــــــ[23 - Nov-2010, مساء 11:04]ـ
بارك الله فيك(/)
قصيدة من الطرائف
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[10 - May-2008, مساء 05:01]ـ
قصيدة من الطرائف
أيا ذا الفضائل واللام حاء=====ويا ذا المكارم والميم هاء
ويا أنجب الناس والباء سين=====ويا ذا الصيانة والصاد خاء
ويا أكتب الناس والتاء ذال=====ويا أعلم الناس والعين ظاء
تجود على الكل والدال راء=====فأنت السخى ويتلوه فاء
هذه الأبيات تنسب للشيخ على بن عبد الخالق القرنى حفظه الله وهو كما تعلمون من أبلغ المعاصرين.
ـ[العفالقي]ــــــــ[18 - May-2008, صباحاً 06:06]ـ
لا أدري ولكني قرأتها قديماً قبل أن أعرف الشيخ علي فلعلها من منقوله.
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 04:48]ـ
للعلم فقد سبق إلى ذلك الشعراء منذ أكثر من ألف سنة
فمثلا ها هوذا شاعر اليتيمة (يتيمة الدهر) أبو يوسف يعقوب بن أحمد بن محمد
يقول هاجيا:
وقال لي أبو حسنٍ كريم**فقلت الميم هاء في العباره
وما لجلاله أهجوه لكن**رأيت الكلب يرمى بالحجاره
وصاحب اليتيمة (أبو منصور الثعالبي)؛ توفي سنة 429 هـ
******************************
وهذه أيضاً
قصيد) مَدْح!) في كاتب ليبرالي
قصيدة أهداها الشاعر ظافر السيف لموقع الدرر السنية
أيا كاتبا طاب فيك الرجاء --وطابت مساعيك والطاء خاء
كتبت الرواية والراء غين --وكان الثنا منك والثاء خاء
بليغ كما قيل والغين دال--خبير نعم أنت والراء ثاء
جميل بلا شك والجيم عين --كريم بفعلك والميم هاء
كتبت سطورك واللام قاف --بفهم سليم بغير انتهاء
عظيم المبادئ والظاء قاف --سليم العبارة والميم طاء
أمير الصحافة والحاء لام--سفير الثقافة والراء هاء
يحل بمثلك عصر السلام--فيحيا به الجيل والسين ظاء
وتسعى دؤوبا لنشر السطور --بأرض الفضيلة والطاء فاء
تذاع الكرامة في محفل --حواك وصحبك والذال باء
وكم ترفع الرأس والراء كاف --وتمسي على الجمر والجيم خاء
إلى غاية لك والصاد شين --تطيل لصهواتك الامتطاء
فيا كاتبا سار والتاء ذال --ويا ناقدا طار والنون حاء
مدحت الغواني والغين زاي --ورمت فضائل واللام حاء
وشدت قصور الفضيلة عمرا --فصارت بفضلك والصاد باء
وخط مدادك دون رياء --جميع المقالات والراء حاء
كأن حروفك والصاد ميم --تجلي لنا كيف صوت الحياء
فسبقك للخير من غير قاف --وحربك للسوء من غير راء
سبتك الحضارة والضاد قاف --بظل الستارة والتاء فاء
فمارست مذ صرت تلعب دورا --فنون الإدارة والدال ثاء
وجئت تطل بشتى الوصايا --وأغنى التجارب والنون باء
سلكت رؤى الدرب والدال غين --وصنت عرى الدين والصاد خاء
فقف عند حدك إنا نثرنا --لكشف الخبايا حروف (الهجاء)
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[06 - Jun-2008, مساء 08:39]ـ
أيا ذا الفضائل واللام حاء=====ويا ذا المكارم والميم هاء
ويا أنجب الناس والباء سين=====ويا ذا الصيانة والصاد خاء
ويا أكتب الناس والتاء ذال=====ويا أعلم الناس والعين ظاء
تجود على الكل والدال راء=====فأنت السخى ويتلوه فاء
جزاكم الله خيرا ... أخانا العزيز أبا محمد ...
لكن هل يمكن أن توضح لنا المعنى؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[07 - Jun-2008, صباحاً 01:50]ـ
جزاكم الله خيرا ... أخانا العزيز أبا محمد ...
لكن هل يمكن أن توضح لنا المعنى؟
حباً وكرامة أخى الحبيب
أيا ذا الفضائل واللام حاء=أيا ذا الفضائح
ويا ذا المكارم والميم هاء=ويا ذا المكاره
... وهكذا ... :)
ـ[محمد محيسن]ــــــــ[18 - Jun-2008, مساء 03:19]ـ
جميل جدا!
جزاكم الله خيرا أخي العزيز.
ـ[إشراق المستقبل]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 01:18]ـ
جميل هذا الهجاء بالرغم أني لا أحبذ هذا الفن كثيراً
لكن أعجبتني هذه الطريقة المبطنة في الهجاء
شكراً جزيلاً
ـ[علاء المصرى]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 01:24]ـ
فعلاً جميلة جداً
ـ[أبوعلي العنزي]ــــــــ[08 - Dec-2008, مساء 10:45]ـ
السلام عليكم
كتبت سطورك واللام قاف
؟؟؟؟
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 12:33]ـ
كتبت سطورك واللام قاف
؟؟؟؟
اللام قاف يريد في عجز البيت الآتي: بفهم سليم: سقيم.
ما شاء الله، طرافة وقعت موقعها.
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[09 - Dec-2008, صباحاً 09:47]ـ
قال أحد الشعراء عندما تغرب ونزل ضيفاً على أحد البخلاء وقد تضجر البخيل من هذا الضيف:
وأخٍ مسه نُزولي بقَرحٍ مثلما مسَّني من الجوع قَرحُ
بِتُّ ضيفاً له وقد حَكَمَ الدَّهرُ وفي حُكْمِهِ على الحُرِّ قُبحُ
فابتداني يقول وهو من شِدَّةِ السَّكرةِ غارقٌ فيها ليس يصحوا
لِمَ تَغَرَّبتَ! قلتُ قال رسول الله والقولُ مِنهُ نُصحٌ ونُجْحُ:
سافروا تَغنَمُوا. قال وقد قال تمام الحديث: صوموا تَصِحُّوا
نعوذ بالله بالله من البخل وأهله
تنبيه على قول الشاعر: ((وقد حَكَمَ الدَّهرُ وفي حُكْمِهِ على الحُرِّ قُبحُ)) فهذا مما ل يوافق عليه.
ـ[ليث بني فارس]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 12:11]ـ
جزاكم الله خيرا أبيات هجاء قوية و بليغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[16 - Jun-2010, صباحاً 12:44]ـ
أقول ُ:
فأنت الرحيمُ وذي الحاءُ جيمْ ... وحدُّك هُوْ أن تُحذفَ ياء
:)
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[05 - Jul-2010, مساء 08:53]ـ
أقولُ:
ألست برأسٍ لأهلِ الشّفاءْ ... بلى إن رَاؤكمُ هي باءْ
تُعافِي المريضَ وعينُك جيمْ ... وتحذفُ واوًا له منْ دَواءْ
فأنت كمعْنِ وذي النّونُ زايْ ... وأنت كقيسِ وذي القافُ تاءْ
وأنت كقلبيَ والقافُ كافْ ... وأنت كرَوْحِك والحَاء ثاءْ
وأنت كبَعْليَ والباءُ نونْ ... وسينُك ذالُك أهلَ الحِسَاءْ
تصُدّ المظالمَ والصادُ ميمْ ... تُبيدُ الحرامَ ودالُك حاءْ
فإن كان نَصْبًا فصادُك هاءْ ... وأنت البديلُ لنا الدّال خاءْ
فأنت حبيبٌ لأهل الضّياءْ ... وأنت كبعضِهمُ الضّادُ راءْ
وأنت جميلُ وجيمُك عَينْ ... وأنت فريدُ ففاؤكَ طاءْ
فأنت السّليم وذي اللامُ قافْ ... وأنت لَعالِمُنا العَينُ ظاءْ
وأنت لشَهْمُ وذي الشّينُ واوْ ... وما بك وَهْمُ وذي الواوُ فاءْ
لأنْتَ فقيهٌ تعينُ الصحيحْ ... وقافٌ وذي العينُ في الشّطر هاءْ
بنيتَ لوحْدِكَ والباءُ زايْ ... وغينُك باؤك أنت الغَلاءْ
فأنت الرّحيمُ وذي الحاءُ جيمْ ... وحدّك هُوْ أن تُحذفَ ياءْ
فباءٌ وتاءٌ وثاءٌ وحاءْ ... وخاءٌ وراءٌ وطاءٌ وظاءْ
وفاءٌ وهاءٌ وياءٌ سواءْ ... فهذي لَعمري حروف الهجاءْ
وسلامتكم
أخوكم ..
أبو عبد الله الرياني
ـ[إسلام إبراهيم عثمان]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 02:36]ـ
بارك الله فيكم
موضوع جميل وماتع
بوركتم
ـ[طراد]ــــــــ[09 - Jul-2010, مساء 06:25]ـ
جزاكم الله خيرا جميل(/)
من عيون الشعر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - May-2008, مساء 07:40]ـ
_
قالتْ: حُبِستَ؟ فَقُلتُ: لَيسَ بِضائِرٍ ... حَبسي، وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لايُغمَدُ؟
أوَما رأيتِ الليثَ يألَفُ غيلَهُ ... كِبرًا وأوباشُ السِباعِ تَرَدَّدُ
والشمسُ لولا أنَّهامحجوبةٌ ... عن ناظِرَيكِ لما أضاءَ الفَرقَدُ
والبَدرُ يُدرِكُهُ السِّرارُ فَتَنجَلي ... أيَّامُهُ وكأنَّه مُتجدِّدُ
والغَيثُ يَحصُرُهُ الغَمامُ فَما يُرى ... إلَّا وريِّقُهُ يُراحُ ويَرعُدُ
والنارُ في أحجارِها مَخبوءَةٌ ... لا تُصطَلى إن لَم تُثِرها الأزنُدُ
والزاعِبِيَّةُ لا يُقيمُ كُعوبَها ... إلَّا الثِّقافُ وجَذوَةٌ تَتَوَقَّدُ
غِيَرُ اللَّيالي بادِئاتٌ عُوَّد ... والمالُ عارِيَةٌ يُفادُ ويَنفَدُ
ولِكُلِّ حالٍ مُعقِبٌ ولرُبَّما ... أجلى لك المَكروهُ عَمَّا يُحمَدُ
كم مِن عَليلٍ قد تَخَطَّاهُ الرَّدى ... فَنَجا وماتَ طَبيبُهُ والعُوَّدُ
صبرًا فإنَّ الصَّبرَ يُعقِبُ راحةً ... ويَدُ الخليفةِ لا تُطاوِلُها يَدُ
والحَبسُ ما لَم تَغشَهُ لِدَنِيَّةٍ ... شَنعاءَ نِعمَ المَنزِلُ المُتَوَرَّدُ
واللَهُ بالِغُ أمرِهِ في خلقِهِ ... وإلَيهِ مَصدَرُنا غدًا والمَورِدُ
ولَئِن مَضَيتُ لَقَلَّما يَبقى الذي ... قد كادَني وَلَيَجمَعَنَّا المَوعِدُ!
فبِأيِّ ذنبٍ أصبَحَت أعراضُنا ... نَهبًا يُشيدُ بِها اللَّئيمُ الأوغَدُ
_
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - May-2008, مساء 09:49]ـ
بارك الله فيكم أستاذ عدنان.
جميلة القصيدة. . مَن قائلها؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 01:30]ـ
/// وفيكِ بارك الله .. قائلها علي بن الجهم.
ـ[أسماء]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 07:22]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أستاذ على هذا النقل الطيب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - May-2008, مساء 09:29]ـ
/// وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وفيكِ بارك الله.
وقعُ الشوائبِ شيَّب ///////// والدهرُ بالناس قُلَّبْ
إن دان يوماً لشخصٍ ///////// ففي غدٍ يتغلَّبْ
فلا تثقْ بوميضٍ ///////// من برقهِ فهو خُلَّبْ
واصْبر إذا هو أضرى ///////// بك الخطوبَ وألَّبْ
فما على التِبْرِ عارٌ ///////// في النار حينَ يُقلَّبْ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 08:37]ـ
/// وقال أبوفراس الحمداني: أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ • • • أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ
بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ • • • وَلَكِنَّ مِثلي لايُذاعُ لَهُ سِرُّ
إِذا اللَيلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى • • • وَأَذلَلتُ دَمعاً مِن خَلائِقِهِ الكِبرُ
تَكادُ تُضيءُ النارُ بَينَ جَوانِحي • • • إِذا هِيَ أَذكَتها الصَبابَةُ وَالفِكرُ
مُعَلِّلَتي بِالوَصلِ وَالمَوتُ دونَهُ • • • إِذا مِتَّ ظَمآناً فَلا نَزَلَ القَطرُ
حَفِظتُ وَضَيَّعتِ المَوَدَّةَ بَينَنا • • • وَأَحسَنَ مِن بَعضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ
وَما هَذِهِ الأَيّامُ إِلّا صَحائِفٌ • • • لِأَحرُفِها مِن كَفِّ كاتِبِها بَشرُ
بِنَفسي مِنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً • • • هَوايَ لَها ذَنبٌ وَبَهجَتُها عُذرُ
تَروغُ إِلى الواشينَ فِيَّ وَإِنَّ لي • • • لَأُذناً بِها عَن كُلِّ واشِيَةٍ وَقرُ
بَدَوتُ وَأَهلي حاضِرونَ لِأَنَّني • • • أَرى أَنَّ داراً لَستِ مِن أَهلِها قَفرُ
وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم • • • وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ
فَإِن يَكُ ماقالَ الوُشاةُ وَلَم يَكُن • • • فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ ماشَيَّدَ الكُفرُ
وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ • • • لِإِنسانَةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ
تُسائِلُني مَن أَنتَ؟ وَهيَ عَليمَةٌ • • • وَهَل بِفَتىً مِثلي عَلى حالِهِ نُكرُ!
فَقُلتُ: كَما شاءَت وَشاءَ لَها الهَوى • • • قَتيلُكِ قالَت: أَيَّهُم فَهُمُ كُثرُ؟
فَقُلتُ لَها: لَو شِئتِ لَم تَتَعَنَّتي • • • وَلَم تَسأَلي عَنّي وَعِندَكِ بي خُبرُ
فَقالَت: لَقَد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا • • • فَقُلتُ: مَعاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ!
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ • • • إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ • • • إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ
فَأَيقَنتُ أَن لاعِزَّ بَعدي لِعاشِقٍ • • • وَأَنَّ يَدي مِمّا عَلِقتُ بِهِ صِفرُ
وَقَلَّبتُ أَمري لا أَرى لِيَ راحَةً • • • إِذا البَينُ أَنساني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ
فَعُدتُ إِلى حُكمِ الزَمانِ وَحُكمِها • • • لَها الذَنبُ لاتُجزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ
فَلا تُنكِريني يا اِبنَةَ العَمِّ إِنَّهُ • • • لِيَعرِفُ مَن أَنكَرتِهِ البَدوُ وَالحَضرُ
وَلا تُنكِريني إِنَّني غَيرُ مُنكِرٍ • • • إِذا زَلَّتِ الأَقدامُ وَاِستُنزِلَ النَصرُ
وَإِنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ • • • مُعَوَّدَةٍ أَن لايُخِلَّ بِها النَصرُ
وَإِنّي لَنَزّالٌ بِكُلِّ مَخوفَةٍ • • • كَثيرٌ إِلى نُزّالِها النَظَرُ الشَزرُ
فَأَظمَأُ حَتّى تَرتَوي البيضُ وَالقَنا • • • وَأَسغَبُ حَتّى يَشبَعَ الذِئبُ وَالنَسرُ
وَما حاجَتي بِالمالِ أَبغي وُفورَهُ • • • إِذا لَم أَفِر عِرضي فَلا وَفَرَ الوَفرُ
أَسِرتُ وَما صَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى • • • وَلا فَرَسي مُهرٌ وَلا رَبُّهُ غَمرُ
وَلَكِن إِذا حُمَّ القَضاءُ عَلى اِمرِئٍ • • • فَلَيسَ لَهُ بَرٌّ يَقيهِ وَلا بَحرُ
يَقولونَ لي بِعتَ السَلامَةَ بِالرَّدى • • • فَقُلتُ أَما وَاللَهِ مانالَني خُسرُ
وَهَل يَتَجافى عَنِّيَ المَوتُ ساعَةً • • • إِذا ماتَجافى عَنِّيَ الأَسرُ وَالضَرُّ
هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ • • • فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ
يَمُنّونَ أَن خَلّوا ثِيابي وَإِنَّما • • • عَلَيَّ ثِيابٌ مِن دِمائِهِمُ حُمرُ
وَقائِمُ سَيفٍ فيهِمُ اندَقَّ نَصلُهُ • • • وَأَعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطَّمُ الصَدرُ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم • • • وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ • • • وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ
وَإِن مُتُّ فَالإِنسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ • • • وَإِن طالَتِ الأَيّامُ وَاِنفَسَحَ العُمرُ
وَلَو سَدَّ غَيري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ • • • وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا • • • لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا • • • وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 08:49]ـ
رفقا بالقرَّاء (ابتسامة)!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 08:50]ـ
/// أقوارير كلهم؟ (ابتسامة)
ـ[أبوفردوس]ــــــــ[15 - May-2008, صباحاً 09:55]ـ
هم أكثر تأثيرا فرفقا!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 06:39]ـ
الحمد لله
حياكم الله شيخنا البخاري، ووفقكم لمرضاته.
في قصيدة أبي فراس التي وضعتموها هذا البيت:
وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ • • • كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ
والمقصود في البيت عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة مبارزته الشهيرة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهي قصة معروفة في التاريخ، والله أعلم بصحتها.
ومن رأيي أن الأولى عدم نشر مثل هذا البيت، لما يجب من الأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم. وحال الحمدانيين في التشيع معروف.
والله أعلم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 08:20]ـ
/// حيا الله الشيخ عصام، وأرحب به .. قد قمت بحذف البيت.
ولكم مني جزيل الشكر فبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[مهند المعتبي]ــــــــ[15 - May-2008, مساء 09:14]ـ
قالَتْ: حُبِستَ؟ فَقُلتُ: لَيسَ بِضائِرٍ /// /// /// حَبسي، وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لا يُغمَدُ؟
هنا مربطُ الفرس، ورنَّةُ الجرس ..
هنا يحلو المُقَام ..
سُرِرتُ بهذا الانتقاء الذي تضمَّنَ الملون بالأحمر (ابتسامة)
بارك الله فيك شيخنا أبا عاصم ..
ـ[آل عامر]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 10:03]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 11:16]ـ
أتذكر قصيدةً جميلة جدا ومؤثرة في الوزير ابن بقية الذي قُتل بطريقة وحشية، وناظمها - إن لم تخني الذاكرة - الأنباري والله أعلم.
ولا اتذكر منها سوى بيتين:
علو في الحياة وفي الممات ,, لحقا أنت إحدى المعجزات
............
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكني أصبر عنك نفسي ,, مخافة أن أعد من الجناة.
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[17 - May-2008, مساء 11:25]ـ
ومن القصائد الجميلة المعبرة عن اللوعة والبهجة
للأستاذ سيد قطب رحمه الله:
أخي أنت حرٌّ وراء السدود ..... أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .... فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!
أخي: ستُبيد جيوش الظلام .... ويُشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .... ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي: قد أصابك سهم ذليل .... وغدرا رماك ذراع كليل
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل .... ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود
أخي: قد سرت من يديك الدماء .... أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء
سترفع قربانها للسماء ...... مخضبة بوسام الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح؟ .... وألقيتَ عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح؟ ..... ويرفع راياتها من جديد
أخي: إنني اليوم صلب المراس ... أدكُّ صخور الجبال الرواسي
غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص ... رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع ... وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .... فروضات ربي اُعدَّت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمتُ الكفاح ... ولا أنا ألقيتُ عني السلاح
فإنْ انا متُّ فإني شهيد ..... وأنت ستمضي بنصر مجيد
ساثار ولكن لرب ودين ... وأمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام ... وإما إلى الله في الخالدين.
قد اختارنا الله في دعوته .... وإنا سنمضي على سنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .... ومنا الحفيظ على ذمته
أخي: فامضِ لاتلتقت للوراء ... طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هنا أو هناك .... ولا تتطلع لغير السماء
فرد عليه شاعر الموصل قائلا بعد اعدامه
اخى سوف تبكى عليك العيون ... وتسأل عنك دموع المعين
فإنْ جف دمعي سيبكي الغمام ... يرصّع قبركَ بالياسمين
أخي إن قضيت ستحيى بنا ... كأن لم يمرّعليك الفنا
فتمرح مهما إحتوتك القيود ... وتنعم بالحب ما بيننا
أخي عند ذكرك تجري الدموع ... لتربأ صدع الفؤاد الهلوع
وتسجد في سيرها للإله ... وتذكركم عنده في الركوع
أخي أنت مصباح هذي الحياة ... وتموت لتبعد عنها الهلاك
فأشعل لها في الظلام الظلوم ... منار الشعوب ونار الطغاة
أخي قد مضى سنة بالمثل **** فكان شهيدا وكان البطل
فإن ذقت أنت صنوف العذاب ... فإنك علي دربهم لم تزل
أخي ستنير الدماء الظلام ... وتزرعه رحمة وسلام ..
فيا سحب غطّي شعاع الهلال ... سيشرق بعدك بدر التمام ..
أخي إننا ما أسأنا الظنون ... بروح قوي وجسم نحيل
فماذا تروم لديك الخطوب ... وماذا يضيرك كيد العبيد
اخى مايريدون من مؤمن ... له قبره افضل المسكن
هلمى اى حادثات الزمن ... فلن تجدى فيه من موهن
اخى لن ننام وتحى السهاد ... اخى سنحرك قلب الجماد
اخى ان ايماننا لكفيل بهز ... الرواسى ومحق الفساد
أخي ما يئسنا ولن نيأسا ... وما طال في القلب لبث الأسى
وما حل أفئدة المؤمنين ... سوى أمل في الجنان رسى
اخى لست وحدك فى الامتحان ... فكن رابط الجأش صلب الجنان
ستصرخ بالظلم كل الشفاه ... ويهزأبالموت كل لسان
اخى انت فى النار فى المرجل ... ونحن على بعدها نصطلى
فكن مشعلا خالدا لايزول ... فنحن الوقود لذا المشعل
أخي فانتظر ولتعش في غدِ. ... سينبثق الأمل السرمدي
فإن مزقتنا سني الحياة ... فإنّا مع النصر في موعدِ
وانا مع الله فى الموعد
تستحق ان تكون معلقة في القلوب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - May-2008, مساء 07:38]ـ
/// بارك الله فيكم ونفع بكما ..
/// وقال أبوالطيب المتنبي:
ملومكما يجلُّ عن الملامِ * * * ووقعُ فعاله فوق الكلامِ!
ذراني والفلاة بلا دليلٍ * * * ووجهي والهجير بلا لثامِ
فإني أستريحُ بذي وهذا * * * وأتعبُ بالإناخة والمقامِ
عيون رواحلي إن حِرتُ عيني * * * وكلُّ بغامُ رازحتي بُغامي
فقد أردُ المياه بغير هادٍ * * * سوى عدِّيْ لها برق الغمامِ
فلمَّا صار ودُّ الناس خِبَّاً * * * جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ!
وصرتُ أشكُّ فيمن أصْطفيه * * * لعلمي أنَّه بعضُ الأنامِ!
يُحبُّ العاقلون على التصافي * * * وحُبُّ الجاهلين على الوسامِ
عجبتُ لمن له قدٌّ وحدٌّ * * * وينبو نبوةَ القضم الكَهَامِ
ومن يجد الطريق إلى المعالي * * * فلا يذر المطيَّ بلا سنامِ
ولم أرَ في عيوب الناس عيباً * * * كنقص القادرين على التمامِ!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - May-2008, صباحاً 04:26]ـ
/// الأخوان الكريمان .. مهند المعتبي وأحمد آل عامر .. وفقهما الله بارك فيهما
قد نسيتكما والله وتركت شكركما فعذرًا، وأسال الله ان ينفع بنا ويصلح شؤوننا
/// وقال أبو نواس الحسن بن هانيء:
خَلِّ جَنبَيكَ لِرامِ ••• وَاِمضِ عَنهُ بِسَلامِ
مُت بِداءِ الصَمتِ خَيرٌ ••• لَكَ مِن داءِ الكَلامِ
رُبَّما اِستَفتَحتَ بِالمَز ••• حِ مَغاليقَ الحِمامِ
رُبَّ لَفظٍ ساقَ آجـ ••• ـالَ نِيامٍ وَقِيامِ
إِنَّما السَّالِمُ مَن أَلـ ••• ـجَمَ فاهُ بِلِجامِ
فَاِلبِسِ الناسَ عَلى الصِّـ ••• ـحَةِ مِنهُم وَالسَقامِ
وَعَلَيكَ القَصدَ إِنَّ الـ ••• ـقَصدَ أَبقى لِلحُمامِ
شِبتَ يا هَذا وَما تَتـ ••• ـرُكُ أَخلاقَ الغُلامِ
وَالمَنايا آكِلاتٌ ••• شارِباتٌ لِلأَنامِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[24 - May-2008, صباحاً 07:01]ـ
وَالمَنايا آكِلاتٌ • • • شارِباتٌ لِلأَنامِ
نعم والله ما أروع الإنتقاء لهذه الأبيات المعبرة
ولأن هذه الهضبة مليئة بالعيون فسأجود من معينها العذب
قائل الأبيات هو البحتريّ:
أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي
صنت نفسي عما يدنس نفسي ... وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ ... ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي ... طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو ... لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ ... بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلًا لِاختِباري ... بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديمًا عَهِدَتني ذا هَناتٍ ... آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني نُبُوُّ ابنُ عَمّي ... بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديرًا ... أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهـ ... ـتُ إِلى أَبيَضِ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى ... لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي ... وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ ... مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
حِلَلٌ لَم تَكن كَأَطلالِ سُعدى ... في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي ... لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الـ ... ـجِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي ... جَعَلَت فيهِ مَأتَمًا بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ ... لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا ... كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشِر ... وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ ... ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ ... في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ ... وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا ... ءَ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتِابي حَتّى ... تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
مُزعَجًا بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ ... عَزَّ أَو مُرهَقًا بِتَطليقِ عِرسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ ... رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُبـ ... ـصِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ ... سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو ... مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمـ ... ـسٍ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ اتِّباعًا ... طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهرًا فَصارَت ... لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ ... موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري ... باِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
أعذروني على الإطالة ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - May-2008, مساء 02:15]ـ
/// بارك الله فيك وفي ونفع بك وبي خي الكريم ..
/// وكم يسعدني إضافاتك الجميلة على هذا الموضوع، فالشعر مرتع فسيح للروح والعقل، يحتاج المرء التنزُّه فيه بين فينة وأخرى، مع ما يحصل له من العبرة والحكمة والاتعاظ ..
/// وفي مثل أبيات البحتري الجميلة نظم أحمد شوقي، ولعلِّي أثبت سينيَّته الرائعة بعدُ إن شاء الله.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 01:57]ـ
/// وقال أبوالطَّيِّب المتنبِّي:
حَتّامَ نَحنُ نُساري النَجمَ في الظُلَمِ /// /// وَما سُراهُ عَلى خُفٍّ وَلا قَدَمِ
وَلا يُحِسُّ بِأَجفانٍ يُحِسُّ بِها /// /// فَقدَ الرُقادِ غَريبٌ باتَ لَم يَنَمِ
تَوَهَّمَ القَومُ أَنَّ العَجزَ قَرَّبَنا /// /// وَفي التَقَرُّبِ ما يَدعو إِلى التِهَمِ
وَلَم تَزَل قِلَّةُ الإِنصافِ قاطِعَةً /// /// بَينَ الرِجالِ وَلَو كانوا ذَوي رَحِمِ
فَلا زِيارَةَ إِلّا أَن تَزورَهُمُ /// /// أَيدٍ نَشَأنَ مَعَ المَصقولَةِ الخُذُمِ
مِن كُلِّ قاضِيَّةٍ بِالمَوتِ شَفرَتُهُ /// /// ما بَينَ مُنتَقَمٍ مِنهُ وَمُنتَقِمِ
صُنّا قَوائِمَها عَنهُم فَما وَقَعَت /// /// مَواقِعَ اللُؤمِ في الأَيدي وَلا الكَزَمِ
هَوِّن عَلى بَصَرٍ ما شَقَّ مَنظَرُهُ /// /// فَإِنَّما يَقَظاتُ العَينِ كَالحُلُمِ!
وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ /// /// شَكوى الجَريحِ إِلى الغِربانِ وَالرَخَمِ!
وَكُن عَلى حَذَرٍ لِلناسِ تَستُرُهُ /// /// وَلا يَغُرُّكَ مِنهُم ثَغرُ مُبتَسِمُ!
غاضَ الوَفاءُ فَما تَلقاهُ في عِدَةٍ /// /// وَأَعوَزَ الصِدقُ في الإِخبارِ وَالقَسَمِ
سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها /// /// فيما النُفوسُ تَراهُ غايَةُ الأَلَمِ
الدَهرُ يَعجَبُ مِن حَملي نَوائِبَهُ /// /// وَصَبرِ جِسمي عَلى أَحداثِهِ الحُطُمِ
وَقتٌ يَضيعُ وَعُمرٌ لَيتَ مُدَّتَهُ /// /// في غَيرِ أُمَّتِهِ مِن سالِفِ الأُمَمِ
أَتى الزَمانَ بَنوهُ في شَبيبَتِهِ /// /// فَسَرَّهُم وَأَتَيناهُ عَلى الهَرَمِ
/// وجاء بعده من اقتبس وضمَّن شيئًا من أبياته فقال:
قَد يَفقِدُ المَرءُ بَينَ النَّاسِ عِزَّتَهُ /// /// إِذا شَكا أَمرَهُ أَو سَبَّ مِحنَتَهُ
فَكُن كَلَيثِ الشَّرى ما باعَ هَيبَتَهُ /// /// وَلا تَشَكَّ إِلى خَلقٍ فَتُشمِتَهُ
شَكوى الجَريحِ إلى الغِربانِ والرَّخَم
تَصونُ نَفسي عنِ الإفصاحِ عِزَّتُها /// /// كَأَنَّما عِفَّةُ الأَجيالِ عِفَّتُها
وَقَد تُذِلُّ نُفوسَ الأُسدِ مِحنَتُها /// /// سُبحانَ خالِقِ نَفسي كَيفَ لَذَّتُها
فيما النُّفوسُ تَراه غايَةَ الأَلَم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[25 - May-2008, مساء 04:56]ـ
قال الشاعر محمود غنيم -رحمه الله
مالي وللنجم يرعاني وأرعاه ... أمسى كلانا يخاف الغمض جفناه
لي فيك ياليل آهات أرددها ... أواه لو أجدت المحزون أواه
لا تحسبني محباً يشتكي وصباً ... أهون بما في سبيل الحب ألقاه
إني تذكرت والذكرى مؤرقة ... مجداً تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
(هذا البيت غير لائق فالإسلام قوي فليت الشاعر رحمه الله سلط الضوء على بني الإسلام لا على الإسلام نفسه)
ويح العروبة كان الكون مسرحها ... فأصبحت تتوارى في زواياه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها ... وبات يحكمنا شعباً ملكناه
كم بالعراق وكم بالهند ذو شجن ... شكا فردّدت الأهرام شكواه
بني العمومة إن القرح مسّكموا ... ومسّنا نحن في الآلام أشباه
يا أهل يثرب أدمت مقلتيّ يد ... بدرية تسأل المصري جدواه
الدين والضاد من مغناكم انبعثا ... فطبّقا الشرق أقصاه وأدناه
لسنا نمدّ لكم أيماننا صلةً ... لكنما هو دَيْن ما قضيناه
هل كان دِيْن ابنِ عدنانٍ سوى فلق ... شق الوجود وليلُ الجهل يغشاه
سل الحضارة ماضيها وحاضرها ... هل كان يتصلُ العهدان لولاه
هي الحنيفةُ عينُ الله تكلؤها ... فكلما حاولوا تشويهها شاهوا
هل تطلبون من المختار معجزةً ... يكفيه شعبٌ من الأجداث أحياه
من وحد العرب حتى صار واترهم ... إذا رأى ولد الموتور أخاه
وكيف كانوا يداً في الحرب واحدة ... من خاضها باع دنياه بأخراه
وكيف ساس رعاة الأبل مملكة ... ماساسها قيصر من قبل أو شاه
وكيف كان لهم علم وفلسفة ... وكيف كانت لهم سُفْن وأمواه
سنّوا المساواة لاعُرْب ولا عجمٌ ... ما لإمرئ شرف إلا بتقواه
وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم ... فليس للفرد فيها ما تمناه
ورحب الناس بالإسلام حين رأوا ... أن الإخاء وأن العدل مغزاه
يا من رأى عمر تكسوه بردته ... والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً ... من بأسه وملوك الروم تخشاه
سل المعالي عنا إننا عرب ... شعارنا المجد يهوانا ونهواه
هي العروبة لفظ إن نطقت به ... فالشرق والضاد والإسلام معناه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده ... ونحن كان لنا ماض نسيناه
إنا مشينا وراء الغرب نقتبس من ... ضيائه فأصابتنا شظاياه
بالله سل خلف بحر الروم عن عرب ... بالأمس كانوا هنا مابالهم تاهوا
فأن تراءت لك الحمراء عن كثب ... فسائل الصرح أين المجد والجاه
وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها ... عمن بناه لعل الصخر ينعاه
وطف ببغداد وابحث في مقابرها ... عل امرءاً من بني العباس تلقاه
هذي معالم خرس كل واحدة ... منهن قامت خطيباً فاغراً فاه
إنى لأشْعر إذ أغشى معالمهم ... كأنني راهبٌ يغشى مُصلاه
الله يعلم ما قلّبت سيرتهمْ ... يوماً وأخطأ دمعُ العين مجراه
أين الرشيد وقد طاف الغمام به ... فحين جاوز بغداد تحداه
ملْكٌ كملك بنى "التاميز" ما غَرَبت ... شمسُ عليه ولا برقُ تخطاه
ماضٍ تعيش على أنقاضه أمم ... ونستمد القوى من وحي ذكراه
لا دُرّ درّ امرئ يطري أوائله ... فخراً ويطرق إن ساءلته ما هو
ما بال شمل شعوب الضاد منصدعا ... رباه أدرك شعوب الضاد رباه
عهد الخلافة في البسفور قد درست ... آثارُه طيّب الرحمن مثواه
تاج أغرّ على الأتراك تعرضه ... ما بالنا نجد الأتراك تأباه
ألم يروْا: كيف فدّاه معاوية ... وكيف راح عليّ من ضحاياه
غالَ ابنَ بنت رسول الله ثم عدا ... على ابن بنتِ أبى بكر فأرداه
لما ابتغى يدَها السفاح أمهرها ... نهراً من الدم فوق الأرض أجراه
ما للخلافة ذنب عند شانئها ... قد يظلم السيفَ من خانته كفاه
الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحه ... ومن يرمُهْ بحد السيف أعياه
يا ربَّ مولى له الأعناقُ خاضعةٌ ... وراهبُ الدّير باسم الدين مولاه
أني لأعتبر الإسلام جامعة ... للشرق لا محض دين سنه الله
أرواحنا تتلاقى فيه خافقة ... كالنحل إذ يتلاقى في خلاياه
دستوره الوحي والمختار عاهله ... والمسلمون وأن شتوا رعاياه
لا هم قد أصبحت أهواؤنا شيعاً ... فامنن علينا براع أنت ترضاه
راع يعيد إلى الإسلام سيرته ... يرعى بنيه وعين الله ترعاه
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - May-2008, صباحاً 04:24]ـ
/// الأخوان الكريمان .. مهند المعتبي وأحمد آل عامر .. وفقهما الله بارك فيهما
قد نسيتكما ... http://majles.alukah.net/showpost.php?p=67832&postcount=17 (http://majles.alukah.net/showpost.php?p=67832&postcount=17)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 08:40]ـ
/// بارك الله فيك يا أخي الكريم أشرف .. سهوٌ إثر سهوٍ
/// وأعتذر للأخ الكريم ((محمد)) آل عامر عن هذا الخطأ المتكرِّر، واعتذر له مقدَّمًا إن وقع الخطأ للمرَّة القادمة (ابتسامة)
/// وقال أبوالطَّيِّب أيضًا، وكم لشعره من الحِكَم البالغة:
يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ /// /// حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ
أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم /// /// وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ /// /// وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ /// /// وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ!
وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا /// /// إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا /// /// وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها /// /// وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ
وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً /// /// لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - May-2008, مساء 10:22]ـ
أتذكر قصيدةً جميلة جدا ومؤثرة في الوزير ابن بقية الذي قُتل بطريقة وحشية، وناظمها - إن لم تخني الذاكرة - الأنباري والله أعلم.
ولا اتذكر منها سوى بيتين:
علو في الحياة وفي الممات ,, لحقا أنت إحدى المعجزات
............
ولكني أصبر عنك نفسي ,, مخافة أن أعد من الجناة.
/// بارك الله فيكِ، الأبيات بتمامها:
علو في الحياة وفي المماتِ /// /// لحق تلك إحدى المعجزاتِ
كأن الناس حولك حين قاموا /// /// وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيباً /// /// وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاءً /// /// كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن /// /// يضم علاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا /// /// عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس بقيت ترعى /// /// بحراس وحفّاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلاً /// /// كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطيةً من قبل زيدٌ /// /// علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها تأسٍ /// /// تباعد عنك تعبير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعاً /// /// تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت /// /// فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنت تجير من صرف الليالي /// /// فصار مطالباً لك بالترات
وصيّر دهرك الاحسان فيه /// /// إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشرٍ سعداً فلما /// /// مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي /// /// يخفف الدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام /// /// بفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي /// /// ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي /// /// مخافة أن أعد من الجناة
ومالك تربة فأقول تسقى /// /// لأنَّك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى /// /// برحمات غواد رائحات
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 02:47]ـ
الحمد لله
حياكم الله شيخنا البخاري، ووفقكم لمرضاته.
في قصيدة أبي فراس التي وضعتموها هذا البيت:
وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ • • • كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ
والمقصود في البيت عمرو بن العاص رضي الله عنه في قصة مبارزته الشهيرة مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وهي قصة معروفة في التاريخ، والله أعلم بصحتها.
ومن رأيي أن الأولى عدم نشر مثل هذا البيت، لما يجب من الأدب مع الصحابة رضوان الله عليهم. وحال الحمدانيين في التشيع معروف.
والله أعلم
قال الدكتور علي الصلابي في كتابه سيرة علي ص (550) قصة باطلة في حق عمرو بن العاص بصفين ......... ثم ذكر القصة التي أشرت إليها حفظك الله وأبطلها لأنها أتت من طريق (نصر بن مزاحم / الكلبي)
ومن الحاشية أنقل لك ..
قصص لاتثبت سليمان الخراشي (6/ 19)
ـ[لامية العرب]ــــــــ[01 - Jun-2008, مساء 05:51]ـ
قال الشاعر مصطفى الجزار قصيدة أعدها من عيون الشعر خاطب فيها الشاعر كل عنترة غيور
وأعتذر من الأخت الأمل الراحل بإيرادها هنا
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ. . ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ" .. وارجُ المعذرَه
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه
وابعثْ لـ عبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
" يا دارَ عبلةَ " بالعراقِ " تكلّمي "
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ. . صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!!
متطرِّفاً. . متخلِّفاً. . ومخالِفاً
نَسَبوا لكَ الإرهابَ. . صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ. . تخلّت عنكَ. . هذا دأبُهم
حُمُرٌ - لَعمرُكَ - كلُّها مستنفِرَه
في الجاهليةِ. . كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ .. والقنابلُ ممطرَه
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ. . وبينَ صرخةِ مُجبَرَه
" هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ "
كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهِّباتٍ. . والقذائفَ مُشهَرَه
"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ. . أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم
ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ. . والهزائمُ مُنكَرَه
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّاً. . يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ .. والنياقُ ... ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً
في قبرِهِ. . وادْعوا لهُ. . بالمغفرَه
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ. . لِتَعبُرَه. .
.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2008, مساء 08:35]ـ
_
قالت الضِّفدع قولاً /// /// /// صدَّقته الحُكماءُ
في فمي ماءٌ وهل ينْـ /// /// /// ـطقُ مَنْ في فِيْهِ ماءُ؟!
أنا مملوكٌ لمملـ /// /// /// ــوكٍ عليه الرُّقباءُ
كنتُ حُرًّا هاشِميًّا /// /// /// فاسترقَّتْني الإماءُ
وسَبَاني مَنْ له /// /// /// كان على الكُرْهِ السباءُ
أحمدُ الله على ما /// /// /// ساقه نحوي القضاءُ
ما بعيني دُموعٌ /// /// /// أنفد الدَّمعَ البُكاءُ!
_
ـ[لامية العرب]ــــــــ[03 - Jun-2008, مساء 04:42]ـ
قصيدة أبو تمام في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم،
السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ
في حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ
بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ في
مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً
بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَةِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَةُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا
صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تَخَرُّصَاً وأَحَادِيثاً مُلَفَّقَةً لَيْسَتْ
بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عَجَائِباً زَعَمُوا الأَيَّامَ مُجْفِلَةً
عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَةٍ
إذَا بَدَا الكَوْكَبُ الْغَرْبِيُّ ذُو الذَّنَب
ِوَصَيَّروا الأَبْرجَ العُلْيا مُرَتِّبَةً
مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمرِ عنها وهْيَ غافلةٌ
مادار في فلكٍ منها وفي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أَمراً قبْل مَوْقِعِه
لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثانِ والصُّلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ
نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فَتْحٌ تفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهُ
وتَبْرزُ الأَرْضُ في أَثْوَابِهَا القُشُب
ِيَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّةَ انْصَرَفَتْ
مِنْكَ المُنَى حُفَّلاً مَعْسُولَةَ الحَلَبِ
أبقيْتَ جِدَّ بَنِي الإِسلامِ في صعَدٍ
والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَب
ِأُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا
فدَاءَهَا كُلَّ أُمٍّ مِنْهُمُ وَأَبوَبَ
رْزَةِ الوَجْهِ قَدْ أعْيَتْ رِيَاضَتُهَا
كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَةٍ
وَلا تَرَقَّتْ إِلَيْهَا هِمَّةُ النُّوَبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ
شَابَتْ نَواصِي اللَّيَالِي وهْيَ لَمْ تَشِبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا
مَخْضَ البِخِيلَةِ كانَتْ زُبْدَةَ الحِقَبِ
أَتَتْهُمُ الكُرْبَةُ السَّوْدَاءُ سَادِرَةً
مِنْهَا وكانَ اسْمُهَا فَرَّاجَةَ الكُرَبِج
َرَى لَهَا الفَألُ بَرْحَاً يَوْمَ أنْقِرَةٍ
إذْ غُودِرَتْ وَحْشَةَ السَّاحَاتِ والرِّحَب
ِلمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ
كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
كَمْ بَيْنَ حِيطَانِهَا مِنْ فَارسٍ بَطَلٍ
قَانِي الذَّوائِب من آني دَمٍ سَربِ
بسُنَّةِ السَّيْفِ والخطي مِنْ دَمِه
لاسُنَّةِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِب
ِلَقَدْ تَرَكتَ أَميرَ الْمُؤْمنينَ بِها
لِلنَّارِ يَوْماً ذَليلَ الصَّخْرِ والخَشَبِ
غَادَرْتَ فيها بَهِيمَ اللَّيْلِ وَهْوَ ضُحًى
يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حَتَّى كَأَنَّ جَلاَبيبَ الدُّجَى رَغِبَتْ
عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضَوْءٌ مِنَ النَّارِ والظَّلْمَاءُ عاكِفَةٌ
وَظُلْمَةٌ مِنَ دُخَانٍ في ضُحىً شَحبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ
والشَّمْسُ وَاجِبَةٌ مِنْ ذَا ولَمْ تَجِبِ
تَصَرَّحَ الدَّهْرُ تَصْريحَ الْغَمَامِ لَها
عَنْ يَوْمِ هَيْجَاءَ مِنْهَا طَاهِرٍ جُنُبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على
بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
مَا رَبْعُ مَيَّةَ مَعْمُوراً يُطِيفُ بِهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ
أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَةً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها
عَنْ كل حُسْنٍ بَدَا أَوْ مَنْظَر عَجَبِ
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَاءَتْ بَشَاشَتُهُ مِنْ سُوءِ مُنْقَلَبِ
لَوْ يَعْلَمُ الْكُفْرُ كَمْ مِنْ أَعْصُرٍ كَمَنَتْ
لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمٍ لِلَّهِ
مُرْتَقِبٍ في اللَّهِ مُرْتَغِبِ
ومُطْعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ
يوْماً ولاَ حُجِبَتْ عَنْ رُوحِ مُحْتَجِب
ِلَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ
إلاَّ تَقَدَّمَهُ جَيْشٌ مِنَ الرعُب
ِلَوْ لَمْ يَقُدْ جَحْفَلاً، يَوْمَ الْوَغَى، لَغَدا
مِنْ نَفْسِهِ، وَحْدَهَا، في جَحْفَلٍ لَجِبِ
رَمَى بِكَ اللَّهُ بُرْجَيْهَا فَهَدَّمَها
ولَوْ رَمَى بِكَ غَيْرُ اللَّهِ لَمْ يُصِبِ
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا
واللَّهُ مِفْتاحُ بَابِ المَعقِل الأَشِبِ
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ
للسَّارِحينَ وليْسَ الوِرْدُ مِنْ كَثَبِ
أَمانياً سَلَبَتْهُمْ نُجْحَ هَاجِسِها ظُبَى
السُّيُوفِ وأَطْرَاف القنا السُّلُبِ
إنَّ الحِمَامَيْنِ مِنْ بِيضٍ ومِنْ سُمُرٍ
دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ
كَأْسَ الكَرَى وَرُضَابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عَداكَ حَرُّ الثُّغُورِ المُسْتَضَامَةِ عَنْ
بَرْدِ الثُّغُور وعَنْ سَلْسَالِها الحَصِبِ
أَجَبْتَهُ مُعْلِناً بالسَّيْفِ مُنْصَلِتاً وَلَوْ
أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً
ولَم تُعَرجْ عَلى الأَوتَادِ وَالطُّنُب
ِلَمَّا رَأَى الحَرْبَ رَأْيَ العين تُوفَلِسٌ
والحَرْبُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
غَدَا يُصَرفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها
فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ
عَن غَزْوِ مُحْتَسِبٍ لاغزْو مُكتسِبِ
لمْ يُنفِق الذهَبَ المُرْبي بكَثْرَتِهِ
على الحَصَى وبِهِ فَقْرٌ إلى الذَّهَبِ
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها
يَومَ الكَرِيهَةِ في المَسْلوب لا السَّلبِ
وَلَّى، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ
بِسَكْتَةٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى
يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِم
ُوَكلاً بِيَفَاعِ الأرْضِ يُشْرِفُهُ مِنْ خِفّةِ
الخَوْفِ لامِنْ خِفَّةِ الطرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ
أَوْسَعْتَ جاحِمَها مِنْ كَثْرَةِ الحَطَبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يارُبَّ حَوْبَاءَ لمَّا اجْتُثَّ دَابِرُهُمْ طابَتْ
ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ
حَيَّ الرضَا مِنْ رَدَاهُمْ مَيتَ الغَضَب
ِوالحَرْبُ قائمَةٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ تَجْثُو
القِيَامُ بِه صُغْراً على الرُّكَبِ
كَمْ نِيلَ تحتَ سَناهَا مِن سَنا قمَرٍ
وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كَمْ كَانَ في قَطْعِ أَسبَاب الرقَاب بِها
إلى المُخَدَّرَةِ العَذْرَاءِ مِنَ سَبَبِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً
تَهْتَزُّ مِنْ قُضُبٍ تَهْتَزُّ في كُثُبِ
بيضٌ، إذَا انتُضِيَتْ مِن حُجْبِهَا،
رَجعَتْ أَحَقُّ بالبيض أتْرَاباً مِنَ الحُجُبِ
خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ
جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِبَ
صُرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها
تُنَالُ إلاَّ على جسْرٍ مِنَ التَّعبِ
إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن
رَحِمٍ مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْرِ مُنْقَضِب
ِفبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا
وبَيْنَ أيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَب
ِأَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ
كاسْمِهمُ صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[08 - Jun-2008, صباحاً 10:57]ـ
الإخوة جميعاً: بارك الله فيكم .. وأقول:
وأين عيون شعر أبي العتاهية في الزهد؟!
ـ[أبو صهيب الأثري]ــــــــ[08 - Jun-2008, مساء 08:43]ـ
جزاكم الله خيرا أتحفتمونا
ـ[لامية العرب]ــــــــ[09 - Jun-2008, مساء 08:01]ـ
قصيدة (خَليليّ .. )
أبو العتاهية
خَليليّ! إنّ الهَمّ قَدْ يَتَفَرّجُ، ....... ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ ....... على طُرُقاتِ الحَقّ، والشّرُّ أعوَجُ
وأخلاقُ ذي التّقوَى وذي البِرّ في الدّجى ....... لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّةٌ، ....... وألسُنُ أهلِ الصّدْقِ لا تَتَلَجْلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَةٌ، ....... ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه، ....... فإنّكَ عنَها مُستَخَفُّ، وتُزْعَجُ
وإنّكَ عَمّا اختَرْتُهُ لَمُبَعَّدٌ، ....... وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَةٍ، ....... ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَةٌ، ....... وإنْ زَخرَفَ الغادونَ فيها وزَبْرَاجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَةً، ....... فإنّي إلى حَظّي منَ الدّينِ أحوَجُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[10 - Jun-2008, مساء 02:05]ـ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ
جزاك الله خيراً على هذه الحكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2008, صباحاً 11:08]ـ
/// وهذه من أروع ما جادت به قريحة أبي العتاهية:
قَطَّعتُ مِنكِ حَبائِلَ الآمالِ /// /// وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ المَطِيِّ رِحالي
وَيَئِستُ أَن أَبقى لِشَيءٍ نِلتُ مِمَّـ /// /// ـا فيكِ يا دُنيا وَأَن يَبقى لي
وَوَجَدتُ بَردَ اليَأسِ بَينَ جَوانِحي /// /// وَأَرَحتُ مِن حَلّي وَمِن تَرحالي
وَلَئِن طَمِعتُ لِرُبَّ بَرقَةِ خُلَّب /// /// بَرَقَت لِذي طَمَعٍ وَلَمعَةِ آلِ
ما كانَ أَشأَمَ إِذ رَجاؤكِ قاتِلي /// /// وَبَناتُ وَعدِكَ يَعتَلِجنَ بِبالي
الآنَ يا دُنيا عَرَفتُكِ فَاِذهَبي /// /// يا دارَ كُلِّ تَشَتُّتٍ وَزَوالِ
وَالآنَ صارَ لي الزَمانُ مُؤَدَّبا /// /// فَغَدا عَلَيَّ وَراحَ بِالأَمثالِ
وَالآنَ أَبصَرتُ السَبيلَ إِلى الهُدى /// /// وَتَفَرَّغَت هِمَمي عَنِ الأَشغالِ
وَلَقَد أَقامَ لِيَ المَشيبُ نُعاتَهُ /// /// يُفضي إِلَيَّ بِمَفرَقٍ وَقَذالِ
وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يَبرُقُ سَيفُهُ /// /// بِيَدِ المَنِيَّةِ حَيثُ كُنتُ حِيالي
وَلَقَد رَأَيتُ عُرى الحَياةِ تَخَرَّمَت /// /// وَلَقَد تَصَدّى الوارِثونَ لِمالي
وَلَقَد رَأَيتُ عَلى الفَناءِ أَدِلَّة /// /// فيما تَنَكَّرَ مِن تَصَرُّفِ حالي
وَإِذا اِعتَبَرتُ رَأَيتُ حَطَّ حَوادِث /// /// يَجرينَ بِالأَرزاقِ وَالآجالِ
وَإِذا تَناسَبَتِ الرِجالُ فَما أَرى /// /// نَسَباً يُقاسُ بِصالِحِ الأَعمالِ
وَإِذا بَحَثتُ عَنِ التَقِيِّ وَجَدتُه /// /// رَجُلاً يُصَدِّقُ قَولَهُ بِفِعالِ
وَإِذا اِتَّقى اللَهَ اِمرُؤٌ وَأَطاعَهُ /// /// فَتَراهُ بَينَ مَكارِمٍ وَمَعالِ
وعَلى التَقِيِّ إِذا تَرَسَّخَ في التُقى /// /// تاجانِ تاجُ سَكينَةٍ وَجَلالِ
وَاللَيلُ يَذهَبُ وَالنَهارُ تَعاوُراً /// /// بِالخَلقِ في الإِدبارِ وَالإِقبالِ
وَبِحَسبِ مَن تُنعى إِلَيهِ نَفسُهُ /// /// مِنهُم بِأَيّامٍ خَلَت وَلَيالِ
اِضرِب بِطَرفِكَ حَيثُ شِئتَ فَأَنتَ في /// /// عِبَرٍ لَهُنَّ تَدارُكٌ وَتَوالِ
يا أَيُّها البَطَرُ الَّذي هُوَ مِن غَد /// /// في قَبرِهِ مُتَفَرِّقُ الأَوصالِ
حَذَفَ المُنى عَنهُ المُشَمِّرُ في الهُدى /// /// وَأَرى مُناكَ طَويلَةَ الأَذيالِ
وَلقَلَّ ما تَلقى أَغَرَّ لِنَفسِهِ /// /// مِن لاعِبٍ مَرِحٍ بِها مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيِّ المُضِرَّ بِرُشدِهِ /// /// حَتّى مَتى بِالغِيِّ أَنتَ تُغالي
الحَمدُ لِلَّهِ الحَميدِ بِمَنِّهِ /// /// خَسِرَت وَلَم تَربَح يَدُ البَطّالِ
لِلَّهِ يَومٌ تَقشَعِرُّ جُلودُهُم /// /// وَتَشيبُ مِنهُ ذَوائِبُ الأَطفالِ
يَومُ النَوازِلِ وَالزَلازِلِ وَالحَوا /// /// مِلِ فيهِ إِذ يَقذِفنَ بِالأَحمالِ
يَومُ التَغابُنِ وَالتَبايُنِ وَالتَوا /// /// زُنِ وَالأُمورِ عَظيمَةِ الأَهوالِ
يَومٌ يُنادى فيهِ كُلُّ مُضَلِّلٍ /// /// بُمُقَطَّعاتِ النارِ وَالأَغلالِ
لِلمُتَّقينَ هُناكَ نُزلُ كَرامَةٍ /// /// عَلَتِ الوُجوهَ بِنَضرَةٍ وَجَمالِ
زُمَرٌ أَضاءَت لِلحِسابِ وُجوهُها /// /// فَلَها بَريقٌ عِندَهُ وَتَلالي
وَسَوابِقٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ جَرَت /// /// خُمصَ البُطونِ خَفيفَةَ الأَثقالِ
مِن كُلِّ أَشعَثَ كانَ أَغبَرَ ناحِلاً /// /// خَلَقَ الرِداءَ مُرَقَّعِ السِربالِ
نَزَلوا بِأَكرَمِ سَيِّدٍ فَأَظَلَّهُم /// /// في دارِ مُلكِ جَلالَةٍ وَظِلالِ
حِيَلُ اِبنِ آدَمَ في الأُمورِ كَثيرَةٌ /// /// وَالمَوتُ يَقطَعُ حِليَةَ المُحتالِ
وَمِنَ النُعاةِ إِلى اِبنِ آدَمَ نَفسَهُ /// /// حَرَكَ الخُطى وَطُلوعُ كُلِّ هِلالِ
ما لي أَراكَ لِحُرِّ وَجهِكَ مُخلِقاً /// /// أَخَلَقتِ يا دُنيا وُجوهَ رِجالِ
كُن بِالسُؤالِ أَشَدَّ عَقدَ ضَنانَةٍ /// /// مِمَّن يَضِنُّ عَلَيكَ بِالأَموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما اِستَطَعتَ فَإِنَّها /// /// في الوَزنِ تَرجُحُ بَذلَ كُلِّ نَوالِ
وَلَقَد عَجِبتُ مِنَ المُثَمِّرِ مالَهُ /// /// نَسِيَ المُثَمِّرُ زينَةَ الإِقلالِ
وَإِذا اِمرُؤٌ لَبِسَ الشُكوكَ بِعَزمِهِ /// /// سَلَكَ الطَريقَ عَلى قَعودِ ضَلالِ
وَإِذا دَعَت خُدَعُ الحَوادِثِ دَعوَةً /// /// شَهِدَت لَهُنَّ مَصارِعُ الأَبطالِ
وَإِذا اِبتُليتَ بِبَذلِ وَجهِكَ سائِلاً /// /// فَاِبذُلهُ لِلمُتَكَرِّمِ المِفاضِلِ
وَإِذا خَشيتَ تَعَذُّراً في بَلدَةٍ /// /// فَاِشدُد يَدَيكَ بِعاجِلِ التَرحالِ
وَاِصبِر عَلى غَيرِ الزَمانِ فَإِنَّما /// /// فَرَجُ الشَدائِدِ مِثلُ حَلِّ عِقالِ
ـ[ناصر الدين الحنبلي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 12:22]ـ
الأخوة الأكارم الشعر ديوان العرب لغتهم وتاريخهم وآثارهم
فاحفظوا أفضله يستحن كلامكم وتهذب أخلاقكم.
ومن الكتب الجميلة التي جمعت قصائد سامقة
كتاب [شاعر وقصيدة] لعماد اطلاس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[13 - Jun-2008, صباحاً 08:24]ـ
ماشاء الله
جزيتم خيرا
ـ[لامية العرب]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 08:02]ـ
السلام عليكم
إليك درر من قصيدة البردة ((بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ))
لكعب بن زهير -رضي الله عنه
أمام الرسول صلى الله عليه وسلم.
تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ ... إنَّك يا ابْنَ أبي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنْتُ آمُلُهُ ... لا أُلْهِيَنَّكَ إنِّي عَنْكَ مَشْغولُ
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبالَكُمُ ... فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ ... يَوْماً على آلَةٍ حَدْباءَ مَحْمولُ
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني* ** والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِراً ... والعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ ... الْقُرْآنِ فيها مَواعيظٌ وتَفُصيلُ
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاة ولَمْ ... أُذْنِبْ وقَدْ كَثُرَتْ فِيَّ الأقاويلُ
لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِه ... أرَى وأَسْمَعُ ما لم يَسْمَعِ الفيلُ
لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكونَ لَهُ مِنَ ... الَّرسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْويلُ
حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ ... في كَفِّ ذِي نَغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَذاكَ أَهْيَبُ عِنْدي إذْ أُكَلِّمُهُ ... وقيلَ إنَّكَ مَنْسوبٌ ومَسْئُولُ
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ ... مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما ... لَحْمٌ مَنَ القَوْمِ مَعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ ... أنْ يَتْرُكَ القِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَوِّضامِزَةً ... ولا تَمَشَّى بَوادِيهِ الأراجِيلُ
ولا يَزالُ بِواديهِ أخُو ثِقَةٍ ... مُطَرَّحَ البَزِّ والدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضاءُ بِهِ ... مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ
في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أسْلَمُوا زُولُوا
زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ... عِنْدَ الِّلقاءِ ولا مِيلٌ مَعازيلُ
شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْ ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ ... كأنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ ... ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ ... قَوْماً ولَيْسوا مَجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُ * وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[14 - Jun-2008, صباحاً 09:10]ـ
قصيدة (خَليليّ .. )
أبو العتاهية
ولَيسَ لمَخلوقٍ على اللهِ حُجّةٌ، ....... وليسَ لهُ منْ حُجّة اللهِ مَخرَجُ
يا رب سلم
اللهم نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك. لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
ما أجمل الشعر. وما أفسده للوقت!!
من أراد تجويد العبارة فعليه بالقرآن، فليس ثم ما هو أفضل منه، كلمات القرآن كالجمان في السطور، تنفذ للقلب حتى عند من لا يحفظ القرآن.
.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[17 - Jun-2008, صباحاً 08:00]ـ
وما أفسده للوقت!!
صدقت والله أبا جلال بارك الله فيك أخي وتقبل دعائك
ناصح أمين
نسأل الله الكريم أن يصلح فساد قلوبنا وأوقاتنا
ما أجمل الشعر.
وهذه عين من عيون الشعر بمبناها ومعناها
(و جاورت قبر الباز حُبّا و صحبةً)
قصيدة مبكية في رثاء العلامة ابن عثيمين
شعر: صالح بن علي العمري- الظهران
تباركت ربي حين تعطي وتمنعُ ... تباركت ربي حين تُدْني وترفعُ
تباركت ربي عزّةً و جلالةً ... إليك إذا ما احلولك الخطب نفزعُ
لك الخلق .. تقضي حكمةً و تلطّفاً ... و كلٌّ إلى الله المهيمن يرجعُ
تباركت علما .. أنت نوري وملجأي ... ويا دافع الأمر الذي ليس يُدفع
لك الحكم إن ضاقت علينا وإن بغت ... ففضلك يا منّان أرضى و أوسع
لك الأمر إن لاحت خطوبٌ جسيمةٌ ... فحفظك يا رحمن أقوى و أمنعُ
(يُتْبَعُ)
(/)
تباركت .. ثبّت مهجةً قد تفطّرت ... و قلبا على وقع الرزايا يُفزّعُ
أتاك لظى دمعي و همّي و غربتي ... و آهات روحي والفؤادُ المُفجّع
أعالجُ جمرا في الحشا و صبابةً ... و تُصلى على نار المصيبة أضلعُ
و أبكي. فأستعزي بذكرى حبيبنا ... فأسلو. وما يجديك أنّك تجزعُ!!
لعمري وإن كانت حياةً طويلةً ... فكلٌّ له في صولة الدهر مصرعُ
غرورٌ و أحلامٌ و همٌّ و حسرةُ ... و ظلٌّ تولى .. و الجديد يُرقّعُ
أأبكيك شيخَ الزهد والعلم والتقى ... وقد حُقَّ أن أبكي فؤادا يُصدّع
أيرثيك شعري، والمصيبة هيمنت ... يحار الفتى في أمره كيف يصنع
ذهبت إلى عزٍّ و مجدٍ و رفعةٍ ... فَجُزْتَ .. و ما زلنا نصالي و نُصْرعُ
و تُسْلمنا الدنيا لبلوى و محنةٍ ... و للشر أنيابٌ بها السمُّ يلمعُ
لئن غبت جثمانا فوالله لم تغب ... و ذكرك بين الناس أبقى وأرفعُ
تراثك موصولٌ، وعلمك خالدٌ ... و خيرك للغادي مصيفٌ و مربعُ
و ما مات من زانت بساتين فكره ... و فتواه في العلياء كالشمس تسطع
و ما مات من أسدى إلى الحق عمره ... و قلبك بالأخرى شغوفٌ مولّعُ
يهلّ كأن القطر من حسن قوله ... فتثمرُ أغصانٌ و يزهر بلقعُ
ركبت مطايا العزم تقوىً و همّةً ... و أنت لفعل الخير أدنى و أسرع
و أُسديت ثوب الزهد .. ثوبا مسربلا ... و ذلك ثوبٌ ليس والله يُخلعُ
ومن ذاق طعم الأنس بالله حقبةُ ... فليس له في عيشة الزيف مطمع
و غيرك يستعلي عروشا كسيحةً ... و أنت على عرش القلوب تربّعُ
تفكرتُ في دنياك، والأمن سابغٌ ... لمن كان لله المهيمن أخشعُ
صلاةٌ و قرآن و ذكر ومسجدٌ ... و حولك أجيالٌ و عانٍ و موجعُ
فأنى لظلم النفس حظٌ و إنما ... شُغلتَ بفعل الخير والدرب مّهْيّعُ
وكم قمت في عين الملمّات فانثنت ... وأنت لحصن الدين بابٌ مُمنّعُ
تبدّيت كالشُمِّ الرواسيْ تجذّرت ... تقرُّ بها الدنيا و لاتتزعزعُ
و قفت بشهر الصوم طوداً على الضنى ... تبشُّ. فلا تشكو و لاتتوجعُ
بلاءٌ لو استعلى على رأس شاهقٍ ... لخرَّ من البلوى طريحا يُصدّعُ
بُليت وفي البلوى طهورٌ و رفعةٌ ... و في غمرة السكرات تفتي و تنفعُ
و من حولك الأجيال من كل بقعةٍ ... و أرواحهم تشتاقُ و الدهر يسمعُ
فأنساهمُ خوفا عليك من الردى ... فوائدُ حبرٍ عن قريبٍ تُشيّعُ
تركتهمُ جمعا أقاموا على الأسى ... أعيذهمُ بالله من أن يُضيّعوا
ستخلد يا ذكر " العثيمين" معلما ... على هامة الأيام تاجٌ مرصّعُ
فوالله لاتنفكُ تغليك أمتي ... و يأسى على ذكراك قلبٌ و مدمعُ
فتاواك أنوارٌ. وصوتك رحمةٌ ... و نصحك مثل الغيث، و"الشرحُ ممتعُ"
ونعشك أجفاني و قبرك مهجتي ... و ذكرك للصحب المحبين منبعُ
لئن أودعوك اليوم في طيّب الثرى ... فقد علموا من في ثرى الطيب ودّعوا
و جاورت قبر الباز حُبّا و صحبةً ... عسى أن يكن في جنّة الخلد مجمعُ
تُخَلّدُ أعمال الدعاة و تزدهي ... وفاءً، إذا ما زال كسرى وتُبّعُ
عليك سلام الله ما هلّ هاطلٌ ... و ما هبّ نسمٌ و انحنى متضرعُ ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jun-2008, مساء 03:27]ـ
/// قال أبوالعلاء المعرِّي -عامله الله بعدله-:
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل /// /// عَفافٌ وإقْدامٌ وحَزْمٌ ونائِل
أعندي وقد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ /// /// يُصَدّقُ واشٍ أو يُخَيّبُ سائِل
أقَلُّ صُدودي أنّني لكَ مُبْغِضٌ /// /// وأيْسَرُ هَجْري أنني عنكَ راحل
إذا هَبّتِ النكْباءُ بيْني وبينَكُمْ /// /// فأهْوَنُ شيْءٍ ما تَقولُ العَواذِل
تُعَدّ ذُنوبي عندَ قَوْمٍ كثيرَةً /// /// ولا ذَنْبَ لي إلاّ العُلى والفواضِل
ولما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً /// /// تجاهلْتُ حتى ظُنَّ أنّيَ جاهل
فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقص /// /// ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل
وكيف تَنامُ الطيرُ في وُكُناتِها /// /// وقد نُصِبَتْ للفَرْقَدَيْنِ الحَبائل
وطال اعتِرافي بالزمانِ وصَرفِه /// /// فلَستُ أُبالي مًنْ تَغُولُ الغَوائل
فلو بانَ عَضْدي ما تأسّفَ مَنْكِبي /// /// ولو ماتَ زَنْدي ما بَكَتْه الأنامل
إذا وَصَفَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ /// /// وعَيّرَ قُسّاًً بالفَهاهةِ باقِل
وقال السُّهى للشمس أنْتِ خَفِيّةٌ /// /// وقال الدّجى يا صُبْحُ لونُكَ حائل
(يُتْبَعُ)
(/)
وطاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً /// /// وفاخَرَتِ الشُّهْبُ الحَصَى والجَنادل
فيا موْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ /// /// ويا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِل (1)
-------------------------
(1): تصرَّفت في القصيدة بالاختصار كالعادة، وبقيت أبيات فيها ملاحظ، لكن العبرة حاصلة بغالب أبياته، وعزائي أنَّ بعضها من الحكمة السائرة، وفيها شيءٌ من شطحات الشعراء.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[22 - Jun-2008, صباحاً 07:07]ـ
هنا أستأذنا الشيخ الشاعر //عيد فهمي في رائعة من روائع الشعر المعاصر
قال
الفقير إلى عفو ربه
عيد بن فهمي بن محمد بن علي
الحسيني الهاشمي
عفا الله عنه
كَفْكِفْ دموعَكَ وانتصِبْ يا عنترَه ... فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه
لا تنسَ بسمةَ ثغرِها يوماً ... فقم ... وأعِدْ إلى العِقدِ الثمينِ الجوهرَه
حطِّمْ سيوفَ الغاصبينَ ... ليرحلوا ... وارفع لواء العزّ ... وامحُ المعذرَه
واذكرْ لها أيامَ فخرِكَ ... شامخًا ... فالقادسيّةُ بنتُ بدرٍ .... مَأثرَه
والسيفُ في وجهِ البنادقِ صارمٌ ... ولهُ الكرامةُ والقُوى والسيطرَه
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها ... واصنع بها في بحر مجدِك قنطرَه
وحصانُكَ العَرَبيُّ ... حُلّ لجامه ... واجعل نداءك في المعاركِ ... زَمجَرَه
هذا الحصانُ يَرى المَدافعَ حولَهُ ... متأهِّباتٍ ... والقذائفَ مُشهَرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى ... ولَصاحَ في وجهِ اللئيمِ وحذَّرَه
هذي ليوثُ العُربِ تنسفُ سجنها ... وغدًا ستنسفُ للعدوّ مُعسكَرَه
يسعون في طلب المنون ... أعزّةً ... فالعيشُ ذُلٌّ ... والشَّهادة مفخرَه
هذِي يدُ الإسلام تجزي أهلَها ... مَن يكتسب في حقّها خيرًا ... يَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ ... لا تأبهْ لهم ... واسأل لقومِك من إلهك مغفرَه
في الجاهليةِ كنتَ وحدكَ قادراً ... أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
فالآن ... عارٌ أن تولّيَ ... مدبرًا ... فاللهُ ينصرُ عبدَهُ ... إنْ ينصرَه
فأقمْ لهذا الدّينِ وجهكَ واصطِبِرْ ... وارفعْ مساجده ... وزيّنْ مِنبرَه
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ حمامةً ... وابعثْ لها في القدسِ أجمل تذكِرَه
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها ... تحتَ السيوف .... بمؤتةٍ ... أو خيبرَه
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ ... تمهّلي ... فلأجعلنّك للأعادي مقبرَه
من نَهْرِ دجلةَ والفراتِ سأرتوي ... وكلابُ أمريكا ستعدو مدبرَه
وجحافلُ الرومِ الغزاةِ ... ترينها ... حُمُرًا - لعمركِ - كلّها ... مستنفِرَه
أنا فارسُ البيداءِ .. عمّي حمزةٌ ... من نسلِ أحمدَ (1) والحسينِ وحيدرَه
في مسجدي أتلو الكتابَ ... فإن دعا ... داعي الجهادِ .. ففي المعارك قَسورَه
اليومَ أكتبُ بالمِداد ... وفي غدٍ ... قلمي سيرُوى من دمِي في المِحبرَه
وعيونُ عبلةَ لن تُزيلَ دموعَها ... إلا أيادٍ ... حرّةٌ ... متطهّرَه
ـــــــ
(1) هذا وإن كان في ظاهره لا يفتخر به إلا هاشمي من نسل النبي (ص) مثلي، لكنه في حقيقته يصلح أن يفخر به كل مسلم، ففي الحديث الصحيح أن النبي (ص) قال: «إنما أنا لكم مثل الوالد أعلّمكم»
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[25 - Jun-2008, صباحاً 05:53]ـ
ولإمام الأندلس أبى محمدٍ علي بن حزم الظاهري رحمه الله قصيدة يخاطب بها قاضي الجماعة بقرطبة عبد الرحمن بن بشيرٍ يفخر فيها بالعلم، ويذكر أصناف ما علم يقول فيها:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة ** ولكن عيبي أن مطلعي الغرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع ** لجد علي ما ضاع من ذكري النهب
ولي نحو أكناف العراق صبابة **ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب
فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم ** فحينئذ يبدو التأسف والكرب
فكم قائل: أغفلته وهو حاضر ** وأطلب ما عنه تجيء به الكتب!
هنالك يدري أن للبعد قصة ** وأن كساد العلم آفته القرب!
فَو اعَجَباً مَنْ غابَ عَنْهُم تشَوَّقُوا ** لَهُ ودُنُوُّ المَرْءِ مِنْ دَارِهِمْ ذَنْب
و إن مكانا ً ضاق عنى لضيق** على أنه فيح مذاهبه سهب
وإن رجالا ً ضيعوني لضيع ** وإن زماناً لم أنل خصبه جدب
ولكن لي في يوسفٍ خير أسوةٍ ** وليس على من بالنبي ائتسي ذنب
يقول مقال الحق والصدق إننى ** حفيظ عليم ما على صادقٍ عتب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jul-2008, مساء 01:45]ـ
/// وقال أبوالطَّيِّب أيضًا:
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ • • • وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ • • • إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً • • • مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ • • • عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ • • • وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ • • • وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ • • • وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ • • • مَتى أَجزِهِ حِلماً عَلى الجَهلِ يَندَمِ
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ • • • جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
وَما كُلُّ هاوٍ لِلجَميلِ بِفاعِلٍ • • • وَلا كُلُّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 06:27]ـ
في مثلِ حبّكمُ لا يَحسنُ العَذَلُ /// وإنَّما النَّاسُ أعداءٌ لِمَا جَهِلُوا
رأوا تَحَيّر فِكري في صِفاتِكُمُ /// فأوسعوا القَولَ إذْ ضاقَتْ بيَ الحِيَلُ
لو أنَّهمْ عرفوا في الحُبِّ معرِفتي /// بشأنِكم، عذَروا من بعدِ ما عذلوا
يا جاعِلي خبري بالهجرِ مُبتدأً /// لا عَطفَ فيكم، ولا لي منكمُ بدلُ
رفَعتُ حالي، ورَفعُ الحالِ ممتَنعٌ /// إليكمُ، وهوَ للتَّمييزِ يَحتملُ
كم قد كتمتُ هواكم لا أبوحُ بهِ /// والأمرُ يَظهَرُ والأخبارُ تَنتَقِلُ
وبِتُّ أُخفي أنيني والحَنينَ بكُم /// تَوَهُّمًا أنّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ
كَيفَ السَّبيلُ إلى إخفاءِ حبّكُمُ /// والقَلبُ مُنقَلبٌ، والعَقلُ مُعتَقَلُ
يا مُلبسي القلبِ ثَوبَ الحُزنِ بعدهمُ /// حُزني قَشيبٌ وصبري بعدكم سَمَلُ
لِذا بَواكرُ أيّامي، لبُعدِكُمُ /// أصائلٌ، وضحاها بعدَكم طَفَلُ
أحسَنتُمُ القَولَ لي وَعداً وتَكرِمةً /// لا يَصدُقُ القولُ حتَّى يَصدرَ العملُ
إلخ
ـ[عبد الكريم]ــــــــ[09 - Jul-2008, مساء 07:49]ـ
قصائد منسية!! مآثر أربع!!
______________________________ __________
مآثرأربع / عبدة بن الطبيب (*)
أَبَنِيَّ إنِّي قد كَبَرْتُ وَ رَابَنِي
============= بَصَرِي، و فِيَّ لِمُصْلِحٍ مُسْتَمْتَعُ
فَلَئِنْ هَلَكْتُ لَقَدْ بَنَيْتُ مَسَاعِياً
============= تَبْقى لَكمْ منها مَآثِرٌ أَرْبَعُ
ذِكْرٌ إِذَا ذُكِرَ الكِرَامُ يِزِينُكُمْ
============= وَ وِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنْفَعُ
وَ مَقَامُ أيَّامٍ لَهُنَّ فَضِيلةٌ
============= عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَ المَجَامِعُ تَجْمَعُ
و لُهًي (1) مِنَ الكَسْبِ الذِّي يُغْنِيكُمُ
============= يَوماًإذا احْتَصَرَ النُّفُوسَ المَطْمَعُ
وَنَصيحَةُ في الصَّدرِصَادِرة ٌ لكم
============= ما دُمْتَ أُبْصِرُ في الرِّجالِ و أَسمَعُ
أوُصيكم بِتُقى الإلهِ فَإِنَّه
[============= يُعْطِي الرَّغائِبَ مَنْ يَشاءُ وَ يَمِنَعُ
وَ بِبِرِّ وَالِدِكُمْ وَ طَاعَةِ أ مْرِهِ
============= إِن الأَبَرَّ مِنَ البَنِينَ الأَطْوَعُ
إنّ َالكَبيرَ إذَا عَصَاهُ أَهْلُهُ
============= ضَاقَتْ يَدَاه بِأمرِهِ مَا يَصْنَعُ
و دَعُوا الضَّغينةَ لا تَكُن مِن شأنِكمْ
============= إنَّ الضَّغَائِنَ للقَرَابةِ تُوضَعُ
واعْصُوا الذَّي يُزْجي النَّمائِمَ بينكم
============= مُتَنَصِّحاً،ذاكَ السِّمامُ المُنْقَعُ
يُزْجِي عَقَارِبُهُ لِيَبُثَّ بَيْنَكُمُ
============= حَرْباً كما بَعَثَ العُرُوقَ الأَخْدَعُ (2)
حَرَّانَ لا يُشْفِي غَلِيلَ فُؤادِهِ
============= عسلٌ بِماءٍ في الإناءِ مُشَعْشَعُ (3)
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ قصري حُفْرَةٌ
============= غَبْراءُ يَحْمِلُني إليها شَرْجَعُ (4)
فبكى بناتي شَجوَهُنَّ و زوجتي
============= و ا لأ قربون إليَّ ثُمَّ تَصدَّعوا
و تُرِكتُ في غبراء يُكرهُ وِردُها
============= تَسْفِي عليَّ الريح حِينَ أُوَدِّعُ
فإذا مضَيْتُ إلى سبيلي فابعَثوا
============= رَجلاً لهُ قلبٌ حديدُ أصمعُ (5)
إنَّ الحوادِثَ يَخْتَرِمن، و إنما (6)
============= عُمْرُ الفتى في أهْلِهِ مُسْتَوْدَعُ
(*) هو عبدة بن الطبيب، والطبيب اسمه يزيد،
بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبدالله بن عبد نهم
بن جثم بن عبد شمس، شاعر مُجيد ليس بالمُكثر
و هو مخضرم، أدرك الإسلام فأسلم، شهد مع
المثنى بن حارثة قتال هرمز سنة 13، و كان في
جيش النعمان بن المقرن الذين حاربوا بالمدائن،و كان عبدة أسود وهو من لصوص الرباب.
(1) اللهي: العطايا.
(2) الأخدع: عرق في العنق إذا ضرب أجابته العروق.
(3) مشعشع: ممزوج
(4) قصري: قبري/ الشرجع:خشب يشد إلى بعضه كالسرير يحمل عليه الموتى.
(5) أصمع:الحديدالنادر .. و هنا يقصد أن يفتقدوا عظيماً مثله.
(6) يخترمن:يقتطعن و يستأصلن.
ـ[لامية العرب]ــــــــ[10 - Jul-2008, صباحاً 07:18]ـ
أوُصيكم بِتُقى الإلهِ فَإِنَّه
[============= يُعْطِي الرَّغائِبَ مَنْ يَشاءُ وَ يَمِنَعُ
وَ بِبِرِّ وَالِدِكُمْ وَ طَاعَةِ أ مْرِهِ
============= إِن الأَبَرَّ مِنَ البَنِينَ الأَطْوَعُ
إنّ َالكَبيرَ إذَا عَصَاهُ أَهْلُهُ
============= ضَاقَتْ يَدَاه بِأمرِهِ مَا يَصْنَعُ
و دَعُوا الضَّغينةَ لا تَكُن مِن شأنِكمْ
============= إنَّ الضَّغَائِنَ للقَرَابةِ تُوضَعُ
واعْصُوا الذَّي يُزْجي النَّمائِمَ بينكم
============= مُتَنَصِّحاً،ذاكَ السِّمامُ المُنْقَعُ
نصائح رائعة علها تلق آذانا صاغية
وَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ قصري حُفْرَةٌ
============= غَبْراءُ يَحْمِلُني إليها شَرْجَعُ (4)
فبكى بناتي شَجوَهُنَّ و زوجتي
============= و ا لأ قربون إليَّ ثُمَّ تَصدَّعوا
و تُرِكتُ في غبراء يُكرهُ وِردُها
============= تَسْفِي عليَّ الريح حِينَ أُوَدِّعُ
اللهم أعنا على الموت وما بعده
رضي الله عن ابن الطبيب وبارك الله فيك أبا وائل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2008, مساء 09:27]ـ
/// ولا أملَّ من ترداد روائع أبي الطَّيِّب، فما الشِّعر بالحكمة من غير شعر أبي الطَّيِّب:
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ • • • لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
لا يَعرِفُ الرُزءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ • • • إِلّا إِذا حَفَزَ الأَضيافَ تَرحالُ
يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ • • • بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ
وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حاسِدُهُ • • • إِذا اِختَلَطنَ وَبَعضُ العَقلِ عُقّالُ
كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها • • • إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها • • • إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ • • • الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ • • • ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ • • • مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ!
ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ • • • ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ
ـ[أسماء]ــــــــ[17 - Jul-2008, مساء 09:07]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مكارم أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
يا مَن له الأخلاق ما تهوى العُلا
منها و ما يتعشَّق الكُبرَاء
لو لم تُقِمْ دِيناً لقامتْ وحدها
ديناًيُضيء بنوره الآناء
زانتك في الخلُق العظيم شمائلُ
يُغرَى بهن و يُُولَعُ الكرَماء
و إذا سخوت بلغتَ بالجود المدى
و فعلتَ ما لا تفعل الكرماء
و إذا عفوتَ فقادراً ومقدَّراً
لا يستهين بعفوك الجُهلاء
و إذا رحِمتَ فأنت أُمُّ أو أبُ
هذانِ في الدنيا هُما الرُّحَماء
و إذا غضِبتَ فإنما هي غَضبة
في الحق لا ضِغْنُ ولا بغضاء
و إذا رضيتَ فذاك في مرضاته
ورضا الكثير تَحلُّمُ ورياء
و إذا خطبتَ فلِلمَنابر هِزةُ
تعرو النَّدِيَّ و للقلوبِ بُكاء
و إذا قضيتَ فلا ارتيابَ كأنما
جاء الخصومَ من السماء قضاءُ
و إذا أخذت العهد أو أعطيتَه
فجميعُ عهدِك ذِمَّة و وفاء
بك يا ابْنَ عبدِ الله قامتْ سمحةُ
بالحق مِن مِلل الهُدى غرَّاء
بُنِيتْ على التوحيدِ وهي حقيقة
نادى بها الحكماء و العقلاء
الله فوق الخلقِ فيها وحدَه
و الناسُ تحت لِوائها أكفاء
و الدِينُ يُسرُ و الخلافة بَيعَة
و الأمرُ شورى و الحقوقُ قضاءُ
أنصفت أهلَ الفقر مِن أهل الغنى
فالكلُّ في حق الحياة سواء
ظلموا شريعتك التي نِلنا بها
ما لم يَنَلْ في رُومة الفقهاء
صَّلى عليك الله ما صَحِب الدُّجى
حادٍ و حنَّتْ بالفلا و جناء مِن ديوان الشاعر أحمد شوقي
ـ[الشّك العلمي]ــــــــ[18 - Jul-2008, مساء 07:10]ـ
قال السّيوطيّ في المزهر: قال القالي في أماليه: حدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن قال: سمعت عمي يحدث أن أبا العباس ابنَ عمه - وكان من أهل العلم - قال: شهدت ليلة من الليالي بالبادية، وكنت نازلاً عند رجل من بني الصَّيداء من أهل القَصِيم، فأصبحت وقد عزمت على الرجوع إلى العراق، فأتيت أبا مَثْواي فقلت: إني قد هَلِعْت من الغربة، واشْتَقْتُ أهلي ولم أُفِدْ في قَدْمتي هذه عليكم كبيرَ علم؛ وإنما كنت أغْتَفِر وَحشة الغربة وَجَفاء البادية للفائدة؛ فأظهر توجُّعاً، ثم جفاء، ثم أبرز غداء فتغديت معه، وأمر بناقة له مَهْرية فارتحلها واكْتَفلها، ثم ركب وأرْدَفَني، وأَقْبَلَهَا مَطْلِع الشمس، فما سرنا كبير مسير، حتى لَقِِيَنَا شيخٌ على حمار وهو يترنم، فسلّم عليه صاحبي وسأله عن نسبه فاعْتَزَى أسدياً من بني ثعلبة؛ فقال: أتُنشد أم تقول؟ فقال: كُلاًّ، فقال: أينَ تُؤم؟ فأشار بيده إلى ماء قريب من الموضع الذي نحن فيه، فأناخ الشيخ وقال لي: خذ بيد عمك فأنزِلْه عن حماره، ففعلت؛ فألقى له كساء ثم قال: أنشدنا - يرحمك اللّه - وتصدَّق على هذا الغريب بأبيات يَعِيهنّ عنك، ويذكرك بهن؛ فقال: إي ها اللّه إذاً ثم أنشدني: [/ size]
لقد طال يا سوداء منكِ المواعد 000 ودون الجَدَا المأمولِ منك الفَراقِدُ
تمنيننا غداً وغيمكم غداً 000 ضَبابٌ فلا صحوٌ ولا الغيم جائد
إذا أنت أُعْطِيتَ الغنى ثم لم تَجُدْ 000 بِفَضْل الغنى أُلْفيتَ مالَك حامدُ
وقلّ غَناءً عنك مالٌ جمعته 000 إذا صار ميراثاً ووَاراك لاحد
إذا أنت لم تَعْرُك بجنبك بعض مَا 000 يريبُ من الأدْنى رَمَاك الأباعِدُ
إذا الحلم لم يَغلب لك الجهلَ لم تزل 000 عليك بُرُوقٌ جَمّةٌ ورواعد
إذا العزم لم يَفرُج لك الشّدّ لم تزل 000 جنيباً كما استتلى الجنيبة قائد
إذا أنت لم تترك طعاماً تحبُّه 000 ولا مَقْعَداً تُدعى إليه الولائد
تجللّت عاراً لا يزال يشُبُّه 000 سِباب الرجال: نثرهم والقصائد
وأنشدني أيضاً:
تعزّ فإن الصبر بالحرّ أجمل 000 وليس على رَيْب الزمان مُعَوَّل
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعاً 000 لنازلة أو كان يُغْني التَّذَلُّلُ
لكان التعزِّي عند كل مصيبة 000 ونازلةٍ بالحرّ أوْلَى وأجْمَل
فكيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامَه 000 وما لامرئٍ عما قضى اللّه مَزْحَل
فإن تكن الأيام فينا تبدَّلَت 000 بِبُؤْسَى ونعمى والحوادث تفْعل
فما ليَّنَتْ منا قناة صليبة 000 ولا ذلّلَتْنا للتي ليس يَجْمُل
ولكن رَحَلْناها نفوساً كريمة 000 تُحَمَّل ما لا يستطاع فتحمل
وقَيْنَا بعزم الصبرِ مِنَّا نفوسَنَا 000 فَصَحَّتْ لنا الأعراض والناس هُزَّل
قال أبو بكر قال عبد الرحمن قال عمي: فقمت واللّه وقد أنسيت أهلي، وهان علي طول الغربة، وشظف العيش سروراً بما سمعت، ثم قال لي: يا بُنيَّ مَنْ لم تكن استفادةُ الأدب أحبَّ إليه من الأهل والمال لم يَنْجُب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jul-2008, صباحاً 09:27]ـ
ولكن رَحَلْناها نفوساً كريمة 000 تُحَمَّل ما لا يستطاع فتحمل
/// بيت رائع ..
أَستَغفِرُ اللَّهَ سِرّي في الهَوى عَلَنُ /// /// /// وَقَد قَنِعتُ فَقَلَّت عِندِيَ المِنَنُ
عَرَفتُ دَهري فَلَم أَحفَل بِحادِثَةٍ /// /// /// فيهِ فَلا فَرَحٌ عِندي وَلا حَزَنُ
فَنٌّ مِنَ العَيشِ لا تُخشى عَواقِبُه /// /// /// وَلا تُثارُ بِهِ الأَحقادُ والإحَنُ
وَقَد تَصافى رِجالٌ لَو كَشَفتَ لَهُم /// /// /// سَجِيَّةَ النّاسِ خافوا كُلَّ مَن أَمِنوا
وَالظُّلمُ طَبعٌ وَلَولا الشَّرُّ ما حُمِدَت /// /// /// في صَنعَةِ البيضِ لا هِندٌ وَلا يَمَنُ
ذَمَمتَ دَهركَ إِذ نابَتكَ نائِبَةٌ /// /// /// بِمِثلِ ما تَشتَكيهِ يُعرَفُ الزَّمَنُ
خَفِّض عَلَيكَ فَإِنَّ العُمرَ مُختَرَمٌ /// /// /// وَالمَوتُ مُنتَظَرٌ وَالحُرُّ مُمتَحَنُ
وَلا يَغُرُّكَ خلقٌ راقَ ظاهِرُه /// /// /// فَلَيسَ تَصدق لا عَينٌ وَلا أذُنُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Jul-2008, مساء 01:54]ـ
/// قال عمر بن الفارض:
نَعَمْ بالصَّبا قلبي صبا لأحِبّتِي /// /// /// فيا حبّذا ذاك الشَّذى حينَ هَبَّتِ
لها بأُعَيْشَابِ "الحِجَازِ" تَحَرّشٌ /// /// /// به لا بخَمْرٍ دونَ صَحبيَ سَكْرَتي
فجِسْمِي وقلبي مُستحيلٌ وواجِبٌ /// /// /// وخَدّيَ مندوبٌ لِجَائِزِ عَبْرَتي
أَيا "كعْبَةَ" الحُسْنِ الَّتي لِجمالِها /// /// /// قلوبُ أُولي الأَلبابِ لَبَّتْ وَحَجَّتِ
سَقى بـ"الصّفا" الرَّبْعِيُّ رَبْعاً به الصفا /// /// /// وجادَ بـ"أجيادٍ" ثَرَى منهُ ثرْوتي
مُخَيَّمَ لَذّاتي وسَوْقَ مآربي /// /// /// وقِبْلَةَ آمالي ومَوطِنَ صَبْوتي
منازِلُ أُنْسٍ كُنّ لم أَنسَ ذِكْرَها /// /// /// بمنْ بُعدُها والقُرْبُ ناري وجنّتي
غرامي بشَعْبٍ عامرٍ "شِعبَ عامرٍ" /// /// /// غريمي وإن جاروا فهم خيرُ جيرتي
وما جَزَعي بالجَزْعِ عن عبثٍ ولا /// /// /// بَدا وَلَعاً فيها وُلوعي بلَوعَتِي
على فائتٍ من جَمْعِ "جَمْعٍ" تأسُّفي /// /// /// ووّدٍ على "وادي مُحَسِّرِ" حسرتي
وبَسْطٍ طَوى قبضُ التنائي بساطَهُ /// /// /// لنا بـ"طَوىً" وَلّى بأرغَدِ عيشةِ
ويا جلَدي بعد "النّقا" لستَ مُسعِدي /// /// /// ويا كبِدي عَزَّ اللّقاء فتَفَتّتي
سلامٌ على تلك المَعاهدِ من فتىً /// /// /// على حِفْظِ عهدِ العامريّة ما فَتي
/// ودائمًا: خذ ما صفا .. ودع ما كدر!
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[23 - Jul-2008, صباحاً 05:24]ـ
وبما أن أكثر المختارات تنضح بالشكوى والألم، فإليكم هذه الأبيات الجميلة قرأتُها في كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف)، ولم يُذكر اسم صاحبها، فأحببتُ نقلها هنا:
يا من تُحل بذكره ’’,,’’ عقد النوائب والشدائد
يا مَن إليه المشتكى ’’,,’’ وإليه أمر الخلق عائد
يا حي يا قيوم يا ’’,,’’ صمدٌ تنزه عن مضادد
أنت الرقيب على العبا ’’,,’’ دِ وأنت في الملكوت واحد
أنت المعز لمن أطا ’’,,’’ عَك والمذل لكل جاحد
إني، دعوتكَ والهمـ ’’,,’’ ـوم جيوشها نحوي تطارد
فافرج بحولك كربتي ’’,,’’ يا من له حسن العوائد
فخفيّ لطفك يستعا ’’,,’’ نُ به على الزمن المعاند
أنتَ الميسرُ والمسبّـ ’’,,’’ ـبُ والمسهل والمساعد
يسر لنا فرجا قر ’’,,’’ يبًا يا إلهي لا تباعد
كن راحمي فلقد يئستُ ’’,,’’ من الأقارب والأباعد
ثم الصلاة على النبي ’’,,’’ وآله الغرّ الأماجد
وعلى الصحابة كلهم ’’,,’’ ما خر للرحمن ساجد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Jul-2008, مساء 01:25]ـ
/// وقال الإمام الشافعي رحمه الله -فيما نسب إليه-:
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ • • وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ
وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ • • وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ
وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ • • وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ
وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ • • وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ
وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ • • وَضَربُ ألفٍ بِحَبلِ قَلسِ
= أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ • • يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ!
* الأبيات معبِّرة وإن كانت فيها مبالغة ظاهرة، خاصة البيت الرابع، لكن آثرت ترك التعليق عليها لظهورها.
ـ[محمد التهامي]ــــــــ[27 - Jul-2008, مساء 08:43]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن روائع شعر العصر الحديث، قصيدة " أبو تمام وعروبة اليوم" لشاعر اليمن الكبير: عبدالله البردوني -رحمه الله-قيلت في مهرجان المربد الشعري بالعراق عام 1971م:
ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ الكَذِبُ ... وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَصْدُقِ الغَضَبُ
بِيضُ الصَّفَائِحِ أَهْدَى حِينَ تَحْمِلُهَا ... أَيْدٍ إِذَا غَلَبَتْ يَعْلُو بِهَا الغَلَبُ
وَأَقْبَحَ النَّصْرِ .. نَصْرُ الأَقْوِيَاءِ بِلاَ ... فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ كَمْ بَاعُوا وَكَمْ كَسَبُوا
أَدْهَى مِنَ الجَهْلِ عِلْمٌ يَطْمَئِنُّ إِلَى ... أَنْصَافِ نَاسٍ طَغَوا بِالعِلْمِ وَاغْتَصَبُوا
قَالُوا: هُمُ البَشَرُ الأَرْقَى وَمَا أَكَلُواشَيْئَاً ... كَمَا أَكَلُوا الإنْسَانَ أَوْ شَرِبُوا
* * * * *
مَاذَا جَرَى .. يَا أَبَا تَمَّامَ تَسْأَلُنِي؟ ... عَفْوَاً سَأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا السَّبَبُ
يَدْمَى السُّؤَالُ حَيَاءً حِينَ نَسْأَلُُه ... كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ «النَّقَبُ»
مَنْ ذَا يُلَبِّي؟ أَمَا إِصْرَارُ مُعْتَصِمٍ ... ؟ كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ «الأَفْشِينَ» مَا صُلِبُوا
اليَوْمَ عَادَتْ عُلُوجُ «الرُّومِ» فَاتِحَةً ... وَمَوْطِنُ العَرَبِ المَسْلُوبُ وَالسَّلَبُ
مَاذَا فَعَلْنَا؟ غَضِبْنَا كَالرِّجَالِ وَلَمْ ... نَصْدُقْ .. وَقَدْ صَدَقَ التَّنْجِيمُ وَالكُتُبُ
فَأَطْفَأَتْ شُهُبُ «المِيرَاجِ» أَنْجُمَنَا ... وَشَمْسَنَا ... وَتَحَدَّت نَارَهَا الحَطَبُ
وَقَاتَلَتْ دُونَنَا الأَبْوَاقُ صَامِدَةً ... أَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُوا ... ثَمَّ أَوْ هَرَبُوا
حُكَّامُنَا إِنْ تَصَدّوا لِلْحِمَى اقْتَحَمُوا ... وَإِنْ تَصَدَّى لَهُ المُسْتَعْمِرُ انْسَحَبُوا
هُمْ يَفْرُشُونَ لِجَيْشِ الغَزْوِ أَعْيُنَهُمْ ... وَيَدَّعُونَ وُثُوبَاً قَبْلَ أَنْ يَثِبُوا
الحَاكِمُونَ و «وَاشُنْطُنْ» حُكُومَتُهُمْ ... وَاللامِعُونَ .. وَمَا شَعَّوا وَلا غَرَبُوا
القَاتِلُونَ نُبُوغَ الشَّعْبِ تَرْضِيَةً ... لِلْمُعْتَدِينَ وَمَا أَجْدَتْهُمُ القُرَبُ
لَهُمْ شُمُوخُ «المُثَنَّى» ظَاهِرَاً وَلَهُمْ ... هَوَىً إِلَى «بَابَك الخَرْمِيّ» يُنْتَسَبُ
مَاذَا تَرَى يَا «أَبَا تَمَّامَ» هَلْ كَذَبَتْ ... أَحْسَابُنَا؟ أَوْ تَنَاسَى عِرْقَهُ الذَّهَبُ؟
عُرُوبَةُ اليَوَمِ أُخْرَى لا يَنِمُّ عَلَى ... وُجُودِهَا اسْمٌ وَلا لَوْنٌ وَلا لَقَبُ
تِسْعُونَ أَلْفَاً «لِعَمُّورِيَّة َ» اتَّقَدُوا ... وَلِلْمُنَجِّمِ قَالُوا: إِنَّنَا الشُّهُبُ
قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ الكَرْمِ مَا انْتَظَرُوا ... نُضْجَ العَنَاقِيدِ لَكِنْ قَبْلَهَا الْتَهَبُوا
وَاليَوْمَ تِسْعُونَ مِلْيونَاً وَمَا بَلَغُوا ... نُضْجَاً وَقَدْ عُصِرَ الزَّيْتُونُ وَالعِنَبُ
تَنْسَى الرُّؤُوسُ العَوَالِي نَارَ نَخْوَتِهَا ... إِذَا امْتَطَاهَا إِلَى أَسْيَادِهِ الذَّنَبُ
«حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِنْ صَنْعَاءَ يَحْمِلُنِي ... نَسْرٌ وَخَلْفَ ضُلُوعِي يَلْهَثُ العَرَبُ
مَاذَا أُحَدِّثُ عَنْ صَنْعَاءَ يَا أَبَتِي ... ؟ مَلِيحَةٌ عَاشِقَاهَا: السِّلُّ وَالجَرَبُ
مَاتَتْ بِصُنْدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِلاَ ثَمَنٍ ... وَلَمْ يَمُتْ فِي حَشَاهَا العِشْقُ وَالطَّرَبُ
كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْحَ البَعْثِ فَانْبَعَثَتْ ... فِي الحُلْمِ ثُمَّ ارْتَمَتْ تَغْفُو وَتَرْتَقِبُ
لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْلِ الغَيْثِ مَا بَرِحَتْ ... حُبْلَى وَفِي بَطْنِهَا «قَحْطَانُ» أَوْ «كَرَبُ»
وَفِي أَسَى مُقْلَتَيْهَا يَغْتَلِي «يَمَنٌ» ... ثَانٍ كَحُلْمِ الصِّبَا ... يَنْأَى وَيَقْتَرِبُ
«حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْفَ أَنَا؟ ... شُبَّابَةٌ فِي شِفَاهِ الرِّيحِ تَنْتَحِبُ
كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْرَ «نَاجِيَةٍ» ... أَمَّا بِلاَدِي فَلاَ ظَهْرٌ وَلاَ غَبَبُ
أَرْعَيْتَ كُلَّ جَدِيبٍ لَحْمَ رَاحِلَةٍ ... كَانَتْ رَعَتْهُ وَمَاءُ الرَّوْضِ يَنْسَكِبُ
وَرُحْتَ مِنْ سَفَرٍ مُضْنٍ إِلَى سَفَرٍ ... أَضْنَى لأَنَّ طَرِيقَ الرَّاحَةِ التَّعَبُ
لَكِنْ أَنَا رَاحِلٌ فِي غَيْرِ مَا سَفَرٍ ... رَحْلِي دَمِي ... وَطَرِيقِي الجَمْرُ وَالحَطَبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِذَا امْتَطَيْتَ رِكَابَاً لِلنَّوَى فَأَنَا ... فِي دَاخِلِي ... أَمْتَطِي نَارِي وَاغْتَرِبُ
قَبْرِي وَمَأْسَاةُ مِيلاَدِي عَلَى كَتِفِي ... وَحَوْلِيَ العَدَمُ المَنْفُوخُ وَالصَّخَبُ
«حَبِيبُ» هَذَا صَدَاكَ اليَوْمَ أَنْشُدُهُ ... لَكِنْ لِمَاذَا تَرَى وَجْهِي وَتَكْتَئِبُ؟
مَاذَا؟ أَتَعْجَبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَرِي؟ ... إِنِّي وُلِدْتُ عَجُوزَاً .. كَيْفَ تَعْتَجِبُ؟
وَاليَوْمَ أَذْوِي وَطَيْشُ الفَنِّ يَعْزِفُنِي ... وَالأَرْبَعُونَ عَلَى خَدَّيَّ تَلْتَهِبُ
كَذَا إِذَا ابْيَضَّ إِينَاعُ الحَيَاةِ عَلَى ... وَجْهِ الأَدِيبِ أَضَاءَ الفِكْرُ وَالأَدَبُ
* * * * *
وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ عَلَى ... نَارِ «الحَمَاسَةَ» تَجْلُوهَا وَتَنْتَحِبُ
وَتَجْتَدِي كُلَّ لِصٍّ مُتْرَفٍ هِبَةً ... وَأَنْتَ تُعْطِيهِ شِعْرَاً فَوْقَ مَا يَهِبُ
شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَى «مَلِكٍ» ... يَحُثُّكَ الفَقْرُ ... أَوْ يَقْتَادُكَ الطَّلَبُ
طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ «الموصِلِ» انْطَفَأَتْ ... فِيكَ الأَمَانِي وَلَمْ يَشْبَعْ لَهَا أَرَبُ
لَكِنَّ مَوْتَ المُجِيدِ الفَذِّ يَبْدَأه ... وِلادَةً مِنْ صِبَاهَا تَرْضَعُ الحِقَبُ
* * * * *
«حَبِيبُ» مَا زَالَ فِي عَيْنَيْكَ أَسْئِلَةً ... تَبْدُو ... وَتَنْسَى حِكَايَاهَا فَتَنْتَقِبُ
وَمَا تَزَالُ بِحَلْقِي أَلْفُ مُبْكِيَةٍ ... مِنْ رُهْبَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِي وَتَضْطَرِبُ
يَكْفِيكَ أَنَّ عِدَانَا أَهْدَرُوا دَمَنَا ... وَنَحْنُ مِنْ دَمِنَا نَحْسُو وَنَحْتَلِبُ
سَحَائِبُ الغَزْوِ تَشْوِينَا وَتَحْجِبُنَا ... يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِنْ إِرْعَادِنَا السُّحُبُ؟
أَلاَ تَرَى يَا أَبَا تَمَّامَ بَارِقَنَا ... إِنَّ السَّمَاءَ تُرَجَّى حِينَ تُحْتَجَبُ
********************
ـ[توبة]ــــــــ[28 - Jul-2008, صباحاً 01:39]ـ
بارك الله في الجميع ..
وقد يحبب الإنسان ما فيه نقصه ... ويبغض ما ينمي به ويزيد
ويؤثر من غير الضرورة ضره ... ويرغب عما سره ويحيد
هو الجد لا يعطي المقادة صعبه ... ويبدئ في إسماحه ويعيد
نريد من الأيام تصفو من الأذى ... وتضفو ولا يقضي بذاك وجود
وكيف نروم العيش خلوا من القذى ... وللماء من بعد الصفاء ركود
تجمع من بعد اجتماع مودة ... خليل، وعن ذوب النضار جمود
وأين الذي يبقى عليك وداده ... وأين الذي تختاره وتريد
إذا كان يعطى المرء ما يستحقه ... تساوى شقي في القضا وسعيد
ومن حبنا الدنيا، على سوء فعلها ... يعاف ذميم العيش وهو حميد
وأنى ترى طرفا عن الحرص طارفا ... ليسأمه والزهد فيه زهيد
وليس لمرء في القناعة بغية ... فتلفى، وشيطان المراد مريد
فكم خرقت بطن الجبوب أساود ... وكم ركبت ظهر الصعيد أسود
فلا قرة إلا وأنت مؤمل ... ولا ثروة إلا وأنت تجود
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2008, مساء 11:43]ـ
/// وأيضًا لأبي الطيِّب:
كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا • • • وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا
تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى • • • صَديقاً فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا
إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ • • • فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلا تَستَطيلَنَّ الرِماحَ لِغارَةٍ • • • وَلا تَستَجيدَنَّ العِتاقَ المَذاكِيا
فَما يَنفَعُ الأُسدَ الحَياءُ مِنَ الطَوى • • • وَلا تُتَّقى حَتّى تَكونَ ضَوارِيا
حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى • • • وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ • • • فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها • • • إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا
إِذا الجودُ لَم يُرزَق خَلاصاً مِنَ الأَذى • • • فَلا الحَمدُ مَكسوباً وَلا المالُ باقِيا!
وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى • • • أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا
خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا • • • لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[05 - Aug-2008, مساء 04:27]ـ
جزاكم الله خيرا،،،
ولأبي فراس الحمداني:
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاةُ مَرِيرَةٌ، /// وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْني وَبَيْنَكَ عَامِرٌ /// وَبَيْني وَبَيْنَ العَالمينَ خَرَابُ
إذا صحَّ منك الوُدُّ فالكلُّ هينٌ /// وكل الذي فوقَ التُّرابُ تُرابُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Aug-2008, صباحاً 04:52]ـ
/// أبوالطيِّب أيضًا:
لِهَوى النُفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ /// /// عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنّي أَسلَمُ
راعَتكِ رائِعَةُ البَياضِ بِعارِضي /// /// وَلَوَ أَنَّها الأولى لَراعَ الأَسحَمُ
لَو كانَ يُمكِنُني سَفَرتُ عَنِ الصِبا /// /// فَالشَيبُ مِن قَبلِ الأَوانِ تَلَثُّمُ
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ فَلا أَرى /// /// يَقَقاً يُميتُ وَلا سَواداً يَعصِمُ
وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً /// /// وَيُشيبُ ناصِيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ /// /// وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ!
وَالناسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فَمُطلَقٌ /// /// يَنسى الَّذي يولى وَعافٍ يَندَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ مِن عَدُوٍّ دَمعُهُ /// /// وَاِرحَم شَبابَكَ مِن عَدُوٍّ تَرحَمُ
لا يَسلَمُ الشَرَفُ الرَفيعُ مِنَ الأَذى /// /// حَتّى يُراقَ عَلى جَوانِبِهِ الدَمُ
يُؤذي القَليلُ مِنَ اللِئامِ بِطَبعِهِ /// /// مَن لا يَقِلُّ كَما يَقِلُّ وَيَلؤُمُ
والظُلمُ مِن شِيَمِ النُفوسِ فَإِن تَجِد /// /// ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ!
وَمِنَ البَليَّةِ عَذلُ مَن لا يَرعَوي /// /// عَن غَيِّهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ!
وَتَراهُ أَصغَرَ ما تَراهُ ناطِقاً /// /// وَيَكونُ أَكذَبَ ما يَكونُ وَيُقسِمُ
وَالذُلُّ يُظهِرُ في الذَليلِ مَوَدَّةً /// /// وَأَوَدُّ مِنهُ لِمَن يَوَدُّ الأَرقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ /// /// وَمِنَ الصَداقَةِ ما يَضُرُّ وَيُؤلِمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 12:12]ـ
بارك الله فيكم ...
آهٍ .. لوقع هذا السحر على صاحبكم، ..
وللأسف ليس لشعراء المغرب -بعدوتيه الاندلس والمغرب- نصيب من هذا الموضوع ... ،
و لَذلك السحرالمغربي الأندلسي أشد وقعا على قلبي من غيره،من شدة رقته وبهاء حسنه وجمال سبكه، ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 02:32]ـ
/// هذه رنَّة حزينةٌ من الأندلس البعيد، لأبي البقاء -وهي مشهورة لكن لها روعةٌ باقيةٌ في كل زمان- اقتطع منها جزءًا:
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ /// /// فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ /// /// مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ /// /// وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ /// /// إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو /// /// كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ /// /// وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ /// /// وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ /// /// وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ /// /// حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ /// /// كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ /// /// وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ /// /// يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ /// /// وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها /// /// وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ /// /// إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 03:28]ـ
وهذه أيضا مرثية لأحد الشعراء في (طليطلة) بعد فاجعة سقوطها بيد الإسبان أنقل لكم جزء منها:
لثكلك كيف تبتسم الثغور ... سرورا بعدما بئست ثغور
ترى في الدهر مسرورا بعيش ... مضى عنا لطيته السرور
أليس بنا أبي النفس شهم ... يدير على الدوائر إذ تدور
لقد خضعت رقاب كن غلبا ... وزال عتوها ومضى النفور
وهان على عزيزي القوم ذل ... وسامح في الحريم فتى غيور
طليطلةٌ أباح الكفر منها ... حماها إن ذا نبأ كبير
فليس مثالها إيوان كسرى ... ولا منها الخورنق والسدير
محصنة محسنة بعيد ... تناولها ومطلبها عسير
ألم تك معقلا للدين صعبا ... فوالله كما شاء القدير
وأخرج أهلها منها جميعا ... فصاروا حيث شاء لهم مصير
وكانت دار إيمان وعلم ... معالمها التي طمست تُنير
فعادت دار كفر مصطفاة ... قد اضطربت بأهليها الأمور
مساجدها كنائس أيُّ قلب ... على هذا يقرّ ولا يطير
فيا أسفاه .. يا أسفاه حزنا ... يكرر ما تكررت الدهور
لئن غبنا عن الإخوان إنا ... بأحزان وأشجان حضور
نذور كان للأيام فيهم ... بملكهم فقد وفت نذور
** أسباب الكارثة **
فإن قلنا العقوبة أدركتهم ... وجاءهمُ من الله النكير
فإنا مثلهم وأشد منهم ... نجور وكيف يسلم من نجور
أنامن أن يحل بنا انتقام .. وفينا الفسحة أجمع والفجور
وأكل للحرام ولا اضطرار .. إليه فيسهل الأمر العسير
ولكن جرأة في عقر دار .. كذلك يفعل القلب العقور
يزول الستر عن قوم إذا ما .. على العصيان أُرخيت الستور
.
نخور إذا دهينا بالرزايا .. وليس بمعجب بقر تخور
ونجبُنُ ليس نزرأُ لو شجعنا .. ولم نجبن لكان لنا زئير
لقد ساءت بنا الأخبار حتى .. أمات المخبرين بها الخبير
أتتنا الكتب فيها كل شر .. وبشرنا بأنحسنا البشير
وقيل تجمعوا لفراق شملٍ .. طليطلة تملكها الكفور
.
فباق في الديانة تحت خزي .. تُثبطه الشويهة والبعير
وآخر مارقٌ هانت علبه .. مصائب دينه فله السعير
كفى حزنا بأن الناس قالوا .. إلى أين التحول والمسير
أنترك دورنا ونفر عنها .. وليس لنا وراء البحر دور!
ولا ثم الضياع تروق حسنا .. نباكرها فيعجبنا البكور
لقد ذهب اليقين فلا يقين .. وغر القومُ بالله الغرور
فلا دين ولا دنيا ولكن .. غرور المعيشة ما غرور
رضوا بالرق يا لله! ماذا .. رآه وما أشار به مشير
مضى الإسلام فبك دما عليه .. فما ينفي الجوى الدمع الغزير
ونح واندب رفاقا في فلاة .. حيارى لا تحط ولا تسير
.
القصيدة - وأبياتها تزيد عن سبعين بيتا - كلها رائعة تصور فاجعة سقوط الأندلس تصويرا مؤلما صادقا مع ما فيها من دروس وعبر للأقوام اللاحقة .. ولكن هل من معتبر؟! كأن التاريخ يعيد نفسه فاللهم سلم سلم واقبضنا إليك غير مفتونين.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[08 - Aug-2008, صباحاً 04:17]ـ
المعذرة يا سادتي الكرام. . ثمة أخطاء طباعية في القصيدة. . وأردت تعديلها ومع ظهور أيقونة التعديل، وإمكانيته إلا أنه ظهر لي بعد ذلك: مدة التعديل انتهت!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وليد مسعود]ــــــــ[10 - Aug-2008, مساء 04:23]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أروع ما قال أبو العتاهية
سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ، حكيما ..... ولقدْ أراكَ على القبيحِ مُقيمَا
ولقدْ أراكَ من الغَواية ِ مُثريا ..... ًولقدْ أراكَ من الرشادِ عديمَا
أغْفَلْتَ، مِنْ دارِ البَقاءِ، نَعيمَها ..... وَطَلَبْتَ، في دارِ الفَنَاءِ، نَعِيمَا
مَنَعَ الجَديدانِ البَقاءَ، وأبْلَيَا ...... أمماً خلوْنَ من القُرونِ قديمَا
وَعصَيتَ رَبَّكَ يا ابنَ آدَمَ جاهداً ..... فوَجدتَ رَبَّكَ، إذ عصَيتَ، حَليمَا
وسألتَ ربكَ يا ابن آدمَ رغبة ً ..... فوَجَدْتَ رَبَّكَ، إذْ سألتَ كريمَا
وَدَعَوْتَ رَبّكَ يا ابنَ آدَمَ رَهبة ً ..... فوَجَدْتَ رَبّكَ، إذْ دعوْتَ، رَحيمَا
فَلَئِنْ شكَرْتَ لتَشكُرَنّ لمُنعِمٍ ...... ولئن كفرتَ لتكفرنَّ عظيمَا
فتباركَ اللهُ الذي هوَ لمْ يزلْ ...... مَلِكاً، بما تُخفي الصّدورُ، عَليمَا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 02:22]ـ
/// ممَّا ينسب للإمام الشافعي:
وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ /// /// تُقْضَى على يده للناسِ حاجاتُ
لا تمنعنَّ يد المعروفِ عن أحدٍ /// /// ما دمت مقتدرًا فالسعدُ تاراتُ
واشكر فضائلَ صنعِ اللهِ إذ جَعَلَت /// /// إليك لا لك عند النَّاس حاجاتُ
قد مات قومٌ وما ماتت مكارمُهُم /// /// وعاش قومٌ وهم في النَّاس أمواتُ!
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[12 - Aug-2008, صباحاً 03:30]ـ
وإن الذي بيني وبين بني أبي = وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم الى نصري بطاء وإن همو = دعوني الى نصر أتيتهمو شدا
وان أكلوا لحمي وفرت لحومهم = وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وان ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم = وان هم هووا غيي هويت لهم رشدا
وان زجروا طيرا بنحس تمر بي = زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو = وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
لهم جل مالي إن تتابع لي غنى = وإن قل مالي لم أكلفهمو رغدا
مع البعد عن التطير
ـ[الخيار]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 12:52]ـ
قال الإمام البخاري:
اغتنم في الفراغ فَضْلَ ركوع /// فعسى أن يكون موتُك بغته
كمْ صحيحٍ قد مات قبل سقيم /// ذهبت نفسه النفيسة فلْتَه
وقلت (عبد السلام ياسين) ناسجا على المنوال:
وعزيز في سربه مطمئن /// سلتته منه المنية سلته
كم خطيبٍ فوق المنابر يشدو /// أسكتته الآجال أيّة سَكْتَه
كم رئيسٍ على العباد تَمَطَّى /// مَدَّدَتْه المَنُونُ جِيفَةَ مَيْتَه
فاغتنم فضل ليلة ونهارٍ /// وكأنْ مضجع الفِراق رأيته
وكأنْ قد سمعت نَوْح البواكي /// وكأنْ عَلْقم الفجيعة ذقته
وكأنَّ الأكفان قد أحضروها /// وكأنَّ الغسّال يُخفِتُ صَوْته
وكأنَّ الفُؤوس للأرض تَهْوِي /// شقت القبر عَرضَ شبْر قدَرْتَه
حملوا النعش مسرعين خفافا /// هوَ ذا مَوعد التَوَسُّدِ جئْتَه
طرحوا، أنزلوا، وَوَارَوْا شُخَيْصاً /// «ذهبت نفسه النفيسةُ فلتَه»
ثم وَلَّوا وفي النفوس اتعاظٌ /// عابر كالسحاب زايَل سَمته
آب كلٌّ لإلفه وتَناسى /// مُقْتِر الناسِ والمُكاثِرُ مَوْته
فعلى المقتِر الهمومُ توالت /// حائِماتٍ يطْرُقن في الليل بَيْتَه
وعلى الكنز للبخيل اعتكاف /// مثلما يعكفُ اليهودِيُّ سَبْتَه
تعتلي الغفلة الكئيبة رأسا /// كاعتلاء العزيز بالإثْم دَسْتَه
فَتُنَسِّيه ربّه فَيُنَسَّى /// نَفسه والمعادَ، يُبْهَت بَهْتَه
نَسِي اللهَ ربَّه، يالَغَبْنٍ! /// خَسِر المرءُ نَفْسَهُ، يالَشَمْتَه
ليتَه يهْجُر الخليلَ المُجافي /// لسبيل الرشادِ والحق، لَيْتَه!
ليتَه يصحب الخليل المُوَاتِي /// فجليس الصلاح يُصلح أَمْتَه
لَيْتَهُ! عَلَّهُ! ويا وَيْحَ نفْسي! /// أنتَ، أنتَ المقصود بالوعظ، أنْتَه! من ديوان شذرات
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 04:45]ـ
اسمك جميل أخى الخيار (ابتسامة)
انا ما وجدت انسانا يكره الخيار (عجبا)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 06:39]ـ
أخي الخيار حياك الله .. الان علمت سر تعليقك في موضوع الاستفتاء (ابتسامة)
ـ[الخيار]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 10:35]ـ
اسمك جميل أخى الخيار (ابتسامة)
انا ما وجدت انسانا يكره الخيار (عجبا)
جمل الله ظاهرك وباطنك أخي الحبيب
وكيف تحب الخيار أخي؟ "مخلل"؟ إن كنت تحبه مخللا غيرت معرفي إلى" الخيار المخلل" (ابتسامة)
طبعا لم يخطر لي الخيار الفاكهة على البال عندما اخترت التسجيل بهذا الإسم.
بارك الله فيك
ـ[الخيار]ــــــــ[12 - Aug-2008, مساء 10:46]ـ
أخي الخيار حياك الله .. الان علمت سر تعليقك في موضوع الاستفتاء (ابتسامة)
وحياك الله ياأكاديري، ورغم أنك "ظاهري" إلا أنك علمت " باطن" تعليقي في موضوع الإستفتاء.
لاحرمنا الله من دعاباتك التي تخفف بها من حدة النقاشات.
دعاءك
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 12:16]ـ
ملاحظة هناك خطأ مطبعي من الناسخ في " أتيتهمو "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 08:31]ـ
أيضاً من عيون الشعر
و إن الضغن بعد الضغن يبدو = عليك و يخرج الداء الدفينا
و أيضاً
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة = قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Aug-2008, صباحاً 09:19]ـ
/// أبوالطَّيِّب -والعهدة عليه-!:
أَذُمُّ إِلى هَذا الزَمانِ أُهَيلَهُ • • • فَأَعلَمُهُم فَدمٌ وَأَحزَمُهُم وَغدُ
وَأَكرَمُهُم كَلبٌ وَأَبصَرُهُم عَمٍ • • • وَأَسهَدُهُم فَهدٌ وَأَشجَعُهُم قِردُ
وَمِن نَكَدِ الدُنيا عَلى الحُرِّ أَن يَرى • • • عَدُوّاً لَهُ ما مِن صَداقَتِهِ بُدُّ
بِقَلبي وَإِن لَم أروَ مِنها مَلالَةٌ • • • وَبي عَن غَوانيها وَإِن وَصَلَت صَدُّ
وَإِنّي لَتُغنيني مِنَ الماءِ نُغبَةٌ • • • وأصبِرُ عَنهُ مِثلَ ما تَصبِرُ الرُبدُ
وَأكبِرُ نَفسي عَن جَزاءٍ بِغيبَةٍ • • • وَكُلُّ اِغتِيابٍ جُهدُ مَن مالُهُ جُهدُ
وَأَرحَمُ أَقواماً مِنَ العِيِّ وَالغَبا • • • وَأَعذِرُ في بُغضي لِأَنَّهُمُ ضِدُّ
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 01:37]ـ
بارك الله فيكم ...
آهٍ .. لوقع هذا السحر على صاحبكم، ..
وللأسف ليس لشعراء المغرب -بعدوتيه الاندلس والمغرب- نصيب من هذا الموضوع ... ،
و لَذلك السحرالمغربي الأندلسي أشد وقعا على قلبي من غيره،من شدة رقته وبهاء حسنه وجمال سبكه، ...
ومن مشهور نظم ابن خميس قوله:
عجباً لها أيذوق طعم وصالها /// /// من ليس يأمل أن يمر ببالها
وأنا الفقير إلى تعلة ساعة /// /// منها، وتمنعني زكاة جمالها
كم ذاد عن عيني الكرى متألق /// /// يبدو ويخفى في خفي مطالها
يسمو لها بدر الدجى متضائلاً /// /// كتضاؤل الحسناء في أسمالها
وابن السبيل يجيء يقبس نارها /// /// ليلاً فتمنحه عقيلة مالها
يعتادني في النوم طيف خيالها /// /// فتصيبني ألحاظها بنبالها
كم ليلة جادت به فكأنما /// /// زفت علي ذكاء وقت زوالها
أسرى فعطلها وعطل شهبها /// /// بأبي شذا المعطار من معطالها
وسواد طرته كجنح ظلامها /// /// وبياض غرته كضوء هلالها
دعني أشم بالوهم أدنى لمعة /// /// من ثغرها واشم مسكة خالها
ما راد طرفي في حديقة خدها /// /// إلا لفتنته بحسن دلالها
أنسيب شعري رق مثل نسيمها /// /// فشمول راحك مثل ريح شمالها
وانقل أحاديث الهوى واشرح غريـ /// /// ب لغاتها واذكر ثقات رجالها
وإذا مررت برامة فتوق من /// /// أطلائها وتمشى في أطلالها
وانصب لمغزلها حبالة قانص /// /// ودع الكرى شركاً لصيد غزالها
وأسل جداول بفيض دموعها /// /// وانضح جوانحها بفضل سجالها
أنا من بقية معشر عركتهم /// /// هذي النوى عرك الرحى بثفالها
أكرم بها فئة أريق نجيعها /// /// بغياً فراق العين حسن مآلها
حلت مدامة وصلها وحلت لهم /// /// فإن انتشوا فبحلوها وحلالها
بلغت بهرمس غاية ما نالها /// /// أحد وناء لها لبعد منالها
وعدت على سقراط سورة كأسها /// /// فهريق ما في الدن من جريانها
وسرت إلى فاراب منها نفحة /// /// قدسية جاءت بنخبة آلها
ليصوغ من ألحانه في حانها /// /// ما سوغ القسيس من أرمالها
وتغلغلت في سهرورد فأسهرت /// /// عيناً يؤرقها طروق خيالها
فخبا شهاب الدين لما أشرقت /// /// وخوى فلم يثبت لنور جلالها
ما جن مثل جنونه أحد، ولا /// /// سمحت يد بيضا بمثل نوالها
وبدت على الشوذي منها نشوة /// /// ما لاح منها غير لمعة آلها
بطلت حقيقته وحالت حاله /// /// فيما يعبر عن حقيقة حالها
هذي صبابتهم ترق صبابة /// /// فيروق شاربها صفاء زلالها
اعلم أبا الفضل بن يحيى أنني /// /// من بعدها أحرى على آمالها
فإذا رأيت مدلها مثلي فخذ /// /// في عذله إن كنت من عذالها
لا تعجبن لمّا ترى من شأنها /// /// في حلها إن كان أو ترحالها
فصلاحها بفسادها ونعيمها /// /// بعذابها ورشدها بضلالها
ومن العجائب أن اقيم ببلدةٍ /// /// يوماً وأسلم من أذى جهالها
شغلوا بدنياهم أما شغلتهم /// /// عني فكم ضيعت من اشغالها
حجبوا بجهلهم فإن لاحت لهم /// /// شمس الهدى عبثوا بضوء ذبالها
وإن انتسبت فإنني من دوحة /// /// يتفيأ الإنسان برد ظلالها
من حمير من ذي رعين من ذوي /// /// حجر من العظماء من أقيالها
وإذا رجعت لطينتي معنى فما /// /// سلساله بأرق من صلصالها
(يُتْبَعُ)
(/)
لله درك أي نجل كريمةٍ /// /// ولدت فاس منك بعد حيالها
ولأنت لا عدمتك والد فخرها /// /// وسماك سؤددها وبدر كمالها
اغلظ على من عاث من أنذالها /// /// واخشع لمن تلقاه من أبدالها
والبس بما أوليتها من نعمةٍ /// /// حلل الثناء وجر من اذيالها
خذها أبا الفضل بن يحيى تحفة /// /// جاءتك لم ينسج على منوالها
ما جاء في مضمارها شعر ولا /// /// سمعت قريحة شاعرٍ بمثالها
وأنل أبا البركات من بركاتها /// /// وادفع محال شكوكه من آلها
قال السلطان أبو عنان رحمه الله تعالى: أخبرني شيخنا الإمام العالم العلامة وحيد زمانه
أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم الآبلي رحمه الله تعالى، قال: لما توجه الشيخ الصالح الشهير أبو إسحاق التنسي من تلمسان إلى بلاد المشرق اجتمع هنالك بقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد، فكان من قوله له: كيف حال الشيخ العالم أبي عبد الله ابن خميس؟ وجعل حيليه بأحسن الأوصاف، ويطنب في ذكر فضله، فبقي الشيخ أبو إسحاق متعجباً، وقال: من يكون هذا الذي حليتموه بهذا الحلي ولا أعرفه ببلده؟ فقال له: هو القائل:
عجباً لها أيذوق طعم وصالها
قال: فقلت له: إن هذا الرجل ليس عندنا بهذه الحالة التي وصفتم، إنما هو عندنا شاعر فقط، فقال له: إنكم لم تنصفوه، وإنه لحقيق بما وصفناه به.
قال السلطان: وأخبرنا شيخنا الآبلي المذكور أن قاضي القضاة ابن دقيق العيد كان قد جعل القصيدة المذكورة بخزانة كانت له تعلو موضع جلوسه للمطالعة، وكان يخرجها من تلك الخزانة، ويكثر تأملها والنظر فيها، ولقد تعرفت أنه لما وصلت هذه القصيدة إلى قاضي القضاة تقي الدين المذكور لم يقرأها حتى قام إجلالاً لها؛ انتهى.
و قد وصل أبي خميس رحمه الله هذه القصيدة إلى قاضي القضاة بنثر لم أثبته هنا لطوله، ولمّا قيل إنَّ هذا الرجل معري النزعة أي نظمه أحسن من نثره.
وقد أوردها أبن الخطيب
في الإحاطة وأوردها السلطان أبو عنان في مروياته.
لم أراجع القصيدة جيدا بعد نسخها من الموسوعة الشعرية ... ولم أحسن تنسيقها لضيق الوقت فمعذرة.
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:54]ـ
ومن شعر ذي الوزارتين أبي عبد الله ابن الخطيب أيام محنته:
بعدنا وإن جاورتنا البيوت /// /// و جئنا بوعظ ونحن صموت
و أنفاسنا سكنت دفعة /// /// كهجر الصلاة تلاه القنوت
و كنا عظاماً فصرنا عظاماً /// /// و كنا نقوت فها نحن قوت
و كنا شموس سماء العلا /// /// غربن فناحت علينا السموت
فكم خذلت ذا الحسام الظبا /// /// و ذو البخت كم جدلته البخوت
و كم سيق للقبر في خرقة /// /// فتىً ملئت من كساه التخوت
فقل للعدا ذهب ابن الخطيب /// /// و فات ومن ذا الذي لا يفوت
و من كان يفرح منهم له /// /// فقل: يفرح اليوم من لا يموت
ـ[الباجي]ــــــــ[13 - Aug-2008, مساء 03:57]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=199438&postcount=1
ـ[من صاحب النقب]ــــــــ[15 - Aug-2008, صباحاً 02:07]ـ
أنشدها الشيخ صديق حسن خان و لا أدري هل هي له أو لا
وصلت حمى بهوبال يا نفس فانزلي ** فقد نلت مأمول الفوائد المعول
ويا حبذا ساحاتها نلت إنها ** نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
تذكرت عهدا بالحمى وبمن به ** قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وما هو إلا حضرة العزة التي ** تخاطب تاج الهند عند الأماثل
معاذة أهل الفضل من كل حادث ** ملاذة أعيان العلاة الأفاضل
مغيثة أرباب الفواضل والحجى ** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
هي البحر جودا فيضها شمل الورى ** وقد نال من معروفها كل سائل
هي الشمس إفضالا يعم نوالها ** جميع الرعايا من صنوف القبائل
أفادت كرامات بهمتها التي ** لها ليس مثلا عند كل مماثل
أفاضت فيوضا أخجلت جود حاتم ** أسالت إلينا هاطلا بعد هاطل
قفوا أخبرونا من يقوم مقامه ** ومن ذا يرد الآن لهفة سائل
قفوا أخبرونا هل لها من مشابه ** قفوا أخبرونا هل لها من مشاكل
فما هي إلا رحمة مستطابة ** تعم البرايا من غني وعائل
أدام لها رب البرايا مكارما ** تقصر عنها لك حاف وناعل
وزاد لها الإقبال إقبال عزة ** وكان لها عونا لدى كل نازل
ـ[الحُميدي]ــــــــ[15 - Aug-2008, مساء 02:41]ـ
الباجي بارك الله فيك،
(يُتْبَعُ)
(/)
استثرت الحنين من بين جوانحي إلى شعراء المغرب-وذكرتني عندما كنت أدبيا-،كابن خبازة والأمير أبو الربيع الموحدي وابن إدريس والفشتالي واليوسي والفجيجي و مالك بن المرحل السبتي و اكنسوس السوسي ومحمد بن إبرهيم المراكشي وميمون الهواري .. والكثير الكثير.
فإن نسيت لا انسى الحافظ الواعية الشاعر الأديب المؤرخ ابن الأبار-الذي سعى به مبغضيه إلى الأمير فقتل محروقا و أحرقت معه كتبه- عندما ارسلها صيحة مستنجدٍ إلى المستنصر الحفصي بتونس في قصيدة تتفطر لها الأفئدة:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا ....
ولمالك بن المرحل السبتي صيحات يتوجع لها قلبي المرهف مضضا وألما على فقد تلك الجنان التي غارت من حسنها الخرائد الحسان .. ،
وسيما في قصيدته الرائقة عندما دعا فيها أهل المغرب-في عهد الدولة المرينية- إلى إغاثة إخوانهم بالأندلس والتي مطلعها:
اشهدوا وأنت يا ارض اشهدي ** أنا أجبنا صرخة المستنجدِ
واما عن موشحات لسان الدين بن الخطيب-والذي قتل غيلة بفاس- فقد ذكرتني بموشحات بابن سهل الإسرائيلي - الذي لم يصدق في توبته، ومات غريقا سكرانا-التي تنساب رقة وحسنا كـ:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى ... قلب صب حله عن مكنس
وراجع (المسلك السهل في شرح موشح ابن سهل) لمحمد الإفراني الطنجي تر عجبا.
ولا انسى صرخة ذو الوزارتين لسان الدين:
جادك الغيث إذا الغيث همى ** يازمن الوصل بالأندلس
وصدق عندما قال بعدها -وهنا يبلغ مني الأسى والشجى مبلغه-:
ما كان وصلك إلا حلما في ** الكرى أو خلسة المختلس
وكذا القصيدة الباسقة لابن بهيج الأندلسي:
ما شانُ أمّ المؤمنينَ وَشاني **هُدِيَ المُحبُّ لها وضَلَّ الشَّاني
إنِّي أقُول مُبيِّناً عن فضلها**ومُتَرْجِماً عن قولها بلساني
يا مبغضي لا تأت قبر محمدٍ**فالبيت بيتي والمكان مكاني
والكثير ممن ضل عني شعره الآن -وهذا جادت به قريحتي المكدودة الآن-،كابن المحارب تلميذ القاضي عياض وكذا شيخه وابن العريف وابن الورد وابن غلندى ومتنبي زمانه ابن الشقري ... راجع الذخيرة لابن بسام وكتب التراجم المشهورة والتي يطول ذكرها
وكانت لي مع شيخي وقرة عيني الاديب الشاعربوخبزة حفظه الله مجالس تناشدنا فيها أشعارا لشعراء المغرب واستفدت منه كثيرا حفظه الله وبارك الله فيه.
ولي عهد أن احيي أدبنا المغربي محتذيا في ذلك بصديق شيخنا العلامة عبدالله كنون رحمه الله وكذا صديقة العلامة محمد بن تاويت الطنجي رحمه الله. يسر الله لنا ذلك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 01:22]ـ
/// جميل أن يلتقي الشرق بالغرب في الشعر والأدب ..
/// جزاكم الله خيرًا ونفع بجميل اتحافاتكم ..
.
.
لَو شِئتِ أَقصَرتِ مِن لَومي وَمِن عَذلي /// /// فَالدَهرُ قَسَّمَ يَومَيهِ عَلَيَّ وَلي
لا تَحسَبِيني أَغُضُّ الطَرفَ مِن جَزَعٍ /// /// فَالحُزنُ لِلخَودِ لَيسَ الحُزنُ لِلرَّجُلِ
كَم قَد عَرَتني مِنَ الأَيّامِ نائِبَةٌ /// /// فَما اكتَرَثتُ لِرَيبِ الحادِثِ الجَلَلِ
إِنّا لَقَومٌ إِذا اِشتَدَّ الزَمانُ بِنا /// /// كُنّا أَشَدَّ أَنابيباً مِن الأَسَلِ
يُبْكَى عَلَينا وَلا نَبكي عَلى أَحَدٍ /// /// لَنَحنُ أَغلَظُ أَكباداً مِنَ الإِبِلِ
مِن مَعشَرٍ تَعصِفُ الأَهوالُ حَولَهُمُ /// /// فَما يُراعُونَ عَصفَ الريحِ بِالجَبَلِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:04]ـ
/// من روائع أبي العتاهية:
الدَهرُ يوعِدُ فُرقَةً وَزَوالا • • • وَخُطوبُهُ لَكَ تَضرِبُ الأَمثالا
يا رُبَّ عَيشٍ كانَ يُغبَطُ أَهلُهُ • • • بِنَعيمِهِ قَد قيلَ كانَ فَزالا
يا طالِبَ الدُنيا لِيُثقِلَ نَفسَهُ • • • إِنَّ المُخِفَّ غَداً لَأَحسَنُ حالا
إِنّا لَفي دارٍ نَرى الإِكثارَ لا • • • يَبقى لِصاحِبِهِ وَلا الإِقلالا
كَم مِن مُلوكٍ زالَ عَنهُم مُلكُهُم • • • فَكَأَنَّ ذاكَ المُلكَ كانَ خَيالا
حَتّى مَتى تُمسي وَتُصبِحُ لاعِباً • • • تَبغي البَقاءَ وَتَأمُلُ الآمالا
وَلَقَد رَأَيتُ الحادِثاتِ مُلِحَّةً • • • تَنعى المُنى وَتُقَرِّبُ الآجالا
وَلَقَد رَأَيتُ مَساكِناً مَسلوبَةً • • • سُكّانُها وَمَصانِعاً وَظِلالا
وَلَقَد رَأَيتَ مَنِ اِستَطاعَ بجَمعِهِ • • • وَبَنى فَشَيَّدَ قَصرَهُ وَأَطالا
وَلَقَد رَأَيتُ مُسَلَّطاً وَمُمَلَّكاً • • • وَمُفَوَّهاً قَد قيلَ قالَ وَقالا
وَلَقَد رَأَيتُ الموتَ كَيفَ يُبيدُهُم • • • شيباً وَكَيفَ يُبيدُهُم أَطفالا
وَلَقَد رَأَيتُ المَوتَ يُسرِعُ فيهِمُ • • • حَقّاً يَميناً مَرَّةً وَشِمالا
فَسَلِ الحَوادِثَ لا أَبا لَكَ عَنهُمُ • • • وَسَلِ القُبورَ وَأَحفِهِنَّ سُؤالا
فَلتُخبِرَنَّكَ أَنَّهُم خُلِقوا لِما • • • خُلِقوا لَهُ فَمَضَوا لَهُ أَرسالا
وَلَقَلَّ ما تَصفو الحَياةُ لِأَهلِها • • • حَتّى تُبَدَّلَ مِنُهُم أَبدالا
أَأُخَيَّ إِنَّ المَرءَ حَيثُ فِعالُهِ • • • فَتَوَلَّ أَحسَنَ ما يَكونُ فِعالا
فَإِذا تَحامى الناسُ أَن يَتَحَمَّلوا • • • لِلعارِفاتِ فَكُن لَها حَمّالا
أَقصِر خُطاكَ عَنِ المَطامِعِ عِفَّةً • • • عَنها فَإِنَّ لَها صَفاً زَلّالا
وَإِذا الحُقوقُ تَواتَرَت فَاِصبِر لَها • • • أَبَداً وَإِن كانَت عَلَيكَ ثِقالا
فَكَفى بِمُلتَمِسِ التَواضُعِ رِفعَةً • • • وَكَفى بِمُلتَمِسِ العُلُوِّ سِفالا
أَأُخَيَّ إِنَّ أَمامَنا كُرَباً لَها • • • شَغبٌ وَإِنَّ أَمامَنا أَهوالا
أَأُخَيَّ إِنَّ الدارَ مُدبِرَةٌ وَإِن • • • كُنّا نَرى إِدبارَها إِقبالا
وَاللَهُ أَكرَمُ مَن رَجَوتَ نَوالَهُ • • • وَاللَهُ أَعظَمُ مَن يُنيلُ نَوالا
مَلِكٌ تَواضَعَتِ المُلوكُ لِعِزِّهِ • • • وَجَلالِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى
لا شَيءَ مِنهُ أَدَقُّ لُطفَ إِحاطَةٍ • • • بِالعالَمينَ وَلا أَجَلُّ جَلالا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:05]ـ
لم يكن وصلك إلا حلما في ** الكرى أو خلسة المختلس
.... حياك الله ياأندلسي الهوى., (ابتسامة)
ـ[إمام الأندلس]ــــــــ[16 - Aug-2008, صباحاً 02:08]ـ
من عجيب المفارقات وجدتني أستمع لتلك الموشحة (ابتسامة)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 01:21]ـ
بارك الله فيك أخي الشيخ عدنان البخاري فانتم أصحاب الدعوة ونحن ضيوف .. ،
وحياك الله أخي إمام الاندلس -وشكرا على التصحيح- ... فإن ابن حزم -رحمه الله-فارس لا يشق له غبار في هذا الفن.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 02:02]ـ
لقد ألهبنا نار الاحزان،واستثرنا أوار الأشجان، حزنا على فقد الأندلس، ..
فهذه قصيدة يتفكه بها المحزون المكظوم،وينزاح بها هم المهموم،
وهي للشاعر المغربي الفحل محمد بن إبراهيم المراكشي من شعراء المغرب الحديث، أنشدها لما زار طنجة فأقام في فندق تجمعت فيه مظاهر الاستقذار،فقال ساخرا:
إن كان في كل أرض ما تشان به ... فإن في طنجة المطعم البلدي
أخلاق أربابها كالمسك في أرج .... بعكس رب المطعم البلدي
يأتيك بالأكل و الذباب يتبعه ..... و كالضباب ذباب المطعم البلدي
و البق كالفول جسما إن جهلت به ....... فعشه في فراش المطعم البلدي
ما بالبراغيث إن تثاءبت عجب .... لما ترى حجمها بالمطعم البلدي
تلقاك راقصة بالباب قائلة ..... يا مرحبا بضيوف المطعم البلدي
تبيت روحك بالأحلام في رعب ........ إن نمت فوق سرير المطعم البلدي
و في السقوف من الجردان خشخشة ....... فأي نوم ترى بالمطعم البلدي
و لا تعج فيه إبان المصيف ففي ....... المصيف نار لظى بالمطعم البلدي
و في الشتاء من الثلج الفراش به ....... و من حديد جدار المطعم البلدي
أما الطبيب فعجل بالذهاب له ....... إذا أكلت طعام المطعم البلدي
الطرف في أرق و القلب في حنق ....... و النفس في قلق في المطعم البلدي
الصدر منقبض و المرء ممتعض ...... و الشر معترض بالمطعم البلدي
يا من مناه المكان الرحب في سفر ..... كالقبر في الضيق بيت المطعم البلدي
و ليلة زارني في الفجر صاحبه ....... يا شقوتي بنزول المطعم البلدي
وكالمدافع خلف الباب سعلته ....... يهتز منها جدار المطعم البلدي
دق فمن قلت،قال افتح فقلت لمن؟ ..... قال افتحن أنا رب المطعم البلدي
أشر من رؤية الجلاد رؤيته ..... لما يزورك رب المطعم البلدي
و كم ثقيل رأت عيني و ما نظرت ........ فيهم مثيلا لرب المطعم البلدي
طاب الحديث له فجاء يسألني ....... و قال ماذا ترى في المطعم البلدي؟
فقلت خيرا فقال الخير أعرفه ..... و يعرف الناس خير مطعم البلدي
إن كان عندك قل لي من ملاحظة ....... تزيد حسن المطعم البلدي
فقلت مالي أرى هذا الذباب بدا ....... مثل الضباب بأفق المطعم البلدي
فقال إن فضول الناس يقلقني ...... هذا الذباب ذباب المطعم البلدي
فقلت و البق قال البق ليس به ...... بأس إذا كان بق المطعم البلدي
فقلت هذي البراغيث التي كثرت ...... ما بالها كبرت بالمطعم البلدي؟
فهزني كصديق لي يداعبني ........ و قال تلك جيوش المطعم البلدي
فقلت عفوا فما لي من ملاحظة ..... و إنني معجب بالمطعم البلدي
فقال ها أنت للحق اهتديت فقل ..... إذن متى ستزور المطعم البلدي
فقلت إن قدر الله لي الشقاوة لي ....... فأنني سأزور المطعم البلدي
ينسى الفتى كل مقدور يمر به ........ إلا مبيت الفتى بالمطعم البلدي
يا من قضى الله أن يرمي به سفر ...... إياك إياك قرب المطعم البلدي
وهذه بعض الفوائد عن الشاعر،
محمد بن إبراهيم من شعراء المغرب توفي في اواسط القرن العشرين الميلادي-لا أستحضر تاريخ ميلاده ولا وفاته-، واشتهر "بشاعر الحمراء"، ولقد كان أبوه يؤمل أن يصبح ابنه فقيها لما كان يدره هذا المنصب من مال على صاحبه، ولكنه اتخذ لنفسه منحى آخر وهو الأدب و الشعر.
وعند أداء شاعرنا لمناسك الحج التقى بالملك عبد العزيز آل سعود فمدحه بقصيدة عصماء،فأجزل له الملك -رحمه الله - العطاء،وعند عودته إلى المغرب ألقى محاضرة بمصر رد فيها على أحمد الشوقي بسبب إحدى مسرحياته الشعرية، كما انه مدح الملك محمد الخامس رحمه الله في قصيدة رائقة.
ولقد سألت عنه شيخنا بوخبزة -حفظه الله - فقال: "كان شاعرا يرتجل الشعر،ولكنه كان سكيرا ذو فسق ومجون."
فصدمت لما قاله -وهو ثابت-الشيخ بوخبزة حفظه الله لمكانة هذا الشاعر عندي،وللأستاذ إقبال الشرقاوي-وهو صديق الشاعر- دراسة حول هذا الشاعر في كتاب اسمه (شاعر الحمراء في الغربال) وهو مطبوع.كما أن لشاعرنا ديوان شعر بالخزانة الملكية بالرباط.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Aug-2008, مساء 02:11]ـ
/// نعوذ بالله من المطعم البلدي.
هذا من عيون شعر المغرب العربي في هجاء المطعم البلدي
(ابتسامة)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[18 - Aug-2008, صباحاً 01:51]ـ
/// نعوذ بالله من المطعم البلدي.
هذا من عيون شعر المغرب العربي في هجاء المطعم البلدي
(ابتسامة)
ومع ذلك فإنني لم اعمل بتحذير الشاعر،فلما ذهبت إلى طنجة أخذت أبحث عن المطعم البلدي،عساني أظفر بليلة ليلاء أقضِّيها فيه،لكنني لم أنل بُغيتي،ولعله أقفل بسبب هذه القصيدة. (ابتسامة)
واذكر بعض الدواوين الشعرية الأندلسية المشهورة والمطبوعة.
ديوان ابن خفاجة.
ديوان ابن هانئ الأندلسي.
ديوان الإمام الأشم ابن حزم الأندلسي.
ديوان ابن سهل.
ديوان لسان الدين بن الخطيب.
ديوان الحافظ ابن الأبار.
ديوان ابن شُهيد القرطبي،وهو من ائمة المالكية بقرطبة في زمانه،ومن أصدقاء الإمام الأشم ابن حزم،وبينهما مراسلات رحمهما الله تعالى،وله رسالة اسمها "توابع و زوابع" طبع ما وجد منها، وقد اطلعت عليها فأتى فيها بالعجب العجاب،وأراد من خلالها ان يظهر انه فاق المتقدمين في الأدب والشعر بطريقة ظريفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Aug-2008, مساء 02:03]ـ
/// أبوالطيِّب مرة أخرى:
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ /// /// وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي /// /// فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً /// /// أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ /// /// إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي /// /// حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً /// /// حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم /// /// وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ /// /// لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا /// /// فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ /// /// إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم /// /// وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ /// /// يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ /// /// لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا /// /// لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا /// /// أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ /// /// وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ /// /// قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Sep-2008, صباحاً 12:16]ـ
المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ • • • وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى • • • بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَسُوؤُهُ الأَيّامُ حَتّى • • • لا يَرى شَيئاً يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ • • • وَقائِلٍ للهِ دَرُّه
/// شهرنا وشهركم مباركٌ بالطَّاعة، مسدَّدٌ بالأنس بالله والعبادة، مختومٌ بالرحمة والمغفرة والاستجابة.
ـ[عاشقة القرآن]ــــــــ[01 - Sep-2008, مساء 11:10]ـ
شكرا لك ... بارك الله فيك ... علي الموضوع الرائع ...
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[03 - Sep-2008, صباحاً 05:19]ـ
من عيون الشعر قول الطُّغرائي:
رويدك فالهموم لها رتاج /// /// و عن كثب يكون لها انفراجُ
ألم تر أن طول الليل لما /// /// تناهى حان للصبح انبلاجُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 03:00]ـ
/// قال الخليل بن أحمد:
وَما شَيءٌ أَحَبَّ إِلى لَئيمٍ /// /// إِذا سَبَّ الكِرامَ مِنَ الجَوابِ
مُتارَكَةُ اللَئيمِ بِلا جَوابٍ /// /// أَشَدُّ عَلى اللَئيمِ مِنَ السِبابِ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 04:30]ـ
أين الإسناد إلى الخليل؟ (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 04:47]ـ
/// إسنادي وهو كالشمس صِحَّةً!: "الموسوعة الشعرية". (ابتسامة)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 05:45]ـ
وهي للشاعر المغربي الفحل محمد بن إبراهيم المراكشي من شعراء المغرب الحديث.
بشاعر الحمراء نظم قصيدة على شكل رقعة الشطرنج تقرأ من جميع الجهات، و هذا غاية في التمكن.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[14 - Sep-2008, مساء 05:59]ـ
/// إسنادي وهو كالشمس صِحَّةً!: "الموسوعة الشعرية". (ابتسامة)
أسعدني الله وإيّاك
ما بلغه علمي أنها أبيات الأصمعي رحمه الله، كذا رُوِيَت عنه مسندة (ومَن جدّ وجد - ابتسامة) ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Sep-2008, مساء 10:51]ـ
/// جزاك الله خيرًا يا شيخ أشرف وبارك فيك.
ـ[أبو زياد النوبي]ــــــــ[16 - Sep-2008, صباحاً 04:54]ـ
عفوا على دخولي بين الأفاضل والأكبار إسمحوا لي بالمرور
رائعه لأبي محمد القاسم بن يوسف قالها يرثي القمري - تنبيه سقط منه ابيات فقد خانتي ذاكرتي -:
هل لمرء من أمن من ريب هذا الزمان
أم هل ترى ناجيا من طوارق الحدثان
ما أثنان يجتمعان إلا سيفترقان
قربن كل قرين يبن بعد اقترانه
والمأزمان ونسر السماء والفرقدان
يبلى الجديد الجديدان ثم ما يبليان
كان المطوق خدنا من أكرم الأخدان
وصاحبا وخليلا من خالص الخلان
ففعله حادثا من حوادث الأومان
فالقلب فيه كلوم من لاعج الأحزان
وفي الحشا لاذعات كمشعل النيران
والمقلتان سجوم دمعاهما تكفان
كان المطوق أنسا للأهل والجيرن
وكان طلقا ضحوكايجيب كل أوان
إذا أشرت إليه باللحظأو بالبنان
مغردا في دجى الليل مؤذنا بالأذان
مناديا ساق حر أو حرة ببيان
وكان أعجم في نطقه فصيح اللسان
بشافع ٍ مؤنق للقلوب والآذان
كان المطوق جار الرسول والفرقان
تنميه أباء صدق لمحصنات وهجان
في مغرس طاب أصلا من طيب الأغصان
كأن عينيه ياقوتتان حمراوان
كان رجليه مصبوغتان من أرجوان
كأن هامته ركبت على غصن بان
وأخضر اللون يحكي لباس أهل الجنان
وذي سِفاهٍ لحاني لم يعنه ماعناني
رددته بصغارٍ وذلة وهوان
يلومنى وهو خلو لم يشجه ما شجاني
ولم أرى خلفا منه بعده عزاني
هيهات مثل ماقد بنيت في اللهو باني
فذهب حميدا فقيدا فما خلا الله فاني
إن شاء الله أبحث عن أصلها عندي واتي بالسقط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[19 - Sep-2008, صباحاً 10:25]ـ
كعب بن زهير يمدح امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه
هلْ حبلُ رملة قبلَ البينِ مبتور== أم أنت بالحلمِ بعد الجهلِ معذور
ما يجمع الشوقُ إن دار بنا شحطتْ ==ومثلها في تداني الدارِ مهجور
نشَفى بها وهي داء لو تصاقبنا == كما اشتَفى بعيادِ الخمرِ مخمور
ما روضةٌ من رياضِ الحزنِ باكرها == بالنبتِ مختلفُ الألوانِ ممطور
يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ == بعد المنامِ إذا حب المعاطير
ما أنس لا أنسها والدمع منسرِب == كأنه لؤلؤٌ في الخد محدور
لما رأيتهم زمتْ جمالهم == صدقتُ ما زعموا والبين محذور
يحدو بهن آخو قاذورةٍ حذر== كأنه بجميعِ الناسِ موتور
كأ ن أظعانهم تحدى مقفيةً== نخلٌ بعينينِ ملتفٌّ مواقير
غلب الرقابِ سقاها جدولٌ سرب== أو مشعب من أتي البحرِ مفجور
هل تبلغني علي الخير ذِعلبةٌ == حرفٌ تزللَ عن أصلابِها الكور
من خلفِها قلص تجري أزمتُها== قد مسهن مع الإدلاجِ تهجير
يخبطن بالقومِ أنضاءالسريحِ وقد== لا َذتْ من الشَّمسِ بالظِّلِّ اليعافير
حتى إذا انتصب الحرباء وانتقلتْ == وحان إذْ هجروا بالدو تغوير
قالوا تنحوا فمسوا الأرض فاحتولُوا== ظلا بمنخرقٍ تهفو بهِ المور
ظلوا كأن عليهم طائراً علقاً== يهفو إذا انسفرتْ عنه الأعاصير
لوجهةِ الريحِ منه جانب سلب== وجانب بأكفٍّ القومِ مضبور
حتى إذا أبردوا قاموا إلى قلصٍ==كأنهن قسي الشوحطِ الزور
عواسلٌ كرعيلِ الربدِ أقرعها==بالسي من قانصٍ شلٌّ وتنفير
حتى سَقي الليلُ سقى الجن فانغمستْ ==في جوزهِ إذْ دجا الآكام والقُور
غطا النشازمع الأهضامِ فاشتبها ==كلاهما في سوادِ الليلِ مغمور
إن علياً لميمون نقيبته== بالصالحاتِ من الأفعالِ مشهور
صهرالنبي وخيرالناسِ مفتخراً== فكلُّ من رامه بالفخرِ مفخور
صلى الطهورمع الأُمي أولهم== قبلَ المعادِ ورب الناسِ مكفور
مقاوم لطغاةِ الشركِ يضربهم== حتى استقاموا ودين اللهِ منصور
بالعدلِ قمت أميناً حين خالفه== أهلُ الهوا وذوو الأهواءِ والزور
يا خيرمن حملت نعلاً له قدم == بعد النبي لديهِ البغي مهجور
أعطاك ربك فضلاً لا زوالَ له== من أين أنَّى له الأيام تغيير
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:06]ـ
/// قال جرير الخطفي:
تُرَوِّعُنا الجَنائِزُ مُقبِلات • • • فَنَلهو حينَ تَذهَبُ مُدبِرات!
كَرَوعَةِ هَجمَةٍ لَمغارِ سَبعٍ • • • فَلَمّا غابَ عادَت رائِعات!
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 03:54]ـ
يا مشرفنا العزيز:
ألم تسمع بمطلع قصيدة خلوصي في الحور العين - أسكننا الله جميعا في الفردوس الأعلى -::):):)
" أنا من أهوى و من أهوى أنا " ــ قصّر اللوم فقد زاغ البصر
و طغى الحسن فأودى بالحجا ــ سدرةَ العشق فأوفي بالوطر؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Oct-2008, صباحاً 11:39]ـ
يا مشرفنا العزيز:
ألم تسمع بمطلع قصيدة خلوصي في الحور العين - أسكننا الله جميعا في الفردوس الأعلى -::):):)
" أنا من أهوى و من أهوى أنا " ــ قصّر اللوم فقد زاغ البصر
وطغى الحسن فأودى بالحجا ــ سدرةَ العشق فأوفي بالوطر؟
/// آمين، اللهم أسكنَّا أعلى جنَّتك بلا حساب ولا عقاب، وتجاوز عنَّا بعفوك وحلمك.
/// للأسف لم أسمع بهذه القصيدة، والتي لا نرضى منك غير سردها تامَّةً غير منقوصة.
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 - Oct-2008, مساء 12:04]ـ
على الرأس و العينين ....
و معه بسمة الشفتين ...
:):):)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Oct-2008, مساء 11:43]ـ
/// متى هذا الوعد؟ (ابتسامة)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Oct-2008, صباحاً 12:08]ـ
~ قصيدة ولا في الخيال ~
للشاعر / ثامر إسماعيل محمد حميدي
وفاز بها بالمركز الأول في مسابقة طيبة القابضة في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم
أقامها النادي الأدبي بالمدينة النبوية بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس شركة طيبة القابضة، وقد شارك في هذه المسابقة قرابة 240 شاعر من الوطن العربي
...
طيبة الطيبة
فِيْ وَصْفِ حُسْنِكِ كَمْ جَادَتْ عِبَارَاتِيْ
وَكَمْ تَوَسَّطْتِ أَشْعَارِيْ وَلَوْحَاتِي
وَكَمْ بِآَثَارِكِ الغَرَّاءِ مِنْ شَجَنٍ
في النفس حرَّك أفراحي وآهاتي
سافرتُ فِيْ أَبْحُرِ الأَنْوَارِ مُتَّخِذَاً
(يُتْبَعُ)
(/)
شِعْرِيْ وَحُبِّيْ وَأَشْوَاقِيْ شِرَاعَاتِ
وَرُحْتُ فِيْ لُجَّةِ الأَمْوَاجِ أَعْبُرُهَا
لِكَيْ أُقَدِّمَ مَدْحِيْ باعْتِذَارَاتِيْ
وَلَسْتُ أُوْفِيْكِ مَهْمَا قُلْتُ مَنْزِلَةً
فَذَا مَقَامُكِ فِيْ أَعْلَى المَقَامَاتِ
يَا بَلْسَمَ الرُّوْحِ كَمْ بِالرُّوْحِ مِنْ عِلَلٍ
دَاوَيْتِهَا لاَ تُدَاوَى بالعِلاَجَاتِ
رَسَمْتُ حُبَّكِ لَوْحَاتٍ مُزَيَّنَةً
فَفِيْ رُبَاكِ بَسَاتِيْنِي وَجَنَّاتِي
فَحَدِّثِيْ يَا بُحُوْرَ الشِّعْرِ عَنْ قِصَصِيْ
فِيْ هَذِهِ الأَرْضِ وارْوِيْ عَنْ حِكَايَاتِيْ
غَنَّيْتُ (طَيْبَةَ) لَحْنَاً خَالِدَاً عَطِرَاً
بِذِكْرِ (طَهَ) جَزِيْلاً بالكراماتِ
وَقُلْتُ (طَيْبَةَ) طَابَتْ فِي النُّفُوْسِ لَهَا
نَبْضُ الفُؤَادِ يُغَنَّى فِيْ مَسَرَّاتِ
وَزُرْتُ (طَيْبَةَ) وَالأَشْوَاقُ تَغْلِبُنِيْ
فَلَسْتُ أَدْرِي أَشَوْقِي زَارَ أَمْ ذَاتِيْ؟
يَا مَأْرِزَ الدِّيْنِ والإِيْمَانِ قَدْ عَبَرَتْ
لَكِ القُلُوْبُ وَعَادَتْ بالسَّعَادَاتِ
إِلَيْكِ هَاجَرَ رَكْبُ الخَيْرِ فَانْطَلَقَتْ
مِنْكِ الجَحَافِلُ تَمْحُو لِلْخُرَافَاتِ
سَكَنْتِ فِي القَلْبِ، لَكِنِّيْ سَكَنْتُ هُنَا
فِيْ حِضْنِكِ الغَضِّ قَدْ حَقَّقْتُ غَايَاتِيْ
فَأَنْتِ عَاصِمَةُ الإِسْلاَمِ، مُنْطَلَقٌ
لِدَعْوَةِ الْحَقِّ فِيْ كُلِّ اتِّجَاهَاتِ
وَأَنْتِ سَيَّدَةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا
وَمَهْبِطُ الوَحْيِّ، مِشْكَاةُ الهِدَايَاتِ
حُبِّي لِأَرْضِكِ يَجْرِيْ فِيْ دَمِيْ شَغَفَاً
حَتَّى لَقَدْ ذَابَ فِيْ نَبْضِيْ وَدَقَّاتِيْ
إِنَّ المَدِيْنَةَ والدُّنْيَا تُضِيْءُ بِهَا
كَالشَّمْسِ قَدْ نَوَّرَتْ وَجْهَ السَّمَاوَاتِ
بَلْ أَشْرَقَ النُّوْرُ مِنْهَا فَهِيَ مُشْرِقَةٌ
بِكُلِّ حُسْنٍ تَبَدَّى بالفُيُوْضَاتِ
لَوْ لَمْ تَكُنْ خَيْرَ أَرْضٍ مَا أَقَامَ بِهَا
خَيْرُ البَرِيَّةِ فِيْ حُبٍ وَمرْضَاةِ
مَدِيْنَةُ العِلْمِ والإِيْمَانِ قَدْ شَهِدَتْ
بِفَنِّهَا الفّذِّ بُلْدَانُ الحَضَارَاتِ
وَتَرْجَمَتْ بِالْمَعَالِيْ كُلَّ مَلْحَمَةٍ
عَصْمَاءَ حَتَّى غَدَتْ أَرْضَ البُطُولاتِ
وَتَوَّجَتْ ذَاكَ بِالمُخْتَارِ يَسْكُنَهَا
فِيْ أَرْضِهَا نَزَلَتْ خَيْرُ الرِّسَالاَتِ
وَجَاءَ أَحْبَابُهَا يَبْغُوْنَ رَوْضَتَهَا
وَهُمْ يَحُوْمُوْنَ فِيْهَا كَالفَرَاشَاتِ
وَيَرْشُفُوْنَ رَحِيْقَ المِسْكِ مِنْ عَبَقٍ
أَنْفَاسُ (طَهَ) بِهَا أَزْكَى العُطوُْرَاتِ
عَلَى ثَرَاهَا مَشَى المُخْتَارُ وَاجْتَمَعَتْ
بِعَصْرِهِ خَيْرُ أَصْحَابٍ جَمَاعَاتِ
وَفِيْ ثَرَاهَا حَوَتْ خَيْرَ الخَلائِقِ مَنْ
بِحِفْظِهِ حَفَظََتْ خَيْرَ الأَمَانَاتِ
لِمَسْجِدِ المُصْطَفَى رُوْحِيْ تُسَابِقُنِيْ
نَجْنِيْ رَحِيْقَ الهُدَى مِنْ رَوْضِ حَلْقَاتِ
أُحُدٌ أَقَامَ بِهَا حُبَّاً وَمَعْرِفَةً
لِقَدْرِهَا مَسْتَقِيْمَاً فِيْ دِفَاعَاتِ
أَحَبَّ سَاكِنَهَا وَأَحَبَّ أُمَّتَهُ
وَكَانَ سَدَّاً مَنِيْعَاً فِي العِدَاءَاتِ
هَذَا رَسُوْلُ الهُدَى يَرْقَى لِذِرْوَتِهِ
فَاهْتَزَّ وَهْوَ سَعِيْدٌ فِي مَسَرَّاتِ
قُبَاءُ يَا مَسْجِدَ التَّقْوَى لَقَدْ رَسَخَتْ
جُذُوْرُ فَضْلِكَ فِيْ قُدْسِ الطَّهَارَاتِ
أُسِّسْتَ فَوْقَ رُبَى الرِّضْوَانِ مُكْتَمِلاً
بِالطُّهْرِ مُسْتَقْبِلاً خَيْرَ الرِّجَالاَتِ
فِيْكَ الصَّلاَةُ عَلَى أَجْرٍ مُضَاْعَفَةٌ
كَعُمْرَةٍ وَثَوَابٍ فِيْ زِيَادَاتِ
ذَاْكَ العَقِيْقُ عَلَى أَرْضٍ مُبَارَكَةٍ
تَنَزَّلَ الخَيْرُ فِيْهَا حَوْلَ رَوْضَاتِ
فَكَمْ حَكَى البَدْرُ فِيْ أَمْوَاجِهِ قِصَصَاً
وَكَمْ شَدَا الشِّعْرُ أَلْحَانَاً جَمِيْلاَتِ
هَذَا البَقِيْعُ قَصُوْرٌ لَيْسَ مِقْبَرَةً
وَبُقْعَةٌ أُخِذَتْ مِنْ رَوْضِ جَنَّاتِ
فِيْهِ الصَّحَابَةُ فِيْهِ الطُّهْرُ مُجْتَمِعٌ
لآَلِ بَيْتِ النَّبِيْ خَيْرِ القَرَابَاتِ
هَذِي المَدِيْنَةُ فِيْهَا الحُسْنُ مكْتَمِلٌ
وَرَوْضَةٌ جَمَعَتْ أَزْهَارَ وَاحَاتِ
طَابَتْ مَرَابِعُهَا عِنْدِيْ وَمَسْكَنُهَا
وَطَابَ فِيْ ظِلِّهَا عُمْرِيْ وَأَوْقَاتِيْ
بِهَا تَرَعْرَعْتُ مُرْتَادَاً مَسَاجِدَهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَنَاشِئَاً بَيْنَ أَحْوَاشٍ وَسَاحَاتِ
غَنَّى النَّخِيْلُ بِهَا شِعْرِيْ وَرَدَّدَهُ
وَأَنْشَدَ الوَرْدُ والنِّعْنَاعُ أَبْيَاتِيْ
وَكَمْ أَفَاضَتْ عَلَى زُوَّارِهَا حُلَلاً
مِنَ الهُدَى والتُّقَى عِنْدَ المَزَاراتِ
كَمْ تَابَ فِيْهَا إِلَى الرحْمَنِ مُلْتَجِئٌ
وَكَمْ نَفَتْ مِنْ خَبِيْثٍ أَوْ خَبِيْثَاتِ
مَا بَيْنَ عَيْرٍ وَثَوْرٍ أَرْضُهَا حَرَمٌ
وَالله وَاهِبُهَا أَعْلَى المَكَانَاتِ
تَارِيْخُهَا عَامِرٌ وَاللهُ جَاعِلُهَا
مَنَارَ حَقٍّ عَلى كُلِّ المَنَارَاتِ
آَنَسْتُ عِنْدَ رَسُوْلٍ اللهِ مَا خَشَعَتْ
نَفْسِيْ بِهِ فِيْ نُفُوْسٍ مُطْمَئِنَّاتِ
بِهِ اقْتَدَيْنَا وَسِرْنَا وِفْقَ مَنْهَجِهِ
مُسْتَرْشِدِيْنَ بِهِ دَرْبَ الهِدَايَاتِ
أَتَى المَدِيْنَةَ فازْدَادَتْ بِهِ شَرَفَاً
وَفَاقَتِ الأَرْضَ فِيْ كُلِّ المَجَالاَتِ
تَبَارَكَ الرِّزْقُ فِيْهَا بَعْدَ دَعْوَتِهِ
وَضُوْعِفَ الأَجْرُ فِيْ كُلِّ العِبَادَاتِ
فَذَاكَ مَسْجِدُهُ مِشْكَاةُ دَعْوَتِهِ
وَمُنْتَهَى كُلِّ نُوْرٍ أَوْ إِضَاءَاتِ
مَدَحْتُ شِعْرِيْ بِخَيْرِ الخَلَقِ أَمْدَحُهُ
وَبِالمَدِيْنَةِ زَخْرَفْتُ الكِتَابَاتِ
وَقُلْتُ يَاْ سَيِّدِيْ مَهْمَا مَدَحْتُكَ لاَ
أُوْفِيْكَ قَدْرَاً وَمَهْمَا صُغْتُ كِلْمَاتِي
لَكِنْ مَدِيْحِيْ لَكُمْ بُرْهَانُ حُبِّكُمُوا
لَعَلَّهُ نَافِعِيْ فِيْ يَوْمِ زَلاَّتِي
أَتَيْتَ بِالرَّحْمَةِ الكُبْرَى وَكُنْتَ بِهَا
تَهْدِيْ إِلَى الحَقِّ مَرْفُوْعَ الِّلوَاءَاتِ
صَدَعْتَ بالحَقِّ مَأْمُوْرَاً بِهِ وَلَقَدْ
آَتَاكَ رَبُّكَ مِنْ فُضْلَى العلاَمَاتِ
آَتَاْكَ سَبْعَاً مَثَانِيْ فَهِيَ صَادِقَةٌ
بالحَقِّ نَاطِقَةٌ عِنْدَ التِّلاَوَاتِ
نُصِرْتَ بِالرُّعْبِ فَالإِسْلاَمُ مُنْتَصِرٌ
عَلَى يَدَيْكَ بِتَارِيْخِ الفًتُوْحَاتِ
عَلَّمْتَنَا الخَيْرَ والإِحْسَانَ تَأْمُرُنَا
بالعَدْلِ وَالبِرِّ مَعْ أَعْمَالِ خَيْرَاتِ
تَرَكْتَ فِيْنَا كِتَابَ اللهِ يَحْفَظُنَا
وَسُنَّةً حَمَلَتْ هَدْيَ النُّبُوَّاتِ
أُوْتِيْتَ أَفْضَلَ مَا قَدْ نَالَهُ بَشَرٌ
شَرَائِعَاً جَمَعَت ْكُلَّ السَّمَاحَاتِ
وَأَنْتَ أَوْفَرُ مَنْ تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
مِنْ سَائِرِ الخَلْقِ مَضْمُوْنُ الإِجَابَاتِ
مِنْكَ المَدِيْنَةُ قَدْ صَارتْ مُنَوَّرَةً
فَأَنْتَ فِيْهَا سِرَاجٌ مُشْرِقُ الذَّاتِ
دَعَوْتُ رَبِّيْ وَقَلْبِيْ خَاشِعٌ وَلِهٌ
بِأَنْ يُجِيْبَ دُعَائِي وَابْتِهَالاَتِيْ
بِأَنْ أَعِيْشَ بِهَا مُسْتَصْحِبَاً أَدَبِيْ
مُسْتَلْهِمَاً خَيْرَ أَخْلاَقٍ وَعَادَاتِ
وَأَنْ أَمُوْتَ بِهَا فِيْ سَجْدَةٍ كُتِبَتْ
فِيْ مَسْجِدِ المُصْطَفَى فِيْ خَيْرِ سَاعَاتِيْ
يَارَبِّ فَاجْعَلْ بِهَا قَبْريْ وَمَنْزِلَتيْ
وَاغْفِرْ بِحُبِّيْ لَهَا ذَنْبِيْ وَزَلاَّتِيْ
حَتَّى أَنَالَ بِحُبِّ المُصْطَفَى فَرَجاً
وَأَنْ أَنَالَ بِهِ خَيْرَ الشَّفَاعَاتِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى خَيْرِ البَرِّيَةِ مَا
قَدْ عَسْعَسَ الَّليِلُ فِيْ بَدْرٍ وَنَجْمَاتِ
وَمَا تَنَفَّسَ صُبْحٌ مُشْرِقٌ عَبِقٌ
وَمَا تَلاَ مُؤْمِنٌ ذِكْرَاً وَآَيَاتِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:50]ـ
/// من أعذب وأحن ما قرأت في الرثاء، لمالك بن نويرة: لعمري وما دهري بتأبين هالكٍ /// /// /// ولا جَزِعٍ مما أصابَ فأَوجعا
لقد كفّنَ المنهالُ تحت ردائهِ /// /// /// فتىً غيرَ مِبطانِ العشياتِ أروعا
وكنا كندماني جذيمةَ حقبةً /// /// /// من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تَفَرّقنا كأني ومالكاً /// /// /// لطول اجتماعِ لم نَبت ليلة معا
فان تكن الايامُ فَرَّقنَ بيننا /// /// /// فقد بان محموداً أخي حين ودَعا
فتىً كان أحيا من فتاةٍ حييةٍ /// /// /// واشجعَ من ليثٍ اذا ما تَمتَعا
سقى الله أرضاً حلِّها قبرُ مالكٍ /// /// /// ذهابَ الغوادي المدجناتِ فأمرَعا
وآثَرَ سيلَ الواديين بديمةٍ /// /// /// تُرشِحُ وسمياً من النَبتِ خِروعا
فمجتمعَ الاسدامِ من حول شارعٍ /// /// /// فروّى جبال القريتينِ فَضَلفَعا
فواللهِ ما أُسقي البلادَ لحبِّها /// /// /// ولكنني أسقي الحبيبَ المودَّعا
تحيتُهُ مني وان كان نائياً /// /// /// وأمسى تراباً فوقَهُ الارضُ بلقعا
تقول ابنةُ العمريِّ ما لكَ بعد ما /// /// /// أراكَ حديثاً ناعمَ البالِ أفرَعا
فقلتُ لها طولُ الاسى اذ سألتني /// /// /// ولوعةُ حزنٍ تتركُ الوجهَ اسفعا
وفقدُ بني أمٍّ تَداعَوا فلم أكن /// /// /// خِلافَهُمُ أن استكين وأضرَعا
ولكنني أمضي على ذاك مُقدماً /// /// /// اذا بعضُ من يلقى الحروب تكعكعا
ولستُ اذا ما الدهرُ أحدثَ نكبةً /// /// /// ورزءًا بزوّار القرائبِ أخضعا
قعيدكِ الاّ تُسمعيني ملامَةً /// /// /// ولا تَنكثي قَرحَ الفؤادِ فييجعا
فَقَصرَكِ انّي قد شهدتُ فلم أجد /// /// /// بكفيّ عنهم للمنية مَدفعا
فلا فَرِحاً إن كنتُ يوماً بغبطة /// /// /// ولا جَزِعاً مما أصاب فأوجعا
فلو أن ما ألقى يصيب مُتالعاً /// /// /// أو الركن من سلمى اذا لتضعضعا
يذكرَن ذا البثّ الحزينَ ببثِّه /// /// /// اذا حَنّت الاولى سَجعنَ لها معا
اذا شارف منهنّ قامت فرجَعت /// /// /// حنينا فابكى شجوها البَركَ أجمعا
بأوجدَ مني يوم قامَ بمالكٍ /// /// /// منادٍ بصير بالفراق فأسمعا
فلا تَفرحَن يوماً بنفسك انني /// /// /// ارى الموتَ وقّاعاً على من تَشَجّعا
لعلَّكَ يوماً ان تُلِمَّ مُلّمَةٌ /// /// /// عليك من اللآئي يدعنك أجدَعا
نعيتَ امرءً لو كان لحمُك عندَه /// /// /// لآواه مجموعاً له أو مُمَزَّعا
فلا يُهنيء الواشين مقتلُ مالكٍ /// /// /// فقد آبَ شانيه إياباً فوَدّعا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Oct-2008, مساء 06:58]ـ
على الرأس و العينين ....
و معه بسمة الشفتين ...
:):):)
إنْ قلتُ: يا "عرقوب" أطمعتني؟ /// /// /// قال: فلُمْ نفسَك يا أشعبُ
(ابتسامة)
ـ[خلوصي]ــــــــ[19 - Oct-2008, صباحاً 12:30]ـ
إنْ قلتُ: يا "عرقوب" أطمعتني؟ /// /// /// قال: فلُمْ نفسَك يا أشعبُ
(ابتسامة)
مواعيدُ خُلُّوصٍ أخا ذي الألوكةِ ــ مواعيدُ صدقٍ يا حفيد الأئمّةِ
ابتسم فهذه قصيدة الحور العين ...
و هي أصلاً ضمن ثلاث قصائد هي نواة لديوان صغير أسميته:
ميزان الإرادة
و
ديوان الغيب و الشهادة
......
تفضلوا مع الاعتذار أن ترد في هذا الباب " من عيون الشعر " ... و لكن هكذا جرت المقادير ... و الاعتذار شافع ... و التفاؤل عند العرب باب يجوّز إطلاق لفظ الغلام على الصبي الصغير و هو لمّا يبلغ حدّ الغِلمة .. !!
* * *
واستوى قلبي على جودِيِّها
" أنا من أهوى ومن أهوى أنا " ***** قَصِّر اللوم فقد زاغ البَصَرْ
وطغى الحُسنُ فأودى بالحجَا ***** سدرةَ العشق فأوفي بالوَطَرْ
قد سَبَتْ قلبي وشلَّت مقلتي ***** تلكم الحوراء من سحر الحَوَر
خَلَبت لبّي فلا أدري إذا ***** نهشته أين مني المستقرّ
فأديمي القذف سهماً قاتلاً ***** لذّتي في سهمِ قتلٍ مِنْ نَظَرْ
وأديمي سَلَّ سيفٍ قاطعٍ ***** من لَحَاظ قال لي أين المَفَرّ
فقتيل العشق يحيا ميِّتاً ***** لا يوارى .. هكذا خطَّ القَدَرْ
فتنت سمعي بصوت واله ***** فإذا كليَّ سمع في نظرْ
" يا حبيباً قد تهيَّأتُ ***** ادنُ مني طالما قلبي انتظرْ "
فار من صَلْيِ الهوى في قلبها ***** لذع قلبي فاستهام واستعر ْ
قد صفا الياقوت منها واكتسى ***** خالص المرجان ثوبا من حورْ
لو أطلَّت ملأت دنياكمو ***** عبق الجنّة يا ويح البشر
ألهبت ثغري بمرأى ثغرها ***** كيف بالثغر إذا مسَّ القمر
وهنا الرّمان يحكي شوقه ***** بنهود لو تلوّى لانتثر
قال " أدركني بحضن عاشق ***** وعناق والتياع و سَكَرْ "
لاعبيني .. عانقيني .. قبّلي ***** حرِّقيني للّقاء المنتظر
برَّحت بيَّ تباريح الجََوَى ***** لو تبدت لفؤاد لانفطر
فاسكبي فيَّ خمور الغنجة ***** ألهبي فيَّ جواذيب السفر
كم أخاف الناي عنك جَزِعا ***** باكيا في لهفة، حَرَّ الفِكَر:
" هل أُرَى في ذات يوم عندكِ ***** أو تُرَي عندي وقد طاب السمر " 1
فأداوي جرح قلبي بالهوى ****** فيزيد الخوفَ حُبٌّ قدْ أَسَرْ
فعشِ الخوفَ رجاءً ضارعاً ***** فرجاء الحِبِّ يدني مَن هَجَرْ
.............................. ..
كمل العشق فلا حَوْلَ له 2 ***** عن مُقامٍ من دنا منه انبهر
لا أمَلُّ أو تَمَلُّ لَذَّةً ***** هكذا الحب فلا نام القمر
فار تنّور الهوى في أضلعي ***** والتقت نيران أمرٍ قد قُدِرْ
واستوى قلبي على جوديِّها ***** لكن الطوفان باقٍ يستعر
..............................
1 - كان مقتضى " حر الفِكَر " أن يكون الاحتمال الثاني هو أم أنني سأفتقدك ..
ولكن ثقل الأمر ورعبه قلب رجاءً فكرر المعنى الاول بصيغة أخرى.
2 - اكتمل العشق هنا (في الجنة حقيقة وفي جنة الحب مجازا وتورية) فلا
تحول له بالتغيير أو النقصان أو الفقد!!
.............................
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Oct-2008, صباحاً 12:06]ـ
/// جزاك الله خيرًا يا خلُّوص الألوكة (ابتسامة) ..
وجمعنا جميعًا في جنان ونهر، حتى نتذاكر مثل هذا السمر، وتعاود إنشاد هذا الغزل، بين يدي ذاك المنتظر (ابتسامة)، في جنَّة عدنٍ عند مليك مقتدر. آمين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[20 - Oct-2008, مساء 06:47]ـ
/// جزاك الله خيرًا يا خلُّوص الألوكة (ابتسامة) ..
وجمعنا جميعًا في جنان ونهر، حتى نتذاكر مثل هذا السمر، وتعاود إنشاد هذا الغزل، بين يدي ذاك المنتظر (ابتسامة)، في جنَّة عدنٍ عند مليك مقتدر. آمين.
لله ما أجمل هذا الدعاء ...
و ما ألذّ هذه المنى .....
آمين آمين آمين ..... اللهم آمين ..
و أهل الألوكة أجمعين سلفيّهم و صوفيّهم و نورسيّهم و ... و .... و المسلمين أجمعين.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Oct-2008, مساء 06:41]ـ
وما زلتُ منحازاً بعرضي جانباً /// /// من الذُّلِّ أعتد الصِّيانة مغنمًا
إذا قيل: «هذا مشربٌ» قلت: قد أرى /// /// ولكنَّ نفس الحرِّ تحتمل الظَّما
أُنَهْنِهُهَا عن بعض ما لا يشينُهَا /// /// مخافة أقوالِ العِدى فيْمَ أولما
فأصبح من عتب اللَّئيم مسلماً /// /// وقد رحت في نفس الكريم مكرما
يقولون لي: فيك انقباضٌ وإنَّما /// /// رأوا رجلاً عن موقف الذُّلِّ أحجما
أرى النَّاس مَن داناهمُ هان عندهمْ /// /// ومن أكْرَمَتْهُ عِزَّة النَّفس أُكْرِمَا
ولم أقض حقَّ العِلْم إن كان كُلَّما /// /// بدا طَمَعٌ صَيَّرْتُه لي سُلَّمَا
ولم أبتذل في خدمة العِلْم مُهْجَتي /// /// لأخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخْدَما
أَأَشْقَى به غرساً وأجنيه ذُلَّةً /// /// إذاً فاتِّباع الجهل قد كان أحزما!
ولو أنَّ أهل العِلم صانوه صانهم /// /// ولو عَظَّمُوه في النُّفوس لعُظِّما
ولكنْ أهانوْهُ فهانوا، ودنَّسُوا /// /// محيَّاه بالأطماع حتى تجهَّما
وإنِّي إذا ما فاتني الأمر لم أَبِتْ /// /// أقلِّبُ كفِّي إثره متندِّمَا
وكم طالب رقِّي بنعماه لم يَصلْ /// /// إليه وإنْ كان الرَّئيس المعظَّما
وكم نعمةٍ كانت على الحرِّ نقمةً /// /// وكم مغنمٍ يعتدهُ الحُرُّ مغْرما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Oct-2008, مساء 09:30]ـ
/// وقال أبو ذؤيب الهذليُّ، وقصيدته هذه من أجود ما قالته العرب:
أَمِنَ المَنُونِ وَرَيبِها تَتَوَجّعُ /// /// /// والدّهْرُ لَيْسَ بِمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ؟
قَالَتْ أُمَيْمَةُ: ما لِجِسْمِكَ شَاحِباً /// /// /// مُنْذُ ابْتُذِلْتُ وَمِثْلُ مَالِكَ يَنْفَعُ؟
أَمْ مَا لِجِسْمِكَ لاَ يُلاَئِمُ مَضْجَعاً /// /// /// إلاّ أَقَضّ عَلَيْكَ ذَاكَ المَضْجَعُ؟
فَأَجَبْتُها: أَمَّا لِجِسْمِي إنّهُ /// /// /// أَوْدَى بَنيَّ مِنَ البِلاَدِ، فَوَدّعُوا
أَوْدَى بَنيَّ، فَأَعْقَبُوني حَسْرَةً /// /// /// بَعْدَ الرُّقادِ وَعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ
سَبَقُوا هَوَيَّ، وأَعْنَقوا لِهَوَاهُمُ /// /// /// فَتَخَرِّموا، ولكلّ جَنْبٍ مَصْرَعُ
فَغَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَيْشٍ نَاصِبٍ /// /// /// وَإخالُ أَنّي لاَحِقٌ مُسْتَتْبِعُ
وَلَقَدْ حَرَصْتُ بِأَنْ أُدافِعَ عَنْهُمُ /// /// /// وَإذا المَنِيّةُ أَقْبَلَتْ لاَ تُدْفَعُ
وإذا المَنِيّةُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَها /// /// /// أَلْفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تَنْفَعُ
فَالعَيْنُ بَعْدَهُمُ كَأَنّ جُفُونَها /// /// /// سُمِلَتْ لِشَوكٍ فَهِيَ عُورٌ تَدْمَعُ
وَتَجَلُّدِي للشّامِتِينَ أُرِيهمُ /// /// /// أَنّي لِرَيبِ الدّهْرِ لاَ أَتَضَعْضَعُ
حتى كَأَنّي لِلْحَوادِثِ مَرْوَةٌ /// /// /// بِصَفَا المُشَرَّقِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ
لاَبُدّ مِنْ تَلَفٍ مُقيمٍ فانْتَظِرْ /// /// /// أَبِأَرْضِ قَوْمِكَ أَمْ بِأُخْرَى المَضْجَعُ
وَلَقَدْ أَرَى أنّ البُكَاءَ سَفَاهَةٌ /// /// /// وَلَسَوْفَ يُولَعُ بِالبُكَا مَنْ يُفْجَعُ
وَليَأْتِيَنّ عَلَيْكَ يَوْمٌ مَرَّةً /// /// /// يُبْكَى عَلَيْكَ مُقَنَّعاً لا تَسْمَعُ
وَالنّفْسُ رَاغِبَةٌ إذا رَغّبْتَها /// /// /// وإذا تُرَدُّ إلى قَلِيلٍ تَقْنَعُ
كَمْ مِنْ جَمِيعي الشّمل ملتئمي الهوى /// /// /// كَانُوا بِعَيْشٍ نَاعِمٍ، فَتَصَدّعُوا
فَلَئِنْ بِهِمْ فَجَعَ الزّمَانُ وَرَيْبُهُ /// /// /// إنّي بِأَهْلِ مَوَدّتي لَمُفَجَّعُ
وَالدّهْرُ لا يُبقي على حَدَثَانِهِ /// /// /// جَوْنَ السَّرَاةِ له جَدَائدُ أَرْبَعُ
وَالدَّهْرُ لاَ يَبْقى عَلَى حَدَثَانِهِ /// /// /// شَبَبٌ أَفَزَّتْهُ الكِلاَبُ مُرَوَّعُ
وَالدَّهْرُ لاَ يَبْقَى على حَدَثَانِهِ /// /// /// مُسْتَشْعِرٌ حَلَقَ الحَدِيدِ مُقَنَّعُ
حَمِيَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ، حَتّى وَجْهُهُ /// /// /// مِنْ حَرِّهَا، يَوْمَ الكَرِيهَةِ، أَسْفَعُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Oct-2008, مساء 07:28]ـ
عِشْ خامل الذِّكر بين النَّاس وارْض به /// /// /// فذلك أصلح للدُّنيا وللدِّينِ
من خالط النَّاس لم تسلم ديانته /// /// /// ولم يزل بين تحريكٍ وتسكينِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Oct-2008, مساء 08:48]ـ
• وقال أبوالعتاهية:
أَلا هَل عَلى زَمَني مُسعَدُ • • • وَأَنّى وَقَد ذَهَبَ الأَجوَدُ
وَأَصبَحتُ في غابِرٍ بَعدَهُم • • • تَراهُم كَثيراً وَلَن يُحمَدوا
أَلا أَيُّها الطَلِبُ المُستَغيثُ • • • بِمَن لا يُغيثُ وَلا يُسعِدُ
أَلا تَسأَلُ اللهَ مِن فَضلِهِ • • • فَإِنَّ عَطاياهُ لا تَنفَدُ؟!
أَرى الناسَ طُرًّا وَقَد أَبرَقوا • • • بِلُؤمِ الفِعالِ وَقَد أَرعَدوا
وَكُلٌّ يَرى أَنَّهُ سَيِّدٌ • • • وَلَيسَ لِأَفعالِهِ سُؤدَدُ
فَفِرَّ إِلى اللهِ مِن لُؤمِهِم • • • فَإِنّي أَرى الناسَ قَد أَصلَدوا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Nov-2008, صباحاً 11:10]ـ
.
.
هل الهَمُّ إلا كُربة تتفَرَّجُ • • • لها مُعقِبٌ تحدى إليه وتُزعَجَ
هل الدهرُ إلا غمرةٌ ثم تنجلي • • • وشيكاً وإلا ضيقةٌ تتفَرَّجُ
وما الدهرُ الا عائدٌ مثلُ سالفٍ • • • وما العيشُ إلا جدةٌ ثم تنهجُ
لئن كنتُ محتاجاً الى الحلم إنني • • • إلى الجهلِ في بعضِ الأحايينِ أحوَجُ
ولي فرس للحلمِ بالحلمِ مُلجَمٌ • • • ولي فَرَسٌ للجهلِ بالجهل مُسرَجُ
فَمَن شاءَ تقويمي فاني مُقوَّمٌ • • • ومَن رامَ تعويجي فاني مُعَوَّجُ
وما كنت أرضى الجهل خِدناً وصاحِباً • • • ولكنني أرضى بهِ حينَ أُحرَجُ
ألا ربما ضاقَ الفضاءُ بأهلهِ • • • وأمكنَ من بينِ الأسنَّةِ مَخرَجُ
وقد يركبُ الخطبُ الذي هو قاتلٌ • • • إذا لم يكن إلاَّ عليهِ مُعَرَّجُ
وإن قال بعض الناسِ فيه سماجةٌ • • • فقد صَدَقُوا والذّلُ بالحُرِّ أسمَجُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Nov-2008, مساء 03:36]ـ
/// وقال أبو نواس الحسن بن هانيء:
وَالمَنايا آكِلاتٌ • • • شارِباتٌ لِلأَنامِ
/// مثله في معناه، وهو مؤثِّر، قول أبي العتاهية:
فَكَأَنَّ شَخصَكَ لَم يَكُن /// /// /// في الناسِ ساعَةَ تُدفَنُ
وَكَأَنَّ أَهلَكَ قَد بَكَوا /// /// /// جَزَعاً عَلَيكَ وَرَنَّنوا
فَإِذا مَضَت لَكَ جُمعَةٌ /// /// /// فَكَأَنَّهُم لَم يَحزَنواالنَّاس في غفلاتهم /// /// /// ورحى المنيَّة تطحنُ! ما دونَ دائِرَةِ الرَدى /// /// /// حِصنٌ لِمَن يَتَحَصَّنُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Nov-2008, مساء 08:01]ـ
إلى كلِّ ظالم وغادر وفاجر .. وكل متكبِّر ومتكثِّر: القبر يجمعنا ويسوِّي بيننا ..
أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا • • • فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى؟
أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً • • • يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا؟
وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا • • • كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى
وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتـ • • • ـاَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا • • • ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
يا مَعشَرَ الأَمواتِ يا ضيفانَ تُر • • • بِ الأَرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَرى?!
أَهلَ القُبورِ مَحا التُرابُ وُجوهَكُم • • • أَهلَ القُبورِ تَغَيَّرَت تِلكَ الحُلى
ـ[صالح غيث]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 04:46]ـ
لم تأتوا بشيء، وأين قصيدة عمرو بن الأطنابة التي يقول فيها:
أَبَتْ لي عِفَّتي وأبى بَلائي وأخذي الحَمْدَ بالثمن الرَّبِيْحِ
وإقْدَامي على المكروه نَفْسي وضَرْبي هَامَةَ البَطَلِ المُشِيْحِ
وقولي كُلَّمَا جَشَأَتْ وجَاشَتْ مَكَانَكِ تُحْمَدي أو تَسْتريحي
لأدْفَعَ عنْ مَآثِرَ صالحاتٍ وأحمي بعْدُ عن عِرْضٍ صحيحِ
وأين قول عنترة:
بكرتْ تُخوِّفني الحتوفَ كأنني أصبحتُ عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتُها إنَّ المنيَّةَ مَنْهَلٌ لا بُدَّ أنْ أُسْقَى بذاك المنهلِ
فاقني حياءكِ لا أبا لكِ واعلمي أنِّي امرؤٌ سأموتُ إنْ لم أُقْتَلِ
والخيلُ تعلمُ والفوارسُ أنَّني فرَّقتُ جمعهُمُ بِطَعْنةِ فَيْصَلِ
وقول الشاعر:
ولي كَبِدٌ مَقْرُوحةٌ مَنْ يبيعنِي بِهَا كبدا ليستْ بذاتِ قُرُحِ
أبَاهَا عليَّ الناسُ أنْ يشترونها ومَنْ يشتري ذا علَّةٍ بصحيحِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Nov-2008, مساء 09:53]ـ
/// بارك الله فيك، ونفع بك ..
فلعلَّك تحيي هذه الصَّفحة بشيءٍ من انتقاءاتك لروائع الشعر.
وكلَّما اقتربت من الزمن الأول كلَّما كان ذاك إلينا أحب ..
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:24]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتنا الأكارم
سئل الشيخ د. أحمد المشرقي اليماني عن قصة كشف الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه لعورته أمام الصحابي الكبير علي بن أبي طالب رضى الله عنه فقال:سألت شيخنا أ. د.سالم آل عبدالرحمن البصري عنها ذات يوم فقال حققت النص فيها في مخطوطة لنا بجامعة البصرة وقد أثبتنا تهافت روايتها وأرسلناه من يومها لبعض أهل العلم،وهي رواية مكذوبة بل موضوعة مفبركة.
تحياتي
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:33]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطيفة منكم تلك، ولكن ما قولكم بمن دوى بملحمته نحو ما ترون،وهو من المعاصرين:
أتلمز نهجنا وشيوخ علم ٍ .... . وتطعن في طريق المرسلينا
وتقذف نهجنا بشتات رمل ٍ .... فهاك الصخر در الصامدينا
فدعوتنا محوطة ٌ بعلم ٍ ............ نقي من سقاء الأولينا
بحور العلم دانية الشواطي ..... تغذي في الربوع المتقينا
فنقتبس الهداية من رجال ...... بنوا للدين صرحا ً مستبينا
مراكزنا تقول لكم تعالوا ..... لنسعى في البلاد مطهرينا
مشايخنا كنوز مثل تبر ٍ ....... . كسيل ٍ جارف ٍ للحاقدينا
وحكمتنا تفوح بكل فعل ٍ .......... وحلم والأناة بنا قمينا
وختمها رعاه الله
ستعلو السُنة الغراء يوما ً ... وان رغمت أنوف الحاقدينا
ويظهر نورها في كل أفق ٍ ... وينشر خيرها للسالكينا
ويدخل خيرها في كل دار ٍ ... وينصرها اله العالمينا
القصيدة نشرت بالباكستان قبل نحو عقد ونيف
حفظناها وقلنا بحفظها لكل من رأى ضعفنا وشهد جهلنا
تحياتي
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 10:46]ـ
نعم الشعر ديوان العرب
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 11:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لطيفة منكم تلك، ولكن ما قولكم بمن دوى بملحمته نحو ما ترون،وهو من المعاصرين:
أتلمز نهجنا وشيوخ علم ٍ .... . وتطعن في طريق المرسلينا
وتقذف نهجنا بشتات رمل ٍ .... فهاك الصخر در الصامدينا
فدعوتنا محوطة ٌ بعلم ٍ ............ نقي من سقاء الأولينا
بحور العلم دانية الشواطي ..... تغذي في الربوع المتقينا
فنقتبس الهداية من رجال ...... بنوا للدين صرحا ً مستبينا
مراكزنا تقول لكم تعالوا ..... لنسعى في البلاد مطهرينا
مشايخنا كنوز مثل تبر ٍ ....... . كسيل ٍ جارف ٍ للحاقدينا
وحكمتنا تفوح بكل فعل ٍ .......... وحلم والأناة بنا قمينا
وختمها رعاه الله
ستعلو السُنة الغراء يوما ً ... وان رغمت أنوف الحاقدينا
ويظهر نورها في كل أفق ٍ ... وينشر خيرها للسالكينا
ويدخل خيرها في كل دار ٍ ... وينصرها اله العالمينا
القصيدة نشرت بالباكستان قبل نحو عقد ونيف
حفظناها وقلنا بحفظها لكل من رأى ضعفنا وشهد جهلنا
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم: اليست هذه الابيات لابي رواحة اليمني؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Nov-2008, صباحاً 11:42]ـ
من روائع العلامة الاديب محمود محمد شاكر -ابو فهر- رحمه الله
...... "لا تعودي". .......
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي .. لا تعودي
اذهبي ماشئِت أنّى شئت في دنيا الخلود
واتركي النار التي أوقدتِها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظّى في برودي!! ..
فاسعدي في شِقوة الروح ... ولكن لا تعودي
* * *
أنت والأقدار! ..
كم قاسيتُ منهنَّ ومنك!
هي تأتي بيقين خائن في إثرِ شَكِّ
ثم أنت الشك في إثر يقين لم يخنكِ
وأنا سائلُك الحيرانُ عنهن وعنكِ
فأجيبي واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعَْودي
* * *
اللّظَى زادي!! فهل ينفعني زادٌ مميتُ؟
اللّظَي روحُك؟ أم روحي سعيرٌ مستميتُ؟
كلَّما مّرت به النسمة من وجدي حَييتُ
أهي تحييني إذا مرت بناري أم تميتُ؟
خبرًّيني، واذهبي إن شئتِ،، لكن لا تعودي
* * *
أنا كالنار تغشاها من الموت رمادُ!
أحديثٌ منكِ يُحْييني أم الصمتُ المُعادُ؟
أم نسيمُ الحبّ؟ أم هجرُكِ؟ أم هذا الِبعادُ؟
أأنا حيٌّ ولا أدري أم الحيُّ الجمادُ؟
خبًّريني واذهبي إن شئت .. لكن لاتعودي
* * *
هذه الّريبةُ في روحيَ من سرّ حياتي
بَعثتْ وجَْدي فدبَّ الشوقُ منها في رُفاتي
فَجَّرَتْ أَغْمَض ما أخفيتُ في جَوْفِ صِفاتي
فإذا وَرْدُكِ نجوايَ وأشواكي شكاتي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنت!! ما أنت سوى شكَّيَ في طول حنيني
كلُّ ما فيك من الأوهام حقٌّ في يقيني
المنى والوجدُ والصَّبوةُ نبعٌ من ظنُوني
أنتِ إيمانيَ، بل كُفريَ بل أنتِ جُنوني
أنتِ لا أنتِ، اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تُعودي
* * *
ماسمائي؟ هي إظلامٌ ورعدٌ وبُروقُُ
لا أرى نجمي ولا فيها غروبٌ أو شروقُ
صَخَبٌ يهدِمُ بُنْياني، ورعبٌ، وخُفوقُ
ووميضٌ هو في روحي حريقٌ وفتوقُ
اشهدي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ثم ما أَرْضيَ؟ زلزالٌ، وجدبٌ وصُدوعُ
ظمأٌ يغتالُ آمالي، وأشواقٌ تَلوعُ
هذه الأوهام من حوليَ أطيافٌ تَروعُ
أينَ؟ لا أينَ .. ضلالٌ بل خِداعٌ بل هُلوعُ
أقبلي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
حَيرْتي فيكِ وفي نفسيَ من طولِ انتظاري
حَيرْة الذرّةِ في الرّيح بمجهولِ القفارِ
تشتكي للَّيل ما تلقاهُ من شمس النهارِ
لا كؤوسُ الغَيْث ِتسقيها ولا الموتُ يُواري
اذهبي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنا في العزلة لا آنِسُ إلا بارتيابي
الأفاعي الصُّمُّ والوحشُ الضواري من صِحابي
في دمي تشتفُّ أو تنهش روحي وإهابي
فتعالَيْ، واسألي كيف رأتني .. ؟ لاتَهابي
اسمعيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
كيف لا تأنسُ في الرّيبة بنتُ الُظلُماتِ؟
مُهْجتي .. أُمُّ الخصام المُرِّ مهدُ النَّزواتِ
خُلقَتْ لليأْس والبأس وطَيِّ الحسَراتِ
وارتكابِ الفرَحَ النَّشوان فوقَ العبراتِ
لا أبالي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ما دمائي .. ؟ هي أشواقيَ من جرحي تفيضُ!
شُعَلٌ ذابتْ من اللذات أو وَجْدُُ غوَيضُ
ليتها تبقى كما تبقى الأماني لا تغيضُ
حَبّبَ الشكَّ إلى قلبيَ إيمانٌ بغَيضُ
أنتِ جرحي .. فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
قد صحبتُ اللَّيلَ، والليلُ اكتئابٌ وارتياعُ
ظُلُمات الصمتِ لا ينفذُ فيهنَّ شُعاعُ
حسرةٌ تطوى على أخرى وَهَمٌّ وضَياعُ
وأحاديث لها في النفس هَدٌ ونِزاعُ
أَنْصتي ثم اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
قلتُ: يا نجميَ! هذا الليلُ فاسطَعْ وأَعِنّي
اِهْدِني .. هذي فلاةٌ ودليلٌ ضلّ عنيّ
كلُّ ما أَخشاه أو أرجوه قد أفلت منيّ
اهدني .. أولا ..
لقد ضعتُ، فغِبْ يا نجمُ! إنّي لا أبالي ..
فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أنت يا نجميَ! كالذكرى عذابٌ وارتياحُ
ظَفَرٌ يخبو وقد ضّرم آمالي الطماحُ
لكما في النفس أضواءٌ تُدَمّيها الجراحُ
هكذا السعدُ إذا مالامَهُ نَحْسٌ مُتاحُ
أنتِ نجمي ..
فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي
* * *
ساعةٌ فرَّتْ إلى الذكرى .. إلى غيرِ مآبِ
تتجلّى كالخلود الغضّ في بَرْقِ الشَّبابِ
سعَّرَتْ للّراحلِ المُنْبتِّ هَمّي وطِلابي
فَهْي تختالُ لتُضْريني من خلفِ ِحجابِ
مزًّقيه، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هَلَكَ الماضي .. ! أما تهِلكُ ذكراه فتفنى!!
أَهْوَ مالُ الحيّ في دنياه يحويهِ لِيغْنى؟!
أم ثمارُ العمر قد أنضجها الشوقُ لِتُجْنى؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
أم هو الشُّح الذي لَوَّعَ أرواحاً وأضَْنى؟ َ
لستُ أدري ... فاذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هذه الساعاتُ تنسابُ كأَنْ لم تَكُنِ
هي كالحيات غابَتْ في كهوف الزمن
رُقيَةُ الذكرى أطارت حيَّةً من وسَنَِ
فأَرتْني القَلْبَ نَشْوانَ بِسُمِّ الفِتَنِ
فتنةَ الماضي! اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أَهِي الجنُّ تجلَّتْ لي أرَاها وتَراني؟
وسوستْ لي الشكَّ في صمتك عني كي أعاني؟
أسمعُ النَّبْأةَ تأتيني بغيب كالبيَان؟!
فَهْيَ حَّقٌّ ملء أسماعي، وحقٌّ في عياني؟!
أصْدِقيني، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
أَمِنَ الإنسِ تغارُ الجّن؟ أم كيف أَقولُ؟
أَهْيَ منهنَّ التي تَخِْتلُ عقلي وتَغولُ؟
هذه الأشباحُ في شَكّيَ تبدو وتَزولُ؟!
كُلّما آمنتُ .. لاريبَ .. أتى الريبُ يجولُ
فإلى الجّنِ .. اذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
ذَكّري تلكَ التي تُخْفي عذابي واحتراقي.
هيَ أدرى منكِ لا شكَّ .. ولكني أُلاقي
اسأليها السِّلْم فالسِّلمُ نجاةٌ من فُواقِ
واذكرا أنيّ على حربكِما لستُ بباقِ
ذَكِّريها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
لا تعودي أحرقَ الشكُّ وجودي ..
لا تعودي اذهبي ما شئتِ أنّى شئتِ في دنيا الخلودِ
واتركي النارَ التي أوقدِتها تقِضمُ عُودي
هي بردٌ وسلامٌ يتلظَّى في بُرودي ...
فاسعَدي في شِقْوةِ الروحِ ولكنْ .. لا تعودي
* * *
أنا .. لاكنتِ ولا كان قصيدي أو نشيدي
لوعةٌ تملي على الأكوان آلامَ العَبيدِ
أنا في الرقِّ أُعَاني ثَورة الحُرِّ العنيدِ
أَتحدَّاكِ ولكنيّ ذليلٌ في قُيودي
لا تَرِقِّي، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
نَفَثاتُ السِّحرِ تَنَسابُ الأفاعي في رُقاها
هي بنتُ اللَّيلِ والأوهام لكني أَراها
كُلَّما نازعتُها السيْر رَمتْني في خُطاها
نفثاتُ السحر! ما يفعلُ في روحي صَداها؟
أنْفثيها، واذهبي إن شئتِ .. لكن لا تعودي
* * *
هذه الزهرةُ من نُضْرتِها نفحُ الجَمالِ
الشَّذى والحسنُ حُرّاسٌ على سرّ الجَمالِ
أذْبَلتْها زفزةٌ مني .. ولكنْ لا أبالي
فأنا النّارُ، وكالنارِ ارتْيابي واشتعالي
لا أبالي فاذهبي إن شئت .. لكن لا تعودي.
نشر في مجلة (الأدب الإسلامي) عدد (16) بتاريخ (1418هـ)
ـ[صالح غيث]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 12:06]ـ
يقول متمم بن نويرة:
لَقَدْ لامَنِي عِندَ القبورِ على البُكَا،،، رَفيِقي لتذرافِ الدُّمُوعِ السَّوافكِ
وقَالَ أَتَبْكي كُلُّ قبرٍ رأيتَهُ لقبرٍ،،، ثَوَى بَيْنَ اللِّوى فالدَّكَادِكِ
فقلتُ لهُ إنَّ الشَّجا يبعثُ البُكا،،، فدعْنِي فهذا كُلّهُ قبرُ مالكِ
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 12:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قلت: وشعر الجكني الشنقيطي رحمه الله فيه عبر كثيرة،وهناك كثير منه غير منشور لكنه عند الحريص محفوظ
تحياتي
ـ[الأنصاري المديني]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 12:51]ـ
قلت: هذا من شعر عدي بن زيد،وهو شاعر جاهلي من بني السكون،وكان أن نزل في بني شيبان ذات مرة يوم ذي قار الذي انتصر فيه الشيبانيون والعرب على الفرس -اللهم أعده تارة أخرى يا عزيز يا حكيم بمنك وفضلكم وجودك - فقال:
اني حمدت بني شيبان اذ خمدت نيران قومي وفيهم شبت النار
ومن تكرمهم في المحل انهم لا يعلم جار فيه أنه الجار
وكيف ننسى قريط بن انيف العنبري في بني مازن من تميم:
قوم اذا الشر أبدى ناجذيه لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا
وتأملوا البيت الأخير وأزمة أمتنا اليوم.
اللهم أنصرنا يا ذا الجلال والاكرام بمنك وفضلك يا قوي يا عزيز يا حكيم
وقد .... فاقول له:
فغض الطرف انك من نمير .... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
بلسان جرير
سلام عليكم
ـ[صالح غيث]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 02:12]ـ
لم أعرف من قصدت ببيت جرير، أرجو التوضيح
وعدي بن زيد - إن كان الجاهلي المشهور - فهو عبادي من تميم، وأين السكون الذين هم من كندة، ورواية شطر البيت الثاني أعتقد إنه هكذا:
لا يعلم الجار فيهم أنه الجار (لكي يستقيم الوزن)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 06:42]ـ
قلت: هذا من شعر عدي بن زيد،وهو شاعر جاهلي من بني السكون،وكان أن نزل في بني شيبان ذات مرة يوم ذي قار الذي انتصر فيه الشيبانيون والعرب على الفرس -اللهم أعده تارة أخرى يا عزيز يا حكيم بمنك وفضلكم وجودك - ...
/// بارك الله فيك .. يوم ذي قار وقعة جاهليَّة بين مشركي العرب ومشركي الفرس، فأيُّ شيءٍ يعيده الله للعرب أوغيرهم بالإسلام ونصرته وأهله فهو خيرٌ، وإلَّا فلا أعاد الله علينا الفتن القوميَّة الجاهليَّة الحمقاء، التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا بقر ولا حمل!
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[27 - Nov-2008, مساء 08:03]ـ
الصفح والإغضاء ,,للشريف الرّضي
وكم صاحبٍ كالرُّمحِ زاغتْ كُعُوبُهُ ** أبى بعد طُول الغمْزِ أن يتقوّما
تَقبّلتُ منهُ ظاهراً مُتبلِّجاً ** وأدمجَ دوني باطناً متجهّما
ولو أنِّني كشّفتُهُ عن ضميره ** أقمتُ على ما بيننا اليوم مأتما
دعِ المَرْءَ مطْوِياً على ما ذَممتَه ** ولا تنشُرِ الدّاءَ العُضالَ فتندما
إذا العضوُ لم يُؤلِمْك إلاّ قَطعتَهُ ** على مضَضٍ لم تُبقِ لحماً ولا دما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[29 - Nov-2008, صباحاً 09:06]ـ
من حماسة أبي تمام بشرح الأعلم الشنتمري:
أما والذي أمات وأحيا والذي = = = أضحك وأبكى والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن = = = أرى أليفين لا يروعهما الزجر
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 12:49]ـ
من حماسة أبي تمام بشرح الأعلم الشنتمري:
أما والذي أمات وأحيا والذي = = = أضحك وأبكى والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن = = = أرى أليفين لا يروعهما الزجر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
البيتان لأبي صخر الهذلي. والمحفوظ:
أَمَا والذي أبْكَى وأَضْحَكَ والذي --- أمات وأحيا والذي أَمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْنِي أَحْسدُ الوَحْشَ أنْ أرى --- أَلِيفَيْنِ منها لا يرُوعُهما الذُّعْرُ
وأجمل منهما، قوله:
فيا حُبَّها زِدْنِي جَوى كلَّ ليلةٍ --- ويا سَلْوَةَ العُشَّاقِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ
عَجبْتُ لِسَعْيِ الدَّهر بَيْنِي وبينها --- فلمَّا انقضى ما بيننا سَكَنَ الدَّهْرُ!
وما هو إلا أنْ أراها فُجاءَةً --- فأبْهَتُ لا عُرْفٌ لَدَيَّ ولا نُكْرُ
وتوجُّهه بالخطاب إلى "سلوة العشَّاق" من فلتات وادي عبقر، لا تنسى ولا تتكرر ...
أمّا ما عبّر عنه تصويرا للقاء الفجاءة، فهو من سبر أغوار النفس الإنسانية أعمقُه، ومن فن الجمال أعجبه .. حتى إن قارئه ليبهت، ويغدو "لا عرف لديه ولا نكر"!
ولك أن تعجب أيضا لهذا الدهر الذي يسعى سعيا وقت اللقاء، ثم يسكن عند الفراق. وكأن الوقت الحقيقي هو "زمن الوصل"، وما أن ينتهي الوصل يتوقف الزمن!
والله أعلم.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:15]ـ
من روائع العلامة الاديب العلامة الاديب محمود محمد شاكر -ابو فهر- رحمه الله
............... القوس العذراء ...............
إلى صَدِيقٍ لا تَبْلِى مودَّتُه:
أمّابَعْدُ، فإني لم أكنْ أتوقََّّعُُ يومئذ أن ألقاكَ. وإذا كُنتَ قد أُوتيتَ حياء يغلُبك عند البغْتَة علىلسانك، حتى يُعوزَك (1) ما تقول، فقد أُوتيت أنا ضَرباً ثَرثاراً من الحياء، يُطْلِق لساني أحياناً عند البَغْتَة، بما لا أُحبُّ أن أقول، وبما لا أدري كيف جاء، ولمقيل! كنت خليقا يومئذ أن أقول غير ما قلت، ولكني وجدت شيئا منك يَنْسَرِبُ (2) في نفسي فيُثيرها، حتى يدورََ حديثي كُلُّه على إتقان الأعمالِ التي يُتَاح للمرء أنيزاولهَا ـ في لِمحة خاطفة من الدهر، نُسميها نحن الناسَ: العُمُر!! ياله منغُرُور! بيدَ أنّ هذا الحديثَ أَبَى إلا أن ينقلبَ عائداً معيَ في الطريق، يُسايرني، ويُصاَحِبني، ويُؤنس وَحْشتي، ويُسرُّ إليَّ بوَسْوسة خفية من أحاديثه التي لا تتشابَه، والتي لا تَتَناهى والتي هي أيضا لا تُمَلُّ. وإذا كانتْ ثرثرةُحيائي قد صَكّت مَسامعك ببعض عُنفي وصَرَامتي، فعَسى أن يبعثَ في نفسك بعضَ الرضى، ماأرْوِيهِ لك من بقايا َتلك الأحاديث التي رافقتني منذُ فارقتك إلى أن استقرت بيالدارُ، ثم طارت عني إلى حيثُ يطير كُلُّ فِكْرٍ، وغابتْ حيثُ َيغيب!
الإنسانُ خَلقٌ عجيبٌ!! كلّ حَيٍّ، بل كُلّ شيء مخلوق، يسير على نَهْج (3) ٍ لاَحب لا يختلّ، يُؤَيِّده هَدْيٌ صادق لا يتبدَّل. ومهما تباينتْ مسالكُهُ في حياته، وتنوَّعت أعمالُه في حِياطة مَعِيشته، فالنهجُ في كل دَربٍ من دُروبها هُوَ هُوَ لايتغَّيروالهَدْي في كل شأن من شؤونها هو هو لا يتخلّفُ (4).
تُولدالذَّرَّة (5) من النِّمال، وتنمو، وتبدأ سيرتها في الحياة، وتعمل فيها عملَها الجِدَّ، وتَفرغ من حَقِّ وجُودها، ثم تقضي نَحبَها (6) وتموت. هكذا مُذْ كانت الأرضُ وكانت النِّمال:لاتتحوّل عن نَهجٍ، ولا تَمْرقُ (7) من هَدْيٍ. وتاريخ ُأحدثِها مِيلاداً فيمَعْمعةالحياة، كتاريخ أعَرقِ أسلافها هَلاكاً في حَومِة الفَنَاء. لا هي تُحدِث (8) لنفسها نَهجاً لم يكنْ، ولا هي تبتدعُ لوارثِها هَدْيا لم يتقدَّمْ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فسَلْ كل حيًّ: كيف تعملُ؟ ولِمَ تعمَلُ؟ ومَنِ الذّي عَلَّمَكَ وهَدَاك؟ ومَنِ الإمامُ الذي سَنَّ لك الطريقَ (9)؟ وبأيّ عبقريّة يأتي إبداعُك؟ ولمَ كان عملُك نَسَقاً (10) مُنْقادًا لا يتغير؟ وكيف كَانتْ مهَارتُك تُراثاً (11) مُؤَبَّدًا لا يتبدل؟ وحذْقُك طَبْعاً راسخا ًلا يتحوَّل؟ ولم صارتْ سُنّة (12) الأوائل منكم لِزَاماً علىالأواخر؟ ومِنهاج (13) الغابرين شَرَكاً للوارثين! بل كيف أخطأ الآخرُ منكُمْ أن يَسْتدرِك عَلَى الأوَل؟ والخَلفُ أن يُنَافس صَنعْةَ السَّلَف؟ وعَجَباً إذنْ! كيف صارَكُلّ عملٍ تَعْمَله مُتْقناً، وأنت لم تَجْهَدْ في إتقانه؟ وأنى بلغتَ فيه الغاية، وأنت مسلوبٌ كلّ تدبيرٍ ومَشِيئة؟ وما أنتَ وعملُك؟ أتحبُّه وتألفُه؟ أم تَشْنَؤُه (14) وتسأَمُه؟ أتُخامُرك نَشْوة الإعجابِ؟ أبدعتَ فيه؟ أم تنتَابُك لَوْعةالحُزْن إذ أصابه ما يُتْلِفُه أويؤْذيه؟ ألم تسألْ نفسكَ قطُّ: فيمَأعمَل؟ ولمَ خُلِقت؟ وفيمَ أعيشُ؟
وأناعلى يقين من أنّك لن تسمَعَ جواباً إلاالصَّمَت المُستَنِكرَ، والذُّهولَ المُعرضَ، والصمَم المُسْتَخِفَّ الذي لايَعْبَأ.
* * *
إلاّالإنْسانُ!! إلاّ الإنْسان!!
ليتَشِعْري كيف كَانَمَدْرَجُ (15) أوَّله على أمِّه الأرض؟ وأيُّ هَدْيٍ كان لَفَرطه في مَطْلَعِ الفجْر؟
إنّه ككلّ حيّ، لم يُخْلَق سُدًى (16) ولم يُتْرك هَمَلاً. سلَك له ربُّه النَّهْجَ الأوّل (17) حتى يتكاثَر، وآتاهُ الهدْيَ القديمَ حتّى يَسْتَحْكِمَ، وسدَّد يَدَيْه حتى يشتدّ، وأنارَ بَصِيرتَه حتى يَسْتَكِمل، وأنْبَطَ (18) فيه ذخائرالفطْرة حتى يَسْتبحِر، وفَجَّرَ فيه سَرائرَ الإتقان حتى يَسُودَ ويتملَّك، وعلّمه البَيانَ حتى يَسْتَفْهِمَ، وكرَّمه بالفَتْحِ حتى يَتَغلَّب.
فلّما ثَبَتَ عليها وتأيَّد (19)، وتأَثَّل فيها وعَمَر، نَظَر إلى معروفها فاعتَبَر، وهجَم على مَجهولها فاستنكَرَ، فكأنَّهُ من يومئذٍ حادَ (20) عن النهج الذي لايخَتلّ، ومَرَق من الهَدْي الذي لا يتبدّل.
ابتُليَ من يومئذ فتَمرَّس (21)،وأُسلِم لمَشِيئته فتحيَّر. جارَ وعَدَل، فعَرف وجرّبَ. أخطأَ وأصاب، ففكّر وتدبر. نزع (22) إلى النهج الأوّل، فأخفَق وأدرك. تاق إلى الهدي القديمِ، فأعْطِي وحُرِم. احتَفر (23) ذخائر الفِطرة، فأَكْدَت عليه تارَةً ونَبَعْت. التمس شواردَ الإتقان، فنَدّتْ (24) عليه مرَّةً واستقادتْ. وإذا كلُّ صُنْعٍ يتقاضاه حَقُّ إحسانِه، وكلّ عملٍ يَحنُّ بِه إلى قرارِة إتْقانه. فعندئذ حاكَ الشكُّ في صدْر اللاحقِ، حتىقَدَحفي تمام صُنْع السَّابِقِ، فَاسْتدرَك عليه. وقلِقَ الوارثُ، حتى خاف تقصيرَالذاهب، فاستنكفَ الإذعانَ إليه. فكذلك جاشتْ نفسُه (25)، حتى انْدفقت صُبابةٌ منها فيمايعمل، وتَضَرَّمَ قلبُه، حتى ترك مِيسَمه (26) فيما أنشأ فَتَدَلَّهَ بصُنْع يديْه، لأنّه استودعه طائفة من نفسه، وفُتِن بما اسْتَجَاد (27) منه، لأنه أفْنَىفيه ضِراماً من قْلبه. ِ وإذا هو يَسْتَخِفُّهُ الزَّهْوُ (28) بما حَازَ منه ومَلَك، ويُضنِيه الأَسَى عليه إذا ضاع أوْ هلَك.
هذاهُوَ الإنسان وعملُه. فإذا دبَّت بِينَهما جَفْوة تَخْتل (29) النَّفس حتى تَمَلّ وتَسْأم، أوْ عَدَتْ اليهما (30) نَبْوةتُراودُ القلبَ حتى يَميل ويُعرضَ، انطمستْ عندئذٍ أعَلامُ (31) النهج الأوّل، وركدتْ بَوارقُ (32) الهدْيِ المُتقادِم، وبقي الإنسانُ وحيداً مَلُوماًمحُسوراًلا يزال يسْأل نفسَه: فيمَ أعملُ؟ ولم خُلِقت؟ وفيَم أعيش؟ فما يكون جوابُه إلاَ حَيْرةً لا تَهْدَأ، ولهيباً لا يَطفَأ، وظَلاماً لا يَنْقِشع.
* * *
بل حَسْبي وحسُبك. فلقد خشيتُ أن تقول لي: إنّما أنتَ تحدّثني عن الفنّ، ـفهذه صفِة أهله ـ لا عن العمل، فليس هذا من نَعْتِه! وكأنّي بك قد قلتَ: إنَ الفنّ تَرَفٌ مُسْتَحْدَثٌ، أما العمل فشقاء مُتَقادِم. هذا مّما تَعجَّله الإنسانُ وعاناهُ لقَضاء حاجته، وذاك مّما تَأنَّى فيه وصافَاه (33) للاستمتاع بلذّته. والإنسان إذا جوَّدَ العمل، فمُنْتهَى هَمِّه أن يجعلَه على قضاِء مآرِبه أعْوَنَ، أويكونَ له في أسباِب معيشته أنَجح وأربح. أمّا الفنّ، فَثَمَرة لغَير شجرته، يَسْقيها متأنِّق (34) من ينابيعَ ثرَّةٍ في وُجْدانه، وينْضجُها مشغوفٌ بِلاعجٍ منْ وَجْده وافتتانِه، في غير مَخَافةٍ مَرْهوبة، ولا مَنْفعة مَجْلوبَة،
(يُتْبَعُ)
(/)
فذاك إذن بطبيعته مستهلك مُمتَهن (35)، وهذا لحرمة نَشْأته مَذْخورٌ (36) مُكرَّم.
وأقول: بلأنت تحدّثني عن الإنْسان وقد فَسَق (37) عن تِلاد فطْرته، واسَتْغَواه (38) الشُّحّ حتى انْسلخ من ركاز جبلَّتَه. غَرَّهُ ما أُوتيَ من التدبير، فاقتحم على غَيْب مُدَبَّر، يَعْتسفُه بسَفاهة جُرأته. واستخفّه ما أُعين به من المَشيئة، فهجَم على خْيرٍ مبذول، يستكثِر منه بضَراوة (39) نَهْمَته. فانْبَتَّ من يومئذ فيفَلاةمَطْموسة بلا دَليل، يَظلُّ يكدح فيها كدْحًا حتى يُنادَى للرَّحيل!
جَاءمُيسَّراًلشيء خُلقَ له، فظلمه حقَه حتى عَضِل (40) بأمره فتعسَّر، وهُديَ مسددًاإلىغاية، فَغَفل عنها حتى تبدّد خَطوه واختلّ. ولو دانَ الإنسانُ بالطاعة لِفطْرته المكنونة فيه منذُ وُلِد، لأفْضى إلى خَبْئها (41) التَّليد إذا ما اسْتوىَ نَبْتُه واستحصَد. ولصارَ كلّ عمل يَعْتَمِلُه (42)، تدريبا لما استْعَصى منه حتَّى يلينَ وَيْنقادَ، وتهذيباً لما تراكم فيه حتى يَرِفَّ (43) ويتوهَّج. فإذا دَرِب عليه وصَبَر، أزال الثرى عن نَبْعٍ مُنْبِثق، فإذا ألحّ ولم يَملَّ، انشَقَّت فطرتُه عن َفْيضٍ متدفّق. ويومئذ يُسْفر (44) لَعينيه مَدَب ُّالنَّهجِ الأوّل، بعد دُرُوسه وعِفائه، ويَسْتَشْرِي في بَصيرته وَميضُ الهَدْي المتقادِم، بعد رَكْدته وخفائِه. وإذاكلّ عملٍ يَفْصم عنْه مُتْقَنًا، وكأنّه لم يجْهد في إتْقانِه، وإذا هو مُشرفٌ فيه على الغاية، وكأنه مسلوبٌ كلّ تدبيٍر ومَشِيئة، ولكنّه لايَفْصمُ عنه حين يفصِم، إلاّ مَطْويًا على حُشاشةٍ (45) من سِرّ نَفْسه وحياته، موسوماً بلَوْعَةٍ مُتَضرمة، على صَبْوَةٍ (46) فَنِيتْ في عِشرته ومُعَاناته.
فالعملُ كما تَرَى، هوفي إرثِ (47) طَبِيعته فنٌ مُتمكّن، والإنسانُ بَسِليقة (48) فِطْرَتِه فَنَّانمُعْرِقٌ.
* * *
وإنّي لَمُحدِّثك الآنَ عن رجُلٍ من عُرض البشَر (49)،يَتَعيش بكدِّ يَديْه، صابَرَ (50) الفاقةَ عامَيْن، يعمَل عملاً يُفْلِتُ نَفَسًامن الغنى إليه، أغواهُ ثَراء يَبْهرهُ، فما كاد يُسْلِمه للبَيْع حتى بكَىعليه.
لمأعْرفُه، ولكن حدَثني عنه رجُلٌ مثْلُه عَمَلُه البَيان، ذاك فِطْرتُهفييَدَيه، وهذا فطْرتُه في اللِّسان.
* * *
هذاعامرٌ أخو الخُضْر:توجَّسَتْ (51) به الوحْشُ من عِرْفانها شدّةَ نِقْمته، جاءتْ ظامئة في بَيْضَةالصيف (52)، فراعَهامَجْثَمهُ في قُتْرتِه. قليلُ التِّلاد، غيرَ قوسٍ أو أسْهُمٍ، خفيّالِمهَاد، غيَر مُقْلة تتضرَّم. تبيَّنتْ لَمْحَ عَيْنيه، فانقلبَت عن شريعةالماءهاربة، ذكرت نِكاية مَرْماهُ، فآثرت مِيتَةَ الظَّمأ على فَتْكة الأسْهُمالصائبة.
وماعامرٌ وقَوْسَه؟!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 01:21]ـ
1 ـ فَدَعِ الشَّمَّاخَ يُنْبِئْكَ عنقَّواسِهاالبَائِس في حَيْثُ أَتاَهاَ:
2ـ أيْن كاَنتْ فيِ ضَمِير الغَيْبِ منْ غِيلٍ (53) نَماَهاَ؟
3 ـ كَيْف شقَّتْ عينُهُ الحجْبَ إليْها، فاجْتَبَاهَا (54)؟
4 ـ كَيْفَ يَنْغَلُّ (55) إلَيْهاَ فيِ حَشاَ عِيصٍوقاَهَا؟
5 ـ كَيْفَ أَنحى (56) نَحْوَها مِبْرَاتَهُ، حتى اخْتَلاَهَا؟
6 ـكَيْفَقَرَّتْ فيِ يديه، واطْمأنَّتْ لِفَتَاهَا؟
7 ـ كَيْفَ يَسْتَودِعُهاالشَّمْسَعَامَيْن .. تَرَاهُ وَيَرَاهَا؟
8 ـ كَيْفَ ذَاقَ البُؤْس .. حتىشَربَتْماَء لِحاَها (57)؟
9 ـ كَيْفَ نَاجَتْهُ .. وَنَاجَاها .. فَلاَنَتْ .. فَلوَاهَا؟
10 ـ كَيْفَ سَوَّاهَا .. وَسَوَّاهَا .. وَسَوَّاهَا فَقَامَتْ .. فَقَضَاهَا؟
11 ـ كَيْفَ أَعطَتْهُ منَ الِّليِن، إذَا ذَاقَ (58)،هَوَاهَا؟
12 ـ أيُّ ثَكْلَى أَعَولَتْ إذْ فَارَقَ السَّهْمُ حَشَاهَا؟
13 ـكَيْفَيُرْضِيهِ شَجَاهَا؟ كَيْفَ يُصْغِي لبُكاَهَا؟
14 ـ كَيْفَ ريعَالوَحْشُمِن هَاتِفِ سَهْم إِذْ رَمَاهَا؟
15 ـ كَيْفَ يَخْشَى طَارِقاً، فيِلَيْلةٍيَهْمِي (59) نَدَاهَا؟
16 ـ كَيْفَ رَدَّاهَا (60) حَريرَ البَزِّحِرْصاًوَكسَاهَا؟
17 ـ كَيْفَ هَزَّتْهُ فَتَاهَا؟ وَتَعالَى وَتَبَاهى؟
18 ـكَيْفَ وَاَفى مَوْسَم الَحج بِهَا؟ .. مَاذَا دَهَاهَا؟
19 ـ أيُّ عَيْنٍ لَمَ حَتْسرَّهُمَا المُضْمَرَ؟ .. بَلْ كَيْفَ رَآهَا؟
20 ـ انبَرَىكَالصَّقْرِيَنْقَضُّ إلَيهَا .. فَأَتَاهَا!!
21 ـ مَسَّهَا ذُو لَهْفَة تَخْفى .. ، وَإنْ جَازَتْ مَدَاهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
22 ـ قَالَ: سُبْحَانَ الذيِ سَوَّى!! وأَفْدِيمَنْ بَرَاهَا
23 ـ أَنْتَ .. !! بِعْنِيهَا ..
ـنَعَمْ إن شِئْتَ!! [تَعْسَا وَسَفَاهَا] (61)
24 ـ قَالَ: بِالتِّبْرِ .. وَبالفِضَة، بالخزِّ .. وَمَاشِئْتَ سِوَاهَا
25 ـ بِثِيَاب الخالِ (62) .. بِالعَصْبِ المُوَشَّى .. أَتَراهَا؟
26 ـ وأدِيِمِ (63) الماعزِ المَقْرُوظِ .. أرْبَى مَنْ شَراهَا!
27 ـ[كَيْفَ قَالَ الشَّيخُ؟! .. كَلاَّ! إنَّهَا بعْضِي وَالمَالُ؟. بَل ِالمالُفَدَاهَا
28 ـ إنّها الفاقةُ والبُؤسُ!! .. نَعَمْ! .. هذا غِنًى!! .. كَلاَّوشَاهَا (64)
29 ـ بَلْ كَفَاني فَاقَةً .. لاَ! .. كَيْفَ أَنْساهَا؟ .. وَأَنَّى؟! وَهَوَاهَا]
30 ـ لَمْ يَكَدْ .. حَتَّى رَأَى نَاسَا، وَهَمْساً، وَشِفَاهَا:
31 ـ بَايِع الشَّيْخَ! أَخَاكَ الشَّيْخَ! .. قَدْ نِلتَرِضَاهَا!!
32 ـ إنَّهُ رِبْحٌ .. ! فَلاَ يُفلتْكَ! .. أَعطَى، واشْتَرَاهَا (65)!
33 ـ وَرَأْى كَفَّيِه صفْراً، وَرَأَى المَالَ ... فَتَاهَا (66)
34 ـ لَمْحةً ... ، ثُمَّ تَجَلى الشَكُ عَنْهُ ... ،فَبَكَاهَا!
35 ـ وَرَثَاها بدُمُوع، وَيحَهُ! كَيْفَ رَثَاهَا؟ 1
36 ـفَتَوَلَّى .. وَسَعِيرَ النَّارِ يُخْفِي وَلظَاهَا!
37 ـ حَسْرَةٌ تُطْوَى عَلَى أَخْرَى .. ، فأَغْضْى ... وَطَوَاهَا!
فاسمعْ إذنْ صَدَى صوتِ الشّمَّاخ:
38 ـ تَجَاوبُ عَنْهُ كُهُوفُ القُرُونِ، تَرَدَّدَ فِيها كَأنْ لم يَزَلْ
39 ـ وَأوْفَى عَلَى القِمَم الشَّامخَات: جبَالٌ مِنَ الشِّعْر مِنْهَا اسْتَهلْ (67)
40 ـ تَحَدَّرُ أَنْغْامُه المُرْسَلاَتُ، أَنَغَامَ سَيْل طَغْى وَاحتَفَلْ (68)
41 ـ رَأَى حُمرَ الوَحْشِ، فَابْتَزَّهَا (69) بِلاَبِلَها منْ حَدِيِث الوَجَلْ
42 ـ رَآهَا ظَمَاءً إلَى مَوْرِدٍ، فَفَزَّعَها عَنْه خَوْفٌ مَثَلْ (70)
43 ـ فَطَارتْ سِراعَا إلى غَيِِرِه، بِعَدْوٍ تَضَرَّمَ حَتى اشتَعَل
44 ـ فَلَم تَدْنُ حَتَّى رَأتْ صَائِدَينِ، فَصدَّتْ عَنِ المَوْتِ لما أَهَلّ
45 ـ فَكَالبَرْقِ طَارَتْ إلى مَأمَن عَلَى ذِي الأرَاكَةِ (71) صافيِ النَّهَلْ
.. فحَّلأهَا عَنْ ذِي الأرَاكَةِ عَامِرٌ
أخُو الخُضْر، يَرْمِي حَيْثُ تُكْوَى النَّواحِزُ
ـ قلِيلُ التِّلاَد، غَيَر قَوْسٍ وَأَسْهُمٍ؛
كَأَنَّ الَّذي يَرْمِي منَ الوَحْشِ، تَارِزُ
ـ مُطِلاَّ بزُرْقٍ مِا يُدَاوَى رَمِيُّها،
وَصَفْرَاءَ مِن نَبْعٍ عَلَيْهَا اَلَجلاَئِزُ
46 ـ فَكَيْفَ تَدَسَّسَ هَذَا البَيانُ حَتَّى رَأَى بعُيُونِ الحُمرْ؟
47 ـ وَكَيْفَ تَغَلْغَلَ هَذَا اللسَانُ وَبَيَّنَ عَنْ رَاجِفَاتِ الحَذَرْ (72)
48 ـ لَوَاهَا (73) عَنِ الَّريِّ عِرْفَانَهَا أَخَا الخُضْرِ، عرْفَان مَن قَدْ عَقَلْ!
49 ـ وَعَلَّمهاَ أَيْن تُكْوى اُلُجنُوب بنَارِ الطَّبِيبِ لِدَاءِ نَزَلْ!
50 ـ وَأَنَّ اَلخَصَاصَةَ (74) قَوْسُ البَئِيسِ، إذا انْقَذفَ السَّهْمُ عَنْها قَتَلْ!
51 ـ يُسَابِقُ مُسْتَنْهِضَاتِ (75) الفِرَارِ فَيَقْتُلُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَقِلْ!
52 ـ فَيُدرِكُهَا الَموتُ مَغروسَة قَوائِمُها في الثَّرى .. ، لَمْ تَزُلْ!
53 ـ وَعَرَّفَهَا أَنَّهُنَّ السِّهَامُ: زُرْقٌ تَلأَلأُ أَوْ تَشْتَعلْ!
54 ـ وَصَفْرَاءُ فَاقِعَة (76)، أَذْ كَرَتْ مَصَارِعَ آبآئِهِن الأول
55 ـ سِهَامٌ تَرَى مَقْتَلَ الحَائمَاتِ (77)، وقَوسٌ تُطلُّ بِحتْفٍ أَظَلّْ!
ـ تَخَّيرَهَا القَوَّاسُ مِنْ فَرْعِ ضَاَلِة
لَهَا شَذَبٌ مِنْ دُونِها وَحَوَاجزُ
ـ نَمَتْ فيِ مَكَانٍ كنهَا، فَاسْتَوتْ بِهِ،
فَمَا دُونَها مِنْ غِيلِهَا مُتَلاَحِزُ
ـ فَمازَالَ يَنْجُو كُلَّ رَطبٍ وَيَابِس
وَيَنْغَلُّ .. ، حَتَّى نَالَهَا وَهْوَ بَارِزُ
ـ فأَنْحَى عَلَيْها ذَاتَ حَدّ، غُرَابُهَا
عَدُوٌّ لأِوْسَاط العِضَاهِ مُشَارِزُ
ـ فَلما اطْمَأَنَّتْ في يَديْهِ .. ، رَأَى غِنًى
أحَاطَ بِهِ، وَأَزْوَرَّ عَمَّنْ يحُاَوِزُ
56 ـ تَخَّيرهَا بَائِسٌ، لَمْ يزل يُمَارِسُ أَمْثَالهَا مُذْ عَقَلْ
57 ـ تَبَيَّنَهَا وَهْيَ مَحْجُوَبةٌ، وَمِنْ دُونِها سِتْرُهَا المُنْسَدِلْ (78)
58 ـ حَمَاهَا العُيُونَ فأَخْطَأنَهَا، إلىَ أنْ أَتَاهَا خَبِيٌر عَضِلْ (79)
59 ـ رَأَى غَادَةَ نُشَّئَتْ في الظِّلاَل، ظِلالِ النعيِم، فَصَلَّى (80) وهَلّ
(يُتْبَعُ)
(/)
60 ـ فَنَادَتْه مِنْ كِنِّهَا (81) فَاسْتَجَابَ: لَبَّيْكِ! [يَاقَدَّها المُعتَدلْ]
61 ـ سُتُورٌ مُهَدَّلَةٌ (82) دُونَهَا، وَحُرَّاسُها كَرِمَاِح الأَسَلْ
62 ـ يَبيسٌ (83) ورَطْبٌ وَذُو شَوكة فأَشَرطَها نَفْسَهُ .. لمُ يَبلْ
63 ـ وَسلَّ لِسَاناً من الباتِرَاتِ، ... وَانَغلَّ (84) عاشِقُها اُلمخْتَبَلْ!!
64 ـ يَحُتُّ اليَبِيسَ (85)، ويُرْدِي الرِّطَابَ، ويُغْمِضُ في ظُلَمات تُضِلْ
65 ـ فَهَتَّكَ أَسْتَارَهَا بَارِزاً إلى الشَّمْسِ .. قد نَالَها! حَيَّهَلْ (86)!!
66 ـ فَأَنْحَى إلَيْها الِّلسَان الحَدِيدَ يَبْرُقُ .. ، وَهْوَ خَصِيمٌ جَدِلْ
67 ـ عَدُوٌّ شرِيس (88)، لَه سَطْوَةٌ بكُلِّ عَتِيٍ قَدِيِمِ الأَجَلْ
68 ـ فَأَثْكل أُمّا غذَتْها النَّعيمَ، ورَاحَ بِهاَ وَهْوَ بَادِي الجَذَلْ (89)
69 ـ فَلَمَّا اُطْمَأَنَّتْ على رَاحَتَيِه، وَعَيْنَاهُ تَسْتَرِقَانِ (90) القَبَلْ
70 ـ رَقَاهَا، فأَحْيَى صَبَابَاتِها بتَعْوِيذَةٍ مِنْ خَفِيِّ الغَزَلْ
71 ـ فَنَاجَتْه .. ، فَاهتَّز من صَبْوةٍ، وَمِن فَرَح بِالغِنَى المُقْتَبَلْ (91)
72 ـ وَأَعْرَضَ عَنْ كُلّ ذِي خَلّةِ (92)، غِنىً بالّتيِ حَازَهَا ... وَانْفَتَلْ ...
ـ فَمَظَّعَهَا عَامَيْن ِمَاءَ لحَائِهَا
وَيَنْظُرُ منهَا: أَيَّهَا هُو غَامِزُ
ـ أَقَامَ الثِّقافُ وَالطَّرِيدَةُ دَرْأَهَا،
كَمَا قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهَامِزُ
73 ـ مَعَ الشَّمْسِ عَامَيْنِ .. حَتَّى َتِجفَّ وَتَشْرَبَ مَاءَ لِحَاءِ (93) خَضلْ
74 ـ وَفِي البُؤسِ عَامَيْنِ ... يَحْيَى لَهَا، وَيُحْييه منها: الغنَى وَالأَمَلْ
75 ـ تَردَّدَ عَامَيْنِ ... مِنْ كَهْفِهِ إلَى مَهْدِهَا، عِنْدَ سَفْحِ الجَبَلْ
76 ـ يُغَنِّي لَهَا، وَهُوَ بَادِي الشَّقاءِ، بَادِي البَذاذةِ (94)، حَتَّى هُزِلْ
77 ـ يُقلبها بِيَديْ مُشْفِقٍ لَهِيف (95)، لطِيف، رَفِيق، وَجِلْ
78 ـ يُعَرِّضَها لِلَهيبِ الهَجِيِر، رَؤُوفاً بِهَا، عَاكِفاً لا يَمَلْ
79 ـ فَلَمَّا تَمَحَّصَ (96) عَنْهَا النَّعِيمُ، وَاْشْتَدَّ أُمْلُودُهَا، وَاْنْفَتَلْ
80 ـ عَصَتْهُ، وَسَاءتْهُ أَخْلاَقُهَا نُشُوزا (97) ً .. فَلَمَّا اْلتَوَتْ كَالمُدلْ
81 ـ أَعَدَّ الثِّقَافَ (98) لَهَا عاشِقٌ يُؤدِّبُها أَدَبَ المُمْتَثِلْ
82 ـ وَعَضَّ عَلَيْها .. فَصَاحَتْ لَهُ، فَأَشْفَقَ إشْفَاقَةً، وَانْجَفَلْ (99)
83 ـ فَجَسَّ، فَغَاظَتْهُ وَاْسْتَغْلَظَتْ، فَعَضَّ بأُخْرَى، فَلَمْ تَمْتَثِلْ
84 ـ فَأَلْقَى الثِّقَافَ ... ، وَأَوْصى الطَّرِيدَةَ (100) أَنْ تَسْتَبِدَّ بِهَا، لاَ تَكِلْ
85 ـ وَألْقَمَهَا قَدَّها، فَانْبَرَتْ تُخَاشِنُها بغَلِيظٍ مَحِلْ (101)
86 ـ يُجَرِّدُهَا مِنْ ثِيَابِ العِنَادِ، وَمِنْ دِرْعِها الصَّعْبِ، حَتَّى تَذِلْ
87 ـ فَلمَّا تَعَرَّتْ لَهُ حُرَّةً وَمَمْشُوقَةَ القدَّ رَيَّا (102)، جَفَلْ
88 ـ وَسَبَّحَ لَمَّا اسْتَهَلَّتْ لَهُ، وَلاَنَ لَهُ ضِغْنُهَا (103) ... وَابْتَهَلْ
ـ وذَاَقَ .. ، فَأَعْطَتْهُ مِنَ الَّلينِ جَانباً
كَفَى ـ وَلََهَا أَنْ يُغْرِقَ السَّهْمَ حَاجِزُ
ـ إذَا أَنْبَضَ الرَّامُونَ عَنْهَا، تَرَنَّمَتْ
تَرَنُّمَ ثَكْلَى أَوْجَعَتْهَا اَلجنَائزُ
ـ هَتُوفٌ .. ، إذَا ماخَالطَ الظَّبْيَ سَهْمُهَا!
وَإنْ رِيعَ مِنْهَا أَسْلَمَتْه النَّوَاقِز
89 ـ أَطَاعَتْهُ مِنْ بَعْدِ أَنْ لَوَّعَتْهُ بَالوجْدِ عَامَيْنِ حَتَّى نَحلْ
90 ـ يُزَلْزِلُهُ أَمَلٌ يَسْتَفِزُّ فِي قَيْدِ بُؤْسٍ يُميِتُ الأَمَلْ
91 ـ فَلَمَّا أَذَاقَتْهُ، إذْ ذَاقَهَا، هَوًى أَضَمَرْتهَُ لَهُ لَمْ يَزَلْ
92 ـ تَبَّينَ إذْ رَامَهَا، حُرَّةً حَصَاناً (104)، تَعِفُّ فَلاَ تُبْتَذلْ
93 ـ تَلِينُ لأِنْبلِ عُشَّاقِهَا، وَتَأْبَى عَلَيْهِ إذَا مَا جَهِلْ (105)
94 ـ فَأَغْضى حَيَاءً .. ، وَأَفْضَى بِهَا إلَى كَهْفِهِ خَاطِفًا، قدْ عَجِلْ
95 ـ فَأَهْدَى لَهَا حِلْيةً صَاغَهَا بِكَفَّيْهِ، وَهْوَ الرَّفِيقُ العَمِلْ (106)
96 ـ تَخَيَّرَهَا مِنْ حَشَا أَذْؤبٍ (107)، رَآهَا لَدى أَمِّها تَسْتظِلْ
97 ـ أَعَدَّ لَهَا وَتَراً كَالشُّعاعِ حُرَّا .. ، عَلَى أَرْبَعٍ (108) قَدْ فُتِلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
98 ـ فَلَمَّا تَحَلتْ بِهِ، مَسَّهَا فَحَنَّتْ (109) حَنِينَ المَشُوقِ المُضِلْ
99 ـ فَكَفَّلَهَا (110) مِنْ بَنِي أُمِّها صَغِيراً، تَرَدى بِرِيشٍ كَمَلْ
100 ـ لَهُ صَلعَةٌ كَبَصِيصِ الَّلهِيبِ مِنْ جَمْرةٍ حَيَّةٍ تَشْتَعِلْ
101 ـ فَضَمَّتْ عَلَيْه الَحشَا رَحْمَةً وَكَادَتْ تُكَلِّمُهُ .. لَوْ عَقَلْ!
102 ـ فَجُنَّ جُنُونُ المُحبِّ الغَيُورِ .. ! فَأَنْبَضَ (111) عَنْها أَبِيٌّ بَطَل! ّْ
103 ـ أرَنَّتْ (112) تُبَكِّي أَخَاهَا الصَّغِيرَ: وَيْحِي!! أَخِي!! وَيْلَهُ!! أَيْنَ ضَلّْ
104 ـ فَظَلَّ يُفَجِّعُها (113): أَنْ تَرى جَنَائِزَ إخْوَتِها ... وَآ ثَكَلْ!
105 ـ فأَعْرَضَ ظَبْيٌ (114) فَنَادَى بِهِ أَخُوهَا .. ، وَنَادَتْهُ: هَا! قَدْ قُتِل
106 ـ وَقَفَّاهُ (115) ظَبْيٌ فَصَاحَتْ بِهِ .. ، فَخَارَتْ قَوَائِمُهُ .. ، فَاضْمَحَلّْ
107 ـ فَآبَا .. يَسَائُلهَا: هَلْ رَضِيتِ بثُكلِ الأَحَبَّةِ؟ قَالَتْ: أَجَلْ
108 ـ فَبَاتَا بلَيْلِة مَعْشُوقَةٍ تُباذِلُ عَاشََقَها مَا سَأَلْ
ـ كَأَنَّ عَلَيْهَا زَعْفَرَانَاً تَميرُهُ
خَوَازِنُ عَطَّارٍ يَمَان كَوَانِزُ
ـ إذَا سَقَط الأَنْدَاءُ، صِينَتْ وأُشْعرِتْ
حَبِيرًا، وَلَمْ تُدْرَجْ عَلَيهَا المَعَاوِزُ
109 ـ يُغَازِلُهَا، وَهْيَ مُصْفَرَّةٌ، عَلَيْها بَقِيَّةُ حُزْنٍ رَحَلْ
110 ـ تُنَاسِمُهُ (116) عِطْرَها، وَالشَّذَا شَذَا زَعْفَرانٍ عَتِيقِ الأَجَلْ
111 ـ تَوَارَثْنَهُ الغِيدُ يَكْنِزْنَهُ لِزِينَتِهنَّ، خَفِيَّ المَحَلّْ
112 ـ فَسَاهَرهَا (117) يَزْدَهِيِه الجَمَالُ وَيُسكِرُهُ العَرْفُ، حَتَّى ذَهَلْ
113 ـ فَنَادَتْهُ: وَيْحَكَ! أَهَلَكْتَنِي! أَغِثْنِي ... هَذَا النَّدَى قَدْ نَزَلْ
114 ـ فَطَارَ إلَى عَيْبَة (118) ضُمِّنَتْ حَرِيرًا مُوَشَّى نَقِيَّ الخَمَلْ
115 ـ كَسَاهَا حَفِيّ بهَا عَاشِقٌ! إذَا أَفْرَطَ الحُبُّ يَوْمًا قَتَلْ
116 ـ فَأَلْبَسَها الدِّفْءَ ضِنَّا بِها ... وَبَاتَ قَرِيرًا (119) .. عَلَيْه سَمَلْ!!
ـ فَوَافى بِهَا أَهْلَ المَوَاسِم، فاْنْبَرَى
لَهَا بَيِّع يُغْلي بِهَا السَّوْم رَائِزُ
ـ فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَشْتَرِيهَا؟! فَإِنَّهَا
تَبُاَعُ بِمَا بِيعَ التِّلاِدُ الحَرَائِزُ
ـ فَقَالَ: إِزَارٌ شَرْعَبِيٌّ، وَأَرْبَعٌ
منَ السَّيَرَاءِ، أَوْ أَوَاقٍ نَوَاجِزُ
ـ ثَمَانٍ مِنَ الكُورِيِّ، حُمْرٌ، كَأنَّها
مِنَ الجَمْرِ مَا أَذْكَى عَلَى النَّارِ خَابِزُ
ـ وَبُرْدَانِ مِن خَالٍ، وَتِسْعونَ دِرْهَمًا،
عَلَى ذاكَ مَقْروظٌ مِنَ الجِلْدِ مَاعِزُ
117 ـ تَمَتَّع دَهْرًا بأَيَّامِهَا وَلَيْلاَتِهَا نَاعِماً قِدْ ثَمِلْ (120)
118 ـ يَرَاهَا، عَلَى بُؤْسِهِ، جَنَّة تَدَلَّتْ بِأَثْمَارِهَا، فَاسْتَظَلّْ
119 ـ تُصَاحِبُهُ فِي هَجِير القِفَارِ، وَفِي ظُلَم الَّليْلِ أَنَّى نَزَلْ
120 ـ فَيَحْرُسُهَا وَهْو فِي أَمْنَةٍ (121)، وَتَحْرُسُهُ فِي غَوَاشِي الوَجَلْ
121 ـ يَجُوبُ الوِهادَ (122)، وَيَعَلُو النِّجادَ، وَيَأْوِي الكَهُوفَ، وَيَرْقَى القُلَلْ
122 ـ ويُفْضي إلَى مُسْتَقَّر الحُتُوفِ: فِي دَارِ نِمْرِ، وَذِئْبٍ، وَصِلّْ (123)
123 ـ مَنَازِلَ عَادٍ، وَأَشْقى ثَمُودَ، وَحِمْيَرَ، وَالبَائِدَاتِ (124) الأُوَلْ
124 ـ مَجَاهِلَ مَا إنْ بِهَا مِنْ أَنِيسٍ، وَلاَ رَسْم دَارٍ يُرَى أَوْ طَلَلْ
125 ـ يُعَلِّمُهَا كَيْفَ كَانَ الزَّمَانُ، وَمَجْدُ القَدِيم، وَكَيْف انَتَقَلْ!
126 ـ وَكَيْفَ تَسَاقَى بِهَا الأَوَّلُونَ رَحِيقَ الحَيَاةِ وَخَمْرَ الأَمَلْ!
127 ـ وَأَيْنَ الأَخِلاَّء كَانُوا بِها يَجُّرونَ ذَيْلَ الهَوَى وَالغَزَلْ!
128 ـ وَملْكٌ تَعَالَى، وَطَاغٍ عَتَا، وَحُر أَبَى وَحَرِيصٌ غَفَلْ!
129 ـ فَدَمْدَمَ (125) بَيْنَهُمُ صَارِخٌ: بَقَاء قَلِيلٌ!! وَدُنْيَا دُوَلْ!!
130 ـ فَعَرْشٌ يَخِرُّ، وَسَاعٍ يَقَرُّ (126)، وَسَاقٍ يَمِيلُ .. وَنَجْمٌ أَفَلْ!!
131 ـ زَهِدْتُ إليْك وَفَارَقْتُهُمْ أَخِلاَّءَ عَهْدِ الصِّبَا وَالجَذَلْ
132 ـ فَنِعْمَ الصَّدِيقُ! وَنِعْمَ الخَلِيلُ وَنِعْمَ الأَنِيسُ .. وَنَعْمَ البَدَلْ!!
133 ـ صَدِيقٌ (127) صَدَاقَتُها حُرَّةٌ، وََخِل خِلاَلَتُهَا لاَ تُمَلّْ
(يُتْبَعُ)
(/)
134 ـ وَغَابَا مَعًا عَنْ عُيُونِ الخُطُوبِ، وَعَنْ كَلِّ وَاشٍ وَشى أَوْ عَذَلْ
135 ـ وَعَنْ فِتْنَةٍ تُذْهِلُ العَاشِقَيْن، تُضِيءُ الدُّجَى لِدَبِيبِ المَلَلْ
136 ـ وَطَالَ الزَّمَانُ، فَحَنَّتْ بِهِ إلى الحَجِّ دَاعِيَةٌ تَسْتَهلّ (128)
137 ـ آَذَانٌ مِنَ اللّْهِ! كَيْفَ القَرَارُ؟ وَأَيْنَ الفِرَارُ؟ وَكَيْفَ المَهَلْ (129)
138 ـ تُرَدِّدُهُ البَيدُ بَيْنَ الفِجَاجِ، وَفَوْقَ الجِبَالِ، وَعِنْدَ السُّبُلْ
139 ـ أَصَاخَ لَهُ، وَأصَاخَتْ لَهُ، وَلَبَّتْهُ فَاْمْتَثَلتْ، وَامْتَثَلْ
140 ـ وَطَارَا معًا كَظِمَاءِ القَطَا (130)، إلَى مَوْرِدٍ زَاخِرٍ مُحْتَفِلْ
141 ـ فَوَافى المَوَاسِم. فَاسْتَعْجَلتْ تُسَائلُهُ: مَنْ أَرَى؟ .. أَيْن ضَلْ؟
142 ـ أَسَرَّ إلَيْها: أولاَكِ الحَجِيجُ!! فَلَبَّى لِرَبٍ تَعَالَى وَجَلْ
143 ـ وَنَادَتْهُ جَافِلَةً (131): مَا تَرَى! أَجَذْوَة نَارٍ أَرَى أَمْ مُقَلْ؟
144 ـ فَمَا كَادَ ... حَتَّى رَأَى كَاسِرًا (132) تَقَاذَف مِن شَعَفَاتِ الجَبّلْ
145 ـ يُدَانِي الخُطَا، وَهْوَ نَارٌ تَؤُجُّ (133)، وَيُبْدِي أَنَاةً تَكْفُّ العَجَلْ
146 ـ وَمَدَّ يَدا لا تَرَاها العُيُونُ، أَخْفَى إذَا مَا سَرَتْ مِنْ أجَلْ
147 ـ وَنَظْرَةَ عَيْنٍ لَهَا رَوْعَةٌ، تُخَالُ صَلِيلَ سُيُوفٍ تُسَلّْ
148 ـ فَلَمَّا أَهَلَّ وَأَلْقَى السَّلاَمَ، واْفتر عَنْ بَسْمِة المخْتَتِلْ (134)
149 ـ وَقَالَ: أذِنْتَ؟! وَيُمنَى يَدَيْه تَمَسُّ أَنَامِلُهَا مَا سَأَلْ
150 ـ رَأَى بَائسا مَالهُ حُرْمةٌ تَكُفُّ أَذىً عنه .. ، بُؤْسٌ وذُلْ
151 ـ وَقَالَ: فَدَيْتُكَ! مَاذَا حَمَلتَ؟ وَمَاذَا تَنَكَّبْتَ (135) ياَذَا الرِجُلْ؟!
152 ـ وَأَفْدِي الَّذِي قَدْ بَرَى عُودَهَا، وَقَوَّمَ مُنْآدَها (136)، وَاعْتَمَلْ!!
153 ـ فَهَزَّتْهُ مَا كِرَةٌ، (137) لم يَزَلْ يَتِيهُ بِهَا السَّمْعُ، حَتَّى غَفَلْ
154 ـ فَأَسْلمَهَا لِشَدِيد المِحَالِ (138)، ذَلِيقِ الِّلسَانِ، خَفِيِّ الحِيَلْ
155 ـ فَلَمَّا تَرَامَتْ عَلَى رَاحَتَيْه، وَرَازَ (139) مَعَاطِفَهَا وَالثِّقَلْ
156 ـ دَعَتْ: يَاخَلِيليَ! مَاذَا فَعَلْتَ؟! أَأَسْلَمْتَني؟! لِسَوَاكَ الهَبَلْ (140)!!
157 ـ فَخَالَسَهَا (141) نَظْرَةً خَفَّضَتْ غَوَارِبَ جَأْشٍ غَلاَ بِالوَهَلْ
158 ـ وَقَالَ: لَكَ الخَيْرُ! فَدَّيْتَنِي بنَفْسِكَ!!
ـ بَارِي قِسِيّ!
ـ أَجَلْ!!
159 ـ فَبِعْنِي إذَنْ!!
ـ هِيَ أغْلَى عَلَّي، إذَا رُمْتَهَا، مِنْ تِلاَد (142) ٍ جَلَلْ!
160 ـ فَقَالَ: نَعَمْ! لَكَ عِنْدِي الرِّضى، وَفَوْقَ الرِّضَى!
ـ[وَيْلهُ مَنْ مُضِلْ!]
161 ـ فَهَلْ تَشْتَرِيهَا (143)؟! ..
ـ نَعَمْ أَشْتَرِي!
ـ لَكَ الوَيْلُ مِثْلُك يَوْمًا بَخِلْ!
162 ـ فَدَيْتُكَ!! أَعْطَيْتُ مَا تَشْتَهِيهِ! .. مَابِيَ فَقْرٌ ولا بِي بَخَلْ (144)!
163 ـ فَنَادَتْهُ، وَيْحَكَ! هَذَا الَخِبيثُ! خُذْنِي إَليْكَ، وَدَعْ مَا بَذَلْ
164 ـ فَبَاسَمَها (145) نَظْرَةً .. ، ثُمَّ رَدَّ إلَى الشَّيْخِ نَظْرَةَ سُخْرٍ مُطِلّْ:
165 ـ بكَمْ تَشْتَرِيها؟! ..
فَصَاحَتْ بِهِ: حَذَارِ! حَذَارِ! دَهَاكَ الخَبَلْ!!
166 ـ لَهُ رَاحَةٌ نَضَحَتْ (146) مَكْرهَاَ عَلَي، فَدَع عَنْكَ! لاَ تُغْتَفَلْ
167 ـ فَقَالَ: إزَارٌ مِنْ الشَّرْعَبِيِّ (147) وَأَرْبَعُ مِنْ سِيَرَاءِ الحُلَلْ
168 ـ بُرُودٌ تَضِنُّ بِهِنَّ التِّجَارُ (148) إذَا رَامَهُنَّ مَلِيكٌ أَجَلّْ
169 ـ وَمِنْ أَرْضِ قَيْصَرَ: حُمْرٌ ثَمَانٍ جَلاَهَا (149) الهِرَقْلِيُّ، مِثْلُ الشُّعَلْ
170 ـ ثَمَان تُضيءُ عَليكَ الدُّجَى! إذا عَمِيَ النَّجْمُ، نعمَ البَِدلْ
171 ـ وَبُرْدَانِ من نَسْجِ خَالٍ (150)، أَشَف وَأَنْعَمُ مِنْ خَدِّ عَذْرَاءَ .. ، بَلْ
172 ـ إذَا بُسِطَا َتْحَتَ شَمْسِ النَهارِ، فَالشَّمْسُ تَحْتَهُمَا .. ، لَيْسَ ظِلّْ
173 ـ وَتِسْعُون مِثْلُ عُيُونِ الجَرَادِ .. ، بَرَّاقَةٌ كَغَدِيرِ (151) الوَشَلْ
174 ـ كَمِرْآةِ حَسْنَاءَ مَفْتُونٍة، كَرَأْسِ سِنَانٍ حَدِيثٍ صُقِلْ
175 ـ أَجَلْ .. !! وَأَدِيمٌ (152) كَمِثْلِ الحَرِيرِ، يُطْوَى وَيُرْسَلُ مثْلَ الخَصَلْ
(يُتْبَعُ)
(/)
176 ـ وَحَوْلَهُمَا زَفَرَاتُ الزِّحَامِ، وَأَذْنٌ تَمِيلُ، وَرَأْسٌ يُطِلّْ
177 ـ وَغَمْغَمَةٌ (153)، وَحَدِيثٌ خَفِيٌ وَنَغْيَةُ زَارٍ، وآتٍ سَأَلْ
178 ـ وَعَاشِقةٌ في إِسَارِ (154) السوَامِ!! وَعَاشقُها في الشَرَاكِ اُحْتُبِلْ
179 ـ تُنَادِيه مَلْهُوفَة تَسْتَغِيثُ، ضَائَعَةُ الصَّوْتِ .. ، عَنْهَا شُغِلْ
ـ فَظَلَّ يُنَاجِي نَفْسَهُ وَأمِيرِهَا
أيَأْتِي الَّذِي يُعْطى بِهَا أَمْ يُجَاوزُ
ـ فَقَالوا لهُ: بَايِعْ أَخَاكَ .. وَلا يَكُنْ
لَكَ اليَوْمَ عَنْ رِبْحٍ مِنَ البَيْعِ لاَهِزُ
180 ـ[أَعُوذُ بِرَبِّي وَرَبّ السَمَاء وَالأرْض! .. مَاذَا يَقْولُ الرَّجُلْ؟!
181 ـ أَجُنَّ؟! نَعَمْ .. لاَ! .. أَرَى سُورةً (155) مِنْ العَقْل، لاَخَلجَاتِ الخَبَلْ!
182 ـ وَعَيْنَيْ صَفَاءِ كَمَاء القلاَتَ (156)، وَعِرْنِينَ أَنْفٍ سَمَا وَاعتَدَلْ
183 ـ وَجَبْهَةَ زَاك (157)، نَمَاهُ النَّعِيمُ في سُؤْدُدٍ وَسَرَاءٍ نَبُلْ
184 ـ أَيُعْطِي بِهَا المَالَ؟! هَذَا الخَبَالُ! قَوْس وَمَالٌ كَهَذَا؟ ثُكِلْ!!
185 ـ وَيَارَبِّ! يَارَبِّ! مَاذْا أقَولُ؟ .. أقَولُ نَعَمْ!.لا فَهَذَا خَطَلْ
186 ـ أَبِيعُ!! وَكَيْفَ! .. لَقَدْ كَادَنِي (158) بِعَقْلِي هَذَا الخَبيثُ الَمِحْل
187 ـ أُفَارِقُها! وَيْكَ (159)!! هَذَا السَّفَاهُ! قَوْسِيَ! كَلاَ! خَدَيني وَخِلّْ!!
188 ـ أَجَلْ!! بَلْ هُوَ البؤْسُ بَادٍ عَليَّ! فأَغْراهُ بي! وَيْحَهُ! مَا أَضَلّْ!!
189 ـ يُسَاوِمُنِي المَالَ عَنهَا؟! نَعَمْ! .. إذَا لَبِسَ البُؤْسُ حُرَّا أَذَلّْ
190 ـ إذَا مَا مَشَى تَزْدَرِيِه العُيُونُ، وَإنْ قَالَ رُدّ كَأَنْ لَمْ يَقُلْ
191 ـ نَعَمْ! إنَّهُ البُؤْسُ!! أَيْنَ المَفَرُّ مِنْ بَشَرٍ كَذِئَاب الجَبَلْ؟!
192 ـ ثَعَالبُ نُكْرٍ (160) تُجِيدُ النِّفَاقَ حَيْثُ تَرَى فُرْصةً تُهْتَبَلْ
193 ـ كلاَبٌ مُعَوَّدَةٌ لِلهَوَانِ تُبَصْبِصُ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ بَذلْ
194 ـ فَوَيْحِي مِنَ البُؤْسِ! .. وَيْلٌ لَهُمْ!!. أَرى المَالَ نُبْلاً يُعَلي السِّفَلْ (161)
195 ـ فَخُذْ مَا أَتَيِتَ بِهِ .. !! إِنَّه مَلِيك يُخَافُ، وَرَبٌ يُجَلّْ
196 ـ وَسُبْحَانَ رَبِّي! يَدِي! مَا يَدِي؟! بَرِيْتُ القِسِيَّ بها لم أَمَلْ!
197 ـ حَبَاني (162) ِ به فاطِرُ النَيِرِّات وَبَاري النَّباتِ وَمُرْسِي الجَبَلْ!
198 ـ وَأَوْدَعَهَا سِرَّهَا عَالِم خَبِيرٌ بَمكْنُونِها لَمْ يَزَلْ!
919 ـ وَفِي المَالِ عَوْنٌ عَلى مِثْلِها! وَفِي البُؤْسِ هُونٌ (163)، وَذُلٌّ، وَقُلّْ!]
200 ـ تَنَادَوْا بِهِ: أنْتَ؟! مَاذَا دَهَاكَ؟! مَالكَ يَا شَيْخُ؟! قُلْ يَا رَجُلْ!
201 ـ وَآتٍ يَُصِيحُ، وَكَفٌّ تُشِيرُ، وَصَوْتٌ أَجَشُّ (164)، وَصَوْتٌ يَصِلّْ!
202 ـ وَطَنَّتْ مَسَامِعُهُ طَنَّةً .. ، وَزَاغَتْ نَوَاظِرُهُ وَاخْتُبِلْ
203 ـ .. وَأَفْضَى إِلَيْهِ كَهَمْسِ المَرِيضِ أَشْفَى (165) عَلَى المَوْتِ مَا يَسْتَقِلّْ ..
204 ـ تُنَادِيِه: وَيْحَكَ! وَيحِي!! هَلَكْتُ!! أَتَوْكَ بَقَاصِمَةٍ! وَآثَكَلْ!
205 ـ تَلَفتَ يَصْغِي .. ، وَمِثْلُ الَّلهيبِ ضَوْضَاءُ وَعْوَعَةٍ (166) فِي زَجَلْ
206 ـ فَهَذَا يُؤُجُّ (167) .. ، وَهَذَا يَعَجُّ .. ، وَهَذَا يَخُورُ .. ، وَهَذَا صَهَلْ!
207 ـ وَدَان يُسِرُّ .. ، وَدَاعٍ يَحُثُّ .. ، وَكَفٌّ تُرَبِّتُ: بِعْ يَا رَجُلْ!
208 ـ لَقَدْ بَاعَ! بْع! بَاعَ! لاَ لَمْ يَبِعْ! غِنَى المالِ! وَيْحَكَ! بعْ يَا رَجْل!
209 ـ[وَحَشْرجَةُ (168) الموْتِ: خُذْنِي .. إلِيكَ!!
ـ لَبِّيْكِ!! لَبِّيْكِ!]
بِعْ يَا رَجُلْ!!
210 ـ[أَغِثْنِي!. أَجَلْ!]
بَاعَ! مَاذَا؟! أَبَاعَ؟! نَعْم بَاعَ قَدْ بَاعَ! حَقّاً فَعَلْ؟!
211 ـ[أَغِثْنِي! أَغِثْنِي! نَعَمْ!]
قَدْ رَبِحْتَ!! .. بُورِكَ مَالُكَ!
أَيْنَ الرَّجُلْ؟!
112 ـ مَضَى! .. أَيْنَ! .. لاَ، لَسْتُ أَدْرِي! .. مَتَى؟
لَقَدْ بِعْتَ؟! .. كَلاّ وَكَلاّ .. أَجَلْ!
213 ـ لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بِعْتَ!
ـ كَلاّ! كَذَبْتَ!
لَقَدْ بِعْتَ! قَدْ بَاعَ!
ـ وَيْحِي! أَجَلْ
214 ـ لَقَدْ بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا .. جُزِيتُمْ بَخْيرِ جَزَاء، أَجَلْ!! ..
(يُتْبَعُ)
(/)
215 ـ أَجَلْ بِعْتُهَا .. بِعْتُهَا. بِعْتُهَا!! أَجَلْ بِعْتُهَا!! لا، َ أَجَلْ لا، َ أَجَلْ
فَلَمَّاَ شَرَاهَا فَاضَتِ العَيْنُ عَبْرَةً،
وَفِي الصَّدرِ حَزَّازٌ مِنَ الوَجْدِ حَامِزُ
216 ـ[أَجَلْ .. لاَ أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا!. أَجَلْ بعتها! بِعْتُهَا! .. لاَ أَجَلْ
217 ـ وفَاضَتِ دُمُوعٌ كَمِثْلِ الحَمِيم (169)، لَذَّاعَةٌ، نَارُها تَسْتَهِلّْ
118 ـ بُكَاء مِنَ الجَمْرِ جَمْرِ القُلُوبِ، أَرْسَلهَا لاَعِجٌ (170) مِنْ خَبَلْ
219 ـ وَغَامَتْ بِعَيْنَيْهَ، وَاْسْتَنْزَفَتْ دَمَ القَلْبِ يَهْطِلُ فِيما هَطَل
220 ـ وَخَانِقَةٌ ذَبَحَتْ صَوْتَهُ، وَهيضَ (171) اللِّسَانُ لَهَا وَاعْتقِلْ
221 ـ وَأَغْضَى عَلى ذِلَّة مُطْرِقًا، عَلْيه مِنْ الهَمِّ مِثْلُ الجَبلْ
222 ـ أَقَامَ .. ، وَمَا إِنْ بِهِ مِنْ حَرَاكٍ، تَخَاذلُ (172) أَعَضَاؤُهُ كَالأَشَلّْ
223 ـ وَفِي أُذَنْيهِ ضَجِيجُ الزِّحَامِ، وَ «بعْ بَاعَ، بعْ بَاعَ، بعْ يَا رَجُلْ»!
224 ـ وَأَخْلَدَ فِي حَيْثُ طَارَ السوَامُ (173) بِمُهْجَتِهِ، كَأرُومٍ مَثَلْ
225 ـ كَأَنْ صَخْرةٌ نَبَتَتْ، حَيْثُ قَامَ، تِمثَال حُزْنٍ صَلُودٍ (174) عُتُلْ
226 ـ وَمِنْ حَوْلِهِ النَّاسُ مِثْلُ الدَّبَى (175) عِجَالاً تَنَزى، دَهَاهُنَّ طلْ
227 ـ فَمِنْ قَائِلٍ: فَازَ! رَدَّت عَلَيْهِ قَائِلَةٌ: لَيْتَهُ مَا فَعَلْ!
228 ـ وَمِنْ هَامِسٍ: وَيْحَهُ مَادَهَاهُ! وَمِنْ مُنْكِرٍ: كَيْفَ يَبْكِي الرَّجُلْ!
229 ـ وَمِنْ ضَاحِكٍ كَرْكَرَتْ (176) ضَحْكَةٌ لَهُ مِنْ مَزُوحٍ خَبِيثٍ هَزَلْ
230 ـ ومِنْ سَاخِر قَالَ: يَا آ كِلاً! تَلَّبسَ فِي سَمْتِ (177) مِنْ قَدْ أُكِلْ!
231 ـ وَمِنْ بَاسِطٍ كَفَهُ كَالمُعَزِّي وَهَيْنمَةٍ (178) غَمْغَمَتَ لَمْ تُقَلْ
232 ـ وَمِنْ مَشْفِقٍ سَاقَ إِشْفَاقَهُ وَوَلَّى، وَمُلْتَفِتٍ لَمْ يُوَلّ
233 ـ وَسَالَت جُمُوعُهُمُ فِي الرِّمَالِ .. وَمَاتَ الوَغَى (179) .. غَيْرَ حِسّ يَصِلّْ
234 ـ وَأَسْفَرَ (180) وَانْجَابَ دَاجِي السَّوَادِ عَنْ مُخْبتٍ خَاشِع كَالمُصَلّْ
235 ـ وَظَلَّ طَوِيلاً .. لَهُ سَبْتَةٌ (181) وَإطْرَاقَةٌ، وَأَسىً يَنْهَمِلّْ
236 ـ أَفَاقَ وَقَيذَاً (182)، بَطِيءَ الإِفَاقَةِ .. يَرْفَعُ مِنْ رَأْسِهِ كَالمُطِلّْ
237 ـ وَقَلّبَ عَيْنِيهِ: ماذَا يَرى؟ وَأَيْنَ الزِّحَامُ؟ وَأيْنَ الرَّجُلْ!
238 ـ رَأَى الأرْضَ تَمْشِي بِهِم كَالخَيَال، أَشَبْاحُهُمْ خُشُبٌ تَنْتَقِلْ
239 ـ وَهَامٌ (183) مُحَّلقَةٌ رُجَّفٌ، وأُخْرى بَدَتْ كَنَزِيعِ البَصَلْ
240 ـ وَأَغْربةٌ (184): بَعْضُها جَاثِم يُحَرِّك رَأْسًا، وَبَعْضٌ حَجَلْ
241 ـ وَحَيَّاتُ وَادٍ، لِشَمْسِ الضُّحَى تُلوّي حَيَازَيمَها (185) والقُلَلْ
242 ـ وَأَزْفَلَةٌ (186) مِنْ ضِبَاع الفَلاَة تَخْمَعُ مِنْ حَوْلِ قتْلَى هَمَلْ
243 ـ وَهَنَّا وَهَنَّا ضِبَابٌ (187) مَرَقْن مِنْ كُلّ جُحْر لسَيْل حَفَلْ
244 ـ وَثَوْبٌ يََطِيرُ بِلاَ لاَبِسٍ، يَمِِيلُ مَعَ الرِّيحِ أَنَّى تَمِلْ
245 ـ تَمَطّى بِهِ البعْثُ مِنْ نَعْسَةٍ، ومِنْ سِنة كَفُتُورِ الكَسَلْ
246 ـ وَدَبَّتْ إِليْه بَقَايَا الحَياةِ، فَرَفَّعَ أَعْطَافَهُ (188) وَاعْتَدَلْ
247 ـ وَظَلَّ يُنَازِعُ كَبْلَ (189) الذُّهُول وَيَحْتَلِجُ النَّفْسَ مِنْ أَسْرِ غُلْ
248 ـ كَنَاشِطِ (190) ثِقْلٍ طَوِيلِ الرِّشَاِء مِنْ هُوّة في حَضِيض الجَبَلْ
249 ـ رُوَيْدَا رُوَيْدَا فَثابَتْ لَهُ مُلَجْلَجَةً (191) يَعْتَرِيهَا هَلَلْ
250 ـ وَمِثْلَ الحَمَامَة بَيْنَ الضّلُوعِ قَدْ انْتَفَضَتْ مِنْ غَواشِي بَلَلْ
251 ـ يُقَلِّبُ جمْجُمَةً، خَالهَا كَجُلمُودِ صَخْرٍ رَكين (192) ٍ حَمَلْ
252 ـ فَلأياً بِلأَي (193) ٍ وَآبَتْ لَهُ مُبَعْثَرَة مِنْ أَقَاصِي العِلَلْ
253 ـ وَنَفَّسَ عَنْ صَدْرِهِ زَفْرَةً، وَخَامَرَهُ (194) البُرْءُ حَتَّى أَبَلّْ
254 ـ أَحَسَّ بكَالجَمْر فِي رَاحَتَيْه: سَعِير تَوَقّد!! مَاذَا احْتَمَل؟
255 ـ وَيَبْسُطُ كَفَيهِ: مَاذَا أَرى جَوَابٌ حَثِيثٌ وَلوْ لَمْ يَسَلْ!!
256 ـ عُيُونٌ تُحَمْلِقُ فِي وَجْهِه، مِنْ الخُبْثِ تَزْهَرُ (195) أَوْ تأتَكِلْ!!
(يُتْبَعُ)
(/)
257 ـ[أَجَلْ بِعْتُهَا! بِعْتُهَا بِعْتُهَا! .. بَقَاءٌ قَلِيلٌ وَدُنْيَا دُوَلْ!]
258 ـ وَألْقَى الغَنىِ لِلثَّرى! وَانَتَحَى (196) وَنفَّض كَفَيْهِ: [حَسْبي! أَجَلْ]
259 ـ وَألْقَى إلَى غَالِيَاتَ الثِّيَابِ وَالبَزِّ نَظْرَةَ لاَ مُحْتَفلْ!
260 ـ وَوَلى كَئيبًا ذَلِيلَ الخُطَا، بَعيدَ الأَنَاةِ، خَفَّيِ الغُلَلْ (197)!
261 ـ وَأَوْغل فِي مُضْمرَاتِ (198) الغُيُوبِ يَطْوِي البَلاَبلَ طَيَّ السِّجِلّْ
262 ـ أرَادَ لِيَنْسَى وَبَيْنَ الضُّلوُعِ نَوَافِذ مِنْ ذِكَرٍ تَنْتَضِلْ
663 ـ فَأَحْيَتْ صَبَابتَهُ، وَالجِرَاحُ دِمَاءٌ مُفَزَّعَةٌ لَمْ تَسِلْ
264 ـ تُرِيهِ الرُّؤَى وَهْوَ حَيُّ النَّهارِ، وَتسْري بِهِ وَهْوَ لَمْ يَنْتَقِلْ
266 ـ وَيَبْسُطُ كَفَّيه مُسْتَغْرِقًا، فَتَحْسَبُهُ قَارِئًا قَدْ ذَهِلْ
267 ـ يَرَى نِعْمَة لَبِسَتْ نِقْمةً، وَنُورًا تَدَجَّى (199)، وَسِحْرا بَطَلْ
268 ـ وَآيَتَهُ (200) عَاثَ فِيهَا الشُّحُوبُ فَأنَكَرَ مِنْ لَوْنِها مَا نَصَلْ
269 ـ وَأسَرارَهَا (201) فَضَّهَا طَائف لَهُ سَطْوَة وأَذى حَيْثُ حَلْ
270 ـ وَسَحْقَ (202) غِشَاءِ عَلَى أَعْظُمُُ، تَهَّتَك مثْلَ الأدِيم النَّغِلْ
271 ـ وَمَستْ أَنامِلَهُ رَجْفَةٌ، تَسَاقَطَ عَنَها سَنَاهَا (203) وَزَل
272 ـ وَأَفْضَى بَنظْرَتِهِ نَافِذًا إلى غَيْبِ مَاضٍ بَهَيمِ (204) السُبُل
273 ـ تَلاَوَذُ (205) أَشباحُهُ، كَالذَّليلِ، بِلُغْزِ نَخِيلٍ، وَدَاجِي دَغَلْ
274 ـ وَأَسْوِدَةً خَطِفَتْ فِي الظلاَم هَارِبة مِنْ صَيُودٍ خَتَلْ
275 ـ وَطْيرًا مُرَوَّعَةً أَجْفَلَت، وَآمِنَ طَيْرٍ وَدِيعٍ هَدَلْ (206)
276 ـ وَشقَّت لَهُ السُّدَفَ (207) الغَاشِيَاتِ حَسْنَاء ضالٍ عَلَيهْا الحُلَلْ
277 ـ أَضَاءَ الظَلاَمُ لَهَا بَغْتَةً، وَقَوَّضَ خَيْمتَهُ وَاُرْتَحَل
278 ـ أَطَلَّتْ لَهُ مِنْ خِلاَل الغُصُونِ عَذْرَاء مَكْنُونَة لَمْ تُنَلْ
279 ـ «رَأى غَادَةً نُشّئَتْ فِي الظِّلاَلِ، ظِلاَل النَّعِيم»، عَلَيْهَا الكللْ (208)
280 ـ عَروسٌ تَمَايَلُ مُخْتَالَةً، تُمِيتُ بدَلّ، وَتُحْيِي بِدَلَ
281 ـ وَنَادَتْه، فَاَرَتَدَّ مُسْتَوفِزًا (209) بَجُرْحٍ تَلَظى وَلمْ يَنْدمِلْ:
282 ـ أفِق! قَدْ أَفَاقَ بِها العَاشِقُون قَبْلَكَ، بَعْدَ أَسىً قَدْ قَتَلْ!
283 ـ أَفِقْ! يَا خَلِيلِي! أفِق! لاَ تَكُنْ حَلِيف الهُمُومِ، صَرَيع العِلَلْ
284 ـ فَهَذَا الزَّمَانُ، وَهَذِي الحيَاةُ، عَلّمْتِِنيها قَدِيمًا: دُوَلْ!!
285 ـ أَفِقْ! لاَ فَقَدْتُكَ! مَاذَا دَهَاكَ؟! تَمَّتعْ! تَمَتَّع! بِهَا! لاَ تَبلْ!
286 ـ بِصُنْع يديْك تَرَاني لَدَيْكَ، فِي قَد أخْتِي! وَنِعْمَ البَدَلْ!
287 ـ صَدَقْتِ! صَدَقْتِ!. وَأَيْنَ الشبَابُ؟ وَأَيْنَ الوَلْوعُ؟ وَأَيْنَ الأَمَلْ
288 ـ صَدَقْتِ صَدَقْتِ!! .. نَعْمَ قَدْ صَدَقْتِ! وَسِر يَدَيْك كَأنْ لَمْ يَزَلْ
289 ـ حَبَاكَ بِهِ فَاطِر النَيِّراتِ، وَبَارِي النَّبَاتِ، وَمَرْسِي الجَبلْ
290 ـ فَقُمْ! وَاسْتَهِلَّ (210)، وَسَبِّحْ لَهُ! وَلبّ لِرَبٍ تَعالىَ وَجَلّْ
.... وَأستغْفِر اللَّه، فإلا تكنْ رَضيتَ فقد أَمْلَلْتك، وَإذَا أنا قد أسأتُ من حيثُ أردْتُ الإحسان .. ولكنَّكَ بعثتَ كَوامِنَ نفسِي مُنْذ رأيتُك، فتوَسَّمْتُ وَجْهك، وعرفتُ فيه شيئًا أخطأتُه في وُجوه كثير من أهلِ زَماننا، فأحببتُ أن أعِظك وَأعظَ نفسي بِنْعمة اللَّه عَلَى عباده، إذ جَعَل بعضَهم لبعضٍ قُدوة ًوَعِبْرَةً، وَآتاهُم من مكنونِ عِلْمه مالا يغُفلُ عَنْه إلاّ هالكٌ، ولا يُضَّيعه إلاّ مُسْتَهينٌ لا يبالي. وقد بلّغنَا رسولُ اللَّه عن ربهِّ بلاغًا يُضيء لكَل حَيِّّ نَهْجَ حياتِه، ويُمْسِكُ عليه هَدْي فِطْرته، إذ قال: «إنّ اللَّه يُحِبُّ إذَا عَمِل أَحَدُكُم عملاً أن يُتْقِنَه» وقال: «إنّ اللَّه كتَبَ الإحْسانَ على كُلِّ شيء، فإذَا قَتَلْتم فأحسِنُوا القِتلة، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنُوا الذِّبْحة، وَليُحدَّ أحدُكُمْ شَفْرتَه، ولْيُرِحْ ذَبِيحتَه» فَانْظُر إلى أين كتب اللَّه عَلَينا أن نبلُغَ في إتقان ما نَصْنع، وإحسانِ ما نَعْمَل!
اللهُم إنَّا نسألُك الثباتَ في الأمر، والعزيمةَ على الرُّشْد، والإتقَان في العَمَل، وَالإحسانَ فيما نأتي وما نَذر. وَنسْأَلُكَ منْ خير ما تَعْلم، ونعوذُ بك من شَرّ ما تَعْلم. وَنسألُك قَلْبا سَلِيمَا، ولسانًا صادقًا، وعملاً صالحًا، وسَداداً في الخير. والسلامُ على مِنْ اتَّبَع الهُدَى.
من أخيك ..
محمود محمد شاكر
القاهرة: 17 ربيع الآخر سنة 1371هـ
15 يناير سنة 1952م
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[29 - Nov-2008, مساء 09:05]ـ
حلم مزعج
قالت: غفوتُ هنيهة في حضن ليلٍ مُعتمِ
فرأيتُ في فمي يداً سرقت طعامي من فمي
ولهذه اليد ألفُ ظُفرٍ مثل ظُفر الضّيغم
نهشتْ بها لحمي وعظمي نهش جبّارٍ عَمِ
ولها فمٌ يسعُ الورى طُرّاً به شربت دمي
وظننتُ أنّ مدينتي بدأت مراسمَ مأتمي
فإذا بها تلقى معي نفس المصير المؤلمِ
فصرختُ أيّتها اليدُ اجتنبي سياطَ تظلُّمي
فرمتْ إليّ بعظمةٍ في خفيةٍ وتكتّم
فقبلتُ عظمتها ولم أحفل بخسّةِ مغنمي
مهما فعلتُ فما لمثلي غيرُها من مطعم
حتى هممتُ بأخذها فإذا بها من أعظُمي
قل لي أفي تأويلها بشرى بخيرٍ مُقدِم؟
أم أنّها نقمٌ ستولدُ في طريقي المظلمِ؟
فأجبتها: لا شيئ في رؤياكِ كي تستفهمي؟
رؤياكِ صورةُ حالنا المألوفِ دون تبرُّمِ
ونُقبّلُ الكفَّ التي نبتتْ بمعصمِ مُجرمِ
وتمُصُّ مصَّ الأفعوانِ دمَ الفقير المُعدمِ
وعلى جماجمنا يكونُ صعودها للأنجُمِ
فمضتْ وأعينُها تقول بلهجةِ المتهكّمِ
إن كان ذاحقّاً فأنتم في عدادِ النُّوَّمِ
عاطف عكاشة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Dec-2008, مساء 09:41]ـ
/// بارك الله في الإخوة المباركين جميعًا "الأنصاري، الواحدي، صالح، عبدالقادر، الشهري، العاصمي" إضاءتهم الموضوع بمشاركاتهم اللطيفة النافعة .. ونأمل منهم المزيد
/// وقال الأحيمر السعدي:
عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذ عَوى /// /// /// وَصَوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
يَرى اللهُ إِنّي لِلأَنيسِ لَكارِهٌ /// /// /// وَتُبغِضُهُم لي مُقلَةٌ وَضَميرُ
فَلِلَّيلِ إِن واراني اللَيلُ حكمُهُ /// /// /// وَلِلشَمسِ إِن غابَت عَلَيَّ نُذورُ
وَإِنّي لَأستَحيي مِنَ اللهِ أَن أُرى /// /// /// أُجَرِّرُ حَبلاً لَيسَ فيهِ بَعيرُ
وَأَن أَسأَلَ المَرءَ اللَئيمَ بَعيرَهُ /// /// /// وَبَعرانُ رَبّي في البِلادِ كَثيرُ
لَئِن طالَ لَيلي بِالعِراقِ لَرُبَّما /// /// /// أَتى لِيَ لَيلٌ بِالشَآمِ قَصيرُ
ـ[صالح غيث]ــــــــ[02 - Dec-2008, صباحاً 01:27]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت في نسبة الأبيات للأحيمر، فبعضهم ينسبه للمجنون، ولكن نسبته للأحيمر أصح، وهو شاعر فصيح محتجّ بشعره، له قصائد في الحماستين الكبرى والصغرى، وفي نوادر أبي زيد إذ لم تخنّي الذاكرة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 11:23]ـ
/// بارك الله فيك، ونفع بك ..
/// ومن شعر الأحيمر السَّعدي:
أَرَانِى وذِئْبَ القَفْرِ إِلْفَيْنِ بَعْدَما /// /// /// بَدَأنا كِلاَنا يَشْمَئِزُّ ويُذْعَرُ
تَأَلَّفَني لَمَّا دَنَا وأَلِفْتُهُ /// /// /// وأَمْكَنَنى للرَّمْىِ لَوْ كُنْتُ أَغْدِرُ
ولكِنَّني لم يَأْتَمِنِّي صاحِبٌ /// /// /// فيَرْتابَ بي ما دام لا يَتَغَيَّرُ!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[03 - Dec-2008, صباحاً 11:58]ـ
/// يقول الأخطل الصغير:
شكت فقرها فبكت لؤلؤا /// /// /// تساقط من جفنها وانتشر
فقلت وعيني على دمعها /// /// /// أفقر وعندك هذي الدرر
ـ[صالح غيث]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 05:44]ـ
أخذه من قول الوأواء الدمشقي (وقد سُبِقَ):
قالتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينَا لَوَاحِظُهَا """ كَمْ ذَا أَمَا لِقَتِيْلِ اللّحْظِ منْ قَوَدِ
وأَمطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجسٍ وسَقَتْ """ وَرْدَاً وعَضَّتْ على العُنَّابِ بِالبَرَدِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 05:47]ـ
/// بارك الله فيك، لستُ ناقدًا .. ولكن لم يظهر لي سرقة هذا المعنى من الوأواء، إذ غاية ما يربط بينهما تشبيه الدمع باللُّؤلؤ، وبس، وهذا القدر لا يرتقي كونه أخذًا. والله أعلم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 06:10]ـ
/// وعلى ذكر اللُّؤلؤ فقد تذكَّرتُ أبيات البارودي الرَّائعة في الحكمة، وأكثر ديوانه حكمة:
أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنديـ /// /// /// ـبَ وَفيضي آبارُ تَكرورَ تِبْرا
أَنا إِن عِشتُ لَستُ أَعدَمُ قوتاً /// /// /// وَإِذا مُتُّ لَستُ أَعدَمُ قَبْرا
هِمَّتي هِمَّةُ المُلوكِ وَنَفسي /// /// /// نَفسُ حُرٍّ تَرى المَذَلَّةَ كُفْرا
وَإِذا ما قَنِعتُ بِالقوتِ عُمري /// /// /// فَلِماذا أَزورُ زَيداً وَعَمْرا
ـ[صالح غيث]ــــــــ[03 - Dec-2008, مساء 08:35]ـ
حسن الاعتذار
قال جرير الخطفي:
بسيفِ أبي رغوانَ سيفِ مجاشعٍ،،، ضَرَبْتَ ولمْ تَضْرِبْ بسيف ابن ظالمِ
ضَرَبْتَ بهِ عِنْدَ الإمامِ فَأَرْعَشَتْ،،، يَدَاكَ وقالوا مُحدثٌ غيرُ صَارِمِ
وقصة البيتين هي أنه جيء بأسير رومي في مجلس الخليفة سليمان بن عبد الملك، فأمَرَ الفرزدقَ - وكان من بين الحاضرين - أن يضرب عنقه، وَأُحْضِرَ السيف والنطع، فامتنع الفرزدق أن يضربه إلا بسيفِ جدهِ مجاشعٍ، فلمّا ضربه لم يعمل شيئاً، وضحك من كان في المجلس فقال جرير يعيِّره .... البيتين
فرد الفرزدق عليه بقصيدة منها قوله:
ولا نقتُل الأسرى ولكنْ نفُكُهُم،،، إذ أثقلَ الأعناقَ حملُ الغارمِ
فهلْ ضربةُ الرُّوميِّ جاعِلةٌ لكمْ،،، أباً عن كُلَيْبٍ أو أخاً مثلَ دارمِ
(أرجو التصحيح إذا وقع خطأ فهي من حفظي)
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, صباحاً 06:38]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أخذه من قول الوأواء الدمشقي (وقد سُبِقَ):
(يُتْبَعُ)
(/)
قالتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينَا لَوَاحِظُهَا """ كَمْ ذَا أَمَا لِقَتِيْلِ اللّحْظِ منْ قَوَدِ
وأَمطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجسٍ وسَقَتْ """ وَرْدَاً وعَضَّتْ على العُنَّابِ بِالبَرَدِ
وورد الشطر الثاني من البيت الأول بهذا اللفظ:
ما إن أرى لقتيلِ اللَّحظِ من قودِ
وما أوردتَه أكثر انسجاماً مع السياق.
ولست أدري لماذا كلما قرأت هذا البيت، بدا لي أنّ صوابه أن يقال "وقد فتكت فيها لواحظنا"؟! ولست أدري لماذا يظل يقيني أنّ صوابه كذلك؟!
ولعل الوأواء الدمشقي نظر في بيتيه هذين إلى قول أبي نواس:
يا قمراً أبْصَرْتُ في مأتمٍ - - - - يَندب شجواً بين أتْرابِ
يَبكي فيُذري الدُّرَّ مِن نرجسٍ - - - - ويلطم الوَرْدَ بِعُنَّابِ
وإذا كان الوأواء قد فعلها حقا، فلا جناح عليه، وإنما سرق كما سرق أخ له من قبل .. فقد نظر قبله أبو نواس إلى قول بشار:
مَن راقَب الناسَ لم يَظفَرْ بِحاجَته ---- وفاز بالطيِّبات الفاتِكُ اللهِجُ
فاختصره بلفظ أرق في وزن أخف، وقال:
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً ---- وفاز باللذَّةِ الجَسورُ
فمحا بيت بشّار، وخلَّد بيته!
ودار الزمان دورته، وابتلي أبو نواس بمن أتى إلى بيته وزاد فيه، فخرج بخمس تشبيهات أدهشت النقاد، حتى قيل: لن يزيد عليها أحد! فالأول سطا مختزلا، والثاني سطا مطوِّلا؛ لكن كلاهما كان مبدِعاً مذهلا ...
والوأواء لم يكن في "نظره" إلى شعر غيره بسيطا، بل كان يقوم في صنعته بتركيبات كيماوية، لا ينتبه إليها إلا مَن أكثر التردد على "سوق العطّارين" ... فقوله: "وعضَّت على العُنَّابِ بالبَرَدِ" - وهو المعنى الخامس الذي أضافه إلى بيت أبي نواس- إنما سلخه سلخاً من قول ديك الجن الحمصي:
وحاذَرَتْ أَعْيُنَ الواشِينَ وانصرفَتْ - - - - تعضُّ مِنْ غَيْظها العُنَّابَ بالبَرَدِ
وللمتنبي معنى قريب من معاني الوأواء، وذلك في قوله:
تَرْنُو إليَّ بِعَيْنِ الظبْيِ مُجْهِشَةً - - - - وتَمْسَحُ الطَّلَّ فوق الوَرْدِ بالعَنَمِ
ولعل الوأواء "رنا" إليه، لكن بعين ليست بعين ظبي!
أمّا الأخطل الصغير، فلعله نظر إلى بيتي الوأواء .. ولعله كان "كيماويا" أيضا .. ومن الوارد أنه قرأ قول ابن المعتز:
ولَطْمَة خَدٍّ تجعل الوَرْدَ خُرَّما ... وتَنْثُر دمعاً لا يباع بأثمانِ
فأضافه إلى بيتي الوأواء، ثم حرَّك قارورته السحرية، فاستخلص منها بيتيه البديعين؛ وهما من السهل الممتنع ...
والمتأمل لشعر الوأواء، يستنتج أنه كان شديد النظر إلى قصائد ابن المعتز، وأنه "عضَّ على بعض معانيها "بالبَرَدِ"، فاستخرج منها من المعاني ما أنقذه من "سوق البطيخ" بدمشق ...
وظني أن السطو لم يكن ديدن فحول الشعراء، فللذاكرة مسارات غريبة عجيبة؛ وأعجز الناس عن سبر أغوارها صاحبها ومغذِّيها!
وبما أنّ الحديث جرَّنا إلى العيون ودموعها، أضيف هذه الأبيات التي قالها بعصهم، وتُنسَب إلى السري الرَّفَّاء:
بِنَفْسيَ مَن رَدَّ التحيَّة ضاحكاً - - - - فجَدَّدَ بَعدَ اليأسِ في الوصل مطمعي
إذا ما بدا، أبدى الغرامُ سرائري - - - - وأَظْهَرَ لِلعُذَّال ما بَين أضلُعي
وحالت دموعُ العينِ بيني وبينه - - - - كأنَّ دموع العينِ تعشقه معي!
والبيت الأخير طريف المعنى، يذكِّرنا برسول المتنبي؛ عفا الله عنّا وعنه ...
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 12:48]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
البيتان لأبي صخر الهذلي. والمحفوظ:
أَمَا والذي أبْكَى وأَضْحَكَ والذي --- أمات وأحيا والذي أَمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْنِي أَحْسدُ الوَحْشَ أنْ أرى --- أَلِيفَيْنِ منها لا يرُوعُهما الذُّعْرُ
جزاك الله خيرا وما كتبته من جود الذاكرة مع بعد العهد. قال محقق الكتاب (الدكتور على المفضل، ط. دار الفكر): "وفي الشعراء ص567 أنها كانت مما ينحل لقيس المجنون" وأشار أن في بعض النسخ: أغبط الوحش، وفي البعض الآخر: لا يروعهما الذعر، وأثبتَ ما ذكرتُ.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 01:02]ـ
ومن الشمقمقية [1]، وهي من أشهر الأراجيز وأفصحها مع تأخرها في الزمن، يصف سير الإبل في تصوير جميل:
ولَمْ تَزَلْ تَقْطَعُ جِلْبابَ الدُّجَى = = بِجَلَمِ اليد وسَيفِ العُنُقِ
فمَا اسْتَرَاحَتْ مِنْ عُبُورِ جَعْفَر = = ٍومِنْ صُعُودٍ بِصَعِيدٍ زَلَقِ
إلاَّ وفِي خَضْخَاضِ دَمْعِ عَيْنِها = = خَاضَتْ وغَابَتْ بِسَرابٍ مُطْبِقِ
كَأَنَّمَا رَقْرَاقُهُ بَحْرٌ طَمَا = = والنُّوقُ أمْواجٌ عَلَيْهِ تَرْتَقِي
وكُلُّ هَوْدَجٍ عَلى أقْتابِها = = مِثْلُ سَفينٍ ماخِرٍ أوْ زَوْرَقِ
مَرَّتْ بِها هُوْجُ الرِّياحِ فَهْيَ فِي = = تَفَرُّقٍ حِيناً وحِيناً تَلَْتقِي
وَكَمْ بِسَوْطِ البَغْيِ سُقْتَ سُوقَهَا = = سَوْقَ المُعَنِّفِ الذي لَمْ يَتّقِ
حَتَّى غَدَتْ خُوصاً عِجافاً ضُمَّرا = = ًأَعْنَاقُهَا تَشْكُو طَويلَ العَنَقِ
... ما أجمل وأبلغ هذه الأوصاف.
= = = = = = = = = = =
[1] لا يكاد يوجد من له اهتمام بالأدب والعلم في موريتانيا، بل حتى بعض العوام، إلا ويحفظها كاملة أو بعضها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 10:53]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
جزاك الله خيرا وما كتبته من جود الذاكرة مع بعد العهد. قال محقق الكتاب (الدكتور على المفضل، ط. دار الفكر): "وفي الشعراء ص567 أنها كانت مما ينحل لقيس المجنون" وأشار أن في بعض النسخ: أغبط الوحش، وفي البعض الآخر: لا يروعهما الذعر، وأثبتَ ما ذكرتُ.
الفاضل الشهري: جزاك الله خيرا على اهتمامك.
والمثبت في شرح الحماسة، لا هو ما ذكرتُ ولا الذي ذكرتَ؛ بل جاء فيها:
أمَا والذي أبكى وأضحَكَ والذي ---- أمات وأحيا والذي أمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْني أحسد الوحشَ أنْ أرى ---- ألِيفَيْن منها لا يَروعُهما الزَّجْرُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Dec-2008, مساء 11:54]ـ
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
وَسَيْفُ أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا
لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
قوم لبوسهم في كل معترك
بيضٌ رقاقٌ وداوُدية ٌ سُلَبُ
البيضُ فوق رؤوس تحتها اليلبُ
و في الأنامل سمر الخطَّ والقضب
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم
فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ
فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ
لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم
وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم
و قد يهون عليكم منهم الغضب
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ
راضٍ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ وَمَغْفِرَة ٍ
وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ
والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
و الأزد جرثومة إن سوبقوا سبقوا
أو فوخروا فخروا أو غولبوا غلبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا
أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صفوا فأصفاهم الباري ولا يته
فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب
من حسن أخلاقهم طابت مجالسهم
لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ
و الأسد ترهبهم يوماً إذا غضبوا
أندى الأنام أكفّاً حين تسألهم
وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا
بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا
ـ[صالح غيث]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 01:43]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب الحذر من التعامل مع الشعر المنسوب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكثير منه منحول وملفّق، ويعرفه النقاد وأصحاب العلم بالشعر ومن له خبرة بمذاهب الشعر القديم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[05 - Dec-2008, صباحاً 01:56]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
الفاضل الشهري: جزاك الله خيرا على اهتمامك.
والمثبت في شرح الحماسة، لا هو ما ذكرتُ ولا الذي ذكرتَ؛ بل جاء فيها:
أمَا والذي أبكى وأضحَكَ والذي ---- أمات وأحيا والذي أمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْني أحسد الوحشَ أنْ أرى ---- ألِيفَيْن منها لا يَروعُهما الزَّجْرُ
أحسن الله إليك. قصدت بالمثبت قوله "يروعهما الزجر". وأما الباقي فقد ذكرت أنه من إملاء الذاكرة مع طول العهد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 11:05]ـ
وَاليَأسُ إِحدى الراحَتَينِ وَلَن تَرى /// /// /// تَعَباً كَظَنِّ الخائِبِ المَكدودِ!
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 11:29]ـ
قال أعرابي في امرأته:
لها جسم برغوث وساقا بعوضة ////// وجه كوجه القرد بل هو أقبحُ
وتفتح – لا كانت – فما لو رأيته ////// توهمته بابا من النار يفتحُ
إذا عاين الشيطان صورة وجهها ////// تعوذ منها حين يمسي ويصبحُ
لها منظر كالنار تحسب أنها ////// إذا ضحكت في أوجه الناس تلفحُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, صباحاً 11:39]ـ
/// الله المستعان .. الهجاء باب واسعٌ، ولولا ..
/// يقول أبونواس:
رَأَيتُ الفَضلَ مُكتَئباً /// /// يُناغي الخُبزَ وَالسَمَكا
فَقَطَّبَ حينَ أَبصَرَني /// /// وَنَكَّسَ رَأسَهُ وَبَكى
فَلَمّا أَن حَلَفتُ لَهُ /// /// بِأَنّي صائِمٌ ضَحِكا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 12:16]ـ
/// آسف .. لعلي لم احسن الاختيار وان كان القصد حسنا
/// هدية بسيطة لعلها تشفع لما تقدم
يقول الاديب الكبير محمد صادق الرافعي كما في "اوراق الورد"
قال القمر
ياليل: هيجت أشواقا أداريها ..... فسل بها البدر:إن البدر يدريها
رأى حقيقة هذا الحس غامضة .... فجاء يظهرها للناس تشبيها
في صورة من جمال البدر ننظرها ... وننظر البدر يبدو صورة فيها
*************
يأتي بملء سماء من محاسنه .... لمهجتي وأراه ليس يكفيها
وراحة الخلد تأتي في أشعته ..... تبغي على الأرض من في الأرض يبغيها
وكم رسائل تلقيها السماء بها ..... للعاشقين فيأتيهم ويلقيها
*************
يقول للعاشق المهجور مبتسما: ...... خذني خيالا أتى ممن تسميها
وللذي أبعدته في مطارحها ...... يد النوى، أنا من عينيم أدنيه
وللذي مضه يس الهوى فسلا: ...... أنظر إلى ولا تترك تمنيها
*********
أما أنا فأتاني البدر مزدهيا ..... وقال جئت بمعنى من معانيها
فقلت: من خدها، أم من لواحظها ..... أم من تدللها أم من تأبيها
أم من معاطفها أم من عواطفها .......... أم من مراشفها ام من مجانيها
أم من تفترها، أم من تكسرها ....... أم من تلفتها أم من تثنيها!؟
كن مثلها لي.جذبا في دمي وهوى ... أو كن دلالا وكن سحرا وكن تيها
فقال وهو حزين: ما استطعت سوى ........ أني خطفت ابتساما لاح من فيها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 12:19]ـ
/// بارك الله فيك يا أخانا الكريم، بل أسعدتني مشاركتك، وأردُّت بتعقيبي السابق مداعبتك حسبُ.
ـ[الحُميدي]ــــــــ[10 - Dec-2008, مساء 03:15]ـ
بارك الله فيكم .. ،ولي عودة إن شاء الله .. ،مع نوادر وطرف الشعر الأندلسي .. ،
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 02:04]ـ
/// نحن بانتظارك يا أخانا الكريم ..
/// قال لبيد بن ربيعة:
طرب الفؤاد وليته لم يطربِ /// /// /// وعناه ذِكْرى خُلَّة لم تصقبِ
سفهاً، ولو أني أطعت عواذلي /// /// /// فيما يشرْنَ به بسفح المذنبِ
لزجرت قلباً لا يريع لزاجر /// /// /// إن الغَويَّ إذا نُهِيْ لم يعتبِ
فتعزَّ عن هذا، وقُلْ في غيره /// /// /// واذكر شمائل من أخيك المنجبِ
يا أربد الخير الكريم جدوده /// /// /// أفردَّتني أمشي بقرنٍ أعضبِ
إنَّ الرزيَّة لا رزيَّة مثلها /// /// /// فقدان كل أخٍ كضوء الكوكبِ
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم /// /// /// وبقيت في خلفٍ كجِلد الأجربِ
يتأكَّلون مغالةً وخيانةً /// /// /// ويُعاب قائلهم وإن لم يشغبِ
ولقد أراني تارة من جعفر /// /// /// في مثل غيث الوابل المتحلَّبِ
من كلِّ كهلٍ كالسنان وسيِّد /// /// /// صعب المقادة كالفنيق المصعبِ
من معشر سنَّت لهم آباؤهم /// /// /// والعِزُّ قد يأتي بغير تطلُّبِ
فبرى عظامي بعد لحمي فقدهم /// /// /// والدهر إن عاتبت ليس بمعتبِ!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, صباحاً 02:37]ـ
/// وقال لبيد بن ربيعة:
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا /// /// /// وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ /// /// /// وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وما المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ /// /// /// يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إِذْ هو ساطِعُ!
وما النَّاسُ إلاّ كالدِّيارِ وأَهْلِها /// /// /// بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت /// /// /// أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فأَصْبَحْتُ مِثْلَ السَّيْفِ أَخْلَقَ جَفْنَهُ /// /// /// تَقادُمُ عَهْدِ القَيْنِ، والنَّصْلُ قاطِعُ
وقَد كنتُ في أَكْنافِ دارِ مَضَنَّةٍ /// /// /// فَفارَقَنِي جارٌ بأَرْبَدَ فاجِعُ
فلا تَبْعَدَنْ، إنَّ المَنِيَّةَ مَوْعِدٌ /// /// /// عَلَيْنا، فَدانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
أَتَجْزَعُ مِمّا أَحْدَثَ الدِّهْرُ بَيْنَنا /// /// /// وأَيُّ كَرِيمٍ لم تُصِبْهُ القَوارِعُ؟!
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى /// /// /// أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 09:38]ـ
/// وقال السَمَوْأل بن عادياء (1):
إِذا المَرْءُ لَمْ يَدْنَسْ مِن اللُّؤْمِ عِرْضَهُ /// /// /// فكُلُّ رِداءٍ يَرْتَدِيهِ جَمِيلُ
وإِنْ هُو لَمْ يَحْمِلْ على النَّفْسِ ضَيْمَها /// /// /// فَلَيْسَ إلى حُسْنِ الثَّناءِ سبيلُ
وقائِلَةٍ: ما بالُ أُسْرَةِ عادِيا /// /// /// تَبارَى، وفِيهمْ قِلَّةٌ وخُمُولُ
تُعَيِّرُنا أَنَّا قَلِيلٌ عَدِيدُنا! /// /// /// فقلتُ لها: (إِنَّ الكِرَامَ قَلِيلُ)!
وما ضَرَّنا أَنَّا قَلِيلٌ وجَارُنا /// /// /// عَزِيزٌ، وجارُ الأَكْثَرِينَ ذَلِيلُ!
وما قَلَّ مَنْ كانَتْ بَقاياهُ مثْلَنا /// /// /// شَبابٌ تَسامَى لِلْعُلا وَكُهُولُ
لَنا جَبَلٌ يَحْتَلُّه مَنْ نُجِيره /// /// /// مُنِيفٌ، يَردُّ الطَّرْفَ وهْوَ كَلِيلُ
رَسَا أَصْلُه تَحْتَ الثَّرَى، وسَما بِهِ /// /// /// إِلى النَّجْمِ فَرْعٌ لا يُنال طَويل
هو الأَبْلَقُ الفَرْدُ الذي سارَ ذِكْرُهُ /// /// /// يَعِزُّ على مَنْ رَامهُ فيَطُولُ
وإِنَّا لَقَوْمٌ ما نَرَى القَتْلَ سُبَّةً /// /// /// إِذا ما رَأَتْهُ عامِرٌ وَسُلُولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجالنَا لَنا /// /// /// وتَكْرَهُهُ آجالُهُمْ فتَطُولُ
وما ماتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ /// /// /// ولا طُلَّ مِنَّا حَيْثُ كانَ قَتِيلُ
تَسِيل على حَدِّ الظُّباتِ نُفُوسنا /// /// /// ولَيْسَتْ على غَيْرِ الظُّباتِ تَسِيلُ
صَفَوْنا فَلَمْ نَكْدَرْ، وأَخْلَصَ سِرَّنا /// /// /// إِناثٌ أَطابَتْ حَمْلَنا وفُحُولُ
عَلَوْنا إِلى خَيْرِ الظُّهُورِ، وحَطَّنا /// /// /// لِوَقْتٍ إِلى خَيْرِ البُطُونِ نُزُولُ
فنَحْنُ كماءِ المُزْنِ، ما فِي نِصابِنا /// /// /// كهَامٌ، ولا فِينا يُعَدُّ بَخِيلُ
ونُنْكِرُ إِنْ شِينَا على النَّاسِ قَوْلَهُمْ /// /// /// ولا يُنْكِرُونَ القَوْلَ حِينَ نَقُولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنَّا خَلا قامَ سَيِّدٌ /// /// /// قَؤُولٌ لِما قال الكِرامُ فَعُولُ
وما أُخْمِدَتْ نارٌ لنَا دُونَ طارِقٍ /// /// /// ولا ذَمَّنا في النَّازِلِينَ نَزِيلُ
وَأيَّامُنا مَشْهُورَةٌ في عَدُوِّنا /// /// /// لَها غُرَرٌ مَعْلُومَةٌ وحُجُولُ
وأَسْيافُنا في كُلِّ شَرْقٍ ومَغْرِبٍ /// /// /// بِها مِن قِراعِ الدَّارِعينَ فُلُولُ
مُعَوَّدَةً أَلاَّ تُسَلَّ نِصالُها /// /// /// فتُغْمَدَ حتَّى يُسْتَباحَ قَبِيلُ
سَلِي، إِنْ جَهِلْت، النَّاسَ عَنَّا وعَنْهُمُ /// /// /// فلَيْسَ سَواءً عالِمٌ وجَهُولُ
فإِنَّ بَنِي الدَّيّان قُطْبٌ لقَوْمِهِمْ /// /// /// تَدُورُ رحَاهُمْ حَوْلَهُمْ وتَجُولُ
---------------------------
(1): وتُنسب لغيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Dec-2008, مساء 10:04]ـ
ابن عبد ربه
قصدَ المنونُ لهُ فماتَ فقيدا ,,,,, ومضى على صوفِ الخطوبِ حميدا
بأبي وأمي هالكاً أفردتهُ ,,,,,, قَدْ كَانَ في كُلِّ العُلومِ فَريدا
سودُ المقابر أصبحتْ بيضا بهِ ,,,,,, وَغَدَتْ لَهُ بِيضُ الضَّمائِرِ سُودا
لم نُرْزَهُ لما رُزِينَا وَحْدَهُ ,,,,,, وَإِنْ اسْتَقَلَّ بِهِ المَنُونُ وَحِيدا
لكنْ رُزينا القاسِمَ بن محمدٍ ,,,,, في فضلهِ والأسودَ بنَ يزيدا
وَابْنَ المُبَارَكِ في الرقائِقِ مُخْبِراً ,,,,,, وَابْنَ المُسَيَّبِ في الحديْثِ سَعيدا
والأخفشينِ فصاحة ً وبلاغة ً ,,,,,, والأعشَيينِ رواية ً ونشيدا
كانَ الوصِيَّ إذا أرَدْتُ وَصِيَّة ,,,,,,, والمستفادَ إذا طلبتُ مفيدا
وَلَّى حَفيظاً في الأَذمَّة ِ حَافِظاً ,,,,,, ومضى ودوداً في الوَرى مودودا
ما كانَ مثلي في الرَّزيَّة ِ والداً ,,,,,, ظفرتْ يداه بمثلهِ مولودا
حتَّى إذا بذَّ السوابقَ في العُلا ,,,,,, وَالعِلْمِ ضُمِّنَ شِلْوُهُ مَلْحُودا
يا مَنْ يُفَنِّدُ في البُكاءِ مُوَلَّهاً ,,,,,, ما كانَ يَسْمَعُ في البُكا تَفْنيدا
تأبى القلوبُ المستكينة ُ للأسى ,,,,,, منْ أنْ تكونَ حجارة ً وحديدا
إنَّ الذي بادَ السرورُ بموتهِ,,,,,, ما كانَ حزني بعدهُ لِيَبيدا
الآنَ لمَّا أنْ حويتَ مآثراً ,,,,, أَعْيَتْ عَدُوّاً في الوَرَى وحَسُودَا
ورأيتُ فيكَ منَ الصَّلاحِ شمائلاً,,,,,, ومنَ السَّماحِ دلائِلاً وشُهودا
أَبْكِي عَلَيْكَ إذا الحمامَة ُ طَرَّبَتْ ,,,,,, وَجْهَ الصَّباحِ وَغَرَّدَتْ تَغْريدا
لولا الحياءُ وأنْ أُزَنَّ ببدعة ٍ,,,,,, مِمَّا يُعَدِّدُهُ الوَرَى تَعْديدا
لَجَعَلْتَ يَوْمَكَ في المَنائحِ مَأتَماً ,,,,,, وَجَعَلْتُ يَوْمَكَ في المَوَالِدِ عِيدا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Dec-2008, مساء 07:26]ـ
/// وقال العباس بن مرداس:
أَراني كُلَّما قارَبتُ قَومي /// /// /// نَأَوا عَنّي وَقَطعُهُمُ شَديدُ
وَإِنّي لا أَزالُ أُريدُ خَيراً /// /// /// وَعِندَ اللهِ مِن نَعَمٍ مَزيدُ
أَقولُ لَهُم -وَقَد لَهِجوا بِشَتمي-: /// /// /// تَرَقَّوا يا بَني عَوفٍ وَزيدوا
فَما شَتمي بِنافِعِ حَيِّ عَوفٍ /// /// /// وَلا مِثلي بِضائِرِهِ الوَعيدُ!
فَما أَدري وَما يُدريهِ عَوفٌ /// /// /// أَيَنفَعُني الهُبوطُ أَمِ الصُعودُ؟!
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:01]ـ
شكر الله لكم .. ،
ولعل في هذه المشاركة نفع .. ،إن شاء الله .. ،
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذه نتف من أشعار حفاظ الأندلس، ولم أذكر من الشعر إلا ما يعزى لحافظ من حفاظ الاندلس ومحدثيها الأكابر،الذين يعدون من اهل العناية بالحديث والرواية، مع سعة الحفظ وتمام الضبط، غير ملتزم بالاستيعاب:
فقد أنشد حافظ المغرب الإمام الأشم أبو محمد ابن حزم –رحمه الله – في الزهد:
هل الدهر إلا ماعرفنا و أدرْكنا ... فجائعُهُ تبقى ولذَّاتُه تفنى
إذا امكنتْ فيه مسرة ساعة ... تولت كمر الطرف واستخلفتْ حُزنا
إلى تَبعاتٍ في المعاد وموقف ... نَوَدُّ لديه أننا لم نكن كنا
حَصَلنا على هم وإثم وحسرة ... و فات الذي كنا نقر به عينا
حنينٌ لِما ولَّى وشغلٌ بما أتى ... وغم لِما يرجى، فعيشك لا يهنا
كأن الذي كنا نُسَرُّ بكونه ... إذا حققته النفس، لفظ بلا معنى
وأنشد حافظ المغرب –أيضا- أبو عمر ابن عبدالبر القرطبي - رحمه الله- فقال مفتخرا:
إذا فاخرتَ فافخر بالعلومِ ... ودع ما كان من عظمٍ رميمِ
فكم أمسيت مُطَّرحًا بجهلٍ ... وعلمي حل بي بين النجوم
وكائن من وزير سار نحوي ... فلازمني ملازمة الغريم
وكم اقبلت مُتئدا مُهابا ... فقام إلي من ملك عظيم
وركبٌ سار في شرقٍ وغربٍ ... بذكريَ مثلَ عرفٍ في نسيم
صدق رحمات ربي عليه، انظر (المُغرب في حلى المغرب) لابن سعيد "ج2/ 329" دار الكتب العلمية.
وقال تلميذهما الحافظ أبو عبد الله الحُميدي المُيُورقي-رحمه الله-:
الفقه في الدين بالآثار مقترن ... فاشغل زمانك في فقه وفي أثر
فالشغل بالفقه والآثار مرتفع ... بقاصد الله فوق الشمس والقمر
انظر "الإلماع، ص236" للقاضي عياض.
وقال – رحمه الله – ناصحا:
لقاء الناس ليس يفيد شيئا ... سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم إو إصلاح حال
أنظر (المٌغرب، ج2/ 381).
وأنشد الحافظ الفقيه الأصولي أبو الوليد الباجي المالكي –رحمه الله -:
إذاكنت أعلم علما يقينا ... بأن جميع حياتي كساعهْ
فلم لا أكون ضنينا بها ... وأجعلها في صلاح وطاعهْ
انظر (المُغرب،ج1/ 327) لابن سعيد،وقد أنشده عنه الخطيب البغدادي في (اقتضاء العلم العمل ص104) مكتبة المعارف.
وقد قال –رحمه الله – مُرثيا لابنيه المتوفيين وهما مغتربين عنه -وهي تنضح بنمير الأسى و الحزن -:
يقِرُّ بعيني ان أزور ثراهما ... وأُلصِق مكنون الترائب في التُّرْبِ
وأَبكي وأُبكي ساكنيْها لعلني ... سأُنجِد من صَحب و أُسعد من سُحب
فما ساعدتْ وُرْقُ الحمام أخا أسى ... ولا روَّحتْ ريحُ الصبا عن أخي كرب
ولا استعذبتْ عيناي بعدهما كرى ... ولا ظمئت نفسي إلى البارد العذب
أحنُّ ويُثني اليأس نفسي عن الأسى ... كما اضطُرَّ محمولٌ على المركب الصعب
(نفس المرجع)
.........
هذا الجزء الأول .. ،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحُميدي]ــــــــ[16 - Dec-2008, صباحاً 12:06]ـ
نسيت .. ، ولم أذكر إلا بعض ما تخيرته من شعر كل حافظ .. ،
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Dec-2008, مساء 07:07]ـ
/// بارك الله فيك، ونفع بك.
/// وقال العباس بن مرداس أيضًا:
إِنّي أَتَتْنِي عَن يَسارٍ مَقالَةٌ ••• وَجَهلٌ، وَكانَ المَرءُ لَيسَ بِجاهِلِ
فَإِنَّكَ قَد حاوَلتَ جَهلاً وَفِتنَةً ••• وَإِنَّكَ تَسْعَى إِن سَعيتَ بِخامِلِ
وَكَيفَ أُعادي مَعشَراً يَأدِبونَكُم ••• عَلى الحَقِّ أَن لا يَأشِبُوهُ بِباطِلِ؟
أَبَت كَبِدي -لا أَكذِبَنْكَ- قِتالَهُم ••• وَكَفِّي، وَتأباهُ عَلَيَّ أَنامِليْ!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[17 - Dec-2008, صباحاً 10:27]ـ
وقال العباس بن مرداس أيضًا:
بذي لجب رسول الله فيهم = بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة = في خلقه و محمداً سماكا
ثم الذين و فوا بما عاهدتم = جند بعثت عليهم الضحاكا
رجلاً به ذرب السلاح كأنه = لما تكنفه العدو يراكا
يغشى ذوي النسب القريب = و إنما يبغي رضا الرحمن ثم رضاكا
أنبئك أني قد رأيت مكره = تحت العجاجة يدمغ الإشراكا
طوراً يعانق باليدين و تارة = يفري الجماجم صارماً فتاكا
يغشى به هام الكماة و لو ترى = منه الذي عاينت كان شفاكا
وبنو سليم معنقون أمامه = ضرباً و طعناً في العدو دراكا
يمشون تحت لوائه و كأنهم = أسد العرين أردن ثم عراكا
ما يرتجون من القريب قرابة = إلا لطاعة ربهم و هواكا
هذي مشاهدنا التي كانت = لنا معروفة و ولينا مولاكا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 02:31]ـ
/// وقال العبَّاس بن مرداس أيضًا:
تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ • • • وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ مُزيرُ
وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ • • • فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ
فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ • • • وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ
بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخاً • • • وَاُمُّ الصَقرِ مِقلاتٌ نَزورُ
ضِعافُ الطَيرِ أَطوَلُها جُسوماً • • • وَلَم تَطُلِ البُزاةُ وَلا الصُقورُ
ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيراً • • • وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبٍّ • • • فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ
يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ • • • وَيَحبِسُهُ عَلى الخَسفِ الجَريرُ
وَتَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوى • • • فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَلا نَكيرُ
فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلاً • • • فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[17 - Dec-2008, مساء 04:45]ـ
وقال العبَّاس بن مرداس أيضًا:
ما بال عينك فيها عائر سهر = مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين تأوبها من شجوها أرق = فالماء يغمرها طوراً و ينحدر
كأنه نظم در عند ناظمه = تقطع السلك منه فهو منتثر
يا بعد منزل من ترجوا مودته = و من أتى دونه الصمان فالحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد = ولى الشباب و زار الشيب و الزعر
و اذكر بلاء سليم في مواطنها = و في سليم لأهل الفخر مفتخر
قوم هموا نصروا الرحمن و اتبعوا = دين الرسول و أمر الناس مشتجر
لا يغرسون فسيل النخل وسطهم = و لا تخاور في مشتاهم البقر
إلا سوابح كالعقبان معرية = في دارة حولها الأخطار و العكر
تدعى خفاف و عوف في جوانبها = و حي ذكوان لا ميل و لا ضجر
الضاربون جنود الشرك ضاحية = ببطن مكة و الأرواح تبتدر
حتى رفعنا و قتلاهم كأنهم = نخل بظاهرة البطحاء منقعر
ونحن يوم حنين كان مشهدنا = للدين عزاً وعند الله مدخر
إذ نركب الموت مخضراً بطائنه = و الخيل ينجاب عنها ساطع كدر
تحت اللواء مع الضحاك يقدمنا = كما مشى الليث في غاباته الخدر
في مأزق من مجر الرزب كلكلها = تكاد تأفل منه الشمس و القمر
و قد صبرنا بأوطاس أسنتنا =لله ننصر من شئنا و ننتصر
حتى تأوب أقوام منازلهم لولا = المليك و لولا نحن ما صدروا
فما ترى معشراً قلوا و لا كثروا = إلا و قد أصبح منا فيهم أثر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Dec-2008, مساء 08:14]ـ
إذا أمن الجُهَّال جهلك مرَّةً /// /// /// فعرضك للجُهَّال غُنمٌ من الغُنمِ
ولا تتعرَّض للسَّفيه وداره /// /// /// بمنزلةٍ بين العداوة والسِّلمِ
فيخشاك تاراتٍ ويرجوك مرَّةً /// /// /// وتأخذ فيما بين ذلك بالحزمِ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 03:56]ـ
إذا خَافَكَ القوْمُ اللِّئامُ وَجَدْتّهُمْ ////// سراعاً إلى ما تشتهي وتريدُ
وإن أمنوا شرَّ امرىء ٍ نصبوا لهُ ////// عداواتهم إمّا رأوهُ يحيدُ
فداوِهِمْ بالشَّرِّ حتّى تُذِلَّهُمْ ////// وأنت إذا ما رمتَ ذاك حميدُ
وهُمْ إنْ أصابوا مِنْكَ في ذاك غَفْلَة //////ًأتاك وعيدٌ منهمُ ووعيدُ
فلا تخشهمْ واخشنْ عليهم فإنَّهمْ ////// إذا أمنوا منك الصِّيال أسودُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[21 - Dec-2008, صباحاً 05:39]ـ
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p114.jpg (http://www.lovely0smile.com/ICard822.html)
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p115.jpg (http://www.lovely0smile.com/ICard823.html)
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p116.jpg (http://www.lovely0smile.com/ICard824.html)
*************
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p112.jpg
********
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p106.jpg
*****
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p058.jpg
*****
http://www.lovely0smile.com/images/Card/p028.jpg
******
من مجموعه (لفلي سمايل) البريدية
http://www.lovely0smile.com/
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Dec-2008, مساء 08:43]ـ
خُذ من زمانِك ما صَفا • • • وَدَعِ الَّذي فيه الكَدَر
فَالعُمرُ أَقصَرُ من معا • • • تَبةِ الزَّمانِ على الغِيَر
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Dec-2008, صباحاً 01:05]ـ
خُذ من زمانِك ما صَفا • • • وَدَعِ الَّذي فيه الكَدَر
فَالعُمرُ أَقصَرُ من معا • • • تَبةِ الزَّمانِ على الغِيَر
دَع مِن زمانك ما كدر ///////// وخُذ الذي فيه الصَّفا
فالعمر أفْسَحُ مِنْ مُعا ///////// تبَة الزمان على الوفَا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2008, مساء 02:56]ـ
دَع مِن زمانك ما كدر ///////// وخُذ الذي فيه الصَّفا
فالعمر أفْسَحُ مِنْ مُعا ///////// تبَة الزمان على الوفَا
/// بارك الله فيكم يا أخانا الكريم .. أهذا من نظمك أونقلك؟ ولا يبعد أولهما عنك. (ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Dec-2008, صباحاً 01:48]ـ
/// بارك الله فيكم يا أخانا الكريم .. أهذا من نظمك أونقلك؟ ولا يبعد أولهما عنك. (ابتسامة)
هو شيء على البال وَرَد، فلم يُصدَّ ولم يُرَدّ .. وتنطبق عليه أحكام المشتركة. فالنظم نظمي، والمعنى لمن تفضَّلت بذكره. وقد أعجبني (ابتسامة) فأثبتُّه، وما أعجبني إلا لأنه دليل على إدانتي بالجرم المشهود. والتهمة: سرقة "على المكشوف"!
بارك الله في جهدك ووقتك.
واعذرني، فقد سمحت لنفسي بسرقة شيء مِن مِدادك .. (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 04:25]ـ
/// بارك الله فيك، ونفع بك .. سرقاتك جميلة، كثَّر الله منها. (ابتسامة)
/// وقال أحد أصحابنا قديمًا:
إن كان ودُّك قولًا • • • من اللِّسان يَسِيْلُ
وليس ثَمَّة فِعلٌ • • • فباطلٌ ما تقُولُ!
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 05:00]ـ
/// بارك الله فيك، ونفع بك .. سرقاتك جميلة، كثَّر الله منها. (ابتسامة)
/// وقال أحد أصحابنا قديمًا:
إن كان ودُّك قولًا • • • من اللِّسان يَسِيْلُ
وليس ثَمَّة فِعلٌ • • • فباطلٌ ما تقُولُ!
بارك الله فيك!
أظنني عرفت صاحبك ذاك! (ابتسامة)
وأظنه من مدمني أشعار أبي الطيِّب ...
وأظنه حذف الجيم من "الجود"، فاستقام له المعنى!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Dec-2008, مساء 06:59]ـ
/// عجبًا والله! (ابتسامة) من صاحبي هذا؟ ثم إنِّي نسيتُ لطول البعد بيننا هل كان من مدمني شعر أبي الطَّيِّب أم لا ..
/// على كلٍّ -أظنُّك بالغلبة- لا تعرفه، لكن .. هات الحرف الأول والثاني من اسمه وأكمل لك الباقي، وإلَّا فسيصيب ظنِّي الغالبُ بخطئك، وخيرها في غيرها إن شاء الله. (ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 09:21]ـ
/// عجبًا والله! (ابتسامة) من صاحبي هذا؟ ثم إنِّي نسيتُ لطول البعد بيننا هل كان من مدمني شعر أبي الطَّيِّب أم لا ..
/// على كلٍّ -أظنُّك بالغلبة- لا تعرفه، لكن .. هات الحرف الأول والثاني من اسمه وأكمل لك الباقي، وإلَّا فسيصيب ظنِّي الغالبُ بخطئك، وخيرها في غيرها إن شاء الله. (ابتسامة)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
غلبتني بظنك الغالب، فقد ظننتك هو، أو ظننتُه أنت ...
وفقدي لك من كوكبة الشعراء، هو أشد عليَّ من أسفي على خطئي في تحديد قائل البيتين.
وبما أنه ليس أنت، ولست هو، إليك مطلع القصيدة التي استقى من أحد أبياتها ذلك الشاعر المُجيد بيتيه:
عِيدٌ بِأيَّةِ حال عُدْتَ ياعِيدُ؟ --- بما مضى؟ أَمْ لأمرٍ فيك تجديد؟
بورك فيك، أستاذنا الفاضل ..
وسأظل أختلس من مدادك، كلّما خالستني الجواب بمليح خطابك
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 09:24]ـ
أمَّا الأحبَّة فالبيداء دونهمُ ... !
/// سأزيد بيان خطئك وأؤكِّده (ابتسامة) .. لستُ بشاعرٍ ولا شويعرٍ؛ بل لم أقل في حياتي بيتًا واحدًا، كانت هناك محاولات قديمة فاشلة أصابت صاحبك بإحباط ..
/// على كلِّ حال نحن من القوم الذي قيل فيهم: أحب الصالحين ولستُ منهم. (ابتسامة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - Dec-2008, صباحاً 09:29]ـ
وأخوك أيضا يحبُّهم ...
وقد وجدت في البيتين معنى قول المتنبي:
جُودُ الرِّجال مِن الأيدي وجُودُهمُ --- من اللسان .. فلا كانوا ولا الجُودُ
ولست أدري إن كنت مصيبا في هذا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[29 - Dec-2008, مساء 07:34]ـ
يقول الإمام أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري رحمه الله:
إذا الفتى لم يكن بالفقه مشتغلا * ولا الحديث ولم يتل الكتاب لغا
وكل من أهمل التقوى فليس له * من حرمة بالغا في العلم ما بلغا
وليس يجني من العلم الثمار سوى * من أصله في بساتين التقى نبغا
وكل خل جفى يوما وكنت له * تبغي الصفاء ولم يُعط الليان بغا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jan-2009, صباحاً 12:17]ـ
ممَّا يزهِّدني في أرض أندلسٍ /// /// /// سماع مقتدرٍ فيها ومعتضدِ
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها /// /// /// كالهِرِّ يحكي انتفاخًا صولة الأسدِ!
ـ[أم معاذة]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 03:10]ـ
إن الفقيه إذا غوى وأطاعه ... قوم غووا معه فضاع وضيعا
مثل السفينة إن هوت في لجة ... تغرق ويغرق كل ما فيها معا
ـ[أبو المظَفَّر السِّنَّاري]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 04:00]ـ
إِن الفقيهَ هو الفقيهُ بفعلِهِ ... ليس الفقيهُ بنطقِه ومقالهِ
وكذا الرئيسُ هو الرئيسُ بخلقِه ... ليس الرئيسُ بقومهِ ورجالهِ
وكذا الغني هو الغني بحالِه ... ليس الغَنِيُّ بملكهِ وبمالهِ
هذه الأبيات تنسب للشافعي، ولا تثبتُ عنه!!
ـ[صالح غيث]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 05:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لغز ظريف:
يا مَنْ تَسَمَّى باسمِ مَنْ جَمَعَ الصَّحِيحْ
قُلْ لي بربِّكَ عَلَّ قلبي يستريحْ
مَنْ قَادَ جمعاً يَوْمَ كانتْ فَيْفَ رِيحْ؟
هو شاعرٌ هو فارسٌ لكنْ قبيحْ
هو عامريٌّ ذَروة النَّسَبِ الصَّريحْ
ـ[صالح غيث]ــــــــ[02 - Jan-2009, مساء 05:57]ـ
اللغز للبخاري وغيره
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 02:58]ـ
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا * * * فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة * * * وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه * * * ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الود طبيعة * * * فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خِل ٍ يخون خليله * * * ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا ً قد تقادم عهده * * * ويظهر سرا ً كان بالأمس قد خفا
سلام ٌ على الدنيا إذا لم يكن بها * * * صديق ٌصدوق ٌصادق الوعد منصفا
ـ[صالح غيث]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 04:20]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي أم معاذة، يوجد خلل في الشطر الأول من البيت الرابع، فلعل سقطا قد حصل، أرجو المراجعة.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 04:55]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي أم معاذة، يوجد خلل في الشطر الأول من البيت الرابع، فلعل سقطا قد حصل، أرجو المراجعة.
البيت هو:
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة * * * فلا خير في ود يجيء تكلفا
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 04:57]ـ
يقول الإمام أبو زكريا يحيى بن يوسف الصرصري رحمه الله:
فيا رب قد عودت وجهي صيانة * وأهلي غنى والقلب منك تعففا
فزدني وأهلي من صنيعك نعمة * تدوم وصنّي واكف يا خير من كفى
وصلني ولا تقطع بلطف ورحمة * فلست أبالي إن وصلت بمن جفا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 05:56]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل صالح، أنا نقلت الأبيات كما وجدتها، ولم أكن لأميز إذا ما كان بها سقط أم لا، لأنه لا معرفة لي بهذا العلم، فبارك الله فيك على الملاحظة. والشكر موصول للفاضل حسن الشامي على نقله البيت الصحيح.
ـ[صالح غيث]ــــــــ[03 - Jan-2009, مساء 08:19]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيكم بارك الله.
ـ[صالح غيث]ــــــــ[04 - Jan-2009, مساء 04:10]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن الجميع مشغول بأحداث غزة، فلا نرى أثرا للبخاري وزملائه، حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[نداء الأقصى]ــــــــ[05 - Jan-2009, مساء 07:51]ـ
يُعاتِبُنِي فِي الدَّينِ قَومي وَإِنَّما دُيونِيَ فِي أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدَا
أَلَمْ يَرَ قَومِي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة وَأُعسِرُ حَتَّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدَا
فَمَا زَادَنِي الإِقتَارُ مِنهُم تَقَرُّباًوَلا زَادَنِي فَضلُ الغِنَى مِنهُم بُعدَا
أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلّوا وَضَيَّعوا ثُغورَ حُقوقٍ مَا أَطَاقوا لَهَا سَدَّا
وَفِي جَفنَةٍ مَا يُغلَق البَابُ دُونَها مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردَا
وَفِي فَرَسٍ نَهدٍ عَتِيقٍ جَعَلتُهُ حِجَاباً لِبَيتِي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدَا
وَإِن الَّذِي بَينِي وَبَينَ بَنِي أَبِي وَبَينَ بَنِي عَمِّي لَمُختَلِفُ جِدَّا
أَرَاهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ دَعَونِي إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدَّا
فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لُحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدِي بَنَيتُ لَهُمْ مَجدَا
وَإِن ضَيَّعوا غَيبِي حَفَظتُ غيوبَهُم وَإِن هُمْ هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُمْ رُشدَا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ دَعونِي إِلى نَصِيرٍ أَتَيتُهُم شَدَّا
وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بِي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدَا
وَإِن هَبَطوا غوراً لأَمرٍ يَسؤنِي طَلَعتُ لَهُم مَا يَسُرُّهُمُ نَجدَا
فَإِن قَدحوا لِي نَارَ زندٍ يَشينُنِي قَدَحتُ لَهُم فِي نَارَ مكرُمةٍ زَندَا
وَإِن بَادَهونِي بِالعَداوَةِ لَمْ أَكُن أَبادُهُم إِلاَّ بِمَا يَنعَت الرُشدَا
وَإِن قَطَعوا مِنِّي الأَواصِر ضَلَّةً وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدَّا
وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدَا
فَذلِكَ دَأبِي فِي الحَياةِ وَدَأبُهُم سَجين اللَيالِي أَو يُزيرونَنِي اللَحدَا
لَهُم جُلُّ مَالِي إِن تَتابَعَ لِي غَنَّى وَإِن قَلَّ مَالِي لَمْ أُكَلِّفهُم رِفدَا
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ مَا دَامَ نازِلاً وَمَا شيمَةٌ لِي غَيرُهَا تُشبهُ العَبدَا
عَلَى أَنَّ قَومِي مَا تَرى عَين نَاظِر كَشَيبِهِم شَيباً وَلاَ مُردهم مُرداً
بِفَضلٍ وَأَحلام وجودِ وَسُؤدُد وَقَومِي رَبيع فِي الزَّمانِ إِذَا شَدَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[06 - Jan-2009, مساء 03:11]ـ
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت تعلم ما تقول عذلتُكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 12:09]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت والله أود أن اشارك اخوانى بكثير من القصائد لكن نفسى لاتنشط فى هذه الايام للكتابة فقلت اكتفى بأن اتحفكم الان بهذا الديوان الذى هو فى نظر العبد الفقير اكثر من رائع وهو للشاعر المصرى عاطف عكاشه واسم الديوان اعترافات عاشق به العديد من القصائد الرائعه التى قد تحكى شيئا من الواقع الذى يعيشه المسلمين من الذل والمهانة ووترك الجهاد
كما يوجد به ايضا كثير من قصائد الحب الرائعة
فدونكم الديوان تجدونه بالمرفقات
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 02:04]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت والله أود أن اشارك اخوانى بكثير من القصائد لكن نفسى لاتنشط فى هذه الايام للكتابة فقلت اكتفى بأن اتحفكم الان بهذا الديوان الذى هو فى نظر العبد الفقير اكثر من رائع وهو للشاعر المصرى عاطف عكاشه واسم الديوان اعترافات عاشق به العديد من القصائد الرائعه التى قد تحكى شيئا من الواقع الذى يعيشه المسلمين من الذل والمهانة ووترك الجهاد
كما يوجد به ايضا كثير من قصائد الحب الرائعة
فدونكم الديوان تجدونه بالمرفقات
الله يعطيك العافية .. في الكتاب قصيدة بعنوان: عودة زليخا .. من هي زليخا؟
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[12 - Jan-2009, صباحاً 06:59]ـ
الله يعطيك العافية .. في الكتاب قصيدة بعنوان: عودة زليخا .. من هي زليخا؟
يقال ويشتهر أنه اسم إمرأة العزيز ((وراودته التى هو في بيتها عن نفسه)) وسياق الأبيات يؤكد أنه يقصد هذا.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 08:26]ـ
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا
ولكنهم لما رأوك سريعة ... إلي تواصوا بالنميمة واحتالوا
فقد صرت أذناً للوشاة سميعة ... ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[12 - Jan-2009, مساء 09:09]ـ
الله يعطيك العافية .. في الكتاب قصيدة بعنوان: عودة زليخا .. من هي زليخا؟
جزاك الله خيرا اختى
كلمة زليخا عندنا بمصر تطلق احيانا على المرأة السيئة سواء فى خلقها ولبسها ـ استهزاء بهاـ وهذا ما عناه الشاعر حيث وجه هذه القصيدة الى المتبرجات والداعيات اليه كما هو واضح فى القصيدة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[14 - Jan-2009, صباحاً 01:42]ـ
سكت فقالت: قد سكت عن الحق ... ففهت فقالت ما دعاك إلى النطق؟
فأومأت هل من حالة بين ذا وذا؟ ... فقالت: وذا الإيماء أيضاً من الحمق
فلم أر لي إذ حلت الغرب راحةً ... من الشر إلاّ في المسير إلى الشرق
فلما أتيت الشرق ألفيتها به ... و قد قعدت بي منه في أضيق الطرق
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[15 - Jan-2009, صباحاً 12:47]ـ
جزاك الله خيرا اختى
كلمة زليخا عندنا بمصر تطلق احيانا على المرأة السيئة سواء فى خلقها ولبسها ـ استهزاء بهاـ وهذا ما عناه الشاعر حيث وجه هذه القصيدة الى المتبرجات والداعيات اليه كما هو واضح فى القصيدة
على انه ايضا قد قصد تشبيه ما يقع من المتبرجات بما وقع من امرأة العزيز (زليخا) ليوسف عليه السلام من الدعوة الى الرذيلة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[16 - Jan-2009, مساء 11:50]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا أبلغ لديك أبا دلامة ... فلست من الكرام ولا كرامة
جمعت دمامة وجمعت لؤماً ... كذاك اللؤم تتبعه الدمامة
فإن تك يا عليج أصبت مالاً ... فيوشك أن تقوم بك القيامة
إذا لبس العمامة قلت قرد ... وخنزير إذا وضع العمامة
سؤال لأهل الإختصاص:- بالنسبة للبيت الأخير، أليس الصواب أن نقول "قردا "؟
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[17 - Jan-2009, صباحاً 12:40]ـ
[ size="5"][color="purple"][center] بالنسبة للبيت الأخير، أليس الصواب أن نقول "قردا "؟
وما الاشكال لو كان تقدير الكلام هكذا
إذا لبس العمامة قلت (هو) قرد
أى ان قرد خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو
ـ[صالح غيث]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 04:57]ـ
سكت فقالت: قد سكت عن الحق ... ففهت فقالت ما دعاك إلى النطق؟
فأومأت هل من حالة بين ذا وذا؟ ... فقالت: وذا الإيماء أيضاً من الحمق
فلم أر لي إذ حلت الغرب راحةً ... من الشر إلاّ في المسير إلى الشرق
فلما أتيت الشرق ألفيتها به ... و قد قعدت بي منه في أضيق الطرق
الشطر الثاني من البيت الأول مكسور، فلعل الصواب: (وقلت فقالت ... ) أو (نطقت فقالت ... )، وعلى كل حال فالأبيات من بحر الطويل، العروض فيه مقبوضة والضرب صحيح، ووقع تصريع في البيت الأول فجاءت العروض فيه صحيحة.
ـ[أم معاذة]ــــــــ[17 - Jan-2009, مساء 11:55]ـ
يا إخوتي أوصيكُمُ كُلَّكمْ ... وصيّةَ الوالدِ والوالدَه
لا تنفلوا الأقدامَ إلاّ إلى ... من لكُمُ في قَصده فائده
إما لعِلمٍ تستفيدونَهُ ... أو لنَوالٍ أو إلى مائده
فإنْ عدِمتُم هذه كلَّها ... فانقطِعوا عن ذاك بالواحده
الفاضل صالح، وما الفرق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jan-2009, مساء 09:06]ـ
/// بارك الله فيكم جميعًا ..
يا من تيَمَّمَ عَمْرًا يَسْتَجيرُ بهِ • • • أَمَا سمعْتَ ببيت فيه سَيَّارِ ?
المستجيرُ بعَمْرٍ عند كربته • • • كالمستجير من الرَّمْضاءِ بالنَّارِ!
ـ[صالح غيث]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:15]ـ
السلام عليكم
الحمد لله على سلامتك يا بخاري، أين كنت طوال الأيام الماضية؟ أرجو منك قراءة التعليقات السابقة للرد عليها.
ـ[صالح غيث]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:25]ـ
الأخت الفاضلة أم معاذة
لقد أخطأتُ في قراءة البيت الأول فقرأت (فَفُهْتُ) (فَفَهِمْتُ) فأرجو المعذرة، ولم يكن غرضي ظ ز و ة 21 ذ ء\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\||؟ \ز\\\\\|\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\ط\كم\ن\\ا\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ \\\\\\\\\\\\
\\\\\\\\\\\\\
ـ[صالح غيث]ــــــــ[20 - Jan-2009, صباحاً 12:33]ـ
أرجو المعذرة على الخطأ الفني الذي وقع
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[21 - Jan-2009, صباحاً 12:32]ـ
ومخرِّقٍ عنه القميص تخاله ... وسْط البُيوتِ من الحياءِ سَقِيمَا
حتّى إذا رَفَعَ اللواءَ رأيتَهُ ... تَحْتَ اللواءِ على الخَميسِ زَعِيمَا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[22 - Jan-2009, مساء 04:03]ـ
يقول الاديب الكبير محمد صادق الرافعي
متفجّعا لمجد الشرق القديم .. وضاربا الأمثال للشرقيين لعلهم يتذكرون ..
تمايل دهرك حتى اضطرب ........ وقد ينثني العِطف لا مِن طرب
ومرّ زمانٌ وجاء زمانٌ ... وبين الزمانين كلّ العجب
فقوم تدلّوا لتحت الثرى ..... وقوم تعالوا لفوق الشهب
لقد وعظتنا خطوب الزمان ..... وبعض الخطوب كبعض الخُطب
ولو عرف الناس لم تهدهم ...... سبيل المنافع إلا النوبْ
فيا رَبّ داء يكون دواءً ... إذا عجز الطبّ والمستطبّ
ومن نكد الدهر أنّ الذي ...... أزاح الكروب غدا في كُرب
وانّ امرأ ً كان في السالبين ... فأصبح بينهم ُ يستلب
ألست ترى العرب الماجدين ... وكيف تهدّم مجد العرب؟!
فأين الذي رفعته الرماح ... وأين الذي شيّدته القضب؟!
وأين شواهق عز لنا ... تكاد تمسّ ذراها السحب؟!
لقد أشرق العلم من شرقنا ... وما زال يضؤل ختى غرُب
وكنا صعدنا مراقي المعالي ... فأصبح صاعدنا في صَبَبْ
وكم كان منّا ذوو همة ٍ ... سمت بهم لمعالي الرّتب
وكم من هِزَبْر تهز البرايا ... بوادرُه إن ونى أو وثب
وأقسم لولا اغترار العقول ... لما كفّ أربابها عن أرب
ولولا الذي دبّ ما بينهم ... لما استصعبوا في العلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي ... كمن يطعم النار جزل الحطب
إلا رحِم الله دهرا مضى ... وما كاد يبسَم حتى انتحب
وحيّا ليالي كنّا بها ... رعاة على من نأى واقترب
فملكا نُقيل إذا ما كبا ... وعرشا نقيم إذا ما انقلب
سلو ذلك الشرق ماذا دهاه ... فأرسله في طريق العطب
لَوَ ان بنيه أجلّوا بنيه ... لأصبح خائبهم لم يخب
فقد كان منهم مقرّ العلوم ... كما كان فيهم مقرّ الأدب
وهل تنبت الزهر أغصانه ... إذا ماء كل غدير نضب؟!
وكم مرشد بات ما بينهم ... يسام الهوان وسوء النصب!
كأن لم يكن صدره منبعا ... لما كان من صدره ينسكب
ومن يستبق للعلا غاية ... فأولى به من سواه التعب
وليس بضائر ذي نطلب ... إذا كفه الناس عمّا طلب
فكم من مصابيح كانت تضيء ... (م) بين الرياح إذا لم تهب
وما عِيب من صدف لؤلؤٌ ... ولا عاب قدر التراب الذهب
بني الشرق أين الذي بيننا ... وبين رجال العلا من نسب؟!
لقد غابت الشمس عن أرضكم ... إلى حيثُ لو شئتم ُ لم تغب
إلى الغرب حيثُ أولاءِ الرجال ُ ... وتيك العلوم وتلك الكتب
فّن كان هذا بحكم الزمان ... فتبّت يدا ذا الزمان وتبّ
وإن كان مما أردتم فما ... تنال العلا من وراء الحجب
فدوروا مع الناس كيف استداروا ... فإن لحكم الزمان الغلَب
ومن عاند الدهر فيما يُحبّ ... رأى من أذى الدهر ما لا يحب
ـ[أم معاذة]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 01:05]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عدوك من صديقك مستفاد ... فأقلل ما استطعت من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 03:16]ـ
أنائم أنت عن كتب الحديث وما ... أتى على المصطفى فيها من الدين
لمسلم والبخارى اللذين هما ... شدا عرى الدين فى نقل وتبيين
أولى بأجر وتعظيم ومحمدة ... من كل قول أتى من رأى سحنون
هيهات رأى أمرئِِ من وحى خالقنا ... قياس هذا بذا رأى المجانين
يا من هدى بهما اجعلنى كمثلهما ... فى نصر دينك محضاً غير مفتون
لا تقطعن بى رب العرش دونهما ... يوم الحساب وفى وضع الموازين
أبو محمد بن حزم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 03:27]ـ
يقول ابن جرير الطبري رحمه الله
عليك بأصحاب الحديث فإنهم******على نهج للدين ما زال معلما
وما الدين إلا في الحديث وأهله*****إذا ما أدلج الليل البهيم وأظلما
واعلم البرايا من إلى السنن اعتزى*****وأغوى البرايا من إلى البدع انتما
ومن ترك الآثار ضلل سعيه*****وهل يترك الآثار من كان مسلما
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[23 - Jan-2009, صباحاً 11:36]ـ
هذه القصيدة من شعر ابي القاسم الشابي ..
.. الطفولة ..
لله .. ما احلى .. الطفولة انها حلم الحياة
عهد كمعسول الرؤى .. ما بين اجنحة السبات
ترنوا الى الدنيا وما .. فيها بعين باسمة
وتسير في عدوات- .. واديها بنفس حالمة
ان الطفولة زهرة .. تهتز في قلب الربيع
ريانة من ريق .. الانداء في الفجر الوديع
غنت لها الدنيا - .. اغاني حبها وحبورها
فتأودت نشوى - .. باحلام الحياة ونورها
ان الطفولة حقبة .. شعرية بشعورها
ودموعها وسرورها .. وطموحها وغرورها
لم تمش في دنيا - .. الكآبة والتعاسة والعذاب
فترى على اضوائها .. ما في الحقيقة من كذاب
......................... كانون الثاني - يناير 1928 (12 رجب 1346)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Jan-2009, صباحاً 06:45]ـ
لَو أنَّ كُلَّ يَسيرٍ رُدَّ مُحتَقَراً • • لم يَقبَلِ اللهُ يَومًا لِلوَرى عَمَلا
فالمرءُ يُهدي على مِقدارِ قُدرَتِهِ • • والنَملُ يُعذَرُ في القَدرِ الذي حَمَلا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - Jan-2009, مساء 06:48]ـ
من شعر ابي القاسم الشابي ..
.. رثاء الفجر ..
يا ايها الغاب - .. المنمق بالاشعة والورود
يا ايها النور النقي ... وايها الفجر البعيد
اين اختفيت وما الذي .. اقصاك عن هذا الوجود
آه لقد كانت - .. حياتي فيك حالمة تميد
بين الخمائل - .. والجداول والترنم والنشيد
تصغي لنجواك الجميلة- .. وهي اغنية الخلود
وتعيش في كون - .. من الغفلات فتان سعيد
آه لقد غنى الصباح .. فدمدم الليل العتيد
وتالم النجم الوضئ .. فاعتم الغيم الركود
ومضى الردى بسعادتي - .. وقضى على الحب الوليد
....... 14 ايلول - سبتمبر 1931 (جمادى الاولى 1350)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 12:07]ـ
لو كنت تعلم كل ما علم الورى ... طراً لصرت صديق كل العالم
لكن جهلت فقلت إن جميع من ... يهوى خلاف هواك ليس بعالم
ـ[تعارف]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 02:18]ـ
كان بينى وبين زوجى شىء وسافر وفى نفسه شىء وارسلت له اعتذارات كثيرة فأرسل لى ابيات على الجوال ومنذا ايام ابحث عن قائلها فياليت مشايخى واخوانى يسعفونى بها وهذه الابيات التى طرت بها فرحا هى
ولقد هممت بقتلها من حبها 000 كيما تكون خصيمتى فى المحشر
حتى يطول على الصراط وقوفنا00 وتلذ عينى من لذيذ المنظر
بارك الله فيكم
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 03:06]ـ
لو كنت تعلم كل ما علم الورى ... طراً لصرت صديق كل العالم
لكن جهلت فقلت إن جميع من ... يهوى خلاف هواك ليس بعالم
هذه الأبيات قالها ابن المطهر الحلي الرافضي لما وصله رد شيخ الإسلام على كتابه منهاج الكرامة فما احتمل قوة الرد و جزالته و قال كلاما معناه: لو كان يعرف كلامي لرددت عليه! و قد رد على أبياته هذه العلامة شمس الدين محمد بن الموصلي الشافعي رحمه الله فقال:
يا من يموه في السؤال مسفسطاً ... إن الذي ألزمتَ ليس بلازم
هذا رسول الله يعلم كل ما ... علموا وقد عاداه جل العالم
ـ[أبوزكرياالمهاجر]ــــــــ[26 - Jan-2009, صباحاً 03:55]ـ
ولقد هممت بقتلها من حبها 000 كيما تكون خصيمتى فى المحشر
حتى يطول على الصراط وقوفنا00 وتلذ عينى من لذيذ المنظر
بارك الله فيكم
هما لمجنون بنى عامر أو مجنون ليلى ان شئت (قيس)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[27 - Jan-2009, مساء 11:32]ـ
هذه الأبيات قالها ابن المطهر الحلي الرافضي لما وصله رد شيخ الإسلام على كتابه منهاج الكرامة فما احتمل قوة الرد و جزالته و قال كلاما معناه: لو كان يعرف كلامي لرددت عليه! و قد رد على أبياته هذه العلامة شمس الدين محمد بن الموصلي الشافعي رحمه الله فقال:
يا من يموه في السؤال مسفسطاً ... إن الذي ألزمتَ ليس بلازم
هذا رسول الله يعلم كل ما ... علموا وقد عاداه جل العالم
جزاك الله خيرا على التنبيه، أنا أنقل من الأبيات ما يعجبني، وما يجعلني أشعر أنها تحكي الواقع الذي نعيشه، بدون النظر إلى صاحبها، ولا أدري إن كان هذا عيبا أم لا، فأرجو ممن لديه علم إفادتنا. وعلى كل حال، فلم أعد راغبة في أن تبقى هذه الأبيات هنا، بما أن ناظمها رافضي، والمردود عليه بها شيخ الإسلام.
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[28 - Jan-2009, صباحاً 11:16]ـ
السير إلى الله والدار الآخرة
للعلامة السعدي رحمه الله
سعد الذين تجنبوا سبل الردى .. وتيمموا لمنازل الرضوان
فهموا الذين اخلصوا في مشيهم .. متشرعين بشرعة الايمان
وهم الذين بنوا منازل سيرهم .. بين الرجا والخوف للديان
وهم الذين ملا الإله قلوبهم .. بوداده ومحبة الرحمن
وهم الذين أكثروا من ذكره .. في السر والإعلان والأحيان
يتقربون الى المليك بفعلهم .. طاعاته والترك للعصيان
فعل الفرائض والنوافل دأبهم .. مع رؤية التقصير والنقصان
صبروا النفوس على المكاره كلها .. شوقا إلى مافيه من إحسان
نزلوا بمنزلة الرضى فهم بها .. قد أصبحوا في جنة وأمان
شكروا الذي أولى الخلائق فضله .. بالقلب والاقوال والأركان
صحبوا التوكل في جميع أمورهم .. مع بذل جهد في رضى الرحمن
عبدوا الإله على إعتقاد حضوره .. فتبوءوا في منزل الإحسان
نصحوا الخليقة في رضى محبوبهم .. بالعلم والإرشاد والأحزان
صحبوا الخلائق بالجسوم وإنما .. أرواحهم في منزل فوقاني
بالله دعوات الخلائق كلها .. خوفا على الإيمان من نقصان
عزفوا القلوب عن الشواغل كلها .. قد فرغوها من سوى الرحمن
حركاتهم وهمومهم وعزومهم .. لله لا للخلق والشيطان
نعم الرفيق لطالب السبل التي .. تفضي إلى الخيرات و الإحسان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Jan-2009, مساء 06:45]ـ
من شعر ابي القاسم الشابي ..
من أغاني الرعاة
أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص أوراق الزهو ر اليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
.............................
أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير وأمواج المياه
قد أفاف العالم الحي وغنى للحياة
فأفيقي ياخراف وهلمي يا شياه
............................
واتبعيني ياشياهي بين اسراب الطيور
واملئي الوادي ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشيه الضباب المستنير
..........
واقطفي من كلأ الأرض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوا بمعسولي النشيد
نغم يصعد من قلبي كأنفاس الورود
ثم يسموا طائرا كالبلبل الشادي السعيد
............................
وإذا جئنا لى الغاب وطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
أرضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
....................
وامرحي ماشئت في الوديان أو فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف إن خفت الكلال
وأمضغي الأعشاب والأفكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
.........................
إن في الغاب أزاهيرا وأعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها أهازيجا طراب
لم تدنس عطرها الطاهر أنفاس الذئاب
لا ولا طاف بها الثعلب في بعض الصحاب
..............
وشذا حلوا وسحرا وسلاما وظلال
ونسيما ساحر الخطوة موفور الدلال
وغصونا يرقص النور عليها والجمال
وإخضرارا أبديا ليس تمحوه الليال
...........
لن تملي ياخرافي في حمى الغاب الظليل
فزمان الغاب طفل لاعب عذب جميل
وزمان الناس شيخ عابس الوجه ثقيل
يتمشى في ملال فوق هاتيك السهول
..............
لك في الغاب مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الإنشاد والعزف إلى وقت الأصيل
فإذا طالت ظلال الكلإ الغص الضئيل
فهلمي نرجع المسعى إلى الحي النبيل
6 شباط - فبراير 1933 (10 شوال 1351)
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:43]ـ
أبيات قالها الإمام الصنعاني رحمه الله في ديوانه:
و أقبح من كل ابتداع سمعته ** و أنكاه للقلب المولع بالرشد
مذاهب من رام الخلاف لبعضها ** يعض بأنياب الأساود و الأسد
و يعزى إليه كل مالا يقولوه لتنقيصه ** عند التهامي و النجدي
و ليس له ذنب سوا أنه غدى ** يتابع قول الله في الحل و العقد
لئن عده الجهال ذنبا فحبذا ** به حبذا يوم انفرادي في لحدي
ألا ما جعلتم أيها الناس ديننا ** لأربعة لا شك في فضلهم عندي
هم علماء الأرض شرقا و مغربا ** و لكن تقليدهم في غد لا يجدي
و لا زعموا حاشاهم أن قولهم ** دليل فيستهدي به كل من يهدي
بلى صرحوا أنا نقابل قولهم ** إذا خالف المنصوص بالقدح و الرد
سلام على أهل الحديث فإنني ** نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هم بذلوا في حفظ سنة أحمد ** و تنقيحها من جهدهم غاية الجهد
و أعني بهم أسلاف سنة أحمد ** أولئك في بيت القصيد هم قصد
أولئك أمثال البخاري و مسلم ** و أحمد أهل الجد في العلم و الجد
بحور و حاشاهم عن الجزر إنما ** لهم مدد يأتي من الله بالمد
رووا و ارتووا من بحر علم محمد ** و ليست لهم تلك المذاهب من ورد
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:43]ـ
و يحكي المنذر بن سعيد البوطي معاناته مع مالكية الأندلس , فيقول:
عذيري من قوم يقولون كلما ** طلبت دليلا هكذا قال مالكُ
فإن عدت قالوا قال سحنون مثله ** و قد كان لا تخفى عليه المسالك
فإن زدت قالوا قال أشهب مثله ** و من لم يقل ما قال فهو آفك
فإن قلت قال الله ضجوا و أكثروا ** و قالوا جميعا أنت قرن مماحك
فإن قلت قد قال الرسول فقولهم ** أتت مالكا في ترك ذلك المسالك
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[31 - Jan-2009, مساء 09:44]ـ
و يقول الإمام المقبلي رحمه الله لأحد معاصريه:
فمن مبلغ عني الوجيه رسالة ** و إن كان لا تجدي لديه الرسائل
تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبلٍ ** و ذلك لما أعوزتك المآكلُ
و ما اخترت قول الشافعي ديانة ** و لكن تبغي الذي هو حاصل
و عما قليل لا شك صائر ** إلى مالك فانظر إلى منت قائل
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[07 - Feb-2009, مساء 09:25]ـ
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/7/03/u9iodbije.jpg/jpg[/URL (http://[URL]http://up1.m5zn.com)]
http://up1.m5zn.com/photo/2009/2/7/03/8hmvrn71d.jpg/jpg[/URL (http://[URL]http://up1.m5zn.com)]
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 12:28]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمناسبة خروج العلاَّمة ابن جبرين حفظه الله سليماً معافى من العملية ووصول الأنباء السارَّة من أخينا الحبيب سلمان عبد القادر كتبت هذه الأبيات المتواضعة تعبيراً عمّا جاش في صدري حينها فلتقبلوها هدية من أخيكم ولعلَّ عذره أنها من محاولاته الأولى في عالم الشعر الفسيح ..
لعمري القلب يعتصر .. على شيخي وينتظر ...
وصول السعد بالأخبار ... والأفراح تنتشر ..
.............................. ..............
ألا يا إخوتي هيا .. إلى الجنات نستبق ..
بسحر الفلّ و الرمّان ... والأشواق نعتبق ...
.............................. .............
نرى للورد ألونا .. كمثل العطر تنهمر ..
وتسقي جنّة المرجان .. والأحلام تنفطر
.............................. ..........
كنوزالحب والمرمر ... وروض الياس والعنبر
ونور الفجر ياشيخي .. .. ووجه باسمٍ أزهر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Feb-2009, مساء 11:48]ـ
إِنَّما الدُنيا فَناءٌ /// /// /// لَيسَ لِلدُّنيا ثُبوت
إِنَّما الدُنيا كَبَيتٍ /// /// /// نَسَجَتهُ العَنكَبوت
وَلَقَد يَكفيكَ مِنها /// /// /// أَيُّها الطالِبُ قوت
وَلَعَمري عَن قَليلٍ /// /// /// كُلُّ مَن فيها يَموت
ـ[أم معاذة]ــــــــ[09 - Feb-2009, صباحاً 01:51]ـ
تخاصمني بجيلة ثم تقضي ... لأنفسها لبئس الحكم ذاكا
إذا ما كان خصمك يا ابن عمرو ... هو القاضي الذي يقضي علاكا
وحسبك من بلاء أن تولي ... قضاءً في أمورك من دهاكا
ـ[أحمد العراقي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 09:35]ـ
جزى الله خيرًا الأخ عدنان على الموضوع.
مما يذكر هنا قول صردر:
تموت النفوس بأوصابها /// و لم تشك عوادها ما بها
و ما أنصفت مهجة تشتكي /// أذاها إلى غير أحبابها
و قد ذكر الصفدي في " الوافي " أن ابن تيمية كان يردد هذين البيتين، و ذكر أن ذلك يدل على علو همته، رحمه الله تعالى.
و لو تفضل أحد الاخوة بنقل لامية العجم لمؤيد الدين الطغرائي.
ـ[الالوكي]ــــــــ[09 - Feb-2009, مساء 10:47]ـ
أمن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم
فما لعينيك إن قلت أكففا همتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم
أيحسب الصب أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طلل ولا أرقت لذكر البان والعلم
فكيف تنكرحباً بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقم
وأثبت الوجد خطي عبرة وضنى مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالألم
يا لائمي في الهوى العذري معذرة مني إليك ولو أنصفت لم تلم
عدتك حالي لا سري بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
محضتني النصح لكن لست أسمعه إن المحب عن العذال في صمم
إني اتهمت نصيح الشيب في عذل والشيب أبعد في نصح عن التهم
فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى ضيف ألم برأسي غير محتشم
من لي برد جماح من غوايتها كما يرد جماح الخيل باللجم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم
والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أويصم
وراعها وهي في الأعمال سائمة وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذة للمرء قاتلة من حيث لم يدر أن السم في الدسم
واخش الدسائس من جوع ومن شبع فرب مخمصة شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندم
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قول بلا عمل لقد نسبت به نسلاً لذي عقم
أمرتك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولي لك استقم
ولا تزودت قبل الموت نافلة ولم أصل سوى فرض ولم أصم
ظلمت سُنَّة من أحيا الظلام إلى أن اشتكت قدماه الضر من ورم
وشد من سغب أحشاءه وطوى تحت الحجارة كشحاً مترف الأدم
وراودته الجبال الشم من ذهب عن نفسه فأراها أيما شمم
وأكدت زهد فيها ضرورته أن الضرورة لا تعدو على العصم
جميلة لكن قبحها بالشرك في بعضها
وعارضها أمير الشعراء بالرائعة التي لا أمل من سماعها من شريط الحمين (مختارات من شعر شوقي)
ريم على القاع بين البان و العلم ... احل سفك دمي في الاشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر اسدا ... يا ساكن القاع ادرك ساكن الاجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة: ... يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها و كتمت السهم في كبدي ... جرح الاحبة عندي غير ذي الم
رزقت اسمح ما في الناس من خلق ... اذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه و الهوى قدر ... لو شفك الوجد لم تعذل و لم تلم
لقد انلتك اذنا غير واعية ... و رب منصت و القلب في صمم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى ابدا ... اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
افديك الفا و لا الو الخيال فدا ... اغراك بالبخل من اغراه بالكرم
سرى فصادف جرحا داميا فاسا ... و رب فضل على العشاق للحلم
من الموائس بانا بالربى و قنا ... اللاعبات بروحي السافحات دمي
السافرات كامثال البدور ضحا ... يغرن شمس الضحى بالحلي و العصم
(يُتْبَعُ)
(/)
القاتلات باجفان بها سقم ... و للمنية اسباب من السقم
العاثرات بالباب الرجال ... و قد اقلن من عثرات الدل في الرسم
المضرمات خدودا اسفرت و جلت ... عن فتنة تسلم الاكباد للضرم
الحاملات لواء الحسن مختلفا ... اشكاله و هو فرد غير منقسم
من كل بيضاء او سمراء زينتا ... للعين و الحسن في الارام كالعصم
يرعن للبصر السامى و من عجب ... اذا اشرن اسرن الليث بالعنم
و ضعت خدي و فسمت الفؤاد ربى ... يرتعن في كنس منه و في اكم
يا بنت ذا اللبد المحمي جانبه ... القاك في الغاب ام القاك في الاطم؟
ما كنت اعلم حتى عن مسكنه ... ان المنى و المنايا مضرب الخيم
من انبت الغصن من صمصامة ذكر؟ ... و اخرج الريم من ضرغامة قرم؟
بيني و بينك من سمر القنا حجب ... و مثلها عفة عذرية العصم
لم اغشى مغناكك الا في غضون كرى ... مغناك ابعد للمشتاق من ارم
إلى أن قال:
مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ
وَبُغيَةُ اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ
مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي
سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً
فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ
مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ
نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفاً
وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي
حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ
نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ
لَمّا رَآهُ بَحيرا قالَ نَعرِفُهُ
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ
كَم جيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَت بِهِما
بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ
وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما
أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ
يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ
وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ
فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ
وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ
مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها
قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ
إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها
يُغرى المادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ
وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللَهُ قائِلُها
لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ
هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلَأَت
أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ
فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها
وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ
تَساءَلواعَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِم
رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ
ياجاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ
لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ
وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ
فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَم
بِالخُلقِ والخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ
جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَت
وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ
يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ
يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ
يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُ
كَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ
حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جيدَ البَيانِ بِهِ
في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ
بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ
تُحـ
يِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ
سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ
في الشَرقِ والغَربِ مَسرىالنورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَت مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ
وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ
ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِالقُدُمِ
أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِم
إِلّا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ
وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَوراً مُسَخَّرَةٌ
لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ
مُسَيطِرُالفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ
وَقَيصَرُالرومِ مِن كِبرٍأَصَمُّ عَمِ
يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ
وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ
وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُم بِأَضعَفِهِم
كَاللَيثِ بِالبَهمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ
أَستتتترى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ
والرُسلُ في المَسجِدِالأَقصى عَلى قَدَمِ
لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِم
كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ
صَلّى وَراءَكَ مِنهُم كُلُّ ذي خَطَرٍ
وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللَهِ يَأتَمِمِ
جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِم
عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ
رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ
لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ
مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ
وَقُدرَةُ اللَهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ
حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ
وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ
خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ
أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت
لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ
بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ
هَل أَبصَروا الأَثَرَالوَضّاءَ أَم سَمِعوا
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ
وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُم
كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَمِ
فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُم
كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ
لَولا يَدُ اللَهِ بِالجارَينَ ما سَلِما
وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ
تَوارَيا بِجَناحِ اللَهِ وَاِستَتَرا
وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللَهِ لا يُضَمِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح غيث]ــــــــ[10 - Feb-2009, صباحاً 02:14]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجاهلتم شعري الذي قلته ملغزا عن إحدى الشخصيات التاريخية ......... سامحكم الله
انظروه في الصفحة السابقة
ـ[أم معاذة]ــــــــ[20 - Feb-2009, صباحاً 12:07]ـ
بلاءٌ ليس يشبهه بلاءٌ ... عداوة غير ذي حسب ودينِ
يبيحك منه عرضاً لم يصنه ... ويقدح منك في عرض مصونِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 01:49]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجاهلتم شعري الذي قلته ملغزا عن إحدى الشخصيات التاريخية ......... سامحكم الله
انظروه في الصفحة السابقة
/// بارك الله فيك .. كان ميقات شعرك في وقت الصَّوارف، ثم تُنُوسِي بعدُ، وعلى كلٍّ فلم يتبيَّن لي حلُّ لغزك.
/// فهات معناه. جزيت خيرًا.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 02:06]ـ
/// وههنا شعرُ أندلسيٌ مغربي -حتى نوازي بين المشارقة والمغاربة (ابتسامة) -، لابن حمديس: أيا خُلُجَ المدامِعِ لا تغيضي /// /// /// وَذُوبي غَيْرَ جامدةٍ وَفيضي
فقد قُلِبَ التّأسِّي بالرَّزايا /// /// /// أسىً ملأ التراقِيَ بالجريضِ
أراكَ على الرّحيلِ بأرْضِ مَحْلٍ /// /// /// فقيرَ الرّحْلِ من زادٍ عريضِ
فَدَعْ أشَرَ الجَموحِ وكُنْ ذليلاً /// /// /// لعِزِّ الله كالعَوْدِ المروضِ!
وأشقى الناس في الأُخرى ابنُ دنيا /// /// /// يقول لِنَفسِهِ في الغيِّ خُوضي
أَما شَرَحَتْ له عِبَرُ اللَّيالي /// /// /// معانِيَ بَعْدَ مُلْتَبِسِ الغموضِ
وناحتْ هَذِهِ الدُّنْيا عَلَيه /// /// /// فظنَّ نياحَها شَدْوَ القريضِ
فلا يَغتَرَّ بالحدثانِ غَمْرٌ /// /// /// لذيذُ النوم في طَرْفٍ غضيضِ
فقَد يُصْمي الرَّدى في الوكدِ فَرخاً /// /// /// فَيَرْتَعُ منه في لحمٍ غريضِ
وَيُبلْي غَيْرَ مُستَبقٍ حيَاةً /// /// /// لِقَشْعَمِ شاهِقٍ مَيْتِ النهوضِ
وساعاتُ الفَتى سُودٌ وَبِيضٌ /// /// /// تُرَحِّلُ سُودَ لِمّتِهِ ببيضِ
يذوقُ المرءُ في مَحْياهُ موتاً /// /// /// جفُوفَ الزّهْرِ في الروضِ الأَريضِ!
وأشراكُ الرّدى في الغيب تخفى /// /// /// كما يَخْفَيْنَ في تُرْبِ الحضيضِ
عجبتُ لجَمْعِهِ فيهنّ صَيدًا /// /// /// بها بينَ القشاعِمِ والبَعوضِ
رأيتُ الخلقَ مرْضَى لا يُداوَى /// /// /// لهم كَلَبٌ مِنَ الزّمَنِ العضوضِ!
وَلا آسٍ لهم إِلّا مريضٌ /// /// /// فهل يُجْدي المريضُ على المريضِ؟!
يواصلُ فيهمُ فتكُ ابن آوى /// /// /// وهم في غَفْلَةِ البَهَمِ الرَّبِيضِ
وما ينجو امرُؤٌ من قَبضَتَيهِ /// /// /// يُدِلُّ بِسَبق مُنْجَرِدٍ قبيضِ
ـ[صالح غيث]ــــــــ[20 - Feb-2009, مساء 09:31]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وضعنا الحل في مجلس اللغة العربية منذ ثلاثة أيام أو أكثر، والحل باختصار: عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهو سيد بني عامر في وقته وأحد فرسانها وشعرائها المشهورين، وابن عم الشاعر والصحابي الجليل لبيد بن ربيعة، و (فيف الريح) المذكور في الأبيات هو من أيام بني عامر في الجاهلية، وفيه فُقِئت عين الشاعر.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Feb-2009, صباحاً 10:41]ـ
/// لابن حمديس أيضًا:
أراك ركبتَ في الأهوال بحراً • • • عظيماً ليس يُؤمن من خطوبهْ
تُسَيّرُ فلْكهُ شرْقاً وغَرْباً • • • وتُدْفَعُ من صَبَاهُ إلى جنوبهْ
وأصعبُ من ركوبِ البحر عندي • • • أُمُورٌ ألجأتكَ إلى ركوبهْ!
ـ[أم معاذة]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 10:08]ـ
هون عليك فلن أريدك في وغى ... لتطاعن وتناوش وضراب
كن واقفاً في الجيش آخر آخر ... فإن انهزمتُ مضيت في الهراب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Feb-2009, مساء 11:03]ـ
• لابن حمديس أيضًا: وَجَدْتُ الحِلْمَ ينصُرُني على مَنْ • • أسُلُّ لحَرْبِه ظُبةَ الحُسَامِ
ولي كَلِمٌ كأنَّ اللَّفْظَ منها • • يَرُشّ السَّمعَ منه بالسّهامِ
ولكنِّي أُكَفْكِفها بِحِلْمٍ • • يُلاثُ البُرْدُ منه على شمامِ
ولستُ أُعيدُ من حَنَقٍ عليه • • مخاطبةً لتجديدِ الخِصامِ
ويقْصُرُ في الحقيقة كلُّ شيءٍ • • ثَنَيْتَ جمِيعَهُ غَيْرَ الكَلامِ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Feb-2009, صباحاً 01:41]ـ
عرضت نصيحة مني ليحيى ... فقال غششتني والنصح مر
(يُتْبَعُ)
(/)
ومالي أنَّ أكون أعيب يحيى ... و يحيى طاهر الأثواب بر
ولكن قد أتانا أنَّ يحيى ... يقال عليه في نقعاء شر
فقلت له: تجنب كل شيء ... يعاب عليك إنَّ الحر حر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Mar-2009, مساء 05:00]ـ
/// لابن رشيق القيرواني: يا خيبة الحرِّ الذي • • لم يلقَ فوقَ الأَرض حرّا
بكَّرتُ للحظِّ الذي • • صادفْتُه في اللَّيلِ أَسْرَى
وطَفِقْت أَجْرِي خَلفَه • • من ساعَتي وهلُمَّ جرّا
جَاريْتُ هذا الدَّهرَ لكِـ • • ـنْ ما وجدْتُ عليه نصرا
ورجعتُ والآمال قَتْـ • • ـلى منه والأَطماعُ أَسْرَى
لا بَطْشَتي كُبْرى ولا • • تُغْني على اللأْواءِ صُغْرَى
وأَظلُّ في سوق الكَسَا • • دِ أُباع فيه ولَسْتُ أُشْرى
في معشر خَسُّوا ولـ • • ـكن قد أَهانُوا الحرّ قهرا
صُفر الوجوهِ وربما • • لاحت لك الأَقفاءُ حمرا
ولربما كان القفا • • باعاً وكان القدُّ شبرا
مَرْضَى ولا يَبْرَوْنَ؛ إِذ • • داءُ الخَسَاسَةِ لَيْسَ يَبْرى
الكلبُ يُكسى عندهُم • • بالوَشْي والضِّرغامُ يَعْرَى
والحُّر بينهمُ يمو • • تُ مجاعةً لو كان خِضْرَا
ما فيهم إِلا مُعا • • رُ المجدِ مَعْمُولٌ مُطرَّى
يا قلبُ ويحك! ما كذا • • عوَّدتني ذلاَّ وذُعْرا
والحزن يقتلُ كلَّ من • • لا يقتلُ الأَحزانَ صَبْرَا
كم خِلَّةٍ ليَ أَعْرَضَتْ • • فتركتُها وعَشِقْتُ أُخرى
وتركتُها .. لا القلبُ مُكْتـ • • ـئِبٌ ولا الأَجفانُ عَبْرَى
ما النيلُ من ماءِ الحيا • • ةِ ولا جميعُ الأَرضِ مِصْرَا
ولكم غَرَبْتُ من السُّرى • • في ليلةٍ وطلعت فَجْرَا
ولكم وجدت الموتَ حلواً • • حين ذُقْتُ الذُّلْ مُرّا
ولكمْ أُعيَّر بالغُرو • • رِ، نعم فَطِنْتُ وكُنْت غِرّا!
والمجدُ مرٌّ طَعْمُه • • لا تحسبنَّ المجْدَ تمرَا
واطمعْ ولا تَهْزِم رجَا • • ءَك إِنَّ بعد العُسْر يُسْرا
والدَّهر يجمعُ ثم يسـ • • ـمَحُ قد رأَينا ذاكَ دَهْرا
وأَنا الذي ما عِشْتُ حتَّى • • قد قَتَلْتُ الدَّهر خُبْرا
والموتُ أَولى بالفَتى • • من عِيشَةٍ في الذُّلِّ غَبْرَا
وإِذا تملَّكَتِ اللِّئَا • • مُ فإِنَّ مَوْتَ الحُرِّ أَحْرَى!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 02:37]ـ
/// لمصطفى لطفي المنفلوطي:
لعمركَ ما راحت بِلُبّى صَبَابةٌ • • ولا نازعتني مُهجَتِي سورةُ الخَمرِ
ولا هاجَني وجدٌ ولا رسمُ مَنزلٍ • • عَفاءٍ ولكن هكذا سنَّةُ الشِّعرِ
ومَن كان ذَا نفسٍ كنفسي قريحةٍ • • من الهمّ لا يُعنى بوصلٍ ولا هجَرِ
كأني ولم أسلخ ثلاثين حِجّةً • • ولم يَجرِ يوماً خاطرُ الشيّبِ في شَعري
أخو مائةٍ تَمشي الهُوَينا كأنَّه • • إذا ما مشى في السّهلِ في جَبَلٍ وَعر
إذا شابَ قلبُ المرءِ شابَ رجاؤُه • • وشابَ هواهُ وهوَ في ضَحوةِ العُمرِ
حَييتُ بآمالي فلمّا كَذَبنَنِي • • قنعتُ فلم أحفِل بِقُلٍّ ولا كُثرِ
وأصبحت لا أرجو سِوَى الجَرعةِ التي • • أذوقُ إذا ما ذقتها راحةَ القبر
وليسَت حياةُ المرءِ إلا أمانيًا • • إذا هي ضاعت فالحياة على الإِثر
جزى اللهُ عني اليأسَ خيراً فإنه • • كفاني ما ألقى من الأملِ المر
وراضَ جماحي للزمان وحُكمِه • • بما شاءَ من عدلٍ وما شاءَ من جُور
فما أنا إن ساءَ الزمانُ بساخطٍ • • ولا أنا إن سر الزمانُ بِمُغتَر
إذا ما سفيهٌ نالني منه قادِحٌ • • من الذمّ لم يُحرِج بموقِفه صَدري
أعودُ إلى نفسي فإن كان صادِقاً • • عَتَبتُ على نفسي واصلحت من أمري
وإلا فما ذنبي إلى الناس إن طغى • • هواها فما ترضى بخيرٍ ولا شر
أمولاي عذراً إن للهم صرعةً • • تطير بسر المرءِ من حيث لا يدري
وإني لأتحيي لقاءَكَ شاكياً • • وأنت الذي ألهمتني خلق الصبرِ
وأوردتني من بحرِ علمِكَ مَورِداً • • أمنتُ به الكفرانَ في موضعِ الشُّكرِ
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[03 - Mar-2009, مساء 03:39]ـ
محمد بن غالب الرفاء الرصافي - رصافة بلنسية -
إيهٍ وهَلْ مَعَ إيهٍ يا أبَا عُمَرٍ ** مِن تُحْفَةٍ غَيْرَ إِعْظَامٍ وَإِكْبَارِ
وَغَيْرَ عَقْدِ صَفَاءٍ قَدْ قَسَمَتُ لَكُمْ ** مَعِينَهُ بَيْنَ إِعْلانٍ وَإِسْرَارِ
عَجِبْتُ مِنْ مَعْشَرٍ تُمْطَى مَآثِرُهُمْ ** مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهَا ظَهْرَ طَيَّارِ
مَا بَالُهُمْ رَقَدُوا في لَيْنِ عَيْشِهِمُ ** عَنْ جَارِهِمْ وَهْوَ مَحْسُومٌ بإِقْتَارِ
مَاكَانَ أَقْدَرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا لَكُمُ ** عَلَى البَدِيهِ مِنَ الأَيَّامِ بالثَارِ
وَالحُرُّ أَكْثَرُ مَا يُزْرِي بِحَاجَتِهِ ** تَوَسُّطٌ مِنْ خَبِيثِ النَّفْسِ خَوَّارِ
صَوْنُ الفَتَى وَجْهَهُ أَبْقَى لِهِمَّتِهِ ** والرِّزْقُ جَارٍ عَلى حَدٍّ وَمِقْدَارِ
قَنِعْتُ وامْتَدَّ مَالي فَالسَّمَاءُ يَدِي ** وَنَجْمُهَا دِرْهَمِي والشَّمْسُ دينَاري
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 07:15]ـ
/// وقال عمرو بن معديكرب الزبيدي:
لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَر • • • فاعْلَمْ وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا
إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ • • • ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا
كُلُّ امْرِىءٍ يَجْرِي إلى • • • يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا
كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ • • • بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا
ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْـ • • • ـتُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا
أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ • • • وخُلِقْتُ يومَ خُلِقْتُ جَلْدا
أُغْنِي غَناء الذَّاهِبيـ • • • ـنَ أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا
ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ • • • وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[04 - Mar-2009, مساء 09:22]ـ
حيا الله المعارف والله إنكم من قوم ألسنتهم للكرم مغارف
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Mar-2009, صباحاً 09:57]ـ
/// بارك الله فيك، وحيَّاك وبيَّاك.
والمرء ممتحنٌ بخُلَّة دهرهِ • • طورًا بها يشقى، وطورًا يسعدُ
وعلى كلا الحالين لا يبقى بها • • سعْدٌ يقيم ولا شقاء يقعدُ
وأخو الوفاء قليلة إخوانه • • وأخو الحياء بها عديمٌ مُفرَدُ
لا تدْعُ للمعروف إلَّا أهلَه • • فالجود في الشِّيم السليمة يوجدُ
واللؤمُ في الطَّبع اللَّئيم مركَّبٌ • • كالزند في طرفيه نارٌ توقدُ
ولرُبَّ معتذرٍ إليك ودونه • • قاسي الطَّبيعة أفعوان أربدُ
وإذا رأيت العيش راقك صفوه • • فتوقَّهُ، ما كُلُّ ماءٍ يوردُ!
كرِّر لحاظك في الزَّمان أما ترى • • أنَّ النفوس عليه زرع يحصدُ
وكأنَّما الدُّنيا تقول لمن بها: • • عيشي وعيشُك عن قليلٍ ينفدُ
والنَّفس لا تنفكُّ من خُدَع المنى • • العمر يبلى والمُنَى تتجدَّدُ
إنَّ الحياة لذي الضَّلال منيةٌ • • والموت للنَّفس الزَّكيَّة مولدُ
يحيى الذي يحيا بسقياه النَّدَى • • حتى يكاد بما سقاه يخلدُ
ولئن بَكَتْهُ المكرمات فقد بَكَت • • فقدَ امرىءٍ هو مقلتاها واليدُ
ـ[الهجرة]ــــــــ[10 - Mar-2009, مساء 11:15]ـ
قال محمود سامي البارودي -رحمه الله-
لأَيِّ خَلِيلٍ فِي الزَّمَانِ أُرَافِقُ ... وأكثرُ من لاقيتُ خبٌّ مُنافِقٌ؟
بَلَوْتُ بَنِي الدُّنْيَا، فَلَمْ أَرَ صَادِقاً ... فَأَيْنَ لَعَمْرِي الأَكْرَمُونَ الأَصَادِقُ؟
أُحاوِلُ أمراً قَصَّرت دونَهُ النُهى ... وشابَت ولَم تَبلُغُ مَداهُ المَفارِقُ
وأعظَمُ ما تَرجوهُ ما لا تَنالُهُ ... وأكثرُ مَنْ تَلقاهُ مَنْ لا يوافِقُ
وَمَا كُلُّ مَنْ حَدَّ الرَّوِيَّة َ حَازِمٌ ... وَلاَ كُلُّ مَنْ رَامَ السَّوِيَّة َ فَارِقُ
أَضَعْتُ زَمَانِي بَيْنَ قَوْمٍ لَوَ انَّ لِي ... بِهِم غَيرَهُم ما أرهَقَتنى البَوائقُ
فإن أكُ مُلقَى الرَحلِ فيهِم فإنَّنى ... لَهُمْ بِالْخِلالِ الصَّالِحاتِ مُفَارِقُ
مَعَاشِرُ سادُوا بِالنِّفَاقِ، وَمَا لَهُمْ ... أُصُولٌ أَظَلَّتْهَا فُرُوعٌ بَوَاسِقُ
فَأَعْلَمُهُمْ عِنْدَ الْخُصُومَة ِ جاهِلٌ ... وأَتْقَاهُمُ عِنْد الْعَفَافَة ِ فَاسِقُ
طَلاَقَة ُ وَجْهٍ تَحْتَهَا الْغَيْظُ كَاشِرٌ ... وَنَغْمَة ُ وُدٍّ بيْنَهَا الْغَدْرُ نَاعِقُ
وأخلاقُ صِبيانٍ إذا ما بَلوتَهُم ... عَلِمْتَ بِأَنَّ الْجَهْلَ فِي النَّاسِ نَافِقُ
تَعَلَّمتُ كَظمَ الغيظِ فيهِم، وإنَّهُ ... لَحِلمٌ، ولَكِن لِلحَفيظة ِ ماحِقُ
دَعونِى إلى الجُلَّى، فَقُمتُ مُبادِراً ... وإنِّى إلى أمثالِ تِلكَ لَسابِقُ
فَلَمَّا اسْتَمَرَّ الْجِدُّ سَاقُوا حُمُولَهُمْ ... إلى حيثُ لو يَبلُغهُ حادٍ وسائقُ
فَلا رَحِمَ اللهُ امرأً باعَ دِينَهُ ... بِدُنيا سِواهُ وهوَ لِلحقِّ رامِقُ
عَلَى أَنَّنِي حَذَّرْتُهُمْ غِبَّ أَمْرِهِمْ ... وأنذرتهم لو كان يفقهُ مائقُ
وَقُلْتُ لَهُمْ: كُفُّوا عَنِ الشَّرِّ تَغْنَمُوا ... فَلِلشرِّ يومٌ-لامَحالة َ-ماحِقُ
فَظَنُّوا بِقولِى غَيرَ ما فى يَقينهِ ... عَلَى أَنَّنِي فِي كُلِّ مَا قُلْتُ صَادِقُ
فَهَلْ عَلِمُوا أَنِّي صَدَعْتُ بِحُجَّتِي ... وَقَدْ ظَهَرَتْ بَعْدَ الْخَفَاءِ الْحَقَائِقُ؟
فتبَّا لَهُم مِن مَعشَرٍ ليسَ فيهمً ... رَشِيدٌ، وَلاَ مِنْهُمْ خَلِيلٌ مُصَادِقُ
ظَنَنْتُ بِهِمْ خَيْراً، فَأُبْتُ بِحَسْرَة ٍ ... لَها شجنٌ بينَ الجوانِحِ لاصِقُ
فياليتنِى راجَعتُ حِلمِى، ولم أكن ... زعيماً، وعاقَتنِى لِذَاكَ العوائقُ
وَيَا لَيْتَنِي أَصْبَحْتُ فِي رَأْسِ شَاهِقٍ ... ولم أرى ما آلت إليهِ الوثائقُ
هُمُ عَرَّضُونِي لِلْقَنَا، ثُمَّ أَعْرَضُوا ... سِراعاً ولم يَطرُق منِ الشرِّ طارِقُ
وَقَدْ أَقْسَمُوا أَلاَّ يَزُولُوا، فَمَا بَدَا ... سنا الفجرِ إلاَّ والنِساءُ طَوالِقُ
مَضَوْا غَيْرَ مَعْذُورِينَ، لاَ النَّقْعُ سَاطِعٌ ... وَلاَ الْبيضُ فِي أَيْدِي الْكُمَاة ِ دَوَالِقُ
وَلَكِنْ دَعَتْهُمْ نَبْأَة ٌ، فَتَفَرَّقُوا ... كَمَا انْقَضَّ فِي سِرْبٍ مِنَ الطَّيْرِ بَاشِقُ
فَكَمْ آبِقٍ تَلْقَاهُ مِنْ غَيْرِ طَارِدٍ ... وكَم واقِفٍ تَلقاهُ والعقلُ آبِقُ
إِذَا أَبْصَرُوا شَخْصاً يَقُولُونَ جَحْفَلٌ ... وَجُبْنُ الْفَتَى سَيْفٌ لِعَيْنَيْهِ بَارِقُ
أُسودٌ لَدى الأبياتِ بينَ نِسائهِمْ ... وَلَكِنَّهُمْ عِنْدَ الْهِيَاجِ نَقَانِقُ
إذا المرءُ لم يَنهَض بِقائمِ سَيفهِ ... فيا ليتَ شِعرِى، كيفَ تُحمَى الحقائقُ؟
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[11 - Mar-2009, مساء 01:28]ـ
علي بن عبد الله المالكي (667 هـ):
عذبت قلبي بهجر منك متصل ... يا من هواه ضمير غير منفصل
ما زال من غير تأكيد صدودك لي ... فما عدولك من عطف إلى بدل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Mar-2009, مساء 12:13]ـ
فَرَسْتَ شُوَيْهَتي وفَجَعْت طفلاً • • • ونسواناً وأنت لهم ربيبُ
نَشَأتَ مع السِّخَال وأنت طفلٌ • • • فما أدراك أنَّ أباك ذئبُ؟
إذا كان الطِّباع طباع سوءٍ • • • فليس بمصلح طبعاً أريبُ!(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 11:10]ـ
قال أعرابي:
ما إن* رأيت ولا سمعت بمثله ** فيما مضى من سالف الأحقاب
من فعل علج جئته ليخيط لي ** ثوباً فخرقه كفعل مصاب
فعلوته بهراوةٍ كانت معي **فسعى وأدبر هارباً للباب
أيشق ثوبي ثم يقعد آمناً ** كلا ومنزل سورة الأحزاب
..............................
*ولعل الصواب: ما لا رايت ..
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[16 - Mar-2009, صباحاً 11:39]ـ
قال حاتم الطائي:
أماوي! قد طال التجنب والهجر، • • •وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح، • • •ويبقى، من المال، الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ، • • •إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين، • • •وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى، • • •إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم، • • • لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم، • • •يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ• • • من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني، • • • وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ
أماوي! إني، رب واحد أمه • • • أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً • • • أراد ثراء المال، كان له وفرُ
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة، • • • فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً • • •وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي • • • شهوداً، وقد أودى، بإخوته، الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى • • • كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً • • • وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ، • • • غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ • • • على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي • • • يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ • • • وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Mar-2009, مساء 12:43]ـ
/// ابن عبدربِّه الأندلسي:
رَجاءٌ دُونَ أَقْرَبِه السَّحابُ • • وَوَعْدٌ مِثْلُ مَا لَمَعَ الْسَّرَابُ
وتَسويفٌ يَكِلُّ الصَّبر عَنْهُُ • • وَمَطْلٌ مَا يَقُومُ لَهُ حِسَابُ
وَدَهْرٌ سَادَتِ الْعُبدانُ فِيهُِ • • وَعاثَتْ في جَوَانِبِهِ الذِّئابُ
كِلابٌ لَوْ سَأَلْتَهُمُ تُرَابًا • • لَقالوا: عِنْدَنا انْقَطَعَ التُّرَابُ!
يُعَاقَبُ مَنْ أَسَاءَ الْقَوْلَ فِيهِمُْ • • وَإِنْ يُحْسِنْ فَلَيْسَ لَهُ ثَوَابُ
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[18 - Mar-2009, صباحاً 09:32]ـ
ماتت ام ولد لابن عبد الملك الزيات فقال هذه القصيدة يصف حال ابنه ويشكوا حاله:
ألا من رأى الطّفل المفارق أمّه
بعيد الكرى عيناه تنسكبان؟
رأى كلّ أمٍّ وابنها غير أمّه
يبيتان تحت اللّيل ينتجيان
يرنّ بصوتٍ فضّ قلبي نشيجه
وسحّ دموعٍ ثرّة الهملان
وبات وحيداً في الفراش تحثّه
بلابل قلبٍ دائم الخفقان
ألا إنّ سجلاً واحداً إن هرقته
من الدّمع أو سجلين قد شفياني
فلا تلحياني إن بكيت فإنما
أداوي بهذا الدّمع ما تريان
وإنّ مكاناً في الثّرى خطّ لحده
لمن كان من قلبي بكلّ مكان
أحقّ مكانٍ بالزّيارة والهوى
فهل أنتما إن عجت منتظران؟
فهبني عزمت الصّبر عنها لأنّني
جليدٌ، فمن بالصّبر لابن ثمان؟
ضعيف القوى لا يطلب الأجر حسبةً
ولا يأتسي بالنّاس في الحدثان
ألا من أمنّيه المنى وأعدّه
لعثرة أيّامٍ وصرف زمان؟
ألا من إذا ما جئت أكرم مجلسي
وإن غبت عنه حاطني وكفاني؟
فلم أر كالأيّام كيف تصيبني
ولا مثل هذا الدّهر كيف رماني
ولا مثل أيّامٍ فجعت بفقدها
ولا مثل يومٍ بعد ذاك دهاني
أعينيّ إلاّ تسعدا اليوم عبرتي
فبئس إذن ما في غدٍ تعداني
أعينيّ إن أنع السّرور وأهله
وعهد الصّبا عندي فقد نعياني
أعينيّ إن أبك البشاشة والصّبا
فقد آذنا منّي وقد بكياني
ألا إنّ بيتاً لم أزره لشدّ ما
تلبّس من قلبي به وعناني
ألا إنّ بيتاً لم أزره لعزّ ما
تضمّن منه في الثّرى الكفنان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Mar-2009, مساء 06:27]ـ
إنَّ الكريم إذا تشاء خدعتَه /// /// /// وترى اللَّئيم مجرِّبًا لا يُخدَعُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Mar-2009, مساء 07:39]ـ
/// وقال المعرِّي:
لا تَأمَنَنَّ أَخا داءٍ وَلا ضَمَنٍ /// /// قَد يُحدِثُ السَيفُ كَلماً وَهوَ مَفلولُ
وَلا يَغُرَّنكَ مِمَّن قَلبُهُ أَحِنٌ /// /// صَمتٌ فَإِنَّ حُسامَ الغِمرِ مَسلولُ
وَإِن دُلِلتَ عَلى شَرٍّ لِتَأتِيَهُ /// /// فَأَنتَ مِنهُ عَلى ما ساءَ مَدلولُ
مَفعولُ خَيرِكَ في الأَفعالِ مُفتَقَدٌ /// /// كَما تَعَذَّرَ في الأَسماءِ فَعلولُ
وَلا يَصُدَنّكَ عَن مَجدٍ وَلا شَرِفٍ /// /// تَبغيهِ أَنَّكَ طَلقُ الوَجهِ بُهلولُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 08:03]ـ
جزى الله الشَّدائد كلَّ خيرٍ • • وإن جَرَّعْنَني غُصَصِي بِرِيْقِي!
وما شكري لها إلاَّ لأنِّي • • عرفتُ بها عدوِّي من صديقي!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[23 - Mar-2009, مساء 11:08]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للمؤانسه شعر جزل من عنتر بن شداد
بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَد == طللٌ لعبلة َ مستهلُّ المعهدِ
يا مسرحَ الآرام في وادي الحمى== هل فيكَ ذو شجنٍ يروحُ ويغتدي
في أَيمَن العَلميْن دَرْسُ مَعالمٍ == أوهى بها جلدي وبانَ تجلدِي
منْ كلّ فاتنة ٍ تلفتْ جيدُها == مرحاً كسالفة ِ الغزالِ الأغيد
يا عبْلُ كمْ يُشْجَى فُؤَادي بالنَّوى == ويرُعني صَوْتُ الغُرابِ الأَسودِ
كيف السُّلوُّ وما سمعتُ حمائماً== يَنْدُبْنَ إلاّ كُنْتُ أوَّلَ منْشِدِ
ولقدْ حبستُ الدَّمع لا بخلاً بهِ ==يوْم الوداعِ على رُسوم المَعهَدِ
وسألتُ طير الدَّوح كم مثلي شجا== بأنينهِ وحنينهِ المتردّد
ناديتهُ ومدامعي منهلة ٌ == أيْن الخليُّ منَ الشَّجيِّ المُكْمَدِ
لو كنتَ مثلي ما لبثت ملوّناً ==وهتفتّ في غضن النقا المتأوّد
رَفعوا القبابَ على وُجوهٍ أشْرَقَتْ ==فيها فغيّبت السهى في الفرقد
واسْتوْقفُوا ماءَ العُيونِ بأعينٍ ==مَكحولة بالسِّحْر لا بالإثمِدِ
والشمسُ بين مضرَّجِ ومبلجٍ ==والغُصنُ بين موَشَّحٍ ومقلَّدِ
يطلعنَ بين سوالفٍ ومعاطف == وقلائد منْ لؤلوءٍ وزبرجدِ
قالوا اللّقاء غداً بمنْعَرَج اللِّوى== واطولَ شَوْقِ المستَهامِ إلى غدِ
وتخالُ أنفاسي إذا ردَّدتها == بين الطلول محتْ نقوشَ المبْرد
وتنوفة ٍ مجهولة ٍ قد خضتها == بسنان رمحٍ نارهُ لمْ تخمدِ
باكرتها في فتية ٍ عبسية ٍ ==منْ كلِّ أرْوعَ في الكريهة ِ أصيدِ
وتَرى بها الرَّاياتِ تَخفُقُ والقنا ==وَتَرى العَجاجَ كمثْل بَحرٍ مُزْبدِ
فهناك تنْظرُ آلُ عَبْسٍ مَوْقفي ==والخيْلُ تَعثُر بالوشيج الأَمْلدِ
وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامعٌ ==في عارض مثلِ الغمام المرعدِ
وذوابلُ السُّمر الدّقاق كأَنّها== تحتَ القتام نُجومُ لَيْلٍ أسوَد
وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا ==مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفدِ
باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها== أطفأتُ جَمرَ لهيبها المتوقِّدِ
وكررتُ والأبطالُ بينَ تصادم ==وتهاجمٍ وتحزُّبٍ وتشدُّدِ
وفَوارسُ الهيجاءِ بينَ ممانعٍ== ومُدافعٍ ومخادعٍ ومُعربدِ
والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسلٌ ==والقومُ بين مجدَّلٍ ومقيدِ
ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّرابِ وغيرُهُ== فوقَ الترابِ يئنُ غير موسَّدِ
والجوُّ أقتمُ والنجومُ مضيئة ٌ ==والأفقُ مغبرُّ العنانِ الأربدِ
أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجة ٍ ==بسنان رمحٍ ذابلٍ ومهندِ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 09:30]ـ
ومن العجائب والعجائب جمة*تقليد أهل الغرب مذهب مالك
معْ نهيه عن ذاك نهيا أكدت*آثاره في الكتْب عند السالك
لمْ لا يقلد مالك في نهيه*عن قفوه عند انعدام مدارك
والخطب عام في المذاهب كلها*تقليدها من فاعل أو تارك
فكأنها وحي فقبحا للهوى*كم ذا يجر إلى وخيم مهالك
تالله ما الإسلام يرجع مجده*حتى يعاد إلى قويم مسالك
تحكيم وحي الله في خلف وفي*كل الأمور وفي نظام ممالك
شعر الشيخ العلامة محمد بوخبزة التطواني الحسني حفظه الله
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 09:50]ـ
الحطيئة:
أسرة بائسة:
وَطَاوي ثلاثٍ عاصِب البطن مُرْملِ ** بِبيْداءَ لمْ يعرفْ بها ساكِنٌ رسْما
أخي جفْوةٍ فيه من الأنس وَحْشَةٌ ** يرى البُؤْسَ من شراسته نُعْما
وأفردَ في شِعبٍ عجوزاً إزاءَهَا ** ثلاثُ أشباحٍ تخاُلُهمْ بَهْما
حفاةً عُراةً ما اغْتذوْا خُبزَ مَلةٍ ** ولا عرفُوا للبر مُذ خُلِقُوا َطَعْماَ
ضيف وحيرة:
رأى شبحاً وسط الظَّلام فراعهُ ** فَلمَّا رأى ضيفاً تشمَّر واهتمَّا
فقال: هَيَا رَبَّاه ُ ضيفٌ ولا قِرى ** بِحقَّك لا تحرمهُ تا الليلةَ اللَّحماَ!
فقَال ابنُهُ لمَّا رَآهُ بِحيرةٍ ** أَيا أبَتيِ اذْبحْني وَيَسّر لهُ طُعْماَ
ولا تعْتذر بالعدِْم عَلَّ الَّذي طراَ ** يظُنُّ لنا مالاً فيوسعنا ذَمَّا
فرَوَّى قليلاً ثمَّ أحْجَمَ بُرهةً ** وإنْ هُوَ لمْ يذبح فتاهُ فقد هما
غوث ونجدة:
فَبيْنا هُمَا عَنَّت على البُعْد عَانَةٌ ** قد انْتَظمتْ من خلفِ مِسْحلها نَظْما
عِطاشاً تُريدُ الماءَ فانسابَ نحوهاَ ** على أنَّهُ منها إلى دمِها أظْماَ
فأمْهلهاَ حتىَّ تروَّتْ عِطاشُها ** فأرسلَ فِيها منْ كِنانتِهِ سَهْماَ
فخَرَّتْ نحَوصٌ ذاتُ جَحْشٍ سمينةٌ ** قد اكْتَنَزتْ لحْمًا وقد طُبِّقتْ شحْماَ
فرحة غامرة:
فيا بِشْرَهُ إذ جَرهاَ نَحوَ قومِهِ ** وَيَابِشْرهُم ْلمَّا رَأَوْا كَلمَهَاَ يدْمي
وَبَاتُوا كِراما ًقدْ قَضَوْا حَقَّ ضَيْفِهِمْ ** ومَا غَرِمُوا غُرْماً وقدْ غنِموُا غُنْماَ
وبَاتَ أبُوهُم منْ بَشَاشَتِهِ أبَاً ** لِضَيْفِهِم والأُمُّ منْ بِشْرِهاَ أُمَّا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[24 - Mar-2009, مساء 11:15]ـ
مضى عجب من أمر ما كان بيننا ... وما نحن فيه بعد من ذاك أعجب
بجر جناة الشر من بعد ألفة ... رجعنا وفينا فرقة وتحزب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 06:17]ـ
بَكى أَهلُ مِصرٍ بِالدُموعِ السَواجِمِ • • غَداةَ غَدا مِنِها الأَغَرُّ اِبنُ حاتِمِ
حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ • • يَمينَ اِمرِئٍ آلى بِها غَيرِ آثِمِ
لِشَتّانَ ما بَينَ اليَزيدَينِ في النَدى • • يَزيدِ سُلَيمٍ وَالأَغَرَّ اِبنِ حاتِمِ
يَزيدُ سُلَيمٍ سالَمَ المالَ وَالفَتى • • أَخو الأَزدِ لِلأَموالِ غَيرُ مُسالِمِ
فَهَمُّ الفَتى الأَزدِيِّ إِتلافُ مالِهِ • • وَهَمُّ الفَتى القَيسِيِّ جَمعُ الدَراهِمِ
فَلا يَحسَبِ التَمتامُ أَنّي هَجَوتُهُ • • وَلَكِنَّني فَضَّلتُ أَهلَ المَكارِمِ
فَيا أَيَّها السَّاعي الَّذي لَيس مُدرِكاً • • بِمَسعاتِهِ سَعيَ البُحورِ الخَضارِمِ
سَعَيتُ وَلَم تُدرِك نَوالَ اِبنِ حاتِمِ • • لِفَكِّ أَسيرٍ وَاِحتِمالِ العَظائِمِ
كَفاكَ بِناءَ المَكرُماتِ اِبنُ حاتِمٍ • • وَنِمت وَما الأَزدِيُّ عَنها بِنائِمِ
فَيا اِبنِ اُسَيدٍ لا تُسامِ اِبنَ حاتِمٍ • • فَتَقرَعَ إِن سامَيتَهُ سِنَّ نادِمِ
هُوَ البَحرُ إِن كَلَّفتَ نَفسَكَ خَوضَهُ • • تَهالَكتَ في آذِيِّهِ المُتَلاطِمِ
تَمَنَّيتَ مَجداً في سُلَيمِ سَفاهَةً • • أَماني خالٍ أَو أَماني حالِمِ
أَلا إِنَما آلُ المُهَلَّبِ غُرَّةٌ • • وَفي الحَربِ قاداتٌ لَكُم بِالخَزائِمِ
هُمُ الأُنفُ في الخُرطومِ وَالناسُ َبَعدَهُم • • مَناسِمُ وَالخُرطومُ فَوقَ المَناسِمِ
قَضَيتُ لَكُم آلَ المُهَلَّبِ بِالعُلا • • وَتَفضيلُكُم حَقٌّ عَلى كُلِّ حالِمِ
لَكُم شِيَمٌ لَيسَت لِخَلقٍ سِواكُمُ • • سَماحٌ وَصِدقُ البَأسِ عِندَ المَلاحِمِ
مُهينونَ لِلأَموالِ فيما يَنوبُكُم • • مَناعيشُ دَفّاعونَ عَن كُلِّ جارِمِ
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 09:05]ـ
ومن العجائب والعجائب جمة*تقليد أهل الغرب مذهب مالك
معْ نهيه عن ذاك نهيا أكدت*آثاره في الكتْب عند السالك
لمْ لا يقلد مالك في نهيه*عن قفوه عند انعدام مدارك
والخطب عام في المذاهب كلها*تقليدها من فاعل أو تارك
فكأنها وحي فقبحا للهوى*كم ذا يجر إلى وخيم مهالك
تالله ما الإسلام يرجع مجده*حتى يعاد إلى قويم مسالك
تحكيم وحي الله في خلف وفي*كل الأمور وفي نظام ممالك
شعر الشيخ العلامة محمد بوخبزة التطواني الحسني حفظه الله
إن كان بقصد التقليد المذموم المساوي للتعصب ونحوه فالأبيات موافقة للكتاب والسنة والإجماع وهذا الظن به ويدل عليه قوله: "فكأنها وحي .. " فمعلوم أن تنزيل المذهب منزلة الوحي وقع من بعض الأفراد ممن غلب عليهم الجهل والمذاهب وأئمتها وأهلها منهم براء
وإن كان يقصد أصل التمذهب فتلك الأبيات مخالفة للكتاب والسنة والإجماع والعقل السليم كما تقرر في كتب علماء الإسلام على مر الأزمان
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 09:38]ـ
(ربيعة الرقي)
يزيدَ الأزدِ إنّ يزيد قومي
سميك لا يجود كما تجودُ
شبيهك في الولادة والتسمي
ولكن لا يجود كما تجود
يقود جماعة ً وتقود أخرى
فترزقُ من تقودُ ومنْ يقود
فما تسعونَ يحقرها ثلاثٌ
يقيمُ حسابها رجلٌ شديدُ
وكفًّ شثنهٌ جمعتْ لوجءٍ
بأنكدَ من عطائكَ يا يزيدُ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Mar-2009, مساء 10:46]ـ
ظرت في نسبة الكرام فما ... فيها لكم ناقة ولا جمل
قوم لئام أعراضهم هدف ... فيها سهام الهجاء تنتضل
لا يستجيبون إن دعوتهم ... إن لم تقل في الدعاء يا سفل
ـ[عبدالقادر بن محي الدين]ــــــــ[26 - Mar-2009, صباحاً 12:51]ـ
إكرام النّفس ,, لابنِ مُطَير
ومَنْ يَتَّبعْ ما يُعجِبُ النّفسَ لمْ يَزَلْ ** مُطِيعاً لها في فعلِ شيئٍ يَضيرُها
فنَفْسَكَ أكْرِمْ مِنْ أمُورٍ كَثيرَةٍ ** فمَالكَ نَفْسٌ بعدَها تَستَعيرُها
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 01:55]ـ
ظرت في نسبة الكرام فما ... فيها لكم ناقة ولا جمل
قوم لئام أعراضهم هدف ... فيها سهام الهجاء تنتضل
لا يستجيبون إن دعوتهم ... إن لم تقل في الدعاء يا سفل
احسن الله اليك هذا ليس من عيون الشعر
بل هو شعر رديء ان وجد غيرك من ينسبه الى الشعر
هلا أفدتنا من أنشأه حتى ننصرف عن جهله بالشعر فهو لايعذر بتاتا
ـ[أم آمال]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 04:01]ـ
هل لي من الكبر المبين طبيب؟؟ / الاخيف بين مليك
هلْ لي من الِكَبرِ المُبينِ طبيبُ
فأعودُ شاباً والشبابُ عجيبُ
ذهبتْ لدِاتي والشبابُ فليس لي
فيمَنْ بقِي في الغابرينَ ضَريبُ
ذهبوا وخلّفني المُخلفُ بعدَهم
فكأنني فيمنْ بَقِيتُ غريبُ
أُسقى وألعب قاعداً في قُبّة
فَمِنَ ايْنَ يبلُغني هناكَ لُغوبُ
وإذا تكلَّفْتُ القيامَ لحاجة
عرَضَتْ فمشْيِي إن مَشَيْت دَبيبُ
وإذا نهضُتُ إلى القيامِ بأربَعٍ
فأقومُ أرعدُ للفؤادِ وَجيبُ
ويْلى بَليتُ وكلُّ صاحبِ لذة
لِبلَىً يصيرُ وذلك التَّتْبيبُ
وإذا السنونُ طلبْنَ تَهْريمَ الفتى
لَحِقَ السنونُ وأُدْرِكَ المطلوبُ
حتى يصيرَ إلى البِلَى وكأنه
في الكفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصوبُ
مَرِطُ القَذاذِ فليسَ فيه مصنَعٌ
لا الرّيشُ ينفعُه ولا التَّعْقيبُ
لا الموتُ محتقِرُ الصغير فعادلٌ
عنه ولا كِبَرُ الكبير مُهيبُ
يسعى الفتى لينالَ أقصْى عِيشَةٍ
هيهاتَ ذلك دونَ ذاك خُطوبُ
يسعى ويأملُ والمنيّةُ إِثْرُهُ
فوق الإِكامِ لها عليه رَقيبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حورية الجزائرية]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 04:22]ـ
............. عتنريات ..............
هل غادرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ "؟
أَعِدِ السُّؤَالَ .. كَأَنَّنِي لَمْ أَفْهَمِ
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ "؟
أَعِدِ السُّؤَالَ عَليَّ دُونَ تَلَعْثُمِ
أَعِدِ السُّؤَالَ "أَبَا المُغَلِّسِ"
إِنَّنِي مِنْ مِحْنَتِي مِثْلَ الأَّصَمِّ الأَبْكَمِ
أُنْبِيكَ أَنَّ الشِّعْرَ صَوَّحَ رَوْضَهُ القُدْسِي
وَ الشُّعَرَاءُ مَحْضُ تَوَهُّمِ
وَلََّى اليَسَارُ مَعَ "اليَسَارِ" فَأَيْسَرُوا
جِهَةَ اليَمِينِ وَرَاءَ رَنَّةِ دِرْهَمِ
يَتَقَيَّؤُونَ ـ حَاشَاكَ ـ شِعْرًا غَائِمًا "
مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعْمِ العَلْقَمِ
بِاسْمِ الحَدَاثَةِ هَدَّمُوا وَ تَهَدَّمُوا
وَ تَبَخَّرُوا وَسَطَ الْكَلاَمِ الْمُعْتَمِ
وَ تَوَقَّحُوا بِاسْمِ الحَدَاثَةِ .. وَيْحَهُمْ
لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ عِنْدَهُمْ بِمُحَرَّمِ
يَتَنَاقَدُونَ .. وَ مَا حَقِيقَةُ نَقْدِهِمْ
إِلاَّ كَمَا يُثْنِي العَمِيُّ عَلَى العَمِيْ
وَ الإِنْتِمَاءُ بِلاَ انْتِمَاءٍ وَاضِحٍ
وَ الشِّعْرُ ـ جَلَّ الشِّعْرُ ـ لَعْقٌ بِالفَمِ
وَ الفَحْلُ عِنِّينٌ يَنُبُّ مُشَاغِبًا
وَ فَصِيحُهُمْ يَهْذِي "كَأَعْجَمَ طَمْطَمِ
إِمَّا تَرَاهُ .. تَرَاهُ يَسْحَبُ ظِلَّهُ
مُتَثَاقِلاً .. مُتَمَايِلاً كَمُنَوَّمِ
كَالدُّونْكِشُوتَ .. وَ سَيْفُهُ أَوْهَامُهُ
يَخْشَى الوَغَى،وَ يَعُفُّ عِنْدَ المَغْرَمِ
أَهْدَى القِيَانَ قَصِيدَةً، وَ الشَّعْبُ
يَمْضَغُ جُوعَهُ فِي حَسْرَةٍ وَ تَأَلُّمِ
وَ أَعَادَ هَيْكَلَةَ انْتِمَاءٍ زَائِفٍ
وِفْقَ اتْجَاهٍ سَائِلٍ وَ مُعَوَّمِ
أََوَ بَعْدَ ذَا سَتَظَلُّ حَائِرًا:
"هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدِّمِ
مَا ضَرَّ وَجْهُكَ أَنَّ لَوْنَكَ أَسْوَدٌ
و الطَّعْنُ أَبْيَضٌ، وَ اللِّسَانُ كَمِخْدَمِ
وَ السَّيْفُ أَنْصَعُ مِنْ ضُحَى مِلْءَ اليَمِينِ
يُرَتِّلُ الثَّارَاتِ دُونَ تَلَعْثُمِ
وَ يَرُدُّ عَنْ بِيضِ الوُجُوهِ الضَّارِعِينَ
وَ قَدْ أُذِلُّوا:"وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
قَدْ كَانَ أَوْلَى أَنْ تَقُولَ شَمَاتَةً: ـ
لاَ لَسْتُ أُحْسِنُ غَيْرَ رَعْيِ الأَنْعُمِ
لاَ شَأْنَ لِي بِالطَّعْنِ أَوْ رَدِّ العِدَا ..
لاَ شَأْنَ لِي بِالفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ
لاَ شَأْنَ لِي .. يَا أَيُّهَا البِيضُ الكِرَا مُ
تَقَدَّمُوا .. أَنَا لَسْتُ بِالمُتَقَدِّمِ
لَكِنَّ آفَةَ كُلَّ حُرٍّ أَنَّهُ
لاَ تَسْتَقِيمُ لَهُ الشَّمَاتَةُ بِالفَمِ
إِيهٍ عَلَيْكَ ـ أَبَا المُغَلِّسِ ـ لَوْ تَرَى
زَمَنًا تَسَرْبَلَ بِالفَجَائِعِ وَ الدَّمِ
مَا دَارُ "عَبْلَةَ" .. مَا "الجَوَاءُ"،
وَ هَاهُنَا وََطَنٌ يَجُوزُ بِهِ الوُقُوفُ كَأَرْسُمِ
وَطَنٌ ـ تَدَارَكَهُ الإِلَهُ بِرَحْمَةٍ ـ "
لاَ يَشْتَكِي الطَّعَنَاتِ غَيْرَ تَحَمْحُمِ
أشْلَى عَلَيْهِ الحَاقِدُونَ كِلاَبَهُمْ "
سُودًا كَخَافِيَةِ الغُرَابِ الأَسْحَمِ
فَتَعَاوَرُوهُ بِمِخْلَبِ قَرِمٍ
وَ نَا بٍ أَحْمَرٍ أَلِفَ الدِّمَاءَ مُسَمَّمِ
فَتَفَتَّحَتْ أَزْهَارُ جُرْحِهِ كَالشُّرُو قِ
إِذَا تَبَسَّمَ خَلْفَ لَيْلٍ مُظْلِمِ
وَطَنِي الَّذِي قَدْ أَسْرَجَتْ أَمْجَادُهُ
ظَهْرَ الزَّمَانِ وَ رَائِعَاتِ الأَنْجُمِ
وَ تُرَابُهُ الشُّهَدَاءُ .. هَلْ وَطَنٌ سِوَا هُ
مِنْ رُفَاتِ الثَّائِرِينَ وَ أَعْظُمِ
وَطَنِي .. وَ كَمْ أَخْفَيْتُ عَنْكَ مَوَاجِعِي زَمَنًا
، وَ كَمْ أَخْفَى دُمُوعِي مَبْسَمِي
وَ كَمِ احْتَرَقْتُ وَ أَنْتَ تَنْعَمُ فِي الظِّلاَ لِ
وَ فِي الغِلاَلِ وَ فِي النَّعِيمِ المُبْهَمِ
وَ صَبَرْتُ وَ الغَصَّاتُ تَنْخُرُ مِفْصَلِي
وَ البُؤْس يَرْقُصُ ضَاحِكًا فِي مَأْتَمِي
وَطَنِي وَ أَنْتَ تَعُبُّ مِنْ نَفْطِ الصَّحَا رَى
لاَهِيًا عَنْ عِلَّتِي وَ تَأَلُّمِي
وَ نَسَيْتُ أَنِّي صَابِرٌ وَ مُصَابِرٌ "
سَمْحٌ مُخَالَقَتِي إِذَا لَمْ أُظْلَمِ
وَطَنِي وَ لََمَّا رَأَيْتُكَ سَادِرًا
أَقْفَلْتَ سَمْعَكَ دُونَ رَأْيِي الْمُحْكَمِ
قَطَعْتُ شِرْيَانِي عَلَى كُرْهٍ
لِتَفْهَمَ عِلَّتِي وفتحت شلال الدم
فَتَحَطَّمَ القَيْدُ الَّذِي كَابَدْتُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَ تَفَجَّرَ الصَّبْرُ الَّذِي لَمْ يُفْهَمِ
هَذِي جِرَاحِي فَتَّحَتْ أَفْوَافَهَا
فَتَفَرَّجِي يَا أُمَّنَا وَ تَأَلَّمِي
أَوْ زَغْرِدِي .. أَوْ عَِّدِي .. أَوْ نَدِّدِي
وَ تَوَعَّدِي، وَ إِنْ جُنِنْتِ تَبَسَّمِي
شَرُّ البَلِيَّةِ مَا يُدَغْدِغُ مَبْسَمًا
يَا وَيْحَ أُمٍّ دَمْعُهَا فِي الْمَبْسَمِ
قَدْ أَتْأَمَتْ بِقَتِيلِ وَعْدٍ رَائِعٍ
وَ بِقَاتِلِ .. يَا لَيْتَهَا لَمْ تُتْئَمِ
حُيِّيْتَ مِنْ وَطَنٍ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
قَدْ كَانَ لِلْأَمْجَادِ مِثْلَ التَّوْأَمِ
نَارُ الطَّهَارَةِ فَتَّحَتْ أَكْمَامَهَا فِيهِ
، فَفَكَّ الْقَيْدَ كُلُّ مُكَمَّمِ
مِنْ كُلِّ جُرْحٍ سَوْفَ يَمْرُقُ كَوْكَبٌ
يَهْدِي بِلاَدِي لِلطَّرِيقِ الأَقْوَمِ
لَمْ يَحْلُ بَعْدَ اللهِ ثُمَّ مُحَمَّدٍ إِسْمٌ
سِوَى إِسْمُ " الْجَزَائِر" فِي فَمِي
قَدْ كُنْتَ يَا وَطَنِي وَ مَا يَأْتِيكَ
مَنْ يَأْتِيكَ إِلاَّ فِي ثِيَابِ الْمُحْرِمِ
فَهُنَا طَوَافُ الثَّائِرِينَ،وَ هَا هنا
رُكْنُ الإِبَاءِ .. هُنَا رَوَائِحُ "زَمْزَمِ
فِي كُلِّ شِبْرٍ مِنْ بِلاَدِي بَصْمَةٌ
لِلْحُزْن فَالصَّمَّانِ فَالْمُتَثَلِّمِ
فِي كُلِّ دَارٍ "عَبْلَةٌ" مَفْجُوعَةٌ
بِأَبٍ وَ إِخْوَانٍ وَ زَوْجٍ أَوْ عَمِ
مَا "عَبْلَةٌ" ـ لَوْ زَانَهَا نُورُ الهُدَى ـ
إِلاَّ حَرَائِرُ مَوْطِنِي فِي مَوْسِمِ
هُنَّ الْمَرَايَا لِلْجَمَالِ وَ لِلْعَفَا فِ
وَ لِلتُّقَى .. وَ أَكْرِمْ بِهِنَّ وَ أََنْعِمِ
إِنِّي لأشْهَدُ أَنَّهُنَّ الوَالِدَا تُ
وَ إِنَّمَا اسْتَرْضَعْنَ "أُمَّ القَشْعَمِ
كَيْفَ الْمَزَارُ؟ .. وَ مَا مَزَارُ مُحَارِبٍ "
لاَ مُمْعِنٍ هَرَبًا وَ لاَ مُسْتَسْلِمِ"
أُنْبِئْتُ أَنَّ "عُنَيْزَتَيْنِ" مُحَاصَرٌ
وَ الْجَيْشُ يَرْصُدُ مَقْدَمِي فِي "الغَيْلَمِ
وَ يَلُومُنِي أَنِّي أُكَابِرُ مُعَشَّرٌ ..
يَا رَبِّ لاَ قَرَّتْ عُيُونُ اللُّوَّمِ
سَأَظَلُّ أَنْحَتُ بِالأَظَافِرِ مِحْنَتِي
وَ أَفُض أَغْلاَقَ الْمَآسِي عَنْ فَمِي
حَتَّى أَصِيحَ بِسَادِرِينَ وَ تَائِهِينَ
وَ مُدْلِجِينَ وَرَا السَّرَابِ وَ نُوَّمِ
هُبُّوا .. فَهَا نُورُ النُّبُوَّةِ دَافِقٌ
يَهْدِي الغُوَاةَإِلَى الْمَصِيرِ الأَسْلَمِ
خَيْلُ الفُتُوحِ أَكَادُ أَسْمَعُ ضَبْحَهَا
وَ صَهِيلَهَ مِثْلَ البِشَارَةَ فِي دَمِي
أَنَا لَسْتُ بِدْعًا مِنْ كُوَامٍ قُتِّلُوا "
لَيْسَ الْكَرِيمُ عَلَى القَنَا بِمُحَرَّمِ
لَكِنَّ لِي فِي "آلِ أَحْمَدَ" أُسْوَةً
مِنْهُمْ قَبَسْتُ شَهَامَتِي وَ تَكَرُّمِي
نَبَتَتْ سُيُوفُ الْحَقِّ فِي قَبَضَاتِهِمْ
مِثْلَ الأَصَابِعِ أَعْرَقَتْ فِي المِعْصَمِ
وَ لَقَدْ ذَكَرْتُكَ وَ القَذَائِفُ حَوْلَنَا
أَوْ فَوْقَنَا مِثْلَ انْدِفَاقِ جَهَنَّمِ
وَ الطَّائِرَاتُ تَفُحُّ فُضْلَةَ سُؤْرِهَا
نَارًا تَلَظى مِثْلَ لَوْنِ العَنْدَمِ
وَ "الهََاوْنُ" يُرْعِشُ فَوْقَنَا سُحُبَ
الفَضَاء "غَرِدًا كَفِعْلِ الشَّارِبِ المُتَرَنِّمِ
وَ الزَّاحِفُونَ يُحَاصِرُونَ فَيَرْجُفُ
الصَّبْرُ المُرَاغِمُ فِي الضُّلُوعِ وَ فِي الدَّمِ
وَ يَكَاُد يَجْهَشُ بِالبُكَاءِ وَ يَقُولُ لِي: ـ
ضَاقَ الفَضَاء .. يَا صَاحِبِي فَاسْتَسْلِمِ
فَأَهُزُّهُ وَيْلُمِّهِ .. أَوَ مَا تَرَا هُمْ
يَقْتَفُونَ وَرَاءَنَا عَبَقَ الدَّمِ
مَا أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُزَغْرِدُ فَوْقَهُ
سِرْب الرَّصَاصِ بِلاَ لِسَانٍ أَوْ فَمِ
أَيْنَ الرِّمَاحُ ـ أَبَا الْمُغَلِّسِ ـ مِنْ قَنَا بِلَ
هَا هُنَا بَيْنَ الأَصَابِعِ تَرْتَمِي
وَ تَكَادُ تَلْعَقُ كِبْرِيَاءَ جِبَاهِنَا
فَنَنُشُّهَا مِثْلَ الذُّبَابِ المَوْسِمِي
أََيْنَ الشَّبِيهُ أَبَا المُغَلِّسِ ـ هَا هُنَا:
فِي خَدِّهَا؟ .. أَمْ ثَغْرِهَا الْمُتَبَسِّمِ؟
أَيْنَ التَّشَابُهُ بَيْنَ طَلْقَةِ مِدَفَعٍ
وَ "مُنَوَّرٍ عَذْبٍ لَذِيذِ الْمَطْعَمِ"؟
كُلُّ الشُّهُورِ ـ وَ لاَ أَعُدُّ نُفَمْبَرَا ـ
يَا أَيُّهَا العَبْسَيُّ ضَرَّجَهَا دَمِي
نَحْنُ الأُلَى مَا صِيحَ فِي سَمْعِ الدُّنَى: ـ
يَا غَارَةَ اللهِ ارْكَبِي وَ تَقَدَّمِي
لاَ نَحْتَمِي مِنْ طَعْنَةٍ إِلاَّ بِشَهْقَةِ
طَلْقَةٍ وبغيرها لا نحتمي،
مَا عَزَّ مَنْ حَقَدَتْ عَلَيْهِ صُدُورُنَا
حَتَّى وَ لَوْ نَالَ السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
للشاعر / الدكتور عبد الله عيسى لحيلح ... جامعة جيجل الجزائر
ـ[أم معاذة]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 04:39]ـ
احسن الله اليك هذا ليس من عيون الشعر
بل هو شعر رديء ان وجد غيرك من ينسبه الى الشعر
هلا أفدتنا من أنشأه حتى ننصرف عن جهله بالشعر فهو لايعذر بتاتا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو عمرو المخلخل، مولى ثقيف، بصري، قال هذه الأبيات وهو يهجو عمراً الخاركي الأعور، نقلته من كتاب "من إسمه عمرو من الشعراء" لصاحبه "محمد بن داود بن الجرّاح" وكذا كتاب " فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء " لنفس الكاتب.
من الموسوعة الشاملة.
فقط ملاحظة وهي أن أول كلمة من الأبيات " نظرتُ"
سؤال:- ماذا يعني أن يكون الشعر من عيونه، أو بمعنى آخر كيف نحكم على أبيات ما أنها من عيون الشعر؟
بارك الله فيكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 05:54]ـ
سامة بن لؤي
عين فابكي لسامة بن لؤي * علقت ساق سامة العلاقه
لا أرى مثل سامة بن لؤي * يوم حلوا به قتيلا لناقه
بلغا عامرا وكعبا رسولا * أن نفسي إليهما مشتاقه
إن تكن في عمان داري فإني * غالبي، خرجت من غير فاقه
رب كأس هرقت يا ابن لؤي * حذر الموت لم تكن مهراقه
أما السؤال بارك الله فيك
فمنزلة عيون الشعر من الشعر في منزلة العين من الجسد
والمسأله متعلقه بوقع القصيد على المشاعر وجمال التعبير له تأثير يجعل من الشعر وقراءته كجمال العين وقراءتها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Mar-2009, مساء 06:05]ـ
/// وقال أبوالعتاهية:
الحِرصُ داءٌ قَد أَضَرَّ • • بِمَن تَرَى إِلّا قَليلا
كَم مِن عَزيزٍ قَد رَأَيـ • • ـتُ الحِرصَ صَيَّرهُ ذَليلا
فَتَجَنَّبِ الشَهَواتِ وَاحْـ • • ـذَرْ أَن تَكونَ لَها قَتيلا
فَلَرُبَّ شَهوَةِ ساعَةٍ • • قَد أَورَثَت حُزناً طَويلا
مَن لَم يَكُن لَكَ مُنصِفاً • • في الوُدِّ فَاِبغِ بِهِ بَديلا
وَتَوَقَّ جَهدَكَ أَن تَكو • • نَ لِكُلِّ ذي سُخفٍ دَخيلا
وَعَلَيكَ نَفسَكَ فَارْعَها • • وَاِكسِب لَها فِعلاً جَميلا
وَلَقَلَّ ما تَلقى اللَّئيـ • • ـمَ عَلَيكَ إِلّا مُستَطيلا
وَالمَرءُ إِن عَرَفَ الجَميـ • • ـلَ وَجَدتَهُ يَبغي الجَميلا
ـ[أم معاذة]ــــــــ[30 - Mar-2009, مساء 11:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دَعِ العَدُوَّ وكنْ ما عشتَ ذا حَذَرٍ ... من الصَّديقِ الذي زُورٌ تَوَدُّدُه
وليسَ فتكةُ مَن بالذمِّ تقصِده ... كفَتكةٍ من حَميمٍ أنتَ تحمَدُه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Mar-2009, مساء 02:15]ـ
/// المتنبي:
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ /// /// /// أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها /// /// /// فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ
وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني /// /// /// وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي
لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ /// /// /// أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ /// /// /// في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ!
لَعَلَّ عَتبَكَ مَحمودٌ عَواقِبُهُ /// /// /// فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[01 - Apr-2009, صباحاً 12:26]ـ
حسن قول نعم من بعد لا ... وقبيح قول لا بعد نعم
إن لا بعد نعم فاحشة ... فبلا فابدأ إذا خفت الندم
وإذا قلت نعم فاصبر لها ... بنجاح الوعد إن الخلف ذم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[03 - Apr-2009, مساء 10:21]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفسدت بالمن ما أصلحت من يسر ... ليس الكريم إذا أسدى بمنان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Apr-2009, صباحاً 12:50]ـ
بنى مسجداً بنيانُه من خيانةٍ • • لَعَمري لَقِدماً كنتَ غير مُوفَّقِ
كصاحبة الرُّمَّان لمَّا تصدّقت • • جَرت مثلاً للخائِن المتصدِّقِ
يقولُ لها أهلُ الصلاح نَصيحةً • • لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Apr-2009, مساء 11:27]ـ
/// همَّام بن غالب "الفرزدق":
وَكانَ يُجيرُ الناسَ مِن سَيفِ مالِكٍ ••• فَأَصبَحَ يَبغي نَفسَهُ مَن يُجيرُها
فَكانَ كَعَنزِ السوءِ قامَت بِظِلفِها ••• إِلى مُديَةٍ وَسطَ التُرابِ تُثيرُها
سَتَعلَمُ عَبدُ القَيسِ إِن زالَ مُلكُها ••• عَلى أَيُّ حالٍ يَستَمِرُّ مَريرُها
ـ[الورقات]ــــــــ[06 - Apr-2009, صباحاً 12:08]ـ
وقال أخو مالك بن نويرة يرثي أخاه مالكاً:
وكُنا كندماني جذيمة بُرهةً .. من الدهرِ حتى قيلَ لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً .. لطولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً معا
ولندماني جذيمة معه قصة، وهي - فيما أذكر - أن جذيمة هذا كان ملكا وكان له ابن أختٍ أحبه حبا شديدا، فضاع، فحزن عليه، ثم وجده رجلان يُقال لأحدهما مالك وللآخر عقيل، فأتوا به إلى الملك فسُر به سرورا، فسألهم أي شيء يريدون جزاءا لهم؟ فقالوا: نريد أن ننادمك وتنادمنا ما حييتَ وحيينا، فيُقال أنهم تنادموا اربعين سنة.
(هذا فيما أذكر، فقد قرأت القصة منذ فتره)
ـ[الواحدي]ــــــــ[06 - Apr-2009, مساء 03:59]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بنى مسجداً بنيانُه من خيانةٍ • • لَعَمري لَقِدماً كنتَ غير مُوفَّقِ
كصاحبة الرُّمَّان لمَّا تصدّقت • • جَرت مثلاً للخائِن المتصدِّقِ
يقولُ لها أهلُ الصلاح نَصيحةً • • لكِ الويلُ لا تزني ولا تتصدّقي
وأحسن منه قول الشاعر:
كسارقةِ الرُّمَّانِ مِنْ كَرْمِ جارِها ---- تَعُودُ بِه المَرْضى، وتَطْمَعُ في الأجْرِ!
ويروى: وتطمع في الفضْلِ
وهو الأصح .. من أبيات للأبيوردي ترجم فيها جملة من الأمثال الفارسية.
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 02:47]ـ
وقال أخو مالك بن نويرة يرثي أخاه مالكاً:
وكُنا كندماني جذيمة بُرهةً .. من الدهرِ حتى قيلَ لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً .. لطولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ ليلةً معا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
* يروى أنّ عمر بن الخطاب أمّ الناس في صلاة الصبح، ثم لما انفتل من صلاته إذا هو برجل قصير أعور متنكباً قوساً وبيده هرواة. فقال: "من هذا؟ " فقيل له: "متمّم بن نويرة". فاستنشده قوله في أخيه، فأنشده حتى بلغ قوله:
وكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً --- مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ: لَنْ يَتَصَدَّعَا
فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي ومَالِكاً --- لِطُولِ اجْتِماعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
فقال عمر: "هذا واللهِ التَّأْبِينُ! و لَوَددتُ أنِّي أُحْسِن الشعرَ فأرثى أخي زيداً بمثل ما رثيتَ به أخاك". فقال متمّم: "لو أنَّ أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته" (وكان زيد قُتِل باليمامة شهيداً). فقال عمر: "ما عزَّاني أحدٌ عن أخي بمثل ما عزَّاني به متمّم".
* وقصيدة متمّم في رثاء أخيه تسمَّى "أُمّ المراثي" ...
* وقريب من معنى البيت الثاني قوله في قصيدة أخرى:
كَأَنْ لَمْ أُجالِسْهُ ولَمْ أُمْسِ لَيْلَةً --- أَرَاهُ ولَمْ يُصْبِحْ ونَحْنُ جَمِيعُ
* ومن أجمل ما قال متمّم في أخيه:
ومُسْتَضْحِكٍ مِنِّي ادَّعَى كمُصِيبتي --- ولَيْس أخُو الشَّجْوِ الحَزِينِ بِضاحِكِ
يَقُولُ: أَتَبْكِي كُلَّ قَبْرٍ رَأيْتَهُ --- لِقَبْرٍ ثَوَى بَيْنَ اللِّوَى فالدَّكادِكِ؟
فقلتُ له: إِنَّ الْأَسَى يَبْعَثُ الأَسَى --- فَدَعْنِي فَهَذِي كُلُّها قَبْرُ مَالِكِ
والبيتان الأخيران يعدلان كل المراثي ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 04:14]ـ
فَدَعْنِي فَهَذِي كُلُّها قَبْرُ مَالِكِ [/ color][/size]
[/size]
والأشهر: فهذا كُلُّهُ قَبْرُ مَالِكِ
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, صباحاً 11:39]ـ
سيعلم دهري إذ تنكر أنني ... صبور على نكرائه غير جازع
وإني أسوس النفس في حال عسرها ... سياسة راض بالمعيشة قانع
كما كنت في حال اليسار أسوسها ... سياسة عف في الغنى متواضع
وأمنعها الورد الذي لا يليق بي ... وإن كنت ظمآناً بعيد الشرائع
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 12:44]ـ
سيعلم دهري إذ تنكر أنني ... صبور على نكرائه غير جازع
اخشى ان هذا البيت يدخل في سب الدهر المنهي عنه والله اعلم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[07 - Apr-2009, مساء 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقعت مثل هذه الملاحظة، ولكني تعمدت أن أضع البيت حتى يزيل من عنده علم هذا الإشكال، هل البيت الأول يدخل في مسبة الدهر أم لا؟
جزاك الله خيرا.
ـ[الواحدي]ــــــــ[09 - Apr-2009, صباحاً 04:23]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
سَيَعْلَمُ دَهْرِي إِذْ تَنَكَّرَ أَنَّنِي ---- صَبُورٌ على (نَكْرائه) غَيْرُ جَازِعِ
والصواب: "على نُكْرانِه" بدل "نَكْرائه"
وقائل الأبيات المذكورة هو أبو الحسن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم: أديب ظريف، كان من المقربين إلى الواثق والمتوكل العباسيَّين ...
وليس في البيت تصريح بسب الدهر ولا تلميح. بل حتى لو اعتبرنا الشاعر أطلق لفظة "الدهر" وهو يريد القدَر، لما كان في كلامه اعتراض على القدَر؛ بل هو يؤكد الصبر على ما قد لا يُحمَد منه أو لا ترتضيه النفس.
وقريب من البيت المذكور قولُ ابن المعتز:
هُوَ الدَّهْرُ قد جرَّبْتُه وعَرَفْتُهُ ---- فَصَبْرًا عَلَى مَكْرُوهِهِ وتَجَلُّدَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ولست من "أهل العلم" الذين أومأت إليهم أختنا الفاضلة. وفي "الصارم المسلول" لابن تيمية (وقد ألزمني أحد الإخوة الأفاضل من منتدانا هذا بالرجوع إليه) تفصيل لمعنى سب الدهر، وحكم المتلفظ به، وحيثيات ما يتعلق بهذه المسألة. بيد أنه لديّ بعض "التأملات" حول هذا الموضوع، أرجو أن يثريها الإخوة تأييدا أو دحضا؛ وفي كل خير ...
* وردت عبارة "بوائق الدهر" في حديثين ضعيفين، أحدهما مرفوع إلى النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، والثاني موقوف على ابن مسعود، رضي الله عنه.
* أورد ابن بطة في "الإبانة الكبرى" أبياتًا لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، منها قوله:
وذُو الغَفْلَةِ مَغْرُورٌ --- ورَيْبُ الدَّهْرِ يَدْهاهُ
والمراد بريب الدهر: صروفه وحوادثه، أو نوائب الزمان تحديدًا.
ولم يعقِّب ابن بطة على ذلك.
* وممّا يُنسَب إلى الشافعي، رحمه الله، هذان البيتان:
مِحَنُ الزَّمانِ كَثيرَةٌ لا تَنْقَضِي ---- وسُرورُه يَأتِيكَ كالأعيادِ
مَلَكَ الأَكابِرَ فاسْتَرَقَّ رِقابَهُمْ ---- وتَراهُ رِقًّا في يَدِ الأَوْغادِ
* يوصلنا التأمُّل في هذه النصوص وما شاكلها –وهو مجرّد تأمُّل– إلى استنتاجين اثنين:
_ أوّلهما: أنّ اقتران السوء بذكر الدهر عند بعض الشعراء قد لا يكون بمعنى السب أو الذم، وإنَّما هو من باب الوصف أو الإخبار. وهذا المقام هو غير مقام السب الصريح للدهر. ومثله مثل وصف القَدَر وأنّ منه ما هو خير ومنه ما هو شر؛ على أنّ وصفه بالشر هو إضافي إلى اعتبار البشر له كذلك، لا إلى حقيقته المحضة.
_ ثانيهما: أنّ الدهر قد يُذكَر ويراد به الزمان، ويُقصَد بذلك أهل الزمان أو ما نسمِّيه بلغتنا المعاصرة "الظروف"، أي: أفعال العباد الغالبة المتحكمة في مجتمع معيَّن خلال فترة من فترات التاريخ.
ومن ذلك قول الأصمعي، جوابا للذي قال له: "فسد الزمان":
إنَّ الْجَدِيدَيْن في طُول اختلافِهِما ---- لا يَفْسُدانِ ولَكِنْ يَفْسُدُ النَّاسُ
وهذا المدلول يختلف عن الإطلاق الآخر لكلمة "الدهر"، والذي يراد به الحوادث التي لا يد للإنسان فيها، كالموت، والجوائح، والمصائب ... وباختلاف المدلول والمقصود يختلف حكم السب والذم.
وقد ذكر ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" أنَّ سَبَّ الدهر، إن أريد به الزمن: فحكمه الكراهة؛ وإن أريد به الله –تعالى- أو القدر: فحكمه الكفر. وإنْ أطلق صاحبُه الكلامَ: فحكمه الكراهة أيضا، لأن الغالب في استعماله إرادة الزمن. والتحفظ الوحيد على الكلام الهيتمي هو إغفاله لمراده بالزمن، وعدم ذكره للفرق بين الزمن الدهر ...
والورع يقتضي تجنب ذلك كله؛ لكنني أوردت ما أوردت اعتذارًا لمن وقع منه ذلك من العلماء أو أفاضل الشعراء. والله أعلم.
واعتذاري إلى الفاضل عدنان البخاري عن مخالفتنا لشروط الباب.
ولئن ابتعدنا عن "عيون" الشعر، فما أرانا جاوزنا أهدابه .. والأهداب إذا مازجها الكحل الأصيل زادت العين جمالا وبهاء ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 01:50]ـ
/// الأخ الفاضل .. الواحدي .. بارك الله في هذا الكحل وزاده بهاءًا .. لا بأس بمثل هذا بل ما أحسنه.
/// ذو الإصبع - حرثان العدواني:
لاهِ ابن عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَب ••• عَنِّي، ولا أَنتَ دَيّانِي فتَخْزونِي
ولا تَقُوتُ عِيالِي يَوْمَ مَسْغَبَةٍ ••• ولا بنَفْسِكَ في العَزَّاءِ تَكْفِينِي
يا عَمْرُو إِلاَّ تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقَصَتِي ••• أَضْربْكَ حيث تقولُ الهامةُ اسْقونِي
إِنِّي لَعَمْرُكَ ما بابِي بِذِي غَلَقٍ ••• على الصَّدِيقِ، ولا خَيْرِي بمَمْنُون
فإِنْ ترِدْ عَرَضَ الدُّنيا بمَنْقَصَتِي ••• فإِنَّ ذلكَ مِمَّا ليس يُشْجِينِي
لَوْلا أَواصِرُ قرْبَى لَسْتَ تَحْفَظها ••• ورَهْبَةُ اللّهِ في مَوْلىً يُعادِينِي
إِذاً بَرَيْتكَ بَرْياً لا انْجِبارَ لَهُ ••• إِنِّي رأَيْتكَ لا تَنْفَكُّ تَبْرِينِي
إِليكَ عَنِّي، فمَا أُمِّي بِراعِيَةٍ ••• تَرْعَى المَخاضَ، ولا رَأْيِي بِمَغْبُونِ
إِنَّ الذي يَقْبِض الدُّنْيا ويَبْسُطها ••• إِنْ كانَ أَغْناكَ عنِّي سَوْفَ يُغْنِينِي
كلُّ امْرِىءٍ راجعٌ يوماً لِشيمَتِهِ ••• وإِنْ تَخَلَّقَ أَخْلاقاً إِلى حِينِ
وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مائةٍ ••• فأَجْمِعُوا أَمْرَكمْ كُلاً فَكِيدُونِي
فَإِنْ عَرَفْتُمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فانْطَلِقوا ••• وإِنْ جَهِلْتمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فَأْتونِي
ماذا عَلَّي، وإِن كنتمْ ذَوي رَحِمٍ ••• أَلاَّ أَحِبَّكمُ إِذْ لَمْ تحِبُّونِي
واللّهِ لو كَرهَتْ كَفِّي مُصاحَبَتِي ••• لقلْت، إِذْ كَرِهَتْ قرْبِي لها: بِينِي
قلْ للذي لست أَدْري مِن تَلَوُّنهِ! ••• أَناصِحٌ أَمْ على غِشٍّ يُداجِينِي:
إِنِّي لأُكْثِرُ مِمَّا سُمْتَنِي عَجَباً ••• يَدٌ تَشجُّ، وأُخرَى مِنكَ تَأْسُونِي
تَغتابُنِي عِندَ أَقوامٍ، وتَمْدَحُنِي ••• في آخَرِينَ، وكلٌّ عنكَ يَأْتِينِي!
لو كنتُ أَعْرِف مِنكَ الوُدَّ، هانَ له ••• عليَّ بَعْضَ الذي أَصْبَحْت تولِينِي
قد كنت أُولِيكمُ مالِي، وأَمْنَحَكمْ ••• وُدِّي علَى مُثبَتٍ في الصَّدْرِ مَكنونِ
لو تَشرَبُونَ دَمي لَمْ يَرْوَ شاربُكمْ ••• ولا دِماؤكمْ جَمْعاً ترَوِّينِي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كعب بن زهير]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 02:49]ـ
أتذكر هنا قصيدة ولكني لا أعرف قائلها وأتمنى أن تذكروا من هو القائلأغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا…. بنقوده كيما ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى …. ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغرز خنجرا في صدرها… والقلب أخرجه وعاد على الاثر
لكنه من فرط سرعته هوى …. فتدحرج القلب المعفر اذ عفر
ناداه قلب الام وهو معفر … ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه… غضب السماء به على الولد انهمر
ودرى فظيع خيانة لم يؤتها … أحد سواه منذ تاريخ البشر
فارتد نحو القلب يغسله بما … أجرت دموع العين من سيل العبر
ويقول يا قلب انتقم مني ولا …. تغفر فان جريمتي لا تغتفر
واذا غفرت فانني أقضي انتحارا مثلما … يغاث من قبلي انتحر
فاستل خنجره ليقتل نفسه… طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الام كف يدا ولا … تذبح فؤادي مرتين على الاثر
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[12 - Apr-2009, مساء 05:26]ـ
http://www.geocities.com/thetropics/paradise/7468/mutanabi12.gif
اهديها الى الشيخ عدنان موسوعة روائع الشعر ماشاء الله تبارك الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Apr-2009, صباحاً 06:22]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ..
إذا رُزق الفتى وَجْهاً وَقَاحاً ••• تقلَّب في الأمور كما يشاءُ
ولم يكُ للدَّواء ولا لشيءٍ ••• يعالجه به فيه غَنَاءُ
فما لك في متابعة الذي لا ••• حياء لوجههِ إلا العناءُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Apr-2009, مساء 11:37]ـ
أبوالعتاهية:
أَصبَحَ هَذا الناسُ قالاً وَقيل ••• فَالمُستَعانُ اللَهُ صَبرٌ جَميل
ما أَثقَلَ الحَقَّ عَلى مَن نَرى ••• لَم يَزَلِ الحَقُّ كَريهاً ثَقيل
أَيا بَني الدُنيا وَيا جيرَةَ الـ ••• ـمَوتى إِلى كَم تُغفِلونَ السَبيل
إِنّا عَلى ذاكَ لَفي غَفلَةٍ ••• وَالمَوتُ يُفني الخَلقَ جيلاً فَجيل
إِنّي لَمَغرورٌ وَإِنَّ البِلى ••• يُسرِعُ في جِسمي قَليلاً قَليل
تَزَوَّدَن لِلمَوتِ زاداً فَقَد ••• نادى مُناديهِ الرَحيلَ الرَحيل
أَغتَرُّ بِالدَهرِ عَلى أَنَّ لي ••• في كُلِّ يَومٍ مِنهُ خَطبٌ جَليل
كَم مِن عَظيمِ الشَأنِ في نَفسِهِ ••• أَصبَحَ مُعتَزّاً وَأَمسى ذَليل
يا خاطِبَ الدُنيا إِلى نَفسِها ••• إِنَّ لَها في كُلِّ يَومٍ عَويل
ما أَقتَلَ الدُنيا لِأَزواجِها ••• تَعُدُّهُم عَدّاً قَتيلاً قَتيل
اُسلُ عَنِ الدُنيا وَعَن ظِلِّها ••• فَإِنَّ في الجَنَّةِ ظِلّاً ظَليل
وَإِنَّ في الجَنَّةِ لِلرَوحَ وَالـ ••• ـرَيحانَ وَالراحَةَ وَالسَلسَبيل
مَن دَخَلَ الجَنَّةَ نالَ الرِضى ••• مِمّا تَمَنّى وَاِستَطابَ المَقيل
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[19 - Apr-2009, مساء 02:36]ـ
يعيبون العفيف بحسن ظنه === ويمرق من معاتبه اللئيم
يظنوا بالمساس بذي العفاف== سلامة من يجاوره الحليم
فبئس الظن ماظنت نمير == وبئس العلم ماغنم الكليم
فلن يجني الحسود بمايغالي == من الأحقاد سوى الرد الأليم
ـ[أم معاذة]ــــــــ[22 - Apr-2009, صباحاً 12:11]ـ
أسأت إذ أحسنت ظني بكم ... والحزم سوء الظن بالناس
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Apr-2009, مساء 07:36]ـ
/// المعتمد بن عبَّاد:
كَذبَت مُناكُم صَرّحوا أَو جَمجِموا /// /// /// الدين أَمتَنُ وَالسَجيَّةُ أَكرَمُ
خُنتُم وَرُمتُم أن أَخون وَرُبَّما /// /// /// حاوَلتُمُ أَن يُستَخَفَّ يَلَملَمُ
وَأرَدتُمُ تَضييقَ صَدرٍ لَم يَضِق /// /// /// وَالسُمرُ في ثُغَر النحورِ تُحَطَّمُ
وَزَحَفتُمُ بِمَحالِكُم لِمُجَرّبٍ /// /// /// ما زالَ يَثبُتُ لِلمَحال فَيَهزِمُ
أَنّى رَجَوتم غَدرَ من جَرَّبتمُ /// /// /// مِنهُ الوَفاءَ وَظُلمَ مَن لا يَظلِمُ
أَنا ذَلِكُم لا البَغيُ يُثمِرُ غَرسُهُ /// /// /// عِندي وَلا مَبنى الصَنيعَة يُهدَمُ
كُفّو وَإِلّا فاِرقُبوا ليَ بَطشَةً /// /// /// يُلقى السَفيهُ بِمِثلِها فَيُحلَّمُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, صباحاً 12:27]ـ
وسيعلم المغرور في كنهه من أكن///لعله اليوم يأنس بجهل ماقد حدث
لاتحسبوني أراه بغير ماهو حاله ///ولكنها الأقدار تجابذ من قد رفث
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 01:03]ـ
مهلاً وعيدي مهلاً لا أبا لكم ... إن الوعيد سلاح العاجز الحمق
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 01:12]ـ
مهلاً وعيدي مهلاً لا أبا لكم ... إن الوعيد سلاح العاجز الحمق
/// وفَّقك الله معنى هذا البيت غير صحيحٍ .. وإطلاقه مخالف للواقع المشاهد ..
/// فليس كل وعيد يكون سلاحًا للعاجز الحمق، ففي كتاب الله تعالى نصوص كثيرةٌ في الوعيد؟! ولا داعي لنقلها فهي معلومة معروفة ..
/// ثمَّ إنَّ العقلاء معهودٌ عندهم أنَّ الوعيد إنَّما يكون للقادر العاقل، الذي ينذر قبل أن ينفذ، وليس للعاجز الأحمق .. فقد يصدق هذا البيت لو خصِّص أو قُيِّد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم معاذة]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 01:37]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل عدنان، أعتقد أن تفكيرك ذهب بعيدا جدا، فلا أظن أن الشاعر ممكن أن يقصد بأبياته وعيد الله - عز وجل - أيضا! وهل يقول بهذا عاقل؟!
أما بالنسبة للواقع والمشاهد فهذا يختلف من شخص لآخر، وأنا من رأي الشاعر، وأشاهد ما شاهده، ولهذا قلت مسبقا، إني أنقل من الأبيات ما أراها تتحدث عن الواقع الذي أعيشه.
على كل رأيك محل احترام عندي، بارك الله فيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 05:03]ـ
السلام عليكم
الأخ الفاضل عدنان، أعتقد أن تفكيرك ذهب بعيدا جدا، فلا أظن أن الشاعر ممكن أن يقصد بأبياته وعيد الله - عز وجل - أيضا! وهل يقول بهذا عاقل؟!
/// وعليكم السلام .. بارك الله فيكِ .. أدري أنَّه لا يقول به عاقل! ولم أقله أنا، ولا ذهب تفكيري بعيدًا!
فلم أقل إنَّ الشَّاعر قصد بأبياته وعيد الله تعالى، ولو تأمَّلت كلامي فإنَّ القدر الذي قلته:
وفَّقك الله معنى هذا البيت غير صحيحٍ .. وإطلاقه مخالف للواقع المشاهد ..
فليس كل وعيد يكون سلاحًا للعاجز الحمق، ففي كتاب الله تعالى نصوص كثيرةٌ في الوعيد؟! ولا داعي لنقلها فهي معلومة معروفة ..
ثمَّ إنَّ العقلاء معهودٌ عندهم أنَّ الوعيد إنَّما يكون للقادر العاقل، الذي ينذر قبل أن ينفذ، وليس للعاجز الأحمق .. فقد يصدق هذا البيت لو خصِّص أو قُيِّد.
فالكلام عن إطلاق الحكم.
/// ويظهر لذا أنَّ قولك بعد ذلك:
أما بالنسبة للواقع والمشاهد فهذا يختلف من شخص لآخر، وأنا من رأي الشاعر، وأشاهد ما شاهده، ولهذا قلت مسبقا، إني أنقل من الأبيات ما أراها تتحدث عن الواقع الذي أعيشه ..
= هو مطابق لمرادي في آخر كلامي:
فقد يصدق هذا البيت لو خصِّص أو قُيِّد.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 09:55]ـ
ما مضى فاتَ، والمؤمَّلُ غيبٌ /// /// /// ولكَ السَّاعةُ التي أنتَ فيها
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 10:48]ـ
ما مضى فاتَ، والمؤمَّلُ غيبٌ /// /// /// ولكَ السَّاعةُ التي أنتَ فيها
هل لنا الساعةُ التي نحْنُ فيها؟ ///////// أمْ تُراها تَلْهو بِمَنْ يَدَّعِيهَا؟
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 11:03]ـ
نَدَّعيها لنا، ونحنُ ضحايا /////////ها ... ويَحلو لِجَهْلِنا أنْ يَتِيها!
ـ[الواحدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 11:05]ـ
ما مضَى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ ///////// وكذا الساعةُ التي أنْتَ فِيها
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Apr-2009, مساء 11:56]ـ
لاأدعي الغي ولاأهتنيه === ورب مقالي اليه يتيه
فان كان مطلوب ماأجتنيه=== من الاثم غيا فلي مقتنيه
وليس الكبير بما يتقيه === ولكنه قد يضر بفيه (اعني الكبير)
فيا راكبا بحر مانشتريه === أنيخوا الركاب بما نكتفيه
ففي بحر ذا الغي مانقتريه === لطول الخطوب وقهر السفيه
وعل الليالي لما نهتديه === تنار بصبح لنا ندعيه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 06:23]ـ
الأخ الكريم .. الواحدي .. بارك الله فيه
ذكَّرتني مشاركاتك الأخيرة بالمعارضات الشِّعريَّة القديمة ..
جزاك الله خيرا.
وقولك:
ما مضَى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ ///////// وكذا الساعةُ التي أنْتَ فِيها
كيف يكون المعنى هنا:
هل هو: وكذا الساعة التي أنت فيها (غيبٌ!) مثلًا.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 07:23]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ما مضَى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ ///////// وكذا الساعةُ التي أنْتَ فِيها
كيف يكون المعنى هنا:
هل هو: وكذا الساعة التي أنت فيها (غيبٌ!) مثلًا.
ذلك "عينُ" ما أردتُ، حفظك الله.
وإنّما هو معنى عنَّ لي بمقتضى الحال، فقيَّدتُه بلسان المقال.
واعذرنا إذا ما أقحمنا "القذى" في "العيون" ...
رفع الله قَدرك، وزادك من فضله، ونفع بك.
ـ[الواحدي]ــــــــ[26 - Apr-2009, صباحاً 07:52]ـ
ومِن أجمل ما قيل في معنى مقارب لما نحن بصدده، قول عمران بن حطّان الشاري:
يَأْسَفُ المرءُ على ما فاته --- مِنْ لُباناتٍ إذا لَمْ يَقْضِها
وتَراه فَرِحًا مُسْتَبْشِرًا --- بالَّتي أَمْضى كأنْ لَمْ يُمْضِها
إنها عندي كأحلام الكرى --- لَقرِيبٌ بعضُها مِنْ بعضِها
وهو شعر عميق، في لفظ يسيل رِقّةً، وإيقاع راقصٍ، يكاد ينسيك مرارة معناه؛ حتى إنه ليُستكثَر على شاعر خارجيٍّ كعمران أو يُستغرب صدوره عنه!
وبهذا نكون أزلنا القذى بالعيون، بكلام كان "الشاري" فيه نِعْمَ الزَّبون ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Apr-2009, صباحاً 06:40]ـ
/// عدي بن زيد:
وما دَهري بأن كُدِّرتُ فَضلاً /// /// /// ولكن ما لَقيتُ مِنَ العَجِيبِ
وما هَذا بأَوَّلِ ما أُلاَقي /// /// /// مِنَ الحِدثَان والعَرَضِ القَرِيبِ
خَلاَ الأهوالَ إنَّ الهَمَّ غادٍ /// /// /// على ذي الشَّغلِ وَالبَثِّ الطَّروبِ
أَحظِّي كانَ سِلسِلَةً وقَيداً /// /// /// وغُلاٍّ والبَيانُ لَدَى الطَّبيبِ
وهُم أَضحَوا لَديكَ كما أرادوا /// /// /// وقد تُرجَى الرَّغائبُ مِن مُثِيبِ
وإن أَهلَك تَجِد فَقدي وتُخذَل /// /// /// إذا التَقَتِ العَوالي في الخُطُوبِ
وإنِّي قد وَكَلتُ اليومَ أَمري /// /// /// إلى رَبٍّ قريبٍ مُستجيبِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:19]ـ
لنْ تستطيعَ لأمرِ اللهِ تعقيبا ////// فَاسْتَنْجِدِ الصَّبْرَ أَوفَاسْتَشْعِرِ الحُوبَا
وافْزَعْ إِلَى كَنَفِ التَّسْلِيمِ وَارْضَ بِمَا ////// قَضَى المُهَيْمِنُ مَكْرُوهاً ومَحْبُوبَا
إِنَّ العَزَاءَ إِذَا عَزَّتْهُ جَائِحَة ٌ ////// ذَلَّتْ عَرِيكَتُهُ فَانْقَادَ مَجْنُوبَا
فإنْ تنلكَ منَ الأقدارِ طالبة ٌ /// /// لَمْ يُثْنِهَا العَجْزُ عَمَّا عَزَّ مَطْلُوبَا
إنْ يندبوكَ فقدْ ثلَّتْ عروشهمُ ////// وأصبحَ العلمُ مرثيًّا ومندوبا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Apr-2009, صباحاً 12:32]ـ
ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ == وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ
إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى == أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ
مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ == وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ
وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى == مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ
لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ == حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ
إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ == مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ
وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ == للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ
لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ == مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[28 - Apr-2009, مساء 01:52]ـ
قال الشاعر صالح العمري في شيخنا ابن جبرين شفاه الله:
ما زادك الله إلا رفعة وعلا //////والوغد كسوته الخذلان والخجل
كم نلت من كيدهم سراً وفي علناً //////ما لو علا جبلاً ... لزلزل الجبل
قد كنت فينا عصا موسى بهيبتها //////إذا تجلت تولى السحر والدجل
علمتنا جهرة بالحق صادحة //////إذا تغشى النفوس الخوف والوجل
هذا جوادك مسروحاً بصهوته //////فقم وخضها جهاداً أيها (البطل)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Apr-2009, صباحاً 08:56]ـ
/// حافظ إبراهيم:
سَعَيتُ إِلى أَن كِدتُ أَنتَعِلُ الدَما /// /// /// وَعُدتُ وَما أُعقِبتُ إِلّا التَنَدُّما
لَحى اللَهُ عَهدَ القاسِطينَ الَّذي بِهِ /// /// /// تَهَدَّمَ مِن بُنيانِنا ما تَهَدَّما
إِذا شِئتَ أَن تَلقى السَعادَةَ بَينَهُم /// /// /// فَلا تَكُ مِصرِيّاً وَلا تَكُ مُسلِما
سَلامٌ عَلى الدُنيا سَلامَ مُوَدِّعٍ /// /// /// رَأى في ظَلامِ القَبرِ أُنساً وَمَغنَما
أَضَرَّت بِهِ الأولى فَهامَ بِأُختِها /// /// /// فَإِن ساءَتِ الأُخرى فَوَيلاهُ مِنهُما
فَهُبّي رِياحَ المَوتِ نُكباً وَأَطفِئي /// /// /// سِراجَ حَياتي قَبلَ أَن يَتَحَطَّما
فَما عَصَمَتني مِن زَماني فَضائِلي /// /// /// وَلَكِن رَأَيتُ المَوتَ لِلحُرِّ أَعصَما
فَيا قَلبُ لا تَجزَع إِذا عَضَّكَ الأَسى /// /// /// فَإِنّكَ بَعدَ اليَومِ لَن تَتَأَلَّما
وَيا عَينُ قَد آنَ الجُمودُ لِمَدمَعي /// /// /// فَلا سَيلَ دَمعٍ تَسكُبينَ وَلا دَما
وَيا يَدُ ما كَلَّفتُكِ البَسطَ مَرَّةً /// /// /// لِذي مِنَّةٍ أَولى الجَميلَ وَأَنعَما
فَلِلَّهِ ما أَحلاكِ في أَنمُلِ البِلى /// /// /// وَإِن كُنتِ أَحلى في الطُروسِ وَأَكرَما
وَيا قَدَمي ما سِرتِ بي لِمَذَلَّةٍ /// /// /// وَلَم تَرتَقي إِلّا إِلى العِزِّ سُلَّما
فَلا تُبطِئي سَيراً إِلى المَوتِ وَاِعلَمي /// /// /// بِأَنَّ كَريمَ القَومِ مَن ماتَ مُكرَما
وَيا نَفسُ كَم جَشَّمتُكِ الصَبرَ وَالرِضا /// /// /// وَجَشَّمتِني أَن أَلبَسَ المَجدَ مُعلَما
فَما اِسطَعتِ أَن تَستَمرِئي مُرَّ طَعمِهِ /// /// /// وَما اِسطَعتُ بَينَ القَومِ أَن أَتَقَدَّما
فَهَذا فِراقٌ بَينَنا فَتَجَمَّلي /// /// /// فَإِنَّ الرَدى أَحلى مَذاقاً وَمَطعَما
وَيا صَدرُ كَم حَلَّت بِذاتِكَ ضيقَةٌ /// /// /// وَكَم جالَ في أَنحائِكَ الهَمُّ وَاِرتَمى
فَهَلّا تَرى في ضيقَةِ القَبرِ فُسحَةً /// /// /// تُنَفِّسُ عَنكَ الكَربَ إِن بِتَّ مُبرَما
وَيا قَبرُ لا تَبخَل بِرَدِّ تَحِيَّةٍ /// /// /// عَلى صاحِبٍ أَوفى عَلَينا وَسَلَّما
وَهَيهاتَ يَأتي الحَيُّ لِلمَيتِ زائِراً /// /// /// فَإِنّي رَأَيتُ الوُدَّ في الحَيِّ أُسقِما
وَيا أَيُّها النَجمُ الَّذي طالَ سُهدُهُ /// /// /// وَقَد أَخَذَت مِنهُ السُرى أَينَ يَمَّما
لَعَلَّكَ لا تَنسى عُهودَ مُنادِمٍ /// /// /// تَعَلَّمَ مِنكَ السُهدَ وَالأَينَ كُلَّما
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[29 - Apr-2009, مساء 11:49]ـ
لا يغرنك يومٌ من غدٍ == صَاحِ إِنَّ الدَّهْر يُغْفِي وَيَهُبْ
صَادِ ذَا ضِغْنٍ إِلَى غِرَّتِهِ == وإذا درت لبون فاحتلب
ليس بالصافي وإن صفيته == عيش من يصبحُ نهباً للرتب
ما أبو العباس في أثباتهِ == لعب الدهر به تلك اللعب
أقْبَلَتْ أيَّامُهُ حَتَّى إِذَا == جاءهُ الموت تولى فذهب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 02:35]ـ
http://www.geocities.com/thetropics/paradise/7468/galeel1.gif
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Apr-2009, صباحاً 03:01]ـ
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[30 - Apr-2009, مساء 08:44]ـ
جاء في ديوان محمد صادق الرافعي تحقيق الدكتور ياسين الايوبي منشورات المكتبة العصرية بيروت في فصل (التهذيب والحكمة) ص 230 - 232 ما يلي:
قال محاكيا حافظ ابراهيم في تقهقر اللغة العربية:
ام يكيد لها من نسلها العقب .. ولا نقيصة الا ما جنى النسب
كانت لهم سببا في كل مكرمة .. وهم لنكبتها من دهرها سبب
لا عيب في العرب العرباء ان نطقوا .. بين الأعاجم الا أنهم عرب
والطير تصدح شتى كالأنام وما .. عند الغراب يزكى البلبل الطرب
أتى عليها طوال الدهر ناصعة .. كطلعة الشمس لم تعلق بها الريب
ثم استفاضت دياج في جوانبها .. كالبدر قد طمست من نوره السحب
ثم استضاءت فقالوا الفجر يعقبه .. صبح فكان ولكن فجرها كذب
ثم اختفت وعلينا الشمس شاهدة .. كأنها جمرة في الجو تلتهب
سلوا الكواكب كم جيل تداولها .. ولم تزل نيرات هذه الشهب
وسائلوا الناس كم في الأرض من لغة .. قديمة جددت من زهوها الحقب
ونحن في عجب يلهوا الزمان بنا .. لم نعتبر ولبئس الشيمة العجب
ان الأمور لمن قد بات يطلبها .. فكيف تبقى اذا طلابها غابوا
كان الزمان لنا واللسن جامعة .. فقد غدونا له والأمر ينقلب
وكان من قبلنا يرجوننا خلفا .. فاليوم لو نظروا من بعدهم ندبوا
أنترك الغرب يلهينا بزخرفه .. ومشرق الشمس يبكينا وينتحب
وعندنا نهر عذب لشاربه .. فكيف نتركه في البحر ينسرب
وأيما لغة تنسي امرأ لغة .. فانها نكبة من فيه تنسكب
لكم لكى القول في ظل القصور على .. أيام كانت خيام البيد والطنب
والشمس تلفحه والريح تنفحه .. والظل يعوزه والماء والعشب
أرى نفوس الورى شتى وقيمتها .. عندي تأثرها لا العز و الرتب
ألم ترى الحطب استعلى فصار لظى .. لما تأثر من مس اللظى الحطب
فهل نضيع ما أبقى الزمان لنا .. وننفض الكف لا مجد ولا حسب
انا اذا سبة في الشرق فاضحة .. والشرق منا وان كنا به خرب
هيهات ينفعنا هذا الصياح فما .. يجدي الجبان اذا روعته الصخب
ومن يكن عاجزا عن دفع نائبة .. فقصر ذلك أن تلقاه يحتسب
اذا اللغات ازدهت يوما فقد ضمنت .. للعرب أي فخار بينها الكتب
وفي المعادن ما تمضي برونقه .. يد الصدا غير أن لا يصدأ اللهب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - May-2009, صباحاً 03:02]ـ
/// أبوالعتاهية:
ما أَقرَبَ المَوتَ جَدّا /// /// /// أَتاكَ يَشتَدُّ شَدّا
يا مَن يُراحُ عَلَيهِ /// /// /// بِالمَوتِ طَوراً وَيُغدى
هَل تَستَطيعُ لِما قَد /// /// /// /// مَضى مِنَ العَيشِ رَدّا
الغَيُّ أَوضَحُ مِن أَن /// /// /// يَراهُ ذو العَقلِ رُشدا
سامِح أُمورَكَ رِفقاً /// /// /// وَاجعَل مَعاشَكَ قَصدا
مِن حَزمِ رَأيِكَ أَلّا /// /// /// تَكونَ لِلمالِ عَبدا
ما تَأتِهِ مِن جَميلٍ /// /// /// يُكسِبكَ أَجراً وَحَمدا
تَموتُ فَرداً وَتَأتي /// /// /// يَومَ القِيامَةِ فَردا!
طوبى لِعَبدٍ تَقيٍّ /// /// /// لَم يَألُ في الخَيرِ جُهدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[02 - May-2009, مساء 11:45]ـ
وضراغمٍ سكنت عرين رياسة {///} تركت خرير الماء فيها زئيرا
فكأنما غشى النضار جسومها {///} وأذاب في افواهها البلورا
أُسدٌ كأن سكونها متحركٌ {///} في النفس لو وجدت هناك مثيرا
وتذكرت فتكاتها فكأنما {///} أقعت على أدبارها لتثورا
وتخالها والشمي تجلوا لونها {///} ناراً وألسنها اللواحس نورا
فكأنما سلٌت سيوف جداول {///} ذابت بلا نارٍ فعدن غديرا
وكأنما نسج النسيم لمائه {///} درعاً فقدر سردها تقديرا
وبديعة الثمرات تعبر نحوها {///} عيناي بحر عجائب مسجورا
شجريةٍ ذهبيةٍ نزعت الى {///} سحرٍ يؤثر في النها تأثيرا
قد سرجت اغصانها فكأنما {///} قبضت بهن من الفضاء طيورا
وكأنما يأتي لوقعِ طيرها {///} ان تستقل بنهضها وتطيرا
من كل واقعةٍ ترى منفارها {///} ماءً كسلسال اللجين نميرا
خُرسٌ تُعدُ من الفصاح فأن شدت {///} جعلت تغرد بالمياه صفيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - May-2009, مساء 11:59]ـ
/// "الجنرال" محمود سامي البارودي ت 1322 هـ، إذ عاش في غير زمانه!:
كُلُّ صَعْبٍ سِوَى الْمَذَلَّةِ سَهْلُ • • • وَحَيَاةُ الْكَرِيمِ فِي الضَّيْمِ قَتْلُ
لَيْسَ يَقْوَى امْرُؤٌ عَلَى الذُّلِّ مَا لَمْ • • • يَكُ فِيهِ مِنْ صِبْغَةِ اللُّؤْمِ دَخْلُ
إِنَّ مُرَّ الْحِمَامِ أَعْذَبُ وِرْدَاً • • • مِنْ حَيَاةٍ فِيهَا شَقَاءٌ وَذُلُّ
أَنَا رَاضٍ بِتَرْكِ مَالِي وَأَهْلِي • • • فَالْعَفَافُ الثَّرَاءُ وَالنَّاسُ أَهْلُ
لا يَلُمْنِي عَلَى الْحَفِيظَةِ قَوْمٌ • • • غَرَّهُمْ مَنْظَرُ الْحَيَاةِ فَضَلُّوا
أَلِفُوا الضَّيْمَ خَشْيَةَ الْمَوْتِ وَالضَّيْـ • • • ـمُ لَعَمْرِي فَجْعٌ خَسِيسٌ وَثُكْلُ
كَيْفَ لا أَنْصُرُ الرَّشَادَ عَلَى الْغَـ • • • ـيِ وَعَقْلِي مَعِي وَفِي النَّفْسِ فَضْلُ
إِنَّمَا الْمَرْءُ بِاللِّسَانِ وَبِالْقَلْـ • • • ـبِ فَإِنْ خَابَ مِنْهُمَا فَهْوَ فَسْلُ
كَيْفَ لا تَشْمَلُ الدَّنَاءَةُ قَوْمَاً • • • نَشَأُوا فِي الصَّغَارِ حِينَ اسْتَهَلُّوا
هُمْ لَعَمْرِي أَذَلُّ مِنْ قَدَمِ الْنَّعْـ • • • ـلِ نُفُوساً وَالنَّعْلُ مِنْهُمْ أَجَلُّ
كُنْتُ لا أُحْسِنُ الْهِجَاءَ وَلَكِنْ • • • عَلَّمَتْنِي صِفَاتُهُمْ كَيْفَ أَتْلُو
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - May-2009, مساء 11:42]ـ
ابراهيم الحضرمي
مدحت ونبهت الأنام وذمتهم == وأنَّبت اقبالاً فلم تتأنّب
وجشمت نفسي البر والبحر أبتغي == نصيراً فلم أظفر بقرم مهذب
فمن لي بمن يسمو الغداة إلى العلا == ويدعو بما أدعو ويطلب مطلبي
تترّب خد الدين فينا ووجهه == وما كان في آبائنا بمترب
أبيعت أبيعت بالندا ودموعها == تسيل ولم ترحم بنيَّة يعرب
فيال بني عبد المدان عمومتي == ويال بني همدان يا آل منصبي
أما تنقمون الثأر ممن يسومكم == مسام إلا ما في كل شرق ومغرب
أراكم خضعتم واختدمتم لكافر == وعلمي بكم لا تخضعون لمذنب
فما عاد كعب يحسن الطعن بالقنا == وهمدان أحلاس الخيول بنوأب
فناد بهمدان وناد بحارث == وقم ناصراً للّه يا بن المهذب
واختم قولي بالصلاة مسلما ً == على أحمد المبعوث من آل يعرب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - May-2009, مساء 02:58]ـ
أشْعِرَنْ قلبكَ ياسَا • • • ليس هذا النَّاسُ ناسَا
ذهب الإبريزُ منهم • • • فبقوا بعْدُ نُحاسَا
سامريِّين، يقولو • • • نَ جميعاً: «لا مِسَاسَا»!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 12:36]ـ
كَدَعواكِ كُلٌّ يَدَّعي صِحَّةَ العَقلِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif/////////http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif وَمَن ذا الَّذي يَدري بِما فيهِ مِن جَهلِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
لِهَنَّكِ أَولى لائِمٍ بِمَلامَةٍ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif/// ////// وَأَحوَجُ مِمَّن تَعذُلينَ إِلى العَذلِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
تَقولينَ ما في الناسِ مِثلَكَ عاشِقٌ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif/// //////
جِدي مِثلَ مَن أَحبَبتُهُ تَجِدي مِثلي http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَريني أَنَل ما لا يُنالُ مِنَ العُلى http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif/// //////
فَصَعبُ العُلى في الصَعبِ وَالسَهلُ في السَهلِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - May-2009, صباحاً 12:43]ـ
وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَأمورِ مُختَضِبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ما شُرِبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif في مُلكِهِ اِفتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا
لا يُقنِعُ اِبنَ عَليٍّ نَيلُ مَنزِلَةٍ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif يَشكو مُحاوِلُها التَقصيرَ وَالتَعَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif رَأساً لَهُم وَغَدا كُلٌّ لَهُم ذَنَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
مُبَرقِعي خَيلِهِم بِالبيضِ مُتَّخِذي http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِم عَذَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَت http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - May-2009, صباحاً 12:45]ـ
أبن رزيق
لاتعذليه فإن العذل يولعه == قد قلت حقاًولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حداً أضر به == من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فإستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً == من عذله فهو مضني القلب موجعه
قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله == فضيقت بخطوب الدهر أظلعه
يكفيه من لوعه التشتيت أن له == من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه == رأي الى سفر بالعزم يزمعه
كأنما هو في حل ومرتحل == موكل بفضاء الله يذرعه
إن الزمان أراه في الرحيل غنى == ولوإلى السد أضحى وهو يزمعه
وما مجاهدة الإنسان توصله == رزقاً ولادعة الإنسان تقطعه
قد وزع الله بين الخلق رزقهمو == لم يخلق الله من خلق يضيعه
والحرص في الرزق والأرزاق قد قسمت == بغي الا إن بغي المرء يصرعه
والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه == إرثاً ويمنعه من حيث يطمعه
إستودع الله في بغداد لي قمراً == "بالكرخ"من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني == صفو الحياة وإني لاأودعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى == وأدمعي مستهلات وأدمعه
لاأكذب الله ثوب الصبر منخرق == عني بفرقته لكن أرقعه
أني أوسع عذري في جنايته == بالبين عنه وجرمي لايوسعه
رزقت ملكاً فلم أحسن سياسته == وكل من لايسوس الملك يخلعه
ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا == شكر عليه فإن الله ينزعه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:43]ـ
مع الطبيب لابن حزم
يقول لي الطبيب بغير علمٍ ** تداوَ فأنت يا هذا عليلُ
ودائي ليس يدريه سِوائي ** وربٌّ قادرٌ ملِكٌ جليلُ
أأكتُمُهُ ويكشِفُهُ شهيقٌ ** يلازمني وإطراقٌ طويلُ
ووجهٌ شاهداتُ الحُزنِ فيه ** وجسمٌ كالخيالِ ضَنٍ نَحيلُ
وأثبتُ ما يكونُ الأمرُ يوما ** بلا شكٍّ إذا صَحَّ الدليلُ
فقلت له أَبِنْ عنَّي قليلاً ** فلا والله تعرفُ ما تقولُ
فقالَ أرى نُحُولاً زاد جدَّاً ** وعلَّتُك التي تشكو ذُبُولُ
فقلت له الذُّبُولُ تَعِلُّ منهُ ** الجوارحُ وهي حُمَّى تستحيلُ
وما أشكو لعمرُ الله حمَّى ** وإنَّ الحَرَّ في جسمي قليلُ
فقال أرى التفاتاً وارتقاباً ** وأفكاراً وصمتاً لا يزولُ
وأحسبُ أنَّها السوداءُ فانظرْ ** لنفسك إنَّها عرضٌ ثقيلُ
فقلت له كلامُك ذا محالٌ ** فما للدَّمع من عيني يسيلُ
فأطرقَ باهتاً ممَّا رآهُ ** ألا في مثل ذا بهت النبيلُ
فقلت لهُ دوائي منهُ دائي ** ألا في مثل ذا ضلَّت عقولُ
وشاهدُ ما أقولُ يُرى عياناً ** فروعُ النَّبت إن عكستْ أصولُ
وترياقُ الأفاعي ليس شيءٌ ** سِواهُ ببرءِ ما لدغتْ كفيلُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 02:55]ـ
-
فلستُ أدري ذهولًا من تلوِّنهم_ /// /// /// _هم الدَّواءُ لما أشكو أم الدَّاءُ؟!
-
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - May-2009, مساء 10:30]ـ
من عيون الشعر القيسيه المكحله بأثمد
الحُزنُ يُقلِقُ وَالتَجَمُّلُ يَردَعُ "=" وَالدَمعُ بَينَهُما عَصِيٌّ طَيِّعُ
يَتَنازَعانِ دُموعَ عَينِ مُسَهَّدٍ "=" هَذا يَجيءُ بِها وَهَذا يَرجِعُ
النَومُ بَعدَ أَبي شُجاعٍ نافِرٌ "=" وَاللَيلُ مُعْيٍ وَالكَواكِبُ ظُلَّعُ
إِنّي لَأَجبُنُ مِن فِراقِ أَحِبَّتي "=" وَتُحِسُّ نَفسي بِالحِمامِ فَأَشجُعُ
وَيَزيدُني غَضَبُ الأَعادي قَسوَةً "=" وَيُلِمُّ بي عَتبُ الصَديقِ فَأَجزَعُ
تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ "=" عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ
وَلِمَن يُغالِطُ في الحَقائِقِ نَفسَهُ "=" وَيَسومُها طَلَبَ المُحالِ فَتَطمَعُ
أَينَ الَّذي الهَرَمانِ مِن بُنيانِهِ "=" ما قَومُهُ ما يَومُهُ ما المَصرَعُ
تَتَخَلَّفُ الآثارُ عَن أَصحابِها "=" حينًا وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتبَعُ
لَم يُرضِ قَلبَ أَبي شُجاعٍ مَبلَغٌ "=" قَبلَ المَماتِ وَلَم يَسَعهُ مَوضِعُ
كُنّا نَظُنُّ دِيارَهُ مَملوءَةً "=" ذَهَبًا فَماتَ وَكُلُّ دارٍ بَلقَعُ
وَإِذا المَكارِمُ وَالصَوارِمُ وَالقَنا "=" وَبَناتُ أَعوَجَ كُلُّ شَيءٍ يَجمَعُ
المَجدُ أَخسَرُ وَالمَكارِمُ صَفقَةً "=" مِن أَن يَعيشَ لَها الكَريمُ الأَروَعُ
وَالناسُ أَنزَلُ في زَمانِكَ مَنزِلًا "=" مِن أَن تُعايِشَهُم وَقَدرُكَ أَرفَعُ
بَرِّد حَشايَ إِنِ استَطَعتَ بِلَفظَةٍ "=" فَلَقَد تَضُرُّ إِذا تَشاءُ وَتَنفَعُ
ما كانَ مِنكَ إِلى خَليلٍ قَبلَها "=" ما يُستَرابُ بِهِ وَلا ما يوجِعُ
وَلَقَد أَراكَ وَما تُلِمُّ مُلِمَّةٌ "=" إِلّا نَفاها عَنكَ قَلبٌ أَصمَعُ
وَيَدٌ كَأَنَّ قِتالَها وَنَوالَها "=" فَرضٌ يَحِقُّ عَلَيكَ وَهوَ تَبَرُّعُ
يا مَن يُبَدِّلُ كُلَّ يَومٍ حُلَّةً "=" أَنّى رَضيتَ بِحُلَّةٍ لا تُنزَعُ
ما زِلتَ تَخلَعُها عَلى مَن شاءَها "=" حَتّى لَبِستَ اليَومَ ما لا تَخلَعُ
ما زِلتَ تَدفَعُ كُلَّ أَمرٍ فادِحٍ "=" حَتّى أَتى الأَمرُ الَّذي لا يُدفَعُ
فَظَلِلتَ تَنظُرُ لا رِماحُكَ شُرَّعٌ "=" فيما عَراكَ وَلا سُيوفُكَ قُطَّعُ
بِأَبي الوَحيدُ وَجَيشُهُ مُتَكاثِرٌ "=" يَبكي وَمِن شَرِّ السِلاحِ الأَدمُعُ
وَإِذا حَصَلتَ مِنَ السِلاحِ عَلى البُكا "=" فَحَشاكَ رُعتَ بِهِ وَخَدَّكَ تَقرَعُ
وَصَلَت إِلَيكَ يَدٌ سَواءٌ عِندَها "=" ألبازُ الاشَهِبُ وَالغُرابُ الأَبقَعُ
مَن لِلمَحافِلِ وَالجَحافِلِ وَالسُرى "=" فَقَدَت بِفَقدِكَ نَيِّرًا لا يَطلَعُ
وَمَنِ اتَّخَذتَ عَلى الضُيوفِ خَليفَةً "=" ضاعوا وَمِثلَكَ لا يَكادُ يُضَيِّعُ
أَيَموتُ مِثلُ أَبي شُجاعٍ فاتِكٌ "=" وَيَعيشُ حاسِدُهُ الخَصِيُّ الأَوكَعُ
أَيدٍ مُقَطَّعَةٌ حَوالَي رَأسِهِ "=" وَقَفًا يَصيحُ بِها أَلا مَن يَصفَعُ
أَبقَيتَ أَكذَبَ كاذِبٍ أَبقَيتَهُ "=" وَأَخَذتَ أَصدَقَ مَن يَقولُ وَيَسمَعُ
وَتَرَكتَ أَنتَنَ ريحَةٍ مَذمومَةٍ "=" وَسَلَبتَ أَطيَبَ ريحَةٍ تَتَضَوَّعُ
فَاليَومَ قَرَّ لِكُلِّ وَحشٍ نافِرٍ "=" دَمُهُ وَكانَ كَأَنَّهُ يَتَطَلَّعُ
وَتَصالَحَت ثَمَرُ السِياطِ وَخَيلُهُ "=" وَأَوَت إِلَيها سوقُها وَالأَذرُعُ
وَعَفا الطِرادُ فَلا سِنانٌ راعِفٌ "=" فَوقَ القَناةِ وَلا حُسامٌ يَلمَعُ
وَلّى وَكُلُّ مُخالِمٍ وَمُنادِمٍ "=" بَعدَ اللُزومِ مُشَيِّعٌ وَمُوَدِّعُ
مَن كانَ فيهِ لِكُلِّ قَومٍ مَلجَأً "=" وَلِسَيفِهِ في كُلِّ قَومٍ مَرتَعُ
إِن حَلَّ في فُرسٍ وفيها رَبُّها "=" كِسرى تَذِلُّ لَهُ الرِقابُ وَتَخضَعُ
أَو حَلَّ في رومٍ فَفيها قَيصَرٌ "=" أَو حَلَّ في عُربٍ فَفيها تُبَّعُ
قَد كانَ أَسرَعَ فارِسٍ في طَعنَةٍ "=" فَرَسًا وَلَكِنَّ المَنِيَّةَ أَسرَعُ
لا قَلَّبَت أَيدي الفَوارِسِ بَعدَهُ "=" رُمحًا وَلا حَمَلَت جَوادًا أَربَعُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ربوع الإسلام]ــــــــ[11 - May-2009, مساء 10:21]ـ
جزاكم الله خيرًا،، ورزقكم الفردوس الأعلى،، على هذه القصائد ذات النظم الخلاب ..
لأبيات الشعر جمالٌ،، تعجز العبارات عن وصفه .. !
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 12:00]ـ
هل صح قول من الحاكي فنقبله .. أم كل ذاك أباطيل وأسمار
أما العقول فآلت أنه كذب .. والعقل غرس له بالصدق إثمار
((شيخ المعرة))
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - May-2009, مساء 08:22]ـ
-
-
والبَغْيُ ما زالَ في الحُسَّاد مكتملًا _• • •_ يَبْدُو لمختبرٍ في الخَلْقِ والخُلُقِ!
-
-
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 01:24]ـ
مما أضر بأهل العشق أنهم .. هوو وما عرفو الدنيا وما فطنوا
تفنى عيونهم دمعا وأنفسهم ... في إثر كل قبيح وجهه حسن
(المتنبي)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - May-2009, مساء 01:41]ـ
ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
///http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gifhttp://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif///http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif
وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif///http://www.almotanabbi.com/icons/pixel.gif حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - May-2009, صباحاً 12:40]ـ
وهذا يعد ملح الهجاء وفي الشعر عين (ون) حوراء
المتنبي وكافور
أُرِيكَ الرّضَى لوْ أخفَتِ النفسُ خافِيا == وَمَا أنَا عنْ نَفسي وَلا عنكَ رَاضِيَا
أمَيْناً وَإخْلافاً وَغَدْراً وَخِسّةً == وَجُبْناً، أشَخصاً لُحتَ لي أمْ مخازِيا
تَظُنّ ابتِسَاماتي رَجاءً وَغِبْطَةً == وَمَا أنَا إلاّ ضاحِكٌ مِنْ رَجَائِيَا
وَتُعجِبُني رِجْلاكَ في النّعلِ، إنّني == رَأيتُكَ ذا نَعْلٍ إذا كنتَ حَافِيَا
وَإنّكَ لا تَدْري ألَوْنُكَ أسْوَدٌ == من الجهلِ أمْ قد صارَ أبيضَ صافِيَا
وَيُذْكِرُني تَخييطُ كَعبِكَ شَقَّهُ == وَمَشيَكَ في ثَوْبٍ منَ الزّيتِ عارِيَا
وَلَوْلا فُضُولُ النّاسِ جِئْتُكَ مادحاً == بما كنتُ في سرّي بهِ لكَ هاجِيَا
فأصْبَحْتَ مَسرُوراً بمَا أنَا مُنشِدٌ == وَإنْ كانَ بالإنْشادِ هَجوُكَ غَالِيَا
فإنْ كُنتَ لا خَيراً أفَدْتَ فإنّني == أفَدْتُ بلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيَا
وَمِثْلُكَ يُؤتَى مِنْ بِلادٍ بَعيدَةٍ == ليُضْحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَوَاكِيَا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[17 - May-2009, صباحاً 12:00]ـ
أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب
ومحترس من نفسه خوف ذلة} /// {تَكُوْنُ عَلَيْهِ حُجَّة ً هِيَ ما هِيا
فقلص برديه وأفضى بقلبه} /// {إلى البر والتقوى فنال الأمانيا
وَجانَبَ أَسْبَابَ السَّفاهَة ِ والخنا} /// {عَفافا وَتَنْزِيها فَأَصْبَحَ عالِيا
وَصَانَ عَنِ الفَحْشَاءِ نَفْسا كَرِيمَة ً} /// {أَبَتْ هِمَّة ً إِلاّ العُلى وَالمَعالِيا
تراه إذا ما طاش ذو الجهل والصبى} /// {حليماً وقوراً صائن النفس هاديا
لَهُ حِلْمُ كَهْلٍ في صَرامَة ِ حازِمٍ} /// {وفي العين أن أبصرت أبصرت ساهيا
يروق صفاء الماء منه بوجهه} /// {فأصبح منه الماء في الوجه صافيا
وَمِنْ فَضْلِهِ يَرْعَى ذِماما لجِارِهِ} /// {ويحفظ منه العهد إذ ظل راعيا
صبوراً على صرف الليالي ودرئها} /// {كَتُوما لأِسْرارِ الضَّمِيرِ مُداريا
له همّة ٌ تعلو كل همّة ٍ} /// {كما قَدْ عَلاَ البَدْرُ النُّجومَ الدَّرارِيا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 10:39]ـ
_
/// أبوالطَّيِّب:
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي_ /// /// /// _وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[18 - May-2009, مساء 11:28]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=20667
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 12:46]ـ
الفاعِلُ الفِعلَ لَم يُفعَل لِشِدَّتِهِ " " وَالقائِلُ القَولَ لَم يُترَك وَلَم يُقَلِ
وَالباعِثُ الجَيشَ قَد غالَت عَجاجَتُهُ " " ضَوءَ النَهارِ فَصارَ الظُهرُ كَالطَفَلِ
الجَوُّ أَضيَقُ ما لاقاهُ ساطِعُها " " وَمُقلَةُ الشَمسِ فيهِ أَحيَرُ المُقَلِ
يَنالُ أَبعَدَ مِنها وَهيَ ناظِرَةٌ " " فَما تُقابِلُهُ إِلا عَلى وَجَلِ
قَد عَرَّضَ السَيفَ دونَ النازِلاتِ بِهِ " " وَظاهَرَ الحَزمَ بَينَ النَفسِ وَالغِيَلِ
وَوَكَّلَ الظَنَّ بِالأَسرارِ فَاِنكَشَفَتْ " " لَهُ ضَمائِرُ أَهلِ السَهلِ وَالجَبَلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[باخريصة]ــــــــ[19 - May-2009, صباحاً 11:13]ـ
أبيات بلا نقط
لاموا ولو علموا ما اللوم ما لا موا ورد لومهم هم والآم
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 04:21]ـ
قال أحد الشعراء:
وأعصي كل ذي قربى لحاني .. بقربك فهو عندي كالظنين
والظنين هو المتهم ..
كتاب الأضداد لمحمد ابن قاسم الانباري ص 16
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - May-2009, مساء 11:58]ـ
/// أبوالعتاهية:
سَتَمضي مَعَ الأَيَّامِ كُلُّ مُصيبَةٍ /// /// /// وَتُحدِثُ أَحداثاً تُنَسّي المَصائِبا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[20 - May-2009, مساء 02:02]ـ
كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها، ... فتنطّستْ من قبلُ في تعذيبها
الخوفُ يلجئها إلى تصديقها، ... والعقلُ يَحمِلُها على تكذيبها
وجِبلّةُ الناس الفساد، فظَلَّ من ... يسمو بحكمتهِ إلى تهذيبها
يا ثُلّةً في غفلةٍ، وأُوَيسُها الـ ... ـقَرَنيُّ مثلُ أُوَيسها، أي ذيبها
سبحان مُجمد راكِدٍ ومُقرِّه، ... ومُمِير لجّة زاخرٍ ومذيبها
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 12:09]ـ
بِنتُمْ عَنِ العَينِ القَريحَةِ فيكُمُ " " وَسَكَنتُمُ ظَنَّ الفُؤادِ الوالِهِ
فَدَنَوتُمُ وَدُنُوُّكُمْ مِن عِندِهِ " " وَسَمَحتُمُ وَسَماحُكُم مِن مالِهِ
إِنّي لَأُبغِضُ طَيفَ مَن أَحبَبتُهُ " " إِذ كانَ يَهجُرُنا زَمانَ وِصالِهِ
مِثلَ الصَبابَةِ وَالكَآبَةِ وَالأَسى " " فارَقتُهُ فَحَدَثْنَ مِن تَرحالِهِ
وَقَدِ اِستَقَدتُ مِنَ الهَوى وَأَذَقتُهُ " " مِن عِفَّتي ما ذُقتُ مِن بَلبالِهِ
وَلَقَد ذَخَرتُ لِكُلِّ أَرضٍ ساعَةً " " تَستَجفِلُ الضِرغامَ عَن أَشبالِهِ
تَلقى الوُجوهُ بِها الوُجوهَ وَبَينَها " " ضَربٌ يَجولُ المَوتُ في أَجوالِهِ
وَلَقَد خَبَأتُ مِنَ الكَلامِ سُلافُهُ " " وَسَقَيتُ مَن نادَمتُ مِن جِريالِهِ
وَإِذا تَعَثَّرَتِ الجِيادُ بِسَهلِهِ " " بَرَّزتُ غَيرَ مُعَثَّرٍ بِحِبالِهِ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - May-2009, صباحاً 12:28]ـ
بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا " " وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
كَم غَرَّ صَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِبًا " " لَمّا رَآه وَفي الحَشى مالا يُرى
أَمَرَ الفُؤادُ لِسانَهُ وَجُفونَهُ " " فَكَتَمنَهُ وَكَفى بِجِسمِكَ مُخبِرا
تَعِسَ المَهاري غَيرَ مَهرِيٍّ غَدا " " بِمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَريرَ مُصَوَّرا
نافَستُ فيهِ صورَةً في سِترِهِ " " لَو كُنتُها لَخَفيتُ حَتّى يَظهَرا
لا تَترَبِ الأَيدي المُقيمَةُ فَوقَهُ " " كِسرى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - May-2009, صباحاً 12:42]ـ
/// أحمد شوقي، من قصيدته (قم للمعلِّم .. ):
إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ _• • •_ وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَمًا _• • •_ لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا
أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى _• • •_ عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - May-2009, مساء 11:23]ـ
_
قد يُصبحُ المرءُ فيما ليس يُدركهُ /// /// /// مُعلَّقَ البالِ بين اليأسِ والطَّمَعِ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, صباحاً 12:16]ـ
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ"="فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ"="كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري"="صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها"="كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ"="وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ"="وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني"="وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولاً صَحيحًا"="وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ"="عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 02:25]ـ
_
قَد كانَ مِن شِيَمي الدَها فَتَرَكتُهُ_•••_عِلماً بِأَنَّ مِنَ الدَها تَركُ الدَها
وَلَو أَنَّني أَرضى الدَناءَةَ خُطَّةً_•••_لَوَدَدتُ أَنّي كُنتُ أَحمَقَ أَبلَها
فَلَقَد رَأَيتُ البُلهَ قَد بَلَغوا المَدى_•••_وَتَجاوَزوهُ وَاِزدَرَوا بِأُولي النُهى
مَن لَيسَ يَسعى في الخَلاصِ لِنَفسِهِ_•••_كانَت سِعايَتُهُ عَلَيها لا لَها
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 05:29]ـ
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ = ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ
قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ، = فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ
وهل يأبِقُ الإنسانُ من مُلك ربّه، = فيخرُجَ من أرضٍ لهُ وسماءِ؟
سنتبعُ آثارَ الذينَ تحمّلوا، = على ساقةٍ من أعبُدٍ وإماءِ
لقد طالَ، في هذا الأنامِ، تعجُّبي =، فيا لرِواءٍ قُوبِلوا بظِماءِ
أُرامي فتُشْوِي من أُعاديه أسهمي، = وما صافَ عني سهمُه برِماء
وهل أعظُمٌ إلاّ غصونٌ وَرِيقةٌ، = وهلْ ماؤها إلاّ جَنيُّ دِماء؟
وقد بانَ أنّ النَّحْسَ ليسَ بغافلٍ =، له عملٌ في أنجُمِ الفُهماءِ
ومنْ كان ذا جودٍ وليسَ بمكثرٍ، = فليسَ بمحْسوبٍ من الكُرَماء
نهابُ أموراً، ثمّ نركبُ هَوْلها =، على عَنَتٍ منْ صاغِرِين قِماء
أفِيقوا أفِيقوا يا غُواةُ! فإنما = دِياناتكمْ مكرٌ من القُدَماء
أرادُوا بها جَمعَ الحُطام فأدركوا = وبادوا وماتتْ سُنّةُ اللؤماء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[24 - May-2009, مساء 09:53]ـ
_
قَد كانَ مِن شِيَمي الدَها فَتَرَكتُهُ_•••_عِلماً بِأَنَّ مِنَ الدَها تَركُ الدَها
وَلَو أَنَّني أَرضى الدَناءَةَ خُطَّةً_•••_لَوَدَدتُ أَنّي كُنتُ أَحمَقَ أَبلَها
فَلَقَد رَأَيتُ البُلهَ قَد بَلَغوا المَدى_•••_وَتَجاوَزوهُ وَاِزدَرَوا بِأُولي النُهى
مَن لَيسَ يَسعى في الخَلاصِ لِنَفسِهِ_•••_كانَت سِعايَتُهُ عَلَيها لا لَها
_
رائع .. بارك الله فيك ... واصلوا الطريق.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 01:58]ـ
أكيد مرسلك الشيخ عدنان تقهرني
وهذه عيون كأنها بحور بلا ماء في الخدع الدهماء لكل صنوف الزعماء واذا عجبتك ياليت تحول علينا شيئا من هدايا تشجعنا
ما الشوق مقتنعا مني بذا الكمد " " حتى أكون بلا قلب ولا كبد
ولا الديار التي كان الحبيب بها " " تشكو إلي ولا أشكو إلى أحد
مازال كل هزيم الودق ينحلها " " والسقم ينحلني حتى حكت جسدي
وكلما فاض دمعي غاض مصطبري " " كأن ما سال من جفني من جلدي
فأين من زفراتي من كلفت به " " وأين منك ابن يحيى صولة الأسد
لما وزنت بك الدنيا رجحت بها " " وبالورى قل عندي كثرة العدد
ما دار في خلد الأيام لي فرح " " أبا عبادة حتى درت في خلدي
ملك إذا امتلأت مالا خزائنه " " أذاقها طعم ثكل الأم للولد
ماضي الجنان يريه الحزم قبل غد " " بقلبه ما ترى عيناه بعد غد
ماذا البهاء ولا ذا النور من بشر " " ولا السماح الذي فيه سماح يد
أي الأكف تباري الغيث ما اتفقا " " حتى إذا افترقا عادت ولم يعد
قد كنت أحسب أن المجد من مضر " " حتى تبحتر فهو اليوم من أدد
قوم إذا أمطرت موتا سيوفهم " " حسبتها سحبا جادت على بلد
لم أجر غاية فكري منك في صفة " " إلا وجدت مداها غاية الأبد
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[25 - May-2009, صباحاً 10:04]ـ
قال أحدهم:
يا أختنا فلتفرحي .. ولتسعدي القلب العليل
ولتصدحي في جمعنا .. أبداً دموعي لن تسيل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 01:53]ـ
/// أبوتمَّام:
لَعَمرُكَ لَليَأسُ غَيرُ المُريـ • • • ـبِ خَيرٌ مِنَ الطَمَعِ الكاذِبِ
وَلَلرَّيثُ تَحفِزُهُ بِالنَجا • • • حِ خَيرٌ مِنَ الأَمَلِ الخائِبِ
_
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:41]ـ
نبغى نتزلف لسعادة الريس عساهم يحطوني مشرف معهم. (ابتسامة)
عموماً هكذا يسير المجتمع عندنا في كثير من الدوائر، شَغّل فيتامين (و) تمشي أمورك!!.
بارك الله فيك وفي قلمك.
ما شاء الله عليكم من أول 11 - 05 - 2008 إلى الآن 25 - 05 - 2009 سنة كاملة وهذه من عجائب الإتفاقات.
نفتقد الواحدي، والحميدي، وبعض الإخوة؟
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 06:43]ـ
قال المبرد: أتى الأصمعي رجل فسأله: أن يكتب له شيئًا من العلم
فكتبه له
فلما كان بعد أيام عاد إليه فقال يا أبا سعيد: إن ذلك القرطاس الذي كتبته لي سقط مني فأكلته الشاه فأحب أن تكتب لي غيره ثانيًا
فكتب له:
قل لبغاة الآداب ما وصلت ... منها إليكم فلا تضيعوها
ضمنوا علمها الدفاتر والحبر ... بحسن الكتاب أو عوها
إن اشتريتموا يومًا لأهلكم ... شاة لبوناً فلا تجيعوها
فإن عجزتم ولم يكن علفاٌ ... يشبعها عندكم فبيعوها
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[25 - May-2009, مساء 11:32]ـ
وفي مرض سيبويه الذي توفي فيه قيل أنه تمثل بهذه الأبيات عند الموت:
يؤمل دنيا لتبقى له ... فمات المؤمل قبل الأمل
يربي فسيلا ليبقى له ... فعاش الفسيل ومات الرجل
وقيلت بأبيات أخرى
يؤمل دنيا لتبقى له ... فوافى المنية قبل الأمل
حثيثا يروي أصول الفسيل ... فعاش الفسيل ومات الرجل
ويقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه فدمعت عين أخيه فاستفاق فرآه يبكي فقال:
وكنا جميعا فرق الدهر بينن ... إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا
وقال الأصمعي: رأيت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات، وهي لسليمان بن يزيد العدوي:
ذهب الأحبة بعد طول تزاور ... ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما تكون بقفرة ... لم يؤنسوك، وكربة لم يدفعوا.
قضي القضاءوصرت صاحب حفرة ... عنك الأحبة أعرض وتصدعوا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - May-2009, صباحاً 11:40]ـ
ولو شئنا لقلنا:
كذا كنا وللأيام عهد .. وإن غابت شموس الفاتحين
ترى للسيف بارقة تهد ... بنور الحق عرش الخائنين
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - May-2009, مساء 03:22]ـ
/// أبوتمَّام أيضاً:
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً /// /// فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ
رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي /// /// وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ
وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي /// /// لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ
لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى /// /// أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى /// /// بَدا لهم مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعيشُ المَرءُ ما استَحيا بِخَيرٍ /// /// وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللهِ ما في العَيشِ خَيرٌ /// /// وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَّيالي /// /// وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ
لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ /// /// لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العنزي]ــــــــ[27 - May-2009, صباحاً 03:03]ـ
الشاعر / صالح مقحم المطيري
إلى كل فتاة تهاونت في أمر الحجاب الذي فرضه الله عليها، واغترت بالدعاوى الكاذبة بحجة إنصاف المرأة وحريتها – زعموا – وإلى كل فتاة تناست تعاليم دينها الذي تكفل برعايتها وحفظها من كل ما يدنس شرفها وعرضها، وأخيراً إلى كل فتاة لزمت بيتها، واعتزت بدينها وحجابها، ولم تأبه بقول المدعين إليهن جميعاً أهدي هذه الأبيات:
أدركيْ يا أختُ معنى ما يُقالْ ... واحذرِي الوهْمَ وقُولِيْ ذا مُحالْ
هل رأيت الذئبَ يوماً ساعياً ... صادقاً يسْعَى لتقديرِ الغزالْ؟!
يخطبُ الودَّ ليُهدِيهَا الرَّدَى ... وهي لا تدْرِي بأحكامِ القِتَالْ
هم تنادوا زَعَمُوا إنْصَافَها ... أيُّ إنصافٍ بأنْ تبدِي الجمالْ
خدعُوها إذْ يقولونَ الهَنَا ... أنْ تخوضِي العيشَ ذا عيشُ الحلالْ
فاتْركِي البيتَ وسيري يا هُدَى ... زاحِمِي يا هِندُ أكتافَ الرجالْ
فإذا أسماءُ يغريها الهَوَى ... وتنادِي إيهِ هيَّا يا مَنَالْ
اتبعيني إنَّها الدنيا التي ... سوفَ نحيَاها ونبقى في دلالْ
صرختْ شمسُ ولم تفتُر هناءْ ... يا فتاةَ الدين عُودي للكمالْ
نحن جرَّبنا وعشنَا حسرةً ** في طريقِ الوهمِ كَم ذُقْنا الوبالْ
ورأينا العيشَ وجْهاً كالحاً ... غرَّنا القومُ بدعوى: كالرجالْ!
مرَّت الأيامُ يحدوها الرَّجا ... لكن الأحلامُ أضحتْ كالخيالْ
خرجتْ أسماءُ لم ترجع إلى ... بيتها الحاني ولم ترجعْ منالْ
كان بيتُ العَزّ يزهو حِشمةً ... يبتني الطُّهرَ ويسمو كالجبالْ
ثم عادتْ وهي حُبْلَى بالخَنَا ... واستفاقت بعدما كادتْ منالْ
فغدا الكُلُّ يوارِي سَوْءةً ... لم تزل وصمةَ عارٍ وخبالْ
هل وعيتِ الدرسَ يا أختُ وهل ... قد فهمتِ اليومَ معنى ما يقالْ؟!
هم أرادوا أن تكونِي سِلْعَةً ... كي تعيشي بين عُهْرٍ وانْحلالْ
هم ذئابُ الغدر في دنيا الوَرَى ... يبتغونَ الحسْنَ من ذاتِ الجمالْ
وقفتْ رَنْدٌ تنادِي أختَها ... سوفَ نبقى في احتشامٍ يا دلالْ
سوف أمضي في حِجَابي دُرَّةً ... صانها الإسلامُ عن كُلَّ ابتذالْ
لن أحيدَ اليومَ عن دينِ الهُدى ... لن أحيدَ اليومَ عن دينِ الكمالْ
مجلة الأسرة العدد (136) رجب 1425هـ
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 04:04]ـ
يقول الرافعي:
يا حبيبا إذا حننت إليه ///////// حن في رقتي عليه حنيني
أنت شخصان في الفؤاد فشخص ///////// عند ظني وآخر في يقيني
واحد كيف شئت أنت وثان ///////// كيفما شئته أنا وظنوني
لا بهذا رحمتني أو بهذا ///////// بل بعقلي عذبتني وجنوني
أملي فيك كالمرآة ///////// كذب مصور للعيون
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 05:22]ـ
/// وقال أبوتمَّام أيضاً:
فاضَ اللِّئامُ وَغاضَتِ الأَحسابُ /// /// وَاِجتُثَّتِ العَلياءُ وَالآدابُ
فَكَأَنَّ يَومَ البَعثِ فاجَأَهُم فَلا /// /// أَنسابَ بَينَهُمُ وَلا أَسبابُ
«أَمُوَيسُ» لا يُغني اِعتِذارُكَ طالِباً /// /// عَفوي فَما بَعدَ العِتابِ عِقابُ
هَب مَن لَهُ شَيءٌ يُريدُ حِجابَهُ /// /// ما بالُ لا شَيءٍ عَلَيهِ حِجابُ
ما إِن سَمِعتُ وَلا أَراني سامِعاً /// /// أَبَداً بِصَحراءٍ عَلَيها بابُ
مَن كانَ مَفقودَ الحَياءِ فَوَجهُهُ /// /// مِن غَيرِ بَوّابٍ لَهُ بَوّابُ
مازالَ وَسواسي لِعَقلي خادِعاً /// /// حَتّى رَجا مَطَراً وَلَيسَ سَحابُ
ما كُنتُ أَدري لا دَرَيتُ بِأَنَّهُ /// /// يَجري بِأَفنِيَةِ البُيوتِ سَرابُ
عَجَباً لِقَومٍ يَسمَعونَ مَدائِحي /// /// لَكَ لَم يَقولوا قُم فَأَنتَ مُصابُ
نَبَذوا بِـ «كَذّابٍ» مُسَيلَمَةً فَقَد /// /// وَهِموا وَجاروا بَل أَنا الكَذّابُ!
هَتَّكتُ ديني فَاِستَتَرتُ بِتَوبَةٍ /// /// فَأَنا المُقِرُّ بِذَنبِهِ التَوّابُ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - May-2009, مساء 11:27]ـ
أَريقُكِ أَم ماءُ الغَمامَةِ أَم خَمرُ " " بِفِيَّ بَرودٌ وَهوَ في كَبِدي جَمرُ
أَذا الغُصنُ أَم ذا الدِعصِ أَم أَنتِ فِتنَةٌ " " وَذَيّا الَّذي قَبَّلتُهُ البَرقُ أَم ثَغرُ
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي " " فَقُلنَ نَرى شَمسًا وَما طَلَعَ الفَجرُ
رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها " " سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَدًا حُمرُ
تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها " " فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - May-2009, صباحاً 10:20]ـ
/// أبو الطَّيِّب .. مرَّة أخرى:
بِغَيرِكَ راعِياً عَبِثَ الذِئابُ • • وَغَيرَكَ صارِمًا ثَلَمَ الضِرابُ
وَما تَرَكوكَ مَعصِيَةً وَلَكِن • • يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ
وكَيفَ يَتِمُّ بَأسُكَ في أُناسٍ • • تُصيبُهُمُ فَيُؤلِمُكَ المُصابُ
تَرَفَّق أَيُّها المَولى عَلَيهِم • • فَإِنَّ الرِّفقَ بِالجاني عِتابُ!
وَإِنَّهُمُ عَبيدُكَ حَيثُ كانوا • • إِذا تَدعو لِحادِثَةٍ أَجابوا
وَأَنتَ حَياتُهُم غَضِبَت عَلَيهِم • • وَهَجرُ حَياتِهِم لَهُمُ عِقابُ!
كَذا فَليَسرِ مَن طَلَبَ الأَعادي • • وَمِثلَ سُراكَ فَليَكُنِ الطِلابُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - May-2009, صباحاً 10:54]ـ
_
ذُقِ الملامةَ مَحْقُوقًا فَما ظَلَمَتْ_/// ///_ كَأْسُ النَّدامَةِ إِنْ جُرِّعْتَها غُصَصا
قَدْ أَمْكَنَتْكَ فَما بادَرْتَ فُرْصَتَها_/// ///_ مَنْ شاوَرَ العَجْزَ لم يَسْتَنهض الْفُرَصا
إِنَّ اللَّبيبَ إذا ما عَنَّ مَطْلَبُهُ_/// ///_ أهْوى إليه ولم يَنْظُرْ به الرُّخَصا
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[29 - May-2009, مساء 01:50]ـ
قال عنترة:
حصاني كان دلّال المنايا .. فخاض غمارها وشرى وباعا
وسيفي كان في الهيجا طبيبا .. يداوي رأس من يشكو الصداعا
ولو أرسلت رمحي مع جبان .. لكان بهيبتي يلقى السباعا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - May-2009, مساء 06:18]ـ
/// وفي مثل أبيات البحتري الجميلة نظم أحمد شوقي، ولعلِّي أثبت سينيَّته الرائعة بعدُ إن شاء الله.
_
/// قال أحمد شوقي:
-اختِلافُ النَّهارِ وَاللَّيلِ يُنسي /// /// اُذكُرا لِيَ الصِّبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ /// /// صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عَصَفَت كَالصِّبا اللَّعوبِ، وَمَرَّت /// /// سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ /// /// رَقَّ، وَالعَهدُ في اللَّيالي تُقَسِّي
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَّو /// /// حُ، حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلَّا /// /// في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ /// /// بِهِما في الدُّموعِ سيري وَأَرسي
يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ /// /// فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولًا /// /// طالت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ /// /// أو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهارًا /// /// ويسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
ومواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما /// /// بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ /// /// بقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ /// /// لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت /// /// خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا /// /// وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ /// /// أمويٌّ وفي المَغارِبِ كُرسي؟
سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها /// /// نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سوى هاتيـ /// /// ـكَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طرفي /// /// وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر /// /// بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ /// /// وَمَنارٍ مِنَ الطَّوائِفِ طَمسِ
وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو /// /// نِ خُضرٍ وَفي ذرا الكَرمِ طُلسِ
رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها /// /// فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
وَإِذا الدَّارُ ما بِها مِن أَنيسٍ /// /// وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ /// /// لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
حَسبُهُم هذه الطُّلولُ عِظاتٍ /// /// مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
وإذا فاتَكَ التفاتٌ إِلى الما /// /// ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَّأسِّي
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 06:03]ـ
_
/// أبوالطِّيِّب .. أيضًا:
وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ /// /// لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا
كَذا الدُّنيا على مَن كانَ قَبلي /// /// صُرُوفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا
أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ /// /// تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا
أَلِفتُ تَرَحُّلي وجَعَلتُ أرضي /// /// قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا
فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً /// /// ولا أَزْمَعتُ عن أرضٍ زوالا
عَلى قَلَقٍ كأنَّ الرِّيحَ تَحتي /// /// أُوَجِّهُها جَنوباً أَو شَمالا
أَرى المُتَشاعِرينَ غَرُّوا بِذَمِّي /// /// ومَن ذا يَحمَدُ الدَّاءَ العُضَالا!
وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مريضٍ /// /// يَجِد مُرّاً به الماءَ الزُّلالا!
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[31 - May-2009, مساء 10:02]ـ
أجارك يا أسد الفراديس مكرم" "فتسكن نفسي أم مهان فمسلم
ورائي وقدامي عداة كثيرة" "أحاذر من لص ومنك ومنهم
فهل لك في حلفي على ما أريده" "فإني بأسباب المعيشة أعلم
إذن لأتاك الخير من كل وجهة" "وأثريت مما تغنمين وأغنم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:39]ـ
أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ " " لَما غَدَوتُ بِجَدٍّ في الهَوى تَعِسِ
وَلا سَقَيتُ الثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ " " دَمعًا يُنَشِّفُهُ مِن لَوعَةٍ نَفَسي
وَلا وَقَفتُ بِجِسمٍ مُسيَ ثالِثَةٍ " " ذي أَرسُمٍ دُرُسٍ في الأَرسُمِ الدُرُسِ
صَريعَ مُقلَتِها سَآلَ دِمنَتِها " " قَتيلَ تَكسيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ
خَريدَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ ما طَلَعَت " " وَلَو رَآها قَضيبُ البانِ لَم يَمِسِ
ما ضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ عَلى رَشَأٍ " " وَلا سَمِعتُ بِديباجٍ عَلى كَنَسِ
إِن تَرمِني نَكَباتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ " " تَرمِ امرَأً غَيرَ رِعديدٍ وَلا نَكِسِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jun-2009, مساء 11:49]ـ
_
وفي بعض أحوال النُّفوس كأنَّها /// /// تَرَى خلفَ سِتْر الغيب ما تتوقَّعُ
أقولُ لوجهٍ حال بعد بياضِهِ /// /// وإسفارِهِ واللَّونُ أسود أسْفَعُ
ألا أيُّها الوجه الذي غاضَ ماؤُهُ /// /// وقد كان فيه مرَّةً يتريَّعُ
ذقِ الهوْنَ والذُّلَّ الطَّويلَ عقوبةً /// /// كذا كلُّ وجهٍ لا يعفُّ ويقْنَعُ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 09:35]ـ
... قول المتنبي:
جُودُ الرِّجال مِن الأيدي وجُودُهمُ --- من اللسان .. فلا كانوا ولا الجُودُ
/// يفسد هذا المعنى -أويقيِّد مطلقه- قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
لا خيلَ عندك تُهْدِيها ولا مالُ /// /// /// فلْيُسْعِف النُّطقُ إنْ لم تسعِف الحالُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 09:56]ـ
/// بارك الله فيك، لستُ ناقدًا .. ولكن لم يظهر لي سرقة هذا المعنى من الوأواء، إذ غاية ما يربط بينهما تشبيه الدمع باللُّؤلؤ، وبس، وهذا القدر لا يرتقي كونه أخذًا. والله أعلم.
/// قال عبدالقاهر الجرجاني في الوساطة بين المتنبي وخصومه: "وهذا بابٌ يحتاج الى إنعام الفِكر، وشدّةِ البحث، وحسن النظر، والتحرّز من الإقدام قبل التبيّن، والحكم إلا بعد الثقة. وقد يغمُض حتى يخفى، وقد يذهب منه الواضح الجلي على من لم يكن مرتاضاً بالصناعة، متدرّبا بالنقد؛ وقد تحمِل العصبيةُ فيه العالِمَ على دفع العِيان، وجحْدِ المشاهدة، فلا يزيد على التعرّض للفضيحة، والاشتهار بالجَوْر والتحامل!
ادعاء السرقة في شعر البحتري وأبي نواس وأبي تمام
ومتى طالعتَ ما أخرجه أحمد بن أبي طاهر وأحمد بن عمار من سرقات أبي تمام، وتتبّعه بِشْر بن يحيى على البُحتري، ومهلهل بن يموت على أبي نواس عرف قُبح آثار الهَوى، وازداد الإنصاف في عينك حسناً. زعم مهلهل أن قول أبي نواس:
إليك أبا العبّاس من بين من مشى ... عليها امتطينا الحضرَميّ المُلَسَّنا
مأخوذ من قول كثيّر:
لهم أزُرٌ حُمرُ الحواشي يَطَوْنَها ... بأقْدامهم في الحضرميّ الملسَّنِ
والحضرمي الملسّن أشهر عند العرب من أن يُفتَقر فيه الى قول كثير أو غيره، وإنما هو صنف من نِعالهم كان مستحسناً عندهم، فما في ذِكر أبي نواس له من السرقة المعروفة شيء، ثم لو ذكر بعض شعرائنا اليماني المخصّر والكنانيّ المُطبّق، ثم وجدنا في شعر غيره، أكنّا نقول: إنه مأخوذ منه؟ أو كنا نعدّه سرقة؟ وليس بين البيتين اتّصال ولا تناسب إلا في هذه اللفظة؛ لأن كثيراً مدح قوماً فوصفهم بالمَرح والنعمة والخُيَلاء، وذكر سُبوغَ أزُرِهم، وأنهم يطئونها بنعالهم الحضْرمية المُلسّنة هَواناً بها، وقصد أبو نواس معنًى آخر فذكر أنه قصَد ممدوحه ماشياً وامتطى نعله الحضرمية الملسّنة؛ فما أرى بينها غيرَ ما ذكرت. وزعم أن قول أبي نواس:
نعزّي أميرَ المؤمنين محمداً ... على خير ميْتٍ غيّبته المقابرُ
وإنّ أميرَ المؤمنين محمداً ... لَرابِطُ جأش للخُطوب وصابرُ
من قول موسى شهَوات:
بكتِ المنابرُ يوم مات وإنما ... أبكى المنابرَ فقدُ فارسهنّه
لما علاهنّ الوليدُ خليفةً ... قلن: ابنُه ونظيرُه فسكنّه
وهذا أعجبُ من الأول؛ لأنهما لم يتشابها في لفظ ولا معنى، وأكثر ما فيها أن كل واحد منهما عزّى خليفة عن أبيه ومدَحه، فإن كان هذا سرقة فالكلامُ كله سرقة".
/// وقال ابن رشيق: "وقال الجرجاني وهو أصح مذهباً، وأكثر تحقيقاً من كثير ممن نظر في هذا الشأن: ولست تعد من جهابذة الكلام، ولا من نقاد الشعر، حتى تميز بين أصنافه وأقسامه، وتحيط علماً برتبه ومنازله، فتفصل بين السرق والغصب وبين الإغارة والاختلاس، وتعرف الإلمام من الملاحظة، وتفرق بين المشترك الذي لا يجوز ادعاء السرقة فيه والمبتذل الذي ليس واحد أحق به من الآخر، وبين المختص الذي حازه المبتدي فملكه واجتباه السابق فاقتطعه".
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 10:23]ـ
... قول المتنبي:
جُودُ الرِّجال مِن الأيدي وجُودُهمُ --- من اللسان .. فلا كانوا ولا الجُودُ
/// ويقاربه قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
أَذَا الجودِ أَعطِ الناسِ ما أَنتَ مالِك /// /// /// وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 11:15]ـ
يا صبر أيوب
للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد
(يُتْبَعُ)
(/)
(من مأثور حكاياتنا الشعبية، أن مخرزاً نسي تحت الحمولة على ظهر جمل .. )
قالوا وظلَّ .. ولم تشعر به الإبلُ
يمشي، وحاديهِ يحدو .. وهو يحتملُ ..
ومخرزُ الموتِ في جنبيه ينشتلُ
حتى أناخ َ ببابِ الدار إذ وصلوا
وعندما أبصروا فيضَ الدما جَفلوا
صبرَ العراق صبورٌ أنت يا جملُ!
وصبرَ كل العراقيين يا جملُ
صبرَ العراق وفي جَنبيهِ مِخرزهُ
يغوصُ حتى شغاف القلب ينسملُ
ما هدموا .. ما استفزوا من مَحارمهِ
ما أجرموا .. ما أبادوا فيه .. ما قتلوا
وطوقُهم حولهُ .. يمشي مكابرةً
ومخرزُ الطوق في أحشائه يَغِلُ
وصوتُ حاديه يحدوهُ على مَضضٍ
وجُرحُهُ هو أيضاً نازِفٌ خضلُ
يا صبر أيوب .. حتى صبرُه يصلُ
إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!
يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ
إن ضاق عنا .. ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها
فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!
أم أنهم أزمعوا ألا يُظلّلنا
في أرضنا نحن لا سفحٌ، ولا جبلُ
إلا بيارق أمريكا وجحفلُها
وهل لحرٍ على أمثالها قَبَلُ؟
واضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
كانوا ثلاثين جيشاً، حولهم مددٌ
من معظم الأرض، حتى الجارُ والأهلُ
جميعهم حول أرضٍ حجمُ أصغرهِم
إلا مروءتُها .. تندى لها المُقلُ!
وكان ما كان يا أيوبُ .. ما فعلتْ
مسعورة ً في ديار الناس ما فعلوا
ما خربت يد أقسى المجرمين يداً
ما خرّبت واستباحت هذه الدولُ
هذي التي المثل العليا على فمها
وعند كل امتحان تبصقُ المُثُلُ!
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعلهُ
إن كان خصمُكَ لا خوفٌ، ولا خجلُ؟
ولا حياءٌ، ولا ماءٌ، ولا سِمةٌ
في وجهه .. وهو لا يقضي، ولا يكِلُ
أبعد هذا الذي قد خلفوه لنا
هذا الفناءُ .. وهذا الشاخصُ الجَلَلُ
هذا الخرابُ .. وهذا الضيقُ .. لقمتُنا
صارت زُعافاً، وحتى ماؤنا وشِلُ
هل بعده غير أن نبري أظافرنا
بريَ السكاكينِ إن ضاقت بنا الحيَلُ؟!
يا صبر أيوب .. إنا معشرٌ صُبًُرُ
نُغضي إلى حد ثوب الصبر ينبزلُ
لكننا حين يُستعدى على دمنا
وحين تُقطعُ عن أطفالنا السبلُ
نضجُّ، لا حي إلا اللهَ يعلمُ ما
قد يفعل الغيض فينا حين يشتعلُ!
يا سيدي .. يا عراق الأرض .. يا وطناً
تبقى بمرآهُ عينُ اللهِ تكتحلُ
لم تُشرق الشمسُ إلا من مشارقه
ولم تَغِب عنه إلا وهي تبتهلُ
يا أجملَ الأرضِ .. يا من في شواطئه
تغفو وتستيقظ الآبادُ والأزلُ
يا حافظاً لمسار الأرضِ دورته
وآمراً كفةَ الميزان تعتدلُ
مُذ كوّرت شعشعت فيها مسلّته
ودار دولابه، والأحرُفُ الرسلُ
حملن للكون مسرى أبجديّته
وعنه كل الذين استكبروا نقلوا!
يا سيدي .. أنت من يلوون شِعفتَه
ويخسأون، فلا والله، لن يصلوا
يضاعفون أسانا قدر ما قدِروا
وصبرُنا، والأسى، كل له أجلُ
والعالمُ اليومُ، هذا فوق خيبته
غافٍ، وهذا إلى أطماعه عَجِلُ
لكنهم، ما تمادوا في دنائتهم
وما لهم جوقةُ الأقزامِ تمتثل
لن يجرحوا منكِ يا بغداد أنمُلةً
ما دام ثديُك رضاعوه ما نَذلوا!
بغدادُ .. أهلُك رغم الجُرحِ، صبرهمو
صبرُ الكريم، وإن جاعوا، وإن ثَكِلوا
قد يأكلون لفرط الجوع أنفسهم
لكنهم من قدور الغير ما أكلوا!
شكراً لكل الذين استبدلوا دمنا
بلقمة الخبز .. شكراً للذي بذلوا
شكراً لإحسانهم .. شكراً لنخوتهم
شكراً لما تعبوا .. شكراً لما انشغلوا
شكراً لهم أنهم بالزاد ما بَخَلوا
لو كان للزاد أكّالون يا جملُ!
لكن أهلي العراقيين مغلقةٌ
أفواههم بدماهم فرط ما خُذِلوا
دماً يمجّون إمّا استنطقوا، ودماً
إذ يسكتون، بجوف الروح، ينهملُ!
يا سيدي .. أين أنت الآن؟ خذ بيدي
إني إلى صبرك الجبارِ أبتهلُ
يا أيهذا العراقي الخصيبُ دما
وما يزال يلالي ملأه الأملُ
قل لي، ومعذرةً، من أي مبهمةٍ
أعصابُك الصمُ قُدت أيها الرجلُ؟!
ما زلت تؤمن أن الأرض دائرةٌ
وأن فيها كراماً بعدُ ما رحلوا
لقد نظرت إلى الدنيا، وكان دمي
يجري .. وبغدادُ ملءَ العين تشتعلُ
ما كان إلا دمي يجري .. وأكبرُ ما
سمعتُهُ صيحة ً باسمي .. وما وصلوا!
وأنت يا سيدي ما زلت تومئ لي
أن الطريق بهذا الجبِّ يتصلُ
إذن فباسمك أنت الآن أسألُهم
إلى متى هذه الأرحام تقتتل؟
إلى متى تترعُ الأثداء في وطني
قيحاً من الأهل للأطفال ينتقلُ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إلى متى يا بني عمي؟ .. وثابتةٌ
هذي الديارُ .. وما عن أهلها بَدَلُ؟
بلى ... لقد وجد الأعرابُ منتَسَباً
وملةً ملةً في دينها دخلوا!
وقايضوا أصلهم .. واستبدلوا دمهم
وسُوّي الأمر .. لا عتبٌ، ولا زعلُ!
الحمد لله .. نحن الآن في شُغُلٍ
وعندهم وبني أخوالهم شُغُلُ!
أنا لنسأل هل كانت مصادفةً
أن أشرعت بين بيتي أهلنا الأسَلُ؟
أم أن بيتاً تناهى في خيانته
لحدِّ أن صار حتى الخوفُ يفتعلُ؟
وها هو الآن يستعدي شريكته
بألفِ عذرٍ بلمح العين ترتجلُ!
أما هنا يا بني عمي، فقد تعبت
مما تحن إلى أعشاشها الحَجَلُ!
لقد غدا كُلُ صوت في منازلنا
يبكي إذا لم يجد أهلاً لهم يصلُ!
يا أيها العالم المسعورُ .. ألفُ دمٍ
وألفُ طفل ٍ لنا في اليوم ينجدل
وأنت تُحكِمُ طوقَ الموت مبتهجاً
من حول أعناقهم .. والموت منذهلُ!
أليس فيك أبٌ؟ .. أمّ ٌ يصيح بها
رضيعُها؟؟ طفلةٌ تبكي؟ أخٌ وجِلُ؟
يصيح رعباً، فينزو من توجّعه
هذا الضميرُ الذي أزرى به الشلل؟
يا أيها العالم المسعورُ .. نحن هنا
بجُرحنا، وعلى اسم الله نحتفل
لكي نعيد لهذي الأرض بهجَتها
وأمنَها بعدما ألوى به هُبلُ!
وأنت يا مرفأ الأوجاع أجمعها
ومعقلَ الصبر حين الصبرُ يُعتقلُ
لأنك القلب مما نحن، والمُقَلُ
لأن بغيرك لا زهوٌ، ولا أمل
لأنهم ما رأوا إلاّك مسبعة
على الطريق إلينا حيثما دخلوا!
لأنك الفارع العملاقُ يا رجلُ
لأن أصدق قول فيك: يا رجلُ!
يقودني ألفُ حب .. لا مناسبةٌ
ولا احتفالٌ .. فهذي كلها عللُ!
لكي أناجيك يا أعلى شوامخها
ولن أرددَ ما قالوا، وما سألوا
لكن سأستغفر التاريخَ إن جرحت
أوجاعُنا فيه جرحاً ليس يندمل
وسوف أطوي لمن يأتون صفحته
هذي، لينشرها مستنفرٌ بطلُ
إذا تلاها تلاها غيرَ ناقصة
حرفاً ... وإذ ذاك يبدو وجهك الجَذِلُ!
يا سيدي؟؟ يا عراقَ الأرض .. يا وطني
وكلما قلتُها تغرورقُ المقل!
حتى أغصّّ بصوتي، ثم تطلقه
هذي الأبوة في عينيك والنُبُلُ!
يا منجمَ العمر .. يا بدئي وخاتمتي
وخيرُ ما في أني فيك أكتهلُ!
أقول: ها شيبُ رأسي .. هل تكرمُني
فأنتهي وهو في شطيك منسدلُ؟!
ويغتدي كلّ شعري فيك أجنحة
مرفرفاتٍ على الأنهار تغتسلُ!
وتغتدي أحرفي فوق النخيل لها
صوتُ الحمائم إن دمع ٌ، وإن غَزََلُ
وحين أغفو ... وهذي الأرض تغمرُني
بطينها ... وعظامي كلُها بلل
ستورق الأرضُ من فوقي، وأسمعُها
لها غناءٌ على أشجارها ثملُ
يصيح بي: أيها الغافي هنا أبداً
إن العراق معافى أيها الجملُ!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[02 - Jun-2009, مساء 11:43]ـ
ماأشبه الحال لبعض أهل هذا الزمان وكأن الحطيئة هجاهم منذ دهر
أزمعت يأساً مبيناً من نوالكم «•» ولا يرى طاردًا للحر كالياسي
دع المكارم لا ترحل لبغيتها «•» واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه «•» لا يذهب العرف بين الله والناس
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 03:19]ـ
/// أيضًا .. المتنبِّي:
لِساني بِنُطقي صامِتٌ عَنهُ عادِلُ • • وَقَلبي بِصَمْتي ضاحِكٌ مِنهُ هازِلُ
وأتْعبُ مَن ناداكَ مَنْ لا تُجيْبُهُ • • وأَغيَظُ مَنْ عاداكَ مَنْ لا تُشاكِلُ
وما التِّيهُ طِبِّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني • • بَغيضٌ إلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 11:32]ـ
تَتَعَجَّبُ الأَيّامُ كَيفَ أَطاعَهُ== قَدَرٌ وَفازَ مَنيحُهُ في المَيسِرِ
وَعد كَما خَدَعَ الجَهامُ وَبَرقُهُ == كَذِب وَعارِضُ مُزنِهِ لَم يُمطَرِ
عَدَّ الزَّمانُ لِئامَهُ فَاِستَوقَفَت == تِلكَ الخِلالُ عَلَيهِ عَقدَ الخِنصَرِ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[03 - Jun-2009, مساء 11:45]ـ
أَما في هَذِهِ الدُنيا كَريمُ" "تَزولُ بِهِ عَنِ القَلبِ الهُمومُ
أَما في هَذِهِ الدُنيا مَكانٌ" "يُسَرُّ بِأَهلِهِ الجارُ المُقيمُ
تَشابَهَتِ البَهائِمُ وَالعِبِدّى" "عَلَينا وَالمَوالي وَالصَميمُ
وَما أَدري أَذا داءٌ حَديثٌ" "أَصابَ الناسَ أَم داءٌ قَديمُ
أُخِذتُ بِمَدحِهِ فَرَأَيتُ لَهوًا" "مَقالي لِلأُحيمِقِ يا حَليمُ
وَلَمّا أَن هَجَوتُ رَأَيتُ عِيًّا" "مَقالي لِاِبنِ آوى يا لَئيمُ
فَهَل مِن عاذِرٍ في ذا وَفي ذا" "فَمَدفوعٌ إِلى السَقَمِ السَقيمُ
إِذا أَتَتِ الإِساءَةُ مِن لَئيمٍ" "وَلَم أُلُمِ المُسيءَ فَمَن أَلومُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 06:48]ـ
_
لكُلِّ بليةٍ في الناس وقْعٌ /// /// /// على حَسَب المراتِبِ والمزايا
وما مثل البليَّة في كريمٍ /// /// /// تعمُّ لهول وقْعَتِها البلايا
_
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 08:10]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
ذُقِ الملامةَ مَحْقُوقًا فَما ظَلَمَتْ_/// ///_ كَأْسُ النَّدامَةِ إِنْ جُرِّعْتَها غُصَصا
قَدْ أَمْكَنَتْكَ فَما بادَرْتَ فُرْصَتَها_/// ///_ مَنْ شاوَرَ العَجْزَ لم يَسْتَنهض الْفُرَصا
إِنَّ اللَّبيبَ إذا ما عَنَّ مَطْلَبُهُ_/// ///_ أهْوى إليه ولم يَنْظُرْ به الرُّخَصا
وقريب منه قول الشاعر:
دَبَبْتَ لِلْمَجْدِ، والسَّاعُونَ قَدْ بَلَغُوا --- جَهْدَ النُّفُوسِ وألْقَوْا دُونَهُ الأُزُرَا
فَكَابَدُوا المَجْدَ حتَّى مَلَّ أكْثَرُهُمْ --- وَعانَقَ المَجْدَ مَنْ أوْفى وَمَنْ صَبَرَا
لاَ تَحْسَبِ المَجْدَ تَمْرًا أنْتَ آكِلُهُ --- لَنْ تَبْلُغَ المَجْدَ حتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرَا
والأبيات من الحماسة، وكثيرًا ما كان الشيخ محمّد الغزالي، رحمه الله، يتمثّل بها في كلامه. كان يقرأ البيت الأوّل بحركية إيقاعية مذهلة، فترى عيانًا مشهد الذي يدبُّ إلى المجد دبيب المدَّعي، ومشهد السالك الجاد المجتهد. وكان عندما يقرأ "وألقوا دونه الأُزُرَا" يشير بيديه إلى قميصه، حتى يظن الحاضر أنّه سيخلعه! وكأنّما كان يرى نفسه هو المعنِي بذلك الكلام، فيتذكَّر أنّ طريق المجد طويل وشاقّ، يحتاج دومًا إلى جهد إضافي ...
رحمه الله!
وكان يستحضر أبيات الحماسة بسهولة خارقة. وظنّي أنه كان يحفظ جُلّها، إن لم يكن يحفظها كلَّها ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 08:45]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
/// يفسد هذا المعنى -أويقيِّد مطلقه- قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
لا خيلَ عندك تُهْدِيها ولا مالُ /// /// /// فلْيُسْعِف النُّطقُ إنْ لم تسعِف الحالُ
بل يؤكِّده، حفظك الله!
أبو الطيِّب في هذا البيت يخاطب نفسَه، لا أبا شجاع، ويعتذر عن عجزه عن مكافأة ممدوحه من جنس هباته. وقرينة هذا قوله في البيت التالي:
واجْزِ الأَميرَ الذي نُعْماهُ فاجِئةٌ --- بِغَيْر قولٍ .. ونُعمَى النَّاس أقْوالُ
وقد كافأه فاتِك بهدية قيمتها: ألف دينار. فإذا بلغك أنّ في زماننا مَن يمنح ما يوازي قيمة تلك الهدية لمن يمدحه بالقصيد، دُلَّني مأجورًا عليه، ولك منِّي أن "أبلغ جهد النفس"، وأن "ألقي الإزار" لأحبِّر فيه ما يقارب قصيدة المتنبي. والقرب نِسبي ... هات لنا صنوا لسيف الدولة، يأتك نظير شعر أبي الطيِّب.
ولك منّي أيضًا أن نقتسم الجائز مناصفةً!
وقصيدة أبي الطيِّب جميلة، لولا قوله فيها:
كَفاتِك، ودخولُ الكاف منقصةٌ --- كالشَّمس قلتُ .. وما للشمس أمثالُ
فهو بيت في غاية التكلُّف، مع أنّ معناه مطروق مبتذل ...
وأفسدها أيضًا "التنبال" وبعض "الأطيفال" ...
ولو كان الشريف الرضيّ حيًّا، لمنحني الألف دينار دون أن أكلّف نفسي عناء مدحه ...
رزقنا الله رضاه، وكفانا عمّن سواه.
ـ[الواحدي]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 09:05]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
/// ويقاربه قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
أَذَا الجودِ أَعطِ الناسِ ما أَنتَ مالِك /// /// /// وَلا تُعطِيَنَّ الناسَ ما أَنا قائِلُ
وهذا البيت له أكثر من أربعة معان محتملة. وقد عَنّ لي معنى آخر، هو:
أعطِ الناس مِن مالك ما تنتفع به أنت في خاصة نفسك، أمّا المال الذي هو مصدر فخرك ومُلهم مدحي فلا تعطه أحدًا. بدليل قوله في البيت الذي يسبقه:
كَريمٌ متى استُوهِبتَ ما أنتَ راكبٌ --- وقدْ لَقِحَتْ َحربٌ فإنّك نازلُ
وهو معنى لطيف، لم يلتفت إليه الواحدي (ابتسامة).
والقصيدة مِن أجمل ما قال أبو الطيِّب.
صدق والله!
ويسهَرُ الخلْق جرّاها ويختصِمُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jun-2009, صباحاً 10:42]ـ
/// يفسد هذا المعنى -أويقيِّد مطلقه- قول أبي الطَّيِّب نفسِه:
لا خيلَ عندك تُهْدِيها ولا مالُ /// /// /// فلْيُسْعِف النُّطقُ إنْ لم تسعِف الحالُ
بل يؤكِّده، حفظك الله!
أبو الطيِّب في هذا البيت يخاطب نفسَه، لا أبا شجاع، ويعتذر عن عجزه عن مكافأة ممدوحه من جنس هباته ..
/// قصدتُّ حفظك الله -بالتقييد- أنَّ الجود بالقول لا يكون مذمومًا حال العجز، فقد سمَّاه إسعافًا في تلك الحال.
/// جزاك الله خيرا. (ابتسامة)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 12:59]ـ
في الناسِ أَمثِلَةٌ تَدورُ حَياتُها" "كَمَماتِها وَمَماتُها كَحَياتِها
هِبتُ النِكاحَ حِذارَ نَسلٍ مِثلِها" "حَتّى وَفَرتُ عَلى النِساءِ بَناتِها
فَاليَومَ صِرتُ إِلى الَّذي لَو أَنَّهُ" "مَلَكَ البَرِيَّةَ لَاستَقَلَّ هِباتِها
مُستَرخَصٌ نَظَرٌ إِلَيهِ بِما بِهِ" "نَظَرَت وَعَثرَةُ رِجلِهِ بِدِياتِها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Jun-2009, صباحاً 01:05]ـ
/// المتنبي:
وأنَا الذي اجْتَلَب المنيَّة طرفُهُ /// /// /// فمَن المطالَب والقَتِيلُ القاتِلُُ
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها /// /// /// قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ /// /// /// مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Jun-2009, صباحاً 01:26]ـ
أَرَكائِبَ الأَحبابِ إِنَّ الأَدمُعا " " تَطِسُ الخُدُودَ كَما تَطِسنَ اليَرمَعا
فَاعرِفنَ مَن حَمَلَت عَلَيكُنَّ النَوى " " وَامْشِينَ هَونًا في الأَزِمَّةِ خُضَّعا
قَد كانَ يَمنَعُني الحَياءُ مِنَ البُكا " " فَاليَومَ يَمنَعُهُ البُكا أَن يَمنَعا
حَتّى كَأَنَّ لِكُلِّ عَظمٍ رَنَّةً " " في جِلدِهِ وَلِكُلِّ عِرقٍ مَدمَعا
وَكَفى بِمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحًا " " لِمُحِبِّهِ وَبِمَصرَعي ذا مَصرَعا
سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ " " سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا
فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها " " ذَهَبٌ بِسِمْطَي لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعا
(يُتْبَعُ)
(/)
كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها " " في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعا
وَاستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها " " فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا
رُدّي الوِصالَ سَقى طُلولَكِ عارِضٌ " " لَو كانَ وَصلُكِ مِثلَهُ ما أَقشَعا
زَجَلٌ يُريكِ الجَوَّ نارًا وَالمَلا " " كَالبَحرِ وَالتَلَعاتِ رَوضًا مُمرِعا
كَبَنانِ عَبدِ الواحِدِ الغَدَقِ الَّذي " " أَروى وَآمَنَ مَن يَشاءُ وَأَفزَعا
أَلِفَ المُروءَةَ مُذ نَشا فَكَأَنَّهُ " " سُقِيَ اللِبانَ بِها صَبِيًّا مُرضَعا
نُظِمَت مَواهِبُهُ عَلَيهِ تَمائِما " " فَاعتادَها فَإِذا سَقَطنَ تَفَزَّعا
تَرَكَ الصَنائِعَ كَالقَواطِعِ بارِقا " " تٍ وَالمَعالِيَ كَالعَوالِيَ شُرَّعا
مُتَبَسِّمًا لِعُفاتِهِ عَن واضِحٍ " " تَغشى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُمَّعا
مُتَكَشِّفًا لِعُداتِهِ عَن سَطوَةٍ " " لَو حَكَّ مَنكِبُها السَماءَ لَزَعزَعا
الحازِمَ اليَقِظَ الأَغَرَّ العالِمَ ال " " فَطِنَ الأَلَدَّ الأَريَحِيَّ الأَروَعا
الكاتِبَ اللَبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ ال " " نَدُسَ اللَبيبَ الهِبرِزِيَّ المِصقَعا
نَفسٌ لَها خُلُقُ الزَمانِ لِأَنَّهُ " " مُفني النُفوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمَّعا
وَيَدٌ لَها كَرَمُ الغَمامِ لِأَنَّهُ " " يَسقي العِمارَةَ وَالمَكانَ البَلقَعا
أَبَدًا يُصَدِّعُ شَعبَ وَفرٍ وافِرِ " " وَيَلُمُّ شَعبَ مَكارِمٍ مُتَصَدِّعا
يَهتَزُّ لِلجَدوى اهتِزازَ مُهَنَّدٍ " " يَومَ الرَجاءِ هَزَزتَهُ يَومَ الوَعى
يا مُغنِيًا أَمَلَ الفَقيرِ لِقاؤهُ " " وَدُعاؤهُ بَعدَ الصَلاةِ إِذا دَعا
أَقصِر وَلَستَ بِمُقسِرٍ جُزتَ المَدى " " وَبَلَغتَ حَيثُ النَجمُ تَحتَكَ فَاربَعا
وَحَلَلتَ مِن شَرَفِ الفَعالِ مَواضِعًا " " لَم يَحلُلِ الثَقَلانِ مِنها مَوضِعا
وَحَوَيتَ فَضلَهُما وَما طَمِعَ امرُؤٌ " " فيهِ وَلا طَمِعَ امرُؤٌ أَن يَطمَعا
نَفَذَ القَضاءُ بِما أَرَدتَ كَأَنَّهُ " " لَكَ كُلَّما أَزمَعتَ شَيئًا أَزمَعا
وَأَطاعَكَ الدَهرُ العَصِيُّ كَأَنَّهُ " " عَبدٌ إِذا نادَيتَ لَبّى مُسرِعا
أَكَلَت مَفاخِرُكَ المَفاخِرَ وَانثَنَت " " عَن شَأوِهِنَّ مَطِيُّ وَصفي ظُلَّعا
وَجَرَينَ مَجرى الشَمسِ في أَفلاكِها " " فَقَطَعنَ مَغرِبَها وَجُزنَ المَطلَعا
لَو نيطَتِ الدُنيا بِأُخرى مِثلِها " " لَعَمَمنَها وَخَشينَ أَلا تَقنَعا
فَمَتى يُكَذَّبُ مُدَّعٍ لَكَ فَوقَ ذا " " وَاللهُ يَشهَدُ أَنَّ حَقًّا ما ادَّعى
وَمَتى يُؤَدّي شَرحَ حالِكَ ناطِقٌ " " حَفِظَ القَليلَ النَزرَ مِمّا ضَيَّعا
إِن كانَ لا يُدعى الفَتى إِلّا كَذا " " رَجُلًا فَسَمِّ الناسَ طُرًّا إِصبَعا
إِن كانَ لا يَسعى لِجودٍ ماجِدٌ " " إِلّا كَذا فَالغَيثُ أَبخَلُ مَن سَعى
قَد خَلَّفَ العَبّاسُ غُرَّتَكَ ابنَهُ " " مَرأىً لَنا وَإِلى القِيامَةِ مَسمَعا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jun-2009, مساء 02:38]ـ
/// المتنبي .. ولا نملُّ نردِّد شعره:
قَد هَوَّنَ الصَبرُ عِندي كُلَّ نازِلَةٍ /// /// /// وَلَيَّنَ العَزمُ حَدَّ المَركَبِ الخَشِنِ
كَم مَخلَصٍ وَعُلاً في خَوضِ مَهلَكَةٍ /// /// /// وَقَتلَةٍ قُرِنَت بِالذَمِّ في الجُبُنِ
لا يُعجِبَنَّ مَضيماً حُسنُ بِزَّتِهِ /// /// /// وَهَل يَروقُ دَفيناً جَودَةُ الكَفَنِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 02:06]ـ
/// أيضًا .. المتنبِّي:
فُؤادٌ ما تُسَلِّيهِ المُدامُ ///////// وعُمرٌ مِثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ
ودَهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ ///////// وإِن كانَت لَهُم جُثَثٌ ضِخامُ
وما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم ///////// ولَكِن مَعدِنُ الذَّهَبِ الرَّغامُ
أرانِبُ غَيرَ أَنَّهُمُ مُلُوكٌ ///////// مُفَتَّحَةٌ عُيونُهُمُ نِيامُ
بأجسامٍ يَحَرُّ القَتلُ فيها ///////// وما أقرانُها إلَّا الطَّعامُ
وخَيلٍ ما يَخِرُّ لَها طَعينٌ /////////كَأَنَّ قَنا فَوارِسِها ثُمامُ
خَيلُكَ أَنتَ لا مَنْ قُلتَ خِلِّي ///////// وإِنْ كَثُرَ التَجَمُّلُ والكَلامُ
ولو حِيزَ الحِفاظُ بِغَيرِ عَقلٍ ///////// تَجَنَّبَ عُنقَ صَيقَلِهِ الحُسامُ
وشِبهُ الشَيءِ مُنجَذِبٌ إِلَيهِ ///////// وَأَشبَهُنا بِدُنيانا الطِّغامُ
ولَو لَم يَعلُ إِلّا ذو مَحَلٍّ ///////// تعالى الجَيشُ وانحَطَّ القَتامُ
ولَو لَم يَرعَ إِلّا مُستَحِقٌّ ///////// لِرُتبَتِهِ أَسامَهُمُ المُسامُ
ومَنْ خَبَرَ الغَواني فَالغَواني ///////// ضِياءٌ في بَواطِنِهِ ظَلامُ
إذا كانَ الشَّبابُ السُّكرَ والشَّيـ ///////// ـبُ هَمّاً فَالحَياةُ هِيَ الحِمامُ
وما كُلٌّ بِمَعذورٍ بِبُخلٍ ///////// ولا كُلٌّ عَلى بُخلٍ يُلامُ
-
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 12:02]ـ
آلَيتُ ما مُثري الزّمانِ، وإن طَغا، = مُثرٍ، ولا مسعودُهُ مسعودُ
ما سرّ غاوينا الجهُولَ، وإنّما = هتفَ الحَمامُ به، وناحَ العُود
كاساتُهُ الملأى، وعَزفُ قِيانِه، = للحادِثاتِ بوارِقٌ ورُعود
هلكتْ سُعودٌ، في القبائلِ، جَمّةٌ =؛ وأقامَ، في جوّ السّماء، سعود
بَدْرٌ يصوَّرُ، ثمّ يمحقُ نورُهُ، = ويُغرِّبُ المِرّيخُ، ثمّ يعود
لا تحْمِلَنْ ثِقلاً عليّ، فإنّني، = وَهْناً، وقُدّامَ الرّكابِ، صَعود
والوعدُ يُرْقَبُ، والنجاحُ، لمِثلِنا =، أن يَستمرّ، بمطلِهِ، المَوعود
ومن العجائبِ ظَنُّ قومٍ أنّهُ = يُثني الفتى بالغَيّ، وهو قَعود
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Jun-2009, صباحاً 12:25]ـ
هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا" "ثُمَّ انثَنَيتِ وَما شَفَيتِ نَسيسا
وَجَعَلتِ حَظّي مِنكِ حَظّي في الكَرى" "وَتَرَكتِني لِلفَرقَدَينِ جَليسا
قَطَّعتِ ذَيّاكِ الخُمارَ بِسَكرَةٍ" "وَأَدَرتِ مِن خَمرِ الفِراقِ كُؤوسا
إِن كُنتِ ظاعِنَةً فَإِنَّ مَدامِعي" "تَكفي مَزادَكُمُ وَتُروي العيسا
حاشى لِمِثلِكِ أَن تَكونَ بَخيلَةً" "وَلِمِثلِ وَجهِكِ أَن يَكونَ عَبوسا
وَلِمِثلِ وَصلِكِ أَن يَكونَ مُمَنَّعًا" "وَلِمِثلِ نَيلِكِ أَن يَكونَ خَسيسا
خَودٌ جَنَت بَيني وَبَينَ عَواذِلي" "حَربًا وَغادَرَتِ الفُؤادَ وَطيسا
بَيضاءُ يَمنَعُها تَكَلَّمَ دَلُّها" "تيهًا وَيَمنَعُها الحَياءُ تَميسا
لَمّا وَجَدتُ دَواءَ دائي عِندَها" "هانَت عَلَيَّ صِفاتُ جالينوسا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 12:27]ـ
_
يَا نَفْسُ لاَ تَتَغَثَّي_• • •_فَالشَّهْمُ لاَ يَتَغَثَّا
مَنْ يَصْحَبِ الدَّهْرِ يَأْكلْ_• • •_فِيهِ سَمِيْنًا وَغَثَّا
فَالْبَسْ لِدَهْرٍ جَدِيدًا_ • • •_والْبَسْ لآخَرَ رَثَّا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 02:27]ـ
_
احْذَر مَودَّة مَاذقٍ_• • •_خَلَط المرارةَ بالحَلاوهْ
يحْصِي الذَّنوبَ عليك أيَّـ_• • •_ـامَ الصَّداقةِ للعَدَاوهْ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 06:36]ـ
• أحمد محرَّم:
بِرَبِّكَ ما الَّذي تُبدي وتُخفي_•••_وهل لِلأَمرِ عِندَكَ مِن نِهايَهْ?
جَرَيتَ إِلى الوَراءِ بِلا عِنانٍ_•••_فماذا تَبتَغي ولأَيِّ غايَهْ?
دَعاكَ الناصِحونَ إِلى التَأَنّي_•••_وعَلَّمَكَ الصَوابَ أُولو الدِّرايَهْ
ألَا حَزمٌ مِن المَكروهِ واقٍ_•••_فإنَّ الحَزمَ داعِيَةُ الوِقايَهْ
وما في الأرضِ أسعدُ مِن وَفِيٍّ_•••_أمينِ العهدِ مأمونِ الجِنايَهْ
يرى الدُنيا بِعَينِ فَتىً كَريمٍ_•••_كَبيرِ النَفسِ يوسِعُها زِرايَهْ
رأيتُ المرءَ يركبُ كُلَّ صعبٍ_•••_ويطمعُ أن تُظَلِّلَهُ العِنايَهْ!
أظُنُّ القَومَ لا يرجونَ أُخرى_•••_ولا يخشونَ عاقِبَةَ الغِوايَهْ
سَتَنشَقُّ الغَيابَةُ بَعدَ حينٍ_•••_عَنِ المُثلى وتنْجابُ العَمايَهْ!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:24]ـ
أبا صالحٍ أينَ الكرامُ بأسرهمْ /// أَفِدْنِي كَريماً فَالكَريمُ رِضَاءُ
أحقاً يقولُ الناسُ في جودِ حاتمٍ /// وَابْنُ سِنَانٍ كانَ فِيهِ سَخَاءُ
عَذيرِيَ مِنْ خَلْفٍ تَخَلَّفَ مِنْهُمُ /// غباءٌ ولؤمٌ فاضحٌ وجفاءُ
حجارة ُ بخلِ ما تجودُ وربما /// تفجّرَ منْ صُمِّ الحجارة ِ ماءُ
ولو أنَّ موسى جاءَ يضربُ بالعصا /// لمَا انْبَجَسَتْ مِنْ ضَرِبْهِ البُخَلاءُ
بقاءُ لئامِ الناسِ موتٌ عليهمُ /// كما أنَّ موتَ الأكرمينَ بقاءُ
عَزيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ تَجُودَ أَكُفُّهُمْ /// عليهمْ منَ اللهِ العزيزِ عفاءُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Jun-2009, مساء 11:29]ـ
أَرِقتُ وَلَم أَملِك لِهَذا الهَوى رَدّا == وَأَورَثَني حُبّي وَكِتمانُهُ جَهدا
كَتَمتُ الهَوى حَتّى بَراني وَشَفَّني == وَعَزَّيتُ قَلباً لا صَبوراً وَلا جَلدا
إِذا قُلتُ لا تَهلِك أَسىً وَصَبابَةً == عَصاني وَإِن عاتَبتُهُ زِدتُهُ جِدّا
وَإِنّي لَأَهواها وَأَصرِفُ جاهِداً == حِذارَ عُيونِ الناسِ عَن بَيتِها عَمدا
رَأَيتُكِ يَوماً فَاِقتَبَستُ حَرارَةً == فَيا لَيتَها كانَت عَلى كَبِدي بَردا
هَويتُكِ وَاِستَحلَتكِ نَفسي فَأَقبِلي == وَلا تَجعَلي تَقريبَنا مِنكُمُ بُعدا
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, صباحاً 07:44]ـ
/// جزاك الله خيرا. (ابتسامة)
عن الجائزة التي سنتقاسمها مناصفةً؟
ولكن .. أين سيف الدولة؟
وعُوِّض سيفُ الدَّولةِ الأجْرَ إنّه --- أَجَلُّ مُثابٍ مِنْ أجَلِّ مثيبِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:03]ـ
عن الجائزة التي سنتقاسمها مناصفةً؟
ولكن .. أين سيف الدولة؟
وعُوِّض سيفُ الدَّولةِ الأجْرَ إنّه --- أَجَلُّ مُثابٍ مِنْ أجَلِّ مثيبِ
/// بل أين المتنبِّي؟!
لعلنا نتقاسمها في طيفٍ. (ابتسامة)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:30]ـ
/// أبوالطَّيِّب ... :
وَمَن يَجعَلِ الضِّرغامَ بازاً لِصَيدِهِ /// /// تَصَيَّدَهُ الضِّرغامُ فيما تَصَيَّدا
رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ /// /// وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا
وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ /// /// وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا!
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ /// /// وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَّئيمَ تَمَرَّدا!
وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا /// /// مُضِرٌ، كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى
وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأياً وَحِكمَةً /// /// كَما فُقتَهُم حالاً وَنَفساً وَمَحتِدا
يَدِقُّ عَلى الأَفكارِ ما أَنتَ فاعِلٌ /// /// فَيُترَكُ ما يَخفى وَيُؤخَذُ ما بَدا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 01:57]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
لعلنا نتقاسمها في طيفٍ. (ابتسامة)
حتى هذه نازعَنا فيها أبو الطيب!
وكأنّه هو القائل:
ولولا نَسيبٌ مُطرِبٌ مِن قصائدي --- لَمَا احتال طيفٌ في زيارة نائمِ
!!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:26]ـ
هل أقصر الدهرُ عن تعنيت ذي أدبِ ///////// أو قال حَسْبِي من إخمالِ ذي حسبِ
لا يلحظ الحرَّ إلاَّ مثلما وقعت ///////// على أخي سيِّئاتٍ عينُ ذي غَضَبِ
وكيفَ يصفو لنا دَهْرٌ مَشَارِبُهُ ///////// يخوضُهَا كُلَّ حينٍ جَحْفَلُ النُّوَبِ
إنَّ الزمان، بما قاسيتُ، شيبني ///////// ولم أُشَيِّبْهُ، هذا والزَّمانُ أبي
ولو خلا الدَّهرُ ذو الأبناءِ من عَجَبٍ ///////// أكثَرتُ منه ومن أبنائِهِ عَجَبِي
قَرَأتُ وَحْدِي على دهري غرائِبَهُ ///////// فما أعاشرُ قَوْماً غَيْرَ مغترب
أحَلْتُ عَزْمِي على هَمِّي فقَطّعَهُ ///////// كأنّ عزميَ من صَمصَامَتِي الذّربِ
ما قرّ السير في سهل ولاجبل ///////// إلاّ كما قرّ جاري الماء في صبب
ولم أضِقْ في السَرَى ذَرْعاً بمعضلةٍ ///////// قد زاحمتني حتى ضاق مضطربي
ويرْتقي حَرُّ أنْفاسي فَأبْعَثُهُ ///////// برداً وإنْ كان مستبقى من اللهب
وأحرِ بالحّرِ أنْ تلقاه ذا جلدٍ ///////// وإنْ تَبَطّنَ داءً قاتلَ الوَصَبِ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Jun-2009, مساء 10:42]ـ
قَد عَلَّمَ البَينُ مِنّا البَينَ أَجفانا" "تَدمى وَأَلَّفَ في ذا القَلبِ أَحزانا
أَمَّلتُ ساعَةَ ساروا كَشفَ مِعصَمِها" "لِيَلبَثَ الحَيُّ دونَ السَيرِ حَيرانا
وَلَو بَدَتْ لَأَتاهَتهُمْ فَحَجَّبَها" "صَونٌ عُقولَهُمُ مِن لَحظِها صانا
بِالواخِداتِ وَحاديها وَبي قَمَرٌ" "يَظَلُّ مِن وَخدِها في الخِدرِ حَشيانا
أَمّا الثِيابُ فَتَعرى مِن مَحاسِنِهِ" "إِذا نَضاها وَيُكسى الحُسنَ عُريانا
يَضُمُّهُ المِسكُ ضَمَّ المُستَهامِ بِهِ" "حَتّى يَصيرَ عَلى الأَعكانِ أَعكانا
قَد كُنتُ أُشفِقُ مِن دَمعي عَلى بَصَري" "فَاليَومَ كُلُّ عَزيزٍ بَعدَكُمْ هانا
تُهدِي البَوارِقُ أَخلافَ المِياهِ لَكُمْ" "وَلِلمُحِبِّ مِنَ التَذكارِ نيرانا
إِذا قَدِمتُ عَلى الأَهوالِ شَيَّعَني" "قَلبٌ إِذا شِئتُ أَن يَسلاكُمُ خانا
أَبدو فَيَسجُدُ مَن بِالسوءِ يَذكُرُني" "وَلا أُعاتِبُهُ صَفحًا وَإِهوانا
وَهَكَذا كُنتُ في أَهلي وَفي وَطَني" "إِنَّ النَفيسَ غَريبٌ حَيثُما كانا
مُحَسَّدُ الفَضلِ مَكذوبٌ عَلى أَثَري" "أَلقى الكَمِيَّ وَيَلقاني إِذا حانا
لا أَشرئِبُّ إِلى ما لَم يَفُتْ طَمَعًا" "وَلا أَبيتُ عَلى ما فاتَ حَسرانا
وَلا أُسَرُّ بِما غَيري الحَميدُ بِهِ" "وَلَو حَمَلتَ إِلَيَّ الدَهرَ مَلآنا
لا يَجذِبَنَّ رِكابي نَحوَهُ أَحَدٌ" "ما دُمتُ حَيًّا وَما قَلقَلنَ كَيرانا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jun-2009, مساء 11:55]ـ
/// أيُصَاحَبُ الغادِرُ «لحاجةٍ أوضرورة»؟
- الذِّئب مثالًا!
/// الفرزذق .. :
وأطلَسَ عَسَّالٍ وما كانَ صاحِباً_•••_دَعَوتُ بِناري موهِناً فَأَتَاني
فَلمَّا دَنا قُلتُ: اِدنُ دونَكَ إِنَّنِي_•••_وإيَّاكَ في زادي لمُشترِكانِ
فَبِتُّ أُسَوِّي الزَّادَ بيني وبَينَهُ_•••_على ضوءِ نارٍ مرَّةً ودُخانِ
فقُلتُ لَهُ لمَّا تَكَشَّرَ ضاحِكًا_•••_وقائِمُ سيفي من يَدِي بِمَكانِ:
«تَعَشَّ فَإِنْ واثَقتَني لا تَخونَني_•••_نَكُن مِثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصطَحِبَانِ»
وأَنتَ اِمرُؤٌ يا ذِئبُ والغَدرُ كُنتُما_•••_أُخَيَّينِ كانا أُرضِعا بِلِبانِ
ولَو غَيرَنا نَبَّهتَ تَلتَمِسُ القِرَى_•••_أتَاكَ بِسَهمٍ أَو شَباةَ سِنانِ!
__
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 01:37]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بوركت على حسن الاختيار!
ومِن أجْود ما في قصيدة الفرزدق هذه، قوله:
وَكُلُّ رَفِيقَيْ كُلِّ رَحْلٍ، وَإنْ هُمَا --- تَعاطَى الْقَنَا قَوْماهُمَا: أَخَوَانِ
ولكن هل كلُّ الناس يقوى على ما تحمَّله الفرزدق؟
بعضهم يذكِّرنا حاله باعترافات الفزاري حين قال:
أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلاحَ ولا --- أَمْلِكُ رَأْسَ الْبَعِيرِ إِنْ نَفَرَا
والذِّئْب أَخْشاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ --- وَحْدِي، وأَخْشَى الرِّيَاحَ والْمَطَرَا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:38]ـ
يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا
ليس كل البرق يهدي المطرا
لا تكونا كامرىء صاحبتُه
يترك العَيْنَ ويَبْغِي الأَثرا
ذهب المعروف إلا ذكره
ربما أَبْكى الفتى ماذُكِرا
وبقينا في زمان معضل
يشْرَب الصَّفْوَ ويُبْقِي الكدرا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 02:48]ـ
ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ
،والعقلِ يُعصى، فيُمسي وهو كالهَدَرِ
آلَيْتُ أُثني على قَومٍ بنُسكِهِمُ،
وقد تكشّفَ سهلُ الأرضِ عن غَدَر
إنْ قلتُ صُفّوا بإلغازٍ، فمُعتَمَد
يصُفّوا من الصفّ لا صُفّوا من الكدَر
مَن كان، في الدّهرِ، ذا جَدٍّ أفاد به
ما شاءَ، حتى اشتراءَ البَدرِ بالبِدَر
وقِسْ، بما كان، أمراً لم يكنْ، ترَه،
فالرِّجلُ تعرِفُ بعضَ الموتِ بالخَدَر
على خَبيئِكَ أسْتارٌ، مضاعَفَةٌ،
بالعقل والصّمْتِ والأبوابِ والجُدُر
لكلّ وقتٍ شؤونٌ تستعدُّ له،
والهمُّ في الوِرْدِ غيرُ الهمّ في الصّدَر
ما قلتُ أُسرِيَ، في ليْلٍ، على عَملٍ،
أدارَهُ اللَّهُ، والأفلاكُ لم تَدُرِ
أضرُّ من جُدَريٍّ، شانَ حاملَهُ،
بحَمْلِه، جَدَريٌّ، جاءَ مِن جَدَر
والمَرءُ يُنكِرُ ما لم تجْرِ عادتُهُ
بمثلِهِ، ثمّ يَبغي الحُوتَ في الغُدُر
طأ بالحوافرِ قَتْلَى في مَصارِعِها،
فالجِسمُ، بعدَ فراقِ الرّوح، كالمَدر
والنّفسُ تطلُبُ أغراضاً، ولو علمتْ
بالغيبِ، سِيئَتْ بمخبوءٍ من القَدر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 03:11]ـ
لَقَد حازَني وَجْدٌ بِمَن حازَهُ بُعْدُ " " فَيا لَيتَني بُعْدٌ وَيا لَيتَهُ وَجْدُ
أُسَرُّ بِتَجديدِ الهَوى ذِكرَ ما مَضى " " وَإِن كانَ لا يَبقى لَهُ الحَجَرُ الصَلْدُ
سُهادٌ أَتانا مِنكَ في العَينِ عِندَنا " " رُقادٌ وَقُلّامٌ رَعى سِربُكُمْ وَردُ
مُمَثَّلَةٌ حَتّى كَأَنْ لَم تُفارِقي " " وَحَتّى كَأَنَّ اليَأسَ مِن وَصلِكِ الوَعدُ
وَحَتّى تَكادي تَمسَحينَ مَدامِعي " " وَيَعبَقُ في ثَوبَيَّ مِن ريحِكِ النَدُّ
إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها " " فَمِن عَهدِها ألا يَدومَ لَها عَهدُ
وَإِنْ عَشِقَت كانَت أَشَدَّ صَبابَةً " " وَإِنْ فَرِكَت فَاذهَب فَما فِركُها قَصدُ
وَإِنْ حَقَدَت لَم يَبقَ في قَلبِها رِضًا " " وَإِنْ رَضِيَت لَم يَبقَ في قَلبِها حِقدُ
كَذَلِكَ أَخلاقُ النِساءِ وَرُبَّما " " يَضِلُّ بِها الهادي وَيَخفى بِها الرُشدُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Jun-2009, صباحاً 05:11]ـ
ولكن هل كلُّ الناس يقوى على ما تحمَّله الفرزدق؟ بعضهم يذكِّرنا حاله باعترافات الفزاري حين قال:
أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلاحَ ولا --- أَمْلِكُ رَأْسَ الْبَعِيرِ إِنْ نَفَرَا
والذِّئْب أَخْشاهُ إِنْ مَرَرْتُ بِهِ --- وَحْدِي، وأَخْشَى الرِّيَاحَ والْمَطَرَا
بل هل كل الناس يقوى على فكرة المواجهة؟
فضلًا عن القلق بشأن اتخاذ أسبابها ..
والجبن ذمَّته العرب وهجت به أقذع الهجاء في ديوانها .. جاهلية وإسلاما ..
بوركت وجزيت خيرًا على لطائف تعقيباتك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jun-2009, صباحاً 09:25]ـ
_
لَقَد خِفتُ حَتَّى لَو تَمُرُّ حَمامَةٌ /// /// /// لقُلتُ: عَدُوٌّ أَو طَليعَةُ مَعشَرِ!
وَخِفتُ خَليلي ذا الصَّفاءِ وَرابَنِي /// /// /// وقِيْلَ فُلانٌ أو فُلانَةُ؛ فَاحذَرِ
فأصبَحتُ كالوَحشِيِّ يَتبَعُ ما خَلا /// /// /// ويَترُكُ مَأنوسَ البِلادِ المُدَعْثَرِ
إذا قيلَ: خَيرٌ، قُلتُ: هَذي خَديعَةٌ /// /// /// وإِنْ قيلَ: شَرٌّ، قُلتُ حَقٌّ؛ فَشَمِّرِ!
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[20 - Jun-2009, صباحاً 12:32]ـ
وما استغربت عيني فراقا رأيته" "ولا علمتني غير ما القلب عالمه
فلا يتهمني الكاشحون فإنني" "رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه
مشب الذي يبكي الشباب مشيبه" "فكيف توقيه وبانيه هادمه
وتكملة العيش الصبا وعقيبه" "وغائب لون العارضين وقادمه
وما خضب الناس البياض لأنه" "قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه
وأحسن من ماء الشبيبة كله" "حيا بارق في فازة أنا شائمه
عليها رياض لم تحكها سحابة" "وأغصان دوح لم تغن حمائمه
وفوق حواشي كل ثوب موجه" "من الدر سمط لم يثقبه ناظمه
ترى حيوان البر مصطلحا بها" "يحارب ضد ضده ويسالمه
إذا ضربته الريح ماج كأنه" "تجول مذاكيه وتدأى ضراغمه
وفي صورة الرومي ذي التاج ذلة" "لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
يقبل أفواه الملوك بساطه" "ويكبر عنها كمه وبراجمه
قياما لمن يشفي من الداء كيه" "ومن بين أذني كل قرم مواسمه
قبائعها تحت المرافق هيبة" "وأنفذ مما في الجفون عزائمه
له عسكرا خيل وطير إذا رمى" "بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه
أجلتها من كل طاغ ثيابه" "وموطئها من كل باغ ملاغمه
فقد مل ضوء الصبح مما تغيره" "ومل سواد الليل مما تزاحمه
ومل القنا مما تدق صدوره" "ومل حديد الهند مما تلاطمه
سحاب من العقبان يزحف تحتها" "سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
سلكت صروف الدهر حتى لقيته" "على ظهر عزم مؤيدات قوائمه
مهالك لم تصحب بها الذئب نفسه" "ولا حملت فيها الغراب قوادمه
فأبصرت بدرا لا يرى البدر مثله" "وخاطبت بحرا لا يرى العبر عائمه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jun-2009, مساء 02:54]ـ
_
ذَهَبَ الكِرامُ فأصْبَحُوا أمْوَاتَا_•••_وَرَقاً تُطيِّرهُ الرياحُ رُفَاتَا
وتَبَدَّلتْ عَرَصَاتُهم مِنْ بعدهم_•••_بسِوى نبات الصَّالحين نَبَاتَا
وبَقِيْتُ في دَهْرٍ أُحَاذِرُ شَرَّهُ_•••_وأخَافُ فيهِ مِن الطَّريقِ بَيَاتَا
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - Jun-2009, صباحاً 02:31]ـ
نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
*********
أمَانِيَّ يَفْنَى العُمْرُ مِنْ قبلِ تَفْنَى
مَتَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيْسَ وَاصِلاً
*********
إلى حاجَة ٍ، حتى تكونَ لهُ أُخرَى
لِكُلِّ امرىء ٍ فِيَما قَضَى اللهُ خُطَّة
*********
من الأمرِ، فيها يَستَوي العَبدُ والموْلى
وإنَّ أمرءًا يسعَى لغَيْرِ نِهَاية ٍ
**********
لمنغمِسٌ في لُجَّة ِ الفَاقة ِ الكُبْرَى
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[22 - Jun-2009, صباحاً 12:38]ـ
لما تبدلت المجالس أوجها .. غير الذين عهدت من علمائها
ورأيتها محفوفة بسوى الأُلى .. كانوا ولاة صدورها وفنائها
أنشدت بيتا سائرا متقدما .. والعين قد شرقت بجاري مائها
مرد الخنوع على مسبة اهله .. واستنكر المستاء من انكارها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Jun-2009, مساء 12:29]ـ
وأنت على مَوَدَّتنا حريصٌ /// /// ولكنْ لا تخفُّ على الفؤادِ!
وأثقل من رَحَا بَزْرٍ علينا /// /// كأنَّك من بقايا قوم عادِ!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 11:28]ـ
نََزورُ دِيارًا ما نُحِبُّ لَها مَغنى" "وَنَسأَلُ فيها غَيرَ سُكَّانِها الإِذنا
نَقودُ إِلَيها الآخِذاتِ لَنا المَدى" "عَلَيها الكُماةُ المُحسِنونَ بِها الظَنّا
وَنُصفي الَّذي يُكنى أَبا الحَسَنِ الهَوى" "وَنُرضي الَّذي يُسمى الإِلَهَ وَلا يُكنى
وَقَد عَلِمَ الرومُ الشَقِيّونَ أَنَّنا" "إِذا ما تَرَكنا أَرضَهُمْ خَلفَنا عُدنا
وَأَنّا إِذا ما المَوتُ صَرَّحَ في الوَغى" "لَبِسنا إِلى حاجاتِنا الضَربَ وَالطَعنا
قَصَدنا لَهُ قَصدَ الحَبيبِ لِقاؤُهُ" "إِلَينا وَقُلنا لِلسُيوفِ هَلُمِّنّا
وَخَيلٍ حَشَوناها الأَسِنَّةَ بَعدَما" "تَكَدَّسنَ مِن هَنّا عَلَينا وَمِن هَنّا
ضُرِبنَ إِلَينا بِالسِياطِ جَهالَةً" "فَلَمّا تَعارَفنا ضُرِبنَ بِها عَنّا
تَعَدَّ القُرى وَالْمُسْ بِنا الجَيشَ لَمسَةً" "نُبارِ إِلى ما تَشتَهي يَدُكَ اليُمنى
فَقَد بَرَدَتْ فَوقَ اللُقانِ دِماؤُهُمْ" "وَنَحنُ أُناسٌ نُتبِعُ البارِدَ السُخنا
وَإِن كُنتَ سَيفَ الدَولَةِ العَضبَ فيهِمُ" "فَدَعنا نَكُن قَبلَ الضِرابِ القَنا اللُدنا
فَنَحنُ الأُلى لا نَأتَلي لَكَ نُصرَةً" "وَأَنتَ الَّذي لَو أَنَّهُ وَحدَهُ أَغنى
يَقيكَ الرَدى مَن يَبتَغي عِندَكَ العُلا" "وَمَن قالَ لا أَرضى مِنَ العَيشِ بِالأَدنى
فَلَولاكَ لَم تَجرِ الدِماءُ وَلا اللُها" "وَلَم يَكُ لِلدُنيا وَلا أَهلِها مَعنى
وَما الخَوفُ إِلّا ما تَخَوَّفَهُ الفَتى" "وَلا الأَمنُ إِلّا ما رَآهُ الفَتى أَمنا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Jun-2009, مساء 11:41]ـ
بَني عامرٍ أنتُم صَميمٌ فَصَمِّمُوا = إلى الموتِ تصميمَ الليوثِ الخوادِرِ
ولا تتوانوا في حُظُوظِ نُفُوسِكثم = فإنكُم أهلُ النهى والبصائر
ومن شكرِ آلاء الخليفةِ صولةٌ = على الكفرِ تبقى غامِراً كلَّ عامِرِ
تميلُ الجبالُ الشمُّ منها مخافَةً = وتسكنُ أمواجُ البحارِ الزواخرِ
ولا بُدَّ من يَومٍ على الكُفرِ أيومٍ = تَعُمُّ بهِ الدنيا وفودُ البشائِرِ
دعاكُم لما يُحييكُمُ وارِثُ الهُدى = وجامِعُ أشتاتِ العُلا والمفاخرِ
وأحزَمُ من ساسَ الديانَةَ والدُّنا = وأكرَمُ مأمولٍ وأحلمُ قادِرِ
إلى امرِهِ في كُلِّ أمرٍ ونهيهِ = يَرُوحُ ويغدُو كُلُّ ناهٍ وآخِرِ
إذا نامَتِ الأملاكُ عمَّا يهمُّها = رعى الدينَ والدنيا لهُ طَرف ساهِرِ
فلا بَرَحَ الإسلامُ منهُ مؤيَّداً = بمنصُورِ راياتٍ على الكُفرِ ناصِرِ
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[26 - Jun-2009, صباحاً 12:31]ـ
يقول الأستاذ محمد بوسلامة حفظه الله في نونيته كما جاء في المقامة الجزائرية وهي على استراحة الألوكة (ابتسامة= دعوة ماكرة لقراءتها):
ان الجزائر والتاريخ ينبئكم .. كانت بكل حلي العز تزدان
كانت مكرمة في الخير ناعمة .. يسعى الى خيرها رجل وركبان
فاسأل رباها وسل ان شئت ساحلها .. واسأل قصورا بها قد عز سلطان
قد زادها ربها حسنا فكان لها ... في كل ناحية روض وبستان
اذا ترنم مقنين بأيكته ... تمايلت طربا بالثمر أفنان
تخال من تحت أن الشمس قد وجبت .. وان قطر الندى اذا سال شهبان
قد أسدلت رقرقا في ظله نهر .. يجري فرات وحول النهر ريحان
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Jun-2009, مساء 05:42]ـ
وقال عبيد بن غاضرة العنبري:
إِنَا وَإنْ كُنّا أَسِنَّةَ قَومِنَا ... وَكَانَ لنَا فيهِمْ مقَامٌ مُقّدَّمُ
لنَصْفَحُ عَنْ أشيَاءَ مِنهُم تَرِيبُنَا ... ونَصْدِفُ عَن ذِي الجهْلِ منهُمْ ونحْلُمُ
ونمْنَحُ منهُمْ معشَراً يحسُدونَنا ... هنِّي عطاءِ ليسَ فِيهِ تنَدُّمُ
ونكلَؤُهَمْ بِالغَيبِ مِنَّا حفِيظَةً ... وأَكْبَادُنَا وجْداً علَيهِمْ تضَرَّمُ
فَلَيسَ بِمَحمُودٍ لَدَى النَّاسِ مَنْ جَزَى ... بِسيّءٍ ما يأْتِيْ المُسِيءُ المُلَوَّمُ
سأَحمِلُ عَنْ قوْمِي جمِيعِ كُلُومِهِمْ ... وأَدْفَعُ عنْهُمْ كُلَّ غُرْمٍ وأَغْرَمُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 11:29]ـ
وقال خفاف بن مالك المازني
نريح فضول الحلم وسط بيوتنا ... إذا الحلماء عنهم الحلم أغربوا
ونرأب ما شئنا، وليس لما وهت ... جرائر أيدينا من الناس مرْأبُ
ونعفو، ولو شئنا أخذنا، ونكتفي ... بأدنى بُغانا حين نبغي ونطلبُ
وندفع عنا الشر ما كان دفعه ... سناءً، ونصلي ناره حين تُلهبُ
ونركبُ ظهر الموتِ والموت يُتقى ... إذا لم يكن إلا على الموت مركبُ
وإني ... على ريب الزمان وصرفه: لتغزر كفي بالندى حين تُحلبُ
وأكفي ابن عمي غيبه بشهادتي ... ويطعن دون الجار نصري ويضربُ
ولا ألطم ابن العم إن كان إخوتي ... شهوداً وإخوان ابن عمي غُيَّبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Jun-2009, مساء 11:32]ـ
إذا اشتملت على اليأس القلوبُ ... وضاق بما به الصدر الرحيبُ
وأوطنت المكاره واطمأنت ... وأرست في مكامنها الخطوبُ
ولم ترَ لانكشاف الضر وجهاً ... ولا أغنى بحيلته الأريبُ
أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ ... يمن به القريب المستجيبُ
وكل الحادثات وإن تناهت ... فمقرونٌ بها فرجٌ قريبُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Jul-2009, صباحاً 05:35]ـ
_
/// البُحتري:
لم يَبقَ من جُلِّ هذا الناسِ باقِيَة /// /// /// يَنالُها الوَهمُ إِلَّا هذه الصُوَرُ!
بُخلٌ وَجَهلٌ وَحَسبُ المَرءِ واحِدَةٌ /// /// /// مِن تينِ حتى يُعَفَّى خَلفَهُ الأثرُ
إذا مَحاسِنِيَ اللَّاتي أُدِلُّ بِها /// /// /// كانت ذُنوبي فَقُل لي كيف أعتَذِرُ؟!
_
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 04:29]ـ
جاء في كتاب منع جواز المجاز للعلامة الشنقيطي ص 12 هذا البيت منسوبا إلى أحدهم:
تقول وفي قولها حشمة .. أتبكي بعين تراني بها
فقلت إذا استحسنت غيركم .. أمرت الدموع بتأديبها
ـ[الفضي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 04:50]ـ
كَم مِن عَليلٍ قَد تَخَطّاهُ الرّدى /// /// /// فَنَجا وَماتَ طَبيبُهُ وَالعُوَّدُ
لاإلاه إلا الله ............... إن من الشعر لحكمة
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[05 - Jul-2009, مساء 05:45]ـ
قال حاتم الطائي:
وما من شيمتي شتمُ ابن عمي ... وما أنا مخلفٌ من يرتجيني
وكلمةِ حاسدٍ من غير جُرْمٍ ... سمعتُ، فقلتُ: مرّي فانفذيني
فعابوها عليَّ ولم تعِبْني ... ولم يعْرَق لها يوماً جبيني
وذو اللونين يلقاني طليقاً ... وليس إذا تغيَّب يأتليني
بصُرْتُ بعيبهِ فكفَفْتُ عنه ... محافظةً على حسبي وديني
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 12:23]ـ
_/// الكُتُبُ:
لنا جُلَساء ما نملَّ حديثَهم /// /// ألِبَّاء مأمونون غيباً ومشهدا
يفيدوننا مِن عِلْمِهم عِلْم ما مضى /// /// وعقلاً وتأديباً ورأياً مسدَّدا
فلا فتنة نخشى ولا سوء عِشْرةٍ /// /// ولا نتَّقي منهم لساناً ولا يَدَا
فإنْ قلتَ: «أمواتٌ» فما أنت كاذب /// /// وإنْ قلتَ: «أحياء» فلست مفنّدا
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 11:26]ـ
أما والذي أبكى وأضحك والذي ... امات وأحيا والذي أمرهُ الأمرُ
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعرُ
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهرُ
فيا حبها زدني جوىً كل ليلةٍ ... ويا سلوة الأيام موعدك الحشرُ
وإني لتعروني لذكراك روعةٌ ... كما انتفض العصفور بلله القطرُ
وإني لآتيها أريد عتابها ... وأوعدها بالهجر ما برق الفجرُ
فما هو إلا أن أراها فجاءةً ... فأبهت لا عرفٌ لدي ولا نكرُ
وأنسى الذي قد كنت فيه أتيتها ... كما قد تنسي لبَّ شاربها الخمرُ
ويمنعني من بعض إنكار ظلمها ... إذا ظلمت يوماً وإن كان لي عذرُ:
مخافة أني قد علمت لئن بدا ... لي الهجر منها ما على هجرها صبرُ
وأني لا أدري إذا النفس أشرفت ... على هجرها ما يصنعن بي الهجرُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jul-2009, مساء 11:41]ـ
أما والذي أبكى وأضحك والذي ... امات وأحيا والذي أمرهُ الأمرُ
لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعرُ
.....
>>>
من حماسة أبي تمام بشرح الأعلم الشنتمري:
أما والذي أمات وأحيا والذي = = = أضحك وأبكى والذي أمره الأمر
لقد تركتني أحسد الوحش أن = = = أرى أليفين لا يروعهما الزجر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
البيتان لأبي صخر الهذلي. والمحفوظ:
أَمَا والذي أبْكَى وأَضْحَكَ والذي --- أمات وأحيا والذي أَمْرُه الأمْرُ
لقد تركَتْنِي أَحْسدُ الوَحْشَ أنْ أرى --- أَلِيفَيْنِ منها لا يرُوعُهما الذُّعْرُ
وأجمل منهما، قوله:
فيا حُبَّها زِدْنِي جَوى كلَّ ليلةٍ --- ويا سَلْوَةَ العُشَّاقِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ
عَجبْتُ لِسَعْيِ الدَّهر بَيْنِي وبينها --- فلمَّا انقضى ما بيننا سَكَنَ الدَّهْرُ!
وما هو إلا أنْ أراها فُجاءَةً --- فأبْهَتُ لا عُرْفٌ لَدَيَّ ولا نُكْرُ
وتوجُّهه بالخطاب إلى "سلوة العشَّاق" من فلتات وادي عبقر، لا تنسى ولا تتكرر ...
أمّا ما عبّر عنه تصويرا للقاء الفجاءة، فهو من سبر أغوار النفس الإنسانية أعمقُه، ومن فن الجمال أعجبه .. حتى إن قارئه ليبهت، ويغدو "لا عرف لديه ولا نكر"!
ولك أن تعجب أيضا لهذا الدهر الذي يسعى سعيا وقت اللقاء، ثم يسكن عند الفراق. وكأن الوقت الحقيقي هو "زمن الوصل"، وما أن ينتهي الوصل يتوقف الزمن!
والله أعلم.
(ابتسامة) ...
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Jul-2009, مساء 06:37]ـ
جاء في كتاب ((السحاب الأحمر)) لمصطفى صادق الرافعي رحمه الله ص 14 هذه القصيدة الجميلة:
من للمحب ومن يعينه ////// والحب أهنأه حزينه
أنا ما عرفت سوى قسا ////// وته فقولوا كيف لينه
إن يقض دين ذوي الهوى ////// فأنا الذي بقيت ديونه
قلبي هو الذهب الكري ////// م فلا يفارقه رنينه
قلبي هو الألماس: يع ////// رف من أشعته ثمينه
قلبي يحب وإنما ////// أخلاقه فيه ودينه
.........................
يامن يحب حبيبه ////// وبظنه أمسى يهينه
وتعف منه ظواهر ////// لكنه نجس يقينه
كالقبر غطته الزهو ////// ر وتحته عفن دفينه
ماذا يكون هواك لو ////// كل الذي تهوى يكونه
دع في ظنونك موضعا ////// إن الحبيب له ظنونه
وخذ الجميل لكي تز ////// ين الحسن فيه بما يزينه
إن تنقلب لص العفا ////// ف لمن تحب فمن أمينه
ما لذة القلب المدلّ ////// ه لايطول به حنينه
ما لذة العقل المح ////// ب ولم يجنّنه جنونه
الحب سجدة عابد ////// ما أرضه إلا جبينه
الحب أفق طاهر ////// ما إن يدنّسه خؤونه
أفق الملائك نفسه ////// في البدء جاء له لعينه*
.............................. .
ويلي على متدلل ////// ما تنقضي عني فنونه
كيف السلوّ وفي فؤا .. دي لا تفارقني عيونه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jul-2009, مساء 07:17]ـ
وقال الطَّانزون له: فقيهٌ /// /// فصعَّد حاجبيه به وتاها!
وأطرق للمسائل، أي بأنِّي /// /// ولا يدري لعمرك ما طحاها!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[12 - Jul-2009, صباحاً 02:26]ـ
بيتان من حجر ...
إن الزمان وإن ألا ... ن لأهله لمخاشنُ
تخطو به المتحركا ... تُ كأنهن سواكنُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jul-2009, مساء 10:53]ـ
/// المعرِّي:
مِن النَّاسِ مَن لَفظُهُ لُؤلُؤٌ ••• يُبادِرُهُ اللَّقطُ إِذْ يُلفَظُ
وبعضُهُمُ قولُهُ كالحَصَى ••• يُقالُ فَيُلْغَى ولا يُحفَظُ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[13 - Jul-2009, صباحاً 08:44]ـ
"لامية العجم للطغرائي"
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ ... وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ ... والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ
فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ ... كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني ... ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي ... وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ
وضج من لغبٍ نضوى وعج لما ... ألقى ركابي، ولج الركب في عَذلي
أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها ... على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي
والدهر يعكس آمالي ويُقنعني ... من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ
وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل ... بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ
حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت ... بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ
طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته ... والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ
والركب ميل على الأكوار من طربٍ ... صاح، وآخر من خمر الكرى ثملِ
فقلتُ: أدعوك للجلَّى لتنصرني ... وأنت تخذلني في الحادث الجللِ
تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ ... وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ
فهل تعينُ على غيٍ همتُ به ... والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ
إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ ... وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ
يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به ... سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ
فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً ... فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ
فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ ... حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ
تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت ... نِصالها بمياه الغُنج والكَحَلِ
قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها ... مابالكرائم من جبن ومن بخلِ
تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ ... حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ
يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم ... وينحرون كِرام الخيل والإبلِ
يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ ... بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ
لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ ... يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي
لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت ... برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ
ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني ... باللمح من خلل الأستار والكللِ
حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ ... عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً ... في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودع غمار العُلا للمقدمين على ... ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ
يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ ... والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ
فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً ... معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ
إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ ... فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ
لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً ... لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ
أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً ... والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ
لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ ... لِعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعللُ النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ ... فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ
غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها ... فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ
وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ ... وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ
ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ
تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ ... وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ
هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا ... من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ
فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ ... لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ
فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ ... في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ
أعدى عدوك من وثِقتْ به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رُجل الدنيا وواحدها ... من لايعولُ في الدنيا على رجلِ
وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ ... فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ
غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت ... مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ
وشان صدقكَ عند الناس كذبهم ... وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ
إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ ... على العهود فسبق السيف للعذلِ
يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ ... أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ ... وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ
مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا ... يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ
ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها ... فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ
ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً ... اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل
قد رشحوك لأمرٍ إن فطنتَ له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jul-2009, مساء 12:31]ـ
_
/// المعرِّي .. أيضًا:
تنافَسَ قَومٌ عَلى رُتبَةٍ_ /////////_كأَنَّ الزَمانَ يُديمُ الرُتَبْ
ودُنياك غُرَّ بها جاهلٌ_ ////// ///_فتَبَّت على كُلِّ حالٍ وتَبْ
وكَم مِن بَعيرٍ قَضى دَهرَهُ_ /////////_بِشَدِّ البِطانِ وَعَضِّ القَتَبْ
وآخَرَ في مَرتَعٍ هامِلٍ_ /////////_تَظالَعَ مِن أَشَرٍ أو عَتَبْ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2009, مساء 10:46]ـ
/// شيخ المعرَّة .. مرَّةً أخرى:
يَهابُ النَّاسُ إيجافَ المنايا ////// وهَل حادَ القَضاءُ عن الهَيُوبِ?
إذا كَشَّفتَ أجناسَ البرايا ////// وجدت العالَمِينَ ذَوي عُيوبِ
ذُيولُهُمُ كثيراتُ المخازي ////// لِمَا فَقَدوهُ مِن نُصحِ الجُيوبِ
تُحَدِّثُكَ الظُنُونُ بما تُلاقي ////// كأنَّ الظَنَّ علَّامُ الغُيوبِ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Jul-2009, صباحاً 10:22]ـ
_
/// وقال المعرِّي أيضًا:
إذا كانَ رُعبي يورِثُ الأمنَ فهو لي ••• أسَرُّ مِن الأمنِ الذي يورِثُ الرُّعْبا
وإني رأيتُ الصَّعبَ يَركَبُ دائِماً ••• مِن النَّاسِ مَن لَم يَركَبِ الغَرَضَ الصَّعْبا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jul-2009, مساء 11:56]ـ
/// شيخ المعرَّة .. أيضًا:
عَجِبَ الأنامُ لطولِ هِمّةِ ماجِدٍ ••• أوْفى به قِصَرٌ على أضْرابِهِ
سَهْمُ الفَتى أقصى مَدىً من سيفِه ••• والرّمْحِ يومَ طِعانِه وضِرابِهِ
والسّمْهرِيّةُ ليس يَشْرُفُ قدْرُها ••• حتى يُسافِرَ لَدْنُها عن غابهِ
والعَضْبُ لا يَشْفي امْرَأً من ثأرِهِ ••• إلَّا بفَقْدِ نِجادِهِ وقِرابِهِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - Jul-2009, صباحاً 01:28]ـ
/// وقال أيضاً:
إذا الفَتى ذَمَّ عَيْشاً في شَبيبتهِ ////// فما يقولُ إذا عصْرُ الشّبابِ مضَى?
وقد تَعَوّضْتُ من كُلٍّ بمُشْبِهِهِ ////// فما وَجَدْتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضَا
وقد غَرِضْتُ من الدّنيا فهَلْ زَمَني ////// مُعْطٍ حَيَاتي لِغِرٍّ بَعْدُ ما غَرِضا
جَرّبْتُ دَهْري وأهلِيه فما تَرَكتْ ////// ليَ التّجارِبُ في وُدّ امرِئٍ غَرَضا!
وليلَةٍ سِرْتُ فيها وابنُ مُزْنَتِها ////// كَمَيّتٍ عادَ حيّاً بَعْدَما قُبِضا
كأنما هيَ إذْ لاحَتْ كواكِبُها ////// خَوْدٌ من الزّنج تُجلى وُشّحَتْ خَضَضَا
كأنما النّسْرُ قد قُصّتْ قوادِمُهُ ////// فالضّعْفُ يَكْسِرُ مِنه كلّما نهَضا
والبَدرُ يحْتَثُّ نحوَ الغَرْبِ أينُقَه ////// فكلّما خافَ من شمسِ الضّحى ركَضَا
ومَنْهَلٍ تَرِدُ الجَوْزاءُ غَمْرَتَه ////// إذا السِّماكانِ شطْرَ المغْرِبِ اعترَضَا
وََرَدْتُهُ ونُجومُ اللّيْلِ وانِيَةٌ ////// تشكو إلى الفجرِ أنْ لم تَطعَمِ الغَمَضَا
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 09:15]ـ
/// وقال أيضاً:
إذا الفَتى ذَمَّ عَيْشاً في شَبيبتهِ ////// فما يقولُ إذا عصْرُ الشّبابِ مضَى?
وقد تَعَوّضْتُ من كُلٍّ بمُشْبِهِهِ ////// فما وَجَدْتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضَا
وقد غَرِضْتُ من الدّنيا فهَلْ زَمَني ////// مُعْطٍ حَيَاتي لِغِرٍّ بَعْدُ ما غَرِضا
جَرّبْتُ دَهْري وأهلِيه فما تَرَكتْ ////// ليَ التّجارِبُ في وُدّ امرِئٍ غَرَضا!
وليلَةٍ سِرْتُ فيها وابنُ مُزْنَتِها ////// كَمَيّتٍ عادَ حيّاً بَعْدَما قُبِضا
كأنما هيَ إذْ لاحَتْ كواكِبُها ////// خَوْدٌ من الزّنج تُجلى وُشّحَتْ خَضَضَا
كأنما النّسْرُ قد قُصّتْ قوادِمُهُ ////// فالضّعْفُ يَكْسِرُ مِنه كلّما نهَضا
والبَدرُ يحْتَثُّ نحوَ الغَرْبِ أينُقَه ////// فكلّما خافَ من شمسِ الضّحى ركَضَا
ومَنْهَلٍ تَرِدُ الجَوْزاءُ غَمْرَتَه ////// إذا السِّماكانِ شطْرَ المغْرِبِ اعترَضَا
وََرَدْتُهُ ونُجومُ اللّيْلِ وانِيَةٌ ////// تشكو إلى الفجرِ أنْ لم تَطعَمِ الغَمَضَا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بوركت، شيخَنا الفاضل، على اختيارك!
هكذا الشعر، وإلا فلا لا!
هذه القصيدة من مرقِصات الشعر .. ضمَّت إلى أواهِل المباني قَواتِل المعاني.
وتتجلّى عبقرية "رهين المحبسين" في كونه بالزخم الشعوري المبثوث في القصيدة، وكثافة الصور وتعدُّدها، ينسيك "الضاد"؛ ذلك الرَّوِي الذي يستنكف عنه ذوق الشاعر، وتستهجنه أذن السامع ... فاعجبْ لرهينٍ يحرِّرك ممّا اعتدتَ بسِحر ما أبدَع!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليلَةٍ سِرْتُ فيها وابنُ مُزْنَتِها ////// كَمَيّتٍ عادَ حيّاً بَعْدَما قُبِضا
هنا يختطفك الشاعر الضرير من كرسيِّك الوثير، دون سابق إنذار، لتصطحبه في رحلته .. فترى عيانًا هلالاً يتحايل على الغيوم، ليرى الفضاء الفسيح، ويريه لغيره بنوره الساطع ... والرحلة قد تبدو لا غاية لها لمن شغل بصورها الخارجية. أمّا مَن ينفذ من الصورة إلى المعنى، فهو يعلم أنه مسافر إلى ... ذات المعرِّي، وعالمه النفسي ...
كأنَّما النّسْرُ قد قُصّتْ قوادِمُهُ ////// فالضّعْفُ يَكْسِرُ مِنه كلّما نهَضا
وحياة المعرِّي، كلَّما رآها، بدت له ليلاً طويلا يتخلّله بصيص أمل يلوح مرَّةً هنا ومرَّة هناك؛ لكن تلك الإضاءات لا تدوم ...
تلك الإضاءات، هي أحلى ما في العمر، بل هي العمر كلُّه ... والعمر: بدرٌ يحثُّ الخطى ويستحثُّ إضاءاته هربًا من النهاية. والنهاية: حياة أخرى، تبدأ بسطوع الشمس ...
أمَّا حياة الشاعر، فهي صور الذِّكريات البعيدة؛ تراها وتستحضرها، لكنَّك لن تعيشها من جديد ... إنَّها شبيهة بصورة الجوزاء على صفحة ماء: قريبة بعيدة ... والجوزاء هي صورة الحياة الحقيقية للشاعر، فهُما يشربان من ماء واحد: ماء الحياة ...
وكلَّما تعبت نجوم الحاضر وخَفَتَ نورها، تألّقت صور الماضي وازدادت وضوحًا ... ونجوم الحاضر تعبت .. وهي تودُّ لو تستريح .. وتعبُها مصدرُ شكواها ...
وإن كان لي عليك عتب، شيخنا عدنان، فهو على إغفالك لمطلع القصيدة والبيت الذي يليه ...
يقول، مخاطبًا الدنيا:
مِنْكِ الصُّدُودُ .. ومِنِّي بالصُّدُودِ رِضَا ///////// مَنْ ذَا عَلَيَّ بِهَذَا في هَوَاكِ قَضىَ؟!
والاستفهام ليس استفهام مستفسر، بل استفتاء مشفق على نفسه؛ لأنَّه يعلم أنَّ حُبَّ الدنيا مما غرسه الله في طبائع البشر ...
وهذا البيت، يكفي أن تقرأه ليتنزَّل معناه على قلبك ... إذا قرأتَه طربتَ وتعجَّبت .. وكلَّما أَعدتَ قراءتَه، طربتَ مِن جديد، وازداد عجبُك!
ثم يقول:
بِي مِنْكِ مَا لَوْ غَدَا بِالشَّمْسِ مَا طَلَعَتْ ///////// مِنَ الكَآبَةِ .. أَوْ بِالْبَرْقِ مَا وَمَضَا
الله أكبر!
ما هذا؟ هل هذا هو الشعر؟
لئن كان كذلك، فقَدْ فاتَنا الكثير منه ...
ولعلَّه ممّا لا يقبل الكثرة .. نادر، متفرِّد تفرُّدَ الجواهر الكريمة ...
وكان زكي مبارك إذا أعجبه بيت شعر يقول مستملِحًا: "هنا سجدة! " وفي كلامه تزندُق ... لكن، إذا كان يعني بالسجدة: الإقرار لصاحب الشعر بالإبداع، فذلك واجب في هذا الموضع ...
وهذان البيتان: هما خلاصة معاناة المعرِّي في حياته. ولو صحّ أن نضع لهما عنوانًا، لكان: "هذه هي حياتي" (عنوان طحسينيُّ النَّفَس/ابتسامة ... ) أو: "مِنِّي .. ومِنها". ثم إذا تأمّلت، وجدتَ أنّهما لا يحتاجان إلى عنوان، لأنّهما .. عنوان حياة!
بوركتَ شيخَنا عدنان، وعفا الله عن شيخ معرّة النعمان ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Jul-2009, صباحاً 10:37]ـ
ما هذا؟ هل هذا هو الشعر؟
لئن كان كذلك، فقَدْ فاتَنا الكثير منه ...
ولعلَّه ممّا لا يقبل الكثرة .. نادر، متفرِّد تفرُّدَ الجواهر الكريمة ...
قال أبو الطَّيّب، طيَّب الله ذكراه:
وَما الخَيلُ إلاَّ كالصَّدِيقِ .. قَلِيلَةٌ ///////// وَإنْ كَثُرَتْ في عَينِ مَنْ لاَ يُجَرِّبُ
إِذَا لَمْ تُشاهِدْ غَيرَ حُسْنِ شِياتِهَا ///////// وَأعْضَائِهَا فالحُسْنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
والبيتان لهما مناسبة للمعنى الذي ذكرتُه عن "كثير الشعر الذي فاتنا" .. ولهما مناسبة أخرى، مِن وجه آخر، لما نحن فيه منذ أيَّام ...
وأَوْمَأْتُ إِيماءً خَفِيًّا لِحَبْتَرٍ --- ولله عَيْنَا حَبْتَرٍ أَيّمَا فَتَى!
...
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[25 - Jul-2009, صباحاً 10:53]ـ
قصيدة لفارس اليمن عبد يغوث بن الحارث بن وقاص الحارثي قال يرثي نفسه بعد أن اسر في معركة كلاب الثانية مع تميم وقد عزمت تميم على قتله ثاراً لمقتل سيدها في ذلك اليوم النعمان بن مالك بن جساس, وقد شدوا على لسانه حتى لا يهجوهم فلما هموا بقتله اشار عليهم بان يطلقوا لسانه وانشد هذه الابيات المؤثرة الرائعة:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ///////// فما لكما في اللوم نفع ولا ليا
ألم تعلما أن الملامة نفعها قليل ///////// وما لومي أخي من شماليا
فيا راكبا إما عرضت فبلغن ///////// نداماي من نجران ألا تلاقيا
أبا كرب والأيهمين كليهما ///////// وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا
أقول وقد شدوا لساني بنسعة: ///////// معاشر تيم أطلقوا من لسانيا
كأني لم أركب جوادا ولم أقل ///////// لخيلي كري كرة من ورائيا
ولم أسبإ الزق الروي ولم أقل ///////// لأيسار صدق عظموا ضوء ناريا
وقد علمت عرسي مليكة أنني /////////أنا الليث معدوا عليه وعاديا
لحى الله قوما بالكلاب شهدتهم ///////// صميمهم والتابعين المواليا
ولو شئت نجتني من القوم شطبة ///////// ترى خلفها الكمت العتاق تواليا
وكنت إذا ما الخيل شمصها القنا ///////// لبيقا بتصريف القناة بنانيا
فيا عاص فك القيد عني فإنني ///////// صبور على مر الحوادث ناكيا
فإن تقتلوني تقتلوا بي سيدا ///////// وإن تطلقوني تحربوني ماليا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 06:13]ـ
أبلغْ فتى آل بشر بل مؤمَّلهُمْ
رسالة ً ليس في أمثالها عارُ
هل جائزٌ يا أبا العباس أو حسنٌ
وأنت شهمٌ ذكي القلب نَظّارُ
ظلمٌ تَمادَون فيه لا يُرى لكُمُ
عنه وإن سكت المظلوم إقصارُ
ما هازِباء مَصيدٌ في فنائكُمُ
مثل السبائك أشيار وأفتارُ
في كل يوم تُغاديكم وظائفكم
منه وإخوانكم من ذاك أصفارُ
أنتم أصحاء والمرضى أحقّ به
فأنصفوا إن أهل العدل أبرارُ
أولا ففي درهمٍ مايُستعفُّ به
عنكم وتُقضى لُبانات وأوطارُ
فكلِّمونا إذا جئنا لحاجتنا
إنّا بذلك نستوفي ونختارُ
ولا تشحُّوا علينا أن نُغَرِّمكم
فيلتقي فيكُمُ بخلٌ وإضرارُ
أقول قولي وقد أنذرتكم غضبي
ياسادة الناس والإنذار إعذارُ
وقد خصصت أبا عيسى بلائمتي
إذ لم يكن منه تنبيهٌ وإذكارُ
أدّللتُ منكم على أحرار دهركُمُ
وليس يستثقل الإدلالَ أحرارُ
فلا يُقابَلْ بإنكارٍ فإنكُمُ
قومٌ لكم بحقوق المجد إقرارُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 06:15]ـ
عيب ابن آدم ما علمت كثير
ومجيئه وذهابه تغرير
غرتك نفسك للحياة محبة
والموت حق والبقاء يسير
لا تغبط الدنيا فإن جميع
ما فيها يسير لو علمت حقير
يا ساكن الدنيا ألم تر زهرة
الدنيا على الأيام كيف تصير
نل ما بدا لك أن تنال من الغنى
إن أنت لم تقنع فأنت فقير
يا جامع المال الكثير لغيره
إن الصغير من الذنوب كبير
هل في بيتك من الحوادث قوة
أم هل عليك من المنون خفير
ماذا تقول إذا رحلت إلى البلى
وإذا خلا بك منكر ونكير
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[29 - Jul-2009, صباحاً 06:17]ـ
خليل مطران
سَلامٌ عَلَيْكُمْ وَالْفُوَادُ المُسَلِّمُ ••• وَيَا حَبَّذَا هَذَا المَكَانُ المُيَمَّمُ
بَنِي مَنْبِتِي شُكْراً لَكُمْ وَإِجَابَةً ••• إِلَى سُؤْلِكُمْ مَا شَاءَ فَلْيَأْمَرِ الدَّمُ
وَلَكِنَّنِي إِنْ تَأْذَنُوا لِي سَائِلٌ ••• عَلامَ الْتَمَسْتُم شاعراً يَتَرَنَّمُ
أَيُطْرِبُكُمْ نَظْمُ الْخَيَالِ وَهَلْ لَهُ ••• قِوَامٌ بِهِ عِنْدَ الْفِعَالِ يُقَوَّمُ
أَمِ المَدْحُ تَسْتَوْفُونَنِي مِنْهُ قِسطَكُمْ ••• فَحُبَاً لَكُمْ مَنْ يَخْدُمُ الخَيْرَ يُخْدَمُ
سَأَمْدَحُ هَذَا الْعِقْدَ مِنْكُمْ بِأَنَّهُ ••• عَدَتْهُ الْعَوَادِي وَهْوَ لا يَتَفَصَّمُ
وَأَشْكُرُ مِنْكُمْ أَنَّكُمْ لائْتِلافِنَا ••• غَرَسْتُمْ رَجَاءً وَهْوَ يَنْمُو وَيَعْظُمُ
وَأَدْعُو لَكُمْ أَنْ يُقْتَدَى بِمِثَالِكُمْ ••• فَيُبْعَثَ فِينَا مَجْدُنَا المُتَصَرِّمُ
عَلَى أَنَّنِي أَرْجُو اغْتِفَارَ صَرَاحَتِي ••• إِذَا أَنَا آثَرْتُ الْحَقَائِقَ تُعْلَمُ
فَفِي جَنْبٍ مَا قَدْ سَرَّنَا مِنْ أُمُورِكُمْ ••• حَوَادِثُ مِلْءُ الشَّرْقِ تُبْكِي وَتُؤْلِمُ
وَتَاللهِ إِنِّي مِنْ مُقَامِي بَيْنَكُمْ ••• أَرَى الشَّرْقَ يُلْقِي السَّمْعَ وَهْوَ مُكَلَّمُ
أَرَى الشَّرْقَ يَدْمَى مُسْتَمِدّاً لِجُرْحِهِ ••• أَساً وَمُؤَاسَاةً بِنُصْحٍ يُقَدَّمُ
أَرَى فِيهِ آفَاتٍ لَنَا مِنْ ذُنُوبِهَا ••• نَصِيبٌ فَإِنْ نَعْرِفْهُ ذَلِكَ أَحْزَمُ
لِيَصْدُرْ هُدىً عَنْكُمْ يَعُمُّ بِلادَكُمْ ••• فَقَدْ آنَ لِلنُّزَّاقِ أَنْ يَتَحَمَّلُوا
وَلا يُعْتَرَضْ قَصْدِي بِضَعْفٍ كِفَايَتِي ••• فَصَوْتُ النُّهَى مِنْ حَيْثما جَاءَ يُكْرَمُ
بَنِي الشَّرْقِ فَلْنَفْقَهْ حَقِيقَةَ حَالِنَا ••• لِنَنْجُوَ أَوْ يُقْضَى الْقَضَاءُ المُحَتَّمُ
يَصُولُ عَلَيْنَا الجَهْلُ غَيْرَ مُدَافِعٍ ••• بِجَيْشٍ لَهُ فِي كُلِّ رَبْعٍ مُخَيَّمُ
وَيُعْوِزُنَا الإِخْلاصُ فِي كُلِّ مَطْلَبٍ ••• وَيُعْوِزُنَا الْحُلْقُ المَتِينُ المُقَوَّمُ
وَتَرْتَاحُ دُونَ الصِّدْقِ وَالصِّدْقُ مُتْعِبٌ ••• إِلَى الإِفْكِ عَمَّا لا نُكِنُّ يُتَرْجَمُ
وَنَعْزِمُ عَزْماً كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْقَضِي ••• بِلا أَثَرٍ مَن لَمْ يُطِقْ فِيمَ يَعْزِمُ
هِمَامَاتُ آمالٍ بِهَا الْكَوْنُ ضَائِقٌ ••• وَرَنَّاتُ آلامٍ بِهَا الْجَوُّ مُفْعَمُ
وَمَا تَحْتَهَا إِلاَّ رُؤًى مِنْ فَرَاغِهَا ••• طَغَتْ وَمُنىً مِنْ وَهْيِهَا تَتَكَهَّمُ
أَهَذَا الَّذِي نَعْتَدُّهُ عَنْ تَيَقُّظٍ ••• إِصلاحِنَا الْمَرْجُوِّ أَمْ نَحْنُ نَحْلَمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَإِنْ تَصْطَخِبْ مِنَّا النُّفُوسُ وَتَضطَرِبْ ••• لِخَطْبٍ تَخَلْ أَنَّا أَمِنَّا فَنَجْثُمُ
أَفِي ظَنِّكُمْ أَنَّ الْمُحَاقَ يُزِيلُهُ ••• عَزِيفٌ بِآلاتٍ وَغَوْغَاءُ تَنْأَمُ
أَشَرْطُ الْمَعَالِي أَنْ نَقُولَ بِوِدِّنَا ••• وَيُمْنَعَ إِزْمَاعٌ وَيُحْبَسُ دِرْهَمُ
إِلَى أَيِّ حِينٍ فِي وَنًى وَتَقَاعُسٍ ••• تُدَفِّعُنَا الدُّنْيَا أَمَاماً وَنُحْجِمُ
إِلَى أَيِّ حِينٍ فِي قِلًى وَتَخَاذُلٍ ••• وَشَمْلٍ شَتِيتٍ وَالْعِدَى تَتَحَكَّمُ
إِلَى أَيِّ حِينٍ وَالصُّرُوفُ زَوَاجِرٌ ••• نَعِيشُ كَمَا يَقْضِي عَلَيْنَا التَّوَهُّمُ
بِنَا مِنْ جِوَارِ المَوْتِ بَرْدٌ نُحسُّهُ ••• فَإِنْ نَتَدَفَّأْ فَالْمَجَامِرُ أَنْجُمُ
ويُوشِكُ أَنْ تَهْوَى الزكَامَ سِرَاتُنَا ••• فَهَلْ عُذْرُهُمْ أَنَّ الشَّوَامِخَ تُزْكَمُ
شُمُوخٌ بِلا مَعْنًى وَطَيْشٌ بِلا مَدًى ••• وَبَيْنَهَا أَمْصَارُنَا تَتَهَدَّمُ
نُحَارِبُ هَذَا الْغَرْبَ فِكْراً وَنِيَّةً ••• وَيَضْحَكُ منَّا وَالْحَصَافَةُ تَلْطِمُ
مِنَ الْغَرْبِ مَا نُكْسَى لِنَسْتُرَ عُرْيَنَا ••• وَمِنْهُ شَرَابٌ نَصْطَفِيهِ وَمَطْعَمُ
وَمِنْهُ مُعِدَّاتُ الْجِلادِ الَّتِي بِهَا ••• نُدَافِعُ عَنَّا مِنْهُ مَنْ يَتَقَحَّمُ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ لِلْعِلْمِ آيَةٌ ••• وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ فَنٌّ مَتَمَّمُ
إِذَا جَاءنَا طَيَّارُهُ كَشَفَ الْعِدَى ••• وَإِلاَّ اسْتَنَرْنَا الْيَأْسَ وَالْجَوُّ مُظْلِمُ
وَسِيَّانَ فُزْنَا أَوْ عَجَزْنَا فَإِنَّنَا ••• لَنَغْرَمُ فِي الْحَالَيْنِ وَالْغَرْبُ يغنَمُ
إِذَا مَا شَقِينَا فِي مُعَادَاةِ بعْضِهِ ••• فَبَاقِيهِ يَجْبِي المَالَ مِنَّا وَيَنْعَمُ
وَلَسْنَا عَلَى شَيْءٍ سِوَى شَهَواتِنَا ••• عَكَفْنَا عَلَيْهَا لا نَغَصُّ وَنَبْشَمُ
قرَانَا قُرَى التُّجَّارِ مِنْهُمْ وَأَهْلُهَا ••• عَلَى كُلِّ حَرْثٍ لِلْمُرَابِينَ قُوَّمُ
نَقَائِضُ فِينَا لَمْ لأُعَدِّدْ جِسَامَهَا ••• وَلَكِنَّنِي عَدَّدْتُ مَا هُوَ أَجْسَمُ
فَإِنْ بَقِيتَ فَهْيَ التَّأَخُّرُ لَمْ يَزَلْ ••• وَإِنْ تُقْلِعُوا عَنْهَا فَذَاكَ التَّقَدُّمُ
عَذِيري مِنْ قَلْبِي وَشِدَّةِ بَثِّهِ ••• وَلَكِنَّهُ يَهْوَى فَلا يَتَكَتَّمُ
فَيَا فِئَةً عَزَّتْ بِفَضْلِ اتِّحَادِهَا ••• وَكَانَ لَهَا الإِحْسَانُ نِعْمَ الْمُتَمِّمُ
ذَكَرْتُ لَكُمْ فِي الْقُرْبِ بَعضَ عُيُوبِنَا ••• لِيَفْهَمَهُ فِي الْبُعْدِ مَنْ لَيْسَ يَفْهَمُ
أَقِيمُوا عَلَى هَذَا اْلإِخَاءِ وَعَلِّمُوا ••• فَضَائِلَهُ فِي الشَّرْقِ مَنْ يَتَعَلَّمُ
أَحَب إِلَى الأَوْطَانِ أَدْنَى جِهَادِكُمْ ••• مَنْ الآي نَثْراً وَالأَعَاجِيبِ تُنْظَمُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 02:04]ـ
/// ابن الرُّومي:
ترحَّل مَنْ هوِيتَ وكل شمسِ /// /// ستكْسِفُ أو ستغرب حين تُمسي
وما ألهاك عن ذكرى حبيبٍ /// /// كعدِّك أمسَ يومٍ بعد أمسِ
رأيتُ الدَّهر يجرحُ ثم يأسُو /// /// يؤسِّي أو يعوِّضُ أو يُنَسِّي
أَبَتْ نفسي الهُلاع لرُزْءِ شيءٍ /// /// كفى شجواً لنفسي رُزْءُ نفسي
أتهلعُ وحشةً لفراقِ إلفٍ /// /// وقد وطنتُها لحلول رَمْسِ
سأتخذ الزَّماعَ خليل صدقٍ /// /// يرادفني على وجناءَ عَنسِ
ولم أكُ شارباً إلَّا بعذب /// /// وإن أعطِشت خمساً بعد خمسِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2009, مساء 02:08]ـ
/// بارك الله فيكم أيُّها الشيخ "الواحدي" ..
/// أنر هذه الصفحة مرة بعد أخرى وتعاهدها بتعقيباتك المفيدة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 03:37]ـ
/// من أرق المرثيَّات وأصدقها .. لابن الرُّومي:
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي /// /// فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى /// /// فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها /// /// من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي /// /// فللهِ كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ
على حينََ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ /// /// وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ /// /// بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ
لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها /// /// وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ
لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ /// /// فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ
تَنَغَّصَ قَبْلَ الرِّيِّ ماءُ حَياتِهِ /// /// وفُجِّعَ منْه بالعُذُوبة والبَرْدِ
ألَحَّ عليه النَّزْفُ حتَّى أحالَهُ /// /// إلى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ
وظلَّ على الأيْدي تَساقط نَفْسُه /// /// ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ
فَيَالكِ من نَفْس تَسَاقَط أنْفُساً /// /// تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ لهُ /// /// ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَهُ /// /// وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي /// /// وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ
وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه /// /// ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته /// /// وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
وإنِّي وإن مُتِّعْتُ بابْنيَّ بَعْده /// /// لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ
وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها /// /// فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
لكلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اخْتلالَهُ /// /// مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جَلدِ
هَلِ العَيْنُ بَعْدَ السَّمْع تكْفِي مكانهُ /// /// أم السَّمْعُ بَعْد العيْنِ يَهْدِي كما تَهْدي
لَعَمْرِي لقد حالَتْ بيَ الحالُ بَعْدَهُ /// /// فَيَا لَيتَ شِعْرِي كيف حالَتْ به بَعْدِي
ثَكِلتُ سُرُوري كُلَّه إذْ ثَكلتُهُ /// /// وأصبحتُ في لذَّاتِ عيْشي أَخَا زُهْدِ
أرَيْحَانَةَ العَيْنَينِ والأَنْفِ والحَشا /// /// أَلَا لَيْتَ شعري هَلْ تغيَّرْتَ عن عهدي
سأسْقِيكَ ماءَ العيْن ما أسْعَدَتْ به /// /// وإن كانت السُّقْيَا من الدَّمْعِ لا تُجْدِي
أعَيْنَيَّ جُودا لي فقد جُدْتُ للثَّرى /// /// بأنْفِس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفْدِ
أعَيْنيَّ إن لا تُسْعِداني أَلُمْكُمَا /// /// وإن تُسْعداني اليوم تَسْتَوْجبا حَمْدي
عَذَرْتُكُما لو تُشْغَلانِ عن البُكا /// /// بِنَوْمٍ وما نَوْمُ الشَّجِيِّ أخي الجَهْدِ
أقُرَّةَ عيني قدْ أطَلْت بُكاءها /// /// وغادرْتها أقْذَى من الأعينِ الرُّمدِ
أقُرَّةَ عيني لو فَدَى الحَيُّ مَيِّتاً /// /// فَدَيْتُك بالحَوْبَاء أَوَّلَ من يَفْدِي
كأني ما اسْتَمْتَعتُ منك بنظْرة /// /// ولا قُبْلةٍ أحْلَى مَذَاقاً من الشَّهْدِ
كأني ما استمتعتُ منك بِضَمَّةٍ /// /// ولا شمَّةٍ في مَلْعبٍ لك أو مَهْدِ
ألامُ لما أُبْدي عليك من الأسى /// /// وإني لأخفي منه أضعاف ما أُبْدي
محمَّدُ ما شيْءٌ تُوُهِّمَ سَلْوةً /// /// لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوجدِ
أرى أخَوَيْكَ الباقِيينِ فإنما /// /// يَكُونان للأَحْزَانِ أوْرَى من الزَّندِ
إذا لَعِبا في ملْعَبٍ لك لذَّعا /// /// فؤادي بمثل النار عنْ غير ما قَصدِ
فما فيهما لي سَلْوَةٌ بَلْ حَزَازَةٌ /// /// يَهِيجانِها دُونِي وأَشْقَى بها وحْدي
وأنتَ وإن أُفْردْتَ في دار وَحْشَةٍ /// /// فإني بدار الأنْسِ في وحْشة الفَرْدِ
أودُّ إذا ما الموتُ أوْفَدَ مَعْشَراً /// /// إلى عَسْكَر الأمْواتِ أنِّي من الوفْدِ
ومن كانَ يَسْتهدِي حَبِيباً هَدِيَّةً /// /// فَطَيْفُ خيَال منك في النوم أسْتَهدي
عليك سلامُ الله مني تحيةً /// /// ومنْ كلِّ غيْثٍ صادِقِ البرْقِ والرَّعْدِ
_
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 04:16]ـ
خَلِّ جَنْبَيكَ لِرامِ • • وامْضِ عنهُ بِسَلامِ
مُتْ بِداءِ الصَّمتِ، خَيرٌ • • لك من داءِ الكَلامِ!
ممكن لو تكرمت شرح البيتين أستاذ عدنان .. شكرا لكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 04:58]ـ
/// أخشى أن أخطئ في الشرح فيلقاني أبونواس في منام ساخطًا إفساد معنى بيتيه.
/// على كلٍّ لا بأس ..
/// فالبيت الأول معناه في قوله تعالى: (وأعرض عن الجاهلين)، ونحوه.
/// والبيت الثاني معناه في قوله (ص): (فليقل خيرًا أوليصمت)، ونحوه.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[31 - Jul-2009, مساء 07:59]ـ
شكرا لكم بارك الله فيكم ..
وقول رسولنا صلى الله عليه وسلم أظنه يختلف قليلا عن قول أبي نواس.
عموما الأبيات جميلة تستحق التأمل .. فشكرا لكم.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[02 - Aug-2009, مساء 08:10]ـ
هذه أبيات جميلة جدا وواقعية، للشاعر بن صمادح (وربما يكون منور صمادح الشاعر التونسي لا أعلم).
وزهدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب
فلم ترني الأيام خلًّأ تسرني ... مباديه إلا ساءني في العواقب
ولا قلتُ أرجوه لكشف ملمة ... من الدهر إلا كان إحدى المصائب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2009, مساء 08:21]ـ
/// شيخ المعرَّة .. أيضاً:
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي /// /// نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِيـ /// /// ـسَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنَّ /// /// ـــت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْـ /// /// ـبَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ؟
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأ /// /// رْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْـ /// /// ـدُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ
سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيداً /// /// لا اخْتِيالاً عَلى رُفَاتِ العِبادِ
رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مراراً /// /// ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ
وَدَفِينٍ عَلى بَقايا دَفِينٍ /// /// في طَويلِ الأزْمانِ وَالآباءِ
فاسْألِ الفَرْقَدَينِ عَمّنْ أحَسَّا /// /// مِنْ قَبيلٍ وآنسا من بلادِ
كَمْ أقامَا على زَوالِ نَهارٍ /// /// وَأنارا لِمُدْلِجٍ في سَوَادِ
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـ /// /// ـجَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا/// /// فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
خُلِقَ النّاسُ للبَقَاءِ فضَلّتْ /// /// أُمّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ للنَّفادِ
إنّما يُنْقَلُونَ مِنْ دارِ أعْما /// /// لٍ إلى دارِ شِقْوَةٍ أو رَشَادِ
ضَجْعَةُ المَوْتِ رَقْدَةٌ يُستريحُ الـ /// /// ـجِسْمُ فيها والعَيشُ مِثلُ السّهادِ
أبَناتِ الهَديلِ أسْعِدْنَ أوْ عِدْ /// /// نَ قَليلَ العَزاءِ بالإسْعَادِ
إيه للهِ درُّكُنَّ فأنْتُنَّ اللَّـ /// /// ـوَاتي تُحْسِنَّ حِفْظَ الوِدادِ
ما نَسيتُنَّ هالِكاً في الأوانِ الـ /// /// ـخَالِ أوْدَى مِنْ قَبلِ هُلكِ إيادِ
بَيْدَ أنّي لا أرْتَضِي مَا فَعَلْتُـ /// /// ـنَ وأطْواقُكُنّ في الأجْيَادِ
فَتَسَلّبْنَ وَاسْتَعِرْنَ جَميعاً /// /// منْ قَميصِ الدّجَى ثيابَ حِدادِ
ثُمّ غَرِّدْنَ في المَآتِمِ وانْدُبْـ /// /// ـنَ بِشَجْوٍ مَعَ الغَواني الخِرادِ
قَصَدَ الدهر من أبي حَمزَةَ الأوَّ /// /// ابِ مَوْلى حِجىً وخِدن اقتصادِ
وفَقيهاً أفكارُهُ شِدْنَ للنّعْـ /// /// ـمانِ ما لم يَشِدْهُ شعرُ زِيادِ
فالعِراقيُّ بَعْدَهُ للحِجازِ /// /// يِ قليلُ الخِلافِ سَهْلُ القِيادِ
وخَطيباً لو قامَ بَينَ وُحُوشٍ /// /// عَلّمَ الضّارِياتِ بِرَّ النِّقَادِ
رَاوِياً للحَديثِ لم يُحْوِجِ المَعْـ /// /// ـرُوفَ مِنْ صِدْقِهِ إلى الأسْنادِ
أَنْفَقَ العُمرَ ناسِكاً يَطْلُبُ العِلْـ /// /// ـمَ بكَشْفٍ عَن أصْلِهِ وانْتِقادِ
مُستَقي الكَفّ مِنْ قَليبِ زُجاجٍ /// /// بِغُرُوبِ اليَرَاعِ ماءَ مِدادِ
ذا بَنَانٍ لا تَلْمُسُ الذّهَبَ الأحْـ /// /// ـمَرَ زُهْداً في العَسجَدِ المُستَفادِ
وَدِّعا أيّها الحَفيّانِ ذاكَ الشَّـ /// /// ـخْصَ إنَّ الوَداعَ أيسَرُ زَادِ
واغْسِلاهُ بالدّمعِ إنْ كانَ طُهْراً /// /// وادْفِناهُ بَيْنَ الحَشَى والفُؤادِ
واحْبُوَاهُ الأكْفانَ مِنْ وَرَقِ المُصْـ /// /// ـحَفِ كِبْراً عن أنْفَسِ الأبْرادِ
واتْلُوَا النّعْشَ بالقِراءَةِ والتّسْـ /// /// ـبِيحِ لا بالنّحيبِ والتّعْدادِ
أسَفٌ غَيْرُ نافِعٍ وَاجْتِهادٌ /// /// لا يُؤدّي إلى غَنَاءِ اجْتِهادِ
طالَما أخْرَجَ الحَزينُ جَوَى الحُزْ /// /// نِ إلى غَيْرِ لائِقٍ بالسَّدادِ
مِثْلَ ما فاتَتِ الصّلاةُ سُلَيْما /// /// نَ فَأنْحَى على رِقابِ الجِيادِ
وهوَ مَنْ سُخّرَتْ لهُ الإنْسُ والجِـ /// /// ـنُ بما صَحّ من شَهادَةِ صَادِ
خافَ غَدْرَ الأنامِ فاستَوْدَعَ الرِّيـ /// /// ـحَ سَليلاً تَغْذُوهُ دَرَّ العِهَادِ
وَتَوَخّى لَهُ النّجاةَ وَقَدْ أيْـ /// /// ـقَنَ أنّ الحِمَامَ بالمِرْصادِ
فَرَمَتْهُ بهِ على جانِبِ الكُرْ /// /// سِيّ أُمُّ اللُّهَيْمِ أُخْتُ النّآدِ
كيفَ أصْبَحتَ في مَحلّكَ بعدي /// /// يا جَديراً منّي بحُسْنِ افتِقادِ
قد أقَرّ الطّبيبُ عَنْكَ بِعَجْزٍ /// /// وتَقَضّى تَرَدّدُ العُوّادِ
وَانْتَهَى اليأسُ مِنكَ وَاستشعَرَ الوَجْـ /// /// ـدُ بأنْ لا مَعادَ حتى المعادِ
هَجَدَ السّاهرُونَ حَوْلَكَ للتمْـ /// /// ـريضِ وَيحٌ لأعْيُنِ الهُجّادِ
أنتَ مِن أُسْرةٍ مَضَوْا غَيرَ مَغْرُو /// /// رينَ مِنْ عَيشَةٍ بِذاتِ ضِمادِ
لا يُغَيّرْكُمُ الصّعيدُ وكونوا /// /// فيهِ مثلَ السّيوفِ في الأغمادِ
فَعَزيزٌ عَليَّ خَلْطُ اللَّيالي /// /// رِمَّ أقدامِكُمْ بِرِمّ الهَوَادي
كُنتَ خِلّ الصِّبا فلَمّا أرادَ الـ /// /// ـبَينَ وَافَقْتَ رأيَهُ في المُرادِ
ورأيتَ الوَفاءَ للصّاحِبِ الأ /// /// وَلِ مِنْ شيمَةِ الكَريمِ الجَوادِ
وَخَلَعْتَ الشّبابَ غَضّاً فَيا لَيْـ /// /// ـتَكَ أَبْلَيْتَهُ مَعَ الأنْدادِ
فاذْهَبا خير ذاهبَينِ حقيقَيْـ /// /// ـنِ بِسُقْيا رَوائِحٍ وَغَوَادِ
ومَراثٍ لَوْ أنّهُنّ دُمُوعٌ /// /// لمَحَوْنَ السّطُورَ في الإنْشادِ
زُحَلٌ أشرَفُ الكَواكبِ داراً /// /// مِنْ لِقاءِ الرّدَى على ميعادِ
ولِنارِ المِرّيخِ مِن حَدَثانِ الدّهْـ /// /// ـرِ مُطْفٍ وَإنْ عَلَتْ في اتّقادِ
وَالثَرَيّا رَهينَةٌ بِافْتِراقِ الشَّـ /// /// ـمْلِ حَتّى تُعَدّ في الأفرادِ
فليَكُنْ لِلْمُحَسَّنِ الأجَلُ المَمْـ /// /// ـدودُ رغماً لآنُفِ الحُسّادِ
وَلْيَطِبْ عَنْ أخيهِ نَفساً وأبْنا /// /// ء أخيهِ جَرائحِ الأكبادِ
وإذا البَحْرُ غاضَ عنّي ولم أرْ /// /// وَ فلا رِيَّ بادِّخارِ الثِّمادِ
كُلُّ بَيْتٍ للْهَدْمِ ما تَبْتَني الوَرْ /// /// قاءُ والسّيّدُ الرّفيعُ العِمادِ
والفَتَى ظاعِنٌ ويَكفيهِ ظِلُّ السَّـ /// /// ـدْرِ ضَرْبَ الأطْنابِ والأوْتادِ
بانَ أمْرُ الإلَهِ واختَلَفَ النّا /// /// سُ فَداعٍ إلى ضَلالٍ وَهَادِ
والّذي حارَتِ البَرِيّةُ فِيهِ /// /// حَيَوَانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِن جَمادِ
واللّبيبُ اللّبيبُ مَنْ لَيسَ يَغْتـ /// /// ـرُّ بِكُوْنٍ مَصيرُهُ للفَسادِ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 10:53]ـ
/// محمود البارودي:
قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ /// /// فَلا تَحْفِلْ بِقُرْبٍ أَوْ بِعَادِ
إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ فِي اللَّيَالِي /// /// فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ فِي فُؤَادِ
وَمَنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْبَاً نَقِيَّاً /// /// وَلَمَّا يَخْلُ قَلْبٌ مِنْ سَوَادِ
فَلا تَبْذُلْ هَوَاكَ إِلَى خَلِيلٍ /// /// تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلا تُعَادِ
وَكُنْ مُتَوَسِّطَاً فِي كُلِّ حَالٍ /// /// لِتَأْمَنَ مَا تَخَافُ مِنَ الْعِنَادِ
مُدَارَاةُ الرِّجَالِ أَخَفُّ وَطْئاً /// /// عَلَى الإِنْسَانِ مِنْ حَرْبِ الْفَسادِ
يَعِيشُ الْمَرءُ مَحْبُوباً إِذَا مَا /// /// نَحا في سَيْرِهِ قَصْدَ السَّدادِ
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى عَجْزٍ وحِرْصٍ /// /// هُما أَصْلُ الْخَلِيقَةِ فِي الْعِبَادِ
فَلَوْلا الْعَجْزُ مَا كَانَ التَّصَافِي /// /// وَلَوْلا الْحِرْصُ ما كَانَ التَّعَادِي
وَمَا عَقَدَ الرِّجَالُ الْوُدَّ إِلَّا /// /// لِنَفْعٍ أَوْ لِمَنْعٍ مِنْ تَعَادِي
وَمَا كَانَ الْعِداءُ يَخِفُّ لَوْلا /// /// أَذَى السُّلْطَانِ أَوْ خَوْفُ المَعَادِ
فَيَا بْنَ أَبِي وَلَسْتَ بِهِ وَلَكِنْ /// /// كِلانَا زَرْعُ أَرضٍ لِلْحصَادِ
تَأَمَّلْ هَلْ تَرَى أَثَرَاً فَإِنِّي /// /// أَرَى الآثَارَ تَذْهَبُ كَالرَّمَادِ
حَيَاةُ الْمَرْءِ في الدُّنْيَا خَيَالٌ /// /// وَعَاقِبَةُ الأُمُورِ إِلَى نَفَادِ
فَطُوبَى لامْرِئٍ غَلَبَتْ هَوَاهُ /// /// بَصِيرَتُهُ فَبَاتَ عَلَى رَشَادِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2009, مساء 11:09]ـ
هذه أبيات جميلة جدا وواقعية، للشاعر بن صمادح (وربما يكون منور صمادح الشاعر التونسي لا أعلم).
وزهدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب
فلم ترني الأيام خلًّأ تسرني ... مباديه إلا ساءني في العواقب
ولا قلتُ أرجوه لكشف ملمة ... من الدهر إلا كان إحدى المصائب
/// بارك الله فيك ..
/// رأيت الأبيات في ديوان ابن الرومي (ت283هـ).
/// ورأيته في غير كتابٍ من كتب الأدب والتاريخ المغربي نسبته لابن صمادح، محمد بن معن، المعتصم بالله، أمير المريَّة، وأحد أمراء الطوائف بالأندلس، (484هـ).
ممَّا يزهِّدني في أرض أندلسٍ /// /// /// سماع مقتدرٍ فيها ومعتضدِ
ألقاب مملكةٍ في غير موضعها /// /// /// كالهِرِّ يحكي انتفاخًا صولة الأسدِ!
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 12:05]ـ
إذا كنتُ أعلم علماً يقيناً ... بأن جميع حياتي كساعة
فَلِمَ لا أكون ضنيناً بها ... وَاجعَلُهَا في صلاحٍ وطاعة
ِ
ـ[أحمد البكري]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 12:25]ـ
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ** حتى لبستُ من الإسلام سربالا
___
مالكُ العالمين ضامن رزقي ... فلماذا أملِّك الخلق رِقي
قد قضى لي بما علي وما لي ... خالقي جلَّ ذكره قبل خلقي
صاحب البذل والندى في يساري ... ورفيقي في عسرتي حسن رفقِ
فكما لا يردّ عجزي رزقي ... فكذا لا يجر رزقي حذقي
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 12:32]ـ
إِذا المَرءُ لَم يَدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا
عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Aug-2009, مساء 11:13]ـ
أأُخَيّ! نَهْنِهْ دَمْعَكَ المَسْفُوكا، == إنّ الحَوَادِثَ يَنْصَرِمْنَ وَشِيكا
ما أذْكَرَتْكَ بمُترِحٍ صِرْفِ الجوَى، == إلاّ ثَنَتْهُ بِمُفْرِحٍ ينْسيكَا
ألدّهرُ أنصَفُ منكَ في أحكامِهِ، == إذْ كانَ يأخُذُ بَعضَ ما يُعطيكَا
وَقلَيلُ هَذا السّعيِ يُكسِبُكَ الغِنى، == إنْ كَانَ يُغْنيكَ الذي يَكْفيكَا
نَلْقَى المَنُونَ حَقَائقاً، وَكَأنّنا == مِنْ غِرّةٍ نَلقَى بهِنّ شُكُوكا
لا تَرْكَنَنّ إلى الخُطُوبِ، == فإنّها لَمعٌ يَسُرُّكَ تَارَةً وَيَسُوكا
هَذا سُلَيمانُ بنُ وَهْبٍ، بَعْدَمَا == طَالَتْ مَسَاعيهِ النّجُومَ سُمُوكَا
وَتَنَصّفَ الدّنْيا يُدَبّرُ أمْرَهَا، == سَبْعِينَ حوْلاً قَدْ تَمَمْنَ دكيكَا
أغْرَتْ بهِ الأقْدارُ بَغْتَ مُلمّةٍ، == ما كانَ رَسُّ حَديثِها مَأفوكَا
فكَأنّمَا خَضَدَ الحِمَامُ، بيَوْمِهِ، == غُصْناً بمُنْخَرَقِ الرّيَاحِ نَهيكَا
بَلّغْ عُبَيْدَ الله فَارِعَ مَذْحِجٍ == شَرَفاً، وَمُعطَى فَضْلِها تَمليكَا
مَا حَقُّ قَدْرِكَ أنْ أُحَمِّلَ مُرْسَلاً == غَيرِي آلَيكَ، وَلَوْ بَعُدْتُ ألُوكَا
كُلُّ المَصَائبِ، ما بَقيتَ، نَعُدُّهُ == حَرضاً يزَِكُّ عنِ النّفوسِ رَكيكَا
أنْتَ الذي لوْ قيلَ للجُودِ اتّخِذْ == خِلاًّ، أشَارَ إلَيكَ، لا يَعدُوكَا
وَكأنّمَا آلَيْتَ وَالمعْرُوفَ، لا == تَألُوُهُ مُصْطَفياً، وَلا يَألُوكَا
إنّ الرّزِيَّةَ في الفَقيدِ، فإنْ هَفَا == جَزَعٌ بصَبرِكَ، فالرّزِيئَةُ فيكَا
وَمَتى وَجَدْتَ النّاسَ، إلاّ تَارِكاً == لحَميمِهِ في التُّرْبِ، أوْ مَترُوكَا
بَلَغَ الإرَادَةَ إنْ فَداكَ بِنَفْسِهِ، == وَوَدِدْتَ لَوْ تَفْديهِ لا يَفْديكَا
لَوْ يَنْجَلي لكَ ذُخْرُها مِنْ نَكبَةٍ == جَلَلٍ، لأضْحَكَكَ الذي يُبكيكا
وَلحَالَ كُلُّ الحَوْلِ، من دونِ الذي == قَد باتَ يُسخِطُكَ الذي يُرْضِيكا
ما يَوْمُ أُمّكَ، وَهْوَ أرْوَعُ نَازِل == ٍ فَاجَاكَ، إلاّ دُونَ يَوْمِ أبيكا
كَلْمٌ أُعِيدَ على حَشَاكَ، وَلَمْحَةٌ == مِمّا عَهِدْتَ الحَادِثاتِ تُريكَا
وَفَجيعَةُ الأيّامِ قِسْمٌ سُوّيَتْ == فيهِ البرِيّةُ: سُوقَةٌ وَمُلُوكا
عِبْْْْْءٌ تَوَزَّعَهُ الأَنامُ يُخِفُّهْ == أَلاَّ تَزالَ تُصِيبُ فيه شَريكَا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Aug-2009, مساء 06:47]ـ
وما قول الكرام في هذين البيتين:
وأذكر يومها لمّا التقينا .. وسال الدمع منا للصباح
يمد الكف للحدق الهوينا .. ويلهب شوقنا وهج الجراح
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Aug-2009, صباحاً 05:49]ـ
/// البارودي .. أيضًا:
عَوِّدْ فُؤَادَكَ أَنْ يَكُونَ مَجَنَّةً /// /// لِلسِّرِّ فَهْوَ لَدَى الْمَحَافِلِ حَمْدُهُ
السِّرُّ عَبْدُكَ مَا اسْتَطَعْتَ حِفَاظَهُ /// /// فَإِذَا أَفَضْتَ بِهِ فَإِنَّكَ عَبْدُهُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - Aug-2009, صباحاً 01:27]ـ
احمد شوقي
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ" == "أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ
رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا" == "يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ
لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً" == "يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي
جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي" == "جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ" == "إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ" == "لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ" == "وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا" == "أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ
أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى" == "أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - Aug-2009, صباحاً 01:31]ـ
ماذا لقيت من المستعربين ومن ... قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا
إن قلت قافية بكرا يكون لها ... حتى يخالف ما قاسوا وما صنعوا
قالوا لحنت وهذا الحرف منخفض ... وذاك نصب وهذا ليس يرتفع
وحرشوا بين عبد الله واجتهدوا ... وبين زيد فطال الضرب والوجع
فقلت واحدة فيها جوابهم ... وكثرة القول بالإيجاز تنقطع
ما كان قولي مشروحا لكم فخذوا ... ما تعرفون وما لا تعرفوا فدعوا
حتى أعود إلى القوم الذين غدوا ... بما غديت به والقول يتسع
فيعرفوا منه معنى ما أفوه به ... كأنني وهم في قوله شرع
كم بين قوم قد احتالوا لمنطقهم ... وبين قوم على الإعراب قد طبعوا
وبين قوم رأو شيئا معاينة ... وبين قوم حكوا بعد الذي سمعوا
إني ربيت بقوم لا تشب بها ... نار المجوس ولا تبنى بها البيع
ولا يطأ القرد والخنزير تربتها ... لكم بها الريم والآساد والضبع
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[09 - Aug-2009, مساء 05:52]ـ
:: أبي فراس الحمداني::
– مصابي جليل، والعزاء جميل،
وظني بأن الله سوف يديل
– جراح وأسر، واشتياق، وغربة
أحمل إني، بعدها، لحمول
– وإني، في هذا الصباح، لصالح،
ولكن خطي في الظلام جليل
– وما نال مني الأسر ما تريانه،
ولكنني دامي الجراح، عليل
– جراح، تحاماها الأساة، مخوفة،
وسقمان: باد، منهما، ودخيل
– وأسر أقاسيه، وليل نجومه،
أرى كل شيء، غيرهن، يزول
– تطول بي الساعات، وهي قصيرة،
وفي كل دهر لا يسرك طول
– تناساني الأصحاب، إلا عصيبة
ستلحق بالأخرى، غدا، وتحول
– ومن ذا الذي يبقى على العهد؟ إنهم،
وإن كشرت دعواهم، لقليل
– أقلب طرفي لا أرى غير صاحب،
يميل مع النعماء، حيث تميل
– وصرنا نرى: أن المتارك محسن،
وأن صديقا لا يضر خليل
– وليس زماني غادر بي وحده،
ولا صاحبي، دون الرجال، ملول
– تصفحت أقوال الرجال فلم يكن،
إلى غير شاك في الزمان، وصول
– فكل خليل، هكذا، غير منصف
وكل زمان بالكرام بخيل
– نعم، دعت الدنيا إلى الغدر دعوة،
أجاب إليها عالم، وجهول
– وقلبي كأن الغدر في الناس شيمة،
وذم زمان، واستلام خليل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 07:45]ـ
/// وقال معروف الرصافي:
تَجَلَّد تجلَّد يا سليم ولا تكن /// /// بما ناب من صرف الزَّمان مُبالِيَا
ولا تبتئس بالدَّهر إنَّ خطوبه /// /// سحابة صيفٍ لا تَدوم ثوانيَا
لقد عشت في الدنيا أسيفاً وليتني /// /// تَرَحّلت عنها لا عليَّ ولا ليا
ودارَيت حتى قيل لي متملِّق /// /// وما كان من داء التَمَلُّق دائبا
وحتى دعاني الحزم أن خَلِّ عنهم /// /// فإنَّ صريح الرأي أن لا تُداريا
أراد انقيادي للهوان وما درى /// /// بأنيَ حر النفس صعب قياديا
إذا ما سمائي جاد بالذُلّ غَيْثها /// /// أبَيْت عليها أن تكون سمائيا
وإنّ أحقَّ الناس بالرحمة امرؤٌ /// /// أضاع وداداً عندَ من ليس وافيا
كفى مَفخراً أن قد وفَيْت ولم يَفُوا /// /// فكنت الفتى الأعلى وكانوا الأدانيَا
لعلّ الذي أشجاك يُعقب راحة /// /// فقد يَشكر الأنسان ما كان شاكيا
ألاّ ربّ شرّ جرّ خيرا وربما /// /// يجُرُّ تجافينا الينا التصافيا
ولولا اختلاف الجذب والدفع لم تكن /// /// نجوم بأفلاك لهنّ جواريا
وما الشعر إلاّ أن يكون نصيحة /// /// تنشِّط كسلاناً وتُنهض ثاويا
فعلّمهم كيف التقدم في العلا /// /// ومن أيّ طُرْق يبتغون المعاليا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[11 - Aug-2009, مساء 11:29]ـ
تذكرتُ أبياتا جميلة لا أدري لمن ربما للعباس بن الأحنف والله نسيت يقول فيها:
وقالوا كيف أنت فقلت: خير،،،، تقضى حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم القلب قلنا،،،، عسى يوما يكون لها انفراج
نديمي هرتي* وسرور قلبي،،،،، دفاتر لي ومعشوقي السراج.
ـــ
*: أما أنا فأقول: مصحفي (الوزن نفسه).
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Aug-2009, مساء 02:44]ـ
/// قال بعضهم:
قالَتْ: أرَاكَ من الذَّكا في غايةٍ /// /// جلَّت عن الإسْهَاب والإطْنَابِ
فعَلَامَ تُبْدِي في الأمورِ تَغَابياً /// /// فأَجَبْتُ: «سيِّد قومِهِ المُتَغَابي»
/// قلتُ: أخَذَهُ من قولِ أبي تمَّام:
ليس الغَبِيُّ بسيِّدٍ في قوْمِهِ /// /// لكنَّ سيِّد قوْمِهِ المُتَغَابي
/// وقيل: إنَّ أبا تمَّام أخذه من قول دعبل:
تَخالُ أَحياناً بِهِ غَفلَةً /// /// مِن كَرَمِ النَفسِ وَما أَعلَمَه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Aug-2009, صباحاً 01:47]ـ
_
ما أنت أول سارٍ غَرَّهُ قمَرٌ /// /// ورائد أعجبتُه خضرة الدِّمَنِ!
فاخْتر لنَفْسِكَ غيري، إنَّني رجلٌ /// /// مثل المعيديِّ، فاسْمَع بي وَلا تَرَني!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Aug-2009, صباحاً 12:18]ـ
/// أبوالطَّيِّب .. من جديد:
الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ /// /// هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني
فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ /// /// بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ
وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ /// /// بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ
لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ /// /// أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ
وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت /// /// أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 12:51]ـ
من كتاب الشيخ مبارك الميلي حياته العلمية ونضاله الوطني تأليف ابنه الأستاذ محمد الميلي فلتتفضلوها مشكورين
أعظم بها سيرة. .
أحمد سحنون
ذكراك لم تبرح مثار شجون .. وغليل أكباد وسهد جفون
لم يستطع مر الليالي محوها .. ولسوف تبقى بعد مر قرون
كم من دفين في الثرى وكأنه .. من ذكره المأثور غير دفين
ما فاه باسمك في الجزائر ذاكر .. الا وشفعه بفيض شؤون
لم ينس شعبك حلف جد لم يمل .. أبدا للذة راحة وسكون
سدة جميع فراغه اسفاره .. وغدا له التأليف خير قرين
لم ينس شعبك يا (مبارك) عالما .. رواه من ورد النهى بمعين
لم يقض بالتأبين بعض حقوقه .. وأقلهن اقامة التأبين
ودعت في يوم عبوس وجهه .. ورحلت عنه في الليالي الجون
لم ينس شعبك بانيا بيراعه .. أسس العلا ودعائم التمدين
والعلم نهج للسعادة أول .. وسلاح شعب في الوثاق رهين
شعب أسير فكحره بجموده .. بتحرر الأوطان غير قمين
حررت من سوء اعتقاد بالذي .. حررته في (الشرك) من تبيين
وجلوت (تاريخ الجزائر) بعدما .. عفى معالمه غبار سنين
أحكمت من لغة البيان أصولها .. وجمال أسلوب أغر مبين
وقرنت بالأخلاق ما أوتيته .. من جم آداب ونضج فنون
وطبعت ذلك كله بتواضع .. وصحيح ود لا يشاب ودين
أديت قسطك من جهادك وافيا .. وقضيت ثقل مغارم وديون
ومضيت لم تعلق بعرضك وصمة .. لجوار ربكح بين حور عين
وتركت جرحا ليس يبرح داميا .. وحمى من الأخلاق غير مصون
أعظم بسيرتك التي لو تحت ذي .. لم يبق شعبك في قيود سجين
(البصائر) 8 مارس 1948
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Aug-2009, مساء 03:32]ـ
/// لابن المعتز:
اِصْبِر على حسدِ الحَسُودِ /// /// /// فَإنَّ صَبْرَك قاتِلُهْ
فالنَّارُ تأكُلُ بعضَها /// /// /// إن لم تَجِد ما تأكلُهْ
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - Aug-2009, مساء 06:27]ـ
قال الكتنجي:
الرِّزْقُ مَقْسُومٌ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبْ /// يَأْتِي بِأَسْبَابٍ وَمِنْ غَيْرِ سَبَبْ
فَاسْتَرْزِقِ اللهَ فَفِي اللهِ غِنًى /// اللهُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَبٍ حَدِبْ
الأمالي للقالي (2/ 127)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Sep-2009, صباحاً 01:32]ـ
_
إنِّي لأسْكُتُ عن عِلْمٍ ومعرفةٍ /// /// /// خوْفَ الجوابِ وما فِيْهِ مِنَ الخَطَلِ
أخشى جوابَ جَهُولٍ ليس يُنْصِفُني /// /// /// ولا يَهابُ الذي يَأْتيهِ مِنْ زَلَلِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Sep-2009, مساء 04:39]ـ
/// للشريف الرضي:
قَصَدتُ العُلى وَالمَكرُماتُ سَبيلُ /// /// وَطُلّابُها لَولا الكِرامُ قَليلُ
وَكُلُّ فَتىً لا يَطلُبُ المَجدَ أَعزَلٌ /// /// وَكُلُّ عَزيزٍ لا يَجودُ ذَليلُ
صَبَغتُ الأَماني بِالمَعالي فَلَم تَحُل /// /// عَلى أَنَّ أَلوانَ الظُنونِ تَحولُ
فَأَينَ كَموسى وَالرِماحُ شَوارِعٌ /// /// إِلى الطَعنِ وَالبيضُ الرِقاقُ تَجولُ
إِذا جَرَّ أَذيالَ العَوالي لِمَعرَكٍ /// /// فَإِنَّ جَلابيبَ التُرابِ ذُيولُ
أَخو عَزَماتٍ لا يُكَفكِفُ عَزمَهُ /// /// حِذارُ الأَعادي وَالدِماءُ تَسيلُ
وَلا يَستَكِنُّ الرَوعُ في طَيِّ قَلبِهِ /// /// وَلا يَصحَبُ الصَمصامَ وَهوَ كَليلُ
فَكُلُّ فَلاةٍ مِن نَوالِكَ لِجَّةٌ /// /// وَكُلُّ مَكانٍ مِن رِماحِكَ غيلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Sep-2009, مساء 02:04]ـ
_
لا تَعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنْكِرُها /// /// /// تَجاهُلاً وهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنْكِرُ العيْنُ ضَوْءَ الشِّمْسِ من رَمَدٍ /// /// /// ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماءِ من سَقَمٍ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[14 - Sep-2009, مساء 10:56]ـ
بَينَ الشّقِيقَةِ، فاللّوى، فالأجْرَعِ،
دِمَنٌ حُبِسْنَ على الرّياحِ الأرْبَعِ
فَكَأنّمَا ضَمِنَتْ مَعَالِمُهَا الّذي
ضَمِنَتْهُ أحْشَاءُ المُحِبّ الموجَع
ِلَوْ أنّ أنْوَاءَ السّحابِ تُطِيعُني
لَشَفى الرّبيعُ غَليلَ تِلْكَ الأرْبُعِ
مَا أحْسَنَ الأيّامَ، ِإِلاَّ أنّهَا
يا صاحِبيّ، إذا مَضَتْ لمْ تَرْجِعِ
كانوا جَميعاً، ثمّ فَرّق بَيْنهُمْ
بَينٌ كَتَقْوِيضِ الجَهام المُقلِعِ
مِن وَاقِفٍ في الهَجْرِ ليسَ بِوَاقِفٍ،
وَمُوَدِّعٍ بالبَيْنِ غَيرِ مُوَدِّعِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Sep-2009, مساء 11:03]ـ
_
تقلُّ أخلَّاء القُلُوب من الوَرى /// /// وكلُّهُم صحبٌ اذا نَطَق الفَمُ
وهيهات ما يجدي اللِّسان صداقة /// /// إذا لم يؤازره بها اللَّحم والدَّمُ
مَضَى زمَنٌ كُنَّا نواصلكم به /// /// وأقْبَلَ يومٌ فيه لا نتكلَّمُ
ولم يبق إلَّا مَن يريبك قولُهُ /// /// وتزداد فيه ريبةً حين يُقْسِمُ!
وتسمعُ منه غير ما في فؤادِهِ /// /// وشتَّان ما قلب الفتى والتكلُّمُ
_
ـ[أبو حسّان محمد الذّهبي]ــــــــ[25 - Sep-2009, صباحاً 02:22]ـ
الله الله في هذا البيت ...
سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم • • • وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[25 - Sep-2009, مساء 02:53]ـ
قال الفضل بن إسماعيل الجرجاني:
صحيح البخاري لو أنصفوه .......... لما خط إلا بماء الذهب
أسانيد مثل نجوم السماء .......... أمام متون كمثل الشهب
فيا عالمًا اجمع العالمون .......... على فضل رتبته في الرتب
نفيت السقيم من الناقلين .......... ومن كان متهما بالكذب
وأثبت من عدلته الرواة .......... وصحت روايته في الكتب
وأبرزت من حسن ترتيبه .......... وتبويبه عجبا للعجب
هذا الكتاب (صحيح البخارى) وفق الله فيه البخارى وكفى بتوفيق الله وعونه للعبد ...
ما أعجب وأدق تبويبات البخارى على الاحاديث .... رحم الله البخارى وأعظم أجره ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 09:11]ـ
_
لايَلُم غيرَ نفسِهِ كُل مَن قد • • • عرَّض النَّفسَ أنْ تُهَان فذَلَّا
يَنْظر العاقلُ الأمورَ فيَأْبَى • • • أنْ يُرَى منه غيرُ ما هو أوْلَى
_
ـ[رياض بن عبدالمحسن بن سعيد]ــــــــ[26 - Sep-2009, مساء 09:52]ـ
جمع شيخنا العلامة القاضي محمد الطيب اليوسف الطائفي عيوناً من الشعر في كتابه الماتع عصارة القلم وهو من محفوظاته وقت الطلب.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Sep-2009, صباحاً 02:40]ـ
_
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ /// /// وقد قرحتْ بالدَّمعِ منها المحاجرُ
وقد أبصرت حِمّانَ من بَعدِ أُنسها /// /// بنا وهي منا مُقفِراتٌ دواثرُ
كأنْ لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصَّفا /// /// أنيسٌ ولم يَسمُر بمكَّةَ سامِرُ
فقلتُ لها والقلبُ منِّي كأنَّما /// /// تَخَلَّبَه بين الجناحين طائرُ:
بلى .. نحنُ كنا أهلَها فأزالَنا /// /// صُروفُ اللَّيالي والجُدودُ العواثرُ
فأوْحشَ منها أهلَها كلُّ مأنسٍ /// /// وأضحى قريبُ الودِّ لي وهو هاجِرُ
أرِقتُ وما ليلُ المُضامِ بنائمٍ /// /// وقد ترقُدُ العينانِ والقلبُ ساهرُ
فيا نفسُ لا تَفني أسىً واذكُري الأسى /// /// فيوشِكُ يومًا أنْ تدور الدَّوائرُ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 02:50]ـ
هوِّن عليك الأمورا /// /// /// تعِشْ هنيئًا قريرا
واعْلَم بأنَّ اللَّيالي /// /// /// تبلي جديدًا خطيرا
وتستبيح عظيما /// /// /// ولا تجير حقيرا
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[29 - Sep-2009, مساء 03:05]ـ
قال أحمد شوقي:
برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
فمشى في الأرض يهذي ويسب الماكرينا
ويقول الحمد الله إله العالمينا
ياعباد الله توبوا فهو كهف التائبينا
وازهدوا في الطير إن العيش عيش الزاهدينا
واطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا
فأتى الديك رسول من إمام الناسكينا
عرض الأمر عليه وهو يرجو أن يلينا
فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدينا
بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا
أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا
مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[01 - Oct-2009, صباحاً 01:48]ـ
أَنْشَدَ عُمَر بْن أَبِي عُمَر النُّوقَاتِيُّ السِّجَزِيُّ جَوَابًا لِمَنْ دَعَاهُ إِمَامًا:
أَيَا نَجْمَ الفَضَائِلِ دُمْتَ تَعْلُو /// وَمَا نَابَتْكَ مِنْ غَمٍّ غَمَامَهْ
كَتَبْتَ إِلَيَّ تَدْعُونِي إِمَامًا /// وَمَنْ لِي بِالعِمَامَةِ وَالإِمَامَهْ
أَلَمْ تَعْلَمْ بِأَنَّا فِي زَمَانٍ /// غَدَتْ فِيهِ الإِمَامَةُ بِالعِمَامَهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 01:10]ـ
رزانةُ المرءِ تُعْلي قدْرَهُ أبَدَا ////// وطيشُه مُسقِطٌ له وإنْ شَرُفا
فارْبَأ بنفسك من طَيشٍ تُعَاب به ////// وإنْ تكن حُزْتَ معه العِلْم والشَّرَفا
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - Oct-2009, مساء 01:38]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
ومن جميل قول الرضيّ يخاطب القادر العبّاسي:
عَطْفًا أَميرَ المؤمنين فإنَّنا --- في دَوْحة العَلْياء لا نَتَفَرَّقُ
ما بَيْنَنا يَومَ الفَخار تَفاوُتٌ --- أبَدًا .. كِلانا في المعالي مُعْرِقُ
إِلاَّ الخلافةَ مَيَّزَتْكَ فإنَّني --- أنا عاطِلٌ مِنْها وأنْتَ مُطَوَّقُ
وحاورتُ يومًا شيخًا إماميًّا، من أصحاب العمائم السود. فلمّا حاصرته بالحجج، أومأ إلى نسبه الحسيني، فذكّرته بنسبي، وقرأت عليه البيتين الأخيرين ممّا ذكرت؛ غير أنّي قلت في البيت الأخير:
إِلاَّ العمامةَ مَيَّزَتْكَ فإنَّني --- أنا عاطِلٌ مِنْها وأنْتَ مُطَوَّقُ
فابتسم. وانتهى المجلس بالحديث عن الشعر والشعراء، بدل الأئمة والخلفاء ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 01:58]ـ
_
أعْذَرُ النَّاسِ مَن أتَتَهُ المضرَّهْ /// /// من أخٍ كان يرتجي منه نُصْرَهْ
مثل مَن غصَّ بالشَّراب فكان /// /// الهلك فيما رجاه يدفَعُ ضُرَّهْ
_
ـ[الواحدي]ــــــــ[02 - Oct-2009, مساء 02:35]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وقال مهيار:
بِلادٌ تُسِيمُ الضَّيمَ فَوقَ تُرابها --- ضِياعًا وتَسْقِي الذُّلَّ تَحْتَ غَمامِها
فلَيْتَ بلادًا شَرُّها في قُصورها --- فِدًى لِبُيوتٍ خَيرُها في خِيامِها
( ... )
إذا سَرَّ نَفْسًا يَومُها ساء شَهْرُها --- فإنْعامُها مُستطرَحٌ في انتقامِها
تَمَنَّيتُ رُغْمًا غيرَها وهِيَ الَّتي --- فَطِيرة ُ جِلْدِي حَشْوُها مِن رُغامِها!
وماذا على نَفْسٍ جَنَى عامُ خِصْبِها --- عليها الأَذَى أنْ تشتهي جَدْبَ عامِها؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[03 - Oct-2009, مساء 03:27]ـ
الدارُ ناطقة ٌ وليستْ تنطقُ = بدثورها أنَّ الجديدَ سيخلقُ
دمنٌ تجمعتِ النوى في ربعها = وتَفَرَّقَتْ فيها السَّحابُ الفُرَّقُ
فترقرقتْ عيني مآقيها إلى = أَنْ خِلْتُ مُهْجَتي التي تَتَرقْرَقُ
يا سهمُ كيفَ يفيقُ من سكرِ الهوى = حَرَّانُ يُصْبَحُ بالفِرَاقِ ويُغْبَقُ؟!
ما زالَ مشتملَ الفؤادِ على أسى ً = والبَيْنُ مُشْتَمِلٌ على مَنْ يَعْشَقُ
حكمتْ لأنفسها الليالي أنَّها = أَبداً تُفَرقُنا ولاتَتَفَرَّقُ
عمرِي لقَدْ نَصَحَ الزَّمانُ وإِنَّه = لمنَ العجائبِ ناصحٌ لا يشفقُ!
إنْ تلغِ موعظة َ الحوادثِ بعدما = وضحتْ فكمْ منْ جوهرٍ لا ينفقُ!
إِنَّ العَزَاءَ وإِنْ فَتى ً حُرِمَ الغِنَى = رزقٌ جزيلٌ للذي لا يُرزقُ!
هممُ الفتى في الأرضِ أغصانُ الغنى = غُرِسَتْ وليسَتْ كلَّ عامٍ تُورِقُ
يا عُتْبَة َ ابنِ أَبي عُصَيْمٍ دَعْوَة ً = شَنْعَاءَ تَصْدِمُ مِسْمَعَيْكَ فتَصْعَقُ
أخرست إذْ عاينتني حتى إذا = ما غبت عنْ بصري ظللتَ تشدَّقُ؟!
وكذا اللئيم يقولُ إنْ نأتِ النوى = بِعَدوهِ ويَحُولُ ساعَة َ يُصْدَق
عَيْرٌ رَأَى أَسدَ العَرينِ فَهَالَه = حتَّى إِذَا وَلَّى تَوَلَّى يَنْهَقُ!
أَوْ مِثْلَ رَاعي السُّوءِ أَتلفَ ضأْنَه = ليلاً وأصبحَ فوقَ نشزٍ ينعقُ!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Oct-2009, مساء 01:25]ـ
_
رعى اللهُ! إخوان الخيانة إنِّهم /// /// /// كَفَوْنا مؤُوْنات البَقَاء على العَهْدِ!
فلو قد وَفَوا كُنَّا أسارى حقوقِهِم /// /// /// نُرَاوحِ ما بين النَّسيئةِ والنَّقْدِ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Oct-2009, مساء 11:16]ـ
_
اليأسُ أسْلَى وأغْنَى ///////// مِن نَيْلِ ما يُتَمنَّى
يسلُو أخو اليأسِ ///////// حتى يَهْنَا ولا يَتَعنَّى
لليأسِ بَرْدٌ فمَن لم ///////// يَذقْهُ لم يتهَنَّا!
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[06 - Oct-2009, صباحاً 02:40]ـ
واني لينهاني عن الجهل والخنا < = > وعن شتم أقوام خلائق أربع
حياء واسلام وتقوى وانني < = > كريم ومثلي من يضر وينفع
فشتان مابيني وبينك انني < = > على كل حال استقيم وتضلع
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 07:49]ـ
/// البارودي:
(يُتْبَعُ)
(/)
فَلا يَسُرَّ عُدَاتِي مَا بُلِيتُ بِهِ /// /// /// فَسَوْفَ يَفْنَى وَيَبْقَى ذِكْرِيَ الْحَسَنُ
ظَنُّوا ابْتِعَادِيَ إِغْفَالاً لِمَنْقَبَتِي /// /// /// وَذَاكَ عِزٌّ لَهَا لَوْ أَنَّهُمْ فَطَنُوا
فَإِنْ أَكُنْ سِرْتُ عَنْ أَهْلِي وَعَنْ وَطَنِي /// /// /// فَالنَّاسُ أَهْلِي وَكُلُّ الأَرْضِ لِي وَطَنُ
لا يَطْمِسُ الْجَهْلُ مَا أَثْقَبْتُ مِنْ شَرَفٍ /// /// /// وَكَيْفَ يَحْجُبُ نُورَ الْجَوْنَةِ الدَّخَنُ؟
قَدْ يَرْفَعُ الْعِلْمُ أَقْوَامَاً وَإِنْ تَرِبُوا /// /// /// وَيَخْفِضُ الْجَهْلُ أَقْوَاماً وَإِنْ خَزَنوا
فَرُبَّ مَيْتٍ لَهُ مِنْ فَضْلِهِ نَسَمٌ /// /// /// وَرُبَّ حَيٍّ لَهُ مِنْ جَهْلِهِ كَفَنُ
فَلا تَغُرَّنْكَ أَشْبَاهٌ تمرُّ بها /// /// /// هَيْهَاتَ مَا كُلُّ طِرْفٍ سَابِقٌ أَرِنُ
فَلا مَلامَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ حَدَثٍ /// /// /// فَكُلُّنَا بِيَدِ الأَقْدَارِ مُرْتَهَنُ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ فِي تَصَرُّفِهِ /// /// /// لَعَاشَ حُرّاً وَلَمْ تَعْلَقْ بِهِ الْمِحَنُ
وَأَيُّ حَيٍّ وَإِنْ طَالَتْ سَلامَتُهُ /// /// /// يَبْقَى وَأَيُّ عَزِيزٍ لَيْسَ يُمْتَهَنُ؟
كُلُّ امْرِئٍ غَرَضٌ لِلدَّهْرِ يَرْشُقُهُ /// /// /// بِأَسْهُمٍ لا تَقِي أَمْثَالَهَا الجنَنُ
فَلْيَشْغَبِ الدَّهْرُ أَوْ تَسْكُنْ نَوَافِرُهُ /// /// /// فَلَسْت مِنْهُ عَلَى مَا فَاتَ أَحْتَرِنُ
غَنِيتُ عَمَّا يُهِينُ النَّفْسَ مِنْ عَرَضٍ /// /// /// فَمَا عَلَيَّ لِحَيٍّ فِي الوَرَى مِنَنُ
لكِنَّنِي بَيْنَ قَوْمٍ لا خَلاقَ لَهُمْ /// /// /// إِنْ عَاقَدُوا غَدَرُوا أوْ عَاشَرُوا دَهَنُوا
يُخْفُونَ مِنْ حَسَدٍ مَا فِي نُفُوسِهِمُ /// /// /// وَيُظْهِرُونَ خِدَاعَاً غَيْرَ مَا بَطَنُوا
تَغَيَّرَ النَّاسُ عَمَّا كُنْتُ أَعْهَدُهُ /// /// /// فَالْيَوْمَ لا أَدَبٌ يُغْنِي وَلا فِطَنُ!
فالخيرُ مُنْقَبِضٌ وَالشَّرُّ مُنْبَسِطٌ /// /// /// والجهلُ مُنْتَشِرٌ والعِلْمُ مُنْدَفِنُ
لَمْ تَلْقَ مِنْهُمْ سَلِيماً فِي مَوَدَّتِهِ /// /// /// كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ فِي قَلْبِهِ دَخَنُ
طَوَاهُمُ الْغِلُّ طَيَّ الْقدِّ وَانْتَشَرَتْ /// /// /// بِالْغَدْرِ بَيْنَهُمُ الأَحْقَادُ وَالدِّمَنُ
فَلا صَدِيقَ يُرَاعِي غَيْبَ صَاحِبِهِ /// /// /// وَلا رَفِيقَ عَلَى الأَسْرَارِ يُؤْتَمَنُ
بَلَوْتُهُمْ فَسَئِمْتُ الْعَيْشَ وَانْصَرَفَتْ /// /// /// نَفْسِي عَنِ النَّاسِ حَتَّى لَيْسَ لِي شَجَنُ
فَإِنْ يَكُنْ فَاتَنِي مَا كُنْتُ أَمْلُكُهُ /// /// /// فَالْبُعْدُ عَنْهُمْ لِمَا أَتْلَفْتُهُ ثَمَنُ
كَفَى بِحَرْبِ النَّوَى سِلْماً نَجَوْتُ بِهِ /// /// /// وَرُبَّ مَخْشِيَّةٍ فِي طَيِّهَا أَمَنُ
لَعَلَّ مُزْنَةَ خَيْرٍ تَسْتَهِلُّ عَلَى /// /// /// رَوْضِ الأَمَانِي فَيَحْيَا الأَصْلُ وَالْفَنَنُ
وَكُلُّ شَيءٍ لَهُ بَدْءٌ وَعَاقِبَةٌ /// /// /// وَكَيْفَ يَبْقَى عَلَى حِدْثَانِهِ الزَّمَنُ؟!
_
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 08:33]ـ
غريبٌ أمر هذه الغفلة عن شعر البارودي
سبحان الله!!!!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 09:35]ـ
/// شعر البارودي موعبٌ بشعر الحكمة والتجارب المستفيضة، والرجل حنَّكته تجاربه، وجمَّل شعره فحولته وجزالة ألفاظه، حتى كأنَّك تقرأ لشعرٍ عبَّاسي، وقد قلتُ في السابق:
/// "الجنرال" محمود سامي البارودي ت 1322 هـ، إذ عاش في غير زمانه!
/// لذا قام الحميِّن بإصدار أشرطة بصوته ينتقي فيها شيئًا من شعره الرائع.
/// وأنا عند قراءتي لديوانه أتردَّد كثيرًا بين ما أختاره فأذكره حالا وبين ما أؤجلِّه نسيئةً.
ـ[رهج السنابك]ــــــــ[06 - Oct-2009, مساء 10:23]ـ
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبَّار خيل اللّه في * أنف امرىء ودخان نار تلهب
هذا كتاب اللّه ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Oct-2009, مساء 03:28]ـ
/// البارُوديُّ .. أيضاً:
قَلَّدْتُ جِيدَ الْمَعَالِي حِلْيَةَ الْغَزَلِ /// /// /// وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ
يَأْبَى لِيَ الْغَيَّ قَلْبٌ لا يَمِيلُ بِهِ /// /// /// عَنْ شَرْعَةِ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُجُلِ
أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَةً /// /// /// عَنْ غُرَّةِ النَّصْرِ لا بِالْبِيضِ فِي الْكِلَلِ
لَمْ تُلْهِنِي عَنْ طِلابِ الْمَجْدِ غَانِيَةٌ /// /// /// فِي لَذَّةِ الصَّحْوِ مَا يُغْنِي عَنِ الثَّمَلِ
كَمْ بَيْنَ مُنْتَدِبٍ يَدْعُو لِمَكْرُمَةٍ /// /// /// وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ
لَوَلا التَّفَاوُتُ بَيْنَ الْخَلْقِ مَا ظَهَرَتْ /// /// /// مَزِيَّةُ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَلْيِ وَالْعَطَلِ
فَانْهَضْ إِلَى صَهَوَاتِ الْمَجْدِ مُعْتَلِياً /// /// /// فَالْبَازُ لَمْ يَأْوِ إِلَّا عَالِيَ الْقُلَلِ
وَدَعْ مِنَ الأَمْرِ أَدْنَاهُ لأَبْعَدِهِ /// /// /// فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ مَا يُغْنِي عَنِ الْوَشَلِ
قَدْ يَظْفَرُ الْفَاتِكُ الأَلْوَى بِحَاجَتِهِ /// /// /// وَيَقْعُدُ الْعَجْزُ بِالْهَيَّابَةِ الْوَكَلِ
وَكُنْ عَلَى حَذَرٍ تَسْلَمْ فَرُبَّ فَتىً /// /// /// أَلْقَى بِهِ الأَمْنُ بَيْنَ الْيَأْسِ وَالْوَجَلِ
وَلا يَغُرَّنْكَ بِشْرٌ مِنْ أَخِي مَلَقٍ /// /// /// فَرَوْنَقُ الآلِ لا يَشْفِي مِنَ الْغَلَلِ
لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ دَخَنٍ /// /// /// لَبَاتَ مِنْ وُدِّ ذِي الْقُرْبَى عَلَى دَخَلِ
فَلا تَثِقْ بِوَدَادٍ قَبْلَ مَعْرِفَةٍ /// /// /// فَالْكُحْلُ أَشْبَهُ فِي الْعَيْنَيْنِ بِالْكَحَلِ
وَاخْشَ النَّمِيمَةَ وَاعْلَمْ أَنَّ قَائِلَهَا /// /// /// يُصْلِيكَ مِنْ حَرِّهَا نَاراً بِلا شُعَلِ
كَمْ فِرْيَةٍ صَدَعَتْ أَرْكَانَ مَمْلَكَةٍ /// /// /// وَمَزَّقَتْ شَمْلَ وُدٍّ غَيْرِ مُنْفَصِلِ
فَاقْبَلْ وَصَاتِي وَلا تَصْرِفْكَ لاغِيَةٌ /// /// /// عَنِّي فَمَا كُلُّ رَامٍ مِنْ بَنِي ثُعَلِ
إِنِّي امْرُؤٌ كَفَّنِي حِلْمِي وَأَدَّبَنِي /// /// /// كَرُّ الْجَدِيدَيْنِ مِنْ مَاضٍ وَمُقْتَبَلِ
فَمَا سَرَيْتُ قِنَاعَ الْحِلْمِ عَنْ سَفَهٍ /// /// /// وَلا مَسَحْتُ جَبِينَ الْعِزِّ مِنْ خَجَلِ
حَلَبْتُ أَشْطُرَ هَذَا الدَّهْرِ تَجْرِبَةً /// /// /// وَذُقْتُ مَا فِيهِ مِنْ صَابٍ وَمِنْ عَسَلِ
فَمَا وَجَدْتُ عَلَى الأَيَّامِ بَاقِيَةً /// /// /// أَشْهَى إِلَى النَّفْسِ مِنْ حُرِّيَّةِ الْعَمَلِ
لَكِنَّنَا غَرَضٌ لِلشَّرِّ فِي زَمَنٍ /// /// /// أَهْلُ الْعُقُولِ بِهِ فِي طَاعَةِ الْخَمَلِ
قَامَتْ بِهِ مِنْ رِجَالِ السُّوءِ طَائِفَةٌ /// /// /// أَدْهَى عَلَى الْنَّفْسِ مِنْ بِؤْسٍ عَلَى ثَكَلِ
مِنْ كُلِّ وَغْدٍ يَكَادُ الدَّسْتُ يَدْفَعُهُ /// /// /// بُغْضاً وَيَلْفِظُهُ الدِّيوانُ مِنْ مَلَلِ
قَوْمٌ إِذَا أَبْصَرُونِي مُقْبِلاً وَجَمُوا /// /// /// غَيْظاً وَأَكْبَادُهُمْ تَنْقَدُّ مِنْ دَغَلِ
فَإِنْ يَكُنْ سَاءَهُمْ فَضْلِي فَلا عَجَبٌ /// /// /// فَالشَّمْسُ وَهيَ ضِيَاءٌ آفَةُ الْمُقَلِ
نَزَّهْتُ نَفْسِيَ عَمَّا يَدْنَسُونَ بِهِ /// /// /// وَنَخْلَةُ الرَّوْضِ تَأْبَى شِيمَةَ الْجُعَلِ
أَرْضٌ تَأَثَّلَ فِيهَا الظُّلْمُ وَانْقَذَفَتْ /// /// /// صَوَاعِقُ الْغَدْرِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْجَبَلِ
وَأَصْبَحَ النَّاسُ فِي عَمْيَاءَ مُظْلِمَةٍ /// /// /// لَمْ يَخْطُ فِيهَا امْرُؤٌ إِلَّا عَلَى زَلَلِ
لَمْ أَدْرِ مَا حَلَّ بِالأَبْطَالِ مِنْ خَوَرٍ /// /// /// بَعْدَ الْمِرَاسِ وَبِالأَسْيَافِ مِنْ فَلَلِ
أَصَوَّحَتْ شَجَرَاتُ الْمَجْدِ أَمْ نَضَبَتْ /// /// /// غُدْرُ الْحَمِيَّةِ حَتَّى لَيْسَ مِنْ رَجُلِ
لا يَدْفَعُونَ يَداً عَنْهُمْ وَلَوْ بَلَغَتْ /// /// /// مَسَّ الْعَفَافَةِ مِنْ جُبْنٍ وَمِنْ خَزَلِ
خَافُوا الْمَنِيَّةَ فَاحْتَالُوا وَمَا عَلِمُوا /// /// /// أَنَّ الْمَنِيَّةَ لا تَرْتَدُّ بِالْحِيَلِ
فَفِيمَ يَتَّهِمُ الإِنْسَانُ خَالِقَهُ /// /// /// وَكُلُّ نَفْسٍ لَهَا قَيْدٌ مِنَ الأَجَلِ
(يُتْبَعُ)
(/)
هَيْهَاتَ يَلْقَى الْفَتَى أَمْناً يَلَذُّ بِهِ /// /// /// مَا لَمْ يَخُضْ نَحْوَهُ بَحْراً مِنَ الْوَهَلِ
فَمَا لَكُمْ لا تَعَافُ الضَّيْمَ أَنْفُسُكُمْ /// /// /// وَلا تَزُولُ غَوَاشِيكُمُ مِنَ الْكَسَلِ
فَأَيَّ عَارٍ جَلَبْتُمْ بِالْخُمُولِ عَلَى /// /// /// مَا شَادَهُ السَّيْفُ مِنْ فَخْرٍ عَلَى زُحَلِ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْفَتَى عَقْلٌ يَعِيشُ بِهِ /// /// /// فَإِنَّمَا هُوَ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَمَلِ
فَبَادِرُوا الأَمْرَ قَبْلَ الْفَوْتِ وَانْتَزِعُوا /// /// /// شِكَالَةَ الرَّيْثِ فَالدُّنْيَا مَعَ الْعَجَلِ
وَقَلِّدُوا أَمْرَكُمْ شَهْماً أَخَا ثِقَةٍ /// /// /// يَكُونُ رِدْءاً لَكُمْ فِي الْحَادِثِ الْجَلَلِ
مَاضِي الْبَصِيرَةِ غَلَّابٌ إِذَا اشْتَبَهَتْ /// /// /// مَسَالِكُ الرَّأْيِ صَادَ الْبَازَ بِالْحَجَلِ
إِنْ قَالَ بَرَّ وَإِنْ نَادَاهُ مُنْتَصِرٌ /// /// /// لَبَّى وَإِنْ هَمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِلا نَفَلِ
يَجْلُو الْبَدِيهَةَ بِاللَّفْظِ الْوَجِيزِ إِذَا /// /// /// عَزَّ الْخِطَابُ وَطَاشَتْ أَسْهُمُ الْجَدَلِ
وَلا تَلجُّوا إِذَا مَا الرَّأْيُ لاحَ لَكُمْ /// /// /// إِنَّ اللَّجَاجَةَ مَدْعَاةٌ إِلَى الْفَشَلِ
قَدْ يُدْرِكُ الْمَرْءُ بِالتَّدْبِيرِ مَا عَجَزَتْ /// /// /// عَنْهُ الْكُمَاةُ وَلَمْ يَحْمِلْ عَلَى بَطَلِ
هَيْهَاتَ مَا النَّصْرُ فِي حَدِّ الأَسِنَّةِ بَلْ /// /// /// بِقُوَّةِ الرَّأْيِ تَمْضِي شَوْكَةُ الأَسَلِ
وَطَالِبُوا بِحُقُوقٍ أَصْبَحَتْ غَرَضاً /// /// /// لِكُلِّ مُنْتَزِعٍ سَهْماً وَمُخْتَتِلِ
وَلا تَخَافُوا نَكَالاً فِيهِ مَنْشَؤُكُمْ /// /// /// فَالْحُوتُ فِي الْيَمِّ لا يَخْشَى مِنَ الْبَلَلِ
عَيْشُ الْفَتَى فِي فَنَاءِ الذُّلِّ مَنْقَصَةٌ /// /// /// وَالْمَوْتُ فِي الْعِزِّ فَخْرُ السَّادَةِ النَّبَلِ
لا تَتْرُكُوا الْجِدَّ أَوْ يَبْدُو الْيَقِينُ لَكُمْ /// /// /// فَالْجِدُّ مِفْتَاحُ بَابِ الْمَطْلَبِ الْعَضِلِ
طَوْراً عِرَاكاً وَأَحْيَاناً مُيَاسَرَةً /// /// /// رِيَاضَةُ الْمُهْرِ بَيْنَ الْعُنْفِ وَالْمَهَلِ
حَتَّى تَعُودَ سَمَاءُ الأَمْنِ ضَاحِيَةً /// /// /// وَيَرْفُلَ الْعَدْلُ فِي ضَافٍ مِنَ الْحُلَلِ
هَذِي نَصِيحَةُ مَنْ لا يَبْتَغِي بَدَلاً /// /// /// بِكُمْ وَهَلْ بَعْدَ قَوْمِ الْمَرْءِ مِنْ بَدَلِ
أَسْهَرْتُ جَفْنِي لَكُمْ فِي نَظْمِ قَافِيَةٍ /// /// /// مَا إِنْ لَهَا فِي قَدِيمِ الشِّعْرِ مِنْ مَثَلِ
كَالْبَرْقِ فِي عَجَلٍ وَالرَّعْدِ فِي زَجَلٍ /// /// /// وَالْغَيْثِ فِي هَلَلٍ وَالسَّيْلِ فِي هَمَلِ
غَرَّاءُ تَعْلَقُهَا الأَسْمَاع مِنْ طَرَبٍ /// /// /// وَتَسْتَطِيرُ بِهَا الأَلْبَابُ مِنْ جَذَلِ
حَوْلِيَّةٌ صَاغَهَا فِكْرٌ أَقَرَّ لَهُ /// /// /// بِالْمُعْجِزَاتِ قَبِيلُ الإِنْسِ وَالْخَبَلِ
تَلُوحُ أَبْيَاتُهَا شَطْرَيْنِ فِي نَسَقٍ /// /// /// كَالْمَشْرَفِيَّةِ قَدْ سُلَّتْ مِنَ الْخِلَلِ
إِنْ أَخْلَقَتْ جِدَّةُ الأَشْعَارِ أَثَّلَهَا /// /// /// لَفْظٌ أَصِيلٌ وَمَعْنىً غَيْرُ مُنْتَحَلِ
تَفْنَى النُّفُوسُ وَتَبْقَى وَهْيَ نَاضِرَةٌ /// /// /// عَلَى الدُّهُورِ بَقَاءَ السَّبْعَةِ الطُوَلِ
ـ[ابن محمود القريشي]ــــــــ[11 - Oct-2009, صباحاً 05:07]ـ
هاذاني البيتين من أحب الأبيات إلى قلبي ...
سمعتها من شيخي أبو داود , حفظه الله تعالى , وشافاه من كل داء ..
قال لي:
إنظر يا قريشي إلى هاذينِ البيتين فهي من أجمل ما قرأت " وكان الشيخ قد كتبها على ساعده خوفا من نسيانها ":
يا صاح لو كرهت كفي منادمتي ..... لقلت لو كرهت كفي لها بيني
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ..... ولا أبالي حبيبا لا يباليني
وكذلك من أجمل الأبيات التي قد سمعتها منه حفظه الله تعالى:
أبكي وأضحك والحالات واحدة .. أطوي عليها فؤاداً شقه الألم
فإن رأيت دموعي وهي ضاحكة .. فالدمع من زحمة الآلام يبتسم
وفي الجوانح خفاق متى عصفت .. به الشجون تلوى وهو مضطرم
فاظلم كما شئت لا أرجوك مرحمة .. إنا إلى الله يوم الحشر نحتكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Oct-2009, مساء 07:21]ـ
هذان البيتان من أحب الأبيات إلى قلبي ... سمعتهما من شيخي أبو داود , حفظه الله تعالى , وشافاه من كل داء .. قال لي: انظر يا قريشي إلى هذينِ البيتين فهي من أجمل ما قرأت "وكان الشيخ قد كتبها على ساعده خوفا من نسيانها":
يا صاح لو كرهت كفي منادمتي ..... لقلت لو كرهت كفي لها بيني
لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ..... ولا أبالي حبيبا لا يباليني
/// البيتان لصالح عبدالقدوس.
/// ويقاربه قول المثقَّب العبدي:
أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني /// /// /// وَمَنعُكِ ما سَأَلتُكِ أَن تَبيني
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ /// /// /// تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَيفِ دوني
فَإِنّي لَو تُخالِفُني شِمالي /// /// /// خِلافَكِ ما وَصَلتُ بِها يَميني
إِذاً لَقَطَعتُها وَلَقُلتُ بِيني /// /// /// كَذَلِكَ أَجتَوي مَن يَجتَويني
........ /// /// /// .........
إِلى عَمرٍو وَمِن عَمرٍو أَتَتني /// /// /// أَخى النَجداتِ وَالحِلمِ الرَصينِ
فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ /// /// /// فَأَعرِفَ مِنكَ غَثّي مِن سَميني
وَإِلّا فَاِطَّرِحني وَاِتَّخِذني /// /// /// عَدُوّاً أَتَّقيكَ وَتَتَّقيني
وَما أَدري إِذا يَمَّمتُ وَجهاً /// /// /// أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني
أَأَلخَيرُ الَّذي أَنا أَبتَغيهِ /// /// /// أَمِ الشَرُّ الَّذي هُوَ يَبتَغيني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Oct-2009, مساء 07:38]ـ
-
/// البارودي .. أيضاً:
أَيْنَ المَعَاقِلُ بَلْ أَيْنَ الجَحَافِلُ بَلْ /// /// /// أَيْنَ المَنَاصِلُ وَالْخِطِّيَّةُ الشَّرَعُ؟
لا شَيءَ يَدْفَعُ كَيْدَ الدَّهْرِ إِنْ عَصَفَتْ /// /// /// أَحْدَاثُهُ أَوْ يَقِي مِنْ شَرِّ مَا يَقَعُ
زَالُوا فَمَا بَكَتِ الدُّنْيَا لِفُرْقَتِهِمْ /// /// /// وَلا تَعَطَّلَتِ الأَعْيَادُ وَالجُمَعُ
وَالدَّهْرُ كَالْبَحْرِ لا يَنْفَكُّ ذَا كَدَرٍ /// /// /// وإِنَّمَا صَفْوُهُ بَيْنَ الْوَرَى لُمَعُ
لَوْ كَانَ لِلْمَرْءِ فِكْرٌ فِي عَوَاقِبِهِ /// /// /// مَا شَانَ أَخْلاقَهُ حِرصٌ وَلا طَبَعُ!
وكَيْفَ يُدْرِكُ مَا فِي الْغَيْبِ مِنْ حَدَثٍ /// /// /// مَنْ لَمْ يَزَلْ بِغُرُورِ العَيشِ يَنْخَدِعُ
دَهْرٌ يَغُرُّ وآمَالٌ تَسُرُّ وَأَعْـ /// /// /// ـمَارٌ تَمُرُّ وأَيَّامٌ لَهَا خُدَعُ
يَسْعَى الْفَتَى لأُمُورٍ قَدْ تَضُرُّ بِهِ /// /// /// ولَيْسَ يَعْلَمُ مَا يَأْتِي ومَا يَدَعُ
يَا أَيُّهَا السَّادِرُ الْمُزْوَرُّ مِنْ صَلَفٍ /// /// /// مَهْلاً فَإِنَّكَ بِالأَيَّامِ مُنْخَدِعُ
دَعْ مَا يَرِيبُ وَخُذْ فِي مَا خُلِقْتَ لَهُ /// /// /// لَعَلَّ قَلْبَكَ بِالإِيْمَانِ يَنْتَفِعُ
إِنَّ الحَيَاةَ لَثَوبٌ سَوْفَ تَخْلَعُهُ /// /// /// وَكُلُّ ثَوْبٍ إِذَا مَا رَثَّ يَنْخَلِعُ
-
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Oct-2009, صباحاً 12:07]ـ
/// المتنبي:
روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا /// /// /// أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ
كَفى بِجِسمي نُحولًا أَنَّني رَجُلٌ /// /// /// لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Oct-2009, مساء 05:59]ـ
/// البارودي:
سُكُوتِي إِذَا دَامَ الحَدِيثُ كَلامُ /// /// /// وَتَقْلِيبُ عَيْنِي فِي الْوُجُوهِ مَلامُ
وَصَبْرِي عَلَى الأيَّامِ لا مِنْ مَذَلَّةٍ /// /// /// وَلَكِنْ يَدٌ مَغْلُولَةٌ وَحُسَامُ
أُلامُ عَلَى أَنِّي صَبَرْتُ وَهَلْ فَتَىً /// /// /// عَلَى الصَّبْرِ إِنْ قَلَّ المعِينُ يُلامُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Oct-2009, صباحاً 10:08]ـ
/// ابن الرُّومي:
أغِثّاءُ ما فيهم أديبٌ علمتُه /// /// /// ولا قابلُ التَّأديب حين يؤدَّبُ
خلا أنَّ آدابًا أُعيروا حُلِيَّها /// /// /// فأضحت بهم يُبكى عليها وتُندبُ
وكم من مُعارٍ زينةً وكأنَّه /// /// /// إذا ما تحلَّى حَلْيَها يَتَسلَّبُ
بحقِّهمُ أن باعدوني وقَرَّبوا /// /// /// سِواي وتقريبُ المُباعَد أوجبُ
رأى القومُ لي فضلاً يعاديه نقصُهُمْ /// /// /// فمالوا إلى ذي النقص والشكلُ أقربُ
خفافيشُ أعشاها نهارٌ بضوئه /// /// /// ولاءَمَها قِطْعٌ من اللَّيل غَيهبُ
بهائمُ لا تُصغي إلى شَدْوِ مَعْبدٍ /// /// /// وأمَّا على جافي الحُداءِ فتَطربُ(/)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 04:28]ـ
قَالَ أَبُو سعد بن دوست لنفسه، وقد نسبت لغيره:
يَغْدُو الفَقِيرُ وَكُلُّ شَيْءٍ ضِدُّهُ /// والأَرْضُ تُغْلِقُ دُونَهُ أَبْوابَها
وَتَراهُ مَبْغُوضًا وَلَيْسَ بمُذْنِبٍ /// فيَرى العَداوَةَ لا يَرى أَسْبابَها
حَتَّى الكِلابَ إِذا رَأَتْ ذا بَزَّةٍ /// هَشَّتْ إِلَيْهِ وبَصْبَصَتْ أَذْنابَها
وَإِذا رَأَتْ رَجُلاً فَقِيرًا عارِيًا /// هرَّتْ إِلَيهِ وكشَّرَتْ أَنْيابَها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Nov-2009, مساء 08:16]ـ
/// المتنبِّي .. ولن نمل:
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ مالا تَوَدُّهُ /// /// /// وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
يُباعِدنَ حِبّاً يَجتَمِعنَ وَوَصلُهُ /// /// /// فَكَيفَ بِحِبٍّ يَجتَمِعنَ وَصَدُّهُ
أَبى خُلُقُ الدُنيا حَبيباً تُديمُهُ /// /// /// فَما طَلَبي مِنها حَبيباً تَرُدُّهُ
وَأَسرَعُ مَفعولٍ فَعَلتَ تَغَيُّراً /// /// /// تَكَلُّفُ شَيءٍ في طِباعِكَ ضِدُّهُ
وَأَتعَبُ خَلقِ اللَهِ مَن زادَ هَمُّهُ /// /// /// وَقَصَّرَ عَمّا تَشتَهي النَفسُ وُجدُهُ
فَلا يَنحَلِل في المَجدِ مالُكَ كُلُّهُ /// /// /// فَيَنحَلَّ مَجدٌ كانَ بِالمالِ عَقدُهُ
وَدَبِّرهُ تَدبيرَ الَّذي المَجدُ كَفُّهُ /// /// /// إِذا حارَبَ الأَعداءَ وَالمالُ زَندُهُ
فَلا مَجدَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مالُهُ /// /// /// وَلا مالَ في الدُنيا لِمَن قَلَّ مَجدُهُ
وَفي الناسِ مَن يَرضى بِمَيسورِ عَيشِهِ /// /// /// وَمَركوبُهُ رِجلاهُ وَالثَوبُ جِلدُهُ
وَلَكِنَّ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ مالَهُ /// /// /// مَدىً يَنتَهي بي في مُرادٍ أَحُدُّهُ
يَرى جِسمَهُ يُكسى شُفوفاً تَرُبُّهُ /// /// /// فَيَختارُ أَن يُكسى دُروعاً تَهُدُّهُ
_
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[06 - Nov-2009, صباحاً 09:04]ـ
جاء في الجزء الثاني من كتاب (ديوان الرافعي) من تحقيق الدكتور ياسين الأيوبي منشورات المكتبة العصرية صيدا-بيروت هذه القصيدة الرائعة للرافعي رحمه الله يصف فيها أفانين الحرب وويلاتها فيقول:
هم الناس حتى يروي الأرض مدمع .... وتالله يروى آكل ليس يشبع ... 1
ظماءة جوف أجّ شوقا الى الورى .... وبعد الظما قد يلتظي حين ينقع ... 2
ومسغبة لا يبلغ الخلق دفعها .... وان بطن الأحياء في الأرض أجمع ... 3
فيا بارئ الدنيا حنانيك إنما .... طغى الناس جهلا بالذي كنت تشرع
لكلّ فؤاد غير أن طبيعة .... من الشرّ بين القلب والقلب تقطع ... 4
وكلّ جرى فيه دم غير أنني .... أرى الحرص طفلا من دم الناس يرضع ... 5
وبين المنى والنفس للشر موقف .... فإن لم تزعه النفس أقبل يسرع ... 6
وكلّ ضيعف الرأي منفتل الهوى .... عن الحزم يمنى بالهوان فيخضع ... 7
وتالله إنّ الذنب للمرء أهله .... ففي أي شكل تطبع الطين يطبع ... 8
وأعجب ما في الناس أن يتألموا .... إذا أوجعتهم نكبة ثم يوجعوا
وأن يخدع الانسان غير مجامل .... ويجزع إن أمسى كذلك يخدع
وفي الناس حق ما يزال وباطل .... ولكنهم للحق بالباطل ادعوا
لحا الله دهرا شد بالقوة الهوى .... فكل قوي شاء ما شاء يتبع ... 9
وهب أن هذا الظلم كان سياسة .... فمن قال إنّ الظلم في الظلم يشفع؟
لعمرك لو تبنى ... حجرة .... بغير قلوب الناس باتت تزعزع ... 10
ولو رفعوها فوق غير ضعافهم .... لما وجدوها آخر الدهر ترفع
إذا لم يكن للضعف حول فمن إذا .... بتلك القوى غير الضعيف يفجّع؟ ... 11
حنانيك يا رب الضعاف فهم كما .... تحمّل قيد الأرجل الضخم إصبع
وويلاه ما هذي الحروب ومن أرى .... فقدما عهدنا الوحش في الوحش يطمع
معايب إلا أن كم من فظيعة .... لها مصدر إن يكشف لك أفظع؟
فويح الورى هم سعروها وبعضهم .... لها حطب والبعض فيها موقع ... 12
.............................. ..........
ونقعٍ دجوجي ترى السحب فوقه .... لما راعها من برقه تتقطع .... 13
إذا انفرجت للريح فيه طريقة .... نجت وبها حمى تئز وتسطع .... 14
وإن طالعته الشمس تذهل فلا ترى .... أمغربها في النقع أم ذاك مطلع .... 15
وقد كشفت تلك العجوز نقابها .... وقالت لأهلها قفوا ثمّ ودّعوا .... 16
وألقى الردى صيحاته دافعا بها .... لذاك فم الموت اسمه اليوم (مدفع) .... 17
(يُتْبَعُ)
(/)
على عصبة لم يظلموا غير أنهم .... مفاتيح إمّا قيل أغلق موضع .... 18
ولله ما أشهى الردى بعد ضيقة .... تكون طريقا للتي هي أوسع
وكأنّهم والموت حان نزوله .... سجود يخافون العذاب وركّع
كأن ثياب الموت كن بواليا .... عليه وبالأرواح أمست ترقّع .... 19
كأنّ الردى إذ حجّل الجند حوله .... (وقد عطشوا) حوض من الماء مترع .... 20
كأن فم الميدان أصعد زفرة .... من الجيف الملقاة لله تضرع
زلازل ويل ما تني الأرض تحتها .... تهزهز حتى أوشكت تتصدع
إذا نفعت ضرّت وما خير نعمة .... تضرّ الورى أضعاف ما هي تنفع؟
كذلك أرى الدنيا فتاة شنيعة .... فإن ولدت جاءت بما هو أشنع
كأني بهذه الأرض قلبا معلقا .... وما ملك إلا له الحرص أضلع
كأن قد غدا الإنسان وحشا فلا أرى .... يعزّز إلا المرء واديه مسبع .... 21
وإن يأمر الملك الذي ليس تحته .... سرير من القتلى فهيهات يسمع
ولن تصبح الدنيا سلاما ورحمة .... على أهلها ما دام في الناس مطمع
.............................. .....................
الهامش:
1 - تعبير موارب في غاية اللطف أقسم أو تعجب مستحدما أسلوب القسم من ري أكول = نهوم قائلا: بالله عليكم هل يمكن لمثل هذا الآدمي أن يرتوي وهو لا يفتأ يأكل؟ فقد أقسم مستفهما كأنما هو قائل: (تالله لا يروى آكل لا يشبع).
2 - الظماءة: مصدر ظمئء وظماءة العطش الشديد وفي العجز قول حكمي يعني: أن كثرة الارتواء قد تفضي الى العطش والى اشتداد لظى الظمأ .... كما يفضي الماء الكثير ينسكب على التربة إلى إفسادها .... وأجّ الجوف شوقا: اضطرم وزاد اشتعاله
3 - المسغبة: الجوع الشديد أو المجاعة الكبرى وبطن الشيء: صار في باطنه
4 - أي هناك نفوسا مريضة ليس لها من عمل سوى قطع أواصر القربى والوئام بين المتحابين المتآلفين ....
5 - شبه الطمع الشديد بالطفل الذي لا يحيى بدون الرضاعة
6 - تزعه النفس: من وزع يزع وزعا .... تردعه وتزجره ..
7 - منفتل الهوى: يميل حيث يميل هواه ومزاجه دلالة على الضعف والاسترخاء
8 - إن الذنب الذي يقترفه الانسان يقع على ذويه ممن تولى تربيته فهو كالطين الذي يخرج منه صاحبه ما يشاء من الأشكال والهيئات
9 - لحا لحوا: لام وعذل يلوم الدهر الذي منح أهل الهوى والمزاج قوة الفعل والانجاز فاتبعوا هواهم من دون هوادة ....
10 - تزعزه: تصدع وتشقق
11 - افترض الشاعر أن يكون للضعاف قوة الاحتمال وإلا فمن ذا الذي يفجع بالكوارث غيرهم؟ فمن لا قوة له لا تصح له فجيعة فهو مفجوع بصورة دائمة إذا طرأ عليه جديد لا يغير فيه شيئا.
12 - ويح الورى: اسم فعل بمعنى الترحم والتوجع وقد تعني: الويل وقصد بالموقع: الذي يهندس الجريمة ويدفع الناس الى الاقتتال
13 - النقع: الماء المجتمع في الغدير أو البرك .... والدجوجي نسبة الى: دجا الليل: اذا سكن وانتشر.
14 - الطريقة: التجعيد الذي يصيب المياه الراكدة تتسع وتتعمق كلما اشتدت الريح كأثلام الفلاحة وتئز: تصدر صوتا كصوت الماء يغلي في المرجل.
15 - جزم فعل (تذهل) جوابا للشرط للضرورة الشعرية وحقه الجواب بمثل فعله: إن طالعته: ذهل.
16 - كنّى بالعجوز عن الحرب وقرينة ذلك (المدفع) في قافية البيت التالي.
17 - لا معنى لقوله في العجز: (أمّا قيل) ولعلّّها مصحفة عن: (عمّا قيل).
18 - قرع كؤوس الموت كناية عن تقارع السيوف والأجساد والمعادن والجماجم وما شابه
19 - تشبيه تخييلي لافت شبه واقع الموت الرتيب قبل الحرب بالثوب الخلق البالي فجاءت الحرب وأصلحت قماشته البالية برقع من الارواح المزهقة.
20 - (حجّل الجند حوله): مشوا بتثاقل من اثر العياء والحوض المترع: الملآن.
21 - المسبع: الكثير السباع أراد بذلك سيادة القوة من غير رادع أو نظام أو شرعة.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Nov-2009, مساء 08:03]ـ
/// أبوالعيناء:
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ /// /// /// شَفَتاهُ أَنْواعَ الكَلامِ فَقَالا
وَتَقَدَّمَ الفُصَحاءُ فَاسْتَمَعوا له /// /// /// وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الوَرى مُخْتالا
لولا دَراهِمُهُ الَّتي فِي كِيسِهِ /// /// /// لَرَأَيْتَهُ شَرَّ البَرِيَّةِ حالا
إِنَّ الغَنيَّ إِذا تَكَلَّمَ كَاذِباً /// /// /// قَالوا صَدَقْتَ وَما نَطَقْتَ مُحالا
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ /// /// /// وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها /// /// /// تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
فَهْيَ اللِّسانُ لِمنْ أَرادَ فَصاحةً /// /// /// وَهْيَ السِّلاحُ لِمَنْ أَرادَ قِتالا
ـ[قلبـ مملكه ـي وربي يملكه]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 06:37]ـ
وَإِذا الفقيرُ أَصابَ قالوا لَمْ تُصِبْ /// /// /// وَكَذَبْتَ يا هذا وَقُلْتَ ضلالا
إِنَّ الدَّراهِمَ فِي المَواطِنِ كُلّها /// /// /// تَكْسُو الرِّجَالَ مَهابَةً وجَلالا
صدق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Nov-2009, مساء 10:18]ـ
/// امرؤ القيس:
بَكى صاحِبي لمَّا رَأى الدَربَ دونَهُ /// /// /// وَأَيقَنَ أنَّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ: لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّما /// /// /// نُحاولُ مُلكًا أو نَموتَ فَنُعذَرا!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Nov-2009, صباحاً 10:24]ـ
/// أبوفراس:
أَتَعُزُّ أَنتَ عَلى رُسومِ مَغانِ /// /// /// فَأُقيمُ لِلعَبَراتِ سوقَ هَوانِ
فَرضٌ عَليَّ لِكُلِّ دارٍ وَقفَةٌ /// /// /// تَقضي حُقوقَ الدارِ وَالأَجفانِ
لَولا تَذَكُّرُ مَن هَويتُ بِحاجِرٌ /// /// /// لَم أَبكِ فيهِ مَواقِدَ النيرانِ
وَلَقَد أَراهُ قُبَيلَ طارِقَةِ النَوى /// /// /// مَأوى الحِسانِ وَمَنزِلِ الضَيفانِ
وَمَكانَ كُلِّ مُهَنَّدٍ وَمَجَرَّ كُـ /// /// /// ـلِ مُثَقَّفٍ وَمَجالَ كُلِّ حِصانِ
نَشَرَ الزَمانُ عَلَيهِ بَعدَ أَنيسِهِ /// /// /// حُلَلَ الفَناءِ وَكُلُّ شَيءٍ فانِ
وَلَقَد وَقَفتُ فَسَرَّني ماساءَني /// /// /// فيهِ وَأَضحَكَني الَّذي أَبكاني
وَرَأَيتُ في عَرَصاتِهِ مَجموعَةً /// /// /// أُسدَ الشَرى وَرَبائِبَ الغِزلانِ
ياواقِفانِ مَعي عَلى الدَّارِ اِطلُبا /// /// /// غَيري لَها إِن كُنتُما تَقِفانِ
مَنَعَ الوُقوفَ عَلى المَنازِلِ طارِقٌ /// /// /// أَمَرَ الدُموعَ بِمُقلَتي وَنَهاني
فَلَهُ إِذا وَنَتِ المَدامِعُ أَوهَمَت /// /// /// عِصيانُ دَمعي فيهِ أَو عِصياني
ما لي جَزِعتُ مِنَ الخُطوبِ وَإِنَّما /// /// /// أَخَذَ المُهَيمِنُ بَعضَ ما أَعطاني
وَلَقَد سُرِرتُ كَما غَمَمتُ عَشائِري /// /// /// زَمَناً وَهَنّاني الَّذي عَنّاني
-
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 12:52]ـ
وما من ظالم إلا سيبلى بظالمٍ ... وما من يدٍ إلا يد الله فوقها
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Nov-2009, مساء 08:44]ـ
قال مالك بن الريب:
يَقولونَ لا تَبعُدْ وَهُم يَدفِنونَني ... وَأَينَ مَكانُ البُعدِ إِلا مَكانِيا
غَداةَ غَدٍ يا لَهفَ نَفسي عَلى غَدٍ ... إِذا أدلجوا عَنّي وَأَصبَحتُ ثاوِيا
وَأَصْبَحَ مالي مِنْ طَريفٍ وَتالِدٍ ... لِغَيري, وَكانَ المالُ بِالأَمسِ مالِيا
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[13 - Nov-2009, صباحاً 01:46]ـ
قالوا عن الطنطاوي بعد حادثة الحجاب
تبت يداه
تبت يداه
لَمَّا أَهان نقابها
تبت يداه
لَمَّا أَهان عفافها
تبت يداه
لَمَّا أهان حياءها
تبت يداه
قد عشتَ عمرك يا ذليل العُمر
نعلاً للطغاه
قد بعت دينك يا عديم الدين
في كل اتجاه
شُلَّت يداه
ضَحِكتَ في وجه اليهود
وعبست في وجه الفتاه
تبت يداه ... تبت يداه
* * *
شُلَّت يداه
هذا الذي خَسِر الشريعة والحياة
يوما أباح لنا الربا
يومًا يُحرِّم فطرة الله الطهورة
في الختان
يومًا يوالي شرَّ أهل الأرض
من إنسٍ وجَان
وجهٌ قبيحٌ لاتفرق
كان وجهًا أو قفاه
صافحتَ خنزير اليهود
وصرخت في وجه الفتاة
شُلَّت يداه.
* * *
تبت يداه
تبت يداه وعينُه تبًّا وتب
تبت يداه أبو لهب
باع الأمانة والرسالة والكُتُب
باع الشجاعة بالهرب
لا دين، لا أخلاق
لا شرفٌ هناك ولا نَسَب
ذاك ابنُ حاملةِ الحطب
وأحل في الإسلام كل مُحَرَّم
شَرَعَ الإله
عانقتَ حاخام اليهود
وعَويت في وجه الفتاة
شُلَّت يداه.
* * *
شعر الشيخ أبي المعاطي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Nov-2009, مساء 10:31]ـ
_
للخَيرِ أهْلٌ لا تـ ——— ـــزالُ وُجوهُهُم تدعُو إليْهِ
طُوبَى لمن جَرَت الأمـ ——— ــورُ الصَّالحاتُ على يدَيْهِ
ما لَمْ يضِقْ خُلُقُ الفَتَى ——— فالأرضُ واسعةٌ عليْهِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 06:41]ـ
_
لو كنتُ من مازنٍ لم تستبِح إبلي_———_بنو اللقيطة من ذُهل بن شيبانا
إذاً لقام بنصري معشرٌ خُشنٌ_———_عند الحفيظة إنْ ذو لوثةٍ لانا
قومٌ إذا الشرُّ أبدى ناجذيه لهمْ_———_طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهُم حين يندبُهمْ_———_في النائبات على ما قال بُرهانا
لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ_———_ليسوا من الشرِّ في شيء وإن هانا!
يجزون من ظُلم أهل الظُّلم مغفرةً_———_ومن إساءة أهل السُّوء إحسانا
كأن ربَّكَ لم يخلق لخشيته_———_سواهمُ من جميع الناسِ إنسانا!
_
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[17 - Nov-2009, مساء 10:08]ـ
هذه أبيات بديعة قرأتُها في أحد أعداد المجلة العربية قبل سنوات، ولا أتذكر قائلها:
وصروف أيام أقمن قيامتي،،، بنوى الخليط وفرقة القرناء
وجفاء خل كنتُ أحسب أنه،،، عوني على السراء والضراء
ثبت العزيمة في العقوق ووده،،، متنقل كتنقل الأفياء
ذي ملة يأتيك أثبت عهده،،، كالخط يرقم في بسيط الماء*
ـــ
* كان الموضوع عن (الرقم) ومعانيه لعلي أجد وقتا للبحث عنه فهو موضوع رائع.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Nov-2009, مساء 08:13]ـ
/// المتنبي .. ويا لَه:
........................ /// /// /// .........................
لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ ////// تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ
أَغايَةُ الدِّينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم ////// يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ؟!
........................ /// /// /// .........................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Nov-2009, مساء 08:40]ـ
_
حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري_———_ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرارِ
بَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراً_———_حَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها_———_صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ
وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها_———_مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ
وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما_———_تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ
فَالعَيشُ نَومٌ وَالمَنِيَّةُ يَقِظَةٌ_———_وَالمَرءُ بَينَهُما خَيالِ ساري
وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت_———_مُنقادة بِأَزمَّة الأَقدارِ
فاِقضوا مآرِبكم عُجَالاً إِنَّما_———_أَعمارُكُم سفرٌ مِنَ الأَسفارِ
وَتَراكَضوا خَيلَ الشَبابِ وَبادِروا_———_إِن تُستَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَواري
فالدهر يَخدَع بِالمني وَيغُصُّ إِن_———_هَنّا وَيَهدِمُ ما بَنى بِبوارِ
إِنّي وُتِرتُ بِصارِمٍ ذي رَونَقٍ_———_أَعدَدتَهُ لِطِلابَةِ الأَوتارِ
أَثني عَلَيهِ بِأثرِهِ وَلَو أَنَّهُ_———_لَم يَغتَبِط أَثنَيتُ بِالآثارِ
ثَوب الرِياء يَشِفُّ عَن ما تَحتَهُ_———_فَإِذا التحفت بِهِ فَإِنَّكَ عاري
قَصُرت جُفوني أَم تَباعَد بَينَها_———_أَم صُوِّرت عَيني بِلا أَشفارِ
جَفَت الكَرى حَتّى كَأَنَّ غراره_———_عِندَ اِغتِماضِ العَينَ حد غِرارِ
وَلَو اِستَزارَت رقدة لَدَجابِها_———_ما بَينَ أَجفاني إِلى التَيّارِ
أُحَيي لَيالي التَمِّ وَهيَ تُميتُني_———_وَيُميتُهُنَّ تبلج الأَنوارِ
حَتّى رَأَيتُ الصُبحَ يَرفَعُ كفه_———_بِالضوءِ رَفرَف خيمَة كالقارِ
وَالصُبحُ قَد غمر النُجوم كَأَنَّهُ_———_سيلٌ طَغى فَطمى عَلى النَوارِ
وَتلهُّب الأَحشاء شَيَّب مفرقي_———_هَذا الضِياء شَواظ تِلكَ النارِ
شابَ القذال وَكُلُّ غُصنٍ صائِرٍ_———_فينانه الأَحوى إِلى الإِزهارِ
وَطري مِنَ الدُنيا الشَباب وَروقه_———_فَإِذا اِنقَضى فَقَد انقَضَت أَوطاري
قصرت مَسافَته وَما حَسَناتُهُ_———_عِندي وَلا آلاؤُهُ بِقِصارِ
نَزدادُ هَمّاً كُلَمّا اِزدَدنا غِنَىً_———_وَالفَقرُ كُلَّ الفَقرِ في الإِكثارِ
ما زادَ فَوق الزادِ خُلِّف ضائِعاً_———_في حادِثٍ أَو وارِث أَو عاري
إِنّي لأَرحَم حاسِديَّ لِحَرِ ما_———_ضَمَّت صُدورُهُم مِنَ الأَوغارِ
نَظَروا صَنيعَ اللَهِ بي فَعُيونُهُم_———_في جَنَّةٍ وَقُلوبهم في نارِ
لا ذَنبَ لي كَم رمت كتم فَضائِلي_———_فَكَأَنَّما برقعت وَجه نَهاري
وَسترتها بِتَواضعي فَتطلَّعت_———_أَعناقها تَعلو عَلى الأَستارِ
وَمِنَ الرِجال مَعالِم وَمَجاهِل_———_وَمِنَ النُجومِ غَوامِض وَداري
وَالناسُ مُشتَبِهونَ في إِيرادِهِم_———_وَتَباين الأَقوامِ في الإِصدارِ
عَمري لَقَد أَوطأتُهُم طُرق العُلى_———_فَعَموا وَلَم يَقَعوا عَلى آثاري
لَو أَبصَروا بِقُلوبِهِم لاستَبصَروا_———_وَعمى البَصائِرِ مَن عَمى الأَبصارِ
هَلّا سَعوا سَعيَ الكِرامِ فَأَدرَكوا_———_أَو سَلَّموا لِمَواقِعِ الأَقدارِ
ذهب التَكرم وَالوَفاء مِنَ الوَرى_———_وَتصرَّما إِلّا مِنَ الأَشعارِ
وَفَشَت خِيانات الثِقاتِ وَغيرهم_———_حَتّى أتَّهمنا رُؤية الأَبصارِ
وَلَرُبَّما اعتَضد الحَليم بِجاهِلٍ_———_لا خَير في يُمنى بِغَيرِ يَسارِ
لِلَّهِ دُرُّ النائِباتِ فَإِنَّها_———_صَدأُ اللِئامِ وَصيقل الأَحرارِ
هَل كنت إِلّا زَبرَةً فَطَبَعنَني_———_سَيفاً وَأطلق صرفهن غراري
_
ـ[أبو محمد العمري]ــــــــ[22 - Nov-2009, صباحاً 01:54]ـ
وهذه الأبيات في الهجاء لابن المعتز ..
ودِبسِيّة ٌ بالإسمِ لكنّ صَوتَها ... كصَوتِ حِمارٍ قطّعَ النّهقَ مُفحمَا
يلامسُ منها الكفُّ عيدانَ مصخب **** كنَبّاشِ ناووسِ يُقَلِّبُ أعظُمَا
وعابِدَة ٌ لكن تُصَليّ على القَفَا ... وتَدعُوا برِجلَيها، إذا اللّيلُ أظلَمَا!
:):)
ذكرت هذه الأبيات لأني أول ما قرأتها لم أملك نفسي من الضحك وليست تشهيراً
مع الاعتذار لكل الفاضلات.
ـ[الأمل الراحل]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 07:32]ـ
وإخوان حسبتهم دروعا ... فكانوها، ولكن للأعادي
وخلتهمُ سهاما صائبات ... فكانوها، ولكن في فؤادي
وقالوا لقد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا، ولكن من ودادي
ـ[خلوصي]ــــــــ[24 - Nov-2009, صباحاً 07:50]ـ
و إذا العناية لاحظتك عيونها ---- نم فالمخاوف كلهن أمان
.............................. .............................. .........
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 02:15]ـ
_
وكنتُ امرءًا لا ينزل الهمُّ خاطري_———_ولا ينثني يومًا لنائبةٍ عضدي
لَهوتُ زماناً والغوايةُ مرْكَبي_———_وسِلْكُ الهوى طُوقي وشرخُ الصبا بُرْدي
فما هاجني رسمُ الكثيب ولا الحمى_———_ولا راعني بَيْنُ الرَّبابِ ولا هندِ
وكنتُ إذا قاسيتُ خَطباً قرعته_———_بقسوة قلبٍ قُدَّ من حَجَرٍ صلْدِ
كفى حزناً أنَّا نحاذر خُطَّةً_———_وفي علْمنا أنْ ليس عن تلك من بُدِّ!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 02:48]ـ
وَإِن عَناءً أَن تَفهّمَ جاهِلا فَيَحسب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ أفهَمُ
مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَه إذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرك يَهدِمُ
ـ[أم تميم]ــــــــ[24 - Nov-2009, مساء 06:25]ـ
متى تصفو لكَ الدُّنيا بخيرٍ .. إذا لم ترضَ منها بالمزاجِ
ألم تر جوهر الدنيا المصفَّى .. ومخرجهُ من البحرِ الأجاجِ
ورُبَّ مُخيفةٍ فجأتْ بهولٍ .. جرت بمسرَّةٍ لك وابتهاجِ
ورُبَّ سلامةٍ بعد امتناعٍ .. ورُبَّ إقامةٍ بعد اعوجاجِ *
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Nov-2009, مساء 05:48]ـ
ولست بناج من مقالة طاعنٍ_/// ///_ولو كنت في غارٍ على جبلٍ وعرِ
ومن الذي ينجو من الناس سالمًا_/// ///_ولو غاب عنهم بين خافيتي نسرِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 01:40]ـ
/// أبوفراس:
المرءُ نصبُ مصائبٍ لا تنقضي_/// ///_حتى يُوارَى جسمُه في رَمْسِهِ
فمؤجَّلٌ يلقى الرَّدَى في أهْلِهِ_/// ///_ومُعَجَّلٌ يلقى الرَّدَى في نفْسِهِ
ـ[أم تميم]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 06:55]ـ
المرءُ يأملُ أن يعيشَ .. وطولُ عيشٍ قد يضرُّه
تفنى بشاشتهُ ويبقى .. بعدَ حلوِ العيشِ مُرُّه
وتخونُهُ الأيامُ حتى .. لا يرى شيئًا يسُرُّه
كم شامتٍ بي إن هلكتُ .. وقائلٍ: للهِ درُّه
النابغة الذبياني
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Nov-2009, مساء 07:17]ـ
المرءُ يأملُ أن يعيشَ .. وطولُ عيشٍ قد يضرُّه
تفنى بشاشتهُ ويبقى .. بعدَ حلوِ العيشِ مُرُّه
وتخونُهُ الأيامُ حتى .. لا يرى شيئًا يسُرُّه
كم شامتٍ بي إن هلكتُ .. وقائلٍ: للهِ درُّه
النابغة الذبياني
/// بارك الله فيكِ، وجزاكِ خيرا، وقد تقدَّمت هذه الأبيات.
المَرءُ يَأمُلُ أَن يَعيشَ • • • وَطولُ عَيشٍ قَد يَضُرُّه
تَفنى بَشاشَتُهُ وَيَبقى • • • بَعدَ حُلوِ العَيشِ مُرُّه
وَتَسُوؤُهُ الأَيّامُ حَتّى • • • لا يَرى شَيئاً يَسُرُّه
كَم شامِتٍ بي إِن هَلِكتُ • • • وَقائِلٍ للهِ دَرُّه
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=138943&postcount=87
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2009, صباحاً 09:21]ـ
/// ابن حمديس:
أمْطَتْكَ همّتُك الغريمةَ فاركبِ /// /// لا تُلقِيَنّ عصاكَ دون المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ /// /// في عينه الدنْيا ولم يَتقلّبِ
فاطوِ العجاجَ بكلّ يَعمُلَةٍ لها /// /// عَوْمُ السفينةِ في سرابِ السَّبْسَبِ
شَرِّقْ لتجلوَ عن ضيائكَ ظلمةً /// /// فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغربِ
والماءُ يأجنُ في القرارةِ راكداً /// /// فإذا عَلَتْكَ قذاتُهُ فَتَسَرَّبِ
طالَ التغَرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ /// /// بوخامةِ المرعى وَطَرْقِ المشربِ
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي /// /// لم يشفه إلّا وجودُ المذهبِ
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة /// /// أخْرَجْنني منها خروج المذنبِ
من سالَمَ الضعفاءَ راموا حرْبَهُ /// /// فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّةَ محرَبِ
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ /// /// فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
من كلّ مركومِ الجهالةِ مُبْهمٍ /// /// فكأنّما هوَ قطعةٌ من غَيْهبِ
لا يكذبُ الإِنسانَ رائدُ عَقلهِ /// /// فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْرَبِ
ولربّ محتقَرٍ تركتُ جوابَهُ /// /// واللَّيثُ يأنفُ عن جوابِ الثعلبِ
لاتحسبنّي في الرجال بُغَاثَةً /// /// إنِّي لأقْعَصُ كلّ لَقْوَةِ مَرْقَبِ
أَصبَحتُ مثلَ السَّيفِ أبلى غِمْدَهُ /// /// طولُ اعتقالِ نجادِه بالمنكبِ
إن يعلُهُ صَدَأٌ فكمْ من صَفحةٍ /// /// مصقولةٍ للماء تحت الطُّحلبِ
كم من قوافٍ كالشوارد صِرْتُها /// /// عن مثلِ جرْجرَةِ الفنيق المُصْعَبِ
ودقائقٍ بالفكر قد نَظّمْتُها /// /// ولوَ انَّهُنَّ لآلئٌ لم تُثقبِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Nov-2009, مساء 06:34]ـ
/// عبرةٌ تدفع أختها ..
فَاضَ الْعِبَادُ وَأَفْضَوْا حَيْثُمَا ذَهَبُوْا
للهِ كُلَّ همومِ الدُّنْيَا وَارْتَحَلُوْا
...
نَادَوْهُ لَبَّيْكَ سُبْحَانَ الإِلَهِ وَقَدْ
أَفْضَتْ سَرَائِرُهُمْ للهِ وَاعْتَرَفُوا
...
تَكْسُوْ صُدُوْرَهُمُ الغَرّاءُ أَرْدِيَةٌ
بَيْضَاءُ كَالثَّلْجِ لَا رَيْبٌ وَلَاتَعَبُ
...
شَوْقٌ إِلَى اللهِ يَقْتَادُ المَسِيْرَ وَكَمْ
قَدْ صَاحَ قَوْمٌ مِنَ الأَشْوَاقِ مَا فَعَلُوْا
...
لَبَّيْكَ وَحْدَكَ يَا رَبَّاً نَلُوْذُ بِهِ
لَبَّيْكَ وَحْدَكَ لَا شِرْكٌ وَلَا نَصَبُ
...
لَبَّيْكَ وَحْدَكَ يَارَبَّ الضِّعَافِ وَقَدْ
ضَاقَتْ سَرَائِرُهُمْ يَحْدُوْهُمُ الْأَمَلُ
...
قَرُّوْ العُيُوْنَ بِبَيْتِ اللهِ وَانْطَلَقَتْ
بِالْقَلْبِ أَشْوَاقُهُمْ تَغْدُوْ وَتَرْتَحِلُ
...
فَاضَتْ عُيُوْنٌ بِهَا الِإشْفَاقُ مُنْطَلِقٌ
فِيْ سَجْدَة ٍ مِنْ ذُنُوْبٍ طَاْلَهَا الأَمَدُ
...
دَمْعٌ إِلَى اللهِ يَجْلُوْ الحَزْنَ مُحْتَرِقاً
مِنْ حُرْقَةِ الْقَلْبِ يَعْلُوْ ثُمَّ يَرْتَفِعُ
...
لَبَّيْكَ فَاغْفِرْ لَنَا مَا قَلَّ عَاتِقَنَا
لَبَّيْكَ وَحْدَكَ لَا شِرْكٌ وَلَا نَصَبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[01 - Dec-2009, مساء 08:05]ـ
قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
وقائلةٍ ماتَ الكرامُ فمَنْ لنا /// /// إذَا عضَّنا الدهرُ الشديدُ بنابِه
فقلتُ لَهَا من كَانَ غايةَ قصْدِه /// /// سؤالاً لمخلوقٍ فليس بنابِه
لئن مات من يرجى فمعطيهمُ الَّذِي /// /// يرجونَه باقٍ فلوذي ببابه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Dec-2009, صباحاً 11:38]ـ
_
بني عَامِرٍ مَا تَأْمُرون بِشَاعِرٍ /// /// تَخَيَّرَ بَابَاتِ الكِتابِ هِجائِيَا؟!
أَأَعْفوا كمَا «يَعْفو الكَرِيمُ» فَإِنَّني /// /// أرى الشَّغْبَ فيما بَيْنَنَا مُتَماديا
فأمَّا سُراقاتُ الهِجَاءِ فإِنَّهَا /// /// كَلامٌ تَهاداهُ اللِّئَامُ تَهادِيَا!
_
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[04 - Dec-2009, مساء 06:59]ـ
جاء في كتاب (ديوان الرافعي) الجزء الثالث / الباب الثالث / ص 398 - 399 من تحقيق الدكتور ياسين الأيوبي وطبع المكتبة العصرية صيدا لبنان هذه القصيدة الجميلة في وصف القمر فلتفضلوها مشكورين:
القمر ....
أطلّ علينا والهوى يتعطّف ..... كما أقبلت فتّانة تتأسف
وبتّ أظنّ البدر في دورانه ..... جناح الأماني فوق رأسي يرفرف
كأنّ نهاري نام فالبدر والدجى ..... له حلم في نومه يتألّف
ألست تراها كالخيال تلاشيا ..... متى انفتحت عين من الصبح تطرف؟
كأنّي أرى بين الكواكب نسوة ال ..... عزيز وهذا البدر فيهنّ يوسف
كأنّ النجوم الغرّ سبحة زاهد ..... معلّقة في الأفق و البدر مصحف
كأنك يا بدر الكواكب بينها ..... فتاة مشت بين الأزاهر تقطف
كأنك في موج الضياء مليحة ..... تراقص في ماء الغدير فيرجف
كأنك في شط الحنادس جسمها ..... وقد سترت من بعضه (تتنشّف)
تمثّل فيك الحب والحسن للورى ..... فأنت بمعنى الحب والحسن توصف
فبينما ترى في التّمّ تدنفنا هوى ..... وتصبي غوانينا إذا أنت مدنف
كأنك كرسي الزمان وهذه ال ..... نجوم كراسي صغار تصفّف
كأنك ستر الغيب أسدل بيننا ..... وبين السما فالغيب هيهات يكشف
كأن الليالي صوّرتها يد الهوى ..... وفيها ضياء البدر وشي وزخرف
""""""""""""""""""""""""""""""
ولمّا تعاتبنا اتّهمت ودادها ..... لتكمل لذّات الهوى حين تحلف
وقلت اكتبي لي بالعهود رسالة ..... تلطّف من شكّ الجوى وتخفّف
فشدّت على قلبي وقالت بلوعة ..... إذا ما التقينا فالهوى منك أعرف
وإن غبت كان البدر مني رسالة ..... إليك وما فيه من المحو أحرف
فقلت بلى إن باعد الدهر بيننا ..... فهذا الذي في أمرنا يتكلّف
يضلّل عذّالي فيبدوا لعينهم ..... إذا راقبوه واقفا وهو يزحف
فإن تبصريه فابسمي للقائه ..... أرى من هنا نور الثنايا فأهتف
وإن مرّ في واديك رطبا شعاعه ..... فقولي إذن: إنّي من الوجد أذرف
وإن هو ألقى فوق فيك ابتسامة ..... فذاك سلام من فمي يتلطف
وإن جاء يوما خاشعا في غمامة ..... ومرّ نسيم تحته يتأفف
فهاتيك روحي قد أتتك فسلّمي ..... وذاك وداعي حينما كدت أتلف
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 09:10]ـ
_
سِيَّانِ شَيْبِي والشَّبَابُ إِذَا /// /// مَا كُنْتُ مِنْ أَجَلِي عَلَى قَدْرِ
مَا شِبْتُ مِنْ كِبَرِ ولكِنِّي امْرُؤٌ /// /// قَارَعْتُ حَدَّ نَوَاجِذِ الدَّهْرِ
_
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[05 - Dec-2009, مساء 09:51]ـ
هذه قصيدة عسى أن تعجبكَ يا شيخ عدنان:
تدفق في البطحاء بعد تبهطلِ - - - وقعقع في البيداء غير مزركلِ
وسار بأركان العقيش مقرنصاً - - - وهام بكل القارطات شكنكلِ
يقول وما بال البحاط مقرطماً - - -ويسعى دواماً بين هك وهنكلِ
إذا أقبل البعراط طاح بهمةٍ - - - وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ
يكاد على فرط الحطيف يبقبق - - - ويضرب ما بين الهماط وكندلِ
فيا أيها البغقوش لست بقاعدٍ - - - ولا أنت في كل البحيص بطنبلِ
=== يُمكنك الاستعانة بقاموس (عربي - سنسكريتي):) ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[06 - Dec-2009, مساء 08:21]ـ
/// بارك الله فيك وجزاك خيرًا ..
/// مع كون هذه الأبيات ممَّا قد تثير العجب، لكنها بألفاظ لا تستملحها الآذان، كما يقول أهل البيان.
_
________________
_
/// لابن الرُّومي:
عزاؤكُ عن شبابٍ نالَ منه ///////// زمانٌ فيه لينٌ واعتزامُ
فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ ///////// لريب الدَّهر أو قعد القيامُ
وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ ///////// فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئامُ
أدار على بني حامٍ وسامٍ ///////// كؤوسًا مُرَّةً حامٌ وسامُ
نهارٌ شكْلُهُ في اللَّون سامٌ ///////// وليلٌ شكلُهُ في اللَّونِ حامُ
وهذا الدَّهرُ أطوارٌ تراها ///////// وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمامُ
فأعوامٌ كأنَّ العامَ يومٌ ///////// وأيَّامٌ كأن اليومَ عامُ
كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ ///////// ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرامُ
ولا تَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كَلْمٌ ///////// وتَعفيةٌ وإن دَمِيَتْ كِلامُ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طالب الإيمان]ــــــــ[07 - Dec-2009, صباحاً 09:52]ـ
= نعمْ، هذه قصيدة " مفبركة " يا شيخ ..
= و هذه قصيدة " أعجبتني " للشاعر الدكتور: محمود بن سعود الحليبي:
((هذيان شيخ عربي في مدينتهِ المُحترقة))
إِلَى أَيْنَ أَمْضِي؟ وَظَهْرِيَ يَحْمِلُ سَبْعِينَ حَوْلاً وَلاَ حَوْلَ لِي
إِلَى أَيْنَ أَمْضِي؟
وَرِجْلاَي عُرْجُونُ نَخْلٍ قَدِيمٌ
وَعِيْنَايَ بِيضٌ
وَلَيْلُ دُرُوبِيَ لاَ يَنْجَلِي
عُرُوقُ المَدِينَةِ تَمْضَغُ نَارًا
وَقَلْبِيَ يَسْكُنُهُ مَوْطِنِي
وَيَغْلِي .. وَيَغْلِي .. كَمَا المِرْجَلِ
إِلَى أَيْنَ؟! كُلُّ المَسَافَاتِ جَفْلَى
وَكُلُّ القُلُوبِ خِيَامٌ مُمَزَّقَةٌ ..
وَالنَّوَى يعربدُ فِيهَا وَيَهْمِسُ بِالمَوْتِ لِلْمَرْحَلَهْ
أُحِسُّ كَأَنِّيَ أَسْحَبُ هَمِّي وَرِجْلِي
كَهَائِمَةٍ أَدْرَكَتْ أَنَّهَا وَبَعْدَ طَرِيقٍ طَوِيلٍ طَوِيلٍ
أَمَامَ سَرَابٍ، وَنَبْعِ جَفَافٍ، وَجُثَّةِ حُلْمٍ ..
رَمَاهَا عَلَى الدَّرْبِ كَفُّ الوَلَهْ!!
و الله ُ الموفق ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Dec-2009, مساء 09:18]ـ
/// ابن حمديس:
........................... /// /// /// ..........................
مستوحشٍ من كلام الإنسِ تُؤنِسُهُ /// /// /// من جُوَّعٍ من ذئابِ المهمهِ الطُّلُسِ
ماذا تقولُ وَلَجُّ البحرِ يَسحَبه /// /// /// إنَّ السفينة لا تجري على اليبسِ
قفْ بالتفكُّرِ يا هذا على زَمَنٍ /// /// /// جمِّ الخطوبِ وَمَثّلْ صَرْفَه وقِسِ
ولا تكنْ عنده للسلمِ ملتمساً /// /// /// فالْأَرْيُ في فمِ صلٍّ غيرُ مُلْتمَسِ!
إن الهوا لمحيطٌ بالنفوسِ فقُلْ: /// /// /// هل حظّها منه غيرُ الفوْتِ بالنفَسِ
إنِّي امرؤ وطباعُ الحقِّ تَعْضُدُني /// /// /// مُطَهَّرُ العِرْضِ لا أدْنو من الدّنَسِ
ألِفْتُ حُسْنَ سكوتٍ لا أُعابُ به /// /// /// ولي بيانُ مقالٍ غير مُلتْبَسِ
فما أُحرِّكُ في فكَّيَّ عن غَضَبٍ /// /// /// لسانَ مُنْتَهِشِْ الأعْراض منتهسِ
قد يَعْقِلُ العاقلُ النحريرُ مَنْطِقَهُ /// /// /// وربّ نُطْقٍ غدا في الغيِّ كالخرسِ
والجهلُ في شِيمِة الإنسان أقتلُ من /// /// /// تخلخل النّبْضِ في بُحرانِ مُنتَقسِ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - Dec-2009, صباحاً 12:32]ـ
يسمو بنا البين والآرام تشتعر * * لايبس فيها فناديها الى الأسل
يرنو بي الشوق ان ذاكرت مااغتنمت * * ذكراي من نبض نجوى ليس بالوجل
ياعفة أزهرت وجدا وناء بها * * ميلا رقى فيه اثما ليس مفتعل
هلا استقيت بعذب حيز مورده * * رقراقه احتد ذوقا ليس بالعسل
لا لست بالغيد هياما ومااشتأمت * * نفسا كما شم انسي رفقة الهمل
ضرغام عيش أصون الروح مغتمرا ** رشدا اذا بان مأفونا به سفل
اشكو الى الله لاألوي لما نظرت * * عيناي من خلقه حمدا ولا أمل
منه اغتنينا وفيه الحمد مارتجفت * * أهداب خلق بكوا من خشية الأجل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2009, صباحاً 12:39]ـ
/// شيخ المعرَّة:
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا /// /// /// فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا
وما نَهْنَهَتُ عن طَلَبٍ ولكِنْ /// /// /// هيَ الأيّامُ لا تُعْطي قِيادا
فلا تَلُمِ السّوابِقَ والمَطايا /// /// /// إذا غَرَضٌ من الأغراضِ حادا
لعَلّكَ أنْ تَشُنّ بها مَغارًا /// /// /// فتُنْجِحَ أو تُجَشّمَها طِرادا
مُقارِعَةً أحِجّتَها العَوالي /// /// /// مُجَنّبَةً نَواظِرَها الرّقادا
نَلومُ على تَبلّدِها قُلوبًا /// /// /// تُكابِدُ من مَعيشَتِها جِهادا
إذا ما النّارُ لم تُطْعَمْ ضِرامًا /// /// /// فأوْشِكْ أنْ تَمُرَّ بها رَمادا
فظُنّ بسائِرِ الإخْوانِ شَرًّا /// /// /// ولا تأمَنْ على سِرٍّ فُؤادا
فلو خَبَرَتهمُ الجَوزاءُ خُبْري /// /// /// لَما طَلَعَتْ مَخافَةَ أن تُكادا
تَجَنّبْتُ الأنامَ فلا أُواخي /// /// /// وزِدْتُ عن العدُوّ فما أُعادى
ولمّا أنْ تَجَهّمَني مُرادي /// /// /// جَرَيْتُ معَ الزّمانِ كما أرادا
وهَوَّنْتُ الخُطوبَ عليّ حتى /// /// /// كأني صِرتُ أمْنحُها الوِدادا
أَأُنْكِرُها ومَنْبِتُها فؤادي /// /// /// وكيفَ تُناكِرُ الأرضُ القَتادا
فأيّ النّاسِ أجْعَلُهُ صَديقًا /// /// /// وأيّ الأرضِ أسْلُكُهُ ارْتِيادا
ولو أنّ النّجومَ لديّ مالٌ /// /// /// نَفَتْ كَفّايَ أكْثرَها انْتِقادا
كأني في لِسانِ الدهْرِ لَفْظٌ /// /// /// تَضَمّنَ منه أغْراضاً بِعادا
يُكَرّرُني ليَفَهَمَني رِجالٌ /// /// /// كما كَرّرْتَ مَعْنىً مُسْتَعادا
ولو أنّي حُبِيتُ الخُلْدَ فَرْدًا /// /// /// لمَا أحبَبْتُ بالخُلْدِ انفِرادا
فلا هَطَلَتْ عَلَيّ ولا بأرْضي /// /// /// سَحائبُ ليسَ تنْتَظِمُ البِلادا
فلا وأبيكَ ما أخْشَى انتِقاضًا /// /// /// ولا وأبيكَ ما أرْجو ازْديادا
أفُلّ نَوائبَ الأيامِ وحْدي /// /// /// إذا جَمَعَتْ كَتائِبَها احْتِشادا
وقدْ أَثْبَتُّ رِجْلي في رِكابٍ /// /// /// جَعَلْتُ من الزَّماعِ له بَدَادا
إذا أوْطَأتُها قَدَمَيْ سُهَيْلٍ /// /// /// فلا سُقِيَتْ خُناصِرَةُ العِهادا
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Dec-2009, مساء 11:30]ـ
/// شيخ المعرَّة .. أيضًا:
وحالي خَيرُ حالٍ كنْتُ يومًا /// /// /// عليها، وهْيَ صَبْرٌ واعْتِزالُ!
ويُلْفَى المَرءُ في الدُّنيا صحيحاً /// /// /// كحَرْفٍ لا يُفارِقُه اعْتِلالُ
بَعُدْنا غيرَ أنَّا إنْ سَعِدْنا /// /// /// بغِبْطَةِ ساعةٍ عَكَفَ الخَيالُ
عَسَى جَدٌّ تُعَثّرُهُ اللَّيالي /// /// /// يُقال له: لَعًا! ولمَنْ يُقالُ!
وقد تُرْضَى البَشاشَةُ وهيَ خِبٌّ /// /// /// ويُرْوَى بالتَّعِلَّةِ وهيَ آلُ!
تعالى الله هلْ يُمْسي وِسادِي /// /// /// يَمِينٌ للشِّمِلّةِ أو شِمالُ
وهلْ أرمي بمِتْلَفَةٍ نَجيباً /// /// /// متى يَنْهَضْ فليس به انْتِقالُ
كأنَّ عليه قَيْدًا أوعِقالًا /// /// /// ولا قَيْدٌ هُناكَ ولا عِقالُ
وقَبْلَ اليوم وَدَّعَني مِراحي /// /// /// وأنْسَتْنِيْهِ أيّاٌم طِوالُ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Dec-2009, صباحاً 10:44]ـ
/// ابن الرُّومي (الهجَّاء!):
وما جهلُ الحليمِ لَهُ بجهلٍ /// /// /// ولكنْ حدُّ أُظفورٍ ونابِ
يلينُ مُلاينًا لمُلاينيهِ /// /// /// ويَخشُنُ للمُخاشِنِ ذي الشِّغابِ
وراء معاطِفٍ منهُ لِدانٍ /// /// /// إباءُ مكاسرٍ منهُ صِلابِ
كَخُوط الخيزرانِ يُريك ليناً /// /// /// ويأْبَى الكسْر من عطفيهِ آبِ
يُنضنِضُ منهُ مَنْ عاداه صِلّاً /// /// /// من الأصلال مَخْشيَّ الوثابِ
إذا ما انسابَ كان لَهُ سحيفٌ /// /// /// يَميرُ الحارشينَ من الضِّبابِ
يُميْتُ لُعابُهُ من غير نهشٍ /// /// /// وأدنى نفثِهِ دون اللُّعاب
وذلك منه في غير ارتقاءٍ /// /// /// ظهورَ الموبقَاتِ ولا ارتكابِ
_
ـ[أم تميم]ــــــــ[12 - Dec-2009, مساء 06:43]ـ
ولربَّما ضحكَ الحليمُ من الأذى .. وفؤادهُ من حرِّهِ يتأوَّهُ
ولربَّما شكلَ الحليمُ لسانهُ .. حَذَرَ الجواب وإنَّهُ لمُفوَّهُ
الأحنف بن قيس التميمي
شكل لسانه: قيَّدَه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Dec-2009, مساء 08:35]ـ
_
يا جندبُ اخبرني و (لست بمُخبري)! /// /// /// وأخوك ناصحُك الذي لا يكذبُ
هل في القضيَّة: أنْ إذا استغنيتُمُ /// /// /// وأمنتُمُ فأنا البعيدُ الأجنبُ
وإذا الشَّدائدُ بالشَّدائد مرةً /// /// /// أشجتكُمُ فأنا المُحبُّ الأقربُ
وإذا تكونُ كريهةٌ أُدْعَى لها /// /// /// وإذا يُحاس الحيسُ يُدْعَى جندبُ!
ولجندبٍ سهلُ البلاد وعذْبُها /// /// /// ولي المِلاح وخبتهن المجدبُ!
عجبٌ! لتلك قضيةٌ وإقامتي /// /// /// فيكم على تلك القضية أعجبُ!
هذا وجدّكم الصَّغارُ بعينه /// /// /// (لا أمّ لي إِن كان ذاك ولا أبُ)
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Dec-2009, صباحاً 11:18]ـ
/// المتنبي .. :
_
قَليلٌ عائِدي سَقِمٌ فُؤادي /// /// /// كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ مَرامي
عَليلُ الجِسمِ مُمتَنِعُ القِيامِ /// /// /// شَديدُ السُكرِ مِن غَيرِ المُدامِ
وَزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً /// /// /// فَلَيسَ تَزورُ إِلّا في الظَلامِ
بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا /// /// /// فَعافَتها وَباتَت في عِظامي
يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسي وَعَنها /// /// /// فَتوسِعُهُ بِأَنواعِ السِقامِ
كَأَنَّ الصُبحَ يَطرُدُها فَتَجري /// /// /// مَدامِعُها بِأَربَعَةٍ سِجامِ
أُراقِبُ وَقتَها مِن غَيرِ شَوقٍ /// /// /// مُراقَبَةَ المَشوقِ المُستَهامِ
وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِدقُ شَرٌّ /// /// /// إِذا أَلقاكَ في الكُرَبِ العِظامِ!
أَبِنتَ الدَهرِ عِندي كُلُّ بِنتٍ /// /// /// فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِنَ الزِحامِ?!
جَرَحتِ مُجَرَّحاً لَم يَبقَ فيهِ /// /// /// مَكانٌ لِلسُيوفِ وَلا السِهامِ
أَلا يا لَيتَ شعرَ يَدي أَتُمسي /// /// /// تَصَرَّفُ في عِنانٍ أَو زِمامِ
وَهَل أَرمي هَوايَ بِراقِصاتٍ /// /// /// مُحَلّاةِ المَقاوِدِ بِاللُّغامِ
فَرُبَّتَما شَفَيتُ غَليلَ صَدري /// /// /// بِسَيرٍ أو قَناةٍ أو حُسامِ
وَضاقَت خُطَّةٌ فَخَلَصتُ مِنها /// /// /// خَلاصَ الخَمرِ مِن نَسجِ الفِدامِ
يَقولُ لي الطَبيبُ أَكَلتَ شَيئاً /// /// /// وَداؤُكَ في شَرابِكَ وَالطَعامِ
وَما في طِبِّهِ أَنّي جَوادٌ /// /// /// أَضَرَّ بِجِسمِهِ طولُ الجِمامِ!
تَعَوَّدَ أَن يُغَبِّرَ في السَرايا /// /// /// وَيَدخُلَ مِن قَتامِ في قَتامِ
فَأُمسِكَ لا يُطالُ لَهُ فَيَرعى /// /// /// وَلا هُوَ في العَليقِ وَلا اللِّجامِ!
فَإِن أَمْرَض فَما مَرِضَ اِصطِباري /// /// /// وَإِن أُحمَم فَما حُمَّ اِعتِزامي
وَإِن أَسلَم فَما أَبقى! وَلَكِن /// /// /// سَلِمتُ مِنَ الحِمامِ إِلى الحِمامِ!
تَمَتَّع مِن سُهادِ أَو رُقادٍ /// /// /// وَلا تَأمُل كَرىً تَحتَ الرِجامِ
فَإِنَّ لِثالِثِ الحالَينِ مَعنىً /// /// /// سِوى مَعنى اِنتِباهِكَ وَالمَنامِ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Dec-2009, مساء 08:43]ـ
_
ولقد بَدَا لي أنَّ قلبَكَ ذَاهِلٌ /// /// /// عنِّي، وقلبي لو بَدَا لكِ أذْهَلُ
كلٌّ يُجامِلُ وهو يُخْفِي بُغضَهُ /// /// /// إنَّ الكريمَ على القِلَى يَتَجَمَّلُ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Dec-2009, مساء 09:22]ـ
_
/// أبو ذُؤَيب الهذلي:
فلا تَجزَعن مِن سُنَّةٍ أنتَ سِرتَها /// /// /// وأوَّلُ راضي سُنَّةٍ مِن يَسيرُها
فإنَّ التي فينا زَعَمتَ ومِثلَها /// /// /// لَفيكَ وَلكِنِّي أراكَ تَجورُها
تَنَقَّذتَها من عبدعمرِو بنِ مالِكٍ /// /// /// وأنتَ صَفِيُّ النَفسِ مِنهُ وخَيرُها
فَإِن كُنتَ تَشكو مِن قَريبٍ مَخانَةً /// /// /// فَتِلكَ الجَوازي عَقبُها ونُصورُها
وَإِن كُنتَ تَبغي لِلظُّلامَةِ مَركَبًا /// /// /// ذَلولًا فإنِّي ليسَ عِندي بَعيرُها
نَشَأتُ عَسيراً لَم تُدَيَّث عَريكَتي /// /// /// ولَم يَعلُ يَوماً فَوقَ ظَهري كورُها
فَلا تَكُ كالثَّورِ الذي دُفِنَت لَهُ /// /// /// حَديدَةُ حَتفٍ ثَمَّ ظَلَّ يُثيرُها
ولا تَسبِقَنَّ الناسَ مِنِّي بِحَزرَةٍ /// /// /// مِنَ السُمِّ مُذرورٍ عَلَيها ذَرورُها
وإيَّاكَ لا تَأخُذكَ مِنِّي سَحابَةٌ /// /// /// يُنَفِّرُ شاءَ المُقلِعينَ خَريرُها
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Dec-2009, صباحاً 07:46]ـ
/// ابن سهل الأندلسي:
عَليلٌ شاقَهُ نَفَسٌ عَليلُ /// /// /// فَجادَ بِدَمعِهِ أَمَلٌ بَخيلُ
أعدَّ الصبرَ للأَشواقِ جيشًا /// /// /// فأدبَرَ حينَ أَقبَلَتِ القَبولُ
عُهودُ الحُسنِ ليس تَدومُ حينًا /// /// /// فَأوقِنُ أَنَّها ظِلٌّ يَزولُ
وشخصي في الهوى طَلَلٌ فَأَنَّى /// /// /// يُجاوِبُ عاذِلاً طَلَلٌ مُحيلُ
فليتَ السُقمَ دامَ فَدُمْتُ لكن /// /// /// مَتاعُ السُقمِ من جَسَدي قليلُ
كأنَّ القَلبَ والسُلوانَ ذِهنٌ /// /// /// يَحومُ عليه معنىً مُستَحيلُ
أموسى عاشِقٌ يَظْما ويَضْحى /// /// /// وأنتَ الماءُ والظِلُّ الظَليلُ
أجِب داعيهِ أو ناعيهِ إمَّا /// /// /// يَموتُ غَليلُ نَفسٍ أو عَليلُ
إذا نادَيتُ أَنصاري لِما بي /// /// /// تَبَرَّأَ مِنيَ الصَبرُ الجَميلُ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Dec-2009, صباحاً 06:29]ـ
_
حياةُ النَّاسِ تقتيرٌ وحِرصُ /// /// /// لعمرُ الحقِّ إنَّ العَيشَ نَغْصُ
فهذا مُتخَمٌ شَرَهًا، وهذا /// /// /// خميصُ البَطنِ يهربُ منه قرصُ
بشربِ الخمرِ يهنأُ ذو يسارٍ /// /// /// وبالماءِ الفقيرُ غدا يغصُ
ورزقُ الوَحشِ والأطيارِ يأتي /// /// /// بلا كدٍّ، ورزقُ المرءِ قَنصُ
وفي الوكرِ الرفيع يبيتُ نسرٌ /// /// /// وفي النَّفقِ الوضيع يغيبُ دَِرْصُ
يهارشُ بعضُنا بعضًا لشيءٍ /// /// /// حقيرٍ والقبورُ بنا تُرَصُّ
وعندَ المهدِ تعزيةٌ ودمعٌ /// /// /// وفوقَ اللَّحدِ تهنئةٌ ورقصُ
فقل ما أحقر الإنسانَ خَلقاً /// /// /// وخُلقًا، والوَرَى كَلَبٌ وحِرصُ
ولولا الضعفُ لم يظفر قويٌّ /// /// /// يُغذِّيهِ من الضُّعفاءِ مصُّ
فأولُ ما يكونُ السيلُ قطرٌ /// /// /// وأولُ ما تكونُ النارُ بصُّ
وقدرُ المرءِ عندَ ضياعِ مالٍ /// /// /// كقيمةِ حاتمٍ إنْ ضاعَ فَصُّ
فكم كلبٍ ينامُ على الحَشايا /// /// /// وكم أسدٍ له ربطٌ وقفْصُ
فلا يخدَعْكَ لينٌ أو جمالٌ /// /// /// فإنَّ اللُّطفَ والتَّجميلَ شِصُّ
أُحاولُ عزلةً لأعيشَ وَحدي /// /// /// وكيفَ العيشُ والدُّنيا مقصُّ؟
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 08:43]ـ
_
فدُرْ في هذه الدُّنيَا /// /// /// وأدنَاها وأقصاهَا
ونَلْ فيها من اللَّذَّات /// /// /// وافْغَر نحوَها فاهَا
فلنْ تلقَ النَّعيم بها /// /// /// سوى أنْ تعبدَ اللهَ!
فأوَّاهًا على المسكين /// /// /// أوَّاهًا وأوَّهَاهَا
_
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[24 - Dec-2009, صباحاً 09:39]ـ
ولله درُّ القاضى عبد الوهاب بن على المالكى رحمه الله إذ يقول:
متى يصلُ العِطاشُ الى ارتواءٍ إذا استَقَتِ البحارُ من الرَّكايَا
ومن يُثْنِى الأصاغِرَ عن مُرادٍ إِذا جلس الأكابرُ فى الزَّوايَا
وإنَّ ترفع الوضَعَاء يوماً على الرُّفَعَاء من إحدى الرَّزَايَا
إذا استوتِ الأسافلُ والأعالى فقد طابت مُنَادَمَةُ المَنَايا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Dec-2009, مساء 08:03]ـ
_
وقُلْ لِبَني سعدٍ فما لي وما لَكُمْ /// /// /// تُرِقُّونَ مِنِّي ما اسْتطعتُمْ وأعْتِقُ!
أغرَّكُمُ أنِّي بأحسنِ شيمةٍ /// /// /// بصيرٌ، وأنِّي بالفواحشِ أخْرَقُ؟!
وأنَّك قد سابَبْتَنا فغَلَبْتَنا /// /// /// هَنِيْئاً مَرِيْئاً! أنت بالفحشِ أحذقُ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Dec-2009, مساء 05:35]ـ
_
كُن كَيفَ شِئتَ وَقُل ما تَشا /// /// /// وأبْرِق يَمِيْنًا وأرْعِد شِمالا
نَجا بِكَ لُؤمُك مَنْجى الذُّبَاب /// /// /// حَمَتْهُ مَقاذيرُهُ أنْ يُنالا!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 03:08]ـ
سجاياكَ إن عافَيتَ أندَى و أسمَح ... و عذرك إن عاقَبتَ أجلى و أوضح
و إن كان بَينَ الخطَّتَين مَزِيَّة ... فأَنتَ إِلى الأدنَى مِن اللهِ أجنح
حَنَانيكَ فى أخذِى برأيكَ لا تطِع ... عدَاتىِ، و أن أَثنَوا عَلَىَّ و أفصَحوا
و ماذا عسَى الأعداء أن يَتَزَيَّدوا ... سِوَى أن ذنبى واضِح متَصَحَّح
نَعم لىِ ذنب! غير أن لحِلمِكم ... صَفاةً يزِلّ الذنب عنها فيسفَخ
و إن رجائى أن عندَك غيرَ ما ... يخوض عدو اليوم فيه و يَمرَح
و لِم لا؟ و قد أسلفت ودَّا و خِدمَة ... يكراَّنِ فى لَيلِ الخطايا فيصبِح
و هَبنِى َ قد أعقبت أعمالَ مفسدٍ ... أما تَفسد الأعمال ثمَّتَ تَصلح
أقِلنى بما بينى و بينك من رِضًا ... له نحوَ رَوحِ الله باب مفَتحَّ!
و عَفَّ علَى آثارِ جرمٍ جنيته ... بَهبّةِ رحمَى منك تمحو و تَصفَح
و لا تلتَفِت رأى الوشاة و قولَهم؛ ... فكل إِناء بالذى فيه يَرشَح
سَأتيكَ فى أمرى حديث، و قد ... أتَى بزورِ بنى عبد العزيز موَشَّح
و ما ذاك إلا ما علمتَ؛ فإننى ... اذا بت لا آسو و أجرح
تخيلتهم، لا دَرَّ للهِ دَرَّهم؛ ... أشاروا تجِاهِى بالشَّمَاتِ، و صرَّحوا
و قالوا: سيجزيهِ فلان بِفعِلهِ! ... فقلت: و قد يعفو يعفو فلان، و يَصفَح!
أَلا إن بَطشاً للمؤَيدَّ يتَّقَى ... و لكن حِلمًا للمؤَيَّد أرجح
وبينَ ضلوعى من هَواه تَميمة ... ستنفَع لو أنّ الحمِاَم مجَلَّح
سلام عليهِ كيفَ داربَهِ الهوى ... إلىَّ فيَدنو، أو علىّ فينزَح
و يَهنِيه إن مِتّ السّلوّ؛ فإنَّنىِ ... أموت، و لىِ شوق اليه مبَرَّح
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Dec-2009, صباحاً 06:17]ـ
يا مُنيَة َ النّفسِ حَسبي، من تَشكّيكِ،
أنّي أُصابُ، وكفُّ الدّهرِ تَرميكِ
ولو تَسامَحَ خَطبٌ في فِدائِكِ بي،
لكنتُ مهما عرا خطبٌ أفديكِ
وكيفَ أُغفي بلَيلٍ تَسهَرينَ بهِ،
أو أستَسِيغُ شَراباً ليسَ يُروِيكِ؟
هنيدَ أوجعتِ قلباً قد أقمتِ يهِ
ما بالُ طَرفي، وما يُدريكِ، يَبكيكِ
فرُبّ لُؤلؤِ دَمعٍ كنتُ أذخَرُهُ
عِلقاً أُغالي بهِ، أرخَصتُهُ فيكِ
و إن نأى بكِ ربعٌ غيرُ مقتربٍ
أوِ احتَواكِ حِجابٌ فيهِ يُقصِيكِ
فإنّ كلّ نَسيمٍ، خاضَهُ أرَجٌ،
رسولُ شوقٍ أتى عني يحييكِ
ورُبّما شَفَعَتْ لي غَفوَة ٌ نَسَخَتْ
أخرى الظلامِ فباتَ الطيفُ يدنيكِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Dec-2009, مساء 07:30]ـ
_
وكَم مِن لَئيمٍ وَدَّ أنِّيَ شَتَمتُه /// /// وإِن كان شَتمي فيه صَابٌ وعَلقَمُ
وللكفِّ عن شَتمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمًا /// /// أَضرَّ به مِن شَتمِه حِين يُشتمُ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[29 - Dec-2009, صباحاً 02:36]ـ
أبا العباس ما هذا التَّواني
وقد أُوسِعْتَ مَنْ كَرمٍ وفَهْمِ
أتقْلِبُ ذا مُحافظة ٍ عَدُوّاً
لعمرُو أبيك ما هذا بحزْم
عزمْتَ ندًى فما أمضيْتَ عزماً
وكنتَ مُشهَّراً بمضاءِ عزمِ
قصدْتُكَ راجياً واليأْسُ رَجْمٌ
فلم تَتْركْ رجاءً غيرَ رَجْم
وواتَرْتُ السؤالَ فلم تُجِبْني
كأنِّي سائلٌ آياتِ رسم
وخِفْتُ عليكَ عادية َ اللَّيالي
فبتُّ الليلَ أرقبُ كُلَّ نجم
حراسة ليثِ صدقٍ لا يُبالي
بسيفٍ في الحفاظِ ولا بسهم
إليكَ إليكَ من وسَم القوافي
إليك فإنهُ من شرِّ وَسْم
ولم أخش الهجاء عليكَ لكنْ
خشيتُ المدحَ من نَثْرٍ ونظم
ومن تَحْرِمْهُ رِفدكَ بعد مَدْح
فحسبُكَ مدْحُه من كلِّ شتم
أليسَ يقالُ قيلَ له فأكْدَى
فتُصبِحُ والذي تُهجَى بِرَقْم
أتَرْضَى ان تروحَ وفضلُ مِثْلي
عليكَ وليسَ فضلُكَ غيرَ وهْم
أتَلْقى وجْهَ مسْبوقٍ بمَسْح
وتلقى وجهَ سبَّاقٍ بلَطْمِ
وكم مِنْ قائلٍ لي في مُسِيءٍ
لقد فخَّمْتَ منهُ غيرَ فَخْمِ
عفوتُ فلا أقابِلُهُ بِلَوْم
وإنْ أوسِعْتُ من لوم وعدْم
وما عَفْوي لشيْء غيرَ أنِّي
أرى لحمَ اللئيمَ أغثَّ لحم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, صباحاً 06:52]ـ
عنترة بن شداد
إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي
طفا بردها حرَّ الصبابة ِ والوجدِ
وذكرني قوماً حفظتُ عهودهمْ
فما عرفوا قدري ولا حفظوا عهدي
ولولاَ فتاة ٌ في الخيامِ مُقيمَة ٌ
لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوماً على البعدِ
مُهفْهَفة ٌ والسِّحرُ من لَحظاتها
إذا كلمتْ ميتاً يقوم منْ اللحدِ
أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها
تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي
وقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري
فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
فولتْ حياءً ثم أرختْ لثامها
وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الورد
وسلتْ حساماً من سواجي جفونها
كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ
ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ
مُرنِّحة ُ الأَعطاف مَهْضومة ُ الحَشا
منعمة الأطرافِ مائسة القدِّ
يبيتُ فتاتُ المسكِ تحتَ لثامها
فيزدادُ منْ أنفاسها أرج الندّ
ويطلعُ ضوء الصبح تحتَ جبينها
فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد
وبين ثناياها إذا ما تبسَّمتْ
مديرُ مدامٍ يمزجُ الراحَ بالشَّهد
شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّماً
فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ
فهل تسمح الأيامُ يا ابنة َ مالكٍ
بوصلٍ يداوي القلبَ من ألم الصدِّ
سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي
وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي
وحقّكِ أشجاني التباعدُ بعدكم
فها أنتمُ أشجاكم البعدُ من بعدي
حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا
وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي
فإن عانيت عيني المطايا وركبها
فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحة َ الخدّ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:24]ـ
/// امرؤ القيس:
أَلا عِم صَباحاً أيُّها الطَلَلُ البالي ////// وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي
وهَل يَعِمَن إلَّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ ////// قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ
فلو أنَّ ما أسعى لأدنى معيشةٍ ////// كفاني ولم أطلب قليلٌ من المالِ!
ولكنَّما أسعى لمجدٍ مُؤثَّلٍ ////// وقد يُدرِكُ المجدَ المؤثَّلَ أمثالي
_
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 12:30]ـ
هل هذا الشعر من حناجركم************ **** أم مما جادت به الكتب؟؟؟؟
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 05:19]ـ
قال صفي الدين الحلي يحرض السلطان الصالح على محاربة المغول
لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا
ولا ينال العلا من قدم الحذرا
ومن اراد العلا عفواً بلا تعب
قضى ولم يقضي من ادراكها وطرا
لابد للشهد من نحل يمنعه
لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا
لا يبلغ السؤل الا بعد مؤلمة
ولا يتم المنى الا لمن صبرا
واحزم الناس من لو مات من ظما
لا يقرب الورد الا من يعرف الصدر
واغزر الناس عقلاً من اذا نظرت
عيناه بالامر غدا بالغير معتبرا
فقد يقال عثار الرجل ان عثرت
ولا يقال عثار الرأي ان عثرا
من دبر العيش بالاراء دام له
صفواً وجاء اليه الخطب معتذرا
يهون بالرأي مايجري القضاء به
من اخطأ الرأي لا يستذنب القدرا
من فاته العز بالاقلام ادركه
بالبيض يقدح من اطرافها الشررا
لا يحسن الحلم الا في مواطنه
ولا يليق الوفا الا لمن شكرا
ولا ينال العلا الا فتى شرفت
خلاله فاطاع الدهر ما امرا
كالصالح الملك المرهوب سطوته
فلو توعد قلب الدهر لانفطرا
لما رأى الشر قد ابدا نواجذه
والغدر عن نابه للحرب قد كشرا
رأى القسى ناثاً عن حقيقتها
فعافها واستشار الصارم الذكرا
فجرد العزم من قبل الصفاح لها
ملك عن البيض يستغني بما شهرا
يكاد يقرأ من عنوان همته
ما بصحائف ظهر الغيب قد سطرا
كالبحر والدهر في يومي ندى وردى
والليث والغيث في يومي وغى وقرى
ماجاد للناس الا قبل ما سألوا
ولا عفا قط الا بعد ما قدرا
لاموه في بذله الاموال قلت لهم
هل تقدر السحب الا ترسل المطرا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Dec-2009, مساء 05:32]ـ
أو هكذا
لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا
ولا ينال العلا من قدم الحذرا
ومن اراد العلا عفواً بلا تعب
قضى ولم يقضي من ادراكها وطرا
لابد للشهد من نحل يمنعه
لا يجتني النفع من لم يحمل الضررا
لا يبلغ السؤل الا بعد مؤلمة
ولا يتم المنى الا لمن صبرا
واحزم الناس من لو مات من ظما
لا يقرب الورد الا من يعرف الصدر
واغزر الناس عقلاً من اذا نظرت
عيناه بالامر غدا بالغير معتبرا
فقد يقال عثار الرجل ان عثرت
ولا يقال عثار الرأي ان عثرا
من دبر العيش بالاراء دام له
صفواً وجاء اليه الخطب معتذرا
يهون بالرأي مايجري القضاء به
من اخطأ الرأي لا يستذنب القدرا
من فاته العز بالاقلام ادركه
بالبيض يقدح من اطرافها الشررا
لا يحسن الحلم الا في مواطنه
ولا يليق الوفا الا لمن شكرا
ولا ينال العلا الا فتى شرفت
خلاله فاطاع الدهر ما امرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 12:22]ـ
_
أهل القبورِ أتيتُكُم أتجسَّسُ_ ... _فإذا جماعتُكُم أصمٌّ أخْرَسُ
إنَّ امرءًا ذَكَر المعاد مخافةً_ ... _لأَحَظُّ ممَّن لم يخفْهُ وأكْيسُ
يا أيُّها الرَّجل الحريصُ أَمَا ترى_ ... _أعلامَ عمرِك كل يومٍ تَدْرُسُ
بِكَ لا أَبَالَك مُذْ خُلِقْت موكَّلا_ ... _مَلَكٌ يَعُدُّ عليك ما تَتَنَفَّسُ
فإذا انْقَضَى الأَجَل الذي أجَّلتَه_ ... _ومَضَى فمَالَك بعد ذلك محبَسُ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[31 - Dec-2009, مساء 08:20]ـ
من يحسب الأفضال جل كرامة === باءت به الأقدار شر قرار
مالم تبادر للعلا مستبسلا === قعدت بظَّنة حمدك الأعذار
لاتحسبن عبادة في ظلمة === تنهاك قائظة على الأسفار
حسن التوكل بذل كل كراهة === تأسى ببذل نفيسها الأفكار
ومطاء غالبةً رأيت لحافها === أمنٌ من الأقذاء والأقذار
فبناء غالية الأماني حفّ === فّت لبلوغها ببلية الأقدار
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 09:43]ـ
لِتَعْلَمَ مِصْرُ وَمَنْ بالعِراقِ
ومَنْ بالعَوَاصِمِ أنّي الفَتى
وَأنّي وَفَيْتُ وَأنّي أبَيْتُ
وَأنّي عَتَوْتُ على مَنْ عَتَا
وَمَا كُلّ مَنْ قَالَ قَوْلاً وَفَى
وَلا كُلُّ مَنْ سِيمَ خَسْفاً أبَى
وَلا بُدَّ للقَلْبِ مِنْ آلَةٍ
وَرَأيٍ يُصَدِّعُ صُمَّ الصّفَا
وَمَنْ يَكُ قَلْبٌ كَقَلْبي لَهُ
يَشُقُّ إلى العِزِّ قَلْبَ التَّوَى
وَكُلُّ طَرِيقٍ أتَاهُ الفَتَى
على قَدَرِ الرِّجْلِ فيه الخُطَى
وَنَام الخُوَيْدِمُ عَنْ لَيْلِنَا
وَقَدْ نامَ قَبْلُ عَمًى لا كَرَى
وَكانَ عَلى قُرْبِنَا بَيْنَنَا
مَهَامِهُ مِنْ جَهْلِهِ وَالعَمَى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 10:02]ـ
ابو العتاهيه
ركنَّا إلى الدنيَا الدنيئة ِ ضلَّة ً
وكَشفتِ الأطماعُ منَّا المساوِيَا
وَإنّا لَنُرْمَى كُلَّ يَوْمٍ بعِبْرَة ٍ،
نَراها، فَما تَزْدادُ إلاّ تَمادِيَا
نُسَرّ بدارٍ أوْرَثَتْنَا تَضاغُناً
عَلَيْها، وَدارٍ أوْرَثَتْنَا تَعادِيَا
إذَا المرءُ لمْ يلبسْ ثياباً من التُّقَى
تقلَّبَ عُرياناً وإنْ كانَ كاسِيَا
أخي! كنْ على يأسٍ من النّاسِ كلّهمْ
جميعاً وكُنْ ما عشتَ للهِ راجيَا
ألمْ ترَ أنَّ اللهَ يكفي عبادَهُ
فحسبُ عبادِ اللهِ باللهِ كافِيَا
وَكمْ من هَناة ٍ، ما عَلَيكَ، لمَستَها
مِنَ الناسِ يوماً أو لمستَ الأفاعِيَا
أخي! قد أبَى بُخلي وَبُخلُكَ أن يُرَى
لذي فاقة ٍ منِّي ومنكَ مؤَاسِيَا
كِلانَا بَطينٌ جَنْبُهُ، ظاهرُ الكِسَى،
وَفي النّاسِ مَن يُمسِي وَيُصْبحُ عارِيَا
كأنِّي خُلقْتُ للبقاءِ مُخلَّداً
وَأنْ مُدّة َ الدّنْيا لَهُ ليس ثانِيَا
إلى الموتِ إلا أن يكونَ لمنْ ثَوى
منَ الخَلقِ طُرّاً، حيثما كانَ لاقِيَا
حسمْتَ المُنَى يا موتُ حسماً مُبرِّحاً
وعلَّمْتَ يا مَوْتُ البُكاءَ البواكِيا
وَمَزّقْتَنَا، يا مَوْتُ، كُلَّ مُمَزَّقٍ،
وعرَّفتَنَا يا موتُ منكَ الدَّواهِيَا
ألا يا طويلَ السهوِ أصبحتَ ساهياً
وَأصْبَحتَ مُغترّاً، وَأصْبحتَ لاهِيَا
أفي كُلِّ يومٍ نحن نلقى جنازة ً
وفي كلِّ يومٍ منكَ نسمعُ مناديا
وفي كلِّ يومٍ مِنكَ نرثِي لمعْوِلٍ
وفي كُلِّ يومٍ نحنُ نُسعدُ بالِيَا
ألا أيّها البَاني لغَيرِ بَلاغَة ٍ،
ألا لخَرابِ الدّهْرِ أصْبَحْتَ بانِيَا
ألا لزَوالِ العُمْرِ أصْبَحْتَ بَانِياً؛
وَأصْبَحتَ مُختالاً، فَخوراً، مُباهِيا
كأنّكَ قد وَلّيتَ عن كُلّ ما تَرَى،
وخلَّفْتَ مَنْ خلَّفْتَهُ عنكَ سالِيَا
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 10:13]ـ
بديع الحسن كم هذا التجنّي ... ومن أغراك بالإعراض عني
حويت من الملاحة كل معنى ... وحزت من الظرافة كل فن
وأعرف قبلك الأغصان تُجنى ... فيا غصن الأراك أراك تجني
وأعجب ما أحدث عنك أنّي ... فُتنتُ، وأنت لم تعلم بأني ...
ـ[عماد الجيزى المصرى الأثرى]ــــــــ[01 - Jan-2010, صباحاً 11:28]ـ
حبذا لو وضع البعضُ قصيدة: أخى جاوز الظالمون المدى ..
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Jan-2010, صباحاً 10:56]ـ
/// النابغة الجعدي:
حسبنا زمانًا كلَّ بيضاء شحمة /// /// /// ليالي إذ نغزو جذامًا وحميرا
إلى أنْ لقينا الحيَّ بكر بن وائل /// /// /// ثمانين ألفًا دارعين وحسَّرا
فلمَّا قرعنا النبع بالنبع بعضه /// /// /// ببعض أبت عيدانه أن تكسَّرا
سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها /// /// /// ولكنَّنا كنَّا على الموت أصبرا
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[04 - Jan-2010, مساء 10:57]ـ
كعب بن زهير
إن يُدرككَ موتٌ أو مشيبٌ
فقبلَك مات أقوامٌ وشابوا
تَلَبَّثْنا وفَرَّطْنا رِجالاً دُعُوا
وإذا الأنامُ دُعُوا أجابوا
وان سبيلنا لسبيلُ قومٍ
شَهِدْنا الأمرَ بعدَهُمُ وغابوا
فلا تَسأَلْ سَتَثْكَلُ كلُّ أُمٍّ
إذا ما إخوة ٌ كثروا وطابوا
ـ[أم تميم]ــــــــ[07 - Jan-2010, صباحاً 08:17]ـ
قال أبو يعقوب الخريمي يعاتبُ الوليد بن أبان ..
أتعجبُ مني إن صبرتُ على الأذى .. وكنت امرأ ذا إربةٍ متجملا
فإني بحمدِ الله لا رأي عاجزٍ .. رأيتُ ولا أخطأت للحق مفصلا
ولكن تدبرتُ الأمور فلم أجد .. سوى الحلم والإغضاء خيرًا وأفضلا
وأقسمُ لولا سالف الودِّ بيننا .. وعهدٌ أبت أركانهُ أن تَزَيَّلا
وأيامُكَ الغرُّ اللواتي تقدَّمت .. وأوليتنيها منعمًا متطولا
رحلتُ قلوصَ الهَجر ثم اقتعتدتها .. إلى البعد ماألفيت في الأرض معملا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Jan-2010, صباحاً 07:56]ـ
_
ومن يصنع المعروف (في غير أهله) /// /// يُلاق الذي لاقى مجير أم عامرِ
أعدَّ لها لمَّا استجارت ببيته /// /// أحاليب ألبان اللِّقاح الدَّرائرِ
وأسمنها حتى إذا ما تمكَّنت /// /// فَرَتْه بأنيابٍ لها وأظافرِ
فقل لذوي المعروف: هذا جزاء مَن /// /// يجود بمعروفٍ على غير شاكرِ!
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 05:13]ـ
من روائع الشعر تصويريا فقط الشعر
تذكرت ليلى والسنين الخواليا ... وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
خليليّ إن لا تبكياني ألتمس خليلا ... إذا أنزفت دمعي بكى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنّان كل الظن أن لا تلاقيا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها ... فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
ولا سمّيت عندي لها من سمية ... من الناس إلا بلّ دمعي ردائيا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
أراني إذا صليت يممت نحوها ... بوجهي, وإن كان المصلى ورائيا
ومابي إشراك ولكن حبها ... وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها ... أو أشبهه , أو كان منه مدانيا
هي السحر إلا أن للسحر رقية ... وإني لا ألفي لها الدهر راقيا
معذبتي لولاك ماكنت هائما ... أبيت سخين الدمع حران باكيا
أناجي الذي فوق السماوات عرشه ... ليكشف حبا بين جنبي ثاويا
ألا يا حمامات العراق أعينني ... على شجني , وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة ... فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
تمر الليالي والشهور ولا أرى ... غرامي لها يزداد إلا تماديا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه ... وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلي إن ضنوا بليلى فقربا لي ... النعش والأكفان واستغفرا ليا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jan-2010, مساء 05:36]ـ
/// عبيد بن الأبرص:
أبلِغ أبا كَرِبٍ عنِّي وأُسرَتَهُ /// /// قَولًا سَيَذهَبُ غَورًا بَعدَ إنجادِ
يا عَمرو ما راحَ مِن قَومٍ ولا ابتَكَروا /// /// إلَّا ولِلمَوتِ في آثارِهِم حادي
فإن رأيتَ بِوادٍ حَيَّةً ذَكَرًا /// /// فامضِ ودَعني أُمارِس حَيَّةَ الوادي
لأَعرِفَنَّكَ بَعدَ المَوتِ تَندُبُني /// /// وفي حَياتِيَ ما زَوَّدتَني زادي!
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[12 - Jan-2010, صباحاً 02:09]ـ
بَلَوْتُ النَّاسَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ /// /// /// فَلَمْ أَرَ غَيْرَ خَتَّالٍ وَقَالِي
وَذُقْتُ مَرَارَةَ الْأَشْيَاءِ جَمْعًا /// /// /// فَمَا طَعْمٌ أَمَرُّ مِنْ السُّؤَالِ
وَلَمْ أَرَ فِي الْخُطُوبِ أَشَدَّ هَوْلًا /// /// /// وَأَصْعَبَ مِنْ مُعَادَاةِ الرِّجَالِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jan-2010, مساء 06:42]ـ
_
تفنى اللَّذاذة ممَّن نال صفوتَها /// /// /// من الحرامِ، ويبقى الإثم والعارُ
تبقى عواقب سوءٍ من مغبَّتها /// /// /// لا خير في لذَّةٍ من بعدها النَّارُ
_
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[21 - Jan-2010, مساء 05:02]ـ
وقال صالح بن عبد القدوس:
اِذا لَم تَستَطيع شَيئاً فَدَعهُ /// /// /// وَجاوِزه اِلى ما تَستَطيع
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Jan-2010, مساء 09:11]ـ
/// أبوالعتاهية:
مَن رأى الدنيا بِعَينَي بَصيرٍ /// /// /// لم تَكَد تَخطُرُ منه بِبالِ
إنَّما المِسكينُ حَقًّا يقينًا /// /// /// مَن غَدا يَأمَنُ صَرفَ اللَّيالي
ما أرى لي ظالِماً غَيرَ نَفسي /// /// /// وَيحَ نَفسي ما لِنَفسي وَمالي
يا مُضيعَ الجِدِّ بِالهَزلِ مِنهُ /// /// /// مَن يُبالي منك ما لا تُبالي
لو عَقَلنا ما نَرى لَانتَفَعنا /// /// /// واعتَبَرنا بِالقُرونِ الخَوالي
احتِيالُ المَرءِ تَأتي عَلَيهِ /// /// /// ساعَةٌ تَقطَعُ كُلَّ احتِيالِ!
ـ[عبدالمومن براهيم الجزائري]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 12:30]ـ
فدعني من غرناطة وديارها
وشنيل فالحسن انتهى للجزائر
وما تفضل الحمراء بيضاء عادة
مقرطة بالبدر ذات غدائر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 07:02]ـ
/// أبوالعتاهية .. أيضاً:
لِمَن طَلَلٌ أُسائِلُهُ /// /// /// مُعَطَّلَةٌ مَنازِلُهُ
غَداةَ رَأَيتُهُ تَنْعى /// /// /// أَعاليهُ أَسافِلُهُ
وَكُنتُ أَراهُ مَأهولًا /// /// /// وَلَكِن بادَ آهِلُهُ
لِمَنزِلِ وَحدَةٍ بَينَ الـ /// /// /// ـمَقابِرِ أَنتَ نازِلُهُ
قَصيرِ السَمكِ قَد رُصَّت /// /// /// عَلَيكَ بِهِ جَنادِلُهُ
بَعيدِ تَزاوُرِ الجيرا /// /// /// نِ ضَيِّقَةٍ مَداخِلُهُ
أَأَيَّتُها المَقابِرُ فيـ /// /// /// ـكِ مَن كُنّا نُنازِلُهُ
وَمَن كُنّا نُتاجِرُهُ /// /// /// وَمَن كُنّا نُعامِلُهُ
وَمَن كُنّا نُعاشِرُهُ /// /// /// وَمَن كُنّا نُداخِلُهُ
وَمَن كُنّا نُفاخِرُهُ /// /// /// وَمَن كُنّا نُطاوِلُهُ
وَمَن كُنّا نُشارِبُهُ /// /// /// وَمَن كُنّا نُؤاكِلُهُ
وَمَن كُنّا نُرافِقُهُ /// /// /// وَمَن كُنّا نُنازِلُهُ
وَمَن كُنّا نُكارِمُهُ /// /// /// وَمَن كُنّا نُجامِلُهُ
وَمَن كُنّا لَهُ إِلفًا /// /// /// قَليلًا ما نُزايِلُهُ
وَمَن كُنّا بِلا مَينٍ /// /// /// أَحايِيناً نُواصِلُهُ
فَحَلَّ مَحَلَّةً مَن حَلَّـ /// /// /// ـها صُرِمَت حَبائِلُهُ
أَلا إِنَّ المَنِيَّةَ مَنـ /// /// /// ـهَلٌ وَالخَلقُ ناهِلُهُ
أَواخِرُ مَن تَرى تَفنى /// /// /// كَما فَنِيَت أَوائِلُهُ
_
ـ[المرابط الجكني]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 07:22]ـ
وقال المختار بن حامدون الشنقيطي في رثاء عمه بارك الله بن محمذن بن محنض بابه المتوفى سنة 1362هـ
مغنى التقى والنّقى والعلمِ والتُّؤدَهْ*والحلمِ والعدلِ والاحسانِ والنّجدَهْ
والجودِ والمجدِ والعلياءِ أجمعِها*والسؤددِ العِدِّ لا يحصِي الثنا عددَهْ
والنفعُ مجتديا والدفع معتديا*والبذلُ عن عِدةٍ والبذلُ دون عِدَهْ
والهديُ في زمن لا مُهتدين بِه*والرشدُ أزمان لم يؤت امرؤٌ رشدَهْ
وطيبُ نيةِ نفس لا انطواء لها*إلا علي الخير عنه غيرُ مبتعدَهْ
بعيدةٌ عن نواهي الله نائيةٌ*تخشى الوعيد وترجو نيل ما وعدَهْ
من شدةِ الخوفِ منه واليقينِ به*ترى الفرائص طول الدهر مرتعِدَهْ
والصومُ في الصيف حدُّ السيف صومُكهُ*وقومةُ الليل تولي الركعةَ السجدَهْ
والقصدُ في مِشيةٍ والغضُّ من بصر*وصوتٌ أحسِن بمغضوضٍ ومقتصدَهْ
والمنطقُ الفصلُ قد بان البيان به*كأنه خرزات الدر منتضدَهْ
أمسى خلاء وأمسى أهلُه احتملوا*فما علي لُبدٍ أخنى أتي لُبدَهْ
فالله أكبر لست اليوم تسمعه*فيه ولا سمع الله لمن حمدَهْ
ولا تشم ذكِيّ المسك من خُلُق*أذكى من الورد لاقى الدلو أو أسدَهْ
ولا ترى صدقاتٍ ثم وادقةً*من كف حاتم جود لا تعدُّ يدَهْ
إلا الفرات إذا هبّ الرياحُ له*ترمى غواربُه في عبرِهِ زبدَهْ
كفٌّ مباركةٌ طابت فحاملها*أبٌ له المتنبي وابنه عبدَهْ
لم يعتمد قط في غير السجودِ بها*إلا علي كتب في الدين معتمدَهْ
فلتبكه الكتبُ وليندُبهُ مسجدَهْ*فكم بكى في سجودٍ فيه قد سَجَدَهْ
ولنحتسب نحن ولنصبر ونرض فماال*معبود قاضيه راضيه الذي عبدَهْ
إياهُ نعبد لم نشرك به أحدًا*مفوضين إليه نرتجي مدَدَهْ
والحمد لله إنا راجعون له*أفعالُه العدلُ فينا غير منتَقَدَهْ
يا رب صل علي طه وأسرتِه*ووارثيه الألى قد جددوا جدَدَهْ
وارحم جدودًا وإخوانا لنا سلفُوا*وبارك الله في الأبناءِ والحفدَهْ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرابط الجكني]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 07:31]ـ
قال المؤرخ الشهير والأديب الكبير
الأستاذ المختار بن حامِدُنْ يرثى أحد أعلام الشناقطة
غرة دهره وفريد عصره شيخ الشيوخ محمد عالى بن عدود
تغمد الله الجميعَ برحمته
نقصد في سيد الرثاءِ وإنما*نكرر أو نتلو ثناءً تقدما
فننظُم منه نسخةً طبقَ أصلها*فما غادرت مداحهُ متردما
حديثٌ معادٌ فيه تحصيلُ حاصلٍ*و مَخضُ مياه لا يحصلُ غيرَ ما
ومن خانه التحصيلُ يَقْنَعْ بحاصلٍ*ومن يَجدْ ماءً تُرابًا تيمما
و إلا تكن إبلٌ فَمِعْزَى وَوَابِلٌ*فطلٌ وإن لم نجنِ تمرًا فَحِصْرِما
ولكن للمحزونِ لابد آهةً*ومن يدكر عهدَ الحبيبِ ترنَّما
مضى شيخنا عنا المباركُ سعيه*محمدَ العالى المراتب والسما
بدين قويمٍ فى سريرته سَرَى*وخالطَ منهُ العظمَ واللَّحْمَ و الدَّما
يمثل من هَدْيِ الصحابةِ صورة ً*ويا حبذا هَدْيُ الصحابةِ مغنما
كما تعكسُ المرآةُ وجهًا أمامَها*ويحكى الصدى الصوت الفخيمَ المرخما
وطبع مثاليٍّ كحُبْسٍ مُعقبٍ*على الشيخِ محصور بإلا وإنما
ووافرُ علمٍ كان فينا يبثه*وكنا إلى تعبيره جمع أَهْيَما
وأعمالُ برٍ صالحات تزينُه*بها الودُّ مجعولٌ له أيْنَ يمما
وعما تبقى من حميد خِصَاله*أرى الصمت أَوْلَى بى من أن تكلما
فما لم أقله فليُقَسْ رملُ عالجٍ*يحاولُ مُحصيهِ الصعودَ إلى السما
على أن مَا فيهِ من الخير كلِّه*تجسدَ في أبنائه وتجسما
فلقاه مولاه سُرورًا ونَضرةً*وزادَ بنِيهِ عِزةً وتقدما
بنى الشيخ صبرًا إنَّنِى إن صبرتُمُ*صبرتُ و إلا أسكبُ الدمعَ عَنْدَما
أقلدُكُمْ ما قلد الشعبُ مالكا*وأصحابهُ والأشعريَّ ومَا و مَا
حدِيثِى و قُرْءَانِى عليكمْ وفيكمُ*وفيه وفيها فيك فيك وفِيكُما
وكان أبُوكم مالِكى وابن مالكى*فلا عذرَ لى أن لا أكون متمما
فللهِ منكم وارثُونَ لعلمه*وأخلاقه اللاءى بها أَرِجَ الْحِمَى
ولله شهرٌ عَبَّ منهُ مُكافئا*لمن كان شهر عب بدءًا و مختما
ولله أفقٌ حُمَّ فيهِ أفُوله*وعاشَ بهِ نَجْمًا وخلفَ أنْجُما
-----------------------
البيت المشار إليه بالأحمر فيه ما فيه لكني أوردته لوروده في الأصل ...
و ستتواصل هذه المختارات من الشعر الشنقيطي انشاء الله
ـ[المرابط الجكني]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 07:37]ـ
يقول الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا رحمه الله
أدمعا تبقيان بغرب عين**وقدعاينتما دار الكنين
أليس من الوفاء لقاطنيها**إذالة مايصان بكل عين
بلى إن البكاء على المغاني**بمنهاج الصبابة فرض عين
وإن لم يبق منها غير رسم**كوشم في نواشر معصمين
فإن لها يدا دينا علينا**وحتم أن يؤدى كل دين
أفاويق الصفاء بها ارتضعنا**مدى حولين كانا كاملين
ولم يسحر فؤادي قط طرف**سوى طرفين فيها ساحرين
فذانك تاركا قلبي وروحي**لنيران المحبة صاليين
فعوجا ياخليلي الذين**هما مني بمنزلة اليدين
عليها باكيين وحيياها**معي حييتما من صاحبين
قفا ثم إرجعا الأبصارفيها**وعودا فارجعاها كرتين
بها مترسمين لها وكونا**إذا لم تبكيا متباكيين
وإن جمدت عيونكما كلاني**إلى عينين لى نضاختين
وكونا عاذرين ولا تكونا**إذا لم تسعداني عاذلين
فما لكما سوى الذكرى سبيل**علي فلستما بمسيطرين
وقد حوت الميامن منزلات**وريع بني المبارك منزلين
ومغنى حول ذات القرم عاف**وآخر دارس بالتيرسين
ودار حول حقف النصف أقوت**وأخرى أقفرت بالتوأمين
سقاها كل منهمر العزالي**من الأزمات يغسل كل رين
فتصبح غبة الأجراز تحكي**مصانعها تعاويذ اللجين
وتشبه في غلائله هدايا**برزن الى الزفاف بكل زين
معاهد عندنا في الحب فاقت**معاهد منعج والرقمتين
ليالي لا أحاذر أن ألاقي**صدودا من سعاد ولا بثين
ولم تقل العذاري أنت عم**نعدك عندنا أحد الأبين
تحن الى الشباب ولست منه**على حظ سوى خفي حنين
فقلت لهن إن يك وخط فودي**يسوء الفاليات إذا فليني
فكم يوم يعز على الفوالي**به مني فراق المفرقين
وكم يوم وترت به العذاري**كيوم مهلهل بالشعثمين
يجبن إذا دعا الداعون باسمي**كأني عندهن إبن الحسين
تلاحظني العبور مع الغميصا**فآنف عنهما للمرزمين
وإن أبدت لي الجوزا وشاحا**سلكت بها سبيل الشعريين
وإن تشر الثريا لي بكف**خضيب قلت عنى للبطين
وحيث بنات نعش درن حولي**تركت وصالها للفرقدين
(يُتْبَعُ)
(/)
وكم شمس بهالتها تحلت**ولاحت بالزوال خلال غين
وغار البدر إذ ولته منها**نوارا فازدريت النيرين
ولا عجب إذاخنتن عهدي**وآثرتن إقصائي وبيني
فقد خنتن في القدماء عبدي**ن قبلي للمهيمن صالحين
ومن شرخ الشباب أعتضت حلما**وحال الحلم إحدى الحسنيين
وكنت إذاعزمت على ارعواء**وجدت عزيمتي إسراء قين
وكم سامرت سمارا فتوا**الى المجد انتموا من محتدين
حووا أدبا على حسب فداسوا**أديم الفرقدين بأخمصين
أذاكر جمعهم ويذاكروني**بكل تخالف في مذهبين
كخلف الليث والنعمان طورا**وخلف الاشعري مع الجويني
وأوراد الجنيدوفرقتيه**إذا وردوا شراب المشربين
وأقوال الخليل وسيبويه**وأهلي كوفة والأخفشين
نوضح حيث تلتبس المعاني**دقيق الفرق بين المعنيين
وأطوارا نميل لذكر دارا**وكسرى الفارسي وذي رعين
ونحو الستة الشعراء ننحوا**ونحو مهلهل ومرقشين
وشعر الأعميين إذا أردنا**وإن شئنا فشعر الأعشيين
ونذهب تارة لأبي نواس**ونذهب تارة لإبن الحسين
وإني والنهى تنهى وتجلو**خفايا اللبس في المتشابهين
عدتني أن أصافي كل خل**مخايل من مداهنة ومين
كلا أخوي يظهر لي ودادا**فأعرف ما يُسر كلا الأخين
فمن يك راغبا في القرب مني**يجدني دون ماء المقلتين
ومن يوثر قلاي فليس شيئ**يواصل بينه أبدا وبيني
ألاحظ من خليطي كل زين**كما أُغضي له عن كل شين
ولا أصغي إلى العوراء حتى**يرى أني أصم المسمعين
وما جهل الجهول بمستفِزي**ومالي بالدنية من يدين
وأحمل كل ما يأتي خليلي**له إلا عبوس الحاجبين
وليس يهولني من مستشيط**تهدده بنفض المذروين
وعندي جانب في الهزل لين**وآخر عند جدي غير لين
وقد يلفى إذا الجلى إدلهمت**أسامة من يظن أبا الحصين
ومهما يعرني للهم ضيف**يجر من البلابل ضيفنين
جعلت قراه أكوم قيسريا**هجان اللون جون الذفريين
كأن صنانه المنباع نقس**تحدر من جوانب قمقمين
على ليتين كالترسين مُدا**إلى كالقصر رحب القصريين
يزم عن الكلال وكل نعت**يعاب سوى إنفتال المرفقين
رعى روض الحمى غضا نضيرا**فلم يحتج لماء الدحرضين
وعن صدَّا له السعدان أغنى**إلى أمد إنسلاخ جماديين
له افتر الكمام بكل ثغر**وبكّاه الغمام بكل عين
فملكه الرعاة الأمر حتى**كساه الني نسج المشفرين
تثبطه أداهم من حديد**ينوء بها مداني الساعدين
إلي أن كاد وهو بلا جناح**يطير بقوة في المنكبين
هناك علونه بقتود رحل**حماه الكتر مس المتنيين
فحاول أن يبارى في البراري**هجفي سابق بالدونكين
يسير الخيطفى حينا وحينا**يراوح بين كلتا الخيزلين
يولى المعز اخفافا خفافا**تغادر كل صخر فلقتين
تقاذف بينها الظران شتى**تقاذف أيمنيين أعسرين
به احيي التداني كل حين**وأدنو للتنائي كل حين
أغادره وقبلي مستحيل**عليه الأين ذا ظلع وأين
وأرحله سليما منسماه**وأرجعه رثيم المنسمين
ولو لم ألفه اصلا لطارت**بي العزمات بين الخافقين
فللعزمات أجنحة تداني**كلمح الطرف بين الشاحطين
فشطر المشرقين تام آنا**وآونة تام المغربين
وليس كمثلها وزر للاق**من الدهر ازورار الجانبين
فما حر يقر بدار هون**ولو كانت مقر الوالدين
وأهل المرء نيل غنى وجاه**وهل يسعى الرجال لغير ذين
ومسقط رأسه ضر ونفع**وإلا فإتباع القارظين
فمال المنذرين يعد فقرا**بلا عز ومال الحارثين
وعز الحارثين يُعد ذلا**بلا مال وعز المنذرين
فعش حرا فإن لم تستطعه**فضربا في عراض الجحفليين
وهون في أقاص الناس هين**وهون في العشيرة غير هين
فما المنكور من أصل وعين**بكالمعروف من أصل وعين
ولما صاح من فؤادي نذير**وصرح ثانيا بالعارضين
وقبل الشيب إيجادي نعاني**فليس الشيب أول ناعيين
وداعي القلب بالتجريب نادى**وداعي الله أندى الدعيين
سلا قلبي عن الدنيا لكوني**وما أهواه منها فانيين
وإني إن ظفرت به فلسنا**على حال تدوم بباقيين
ولكنا إذا طبق تولى**على طبق ترانا راكبيين
وعن عهد الشبيبة والملاهي**وأيام الميامن والكنيين
سوى أني أستباح حريم صبري**هوى الحرميين أشرف موطنيين
وسوف تفي العزائم و المهارى**بوعد منجز من وافيين
فقد منينني قبل المنايا**مرور ركائبي بالدهنوين
ينازعن الأعنة سالكات**ممر الجيش بين العدوتين
تبادر بالحجيج ورود بدر**ويحدوها الحنين الى حنين
قواصد رابغا تبغي اغتسالا**وإحراما لديه وركعتين
تمر بذي طوى متناسيات**لفرط الشوق كل طوى وغين
من التنعيم يدعوها كداء**الى البطحاء بين الأخشبين
على باب السلام مسلمات**بتطواف وسعي عاجليين
تناخ لحاجتي دنيا وأخرى**هناك فتنثني بالحاجتين
ببيت الله ملمس كل حاج**تعالى الله عن كيف وأين
حمى إن أمه لاج وراج**يكونا آمنيين وغانميين
فمن يجهل حمايته يسائل**أمير الجيش عنه وذا اليدين
إلى خيف المحصب رائحات**بكل أشم ضاحي الوجنتين
وتغدو بالشروق مبادرات**بنا إجلي نعام جافلين
من التعريف مسيا صادرات**يخدن منكبات المأزمين
ومن جمع يسرن مغلسات**لوقفة ساعة بالمشعرين
ببطن محسر متراميات**لأولى الجمر دون الأخرين
وترجع إن أفاضت لابثات**ثلاث ليائل أو ليلتين
وللبيت العتيق مودعات**قد إرتاحت لإحدى الراحتين
وأخرى لم تكن لتنال إلا**مرور محل إحدى الهجرتين
إليها من كدى يهبطن صبحا**هبوط السيل بين القنتين
توخى مسجد التقوى تحرى**مناخ محمد والصاحبين
تمر بذي الحليفة حالفات**على الألباب بين اللابتين
فتستقصى بها الركبات منها**من القصوى مكان الركبتين
ولا تلقي عصي السير إلا**إذا وصلت لثاني المسجدين
ضريح المصطفى صلى عليه**مع التسليم رب المشرقين
يحف خليفتاه به فأكرم**بهم من مصطفى وخليفتين
وأصحاب البقيع ومن حوته**من الابرار كلتا البقعتين
جزوا عنا بريحان وروح**عليهم لن يزالا دائمين
وأوتوا جنتين دنت عليهم**بخير جنى ظلال الجنتين
أولاك الناس أهل الله حقا**حماة الدين بالأسل الرديني
بهم يارب عاملنا جميعا**بلطفك دائما في الحالتين
وبالمأمول جد فضلا علينا**وقِ الأسواء في الدارين تين
وبالحسنى لنا فأختم إلهي**كتاب الحافظين الكاتبين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المرابط الجكني]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 07:40]ـ
يامعشر البلغاء / للشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا
يامعشر البلغاءهل من لوذعي**يهدي حجاه لمقصد لم يبدع
إني هممت بأن أقول قصيدة**بكرا فاعياني وجود المطلع
لكم اليد الطولى علي إن أنتم**ألفيتموه ببقعة أو موضع
فأستعملو النظر السديد ومن يجد**لي ما أحاول منكم فليصدع
وحذار من خلع العذار على الديا**رووقفة الزوار بين الأربع
وإفاضة العبرات في عرصاتها**وتردد الزفرات بين الأضلع
وتذاكر السمار بالأخبارمن**أعصار دولة قيصر أو تبع
والقينة الشنبا تجاذب مزهرا**والقهوة الصهبا بكأس مترع
وتداعي الأبطال في رهج القتا**ل الى النزال بكل لدن مشرع
فجميع هذا قد تداوله الورى**حتى غدا ما فيه موضع إصبع
والشعر ليس كما يقول المدع**صعب المقادة مستدق المهيع
كم عز من قح بليغ قبلنا**أو من اديب حافظ كالأصمعى
هل غادرت هل غادر الشعراء في**بحر القصيد لطامع من مطمع
والحول يمكثه زهير حجة**أن القوافي لسن طوع الإمعي
إنالقريض مزلة من رامها**فهو المكلف جمع ما لم يجمع
إن يتبع القدما أعاد حديثهم**بعد الفشوّ وضل إن لم يتبع
والشعر للتطريب أول وضعه**فلغير ذلك قبلنا لم يوضع
وإليه ترتاح النفوس غلبة**فيميلها طبعا بغير تطبع
ينساغ للأذهان أول مرة**ويزيد حسنا ثانيا في المرجع
فيخال سبق السمع من لم يستمع**ويعود سامعه كأن لم يسمع
كالروض يغدو السرح فيه وتنثني**عند الرواح كأنه لم يرتع
من كان مسطاعا له فليأته**وليقن راحته إمرؤ لم يسطع
والجل من شعراء أهل زماننا**ما إن أرى في ذا له من مطمع
واليوم إما سارق مستوجب**قطع اليمين وحسمها فليقطع
أوغاصب متجاسر لم يثنه**عن همه حد العوالي الشرع
مهما رأى يوما سواما رتعا**شن المغار على السوام الرتع
فكأنه في عدوه وعدائه**فعل السليك وسلمة بن الأكوع
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 09:21]ـ
ومن لم تكن كتب الموطا ببيته×××فذاك من التوفيق بيت مُخَيّبُ
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[26 - Jan-2010, مساء 09:25]ـ
ومن لم تكن كتب الموطا ببيته×××فذاك من التوفيق بيت مُخَيّبُ
هذا البيت مثلا من كلام بعض الأندلسيين في ذكر مفاخر الموطأ للإمام مالك رحمه الله ومدى قيمته عند الناس في زمانهم (الأندلسيين).فقلما تلج بيتا إلا وفيه نسخ الموطأ متنا أو شرحا ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Feb-2010, مساء 03:54]ـ
/// أبوالعتاهية:
أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي /// /// /// اِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا
أَأَمِنتَ المَوتَ وَالمَوتُ يَأبى /// /// /// بِكَ وَالأَيّامُ إِلّا انقِلابا
هَل تَرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ؟ /// /// /// إِنَّما الدُنيا تُحاكي السَرابا
إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلَّى /// /// /// أو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا
نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرًّا /// /// /// كُلَّ يَومٍ قَد تَزيدُ التِهابا
إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ /// /// /// وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا
ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ /// /// /// لا، وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا
أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَنْ /// /// /// يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا
وَبَنى فيها قُصورًا ودورًا /// /// /// وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا
وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً /// /// /// وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا
أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها /// /// /// مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا!!
ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ /// /// /// نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا
بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ /// /// /// إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا
غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ /// /// /// يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا
أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ /// /// /// أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا
أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ /// /// /// قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا
إِنَّما داعي المَنايا يُنادي /// /// /// احمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا
جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا /// /// /// أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا
لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى /// /// /// يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا؟!
لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى /// /// /// أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا
سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم /// /// /// أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا!
أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم، وَأَكثِرْ /// /// /// ثُمَّ لا تَبغِ عَلَيهِ ثَوابا!
وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقرًا /// /// /// فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Feb-2010, صباحاً 11:19]ـ
/// المعرِّي:
وجدتُ مُدى الحَوادِثِ واقِعاتٍ /// /// /// بلَبَّاتِ المُثَلَّبِ والحُوارِ
عليكَ العَقلَ وافعَل مارَآهُ /// /// /// جَميلاً فهُوَ مُشتارُ الشِوارِ
إذا أخلَصَت للخَلَّاقِ سِرًّا /// /// /// فَلَيسَت مِن ضَوائِرَكَ الضَواري
وإنْ مَرَّ الصُوارُ فَلا تَلَفَّتْ /// /// /// بِمُطَّردِ النَسيمِ إِلى الصُوارِ
فَوارٍ مِن زِنادِكَ مِثلُ كابٍ /// /// /// متى ما حَلَّتِ الغِيَرُ الفَواري
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوالبراء الازدي]ــــــــ[16 - Feb-2010, مساء 01:02]ـ
فتى مات بين الطعن والضرب ميتة .... تقوم مقام النصر إن فاته النصر
وما مات حتى مات مضرب سيفه .... من الضربواعتلت على القنا السمر
غدا غدوة والحمد نسج ردائه .... فلم ينصرفإلا واكفانه الاجر
تردى ثياب الموت حمرا فما دجا له .... الليل إلا وهي من سندس خضر
مضى طاهر الاثواب لم يبق روضة .... غداةثوى إلا اشتهت انها قبر
عليك سلام الله وقفا فاننى ..... رأيتالكريم الحر ليس له عمر
وقد كان فوتالموت سهلا فرده ..... اليه الحفاظ المر والخلق الوعر
ونفس تعافالضيم حتى كأنه ...... هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فاثبت فيمستنقع الموت رجله .... وقال لها من تحت اخمصك الحشر
تردى ثيابالموت حمرا فما اتى ...... لها الليل إلا وهى من سندس خضر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[26 - Feb-2010, مساء 01:36]ـ
_
/// البُحتري:
جُعِلتُ فِداكَ الدَهرُ لَيسَ بِمُنفَكِّ /// /// مِنَ الحادِثِ المَشكُوِّ وَالنازِلِ المُشكي
وما هذهِ الأيامُ إلَّا مَنازِلٌ /// /// فَمِن مَنزِلٍ رَحبٍ، وَمِن مَنزِلٍ ضَنكِ
وقد هَذَّبَتكَ النائِباتُ وإنَّما /// /// صَفَا الذَّهَبُ الإبريزُ قَبلَكَ بالسَّبكِ
وما أنتَ بالمهزوزِ جَأشاً على الأذى /// /// وَلا المُتَفَرِّي الجِلدَتَينِ عَلى الدَّعكِ
أمَا في نَبِيِّ اللهِ يوسُفَ أسوةً /// /// لِمِثلِكَ محبوسًا عَلى الظُلمِ وَالإفكِ
أَقامَ جَميلَ الصَبرِ في السِّجنِ بُرهَةً /// /// فَآلَ بِهِ الصَبرُ الجَميلُ إِلى المُلكِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Mar-2010, مساء 12:21]ـ
/// عمرو بن معدي كرب:
ويبقى بعد حِلمِ القومِ حِلمي /// /// ويفني قبل زادِ القومِ زادي
ومن عَجَبٍ عجبتُ له حديثٌ /// /// بديعٌ ليس من بِدَعِ السَّدادِ
تَمَنَّى أن يلاقيني قُيَيسٌ /// /// وَدِدتُ وأينما منّي وِدادي
أُريدُ حَياتَهُ وَيُريد قَتلي! /// /// عَذِيرك من خليلِكَ من مُرادِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 06:52]ـ
_
على الرُغمِ من أنفِ المكارِمِ والعُلا /// /// غَدَت دارُهُ قَفْرًا ومَغْنَاهُ بَلْقَعَا
ألَم تَرَ أنَّ البَأسَ أصبَحَ بعدهُ /// /// أَشَلَّ وأنَّ الجودَ أصبَحَ أجْدَعَا
فمُرَّا على قَبرِ المُسَوَّدِ وانظُرا /// /// إلى المجدِ والعلياءِ كيف تَخَشَّعَا
فإن يَكُ وارَاهُ التُرابُ فكَبِّرا /// /// على الجودِ والمعروفِ والفَضلِ أرْبَعَا
ولا تسأَمَا نَوْحًا عليهِ مُكَرَّرًا /// /// ونوحًا لِفَقدِ العارفاتِ مُرَجَّعَا
فَما كانَ (قَيسٌ) هَلكُهُ هَلكٌ واحِدٌ /// /// ولكِنَّهُ بُنيانُ قومٍ تَضَعْضَعَا
ولا تحسَبَا أنِّي أُوَارِيْهِ وحْدَهُ /// /// ولَكِنَّني وارَيْتُهُ والنَّدَى مَعَا
_
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 06:59]ـ
و من عيون الشعر قول خلوصي:):
يوم أن كنا صغارا -- نحسب الأيام زهرا
فإذا الأيام تنسيـ -- نا سويعات المسرة
يوم ان كنت خلياً -- من هموم النفس طرّا
لم يكن بالقلب وردٌ -- شوكه أدمى و أزرى
قرضه ارتجالاً و هو يرى تلاميذ المدارس يخرجون ظهراً .. و به ما به!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 07:16]ـ
_
لو صَحَّحَ الدَمعُ لي أو ناصَحَ الكَمَدُ /// /// لَقَلَّما صَحِباني الروحُ وَالجَسَدُ
خانَ الصَفاءَ أَخٌ كانَ الزَمانُ لَهُ /// /// أَخاً فَلَم يَتَخَوَّن جِسمَهُ الكَمَدُ
تَساقُطُ الدَمعِ أَدنى ما بُليتُ بِهِ /// /// في الحُبِّ إِذ لَم تَساقَطُ مُهجَةٌ وَيَدُ
لا وَالَّذي رَتَكَت تَطوي الفِجاجَ لَهُ /// /// سَفائِنُ البَرِّ في خَدِّ الثَرى تَخِدُ
لأَنفَدَنَّ أسىً إذ لَم أَمُتْ أسَفاً /// /// أو يَنفَدُ العُمرُ بي أو يَنفَدُ الأبَدُ
عَنِّي إلَيكِ فإنِّي عَنكِ في شُغُلٍ /// /// لي مِنهُ يَومٌ يُبَكِّي مُهجَتي وَغَدُ
وإنَّ بُجرِيَّةً نابَت جَأَرتُ لها /// /// إلى ذُرى جَلَدي فاستَوهَلَ الجَلَدُ
هيَ النَوائِبُ فاشْجى أو فَعي عِظَةٌ /// /// فَإنَّها فُرَصٌ أثمارُها رَشَدُ
هُبِّي تَرَي قَلَقاً مِن تَحتِهِ أَرَقٌ /// /// يَحدوهُما كَمَدٌ يَحنو لَهُ الجَسَدُ
صَمّاءُ سَمُّ العِدى في جَنبِها ضَرَبٌ /// /// وَشُربُ كاسِ الرَدى في فَمِّها شُهُدُ
هُناكَ أُمُّ النُهى لَم تودِ مِن حَزَنٍ /// /// وَلَم تَجُد لِبَني الدُنيا بِما تَجِدُ
لا يُبعِدِ اللَهُ مَلحوداً أَقامَ بِهِ /// /// شَخصُ الحِجَى وسَقاهُ الواحِدُ الصَمَدُ
يا صاحِبَ القَبرِ دَعوى غَيرِ مُثَّئِبٍ /// /// إن قال أوْدَى النَّدى والبَدرُ وَالأسَدُ
باتَ الثَرى بِأخي جَذلانَ مُبتَهِجًا /// /// وَبِتُّ يَحكُمُ في أجفانِيَ السُهُدُ
لَهفي عَلَيكَ وَما لَهفي بِمُجدِيَةٍ /// /// ما لَم يَزُركَ بِنَفسي حَرُّ ما أَجِدُ
أَنسى أَبا الفَضلِ يَعفو التُربُ أَحسَنَهُ /// /// دوني وَدَلوُ الرَدى في مائِهِ يَرِدُ
وَيلٌ لِأُمِّكَ أَقصِر إِنَّهُ حَدَثٌ /// /// لَم يَعتَقِد مِثلَهُ قَلبٌ وَلا جَلَدُ
عاقَ الزَمانُ رَضيعَ الجودِ لَم يَقِهِ /// /// أهلٌ وَلَم يَفدِهِ مالٌ وَلا وَلَدُ
حينَ اِرتَوى الماءَ وَاِفتَرَّت شَبيبَتُهُ /// /// عَن مُضحِكٍ لِلمَعالي ثَغرُهُ بَرَدُ
وقيلَ أحمَدُها بَل قيلَ أمجَدُها /// /// بَل قيلَ أنجَدُها إن فُرَّتِ النُجُدُ
رودُ الشَّبابِ كَنَصلِ السَّيفِ لا جَعَدٌ /// /// في راحَتَيهِ وَلا في عودِهِ أَوَدُ
سَقى الحَبيسَ وَمَحبوساً بِبَرزَخِهِ /// /// من السَمِيِّ كَفيتُ الوَدقِ يَطَّرِدُ
بِحَيثُ حَلَّ (أبوفضلٍ) فَوَدَّعَهُ /// /// صَفوُ الحَياةِ ومِن لَذَّاتِها الرَغَدُ
بِحَيثُ حَلَّ فَقيدُ المَجدِ مُغتَرِبًا /// /// وَمورِثًا حَسَراتٍ ليسَ تُفتَقَدُ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم بن عاشور]ــــــــ[18 - Mar-2010, صباحاً 07:37]ـ
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ /// /// أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ /// /// جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى /// /// كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ /// /// حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا /// /// أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ /// /// وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ /// /// وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 10:36]ـ
/// محمود الورَّاق:
يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها /// /// لَيسَ التَرَفُّعُ رَفعَ الطينِ بِالطينِ
إذا أرَدتَ شَريفَ القَومِ كُلّهم /// /// فانظر إلى ملكٍ في زِيِّ مِسكينِ
لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَع /// /// فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ مِنكَ في الدينِ
واسترزق اللهَ مِمّا في خَزائِنِه /// /// فَإِنَّ ذاكَ بَينَ الكافِ وَالنُّونِ
ألَا تَرى كُلَّ مَن ترجو وتَأملُه /// /// من البَرِيَّةِ مسكينَ ابنَ مِسكينِ
أرى أُناسًا بأدنى الدِّينِ قد قَنِعُوا /// /// ولا أراهُمُ رضوا في العَيشِ بالدُّونِ
فاستَغنِ بِالدِّينِ عن دُنيا المُلوكِ كما /// /// استغنى المُلوكُ بدُنياهُم عن الدِّينِ
ـ[القاضي ابن نصر]ــــــــ[20 - Mar-2010, مساء 11:57]ـ
وكَم مِن لَئيمٍ وَدَّ أنِّيَ شَتَمتُه ... وإِن كان شَتمي فيه صَابٌ وعَلقَمُ
وللكفِّ عن شَتمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمًا ... أَضرَّ به مِن شَتمِه حِين يُشتمُ
بورك فيك أخي لنعم ما نقلت،، لكن من قائل هذه الابيات الجميلة
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Mar-2010, مساء 06:26]ـ
/// رأيت في بعض كناشات أخي أبي الفضل غفر الله له ورحمه:
أيُّها الرَّاكب الميمِّم أرضي /// /// /// أقر من بعضيَ السَّلامَ لبعضِ
إنَّ جسمي كما تراهُ بأرضٍ /// /// /// وفؤادي ومالكِيْهِ بأرضِ
/// ثم نبَّهني أخٌ كريمٌ أنَّهما لعبدالرحمن الدَّاخل، وتتمَّتها:
قُدِّر البَيْنُ بيننا فافترقنا /// /// /// وطَوَى البَيْن عن جُفُوني غَمْضِي
قد قَضَى اللهُ بالفِراق علينا /// /// /// فعَسَى باجتماعنا سوف يقضي
_
ـ[الصلابي]ــــــــ[26 - Mar-2010, صباحاً 11:15]ـ
]
ضَاْعَ الْعِرَاْقُ، فَصَاْحَ السَّهْلُ وَالْجَبَلُ
وَالنَّهْرُ وَالْبَحْرُ: يَاْ صِنْدِيْدُ! يَاْ رَجُلُ
طَهِّرْ بِلاْدَكَ مِنْ فُرْسٍ أَكَاْسِرَةٍ
لَعَلَّ بَغْدَاْدَ بِالتَّحْرِيْرِ تَحْتَفِلُ
وَاجْهَرْ بِرَأْيِكَ، لاْ تَقْبَلْ تَقِيَّتَهُمْ
وَلاْ تُهَاْدِنْ؛ لَعَلَّ الْجُرْحَ يَنْدَمِلُ
وَتُشْرِقُ الشَّمْسُ فِيْ لَيْلِ الْعِرَاْقِ فَلاْ
ظُلْمٌ يَدُوْمُ، وَلاْ غِلٌ، وَلاْ وَهَلُ [1]
وَاعْلَمْ بِأَنَّ "بَنِيْ صَفْيُوْنَ" قَدْ غَدَرُوْا
وَعُمِمَ الظُّلْمُ، وَالتَّلْفِيْقُ وَالدَّجَلُ
حَتَّىْ تَبَغْدَدَ [2] أَعْجَاْمٌ بَرَاْمِكَةٌ
فُرْسٌ، وَمَرْجِعُهُمْ بِالسِّحْرِ يَشْتَغِلُ
مَاْلَ الْمَوَاْلِيْ، إِلَىْ إِبْلِيْسَ وَاقْتَبَسُوْا
فِسْقاً، وَزَنْدَقَةً، فَاسْتَفْحَلَتْ نِحَلُ
مَزَاْرُ فَيْرُوْزَ [3] فِيْ كَاْشَاْنَ قِبْلَتُهُمْ
يُقَاْلُ فِيْ مَدْحِهِ الْمَوَّاْلُ وَالزَّجَلُ
وَلَيْسَ يُنْكَرُ مِنْ كِسْرَىْ وَمِلَّتِهِ
حِقْدٌ دَفِيْنٌ كَبِئْرِ النَّفْطِ يَشْتَعِلُ
مَنْ يَلْتَمِسْ خَيْرَ أَبْنَاْءِ الْمَجُوْسِ فَلَنْ
يَحْظَىْ بِشَيْءٍ، فَكَمْ جَاْرَتْ لَهُمْ دُوَلُ
قَدْ خَاْلَفُوا الدِّيْنَ فِيْ صَوْمٍ وَفِيْ نُسُكٍ
لاْ يُفْطِرُوْنَ إِذَاْ لَمْ يَبْتَسِمْ زُحَلُ
وَنَجْمَةُ الصُّبْحِ بِالإِمْسَاْكِ تَأْمُرُهُمْ
وَأَمْرُهَاْ بِابْتِدَاْءِ الصَّوْمِ مُمْتَثَلُ
خَاْبَتْ ضَلاْلَتُهُمْ، سَاْءَ سُلاْلَتُهُمْ
سَاْدَتْ حُثَاْلَتُهُمْ، فَاسْتَنْسَرَ الْحَجَلُ
فِيْ كُلِّ أَرْضٍ لَهُمْ عَاْرٌ يُلاْحِقُهُمْ
فَلَيْسَ مِنْهُمْ عَلَى الرَّحْمَنِ مُتَّكِلُ
دَسَّ الْمَجُوْسُ بِدِيْنِ اللهِ نِحْلَتَهُمْ
حَيْثُ التَّقِيَّةُ وَالتَّدْلِيْسُ وَالزَّلَلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَحَيْثُ مَاْ نَشَرُوْا خُبْثاً صَنَاْئِعَهُمْ
وَطَأْطَأَ الْفَاْسِقُ الْعِرْبِيْدُ [4] وَالنَّغِلُ [5]
لِلزَّيْنَبِِيَاْتِ وَالْغِلْمَاْنِ وَاغْتَبَطُوْا
وَأَمْرَجَ [6] الْغَنْجُ وَالتَّهْرِيْجُ وَالْغَزَلُ
فَلِلْمَجُوْنِ طُقُوْسٌ لَيْسَ يُتْقِنُهَاْ
إِلاَّ الْمَجُوْسُ، وَمَنْ بِالْغِيِّ يَنْفَعِلُ
وَمَنْ تَمَتَّعَ عِنْدَ الْفُرْسِ مِنْ عَرَبٍ
وَخَاْنَهُ الْحَظُّ، وَالتَّفْكِيْرُ، وَالْعَمَلُ
حَتَّىْ تَخَنَّثَ، وَاخْتَلَّتْ رُجُوْلَتُهُ
وَشَاْنَ عَيْنَيْهِ غَضُّ الطَّرْفِ وَالْكُحُلُ
وَصَاْرَ يَحْكُمُ أَحْكَاْماً مُمَجَّسَةً
حَتَّىْ يَسُوْدَ غُلاْمٌ تَاْفِهٌ ضَحِلُ
وَيَنْقُلُ الْحُكْمَ مِنْ عُرْبٍ إِلَىْ عَجَمٍ
ظُلْماً لِيَفْرَحَ مَنْ أَوْدَىْ بِهِ الْحَوَلُ
لَمَّاْ تَحَوَّلَ عَنْ قَوْمٍ وَعَنْ وَطَنٍ
وَغَاْبَ عَنْ فِكْرِهِ الإِنْصَاْفُ وَالْخَجَلُ
فَصَاْرَ كَالْخَوْدِ يَخْشَىْ بَأْسَ مُغْتَصِبٍ
وَيَسْتَكِيْنُ، وَيُخْزِيْ وَجْهَهُ الْوَجَلُ
يَخْشَى الْحُرُوْبَ الَّتِيْ دَاْرَتْ دَوَاْئِرُهَاْ
كَرًّا وَفَرًّا فَحَاْرَ الذِّئْبُ وَالْوَعِلُ [7]
وَأَرْعَبَ النَّاْسَ مَوْتٌ لَيْسَ يُوْقِفُهُ
غَنْجُ الْغُلاْمِ الَّذِيْ يُغْضِيْ؛ وَيُرْتَحَلُ
فَالْحَرْبُ تَحْصِدُ مَنْ خَاْفُوْا وَمَنْ هَرَبُوْا
وَلَيْسَ يُوْقِفُهَا "الْمَكْيَاْجُ" وَالْحِيَلُ
فَمَنْ "تَمَكْيَجَ" قَدْ خَاْرَتْ عَزَاْئِمُهُ
وَأَغْمَضَ الْعَيْنَ وَالنِّيْرَاْنُ تَشْتَعِلُ
وَنَاْمَ فِيْ مَخْدَعِ الأَوْهَاْمِ مُضْطَرِباً
يَهْذُوْا وَيُنْكِرُ مَاْ جَاْءَتْ بِهِ الرُّسُلُ
يُعَاْقِرُ الْخَمْرَ وَالأَفْيُوْنَ مُتَّخِذًا
خِدْناً بَغِيًّا يُطَأْطِئْ حِيْنَ يُنْتَعَلُ
وَغْدٌ دَخِيْلٌ ضَلِيْلٌ لَيْسَ يُرْشِدُهُ
عَقْلٌ وَيَزْعُمُ: أَنَّ الْعَقْلَ مُعْتَقَلُ
خَاْنَ الْعُرُوْبَةَ عَمْداً مِنْ ضَلاْلَتِهِ
لَمَّاْ تَحَكَّمَ فِيْ تَوْجِيْهِهِ الْفَشَلُ
وَقَاْلَ لِلْفُرْسِ جَهْراً: لَيْسَ تَرْبِطُهُ
بِالْعُرْبِ أَرْضٌ، وَلاْ نُوْقٌ وَلاْ جَمَلُ
قَدْ زَوَّرَ الْعُرْفَ وَالآدَاْبَ عَنْ عَبَثٍ
وَبَاْعَ دِيْناً بِدُنْيَاْ شَاْنَهَاْ هُبَلُ
يَرْغُوْ وَيُزْبِدُ يَوْمَ الْحَرْبِ مُرْتَعِداً
خَوْفاً، وَيُضْرَب بِاسْتِسْلاْمِهِ الْمَثَلُ
يَاْ لِلْوَضِيْعِ الَّذِيْ ضَاْعَتْ مَرُوْءَتُهُ
وَرَاْحَ بِالضِّدِّ بَعْدَ الضِّدِّ يَتَّصِلُ
وَيَعْرِضُ الْعِرْضَ فِيْ سُوْقِ الْبِغَاْءِ عَلَىْ
مَنْ خَاْنَهُ الْحَظُّ لَمَّاْ سَيْطَرَ الْعُظُلُ [8]
وَصَدَّ عَنْ نَاْصِحٍ شَهْمٍ أَخِيْ ثِقَةٍ
صُدُوْدَ مَنْ غَرَّرُوا الْجُهَّاْلَ أَوْ جَهِلُوْا
فَضَاْعَتِ الأَرْضُ وَالأَعْرَاْضُ وَانْتُهِكَتْ
كَرَاْمَةُ الْعُرْبِ لَمَّاْ نُصِّبَ الْجُعَلُ [9]
وَرَاْحَ يَمْشِيْ إِلَىْ خَلْفٍ وَرَاْئِدُهُ
دُحْرُوْجَةٌ دُحْرِجَتْ وَالْوَغْدُ مُنْجَفِلُ
فَدَنَّسَ الْفُرْسُ وَالأَعْجَاْمُ قَاْطِبَةً
أَرْضَ الْعِرَاْقِ، وَضَاْعَ الرُّشْدُ وَالأَمَلُ
وَلاْ عَجِيْبٌ بِمَنْ سَاْءَتْ طَوِيَّتُهُ
إِذَاْ تَقَمَّصَ نَرْجِسَ أَرْضِهِ الْبَصَلُ
وَخَاْنَ دِيْناً، وَعَاْدَىْ أُمَّةً خُدِعَتْ
وَخَاْنَهَاْ خَاْئِنٌ فِيْ قَوْلِهِ الدَّخَلُ [10]
زُلَّتْ وَشُلَّتْ، وَقَدْ شَاْلَتْ نَعَاْمَتُهَاْ [11]
لَمَّاْ تَسَلَّطَ مَنْ فِيْ مُخِهِ الْخَبَلُ [12]
وَرَفْرَفَتْ غَاْيَةُ [13] الأَعْجَاْمِ فِيْ وَطَنٍ
قَدْ قَسَّمُوْهُ، وَكَاْدَ الرَّأْسُ يَنْفَصِلُ
ذَلَّ الْعِرَاْقَيْنِ بَعْدَ الْعِزِّ، وَاْ أَسَفِيْ
مِنْ "آلِ صَفْيُوْنَ" جِيْلٌ سَاْفِلٌ سَفِلُ
فَفِيْ مَنَاْطِقِهِ الْخَضْرَاْءِ رَاْقِصَةٌ
كَالأُفْعُوَاْنِ [14] بِسُمِّ الْمَوْتِ تَغْتَسِلُ
سُوْدٌ ضَفَاْئِرُهَاْ، زُرْقٌ نَوَاْظِرُهَاْ
ضُمْرٌ ضَرَاْئِرُهَاْ، فِيْ رَقْصِهَاْ عَلَلُ [15]
وَفِيْ وِزَاْرَتِهِ الْحَشَّاْشُ مُبْتَسِمٌ
لِلْخِزْيِ مُقْتَحِمٌ، بِالذُّلِّ مُشْتَمِلُ
مُسْتَسْلِمٌ لِبَنِي الأَعْجَاْمِ مُحْتَقَرٌ
يُخْزِي الْبِلاْدَ، وَيَأْبَى فِعْلَهُ الْهَمَلُ [16]
خَلْفَ السِّتَاْرِ فُجُوْرٌ لاْ حُدُوْدَ لَهُ
وَفِي الْمَسَاْرِحِ هَتْكُ الْعِرْضِ وَالْخَلَلُ
جَاْدَ "الْمَلاْلِيْ" عَلَىْ أَتْبَاْعِ نِحْلَتِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
بِالْمُوْبِقَاْتِ فَزَاْدَ النَّسْلُ وَالْحَبَلُ
سَوَاْدُهُمْ مِنْ ظَلاْمِ الْحِقْدِ مُقْتَبَسٌ
وَحِقْدُهُمْ مِنْ تُرَاْثِ الْفُرْسِ مُنْتَحَلُ
يَاْ صَاْحِبِيْ! مُزِجَتْ بِالنَّاْرِ طِيْنَتُهُمْ
فَلَيْسَ فِيْ نَاْرِهِمْ ظِلٌّ وَلاْ ظُلَلُ
فَلاْ تُهَاْدِنْ وَلَوْ عَاْدَتْ عَدَاْوَتُهُمْ
وَلاْ تُغَرَّ بِمَنْ أَغْرَاْهُمُ الْبَدَلُ
فَبَدَّلُوا الْخَيْرَ بِالشَّرِّ الَّذِي انْتَشَرَتْ
أَعْلاْمُهُ السُّوْدُ فَوْرًا حِيْنَمَاْ وَصَلُوْا
وَرَأَّسُوْا دُمْيَةً بَلْهَاْءَ رَقَّصَهَاْ
وَغْدٌ زَنِيْمٌ لِمَاْنِي الْفُرْسِ مُكْتَحِلُ
مَاْ بَيْنَ مَاْنِيْ وَهَذَاْ نِسْبَةٌ فَلِذَاْ
صَاْلَ الْمَجُوْسُ، وَنَاْلَ الْفُرْسُ مَاْ سَأَلُوْا
فَالأَعْظَمِيَّةُ تَبْكِيْ بَعْدَ عِزَّتِهَاْ
وَالْعِلْجُ يَقْتُلُ أَطْفَاْلاً، وَهُمْ عُزُلُ
وَالشَّعْبُ يَبْكِيْ عَلَىْ إِخْوَاْنِنَاْ أَسَفاً
وَالرَّسْمُ يَبْكِيْ عَلَى الأَحْبَاْبِ وَالطَّلَلُ
إِنَّ الرُّسُوْمَ بِأَرْضِ الرَّاْفِدَيْنِ لَهَاْ
رَسْمٌ جَمِيْلٌ جَلِيْلٌ مُدْهِشٌ جَلَلٌ
أَبُوْ حَنِيْفَةَ مَأْسُوْرٌ بِحَضْرَتِهِ
وَمَزْدَكُ [17] الْفُرْسِ بِالنَّيْرُوْزِ يَحْتَفِلُ
وَالْمَوْبَذَاْنُ [18] بِبَيْتِ النَّاْرِ فِيْ طَرَبٍ
وَالْهُرْمُزَاْنُ إِلَىْ الشَّيْطَاْنِ يَبْتَهِلُ
وَكُوْرَشُ [19] الْوَغْدُ قَدْ عَاْدَتْ مَطَاْمِعُهُ
إِلَى الْخَلِيْجِ، فَصَاْحَ السَّاْدَةُ الأُوَلُ
إِنَّ الْحُسَيْنَ بَرِيْئٌ مِنْ مَرَاْجِعِهِمْ
بَرَاْءَةَ الذِّئْبِ، يَاْ يَعْقُوْبُ، لَوْ جَعَلُوْا
لَوْنَ الْقَمِيْصِ بِلَوْنِ الدَّمِّ، وَاقْتَسَمُوْا
خُمْسَ النَّبِيِّ، وَسُحْتَ [20] الْمَاْلِ وَاسْتَفَلُوْا
غِلْمَاْنُ "مَاْنِيْ [21] " رُعَاْعٌ فِيْ جَوَاْشِنِهِمْ [22]
خُبْثُ الأَعَاْجِمِ، وَالأَحْقَاْدُ، وَالضَّلَلُ [23]
يَاْ نَاْسُ! إِنَّ "بَنِيْ صَفْيُوْنَ" قَدْ حَشَدُوْا
أَهْلَ النِّفَاْقِ، وَفِي الأَهْوَاْزِ [24] قَدْ قَتَلُوْا
عُرْباً كِرَاْماً تُزَاْنُ الْمُكْرَمَاْتُ بِهِمْ
وَسَاْكِنِيْ حَوْزَةِ الأَهْوَاْزِ مَاْ قَبِلُوْا
ذُلَّ الْعُرُوْبَةِ، بَلْ ثَاْرُوْا لِنَجْدَتِهَاْ
وَلَقَّنُوا الْفُرْسَ بِالْمَيْدَاْنِ مَاْ جَهِلُوْا
وَ"عَجْعَجُ" الْفُرْسِ فِي السِّرْدَاْبِ مُنْتَظِرٌ
وَحَوْلَ سِرْدَاْبِهِ الْغِلْمَاْنُ وَالْخَوَلُ
يَقُوْلُ "رَاْدُوْدُهُمْ" [25]، وَالصَّفْعُ مُلْتَطِمٌ
إِنَّ الدِّمَاْءَ إِلَىْ إِخْرَاْجِهِ سُبُلُ
لِذَاْ "يُطَبِّر [26] ُ" مَعْتُوْهٌ وَمُخْتَلِسٌ
خُمْساً وَرُبْعاً، وَمَاْ بِالْعُشْرِ يُخْتَزَلُ
إِنَّ الْمَجُوْسَ أَفَاْعٍ لاْ أَمَاْنَ لَهَاْ
وَلاْ عَلَيْهَاْ لِنَصْرِ الْعُرْبِ مُتَّكَلُ
تَفِيْضُ سُمًّا، فَلاْ تُغْرَىْ بِمَلْمَسِهَاْ
إِذْ خَلْفَ مَلْمَسِهَاْ أَنْيَاْبُهَا الْعُصُلُ [27]
وَبِالأَفَاْعِيْ رُمُوْزٌ سِرُّهَاْ عَجَبٌ
كَالسِّحْرِ فِيْهَاْ طُقُوْسٌ جَدُّهَاْ هَزَلُ
وَللأَعَاْجِمِ أَطْمَاْعٌ مُؤَبَّدَةٌ
حَوْلَ الْفُرَاْتَيْنِ كَمْ حَلُّوْا، وَكَمْ رَحَلُوْا
لَكِنَّهُمْ خُذِلُوْا فِيْ كُلِّ مَرْحَلَةٍ
وَمَاْ تَأَجَّلَ عَنْ إِذْلاْلِهِمْ أَجَلُ
لَنْ يَسْتَقِرَّ لَهُمْ حُكْمٌ بِحَاْضِرَةٍ
مِنْهَا الرَّشِيْدُ، وَمِنْهَا الْفِقْهُ وَالْجَدَلُ
فَكَمْ تَجَنْدَلَ فِيْ مَيْدَاْنِهَاْ عَجَمٌ
كَمَاْ تَجَنْدَلَ بَعْدَ السَّكْرَةِ الثَّمِلُ
فَانْهَضْ كَشِبْلٍ تَمَنَّى الَّليْثُ نَخْوَتَهُ
وَقُلَّةٍ حَسَدَتْهَاْ مِنْعَةً قُلَلُ
طَهِّرْ تُرَاْبَكَ مِنْ أَدْرَاْنِ مُغْتَصِبٍ
قَدْ لَوَّثَ الأَرْضَ مَعْفُوْرٌ وَمُنْجَدِلُ
وَاثْقِفْ عَدُوَّكَ فِيْ حِلٍّ وَفِيْ حَرَمٍ
حَتَّىْ تُحَرَّرَ مِنْ عُدْوَاْنِهِ النُّزُلُ
لاْ شَلَّ عَزْمَكَ حِقْدُ الْحَاْقِدِيْنَ وَلاْ
مَكْرٌ يُكَلِّلُهُ الإِكْلِيْلُ وَالْكِلَلُ
لاْعِبْ جَوَاْدَكَ فِيْ مَيْدَاْنِ ذِلَّتِهِمْ
ذُلُّوْا، وَعُزَّتْ بِكَ الأَوْطَاْنُ وَالْمِلَلُ
وَاحْفَظْ كِتَاْبَكْ، وَاحْفَظْ سُنَّةً شَرُفَتْ
بِالْمُصْطَفَىْ رُغْمَ مَاْ زَاْغَتْ بِهِ النِّحَلُ
مَنْ أَفْحَمَ الشِّرْكَ فِيْ بَدْرٍ وَفِيْ أُحُدٍ
حَيْثُ الشَّجَاْعَةُ مِنْ يَنْبُوْعِهِ وَشَلُ
هَذَاْ هُوَ الدِّيْنُ، لاْ سِحْرُ الْمَجُوْسِ، وَلاْ
إِفْكٌ [28] يُكَرِّرُهُ فِي الْحَوْزَةِ النَّمِلُ [29]
فَلاْ مَجُوْنٌ، وَلاْ غَدْرٌ، وَلاْ كَذِبٌ
وَلاْ خِدَاْعٌ، وَلاْ ظُلْمٌ، وَلاْ دَغَلُ [30]
وَلاْ تَقِيَّةُ [31] مَفْتُوْنٍ بِنِحْلَتِهِ
بِئْسَ التَّقِيَّةُ، وَالتَّدْجِيْلُ، وَالْعِلَلُ
وَبِئْسَ مَاْ فَاْضَ مِنْ قُمَّ [32] الَّتِي امْتَلأَتْ
بِالْمُوْبِقَاْتِ الَّتِيْ بِالْغِيِّ تَسْتَفِلُ
مُحَمَّدٌ سَنَّ مَاْ تَحْيَاْ بِهِ سُنَنٌ
وَلاْ تُغَيِّرُهُ الأَنْفَاْلُ وَالنَّفَلُ
خَيْرُ الْبَرِيَّةِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمٍ
حَدِيْثُهُ بِكِتَاْبِ اللهِ مُتَّصِلُ
وَهَدْيُ أَحْمَدَ كَالْمِصْبَاْحِ يُرْشِدُنَاْ
وَنَحْنُ قَوْمٌ لأَمْرِ اللهِ نَمْتَثِلُ
نَحْمِي الْعِرَاْقَ بِدِيْنِ اللهِ مِنْ عَجَمٍ
وَمِنْ فُجُوْرٍ، لَعَلَّ الْجُرْحَ يَنْدَمِلُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Mar-2010, صباحاً 08:49]ـ
_
إذا ما رأيتَ المرءَ يقتادُهُ الهَوَى /// /// فقد ثكَلَتْهُ عند ذاك ثواكِلُهْ
وقد أشْمَتَ الأعداءَ جهلًا بنفسه /// /// وقد وَجَدَت فيه مقالًا عواذِلِهْ
ولن ينزع النَّفس اللَّحوح عن الهوى /// /// من النَّاس إلَّا وَافِرَ العقل كامِلُهْ
_
ـ[القاضي ابن نصر]ــــــــ[27 - Mar-2010, مساء 11:18]ـ
حيتك عزة بعد الحج وانصرفت = فحي ويحك من حياك يا جمل
لو كنت حييتها مازلت ذا مقة = عندي ولامسك الإدلاج والعمل
ليت التحية كانت لي فاشكرها = مكان يا جمل حييت يا رجل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Apr-2010, مساء 05:59]ـ
_
وجدتُ الجُوْعَ يطردُهُ رغيفٌ /// /// ومِلْءُ الكَفِّ من ماءِ الفُرَاتِ
وقُلُّ الطُّعْمِ عَوْنٌ للمُصَلِّي /// /// وكُثْرُ الطُّعْمِ عَوْنٌ للسُّبَاتِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Apr-2010, مساء 03:11]ـ
_
إنْ كنتَ لا تحذرُ شتْمي لما ////// تعرفُ من صفحي عن الجاهلِ
فاخْشَ سكوتي سامعًا ضاحكًا ////// فيك لمشنوعٍ من القائلِ
مقالة السُّوء إلى أهلها ////// أسرع من منحدرٍ سائلِ
ومن دعا النَّاس إلى ذمِّهِ ////// ذمُّوه بالحق وبالباطلِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Apr-2010, مساء 09:36]ـ
_
/// أبوالعتاهية:
نَلْ أَيَّ شيءٍ شِئتَ من نَوعِ المُنَى /// /// فكأنَّ شيئًا لم تَنَلهُ إذا انقضَى
وإذا أتَى شيءٌ أتى لِمُضِيِّهِ /// /// وكأنَّهُ لم يأتِ قطُّ إذا مضَى
نبغي مِن الدُنيا الغِنَى فَيَزيدُنا /// /// فقرًا ونطلبُ أنْ نَصِحَّ فَنَمرَضَا
والنَّفسُ في طلبِ الخلاصِ ومالَها /// /// من مَخلَصٍ حتى تصيرَ إلى الرِّضَى
_
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 02:20]ـ
ومِن أَجْوَد ما قيل في الرِّثاء: قولُ الشّريف الرّضيّ:
رَاحِلٌ أَنْتَ .. واللَّيَالي نُزُولُ ---- وَمُضِرٌّ بِكَ الْبَقَاءُ الطّوِيلُ
لا شُجَاعٌ يَبْقَى فَيَعْتَنِق البِيـ ---- ضَ، ولا آمِلٌ، وَلا مَأمُولُ
غايةُ النَّاسِ في الزَّمانِ: فناءٌ ---- وكَذَا غَايَةُ الْغُصونِ: الذُّبُولُ
إِنَّمَا الْمَرْءُ لِلْمَنِيَّة مَخْبُوءٌ ---- ولِلطَّعْنِ تَسْتَجِمُّ الْخُيُولُ
مِنْ مَقِيلٍ بَيْنَ الضُّلُوعِ .. إلى طُو --- لِ عَنَاءٍ .. وَفي التُّرَابِ مَقِيلُ
فَهْوَ كَالغَيْمِ: ألَّفَتْهُ جَنوبٌ ---- يَوْمَ دَجْنٍ، ومَزَّقَتْهُ قَبُولُ
عَادَةٌ لِلزَّمانِ: في كُلِّ يَوْمٍ ---- يَتَنَاءَى خِلٌّ، وتُبْكَى طُلُولُ
فَاللَّيَالي عَوْنٌ عَلَيْكَ مَعَ البَيْـ ---- ـنِ كَمَا ساعَدَ الذَّوابِلَ طُولُ
رُبَّما وَافَقَ الفَتى مِنْ زَمَانٍ ---- فَرَحٌ، غَيرُهُ بِهِ مَتْبُولُ
هِيَ دُنْيا: إنْ واصلَتْ ذَا، جَفَتْ هـ ---- ـذَا ملاَلاً .. كأَنَّها عُطْبُولُ
كُلُّ بَاكٍ يُبْكَى عليه، وإِنْ طا ---- لَ بَقاءٌ .. والثَّاكِلُ: الْمَثْكُولُ
وَالأمَانيُّ: حَسْرَة ٌ وَعَنَاءٌ ---- لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّها تَعْلِيلُ
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - Apr-2010, صباحاً 06:07]ـ
_
وكَم مِن لَئيمٍ وَدَّ أنِّيَ شَتَمتُه /// /// وإِن كان شَتمي فيه صَابٌ وعَلقَمُ
وللكفِّ عن شَتمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمًا /// /// أَضرَّ به مِن شَتمِه حِين يُشتمُ
_
ولَلْكَفُّ عن شَتمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمًا /// /// أَضَرُّ بِهِ مِنْ شَتْمِهِ حِينَ يَشْتُِمُ
ألَيس؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 01:05]ـ
ولَلْكَفُّ عن شَتمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمًا /// /// أَضَرُّ بِهِ مِنْ شَتْمِهِ حِينَ يَشْتُِمُ
ألَيس؟
/// بلى ..
وقد آنستنا بطلعتك بعد غيابٍ! لكالبدر يسري في ثلاثٍ .. ويختفي (ابتسامة)
/// عودةٌ .. بعد إمهال:
وقائلةٍ: ما بالُ وجهكَ قد نَضَت /// /// /// محاسنُه والجسمُ بانَ شحوبُه
فقلتُ لها: هاتي من الناس واحدًا /// /// /// صَفَا وقتُه والنَّائباتُ تنوبُه
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[30 - Apr-2010, صباحاً 08:08]ـ
أقول لها وقد طارت شعاعاً ........ من الابطال ويحك لن تراعي
فإنك لو سألت بقاء يوم ........ على الأجل الذي لك لن تطاعي
فصبراً في مجال الموت صبرا ........ فما نيل الخلود بمستطاع
ولا ثوب البقاء بثوب عز ........ فيطوى عن أخي الخنع اليراع
سبيل الموت غاية كل حي ........ فداعيه لأهل الأرض داع
ومن لا يُعتبط يسأم ويهرم ........ وتُسلمه المنون إلى انقطاع
وما للمرء خير في حياة ........ إذا ما عُدّ من سقط المتاع
(قطري بن الفجاءة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[01 - May-2010, صباحاً 07:20]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وقد آنستنا بطلعتك بعد غيابٍ! لكالبدر يسري في ثلاثٍ .. ويختفي (ابتسامة)
بوركتَ شيخنا الفاضل!
وأنت أدرى أنّ البدر لا نور له ...
وقائلةٍ: ما بالُ وجهكَ قد نَضَت /// /// /// محاسنُه والجسمُ بانَ شحوبُه
فقلتُ لها: هاتي من الناس واحدًا /// /// /// صَفَا وقتُه والنَّائباتُ تنوبُه
وقائلةٍ: "ما بالُ جسمكَ شاحبًا؟ " ///////// وأَهْوَنُ ما بِي أنْ يكون شُحُوبُ
فقلتُ لها: في الصَّدر مِنّي حرارةٌ ///////// تَقَطَّعُ أنفاسي لها وتَذُوبُ
إذا ما تذكَّرتُ الحجازَ وأهلَه ///////// فلِلْعَيْن مِن فَيْض الدُّموع غُروبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[01 - May-2010, مساء 06:42]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - May-2010, صباحاً 09:11]ـ
/// أوس بن حجر:
يا راكِبًا إمَّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن /// /// يَزيدَ بنَ عبدالله ما أنا قائِلُ
بآيَةِ أَنِّي لَم أَخُنكَ وأنَّهُ /// /// سوى الحَقَّ مَهما يَنطِقُ الناسُ باطِلُ
فقومُكَ لا تَجهَل عليهم ولا تَكُن /// /// لهم هَرِشًا تَغتابُهُم وتُقاتِلُ
وما يَنهَضُ البَازي بغَيرِ جَناحِهِ /// /// ولا يَحمِلُ الماشينَ إلَّا الحوامِلُ
ولا سابِقٌ إِلَّا بِساقٍ سَليمَةٍ /// /// ولا باطِشٍ ما لَم تُعِنهُ الأنامِلُ
إذا أنتَ لَم تُعرِض عن الجَهلِ والخَنا /// /// أصَبتَ حَليمًا أو أصابَكَ جاهِلُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - May-2010, مساء 11:15]ـ
/// أبوالعتاهية:
قد شابَ رأسي ورأسُ الحِرصِ لم يَشِبِ ////// إنَّ الحريصَ على الدُنيا لفي تَعَبِ!
ما لي أراني إذا حاولتُ منزلةً ////// فَنِلتُها طَمَحت نفسي إلى رُتَبِ!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - May-2010, مساء 05:49]ـ
/// ابن الرُّومي:
أبَيْنَ ضُلوعي جَمْرةٌ تتوقَّدُ /// /// /// على ما مضى أَمْ حسرَةٌ تتجدَّدُ
شبابُ الفتى مجلودُه وعزاؤه /// /// /// فكيف وأنَّى بعده يتجلَّدُ
وفَقْدُ الشَّبابِ الموتُ يوجد طعْمُهُ /// /// /// صُراحاً وطعمُ الموتِ بالموتِ يُفْقدُ
رُزِئتٌ شبابي عَوْدةً بعد بَدْأةٍ /// /// /// وَهُنَّ الرَّزايا بادئاتٌ وعُوَّدُ!
تَشَكَّى إذا ما أقصدتْكَ سهامُها /// /// /// وتأْسَى إذا نكَّبْنَ عنك وتَكْمدُ
أرى الدهرَ أجْرى ليله ونهاره /// /// /// بعدلٍ فلا هذا ولا ذاك سَرْمدُ
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها /// /// /// يكون بكاءُ الطفل ساعةَ يُولَدُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها /// /// /// لأفْسَحُ ممَّا كان فيه وأرْغَدُ
إذا أبصرَ الدُّنيا اسْتَهلَّ كأنَّه /// /// /// بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ
وللنَّفس أحْوالٌ تظلُّ كأنَّها /// /// /// تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ
رَزَحْتُ على مر الليالي وَكرِّهَا /// /// /// وهل عن فَنَاءٍ من فناءَيْن عُنْدَدُ
مَحَارُ الفتى شيخوخة أو منيِّةٌ /// /// /// ومرجوعُ وهَّاج المصابيح رِمْدَدُ
وما الدهر إلا كابنه فيه بُكْرَةٌ /// /// /// وهاجِرَةٌ مسمومة الجو صَيْخدُ
تذيق الفتى طوْرَي رخاء وشدة /// /// /// حوادثُه والحولُ بالحول يُطْرَدُ
ومالي عزاء عن شبابي علمتُه /// /// /// سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 10:51]ـ
لقاءُ الناسِِ ليسَ يفيدُ شيئاً * سوى الهذيانِ من قِيلٍ وقالِ
فأقللْ من لقاءِ الناس إلا * لأخذِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ
الحميدي - لله دره -
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - May-2010, صباحاً 11:00]ـ
_
وإنِّي لتثنيني عن الجهلِ والخَنَا /// /// /// وعن شَتمِ أقوامٍ خَلائِقُ أربَعُ:
حياءٌ، وإسلامٌ، وتقوى، وأنَّني /// /// /// كريمٌ .. ومثلي قد يضرُّ وينفعُ
فإن أعفُ يومًا عن ذنوبٍ وتعتدي /// /// /// فإنَّ العَصَا كانت لغيرك تُقرَعُ!
فشتَّانَ ما بيني وبَينِكَ إنَّني /// /// /// على كُلِّ حالٍ أستقيمُ وتظلعُ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - May-2010, صباحاً 11:32]ـ
_
كُنْ عن هُمِومِك مُعْرِضَا /// /// /// وكِلِ الأمورَ إلى القَضَا
وابشرْ بعاجلِ فَرْحةٍ /// /// /// تنسى بها ما قد مَضى
فلرُبَّما اتَّسَع المضيقُ /// /// /// ورُبَّما ضاق الفَضَا
ولَرُبَّ أمرٍ مُسْخطٍ /// /// /// لك في عواقبِه رِضا
اللهُ يفعل ما يَشَا /// /// /// فلا تكنْ مُتَعرِّضا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - May-2010, مساء 10:54]ـ
_
حتَّام في ليل الهمو_• • •_مِ زناد فكرك ينقدحْ?
قلبٌ تحرَّق بالأسى_• • •_ودموع عينٍ تنسفحْ
ارفق بنفسك واعتصم_• • •_بحمى المهيمن تنشرحْ
واضرع له إنْ ضاق عنـ_• • •_ـك خناق حالك تنفسحْ
ما أمّ ساحة جوده_• • •_ذو محنة إلَّا منحْ
أو جاءه ذو المعضلا_• • •_ت بمغلق إلَّا فتحْ
فدع السوى وانهج على_• • •_النَّهج القويِّ المتَّضحْ
واسمع مقالة ناصحٍ_• • •_إنْ كنت ممَّن ينتصحْ
ما تمَّ إلَّا ما يريـ_• • •_ـدُ فَدَعْ همومكَ واطَّرحْ
واترك وَسَاوِسَكَ التي_• • •_شَغَلَت فؤادكَ تسترحْ
_
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 12:57]ـ
ولما صارَ ودُّ الناسِ خبا ... جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ
وصرتُ أشكُ فيمن أصطفيهِ ... لعلمي أنهُ بعضُ الأنامِ
يحبُ العاقلونَ على التصافي ... وحبُ الجاهلينَ على الوسامِ
وآنفُ من أخي لأبي وأمي ... إذا ما لم أجده من الكرامِ
أبو الطيب - طيب الله ثراه -
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 05:19]ـ
ولما صارَ ودُّ الناسِ خبا ... جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ
وصرتُ أشكُ فيمن أصطفيهِ ... لعلمي أنهُ بعضُ الأنامِ
يحبُ العاقلونَ على التصافي ... وحبُ الجاهلينَ على الوسامِ
وآنفُ من أخي لأبي وأمي ... إذا ما لم أجده من الكرامِ
/// تقدمت هذه الأبيات!
/// وقال أبوالطيب المتنبي:
فلمَّا صار ودُّ الناس خِبَّاً * * * جزيتُ على ابتسامٍ بابتسامِ!
وصرتُ أشكُّ فيمن أصْطفيه * * * لعلمي أنَّه بعضُ الأنامِ!
..... الخ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - May-2010, صباحاً 07:11]ـ
وكلّما قرأت ميميّة الفرزدق في مدح زين العابدين، رضي الله عنه، وقفت عند هذا البيت، ولم أجاوزه ...
يَكادُ يُمْسِكُه عِرْفانَ راحَتِه --- رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
وهذا البيت وحده: مشهد من فيلم .. مشهد اجتمعت فيه كل تقنيات السينما، من "زوم" تدريجي، بعد "بانوراما" ترغيبية، وحركة، و"فلاش باك"، وإثارة القلق والترقب، وموسيقى داخلية لا تُسمِعكَ لغةَ الأشياء فحسب، بل تُشْعِرُك بأحاسيسها!
هذا البيت هو: الشعر ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 08:55]ـ
ومنها، وهو من أجمل ما قيل في هيبة العلماء الربّانيّين:
يُغْضي حياءً .. ويُغْضَى مِن مَهابته --- فمَا يُكلّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
حتّى ظنّ الجاحظ وغيره أنّه ممّا قيل في بعض الخلفاء!
وليس الحياء من الصفات المحمودة في أصحاب السلطان، بل الأنسب لهم إظهار الحزم ...
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[16 - May-2010, مساء 11:25]ـ
قال عبد الله بن الدمينة:
لما لحقنا بالحمول ودونها\\ خميصُ الحشا توهي القميصَ عواتقُه
قليلُ قدى العينين نعلم أنه\\هو الموتُ إن لم تُصرَ عنا بوائقُه
عرضنا فسلمنا فسلم كارهاً\\علينا وتبريحٌ من الغيظ خانقُه
فساءَلتُه حتى اطمأن وقد بدا\\لنا بردٌ منه تطيرُ صواعقُه
فسايرتُه مقدارَ ميلٍ وليتني\\على كرهه حتى المماتِ أُرافقُه
فلما رأت أن لا وصالَ وأنه\\مدى الصرمِ مضروبٌ علينا سرادقُه
رمتني بطرفٍ لو كمياً رمت به\\لبُل نجيعاً نحرُه وبنائقُه
بنورٍ بدا من حاجبيها كأنه\\وميضُ حَياً تُهدَى لنجدٍ شقائقُه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:00]ـ
_
/// ابن الرُّومي:
وإنِّي وإنْ دارتْ عليَّ دوائرٌ /// /// /// لأُعرِضُ عمَّن صدَّ عنِّي وأعرَضَا
وما زلتُ عزَّافًا إذا الزَّادُ رابَنِي /// /// /// بخبثٍ، وعيَّافًا إذا الماءُ عَرْمَضَا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - May-2010, مساء 10:08]ـ
وليس الحياء من الصفات المحمودة في أصحاب السلطان، بل الأنسب لهم إظهار الحزم ...
/// ولم التَّعارض أصلاً؟! (ابتسامة)
/// إذ ليس بالضرورة تنافي هذا مع ذاك .. إذ قد يكون حييًا مع حزمٍ، وما أحلى ذاك الحزم المحلَّى بالحياء.
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[19 - May-2010, مساء 04:24]ـ
قال الفرزدق:
كتبتُ وعجلت البرادةَ إنني ... إداحاجةً حاولتُ عجت ركابٌها
ولي ببلاد السند عند أميرها ...... حوائجُ جمات وعندي ثوابهُا
أتتني فعادت دات شكوى بغالب .. وبالحرة السافي عليه ترابها
فقلتُ لها إيهِ اطلبي كل حاجة .. لدي فخفت حاجةٌ وطلابها
فقالت بحزن حاجتي أن واحدي .. خُنيساً بأرض السند خوى سحابها
فهب لي خنيساً واحتسب فيه مِنة .. لحوبة أم ما يسوغ شرابها
تميم بن زيد لاتكونن حاجتي .. بظهر ولا يعيا عليك جوابها
ولا تقلبن بطناً لظهر صحيفتي .. فشاهدُها فيها عليك كتابها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 05:13]ـ
/// حبيب بن أوس الطَّائي:
عَنَّت فأعرَضَ عن تعريضها أَرَبي /// /// يا هذه عُذُري في هذه النُكَبِ
إليك ويلك عَمَّن كانَ مُمتَلِئًا /// /// ويلًا عليك ووَيحًا غير مُنقَضِبِ
في صدرِه مِن هُمومٍ يَعتَلِجنَ به /// /// وساوِسٌ فُرَّكٌ لِلخُرَّدِ العُرُبِ
رَدَّ ارتِدادُ اللَّيالي غَربَ أدمُعِهِ /// /// فَذابَ هَمًّا وجَمدُ العَينِ لم يَذُبِ
لا أنَّ خلفَكِ للَّذَّاتِ مُطَّلَعًا /// /// لكنَّ دونَكِ موتَ اللَّهوِ والطَّرَبِ
وحادثاتِ أعاجيبٍ خَسًا وزَكًا /// /// ما الدَهرُ في فِعلِها إلَّا أبو العَجَبِ
يَغلِبنَ قَودَ الكُماةِ المُعلِمينَ بها /// /// ويَستَقِدنَ لِفُرسانٍ على القَصَبِ
فما عَدِمتُ بها لا جاحِدًا عَدَمًا /// /// صبرًا يقومُ مقامَ الكَشفِ للكُرَبِ
ما يَحسِمُ العَقلُ والدُّنيا تُساسُ به /// /// ما يَحسِمُ الصبرُ في الأحداثِ والنُوَبِ
الصبرُ كاسٍ وبَطنُ الكَفِّ عارِيَةٌ /// /// والعَقلُ عارٍ إذا لم يُكسَ بالنَشَبِ
ما أضيَعَ العَقلَ إن لم يَرْعَ ضَيعَتَهُ /// /// وَفرٌ وأَيُّ رَحىً دارَتْ بلا قُطُبِ؟!
_
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[21 - May-2010, مساء 08:58]ـ
قال أبو العتاهية:
نُتافس في الدنيا ونحن نعيبها ... وقد حدرتناها لعمري خطوبها
(يُتْبَعُ)
(/)
ومانحسب الأيامَ تنقص مدةً ... بلى إنها فينا سريعٌ دبيبُها
كأني برهطي يحملون جنازتي ... إلى حفرةٍ يُحثى عليها كثيُبها
فكم ثَم من مسترجع متوجع ... ونائحةٍ يعلو علي نحيبُها
فيا هادمَ اللداتَِ مامنك مهربٌ .. تُحادرُ نفسي منك ما سيصيبُها
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 02:44]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بك استجير ومن يجير سواكا = فأجر ضعيفا يحتمي بحماكا
انى ضعيف استعين على ِقوى = ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت يا ربي و آذتني ذنو = ب مالها من غافر إلاكا
دنياى غرتنى وعفوك غرنى = ما حيلتى في هذه أو ذاكا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا = بكريم عفوك ماغوى وعصاكا
يا مدرك الأبصار والأبصار لا= تدري له ولكُنهه ادراكا
أتراك عين والعيون لها مدى= ما جاوزته ولا مدى لمداكا
ان لم تكن عينى تراك فاننى=في كل شيء أستبين علاكا
يا مجري الانهار: ما جريانها=إلا انفعالة قطرة لنداكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى= واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسى بالحياة ولهوها=ولقيت كل الانس في نجواكا
ونسيت حبي واعتزلت أحبتى= ونسيت نفسي خوف أن أنساكا
ذقت الهوى مرا ولم اذق الهوى= يا رب حلواً، قبل أن أهواكا
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة= رانت علي قلبي فضل سناكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتى=وبدأت بالقلب البصير أراكا
يا غافر الذنب العظيم وقابلا=للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتى= حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يا رب جئتك نادماً ابكي على= ما قدمته يداى لا أتباكى
يا رب عدت إلى رحابك تائباً= مستسلما متمسكاً بعراك
مالي وما للأغنياء وأنت يا = رب الغني، ولا يحد غناكا
مالي وما للأقوياء وأنت يا = ربي ورب الناس، ما أقواكا
انى أويت لكل مأوى من الحيا=ة فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل الي النجا=ة فلم تجد منجى سوى منجاكا
وبحثت عن سر السعادة جاهداً = فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرض عنى الناس أو فليسخطوا = أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربي لتغفر حوبتى = وتعيننى وتمدنى بهداكا
فأقبل دعائي واستجب لرجاوتى = ما خاب يوماً من دعا ورجاكا
يا رب هذا العصر الحد عندما = سخرت يا ربي له دنياكا
علمته من علمك النووي ما = علمته فإذا به عاداكا
ما كاد يطلق للعلا صاروخه = حتى أشاح بوجهه وقلاكا
وأغتر حتى ظن أن الكون في = يمنى بني الانسان لا يمناكا
أو ما دري الانسان أن جميع ما = وصلت اليه يداه من نعماكا؟
أو ما درى الانسان أنك لو ارد = ت لظلت الذرات في مخباكا
لو شئت يا ربى هوى صاروخه = أو لو اردت لما استطاع حراكا
يا أيها الانسان مهلاً واتئد = وأشكر لربك فضل ما أولا كا
وأسجد لمولاك القدير فانما = مستحدثات العلم من مولاكا
أفإن هداك بعلمه لعجيبة = تزوّر عنه و ينثنى عطفاكا
ما كنت تقوى ان تفتت ذرةً = منهن لولا الله قد قوّاكا
كل العجائب صنعة العقل الذي = هو صنعة الله الذي سواكا
والعقل ليس بمدركٍ اذا = ما الله لم يكتب له الادراكا
...
لله في الآفاق أياتٌ لعل = أقلها هو ما اليه هداكا
ولعل ما في النفس من آياته = عجبٌ عجاب لو ترى عيناكا
والكون مشحون باسرار اذا = حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للطبيب تخطفته يد الردى = يا شافي الأمراض: من أرداكا؟
قل للمريض نجا وعوفى بعدما = عجزت فنون الطب: من عافاكا؟
قل للصحيح يموت لا من علة = من بالمنايا يا صحيح دهاكا؟؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة = فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الاعمى خطا بين الزحام = بلا اصطدام: من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا = راع ومرعى: ما الذى يرعاكا!!؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكا = لدى الولادة: ما الذى ابكاكا؟
واذا ترى الثعبان ينفث سمّه = فأسأله: من ذا بالسموم حشاكا؟
اسأله كيف تعيش يا ثعبان أو= تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت = شهدا وقل للشهد: من حلاكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين = دم ورفث: ما الذي صفاكا؟
واذا رأيت الحى يخرج من حنايا = ميت فأساله: من الذى أحياكا؟
قل للهواء تحسه الايدى ويختفى = عن عيون الناس: من أخفاكا؟
قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية = من بالجفاف رماكا؟
واذا رأيت البدر يسرى ناشراً = أنواره فاسأله: من اسراكا؟
وأسأل شعاع الشمس يدنو وهى = أبعد كل شيءٍ مال ذي أدناكا؟
قل للمرير من الثمار من الذي = بالمر من دون الثمار غذاكا؟
واذا رأيت النخل مشوقو النوى = فاسأله: من يا نخل شوق نواكا؟
واذا رأيت النار شبّ لهيبها = فاسال لهيب النار؟ من أوراكا؟
واذا ترى الجبل الاشم مناطحا = قمم السحاب فسله: من أرساكا؟
واذا ترى صخرا تفجّر بالمياه = فسله: من بالماء شق صفاكا؟
واذا رأيت النهر بالعذب الزلال = جرى فسله: من الذي أجراكا.؟
واذا رأيت البحر بالملح الاجاج = طغى، فسله: من الذى أطفاكا؟
واذا رأيت الليل يغشى داجياً = فاساله: من يا ليل حاك دجاكا؟
واذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا = فاسأله: من يا صبح صاغ ضحاكا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 06:44]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
/// ولم التَّعارض أصلاً؟! (ابتسامة)
/// إذ ليس بالضرورة تنافي هذا مع ذاك .. إذ قد يكون حييًا مع حزمٍ، وما أحلى ذاك الحزم المحلَّى بالحياء.
أصبتَ شيخنا الفاضل!
أصبتَ، شيخنا الفاضل! (ابتسامة)
وذلك السطر إنّما كان كلامًا أضفتُه بعد أن تذكّرت كلام الجاحظ ...
ولو كان هذا البيت في مدح صاحب سلطان، لكان أفضل منه قول البحتريّ:
إنْ أَطْرَقَ اسْتَوْحَشَتْ للخوف أفْئدةٌ --- ويَملأ الأرضَ مِن أُنْسٍ إذا ابْتَسَمَا
ولهذا كان الأكثر مناسبةً أن يكون في غير ذي سلطان ...
وقد رجّح صاحب الأغاني وغيره نسبة هذا البيت والذي قبله إلى الحزين الكناني، وأنّهما قيلا في عبد الله بن عبد الملك بن مروان.
والطريف في رأي أبي الفرج أنه يراهما أدنى من مقام زين العابدين! إذ يقول: "وليس هذان البيتان ممّا يُمدح به مثل علي بن الحسين عليهما السلام، وله من الفضل المتعالَم ما ليس لأحد". ولست أدري ما وجه النقص في البيتين إذا مدح بهما زين العابدين ...
وقوله:
في كَفِّه خيزران نَشْرُه عَبِقٌ --- مِن كَفِّ أرْوَع في عِرْنِينِه شَمَمُ
مرتبط ارتباطًا وثيقًا بقوله:
يكاد يُمْسِكه عِرْفانَ راحته --- رُكْنُ الحطيمِ إذا ما جاء يسْتلِمُ
لكنّ حاله كذلك في الأبيات المروية عن الحزين الديلي، وكذا عن داود بن سلم!
غير أنّ في النفس من نسبتهما إلى الحزين أشياء .. وهل يؤخذ بهواجس النفس في تضعيف الروايات وردِّها؟
فالحزين هذا هو نفسه القائل:
فما كان نَفعُكَ لي مرَّةً --- ولا مرَّتين ولكن مِرارَا
وهذا البيت ركيك بعدد مرّات نفع الممدوح للمادح ...
بيد أنّ الشاعر قد يبلغ قمم البيان أحيانًا فيأتي بالدرر، وينزل مرات أخرى إلى ما يقارب سوقيَّ الألفاظ والمعاني.
أليس بشّار هو القائل:
ربابةُ رَبّةُ البيتِ --- تَصُبُّ الخلّ في الزيتِ
مع أنه صحّ عنه قوله:
إذا ما غضبنا غضبةً مُضَريّةً --- هَتَكْنا حِجاب الشّمسِ أو قطّرت دَمَا
والفرقُ بين الاثنين أنّ بشّار قال بيته في غير مقام الجد، أمّا الحزين فكان في مقام الجد في الحالتين. وهل كان الحزين يُحسِن غير الهجاء؟
وقد قال صاحب "زهر الآداب" عن بيت الفرزدق أو الحزين، ولم يجانب الصواب:
"ولْيَقُلْه من شاء، فقدْ أحسن ما شاء وأجاد وزاد".
فالبيت جميل؛ لكنّني أجده في حق زين العابدين أجمل ...
وأنت إذا تأمّلتَ الذين ذُكِر أنّ هذين البيتين قيلا فيهم، وجدت هذه الأسماء: زين العابدين، وقُثَم بن العبّاس، وعبد الله بن عبد الملك بن مروان!
فهل كان للصدفة دخل في هذا الجرد الانتقائي؟
وبذلك أرضى الرّواةُ الطالبيّين، والعبّاسيين، والأمويّين، وخرجوا من بينهم سالمين!
سلّمني الله وإياك من الزلل والخطل، وألهمنا الصواب في القول والعمل ...
ـ[الواحدي]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 07:06]ـ
...
وعلى ذكر بشّار وما قاله في جاريته:
يروى أنّ رجلا جاء إلى أبي عبَيْد القاسم بن سلاّم فسأله عن الرباب، فقال: "هو الذي يتدلّى دون السحاب". وأنشد لعبد الرحمن بن حسّان:
كأنّ الرّباب دُوَيْنَ السّحاب --- نَعامٌ تَعَلّق بالأرجُلِ
فقال الرجُل: "ما هذا أردتُ". فقال ابن سلام: "فالرباب: اسم امرأة". وأنشد:
إنّ الذي قَسَم الملاحة بيننا --- وكَسا وُجوهَ الغانياتِ جَمالا
وهَبَ الملاحةَ للرّباب وزادَها --- في الوجه مِن بَعد الملاحة خالا
فقال الرجل: "لمْ أُرِد هذا أيضًا". فقال له: "عساك أردتَ قول الشاعر:
ربابةُ رَبّةُ البيتِ --- تَصُبُّ الخلّ في الزيتِ
لها سَبْعُ دجاجاتٍ --- ودِيكٌ حسَنُ الصّوتِ
فقال الرجل: "هذا أردتُ! "
فقال له: "مِن أين أنت؟ "
قال: "من البصرة"
قال: "على أيّ شيء جئتَ؟ على الظهر؟ أو في الماء؟ "
قال: "في الماء."
قال: "كم أَعطيتَ الملاّح؟ "
قال: "أربعة دراهم."
فقال له: "اذهب استرجعْ منه ما أعطيته، وقل: لَمْ تَحمِل شيئا، فعلام تأخذ منّي الأجرة؟ "
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - May-2010, صباحاً 09:08]ـ
...
وعلى ذكر بشّار وما قاله في جاريته:
يروى أنّ رجلا جاء إلى أبي عبَيْد القاسم بن سلاّم فسأله عن الرباب، فقال: "هو الذي يتدلّى دون السحاب". وأنشد لعبد الرحمن بن حسّان: .....
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=22808
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 12:04]ـ
قال الأعرج المعني:
أرى أم عمر ماتزال تفجع ... تلوم وما أدري علامَ توجعُ
تلوم على أن أمنح (الورد) لقحة ... وما تستوي و (الورد) ساعة تفزعُ
إذا هي قامت حاسراً مشمعلةً ... نخيبَ فؤاد رأسُها مايُقنع
وقمت إليه باللجام ميسراً .... هنالك يجزيني بما كنت أصنع
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[24 - May-2010, مساء 11:28]ـ
أيَدْري ما أرابَكَ مَنْ يُريبُ==وَهل تَرْقَى إلى الفَلَكِ الخطوبُ
وَجِسمُكَ فَوْقَ هِمّةِ كلّ داءٍ==فَقُرْبُ أقَلّها منهُ عَجيبُ
يُجَمّشُكَ الزّمانُ هَوًى وحُبّاً==وَقد يُؤذَى منَ المِقَةِ الحَبيبُ
وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدّنْيا بشَيْءٍ==وَأنْتَ لِعِلّةِ الدّنْيَا طَبيبُ
وَكَيفَ تَنُوبُكَ الشّكْوَى بداءٍ==وَأنْتَ المُسْتَغاثُ لِمَا يَنُوبُ
مَلِلْتَ مُقامَ يَوْمٍ لَيْسَ فيهِ==طِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ
وَأنْتَ المَرْءُ تُمْرِضُهُ الحَشَايَا==لهِمّتِهِ وَتَشْفِيهِ الحُرُوبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - May-2010, صباحاً 05:29]ـ
_
إذا ما مات ذو علمٍ وتقوى /// /// /// فقد ثُلِمَت من الإسلام ثلمهْ
وموت الحاكم العدل المولَّى /// /// /// بحكم الشَّرع منقصةٌ ونِقمهْ
وموت العابد القوَّام ليلًا /// /// /// يناجي ربه في كلِّ ظُلمهْ
وموت فتىً كثير الجود مَحْلٌ /// /// /// فإنَّ بقاءه خب ونعمهْ
وموت الفارس الضِّرغام هدمٌ /// /// /// فكم شهدت له بالنَّصر عزمهْ
فحسبك خمسةٌ يُبْكَى عليهم /// /// /// وباقي النَّاس تخفيفٌ ورحمهْ
وباقي النَّاس هم هَمَجٌ رعاعٌ /// /// /// وفي إيجادهم لله حكمهْ!
_
ـ[علاء الدين حمويه]ــــــــ[25 - May-2010, مساء 02:24]ـ
قال يزيد بن الطثرية-وكانت جرم استعدت عليه السلطان في امرأة شبب بها, فأمر السلطان أخاه ثوراً بحلق لمته-:
أقول لثور وهو يحلق لمتي ... بعقفاءَ مردودٍعليها نصاُبها
ترفق بها يا ثور ليس ثوابها ... بهذا ولكن عند ربي ثواُبها
فراح بها ثور ترفُّ كأنها ... سلاسل درع لينُها وانسكابها
فأصبح رأسي كالصخيرة أشرفت ... عليها عقاب ثمّ طارت عقابها
ـ[الواحدي]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 02:07]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قصة قصيدة (1)
أيَا شجَرَ الخابُور ما لَكَ مُورِقًا --- كأنّك لم تَجْزَعْ على ابنِ طَرِيفِ
فَتًى لا يُحِبّ الزّادَ إلاّ مِن التُّقى --- ولا المالَ إلاّ مِنْ قَنا وسُيوفِ
فَقَدْناهُ فِقْدانَ الرّبِيع ولَيْتَنَا --- فَدَيْناه مِن ساداتِنا بأُلوفِِ
عليكَ سلامُ اللهِ وقْفًا فإنّني --- أرى الموتَ وقّاعًا بِكُلّ شَريفِ
هذه الأبيات، كلّما قرأتها استعبرت، واجتاحني ليل أحزان قديمة، بعضها من أنحاء التاريخ، وبعضٌ آخر من أعماق الذات ...
والأوّل منها يجذبك إلى الراثي، ويجرّدك عن ذاتك، فتُقاسِم الشاعرَ أحزانه، وتشعر بوخز الضمير وتوبيخه، لأنّك لم تجزع على ابن طريف ...
أمّا " فَقَدْناهُ فِقْدانَ الرّبِيع"، فمن أروع ما قيل في الرثاء؛ إذا تأمّلته، أحاط بك الخريف من كلّ جانب، وتساوت عندك الفصول ..
وأنت إذا توقفت عند عبارة "وقْفًا" بعد "عليكَ سلام الله"، أيقنتَ أنّ الشعر إلهام، وإبداع، وإنشاء آخر لتراكيب اللغة ...
وأوّل ما قرأت البيت الأوّل، وهو شاهدٌ بلاغيّ، ظننتُ الخابورَ من أنواع الشجر. ولست أدري لماذا تصوّرتُ أوراقه بيضاء! وكأنّ السواد الملازم للحزن أقنعني أنّ أوراقًا لا تجزع على ابن طريف لا يمكن إلا أن تكون بيضاء ...
ثم علمتُ أنّ الخابور: اسم نهر أصله بديار بكر يصبّ إلى الفرات ..
وعلمتُ أنّ ابن طريف هذا هو: الوليد بن طريف الشياني الشّاري، خارجيٌّ تمرّد على العباسيّين فقُتِل في عهد الرشيد .. فما باعد ذلك ما بيني وبينه، وما انطفأت جمرة حزني عليه، لعلمي أنّ كثيرًا ممّن وُصفوا بالخوارج كانوا متمرّدين سياسيّين، ولم تكن تربطهم بالمذهب الخارجي سوى رابطة الخروج ... أليس هو القائل:
أنا الوليدُ بنُ طرِيف الشّاري
قَسْوَرةٌ لا يُصْطَلى بناري
جوركمُ أخْرَجَني مِن داري
وعلِمتُ أنّ قاتِله هو ابنُ عمِّه: يزيد بن مَزْيَد!
وعلمتُ أنّ الأبيات من نظم: الفارعة بنت طريف، أخت الوليد ...
وقصّتها أنّه لمّا ثار الوليد على الرشيد وقويَت شوكتُه، لم ير له أحد الوزراء من كفء سوى ابن عمِّه يزيد بن مَزْيَد، فاستحضره ثم أنشده هذه الأبيات يستنصر به:
إذا دُعِيتُ فما تُدْعى لِهَيّنةٍ --- إلاّ لمعضلة تُوفي على العُضَلِ
إنّ الخلافةَ مُرساةٌ إلى جبلٍ --- وأنت وابنُك رُكْنَا ذلك الجبَلِ
افْخَرْ فمَا لك في شَيْبانَ مِن مثَلٍ --- كذاك ما لبني شيبانَ مِن مثَل
فتوجّه يزيد مع جنده إلى الوليد، وقتله ثم حزّ رأسه. فقامت الفارعة، ولبست درعها، وخرجت مبارِزةً، فنهاها ابنُ عمِّها عن ذلك، بحجّة أنها بفعلها هتكت ستر الحرائر. وكأنّه لم يهتك سترًا قط! فركزت رمحها في الأرض، وأسندت رأسَها إليه، واستعبرَتْ، وأنشدت القصيدة التي منها تلك الأبيات ...
قال صاحب "نضرة الإغريض"، بعد أن أورد القصة:
"لله درّ ثلاثة أبيات، حملَت الرّجلَ على قتْل ابن عمّه وقطْع رحِمِه! ولو كان الكلام الذي في الشّعر منثورًا لما هزّه، ولا حمل مِن أجله بَزَّه، ولا قتَل ابنَ عمّه ولا ابتزّه. والله يعفو عن المذنبين"!
ولو التفتَ إلى مَن حالُه شبيهة بحالي، لاستوقفتْه أبيات الفارعة أكثر من تلك الأبيات الثلاثة ...
وقبل هذه الأبيات أبياتٌ أُخَر، لا تقلّ عنها قوّةً وجمالا، ومنها:
بِتَلِّ بُناثا رسْمُ قبْرٍ كأنّه --- على علَمٍ فوق الجبال مُنِيفِ
تضمّن جُودًا حاتِميّا ونائلاً --- وسَورةَ مِقدامٍ ورأْيَ حَصِيفِ
خفيفٌ على ظَهْر الجواد إذا عدا --- وليس على أعدائه بخفيف
والبيت الأخير من أقوى ما قيل في الخفة التي لا تفارق الشدّة ...
ومنها أيضًا، وهو مِن محكَم التراكيب الجميلة والمعاني المبتكرة:
حليفُ النّدَى ما عاشَ يَرضى به النّدى --- فإنْ مات لا يَرضى النّدى بحَلِيفِ
ومنها:
ألا يا لقومي للحمام وللبلى --- وللأرض همّت بعده برُجوفِ
( ... )
وللّيث كُلِّ اللَّيث إذ يحملونه --- إلى حفرة ملحودةٍ وسقيفِ
والسّرّ "كُلُّ السّرّ" في قولها: "كلّ الليث" ...
كانت هذه قصة مرثية ابن طريف، وقصّتي مع "شجر الخابور". ولو قرئت عليه قصيدة الفارعة، لتساقطت أوراقه جزعًا، ولفّه الخريف إلى آخر الدهر ...
وإلى قصة أخرى، إن لم يقتلنا الحزن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - May-2010, صباحاً 11:40]ـ
/// ينبغي إعادة تسمية هذا الموضوع إلى: "من عيون شرح عيون الشعر" (ابتسامة)
/// بارك الله فيك أيها الأديب .. تعاهدنا بمثل هذا مرة بعد أخرى، ولا نفقدك فقدان الربيع._
_
/// نابغة بني شيبان:
وإذا ما ذَكَرتُ صَرفَ المَنَايا /// /// كادِّكارِ الحَزينِ في الأطلالِ
كُلُّ عَيشٍ ولَذَّةٍ ونَعيمٍ /// /// وحَياةٍ تودي كَفيءِ الظِلالِ
كَفَّني الحِلمُ وَالمَشِيبُ وَعَقلي /// /// ونُهى اللهِ عن سَبيلِ الضَّلالِ
وأرى الفَقرَ والغِنى بِيَدِ اللهِ /// /// وحَتفَ النُفوسِ في الآجالِ
ليسَ ماءٌ يُروى بِهِ مُعتَفوهُ /// /// واتِنٌ لا يَغورُ كالأوشالِ
قد يَغيضُ الفَتى كما يَنقُصُ البَد /// /// رُ وكُلٌّ يَصيرُ كالمُستَحالِ
فَمُحاقٌ هذا وهذا كبيرٌ /// /// بعدما كان ناشِئًا كالهِلالِ
ليسَ يغني عنه السَّنيحُ ولا البُر /// /// خُ ولا مُشفِقٌ زِمامَ قِبالِ
فإذا صار كالبَلِيَّة قَحْمًا /// /// هو مَرُّ الأيَّامِ بعد اللَّيالي
وكَسَتهُ السِنونَ شَيبًا وضَعفًا /// /// وطَوَت خَطوَهُ بقيد دِخالِ
عادَ كَالضَبِّ في سِنينَ مُحولٍ /// /// عاد في جُحرِهِ حَليفَ هُزالِ
ليسَ حَيٌّ يَبقى وإِن بَلَغَ الكَبـ /// /// ـرَةَ إلَّا مَصِيرُهُ لِزَوالِ
كُلُّ ثاوٍ يَثوي لحين المَنَايا /// /// كَجَزُورٍ حَبَستَها بِعِقالِ
_
ـ[محمد العيسى]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 12:13]ـ
///قال أبو فراس:
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى////// وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى!
أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ////// يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ إليـ//////ــهِ سريعٌ، قريبُ المدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى،////// و يأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ////// تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
و أنَّ العزيزَ، بها،////// والذليلَ سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ،////// وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ////// وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ؛ //////و إنْ كانَ شراً فشراً يرى
ـ[أبو وائل الجزائري]ــــــــ[28 - May-2010, مساء 12:29]ـ
لعلمي أنّ كثيرًا ممّن وُصفوا بالخوارج كانوا متمرّدين سياسيّين، ولم تكن تربطهم بالمذهب الخارجي سوى رابطة الخروج ...
هذه فائدة منك وتنبيه أيها الواحديّ جزاك الله خيرا.
ـ[أبوأنس الجارا]ــــــــ[29 - May-2010, صباحاً 01:14]ـ
أبيات منسوبة لأحد المالكية ...
متى تصل العطاش إلى ارتوائي .. إذ استقت البحار من الركايا
وإن ترفع الوضعاء يوما .. على الوضعاء من إحدى الرزايا
ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ .. وقد جلس الأكابر في الزوايا
إذا استوت الأسافل والأعالي .. فقد طابت منادمة المنايا
مودتي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - May-2010, مساء 11:19]ـ
_
/// كثيِّر عزَّة:
وقد زَعَمَت أني تَغَيَّرتُ بعدها /// /// ومَنْ ذا الذي يا عَزَّ لا يَتَغَيَّرُ؟!
تَغيَّرَ جِسْمي، والخَلِيقَةُ كالَّذي /// /// عَهِدتِ، ولَم يُخبَر بِسرِّكِ مُخبَرُ!
_
ـ[أمة القادر]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 02:11]ـ
وللّيث كُلِّ اللَّيث إذ يحملونه --- إلى حفرة ملحودةٍ وسقيفِ
والسّرّ "كُلُّ السّرّ" في قولها: "كلّ الليث" ...
بارك الله فيكم هل يمكن الايضاح
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[31 - May-2010, صباحاً 03:23]ـ
كأنّ فؤادك يعصي المشيبا
فيشعل في كل حرف لهيبا
فديتك يا فارساً كالمنايا
يوزّعن في كل قبر قريبا
فديتك يا رجلاً مشرقيا
تفتت في راحتيك الغروبا
قبضت على حربة الحق كفا
أقامت على المبطلين حروبا
كريحٍ تبعثر أكداس وهم
وتنشئ في كل زعم هبوبا
لك الله أثلجت صدراً سخينا
شفيت بفصل الخطاب القلوبا
تقّلب أوراقك الساكنات
ليقلبن قلباً جباناً كذوبا
وتتلو عليه من اللاذعات
فيغدو بلون الصفار مشوبا
فحيناً تبعثر أحلامه
وحيناً تناصحه أن يتوبا
وحيناً نقهقه في غبطة
إذا كاد من لطمة أن يذوبا
أما وجد الخبّ غير المآذن
ينثر في جانبيها الذنوبا؟
أيهجو ضياء الصباح وينشر
في صفحة الظلم ليلاً غريبا
ألا أيّها "الوطن" المستباح
أقمت على كل حرف صليبا
تتيح "لشاكر" ما لا يتاح
(يُتْبَعُ)
(/)
وتظلم بالإفك شيخا حبيبا
مقص الرقيب يصادر حقا
فلم يخش ربَّاً محيطاً رقيبا
ويكتب إفكا، ويلطم خدا
كأنثى تصيح وتعلي النحيبا
يحاصر رائحة الأقحوان
فينشرها الله عوداً وطيبا
فقد نالنا يوم "سعد" أذى
وقرحٌ فقد كان يوماً عصيبا
سنرضى ونصبر يا ظالما
فمازال رب السماء حسيبا
أتى "عوض" الخير يُنسي زمانا
يكمِّم فيه الغبيّ النجيبا
فأضحكني، صرت كالمنتشي
أقبل وجهاً شجاعاً غضوبا
رأيت "جمالا" يحاول سيرا
ولكنّه مثل ظبي أصيبا
يقوم فيسقط في زيفه
ويقصمه الله قصماً رهيبا
وإن كنت أعجب من ظلمه
فتهريجه ثَمّ كان عجيبا
فلو زيد في الوقت خلت الذي
يريد شقاقاً، يشق الجيوبا
وما زلت أحمد ذاك الفتى
فقد نال مما أراد نصيبا
فليس يبهرج أقواله
ولكنْ يقول كلاماً مهيبا
فما أكرم القول إن صاغه
فكيف وقد كان قولاً مصيبا
فمن كان في قلبه ربّه
وكادته كل القوى .. لن يخيبا
يزيد ثباتا وأعداؤه
يزيدهم الله منه خطوبا
وأمّا الظلوم فمهما سقته
غيوم السماء يظل جديبا
إذا جاس بوم بأرض زمانا
سيبدل صوت الصداح نعيبا
رجال العقيدة يا أسدها
هلمّوا إليها شباباً وشيبا
ولا ترهبوا ضربة الصولجان
فكيف تهاب الجبال كثيبا
وإن لبسوا خدعة في ظلام
لبستم مع الصبح ثوباً قشيبا
ويا أيّها الأدعياء تواروا
ملأتم محيّا الحياة ندوبا
إذا شيّد المصلحون بناء
رأيتكم تحفرون قليبا
ركبتم سفينة آمالنا
ورحتم تدقّون فيها ثقوبا
هنا تشترون الضلالة وهما
هناك تبيعون قدساً سليبا
إذا أشرقت شمس يوم جميل
نسجتم عليها من البغي حوبا
أيا أيّها الطيّبون أفيقوا
أضعتم بحسن النوايا الدروبا
هنا أمّة حوصرت بكروب
وأنتم تزيدون فيها الكروبا
تظنّونهم يطلبون اعتدالا
وهم يطلبون انحلالاً مريبا
أيا من نقضت "خيام" الجناة
سلكت طريقاً طويلاً لحوبا
"صنعت الحياة" وصنّاعها
وقد كنت للمصلحين ربيبا
إذا وقّع المصلحون بيانا
فلسنا نرى لك فيه نصيبا
وإن أعلن الأدعياء خطابا
سكتّ .. وقد كنت قِدْما خطيبا
فصرت بلا أي لون تعيش
فلست جمالاً ولست شحوبا
ولست قويا ولست ضعيفا
ولست شمالاً ولست جنوبا
ولست مع الحق أو ضدّه
أما آن يا "سيّدي" أن تؤوبا؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - May-2010, مساء 11:05]ـ
_
/// ابن الرُّومي:
أراني وما أحدثتُ بعدك سيِّئًا /// /// تغيَّرتُ، والإبريز لا يتَغيرُ!
فيا عجبًا والدَّهرُ جَمٌّ صُرُوفُه /// /// يَفِي ليَ إعساري، وجودُك يَغدرُ!
وَفَى لي بَغَيْضٍ والتوى منْ أُحبُّه /// /// ولَلْشَيْبُ أوفى، والشبيبةُ أغدرُ
_
ـ[أبو بكر المحلي]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 12:40]ـ
أبيات منسوبة لأحد المالكية ...
متى تصل العطاش إلى ارتواء .. إذ استقت البحار من الركايا
وإن ترفع الوضعاء يوما .. على الرفعاء من إحدى الرزايا
ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ .. وقد جلس الأكابر في الزوايا
إذا استوت الأسافل والأعالي .. فقد طابت منادمة المنايا
مودتي
بارك الله فيك أيها الحبيب،
الأبيات للقاضي أبي محمد عبد الوهاب بن نصر البغدادي المالكيِّ -رحمه الله تعالى-، وروايتها عندي هكذا:
متى تصل العطاش إلى ارتواء ... إذا استقت البحار من الركايا
ومن يثني الأصاغر عن مراد ... وقد جلس الأكابر في الزوايا
وإن ترفع الوضعاء يوماً ... على الرفعاء من إحدى البلايا
إذا استوت الأسافل والأعالي ... فقد طابت منادمة المنايا
وله أيضا -رحمه الله-:
بغدادُ دارٌ لأهل المالِ واسعةٌ ... وللصعاليك دارُ الضنكِ والضيقِ
أصبحتُ فيهم مُضاعاً بين أظهرهم ... كأنني مصحفٌ في بيتِ زنديقِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Jun-2010, مساء 04:18]ـ
_
واعمل لوجهٍ واحدٍ • • وارغب به بتولُّهِ
فرِضَى الإلهِ وعفوهِ • • يكفيك كلَّ الأوجهِ
عمِّر فُؤَادكَ بالتُّقَى • • فلَكَ السَّعادة تنتَهِي
وعن الدَُّنا كُنْ مُعْرِضًا • • واحذر بأنَّك تلْتَهِي
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jun-2010, مساء 03:30]ـ
_
واجعلْ مؤونتكَ التُّقَي_•••_فهو الطَّريق المتَّضِحْ
وإذا الهموم تَزَاوَجَت_•••_فالصَّبر أنْتَج ما لقَحْ
لا تَيْأَسَنْ مِنْ أنْ تُدا_•••_ويك الأمور وتنشرِحْ
فلرُّبَّما سرَّ الحزيـ_•••_ـن وربَّما غمَّ الفرَحْ
واللهُ أكرم مَن ير_•••_جَّى في المهمِّ المفتضِحْ
فكِلِ الأمورَ لِلُطْفِهِ_•••_والْزم حِمَاه المنفَسِحْ
واعمل بنصحِ مسدَّدٍ_•••_مَن في تجارته رَبَحْ
ما تَمَّ إلَّا ما يريـ_•••_ـد فَدَعْ هُمُومكَ واطَّرِحْ
واترك وساوِسَك التي_•••_شَغَلَت فؤادَك تستَرِحْ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Jun-2010, مساء 07:09]ـ
_
/// حسَّان بن ثابت t:
رُبَّ حِلْمٍ أضاعَهُ عَدَمُ المَا /// /// لِ وجَهلٍ غَطَّى عليه النَّعِيمُ
ما أُبالي أنَبَّ بِالحُزنِ تَيسٌ /// /// أم لَحَاني بظهرِ غَيْبٍ لئيمُ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Jun-2010, صباحاً 01:28]ـ
_
/// ابن المعتزِّ «الخليفة العباسي ليومٍ واحد!!»:
قد عضَّني صَرفُ النَوائِب /// /// ورأيتُ آمالي كَواذِب
والمرءُ يَعشَقُ لذَّةَ الـ /// /// ـدُّنيا فتَعقُرُهُ المصائِب
وإذا تَفَوَّقَ دَرّها /// /// رَفَضَتهُ حينَ يَلَذُّ شارِب!
وأطَلْتُ تَجريبي لها /// /// لو كُنتُ أَطمَعُ بِالتَجارِب!
وألاحَ شَعرَ الرَأسِ دَهـ /// /// ـرٌ غادِرٌ جَمُّ المَصائِب
يَدعو إِلى الأمَلِ الفَتَى /// /// والموتُ أقربُ منه جانِب
ينبو على طولِ العِتا /// /// بِ فقد مَلَلتُ وما أُعاتِب
ما عاتِبي إِلَّا الحَسو /// /// دُ وَتِلكَ مِن أسنى المَناقِب!
والمجدُ وَالحُسّادُ مَقـ /// /// ـرونان إن ذَهَبُوا فذاهِب
وإذا فَقَدتَ الحاسدِينَ /// /// فَقَدتَ في الدُنيا الأطايِب!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 08:28]ـ
_
إذا نَصَحْتَ قليلَ العقلِ نِلْتَ بذا /// /// عداوةً منه لا تخفَى مساويها
فالحمقُ داءٌ قبيحٌ لا دواء له /// /// قد قال فيه من الأشعار راويها
لكلِّ داءٍ دواءٌ يستطبُّ به /// /// إلَّا الحماقة أعْيَت من يُدَاويها
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[10 - Jun-2010, مساء 11:29]ـ
كُفّي أَراني وَيكِ لَومَكِ أَلوَما" "هَمٌّ أَقامَ عَلى فُؤادٍ أَنجَما
وَخَيالُ جِسمٍ لَم يُخَلِّ لَهُ الهَوى" "لَحمًا فَيُنحِلَهُ السَقامُ وَلا دَما
وَخُفوقُ قَلبٍ لَو رَأَيتِ لَهيبَهُ" "يا جَنَّتي لَظَنَنتِ فيهِ جَهَنَّما
وَإِذا سَحابَةُ صَدِّ حُبٍّ أَبرَقَتْ" "تَرَكَت حَلاوَةَ كُلِّ حُبٍّ عَلقَما
يا وَجهَ داهِيَةَ الَّذي لَولاكَ ما" "أَكَلَ الضَنى جَسَدي وَرَضَّ الأَعظُما
إِن كانَ أَغناها السُلُوُّ فَإِنَّني" "أَصبَحتُ مِن كَبِدي وَمِنها مُعدِما
غُصنٌ عَلى نَقَوى فَلاةٍ نابِتٌ" "شَمسُ النَهارِ تُقِلُّ لَيلا مُظلِما
لَم تُجمَعِ الأَضدادُ في مُتَشابِهٍ" "إِلا لِتَجعَلَني لِغُرمي مَغنَما
كَصِفاتِ أَوحَدِنا أَبي الفَضلِ الَّتي" "بَهَرَتْ فَأَنطَقَ واصِفيهِ وَأَفحَما
يُعطيكَ مُبتَدِرًا فَإِن أَعجَلتَهُ" "أَعطاكَ مُعتَذِرًا كَمَن قَد أَجرَما
وَيَرى التَعَظُّمَ أَن يُرى مُتَواضِعًا" "وَيَرى التَواضُعَ أَن يُرى مُتَعَظِّما
نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كَأَنَّما" "خالَ السُؤالَ عَلى النَوالِ مُحَرَّما
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Jun-2010, صباحاً 11:26]ـ
_
/// محمود الورَّاق:
إنّي شَكَرتُ لِظالِمي ظُلْمي ••• وغَفَرتُ ذاك لهُ على عِلمِ
ورأيتُه أسدى إليَّ يدًا ••• لمَّا أبان بجَهلِهِ حِلمي!
رَجَعَت إساءتُهُ عليه وإحـ ••• ـساني فعادَ مُضاعَفَ الجرمِ
وغَدَوتُ ذا أجرٍ ومَحمَدَة ••• وغَدَا بكسبِ الظُلمِ والإثمِ
فكأنَّما الإحسانُ كان له ••• وأنا المسيءُ إليهِ في الحُكمِ
مازال يظلمُني وأرحمُهُ ••• حتى بكيتُ له مِن الظُلمِ!
_
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[12 - Jun-2010, صباحاً 11:15]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة (نفثة قديمة) لمحمود محمد شاكر رحمه الله
http://img819.imageshack.us/img819/5120/betweenthelignes.png
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[13 - Jun-2010, مساء 11:05]ـ
_
/// المعرِّي:
وحُبُّ العَيشِ أَعْبَدَ كُلَّ حُرٍّ /// /// وعَلَّمَ ساغِبًا أكلَ المُرَارِ
عِتابُكَ خالِدٌ لم يُجدِ شيئًا /// /// ولا نَصُّ المَلامِ إِلى ضِرارِ
لَجَأتُ إلى السُكوتِ مِن التَلاحي /// /// كما لَجَأَ الجَبانُ إلى الفِرارِ!
ويَجمَعُ مِنِّيَ الشَفَتَينِ صَمْتِي /// /// وأبْخَلُ في المَحافلِ بافتِرَاري
وكانَ تَأَنُّسي بِهِمُ قَديمًا /// /// عِثاراً حُمَّ في شَأوِ اِغتِراري
يئستُ مِن اكتساب الخير لمَّا /// /// رأيتُ الخَيرَ وُفُّرَ لِلشِرارِ!
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[16 - Jun-2010, مساء 08:05]ـ
مَرَّت بِنا بَينَ تِربَيها فَقُلتُ لَها" "مِن أَينَ جانَسَ هَذا الشادِنُ العَرَبا
فَاستَضحَكَتْ ثُمَّ قالَتْ كَالمُغيثِ يُرى" "لَيثَ الشَرى وَهوَ مِن عِجلٍ إِذا انتَسَبا
جاءَت بِأَشجَعَ مَن يُسمى وَأَسمَحَ مَن" "أَعطى وَأَبلَغَ مَن أَملى وَمَن كَتَبا
لَو حَلَّ خاطِرُهُ في مُقعَدٍ لَمَشى" "أَو جاهِلٍ لَصَحا أَو أَخرَسٍ خَطَبا
إِذا بَدا حَجَبَتْ عَينَيكَ هَيبَتُهُ" "وَلَيسَ يَحجُبُهُ سِترٌ إِذا احتَجَبا
بَياضُ وَجهٍ يُريكَ الشَمسَ حالِكَةً" "وَدُرُّ لَفظٍ يُريكَ الدُرَّ مَخشَلَبا
وَسَيفُ عَزمٍ تَرُدُّ السَيفَ هِبَّتُهُ" "رَطبَ الغِرارِ مِنَ التَامورِ مُختَضِبا
عُمرُ العَدوِّ إِذا لاقاهُ في رَهَجٍ" "أَقَلُّ مِن عُمرِ ما يَحوي إِذا وَهَبا
تَوَقَّهُ فَمَتى ما شِئتَ تَبلُوَهُ" "فَكُن مُعادِيَهُ أَو كُن لَهُ نَشَبا
تَحلو مَذاقَتُهُ حَتّى إِذا غَضِبا" "حالَت فَلَو قَطَرَت في الماءِ ما شُرِبا
وَتَغبِطُ الأَرضُ مِنها حَيثُ حَلَّ بِهِ" "وَتَحسُدُ الخَيلُ مِنها أَيَّها رَكِبا
وَلا يَرُدُّ بِفيهِ كَفَّ سائِلِهِ" "عَن نَفسِهِ وَيَرُدُّ الجَحفَلَ اللَجِبا
وَكُلَّما لَقِيَ الدينارُ صاحِبَهُ" "في مُلكِهِ افتَرَقا مِن قَبلِ يَصطَحِبا
مالٌ كَأَنَّ غُرابَ البَينِ يَرقُبُهُ" "فَكُلَّما قيلَ هَذا مُجتَدٍ نَعَبا
بَحرٌ عَجائِبُهُ لَم تُبقِ في سَمَرٍ" "وَلا عَجائِبِ بَحرٍ بَعدَها عَجَبا
لا يُقنِعُ ابنَ عَليٍّ نَيلُ مَنزِلَةٍ" "يَشكو مُحاوِلُها التَقصيرَ وَالتَعَبا
هَزَّ اللِواءَ بَنو عِجلٍ بِهِ فَغَدا" "رَأسًا لَهُمْ وَغَدا كُلٌّ لَهُمْ ذَنَبا
التارِكينَ مِنَ الأَشياءِ أَهوَنَها" "وَالراكِبينَ مِنَ الأَشياءِ ما صَعُبا
مُبَرقِعي خَيلِهِمْ بِالبيضِ مُتَّخِذي" "هامِ الكُماةِ عَلى أَرماحِهِمْ عَذَبا
إِنَّ المَنِيَّةَ لَو لاقَتهُمُ وَقَفَتْ" "خَرقاءَ تَتَّهِمُ الإِقدامَ وَالهَرَبا
مَراتِبٌ صَعِدَت وَالفِكرُ يَتبَعُها" "فَجازَ وَهوَ عَلى آثارِها الشُهُبا
مَحامِدٌ نَزَفَت شِعري لِيَملَأَها" "فَآلَ ما امتَلَأَت مِنهُ وَلا نَضَبا
مَكارِمٌ لَكَ فُتَّ العالَمينَ بِها" "مَن يَستَطيعُ لِأَمرٍ فائِتٍ طَلَبا
لَمّا أَقَمتَ بِإِنطاكِيَّةَ اختَلَفَتْ" "إِلَيَّ بِالخَبَرِ الرُكبانُ في حَلَبا
فَسِرتُ نَحوَكَ لا أَلوي عَلى أَحَدٍ" "أَحُثُّ راحِلَتَيَّ الفَقرَ وَالأَدَبا
أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها" "لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَانتَحَبا
وَإِن عَمِرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً" "وَالسَمهَرِيَّ أَخًا وَالمَشرَفِيَّ أَبا
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِمًا" "حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا
قُحٍّ يَكادُ صَهيلُ الخَيلِ يَقذِفُهُ" "عَن سَرجِهِ مَرَحًا بِالغَزوِ أَو طَرَبا
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي" "وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Jun-2010, مساء 10:56]ـ
/// عمرو بن معدي كرب:
صَبَرتُ على اللذَّات لمَّا تَوَلَّتِ /// /// وألزمتُ نفسي الصبرَ حتى استمرَّتِ
وكانت على الأيام نفسي عزيزة /// /// فلمَّا رأَتْ صبري على الذُلِّ ذَلِّتِ
فقلتُ لها: يا نفس، عِيشي كريمةً /// /// لقد كانتِ الدُّنيا لنا ثُمَّ وَلَّتِ!
وما النَّفسُ إلَّا حيثُ يجعلها الفَتَى /// /// فإنْ أُطْمِعَت تاقَت وإلَّا تَسَلَّتِ
فكم غَمْرةٍ دافعتُها بعد غَمْرةٍ /// /// تَجَرَّعتُها بالصَّبرِ حتى تَوَلَّتِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jun-2010, مساء 09:46]ـ
/// أبوالعتاهية:
وإذا قَنِعتَ فأنت أغنى مَن مَشَى /// /// إنَّ الفقيرَ لَكُلُّ مَن لا يَقنَعُ
وإذا طَلَبتَ فلا إلى مُتَضايقٍ /// /// مَن ضاقَ عنك فرِزقُ ربِّك أوسعُ
إنَّ المطامعَ ما عَلِمتَ مذلَّةٌ /// /// لِلطامِعينَ وَأين مَن لا يطمعُ؟!
سلِّم ولا تُنكِر لربِّك قدرةً /// /// فاللهُ يخفضُ مَن يشاءُ ويرفعُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Jun-2010, مساء 04:38]ـ
_
/// أبوالعتاهية:
نَعَى نفسي إليَّ مِن اللَّيالي /// /// تصرُّفُهُنَّ حالًا بعد حالِ!
فمالي لستُ مشغولًا بنفسي /// /// ومالي لا أخافُ الموتَ مالي؟!
لقد أيقنتُ أنِّي غيرُ باقٍ /// /// ولكنِّي أراني لا أبالي
أمَا لي عِبرةٌ في ذِكر قومٍ /// /// تَفَانَوا رُبَّما خطروا ببالي!
كأنَّ مُمرِّضي قد قام يمشي /// /// بنَعْشي بين أربعةٍ عِجالِ
وخلفي نُسوةٌ يبكينَ شجوًا /// /// كأنَّ قلوبهنَّ على مقالِ
سأقنعُ ما بقيتُ بقوتِ يومٍ /// /// ولا أبغي مُكاثرةً بِمَالِ
تَعَالى اللهُ يا سَلْمَ بنَ عَمْرٍ /// /// أذَلَّ الحِرصُ أعناقَ الرِّجالِ!
هبِ الدُّنيا تُساقُ إليك عَفْوًا /// /// أليس مصيرُ ذاك إلى زوالِ
فما ترجو بشيءٍ ليس يبقى /// /// وشيكًا ما تُغيِّرُه اللَّيالي
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 01:53]ـ
/// ابن الرُّومي:
قالوا: هجاك أبو حفصٍ، فقلتُ لهم: /// /// باللهِ أدفعُ ما لا تدفعُ الحِيَلُ!
أَ لَا لئيمٌ (جزاه اللهُ صالحةً!) /// /// يهجوه (1) عنِّي، فبي عن عِرْضِهِ كَسَلُ!
_
__________________________
(1) _ولو قيل: (يلهيه) فهو أفضل!
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 10:43]ـ
ماكان سيعذرك أصلح الله تصرفك بالشعر
فقد وضعت من عاداه بالهجاء في مقام غير مقدور عليه بدلاً من ترفع ابن الرومي عنه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[25 - Jun-2010, مساء 11:40]ـ
قد أعدت الأصل وجعلت التغيير المقترح في الهامش (أسفل شيء) ٍ حتى لا يغضب ابن الرومي أومن يحامي عن شعره. (ابتسامه)
وليس الأمر كما ذكرت، بل أردت لمن يستشهد ببيتيه هذين أنه غير مقدور على استفزازه بمثل هذا الهاجي حتى يأمر لئيمًا بهجائه نيابةً عنه؛ إذ لا يستحق أن يهتم به، بل يكفي اشغاله والهاؤه .. وهذا أبلغ من الهجاء وأبعد عن المجاراة ..
ولا أدري هل هذه الفكرة صائبة!
وعلى كلٍّ .. فالخطب سهل أصلحك الله.
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[26 - Jun-2010, صباحاً 01:48]ـ
آمين وأياك جزاك الله خيرا ... هلاّ هونت عليك ياشيخنا انما أردت بدعاء الصلاح تمام الإحسان هنا كما عهدناك فيما سواه ((ابتسامة محبه يعلم الله))
فكيف وشاعرنا هذا الفذ
ألا ليت شعري هل تؤخر حاجتي == لأولى بشكر منك أو بثناء
غرست يدا حتى إذا آن حملها == شكت منك إغفالا وطولُ جفاء
ثنائي لا تسبق إليه فإنه == خلود لما تبني وطول بقاء
وتمّم يدا أسديتها ينم شكرها == غداة غدٍ في الناس أي نماء
لعمري لقد أعطاك محمود حمده == أمير غدا من سادة الأمراء
وياحسن ذاك الحمد إن أنت زِنتهُ == بحمد امرىء من سادة الشعراء
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 01:48]ـ
ابن نباته المصري
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ == هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد == رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً == صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً == تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه == نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها == عن مسمعيك وليس الحبس من راء
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[30 - Jun-2010, صباحاً 01:53]ـ
ابن زمرك
لمن قبة حمراء مد نضارها == تطابق منها أرضها وسماؤها
وما أرضها إلا خزائن رحمة == وما قد سما من فوق ذاك غطاؤها
وقد شبه الرحمن خلقتنا به == وحسبك فخرا بان منه اعتلاؤها
ومعروشة الأرجاء مفروشة بها == صنوف من النعماء منها وطاؤها
ترى الطير في أجوافها قد تصففت == على نعم عند الإله كفاؤها
ونسبتها صنهاجة غير أنها == تقصر عما قد حوى خلفاؤها
حبتني بها دون العبيد خلافة == على الله في يوم الجزاء جزاؤها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 01:12]ـ
_
هوِّنْ عليك سَجِينَ المجدِ واصْطبرِ /// /// على البَلاءِ فإنَّ الدَّهْر ذُو غِيَرِ
مَن يَصْطبر لخُطُوبِ الدَّهرِ مُدَّرعًا /// /// بِلامةِ الحزمِ يبلغ هامة الظَّفَرِ
حَوادِثُ الدَّهْرِ فيها للفَتَى عِبَرٌ /// /// والشَّهْمُ مَن يستقي مِن منهلِ العِبَرِ!
فاصْبِر على مِحَنٍ يأتي الزَّمانُ بها /// /// فالحرُّ ممتحَنٌ بالصَّفو والكَدَرِ
لا يبلغُ القصد إلَّا سيِّدٌ بطلٌ /// /// يَقْوَى على اليأسِ والآلامِ والضَّجَرِ
ولا ينالُ المُنى إلَّا فتىً طَمِعَت /// /// فيهِ اللِّيالي فلمْ يُغْمِض على خَوَرِ
وعَقَّدَتْ دُونه الأيامُ مَطْلَبَهُ /// /// فَشَدَّ لَيْثاً وأوهَى عُقْدَةَ المِرَرِ
ولايَنَتْهُ صُرُوفُ الدَّهرِ تخدعُهُ /// /// لِتَسْتَغِرَّ فلم يصبِر على الغَرَرِ
اصْبِر على الضُّرِّ في حُبِّ العُلا أبدًا /// /// مَن يَسْعَ للمجدِ والعلياءِ يصطبِرِ
لا تَحْسَبُوا أنَّ هذي الحالَ دائمةٌ /// /// في ذِمَّة الغَيْب عُقْبَى الأمرِ والقَدَرِ
وَرَدْتُمُ فانهَلُوا لنْ تَشْرَبُوا عللًا /// /// لا بُدَّ للوردِ بعد اليومِ مِن صَدَرِ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Jul-2010, صباحاً 01:20]ـ
آمين وأياك جزاك الله خيرا ... هلاّ هونت عليك ياشيخنا انما أردت بدعاء الصلاح تمام الإحسان هنا كما عهدناك فيما سواه ((ابتسامة محبه يعلم الله))
أحبك الله .. وبارك فيك وجزاك خيرا
قد هوَّنت على نفسي، وأسأل الله أن يصلح أحوالنا وأن يجعلنا من عباده المحسنين.
أبيتُ إلا أن تكون مشاركة مفردة (ابتسامة)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[07 - Jul-2010, صباحاً 09:04]ـ
شكرا لك
إِنّي لَأَعلَمُ وَاللَبيبُ خَبيرُ" "أَنَّ الحَياةَ وَإِن حَرَصتَ غُرورُ
وَرَأَيتُ كُلًّا ما يُعَلِّلُ نَفسَهُ" "بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَناءِ يَصيرُ
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[08 - Jul-2010, مساء 05:02]ـ
ابوالعلاء
قد أصبحتْ، ونُعاتُها نُعّاتُها ==، وكذلك الدّنيا تَخيبُ سُعاتُها
كرّار ةٌ أحزانُهـ ــا، ضرّار ةٌ == سُكّانَهـ ـا، مَرّارَ ةٌ ساعاتُهـ ا
نامتْ دُعاةُ الدّولتينِ فضاعتا، == وهي المنيّةُ لا تَخيبُ دُعاتُها
ذَرْها، وتلك نصيحةٌ معروفةٌ ==، عَظُمتْ منافعُها وقلّ وُعاتُها
لا تتبعَنّ الغانياتِ مُماشياً ==، إنّ الغَواني جَمّةٌ تَبِعاتُها
وإذا اطّلعْنَ من المَناظر فالهُدى == أن لا تَراكَ، الدّهرَ، مُطّلِعاتُها
واحذَرْ مقالَ النّاسِ: إنّك بينها == سِرحانُ ضآنٍ حين غاب رعاتُها
ودَعِ القراءة إنْ ظنَنتَ جَهيرَها ==، ذكرَتْ به الحاجاتِ مستمعاتُها
فالصوتُ هدرُ الفحل تؤنسُ رِكزَه == أُلاّفُهُ، فتُجيبُ مُمتَنِعاتُه ـــا
أوْلى من البيض الأوانسِ، بالعُلا، == قُلُصٌ تجوبُ الليلَ مدّرعاتُها
جُمِعتْ جسومٌ من غرائزَ أربعٍ، == وتفرّقتْ من بعدُ مجتَمعاتُها
وهي النفوسُ، إذا تُمَيِّزُ بينها ==، فأعزُّها في العيشِ مُقتنِعاتُها
ومتى طرَدْتَ أمورَها بقياسِها، == فأحقُّهـ ـا بمَذلّـ ةٍ طَمِعاتُهـ ــــا
وكأنّ آمالَ الفتى وحتوفَه == فِئتانِ، تهزأُ منه مُصطَرِعاتُها
أوقاتُ عاجلةٍ كأنّ مُضيّها == ومْضُ البُروقِ، خواطفاً لمعاتُها
ويخالفُ الأيّامَ حُكمٌ واقِع == فيها، ومثلُ سُبوتها جُمُعاتُها
كم أُوقدَتْ لشُموعِها صُبْحِيّةٌ == في الليلِ ثُمَّ أُطفئَتْ شمَعاتُها
فمتى يُنبَّهُ من رُقادٍ، مُهلِكِ، == مَن قد أضرّ، بعينهِ، هَجعَاتُها
وترادفَتْ هذي الجّدوبُ، ولم تلُحْ == غَرّاءُ، تبغي الرّوضَ منتجِعاتُها
وكأنّ تسبيحاً هديلُ حمامةٍ، == في مجدِ ربكَ أُلّفتْ سَجَعَاتُها
من يغتبِطْ بمعيشةٍ، فأمامَه == نُوَبٌ، تُطيلُ، عناءَهُ، فجعاتها
وإذا رجَعتَ إلى النُّهى فذواهب == الأيامِ، غيرَ مؤمَّلٍ رجَعاتها
تَهوى السلامةَ والقبورُ مضاجِعٌ == سلَبت عن اليَقَظات مضطجِعاتها
دنياكَ مشبهةُ السّرابِ، فلا تَزُلْ == برزينِ حلمِكَ موشكاً خُدَعاتها
رَقشاءُ فيها ليلها ونهارها، == تلكَ الضّئيلةُ، شأنها لسعاتها
وتَرِثُّ أغراضُ الشبابِ وينطوي == إبّانُها، فتنيبُ مُرتدعاتهـ ـا
ويُنهنِهُ الرجلُ الحصيفُ بسنّه == أوطارَهُ، فتضيقُ مُتّسِعاتها
وتقارعت شوس الخطوب فكُشّفت، == عن مَهلَكِ الحيوانِ، مقترعاتها
تستعذبُ المهجاتُ وِرْدَ بَقائها، == فتَلذُّهُ، وتُغِصُّهـ ا جُرعاتها
وتَظَلُّ حباتُ القلوبِ زَرائعاً، == كالأرض، والصّهواتُ مُزدرعاتها
إن كان قد عتمَ الظّلامُ، فطالما == مَتَعَ النهارُ فماوَنَتْ مُتعاتُها
نُظمتْ قصائدُ من أذى، مَثلاتُها == أمثالُها، فاتتكَ منتزعاتُهـ ا
وتُعينُ أسبابَ الحياة وينتهي == أمدٌ لها، فتَخون منقطعاتها
فاخفِض حديثَك للمحدّثِ جاهداً، == فذميمةُ الأصواتِ مُرْتفعاتها
مُهجٌ تخافُ من الرّدى، ولعلّهُ، == إن جاء، تأمنُ صولةً هلِعاتُها
أوْ ما تفيقُ، من الغرام، بفاركِ == مشهورةٍ، مع غيرنا وقعاتها
نفسٌ تُرَقِّعُ أمرها، حتى إذا == أجَلٌ توَرّدَ، أُعجِزَتْ رُقعاتُها
وترى الصلاةَ، على الغويّ، ثقيلةً ==، مثلَ الهِضابِ تؤودُهُ ركعاتها
وتُضِلُّ أفعالُ الشّرور جناتَها، == وتفوزُ بالخيراتِ مصطنعاتُها
ومحاسنُ الدوَل، التي غُرّتْ بها، == حالتْ، فقبلَ حِسانها شِنعاتُها
والنارُ، إن قرّبتْ كفَّكَ، مرةً، == منها، ثنتْ عن قبضِها لذعاتُها
ولعلّ عكساً، في الليالي، كائنٌ ==، فتعودَ، في الشَّرَقاتِ، متّضِعاتُها
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Jul-2010, مساء 03:09]ـ
_
صَحِبتُ قوماً يُعَدُّ الشَرُّ عِندَهُمُ /// /// حزمًا تُشيرُ به الآراء والفِطَنُ!
عَمُوا عَنِ الرشدِ واعتادت نفوسُهُمُ /// /// فِعلَ القَبيح فظنُّوا أنَّهُ حَسَنُ!
وقد تَوَالَت على قصدي سِهامُهُمُ /// /// وَلي مِن الزُّهدِ في أوطانِهم جَنَنُ
رَضِيتُ عَيشي فلا حِرصٌ ولا طَمَعٌ /// /// وصُنْتُ عِرْضي فلا عارٌ ولا دَرَنُ
خيرُ المَشاربِ ما تَبقَى الحياةُ به /// /// في فِطرَةِ الخلقِ لا ماء ولا لَبَنُ
وأفضَلُ القوتِ ما جادَت لِطالِبِهِ /// /// يَدُ الثَّرى وقَراهُ العارِضُ الهَتنُ
خَفْ من جَليسِكَ واصمُتْ إِن بُليتَ بِهِ /// /// فالعَيُّ أفضَلُ مِمَّا يَجلِبُ اللَّسَنُ
وكَم تَضَمَّنَ قومٌ في جِدالِهِمُ /// /// أن يَفهَمُوكَ فما أوفوا بما ضَمِنُوا!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 02:44]ـ
النابغة الشيباني
وقُلْتُ وقد مَرَّتْ حُتوفٌ بأهلِها: ** ألا ليْس شيءٌ غير ربّي غابِرُ
هو الباطن الرب اللطيف مكانه ** وأول شيءٍ ربنا ثم آخر
كريمٌ حليمٌ لا يعقب حكمه ** كثير أيادي الخير للذنب غافر
يُنيمُ حصادَ الزَّرْعِ بعدَ ارْتفاعِهِ** فَتَفْنى قُرونٌ وَهْوَ للزَّرْعِ آبِرُ
ومن يعيَ بالأخبار عن من يرومُها ** فإنّي بما قد قُلتُ في الشعر خابِرُ
ألا أيها الإنسان هل أنت عاملٌ ** فإنك بعد الموت لابد ناشر
ألم تر أن الخير والشر فتنةٌ ** ذخائرُ مَجْزِيٌّ بهنَّ ذخائرُ
فإنْ عُسْرةٌ يوماً أضرّتْ بأَهْلِها ** أتت بعدها مما وعدنا المياسر
ونازلِ دارٍ لا يُريدُ فراقَها ** سَتُظْعِنُهُ عمّا يُريدُ الجَرائِرُ
ومن ينصف الأقوام ما فات قاضياً ** وكل امرئٍ لا ينصف الله جائر
يُعَذَّرُ ذو الدَّيْنِ الطلوبُ بِدَيْنهِ ** وليس لأمر يظلم الناس عاذر
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2010, صباحاً 09:10]ـ
_
/// المعرِّي:
رأوْكَ بالعَينِ فاسْتَغْوَتْهُمُ ظِنَنٌ_•••_ولم يَرَوْكَ بفِكْرٍ صادِقِ الخَبَرِ!
والنَّجْمُ تَسْتَصْغِرُ الأبصارُ صُورَتَه_•••_والذَّنْبُ للطَّرْفِ لا للنَّجمِ في الصِّغَرِ!
علُوْتُمُ فتواضَعْتُمْ على ثِقَةٍ_•••_لمَّا تَوَاضَعَ أقْوامٌ على غَرَرِ
والكِبْرُ والحمْدُ ضِدَّانِ اتَّفاقُهما_•••_مثْلُ اتِّفاقِ فَتَاءِ السِّنِّ والكِبَرِ
يُجْنَى تَزَايُدُ هذا من تَناقُضِ ذا_•••_واللَّيلُ إنْ طالَ غالَ اليومَ بالقِصَرِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Jul-2010, مساء 11:47]ـ
_
/// المعرِّي -والعهدةعليه! -:
حِجرٌ على الناسِ حِجرٌ لَيتَ أنَّهُمُ_•••_مثل الحجارةِ، لا ماتوا، ولا نَبِسُوا!
جاؤُوا بدعوى فلمَّا حُصِّلَتْ وُجِدَتْ_•••_مثل الهَبَاءِ، وقيل: الأمرُ مُلتَبِسُ!
والقومُ شُرٌّ فلا يسرُرْكَ إن بَسَطُوا_•••_لك الوُجُوهَ! ولا يُحزِنْكَ إن عَبَسُوا!
أمرٌ بَدا ثمَّ أخفى شأنَهُ قَدَرٌ_•••_كالنَّارِ ماتت فلم يُنشَر لها قَبَسُ
وخامِلٌ ما نَأَتْ عنه اباهَتُهُ_•••_كأنَّه الجَمْرُ غطَّى ضوءَهُ اليَبَسُ
__
ـ[عصام الحازمي]ــــــــ[16 - Jul-2010, صباحاً 06:40]ـ
وقالوا فلانٌ في الورى لكَ شاتمٌ /// وأنتَ له دون الخلائقِ تمدحُ
فقلتُ ذروهُ ما به وطباعه /// فكل إناء بالذي فيه ينضحُ
إذا الكلبُ لا يؤذيكَ عند نباحهِ /// فذرهُ إلى يوم القيامةِ ينبحُ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[19 - Jul-2010, مساء 04:34]ـ
/// المعرِّي -والعهدةعليه-:
أهْوَى الحياةَ وحَسْبي من مَعائِبِها /// /// أنِّي أعيشُ بتَمْويهٍ وتَدْليسِ
نُطالِبُ الدَّهرَ بالأحرارِ وهوَ لَنَا /// /// مُبينُ عُذرَينِ، إفلاسٍ وتفليسِ
فاكتُم حديثَكَ لا يشعُر بِه أحدٌ /// /// من رهطِ جبريلَ أو مِن رهطِ إبليسِ!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Jul-2010, مساء 11:13]ـ
/// المعرِّي .. أيضًا:
_
وأكثرُ الإنسِ مثلُ الذِّئبِ تصحَبُهُ /// /// إذا تَبَيَّنَ مِنكَ الضَّعفُ أطَمَعَهُ!
تَعَشَّ فَإِنْ واثَقتَني لا تَخونَني ••• نَكُن مِثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصطَحِبَانِ
وأَنتَ اِمرُؤٌ يا ذِئبُ والغَدرُ كُنتُما ••• أُخَيَّينِ كانا أُرضِعا بِلِبانِ
ولَو غَيرَنا نَبَّهتَ تَلتَمِسُ القِرَى ••• أتَاكَ بِسَهمٍ أَو شَباةَ سِنانِ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[23 - Jul-2010, صباحاً 09:23]ـ
-
خَفْ إذا أصبَحْتَ ترجو /// /// وارْجُ إن أصبَحْتَ خائفْ
رُبَّ مكروهٍ مُخَافٍ /// /// فيه للهِ لطائِفْ!
_
ـ[خطّاب]ــــــــ[23 - Jul-2010, مساء 03:31]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Jul-2010, مساء 01:24]ـ
_
وما بال قومٍ لِئامٍ ليس عندهُمُ /// /// عهدٌ، وليس لهم دِينٌ إذا ائتُمِنُوا
إنْ يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحًا /// /// منَّا، وما سمعوا من صالحٍ دفَنُوا
صُمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذُكرتُ به /// /// وإن ذُكِرتُ بسوءٍ عندهم أَذِنُوا
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[25 - Jul-2010, صباحاً 07:19]ـ
إذا ولد المولود منا فإنما
................... الأسنة والبيض الرقاق تمائمه
ألا مبلغ عني ابن عمي ألوكة
.................. بثثت بها بعض الذي أنا كاتمه
أيا جافيا ماكنت أخشى جفاءه
..................... وإن كثرت عذاله ولوائمه
كذلك حظي من زماني وأهله
................ يصارمني الخل الذي لا أصارمه
وإن كنت مشتاقا إليك فإنه
................... ليشتاق صب إلفه وهو ظالمه
أودك ودا لا الزمان يبيده
................. ولا النأي يفنيه ولا الهجر ثالمه
وأنت وفي لايذم وفاؤه
................ وأنت كريم ليس تحصى مكارمه
أقيم به أصل الفخار وفرعه
.................... وشد به ركن العلا ودعائمه
أخو السيف تعديه نداوة كفه
..................... فيحمر حداه ويخضر قائمه
أعندك لي عتبى فأحمل مامضى
.................. وأبني رواق الود إذ إنت هادمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة القادر]ــــــــ[26 - Jul-2010, مساء 08:37]ـ
إذا ولد المولود منا فإنما
................... الأسنة والبيض الرقاق تمائمه
ألا مبلغ عني ابن عمي ألوكة
.................. بثثت بها بعض الذي أنا كاتمه
أيا جافيا ماكنت أخشى جفاءه
..................... وإن كثرت عذاله ولوائمه
كذلك حظي من زماني وأهله
................ يصارمني الخل الذي لا أصارمه
وإن كنت مشتاقا إليك فإنه
................... ليشتاق صب إلفه وهو ظالمه
أودك ودا لا الزمان يبيده
................. ولا النأي يفنيه ولا الهجر ثالمه
وأنت وفي لايذم وفاؤه
................ وأنت كريم ليس تحصى مكارمه
أقيم به أصل الفخار وفرعه
.................... وشد به ركن العلا ودعائمه
أخو السيف تعديه نداوة كفه
..................... فيحمر حداه ويخضر قائمه
أعندك لي عتبى فأحمل مامضى
.................. وأبني رواق الود إذ إنت هادمه
تكرما .. من قائل الأبيات و لو تأتون بقصتها نشكر الله لكم
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[27 - Jul-2010, صباحاً 06:48]ـ
القائل ابو فراس الحمداني اظنه بدأها بهذا البيت ولاتحضرني قصتها
أما إنه ربع الصبا ومعالمه
................. فلا عذر إن لم ينفذ الدمع ساجمه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 03:30]ـ
_
أتانا أنَّ سَهلًا ذمَّ -جهلًا- /// /// عُلُومًا ليس يدريهنَّ سَهْلُ
عُلُومًا لَوْ دَرَاهَا مَا قَلَاهَا /// /// وَلَكِنَّ الرِّضَى بالجهلِ سَهْلُ!
_
ـ[البشير الإبراهيمي]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 09:10]ـ
سلام عليكم أحبتنا أما من أعذب الشعر في مدح خير البرية إليكم هذه المحاولة المتواضعة أرجو أن تنال إعجابكم:
اعتذار إلى المختار صلى الله عليه وسلم
أَسْرَفْتَ فِي البَيْنِ فَاعْتَاضَ الكَرَى سَهَرَا ** مِنْ بَعْدِ مَا كُنْتَ إِلْفًا يَمْلأُ النَّظَرَا
وَقَاسَمَتْنَا لَيَالِي الوُدِّ مَلْحَمَةً **أَخْنَى لَهَا الدَّهْرُ حَتَّى فَنَّدَ الخَبَرَا
قَدُ يُنْكِرُ الدَّهْرُ صَفْوَ العَيْشِ **مِنْ رَغَدٍ وَقَدْ يَكُونُ عَلَى التَّفْنِيدِ مُقْتَدِرَا
لَكِنَّ بَارِقَةَ الإِنْذَارِ مِنْ مُضَرٍ **أَغْنَتْ بَشَائِرُهَا عَنْ كُلِّ مَا ذُكِرَا
أَبْشِرْ بِمَنْ حَفِظَ التَّارِيخُ سِيرَتَهُ** بِأَحْرُفٍ تَدْحَضُ التَّمْثِيلَ وَالصُّوَرَا
وَارْكَنْ إِلَى سَاحَةِ المُخْتَارِ مُمْتَطِيًا** بِكْرَ القَوَافِي إِذَا مَا جِئْتَ مُعْتَذِرَا
طَرْفُ العُيُونِ كَلِيلٌ دُونَ رُؤْيَتِهِ **وَالقَلْبُ مُضْنًى إِلَى لُقْيَاهُ إِذْ حَسِرَا
أَكَادُ أَحْجُبُ نُورَ الصُّبْحِ إِذْ سَطَعَتْ ** فِي الغَيْبِ شَمْسُهُ أَوْ أَسْتَعْذِبَ السَّهَرَا
مَدْحًا لِذَاتِهِ فِي أَحْضَانِ قَافِيَةٍ **عَصْمَاءَ عَرَّفَهَا إِذْ تُنْكِرُ النُّكَرَا
فَلَيْسَ لِلشِّعْرِ مِنْ فَضْلٍ عَلَى بَشَرٍ** أَتَى الحَيَاةَ فَعَمَّ الفَضْلُ وَانْتَشَرَا
كَمْ أَثْقَلَتْ كَاهِلَ الأَقْوَامِ دَعْوَتُهُ** وَفَجَّرَتْ خَامِدَ البُرْكَانِ فَانْفَجَرَا
حِمْلُ الرِّسَالَةِ نَاءَتْ أَنْ تَحَمَّلُهُ** دُنْيَا المُلُوكِ بِعَزْمٍ يَفْلِقُ الحَجَرَا
وَالدِّينُ تَحْمِلُهُ فِي بَطْنِهَا حِقَبًا ** حَتَّى أَهَلَّتْ بِهِ فِي وَسْطِ غَارِ حِرَا
وَحَمَّلَتْهُ زِمَامَ الدِّينِ حِينَ رَأَتْ** أَنَّ العَظِيمَ عَلَى فِعْلِ العَظِيمِ يُرَى
فَأُخْرِجَتْ لِلدُّنَا مِنْ صُلْبِهِ أُمَمٌ ** اسْتَوْحَشَ الكُفْرُ مِنْ إِسْلامِهَا البَشَرَا
كَأَنَّمَا الدِّينُ بِالمُخْتَارِ فِي جَسَدٍ** لِنَفْسِهِ شَقَّ مِنْهُ السَّمْعَ وَالبَصَرَا
وَاسْتَوْقَفَتْ عُلَمَاءَ الغَرْبِ دَعْوَتُهُ ** لِعِلْمِ مَا بُلِّغُوا تَسْتَنْطِقُ السُّوَرَا
أَهْدَى لَنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَاتِحَةً** وَالكَهْفَ وَالنُّورَ وَالإِخْلاصَ وَالبَقَرَا
إِنْ عُدَّ فِي البِرِّ قَوْمٌ حِينَ نَذْكُرُهُمْ ** لَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بِالبِرِّ قَدْ ظَفِرَا
تَغْدُو السَّمَاحَةُ حُبْلَى بَعْدَ مَوْلِدِهِ** وَقَبْلُ أَثْكَلَهَا بِالثَّأْرِ مَنْ وُتِرَا
أَيَّانَ يَمَّمَ هَذَا الغَيْثَ رَاحَتُهُ ** اسْتَمْطَرَ النَّاسُ رَبَّ الغَيْثِ فَامْتَطَرَا
مَا سَاوَمَتْهُ جَمِيعُ الرُّسْلِ مَرْتَبَةً** مِثْلَ الشَّفَاعَةِ بَعْدَ البَيْعِ حِينَ شَرَا
هَذِي مَنَاقِبُهُ كَالشَّمْسِ سَاطِعَةً** فَلَيْسَ يُنْكِرُهَا الأَعْمَى إِذَا نَظَرَا
يَا رَبِّ هَبْ لِي نَصِيبًا مِنْ شَفَاعَتِهِ ** فَالذَّنْبُ أَثْقَلَنِي بَلْ طَوَّقَ العُمُرَا
تحيتي
ـ[أمة القادر]ــــــــ[27 - Jul-2010, مساء 11:59]ـ
القائل ابو فراس الحمداني اظنه بدأها بهذا البيت ولاتحضرني قصتها
أما إنه ربع الصبا ومعالمه
................. فلا عذر إن لم ينفذ الدمع ساجمه
شكر الله لكم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Jul-2010, صباحاً 11:31]ـ
_
/// ابن نباتة المصري:
لا تخش مِن غمٍّ كغَيْمٍ عارضٍ /// /// فلَسَوفَ يُسْفِر عن إضاءةِ بَدْرِهِ
ولقد تمرُّ الحادثات على الفتى /// /// وتزولُ حتى ما تمرُّ بفِكْرِهِ!
هوِّن عليك فرُبَّ خَطْبٍ هائلٍ /// /// دُفِعت قواهُ بدافعٍ لم تَدْرِهِ
ولرُبَّ ليلٍ في الهُمومِ كدُمَّلٍ /// /// صابرتَه حتَّى ظَفِرْتَ بفَجْرِهِ!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 10:26]ـ
/// ابن الرُّومي:
لا تَلْحَ مَنْ يبكي شبيبته /// /// إلَّا إذا لم يَبْكِها بِدَمِ
عيْبُ الشَّبيبة غَولُ سَكْرتِها /// /// مقدار ما فيها من النِّعَمِ
لسنا نراها حقَّ رُؤْيَتِها /// /// إلَّا زمانَ الشَّيبِ والهَرَمِ!
كالشَّمسِ لا تبدو فَضِيلَتُها /// /// حتى تغَشَّى الأرضُ بالظُّلَمِ
ولرُبَّ شيءٍ لا يُبَيِّنُهُ /// /// وجدانُهُ إلَّا مع العَدَمِ!
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 10:59]ـ
_
[ indent]/// ابن نباتة المصري:
ولرُبَّ ليلٍ في الهُمومِ كدُمَّلٍ /// /// صابرتَه حتَّى ظَفِرْتَ بفَجْرِهِ! [/ color][/size][/font][/color]
_[/center]
وفي البيت تورية ...
لكن لماذا يا شيخ أغفلتَ قوله:
إنْ تُمْسِ عن عبّاسِ حالِكَ راويًا --- فكأنّني بك راويًا عن بِشْرِهِ
؟؟
أستثقالاً لمعناه؟ أم استقلالاً لقيمته؟
أم خانك الحبر فاقتصدت بحذفه؟
أم أشاحك عنه شيء من نحوه أو صرفه؟
أم أويتَ إلى واحة الشعر ابتغاء ظل المتعَبين، فأزعجك أن لاحقتك إليها لغة المحدّثين؟
و ... لا ابتسامات بيننا ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 11:41]ـ
ما هذه الخطبة المجلجلة؟ (ابتسامات بالقوة وإن أبيتَها)
الجواب: بل خانني معناه، ولم احتج إليه فيما طلبته من أبياته فاستقللت منه .. وبس (ما أخفها على القلب) (:
وقد أحذف وأختصر -وفعلتُ أحيانًا- في غيره لبعض الأسباب التي ذكرتَها، ولأجل الاقتباس .. (ابتسامة مرة ثالثة)
ـ[الواحدي]ــــــــ[29 - Jul-2010, مساء 11:55]ـ
ولا أوْفى للشعر المرفرف مِن معنى خائن ...
ولا أقوى على دفع ثالوث ابتسامات من أخ متوحّد سوى مجرّة ابتساماتٍ مسافةَ وُدّ ...
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 12:03]ـ
وبالمناسبة .. فأعمد كثيرًا إلى حذف أبيات تقيّد تلك القصيدة أوتخصصها، إلاَّ ما لا بد منه، وهو ما قصدته بالاقتباس فيما أطلبه من شعر الشعراء
ـ[الواحدي]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 12:10]ـ
...
ولهذا كان عنوان الموضوع: "عيون الشعر"!
حفظك الله من العين، ومتّعك بالسمع والبصر، وأدامك قرّة عين لقرائك ومحبّيك.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2010, صباحاً 12:12]ـ
آمين .. سمع الله منك وأثابك مثله، وسلَّم لنا ديننا وثبَّتنا على هدي نبيِّه وختم لنا في خير حال ومآل
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Jul-2010, مساء 10:58]ـ
_
/// المعرِّي .. أيضًا:
وقد عدِمَ التَيَقُّنُ في زمانٍ ///////// حصَلْنا مِن حِجاهُ على التَظَنِّي
زمانٌ لا يَنالُ بَنوهُ خيرًا ///////// إذا لم يَلحَظوهُ مِنَ التَمَنِّي!
عرفتُ صُروفَهُ فَأَزَمْتُ منها ///////// على سِنِّ ابنِ تجربةٍ مُسِنِّ!
وأفقرني إلى مَن ليس مِثْلي ///////// كما افتَقَرَ السِّنانُ إلى المِسَنِّ!
أراكَ إذا انفَرَدْتَ كُفِيْتَ شرًّا ///////// مِن الخِلِّ المُعاشِرِ والمِعَنِّ
نَهَيتُكَ عن خِلاطِ الناسِ فاحذَرْ ///////// أقاربَك الأداني واحذَرَنِّي
سَنا العيشِ: الخُمولُ، فلا تقولوا: ///////// دَفينُ الصِّيتِ كالمَيْتِ المُجَنِّ
وتُؤثِرُ حالةَ الزِمِّيتِ نفسي ///////// وأكرهُ شيمةَ الرَّجُلِ المِفَنِّ
يُصافِحُ راحةً باليأسِ قلبي ///////// ولَدنُ الشَّرْخِ حُوِّلَ من لَدُنِّي
جَليسي ما هَويتُ لَكَ اقتِرابًا ///////// وصُنتُكَ عن مُعاشَرَتي فَصُنِّي!!
_
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 06:21]ـ
وقف عبدالرحمن الداخل في بدايات الحقبة الأندلسية ينظر الى نخلة نبتت بأرض الغرب في مدينة الرصافة بعيداً عن تلك البلاد ذات النخيل حيث أتى ليؤسس دولة الأمويين في الأندلس بعد زوالها في المشرق، فإذا بالنخلة تشرع له باب الذكريات على مصراعيه وتنقله الى تلك الديار التي أقصي عنها ,وإذا بكل ذلك يفيض شعراً عذباً.
تبدّتْ لنا وَسْطَ الرصافةِ نخلةٌ ... تناءتْ بأرضِ الغربِ عن بلدِ النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغربِ والنوى ... وطولِ التنائي عن بَنيّ وعن أهلي
نشأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غريبةٌ ... فمثلُك في الإقصاءِ والمنتأى مثلي
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[31 - Jul-2010, صباحاً 11:58]ـ
_
/// النابغة الذبياني:
واليَأسُ مِمَّا فاتَ يُعقِبُ راحَةً ///////// ولرُبَّ مَطعَمَةٍ تَعودُ ذُباحا!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[01 - Aug-2010, مساء 02:14]ـ
_
ألم تر مفتاحَ الفؤادِ لسانه /// /// /// إذا هو أبدى ما يقول من الفَمِ
وكائن ترى من صامتٍ لك معجب /// /// /// زيادتُه أونقصُه في التكلُّمِ
لسانُ الفَتى نِصفٌ ونِصفٌ فؤادُه /// /// /// فلم يبْقَ إلَّا صورة اللَّحم والدَّمِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - Aug-2010, مساء 10:09]ـ
_
/// أبوالعتاهية:
ولقد مَرَرتُ على القُبورِ فما /// /// مَيَّزتُ بين العبدِ والمَولى!
ما زالَتِ الدُنيا مُنَغَّصَةً /// /// لم يَخلُ صاحِبُها مِن البَلوى
دارُ الفَجائِعِ والهُمومِ ودا /// /// رُ البَثِّ والأحزانِ والشَّكوى
بَينا الفتى فيها بمنزِلةٍ /// /// إذ صار تحت تُرابِها مُلْقى
تَقفو مَساويها مَحاسِنَها /// /// لا شيء بين النَّعي والبُشرى
ولَقَلَّ يومٌ ذَرَّ شارِقُهُ /// /// إلَّا سمعتَ بِهالِكٍ يُنْعى
لا تعتبنَّ على الزَّمانِ فَما /// /// عند الزَّمانِ لِعاتِبٍ عُتْبى
ولَئِن عَتَبتَ عَلى الزَمانِ لِما /// /// يأتي بهِ فَلَقَلَّ ما تَرضى
المَرءُ يوقِنُ بالقضاءِ وما /// /// يَنفَكُّ أن يُعنى بِما يُكفى!
للمَرءِ رِزقٌ لا يموتُ وإنْ /// /// جَهَدَ الخَلائِقُ دون أن يفنى
يا بانيَ الدارِ المُعِدِّ لها /// /// ماذا عَمِلتَ لِدارك الأُخرى؟
ومُمَهِّدَ الفُرشِ الوَثيرةِ لا /// /// تُغفِل فِراشَ الرَّقدةِ الكُبرى!
لو قد دُعيتَ لَما أجَبتَ لِما /// /// تُدعى لهُ فانظُر لِما تُدعى
أتُرَاكَ تحصي مَن رأيتَ مِنَ الْـ /// /// ـأَحياءِ ثمَّ رأيتَهُم مَوتى
فلتَلحَقَنَّ بِعَرصَةِ الموتى /// /// ولَتَنزِلَنَّ مَحَلَّةَ الهَلكى
لا تَغتَرِر بِالحادِثاتِ فما /// /// لِلحادِثاتِ على امرِئٍ بُقيا
ولَئِن رضيتَ على الزمانِ فقد /// /// أرضى وأغْضَبَ قَبلَكَ النَّوكى
ولَقَلَّ مَن تَصفو خَلائِقُهُ /// /// ولَقَلَّ مَن يَصفو له المَحيا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Aug-2010, مساء 10:24]ـ
_
/// متمِّم بن نويرة:
لقد لامني عند القُبورِ على البُكَا /// /// رفيقي لِتذرافِ الدُّموعِ السَّوافكِ!
أمِن أجلِ قبرٍ بالمَلَا أنت نائِحٌ /// /// على كلِّ قبرٍ أوعلى كلّ هالكِ؟!
فقال: أتبكي كلّ قبرٍ رأيتَه /// /// لقبرٍ ثوى بين اللّوى فالدَّكادكِ؟!
فقلتُ له: إنَّ الشّجا يبعثُ الشّجا /// /// فدَعْني فهذا كلُّه قبر مالكِ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Aug-2010, مساء 11:28]ـ
/// ابن قيِّم الجوزيَّة رحمه الله:
يا بائعًا نفسَه بيع الهوانِ لو اسْـ ... ـتَرجَعْتَ ذا البيع قبل الفَوتِ لم تَخِبِ
وبائعًا طيبَ عيشٍ ما له خَطَر ... بطيف عيشٍ من الآلامِ منتَهَبِ
غُبِنْت والله غَبْنًا فاحِشًا ولَدَى ... يوم التَّغابُن تلْقَى غاية الحَرَبِ
وواردًا صَفْو عيشٍ كُلّه كَدَرٌ ... أمامك الوِرْد حقًّا ليس بالكَذِبِ
وحاطب اللّيل في الظّلماء منتَصِبًا ... لكلِّ داهيةٍ تُدْنِي مِن العَطَبِ
ترجوا الشِّفاء بأحداقٍ بها مَرَض ... فهل سمعت بِبُرءٍ جاء من عَطَب؟!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Aug-2010, مساء 12:18]ـ
_
/// ابن الرُّومي:
وكلّ عبدٍ أراد الله عصمَتَهُ /// /// لم يُخْلِه اللهُ من وعظٍ وإذكارِ
والله يأسرُ قومًا ثم يُطلقهم /// /// والدّهر ينسخُ أطوارًا بأطوارِ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 10:19]ـ
/// البارودي .. «من عمق التاريخ»:
تغيَّرَ النَّاسُ عمَّا كنتُ أسمعُهُ /// /// واسْتَحْكمَ الغَدْرُ في السَّاداتِ والحَشَمِ
وظلَّ أعدلُ من تلْقَاهُ من رجلٍ /// /// أعْدَى على الخلقِ من ذئبٍ على غَنَمِ
سُودُ الخلائقِ دَلَّاجُون ماطُبِعُوا /// /// على المحارمِ هَدَّاجُونَ في الظُّلَمِ
لا يُحْسنون التَّقَاضي في الحُقُوقِ ولا /// /// يُوفون بالعَهْدِ إلَّا خِيفَةَ النِّقَمِ
صُفْرُ الوُجوهِ مِن الأحقادِ تحسبُهُمْ /// /// وهُم أصحَّاءُ في دِرْعٍ مِن السَّقَمِ
فلا ذَمَامةَ في قولٍ ولا عملٍ /// /// ولا أمانة في عَهْدٍ ولا قَسَمِ
بَلَوْتُ مِنهم خِلالًا لو وَسَمْتَ بها /// /// وجهَ الغزالة لم تُشْرِق على عَلَمِ
لم أدْرِ هل نَبَغَتْ في الأرضِ نابغةٌ /// /// أم هذه شيمة الدُّنيا مِن القِدَمِ؟
لا يُدْرِكُ المجْدَ إلَّا مَن إذا نَهَضَتْ /// /// به الحميَّةُ لم يقعد على رَغَمِ
لو لم يَكُنْ في المساعِي ما يَبِينُ به /// /// فَضْلُ الرِّجالِ تَسَاوى النَّاسُ في القِيَمِ!
_
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[09 - Aug-2010, مساء 11:31]ـ
لم أدْرِ هل نَبَغَتْ في الأرضِ نابغةٌ /// /// أم هذه شيمة الدُّنيا مِن القِدَمِ؟ _
بل من القدمِ!
قال الشاعر:
إلى اللهِ أشكُو الأمرَ في الخلقِ كلهُ ** وليسَ إلى المخلوقِ شيءُ من الأمرِ
إذا أنا لم أصبر على الدهرِ كلما ** تكرّهت منهُ طال عتبي على الدهرِ
و وسّع صدري للأذى كثرةُ الأذى ** وإن كان أحياناً يضيقُ به صدري
وصيّرني يأسي من الناسِ واثقاً ** بحُسن صنيعِ اللهِ من حيثُ لا أدري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 01:38]ـ
_
ليال الشَّهر مرَّت كالخيال /// /// كذا الإنسان دأبًا في ارتحالِ
فمن شهرٍ إلى شهرٍ لقبرٍ /// /// إلى دار القرار بلا انتقالِ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[12 - Sep-2010, مساء 02:01]ـ
ابراهيم بن أدهم
اطرقت باب الرجا والناس قد رقدوا == وقمت ادعو الى مولاي ما اجد
وقلت يا أملي في كل نائبة == يا من عليك لكشف الضر اعتمد
يا مالك الملك يا من لا شريك له == يا حي يا قيوم يا فرد يا صمد
أشكو اليك امورا انت تعلمها == ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مفتقرا == اليك يا خير من مدت اليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة == فبحر جودك يروي كل من يرد
ولا تكلنا على تدبير انفسنا == والنفس تعجز عن اصلاح ما فسد
والحمد لله حمدا دائما ابدا == فهو المهيمن لم يولد ولم يلد
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[15 - Sep-2010, صباحاً 12:17]ـ
_
هو الموت ما منه ملاذٌ ومهربُ /// /// متى حُطَّ ذا عن نَعشهِ ذاك يركبُ
نشاهدُ ذا عين اليقين حقيقةً /// /// عليه مضى طفلٌ وكهلٌ وأشيَبُ
ولكن علا الرانُ القُلوبَ كأنَّنا /// /// بما قد علمناهُ يقيناً نُكذِّبُ
نُؤَمِّلُ آمالًا ونرجو نتاجها /// /// وعلَّ الرَّدى ممَّا نرجِّيهِ أقربُ
ونبني القصورَ المُشمخِرَّاتِ في الهَوا /// /// وفي علمنا أنَّا نموتُ وتخربُ
وأوَّلُ ما تبدو ندامةُ مُسرِفٍ /// /// إذا اشتدَّ فيه الكربُ والروحُ تُجذَبُ
ويُشفِقُ من وضعِ الكتابِ ويمتني /// /// لو ان رُدَّ للدُّنيا وهيهات مَطلَبُ
إلى الله نشكو قسوةً في قُلوبِنا /// /// وفي كُلِّ يومٍ واعظُ الموتِ يَندُبُ
وللهِ كم غادٍ حبيبٍ ورائحٍ /// /// نُشيِّعهُ للقبرِ والدمعُ يُسكَبُ
أخٍ أو حميمٍ أو تقيٍّ مهذَّبٍ /// /// يواصلُ في نُصحِ العبادِ ويدأبُ
وما الحالُ إلَّا مثل ما قال من مضى /// /// وبالجُملةِ الأمثالُ للناسِ تُضرَبُ:
لكُلِّ اجتماعٍ من خليلين فُرقةٌ /// /// ولو بينهم قد طاب عيشٌ ومَشرَبُ
فما نحنُ في دار المُنى غير أنَّنا /// /// شُغِفْنا بدُنيا تضمَحِلُّ وتذهبُ
فحُثُّوا مطايا الارتحالِ وشمِّروا /// /// إلى الله والدَّارِ التي ليس تخرَبُ
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Sep-2010, صباحاً 02:17]ـ
/// البُحتري:
خفِّض عليك مِن الهُمُومِ فإنَّما /// /// /// يَحظى براحةِ دهرهِ مَن خَفَّضا
وارفُض دنِيَّاتِ المطامع إنَّها /// /// /// شينٌ يَعُرُّ وحقُّها أن تُرفَضا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[17 - Sep-2010, صباحاً 04:19]ـ
_
إليك وجَّهتُ يا مولاي آمالي /// /// فاسمعْ دعائي، وارحمْ ضعفَ أحوالي
أرجوك مولاي لا نفسي ولا ولدي /// /// ولا صديقي ولا أهلي ولا مالي
فلا تكِلْني إلى من ليس يكلؤُني /// /// وكُنْ كفيلي فأنت الكافلُ الكالي
ولْتَسقني كأس حُبٍّ من ودادك يا /// /// مولاي فهو شرابٌ سَلْسلٌ حالي
فلا وحقِّك ما للقلب من شغفٍ /// /// إلَّا بحبِّك فاشرحْ لي به بالي
وفيه سلوانُ قلبي عن علائقه /// /// وسلسبيلي وسلوائي وسلسالي
أنا الفقيرُ إلى مولاي يرحمني /// /// إذا تقضَّى بهول ِالموت إمهالي
أنا الفقيرُ إلى مولاي يرحمني /// /// في بطن لحدٍ وحيشٍ مظلمٍ خالي
هناك لحمي لِدُودالقبر فاكهةٌ /// /// والعظمُ مني رميمٌ في الثَّرى بالي
أنا الفقيرُ إلى مولاي يرحمني /// /// يوم القيامة منعنفٍ وأهوالِ
أنا الفقيرُ إلى مولاي يحشرني /// /// في زمرة المصطفى المختار والآلِ
__
ـ[ابن كثير]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 07:24]ـ
جزاكم الله خيرا علي الموضوع الأكثر من رائع ... يوميا أتصفحه
ـ[ابن كثير]ــــــــ[17 - Sep-2010, مساء 07:27]ـ
بعث سليمان المهلبي إلى الخيل بن أحمد بمائة ألف درهم، وسأله في صحبته فرد عليه المائة ألف وكتب إليه بأبيات:
أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ ///وَفي غِنى غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ
سَخِيٌّ بِنَفسي أَنّي لا أَرى أَحَداً ///يَموتُ هُزلاً وَلا يَبقى عَلى حالِ
فَالرِزقُ عَن قَدرٍ لا العَجزِ يُنقِصُهُ ///وَلا يَزيدَكَ فيهِ حَولَ مُحتالِ
وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ تَعرِفُهُ/// وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[20 - Sep-2010, مساء 12:30]ـ
/// بارك الله فيك.
/// محمود البارودي:
تاللهِ ما غَدْرَةُ الخُلَّانِ مِن أرَبِي /// /// ولا التَّلَوُّنُ في الأخلاقِ من شِيَمِي
فكيف أنكِرُ وُدًّا قد أخَذْتُ بِهِ /// /// على الوَفَاءِ عُهُودًا بَرَّةَ الْقَسَمِ
إنْ لم يَكُنْ لِلفتى عَقْلٌ يَصُون به /// /// عَلائِقَ الوُدِّ ضاعتْ ذِمَّةُ الحُرَمِ
وأين مَن تملكُ الأحرارَ شِيمَتُهُ /// /// والغَدْرُ في النَّاسِ داءٌ غير مُنْحَسِمِ
فانفُضْ يَدَيْكَ من الدُّنيا فَلَسْتَ تَرَى /// /// خِلًّا وَفِيًّا وعَهْدًا غير مُنْصَرِمِ
هيهَات لم يَبْقَ في الدُّنْيَا أخُو ثِقَةٍ /// /// يَرْعَى المودَّةَ أو يُلْقِي يَدَ السَّلَمِ
فلا يَغُرَّنْكَ مِن وَجْهٍ بَشَاشَتُهُ /// /// فالنَّارُ كامِنَةٌ في ناخِرِ السَّلَمِ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 09:04]ـ
_
مَن جرَّب الدَّهر يدري أنَّ حالَتَهُ /// /// في العُسر واليُسر شيءٌ سوف ينقلبُ
فما يُغيِّر أحوال الورى عجبٌ /// /// بل التعجُّب مِن هذا هو العَجَبُ
_
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[21 - Sep-2010, مساء 11:28]ـ
السلام عليكم شيخنا الجليل كأن بينك وبين الغزل عمل صرف وأنت سيد هذه التذوق واختياراتك فيه خارج نطاق البحث المعتاد فليتك تتحفنا بأبيات غزليه بارك الله وزد حتى يزول عنا العجب
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Sep-2010, صباحاً 01:41]ـ
/// بارك الله فيك على إحسان الظن بأخيك، ولكن للأسف .. تأبى يدي كتابة شيءٍ من الغزل ههنا. (ابتسامة)
/// ولا شك أن من عيون الشعر ما يكون غزلا، لكن ذكرت لكم عذري ولحاجة تمنعني من ذلك.
__________________________
أرِحْ مطايا الأماني واترك الطَّلَبا /// /// /// لم يَبْقَ في العُمْر شيءٌ يوجب التَّعَبا!
قد أطلعتْني على الأشياء تجربةٌ /// /// /// ما غادرت لي في شيء إذا أربا
ما زال يمنعني ما رُمتهُ أدبي /// /// /// حتى طفقت لعمري أكرهُ الأدَبا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[24 - Sep-2010, مساء 01:59]ـ
_
/// البارودي:
فيَا قلبُ صبرًا إنْ جَزِعْتَ فرُبَّما_•••_جَرَتْ سُنحًا طيرُ الحوادثِ باليُمْنِ
فقد تُورِقُ الأغصانُ بعد ذُبُولها_•••_ويبدو ضياءُ البدر في ظُلْمة الوَهْنِ
وأيُّ حُسامٍ لم تصبهُ كَهَامَةٌ_•••_ولَهْذَمُ رمحٍ لا يُفَلُّ مِن الطَّعنِ؟!
ومَن شاغبَ الأيَّام لانَ مريرهُ_•••_وأسْلَمَهُ طولُ المِراسِ إلى الوَهْنِ
وما المرءُ في دنياهُ إلَّا كسالكٍ_•••_مناهِجَ لا تخلو مِن السَّهلِ والحَزْنِ
فإن تكن الدُّنيا تولَّتْ بخيرها_•••_فأهْوِنْ بدُنيا لا تدومُ على فَنِّ
تحمَّلتُ خوف المنِّ كلَّ رزيئةٍ_•••_وحملُ رزايا الدَّهر أحلى مِن المنِّ
وصَعْبٌ على ذي اللُّبِّ رِئْمَانُ ذِلَّةٍ_•••_يَظَلُّ بِهَا فِي قَوْمِهِ واهِيَ المتْنِ
إذا المرءُ لم يَرْمِ الهَنَاةَ بمثلها_•••_تخطَّى إليه الخوفُ مِن جانب الأمنِ
وما قلتُ إلَّا بعد علمٍ أجَدَّ لي_•••_يقينًا نَفى عنِّي مراجعة الظَّنِّ
فقد ذُقتُ طَعْم الدَّهر حتى لَفَظْتُهُ_•••_وعاشرتُ حتى قلتُ لابن أبي: دَعْني
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[27 - Sep-2010, مساء 11:41]ـ
_
/// هذه من روائع أبي فراس الحمداني .. «أهديها لأخينا الغامدي، وذلك عوض الغزَل الذي طلبه ولا أقدر عليه! ابتسامة»:
أمَا لجميلٍ عِندَكُنَّ ثوابُ /// /// /// ولا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ
لقد ضلَّ مَن تحوي هواهُ خَريدةٌ /// /// /// وقد ذلَّ مَن تقضي عليه كَعابُ
ولكنَّني والحمد لِلهِ حازِمٌ /// /// /// أعزُّ إذا ذلَّت لهنَّ رقابُ
ولا تملكُ الحسناءُ قلبي كلَّهُ /// /// /// وإن شملتها رِقَّةٌ وشَبابُ
وأجري فلا أُعطِي الهَوَى فضلَ مِقوَدي /// /// /// وأهفو ولا يَخفَى عليَّ صوابُ
إذا الخلُّ لم يهجرك إلَّا مَلالةً /// /// /// فليس له إلَّا الفِراق عِتابُ
إذا لم أجد مِن خُلَّةٍ ما أريدهُ /// /// /// فعندي لأُخرى عَزمَةٌ ورِكابُ
وليس فِراقٌ ما استطعتُ فإن يكن /// /// /// فِراقٌ على حالٍ فليس إيابُ!
صبورٌ ولو لم تبقَ مني بقيَّةٌ /// /// /// قؤولٌ ولو أنَّ السُيوف جوابُ!
وقورٌ وأحداثُ الزَّمانِ تنوشُني /// /// /// ولِلموتِ حولي جيئةٌ وذهابُ
وألحظُ أحوال الزمان بمُقلةٍ /// /// /// بها الصدقُ صدقٌ والكِذابُ كِذابُ
بِمَن يثقُ الإنسان فيما يَنوبُهُ /// /// /// ومِن أين لِلحُرِّ الكريم صِحابُ؟!
وقد صار هذا الناسُ إلَّا أقلَّهم /// /// /// ذِئابًا على أجسادهنَّ ثيابُ!!
تَغَابَيتُ عن قَومي فظنُّوا غَبَاوَتي /// /// /// بِمَفرِقِ أغبانا حصىً وترابُ!
ولو عرفوني حقَّ معرفتي بهم /// /// /// إذًا علِمُوا أنِّي شَهِدتُ وغابوا!
وما كلُّ فَعَّالٍ يُجازى بفعلِهِ /// /// /// ولا كلُّ قَوَّالٍ لَدَيَّ يُجابُ!
ورُبَّ كلامٍ مَرَّ فوق مَسامِعي /// /// /// كما طَنَّ في لوحِ الهجيرِ ذُبابُ!
إلى اللهِ أشكو أنَّنا بمنازلٍ /// /// /// تَحَكَّمُ في آسادِهِنَّ كِلابُ!!
تمرُّ اللَّيالي ليس للنَّفعِ موضعٌ /// /// /// لَدَيَّ ولا للمُعتَفينَ جَنابُ
ولا شُدَّ لي سَرجٌ على ظَهرِ سابِحٍ /// /// /// ولا ضُرِبَت لي بالعراءِ قِبابُ
ولا بَرَقَت لي في اللقاء قواطعٌ /// /// /// ولا لَمَعَت لي في الحُرُوب حِرابُ
أنا الجارُ لازادي بَطيءٌ عليهمُ /// /// /// ولا دون مالي للحوادثِ بابُ
ولا أطلبُ العوراءَ منهم أُصِيبُها /// /// /// ولا عورتي للَّطالبين تُصَابُ
وأسطو وحُبِّي ثابِتٌ في صُدورهم /// /// /// وأحلمُ عن جُهَّالِهم وأُهابُ
فإن لم يكن ودٌّ قديمٌ نَعُدُّهُ /// /// /// ولا نَسَبٌ بين الرجال قُرابُ
فأحوطُ للإسلامِ أن لا يُضيعَني /// /// /// ولي عنك فيه حَوطَةٌ ومنابُ
ولكنَّني راضٍ على كلِّ حالةٍ /// /// /// ليُعلَم أيُّ الحالَتَينِ سرابُ!
وما زلتُ أرضى بِالقليلِ محبَّةً /// /// /// لديكَ وما دون الكثيرِ حِجابُ
وأطلُبُ إبقاءً على الوُدِّ أرضَهُ /// /// /// وذِكري مُنىً في غيرها وطِلابُ
كذاك الودادُ المَحْضُ لايُرتَجى له /// /// /// ثوابٌ ولا يُخشى عليه عِقابُ
وقد كنتُ أخشى الهجرَ والشَّملُ جامِعٌ /// /// /// وفي كلِّ يومٍ لَفتةٌ وخِطابُ
أمِن بعد بذلِ النَّفسِ فيما تُريدُهُ /// /// /// أُثابُ بِمُرِّ العَتبِ حين أُثابُ؟!
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الغامدي]ــــــــ[28 - Sep-2010, صباحاً 11:37]ـ
جزاك الله خير ماشاء الله هكذا الشعر وهذا القصيد له في هامة الحكمة مضارب ورايات .. شكر الله لك ياشيخنا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[28 - Sep-2010, مساء 11:46]ـ
ـ
/// وإيَّاك، وشكر الله لك.
/// قابلت صبيحة اليوم شيخًا فاضلًا عابدًا، فتعانقنا وتحادثنا، فلاطفته سائلًا: كيف الشَّباب؟
/// فأنشدني ضاحكًا:
أَوْدى الشَّبابُ الذي مجدٌ عواقبُهُ /// /// فيه نلذُّ ولا لذَّات للشيبِ!
/// قلت: هي من قصيدة سلامة بن جندل:
أَوْدى الشَّبابُ حميدًا ذو التَّعاجيبِ /// /// أَوْدى وذلك شَأوٌ غير مطلوبِ
ولَّى حثيثًا وهذا الشَّيبُ يطلبُهُ /// /// لو كان يُدرِكُهُ ركضُ اليَعاقيبِ
أَوْدى الشَّبابُ الذي مجدٌ عواقبُهُ /// /// فيه نلذُّ ولا لذَّات للشيبِ!
وللِشَّباب إذا دامَت بَشاشتُه /// /// وُدُّ القلوب مِن البِيْضِ الرَّعابيبِ
ـ
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[30 - Sep-2010, مساء 12:00]ـ
_
ولقد حَلَبتُ الدَّهرَ أشطُرَ نابِهِ * * * وعرفتُ ما يُبدي وما يَتَغَيَّبُ
فإذا مودَّةُ كُلِّ مَن أصفَيتُهُ * * * وُدِّي لدى الحاجات بَرْقٌ خُلَّبُ
لا تَركنَنَّ إلى العدوِّ ولا تُطِعْ * * * آراء مَن في حَبلِ غيرِكَ يَحطِبُ
واعْصِ الذَّليلَ إذا أشار ولا تَثِق * * * في الكائناتِ بكلِّ مَن تَستَصحِبُ
واعْلَمْ بأنَّ الناس قد جرَّبْتهُم * * * فإذا صحيح الوُدِّ منهم عقربُ
تَرِدُ الكلاب الواسِعِيَّةُ حوضكم * * * وأُذادُ عنه كما يُذادُ الأجربُ
وتُجِلُّني أُسْدُ الشَّرى في أرضها * * * وبأرضكُم يسطو عليَّ الثَّعلَبُ!
وبقوسكُم في كلِّ يومٍ أرْتَمي * * * وبسيفكُم في كلِّ يومٍ أُضْرَبُ
وأقولُ ما قال ابنُ مُرَّةَ مُعْلِنًا: * * * لا أُمَّ لي إنْ دام ذاك ولا أبُ!
_
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[01 - Oct-2010, صباحاً 11:53]ـ
أذكري قلبي ..
أبو فهر محمود محمد شاكر
جاء في كتاب اعصفي يا رياح وقصائد أخرى شرح وتقديم الدكتور عادل سليمان جمال جمع وتحقيق الدكتور فهر محمد محمد شاكر صفحة 219 - 223 هذه القصيدة الموسومة ب أذكري قلبي .. نشرت بمجلة الرسالة العدد 344 سنة 1359 ه 1940 م .. أترككم مع القصيدة
أذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي
أنا غصن في رياض الدّهر ظمآن الصعيد
صوّحتني غلّة الوجد وأجّت في برودي
ومشت ناراً على أنوار زهري وورودي
فهي ألقاء على أرضي آثار وقود
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
......
أنا غصن كخيال السّيف في وهم الطّريد
ناحل الشّخص قضيف العود خمصان الغمود
لوّحتني وقدة الشمس على وجهي وجيدي
كم شعاع غار في قلبي كالسهم السّديد
عبّ في مائي فغاض الماء كالحب الشرود
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
...
أنا غصن شاخص الطّرف إلى ريًّ بعيد
أسراب هو .. أم ماء؟! فيا ويح جدودي!
هي أشواق من الموت كأشواق الحسود
تركتني موقد الغلّة كالصّبّ الحقود
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
.....
أنا غصن حائر الأحلام كالنائي الشّريد
غربة الروح تهاوت بي إلى أرض الجحود
قذفتني همّة الأحرار في ذلّ العبيد
الصّدى والجدب والغربة سجني وقيودي
مزّقت نضرة أيّامي بأنياب الخمود
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
......
أنا غصن يفزع الفجر بليل من ركود
يتلقّى مولد الشّمس بأحزان هجود
لو بكى عود من الوحشة في ذلّ الوجود
لأذابت شخصي الآلام كالدّمع البديد
أنكرتني الشّمس والفجر ودولات العهود
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
....
أنا غصن فارقته الطّير ربّات العقود
مسكرات الزّهر والنّور بألحان النّشيد
تغم همس كهمس الغيث للرّوض المجود
وشباب ضاحك النّور بترجيع فريد
وأنا .. الحسرة والأنّات لحني ونشيدي!
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
...
غصن عار .. وأغصانك في برد جديد
قد كساك الرّيّ والنّعمة من وشي البرود
وتحلّى عودك الرّيان نوّار الخدود
فإذا النشوة هزّتك بأنفسي .. فميدي
وإذا غنّاك ساقي الطّير لحني أو قصيدي
فا ذكري قلبي .. فقد ينضر من ذكراك عودي!
.................
شرح الكلمات الصعبة
1 - صوّح: أيبس وجعله جافا
2 - ألقاء: جمع لقي وهو الشيء الملقى المهمل
3 - القضيف: الدقيق العظم القليل اللحم فهو نحيف
4 - الخمصان: الضامر
5 - الغمود: جمع غمد السيف
6 - أثبتته جراحه: اشتدّت عليه فلم يتحرّك
7 - المجود: الذي أصابه المطر الجود وهو الكثير الدائم
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[03 - Oct-2010, مساء 09:13]ـ
وقائلةٍ: "ما بالُ جسمكَ شاحبًا؟ " ///////// وأَهْوَنُ ما بِي أنْ يكون شُحُوبُ
فقلتُ لها: في الصَّدر مِنّي حرارةٌ ///////// تَقَطَّعُ أنفاسي لها وتَذُوبُ
إذا ما تذكَّرتُ الحجازَ وأهلَه ///////// فلِلْعَيْن مِن فَيْض الدُّموع غُروبُ
/// كعب بن سعد الغنوي:
تقول ابنة العبسيِّ: قد شِبْتَ بعدنا! /// /// وكلُّ امرئٍ بعد الشَّبابِ يَشِيبُ!
وما الشَّيبُ إلَّا غائبٌ كان جائِيًا /// /// وما القول إلَّا مُخطئٌ ومصيبُ
تقول سُلَيْمى: ما لجسمِكَ شاحِبَا؟ /// /// كأنَّك يحميك الشَّرابَ طبيبُ!
فقلتُ، ولم أَعْيَ الجَوابَ وَلَم أَبُح /// /// وللدَّهر في الصُمِّ الصِّلابِ نصيبُ:
تَتَابُعُ أحداثٍ يُجَرِّعْنَ إخوتي /// /// فشيَّبن رأسي والخُطوبُ تُشيبُ
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[05 - Oct-2010, صباحاً 11:58]ـ
أغنية الملاّح التّائه ..
أبو فهر محمود محمد شاكر
جاء في كتاب اعصفي يا رياح وقصائد أخرى شرح وتقديم الدكتور عادل سليمان جمال جمع وتحقيق الدكتور فهر محمد محمد شاكر صفحة 219 - 223 هذه القصيدة الموسومة ب أغنية الملاّح التّائه .. نشرت بمجلة الرسالة العدد 344 سنة 1359 ه 1940 م .. أترككم مع القصيدة
أغنية الملاّح التّائه ..
إلى صديقي على محمود طه
صاحب (ليالي الملاح التائه)
نشرتها الأهرام يوم الإثنين:
9 صفر الخير سنة 1359 ه
18 مارس سنة 1934 م
مع بعض التحريف!!
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وتأنّ .. وتغنّ
واملأ السّاحل أنغاما وأحلاما وِساما
واسكب النّشوة في الكأس حلالا وحرما
تطرب الباكي على أحزانه .. عاما فعاما
إنّما العيش لمن خادع عينيه فناما!
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وتأنّ .. وتغنّ
زاحم اللّجّة باللّحن الطّروب
وارم أضواءك في ليل الخطوب
.. وتملّ وتجلّ
وكن الفجر على السّاحل سحرا وشبابا
وتغلغل في ضمير الرّمل واستمل الشّعابا
أيقظ النائم ... قد نام أنينا واكتئابا
إنّما الدنيا لمن نازعها الكأس اغتصابا
وتغابى .. وتصابى
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وتأنّ .. وتغنّ
هات يا ملاّح ألحان العباب
كغناء الدّم في موج الشّباب
وتهدّ .. وتبدّ
زورق يسبح والأنجم تنهلّ عليه
هو يجري .. وهي تُجري ضوءها بين يديه
وعذارى اليمّ في الضّوء سريعات إليه
أيّها التائه .. والدّنيا حفافى جانبيه!
كيف ضلّت عن يديه؟
وأضلّت مقلتيه؟!
أيها الملاّح .. ساحل بالشراع
وخض اللّجّة في ضوء الشّعاع
وانزل الوادي بناي ويراع
في سهول وسفوح ويفاع
لحنُك اليمّ ولحني من سراب!
فاشد ألحانك .. أحلام الشّباب
وتغنّ وتأنّ
..............
الكلمات الصعبة
ساحل: أتى الساحل وأخذ عليه.
وسام: جميلة على الإستعارة فهو مما يوصف به الإنسان
تملّى الشيء: استمتع به.
وتجلّى: نظر فأمعن النظر.
اليفاع: المرتفع من الأرض كالتلّ ونحوه
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[05 - Oct-2010, مساء 10:32]ـ
_
رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُّحى_•••_ذات شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ
ذَكَرَت إلفًا ودهرًا صالحًا_•••_فبَكَت حزنًا وهاجت حَزَني
قد أثارت في فؤادي لهبًا_•••_كاد لولا أدمعي يحرقني
فبُكَائي ربَّما أرَّقها_•••_وبُكاهـ ــــــا ربَّما أرَّقني!
فإذا تبدؤني أسعِدُها_•••_و إذا أبدؤُها تُسْعِدُني
ولقد تشكو فما أفهمُها_•••_ولقد أشكو فما تفهمُني!
غير أنِّي بالجَوى أعرِفُها_•••_وهي أيضًا بالجَوى تعرِفُني
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Oct-2010, صباحاً 11:04]ـ
_
/// أسامة بن منقذ:
يا قلبُ دَعْهُم! فقد جرَّبْتَ غدرهُمُ /// /// وفي التَّجاربِ بعد الغَيِّ ما يَزَعُ!
أكَفَّرَ البُعدُ عنهم ما جَنَوهُ؟ أم الـ /// /// ـأيَّام أنْسَتْكَ بعد البَينِ ما صنعُوا؟
وهَبْهمُ أحسنوا هل يُرجعَنَّهُمُ /// /// إليك وجدُك أو يُدْنيهِمُ الهَلَعُ؟!
ألستَ بالأمس فارقْتَ الشَّبابَ ولا /// /// أعزَّ منه فلِمْ لا رَدَّهُ الجَزَعُ؟!
_
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:26]ـ
_
الشعرات البيض - غازي القصيبي
مالت على الشعرات البيض تقطفها ............
............ يارا وتضحك لا أرضى لك الكبرا
يا دميتي هبك طاردت المشيب هنا ............
............ فما احتيالك في الشيب الذي استترا
يارا: بنت الشاعر
______________________________
حديقة الغروب - غازي القصيبي
خمسٌ وستُونَ في أجفان إعصارِ
............. أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ ما هدأت
............. إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ مَا برحوا
............. يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
............. سوى ثُمالةِ أيامٍ وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ وأضناني السرى! وشكا
............. قلبي العناءَ!. ولكن تلك أقداري
أيا رفيقةَ دربي! لو لديّ سوى
............. عمري لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني وشبابي في فتوّتهِ
............. وما تغيّرتِ والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ أَنفَسها
............. وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
............. والغيم محبرتي والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
............. بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي ويسكنه
............. وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
............. لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
وأنتِ! يا بنت فجرٍ في تنفّسه
............. ما في الأنوثة من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
............. يهيمُ ما بين أغلالٍ وأسوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب كما
............. رأيتِ. مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الطيرُ هَاجَرَ والأغصانُ شاحبةٌ
............. والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني! واقرئي كتبي
............. فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكن بطلاً
............. وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
ويا بلاداً نذرت العمر زَهرتَه
............. لعزّها! دُمتِ! إني حان إبحاري
تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
............. وعند شاطئكِ المسحورِ أسماري
إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
............. ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ فقولي: لم يكن بَطَلاً
............. وكان طفلي ومحبوبي وقيثاري
يا عالِمَ الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
............. وأنت تعلمُ إعلاني وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
............. علي ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ حسن الظن يشفع لي
............. أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟
_
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:42]ـ
الشهيد - يوسف العظم
لا تقولو لقد فقدنا الشهيدا
............. مذ طواه الثرى وحيداً فريدا
أنا ما مت فالملائك حولي
............. عند ربي بعثت خلقا جديدا
فاصنعوا اليوم من شموخي نشيدا
إن دفق الدماء عبر الجراح
............. يبعث النور في جبين الصباح
ودمي راية الشهادة تعلو
............. قد أظلت سماءنا بوشاح
سوف يطوي الطغاة في كل ساح
قد سما النسر فوق شم الجبال
............. ومضى يرتقي صروح المعالي
وإذا البغي في الظلام تمادى
............. واجه البغي فوق حد النصال
بلظى الموت والردى لا يبالي
كلماتي سكبتها من ضلوعي
............. وحروفي سقيتها من نجيعي
فازدهى الحق في ظلال لواء
............. عبقري يزهو بلون الربيع
ويقود الجموع اثر الجموع
أنا للهِ قد نذرت حياتي
............. وسألت الله حسن الثبات
فإذا ضمخت دمائي صدري
............. واحتواني الثرى وضم رفاتي
فاذكروني إخوتي في الصلاة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:44]ـ
يا ظبية البان - الشريف الرضي
يا ظبية البان ترعى في خمائله
............. ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
الماء عندك مبذول لشاربه
............. وليس يرويك إلا مدمعي الباكي
هبت لنا من رياح الغور رائحة
............. بعد الرقاد عرفناها برياك
لما انثنينا إذا ما هزنا طرب
............. على الرحال تعللنا بذكراك
سهم أصاب وراميه بذي سلم
............. مَن بالعِرَاقِ لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ
وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ
............. يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ
حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ
............. يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي
كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا
............. بما طوى عنك من أسماء قتلاك
أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ
............. فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ
عندي رسائل شوق لست أذكرها
............. لولا الرقيب لقد بلغتها فاك
سقى منى وليالي الخيف ما شربت
............. مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ
إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ
............. منا ويجتمع المشكو والشاكي
لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا
............. مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى
............. مَنْ عَلّمَ البَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ
حتّى دَنَا السّرْبُ ما أحيَيتِ من كمَدٍ
............. قتلى هواك ولا فاديت أسراك
يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا
............. ونطفة غمست فيها ثناياك
وَحَبّذا وَقفَة ٌ وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ
............. عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ
لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي
............. يوم الغميم لما أفلتّ إشراكي
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:47]ـ
منك الصدود - المعري
منكَ الصّدودُ ومني بالصّدودِ رِضى
............. مَن ذا علَيَّ بهذا في هواكَ قَضَى
بيَ منكَ ما لو غَدا بالشمسِ ما طلَعتْ
............. من الكآبَةِ أوْ بالبَرْقِ ما وَمَضَا
إذا الفَتى ذَمَّ عَيْشاً في شَبيبتهِ
............. فما يقولُ إذا عصْرُ الشّبابِ مضَى
وقد تَعَوّضْتُ من كُلٍّ بمُشْبِهِهِ
............. فما وَجَدْتُ لأيّامِ الصِّبا عِوَضَا
وقد غَرِضْتُ من الدّنيا فهَلْ زَمَني
............. مُعْطٍ حَيَاتي لِغِرٍّ بَعْدُ ما غَرِضا
جَرّبْتُ دَهْري وأهلِيه فما تَرَكتْ
............. ليَ التّجارِبُ في وُدّ امرِئٍ غَرَضا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:48]ـ
يارب - أبو نواس
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
............. فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
............. فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
............. فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلّا الرَجا
............. وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 01:49]ـ
ما أسرع الأيام - الشريف الرضي
ما أَسرَعَ الأَيّامَ في طَيَّنا
............. تَمضي عَلينا ثُمَّ تَمضي بِنا
في كُلَّ يَومٍ أَمَلٌ قَد نَأى
(يُتْبَعُ)
(/)
............ مَرامُهُ عَن أَجَلٍ قَد دَنا
أَنذَرَنا الدَهرُ وَما نَرعَوي
............. كَأَنَّما الدَهرُ سِوانا عَنى
تَعاشِياً وَالمَوتُ في جِدِّهِ
............. ما أَوضَحَ الأَمرَ وَما أَبيَنا
وَالناسُ كَالأَجمالِ قَد قُرَّبَت
............. تَنتَظِرُ الحَيَّ لِأَن يَظعَنا
تَدنو إِلى الشِعبِ وَمِن خَلفِها
............. مُغامِرٌ يَطرُدُها بِالقَنا
إِنَّ الأُلى شادَوا مَبانيهِمُ
............. تَهَدُّموا قَبلَ اِنهِدامِ البُنى
لا مُعدِمٌ يَحميهِ إِعدامُهُ
............. وَلا يَقي نَفسَ الغَنِيِّ الغِنى
كَيفَ دِفاعُ المَرءِ أَحداثَها
............. فَرداً وَأَقرانُ اللَيالي ثِنى
حَطَّ رِجالٌ وَرَكِبنا الذُرى
............. وَعُقبَةُ السَيرِ لِمَن بَعدَنا
كَم مِن حَبيبٍ هانَ مِن فَقدِهِ
............. ما كُنتُ أَن أَحسَبَهُ هَيَّنا
أَنفَقتُ دَمعَ العَينِ مِن بَعدِهِ
............. وَقَلَّ دَمعُ العَينِ أَن يُخزَنا
كُنتُ أُوَقَيهِ فَأَسكَنتُهُ
............. بَعدَ اللَيانِ المَنزِلَ الأَخشَنا
دَفَنتُهُ وَالحُزنُ مِن بَعدِهِ
............. يَأبى عَلى الأَيّامِ أَن يُدفَنا
يا أَرضُ ناشَدتُكِ أَن تَحفَظي
............. تِلكَ الوُجوهَ الغُرَّ وَالأَعيُنا
يا ذُلَّ ما عِندَكِ مِن أَوجُهٍ
............. كُنَّ كِراماً أَبَداً عِندَنا
وَالحازِمُ الرَأيِ الَّذي يَغتَدي
............. مُستَقلِعاً يُنذِرُ مُستَوطِنا
لا يَأمَنُ الدَهرَ عَلى غِرَّةٍ
............. وَعَزَّ لَيثُ الغابِ أَن يُؤمَنا
كَأَنَّما يَجفُلُ مِن غارَةٍ
............. مُلتَفِتاً يَحذَرُ أَن يُطعَنا
أُخَيَّ جَبراً لَكَ مِن عَثرَةٍ
............. لا بُدَّ لِلعاثِرُ أَن يوهَنا
إِنَّ الَّتي آذَتكَ مِن ثِقلِها
............. هَلُمَّها نَحمِلُها بَينَنا
ساقَيتُكَ الحُلوَ فَلا بِدعَةً
............. إِن أَنا طاعَمتُكَ مُرَّ الجَنى
سَلَبتَ ما أَعجَزَنا رَدُّهُ
............. في قُوَّةِ السالِبِ عُذرٌ لَنا
جِنايَةُ الدَهرِ لَهُ عادَةٌ
............. فَما لَنا نَعجَبُ لَمّا جَنى
مَن كانَ حِرمانُ المُنى دَأبَهُ
............. فَالفَضلُ إِن بَلَّغَ بَعضَ المُنى
كَم غارِسٍ أَمَّلَ في غَرسِهِ
............. فَأَعجَلَ المِقدارُ أَن يُجتَنى
ما الثَلمُ في حَدِّكَ نَقصاً لَهُ
............. قَد يُثلَمُ العَضبُ وَقَد يُقتَنى
يَأبى لَكَ الحُزنُ أَصيلَ الحِجى
............. وَيَقتَضيكَ الرُزءُ أَن تَحزَنا
وَالأَجرُ في الأولى وَإِن أَقلَقَت
............. وَرُبَّما نَستَقبِحُ الإِحسَنا
ذا الخُلُقِ الأَعلى فَخُذ نَهجَه
............. وَاِترُك إِلَيهِ الخُلُقَ الأَدوَنا
أَبا عَلَيٍّ هَل لِأَمثالِها
............. غَيرُكَ إِن خَطبُ زَمانٍ عَنى
فَاِنهَض بِها إِنَّكَ مِن مَعشَرٍ
............. إِن جُشِّموا الأَمرَ أَبانوا الغِنى
وَاِصبِر عَلى ضَرّائِها إِنَّما
............. نُغالِبُ القِرنَ إِذا أَمكَنا
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 02:40]ـ
/// بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا .. وقد أشبعتم الموضوع بسيل مشاركاتكم، ونأمل أن لا يتوقَّف ذاك الغيث ..
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 02:49]ـ
على فراش المرض - غازي القصيبي
أغالب الليل الحزين الطويل
............. أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
............. بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
............. وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
............. بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
............. دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي
............. أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ها أنا
............. أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
............. في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
............. كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
............. فاغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
............. ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
............. عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
............. ما زلت طفلاً في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
............. يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
............. أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
............. أقول إلا سامحيني هديل
_
جزاكم الله خيراً , هذه القصيدة لم يقل منها القصيبي إلا البيتين الأولين فقط , ومن تأمل ركاكة بقية الأبيات أدرك صحة ذلك.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:20]ـ
جزاكم الله خيراً , هذه القصيدة لم يقل منها القصيبي إلا البيتين الأولين فقط , ومن تأمل ركاكة بقية الأبيات أدرك صحة ذلك.
أورد براهينك بارك الله فيك
وإن كان برهانك الذوق الشخصي فقط فصرِّح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محبة الفضيلة]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 04:36]ـ
هذا الجزء هو ما يهمنا من لقاء مدير مكتب القصيبي الأستاذ هزاع العاصمي:
* إذن ما هذه القصيدة التي قرأ منها الدكتور سلمان العودة بعض الأبيات في برنامجه «حجر الزاوية»:
أغالب الليل الحزين الطويل أغالب الداء المقيم الوبيل أغالب الآلام مهما طغت بحسبي الله ونعم الوكيل - هذه كانت عبارة عن بيتين فقط أرسلهما للشيخ سلمان العودة، وردّ عليها الشيخ، وكانت بينهما مساجلة شعرية نشرت لديكم في «الشرق الأوسط».
* يعني القصيدة التي يتم تداولها عبر المواقع الإلكترونية، وهي تكملة لهذين البيتين وتنتهي ببيت يقول: «سامحيني هديل» ليست للدكتور غازي؟ - نعم ليست له، وهي منحولة، وأصلا الدكتور لم يكتب سوى الأبيات التي أخبرتك عنها، بل إن أولاده وبناته معروفون وليس بينهم أحد اسمه «هديل»، حتى بين الأحفاد.
هنا الرابط
http://www.aawsat.com/details.asp?section=54&article=582855&issueno=11586
و حتى لو لم يصرّح أحد فإن ذائقتي الشعرية لم تستسغ تلك الأبيات.
والسلام عليكم.
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:10]ـ
_
رُبَّ ركبٍ قد أناخوا عيْسَهُم /// /// في ذُرَى مَجْدِهم حين بَسَقْ
سَكَت الدَّهرُ زمانًا عنهمُ /// /// ثمَّ أبكاهمُ دمًا حين نَطَق!
_
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:35]ـ
ناموا ولا تستيقظوا - معروف الرصافي
يا قومُ لا تتكلموا
............. إن الكلامَ محَرّمُ
ناموا ولا تستيقظوا
............. ما فاز إلا النوّم
وتأخروا عن كل ما
............. يقضي بأن تتقدموا
ودعوا التفهم جانبًا
............. فالخيرُ أن لا تفهموا
وتثّبتوا في جهلكم
............. فالشر أن تتعلموا
أما السياسة فاتركوا
............. أبدًا وإلا تندموا
ان السياسة سرها
............. لو تعلمون مُطَلسم
واذا أفضتم في المباح
............. من الحديث فجَمْجموا
والعدلَ لا تتوسموا
............. والظلمَ لا تتجهموا
من شاء منكم أن
............. يعيش اليوم وهو مكرّم
فليُمْسِ لا سمعٌ ولا
............. بصرٌ لديه ولا فم
لا يستحق كرامةً
............. إلا الأصمُّ الأبكم
ودعوا السعادة إنما
............. هي في الحياة توهّم
فالعيش وهو منعّمٌ
............. كالعيش وهو مذمّم
فارضَوا بحكم الدهر
............. مهما كان فيه تحكّم
واذا ظُلمتم فاضحكوا
............. طربًا ولا تتظلموا
وإذا أُهنتم فاشكروا
............. وإذا لُطمتم فابسموا
إن قيل هذا شهدُكم
............. مرٌّ فقولوا علقم
أو قيل إن نهاركم
............. ليلٌ فقولوا مظلم
أو قيل إن ثِمادَكم
............. سيلٌ فقولوا مُفعَم
أو قيل إن بلادكم
............. يا قوم سوف تُقسَّم
فتحمّدوا وتشكّروا
............. وترنّحوا وترنموا
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:44]ـ
من الرابط الذي ذكرته الأخت الفاضلة:
* يعني القصيدة التي يتم تداولها عبر المواقع الإلكترونية، وهي تكملة لهذين البيتين وتنتهي ببيت يقول: «سامحيني هديل» ليست للدكتور غازي؟ - نعم ليست له، وهي منحولة، وأصلا الدكتور لم يكتب سوى الأبيات التي أخبرتك عنها، بل إن أولاده وبناته معروفون وليس بينهم أحد اسمه «هديل»، حتى بين الأحفاد.
الآن حصحص الحق
فبارك الله فيكِ
وأنا قرأت المطوَّلة في الجرائد، والظاهر أنهم نقلوها من الشبكة
فأرجو من المشرف الكريم حذف القصيدة كلها
ـ[الواحدي]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 10:47]ـ
_
الشعرات البيض - غازي القصيبي
مالت على الشعرات البيض تقطفها ............
............ يارا وتضحك لا أرضى لك الكبرا
يا دميتي هبك طاردت المشيب هنا ............
............ فما احتيالك في الشيب الذي استترا
_[/ center]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
إلى الأخ العزيز: "خزانة الأدب"، مع خالص الودّ.
يا مُهْدِيَ الدُرَّتَيْنِ ///////// قتلْتَني مرَّتَينِ
أثَرْتَ بالشّعرِ صَبًّا ///////// يهواه بالأَصْغَرَيْنِ
وبالمشِيبِ حنينًا ///////// إلى الصِّبا بَعْدَ بَيْنِ
فَمِلْءُ دَمعيَ عَيْنِي ///////// ومِلْءُ قَلْبِيَ حَيْنِي
ومِلْءُ حُزْنِيَ روحِي///////// تبكي صَدَى الهِجرَتَيْنِ
تَبكي الشّبابَ تَناءَى ///////// تَنائِيَ الخافِقَيْنِ
والشّعْرَ أصبح أعتى ///////// مِن عاقِد الحاجِبَيْنِ
ها أصبح الدُّرُّ جمرًا ///////// وبُؤْتُ بالجمْرَتَيْنِ
///////// ///////// /////////
يا مُهدِيَ الدُرَّتَيْنِ ///////// أَنَّى أتَيْتَ بِذَيْنِ؟
مِنْ عبْقَرِ الشّعْرِ تُحْذِي؟ ///////// أمْ مِن جَنَى الجَنَّتَيْنِ؟
أمْ مِنْ بَريقِ الحنايا ///////// يَخْتالُ في المقلتَيْنِ؟
حيَّرْتَني قبْلَ "يارا" ///////// وقاطِنِ المَحبسَيْنِ
ونافثِ الشّعْرِ دُرًّا ///////// يُضيءُ كالفَرْقَدَيْنِ
هل آدَك الشَّيْبُ خافٍ؟ ///////// أمْ ما يُرى رأْيَ عَيْنِ؟
أمِ البياضُ تَفَشّى ///////// فألْهَبَ الجانِبَيْنِ؟
ما لي أرى الشّعْرَ غَضًّا ///////// فلا أرى أَيْنَ أَيْنِي؟!
ينْأى الشّبابُ وتَبْقَى ///////// ذِكْراهُ في النّاظِرَيْنِ
والدّهْرُ ليس بِباقٍ ///////// إلّا مع المَشْرِقَيْنِ
كالنّهْرِ ليس بِجارٍ ///////// إلّا مع العُدْوَتَيْنِ
ولِلشّباب مَعانٍ ///////// جَمِيعُها مَحْضُ مَيْنِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[07 - Oct-2010, مساء 11:06]ـ
ستِّي - بهاء الدين زهير
بروحي من أُسمِّيها بستِّي ............
............ فترمقني النحاةُ بعين مقتِ!
يرون بأنني قد قلت لحنًا ............
............ وكيفَ، وإنني لَزهيرُ وقتي؟!
لقد ملَكَتْ جهاتي السِتَّ طرًّا ............
............ فلا عجب إذا ما قلت: ستِّي!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[08 - Oct-2010, صباحاً 10:42]ـ
_
/// أسامة بن منقذ:
رأى الحسود تَداني وُدِّنَا فسَعَى /// /// حتى غَدَتْ بين دَارَينا نَوىً قُذُفُ
وما البعيد الذي تَنْأى الدِّيارُ به /// /// بل من تَدَانى وعنه القلبُ منصرِفُ
ولست أنكرُ ما يأتي الزَّمانُ به /// /// كُلُّ الوَرَى لِرَزَايا دَهرِهم هَدَفُ
كم فاجأتني اللَّيالي بالخُطوبِ فما /// /// رَأتْ فُؤادِيَ من رَوْعَاتها يَجِفُ
واستَرجَعَتْ ما أعَارت من مَواهِبِها /// /// فما هَفَا بي على آثارهِ اللَّهَفُ
_
ـ[العاصمي من الجزائر]ــــــــ[08 - Oct-2010, مساء 06:09]ـ
هذه قصيدة رائعة لأحد كتّاب منتدى جزائري وهو شاعر من مدينة الجلفة بالهضاب العليا الجزائرية رمز لإسمه ب (سعود طلال) .. أترككم مع القصيدة:
سندباد القوافي طلال سعود يصف رحلته إلى جزائر البحار
*******************
بعد أن كلّفه ..... بإحضار العنقاء
و أسرار ما وراء بحار الظلمات ..
و أن يخطب له حورية البحراللؤلؤية ..
وبعد أن زوّده ببساط سليمان ..
و عصا موسى ..
و فُلك نوح ..
قال سندباد القوافي:
سمعا وطاعة مولاي ..
و رحل .. يرتاد مجاهل البحار
**
وعاد .. عاد من ليلته ..
والعنقاء في إساره ..
والحوريّة ترفل في حلتها الفضفاضة .. تمشي الهُوَيْنَى ..
فقال يصف رحلته:
بسم الله مجريها ومرساها
(1)
مرفأٌ بعدَ مرفإٍ يَتوَارَى وأنا والسفينُ كُنّا سُكارَى
نَتَهادى وحولنا الماءُ أُفْقٌ وغيومُ السماء كانت حيارَى
صدرُ هذا السفين بُركانُ عَزمٍ وبِصدري عزائمٌ لا تُجارَى
نحو غيبِ المُحيط في الموج نَمضي خاطبينَ الوِدادَ عند العَذارَى
حُوريَاتٌُ من الجزائر حورٌ إيْ وربِّي ... لكنّهنّ أُسارَى
... ***
(2)
أيها الفُلْكُ حُثَّ عزمَكَ إنّا عن قريبٍ نُحقِِّقُ المُتَمَنَّى
سِرْ ولا تَلتَفِتْ إليَّ فإني وحديَ الآنَ في هواها مُعَنّى
فشِراعي يُلاعبُ الريحَ زَهواً وذِراعي تقولُ لي: أين كُنّا
دونَكَ الماءُ والفضاءُ دُروبا فاستَقِمْ في المَسار أو .. فتَثَنّى
هل تَرَى مِن منارةٍ أو فَنارٍ يا سَفيني فإنّ قلبيَ حََنّا
... ***
(3)
في أَقاصي المُحيطِ تَحدوكَ بُشرَى والمساءُ الحزينُ كالعين عَبْرَى
أيها البحرُ يا مَعينَ حنيني نحنُ بحران في الوجود، وأَسْرَى
أنتَ يا بحرُ قَيّدَتْكَ الرّواسي وأنا في الحياة بالقَيْدِ أحْرَى
وأنا مُوثََقُ الدروبِ وخَطوي في مكاني كأنّما الخَطوُ سَكرَى
وأنا والشِّراعُ قلبان خَفْقًا واشتِياقًا لمَرفإٍ صار ذِكرَى
... ***
(4)
أيها الرِّيحُ يا بِساطَ الأَماني طِرْ بقلبي ومركبي وكِياني
وقفَ البحرُ من أمامي وخلفي وتَخلّى الفضاءُ عن عُنواني
أيها الريحُ حَوِّمي بي وطوفي وانقليني لغابر الأزمان
كلُّ سِرٍّ فذاكَ طَوْعُ يَميني كلُّ غَيْبٍ يَصيرُ لي كالعِيان
إنّ في خاطري أجَلُّ الأماني وبنفسي جلائلُ العُنفُوَانِ
... ***
(5)
ها أنا والشواطئُ العامِراتْ والمَناراتُ أعيُنٌ ناظِراتْ
اِدْنُ منها شيئا فشيئاً وقُلْ لي أيها الفُلكُ: هل تَرى الحُورِيَاتْ
لا تَرَى .. أم تَرَى العجائبَ .. سُحقًا إنّها الغُولُ أعرَقُ الضّارِيَاتْ
اِدْنُ منها مُحاذرًا يا سفيني إنّ عندي لها "عصا المُعجِزات"
نحنُ غُولان في الحياة وبَأسي لا يَهابُ الرّدى وعزميَ عاتِْ
... ***
(6)
ها هيَ الغُولُ حولَ فُلكي تَجوسُ تَتَبَدّى، فتقشَعِرُّ النُّفوسُ
ولها سبعةٌ من الرّؤوس كساها حَرشَفٌ فوق بَعضِهِ، بل تُروسُ
كلُّ نابيْنِ في البَشاعة غُولٌ أقربُ الوَصفِ للنُّيُوبِ؛ الفُؤوسُ
قَدَّمَتْ رأسَها إليَّ؛ و وَجهي في المُلِمَّاتِ يَعرُبِيٌّ عَبوسُ
وتَمَطّتْ وكَشَّرَتْ واسْتَشَاطَتْ وإذا في الهواءِ رأسٌ يَنُوسُ
... ***
(7)
ثُمَّ تابَعتُ قَطفَهُنَّ دِراكا وعصا المُعجِزاتِ كانت هَلاكا
ليَ فيها من المَآربِ ألفٌ لستَ تَلقَى بين اثْنَتَيْنِ اشْتِراكا
(يُتْبَعُ)
(/)
كلُّ هَوْلٍ يَكِنُّ إمّا رآني ودِماءُ الوُحوشِ كانت سِفَاكا
وتَقَدَّمتُ في المَجاهِلِ أطويها اقْتِحاماً في رِحلتي وانتِهاكا
هكذا كنتُ في جزائر البحرِ فَذًّا يا حَكيمَ الزّمان لستُ أُحاكََى
... ***
(8)
ورأيتُ الَعَنقاءَ طَيْفَ خَيَالِ فتَقدّمْتُ نَحوَها لا أُبالي
ونَصبْتُ الشِّبَاكَ حولَ حِماها وتَخَشّعتُ مُرغَمًا في ابتِهالي
وإذا بي أرَى الطّريدةَ تَهوي وشِبَاكي تَلُفُّها في حبالي
ثمّ ألقَيْتُ نَظرةً في مَداها باحثًا عن إجابةٍ لسُؤالي
فإذا السِرُّ والعجائبُ تَبْدو كالعَناقيدِ عُلِّقَتْ بالدّوَالي
... ***
(9)
وتَجَلّتْ جزائرُ البحر سِحرًا عَبقَريَّ الجِنَانِ خُضْرًا وحُمْرا
أَرخَبيلٌ من الجزائر صُفَّتْ ككؤوس الشّرابِ تُتْرَعُ خَمرا
والعَذَارَى على الغُصونِ تَدَلّتْ إيْ ورَبِّي .. كأنَّ في الأمر سِرَّا
اِدْنُ منها ـ طَلالُ ـ فالشعرُ سُقْيَا واسْقِها بالأنَاةِ طَلاّ وشِعرا
كلُّ فَتّانةِ المُحَيّا مَهَاة لهفَ قلبي .. كم ضيَّعَ العُمرَ صَبرا
... ***
(10)
أنتِ أم أنتِ .. يا عرائسُ رُوحي أنتِ .. بل أنتِ بَلسَمٌ لجُروحي
أنتِ .. بل أنتِ .. يا لضَيْعةِ نفسي مَن سأختارُ للهوى وطُموحي
مَن سأختارُ للحكيم المُعَنَّّى يا عَروسَ البِحار باللهِ بُوحي
قالتِ الشّمسُ لي: تَخَيّرتُ هذي فاختَطفْتُ المَهاة تحت مُسوحي
وإذا بي أرَى عروسةَ بحرٍ قد تَجَلّتْ في مَركبي كالفُتُوح
... ***
هذه للحكيمِ دون البَرَايَا ما تَجَلّتْ إلاّ وبالشِّعرِ تُوحي
... ***
(11)
بالعناقيدِ ناءَ مَوكِبُ عُرسي ونَما في الفُؤاد شوقي وأُنْسي
وتَهادَتْ مَراكبي في اختيالٍ تَنهَبُ البحرَ .. يا مراكبُ إرْسي
قد طَوَيْتُ الزّمانَ والأرضَ حتّى حَفِيَتْ بالعَذاب أقلامُ طِرسي
وأنا الآنَ كالأمير جلالا وغدي في الزمان يَلعَنُ أمسي
يا عروسَ البِحار كوني بقُربي عن قَريبٍ يُفَعِّلُ الكونُ عُرسي
... ***
(12)
حُفَّ عُرسي بالغَار والتّكريمِ بالأكاليل حُفَّ عُرسُ الحكيمِ
فامتلأنا سعادةً كالثّمَالَى وارتَقيْنا تَكبُّرًا كالنُّجوم
أنا في جنّةِ العرائسِ وحدي واشتياقُ الحكيم فوق الغيوم
والهدايا تَراكمَتْ فوق فُلكي والصّبايَا مُلَوِّحاتٍ، و تُومي
ورحلنا فصار لي البحرُ رَهْوًا والعصا هَوَّنَتْ عليَّ قُدومي
... ***
(13)
وأطلنا المَسيرَ بِضعَ ليالٍ والمَواويلُ في المَدَى لا تُبالي
ورسَوْنا على مَرافئِ قومي ونزلنا؛ ثلاثة ً كاللآلي
كنتُ أمشي على جبين الثُّرَيَّا وعَروسُ البحار تحت ظِلالي
وعَروس الحكيم تمشي حياءً فتنةً .. يا جمالَها، لا أُغالي
واحتَفَى الكونُ والشُّروقُ وحتّى مُنتدانا المُبَجّلُ المُتَلالي
... ***
(14)
خاليَ الشّرقُ في هوايَ، وعمِّي مَغرِبُ الشمس، والجزائرُ داري
وأبي في جزائر البحر بدرٌ وأمامي في العاشقين مَساري
وسفيني مواجعي وحنيني والمُنَى الخافقاتِ أَلْسُنُ ناري
وأنا اليومَ سِندَبادُ القوافي وغَدي .. أيُّها الغَدُ المُتواري
يا مدَى الضّاد مُدّني لستُ أخشى لا غدي .. لا مراكبي .. لا بحاري
... ***
سِندَبَادُ القَوافي ((طلال سعود))
الجلفة يوم 28/ 07/2009
قلت: لو ترك شاعرنا هذه العبارة (وبعد أن زوّده ببساط سليمان .. و عصا موسى .. و فُلك نوح ... ) لكان أولى .. على كلّ نقلتها لجمالها فلا عتب إن شاء الله
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 06:09]ـ
_
/// النَّابغة الجعدي:
خَلِيلَيَّ عُوْجَا ساعةً وتَهَجَّرا /// /// ولُوما على ما أحدَثَ الدَّهرُ أو ذَرا
ولا تجزعا .. إنَّ الحياة ذميمةٌ /// /// فخِفَّا لروعاتِ الحوادِثِ أو قِرا
وإن جاء أمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ /// /// فلا تجزعَا مِمَّا قضى الله واصبِرا
ألم تَرَيا أنَّ المَلامة نفعها /// /// قليلٌ إذا ما الشيء وَلَّى وأَدْبَرا
تهيجُ البكاء والنَّدامة ثمَّ لا /// /// تُغيِّرُ شيئًا غير ما كان قُدِّرا!
_
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 11:45]ـ
صرخة أسير إلى سيف الدولة - أبو فراس الحمداني
دَعوتُكَ لِلجَفنِ القَريحِ المُسَهَّدِ ///////// لَدَيَّ وَلِلنَومِ القَليلِ المُشَرَّدِ
وَما ذاكَ بُخلاً بِالحَياةِ وَإِنَّها ///////// لَأَوَّلُ مَبذولٍ لِأَوَّلِ مُجتَدِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَما الأَسرُ مِمّا ضِقتُ ذَرعاً بِحَملِهِ ///////// وَما الخَطبُ مِمّا أَن أَقولَ لَهُ قَدي
وَما زَلَّ عَنّي أَنَّ شَخصاً مُعَرَّضاً ///////// لِنَبلِ العِدى إِن لَم يُصَب فَكَأَن قَدِ
وَلَكِنَّني أَختارُ مَوتَ بَني أَبي ///////// عَلى صَهَواتِ الخَيلِ غَيرِ مُوَسَّدِ
وَتَأبى وَآبى أَن أَموتَ مُوَسَّداً ///////// بِأَيدي النَصارى مَوتَ أَكمَدَ أَكبَدِ
نَضَوتُ عَلى الأَيّامِ ثَوبَ جَلادَتي ///////// وَلَكِنَّني لَم أَنضَ ثَوبَ التَجَلُّدِ
وَما أَنا إِلّا بَينَ أَمرٍ وَضِدِّهُ ///////// يُجَدَّدُ لي في كُلِّ يَومٍ مَجَدَّدِ
فَمِن حُسنِ صَبرٍ بِالسَلامَةِ واعِدي ///////// وَمِن رَيبِ دَهرٍ بِالرَدى مُتَوَعَّدي
أُقَلِّبُ طَرفي بَينَ خِلٍّ مُكَبَّلٍ ///////// وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَديدِ مُصَفَّدِ
دَعَوتُكَ وَالأَبوابُ تُرتَجُ دونَنا ///////// فَكُن خَيرَ مَدعُوٍّ وَأَكرَمَ مُنجِدِ
فَمِثلُكَ مَن يُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ ///////// وَمِثلِيَ مَن يُفدى بِكُلِّ مُسَوَّدِ
أُناديكَ لا أَنّي أَخافُ مِنَ الرَدى ///////// وَلا أَرتَجي تَأخيرَ يَومٍ إِلى غَدِ
وَقَد حُطِّمَ الخَطِّيُّ وَاِختُرِمَ العِدى ///////// وَفُلَّلَ حَدُّ المَشرَفيِّ المُهَنَّدِ
وَلَكِن أَنِفتُ المَوتَ في دارِ غُربَةٍ ///////// بِأَيدي النَصارى الغُلفِ ميتَةَ أَكمَدِ
فَلا تَترُكِ الأَعداءَ حَولي لِيَفرَحوا ///////// وَلا تَقطَعِ التَسآلَ عَنّي وَتَقعُدِ
وَلا تَقعُدَن عَنّي وَقَد سيمَ فِديَتي ///////// فَلَستَ عَنِ الفِعلِ الكَريمِ بِمُقعَدِ
فَكَم لَكَ عِندي مِن إِيادٍ وَأَنعُمٍ ///////// رَفَعتَ بِها قَدري وَأَكثَرتَ حُسَّدي
تَشَبَّث بِها أُكرومَةً قَبلَ فَوتِها ///////// وَقُم في خَلاصي صادِقَ العَزمِ وَاِقعُدِ
فَإِن مُتَّ بَعدَ اليَومِ عابَكَ مَهلَكي ///////// مَعابَ النِزارِيِّينَ مَهلَكَ مَعبَدِ
هُمُ عَضَلوا عَنهُ الفِداءَ فَأَصبَحوا ///////// يهُذّونَ أَطرافَ القَريضِ المُقَصَّدِ
وَلَم يَكُ بِدعاً هُلكُهُ غَيرَ أَنَّهُم ///////// يُعابونَ إِذ سيمَ الفِداءُ وَما فُدي
فَلا كانَ كَلبُ الرومِ أَرأَفَ مِنكُمُ ///////// وَأَرغَبَ في كَسبِ الثَناءِ المُخَلَّدِ
وَلا بَلَغَ الأَعداءُ أَن يَتَناهَضوا ///////// وَتَقعُدَ عَن هَذا العَلاءِ المُشَيَّدِ
أَأَضحَوا عَلى أَسراهُمُ بِيَ عُوَّداً ///////// وَأَنتُم عَلى أَسراكُمُ غَيرُ عُوَّدِ
مَتى تُخلِفُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً ///////// طَويلَ نِجادِ السَيفِ رَحبَ المُقَلَّدِ
مَتى تَلِدُ الأَيّامُ مِثلي لَكُم فَتىً ///////// شَديداً عَلى البَأساءِ غَيرَ مُلَهَّدِ
فَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا شَرَفَ العُلا ///////// وَأَسرَعَ عَوّادٍ إِلَيها مُعَوَّدِ
وَإِن تَفتَدوني تَفتَدوا لِعُلاكُم ///////// فَتىً غَيرَ مَردودِ اللِسانِ أَوِ اليَدِ
يُدافِعُ عَن أَعراضِكُم بِلِسانِهِ ///////// وَيَضرِبُ عَنكُم بِالحُسامِ المُهَنَّدِ
فَما كُلُّ مَن شاءَ المَعالي يَنالُها ///////// وَلا كُلُّ سَيّارٍ إِلى المَجدِ يَهتَدي
أَقِلني أَقِلني عَثرَةَ الدَهرِ إِنَّهُ ///////// رَماني بِسَهمٍ صائِبِ النَصلِ مُقصِدِ
وَلَو لَم تَنَل نَفسي وَلاءَكَ لَم أَكُن ///////// لأُورِدَها في نَصرِهِ كُلَّ مَورِدِ
وَلا كُنتُ أَلقى الأَلفَ زُرقاً عُيونُها ///////// بِسَبعينَ فيهِم كُلَّ أَشأَمَ أَنكَدِ
فَلا وَأَبي ما ساعِدانِ كَساعِدٍ ///////// وَلا وَأَبي ما سَيِّدانِ كَسَيِّدِ
وَلا وَأَبي ما يَفتُقُ الدَهرُ جانِباً ///////// فَيَرتُقُهُ إِلّا بِأَمرٍ مُسَدَّدِ
وَإِنَّكَ لَلمَولى الَّذي بِكَ أَقتَدي ///////// وَإِنَّكَ لَلنَجمُ الَّذي بِكَ أَهتَدي
وَأَنتَ الَّذي عَرَّفتَني طُرُقَ العُلا ///////// وَأَنتَ الَّذي أَهدَيتَني كُلَّ مَقصَدِ
وَأَنتَ الَّذي بَلَّغتَني كُلَّ رُتبَةٍ ///////// مَشيتُ إِلَيها فَوقَ أَعناقِ حُسَّدي
فَيا مُلبِسي النُعمى الَّتي جَلَّ قَدرُها ///////// لَقَد أَخلَقَت تِلكَ الثِيابُ فَجَدِّدِ
أَلَم تَرَ أَنّي فيكَ صافَحتُ حَدَّها ///////// وَفيكَ شَرِبتُ المَوتُ غَيرَ مُصَرَّدِ
يَقولونُ جَنِّب عادَةً ما عَرَفتَها ///////// شَديدٌ عَلى الإِنسانِ ما لَم يُعَوَّدِ
فَقُلتُ أَما وَاللَهِ لاقالَ قائِلٌ ///////// شَهِدتُ لَهُ في الحَربِ أَلأَمَ مَشهَدِ
وَلَكِن سَأَلقاها فَإِمّا مَنِيَّةٌ ///////// هِيَ الظَنُّ أَو بُنيانُ عِزٍّ مُوَطَّدِ
وَلَم أَدرِ أَنَّ الدَهرَ في عَدَدِ العِدى ///////// وَأَنَّ المَنايا السودَ يَرمَينَ عَن يَدِ
بَقيتَ اِبنَ عَبدِ اللَهِ تُحمى مِنَ الرَدى ///////// وَيَفديكَ مِنّا سَيِّدٌ بَعدَ سَيِّدِ
بِعيشَةِ مَسعودٍ وَأَيّامِ سالِمٍ ///////// وَنِعمَةِ مَغبوطٍ وَحالِ مُحَسَّدِ
وَلا يَحرَمَنّي اللَهُ قُربَكَ إِنَّهُ ///////// مُرادي مِنَ الدُنيا وَحَظّي وَسُؤدَدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - Oct-2010, مساء 11:57]ـ
القدس - يوسف العظم
(سمعتها منه رحمه الله، وحفظتها منذ ذلك اليوم
والمقصود بها أنور السادات)
القدس يا نخاس سيف الطعان ///////// وفارس الحلبة في المعمعان
وومضة الإيمان في خافقي ///////// وهدأة النفس وروح الأمان
إن كانت الأوطان تحنو على ///////// أبنائها فالقدس نبع الحنان
يفيض بالحب ليروي الظما ///////// وينبتَ النرجس والأقحوان
القدس يا مارق أنشودة ///////// تهتف باسم الله طول الزمان
القدس أم برّها غامر ///////// وحضنها بعض رياض الجنان
ليست بغياً ترتضي بالخنا ///////// ولا جباناً ينحني للهوان
يا قدس يا صرح العلى شامخاً ///////// شلت يمين الماكر الثعلبان
قولي لخيل الله مسروجة ///////// على ضفاف النيل آن الأوان
قد آن للظلمة أن تنجلي ///////// ويسقط الباغي ويعلو الأذان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[11 - Oct-2010, مساء 07:13]ـ
_
/// أبوالطَّيِّب:
غيري بأكثر هذا النَّاس ينخدعُ /// /// إنْ قاتَلوا جَبُنوا أوحدَّثوا شَجُعوا
أهل الحفيظةِ إلَّا أنْ تجرِّبهم /// /// وفي التَّجارب بعد الغَيِّ ما يَزَعُ!
وما الحياة ونفسي بعد ما عَلِمَت /// /// أنَّ الحياة كما لا تشتهي طَبَعُ
أَأطرحُ المجد عن كتفي وأطلُبُهُ /// /// وأترُكُ الغيثَ في غمدي وأنتجِعُ!
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Oct-2010, مساء 09:06]ـ
/// كعب بن سعد الغنوي:
لعَمْري لئِن كانت أصابت منيَّةٌ /// /// أخي والمنايا لِلرِّجالِ شَعوبُ
أخي .. ما أخي! لا فاحِشٌ عند ريبةٍ /// /// ولا وَرِعٌ عند اللِّقاءِ هَيوبُ
أخٌ كان يكفيني وكان يُعِينُني /// /// على النَّائباتِ السُّودِ حين تَنوبُ
حليمٌ إذا ما سَورَةُ الجَهلِ أَطلَقَت /// /// حُبى الشَيبِ لِلنَفسِ اللَجوجِ غَلوبُ
هُوَ العَسَلُ الماذِيُّ حِلمًا وشيمَةً /// /// ولَيثٌ إذا لاقى العُداةَ قَطوبُ
هَوَت أُمُّهُ ما يَبعَثُ الصُبحُ غادِيًا /// /// وماذا يَوَدُّ اللَيلُ حينَ يَؤوبُ
هَوَت أُمُّهُ ماذا تَضَمَّنَ قَبرُهُ /// /// مِنَ المَجدِ والمَعروفِ حينَ يَنوبُ
فَتىً أَريحِيٌّ كانَ يَهتَزُّ لِلنَدى /// /// كَما اِهتَزَّ مِن ماءِ الحَديدِ قَضيبُ
كَعالِيَةِ الرُمحِ الرُدَينِيِّ لَم يَكُن /// /// إذا اِبتَدَرَ القَومُ العُلاءَ يَخيبُ
أخو سنواتٍ يعلمُ الضيفُ أنَّه /// /// سيُكثِرُ ماءً في إناهُ يَطيبُ
حبيبٌ إِلى الزُوَّارِ غِشيَانُ بَيتِهِ /// /// جَميلُ المُحَيَّا شَبَّ وهوَ أديبُ
إذا قصَّرَت أيدي الرجال عن العُلا /// /// تناولَ أقصى المكرُماتِ كَسوبُ
جموعُ خِلالِ الخَيرِ مِن كُلِّ جانِبٍ /// /// إذا حَلَّ مكروهٌ بِهِنَّ ذَهوبُ
مُفيدٌ لِمَلقى الفائِداتِ مُعاوِدٌ /// /// لِفِعلِ النَدى وَالمَكرُماتِ نَدوبُ
وداعٍ دعا هَل مَن يُجيبُ إِلى النَدى /// /// فَلَم يَستَجِبهُ عِندَ ذاكَ مُجيبُ
فقلتُ: ادْعُ أُخرى وارفعِ الصَوتَ جَهرةً /// /// لَعَلَّ أبي المِغوارِ منكَ قَريبُ
يُجِبكَ كما قد كان يفعلُ إنَّهُ /// /// بأمثالِها رَحبُ الذِراعِ أريبُ
أتاكَ سريعًا واستجابَ إلى النَّدى /// /// كذلكَ قَبلَ اليَومِ كانَ يُجيبُ
كأنَّهُ لم يَدعُ السَوابِحُ مَرَّةً /// /// إذا ابتَدَرَ الخيلَ الرِجالُ نَجيبُ
فتىً لا يُبالي أن تكونَ بِجِسمِهِ /// /// إذا حال حالاتُ الرجالِ شُحوبُ
إذا ما تَراءى للرجالِ رأيتَهُ /// /// فَلَم يَنطِقوا اللَغواءَ وَهوَ قَريبُ
على خير ما كان الرجالُ رأيتُهُ /// /// وما الخيرُ إلَّا طُعمَةٌ ونَصيبُ
حليفُ النَّدى يَدعو النَدى فَيُجيبُهُ /// /// سَريعًا ويَدعوهُ النَدى فيُجيبُ
غياثٌ لِعَانٍ لم يجد مَن يُغيثُهُ /// /// ومُختَبِطٍ يغشى الدُخانَ غَريبُ
عظيمُ رمادِ النارِ رَحبٌ فِناؤُهُ /// /// غِلى سَنَدٍ لم تَحتَجِبهُ عُيوبُ
يبيتُ النَّدى يا أمَّ عَمْرٍ ضجيعَةُ /// /// إذا لم يَكُن في المُنقِياتِ حَلوبُ
حليمٌ إذا ما الحِلمُ زيَّنَ أهلَهُ /// /// مع الحِلمِ في عَينِ العَدُوِّ مهيبُ
مُعَنّىً إذا عادى الرجالَ عداوَةً /// /// بعيداً إذا عادى الرجالَ رَهيبُ
غَنينا بِخَيرٍ حِقبَةً ثُمَّ جَلَّحَت /// /// علينا التي كُلَّ الأنامِ تُصيبُ
فأبقَت قليلاً ذاهِبًا وتَجَهَّزَت /// /// لآخَرَ والراجي الحياةَ كذوبُ
وأعلمُ أنَّ الباقِيَ الحَيَّ منهُمُ /// /// إلى أجَلٍ أقصى مَداهُ قريبُ
لقد أَفسَدَ الموت الحَياةَ وقد أتى /// /// عَلى يَومِهِ عِلقٌ عَلَيَّ جَنيبُ
أتى دون حُلوِ العَيشِ حتى أمَرَّهُ /// /// نَكوبٌ على آثارِهِنَّ نُكوبُ
وَإِنّي لَباكيهِ وَإِنّي لَصادِقٌ /// /// عَلَيهِ وَبَعضُ القائِلينَ كَذوبُ
فلو كانتِ الدُنيا تُباعُ اِشتَرَيتُهُ /// /// بها إذ به كان النُفوسُ تَطيبُ
لَعَمْري كما أنَّ البعيدَ لما مَضى /// /// فإنَّ الذي يأتي غدًا لَقَريبُ
وإنِّي وتَأميلي لِقاءَ مُؤَمَّلٍ /// /// وقد شَعَبَتهُ عن لِقاي شَعوبُ
فوَالله لا أنساهُ ما ذَرَّ شارِقٌ /// /// وما اهتزَّ مِن فَرقِ الأراكِ قَضيبُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[14 - Oct-2010, صباحاً 12:16]ـ
_
/// الشريف المرتضى:
لُذْ بالعَزاءِ فلا خِلٌّ تَضِنُّ به /// /// /// ولا مقيمٌ على دار الحفاظِ لكا
ولا وفيٌّ إذا أعطيتُه مِقَتِي /// /// /// أعطَى المحبّةَ أو تاركتُه تركا
ولا لبيبٌ يعاطيني نصيحتَه /// /// /// ويُسلك الرَّحْلَ منّي حيثما سلكا
إنْ كان خبّ بِيَ الدّهرُ العثورُ إلى /// /// /// بُغضِ الّذي كنتُ أهواه فقد بركا
أما ترانِيَ في ظلماءَ داجيةٍ /// /// /// ضاع الصّباحُ بها للقومِ أو هَلَكا
وقد شكوتُ فلم أرجعْ بنافعةٍ /// /// /// لكنْ شكوتُ إلى مَن مثل ذاك شكى
في كلّ يومٍ أخو غدرٍ يقلّبنِي /// /// /// على الحَضيضِ وقد ألْمَسْتُهُ الفَلَكا
يبغي خِلافي فإنْ لايَنتُه خشنتْ /// /// /// منه الخلائقُ أو باكيته ضحكا
وكم مصرٍّ على مَقْتٍ وتَقْلِيَةٍ /// /// /// أعطيتُه طَرَفَ البُقْيا فما اِمتسكا
ما ضرّني مالكًا نفسي ومأرَبتي /// /// /// أنْ لا أكون على أعوادهمْ مَلِكا
ما دام عِرْضُك لم تثلِمْهُ ثالمةٌ /// /// /// بين الرّجالِ فخلِّ المالَ مُنتَهكا
واحقِنْ حَياتك في خدَّيك مبتذلًا /// /// /// من دونه لدمِ الأرواحِ مُنْسَفِكا
أما ترى الرّزقَ يأتي المرءَ ممتلئًا /// /// /// من الكرى فدعِ الإيجافَ والرَّتَكا
ودع حِذارًا فكم حِذْرٍ تقوم به /// /// /// ما كان رِدْءًا لمكروهٍ يَحُلُّ بِكا
والمرءُ يَعْطَبُ مدلولًا على طَرَفٍ /// /// /// إلى الصواب وينجو المرءُ مرتبكا
كم حائدٍ عن رداه غيرِ ذي عُدَدٍ /// /// /// وكارعٍ مِن رداه يحمل الشِّكَكا
وصاحبٍ خدعتْ عينَيَّ نظرتُه /// /// /// ما كان تِبْرًا ولا مالاً إذا سُبِكا
أخذتُه وبقيتُ الدّهرَ أجمعه /// /// /// أودّ أنّي له أمسيتُ مُتَّرِكا
بيني وبين الورى سِتْرٌ أُرقّعُهُ /// /// /// ولو تغافلتُ عن ترقيعه اِنتهكا!
فقل لحسّادِ فضلٍ بتّ أملِكُهُ /// /// /// الفضلُ يا قومُ في الدّنيا لمن ملكا
زَكَتْ غُروسي فما ذنبي إلى نَفَرٍ /// /// /// ما كان يومًا لهمْ غرسي نما وزكا
_
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[16 - Oct-2010, مساء 10:07]ـ
/// ابن الرُّومي:
يا من تعرَّفتِ العُفاةُ بجودِهِ ... إنَّ التَّشاغُل باللِّئام تبطُّلُ!
ولربَّ شيءٍ ذي محاسنَ جمَّة ... وله مقابحُ إن أُديم تأمُّلُ!
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 07:31]ـ
/// أبوالطَّيِّب:
فَمالي ولِلدُّنيا طِلابي نُجومُها ... ومَسعايَ منها في شُدوقِ الأراقِمِ
مِن الحِلمِ أن تستعمل الجهل دونَهُ ... إذا اتَّسَعَت في الحِلم طُرْقُ المَظَالمِ
وأن تَرِدَ الماءَ الذي شَطرُهُ دمٌ ... فَتُسقَى إذا لم يُسقَ مَن لم يُزاحِمِ
ومَن عَرَف الأيَّام مَعرِفَتي بِها ... وبالناسِ روَّى رُمحه غير راحِمِ
فليس بِمَرحومٍ إذا ظَفِروا بهِ ... ولا في الرَّدى الجاري عليهم بآثِمِ
_
ـ[الواحدي]ــــــــ[18 - Oct-2010, صباحاً 10:39]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
[/ size][/font][/color]
_[/center]
وهذا البيت لا يقوله إلا أمثال المرتضى ...
وللشريف الرضيّ قصيدة شبيهة لها في البحر والرويّ، مغايرة في الغرض.
منها:
اليومَ صَرّحَتِ الجُلّى، وقد ترَكَتْ --- بَيْن الرّجاء وبين اليأس مُعْتَرَكَا
تَمَثّلَ الخَطْبُ مَظْنُوناً لِتَالِفِهِ --- فسَوف نلْقاه مَوجودًا ومُدّرَكَا
رزيئةٌ لم تَدَعْ شمسًا ولا قمرًا --- ولا غمامًا ولا نجمًا ولا فَلَكَا
لو كان يُقْبَلُ مِن مفقودِها عوَضٌ --- لأنْفَقَ المَجْدُ فيها كُلَّ ما مَلَكَا
قد أُدْهِشَ المُلْكُ قبْل اليومِ مِن خَدَرٍ (حَذَرٍ؟) --- وإنّما اليومَ أَذْرَى دَمْعَهُ وَبَكَى
ومنها أيضا:
مِن مَعْشَرٍ أَخَذوا الفُضْلَى فما تركوا --- منها لِمن يَطلب العلْياء مُتَّرَكَا
لَوْ أنّهُمْ طُبِعُوا لمْ تَرْضَ أوْجُهُهُمْ --- دَرارِيَ اللّيلِ لو كانت لها سَلَكَا
هُمْ أَبدَعوا المجدَ لا أنْ كان أوّلُهم --- رأى مِن الجدّ فِعْلاً قَبْلَهُ فَحَكَى
وختامها:
لا يُبْعِدِ اللَّهُ أقْوَاماً رُزِئْتُهُمُ --- لو ثُلِّمُوا مِن جُنوبِ الطّوْدِ لانْهَتَكا
فَقَدْتُهُم مِثْلَ فَقْدِ العَيْنِ ناظِرَها --- يَبكي عليها بها .. يا طُولَ ذاك بُكا!
إذا رجا القلبُ أَنْ يُنسِيهِ غُصّتَهُ --- ما يُحْدِثُ الدّهرُ أَدْمَى قَرْحَه ونَكَا
إنْ يَأخُذِ الموتُ مِنّا مَنْ نَضِنُّ بهِ --- فمَا نُبَالي بمن بَقّى ومَن تَرَكَا
إنّي أرى القلْبَ يَنْزُو لادِّكارِهمُ --- نَزْوَ القَطاطَةِ (!) مَدُّوا فَوقَها الشّرَكَا
لا تُبصِرِ الدّهرَ بَعْدَ اليومِ مبتسِمًا --- إنّ اللّياليَ أَنْسَتْ بَعْدَهُ الضّحِكَا
رحِم الله الرضي! كان مجرّةَ شِعر، حجبتها نجوم المتنبي ...
وقوله:
فَقَدْتُهُم مِثْلَ فَقْدِ العَيْنِ ناظِرَها --- يَبكي عليها بها .. يا طُولَ ذاك بُكا!
مِن بديع التراكيب!
إضافة:
سؤال بريء: كيف تستخدم يا شيخنا حرف اللوتس في الألوكة؟
(يُتْبَعُ)
(/)